المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 أيلول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.september07.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا18/من15حتى17/أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ لا يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ طِفْلٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ

رسالة القدّيس يعقوب03/من13حتى18/فَحَيْثُ يَكُونُ حَسَدٌ وخِصَام، هُنَاكَ فِتْنَةٌ وكُلُّ عَمَلٍ سَيِّئ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

بعض تغريداتنا اليوم ع التويتر/الياس بجاني

الياس بجاني/مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتة/عنوانها/شهداء لبنان هم أبراره وفخره وعزته والكرامة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وجدانيات في الموت/فاطمة عبد الله/فيسبوك

المتهمان باغتيال الرئيس رفيق الحريري دخلا دولا خليجية بجوازات مزورة واثنان منهم  نظما “خلية العبدلي” الإرهابية في الكويت و20 كويتيا يتدربون في معسكر لـ “حزب الله” في لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/9/2015

البابا يدعو كل رعية في اوروبا الى استضافة عائلة من اللاجئين

سلام اشاد بمبادرة بري: الفوضى ليست حلا والذهاب في اتجاه التطرف يعقد المشكلات ولا يحلها

جعجع غادر الى قطر في زيارة رسمية

جنبلاط لدمشق: حبل الكذب قصير “أبو طرابه” هو “أبو عدس” الدرزي

النائب مروان حمادة لـ”السياسة”: الاستحقاق الرئاسي ما زال ممنوعاً وأكد أنه سيترك انعكاساته على حوار بري

مشاورات لسلام مع القوى السياسية لإقناعها بخطة شهيب للنفايات والحراك الشعبي يصعد ويدعي على وزير البيئة قبل تظاهرة الأربعاء

بري: الحوار ليس من أجل بيت أبي هناك متظاهرون على علاقة بالأميركيين

الدكتور مصطفى علوش: حوار بري لامتصاص الحراك الشعبي

فتفت: ذاهبون الى الحوار رغم قناعاتنا أن حزب الله لن يلتزم بمقرراته

كرم: الحوار لن ينتج رئيسا للجمهورية بل قد يؤجل بعض الملفات

اللقاء الكاثوليكي أعلن اعداد وثيقة للحل في لبنان تذاع هذا الأسبوع

محمد عبد الحميد بيضون نوّه بموقف القوات ونصح المستقبل بعدم المشاركة بسياسة الإنتظار

14 آذار هي لي لحظة تلاقي اللبنانيين بدون طائفياتهم وتعصباتهم وتحزباتهم/ايلي الحاج/فايسبوك

تظاهرة العونيين الاخيرة: خديعة منسّقة لتأكيد شرعية باسيل/مدونة كمال ريشا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فنيش: ندعم عون في ترشحه للرئاسة وتعميم الإتهام على الجميع يخرج التحرك عن موضوعيته ويغطي الفاسدين

 فياض: نريد إصلاحا غير طائفي وغير فئوي ونرحب بأية مواجهة ضد الفساد

قاووق: سنشارك في الحوار بروح إيجابية

الحاج حسن: سنبقى مع مطالب الناس بوجه الفساد

يزبك: الدولة التي لا تستطيع حل مشكلة النفايات هي أعجز عن حل أي مشكلة اخرى

الموسوي: رئاسة الجمهورية معقودة للوطني الحر بوصفه الاكثرية المسيحية

قبيسي: نحن الأحرص على بلدنا ليبقى خزانا لقوة المقاومة

قبلان قبلان: نأمل في أن يستفيد الجميع من دعوة بري إلى الحوار

قاسم هاشم: لبنان يمر بمرحلة صعبة بسبب الاستمرار في حال الاهتراء السياسي

قداس مشترك في محطة بحمدون لراحة أنفس شهداء البلدة

الراعي مترئسا العرس الجماعي السادس: هي فرحة مجتمع محتاج إلى مشاعر إنسانية وحب في زمن الانقسامات والأحقاد والخلافات

الراعي ترأس قداس سيامة عبد الساتر أسقفا ونائبا بطريركيا

إبراهيم في افتتاح مركز امن عام قرطبا: لن نستكين حتى البلوغ بملف العسكريين المخطوفين الى خواتيمه السعيدة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بالاسماء ... السويداء تشيع سبعة عشرة شهيدا"

خادم الحرمين الشريفين أنهى زيارته لواشنطن وعاد إلى طنجة

أوباما يؤكد وقوف الشعب الأميركي مع الإمارات

ألف مقاتل سعودي من قوات النخبة في اليمن لدعم المقاومة بمأرب

طيران التحالف كثف غاراته على معاقل التمرد واستهدف دار الرئاسة والأمن المركزي بصنعاء

بغداد: مؤتمر الدوحة تدخل سافر في شؤوننا الداخلية

الاتحاد الأوروبي يخوض حرباً ضد جيش من ثلاثين ألف مهرب للبشر

50 قتيلاً في غرق سفينة بماليزيا وانقاذ مئة قبالة سواحل قبرص واشتباكات بين المهاجرين والشرطة في جزيرة يونانية

نتانياهو يرفض “إغراق” إسرائيل بالمهاجرين السوريين والأفارقة

جندي تركي حمل جثة آلان: تخيلت إبني يرقد مكانه

إيران تنفق ما بين 3.5 و15 مليار دولار لدعم الأسد ووواشنطن قلقة من تعزيزات عسكرية روسية

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله» .. مناصبة العداء لقلب بيروت/علي الحسيني/المستقبل

حزبلة ” التيار العوني/عماد قميحة/جنوبية

ترافع بري وباسيل وجعجع... اختلطت الأوراق/ايلي الحاج/النهار

تشجيع دولي للتحركات السلمية في لبنان/علي بردى /النهار

هل تضاءل الأمل بنجاح حوار 9 أيلول بعد انقسام اللبنانيين ثلاث فئات/اميل خوري/النهار

تظاهرات لبنان وهاجس الإعلام/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

هولاند يفضل استقبال عون لا باسيل  "النهار" تنشرمسودة اقتراحات لـ"حماية الأقليات"/خليل فليحان/النهار

هل يثمر التحرك الدولي انتخاب رئيس على "البارد"؟ طاولة الحوار لمواكبة التطور الاقليمي والتحضير لنتائجه/سابين عويس/النهار

توصيفات مشؤومة/نبيل بومنصف/النهار

ميثاق وطنياً بلا عقد اجتماعي.. والحيرة مشتركة/وسام سعادة/المستقبل

قمة واشنطن تطوي إعلان بوتين ومسودة دي ميستورا/جورج سمعان/الحياة

الاستقرار والأخطار/غسان شربل/الحياة

في دلالات صورة الطفل آلان الكردي/هوشنك أوسي/الحياة

السوري أمام سؤال النجاة/مصطفى علوش/كتب سوري/الحياة

العصائب الإرهابية والتشفي بأهل الخليج العربي/داود البصري/السياسة

السويداء في القلب من سورية/غسان المفلح/السياسة

هجرة لاجئي الأكثريّات تهمّش ملف الأقليّات فراغ الرئاسة نموذج عن عجز الضمانات/روزانا بومنصف/النهار

النظام السوري و«الفاتح من سبتمبر»/خيرالله خيرالله/المستقبل

لن أصوّت لصالح الاتفاق الإيراني/بن كاردين/الشرق الأوسط

الخليج ولاجئو سوريا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

تحالف جديد بين الرياض وواشنطن/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا18/من15حتى17/أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ لا يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ طِفْلٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ

"قَدَّمَ الْجُمُوعُ إِلَى يَسُوعَ أَطْفَالاً لِيَلْمُسَهُم. فَلَمَّا رَآهُمُ التَّلامِيذُ ٱنْتَهَرُوهُم. أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَا الأَطْفَالَ إِلَيْهِ وقَال: «دَعُوا الأَطْفَالَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلا تَمْنَعُوهُم، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاءِ مَلَكُوتَ ٱلله. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ لا يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ طِفْلٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ».

 

رسالة القدّيس يعقوب03/من13حتى18/فَحَيْثُ يَكُونُ حَسَدٌ وخِصَام، هُنَاكَ فِتْنَةٌ وكُلُّ عَمَلٍ سَيِّئ.

"يا إِخوَتِي: هَلْ بَيْنَكُم حَكِيمٌ وفَهِيم؟ فَلْيُظْهِرْ بِحُسْنِ سِيرَتِهِ أَعمَالاً مُتَّسِمَةً بِوَدَاعةِ الحُكَمَاء. أَمَّا إِنْ كَانَ في قَلْبِكُم حَسَدٌ مُرٌّ وخِصَام، فلا تَفْتِخِرُوا ولا تَكْذِبُوا على الحَقّ. إِنَّ تِلْكَ الحِكْمَةَ لَيْسَتْ نازِلَةً مِنْ عَلُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ بَشَرِيَّةٌ شَيْطَانِيَّة. فَحَيْثُ يَكُونُ حَسَدٌ وخِصَام، هُنَاكَ فِتْنَةٌ وكُلُّ عَمَلٍ سَيِّئ. أَمَّا الحِكْمَةُ النَّازِلَةُ مِنْ عَلُ، فَهِيَ أَوَّلاً نَقِيَّة، ثُمَّ مُسَالِمَة، حَلِيمَة، طَيِّعَة، مُمتَلِئَةٌ رَحْمَةً وثِمَارًا طيِّبَة، لا مُحَابَاةَ فيهَا ولا رِيَاء. وثَمَرُ البِرِّ يُزْرَعُ بالسَّلامِ لِفَاعِلِي السَّلام."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

بعض تغريداتنا اليوم ع التويتر

الياس بجاني/06 أيلول/15

*نعم كان في كتير فرق بين طوباوية الصلاة للشهداء في معراب، وبين القرف والجنون ومعلقات الحقد والكرهاية وممارسات الهمجية في مظاهرة عون اللاهية. ع الأكيد الأكيد!!

*تعليقاً على مشاركة شاعر كبير ووطني في مظاهرة نفاق عون/يا شاعر ان كنت حقا شاعر بوجع وذل أهلك وشايف مينو المحتل وشو عم يعمل ما كنت لازم تشارك هالمحتل وزلمو الطرواديين بمسرحية نفاق تحمل مسمى مظاهرة

*يا شاعر يلي بشعرك والكلمات محلق فوق النجمات، ويا حامل لبنان وارزاتو ع كل الكون! بربك، شو كنت عم تعمل بمظاهرة ميشال عون؟

*كل سياسي حساباتو ع قياسه وقياس عيلتو ورصيدو بالبنك، وكل سياسي أجير وتابع لجهة غير لبنانية ومأجر لسانو وقاتل وجدانو، هيدا مخلوق للكب والمزابل، يعني زبالة وبس!!

*وكمان كل رجل دين المفترض يرعى رعيته ويخاف ربنا ويوم حسابو ما بيعود منو نفع لمن بيفترس الرعية وبيعبد المظاهر والسلطة وبيصير حتى يصبغ شعره. ع فكرة أحدهم وهو راعي بيصبغ شعره!!!

*الشيب وقار ع قول الشاعر، وبالتالي رجل الدين تحديداً عندما يخجل بشيبه ويصبغ شعره يبين أنه والدين في غربة قاتلة وأنه من عبدة الأجساد والتراب وكل ماقشور ومظاهر وليس محتوى!!

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتة

عنوانها/شهداء لبنان هم أبراره وفخره وعزته والكرامة

http://al-seyassah.com/%D8%B4%D9%87%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D9%88%D9%81%D8%AE%D8%B1%D9%87-%D9%88%D8%B9%D8%B2%D8%AA%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83/

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وجدانيات في الموت

فاطمة عبد الله/فيسبوك/06 أيلول/15

أحشو أظفاري طلاءً بلون جثة

طبقةٌ لا تكفي لاكتمال الملامح،

طبقتان فأشعرُ بالجثة بين الظفر واللحم

تلمع كأنها تتفسّخ تحت الشمس.

طلاء أظفاري يذكّر بالوجوه الصفراء

المتآكلة بالوحدة والبرودة،

التي ودّعت الجميع ولم تلاقِ

مَن يُنزلها إلى القبر.

تمتلئ الغرفة برائحة الطلاء

القابع كالأشلاء المجهولة على أصابعي

أكمّ أنفي بكفّ يدي،

تقفز من إصبعي جثة

تدخل في رأسي

أشتمّها من الظفر

من اللحم الميت

من تلاقي الهذيان بالصداع.

أشتمُّ التراب حيث الروح

التي سبقتني إلى الوداع.

 

تقرير تعروي يعني ستربتيزي وفاضح لحقيقة حزب الله الإرهابية والمجرمة وهو برسم الساقط في كل تجارب ابليس ميشال عون وكل اتباعه المغرربهم الذين تحركهم وتتحكم بعقولهم وابصارهم مركبات الحقد والكراهية

***المتهمان باغتيال الرئيس رفيق الحريري دخلا دولا خليجية بجوازات مزورة واثنان منهم  نظما “خلية العبدلي” الإرهابية في الكويت و20 كويتيا يتدربون في معسكر لـ “حزب الله” في لبنان

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/06/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%87%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A8%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%AF/

* جهاز استخبارات أوروبي رصد العنصرين “بالصدفة” أثناء تواجدهما في مطار بشمالي أفريقيا

* معسكر التدريب يشرف عليه قياديان كبيران ومدربون من الحرس الثوري الإيراني

* تقرير أميركي: إيران تنفق مليارات الدولارات سنوياً على التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط

* لاريجاني يدعي أن الحقد على حزب الله وراء التهم المتعلقة بتورطه في قضية خلية العبدلي

* الطريجي للخالد: السفير الإيراني موظف استخبارات سابق ومسؤول عن ملف الحوثيين وفوضى البحرين

السياسة” – خاص: 07 أيلول/15

اتسع خرق الاتهامات الموجهة إلى إيران كثيرا بعد انكشاف مخططها التخريبي ضد الكويت عبر ما بات يعرف بـ”خلية العبدلي” التي تشير المعطيات والدلائل التي تتكشف يوما بعد آخر إلى أنها ليست سوى رأس جبل الجليد لسلسلة من الخلايا التي زرعت بدقة وعناية على مدى سنوات على عين الحرس الثوري و “حزب الله “. في المعطيات الجديدة معلومات كشف عنها مسؤول أمني لبناني غير رسمي لـ”السياسة” تؤكد أن “الخلية” مجرد حلقة في مخطط جهنمي يقف وراءه أخطبوط تتمدد أذرعه في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي بل وفي بعض العواصم العربية الأخرى. المسؤول الحزبي اللبناني ـ الذي طلب عدم الكشف عن هويته لخطورة المعلومات وحساسيتها ـ أبلغ “السياسة” أن عضوين في تنظيم “حزب الله” من بين المتهمين الخمسة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ـ أوفدا في مارس الماضي إلى عدد من الدول الخليجية بوثائق سفر مزورة في مهمة فائقة السرية, تستهدف تنشيط خلايا “حزب الله” في هذه الدول وربطها ببعضها البعض ووضع خطط لمنظومة من التفجيرات والاغتيالات التي تطال عددا من المسؤولين وضمن هدف أعم وأشمل لضرب الأمن والاستقرار في دول الخليج العربية.

وأوضح المصدر أن “طرف الخيط الذي قاد إلى الكشف عن خلية العبدلي التقطه جهاز استخبارات أوروبي كان قد رصد ـ” بالصدفة” ـ المتهمين المشار إليهما أثناء تواجدهما في مطار دولة عربية شمالي أفريقيا ـ رفض الإفصاح عنها .

وقال:إن”الجهاز الأوروبي تعرف عليهما من الصور التي استعرضت بعد مغادرة أحدهما إلى المنامة برفقة ثلاثة آخرين قد يكونون من بين أعضاء خلية العبدلي, ولم يبلغ الجهاز الأمني الكويت بالأمر لعدم كشفه هويتهما إلا متأخرا ; لكنه أطلع السلطات الأميركية على تلك المعلومات في سياق التنسيق الاستخباراتي بين الجانبين”.

وأضاف: إن “الصور التي التقطها الجهاز الأوروبي أظهرت وجود مواطنين كويتيين اثنين برفقة عنصري حزب الله بصالة المغادرين في مطار الدولة العربية, الأمر الذي أثار الشكوك وطرح العديد من علامات الاستفهام التي قادت لاحقا إلى الكشف عن خلية العبدلي”.

إلى ذلك أفاد المسؤول الحزبي اللبناني بأن “المعطيات الأمنية المتوافرة لديه تؤكد أن 20 كويتيا من غير المنتمين إلى “خلية العبدلي” تلقوا اعتبارا من أبريل الماضي تدريبات مكثفة على استخدام الأسلحة والمفرقعات وإطلاق القذائف والصواريخ في موقع تدريب تابع للحزب اللبناني قرب بلدة شمسطار الواقعة في البقاع شرقي لبنان .

وأوضح أن “معسكر التدريب الذي يقيمه “حزب الله” في تلك المنطقة يشرف عليه قياديان كبيران ومدربون من الحرس الثوري الإيراني, وقد انتهت الدورة التدريبية التي شارك فيها الكويتيون أواخر أغسطس الماضي ولم تعرف الجهة التي توجهوا إليها.

وكانت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية قد كشفت في عددها الصادر أمس أن إيران تنفق مليارات الدولارات سنوياً لملء جيوب الإرهابيين في الشرق الأوسط, بما في ذلك اليمن وسورية ولبنان, وفقاً لما جاء في تقرير خاص للإدارة الأميركية أشرف عليه السيناتور مارك كيرك. ويفصل التقرير المبالغ التي تنفقها إيران سنوياً لدعم الجماعات الإرهابية, حيث يقدر الباحثون أن حزب الله اللبناني يحصل سنوياً على نحو 100 إلى 200 مليون دولار, في حين تذهب 3.5 إلى 15 مليار دولار سنوياً لدعم نظام بشار الأسد, كما تنفق إيران زهاء 12 إلى 26 مليون دولار لدعم المليشيات الشيعية في العراق وسورية, في حين تدفع ما بين 10 و20 مليون دولار لدعم جماعة الحوثي باليمن. في موازاة ذلك وصف رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الاتهامات الموجهة الى بلاده بالوقوف وراء خلية العبدلي بـ “المزاعم”. وقال في لقاء مع فضائية “الميادين” اللبنانية التي يعتقد انها احدى اذرع طهران الاعلامية: ان المزاعم ضد حزب الله تأتي من الحقد على الحزب مشيرا الى ان هذه الادعاءات لا تدل على العقلانية والحكمة.

على الصعيد النيابي وجه عبد الله الطريجي سؤالا إلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد عما إذا كانت الوزارة قد قامت بدراسة ملف السفير الإيراني الحالي علي رضا عنايتي قبل اعتماده وهل علمت بأنه كان موظف استخبارات ومسؤولا عن ملفي دعم التمرد الحوثي في اليمن منذ عام 2006 وحتى 2009 وفوضى البحرين في عام 2011 بتكليف من السلطات الإيرانية ؟ ولماذا لم تقم باستدعائه وتوجيه اللوم له والطلب منه التزام الصمت مع تسليمه مذكرة احتجاج على بيان سفارته الذي خرق السيادة الكويتية? وهل لديها نية لاستدعاء السفير الكويتي في إيران للتشاور حول القضية؟ من جهته طالب محمد طنا بسحب جنسيات من تتم إدانتهم من قبل المحكمة في خلية العبدلي, مؤكدا أنهم لا يستحقون الانتماء لهذا البلد المعطاء.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/9/2015

الأحد 06 أيلول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ينطلق الأسبوع حافلا بالمحطات السياسية من جهة، ومثقلا بملف النفايات الذي يدفع الحراك المطلبي من جهة ثانية.

ومع انتظار يوم الأربعاء موعد انعقاد طاولة الحوار التي دعا اليها الرئيس نبيه بري، وقد أشاد الرئيس تمام سلام بدعوة الرئيس بري، من المرتقب ان يشهد اليومان المقبلان تقدم خطة الوزير أكرم شهيب في مرحلتها الأولى، المتضمنة اختيار مطامر للنفايات بدل المكبات، ومع إقامة محارق. وتكون الخطة محور جلسة استثنائية لمجلس الوزراء قيل إنها تعقد الثلاثاء، أي قبل أربع وعشرين ساعة، من انعقاد الحوار الوطني، برعاية الرئيس بري الذي نصح الوزير شهيب بالاسراع في تنفيذ الخطة.

سياسيا أيضا، الدكتور جعجع الذي أعلن عدم مشاركة "القوات" في طاولة الحوار، غادر والنائبة ستريدا على رأس وفد قواتي إلى قطر.

أما بالنسبة إلى الحراك المطلبي، فهو مستمر وانطلاقا من مشكلة النفايات.

في الغضون، حراك إقليمي- دولي قائم على خلفية التوازي بين استمرار الأوضاع الدموية في سوريا واليمن وليبيا، وبين محاولات سياسية لإيجاد مخارج وحلول، ومنها محاولة إيصال الأمور إلى حوار سعودي- إيراني، لما لهذا الحوار من تأثيرات في المنطقة برمتها.

وضمن معاناة أهل المنطقة، خصوصا سوريا والعراق، تكبر قضية النازحين واللاجئين والمهاجرين. لبنان يعاني جراء النازحين السوريين الذين يشكلون عبئا كبيرا عليه. المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية ميرفت تلاوي، ناشدت المجتمعين الدولي والعربي عبر "تلفزيون لبنان" بذل كل الجهود لإعانة النازحين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أسبوع لبناني دسم يحمل معه الحوار الوطني، في ترجمة مبادرة الرئيس نبيه بري. لا خيار آخر إلا الحوار سبيلا إلى فرض الحلول. وهل هناك بديل؟.

مبادرة رئيس المجلس أشاد بها الرئيس تمام سلام، بعد تمادي الخلافات السياسية التي أدت إلى الفراغ الرئاسي والشلل التشريعي والتعطيل الحكومي، ووضعت البلد على طريق الانهيار. فجاءت دعوة الرئيس بري في الوقت المناسب تنقذ لبنان من أصعب الأزمات السياسية والاجتماعية.

رئيس حزب "القوات" سمير جعجع الذي رفض المشاركة في الحوار الداخلي، اختار الذهاب إلى قطر الآن مع زوجته النائب ستريدا جعجع ووفد "قواتي"، في زيارة رسمية بدأت اليوم.

وفي الأسبوع المقبل الدسم، اتصالات حول توصية الوزير أكرم شهيب لملف النفايات. ما بين الحلول الفورية المبنية على إيجاد المطامر، والمرحلة الانتقالية في إعادة المناقصات، يدور النقاش في التفاصيل. فهل يمر الحل السريع بإعادة فتح مطمر الناعمة من ضمن المطامر الأخرى المطروحة؟.

أبعد من لبنان، ضبطت السويداء أجواءها المتشنجة، ووأدت الفتنة بجهود مشايخها وأبنائها الموحدين، وألقت القبض مع الدولة السورية على منفذ التفجيرين. وافد أبو ترابي، الذي حرض المواطنين على الشغب، اعترف أمام مشايخ السويداء بتنفيذ التفجيرين، وسيبث الاعتراف تلفزيونيا الليلة.

وفي الساعات السوداء الماضية التي عاشتها السويداء، حاول المسلحون التقدم نحو "حضر" لضرب الموحدين فيها، مستغلين الانشغال بتطورات السويداء. لكن أهالي "حضر" والقوات السورية أحبطوا الهجوم الليلي، وردوا المهاجمين المتطرفين.

سوريا التي هجر الإرهاب أهلها، تألمت على مواطنيها النازحين الهاربين من الإرهابيين إلى عواصم العالم. حلول جزئية أوروبية لأزمة اللاجئين، لكن الحل الأول والنهائي الحقيقي، يكمن بضرب الإرهاب في سوريا وإعادة الاستقرار والسلام إلى كل الأراضي السورية، وعدم ترك الجيش السوري وحيدا يحارب الإرهاب الآتي من كل اتجاهات الأرض، بدل التصويب الغربي على روسيا التي كثفت من دعمها للسوريين عسكريا واقتصاديا وسياسيا، والهدف الروسي هنا أيضا ضرب الإرهاب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

خسائر أهل السلطة في لبنان تزداد، مع تفاقم الأزمات ومراوحتها في مكانها.

أزمة النفايات تنتظر المعالجة، وتحتاج مصادقة سياسية على خطة وزير الزراعة. لن يقال أصبح الحل باليد لحجم التفخيخات في هذه القضية، وقد يمضي مزيد من الوقت بانتظار ايجاد مطمر هنا أو هناك. وإلى حينه سيتنشق أهل العاصمة والمناطق الدخان الكثيف المتصاعد من حرائق النفايات السياسية المتراكمة.

نافذة الحوار التي فتحها الرئيس نبيه بري، تبقى متنفسا في هذه الأجواء السياسية الملوثة: صورة الطاولة اكتملت لالتقاء رؤساء الكتل النيابية في التاسع من الجاري تحت قبة البرلمان. وحدها "القوات اللبنانية" رفضت المشاركة كعادتها، يفهم الرئيس بري منهجية رئيسها سمير جعجع، كما قالت مصادر عين التينة ل"المنار"، واضافت: إن قطار الحوار جاهز وهو سينطلق في موعده.

في اليمن، تحت جنح الظلام أراد أهل العدوان استعادة بعض من ماء الوجه المفقود في معكسر الصافر بمأرب. استهدفوا العاصمة صنعاء بعشرات الغارات الجوية العنيفة، وأهدافهم كانت ولا تزال المنازل والمدنيين.

عجزت قوات العدوان في مواجهة رجال الجيش اليمني واللجان على الحدود وفي العمق، فأكدوا منهج الانتقام من أجيال اليمن عبر قصف مستشفى الأمومة والطفولة، وجامعة الايمان.

أما الشعب اليمني فكله إيمان بالانتصار، وهو حسم الموقف منذ زمن، ورجح ميزان الميدان لمصلحته بال"توتشكا" واخواته. كل انجازاته واضحة وضوح الشمس، وإن كان أهل العدوان جريئين فليكشفوا حجم خسائرهم بالأمس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

هل هو هدوء عطلة نهاية الأسبوع، أم هدوء ما قبل العاصفة؟

الجواب الدقيق عن هذا السؤال، لن يتحدد مبدئيا قبل الأربعاء المقبل، اليوم الذي يحمل موعدين متزامنين: بدء جلسات الحوار، وعودة الحراك المدني إلى الشارع عبر تظاهرة كبيرة. وحتى ذلك الحين، كل ما يحصل يندرج في اطار المناوشات ليس إلا. فالحوار تحددت أطرافه، ومن سيشارك فيه أم لا. والحراك المدني يحاول صنع حدث كبير في يوم الحوار، ليثبت قدرته على الاستمرار.

وبين الحدثين، تحاول اللجنة المعنية بحل مشكلة النفايات، تظهير حل ما وهو أمر لم يعد بعيدا إذا صفت النيات وصدقت الحسابات والتعهدات.

تزامنا مع الحراك المحلي، جاء الشق اللبناني في البيان السعودي- الأميركي المشترك، ليشير إلى احتمال تحريك الواقع الرئاسي الجامد منذ حوالي 16 شهرا. فقد ذكر البيان الختامي لقمة الرئيس الأميركي أوباما والعاهل السعودي الملك سلمان، بالأهمية القصوى لانتخاب مجلس النواب اللبناني رئيسا جديدا للجمهورية استنادا إلى أحكام الدستور. وهذا الموقف الواضح اقليميا ودوليا، شكل ردا صريحا ودقيقا على الطروحات الصادرة من لبنان بتغيير قواعد اللعبة، إما عبر انتخاب رئيس من الشعب أو عبر تبديل الأولويات لاجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مع فارق الساحة والتوقيت ونوعية المواجهة وأدواتها، يبدو المشهد بعد التظاهرة "العونية" عصر الجمعة الماضي، مطابقا لمشهد ما بعد هزيمة اسرائيل في حرب تموز 2006، على الأقل من ناحية واحدة، وهي أن كثيرين من السياسيين والديبلوماسيين والمراقبين، فتحوا هواتفهم طيلة اليومين الماضيين، مع قريبين من الرابية، لاستكشاف معالم سؤال واحد: أين سيصرف الجنرال انتصار الجمعة؟ في استذكار لسؤال صيف العام 2006 الشهير: أين سيصرف السيد انتصاره؟.

غير أن التشابه بين المشهدين لم يقتصر على السؤال. بل تعداه ليتطابق في الجواب أيضا. فكما جير انتصار المقاومة قبل تسعة أعوام لصالح الشعب اللبناني، كذلك ستكرس صرخة الشعب نفسه في ساحة الشهداء يوم 4 أيلول 2015، من أجل مصلحة لبنان وخير كل اللبنانيين. وخاصة من أجل حقهم الطبيعي والضروري والملح، في بناء دولة دولة، واستعادة وطن وطن.

أين سيصرف ميشال عون أصوات الآلاف الذين لبوا نداءه؟ الجواب محسوم لدى الجنرال: سنثمرها أولا وأخيرا لمصلحة ألا يسرق صوتهم، وألا يسلب حقهم، وألا تمتهن كراماتهم. بعد يوم الجمعة 4 أيلول، صار هناك صد كبير لكل مؤامرات الخارج، وصار هناك سد كبير في وجه كل طفيليي الداخل. وصار هناك بد أكيد، بأن الخطوة الأولى التي لا تراجع عنها لأي حل، تبدأ بحق الشعب في الانتخاب.

هذه هي الرسالة التي أوصلتها ساحة الشهداء إلى ساحة النجمة. وهي رسالة كانت مثلثة: تياريا، ومسيحيا ولبنانيا: إما أن تكون الكلمة للناس عبر صناديق الاقتراع، وإما أن الزمن وحده بين الشعب وبين مغتصبي حقوقه، مهما طال الفراغ أو الشغور.

رسالة وحدها قادرة على تصحيح ثغر الحوار وترتيب أولوياته المبعثرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

كيف ستكون المواجهة الأربعاء المقبل بين طاولة الحوار وحركة "طلعت ريحتكم"؟ وعمليا، كيف ستكون المواجهة الأولى بين الرئيس بري وهذه الحركة؟

"طلعت ريحتكم"، ومنذ حراكها الأول في 22 آب الفائت ثم حراك الذروة في 29 منه، كان صدامها على تماس مع السرايا وساكن السرايا ومع وزير الداخلية، وصولا إلى النجاح في التسلل إلى مكاتب وزارة البيئة والمطالبة باستقالة وزيرها.

المشهد هذا الأربعاء سيكون مختلفا، المواجهة هذه المرة مع الرئيس نبيه بري، فكيف ستكون؟

إذا كانت التقارير عن تعنيف المتظاهرين في 22 آب قد ألقت باللوم على شرطة المجلس وعلى سرية حماية المجلس، فكيف ستتصرف الشرطة والسرية الأربعاء المقبل إذا ما أصرت حركة "طلعت ريحتكم" على التقدم في اتجاه ساحة النجمة؟ هل ستكون ردة الفعل مشابهة لما كانت عليه أمام وزارة البيئة؟

من الصعب التكهن، فربما نبيه بري غير محمد المشنوق، وإن كانت "طلعت ريحتكم" هي نفسها في المكانين، وفي مطلق الأحوال فإن الأربعاء لناظره قريب.

لكن يبدو ان طاولة الحوار والتحرك لمواجهتها، لن يكونا كل الصورة الأسبوع المقبل، فما حدث في السويداء ينذر بمضاعفات، دروز لبنان ولاسيما الجنبلاطيون، مرتابون مما جرى سواء لجهة اغتيال الشيخ وحيد بلعوس أم لجهة إعلان النظام في سوريا عن توقيف الفاعل والذي سموه "الإرهابي الوافد أبو ترابة"، ما دفع النائب جنبلاط إلى الرد بقسوة واستحضار حدث مشابه، واصفا ابو ترابة بأنه أبو عدس الدرزي.

المشهد الثاني هو اللاجئون السوريون إلى الغرب، حيث يبدو أن الطفل إيلان كردي قد افتدى بوفاته المأسوية وبتأريخ هذه المأساة بالصور، كل مواطنيه اللاجئين، حيث انقلب رفضهم في الغرب إلى تعاطف منقطع النظير معهم.

إنه أسبوع الاختبار للجميع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

موعد الحوار حدد في التاسع من أيلول. ولكن السؤال: ماذا عن موعد جلسة مجلس الوزراء؟ وهل سينعقد المجلس استئنائيا للبت بموضوع النفايات المتراكمة في الشوارع والأزقة، لا سيما بعد تسلم الرئيس تمام سلام للتقرير الذي أعده وزير الزراعة أكرم شهيب؟

وإذا كان تنفيذ التقرير الذي قدمه الوزير شهيب، لا يحتاج إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، فلماذا لا يتم تطبيق الجانب الأولي منه والمتعلق بلم النفايات؟ الاجابة على السؤال لا تزال، وفق مصادر معنية، تحتاج إلى بلورة المزيد من الاتصالات التي يجريها الرئيس تمام سلام الذي وصف الحراك الشعبي في البلاد بأنه تعبير مشروع، جراء تدهور الأوضاع المعيشية، لكنه نبه في المقابل إلى أن هناك من يحاول إستثمار هذا الغضب لنشر الفوضى التي لن تشكل الحل.

في وقت كانت مجموعة تطلق على نفسها "محكمة الشعب"، تطلب مقاضاة وزير البيئة محمد المشنوق جزائيا. وتحدثت عن مجموعة من التجاوزات والمخالفات الدستورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

منازلة على التاسع من أيلول. السلطة تفترش الطاولة، والشارع يلتحف الأرض. ففي ساحة النجمة حوار مكرر معجل مهلهل. وعلى أبواب الساحة، نجوم الساحات أبناء الحراك الذين فرضوا مطالبهم، وتحولوا قوة ثالثة لم يعد تجاهلها مجديا.

ومن السرايا دعم وإشادة من تمام سلام إلى مبادرة نبيه بري، ودعم مع تشكيك في انتفاضة الشارع، إذ رأى رئيس الحكومة أن الحراك الشعبي هو تعبير مشروع من جراء تدهور أوضاع اللبنانيين المعيشية، لكن هناك من يحاول استثمار هذا الغضب لنشر الفوضى.

وكما تسميته للنفايات السياسية وتجهيله للفاعل، فإن تمام سلام لم يكشف عن الجهة الساعية لنشر الفوضى وإختلاق الدسائس، أو تلك الممولة إفتراضيا. فرئيس الحكومة انتهج أسلوب وزير الداخلية، برشق الاتهام من دون قرينة.

لكن الوزير نهاد المشنوق ألقيت عليه اليوم مهمات إستقصائية جديدة، بعدما ثبتت بالوجه الرسمي مغادرة الدكتور سمير جعجع إلى دولة عربية صغيرة في الساعات الماضية، لاسيما أن المغادرة سجلت بعيد إعلان قائد "القوات اللبنانية" عزمه على خوض ثورة الجمهورية، وهنا وجب البحث والتحري من جهاز الداخلية عن مرامي الزيارة وأهدافها، وما إذا كانت مرتبطة بتمويل الحراك "القواتي"، ما دامت حفلة الاتهام سائرة والمشنوق راعيها. فهنا الواقعة مثبتة زيارة وثورة في ولادة واحدة. أما الاتهامات المنسوبة إلى شباب مدني، فليس لها ما يدعم وقائعها، سوى رغبات السلطة في هزيمة عدوها الخارج فجأة من رحم الناس.

هؤلاء الشباب يدفعون للوطن أثمانا من حياتهم. وبعضهم أمضى مئه ساعة حتى اليوم بلا طعام، في اضراب لم يوخز ضمير أي سلطة، ولم يدفع وزير البيئة إلى اتخاذ أي قرار يحركه قيد كرسي. ومع استمرار اثني عشر شابا بإضرابهم عن الطعام أمام وزارة البيئة، نقل الناشط يوسف الجردي هذا المساء، الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي، بعد تدهور حالته الصحية.

 

البابا يدعو كل رعية في اوروبا الى استضافة عائلة من اللاجئين

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - دعا البابا فرنسيس اليوم كل رعية كاثوليكية في اوروبا الى استقبال عائلة من اللاجئين، مشيرا الى انه سيبدأ بالرعيتين الموجودتين في الفاتيكان.

واعلن البابا خلال قداس الاحد في ساحة القديس بطرس في روما انه في "بادرة ملموسة" في اطار التحضير ليوبيل الرحمة الذي يبدأ في كانون الاول، على "كل رعية، وكل جماعة دينية، وكل دير، وكل مكان مقدس في اوروبا ان يستقبل عائلة" من اللاجئين.

 

سلام اشاد بمبادرة بري: الفوضى ليست حلا والذهاب في اتجاه التطرف يعقد المشكلات ولا يحلها

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - وصف رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الحراك الشعبي في البلاد بانه "تعبير مشروع عن غضب اللبنانيين من جراء تدهور اوضاعهم المعيشية"، لكنه نبه الى ان "هناك من يحاول استثمار هذا الغضب الشعبي لنشر الفوضى في البلاد".

وقال سلام، الذي كان يتحدث امام وفد من رجال دين ووجهاء وفاعليات من عكار برئاسة رئيس دائرة أوقاف عكار الشيخ مالك جديدة "الفوضى ليست حلا والذهاب في اتجاه التطرف يعقد المشكلات ولا يحلها". وتوجه رئيس الحكومة الى الوسائل الاعلامية المواكبة للحراك الشعبي، قائلا: "ان المطلوب في هذه المرحلة الكثير من الحكمة والوعي وليس التشنج والاستسلام للغرائز". ووصف الوضع الراهن بأنه "صعب جدا جدا"، معتبرا ان "تمادي الخلافات السياسية، التي أدت الى الفراغ الرئاسي والشلل التشريعي والتعطيل الحكومي لن يؤدي الا الى الانهيار".

وأشاد الرئيس سلام بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري للدعوة الى حوار وطني، واعتبرها "مسعى مشكورا لامتصاص الصراع ومحاولة إيجاد مخارج وحلول سياسية للازمة". واشاد بالمواقف الوطنية لابناء عكار قائلا انها "قدمت الكثير للوطن، ولها في ذمة الدولة اللبنانية الكثير، وكانت لها مواقف مشرفة نابذة للفتنة التي راهن كثيرون عليها". وتابع: "ان قرار مجلس الوزراء الاخير بتخصيص مئة مليون دولار لعكار ليس منة من احد بل هو حق للعكاريين الذين لم يبخلوا يوما على وطنهم".

 

جعجع غادر الى قطر في زيارة رسمية

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - غادر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لبنان بعد ظهر اليوم، ترافقه زوجته النائب ستريدا جعجع ووفد قواتي ضم الوزير السابق طوني كرم، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي ومسؤول الانتشار في دول الخليج فادي سلامة، عن طريق مطار رفيق الحريري الدولي إلى دولة قطر في زيارة رسمية.

 

جنبلاط لدمشق: حبل الكذب قصير “أبو طرابه” هو “أبو عدس” الدرزي

دمشق – وكالات: رد زعيم “الحزب التقدمي الإشتراكي” النائب وليد جنبلاط على إعلان دمشق عنصر من “جبهة النصرة” اعترف بتنفيذ تفجيري السويداء قائلا إن المعتقل هو أبو عدس الدرزي. وكتب جنبلاط في تغريدة على موقع “تويتر” “حبل الكذب قصير..أبو طرابه هو أبو عدس الدرزي” في إشارة إلى شريط فيديو وزعه الجهاز الأمني اللبناني السوري في بيروت لمن سمي “أبو عدس” صبيحة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وكانت السلطات السورية, أعلنت أمس, أنها القت القبض على عنصر في “جبهة النصرة” قالت انه اعترف بتنفيذ تفجيري السويداء بالجنوب وبالمشاركة في الحوادث التي تلته. وذكرت وكالة الانباء الرسمية “سانا” أن “الجهات المختصة اعتقلت في السويداء الارهابي الوافد ابو طرابه الذي اعترف بالمسؤولية عن التفجيرين الارهابيين اللذين وقعا الجمعة الماضية”. وأشار التلفزيون الرسمي السوري إلى أن ابو طرابه ينتمي الى “جبهة النصرة”, فرع تنظيم “القاعدة” في سورية. ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة الامنية في محافظة السويداء قوله إن “الارهابي اعترف بالمشاركة في الاعتداء على فرع الشرطة العسكرية والأمن الجنائي ومحاولة الاعتداء على مبنى المحافظة إضافة الى أعمال التخريب والسرقة للممتلكات الخاصة في مدينة السويداء”. وفي وقت سابق, منعت السلطات السورية, حافلات وسيارات تقل أبناء محافظة السويداء المقيمين في العاصمة دمشق, من الموظفين والطلاب, من دخول السويداء. وقالت مصادر أمنية, مساء أول من أمس, إن السلطات أوقفت الموظفين والطلاب على طريق دمشق-السويداء, مشيرة إلى أن المحافظة باتت معزولة تماما حيث تمنع القوات الحكومية دخول أي شخص إليها, لاسيما وأن الطريق الوحيد للدخول إليها هو من دمشق.إلى ذلك, أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان, أن عدد قتلى التفجيرين اللذين وقعا في مدينة السويداء جنوب سورية ارتفع إلى 37 شخصا, بينهم رجل الدين الدرزي البارز وحيد البلعوس المعروف بمواقفه الناقدة للنظام السوري ومعارضته للاسلاميين المتطرفين.

 

النائب مروان حمادة لـ”السياسة”: الاستحقاق الرئاسي ما زال ممنوعاً وأكد أنه سيترك انعكاساته على حوار بري

بيروت- “السياسة”: رأى عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة, أن في الحراك الشعبي جزءا مشروعا وعفويا وفيه أيضا محاولة سياسية يقودها النائب ميشال عون و”حزب الله” للضغط على الحوار المرتقب الأسبوع المقبل. وقال لـ”السياسة” إن خلط النفايات بالسياسة, قد يؤدي إلى ضياع القضية الأساسية وهي تقاعس الحكومة في الخدمات وإلى تغليب منطق الصراع ذي الوجه الاقليمي الذي قد يؤدي الى تفجير الوضع في لبنان. ولفت إلى أنه حتى الآن استطاع المناخ الدولي والاعتدال العربي أن يقيا لبنان من تداعيات الحرب الدائرة في سورية والعراق, بالاضافة الى اليمن, غير أن التجاذب القائم بين نزعة الهيمنة العسكرية المسيطرة في طهران وديبلوماسية الاتفاق النووي, يدفع المنطقة الى سقوط الاتفاق وتعميم الحروب, لذلك فان النظر الى الغد وما يخبئه لنا في بيروت ودمشق وبغداد يتوقف كثيرا على الصراع الدائر داخل الحكم في ايران والذي انعكس انقساما حادا ومشكورا في العراق بين الشيعة العرب وبين الحفنة التي تريد تسليم العراق ومقدراته الى المشروع الفارسي. واعتبر حمادة ان الاستحقاق الرئاسي سيبقى ممنوعا في لبنان حتى اشعار آخر وسينعكس بالتالي على كامل جدول اعمال الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري فلا آلية طبيعية دستورية لمجلس الوزراء دون رئيس للجمهورية ولا صلاحية واضحة للمجلس النيابي بالتشريع من دون الرئيس العتيد ولا صيانة حقيقية للجيش والقوى الأمنية من دون التراتبية الطبيعية التي تبدأ من الرئيس, فانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان لا يتم بالاقدام, كما ادعى النائب عون ولا يستطيع أن ينتظر قانون انتخاب غير واضح وموضع نزاع, كما يدعي البعض الآخر, ونحن لسنا في نظام رئاسي لكي ينتخب الشعب مباشرة رئيس الجمهورية, وأخيرا لابد من تنبيه الإخوة المسيحيين إلى هذا الفخ الكبير الذي اسمه انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب, لأن ذلك سيؤدي حتما من الآن وصاعدا الى حصر اختيار الرئيس بالغالبية الديموغرافية الاسلامية, فمن يدعي استرجاع حقوق المسيحيين يعمل الآن على تقويض ما تبقى منها. واعتبر أن الحوار لابد منه واللقاءات ضرورية, لكن التجربة علمتنا أن بعض الذين يأتون للحوار لا يضمرون سوى استكمال انقلابهم على السلطة اللبنانية ومؤسساتها. وأشار حمادة الى أن لبنان بدأ يعود إلى الاهتمام الدولي ويبدو أن التوجه العام والذي سيحسم الامور في النهاية, هو الأولوية للانتخابات الرئاسية, كما في العام 2005 عندما فرض خيار الانتخابات النيابية أولا وسقط يومها المجلس الموالي للمخابرات السورية.

 

مشاورات لسلام مع القوى السياسية لإقناعها بخطة شهيب للنفايات والحراك الشعبي يصعد ويدعي على وزير البيئة قبل تظاهرة الأربعاء

بيروت – “السياسة”:يعكف رئيس الحكومة تمام سلام على دراسة التقرير الذي تسلمه من وزير الزراعة أكرم شهيب بشأن ملف النفايات للبحث في امكانية دعوة مجلس الوزراء للانعقاد في جلسة استثنائية هذا الأسبوع أو الذي يليه, لاقرار الخطة التي وضعها شهيب أو إجراء بعض التعديلات عليها, على وقع استمرار الاحتجاجات الشعبية في وجه الحكومة ردا على تقصيرها في هذا الملف والتي ستبلغ ذروتها من خلال الإعتصام المركزي الذي دعت اليه لجنة “29 اب” في ساحة الشهداء مساء بعد غد الاربعاء بالتزامن مع بدء أول اجتماعات الحوار الوطني الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري, في وقت أعلن حزب “القوات اللبنانية” على لسان رئيسه سمير جعجع رفضه المشاركة فيه, باعتباره مضيعة للوقت ولن يوصل الى شيء. وشدد على أن حل الأزمة الراهنة يكمن في النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة وإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية. واعتبر نائب “القوات اللبنانية” فادي كرم, أن كلمة الحوار لا تنطبق على الطاولة التي دعا اليها الرئيس بري فجميعنا يعلم أن الحوار لن ينتج رئيسا للجمهورية بل على العكس قد يؤجل بعض الملفات وأحدها رئاسة الجمهورية. وأضاف إن القوات اللبنانية تريد لبننة الاستحقاق الرئاسي, ولذا تركت شرطا قد يدفعها الى إعادة النظر بمقاطعة الحوار وهو أن تكون رئاسة الجمهورية البند الوحيد على الطاولة ويلتزم “حزب الله” بهذا الملف بندا وحيدا لانتاج رئيس.

وعلمت “السياسة” من مصادر وزارية أنه ستكون لسلام مشاورات مع عدد من ممثلي القوى السياسية للبحث في الخطوات التي سيتم اللجوء اليها بعد انجاز تقرير شهيب ربما يمهد الطريق لدعوة مجلس الوزراء الى الاجتماع واتخاذ الاجراء المناسب لوضع قضية النفايات على سكة الحل وطي هذه الصفحة نهائياً. وأشارت إلى أن الأطراف السياسية مدعوة الى تحمل مسؤولياتها والمساهمة في التخفيف عن معاناة الناس وامتصاص حركة الاعتراضات الشعبية في وجه الحكومة والمسؤولين, على أن يكون للبلديات دور أساسي في صيغة الحل المقترحة, كما أشارت إلى ذلك خطة وزير الزراعة بالتعاون مع لجنة الخبراء. وفي إطار التحركات الشبابية تحدثت محكمة الشعب وفي مؤتمر صحافي عقدته وسط بيروت عن استمرار تحركها وعن مشاركتها في الإعتصام المزمع القيام به في 9 سبتمبر الجاري بالتزامن مع انعقاد طاولة الحوار.

كذلك تقدمت جمعية التعاون الدولي لحقوق الانسان بدعوى جزائية ضد وزير البيئة محمد المشنوق بسبب ما اعتبرته تجاوزاته الادارية والتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر بانتشار الجراثيم والأوبئة. وفي سياق المشاورات, عقد اللقاء التشاوري اجتماعا في دارة الرئيس ميشال سليمان بحضور رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل, حيث جرى البحث في التطورات الداخلية سيما ما يتصل بالحوار الذي دعا اليه الرئيس بري. وشددت مصادر وزارية شاركت في الاجتماع ل¯”السياسة” على ان التركيز يجب أن ينصب في هذا الحوار على تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية, وفي أسرع وقت, وأن يلتزم المقاطعون بحضور جلسات انتخاب الرئيس العتيد لكي يؤتى الحوار المذكور ثماره, مؤكدة في الوقت نفسه أن انتخاب رئيس الجمهورية بعد سنة وخمسة أشهر على الفراغ لا يحتاج الى الكثير من الحوار, فالدستور واضح لناحية ضرورة تأمين النصاب بالنصف زائد واحد لانتخاب رئيس الدولة, وبالتالي فإن المسألة لا تحتاج المزيد من التفسيرات والتأويلات.

 

بري: الحوار ليس من أجل بيت أبي هناك متظاهرون على علاقة بالأميركيين

النهار/7 أيلول 2015/قبل ثلاثة أيام من انطلاق عجلة الحوار في ساحة النجمة يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري ان هذا الحوار سيركز على بند الاستحقاق الرئاسي "واذا لم ننجزه فسننتقل الى بند آخر، وعند الاتفاق على بند ما ننتقل الى القاعة العامة بغية اقراره فيها بعد توجيه الدعوة الى جلسة، وربما نتفق على قانون الانتخاب ونحقق اختراقاً، الامر الذي يساعد في أشياء كثيرة ونتجه الى الانتخابات النيابية، وننتخب بعد ذلك رئيس الجمهورية. وفي هذه الحال لا يكون للخارج اي تأثير". وكرر امام زواره: "ان نسبة نجاح الحوار تراوح بين صفر الى مئة. واذا فشل فلن يكون فشلاً لنبيه بري بل للجميع. وكنت حريصاً على عدم تضمين جدول الاعمال اي بند يمكن ان يتجاوز سلطة اخرى، لئلا يعتبر تدخلاً في صلاحيات مجلس الوزراء". ورداً على سؤال قال انه لن يتم اللجوء الى التصويت "لأن القرارات ستتخذ بالتوافق وليس بالتصويت، والمسألة ليست 8 آذار ولا 14 آذار". على صعيد آخر، قال بري انه "في حال أعلن أي طرف عدم المشاركة في الحوار غير حزب "القوات اللبنانية"، فسأدعو الى تأجيل الحوار. وهو ليس من أجل بيت أبي، بل أردته للخروج من مشكلاتنا وإيجاد حلول لها". وتوقف عند تغيب "القوات" بالقول ان "المواضيع التي تعمل "القوات" على تحقيقها مثل انتخاب الرئيس والتوصل الى قانون انتخاب سيتم بحثها". وتوقع ان "يؤثر الحوار اللبناني في البلدان العربية، فتتشجع على اتباع هذا النموذج الذي يتحقق عندنا". اضاف: "ان الايرانيين من اشد المتحمسين للحوار مع السعودية، وبعد تحرير عدن اخيرا خسر الطرفان (الرياض وطهران) لأن رايات تنظيم "داعش" و"القاعدة" ارتفعت في المدينة". وسئل عما اذا كان يشعر انه محاصر في جلسة الحوار بسبب تحرك المتظاهرين على مقربة من البرلمان، فأجاب: "لا اعتبر نفسي محاصراً، بل أنا على استعداد للنزول معهم وتأييد ما يطرحونه. ونحن في حركة "أمل" تحركنا بقيادة الإمام موسى الصدر من أجل مطالب أقل من التي يرفعها الشبان اليوم. ومن بين المتظاهرين فئة كبيرة من الشرفاء الذين يحملون مطالب محقة واقدموا على ارتكاب اخطاء بريئة. اما الفئة الأخرى فهي على علاقة بالاميركيين، وهذا الكلام قلته اخيرا امام السفير ديفيد هيل في حضور مسؤول اميركي، وابلغني ان هؤلاء تربطهم علاقة بالسفارة، ولكننا لم نحركهم او ندفعهم الى التظاهر، مع حرصنا على حرية الرأي والتعبير".

 

الدكتور مصطفى علوش: حوار بري لامتصاص الحراك الشعبي

الأنباء الكويتية/07 أيلول/15

 يشير القيادي في تيار المستقبل د.مصطفى علوش الى ان الغاية من الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري هي امتصاص الحراك الشعبي الذي ينذر بعواب وخيمة تهدد بالمجهول وبجر لبنان الى افق غامض جدا. وهو يؤكد لـ«الأنباء» ان الحوار سيملأ الوقت الضائع الذي يظهر ضعف الطبقة السياسية وتردي تعاطيها مع الملفات الداخلية والتحديات على مختلف الصعد. وفي هذا الاطار يتوقف علوش عند جملة معطيات ابرزها: لا اتفاق على الاطلاق بالنسبة الى اجراء الاستحقاق الرئاسي. لا اتفاق على قانون الانتخاب وما اذا كانت الرئاسة اولا او الاستحقاق النيابي قبل الانتخابات الرئاسية. لا تفاهم على ممارسة مجلس الوزراء لصلاحيات الرئاسة الاولى في ظل الفراغ الرئاسي. لا تفاهم على تشريع الضرورة في ظل الفراغ الرئاسي. لا رؤية محددة لطبيعة اللا مركزية وحدود صلاحياتها وعلاقتها بالسلطات المركزية. ويقول علوش في موضوع الاستحقاق الرئاسية ان العماد ميشال عون لن يسهل انتخاب رئيس جديد اذا لم يكن الاتفاق سيرسو لصالحه مما سيدفع به الى المطالبة اما بانتخاب رئيس مباشرة من الشعب اما الى اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسة. وعند هذا الحد سيقف حزب الله الى جانب عون بينما سترفض القوى والشخصيات الاخرى ان تجاري مسارا مماثلا مما يعني بنظر علوش ان الافق الرئاسي سيسد مجددا الا انه لن يكون من مصلحة المتحاورين ان يعلنوا الفشل في هذا الملف بالتالي فإنهم سيجدون مخرجا سيوحي للناس ان البحث مستمر وان احتمال الوصول الى تفاهم حول الرئاسة وارد جدا. وفي موضوع قانون الانتخاب سيطول البحث وسيظهر ان المتحاورين عاجزون عن التفاهم مما سيؤدي الى تشكيل لجان متابعة للقانون الافضل. ويرجح علوش ان تكون نتيجة الحوار حول الملفات الاخرى شبيهة بالرئاسة وقانون الانتخاب. من هنا يتابع علوش فإن المتحاورين سيعمدون الى تهدئة الاوضاع والنفوس والى الايحاء انهم سيصلون الى نتائج ملموسة عاجلا او اجلا. وبرأيه ان اسبابا كثيرة تدفع بالمتحاورين الى الحفاظ على مسار ايجابي للحوار وان لم يكن سيفضي الى نتيجة ملموسة وابرزها ان فشل العوار سيزيد من حماسة المتظاهرين وسيعطيهم زخما اكبر مما يرفع من منشوب المخاطر والمجهول بالنسبة الى مستقبل لبنان.

 

فتفت: ذاهبون الى الحوار رغم قناعاتنا أن حزب الله لن يلتزم بمقرراته

وكالات/أشار عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت الى أن "مبدأ الحوار من مبدأ عملنا السياسي لذلك نحن نذهب الى الحوار رغم قناعتنا ان حزب الله لن يلتزم بمقررات الحوار كما فعل سابقا ". وأكد فتفت خلال حديث الى المؤسسة اللبنانية للإرسال "LBCI"، "أننا لسنا محرجين ابدا بموقف الدكتور جعجع بالعكس انا اعتقد انه محق بموقفه من الحوار وهو ينطلق من تجارب سابقة لم تكن ناجحة ابدا وهو يحاول انجاح الحوار بينما الافرقاء الآخرين وتحديدا حزب الله يريدون تفشيل الحوار كما فشل كل الحوارات السابقة".

 

كرم: الحوار لن ينتج رئيسا للجمهورية بل قد يؤجل بعض الملفات

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - اعتبر النائب فادي كرم "ان كلمة الحوار لا تنطبق على الطاولة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، فجميعنا يعلم ان الحوار لن ينتج رئيسا للجمهورية، بل على العكس قد يؤجل بعض الملفات وإحداها رئاسة الجمهورية". وقال في مداخلة عبر برنامج "لقاء الاحد" من "صوت لبنان 93,3": "القوات اللبنانية تريد لببنة الاستحقاق الرئاسي، لذا تركت شرطا قد يدفعها الى اعادة النظر بمقاطعة الحوار وهو بان تكون رئاسة الجمهورية البند الوحيد على الطاولة وان يلتزم حزب الله بهذا الملف بندا وحيدا لانتاج رئيس". أضاف: "ورقة النيات مع التيار الوطني الحر لم تحل كل المشاكل بل أبقت على الاختلافات السياسية. ونحن نحاول البناء عليها كي نصل الى تفاهمات أكبر".

 

اللقاء الكاثوليكي أعلن اعداد وثيقة للحل في لبنان تذاع هذا الأسبوع

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - أعلن "اللقاء الكاثوليكي" ان مركز الدراسات والتخطيط التابع له اعد وثيقة تحت عنوان "الحل من اجل لبنان"، ستتم إذاعتها هذا الأسبوع. وجاء في اعلان "اللقاء الكاثوليكي": "امام ما يعانيه لبنان من تخبط وانقسامات وامام التدهور والخسارات التي لا تعوض، فان اللقاء يطرح هذه الوثيقة للمناقشة للتوصل الى مشروع بناء وطن. الوثيقة تركز على العناوين التالية: الوجود المشرقي، حقوق الانسان، الديموقراطية، النسبية، قانون انتخاب افضل، قانون انتخاب واحد صادق، فدرالية الطوائف، شرط شرعية الانتخابات النيابية، الغاء الطائفية السياسية، التنمية والاقتصاد، المجال التربوي، المجال الاسكاني، مجال النقل، المجال الزراعي والبيئي، المجال الصناعي، الاقتصادي، الاجتماعي، المالي وتطوير النظام. في توازن السلطات: رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس النواب، رئاسة مجلس الوزراء، نيابتا رئاستي مجلسي النواب والوزراء، مجلس الشيوخ، المجلس الاقتصادي والاجتماعي والاصلاح الاداري. كما أعلن اللقاء أنه سيذيع وثيقته "المؤلفة من 12 صفحة فولسكاب والتي تتضمن اعلان لبنان مسؤولية دولية وجنوبه منطقة حج مقدسة على خطى المسيح".

وفي مقدمة الوثيقة التي سيتم اذاعتها هذا الاسبوع ما يلي: "ما اقرب الامس الى اليوم لاصحاب البصيرة والعقول النيرة، وما ابعده للذين ينظرون ولا يبصرون ويسمعون ولا يفهمون. وكأن الزمن توقف في لبنان، وكاننا ندور في حلقة مفرغة. فنبحث عن الحلول ذاتها للمشاكل ذاتها في الظروف ذاتها. والنتيجة، ان الحلول قاصرة عن المشاكل والظروف، اما لقصر نظر ام لعدم دراية او لاستحفاف او ضعف وطنية. فتتجدد الظروف، مجددة المشاكل عينها، وتكون المعالجة بالحلول عينها ولو اثبت الزمن او الواقع عقمها. يعالج القصور الحكومي والاداري، مشكلة لبنان الدائمة بالتسويات واللفلفة. ويعالج التردي الاقتصادي، مصيبة لبنان الدائمة، بالترقيع وبزيادات غلاء المعيشة بعد مساجلات اعلامية مسلية لكن مقرفة. ويعالج موضوع العيش المشترك، كارثة لبنان الدائمة، بشعارات وتبويس لحى ولقاءات متناقضة. مشاغلنا كثيرة، والمطلوب واحد، لبنان.التزاما منا بقرارنا المبدئي الذي اتخذناه منذ سنوات في "اللقاء الكاثوليكي"، القائم في احد محاوره الرئيسة على التواصل الدائم مع اخواننا في الوطن في اطار ترسيخ وتطوير علاقة فاعلة ومنتجة، والمستمد من عمق الاستراتيجية الروحية الاجتماعية السياسية الثقافية للارشاد الرسولي، طريق الحوار والبناء، الهادف الى ضمان الوجود والمصير في هذا الشرق المتعب من جراحه، نخاطب جميع اللبنانيين من القلب بشفافية ومحبة واحترام، لنعلن وثيقتنا الوطنية التي نراها مشروع حل لمشاكل يقتضي لمعالجتها التحلي بالشجاعة والشفافية ومحبة الاخر، بعيدا عن التكاذب وتضارب المصالح".

 

محمد عبد الحميد بيضون نوّه بموقف القوات ونصح المستقبل بعدم المشاركة بسياسة الإنتظار

محمد عبد الحميد بيضون لـ "الأنباء" :ـ ما نشهده في الساحات مواجهات حقيقية بين المجتمع المدني والميليشيات، ولا رئاسة في لبنان قبل سنة ونصف

رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أن الدولة اللبنانية بلغت مرحلة متقدمة من الإنهيار، ما دفع بالمجتمع المدني الى الإنتفاض في الشارع احتجاجا على عجز الطبقة السياسية وتورط عدد من أقطابها بالفساد، وهي طبقة تتألف من محورين رئيسيين وهما: الأول فريق ميليشيوي يتحكم بالبلاد ويشكل نواته كل من حزب الله وحركة أمل والتيار العوني، والثاني فريق سيادي يتألف من مجموعة 14 آذار، يحاول منع الفريق الأول من تهديد الدولة وإسقاطها، معتبرا بالتالي أن الإنتفاضة الشعبية وبالرغم من كونها تسير ضد حكم المليشيات، إلا أن جزءا منها هو صرخة كبيرة بوجه الفريق السيادي لعجزه عن مواجهة الفريق المليشيوي.

ولفت بيضون في تصريح لـ "الأنباء" الى أن المشهد في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، هو كناية عن مواجهات بين هيئات المجتمع المدني من جهة وحكم المليشيات من جهة ثانية، بدليل مسارعة حزب الله الى انتزاع صورة أمينه العام بالقوة من ساحة الإعتصام، وردّ الرئيس برّي على سلة الإتهامات التي وجهت مباشرة وللمرة الأولى اليه، وخروج العماد عون عن صوابه وكيله الشتائم والتهم للمتظاهرين وذهابه الى حد اتهامهم بسرقة "شعاراته الإصلاحية"، من هنا ينصح بيضون قوى 14 آذار باحتضان الحراك المدني، من خلال تأييده ودعمه وتسديد خطواته ولو عن بعد، خصوصا أن ما يطالب به المجتمع المدني يتلاقى بمضمونه وأبعاده وأهدافه مع مطالبها وأهدافها.

واستطرادا، لفت بيضون الى أن العماد عون لم يتأخر بالرد على الحراك المدني، فسيّر تظاهرة مضادة في محاولة للتأكيد على أنه سيّد الساحات والوحيد القادر على تحريك الشارع، وذلك تحت عناوين موبوءة بالأوهام والتضليل والتزييف أهمها وأخطرها "حقوق المسيحيين"، علما ـ يتابع بيضون من باب اليقين والوقائع والصور ـ أن حزب الله متنكرا باللون البرتقالي، شكل النسبة الأكبر من الحشد العوني في ساحة الشهداء، معتبرا بالتالي أن ما تقدم يؤكد وجود مواجهات حقيقية ومصيرية بين حركة المجتمع المدني الممثل بحملتي "طلعت ريحتكم" و"بدنا حاسب" وغيرهما، وبين الميليشيات الممثلة بحزب الله وحركة أمل والتيار العوني.

وردا على سؤال، أكد بيضون أن مصير الحراك المدني على المحك، وسبل نجاحه ووصوله الى تغيير جذري وحقيقي، يرتكز على أمرين أساسيين وهما: دعم ومؤازرة 14 آذار له، وتصويب بوصلة تحركه من خلال رفع شعار إسقاط السلاح حامي الفساد والفاسدين ومانع الإصلاحات الحقيقية والجذرية، وذلك لاعتبار بيضون أنه لولا السلاح لكانت قوى 14 آذار قد تمكنت من العبور الى الدولة التي ينشدها الحراك المدني، مؤكدا أنه من دون هذا الدعم سينتهي الحراك المدني حكما الى ما انتهت اليه هيئة التنسيق النقابية بعد ثلاث سنوات من الإعتصامات والصراخ في الشارع.

على صعيد مختلف وعن قراءته لمبادرة الرئيس برّي الحوارية، لفت بيضون الى أن إيران تمسك بالإنتخابات الرئاسية في لبنان ورقة رابحة في مفاوضاتها حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، والتي قد تستمر لعام أو أكثر، والجدير ذكره ـ تابع بيضون ـ أن هذه المفاوضات ستبدأ العام المقبل لأن الأولوية الأيرانية في الوقت الحالي هي لملاحقة آلية تطبيق الإتفاق النووي، معتبرا بالتالي أن دعوة الرئيس برّي للحوار هي مجرد عملية شراء وقت جديد لحزب الله منفذ السياسة الإيرانية في لبنان.

وختم بيضون مشيرا الى أن الأخطر من لعبة شراء الوقت، هو أن الرئيس برّي دعا مجموعة اللواء علي المملوك لمحاورة قوى 14 آذار والمستقلين، وذلك للتأكيد بصورة مبطنة على أن النظام السوري ما زال فاعلا في لبنان وقادرا على التحكم بقراره، وعليه ينوه بيضون بموقف القوات اللبنانية الرافض لهذه المسرحية الهزلية، وينصح تيار المستقبل بعدم المشاركة بالسياسة الإنتظارية التي يرسمها الرئيس برّي لصالح المسار الإيراني وعلى حساب انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكدا تبعا لما تقدم أن لا رئاسة في لبنان قبل سنة ونصف من اليوم.

 

14 آذار هي لي لحظة تلاقي اللبنانيين بدون طائفياتهم وتعصباتهم وتحزباتهم

ايلي الحاج/فايسبوك/06 أيلول/15

14 آذار هي لي لحظة تلاقي اللبنانيين بدون طائفياتهم وتعصباتهم وتحزباتهم

أتفرج اليوم بحزن على من أخذوا مقود القيادة وهم يقفزون من المركب ليسبح كل بمفرده أو يلقط لوح خشب

أتفرج وأتذكر الشهداء رفيق الحريري، جبران والقسم وسمير قصير والشيخ بيار واللورد الذي كنت أحبه محمد شطح...كل الشهداء

لعلّي رومنسي وعاطفي اكثر مما يجب

لعل الأوان قد حان لتعود كل طائفة الى شهدائها وأساطيرها وكوابيسها

يحصون الآن أرباحهم وخسائرهم

لعلّي الجالس وحدي آخر 14 آذاري

وللعابرين أن يضحكوا لهذه المرثاة.

 

تظاهرة العونيين الاخيرة: خديعة منسّقة لتأكيد شرعية باسيل

مدونة كمال ريشا/06 أيلول/15

لن تمر تظاهرة العونيين على خير داخل التيار العوني، وعلى مستوى القيادات الوسطى،  حيث اشار عدد من هذه القيادات الى انهم تعرضوا لخديعة منسقة بين الجنرال عون ورئيس التيار الوزير جبران باسيل.

وقال عدد من القياديين العونيين ان الجنرال وصهره رئيس التيار فشلا مرتين متتاليتين في استدراج العونيين الملتزمين والانصار تحت سقف الشعار السياسي الذي كان عنوانه “حقوق المسيحيين”، فأخفقا في جمع العشرات في المرة الاولى، وبضعة مئات في المرة الثانية، من دون ان يستجيب انصار عون والملتزمين لنداءات “خبيط الاقدام”.

في التظاهرة الاخيرة، يشير هؤلاء الى ان الجنرال وعدهم بأن يتقدم صفوفهم، فاثار فيهم حمية وحماسة فهم لا يريدون ان يخذلوا جنرالهم.

وفي التظاهرة الاخيرة ايضا، تبدل الشعار والعنوان، فتحول من سياسي الى مطلبي، حسب البضاعة الرائجة في السوق، محاربة الفساد، والمطالبة بالتيار الكهربائي، والمياه والاصلاح والاداري والتغير، فاستطاع الجنرال استعادة نذرا من شارعه المأزوم بتوريث التيار لصهره جبران من جهة، وبحركة المجتمع المدني في الشارع من جهة ثانية، فكان لا بد من إعادة بث الروح في شعارات غابت طويلا عن أدبيات التيار، منذ دخوله في لعبة تقاسم السلطة ومشاركته في الحكومات والوزارات.

ويضيف احد القياديين ان العمل بدأ على قدم وساق من اجل استرداد نبض الشارع من “الغوغائيين”، واسترداد الشعارات التي “سرقها” المجتمع المدني من التيار، والاهم من كل ذلك، ملاقاة الجنرال الى الساحة، فضلا عن اننا نحن نعاني ايضا من فساد الادارات ومن تراكم النفايات وكل الازمات الاجتماعية التي تعصف بالبلاد، ونحن الاجدر بالتعبير عن وجع المواطنين حسب تعبيره.

ويضيف القيادي، فوجئنا ان ما حصل في ساحة الشهداء التي عملنا جاهدين لاثبات وجودنا وحضورنا فيها كتيار سياسي، حوّلها رئيس التيار بالتوريث الوزير باسيل، الى منصة لتأكيد شرعيته الحزبية، بالاتفاق مع الجنرال الذي غاب عن الساحة، وأخلى المنبر للوزير باسيل.

ويضيف قائلا: لو كنا نعرف ان هذا ما ينتظرنا في الساحة لما كنا توجهنا في الاصل، فضلا عن اننا لم نعرف في وجه من نتظاهر.

هل نحن نتظاهر في وجه المجتمع المدني ؟

هل نحن نتظاهر ضد الحكومة، ونحن ممثلين في الحكومة؟

هل نحن نتظاهر ضد المجلس النيابي، ونحن اكبر كتلة نيابية؟.

هل نحن نتظاهر لنطلب بالكهرباء، بعد ان صمينا آذان اللبنانيين بخطط وزير الطاقة وكل الطاقات باصلاحنا للقطاع ووعدنا بتأمين الكهرباء من دون انقطاع نهاية العام الجاري؟

هل نحن نتظاهر لنطالب بالمياه، وصمينا آذان الناس بخطط السدود المائية التي لم ينجح اي سد منها؟.

هل نتظاهر ضد شركة سوكلين ونحن نلتزم إعلاناتها بمليوني دولار سنويا؟.

حقيقة الامر اننا تعرضنا لخديعة، أريد من التظاهرة لملمة صفوف التيار تحت عباءة الوزير باسيل، وهذا ما امنّه الجنرال بغيابه عن الساحة انها حقا لخديعة منظمة

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فنيش: ندعم عون في ترشحه للرئاسة وتعميم الإتهام على الجميع يخرج التحرك عن موضوعيته ويغطي الفاسدين

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - قدر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد المجاهد مهدي مصطفى مدني في حسينية بلدة دير قانون رأس العين الجنوبية، "دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار، لأن البلد يمر في أزمة سياسية كبيرة". وعبر عن حرصه "على إعادة الحياة الى المؤسسات، لأن معالجة ما يشكو منه الناس بحاجة إلى تفعيلها". حضر الحفل مسؤول إقليم جبل عامل في حركة أمل علي إسماعيل وفاعليات دينية واجتماعية. ورأى فنيش أن "التغيير الجذري غير متاح رغم أنه أمر مهم جدا والحوار هو الحل الوحيد لأن لبنان محكوم بضرورة التوافق والشراكة. والإخلال بهذين المبدأين يولد مشاكل سياسية وحياتية. واعتبر أن "التيار الوطني الحر" أثبت في التظاهرة الأخيرة من خلال الحشد الشعبي، أنه لا يزال يمثل التأييد الكبير لما يطرحه الجنرال عون، ولا يزال يتمتع برصيد شعبي لا يقارن بما يحوزه الآخرون، وبالتالي من حقه أن يكون لديه مطالب سياسية". وقال: "كما أيدنا ودعمنا المطالب الحياتية للمتظاهرين لإيجاد العلاج المناسب لمشاكل الناس، فإننا ندعم حق "الوطني الحر" بأن يحظى بالتمثيل الذي يتلاءم مع حجمه الشعبي، ومن هنا كان دعمنا لعون في ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، ودعمنا لمطالبته في أن يكون شريكا فعليا في الحكومة. وإن السياسات الخاطئة والعقلية النفعية التي يمارسها بعض من يتصدى للشأن العام، أوصلت البلد إلى أزمة سياسية خانقة تعطل المؤسسات. لذلك سنعارض هذه السياسات، سواء من موقعنا في المقاومة أو من موقعنا التمثيلي لها، ومن يريد أن يراجع الموقف ليحاسب فليراجع مواقفنا، ونحن نقبل المساءلة والمحاسبة، ولسنا خارجهما، وتعميم الإتهام على الجميع يخرج أي حراك عن موضوعيته ونزاهيته ويغطي الفاسدين". وذكر بأن "القانون يكفل الاعتصام وأن الحراك الشعبي هو إعادة الإلتفات إلى قضايا الناس، ولكن الثقافة في الأداء السياسي تشكو من فقر وضعف، وأصبح لدى الرأي العام نوع من التسليم نتيجة العجز وعدم القدرة على تحقيق المطلوب".مشيرا الى أن "الحراك الشعبي يشعر المسؤول بأن هناك من يراقب ويحاسب، وهذا ما يجعل الحياة السياسية تستقيم". وختم: "أين دور الدول التي تدعي حرصا على سوريا وعلى شعبها في حماية هؤلاء الذين أخرجوا من ديارهم تحت وطأة تهديد داعش وأمثالها؟ وأين الجامعة العربية والمنظمات الدولية والغرب وأوروبا وأميركا من المأساة التي يعاني منها الشعب السوري. وما هو موقفهم من مشهد الطفل السوري الذي تقاذفته أمواج البحر هربا من الجماعات التكفيرية؟ هؤلاء المنافقين الدجالين هم من يتحمل مسؤولية هذه الدماء التي تسفك والتي سفكت في سوريا مدى التاريخ لأنهم هم من حرض على هذا الفعل الإجرامي، وهم من دعم وغذى واحتضن وراهن على هذه الجماعات لتحقيق مآربهم السياسية في سوريا والمنطقة".

 

 فياض: نريد إصلاحا غير طائفي وغير فئوي ونرحب بأية مواجهة ضد الفساد

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض أن "حزب الله هو أكثر الأحزاب اللبنانية جهوزية للإصلاح السياسي ومحاربة الفساد، أكان هذا الإصلاح محدودا أم جذريا، لأنه ليس لديه مصالح خاصة أو فئوية داخل بنية النظام، بل هو في أغلب الأحيان كان ضحية أمام الفساد المستشري، وكانت التوازنات المذهبية والطائفية التي يقوم عليها النظام تجوف إنجازات المقاومة وتعطل مفاعيلها وتشكل سببا لمداخلات القوى الخارجية التي تقف ضد المقاومة". كلام فياض جاء خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في ذكرى أسبوع الشهيدين علي حسين عاشور وعلي نمر دعيبس، في حسينية بلدة ميس الجبل، في حضور علماء وقيادات حزبية وفاعليات وشخصيات وحشد من الأهالي. وأكد أن "حزب الله كان يدفع دائما في أدائه الوزاري والنيابي باتجاه ممارسة رشيدة للسلطة، وفي أحيان كثيرة كان يقوم بذلك على حساب وزنه ومكانته وقدراته ومصالحه، إلا أنه كان يصطدم دائما بالحساسيات المذهبية وبمصالح القوى الطائفية الأخرى، ولأن الحرص على الاستقرار الداخلي يشكل ثابتة لديه، تحول هذا إلى قيد ذاتي مارسه الحزب على نفسه كي لا يذهب بعيدا، لكنه، وعلى الرغم من كل ذلك، وعلى الرغم من الاعتدال الشديد في أداء حزب الله الداخلي، إلا أن القوى التي تريد إبقاء وضع السلطة المتهاوي على حاله وإعاقة أي إصلاح في واقع الدولة، شنت هجوما إستباقيا تضمن اتهاما مختلفا لحزب الله في أنه يسعى إلى المثالثة في السلطة، في حين أننا كنا نسأل أنفسنا دائما ماذا تعني المثالثة، ولا زلنا لا نعرف ما هي". وشدد على "اننا نريد إصلاحا غير طائفي وغير فئوي، وكنا نقول دائما إننا جاهزون للإصلاح إذا أراد الشعب اللبناني ذلك، ومن هنا فإننا نرحب الآن بأية مواجهة ضد الفساد، وبفتح باب الإصلاح السياسي عبر نظام انتخابي نسبي، والانصياع للإرادة الشعبية التي باتت تستند إلى غضب عارم من الخطأ تجاهله".

 

قاووق: سنشارك في الحوار بروح إيجابية

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "المبادرة الوطنية الصادقة التي أعلنها دولة الرئيس نبيه بري بدعوة الأطراف إلى طاولة الحوار تمثل بارقة أمل للبنان في هذه الأيام التي تعصف فيها الأزمات باللبنانيين، لأن الحوار يشكل محطة حقيقية من أجل إخراج لبنان من أزماته الوطنية"، مؤكدا أن "حزب الله سيشارك في هذا الحوار بروح إيجابية وبحرص على إنتاج حلول للأزمات التي تعصف وتحاصر البلاد". واعتبر خلال احتفال تكريمي أقامه الحزب في حسينية مجدل سلم أن "قوى 14 آذار تتحمل جزءا من المسؤولية في تواجد الإرهاب التكفيري في جرود عرسال وجرود رأس بعلبك، وجزءا من المسؤولية في تمدد التكفيريين داخل سوريا على طرفي الحدود مع لبنان وهي لا تزال حتى الساعة تراهن عليه، فهذا الرهان بالإضافة إلى مواقف هذه القوى بات يهدد استقرار لبنان والسيادة والكرامة الوطنية". وأشار إلى أن "قوى 14 آذار بالغت في الخطيئة واستفزاز الناس حتى تفاقمت الأزمات المعيشية وبلغ الفساد في لبنان أرقاما قياسية على المستوى العالمي، وأتت أزمة النفايات لتكون القشة التي تقسم الظهر"، مشددا على أن "من حق الناس أن تصرخ وجعا وغضبا بوجه الفريق الممسك في السلطة وبوجه المتورطين بالفساد الذين تسببوا بأزمة الديون والكهرباء والمياه والنفايات وبتسميم وتوتير الأجواء السياسية في البلد واستهداف المقاومة باستمرار، فهذا الفريق المتورط بالفساد مستمر منذ عشر سنوات باستهداف المقاومة التي لطالما صبرت على أذاهم حرصا على الاستقرار والوحدة الوطنية، إلا أنهم ينتظرون الفرصة ليطعنوها في ظهرها، وهم لا يتورعون عن استهدافها لا في ساعة المواجهة مع العدو الإسرائيلي عام 2006 ولا في ساعة المواجهة بينها وبين العدوان التكفيري". وقال: "الفريق المتورط بالفساد هو الذي حرم لبنان من مساعدة إيران في حل مشكلة الكهرباء وإقامة السدود، وتسليح الجيش، وهو الذي يهدد الشراكة الوطنية اليوم، ويحاول أن ينقلب على الثوابت الميثاقية في لبنان وينتظر الفرصة لمزيد من الاستئثار والهيمنة ونزعة التسلط، فقد انتظروا العماد ميشال عون عند أول مفترق ليكسروه، لأن نزعة التسلط والاستئثار أولوية عندهم على كل الثوابت الوطنية والشراكة الحقيقية". وختم: "ليس فقط من حق الناس أن تصرخ وتتحرك في الشارع، بل هو أمر مطلوب في وجه الفاسدين، واننا في حزب الله لا نزال كما كنا إلى جانب أهلنا، ولن نتخلى عن مسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية في مواجهة العدوان والحرمان".

 

الحاج حسن: سنبقى مع مطالب الناس بوجه الفساد

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - أمل وزير الصناعة حسين الحاج حسن أن "يصل الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى نتائج من خلال النقاش المثمر الذي يمكن أن يحصل بين مكونات الحوار لمعالجة عناصر وظواهر الأزمة السياسية في البلد، وعلى رأسها تكريس الشراكة بالمبدأ والتطبيق ومعالجة الملفات الناتجة من الإخلال بهذه الشراكة، وصولا إلى تفعيل العمل الحكومي والنيابي، اللذين عطلا بسبب الأزمات والنزاعات السياسية وصولا إلى معالجة قضايا الناس التي تفاقمت وتعاظمت وأدت إلى احتجاجات شعبية".

وقال خلال احتفال تأبيني في الهرمل: "الاحتجاجات الشعبية بغض النظر عن النقاش حولها بالشكل والمضمون، تستند إلى إخفاقات عند الدولة بجميع مكوناتها في معالجة هذه الأزمات، ولا يمكن لأحد أن ينكر أصل هذه الإحتجاجات المحقة". وختم: "بالتأكيد أننا كنا وما زلنا وسنبقى بجانب مطالب الناس بوجه الفساد الذي أضر باللبنانيين جميعا، وخصوصا في المناطق المحرومة وبجمهور المقاومة خصوصا".

 

يزبك: الدولة التي لا تستطيع حل مشكلة النفايات هي أعجز عن حل أي مشكلة اخرى

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - رأى رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، في احتفال تأبيني في بلدة جلالا البقاعية، "اننا اليوم بحاجة في هذا الوطن الى وحدة نتكامل بها في ما بيننا، والى حوار نتفاهم من خلاله على قضايانا، حتى نخرج من التعطيل والشلل"، معتبرا ان "الدولة التي لا تستطيع ان تحل مشكلة النفايات، هي أعجز عن حل أي مشكلة اخرى". وقال: "نحن مع كل صوت حر يطالب بحقوقه، وحقوق اهله ومجتمعه، ويطالب بقانون انتخاب يتمثل فيه هذا الشعب، وانتخاب رئيس يختاره هذا الشعب من خلال اختيار نوابه، ولا يكون للخارج اي تدخل فيه، ونحن مع كل يد تمد الى لبنان، يد خير لصالح لبنان، لكن لسنا مع يد تمتد من اجل الفتنة". واستنكر "استغلال فيلتمان للحراك الشعبي في لبنان، ومحاولته ركوب الموجة، وتوصيفه لأزمات لبنان على انها بسبب الانتماء للطوائف، فالعصبية الطائفية هي المشكلة، وليس التدين والايمان". وختم يزبك: "كفانا مهاترات وخطابات، نحن بحاجة الى عمل ولقاء وحوار وتفاهم، ونشر الثقة في ما بيننا لننقذ هذا البلد، وحامي لبنان هو دائما وأبدا جيشه وشعبه ومقاومته، وهذه الدماء العزيزة الغالية للشهداء التي تسقط حيث يجب، صانعة سياج الوطن وحاميته".

 

الموسوي: رئاسة الجمهورية معقودة للوطني الحر بوصفه الاكثرية المسيحية

قبيسي: نحن الأحرص على بلدنا ليبقى خزانا لقوة المقاومة

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - نظمت جمعية "أصدقاء مستشفى الشهيد الشيخ راغب حرب" حفلا تكريميا لممثل جمعية الهلال الاحمر الايراني في لبنان والمدير العام لمستشفى الدكتور جواد فلاح، بمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، وتقديرا لجهوده في خدمة أبناء الجنوب من خلال إدارته المستشفى، في قاعة مركز كامل يوسف جابر الثقافي والاجتماعي في النبطية، في حضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، ممثل النائب ياسين جابر المحامي جهاد جابر، معاون المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ عبد الكريم عبيد، قائد سرية درك النبطية المقدم توفيق نصرالله، المسؤول التنظيمي لحركة امل في النبطية محمد معلم، المسؤول السياسي لحزب البعث العربي الاشتراكي في الجنوب فضل الله قانصو، رئيس جمعية العمل البلدي في لبنان الدكتور مصطفى بدرالدين، رئيس مركز الضمان الاجتماعي في النبطية علي مهدي، الملازم أول محمد قاسم من أمن عام النبطية، الشيخ اسماعيل حرب عن عائلة الشهيد الشيخ راغب حرب، وفاعليات اجتماعية وثقافية.

قبيسي

وقال قبيسي: "نلتقي في هذه المناسبة لا لنكرم اخا عاش بيننا بل لنكرم مؤسسة برجالها الذين عملوا بكد وجهد والهلال الاحمر الايراني على الاهتمام بالانسان، ما يدل على أن الجمهورية الاسلامية الايرانية بثقافتها وعقيدتها لديها اهتمام اولي بالانسان، فشكرا على هذا الجهد وهذا العطاء". وأضاف: "نحن ورغم كل الفوضى التي يحاول البعض نشرها على مستوى الوطن، نقول أن لغة الحوار هي الاهم لحل كل الاختلافات وما نسعى اليه وبقيادة الرئيس نبيه بري هو أن نبدأ الحوار قبل ان تشتعل المنطقة، لاننا بهذه السياسة ننقذ هذا الوطن ولن نكون بحاجة الى املاءات خارجية لكي تعلمنا الحوار، فنحن الأحرص على بلدنا لكي يبقى خزانا لقوة المقاومة وقوة الردع ضد العدو الاسرايلي ولسنا في حاجة الى حروب داخلية بل الى حوارات داخلية تنهي المشاكل والى اصلاحات تحفظ هذا الوطن وتحفظ النصر الذي تحقق بوجه العدو الصهيوني، بسياسة حكيمة لا تسهل الطريق بدخول الفوضى من ابواب الوطن وحدودها. ولن نقبل باي نوع من الفتن كالتي نراها في العراق أو في سوريا، ولن تصل الينا هكذا فتن هادفة الى القضاء على فكرة الممانعة والصمود".

الموسوي

ورأى الموسوي "أننا اليوم نشهد على عجز دولتنا وهي ليست قادرة على رفع النفايات من شوارع عاصمتها، فكيف بها تنهض بغير ذلك من المهمات. واليوم يكتشف اللبنانيون أنه لولا المقاومة ولولا أصدقاء المقاومة وعلى رأسهم ايران وسوريا، لما كان لنا لا تحرير ولا أرض ولا مؤسسات ولا دولة وما نهضنا به بدمائنا لتحقيق ما يصبو اليه أهلنا. والصرخة التي نسمعها من الناس حيال عجز الدولة ومؤسساتها هي صرخة طبيعية وضرورية بل تأخرت بفعل المبادرات الذاتية التي كنا نقوم بها، وعلى سبيل المثال، الضاحية حتى الان لا تشرب الماء من مصادر تقدمها الدولة اللبنانية بل من مشروع مياه العباس الذي ترعاه الجمورية الاسلامية في ايران، لذلك نجد أنفسنا مع هؤلاء الذين يدينون الفساد في لبنان والذي اوصل البلاد الى ما وصلت اليه لكننا نحن اكثر تحديدا لهذا الفساد، فنعرف من اين بدأ واين هو الان ولذلك قلت ان الاصلاح لا يبدأ الا من حيث انتشر الفساد والفساد بدأ من سوليدير التي اغتالت الدولة والتي لا تزال تغتالها. وإن مسؤوليتنا اليوم أن نستعيد الدولة الى أبنائها ولا يكون ذلك الا من خلال تفكيك المؤسسات - الشركات التي قامت على جثة الدولة، وفي هذا المجال نحن نشد على ايدي الذين يتحركون ونؤكد على ضرورة تحديد وجهة الاستهداف في مواجهة هذا الفساد واستئصاله واستعادة الدولة". واعتبر أن "المبادرة التي دعا اليها الرئيس بري للحوار ضرورة في بلد مثل لبنان قائم على الاختلاف والتعدد ويجب أن يقوم على الشراكة والتوازن. فالحوار لا يمكن ان يكون بين طرف يظن أن السلطة قد اعطيت له بموجب اتفاق الطائف وهو يمن على الاخرين بما يفيض عنه او يفضل عنه، ولكن اتفاق الطائف اتفاق شراكة وتوازن والحوار هو الذي يكرس التوازن وعامود التوازن في لبنان هو الاقرار بالشراكة المسيحية الفاعلة في صناعة القرار الوطني ما يتطلب شغل سدة الرئاسة. ونحن نجدد القول أن موقع رئاسة الجمهورية معقود للتيار الوطني الحر بوصفه الاكثرية المسيحية ومن هنا يبدأ الحل الذي يستكمل طريقه لاقامة حكومة تمثل الطوائف فيها بصورة عادلة وحينها يعطى للمجلس النيابي القدرة على عكس التمثيل الحقيقي للبنانيين من خلال قانون انتخابات على اساس النسبية وبهذا تكون لدينا السلطات المتوازنة. وشكر فلاح كل من رعى وحضر وشارك في هذا الاحتفال وقال "إنني أعتز وأتشرف لان يكون للشهداء والجرحى الذين ضحوا بأنفسهم وبذلوا الدماء في سبيل احياء كلمة الحق والحفاظ على كرامة الانسان ووجوده أن يكون لهم الفضل الاول في تحقيق كل الانجازات في المجتمع بشكل عام ومستشفى الشيخ راغب حرب بشكل خاص، اسمى ايات التقدير والاعتزاز بهم وبأهلهم، وأقبل أيادي المجاهدين والمقاومين والمرابطين على الثغور، تلك الايادي التي على الزناد ليلا نهارا حتى تستطيع تحقيق الثبات في تقديم خدماتنا الصحية والطبية لاهلنا الكرام ومجتمعنا المقاوم". وقدمت ختاما جمعية "اصدقاء مستشفى الشيخ راغب حرب" درعا تقديرية لفلاح وقدمت له عائلة الشيخ حرب هدية رمزية.

 

قبلان قبلان: نأمل في أن يستفيد الجميع من دعوة بري إلى الحوار

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - أقامت بلدية المروانية بالتعاون مع مكتب الشباب والرياضة في حركة "أمل"، احتفالا تكريميا لطلاب البلدة الناجحين في الشهادات الرسمية والمتخرجين من الجامعات، برعاية رئيس مجلس الجنوب عضو هيئة الرئاسة في الحركة الدكتور قبلان قبلان، في حديقة البلدية في حضور نائب المسؤول التنظيمي لإقليم الجنوب محمد عواضة، رئيس بلدية المروانية محمد دياب حجازي وأعضاء البلدية وفاعليات تربوية وأهالي الطلاب.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، وكانت كلمة للطلاب ألقتها زينة حجازي وكلمة لرئيس بلدية المروانية تحدث فيها عن نشاطات البلدية "ودعمها المستمر لمسيرة علم الطلاب وتلبية حاجات الناس الخدماتية والسعي الدؤوب لإعلاء شأن البلدة"، وطالب بمدرسة جديدة للبلدة. وشكر قيادة الحركة وللرئيس نبيه بري "دعمه المستمر للبلدية في كل ما من شأنه رفع الحرمان وخدمة الناس".

قبلان

بدوره ألقى قبلان كلمة نوه فيها بالطلاب وجهودهم للتعلم، وشكر لأهاليهم "خلق مجتمع متعلم يحمل سلاح العلم بيده ليواجه به تحديات المستقبل". وتحدث عن غياب الدولة في الجنوب "واضطرار أهل الجنوب إلى انتزاع حقوقهم وأن مجلس الجنوب شيد حتى الآن 350 مدرسة ومؤسسة تعليمية لأجل أهل الجنوب الذين عانوا الاحتلال والتهجير وقدموا الشهداء وأغلى التضحيات". وقال: "أبناء الجنوب حرروا أرضهم ولم ينتظروا الدولة ونجحوا بالمهمتين: التحرير والتنمية. المقاومة وسواعد المجاهدين هي من صنعت المجد والعنفوان للوطن كله وليس المنظرون والشعراء والذين يتغنون بها، ولولا المقاومة لكان الآن يتكلم العبرية، ولم ينفعه يومها لومة لائم". وسأل: "ألم تنهزم الأمة العربية كلها أمام إسرائيل ورأينا مصطلحات الهزيمة والنكبة والنكسة ورأينا اتفاقات الذل والعار إلا هذا الجنوب صارع وقاتل وهزم العدو الأكبر إسرائيل؟ لهذا سنبقى بجانب أهل الجنوب لنقدم لهم وننتزع لهم ما نستطيع من حقوق. وإن شاء الله في العام المقبل سنخرج طلاب المروانية في المدرسة الجديدة التي سيشيدها مجلس الجنوب كرمى لأهل المروانية وبسبب إلحاح رئيس البلدية، كما سيقدم محطتي كهرباء للبلدة بحسب حاجتها، فنحن في حركة "أمل" وفي مجلس الجنوب نكون مع رئيس بلدية المروانية لأن عمله منصب لأجل أهله وبلدته، وبوجودنا لن تحتاجوا أحدا بعد اليوم، ولن نترككم على أبواب الوزارات والإدارات".

وتوجه للطلاب مهنئا: "يجب علينا أن نكون حريصين على أخلاقنا وتربيتنا وأن نتصدى لأولئك الذين يريدون العبث بأخلاقنا، وهنا لا بد من التنبيه من مجموعة من الأخطار التي هي أخطر من سلاح إسرائيل علينا، إسرائيل جاءتنا بدباباتها وطائراتها وكل أنواع الأسلحة وهزمناها، هناك سلاح آخر يستهدف شعبنا وأهلنا هو الهجوم على قيمنا، الهجوم بأساليب واسلحة متعددة، هجوم لاأخلاقي، لنأخذ مثلا المخدرات، هذه الآفة الاجتماعية التي تضرب مجتمعاتنا، وما الفائدة من أن نحتل العالم ويقتل ولدي بالمخدرات أو برذيلة ما؟ يجب التمسك بأخلاق الرسول بالأداء وليس بالقول ومواجهة الهجمة علينا من خلال الأخلاق والمجتمع والقيم".

وفي الشأن السياسي قال: "في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان نحن نرى بارقة أمل كبيرة من خلال الدعوة التي وجهها دولة الرئيس الأخ نبيه بري إلى اللبنانيين للحوار، الذي نأمل أن يستفيد الجميع من هذه الدعوة، وأن يقتنص اللبنانيون هذه الفرصة وأن يجتمعوا حول طاولة الحوار ويتفاهموا على العناوين المطروحة للتفاهم، لكي نثبت ولو لمرة واحدة أننا قادرون على التفاهم كلبنانيين، بعيدا عن الوصاية الأجنبية وغير الأجنبية، بعيدا عن تدخل الخارج، بعيدا عن الفرض الذي يفرض علينا. علينا أن نثبت لمرة واحدة أننا أصبحنا نملك زمام أمورنا بأيدينا، وأننا إذا جلسنا إلى طاولة الحوار نستطيع أن نتفاهم وأن نتحاور وأن نصل إلى قواسم مشتركة تنجي هذا البلد وتخلصه مما يعانيه وتحفظه، في الوقت الذي نرى محيطنا القريب والبعيد يشتعل والفتنة تعم كل عالمنا العربي والإسلامي".

أضاف: "علينا أن نتلاقى ونتفاهم من أجل أن ننجي هذا البلد ونمنع الفتنة التي يريد لها البعض أن تنشب أنيابها في داخلنا، في وطننا، في مجتمعنا، وكي نسير جميعا ونصل بهذا البلد إلى شاطىء الأمان. هناك أسباب كثيرة وعديدة تفرض علينا التفاهم والحوار، أقل هذه الأسباب وأكثرها حضورا التهديد الإسرائيلي الدائم لشعبنا ولأرضنا ولوطننا، هذا التهديد الذي لم يتغير ولم يتراجع طيلة العقود الماضية، هذا التهديد الذي جعل العدو متربصا بنا، لماذا؟ لأنه هزم فوق هذه الأرض ويريد أن يستعيد ما خسره من هيبة، وما خسره فوق هذه الأرض من أن يمحو آثار الهزيمة التي ألحقها به شعبنا الجنوبي الأبي. نتمنى أن يصل الحوار إلى خواتيم سعيدة وأن يتلاقى الجميع ويمدوا أيديهم ويتفاهموا ويثبتوا أنهم حريصون على أن يخرجوا هذا البلد من محنته".

وبارك للطلاب وأهلهم باسمه وباسم قيادة الحركة النجاح، آملا بمزيد من التقدم والنجاح لأهالي الجنوب والمروانية. ثم قدم حجازي مفتاح البلدة عربون شكر وتقدير لقبلان، ووزعت الشهادات التكريمية على الطلاب.

 

قاسم هاشم: لبنان يمر بمرحلة صعبة بسبب الاستمرار في حال الاهتراء السياسي

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم ان "لبنان يمر بمرحلة دقيقة وظروف صعبة ليس بسبب الحراك الشعبي المطلبي الذي رفع شعارات تعبر عن آلام واوجاع اللبنانيين بكل فئاتهم وانتماءاتهم، بل بسبب الاستمرار في حالة الاهتراء السياسي نتيجة المعالجات الخاطئة ونهج التعطيل والشلل الذي اصاب المؤسسات وترك آثاره السلبية على مصالح الناس والدولة في آن. وامام المشهد الضبابي اللبنانيون ينظرون بأمل الى الحوار المنتظر لاخراج الوطن من دائرة الازمات المتراكمة والمتفاقمة حيث اصبح من الواجب الوطني الاسراع، ايجاد حلول ومخارج للازمة الحالية بمستوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. آن الاوان ليشعر اللبنانيون انهم ينتمون لوطن يحفظ لهم حياة كريمة ويؤمن مقومات العيش الكريم".جاء ذلك خلال احتفال اقامته بلدية كفرشوبا في حلتا لتسمية شارع رئيسي باسم الشهيد حسين علي قاسم شبلي الذي استشهد العام 1969 اثناء المواجهات مع دورية للعدو الاسرائيلي في بلدة كفرشوبا. واكد هاشم "ان التاريخ الذي يكتبه ابناء الوطن بدمائهم لا تمحوه بعض الهفوات السياسية بل انه التاريخ الحقيقي الذي تستطيع من خلاله ان تحدد هوية العدو الحقيقي الذي يهدد وطننا وامتنا. فشهداء الجنوب من حسين شبلي الى الاخضر العربي الى بلال فحص وسناء محيدلي وهادي نصرالله اكدوا حقيقة وطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني الذي لا يعرف الا الهمجية والعدوانية والاحتلال ولا يمكن من مواجهته الا بالمقاومة التي اثبتت جدواها وانتصرت عليه عام 2000 وعام 2006 وصنعت معادلة الرعب والردع معه. هذا العدو لا يفهم الا لغةالقوة القادرة على تحرير ما تبقى من ارضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر". وتابع: "اما واننا اليوم على هذه الارض الجنوبية وعلى خط الحدود حيث ثبات الناس في قرى العرقوب والجنوب الحدودية هو خط الدفاع الوطني عن الوطن كل الوطن بعاصمته وكل مساحته. من حق اهلنا في هذه القرى ان يسألوا عن الوعود التي اطلقت منذ لحظة التحرير لتعويض ما فاتها في زمن الاحتلال، وكأن هذه الوفود ذهبت مع الريح وما تم انجازه من انماء لم يكن نتيجة خطة وطنية مطلوبة؟ انما كان يتم انتزاعه. تم التعاطي مع هذه المناطق باستهتار وادارة الظهر للانماء المتوازن وتأمين موازنات خاصة في كل الوزارات والادارات لمنطقة العرقوب لانها دائما تدفع الضريبة عن كل الوطن. فاستقرار الوطن وانتعاش عاصمته ما كان ليكون لولا صمود وثبات ابناء هذه القرى في ارضهم فهم اهل الولاء لوطنهم فأين الوفاء من حكوماتهم؟".

 

قداس مشترك في محطة بحمدون لراحة أنفس شهداء البلدة

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - ترأس كاهن رعية محطة بحمدون الأب طوني نصر قداسا عن راحة أنفس شهداءالبلدة، في كنيسة المخلص للروم الارثوذكس، في حضور أهالي الشهداء وحشد. بعدها، توجه الأب نصر والاهالي الى كنيسة مار الياس المارونية، وأقيم قداس مشترك برئاسة كاهن الرعية الأب جان باخوس والأب نصر، في حضور رئيس بلدية محطة بحمدون اسطه ابو رجيلي وأعضاء المجلس البلدي ، مسؤول "القوات" في البلدة هشام متى ، المختار عادل سالم ، أهالي الشهداء وأبناء القرى المحيطة.

بعد ذلك، عقد لقاء مشترك في صالون الكنيسة تحدث فيه المحامي جورج عساف، وقال: "من منا ليس له شهيدا، نصلي من أجله متمسكين بإيماننا وبوجودنا على هذه الارض شهودا للمسيح وكلنا أمل ورجاء، ونحن لا نشيد معابد للشهداء كأنهم آلهة، بل نشيد أماكن للذكرى، لانهم وان كانوا قد ماتوا بالجسد، إلا أن أرواحهم حية في المجد الالهي، نصلي من أجلهم ومن أجل أنفسنا ايضا". ثم تحدث ابو رجيلي، وقال: "نحيي هذه الذكرى، ونطلب للشهداء رحمة السماء، فهم الذين دافعوا عن قضية آمنوا بها ودافعوا عنها حتى الشهادة، وما يعزينا اليوم ان ارواحهم جمعتنا اليوم في كنيسة واحدة روم وموارنة، نصلي لأجلهم ولهم الرحمة في عليائهم، كما نحيي شهداء كل لبنان وشهداء الجيش الساهر على أمننا واستقرارنا".

 

الراعي مترئسا العرس الجماعي السادس: هي فرحة مجتمع محتاج إلى مشاعر إنسانية وحب في زمن الانقسامات والأحقاد والخلافات

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، العرس الجماعي السادس ل 37 زوجا، الذي تنظمه الرابطة المارونية، عبر لجنة الشؤون الاجتماعية والأنشطة الداخلية، وعاونه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، مطران الكلدان في لبنان ميشال قصارجي ولفيف من الكهنة، في حضور رئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الملازم جاد مطر وأعضاء المجلس التنفيذي للرابطة.

الراعي

وألقى الراعي عظة شكر في مستهلها الرابطة المارونية ولجنة الشؤون الاجتماعية والأنشطة الداخلية، معتبرا أن "هذا العرس هو مبادرة كريمة بما يحمل من معان ورموز"، وقال: "إن الإكليل الجماعي، يترك في قلب العرسان ميزة خاصة، واليوم هو يوم الفرحة الكبرى، فرحة كل عريس وعروس لأنهما يتبادلان التزاما، وهو أن يسعد الواحد الآخر، وهذا التزام أمام الله والكنيسة قوامه الحب المتبادل. فالوحدة الزوجية والسعادة تبنى كل يوم. وكل يوم يعطي الواحد قيمة للآخر، ولهذا أراد الرب أن يرفع الزواج الى رتبة السر المقدس". أضاف "إنها فرحة الأشابين الذين هم شهود على هذا الزواج وهم رفقاء الدرب. وهي فرحة الأهل والأصدقاء الذين ينتظرون هذا اليوم الجميل. كما هي فرحة الكنيسة، لأن 37 كنيسة بيتية صغيرة سينقل فيها الإيمان من جيل إلى جيل وتقام فيها الصلاة. وهي فرحة المجتمع اللبناني أيضا، لأن كل عريس وعروس يشكلان خلية جديدة في المجتمع اللبناني، الذي هو بحاجة الى مشاعر إنسانية والى حب في زمن الانقسامات والأحقاد والخلافات، هي فرحة لبنان لأن عائلات جديدة تنتسب إلى هذا الوطن". وأردف: "هي بهجة هذا الكرسي البطريركي، الذي اعتدنا أن نحتفل فيه بهذا العرس الجماعي، للدلالة على أن هذا الكرسي هو الذي يجمع، والذي يوحد ويفرح كل مرة يعيش اللبنانيون فرحة العيش معا". وختم سائلا الرب أن "يبارك حياة العرسان فيعطيهم نعمة المشاركة في إكمال الخلق وسر الأبوة والأمومة". هذا وأصدرت لجنة الشؤون الإجتماعية والأنشطة في الرابطة كتيبا خاصا بالمناسبة، تضمن بركة من الراعي، وكلمة لرئيس الرابطة سمير أبي اللمع شدد فيها على "قدسية الخطوة"، مؤكدا "استمرار الرابطة على الرغم من إمكاناتها المحدودة، في تنظيم مثل هذه المناسبات، مساهمة منها في اختصار نفقات الزواج".

 

الراعي ترأس قداس سيامة عبد الساتر أسقفا ونائبا بطريركيا

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس سيامة المطران بولس عبد الساتر أسقفا ونائبا بطريركيا، في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، في حضور النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الاعلام رمزي جريج ممثلا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، النائب نضال طعمه ممثلا الرئيس سعد الحريري، النائب حكمت ديب ممثلا النائب العماد ميشال عون، اسعد عميرة ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، النائب ناجي غاريوس، المهندس جو سركيس ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، السفير البابوي غابريللي كاتشا، رئيس الرابطة المارونية سمير ابي اللمع، رئيس المجلس الماروني العام الشيخ وديع الخازن، رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، الصحافي غابي عبد المسيح ممثلا نقيب المحررين الياس عون. وحضر ايضا العميد فادي بو خزعا ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الجنرال فادي سلمان ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العميد الركن ريشار حلو ممثلا مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المقدم جول شبيب ممثلا مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة. كما شارك النائب البطريركي العام المطران بولس صياح والمطارنة: بولس مطر، ميشال عون، منير خيرالله، مارون عمار، شكرالله نبيل الحاج، كميل زيدان، سمير مظلوم، انيس ابي عاد، عاد ابي كرم، الياس نصار، رولان ابو جوده، جو معوض، انطوان نبيل عنداري، يوسف بشاره، غي نجيم، انطوان طربيه، رئيس عام الرهبنة الانطونية داوود رعيدي، رئيس عام رهبنة اخوة الفرير الاخ فادي صفير، وفد من راهبات القربان الأقدس المرسلات، وفد من راهبات اخوة المسيح الصغيرات وعدد كبير من الكهنة والراهبات وعائلة المطران عبد الساتر.

كلمة مطر

وقبل بدء المراسم القى المطران مطر الكلمة الآتية: "ها أنتم يا صاحب الغبطة، تدخلون اليوم هذه الكاتدرائية التي تزهو بقدومكم وتتبارك بقداستكم. فلأنتم خير من تابع وأكمل عمل الياس الحويك من أجل لبنان والمنطقة، في الشهادة للعيش المشترك ولحضارة القبول بالآخر وللمواطنة الحرة الكريمة. وإنكم منذ رفعكم الروح القدس على السدة البطريركية ما آليتم جهدا لتسمعوا صوت لبنان الرسالة، ولبنان الجريح، في كل مكان من الأرض وأمام الكبار من زعماء العالم. وأثبتم أن رؤيتكم للأمور هي المستنيرة والصائبة والخلاقة. فإننا نضرع إلى الله من أجل غبطتكم كي يمنحكم النعم الوفيرة واللازمة من أجل قيادتكم سفينة الكنيسة والوطن إلى شاطئ السلم والأمان. وقد أردتم بإلهام من الروح القدس أن تختاروا، وقد اختار معكم آباء مجمع كنيستنا المارونية المقدس سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر الذي يمثل اليوم أمامكم لينال بوضع يدكم المباركة نعمة ملء الكهنوت، إنه الأسقف الثالث الذي يدعى إلى مؤازرتكم المباشرة سواء على مستوى خدمة الكرسي البطريركي أمْ على مستوى الأبرشية البطريركية التي تحظى برعايتكم الخاصة، عبر أساقفة معاونين يسهرون على القطيع سهر صاحب القطيع نفسه. وإن أبرشية بيروت لفخورة بأن يكون هذا النائب البطريركي الجديد قد خرج من صفوف أبنائها وكهنتها الأعزاء. فهو كان وسيبقى رجل الكلمة الإنجيلية يذيعها بين الناس بمثله كما بنطقه لها. وهو رجل المحبة والسلام يجمع ولا يفرق، يريد للأخوة الصافية أن تتجلى علامة لحضور الرب بين شعبه وفي أرجاء العالم كله. وهو رجل الاستعداد للخدمة يؤديها بأمانة كلية ومن دون حساب.

وإننا لواثقون بإذن الله ومحبته من أن هذا الراعي الجديد في صفوف رعاتنا وفي قلب كنيستنا سيكون سندا لأخوته وذخرا في كنيسته، هذه الكنيسة التي تعرف اليوم، مثلها مثل الكنائس الشقيقة في هذا الشرق المعثر، مصاعب جمة ومتاعب كثيرة. إنه زمن الشهادة بامتياز وزمن الصمود في وجه تجارب القلق والخوف على المصير. ألم يقل الرب قولا لازم فكرنا على مر الأجيال والقرون، وطمأن مسيرتنا في أحلك أيامها حين قال: "لا تخف أيها القطيع الصغير لقد سر أبوكم أن يعطيكم الملكوت". إن هذه المنطقة من العالم هي أحوج ما تكون اليوم إلى محبة المسيح يدعو إلى جمع صفوفها وإلى روح المسيح يضيء لها السبل ويفتحها أمامها لتسير في إثر السلام نابذة كل عنف قاتل وكل عداوة مجانية. فنحن متأكدون من أن رسالتنا هذه هي الحاجة الكبرى للشرق بمقدار ما بعضه هو رافض لها ومضطهد لحامليها الأبرياء" .

اضاف: "أما الرسامة الأسقفية التي تفضلتم يا صاحب الغبطة وقررتم الاحتفال بها في بيروت بالذات، فهي علامة على دعوة الأسقف الجديد ليكون رجل التلاقي بامتياز بين أهل هذه المنطقة بكل أطيافهم، يجمعهم في حبه وفي صلاته وفي تضحياته الكثيرة. "باركوا لاعنيكم، يقول الرب يسوع، وأحبوا أعداءكم حبا كاملا". بهذا التوجه الرباني بالذات نرتكز إلى قناعة إنجيلية راسخة في القلب، وهي أننا مسؤولون عن خلاص العالم كله بيسوع المسيح، وبخاصة عن خلاص أولئك الذين لا يعرفون المسيح معرفة خلاصية إلى الآن. لكن مجد القيامة سيلف العالم بأسره وعندما تشرق شمس المسيح في انتهاء الملكوت، فإنها ستنير لنا أرضا جديدة تغيب عنها غيوم الشر والخطيئة والموت.

فلكم الشكر الخالص يا صاحب الغبطة على مباركتكم كنيستنا وأبرشيتنا في هذه الرسامة المباركة. ولكم منا كل ولاء وكل محبة، ولكم صلاة مستمرة تصعدها الأبرشية من أجل رعايتكم المقدسة لكنيسة مارونية صارت تملأ الأرض برجاء أبنائها الميامين. وليمنحنا الرب بصلواتكم وبسهركم الدؤوب على مصير لبنان العزيز أن نعرف من جديد في أرجائه فرح الصلح والسلام والخلاص الكامل" .

كلمة الكاردينال ساندري

والقى السفير كاتشا كلمة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري وجاء فيها: "ان الكنيسة المارونية تجتمع اليوم لمرافقتكم في الصلاة الأسقفية هذه، ونطلب من الله ان يغنيكم بنعمته ويبارك خدمتكم الجديدة، كما ندعو الروح القدس ان ينيركم بحكمته، وان يمنحكم موهبة تعليم اسرار الإيمان لإرشاد المؤمن الى طريق الخلاص، والقوة للشهادة لعمل الرب الخلاصي في الحاضر وفي التاريخ".

وحيا "البطريرك الراعي والسفير البابوي والأساقفة والرهبان والراهبات وكل المؤمنين المشاركين في هذه الرتبة. ونطلب من اله الرحمة ان ينظر بحنان الى الشعب اللبناني ليتجدد بالإيمان ويتمتع بالسلام والوئام والإستقرار".

الراعي

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان "طوبى لك يا سمعان بن يونا، لأن أبي أظهر لك ذلك، وأنت الصخرة أبني عليها كنيستي"(راجع متى 16: 17-18) طوب الرب يسوع إيمان سمعان بن يونا الذي أعلنه في قيصرية فيليبس: "أنت هو المسيح ابن الله الحي" (متى 16: 16). وهو إيمان وهبه إياه الآب السماوي، وقَبِله سمعان بن يونا في عمق عقله وقلبه. فأدرك على نوره أن يسوع هو "المسيح ابن الله الحي". بفضل هذا الإيمان بدل يسوع اسمه إلى بطرس أي الصخرة، وجعله بكيانه الداخلي على صورته نبيا-معلم الإيمان ورسول الكلمة، وحبرا-خادم نعمة الكهنوت الأعلى، وملكا-راعيا لخدمة محبته، وصيره بمثابة صخر بنى عليه الكنيسة. واليوم، في هذه الساعة المقدسة، أنت، أيها الأخ الأسقف الجديد بولس بن جرجي عبد الساتر، تعلن هذا الإيمان عينه "بالمسيح ابن الله الحي". وهو، بنعمة الروح القدس، يجري تغييرا في كيانك الداخلي، مثل سمعان-بطرس، ويشركك في ملء كهنوته، من خلال وضع اليد الإلهية، ومسحة الميرون المقدس. إنك تولد من أحشاء الله الواحد والثالوث، فتصبح صورة الآب في الأبوة، وعلامة المسيح الحية في الكنيسة كمعلم وحبر وراع، وحامل نعمة الروح القدس التي تقدسك وتسند ضعفك . لقد عشت، أيها الأخ الجليل، بالنعمة الإلهية مشاركتك في كهنوت المسيح منذ رسامتك الكهنوتية في عيد القديسين بطرس وبولس في 29 حزيران 1987، بوضع يد المثلث الرحمة المطران خليل ابي نادر، على مدى ثماني وعشرين سنة. وقد توزعت بين عهده وعهد خلفه سيادة أخينا المطران بولس مطر، رئيس أساقفة بيروت. عشتها سنوات خدمة متواصلة ومتنوعة بإيمان واع، ورجاء ثابت، ومحبة متفانية. وذلك من بعد أن تهيأت لتلبية الدعوة الكهنوتية في البيت الوالدي المعروف بالتقوى، بيت السيد جرجي عبد الساتر والسيدة انطوانيت أخرس، وفي معهد مون لاسال لإخوة المدارس الكاثوليكية. ثم أعددتَ نفسك للكهنوت في إكليريكية مار مارون غزير البطريركية، بالتنشئة الروحية والليتورجيا والإنسانية والعلمية. ثم في كلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس-الكسليك بالدروس الفلسفية واللاهوتية، التي أكملتها في جامعة الآباء اليسوعيين في بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية، حيث تخرجت بشهادتي ماجستر في اللاهوت الأخلاقي وفي التربية".

اضاف الراعي: "أنت تأتي من الجسم الكهنوتي في أبرشية بيروت. فنهنئ راعيها سيادة أخينا المطران بولس مطر وكهنتها وشعبها، وهم يفرحون بك. ونهنئ والديك وأشقاءك وسائر الأنسباء وكل الذين عملت معهم وسهرت على تربيتهم وتفانيت في خدمتهم. لقد رحت منذ سنة 1992 تخدم بروح الطاعة الكهنوتية والفضيلة في كل مهمة أسندتها إليك السلطة الكنسية على التوالي: فخدمت رعية القلب الأقدس في بيروت، وتسلمت رئاسة مدرسة الحكمة في عين الرمانة، ثم رئاسة مدرسة الحكمة في الأشرفية. ومنذ ثلاث سنوات أسند إليك سيادة راعي الأبرشية مهمة قيم عام لأبرشية بيروت، وعينك نائبا أسقفيا، وخادما لرعية مار يوحنا المعمدان في الأشرفية.

ومن بعد أن نضجت، إلى درجة مرموقة، في الفضائل والصفات الكهنوتية، وفي التمرس في الخدمة الراعوية والتربوية والإدارية، اختارك الروح القدس بانتخاب أساقفة سينودس كنيستنا المقدس في 17 حزيران نائبا بطريركيا، خلفا لسيادة أخينا المطران جوزف معوض الذي انتخبه السينودس المقدس مطرانا لأبرشية زحله. فتخلفه في مهمتين: معاون بطريركي في الدائرة البطريركية، ونائب بطريركي عام في نيابة إهدن-زغرتا. والسادة الأساقفة أعضاء السينودس يفرحون بك ويهنأون لانضمامك إلى جسمهم الأسقفي. ومنحك قداسة البابا فرنسيس الشركة الكنسية التي تدخلك بواسطة الرسامة الأسقفية اليوم في عضوية الجماعة الأسقفية، وفي "المحبة الجماعية". إن هاتين الصفتين تولدان فيك الاهتمام بحاجات الكنيسة الجامعة، في كل عمل جماعي برئاسة الحبر الأعظم، خليفة القديس بطرس الرسول على كرسي روميه.

الكنيسة الحاضرة هنا، برعاتها وإكليروسها ومؤمنيها، تصلي من أجلك إلى المسيح "راعي الرعاة العظيم" (1بطرس 5: 4)، لكي يعضدك في الأمانة لمقاصدك ويشدد ضعفك، فهو يقول لك ما قاله لبطرس، هامة الرسل: "أنا صليت لأجلك، لكي لا يضعف إيمانك، وأنت متى رجعت، ثبت إخوتك" (لو22: 32).

يجعلك الروح القدس، في هذه الساعة المقدسة، معلم الإيمان ورسول الكلمة، شريكا في وظيفة المسيح النبوية. فمن واجبك الأول والأساسي، بحكم انضمامك اليوم إلى السلالة الرسولية، الكرازة بالإنجيل في كل مكان (راجع مر16: 15)، بالكلام والأفعال والمثال. ما يقتضي منك الإصغاء الدائم إلى كلام الله والتأمل فيه، وحفظه في قلبك، والعمل الدؤوب على جعل إنجيل المسيح ثقافة المسيحيين وحضارتهم الحياتية، التي منها يستمدون مبادئهم في الحياة العائلية والاجتماعية والوطنية، وفي جميع مساحات عملهم ونشاطاتهم.

ويجعلك الروح القدس خادم نعمة الكهنوت الأعلى، لتقديس نفسك وتقديس النفوس، بالصلاة التي تقودها مع شعب الله ومن أجل هذا الشعب، وبالاحتفال بالليتورجيا والأسرار المقدسة ولاسيما الأفخارستيا، وتوزيع نعمها المتفجرة ينابيع خلاص من المسيح الفادي الحمل المذبوح على عرش السماء. ويجعلك الروح القدس راعيا، شريكا في ملوكيته، لتكوين الجماعة المؤمنة برباط المحبة، من خلال خدمتك المتفانية، ولك في المسيح الراعي الصالح الذي قال عن نفسه أنه "أتى لا ليخدم بل ليخدم ويبذل نفسه فداء عن الجماعة" (يو10: 11). فحدد مكانه وسط الجماعة "كالذي يخدم" (لو22: 27). هذه المهام الثلاث التي تشركك في وظائف المسيح الكهنوتية، تشمل العديد من المساحات، وتقتضي الكثير من الواجبات، تفصلها الكنيسة في تعليمها الرسمي المتعدد، سواء في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، أم في الإرشاد الرسولي "رعاة القطيع"، أم في المجمع البطريركي الماروني . فمن واجبك وواجبنا نحن الأساقفة أن نعود باستمرار إليها، لكي نحسن خدمتنا المثلثة الأساسية، فلا ننحرف عنها، من دون أن نشعر، مأخوذين بنشاطات وانشغالات أخرى ليست من الأولويات في رسالتنا الأسقفية".

وتابع الراعي: "إننا نصلي كلنا معك ومن أجلك، لكي تجدد في كل صباح، ولا سيما في أوقات الشدة والمحن، إيمانك "بالمسيح ابن الله الحي"، فيعضدك بنعمته، ويجعلك "صخرة" صلبة، لا تقوى عليها المصاعب وقوى الشر المحدقة. فتكون في ظفر دائم، وترفع نشيد المجد والشكر والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

المراسم الأسقفية

بعد ذلك، بدأت السيامة الأسقفية وجثا الأسقف المنتخب امام البطريرك الراعي، طالبا البركة، وتلا صورة المجاهرة بالإيمان الموقعة منه وقدمها الى البطريرك الراعي، ثم قدم العرابان المطران مطر والمطران عمار الأسقف المنتخب الى البطريرك لإعلان الدعوة والإختيار، وبدأت صلوات وضع اليد الثلاث، ثم الكرازة والمسح بالميرون فاعلان السيامة وتلبيس الشارات الحبرية والزياح في الكنيسة حيث علت الزغاريد وتصفيق المؤمنين.

عبد الساتر

والقى المطران عبد الساتر كلمة جاء فيها: "المجد للآب الذي انتقاني ليظهر رأفته وحنانه على كل انسان، وليظهر قوته في الضعف وحكمته في الجهل. المجد والشكر للإبن الذي دعاني لأكون حضوره ووجهه امام الناس ووجههم امامه. المجد والشكر للروح القدس الذي ينزع مني روح الخوف واليأس والقنوط فاحتمل في الحب والايمان والرجاء.

الشكر لقداسة البابا الذي قبلني في الشراكة الكنسية وهو الذي ببساطته وعيشه وقربه من الفقير والمظلوم، يكشف حقيقة الرب يسوع ويذكرنا بجوهر دعوتنا المسيحية. والشكر لغبطة ابينا البطريرك الراعي الذي يحمل في قلبه هم مسيحيي الشرق ويعمل جاهدا للحفاظ على وجودهم. والشكر ايضا للسادة المطارنة واعضاء السينودوس المقدس، واخص بالشكر راعي الأبرشية المطران مطر الذي غمرني بمحبته الأبوية، والشكر والإمتنان للسفير البابوي كاتشا على حضوره بيننا والى اخوتي كهنة ابرشية بيروت المارونية".

وتابع: "ارفع صلاتي من اجل والدي اللذين ربياني واخوتي الثلاثة ببذل الذات واللذين منهما تعلمت محبة الأخر والفقير، وتعلمت الصلاة والمسامحة وعيش القيم المسيحية، واصلي من اجل اخوتي الثلاثة وعائلاتهم، وهم الذين بهم افرح وافتخر, واصلي لأجل كل الذين عشت وعملت معهم في رعيتي قلب يسوع الأقدس بدارو ومار يوحنا المعمدان وفي مدرسة الحكمة عين الرمانة وفي بيروت. واشكر لكم تعاونكم وصلاتكم من اجلي وتضحياتكم، منكم تعلمت الصبر والفرح في الشدة، وفيكم شاهدت الإيمان المسيحي الذي لا يتزعزع على الرغم من قساوة العيش وكثرة الشكوك" .

وختم: "اقف امامكم، واعلن اني اختار ان اكون في خدمة صغار العالم فاستقبلهم بفرح واخدمهم باكرام واختار ان اكون بقرب المتألمين والمتضايقين والمظلومين، لأصلي على الدوام لأجلهم واعطيهم من وقتي وعطفي واهتمامي، واشهد امامهم لفعل الروح المعزي في حياتي وحياتهم، ولفرح الإنجيل وللرجاء، واختار ايضا ان اعيش الصدق في المعاطاة مع الأخر والبساطة في الملبس والمأكل والتجرد في المقتنى والحشمة في النظر والقول، والعفة في السلطة والخدمة في الدرجة" .

بعد ذلك، تقبل المطران الجديد التهاني في صالون الكاتدرائية.

 

إبراهيم في افتتاح مركز امن عام قرطبا: لن نستكين حتى البلوغ بملف العسكريين المخطوفين الى خواتيمه السعيدة

الأحد 06 أيلول 2015 /وطنية - افتتح المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم رسميا المركز الجديد للامن العام الاقليمي في بلدة قرطبا قضاء جبيل، بدعوة من رئيس إتحاد بلديات قضاء جبيل رئيس بلدية قرطبا فادي مرتينوس، خلال إحتفال أقيم في باحة البلدية، حيث أعد إستقبال حاشد للواء إبراهيم تخلله ألعاب السيف والترس ونثر الارز والورود وعروضات من فرق الخيالة. حضر الاحتفال وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، النائب سيمون أبي رميا ممثلا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، المونسنيور شربل أنطون ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، النائبان وليد خوري، عباس هاشم، رئيس إقليم جبيل الكتائبي المهندس روكز زغيب ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، رئيس مركز قرطبا في حزب القوات اللبنانية هادي مرهج ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، الوزير السابق ناجي البستاني، النواب السابقون: نهاد سعيد، شامل موزايا، مهى الخوري أسعد، ميشال الخوري، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، إمام مدينة جبيل الشيخ غسان اللقيس، العميد سامي خوري ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد ميلاد الخوري ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، العميد رفيق الزغندي ممثلا مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، قائمقام جبيل بالانابة نجوى سويدان فرح ممثلة محافظ جبل لبنان، الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، الأمين العام الأسبق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان الحواط، رئيس دير مار سركيس وباخوس الأب بطرس زيادة، المدير العام لوزارة الأشغال العامة طانيوس بولس، المدير العام لوزارة الطاقة والمياه جوزف نصير، رئيس مكتب أمن الدولة في قضاء جبيل المقدم بسام أبي فرح، رئيسة فرع الصليب الأحمر في جبيل رنده كلاب، رئيس مركز الدفاع المدني في جبيل شكيب غانم، عدد من رؤساء البلديات، المخاتير وكبار الضباط في المديرية العامة للامن العام وحشد من الفاعليات القضائية، السياسية، الاجتماعية، الروحية والاعلامية.

مرتينوس

بداية النشيد الوطني فنشيد الأمن العام، ثم ألقى مرتينوس كلمة اعتبر فيها "أن افتتاح هذا المركز في البلدة ولمحيطها هو خطوة مباركة في مسيرة يجب أن تبدأ وتستمر على طريق اللامركزية الادارية، التي دخل ومع الأسف تنفيذها في عداد الاحلام اللبنانية"، مؤكدا "أن ليس هناك اطمئنانا لدى الرأي العام اللبناني يتقدم على الاطمئنان الذي يوفره تسلم اللواء إبراهيم لاخطر الملفات وأكثرها في التجاذب والتسييس"، وقال: "البناء هو الجانب المعاش والشاهد على صناعة التاريخ لمدننا وبلداتنا وقرانا، وليس هناك بناء لبناني وطني إلا إذا كان هذا حصيلة البناء المتنوع والمتكامل لسائر المناطق اللبنانية، إن تجاربنا مع المركزية الشديدة لم يفض إلا إلى الاختناق في المدن، والهجرة من الأرياف، وإن تجربتنا مع إنماء المناطق والأرياف كان شاهدا على عصر الدولة العزيزة والاستقرار في عهد الرئيس فؤاد شهاب".

أضاف: "إننا نحيي الذي بادر الى المستطاع والممكن، نرى أن المبادرة في جانب من جوانب تطوير عمل المديرية العامة للأمن العام في سبيل الخدمة المباشرة للمواطنين، غير أن الحديث عن الجوانب الأخرى التي هي أكثر إشراقا وفاعلية لأنها الأهم في لحظة تعرض الأمن القومي اللبناني لشتى المخاطر،الأعمال الادارية التي تسعى الى الانتظام العام لهذه المؤسسة بإعتراف كل اللبنانيين وعلى إختلاف مشاربهم وحيث أن بعضهم إختلف مع البعض الآخر في تقييم عمل بعض المؤسسات، إتفقوا جميعا على مهنية وصدقية ونجاح المديرية العامة للأمن العام، بخاصة الملفات الطارئة التي تتصل بالأمن الوطني اللبناني". تابع: "تحية الى رجل الدولة النموذج في لحظة تعرض مؤسسات الدولة الى سيول الانتهاك ومخاطر الاستملاك، وهذه المديرية لم تتول فقط وبنجاح المسؤوليات الحساسة في الدولة ومع الدول من الشرق والغرب، بل سعت أيضا الى إنتظام العلاقات الأمنية بين كل المعنيين في هذا الشأن، بل أنها نجحت في الانتظام الممكن في السياسة بين سائر الأطراف، في لحظة القطيعة والاستقطاب بين طرفي الصراع". وقال: "أما الأزمات السياسية التي يمر بها لبنان أيها السادة فلا أرى لها حلا الا بانتخاب رئيس للجمهورية على قاعدة وفاق وطني كامل، وإعادة تكوين السلطة، وبناء مؤسسات الدولة. قد لا تكون كلمة تسوية تليق بالأوطان العزيزة، إلا أنها في لبنان مدخل في فلسفة الكيان وشرط حمايته. ان المعنى التاريخي للتسوية يتجاوز المحاصصة بين الفرقاء تعبيرا عن حب اولئك جميعا لوطنهم". وختم قائلا: "ان جميع شهداء لبنان سواسية عند أهلهم وعند ربهم يرزقون نعمة الأبدية والخلود، والصلاة لهم هي قيمة للأحياء. فعلى اللبنانيين جميعا أن يعلموا ان التواصل مع الشهداء يكون من خلال الدعاء لهم في السماء وليس باسترجاع الذكريات الأليمة التي تنبش القبور وحولها لتزيد من انتشارها فتكبل حاضرنا وتمنعنا من استمرار التواصل معهم بالأمل والرجاء".

ابراهيم

والقى اللواء ابراهيم كلمة دعا فيها الى "الالتفاف حول الدولة واحترام مؤسساتها"، وقال: "بعد مرور ثمانية اشهر على المباشرة بالعمل في مركز الامن العام الاقليمي الموجود في منطقة عزيزة على قلوبنا، يسعدني جدا ان اكون بينكم اليوم لنحتفل سويا بالافتتاح الرسمي لهذا المركز في بلدة قرطبا، مستكملين بذلك الخطة التي أقرتها المديرية العامة للامن العام التي تقضي بتعميم الدوائر والمراكز على كل لبنان للاسهام في تأمين الامن والاستقرار من جهة، وتوفير الخدمات للمواطنين والمقيمين، وتحررهم من مشقة الانتقال وهدر الوقت والمال، الى مقار الامن العام البعيدة من اماكن سكنهم من جهة اخرى. فالأمن العام هو من يذهب مباشرة الى المواطن، ويسهل عليه اموره انسجاما مع الشعار الذي رفعه: جهاز في خدمة لبنان واللبنانيين وليس العكس". واضاف: "قرطبا هي بوابة الجرد الجبيلي، الغارقة بين القمم الراسيات والمسترخية في ظلال البساتين الوارفة، المعطرة برائحة التراب يخضب أرضها المعطاء التي توالت عليها حقب التاريخ، وكانت شاهدة على عظمة هذا الوطن الذي بناه الآباء والأجداد بالعرق والدم والدمع، وأسبغوا عليه الكثير من الحب والعطف على الرغم مما حل بهم من نكبات. وان هذه البلدة تتشابه مع كثير من بلداتنا المنتشرة على مساحة كل لبنان: وفاء للوطن، ثبات على القيم، إصرار على رفض اليأس والتمسك بثقافة الحياة. ان قرطبا نسجت افضل انواع التواصل مع محيطها المتنوع، فتفاعل معها وتناغم، وتعامل معها كحاضنة في هذه البقعة الجَبلية الجُبيلية التي تآلف فيها الصخر الاصمّمع الينابيع المنبجسة من رحم الارض، وتلازمت الصلابة مع نداوة جاد بها سحر الطبيعة، ما أكسبها خاصيّة تجلت في تكوين ابنائها الذين كانوا المجلين في شتى الميادين، فتسلموا أرفع المناصب والمواقع في الدولة وبلغوا بكفاياتهم سدة الوزارة والنيابة واحتلوا المراكز المتقدمة دينيا، عسكريا، ديبلوماسيا، اداريا وقضائيا. وها هي اليوم تستمر في دورها الرائد بهمة مجلسها البلدي المعروف باجتهاده، ونزوعه الدائم الى تطوير البلدة وتحديثها من دون المس بطابعها التراثي. فالتحية له، ولرئيسه الدائم النشاط الصديق الاستاذ فادي مرتينوس".

وتابع: "انتهز فرصة وجودي معكم وبينكم لكي أوجه من خلالكم كلمة صادقة من القلب أدعو فيها الى الوحدة والاتحاد ، والايمان بالدولة - على الرغم مما هي عليه من عثار - لأن الدولة تبقى دائما الملاذ الاول والاخير، ولا يمكن ان نطلب منها شيئا لأنفسنا وللوطن اذا لم نكن لها عضدا بتقديمنا الولاء للشرعية اللبنانية.وان يكون خيارنا تحصين الدولة وتعزيزها. وها نحن في الامن العام تمكنّا من وضع الخطط التطويرية للمديرية واجهزتها على المستويين الاداري - الخدماتي والامني، وحققنا نتائج واضحة في الكثير من الملفات، ولن نستكين حتى نستطيع البلوغ بملف ابنائنا العسكريين المختطفين الى الخواتيم السعيدة، كائنة ما كانت الصعاب والمعوقات، كما بادرنا الى مفاجأة الارهاب بضربات استباقية، وان هذه المسيرة ستستمر ولن تتوقف، بل سنواصل العمل، الى جانب رفاقنا في المؤسسات العسكرية والامنية، لضمان الامن والاستقرار، وتدعيم ركائز السلم الاهلي في البلاد". وقال: "ان الامن العام ما كان ليستطيع ان يكون العين الساهرة، والاذن الراصدة واليد الضاربة، لو لم يكن جسما متماسكا في خدمة مشروع الدولة، وهو لا يقوى ولا يتعزز الا بدعمكم له وتعاونكم معه. فلنلتف حول الدولة، نحترم مؤسساتها، نتعاون معها، نقيم حوارا دائما، نوالي بحكمة، ننتقد بموضوعية ونفتح صفحة مشتركة نكتبها بحبر الالتزام بحب لبنان. فإما ان يكون لبنان دولة قوية عادلة تليق بتاريخه او لا يكون". وختم قائلا: "اجدد شكري لاعضاء المجلس البلدي ولرئيسه الصديق الاستاذ فادي مرتينوس وجميع الحاضرين بيننا وكل اهالي قرطبا والجوار على هذا الاستقبال المميز، واؤكد لكم ان الامن العام سيبقى الى جانبكم والى جانب كل انسان شريف في هذا الوطن العزيز والغالي". وتمنى اللواء ابراهيم على منظمي الاحتفال "ازالة صوره التي وضعت في الساحة وعلى الطريق المؤدي الى بلدة قرطبا واستبدالها بالعلم اللبناني". بعد ذلك، تم تبادل الدروع التذكارية ثم ازاح اللواء ابراهيم ومرتينوس الستارة عن اللوحة التذكارية وجال الجميع في ارجاء المركز.

عشاء

واقام مرتينوس مأدبة عشاء على شرف اللواء ابراهيم والحاضرين شارك فيها وزير السياحة ميشال فرعون، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، الامين العام لقوى الرابع عشر من اذار الدكتور فارس سعيد، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، قائد الحرس الجمهوري العميد وديع الغفري وعدد من المدعويين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

 

بالاسماء ... السويداء تشيع سبعة عشرة شهيدا"

صوت الجبل/06 أيلول/15/في اخر المعلومات الواردة لموقع "صوت الجبل" ، ووسط غضب عارم وحالة من السخط  شيعت مدينة السويداء وجبل العرب اليوم سبعة عشرة شهيدا قضوا في الانفجار الذي وقع اول من امس واودى بحياة اكثر من 35 شهيدا من مشايخ الكرامة على راسهم ، شيح العزة المغفور له وحيد البلعوس ، في ظل تهديدات يطلقها النظام الاسدي بقصف السويداء بعد سيطرة مشايخ الكرامة على عدد من الفروع الامنية في المحافظة.

واليكم اسماء الشهداء الـ 17

شفيق ابو عجرم

شادي شفيق ابو عجرم

وائل منير الحلبي

ابو علاء نزار خداج

اكتم سلمان نعيم

ضياء ماجد نعيم

جميل جمال نعيم

سمير سلمان نعيم

ثائر سلمان نعيم

سامر صياح نعيم

نسيب توفيق نعيم

ماهر بوز

ام ماهر رحاب الشريتي

ام ماجد غازية الفقيه

باسل عدنان فرج

رشا ضامن نعيم

الطفل الشيخ كريم نضال الشريتي

 

خادم الحرمين الشريفين أنهى زيارته لواشنطن وعاد إلى طنجة

عواصم – وكالات: وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز, أمس, إلى مدينة طنجة المغربية, بعد أن أنهى زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى الولايات المتحدة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه كان في استقبال الملك سلمان لدى وصوله بمطار طنجة رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي ووالي طنجة وتطوان محمد يعقوبي, والقائد المنتدب للحامية العسكرية بطنجة محمد المرابط, وعدد من المسؤولين في المملكة المغربية. كما كان في استقبال الملك سلمان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب عبد الرحمن بن محمد الجديع, والملحق العسكري لدى المغرب العقيد ركن نبيل العايد, وأعضاء السفارة السعودية بالمغرب. ووصل في معية خادم الحرمين كل من الأمير خالد بن فهد بن خالد, والأمير منصور بن سعود بن عبد العزيز, والأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز, والأمير طلال بن سعود بن عبد العزيز, والأمير حسام بن سعود بن عبد العزيز, والأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز, والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز, والأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز, والأمير تركي بن هذلول بن عبد العزيز, والأمير راكان بن سلمان بن عبد العزيز. وكان الملك سلمان استقبل خلال زيارته التي جاءت تلبية لدعوة أوباما بمقر إقامته في واشنطن مساء أول من أمس, السفراء العرب المعتمدين لدى الولايات المتحدة. وأطلع السفراء العرب على نتائج زيارته الناجحة إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما. كما استقبل خادم الحرمين بمقر إقامته في واشنطن رؤساء تحرير الصحف المحلية والأكاديميين والكتاب والمفكرين والمثقفين. والتقى الملك سلمان قبل مغادرته واشنطن الملحق الثقافي بسفارة السعودية لدى الولايات المتحدة محمد العيسى يرافقه مجموعة من الطلبة السعوديين المتميزين في عدد من الجامعات الأميركية. في سياق متصل, أكد وزير الإعلام والثقافة السعودي عادل الطريفي “أن زيارة خادم الحرمين للولايات المتحدة نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين”. وعبر الطريفي في مقابلة مع قناة “العربية”, أمس, عن ارتياح الجانب السعودي لنتائج هذه الزيارة في المجالات كافة, مضيفاً أنه تمت مناقشة كل ما يتعلق بنقل العلاقات بين البلدين إلى مستويات أكبر وأفضل من الناحيتين الاقتصادية والسياسية. وأشار إلى أن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان الذي يرأس المجلس الاقتصادي والتنموي السعودي قدم عرضاً خاصاً لأوباما خلال الاجتماع الملكي, شرح فيه الرؤية السعودية للشراكة الستراتيجية بين البلدين.

 

أوباما يؤكد وقوف الشعب الأميركي مع الإمارات

عواصم – وكالات: أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالاً هاتفيًا مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان, عبر خلاله عن خالص تعازيه باستشهاد 45 من الجنود الإماراتيين المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في عملية “إعادة الأمل” باليمن. وذكر البيت الأبيض, في بيان, مساء أول من أمس, ان أوباما أكد وقوف الشعب الأميركي مع شعب دولة الإمارات وأسر الضحايا.

 

ألف مقاتل سعودي من قوات النخبة في اليمن لدعم المقاومة بمأرب

طيران التحالف كثف غاراته على معاقل التمرد واستهدف دار الرئاسة والأمن المركزي بصنعاء

صنعاء – “السياسة”: كشفت مصادر محلية في محافظة حضرموت شرق اليمن, أن أرتالا عسكرية تابعة لقوات النخبة السعودية عبرت منفذ الوديعة بمحافظة حضرموت أمس متجهة إلى محافظة مأرب. وأضافت المصادر إن الأرتال تضم نحو ألف ضابط وجندي مع معدات عسكرية كبيرة لدعم قوات التحالف والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في المعركة التي يجري الإعداد لها هناك لطرد القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي من محافظة مأرب ومن ثم الاستعداد لمعركة تحرير صنعاء من الميليشيات. في غضون ذلك, ضاعفت طائرات التحالف أمس, من غاراتها على معسكرات وتجمعات القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي في صنعاء بشكل غير مسبوق منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم في 26 مارس الماضي, حيث أكملت أمس, تدمير ما تبقى من مباني معسكر قيادة قوات الأمن الخاصة “الأمن المركزي” سابقا في حي حدة وقصفت تجمعات للحوثيين في محيط سفارتي السعودي والإمارات. وشنت غارات على مقر الفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان الواقعتين تحت سيطرة الحوثيين ومنازل في حي النهضة, وقصفت قاعدة الديلمي الجوية ومحيط دار الرئاسة في منطقة النهدين ومعسكر الحفاء ومخازن الأسلحة والذخيرة في جبل نقم, ما أدى إلى عودة نزوح الأسر إلى خارج صنعاء, وفرار طلاب من مركز امتحاني عقب استهداف طيران التحالف موقعاً للميليشيات على مقربة منه. وشن طيران التحالف غارات عنيفة على تجمعات للميليشيات في معسكري الاستقبال والإذاعة ومدينة الصالح ومنطقة صالة بمدينة تعز, وقصف مواقع في منطقة مران وشن ثماني غارات على مديرية الظاهر وأربع غارات على منطقة مذاب بمديرية الصفراء بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي سعودي على منطقة آل مقنع بمديرية منبه بمحافظة صعدة “معقل الحوثيين” شمال اليمن. وفي محافظة شبوة شرق اليمن, أكد مصدر جنوبي ل¯”السياسة” أن طيران التحالف شن طيلة مساء أول من أمس, نحو 50 غارة على مواقع وتجمعات للحوثيين في مديرية بيحان التي يعتقد أن صاروخ توشكا أطلقه الحوثيون الجمعة الماضية, على قوات التحالف من هذه المنطقة, وأسفرت الغارات عن سقوط نحو 20 قتيلاً من الميليشيات وعشرات الجرحى ودمرت آليات لهم وأسلحة وذخيرة, حيث استهدفتهم في عقبة القنذع ومستوصف موقس في وادي خر ومنطقة مفقة. ودمرت طاقمين في منطقة مفلقة وقصفت منطقة نجد مرقد وموقع السليم ونقاط تفتيش على الطريق العام, كما قصفت تجمعا للحوثيين في مدرسة وسط المنطقة, في ظل أنباء عن فرار عشرات الحوثيين مشيا على الأقدام من بعض مناطق بيحان إلى خارجها بعد هذه الموجة العنيفة من الغارات. في غضون ذلك, عبر التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان عن قلقه من استمرار حملة الاختطافات والإخفاء القسري الذي تمارسه ميليشيات الحوثي في اليمن عموما وفي صنعاء على وجه الخصوص.

وكشف التحالف في بيان تلقت “السياسة” نسخة منه عن رصد نحو 100 حالة اقتحام منازل واختطافات وإخفاء قسري في أحياء السنينة ومذبح والحصبة والجراف بصنعاء خلال الفترة من 30 أغسطس الماضي إلى 2 سبتمبر الجاري ونتج عنها اختطاف 63 شخصاً واقتيادهم إلى أماكن مجهولة. ودعا التحالف المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان للقيام بواجباتها لوقف ممارسات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري الذي تمارسه جماعة الحوثي والتي وصلت إلى حد خطير يتطلب إجراءات عملية وجادة إزاءها.

وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي قامت خلال الفترة من مارس إلى أغسطس من العام الجاري باختطاف نحو خمسة آلاف شخص ومازالت تحتجز 1500 شخص في ظروف سيئة للغاية, مؤكداً أن الغالبية لا تعرف أماكن احتجازهم.

على صعيد آخر, تواصلت عمليات الإغتيالات في محافظة عدن مستهدفة قيادات المقاومة الشعبية الجنوبية. وقال مصدر أمني ل¯”السياسة” إن مسلحين مجهولين اغتالوا مساء أول من أمس, القيادي في المقاومة العقيد طيار عمد علي هادي الجحافي بمنطقة اللحوم القريبة من منطقة البساتين أثناء خروجه من عمارة سكنية بمدينة إنماء, ولاذ المسلحون بالفرار. من جهته, نفى تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” أن تكون له علاقة بالاغتيالات التي تشهدها عدن. وأوضح التنظيم في بيان نشر على صفحة تابعة له بموقع “تويتر” قائلا “نؤكد للجميع أن ما يحدث من اغتيالات هي ضمن مخطط لتصفية الحسابات وخلط الأوراق ومن ثم تلفيق التهم على المتطرفين من أنصار الشريعة بغية فض الناس عنهم وتشويه سمعتهم الطيبة وإدخالهم في صراع مع مكونات المقاومة الشعبية في عدن وغيرها من المناطق”.

 

بغداد: مؤتمر الدوحة تدخل سافر في شؤوننا الداخلية

بغداد – وكالات: اعتبرت بغداد أن المؤتمر السياسي المعني بالشأن العراقي, الذي نظم في الدوحة الأسبوع الماضي, تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي, وخرقاً لمبادئ العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال, أمس, إن “الوزارة تعبر عن استغرابها من عقد مؤتمر سياسي معني بالشأن العراقي في الدوحة, بعيداً عن علم الحكومة العراقية وتعلن استنكارها لما تخلله من حضور بعض الشخصيات المطلوبة للقضاء العراقي, بتهم دعم الإرهاب, والتعاون مع المنظمات الإرهابية”. وأضاف إن “مثل هذه الخطوة الخطأ تعد سابقة سيئة وتدخلاً سافراً في الشأن الداخلي العراقي, وخرقاً واضحاً لمبادئ العلاقات الثنائية المبنية على أسس الاحترام المتبادل لسيادة الدول وشؤونها الداخلية, ومن شأنها الإساءة للعلاقات الأخوية التي تجمع العراق بقطر”. وأكد أن “الخارجية العراقية تنتظر توضيحاً من الجانب القطري بشأن الموضوع”, مؤكداً أن “أي مؤتمر يعنى بالشأن الداخلي العراقي يتم عقده بعيداً عن علم الحكومة العراقية مرفوض من قبلنا, ومن شأنه الإساءة إلى صميم علاقاتنا الثنائية مع الدول الراعية له”. من جانب آخر, أعلن عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس بغداد غالب الزاملي أن “جهداً استخبارياً عالي المستوى يبذل حالياً لتقصي أثر العمال الأتراك المختطفين”. أمنياً, قتل 41 من “داعش” الإرهابي, أمس, بنار القوات العراقية وقصف لطيران الائتلاف الدولي. وذكرت خلية الإعلام الحربي بقيادة العمليات المشتركة العراقية أن طيران الائتلاف نفذ 10 طلعات جوية أسفرت عن مقتل 29 إرهابياً وتدمير وعتاد عسكري ومخابىء للتنظيم, مشيرة إلى أن الطيران العراق نفذ 32 طلعة جوية في قواطع العمليات. وتمكن طيران الائتلاف الدولي من تدمير مخزن للأسلحة في قضاء هيت بالأنبار, ما أسفر عن مقتل إرهابيين اثنين من “داعش”. في غضون ذلك, قتلت القوات التابعة لقيادة عمليات بغداد 10 إرهابيين في إطار عملية تحرير منطقة الكرمة شمال شرقي الفلوجة بمحافظة الأنبار غرب العراق, وأحبطت هجوماً ل¯”داعش” ودمرت أسلحة ومركبات ومواقع تابعة للتنظيم بمنطقة حميرة في المحافظة ذاتها. إلى ذلك, أعدم “داعش” 50 من عناصره بتهمة الخيانة بعد فرارهم من المعارك بين التنظيم والقوات العراقية في بيجي بمحافظة صلاح الدين شمال العراق, فيما أعدم التنظيم أحد شيوخ العشائر العربية في محافظة نينوى.

وقال مسؤول إعلام مركز تنظيمات نينوى غياث سورجي في تصريح صحافي أول من أمس, “أن مسلحي داعش أعدموا عناصر التنظيم الفارين بناء على قرار من “المحكمة الشرعية في داعش” بتهمة الهروب من المعارك في قضاء بيجي, حيث أفتت المحكمة بأن الهروب من المعارك “خيانة عظمى يعاقب عليها الهارب بأشد العقوبات”. وأضاف إن التنظيم أعدم عناصره الخمسين في معسكر “الغزلاني” بالموصل رمياً بالرصاص, فيما أعدم “داعش” رئيس التجمع العشائري في محافظة نينوى الشيخ عبد الكريم اللهيبي وسط الموصل بعد أن اعتقله التنظيم وسجنه لفترة. كما أعدم “داعش” الصحافية إخلاص غانم الساعاتي ووالدها الذي كان يعمل موزعاً في الصحيفة التي تعمل فيها ابنته بناحية القيارة جنوب الموصل. إلى ذلك, قتل “والي الجزيرة” في “داعش” حازم كلاش المكني ب¯”الحاج طعمة” نتيجة قصف طائرات الائتلاف في تلعفر بنينوى. من جهة أخرى, قتل شرطيان, أمس, في جنوب شرق تركيا خلال اشتباكات بين قوات الأمن وأكراد ينتمون إلى “حزب العمال الكردستاني”

 

الاتحاد الأوروبي يخوض حرباً ضد جيش من ثلاثين ألف مهرب للبشر

عواصم – وكالات: في أعقاب الصدمة الناجمة عن صور الطفل السوري الذي مات غرقا وعثر على جثته على رمال شاطئ تركي, وضعت السلطات الأوروبية في رأس أولوياتها هدفا يقضي بمحاربة جيش من 30 ألف مهرب تشتبه في أنهم يتاجرون بالبشر. وقال المسؤول عن مكافحة شبكات الجريمة المنظمة في إطار المكتب الأوروبي للشرطة “يوروبول” روبرت كريبينكو, “هذه أولويتنا بالتأكيد ليس من قبل اليوروبول فقط, بل على صعيد جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”. وأضاف كريبينكو, إن الاتجار بالبشر لا يشكل خطراً كبيراً على الراغبين في الهجرة فقط بل يمثل “تحديا كبيراً لجميع الدول الأعضاء أيضا, سواء على الصعيد الانساني أو الأمني”, فهذه التجارة القاتلة التي تؤمن مليارات الدولارات, تتغذى من إحباط عدد متزايد من الأشخاص الهاربين من الحرب والفقر المتفشيين في بلدان مثل سورية وأفغانستان واريتريا والصومال. وتستخدم عصابات المهربين التي تدأب على تنظيم عملها شبكات التواصل الاجتماعي ومسارات تعرفها ووسائل سريعة لايصال اعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين الى اوروبا. ففي يوليو الماضي, أطلق الاتحاد الأوروبي عملية واسعة النطاق لمكافحة المهربين في البحر المتوسط وجمع في البداية معلومات قبل أن يستعد للتحرك عسكريا في الاسابيع المقبلة من حيث المبدأ, لاعتراض سفن المهربين قبالة السواحل الليبية. وأضاف إن السلطات الأوروبية حددت منذ مارس الماضي, مجموعة دولية قوامها “30 ألف مشتبه به” في كل أنحاء أوروبا ينشط ثلاثة آلاف منهم في البحر المتوسط وينتمي بعضهم الى بلدان ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي يتبادل “اليوروبول” معها المعلومات. وأشار إلى أن هؤلاء المهربين من مختلف الجنسيات والأديان يضعون خلافاتهم جانبا من أجل التعاون في شأن كل حالة على حدة, حسب الحاجات وحيث يمكنهم أن يكسبوا المال, ومثال ذلك الشبكة التي كشفت في اليونان وكانت تضم 16 مهرباً هم رومانيان ومصريان وباكستانيان وسبعة سوريين وهندي وفيليبيني وعراقياً. وهؤلاء المهربون الذين كسبوا خلال بضعة أشهر نحو 5,7 مليون يورو, كانوا يوصلون إلى أوروبا سوريين من خلال تهريبهم بأوراق مزورة من تركيا الى اليونان, سواء عبر طرق بحرية وجوية أو برية. من جانبها, أكدت المتحدثة باسم الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود “فرونتكس” ايزابيلا كوبر, أن الاتجار بالبشر الذي يشبه أحيانا الاستعباد الجنسي والاستغلال في وظائف بأجور زهيدة, هو “التجارة الأكثر ربحاً على ما يبدو” من كل الأنشطة الاجرامية, ويتخطى حتى تجارة الأسلحة وتجارة المخدرات. وأكد كل من “الانتربول” و”فرونتكس” أن المهربي يدأبون على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” وسواه للتعريف بخدماتهم والتفاوض على اسعارها وتنظيم مسارات المهاجرين. وأشارت كوبر إلى أن “فرونتكس” التي تتقاسم معلوماتها مع البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوربي, كشفت شبكة يقودها اريتريون وترسل مهاجرين من هذا البلد إلى ليبيا مرورا بالسودان, على أن يصلوا في النهاية إلى ايطاليا خصوصاً. وأضافت إنه في افريقيا الغربية وجنوب الصحراء, يستخدم المهربون مجموعة كاملة من الشاحنات والملاجئ لاستقدام المهاجرين إلى ليبيا, وإحدى الطرق المستخدمة تمر بغانا وبوركينا فاسو والنيجر, وعندما يصل المهاجرون الى ليبيا, ترسلهم شبكات متخصصة لاجتياز البحر المتوسط على متن سفن صيد أو زوارق مطاطية صغيرة “استوردوها من الصين” كما تعتقد فرونتكس, ويحملونها أكثر من قدرتها الاستيعابية. ولفتت إلى أن شهادات تسلمتها “فرونتكس”, تفيد بأن بعض المهربين أرغموا مهاجرين على الصعود الى زوارق قديمة مهددين إياهم بالمسدسات بعدما ادرك هؤلاء خطورة الابحار على متنها. وخلصت كوبر الى القول إن ليبيا هي “منجم ذهب للمهربين” لأن لا وجود فعلاً للقانون فيها.

 

50 قتيلاً في غرق سفينة بماليزيا وانقاذ مئة قبالة سواحل قبرص واشتباكات بين المهاجرين والشرطة في جزيرة يونانية

عواصم – وكالات: تتواصل معاناة اللاجئين, حيث عثرت السلطات الماليزية, أمس, على جثث 35 مهاجرا اندونيسيا لقوا حتفهم في غرق مركبهم, الجمعة الماضية, بسبب حمولته الزائدة على الساحل الغربي لماليزيا, ما يرفع حصيلة ضحايا هذه الكارثة الى خمسين قتيلاً.

وقالت مصادر محلية إنه عثر ايضا الجمعة الماضية على ناج امضى نحو يوم في المياه, موضحة انه في صحة جيدة.وأشار متحدث باسم الوكالة البحرية الماليزية إلى أنه “تم انتشال 35 جثة اخرى منذ الجمعة ونتوقع العثور على جثث اخرى في الايام المقبلة”.

إلى ذلك, أعلنت السلطات القبرصية, أمس, أنها أنقذت 114 سوريا بينهم 54 امرأة وطفل من مياه المتوسط بعدما تعطل مركبهم قبالة الساحل الجنوبي لقبرص, فيما توفي رضيع لعائلة مهاجرين بعيد وصوله الى جزيرة اغاثونيتيسي اليونانية, أول من أمس, في حين جرت مواجهات بين الشرطة ولاجئين في مرفأ ليسبوس شرق بحر ايجه. وذكرت شبكة “إيه بي سي نيوز” الأميركية أن قوات الشرطة استخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين المطالبين بالخروج من الجزيرة والوصول إلى أثينا, ما أسفر عن إصابة العديد من الأشخاص. وفي فيينا, اقترح وزير الخارجية النمساوي سابستيان كورتس, إتاحة الفرصة للاجئين بتقديم طلبات اللجوء مستقبلا من أوطانهم, الأمر الذي سيخفف أعباء الاتحاد الأوروبي الناجمة عن ازدياد تدفق اللاجئين في الآونة الأخيرة. في سياق متصل, ذكرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية, أن الحكومة مستعدة لاستقبال 15 الف لاجىء سوري وتأمل في الحصول على موافقة البرلمان لشن غارات جوية على تنظيم “داعش” في سورية. وفي فرنسا, أظهر استطلاع, أمس, أن غالبية الشعب الفرنسي يعارض تخفيف القواعد للحصول على صفة لاجيء حتى مع نزول الالاف الى الشوارع للتعبير عن تضامنهم مع المهاجرين الذين يسعون للجوء في أوروبا. من جانبه, أيد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي, أول من أمس, انشاء “مراكز للاحتجاز” في شمال افريقيا أو صربيا أو بلغاريا لمنح اللجوء السياسي للمهاجرين قبل دخولهم مجال شينغن, داعياً إلى “اعادة تأسيس” مجال التنقل الحر هذا بين 26 بلدا. إلى ذلك, أعلن الجيش المصري, أمس, إحباط محاولة هجرة غير شرعية ضمت 228 شخصا في ثلاثة مراكب صيد في البحر المتوسط الذي يشهد موجة هجرة غير مسبوقة اذ عبره نحو 300 الف مهاجر ولاجئ إلى أوروبا منذ بداية العام 2015

 

نتانياهو يرفض “إغراق” إسرائيل بالمهاجرين السوريين والأفارقة

تل أبيب – أ ف ب: حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو, أمس, من أن بلاده لن تسمح ب¯”إغراقها” باللاجئين السوريين والأفارقة, معلناً البدء ببناء جدار على الحدود مع الأردن. وقال نتانياهو في الاجتماع الأسبوعي لحكومته “لن نسمح أن يتم إغراق إسرائيل بموجة من المهاجرين غير الشرعيين والناشطين الإرهابيين” بعد يوم من دعوة زعيم المعارضة اسحق هرتزوغ الى استقبال لاجئين سوريين. وأضاف “إسرائيل دولة صغيرة جداً ولا تملك عمقاً ديموغرافياً وجغرافياً ولهذا علينا أن نسيطر على حدودنا”, معلناً أن بلاده “ستبدأ ببناء جدار مع الأردن” هو رابع جدار تبنيه الدولة العبرية. وأكد “لن ننتظر وسنحيط حدود اسرائيل قدر المستطاع بسياج أمني وحواجز ما سيسمح لنا بالسيطرة على حدودنا”, موضحاً أنه سيتم مواصلة إقامة الجدار ليمتد إلى هضبة الجولان المحتلة. وسيتم البدء ببناء أول جزء من الجدار مع الأردن في منطقة إيلات المطلة على البحر الأحمر, حيث تنوي اسرائيل بناء مطار جديد.

 

جندي تركي حمل جثة آلان: تخيلت إبني يرقد مكانه

أنقرة – الأناضول: اعتبر الجندي التركي محمد تشيبلاق الذي حمل جثمان الطفل السوري الكردي آلان عبد الله أن ابنه في الموقف ذاته, حيث كان آلان ميتاً على شاطئ مدينة بودروم التركية. وقال تشيبلاق في تصريحات صحافية أول من أمس, “تخيلت ابني يرقد مكانه”, وذلك عندما شاهد جثة آلان تضربها الأمواج على الشاطئ قبل أن يتقدم لحملها, وتنتشر صورته في جميع وسائل الإعلام حول العالم. وكان تشيبلاق وفريق فحص موقع الحادثة وصلوا الأربعاء الماضي, إلى شاطي منطقة أقيارلار في بودروم, بعد تلقيهم بلاغاً بغرق قارب كان يقل مهاجرين في تلك المنطقة, وطفو بعض الجثث على الشاطئ. ورأى الطفل آلان يرقد على بطنه على رمال الشاطئ كما لوكان نائماً, والأمواج تتقدم من حين لآخر لتلامسه ومن ثم تنحسر عنه. ورغم أن عناصر المشهد كانت تؤكد موت الطفل, إلا أن أول ما تبادر إلى ذهن تشيبلاق هو “ياربي, إن شاء الله يكون على قيد الحياة”, ولكنه لم يعثر على أي مؤشر على حياة الطفل. وبمشاعر الأبوة التي تملكت تشيبلاق في هذه اللحظة, جعلته يتخيل ابنه ذي الست سنوات, يرقد مكان أيلان, قبل أن يتمالك نفسه, ويستمر في أداء عمله.

 

إيران تنفق ما بين 3.5 و15 مليار دولار لدعم الأسد ووواشنطن قلقة من تعزيزات عسكرية روسية

أعلنت الحكومة الأميركية في تقرير, أن إيران تنفق المليارات من الدولارات سنوياً لملء جيوب الإرهابيين في الشرق الأوسط, بما في ذلك اليمن وسورية ولبنان, وفقاً لما جاء في تقرير خاص للحكومة الأميركية. وذكرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية, نقلاً عن التقرير, الذي أشرف عليه السيناتور مارك كيرك, أن ميزانية وزارة الدفاع الإيرانية تتراوح بين 14 و30 مليار دولار سنوياً, والكثير من هذه الأموال يذهب لتمويل الجماعات الإرهابية والمقاتلين المتمردين في جميع أنحاء المنطقة. وأشارت الحكومة الأميركية إلى أن قيمة ما تنفقه إيران على الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط ربما يفوق الأرقام التي وصل إليها التقرير, فإيران تخفي السجلات العامة المتعلقة بإنفاقها الدفاعي. ونقلت عن خبراء قولهم إن ميزانية الدفاع الإيراني لا تضم حجم المبالغ التي تنفق على أنشطة الاستخبارات ودعم الجهات الأجنبية غير الحكومية, موضحة أن الإنفاق الفعلي قد يتجاوز ال¯ 30 مليار دولار سنوياً. وأشارت إلى أن التمويل الفعلي لقوة الحرس الثوري الإيراني أكبر بكثير من المبلغ المخصص له في الموازنة العامة للدولة, حيث يتم استكمال بقية المبالغ من خلال الأنشطة الاقتصادية الخاصة بالحرس الثوري. وفصلت المبالغ التي تنفقها إيران سنوياً لدعم الجماعات الإرهابية, حيث قدر الباحثون أن “حزب الله” اللبناني يحصل سنوياً على نحو 100 إلى 200 مليون دولار, في حين تذهب 3.5 إلى 15 مليار دولار سنوياً لدعم نظام الرئيس بشار الأسد, كما تنفق إيران ما بين 12 و26 مليون دولار لدعم الميليشيات الشيعية في العراق وسورية, في حين تدفع ما بين 10 و20 مليون دولار لدعم جماعة الحوثي باليمن. وأضافت إن إيران تدفع على سبيل المثال في سورية, شهرياً, ما بين 500 و1000 دولار للمقاتل في صفوف الجماعات الموالية لنظام الأسد.

وكشفت الحكومة في التقرير أن المقاتلين الأفغان في سورية يتلقون تدريبات في إيران أولاً قبل أن يتم زجهم بالقتال, مقابل رواتب شهرية تتراوح ما بين 500 و1000 دولار شهرياً. وجاء هذا التقرير قبل موعد التصويت الحاسم على الإتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى, والذي سيؤدي إلى رفع العقوبات عن إيران تدريجياً مقابل تفكيك إيران لبرنامج أسلحتها النووي. ويخشى مراقبون أن يسهم تدفق الأموال على إيران في زيادة دعمها للجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط. من جهة أخرى, اتصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أول من أمس, بنظيره الروسي سيرغي لافروف وأبلغه “قلق الولايات المتحدة” حيال تعزيزات عسكرية روسية محتملة في سورية. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية, أن “كيري قال بوضوح إنه اذا صحت هذه المعلومات فإن هذه التحركات يمكن أن تؤدي إلى تصعيد النزاع”. وأضافت إن كيري تحدث إلى لافروف تحديداً عن “معلومات تتحدث عن تعزيزات روسية عسكرية وشيكة” في سورية. وأشارت إلى أنه اذا كان الوضع على هذا النحو “فقد يؤدي الى مزيد من الضحايا البشرية البريئة والى زيادة تدفق اللاجئين وإلى خطر مواجهة مع التحالف الذي يقاتل تنظيم داعش الناشط في سورية”. ولفتت إلى أن “المشاورات” الأميركية-الروسية “ستستمر” بنهاية سبتمبر في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. بدورها, ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن مشاورات هاتفية جرت بين كيري ولافروف بحثت خصوصاً في “الجوانب المختلفة للوضع في سورية وحول هذا البلد, اضافة الى اهداف التصدي لتنظيم داعش ومجموعات ارهابية أخرى”. وتطرق الوزيران أيضا الى “التعاون” بين موسكو وواشنطن “دعما لجهود الأمم المتحدة الهادفة الى اطلاق عملية سياسية في سورية”, بحسب الخارجية الروسية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله» .. مناصبة العداء لقلب بيروت

علي الحسيني/المستقبل/07 أيلول/15

يُصرّ سياسيو «حزب الله» على نبش الأحقاد وزرع الفتن بين أهل الوطن الواحد، مرّة من خلال استهدافهم تيار «المستقبل» ومرّات عبر تحريضهم المتكرر على وسط العاصمة «سوليدير» التي يبدو أنها أصبحت تُشكل بالنسبة اليهم العقدة الاكبر والأهم في حياتهم السياسية والعسكرية على السواء لدرجة جعلتهم يتناسون «أولياتهم» التي أغرقوا لبنان بسببها في حروب عبثية ما زالت مفاعيلها وارتداداتها المأسوية مستمرة حتى الساعة. بيروت وللمرّة العاشرة بعد المئة تعود لتُحوّل هدفاً لـ»حزب الله» إذ لا يخلو حديثٌ أو تصريح لسياسييه، إلا ويحمل تهجماً وحقداً تجاه بقعة جغرافية محددة اسمها «سوليدير»، تنتمي الى كل الوطن لا إلى جهة محددة، على خلاف العديد من المناطق التي يسيطر عليها هو منذ الثمانينات ولغاية اليوم والتي أتبعها بدويلته الخاصة وبالتالي ما عادت تُعرف ما إذا كانت تحمل هُويتها اللبنانية ام أنها تبدلت بفعل الأمر الواقع الذي يمارسه عليها، وأصبحت تحمل مشاريع أخرى لا تتآلف لا مع هوية لبنان كوطن ولا مع لبنانية مواطنيه.

تهديدات «حزب الله» لوسط العاصمة والتي أصبحت متكررة ومتعددة، لا بد وأنها تطرح في طياتها اكثر من علامة إستفهام حول هذا الإستهداف الذي يتزامن في كل مرّة مع أزمات يواجهها الحزب. وللتذكير فقد سبق لـ»حزب الله» أن نفذ تهديداته أكثر من مرّة بحق وسط بيروت بدأت يوم حاصرها ومن ثم احتلها بعدما قطع أوصالها ليعيث فيها فساداً وخراباً ومؤخراً من خلال إضرام النار بأسواقها وتكسير محالّها وسرقة بعضها وتخريب بعض المعالم فيها، وهو ما يؤكد أن تركيز هجومه على «الوسط» خلال المرحلة الحالية، مؤشرٌ خطير يدل على نيّة الحزب المبيّتة وذلك من خلال إستعادته لغتة الهمجية والتحريضية تمهيداً لترجمتها في «سوليدير». بات «حزب الله» يتماهى في مواقفه اليومية ودعواته التحريضية ضد منطقة وسط بيروت، مع دعوات ومواقف سابقة لم ترَ مانعاً من أن تُهدم بيروت للمرّة الثامنة. النائب نواف الموسوي هو أحد متبرعي الحزب لتنسيق الهجمات اليومية على منطقة «سوليدير» بحيث لا يمر يومٌ إلا ويدعو فيه إلى إغلاقها لاعتبارها بؤرة فساد يجب إزالتها، على حد وصفه.

«ذكّر لعل الذكرى تنفع». من هنا لا بد من اعادة تذكير الموسوي ببعض المفسدات التي ارتكبها كوادر وعناصر من «حزب الله« خصوصاً أنه احد أبرز شخصيات الحزب الذين ساهموا في رفع مطلوبين للعدالة الدولية إلى مصاف القديسين وعلى رأسهم مصطفى بدر الدين يوم قال من مجلس النواب «سلام على المصطفى الذي به تم بدر الدين»، بأن الفساد ينطبق على من قتل وما زال يقتل الشعب السوري ويحتل أراضيه ويحولها إلى شركات ومنتجعات سياحية باسم الحرب ضد التكفيريين ومن يؤسس ويرعى شبكات إرهابية لضرب دول عربية شقيقة ويزرع رعبه في دول غريبة، والفساد هو حماية تجار الكابتاغون ومزوري الأدوية وسارقي السيارات وآكلي أموال الناس من أشخاص محميين ومدعومين من الحزب بدءاً من صلاح عزالدين وليس إنتهاءً بحسن تاج الدين وتخصيص «المال النظيف» لفئة من الناس دون أخرى، والاستئثار بقرار الحرب والسلم وإنشاء حشود شعبية متعددة ومتلونة الأهداف، وغيرها الكثير من الإرتكابات التي لا مجال لحصرها. بالأمس فضحت شاشات التلفزيونات إرتكابات مجموعات مأجورة وهي تقوم بعمليات إحراق في وسط العاصمة وتكسير محالّ تجارية ونهبها بالإضافة الى أعمال أخرى لا تنم عن أخلاق أقلها حرق خيم اهالي العسكريين المخطوفين، كل ذلك جاء بعد تصريحات قادة «حزب الله» ودعواتهم للاقتصاص من «وسط بيروت»، هذا الوسط الذي أصبح اليوم مهدداً بوجوده بعدما أصبح عقدة مزمنة لدى الحزب وشغله الشاغل وكأنه قد تخلّص من جميع أزماته، أو كأن أهل الزبداني سلموه أرضهم وبيوتهم طوعاً أو إكراها. سبق لـ»حزب الله» أن اعلن معارضته للحراك الذي يجري على الأرض، وبالتالي تبرؤه منه، لكن من يرى التحركات على الأرض في منطقة «سوليدير» والدور التخريبي الذي تقوم به مجموعات محددة يؤكد أن الحزب يُدين نفسه بنفسه من منطلق «كاد المريبُ أن يقولَ خذوني»، والحزب الذي يدّعي معارضته الحركات التظاهرية، قد أصدر بالأمس البلاغ رقم واحد بحق «سوليدير» عندما دعا للبدء بمحاربة الفساد منها.

 

حزبلة ” التيار العوني…

عماد قميحة/جنوبية/الأحد، 6 سبتمبر 2015

لم يكن ليتصور احد ان بعد مرور حوالي عشرة اعوام من توقيع ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله داخل كنيسة مارمخايل بتارخ 2006-2-6، بان تتم حزبلة هذا التيار الى هذا الحد، بعد ان كان المرجو من وراء التفاهم كما كان يصرح العونيون دائما هو لبننة حزب الله.  في التظاهرة الاخيرة التي قام بها التيار العوني في ساحة الشهداء بدا واضحا للعيان اللمسات الحزباللهية على كامل تفاصيلها، ولا اقصد هنا ظاهرة المحجّبات طبعا، ولا الحشود الاّتية من الضاحية وبعلبك والهرمل وانما التغلل الثقافي والفكري الذي تجلى من خلال الشعارات المرفوعة والصيحات التي خيّمت على المتظاهرين. فثقافة الـ ( لبيك يا جنرال ) هي الترجمة الحرفية لـ ( لبيك يا نصرالله )، مما يجعل من ادبيات تأليه الجنرال ومحورية التيار حوله واعتباره ايقونة مقدّسة، فهو يفكر وحده، ويقرر وحده، ويخطط وحده، ويعين رئيس للتيار وحده بفتوى وبلا رقيب ولا حسيب وبدون الحاجة من القواعد او حتى الصف الاول لقيادة التيار ان تحمّل نفسها عناء التفكير فضلا عن عناء المناقشة،التي وان تجرّأ عليها احد فان مصيره المحتوم هو الفصل من صفوف التيار، تماما كما حصل مع الناشطين الخمسة، لان ” الراد على الجنرال كالراد على الله”. ولم يقتصر التغلغل الثقافي الحزباللهي على الامور الظاهرية فقط، بل وصل به الامر اعتماد نفس الاليات السياسية المعتمدة بشكل كبير على اخفاء الاهداف الحقيقية للاداء السياسي والتستّر خلف عناوين مطلبية او خيارات مقبولة شعبيا فيما حقيقة الأمر سياسي بمكان اخر. هذه الاسلوب المعتمد بشكل كبير عند حزب الله هو نفسه اليوم صار مطبوعا بالاداء الفعلي عند التيار، فحزب الله الذي دخل الحرب بسوريا الى جانب النظام الاسدي ومن اجل الدفاع عن المصالح الايرانية بالمنطقة، عمل على تغليف هذه الاهداف بمجموعة شعارات اراد من خلالها التعمية على الهدف الاول وتمريره على جماهيره قبل اللبنانيين تحت عناوين تبريرية ليس اقلها ان الجماهير لا يمكن ان تستوعب الاهداف الاستراتيجية وبانها قاصرة عن فهم المخطاط الكبرى بسبب محدودية فكرها وضيق افقها. هذه النظرة الاستعلائية التي يتطلع بها حزب الله الى جماهيره هي عينها صارت من سمات قيادة التيار اليوم، فالتظاهرة ” المطلبية ” التي دعى اليها تحت عناوين خدماتية ( كهرباء ومياه وو… ) انما هي بالحقيقة لاهداف اخرى تماما، وهذا ما يمكن ان يفسر التناقض بين محاولة لعب التيار لدور المعارضة فيما هو جزء اساسي من السلطة، او ان يطالب بانتخاب رئيس فيما هو من يعطل الانتخابات، لان الحقيقة ان الهدف من التظاهرة انما هو الالتفاف على الحراك الشعبي القائم والذي بدأ يؤتي اكله ولو بالمستويات الدنيا، مما يمكن ان يهدّد كل منظومة الفساد المتغلغلة بكل مفاصل البلد والتي يستفيد من وجودها حزب الله بشكل اساسي ليس بالسرقات المالية المباشرة، وانما بسرقة القرار السياسي والاستراتيجي لكل البلد. فالوضع الراهن بكل ما يصيب البلد من اهتراء سياسي يشكل البيئة الانسب لمشروع حزب الله، وان اي تغيّر يمكن ان يطرأ على هذا الواقع، فان المتضرر الاول ليس اللصوص الصغار وناهبي اموال الدولة فقط، وانما المتضرر الاكبر هو صاحب مشروع الهيمنة على كامل البلد. وحزب الله الذي يعي تماما هذه الحقيقة، ويحاول وضعها في خانة المؤامرة على رأس المقاومة، هو توصيف يمكن اعتباره توصيفا دقيقا اذا ما استبدلنا كلمة ” مقاومة ” بكلمة ” الهيمنة “… ولان حزب الله لا يستطيع ان يواجه بشكل مباشر هذا الغضب المقدّس عند الجماهير الطامحة لاحداث تغيير ما بهذه النمطية المتبعة، فانه لجأ وسوف يلجأ بالقادم من الايام بدفش ربيبه العوني من اجل التصدي لهذا الحراك. فاذا كان حزب الله قد نجح الى حد كبير باضعاف خصمه المفترض المتمثل بـ 14اذار، من خلال الاغتيالات مرة ومن خلال سوء اداء وفساد هذا الفريق مرة اخرى، فان الحزب اليوم هو أمام تحدٍّ جديد مع خصم جديد هو هذه الجماهير المنتفضة، مما يعني بالضرورة ان الأيام القادمة سيتحول التيار العوني فيها الى رأس حربة في هذه المواجهة تحت شعارات لا تمتّ الى الحقيقة بصلة، ليبقى الرهان الاكبر هنا هو على وعي الناشطين المخلصين داخل التيار العوني وتوسّع حركة الانشقاقات لاسقاط يافطة لبيك يا جنرال، وأيّة يافطة دخيلة على ثقافته.

 

ترافع بري وباسيل وجعجع... اختلطت الأوراق

ايلي الحاج/النهار/7 أيلول 2015

سوف تضطر الأحزاب في لبنان عاجلاً أم آجلاً إلى إعادة نظر في اهتماماتها وأساليب عملها وهيكلياتها الجامدة والمنتمية إلى الماضي. ستعيد النظر على وقع حركة شارع أعادت دفق الحياة الصاخب إلى وسط بيروت بهتافات مطلبية وسياسية لم يعد ممكناً إشاحة النظر عنها.

لكن هذه الحركة المدينية الشبابية في الغالب، برؤوس كثيرة تتعدد معها وتتضارب الأهداف والشعارات والخلفيات. رؤوس تهددها بالبقاء أشبه بحركة "العاميات" الريفية التي طبعت النصف الأول من القرن التاسع عشر، مع تفاقم جور حكم "المير بشير" وتعاظم الضرائب وتفشي الفقر في جبل لبنان، فكانت صرخة وجع انتهت من دون تحقيق شعاراتها.

يتصل المتفاعلون مع الحملات الشبابية المدينية بـ"هاشتاغ"، عيونهم على صفحات "الفايسبوك" و"تويتر"، ينضمون إلى التظاهرات والاعتصامات جماعات من جامعتي القديس يوسف والأميركية في بيروت وما بينهما من جامعات ومعاهد، كما من المقاهي وأرصفة المدينة. حملات يسير فيها جنباً إلى جنب الساخط من تراكم النفايات وضيق الحياة وأزماتها المعقدة في لبنان، والحالمون بتحقيق أفكار لينين وتروتسكي وبشير الجميّل وآية الله الخميني وأنطون سعادة وشربل نحاس، وأيضاً الـ14 آذاريون الخائبون من مآل "انتفاضة الاستقلال" والخائبون كذلك من انتصارات "حزب الله" الإلهية والبشرية في لبنان وسوريا والعالم.

إلا أن هناك جمهوراً آخر ريفياً في الغالب، ملتصقاً باعتقاداته الدينية والحزبية، حاضراً وبقوة يستحيل تجاهلها، تجلّى خلال أيام قليلة في تظاهرة "التيار الوطني الحر" وأيضاً احتفال حزب "القوات اللبنانية" بذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية"، وقبلهما في إحياء حركة "أمل" ذكرى إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه. المناسبات الثلاثة ميزها الانضباط الحزبي. دعنا من جمهور "حزب الله" فهو الحاضر - الغائب الأكبر.

لا تعني المقارنة اختلافاً جذرياً في التطلعات عند القواعد، سواء أكانت حزبية أم غير منتمية سياسياً، وليس وطنياً. في الأصل تشكل الأحزاب جزءاً من المجتمع المدني الأهلي وهي في القانون جمعيات كغيرها، ولكنها تتعاطى السياسة والشأن العام. ولعلّ أبرز اختلاف بين تحرك الشارع وحركة الأحزاب هو عفوية تطبع أنشطة حملات شبابية انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتربط بين أناس مستقلين، أناس أحرار مثل كواكب في الفضاء لا قيادة ولا قائد عليهم، في مقابل تنظيم مشهدي للمناسبات الحزبية وبعضها سنوي.

كانت رسالة الرئيس نبيه بري أنه لا يزال "ملك اللعبة السياسية" منذ 23 عاماً هي مدة رئاسته مجلس النواب، لا تهز موقعه احتجاجات شارعية شملته بتهمة الفساد على قاعدة "كِلّن يعني كِلّن". رسالة الوزير جبران باسيل طلبت مبايعة وثقة شعبية بعد ترئيسه حزبياً على "التيار" ومحاولة تخلص صعبة مما أصابه خصوصاً في ملف الكهرباء التي طالب بها مثله مثل سائر المواطنين متجاوزاً الوعود على عهده في الوزارة بإضاءة لبنان 24 على 24. رسالة الدكتور سمير جعجع أطلقها ثورة ضد الفساد من خارج اصطفاف قوى 8 و14 آذار، متهماً بدوره المشاركين في الحكومة، والدليل الأكبر أزمة النفايات. اتهام أثار استياءً ضمنياً ومعلناً من حلفاء له مفترضين في قوى 14 آذار (سابقاً؟) في طليعتهم حزب الكتائب الذي لن يتأخر ردّه، وإن مداورة، خصوصاً أن رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل أكثر المنزعجين من أزمة النفايات التي كان سبّاقاً في الإكباب عليها واقتراح حلول تجاهلتها الوزارة المعنية والحكومة ككل على مدى 7 شهور حتى اصطدمت هي والبلد كله بالجدار وتلال الزبالة تملأ الطرق والأودية. كما أنه، سامي الجميّل، متوثّب لاتخاذ قرار باستقالة وزراء الحزب من الحكومة، ولم يتراجع إلا لمهلة غير طويلة، وبعد وعود وعهود حملها إليه باسم الرئيس تمام سلام قبل ايام وزير الداخلية نهاد المشنوق. ولربما حظي خطاب جعجع بالقسط الأكبر من الاهتمام لتضمينه موقفاً رافضاً مشاركة "القوات" في الحوار الذي دعا إليه الرئيس بري، مشترطاً لتعديل رأيه حصر البحث في انتخاب رئيس الجمهورية وإعلان "حزب الله" موافقته على نزول نوابه إلى جلسة الانتخاب المقبلة في 30 أيلول الجاري. هذا في الشق السياسي، أما في الشق المبدئي فكثيرون ترجموا موقف جعجع تخلياً عن جسم 14 آذار مع الاحتفاظ بموقف الدفاع عن الروح، أي مبادئها، وبشراسة، ليسير مع رأي عام جارف قلّما يؤمن به جعجع في الأساس، وربما ليحاول تصحيح مساره المتخبط في السياسة العملية، إن لم يكن الأعمى.

 

تشجيع دولي للتحركات السلمية في لبنان

علي بردى /النهار/7 أيلول 2015

لا يزال لبنان نقطة التقاء نادرة بين القوى الدولية الكبرى. لا تتردد أي من الدول الـ١٥ الأعضاء في مجلس الأمن، ومنها الخمس الدائمة العضوية: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، في تكرار التزامها دعم استقرار هذا البلد الصغير، على رغم ما تقذفه براكين الأزمات في الشرق الأوسط. تبدو العلة الكبرى في فساد الزعماء السياسيين اللبنانيين واهتراء الزمر السياسية اللبنانية. يكتسب الموقف الأخير لمجلس الأمن أهمية خاصة. لا يشكك أحد في المجتمع الدولي في صدقية مظالم اللبنانيين. من حق الناس أن يتطلعوا الى بلد نظيف. لا يتعلق الأمر برفع النفايات والقمامة من الطرق والأحياء فحسب. هذه أبسط واجبات الدولة متى وُجدَت. يرتبط الأمر أيضاً بتمادي أفراد الطبقة السياسية في تقويض مؤسسات الدولة ونهب مقدراتها. تتنافس هذه الزمر السياسية على نهب مقدرات البلاد، حتى الإفادة من كنس الزبالة ونقلها وطمرها، أو فرزها وتدويرها. لا يعترف هؤلاء بعجزهم عن دخول حياة سياسية سليمة تحد من الأخطار المحدقة بلبنان، وما أكثرها. غير أن التحركات الشعبية والشبابية الأخيرة رفعت مستويات القلق على لبنان لأسباب واقعية ومنطقية.

يستهتر السياسيون اللبنانيون بكل ما له صلة بمؤسسات الدولة. لا يكفي أنهم فاسدون. رهنوا قراراتهم بمصالح خارجية. قدموا مصالحهم الفردية والفئوية والمذهبية على أي مصلحة وطنية. لا يريدون أن يصدقوا أن في امكانهم أن ينتخبوا رئيساً للجمهورية. كيف يكون هذا عند من اعتاد انتظار "كلمة سر" عبر الحدود؟ تلك هي قاعدتهم الذهبية. لم يعطلوا مجلس النواب فحسب، بل جعلوه مهزلة. قرر النواب تمديد تفويض الناس لهم. هذه إهانة مشهودة لأبسط القواعد في أي لعبة ديموقراطية. عطبوا مؤسسة مجلس الوزراء. عطلوا دورها الحيوي. تراجعت مستويات الخدمات العامة الى حدود دنيا. لا كهرباء ولا مياه نظيفة إلا عبر هؤلاء وأزلام هؤلاء. لا أنظمة عامة دائمة لحماية الناس من الأغذية والأدوية الفاسدة أو المنتهية الصلاحية. بقي الجيش والقوى الأمنية خط دفاع أخيراً عن لبنان. أولويتها القصوى راهناً التصدي لخط الجماعات الإرهابية، والمحافظة على ما تبقى من استقرار ومؤسسات. عرّت الزمر السياسية اللبنانية هذا البلد من كل أنظمة الحماية والمناعة. لذلك تبدو ضرورية أكثر من أي وقت مضى مظلة الحماية الدولية حول لبنان. الديبلوماسية الوقائية دفعت مجلس الأمن الى طلب الاستماع الى إحاطة من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ عن التطورات الأخيرة التي يشهدها لبنان. هذا تشجيع ضروري للتحركات السلمية للمجتمع المدني في لبنان

 

هل تضاءل الأمل بنجاح حوار 9 أيلول بعد انقسام اللبنانيين ثلاث فئات؟

اميل خوري/النهار/7 أيلول 2015

يواجه المتحاورون في 9 أيلول مشكلة انقسام اللبنانيّين وقادتهم ثلاث فئات لكل منها موقف للخروج من أزمة الانتخابات الرئاسية:

1 – فئة تدعو إلى انتخاب رئيس للجمهورية الآن وليس غداً، وهي تشكل أكثرية في الداخل والخارج حرصاً منها على تطبيق الديموقراطية عبر المؤسّسات وليس عبر الشارع، وعلى تطبيق الدستور الذي ينصّ بوضوح على انتخاب رئيس للجمهورية "قبل أي أمر آخر". وهذه الفئة تمثلها قوى 14 آذار ومن معها.

2 – فئة تدعو إلى انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب أو إجراء انتخابات نيابية على أساس قانون جديد يكون عادلاً ومتوازناً تحقيقاً للمناصفة بين المسيحيين والمسلمين كي يكون المجلس النيابي الذي ينبثق منها ممثلاً تمثيلاً صحيحاً إرادة الشعب وهو الذي ينتخب رئيس الجمهورية ويكون انتخابه شرعياً وغير مطعون فيه، كما لو أنه انتخب من المجلس الحالي وهو غير شرعي من جراء التمديد له مرتين. وهذه الفئة يمثلها "التيار الوطني الحر" و"تكتل التغيير والاصلاح" برئاسة العماد ميشال عون و"حزب الله" ضمناً، وإيران التي يهمها شراء الوقت إلى أن تصبح جاهزة لتقول كلمتها في الاستحقاق الرئاسي.

لكن هذا الاقتراح يواجه معارضة من يدعون إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل أي أمر آخر، وإلا كان إجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية سابقة تعتمد في كل أزمة رئاسية يرى مرشحون أن لا حظوظ لهم في الفوز من خلال مجلس النواب القائم فيدعون إلى إجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية علّ نتائجها تأتي لمصلحة فوزهم. وهذا ما يفكر فيه العماد عون عندما يقول عن المجلس الحالي إنه غير شرعي لا لشيء سوى لأن حظه في الفوز بالرئاسة ضئيل من خلاله، وقد يكون حظه أوفر بعد انتخاب مجلس نيابي جديد. واقتراح عون ومن معه من جهة أخرى، يخالف الدستور ويجعل مشاريع مهمة يتم إقرارها وسدة الرئاسة شاغرة وكأن لا أهمية لوجود رئيس للبلاد، عدا أن استمرار هذا الشغور إلى أجل غير معروف ينعكس سلباً على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد، فضلاً عن أن أحداً لا يستطيع ضمان استمرار الاستقرار الأمني لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في كل لبنان. وعندها يصبح لبنان بلا رئيس وبلا مجلس نيابي وبلا حكومة، وهو الفراغ الشامل الذي يخطط له بعض من في الداخل وبعض من في الخارج لإسقاط الجمهورية الحالية وإقامة جمهورية جديدة مجهولة المعالم...

3 – فئة تدعو إلى حل وسط يقضي بانتخاب رئيس مرحلي بواسطة المجلس الحالي لمدة سنة أو سنتين، ويتم خلال هذه المدة إجراء انتخابات نيابية على أساس قانون عادل ومتوازن يحقق التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب وأجياله، وينتخب المجلس المنبثق منها رئيس جمهورية جديداً لست سنوات. وهذا الاقتراح سيعلنه الرئيس السابق ميشال سليمان مع تفاصيله، وكان الرئيس حسين الحسيني قد اقترحه أيضاً في مستهل أزمة الانتخابات الرئاسية ولم يحظ بالاهتمام لأن الأمل كان لا يزال كبيراً في التوصل إلى انتخاب رئيس.

إن هذا الاقتراح قد يصبح مقبولاً لأن الرئيس الذي سينتخب من مجلس النواب الحالي قد يكون رئيس إدارة أزمة في ظل الظروف المحلية والعربية والاقليمية السائدة، في حين أن المطلوب رئيس لمرحلة ما بعد حل الأزمة كي يستطيع أن يكون رئيساً قادراً على إقامة الدولة القوية التي لا دولة سواها ولا سلاح غير سلاحها.

والسؤال المطروح هو: ماذا في استطاعة المتحاورين في جلسة 9 أيلول أن يفعلوا حيال هذا الانقسام، وهل في إمكانهم التوافق على أي اقتراح من الاقتراحات الثلاثة أو على أي اقتراح آخر يخرج لبنان من أزمة الانتخابات الرئاسية، خصوصاً أن الخلاف بين المتحاورين لا يحسمه تصويت بل توافق؟ وهل هذا يعني أن الأمل بنجاح الحوار قد تضاءل، أم أن دعماً خارجياً مفاجئاً قد يأتي ويساعد على الحل؟

الواقع أن ما من مرة كان الاحتكام إلى الشارع هو الحل إلا إذا كان واحداً والهدف واحداً. فالشارع الذي طالب بالاستقلال والتخلص من الانتداب كان واحداً، أما الشارع الذي كان شوارع فقد أشعل حوادث 1958 ثم أشعل حرب الـ75، والشارع الذي أخرج القوات السورية من كل لبنان عام 2005 قابله شارع قال لهذه القوات "شكرا وإلى اللقاء"... ولم يتوصل اللبنانيون من خلال هذين الشارعين المتعارضين إلى إقامة دولة قوية تستطيع بسط سيادتها على كل أراضيها وتطبيق القانون بالعدل والمساواة على الجميع. وإذا كان شارع "التيار الوطني الحر" يدعو إلى إجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية، فإن شارعاً آخر قادر وبحجم أكبر على معارضة ذلك والدعوة إلى انتخابات رئاسية قبل النيابية وقبل أي أمر آخر كما نص الدستور. لذلك فلا حلّ لبنانيّاً مع هذا الانقسام، ولا شرعية عندما يصير الاحتكام إلى الشارع...

 

تظاهرات لبنان وهاجس الإعلام

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/07 أيلول/15

«إذا راح الإعلام مدري شو رح يعملو فينا»...

عبارة تكررت أكثر من مرة خلال التغطيات المباشرة لحراك الشباب اللبناني الذي يواصل احتجاجاته ضد الحكومة والأحزاب السياسية تحت عنوان «طلعت ريحتكم».. يمكن لمس خوف حقيقي في أحيان كثيرة وربما مبالغ في أحيان أخرى من فكرة مجابهة بين متظاهرين والأمن من دون إعلام. بدا الناشطون اللبنانيون بتوجس تجارب مريرة عاشتها دول الربيع العربي وبعسف أمني لبناني ظهر أيضًا في أكثر من حادثة. خلال أيام استنفد ناشطو لبنان الكثير من وسائل التعبئة والتعبير التي ابتكرها متظاهرو ساحات مصر وتونس وسوريا واليمن وحاولوا الإضافة إليها. ظهر جليًا أن الهاجس الأكبر لدى الناشطين اللبنانيين هو الإعلام، ويبدو ذلك مفهومًا حين نستلهم مما حدث في السنوات الأربع الماضية. ففي سوريا، ومنذ اليوم الأول، منع النظام السوري الإعلام من تغطية المظاهرات وأقفل حدوده في وجه الصحافة العربية والغربية إلا من أَمِنَ تغطيتهم فشرع في تعذيب مواطنيه وقتلهم مطمئنًا إلى انضباط الصوت الصحافي فتحول السوريون إلى متظاهرين وصحافيين ومعلقين لينقلوا ما يحل بهم عبر هواتفهم. في مصر يكافح الناشطون والمعارضون لكسر الطوق الرسمي الإعلامي الذي اعتقدوا بعد الثورة أنه تهشم ليتبين لهم اليوم بعد أربع سنوات أنه يزداد انقضاضًا عليهم، فبات في جله الأعظم إعلام سلطة متزلف يغيب أصواتهم ومواقفهم إلى حد خانق. كذلك الحال في ليبيا واليمن كل بحسب واقعه وظروفه. في لبنان، ومنذ اللحظة الأولى للتظاهر، أدرك منظمو الحراك أهمية دور الإعلام بشقيه التقليدي والحديث، فهم استخدموا بنشاط وحيوية وسائل التواصل الاجتماعي محاولين الاستلهام من تجارب المحيط. صحيح أن الحراك الشبابي يفتقد إلى التنظيم، وهذا ليس بالضرورة نقيصة، إلا أن قياداته وعناصره تمكنت من الاستفادة من خبرات شبان وشابات على مستوى عالم من الاطلاع والعلم وعلى تماس فعلي مع تقنيات العصر ولغته، ساعدهم في ذلك حالتا الحرية النسبية في لبنان أولاً، والانقسام اللبناني ثانيًا، لإظهار احتجاجهم ومواقفهم. ولعل نقطة القوة الأبرز في الحراك اللبناني هي تجرؤ الشعارات على القيادات اللبنانية بالاسم والصورة وبالأغنية والرسم. صحيح أن هناك محاولات لضبط التجرؤ على شخصيات بعينها خصوصًا محاولات شمل الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، بشعارات الاحتجاج. تمكن الحراك رغم كل الضغوطات من تثبيت أحد شعاراته الاحتجاجية «كلهن يعني كلهن» في إشارة إلى رغبته في إنتاج طبقة سياسية جديدة من خارج الانقسام التقليدي اللبناني بين ما يسمى قوى 8 آذار و14 آذار.لكن الوعي بأهمية الإعلام والتغطية المباشرة ودورها الفاعل في تخفيف القبضة الأمنية وفي ضبط خطاب السلطة أو الحكومة نوعًا ما، أمر يحتاج إلى مزيد من التأمل والتدقيق؛ إذ لا شك أن الإحاطة الخبرية، خصوصًا المباشرة، تعطي زخمًا وتمد الحراك بنقاش وتعطيه منبرًا، لكن المبالغة التي لجأت إليها بعض التغطيات الإعلامية كان يمكن أن تستنزف الحراك وتفرغه من بعض مضامينه المحقة. في الحالة اللبنانية، يطغى الانقسام على الإعلام اللبناني والأطراف السياسية أجمعت على اتهام الحراك الشبابي بالكثير من العناوين التي ألفها متظاهرو دول أخرى، وهنا انحصرت التغطية بين مقاربتين: تغطية مكثفة وداعمة للشارع، في مقابل تغطيات أخرى تشكيكية، وهذا ما رفد الحراك الشبابي بمضامين نقاش واسعة. لا شك أن ناشطي الحراك اللبناني قد أجادوا توظيف الإعلام في إظهار اعتصاماتهم وشعاراتهم وآرائهم. فعلوا ذلك بصورة مضخمة لحراكهم أحيانًا، وهذا التضخم ما زال في طوره المقبول، لكن الذهاب بعيدًا في الاعتماد عليه سلاح ذو حدين. صحيح أنه يساهم في بث الخوف لدى السلطة، لكنه أيضًا يعطي مشهدًا أجوف للحراك. الموازنة هنا ضرورية والنفس الطويل والتراكم حاجتان ملحتان أيضًا.

 

هولاند يفضل استقبال عون لا باسيل  "النهار" تنشرمسودة اقتراحات لـ"حماية الأقليات"

خليل فليحان/النهار/7 أيلول 2015

رفض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استقبال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أكد هذا الخبر مصدر ديبلوماسي فرنسي قال لـ"النهار" ان قصر الاليزيه ردّ طلب باسيل بواسطة  القناة الديبلوماسية، والسبب ان ليس لدى الرئيس ما يناقشه مع باسيل، لكنه  مستعد لاستقبال رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون." وكان باسيل أبدى رغبته في مقابلة الرئيس هولاند لمناسبة وجوده في باريس ابتداء من مساء اليوم الاثنين حيث يشارك في "المؤتمر الدولي لحماية الاقليات الدينية والعرقية في الشرق الأوسط" الذي يفتتح اعماله وزيرا فرنسا والاردن لوران فابيوس وناصر جودة. ولفت المصدر الى ان ما يهم هولاند هو البحث في موضوع يشغله هو انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وقد حاول وسعى مع افرقاء محليين ودوليين وإقليميين وتحديدا الرياض وطهران الى انتخاب الرئيس في أسرع وقت بعد فراغ قارب الـ 470 يوما . وحصلت "النهار" على مسودة المقترحات  التي يجري تداولها بين الرئاسة المشتركة الفرنسية - الاردنية وممثلي الدول المشاركة، وهي تقع في ثلاث صفحات فولسكاب بالانكليزية وتنص على ان "المؤتمر يوفر الفرصة لصياغة خطة عمل واقعية تتضمن اجراءات لمواجهة التحديات الملحة ومن ضمنها الناحية الانسانية والتشجيع على عودة النازحين وإعادة توطينهم، وابقاء التنوع في الشرق الاوسط، وذلك بتعزيز الحلول السياسية، وحماية الارث الثقافي وأخيرا مكافحة الافلات من العقاب". والمسودة الحالية هي اداة عمل، وعلى كل مدعو الى المؤتمر ان يرسل مسبقا ما يريد ادخاله ومنها: خطة العمل في المناطق المحددة". وتناولت المسودة المكونات الأساسية ومنها: مساعدة الناس المعذبين وتسهيل إعادتهم الى منازلهم. وتتلخص الاهداف على المدى القصير في حماية الأشخاص  الذين وقعوا ضحايا العنف الاتني او الديني او التعصب وتوفير الشروط المعيشية اللائقة في المجتمعات المضيفة لهم. اما على المستوى المتوسط فيجب مساعدة هؤلاء على العودة بإرادتهم الى منازلهم الأصلية بشرط توفير التدابير الامنية الكافية لحمايتهم وتمكينهم من الوصول الى الخدمات العامة الاساسية.

وتطرقت المسودة الى  إمكانات المساعدات الطارئة للنازحين في المدى القصير لا سيما الاكثر تأثرا منهم فوزعتها  على السكن والتعليم والصحة، وأوردت في التفاصيل العناية المركزة للنساء والأطفال الذين تعرضوا للعنف، وتوفير الغذاء والدواء للنازحين خارج المخيمات. وبالنسبة الى النازحين الذين تعرضوا لارتكابات من " داعش" دعت الى "مهمات جديدة" والى "تطبيقات أفضل" لضحايا الاضطهاد. وأفردت المسودة مجموعة اجراءات للنازحين العراقيين الذين اقتلعتهم المواجهات التي وقعت مع "داعش" ومنها دعم الحكومة العراقية لتوفير الامن في الأمكنة التي طرد منها هذا التنظيم من اجل السماح للنازحين العودة الى ديارهم وإعادة إصلاح ما تهدم من منازلهم وتوفير حماية لجميع مكونات المجتمع العراقي. ودعت المسودة الى دعم الحكومة العراقية في إصلاحاتها من اجل توفير التمثيل المتساوي وضمان حقوق المواطن في حريته الدينية ومعتقده، وشدّدت على ضرورة مكافحة التطرف والتنبه الى ما ينشر من برامج تشجع على هذه الافة على شبكة"الإنترنت".

 

هل يثمر التحرك الدولي انتخاب رئيس على "البارد"؟ طاولة الحوار لمواكبة التطور الاقليمي والتحضير لنتائجه

سابين عويس/النهار/7 أيلول 2015/حفل الاسبوع الماضي بمجموعة من المواقف والإشارات التي يمكن أن تحمل خرقاً في المشهد السياسي الداخلي المأزوم. فمنذ تفجر الحراك المدني في الشارع في وجه أزمة النفايات المتفاقمة من دون حل وما رافقها من استهتار على مستوى المعالجة، بدا أن الحراك بدأ يأخذ البلاد إلى وجهة مختلفة عن الوجهة الاساسية التي من أجلها تحرك الشارع. فالحراك الشعبي تجاوز أزمة النفايات ليتطلع إلى أزمة النظام وأزمة الحكم، فذهبت المطالب في اتجاه اسقاط النظام واستقالة الحكومة وصولا الى المطالبة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما ظل ملف النفايات يراوح مكانه والنفايات تتكدس بعيدا من الانظار تحت الجسور وفي مجاري الانهر. لم تبق تفاعلات الشارع محصورة في الداخل بل أثارت موجة عارمة من ردود الفعل الدولية التي استغلت هذا التطور الذي أخذ أحيانا منحى عنفياً لإعادة تسليط الضوء على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي. أكثر من محطة سُجلت على هامش هذا التطور، بدءا من موقف الاتحاد الاوروبي مرورا بالموقف الاميركي الذي بدأ من على باب السرايا عبر السفير الاميركي وصولا إلى بيان القمة للرئيس الاميركي باراك اوباما والعاهل السعودي الملك سلمان وقد تضمن في حيز منه موقفا من الوضع اللبناني ومن استحقاق الرئاسة. وقد تزامنت المواقف الاميركية والاوروبية والسعودية مع موقف مماثل عبّر عنه مجلس الامن الدولي وكان أعد له كلام لنائب الامين العام السفير جيفري فيلتمان.

وتتقاطع الاجواء الغربية والسعودية، المعنية الابرز بالملف اللبناني مع ما كشفه نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان خلال لقاءاته الاخيرة في بيروت أمام رئيسي المجلس نبيه بري والحكومة تمام سلام عن مناخ إيجابي يسود العلاقات بين طهران والرياض وأن القيادة في المملكة قد أبلغت الجانب الايراني عن موافقتها على بدء الحوار بين الطرفين. وما لم يقله اللهيان عن موعد اللقاء ومكانه، كشفت عنه قنوات دبلوماسية اخرى بإشارتها إلى ترقب لقاء قريب بين وزيري خارجية البلدين قد يعقد على الارجح على هامش الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة في نيويورك.

وتؤكد مصادر سياسية مطلعة أن ثمة تحركا جديا بدأ يتبلور بالنسبة إلى ملف الرئاسة اللبنانية وأن ثمة دفعا دوليا قويا من أجل أن يكون بنداً أساسيا ومثمرا على جدول أعمال اللقاء السعودي الايراني المرتقب، خصوصا في ظل التطمينات او الضمانات التي سمعها العاهل السعودي في لقاء القمة الاخير الذي جمعه بالرئيس الاميركي حيال تداعيات الاتفاق النووي على المنطقة عموما وعلى المملكة في شكل خاص.

لم يفت رادار الرئيس نبيه بري التقاط الاشارات الدولية التي تشي بتقارب سعودي – إيراني قريب على ابواب دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ مطلع السنة المقبلة، فجاءت الدعوة الى طاولة الحوار لملء الوقت الضائع والتحضير لمرحلة ما بعد الاتفاق، علما ان جدول أعمال الحوار حفل ببنود عدة ولم يعط الاولوية او الحصرية لبند الرئاسة. وهذا الامر فسرته المصادر السياسية بقولها انه لإفساح المجال امام المتحاورين في الوقت الضائع لملء الفراغ بنقاشات عقيمة على الارجح في الملفات المطروحة بما ان كل فريق حول الطاولة متشبث بموقفه ولن يحيد عنه قبل ان يظهر الضوء الاقليمي الاخضر على الرادار المحلي. وهذا على الارجح ما دفع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى عدم المشاركة في الحوار، واضعا شرطين يدرك جيدا انه في حال تحقيقهما تنتفي الحاجة الى طاولة حوار!

 

توصيفات مشؤومة

نبيل بومنصف/النهار/7 أيلول 2015

قد يبدو أمراً هامشياً لكثيرين مقاربة المعايير الخطابية والإعلامية التي تواكب التحرك الشبابي المدني الذي سيخطف الأضواء الكاشفة لمدى طويل. ولكن هذا الجانب يشكل واقعياً نقطة شديدة التأثير سواء في مزيد من تعريف الهيئات المدنية وتحديدا تلك المستقلة تماماً عن أي خط عقائدي وتكييف الرأي العام الداخلي مع خطابها وتوجهاتها، أو في تكريس التمايزات التعبيرية الطالعة عن مرحلة طويلة استهلكت خطاباً ومعايير تبدو قاب قوسين أو أدنى من طي المرحلة السابقة. تبعا لذلك نسارع إلى القول إن وصف "الحراك" الشائع يبدو اقرب إلى تعبير مشؤوم تماماً كتعبير "الحشد الشعبي". هذا التوصيف يستحضر ذهنياً واعلامياً، شئنا أم أبينا، التجارب المشؤومة الجارية في بلدان عربية طحنتها حروب ومجازر مذهبية وحمامات دماء. لا نقف هنا عند حرفية وصف "الحراك" حتى لو لم يكن خاطئاً، وإنما عند رمزيته المستقاة من ثقافة المحيط المشتعل. ولا نظن ان لبنانياً واحداً إلا ويريد أن يصدق أن الحركة المدنية اللبنانية الطالعة هي أمر آخر مختلف تماماً عن كل ما شهده ويشهده العالم العربي في دلالات ذاك المسمى "الربيع العربي". وبمثل ما أهين التحرك المدني بزج دول وسفارات في دوافع انبثاقه وتحركه سيكون من الخطورة عدم التنبه إلى اتباع معايير دقيقة تسند هذا التحرك إلى طبيعته اللبنانية السلمية الخالصة واتباعه بسرعة خطاباً مقنعاً بأنه ذاك التحرك الذاهب إلى نفض الموت عن معاناة اللبنانيين. ولعلنا لا نقف فقط عند التوصيفات العامة التي تلعب دورا فعالا في تكيف التحرك المدني مع المواطنين، بل نذهب أبعد في ضرورة أخرى نراها ملحة تتصل بصياغة الخطاب الإعلامي الخاص بالهيئات الحاملة توجهات هذا التحرك دونما خضوعها للأدبيات الإعلامية السائدة أو حتى لأدبيات اليسار واليمين. معلوم أن لكل حقبة من حقبات التحولات الداخلية ثقافة تطبع كلا منها. وما نراه في التجربة الناشئة حتى الآن هو مزيج حائر من الجديد التعبيري الخاص بالهيئات المتعددة التي تتسارع إلى الانضواء تحت هذا التحرك وإغراق إعلامي يخضع هذا الخطاب لتفسيراته ومفرداته. واذا كان من الطبيعي في البدايات أن تنحصر معايير هذا الخطاب في خطوطه العريضة بالتركيز على مناهضة الطبقة السياسية وعنوان الفساد نظراً إلى أنه تحديداً العامل الأوجع الذي أشعل التحرك المدني واستقطب التأييد العارم فإن مراحل المواجهة المقبلة ستحتاج إلى تصويب أكثر دقة بل أكثر "استقلالية" وتأثيراً لإثبات المأمول في أن لبنان يشهد انتفاضة على الموت وليس اتجاهاً إلى استسقاء تجارب محيطه أو انزلاقاً إلى السقوط في حقل الحفر والألغام التي تنصب للتحرك المدني ولا سيما ممن يتماهون معه زوراً لإجهاضه والإجهاز على الصراخ التغييري.

 

لا ميثاق وطنياً بلا عقد اجتماعي.. والحيرة مشتركة

وسام سعادة/المستقبل/07 أيلول/15

لا بأس لو اكتشف اللبنانيون، كلّ على هواه، أنّ الوضع غير السويّ أبداً الذي تخضع له مؤسسات الدولة في مرحلة الشغور الرئاسي والتمديد الذاتي للمجلس النيابي وتعطيل دور المجلس النيابي في الوقت نفسه وعجز السلطة السياسية عن ادارة الشؤون التي تعني الجميع وفي مقدمتها ملف ملتهب كأزمة النفايات، هو وضع لا يمكن أن يستمر هكذا على نفس المنوال، وأنّه لا بدّ من تعديل هذا المسار، ولا يمكن تعديله كيفما كان، وأنّ للناس دوراً حيوياً في تقويم الأمور، انطلاقاً من نهوضها من الدفاع عن حقوقها، وفي مقدمتها حقها جميعها في تنشق الهواء النظيف. لا بأس لو أقلع اللبنانيّون، كل في معتركه ونطاقه وبما اختاره من مقولات وأنماط تعبير، مغادرة التقطيعات التعسفية للزمن. لا يمكن تأجيل المسائل البيئية مثلاً الى ما بعد استرجاع كل أسباب السيادة، ولا يمكن تأجيل المسائل الحياتية والاجتماعية الى ما بعد ازهاق روح الامبريالية في المنطقة. وفي الأساس لا مستقرّ لميثاق وطني بين اللبنانيين الا بالعقد الاجتماعي. الميثاق بلا عقد اجتماعي يفسح المجال، بالتحديد، لترجمة واسعة لمقولة العدالة الاجتماعية الواردة في مقدمة الدستور اللبناني، ولا أحد يتلفّت لها، هو شيك بلا رصيد. الميثاق الوطني بلا عقد اجتماعي بين المناطق اللبنانية، لا يستتبع بعضها لبعض، ويضمن التكامل بين المناطق وخصوصية كل منها في اطار رحب من اللامركزية الادارية، لكن ايضا البيئية والثقافية، هو ميثاق هشّ.

والميثاق الوطني بلا عقد اجتماعي بين الطوائف الدينية وشتى أنماط الجماعات الأهلية، بما ينهي عقوداً من نزعات التغلّب المتعاقبة في الفشل في هذا البلد هو ميثاق ميت فاقد لحياة التجربة.والعقد الاجتماعي اذا كان يمرّ بعقد اجتماعي بيئي لامركزي بين المناطق، وعقد اقتصادي اجتماعي يدمج الطبقات الشعبية ويعزّز الطبقة الوسطى ويكرّس تكافؤ الفرص وتنويع الأنشطة الاقتصادية مع اخضاعها اكثر فأكثر للمنظار البيئي، فإنّ لا قيمة له ما لم يكن قبل كل شيء عقداً اجتماعياً بالمعنى الصرف للكلمة، أي بين الأفراد - المواطنين، الذين هم سواسية عند احتكامهم الى القانون. القضية هي اذاً أكثر من أي وقت مضى اعادة تأهيل الميثاق الوطني لتكون له مناعته الداخلية، وهو ما يستلزم استكماله، تحصينه، توطيده، على أساس فلسفة العقد الاجتماعي، الذي قام قسم أساسي من الفكر السياسي اللبناني بتنحيته جانباً، لصالح امتداح مسودات مواثيق وطنية تهبط من «فوق الى تحت»، وكذلك مشاريع المصالحة الوطنية.

كي تقود اهواء بعض الزعامات شريحة من الناس لتفسير الوضع غير السوي الذي يعاني منه البلد لأنه لم يؤت بفلان بعدُ رئيساً، وقد تقود حسابات مناقضة شريحة أخرى لتفسير الوضع غير السوي بما هو مستفحل من شغور رئاسي وسط انتفاء أي مبرر للنواب يتيح لهم تعطيل هذا الاستحقاق كل هذه المدة في مقابل التمديد لأنفسهم، وقد تحسبها فئة أخرى، كالحراك المدني الشبابي، على ان اول الحل كف هذا التمديد البرلماني الذاتي، والذهاب الى انتخابات نيابية، وقد يستذكر بعضنا مقولات لـ»حزب الله» فيتخوف من كل هذا، فمن ينسى خوض الحزب آخر انتخابات نيابية جرت تحت ستار «تغيير تركيبة السلطة» في لبنان، فضلاً عن الدعوة الى مؤتمر تأسيسي، وهي دعوة لميثاق وطني جديد، انما مجدداً من دون ان ينبثق عن عقد اجتماعي يوجده، ويتممه، ويصونه، ويقومه. أما «حزب الله» فيكاد لسان حاله يقول للجميع: الوقت ليس للبنانيين الآن، فالمعارك صعبة في سوريا، ومكلفة، وعليّ التركيز. في الواقع، يحتار الحزب اذا كان دعمه التشتت في الداخل اللبناني سيقوي قدرته على التركيز وسط كل هذا التشتت على الجبهة السورية، أو أن التشتت اللبناني سيجعله يمضي من متاهة الى متاهة.

هذه الحيرة تترجم عند الحزب مسعى نافراً لفرز الحراك المدني الشبابي مثلاً بين فئة مؤيدة له وفئة مناهضة، وبالتالي لمحاولة قمع الحراك من داخله، في مقابل فوبيا من هذا الحراك، ومن امكان استفادة «حزب الله» منه اعترت أخص الخصم، ومنهم من حاول الاستعاضة عنها بمساعٍ، متفاوتة، لاستيعاب الحراك او بعضه. لكن هذا الحراك هو صورة مكثفة عما يعتري اللبنانيين ككل، من تصميم تغييري ومن تشتت وحيرة، من معضلة انه «لا يمكن ان يستمر الوضع غير الطبيعي على حاله، ولا نعرف كيف تعديله وبماذا وما نتيجة محاولتنا ذلك وما نتيجة عدم محاولتنا». هذه المعضلة يرددها كل نفر على طريقته، لكن اطمئنان القوى السياسية الاساسية الى انها معضلة تعطّل نفسها بنفسها، فيحتار كل واحد بحيرته وحيرة سواه، هو اطمئنان لا يطمئن، ويفترض به ان لا يطمئن أصحابه.

 

قمة واشنطن تطوي إعلان بوتين ومسودة دي ميستورا؟

 جورج سمعان/الحياة/07 أيلول/15

مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين تستدعي سيلاً من الأسئلة. حظها ليس أفضل من حظ مسودة الخطة التي طرحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. قوى المعارضة في «الائتلاف الوطني» طرحت أكثر من أربعين سؤالاً على المبعوث شكلت مع التحفظ نوعاً من الرفض الديبلوماسي للمسودة. سيد الكرملين أعلن أن الرئيس بشار الأسد مستعد لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، ولاقتسام السلطة مع «معارضة بناءة». وهو يعلم بالتأكيد أن الانتخابات العادية يفترض أن تُجرى في الربيع، بعد أشهر. فهل يقصد تقريبها؟ ومن يقصد بالمعارضة البناءة؟ كيف تُجرى انتخابات نظيفة وحوالى عشرة ملايين سوري يهيمون في بلادهم بعدما أخلوا مدنهم وقراهم هرباً من الحرب؟ كيف تُجرى انتخابات بتمثيل حقيقي وحوالى خمسة ملايين سوري باتوا لاجئين في دول الجوار، ويطرق مئات الآلاف منهم أبواب أوروبا بحراً وبراً؟ ومن يقصد بالمعارضة «البناءة» التي ستجلس في صفوف الحكومة «البناءة» التي انعقدت قبل أيام لتناقش «ملف الهجرة» وأسبابها، ودانت «التعامل المخزي» لبعض الدول الأوروبية مع المهاجرين؟!

يعرف الرئيس بوتين بالتأكيد أن الرئيس الأسد لن يسلم السلطة، ولن يشرك فيها أحداً. رفض حتى «المبادرة الإيرانية». ونقل إليه ديبلوماسيوه حتماً ما أبلغهم به وزير الخارجية وليد المعلم في زيارته موسكو أخيراً. رئيسه لن يسلم السلطة، لا عسكرياً ولا سياسياً. أبلغهم خوفه هو السنّي الدمشقي من «اليوم التالي»، فأين منه موقف العلوي؟! أسئلة كثيرة يستدعيها تصريح سيد الكرملين. ولا حاجة إلى أجوبة. صحيح أن المبادرة إلى انتخابات نيابية مبكرة روجت لها موسكو منذ أكثر من شهرين. لكن ما استدعى إطلاقها علناً قبل يومين مستجدات سياسية وتداعيات أزمة اللاجئين ومآل الأزمة السورية برمتها. استهلك الروس لافتة رفعوها منذ بيان جنيف في حزيران (يونيو) 2012. رددوا بلا ملل ولا يزالون يرددون إلى اليوم أن التسوية ومستقبل الرئيس الأسد يقررهما السوريون أنفسهم بلا تدخل وبلا شروط مسبقة. لكنهم تناسوا أن بيان جنيف الذي يريد الجميع اعتماده مرجعية للتسوية أقره وزراء خارجية الخمس الكبار من دون أي حضور ودور للسوريين، أصحاب الشأن والمعنيين الأساسيين!

ما أعلنه الرئيس بوتين لن يصرف في أوساط المعارضة ولا في أوساط جميع المعنيين بالأزمة. ما أراده هو الإيحاء بأن بلاده تسعى فعلاً إلى دفع النظام السوري إلى تقديم تنازلات لا تمس النظام والحكم، بل تحفظ رأسه وتحميه. تماماً كما ضيعت مسودة دي مستورا بند هيئة الحكم وصلاحياتها الكاملة في المرحلة الانتقالية في جملة من البنود واللجان. كأن المطلوب في هذه المرحلة تقطيع الوقت. فالمبعوث الدولي يدرك جيداً أن خطته لن ترى النور. ولا أحد ينتظر أن يقدم «إنجازاً» عندما يعود إلى مجلس الأمن منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ما لم يكن هناك توافق بين الكبار المختلفين على مستقبل الرئيس الأسد ومصيره ودوره. وهو يعرف حتماً أن بيان جنيف الذي أعده سلفه الأمين العام السابق كوفي أنان كان ترجمة لتوافق دولي ابن لحظته، خصوصاً بين أميركا وروسيا، ما لبث أن سقط في حمأة التفسيرات المختلفة لمضمونه. الواقع أن الكرملين بدأ يشعر بأن الساحة التي أخليت له طويلاً من أجل إنجاز اختراق لم تعد تتيح له حرية الحركة كما في السابق. ثمة تطورات ضاغطة. لا بد إذاً من مناورة جديدة تواكب تحرك دي ميستورا وتستبق ما قد تحمله الأيام المقبلة قريباً. أراد الإيحاء بأن النظام في دمشق مستعد لتسوية سياسية تواكب الإعداد لتحالف واسع لمحاربة «داعش». لم تعد هذه الحرب أولوية وحدها. بات المساران، الحرب والتسوية، متوازيين. يحاول الرئيس الروسي أن يطرق بجديده السوري أبواب أوروبا والولايات المتحدة أولاً وأخيراً. يريد المقايضة بين أوكرانيا وسورية: قدموا تنازلات هناك أقدم مثيلها هنا. ويأتي جديده أيضاً في إطار إعادة النظر في مواقفه ومواقعه ومصالحه وشبكة علاقاته في الشرق الأوسط وغيره، في ضوء تداعيات الاتفاق النووي. توقيت إعلان هذا الجديد كان لافتاً. واكب محادثات القمة الأميركية - السعودية. ربما أراد زجه في برنامج المحادثات بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والملك سلمان بن عبدالعزيز. تقلقه سلفاً نتائج هذه القمة، خصوصاً توافق الزعيمين على التأكيد أن لا دور للرئيس الأسد في مستقبل سورية. وهو ما كرره وزير الخارجية عادل الجبير أمس بعدما كان أبلغ موسكو به علناً في حضرة نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل أسابيع.

تدرك موسكو أن الوقت داهم. فإدارة الرئيس باراك أوباما تسعى لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط، عبر تجديد علاقاتها مع إيران وإقامة نوع من التوازن في النظام الإقليمي. ومثل هذا النهج لا يمكن تطبيقه فيما طهران توغل في خرق المنطقة ومجتمعاتها، من العراق وسورية إلى فلسطين واليمن وشرق شبه الجزيرة العربية. ولا شك في أن هذه الإدارة عليها بعد قمة واشنطن ترجمة حرصها أقله على هذا التوازن. والاختبار الأول هو الأزمة السورية. والثابت المعلن حتى الآن أن الجمهورية الإسلامية ليست في وارد المساومة في القضايا الإقليمية. المرشد علي خامنئي اتهم الولايات المتحدة بأنها «تسعى إلى القضاء على المقاومة والهيمنة على سورية، وتتوقع أن تدخل إيران في هذا الإطار». وشدد على أن «هذا الأمر لن يحدث أبداً».

موقف المرشد لا يساعد واشنطن على تصحيح مسار علاقاتها بشركائها الخليجيين. الكرة في ملعب إدارة الرئيس أوباما بعدما تحررت من عبء الجمهوريين وتهديداتهم بإسقاط الاتفاق النووي. لم تعد أسيرة المرحلة الماضية. يبقى أن تبدي لأصدقائها التاريخيين في المنطقة أنها لم ولن تنجرف وراء مشاريع إيران ومخططاتها في المنطقة. علماً أنها لا يمكن أن تسلم باليد المطلقة لإيران في دمشق وهي تعمل على تقليص نفوذها في بغداد. كانت طوال السنوات الثلاث الماضية حريصة حرصاً مبالغاً فيه على عدم إزعاج طهران في أي مسألة لئلا تجازف بدفعها إلى وقف المفاوضات النووية. أما اليوم فلا عذر لها. رفضت دعوات تركيا المتكررة إلى إقامة منطقة آمنة شمال سورية، بل طلبت دفع مشروع المنطقة غرباً بعيداً من مناطق الكرد. لا تريد إضعافهم. ولا تريد المجازفة بسقوط مفاجئ للنظام السوري من دون جاهزية بدائل فاعلة وقادرة. مثلما لا ترغب أيضاً في إطلاق يد أنقرة وتعزيز نفوذها في سورية. ولا تزال عند هذا الموقف.

تعي موسكو معنى هذا التبدل. وتخشى أن تعدل واشنطن موقفها مجاراةً للعرب القلقين من هيمنة إيران، وتأكيداً لحرصها على علاقاتها التاريخية والتزاماتها معهم. وتعي أن أزمة سورية على رأس اهتمامات الإدارة بعد تمرير الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس. وإذا كان الضغط العربي على واشنطن ليس كافياً، فإن الضغط الأوروبي سيكون أكبر. لذلك، واكب إعلان الرئيس بوتين أيضاً التخبط الأوروبي في معالجة أزمة اللاجئين والمخاوف التي تثيرها. فجيش الفارين من أتون الحروب والويلات في سورية وغيرها لا يصل عملياً إلى حدود روسيا أو الولايات المتحدة. لكن صور المآسي والويلات التي يقاسيها هؤلاء، غرقاً في البحر أو اختناقاً في شاحنات التبريد، ولدت موجة من التعاطف في الشارع الأوروبي الذي بدأ الضغط على حكوماته. ولا مفر أمام هذه الحكومات سوى تحويل هذا الضغط نحو واشنطن، الشريكة الكبرى، لتعديل موقفها والانخراط فعلياً في البحث عن حلول سريعة. الدوائر المعنية في القارة العجوز تعلم جيداً أن المعالجة المجدية لمواجهة هذه الموجة الواسعة من المهاجرين فاقمها إحساس السوريين بأن لا أمل لهم بالبقاء في بلادهم، وهم يعيشون عذابات استعصاء الحسم في الميدان العسكري واليأس من إمكان التوافق في الساحة السياسية، محلياً ودولياً. إلى كل هذه العوامل المستجدة الضاغطة، تشعر موسكو بأنها باتت هي نفسها تحت الضغط. التأثير الواسع الذي كانت تملكه على النظام في دمشق يفلت من بين أصابعها لمصلحة إيران التي يساهم تدخلها في تفكيك ما بقي من مؤسسات الدولة، بل يجد النظام مصلحته في مجاراة تيارها المتشدد الذي لا يلتفت إلى انهيار الدولة والمؤسسة العسكرية. هناك إذاً مصلحة ملحة لبوتين في تحريك المسار السياسي في سورية، والاحتفاظ بأرجحية بلاده في رسم مآلات التسوية. وهو ما يستدعي ليس مغازلة الولايات المتحدة وأوروبا واستدراجهما إلى مقايضات معقدة، بقدر ما يتطلب منه مبادرة «بناءة» قبل البحث عن «معارضة بناءة»! وهناك مصلحة ملحة مماثلة للولايات المتحدة في ترجمة حرصها على إقامة توازن في علاقاتها بالشرق الأوسط. وترجمة حرصها على منع إيران من الهيمنة على المنطقة، وتهديد جيرانها، ووقف تدخلها، والحؤول دون تفردها برسم خريطة النظام الإقليمي الجديد وتفتيت بلاد الشام. لم يعد التردد يجدي. وسورية هي المحك والامتحان بعد تحرر أوباما من الملف النووي وتهديدات خصومه الجمهوريين... بانتظار أن تطيح نتائج قمة واشنطن وزحف اللاجئين إلى أوروبا زحف إيران ومعه مناورات موسكو ومسودة ديستورا؟

 

الاستقرار والأخطار

غسان شربل/الحياة/07 أيلول/15

لم يكن الشرق الأوسط سابقاً بحيرة سلام. كانت الحروب العدوانية الإسرائيلية تُسمم أيامه. وكانت تُسممها أيضاً ممارسات المستبدين. لكنهم كانوا في معظم الأحيان يمارسون انتهاكاتهم داخل الخرائط. وحتى حين كانوا ينزلقون إلى مغامرات خارجها كانت ركائز الاستقرار تسمح بامتصاص تهوراتهم والحيلولة دون حدوث الانهيار الكبير. كان هناك الحد الأدنى من ركائز الاستقرار. وكان عدد الحكماء يزيد على عدد المراهقين. وعثر العرب أحياناً على صيغ لامتصاص الهزات. بينها المثلث السعودي - المصري - السوري. وعلى رغم التمايزات والتباينات كانت هناك رغبة عميقة في تفادي سياسة الطلاق ونسف الجسور. كان الدور السعودي أحد صمامات الأمان. وهو ينطلق من الثقل الذي تمثله السعودية عربياً وإسلامياً. ثقل سياسي واقتصادي وديني أيضاً. وكانت العلاقات السعودية - الأميركية تزيد من ثقل هذا الدور الضمانة الذي وظف في خدمة مطالب الفلسطينيين وفي جهود المصالحة السعودية في أكثر من دولة وأكثر من أزمة.لا غرابة إذاً، أن يكون الدور السعودي مستهدفاً من جانب كل من يحاول فرض انقلاب في الإقليم أو انتزاع زعامته. ولا غرابة أيضاً أن يستهدف من يحاول إحداث تغيير في موازين القوى في العلاقة السعودية - الأميركية التي كانت تشكل سداً في وجه مشاريع الانقلابات الكبرى.

الشرق الأوسط الذي ولد من رحم «الربيع العربي» مختلف وشديد الخطورة. إننا أمام عراق مفكك إتنياً ومذهبياً يخوض حرباً مع «داعش» بالتلازم مع حضور غير طبيعي للوصاية الإيرانية في بغداد. إننا أمام سورية مفككة إتنياً ومذهبياً مع حضور مخيف لـ «داعش» على أرضها وحضور غير طبيعي للوصاية الإيرانية في دمشق. إننا أمام يمن ارتكب فيه عبدالملك الحوثي مغامرة مدمرة، خصوصاً حين التقت مصالح ميليشياته مع الخيار الثأري للرئيس السابق علي عبدالله صالح. إننا أمام ليبيا مستباحة من جانب ميليشياتها والوافدين وتشكل مصدر إشعاعات مضرة لنفسها وجيرانها. هذا هو الشرق الأوسط الحالي. شاخت خرائط وأنظمة. وتحصن الإرهاب في أماكن حساسة فيه. وتحولت بعض ميليشياته «جيوشاً صغيرة» تلعب أدوار القوى الإقليمية حين تعبر الحدود لإسقاط نظام أو منع سقوطه. سقطت حصانة الحدود الدولية. والتعايش مريض. والأدوية المستخدمة في علاج المرضى بالإرهاب تزيد التهابات «البيئة الحاضنة».

أين هي حدود الفرس في الإقليم؟ وأين حدود العرب؟ وأين حدود الأتراك؟ وماذا عن الأكراد؟ ما هو موقع السنّة؟ وماذا عن الشيعة؟ وما هو مصير الأقليات؟ وهل مصير الحدود مطروح فعلاً أم إن الجراحات ستُجرى داخل الخرائط؟ وهل تمكن إعادة توحيد العراق إذا كان الدور الإيراني طاغياً فيه؟ والأمر نفسه بالنسبة إلى سورية؟ وماذا عن قنبلة الدور الإيراني وهي أهم بالنسبة إلى العرب من القنبلة النووية والاتفاق الذي أبرم لتأخير ولادتها؟ ومن سيدفع فاتورة إعادة الإعمار وهي باهظة أصلاً؟ وماذا عن أميركا التي رفضت الجلوس في موقع القيادة في الإقليم؟ وماذا عن السياسة الهجومية التي تنتهجها روسيا؟ إنها أسئلة ملحّة وخطرة. كأننا في الطريق إلى إعادة تأسيس الشرق الأوسط ورسم ملامحه. المسألة أبعد من مصير «داعش» الذي لا يمكن أن يقيم طويلاً مهما بدا قوياً ومتحركاً. المسألة هي أن الشرق الأوسط الحالي تحول إلى مصدر لكل أنواع الأخطار. الإرهاب ومحاولات الهيمنة والتفكك والفقر والفشل الاقتصادي والعجز عن اللحاق بالعصر. في ظل هذه الصورة الفعلية للشرق الأوسط جاءت القمة السعودية - الأميركية. لهذا، اعتبر الملك سلمان بن عبدالعزيز كلمة الاستقرار هي الكلمة المفتاح. وللسبب نفسه تحدث عن تعميق شراكة المصالح مع أميركا. لا بد من نقطة ارتكاز أساسية لمعاودة البحث عن الاستقرار عبر حلول سياسية عادلة وواقعية للأزمات الدموية التي تعصف بعدد من بلدان المنطقة. في السياق نفسه يمكن فهم موقف السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي من الأحداث التي شهدتها مصر. انعقاد القمة في أيلول (سبتمبر) يدفع إلى تذكر هجمات «11 سبتمبر» الشهيرة. إنها مجرد نموذج لما يمكن أن يكون عليه الشرق الأوسط إذا لم تتقدم محاولات البحث عن إعادة الاستقرار. الشرق الأوسط الحالي مليء بالأخطار. خطر تدمير ما بقي من مؤسسات الدول. وخطر المذابح واقتلاع مجموعات بكاملها. وخطر «المجاهدين» العائدين من الشرق الأوسط. وخطر»الذئاب المنفردة». وخطر تسلل الفكر المتطرف إلى الجاليات. وخطر أن تنوء أوروبا تحت أمواج اللاجئين.

إن معركة استعادة الاستقرار وإغلاق منابع الأخطار معركة طويلة ومريرة. تستدعي الصلابة والمرونة. واستنهاض قوى الاعتدال. وتوظيف العلاقات الدولية. وتستدعي مواجهة شاملة لمشاريع الهيمنة والأفكار الظلامية. إننا في البدايات.

 

في دلالات صورة الطفل آلان الكردي

 هوشنك أوسي/الحياة/07 أيلول/15

فاق تأثير صورة جثّة الطفل السوري آلان عبدالله شنو، الغريق على ساحل بحر إيجة، كل صور المجازر التي ارتكبها نظام الإجرام الأسدي في سورية منذ أربع سنوات. كما تجاوز بكثير دور المعارضة السوريّة السياسيّة وتأثيرها في التعريف والتسويق للقضيّة السوريّة. إلى ذلك، فضحت الصورة مدى ضلوع العالم وتورّطه في محنة سورية وشعبها، المتروكين لإجرام نظام الأسد الذي أنتج وأفرز إجرام «داعش» و»النصرة» وكل التنظيمات التكفيريّة الإرهابيّة التي تفتك بالسوريين. وأكّدت عمق الشراكة الأميركيّة - الروسيّة - الأوروبيّة - الإيرانيّة... في استمرار المأساة السوريّة، وأن كل ما يقال عن خلاف غربي - روسي - عربي، حول بقاء نظام الأسد، محض هراء، وللتضليل والخداع. فحتى لو وافقت موسكو على ضرب نظام الأسد عسكريّاً، بقيت واشنطن وعواصم الغرب عاجزة أمام هذا الإحراج! ما يعني أن النيّة الأميركيّة - الإسرائيليّة - الأوروبيّة في إبقاء هذا النظام جاثماً على صدر سورية والسوريين موجودة ومستمرّة، وتختبئ خلف الممانعة الروسيّة! وفي سياق هذه الهزّة العميقة، أخلاقيّاً وسياسيّاً وإنسانيّاً التي أحدثتها الصورة الأليمة للطفل السوري، كحمامةٍ غافية على شطّ البحر، بحيث جعلت منه سفيراً لمأساة سورية، وما رافق ذلك من تغطية إعلاميّة ومتابعات تحليليّة لدلالات الحدث، لفت انتباهي تجاهل قيادات «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي (PYD) هذا الحدث وصورته المؤلمة، علماً أن الطفل من مدينة كوباني التي يتحدّر منها رئيس الحزب صالح مسلم، ومسؤول الحزب في أوروبا زوهات كوباني! ليس هذا وحسب، بل تجاهل الكثير من «ديناصورات» إعلام هذا الحزب في أوروبا، هذه الصورة، ولم يعلّقوا على صفحاتهم الشخصيّة في الـ «فايسبوك» ولو بكلمة واحدة! وغالب الظنّ أن صمت هؤلاء مؤشّر ضمني إلى وجود مسؤوليّة أخلاقيّة وسياسيّة، لسلطة هذا الحزب في مأساة الطفل آلان وعائلته. هذا الحزب الذي يدير المناطق الكرديّة السوريّة، بالتنسيق الخفي مع النظام السوري، تحت مسمّى «الإدارة الذاتيّة الديموقراطيّة»، لم يثق والد الطفل بـ «أمن واستقرار» إدارته، واختار تركيا، بما فيها من ظروف شديدة القسوة على اللاجئين، ثم ألقى بنفسه وعائلته في أحضان مهرّبي البشر، بدلاً من الإقامة في كوباني أو عفرين أو الجزيرة، وفضّل الإبحار في قوارب الموت، وجرى له ما جرى.

هذه الصورة دفعت لندن وبرلين وعواصم أوروبيّة كثيرة إلى مراجعة نفسها، ولو على مستوى قضايا الهجرة، ولم تدفع قيادات السلطة الكرديّة إلى مراجعة نفسها، والبحث عن منسوب مسؤوليّتها، الذاتيّة أو الموضوعيّة، في هذه الكارثة! فهذه «الإدارة الكرديّة» السوريّة، والتي تسمّي نفسها بـ «الديموقراطيّة»، لا تسأل نفسها: لماذا يهرب المواطنون الكرد من مناطق سلطتها، بعد أن كانوا يحلمون على مدى عقود بنيل قسط يسير من حقوقهم المشروعة من النظام السوري؟! هذه الإدارة - السلطة الذاتيّة (وهي ليست ذاتية، بسبب تحكّم العمال الكردستاني (التركي) بها، من وراء الستار، مضافاً إليه تأثير نظام الأسد عليها عبر البعثيين والموالين له الموجودين في هذه السلطة)، علاوةً على أنه ليس لديها أي مشروع سياسي، اقتصادي، اجتماعي، حقيقي وعلمي، يعالج أو يخفف أو يحدّ من هجرة الكرد السوريين، أصدرت تصريحات قبل فترة على لسان نائب رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي»، السيدة إلهام أحمد، تقول فيها: «من لا يعجبه نظامنا السياسي والإداري، فليغادر المنطقة»! وسبقتها إلى إصدار تصريحات كهذه، قيادات سياسيّة وأمنيّة، تابعة للحزب نفسه! من ثم يأتي الحزب ويتحدّث عن أخطار الهجرة! الأنكى من كل ذلك، أن هنالك قيادات بارزة في «الإدارة الذاتية الديموقراطيّة»، أرسلت وترسل أولادها إلى أوروبا، بينما «تلعن» الهجرة من الوطن، وتثرثر حول الدور التآمري لتركيا الهادف إلى إفراغ المناطق الكرديّة السوريّة!

وإذا افترضنا جدلاً أن تركيا «متآمرة» ولها مخططاتها ومشاريعها التي تستهدف الكرد وكردستان سورية، وتريد إجراء تغيير ديموغرافي فيها... فلماذا لا يصدر «حزب الاتحاد الديموقراطي» قراراً سياسياً»، يلزم معظم قيادته التنظيميّة والسياسيّة والإعلاميّة، وكل عناصره والمؤيدين له، بترك البلدان الأوروبيّة، (وهم بالآلاف، ويحملون الجنسيّات الأوروبيّة)، وبالعودة إلى المناطق التي للحزب فيها سلطة سياسيّة وتنظيميّة وعسكريّة مطلقة؟! وبهذا يفشلون مخططات تركيا. ذلك أنه طالما بقيت قيادات الحزب في المهجر، وتقدّم طلبات لجوء سياسي، فيما حزبهم سلطة إداريّة وتنظيميّة وعسكريّة، صار معيباً ومؤسفاً أن ينتقد الحزب هجرةَ الناس من المناطق الكرديّة ومن سورية عموماً! مضافاً إليه، تناقض غريب في سلوك قيادات هذا الحزب حيال تجارب المعارضات في البلدان الأخرى. فالمعارضة، حين تصبح سلطة أو جزءاً منها، تترك قياداتُها المهجر وتعود إلى الوطن، باعتبارها أوّل من يجب عليه أن يطبّق على نفسه نظريات الحزب في الحكم والإدارة، قبل تطبيقها على الآخرين، وليس العكس!؟ يبقى أن صورة الطفل آلان التي هزّت العالم، فضحت عري المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، وكل القوى الدوليّة والإقليميّة والمحليّة، الضالعة في تفاقم محنة الشعب السوري ومأساته. وهي صورة سيبقى تأثيرها في ذاكرة الإنسانيّة.

 

السوري أمام سؤال النجاة

 مصطفى علوش/كتب سوري/الحياة/07 أيلول/15

كلما مرّ نهار جديد تساءل السوري، المنهك، المتعب، بشروط حياة يومية حوّلها النظام وأمراء الحرب إلى جحيم فعلي، عن المستقبل الذي ينتظره، وهو يعرف أن المستقبل العام الذي ينتظر البلاد هو ما سيحدد مستقبله الفردي والأسري. هي لحظة سوداء يعيشها هذا الإنسان الغارق في هموم الخدمات، وربما يقولها قهراً في سرّه «كنا عايشين»، وبعد دقيقة يدرك أن حركة الزمن الموضوعية لا تسير إلى الوراء، مع أن الزمن السياسي يسير إلى الوراء سورياً، ويعرف أنه تُرك وحيداً فأصدقاء الشعب السوري لم يحموه من النظام الذي تحوّل إلى ميليشيات ومجموعة من أمراء الحرب، فيما هو الضحية المقتول في قذيفة تنزل على شارع، أو في معركة لم يخترها. هو نفسه محاصر في دوما، أو في أي منطقة يزعم النظام أنها آمنة، مقتول في داريا، أو في حلب، أو في الرقة. هذا المواطن الحيّ، المقتول، الشهيد الذي هرّب بعض أبنائه إلى أوروبا، ويعيش ظروفاً بالغة الشظف ويتعلّق بما يرد في الأخبار، هو الآن يركض خلف رغيف الخبز اليومي ويشتم كل الأيديولوجيات والأحزاب اليسارية واليمينية السورية، ويعيد جملته: وأنا من يحميني من كل هذا الجحيم؟ هذا السوري اللاجئ في الزعتري أو في تركيا أو لبنان، يتفقد كل الجهات الجغرافية باحثاً عن مخرج، منقذ، يرى بعينيه عنصرية بعض اللبنانيين ويصمت مبتلعاً لسانه. يعارك الفصول الأربعة والظروف الحياتية القاسية، وحين يقترب الشتاء يعرف أنه أمام معركة حاسمة، فإن تحمّل هو البرد فلن يتحمله صغاره. اختبر كل التصريحات السياسية عبر انتظاره التاريخي الطويل، مرّ على رأسه «جنيف - 1» و «جنيف - 2» ومؤتمر القاهرة ومؤتمرات موسكو، وحفظ كل ما قيل فيها وعنها، وها هو عام الثورة الخامس يقترب وهو وحده لا معيل له سوى سلال الإغاثة. في لحظة، يتذكر شعاراته التي هتف بها «حرية حرية بدنا بدنا حرية»، «واحد واحد الشعب السوري واحد»، وتدمع روحه على حرية لم يصل إليها بعد، وعلى شعارات عانقت السماء فقابلها النظام بالقتل والتهجير. هذا السوري في اختبار تاريخي مع كل شيء أجّله، اختبار مع الطائفية، مع السياسة، مع الأخلاق، مع أبدية النظام التي انتهت سياسياً ولم تنته واقعياً، مع الثقافة، مع التاريخ نفسه وسؤاله من يكتب التاريخ؟ تاريخنا الصادق الصادم هذا. هو المقتول، كان حالماً وصار يائساً من كل شيء، كل الأفكار والحكم وقصائد الشعر لا تنفع أمام جوعه، هو المحاصر المقموع الملاحق. ماذا سيفعل لينجو؟ نعم، سؤال النجاة الفردية هو الآن المسيطر على حياته. فسراً يبحث الجميع عن طرق نجاة فردية، ووحدها طرق الهجرة توحدهم في المصير، وقد انقسم الناس على كل شيء، انقسموا سياسياً مع أن الحاكم الفعلي الآن على الأرض هو الحواجز والخوف الذي تعممه، وانقسموا أخلاقياً وهم يناقشون أحوالهم الحاضرة حيث التبرير المريع عند موالاة النظام وهم يرون كل شيء بمنظار «كنا عايشين». من هنا، يصير المشهد أشدّ سواداً، نظام يقتل لينجو، وبشر ضحايا يهربون ويقاتلون ويبحثون عن مخرج، كأن الموت يلاحق الجميع. وفي اللحظة التي يتذكر فيها هذا المواطن أن الحياة تستحق العيش، يتذكر حقّه في الحبّ والعيش الكريم والأمان والكرامة، وأنه خرج بثورة من أجل كل ذلك. ويسأل نفسه: ماذا بقي من الثورة؟ وهل سيسقط هذا النظام؟ ويبقى السؤال الأكبر كيف أنجو كفرد من الجحيم؟

 

العصائب الإرهابية والتشفي بأهل الخليج العربي!

داود البصري/السياسة/07 أيلول/15

العصابات الإرهابية العميلة لإيران المهيمنة اليوم على العراق والتي شوهت وجهه الحضاري ودمرت هويته العربية, وأساءت لتراثه الحضاري المشع الذي قدم للدنيا عصارة الحضارة والفكر والفن والشعر, لم تعد تكتفي بنشر الإرهاب الأسود وقتل العراقيين وتحويلهم لعبيد لنظام إيران الديماغوجي الفاشي الإرهابي, بل إنهم أضافوا لجريمتهم الحضارية الكبرى تحويل العراق العربي بغالبيته لقاعدة عدوانية ضد دول الجوار الخليجي ولمعسكر تدريب كبير للإرهابيين الطائفيين المتآمرين على أمن الخليج العربي والساعين إلى أنظمة الحكم في المنطقة وتحويل المنطقة برمتها لفلك عميل يسبح في فضاء النظام الإيراني, ويكون مجالا حيويا لولاية الفقيه وامبراطوريته الممتدة من أفغانستان وحتى سواحل المتوسط, فبعد المعارك الأخيرة في اليمن وتقديم القوات العربية السعودية والإماراتية والبحرينية شهداء كراماً سقطوا في ساحة المواجهة ودفاعا عن عروبة واسلام وإنتماء اليمن والجنوب العربي إبتهجت العصابات الطائفية العميلة للنظام الإيراني في العراق بذلك الحدث الجلل واعتبرته وفقا لرؤيتها الإيرانية المريضة نصرا على ما اسمته “العدوان الخليجي”! وفي الوقت الذي تستنكر فيه الحكومة العراقية مطالبة بعض الأطراف الخليجية للحكومة بتحسين وضعية العراقيين, وتعتبره تدخلاً في الشؤون الداخلية فإن عصاباتها الإرهابية لا تخجل ولا ترتدع عن التدخل الفظ في الشؤون الخليجية من خلال دعم الإرهاب وأهله في مملكة البحرين, أومناصبة المملكة العربية السعودية العداء, أوحملات التسقيط والكراهية الإعلامية ورسائل التهديد المباشر الموجهة ضد أمن المنطقة وشعوبها, كما فعلت عصابات “بدر” الغادرة التابعة للحرس الثوري التي يقودها الإرهابي هادي العامري, أو زميلتها عصابة “العصائب” التي يقودها المجرم الطائفي قيس الخزعلي, كما دخلت عصابة كتائب “حزب الله” على خط الإرهاب التدميري الشامل وهي التي يقودها الإرهابي الدولي أبومهدي المهندس.

لقد كان دعم “العصائب” للحوثيين في اليمن عملا إرهابيا فظا وعدوانا بينا على دول “مجلس التعاون” الخليجي, وهو ممارسة إرهابية واضحة لا تحتمل التأويل تتحمل مسؤوليتها الحكومة العراقية المتخمة أروقتها بأشكال وألوان متنوعة من أهل الإرهاب الإيراني الأسود الذين يتحينون الفرص لضرب ضرباتهم الإرهابية إن جاءتهم الأوامر من طهران, وذلك أمر محتمل في ظل تصاعد الصراع الإقليمي الشرس الدائر حاليا, والواقع أن مواقف الحكومة العراقية من الصراعات الإقليمية المخالفة لتوجهات المنظومة الإقليمية المحيطة باتت تمثل بوابات واسعة للفتنة وخلط الأوراق, ففي الصراع الدائر في سورية تقف حكومة بغداد موقفا بذيئا ممالئا للمواقف الإيرانية ومعادياً للمواقف العربية المناهضة لنظام الإرهاب السوري المجرم, وهو موقف شاذ يعمق أزمات حكومة العراق الفاشلة في مختلف الميادين والخاضعة لإرادات عصابية طائفية متطرفة هي ذيل وتابع ذليل للمواقف الإيرانية وبما يخالف إرادة الشعب العراقي التي لا تنسجم مع تلك المواقف الشاذة.

تأييد الحوثيين وعصابات الأسد وبقية أهل الحلف الإيراني العدواني هي مواقف عار تتحمل حكومة العراق مسؤوليتها, فالميليشيات الإيرانية السائدة لا تمثل نفسها فقط ولا تعبر عن رؤاها المريضة, بل إنها جزء مهم وفاعل من السلطة في بغداد حتى إنها تطاولت على السلطة ذاتها وسفكت دماء عناصر الجيش العراقي في المواجهات الأخيرة في بغداد, وإذا كانت جماهير العراق المنتفضة اليوم تعبر عن احتجاجاتها على استمرار مسلسل الفشل والفساد فإنها في الوقت نفسه ترفض نهج السلطة الفاشل في الخضوع والركوع لمواقف العصابات الطائفية الإيرانية المريضة التي تتآمر علنا على أشقائنا وأهلنا في الخليج العربي وتتشفى بجراحهم وآلامهم وتحاول تحويل العراق العربي لقاعدة تآمر إيرانية طائفية ظلامية برمكية!, العراقيون الأحرار يرفضون مواقف العدوان الطائفية وصمت الحكومة العراقية الذليل والمخجل, ومصير العصابات الإيرانية مرتبط ارتباطا وثيقا بمصير الطغاة في المنطقة الذين سيرحلون في نهاية المطاف لمزبلة التاريخ, لا للتآمر الطائفي العدواني المريض على أمن الخليج العربي,ولا لمواقف العدوان والذل السلطوية, ودعم العصابات العراقية للحوثيين و”الشبيحة” يؤكد حتمية سقوطها القريب لكون وجودها شاذ ومخالف للحتمية التاريخية المؤيدة لنصرة الشعوب الحرة.

 

السويداء في القلب من سورية

غسان المفلح/السياسة/07 أيلول/15

تحطم صنم القاتل إلى الابد. ما جرى في السويداء يوم الجمعة الماضي تماماً هو ما تم في درعا 19-3-,2011 بعد انطلاق الثورة السورية من هناك. نسخة سورية طبق الأصل. نسخة لسورية الحرية, التي كالحلم المستحيل. الذي يجدد بزوغه يوميا من دماء ابناء سورية, وخصوصا اليوم سهل حوران وجبل حوران, ما يعرف أيضا بجبل العرب… إنه النظام قاتل إلى الابد. الشباب ومشايخ الكرامة بقيادة الشيخ وحيد البلعوس, تنتفض بالسويداء بوجه الاسدية القاتلة والفاشية. ما كان من الاسدية إلا أن جهزت سيارتين مفخختين, واطلقتهما في موكب الشيخ البلعوس, مما أدى إلى استشهاده مع مرافقه وآخرين, منهم الطفل رامز محيثاوي, نبأ استشهاده لايزال غير مؤكد 100 في المئة الرواية الثانية انه في وضع حرج جدا. حطموا تمثال اللاكرامة والذل شباب سلطان الاطرش. حيث كان الشيخ الشهيد يردد” إما فوق الارض بكرامة او تحت الارض بكرامة”. قاد حملة اعطت ثمارها في منع ابناء الجبل من الذهاب للخدمة في جيش الاسد كي لا يقتلوا اخوانهم السوريين عموما وسهل حوران خصوصا.

سيارات مفخخة نشرها النظام في انحاء السويداء. لكن السويداء لن تعود إلى ما قبل استشهاد الشيخ وحيد البلعوس. السويداء اليوم تعيد لسوريتنا وحريتها وهجها, بعدما حاول الجميع دفنها, بقيادة اوباما- الذي يرفض النظر الى اي تقارير, تتحدث عن ضحايا الاسدية من الشعب السوري- والرايات السود وبراميل الاسدية والميلشيات الشيعية الخامنئية. الجبل قاد اول ثورة 1925 تسمى باسم سورية وبقيادة المرحوم سلطان الاطرش, الذي حاولت الاسدية طمس معالمه ومعالم ثورته, من اجل استقلال سورية.

لخلدون زين الدين اول شهيد من الجيش السوري الحر في السويداء, ولشيوخ الكرامة وشهدائهم, وللشباب الذين حطموا تمثال القاتل للابد حافظ الاسد, لهؤلاء.. لأهلنا في السويداء, لقد سحبتم من يد الفاشية الاسدية أهم ورقة يتغنى بها لاعقو بسطار الاسدية وهي حماية الاقليات. الدروز بني معروف. هذا يتطلب من كل الذين ركبوا موجة الثورة أن يكفوا عن اللغة الطائفية أيضا. هذه صفعة لكم وللاسدية معا. هذه المرة لن يستطيع المجتمع الاوبامي الحديث عن سيارات مفخخة للارهابيين, واتضح أن الاسدية هي قمة الارهاب في المنطقة.

حتى السيارة التي جرى تفجيرها في اللاذقية قبل يومين كانت من توقيع الاسدية, ليعيد تخويف الطائفة العلوية بعد اعلان براءة ابن عمه سليمان الاسد, من دم العقيد حسان الشيخ, الذي قتله بوسط اللاذقية, على اشارة مرور امام اخيه واطفاله, لأنه تجاوزه في سيارته. استشهد أكثر من عشرين شابا غير الجرحى حتى الآن في ثورة السويداء وتحطيم تمثال القاتل. شعرت بفرح لا يوصف في تلك اللحظة, انها ثورة سورية تتجدد على يد بني معروف من السوريين. هذه الثورة المتجددة في السويداء جاءت ردا على تصريحات رئيس المافيا الروسية فلاديمير بوتين, قبل يومين فقط, والذي قال فيها: »أن السوريين يهربون لاوروبا من جحيم الارهاب وليس من براميل الاسدية«, وسلاحها الذي يزودها به بوتين شخصيا. الرابع من سبتمبر إنه عيد جديد بالنسبة لي, عيد السويداء على طريق الحرية من الاسدية. شعرت أن دموع الفرح لا تتوقف وانا اتابع اخبار السويداء. إلى أهلي في حوران وجيشها الحر, احيطوا السويداء بحماية من خارجها واتركوا لشبابها قيادة داخلها. اهل حوران لن يقصروا في دعم اهلهم في جبل حوران, انا اعرف “ديرتي”. لكن الحذر واجب من بعض الرايات السود أو من بعض الاسدية. دعم اهل السويداء من الخارج فقط. على الائتلاف المعارض ان يقوم بتأمين ما يلزم وما يستطيع لاهلنا في الجبل. إنها سويداء سلطان الاطرش ومنتهى الاطرش وتامر العوام وخلدون زين الدين. فلا تخذلوها كما تخذلون مارع في شمال حلب الآن التي تصمد اما بربرية “داعش”.

 

هجرة لاجئي الأكثريّات تهمّش ملف الأقليّات فراغ الرئاسة نموذج عن عجز الضمانات

روزانا بومنصف/النهار/7 أيلول 2015

تجاوزت الموجة الجديدة الكبيرة من اللاجئين الى الدول الاوروبية معيارين للتعامل الخارجي مع هذه الازمة: المعيار الاول هو الذي بني على مساع وجهود بذلتها المراجع الروحية المسيحية في الشرق الاوسط بعد اشهر قليلة من بدء الازمة السورية في 2011 وعقب استيلاء تنظيم داعش في العراق على مدن رئيسية كالموصل وسواها ما ادى الى تهجير اعداد كبيرة من الاقليات من الايزيديين والمسيحيين وسواهم. بذلت جهود جمة من أجل عدم تشجيع الدول الغربية على فتح ابواب الهجرة امام الاقليات المسيحية خصوصا للحؤول دون تركهم ارضهم وبلادهم ما يؤدي الى تفريغ المنطقة من المسيحيين واقتصر استقبال بعض الدول على عدد محدود من العائلات خصوصا من بين هذه الاقليات. واسقط اذا في يد المراجع الروحية المسيحية التي لم تعد تستطيع الكثير ليس في ظل هرب الاقليات وهجرتها وفتح الابواب امامها بل أيضاً امام هجرة كبيرة من الاكثرية غير المسيحية على ما اظهرت اعداد اللاجئين الذين فتحت لهم ابواب النمسا وبريطانيا والمانيا وسواها من الدول الاوروبية. وبالامس طلب الكرسي الرسولي من كل رعية في اوروبا استقبال اللاجئين. اذ لا ضمانات يستطيع اي بلد أو اي مرجعية تقديمها لهذه الاقليات من أجل البقاء لمجرد ضرورة عدم افراغ المنطقة من الاقليات مسيحية كانت أو سواها على رغم الفظاعة الذي يمثلها غياب التعددية الطائفية عن المنطقة.

المعيار الثاني هو المؤتمر الذي تستعد الامم المتحدة لعقده غدا في باريس حول الاقليات في الشرق الاوسط والذي كان تقرر في اذار الماضي بعد نقاش في مجلس الامن. وغاية المؤتمر البحث في السبل والوسائل من أجل تأمين عودة الاقليات المضطهدة في المنطقة عبر العمل على اعادة اعمار مناطقهم واماكن عبادتهم. فهذا المعيار لم يعد ينطبق على ما حدد من هدف للمؤتمر انطلاقا من ان اوروبا وجدت نفسها امام موجة هجرة كبيرة لم تعد تستطيع صدها في ضوء المآسي التي تعرض لها اللاجئون وكان آخرها صورة الطفل ايلان كردي الذي قذفه البحر على شاطئ تركيا، علما ان هذا المعيار اي اعادة الاقليات الى اماكن سكنها لا يتسم بواقعية كبيرة نتيجة تجاهل الدول الغربية الاثار النفسية الهائلة التي تترتب على اللاجئين نتيجة ما تعرضوا له ما قد يمنعهم من العودة الى بلادهم فضلا عن ان الدول المعنية التي يهاجر ابناؤها مخاطرين بحياتهم وحياة اولادهم في البحار وعبور حدود الدول خلسة في حالة انهيار كلي بحيث تزيد الهجرة ولا تساهم في تقليلها. عائلة الطفل ايلان كردي لم تستطع البقاء في كوباني التي تحررت من تنظيم داعش ولا في دمشق التي لجأت اليها ويسيطر عليها النظام السوري وتعيش امانا نسبيا تحت قمع ميلشياته وما تبقى من جيشه ولا أيضاً في تركيا حيث يعيش اللاجئون من دون افق كما في سائر الدول المجاورة. وعليه فان المؤتمر لم يعد صالحا للبحث في موضوع الاقليات ما دامت الاكثريات هي الغالبية اللاجئة الى الدول الاوروبية التي باتت تنوء كما تقول تحت عبء اللاجئين وهي مجموعة من الدول، وليست الاقليات وحدها ما يحتم مقاربة وخطط عمل مختلفة، فيما لبنان الصغير وحده يرزح تحت ثقل يزيد على مليون و200 الف لاجئ سوري.

السؤال مع هجرة الاكثريات المضطهدة بدورها الى الدول الاوروبية وليس الى دول المنطقة يعني عمليا بحث اللاجئين عن امان دائم وليس عن امان موقت وعن مستقبل لا يبدو ممكنا في بلادهم في المدى المنظور واحترام للانسان وقيمته ويفرض جدية في بذل جهود لحل الازمات وليس الاكتفاء بالتعاطي مع النتائج كما في موضوع اللاجئين على ضخامته أو موضوع تنظيم الدولة الاسلامية وسيطرته على مناطق في العراق وسوريا. في لبنان مثلا باعتباره نموذجا عن العجز الدولي والمقاربة الخاطئة للامور وحيث المشكلة اقل تعقيدا مما هي في سوريا أو العراق ثمة حاجة ماسة وملحة لبذل ضغوط دولية جدية من أجل تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد وضع الاستحقاقات الدستورية على السكة الصحيحة ويطلق رسالة مطمئنة الى عدم السماح بالتلاعب والاستهانة بموقع الرئاسة المسيحي الوحيد في المنطقة. فاسترهان هذا الموقع اقليميا من دول مؤثرة لفرض اجندتها في لبنان في ظل عدم استعداد خارجي للضغط على نحو كاف ارسل ولا يزال يرسل مؤشرات عن غياب القدرة وعدم الرغبة في الدفاع عن هذا الموقع بما يعنيه وما يمثله وإخراجه تالياً من لعبة التجاذبات. والمسيحيون في لبنان باتوا يوجهون كاقلية الى نظرائهم في المنطقة أو من تبقى منهم رسالة عجز فاضح عن تحرير ما بات ورقة في يد دول اقليمية حتى بعد تحرير لبنان من الوصاية السورية، فيما يتخبط الافرقاء المسيحيون انفسهم في لبنان في روزنامات خاصة تحاول النفاذ الى محاولة استرجاع ضمانات أو صلاحيات لن يكون ممكنا اعادتها بل تكاد تكون اعادتها مستحيلة في الظروف الراهنة ولو من أجل طمأنة الاقليات التي يصر الجميع على اهمية وجودها، باعتبار انها توظف من ضمن محاور اقليمية ولغايات محددة فضلا عن انها لا تلقى في الوقت نفسه اي دعم خارجي من هذا الباب بالذات لاعتبارات مختلفة. فكيف والحال امام عجز متماد حيال محنة سوريا وانهيار العراق وليبيا وبعض الدول الاخرى؟

 

النظام السوري و«الفاتح من سبتمبر»

خيرالله خيرالله/المستقبل/07 أيلول/15

مرّت ذكرى «الفاتح من سبتمبر« وكأنّها من ماضٍ سحيق. طوى النسيان الذكرى التي كانت ليبيا تحتفل بها منذ العام 1969 في مناسبة وصول معمّر القذّافي إلى السلطة اثر انقلاب عسكري قضى على كلّ ما هو حضاري في البلد، كما قضى على أي مستقبل له. لم يكن مرور الذكرى مرور الكرام أمراً طبيعيا بأي شكل، خصوصا إذا اخذنا في الاعتبار ما ارتكبه فرد في حق شعب بكامله وببلد كان، إلى ما قبل فترة قصيرة، موجودا على خريطة العالم. رحل معمّر القذافي بالطريقة التي تليق به وبما ارتكبه، ولكن ليس قبل تدمير البلد. المؤسف أكثر من أيّ شيء آخر، أنّ ليس ما يشير إلى أنّ في ليبيا من هو قادر على الاستفادة من تجارب الماضي القريب والوقوف، ولو دقيقة صمت، على ارواح ضحايا القذافي الذي قتل في خريف العام 2011 على يد شبّان هائجين لم يكن لديهم سوى هاجس الانتقام.

ليس واردا أن تعود ليبيا. انتصرت فكرة «الجماهيرية«، أي الفوضى المدروسة التي اعتمدها القذّافي في ادارة شؤون الدولة. كانت النتيجة الأولى لما فعله الرجل، الذي حكم طوال اثنين واربعين عاما، القضاء على الدولة ومؤسساتها... كي لا تقوم لها قيامة في يوم من الأيّام. هل من سمّى نفسه «القائد« كان يعي ذلك ويهدف اليه؟ الأرجح أنّه كان يستوعب تماما النتائج التي ستترتب على اعماله وخطواته المدروسة. لم يكن معمّر القذّافي يعبد إلّا معمر القذافي. كان معمّر القذّافي يحسد حتى نجله سيف الذي يمكن القول، على الرغم من رعونته، أنّه أضحى الضحية الأولى لوالده! عفوا، وجد من يتذكّر «الفاتح من سبتمبر« ومثل هذا النوع من «الثورات«. لم يجد النظام السوري أفضل من ذلك اليوم كي يحتفل باقامة ساحة في دمشق سميّت ساحة كيم ايل سونغ وذلك في مناسبة الذكرى السبعين لقيام جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، أي كوريا الشمالية، التي تعتبر بكلّ المقاييس، إلى جانب سوريا ـ النظام العلوي، اسوأ دولة في العالم. كوريا الشمالية هي الدولة الستالينية الوحيدة الموجودة على الكرة الأرضية. لم تجد هذه الدولة من يحتفل بذكرى قيامها سوى النظام السوري. هل اراد بشّار الأسد شكر بيونغ يانغ على الصواريخ التي ترسلها اليه كي يمعن في قتل السوريين وتدمير ما بقي من البلد؟ هناك حكام نذروا نفسهم لتدمير بلدهم. كان معمّر القذافي من هذه الطينة لا اكثر ولا أقلّ. كان التدمير بالنسبة اليه هدفا بحدّ ذاته. كان رجلا مريضا بالفعل. لعلّ أخطر ارتكاباته أنّ بعضاً من الليبيين صاروا على شاكلته.. لا يوجد تفسير آخر لما حلّ بالبلد بعد رحيل القذّافي. تحوّلت ليبيا إلى قاعدة للإرهاب والإرهابيين بعدما اجتاحها التطرّف الديني، الذي تعتبر حركة الإخوان المسلمين حاضنته وفي اساسه.

باتت ليبيا تشكل تهديدا لكلّ جيرانها في وقت صار المواطن الليبي على استعداد للهجرة بكلّ الوسائل المتاحة إلى أي بلد في العالم هربا من الأرض التي كان يفترض بها أن تحتضنه وأن ترعى اولاده.

يسير النظام السوري على خطى القذافي. من يكافئ كوريا الشمالية على الصواريخ التي ترسلها اليه من أجل قتل شعبه، لا يكون لديه مثل أعلى غير القذّافي والتجربة الليبية. الفارق أن حافظ الأسد استطاع توريث ابنه كي يكمل مهمّة تدمير سوريا وتفتيتها في حين تولّى معمّر القذافي المهمّة بنفسه، ولم يكن في حاجة إلى الإبن لتنفيذ عملية التدمير الشاملة لليبيا. ربّما خشي أن لا يكون الإبن على الموجة نفسها وأن يقوم بجهد ما يصبّ في اعادة الحياة إلى البلد، هذا إذا افترضنا حسن النيّة تجاه ما كان ينادي به سيف الإسلام القذافي. سيف الإسلام موجود في السجن حاليا، ولا يزال الرجل ينتظر محاكمة عادلة تشير إلى أنّ شيئا ما تغيّر في البلد منذ رحيل معمّر القذافي. سيحاسب التاريخ النظام السوري مثلما حاسب «الجماهيرية«. ولكن هل يمكن أن ينصف التاريخ سوريا والسوريين الذين يدفعون اليوم ثمن الإنقلاب العسكري الأوّل لحسني الزعيم الذي كان في العام 1949 بداية القضاء على الحياة السياسية والإقتصادية في بلد كان مؤهّلا لأن يكون بين الأكثر تقدما في الشرق الأوسط. لم تشهد ليبيا سوى انقلاب عسكري واحد تكفّل بالقضاء عليها. أمّا سوريا، فإنّ تاريخها الحديث حافل بالإنقلابات وصولا إلى الإنقلاب الأخير لحافظ الأسد في العام 1970 والذي يبدو أنّه نهاية الإنقلابات ونهاية سوريا في الوقت ذاته. تحصد دول مثل ليبيا وسوريا ما زرعته الإنقلابات العسكرية التي اوصلت ايضا العراق والسودان إلى ما وصلا إليه، خصوصا بعد اطاحة الملكية في مصر في العام 1952.ليست دول الخليج وحدها التي نجت من شرّ الإنقلابات العسكرية. لبنان نجا ايضا، ولكن إلى حدّما فقط. كانت تجربته قابلة للحياة لولا اصرار حافظ الأسد على مدّ تجربته السورية، ذات الطابع المذ هبي الطائفي، اليه. اعتمد خصوصا على ضرب النظام اللبناني، كي لا يكون من امل بتسرّب الحرية إلى سوريا. استفاد من الإنقسامات الطائفية والوجود الفلسطيني المسلّح في الوقت ذاته. تظاهر بحماية حقوق المسلمين من السطوة المسيحية من جهة وعمل على تخويف المسيحيين من السلاح الفلسطيني بصفة كونه سلاح المسلمين من جهة أخرى. كان الأسد الأب تجربة مميّزة بحدّ ذاتها في مجال ضرب نسيج المجتمعين السوري واللبناني. كان هدفه في كلّ وقت وضع اليد على لبنان وتحويله إلى محافظة سورية لا اكثر يحكمها الضابط السوري المقيم في عنجر...

في ذكرى «الفاتح من سبتمبر«، يمكن الحديث طويلا عن مآثر الإنقلابات العسكرية التي قضت أوّل ما قضت على المدن العربية بهدف ترييفها. في السنة 2015، نجد أن الإمر لم يعد مقتصرا على هذه المدينة او تلك. هناك دول باتت مهدّدة في وجودها.

ما يجمع بين هذه الدول هو البيان الرقم واحد الذي لم يجد، لحسن الحظ من يذيعه لا في المملكة المغربية ولا في المملكة الأردنية الهاشمية... ولا في أي دولة عربية في الخليج. الصورة سوداء في كلّ دولة عربية اذيع فيها البيان الرقم واحد. لا مستقبل لأي دولة عربية حصل فيها انقلاب عسكري. ليبيا مثل صارخ على ذلك وعلى افلاس كلّ الأنظمة العسكرية ـ الأمنية التي اوصلتنا إلى وضع لم يعد من مصير ينتظر سوريا غير المصير الليبي.

 

لن أصوّت لصالح الاتفاق الإيراني

بن كاردين/الشرق الأوسط/07 أيلول/15

* من النواب الديمقراطيين البارزين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي

عبر مختلف مراحل تقييم الاتفاق النووي مع إيران، كنت دائما ما أعاود طرح سؤالين أساسيين: هل من المرجح لهذا الاتفاق، بقليل أو كثير، أن يحول دون تحول إيران إلى دولة نووية؟ وهل رفض التصويت على الاتفاق من شأنه أن يزيد أو يقلل من احتمال سيناريو كابوس إيران المسلحة نوويا؟ وعلى الرغم من التصريحات والآراء الواردة من كل الأطياف، ليس ذلك بالخيار الواضح. ولا يملك أحدنا قدرات استبصار الغيب. إن جهود الحشد لكسب التأييد أو المعارضة لخطة العمل الشاملة المشتركة التي جرى التفاوض بشأنها بواسطة الولايات المتحدة والقوى العالمية من دول مجموعة «5+1» الأخرى لا تزال جهودا محمومة وساخنة، ولكن في نهاية المطاف لا بد أن يعلو صوت الضمير، وليس اختبار الولاء والانتماء الحزبي أو الحنكة السياسية. من الناحية الموضوعية، فإن إيران ذات التسليح النووي من شأنها أن تسبب تغييرا كبيرا في قواعد اللعبة الدولية مما يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة عدم الاستقرار في واحدة من أكثر مناطق العالم توترا. وبعد حصول إيران على تخفيف العقوبات الاقتصادية الدولية، لن يكون من اليسير، وعلى نحو فعال، إعادة فرض تلك العقوبات مجددا للحيلولة دون حيازة إيران للأسلحة النووية. وإذا ما اندفعت إيران وقتئذ نحو إنتاج الأسلحة النووية، فسوف تتزايد احتمالات اللجوء إلى الخيار العسكري. تتضمن خطة العمل الشاملة المشتركة بعض الإنجازات المهمة، فهي تفرض قيودا صارمة للغاية على البرنامج النووي الإيراني عبر السنوات الـ10 أو الـ15 القادمة. كما نحتفظ بالقدرة على الارتداد رجوعا إلى فرض العقوبات الاقتصادية في حالة وجود انتهاكات كبيرة للاتفاق، ومن دون احتمال نزوع الأعضاء الآخرين إلى استخدام حق النقض (الفيتو) على إجراءات الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن الدولي.

كانت تلك الإنجازات ممكنة نظرا للمهارات الدبلوماسية التي تتمتع بها إدارة الرئيس أوباما. ولم يُترك لإيران الخيار سوى الوصول إلى حل وسط بعد سنوات من المعاناة الاقتصادية الناتجة عن العقوبات القاسية من قبل الولايات المتحدة والتي بدأ الكونغرس الأميركي في فرضها.

عزز تمرير الحزبين الجمهوري والديمقراطي لقانون مراجعة الاتفاق النووي من مواقفنا القوية أثناء المفاوضات. كما وفر القدر المطلوب من الشفافية، وبات واضحا أن الاتفاق سوف يلقى ويخضع للمراجعة النقدية المطلوبة.

لقد كانت مقاربة شديدة الحساسية، ولكن بعد مراجعة مستفيضة، أعلن رفضي التصويت لصالح الاتفاق. تضفي خطة العمل الشاملة المشتركة قدرا من الشرعية على البرنامج النووي الإيراني. وبعد مرور 10 إلى 15 سنة، سوف يكون الخيار مفتوحا قبالة إيران لإنتاج ما يكفي من الوقود المخصب لبناء السلاح النووي في فترة وجيزة. من شأن خطة العمل الشاملة المشتركة أن توفر مثل ذلك المسار القانوني لدولة لا تزال تعتبر من الناحية الدولية دولة مارقة، قد عمدت إلى انتهاك التزاماتها الدولية حيال حظر انتشار الأسلحة النووية لعدة سنوات. كما أنها سوف توفر لإيران ذلك التأييد الدولي الذي تحتاج إليه للبرنامج النووي من المستوى الصناعي الذي تصبو إليه. والأسوأ مما تقدم أن الاقتصاد الإيراني سوف يتعزز بصورة كبيرة عبر السرعة المخيفة لرفع العقوبات الاقتصادية، إلى جانب التفاعل الاقتصادي الدولي معها. فإذا ما خرقت إيران الاتفاق المبرم فإن بناء الدعم الدولي المطلوب لفرض العقوبات الاقتصادية الجديدة سوف يستغرق وقتا طويلا، حتى يتمتع بالفعالية المطلوبة، ولن يكون من الأرجح وقتئذ سوى اللجوء إلى الخيار العسكري، على الرغم من كارثيته.

يتحدث الاتفاق حول تطبيع العلاقات الاقتصادية مع إيران، وينص كذلك على أن يعمل كل الأطراف على تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة وفق حسن النيات.. استنادا إلى مبادئ الاحترام المتبادل. ولكن كيف يكون هناك احترام لدولة تعمل بكل جد واجتهاد على تغذية عدم الاستقرار في المنطقة المحيطة بها، وتقتل الأبرياء، وترفع دائما شعارات «الموت لأميركا»؟ يساورني القلق العميق لأننا وافقنا على «فترة اعتراض» تصل إلى 24 يوما متاحة لعمليات التفتيش الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا ما رفضت إيران دخول مفتشي الوكالة إلى أحد المواقع غير المعلن عنها والمثيرة للشبهات. كما أنني لا يمكن أن أدعم رفع الحظر على مبيعات الأسلحة والعقوبات المتعلقة بالصواريخ الباليستية الخاصة بالأمم المتحدة. إن ذلك الاتفاق يترك للوكالة الدولية للطاقة الذرية اتخاذ القرارات المتعلقة بالأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني. وخلاصة القول في تلك المسألة هي أننا نعلم تماما أن إيران تعمل على تطوير الأسلحة النووية، كما يجب أن ندرك كذلك المسافة التي قطعتها إيران على مسار التسلح النووي قبل أن نتمكن من المضي قدما في تنفيذ بنود خطة العمل الشاملة المشتركة. وبعد كثير من جلسات الاستماع والتقارير الموجزة، ما زلت غير واثق بأننا سوف نتمكن من تسوية المخاوف الكبرى المتعلقة بتلك المسألة. يدرك شركاؤنا في أوروبا أنهم لا يمكنهم العمل بشكل فعال من دون الولايات المتحدة. كما تدرك إيران تماما أنها إذا ما عمدت إلى تسريع برنامجها النووي، فسوف تشعل التحركات الدولية ضدها، كما أن إيران في حاجة إلى تخفيف العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة. وأخيرا فإن الوصول إلى الحل الدبلوماسي يصب في مصلحة كل أطراف القضية.

بصرف النظر عما إذا كان الكونغرس سوف يرفض خطة العمل الشاملة المشتركة أو يقبلها، فإن حالة عدم الارتياح مع مختلف جوانب الاتفاق لا تزال قائمة عبر مختلف الأطياف الآيديولوجية المعنية. وذلك هو السبب في أنني سوف أقدم التشريع المؤيد من قبل الموافقين والمعارضين للاتفاق والمصمم تحديدا لتعزيز قانون مراجعة الاتفاق النووي، وتعزيز الاستراتيجية الأمنية الإقليمية للولايات المتحدة كذلك. ومن شأن ذلك أن يتسق مع تفسير الإدارة الأميركية للاتفاق النووي، ويساهم في استكمال الالتزامات الأمنية الإقليمية للولايات المتحدة.

ويشتمل التشريع المذكور على ما يلي:

- يحدد التشريع، من واقع السياسة الأميركية، أنه لن يُسمح لإيران بالحصول على السلاح النووي، وأن كل الخيارات تظل مطروحة على الطاولة، ومن بينها اللجوء إلى الخيارات العسكرية.

- يوضح التشريع أنه لن يتم تقديم أي تخفيف للعقوبات الاقتصادية إلى إيران، حتى تلبي التزاماتها المتعلقة بتسوية المسألة ذات الصلة بالأبعاد العسكرية المحتملة. كما يجعل التشريع من الواضح كذلك أنه ما من شيء في خطة العمل الشاملة المشتركة من شأنه تقييد قدرات الكونغرس على تمرير تشريعات العقوبات الجديدة، التي تتعامل مع أغراض السياسة الخارجية المشروعة، مثل الإرهاب، وحقوق الإنسان، وأنشطة الصواريخ الباليستية. كما يؤكد التشريع على أن العقوبات الحالية التي تتعامل مع انتشار الصواريخ الباليستية وقضايا الإرهاب تبقى قيد النفاذ والفعالية.

- يدعو التشريع إلى تعجيل نظر الكونغرس في فرض مزيد من العقوبات، حالما يتأكد بالدليل أن إيران قد ارتكبت عملا من أعمال الإرهاب ضد الولايات المتحدة أو عمدت، إلى حد كبير، إلى زيادة مستوى أنشطتها الإرهابية. كما يجبر التشريع السلطة التنفيذية على الإبلاغ عن الكيفية التي تستخدم بها إيران الأموال المتحصل عليها من تخفيف العقوبات الاقتصادية، مما يساعد الولايات المتحدة على العمل في مواجهة دعم إيران للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط. كما يخول التشريع أيضًا توفير حزمة المساعدات الأمنية لدولة إسرائيل.

- وأخيرا، يطالب التشريع بوجود استراتيجية قوية وشاملة تضم كل أطياف الحكومة، وتحدد كيفية التعاون مع الحلفاء والشركاء في المنطقة لمواجهة الشبكة الإيرانية من التهديدات التقليدية، والصواريخ الباليستية، والتهديدات الإرهابية، بالإضافة إلى الطموحات النووية الإيرانية.

يتعين علينا اتخاذ موقف حازم وصارم في تصميمنا على منع إيران من الحصول على السلاح النووي. كما يجب أن نتفق على مواجهة الدعم الإيراني للإرهاب ومواجهة الانتهاكات الإيرانية لبروتوكولات الصواريخ الباليستية، والالتزامات الدولية لحقوق الإنسان. لا يمكن للكونغرس والإدارة الأميركية النزوع إلى الخلافات القديمة، يتعين علينا جنبا إلى جنب الوصول إلى مقاربة فعالة ومشتركة من كلا الحزبين حيال إيران. وإنني أعلن استعدادي الفوري للتعاون مع زملائي، ومع الإدارة لتحقيق مثل تلك الغاية.

* من النواب الديمقراطيين البارزين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي

* خدمة {واشنطن بوست}

 

الخليج ولاجئو سوريا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/07 أيلول/15

أزمة اللاجئين، من سوريين وعراقيين ويمنيين وغيرهم هي مسؤولية الجميع، في ظل تخاذل المجتمع الدولي حيال نصرتهم وفرضهم على حكوماتهم التي تسببت في تهجيرهم. ولا يوجد عذر لأحد بعدم مد يد العون بما في ذلك الدول الخليجية، التي استهدفت بالنقد في الأيام الأخيرة، وإن كان بعض نقادها لهم أهداف أخرى لا علاقة لها بالجانب الإنساني. بالتأكيد على الدول الخليجية أن تستوعب عددا أكبر، وتمنح رعاية أكثر للعرب الفارين من الحروب، وغيرهم من أفريقيا أيضا. إنما مهم أن نفهم القصة كلها، لا أن نسمع من أشخاص لهم حساباتهم الخاصة، أو من مراسلين يعرفون جزءا من الحقيقة، كما شاهدنا تقارير قناة الـ«سي إن إن». نسبة كبيرة من الأموال التي تنفقها المنظمات الدولية، وتلك التي تتلقاها الحكومات المضيفة وتنفقها على اللاجئين مثل لبنان والأردن تأتي من دول الخليج. ولا تزال هي الممول الأكبر لنحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري ويمني في مناطق متفرقة. تقريبا كل هذه الأموال من الحكومات الخليجية، وذلك بعد تقليص نشاطات المنظمات الخيرية والأفراد، بسبب وجود شبهات حول المستفيدين منها مثل «داعش».

أما من حيث إيواء اللاجئين، فإنه ومنذ مطلع ثورات الربيع العربي ودول الخليج تستقبل الآلاف منهم، من خلال ترتيب لم الشمل للعائلات، وضمن برامج توظيف سريعة. كما أقرت الحكومة السعودية استثناء السوريين، واعتبارهم الجنسية الوحيدة غير المطالبة بتجديد تأشيراتها ولا ملزمة بعقد عمل للبقاء داخل هذه البلدان، أو بعضها. وفي السعودية اليوم أكثر من نصف مليون سوري، يمثلون الجالية الثالثة الأكبر بعد المصرية واليمنية. كما تجاوز عدد أبناء أفراد الجالية اليمنية المليون في السعودية منذ اندلاع الحرب، وتم منح كل اليمنيين اللاجئين والمتسللين بطاقات إقامة شرعية في السعودية، التي تسمح لهم بالبقاء وحق العمل.

الضجة التي نسمع بها حول عدد اللاجئين الذين قبلت بهم أوروبا ربع مليون شخص، وهذا رقم متواضع مقارنة بعدد الذين زحفوا على الأردن ولبنان وتركيا، وأقل عددا من الذين دخلوا دول الخليج دون ضجيج. مع هذا يجب أن نقول شكرا لدول، مثل ألمانيا والشعب الألماني، على إنسانيته والذي كان دائما من أكثر الشعوب في العالم استقبالا للاجئين، منذ الحرب الأهلية اللبنانية في السبعينات، وما تلاها من محن وحروب في منطقتنا. وبالنسبة لدول الخليج عليها أن تفسح مكانا أكبر للاجئين من خلال نظام لم الشمل مع عائلات السوريين التي في البلاد، ومنح اليمنيين عددا أكبر إضافة إلى المليون ونصف المليون يمني على أراضيها. دول الخليج منغلقة بالفعل وقلقة لكنها ليست أنانية، كما يزعم البعض. على أراضيها نسبيا أكبر تجمع بشري من الأجانب، فتحت لهم البلدان الخليجية الست أبوابها للعمل على أراضيها، وبعضهم كانوا هاربين من الاضطهاد والحروب، من السودان والصومال وإريتريا وأفغانستان. هؤلاء لم يوضعوا في خيام، ولم يصنفوا كلاجئين، بل انخرطوا وسط المجتمع، وتم خلال العام الحالي إصلاح أوضاع نحو مليون ونصف متسلل دخلوا السعودية، ومعظمهم من هذه البلدان المنكوبة بالقلاقل، ومنحوا إقامات ورخص عمل. هناك معضلة تحول دون استقبال المزيد من اللاجئين، نسبة الأجانب إلى السكان في معظم الدول الخليجية. فالأجانب للمواطنين تتجاوز نسبتهم الثمانين في المائة من سكان دولتي الإمارات وقطر، وتصل إلى الثلث في البحرين، والسعودية نحو أربعين في المائة، والكويت نحو نصف سكانها أجانب. هذه النسب السكانية الكبيرة من الأجانب لا يوجد لها مثل في الدول الأخرى، بما فيها أوروبا التي تشتكي الآن من نسبة الأجانب. نسبة الأجانب في بريطانيا ثمانية في المائة من السكان، والنسبة مقاربة في ألمانيا واليونان. لهذا، محاولة رمي التهم على بعضنا البعض أو استغلال البعض قضية إنسانية لأغراض شخصية أو سياسية لن تفيد في التعامل معها، بل تشغل الجميع بالخلافات، بدلا من إيواء وإطعام هؤلاء التعساء المساكين.

 

تحالف جديد بين الرياض وواشنطن

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/07 أيلول/رئيس تحرير «الشرق الأوسط»

ولأنه حتى التحالفات السياسية لها تاريخ صلاحية ثم تبدأ بالأفول شيئًا فشيئًا، لم تعتمد السعودية والولايات المتحدة الأميركية فقط على علاقات متميزة استمرت سبعين عامًا، وهي عمر التحالف التاريخي، وإنما أسستا لمفهوم مبتكر يسمح لهذا التحالف بالصمود والصعود لعقود قادمة، من دون أن يتأثر سلبًا بتغير المواقف السياسية للبلدين، وهو ما تمثل في إعادة تشكيل العلاقات وفق قاعدة جديدة هي «الشراكة الاستراتيجية الجديدة للقرن الحادي والعشرين»، ربما هذه المعادلة المفاجئة التي احتواها البيان الختامي لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لواشنطن، والمباحثات التي أجراها مع الرئيس باراك أوباما، هي التي تحمي العلاقة بين الرياض وواشنطن مستقبلاً من الولوج في أفخاخ التباينات والاختلافات السياسية، والتي من الاستحالة أن تتطابق في كافة تفاصيلها، وإن كانت كذلك في خطوطها العريضة. تركز السياسة السعودية الخارجية في عهدها الجديد، والتي يقودها الملك سلمان بن عبد العزيز، على أن لا تقتصر تنمية العلاقات مع الدول الأخرى من بوابة دهاليز السياسة ذات المواقف المتغيرة دائمًا، وإنما على المصالح الاقتصادية التي قد يكون لديها المصباح السحري في فتح آفاق مبتكرة. هذه القاعدة الذهبية تنطلق من أن التحالف يجب أن لا يتأثر سلبًا بمواقف سياسية متباينة، أو حتى اختلافات عميقة، بقدر ما يتأكد الطرفان أن هناك سياجًا حديديًا عاليًا يحمي علاقتهما من الضرر والتوتر، بفعل المصالح التي لا يمكن للجانبين التضحية بها، وفي العلاقة مع دولة مثل الولايات المتحدة تقول السعودية بكل وضوح إن قواعد التحالفات لم تتغير، لكن أدواتها تحتاج لتحديث وتطوير وتجديد.

السعودية وعلى قدر حرصها واهتمامها بتوثيق التحالف مع دولة مثل الولايات المتحدة، وهو ما تمثل في اختيار الملك سلمان واشنطن لأن تكون أولى محطات زياراته الخارجية، إلا أنها في الوقت ذاته تعرف مكانتها جيدًا، وتعي أيضًا أن الولايات المتحدة لا يمكن لها الاستغناء بسهولة عن دولة لها دورها الرئيسي في استقرار المنطقة، بل تعي واشنطن جيدًا أنه من دون الرياض، فإن الحرب على الإرهاب هي نوع من العبث. المملكة أثبتت أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي سارت على نفس سياساتها على مدى عقود منذ تأسيسها، تغيرت أدوات السياسة الخارجية، لكن أصولها ثابتة كما أسسها الراحل الملك عبد العزيز، وهو ما يعطي قوة لسياستها التي كشفت غالبًا قوة مواقفها وصحتها على المدى البعيد، ناهيك بأنها لم تدخل في مغامرات سياسية أضعفت من عقلانيتها التي عرفت بها وأحرجت حلفاءها. وبالإضافة لهذا كله يرى العالم، خاصة في خضم «الربيع العربي»، أن الرياض هي العاصمة الأكثر استقرارًا وتأثيرًا في المنطقة. وفي النهاية التحالف مع السعودية مكسب للحلفاء كما هو مكسب لها.

في واشنطن، سألتني مذيعة «بي بي سي»: «ما الذي ستفعله الرياض لمواجهة إيران من دون الولايات المتحدة؟». قلت: السعودية قادرة على إيقاف المد الإيراني، ولا تحتاج إلى واشنطن، ومن التسطيح ربط القدرة السعودية، وهي الدولة الكبرى سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا في المنطقة، على القيام بواجباتها وحماية أراضيها وأمن مواطنيها، بالولايات المتحدة أو غيرها. كما فعلتها في اليمن، وأسست لتحالف دولي في 24 ساعة، فلن يعجزها تكرار ذلك متى ما تهورت إيران، وكررت فعلتها في اليمن.

الرياض لا تنتظر من حليفتها الكبرى إعطاءها مزايا لا تستحقها أو مكافآت تشجيعية على سبيل المنحة. للتحالف حقوق تقوم بها أطرافه وواجبات تلتزم بها، وفق هذا المبدأ تقوى العلاقات، والتخلي عنه يضعفها، والملك سلمان أسس من واشنطن لشراكة استراتيجية تعيد توثيق التحالف القديم بطريقة جديدة، ومع الأخذ بالاعتبار التغير الذي يطرأ على البيت الأبيض في الانتخابات القادمة، ووفقا للمبدأ الجديد، فإنه أيًّا كان الرئيس المقبل، لن يفرط في مكتسبات اقتصادية وسياسية وأمنية قادمة من وإلى المملكة العربية السعودية.