المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 أيلول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.september08.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا08/من16 حتى21/إِنَّ أُمِّي وَإِخْوَتي هُمْ هؤُلاءِ الَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس04/من04حتى06/لنَنْبِذُ الأَسَالِيبَ الخَفِيَّةَ المُخْجِلَة، ولا نَسْلُكُ طَرِيقَ المَكْر، ولا نُزَوِّرُ كَلِمَةَ ٱلله، بَلْ إِنَّنَا بإِظْهَارِ الحَقِّ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا تُجَاهَ ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَان

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

الياس بجاني/خبرية غير شكل نشرها كمال ريشا ع مدونته تحكي عن جد امكانية وصول جعجع لموقع الرئاسة، خبرية يمكن والله أعلم يروح فيها الجنرال وينهار معو البسيل قديس الرابية والوريث وآمل حقوق المسيحيين!! تبقوا طمنوننا الله يخليكون

في غياب المحاسبة ومبدأ تبادل السلطة يتحول السياسي إلى دكتاتور حتى وإن كان قديساً/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

5,5 أمتار هي قطْر طاولة الحوار بنسخته الثالثة التحضيرات اكتملت داخل مجلس النواب والعين على الخارج

طاولة الحوار... ثرثرة في أروقة مجلس النواب

الحكومة محاصَرة سياسياً "من فوق" وشعبياً من القاعدة كيف يُقارب الديبلوماسيون الأوروبيون "حراك الشوارع" ؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 7 ايلول

سلام التقى دو فريج وعريجي

 قداس لشهداء المقاومة المسيحية في طبريه كسروان

الياس الزغبي: إلتباس الحوار يدفع بأكثر من طرف للمقاطعة

جعجع ناقش مع أمير قطر مسألة العسكريين المخطوفين وقضية المصور سمير كساب

الرئيس الفرنسي هولاند: سأزور لبنان نهاية أيلول وأطلع على احوال اللاجئين

اسوأ عاصفة رملية في تاريخ لبنان ونقل 8 اصابات بضيق التنفس الى مستشفى رياق

14 آذار تطلق حملتها المطلبية: "بدنا" رئيس ونزع السلاح

افرام العاصفة ستستمر ثلاثة اسابيع وستصل نسبة الاختناق الى 90 في المئة

"التجمع الديموقراطي": للمشاركة في اعتصام الغد امام شركة الكهرباء

"بدنا نحاسب" دعت للمشاركة في تحركين غدا وبعده: بناء دولة القانون لا يتحقق الا بقانون انتخابات تفرضه الارادة الشعبية

لجنة معالجة النفايات: ما ذكر في الاعلام عن مواقع مفترضة للطمر ليست بالضرورة تلك المقترحة من قبلنا

حماده استنكر اغتيال البلعوس: مهزلة القبض على القاتل مسرحية لن تنطلي على أحد

المكتب السياسي ل "امل": رئاسة الجمهورية من اولويات بنود الحوار وكذلك قانون الانتخاب على أساس النسبية

فتفت: للاتفاق على الرئاسة في الحوار وإلا سنصل الى الحائط

الموسوي: نعم لعون رئيسا مارونيا قويا للجمهورية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عراجي لـ”السياسة”: الحوار لن ينتج شيئاً وإيران صادرت الرئاسة حتى إشعار آخر واتهم طهران بالسعي إلى إعادة أمجاد الفارس

النهار: 9 أيلول : "زعماء" محاصرون خلف بوابات حديد وحوار مهدد بالانفراط وسط تضارب الأهداف

مرسوم بطريركي بترقية البرديوت الياس جرجس الى رتبة الخوراسقفية

سليمان في حفل تكريم رئيس بلدية ميفوق: الاهم من الحوار تطبيق ما اتفق عليه سابقا وانتخاب رئيس للجمهورية

العربي الجديد : حزب الله يدعم حوار بري ويحمّل "14آذار" مسؤولية الفساد

بري يفتتح الحوار الأربعاء بعد اكتمال التحضيـرات وكرسي القوات شاغرة والقفز فوق المتعثر للاستمرار

سكان تلال عين سعادة يدفعون ثمن الازمة من جيوبهم وبلدية رومية تغرّمهم لرمي النفايات في نطاقها الجغرافي

ماروني: لن نتخلى عن الرئاسة بندا أول ومنطقي أن يمثلنا سامي الجميل في الحوار

منسـىّ: لا اجتماع هـذا الاسبوع افسـاحاً لالتئام الحـوار/القمة الروحية الشـاملة فـي بكركي "تعثّـرت ولـم تُلـغ/عودة دريان ولقاء الراعي وشيخ العقل يُسرّعان المساعي؟

العسكرية حكمت بحبس نجل الشهّال سنتين شقيق شادي المولوي مستجوَباً: غرّه الإعلام

وكيلة فضل شاكر حضرت عن موكلها أمام العسكرية

كرم: اذا قرروا انتخاب الرئيس سندعمهم ولا خلاف مع بري على جدول أعمال الحوار

أي حوار بغياب ومقاطعة جعجع وهو الذي يختار رئيس الجمهورية العتيد؟

افـــرام: نريد اماناً وليس بيانا و مؤتمر لمسيحيي الشرق في اثينا

فياض: للرضـوخ لارادة الشـعب وانتخاب الأول مسـيحياً و محاربة الفساد تستدعي فضح المرتكبين لا تعميم الاتهامات"

الجسر: لم يعد بمقدورنا استخدام ترف البطء في القرار وعسى ان يُنقذ الحوار البلد واهله من الخـوف والقرف"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السويداء تشيع البلعوس وتتظاهر مطالبة بإسقاط الأسد

مساع لحشد نحو 20 ألف مقاتل غالبيتهم من الخليج للمشاركة في دحر الانقلابيين

ألف عسكري قطري ينضمون لقوات التحالف في اليمن لمحاربة الحوثيين

التحالف ينقل تركيز عملياته إلى تعز ومأرب وستة آلاف جندي سوداني يستعدون للسفر إلى اليمن

مقاتلون من “العصائب” و”بدر” و”حزب الله” سيشاركون في معركة صنعاء 

قيادي صدري لـ "السياسة": طهران طلبت من السيستاني فتوى لـ "الجهاد في اليمن" 

الجيش التركي أعلن مقتل 16 من جنوده في هجوم المتمردين الاكراد أمس

توقيف وزير الزراعة المصري في اطار قضية فساد عقب استقالته

رئيس النمسا يتوجه الى ايران في اول زيارة لرئيس دولة في الاتحاد الاوروبي منذ 2004

وفاة والدة الرضيع علي دوابشة متأثرة بجروحها

ما هي السفارات التي رفضت تقديم التعازي في شهداء الإمارات؟

"الشرق الاوسط": السيستاني طلب من خامنئي الحـدّ مـن نفـوذ سـليماني فـي العـراق

"تايمز": ازمة المهاجرين فـي اوروبا تتطلب تغييراً في السياسية الخارجيـة

"الوطن" السعودية: عائلات قيادات الحوثيين الى لبنان

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عودوا إلى المبادئ/علي حماده/النهار

أين الخطأ/الياس الديري/النهار

تقسيم المنطقة دولاً مذهبية وعرقية يُسهّل لإسرائيل إقامة "الدولة اليهودية"/اميل خوري/النهار

شو ناطرين/غسان حجار/النهار

لبنان بين الظاهرة والمظاهرة والحوار/باسم الجسر/الشّرق الأوسط

دفاع عن تمّام سلام/غسان الإمام/الشّرق الأوسط

تدخل الخليج في اليمن ومبدأ الردع/عبد الرحمن الراشد/الشّرق الأوسط

نحن وإيران/شارل رزق/وزير العدل السابق/النهار

الكتل «تفتح» باب الحوار.. قبل الطاولة/باسمة عطوي/المستقبل

كي لا يضيع لبنان ويصبح تفصيلاً سورياً/خيرالله خيرالله/المستقبل

الثورة في جمهورية الهواة/الدكتور نبيل الطويل/النهار

فشة الخلق" لا تصنع "ثورة"/مصطفى العويك/النهار

قراءة لحراك "طلعت ريحتكم" في ضوء نظرية الثورة/منى فياض/النهار

عون وجعجع: إعلان النوايا يترنح/منير الربيع /المدن

إهتراء لبنان/نديم قطيش/المدن

حزب الله يتفاءل بالشر بعد توريث باسيل فيجده/كرم سكافي/جنوبية

نديم قطيش لـ"محور المقاومة": انتم مرتزقة وقطاع طرق في سوريا وصناع وهم في كل العالم العربي/المستقبل

النائب السابق سمير فرنجية في حديث مع إذاعة الشرق تناول فكرة رفض أو قبول الدعوة إلى الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري

الكويت وإيران... هل صحيح الجار قبل الدار/خيرالله خيرالله/العرب

لماذا تشجيع السوريين المسيحيين على الهجرة/جريدة اللواء/نون

صراع أهل الارهاب الطائفي في العراق/داود البصري/السياسة

أحزاب منفى كُرديّة/فاروق حجّي مصطفى/الحياة

تاريخنا رَحبٌ ولكنه... الجهل/ناصر الرباط/الحياة

13 مليون «إيلان»/سمير السعداوي/الحياة

البلعوس: قصة اغتيال معلن/مازن عزي/المدن

كارثة اللاجئين توسّع التحالف ضد داعش وتراجع النظام يفسح لموسكو بزيادة التدخل/روزانا بومنصف/النهار

السعودية: الدور الثابت/راشد فايد/النهار

الدب» الروسي هل ينزلق إلى «المغطس» السوري/أسعد حيدر/المستقبل

في «الموت السوري»/علي نون/المستقبل

هجرة السوريين ثمرة إجرام النظام والتطرف/فايز سارة/الشّرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا08/من16 حتى21/إِنَّ أُمِّي وَإِخْوَتي هُمْ هؤُلاءِ الَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا

"قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ: «لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيُخْفيِهِ تَحْتَ وِعَاء، أَو يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِير، بَلْ يَضَعُهُ عَلى مَنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور. فَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظْهَر، وَمَا مِنْ مَكْتُومٍ إِلاَّ سَيُعْلَمُ وَيُعْلَن. تَنَبَّهُوا إِذًا كَيْفَ تَسْمَعُون، لأَنَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ مَا يَظُنُّهُ لَهُ». وَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ بِسَبَبِ الجَمْع. وَأَخْبَرُوه: «إِنَّ أُمَّكَ وَإِخْوَتَكَ وَاقِفُونَ في الخَارِجِ يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْك». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُم: «إِنَّ أُمِّي وَإِخْوَتي هُمْ هؤُلاءِ الَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».

  

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس04/من04حتى06/لنَنْبِذُ الأَسَالِيبَ الخَفِيَّةَ المُخْجِلَة، ولا نَسْلُكُ طَرِيقَ المَكْر، ولا نُزَوِّرُ كَلِمَةَ ٱلله، بَلْ إِنَّنَا بإِظْهَارِ الحَقِّ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا تُجَاهَ ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَان

"يا إِخوَتِي، مَا دَامَتْ لَنَا هذِهِ الخِدْمَةُ بِرَحْمَةٍ مِنَ ٱلله، لا تَضْعُفُ عَزِيْمَتُنَا. ولكِنَّنَا نَنْبِذُ الأَسَالِيبَ الخَفِيَّةَ المُخْجِلَة، ولا نَسْلُكُ طَرِيقَ المَكْر، ولا نُزَوِّرُ كَلِمَةَ ٱلله، بَلْ إِنَّنَا بإِظْهَارِ الحَقِّ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا تُجَاهَ ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَان، أَمَامَ ٱلله. وإِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا لا يَزَالُ مَحْجُوبًا، فإِنَّمَا هوَ مَحْجُوبٌ عَنِ الهَالِكِين، غَيرِ المُؤْمِنِينَ الَّذينَ أَعْمَى إِلهُ هذَا العَالَمِ بَصَائِرَهُم، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا ضِيَاءَ إِنْجِيلِ مَجْدِ المَسِيح، الَّذي هُوَ صُورَةُ ٱلله. فَنَحْنُ لا نُبَشِّرُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ نُبَشِّرُ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبًّا، وبِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُم مِنْ أَجْلِ يَسُوع؛ لأَنَّ ٱللهَ الَّذي قَال: «لِيُشْرِقْ مِنَ الظُّلْمَةِ نُور!»، هُوَ الَّذي أَشْرَقَ في قُلُوبِنَا، لِنَسْتَنِيرَ فَنَعْرِفَ مَجْدَ ٱللهِ المُتَجَلِّيَ في وَجْهِ المَسِيح."

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

الياس بجاني/خبرية غير شكل نشرها كمال ريشا ع مدونته تحكي عن جد امكانية وصول جعجع لموقع الرئاسة، خبرية يمكن والله أعلم يروح فيها الجنرال وينهار معو البسيل قديس الرابية والوريث وآمل حقوق المسيحيين!! تبقوا طمنوننا الله يخليكون

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/07/%D9%85%D8%AF%D9%88%D9%86%D8%A9-%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B1%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7/

جعجع رئيسا للجمهورية اللبنانية مقابل الاسد لمرحلة إنتقالية

مدونة كمال ريشا/07 أيلول/15/قالت مصادر عربية مطلعة إن تسوية إقليمية يجري العمل على تظهيرها لحل الازمة السورية، إلا أنها تصطدم بتعنت روسي، فاق في حدته الموقف الايراني من ضرورة بقاء النظام السوري الحالي، ورئيسه بشار الاسد. وأشارت المصادر الى ان روسيا أرسلت خبراء عسكريين ومقاتلين وطائرات حربية الى سوريا، وبدأ قسم كبير منهم بالمشاركة في العمليات القتالية. وأضافت ان روسيا لا توافق على اي تسوية في سوريا لا تتضمن بقاء الرئيس السوري بشار الاسد على رأس السلطة في سوريا، وأقصى ما تمكن ان توافق عليه موسكو هو مرحلة انتقالية برئاسة الاسد وإن بدون صلاحيات رئاسية، علما ان ايران لا تبدِ نفس التصلب تجاه بقاء الاسد. وأشارت المصادر ان روسيا تعمل على بناء اكبر قاعدة عسكرية لها خارج الاراضي الروسية، وهي تعتبر ان سوريا دخلت ضمن منظومة الامن القومي الروسي، وان بقاء الرئيس السوري بشار الاسد على رأس السلطة في المرحلة الانتقالية يشكل ضمانة لروسيا ولمصالحها في دمشق. وأضافت ان من ضمن الحلول المقترحة للتسوية في روسيا إرسال قوات عربية لحفظ الامن خلال المرحلة الانتقالية تنتشر على سائر الاراضي السورية تعمل على فرض الامن وإعادة اللحمة للجيش السوري في ظل رئاسة الاسد الانتقالية. من جهة ثانية قالت المصادر إن الموقف العربي ما زال يرفض بقاء الاسد في السلطة لا خلال مرحلة انتقالية ولا تحت اي مسمى آخر، وان ما يطلبه الجانب الروسي لجهة حفظ كرامة الرئيس السوري لا يجب ان ينطبق على قاتل المدنيين بالبراميل المتفجرة مشيرة الى ان اكثر ما يمكن ان يوافق عليه الجانب العربي للتسوية في سوريا، هو مشاركة فريق الاسد في التسوية التي تضمن لجميع السوريين حقوقهم وواجباتهم امام القانون في سوريا الجديدة. وتضيف ان الجانب العربي إشترط للموافقة على إشراك فريق الاسد في التسوية، إنتخاب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع رئيسا للجمهورية اللبنانية، على ان يتعهد الجانب الروسي بتأمين الموافقة الايرانية على هذه الامر، بمساعدة الجانب القطري. وتشير الى ان قطر التي تتولى تسويق سياسيات دول مجلس التعاون الخليجي تعهدت هي الاخرى بتسويق المقايضة بين الاسد ورئاسة جعجع، لدى الجانب الايراني. مصادر عربية على صلة بالمفاوضات الجارية قالت إن مقايضة رئاسة جعجع برأس الاسد، تهدف الى تحقيق امرين: الاول، إما إبعاد الاسد عن اي تسوية مقبلة، مقابل التنازل عن ترشيح جعجع، او، ثانيا، تحقيق توازن بين السلطتين اللبنانية والسورية في المرحلة الانتقالية بإنتخاب جعجع رئيسا قويا للجمهورية اللبنانية، في حال الاصرار على إشراك الاسد في اي بحث للتسوية السورية.

 

في غياب المحاسبة ومبدأ تبادل السلطة يتحول السياسي إلى دكتاتور حتى وإن كان قديساً

الياس بجاني/07 أيلول/15

http://newspaper.annahar.com/article/265301-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D8%A8%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D8%B7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%82?fb_action_ids=10153596819157766&fb_action_types=og.comments

من المؤكد في العمل السياسي وفي كل بلدان العالم الديموقراطية والحرة أن أي سياسي وعامل في الشأن العام ومهما بلغت قوته وشعبيته وحتى أحقية طروحاته إن لم يعمل من ضمن الفريق أي الجماعة ودون تفرد وعبادة للذات سيفشل وهذا أمر محسوم ومؤكد وثابت. للأسف فإن مشكلة الطاقم السياسي الحزبي الأخطر في لبنان ودون استثناء أن هذا الطاقم متوهم وعن غباء خالص وعن أنانية في دوام ابدي لملكية الموقع وذلك بسبب عدم وجود آلية لتبادل السلطة داخل كل الأحزاب التي هي عملياً شركات تجارية ومعظمها عائلي بحت. في الخلاصة إن لم يحاسب السياسي طبقاً لمعايير واضحة وديموقراطية ويرتضي بمبدأ تبادل السلطة أكان داخل الأحزاب أو في المواقع الحكومية وإن كان حتى قديساً يتحول هذا السياسي إلى دكتاتور ويفقد كل فاعلية في عمله وفي تعاطيه مع أي شأن أكان كبيراً أو صغيراً.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

5,5 أمتار هي قطْر طاولة الحوار بنسخته الثالثة التحضيرات اكتملت داخل مجلس النواب والعين على الخارج

منال شعيا/النهار/8 أيلول 2015

خمسة امتار ونصف المتر هي قطر الطاولة المستديرة التي سيجلس حولها 17 متحاورا غدا في مجلس النواب. هي طاولة الحوار التي يعوّل عليها رئيس المجلس نبيه بري في كسر الجمود السياسي الذي يلف البلاد. داخل المجلس، اكتملت التحضيرات، فالحوار سيعقد في الطبقة الثالثة من المبنى الاساسي للمجلس، وداخل قاعة واسعة لم تحمل في السابق اي تسمية، لكنها بدءا من يوم غد الاربعاء، سيصبح اسمها "قاعة الحوار". اما الطاولة الكبيرة فقد صنعت خصيصا لهذه الغاية. في الداخل ايضاً، يشرف الامين العام للمجلس عدنان ضاهر على كل الترتيبات، ويؤكد ان التحضيرات اللوجستية والتقنية اكتملت. يقول لـ"النهار": "التحضيرات شارفت النهاية مئة في المئة، وهي اكتملت بشكل لافت وبسرعة، من حيث الاعداد والتنفيذ، ولن يشوب الحوار اي شائبة في ما يتعلق بالترتيبات". واذا كانت القاعة التي ستجمع المتحاورين هي اكبر قاعة في المجلس، فان طاولة الحوار صنعت لتجمع هذا العدد من السياسيين الذين لن يقتصروا فقط على الصف الاول، انما ستكون الصورة شبيهة بالحوارات السابقة في قصر بعبدا، وعلى جولات عدة. وفيما يحلّ المجلس هذه المرة مكان قصر بعبدا الفارغ من رئيسه، مستضيفاً حواراً سياسياً لا يعوّل سلفاً على نتائجه، فان مجلس النواب سبق له أن استضاف حوارا عام 2006، وبتحضيرات مختلفة، اذ كانت القاعة اصغر، ولم يكن البرلمان قد خضع لعملية الترميم الاخيرة. حتى بالنسبة الى المتحاورين، كانت الصورة مختلفة. يومها، حضر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فيما هو اليوم اول المقاطعين. الى الخارج، حيث تبدو الصورة شبيهة بـ"منطقة عسكرية". اسلاك الحديد تضاعف عددها، لا بل أكثر. البوابات ارتفعت. التعزيزات الامنية بانت ملامحها لساعة الحسم الاربعاء. ويقول ضاهر ان كل هذه التحضيرات تهدف الى حماية الجميع، المتحاورين والمتظاهرين. ويضيف: "الامور ينبغي ان تكون منضبطة حرصا على الجميع".

27 جولة

في 2008، وتحديدا في 16 ايلول، بدأت جلسات الحوار في القصر الجمهوري. يومها، لم تنتج جولات الحوار الـ27 اي نتيجة. جلس المتحاورون في قصر بعبدا، وبرعاية الرئيس ميشال سليمان، وقلّبوا اوراقهم حول قانون الانتخاب والاستراتيجية الدفاعية وامور اخرى، ولم يلمس اللبنانيون اي تغيير. على العكس، تدهور الوضع أكثر فوصلنا بعد سبعة اعوام الى فراغ في سدة الرئاسة الاولى. انه "تغيير" انحداري. اليوم، وفي شهر ايلول أيضاً، يراهن البعض على الحوار، وينطلق من ان بري سبق له أن أجرى مشاورات واسعة قبل توجيه الدعوات، ولمس عند أكثر من فريق، نيته في انعقاد الحوار، وعليه اتت الدعوة. حتى اللحظة، يبدو ان جعجع سيكون المقاطع الوحيد للحوار، وفي جدول الاعمال سيبدأ المتحاورون من بند رئاسة الجمهورية. وربما خلافا لما قاله بري لن ينتقلوا الى بند آخر، بل سيبقون وعلى أكثر من جولة، عالقين ضمن هذا البند، أو في احسن الاحوال، يتم "ترحيل" هذا البند الى ما شاء الله! فالوضع ليس بهذه السهولة، والحال ليست افضل أيضاً بالنسبة الى قانون الانتخاب. اذاً، "تفاؤل" بري لن يترجم بسرعة. فلو كانت الامور بهذه البساطة، لاستطاع الافرقاء الوصول الى حلّ اليوم قبل الغد. يعلّق عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ميشال موسى: "كان لا بد من هذا الحراك وسط "الكربجة" الحالية". وعن عدم جدوى الحوار نظرا الى التجارب السابقة والى صعوبة الواقع الراهن، يقول موسى: "الحوار هو ملك المتحاورين، لا ملك الرئيس بري وحده. هو فقط سيدير الحوار، وبالتالي علينا ان نختبر النيات ونحافظ على التوازنات، علّنا نصل الى بداية افق مفتوح". ووقت تكتمل التحضيرات السياسية، تشارف التجهيزات الميدانية نهايتها. فالحراك المدني يحضّر خطواته، والمضربون عن الطعام امام وزارة البيئة لن يكونوا بعيدين عن المتحاورين، حتى لو لم يشاهد هؤلاء خيمهم. والاهم ان "الفرض" العسكري لن يوقف التحرك الميداني، وان بقي بعيدا عن بوابات المجلس! وعليه، فإن الحوار بنسخته الثالثة لن يسرق الاضواء من الخارج. ربما هي إحدى المفارقات التي ستصوّر الهوّة الحقيقية بين الشعب المعتصم في الخارج وكل الطبقة السياسية المجتمعة تحت قبة البرلمان.

 

طاولة الحوار... ثرثرة في أروقة مجلس النواب

مي عبود أبي عقل/النهار/8 أيلول 2015

في عز الحراك المدني الذي يعيشه لبنان منذ 20 آب الفائت، وجه الرئيس نبيه بري في الذكرى الـ37 لتغييب الإمام موسى الصدر، دعوة الى رئيس الحكومة ورؤساء الكتل النيابية، الى "حوار لا يختلف كثيراً في الشكل عن حوار العام 2006، ولكنه يختلف في المضمون". وحصر جدول الاعمال بسبع نقاط هي: البحث في رئاسة الجمهورية، وعمل مجلس النواب، وعمل مجلس الوزراء، وماهية قانون الانتخاب، وماهية قانون استعادة الجنسية، ومشروع اللامركزية الإدارية، ودعم الجيش اللبناني. لا يختلف اثنان على أهمية الحوار وضرورته في كل الظروف السياسية والوطنية، على ان يأتي بنتائج ايجابية وفاعلة تحقق الاهداف المرجوة منه، وتكون على مستوى الآمال المعقودة عليه. لكن ماذا لو كانت انطلاقته متعثرة اصلا؟ فقبيل بدايته تلقى الحوار الضربة الاولى بمقاطعة شريحة مسيحية مهمة له هي "القوات اللبنانية"، وتبعتها الثانية بالقضاء على البند الاول المتعلق برئاسة الجمهورية، فأي بحث سيدور على هذه النقطة بعدما استبق تحدي "حزب الله" وتعنت "التيار الوطني الحر" في فرض "العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية أو لا أحد" أي نقاش في هذا البند؟ وأي حوار طرشان سيجرى ما دام هذان الفريقان يعطلان أصلاً نصاب جلسات انتخاب الرئيس ولا يقبلان النقاش في الموضوع او في اي اسم آخر؟ فعلى ماذا سيتحاور المجتمعون بعد انقضاء سنة ونصف السنة على موعد الاستحقاق الرئاسي، والدعوات الفولكلورية التي يوجهها من شهر الى شهر، هل يعتقد الرئيس بري ان الناس يصدقون فعلا ان طاولة الحوار هذه ستنتج رئيسا للجمهورية، ولا يدركون ان ناصيته معقودة للخارج الذي يملي على مسؤولي القوى السياسية في الداخل والنواب بجريرتهم اسم رئيسهم في موعد محدد ومدروس؟ من ناحية ثانية لم يفهم احد ماذا يعني الرئيس بري بالبحث في عمل مجلسي النواب والوزراء، هل هي دعوة مقنعة الى البحث في نظام سياسي جديد، كي لا نقول في مؤتمر تأسيسي جديد للبنان في لحظة هاربة من الزمن؟ في أي قانون انتخاب سيبحثون وفي ادراج المجلس 5 قوانين بينها واحد احالته الحكومة، وآخر وضعته هيئة من كبار الحقوقيين ورجال القانون يجمع بين النسبي والاكثري المعروف بمشروع لجنة فؤاد بطرس، وواحد رفعه عنه عضو "حركة امل" علي بزي يناصف بين الاكثري والنسبي؟ هل نسي الرئيس بري كم لجنة برلمانية تألفت من مختلف الكتل وكم جلسة عقدت وكم اختلفوا وظلوا يختلفون حتى انتهت المهلة ومددوا لأنفسهم؟ اما عن ماهية قانون استعادة الجنسية فلم يفهم أحد بعد ما هذا الأمر الطارئ الذي لا يتحمل التأجيل، رغم انه ملف تعود جذوره الى ايام الانتداب الفرنسي، و"حزب الله" هو الذي عرقله في نقاشات اللجان المشتركة في مجلس النواب، فوضع على الرف، أم هل هو لارضاء العماد عون؟ عن اي مشروع لامركزية إدارية سيتناقشون وهناك مشروع قانون جاهز وضعه فريق من القانونيين في عهد الرئيس ميشال سليمان؟ أما الجيش اللبناني فهل يحتاج دعمه الى عقد طاولة حوار؟! انه فعلا زمن العجائب!

وما دام يدعو، كيف لا يخطر ببال الرئيس بري دعوة ممثلين لهيئات المجتمع المدني التي نزلت الى الساحات مطالبة بمحاسبة الفاسدين وسقوط الحكام؟ الا يستحق هؤلاء الشباب، اجيال الحاضر والمستقبل، ان يستمع اليهم "قادة الكتل النيابية"؟

والسؤال الأكبر كيف يجري حوار في غياب رئيس الجمهورية؟ لم يعد الناس مغفلين، وإضاعة الوقت ليست في مصلحة احد، ولا في مصلحة هذه الطبقة حكماً.

 

الحكومة محاصَرة سياسياً "من فوق" وشعبياً من القاعدة كيف يُقارب الديبلوماسيون الأوروبيون "حراك الشوارع" ؟

ريتا صفير/النهار/8 أيلول 2015

على رغم الشغور الذي تشهده البعثات الديبلوماسية الغربية ولا سيما منها الاوروبية على مستوى سفير، فان حركة المشاورات والاتصالات تبدو ناشطة على قدم وساق، مواكبة لتطور الاوضاع محليا. وإذا كان البيان الصادر عن السفراء الاوروبيين نهاية الاسبوع الماضي، شكّل احد اوجه "التكافل والتضامن" الغربي مع رئيس الحكومة تمام سلام، ولا سيما في جهوده للمحافظة على الاستقرار، فإن هذه المبادرة - معطوفة على تحرك السفير الاميركي ديفيد هيل وممثلة الامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ - كافية لتبلور، في جانب منها، مضامين موقف المجتمع الدولي حيال المستجدات. والواقع ان التحرك الدولي، وخصوصا الاوروبي، انطلق في الفترة الاخيرة من مجموعة مفارقات "طرأت" على الساحة اللبنانية وتلخصها مصادر ديبلوماسية اوروبية رفيعة بالآتي:

- بروز حركة "حقيقية" للمجتمع المدني اظهرتها التظاهرات التي نظمت تحت عناوين اجتماعية – اقتصادية وكرست مطالب محقة، في ضوء السياسات غير الفاعلة المتبعة ومظاهر الفساد. واللافت ان الحركة الجديدة تميزت في نظر الديبلوماسيين، بكونها غير طائفية وغير حزبية، الأمر الذي بدأ "يبشر" ببروز مؤشرات عن امكان توحد اللبنانيين حول قضايا مدنية، بعيدا من الانقسامات والتجاذبات المعهودة.

- ينظر الديبلوماسيون الاوروبيون الى الحركة اللبنانية الجديدة بـ"واقعية". ووقت يقرون بتعدد "فروعها" ومطالبها، نتيجة تعدد وجهات النظر التي تحكم هيئات المجتمع المدني ومنظماته، فهم يرون في هذه الظاهرة مؤشرا ايجابيا يعكس "حداثتها"، كما انه يدلل على غياب "راع" واحد لها، خلافا لـ"التكهنات" عن وجود دعم خارجي لها.

- يراقب الديبلوماسيون بدقة كيفية تطور هذا التحرك ولا سيما في حال برزت مؤشرات حلول للمطالب التي يرفعها. وانطلاقا من ذلك، يبدو تخطي الحكومة لـ"امتحان" أزمة النفايات احد العناصر التي يعوّل عليها لتبيان مدى "استدامة" التظاهرات وقدرتها على الاستمرارية.

- بالواقعية نفسها، ينظر الديبلوماسيون الاوروبيون الى مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لمعاودة الحوار. ومع ترحيبهم بأي "مبادرة مرطبة" من شأنها ان تخفف التشنج على الساحة، الا انهم يلاحظون – سلفا - مقاطعة طرف واحد لهذا الحوار، الأمر الذي يجعلهم يطرحون اكثر من علامة استفهام حيال تأثير ذلك على تطور الاوضاع والمخارج التي قد يتم تبنّيها.

- نقل الديبلوماسيون الاوروبيون رسائل واضحة الى الرئيس سلام نهاية الاسبوع الفائت. "لبها" اهمية الحفاظ على حكومة تعمل، تزامنا مع منع التدهور المؤسساتي. وإذ جددوا الدعم الاوروبي لجهود سلام في حفظ الاستقرار والسعي الى تحقيق توافق حيال المسائل الخلافية، شددوا في الوقت عينه، على احقية المطالب التي يرفعها المتظاهرون، وضرورة دعم حرية التعبير مبدين قلقهم حيال استخدام العنف. وفي هذا الاطار، اتت مناشدة سلام معالجة حالات الاستخدام المفرط للقوة تجاه المتظاهرين، وسط رغبة في الابقاء على سلمية التحرك. كما جدد الديبلوماسيون الاوروبيون استعدادهم دعم الحكومة تقنيا، ولا سيما في سعيها الى حل المسائل العالقة كأزمة النفايات والكهرباء وغيرهما.

- على رغم الكلام المتكاثر على "تلاقي" التظاهرات والشوارع بعد التظاهرة التي دعا اليها "التيار الوطني الحر" الجمعة الماضي، ينظر الديبلوماسيون الاوروبيون الى تحرك التيار بـ"طريقة منفصلة"، ذلك ان لهذا التيار تاريخاً أطول في هذا المجال من تاريخ منظمات المجتمع المدني. من هنا، تبدو مطالب "التيار" المزمنة احدى الوسائل التي يسعى عبرها الى الضغط، سياسيا، على الحكومة. وعملا بالمنطق ذاته، تبدو الحكومة بتعبير الديبلوماسيين "محاصرة"، سياسيا، "من فوق" وشعبيا من القاعدة، الأمر الذي حتم "مدها" بجرعات دعم.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 7 ايلول

الإثنين 07 أيلول 2015

النهار

بعد تلقيه نبأ توجه الدكتور سمير جعجع الى قطر ردد قطب لبناني ان "جعجع الزعيم الأول في العالم العربي. وسبق ان أعلنت هذا الموقف".

قال رئيس جمهورية سابق إنه مطمئن إلى مصير لبنان كون أميركا وروسيا متفقتان على مصيره.

تبيّن من الوصفة الطبيّة الموحدة أن الأطباء في لبنان لا يسلمون مرضاهم إيصال بالرسوم التي يتقاضونها وبالتالي لا يدفعون عنها ضرائب ورسوماً.

ألغي الاحتفال الذي كان مقرّراً في السرايا لمناسبة 95 سنة على إعلان لبنان الكبير ولم يحدّد للذكرى موعد آخر.

السفير

داهمت القوى الأمنية مخزناً يحتوي أطناناً من المواد الأوليّة التي تستخدم لتصنيع حبوب "الكبتاغون" المخزّنة في براميل من الحديد والبلاستيك مع 4 آلات معدّة لتصنيعها مع متمماتها داخل كاراج في مدينة زحلة، بعد أن ألقت القبض على 4 متورطين.

وقع إشكال داخل جهاز أمني أدى إلى حصر مهمة العناصر المولجة مواكبة وحماية مرجعيّة روحيّة بحراسة المبنى الذي يقطنه.

أوقفت دولة خليجية كبرى مسؤولا في تنظيم إسلامي لبناني وسطي في أحد مطاراتها وحققت معه في سبب زيارته.

المستقبل

يقال

إن التيار "الوطني الحر" أجرى تقويماً للحشود التي شاركت من المناطق في التظاهرة التي أقامها الجمعة الفائت في ساحة الشهداء أظهر أن قضاء البترون، مسقط رأس رئيس التيار جبران باسيل، كان الأقل مشاركة.

اللواء

تردّد أن د. جعجع أحاط رئيس تيّار المستقبل وجنرال الرابية بموقفه المُقاطع للحوار، قبل إعلانه بعد ظهر السبت الماضي.

شدّد الوزير باسيل في كلمة إلى قياديي التيار بعد تظاهرة الجمعة على القول "سنعمل معاً على استعادة مكانة التيّار وقوته"، مما أثار انتقاد بعض المتحفظين!

تساءلت أوساط ناشطين في الحراك المدني عن مبررات عدم كشف هوية عناصر الشغب والمعتدين على القوى الأمنية والأملاك العامة، رغم توقيف عدد منهم أمام عدسات الكاميرات!

الجمهورية

عبّر نائب في "8 آذار" عن توجّسه من دخول مجلس الأمن على خط الحراك في الشارع، وقال إن البيان الذي صدر لا يخدم المتظاهرين، ويُذكّر بمرحلة 1559.

قال وزير إن الحراك الذي تشهده الساحة اللبنانية جعل القوى السياسية تحرف نظرها عن التطورات المتسارعة في الإقليم.

قال دبلوماسي عربي إن لقاء القمة الأميركية - السعودية أعاد التأكيد على الشراكة بين الدولتين، والدور الطليعي للرياض في المنطقة

البناء

قال مسؤول سابق إنّ النائب وليد جنبلاط معه حق في تعليقه على نبأ اعتراف وافد أبو ترابة بارتكابه جريمة التفجير في السويداء، وقوله: "إنّ حبل الكذب قصير…"، لأنّ كذبة الاتهام السياسي المستنسخة من التجربة اللبنانية صارت موضة قديمة عمرها أكثر من عشر سنوات، ومعها المحكمة التي استندت في تحقيقاتها إلى تلك الكذبة، والتي ساهمت شهادة جنبلاط نفسه أمام المحكمة في كشف حقيقة أنها كذبة… لكن حبلها في لبنان كان طويلاً مع الأسف….

 

سلام التقى دو فريج وعريجي

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ظهر اليوم في السراي الكبير، وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج وبحث معه في الأوضاع العامة في البلاد. والتقى الرئيس سلام وزير الثقافة ريمون عريجي وعرض معه شؤون وزارته.

 

 قداس لشهداء المقاومة المسيحية في طبريه كسروان

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - نظمت جمعية مار اسطفان قداسا على نية شهداء المقاومة المسيحية بالتعاون مع "انت رفيقي" في كنيسة الشهيد مار اسطفان - طبريه (كسروان)، بعنوان "ستبقى دماؤكم شلالات هادرة الى انقضاء الدهر".

احتفل بالذبيحة الالهية الاب طوني الاشقر بمشاركة المطران جورج صليبا وممثل مطران الارمن الارثوذكس الاب ناريك حاجيان والاب يوسف دنحا، في حضور اهالي الشهداء وحشد من المناصرين.

العظة

بعد تلاوة الانجيل المقدس القى الاب الاشقر عظة قال فيها:" تقدم هذه الذبيحة لراحة انفس الشهداء ككل عام ولا نستطيع في هذا المكان الا شم دم شهدائنا لما له من رمزية حيث انطلقت شرارة المقاومة الشريفة التي هدفت الى المحافظة على لبنان والعيش المشترك.

اضاف:"ان تكريم الشهيد واجب عائلي ووطني يزيدنا من الايمان والحماس في النضال والتمسك بالقيم. يتزامن هذا القداس مع قداس آخر للشهداء في مكان آخر، فتكريم الشهيد هو هو اينما كان في الزمان والاشخاص. لقد مات شهداؤنا ليوحدونا وليس لتفرقتنا وليت الاماكن تكثر اكثر لتكريم الشهداء". وشدد الاب الاشقر على "ان المحبة لا تقف عند هذا الحد وعلينا محبة كل شهيد من اي طائفة او حزب، فكل شهيد هو عربون مجد ومحبة لشعبه ووطنه". اضاف:" في الماضي كنا نعرف مد ايادينا لبعضنا، اما اليوم وللاسف فأيادينا مربوطة ولا نستطيع مدها ونصلي دائما للرب كي ينور من يعرف قيمة مد الايادي مع بعضنا البعض". وتابع:" ارى المحبة تضعف وتصغر وسوف يديننا ربنا على هذا الامر، فأين المحبة والشراكة التي يدعونا اليها المسيح"؟ وختم:" اطلب من ربنا ان يعطي المسؤولين والفقراء الروحيين والسياسيين ويلهمهم الحكمة والبصيرة ليعيدوا السلام والامان والاستقرار لبيوتنا ووطننا وجمع الشمل الذي كان". وفي الختام سلم رئيس الجمعية بوب حداد درعا تقديرية لانطوان لطوف مخلوف، لحمله القضية. ثم كان استلام الشعلة لوضعها على لوحات الشهداء وازاحة الستار عن لوحة لمناسبة الذكرى المئوية لشهداء الارمن.

 

الياس الزغبي: إلتباس الحوار يدفع بأكثر من طرف للمقاطعة

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - رأى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار الياس الزغبي في تصريح ، "أن إشارة الرئيس نبيه بري إلى أن الفشل في بت الملف الرئاسي في الحوار يوجب الانتقال إلى موضوعات أخرى، خصوصا قانون الانتخابات، وانتخاب الرئيس من المجلس الجديد، تكشف عن حقيقة التعطيل الحاصل منذ 28 جلسة، وعن نية المعطلين في نسف المسار الدستوري الطبيعي بانتخاب الرئيس من المجلس قبل أي عمل آخر". وقال:"إن الكلام عن أولوية الانتخابات النيابية قبل الرئاسية يستبطن خطوة انقلابية تزج لبنان في فوضى خطيرة غير محسوبة، ويمنح رافضي الحوار أحقية وصدقية لجهة خوائه والتباسه، أو الانحراف به عن سكته الدستورية، ويشجع أطرافا أخرى على الانضمام لرفض الدكتور سمير جعجع، خصوصا بعد الموقف الحاسم للمرجعيات الكنسية في الانتخاب الفوري للرئيس". وأشار إلى "أن هذا التوجه نحو أولوية الانتخابات النيابية ، من شأنه تعطيل الحوار قبل بدئه أو بعده بقليل، طالما أن الرئيس بري نفسه أعلن عن وقف الحوار في حال انضمام طرف آخر إلى "القوات اللبنانية" في المقاطعة".

 

جعجع ناقش مع أمير قطر مسألة العسكريين المخطوفين وقضية المصور سمير كساب

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - إلتقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وزوجته النائب ستريدا جعجع والوفد المرافق في مستهل زيارته لدولة قطر، أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحضور وزير الخارجية القطري خالد العطية. وبحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي للدكتور جعجع، ان البحث تناول الأوضاع في لبنان والمنطقة، حيث توافق الطرفان على ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بأقرب وقت ممكن بعد التأخير المتمادي الحاصل. وتوقف المجتمعون عند الأزمة السورية مؤكدين "وجوب إنهائها سريعا حقنا للدماء ووقفا للمعاناة الإنسانية الرهيبة". وطرح رئيس حزب القوات اللبنانية مسألة العسكريين المخطوفين، فوعده بن حمد ب"أن تستكمل قطر وضع جهودها وإمكاناتها في سبيل إيجاد حل لهذه القضية الوطنية". وتناول جعجع قضية المخطوف المصور الصحافي سمير كساب والذي مضى على اختطافه ثلاث سنوات، فأبدى بن حمد "كل الإستعداد للمساعدة في تحديد الجهة الخاطفة ومكان تواجده بهدف التوصل للافراج عنه في أقرب وقت". ختاما شكر رئيس حزب القوات اللبنانية دولة قطر لوقوفها بجانب لبنان وشعبه ولاستضافتها للجالية اللبنانية، فأكد الشيخ تميم "إلتزام دولة قطر بكل ما يعزز أمن لبنان وسيادته وإستقلاله".

 

الرئيس الفرنسي هولاند: سأزور لبنان نهاية أيلول وأطلع على احوال اللاجئين

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية ـ باريس ـ أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في مؤتمر صحافي اليوم، نيته القيام بزيارة بيروت بعد المؤتمر المخصص لمساندة لبنان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية أيلول، وللاطلاع على أحوال اللاجئين السوريين في أحد مخيماتهم". وقال هولاند ردا على سؤال أثناء مؤتمره السادس منذ انتخابه: "إن تداعيات ما يجري في سوريا على لبنان هائلة، هناك مليون لاجئ، فمن أصل 4 سكان في لبنان هناك واحد منهم لاجئ أو نازح. كما أن هذا البلد يعيش أزمة سياسية، فرئيس الجمهورية لم يتم انتخابه بعد، ولدى البرلمان صعوبات لعقد جلساته". وأضاف هولاند:" إذا يجب علينا أن نكون إلى جانب اللبنانيين، ولهذا سيعقد مؤتمر دولي لمساندة لبنان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة". وعن زيارته المرتقبة إلى لبنان، قال الرئيس الفرنسي: "بعد هذا المؤتمر، وبحسب الظروف التي ستتوفر لتكون الزيارة مفيدة، سأزور لبنان من أجل الذهاب إلى مخيم للاجئين، لمعرفة أين يسكنون لنساعدهم لكي يتمكنوا من البقاء حيث هم، قريبا من المكان الذي كانوا يعيشون فيه قبل أشهر، وكذلك من أجل زيارة كل السلطات اللبنانية".

 

اسوأ عاصفة رملية في تاريخ لبنان ونقل 8 اصابات بضيق التنفس الى مستشفى رياق

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - اعلنت مصلحة الابحاث العلمية والزراعية ان اسوأ عاصفة رملية تضرب لبنان والرياح في البقاع عاتية وهي شرقية، والرؤية لا تتجاوز 40 مترا، وتاثير الغبار على المواطنين كبير و تم نقل 8 اصابات الى مستشفى رياق بسبب ضيق التنفس واشارت الى ان المناخ صحراوي مئة في المئة وسكان البقاع يؤكدون ان المنظر وكانه في احدى صحارى الدول العربية ووضع المواطنون كمامات على وجوههم ليتمكنوا من التنفس ومدير مصلحة الابحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام يؤكد في اتصال مع مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عبدو الحلو ان هذا الطقس استثنائي ولم يعرفه لبنان منذ البدء بتسجيل احوال الطقس وهو مستمر على الاقل حتى صباح غد واضاف : ومن التوقع ان تستمر الرياح الشرقية حتى نهاية الاسبوع ما يعني ان الغبار سيستمر وتم التحذير من الحرائق بسبب الرياح الشرقية واحتمال هطول امطار لا سيما خلال الليل اليوم وغدا وبعد غد وستكون موحلة ما يعني ان الطرقات ستتسبب بتزحلق السيارات .

 

14 آذار تطلق حملتها المطلبية: "بدنا" رئيس ونزع السلاح

المدن/ربيع دمج/07 أيلول/15

وسط زحام المطالب والشعارات في الساحات اللبنانية، الافتراضية وباحات التظاهرات، خرج جمهور قوى 14 آذار بموقف مؤيد للحراك بالشكل، معارض لهدف اسقاط النظام، رافعاً شعار "بدنا". هذه الحملة، ولدت من رحم مواقع التواصل الإجتماعي، لتكون أول معركة إفتراضية يقودها شباب ونشطاء حزبيون في هذا الفريق، يصرون على أن أهدافهم لا تختلف عن مطالب الشارع، رغم انها تعارض المساس بالحكومة وإسقاط النظام، لأن هذه المطالب من شأنها أن تقود البلد إلي نفق التعطيل والشلل، كما يقولون.

هذا التحرك الالكتروني، هو الاول بعد الإعراب عن امتعاض شعرت به فئة كبيرة من شباب ونشطاء داخل أحزاب محسوبة على فريق "14 آذار" من الحراك، واصفين (بمجملهم) هذه التظاهرات بالـ"عبثية"، فيما البعض إتهم عدداً من الناشطين بأن أهدافاً شخصية دفعتهم لقيادة حملات "مشبوهة"، كما وصفوها. ولم تستثن التعليقات حملات "طلعت ريحتكم"، و"حلو عنّا" و"بدنا نحاسب" وغيرها.

وفي زحمة الاحتجاجات، ابتعد ناشطو 14 آذار عن خيار النزول إلى الشارع، تجنباً لأي صدام قد يطرأ مع الآخرين في الساحات، مكتفين في الوقت الراهن ببيانات وتحركات إلكترونية، على إعتبار أن الجبهة الأساسية لأي مطلب أو تحرّك وطني منشود الهدف، تبدأ بوادره، في لغة التكنولوجيا الحديثة، بحسب ما يقول مدير موقع "14 آذار" الإلكتروني ورئيس قسم التواصل الإجتماعي والرقمي في قطاع الإعلام في "تيار المستقبل" وائل يمن.

لا يرى يمن، في حديث لـ"المدن" أن مطالب حملة "بدنا" تبتعد عن مطالب الشعب اللبناني بأسره، كمحاسبة الفاسدين وتحسين الوضع الإقتصادي والحدّ من البطالة والهجرة وإيجاد حلّ جذريّ لملف النفايات. لكن مفهوم المحاسبة "يبدأ بإنتخاب رئيس للجمهورية الذي يعتبر البند الأساسي والخيط الرئيس في "بدنا" للوصول إلى كافة المطالب الأخرى".

بدأت نشاط "بدنا" في آواخر شهر آب/اغسطس الماضي، داخل قسم التواصل الإجتماعي في تيار "المستقبل". وتم تحديد خمسة مطالب أساسية عُرضت على الأمانة العامة لقوى "14 آذار" وعلى الشباب المنتمين للأحزاب المتحالفة لهذا الفريق، كذلك تم التنسيق مع المجلس الوطني للمستقلين المؤيدين لنهج "14 آذار". وبعد التوافق التام على هذه المطالب، خرجت الحملة لتقول إن لهذا الفريق صوتاً يمثل شريحة لا بأس بها من اللبنانيين، وإن المناصرين لهم يدفعون ضرائبهم للدولة أكثر من مناصري الفريق الآخر، بحكم الفوضوية التي تنعم بها المناطق الخاضعة لسلطة "8 آذار"، والفساد المستشري في الدولة يطالنا قبل غيرنا، بحسب ما يؤكد يمن.

خلال أسبوع من الإجتماعات والتحضيرات ورسم الخطوات المطروحة للمناقشة، نشأت الصفحة بمقترحات لا يمكن القول عنها انها مناهضة تماماً للحملات الموجودة في الميدان، لكنها تتقاطع معها بآراء مختلفة أبرزها "إنتخاب رئيساً للبنان أولاً، وطرح تشريع قانون إنتخاب عصري يحاكي جميع الفئات اللبنانية، وأهم نقطة في هذا الإقتراح، تخفيض سن الإنتخاب إلى 18 سنة.

أما عن المطالب الأخرى، فتشير المسؤولة الإعلامية في الحملة رشا الحلبي إلى أن ّ موضوع اللامركزية وتطبيقه جدياً سيكون المدخل لحل الأزمات في لبنان بدءاً من ملفي النفايات والكهرباء، على غرار ما حصل في مدن زحلة وجبيل وصيدا، حيث وجد مخرج لموضوع النفايات الشائك عبر إنجاز مشاريع خاصة لمعالجتها، مشيرة الى انه "من نتائج اللامركزية النجاح الذي حققته مدينة زحلة من خلال تأمين الكهرباء بسكانها على مدار الـ24 ساعة".

وترى الحلبي أن "إقرار قانون المحاسبة، هو المطلب الرابع الذي يرمي إلى معاقبة الفاسدين من كافة الأحزاب دون إستثناء، ويتمثل هذا الشيء بإقرار لجنة محاسبة تراقب المسؤولين والمدراء والموظفين في الدوائر الرسمية".

وتوسع الحملة مطالبها الى نزع السلاح غير الشرعي، "وهو ليس مطلباً جديداً"، كما تقول حلبي، ذلك ان "الحوار الذي عُقد في العام 2006 أقرّ بضرورة سحب الأسلحة من كافة الأحزاب اللبنانية بدءاً من الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات، وثم من كافة المناطق اللبنانية ليبقى الجيش وحده القوة المسلحة".

"الحملة لن تتوقف وهي مستمرة في مواقع التواصل الإجتماعي، ولن تكون مقتصرة على شباب 14 آذار، فهناك مستقلون من لبنان وخارجه يتفاعلون معنا"، كما يقول يمن، مشيراً الى ان المطالب لم تعدّ محصورة ضمن إطار العناوين الخمسة العريضة، "كل يوم نتطرق لتفاصيل أعمق، آخرها إيجاد إنماء متوازن لكافة المناطق"، مشدداً على "اننا في بداية الطريق وسنواصل بجهودنا وأهدافنا".

مرّت على نشأة الصفحة 10 أيام. خلال هذه الفترة إستقطبت "بدنا" حوالي الـ3690 متابع من لبنان ودول الإغتراب، وهي تتيح لهؤلاء المتابعين تصوير مقاطع فيديو على طريقة "السناب شوت" وإرسالها إلى المشرفين على الصفحة، ليعلنوا عبر هذا المنبر عن مطالبهم التي لا تكاد تختلف كثيراً عن أهداف الصفحة والقيمين عليها.

كما يمكن للمتابعين نشر تعليقاتهم ضمن إطر لها صلة بأهداف وطروحات الحملة، وكل تعليق يختتم بـ"هشتاغ#بدنا"، ولا تنشر الصفحة أي تعليق يخرج عن هذا السياق.

لم تخلُ الصفحة الجديدة من نشر صور لمتظاهرين من حملة "طلعت ريحتكم" مذيلة بتعليق يحمل في مضمونه نقداً مبطناً لهؤلاء، وأرفقت إحدى الصور بتعليق" شباب من حملة طلعت ريحتكم يقتحمون مبنى وزارة البيئة، فيما صورة أخرى تظهر عراكاً بين المتظاهرين والقوى الأمنية مع توقيع "ما بدنا عنف". ولم يفهم المقصود ما إذا كان التعليق موجهاً للمتظاهرين ومواجهتهم على القوى الأمنية أو العكس.

الصفحة المولودة حديثاً لم تنضج بعد، ولم يتضح جلياً في الفترة الراهنة ما إذا كانت ستصل نحو أهدافها المنشودة وتحقيق جزء من الشعبوية كما حققت الحملات المنافسة لها، أم أنها ستبقى مجرّد رقم بين صفحات "فايسبوك" الكثيرة.

 

افرام العاصفة ستستمر ثلاثة اسابيع وستصل نسبة الاختناق الى 90 في المئة

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - اكد مدير مصلحة الابحاث العلمية والزراعية الدكتور ميشال افرام من تل عمارة في اتصال مع مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عبدو الحلو ان العاصفة الرملية ستستمر 3 اسابيع ، وستشتد اعتبارا من مساء غد لتنعدم الرؤية بشكل كبير و دعا جميع المواطنين الى عدم الخروج من منازلهم حيث ستكون نسبة الاختناق 90% .

 

"التجمع الديموقراطي": للمشاركة في اعتصام الغد امام شركة الكهرباء

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - نوه "التجمع الوطني الديموقراطي"، في بيان، ب"الانجاز الهام لحملة "بدنا نحاسب" لوقف عدادات الكورنيش البحري في منطقة عين المريسة، بعد موجة الاعتراضات التي حصلت في الايام الماضية جراء وضعها على طول الكورنيش، بالضغط على المعنيين". ودعا التجمع "الاعضاء والاصدقاء والمناصرون الى المشاركة في الإعتصام السلمي عند الساعة السادسة من بعد ظهر غد أمام شركة كهرباء لبنان - شارع مار مخايل في بيروت". ودان دعوة السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان الى "عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الوضع اللبناني"، معتبرا انه "بمثابة تدخل سافر بشؤون لبنان الداخلية، ومحاولة لتشويه الحراك الشبابي وتوظيفه في خدمة اجندة الامبريالية الاميركية وحلفائها في لبنان والمنطقة". واذ استنكر "استمرار العدوان على اليمن"، دعا الى "اوسع حملة تضامن مع الشعب اليمني الشقيق وجيشه ولجانه الشعبية، بمواجهة العدوان والعمل على وقفه". وتقدم من مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسوريا، ب"أحر التعزي باستشهاد الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس ورفاقه على ايدي ارهابيي جبهة النصرة القاعدية التكفيرية". من جهة أخرى، أبرق التجمع الى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم معزيا بوفاة والد زوجته عبد الكريم الزين".

 

"بدنا نحاسب" دعت للمشاركة في تحركين غدا وبعده: بناء دولة القانون لا يتحقق الا بقانون انتخابات تفرضه الارادة الشعبية

الإثنين 07 أيلول 2015/وطنية - عقدت مجموعة حركة "بدنا نحاسب" مؤتمرا صحافيا مساء اليوم في ساحة رياض الصلح، في حضور لجنة المحامين في الحركة واعضاء اللجنة. وتلت القيادية في الحركة مي الخطيب بيانا كررت فيه "إدانة وزير الداخلية بالدرجة الاولى لمسؤوليته المباشرة عن الاجهزة الامنية التي مارست القمع بحق المعتصمين"، معتبرة أن "القضاء يتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية عن تمادي الفساد الذي مارسته السلطة السياسية"، مطالبة ب"النيابة العامة التمييزية بالشروع فورا بالتحقيق في ملفات الفساد". ورأت أن "استعراض ملفات الفساد في مختلف المجالات يبين ان هذا النظام الطائفي شكل غطاء لجميع الناهبين والفاسدين من افراد وتكتلات سياسية ووفر لهم الحماية ومنع المساءلة والمحاسبة مما ادى الى تقويض مؤسسات الدولة الادارية والرقابية والقضائية، واخيرا المؤسسات الدستورية". وأوضحت أن الهدف الذي تسعى اليه هو "بناء دولة على أسس سليمة ترتكز على المواطنة والعدل وتكافؤ الفرص، دولة القانون التي تستمد شرعيتها من الارادة الحرة للشعب وهذا لا يتحقق الا عبر وضع قانون للانتخابات تفرضة الارادة الشعبية". وأكدت أن "أي تدخل خارجي عن حسن أو سوء نية، يفرض أجندة أخرى على هذا الحراك، من قبيل انتخابات رئاسية كيفما اتفق، هو تدخل مرفوض شكلا ومضمونا". ودعت الى "المشاركة في وقفة احتجاجية امام شركة كهرباء لبنان يوم غد الثلاثاء ابتداء من الساعة السادسة مساء، والمشاركة الكثيفة في التحرك الجامع بعد غد الاربعاء في ساحة النجمة، بالتنسيق مع كافة مكونات الحراك".

 

لجنة معالجة النفايات: ما ذكر في الاعلام عن مواقع مفترضة للطمر ليست بالضرورة تلك المقترحة من قبلنا

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - لفتت اللجنة المكلفة بمعالجة ملف النفايات في بيان اليوم أن "بعض وسائل الاعلام تداولت أسماء مواقع مفترضة في المناطق لمعالجة وطمر النفايات خلال المرحلة المقبلة. يهم اللجنة المكلفة النظر في الملف وإقتراح مخارج وحلول فورية التي يرأسها وزير الزراعة أكرم شهيب، التأكيد أن المواقع المذكورة ليست بالضرورة هي تلك المقترحة من قبلها".

 

حماده استنكر اغتيال البلعوس: مهزلة القبض على القاتل مسرحية لن تنطلي على أحد

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - أبدى النائب مروان حماده استنكاره وغضبه الشديدين لما تعرض له "شيوخ الكرامة في جبل العرب، وعلى رأسهم الشهيد الشيخ وحيد البلعوس، وقال في بيان: "هذه الجريمة النكراء تذكرنا بمسلسل الاغتيالات التي طالت الشخصيات اللبنانية الوطنية لمجرد معارضتها النظام السوري. بات الشيخ البلعوس شهيد النأي بالنفس بالمعيار الوطني للكلمة، بمعنى انه وقف بوجه الارهاب بشقيه الاسدي والتكفيري، حماية للعرب الموحدين الدروز في جبلهم الشامخ". أضاف حماده: "ان مهزلة القبض على القاتل من المسرحيات المفضوحة لنظام الاجرام، مسرحية لن تنطلي على احد بعد سوابق ابو عدس وفتح الاسلام". وقال: "ان بشار وحلفاءه الاقليميين والمحليين يغرقون يوميا في مزيد من الانهيارات العسكرية والاخلاقية. في كل حال، جبل العرب لن يعود خزانا لجيشه الظالم ولا موقعا لسلطته المتهاوية". وختم: "اننا نؤيد كل كلمة صدرت عن الاستاذ وليد جنبلاط في هذا الصدد ودعوته الى الثورة ضد النظام الذي دفع شعبه الى القبر أو البحر. وندعو الاهل والاصدقاء والمناصرين الى مشاركة وليد بك وعموم الموحدين الدروز في وقفة العزاء التي ستنظم الخميس المقبل في دار الطائفة الدرزية".

 

المكتب السياسي ل "امل": رئاسة الجمهورية من اولويات بنود الحوار وكذلك قانون الانتخاب على أساس النسبية

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - عقد المكتب السياسي لحركة "امل" اجتماعه الدوري برئاسة رئيسه جميل حايك، بحث خلاله في الاوضاع المحلية وما يحيط بلبنان. وأكد المكتب السياسي في بيان عقب الاجتماع، ترحيبه ب"الحوار الوطني الذي دعا اليه دولة رئيس الحركة نبيه بري خلال مهرجان النبطية في الذكرى 37 لمناسبة تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه". واشار الى ان "رئاسة الجمهورية تمثل اولوية اولى، ولكن هذا الأمر ليس معناه انه لا يوجد اولويات اخرى أشارت اليها البنود التي تضمنتها حصرا مبادرة الرئيس الحوارية، وفي الطليعة إنجاز قانون الانتخابات على أساس النسبية". وجدد "ما أعلنه رئيس الحركة من دعم للتحرك، ولكن مع ملاحظة ان يكون له اهداف ليس اقلها المطالبة بالدولة المدنية، والتأكيد على إستقلالية القضاء وتفعيل دور عمل اجهزة الرقابة الرسمية بما يكفل مكافحة الفساد".

 

فتفت: للاتفاق على الرئاسة في الحوار وإلا سنصل الى الحائط

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - أعلن النائب أحمد فتفت في حديث لاذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5" أن "الموضوع الأساسي على طاولة الحوار هو رئاسة الجمهورية ويجب الاتفاق على الرئاسة ليتم التقدم في جدول الأعمال تدريجيا وإلا سنصل الى الحائط في هذا الحوار". وأشار الى أن "قوى الرابع عشر من آذار اتفقت أن البند الأساسي هو رئاسة الجمهورية بما فيها القوات اللبنانية وكلام جعجع واضح في هذا المجال أما متابعة النقاش في حال فشل موضوع الرئاسة فهذا أمر تقرره قوى الرابع عشر من آذار مجتمعة". واعتبر أنه "من المبكر الحديث عن نية في الانسحاب من الحوار"، وقال:"أنا على قناعة أنه لن ينتج عن هذا الحوار أي شيء لأن حزب الله أعلن بالوعيد والتهديد أنه يريد فلانا رئيسا للجمهورية ولا يقبل غير ذلك وسيفرضه بالقوة وهذا يعني أن ما يجري عملية استيعابية سياسية لتحركات الشارع ومحاولة انتظار لتكون الأوضاع الاقليمية أوضح ليتقدم البلد".وأكد أن "طرح قوى الرابع عشر من آذار واضح ودستوري فالبلد يحتاج الى رئيس جمهورية بأسرع وقت وأي تعطيل لهذا الانتخاب هو تعطيل للحوار ولكل شيء". واعتبر أنه "من الضرورة أخذ بعض الايجابيات من الحوار لتخفيف الاحتقان الداخلي بعدما اصبح الاستقرار هشا وبات البلد متجها نحو المجهول دون الامل بنتائج كبيرة لأن النتيجة ليست بيدنا والقرار اللبناني ليس وحده المرجح في قضية رئاسة الجمهورية". وأضاف: "إن الحوار هو لدرس كيفية اعادة جلسات مجلس الوزراء وتشريع الضرورة فالنائب ميشال عون ذاهب الى الحوار ببعض الأفكار العلنية التي من الممكن أن تشكل حلا للأزمة". وختم معتبرا أن "رئاسة الجمهورية لم تعد قرارا لبنانيا فقط".

 

الموسوي: نعم لعون رئيسا مارونيا قويا للجمهورية

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أننا "حريصون على نسج تحالفاتنا بحيث نمكن المقاومة من التفرغ لمواجهة العدوان الصهيوني والعدوان التكفيري ونحاول قدر ما نستطيع تفادي أي مواجهة حتى نبقى مهتمين بهاتين القضيتين الرئيسيتين، لكن لا يعني حرصنا على الإهتمام بهاتين القضيتين أننا يمكن أن نفرِّط بقضايا أساسية من قبيل الصيغة اللبنانية". كلام الموسوي جاء خلال اللقاء السياسي الذي نظمه حزب الله واتحاد بلديات جبل الريحان في معلم مليتا السياحي بحضور ممثل النائب زياد أسود مارون شلهوب وشخصيات ورؤساء بلديات وفاعليات من التيار الوطني الحر من منطقة جزين وإقليم التفاح. أضاف: "هذه الصيغة التي تقوم على التعددية لا تكون تعددية حقيقية إذا لم تترجم شراكة حقيقية في القرارين السياسي والوطني، مع الأسف لبنان منذ العام 2005 وهو يواجه نزعة سياسية إلى الإستبداد والتفرد والآحادية، حاولنا ولا زلنا نحاول أن نضع حدا لهذا الإستبداد والتفرد الذي كنا ضحاياه بين العامين 2006 و2008 حين قدمنا استقالتنا لمجلس الوزراء، وعلى الرغم من ذلك بقي مجلس الوزراء يجتمع بصورة مخالفة لمقدمة الدستور والتي تنص على أن لا شرعية لأي سلطة تناقض مصلحة العيش المشترك". أما عن رئاسة الجمهورية فقال: "نريد رئيسا حقيقيا للبنان قادرا على الدفاع عن التوازن والشراكة والصيغة اللبنانية، هو بلا عبارتين بل عبارة واحدة هو الجنرال عون بوصفه الرئيس الماروني القوي".وختم: "اذا أراد حزب الله أن يعلن أنه سينسحب غدا من سوريا لن تبقى دولة من الدول او شعب من الشعوب الحرة إلا وسيهرع الى حزب الله يطلب منه عدم الخروج من سوريا لأن لولا هذا القتال لكان التكفيريون على شاطئ البحر الأبيض المتوسط".

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عراجي لـ”السياسة”: الحوار لن ينتج شيئاً وإيران صادرت الرئاسة حتى إشعار آخر واتهم طهران بالسعي إلى إعادة أمجاد الفارس

بيروت – “السياسة”: في ما تتجه الأنظار بشغف إلى طاولة الحوار التي ستلتئم في حرم المجلس النيابي يوم غد الأربعاء, وبعد أن بات محيط مجلس النواب والسراي الحكومي أشبه بقلعتين محصنتين تحيط بهما أسوار عالية من الأسلاك الشائكة, تبدو المنطقة أشبه بثكنة عسكرية لحماية المشاركين في الحوار أولاً. كما تبدو هذه المنطقة ثكنة عسكرية من أجل التصدي إلى التظاهرة الحاشدة التي دعا إليها المجتمع المدني في الموعد ذاته للمطالبة بإصلاح النظام ومحاسبة المقصرين في ملف النفايات, وسط دعوات مشبوهة أطلقت من قيادات في “حزب الله” تطلب من المتظاهرين والمعتصمين أمام وزارة البيئة احتلال مباني “سوليدير”, في خطوة مكشوفة للتحريض على العنف ونقل البلد من مشكلة إلى مشكلة أكبر. وفي هذا السياق, توقع عضو كتلة “المستقبل” النائب عاصم عراجي ل¯”السياسة”, عدم حصول أي تقدم في الحوار, قائلاً “إذا عدنا بالزمن 10 سنوات إلى الوراء لوجدنا حوار اليوم حوار الأمس ذاته, بفارق بسيط هو أن حوار العام 2006 كان يتضمن بند سلاح حزب الله والبحث في ستراتيجية الحزب الدفاعية, إضافة إلى بند انتخاب رئيس الجمهورية, وهو النقطة الأساس المدرجة على حوار اليوم”. واستبعد “حل مشكلة الاستحقاق الرئاسي, لأنه مرتبط بالوضع الإقليمي, وهناك كباش في المنطقة جعلت إيران تصادر هذا الملف حتى إشعار آخر”. واتهم الجمهورية الإسلامية بالسعي إلى “إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية عن طريق السيطرة على المنطقة بشكل فاضح”, مضيفاً إن “الحوار أفضل من اللاحوار, على طريقة حوار المستقبل – حزب الله, الذي لم ينتج عنه شيء, بل على العكس استمر حزب الله قدماً في تأسيس ما يسمى بسرايا المقاومة والانتشار في كل مكان”. وفي رده على القوات بأن فريق “8 آذار” يدخل إلى طاولة الحوار موحد الموقف على عكس فريق “14 آذار”, قال عراجي “إذا كان المقصود رفض القوات اللبنانية المشاركة في الحوار, فنحن في تيار المستقبل و14 آذار مدركون هذا الموقف”. وأكد أنه “لا يوجد أي خلاف بين حزب القوات وبقية مكونات 14 آذار, والقوى المسيحية في 14 آذار, مثل حزب الكتائب والنواب المسيحيين المستقلين, لا يختلف موقفها عن موقف القوات, على اعتبار أن الحوار لن يثمر, ولكن يبقى الحوار أفضل من اللاحوار”. وتساءل “هل إيران مستعدة لفك أسر الاستحقاق الرئاسي فيما تزود روسيا النظام السوري أسلحة متطورة جداً, كما شرعت في إقامة منطقة عسكرية في محيط مطار المزة ومحيط دمشق?”, كاشفاً أن “هذه الأسلحة هي التي حسمت المعركة في الزبداني لمصلحة النظام السوري وحزب الله”. واستغرب من “إصرار الروس على قتل الشعب السوري, في وقت يدعون المعارضة لفتح حوار مع النظام”. وتطرق إلى ظاهرة النزوح السوري الكثيف في اتجاه أوروبا, متسائلاً “هل المطلوب تفريغ سورية من سكانها المسلمين السنة?, وأين دور جامعة الدول العربية لوقف هذا النزوح?”. وأشاد ب¯”مبادرة الفاتيكان ودعوة الدول الأوروبية لفتح أبوابها أمام النازحين السوريين, من دون أن يرف جفن للدول العربية”.

 

النهار: 9 أيلول : "زعماء" محاصرون خلف بوابات حديد وحوار مهدد بالانفراط وسط تضارب الأهداف

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "النهار" تقول : من ساحة السرايا الحكومية في الاسابيع الاخيرة، الى ساحة النجمة هذا الاسبوع التي سيّجها الرئيس نبيه بري ببوابات حديد ظاهرها حماية المتحاورين الذين سيفدون الى المجلس الاربعاء المقبل للتحاور مجددا، وقد حاول رئيس المجلس استباق مشهد المتظاهرين الذين سيحاصرون محيط مجلس النواب صبحا ومساء بالقول: "إني على استعداد للنزول معهم وتأييد ما يطرحونه. ومنهم شريحة كبيرة من الشرفاء الذين يحملون مطالب محقة وأقدموا على ارتكاب أخطاء بريئة. أما بالنسبة الى الفئة الثانية فهي على علاقة بالاميركيين". لكن الاستعداد للحوار لا يلغي التأزم المتراكم الذي يوحي بأن المواجهة باتت حتمية بين الشارع والممسكين بالسلطة في ظل تضاعف عدد الجهات المطالبة وتعدد المطالب وتنوع الشعارات واستفاقة نقابات وهيئات على مطالب قديمة ومزمنة، يقابلها استمرار العجز الحكومي عن توفير حل للمشكلات وآخرها النفايات التي تزيد حصارها للمواطنين، والامتناع عن تلبية مطالب أخرى في مقدمها سلسلة الرتب والرواتب. وتبدو الدولة بمجلسيها كأنها لم تقرأ المشهد المتحول، وهي تتعامل مع متغيرات 2015 بعقلية الـ 2006، وخصوصا بالحوار الذي انطلق قبل عشر سنين ولم ينفذ شيء مما اتفق عليه في جولاته المتعددة، وقد وصفه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بـأنه "مضيعة للوقت"، معتبراً ان الخطوة الاولى والوحيدة التي تخرجنا من الوضع الحالي تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية". وأبدى استعداده "لإعادة النظر في موقفه (مقاطعة الحوار) شرط ان ينحصر جدول أعمال الجلسة بانتخاب رئيس وإذا شارك "حزب الله" في جلسات انتخاب الرئيس". وسرعان ما رد الرئيس بري بقوله انه "سيتم التركيز على بند الاستحقاق الرئاسي، واذا لم ننجزه سننتقل الى بند آخر. وعند الاتفاق على بند ما ننتقل الى القاعة العامة بغية اقراره بعد دعوة الهيئة العامة. وقد نتفق على قانون الانتخاب ونحقق اختراقاً، الامر الذي يساعد في اشياء كثيرة ونتجه الى الانتخابات النيابية، وننتخب بعدها الرئيس المقبل، وفي هذه الحال لا يكون للخارج أي تأثير". وعلمت "النهار" ان حركة اتصالات مسيحية تركزت على ضرورة جعل انتخاب الرئيس بنداً أول لا يمرر بسهولة ثم يجري الانتقال الى ما بعده. ونوقشت أفكار تقضي بانسحاب أطراف مسيحيين من الحوار إذا ما طرحت اقتراحات لتقديم الانتخابات النيابية على الرئاسية، وهو ما قد يؤدي الى فرط عقده بعد جلستين او ثلاث، إذ نقل عن بري قوله بتوقف الجلسات اذا ما انسحب مكون آخر بعد حزب "القوات". وصرح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ"النهار" إن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب الاربعاء "مهم سياسيا شرط ألا يكون الدخول اليه ملوثا بهواء النفايات والغرض".

مجلس الوزراء

وفي ظل غياب مجلس الوزراء عن الانعقاد لاختلاف على آلية عمله، ولغياب الحل المتوافق عليه في ملف النفايات، أبلغت مصادر وزارية "النهار" أن وزير الزراعة أكرم شهيّب أنجز تقريره المتعلّق بالنفايات والذي يتضمن خطة تتناول خطوات آنية وبعيدة المدى وجاءت ثمرة لقاءات مع الجمعيات البيئية والخبراء وتوّجها بجولة على المرجعيات السياسية التي يجب أن تعطي رئيس مجلس الوزراء الضوء الاخضر كي يضع الخطة موضع التنفيذ عبر مجلس الوزراء في جلسة استثنائية يعقدها لهذه الغاية. وفي مضمون الخطة إنشاء أكثر من مطمر موزع على المناطق انطلاقا من مبدأ عدم تحميل منطقة واحدة أعباء كل المناطق. واعتبرت أن حصول شهيّب على الموافقة السياسية على الخطة عموما وعلى المطامر خصوصا من شأنه ضمان الانطلاق فورا الى الحل المرحلي الذي يكتمل بإقرار دفتر الشروط الموجود لدى مجلس الانماء والاعمار. وتوقعت مصادر متابعة ان يصار الى اعادة فتح مطمر الناعمة اضافة الى مكب سرار في عكار ومطمرين اضافيين بحيث توزع النفايات على مناطق عدة. وفي تصريح لـ"النهار" طلب وزير العمل سجعان قزي من الرئيس سلام "أن يدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد فورا لحسم ملف النفايات، إذ لا يجوز أن نرهن أمن البلد بالنفايات وكأننا نتلكأ في معالجة هذا الملف كي تستمر التظاهرات". وأضاف: "لا يجوز ايضا أن نرهن عمل الحكومة بالحوار النيابي مما يضرب فصل السلطات". وأوضح أن الرئيس سلام "ليس مؤتمنا على صلاحيات رئيس الحكومة فحسب بل هو مؤتمن أيضا على صلاحيات رئيس الجمهورية التي شاركنا في الحكومة على أساس ممارستها". صحياً، لا يشير نظام الترصد الوبائي في وزارة الصحة الى ارتفاع ملحوظ في الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات والقوارض وتلوث الأيدي، لكن ذلك لم يمنع الوزارة في تقرير اعدته ورفعته الى المعنيين من ان تحذر من مغبة استمرار هذا الوضع ووجوب معالجته بالسرعة الممكنة، خصوصا أنه تبين للهندسة الصحية وأطباء الأقضية أن "النفايات موجودة في الطرق عشوائيا، بما يؤدي الى تبعثر الفضلات واجتذاب الحشرات والقوارض وارتشاح الفضلات السائلة الى جوف الأرض وانبعاث غازات خطرة على الإنسان".

الحراك المدني

وتعقد المجموعات الشبابية وهيئات المجتمع المدني اجتماعا موسعا بدعوة من هيئة التنسيق النقابية مساء اليوم لوضع اللمسات الاخيرة على التحرك الذي تم الاتفاق عليه بعد غد الاربعاء والذي من المتوقع ان يكون حاشدا. وتعلن مجموعات الرفض تباعا ابتداء من اليوم عن مشاركتها في تظاهرة الاربعاء وتدعو الناس الى المشاركة فيها بكثافة. وقد وصف الرئيس تمام سلام الحراك الشعبي بأنه "تعبير مشروع عن غضب اللبنانيين من جراء تدهور أوضاعهم المعيشية"، لكنه نبّه الى ان "هناك من يحاول استثمار هذا الغضب الشعبي لنشر الفوضى في البلاد".

 

مرسوم بطريركي بترقية البرديوت الياس جرجس الى رتبة الخوراسقفية

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - اصدر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي مرسوما بترقية البرديوت الياس جرجس الى رتبة الخوراسقفية، بتاريخ 5/9/2015، وسيقوم راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج ابو جودة بترسيمه قريبا.

 

سليمان في حفل تكريم رئيس بلدية ميفوق: الاهم من الحوار تطبيق ما اتفق عليه سابقا وانتخاب رئيس للجمهورية

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - كرم رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل فادي مرتينوس واعضاء الاتحاد رئيس بلدية ميفوق - القطارة يوسف اديب وهبة تقديرا لخدماته وعطاءاته في سبيل بلدته وابنائها وقضاء جبيل، خلال احتفال اقيم في دارة مرتينوس في قرطبا، حضره الرئيس ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء، النائب سيمون ابي رميا، منسق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من اذار الدكتور فارس سعيد، النائبة السابقة نهاد سعيد، قائمقام جبيل بالانابة نجوى سويدان فرح ممثلة محافظ جبل لبنان امين عام مجلس الوزراء المهندس فؤاد فليفل، قائمقام البترون بالانابة روجيه طوبيا، رئيس اتحاد بلديات البترون طنوس الفغالي، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، آمر مفرزة جونية القضائية المقدم طوني متى، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، الاب الياس العنداري ممثلا الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة، المونسنيور يوسف السخن، رئيس اقليم جبيل الكتائبي المهندس روكز زغيب ، رئيس مكتب القوات اللبنانية في قرطبا هادي مرهج ، الامين العام الاسبق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان الحواط، رئيس دير مار سركيس وباخوس الاب بطرس زيادة والخوري شربل شليطا وعدد من روساء البلديات والمخاتير وحشد من الفاعليات والمدعويين.

وهبة

بداية النشيد الوطني ثم عرض فيلم عن سيرة ومراحل حياة المكرم. القى بعده وهبة كلمة شكر فيها رئيس الاتحاد على هذا التكريم والرئيس سليمان على ما قدمه لبلدة ميفوق ولشخصه. وقال: "لقد حاولت ان اكون رجلا صالحا وحققت بعضا من احلامي بفضل سيدة ايليج والخيريين من الاصدقاء، لكن بلدتي ما زالت تحتاج الكثير. فمشكلة التملك لم تنجز بعد، ومشاريع اسكانية للشباب لم تبدأ بعد، والمنتجعات السياحية لم تبن بعد، والمياه لم تصل الى كل منزل ولا صناعات خفيفة لاشغال اليد العاملة، ومعبد سيدة ايليج لم يدرج بعد في مصاف المزارات العالمية". واضاف: انا ابن الثمانين عاما ونيف ما زلت احلم، نعم احلم، فالاحلام ليست للشباب فقط، اني احلم بتحقيق هذه المشاريع واتخيل بلدتي تضج عمرانا ومعبد سيدة ايليج يستقطب الزوار من كل اصقاع الدنيا الى ارض القداسة والشهادة بلدتي الحبيبة ميفوق القطارة، وهذا البرنامج عنوان لاحلامي ووصيتي التي اتركها بيد من سيتولى المسؤولية من بعدي".

مرتينوس

والقى مرتينوس كلمة تحدث فيها عن العلاقة التي تربطه بالمكرم، واصفا اياه ب"الرجل الاستثنائي"، معددا بعضا من الصفات التي يتمتع بها، وقال: "هذا الرجل يتمتع بموهبة حب الناس واحترامهم له. جمع بين اليسار واليمين، بين 8 و 14 آذار، ووحد التناقضات حول شخصه رغم ان مواقفه العامة واضحة ومعروفة". اضاف: "عرفته في الإتحاد رجلا نشيطا دؤوبا مواظبا جديا، ما قال نعم إلا ونفذها، حمل هموم بلدته وبلديته، كنا نعجز ان نرفض له طلبا لأنه يعرف كيف يدافع عن قضاياه وكيف ومتى يطرح مطالبه بأسلوب لبق مهذب ومقنع. عرفته يحمل هما كبيرا هو حل مشكلة التملك في بلدته، كان يقول ان المدخل الى عصر النهضة العمرانية في بلدتي ميفوق هو عندما يتملك الشباب أرضا، وكان يحضر مشاريع لإطلاق حركة عمرانية واسعة أطلب من الله أن يعطيه طول العمر ودوام الصحة لتنفيذها. عرفته رجلا صاحب مشروع ورؤيا يسعى الى خلق وظيفة اقتصادية جديدة لبلدته التي كانت تعتمد على الزراعة فأراد تحويلها الى بلدة سياحية، أنجز الكثير من الأعمال في الداخل وسعى الى انجاز أعمال ضرورية لإنجاز مشروعه، فتجاوب معه فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان من خلال تنفيذ أتوتستراد عمشيت - ميفوق- ترتج ومن خلال بناء مستشفى حكومي في بلدة ميفوق. عرفته رجلا مؤمنا متعبدا لسيدة ايليج ومارس ايمانه قولاً وفعلاً. فكان لطالب العلم مساعدا وللحزين معزيا وللمريض مؤنسا وللمحتاج عضدا ولعائلته وبلدته محبا وعاشقا". وتطرق مرتينوس الى أزمة النفايات "التي تحولت الى أزمة وطنية حقيقية بين الشعب والسلطة"، داعيا الحكومة وقادة البلاد الى "الإسراع في حل هذه المعضلة التي راحت تتوسع وتتوسع لتصيب النظام السياسي في الصميم"، وقال: "إننا في مجلس إتحاد بلديات قضاء جبيل اتخذنا قرارا بالإجماع برفض أي نفايات من خارج المنطقة الى مكب حبالين أو غيره، وتضامن معنا، مشكورين، نواب المنطقة وفاعلياتها والجمعيات البيئية والأهلية. وهذا موقف بلدي وشعبي ورسمي لا رجوع عنه اطلاقا". واضاف: "ان اتحاد بلديات قضاء جبيل أخذ على عاتقه مسؤولية رفع الضرر عن المحيط السكاني والإيكولوجي عن طريق المعالجات والمشاريع التي ما تأخر يوما عن تأديتها كلها. وهو يتحمل وحده هذا العبء عن جميع قرى وبلدات القضاء، علما انها ليست من صلب صلاحياته كما نص قانون الإتحاد. من هنا عمل الإتحاد على فتح أبواب مكب حبالين أمام جميع بلديات القضاء، وكذلك البلدات والقرى التي ليس فيها بلديات بنقل نفاياتها الى المكب دون استيفاء أي رسوم أو تكاليف". وقال: "يمكننا القول أن قضاء جبيل قد يكون من أنظف الأقضية في لبنان بفضل اهتمام المجالس البلدية في كل القضاء، وبفضل لجان تطوعية في بعض القرى للإشراف على عملية نقل النفايات المنزلية وغيرها الى المكب المذكور"، مشيرا الى ان "كل ما يحتاجه المكب من موظفين وحراس وعمل آليات وجرافات ومصاريف الكهرباء والمياه وغيرها هي على عاتق اتحاد بلديات قضاء جبيل. ولا يقتطع الإتحاد أي رسوم تستحق له على البلديات المنتسبة اليه، أو يفرض رسوما على شاحنات النفايات للبلديات غير المنتسبة اليه، وذلك من أجل دعم بلديات القضاء في العملية الإنمائية الجبيلية وليبقى هذا القضاء خارج دائرة التلوث البيئي حفاظا على ما يتمتع به من ثروات حرجية ومياه وجمالات طبيعية تستحق منا كل عناية ورعاية وحماية". وختم كلامه متوجها الى الرئيس سليمان بالقول: "لن ننسى، ونحن نكرر ترحيبنا بكم ما حققتموه لمنطقة قضاء جبيل من نهضة انمائية، عمرانية، مائية، تربوية، جامعية، رياضية، سياحية وغيرها وغيرها بدأت تظهر نتائجها في المدن والبلدات والقرى الجبيلية ازدهارا وعمرانا وبحبوحة، ناهيك عن مواقفك الوطنية الشجاعة وقيادة البلاد في أحلك الظروف بحكمتك، وبصيرتك وخبرتك في لعبة الأمم، وتكللت كلها بالإعلان الشهير الذي بات وثيقة وطنية ودولية عنيت به "اعلان بعبدا ".

سليمان

وفي الختام، القى الرئيس سليمان كلمة قال فيها: "من يحافظ على حقوق المسيحيين ومن يبني عائلة صالحة للوطن ومن يدعم سيدة ايليج هم امثال المكرم. اذكر انني خلال وضعي حجر الاساس لمستشفى ميفوق الحكومي بعد ان غادرت القصر الجمهوري واصبحت رئيسا سابقا للجمهورية كان هناك كلام عن خطر يهدد المسيحيين وانه لولا احدهم لكانت داعش وصلت الى جونية واقامت حاجزا فيها، قلت يومها، برعاية سيدة ايليج لا يمكن ولا تستطيع داعش الوصول الى جونية، لان الجيش اللبناني والمسيحيين وسيدة ايليج هم الذين يحمون هذه المنطقة، والتاريخ شاهد على ذلك". وشكر سليمان رئيس الاتحاد على هذا التكريم "لرجل بذل جهودا كبيرة لاحياء بلدته وقضاء جبيل الذي ينتمي اليه"، متحدثا عن كل ما قدمه ويقدمه من "مساعدات وخدمات للوطن وللانسان فيه ولمنطقته". وأشار الى "ان العديد من رؤساء البلديات وصلوا الى ما وصلوا اليه بسبب نظافة كفهم وثقة الناخبين بهم". وقال: "بلاد جبيل انبتت شجعانا امثال النائبة السابقة نهاد سعيد التي احترمها كثيرا، واحترم الخط السياسي التي تنتمي اليه، وايضا نجلها الدكتور فارس الذي هو شجاع وفي بعض الاحيان اكثر من اللزوم، وكذلك القاضي صقر صقر الذي لا احد يعرف انه "مفتاح المشكل" بيني وبين ميشال سماحة الذي كان مندوبا للرئيس الاسد في سوريا، والذي طلب مني قبل توقيفه باقالة القاضي صقر من النيابة العامة العسكرية بناء لطلب سوري حسب قوله. وبعد توقيف سماحة طرح تشكيل النواب العامين جميعا فوافقت باستثناء صقر صقر ليس لانه ابن قضاء جبيل بل لانه رجل شجاع. وغدا كلنا مدعوون للمشاركة في تكريم رجل من رجالات بلاد جبيل العميد ريمون اده بازاحة الستارة عن تمثال في المدينة".

ودعا الرئيس سليمان وزراء ونواب المنطقة وكل الفاعليات السياسية فيها الى "المساهمة في تنمية هذه المنطقة من دون حساسيات شخصية والعمل على استكمال المشاريع الانمائية والحيوية فيها التي كانت وضعت الدراسات وخصصت الاموال اللازمة لها يوم كنت في سدة الرئاسة، ومنها: استكمال تنفيذ اوتوستراد قرطبا، ومشروع سد جنة ومستشفى ميفوق الحكومي والجامعة اللبنانية في بلدة اده واتوستراد جونية جبيل التي عملت عليه رئاسة الجمهورية وفاعليات كسروان لتذليل كل الصعوبات بعد تأمين قرض فرنسي بقيمة 80 مليون يورو لتوسيعه وتنفيذه وهذا المشروع موجود في المجلس النيابي منذ سنتين ويحتاج للموافقة على القرض السكني لانه موضوع حيوي ولكن المشكلة كانت دائما بتعطيل الامور في مجلس النواب ومجلس الوزراء". وطالب الرئيس سليمان رئيس الاتحاد بتشكيل مجلس امناء لجمع مبلغ 350 الف دولار لبناء طابق ثالث في مبنى جامعة الـ CNAM في نهر ابراهيم التي لم تعد تستوعب الطلاب". وأعلن رفضه استقبال مكب حبالين لنفايات من خارج المنطقة، لافتا الى "ضرورة ان تعالج كل بلدية من خارج قضاء جبيل امورها وايجاد الحلول لمشاكل النفايات فيها". وتطرق الرئيس سليمان في كلمته الى موضوع الحراك المدني، فقال: "لا احد يعارض ما يطالب به الشباب لجهة الفساد، وانا اتمنى ان تعلن اسماء جميع الفاسدين وان يحاسبوا. فمنذ ان كنت قائدا للجيش ومن ثم رئيسا للجمهورية، اعرف اكثر من غيري الفاسدين في هذا البلد لان ملفاتهم كانت عندي"، آملا ان يتوقف الفساد ان لم نستطيع محاسبتهم، ولكن اتمنى على الشباب عدم الانحراف في اتجاهات تخريبيه او تحريضية". وعن الحوار، قال: "الحوار ليس جديدا في لبنان، وليس المهم الحوار بل الاهم ان يطبق ما اتفق عليه في الحوارات السابقة، وأوله انتخاب رئيس للجمهورية فعلى النواب ان يتفقوا بالنزول الى المجلس النيابي لا ان يتفق عدد منهم على اختيار الرئيس، فهذه ليست عملية ديموقراطية. والذي يقول ان المجلس النيابي غير شرعي مخطئ، فالمجلس شرعي اولا لانه سيد نفسه وثانيا هو من مدد الولاية وفقا للدستور وهذا حق له لكن المجلس النيابي غير ديموقراطي لان التمديد لنفسه لم يكن بارادة الشعب، لذلك يجب انتخاب الرئيس وهو الذي يسهر على متابعة الحوار لوضع قانون للانتخابات النيابية وهذا القانون متفق عليه وموجود في المجلس النيابي على اساس النسبية، كذلك اللامركزية الادارية اضافة الى موضوع تشكيل هيئة الغاء الطائفية السياسية فلا مشكلة في ذلك لان هناك قناعة كبيرة اليوم عند المسلمين من ان المناصفة يجب ان تبقى قائمة والمشاركون في مجلس الحوار، الذي عقد في قصر بعبدا في 5 ايار 2014 قبل نهاية ولايتي، اقروا ان لا خروج بأي شكل من الاشكال عن المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في الدولة اللبنانية، فهذه المواضيع مهيأة لانتخاب رئيس للجمهورية ومعاودة العمل بذهنية جيدة ومخلصة". وختم مجددا الدعوة للرهبانية اللبنانية المارونية "لتحرير اراضي بلدة ميفوق واعطائها لابناء البلدة وفقا للخطة المرسومة من اجل مساعدة المسيحيين، لان مساعدتهم لا تكون بالوهم بالعمل"، آملا "الانتهاء سريعا من هذه القضية". وفي الختام تم تبادل الدروع التذكارية.

 

العربي الجديد : حزب الله يدعم حوار بري ويحمّل "14آذار" مسؤولية الفساد

الإثنين 07 أيلول 2015/عبّر وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن (يمثل حزب الله) عن أمله في أن "يصل الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى نتائج من خلال النقاش المثمر الذي يمكن أن يحصل بين مكونات الحوار لمعالجة عناصر وظواهر الأزمة السياسية في البلد، وعلى رأسها تكريس الشراكة بالمبدأ والتطبيق ومعالجة الملفات الناتجة من الإخلال بهذه الشراكة، وصولاً إلى تفعيل العمل الحكومي والنيابي، واللذين عطلا بسبب الأزمات والنزاعات السياسية وصولاً إلى معالجة قضايا الناس التي تفاقمت وتعاظمت وأدت إلى احتجاجات شعبية". وقال خلال احتفال تأبيني في الهرمل شرقي لبنان إن "الاحتجاجات الشعبية، بغض النظر عن النقاش حولها بالشكل والمضمون، تستند إلى إخفاقات عند الدولة بجميع مكوناتها في معالجة هذه الأزمات، ولا يمكن لأحد أن ينكر أصل هذه الاحتجاجات المحقة". وأضاف الحاج حسن أن حزب الله "بالتأكيد إننا كنا وما زلنا وسنبقى بجانب مطالب الناس بوجه الفساد الذي أضر باللبنانيين جميعا، خصوصاً في المناطق المحرومة".

بدوره، قدر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش (حزب الله)، خلال احتفال لحزب الله بمناسبة مرور أسبوع على مقتل أحد مقاتليه في سورية، "دعوة الرئيس نبيه بري إلى الحوار، لأن البلد يمر في أزمة سياسية كبيرة". وعبر عن حرصه "على إعادة الحياة إلى المؤسسات، لأن معالجة ما يشكو منه الناس بحاجة إلى تفعيلها".

ورأى فنيش أن "التغيير الجذري غير متاح رغم أنه أمر مهم جداً والحوار هو الحل الوحيد لأن لبنان محكوم بضرورة التوافق والشراكة، والإخلال بهذين المبدأين يولد مشاكل سياسية وحياتية". واعتبر أن التيار الوطني الحر أثبت في التظاهرة الأخيرة من "خلال الحشد الشعبي، أنه لا يزال يمثل التأييد الكبير لما يطرحه الجنرال عون، ولا يزال يتمتع برصيد شعبي لا يقارن بما يحوزه الآخرون، وبالتالي من حقه أن تكون لديه مطالب سياسية".

وأضاف فنيش أنه "كما أيدنا ودعمنا المطالب الحياتية للمتظاهرين لإيجاد العلاج المناسب لمشاكل الناس، فإننا ندعم حق "الوطني الحر" بأن يحظى بالتمثيل الذي يتلاءم مع حجمه الشعبي، ومن هنا كان دعمنا لعون في ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، ودعمنا لمطالبته في أن يكون شريكاً فعلياً في الحكومة". ولفت إلى أن السياسات الخاطئة والعقلية النفعية التي "يمارسها بعض من يتصدى للشأن العام، أوصلت البلد إلى أزمة سياسية خانقة تعطل المؤسسات، لذلك سنعارض هذه السياسات، سواء من موقعنا في المقاومة أو من موقعنا التمثيلي لها، ومن يريد أن يراجع الموقف ليحاسب فليراجع مواقفنا، ونحن نقبل المساءلة والمحاسبة، ولسنا خارجهما، وتعميم الاتهام على الجميع يخرج أي حراك عن موضوعيته ونزاهته ويغطي الفاسدين".

أما عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" (كتلة حزب الله) النائب علي فياض فرأى أن "حزب الله هو أكثر الأحزاب اللبنانية جهوزية للإصلاح السياسي ومحاربة الفساد، أكان هذا الإصلاح محدوداً أم جذرياً، لأنه ليست لديه مصالح خاصة أو فئوية داخل بنية النظام، بل هو في أغلب الأحيان كان ضحية أمام الفساد المستشري، وكانت التوازنات المذهبية والطائفية التي يقوم عليها النظام تجوف إنجازات المقاومة وتعطل مفاعيلها".

من جهته، حمّل نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق فريق 14 آذار مسؤولية الفساد في لبنان، إذ قال إن "قوى 14 آذار بالغت في الخطيئة واستفزاز الناس حتى تفاقمت الأزمات المعيشية وبلغ الفساد في لبنان أرقاماً قياسية على المستوى العالمي، وأتت أزمة النفايات لتكون القشة التي تقسم الظهر"، مشدداً على أن "من حق الناس أن تصرخ وجعاً وغضباً في وجه الفريق الممسك بالسلطة، وفي وجه المتورطين بالفساد الذين تسببوا بأزمة الديون والكهرباء والمياه والنفايات وبتسميم وتوتير الأجواء السياسية في البلد".

 

بري يفتتح الحوار الأربعاء بعد اكتمال التحضيـرات وكرسي القوات شاغرة والقفز فوق المتعثر للاستمرار

المركزية- يفتتح رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الحادية عشرة قبل ظهر بعد غد الأربعاء وفي احدى القاعات الكبرى للمجلس، الجلسة الأولى من الحوار الذي دعا اليه رؤساء الكتل النيابية بمشاركة رئيس الحكومة تمام سلام والوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون. وذلك بعد اكتمال التحضيرات والاستعدادات اللوجستية والتقنية والادارية خصوصاً وان القاعة والطاولة نفسها التي استضافت المتحاورين في العام 2006 ستستضيف حوار الأربعاء في التاسع من الجاري. والمسلم به بعد تسليم موفدي بري الدعوات الى اصحابها من رؤساء الكتل ان جميع المدعوين استجمعوا ملفاتهم ومشكلاتهم لطرحها على الطاولة المستديرة في المجلس النيابي التي سيفتتحها بري والى جانبه الرئيس سلام ويحيط بهما رؤساء الكتل تدرجاً من الكتلة الأكبر الى الأصغر على ان يباشر الحضور بعد الكلمة المقتضبة لبري حول دوافع الدعوة وأهمية انعقادها في هذه الظروف الاقليمية والدولية التي تفترض من اللبنانيين ملاقاتها في الاتفاق على جدولة البنود السبعة وأولويتها ومواقيت انعقاد الجلسات سواء لجهة عقد جلسة او اثنتين او اكثر في الاسبوع ام ترك الأمور لخواتيمها. وانه باستثناء القوات اللبنانية التي اعلنت عدم مشاركتها في هذا الحوار لقناعة منها بعدم إمكانية وصوله الى اي نتيجة ايجابية واعتباره "مضيعة للوقت" فقد جهزت الطاولة بـ16 كرسياً امامياً و16 أخرى خلفية لتتسع لممثلي الكتل الذين سيحضر منهم: كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة ومعه النائب احمد فتفت – كتلة التنمية والتحرير الرئيس بري ومعاونه السياسي الوزير علي حسن خليل – كتلة حزب الكتائب اللبنانية رئيس الحزب النائب سامي الجميل ومعه رئيس الكتلة النائب ايلي ماروني – كتلة الوفاء للمقاومة رئيسها النائب محمد رعد والوزير محمد فنيش – كتلة التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ومعه رئيس التيار الوزير جبران باسيل – كتلة اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب وليد جنبلاط ومعه النائب مروان حماده – كتلة وحدة الجبل الأمير طلال ارسلان ومعه النائب بلال فرحات – كتلة لبنان الحر الموحد النائب سليمان فرنجية ومعه سليم كرم – كتلة نواب الاشرفية الوزير ميشال فرعون ومعه سيرج طورسركيسيان – كتلة النائب ميشال المر ومعه نائلة تويني – كتلة حزب الطاشناق برئاسة النائب هاغوب بقرادونيان ومعه الوزير ارثيور نظاريان – كتلة الحزب القومي السوري الاجتماعي برئاسة النائب اسعد حردان وعضوية مروان فارس – كتلة حزب البعث برئاسة النائب عاصم قانصوه ومعه النائب قاسم هاشم – المستقلون الوزير بطرس حرب، النائب روبير فاضل. أما كرسي القوات اللبنانية ستترك شاغرة. أما البند الاول على الطاولة فكما هو معلوم انتخاب رئيس الجمهورية، في حين ان المشاركين يتطلعون الى اعادة جدولة للبنود التي طرحها رئيس المجلس وسيكون ذلك على ما تقول المصادر النيابية موضع بحث اذ لا شيء منزلاً، لا بل كل الأمور مطروحة على بساط البحث وقابلة للتفاهم وانه حتى اذا تعثر الاتفاق على أحد البنود انتقل البحث الى آخر على ما أكد صاحب الدعوة نفسه.

 

سكان تلال عين سعادة يدفعون ثمن الازمة من جيوبهم وبلدية رومية تغرّمهم لرمي النفايات في نطاقها الجغرافي

المركزية- فوجئ سكان منطقة تلال عين سعادة المحاذية لسجن رومية المركزي بلافتات وضعتها بلدية روميه على اعمدة الكهرباء وجدران المحال تتضمن لائحة بارقام سيارات عدد من ابناء المحلة فرضت عليها غرامات مالية قدرها 75 الف ليرة لبنانية لرميهم اكياس نفايات في مكب يقع على طريق عام روميه بعدما وضعت عليه لافتة "ممنوع رمي النفايات"، علما ان شركة سوكلين ومع بداية الازمة، عمدت الى سحب كل المكبات من منطقتهم بحيث لم يعد من مكان لرمي نفاياتهم في نطاقهم الجغرافي وصولا الى العاصمة، كما ان بلدية عين سعادة تقاعست عن الاضطلاع بمهامها ازاء الازمة. فهل ان سكان المنطقة الذين يدفعون منذ اكثر من عام ضريبة الاجراءات الامنية في محيط السجن جراء اقفال الطريق المؤدية الى منطقة رومية والجوار، حيث تقع معظم المدارس التي يرتادها ابناؤهم ما يضطرهم يوميا الى سلوك طريق رومية نزولا الى نهر الموت ثم صعودا نحو اوتوستراد المتن السريع – بعبدات برمانا للوصول عبرها الى المدارس التي لا تبعد أكثر من نحو كيلومتر واحد عن منازلهم، سيدفعون مجددا، ومن جيوبهم الخاصة ضريبة ازمة النفايات التي تعجز الحكومة منذ اكثر من شهر عن ارساء حلول لها وهي ازمة تتهدد مصير الوطن برمته عبر حراك الشارع الاحتجاجي، ويسددون فاتورة الاهمال والعجز الرسمي والنكايات البلدية ؟ واين وزارة الداخلية من هذه الاجراءات؟

 

ماروني: لن نتخلى عن الرئاسة بندا أول ومنطقي أن يمثلنا سامي الجميل في الحوار

المركزية- بعد أسبوع على اطلاقها، واجهت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية أول ردة فعل "سلبية" إزاءها من رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع الذي رأى فيها "مضيعة للوقت"، معلنا مقاطعة جلسات الحوار. وتوازيا، ترددت معلومات عن امكان انسحاب مكونات مسيحية أخرى ما لم تكن الانتخابات الرئاسية البند الاول على جدول أعمال الطاولة بنسخة الـ 2015، وهو امر، إذا ما صح، فانه يهدد بالاطاحة بالحوار برمته في ضوء اعلان الرئيس بري أنه لن يعقد الحوار إذا قاطعه مكون آخر غير القوات.

وقبل 48 ساعة من حوار ساحة النجمة الموعود، لفت رئيس كتلة الكتائب النيابية النائب ايلي ماروني لـ"المركزية" أننا "وافقنا على مبدأ الحوار لأن البديل منه هو التقاتل والساحات، لأن اللغة السائدة اليوم هي لغة التجمع والتظاهر والساحات. لكننا لم نبن آمالا على حوار كهذا، لأن التجارب السابقة لم تكن مشجعة نظرا إلى أن أيا من أفرقاء 8 آذار تقريبا لم يلتزم بما اتفق عليه حول الطاولة. لكننا نسأل ما هو البديل؟"، مشددا على أن "كل نتيجة تصدر عن الحوار أفضل من عدم الحوار. ومن هنا، قلنا أننا مع الحوار المبدئي إذا كانت الانتخابات الرئاسية البند الأول". وشددعلى أننا "لن نترك بند رئاسة الجمهورية ولن نتخلى عن مطالبتنا بأن يكون البند الأول ، فهوالموضوع الرئيس الذي يحل كل الاشكاليات وبعد ذلك، يبنى على الشيء مقتضاه"، مؤكدا ان "الحل يبدأ بانتخاب الرئيس، بعدها تشكل حكومة ويوضع قانون انتخاب ثم تجري الانتخابات النيابية. وعن العلاقة القواتية- الكتائبية في ضوء تمايز موقفهما من الحوار، ذكر ماروني أن الرئيس أمين الجميل كان يشارك دائما في حوار قصر بعبدا والقوات تقاطع وبقيت العلاقة معها. فهي مبنية على التاريخ والشهداء والقضية والمبادىء والثوابت. لكن تكتيكيا، هم حزب ونحن حزب آخر، لهم حرية اتخاذ القرار ولنا حرية اتخاذ القرار أيضا، وبعض التفاصيل لن تفسد للود قضية:. وفي ما يتعلق بالتمثيل الكتائبي إلى طاولة الحوار، اشار ماروني إلى أن "عندما يحضر النائب وليد جنبلاط والرئيس السنيورة شخصيا، يكون تمثيلنا على مستوى رئيس الحزب شخصيا أي النائب سامي الجميل، فهو قادر على اتخاذ القرار مباشرة"، لافتا إلى أننا "سنبحث هذا الأمر في المكتب السياسي، لكن هذا هو منطق الأمور"

 

منسـىّ: لا اجتماع هـذا الاسبوع افسـاحاً لالتئام الحـوار/القمة الروحية الشـاملة فـي بكركي "تعثّـرت ولـم تُلـغ/عودة دريان ولقاء الراعي وشيخ العقل يُسرّعان المساعي؟

المركزية- تأجيل القمة الروحية المسيحية-الاسلامية التي كانت مقررة الاثنين الفائت بسبب اعتذار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان عن عدم الحضور "لأسباب صحية"، والاستعاضة عنها بقمة روحية مسيحية – مسيحية، لا يعني ان الصرح البطريركي لن يجمع مجدداً تحت سقفه رؤساء الطوائف لقرع جرس الانذار الى ما آلت اليه الاوضاع في لبنان ووضع النقاط على الحروف للخروج من الازمات التي يتخبّط بها الوطن. فبين عودة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان من اثنيا بعد ان شارك في لقاء حواري وهو الذي ابدى "اصلاً" تجاوبه مع الدعوة اليها، وجولة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في 11 الجاري على قرى الشحّار الغربي ولقائه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في البنيه، هل ستُحرّك عجلة "المساعي" من جديد لجمع القادة الروحيين؟ ام ان طاولة الحوار التي ستلتئم في 9 الجاري ستُغني عن القمة باعتبار ان اصحاب الشأن سيبحثون في حلّ الازمة وعلى راسها استحقاق رئاسة الجمهورية؟

منسى: عضو لجنة الحوار الاسلامي- المسيحي كميل منسى اكد لـ"المركزية" ان "المساعي مازالت قائمة لعقد القمة الروحية في بكركي وتحديد موعدها، وهناك "اجماع" من قبل القيادات الروحية كافة على اهميتها. واستبعد "انعقادها هذا الاسبوع افساحاً في المجال لالتئام طاولة الحوار بعد غد الاربعاء"، مرجّحاً "ان تعقد الاسبوع المقبل"، ولافتاً الى ان "كل القيادات الروحية ابدت تجاوباً حتى قبل ان يطرأ "طارئ" الاسبوع الماضي ما استدعى تأجيلها". واوضح منسى رداً على سؤال ان "البيان الذي سيصدر بعد القمة الروحية المسيحية-الاسلامية سيتضمّن المواضيع نفسها التي وردت في بيان القمة الروحية المسيحية-المسيحية الاسبوع الماضي اضافة الى موضوع طاولة الحوار واستمرار التحرّكات الشعبية في الشارع".

 

العسكرية حكمت بحبس نجل الشهّال سنتين شقيق شادي المولوي مستجوَباً: غرّه الإعلام

النهار/8 أيلول 2015/ما إن بدأ رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم باستجواب المتهم الفلسطيني فريد عوني حمد المتهم مع ثلاثة متهمين فلسطينيين فارين بـ"نقل واخفاء الارهابي شادي المولوي" من طرابلس الى مخيم عين الحلوة، حتى هوى حمد أرضاً مغمياً عليه بعدما واجهه رئيس المحكمة بقرص مدمج يظهر فيه حمد والى جانبه المولوي في المقعد الخلفي في السيارة التي جرى تهريبه فيها. وأرجئت الجلسة الى 12 تشرين الاول المقبل بناء على طلب وكيلته المحامية عليا شلحة. وكان العميد ابرهيم عرض في حضور مفوض الحكومة المعاون القاضي هاني حلمي الحجار على الموقوف رسماً للمولوي تعرف اليه، مضيفاً انه سبق للأمن العام ان تعرف أمامه الى الصورة اياها، ثم تناول القرص المدمج وأخبره عن مضمونه. ورد حمد توقيفه على حاجز متفرّع بعيداً من الحاجز الرئيسي الى هربه من الزحمة. واعترف بنقل المولوي ليلاً من طرابلس الى مخيم عين الحلوة لقاء مئة دولار بعدما أقل صباح اليوم نفسه شخصين بطلب من المتهم الفار فادي زيدان. ورافقته زوجته. وواكبت سيرة شادي المولوي ملفاً آخر، هذه المرة على لسان شقيقه الموقوف نزار المولوي الذي افاد في حضور وكيله فواز زكريا انه سلًم نفسه طوعا عندما علم بأنه مطلوب. وأقر بمشاركته في التظاهرات سلمياً "بطلب من المشايخ ليدخل الجيش جبل محسن أسوة بالتبانة" واطلاقه النار ابتهاجا عندما كان يطل زعيم على الشاشة. وطلب رئيس المحكمة من المتهم ان يخبره عن شقيقه، فقال المتهم ان شادي فار وموجود في سوريا او في مخيم عين الحلوة. وأضاف: "انا غير موافق على تصرفه. غرّه الاعلام. وأسرتنا تضمه وشقيقتي فحسب. وكان يرافق (قائد مجموعة في طرابلس المتوفي اسامة منصور) عقليته سوداء وقاتل في احداث طرابلس وضد الجيش"، نافياً التواصل معه من مقره في السجن عبر "الواتساب" أو هاتفياً. وذكر انه كان في مؤخرة التظاهرة التي حصل فيها اطلاق نار ومعه مسدس، فيما شقيقه شادي في مقدمها. وأضاف نزار(32 عاماً): "هذه المرة الاولى التي أدخل فيها السجن، فيما شقيقي مطلوب منذ خمسة اعوام. وانا لا اتدخل في اموره"، مشيراً الى انه يتقاضى 500 الف ليرة من السوريين في مقابل اهتمامه بتعليق صورهم واطلاق النار "عندما يتكلم عبر التلفزيون وفي الانتخابات"، متسائلاً: "اين المشكلة في ذلك؟ هيك ماشي البلد".

المؤبد لشادي المولوي

كما استجوب امير منصور شقيق اسامة منصور على مسمع وكيله المحامي صالح المقدم عن اسامة الشاب الذي عاش حياته ثم دخل الى الجيش وتردد احيانا الى المساجد وعمل بدوامين بعد خروجه من السلك. وحصلت احداث طرابلس وقاتل فيها مع مجموعة من الشباب جمعهم حوله. أحب الشهرة، وقصد سوريا وعاد "متغيراً وطلب تطبيق الشريعة. كان حالة شعبية. ورافق شادي المولوي وعلّق علم جبهة "النصرة"، مرجحاً علاقته أيضاً بتنظيم"داعش"، وقيل ان مجموعته مسيسة فقاطعته، ولا يمون أحد عليه حتى الوالد. استقل عنا منذ زمن. كانت عقليته عجيبة غريبة. شارك في المعارك ضد الجيش، هو انتحر في اختياره هذه الطريق". وبعد المرافعات قضى الحكم بحبس شادي المولوي غيابياً بالمؤبد وشقيقه نزار سنتين، وامير منصور ثلاث سنوات، وسنة لكل من خوجة وابرهيم.كما قضت في حكم مستقل بحبس جعفر داعي الاسلام الشهال سنتين أشغالاً شاقة بتهمة الانخراط في تنظيمي "داعش" و"النصرة" و"الجيش السوري الحر" وتقديم الدعم اللوجستي إليها.

 

وكيلة فضل شاكر حضرت عن موكلها أمام العسكرية

النهار/8 أيلول 2015/عاد اسم فضل شاكر الى الواجهة امام المحكمة العسكرية الدائمة من خلال ملف ملاحق فيه يتصل بمقابلة صحافية أجراها في مخيم عين الحلوة عام 2014 نشرتها جريدة "القدس العربي" أدلى فيها بأقوال تهدف الى تعكير صلات لبنان بدولة عربية وإثارة النعرات والمس بالمؤسسة العسكرية. ففي مقتبل الجلسة قرر رئيس المحكمة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم ابلاغ شاكر لصقاً لكون المحاكمة غيابية في حقه، في حين بادر ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي هاني حلمي الحجار وكيلته المحامية مي الخنسا بالسؤال: "هل ينوي تسليم نفسه ام ينتظر مضي موجة الحر؟". فأجابته الخنسا: "ان شاء الله قريبا. هو كان ينوي تسليم نفسه في آذار الماضي إلا ان أموراً حصلت"، ثم حاولت إبراز مذكرة دفوع شكلية بعدم صلاحية المحكمة العسكرية للنظر في الملف، معتبرة انه من صلاحية محكمة المطبوعات، وأوضحت أن موكلها نشر تكذيباً لما نشر نقلاً عنه. فأجابها رئيس المحكمة: "هناك دعوى أخرى يحاكم بها أمام المحكمة (ملف أحداث عبرا والذي سيحاكم فيه الشيخ أحمد الاسير في الجلسة المقررة في 15 ايلول الجاري). والدعوى الراهنة جزء منها. ويجب ان يبلغ لصقا اولاً"، وطلب تقديم المذكرة في قلم المحكمة لأن المتهم يحاكم غيابيا. وعقبت الخنسا بأن موكلها "لم يبلغ بأي شيء"، وأرجئت الجلسة الى 21 شباط المقبل. وفسّرت اوساط مراقبة حضور الخنسا في غياب شاكر الذي لا يزال في منزله في محلة تعمير عين الحلوة بأنه عملية جس نبض قد تكون تمهيدية لتسليم شاكر نفسه، والذي لا يبدو قريباً جداً. وطالبت الخنسا في خلاصة مذكرتها باسترداد مذكرتي إلقاء القبض والتوقيف الصادرتين عن القضاء العسكري في حق موكلها.

 

كرم: اذا قرروا انتخاب الرئيس سندعمهم ولا خلاف مع بري على جدول أعمال الحوار

المركزية- في خرق لأجواء الترحيب بالمبادرة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري الأحد الفائت، أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع مقاطعة الحوار الا إذا حصر جدول الأعمال بالاستحقاق الرئاسي، وشارك حزب الله في جلسات انتخاب الرئيس. غير أن هذا الموقف أثار استغراب الرئيس بري اذ كيف تقاطع القوات حوارا يناقش الرئاسة وهي كانت مطلبها الأساسي". "المركزية" سألت عضو كتلة القوات النائب فادي كرم عن موقف بري، فأوضح أن "لا خلاف لدينا مع الرئيس بري على نيته وعلى وجدول أعمال الحوار لكن مشكلتنا تكمن في جدية بعض الأطراف وخصوصا حزب الله على صعيد مقاربة الملفات على طاولة الحوار، لان لدينا خيبة أمل من حوارات سابقة ولدينا خوف من "تطيير" ملف رئاسة الجمهورية للانتقال إلى ملفات أخرى، بما أن الحزب لم يقرر بعد لبننة الرئاسة. وبما اننا نعتبر أن الحل في لبنان لا يبدأ إلا بانتخاب الرئيس، ففضلنا عدم المشاركة في الحوار". وذكّر كرم أن" سبق أن صدر "اعلان بعبدا" في عهد الرئيس ميشال سليمان، دعمناه لأننا اعتبرناه جيدا ويعطي الدولة دورها. واليوم، اذا اتخذت طاولة الحوار في غيابنا قرار الذهاب الى انتخابات رئاسية، سندعم هذا القرار". وشدد على أن "البداية في رئاسة الحمهورية. ذلك أن لا دور لمجلس النواب الحالي سوى انتخاب الرئيس، ومنه يبدأ الحل، وكل ما يطرح غير ذلك يثير مشكلة دستورية خطيرة قد توقعنا في فراغات، مع أن الحل الجيد هو وجود رئيس الجمهورية وبعد ذلك، ننتقل إلى سائر الملفات". وختم مؤكدا "إذا كانت المشكلة في إقرار قانون انتخابي، فيمكننا اقراره في مجلس النواب من دون طاولة حوار ثم ننتخب رئيسا وتجري الحكومة الجديدة الانتخابات النيابية على أساس القانون الجديد".

 

أي حوار بغياب ومقاطعة جعجع وهو الذي يختار رئيس الجمهورية العتيد؟

القبس الكويتية/بعدما أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، الذي غاب عن الحكومة لأسباب مبدئية، عدم مشاركته في الحوار، إعتبرت بعض الأوساط السياسية أن جعجع الذي إستقبل بحفاوة لافتة جدا في الرياض منذ أسابيع، وبمثلها في الدوحة أمس الإثنين، يبدو وكأنه يتجه الى أن يتخذ خطاً بعيدا عن قوى “8 و14 اذار”، إذ قال السبت الفائت في كلمته في قداس شهداء المقاومة اللبنانية: “لن نقبل أن يتفق أشخاص من “8 و14 على تقاسم المغانم والمنافع”.وتنقل صحيفة “القبس” الكويتية عن قطب بارز مشارك في جلسة الحوار في مجلس النواب غدا الأربعاء تساؤله: “أي حوار بغياب جعجع، بل وبمقاطعته للحوار من أساسه، ما دام قد وضع عربياً في الموقع الذي يجعله يختار هو من يكون رئيس الجمهورية العتيد؟. وتضيف: “لن يكون العماد ميشال عون”.

 

افـــرام: نريد اماناً وليس بيانا و مؤتمر لمسيحيي الشرق في اثينا

المركزية- كشف رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام عن "مؤتمر يُعقد في 19 تشرين الثاني في العاصمة اليونانية اثينا محوره اوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط والارهاب الذي يعيث فيه قتلاً ودماراً وتهجيراً باسم الدين، يُشارك فيه رؤساء طوائف اسلامية ومسيحية من لبنان والدول العربية".وذكّر افرام عبر "المركزية" بالمؤتمر الدولي الذي يُعقد غداً في باريس ومحوره "حماية الاقليات الاثنية والدينية والعرقية المضطهدة في الشرق الاوسط"، واسف "لكثرة المؤتمرات التي تُعقد هذه الايام ومحورها مسيحيو الشرق في حين انها تبقى حبراً على ورق". وقال "نريد اماناً وليس بيانا، لا تنفع استنكارات ولا ندوات".

 

فياض: للرضـوخ لارادة الشـعب وانتخاب الأول مسـيحياً و محاربة الفساد تستدعي فضح المرتكبين لا تعميم الاتهامات"

المركزية- رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض "أننا نشعر بغياب الدولة التي أخفقت في معظم أدوارها ووظائفها، حيث أنها أخفقت في حماية المواطنين وتحرير الأرض على مدى سنوات طويلة، إلى أن جاءت معادلة الجيش والشعب والمقاومة فحققت ما حققته من نتائج باهرة، ثم إن هذه الدولة أخفقت أيضاً في تأمين مصالح المواطنين على النحو المطلوب في توفير فرص العمل والعيش الكريم والخدمات الصحية اللائقة والتعاطي بعدالة وتوفير المساواة في الحقوق والفرص بين المواطنين"، سائلاً "متى ستولد المعادلة الداخلية التي ستضع حداً لإخفاق الدولة في أدوارها وتوفير مصالح اللبنانين". واعتبر أن "ثمة أسبابا كثيرة في ترهل الدولة وعجز المؤسسات، ولكن العلة الأساس والكبرى طائفية النظام السياسي، فهذا الأصل والباقي نتائج وآثار، لأن الطائفية السياسية هي التي غذّت الفساد وحمته وأنتجت المحاصصة على حساب الكفاءة، وشرّعت الأبواب على المداخلات الخارجية، وسوّغت الاستقرار في الخارج والتبعية له، وعطّلت القوانين واستباحت الدستور"، لافتاً إلى أن "مستوى الترهّل والفساد والعجز في واقع الدولة بلغ حداً غير مسبوق، وهذا ما يفسر حالة الغليان والألم والغضب لدى الشارع". وشدد فياض على أن "مواجهة الفساد قضية وطنية يجب أن يلتقي حولها كل الشرفاء بمعزل عن اختلافاتهم الأيديولوجية والسياسية، ومعركة تتداخل مع مطلب الإصلاحات السياسية، كما أنها معركة طويلة يجب أن تتراكم فيها الانجازات، إلاّ أن ركيزتها أن يكون الشعب حاضراً لرفض الفساد وفضح الفاسدين بدل تعميم الاتهامات ورمي المسؤولية بعبثية ضد المسؤول والضحية، وضد المجرم والشريف، بما من شأنه أن يضيّع المسؤولية ويخفي المجرم الحقيقي". ورأى أن "ما يحتاجه البلد الرضوخ للإرادة الشعبية وأخذها كمعطى لا يمكن تجاوزه كما هو الحال في احترام الدستور والقوانين، إلاّ أن احترام هذه الإرادة لا يتم من غير تمثيل صحيح وحقيقي وفاعل يستدعي اعتماد النظام الانتخابي النسبي في تشكيل المجلس النيابي، ومراعاة الاتجاه الأكثر شعبية لدى المكون المسيحي في انتخابات الرئيس، كما أنه يستدعي العودة إلى سكة الانضباط القانوني في آلية عمل مجلس الوزراء وفتح أبواب المجلس النيابي الحالي أمام تشريع الضرورة دون ربطه بأي اشتراطات أخرى، فهذه خريطة الطريق التي من شأنها أن تكسر الحلقة الجهنمية للأزمة التي تخيّم على البلد".

 

الجسر: لم يعد بمقدورنا استخدام ترف البطء في القرار وعسى ان يُنقذ الحوار البلد واهله من الخـوف والقرف"

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر "ان البعض قد لا يكون متفائلا في نتائج اي حوار في ضوء السوابق، التي لم تترجم مقرراته عمليا على الأرض، لكن المخاطر المحدقة بالوطن، سواء من الداخل او من الخارج، تفترض ان تحمل اهل السياسة على إستدراك الأمر لإنقاذ الوضع من خلال الحوار المرتقب"، مشيراً الى ان "الحلّ في النهاية يكون في الإحتكام الى الدستور والقوانين والأنظمة". كلام الجسر جاء خلال رعايته "اليوم العلمي السنوي الخامس لاطباء الاسنان في "المستقبل" في فندق "كوالتي ان" في طرابلس، وقال "إن سرعة التقدم العلمي باتت تتطور مع الكتابة والنشر الى ما وصلت اليه من المكتبات الرقمية والإنترنت بما يضع الإنسان على عتبات المعرفة بسرعة الطرف. انه العلم اساس المعرفة، انه العلم اساس التقدم، انه العلم اساس الرخاء والصحة والوفرة، انه العلم وكفى. ولو حذا اهل الحكم حذوكم لتجنبنا الكثير من اخفاقاتنا، خصوصاً في الامور الحياتية التي اصبحت ضرورة. وما صورة النفايات التي طمرت كل الناس في بيروت الا صورة من اخفاقات القرار السياسي الذي لم يستند الى العلم وحده. انا لا اغمز من قناة احد وهذا لم ولن يكون نهجي في يوم من الايام، لكن هذا لا يعني بأن علينا الا نصدق القول لاهل الحكم ونجهر بما نعتقده صوابا. ومهما عندنا حسن النوايا فإننا لا نستطيع في احسن الاحوال ان نغفل عن ان البطء في اتخاذ القرار المناسب في مشكلة النفايات في الوقت المناسب خطأ بذاته، فالحكم هو التنبؤ"Gouverner C'est Prévoir". والاصل في كل شيء العمل المنهجي الذي يعطي الامر لاهله (من اهل العلم) الذين يضعون الحلول، وعلى اهل الحكم ان يختاروا من بين الحلول بما تسمح قدرات الوطن عليه وبما يحقق العدالة بين الناس".

ولفت الى ان "نفاد صبر الناس امر مفهوم ومقبول لأن ما حصل لا يحتمل، لكن هذا لا يعفي احداً من المسؤولية لا الحاكم ولا المحكوم"، مشدداً على اهمية "اعتماد اهل الخبرة والقرار السياسي السليم، وان يصدق اهل الحكم الناس بالايضاح عند حتمية التدرج في معالجة من حلول وقتية الى حلول متوسطة الى حلول نهائية وفق جدول زمني محكم واشراك اهل الاختصاص والمعرفة في الامر يؤمن رفع اكوام النفايات ويدخلنا في حل الازمة". واشار الجسر الى ان "خيار الطمر يجب ان يكون علميا في انسب الامكنة من كل قضاء وفي المتّسع الكافي فيه بأقل الاضرار، وان يعوّض اهل المكان عن ذلك بزيادة في الانماء والاعمار، لكن اصل المشكلة في النهاية اما سياسة تنهج الى اعاقة الحلول واغراق الشريك الاخر من اهل الحكم في اوزار المشاكل، وكأن الوزر لا يسأل عنه كل اهل القرار، واما عمى التجاذب السياسي الذي يقدم الشكل على الاكل غير آبهين بما تعمل ايديهم من آفات"، ومعتبراً ان "هذا التجاذب المرضي بات بحاجة الى حل، وعسى ان تكون الدعوة، الى الحوار مدخلا الى الحل الذي ينقذ البلد واهله من الخوف والقرف الذي نتخبط فيه"، ومؤكداً ان "الحل في النهاية يكون في الإحتكام الى الدستور والقوانين والأنظمة". وختم "قد لا يكون البعض متفائلا في نتائج اي حوار في ضوء السوابق التي مرت بنا، والتي لم تترجم مقرراته عمليا على الأرض. لكني اعتقد ان المخاطر المحدقة بالوطن، سواء من الداخل او من الخارج، يفترض ان تحمل اهل السياسة على إستدراك الأمر لإنقاذ الوضع من خلال الحوار المرتقب. إننا في هذا الوطن لم يعد بمقدورنا إستخدام ترف البطء في إتخاذ القرار او الإمعان في التجاذب السياسي، لأن مركب الوطن سيغرق بالجميع من دون إستثناء. إن مخافة الله في الوطن وفي بعضنا البعض وفي انفسنا، يجب ان تكون الإطار الوحيد الذي يبحث داخله وعلى اساسه اي خلاف او اي حق".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السويداء تشيع البلعوس وتتظاهر مطالبة بإسقاط الأسد

عواصم – وكالات: شهدت مدينة السويداء جنوب سورية, أمس, تظاهرات حاشدة, أمام مبنى المحافظة الحكومي, طالبت فيها للمرة الأولى بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وتزامنت التظاهرات مع مشاركة الآلاف من مناصري “مشايخ الكرامة” في تشييع جنازة الشيخ وحيد البلعوس, الذي قُتل مع عدد من المشايخ والمدنيين نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبهم في مدينة السويداء قبل أيام. وذكرت مصادر لموقع “أورينت نت” الإلكتروني إن الأهالي شيعوا جثامين اثنين من مشايخ الكرامة, إضافة إلى شهيد آخر مع جثمان الشيح البلعوس, وتم منع الإعلام التابع للنظام, والوفود الداعمة له, من الدخول إلى مقر التشييع. كما بث ناشطون صوراً للعميد الدرزي عصام زهر الدين بالزي المدني في مكان التشييع, فيما هاجم مئات الشبان مبنى المحافظة عقب التشييع. وقال الناشط الإعلامي المعارض ريان الأغا, إن معظم أجزاء المدينة, شهدت إضراباً وتوقفاً عن العمل المعتاد, وذلك إثر دعوة وجهها ناشطون معارضون لسكان المدينة والقرى المحيطة بها, للمشاركة في تشييع الشيخ البلعوس, الذي دفن في مسقط رأسه بقرية المزرعة. وأوضح الأغا أن مظاهر الوجود الأمني غابت عن جميع طرق المدينة, ومنع المتظاهرون دخول التلفزيون الرسمي, والوفود الرسمية المحسوبة على النظام. إلى ذلك, نفى قيادي من جبهة النصرة-المنطقة الجنوبية, في تصريحات إعلامية أي صلة للجبهة بالتفجيري السويداء, الذين أدى أحدهما الى مقتل البلعوس.

 

مساع لحشد نحو 20 ألف مقاتل غالبيتهم من الخليج للمشاركة في دحر الانقلابيين

ألف عسكري قطري ينضمون لقوات التحالف في اليمن لمحاربة الحوثيين

التحالف ينقل تركيز عملياته إلى تعز ومأرب وستة آلاف جندي سوداني يستعدون للسفر إلى اليمن

صنعاء – “السياسة”:انضم نحو ألف جندي قطري إلى قوات التحالف الدولي والجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في مدينة مأرب اليمنية لقتال المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وذكر الموقع الالكتروني لقناة “الجزيرة” الانكليزية أن ألف جندي قطري تدعمهم 200 عربة مدرعة و30 طائرة هليكوبتر من طراز “أباتشي” وصلوا أول من أمس, إلى اليمن عبر منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية. من جانبها, ذكرت مصادر عسكرية يمنية أن القوة القطرية انضمت إلى آلاف الجنود من القوات المشتركة من قوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المتمركزين في منطقة صافر ومناطق أخرى من مأرب استعدادا للمشاركة في عملية عسكرية واسعة لتحرير محافظتي مأرب والجوف وتطويق الحوثيين في محافظة صعدة , تمهيدا لإطلاق عملية تحرير صنعاء من الميليشيات. وعلمت “السياسة” من مصادر مطلعة, أن قوات التحالف تعتزم حشد نحو 20 ألف مقاتل غالبيتهم من دول الخليج ودول أخرى إلى محافظة مأرب وجنوب اليمن إضافة إلى عشرات الآلاف من جنود الجيش الموالي لهادي ومسلحي المقاومة الشعبية للمشاركة في عملية تحرير شمال اليمن من قوات صالح وميليشيات الحوثي, وفي مقدمها محافظتي تعز ومأرب. وكانت السعودية أعلنت أول من أمس, أيضاً أنها نشرت قوات نخبة في مأرب. وفي الخرطوم, أكدت مصادر لقناة “العربية” الإخبارية أن ستة آلاف جندي من قوات الصاعقة السودانية تستعد للسفر إلى اليمن للانضمام لقوات التحالف. في سياق متصل, أعلن المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات التحالف, العميد أحمد عسيري, نقل تركيز عمليات قوات التحالف العسكرية من عدن إلى مدينتي تعز ومأرب. وقال عسيري في تصريحات إعلامية, إنه ستتم إعادة هيكلة عدد من الوحدات بعد حادثة مأرب, التي راح ضحيتها عدد من الشهداء التابعين لقوات التحالف العربي, مؤكداً أن هذا إجراء عسكري معروف. وأكد أن قوات التحالف الموجودة على الأرض في اليمن, قادرة على تحقيق أهدافها, مشدداً على أن البسمة ستكون للمواطن اليمني في النهاية ضد هذه الميليشيات الإرهابية.إلى ذلك, اتهم وزير الخارجية اليمني رياض ياسين, في تصريحات صحافية, السفارة الإيرانية في صنعاء بتقديم الدعم المالي, والعمل الاستخباراتي والاستشارات العسكرية والعتاد الحربي, للمتمردين على الشرعية اليمنية, مؤكداً أنها تحولت إلى مركز عمليات حربية للحوثيين

 

مقاتلون من “العصائب” و”بدر” و”حزب الله” سيشاركون في معركة صنعاء 

قيادي صدري لـ "السياسة": طهران طلبت من السيستاني فتوى لـ "الجهاد في اليمن" 

بغداد – باسل محمد/السياسة/08 أيلول/15

في خضم التطوارات العسكرية المتلاحقة في اليمن, كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر لـ”السياسة” أن ايران طلبت من المرجع الديني الشيعي الأعلى في مدينة النجف علي السيستاني فتوى لـ”الجهاد” في اليمن شبيهة بفتوى الجهاد التي أصدرها في مواجهة تنظيم “داعش” العام الماضي, وأدت الى تشكيل قوات “الحشد” الشيعية التي مازالت تقاتل التنظيم في كل المناطق التي يحتلها في شمال وغرب بغداد. وشدد القيادي على أن السيستاني رفض الفكرة من أساسها بل تجاهلها تماماً لأن مثل هذه الفتوى ستكون بمثابة إعلان حرب طائفية في المنطقة, كما أنها ستسبب إرباكا معنويا كبيراً داخل المحافظات الجنوبية الشيعية العراقية وهي ترى أبناءها المتطوعين يذهبون للقتال في اليمن في مواجهة قوات عربية وقوات يمنية تابعة للشرعية. وأكد أن مقاتلين من ميليشيات شيعية مسلحة وهي “العصائب” بزعامة قيس الخزعلي و”بدر” بزعامة هادي العامري و”حزب الله” العراقي الذي يتزعمه أبومهدي المهندس, انتقلوا إلى إيران تمهيداً لنقلهم لثلاث دول هي اثيوبيا واريتريا وجيبوتي ومنها الى اليمن للقتال هناك ضد قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي وقوات التحالف العربي, للدفاع عن مدينة صنعاء عندما تبدأ هذه المعركة الفاصلة قريباً. وأشار الى أن الحرس الثوري الإيراني أقام معسكرات في اثيوبيا واريتريا وجيبوتي لاستيعاب المزيد من المقاتلين الشيعة العراقيين ومن غير العراقيين”, حيث يجري تدريبهم وتسليحهم بأسلحة ايرانية جديدة لأن الخطة الإيرانية الحالية في اليمن تعتمد على شن حرب استنزاف طويلة ضد القوات اليمنية الشرعية وقوات التحالف العربي. واعتبر القيادي العراقي أن من بين الخيارات المتاحة للنظام الإيراني في اليمن لمواجهة انتصارات قوات التحالف العربي والقوات اليمنية التابعة للشرعية, أن يعيد الحرس الثوري الإيراني اتصالاته وتنسيقه مع مجموعات معنية من تنظيم “القاعدة” ليدعمها كي تقاتل القوات العربية التي دخلت اليمن, بالإضافة إلى توفير إيران دعم معين لمجموعات تابعة لتنظيم “داعش” في اليمن, كي يشجعها على محاربة القوات العربية من دول الخليج العربي. وأضاف إن انتقال مقاتلين شيعة عراقيين إلى اليمن تطور خطير وقد يؤدي لاحقاً إلى تأزم العلاقات بين دول الخليج العربي وبين العراق, كما أن تورط الميليشيات العراقية في الحرب اليمنية سيعمق الفكرة الطائفية داخل الوضع العراقي ما يشكل دعماً قوياً من قبل المجتمعات في المدن الشمالية والغربية العراقية لمؤازرة “داعش” في مواجهة القوات العراقية. ودعا رئيس الوزراء حيدر العبادي, إلى أن يتحرك لوقف الخطوة الإيرانية وأن يصدر تعليمات صارمة تمنع انتقال شيعة العراق الى المدن اليمنية وتعرضهم لمساءلات قانونية. وأكد القيادي العراقي أن مشاركة ميليشيات شيعية في اليمن لن تكون مبررة على الإطلاق لأن ذهاب هذه الميليشيات إلى سورية برر على أنه دفاع عن المقدسات الشيعية في دمشق والتصدي لتنظيم “داعش” الإرهابي التكفيري, ما سيعود بضرر كبير على العراق في علاقاته الإقليمية والعربية والدولية. وطالب الحكومة العراقية بأن تتخذ مواقف سياسية واضحة, تحدد بأن دور قوات “الحشد” هو الدفاع عن العراق ضد “داعش” وأن لا يسمح لأي عنصر من “الحشد” بالذهاب الى دولة ثانية من دون موافقة بغداد. ولفت إلى أن انشاء قوات “الحشد” كمؤسسة عسكرية شرعية تابعة لرئيس الوزراء باعتباره القائد العام للقوات المسلحة تعطي الحق للعبادي بمحاسبة أي عنصر من “الحشد” يتحرك من دون موافقته. ورأى القيادي الصدري أن العبادي لديه مراجع دستورية وسياسية يمكن استعمالها لوقف انتقال الميليشيات العراقية إلى اليمن وسحب الميليشيات الموجودة في سورية.

 

الجيش التركي أعلن مقتل 16 من جنوده في هجوم المتمردين الاكراد أمس

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - قتل 16 جنديا تركيا وأصيب ستة آخرون بجروح في مكمن نصبه متمردو حزب العمال الكردستاني أمس في جنوب شرق تركيا حيث تقيم غالبية كردية، كما أعلنت هيئة اركان الجيش اليوم.  والهجوم هو الاكثر دموية لحزب العمال الكردستاني منذ استئناف المواجهات بين قوات الامن التركية ومقاتلي الحزب، والتي ادت الى انهيار محادثات السلام التي أطلقت في خريف 2012.

 

توقيف وزير الزراعة المصري في اطار قضية فساد عقب استقالته

الإثنين 07 أيلول 2015 /وطنية - أوقف وزير الزراعة المصري صلاح هلال، اليوم، عقب قبول استقالته من منصبه، في اطار تحقيقات في قضية فساد. وأفادت وسائل اعلام مصرية ان "هيئة الرقابة الادارية، التي تتولى مراقبة ومتابعة حالات الفساد في الوزرات والهيئات العامة وشركات القطاع العام، قبضت على الوزير المستقيل فور خروجه من مجلس الوزراء عقب تقديمه استقالته". واكدت وسائل إعلام محلية توقيف الوزير المستقيل.

 

رئيس النمسا يتوجه الى ايران في اول زيارة لرئيس دولة في الاتحاد الاوروبي منذ 2004

الإثنين 07 أيلول /2015 /وطنية - توجه رئيس النمسا هاينز فيشر، صباح اليوم الى ايران في أول زيارة لرئيس دولة عضو في الاتحاد الاوروبي منذ 2004، بعد شهرين على ابرام اتفاق تاريخي في فيينا حول الملف النووي الايراني. وخلال زيارة العمل هذه التي ستستمر حتى الاربعاء، سيلتقي فيشر خصوصا غدا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف احد ابرز مهندسي الاتفاق الذي ابرم في 14 تموز مع القوى الكبرى. وستكون هذه الزيارة الاولى الى ايران لرئيس دولة من الاتحاد الاوروبي منذ تلك التي قام بها في كانون الثاني 2004 رئيس النمسا حينذاك توماس كليستل. ويرافق فيشر الذي يشغل منصبا فخريا، نائب المستشار وزير الاقتصاد راينهولد ميترلينير ووزير الخارجية سيباستيان كورتس وممثلون للأوساط الاقتصادية. ويفترض ان يشارك في منتدى اقتصادي ايراني - نمسوي في طهران.

 

وفاة والدة الرضيع علي دوابشة متأثرة بجروحها

الإثنين 07 أيلول 2015/وطنية - توفيت ريهام دوابشة (26 عاما) والدة علي دوابشة (18 شهرا) الرضيع الذي قتل حرقا في 31 تموز في حريق أضرمه يهود متطرفون في منزل الاسرة، ليل الاحد متأثرة بحروقها، حسب ما ذكرت وكالة الانباء الفرنسية. وذكرت انه كان ملثمون ألقوا في 31 تموز من نافذة منزل العائلة التي تركت مفتوحة بسبب الحر، زجاجة حارقة. وفي لحظات تحول منزل العائلة الصغيرة في قرية دوما المحاطة بمستوطنات اسرائيلية في شمال الضفة الغربية، الى رماد. وقتل الرضيع علي في الحريق وبعد ثمانية ايام قضى والده سعد دوابشة متأثرا بحروقه في حين لا يزال احمد (اربع سنوات) الابن الثاني للاسرة يتلقى العلاج. وقال متحدث باسم مستشفى تل هاشومر في تل ابيب حيث اودعت ريهام (مدرسة) بعد اصابتها بحروق من الدرجة الثالثة غطت 80 بالمئة من جسدها، "ريهام دوابشة توفيت ليلا". واكد انور دوابشة وهو من اقارب الضحايا الثلاث، من قرية دوما انه ابلغ بوفاة ريهام. واضاف ان تشييع جنازتها قد يتم الاثنين في دوما. ومن المقرر ان تسلم السلطات الاسرائيلية جثمان ريهام الى السلطات الفلسطينية في مركز تفتيش في مدخل الضفة الغربية المحتلة لينقل الى دوما.

 

ما هي السفارات التي رفضت تقديم التعازي في شهداء الإمارات؟

التاريخ : 7 سبتمبر,2015 /موقع سنيار

استقبل سعادة محمد مير عبدالله الرئيسي وكيل وزارة الخارجية رؤساء البعثات التمثيلية وممثلين عن المنظمات الدولية إضافة إلى حشد من الدبلوماسيين من البعثات المعتمدة المتواجدة في الدولة الذين قدموا التعازي بشهداء الدولة البواسل وذلك بديوان عام الوزارة.

وأعرب أصحاب السعادة السفراء عن خالص تعازيهم وصادق مواساتهم لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا ولأسر ذوي الشهداء، وعبر سعادة محمد مير عبدالله الرئيسي وكيل وزارة الخارجية عن شكره لأصحاب السعادة السفراء على مشاعرهم الأخوية النبيلة والصادقة وتضامنهم مع دولة الإمارات.

سفارات رفضت تقديم التعازي

وعلم “سنيار” أن البعثات التمثيلية الخاصة بالسفارة الإيرانية والسفارة العراقية في دولة الإمارات لم تحضر الاستقبال الذي أقيم في ديوان عام الوزارة اليوم بأبوظبي، وذلك فيما يبدو على أنه رفض لتقديم التعازي في شهداء الوطن البواسل الذين ضحوا بأرواحهم ضد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران. يذكر أن النفوذ الإيراني في العراق قد تطور مؤخرا، الأمر الذي اندلعت لأجله تظاهرات حاشدة في بغداد وسائر المُدن العراقية الأخرى ردَّد المتظاهرون فيها شعارات معادية لإيران وولاية الفقيه، كما كشفت مصادر سياسية في بغداد لصحيفة “الشرق الأوسط” اليوم أن علي السيستاني طلب من المرشد الإيراني علي خامنئي الحد من نفوذ قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق، حيث تشير المصادر أن ذلك النفوذ بدأ يشكل إحراجاً للمرجعية الدينية في العراق.

 

"الشرق الاوسط": السيستاني طلب من خامنئي الحـدّ مـن نفـوذ سـليماني فـي العـراق

المركزية- كشف مصدر سياسي مطلع في بغداد لصحيفة "الشرق الأوسط" ان المرجع الشيعي العراقي الأعلى علي السيستاني طلب من المرشد الإيراني علي خامنئي الحد من نفوذ قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق". وحسب المصدر "فإن السيستاني، استفسر من خامنئي عن نفوذ سليماني المتزايد في العراق، الذي بدأ يُشكّل إحراجاً للمرجعية الدينية، وما إذا كان ذلك يتم بتوجيه من خامنئي، لاسيما بعد بروز دور سليماني في معارك تحرير مدينة تكريت من تنظيم "داعش". ويشير السياسي إلى ان "سليماني اختفى فعلا من واجهة الحوادث في العراق حتى الكشف عن وجوده خلال اجتماع عقدته اخيراً الهيئة السياسية للتحالف الوطني الشيعي الحاكم، والجدال الذي حصل بينه وبين رئيس الوزراء حيدر العبادي".ويكشف المصدر ان "مرجعية النجف بدأت تدرك ان هذا التدخل بات ينسحب على دورها وهو ما يمكن ان يؤشر إلى بداية خلاف واضح بينها وبين مرجعية قم".

 

"تايمز": ازمة المهاجرين فـي اوروبا تتطلب تغييراً في السياسية الخارجيـة

المركزية- اشارت صحيفة "تايمز" البريطانية الى ان "التوصل إلى حلّ طويل الأمد بالنسبة لأزمة المهاجرين السوريين في اوروبا، يتطلب تغييراً في السياسية الخارجية"، مشددة على ان "اللاجئين الذين يعانون من ويلات الحرب الأهلية، يحتاجون إلى مساعدة انسانية عاجلة".

واوضحت الصحيفة ان "التبعات الفظيعة للحرب الأهلية في سوريا، تجسّدت الأسبوع الماضي بصورة الطفل آلان الكردي الذي وجدت جثته هامدة على احد الشواطئ التركية خلال محاولة عائلته الوصول إلى اليونان"، ولفتت الى ان "هذه الصورة المرعبة للطفل آلان لم تحرك فقط مشاعر الرأي العام، بل دفعت بعض السياسيين إلى إعادة النظر في هذه الكارثة الإنسانية". واضافت "تايمز" ان على "السياسة والدبلوماسية معالجة هذه الكارثة، إلا انه في الوقت نفسه، فإن العديد من الأشخاص الذين ليس في حوزتهم اي شيء عدا حقيبة صغيرة يحملونها على كتفهم، بحاجة إلى المساعدة".

 

"الوطن" السعودية: عائلات قيادات الحوثيين الى لبنان

المركزية- كشفت صحيفة "الوطن" السعودية ان "الحوثيين اقدموا على نقل عائلات قياداتهم إلى لبنان". واوضحت الصحيفة ان "سيارات خاصة عبرت الحدود خلال الأيام الماضية في اتجاه سلطنة عمان، تحمل على متنها عائلات وابناء قيادات حوثية رفيعة، تمهيداً لإرسالهم إلى لبنان". واشارت مصادر قريبة من قيادة المقاومة الشعبية للصحيفة إلى ان "السيارات التي نقلت عائلات القياديين كانت محملة بحقائب ضخمة، واموال، ما يرجح عدم عودتها في المستقبل القريب".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عودوا إلى المبادئ...

علي حماده/النهار/8 أيلول 2015

أخطأت قوى ١٤ آذار عدا "القوات اللبنانية" في المسارعة والهرولة نحو طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري من دون البحث بجدية في جدول الأعمال - الفخ الذي طرحه. في المقابل ربما أخطأت "القوات اللبنانية" برفض طاولة الحوار من دون الضغط على حلفائها ليطرحوا جدول أعمال يأتي متجانساً مع مبادئ قوى ١٤ آذار وثوابتها. ولنفصّل: لقد كانت مسارعة "تيار المستقبل" إلى قبول الدعوة للحوار بعد أقل من ساعة خطأ، لأن جدول أعمال الطاولة، وإن تضمن بند انتخاب رئيس للجمهورية، أتى على ذكر موضوع قانون الانتخاب وبنود أخرى، وكشف بري بعد ذلك بأيام أن المطروح هو قانون انتخابات نيابية على قاعدة النسبية، وذلك في حال عدم الاتفاق على موضوع الاستخقاق الرئاسي. كان على قوى ١٤ آذار التي وافقت على الانضمام إلى طاولة الحوار تحت ضغط الحراك المدني، ان تسعى جدياً إلى تحديد جدول الأعمال ليتضمن بنداً وحيداً هو إتمام الاستحقاق الرئاسي. أكثر من ذلك كان عليها عدم القبول بإسقاط البند الأهم في جدول أعمال أي حوار وطني، ألا وهو بند سلاح "حزب الله" غير الشرعي واستراتيجية الدفاع الوطني.

إن التنازل عن مناقشة سلاح "حزب الله" غير الشرعي هو ضربة كبيرة تصيب صدقية قوى ١٤ آذار، ومشروعيتها النضالية كقوى سيادية استقلالية. وقد نجح رئيس مجلس النواب نبيه بري في إمرار هذا اللغم الذي لا يخدم سوى "حزب الله"، بمعنى انه جرى تحييد سلاح الحزب عن أي نقاش حقيقي بما يعزّز الفكرة السائدة أن قوى ١٤ آذار في معظمها استسلمت للأمر الواقع. هذا خطأ وما كان يجوز ان يحصل ما حصل. كان على قوى ١٤ آذار أن ترد على دعوة بري الايجابية بالاشتراط ان يكون بند انتخاب الرئيس وحيداً، وفي حال رفض بري أو الطرف المقابل، أن يتضمّن الجدول بند السلاح الذي هو أساس الأزمات اللبنانية المتوالدة في البلاد. فهل نسينا ان سلاح "حزب الله" غير شرعي لا بل إنه نقيض الشرعية والأمن والأمان في لبنان؟ وهل نسينا أن طاولات الحوار المتعاقبة منذ ٢٠٠٦ لم توقف زحف "حزب الله" نحو السيطرة على مقدرات لبنان، ولم تمنعه من استخدام السلاح ضد اللبنانيين العزل، ولا أوقفت مسلسل الاغتيالات الذي كانت آخر فصوله اغتيال الوزير محمد شطح؟ صحيح ان لبنان، كما قال الداعي إلى طاولة الحوار يحتاج إلى تأمين مرحلة انتقالية هادئة في انتظار التسويات الكبرى في المنطقة. ونحن لا نأخذ على بري إدراجه مجموعة بنود تشوش على بند الانتخابات الرئاسية، أو إغفاله بند السلاح غير الشرعي. مأخذنا على الفريق الاستقلالي أنه قبل بجدول أعمال بري من دون اعتراض.

إن التساهل المفرط في الدفاع عن المبادئ والثوابت مضر، ويساهم في استكمال تسليم مقدرات البلاد الفعلية إلى "حزب الله"، وذلك من دون مقاومة، ويشتت تأييد الشارع الاستقلالي لقياداته. لذلك لا بد من العودة إلى المبادئ والثوابت، أي العودة إلى نبض الناس الحقيقي.

 

أين الخطأ؟

الياس الديري/النهار/8 أيلول 2015

مَن يدري، قد يُفاجئنا الحوار بما لم نكن نتوقّعه أو ننتظره، فلمَ لا نمنحه فرصة ثم نحكم على الأعمال والنتائج، لا على النيّات والاستنتاجات، وما سبق، وما لم يحقِّق للبنانيّين سوى الأوهام. في مثل هذه الظروف التي يعيشها لبنان، ووسط هذه الجغرافيا الغارقة في بحور دمائها ودمارها، قد يكون مطلوباً من الجميع، ومن المعترضين والمتظاهرين والرافضين واليائسين سَلَفاً من المجرَّبين، إتاحة المجال لتجربة جديدة. أو لمبادرة تُحيي الأمل في النفوس، ريثما يتحقّق حُلم ملء الفراغ الرئاسي... قبل رأس السنة؟ أين الخطأ في الدعوة إلى الحوار، وماذا فعل الرئيس نبيه برّي سوى أنه يسعى لجمع شمْل "الشّتات"، في محاولة لاستنباط خطة عمل وإنتاج تُعيد دورة الحياة إلى مجلس الوزراء، ومجلس النواب، مما يُفسح المجال أمام عودة الحركة إلى الأسواق التجارية، والمصانع، والمعامل، والأمل أيضاً؟ أي اتفاق يتوصّل إليه المتحاورون حول مشروع قانون انتخاب جديد، أو خطة عمل تمهِّد السبل والممرّات أمام الاستحقاق الرئاسي الذي يعرف الجميع ويسلّم الجميع أن الدور الرئيسي والكلمة الأخيرة في صدده تعود إلى الخارج القريب والبعيد. فما الضيْر، وما الغُبن، وما الخطأ في التقاء كبار المسؤولين اللبنانيّين حول طاولة الرئيس نبيه برّي حيث تُفتح جميع الملفات الشائكة والقضايا العالقة... على أن يبقى تحفُّظ المتظاهرين ضد هؤلاء ساري المفعول؟ هل نبقى مكتوفين، نتفرّج على البلد وهو يُفرَّغ من خيرة أجياله وأبنائه المميّزين في اختصاصات علمية مختلفة، عوض أن يستغلّ هذه الكفايات وهذه الثروة العلمية في إعادة بناء "وطن النجوم" الذي باتوا يسمّونه "وطن الزبالة"؟ على الأقل، سيحاول المتحاورون البحث عن معالجات موقتة لقضايا مستعجلة تتهدّد دورة الحياة الاقتصاديّة بكل فروعها وميادينها، وإيجاد مخارج عاجلة لمسائل ملحّة لا تحتمل المزيد من التسويف والمماطلة والعرقلة... كمعضلة الزبالة على سبيل المثال. الاتفاق على دورة استثنائيّة لإقرار مشاريع قوانين مستعجلة، وعلى صلة مباشرة بحياة الناس ولقمة عيشهم. وما هي الأضرار الوطنيّة والإصلاحيّة والتغييريّة التي يلحقها الحوار بلبنان المشلول المعطَّل بواسطة بعض متزعّميه، ونزولاً عند رغبة خارجيّة أو... داخليّة خارجيّة، وليبقَ كل فريق على موقفه؟ كل الاحتجاجات الواضحة والمفيدة مقبولة، بل مطلوبة. وكل الاعتراضات التي في محلّها ووقتها على الرحب والسعة، سواء كانت عبْر التظاهر، أو أية وسيلة مشروعة أخرى. على أن الحوار ليس مؤسّسة دستوريّة قائمة بذاتها، ولا بدّ من التصدّي لها حين تجتمع أو يتفرّق أعضاؤها أيدي سبأ. إنه مجرّد لقاء تشاوري يجمع معظم المرجعيّات المعنيّة، فلعلّ وعسى. فهل يستحقّ لقاء كهذا إعلان الحرب العالمية الثالثة، انطلاقاً من ساحة الشهداء؟

 

تقسيم المنطقة دولاً مذهبية وعرقية يُسهّل لإسرائيل إقامة "الدولة اليهودية"

اميل خوري/النهار/8 أيلول 2015

هل تؤكد عاصفة الفوضى العارمة التي تضرب دولاً في المنطقة منذ سنوات وتكاد تلفح وجه لبنان ما حذّر منه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بقوله في احتفال نظّمه الحزب في وادي الحجير: "إن التقسيمات الجديدة سوف تدخل المنطقة في حروب أهلية وعرقية طويلة لن تكون نتائجها إلا الدمار والخراب والتهجير، وان أميركا تستخدم اليوم تنظيم داعش من أجل تقسيم المنطقة من حيث تعلم داعش أو لا تعلم. فمنذ ما يقارب السنة قلت إن أميركا تريد استغلال داعش من أجل رسم خرائط جديدة في المنطقة، وعلينا اليوم أن نرفض تقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ. وهذا ما تعمل عليه أميركا واسرائيل وبعض القوى الاقليمية من حيث تعلم أو لا تعلم، وفي مقدمها السعودية". يقول رئيس حكومة سابق تعليقاً على ذلك إنه إذا كان ما يحذّر منه السيد نصر الله صحيحاً فماذا علينا نحن كلبنانيين أن نفعل لدرء خطر التقسيم؟ هل نزيد الانقسام الداخلي السياسي والمذهبي والعرقي حدّة في كل دولة عربية، أم نعمل على تحقيق وحدة الصف والهدف ونقف سدّاً في وجه أي تفكيك أو تقسيم أو تجزئة؟ هل نواصل إشعال الحروب الداخلية خصوصاً بطابعها المذهبي والعرقي أم نوقفها بمصالحة وطنية شاملة وبإقامة حكم عادل لا يميّز في تطبيق القانون بين فئة وفئة بحيث لا تشعر أي منهما بالخوف والغبن كي لا تصبح مستعدة للقبول بأي حلّ وإن سيّئاً؟ هل بممارسة سياسة الغالب والمغلوب والتحريض على الفتنة لاستجلاب خطر التقسيم والتجزئة؟ وهل بعرقلة الحلول التي تنهي الحروب في دول المنطقة توصلاً الى القضاء على هذا الخطر؟ الواقع أن المنطقة تواجه أحد خيارين بعد الاتفاق النووي: إما التوصل الى اتفاق على تقاسم النفوذ برسم خرائط جديدة، وإما بحصول خلاف يحول دون التوصل الى اتفاق على هذا التقاسم فيصبح التقسيم عندئذ هو الحل الذي لا بدّ منه، وقد تكون اسرائيل هي الدولة المهتمة بذلك لأنها تراهن منذ زمن على حصول هذا التقسيم وتعمل له وتحاول إثارة الخلافات حتى على اقتسام مناطق النفوذ في الشرق الأوسط ليكون التقسيم هو الحلّ، وتعمل أيضاً على استحالة تحقيق عيش مشترك بعد حروب دينية قاسية كانت هي تشجع على إشعال نارها، ما جعل كل دين أو عرق يفضل العيش بمعزل عن الآخر بعدما أصبحت الأرض خصبة لذلك في أكثر من دولة عربية. فلا الحرب في العراق بوجهها الطائفي توقفت لتعذر التوصل الى أي حلّ لها، ولا الحرب في سوريا توقفت لأن كل الحلول المقترحة لوقفها فشلت، ولا شيء يدل على أن الحرب في اليمن ستتوقف قريباً إلا بتقسيم كل دولة من هذه الدول بحيث يصبح هو الحلّ بعد كل حرب داخلية، كما ان لا حل للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي إلا بتقسيم فلسطين بين دولة "يهودية" ودولة فلسطينية وعندها تصبح التسمية "اليهودية" مقبولة ولا تظل مرفوضة في مقابل تسمية "الدولة الفلسطينية" و"الدولة الكردية" و"الدولة العلوية" وغيرها. وقيام هذه الدول يجعل الأقليات تطمئن الى مصيرها ولا تظلّ عائشة بخوف مقيم في نفوسها، وتكون الثورات العربية ضلّت طريقها وفقدت أهدافها. لقد تحدث رئيس الأركان الأميركي المتقاعد الجنرال رايموند أوديرنو عن تقسيم العراق كحلّ وحيد لمشكلات الشيعة والسنّة، خصوصاً بعد مقتل الآلاف في حرب طائفية اتخذت شكلاً بشعاً. وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن طرح عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ إنشاء دويلات شيعية وسنية وكردية في اطار كونفيديرالية لتجنب الحرب الطائفية. وكان مسؤول روسي كبير كشف في حلقة خاصة أن دولة خليجية أساسية لم يسمّها عرضت على بلاده مخططاً لتقسيم اليمن. ويذكر أن الرئيس الراحل كميل شمعون قال عندما سئل إبان حرب الـ75 إن "لا خوف من التقسيم في أي مكان إلا إذا وقع في العراق". هل تساءل القادة في لبنان الى أين يذهبون به وهم يحركون الشوارع، ولكل شارع قضية وشعار؟ وكيف يحافظون على الوحدة والعيش المشترك ويعملون على إبقائه خارج الفوضى الهدّامة وتجنيبه خطر الفراغ الشامل الذي يقوده الى المجهول إذا لم يتفقوا على حلّ يخرجه من أزماته ليبقى خارج التقاسم والتقسيم؟

 

شو ناطرين؟...

غسان حجار/النهار/8 أيلول 2015

يعتقد كثيرون أن لا نفع للحراك المدني، وأن ثمة اجندات خفية تحركه، أو أن مجموعة من اليساريين وجدت فرصتها لإحياء شيوعية ماتت في مهدها، أو أن باحثين عن دور يحاولون ركوب موجة المطالب بعدما طواهم الزمن، وأن أجهزة مخابراتية دخلت على خط التحرك وتتلاعب به، وأن دولة عربية صغرى تدفع مالا لخلق الفوضى في البلاد، وأن السفارة الاميركية تحرك "شيعة السفارة" وغيرهم لقيادة تغيير في الطبقة السياسية، أو أن ثمة مسعى لخلق الفوضى المنظمة لاستيلاد الشرق الأوسط الجديد، وغيرها من الحجج التي يرددها سياسيون لإحباط كل تحرك قبل أن ينمو ويتحول عبئاً حقيقياً على تلك الطبقة التي استبدت في زمن الحرب، وبدل أن يحاكم "أبطالها" كمجرمي حرب، إذ بهم يتحولون حكاماً، فيتشاركون في السلطة والأعمال، ويتقاسمون الأموال العامة التي أدخلت البلاد في عجز وديون بلغت نحو سبعين مليار دولار. لم يتخلوا عن عقلية الحرب والمكاسب السريعة والانتصارات الموضعية، ولم يرقوا الى مستوى بناة الوطن ما جعلنا في دوامة مقلقة من تراجع عمل المؤسسات وانهيارها. يمكن ان يكون تحرك مجموعات ما يسمى المجتمع المدني مدفوعا من مراكز قرار عالمية أو اقليمية، ويجب ان يبقى الشك قائماً اذ هو الطريق الى الحقيقة، لكن الممسكين بالسلطة لم يفعلوا شيئاً منذ 25 سنة لينزعوا فتيل الرفض الذي يقود الى الثورة. منذ 25 سنة، أي منذ انتهاء الحرب، والكهرباء لم تجد طريقاً الى منازلنا بشكل متواصل، ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة من انشاء معامل جديدة، او الاتفاق على تنظيم الجباية، ومثلها المياه المقطوعة باستمرار لتحول صيفاً الى المسابح الخاصة. ومنذ 25 سنة، لم ينجز الاوتوستراد العربي الذي يربطنا بمحيط حيوي عبر البوابة السورية حتى اقفلت دمشق حدودها، وانقطع حبل تجارتنا البرية مع العالم العربي، فتكدست المنتجات الزراعية والصناعية ولا من يسأل. ومنذ 25 سنة، والدولة لم تتمكن من التعامل مع مافيا الكسارات والمرامل، وسقطت كل المخططات التوجيهية في سلة المهملات. ومنذ 25 سنة تتحكم "سوكلين" بملف النفايات لقاء الأجر الأغلى في العالم، ولم تجرؤ حكومة، أو حتى مجلس النواب، على مساءلتها، ومحاسبتها، لأن الشركة تعرف جيداً كيف تكسب تعاطف السياسيين معها، من دون مقابل طبعاً. وها نحن حالياً غارقون في جبال من النفايات. ومنذ 25 سنة، لم تتمكن الدولة من تنظيم الضمان الاجتماعي لتوفير الرعاية الصحية لكبار السن، الأكثر حاجة الى العلاجات، ولم تفتح المستشفيات الحكومية أبوابها لاستقبال المرضى لنقص امكاناتها. واللائحة تطول... أمس سُررت لسماعي أغنية كتبها الياس الرحباني منذ زمن بعنوان "شو ناطرين" وغناها ربيع الخولي ثم غسان الرحباني وفيها : يا ناطرين شو ناطرين من يلي سرقوا الشمس، من يلي باعوا الريح، من يلي باعوا الوطن وعملوا بيوتن أكبر من مساحات الوطن".

 

لبنان بين الظاهرة والمظاهرة والحوار؟

باسم الجسر/الشّرق الأوسط/08 أيلول/15

رغم التسليم بأن «الحالة» اللبنانية معقدة جدا وصعبة على الوصف والتحليل، لا بد من التوقف عند تطوراتها الأخيرة ونعني مظاهرات ما سمي بالمجتمع المدني، استنكارا لما وصلت إليه بعض الأزمات الحياتية اليومية، من جهة، ومن جهة أخرى تظاهرة العونيين في ساحة الشهداء، ومن جهة ثالثة، دعوة رئيس المجلس النيابي رؤساء الكتل النيابية في محاولة جديدة للحوار عساهم يتوصلون إلى الخروج من المأزق الدستوري الميثاقي الطائفي الذي يشل معظم مؤسسات الدولة الديمقراطية والإدارية. بالنسبة لتحرك ما يمكن تسميته بـ«المجتمع المدني» غير المنتمي إلى الانقسامات الحزبية والطائفية التي تشل الحكم منذ عشر سنوات. والذي يضم - واقعيا - عددا أكبر بكثير ممن نزلوا إلى الشارع، فإن ولاءه وأمانيه ينبعان من وطنيته ومواطنيته، لا من الانجذاب إلى هذا التيار السياسي أو ذاك. أو إلى هذه «الجهة» الإقليمية أو الدولية تلك. إلا أنه يخشى من أن يحل بهؤلاء المواطنين المدنيين الأحرار ما حل بزملائهم في الدول التي عصف بها الربيع العربي، أي سرقة ثمار الانتفاضة الشعبية منهم، من قبل قوى أو أحزاب أو جماعات سياسية منظمة ومسلحة ذات أهداف بعيدة جدا عما يطالبون أو يحلمون به. هذا لا يعني أن عليهم حماية حركتهم ممن قد يسرق أمانيهم ويحولها إلى أداة لتحقيق غاياته. وليس ذلك بالأمر السهل في بلد تتنافس على حكمه أو استغلاله دول وأحزاب ومحترفو سياسة في جعبتهم أكثر من حجة ووسيلة وسلاح للوصول إلى الحكم، وتسخيره لمصلحتهم السياسية أو الشخصية. أما بالنسبة لتحرك الجنرال عون ومظاهرات أنصاره، فالحكم له أو عليه يختلف كثيرا عن الحكم على ظاهرة تحرك المجتمع المدني. من حيث الحجم والشعارات والأهداف. فلا أحد ينكر على الجنرال عون شعبيته في الأوساط المسيحية، التي أوصلت عددا محترما من النواب إلى المجلس. ولكن الشعارات الطائفية التي يرفعها والتهم التي يكيلها على «حكم» شارك فيه حزبه، ولا يزال، فإنها لا تخدع أحدا، بل إنها تفتح أمام لبنان واللبنانيين أبواب فتنة سياسية طائفية وطنية لا يعرف مآلها. والطريق الذي يرسمه للإصلاح والتغيير قد ينقلب إلى تدهور بلبنان نحو أزمات ومحن، مائة مرة أفدح وأخطر مما يعاني منه اليوم.

أما بالنسبة لطاولة الحوار الجديد بين الزعماء فلا اعتراض عليها مبدئيا وعمليا. وذلك لسبب بسيط وهو أن ثلاثة أرباع الشلل الحكومي والنيابي بات مرشحا للتحول إلى شلل كامل إذا بقيت الجمهورية دون رئيس، والمجلس النيابي شبه مشلول أو إذا استقالت الحكومة الحالية أو تعطلت اجتماعاتها. ولكن ما هو حظ هذا التحاور الجديد من النجاح أو بعض النجاح؟ ضئيل بل ضئيل جدا. ففي الطائف كان وراء النواب اللبنانيين خمسة عشر سنة من الحرب الأهلية والمبارزة العربية - العربية على أرضه، وكان هناك التقاء بين دول كبرى ودول إقليمية نافذة على إنهاء الحرب اللبنانية.. وفي الدوحة كان هناك «صفقة وفاق كاذب تظاهر بعض المجتمعين بقبول الحل دون أن يتخلى ضمنا عن أهدافها الحقيقية، وهي تتعدى بكثير مجرد انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف «حكومة اتحاد وطني». والدليل هو ما شهدته السنوات التي تلت تسوية الدوحة من مهازل - بل مآسٍ - سياسية حزبية وطائفية مغلفة بشعارات المقاومة والإصلاح. ولكن على الرغم من ضآلة حظ نجاح هذا الجولة الجديدة من الحوار، لا سيما وأن النزاعات الإقليمية التي بات لبنان مسرحا إضافيا لها ومصيره، بالتالي مرهونا بنتائجها، لا تزال قائمة بل ومحتدمة، إن لم تكن السبب الحقيقي وراء ما يتخبط فيه لبنان من محن وأزمات.. فإن كل الأبواب والنوافذ ليست مغلقة أمام المتحاورين. ومن هذه النوافذ انتخاب رئيس للجمهورية. وهنا لا بد من مصارحة فريق 14 و8 آذار بأن وصول مرشحيهما للرئاسة صعب جدا، بل مستحيل في الظروف الراهنة، ولكنه ليس مستحيلا الاتفاق على مرشح مستقل عنهما. والطائفة المارونية غنية بالرجال الأكفاء المستقلين وأقوياء الشخصية. فحل عقدة رئاسة الجمهورية، هي البداية السياسية لحلحلة العقد الأخرى وربما للتفاههم على الإصلاحات الانتخابية النيابية، وتطبيق ما لم يطبق من اتفاق الطائف، وما يمكن توضيحه في مجال صحة وسلامة تطبيقه. أما العقد الكبار، ونعني سلاح حزب الله، ودور لبنان في المنطقة، ومقاومة الإرهاب والعلاقات اللبنانية - السورية، فستظل معلقة إلى أن تركد موجة العنف والجنون التي تعصف بالشرق الأوسط والعالم العربي. ولا ريب ولا خلاف على أنه من الأفضل للبنان أن ينتظر استقرار المنطقة، وهو في حال أخف توترا وأقل غرقا «بالزبالة» وأوفر كهرباء وأحسن أمنا، مما هو عليه اليوم. أو مما سيصل إليه إذا فشل الزعماء السياسيون في التفاهم على مخرج من المحنة الراهنة؟ أما المجتمع المدني الذي خرج إلى الشارع مطالبا بحقوقه وبأن تزال النفايات المتراكمة في شوارعه، وبأن تعود الكهرباء إلى المنازل، وأن تنقذ الإدارات العامة من الفساد، فإنه مدعو إلى الاستمرار في إثبات وجوده وفي تنظيم صفوفه وفي تنمية وسائل تواصله وإعلامه، عسى يتوصل إلى التأثير على «الشعوب الطائفية» اللبنانية، لإقناعها، يوما ما، بانتخاب نواب يمثلون أمانيه الوطنية والإصلاحية الحقيقية. متخلين أمام صناديق الاقتراع عن ولاءاتهم الشخصية وحزازاتهم الطائفية.

 

دفاع عن تمّام سلام

غسان الإمام/الشّرق الأوسط/08 أيلول/15

الحياة اليومية مرهقة. غير أنها لذيذة! بتنا نسترخي ونرتاح أكثر مما نعمل. ونركب أكثر مما نمشي. ونجلس أمام التلفزيون أكثر مما نجلس في المكتب. ونتطلع في الهاتف أكثر مما نقرأ. ونثرثر أكثر مما نفكر. وننام أكثر مما نصحو. ونتناسل أكثر مما نعرف كيف نربي الأجيال. يأكل بعضنا من الطعام إلى حد التخمة، بحيث لا ندري ما نفعل بالفضلات. أنت يا سيدي إنسان منتج. تنتج هذه الزبالة. ثم تنزل مع عشرات الألوف إلى الشارع، لمطالبة حكومة تمام سلام بترحيل النفايات إلى أين...؟! لا أنت. ولا الحكومة. ولا الحراك الشعبي يعرف إلى أين. بعضهم يقترح تصديرها إلى الخارج. فهناك بلدان تعلمت كيف تتخلص من النفايات، بطريقة علمية تحمي نظافة البيئة. وبراءة الطبيعة. الحراك الشعبي اليوم هو الحزب الجماهيري. حزب أوحد لا يعترف بالأحزاب. والتيارات. والمراجع. والهيئات. والزعامات. حزب ينكر الانتماء إلى طائفة. وسياسة. وقبيلة. والتحدي الأكبر لهذا الحراك أن يبقى بعيدا عن السياسة. فالتسييس له في بلد كلبنان مؤلف من 17 دينا. ومذهبا. وطائفة، يفقده زخم حراكه. ويقتله فورا. الأحزاب. والتيارات. والحركات السياسية والدينية ترى في الحراك خطرا على نفوذها وامتيازاتها التي راكمتها منذ الحرب الأهلية. وبالذات منذ خروج الجيش السوري من لبنان (2005). والطبقة السياسية التقليدية والمرجعيات الدينية أيضًا تعتبر الحراك الشعبي مهددا لحرفتها السياسية والقداسية. وباعها طويل الخبرة في ركوب التحركات الشعبية.

كذلك، فالقوى الأمنية بما فيها الجيش اللبناني، تجد في الحراك الشعبي تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار. وتحديا لها في حماية حلفها مع الطبقة السياسية الحاكمة. وهكذا، فعندما ارتكب الحراك الشعبي الخطأ الفادح في محاصرة «سراي» الحكومة. واقتحام مبنى وزارة البيئة، بادرت القوى الأمنية إلى استخدام القمع والعنف ضد الجمهور الشبابي، للمرة الثانية خلال عشرة أيام. كان من الأفضل للحراك الشعبي اللبناني تشديد الحصار على مجلس النواب، بدلا من محاولة اقتحام سراي الحكومة، حيث مقر رئيسها تمام سلام. أو مقر وزير البيئة محمد المشنوق المقرب من سلام. لماذا مجلس النواب؟ الجواب في اعتراف رئيسه المزمن نبيه بري: «أردنا أن نسيّس الطوائف، فإذا بنا نطيّف الأحزاب»!

هذا الزعيم الطائفي يترأس حركة «أمل» الشيعية التي هي «السنِّيد» المباشر لـ«حزب الله». وهي محسوبة على النظام السوري قبل وبعد انسحاب جيشه من لبنان. وفي كل تحرك سياسي أو شعبي يهدد هيمنة الحزب على لبنان الرسمي، يسارع بري في براعته السياسية، إلى طرح مبادرة «حوار» بين ممثلي الطيفين السياسي والحزبي التقليديين. كان على بري أن يفتح أبواب المجلس النيابي، ليكون الحوار السياسي حيث يجب أن يكون: تحت قبة السلطة التشريعية ونوابها المنتخبين شعبيا. وليس حول مائدة بري في بيته، وتحت وصايته. وقد ثبت عقم هذا الأسلوب في تقديم حلول، لأزمات الحياة السياسية واليومية في لبنان. بدلا من ذلك، أغلق الرئيس بري مجلس النواب بالقفل والمفتاح. فعل ذلك في عهد حكومة فؤاد السنيورة التي اعتبرها «غير شرعية»، بعدما شلها عن العمل «الثلث المعطل» من وزراء «أمل» و«حزب الله». وشريكهما العماد ميشال عون، الذي تشكل مظلته المارونية إنقاذا وتسترا على طائفية الحزب، ومجازره في سوريا. في متاهة حيرته، وجد الحراك الشعبي «الغشيم» باللعبة السياسية، في الهجوم على الرئيس تمام سلام ووزير البيئة، الطرف الذي يظن أنه الأضعف والأكثر تأدبا، في التعامل مع الطيفين السياسي والشارعي. لكن، كما يدل تسلسل الأحداث التي قادت إلى انتفاضة الحراك الشعبي، كان تمام سلام هو المبادر الحقيقي، إلى حث الوزراء على التحرك. والعمل. وعدم ربط التنفيذ بمواقف زعمائهم السياسية والمصلحية المعرقلة والمعطلة للخدمات العامة. وللحياة اليومية، لخمسة ملايين لبناني. و1.5 مليون من ضيوفهم السوريين. و600 ألف فلسطيني في المخيمات. لا أعرف تمام سلام. كانت صداقتي واحترامي لوالده صائب سلام رجل الزعامة الذي ربط نزقه السياسي بحقوق وكرامة شارعه الشعبي، بحيث لم يكن الرؤساء الموارنة المتعاقبون يرغبون في إيلائه منصب رئيس الحكومة. لكني أعرف أن الابن تمام مارس السياسة بأناقة. ونزاهة. وزهد. وترفع عن النكايات، مغردا خارج سرب طبقته السياسية التقليدية.

لذلك تأخر وصول تمام إلى المنصب، وعندما جاءه وهو على عتبة السبعين من العمر، فلم يكن قد سعى إليه. وتشاء مصادفات السياسة أن يغدو تمام رئيسا لحكومة تمارس سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية. ومن غير المرجح أن يستقيل تحت ضغط الحراك الشعبي أو حرتقات «حزب الله» والعماد عون المطالب هو وأصهاره بمنصبي رئيس الجمهورية وقائد الجيش. فالاستقالة هنا تعني غياب الدولة اللبنانية، نتيجة للتفريغ الإيراني المتعمد لمؤسساته: الرئاسة. الحكومة. مجلس النواب.

ناقشت ذات يوم الصديق صائب سلام، في جدوى حرصه على جمع نواب المجلس، لانتخاب الرئيسين بشير الجميل. ثم شقيقه أمين في الثمانينات اللبنانية. وكان جواب الراحل الكبير في أن لبنان يفقد كيانه واستقلاله بلا رئيس.

كان صائب سلام في هذا الاعتقاد يعبر عن موقف الشرائح السنية الأرستقراطية والبورجوازية التي نظّرت، في أدبياتها السياسية منذ ثلاثينات القرن الماضي، للبنان عروبي يضحي بالوحدة القومية مع سوريا، ليضمن موافقة الطوائف المسيحية، وبالذات المارونية، على استقلال لبنان عن فرنسا. وبالفعل، حقق الشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح هذا الوفاق الماروني - السني، في مطلع الأربعينات. في رثائي للراحل صائب سلام، نشرت في «الشرق الأوسط» تفاصيل اعتراضي على ترئيس بشير الجميل رئيسا في «العصر الإسرائيلي» في لبنان. فبلغ احترام الديمقراطية في حرية التعبير، عند الابن تمام سلام، أن نشر ما كتبت في ذكريات كتاب ضمّ بين دفتيه ما قاله الكتّاب والساسة عن صائب سلام. أيضًا لا أعرف وزير البيئة محمد المشنوق. لكن أعرف الصحافي محمد المشنوق الذي كنت أنشر في مجلة «الوطن العربي» الباريسية تقاريره الأنيقة عن ملابسات الأزمة اللبنانية وأسرار تطوراتها. وكم كنت أتمنى على الرئيس تمام إيفاد وزير البيئة في جولة خليجية، ليتفقد تقنية حل قضية النفايات هناك. ولعل تكسر النصال على نصال السهام الموجهة إلى رئيس الحكومة ووزيره، حال دون ذلك. وبعد، لا أفصل بين الحراك الشعبي في لبنان ومثيله في العراق. بل لا أفصلهما عن الحراك الشعبي في سوريا، في استقالته من وطن يبيد فيه النظام شعبه. ولا أتمنى أن تصاب المجتمعات العربية بويلات العدوى بالحراك الشعبي. يكفيها ما أصابها من عذاب الحراك السياسي والطائفي. ولا أريد أن يتعامل العالم مع السوريين كعصافير مهاجرة. ويسكت عن تفريغ سوريا من عروبتها. الحراك الشعبي حالة مهزوزة غير مستقرة. فهو أزمة عابرة من أزمات الرأسمالية التي ما زالت تعرف كيف تجد حلولا سحرية. مؤقتة أو دائمة لأزماتها، على حساب مجتمعاتها المكتوية بنارها.

 

تدخل الخليج في اليمن ومبدأ الردع

عبد الرحمن الراشد/الشّرق الأوسط/08 أيلول/15

الخسارة المؤلمة في انفجار مأرب؛ الخمسة وأربعون إماراتيًا، والعشرة سعوديين، وكذلك الخمسة بحرينيين على الجبهة مع اليمن، أكدت على جدية الالتزام، وحقيقة التعاون في مواجهة الأوضاع الخطرة في المنطقة التي تزداد صعوبة على الجميع. وهو رغم قسوته يبقى عملا كبيرا ومهما. في رأيي، تكمن أهمية التعاون الخليجي العسكري السياسي ليس بكسب الحروب فقط، بل الأهم في تثبيت مفهوم الردع. بوجود قوة مشتركة تكون التكلفة عالية جدًا على الطرف الآخر. نحن في خضم فوضى عارمة منذ أن تغير المشهد الإقليمي بشكل كبير في عام 2011، والأرجح أن يستمر في فوضاه للسنوات القليلة المقبلة، ويحمل المزيد من المخاطر السياسية والأمنية والعسكرية على دول المنطقة عموما. وهذا يفرض التعاون على دول الخليج وحليفاتها إن أرادت أن توقف التغيير، وتمنع التدخلات الخارجية التي تستهدفها، وتحول دون امتداد الفوضى إلى بلدانها. الثمن لن يكون غاليًا على هذه الدول وحدها التي تدافع عن نفسها، بل ستجعله مكلفًا لخصومها أيضًا. تقلبات المنطقة نتيجة مباشرة للانهيارات التي تلت ثورات تلك السنة، والفوضى التي أعقبتها والمستمرة حتى اليوم. وكذلك بسبب التنازع الإقليمي، الإيراني ضد الخليجي. وبفعل التنازع داخل الدولة الواحدة، مثل الإخوان ضد الدولة في مصر، وتمرد الحوثي مع الرئيس المعزول صالح ضد الحكومة الشرعية في اليمن، والمعارضة ضد نظام الأسد في سوريا، ووقوف الحكومة في ليبيا في وجه الجماعات المعارضة والمسلحة، ودفاع الحكومة المركزية عن نفسها في العراق. وطبعًا هناك عامل آخر، هو ظهور تنظيم داعش مع «القاعدة» كقوة مزعزعة لاستقرار المنطقة في سوريا والعراق واليمن وليبيا وجيرانها. عمليا سقطت حرمة الحدود المرسومة، ولم تعد تحترم قواعد الاشتباك المتعارف عليها في النزاعات، ولم يبق أمام دول المنطقة خيار النأي بالنفس، كما كان الحال ممكنًا في السابق. صارت خياراتها قليلة، أبرزها الدفاع عن نفسها، كما هو حال السعودية وشقيقاتها الخليجية في اليمن، وكذلك تركيا في سوريا، ومصر في ليبيا. مع التحوط الدائم ضد المخاطر والحروب المحتملة جدا، كما يفعل الأردن على جبهتيه مع العراق وسوريا. نضيف عاملا أساسيا، وهو التدخل العسكري المباشر والكبير لإيران، لأول مرة في تاريخها الحديث، حيث تخوض حروبًا خارجية في دولتين عربيتين، العراق وسوريا. ولا يجب أن نقلل من أهمية الأزمات الإنسانية لملايين من سكان الدول الأربع، سوريا والعراق واليمن وليبيا. الصورة تعبر عن منطقة تتطاحن فيها قوى في معارك شبه يومية على جبهات متعددة، واستنفار عسكري على مدار الساعة وطول العام. كل هذا مرهق للدول والجيوش، للشعوب والموارد المالية للحكومات. هدفي القول إن الواقع القائم، كما هو الآن، يفرض أهمية التعاون وحيويته. التعاون السعودي الإماراتي العسكري والسياسي بلغ مرتبة لا مثيل لها في تاريخ مجلس التعاون، وذروته في حرب اليمن، التي يفترض ألا نقلل من مخاطرها وإشكالاتها. وبدخول قطر عسكريا في الجبهة اليمنية، وسبقتها البحرين، يمكن أن تؤسس لقوة متعددة وقادرة على المواجهة والدفاع عن نفسها ومصالحها، لما وراء اليمن. وهذه المرة الأولى التعاون دون الاصطفاف خلف قوة كبرى، كما كان الحال في حرب تحرير الكويت قبل خمسة وعشرين عامًا. لا أريد أن أبالغ بتصويرها كقوة قادرة على تغيير الخارطة أو منع الفوضى الإقليمية، فهذه مهمة عسيرة، إنما هي قوة قادرة على الدفاع عن حدودها ومصالحها العليا. وقوة المجموعة الخليجية، أيضا، في علاقاتها الدبلوماسية الواسعة ونفوذها الاقتصادي.

 

نحن وإيران

شارل رزق/وزير العدل السابق/النهار/7 أيلول 2015

من السذاجة التوهم ان ايران تحتاج الى الاتفاق النووي مع الغرب لنشر نفوذها في المنطقة، فهي بدأت بترسيخ هذا النفوذ منذ الثمانينيات، وخصوصا من خلال "حزب الله". غني عن التذكير بأن هذا الحزب يحمل رؤية تتجاوز لبنان الى سوريا والعراق واليمن ومنطقة الخليج. فليكف السذج عن مطالبته بحصر نشاطه داخل الحدود اللبنانية. ليس لبنان في ذاته مجال عمل "حزب الله"، بل هو نقطة انطلاق الى سائر مناطق الشرق الاوسط ودوله. ولا بد من الاعتراف بأن تجربة "حزب الله" في لبنان ومقاومته الجيش الاسرائيلي حققتا نجاحاً كبيراً منذ الثمانينيات، تدربت من خلالهما ايران على مواجهة الجيوش الغربية، والجيش الاسرائيلي واحد منها، الا ان مكسبها الحقيقي تأتّى من إيهامها الدول الست، ولا سيما الولايات المتحدة الاميركية، ان قرارها بإرجاء صنع سلاحها النووي هو تنازل كبير تستحق في مقابله ترضيات مالية وسياسية كبيرة، في حين ان الواقع مغاير لثلاثة أسباب:

أولاً - لا تحتاج ايران الى سلاح نووي لتنفيذ استراتيجيتها الحالية التي تنحصر في نشر نفوذها على الشرق الاوسط. وامتلاكها السلاح النووي لا يقدم ولا يؤخر على هذا الصعيد، بل يمكن ان يضر بمصالحها، لأن من شأنه اطلاق تسلح نووي سعودي في المقابل.

ثانياً – سلاح ايران الاقوى في المنطقة يكمن في أن 40 في المئة من سكانها ينتمون الى الطائفة الشيعية، باحتساب ايران نفسها واستثناء مصر المنصرفة الى مشكلاتها الداخلية.

ثالثاً – إن قوة ايران تتجاوز الاعتبار الطائفي، فالنزعة القومية الفارسية فيها، وهي أقدم دولة في التاريخ، تسبق الاعتبارات الطائفية، بل هي تستخدم النزعة الشيعية لتحقيق اهدافها القومية الفارسية. يساعدها في ذلك الفراغ الايديولوجي المقابل، وتخبّط القومية العربية وتراجعها منذ نحو خمسة عقود، تحديداً منذ هزيمة 5 حزيران 1967.

إلا ان تبدلا طرأ على النهج السياسي الإيراني في لبنان، وانعكس على مواقف "حزب الله" الاخيرة. فهو يمارس سياسة أكثر مرونة، هي مزيج من التهدئة والتصعيد، يعوّل فيها على ذراعيه السياسيتين: حركة "امل" بقيادة نبيه بري، و"التيار الوطني الحر" بقيادة ميشال عون. يتولى بري سياسة التهدئة متحفظا عما يذهب اليه عون، في حين يلعب الاخير لعبة التصعيد، ويسهل على ايران استغلال طموحاته من خلال اثارة مواضيع تهمه مثل رئاسة الجمهورية والتعيينات العسكرية وغيرها. وهو سريع الاستجابة في مرحلة يحتاج فيها الى تعبئة قاعدته المسيحية وإبعادها عن قلق انتابها بسبب طريقة انتقال رئاسة "التيار" من عون الى خلفه. هذه بعض معطيات موضوعية علينا نحن اللبنانيين ادراكها للاتفاق على سياسة تأخذ في الاعتبار الصعود الايراني المطّرد في المنطقة، وتؤمن مصالحنا في الوقت نفسه، بعيداً عن العواطف

والأهواء.

 

الكتل «تفتح» باب الحوار.. قبل الطاولة

باسمة عطوي/المستقبل/08 أيلول/15

تنعقد طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم غد الاربعاء، وسط تباين واضح بين القوى السياسية المشاركة على جدول الاوليات التي تقود إلى الخروج من الازمة السياسية الخانقة، والتي حددها رئيس المجلس بالإنتخابات الرئاسية وقانون الانتخابات وتفعيل العمل الحكومي وملف النفايات، إذ تعتبر قوى 14 آذار أن الخطوة الاساسية للحل تبدأ بإنتخاب رئيس للجمهورية لتكر بعدها سبحة الانفراجات، سواء على المستوى التشريعي أو الاتفاق على قانون للإنتخاب أو تشكيل حكومة، في حين أن قوى 8 آذار تقول صراحة انها ذاهبة للحوار بنفس المطالبة بانتخاب رئيس مباشرة من الشعب، أو إقرار قانون للانتخابات يليه إنتخاب مجلس نيابي جديد يتولى إختيار رئيس الجمهورية، وبين هذين الرأيين يتربص الحراك المدني بالمتحاورين خارج المجلس النيابي الذي سيجتمعون فيه من خلال تظاهرة تطلق هتافات ضدهم وتتوعدهم بالمحاسبة، في حين أن الوضع الاقليمي والدولي لا يشير إلى قرب وصول «كلمة السر» لإنهاء الفراغ إلى آذان النواب، بعدما أقر الجميع علانية أن حل الملف الرئاسي ليس لبنانيا. وسط هذا المشهد السوريالي هناك نقطة أساسية يتفق عليها الطرفان، ألا وهي أهمية الحوار وسط تعالي الامتعاض في الشارع من الاداء السياسي الذي يفاقم الازمة، والتي يدفع ثمنها المواطن تعطيلا في ملفات إقتصادية وحيوية، وإن كان الجميع لا يراهن كثيرا على ما يمكن أن ينتجه لاحقا، إذ يشدد عضو كتلة «المستقبل« النائب أحمد فتفت لـ«المستقبل« على «أهمية الحوار في هذه المرحلة إنطلاقا من أنه حوار إستيعابي لما يجري على الساحة الداخلية من ضغط ومن حراك شعبي، بانتظار التسوية التي ستحصل على الساحة الاقليمية والدولية»، ويوافقه الرأي عضو كتلة «الكتائب« النائب إيلي ماروني الذي يلفت، إلى أن «الكتائب مع الحوار لأن البديل هو الساحات، وفي ظل الفوضى التي تعيشها الساحتان الداخلية والاقليمية لا بد من فتح النقاش لردم التباين الحاصل حول الرئاسة الاولى والعمل الحكومي». من جهته يعتبر عضو «اللقاء الديمقراطي« النائب هنري حلو أن «الحوار هو ضرورة ملحة خاصة في هذه الظروف»، لافتا إلى أن «إجتماع قادة الكتل النيابية والنقاش مباشرة في الملفات العالقة يعطي فرصة أكبر للوصول إلى حل». بالنسبة الى «القوات اللبنانية« يشير عضو كتلتها النائب أنطوان زهرا إلى أن «القوات ليست متفائلة بجدوى الحوار إنطلاقا من التجارب الحوارية السابقة ولهذا كان القرار بعدم المشاركة»، مضيفا «إذا لم تتوصل طاولة الحوار إلى إتفاق لإنتخاب رئيس بموجب الدستور فربما تتوصل إلى حل لتفعيل العمل الحكومي ، وهذا الأمر برأينا لا يحتاج إلى حوار بل إلى إتفاق سياسي بين الفرقاء».

على ضفة قوى 8 آذار هناك إجماع أيضا على أهمية الحوار في هذه المرحلة ، لكن كل من وجهة نظره ، ففي الوقت الذي يحرص فيه نواب «حزب الله« على الحديث عن هذا الموضوع، يعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية« النائب ميشال موسى أن «البلاد تعيش حالة تأزم سياسي ومؤسساتي وبالتالي لا بد من تحريك المياه السياسية الراكدة وإعادة إنتاج السلطة التي تلبي تطلعات المواطنين المطلبية، والتي تمر حتما عبر الحكومة ومجلس النواب، وبالتالي فالحوار هو محاولة لجمع الفرقاء لتقصير المسافات للوصول إلى هذا الهدف».

من جهته يشدد عضو تكتل «التغيير والاصلاح« النائب آلان عون على ان «أهمية الحوار في هذه المرحلة التي تشهد تأزما كبيرا، في قدرته على جمع القوى السياسية للتفتيش عن مخرج للأزمة، وهذا أمر ضروري في ظل الحراك الشعبي الكبير الذي يشكل التيار الوطني الحر جزءا منه، بمعنى آخر هناك أزمة رئاسية وحكومية ونيابية وهناك سلطة سياسية مقصرة في واجباتها تجاه المواطن وعلى الجميع إيجاد مخرج للنفق الذي تعيشه البلاد».

ويوافق رئيس حزب الطاشناق النائب آغوب بقرادونيان على كلام عون مؤكدا «دعمه للحوار بالمطلق، بالرغم من التجارب غير المنتجة للحوارات السابقة، لكن لا بد من إعطاء الحوار هذه المرة الجهود القصوى لإخراج البلد من المشاكل المتراكمة».

وإذا كان الجميع يقر بأن حل معضلة الاستحقاق الرئاسي ليس لبنانيا بالرغم من أنه بند أول على جدول أعمال الطاولة، فالسؤال المشروع الذي يطرح «ما الذي يمكن أن ينتجه على الساحة الداخلية«؟ ويجيب فتفت بالقول: «لنكن واقعيين لا يمكن أن يكون الحوار منتجا إلا إذا تعهد حزب الله بأنه سيطبق ما يتم الاتفاق عليه، أو أنه سيتنازل عن أجندته الخاصة لصالح اللبنانيين جميعا، وقناعتي أن لا نية للحزب بذلك من خلال تصريحات مسؤوليه الذين يعتبرون رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون هو مرشحهم الاول للرئاسة، وبالتالي يكونون بذلك قد أسقطوا نية الحوار مسبقا». ويقول حلو بأنه «متفائم» مما سينتجه الحوار، «لكنه بالتأكيد باب جدي نحو معالجة الملفات الحياتية للناس، بالإضافة إلى أن إنتخاب رئيس هو مفتاح الحل لباقي الملفات الاخرى مثل قانون الانتخاب وتشكيل حكومة جديدة».

ولا يبدي ماروني «تفاؤلا كبيرا بإمكانية حصول خرق كبير لجدار الازمة من خلال الحوار، لكن لا يمكن رفضه لأنه وسيلة للتواصل ولا خيارات أمام القوى السياسية سوى نقاش الملفات العالقة إلى أن يتم الاتفاق على أي منها».

ويوافق بقرادونيان على كلام ماروني، معتبرا أن «على كل الاطراف المشاركة مسؤولية وطنية والتفتيش عن مخارج من دون إستباق الامور أو المقارنة مع التجارب الحوارية السابقة». من جهته يعتبر موسى أنه «لا يمكن للقوى السياسية الاستقالة من واجباتها الوطنية مهما كانت الفروقات في الآراء كبيرة بينها، والمصلحة الوطنية تقتضي أن يسعى كل من 8 و 14 آذار إلى تقريب وجهة النظر للوصول إلى قواسم مشتركة وبالتالي فنتائج الحوار هي رهن بنية المتحاورين في العمل على إنجاحه للخروج من عنق الزجاجة التي يعلق فيها المواطن». هذا الترقب لما يمكن أن ينتجه الحوار يعبر عنه عون بالقول: «لن تكون طاولة الحوار مختلفة عن المحاولات السابقة، وملامح ما يمكن أن نتوصل إليه حول الطاولة ستظهر من الجلسة الاولى، من دون أن ننسى أن هناك تحديات تواجهنا وعلينا العمل للخروج منها».

 

كي لا يضيع لبنان ويصبح تفصيلاً سورياً

خيرالله خيرالله/المستقبل/08 أيلول/15

يبدو بعض من هدوء وضبط للأعصاب، فضلا عن التحلي ببعد النظر، ضرورة لبنانية هذه الأيّام. يكفي اللبنانيين التمعن بما يدور في سوريا كي يلجموا شهواتهم، خصوصا إلى رئاسة الجمهورية ومنع «حزب الله» من السير في مشروعه الهادف إلى تغيير طبيعة النظام اللبناني عن طريق طرح «المؤتمر التأسيسي». ما تمرّ به سوريا أمر في غاية الخطورة ستكون له انعكاساته على دول المنطقة كلّها وذلك في وقت يتمدّد «داعش» في كلّ الاتجاهات بدعم من نظام بشّار الأسد وبالتواطؤ معه. يأتي ذلك في وقت يظهر جلّيا أن لدى ايران مشروعا خاصا بها يقوم على انشاء دويلة علويّة على طول الشاطئ السوري. تريد لمثل هذه الدولة أن يكون لها امتدادها اللبناني كي يتمكن «حزب الله» من حماية ظهرها من منطلق مذهبي ليس إلاّ. لا تبدو روسيا بعيدة عن هذا المشروع الإيراني. الدليل على ذلك تورّطها المباشر اكثر فأكثر في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري. لم تعد هذه الحرب ترحم الأقلّيات، مثلما لا ترحم الأكثرية السنّية المستهدفة بعملية تطهير مدروسة ذات طابع عرقي. يشمل المشروع الإيراني في سوريا تبادلا للسكان على اساس مذهبي. مطلوب تهجير اهل الزبداني من اجل تسهيل قيام الممرّ الذي يربط الدويلة العلوية بالأراضي اللبنانية الواقع تحت سيطرة «حزب الله». مطلوب ايضا السيطرة على دمشق عبر تجنيس لبنانيين وعراقيين وايرانيين وافغان من مذهب معيّن. مطلوب، كذلك، الإتيان بسكان من قرى شيعية في محافظة ادلب عاشوا مئات السنين بوئام مع مكونات المجتمع السوري ووضعهم في الزبداني وغير الزبداني، ما دام الهدف اخضاع دمشق وتطويقها. المشروع الإيراني في سوريا مستحيل التحقيق. لكنّه في غاية الخطورة، لا لشيء سوى لأنّه يستهدف في نهاية المطاف تقسيم البلد نتيجة فقدان القدرة على ابقائه كلّه تحت سيطرة النظام العلوي، الذي اقامه حافظ الأسد والذي تحوّل في عهد بشّار الأسد إلى نظام العائلة وقسم من الطائفة بالتحالف مع بعض رجال الأعمال السنّة في المدن وبعض الأقلّيات المستفيدة من السمسرات والصفقات... أو على الأصحّ من فتات ما تتركه العائلة للسوريين الآخرين. مجدّدا، يُفترض باللبنانيين التحلي بالرويّة، على الرغم من أن الكيل طفح لدى المواطن، خصوصا في ظلّ العجز الحكومي عن التعاطي مع أي مشكلة معيشية، بدءا بالنفايات وانتهاء بالفساد الذي ينخر عظام كلّ مؤسسات الدولة. ولكن، على اللبناني، من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق أن يتذكّر أنّ «حزب الله» يحمي المتهمين بكل انواع الجرائم ويعطّل معظم الإدارات واقام سلطة فوق السلطة لا تحترم الحدود الدولية للبنان. الحزب المسلّح، الذي هو كناية عن ميليشيا مذهبية في اساس الفساد. هل تظاهر لبناني لسبب مرتبط بقتال «حزب الله» في سوريا، غير آبه بأن لبنان دولة ذات سيادة وحدود معترف بها دوليا. هل من جريمة اكبر من هذه الجريمة في حق لبنان واللبنانيين؟ ما نشهده حاليا في سوريا فصل أخير من فصول النهاية البطيئة للنظام. يعطي اغتيال الشيخ الدرزي وحيد البلعوس زعيم «تجمّع مشايخ الكرامة« في جبل العرب فكرة عن الدرك الذي وصل اليه النظام الذي لم يعد قادرا على التعاطي مع الأقلّية الدرزية المنتفضة عليه والرافضة للمشاركة في حربه على أهل درعا. افلاس النظام السوري ليس بعده افلاس. لذلك على اللبنانيين أن يكونوا أشدّ حذرا من أي وقت. عليهم التساؤل في شأن المكمن الحقيقي للفساد. عليهم السعي إلى معرفة مَن يحمي الفساد والفاسدين. مَن يمرّر إلى السوق اللبنانية بضائع يستوردها من دون جمارك. مَن يمنع العرب من المجيء إلى لبنان والاستثمار فيه. من يضرب مؤسسات الدولة اللبنانية. مَن يعطّل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

على اللبنانيين من ذوي النيات الحسنة التساؤل: مَن عطل جلب الماء للمواطن ولمّ النفايات واقامة شبكة الطرقات واقامة خطوط للسكة الحديد بما يربط المدن والمناطق اللبنانية ببعضها البعض. مَن وضع العراقيل منذ العام 1992 في وجه الكهرباء. مَن عطل كل مشروع يصب في تنمية لبنان واعماره. مَن هجر اللبنانيين وفوت كل الفرص عليهم. مَن يدعو حاليا إلى الإنتقام من بيروت. مَن يدعو إلى ضرب القطاعات المنتجة... هذه امور تستحق التظاهر من أجلها، ولكن من دون تجاهل ما يدور في سوريا والمنطقة. ما تمرّ به سوريا سيغيّر المنطقة كلّها، بما في ذلك لبنان الذي عليه حماية نفسه بدل الغرق في ازمة النفايات. عليه الخروج من هذه الأزمة بأقل مقدار ممكن من الخسائر، مع الإعتراف طبعا بفشل الحكومة في معالجة هذا الموضوع المهمّ، وهو فشل يتطلب تغيير الحكومة في اسرع وقت. ولكن هل من مكان للفراغ الذي لا يسدّه سوى انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ عند تغيير الدول، احفظ رأسك. هذا ما يقوله العقلاء في هذا البلد وفي محيطه. من يريد اسقاط النظام ومن يريد تغييره؟ الجواب بكلّ بساطة أن الخوف كلّ الخوف من أن يستخدم «حزب الله» اللبنانيين، خصوصا بعض المسيحيين، خدمة للمشروع التوسّعي الإيراني. هذا المشروع يعني أوّل ما يعني ضياع لبنان وتحويله تفصيلا سوريا. اللعبة الكبرى في سوريا. إنّها اكبر بكثير مما يعتقد، خصوصا بعد انضمام الروسي إلى الإيراني في القتال على الأرض وبعد التهديد المباشر للدروز، الطائفة المؤسسة للكيان السوري في شكله الحالي.

 

الثورة في جمهورية الهواة

الدكتور نبيل الطويل/النهار/7 أيلول 2015

يتألم اللبناني مما ينتابه من مآس وكذب ودجل و"ضحك على الذقون". يتألم منذ أبصر النور في بلد الاغتصاب، حيث الحاكم هو هو بالوجه والنظرة والبذة البيضاء ذاتها أو هو ومن يرثه برؤية ضبابية، بل سوداء. اللبناني البسيط يتألم عندما يرى طاولات حوار ومن يتحاور حولها. وقد اعتاد رؤيتهم، بل سئم رؤية الوجوه نفسها "والبذات البيضاء"، سئم لأن موضوع الحوار هو ذاته: البحث في وسيلة أفضل لاغتصاب الناس والقضاء عليهم. منذ أكثر من 50 سنة يُغتصب اللبناني. في فكره كما في عقله وجسده وارضه بغية إضعافه وشرذمته اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. فكاد اللبناني البسيط يصبح في رمال متحركة: اذا مكث ساكناً يغرق واذا تحرك عجّل في سرعة غرقه! وشاء القدر أن يكون الانسان اللبناني في بلد يحكمه هواة حكم وسلطة... هواة نعرفهم وهم في تناقض مستمر يبحثون عن كيفية اذلال شعبهم وتركيعه.

إنهم هواة سلطة يبرعون في إنشاء اللجان والمهرجانات الخطابية والانشائية. انهم هواة يفرحون لمناصب توزع على الاهل والاقارب. انهم هواة لا يريدون الدفاع عن حقوق الانسان، بل يريدون الدفاع عن حقوق لسانهم واقاربهم وهم في رؤية ضبابية لمستقبل ضبابي يريدون بناءه.

انهم هواة يتلهون بالسباب والمناظرات الكونية وهم يسدّون أنوفهم الماكرة من كثرة روائح الفضائح والهبل المستميت. هواة يريدون البناء والصمود والتصدي وحفظ الحقوق وتفعيل الاقتصاد... بينما هم هواة سلطة يبذرون المال شمالاً ويميناً في الحفلات والاستقبالات والسرقات والهمروجات وبناء الباطون والحديد لردع شباب لبنان. هواة سلطة يضغطون على المواطن المسكين في لقمة عيشه سعياً لتحقيق مآرب معروفة منذ أكثر من 40 سنة.

هواة سلطة يرفعون شعار الوحدة الوطنية والسلم الاهلي والعيش المشترك والواقع، هم بعيدون كل البعد عن العيش والشراكة بل يختبئون وراء ألانعزالية الطائفية والمذهبية والاقطاعية العائلية الضيقة.

هواة وطن، هواة سلطة، هواة انشاء "سوبر ماركت" فيه ما طاب من أكل وشرب وأجهزة واسلاك شائكة وباطون وحديد... لجميع المناسبات السياسية والاجتماعية السخيفة قمعاً للمطالب وللشباب اليائس المطلب بحقه وبرؤية جديدة تنبع من عنفوانه. "سوبر ماركت" فيه كل شيء ما عدا الاهم: الكرامة. لم يعرف هؤلاء الهواة منذ أكثر من 40 سنة أن الكرامة لا تشترى ولا تباع مهما تنازل عنها المتاجرون بلبنان وشبابه انهم اصحاب مال حرام.

إنهم هواة في جمهورية هواة حيث المسلم خائف والمسيحي خائف والدرزي خائف والفلسطيني خائف والمهجر خائف: خوفاً من هؤلاء الهواة ومن الجوار والاقليم حيث الجوار خائف مما يخطط له ولمستقبله التعس.

فهناك اوهام تحولت حقائق. وهناك حقائق تم تجاوزها ونسيانها... مما أفرز في بلد الهواة هذا مخاوف كبيرة من تفتيت لبنان وضربه بارهابه وتركيعه... نعم هواة سلطة وأسلاك شائكة واصحاب انعدام الرؤية لا يعرفون أن الماضي خان شباب لبنان والحاضر الواقع خذلهم وارهبهم "وقرفهم" من خلال التمادي في حرمانهم أبسط حقوقهم: حقوق انسانهم. اما المستقبل فيسوده الخوف من فقدان الهوية والوجود الحر بحقوق الانسان لا اللسان. هواة سلطة وكراس وزينة من جميع الالوان. نسي هؤلاء الهواة بناء البلد ونسي اصحاب "البذات البيضاء" مصير المدارس والاولاد والاقتصاد والطبابة والكهرباء والماء والهاتف وفرص العمل والامن الخ... الى ابسط حقوق الانسان: العيش بكرامة الحقيقة والحرية. إنهم هواة سلطة. من خلال هذه التأملات الأليمة ندرك ان مرمى الخيار الواحد هو في الثورة، لكن ثورة باخلاقيات الحرية والمعبرة الجامعة القوية. بثورة للدفاع عن الحق ولكن بأدوات السلام. بثورة تريد الجهر بالحقيقة دون مواربة أو تحفظ حتى تفضح الظلم والظالمين. نحن دعاة ثورة لأن الحقيقة تحرر، نريد ان نكون شهود قيامة لبنان وطرد هؤلاء الهواة لا أن نكون حراس قبورهم. شباب لبنان يريد أن يكون حاملاً رسالة لبنان الجديد لا ساعياً لتحنيط اموات هؤلاء الهواة. شباب لبنان يريد أن ينشط بأخلاقيات الحرية لتعم الثورة جميع اللبنانيين: فليتسلح الكتاب والصحافيون لنشر الحقيقة. ويتجند الجامعيون وأصحاب الاختصاص للبحث في عمق الحقيقة. ويتكاتف المؤمنون بلبنان الحقيقي لدعم الثورة الصادقة ويسير شباب لبنان يداً بيد دون لون ولا شعارات سوى المطالبة بحقوقهم: حقوق انسانهم. إن النواب اصحاب "السعادة" لا يمكنهم أن يكونوا وكلاء عن الشعب، لأن الوكالة اصبحت باطلة، وعفا عليها الزمن. أما الجيش، الحل، الحصن المنيع لابناء الحقيقة فهو يحمي الثورات مع الحقيقة ليكون اللبناني ثابتاً في الحقيقة ومع الحقيقة، هكذا تكون الثورة في جمهورية الهواة هذه وهكذا سيبني شباب لبنان وطن ميثاق لا ساحة نفاق الهواة.

 

فشة الخلق" لا تصنع "ثورة"

مصطفى العويك/النهار/7 أيلول 2015

الحراك الشعبي الذي تشهده شوارع بيروت أعطى صورة أولية عن مدى اخفاق الطبقة السياسية الحاكمة مجتمعة في محاكاة طموح الشباب اللبناني، وتصميمها على المضي في النهج الاستغلالي والاستبدادي نفسه، ذاك أن خروج آلاف اللبنانيين من تحت عباءة أحزابهم، وربما طوائفهم، والتظاهر وسط العاصمة حاملين شعارات تدين الأحزاب السياسية والسلطة القائمة ومنادين بأبسط الحقوق الطبيعية التي من المفترض أن تكون في حوزتهم منذ الولادة لو أن هناك دولة حقيقية في لبنان، يؤشر الى وصول حالة القرف لدى المواطن اللبناني الى أعلى مستوياتها.قد يقول البعض أن تحرك هذه الفئة من الناس ليس بريئاً، وهو يأتي في توقيت سياسي مناسب لبعض الأحزاب التي يبدو انها تحركهم، كما تشاء، ضد أحزاب أخرى تبيّن للجميع أنها متضررة بشكل فعلي من التظاهر، وقد يقول البعض الآخر أن المحرك الرئيسي للتظاهرة هو مال خارجي وغرف سفارات أجنبية وغير أجنبية، وعلى افتراض صحة الأمرين معاً، إلا أنّ الثابت والأكيد أن الشعب اللبناني كفر بكل الطاقم السياسي الذي "طلعت ريحتو"، لكن ليس في مقدوره التصريح عن كفره حتى لا يخرج عن ملة التبعية الدينية والحزبية، ولذلك كان كلام رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في غاية الدقة، حيث قال: "لولا الطائفية لكنّا الآن في بيوتنا"، وهو كلام يدل على مدى الاحباط الذي يعيشه المواطن اللبناني العادي الذي لولا انتماؤه الديني والطائفي لكان أنجز ثورة كاملة على هذه الطبقة الحاكمة بحكم النظام الطائفي، ولم يكتف بـ"فشة خلق" اعتبرها البعض أكبر من انتفاضة وأقل من ثورة. لذلك تبقى العقبة الكبرى أمام أي تقدم شعبي طبيعة النظام الطائفي التي تمنع أي تغيير ممكن في لبنان، ولذلك أتت دعوة المتظاهرين الى اسقاط النظام، ربما من باب الجهل بطبيعة الحياة السياسية في لبنان او من باب الطموح الذي لا سقف له.

لا شك في أن التظاهرة كسرت الانقسام الحاد بين جمهوري ما يعرف بـ8 و 14 آذار، ووحدت الاثنين معاً في مطالب حياتية ضرورية واولوية كالكهرباء والمياه، ومعالجة ازمة النفايات، ولا شك أيضاً في أن النظر باستخفاف الى التظاهرة بصرف النظر عن الموقف منها سيرتد سلبا على المستهزء بها، ذاك أنّ تجرّأ البعض من الحزبيين وخروجهم في تظاهرة تنادي باسقاط أحزابهم خطوة تصعيدية وسابقة لم يشهدها لبنان من قبل، وهي مؤشر فادح وفاضح على اخفاق الأحزاب في استيعاب حتى مناصريها وتحقيق مشروعها الورقي الذي ينادي بشعارات سياسية مثالية، لكنه على أرض الواقع يغرق في وحول الفساد السياسي والمالي والاداري، ويقدم مصلحة الشخص على مصلحة الحزب والدولة والخط السياسي، بل يجعل الوراثة السياسية مصيراً لا بد منه في زمن غابت فيه الديموقراطية عن كل تفصيل قد تطاله ابتداء من احترام الرأي الآخر مروراً باجراء انتخابات نيابية ديموقراطية لا يمنع فيها المنافس من انتخاب نفسه أو حتى من التعبير عن رأيه، وصولاً الى اعتماد ثقافة الركوع أمام رئيس الحزب، مع مدح لشدة الافراط فيه يتضح انه يتواءم مع التدجيل، ولغة استعطافية ركيكة يتقصدها قائلها بهدف الوصول الى كرسي النعم اللامتناهي. لذلك فإنّ الافراط في التعويل على قادة الحراك الشعبي الذين لم يخرجوا على الرأي العام حتى الآن بخريطة طريق لحملتهم، خريطة تشكل عامل جذب لعشرات الالاف من اللبنانيين "القرفانين" من الوضع الحالي وقادرة على استمالتهم وجعلها خشبة خلاصهم، بعد أن خبروا كل المشاريع والخرائط الأخرى التي لم تزدهم إلاّ فقراً واحباطاً، وعرضت ثقتهم بدولتهم ولبنانيتهم الى كثير من الاهتزاز، هو افراط غير مبني على مرتكزات حقيقية تساهم في تدعيمه، فالعشوائية في الخطاب والاكثار من الحركات والتسميات هي باب لهدم العزيمة على المضي قدماً في الحراك، ونافذة يطل من خلالها بعض المتضررين من الحراك الشعبي لضربه وقسمه وجعله حركات شعبية عدة يغني كل منها على ليلاه. فالمطلوب اليوم عقلنة الشعارات والتواضع في الطموح وتوحيد الصف والمطالب ورسم اطارات عدة للتحرك المدروس، ومن ثم التوجه الى الرأي العام اللبناني ومخاطبة عقله لا غريزته، مستقبله لا ماضيه، وبالتالي مخاطبة فئة تكاد تكون نادرة من اللبنانيين هي الفئة التي تؤمن بربها وبدينها أو لا تؤمن، لكنها في كلا الحالين تؤمن بنفسها وبحقها في حياة أفضل في وطن صادرته المافيات وسرقته الصفقات، وكل ذلك تم على مائدة الطوائف أو من تحتها. فئة قليلة ونادرة نعم، لكنها متى وجدت وحدها تستطيع التغيير.

 

قراءة لحراك "طلعت ريحتكم" في ضوء نظرية الثورة

منى فياض/النهار/8 أيلول 2015

ما الذي يجري في لبنان الذي اطمأن الجميع فيه إلى أن الوضع الهش والمتفسخ الذي وصلنا اليه لن يشكل أي خطر على الطبقة السياسية بعدما أوصلت مواطنيها الى مأزق صعب؟ لقد كبّلت المجتمع داخلياً بقيود وازنت بدقة في كيفية توزيع حصص الطوائف على ممثليها، برضى شعوب هذه الطوائف أو من دونه. فهيمنت الزعامات القليلة التي وزعت الاستبداد بينها بدلاً من حصره بشخص "الرئيس" كما في الدول العربية. القيد الآخر خارجي يتجسد في ارتباط قوى المحاصصة الداخلية بقوى خارجية متعارضة المصالح ومن بينها من يعمل على تخريب المجتمعات العربية من طريق وكلائه الداخليين، الأمر الذي جمد المطالب السياسية لعجز حكومة وبرلمان قيدت سلطاتهما امام واقع وجود سلطة موازية تستقوي عليهما بسلاح إيراني لا يتجرأ الكثيرون على تعيينه كغير شرعي وتريد الهيمنة بالقوة الناعمة. فتوزع الجمهور اللبناني على هذه الولاءات المختلفة لكن المتناغمة المتفقة على استغلاله داخلياً. وقمعت مطالب اللبنانيين المدنيين والعلمانيين على مذبح الطوائف وحرّاسها، سواء كانوا دينيين أو مدنيين.

لم تتنبه الطبقة الحاكمة أن للصبر حدوداً حين عملت على إفشال حراك هيئة التنسيق – بعدما بالغت الأخيرة بتقدير قوتها - وضربت عرض الحائط بتململ المجتمع اللبناني وافقرته وعطشته وعتمت عليه وخرّجت عاطلين عن العمل وطالبي هجرة. فتفاقمت الاوضاع خصوصاً بعد أن أُثقل كاهل "الدولة المستضعفة" بأزمة المهجرين السوريين من وطنهم. لكن قشة الانفجار كانت انعدام حساسية الحكومة ومعطليها أمام روائح القمامة التي زكمت الأنوف. والروائح ليست مواد خارجية "ننظر" اليها عن بعد؛ انها مواد عضوية و كيميائية متطايرة تدخل انوف اللبنانيين ورئاتهم حرفياً. فهي لا تُطاق مجازاً وواقعاً.

التسبب باهتراء الدولة ساهم به الجميع. من صم الاذان عن المطالب ومن عطل مجلس النواب ومنع انتخاب رئيس؛ الى درجة التغني: ما حاجتنا لرئيس؟ كله ماشي!!

المفاجأة كانت خروج المتظاهرين ضد الجميع: ضد الطبقة السياسية التي توحدت في وجههم والطوائف المتضررة من خروجهم على سطوتها كونها معتادة على جر حشودها الى أي مكان تريد.

الحراك جاء ليقول: خلص، اكتفينا. فهل هذا الحراك هو تمهيد لثورة على الطريقة الفرنسية؟ أم لتغيير متدرج على الطريقة الانكليزية؟ ام عرضة للإجهاض؟

وما معنى كلمة ثورة؟ ان معانيها متعددة ومتغايرة بين الماضي والحاضر وبين المعنى في الاصل اللاتيني وبينه في اللغة العربية. كما يختلف التعريف من منظّر الى آخر.

في المعنى الحديث للكلمة نجد ان لها معنى قلب النظام السياسي المفاجئ بالقوة. ويعرّفها القاموس كتغيير مفاجئ وعنيف للبنية السياسية والاجتماعية للدولة؛ تحصل عندما تنتفض مجموعة ضد السلطات القائمة فتستولي عليها وتنجح في الاحتفاظ بها.

من هنا نلاحظ ان تعيين الحراك بأنه ثورة يحصل عندما يؤدي الى الامساك بالسلطة. لكن توكفيل، ألقى نظرة نقدية على الحركة الثورية ولم يفرّقها عن ميل الأوطان للتمأسس في دول (مركزية او فيديرالية لكن مع توسيع السلطات). بينما توقف كارل ماركس، أمام اللامساواة المتزايدة التي تتسبب بها الرأسمالية، وطوّر التماساً على أساس أن الثورات تضع نهاية للامساواة القائمة في هذه البلدان. ولقد قامت الثورتان الروسية والصينية وفي بلدان العالم الثالث على هذا الاساس الماركسي. بينما قامت الثورة الفرنسية والثورة الاميركية انطلاقاً من الفكر الانساني الذي تم إرساؤه في ما عرف بعصر الانوار وخصوصاً مع آدم سميث وعقده الاجتماعي وروسو في فرنسا حيث تم إرساء أسس الليبرالية. في انكلترا حصل التغيير دون اراقة دماء ودون عنف، بل ثورات دستورية اذا أمكن القول.

أراد كرين برنتنان أن يبرز مختلف الدوافع المشتركة لتلك الحمّى التي تصيب الشعوب عندما لا تعود السلطة قادرة على تلبية توقعاتهم. وفحص كيف ولماذا تحصل هذه الحمّى، كيف تنمو وكيف تبلغ ذروتها، ومن ثم تهدأ رويدا رويدا. دون ان يعود الوضع مطلقاً الى الحالة التي كان عليها سابقاً. ولقد استنتج ان المشترك فيها هو رغبة الفرد في الانعتاق وفي تحقيق الكمال.

حين تظهر على الانظمة القديمة عموماً علامات ضعف تسمح باستشراف التغيرات المقبلة: الصعوبات الاقتصادية والمالية. عدم اهلية الحكومات والادارات على القيام بمهماتها. هجرة المثقفين وتعميق تناقض الطبقات او صراعها. وبعد فترة حضانة طويلة نسبياً تتسارع الاحداث بوتيرة متغيرة من حالة الى اخرى. والخلاصة ان الثورات هي نتيجة زرع قام به بشر راغبون بالتغيير. في معالجة جذور الثورات يمكن التمييز بين اتجاه ﭭيبري يأخذ في الاعتبار الأسباب الكامنة في قدرة الدول، او عدم قدرتها، على وضع سياسات عامة معينة لا تعمل فقط انطلاقا من مطالب او ضغوطات بعض المجموعات الاجتماعية، لكن تذهب الى حد ملاقاتها. ويبرز هنا دور لمكانة وموارد النخب السياسية – الادارية، غير الحساسة للمطالب الاجتماعية في سياق تاريخي محدد (ازمة اقتصادية) والمؤثرة بالبيئة الوطنية او العالمية. وهذا وضع لبنان بامتياز. كذلك يدعو توكفيل الى اعتبار الدولة كبنية ولفت الانتباه للتفاعلات بين الدولة والمجتمع، انطلاقاً من زاوية ترتيب الدولة التنظيمي بشكل مخصوص (موحدة او فيديرالية، مجزأة او لا، بيروقراطية او لا) الأمر الذي يؤثر على الثقافة السياسية الوطنية - كمفهوم السيادة مثلاً كما في حالة لبنان!! ليس في الإمكان إذن الحديث عن ثورة دون معالجة العلاقات التي يقيمها الافراد بالدولة. وهي مقولة سكوتشبول "اعادة الدولة الى محور النقاش". وهي ترى الثورات الاجتماعية كتحولات جذرية عميقة وسريعة وقد تكون مفاجئة وغير متوقعة ويترتب عليها تغيير البنى والنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولكنها تغييرات تحظى بقبول وتأييد الجماهير العريضة التي تعاني الظلم والاستبعاد والتهميش، وقد تلجأ إلى العنف لتحقيق تلك التغييرات المنشودة وإن تكن هناك ثورات بيضاء حسب التعبير السائد. يقطع هذا الالتماس الجديد مع النظرة التي تجعل من الثورات نتاج عمدي لبعض المجموعات الباحثة، بوعي، عن استبدال نظام سياسي بآخر. كما ينبه هذا الالتماس الى متغيرات لم تؤخذ في عين الاعتبار يشجع على اعتبار خاص للدور الذي تلعبه مكانة وموارد النخب السياسية – الادارية، غير الحساسة للمطالب الاجتماعية كما يحصل في السياق الراهن اللبناني. لقد وضع الحراك المدني اللاطائفي الطبقة السياسية وجها لوجه امام خياراتها لتحديد مصير البلد. إما دولة – وطن وإما البقاء كدولة - مزرعة وتحمل التبعات. من هنا يقع على عاتق القائمين على التحرك من جهة الحفاظ على الطابع السلمي الذي يمكنه وحده إنجاح التحرك الذي لا يزال في أول الطريق ويحتاج الى توظيف قدرات جديدة لاجتذاب اللبنانيين من حوله. وعلى عاتق الطبقة السياسية من جهة ثانية مدى رغبتها وقدرتها على الاستجابة لمطالبهم، وعدم أخذ البلد الى المجهول. أيكون هذا الحراك من مقدمات ثورة على الطريقة الفرنسية (تغيير النظام والشعارات الكبيرة المشابهة)، أم سيوصل الى التغيير على الطريقة الانكليزية عبر مطالب حياتية صغيرة وواضحة وقابلة للتحقيق؟ ما دام غير قادر على مواجهة من يهيمن على البلد ويعطله؟

تطور الاحداث وحدها كفيل بالاجابة عن هذه الأسئلة. لكنه في كل الأحوال تعبير عن سيرورة بدأت ولن تتوقف.

 

عون وجعجع: إعلان النوايا يترنح

منير الربيع /المدن/الإثنين 07/09/2015 

تجلى خلال يومين، مشهدان بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، على الرغم من الصور التي ظهر فيها إعلام القوات في تظاهرة الرابع من أيلول، ومن حرص رئيس حزب "القوات" سمير جعجع على عدم الإتيان على ذكر "التيار" في خطابه خلال قداس "شهداء المقاومة"، إلا أن المضمون كان مختلفاً، إن في كلمة الوزير جبران باسيل في ساحة الشهداء أو في كلمة جعجع من معراب، في مضامين الموقفين ثمة حرب إلغاء جديدة وغير معلنة بين الطرفين وإن كانا وقعا "إعلان النوايا" سابقاً.

 بدأ العونيون حربهم الإلغائية ضد "القوات" بحديثهم عن الحشد، وعن اكتساح الشارع، وبأن الأكثرية المسيحية لازمتهم دوماً وستبقى، لم يسمّ الرئيس الجديد للتيار إسم الخصم السياسي المسيحي اللدود، لكن سهامه طالت الجميع، قضى باسيل على كل المكونات السياسية في البلد، باستثناء حليفه "حزب الله"، واتهم الجميع بالفساد، وأعلن أنه لن يسمح بوجود من لا يقبل بوجوده. في كلمة جعجع أوجه تشابه أيضاً، هاجم جميع السياسيين بمن فيهم حلفاؤه ضمناً وفي وقت كان عون يدعو إلى الإنتخاب بالأقدام، خرج جعجع بدعوته إلى ثورة جماهيرية على فريقي الثامن والرابع عشر من آذار.

إن كانت التوجهات متناقضة ومتضاربة، إلا أن طريقة تسويقها لدى الطرفين كانت واحدة، تناسى باسيل أن تياره جزء أساسي من السلة الحاكمة منذ عشر سنوات، وأن حكومات عديدة عرقل تأليفها للوقوف على خاطره وخاطر توزيره واختيار الحقيبة له، حيث تدرج من الإتصالات إلى الطاقة والمياه وصولاً إلى الخارجية، بكل سوريالية وقف يوم الجمعة يطالب بالماء والكهرباء والإنترنت، متهماً الجميع بالفساد. كذلك جعجع، اعتلى منبر معراب ثائراً، مبدياً "قرفه" من كل ما يجري حوله خصوصاً أزمة النفايات والمحاصصات، حيّد نفسه عنها، واتهم الجميع بذلك الفساد، مستثنياً "القوات" التي لم تشارك سوى بحكومتين لأسباب إستثنائية، الفارق الوحيد أن جعجع لم يستثن أياً من حلفائه.

في المشهدية الإلغائية بين الطرفين ثمة ما هو أكثر تجذراً، في حديث النائب ميشال عون عن الأقدام والإقتراع بها، هناك ما يستدعي التوقف عندها، فاللعبة لم تتخط العددية، إلا أنها تخطت كل ما ورد في إعلان النوايا، ليكمل باسيل في اليوم التالي مضمون معنى الإنتخاب بالأقدام، فيشير إلى أن تظاهرة الرابع من أيلول ليست سوى بداية، وسيكون لها توابع، لافتاً إلى التحضير لتظاهرة باتجاه قصر الشعب، أي القصر الجمهوري، في استعادة لمشاهد العام 1988 عندما احتل عون القصر رافضاً الخروج منه.

 من إشارة باسيل هناك من يقرأ إمكانية إستعادة سيناريو ما بعد إنتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل، يستند هذه المرة على قوة "حزب الله" وفرضه رئيساً بالقوة، لكن ذلك يبقى رهن التطورات الإقليمية ووضع الحزب في سوريا، قابل مشهد الأقدام لدى العونيين، في مشهد مشابه، كان جعجع يستعين بالثورة على الفساد بالعودة في الذاكرة إلى "شهداء القوات"، وعند قوله أن أحداً لن يقدر على هزيمتهم أشار إلى "البدلات الزيتية، والرناجر"، في استعادة واضحة لمشهد الحرب، لغة البدلات العسكرية والرناجر لا يمكن إلا أن تقرأ كرد على أقدام عون.  من مفارقات حرب الإلغاء الجديدة بين الطرفين، أن "التيار الوطني الحر" عندما يحاور أو يهادن يذهب إلى النهاية، وعندما يخاصم أيضاً يذهب في حربه إلى النهاية، فيما يبقى جعجع أكثر توازناً، هاجم باسيل جميع الأفرقاء باستثناء حليفه "حزب الله"، فيما هاجم جعجع كل الفرقاء بمن فيهم حلفاؤه، وعند رفضه للحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري حرص على مغازلة بري والتودد إليه وذلك من سياق حربه على عون.

 هي حرب إلغاء جديدة بين الفريقين، يريد عون إقصاء الجميع واحتلال الرئاسة بالقوة، فيما يهاجم جعجع الجميع وصولاً إلى القضاء على حلفائه وإنهاء قوى الرابع عشر من آذار في خطابه الأخير، لتكريس نفسه زعيماً أوحد وأول ساعياً إلى الحصول على حقه السياسي في ما بعد ومراهناً على وراثة عون وانشقاقات حزبه. كما أنها حرب إلغاء يخوضها الطرفان ضد الجميع، وكما سوريالية عون وباسيل، فلجعجع سورياليته، فالذين اتهمهم بالفساد من حلفائه، هم الذي منحوه 48 صوتاً لانتخابه رئيساً للجمهورية، ولا يخفى رفض جعجع العلني للحوار إيصال رسالة علنية إلى الرئيس سعد الحريري الذي استعجل الترحيب بدعوة بري، ينطلق جعجع في رفضه إلى عدم الرضوخ لمواقف الحريري قبل استشارته، والمفارقة هنا أن دوافع الحريري للحوار قد تكون إيجاد تنفيسة لشارعه المختنق.

 

إهتراء لبنان

نديم قطيش/المدن/الإثنين 07/09/2015 

تدين حركة ١٤ آذار في بداياتها الى كونها حالة نهضوية جذابة، والى كون شعار الحرية والسيادة، شعاراً يخاطب عمق الهوية الوطنية اللبنانية، لدي المسيحيين والمسلمين.

الحرية مكون اساسي للفكرة اللبنانية. مكون اساسي للهوية. وقد نجحت ١٤ آذار في تمثيل هذا البعد اللبناني بين ما مثلت. وفي حراكها ترجمت الانحياز الى الحرية بإبتكارية أخاذة استطاعت ان تستقطب من خلالها نخبة ثقافية جدية من كتاب وصحافيين وفنانين وسياسيين على تماس بالحالات الثقافية والادب والاكاديميا. مع ذلك لم تنجح الحركة الاستقلالية في تحويل نفسها الى مشروع اصلاح حقيقي، ولم تتبنَ برنامجاً سياسياً يتجاوز مبررات النشأة من رحم إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والاصطدام الشعبي الواسع بالوصاية السورية. بقيت في استمراريتها محكومة بظروف النشأة وعناوينها، وراحت هذه مع الوقت تنحو نحو شيء من الشعاراتية والزجلية الباهتة التي خبت مهرجاناً بعد آخر. مع ذلك استمرت ١٤ آذار. وكان من بين ابرز اسباب استمرارها رغم قصورها عن تمثيل تطلعات جمهورها، أنها كانت تمثل البديل الوحيد عن إحتمال إنتصار حزب الله ومشروعه.  لكن الواقع انها استمرت ليس بسبب خطورة مشروع حزب الله بل ايضاً بسبب استحالته، ولو كان هناك من يذكرنا بين الحين والآخر ان حزب الله قد يمسك بالبلاد. اندلعت نقاشات طويلة حول احتمال ان يستطيع حزب الله تجاوز التركيبة اللبنانية وتعقيداتها بإتجاه فرض هيمنة مطلقة على لبنان. وحزب الله بسلوكه السياسي والامني واستهدافاته لم يترك مجالا للشك عند كثيرين بأنه لن يتورع عن الانقلاب لو قيض له ذلك. حكم هذا الهاجس الجزء الاكبر من طبيعة حراك وخيارات الحركة الاستقلالية. لكن المفارقة اليوم أنه وفي ذروة ضعف ١٤ آذار وإنهيار مشروعها وجزء من مشروعيتها، لم يستطع حزب الله ان يمسك بالبلاد، أبعد من قدرته على التعطيل وخطف المؤسسات.  لم تترجم “هزيمة” ١٤ آذار إنتصاراً لحزب الله. بديهي أن تورط الحزب في سوريا وحجم الاستنزاف الذي يعانيه جراء ذلك، والمتغيرات التي تصيب بنيته السياسية والاستراتيجية وابرزها المصالحة بين طهران والشيطان الاكبر، تصعب عليه مهمته ومشروعه وطموحاته. لكن الاكيد ايضاً أن التركيبة اللبنانية، وتوازناتها الطوائفية والمناطقية، تركيبة طاردة لفصيلة المشاريع القصوى التي ينتمي اليها حزب الله. وهذا يعيدنا الى أصل المشكلة، وهي أن لا مدخل الى أي حل جاد في لبنان، لا يأخذ بعين الاعتبار المعالجة الجذرية لمعضلة السلاح الذي سيظل قادراً على شل البلد وتعفينه. فهو قوة مانعة للمشاريع الممكنة وقوة عاجزة عن تحقيق المشاريع المستحيلة، ما يعني ان لبنان سيبقى أسيراً لهذه الثنائية، وسيظل ضحية للمراوحة. كل ما عدا ذلك هو مجرد لعبة تمديد للاهتراء وتدرج لبنان من نظام فاشل، الى دولة فاشلة الى مجتمع فاشل، وتمهيد الطريق تالياً للحروب الاهلية العبثية.

 

حزب الله يتفاءل بالشر بعد توريث باسيل فيجده

 كرم سكافي/جنوبية/الإثنين، 7 سبتمبر 2015  

 الإلياذة العونية ومهرجان التطويب ومثلث الرحمة المتمثل بالثلاثي الواقف على المسرح عدا الركوع والإنحناء أمام عظمة القائد الأكبر الملهم، كلها إيماءات كاريكاتورية تؤكد كرتونية التيار البرتقالي، وتدعم نظرية الخوف من المجهول التي تعتري عقول بعض قادة الحزب

 تشكل الإنتخابات (التعينية) الأخيرة في تيار “التغيير الديموغرافي” محطة عادية بالنسبة لكثيرين، وقد لا يكترث لها عدد كبير من المثقفين على إعتبار ان وجود عون وتياره لم يكن في يوم من الايام إلا لغاية تخدم مصالح الآخرين ولكن بالنسبة لهؤلاء الآخرين، وأعني مسؤولي حزب الله ومطبخه السياسي فالموضوع قابل للتمحيص والتفحيص والتفصيص والتشريح، ذلك أن تاريخ الصهر جبران باسيل الوريث لا يبشّر بالخير أو أقلها سيرته يشوبها الكثير من علامات الإستفهام التي تحتمل بعض الإجابات، وعدد لا بأس به من علامات التعجب يلزمها الكثير من التفسير للإكتفاء عوضاً عنها بالنقطة على السطر. الرجل مهندس التفاهمات ومصمم التسويات والواضح مؤخراً إنه بارع في الإقناع، والنظرية عنده لا تأتي إلا ترجمة للأفكار، فما بالك وتربيته قائمة على قاعدة “أحبوا أعداءكم وإخوانكم كما تحبون أنفسكم “، وهو ما قد ينم عن خطأ في الفهم كبير. فالأقرب إلى المنطق عندهم إذاً أنها دعوة للنفاق، وتمويه فيه إتقان وتزوير ومخادعة وإن مشاعر الرّضى والغضب الظاهرة عليه فمصلحة يحتاجها ويستخدمها كلما إشتهى فكره شيئاً أو أرادت نفسه حاجة أو لغاية هو قاصدها أو لربما هم ظلموا أنفسهم وأجهدوها وهو ليس إلا كتلة مشاعر مزاجية يعتنقها بطبيعية لا تفسير له سوى أنها بالفطرة ولدت معه. إن من يستطيع تغيير أحكام الفقه عند أهل المذاهب والملل يعتبر مرتدا، وعند المؤمنين منهم والمتعصبين هو ليس موضع ثقة، وفاقد الشيء بالمنطق يخشى أنه سيسعى جاهداً لكي يحصل على ما يفتقده وهو لنفس السبب قد يعطيه لغيره إن طمع أن يحصل منه على المزيد . فما بالك و الصهر هنا يتقدم في الميراث على البنات و أبناء الأخ و العمات ! في هذه المرحلة بالذات من عمر المنطقة وعصر التحولات يخشى “حزب التيار”من الإستفزازات أو الخردقات، أو حتى الهفوات، أو الذهاب إلى شرذمات وإذا نجح المعارضون لحفل التطويب من تجميع انفسهم وتقديم برنامجهم للحزب بديلاً عن برنامج التجارة والملاءمة العائلية التي تميّز بها الوريث، سيكونون هم البديل وفي كلا الحالتين سيكون الحزب أمام مرحلة جديدة يحكمها الكثير من الإبهام نظراً لحداثة من أفرزتهم ولو شكلياً (الإنتخابات) الاخيرة في التيار العائلي (القوي). الإلياذة العونية ومهرجان التطويب ومثلث الرحمة المتمثل بالثلاثي الواقف على المسرح عدا الركوع والإنحناء أمام عظمة القائد الأكبر الملهم، كلها إيماءات كاريكاتورية تؤكد كرتونية التيار البرتقالي، وتدعم نظرية الخوف من المجهول التي تعتري عقول بعض قادة الحزب أقلها في هذه المرحلة بالذات، أي في وقت هم بحاجة ماسة إلى رأي عام مكمل وداعم له في معركته الإقليمية ضد تعاظم وتمدد الحركات (التكفيرية) أو التحررية أيضاً في المنطقة. العجز عن الصعود إلى الشمس لا يقع تحت تأثير التحريم ، وتحريم الزنى والربا هو لضرره وإيلامه وهو تماماً كما المشي فوق النار والشوك والمتفجرات. قوى الممانعة ستصطدم حكماً بشخصية الرئيس الجديد للحالة العونية العاشقة بالفطرة للتملك والتأبيد وطبعها الميال للمديح و التدليل ، هم حتماً سيواجهون ذلك بمزيد من الهرب من النفس، وبكثير من التغاضي عن الأخطاء التي قد تصدر وستصدر عنه لسبب وجيه يقنعون به أنفسهم، مبني على مبدأ التمييز بين ما هو ضار أو صعب وبين ما هو محرم .

وليس أبلغ من ان نقول هنا: “كم هو غير منطقي بل وشاذ أن يتخيل المصنوع الهزيل ويتوهم أنه أعظم من صانعه القوي”، ونقول ايضا انه سيأتي يوم يجبر فيه هذا الصانع أن يغير صنيعه الصغير إذا إن بقي فتى التيار يغنّي على هواه .

   

نديم قطيش لـ"محور المقاومة": انتم مرتزقة وقطاع طرق في سوريا وصناع وهم في كل العالم العربي

المستقبل/07 أيلول/15

تناول الاعلامي نديم قطيش في خلقة الليلة من برنامج DNA الذي يعرض على شاشة المستقبل، موضوع اليمن وشهداء "اعادة الامل".

وجاء نص الحلقة على الشكل الآتي:

نديم قطيش: استشهد يوم الجمعة الماضي في مأرب في اليمن عشرات الجنود العرب ضمن قوات التحالف والحصيلة الاكبر كانت من نصيب الامارات العربية المتحدة بسقوط 45 شهيد.

الحقيقة ان الخبر نفسه خبر كبير بكل المقاييس ان كان على مستوى عدد الشهداء او على مستوى العملية التي أدت الى الاستشهاد طبيعة الخرق الحاصل مين يلي اعطى الاحداثيات عن موقع تجمع الجنوب كيف اطلق الصاروخ كل هيدي الامور بتقول انو نحن امام خبر كثير كبير.

انما في شي لفتني في شي مس عم افهموا بالخبر هو اصلاً ليه في اماراتيين وسعوديين وبحرينيين باليمن؟ هول من وين اجوا؟

مقتطف من كلمة لامين عام حزب الله حسن نصر الله

خلصما قصف جوي بعدين ما عندك خيار بدك تروح على العملية البرية اتفضل على العملية البرية هون ببين الوهم اتفضل اتكل ع الله مس مسترجي. الجيش السعودي انفق عليه مئات مليارات الدولارات لما اجا وقت الجد شوي بدنا نستأجر جيوش.

نديم قطيش: تماماً هيدا يلي عم نقولو وهيدا يلي مفاجأني يعني كل الدعاية السياسية يلي كنا عم نسمعها انو عم يستأجروا جيوش وما عم يلاقوا حدا وهني جبناء وكزا وما عندهن الجرأة انهن يفوتوا بقوى برية واذ نحن امام خبر بهذا الحجم. الحقيقة اذا في وهم هو بكل الدعاية الايرانية التي  اساسها حسن نصر الله وخطاباته الدعاية التي قالت الهزيمة العربية اوضح الواضحات واذ تحرر جنوب اليمن. الدعاية يلي بتقول مافي قوات برية وما بيسترجو يفوتو وعم يستأجرو جيوش وما بعرف اديش صرفو وصار عطلان هم موازنات الدفاع في الدول العربي واذ في خبر مأرب.

الوهم هو مخيلو حسن نصر الله تحديداً وهيدا وهم بيعكس حاله على التغطية الاعلامية.

مراسل المنار في اليمن:

خلال 48 ساعة الماضية هستيريا العدوان تصاعدت بشكل مرتفع جداً قبل حوالي ساعتين شن طيران العدوان السعودي الاميركي- الاسرائيلي 15 غارة على صنعاء وتحديداً على معكسر الامن المركزي

نديم قطيش: عال طيران اسرائيلي-سعودي- اميركي واضحة الامور طيب في معطيات ثانية. مثلاً عند محطة محلية عم تابع ذات الخبر؟.

مراسل تلفزيون المسيرة اليمني :

 لقد شهدت صنعاء في هذا اليوم الذي يعد 164 غارات هستيرية من قبل الطيران العدوان السعودي- الاميركي..

نديم قطيش: وين الطيران الاسرائيلي؟ بخطاب المنار في اسرائيل بخطاب المسيرة التي هي منار اليمنية ويلي بتبث من الضاحية ما في طيران اسرائيلي في بس الاميركي والسعودي. وين رحت بالطيران الاسرائيلي؟ لانه ما في طيران اسرائيلي الا بالوهم يلي كنا عم نحكي عنه من شوي.

هلقد الاستخفاف بعقول المشاهدين وهلقد صناعة الوهم مزدهرة. من الاوهام مثلاً هو تداعيات الذي حصل في المأرب.

(مقتطفات من اخبار عن اليمن  والسؤال عن امكانية انسحاب الامارات من معارك اليمن بسبب الخلافات الاماراتية السعودية على ادارة المعركة في اليمن ؟)

نديم قطيش: مينيموم على القليلة ان يفلو لحقوا وما قدروا استأجروا جيوش فاتوا هني ليحاربوا برياً اكلوا ضربة بهالحجم على القليلة يسنحبوا ويفلوا من اليمن وخصوصي بسبب حجم الخلافات الاماراتية- السعودية ..عندك هلقد خلافات وهلقد ضربة عسكرية وهلقد شهداء مينيموم يسنحبو

مقتطف من نشرة اخبار"العربية":

على حسابه الشخصي في تويتر تعهد ولي عهد ابو ظبي ونائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد بموقف الامارات الثابت في المضي قدما لازاحة الظلم عن الاشقاء اليمنيين وتطهير اليمن من الميليشيات الانقلابية والعدوانية التي عاثت فسادا وتخريبا مؤكدا ان بشائر الانتصار تلوح في الافق متوجها في العرفان الى تضحيات الشهداء ومشددا على فخر الاماراتيين بوقفتهم التاريخية مع الشقيقة السعودية لصد العدوان عن اليمن والمنطقة.

نديم قطيش: انسحاب فوري يعني نحنا وعم نحكي خلصوا الانسحاب طبعا الانسحاب عم يحصل بس التصريحات الاماراتية هي للتمويه والتغطية على الانسحاب نحنا كلنا ما شايفينو بس اعلام المقاومة شايفو. هيدي تغطية على الانسحاب والحقيقة الازمة عم تتوسع داخل صفوف دول مجلس التعاون مش بس في خلافات اماراتية سعودية يعني عن تتفجر الازمات داخل دول مجلس التعاون.

مقتطف من نشرة اخبار:

 قال مراسل الجزيرة في اليمن ان قوة قطرية دخلت عبر المنفذ الوديعة في طريقها الى مأرب اليوم دخلت قوة قطرية كبيرة الى اليمن عبر منفذ الوديعة القوة القطرية يزيد عددها على نحو 1000 مقاتل معززين بعتاد ثقيل ومتوسط القوات القطرية دخلت الى اليمن توجهت الى مأرب ومن المتوقع ان تلتحق بها في وقت مبكر من صباح غد قوات قطرية اضافية اكبر عدد واكثر عتاد

نديم قطيش: خلافات عميقة وواضحة وصريحة ودقيقة وحقيقية مثل تصريحات حسن نصر الله عن استئجار الجيوش للقتال باليمن مظبوط في انساحابات بس الي ما عم تنتبهولو انو في انسحابات عاليمن عمبفوتو على اليمن بعد الضربة صاروا عم بفوتوا اكثر عاليمن بس لحظة لي عميجوا عاليمن شو عميعملو؟

مقتطف من نشرة اخبار:

- صاروخ توشكا اطلقه الجيش اليمني واللجان الشعبية قبل يومين على معسكر زعفر لتجمعات القوات الغازية

- العدد الكبير كان من الغزاة

- لا بد ان هذا الغازي الذي جاء الى اليمن

- صاروخ اصاب معسكر لقوات الغزو في مأرب فاوقع عشرات الجنود القتلى من الغزاة

نديم قطيش: مهضوم اعلام محور المقاومة محطات تابعة لميليشيات عم تحكي عن غزاة في شي وهم اكتر من هيك شو انت امم متحدة؟ طب اشترينا غزاة مع انو هي دولة حكيت مع دولة تانية ودولة موجودة حكيت مع رئيس دولة في انقلاب علي بس بعدو شرعي هيدا دول غازية اشترينا منك انتو شو عمتعملو بسوريا؟ ميليشيا عم تقاتل بسوريا من دون لا تحكى مع حدا ببلدا ومشتبكة عالقليلة مع نص الشعب الي عميتقاتل عأرضو عم تخبرنا عن غزاة اذا الدولة الي متفقا مع دولة تاينة وفق معاهدات صارت دولة غازية انتو شو بتطلعو؟ اقل شي فرق مرتزقة. بسوريا شو عمتعملوا؟ تدريبات ميدانية؟ كشاف؟ سياحة عسكرية؟ وانتو مش دولة اذا السعودية والامارات غزاة في اليمن فانتو مرتزقة وقطاع طرق في سوريا وصناع وهم بكل العالم العربي.

 

النائب السابق سمير فرنجية في حديث مع إذاعة الشرق تناول فكرة رفض أو قبول الدعوة إلى الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري

النائب السابق سمير فرنجية تحدث لإذاعة الشرق عن فكرة رفض أو قبول الدعوة إلى الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري في التاسع من أيلول قائلاَ: من الصعب رفض الدعوة إلى أي حوار وإن كان لا يتوقع نجاحه خاصة في هذا الظرف الداخلي والخارجي, مشيراَ إلى أنه في العام 2006 في ظل مشروع حزب الله الذي كان يتقدّم كان الحوار مختلف عما سيكون عليه مع تراجع هذا المشروع, مؤكداَ أنّ الحوار اليوم هو لطي صفحة آخر المشاريع الطائفية التي طُرحت ومن الضروري الدخول في الحوار.

سئل: إنها المرة الأولى التي يقبل فيها طرف شيعي البحث في موضوع رئاسة الجمهورية فهل تغيّر شيء؟

أجاب: أكيد تغيّر فالمشروع الذي كان يدافع عنه حزب الله وصل إلى حدوده, هذا الفشل لا يعني إنتصار الفريق الآخر, هذه قد تكون الأزمة التي نعيشها في البلد, إنّ فشل مشروع ما لا يعني إنتصار الطرف الآخر وبالتالي حان الوقت لطي صفحة الماضي والبدء بصفحة جديدة  كما أنّ فشل مشروع حزب الله حققه الشعب السوري والشعب العراقي في مكان ما,

سئل: ما الذي منع طرح مشروع آخر؟

قال النائب السابق فرنجية: عدم جهوزية 14 آذار لهذا الأمر ولا أريد أن أحمّل المسؤولية لأحد, كلّنا شركاء بهذا الخطأ لأننا لم نتمكن من التأسيس لمرحلة جديدة  مستذكراَ ما حصل في العام 2005 حيث رأى أنّ الناس الذين حققوا الإنتفاضة وآذروها وقاموا بمصالحة فعلية لم نؤسس إلى ما بعدها ربما بسبب موجة الإغتيالات التي شلّت حركة 14 آذار واللجوء إلى العنف والسلاح.

سئل: هل سيبدي حزب الله ليونة بفعل التغييرات الإيرانية والتطورات لا سيما في الحوار المرتقب؟

أجاب: لا أعتقد أنّ جلسة واحدة تكفي لإظهار هذه الليونة ولا بد من وضع جدول أعمال في الجلسة الأولى وبعد ذلك يأخذ المجتمعون وقتهم لحل الأزمات.

وتحدث أيضاَ عن الإنطباع الذي تركه الحراك الشعبي فقال: إنّ الإنطباع الأول يدل على حيوية المجتمع التي تمتع بها وأنا مسرور لظهورها بهذا الشكل. هناك أخطاء صحيح لكن أيضاَ هناك حيوية إستثنائية ويظهر أنها إنتقلت إلى مناطق أخرى واصفاَ الحراك بأنه وضع الجميع أمام مسؤولياتهم.

وإذ توقع توسّع الحراك الشعبي ليشمل أيضاً قضية الكهرباء إستبعد وقوف فريق سياسي خلف هذا التحرك لأنه عبارة عن مجموعة شبان تحركوا وتظاهروا تعبيراَ عن القرف.

وعن ظاهرة العنف والتخريب التي ظهرت لا سيما الإعتداء على قوى الأمن والأملاك العامة والخاصة رأى أنها محدودة وأن هناك من يريد تعطيل الحراك وتوظيفه وأن التخريب ليست السمة الغالبة على الحراك.

وعن المطالبة بإسقاط النظام ولدى سؤاله عن المقصود بها أكد النائب السابق فرنجية أنّ إتفاق الطائف هو خشبة الخلاص الوحيدة والذين يحاولون التنظير من أجل تغييره هم المخرّبون الفعليون وليس الشبان الذين يخربون في الشارع مشدداَ على أنّ إتفاق الطائف هو أساس حياتنا الوطنية والذي يمكن تقديمه إلى العالم العربي ومنتقداَ العماد ميشال عون الذي طالب بإجراء الإنتخابات في وقت لا يمارس هذا الحق الديمقراطي داخل حزبه.

أضاف: إنّ البحث الجدي يجب أن يكون بالعودة إلى إتفاق الطائف وإلى هذه التسوية التاريخية لأنها تتضمن بناء الدولة ومؤسساتها وهو الإتفاق الأساس. وختم بالقول عن المجلس الوطني ل 14 آذار: إنّ الموعد حدد في نهاية أيلول لإنعقاد مؤتمر سيؤسس لهذا المجلس وسيتم الأمر في وقت قصير وليس هناك من تأخير. إنّ عنوان 14 آذار عام 2005 هو خروج الجيش السوري من لبنان وعنوان 14 آذار في ال2015 هو سلام هذا البلد الذي هو أولوية عند الجميع.

 

الكويت وإيران... هل صحيح الجار قبل الدار

 خيرالله خيرالله/العرب/07 أيلول/15

لم يكن الكويتيون يتوقعون أن يستفيقوا يوما ليجدوا بين بيوتهم ترسانة أسلحة ضخمة قادمة من إيران ومخزنة لدى مواطنين أقروا بانتمائهم إلى “حزب الله” وعلاقاتهم بأجهزة إيرانية وأنهم تلقوا تدريبات عسكرية في لبنان، وأنهم يؤسسون لفرعيْن سياسي وعسكري في الكويت، في انتظار التعليمات سواء من إيران أو من قيادة الحزب.

التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة في الكويت شملت 25 متهما وهم مرشحون للزيادة. خلصت التحقيقات إلى اتهامات قوية تبدأ بـ“زعزعة الاستقرار” وتنتهي بـ“تقويض نظام الحكم”. لم تجد الحكومة الكويتية بدّا من انتظار كلمة القضاء كون الأحكام النهائية ستصدر من المحكمة. ومع ذلك أصدرت بيانا شديد اللهجة اعتبر أن المقصود بالمخطط الذي تم اكتشافه “ضرب كيان الكويت نفسه”. معنى ذلك أن الأمر يتجاوز اكتشاف أسلحة ومجموعة إرهابية، إلى مخطط يستهدف الدولة ومؤسساتها.

تكمن خطورة خلية “حزب الله” في الكويت واعترافات أفرادها بالعلاقة العضوية مع إيران في الرسالة التي أريد إيصالها من خلال ترسانة أسلحة تكفي لتفجير مدينة بأكملها. فحوى الرسالة أن إيران لم تراع أقرب دولة خليجية لها، ولم تأخذ في الاعتبار أن الكويت لعبت أدوارا كثيرة في تقريب وجهات النظر بين إيران ودول الخليج من جهة، وبين إيران ودول العالم من جهة أخرى. إيران لم تحترم اليد الكويتية التي مُدت لها، بل بادلت عشرات المبادرات الكويتية الخيّرة تجاهها، بما في ذلك زيارة أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد لطهران، بأطنان من “سي فور”، وهي مادة شديدة الانفجار، والأسلحة الثقيلة والخفيفة. تؤكّد الرسالة الإيرانية أن المخطط الإيراني في المنطقة لا سقف له ولا حدود، وأنه إذا كان الأمر مع الكويت “القريبة” من إيران هكذا، فالأمر مع الدول الأخرى، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، سيكون أصعب وأمر وأدهى.

الملفت في الحدث الكويتي، أنّ اكتشاف الخلية الإيرانية وترسانتها، جاء بعد أسابيع قليلة من توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع المجتمع الدولي (مجموعة الـ5 زائد 1)، وبعد أيام من مقال لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عنوانه “الجار قبل الدار”، وقبل أيام من خرق آخر للسيادة الكويتية تمثل في اتخاذ إيران خطوة من جانب واحد في حقل الدرة البحري المشترك بين السعودية والكويت، حين أقْدمت على استدراج عروض مناقصات من الشركات الأجنبية لبدء الاستثمار والاستكشاف في الغاز والنفط. وحدا ذلك بالكويت إلى توجيه احتجاج رسمي.

وعدت إيران العالم بأنها ستعطي تطمينات لدول الخليج بفتح صفحة جديدة معها. وجهت رسائل مختلفة في اتجاهات متنوعة بأن الاتفاق النووي ليس على حسابها، لكنها سارت في ما يبدو بمسار آخر. الكلام العلني الإيراني شيء، وما تقوم به على الأرض شيء آخر. ما تقوم به إيران يتمثل في تمتين شبكاتها داخل دول الخليج ومدها بكل ما يلزم من دعم مالي وعسكري، في انتظار تغيّر الظروف واستخدام هذه الشبكات ورقة جديدة للتفاوض مع العالم في شأن دور إقليمي أوسع يحقق لها حلم الامبراطورية الفارسية (المُغطّى أيضا بالخطاب الإسلامي). من يراقب سلوك إيران في العراق الداعم بقوة لأدواتها الميليشوية، وسلوكها في سوريا الساعي لإيجاد مخارج تبقي بشّار الأسد في السلطة، يُدرك أن التركيز الإيراني المقبل هو على انتزاع شرعية الدور الإقليمي الأول.

الكويت دولة مسالمة، هذا ليس سرّا. إنها على استعداد للتغاضي عن إساءات كثيرة تجاهها وذلك حرصا منها على الاستقرار في المنطقة، وعلى إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع الجميع. هذا لا يعني، في أيّ شكل، أن هناك استعدادا كويتيا للتغاضي عن أي إساءة لأمنها الداخلي أو المس به. سلاح الكويت في هذا المجال هو الوحدة الوطنية والمحافظة عليها. الدليل على ذلك التصرّف العفوي للسلطات الكويتية، على رأسها أمير الدولة، لدى تفجير مسجد الصادق قبل بضعة أسابيع وسقوط عدد كبير من الضحايا.

كانت هناك مسارعة إلى التصرف بما يثبت أن الكويت لجميع الكويتيين. كان المفجّر مواطن سعودي من “داعش”. أمكن كشفه بسرعة. كشف أيضا شركاؤه في الكويت وقبض عليهم. هناك قناعة لدى الكويتيين بأن الوحدة الوطنية هي خط الدفاع الأوّل عن الكويت.

ظهرت الوحدة الوطنية التي يدافع بها الكويتيون عن بلدهم عند حصول الاجتياح العراقي للكويت، في مثل هذه الأيّام قبل ربع قرن. لم يجد صدّام حسين، وقتذاك، كويتيا واحدا على استعداد للتعاون معه أو حتى لفتح حوار من أيّ نوع كان مع الاحتلال أو من يمثّله. كان موقف الكويتيين الحجر الأساس الذي حال دون تمكين النظام العراقي السابق من تحقيق أهدافه. وتكفّل المجتمع الدولي، بفضل وعي كبار الأسرة الحاكمة، بإعادة البلد إلى أصحابه.

في مواجهة الخطر الإيراني، ليس أمام الكويتيين، مرّة أخرى، من خيار غير تأكيد أنّ كلّ متفجرات العالم لن تجعلهم يتخلون عن الوحدة الوطنية. في النهاية، ما لابدّ من تذكّره أن الكويت عرفت، دائما، كيف تحمي نفسها، حتّى إبّان الحرب الباردة وطوال الحرب العراقية الإيرانية بين 1980 و1988 من القرن الماضي. الأكيد أنّ كمية المتفجرات المكتشفة ونوعها يثيران قلقا كبيرا، كذلك الواقع المتمثل في أن الأسلحة والمتفجرات جاءت من إيران، وأن مواطنين كويتيين تدربوا في لبنان لدى حزب الله الذي هو في نهاية المطاف لواء في “الحرس الثوري الإيراني”.

يدلّ هذا كلّه على أن الكويت تواجه تحديات جديدة في منطقة لا تزال تعيش تحت تأثير ترددات الزلزال العراقي الذي تسببت به الإدارة الأميركية في العام 2003، عندما قرّرت إسقاط النظام في العراق. لم تفكر إدارة جورج بوش الابن في أن الحاجة كانت إلى خطة واضحة المعالم يجري تطبيقها في اليوم الأوّل الذي يدخل فيه الأميركيون بغداد.

هذا الزلزال العراقي زاد من شهية إيران إلى التوسّع. الثابت أن الشهية الإيرانية زادت بعد توقيع الاتفاق النووي. بات واضحا أنّ هناك استهدافا إيرانيا للكويت العضو الفاعل في “مجلس التعاون لدول الخليج العربية”. كيف ستردّ الكويت على التحديات الجديدة؟

نقطة البداية الوحدة الوطنية في الكويت. تغيّرت الظروف الإقليمية وتغيّرت طبيعة التحديات. ما لم يتغيّر هو الكويت التي لا تزال، إلى إشعار آخر، متمسكة بالوحدة الوطنية التي تراهن إيران على اختراقها. الأرجح أنّها لن تتمكّن من ذلك، الأرجح أنّها ستفشل حيث فشل قبلها صدّام حسين وآخرون. هذا على الأقلّ ما توحي به المعطيات وردود الفعل الشعبية والرسمية على كشف الأسلحة والمتفجرات والذين كانوا ينوون استخدامها. هناك حزم ولكن هناك تروّ في الوقت ذاته. هذه طبيعة الكويت التي لم تتغيّر.

 

لماذا تشجيع السوريين المسيحيين على الهجرة..؟

جريدة اللواء - بقلم «نون...»

مأساة النازحين السوريين، هي في الواقع صورة حيّة عن مآسي الوضع العربي برمته، بل هي مشهد فاضح لمآسي النظام العالمي الحالي، وما يُعرف اليوم بـ «المجتمع الدولي»! يُعاني عشرات الملايين من السوريين من ويلات حرب داخلية ضروس، نزوحاً وتهجيراً وتقتيلاً، منذ أكثر من أربع سنوات، والنظام العربي عاجز عن إيقاف هذه الحرب المدمرة، والمجتمع الدولي يكتفي بالتفرّج والتحسّر على مئات الضحايا الأبرياء، الذين يسقطون يومياً من قصف براميل النظام، أو تفجيرات المنظمات التكفيرية والإرهابية. الطفل آلان شنّو ليس الأوّل الذي تلتهم براءته أمواج البحر، وتلفظه إلى الشاطئ، وقطعاً لن يكون الأخير، طالما أن عواصم الدول الكبرى، ومعها مجلس الأمن وجامعة الدول العربية، وعواصم القرار العربي، بقيت جميعها عاجزة عن وضع حدّ لواحدة من أبشع الحروب الداخلية في العصر الحديث، إما بغرض تنحي رئيس النظام، أو التوافق على مرحلة انتقالية تتولى إدارتها حكومة وطنية موسعة، تضم ممثلين عن جميع المكونات السورية، السياسية والإتنية والمناطقية، وبإشراف دولي، يتصدّى لأي تلاعب في خريطة الحل، الذي يتم اعتماده عربياً وإقليمياً ودولياً.

استقبال عشرات الآلاف من النازحين السوريين في الدول الأوروبية، لا يكفي لإنهاء المأساة السورية، طالما استمر هذا التخلي من مجلس الأمن والمجتمع الدولي عن القيام بالخطوات الحاسمة لوقف شلالات الدماء في مختلف الأنحاء السورية، ولو اقتضى الأمر فرض الحل بالقوة، على نحو ما حصل في الحرب اليوغوسلافية، في مطالع التسعينات من القرن الماضي. أما إذا كان المطلوب تشجيع السوريين المسيحيين على الهجرة إلى أوروبا، وتفريغ الشرق من الوجود المسيحي، فتلك مسألة أخطر تتطلب وقفة عربية شجاعة وسريعة لوقف هذا النزف الرهيب، وإحباط هذا المخطط الخبيث قبل تحقيق أهدافه

 

صراع أهل الارهاب الطائفي في العراق

داود البصري/السياسة/08 أيلول/15

في العراق الملتهب والمبتلي بهيمنة القوى الطائفية الرثة تبدو أن ادارة الصراع الداخلي وسط الأوضاع المتدهورة قد وصلت الى درجة من العبثية والرثاثة بات المشهد السياسي معها يبدو وكأنه قد تحول لمسرح سوريالي, فاستمرار التدهور الأمني وانفلات الأوضاع قد رسم خطوطاً متوحشة على رمال العراق وأفرز واقعا متدنيا وركيكا عبر عن نفسه من خلال استمرار متوالية الفشل السلطوي, فجماهير العراق المنتفضة رغم خفوت حماسها الأولي الكبير لم تزل تخرج أسبوعيا للشوارع لتطالب بتغيير جذري تعلم أنه لن يحدث أبدا في ظل النخبة الطائفية الحاكمة التي تراوح في مكانها, والتي تعيش وسط صراعات داخلية بنيوية حادة, فسقف مطالبات الجماهير لم يرتفع عن الحد المرسوم منذ البداية, وهو محاربة الفساد واستئصال الفاسدين والمفسدين ومعاقبة قادة ورموز ذلك الفساد العظيم الذي فاحت رياحه لأقصى بقاع الأرض, ولكن استجابة الحكومة لم تصل للمستوى المطلوب, وهي أصلا لا تستطيع تجاوز الخطوط المرسومة لها سلفا في محاولات الاصلاح التي هي محاولات ترقيعية بائسة لا ترقى لمستوى الطموح الجماهيري.

فحيدر العبادي وقد تأبط ملفات الاصلاح لا يستطيع أبدا احداث أي تغيير حقيقي على المستوى العام لطبيعة وشكل النظام لكونه جزءاً مركزياً من ماكينة ذلك الفساد وتلك السلطة التحاصصية, وهو لم يكن في منصبه أصلا لولا ذلك التحاصص, ثم أن هنالك حقيقة جوهرية يتجاهلها الكثيرون هي أن الاصلاح بحاجة لايد تنفذه ولقوات تحميه ولأسلحة تذود عنه وتفرضه فرضا من أجل هدم قلاع الفساد, وذلك ليس متوافرا بايدي حيدر العبادي, فالمؤسسة العسكرية العراقية, وهي الجيش, تعاني من ضعف هيكلي عام وتسرب قاتل في عناصرها, وانهيار مريع في معنوياتها فضلا عن افتقارها الشديد للعقيدة القتالية وسط تداخل الموجات والملفات, وهي مسألة معقدة, لكون أن من يمتلك ادارة أدوات الصراع الداخلي في العراق اليوم هي تلك القلاع الميليشياوية الطائفية التي خطط لها وأدار ملفاتها وفرضها ميدانيا النظام الايراني من خلال الحرس الثوري وتحديدا قيادة “فيلق القدس” بقيادة “السردار” الايراني قاسم سليماني الذراع العسكري الأول للولي الايراني الفقيه في العراق وصانع ملوك الطوائف هناك.

النظام الايراني من خلال علاقات التخادم الطائفي استطاع بناء منظومة أمنية وعسكرية عراقية تدين له بالولاء الكامل وهي طوع بنانه ومنتشرة طوليا وعرضيا في الأرض العراقية, وقد استغلت أبشع استغلال الأوضاع الاجتماعية المتدهورة وحالة البطالة الشاملة وتفشي الروح الطائفية الظلامية العدوانية في تعزيز وترسيخ وجودها الكياني, وتسلحت بأنواع الأسلحة ذات الصلة بادارة عمليات الاغتيال وحرب المدن من خلال معسكرات التدريب التابعة للحرس الثوري في ايران, هذه المنظومة هي بمثابة حصان طروادة ايراني متقدم في العمق العراقي, وهي عين المقر بالنسبة للجهد الاستخباري الايراني وتمتلك امكانات قلب الأوضاع العراقية رأسا على عقب في حال تحدي الارادة الايرانية وما كان لهذه المنظومة أن تنتعش وتزدهر لولا غض الطرف الأميركي عنها, وصمت ونفاق التحالف الدولي الذي جعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات مع الجماعات المتطرفة وحوله لمنطقة قتل اعتبارا من العام 2003 الأمر الذي استغله النظام الايراني بطريقة محترفة وذكية استطاع من خلالها أن يكون لاحقا اللاعب الاقليمي الأكبر والأول في الساحة العراقية, خصوصا أن الأحزاب الطائفية الحاكمة من الدعوة مرورا بالمجلس الأعلى وليس انتهاء بالتشكيلات التي ظهرت بعد الاحتلال تتميز بمرجعيتها الايرانية الصرفة, وهي لا يمكن أن تكون مستقلة وعراقية بحتة, ولعل في الاشتباك الأخير بين القوات الأمنية العراقية وعصابة كتائب “حزب الله” التي يشرف عليها ويديرها نائب القائد العام للحشد الشعبي أبومهدي المهندس والتي تسببت بمصرع وأسر جنود عراقيين في قلب بغداد بعد اختطاف عدد من العمال الأتراك دليل حقيقي على سطوة وقوة العصابات الطائفية وضآلة امكانات الجيش العراقي.

فهل يمتلك حيدر العبادي وهو نظريا ودستوريا القائد العام للقوات العراقية المسلحة سلطة حل الميليشيات المسلحة ومعاقبة قادتها من الشقاة والطائفيين? الجواب بالنفي المطلق, لكون وضعية الحكومة والنظام بشكل عام وضعية هشة وهي تحت رحمة الميليشيات الأقوى تسلحا والمحمية ايرانيا وتشكل خطاً أحمر لا يستطيع تجاوزه حكام العراق! من هنا يتبين ان تلبية مطالب الجماهير الشعبية أمر مستحيل طالما ان حكومة الميليشيات تخضع بالكامل لارادة قادة الميليشيات!

 

أحزاب منفى كُرديّة

فاروق حجّي مصطفى/الحياة/08 أيلول/15

منذ فترة والأحزاب الكُرديّة تعزز انتشارها خارج مناطقها، وشيئاً فشيئاً تترك الساحة كليّاً لحزب الاتحاد الديموقراطيّ، الذي عدا احتكاره القرار الأمني والعسكريّ في المناطق الكُرديّة، صار في حكم الواقع يحتكر الساحة الحزبيّة والسياسيّة أيضاً. ولعلّ السبب الأساس في هذا، انزلاق الثورة السوريّة عن مسارها الطبيعيّ وتحوّل المسار كليّاً إلى واقع جديد على السوريين، هو حكم السلاح، بعدما أُخضع المجتمع كلياً منذ الثمانينات لسلطة أمنية متحكّمة وحيدة. والحق ليس صحيحاً دائماً أن نعزو الأسباب، بخاصة في المناطق الكُرديّة، إلى حزب الاتحاد وكيفية ظهوره على سطح المشهد الحزبيّ الكُرديّ، بعدما غاب شيئاً فشيئاً عن الساحة السوريّة منذ اعتقال عبدالله أوجلان في 1999، ومنذ ما بعد 2004 كاد يضمحل وجوده بحيث أنكر مؤازروه نسبته إلى الحركة الأوجلانيّة، كما أنّ ظهوره المسلّح وعلاقاته بالمحور الذي ينتمي إليه النظام السوريّ (محور روسيا والصين وإيران)، أخافا الأحزاب الكُرديّة التي قارب عمرها الستين عاماً (منذ 1957)، فيما تقلّص نشاطها نتيجة للتغيرات في موازين القوى في ساحة الثورة بعدما رُهن كل شيء للسلاح. الصحيح أنّ الأحزاب الكُرديّة (العريقة) عجزت عن مواكبة التغيرات والتطورات السوريّة، وبالتالي لم تكن ذات دور فاعل فيها، أو صانعاً للتغيير، فضلاً عن أنّ الثورة السوريّة عرّت الواقع الحزبيّ السوريّ وبيّنت هشاشته، وعدم فعاليته، وتركته منظومة تصلح فقط لإصدار البيانات، وإلقاء التنظيرات «الرجعيّة».ومن المحزن القول أن هشاشة هذه الأحزاب ابتلعت المشهد السياسيّ في المناطق الكُرديّة عامة، ولم يعد هناك غير حزب من لون واحد في يده مقادير الأمور، وكذلك السلاح، وبالتالي ضمر المشهد الحراكي عامةً. بيد أنّ ما لا يدركه كثر من نشطاء الأحزاب، والذين حولوا مقارّ أحزابهم وقرارهم الحزبيّ إلى تركيا بحجة أنّ حزب الاتحاد لا يقبل الشراكة معهم، أنهم بفعلهم هذا لم يغيبوا الحالة السياسيّة فحسب، إنما جفّفوا المنطقة ومجتمعها المدني. وهذا حوّل الناس من منتجين في قطاعات اقتصادية إلى أناس يعملون فقط لكي لا يموتوا جوعاً، وفي أحسن الأحوال يفكرون كيف يفرون من أرض آبائهم إلى أوروبا!بقي أن المرحلة الراهنة غريبة جداً، والناس فوق أنهم يعيشون الحرب والدمار وينتظرون كيف (ومتى) تسقط عليهم براميل البارود، فإن نشطاء أحزابهم ما زالوا يرددون الحلم ونسوا أنّ أحزابهم صارت أحزاب منفى، وما أدراك ما أحزاب المنفى، التي كحكومات المنفى، لا تحل ولا تربط؟!

 * كاتب كردي سوري

 

تاريخنا رَحبٌ ولكنه... الجهل

ناصر الرباط/الحياة/08 أيلول/15

 الحديث عن الجذور التاريخية لحروب العرب الهمجية، بخاصة في العراق وسورية، لتصدّر واجهة اهتمامات المحلّلين في عالمنا العربي المنكفئ على ذاته، وفي الغرب المسمى بالمتمدّن. ففي العالم العربي، هناك من يرى أن تاريخ العرب القبلي والديني هو ما يفرز الظواهر المرعبة، من «داعش» و «القاعدة» والديكتاتوريات العربية العسكرية أو الطائفية التي تدمّر عالم العرب وتزيل عنه أي صفة مدنية. وهناك من يحاجج بأن هذه الظواهر الاستبدادية التي نمت حولنا منذ الاستقلال وحتى اليوم مشوّهة، وأن الإسلام السمح أو الأخلاق العربية الأصيلة ما كانت لتعبّر عن ذاتها بهذا القدر من العنف والكراهية والعدمية. وهناك أيضاً من يحاجج، وهؤلاء هم الصاعدون اليوم للأسف، بأن التراث الإسلامي واضح في مواقفه من الغير، وأن ما يفعله «داعش» أو «النصرة» أو حزب الله أو الحوثيون وأمثالهم، ما هو إلا عودة لخالص الدين النقي الذي لا يعترف بالنسبية التاريخية. لا يمكننا سوى ملاحظة أن هذا الموقف الأخير يبدو مقنعاً لكثر من شباب العالمين الإسلامي والغربي وشاباتهما، ولمتصدّري الإفتاء المعاصرين الذين وإن كانوا يدارون السلطات التي تتحسّس من أي موقف مؤيد علناً لـ «داعش» أو غيره، إلا أنهم في الحقيقة يؤيدون وجاهة رأي هذه المنظمات في ضرورة تطبيق الشرع الأولي كما هو.

أما في الإعلام ودوائر البحث الغربيين، فالتعليقات تركّز على ماهية التاريخ الذي فرز المعضلة الاستبدادية ومعاكستها الجهادية السلفية الحالية. وهي تعتمد على التنظير والتحليل العلمانيين أساساً، وإن كانت لا تخلو من انحياز وأفكار مسبقة. فهناك من يعيد لوك النظرية السمجة التي تقرر أن العرب معتادون على نمط من الحكم الشمولي الذي عاشوا في ظلّه قبل الإسلام وبعده، وفق ما أسماه المنظر السياسي كارل فيتفوغل «الاستبداد الشرقي»، والذي ساد في المجتمعات النهرية، مثل مصر والعراق، بسبب نمط إنتاجها الاقتصادي الهرمي وفق رأي كارل ماركس، وأن هذا النمط متجذر في ثقافاتهم بغض النظر عن الشريحة الحداثية الهشّة التي غطّتها في القرن الماضي. وهناك من يرى في العودة إلى فهم الإسلام الأولي، إسلام الرسول والخلفاء الراشدون، أساساً لتحليل الواقع الحالي بطريقة لا تلتزم بنقاء النص المؤسس كما يفعل السلفيون، بل تنظر إليه من خلال سياقه الثقافي والسياسي المديد، الذي غيّر بالضرورة من معناه وتأثيره. وهناك من ينظّر بأن فشل الحداثة المستعارة التي جلبها الاستعمار الأوروبي في القرن التاسع عشر في زحزحة القراءة الأحادية للتاريخ، هو السبب الأول للتخبّط الهوياتي الذي يعيشه العرب اليوم بحدة تجاوزت كل خضات القرن الماضي. وهناك طبعاً مسألة التراث الأثري، التي تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الغرب ومثقّفيه خوفاً على مستقبل المدن الأثرية التي سقطت في يد «داعش» من نمرود إلى تدمر، والمدن المغرقة في تاريخيّتها مثل الموصل وحلب وحماة وتعز التي تدمّرها الأنظمة ومقاوموها على السواء، كلّ بقذائفه وهاوناته أو صواريخه وطيرانه الحربي. لكن هذا التراث الحضاري العالمي ملتبس بالنسبة الى غالبية أهل البلاد، وهذا ما يسمح لـ «داعش» بتدميره بطريقة مسرحية من دون احتجاجات كبيرة داخلية مقارنة بالحملات الشديدة اللهجة في الغرب، كما حصل الأسبوع الماضي إثر تدمير معبد بل الرائع ومعظم الأبراج الجنائزية في تدمر، بعد قطع رأس خالد الأسعد وتفجير معبد بعل شمين الأسبوع الذي قبله.

مظهر مهم من مظاهر التاريخ العربي أهملته خطابات العرب والغربيين على السواء، خصوصاً أنه مناقض للصورة الجامدة التي يطرحها الطرفان، وأنه أيضاً ينبع من فترات تاريخية يغفلها عادة من ينظر إلى الإسلام الأولي على أنه التعبير الوحيد عن الهوية الإسلامية، وأن كل ما جاء بعده انحدار وانزياح. هذا المظهر هو التعايش الديني والمذهبي الذي ساد العلاقات البينية والانفتاح الذي أظهرته دول إسلامية متعددة تجاه الثقافات المحلية، بغض النظر عن انتماءاتها الدينية والثقافية.

فقد كانت بلاد الشام والعراق موزاييكاً من الديانات والأعراق والمذاهب تعيش معاً حتى فترة قريبة (ما عدا فترات مأزومة محددة)، بحيث أن نسبة غير المسلمين من سكان البلاد ظلّت حوالى ٣٠ في المئة حتى بداية القرن العشرين، قبل أن يأتي السفربرلك وزرع إسرائيل ثم الحروب الأهلية الحديثة لتخفّضها بطريقة عنيفة. هذه النسبة، وإن بدت صغيرة، إلا أننا يجب أن نتذكر أن سيادة الإسلام لمدة أربعة عشر قرناً، لم تقضِ على الوجود غير الإسلامي، على عكس ما حصل في أوروبا مثلاً، حيث بادت كل الديانات غير المسيحية في أقل من قرنين أو ثلاثة.

لا يقتصر الأمر على النسب والأعداد، بل يتعداه الى الوجه الثقافي للبلاد، الذي أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه نتاج تلاقح وتبادل متطاولين على مدى قرون سابقة للإسلام، ولاحقة عليه بين الثقافات المحلية وقوانينها وآدابها وفنونها وتراثها وبين الثقافة الإسلامية البازغة التي جاء بها العرب الفاتحون. لم يكن الفاتحون الجدد متشدّدين أو أصوليين بالمعنى المعاصر للكلمة. بل كانوا على العكس من ذلك منفتحين على الثقافات التي استحوذوا عليها، فأخذوا منها وأعطوها بل تماهوا معها في مناح شتى كالفلسفة والعلوم والقانون والفن والعمارة، بحيث أنتجوا ثقافة مختلطة ومهجنة هي في الحقيقة ما نسميه اليوم الثقافة الإسلامية. ولم يقتصر الأمر على القرون الأولى للإسلام في الهلال الخصيب، بخاصة في الفترة الأموية، بل استمر التلاقح لقرون مديدة، وتوسع وازداد في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، عندما ضمّ الفاتحون الأتراك الأناضول البيزنطي الى دولتهم الفتية، ما جلب ثقافات محلية جديدة للتتواصل مع ثقافة الدول الإسلامية السائدة. حتى الدولة العثمانية الملتزمة بإسلامها السني، راعت الاختلاط الديني والمذهبي والعرقي من خلال القوانين التي طبّقتها والتي عرفت بنظام الملّة. لم تتغير الحال فعلاً حتى الأمس القريب بصعود التعصب القومي أولاً في منتصف القرن العشرين، الذي كان منظّره الأساسي حزب البعث، والتطرف الديني لاحقاً الذي نعاين تناقضاته المأسوية اليوم. هذا هو التاريخ الذي يجب أن نستعيده اليوم بكل تلويناته وتنوعاته وهجنته، لا التاريخ المختزل إلى أصوله وغائيته الذي تملأ أسماعنا به قوى التطرف والطائفية والعنصرية.

 * كاتب سوري وأستاذ الآغا خان للعمارة الإسلامية، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا M.I.T.

 

13 مليون «إيلان»

سمير السعداوي/الحياة/08 أيلول/15

لا شك في أن صورة الطفل الغريق إيلان على شاطئ بوضروم التركية تستحق ان تكون صورة العام، هذا ما لم نشهد فظاعات أشدّ قبل نهايته. صورة تلخص مأساة المهاجرين واللاجئين وهي طغت بهذا المعنى على فيديو الطفلة الفلسطينية اللاجئة ريم التي أبكت المستشارة الالمانية انغيلا مركل ما دفعها الى وقف قرار ترحيلها وأسرتها من ألمانيا. صمت إيلان أكثر بلاغة من أي كلام، بلاغة فاقت اتقان ريم الألمانية بطلاقة أدهشت الألمان، على نعومة أظافرها هي الآتية من مخيمات اللاجئين في لبنان. وستمضي ريم نحو حياة أفضل، ومعها آلاف الأطفال الذين حالف أسرهم الحظ في الوصول الى ألمانيا حيث هناك حاجة ماسة الى جيل جديد من الشبان والشابات ونقص كبير في الأيدي العاملة... وسيبقى إيلان رمزاً للمأساة الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. لكن الحدث على فظاعته، طغى على قضية أكثر خطورة ترافقت معه، تلك التي أبرزها تقرير لمنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أشار الى ان 13 مليون طفل محرومون من التعليم في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، نتيجة الحروب. وبمعنى آخر، فإن نحو 40 في المئة من اطفال المنطقة، لا يرتادون المدارس بسبب الصراعات العبثية في اوطانهم. وبتفصيل أدق، تحصي الـ «يونيسيف» 2.4 مليون طفل في سورية و3 ملايين في العراق ومليونين في ليبيا و3.1 مليون في السودان 2.9 مليون في اليمن، حرموا من التعليم وهم في شكل آخر مرشحون للغرق في الجهل والتخلف، او في مياه المتوسط، اذا تجرأت أسرهم على المغامرة بـ «قوارب الموت» بحثاً عن فرصة للعيش. تقرير الـ «يونيسيف» وعنوانه «التعليم على خط النار»، لا ينذر فحسب بأن جيلاً كاملاً مهدد بالضياع بسبب دمار المدارس او تحولها ثكنات، بل ايضاً ينبئ بأمر مخيف وهو تحول هؤلاء الاطفال بدورهم الى مقاتلين يجندون في سن صغيرة في الصراعات، وتصبح المأساة كرة الثلج وتغرق المنطقة في دوامة الأمية والجهل الى ما لا نهاية. لكن التقرير لم يشكل على ما يبدو مفاجأة للباحثين والمتخصصين الذين كانوا يعلمون اساساً، قبل هبوب رياح «الربيع العربي»، بوجود 7 ملايين طفل خارج المدارس في المنطقة حيث لا تهتم دول عدة بتأمين التعليم لهم جميعاً. وقبل ان يجنح بعض مراقبينا الى إلقاء اللوم كالمعتاد على دول الغرب التي تكاد في ظل «طوفان» المهاجرين اليها، تتحول ضحية لما جنت أيديها من تجاهل، لئلا نقول تواطؤاً، في مآسي المنطقة منذ النكبة وما قبلها، فإن ثمة جهداً محلياً يمكن بذله من باب ان «الأقربين أولى بالمعروف». بديهي ان الاطفال المحرومين من التعليم لن يستطيعوا كلهم الانتقال الى اوروبا حيث التعليم الزامي ومفروض قانوناً كالطبابة والسكن وغيرهما من وسائل العيش، وبالتالي فإنهم بغالبيتهم باقون حيث هم، وحيث يتعين توفير وسائل العيش بكرامة لهم، بحدها الأدنى. طبعاً في امكان المجتمع الدولي المساعدة سواء باستقبال مهاجرين ولاجئين او بالمساهمة في صياغة مشاريع سلام في الدول التي تدور في دوامة العنف، لكن وقف السلوكيات المحلية «الهدّامة» كما يصفها البعض، هو المفتاح للافساح في المجال امام تحقيق الأمان، الشرط رئيسي لدوران عجلة الحياة.بخلاف ذلك، كلهم إيلان او «عيلان» كما تلفظ في مسقط رأسه في عين العرب السورية، او كلهم فريسة سهلة للتطرف والارهاب، في ما توفره الحروب من ارضية خصبة لذلك. ويبقى تدارك الأمر، مسؤولية جماعية للمنطقة.

 

البلعوس: قصة اغتيال معلن

مازن عزي/المدن/الإثنين 07/09/2015 

الأخبار المتفرقة التي تصل من السويداء، لا تشي بخروجها من عباءة النظام. وما حدث كان محاولة اغتيال سياسي لحركة "مشايخ الكرامة"، بعد صعودها المثير للجدل خلال العامين الماضيين.

الانفجار الأول الذي أصاب موكب الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس، تسبب في مقتله، والشيخ فادي نعيم قائد "بيرق" آل نعيم. في حين أن انفجار السيارة المفخخة الثانية الذي ضرب المجتمعين في باحة المستشفى الوطني في السويداء، أودى بحياة 20 شخصاً، منهم قياديو الصف الأول في حركة "مشايخ الكرامة". الانفجاران وضعا حداً فعلياً لتطور حركة "مشايخ الكرامة"، وأوقفا الزخم الذي كانت تعيشه. "مشايخ الكرامة"، ظهرت كمحاولة لسدّ فراغ سياسي-اجتماعي تعيشه الأقلية الدرزية، منذ عقود. فراغ في الزعامة التقليدية والروحية، لم يتمكن أحد من ملئه منذ وفاة قائد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي سلطان باشا الأطرش العام 1982. الفراغ ذاته، كان قد تمادى في تظليل الساحة السورية حدّ العتمة، منذ أن هيمنت الشمولية السلطانية مع استيلاء "حزب البعث" على السلطة في العام 1963، وما افتعلته من تغييب لأصوات الضمير وتعطيل للديناميات الداخلية الحرة للمجتمعات المحلية.

منذ بداية الثورة السورية، ظهر استقطاب حاد ضمن المجتمع الدرزي في السويداء، بين موالاة ومعارضة للنظام. استقطاب تلاشى مع دخول الثورة عامها الثالث، بعد تشتت حوامل المعارضة الرئيسية. حينها بدأ يبرز صوت "مشايخ الكرامة"، كصوت يدعو للإصلاح ومحاربة الفساد، وتنظيف المحافظة منه. "مشايخ الكرامة" اصطدموا مباشرة مع مؤسسة "مشيخة العقل" التي رأت فيهم خطراً مباشراً على إرثها التاريخي، وموقع الزعامة الدنيوي "الجسماني" الذي تحظى به. "مشيخة العقل" كانت قد أصدرت حرماً دينياً، مطلع العام 2014، يقضي بإبعاد البلعوس وجماعته، بعدما تسرب مقطع مصور، يُهاجم فيه البلعوس الرئيس بشار الأسد. المشيخة الرسمية المُحابية عموماً للنظام و"الاستقرار"، عادت وتراجعت عن الحرم، تحت ضغط القواعد الدينية والشعبية. لكن أتباع البلعوس، وضعوا نصب أعينهم، ذلك الفرق بين "العقل" و"الكرامة"، و"عندما يغيب العقل لا يبقى سوى الكرامة"، كما يظهر في شعاراتهم.

وجدت حركة "مشايخ الكرامة" لنفسها، خطاً متمايزاً، لا يُقاتل النظام مباشرة، ولا يتماهى كلياً بالمعارضة السورية. خطٌ ينسجم مع فهم تأويلي خاص للعقيدة الدرزية، يرى في الصراع الحالي بين السنة والشيعة، مقتلة للدروز إن انحازوا لأحد الطرفين.

البلعوس ظهر في مجموعة كبيرة من الفيديوهات، وهو يوزع السلاح على أتباعه، في جميع قرى السويداء، ويقول علناً بإن السلاح تمّ شراؤه بأموال تبرعات من دروز فلسطين. ذلك كان، بحد ذاته، دليلاً قاطعاً لمحور "الممانعة" على "عمالة" البلعوس لإسرائيل. الدعم المالي -الذي قيل- إنه جاء على شكل تبرعات شعبية من قرى الدروز في الجليل الأعلى، لم يشترط على البلعوس مشاركة في القرار السياسي، كما يقول مقربون من الحركة. وذلك على عكس تبرعات جاءت من دروز لبنان كانت مرهونة بشروط سياسية، الأمر الذي تسبب في سوء علاقات وقطيعة، كما في علاقة "مشايخ الكرامة" بالنائب وليد جنبلاط. كما رفض البلعوس، زيارة النائب اللبناني رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، واعتبره غير مرحب به.

حملات التحريض على البلعوس لم تتوقف، وحفلت صحف "الممانعة" بتوصيف البلعوس بـ"شيخ الفتنة". فتنة حاول القتيل جاهداً تجنبها، إذ رفض "مشايخ الكرامة" عروض التعاون مع المعارضة المسلحة في درعا، ومعظمها لا ينتمي إلى السلفية الجهادية. لكن الاتهامات للبلعوس وجماعته، تنوعت وتكاثرت، ووصلت إلى حد اشاعات تمسّ بالعرض، درجت على بثها صفحات متخصصة في "فايسبوك" حملت إحداها اسم: "كلنا معاً ضد البلعوس"، وقد تم حذفها يوم اغتياله.

البلعوس، رفع سقفه عالياً، مهاجماً رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، واعتبره خصماً. النظام لدى "مشايخ الكرامة"، أخذ حجماً واقعياً، متمثلاً في القطب الأقوى في المنطقة الجنوبية: الجنرال وفيق ناصر. "مشايخ الكرامة" كانوا قد أصدروا بياناً أثناء معركة مطار الثعلة، اتهموا فيه ناصر بقصف مدينة السويداء بقذائف الهاون، وطالبوا باعتقاله.

"مشايخ الكرامة" خطفوا مجموعة رجال من حوران، مطالبين مبادلتهم بمخطوفي الدروز لدى المعارضة المسلحة في درعا، وبعض الجثث لدى "جبهة النصرة". تلك الخطوة ألّبت غضب الشارع العلماني المعارض، الذي طالب البلعوس بالإفراج عن الأسرى، خصوصاً بعد تسريب صور لهم، مكبّلي الأيدي. الملف، لم يظل عالقاً، وتمت المبادلة، بعد الاتفاق على منع الأذى المتبادل وتحريمه. وسعت حركة "مشايخ الكرامة" بدورها إلى التهدئة بعد قتل مليشيا درزية لثلاثة رجال من عشيرة بدوية، اعتقلوا أثناء قصف السويداء بالهاون. عملية الإعدام تسببت في نزوح البدو من السويداء إلى اللجاة. البلعوس جمع زعماء العشائر، وعقدوا ما يشبه "عقدة الراي" التي تمثل إعلاناً بالمصالحة.

لم يحظ البلعوس بأصدقاء على الأرض، وبعد وفاة الشيخ أبو محسن كمال الخطيب –الذي ساهم في رفع الحرم عن البلعوس- لم يبقَ له سوى الأعداء. لكن لـ"مشايخ الكرامة" وجوداً فعلياً على الأرض، خصوصاً في المزرعة والقريا، والسويداء. فقد عملت الحركة على تسليح مريديها، واستنهاض صيغة جديدة لمجموعاتها المسلحة، حملت اسم "البيارق". والبيرق، هو تقليد تاريخي، يتمثل في راية كانت تُرفع أثناء معارك الدروز، وتحمل دلالات دينية ورمزية كبيرة؛ فلكل من العائلات الكبيرة، بيرقها الخاص الذي يموت أبناؤها تحت ظله كي يظل مرفوعاً لا يلامس الأرض. للبيرق، مدلول ديني وقبلي معاً، وهذا ما حاول "مشايخ الكرامة" استعادته وتطويره. فقد أصبح لـ"آل" نعيم، بيرقهم، وهو عبارة عن راية الموحدين الدروز التاريخية بألوانها الخمسة، ومكتوب عليه "بيرق آل نعيم". لكن كلمة "البيرق" أطلقت أيضاً على قادة مجموعات "مشايخ الكرامة" المسلحة، كما حمل الشيخ البلعوس ذاته لقب "البيرق".

انضمام جزء من "آل نعيم" للبيرق، يعني نظرياً انتماء العائلة الدرزية الأكثر عدداً في مدينة السويداء إلى "مشايخ الكرامة"، إلا أن هذا بحد ذاته موضوع إشكالي، حيث برز بوضوح أثناء تشييع القتلى من آل نعيم، ما يُشير إلى وجود خلاف ضمن العائلة ذاتها. رغم ذلك، فقد وجدت "مشايخ الكرامة" في آل نعيم مستنداً لها في مدينة السويداء التي تندرج تاريخياً تحت نفوذ مشيخة العقل التابعة لـ"آل جربوع". وجود "مشايخ الكرامة" و"البيارق" سرعان ما عمّ مدن المحافظة وقراها، خصوصاً في أوساط الشباب الرافضين للالتحاق بقوات النظام، حيث فرضت "البيارق" أمراً واقعاً، يقوم على حماية الشباب من "الشرطة العسكرية"، بل سعوا في مرات عديدة لمحاصرتها وإخراج المقبوض عليهم للخدمة العسكرية الإلزامية بالقوة.

مسيرة "رجال الكرامة" تعرضت لهزات، وخطوات إلى الوراء، خصوصاً بعد قبول الشيخ البلعوس بالحرم الديني، وسعيه إلى مصالحة "مشيخة العقل". حينها، تراجع عدد منتسبي "الكرامة"، وانفض قسم منهم. العودة جاءت سريعاً مع معارك الحقف والثعلة. وجاء توسع نشاط "مشايخ الكرامة" أيضاً بسبب الكاريزما التي يتمتع بها زعيم الحركة، والقائمة بشكل رئيسي على البساطة والعفوية الخاصة برجال الدين الدروز الذين يتمتعون بحالة "صوفية" فيها الكثير من التسليم بالقدر.

وحركة "الكرامة" تُمثل نوعاً من التداخل الاستثنائي بين الفضائين؛ الروحاني والدنيوي، في مجتمع الدروز المغلق. الأمر الذي كان محصوراً في "مشيخة العقل" والمتطورة تاريخياً كصيغة ناطق رسمي باسم "جماعة العقّال". هذا التداخل، لا يحدث عادة، إلا عند وجود أخطار كبرى، تهدد الكيان الدرزي. إلا أن العطالة الداخلية للمؤسسة الرسمية، وقربها من النظام، دفعت مجتمع الدروز المُتديّن إلى البحث عن اجراء عملي، والتصدر لمواجهة الوقائع المستجدة. هذا الشرخ ضمن المجتمع الدرزي المتدين "العقّال"، يعكس فجوة كبيرة، بين الممثلين الرسميين للطائفة وبين سواد المتديّنين. ويلاحظ هنا أن انطلاق "مشايخ الكرامة" بدأ من الريف الغربي للسويداء، الذي لا يقع تحت نفوذ أي من مشايخ العقل الثلاثة.

وأيّاً كان من يقف خلف اغتيال الشيخ أبو فهد، فإن نتائج العملية المباشرة، أوضحت تضعضعاً لـ"رجال الكرامة" وقد تسهم في تحويلهم إلى مجموعات متنازعة. يُشير ذلك إلى وجود خلل تنظيمي في الحركة، وإمكانية لوجود اختراقات فيها، وهذا أمر طبيعي في حركة ناشئة. وقد يكون لتصفية الثقل السياسي الذي تميزت به الحركة، خطوة مشابهة لوضع الأكراد في الشمال الشرقي من سوريا. حينها، تسبب اغتيال زعيم "تيار المستقبل"، مشعل تمو، في انهاء التيار سياسياً، وإلغاء صوت كردي متمايز في مواجهة حزب "الاتحاد الديموقراطي" بزعامة صالح مسلم. حزب مسلم، تمكن خلال فترة قصيرة، وبواسطة شبكة من العلاقات المعقدة مع النظام والقوى الإقليمية، من حرف المطالب الكردية ذات المنحى التحرري الوطني، إلى إقامة "إدارة ذاتية" كردية، وتحصيل نوع من الاستقلال الكردي.

وإذا نجحت عملية الاغتيال في إنهاء "مشايخ الكرامة"، فقد يترافق ذلك مع انسحاب جزئي للنظام من محافظة السويداء، وتسليمها لمجموعة من القوى الدرزية المسلحة، المستمدة شرعيتها من وقوف المؤسسة الدينية الرسمية معها.

 

كارثة اللاجئين توسّع التحالف ضد داعش وتراجع النظام يفسح لموسكو بزيادة التدخل

روزانا بومنصف/النهار/8 أيلول 2015

قبل انتهاء سنة على بدء الضربات الجوية العسكرية للتحالف الدولي في سوريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية في 19 ايلول 2014، أعلنت فرنسا على لسان رئيسها فرنسوا هولاند عزمها على بدء عمليات استطلاع فوق سوريا والمشاركة في عمليات القصف ضد داعش انطلاقا من أن غيابها عن سوريا قلل فرصة اطلاعها بدقة على ما يجري على الارض هناك فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده نفذت غارات داخل سوريا ضد مواقع التنظيم وسط حماسة من أوستراليا للمشاركة أيضاً. فرنسا امتنعت عن المشاركة قبل سنة انطلاقا من نظرية انها لا تود أن يستفيد بشار الاسد من هذه الضربات في حين أن بريطانيا كانت تلملم ذيول الخيبة التي اثارتها بعدم المشاركة في الاعداد لضربة جوية ضد الاسد نتيجة استخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه مما ادى الى تراجع الرئيس الاميركي باراك اوباما عن التزام الخط الاحمر الذي رسمه للحرب السورية. وتقول مصادر ديبلوماسية إن الكثير تغير خلال هذه السنة من أجل أن تعدل هذه الدول في مواقفها ابرزها كما برر الرئيس الفرنسي ضرورة مواجهة الارهاب ومسؤولية داعش عن هجرة لاجئين سوريين الى خارج بلادهم ملتقيا بذلك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يدرج العدد الهائل من اللاجئين من ضمن مسؤولية تنظيم الدولة الاسلامية. وهي تذكر بان تركيا دخلت قبل اسابيع أيضاً على خط المشاركة في مواجهة التنظيم الارهابي ومحاربته وتوجيه ضربات ضده على الاراضي السورية بعد اتفاق مع واشنطن. هذه التطورات تزامنت مع المعلومات التي تحدثت عن تعزيز روسيا دعمها العسكري للنظام عبر اسلحة نوعية جديدة ومدرعات روسية حديثة الصنع تظهر للمرة الاولى على ساحة المعارك السورية وانتشار قوات روسية في اللاذقية وطرطوس لمساعدة الاسد في مواجهة معارضيه على نحو بدا مناقضا على نحو فاضح لما فهمته دول متصلة بروسيا عن إمكان أو استعدادها للتخلي عن الاسد ولمساعي جدية أظهرت روسيا انها تبذلها من أجل أن تكون المحور الذي يجمع بين النظام ومعارضيه في حين تقول المصادر انها قد لا تكون تتجاوز محاولة تجميع الاوراق ازاء القدرة على التأثير في سوريا والقدرة على مقايضتها ربما في اماكن أخرى أيضاً. غير أن المصادر ترى أن اضطرار روسيا الى زيادة تدخلها على غير ما يوحي دورها في الشهرين الاخيرين يندرج في اطار محاولة ابراز دورها في صنع الحل لسوريا من خلال التوفيق بين مختلف اطرافها وانما يتصل ذلك بالتراجع الخطير الذي بات عليه النظام في مناطق الثقل بالنسبة اليه على نحو لا يسمح بانهيار النظام واضعاف قدرته على المساومة في اي حل. فموسكو لن تسمح بذلك على الاطلاق حرصا على مصالحها أيضاً. لكن تدخلها المتقدم في الايام الاخيرة تراه المصادر المعنية مماثلا لاضطرار انخراط إيران مباشرة وعبر الميليشيات الداعمة لها في لبنان والعراق من أجل عدم السماح بسقوط النظام. فتعزيز روسيا مساعداتها العسكرية وتدخلها على الارض يعد المرحلة الثانية من انقاذ بشار الاسد ومنع سقوط النظام. يضاف الى ذلك تعزيز روسيا قدرتها على التأثير في وجه كل الاطراف الدوليين والاقليميين الآخرين. هل تستفيد الدول الغربية من الواقع الجديد المتمثل في تراجع النظام وضعف قدرته لتدخل طرفا مباشرا على طريق ايجاد حل لوجه اساسي من الازمة السورية بعدما كانت شاركت في دعم معارضتها وتراجعت نسبيا في الاونة الاخيرة بحيث سيطرت داعش مكانها على الارض أم هو تحرّر من ضغط الاتفاق النووي الذي حرر الدول الغربية في بعض المواقع الاقليمية؟

بعض المصادر تتحدث عن مخاطر بدأ الجميع يتلمسها في الموقعين المتناقضين من الأزمة السورية بحيث أن ثمة مخارج طرحت ولا تزال حول مصير بشار الاسد وموقعه على رغم استمرار التشدد علنا من جانب الدول الداعمة له كما من جانب الدول المعارضة لبقائه واستمراره. فهناك جوانب غير معلنة من الاتصالات واللقاءات تكشف أن ثمة بعض المرونة في المواقف لكنها لم تنضج كليا بعد ولذلك ستبقى المواقف المعلنة على حالها حتى نضوج الحل. لكن في الانتظار لم تعد الاعتراضات الروسية التي كانت اعتبرت عمليات التحالف قبل سنة انتهاكا للسيادة السورية على اعتبار أنها تتم خارج نطاق مجلس الامن والشرعية الدولية فاعلة أو ذات أهمية فيما إيران التي كانت وصفت العام الماضي العمليات على الأراضي السورية بغير الشرعية تتعثر في دعمها للنظام في ما تعتبره مواجهة الارهاب وتحمل الغرب كما قال رئيسها حسن روحاني مسؤولية انسانية وتاريخية في موضوع استقبال اللاجئين كما لو أن إيران غير معنية بمسؤوليتها المباشرة عما آل اليه الوضع السوري. فيما تعتبر مصادر أخرى أن اتساع التحالف ضد داعش قد يكون متصلا بموضوع تزايد اعداد اللاجئين السوريين الذي بات كارثة تحرج جميع الدول بحيث لم يعد في الامكان البقاء في موقع اللامبالاة ويود الجميع اظهار العزم على التصدي لها فعليا بغير التعامل مع انعكاساتها ونتائجها ليس لانقاذ سوريا بل لانقاذ ما يمكن أن تواجهه الدول امام الرأي العام لديها وفي الخارج ولا تظهر عاجزة كليا عما بات يصل بنتيجته الى ابوابها ويهدد مجتمعاتها.

 

السعودية: الدور الثابت

راشد فايد/النهار/8 أيلول 2015

أهم ما ميّز لقاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، انه انعقد في أعقاب مؤشرات "غير مريحة" الى طبيعة العلاقة بين البلدين، منها قرار الرياض بالاعتذار عن عدم القاء كلمة في الأمم المتحدة، ثم الاعتذار عن عدم قبول عضوية مجلس الأمن، فوصف الأمرين بأنهما نتيجة سوء تفاهم، وانعدام انسجام سياسي بين البلدين، تفاقم مع عدم مشاركة الملك نفسه في القمة الأميركية - الخليجية، فيما كان "الاتفاق النووي" الايراني مع دول الـ5+1 يشق طريقه، مرفقا بترويجات طهران عن تفاهم أميركي على نفوذها الاقليمي. انعقد اللقاء بعد 5 أشهر على تحرك قوات التحالف العربي، بقيادة الرياض، دعماً لقوات الشرعية اليمنية، في لحظة وعي دولي لمدى المخاطر على السلامة الأمنية لباب المندب "الشريان الحيوي" لنفط العالم. كل ذلك يؤشر الى علاقة تحالف بين البلدين، وليس تبعية حاول خصومهما، باستمرار، إلصاقها بمشهد التعاون بينهما. يعزز ذلك كون الاختلاف التفصيلي في النظرة الى بعض الشؤون الاقليمية والدولية لم يغلّف بعبارات منمّقة، بل كان واضحا ومحل اعتراف الجانبين، في ظل تحولات ضخمة تعيشها المنطقة، وتهديدات لاستقرارها. ففيما ترى المملكة ضرورة استعجال الحسم في مصير النظام السوري، تتروّى واشنطن، وان كان الطرفان يريان أن لا دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا، وفيما يبدو أوباما واثقا من صواب انجازه الاتفاق النووي مع ايران، تجزم المملكة بأن ذلك رهن بالتأكد من ضمان عدم تحويله الى نشاط عسكري، والا كان أمراً بالغ الخطورة يهدد استقرار المنطقة. تبدو الزيارة، بالأحداث التي سبقتها، والمباحثات التي تخللتها، وبرسالة الملك الى الرئيس الأميركي، التي أعقبتها، كتأشير نهائي الى اعادة ترتيب العلاقات بين الرياض وواشنطن بعد فترة من التباين في الرؤى، تجاه عدد من الملفات والقضايا في المنطقة أبرزها الاتفاق النووي الايراني، والمصالحة الخليجية في الربع الأخير من العام الماضي، وحرب تخفيض أسعار النفط، وهو ما سماه الملك بـ"الشراكة الاستراتيجية بين البلدين"، ربما للعقود المقبلة، تماما كما انتهى اليه لقاء الملك المؤسس عبد العزيز بن سعود مع الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، الذي وضع الخطوط العريضة للتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة قبل 70 عاما، مع فارق عملي، هو أن قيادة السعودية للعالم العربي قرنت، اليوم، بممارسة ميدانية عسكرية لم تكن منتظرة، لكن لم يكن منها بد بعد التهديدات التي أطلقها الحوثيون، كجزء من استراتيجية ايرانية، تجاه الرياض، التي لها مصالحها الجيوسياسية في المنطقة، اضافة الى مركزها الديني، ما أتاح مقاربة جديدة للسياسة الخارجية السعودية.  الثابت والأكيد، قبل الزيارة، وبعدها، أن الدور السعودي يبقى مركزيا في السياسة والاقتصاد، في المنطقة والعالم.

 

الدب» الروسي هل ينزلق إلى «المغطس» السوري؟

أسعد حيدر/المستقبل/08 أيلول/15

هل نزل روس «القيصر» بوتين في سوريا؟ ولماذا؟ وإذا لم ينزلوا فلماذا التهويل بهم؟ ولماذا ربط هذا التحوُّل بالبحث عن حل سياسي؟ وما هو موقف واشنطن الحقيقي من هذا الحدث الانقلابي استراتيجياً؟ هذه الأسئلة «غيض من فيض»، لكنها تنتظر إجابات غير موجودة حالياً، لأنّ التطورات الميدانية والمفاوضات السرّية المقفلة هي التي تقدم الإجابات المنتظرة ما يلزمها لتتشكّل وتتكوّن مقدّمة لأن تصبح الصيغة النهائية للحلول. من المهم أولاّ الربط بين هذا التصعيد الروسي وانعقاد القمّة الأميركية السعودية. يبدو أنّ موسكو استشعرت أنّ القمّة طرحت ملف سوريا من زاوية جديدة تزرع الحل. لم يعد ممكناً للرئيس باراك أوباما الجلوس في مقعده في البيت الأبيض ومتابعة الاقتتال الدموي. لا يمكن لموسكو القيصر أن تتناسى أنّها ورثت من الاتحاد السوفياتي الوجود في سوريا، وأنّ عليها الدفاع عنه في زمن «الحرب الباردة» الصغيرة. «القيصر» ضخَّم من نزوله العسكري في سوريا ليكون حاضراً في البحث عن الحل السياسي. ما يهمّ «القيصر» الجيش السوري. بقاء هذه المؤسّسة يُبقيه. مهما بدا «القيصر» متعلقاً ببقاء الأسد فإنّ الأهم له بقاء الجيش، هذا التوجُّه يريح كل القوى ما عدا «داعش»، لأنّه ثبت بعد تجربة العراق وحتى ليبيا أن بقاء سوريا معلّق على هذا النجاح.

«الدب» الروسي لم يخرج من سوريا ليعود إليها اليوم. لكن فرق كبير بين أن يكون موجوداً على الأرض في قواعد محدّدة، وبين أن ينزل في «المغطس» السوري. حتى الآن لم يشارك «الدب» في المعارك. مشاركته تعني أمرين: إمّا أنّه أجرى اتفاقاً مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنّ هذه المشاركة يجب أن تنتهي بدفن «داعش» وإخراج الأسد، أو أنّه نزل متحدّياً «النسر» الأميركي. وفي هذا تحوُّل خطير لطبيعة «الحرب الباردة» الجديدة. الأميركي لن يتدخّل لكنه لن يترك «بيت» دبابير في الشرق الاوسط الا ويطلقه على عنانه. ما حصل في أفغانستان للسوفيات سيكون تجربة مصغرة لما سيصيب «الدب» الروسي في سوريا. «داعش» لن يكون وحده. كل المكوّن السنّي في المنطقة سيشارك في الحرب.

تسريع الحل السياسي هو الحل في سوريا. حتى إيران لا يمكنها أن تقاتل إلى ما لا نهاية. ما لم تنزل في «المغطس» السوري مباشرة فإنّه لم يعد بإمكانها إنقاذ الاسد. «حزب الله» قدم أقصى ما يمكنه من قوّات. اقتراب الشتاء يقلّص من قدراته وطاقاته. الميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية تدعم لكن لا يمكنها التقدّم وتثبيت مواقعها. إيران التي تستعد لتوقيع الاتفاق النووي بعد أسابيع قليلة لن يمكنها التصرّف حتى في سوريا دون الالتفات إلى الموقف الأميركي. واشنطن لا يمكنها الاستقالة من الشرق الأوسط. «النسر» الأميركي سيبقى دائماً في سماء الشرق الأوسط. أطرف ما في الموقف الإيراني حالياً أنّه يدعو إلى ترك الحرّية للسوريين لتقرير مصيرهم، وكأنّ وجوده في سوريا إنساني واجتماعي وليس حربياً ألقى زيت المذهبية على نار الحرب. تدفّق السوريين الهاربين من الجحيمين الأسدي و»الداعشي» على أوروبا، أيقظ حكوماتها وشعوبها من لا مبالاتهم ممّا يجري وسيجري، ومن تحوُّل هذين الخطرَين إلى خطر يصيب الأمن القومي لكل دولة أوروبية في عمقها وقلبها. أربع سنوات من اللامبالاة عملياً، تكفي. لم يعد يفيد الكلام. إعلان الرئيس فرانسوا هولاند الانخراط في الحرب الجوّية ضدّ «داعش» الذي «وسّع نفوذه هو لمعرفة ما يحضّر ضدّنا وما يجري ضدّ الشعب السوري». وضع هولاند «داعش» والأسد في الهدف ينقذ الشعب السوري وأوروبا.. في جميع الأحوال بدأ التفاوض لإطلاق عملية سياسية لصياغة حل سياسي في سوريا. لا يعني ذلك أنّ الحل سيكون قريباً. ربّما يبذل الرئيس باراك أوباما جهداً ضخماً مع موسكو وطهران والرياض لصياغة حل يبقي على سوريا ويرضي القوى المعارِضة وفي قلبها المكوّن السوري ويقدّم ضمانات حقيقية للأقليات خصوصاً العلوية منها. ربما اوباما لن ينجح، لكنه على الأقل يكون قد «زرع» ليحصد الرئيس الأميركي المنتخب في ربيع 2017. المبكي - المضحك في كل الحلول أنّها تنتج «تطييفاً» (من الطائف) للنظام السوري الجديد ولاحقاً العراقي واليمني، في وقت يريد جزء مهم من اللبنانيين إسقاط نظام «الطائف« والبحث عن نظام جديد لا يعرف أحد صيغته.

 

في «الموت السوري»

علي نون/المستقبل/08 أيلول/15

تزداد تعقيدات النكبة السورية ولا تنقص. وكلما مرّ يوم إضافي عليها تفرّعت تداعياتها وتأثيراتها أكثر فأكثر باتجاهات جديدة وأبعد من حدودها الجغرافية والمنطقية! وفحل استراتيجي باب أول، من يمكنه ان يضع هذه الدربكة الدولية ازاء تلك النكبة في سياق منطقي واحد. بل صار الأمر يشبه رقّاص الساعة: لا يثبت في مكانه، والا ضاع الوقت ووقف الزمن وقفة مأزوم وجودي! عيّنة سريعة: يوم تقول الأنباء ان روسيا عدّلت موقفها من بقايا سلطة الاسد باتجاه ملاقاة المنطق التسووي القائم على «جنيف واحد«، أي حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات تليها انتخابات من دون الطاغية. ويوم آخر تقول العكس، أي على غرار ما «أوضحه« وزير الخارجية سيرغي لافروف بالأمس من أن حديث التغيير المذكور هو تأليف وتحريف لا صلة لهما بالحقيقة.. ويوم يقول قائل اميركي، ان الحرب على «داعش» هي الأولوية، ثم يقول قائل آخر ان تلك الحرب عبثية من دون الانتهاء من قصة الأسد.. ويوم تقول أنقرة انها دخلت الحرب ضد الارهاب وفي مرماها إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري ثم تقول في يوم آخر كلاماً آخر يفيد بأن الأمر لا يزال قيد الدرس ومحور تفاوض مع الاميركيين.. ويوم يقول قائل بأن الجبهة الجنوبية تحركت ثم يقول قائل آخر في يوم آخر، انها تكربجت! في وسط ذلك كله، هناك ثابتتان لم تتغيرا: الاولى موقف المملكة العربية السعودية القاطع والحاسم من الاسد وطغمته، والثانية موقف قيادة ايران المعاكس، اي الذي لا يضيره في شيء ان تصير سوريا خربة طالما ان «حليفها» سيبقى الديك على تلك الخربة! والواضح في الاجمال، ان الموقف الاميركي هو المصدر الوحيد لـ»الثبات» الايراني، والتقلّب (الشكلي) الروسي، والارتباك التركي! أي ان غياب إرادة الفعل عند إدارة أوباما سمح لموسكو وطهران بتعبئة الفراغ. وجعل انقرة تقول الشيء ثم عكسه في غضون ساعات! لكن مستجدات الايام الماضية تشي بشيء أكبر من ترف تعبئة الفراغ بالنسبة الى موسكو. حيث يتبين ان ما نشرته الصحيفة الاسرائيلية «يديعوت احرونوت» عن تطوير مفاعيل التدخل الروسي في سوريا، لم يكن تأليفاً ولا تخريفاً ولا تحريفاً! بل حقائق وان كانت لم تتوضح تماماً بعد. وذلك بدوره مدعاة لاستغراب وعصيان على المنطق: هل يمكن ان تكون واشنطن جاهلة بما يحصل؟ وهل يمكن ان تكون معلومات صحيفة إسرائيلية أدق وأشمل من معلومات أجهزتها وجيوشها ودوائرها واستخباراتها وغرف عملياتها وطيرانها وأساطيلها ورقاباتها وأقمارها السماوية والأرضية وحلفها الأطلسي؟! والأسوأ من جهلها ذاك: هل تعرف واشنطن ما الذي يحصل تماماً (وهذا الأرجح) وتلعب دور الغاشي والجاهل تبعاً لاستنكافها السلبي؟! وهل يتضمن ذلك الاستنكاف غضّ النظر عن تغيير خطير في ثوابت وشروط المواجهة عند أبواب اوروبا الأطلسية؟! أم ان ما يحصل في مجمله لم يتعدّ بعد دائرة الزوبعة في الفنجان، ولم يتغير شيء فعلي وميداني روسي في سوريا يستدعي القلق والتنبه والاستنفار الاميركي؟ أم ان كل ما يحصل يؤكد ان كل يوم بيومه! وان الدربكة في ذراها، والارتباك ضارب في كل اتجاه وسيد في كل مقام؟! أم ان المنطقة العربية والاسلامية، ومن ضمنها النكبة السورية اسيرة استراتيجية الاستنكاف الأوبامية وفخّار يكسّر بعضه؟! أم ماذا؟! من يرسو على برّ الجواب يحصل على جائزة صاحب «أدق توصيف» لمعنى الموت السوري المديد هذا..!

 

هجرة السوريين ثمرة إجرام النظام والتطرف

فايز سارة/الشّرق الأوسط/08 أيلول/15

تدور الأحاديث والتحليلات والأخبار في موضوع موجة الهجرة السورية على حوافها بدل أن تدور حول سياقها الطبيعي. فالأخبار تنقل ما حدث هنا وهناك، وتغرق في الكلام عن المآسي، التي تخلفها موجة الهجرة من موت للسوريين في البحر المتوسط، وما يعانونه قبلها في الوصول إلى محطات الهجرة غير الشرعية في تركيا وليبيا وغيرهما، وفي وقوعهم أسرى عصابات الاتجار بالبشر والمهربين، وكيف يسلبون الراغبين في الهجرة أموالاً، تعبوا كثيرًا حتى جمعوها، فباع البعض كل ما يملك بأبخس الأسعار، واستدان آخر من الأهل والأصدقاء، وجمع بعضهم القرش فوق آخر، ليوفر مبالغ، يمكن أن تذهب سدى، وقد تذهب روحه معها. وإذا قيض له أن يصل إلى البر الأوروبي، فإن المعاناة تتواصل في فصول، تمتد من قوانين البلد العصية على الخرق إلى ممارسات رجال البوليس وعصابات قطاع الطرق وصولاً للنزعات العنصرية، التي أطلقها معارضو موجات الهجرة في الدول الأوروبية، وكله على أمل أن يجد المهاجر بلدًا، يوفر له فرصة إقامة بالحد الأدنى من حقوق الإنسان. ويظهر جانب آخر على حواف موجة الهجرة، يمثله المواقف من الهجرة وخاصة الدول المنقسمة ما بين مؤيد ومعارض بشروط معينة، وتراوح المواقف بما فيها موقف السوريين بين الإشادة والاستنكار، والتي غالبًا ما تذهب فيها الأقوال إلى تفاصيل صغيرة، وربما إلى مفاصل تاريخية وثقافية وسياسية، يتم استعارتها للدلالة على صحة هذا الموقف أو ذاك، والاصطفاف في ظله تأييدًا أو شجبا. وسط كم هائل من الأخبار والتحليلات والمواقف، يضيع الأساس الذي قامت عليه موجة الهجرة، التي لا يمكن أن نراها خارج ما جرى ويجري في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، بدأها نظام الأسد بإطلاق النار على المتظاهرين واعتقالهم، ثم دفع سياسته للهجوم على الحواضن الاجتماعية للمتظاهرين والمحتجين، قبل أن يلجأ إلى اجتياحها وتدميرها، وتهجير من تبقى حيًا من أهلها على نحو ما حصل في بانياس الساحل والقصير وعشرات المدن والقرى في أنحاء مختلفة من البلاد، فهيا الفرصة لنزوح السوريين وتشردهم، ثم جاءت المجازر وموجات الاعتقال الواسعة، لتدفع موجات النزوح الأولى نحو الدول المحيطة وسط تشجيع النظام فاتحًا حدوده بلا ضوابط لمغادرة السوريين، بل إنه شجع عملية النزوح للخارج، وخاصة للشباب والناشطين والمعارضين السياسيين بصورة عملية، وكثيرًا ما كان المعتقلون في الفروع الأمنية، يتلقون توجيهات بالمغادرة عند إطلاق سراحهم، بأنهم إذا عادوا إلى الاعتقال ثانية، فلن يخرجوا أحياء.

لقد جرى كل ذلك تحت سمع وبصر العالم كله، دون أن يحرك ساكنًا، مما شجع نظام الأسد على الاستمرار في سياسة تطفيش السوريين وإخراجهم من بلدهم. فأمعن في تلك السياسة وشددها عبر خلق مزيد من صعوبات الحياة والبقاء سواء في المناطق التي يسيطر عليها أو التي خارج سيطرته. ففي الأولى طبق سياسات أمنية شديدة القسوة ضد الأغلبية من السكان، وخاصة حيال الشباب عبر الاعتقالات وعمليات القتل العشوائي، وتكريس عمليات الإذلال اليومية، بالتزامن مع الغلاء وفقدان المواد الأساسية، وتزايد الفقر والبطالة، وتوقف الأعمال وتراجع الخدمات الأساسية وصعوبة الحصول عليها. أما في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، فقد أخذت سياسته شكلاً آخر عبر حصار كثير من المناطق على نحو ما حصل في أحياء جنوب وشمال دمشق وفي الغوطة والقلمون، التي ما زالت مدنها وقراها محاصرة منذ نحو ثلاثة أعوام، منع فيها دخول الأغذية والأدوية والمواد الأساسية، ومنع الدخول إليها والخروج منها، وكانت كغيرها من المناطق الخارجة عن سيطرته، أهدافا يومية للبراميل التي تلقيها طائرات النظام، والصواريخ التي تطلقها المدفعية والدبابات، فيما مناطق التماس صارت مجالاً لرمايات القناصين. وطبقًا للمعطيات الدولية، فقد كانت مناطق سورية مختلفة هدفًا للأسلحة الكيماوية لأكثر من خمس وعشرين مرة، كانت الأفظع فيها عملية ضرب غوطة دمشق بالسلاح الكيماوي في صيف العام 2013. التي تسببت وحدها بمقتل نحو ألف وخمسمائة، وإصابة نحو ثلاثة آلاف من الأشخاص. وقد عزز ظهور وممارسات جماعات التطرف والإرهاب «داعش» وأخواته نهج النظام في القتل والتدمير، ودفع السوريين لمغادرة بلدهم، لأن تلك الجماعات، سارت في تشددها وإرهابها على ذات الخط من سياسات نظام الأسد في اضطهاد السكان ومصادرة وتدمير ممتلكاتهم، وخلق مزيد من صعوبات الحياة والبقاء أمامهم في مناطقهم، ودفعهم للمغادرة إلى دول الجوار. لقد قوبلت تطورات سوريا الكارثية بكثير من الصمت وعدم المبالاة من المجتمع الدولي بالتزامن مع تدخلات إقليمية ودولية، عززت الصراع المسلح في سوريا، وعجزت عن إيجاد حل سياسي لقضية ممتدة منذ أكثر من أربعة أعوام ونصف، دون أن يتبين لها نهاية، وكلها عوامل في انفجار موجة الهجرة الراهنة، وكل ما يقال بعده مجرد كلام على الهامش.