المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 أيلول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.september10.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا14/من31حتى34/فإِنَّهُ سَيُسْلَمُ إِلى الوَثَنِيِّين، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَشْتُمُونَهُ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْه، وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَقُوم

رسالة القدّيس يعقوب05/من01حتى05/يا إِخوَتِي: هَلُمَّ الآن، أَيُّهَا الأَغْنِيَاء، إِبْكُوا ووَلْوِلُوا عَلى الشَّقَاءِ الآتِي عَلَيْكُم

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

ستربتيز لأوهام عظمة جنون عون وبعضمة لسانه/عون لبطرس لحرب: "أنت شو بيفهمك"/الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في وضعية الإنسان عندما يقع في التجربة ويبتعد عن الله ويتحول إلى وحش مفترس

ابتعاد الإنسان عن الله يحوله إلى وحش ومصاص دماء/الياس بجاني

بعض تغريداتنا التي تحكي خيانات جماعات 14 آذار المشاركين في حوار نفاق واحتيال نبيه بري/الياس بجاني

ميشال عون يعيش في غير هذا الزمن/الياس بجاني

للمحاسبة معبر إلزامي نزع السلاح/علي حماده/النهار

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مجلس الوزراء أقر خطة شهيب لمعالجة النفايات: اجراءات تنفيذية لحلول مرحلية بما فيها الإزالة الفورية للنفايات المتراكمة

الجولة الأولى من الحوار فُتحت بتدابير صارمة وإبعاد الإعلاميين عون وحرب تساجلا والسنيورة حدّد الأولويات بانتخابات الرئاسة

المشنوق حيا قوى الأمن والمتظاهرين على المشهد الحضاري ويوم حراك مدني «ماراتوني» في ساحة الشهداء

الحراك المدني نفذ تظاهرته المطلبية في ساحة الشهداء ورفع الصوت لرفع النفايات وللمحاسبة والانتخابات

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 9/9/2015

مقتل مطلوب وإصابة عسكري بإطلاق نار على دورية للجيش في الزعيترية – الفنار

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: عون يحتمي بسلاح "حزب الله"

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 9 ايلول 2015

ابراهيم امين السيد من بكركي بعد لقائه الراعي: عون الأكفأ لرئاسة البلاد

بري في مستهل جلسة الحوار: الوطن يناشدكم الاتفاق والمطلوب أن نصنع لبنان الموحد

جلسة الحوار الاولى بحثت "الرئاسة" فكرّسـت الخلاف ولم تحقق خرقـا ..سجال بين عون والسنيورة وحرب يدفع بري الى رفعها الى 16 الجاري

حوار "العقم السياسي" ينفجر بين عون والسنيورة وحرب

جولة ثانية الاربعاء المقبل ومجلس الوزراء يبت "النفايات"

حزب الله من بكركي: أيدنا ترشيح "الجنرال" ولم نرشحه

مكتب السنيورة: لم تحدث مشادة بين الرئيس السنيورة والعماد عون

مكتب عون: نسأل حرب أن يقلع عن العنتريات والبطولات الفارغة لأنها لن تغطي حقيقة الشهود عليها كثر

مغيط: نسّقنا مع "طلعت ريحتكم" ومطلب تحرير أهلنا سيحضر/أهالي العسـكريين المحتجزين يشاركون في تظاهرة العصـر

النائب فؤاد السعد لـ”السياسة”: لا فائدة من الحوار وتوقيته خطأ أكد أن القرار ليس عند المتحاورين

باحثون من الروح القدس والقديس يوسف اوجدوا معالجة جذرية لقضية النفايات:الحل في تبني استراتيجية لتخفيف إنتاج النفايات وزيادة نسبة التدوير

كيري اتصل بسلام مؤكدا التزام واشنطن الدائم باستقرار لبنان وأمنه واستقلاله

قتيلان و600 حالة مرضية حصيلة العاصفة الرملية التي ضربت بعلبك والهرمل والبقاع الاوسط

جعجع من الدوحة: الحوار لن يحل اي شيء وهو يحرف الانظار عن انتخاب الرئيس المعضلة تكمن في وجود دويلة الى جانب الدولة في لبنان

الساحة المحلية تزدحم بـ"الخطط الانقاذية" وسط تفاوت في الاولويات ,14 آّذار تتمسك بـ "الرئاسية" وقوى الثامن منـه أقرب الى "النيابية"

الجسر: جولة الحوار الـ"18" الاسبوع المقبل واتّهامنا بالفسـاد المالي على جدول اعمالهـا

لقاء درزي في تكريم الشيخ البلعوس اليوم بدعوة من جنبلاط حماده: ليس تحدياً لأحد بل دعوة للحاق بركب الثورة السورية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

خاص: تفاصيل المشادة الكلامية بين حرب وعون

مداخلة الرئيس فؤاد السنيورة في جلسة الحوار

من مجالس الرّعيان في الرّيف كلام في السياسة.

ريفي في مؤتمر "الامن": الدولة عاجزة عن بسط سلطتها على الأرض فكيف تفعــل ذلك على فضائها السـيبراني

25 إصابة بحالات اختناق وضيق تنفس في عكار اليوم نتيجة عاصفة الغبار

الراعي يزور عاليه لثلاثة ايام ويلتقي قياداتها

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تعيد فتح سفارتها في القاهرة

السيسي يدعو إلى تضافر الجهود الدولية في مواجهة الإرهاب

“داعش” يسيطر على بئر نفطية في سورية وأستراليا تشارك في غارات التحالف

المعارضة تسيطر على آخر قاعدة عسكرية لنظام الأسد في إدلب

الولايات المتحدة حذرت من مواجهة في سورية وموسكو لوحت بإجراءات جديدة لمحاربة الإرهاب

حرب كلامية بين واشنطن وموسكو بشأن المساعدات الروسية للأسد

توقعات بإقامة روسيا قاعدة جوية متقدمة في اللاذقية بعد هبوط ثلاث طائرات بالمنطقة

بلغاريا تؤكد أن الطائرات الروسية محملة بالأسلة وتشترط تفتيشها للسماح بمرورها

إيران محرجة: سفيرنا لدى اليمن في إجازة ولم يهرب

العربي الجديد : مليشيات النظام السوري وإيران: الوعر مقابل الفوعة وكفريا

خارجية روسيا: اجراءات عسكرية لمحاربة الارهـاب فـي سـوريا

"فاينانشال تايمز": تغيير كبير في سياسة بريطانيا لمحاربة الارهاب

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ارتباك لبنان/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

سباق الشارع والطاولة/وليد أبي مرشد/الشرق الأوسط

علي مملوك" مجهول مكان الاقامة...عنجد اللي استحوا ماتوا/سلام حرب/موقع 14 آذار

هل قررت إيران إشعال الخليج/إيلـي فــواز/لبنان الآن

صلف سلطة في الوسط التجاري/حـازم الأميـن/لبنان الآن

زيارة هولاند بين حدّين: تدعيم زخم دولي أو رسالة عن إمكان التعايش مع الشغور/روزانا بومنصف/النهار

جديد الحوار المستعاد: الرئاسة والنفايات وسجال مسيحي بين "بيضة" الرئاسة و "دجاجة" الانتخابات/سابين عويس/النهار

الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية لا يقلّ أهمية عن انتخاب رئيس للجمهورية/اميل خوري/النهار

حوارٌ لجلسات والرئيس ضالّتُه/الياس الديري/النهار

غالاغر يُثني على صمود المسيحيين باسيل عرض التعاون القضائي والأمني/خليل فليحان /النهار

أي شرق أوسط بعد النووي الإيراني/هشام ملحم/النهار

أبو عدس وأبو ترابه/ماجد كيالي/النهار

مواجهة الفساد يجب أن تبقى لولب الحراك المدني/ربى كبّارة/المستقبل

تصعيد نحو الحل/علي نون/المستقبل

شرق أوسط بلا عرب/زهير قصيباتي/الحياة

إيران وإسرائيل والأسد و «داعش» تشقّ دروب اللاجئين/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

دولتان جديدتان في الخليج/حسان حيدر/الحياة

الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أكد لـ {الشرق الأوسط} أنه ما دام الحوثي لم يتراجع عن خياراته العسكرية فلن نتراجع عن مواجهته/باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا14/من31حتى34/فإِنَّهُ سَيُسْلَمُ إِلى الوَثَنِيِّين، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَشْتُمُونَهُ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْه، وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَقُوم

"أَخَذَ يَسُوعُ الٱثْنَي عَشَرَ وقَالَ لَهُم: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورَشَلِيم، وَسَيتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الأَنْبِيَاءِ عَنِ ٱبْنِ الإِنْسَان. فإِنَّهُ سَيُسْلَمُ إِلى الوَثَنِيِّين، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَشْتُمُونَهُ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْه، وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَقُوم». وَلكِنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا شَيئًا مِنْ ذلِكَ، بَلْ كانَ هذَا الكَلامُ خَفِيًّا عَنْهُم، وَمَا كَانُوا يُدْرِكُونَ مَا يُقَالُ لَهُم."

 

رسالة القدّيس يعقوب05/من01حتى05/يا إِخوَتِي: هَلُمَّ الآن، أَيُّهَا الأَغْنِيَاء، إِبْكُوا ووَلْوِلُوا عَلى الشَّقَاءِ الآتِي عَلَيْكُم

"يا إِخوَتِي: هَلُمَّ الآن، أَيُّهَا الأَغْنِيَاء، إِبْكُوا ووَلْوِلُوا عَلى الشَّقَاءِ الآتِي عَلَيْكُم. أَمْوَالُكُم تَعَفَّنَتْ، وثِيابُكُم صَارَتْ مَأْكَلاً لِلعُثّ. ذَهَبُكُم وفِضَّتُكُم قَد صَدِئَا، وصَدَأُهُما سَيَكُونُ شهادَةً عَلَيكُم، ويَلْتَهِمُ كالنَّارِ لُحُومَكُم: تِلْكَ هِيَ الكُنُوزُ الَّتي ٱدَّخَرْتُمُوهَا لِلأَيَّامِ الأَخِيرَة! وأُجرَةُ العُمَّالِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقولَكُم، وما زِلْتُم تَحْبِسُونَهَا عَنْهُم، ها إِنَّها تَصْرُخ! وصِياحُ أُولئِكَ الحَصَّادِينَ بَلَغَ أُذُنَي رَبِّ الجُنُود! لقَدْ عِشْتُم عَلى الأَرْضِ في التَّنَعُّمِ والتَّرَف، وفي يَوْمِ الذَّبائِحِ أَتخَمْتُم قُلُوبَكُم. لقد حَكَمْتُم عَلى البَارِّ وقَتَلْتُمُوه، وهُوَ لا يُقَاوِمُكُم."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

ستربتيز لأوهام عظمة جنون عون وبعضمة لسانه/عون لبطرس لحرب: "أنت شو بيفهمك"

الياس بجاني/09 أيلول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/09/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D8%AA%D9%8A%D8%B2-%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D8%B8%D9%85%D8%A9-%D8%AC%D9%86%D9%88%D9%86/

نقل أحد المواقع الالكترونية منذ قليل النص الحرفي للمشادة الكلامية التي قيل أنها جرت اليوم خلال هرطقة نفاق ودجل طاولة حوار الساحر الأكروبات، وزلمة حزب الله العامل دائماً لشراء الوقت له، وصاحب أكبر مستودعات ملالوية إيرانية للقبعات والأرانب، الإستيذ نبيه بري، وذلك بين النائب ميشال عون والنائب بطرس حرب، والمشادة كما نُقّل هي على النحو التالي: (ميشال عون لبطرس لحرب: " شو فهمك انت".)

حقيقة هذه الجملة القصيرة المكونة من 3 كلمات فقط هي معبرة 100% عن أوهام العظمة المجنونة Grandiose Delusions لدى هذا المخلوق العجيب والغريب طبقاً لكل المعايير البشرية السوية نفسياً وعقلياً، والشارد كلياً عن كل ما هو قيم ومبادئ وثوابت لصرحنا البطريركي الماروني الذي أعطي له مجد لبنان، والمغرب والغريب عن كل ما هو محبة وتسامح وتواضع ولبنان ورسالة ودولة ودستور وتضحيات شهداء وهوية وحضارة وحقوق وثقافة قبول للآخر.

هذه العبارة اللابطة والستربتيزية والكاشفة في تعابيرها "المرّضية" يرددها كل المغرر بهم من جماعات عون المحملين أثقال من أطنان الأحقاد والكراهية ومركبات العقد كافة. هؤلاء هم نواب وودائع وأتباع ومؤيدين من الربع العوني، وكما يعرف القاصي والداني يستحيل بعقلانية ومنطق وموضوعية نقاشهم في أي شأن أو أمر أو ملف أو مشكل لا يؤله عون ويؤبلس كل من يعارضه.

في هذا السياق وتهكماً كان قيل منذ سنوات إن الوصية 11 المستحدثة هي "لا تجادل عونياً".

لا نرى فعلاً أي مبالغة أبداً في هذه المقاربة لأن كل من جادل عوني لا بد وانه سمع اللازمات الساذجة والغبية التالية التي تلخص ما قاله عون اليوم لبطرس حرب من مثل:

"هيدا بيقض من الحريري".

"هيدا بيشتغل عند سمير جعجع".

"هيدا دافعتلو السعودية".

"هودي وين والجنرال ودين".

"الجنرال سابقنا بالتفكير والرؤية".

"نحنا ما منعرف، الجنرال بيعرف".

"هودي شراشيح ما بيطلع منون شي"

"من هيدا ومين معو"

"هيدا ترك التيار لأن الجنرال ما عطاه". (الموقع الفلاني أو العلانتاني).

هنا لا بد وأن نشير إلى أن المئات والمئات الذين اكتشفوا هوس ميشال عون وحربائيته وآفة عبادة الذات النرسيسية وتركوه منذ ما قبل ال 2005 جميعهم وطبقاً لعون وربعه هو سهل لهم الخروج لأنه لم يريد أن يعطيهم ما طالبوه به من مواقع نيابية ووزارية وقيادية والخ.

وتطول قائمة الردود الغبية واللامنطقية والتبريريه والإسقاطية "العونية" وهي كلها تفضح عقول هؤلاء التي هي استنساخ كلي وكامل لثقافة ومفاهيم عون، ورد هذا الأخير الإنفعالي والغاضب اليوم على النائب بطرس حرب وفي شأن قانوني بحت (حرب محامي وعون عسكري) يعري ويفضح ويبين مكامن العلل في كل ما هو للأسف عوني شارد.

في الخلاصة، إن النائب ميشال عون لا يمثل لا ثقافة ولا حضارة ولا علم ولا وطنية ولا محبة ولا تواضع ولا تاريخ الموارنة تحديداً، وبالتالي هو آخر انسان ماروني على وجه الكرة الأرضية يحق له ادعاء تمثيل الموارنة بأي شكل من الأشكال، ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الالكتروني phoenicia@hotmail.com

 

على خلفية عهر وكفر غالبية كبار الطاقم الزمني والديني اللبناني "القماموي" أي الزبالة فكراً وثقافة وممارسات

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في وضعية الإنسان عندما يقع في التجربة ويبتعد عن الله ويتحول إلى وحش مفترس

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/09/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-11/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في وضعية الإنسان عندما يقع في التجربة ويبتعد عن الله ويتحول إلى وحش مفترس/09 أيلول/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.evilness28.07.15.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في وضعية الإنسان عندما يقع في التجربة ويبتعد عن الله ويتحول إلى وحش مفترس/09 أيلول/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.evilness28.07.15.wma

 

ابتعاد الإنسان عن الله يحوله إلى وحش ومصاص دماء

الياس بجاني/09 أيلول/15

هل يتحول الإنسان فعلاً إلى وحش ومصاص دماء ومخلوق همجي بمجرد أن يقتل صوت الله بداخله الذي هو الضمير، ويُعهّر لسانه الذي هو الكلمة والتي في الأساس هي الله المتجسد، وبالتالي يستسلم كلياً لنزعات وجموح غرائز الجسد الحيوانية ويتمرد على الله خالقه وعلى مشيئته وتعاليمه وكتبه المقدسة كما فعل نمرود حفيد النبي نوح متعامياً عن كامل تصور وتصميم عن حتمية يوم الحساب الأخير وعن حقيقة أنه مخلوق ترابي من التراب جُبل وإلى التراب سيعود لا محالة؟

نعم، بالواقع المعاش وبالنظر حولنا بتجرد وموضوعية وعلى خلفية إيمانية وإنسانية بحتة نجد أن بعض البشر وهم ليسوا بقلة، وقد يكونون من أقرب الناس إلينا ومن أعزهم إلى قلوبنا، قد يتحولون بين ليلة وضحاها إلى مخلوقات أبشع بكثير من الحيوانات المتوحشة والمفترسة فكراً وممارسة وطمعاً ونفسية وسفالة وانحطاطاً. يقتلون الإنسان بداخلهم الذي خلقه الله على صورته ومثاله ويتحولون إلى كائنات مجردة تماماً من كل الأحاسيس البشرية.

فبمجرد أن يستأثر هؤلاء بالسلطة وبمواقع النفوذ على أي مستوى كان وتجري بين أيديهم ثروات ومقتنيات الدنيا الفانية من مال وغيره حتى يبدأون بعمليات الأذى والجحود والقتل الهمجية على كافة أشكالها وصورها وألوانها من جسدي ونفسي وأخلاقي ومعنوي ومعيشي.

يدخلون حلقة الأذى والشر الجهنمية بتمرد وجحود وقساوة قلب وموت أحاسيس، فيقتلون لمجرد لذة القتل ومن أجل التلذذ بطعم ملوحة الدم المراق من جراح ضحاياهم الذين غالباً ما يكونون من بين أهلهم ومعارفهم وأقرب الناس إليهم، أو من بين أفراد شعوبهم الكادحة والمقهورة في حالة الحكام البرابرة والديكتاتوريين الظلمة كما هو الوضع الحالي والمخيف في سوريا، حيث يقتل الحاكم المستبد وحاشيته هناك الشعب منكلين بوحشية وحيوانية وغرائزية منقطعة النظير بالأطفال والنساء والشيوخ ورافضين بجنون التخلي عن السلطة وحال لسانهم الشرير يقول، إما أن نحكمكم ونستعبدكم أو نقتلكم.

يسكر هؤلاء الجاحدون حتى الثمالة على عذاب ومعاناة الآخرين حتى ولو كانوا من أهلهم وفي كثير من الحالات من أفراد عائلاتهم. ينتقمون بنهم لمجرد إشباع غريزة الانتقام التي لا حدود أو أطر لإشباعها، فيما مركبات الحقد تهيمن بشيطانية فاقعة على كل ممارساتهم وأفكارهم والأهواء. يبتعدون عن الله ولا يخافونه وينسلخون عن الواقع وعن كل ما يحيط به من حقائق. يبنون قصور وهمية في عقولهم ومخيلاتهم ويغلقون أبوابها ويوصدون نوافذها ويرفضون أن يسمعوا غير أصواتهم أو أن يروا غير ذواتهم.

هؤلاء هم وحوش أكثر من الحيوانات المتوحشة ومفترسين أكثر من الحيوانات المفترسة. علماً أن الحيوان المفترس والمتوحش لا يصطاد أو يقتل إلا إذا كان جائعاً ليؤمن طعامه، في حين أن هذا النوع من البشر الحيواني والغرائزي لا يشبع وجشعه لا حدود له. يمتهن القتل بكافة أشكاله لمجرد لذة القتل السادية في حين أنه متخم حتى الثمالة بكل مستلزمات الحياة.

السؤال الذي يُطرح دائما هو: لماذا يتحول بعض البشر إلى هذه الحيوانية في فكرهم وممارساتهم ووحشيتهم؟

الجواب في منتهى البساطة: يغرق هؤلاء في تجارب إبليس لقلة إيمانهم وخور رجائهم وابتعادهم عن الله وعن تعاليمه فيسكنهم ويسيطر عليهم ويصبحون أدواة شريرة طيعة بين يديه.

ما هو العلاج أو الحل؟: أيضاً في منتهى البساطة والسهولة ويكمن بالعودة إلى ينابيع الإيمان والتقوى وإلى مخافة الله والعمل بجهد للانتصار على الشيطان الذي هو بالواقع جموح وتفلت غرائزنا وأطماعنا وشهواتنا.

طبقاُ لمفاهيم كل الأديان السماوية إن الحياة نعمة وهبة ربانية يمنحها الله سبحانه وتعالى للإنسان، وهو يستردها منه متى يشاء. عندما يسترد الله وديعة الحياة التي هي الروح يبرد الجسد ويموت ويعود إلى التراب الذي جُبل منه.

من أراد أن يتعظ ويخاف الله عليه أن يقرأ جيداً مثل الغني الغبي (لوقا 12/16-21): “وقال لهم هذا المثل: كان رجل غني أخصبت أرضه، فقال في نفسه: لا مكان عندي أخزن فيه غلالي، فماذا أعمل؟ ثم قال: أعمل هذا: أهدم مخازني وأبني أكبر منها، فأضع فيها كل قمحي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفسي، لك خيرات وافرة تكفيك مؤونة سنين كثيرة، فاستريحي وكلي واشربي وتنعمي! فقال له الله: يا غبي، في هذه الليلة تسترد نفسك منك. فهذا الذي أعددته لمن يكون؟ هكذا يكون مصير من يجمع لنفسه ولا يغنى بالله.”

يقول بولس الرسول (1 تسالونيكي 50/01-10): ” أما الأزمنة والأوقات فلا حاجة بكم، أيها الإخوة، أن يكتب إليكم فيها، لأنكم تعرفون جيدا أن يوم الرب يجيء كاللص في الليل. فحين يقول الناس: سلام وأمان، يفاجئهم الهلاك بغتة كما يفاجئ الحبلى ألم الولادة، فلا يقدرون على النجاة. أما أنتم، أيها الإخوة، فلا تعيشون في الظلام حتى يفاجئكم ذلك اليوم مفاجأة اللص، لأنكم جميعا أبناء النور وأبناء النهار. فما نحن من الليل ولا من الظلام. فلا ننم كسائر الناس، بل علينا أن نسهر ونصحو.”

بالخلاصة عندما يسترد الله وديعة الروح لن يتمكن لا الحاكم الظالم ولا رجل الدين الفاسد ولا الإنسان المتجبر والجاحد من أن يأخذ معه من مقتنيات الدنيا الفانية أي شيء. فقط وفقط يمكنه أخذ زوادة أعماله التي على أساسها إما يكون له الفرح الأبدي بالعودة إلى منزل أبيه السماوي أو البكاء وصريف الأسنان في نار جهنم.

إلى الله نصلي أن يهبنا العزيمة لنغيّر من إشارات الزمن الشرير ونخضع ذواتنا بالمحبة للذي هو المحبة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الالكتروني phoenicia@hotmail.com

ملاحظة/ التعليق في أعلى كان نشر واذيع في 28 تموز/15

 

بعض تغريداتنا التي تحكي خيانات جماعات 14 آذار المشاركين في حوار نفاق واحتيال نبيه بري

الياس بجاني/09 أيلول/15

*حوار اليوم هو اهانة لكل قيم ومبادئ ثورة الأرز وبالتالي كل من يشارك فيه من 14 آذار لا يحترم دماء الشهداء ولا نفسه ولا لا يستحق مسمى سياسي، بل تاجر هيكل وفريسي.

*كل 14 آذار ناقص القوات: مرة أخرى تسير إلى الفشل وكأن قادتها لا يعلمون أن التيس لا يُحلب وأن الديك لا يبيض وأن طبخات بري-جنبلاط هي طبخات سم هاري.

*ما عاد في فايدي من أكثرية السياسين والأحزاب ب 14 آذار. ما عادت بس دككم رخوي ومقشطا وتجار هيكل، بل اصبحوا غرباء عن ناسهم وأعداء للبنان الرسالة وأدوات جبانه عند حزب الله.

إن المشاركون بذل وهوان بحوار اليوم من 14 آذار لا يمثلون إلا أنفسهم ولم يعد لقيم ومبادئ 14 آذار أي علاقة أو صلة بهم. ركابهم رخوي وفاقدين للصدق والمصداقية.

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

مقالة لعلي حمادة وتعليق للياس بجاني

التعليق/ميشال عون يعيش في غير هذا الزمن

الياس بجاني/10 أيلول/15

http://newspaper.annahar.com/article/266159-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%86%D8%B2%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD?fb_action_ids=10153602803522766&fb_action_types=og.comments

حقيقة مثبتة وموثقة وتنطح بقرونها اللاهية على مدار الساعة، وهي أن النائب  ميشال عون للأسف يعيش خارج الزمن في قوقعة من الأوهام وأحلام اليقظة. وبنتيجة هذه الغربة الزمنية القاتلة للبصر والبصيرة والمعطلة لسوية الفكر على تقدير الأمور بواقعية وعقلانية فهو يتوهم أن في مقدور حزب الله وإيران وبشار الأسد أن يكسروا إرادة اللبنانيين والقرارين الدولي والإقليمي وينصبوه رئساً بقوة السلاح ورغماً عن رفض الأكثرية من اللبنانيين له ولنهجه ولخياراته. نعم هذا هو فكر وتصور عون وقد سمعناه منه مراراً كثيرة مواربة ومباشرة، كما أن صهره الباسيل وباقي المقربين منه يرددونه باستمرار. نحن نرى أن من أهم وأخطر صعاب عون ومشاكله أنه محاط بمجموعة تؤله ولا تسدي له النصح بغير ما يتناسب مع أوهامه والأحلام أو بما يوحى لها من مشغليها. ونعم وكما ذكر الإعلامي المميز بسياديته والجرأة على حمادة في مقالته التي في أعلى فإن فرص عون الرئاسية صفر كبير وكذلك فرص صهره روكز في تولي قيادة الجيش.

المقالة/للمحاسبة معبر إلزامي نزع السلاح

علي حماده/النهار/10 أيلول 2015

إذا كان الجنرال ميشال عون يعتقد أن تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية على النحو الحاصل سيؤدي حكماً الى اختياره، فهو واهم. وإذا كان يعتقد أن تعطيل الحكومة وابتزاز رئيسها سيفتح أبواب "اليرزة" لصهره العميد شامل روكز، فهو واهم أيضاً. وإذا كان يعتقد أن التعامل النزق مع الخصوم، كما حصل البارحة، حول طاولة الحوار مع وزير الاتصالات بطرس حرب يعكس صورة مرشح رئاسة قوي وموثوق به فهو واهم أيضاً وأيضاً. نقول ذلك، لأن التوازنات القائمة في البلاد لا تسمح لـ"حزب الله" والمحور الذي يندرج فيه بإيصال رئيس ينتمي إليه عضوياً. فالجنرال عون جزء من انقسام البلد العمودي، وهو عنصر تفرقة وتصادم وتوتر أكثر مما هو عنصر توافق وتلاقٍ وتفاعل ايجابي مع مختلف مكونات البلاد. فعون عاجز عن أداء دور الموفق والرابط بين المختلفين والمنقسمين، مثلما هو عاجز عن مخاطبة الفريق الآخر بلغة سوية سياسياً، وبالتالي فإن وصوله الى سدّة الرئاسة يرفع من منسوب الصراعات والتوترات بدل أن يضبطها. أكثر من ذلك، إن من لا يحتمل حراكاً مدنياً مطلبياً حقيقياً في البلاد، ويصطدم به كما اصطدم عون، لا يصلح لأن يكون رئيساً حاضناً وأباً لجميع اللبنانيين. في مستوى آخر، يستحيل اللحاق بنظريات "خفيفة" كالدعوة الى انتخاب الرئيس من كل الشعب، أو الدعوة الى تقديم الانتخابات النيابية على الرئاسية، مع الطلب الى مجلس تتبدل المواقف منه وفقا للمصلحة الشخصية وضع قانون جديد للانتخابات. فاللعب بالدستور اليوم، يدخل البلاد صراعات جديدة تولدها اجندات الطوائف المتناحرة في ما بينها. وإذا ما انفتح الباب فقد لا يقفل إلا بعد انفجار صراع كبير. إن القوى السياسية المتحكمة في اللعبة السياسية في البلد مدعوة الى العمل بجدية على وضع جدول أعمال للتخفيف من احتقان المواطن، حتى لو لم يرتق جدول الأعمال المشار إليه إلى مستوى "التسوية" الكبيرة. والبداية بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون توافقياً ومحايداً، بما يفسح في المجال أمام انتظام وإن جزئي لعمل المؤسسات، مع استقالة الحكومة الحالية، وتشكيل أخرى تكون مهمتها التحضير للانتخابات المقبلة وفقاً لقانون جديد حدّه الأقصى أن يزاوج بين النظامين الأكثري والنسبي. لا حل امام اللبنانيين اليوم إلا بسلوك الطريق المنطقية لحل ما أمكن من أزماتهم. أما أزمة النفايات ففي طريقها الى الحل ولا ترتبط بالصراع السياسي الكبير في لبنان. وأما محاربة الفساد على النحو الذي يتمناه اللبنانيون "القرفانين" فمسار طويل ومعبره الإلزامي نزع سلاح "حزب الله" غير الشرعي الذي يعطل كل إمكانية لقيام دولة قانون ومحاسبة. ومن دون نزع السلاح غير الشرعي، لن تكون لحراك الشارع المدني وهو الممثل الأمين للمزاج اللبناني، إمكانية التصدي لمهمة بناء الدولة، وبسط سيادة القانون على جميع اللبنانيين. فكيف تريدون أن تطبقوا شعار محاسبة المسؤولين المرتكبين عندما يكون بينهم من يضع نفسه فوق البشر؟

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مجلس الوزراء أقر خطة شهيب لمعالجة النفايات: اجراءات تنفيذية لحلول مرحلية بما فيها الإزالة الفورية للنفايات المتراكمة

الخميس 10 أيلول 2015

وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية، في السرايا الحكومية، برئاسة الرئيس تمام سلام، وبعد الجلسة التي استمرت زهاء ست ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية التالية:

"بناء على دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، عقد المجلس جلسة استثنائية عند الخامسة والنصف من بعد ظهر يوم الاربعاء، الواقع فيه التاسع من ايلول 2015، في السرايا الحكومية، برئاسة دولة الرئيس وحضور الوزراء، الذين غاب منهم الوزراء: محمد فنيش، جبران باسيل وآلان حكيم. واستهل سلام الجلسة بالقول: "ان هذه الجلسة استثنائية، ومخصصة حصرا لبحث موضوع النفايات، الذي ضجت به البلاد واثار غضب الناس"، مشيرا الى انه "يترتب على الحكومة ايجاد حل فوري لهذه الازمة"، مؤكدا ان "المشاركين في طاولة الحوار هذا النهار اعربوا عن دعمهم للحكومة لأجل التوصل الى الحل المطلوب". اضاف ان "موضوع النفايات متعدد الجوانب، وأن الحلول التي يمكن اعتمادها بشأنه هي عابرة للطوائف والفئات، وان المخارج المعتمدة في الكثير من الدول ليست واحدة، وانما هي متعددة كالترحيل او الطمر او المحارق، وهناك فرق بين الحقيقة والانطباع لدى الناس. وازاء هذا الواقع لا بد من سحب هذا الملف من التجاذب السياسي، ولا بد من التصدي له بشكل حاسم لوضع حد للمأساة، التي يعيشها المواطنون"، معربا عن "ارتياحه لمشاركة جميع القوى السياسية في هذه الجلسة".

وتابع "في ضوء نتيجة المناقصات، كلف الوزير اكرم شهيب متابعة هذا الملف بالسرعة اللازمة، ووضع مقترحاته بهذا الشأن. وقد قام الوزير شهيب بالمهمة الموكلة اليه، ووضع خطة متكاملة لحل موضوع النفايات وقدمها لرئيس الحكومة".

شهيب

بعد ذلك، قدم وزير الزراعة أكرم شهيب لمجلس الوزراء تقريرا مفصلا عن المقترحات التي خلص اليها لحل موضوع النفايات. وقد استهل عرضه بتوجيه الشكر ل"فريق الفنيين الذين عاونوه في عمله"، مؤكدا انه "استفاد من العمل الذي قام به من سبقه في التعاطي بهذا الملف، وبالاخص الوزير محمد المشنوق"، منوها ب"ما بذل من جهد بهذا الصدد. وقد وافق الوزراء على هذا التنويه". وتضمن عرض الوزير شهيب اقتراحات حلول للانتقال من الازمة الى ادارة مستدامة، فتناول العرض الاجراءات التنفيذية للحلول المرحلية المقترحة، بما في ذلك الاجراءات المتعقلة بإزالة فورية للنفايات المتراكمة في الشوارع وفي المراكز المؤقتة المستخدمة منذ 17-7-2015. بعد هذا العرض، قدم عضوان من الفريق الذي عاون شهيب بعض التوضيحات بصدد الحلول المقترحة. وعلى اثر ذلك، جرت مناقشة مستفيضة للاقتراحات المقدمة ادلى خلالها الوزراء بملاحظاتهم ورأيهم بتلك الاقتراحات. ثم تحدث شهيب فقال: "بناء على تكليف وثقة دولة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والحكومة مجتمعة، تقدمنا باقتراح نرى أنه يستوفي الشروط البيئية والعلمية والموضوعية، ويحقق مبدأ الشراكة الوطنية والمسؤولية المشتركة لجميع اللبنانيين في معالجة أزمة النفايات، التي باتت تشكل خطرا وإهانة لكل مواطن ومسؤول لبناني. هذه الخطة تحتاج إلى التزام سياسي واضح من قبل كل القوى السياسية في تحمل مسؤولياتها أمام المواطنين، كما أنها تحتاج إلى تفهم من قبل كل المواطنين خاصة أبناء المناطق التي لحظت في الاقتراحات لإقامة مواقع معالجة وطمر تستوفي الشروط الصحية والبيئية والعلمية المطلوبة لمدة لن تتجاوز 18 شهرا من تاريخ البدء بالحل المتكامل. علما وبوضوح أن مسار الحل تكاملي بين المناطق بتحضير المواقع المحددة وبالنقل إليها بوقت واحد لضمان نجاح الخطة. مجلس الوزارء أقر مسار حل بيئي مرحلي ومستدام، وأمن بقراره الخروج من أزمة النفايات إلى الإدارة المتكاملة الأنسب للملف البيئي الحياتي". أضاف "ملف النفايات عابر للسياسة والمناطق والطوائف تعاطينا معه من جانب بيئي، علمي، اقتصادي، اجتماعي ووطني. وقد مر الملف بمراحل وجرت محاولات كثيرة وتعثرت بمحاولات أكثر واصبح على أبواب كل بيت. وتحول إلى أزمة مع إنتهاء العمل في مطمر الناعمة وعدم تأمين البديل المناسب. ما سعينا إليه في عمل اللجنة ينطلق من مبدأ تحويل النفايات من عبء إلى مصدر إنتاج، والإنتقال بالملف من الأزمة ووضعه في مسار حل مستدام يقوم على الإدارة المتكاملة للنفايات المنزلية الصلبة". وتابع "ركزت اللجنة على البعد البيئي- الاقتصادي للحلول المقترحة في المرحلة الانتقالية، لذلك تم اقتراح مواقع معالجة تحتاج أصلا إلى تأهيل، والمواقع المقترحة مكبين عشوائيين يحولان بالاستخدام إلى مطمرين صحيين، إضافة إلى إعادة تأهيل مكب برج حمود وإزالة هذا العبء البيئي والمسيء عن واجهة الساحل اللبناني، ونربح بذلك 330 ألف متر مربع من الأراضي النظيفة. البلديات وإتحادات البلديات مدعوة إلى أخذ دورها، الذي يعيده مجلس الوزراء لها مع تأمين المستلزمات للنجاح في هذا الدور إداريا وماليا وبيئيا مع رقابة مركزية تتولاها الوزارات المعنية والفريق الفني المختص. الحل بمندرجاته المرحلية والمستدامة لقي قبول ودعم مجلس الوزارء بمن يمثل من قوى سياسية، ولقي قبول قوى سياسية غير مشاركة، ولامسنا هذا القبول خلال جولة إتصالات التي رافقت إعداد الخطة المسار، كما لقي قبول الهيئات البيئية وإتحادات بلدية وصناعيين وأكاديميين. وكلنا مدعوون لإنجاح المسار والانتقال الفوري من التخطيط إلى العمل مباشر الذي انطلق اليوم".

المقررات التي اتخذها مجلس الوزراء هي:

1- الموافقة على عناوين وتوجهات الخطة لجهة الاخذ بمبدأ لا مركزية المعالجة واعطاء الدور للبلديات واتحاداتها في تحمل مسؤولية الملف للمرحلة المستدامة وفق اليات تنفيذية، يجري اعدادها لهذه الغاية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من خطة المعالجة المرحلية، على ان يعتمد معيار متوازن يراعي تقسيمات الاقضية او الكميات وان يؤخذ مباشرة باي مشروع جاهز من قبل اي من البلديات او الاتحادات، لمعالجة نفاياتها على ان يتم التنفيذ باشراف فريق فني مركزي برئاسة وزير الداخلية، يضم ممثلين عن وزارات البيئة والمالية ومكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية وعدد من الخبراء.

2- الموافقة على اعتماد مطمرين صحيين يتم تحضيرهما وفق المعايير البيئية في منطقة سرار في عكار، ومنطقة المصنع في سلسلة جبال لبنان الشرقية، بعد استطلاع رأي اتحادات البلديات واستخدام معمل معالجة النفايات في صيدا، لاستقبال جزء من الكميات خلال المرحلة الانتقالية، واستكمال دراسة استخدام مكب برج حمود في المرحلة المقبلة في اطار خطة تأهيله بما يخدم انماء المنطقة وفق الدراسات، التي تعد لهذه الغاية مع البلدية والجهات المعنية وتكليف مجلس الانماء والاعمار اعداد الدراسات اللازمة، مع وزارة البيئة لتأهيل مكب رأس العين والمباشرة بتلزيمه.

3- بالتزامن مع تنفيذ البند السابق، الموافقة على نقل النفايات المتراكمة في منطقة بيروت وجبل لبنان، التي لم تطمر بين 17-7-2015 وتاريخه الى مطمر الناعمة، الذي يفتح لهذه الغاية لمدة سبعة ايام، على ان تبدأ بعدها فورا اعمال التتريب والتغليف والتخضير، وانتاج الطاقة الكهربائية لتوزع مجانا على القرى المجاورة.

4- تكليف مجلس الانماء والاعمار اتخاذ الاجراءات اللازمة لتجهيز وتشغيل المواقع المقترحة للمعالجة والتخلص النهائي من النفايات، خلال فترة شهر وفقا للارشادات الفنية المحددة المرفقة بالقرار مع ترتيبات الاشراف اللازمة.

5- ابلاغ المشغل الحالي لمنطقة خدمات بيروت وجبل لبنان عدم تجديد عقود المعالجة والطمر والاشراف.

6- تكليف مجلس الانماء والاعمار تمديد عقد الكنس والجمع والنقل مع المشغل الحالي، لفترة لا تتجاوز 18 شهرا من تاريخ موافقة مجلس الوزراء على هذا التمديد وتعديله وفقا للمهام الفعلية وتكليفه تنظيم عقد الاشراف على هذه الاعمال، واجراء عقد مصالحة عن الفترة الممتدة من تاريخ 17-7-2015، الى حين سريان تمديد العقد اعلاه بالاضافة الى تسديد تكاليف اشغال الطمر في مطمر الناعمة وفقا للبند رقم 3.

7- الطلب من مجلس الانماء والاعمار رفع نتائج البندين 4 و5 الى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار فور الانتهاء من تحضيرهما.

8- الموافقة على المراسيم المقترحة من وزيري المال والداخلية لتوزيع حصص البلديات واتحاداتها من واردات الهاتف الخليوي الممولة من وزارة الاتصالات كاملة دون حسم والصندوق المستقل، بما فيها جدولة المبالغ العالقة في الفترة بين 1995 و2010.

9-الموافقة على تخصيص سلفة خزينة بمبلغ 150 مليار ليرة لبنانية لمشاريع تنمية لمنطقة البقاع بواسطة الهيئة العليا للاغاثة.

10- تكليف وزير الزراعة اكرم شهيب متابعة تنفيذ القرارات ورفع تقارير دورية، الى مجلس الوزراء مع الاقتراحات اللازمة على ان يستعين بمن يراه مناسبا.

 

الجولة الأولى من الحوار فُتحت بتدابير صارمة وإبعاد الإعلاميين عون وحرب تساجلا والسنيورة حدّد الأولويات بانتخابات الرئاسة

10 أيلول 2015/النهار/كانت جلسة الحوار، المفترض ان يكون وطنيا اشبه بحوار بين سياسيين يحاولون تصفية الحسابات في ما بينهم، مبعدين الصحافيين عنهم تماما كما ابعدوا عنهم الحراك الشبابي. اقفلت ساحة النجمة تماما أمس واحكمت الخطة الامنية قبضتها جيدا. وبكل بساطة، بات على الصحافيين المزودين اصلا بطاقة خاصة لتغطية الحوار، سلوك "جل"، بكل عدّته، من رمول وبحص وشوك، خلف مبنى جريدة "النهار"، للنفاذ الى الطريق البحرية بالقرب من "البيال". ومن هناك صعودا الى شارع اللنبي، حيث المنفذ الوحيد الذي تفتح "اسلاكه" امام الصحافيين وحدهم للمرور الى مجلس النواب. ومن هناك "مسلسل" جديد امام "القمع الاعلامي". اجلس الصحافيون في قاعة المكتبة العامة، فيما المتحاورون تحاوروا في المبنى الاخر، وتحديدا في قاعة واسعة من الطبقة الثالثة داخل المبنى الاساسي للمجلس. بين حين وآخر كان يسمح لمندوبي وسائل الاعلام المرئية ببث رسائلهم، أو من الخارج واما من المبنى الاساسي. وبعد ذلك اوقف الصحافيون نحو ساعة في الخارج، وسط الاختناق والحرارة المرتفعة، استعدادا لوصول الرئيس تمام سلام كي يعلن انعقاد جلسة مجلس الوزراء مساء. وكي تكتمل مشهدية التشدد طلب بعد ساعتين من الجلوس داخل المكتبة، ليدخل القاعة العامة وانتظار اكثر من نصف ساعة، دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري ليلقي كلمته. هكذا اشيع من ساعات ما قبل الظهر، وجهزّت الاجواء للكلام المنتظر، فكانت المفاجأة ان اطلّ الامين العام للمجلس عدنان ضاهر ليتلو بيانا من ثلاثة اسطر فقط، يشير الى ان "المجتمعين ركزوا على ملف الرئاسة والخطوات المطلوبة في السياق"، معلنا تأجيل الجلسة الى الاربعاء المقبل 16 ايلول. في الاثناء، تسمر الاعلاميون في الداخل، معتقدين انهم سيحصلون على صيد ثمين عبر كلام بري، فكان ان "هرّب" المتحاورون من الباب الاساسي للمجلس، بعيدا من الصحافة. لربما كان رئيس الكتائب النائب سامي الجميل محقا في طلبه ان تكون الجلسة علنية، فلو كانت النية صافية للتوصل الى الحل، لما كان كل هذا "الخوف" من الاعلام وهذه التدابير الاكثر من صارمة.

مداخلات ولا تقدّم

في المحصلّة، جلس 16 متحاورا حول الطاولة المستديرة الكبيرة، التي صنعت خصيصا للحوار بنسخته الجديدة، وخلف كل محاور رئيسي جلس معاونه: حضر الرئيس بري مع الوزير علي حسن خليل. سلام مع الوزير رشيد درباس، رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون مع الوزير جبران باسيل. الرئيس فؤاد السنيورة مع النائب عاطف مجدلاني. الرئيس نجيب ميقاتي مع النائب احمد كرامي. رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط مع النائب غازي العريضي. الوزير بطرس حرب مع النائب السابق جواد بولس. النائب طلال ارسلان مع السيد حسين حماده. النائب اسعد حردان مع الوزير السابق علي قانصو. نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري مع النائب روبير فاضل. رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد مع النائب علي فياض. النائب ميشال المر. رئيس حزب الطاشناق النائب اغوب بقرادونيان مع الوزير ارتيور نظريان. النائب ميشال فرعون مع السيد الياس أبو حلا. رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مع النائب ايلي ماروني. رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجيه مع الوزير السابق يوسف سعادة.

بداية، وقف الجميع للنشيد الوطني، ثم تحدث بري مشيراً الى أن "هذه الطاولة ستبقى، ولكن نأمل في ألا نحتاج الى حوار ثان". وقال: "نجتمع لنحاول وضع حلول عادلة ومخارج صحيحة، والأمر يحتاج الى توحيد المواقف وليس الى حوار الطرشان. أناشدكم، بل إن الوطن يناشدكم الاتفاق، متمنياً الا يكون فات الوقت، وأن نتمكن من رسم خريطة طريق لعبور الاستحقاق الرئاسي واطلاق عمل التشريع لوضع القوانين الرئيسية التي ترسم صورة لبنان غداً، واخراج السلطة التنفيذية من واقع التفكك وتنشيط أدوارها، والمطلوب ان نصنع لبنان الموحد".

بعده تحدث الرئيس سلام عن أزمة النفايات، مصراً على تفعيل عمل الحكومة للخروج من الأزمات.

ومن المداخلات البارزة والطويلة، كانت كلمة الرئيس السنيورة الذي حدد لها نقاط عدة، منطلقاً من ان "وجود رئيس للجمهورية يشكل حجر الرُحَى في انتظام عمل كل المؤسسات، وبسبب الشغور الرئاسي تعطلت الدولة ومؤسساتها أو أصابها الشلل".

وقال: "ما نستخلصه أن الدولة لا تستقيم أمورها ومؤسساتها إلا بانتخاب رئيس للبلاد. وهو يشكل المفتاح الرئيس لمعالجة معظم المشكلات. ويفسح انتخاب الرئيس في المجال أمام تشكيل حكومة وطنية حقيقية تحظى بثقة المجلس، وتأخذ على عاتقها إقرار قانون جديد للانتخابات". وتطرق الى عناوين عدة سياسياً واجتماعياً، مبرزاً الأولويات كالآتي: "رئاسة، حكومة، قانون انتخابات، انتخابات". واذ لفت الى أن "الشغور الرئاسي الذي مضى عليه أكثر من ستة عشر شهراً، ساهم في التراجع المتعاظم لدور الدولة وأدائها وهيبتها، أثار "جملة من الاحباطات والتطورات الداخلية والتقاعس والتأجيل وعدم المبادرة عن معالجة أزمات متعددة تتعلق بحياة المواطنين والخدمات العامة".وقال إن "حل مشكلة النفايات ليس مستحيلاً إذا توافرت الارادة، وهو لا يمكن ان يحصل إلا اذا تشارك الجميع في حمل وزر الحل وايجاد المطامر تمهيداً للحل الطويل الأمد. الحل يجب أن يكون وطنياً وتشاركياً". وعاد السنيورة الى اتفاق الطائف، مطالباً "باعادة الاعتبار اليه والتمسك بانتخاب رئيس، كأولوية في مقابل مطالبة البعض بانتخابات نيابية قبل انتخابات الرئاسة، وهذا اقتراح يحمل معه الاخطار". وبعدما تكلم على ظروف الحوار الاقليمية وأزمة اللجوء السوري، أكد أن "انتخاب رئيس للجمهورية بات ضرورة وطنية تتجاوز مصلحة هذه الطائفة أو تلك". وقال الرئيس ميقاتي "إن هذه الطاولة هي المكان الطبيعي للتفكير معاً، والحفاظ على دور مؤسسات الدولة. لم يعد لدينا سوى خيار واحد هو الخروج بحلول تنبع من رغبات شعبنا، على ما أشارت اليه الدعوة التي تلقيناها الى الحوار، والأهم ان نلتزم معاً تطبيق الحلول".

بين عون وحرب

ثلاث ساعات، قلّب خلالها المتحاورون اوراقهم، كل حسب خطته. عن الكتائب، تحدث طويلاً النائب الجميل، مركزاً على أولوية الرئاسة، وقدم خريطة طريق نحو الحل، تبدأ بانتخابات الرئاسة وتنتهي بانتخابات نيابية صحيحة. وتكلّم نائب الرئيس مكاري على "ضرورة وضع انتخاب رئيس الجمهورية على رأس بنود جدول الأعمال، لأنها أم المشاكل، وحلّها هو ابو الحلول، فاذا توصلنا إلى اتفاق في شأن انتخابات الرئاسة نوفّر على أنفسنا مناقشة بندين آخرين لأنهما يُحلاّن تلقائياً، هما استعادة عمل المجلس والحكومة".

وقال: "من غير المنطقي ان يصدق الناس أن حوارنا سينظف البلد من جبال الأزمات فيما هم يعيشون بين تلال النفايات". وكان الأبرز سجال بين عون وحرب، فأثناء القاء الوزير حرب كلمته ذكر موقفاً للعماد عون، فما كان من عون الا ان تدخل منفعلا وطالباً من حرب عدم ذكر اسمه، وأضاف: "ما تجيب سيرتي"، فردّ حرب بالانفعال نفسه مؤكداً انه يرد على موقف ولا يتناوله شخصيًّا فأعاد عون الطلب الى حرب عدم ذكر اسمه او تناول مواقفه. حرفياً هذا ما حصل: قال عون ان مجلس النواب لم يعد شرعياً، ويجب تعديل الدستور لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، فقال حرب: "سمعت أحدهم يقول ان المجلس غير شرعي. اذا كان غير شرعي فكيف سيعدّل له الدستور لاجراء الانتخاب من الشعب؟". فرد عون: "لا اقبل ان تعلق على كلامي". وتابع الحديث في شكل منفعل. ليرد حرب على عون وقوفاً: "وطِّ صوتك. انا سمعتك ولم اقاطعك وكما سمعتك عليك ان تسمعني". وعند احتدام النقاش تدخل بري محاولا احتواء المسألة ورفع الجلسة. وعلمت "النهار" ان عون قدّم مداخلة قانونية دستورية تحدث فيها عن الشرعية الشعبية، مجددا مطالبته بإنتاج مجلس نواب جديد، وانزعج من الرد على مداخلته، وتوجه الى حرب بالقول: "انا اتكلم في القانون وانت ترد عليّ بالرئاسة والسياسة". في المقلب الآخر، وصفت اوساط "حزب الله" اجواء الحوار بقولها لـ"النهار" ان "ما شهدناه كان بمثابة بداية طبيعية. الجلسة كانت جدية وهادئة، وشكلت مدخلا الى الحوار من خلال استعادة تظهير مواقف كل فريق". وفي مداخلته، قال النائب رعد: "نص دعوة الرئيس بري الى الحوار معبّر بالاشارة الى القهر والحرمان داخلياً، والى التهديدات الخارجية". وتحدث عن "الخطر الخارجي والتحديات الاجتماعية الملحة والتي تعكس احوال اليأس من الطقم السياسي الذي سبق وحكم البلاد". واذ طالب "بتطبيق الدستور بنداً بنداً، وعدم الاستنسابية في التطبيق"، حدّد "خريطة للحل"، قائلاً: "هذه الخريطة موجودة. نحن نحتاج الى رئيس قوي صاحب عقل سيادي وشعبية كبيرة. ولا بد من عقل سيادي ورؤية سيادية للاتفاق على الرئيس، الا ان التجارب السابقة لم تكن مشجعة". عند هذا الحد انتهى المشوار الاول من الحوار. وعلى رغم المطالبة بأن تبقى المداخلات سرية، وهذا ما التزمه النائب الجميل، كان توزيع المداخلات الاخرى يتوالى. والسؤال، لماذا عومل الاعلاميون بهذه الطريقة، اذا كانت ثمة المداخلات ستوزع والتسريبات ستغزو الصحف، والاهم هل يكون حوار المجلس افضل حالا من حوار قصر بعبدا الاخير في الـ2014؟

 

المشنوق حيا قوى الأمن والمتظاهرين على المشهد الحضاري ويوم حراك مدني «ماراتوني» في ساحة الشهداء

خالد موسى/المستقبل/10 أيلول/10

شهدت ساحة الشهداء أمس، يوماً حراكياً ماراتونياً طويلاً لحملات الحراك المدني، منذ ساعات الصباح الأولى، حيث تجمهر ناشطوها أمام مداخل البرلمان محاولين منع سيارات السياسيين من الدخول الى ساحة النجمة للمشاركة في جلسة الحوار عبر إلقاء البيض والعبوات الفارغة عليها وإقفال الطريق أمامها، وانتهى بتظاهرة حاشدة مساء في ساحة الشهداء، ألقي خلالها عدد من الكلمات لممثلي هيئات المجتمع المدني ومشاركين من مختلف المناطق، أجمعت على ضرورة حل أزمة النفايات سريعاً ومحاسبة المسؤولين عن الفساد في الدولة، وعلى استمرار هذا الحراك حتى تحقيق جميع المطالب. ومع انتهاء التظاهرة، وجّه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تحية الى «ضباط وعناصر قوى الامن الداخلي على مناقبيتهم في مواكبة وحماية المتظاهرين سلمياً»، مبدياً «ارتياحه الكبير لعدم تسجيل اي حادث يذكر«.

كما وجّه في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أمس، تحية كبيرة إلى «المتظاهرين الذين قدموا مشهداً حضارياً وابدوا إرادة كبيرة بجعل تحركهم سقفه القانون وحدوده السلم الأهلي«. شاشة عملاقة رفعت في وسط الساحة، محاطة بالأعلام اللبنانية، بثت عبرها مشاهد من الساحة إضافة الى فيديوات للتحركات التي حصلت في دول الاغتراب. ولوحظ مشاركة عدد من السياسيين والنقابيين والفنانين والممثلين من بينهم رئيس «حركة الشعب» نجاح واكيم، الوزير السابق شربل نحاس، رئيس «التيار النقابي المستقل« حنا غريب، والفنانين مارسيل خليفة، بديع أبو شقرا، ريتا حايك ورفيق علي أحمد. كما لوحظت لأول مرة مشاركة لعدد من جمعيات المجتمع المدني والاتحادات العمالية أبرزها: الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، اتحاد المقعدين اللبنانيين، لجنة الدفاع عن حقوق المستأجرين، لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان. وبرز عدد من الحملات الجديدة التي لم تشارك من قبل في الحراك من بينها: لهون وبس، من حقي وطن، حراك الجبل، التجمع الديمقراطي، صوت لبنان الشمالي، شباب الجبل. وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية ولافتات تضمنت سلسلة مطالب أبرزها: حل مشكلة النفايات، إيجاد قانون انتخابي على أساس النسبية، وقانون إيجارات عادل، وسلسلة رتب ورواتب، عدالة إجتماعية، محاسبة الوزراء والنواب. الاحتفال الرسمي، بدأ قرابة الساعة السادسة والنصف، فرحبت عريفة الحفل فرح الشاعر بالمتظاهرين، ووجهت تحية الى «العلم اللبناني المرفوع وحيداً، في هذه المظاهرة، ومثلها الى المناطق التي تظاهرت«. ثم كانت كلمات للناشطين من المناطق، حيث ألقت صفاء أبو فرح كلمة منطقة البقاع، أكدت فيها «استمرار التحرك حتى تحقيق المطالب«. وألقى الناشط جهاد جنيد كلمة طرابلس، وأشار فيها الى «وجود جبل نفايات كبير في المدينة ووصول البطالة الى 70% وسقوط أكثر من 200 شهيد»، مطالباً أهالي المدينة بـ«وضع أيديهم بيد بعض ضد نواب المدينة لأنهم لا يمثلوننا«. وألقت الناشطة عدرا قانصوه كلمة مدينة النبطية، ولفتت فيها الى «استمرار إقفال معمل النفايات وتراكمها في الطرق»، مؤكدة «استمرار المحاسبة حتى رحيل جميع المسؤولين». بدوره، ألقى الناشط مازن المعوش كلمة منطقة إقليم الخروب، وأوضح فيها أنه يتحدث باسم «أهالي بلدته برجا، وأنهم يقفون ضد الفساد، وأن النساء مريضات بالسرطان بسبب مطمر النفايات ومن دخان شركة سبلين»، معلناً أن «برجا ستثور، ولم تعد تقبل أن تكون تحت إمرة شخص اقطاعي«. وألقت كلمة الجبل الناشطة ميرا أبو فخر الدين، فتحدثت عن «فقدان الطبابة«، داعية أهالي الجبل الى «عدم السكوت وكسر حاجز الخوف والتحرك سريعاً ضد الفساد». أما كلمة صور، فألقاها الناشط أحمد يونس، الذي رأى أنه «كما صمدنا وقاومنا المحتل، سنتابع لتحرير المواطن من الفساد وصولاً الى إقامة لبنان الحر المستقل»، مشيراً الى «جبل النفايات قرب برك رأس العين الذي يشكل خطراً على المياه الجوفية وصحة الناس«. كلمة عكار، ألقتها الناشطة خنساء الزين، وتوجهت فيها الى النواب في منطقة عكار بالقول: «إن عكار ليست مزبلة، ونحن المحرومون ولستم أنتم، وأنتم لا تمثلوننا«.

اللجنة الفنية والإعلامية لدعم الحراك لم تغب عن الكلمات، فألقت الممثلة ريتا حايك والممثل بديع أبو شقرا كلمة باسم اللجنة، موجهين التحية الى المتظاهرين، داعيين إياهم الى «البقاء حلوين». وأشارت عريفة الحفل إلى «مظاهرات حصلت في بلدان الاغتراب شاركت اللبنانيين هنا، في تحركهم في بيروت»، ثم عرض عدد من هذه الاعتصامات على الشاشة. بعدها ألقت الناشطة في حملة «إقفال مطمر الناعمة» دنيا العياش، كلمة باسم حملات الحراك، فوصفت الحضور بأنهم «عاصفة بشر نزلوا كي يقولوا نعم للدولة ولا لدولة الفساد»، مشيرة الى أن «المتظاهرين هم من كل المناطق والمذاهب، وهذا ليس جديداً في وحدتنا، أما الأمر الجديد فهو وجودنا ضد حوارهم«. ولفتت الى أن «الحملة بمشاركة باقي حملات الحراك استطاعوا إقفال مطمر الناعمة، وهدم جدار العار، وكل مرة تزداد قوتنا، لذا دقوا ناقوس الخطر واجتمعوا ضدنا»، مؤكدة «وحدة المشاركين في المظاهرة ووحدة لبنان، والمشاكل التي تجمعنا في غياب الكهرباء والمياه والتعليم والصحة وفرص العمل». ورأت أن «مشاكل المسؤولين، تكمن في روائح الفساد التي تفوح منهم، وهذه مشاكل تخصهم وحدهم«، متوجهة الى المسؤولون بالقول:»الشعب والطلاب وأصحاب العمل والعمال، نهضوا لاسترجاع استقلاليتنا، وكي نكون دولة ديموقراطية، وأن نتحرر من قيود المحسوبية، ونحن مستمرون في تحركنا لتحقيق المطالب كلها«. وبعد الانتهاء من إلقاء الكلمات، قام المتظاهرون بدق المسامير في نعش رمزي، أسموه «نعش النظام الطائفي»، وانشدوا النشيد الوطني، ثم توجهوا الى أمام مقر وزارة البيئة، للتضامن مع الشبان المضربين عن الطعام منذ 8 أيام. وتحدث باسم المضربين عن الطعام وارف سليمان، فأكد «الاستمرار في الاضراب عن الطعام حتى تحقيق المطالب، وهي استقالة وزير البيئة»، شاكراً للمتظاهرين هذه اللفتة. بعد ذلك توقف المتظاهرون أمام مدخل وزارة البيئة، مطلقين هتافات ضد الوزير محمد المشنوق، ومطالبين إياه بـ»الاستقالة». وألقى عدد منهم عبوات مياه فارغة على القوى الأمنية أمام مبنى اللعازارية. كما توجه بعض المتظاهرين الى ساحة رياض الصلح، حيث حاولوا إزالة الشريط الشائط التي وضعته القوى الأمنية قبل أيام، وقاموا برشق القوى الأمنية بالمفرقعات وعبوات المياه. كما حاول آخرون، التوجه الى ساحة النجمة، من جهة وزارة الاتصالات.

وكان منظمو الاعتصام في ساحة الشهداء، أعلنوا قرابة الساعة السابعة مساء فض الاعتصام والتوجه للتضامن مع المضربين عن الطعام، بعد حصول أكثر من إشكال في الساحة، معلنين أن «من بقي في ساحة الشهداء هم تجمع شبابي يتحرك أعضاؤه بشكل فردي وحملات الحراك ليست مسؤولة عنهم».

وكانت القوى الأمنية، قامت بتخفيف الإجراءات التي اتخذتها منذ ساعات الصباح، في محيط مجلس النواب، حيث أزالت بعض العوائق الحديدية التي وضعتها قبيل انعقاد جلسة الحوار، وعملت على فتح الطريق من أمام مبنى «النهار« الى أسواق بيروت وكذلك الطريق من مسجد محمد الأمين باتجاه ساحة رياض الصلح، بإشراف قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي. وبالتزامن مع انعقاد جلسة الحوار ظهراً، قام عشرات الناشطين من حملتي «طلعت ريحتكم» و»بدنا نحاسب» بالتجمهر على المداخل المؤدية الى مجلس النواب لا سيما بالقرب من سينما أسواق بيروت وشارع فوش وشارع باب إدريس، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها القوى الأمنية، حيث أقفلت كل المداخل التي تؤدي الى مجلس النواب وأفرغت مواقف السيارات في المنطقة. وأثناء دخول وخروج بعض مواكب رؤساء الكتل المشاركة في جلسة الحوار من ناحية الطريق البحرية بالقرب من القاعدة البحرية التابعة للجيش اللبناني، قام الناشطون بإغلاق الطريق أمامها ورشقها بالبيض وعبوات المياه. كما حاول الناشطون إزالة الشريط الشائك من أمام جريدة «النهار«، إلا أن بعض المنظمين حاولوا ثنيهم عن القيام بهذه الخطوة. وسبق ذلك، تعليق المعتصمين على الشريط الشائك صورة تجمع مختلف النواب تحت عنوان «عالبيت» وكتبوا على الأرض «جدار الفساد». وفي خطوة لافتة، قام قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، بالتحدث الى المعتصمين من خلف الشريط الشائك وحاول إعطاءهم المياه ومكعبات من الثلج، إلا أنهم رفضوا.وكان أعضاء من هيئة التنسيق النقابية ورابطة موظفي الإدارة العامة، نفذوا وقفة أمام مبنى «النهار«، حملوا خلالها لافتات داعية إلى إقرار سلسلة رتب ورواتب عادلة ومحاسبة المسؤولين.

وألقى نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض كلمة، توجه فيها الى المتحاورين بالقول:» أدرتم ظهركم لهيئة التنسيق النقابية وتسيئون فهم هذا الحراك المدني الكبير، وإذا أكملتم سيكبر هذا الحراك ويكبر ويكبر ويطيح بكم ولا أحد يقدر أن يضبطه بأي اتجاه سيذهب. حتى اللحظة نحن قادرون مع الشباب والصبايا أن نضبط هذا الحراك بشكل سلمي ديموقراطي، وإذا لم تسمعوا هذا الحراك فهو ذاهب باتجاه لا أحد قادر على إيقافه وسيطيح بكل الطبقة السياسية في البلد«. وكانت كلمة لرئيس رابطة التعليم الثانوي الرسمي عبدو خاطر أكد فيها أن «الرابطة وهيئة التنسيق النقابية هما أول من رفع الصوت مطالبتين بتصويب مسار السلطة ومكافحة الفساد والهدر وتفعيل المؤسسات الدستورية وأجهزة الرقابة والتفتيش والمحاسبة وها هي الطبقة الحاكمة التي صمت آذانها وأدارت ظهرها الى كل المطالب وعلى رأسها سلسلة الرتب والرواتب، تنغمس بالنفايات ولم تستطع حتى الآن إيجاد حل لها»، مشيراً الى أن «الأساتذة مع الحراك الشعبي السلمي والحضاري ونتمنى أن يكبر ويتوسع ويشارك فيه جميع اللبنانيين، وعلينا حمايته وإنجاحه بكل الوسائل لأن فشله يعتبر نكبة تُضاف الى نكبات هذا الوطن». ولفت الى أن «أهل الحوار هم أمام امتحان مصيري وعليهم إيجاد حلول سريعة للمشاكل الحياتية التي يعاني منها اللبنانيون أولاها مشكلة النفايات قبل هطول الأمطار وصولاً الى تعديل وإقرار سلسلة الرتب والرواتب من خلال دورة تشريع استثنائية أو الدورة العادية ابتداء من منتصف الشهر المقبل».من جهته، سأل رئيس نقابة موظفي الإدارات العامة محمود حيدر: «لماذا تشلون عمل المجلس النيابي وتشلون عمل مجلس الوزراء؟»، داعياً المسؤولين الى «تفعيل هذه المؤسسات وايجاد الحلول لكل القضايا المطلبية والحياتية».

 

الحراك المدني نفذ تظاهرته المطلبية في ساحة الشهداء ورفع الصوت لرفع النفايات وللمحاسبة والانتخابات

باسكال عازار/10 أيلول 2015

اختلف في ساحة الشهداء في أمس مشهد الـ29 آب الماضي، فلم يكن حجم الحراك المدني موازياً له ولكن الساحة عجت ببضعة آلاف أكدوا إصرارهم على الإستمرار حتى إسقاط النظام والتغيير. في زاوية كان هناك من يبيع الأعلام وفي أخرى من ينادي على الكعك والمياه واقنعة تقي الأنوف والحناجر غبار العاصفة الرملية. عند أول الشارع المؤدي إلى مدخل البرلمان أسلاك شائكة رماها المتظاهرون بنفايات علقت على الأسلاك وتجمّعت أكواماً قرب مبنى "النهار" بعدما فتحت القوى الأمنية الطريق من دون أن يتمكن المتظاهرون من الوصول إلى المجلس. مطالب هنا، وأناشيد تصدح هناك وصراخ تصاعد بين مجموعة وأخرى مكرراً شعارات عدة حملتها لافتات تدعو الى إسقاط النظام والحق في الطبابة والسلسلة والكهرباء والماء وفرص العمل وغيرها من المطالب الحياتية. حضر طانيوس شاهين هناك، وتجلى حضوره بالمطالب وبغضب فئة من البروليتاريا الثائرة، لكن ثورته تفتقد شعباً مؤيداً، فالأكيد أن الحضور لم يكن على قدر التوقعات، فهل تكون نتائج التحرك بحجم المطالب؟ بدأ المؤيدون يتوافدون إلى ساحة الشهداء من العاشرة صباحاً بالتزامن مع انعقاد الجلسة الأولى من الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، معلنين رفضهم الحوار لأنه في رأيهم لن يوصل إلى نتيجة، وعبروا عن غضبهم برشق سيارات السياسيين الداخلة إلى البرلمان بالبيض. بدأت الأعداد تتزايد مع تقدّم ساعات النهار وحان الموعد، صدحت الأغاني الوطنية في سماء الساحة، فيما التقط أحدهم الميكرو ليصرخ ويصرخ خلفه جمهور المتظاهرين: "كنس كنس، عحيطان الحكومة والمجلس"، و"يسقط يسقط حكم الأزعر"، و"نرحب بأصحاب الأمعاء الخاوية والمسؤولين إلى الحاوية" و"حكام العار احرقهم بالنار يا شعبي"...

مشاركاً في التظاهرة، وقف وزير الإتصالات السابق شربل نحاس مستنداً إلى فان أبيض تابع لأحد التلفزيونات التي كانت تنقل الحدث. سألته "النهار" عن سبب حضوره فقال: "أنا هنا لإسقاط هذه السلطة غير الشرعية وإقامة دولة ديموقراطية عادلة، وإنهاء 40 عاماً من حكم الميليشيات". وعن الثورات الشبيهة التي انطلقت في مصر وسوريا وليبيا وتونس مخلفة الدمار وأنظمة حكم سلفية أكثر تشدداً من التي سبقتها والفوضى والإرهاب قال: "لا يمكن مقارنة لبنان بوضع تلك الدول، لأن مستبداً حكمها مدة طويلة، أما في لبنان فتحكمنا طغمة من الطغاة منذ أعوام مديدة تقف اليوم في وجههم قوى المجتمع الحية هؤلاء لم يعد في استطاعتهم إخافتنا وسلطتهم ساقطة بمجرد أنهم عاجزون عن رفع النفايات من الشارع". أذيع النشيد الوطني، فهدأت عاصفة الشعارات ليحلّ صمت واعتلى المنبر أولاً شبان تحدثوا بإسم مناطقهم. كانت الكلمة الأولى لمنطقة طرابلس ألقاها رهاب جريج قال: "لدينا في طرابس مصنع لفرز النفايات متوقف عن العمل منذ سنين وفي المقابل لدينا جبل من النفايات، 70في المئة من شبابنا عاطلون عن العمل، ونعاني نتائج معارك دامت 6 أعوام وحصيلتها 2500 جريح و600 شهيد. تعبنا منكم ونطالبكم بالرحيل، وأدعو أهل طرابلس إلى التضامن لأن نواب طرابلس لا يمثلوننا". وألقت عدرا قانصو كلمة النبطية مشيرة إلى أن "السياسيين أقفلوا معمل الفرز في صيدا وأكوام النفايات في الشارع تحولت جبلاً، نحن هنا لنطالبكم بالرحيل وسوف نحاسبكم".

وتحدث مازن المعوش عن منطقة الإقليم قائلاً "أنا من برجا وقررت وأهلي الموت واقفين في وجه هذا النظام الفاسد، لن نسكت بعد اليوم ولن نسمح بامرار التمديد للمطمر". ودعت ميرا بو طاقية من الجبل الأهالي إلى "التحرك حيث هم والمشاركة وكسر حاجز الخوف. لن نقبل بتخويننا، فنحن حراك شعبي بامتياز". وأكد أحمد يونس من صور "الإستمرار في المقاومة حتى تحرير المواطن من طبقة السياسيين". وشددت خنساء الباني من عكار على أن "عكار ليست مزبلة، بل خزان الجيش ومنطقة المحرومين والمقهورين والأحرار".

كلمة الحراك

وألقت دينا العياش من "حملة إقفال مطمر الناعمة" كلمة الحراك مؤكدة "أننا هنا من كل المناطق والمذاهب للدفاع عن وطننا الذي نهان فيه كل يوم مئة مرة. نحن هنا لنواجه حواراً يعقدونه للتآمر علينا. من أجل النفايات التي خنقتنا، ومن أجل الكهرباء المقطوعة، والمياه، وفرص العمل، والصحة التي نشحدها، والرواتب التي لا قيمة شرائية لها. إنها المشاكل والهموم التي تجمعنا أما مشاكل السياسيين فلا تهمنا ولا هي قادرة بعد اليوم أن تجيّشنا أو تقسّمنا". وأضافت: "يكفينا إذلال ومهانة، نحن العمال وأصحاب المهن، والموظفين من المؤسسات العامة والخاصة، والعمال نطالب باستقلالنا وبوضع حدّ لحكم الماضي. نريد بناء دولة ديموقراطية يعيش فيها الشعب حراً ومتحرراً من قيود المحسوبية والتبعية وما نطلبه ليس منية أو شفقة من أحد بل هو حقنا". وحدّدت مطالب الحراك كالتالي: "نطالب بحل فوري وبيئي لإزالة النفايات من الشارع، وتحرير أموال البلديات ونرفض المطامر والمحارق وردم النفايات في البحر، في حين نطالب بالفرز من المصدر وبإعادة التدوير". على مستوى المحاسبة طالبت بـ"استقالة وزير البيئة محمد المشنوق ومحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق والإفراج عن المعتقلين". ولتستعيد المؤسسات دورها طالبت بـ"إنتخابات نيابية دستورية في أسرع وقت بشرط أن تضمن تمثيل كل اللبنانيين، وأن يكون المواطن متحررا من الاستزلام والاستقطاب".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 9/9/2015

الأربعاء 09 أيلول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الطقس الرملي مستمر حتى مساء غد، وضبابيته مفتوحة على الوضع السياسي، الذي لن ينجلي قبل ظهور الجو الجديد في المنطقة، والذي ستدفع به مناقشات الكونغرس الأميركي للإتفاق النووي، والتي بدأت على أساس المهلة المفتوحة حتى السابع عشر من الشهر الحالي، وبعدها هناك اثنا عشر يوما أمام أوباما لإستخدام حق النقض، بينما تتاح للكونغرس عشرة أيام لمحاولة إلغاء هذا الحق.

وتأسيسا على ذلك، فإن الإتفاق النووي لن يقر إلا في الفترة الواقعة بين العاشر والخامس عشر من الشهر المقبل.

وحتى ذلك الحين، هناك إنتظار لما ستؤول إليه الحوارات الإقليمية، وآخرها التفاوض الجاري حاليا بين السعودية والكويت من جهة، وإيران من جهة ثانية، حول ترسيم الحدود.

وحتى ذلك الحين أيضا، يمكن القول إن الحوار الوطني اللبناني الذي بدأ اليوم سيستمر أسايبع على الأقل، والجلسة الثانية منه الأربعاء المقبل. ولهذا الحوار نتائج: الأولى: تهدئة الوضع السياسي. الثاني: تفعيل عمل مجلس الوزراء. الثالث: رفع مستوى الخدمات، على أن تبتعد السجالات السياسية عن مجلس الوزراء، وتنقل إلى طاولة الحوار.

وفي سياق تفعيل عمل مجلس الوزراء، جلسة استثنائية درست مشروع لجنة الخبراء التي يرأسها الوزير أكرم شهيب، تم خلالها وضع معالجة النفايات على السكة الصحيحة، في ظل تظاهرة مسائية في ساحة الشهداء بدت حاشدة، خلافا لما كانت عليه الإعتصامات التي رافقت الجلسة الحوارية نهارا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بالحوار يلتم الشمل الوطني. هذا ما ثبتته الجلسة تحت قبة البرلمان اليوم. الهدف ليس فقط صنع الغد اللبناني، بل كي يكون لبنان إنموذجا عربيا لإخراج الدول الشقيقة من واقع التفكك ومشاريع تقسيم المقسم.

هذا ما أراده راعي الحوار الرئيس نبيه بري. هو يريد وضع خارطة طريق وطنية للخروج من أزمات سياسية واجتماعية لا خروج منها إلا بالحوار. وضع قاعدة جدول أعمال مضى به المتحاورون وأجمعوا على أهمية المصارحة.

سموا الأشياء بأسمائها، وهذه طبيعة التحاور. تباينوا بالآراء، وهذا ما فرض الحوار، لكنهم ماضون بالجلسات التي ستعود مجددا الأربعاء المقبل. لا بديل آخر ولا سبيل. ومن هنا تفرض المسؤولية الوطنية متابعة الطريق.

الرئيس بري صنف التلاقي في خانة الضرورة من أجل خلاص الوطن حتى لا نعثر على وطننا في مكب التاريخ. فناشد الأفرقاء المتحاورين الاتفاق، متمنيا أن لا يكون قد فات الوقت، وأن نتمكن من عبور الاستحقاق الرئاسي وإطلاق عمل التشريع وإخراج السلطة التنفيذية من واقع التفكك. فالحوار هو الامتحان للإجابة على سؤال: هل نستحق لبناننا؟ سأل رئيس المجلس، وهل نصنع طوقا لنجاة لبنان؟.

كلمة رئيس الحكومة تمام سلام إتسمت بالجرأة والصراحة أيضا، فعدد التداعيات السلبية للشغور الرئاسي والآثار الناجمة عن التعطيل، فيما دارت الكلمات حول البند الأساسي: رئاسة الجمهورية.

اهتمام شعبي واسع بالحوار، وحشد إعلامي لبناني وعربي وأجنبي، واكب الجلسة في ساحة النجمة. ومن هناك أعلن رئيس الحكومة عن جلسة مجلس الوزراء لبت ملف النفايات.

الجلسة في السراي الآن تعكس جدية المعالجة والمضي بإقرار خطة الوزير أكرم شهيب.

الإعتراض بقي قائما في وسط بيروت، الأعداد ضئيلة جدا صباحا، ما يعكس رغبة اللبنانيين بالحوار، وحشود مساء في ساحة الشهداء، حملت رسائل إيجابية بين المتظاهرين والقوى الأمنية إلى حد سحب الأسلاك الشائكة.

المحتجون رفعوا شعارات وطنية وطالبوا بدولة مدنية لا طائفية، وتفعيل عمل المؤسسات وهنا مكمن الدواء. وبعد أن أعلن عن انتهاء التحرك حاول شبان إزالة الأسلاك الشائكة قرب السراي الحكومي وقاموا برمي قوارير المياه والمفرقعات باتجاه القوى الأمنية.

العاصفة الرملية تتدرج تراجعا، لكنها خلفت أضرارا بشرية وزراعية تحتاج لمسؤولية حكومية في التعويض على المواطنين والمزارعين وخصوصا في الشمال والبقاع والجنوب.

العاصفة تغادر المنطقة غدا، لكن العواصف الدولية تشتد حول سوريا يقابلها الإنفتاح الأوروبي على دمشق علنا، أما الخشية الأميركية فهي من التسليح الروسي للجيش السوري، الذي أقرت به موسكو.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تغلب اللبنانيون على عواصف الرمال، حضروا بتجمع مطلبي إلى ساحة الشهداء، وبارادة سياسية إلى باحة البرلمان.

على مفترق حوار، اجتمع السياسيون إلى طاولة رسمها الرئيس نبيه بري، مخترقين الجمود الراهن لكي لا نعثر على وطننا في مكب التاريخ كما قال. انتهت الجلسة الأولى بجدية وهدوء، وفتح مسار التحاور بحثا عن خارطة طريق لعبور الاستحقاق الرئاسي واطلاق عمل التشريع واخراج السلطة التنفيذية من واقع التفكك.

سلطة اجتمعت بجلسة حكومية على بركات الحوار، فيما البحث المضني عن قرارات تنفيذية لعلها تفتح ما أمكن من نوافذ للأزمات الاجتماعية المحتقنة وأولها النفايات.

ورفضا لكل أنواع النفايات، عادت الجموع إلى ساحة الشهداء بمشهد الحراك المطلبي مع سلمية التحركات.

في المنطقة تحركات متسارعة رفعت الحضور الروسي في المشهد السوري إلى أعلى المستويات، مع اعلان موسكو استعدادها تقديم المزيد من المساعدات لدمشق في معركتها ضد كل أشكال الارهاب.

أحد أشكال الارهاب أو الشيطان الأميركي الذي طرده الشعب الايراني من الباب، بصدد العودة من النافذة، حذر الامام السيد علي الخامنئي، لكن لا حوار مع هؤلاء في أي من الملفات، ووحده الملف النووي كان الاستثناء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان الغاضب الباحث عن حقوقه بدءا من أبسطها، تجمع في الساحات المحيطة بالمجلس النيابي والسراي.

في البرلمان كاد يدور حوار حام بين تيارين، التيار الأول يسعى إلى انقاذ الدولة من خلال ارساء هرمها على قاعدته، أي انتخاب رئيس للجمهورية ثم تأليف حكومة فقانون انتخاب يؤمن صحة التمثيل، قاده النواب بطرس حرب وسامي الجميل وفؤاد السنيورة. وفريق يريد تحول المجلس النيابي إلى هيئة تأسيسية تعدل الدستور من أجل ان ينتخب الشعب العماد عون رئيسا، قاده عون شخصيا.

الحوارات كانت حامية وأعصاب الجميع كانت مشدودة، إلا ممثل "حزب الله" الذي دعم موقف عون بما ان عون يرشح نفسه.

أما في السراي عصرا، فاجتماع استثنائي لمجلس الوزراء دعا اليه الرئيس سلام صباحا، مخصص لبت مشروع الوزير أكرم شهيب لحل أزمة النفايات. وإذا كانت الأجواء التي رشحت من المعنيين سياسيا بالملف، أوحت بأن مشروع شهيب سيمر، أولا لحاجة بيئية ملحة بعدما تحول لبنان مكبا كبيرا يوزع الموت على كل الطوائف والفئات والمناطق. إلا ان علامات استفهام ارتسمت حول موقف "حزب الله" الذي قيل انه يرفض استحداث مطمر في البقاع، انفاذا لمبدأ توزيع المطامر على كل المناطق. علما بأن اقفال هذا الملف ينزع سببا رئيسا لغضبة الناس في الشارع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حراك الشارع، على أحقية المطالب وأهمية الحقوق، لم يخرج عن اطار ال"هايد بارك" بالحد الأدنى وبرج بابل بالحد الأقصى.

دخلت 14 اذار على الخط، وتدخلت في أجندة الحراك الشعبي، وأدخلت السياسة شريكا مضاربا على المطالب المعيشية، وباتت المطالبة باسقاط النظام تتقدم على رفع النفايات من الشوارع.

وليس بعيدا من ساحة الشهداء، انعقد حوار الضرورة في ساحة النجمة، بدلا من تشريع الضرورة وضرورة اقرار قانون انتخاب جديد. الحوار بنسخته الثالثة، بعد حوار أول انتهى بعدما أصبحت المحكمة الدولية من الماضي، وحوار ثان علقت استراتيجيته الدفاعية على شماعة الحرب السورية، وحوار ثالث محاصر بمعادلة النجاح في الشكل والفشل في المضمون لاعتبارات يدركها الداعي والمدعوون.

سباق البدل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، بغياب رأس الجمهورية، انتقل عصرا إلى السراي، بعدما نادى الرئيس سلام وزراء الحكومة لملاقاته في مقر الرئاسة الثالثة من أمام مقر الرئاسة الثانية، وقبل ولوجه الحوار، عارضا لخارطة طريق جديدة تخرج النفايات من الشارع عن طريق الشرعية، وبمشروع لا يبدو ان حظوظه متقدمة إلا إذا لاقى حظوة لدى المحظيين وحصة تليق بجيوبهم.

بين ساحة الشهداء والسراي وساحة النجمة، ماذا قال الحواريون اليوم؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

طاولة الحوار تمخضت، فولدت فأرا، مشادة بين النائب ميشال عون والوزير بطرس حرب، وقد واجهها الشارع بما تستحقه فعلا، كراتين بيض ألقيت على المواكب المفيمة التي فقد روادها القدرة على رؤية ما يجري حولهم.

طاولة الحوار تمخضت فولدت أسلاكا شائكة، حولت وسط المدينة إلى سجن كبير لا يليق إلا بوجوه الفساد الذين قبعوا داخله. أما الشارع فواجه السجانين بالأعلام اللبنانية التي عادت إلى ساحة الشهداء، بعدما حاول زعماء الطوائف مصادرتها مرة أخرى.

طاولة الحوار تمخضت ففتحت أبواب البرلمان بعدما تآمر المتحاورون أنفسهم على إغلاقها، لكنها لن تفتحه لبحث الملفات المعيشية أو لمحاسبة الحكومة، بل لإعادة تقاسم المغانم والبحث في أولوية البيضة والدجاجة بين الانتخابات الرئاسية والنيابية. أما الشارع ففتح الأبواب المغلقة بين المناطق من عكار وطرابلس إلى صور والنبطية، كما فرض جلسة استثنائية للحكومة للبحث في ملف النفايات.

كان يمكن لتظاهرة 9 أيلول ولافتاتها المبدعة وألوانها المتعددة، أن تعيره يوما للفرح رغم العاصفة الرملية، لكن وزير البيئة محمد المشنوق أبى إلا أن يعرب عن بالغ حزنه على الشباب المضربين عن الطعام أمام وزارة البيئة التي أسماها بوقاحة "وزارتي". لهذا الوزير المكفوفة يده نقول ما قالته إحدى لافتات المتظاهرين: فليسقط الحزن، وليسقط معه أيضا الحزانى الفاشلين منهم والفاسدين. فكل وجع صغير يشعر به كل شاب مضرب عن الطعام، هو أكثر أهمية لمستقبل البلاد من طاولة الحوار وكل من عليها من أمراء الحرب والفساد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هو حوار ما بين الساحات والقاعات، هكذا يمكن اختصار المشهد هذا النهار.

داخل قاعة مجلس النواب اجتمع المتحاورون، والخلاصة ان الشغور في الرئاسة هو المشكلة وانتخاب رئيس هو بداية الحل، ولكن الكل متمترس خلف مواقفه المعروفة.

وفي قاعة السراي جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لحل مشكلة النفايات، انصاع لحضورها وزير من "حزب الله" ومعه الياس ابو صعب وزير الجنرال ميشال عون الذي شارك كبادرة حسن نية، فيما غاب جبران باسيل كرسالة اعتراضية تضامن معه زميله محمد فنيش.

أما في الساحات، فكان الحراك الشبابي يؤكد من جديد على مطالبه في تحرك بدا ظهرا مع وصول مواكب المتحاورين التي رشق البعض منها بالبيض والبندورة، وكانت ذروته مساء.

الحراك الذي سجل مشهدا حضاريا واكبته وحمته قوى الأمن الداخلي منذ الصباح، وكان لافتا مبادرتها إلى فتح جميع الطرق المؤدية إلى ساحة الشهداء وازالة الأسلاك الشائكة فور انتهاء جلسة الحوار، وهي الخطوة التي لاقت استحسانا لدي المتظاهرين.

هذا الحراك، وجهت كتلة "المستقبل" تحية له، ورأت فيه انتفاضة على الاهانة المتمادية لكرامة المواطنين بسبب الشلل الذي غيب معظم الخدمات الأساسية، وتبنت من دون أي تحفظ المطالب الداعية إلى استئصال الفساد من جذوره.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

حوار على غبار، لكن الشعب انتزع القرار. فلم تؤثر الطبقة السياسية السميكة في درجة حرارة الشارع التي سجلت معدلات عالية في ساحة الشهداء، بعد مطاردة النهار مواكب المتحاورين، وواجهت بالبيض العابر للسيارات المصفحة، المتوافر بكثرة رشقا والمفقود بشدة سياسيا.

لكن أصعب مواقف الحوار كانت في لحظة العبور إلى ساحة النجمة، حيث وجد المتحاورون أنفسهم محاصرين، يتسللون للوصول إلى الطاولة المستديرة. وبعد الجهاد في العبور، تحلق ممثلو السياسة حول طاولة الحوار الذي يتصدر جدول أعماله بند وحيد، على الرغم من العناوين الكبيرة، فلا هم ناقشوا في جنس الرئيس، ولا وضعوا الأحرف الأولى لقانون الانتخاب، ولا عجلوا في سرعة استئناف التشريع، بل إن كل حراكهم تركز على حماية أنفسهم من شارع أصبح يطبق على أنفاسهم ويهدد كيانهم.

هو اجتماع الخلاص، كما وصفه الرئيس نبيه بري، حتى لا نعثر على وطننا في مكب التاريخ. وفي كلمته الافتتاحية كان بري أقرب إلى خطاب الاستجداء، أو ما سماه سابقا نداء الاستغاثة، متمنيا ألا يكون قد فات الوقت لصنع الغد، عدا ذلك أيها السادة فإننا سنضطر إلى أن يأخذ أحد بيدنا إلى إحدى العواصم ليتم إبلاغنا المخرج الذي نتوافق عليه، بحسب تعبير رئيس المجلس.

لكن مهلا، فإن الخارج حاليا مفقود، والداخل هو المولود وهو الذي سيأخذ السياسيين إلى عاصمته، إلى حيث الشعب يصنع خياراته من وحي خاص. فالحوار يراوح حواره منذ عام 2006، وجلسة اليوم ألحقت بأخواتها مع الفرق في جدول دفاعاتها، وقد أصبح لدينا فرعان: الأول في عين التينة مع "المستقبل" و"حزب الله"، والثاني مع بقية الكتل السياسية في ساحة النجمة.

فتحاوروا ما شئتم. لكن الشارع هو من سيحدد خياراته. واستلحقوا أنفسكم بطاولات للمناقرة السياسية، وبعدها للمزايدات داخل مجلس الوزراء. على أنكم لو أردتم حلولا لاحترمتم ارادة الناس وعزلتم وزيرا واحدا يطالب المعتصمون بإقالته. فشلتم في الجلوس إلى طاولة واحدة، وعندما جمعكم القضاء السياسي قبل أن يأتي قدركم، حولتم جلسة الحوار إلى ناد للمناكفات من جديد، إلى حرب لا عون لها. وفي الختام أجلتم أجلكم إلى السادس عشر من أيلول، وربما مع ذلك الموعد ستطالبون بمنطقة سياسية عازلة للاجتماع، وبممرات آمنة تعبرون منها إلى نقطة لقاءاتكم السرية، لأن حركة الاحتجاج آخذة في التطور. واستنادا إلى بري نفسه فإن "البحر إذا ما طوقني بموج صنعت بموجه طوق النجاة"، لكن ما لم يعترف به رئيس المجلس هو أن: السفينة تغرق.

 

مقتل مطلوب وإصابة عسكري بإطلاق نار على دورية للجيش في الزعيترية – الفنار

أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أنه ليل الثلاثاء، تعرّضت دورية تابعة للجيش في محلة الزعيترية – الفنار، لإطلاق نار من قبل مسلحين مطلوبين للعدالة يستقلون سيارة نوع كيا ريو، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح خطرة. وقد ردّ عناصر الدورية على مصادر النيران بالمثل، فأصيب أحد مطلقي النار وهو المدعو علي سعد زعيتر الذي تم نقله إلى أحد المستشفيات وما لبث أن فارق الحياة متأثراً بجروحه. وقد أوقفت قوى الجيش السيارة المستخدمة بعد ان فرّ منها المسلحون الآخرون، وضبطت بداخلها مسدسين حربيين وكمية من الذخائر الخفيفة، بالإضافة إلى كمية من الحبوب والمواد المخدرة، وتستمر قوى الجيش بملاحقة جميع مطلقي النار لتوقيهم وإحالتهم على القضاء المختص.

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: عون يحتمي بسلاح "حزب الله"

موقع 14 آذار/09 أيلول/15/ رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون في مؤتمر الحوار المنعقد محاولة لملء الفراغ فالأطراف السياسية هي في حالة إفلاس، وتربط الوضع اللبناني بالوضع السوري "لأن سلاح "حزب الله" يقاتل في سوريا والحزب بات جزءاَ من المشكلة السورية الكبيرة". بيضون وفي حديث الى اذاعة "الشرق"، قال: "من المعروف أنه لن يكون للبنان رئيس ما لم يتم حسم الرئاسة في سوريا أو مستقبل النظام, لذا فإن الرئيس بري يعمل على كسب الوقت لـ"حزب الله"". أضاف: "إنّ الجدوى من الحوار معالجة مطالب التحرك الشعبي لكن هذا الفريق السياسي عاجز عن تقديم أي نتائج أو إنجازات وهو عاجز عن إصلاح الوضع والفساد. "حزب الله" يحكم بتغطية الفساد وليس بالسلاح فقط وهي معادلة معروفة منذ أيام الوصاية السورية وحزب الله يتبع الأسلوب نفسه , منذ ال2005 يعطي حزب الله لحلفائه مغانم الحكم ويأخذ هو قرار الأمن والسياسة والشؤون الخارجية". وإذ رأى أن "تهم الفساد وجهها الحراك المدني إلى قوى 8 آذار"، أكد أنّ "بيان كتلة المستقبل كان واضحاَ حيث قدّم إقتراحات قوانين ومشاريع قوانين لتتمكن الدولة من إستقدام مكاتب تدقيق خارجية تدقق بالمال العام وبالعقود التي أبرمت, لكن الرئيس بري لم يسمح بتمرير أي منها في مجلس النواب ومعه ميشال عون". وإنتقد مطالبة النائب ميشال عون بأن "ينتخب الرئيس من قبل الشعب مباشرة والشعب اللبناني هو تحت تأثير السلاح", مضيفاَ أن "الجنرال يدخل في إقتراحات تهدد تركيبة النظام اللبناني من دون وجود بدائل واضحة ويطالب هو وغيره بالنظام النسبي الذي يلزمه احزاب وطنية".

وختم بالقول: "إنّ ميشال عون يحتمي بسلاح حزب الله من أجل أن يأتي رئيساً لكن هذا السلاح لن يحمله إلى قصر بعبدا".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 9 ايلول 2015

الأربعاء 09 أيلول 2015

النهار

علّق رئيس كتلة نيابية على قول الرئيس برّي إن اتفاقاً حول طاولة الحوار يقود إلى الهيئة العامة للمجلس فقال "هيئتو مستعجل".

رداً على قرار إقفال المدارس اليوم قال وزير في 14 آذار إن زميله وزير التربية ربما يشجّع المتظاهرين.

سأل نائب "لماذا لم يتحرّك المندسّون للتخريب على التظاهرة التي نظّمها التيّار الوطني الحرّ الجمعة الماضي؟".

لوحظ أن جمعيّات تهتمّ بمحاربة الفساد لم تُقدم على فضح أيّ ملف بالأسماء حتى اليوم.

تراجع الإقبال اللبناني على مؤتمر "الدفاع عن مسيحيي الشرق" الذي ينعقد في واشنطن للسنة الثانية.

السفير

جدد مرجع سابق القول إن لبنان "سيبقى بحالة خطر من الآن وحتى العام 2020 على أقل تقدير".

صارح مرجع روحي مسيحي أحد المستفسرين بأنه اذا تم إقرار مشروع الشركة الوطنية للنفط لا بد وأن يكون رئيسها من الطائفة التي ينتمي اليها.

لوحظ أن الحراك المدني تحول في بعض أوجهه إلى حفلة مزايدات بين مجموعات يسارية من لون حزبي واحد!

المستقبل

يقال

إن التيار "الوطني الحر" يجدد سعيه في هذه المرحلة الى تسويق اقتراح اعتماد لبنان خمس عشرة دائرة انتخابية على اساس النسبية في الانتخابات النيابية المقبلة.

اللواء

تكونت لدى عائدين من عاصمة عربية كبيرة قناعة بأن السلطات الجديدة فيها، اتخذت إجراءات ذات بعد إجتماعي على غرار الخمسينات من القرن الماضي..

كان لافتاً اختيار قطب وسطي نائباً عاد مؤخراً إلى كتلته إلى جانبه على طاولة الحوار.

نقل عن مسؤول اعلامي كبير عدم خجله من قيادة الثورة ضد النظام!

الأخبار

بين "أبشِر" و"إن شاء الله"

أكّدت مصادر قريبة من الرئيس سعد الحريري، أن مسؤولين سعوديين وعدوه بحل ازمته المالية، بعدما أبلغهم وصولها إلى مرحلة حرجة، قد تدفعه إلى إعلان إفلاس شركة "سعودي أوجيه"، قبل نهاية العام الجاري. ولفتت المصادر إلى أن هذا الوعد هو الثاني بعد الأول الذي تلقاه من ولي ولي العهد محمد بن سلمان، قبل أسابيع في العاصمة الفرنسية باريس. وفسّرت مصادر قريبة من الحريري التأخير في تنفيذ وعد بن سلمان، بوجود فارق بين عبارتَي "إن شاء الله" و"أبشِر" في القاموس السعودي، إذ إن الأولى تعني "نبحث في الامر"، فيما الثانية تُفَسَّر بأن "القرار الإيجابي صدَر".

بِتي تضرب من جديد

برغم تحميلها مسؤولية نشر صور تُظهر قائد الجيش العماد جان قهوجي يفتح زجاجة شمبانيا، محتفلاً بتمديد ولايته، طلبت المستشارة غير الرسمية لقهوجي، بِتي هندي، من ناشطين رفع شعارات في تظاهرة اليوم، تسوّق لأن يكون "الجيش هو الحل"، في محاولة منها لإظهار الحراك المدني مؤيداً لدور ما لقهوجي، في الخروج من الأزمة السياسية.

تهريب المغسل عبر المطار

تبيّن أن فرع المعلومات التابع للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي، لم يلتزم الأصول القانونية لترحيل المواطن السعودي أحمد المغسل، المطلوب للنظام السعودي والسلطات الاميركية، بتهمة تفجير مقر القوات العسكرية الأميركية في الخُبَر عام 1996. فبعد توقيف المغسل في مطار بيروت الشهر الماضي، فور وصوله من إيران، مستخدماً جواز سفر إيرانياً، جرى تهريبه من دون المرور بالمديرية العامة للأمن العام، علماً بأن القانون يوجب تسجيل خروج أي موقوف مُرحّل، كما لو انه مسافر عادي. وأُوصل المغسّل إلى داخل طائرة سعودية خاصة، أتت خصيصاً لنقله إلى الرياض، من دون أن يحرّك جهاز امن المطار أي ساكن حيال ذلك.

الجمهورية

قال مرجع أمني ممازحاً "الطقس وفّر علينا القنابل المسيّلة للدموع".

رفضت أوساط سياسية الربط بين أحداث السويداء الأخيرة والوضع في لبنان، وقالت إن الملفّين منفصلان تماماً.

لاحظت مصادر أن الأزمة دخلت مرحلة جديدة وشدّ حبال يحصل بين فئة تُبدّي الرئاسة وأخرى النيابة.

البناء

بعد استماعه إلى بيان كتلة المستقبل النيابية أمس، والذي حيّت فيه "الحراك الشعبي والمدني المنتفض على الشلل الذي يصيب الدولة…"، علّق نائب سابق أمام زواره قائلاً: "فعلاً اللي استحوا ماتوا…"، مضيفاً: "مهما تشاطر البعض لتجهيل الفاعل، فلن يستطيع التعمية على المتسبّب الفعلي بالفساد المستشري والمتفاقم في مفاصل الدولة وإداراتها ومؤسساتها، لأنّ اللبنانيين جميعاً يعرفون جيداً أين أصل العلة…

 

ابراهيم امين السيد من بكركي بعد لقائه الراعي: عون الأكفأ لرئاسة البلاد

الأربعاء 09 أيلول 2015 /وطنية - استقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وفد المجلس السياسي في "حزب الله" برئاسة رئيس المجلس السيد ابراهيم امين السيد وعضوية محمود قماطي، مصطفى الحاج علي، في حضور المطران سمير مظلوم والامير حارس شهاب، وكان عرض لأبرز المواضيع المطروحة على الساحة المحلية، ولا سيما موضوع الإنتخابات الرئاسية. وأكد المجتمعون "ضرورة اجراء هذه الإنتخابات والإتفاق بين مختلف الكتل السياسية والنيابية، الممثلة لمكونات المجتمع اللبناني، على ايجاد مرشح كفوء بالنسبة الى اوضاع المنطقة وحاجات لبنان، يحظى بدعم الجميع. وكان تشديد على ان تعطيل انتخاب الرئيس سيؤدي الى تخريب البلد، لذلك لا يمكن "لنا أن نقف مكتوفي الأيدي نشهد على ذلك".

بعد اللقاء، أكد السيد أهمية الإنتخابات وموقع الرئاسة ودورها وسلبيات الفراغ، وقال: "لقد تشرفنا بزيارة صاحب الغبطة، وهذه الزيارة هي في اطار التواصل الدائم بيننا وبين صاحب الغبطة والصرح البطريركي، وبطبيعة الحال، عندما نلتقي تحضر الظروف والتحديات الموجودة في لبنان أو المنطقة، وتأثيرات ما يجري في المنطقة من تحولات أو تحركات أو حرائق، وتداعياتها على لبنان. كما تحدثنا عن أهمية العمل الوطني، خصوصا في إطار الحوار بين اللبنانيين كمجموعة أو كحوار ثنائي. هذا الأمر بحد ذاته هو أمر جيد ومفيد ونأمل أن تكون نتائج الحوارات الثنائية أو الحوار المجموع كما هي طاولة الحوار اليوم، أن تساهم في تشكيل إرادة وطنية جامعة، والمبادرة إلى حل ما يمكن حله من المشاكل والأزمات، سواء كانت الأزمات الحياتية أو الأزمات السياسية، وأن يكون حضور اللبنانيين فيما بينهم يليق ويتناسب مع الظروف الصعبة والتحديات التي تعيشها المنطقة و لبنان". وتابع:"من هذه الزاوية، تم الدخول إلى بحث موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، ونحن أكدنا في هذا اللقاء على أهمية انتخاب الرئيس، وأهمية موقع الرئاسة ودورها في لبنان. وأبدينا وجهة نظرنا حول سلبيات الفراغ. وفي نفس الوقت نحن أكدنا رؤيتنا، سواء كان لجهة ما يجري في المنطقة أو ما يجري في لبنان. رؤيتنا تقتضي أن يحمل الرئيس الكفاءات والجدارة ويحمل التاريخ الذي يؤهله لأن يكون لاعبا أساسيا ومساهما أساسيا وبوابة أساسية لإيجاد الحلول والإسهام في إيجادها، سواء كانت المشاكل الوطنية أو التحديات الموجودة في المنطقة، خصوصا لجهة إسهام لبنان بإرادته الجامعة، التي يمثلها الرئيس في الإسهام بما يرسم في منطقتنا، وألا يكون لبنان منتظرا القرارات الخارجية أو الإملاءات أو الإرادات الخارجية".

وأضاف:"الشخصية المؤهلة لأن تلعب هذا الدور في رأينا وفي رؤيتنا، بالنسبة لنا هي الجنرال ميشال عون، لذلك نحن أكدنا رؤيتنا على هذا الأساس ، ونأمل من الأطراف الأخرى في لبنان والمكونات الأخرى ، أن تنظر إلى موضوع الرئاسة من هذا المنظار، وأن يتعاطوا مع موضوع الرئاسة، ليس من منظار الحسابات السياسية الضيقة أو الفئوية أوالصراعات السياسية الداخلية، وإنما أن ينظروا إلى موضوع الرئاسة من منظور هذا الإسهام الوطني، ومن الوطن إلى الخارج لحل ما يمكن حله من مشاكل هنا وهناك. رؤيتنا أن الجنرال عون هو الجدير بهذا الأمر، مع الإحترام والتقدير لأي شخصية من اللبنانيين، لأننا عندما نعبر عن رؤيتنا بأن الجنرال عون يحمل هذه الجدارة، لا يعني ذلك أننا لا نحترم الشخصيات الأخرى. ولكن ما نراه في الجنرال عون هو هذا الأمر. هذا مجمل ما تحدثنا به".

وفي لقائه مع الإعلاميين، وردا على سؤال حول ما اذا كان لصاحب الغبطة ردة فعل معينة بعد ان أكد الوفد أمامه تأييد "حزب الله" لترشيح العماد عون رئيسا للجمهورية، أجاب: "نحن أيدنا ترشيح الجنرال عون، ولم نرشح الجنرال عون، هو مرشح، يعني أنه عندما يكون هو مرشحا للرئاسة، فنحن ندعم هذا الترشيح من ضمن هذه الرؤية. ولكن ليس صحيحا ان الجنرال عون لا يريد ان يكون رئيسا للجمهورية ، ونحن أقنعناه بأن يكون رئيسا للجمهورية".

وعن مرشح الحزب للرئاسة، أوضح السيد:" لقد قلت اننا رشحنا الجنرال عون، ولكن هذا لا يعني ان الجنرال عون لم يكن يريد الترشح ونحن رشحناه. عندما ترشح الجنرال عون، نحن أيدنا ودعمنا هذا الترشيح من ضمن هذه الرؤية".

وعن إمكانية ان يبحث "حزب الله" عن مرشح آخر مع إستحالة وصول المرشحين الدكتور جعجع والجنرال عون، أشار السيد:"لم نصل إلى هذه النقطة بعد".

وعن موقف الحزب من إصرار البطريرك الراعي على انتخاب رئيس للجمهورية في هذه الظروف الدقيقة، أوضح السيد: "صحيح أن رأي غبطته هو هذا، ولكن رؤيتنا هي أنه ما دام الجنرال عون مستمرا في ترشحه لرئاسة الجمهورية، فموقفنا ورؤيتنا السياسية ورؤيتنا لشخصيته وتاريخه وسياسته ومصداقيته وشجاعته أن يكون هو الجدير برئاسة الجمهورية".

وعما اذا كان البحث مع غبطته قد تطرق الى ما يجري في المنطقة من تمدد للارهاب ومحاولة لإلغاء الآخر وتهجير المسيحيين، أكد السيد ان "ما يجري في المنطقة ليس تهجيرا للمسيحيين فقط، بل هو تهجير للمجتمعات كافة، لأن كل المكونات الموجودة اليوم في المنطقة، هي مكونات تقع تحت تهديد هؤلاء المجموعات المسلحة، سواء كانوا مسيحيين أم مسلمين او كانوا سنة أو شيعة أو ما شابه ذلك. نعم، هناك خصوصية خاصة بالمسيحيين تتعلق بأصل الوجود المسيحي في المشرق العربي، وهذا أمر آخر، وبالتأكيد مررنا على هذا الموضوع في البحث مع غبطة البطريرك".

وردا على سؤال حول ما اذا كانت الظروف الإقليمية والدولية قد باتت مؤاتية لإتمام عملية انتخاب رئيس للجمهورية، لفت السيد الى أن "النظر الآن إلى المنطقة اصبح من خلال الساعات وليس الأيام، المنطقة وصلت إلى وضع كل ساعة هي في شأن. ما يمكن أن لا يكون في هذه الساعة، قد يكون في الساعة المقبلة ، وما يمكن أن يكون في هذه الساعة، في الساعة المقبلة قد لا يكون. إن المنطقة تتحرك بسرعة، ويصعب على أي مراقب سياسي أن يعتبر أنها استقرت على محطة أو مرحلة معينة. ولكن ما أستطيع قوله الآن أن هناك حراكا دوليا جديا لإيجاد تسويات للمناطق التي تشهد حراكا، ليس من المنظور الإنساني أو الحضاري أو الأخلاقي، وإنما من منظور أن هذه الحرائق التي هم أشعلوها، بدأت تطال مناطقهم وبلادهم ومجتمعهم. ولذلك حاولوا أن يدخلوا في إطار تسوية لمنع هذا الحراك، من أن يصل إليهم، حتى لو كان خلفية هذا الأمر هي عدم وصول الحرائق إلى مناطقهم، نحن ندعم ونؤيد الدخول في التسويات السياسية وليس في استمرار الحروب وسفك الدماء في المنطقة. على سبيل المثال يقول الرئيس الفرنسي أنه يريد أن يبدأ بتوجيه ضربات جوية لداعش في سوريا، من أجل تخفيض اعداد النازحين إلى فرنسا. والتصدي للمجموعات الإرهابية في سوريا او العراق هو أمر مهم وجيد جدا بالنسبة لنا مهما كانت خلفيته".

وختم السيد ردا على سؤال حول تسلم "حزب الله" لملف العسكريين المخطوفين، والتفاوض مع جبهة النصرة، ان "هذا الملف بيد الدولة، ولا يزال بيد الدولة".

استقبالات

والتقى الراعي وفدا من جمعية "كبارنا"، في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، في زيارة لإلتماس البركة.

وأكد للوفد ان "تكريم كبارنا هو عمل شكر للرب، الذي أعطاهم النعمة بالرغم من كل الصعوبات في الحياة، وصعوبات العمر. يجب أن يكون هذا شكر للرب، لأنه وهبكم عمرا مديدا على الرغم من الظروف الصعبة التي مررتم بها في حياتكم. صحيح أننا نحزن ونتألم، ولكن نشكر الرب على كل يوم نعيشه، وأشكركم أنتم أيضا، لأنكم بتكريم كبارنا تكرمون بذلك يسوع المسيح. يكفي أنكم شهود على فرح الله، تشهدون على حضوره. أنتم شهود للايمان وجماعة صلاة. أنتم تشاركون المسيح آلامه وتضحياته، في الصلاة وشهادة الإيمان".

هذا، وكان الراعي قد ترأس صباحا اجتماعا للنواب البطريركيين ، وكان بحث في عدد من الشؤون الإدارية الخاصة بالنيابات البطريركية.

 

بري في مستهل جلسة الحوار: الوطن يناشدكم الاتفاق والمطلوب أن نصنع لبنان الموحد

الأربعاء 09 أيلول 2015 /وطنية - انعقدت الجولة الاولى للحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في قاعة خصصت لهذه الغاية في الطابق الثالث من المجلس النيابي. واستهلت بالنشيد الوطني، ثم بادر بري إلى القول "هذه الطاولة المستديرة ستبقى في هذه القاعة، وإن شاء الله ان لا نحتاج إلى حوار ثان، لكنها ستكون مخصصة أيضا لإجتماعات أخرى إن على صعيد اللجان أو المؤتمرات أو غير ذلك".

الحضور

حضر الجلسة:الرئيس بري ومعه معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل، الرئيس تمام سلام ومعه الوزير رشيد درباس، الرئيس فؤاد السنيورة ومعه النائب عاطف مجدلاني،الرئيس نجيب ميقاتي ومعه النائب احمد كرامي، النائب ميشال عون ومعه الوزير جبران باسيل، النائب ميشال المر، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ومعه النائب غازي العريضي، النائب بطرس حرب ومعه النائب السابق جواد بولس، النائب طلال ارسلان ومعه حسن حمادة، النائب اسعد حردان ومعه الوزير السابق علي قانصو، نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري ومعه النائب روبير فاضل، النائب سليمان فرنجية ومعه الوزير السابق يوسف سعادة،النائب آغوب بقرادونيان ومعه الوزير آرتور نظاريان، الوزير ميشال فرعون ومعه الياس ابو حلا، النائب سامي الجميل ومعه النائب ايلي ماروني والنائب محمد رعد ومعه النائب علي فياض.

مداخلة بري

استهل الرئيس بري الجلسة بمداخلة جاء فيها: "بسم الله،اصحاب الدولة والمعالي والسعادة، الاخوة الكرام.

ارحب بكم تحت قبة البرلمان اللبناني، حيث كانت بيروت ونأمل انها لا تزال موضع القوانين، وأشكر لكم بداية وانتم تمثلون القوى السياسية البرلمانية الحية، تلبيتكم هذه الدعوة لحوار الضرورة في هذه اللحظة السياسية توخيا لنتائج تضع خارطة طريق لخروجنا من أزماتنا المتنوعة على قاعدة جدول الاعمال المحصور في النقاط التي أعلنت وأشير الى ان مجرد إنعقاد هذا الحوار يعبر عن النجاح في تأكيدنا جميعا الإلتزام بأن الحوار هو السبيل للخروج من أزماتنا وإلتزامنا بوحدة بلدنا وصيغة العيش الوطني. نعم كان لابد من هذا الإجتماع من أجل خلاص وطننا من حالة الجمود الراهن حتى لا نعثر على وطننا في مكب التاريخ، ذلك لأن السلبية المتأتية عن السياسات الخاصة والمصلحية والحزبية والشخصية كادت أن تهدد وجود لبنان". واضاف: "إن الأزمة السياسية التي من عناوينها الكبرى الشغور الرئاسي وتعليق التشريع والتفكك الحكومي والأزمة الإجتماعية التي من تعبيراتها زيادة عدد الأسر اللبنانية التي تقع تحت خط الفقر وغياب فرص العمل. والأزمة الإجتماعية التي من مظاهرها البارزة فضيحة النفايات تحتاج إلى إنجاز الحوار بحلول ناجحة وناجعة وسريعة لأن الإستمرار في لعبة عض الأصابع الجارية إنما تتم على حساب الوطن والمواطن.

نحن نجتمع لنحاول وضع حلول عادلة ومخارج صحيحة وهذا الأمر يحتاج الى توحيد المواقف لا الى حوار الطرشان.

إنني أناشدكم، بل إن الوطن يناشدكم الإتفاق متمنيا أن لا يكون قد فات الوقت وأن نتمكن من رسم خارطة طريق لعبور الاستحقاق الرئاسي وإطلاق عمل التشريع لوضع القوانين الرئيسية التي ترسم صورة لبنان غدا وإخراج السلطة التنفيذية من واقع التفكك وتنشيط أدوارها.

إن المطلوب ان نصنع غدا، إن المطلوب ان نصنع لبنان الموحد: الارض والشعب والمؤسسات إنموذجا عربيا لإخراج الاقطار الشقيقة من واقع التفكك ومشاريع تقسيم المقسم. بل ازعم ان هذا الاجتماع يشجع الاخرين للحوار من أجلنا ويعطي اندفاعة سياسية جديدة، ليس على مستوى لبنان فحسب بل على مستوى المنطقة. كل البلاد العربية او اكثرها حتى لا ابالغ هي بحاجة لحوار، عدا ذلك ايها السادة فإننا سننتظر أن يأخذ احد بيدنا الى احدى العواصم ليتم إبلاغنا المخرج الذي نوافق عليه وتعليق لبنان على مسمار في حائط الشرق الاوسط الى لحظة إنفجار جديد فهل نستحق لبناننا؟". وختم بري: "إن هذا الحوار هو الامتحان الذي تجيب نتائجه على هذا السؤال وهو الذي يجب ان يمكننا معا من رسم خارطة طريق للمستقبل القريب والمتوسط والبعيد. تعالوا ايها السادة الكرام لنستحق لبناننا. واختم مع الشاعر التونسي لطفي بوشناق: "إذا ما البحر طوقني بموج، صنعت بموجه طوق النجاة". فهل نصنع طوقا لنجاة لبنان؟ عشتم وعاش لبنان".

البيان الرسمي

وبعد جلسة الحوار التي انتهت حوالى الثالثة والربع بعد الظهر تلا الامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، بيانا مقتضبا جاء فيه: "بعد ان افتتح دولة الرئيس نبيه بري الجلسة بكلمة، تحدث المشاركون عارضين وجهة نظرهم في القضايا المطروحة مع التركيز على البند الاول المتمثل بإنتخاب رئيس الجمهورية والخطوات المطلوبة للوصول الى هذا الامر. حدد موعد الجلسة المقبلة يوم الاربعاء الواقع في 16 ايلول الساعة الثانية عشرة ظهرا".

 

جلسة الحوار الاولى بحثت "الرئاسة" فكرّسـت الخلاف ولم تحقق خرقـا ..سجال بين عون والسنيورة وحرب يدفع بري الى رفعها الى 16 الجاري

المركزية- لم يفاجئ عقم الجلسة الحوارية الاولى التي انعقدت تحت قبة البرلمان اليوم، اللبنانيين، الا انها خذلت من كان تفاءل في النتائج الايجابية التي لا بد ان يولدها جلوس القادة السياسيين الى طاولة واحدة، وتعويلهم على ان التواصل المباشر في ما بينهم قد يرطّب الاجواء السياسية المشحونة ويقرب في وجهات النظر... فكان ان كرّست الطاولة التي بحثت اليوم بند الحوار الاول اي "رئاسة الجمهورية"، الشرخ العمودي بين المكونات السياسية، حيث عرض كل منها وجهة نظره وتمسك بها، حتى ان المعلومات تحدثت عن احتدام في النقاش طبع نصف الساعة الاخير من الجلسة، بين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون من جهة، ورئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الاتصالات بطرس حرب من جهة أخرى، ما دفع برئيس مجلس النواب نبيه بري، مدير الطاولة، الى رفعها، حتى 16 أيلول المقبل. 16 كتلة: انعقدت الجولة الأولى من الحوار الوطني في طبعته الثالثة ظهر اليوم في الطابق الثالث في البرلمان، بدعوة من الرئيس بري، في القاعة المخصصة التي احتضنت ايضا حوار العام 2006. وحدها "القوات اللبنانية" غابت، في وقت شاركت 16 كتلة برلمانية ممثلة برئيسها الذي اصطحب معه معاوناً اختاره، وبدا لافتا التوزيع الذي وضعه بري للفرقاء على الطاولة المستديرة التي توسطها علم لبناني دائري، حيث بدا كأنه تعمد خلطهم، فجلس على يسار بري، عون والى جانبه السنيورة. أما في وجههم، فجلس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والى جانبه النائب محمد رعد، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، كما لفتت المراقبين الجدية التي ظهرت على وجوه المتحاورين وغياب الابتسامات والمزاح بين بعضهم البعض خلال تواجد الاعلاميين في القاعة قبل اقفالها.

تفاوت في الاولويات: في غضون ذلك، أشارت المعلومات القليلة المتوافرة الى ان النقاش تركز على البند الاول من جدول اعمال الحوار اي الاستحقاق الرئاسي، حيث أدلى كل طرف بدلوه واكتفى بعرض وجهة نظره المعروفة اصلا، لاتمام الاستحقاق، وسجلت مقاربتان واختلاف في الاولويات بين فريقي 8 و14 آذار، حيث يتمسك الاخير بالبت في انجاز الاستحقاق قبل الانتقال اي بند آخر، فيما تمسك عون بضرورة العودة الى الشعب ليقول كلمته، داعيا الى اجراء الانتخابات النيابية وفق القانون النسبي او اجراء الانتخابات الرئاسية مباشرة من الشعب. واذ أفيد ان المباحثات اتسمت اجمالا بالهدوء، لفتت معلومات صحافية الى ان نقاشا حاميا وحادا دار في النصف الساعة الاخير من الجلسة بين عون والسنيورة حول الرئيس "القوي" تدخل فيه ايضا الوزير حرب، ما دفع ببري الى رفع الجلسة.

بيان مقتضب: وفي وقت كان تردد ان بري سيلقي كلمة بعيد انتهاء الحوار، فوجئ الصحافيون ببيان مقتضب أذاعه قرابة الثالثة والنصف الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، جاء فيه:

"بعد أن افتتح الرئيس نبيه بري الجلسة بكلمة، تحدث المشاركون عارضين وجهة نظرهم من القضايا المطروحة مع التركيز على البند الأول المتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية والخطوات المطلوبة للوصول إلى هذا الأمر، حدد موعد الجلسة المقبلة ظهر الأربعاء المقبل في 16 أيلول".

وكان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أول المغادرين والنائب عون وكتلته آخرهم.

ماروني: وبعيد الجلسة، اعتبر رئيس كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني ان "الاهم في جلسة الحوار ان كان هناك شبه اجماع على ضرورة تسهيل عمل الحكومة للتخلص من ازمة النفايات".

بري ممازحا: وكانت الجلسة الحوارية انطلقت بعد النشيد الوطني والتقاط الصورة التذكارية، حيث وجه بري كلمة ترحيبية مازح فيها الحضور قائلا ان هذه الطاولة الموجودة في القاعة ان شاء الله لا تحتاج الى حوار ثان ولكن يمكن ان نحتاج اليها لجلسات اخرى كون هذه القاعة مجهزة وتساعد لاجتماعات اخرى.

 

حوار "العقم السياسي" ينفجر بين عون والسنيورة وحرب

جولة ثانية الاربعاء المقبل ومجلس الوزراء يبت "النفايات"

حزب الله من بكركي: أيدنا ترشيح "الجنرال" ولم نرشحه

المركزية- قرابة ثلاث ساعات امضاها "أهل الحوار" في داخل قاعة المجلس النيابي في ساحة النجمة على وقع صرخة الشارع وهتافات الاحتجاج واعتصام " الامعاء الخاوية" رفضا لسياسة الفساد وممارسات السلطة، من دون ان يتمكنوا من تحقيق ما من شأنه ان يخالف التوقعات بسيناريو الحوار الثالث الذي يختزن في داخله كل عناصر التناقض والاخفاق. فالحوار الذي لا يعوّل على نتائجه لبناني واحد استنادا الى نتائج " سوابقه" غير المشجعة التي، ولئن تمكن حوار بعبدا من انتزاع تواقيع القوى السياسية على نتيجة مرضية تمثلت بـ"اعلان بعبدا" الا ان ما تلاه من تنصل وانتهاك فاضح لبنوده اسقط كل الامال، لم يسجل ايجابية واحدة في انطلاقته المتعثرة التي شكل رشق المحتجين مواكب المشاركين فيه بالبيض لدى دخولهم وخروجهم من والى البرلمان ابلغ تعبير عن نظرة الشعب اللبناني الى قياداته السياسية. وعكس القليل من المعلومات الذي رشح عن الحوار فور انتهائه عقما واضحا، بدليل ان اصوات بعض المتحاورين ترددت خارج القاعة اثناء مناقشة بند رئاسة الجمهورية الاول على جدول اعمال الرئيس نبيه بري السباعي.

نقاش محتدم: وفي حين حدد راعي الحوار موعدا للجلسة التالية ظهر الاربعاء المقبل 16 الجاري، قالت مصادر المجتمعين لـ"المركزية" ان الجلسة انطلقت بهدوء بعد دخول المتحاورين الى القاعة وتبادل التحيات وكلمة ترحيب من بري وعرض ملف النفايات بتشعباته وتداعياته فكان اصرار من الرئيس تمام سلام على ضرورة بته ورفض الاستمرار في المماطلة والعرقلة وكان شبه اجماع على ضرورة تسهيل عمل الحكومة للتخلص من الازمة. ثم بدأ البحث في البند الاول "رئاسة الجمهورية" وعرض كل طرف لوجهة نظره الا ان النقاش سرعان ما احتدم لا سيما بين رئيسي كتلتي "المستقبل" فؤاد السنيورة و"الاصلاح والتغيير" ميشال عون ووزير الاتصالات بطرس حرب، حيث اكد عون وفق المصادر في بداية مداخلته ان المجلس النيابي منحل وغير شرعي، واكد ضرورة العودة الى الشعب ليقول كلمته في الرئيس العتيد للبلاد، وهو امر يستوجب تعديلا دستوريا، طارحا مفهومه للرئيس القوي. وكان تعاقب على الكلام من المتحاورين لاسيما من الرئيس السنيورة الذي سجل مواقف مهمة. ثم تداخل الوزير حرب فردّ على عون متوجها بكلامه الى رئيس الجلسة وقال "سمعت العماد عون يقول ان المجلس غير شرعي وانه يطلب تعديلا دستوريا لتمكين انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، والجنرال في هذا الموقف يقول الشيء ونقيضه وهذا طلب غير طبيعي، فاذا كان المجلس غير شرعي، كيف يمكنه اجراء التعديل الدستوري؟ واذا كان شرعيا فلينتخب الرئيس مباشرة. وهنا امتعض العماد عون الذي توجه الى حرب بكلام قاس فقال له "ما بسمحلك تقول هيك، هيدا كلام مش صحيح"، ما استدعى ردا من حرب قائلا "استمعت اليك من دون ان اقاطعك والآن جاء دورك لتصغي اليّ من دون ان تقاطعني، ثم انني لا اتوجه بالحديث اليك ولا اسمح بان تقاطعني رجاء اخفض صوتك". وازاء الحماوة في النقاش اضطر الرئيس بري الى رفع الجلسة.

بيان مقتضب: ومع ان المعلومات كانت اشارت الى ان بري سيعقد مؤتمرا صحافيا في اعقاب الجلسة الا انه عدل عن موقفه وخرج امين عام مجلس النواب عدنان ضاهر ليدلي ببيان مقتضب اشار فيه الى انعقاد الجلسة وعرض المشاركين لوجهات نظرهم من القضايا المطروحة مع التركيز على البند الاول المتمثل برئاسة الجمهورية والخطوات المطلوبة للوصول الى هذا الامر، محددا 16 الجاري موعدا لجلسة جديدة".

مجلس الوزراء: واذا كان افق الحوار المقفل لا يوحي بانفراجات، فان دعوة رئيس الحكومة مجلس الوزراء الى الانعقاد في الخامسة عصر اليوم افسحت المجال "لفتات" من الامال بامكان قرب الوصول الى حل موقت لازمة النفايات بعد اكثر من شهر خصوصا ان وزراء حزب الله وصلوا الى السراي في الخامسة والنصف عصرا. واعلن سلام خلال دخوله الى مبنى المجلس النيابي للمشاركة في جلسة الحوار عن الجلسة الاستثنائية، آملا البناء خلالها على القرار الذي توصلت اليه اللجنة المولجة معالجة الملف برئاسة الوزير اكرم شهيب، لنستطيع الدخول الى الحلول الفورية لتخليص البلاد من النفايات واراحة الناس واشاعة جو من الثقة، متمنيا ان يشارك جميع الوزراء والقوى السياسية في الجلسة ويساهموا في اعتماد الحلول.

حراك الشارع: وتوازيا مع جلسة الحوار، وتحسبا لخطوات مفاجئة قد يقدم عليها المجتمع المدني المتظاهر، اتخذت في محيط المجلس اجراءات امنية مشددة، فاقفلت كل المداخل المؤدية الى ساحة النجمة، لكن لا التدابير الامنية ولا عاصفة الطقس الرملية التي اشتدت في يومها الثاني وارتفعت حرارة الطقس بفعلها الى مستويات قياسية، منعت المتظاهرين من التعبير عن رفضهم وايصال صوتهم، فتجمعوا من كل الجمعيات والمنظمات ورشقوا مواكب المتحاورين بالبيض على ان يصعدوا تحركهم اعتبارا من السادسة مساء.

الراعي– حزب الله: في غضون ذلك، وطبقا لما اوردت "المركزية" امس، زار وفد من حزب الله برئاسة رئيس المجلس السياسي السيد ابراهيم امين السيد، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وكان عرض للاوضاع في البلاد وفي مقدمها ملف رئاسة الجمهورية. وقال السيد على الاثر ان البحث تركز على خطورة الفراغ الرئاسي، مؤكدا أن "رؤيتنا ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح هو الجدير بالرئاسة، الا انه اشار الى أننا "ايدنا ترشيح الجنرال عون ولكن لم نرشحه، هو مرشح وعندما يكون هو مرشحا للرئاسة نحن ندعم هذا الترشيح من ضمن هذه الرؤية، ولكن ليس صحيحا ان العماد عون لا يريد ان يكون رئيسا للجمهورية ونحن اقنعناه بان يكون رئيسا". وقالت مصادر مطلعة على اجواء الاجتماع لـ"المركزية" ان اللقاء بدأ بعد الترحيب بالوفد بعرض شامل لاوضاع المنطقة ثم سأل البطريرك الراعي عن موقف الحزب من الملف الرئاسي بعدما تخطى الفراغ عامه الاول باشهر، مؤكدا ان من غير الجائز استمرار الوضع على ما هو عليه بعدما عصفت الازمات بلبنان وكرت تباعا منذ بدء الفراغ وان ما نعانيه اليوم من انهيار سببه الاساس الفراغ الرئاسي، وتبعا لذلك لا يمكن ان نبقى في موقع المتفرج نراقب سقوط البلاد من دون ان نسعى لانقاذها .وسأل عن موقف الحزب من ترشح العماد عون، فاكد انه لم يرشحه بل ايد ترشيحه لان لديه من المؤهلات والجدارة ما يخوله ان يصبح رئيسا للجمهورية. وقدم وفد الحزب عرضا مسهبا عن الرئاسة وما يحيط بها من اجواء اقليمية مؤثرة. واتفق الطرفان على متابعة التواصل وعقد الاجتماعات كاطار تشاوري قد يسهم في الوصول الى نتائج عملية. الحوار الاسلامي... تابع: على صعيد آخر، لن يحلّ حوار "ساحة النجمة" مكان الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله". فاذا كان الاول يبحث في سلة من القضايا السياسية، يبقى همّ الثاني الاساس تنفيس الاحتقان السني – الشيعي. وفي هذا السياق، أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لـ"المركزية" ان جولة الحوار الثامنة عشرة ستعقد في 15 الجاري. واذ تتزامن الجلسة العتيدة مع تصعيد في حدة الخطاب بين الطرفين على خلفية تقاذف التهم بالفساد، أشار الجسر الى ان "البعض يكون غارقاً بارتكابته ويّتهم الاخرين، والسكوت عن هذا الامر لم يعد جائزاً، وهم لا يدركون "خطورة" اللعب بالكلام من دون تقديم ادلة واثباتات"، مؤكدا ان "هذا الامر سيُطرح على طاولة الحوار"، ولافتا الى ان "احداً لم يُقدّم بديلاً عن مشروع "سوليدير" الذي غالباً ما ينتقده "حزب الله"، فلولا هذا المشروع لبقيت بيروت منقسمة حتى الان".

 

مكتب السنيورة: لم تحدث مشادة بين الرئيس السنيورة والعماد عون

الأربعاء 09 أيلول 2015 /وطنية - أصدر المكتب الإعلامي للرئيس فؤاد السنيورة، البيان الآتي: "ذكرت بعض وسائل الاعلام، أن مشادة حصلت بين رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، وبين رئيس كتلة الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون، خلال جلسة الحوار... الخ. يهم المكتب الاعلامي للرئيس فؤاد السنيورة ان يوضح انه لم تحدث اية مشادة بينهما، وما ذكر عار عن الصحة".

 

مكتب عون: نسأل حرب أن يقلع عن العنتريات والبطولات الفارغة لأنها لن تغطي حقيقة الشهود عليها كثر

الأربعاء 09 أيلول 2015 /وطنية - أصدر المكتب الإعلامي لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، البيان الآتي: "تفاجأنا ببعض المواقع الإلكترونية تتناقل خبرا مفاده أن تلاسنا حصل بين دولة الرئيس العماد ميشال عون والوزير بطرس حرب، وبعد متابعة الموضوع تبين لنا أن المصدر الأساسي للخبر هو موقع تويتر للوزير حرب، حيث قال إن العماد عون "انفعل جدا في جلسة الحوار ولم يتقبل آرائي". انطلاقا مما سبق، يهمنا أن نوضح أنه وبعد مداخلة العماد عون عن شرعية المجلس النيابي التي فقدها بالتمديد، وقانونيته التي يفقدها بتجاوز القوانين، أخذ الوزير بطرس حرب الكلام محاولا حرف الموضوع وإعطاءه منحى شخصيا بقوله إن دوافع كلام العماد عون هي كونه مرشحا للرئاسة. فأجابه العماد عون "حكيت قانون جاوبني قانون، مش بالشخصي وبالنوايا..". وبعد هذا التوضيح، نسأل معالي الشيخ حرب، الذي لطالما تنطح، وفي كل استحقاق رئاسي، إلى تقديم برنامج رئاسي، يفاجئ حلفاءه قبل خصومه، بحجم استدارته عن مواقفه السابقة، استرضاء لهذا وذاك، أن يقلع عن العنتريات والبطولات الفارغة، لأنها لن تغطي حقيقة، الشهود عليها كثر".

 

مغيط: نسّقنا مع "طلعت ريحتكم" ومطلب تحرير أهلنا سيحضر/أهالي العسـكريين المحتجزين يشاركون في تظاهرة العصـر

المركزية- أمام الحركة الشعبية الواسعة التي عرفتها البلاد منذ أسابيع احتجاجا على تفجر كارثة النفايات، وتحت وطأة الازمة السياسية التي شلت مجلس الوزراء، تراجعت قضية العسكريين المحتجزين لدى "داعش" و"جبهة النصرة" الى مراتب متأخرة في سلم الاولويات الداخلية... واكتمل تهميش ملفهم مع اقدام المندسين في التظاهرات الاحتجاجية على تحطيم خيم ذويهم المنصوبة في ساحة رياض الصلح. الا ان الاهالي، الذين أبدوا عتبا على اللبنانيين الذين تحركوا لملفات حياتية ولم يهزهم خطف العسكريين، يبدو أنهم قرروا التحرك مجددا وعدم الانكفاء عن المشهد المحلي لابقاء قضية اولادهم حية. وفي هذا السياق، أكد نظام مغيط، شقيق العسكري المخطوف ابراهيم مغيط لـ"المركزية"، "أننا سننزل اليوم للمرة الاولى منذ انطلاق موجة التظاهرات، الى الشارع لرفع الصوت مجددا، عسى ان يسمعنا المعنيون ويتذكروا ان عسكريينا مخطوفون منذ 405 ايام، وسنشارك الى جانب المجتمع المدني في التظاهرة عصرا، رغم العتب واللوم على من لم يشاركنا، وذلك لاننا نؤمن بقضية هذا الوطن ونؤمن ان الديموقراطية تقول بألا نسكت عن حقنا مهما كلفنا الامر". وأوضح "اننا نسقنا مع القيمين على حملة "طلعت ريحتكم" وسنكون موجودين اليوم عند السادسة في التظاهرة العتيدة، وسيكون مطلب تحرير العسكريين من بين المطالب التي سترفع وتوجه الى الحكومة المشلولة، لربما يتذكرون القضية، خاصة انهم بدوا كأنهم نسوها على طاولة الحوار". لا مفاوضات: واذ لفت الى "اننا أعدنا فقط خيمة كبيرة الى ساحة رياض الصلح لاننا لا ندري متى يعود المندسون ويحرقون صور العسكريين المخطوفين"، أشار مغيط ردا على سؤال الى ان "المفاوضات مع "النصرة" متوقفة نهائيا اليوم، لكننا نعرف ان العسكريين الموجودين معهم، بخير. اما مع "داعش"، فلا مفاوضات نهائيا ولا نعرف شيئا عن العسكريين وأحد لم يطمئننا لا بدليل حسي او سواه على صحتهم وما اذا كانوا بخير او لا ولا نعرف حتى اذا كانوا أحياء". وعن سبب عدم مشاركة اهالي العسكريين المخطوفين لدى "داعش" في الاجتماع مع نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قال "لم نحضر لان الزيارة تقررت على عجل في وقت ضيق ولم نتمكن من الوصول الى بيروت، فقط لا غير، كما ان الاهالي كانوا يحملون مطلبا من النصرة الى الحزب، لكنهم لم يحصلوا أيضا على جواب ايجابي عليه". واذ اعتبر ان "فريقي 8 و14 آذار على حد سواء لا يريدون عودة العسكريين"، أكد مغيط "اننا ننتظر المستجدات والتواصل مفتوح مع الوزير وائل ابو فاعور والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والمعنيين، لكن لا خطوات الى الامام حتى الساعة".

 

النائب فؤاد السعد لـ”السياسة”: لا فائدة من الحوار وتوقيته خطأ أكد أن القرار ليس عند المتحاورين

بيروت – “السياسة”: رأت مصادر نيابية مستقلة أن انعقاد طاولة الحوار في ظل الأوضاع الحالية المتشنجة بين القوى السياسية لم يكن في وقته, وكان على رئيس مجلس النواب أن يقوم باتصالات مع رؤساء الكتل النيابية ومع الذين يشاركون في الحوار قبل تحديد موعد البدء به.

وأشارت إلى اتساع الهوة والتباعد بين القوى عينها, إذ لم يعد الاختلاف يقتصر على فريقي “8 و14 آذار”, بل بات كل فريق منهما منقسماً على نفسه, بسبب تضارب المصالح الخاصة وعدم تقاطعها ضمن الفريق الواحد. وفي هذا السياق, اعتبر عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب فؤاد السعد في تصريح ل¯”السياسة”, أن “لا فائدة من الحوار في الوقت الحاضر, في ظل المشكلات والصراعات المتفجرة في المنطقة وارتباط بعض القوى السياسية بما يجري من حولنا عسكرياً وسياسياً”. ورأى أن “الظرف الراهن ليس وقتاً للحوار, لأن المشارك في الحوار, يجب أن يكون سيد نفسه وقادراً على اتخاذ القرارات وتنفيذها, وهذا ليس متوافراً لدى عدد من المشاركين في الحوار من فريقي 8 و14 آذار”. وأضاف “كما تلاحظون, هناك من يرفض الحوار وهناك من يريده وفق مصالحه, أما عراب الحوار الرئيس نبيه بري فيقول إذا لم نتفق على هذه النقطة يمكننا الانتقال إلى غيرها, ما يُفقد الحوار مضمونه”. وسأل “إذا لم نتفق على إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية لضمان سلامة عمل المؤسسات, فأي معنى للحوار?”. وعن مراوحة التجاذب السياسي مكانه, أكد السعد أن “لا أحد من القوى السياسية يملك جواباً على هذا السؤال, فلا أحد منهم يعرف إلى أين ستذهب الأمور وكيف سيكون الحل في المنطقة”. واستبعد انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور, “مع انسداد آفاق الحل النهائي للمشكلات المتفجرة من حولنا وخصوصاً في سورية, واختلاط حابل الحلول بنابل الصراع العسكري, وسعي الفرقاء لكسب المغانم من أجل تحسين أوراقهم في المفاوضات ومن أجل إيجاد حل سلمي وإعادة إحياء مؤتمر جنيف لوقف القتال الدموي القائم منذ أربع سنوات”.

 

باحثون من الروح القدس والقديس يوسف اوجدوا معالجة جذرية لقضية النفايات:الحل في تبني استراتيجية لتخفيف إنتاج النفايات وزيادة نسبة التدوير

الأربعاء 09 أيلول 2015 /وطنية - أجرى باحثون وعلميون دراسة علمية لايجاد معالجة جذرية علمية لقضية النفايات، أما الحلول التي قدمها العلميون والباحثون فكانت عبر "وحدة البحث المشتركة" التي تضمّ جامعتي الروح القدس والقديس يوسف وغيرها من الجامعات ومراكز أبحاث، وبإدارة رئيس الجمعية اللبنانية لتقدّم العلوم ونائب رئيس جامعة الروح القدس البروفسور نعيم عويني يعاونه رئيس قسم الكيمياء في كلية العلوم في جامعة القديس يوسف الدكتور دومينيك سلامة. وعملت هذه الوحدة على وضع خطة عمل محكّمة لإدارة بيئية سليمة للنفايات كما على خلق رابط بين التقنيات المطلوبة وكيفية فرز وإعادة إنتاج النفايات، مشيرة الى ان الحلول المطروحة تقنيا كثيرة لكن الحل الذي قدمته هذه الوحدة البحثية يأخذ في الاعتبار الوجهات الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى الوجهة البيئية".

وقالت الوحدة في بيانها:" لقد ضاق المواطنون ذرعا بالروائح الكريهة التي تسببها النفايات المرمية بكميات هائلة على جانب الطرقات. أكوام من الأكياس تتكدّس يومياً في شوارعنا وتهدّد حياتنا وحياة أطفالنا بالخطر. طافت المطامر والمكبات وما عادت تستوعب كميات نفايات أكبر فأضحت الشوارع أفضل مضيف لهذا الزائر غير المرغوب به. مشكلة معالجة النفايات هي واحدة من الأزمات التي تدور حول نفسها دون حل ما أجبر المواطن على دفع فاتورتها الصحية. عبء جديد يضاف على كاهل اللبنانيين فيما الدولة بوزاراتها ومؤسساتها المعنية تقف متفرجة على هذه المشكلة التي يمكن ان تصبح كارثة في حال بقيت الدولة غائبة عن السمع. أسئلة كثيرة تدور في رأس المواطن: هل الحرق هو الحلّ الأنسب للنفايات في ظلّ غياب حلّ جذري تعتمده الدولة؟ إلى ما يمكن أن يؤدّي حرق النفايات؟ كيف يمكن لمشكلة النفايات أن تساعد في إنهاض الوضع الاقتصادي؟

من المعروف أن لبنان ينتج يوميًا نحو أربعة آلاف طن من النفايات المؤلّفة من نفايات عضوية وغير عضوية ونفايات صلبة، بعضها يصنَّف في خانة الخطر. عدّة جمعيات ومؤسسات تهافتت لإيجاد حلّ لهذه المعضلة".

أضافت الوحدة :"كما نعلم أنّ معظم نفايات لبنان هي عضويّة وتزيد نسبة الرطوبة فيها عن 60%، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من المواد الخاملة (أي مواد لا طاقة فيها)، لذلك فإنّ حرقها يحتاج إلى الكثير من الوقود لتشتعل ما قد يزيد نسبة التلوّث البيئي. وبالتالي فإنّ حرق النفايات ليس بحلٍّ لا بل إنّه سيبعث غازات سامّة وسيخسّرنا مساحات خضراء لسنا بغنى عنها. فاختفاء المساحات الخضراء سيؤمّن بيئة ملائمة للقوارض والحشرات والبكتيريا والفيروسات الناقلة للأمراض. بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة من المواد الجديدة التي تنتج بفعل الحرق وهي سامّة أكثر من المواد الأصلية؛ وهذه المواد يمكن ان تتسرّب إلى مياه الأنهار والبحر فتلوّثها.

أضف إلى ذلك أنّ حرق النفايات قد يدمّر بعض المواد وبالتالي لن يسمح بإعادة تدويرها أو الاستدامة في إنتاجها واستهلاكها، مثلاً الورق والكرتون وبعض البلاستيك لن يفيدنا حرقها، لا بل من الافضل إعادة تدويرها واستعمالها لأنّها ستساعدنا على تخفيض كلفة الإنتاج.

ليس هذا فقط، إن إحراق النفايات وعدم إيجاد حلّ جذري ومستدام لها سيؤثّر سلباً على إمكان إيجاد فرص عمل وتطوير صناعات جديدة ما سيفاقم المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها لبنان أصلاً. وبالتالي فإنّ الحلّ في فرز النفايات وإعادة تدويرها واستعمالها سيساعد في حلّ مشاكل بيئية وصحية واقتصادية. إذا قرّرت الدولة اللبنانية اعتماد سياسة الفرز وإعادة التدوير ستحفّز بذلك الصناعة المحليّة وتوفّر فرص العمل بالأخصّ لليد العاملة. وفي لبنان نستطيع بسهولة فرز نفاياتنا وتدويرها بنسبة 80% في وقت قصير ومع الوقت سوف نقلّص حجم النفايات المتبقي للطمر وخفض خطورتها". ولفتت الوحدة الى "ان تقنية فرز المواد القابلة للتدوير أو النفايات غير العضوية بطرق يدوية أو ميكانيكية تعتبر سهلة الإنشاء وغير مكلفة، واعتماد هذه التقنية سيرتّب على الدولة تأمين سوق تصريف المواد المفروزة (ورق، بلاستيك، زجاج، تنك، حديد وغيرها...). وتبنت "وحدة البحث المشتركة" استراتيجيّة وسياسة تخفيف إنتاج النفايات وزيادة نسبة التدوير بهدف الوصول إلى أقل نسبة ممكنة من النفايات التي تنتهي في المطامر، فهذه النسبة يمكن أن تكون أقلّ من 10% من مجمل النفايات المنتجة. وهذه هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى حلّ مستدام وبيئي يحافظ على طبيعة لبنان وعلى صحّة المواطن. وقد وضعت "وحدة البحث المشتركة"، المؤلّفة من 25 باحث واختصاصي لمعالجة النفايات، خبرتها بين يدي الدولة آملة أن تعيد وزارة البيئة النظر بالدراسة التي قدّمتها لها في ما يخصّ مشكلة النفايات في لبنان. وطلبت الوحدة من الراغبين باي استيضاح أو سؤال مراجعة رئيس الوحدة البحثية البروفسور نعيم عويني على: naimouaini@usek.edu.lb

 

كيري اتصل بسلام مؤكدا التزام واشنطن الدائم باستقرار لبنان وأمنه واستقلاله

الأربعاء 09 أيلول 2015 /وطنية - وزعت السفارة الاميركية في بيروت بيانا اعلنت فيه "أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل برئيس مجلس الوزراء تمام سلام اليوم لمناقشة خطة العمل خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان خلال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أواخر شهر أيلول". وبحسب البيان فقد "أكد كيري دعم الولايات المتحدة القوي والمستمر لجهود سلام من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجهها البلاد. كما أكد التزام واشنطن الدائم باستقرار لبنان وأمنه واستقلاله". ولفت بيان السفارة الى "ان كيري وسلام تطرقا إلى ضرورة انعقاد مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وفقا للدستور اللبناني والميثاق الوطني".

 

قتيلان و600 حالة مرضية حصيلة العاصفة الرملية التي ضربت بعلبك والهرمل والبقاع الاوسط

الأربعاء 09 أيلول 2015 /وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش ان العاصفة الرملية التي ضربت البقاع ليومين اخذت طريقها الى الانحسار، مخلفة وراءها قتيلين و600 حالة مرضية بين ضيف نفس، اختناق، ربو، برونشيت، توزعت على المستشفيات الحكومية والخاصة في بعلبك، الهرمل والبقاع الاوسط.كما ادت هذه العاصفة الى كثافة من الغبار على الاشجار المثمرة والحرجية والنباتات وارتفاعا في درجات الحرارة. واعلنت مصلحة الارصاد الجوية في تل العمارة انتهاء العاصفة اعتبارا من يوم غد الخميس وانحسار موجة الحر في نهاية الاسبوع الحالي. وعملا بالمذكرة الادارية الصادرة عن رئاسة مجلس الوزراء، اقفلت بعض مؤسسات الادارة العامة والبلديات والمدارس الخاصة باستثناء المستشفيات، فيما تبقى مؤسسات الدفاع المدني والصليب الاحمر والاسعاف والاطفاء على جهوزية تامة.

 

جعجع من الدوحة: الحوار لن يحل اي شيء وهو يحرف الانظار عن انتخاب الرئيس المعضلة تكمن في وجود دويلة الى جانب الدولة في لبنان

الأربعاء 09 أيلول 2015

وطنية - اقام اصدقاء القوات اللبنانية في قطر عشاء للجالية اللبنانية، في أوتيل الRitz Carlton في الدوحة، على شرف رئيس الحزب سمير جعجع، حضره: النائب ستريدا جعجع، الوزير السابق طوني كرم، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي، منسق القوات اللبنانية في دول الخليج فادي سلامة، القائم بأعمال السفارة اللبنانية مروان فرنسيس، الملحق العسكري للجمهورية اللبنانية لدى دولة قطر العميد الركن صادق طليس، وفد من رجال الأعمال اللبنانيين في قطر فضلا عن حشد كبير من الجالية اللبنانية من كل الطوائف والأحزاب في لبنان اضافة الى المحازبين وأصدقاء القوات اللبنانية.

استهل جعجع الكلمة التي القاها بالوقوف دقيقة صمت على راحة نفس شهداء الجيش اللبناني الذين يسقطون دفاعا عن لبنان وشعبه وأمنه واستقراره وكذلك لراحة أنفس شهداء الجنود الإماراتيين، السعوديين، البحرينيين واليمنيين الذين استشهدوا اخيرا في اليمن.

وقال: "بالرغم من كل الشعارات الموجودة داخل العائلة اللبنانية الواحدة، تجمعنا في لبنان مصيبة واحدة هي النفايات التي تزعج كل انسان في كل منطقة من لبنان، وللأسف نحن لا نتذكر بعضنا البعض إلا في وقت الأزمات، فهذه الأزمة التي نعيشها يجب أن تكون لنا في مثابة درس وعبرة حتى نعتاد أن نتذكر بعضنا في كل الأزمات، فكل الشعب اللبناني يعاني من مختلف المناطق والمجموعات والأحزاب والتيارات".

وأضاف: "لقد سررت جدا عند مجيئي الى الدوحة خلال مشواري من المطار الى الفندق بكل مظاهر العمران التي رأيتها لأن الشعب القطري بالفعل لا يستأهل سوى كل خير انطلاقا من الخير الذي قدمه للبنان وشعبه منذ القديم وحتى الآن"، مشيرا الى انه "منذ عشرات السنوات حتى الآن يوجد عشرات الآلاف من العائلات اللبنانية الذين يعيشون انطلاقا من الخيرات المتواجدة في قطر لذا تستحق منا هذه الدولة كامل الشكر والامتنان".

وتابع: "بقدر ما سررت للشعب القطري بهذا التطور والعمران، والذي أتمنى له دوام التقدم والإزدهار، بقدر ما كان حزني كبيرا على لبنان إذ يحق لنا كلبنانيين أن نتأمل بوجود حد أدنى من العمران والإنماء والاقتصاد والعيش الهانئ والرغيد، لقد التقيت بأكثر من شخص اخيرا سألوني جميعهم: متى سيصطلح الوضع في لبنان لنعود الى وطننا ونعيش فيه؟ إن ما يحزنني أكثر هو أننا نملك كل مقومات الوطن الناجح سواء من ناحية الامكانات التي وهبها الله للبنان أو لجهة الثروة البشرية والخبرات التي نمتلكها وتحسدنا عليها العديد من الدول".

ودعا جعجع الشعب اللبناني المقيم والمغترب الى "وجوب تحديد الأزمة لمعرفة كيفية الخروج منها، فكلما وقعنا في أزمة نسمع نفس المقولة: الله يقطع السياسيين، كل الحق عليهم، ولكن يا أخوان هذا الكلام غير صحيح، فأنا لم أتهرب يوما من أي مسؤولية وقد وقفت منذ خمسة اعوام أمام الشعب اللبناني واعتذرت عن الأخطاء التي حصلت خلال الحرب اللبنانية من كل الشعب اللبناني، ولكن تصويبا للحق ان المسؤول هو دوما من يكون خلف المقود أي سائق الباص، لا يمكنك محاسبة الركاب ومساواته بالسائق، وبالتالي المسؤولية تقع دوما على من هم في قمرة القيادة أي الموجودين في الحكومة، وهذا الكلام ليس تهربا، فعدم اشتراكنا في الحكومة لم يأت من عبث، ان كل حزب يتمنى أن يكون موجودا في السلطة، ولكن اللهم أن تتمكن هذه السلطة من القيام بالحد الأدنى مما هو مطلوب منها، ولكننا رأينا أن هذه السلطة لن تتمكن من ذلك فأحجمنا عن المشاركة بهذه الحكومة، لم نقم بذلك تعففا، لأننا بطبيعة الحال نعمل بالسياسة، ولكن يجب أن نعمل لنعطي نتيجة الى الناس... المسؤولية يتحملها الموجودون في السلطة، الأزمة تفاقمت جدا لدرجة أنهم سيضربون عنفواننا وهويتنا الوطنية من خلال عدم القدرة على حل أصغر مشكلة هي مشكلة النفايات".

وقال: "حين طالب المتظاهرون الرئيس تمام سلام بالاستقالة، ناشدته عدم الاستقالة كي لا نقع في فراغ دستوري، ولكن في الوقت عينه الحكومة الموجودة هي المسؤولة عن كل ما يجري لأنها تملك السلطة الشرعية وبإمكانها اتخاذ القرارات، ولا ألوم الرأي العام اللبناني لأنه ضائع، فالبعض في الحكومة يقول ان أزمة النفايات عمرها عشرين عاما، فلماذا أنت في الحكومة اذا؟ ليس المطلوب من أحد القيام بسحر، فإذا تحدثنا عن الكهرباء يقولون لنا أيضا هذه الأزمة عمرها عشرين عاما، أنا لا أطلب إضاءة لبنان 24/24 ساعة في اليوم بسحر ساحر ولكن في الوقت عينه لا يمكن أن تتراجع التغذية بالتيار الكهربائي من 12 ساعة الى 11 ساعة مثلا ونستمر بالقول الأزمة عمرها أكثر من 20 عاما".

وانتقد "بعض من يطرح الأمور وكأنه لا أمل للقيام بشيء، نحن نعلم أننا نعيش أزمات متراكمة ولكننا أتينا بكم الى السلطة لتبدأوا بالمساعدة على حلها، فإن كنت ستقول لنا هذه الأزمة متراكمة اذا لا داعي لأن تكون في السلطة، كما يتهرب البعض من مسؤولياته ليقول لنا أنا موجود مع غيري في الحكومة، لماذا اذا شاركت في هذه الحكومة طالما كنت تعلم أنك لن تستطيع القيام بأي شيء؟ يتحججون بأن الآخرين يعطلون، يجب أن نبدأ بمعرفة من يجب أن نحمله المسؤولية وأكبر خطأ حين نقول:كلهم مسؤولون!"... هذا غير صحيح، الممسك بالمقود هو المسؤول".

وتطرق الى أزمة الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، فقال: "نحن نعيش أزمة كبيرة جدا انطلاقا من هذا الفراغ، لأنه يلقي بظلاله على كل المؤسسات الدستورية، شبه شلل على مستوى الحكومة وشبه شلل على مستوى المجلس النيابي إن لم نقل شللا كاملا، ليأتي البعض ويقول لنا: ولكنكم أنتم من يعطل المجلس النيابي!، فالمجلس النيابي حين يكون هناك فراغ في سدة الرئاسة يتحول حكما الى هيئة ناخبة فقط لا غير، إن أردت حل مشكلة المجلس عليك انتخاب رئيس جمهورية، فمن يقاطع جلسات الرئاسة لا يمكنه اتهامنا بتعطيل مجلس النواب لأنه أصلا معطل دستوريا، ولم يعد هيئة تشريعية، الكل يريد التلاعب بالدستور، ولكن المجلس النيابي لا يحق له التشريع حاليا".

وأضاف: "في خضم أزمة الرئاسة، يطلبون منا التوجه الى الحوار، أنا متأكد أن من دعا الى الحوار قام بذلك عن حسن نية، ولكن عن حسن نية ومحبة أقول لا ينقصنا حوار الآن لأنه يحرف الأنظار عن مشكلتنا الأساسية الا وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فالحوار لن يحل اي شيء". وأشار الى ان "المعضلة تكمن في وجود دويلة الى جانب الدولة في لبنان، وبالتالي لا يمكن لدولتين التعايش على أرض واحدة، فهذا أمر مستحيل، فإما أن يسود منطق الدولة وإلا لا تعود الدولة دولة فعلية".

واستغرب جعجع استمرار عمليات السلب على الطرقات الرئيسية في البقاع، فسأل: "كيف سيصدق اللبناني أنه يعيش في دولة اذا كانت الأجهزة الأمنية غير قادرة على الإمساك بهؤلاء السارقين المعروفين بالإسم؟ كيف سنصدق أن لدينا دولة ساهرة على أمننا واستقرارنا بينما لا تستطيع إلقاء القبض على بعض قطاع الطرق لا بل تذهب إليهم وتفاوضهم وتدفع لهم الفدية لتحرير بعض المخطوفين؟"

واستطرد جعجع:" لقد تحاورنا منذ العام 2006 الى اليوم ورأينا ما كانت النتيجة، لقد سبق وتحاورنا هنا في الدوحة ووضعنا اتفاقا كان أول بند فيه تشكيل حكومة وفاق وطني مع الثلث المعطل أو ما يسميه البعض الثلث الضامن، شرط عدم الاستقالة من الحكومة، ولكن بعد أقل من سنة استقالوا من حكومة الرئيس سعد الحريري واسقطوا حكومته تحت حجة ما أسموه "شهود الزور"، أين هم شهود الزور اليوم؟ فهل تدعوني اليوم الى الحوار بينما المطلوب هو شيء آخر مختلف تماماً؟ يجب حصر الحوار فقط في انتخابات الرئاسة وعلى حزب الله اتخاذ قرار عدم مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس والمشاركة في الجلسة المقبلة في الثلاثين من أيلول وبإمكان النواب عدم الانتظار حتى هذا التاريخ لأن المجلس النيابي هو في حالة انعقاد دائم لحين انتخاب رئيس".

وطمأن جعجع المغتربين بالقول: "بالرغم من كل ما يجري إياكم أن تفقدوا الأمل في أي لحظة من اللحظات، فاليأس هو جزء من المؤامرة التي يجب إسقاطها".

وذكر "ان الدعوة الى النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس ليست لانتخاب أي رئيس، نريد رئيسا فعليا وجديا، يعرف ان يقول نعم أو لا حين يجب، وان يكون مؤمناً ببناء دولة في لبنان، لن نقبل برئيس كيفما كان بعد الآن، الرئيس العتيد يجب أن يملك برنامجا معينا لنعرف ما الذي سيفعله خلال ولاية حكمه". وختم جعجع بتوجيه تحية الى كل القواتيين في قطر وفي كل منطقة الخليج العربي والى الجالية اللبنانية في قطر التي تملك صيتا حسنا وتبيض وجه بلادنا. وخص رئيس القوات أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتحية صداقة له وللقيادة الشابة الجديدة باعتبار أن الأمل بها كبير جدا ومتمنيا لها النجاح الكامل. وفي الختام، قدمت الجالية اللبنانية لجعجع مجسما عبارة عن سفينة، فقال رئيس القوات معلقا: "ان شاء الله بهذه السفينة نعود جميعا الى لبنان". وكان المحامي أنطوان جعجع ألقى كلمة رحب فيها برئيس القوات والوفد المرافق وشكر دولة قطر على استضافتها الجالية اللبنانية.

 

الساحة المحلية تزدحم بـ"الخطط الانقاذية" وسط تفاوت في الاولويات ,14 آّذار تتمسك بـ "الرئاسية" وقوى الثامن منـه أقرب الى "النيابية"

المركزية- مع سقوط الرئاسة اللبنانية في شرك الفراغ في أيار 2014، ازدحمت الساحة المحلية بالمبادرات الانقاذية التي تعاقب الاطراف السياسيون على اطلاقها، وحملت رؤية كل منهم للحل الذي سيسمح بالخروج من الازمة الراهنة، ذلك ان تداعياتها السلبية لم تنحصر بالموقع الاول في الجمهورية فحسب، بل سرعان ما تفشت عوارضها في الجسم اللبناني لتشله تباعا، فأقفلت ابواب مجلس النواب وعطلت بعدها عجلات مجلس الوزراء بفعل الصراع بين المكونات الحكومية على كيفية ممارسة السلطة التنفيذية صلاحيات رئيس الجمهورية في حال غيابه، ولم تسلم المؤسسة العسكرية من الصراع السياسي القائم الذي هدد أيضا جيوب اللبنانيين ولقمة عيشهم ووصل الى صحتهم بعد ان منعت المناكفات حل أزمة النفايات. وفي نظرة الى الحلول التي أطلقت، أشارت اوساط مراقبة لـ"المركزية" الى ان 14 آذار بدت مجمعة على أولوية اتمام الاستحقاق الرئاسي كمدخل لاعادة تفعيل المؤسسات، لافتة الى ان هذا التوافق بدا جليا في المبادرتين اللتين اطلقهما الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. الحريري: فالحريري اعتبر خلال الافطار المركزي لتيار المستقبل في البيال في 12 تموز الماضي ان "على رأس الاولويات انتخاب رئيس للجمهورية يمسك زمام القيادة ويجدد الأمل الضائع بمفهوم الدولة"، مشيرا الى ان " أمامنا خيارا واحدا لا ثاني له: أن نتضامن على إعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية، وحماية الفكرة التي قامت عليها دولة لبنان وتكرست من خلال الميثاق الوطني في الأربعينات، وتجددت من خلال وثيقة الوفاق الوطني في الطائف. وحسناً فعل الرئيس تمّام سلام بحماية الركن الأخير في السلطة التنفيذية من الوقوع في الفراغ والشلل. وهو ما نتطلع إلى أن يتكامل مع جهود الرئيس نبيه بري لتفعيل العمل التشريعي في نطاق التفاهم السياسي على الأولويات، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية". جعجع: أما جعجع، فطرح في مؤتمر صحافي عقده في 23 آب الماضي، خريطة انقاذية بعيد انطلاق الحركات الاحتجاجية في الشارع، تؤكد ان الخروج من الازمة القائمة لا يكون مدخلها الا بانتخاب رئيس للجمهورية، فتصبح الحكومة الحالية بحكم المستقيلة وتشكّل حكومة انتقالية تكون مهمتها اجراء انتخابات نيابية، ما يسمح باعادة تكوين السلطة. عون: في المقلب الآخر، قدم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون نظرة مغايرة للحل، حيث وبناء على رفضه تمديد مجلس النواب لنفسه واعتباره السلطة التشريعية غير شرعية، دعا الى انتخاب رئيس للجمهورية من الشعب مباشرة، والا فاقرار قانون انتخابي جديد يقوم على النسبية تتم وفقه انتخابات نيابية، فينتخب المجلس الجديد رئيس الجمهورية العتيد.

بري: واذ يكتفي "حزب الله" بالتمسك بترشيح حليفه عون للرئاسة، لم يبدُ رئيس مجلس النواب نبيه بري معارضا للطرح العوني. حيث وفي أعقاب دعوته الى طاولة الحوار، اشار الى ان "اذا لم نتفق على بند الرئاسة، نضعه جانبا، ومن يدري فقد نتفق على قانون انتخابي جديد فنقره ونذهب الى انتخابات نيابية تعقبها "الرئاسية". ووسط تفاوت الاولويات بين المكونات السياسية، اعتبرت الاوساط ان "المبادرات التي أطلقت، ومنها ما يلتقي مع الدستور وما يخالفه، تضمن بطبيعة الحال، مصالح الفرقاء الذين وضعوها". ومع اقرارها بحسن "نية البعض وعملهم الدؤوب للوصول الى حل"، فانها جزمت ان "الاستحقاق الرئاسي خرج من ايدي اللبنانيين وبات رهينة للكباش الاقليمي - الدولي، ولن يفرج عنه الا بكلمة سر من الخارج، الا اذا"...

 

الجسر: جولة الحوار الـ"18" الاسبوع المقبل واتّهامنا بالفسـاد المالي على جدول اعمالهـا

المركزية- اعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر ان "الجولة الثامنة عشرة للحوار الثنائي بين "المستقبل" و"حزب الله" ستُعقد الثلثاء 15 الجاري"، واشار الى اننا "سنستكمل البحث في المواضيع التي لها علاقة بالاحتقان المذهبي وملف الرئاسة".واسف عبر "المركزية" "لهجوم "حزب الله" بلسان النائب نواف الموسوي على "تيار المستقبل" والرئيس سعد الحريري ، وقال "البعض يكون غارقاً بارتكاباته ويّتهم الاخرين، والسكوت عن هذا الامر لم يعد جائزاً، هم لا يدركون "خطورة" اللعب بالكلام من دون تقديم ادلة واثباتات، وهذا الامر سيُطرح على طاولة الحوار"، مشيراً الى ان "احداً لم يُقدّم بديلاً عن مشروع "سوليدير" الذي غالباً ما ينتقده "حزب الله"، فلولا هذا المشروع لبقيت بيروت منقسمة حتى الان". وتمنّى على الحراك المدني الضغط على كل النواب لاقرار اقتراح القانون الذي تقدّمنا به في العام 2006 والذي ينصّ على اعتماد شركات اجنبية في التدقيق في الحسابات منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم". الى ذلك، قال الجسر "انا مع كل حوار وكتلة "المستقبل" شددت على اهميته، ومفتاح الحلّ لكل الازمات التي نتخبّط فيها انتخاب رئيس الجمهورية"، مذكّراً "بتجارب الحوار السابقة والمقررات التي صدرت عنها، لكن من دون الالتزام بها"، واملاً ان "يتم الالتزام بما سيصدر عن الحوار اليوم". وشدد على اهمية "استشعار مخاطر التحرّكات في الشارع والتطورات في المنطقة"، كما شدد على "اهمية ايجاد حلول للبنود الواردة على جدول اعمال الحوار".

واعتبر رداً على سؤال ان "البلد سيدفع ثمناً كبيراً، اذا لا سمح الله، لم يتّفق المتحاورن على حلّ لأزمة رئاسة الجمهورية، اذ ان البلد لم يعد يحتمل مزيداً من التأخير". وعن جلسة الحكومة عصراً المُخصصة لمناقشة تقرير الوزير اكرم شهيب حول ازمة النفايات، ختم الجسر قائلاً "لنفترض ان تقريره ليس حلاً كاملاً لكن على الاقل هو نصف حل، وهذا افضل من لا شيء. ونتمنى تسمية المُعطّلين والمُعرقلين في حال لم يتم اعتماد التقرير".

 

لقاء درزي في تكريم الشيخ البلعوس اليوم بدعوة من جنبلاط حماده: ليس تحدياً لأحد بل دعوة للحاق بركب الثورة السورية

المصدر: "النهار"/10 أيلول 2015/تشهد اليوم دار الطائفة الدرزية في بيروت لقاء، أو نوعاً من المهرجان تكريماً للشيخ وحيد البلعوس ورفاقه الذين قضوا في السويداء، بدعوة من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الذي نعاه، ودعا إلى تحويل المناسبة بتقبل التعازي اليوم الخميس بين الأولى والرابعة بعد الظهر "مناسبة وطنية تليق بشهادة الشيخ البلعوس ورفاقه الأبرار، وذلك من خلال أوسع مشاركة في التعازي وصلاة الغائب التي ستقام عن أرواح الشهداء". يقاطع هذا اللقاء أفرقاء دروز، ممثل النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب، ويطلق عليه منظموه تسمية "موقف" مؤكدين ان له طابعه الوطني وليس السياسي بالمعنى الفئوي أو الطائفي، ويقولون إنه "وقفة تتخللها صلاة عن روح الغائب وتقبّل التعازي وكلمة لجنبلاط، سيكون له فيها موقف سياسي من الاغتيال ومن الثورة السورية عموماً. وفي هذا السياق، قال النائب مروان حماده ان "الشهيد الشيخ البلعوس يستحق مجلس عزاء جامع ووقفة سياسية جريئة وعارمة. استشهاده محطة أخرى من محطات دفع سوريا الى جحيم الفتنة والتشرذم والتقسيم، وهذه هي أمور امتهنها نظام بشار الأسد ملحقاً القتل والدمار بكل مناطق سوريا". واضاف ان "الشيخ الشهيد لم يكن عنوان تكفير بل عدواً له ولم يكن كذلك عميلاً للنظام بل مناضلاً من اجل الاصلاح في سوريا. نرى اغتياله اعتداءً صارخاً على محاولة الموحدين الدروز النأي بالنفس، بين مجاراة النظام وتغذية جيشه بشبابنا وبين محاولة اجتياح التكفيريين لجبل العرب. لقاء دار الطائفة الذي دعا اليه وليد جنبلاط باسم كل الموحدين الدروز يتجاوز أي انقسام داخلي ويعيد طرح القضية السورية تحت عنوانها الأساس، العنوان الذي حمله أطفال درعا وشباب الغوطة وأبطال حمص ومجاهدو حلب وإدلب. من هنا ليس اللقاء تحدياً لأحد بل دعوة الى الجميع بأن يلتحقوا بركب الثورة السورية قبل ان يصبح هذا البلد الشقيق خالياً من البشر والحجر". أما مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس فشدّد لـ"النهار" على "الطابع الوطني لهذه المناسبة وحرص النائب وليد جنبلاط على عدم إثارة أي حساسيات"، مؤكدا ان اللقاء ليس موجهاً ضد أحد بل يتلازم مع الموقف المنحاز الى جانب الشعب السوري في مطالبه المشروعة في الحرية والكرامة"، خصوصاً ان جنبلاط شدّد في دعوته على عدم رفع الأعلام الحزبية أو الدينية حفاظاً على الطابع الوطني الجامع للمناسبة.

وقال الريّس ان "المجزرة التي ارتكبها النظام السوري وقضى ضحيتها أكثر من 37 شهيداً في طليعتهم الشيخ البلعوس قدّمت برهاناً جديداً أن هناك استحالة للرهان على هذا النظام الذي لم يميّز يوماً بين المذاهب والطوائف ولم يكترث إلا لادامة وجوده وإن فوق جثث السوريين واشلائهم". وقد اكتملت الاستعدادات والتحضيرات اللوجستية والتنفيذية للمناسبة، وسجلت اجتماعات كثيفة استعداداً للمناسبة في عدد من القرى والبلدات في الجبل وراشيا وحاصبيا حيث رفعت صور الشيخ البلعوس ولافتات مؤيدة له، وتداعى عدد كبير من الاهالي والبلديات واتحادات البلديات لترتيب انتقالهم الى بيروت للمشاركة في المناسبة. ويتوقع المنظمون مشاركة كثيفة من مناصرين ومحازبين لجنبلاط من كل المناطق تلبية لدعوته الى أوسع مشاركة، ورفضاً للاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية. وتوقع الريّس أن "يرتسم في دار الطائفة الدرزية مشهد تضامني واسع يليق بشهادة الشيخ وحيد البلعوس ورفاقه".

المتفرقات اللبنانية

خاص: تفاصيل المشادة الكلامية بين حرب وعون

خاص"ليبانون ديبايت": علم موقع "ليبانون ديبايت" ان تلاسناً حصل بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ووزير الاتصالات بطرس حرب اثناء جلسة الحوار الوطني التي انطلقت في طبعتها الثالثة على خلفية طرح ملف رئاسة الجمهورية وتمسك العماد عون بموقفه المعروف بتعديل الدستور لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب. وفي التفاصيل، كشفت مصادر خاصة لموقع "ليبانون ديبايت" ان العماد عون وخلال مداخلة له اعتبر فيها ان المجلس ساقط حكماً وفاقد لشرعيته مطالباً المجلس عينه تعديل الدستور لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب. ووفق المصادر، فان المتحاورين تداوروا على الكلام وطرح وجهات النظر حول الملفات الشائكة عقب انتهاء العماد عون من مداخلته، الى ان وصل الكلام الى الوزير بطرس حرب، حيث قال: لقد سمعت ما قاله الجنرال، وفهمت من حديثه ان المجلس غير شرعي إلا انه يطلب من الاخير في الوقت عينه تعديل الدستور ليتم انتخاب الرئيس من الشعب، وبالتالي مطالب العماد عون غير قانونية فهو يطلب الشيء ونقيضه"، ليتوجه الجنرال على الاثر لحرب والانفعال والتوتر يتملكانه بشدة، قائلاً" ما بسمح لك تقول هيك، شو فهمك انت.."فرد النائب حرب بالقول:" لقد استمعت اليك وانتظرت دوري في الكلام ولا يحق لك رفع صوتك وانا اتوجه إلى رئيس الجلسة وليس اليك"، ما دفع بالرئيس نبيه بري الى رفع جلسة الحوار وتحديد موعد لاحق لها، بحسبما اشارت اليه المصادر لموقع "ليبانون ديبايت".

 

مداخلة الرئيس فؤاد السنيورة في جلسة الحوار

مجلس النواب- الأربعاء في 09/09/2015

بداية أود أن أتوجه بالشكر والتقدير لدولة الرئيس بري على دعوته لهذا الحوار الوطني وأن أشكر السادة المشاركين على تلبيتهم لهذه الدعوة الكريمة.

في الحوار وأهميته وتجربتنا السابقة: إن مشاركتنا اليوم في طاولة الحوار هي تعبير صريح عن إيماننا القاطع بأن التلاقي والحوار الصادق والهادف هو الوسيلة الوحيدة لحل الإشكالات في المجتمعات الديمقراطية وتلك التي تتمتع بفضيلة التنوع الذي يضفي عليها ثراء تفتقده المجتمعات الصافية، وهو الوسيلة التي نحن في لبنان بحاجة إلى اعتمادها.

إنّ الهدف من هذا الحوار كما اعتقد:

-الحفاظ على السلم الأهلي والدستور واتفاق الطائف ومواجهة احتمال انزلاق لبنان نحو الفوضى والعنف.

-الاصرار على أن يكون الحوار مُعززاً لدور المؤسسات الدستورية وللدولة ودورها وسلطتها وهيبتها لا إلغائياً لهذه المؤسسات.

ومع أننا شاركنا في ثلاث مجموعات سابقة من مجموعات الحوار الوطني والتي ويا للأسف لم يتمكن لبنان من التقدم على مسار تطبيق أي من مقرراتها بسبب تخلف أو امتناع أو تنكر بعض مكونات أطراف الحوار الوطني لتلك المقررات. وأنا أشير إلى هذه السلاسل من الحوار الوطني للتذكير بها علّها تكون درساً لنا جميعاً نستفيد منه في دفع عملية التقدم الحقيقي على مسار التوصل إلى نتائج نتوخاها ويترقبها أيضاً الملايين من اللبنانيين والكثير من الأشقاء والأصدقاء من أجل أن نعيد للحوار بريقه وجدواه وصدقيته وأن نعيد بالتالي الحياة والحيوية والاحترام إلى مؤسساتنا الدستورية التي أصبحت تعاني من الشلل التام وكذلك أن نعيد للدولة دورها ومرجعيتها وسلطتها وهيبتها المفقودة.

والحقيقة أنّ طاولة الحوار تشكل اليوم محط اهتمام جميع اللبنانيين ودوائر القرار العربية والدولية. والسبب في هذا الاهتمام يعود لتعقيدات المشهد السياسي الداخلي والإقليمي ولحجم الإشكاليات والتحديات والمخاطر التي تعترض مسيرتنا جميعاً وقد تؤدي إلى إقحام لبنان في أتون الحروب الدائرة من حولنا إذا فشلنا، أو إذا نجحنا ان شاء الله ان تنقله إلى برّ الأمان عبر استكمال بناء مؤسساتنا الدستورية واستعادة حيويتها وصدقيتها.

لقد برهنت التجربة أن وجود رئيس للجمهورية يشكل حجر الرُحَى في انتظام عمل كل المؤسسات، نظراً لأهميته كرمز لوحدة البلاد وكضامن للعيش المشترك وحامٍ للدستور، ومشرِفٌ معنوي على سير عمل كل المؤسسات. ولقد أثبتت التجربة المريرة للشغور الرئاسي على هذا الدور المحوري لرئيس البلاد الذي هو ريس الدولة وكيف انه وبسبب الشغور الرئاسي تعطلت الدولة ومؤسساتها أو أصابها الشلل. ما نستخلصه من ذلك أنّ الدولة لا تستقيم أمورها وأمور مؤسساتها إلا بانتخاب رئيسٍ للبلاد، إذ أنه هو الذي يشكل المفتاح الرئيس (Master Key) لمعالجة معظم المشكلات التي تواجهنا وحيث يفسح انتخاب الرئيس في المجال لتشكيل حكومة وطنية حقيقية تحظى بثقة المجلس النيابي والمواطنين وتأخذ على عاتقها إقرار قانون جديد للانتخابات، ومن ثم الانتقال بعدها إلى انتخابات نيابية عامة تعيد للحياة السياسية حيويتها وصدقيتها بما في ذلك التقدم على مسارات استكمال تطبيق بنود الطائف ولاسيما إنشاء مجلس للشيوخ والتقدم على مسار تطبيق اللامركزية الإدارية.

1-في كيفية الخروج من الأزمة:

إن هذا الترتيب للخروج من الأزمة يشكل شبكة الأمان الوحيدة المتاحة أمامنا، وذلك منعاً من انزلاق لبنان باتجاه المجهول أو تعريضه لشتى أنواع المخاطر.

لقد تم التجديد مرتين لمجلس النواب، تحسباً للفراغ الدستوري الكامل جرّاء شغور موقع رئاسة الجمهورية، ومن أجل الحفاظ على المجلس هيئةً انتخابيةً دستوريةً وشرعية تملأ الفراغ وتسعى لإنهاء الشغور الرئاسي. إن التمسك بهذا المجلس وانتخاب رئيس جديد للجمهورية هما مسؤولية وطنية مشتركة نتحمّل جميعاً أعباءها. إن الخروج من هذا الترتيب المشار إليه (رئاسة، حكومة، قانون انتخابات، انتخابات)، في ظل التطورات الخطيرة والمتسارعة في المنطقة يشرّع لبنان على مفاجآت قد يدفع أثمانها أجيالٌ وأجيال من اللبنانيين وما أعتقده أن الكثرة الكاثرة من اللبنانيين تريد ان تعيش في وطن العيش المشترك موفورة الكرامة.

2-انفجار الأزمة:

لقد أسهم الشغور الرئاسي الذي مضى عليه أكثر من ستة عشر شهراً كما أسهم التردي المتعاظم في دور الدولة وأدائها وهيبتها وكذلك جملة من الاحباطات والتطورات الداخلية وكذلك التقاعس والتأجيل والتقاعس وعدم المبادرة عن معالجة أزمات ومشكلات عديدة تتعلق بحياة المواطنين وبالخدمات العامة وكذلك بالكثير مما يتعلق بكرامة عيشهم وذلك ابتداءً من الكهرباء إلى مشكلة النفايات اللتان كانتا الشرارة التي انطلق منها غضب الناس الذين انتفضوا تعبيراً عن كرامة مفقودة أو ممتهنة وخرجوا إلى الشارع معبرين عن رفضهم وغضبهم من تقصير أدى إلى إلحاق الضرر بهم وعن عزمهم على السعي باتجاه التوصل إلى حلول جذرية لمجمل المشكلات التي يعانون منها وهي كثيرة وأغلبها محق. وهم يصرون على التوصل إلى الحلول اللازمة بالرغم من استمرار القيود والعراقيل من أكثر من جهة والتي تمنع التوصل إلى الحلول الصحيحة لمثل هذه المشكلات. هذا مع الإقرار ان هناك من يسعى لاختطاف بعض هذا الحراك لأغراض سياسية أو حزبية.

إنّ حل مشكلة النفايات ليس أمراً مستحيلاً أو مستعصياً إذا ما توفرت الإرادة لذلك وهو لا يمكن ان يحصل إلاّ إذا تشارك الجميع وفي جميع المناطق اللبنانية في حمل وزر حل مشكلة النفايات وإيجاد المطامر لذلك تمهيداً للحل الطويل الأمد لهذه المشكلة. بعبارة أخرى الحل يجب ان يكون وطنياً وتشاركياً.

3-في ظروف الحوار الداخلية:

-الشلل في المؤسسات مع شغور الرئاسة وتعطيل عمل مجلس الوزراء وشلل المجلس النيابي.

-الحراك الشعبي "المدني" المطالب بالحلول والمترافق مع جملة من التعبيرات "الطائفية" التي تتقاطع مع مطلب "إسقاط النظام".

-ما هو المطلوب إذاً؟ المطلوب إعادة الاعتبار إلى اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية بوصفه اتفاق الخيار المرتكز على العيش المشترك الذي يحترم الفرد ويحترم الجماعات التي يتكون منها الاجتماع اللبناني.

-التمسك بانتخاب رئيس كأولوية في مقابل مطالبة البعض بانتخابات نيابية قبل انتخابات الرئاسة وهو الاقتراح الذي يحمل معه جملة من المخاطر وأولها مخالفة الدستور.

لذلك ومع إقرارنا بضرورة المسارعة إلى حل هذه المشكلات الحياتية لأنها من حق الناس على الدولة وهذه مسؤولية الحكومة التي دعمها للقيام بهذا العمل. كذلك فإنّ هناك ضرورة ماسة لحل هذه المشكلات الحياتية المتراكمة لكونها تربك العمل السياسي وتجعل من المستحيل التقدم على أي مسار من المسارات باتجاه إنجاز الحلول الواقعية للمشكلات التي نعيشها. إنه ومع إقرارنا بذلك، فإنّ هذه المشكلات الحياتية قد حرفت الانتباه عن أغلب المشكلات الوطنية التي تعاني منها البلاد ومن أهمها معالجة مشكلة استمرار الفراغ الرئاسي، كما أنها حرفت الانتباه عن المخاطر المتعاظمة التي يعاني منها وطننا وإنساننا على أكثر من صعيد داخلي وإقليمي وأمني واجتماعي واقتصادي. ولذلك فإنه قد أصبح من الضرورة ان تسارع الحكومة إلى إنجاز حل هذه المشكلة المتعاظمة لأنها إذا ما تركت دون مبادرات عملية لحلها فإنها ستتعاظم ككرة الثلج ولن يستطيع أحد عندها احتواءها.

4-في ظروف الحوار الإقليمية:

-تداعيات الاتفاق النووي الايراني داخل ايران وخارجها بما فيها الانعكاسات على المنطقة من جهة أولى وعلى لبنان من جهة ثانية.

-النكبة السورية التي قتلت وشردت الملايين حتى وصلت تداعياتها إلى أوروبا وكل أنحاء العالم ولذلك كله تداعيات خطيرة أيضاً على لبنان.

-التطورات الخارجية في المنطقة من حولنا والمتغيرات الاستراتيجية التي ترخي بتأثيراتها وتداعياتها على لبنان.

إنّ المأساة السورية، تحمّل الشعب السوري، والشعبين الأردني واللبناني، وسائر الشعوب العربية، جزءًا كبيراً من تداعياتها، خاصةً بعد انخراط "حزب الله" وتورطه في القتال الدائر على أرض سوريا من دون أي مسوّغ وطني مقبول ما شكّل خرقاً فاضحاً لسيادة سوريا ولبنان في آنٍ معاً. فقد أدّى هذا التدخل إلى سقوط المئات من الضحايا وتفاقم الاستقطاب المذهبي (السني الشيعي)، إضافةً إلى زعزعة الاستقرار الأمني جراء حجم النزوح السوري ومشاكل الحدود والسيارات المفخخة. وهذا يفرض علينا التنبه والتصدي بكل قوة وإصرار لمن يحاول أن ينفخ في نار الفتنة. لا شكّ أن إرادة اللبنانيين وإصرارهم على عدم الانزلاق مجدداً نحو الحرب الأهلية قد لعبت دوراً هاماً وإيجابياً وبالتالي فرضت على اللبنانيين وبخيارهم الحر التعالي على الجراح والحفاظ على قنوات التواصل عبر تشكيل "حكومة المصلحة الوطنية" وما تلاها من حوارات ثنائية. لكن تطور الأحداث التي نشهدها ونعاني منها قد تجاوز فعالية أحزمة الأمان هذه التي شكلناها بسبب استمرار الشغور الرئاسي، وبات انتخاب رئيس للجمهورية ضرورة وطنية تتجاوز مصلحة هذه الطائفة أو تلك، وتصب في عمق الحفاظ على الاستقرار الأهلي والوطني وانتظام عمل المؤسسات وتجنب الوقوع في وهدات المآزق الإقليمية والدولية.

5-في التطورات الداخلية:

رغم أن اللبنانيين يعبرون عن أولوياتهم تارة بشكل "مدني" وتارة بأشكال "طائفية" أو "حزبية"، فهم يعانون من هموم مشتركة، تتمثّل بغياب دولة قادرة على تأمين الضمانة اللازمة لحمايتهم الوطنية الأمنية والاجتماعية والسياسية. وفي حال انهيار هذه الضمانة (الدولة)، كما بدا أنه حصل في العام 1975 لا سمح الله، فسيبحث اللبنانيون عن ضمانات رديفة لحل أزماتهم وفي ذلك وقوع في فخ ومآزق جديدة. لذا، فقد أصبح الحفاظ على ضمانة الدولة للمواطنين بأدائها لدورها وواجباتها مسؤولية وطنية مشتركة ولا يكون ذلك الا باستعادة دور الدولة وسلطتها القادرة والعادلة وهيبتها ولن يكون ذلك ممكناً إلا بوجود رأس الدولة الذي هو رئيس الجمهورية.

5-في المخاطر الاقتصادية والاجتماعية:

ها قد مضت أكثر من عشر سنوات على إقرار آخر موازنة عامة للبنان بعد أن كان الانتظام قد عاد للمالية العامة بعد سنوات الحرب 1975- 1992. ومع ان لبنان عمل على اتخاذ خطوات عملية لإصلاح المالية العامة لتحقيق النمو المستدام والاستقرار المالي والاقتصادي والنقدي ومنها في مطلع العام 2002 وحيث حصل تقدم على مسارات معالجة أزمات لبنان المالية إلاّ ان المرحلة الممتدة من العام 2011 وحتى يومنا هذا قد شهدت تردياً مستمراً وواضحاً في وضع المالية العامة وفي انحسار النمو الاقتصادي وبالتالي في فرص العمل المتاحة من أمام اللبنانيين ولاسيما الشباب المنضمين إلى سوق العمل حديثاً. والحقيقة أن جميع المؤشرات الاقتصادية تدل على تراجع كل القطاعات بما يقتضي التنبه الواعي والمبادر لكيفية التعامل مع هذه المتغيرات. وبالتالي فقد شهدت البلاد تدهوراً على أكثر من صعيد اقتصادي ومالي ومعيشي ترافق مع انحلال تدريجي للدولة ومؤسساتها وانتشار للفساد والرشوة والمحسوبية والواسطة. ذلك كله مما أسهم في انحسار الآفاق والفرص المتاحة من أمام اللبنانيين فزاد من يأسهم وغضبهم ونقمتهم وهو مما أدخل لبنان في مرحلة سقطت فيها كابحات الصدمات. بما يعني من اشتداد المخاطر على جميع اللبنانيين المبحرين جميعاً على زورق واحد. وهم بدأوا يلمحون ان العواصف الاقتصادية التي تنذر بالهبوب أيضاً في العالم وفي المنطقة من حولنا سوف تصل بتداعياتها إليهم بينما ينخفض بارومتر المناعة الاقتصادية والمالية لديهم ولدى لبنان بما يعرضهم جميعاً لمخاطر لن يكون من السهل عليهم تجاوزها ولاسيما ان وسائل المعالجة التي كانت تتوافر لديهم في مطلع السنوات العشر الماضية لم تعد موجودة. يضاف إليها ان من كانوا على استعداد لمد يد المساعدة لهم من الاشقاء والاصدقاء ما عادوا راغبين بذلك أو ما عادوا قادرين على ذلك ولاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وفي وضوء الانخفاض الكبير في أسعار النفط.

لا أريد أن أستفيض في شرح هذا الجانب ولكن أتوقف لأقول إنه ليس لدى لبنان بسبب التطورات الحاصلة على أكثر من صعيد محلي واقليمي ودولي القدرة على إيجاد أي من شبكات الأمان المطلوبة لتجنب السقوط في لجة أزمة كبيرة، الأمر الذي يستدعي منا جميعاً المسارعة إلى اتخاذ الاجراءات اللازمة لمعالجة هذه المخاطر قبل ان يصبح ذلك مستحيلاً. والنماذج العديدة في العالم القريب والبعيد يجب ان تشكل بالنسبة لنا حالات يجدر بنا استخلاص العبر والدروس منها.

الخلاصة:

لقد علّمتنا تجارب الحرب الأهلية أن حدود أي قوة طائفية، مهما بلغت من حجمها أو قوتها، إنما تقف عند حدود الطوائف الأخرى، لذا لم تنجح أي طائفة بفرض وجهة نظرها منفردة على جميع اللبنانيين. ولقد استفاد اتفاق الطائف من هذه الحقيقة اللبنانية، فقام على قوة التوازن بين الطوائف وعلى أساس المصلحة الوطنية بدل موازين القوى المتحركة والرجراجة والمتقلبة حسب تقلب الأوضاع والتوازنات المحلية والاقليمية.

ربما ثمة من يطالب بترتيبٍ آخر غير أولوية انتخاب رئيس الجمهورية والذي يقول بأولوية انتخابات نيابية وفق قانون يقرّه المجلس الحالي. السؤال الذي يجب التوقف عنده: لماذا يحقّ لهذا المجلس وضع قانون انتخابي أو أن يعدل الدستور ولا يسمح له بانتخاب رئيس للبلاد، علماً أنّ المجلس النيابي أوصى بعدم إصدار قانون انتخاب جديد، في ظل الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، حفظاً لحق رئيس لجمهورية بإبداء الرأي والاعتراض على تفاصيل القانون، وحرصاً أيضاً على حقوق المسيحيين في أن يظلوا طرفاً أساسياً من خلال مشاركة رئيس الجمهورية في جميع القرارات الأساسية في البلاد. من هنا، أعود لأقول بضرورة إنجاح هذا الحوار الذي نحن فيه والذي هي مسؤولية وطنية مشتركة تتحمّلها جميع الأطراف امام ضميرها وأمام الناس.

لنجاح الحوار مدخلٌ إلزامي وحيد، وهو انتخاب رئيسٍ للجمهورية. عندها، قد نتمكّن من الحفاظ على سلمنا الأهلي، وعلى دستورنا وعلى شرعيتنا اللبنانية باعتبارها جزءًا من الشرعية العربية والدولية.

 

من مجالس الرّعيان في الرّيف كلام في السياسة.

الأوّل: هل بلغكم أنّ حوارًا يُجرى اليوم في "ساحة النّجمة"؟

الثّاني: سمعتُ أنّه محروس بالأسلاك الشائكة لمنع الشعب من تعطيله.

الثّالث: علمتُ بأنّ صفة الرّعيان سُرقت منّا وانتحلها من يعتبرون النّاس قطعانا.

الرّابع: والأنكى أنّ جدول الأعمال تجاهل أزمة الزبالة، ومطالب المتظاهرين.

الخامس: "كبّْروا عقلكم" هل اتّفق أنِ اتّفق أصحاب "المزارع"

إلّا على ذبح المواشي؟

الأوّل: الصّحراء تنتقم من مضارب "الباطون".

الثّاني: بل الرّمال تُفلت من سجون الصّحارى.

الثّالث: أرى في الأمر غضبًا من الله.

الرّابع: أرى في ثورة الطّبيعة انتقامًا من خيانة الإنسان لها.

الخامس: أما أنا فلم أعدْ أرى أمامي شيئًا لشدّة الغبار.

ايلي صليبي.

 

ريفي في مؤتمر "الامن": الدولة عاجزة عن بسط سلطتها على الأرض فكيف تفعــل ذلك على فضائها السـيبراني

المركزية- سأل وزير العدل اللواء أشرف ريفي، كيف تبسط الدولة سلطتها على فضائها السيبراني وهي عاجزة عن ذلك على أرضها، داعيا الى ضرورة تحصين أنفسنا من مغريات الفساد ومخططات الإفساد والترفع عن المصالح الشخصية والفئوية والمذهبية والمناطقية لحساب المصلحة الوطنية، وشبك الإيادي لوضع حجر الأساس لدولة القانون والمؤسسات التي ستبقى الضمانة الوحيدة من أي خطر يداهمنا سواء أتى من الأرض أم من الفضاء". كلام الوزير ريفي جاء خلال كلمة ألقاها في مؤتمرالامن في الشرق الاوسط الذي انعقد لليوم الثاني في "البيال" تحت عنوان "تطوير قدرات القوات المسلحة لمحاربة الارهاب"، بعنوان "الاستراتيجية الوطنية للامن السيبراني: افاق وتحديات"، في حضور وزير العدل اشرف ريفي، ممثل وزير التنمية الادارية نبيل دو فريج ايهاب شعبان ومدير شركة "اوجيرو" عبد المنعم يوسف ومهتمين.

يوسف: وبعد افتتاح رئيس اللجنة المنظمة رياض قهوجي الجلسة، القى يوسف كلمة لفت فيها الى اهمية المعلومات في كل حراك اجتماعي، اذ اعتبر "انها مادة خام اولى"، متوقفا عند مشكلة لبنان في التعاطي مع امن المعلومات، ومصنفا تعرض المعلومات لكل انواع التجسس وهي: الهجوم الارهابي على شبكات المعلومات، تعديات على المعلومات والتدخل في المعلومات، امتهان قرصنة المعلومات لاسباب اقتصادية".

واشار الى اهمية الانترنت في القطاع المصرفي في لبنان، واعتبر "ان في لبنان وعيا للامن الالكتروني ولاهمية الانترنت، لكن هذا الوعي لا يكفي لمواجهة التحديات اذ يجب تأمين الامن السيبراني من خلال ادوات تنفيذية فعلية"، معربا عن اسفه "لان لبنان يفتقر لهذه الادوات لذلك يجب التوصل خلال هذا المؤتمر للعمل على تأمين بعضها"، لافتا الى انه "لا يوجد في لبنان خطة وطنية استراتيجية"، مركزا على اهمية هذه الخطط، وموضحا ان ما من احد تحدث عن مثل هذه الخطط في مراكز القرار.

ميغير: وكانت كلمة لمدير وحدة الامن السيبراني لمنطقة الشرق الاوسط لدى شركة "ايرباص" للدفاع والفضاء غي ميغير، عن مخاطر موضوع التجسس السيبراني، موضحا ان "الشركة تعمل لوضع حد للتجسس والهجمات" معتبرا "ان الامن السيبراني يعد جزءا مهما من الامن القومي لذا يجب وضع خطة حمايته في سلم الاولويات"، موضحا انه "في الشرق الاوسط تقوم عدة بلدان باتخاذ اجراءات حول هذا الموضوع من خلال انشاء هيئات ترتبط بمجلس الوزراء او وزارة الداخلية تسعى لتأمين حماية هذا الامن".

وتطرق الى اهمية المخابرات السيبرانية او الاستخبارات من خلال تبادل الخبرات، متوقفا لدى لبنان للاشارة الى ضرورة وضع خطة تتبع فيه.

اضاف: "يحتاج لبنان للحماية السيبرانية والامن ويجب على الهيئات الرسمية ان تتمتع بحماية خاصة كما يجب ان تتبع سياسة تبادل الخبرات والمعلومات، بالاضافة الى ايجاد مجموعات خاصة تواجه الهجمات ومجموعة للطوارئ السيبرينية تسيطر على كل خطر. ويتزامن هذا مع نشر الوعي الكافي والاستعانة بخبراء على المستوى الوطني لرصد المشاكل".

ريفي: وتحدث الوزير ريفي فقال: "يسعدني أن اكون اليوم بينكم لأتحدث عن قضية تأتي في سلم أولويات الدول والأفراد. يسعدني اليوم أن أكون محاضرا أمام جمع من المختصين والباحثين في مجال الأمن والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لأضع مقاربتي المتواضعة لموضوع الأمن السيبراني وتداعياته على إستقرار الدول وسير العدالة فيها".

وقال: "لم تسلم البشرية يوما من تداعيات صراع القوى والمصالح، ومع مطلع كل يوم جديد تضاف الى وسائل المواجهة أساليب وطرق جديدة تضفي على الصراع طابعا حديثا، وتلهب ساحات المواجهة بالمزيد المزيد من وقود الحروب، التي كانت في الماضي تقوم على الأسلحة العسكرية التقليدية، وأضحت في يومنا هذا ذات أبعاد إقتصادية وإجتماعية وأمنية، مظلتها سياسات ترسم ويخطط لها في غرف القرار العالمية.

ومع تطور تكنولوجيا الإتصالات وظهور الشبكة الدولية للمعلومات وإنتشار إستخدام الأجهزة الإلكترونية النقالة والثابتة بحيث باتت حياتنا اليومية ومسارها مرتبط بشكل أو بآخر بهذه الأجهزة التي نعلم عنها القليل ويفوتنا من علمها الكثير، وجب علينا ان نتوقف عند المخاطر التي تواكب عمل هذه الأجهزة وذلك ليس على مستوى الفرد فحسب بل والأهم على مستوى عمل هذه الأنظمة الحديثة والمتطورة في إدارة شؤون الدولة على كل الصعد وأبرزها على صعيد الأمن الوطني والعسكري".

واردف: "كنا نسمع عن حرب النجوم وعن ظاهرة المركبات الفضائية التي شغلت الرأي العام الأوروبي في أوساط الخمسينات وبداية الستينات، والتي ظهرت حقيقتها في العام 2014 حين أعلنت وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية ان هذه المجسمات الطائرة تابعة لها وكانت في ذلك الوقت تستخدمها للتجسس، كنا نسمع عن حروب نووية على وشك الإندلاع، وعن أسلحة دمار شامل وعن سباق تسلح قاد بعض الأمم للانهيار، ولكن لم نكن نتوقع يوما ان حربا من نوع أخر ستندلع وراء أجهزة الحاسوب ضمن فضاء مفتوح لا حدود له وشبكة معلومات لا نهاية لها ولا أفاق محدودة تحكمها.

من المعلوم أن البحث عن المعلومات الخاصة بالعدو هو ضرورة لشل قدراته وكشف مخططاته وإلغاء عنصر المفاجأة الذي يعتمد عليه، ولهذا فإن خرق أنظمة التشفير التي تعتمدها الجيوش والمؤسسات الرسمية الأمنية في الدول كان وسيبقى هدفا لخصومهم واعدائهم، ومن المعلوم أيضا أن تحقيق إنجازات أمنية نوعية في يومنا الحاضر لم يعد مقدورا عليه ما لم تواكب الأجهزة الأمنية التطور المهول في عالم تكنولوجيا الإتصالات بحيث تعمد الى تأمين أفضل حماية للبرامج الإلكترونية المشغلة والمنظمة لألية عملها حتى لا تتعرض لخروقات سيبرانية تكشف أسرارها وتضع كل جهودها الرامية الى حماية أمن الوطن في مهب الريح، ومن ناحية أخرى، تسعى الى تحقيق خروقات في صفوف المنظمات الخارجة عن القانون على وجه العموم، والإرهابية منها على وجه الخصوص حتى تتمكن من كشف الجريمة قبل وقوعها وإلقاء القبض على مرتكبيها، وكلنا يعلم أن داتا الإتصالات مكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من كشف مخططات تفجير إرهابية ومنع وقوعها، وأن تحليلها وفقا لأسس علمية وتطبيقا لبرامج متطورة أدى الى كشف هوية منفذي عملية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وتابع ريفي: "تعمل مختلف الدول في المنطقة ومنها لبنان على الإنتقال بخدماتها الإدارية التقليدية إلى الحوكمة الإلكترونية (e-governance) ولهذه الغاية، عليها وبالتعاون مع شركات متخصصة في هذا المجال إلى جانب جهات حكومية والقيمين على منشآت البنية التحتية الحساسة وعلى قطاعات الطاقة والمواصلات والمصارف، أن تعمل على التأكد من أن المعلومات التي تحتويها البيانات محمية من الخروقات السيبرانية التي يمكن أن تعرض معلومات المواطنين الشخصية إلى الخطر، وبالتالي تفقد ثقتهم بحكوماتهم، من ناحية، ومن ناحية أخرى، تؤدي الى المساس بأسرار الدولة العسكرية والمعلومات الحساسة الخاصة بالأمن القومي والداخلي بما يضع الإستقرار الداخلي في دائرة الخطر".

ولفت الى انه "لا يخفى على أحد أن الأمن السيبراني أضحى هاجس الجميع دون إستثناء وأن الحرب السيبرانية القائمة حاليا بين الدول أو بينها وبين المنظمات الخارجة عن القانون تشكل محور بحث جدي ومعمق في دوائر القرار العالمية، حيث باتت أنظمة الدفاع العسكرية لأعتى القوى العسكرية في العالم معرضة للاختراق، بل أن أشد الأسلحة فتكا في التاريخ من نووية ودمار شامل لم تعد بمنأى عن خروقات قد تتعرض لها أنظمة التحكم بها، كيف لا وقد أضحى كل شيء في عالمنا اليوم مرتبط بشكل أو بأخر بتكنولوجيا المعلومات وبأنظمة التحكم الإلكتروني. وغني عن البيان أن هذه الأنظمة محاطة بالكثير الكثير من الحماية الإلكترونية من خلال التشفير وغيره من وسائل الحماية، إلا ان الفضاء الإلكتروني المفتوح للجميع أطلق حربا وتنافسا خفيا ما لبث أن ظهر الى العلن، قوامها القدرة على إختراق نظم المعلومات للوصول الى أسرار الدول والشركات العالمية الكبرى وصولا الى تحقيق مكاسب منها سياسية وأخرى إقتصادية أو إجتماعية، الى أن الأخطر هو دخول المنظمات الإرهابية على خط الصراع السيبراني العالمي، فالإرهابيون ليسوا بعيدين عن القرصنة الإلكترونية وقد وجدوا فيها وسيلة حديثة وفعالة في تحقيق مآربهم خصوصغا وأن في صفوفهم خبراء في هذا المجال. لقد أضحى الأمن السيبراني أولوية عسكرية - شأنه شأن باقي القطاعات العسكرية - وأن التسلح البرمجي بدأ مع بداية الحرب السيبرانية، التي لا تزال في اولى مراحلها، وحين يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن برنامج عقوبات يستهدف الأفراد والجماعات خارج الولايات المتحدة، الذين يستخدمون الهجمات الإلكترونية لتهديد السياسة الخارجية والأمن القومي والاستقرار الاقتصادي للولايات المتحدة، ويعتبر مثل هذه الأنشطة حالة طوارئ وطنية، وذلك على خلفية الخروقات السيبرانية التي إستهدفت شركة "سوني" العالمية، فهذا خير دليل على ان موضوع لقائنا اليوم في غاية الاهمية والخطورة.

وطالت الهجمات السيبرانية منطقة الشرق الأوسط، حيث كشفت شركة Kaspersky Lab المتخصصة بالأمن السيبراني في أواخر شباط من العام الحالي، عن أول مجموعة من القراصنة الذين يستخدمون اللغة العربية في تنفيذ أعمالهم السيبرانية، والذين يقومون بأعمال التجسس الإلكتروني". وشدد على انه "يجب على الدول تبني وإستخدام أنظمة من شأنها حماية المعلومات، توفر للمؤسسات رؤية واضحة لمصادر البيانات الأمنية المتعددة، فيمكن المعنيين من تحديد ما إذا كان هناك اختراق ما، وبالتالي يمكنهم من التصدي بسرعة للمشكلة، كما عليها إنشاء هيئة وطنية خاصة بالأمن السيبراني وحصل ذلك في عدد من الدول العربية كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين قطعتا شوطا طويلا في مجال تطوير أنظمة الحماية ومكافحة الخروقات السيبرانية.

ونظرا الى أهمية التوعية حول الفضاء السيبراني، وأهمية معرفة الأفراد لكيفية اختراق الشبكة الإلكترونية وسرقة المعلومات، نشرت شركة Lockheed Martin تفسيرا معمقا حول الطريقة التي يستخدمها القراصنة الإلكترونيون لتنفيذ مهماتهم الإلكترونية، وأطلق عليها اسم "Cyber Kill Chain"، وباختصار، تبين هذه الدراسة أن القراصنة يستخدمون إجمالا الطريقة نفسها في تنفيذ هجماتهم، فيبدأون أولا بمرحلة الإستكشاف والإستطلاع حيث يكون البحث عموما مقتصرا على معلومات موجودة في البريد الإلكتروني وغيره، لتأتي من بعدها مرحلة التسلح فيقومون بتطوير برمجية خبيثة ونشرها في الهدف المطلوب استهدافه، وثم تأتي مرحلة التسليم فيرسلون بإرسال البرمجية الخبيثة إلى الهدف عبر رسالة إلكترونية أو عبر اليو. أس. بي (USB)، وتأتي بعد ذلك مرحلة الإستكشاف، فيقوم القرصان باستكشاف كيفية برمجة البرمجية الخبيثة لتتناسب مع النظام المستهدف، ومن ثم يتم تثبيت البرمجية الخبيثة في النظام، ويجري التحكم بها عن بعد بحسب الحاجة وتتحقق الأهداف المرجوة".

ولفت الى "ان عدم إيلاء الأمن السيبراني العناية اللازمة من قبل الدولة، وعدم التوقف جديا أمام مخاطر الخروقات السيبرانية التي قد تطال مؤسسات الدولة وجميع قطاعاتها الأمنية والإقتصادية ولا سيما قطاع الإتصالات، سيجلعنا في دائرة الخطر التي نعيش فيها أصلا بفعل الحرائق التي تشتعل ويزيد إشتعالها كل يوم في محيطنا العربي، وهشاشة الوضع الداخلي الذي يسببه تمرد البعض على الشرعية وخلقهم كيانا مناقضا لفكرة الدولة ومكرسا لواقع الدويلة. وهنا نسأل، كيف لنا أن نتحدث عن أمن سيبراني في لبنان، إذا كان للدويلة بناها التحتية الخاصة في هذا المجال؟ كيف تبسط الدولة سلطتها على فضائها السيبراني وهي عاجزة عن بسط سلطتها على أرضها؟ الى متى سيبقى لبنان رهين مغامرات ومشاريع إقليمية توسعية لا تقيم حسابا للمصلحة الوطنية؟ الى متى سيبقى أمننا الداخلي مرتبطا بما يحصل خارج الحدود، كيف لا وقد قرر البعض منفردا ان يخوض غمار صراع بين الحق والباطل، فيساند الباطل ظنا منه أنه قادر على كسر إرادة الشعوب؟ أي مستقبل ينتظر أبناءنا وهم يعيشون كل يوم تداعيات إنتشار السلاح غير الشرعي داخل أرجاء الوطن، أي عدالة نطمح إليها في ظل مربعات أمنية أصبحت ملاذا لكل فار من وجه العدالة؟ علينا ولو لمرة واحدة أن نصارح أنفسنا ونقول بكل صراحة، إن المدخل لتحقيق الإستقرار والأمن الداخلي لوطننا يمر حكما وأولا ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وبحصر السلاح بالقوة الأمنية الرسمية حتى ننطلق معا في بناء أسس الدولة الحديثة على كل صعيد".

واردف ريفي: "إن مشروع قانون المعاملات الإلكترونية والذي يشكل خطوة الى الأمام ونقطة إنطلاق نحو محاربة الجريمة الإلكترونية، لم يتضمن تشريعات خاصة بامن الفضاء السيبراني وليس كافيا لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة ولا يغني عن إنشاء هيئة وطنية للامن السيبراني.

أن الدولة مدعوة الى التعاون مع شركات متخصصة توفر مجموعة من الأنظمة التي تضمن الحماية السيبرانية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر نظام Palisade™ وهو عبارة عن منصة تحتوي على أنظمة عدة تحفظ تاريخ الخروقات التي استهدفت الموقع أو شبكة المعلومات، وتقوم بتحليل البيانات، موفرة معلومات شاملة للمعنيين عن التهديدات السيبرانية التي تستهدف برامجهم. إن إنجاز هذه الامور لا يتم ما لم تتضافر الجهود بين مختلف الإدارات المختصة القضائية والأمنية والإتصالات وغيرها لإطلاق ورشة نهضة حقيقية على مستوى الوطن تواكب النهضة العالمية والعربية في هذا المجال". واضاف: "انجزنا في وزارة العدل مشروع قانون يرمي الى إنشاء محاكم متخصصة في قضايا الإرهاب والجرائم الكبرى، لننتقل من العدالة الإنتقائية التي تمارسها بعض المحاكم الإستثنائية، الى العدالة الحديثة التي تنتهجها الدول المتقدمة المؤمنة بالحريات وبحق الدفاع كحق مقدس، لم يعد مقبولا على الإطلاق أن نعيش في ظلام التخلف والغوغائية المدمرة التي يحاول البعض أن يدفن طموحاتنا في العيش الكريم وفي بناء الدولة القوية والمتمدنة والمتقدمة، تحت رماد نيران سلاحه غير الشرعي وحروبه المدمرة، علينا أن نطلق مسيرة بناء المؤسسات من جديد وفق النظم التي يعتمدها العالم المتقدم، فنحقق الحوكمة الإلكترونية ونطور قطاع الإتصالات ونعزز دور الأجهزة الأمنية الشرعية لتحمي أرض الوطن، وننشىء جهازا متخصصا يحمي فضاءه السيبراني، إلا اننا وقبل أي شيء مدعوون لان نحصن أنفسنا من مغريات الفساد ومخططات الإفساد ونترفع عن المصالح الشخصية والفئوية والمذهبية والمناطقية لحساب المصلحة الوطنية، الفرصة ما زالت مؤاتية لنا جميعا كي نعود الى جذورنا فننحني أمام قدسية تراب بلادنا ونضع يدا بيد حجر الأساس لدولة القانون والمؤسسات التي ستبقى الضمانة الوحيدة لنا من أي خطر يداهمنا سواء أتى من الأرض أم من الفضاء". وختم ريفي قائلا: "أتوجه بالشكر لمنظمي هذا المؤتمر وللمحاضرين وللحضور الكريم، أسأل الله أن نلتقى دائما على ما فيه خير هذا الوطن، وأن تسود لغة العقل والعلم والمنطق على أي نقاش أو حوار بيننا، فكلنا للوطن، وللوطن علينا الكثير".

 

25 إصابة بحالات اختناق وضيق تنفس في عكار اليوم نتيجة عاصفة الغبار

الأربعاء 09 أيلول 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار ميشال حلاق، أن عاصفة الغبار لا تزال تسيطر على محافظة عكار، وان عدد المصابين بحالات اختناق وضيق تنفس نتيجة هذه العاصفة، بلغ 25 شخصا اليوم، غالبيتهم من كبار السن، تولت عناصر الصليب الأحمر اللبناني في مركزي القبيات ووادي خالد، اسعافهم ونقل الحالات الحرجة منهم الى مستشفى سيدة السلام في القبيات لمعالجتم.

 

الراعي يزور عاليه لثلاثة ايام ويلتقي قياداتها

الأربعاء 09 أيلول 2015 /وطنية - يستأنف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته لرعايا أبرشية بيروت المارونية في منطقة عاليه والجوار، على مدى ثلاثة أيام بدءا من الجمعة 11 أيلول وحتى مساء الأحد المقبل.

 

الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تعيد فتح سفارتها في القاهرة

تل أبيب – الأناضول: أعادت إسرائيل افتتاح سفارتها في القاهرة, بعد أربع سنوات من الإغلاق. وقال المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان في صفحته بموقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي, أمس, “وصلت إلى القاهرة بعثة برئاسة مدير عام الخارجية دوري غولد من أجل الاحتفال بإعادة فتح السفارة”. وأضاف “شارك في المراسم كل من نائب رئيس البروتوكول في الخارجية المصرية والسفير الأميركي لدى مصر وموظفي السفارة الإسرائيلية في القاهرة برئاسة السفير حاييم كورين”. وأوضح أنه “بعد أن تم رفع العلم الإسرائيلي على مبنى السفارة والكلمات الترحيبية, تم كشف النقاب عن لافتة السفارة ورمز إسرائيل, واختتمت المراسم بغناء النشيدين الوطنيين الإسرائيلي والمصري”.

 

السيسي يدعو إلى تضافر الجهود الدولية في مواجهة الإرهاب

القاهرة – وكالات: دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, أمس, إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب, محذراً من مغبة ظاهرة المقاتلين الأجانب وإمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح. وجاء موقف السيسي خلال لقاء مع وفد من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الإيطالي برئاسة بير فرديناندو كازيني بالقاهرة, جرى خلاله بحث تطورات الأوضاع في المنطقة, سيما في سورية وليبيا وجهود مكافحة الإرهاب. واستعرض السيسي خلال اللقاء جهود مصر في مكافحة الإرهاب خصوصاً في بعض مناطق سيناء, مشيراً إلى عملية “حق الشهيد” التي ينفذها الجيش لتطهير هذه المناطق من الإرهاب. وبشأن الوضع في ليبيا أكد السيسي أن مصر تقدر أهمية اتباع مسارين متوازيين على الصعيدين السياسي والأمني في ليبيا, موضحاً أن ذلك يتحقق من خلال تأييد جهود مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون والحكومة الوطنية والبرلمان المنتخب. وشدد على أهمية التحرك السريع لدعم الجيش الليبي الوطني ليؤدي دوره في مكافحة الإرهاب لمنع انتشاره وتفاقمه تفادياً لأي آثار سلبية على دول الجوار الليبي ودول البحر المتوسط بشكل عام. وفي الشأن السوري, أكد السيسي أهمية الحل السياسي حفاظاً على كيان ومؤسسات الدولة السورية والحيلولة من دون انهيارها, مشيراً إلى أهمية إعادة إعمار سورية بعد التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة بما يسهم في عودة واستقرار السوريين في وطنهم. ولفت إلى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته إزاء اللاجئين, موضحاً أن مصر تستضيف نحو خمسة ملايين لاجئ من الدول العربية والإفريقية يعيشون مع المصريين ويحصلون على الخدمات التعليمية والصحية ذاتها. وفي ما يتعلق بإكتشاف حقل غاز طبيعي جديد في البحر المتوسط اعتبر السيسي أن هذا الاكتشاف يعد باكورة لاكتشافات أخرى, حيث تتعين مواصلة أعمال الكشف والتنقيب عن مصادر الطاقة مشيداً بعمل شركة “إيني” الإيطالية في مصر وجهودها الدؤوبة وأعمالها الناجحة. وفي الشأن المصري الداخلي, قال السيسي إن بلاده سيكون لديها مجلس نواب جديد قبل نهاية العام الجاري لتختتم بذلك استحقاقات خريطة المستقبل, معرباً عن ترحيب مصر بالتواصل والتعاون بين البرلمان الإيطالي ومجلس النواب المصري الجديد عقب تشكيله.وأكد أهمية البعد البرلماني والشعبي في العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وإيطاليا, مشيداً بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين. من جهة أخرى, أعلنت اللجنة العليا للانتخابات البرلمان أن عدد الراغبين في الترشح الذين تقدموا, أمس, بطلبات بلغ 112 شخصاً, ليكون بذلك إجمالي عدد المتقدمين منذ فتح باب الترشيح وحتى الوقت الراهن 4385 شخصاً, مشيرة إلى أنها قررت الاعتداد بتقسيم الدائرتين الأولى والثانية بقنا والسابعة بالقاهرة. قضائياً, أرجأت محكمة جنايات القاهرة, أمس, محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و10 متهمين آخرين من كوادر وأعضاء جماعة “الإخوان” إلى جلسة اليوم الخميس في قضية اتهامهم بالتخابر مع قطر.

في سياق منفصل, ارتفعت حصيلة عملية “حق الشهيد” التي أطلقها الجيش في الشيخ زويد ورفح والعريش بشمال سيناء خلال اليومين الماضيين إلى 56 إرهابياً. وذكرت قيادة الجيش في بيان, أن العملية الشاملة “حق الشهيد” التي انطلقت الإثنين الماضي في رفح والشيخ زويد والعريش بشمال سيناء وهي معقل جماعة تنظيم “ولاية سيناء” الموالي لتنظيم “داعش” أسفرت عن سقوط 56 إرهابياً. وأوضح أن “الجيش وعناصر من الشرطة المدنية” تشارك في هذه العملية وأنها “داهمت البؤر الإرهابية للقضاء على العناصر التكفيرية التي تتحصن بها”.

 

“داعش” يسيطر على بئر نفطية في سورية وأستراليا تشارك في غارات التحالف

دمشق – الأناضول, أ ف ب: سيطر مسلحو تنظيم “داعش” على بئر الأصفر للنفط وستة حواجز عسكرية للنظام السوري, شرق حمص, مستغلاً العاصفة الرملية التي تتعرض لها سورية.وقالت مصادر محلية إن التنظيم استغل الشلل الذي أصاب حركة الطيران العسكري للنظام السوري بسبب العاصفة الرملية, مشيرة إلى حدوث اشتباكات عنيفة بين مسلحي التنظيم والنظام في مناطق عدة شرق مدينة حمص. من جانب آخر, تمكنت قوات المعارضة في مدينة حمص من قتل 40 عنصراً للنظام خلال اليومين الماضيين, مستغلين العاصفة الرملية التي تهب على البلاد. وذكر المركز الإعلامي لمدينة حمص أن المعارضة شنت هجوماً على مركز البحوث العلمية القريبة من قرية سلمى شمال مدينة حمص, وتمكنت من قتل 40 عنصراً, مشيرة إلى حدوث اشتباكات عنيفة في تلك المنطقة. من جهة ثانية, أعلن رئيس الوزراء الأسترالي توني آبوت أمس, أن بلاده ستوسع في غضون الأيام المقبلة نطاق مشاركتها في الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد “داعش” في العراق, بحيث تشمل المتطرفين في سورية, وذلك تلبية لطلب واشنطن التي تقود التحالف. وقال آبوت للصحافيين في كانبيرا, إن “داعش” يجب أن يهزم ليس في العراق فحسب, إنما في سورية أيضاً, مضيفاً إن “تدمير طائفة الموت هذه أمر أساسي, ليس فقط من أجل إنهاء الأزمة الإنسانية في الشرق الأوسط, إنما أيضاً من أجل القضاء على الخطر الذي يتهدد أستراليا وبقية العالم”.

وأوضح أنه بالنسبة إلى الحكومة الأسترالية فإن الأساس القانوني لتوسيع نطاق مشاركتها في الغارات الجوية ضد المتطرفين, ليشمل بالإضافة إلى العراق سورية هو حق الدول في الدفاع عن نفسها بشكل جماعي. وأكد أن الغارات الأسترالية في سورية ستركز على استهداف “داعش” وليس النظام السوري.

 

المعارضة تسيطر على آخر قاعدة عسكرية لنظام الأسد في إدلب

بيروت – أ ف ب: سيطرت “جبهة النصرة” وفصائل إسلامية مقاتلة, أمس, بشكل كامل على مطار أبو الضهور العسكري الذي يعتبر آخر مركز عسكري لقوات النظام في محافظة ادلب شمال غرب سورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان, أن “جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والفصائل الإسلامية تمكنت من السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري, آخر معاقل قوات النظام في محافظة إدلب, بشكل كامل, بعد هجوم عنيف بدأ الثلاثاء (أول من أمس)”. ورجح أن تكون قوات النظام المنسحبة من المطار اتجهت نحو نقطة مشرق العسكرية على بعد نحو ثلاثين كيلومترا والواقعة في محافظة حماة بالوسط. ولفت المرصد إلى أن المهاجمين “استغلوا سوء الأحوال الجوية والعاصفة الرملية” التي تشهدها مناطق عدة في سورية. من جانبه, أكد التلفزيون السوري الرسمي أن القوات النظامية أخلت مواقعها في المطار “بعد معارك عنيفة” وحصار استمر سنتين.

 

الولايات المتحدة حذرت من مواجهة في سورية وموسكو لوحت بإجراءات جديدة لمحاربة الإرهاب

حرب كلامية بين واشنطن وموسكو بشأن المساعدات الروسية للأسد

توقعات بإقامة روسيا قاعدة جوية متقدمة في اللاذقية بعد هبوط ثلاث طائرات بالمنطقة

بلغاريا تؤكد أن الطائرات الروسية محملة بالأسلة وتشترط تفتيشها للسماح بمرورها

عواصم – وكالات: حذر الحلف شمال الأطلسي وواشنطن من أن التعزيزات العسكرية الروسية في دمشق ستصعد النزاع وتزيد الأوضاع سوءا, حيث رأى البيت الأبيض أنها قد تشعل “مواجهة” مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم “داعش”.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست, مساء أول من أمس, “أظهرنا أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق اثر تقارير بشأن نشر روسيا عسكريين اضافيين وطائرات عسكرية في سورية”. وأضاف إن “هذه الخطوة يمكن أن تؤدي الى خسائر أكبر في الأرواح كما أنها يمكن أن تزيد من تدفق اللاجئين وحصول مواجهة مع تحالف يحارب داخل سورية تنظيم داعش”. ورفض الرد على سؤال عما إذا كان طلب من الحلفاء منع تحليق الطائرات الروسية, مؤكداً أنه “من الصعب معرفة نوايا روسيا”. وأضاف “أوضحنا بالتأكيد وجهات نظرنا لروسيا, واذا كانوا يريدون المضي قدما في تقديم هذا النوع من الدعم, فإن ذلك يمكن أن يؤدي الى زعزعة الاستقرار ويأتي بنتائج عكسية للمجتمع الدولي”. بدوره, أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” بيتر كوك, أن دعم روسيا لنظام الرئيس بشار الأسد, يسبب “مشكلة” لواشنطن, ويخاطر “بتصعيد الصراع داخل سورية وازدياد الأوضاع سوءً”. وأضاف كوك “علينا النظر بتمعن وجدية إلى الدعم الروسي لنظام الأسد, الذي قلنا عنه بوضوح إنه تحد ومشكلة وهو ما يجعلنا نعتقد أن دعمهم لذلك النظام, لايساعد في القتال من أجل دحر داعش لأن داعش نتيجة (لتصرفات) نظام الأسد”, واصفاً الدعم الروسي للحكومة السورية بأنه “مستمر بكونه يسبب مشكلة لنا”. من جانبه, أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ, عن قلقه إزاء التقارير بشأن ازدياد التدخل العسكري الروسي في سورية, محذرا من أن تعزيز نظام الأسد لن يؤدي سوى الى تفاقم النزاع. وقال ستولتنبرغ في نقاش على موقع “فيسبوك” إن “تنظيم داعش يشكل تهديدا خطيرا للشعب العراقي, والشعب السوري, والمنطقة, وبلادنا”. في غضون ذلك, أكد مسؤولون أميركيون, أن ثلاث طائرات عسكرية روسية هبطت في سورية أخيراً. وقال المسؤولون, طالبين عدم ذكر أسمائهم, إن اثنتين من هذه الطائرات هما طائرتا شحن عملاقتان من طراز انتونوف 124 كوندور, أما الثالثة فهي طائرة لنقل الأفراد. وأوضح أحدهم أن الطائرات هبطت في مطار بمحافظة اللاذقية بالشمال الغربي, والتي تعتبر أحد معاقل الأسد, لافتاً إلى أن الروس أنشأوا في هذه المنطقة مباني موقتة يمكنها ايواء “مئات الأشخاص” إضافة الى تجهيزات مطار.

وأضاف إن “كل هذا يؤشر إلى إقامة قاعدة جوية متقدمة”, مشيراً إلى أن “لا معلومات” عن وجود أسلحة روسية في المكان. وأمس, أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا, أن “كل العسكريين الروس الموجودين على الأراضي السورية هم خبراء تنحصر مهماتهم في تدريب وإعداد الكوادر العسكرية السورية للعمل على المعدات العسكرية القادمة من روسيا”. وبشأن تزويد روسيا لحكومة دمشق بالأسلحة, أعادت زاخاروفا تأكيد أن موسكو “تزود دمشق بالأسلحة والعتاد الحربي بما يتوافق والقانون الدولي وأنها لا تخفي ولا تنكر تزويدها للحكومة السورية بالأسلحة والعتاد الحربي”. وأضافت “سنواصل التعاون مع دمشق تقنيا وعسكريا واقتصاديا”, فيما أوضح مسؤول عسكري سوري أن “الخبراء الروس موجودون دائما ولكن في العام الماضي زاد وجودهم بشكل كبير”. إلى ذلك, اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن ما طلبته الولايات المتحدة من اليونان وبلغاريا باغلاق مجالهما الجوي أمام الرحلات الجوية الروسية المتجهة الى سورية يعد “فظاظة دولية”. وأشارت إلى أنها تبحث اجراءات عسكرية إضافية لمحاربة الإرهاب في سورية إذا لزم الأمر. ورأى وزير الخارجية سيرغي ريابكوف أن مواقف السياسية لواشنطن تعيق التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في العديد من المجالات, بما في ذلك محاربة تنظيم “داعش”, مؤكدا وجود جدل كبير بين موسكو وواشنطن بشأن كيفية العمل فيما يتعلق ب¯”داعش”. وردا على طلب موسكو توضيحا بشأن منع طائرتها من المرور إلى سورية عبر الأجواء البلغارية, أكد وزير الدفاع البلغاري نيكولاي نانجيف, أنهم تلقوا معلومات استخباراتية, تفيد بنقل الطائرات الروسية لأسلحة, فيما أعلن وزير الخارجية دانييل ميتوف أن بلاده ستسمح لطائرات الامداد الروسية المتجهة إلى سورية باستخدام مجالها الجوي اذا وافقت موسكو على تفتيش حمولتها في مطار بلغاري.

 

إيران محرجة: سفيرنا لدى اليمن في إجازة ولم يهرب

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم, أن السفير الإيراني في اليمن عاد لقضاء إجازة سنوية, في تصريح رأى مراقبون أنه جاء لتغطية الحرج الذي سببه خروج السفير, لطهران وحلفائها, خصوصاً بعدما وصف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين, السفارة الإيرانية في اليمن بأنها “مركز عمليات حربية للحوثيين”. ونقلت وكالة أنباء “فارس” عن أفخم نفيها إغلاق السفارة الإيرانية في صنعاء, قائلة إن “أنشطة السفارة تجري بصورة طبيعية وإن السفير الإيراني سيد حسين نيكنام, قد وصل الى البلاد (أول من أمس) للتمتع بإجازته السنوية”. وكانت قناة “العربية” الفضائية أعلنت أول من أمس, أن السفير الإيراني غادر صنعاء مع كبار الديبلوماسيين بوساطة عمانية. ورأى مراقبون أن خروج السفير الإيراني من صنعاء يعتبر أكبر فضيحة ديبلوماسية لطهران الداعمة للميليشيات الحوثية في اليمن.

 

العربي الجديد : مليشيات النظام السوري وإيران: الوعر مقابل الفوعة وكفريا

الأربعاء 09 أيلول 2015

وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : دخل حي الوعر الحمصي، أمس الثلاثاء، أسبوعه الثاني تحت الحصار، والذي فرضته عليه مليشيات مقرّبة من النظام السوري، في ظل قصف متواصل بشتى أنواع الأسلحة، وسط دعوات إلى ربط شرط فك الحصار عن حي الوعر المكتظ بالنازحين، بفك الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب.

تأتي هذه الأحداث عقب إطلاق أهالي الفوعة وكفريا نداء استغاثة، تداولته وسائل الإعلام الأسبوع الماضي، طالب "شيعة حمص ومليشياتهم بالضغط والتضييق على حي الوعر لفك الحصار المطبق عليهم من قبل حركة أحرار الشام"، والتي تقوم منذ أسابيع بالتفاوض على فك الحصار عن البلدتين مقابل الزبداني في ريف دمشق. وحي الوعر هو الوحيد في مدينة حمص الذي لا يزال عقر دار المعارضة المسلحة.

وقال الناشط المعارض، فخر الحمصي، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع داخل الحي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم جراء النقص الشديد في المواد الغذائية والوقود، إضافة إلى منع المليشيات الموالية للنظام دخول الأدوية إلى الحي، والتي كان من المفترض دخولها يوم السبت، بحسب الهدنة الموقّعة مع النظام، والتي تنص على دخول سيارة أدوية في السبت الأول من كل شهر، ومعظمها خاصة بالأمراض المزمنة، ما يعرّض حياة العشرات من ساكني الحي للخطر".

وأضاف أن "الحي يتعرّض للقصف عبر الرشاشات الثقيلة ومدافع الدبابات، إضافة إلى انتشار القناصة في محيط الحي، ما تسبب في شل الحركة داخله، وسقوط عدد من القتلى والجرحى، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة"، لافتاً إلى أن "مليشيات الرضا والمرابطون، أوقفتا يوم السبت سيارات الإسعاف التي كانت تنقل الأدوية واستولتا عليها إضافة إلى سيارات الخضار والوقود".

وكانت مليشيات معروفة بارتباطها بإيران، منها مليشيا "الرضا" وأخرى تُسمى "المرابطون"، وبمساندة مسلحين موالين من قرى المزرعة والمختارية والكم وكفرعبد، قد انتشرت على أوتوستراد حمص-حماه، وأغلقت المعبر الرئيسي إلى حي الوعر عند أول مداخل ريف حمص الشمالي في مفرق ?تيرمعلة من جهة مدينة حمص.

وقال الناشط الإعلامي سامر الحمصي، من حمص، لـ"العربي الجديد"، إن "الحصار نتج عن قيام شبيحة من قرى المزرعة والزرزورية بقطع طريق الحي والاعتداء على السيارات وإحراق الإطارات نصرة لكفريا والفوعة، رافعين شعارات الوعر مقابل كفريا والفوعة، وساندهم أيضاً شبيحة قرى النجمة والمختارية على مداخل الريف الشمالي".

ولفت إلى أن "تلك المليشيات قامت طوال الأيام الأخيرة بقصف الحي، إذ إن معظم الحواجز هي بيدها، خصوصاً حواجز منطقة المزرعة الملاصقة للوعر"، مضيفاً أن "الاشتباكات التي تواصلت خلال الأيام الأخيرة، خصوصاً على جبهة الجزيرة السابعة، أدت إلى سقوط عدد من القتلى بينهم طفل". وأفاد بأن "تلك المليشيات قامت بتحطيم سيارة إسعاف تابعة لمستشفى البر تحمل أدوية لمرضى الفشل الكلوي، والذين يقومون بغسل الكلى داخل الحي، مما يهدد حياة هؤلاء بالخطر".

وقال إن "تظاهرة داعمة للمليشيات في حمص خرجت يوم السبت أمام فندق السفير ومكتب بعثة الأمم المتحدة، في حي الإنشاءات، نادت بعدة شعارات، أبرزها الوعر مقابل كفريا والفوعة، وإسقاط محافظ حمص، المتهم بالتراخي مع المسلحين المعارضين والعمل على تسليم المحافظة لتنظيم "داعش"، وإسقاط منظمة الأمم المتحدة، والهلال الأحمر السوري، لتقديمهم المساعدات لحي الوعر وبعض المناطق المحاصرة في ريف حمص".

ورأى الناشط الإعلامي أن "إيران هي من باتت تقود العمليات السياسية في حمص، بينما تقود التحركات العسكرية فصائل موالية لها، أمثال لواء الرضى وغيره من المليشيات، فيما السلطة الأمنية التابعة للنظام في حمص تقف موقف المبارك والمصفق لذلك".

وفي سياق متصل، كثر الحديث في أروقة النظام عن عزمه إدخال حي الوعر في مخطط إعادة الإعمار الذي سيبدأ من حي بابا عمر الذي كان من أبرز المناطق المناهضة للنظام قبل أن تدمره قوات النظام، ومن المتوقع أن يصدر مرسوم رئاسي بهذا القرار، ما يستدعي إخلاء حي الوعر من جميع ساكنيه إن كانوا مدنيين أو مسلحين.

يشار إلى أن الإيرانيين يُعتبرون اليوم المفاوض الأساسي في ملف مدينة الزبداني في ريف دمشق مع حركة "أحرار الشام"، وهم طرحوا في أول جولة تفاوضية إجراء عملية تبادل للأهالي بين الفوعة وكفريا مع أهالي الزبداني، الأمر الذي تم رفضه من قِبل أهل الزبداني و"أحرار الشام"، وأثار موجة سخط لدى السوريين، في حين طالب ناشطون بتحييد المدنيين عن الصراعات المسلحة الدائرة في سورية.

 

خارجية روسيا: اجراءات عسكرية لمحاربة الارهـاب فـي سـوريا

المركزية- شددت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على ان توريد روسيا معدات عسكرية إلى سوريا يتطابق بالكامل مع القانون الدولي، وانها قد تدرس تقديم مساعدة إضافية لسوريا في مكافحة الإرهاب "اذا لزم الامر". ولفتت في تصريح الى اننا "لم نخف ابداً علاقاتنا العسكرية الفنية مع سوريا. ونحن نزوّد سوريا منذ زمن بعيد بالأسلحة والمعدات الحربية. ونحن نقوم بذلك بمراعاة العقود الموقعة وبما بتطابق بالكامل مع القانون الدولي". واكدت وجود خبراء عسكريين روس في سوريا، وكشفت ان "مهمتهم تتمثل في تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية الجديدة".

 

"فاينانشال تايمز": تغيير كبير في سياسة بريطانيا لمحاربة الارهاب

المركزية- اعتبرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية ان "الغارات التي قتلت بريطانيين اثنين في سوريا تغيير كبير في سياسة بريطانيا لمواجهة الإرهاب"، لافتة الى ان "الغارات تثير تساؤلات عدة، إذ لم يُوضَّح بعد لماذا مثّل الاثنان خطراً استدعى قتلهما". وذكرت الصحيفة ان "هذه اول مرة تستخدم فيها بريطانيا طائرات من دون طيار لقتل احد في دولة لا تخوض بريطانيا حربا فيها"، مطالبة بالرد على التساؤلات والشكوك التي ثارت في شأن الغارة"، ومشددة على ان "وكالات الاستخبارات الغربية يجب ان تكون عرضة للمحاسبة". واشارت الصحيفة الى ان "البريطانيين اللذين قتلا في سوريا كانا على علاقة بخلية تابعة لتنظيم "داعش" مسؤولة عن حادث إطلاق نار في تونس قتل فيها 31 بريطانيا

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ارتباك لبنان

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/10 أيلول/10

الحراك الشعبي في لبنان أتى على غير موعد، بطريقة أربكت القيادات السياسية كلها. حاول حزب الله والتيار العوني تصوير التظاهرات في البداية، على أنها تنسجم مع مطالب ومطامع حزب الله وعون والبقية. لكن شباب وفتيات «طلعت ريحتكم» لم يتقولبوا بقالب السيد والجنرال. مست الاتهامات كل الطبقة السياسية اللبنانية، بل إن حسن نصر الله نفسه كانت صورته موجودة بالميدان مع الطبقة السياسية المدانة، لكن أنصار الحزب سرعان ما ردعوا كل من فكر في معاملة نصر الله كبقية السياسيين والبشر!

هناك من يرى أننا أمام أكثر من جهة في هذا الحراك، ومن ذلك حزب الله نفسه من خلال مجموعة أطلقت على نفسها «بدنا نحاسب». وكان لافتًا إصرار الحزب من خلال أبواقه الإعلامية، على حصر الحراك المشروع في هذه المجموعة. وهناك شباب من العونيين في الحراك، لكن طريقة حركتهم تجاوزت أحلام الجنرال، لذا كان الارتباك الأخير. نبيه بري، القطب الشيعي السياسي رئيس البرلمان، هب لعقد الحوار الوطني، وحضر قادة السياسة في لبنان. واستمر الحراك. هناك من يرى أننا تجاه حركة عميقة أبعد مما يتخيله كل ساسة لبنان، وأن «الربيع العربي» وصل متأخرًا للبنان.. نحن، طبقًا لهذا الرأي، تجاه «ثورة» على النظام السياسي اللبناني قاطبة. هل ينجح؟ من المبكر قول هذا، خصوصًا أن حراك الشباب ما زال تحت السيطرة، رغم محاولات التصعيد، والتحرش بالأمن اللبناني، لكن لم ترق قطرة دم واحدة، ولربما لو وقع قتيل - لا سمح الله - أخذت الأمور منحى خطيرًا يتجاوز الجميع. المعلوم حتى الآن وجود شباب من اليسار اللبناني من كل الطوائف، وبعض لبنانيي الخارج، لكن في كل الأحوال، ما جرى حتى الآن هو جرس إنذار للنظام السياسي نفسه، وليس للأشخاص.

هذا جزء من الدلالات وليس كل الدلالات.

 

سباق الشارع والطاولة

وليد أبي مرشد/الشرق الأوسط/10 أيلول/10

تفاصيل المساومات التي رافقت شروط «الآذاريين» (أقطاب وأحزاب 8 و14) للمشاركة بطاولة الحوار اللبناني، لا تترك شكًا في أن مشكلات لبنان بأكملها تنحصر في انتخاب رئيس للجمهورية. وشروط «الآذاريين» لحضور جلسة عادية لمجلس الوزراء اللبناني توحي بأن ترقية طاقم من الضباط المحسوبين على هذه الجهة السياسية أو تلك، كافٍ، بحد ذاته، لأن تستقيم أمور لبنان ويعود، كما بشر البعض عقب استقلاله عن فرنسا، «سويسرا الشرق» (مع ضرورة الاعتذار، اليوم، لسويسرا الغرب). لافت أن تتواصل مساومات المحاصصة السياسية والطائفية عشية انعقاد طاولة حوار «الآذاريين» فيما الشارع اللبناني يعيش أقصى درجات الغليان تجاه تصرفاتهم التي أوصلت لبنان إلى شغور رئاسي وشلل حكومي وتعطيل برلماني.. مع ذلك يمكن اعتبارها مستغربة لسببين رئيسيين؛ أولهما تنكر المتحاورين لحق الحراك المدني، المكتسب شعبيًا، في المشاركة في الحوار، وثانيهما تغاضيهم عن الفجوة السياسية المتسعة باطراد بين جيلهم - جيل الحرب الأهلية - وجيل الحراك المدني الشبابي. ويكفي لتبيانها مقارنة متوسط أعمار أقطاب الحوار بمتوسط أعمار شباب الحراك المدني، ناهيك بطروحاتهم. بعد كل ما جرى ويجري في شوارع بيروت كان مستغربًا أن لا تعلن جهة «آذارية» واحدة عن تبنيها لبعض طروحات الحراك المدني، خصوصًا تلك التي تعتبر بديهية في دول العالم الأخرى والدفاع عنها على طاولة الحوار - علمًا بأن زعيم التيار العوني اتهم شبان الحراك المدني بـ«سرقة» شعارات تياره الإصلاحية والمفترض فيه أن «يسترد» ملكيتها على طاولة الحوار. رغم ذلك لم تخرج مشاركة العونيين في الحوار عن إطار هاجسهم المزمن: احتلال قصر بعبدا إما بانتخاب شعبي مباشر للجنرال ميشال عون أو بتعديل لقانون الانتخابات يتيح لمجلس نيابي جديد نقله إلى بعبدا. إذا كان هاجس الرئاسة وراء كل تصرفات التيار العوني فما لا يمكن تبريره تفويت منافسة على زعامة الموارنة، حزب القوات اللبنانية، فرصة تبني بعض مطالب الشارع المحقة عوض مقاطعة الحوار بأكمله.

مع ذلك، وكي لا تصح بالمتحاورين مقولة «الناس بالناس والقطة بالنفاس»، يتوقع اللبنانيون من طاولة الحوار تجاوبها، من موقع المسؤولية، مع نبض الشارع اللبناني وعلى الأقل كسر تلك الحلقة المفرغة التي يدور لبنان فيها حاليًا، أي دوامة انتخاب رئيس الجمهورية أولاً أو تعديل القانون الانتخابي أولاً، تناقض مواقف «الآذاريين» حيال هاتين الأولويتين لا يبشر بقرار جريء يخرج لبنان من «المستنقع» الغارق فيه. ولكن محاولات الالتفاف المتواصلة حول مطالب الحراك المدني وطروحاته تنبئ بأن قرارات طاولة الحوار لن تتعدى، في أحسن حالاتها، عملية تجميل «كوزميتيكي» للنظام رغم أن لبنان اليوم يخوض سباقًا واضحًا بين «الشارع» و«الطاولة»، سباق لن يجدي نفعًا إن استمرت حالة الفصام بينهما، فلا الشارع قادر على فرض مطالبه على السلطة ولا السلطة قادرة، في وضعها الراهن، على استيعاب مطالبه. يعلم اللبنانيون تمام العلم أن انتخاب رئيسهم لم يكن يومًا عملية داخلية فحسب. ولأن حروب المنطقة لم تحسم بعد الوضع النهائي لموازين القوى الإقليمية - والدولية من ورائها - فقد يكون تركيز طاولة الحوار على تعديل قانون الانتخابات النيابية والاتفاق على قانون يعتمد التمثيل النسبي أسهل تحقيقًا من حل عقدة الرئاسة المستعصية، وفي الوقت نفسه فرصتهم لإظهار تجاوبهم مع بعض المطالب الإصلاحية للحراك المدني. وفي هذا السياق حبذا لو تتجاوز طاولة الحوار عصرها وتلحظ، في قانون الانتخاب النسبي، مقعدًا أو أكثر للطائفة المغبونة أكثر من غيرها في لبنان، أي طائفة العلمانيين، بحيث يجري انتخاب ممثليهم خارج قاعدة القيد المذهبي. لا جدال في أن تركيبة لبنان المذهبية تحول دون خروج طاولة الحوار على توافقية نظامه الديمقراطي، مما يعني أن إصلاح النظام من داخل النظام هو أقصى ما يمكن التوصل إليه دون التسبب بفتنة طائفية. وقد يكون إدراج مقررات طاولة الحوار الإصلاحية في خانة شعار «لا غالب ولا مغلوب» مدخلاً مقبولاً لتحديث النظام ومراعاة توازناته الداخلية في آن واحد.. هذا إن حسنت نيات الجميع.

 

علي مملوك" مجهول مكان الاقامة...عنجد اللي استحوا ماتوا!

سلام حرب/موقع 14 آذار/09 أيلول/15

في شباط 2013، أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا مذكرة توقيف غيابية في حق المسؤول الأمني السوري علي أحمد نزهت مملوك على خلفية محاكمة ميشال سماحة المتهم بالتحضير لسلسلة تفجيرات تطال المواطنيين اللبنانيين وشخصيات سياسية ودينية. وكان على الدوائر القضائية في البلدين القيام بتبليغ المذكرة أعلاه والدعوى إلى الشخص المعني أي مملوك ولكن أسباباً قضائية وسياسية وأمنية حالت دون ذلك التبليغ ما أدى إلى فصل الخصومة في هذه القضية إلى الى خصومتين الاولى بين الحق العام وعلي مملوك والثانية بين الحق العام وميشال سماحة، لتسهيل محاكمة هذا الأخير أمام محكمة العسكرية ريثما يتمّ إبلاغ المتهمين الآخرين أي مملوك ومساعده العقيد عدنان.

وبالعودة إلى الاتفاقية المعقودة بين لبنان وسوريا حول تسليم المجرمين والاحكام القضائية، فإنّ الاتفاقية تشير إلى أنّ تبليغ المذكرة القضائية الواردة في الفصل الثالث من المادة 24 الى المادة 30 يجب أن يتمّ وفق إجراءات معينة وهي لا تنطبق على حالة مملوك بل في الواقع تؤمن له عملياً الحماية. فعلى سبيل المثال، المادة 25 أن التبليغ يجري من خلال الطرق القضائية مع البيانات اللازمة المتعلقة بهوية الشخص مثل اسمه ولقبه ومهنته ومحل اقامته على مرتين اثنتين في حال عدم وصل البلاغ في المرة الأولى. كما تتيح المادة 27 امكان التبليغ بواسطة البريد. كما تذكر المادة 28 أنه لا يجوز للدولة المطلوب اليها التبليغ (أي سوريا في هذه الحال) أنم ترفض إجراءه إلا في الأحوال التي يخشى معها أن ينشأ من إجرائه إخلال بالأمن.

وتشير مصادر قضائية في وزارة العدل أنه من سخريات القدر أن يكون بند "محل الاقامة" الخاصة باللواء علي مملوك هو مجهول. وقد حال ذلك دون تبليغه المذكرة القضائية خصوصاً أنّ عنوان مملوك ليس معروفاً (أو بالحري ليس مجاهراً به للملأ) وكذلك فإن البريد في لبنان لا يمكن أن يرسله إلى سوريا من دون عنوان. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هناك امكانية قائمة هي التذرع السوري بالمادة 27 من اتفاقية تسليم المجرمين والاحكام القضائية المذكورة أعلاه.

وتضيف هذه المصادر أنّه إلى جانب هذه الذرائع الشكلية وعلى أهميتها هناك أسباب سياسية وأمنية جوهرية تحول دون تبليغ السلطات اللبنانية لمملوك بالمذكرة القضائية ولو لصقاً. فو سلمنا جدلاً أنّه يتعذر تحديد مكان اقامة مملوك، فإنّه من المتعارف عليه أنّ الأجهزة الأمنية في البلدين بامكانها تحديد مكان إقامة أي شخص مطلوب لأي جرم ضمن أراضيها أو ضمن أراضي الدولة المطلوب اليها هذا الشخص خصوصاً أنّه شخص معروف أو على الأقل ضمان تسليمه التبليغ، ولكنها في الواقع تتمنع عن ذلك وبالتالي تسقط هنا حجة عدم معرفة مكان الإقامة. كما توضح هذه المصادر أن من أبرز ما يعرقل التبليغ هو أنّ العديد من الشخصيات والمسؤولين اللبنانيين يجتمعون بشكل دوري مع اللواء مملوك، وينسقون معه في أمور استخباراتية وملفات أمنية ما يدفعهم الى افشال أي محاولة في هذا الإتجاه. وكذلك، هناك عدم التعاون البديهي من قبل الأمن في سوريا في وقت يرأس فيه مملوك مكتب الأمن القومي بعد ترؤسه لإدارة المخابرات العامة السورية لسنوات طوال.

الجدير بالذكر أنّ ظهور علي مملوك بالتلفزيون السوري بعد تضارب عن اختفائه التلفزيون السوري قد سبق له وبث فيديو بتاريخ أيار 2015 يظهر فيه علي مملوك إلى جانب بشار الأسد خلال لقائهم في دمشق مع علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى الإيراني. وقد وضع هذا الظهور بمثابة تكذيب لما نشر في الإعلام أنّ علي مملوك قد تمت تصفيته أو أنّه قيد الاعتقال وتأكيداً على أنّه لا يزال في موقع المسؤولية مع الإشارة أنّها كانت المرة الأولى التي يظهر فيها على الشاشات منذ بداية الثورة في سوريا في آذار من العام 2011. وقد اعتبرت هذه المصادر القضائية أن هذا الظهور الإعلامي في حينها جاء بمثابة إستهزاء من جهة تجاه الشعب اللبناني التي تصدر الأحكام القضائية بإسمه والذي كان المستهدف من العبوات الناسفة التي ارسلها مملوك الى سماحة، ومن جهة أخرى هو تخاذل من جانب السلطات اللبنانية المعنية لعدم القيام باللازم في هذا الاتجاه ولو شكلياً...المثل الشعبي يقول " عنجد اللي استحوا ماتوا!".

 

هل قررت إيران إشعال الخليج؟

إيلـي فــواز/لبنان الآن/09 أيلول/15

الجميع يعرف أن قرار الاستقرار، أو بالأحرى قرار تنظيم الفوضى اللبنانية ومنعها من الانزلاق إلى حرب، هو قرار ايراني سعودي ضمني، وطبعًا برضى ورغبة أميركية. وهذا القرار، حتى لحظة اعتقال خلية حزب الله في الكويت واكتشاف علاقتها بدبلوماسيين ايرانيين، ومن قبلها اعتقال المغسل في لبنان المتهم في التخطيط لتفجير الخبر الذي أودى بحياة 19 جندياً أميركياً، كان قائماً لمبررات منطقية للأطراف الراعية لهذا الاستقرار المصطنع. فعند المملكة العربية السعودية وإدارتها الجديدة بقيادة الملك سلمان تقدمت اولويات اليمن وسوريا حيث المواجهات الكبرى، على لبنان، وتلك القيادة تريد ان يبقى لبنان ضمن اطار مستقر، خاصة وأن تأثيره محدود على تلك المواجهات. إيران من جهتها لا ترغب ان تنغمس في جبهة جديدة، ستكون من دون أي شك مكلفة عليها من الناحية المالية او حتى اللوجستية وستشتت قواها التي تواجه مصاعب في  كل من سوريا والعراق واليمن. ايران مطمئنة لإمساك الجيش اللبناني وحزب الله بزمام الأمور الأمنية وإبقائهما الوضع تحت السيطرة. أما الولايات المتحدة فمن جهتها تفضل مسايرة شريكها الإيراني الجديد في توجهاته في المنطقة. ادارة الرئيس باراك اوباما ترى ان نفوذاً ايرانياً في لبنان كما سوريا او العراق هو في اساس تلك النظرية الغريبة القائمة على خلق توازن بين "السنّة" و"الشيعة" يفضي الى تنافس بينهما، على حسب تعبير الرئيس نفسه وفي اكثر من مناسبة.

لكن تلك الاعتقالات الاخيرة، تكشف توجّهاً لدى الإيرانيين للتصعيد في الخليج، رداً ربما على أحداث اليمن حيث هناك نجاح ملموس لعاصفة الحزم، او في سوريا حيث هناك صعوبات لحلف الممانعة في استرداد نقاط استراتيجية كالزبداني مثلاً، او حتى في العراق حيث الحراك الشعبي بات ينتفض على الهيمنة الإيرانية على البلد. خسارة ايران المواجهات العسكرية في المنطقة بعدما خرجت منتصرة من المفاوضات النووية سينعكس سلباً من دون ادنى شك على الداخل، وقد يطلق مجدداً شرارة انتفاضة لم تنطفئ أصلاً منذ ايام الثورة الخضراء، تتطالب برحيل نظام الملالي. لذا قد يكون لجوء إيران الى الاٍرهاب مجدداً هدفه ارغام المملكة العربية السعودية على الجلوس الى طاولة حوار في مسقط، حيث يصار الى تثبيت الأمر الواقع في مناطق الصراع، وبالتالي الاعتراف والتنازل عن مواقع نفوذ في المنطقة لصالح قاسم سليماني.

اذا كان هذا هو التوجه الايراني، فالأمور ستتغير في اكثر من منطقة ولن يعود الاستقرار في لبنان خط أحمر او متوافق عليه، وسيتحول البلد الى خط مواجهة إضافي لإضعاف إيران وحزب الله في المنطقة. ولمن يراقب تدهور الوضع اللبناني يقتنع انه قد يكون من السهل الاستثمار في تلك الفوضى و دفع الأمور إلى الهاوية. وقد يطل هذا الاستثمار عبر غضب الشعب.

هذا لا يعني بتاتاً أن الشعب على خطأ.

فتلك الفوضى التي يحاول الأفرقاء اللبنانيون السيطرة عليها هي نتيجة أمور كثيرة منها داخلي له علاقة بانهيار الدولة أمام منظومة حزب الله الإقليمية وفضائح الفساد في ظل انسداد الأفق الاقتصادي، ومنه مرتبط بالمحيط لاسيما الصراع المذهبي السنّي الشيعي.

هذه الفوضى تشي بضعف التركيبة القائمة اليوم أمنياً واقتصاديًا وسياسياً. ولبنان بفضل انغماس حزب الله في حروب المنطقة أصبح جزءاً من الصراع، ولو كان هذا الصراع حتى يومنا ممنوع من الصرف في البلد.

ولكن إذا ما قررت ايران العبث بأمن الخليج ومهاجمتهما مباشرة، فقد تقرر ساعتئذ دول الخليج الردّ في الأماكن التي توجع ايران، ولبنان سيكون ضمنها.

 

صلف سلطة في الوسط التجاري

حـازم الأميـن/لبنان الآن/09 أيلول/15

الإجراءات الأمنية الخانقة التي اتخذتها القوى الأمنية في كل أنحاء الوسط التجاري لحماية المتحاورين في المجلس النيابي، تكشف حجم انفصال السلطة اللبنانية عن الواقع. ففي لحظة الإنكشاف غير المسبوق للسلطة الفاسدة أمام الرأي العام، والفشل الرهيب في أدائها على مختلف المستويات، تستيقظ هذه السلطة بوجهها القبيح معلنةً للّبنانيين فرز آلاف من الجنود لحماية متحاورين فشلوا في حل أزمة بديهية كأزمة النفايات. وقوف المواطنين ساعات طويلة في هذا الحر الخانق أمام الحواجز الأمنية في الوسط التجاري أمر لم يقلق السلطة ولم يجعلها تشعر بأدنى مسؤولية حيال العابرين إلى أعمالهم. إقفال مئات المتاجر والمحال لا يشكل عبئاً على كاهل هؤلاء "المتحاورين". قطع الأرزاق تفصيل صغير أمام تسهيل مهمة وزير البيئة في البقاء في وزارته، وحالات الإغماء التي أصيب بها منتظرون على الحواجز، تبقى سخيفة أمام حقيقة حل عقدة العميد شامل روكز صهر العماد ميشال عون. ثم أإ السؤال عن ذلك النائب أو الوزير الذي توصله سيارته المكيفة والفارهة إلى مدخل المجلس النيابي، فيما على المواطن العادي أن ينتظر ساعة على الحاجز من دون سيارته طبعاً وأن يعبر مشياً مسافة كيلو متر تقريباً لكي يصل إلى عمله، هذا السؤال لن تجد من يجيب عنه. فالنائب الكريم أقفل نوافذ سيارته، ورجل الأمن يجيبك أنه ليس أكثر من منفذ للأوامر. هذه السلطة، بالاضافة إلى كونها فاسدة، هي منفصلة فعلاً عن الواقع. الوزراء مستمرون في ممارستهم "حق الإعتداء على المواطنين"، وهم اذ يمعنون في مهمتهم هذه، لا يشعرون بأن الشارع يتحرك على وقع آخر، وأن قصصهم في وزاراتهم أدرجت على لائحة المتابعة والتقصي وتحديد المسؤوليات. وأن العودة من الشارع إلى المنازل ستعني تفويضاً لهم كي يمعنوا في فسادهم. ما جرى في الوسط التجاري في يوم الحوار يُذكر بلحظات مشابهة عاشتها نخب حاكمة قبل إطاحتها. النكران وعدم استخلاص العبر. الذهاب بالتعنت إلى حد الغطرسة. والاستخفاف بما يُلم بالناس من جراء الممارسات المتعسفة. هذه كلها من علامات الاحتضار أيها السادة الوزراء والنواب، ويا قادة الأحزاب المتحاورة. الحوار سيفضي إلى مخرج لقضية "كبرى" اسمها العميد شامل روكز، ولقضية "كبرى" أخرى اسمها الوزير محمد المشنوق. هذه قضايا تؤشر أيضاً إلى أن المواطنين في واد وأركان السلطة في واد آخر. وأن من قال "كلن يعني كلن" كان محقاً في أن طبقة سياسية كاملة يجب أن يستهدفها الحراك، وأن لا يستثني منها أحداً، وخصوصاً منهم المحتجين على شملهم بتهم الفساد. لنتخيل أن نتائج الحوار ظهرت على شكل حل لهاتين "المعضلتين" أي روكز والمشنوق! أي مسافة بين المتظاهرين في ساحة الشهداء وبين المتحاورين في ساحة النجمة. يبدو أن المسافة هائلة، وما انعدام الحساسية البديهية حيال المواطنين في يوم الحوار سوى عينة على المسافة الهائلة بين المواطن وبين المتحاورين.

 

زيارة هولاند بين حدّين: تدعيم زخم دولي أو رسالة عن إمكان التعايش مع الشغور

روزانا بومنصف/النهار/10 أيلول 2015

حين كشف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه سيزور لبنان ومخيم للاجئين سوريين فيه وانه سيجري محادثات مع المسؤولين اللبنانيين أرفق ذلك في الوقت نفسه بأن اجتماعا لدعم لبنان سيعقد على هامش الجمعية العمومية في نيويورك. الاعلان عن الزيارة كان مفاجئا لأوساط سياسية عدة لا تتوقع على ما يبدو ان يزور الرئيس الفرنسي لبنان في ظل استمرار الشغور في سدة الرئاسة الاولى. فمن الناحية البروتوكولية ليس غريبا ان تحصل الزيارة في غياب رئيس الجمهورية انطلاقا من انها تتم من ضمن الاصول الدستورية، وفرنسا من ابرز الدول وأعرقها في احترام هذه الاصول فضلا عن انها من اهم الدول التي يمكن ان تساعد لبنان، خصوصا ان الحكم هو استمرار ومجلس الوزراء برئاسة الرئيس تمام سلام يقوم مجتمعا مقام رئيس الجمهورية. والاهمية التي تكتسبها الزيارة بالنسبة الى لبنان الغارق في خلافاته العميقة لجهة ان يكون موضوع اللاجئين احد ابرز عناوينها يعد امرا جيدا ما دامت تأتي من اجل التركيز على موضوع المساعدات في هذا الموضوع الذي يشكل ثقلا هائلا على لبنان. انما الواقع ان لبنان يحتاج على نحو اكثر إلحاحا الى دعم في السياسة. وبحسب اوساط ديبلوماسية عليمة فان هذا الدعم لا يمكن اعتباره في اي حال تدخلا في الشؤون الداخلية استنادا الى جملة اعتبارات قد يكون ابرزها ان المجتمع الدولي ودوله المؤثرة معنيان بالوضع اللبناني من باب الاستقرار الداخلي. فالقرار 1701 يركز في مضمونه على الاستقرار في لبنان ويطلب من الامين العام للامم المتحدة ان يقدم تقريرا الى مجلس الامن كل ستة اشهر في اطار متابعة الوضع اللبناني ودعم استقراره. ولذا فان الدخول الى الوضع السياسي من باب الاستقرار امر يجد تبريراته في قرارات مجلس الامن بالذات. وقبل عشرة ايام اعاد مجلس الامن في ضوء التظاهرات الاخيرة تأكيد الاستقرار ووجوب انتخاب رئيس جديد، لكن تأكيده بدا في موقع تبديد الشكوك ان هناك مؤامرة تستهدف لبنان او جهات دولية تم اتهامها مشجعا الحراك المدني وداعما الاستقرار والحكومة .

لكن حين أنشئت مجموعة الدعم الدولية في ايلول 2013 والتي ستعود الى الاجتماع في نهاية الشهر الجاري في حضور رئيس الحكومة سلام تركزت اهميتها على البعد السياسي الذي اتسمت به انطلاقا من ان دعم استقرار لبنان شكل اجماعا بين الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الامن في ظل خلافات كبيرة وانقسامات تعصف بين هذه الدول حول جملة ملفات اقليمية ودولية. واهميتها كانت امنية وسياسية بالنسبة الى لبنان اكثر منها مالية اي تقديم مساعدات له. إذ دعمت هذه المجموعة حياده بناء على اعلان بعبدا الذي ورد في بيانات المجموعة ونجحت في تحييده امنيا من خلال دعم غير مسبوق للجيش تولته دول مؤثرة في مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمملكة السعودية وشاركها في هذا النجاح ايضا الافرقاء المحليون الذين رفضوا الانجرار الى حرب اهلية داخلية. واعلان بعبدا اكتسب هذا الاسم نتيجة طاولة الحوار الذي اتفق على نتائجها في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان الا انها تعني واقعا انها تدعم مضمونه الذي يعني تحييد لبنان عن الوضع السوري. وفي الاجتماع المقرر في اواخر ايلول الجاري يتعين على لبنان وفقا للاوساط الديبلوماسية نفسها ان يطلب من المجموعة الدولية التي يشارك فيها الرئيس هولاند البحث في الدعم السياسي للمساعدة في تنفيذ بيانات مجلس الامن التي تمحورت في بنودها على دعم الاستقرار الداخلي ولا يجوز الاستهانة بالدور الذي يمكن ان يلعبه لبنان. اذ ثمة حاجة الى قرار كبير تتخذه هذه المجموعة ويكتسب اهمية معنوية مؤثرة من اجل التحدث مع القوى الاقليمية المؤثرة. فهناك من حيث المبدأ ثلاثة مستويات على الاقل للمواقف الدولية تتدرّج من التمني على الدول الاقليمية الى الطلب منها فالانتقال في مرحلة ثالثة الى الضغط. وحتى الآن اقتصرت الامور على التمني من دون ان يرقى الى مستوى الطلب او الضغط في حين ان تحييد لبنان سياسيا عن ازمة سوريا المجاورة في شكل اساسي والذي يتمثل في السعي الى تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية بات يتطلب قرارا استراتيجيا بممارسة بعض الضغوط على الافرقاء الاقليميين من اجل تحقيق ذلك. من هذه الزاوية فان ما سيصدر في نيويورك عن مجموعة الدعم أمر يكتسب أهمية مضاعفة في ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي. فاذا جاء البيان المتوقع صدوره قويا ومعبرا عن حزم كاف لدعم لبنان سياسيا، فان وقع زيارة هولاند سيكون مختلفا باعتبار انها ستندرج في اطار تدعيم مضمون هذا التوجه. وهو امر يتوقعه اللبنانيون بقوة من رئيس فرنسا نظرا الى موقع فرنسا معنويا بالنسبة الى لبنان وسبق ان تدخلت على خط تذليل العقبات امام حصول انتخابات رئاسية بالجهود التي بذلتها مع الاطراف الاقليمية لا سيما مع طهران، وذلك تحت طائل ان يفهم البعض ان فرنسا بالذات ومن موقعها المميز بالنسبة الى لبنان ومسيحييه في شكل خاص يمكن ان تتعايش او تتكيّف مع وضع سياسي يستمر فيه شغور موقع رئيس الجمهورية. وهو امر يخشى ان تستفيد منه الجهات المعرقلة من أجل ان تستمر في موقفها من دون ان تشعر ضرورة ان تساهم في الافراج عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

جديد الحوار المستعاد: الرئاسة والنفايات وسجال مسيحي بين "بيضة" الرئاسة و "دجاجة" الانتخابات!

 سابين عويس/النهار/10 أيلول 2015

باستثناء الطاولة المُجددة التي جمعت الأقطاب السياسيين حولها، لم يحمل حوار ساحة النجمة في حلقته الاولى ما يشي بأن ثمة أملا في أن يحقق خرقاً في المشهد المأزوم في المدى المنظور، أو ينجح في احتواء نقمة شعبية عجزت حتى في الشكل عن التعبير عن معاناة أكثرية صامتة تنوء تحت ثقل الأزمات والاستحقاقات. جلّ ما حققته الجلسة الاولى أنها أثمرت حتى قبل انعقادها تسوية سياسية أجازت لمجلس الوزراء العودة إلى الانعقاد لبحث ملف النفايات مع عودة "نصف" المقاطعين وإنما بتمثيل كامل، إذ حضر عن "تكتل التغيير والاصلاح" الوزير الياس بو صعب وغاب الوزير جبران باسيل، وعن "حزب الله" حضر الوزير حسين الحاج حسن وغاب الوزير محمد فنيش! وهذا انجاز لم يكن ليتحقق بعد إنسحاب وزراء الحزب والتكتل قبل أسبوعين، لو لم تنضج التسوية التي تتيح للمجلس العودة إلى الانعقاد وربما إلى الانتاج في الملفات الملحة. ولعل أفضل ما انتجه اليوم الطويل بين ساحة النجمة والسرايا والتحركات الشعبية ما بينهما، إنجاز الحكومة ملف النفايات بما يؤشر إلى إحتمال عودة الانتظام الى عمل مجلس الوزراء، بينما تنتقل جلسات الحوار الى فصول جديدة من المناقشات في انتظار بلورة المشهد الاقليمي. ليس صحيحاً ان الحوار العائد بنسخة معدلة لم يحمل جديدا في الشكل والجوهر. فالحوار العائد بعد عام و4 أشهر من الانقطاع، غيّر مكانه واستبدل سيده، فمن قصر بعبدا حيث انعقدت آخر جولة في 5 أيار 2014 أي قبل 20 يوما من إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية، حطت طاولة الحوار في ساحة النجمة التي دعا اليها رئيس البرلمان وترأسها بدل رئيس الجمهورية الغائب بفعل الشغور منذ نحو عام ونيف. ملفات الحوار لم تتبدل وإن زادت حدتها وسط تفاقم الاصطفافات السياسية وتشبث كل فريق بمواقفه. جديدها الرئاسة والنفايات، ما يدل على مدى الانحدار الذي بلغته البلاد في ظل الشغور. لا يعول المتحاورون كثيرا على جلسات الحوار. فالملفات المطروحة للنقاش حلها ليس داخلياً. وما عجزت الحوارات الثنائية بين "المستقبل" و"حزب الله" من جهة وبين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" من جهة أخرى، على معالجته، لن يأتي حلها على مستوى الحوارات المفتوحة. صحيح أن الجولة الاولى إستعادت وصل ما إنقطع، فأعادت المتحاورين إلى الطاولة متجاوزة عقدة الاستراتيجية الدفاعية أو ما يعني عملياً سلاح "حزب الله". فالموضوع غير مطروح على جدول الاعمال. كما تجاوزت الجلسة غياب الرئيس، فبدا، ككل أمر آخر منذ 25 ايار 2014 أن الحياة السياسية تسير طبيعية، ولم تسجل حدة في المواقف، بإستثناء السجال الذي دار بين العماد عون والوزير بطرس حرب في اللحظات الاخيرة. لكن ما ظهر واضحا من الآراء التي جرى تداولها أن عقدتين ستحكمان مجرى النقاشات في الجلسات المقبلة، هما العقدتان اللتان تطرحهما المكونات المسيحية على ضفتي 8 و14 آذار وتعوقان أي تقدم او خرق في المشهد السياسي: من أين يبدأ الحوار أعماله؟ من ملف الرئاسة كما يطالب اركان 14 آذار وكما ورد في سلم أولويات جدول أعمال الحوار، أو من ملف الانتخابات الذي يتمسك به العماد ميشال عون بندا أول قبل أي نقاش آخر؟ لم تصل مناقشات الجلسة الاولى إلى جواب حاسم في هذا الشأن ولا يتوقع مشاركون في الحوار جوابا قريبا في الجلسات المقبلة، ذلك أن ساعة الحوار ستظل مضبوطة على الساعة الاقليمية التي ستحسم هذا الجدل، وإن كان التوجه الخارجي واضحا بإعطاء الاولوية للإستحقاق الرئاسي قبل أي ملف آخر. مفارقة شابت طاولة الحوار وتمثلت في ما طرحه رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان عشية الجلسة، وتمثل بدعوته إلى "تحويل الحوار مؤتمرا تأسيسيا يقارب الازمات والاشكاليات بعدما سقط النظام السياسي".

 

الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية لا يقلّ أهمية عن انتخاب رئيس للجمهورية

 اميل خوري/النهار/10 أيلول 2015

انتخاب رئيس للجمهورية أمر مهم ووضع قانون جديد للانتخابات النيابية لا يقل عنه أهمية، فالرئيس تنتهي ولايته بعد ست سنوات من انتخابه، أما القانون فيظل ساري المفعول الى أجل غير معروف، او اذا اقتضت ظروف ومستجدات اعادة النظر فيه. لذلك فإن الاتفاق على وضع قانون جديد عادل ومتوازن يحقق التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب وأجياله أمر مهم جدا لأن على أساسه تجرى الانتخابات النيابية التي ينبثق منها مجلس من مهماته انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة ومحاسبة كل مختلس ومرتكب وفاسد، رئيسا كان أم وزيرا أم نائبا. وهذا القانون هو الذي يعيد تكوين السلطة من القمة الى القاعدة ويجعل لها هيبتها عندما تمثل تمثيلا صحيحا كل القوى السياسية الاساسية في البلاد. لقد بات لبنان في حاجة الى اعادة تكوين السلطة، فهل يتم التوصل الى اتفاق على وضع قانون جديد للانتخابات بعدما فرض الخلاف على وضعه التمديد للمجلس النيابي مرتين وتأجيل اجراء الانتخابات بحيث بات نواب لا يمثلون ارادة ناخبيهم لأنهم مددوا وكالتهم عنهم من دون العودة اليهم. لذلك يمكن القول إن وضع قانون جديد للانتخابات النيابية تتفق عليه كل القوى السياسية الاساسية في البلاد هو أمر مهم جدا، وإلا فان استمرار الخلاف عليه يجعل الشارع يحل محل الشرعية، فتسود عندئذ شريعة الغاب، ويجعل من يعملون للفراغ الشامل يمسكون بورقة المجلس بعدما أمسكوا بورقة الرئاسة الاولى وبورقة الحكومة للضغط والابتزاز.

الواقع ان في مجلس النواب عددا من مشاريع قوانين الانتخاب، ولا شيء يمنع طرحها وطرح سواها على المناقشة لإقرار ما ينال أكثرية الاصوات المطلوبة. ومن الافضل ان يحظى كل مشروع باجماع او بشبه اجماع ليكون أساسا صالحا لاعادة تكوين السلطة. ولا مانع من أن يتم اقرار أي من هذه المشاريع حتى في غياب رئيس الجمهورية شرط ألا يصبح ساري المفعول إلا بعد توقيع رئيس الجمهورية عليه، ولا بد من ان يوقعه عندما يكون عادلا ومتوازنا ويحظى بشبه اجماع نيابي.

لقد أخذ اعتماد قاعدة النسبية في الانتخابات يحظى بتأييد الاكثرية، ولكن يبقى الاتفاق على التفاصيل وعلى عدد الدوائر وعلى الصوت المفضل. واذا كانت الاحزاب والتيارات والقوى السياسية على اختلافها باتت أقرب الى التفاهم على قانون للانتخابات، فلأن لا أحد يعرف ما سوف يكون عليه الوضع في المنطقة، ولا ما ستكون عليه الاصطفافات السياسية والتحالفات الانتخابية في ضوء القانون الجديد. فقوانين الانتخابات كانت توضع غالبا على قياس الوضع السياسي السائد، خصوصا عندما يكون لأحزاب امتداد خارج حدود لبنان. أما اليوم فقانون الانتخاب يوضع ولا صورة واضحة في المنطقة، ولا اصطفافات سياسية وتحالفات تعكس هذه الصورة. فتحالف قوى 14 آذار قام على أساس مناهضة التدخل السوري العسكري والسياسي في لبنان، في حين ان تحالف قوى 8 آذار قام على أساس ان يكون لسوريا دور في لبنان يدعم هذه القوى في مواجهة القوى الاخرى. وما دامت صورة الوضع في المنطقة، ولا سيما في سوريا، لم تتظهر بعد، فمن الصعب معرفة صورة الاصطفافات السياسية التي قد تظهر في لبنان ولا شكل التحالفات الانتخابية التي يلعب فيها زعماء اللوائح التقليديين دورهم في تأليفها، وهو ما جعل اعتماد قاعدة النسبية الاكثر قبولا لأنها تجعل كل مرشح يعتمد على قوته الشعبية الذاتية وليس على قوة زعيم اللائحة، ولا حتى على قوة ماله. فالنسبية هي التي تكشف حقيقة حجم كل مرشح وما يمثله، ليس داخل مذهبه فقط بل داخل كل مذهب كي يصح اطلاق صفة نائب الامة جمعاء عليه لا نائب هذا المذهب او ذاك. فهل يتفقون على تحديد الدوائر التي تعتمد فيها النسبية وتلك التي تعتمد فيها الاكثرية، والى متى يظل الناس ينتظرون الاتفاق على وضع قانون للانتخاب؟ هل يحصل ذلك قبل انتخاب رئيس أم بعد انتخابه تجنبا لأي تأجيل جديد للانتخابات وتمديد آخر للمجلس فتكون نهاية الجمهورية ونهاية النظام؟!

 

حوارٌ لجلسات والرئيس ضالّتُه

الياس الديري/النهار/10 أيلول 2015

من منّا لا يعلم أن الرئيس نبيه بري أول مَنْ يعلم وخير من يعلم أن جلسة واحدة من طاولة الحوار لا تفكّك كل العُقد والعراقيل التي تُسرْبل الاستحقاق الرئاسي؟ إذاً، لم تكن الغاية الرئيسيّة من اللقاء الحواري الأول تحقيق وإنجاز ما يحتاج إلى اشتراك دول كبرى ووسطى وصغرى في تهيئة الظروف والأجواء الملائمة... والتي لم تعد مستحيلة بعد تأمين عبور سالك وسليم للاتفاق النووي، في مختلف الظروف. بل تحوّلت إلى ما يشبه "إعادة التعارف" وإعادة التقارب بين المشتركين، مع محاولة غير يائسة لإعادة الابتسامة والانفتاح "النفسي" بين أناس مختلفين على كل شيء تقريباً. وفضيحة الزبالة خير دليل. ثم فضيحة الكهرباء، ومسلسل فضائح الفساد، وأخواته، ومشتقاته، وحقوله الخصبة. وهذا أمر جيّد ومرحّب به ما دامت الجلسة التالية ستكون بعد أسبوع تماماً، حيث يتابع المتحاورون الأبحاث والمداولات الرئاسية بصورة خاصة. ولن يكون مُستغرَباً أو مُستهجَناً أن تؤجّل الثانية إلى ثالثة، فرابعة، وربما خامسة... إلى أن يكون "عنقود" الرئاسة قد نضج وحانَ قطافه. مجرَّد افتراض، لا أكثر ولا أقلّ. وتالياً، للتأكيد والتشديد على أن الفراغ الرئاسي لم يكن خارج الجلسة الأولى للحوار، إنما ما كان الحوار ليكون لولا هذه المشكلة الدستورية الوطنية المصيريّة التي يتوقّف على إتمام فصولها في خطوة سريعة، بعدما وفّى الفراغ قسطه لإيران واتفاقها النووي... وللعُلى معاً. للمناسبة الحواريّة الرئاسيّة، وعشيّة الجلسة الأولى للطاولة المستديرة، وعلى حين غُرّة، ومن دون سابق إنذار أو إخطار، فوجئ الرئيس تمّام سلام بوزير خارجية أميركا جون كيري يُهاتفه معرباً عن عميق إعجابه، وكبير شوقه، وشدّة قلقه على الاستحقاق الرئاسي شبه الضائع، والخطط المتعلّقة باجتماع "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان"، والمقرَّر عقده بحضور سلام في نهاية أيلول. وجوهر الخبر ليس هنا تماماً، إنما هو يكمن بجوهره وأبعاده في توجّهات الوزير كيري. ولهفته الرئاسيّة. وتمسّكه بوجهة نظر تقول إن من الواجب بذل كل الإمكانات والطاقات، والمساعي (اللبنانية؟) لملء الفراغ الرئاسي وانتقال لبنان من حال إلى حال... مما يدعو إلى انعقاد مجلس النواب لانتخاب رئيس في أقرب وقت. لا، لن يكون لبنان وحده وفق ما بشَّر به كيري الرئيس سلام، مؤكّداً دعم أميركا القوي جداً والمستمر أبداً لجهوده الرامية إلى دفع التوافق السياسي. أما خاتمة المكالمة فكانت كالعادة، وكسابقاتها: استمرار التزام أميركا استقرار لبنان وأمنه وما لا يُخفى على اللبنانيين من مآثر أميركا السابقة، والتي بفضلها وصل البلد إلى برّاد الانتظار، وجحيم الفراغ شبه الشامل. خطوة الحوار تستحق التشجيع، فليس في اليد حيلة.

 

غالاغر يُثني على صمود المسيحيين باسيل عرض التعاون القضائي والأمني

خليل فليحان /النهار/10 أيلول 2015

صارح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في باريس بعض نظرائه وشخصيات دولية اخرى بأن "انتخاب رئيس جديد للجمهورية لا يمكن ان يتم بمعزل عن تعزيز الدور المسيحي في الشرق، وبالتالي لا يمكن الضغط على المسيحيين في لبنان وفرض أي أمر عليهم خارج خياراتهم". ولمس منهم "تفهماً أكبر للوجود المسيحي في لبنان". ولمس باسيل تقديراً لافتاً من وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول ريتشارد غالاغر "لصمود المسيحيين في لبنان على رغم غياب الدعم الدولي اللازم، لكن صمودهم وبقاءهم في لبنان هما بفعل ارادتهم وانفتاحهم الذي يعزز شروط صمودهم وبقائهم". وكان باسيل استفاد من مشاركته في "المؤتمر الدولي لحماية الأقليات الدينية والعرقية في الشرق الاوسط" الذي انعقد في باريس الثلثاء الماضي بدعوة من الرئاسة المشتركة الفرنسية - الاردنية، فأجرى مروحة من اللقاءات على هامش المؤتمر، شملت الى غالاغر وزراء خارجية فرنسا، إيطاليا، اللوكسمبورغ والعراق الى نائب الامين العام للامم المتحدة لشؤون الامن بيس أليسون وشخصيات دولية اخرى. وتوسعت مناقشة المواضيع خلال اللقاءات الى موضوع النزوح السوري في اتجاه أوروبا، وتبين لباسيل "ان أوروبا باتت مدركة أكثر ان لبنان ليس في وسعه ان يظل يتحمّل المليون ونصف المليون لاجئ سوري المنتشرين في أراضيه. وولّد هذا الإدراك بفعل نسبة النزوح السوري المرتفع في اتجاه أوروبا التي اهتزت من حجمه وتداعياته. واعترفوا بأن لبنان لم يعد في وسعه تحمل عدد اللاجئين السوريين في لبنان الذي يبلغ ثلث سكانه، وتبيّن له ان هناك إقراراً دوليا له بالتقصير في مساعدة لبنان. وأفادت مصادر ديبلوماسية ان لبنان كان له دوره في الطاولات المستديرة التي تلت الجلسة الافتتاحية فترأس باسيل القضائية منها من أصل ثلاث، وتخللها بحث في أفكار وصفت بأنها "مهمة للتحرك في موضوع المحكمة الجنائية الدولية، في ضوء نجاح التجربة اللبنانية السبّاقة في هذا المضمار، واشاد بها المشاركون. وبنتيجة المناقشات تقرر تشكيل لجنة خبراء لملاحقة الإرهابيين قضائيا. وشرح باسيل ان أي مبادرة جنائية تقوم على ركيزتين، الأولى حماية الضحايا والأخرى محاكمة المرتكبين. وشدّد على ان أزمتين تؤديان الى آفة الارهاب، الاولى النزوح الذي يشكل حاليا خطرا على أوروبا واستقرارها ولبنان يعاني أعباءها، والأخرى هي الارهاب وأدوات تمويله وتجنيد المقاتلين الأجانب. ولفت الى ان التردد السياسي يؤدي الى انتهاك حقوق الأقليات، وان الاكثر تعرّضاً للانتهاك فسيفساء الطوائف والإتنيات التي يتألف منها الشرق الأوسط. وذكرت المصادر ان باسيل عرض استضافة لبنان مؤتمراً عن التعاون القضائي والامني وملاحقة المجرمين، يرمي الى متابعة الجهود الآيلة الى مقاضاة المسؤولين في التنظيمات الارهابية. ولاقى الاقتراح ترحيباً من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ورؤساء وفود.

 

أي شرق أوسط بعد النووي الإيراني؟

هشام ملحم/النهار/10 أيلول 2015

أصبح الاتفاق النووي مع ايران حقيقة جيو - استراتيجية، بعدما حصّن الرئيس اوباما نفسه ضد أي محاولات ممكنة من معارضي الاتفاق بعد ان اعلن 41 عضوا في مجلس الشيوخ موافقتهم على الاتفاق الامر الذي يعطيهم القدرة على استخدام الاجراءات البرلمانية لمنع تصويت المجلس (يتطلب تعليق الاجراءات البرلمانية 60 صوتا وهذا لم يعد متوفرا) وبذلك لن يضطر اوباما الى استخدام حق النقض ضد القرار. مجلس النواب باكثريته الجمهورية سيصوت ضد الاتفاق هذا الاسبوع، ولكن هذا لا يعني شيئا من دون مجلس الشيوخ. هذا الاسبوع، هيلاري كلينتون ايدت الاتفاق، كما جدد بعض المرشحين الجمهوريين هجماتهم عليه، لكن الاتفاق سوف يصير ساري المفعول قبل نهاية الشهر الجاري. السؤال الان هو: كيف ستتغير موازين القوى في الشرق الاوسط بعد الاتفاق؟ هذا الاتفاق يأتي على خلفية توتر سني - شيعي، وسعودي - ايراني غير مسبوق، وهو توتر ينعكس على نزاعات المنطقة من اليمن الى العراق، الى سوريا الى لبنان. دول مجلس التعاون الخليجي "باركت" الاتفاق على مضض ولم تدخل في نزاع مع الرئيس اوباما عكس اسرائيل، على أمل ان تحصل من واشنطن على دعم عسكري واستخباري نوعي. وقد تزامن ذلك مع رغبة سعودية في فتح الاسواق السعودية لاستثمارات اميركية في مختلف القطاعات كي لا يبقى التعاون الثنائي مرتبطا بقطاع النفط في الدرجة الاولى، نظرا الى القلق من "تحول" الولايات المتحدة تدريجا من منطقة الخليج الى شرق آسيا. والاتفاق النووي عزز مكانة ايران الاقليمية والدولية. ورأينا سباقا بين المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في الغرب لزيارة طهران وتوقيع صفقات معها. وتستطيع ايران ان تقول لشعبها وجيرانها ان الغرب يعترف بدورها الكبير في المنطقة ويتفاوض معها بطريقة تعكس ذلك. ومن شأن الاموال الايرانية التي سيفرج عنها بعد الغاء العقوبات – على الاقل 60 مليار دولار - أن تنعش اقتصاد ايران وتعزز من قدرتها على مساعدة حلفائها من حزب الله في لبنان (بعدما خفضت طهران مساعداتها له هذه السنة) الى الحوثيين في اليمن.

ويبدو ان التفاهم الاميركي - التركي الاخير على سوريا، قد ساهم، اضافة الى عوامل أخرى، تبديد أي آمال اميركية في تعاون اميركي - روسي يشمل اقناع موسكو ايران بتسوية تحفظ بعض نفوذها في سوريا، ولكنها تشمل رحيل

الاسد. هذه الامال تبخرت في ضوء التعزيزات العسكرية الروسية التي صاحبها تجديد الالتزام الايراني ببقاء الاسد في السلطة. الاتفاق النووي سوف يدفع مختلف القوى في المنطقة الى اعادة النظر في أولوياتها بعد تحسن مكانة ايران، على رغم التحديات الكبيرة التي لا تزال تواجهها في المنطقة.

 

أبو عدس وأبو ترابه

ماجد كيالي/النهار/10 أيلول 2015

يذكّر شريط الفيدو الذي تبنّى فيه "ابو ترابه" جريمة اغتيال الشيخ وحيد البلعوس وعدد من "مشايخ الكرامة" الدروز، في السويداء، اخيرا، بشريط "ابو عدس" الذي تبنى فيه جريمة اغتيال رفيق الحريري، قبل عشرة أعوام، إذ كان حظ الشريط الأخير من التصديق مثل حظ الأول؛ على ما فيه من سذاجة واستخفاف بالعقول. الفكرة هنا أن هذا النوع من العمليات الاجرامية يذكرنا باغتيالات اخرى، ضمنها اغتيال كمال جنبلاط، وحسين مروة ومهدي عامل وسهيل طويلة، وبعدهم جورج حاوي وسمير قصير وجبران تويني، مثلا. بل ان ذلك يذكّر، أيضاً، بالحوادث الغريبة التي اودت بحياة محمود الزعبي رئيس وزراء سوريا الأسبق، وغازي كنعان وزير الداخلية السوري الأسبق، ورستم غزالي أحد اهم المسؤولين الأمنيين في سوريا، مرورا بالتفجير الذي اطاح ما يسمى خلية الازمة (قبل ثلاثة أعوام)، والذي اودى بحياة، مجموعة مهممة من اعمدة النظام، منهم حسن تركماني، وداود راجحة وآصف شوكت، وهشام الاختيار. الفكرة الثانية، ان هذه العملية تأتي في الاطار ذاته لهندسة الصراع السوري، على اعتباره حربا ضد الارهاب، أو حربا بين الطوائف، وحتى اختزال القضية السورية باعتبارها مجرد قضية انسانية او قضية لاجئين. وكي ندرك حقيقة ما جرى، وفقا لسياقه السياسي، مفيد ان نعرف بأن الشيخ البلعوس بات مصدر تعب بالنسبة للنظام، إذ انه خرج عن الإطار المسموح به، وفقاً للهندسة المطلوبة، بعد أن بدأ يأخذ طائفة الموحدين الدروز في سوريا في اتجاهات اخرى مغايرة. فهو مثلا، لم يستجب لمحاولات النظام إدخال أهالي السويداء في صراع ضد اهالي درعا، وطالب الشباب الدروز بعدم الانضمام إلى الجيش، بل انه منع جيش النظام، قبل اسابيع، من اخراج الاسلحة الثقيلة من السويداء. ومفهوم ان هذه التوجهات لا تصل الى حد القطيعة مع النظام، او اعلان الثورة او التمرد، إلا انها ليست مريحة له، كونها تحرمه من الوصاية على احدى الطوائف، وتقوض صدقية الصورة التي يروجها عن ذاته باعتباره حامي الطوائف او حامي الاقليات. على اية حال فإن هذا الحدث لابد ان يكون له ما بعده، إذ أن هذه الجريمة اشعلت مدينة السويداء، حيث هاجم شبابها المقرات الامنية للنظام، وقاموا بتحطيم تمثال حافظ الأسد، في حين قام النظام، من جهته، بقطع الطرق الى المدينة، وقطع الاتصالات معها، وضمن ذلك قطع شبكة الانترنت. حتى الآن، ما زالت محافظة السويداء تخضع لنوع من التعتيم الشامل، ولا احد يعرف ما الذي يجري، ولا التكهن إلى أين ستذهب الامور. ومثلا، هل سينجح النظام باخضاع اهالي السويداء؟ ام هل سينجم عن ذلك تسوية ما؟ أم أن الأمور ستخرج عن السيطرة؟

 

مواجهة الفساد يجب أن تبقى لولب الحراك المدني

ربى كبّارة/المستقبل/10 أيلول/15

انطلقت اعمال طاولة الحوار امس على وقع هتافات المشاركين في اعتصام رمزي للحراك المدني المطلبي، وسط انخفاض منسوب التوقعات بتوصلها الى حلول عملية تتخطى تنفيس الاحتقان الشعبي وتقطيع الوقت بانتظار اتضاح مآل التطورات الاقليمية وخصوصا احتمالات تقارب ما ايراني - خليجي بعد عبور الاتفاق النووي محطة مجلسي الشيوخ والنواب. ففيما اعلن الداعي رئيس البرلمان نبيه بري ان البند الاول يتعلق بالرئاسة الاولى لكن عدم بته لن يحول دون الانتقال الى ما يليه، اصطف المشاركون وراء نقطتي انطلاق متباعدتين. الاولى لقوى 14 آذار، ومن ضمنها «القوات اللبنانية» التي قاطعت، وتتعلق بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية يليه تشكيل حكومة جديدة واقرار قانون انتخابي فانتخابات نيابية مبكرة. اما الثانية فلقوى 8 آذار ويلخصها النائب ميشال عون بأولوية انتخابات نيابية فحكومة جديدة وانتخابات رئاسية، والا فانتخابات رئاسية من الشعب. ويبقى السؤال «اذا كان المجلس النيابي الحالي صالحا لاقرار قانون انتخابات او لتعديل الدستور فكيف لا يكون صالحا لانتخاب رئيس؟». وفيما كانت الترجيحات تنتظر التئام جلسات الحوار يوميا، تحدّد موعد الجلسة التالية بعد اسبوع كامل، فيما يستمر الشارع في غليانه المطلبي المتمحور حول الفساد عبر ملفات آخرها ملف النفايات. ويحمّل الحراك المدني كامل الطبقة السياسية من دون تمييز مسؤولية استشراء الفساد، وهو ما جعل تحركاته محط انتقادات علنية احيانا وضمنية احيانا اخرى خصوصا من قبل «حزب الله» وعون، فيما ساندت «قوى 14 آذار« احقية المطالب وراهنت على وعي المنتفضين للحؤول دون استغلال تحركاتهم او مصادرتها من قبل قوى حاولت في بداية التحركات حرفها لتصل الى مطلب «اسقاط النظام». ووصل الامر بالنائب نواف الموسوي الى رمي التحرك المدني بتهمة التبعية للاميركيين عبر تذكيره بتخصيص الولايات المتحدة سابقا مبلغ 500 مليون دولار لتشويه صورة حزبه والذي شبهه بتحميل الحراك المدني كل الاطراف السياسية مسؤولية الفساد على قدم المساواة. اما عون فقد اتهم الحراك المدني بـ«سرقة» شعاراته باعتبار مشاركة وزرائه في حكومات السنوات العشر الاخيرة لا تتصل بدواعي هدر او فساد، خصوصا ما يتعلق بالرئيس الجديد لتياره، صهره الوزير جبران باسيل، في ما يخص ملف الكهرباء . وقد جدّد عون وحليفه «حزب الله« مؤخرا الهجمات اللاذعة على ما يسمونه «الحريرية السياسية« التي يحمّلونها مسؤولية استشراء الفساد، بدءا من موعد تسلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري مسؤولية الحكم عام 1992 عبر تحويله وسط بيروت «من ملك الدولة الى شركة خاصة»، علما ان الهدف التجاري لم يكن هو الاساس او الوحيد وراء قيامها بل اعادة اللحمة الى جناحي العاصمة عبر توحيد الوسط الذي شكل رمزا للانقسام خلال سنوات الحرب الاهلية. وتجسد كمّ الحقد على «سوليدير« في محطات عدة آخرها عشية 29 آب على هامش تظاهرة الحراك المدني. وهو ما ظهر في الشعارات التي رفعت والبذاءات التي كتبت على صور الحريري وتمثال رياض الصلح. اذ رأى الموسوي «ان الاصلاح يبدأ من حيث انتشر الفساد وليبدأ من السوليدير نفسها ولتعد قلبا لبيروت وليس داون تاون». اما تيار «المستقبل« وقوى 14 آذار، الذين انخرطوا في عملية تمديد ولاية المجلس النيابي حرصا على الحفاظ على مؤسسة دستورية مهمتها انتخاب رئيس للبلاد، فهم يواكبون بحرص مطالب الحراك المدني خصوصا في ما يتعلق بالدولة المدنية وبضرورة حل الازمات المعيشية ومنها الكهرباء بعد النفايات، فقد طالبوا المحتشدين في الشوارع بدعمهم لاقرار اقتراح القانون الذي صيغ في ايام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2006 ويطالب بتدقيق دولي في جميع الحسابات منذ «اتفاق الطائف«.

 

تصعيد نحو الحل..

علي نون/المستقبل/10 أيلول/15

التصعيد الاعلامي والسياسي المتبادل بين واشنطن وموسكو على خلفية تفعيل روسيا وتيرة دعمها لبقايا السلطة الأسدية، يحمل في ظاهره إمكانية زيادة تأزيم الوضع السوري، لكنه في المقابل، قد يكون حافزاً للدفع باتجاه الاسراع في ايجاد «حل» لذلك الوضع.

والحل المقصود، يبقى في اول المطاف وآخره، اسدال الستار على الفصل الأخير من رواية العهد الأسدي، وإعادة تثبيت الأولويات وفق سياق انسيابي طبيعي وليس مفتعلاً ولا مركّباً.. أي اعتبار الانتهاء من حكم الأسد هو الشرط الأول لنجاح الحرب على الارهاب الداعشي، أو في أقل الحسابات، لبدء السير على الطريق الصحيح المؤدي الى نجاح تلك الحرب. لكن ما يحصل، حتى الآن، يثير الاستغراب، قبل اثارته لأي هاجس تخريبي أو تسووي. والدواعي الى ذلك، مزدوجة:

أولاً، تحوّل الموقف الروسي من دائرة الشغل الديبلوماسي الباحث عن «حل سياسي»، والذي اشتمل على اجتماعات مع المعارضة السورية ولقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين عرب وأميركيين، الى دائرة تصعيدية معاكسة تماماً بحيث ترافق كلام فلاديمير بوتين (شخصياً) عن عدم تغيير موقف بلاده من الأسد مع الكشف عن تفعيل المدَد العسكري ونقله من نطاق الآلة الحربية الى العنصر البشري المباشر..

وثانياً: تكوّن انطباع عام يفيد أن واشنطن «فوجئت» بما تفعله موسكو في سوريا! وبدأت بعد انكشاف ذلك إعلامياً، في اتخاذ الخطوات المضادة الملائمة، والتي منها الطلب من الدول الحليفة حجب الأذونات اللازمة لمرور الطيران الحربي الروسي في أجوائها. ثم التدرج في اصدار المواقف السياسية المنبّهة والمحذّرة وصولاً الى طرح البيت الأبيض احتمال اشتعال «مواجهة» بين الروس والقوى الاقليمية والدولية المنخرطة في الحرب على «داعش»!

احتمالات الغفلة الأميركية تبقى واردة، مع صعوبة تصديق هذا الافتراض. لكن الانقلاب في الأداء الروسي يبقى الباب الأول للتأويل المفتوح على وسعه. وفي ذلك، تمكن ملاحظة بدء ذلك الانقلاب مباشرة، بعد زيارة قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الايراني الجنرال قاسم سليماني لموسكو في آب الماضي، والحرص الشديد على اعلان تلك الزيارة!

وفي ذلك التأويل ايضاً، ان مسرَحَة الزيارة ثم تكبير الكلام عن التمسك بالأسد ثم تأكيد «التسريبات» عن المدَد البشري والعسكري.. ذلك كله يولّد انطباعاً بعدم «جدّية» تلك الخطوات! ويولّد في المقابل ما يؤكد الهلع الفعلي والحقيقي لدى طهران بداية ثم لدى موسكو، من حصول انهيار مفاجئ وشامل وسريع في صفوف بقايا السلطة الأسدية، والحاجة بالتالي، الى أي تحرك يوحي بالعكس!

وهذا في «التحليل الأخير» يفضي الى استبعاد فعلي لاحتمال تطور الاشتباك السياسي والاعلامي الى حدود الحرب المباشرة بين الروس والأميركيين، من أجل الأسد! مثلما يفضي إلى عدم استبعاد تطور الموقف الأميركي باتجاه التعجيل في اتخاذ بعض الخطوات الميدانية الكفيلة بإجبار البقايا الأسدية على الرضوخ والاذعان! .. بهذا المعنى ربما، لا يعود غريباً أن يسقط ثاني أهم مطار حربي أسدي في منطقة أدلب، في عزّ الكلام عن تفعيل الدعم العسكري الروسي؟!

 

شرق أوسط بلا عرب؟

زهير قصيباتي/الحياة/10 أيلول/15

نحن شعوب الخِيَم وقوارب الموت، لمَنْ نترك الشرق الأوسط «الجديد»؟ هل يعرف الجواب باراك أوباما المنشغل بحفلات البيت الأبيض، بعد اطمئنانه إلى كسر معارضة «المشاغبين» في الكونغرس الاتفاق النووي مع إيران؟ هل يدرك الجواب فلاديمير بوتين النائم على حرير الانتقام من عقوبات الغرب، الشامت بالأوروبيين القلقين من طوفان اللاجئين السوريين؟ شرق أوسط بلا عرب؟ هل يكون نهاية للحرب العالمية التي يخوضها الروس والإيرانيون والأتراك والأميركيون و«الأطلسيون» و«داعش» وأبناء «القاعدة»... كل على طريقته وبوسائله؟

بعد ربع مليون قتيل في سورية، يصرّ الكرملين على إعادة تأهيل آلة الحرب الوحشية في يد نظام ما زال مقتنعاً بإنقاذ نفسه، ولو بيعت سورية للروس والإيرانيين. هم يكفلون الترويج لبقائه وتعويمه شريكاً في الحل... رغم كل المجازر. مع ذلك، يوهمنا الإيرانيون بأنهم لا يريدون إلا السلام، وهو لوقف القتل يفرض- في معزوفة علنية- شراكة وطيدة مع القاتل، ما دامت الأولوية وقف بطش «داعش» وفظائعه. مَنْ يقرأ تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني ونصائحه للأوروبيين، لا يستخلص سوى السخرية من كل التضحيات التي قدّمها الشعب السوري ثمناً لحريته. في الظاهر، يرأف به، فيما يجدد شرايين القاتل. للقاتل وجهان معروفان، وأي ترف يريده السوريون الآن في البحث عن الديموقراطية؟ ألم يتعلّموا درس البراميل؟ الأولوية الآن لوقف القتل، يقول روحاني ويتجاهل ان إيران وليست جزر القمر هي التي زوّدت النظام السوري كل ما يلزم ليواصل حرب الدمار الشامل. وإذ يشير إلى انفتاح على التعاون مع الأوروبيين لإيجاد حلٍّ منتهزاً ضغط طوفان اللاجئين على القارة «العجوز»، يكمل المرشد علي خامنئي ان لا تفاوض مع الأميركي في الملفات الإقليمية.

شرق أوسط بلا عرب؟... من ليبيا إلى سورية والعراق، مشرّدون ونازحون ولاجئون، أدركوا أن المتناحرين على السلطة والمتصارعين على النفوذ، لا يطيقون رؤية الخِيَم. فيها احتمالات البطش كثيرة. في الشرق الأوسط «الجديد» كتل بشرية لن تبقى في مناطقها وأقاليمها، لذلك لا تتوقف رحلات المشرّدين عبر البحر المتوسط. حلم السوري والليبي والعراقي التائه بين الحدود الضائعة وبحور مهرّبي البشر، هو الخروج من جحيم الوطن ... في حرب عالمية- عربية كل شيء فيها مباح. مِنْ صورها البائسة ان يجعل أوباما الأولوية لقتال «داعش»، فيما يترك السوريين لمصيرهم وغارات البراميل المتفجّرة. ولكن، ما العلاقة بين قتل بالذبح والتفجير، وآخر بالإبادة؟ ومن قذارة الحرب أن يضع بوتين قواته في حال تأهب متحدّياً الحلف الأطلسي بجسر جوي مصغّر، لإنقاذ النظام السوري بقاعدة عسكرية في اللاذقية. ولكن، هل من الديبلوماسية أن يستغل الكرملين انشغال الرئيس الأميركي برحلاته واحتفالاته، ليفتح الأجواء السورية لطائراته؟ لعله لا يدرك ما وراء انزعاج واشنطن، وأنها فقط تخشى «مواجهة» مع الروس الذين يصرّون على أولوية مكافحة الإرهاب، كما يكافحه النظام في دمشق.

كلهم يقاتلون «داعش»، لكن غالبية الضحايا مدنيون، ضحايا للتنظيم والنظام ولحلفائه. المفارقة أن يجد بعض الساسة في طوفان اللاجئين واستمراره المرجّح، ما يقرّب «داعش» من الانتصار. صحيح ان تفريغ الأرض في الشرق الأوسط «الجديد»، سيتيح للتنظيم قدرة أكبر على ابتلاعها، لكن الصحيح أيضاً أن الاتحاد الأوروبي لم يجد في بداية الحرب على الشعب السوري، سبيلاً للحل سوى ممالأة الأميركي ومواجهة النظام بالبيانات والأسى... والانتظار. واضح أن إدارة أوباما ليست في وارد خوض مواجهة عسكرية مع موسكو بسبب تعزيز ترسانة النظام السوري وإنقاذه، بالتالي لا رادع لروسيا في استكمال انتزاعها ورقة «تسوية» ما في سورية، بعد تعديلها ميزان القوى على الأرض. وإلى أن تعدل الوقائع، تفريغ المدن والقرى مستمر، ومعه الطوفان العراقي- السوري- الليبي- الـ...شعوب بلا دول ولا خِيَم؟ إنه جحيم الشرق الأوسط.

 

إيران وإسرائيل والأسد و «داعش» تشقّ دروب اللاجئين

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/10 أيلول/15

 تُرك السوريون لمصيرهم، يمارس نظام بشار الاسد ضدّهم كل ضروب الإبادة والإجرام والتدمير، فهذا حاكمٌ يقتلع شعبه اقتلاعاً على مرأى من العالم. وقبلهم تُرك العراقيون لمصيرهم، فرّوا أولاً من بطش نظام صدّام حسين، وهُجّروا أيضاً بفعل الاحتلال الاميركي والحرب الأهلية التي اشتعلت في ظلّه ثم بفعل الارهاب «القاعدي» فـ «الداعشي». كذلك الليبيون متروكون الآن لمصيرهم، فمَن لم يدفعه نظام معمر القذافي الى الهجرة تولّت الميليشيات طرده باسم «الثورة». وقبل هؤلاء جميعاً تُرك الفلسطينيون يتشتتون في كل أصقاع الأرض بعدما اصطفت دول «العالم الحرّ المتقدم» لمباركة الاحتلال الاسرائيلي والجرائم التي ارتكبها لاقتلاع السكان من بلداتهم وبيوتهم. ومع هؤلاء جميعاً كانت «حروب الآخرين» في لبنان اضطرّت كثيرين من أهله لركوب البحر الى قبرص ومنها الى كل مكان. وكاد اليمنيون ينجون من هذه المحنة، رغم سوءات نظام علي عبدالله صالح، إلا أن الحوثي، عدوّهم الداخلي الآخر، شاء للبلاد مصيراً ايرانياً بات صنواً للخراب المتعمّد.

تعدّدت الأسباب والمنفى القسري واحد، فإذا الطغاة يتناسلون ويتشابهون، من الاسرائيلي الى الايراني، ومن الصدّامي الى الاسدي والقذافي والحوثي/ «الصالحي». ووراء هؤلاء وقف الاميركي دائماً أكان يقود من أمام مثل جورج دبليو بوش وأسلافه أو من خلف كباراك اوباما، ووقف أيضاً الروسي أكان الاتحاد السوفياتي أو روسيا فلاديمير بوتين. ولم تكن قيادة الطغاة لتعني ولا مرّة حلَّ الصراعات والأزمات بل ادارتها لاستغلالها. هذا النهج الاستبدادي مستمر بلا أي تغيير على مستوى الدولتين الكبريين، متصارعتين أو متوافقتين، سرّاً أو علناً. فلا اوباما يستطيع الادعاء بأنه «رجل سلام» لأنه لم يحرّك جيوشه مفضلاً حروباً بالوكالة أقلّ كلفةً، ولا بوتين يستطيع أن يخادع بأنه يريد «اصلاح» النظام العالمي، فإصلاحه هذا بات مُختزلاً بالتمسّك بالأسد ونظامه لتقسيم سورية، وبافتعال حرب أهلية لتقسيم اوكرانيا. وعلى مرّ العقود تناوبت الدولتان على تعطيل القانون الدولي، فجعلا من الأمم المتحدة مجرّد كيان مشلول وعاجز.

لا مبالغة في القول أنه كان هناك دائماً بحث عن «شريعة غابٍ» ما مستدامة في الشرق الأوسط. فما يسمّى المجتمع الدولي لم يبالِ يوماً بـ «حماية المدنيين» الفلسطينيين، لا بموجب المعاهدات الملزمة لسلطات الاحتلال الاسرائيلي، ولا بأي قانون أو قرار لمجلس الأمن أو أي عُرف انساني. كانت تلك رسالة واضحة الى اسرائيل بأن أحداً لن يحاسبها، وكذلك الى الأنظمة المستبدّة التي شعرت بأنها محصّنة فتحوّلت مع الوقت الى عدو وسلطة احتلال داخليين. بل ان هذه الممارسة الدولية اللامسؤولة والمتهوّرة أقرب الى وصفة مدروسة لاستنهاض التطرّف والارهاب. لذلك حين أزف اسقاط تلك الأنظمة، بتدخل القوى الخارجية اياها كما في العراق وليبيا أو من دونها كما في سورية واليمن، ارتسمت اشكالية «الاستبداد - الارهاب» أمام الداخل والخارج معاً، لكن الخارج بدا أكثر تأهّلاً لتوظيفها والاستفادة منها.

فأميركا/ أوباما التي انسحبت من العراق مفتخرةً بأنها أقامت فيه «ديموقراطية» سرعان ما تبيّن أنها واقعياً سلّمت البلد الى ايران التي أعادت انتاج الاستبداد الذي اجتذب الارهاب الذي أعاد اميركا الى العراق لتجد ايران في انتظارها لتكون «شريكة» في محاربة الإرهاب الذي ساهمت مباشرة في انتاج نسخته «الداعشية» من خريجي «القاعدة» ومعتقلي السجون السورية والعراقية. أما روسيا/ بوتين فكانت طوال الوقت منسجمة مع الخط الايراني، لأن «الاستبداد - الارهاب» بالنسبة اليها ليس «جدلية» فلسفية بل معادلة تعني مضاعفة حاجة الأنظمة الى السلاح. ففي سورية، مثلاً، وجدت موسكو أن تلك المعادلة استشكلت أخيراً الى حدّ بات يتطلّب أن تستثمر فيها مباشرةً ولا تكتفي بتلبية حاجات النظام وتحصيل الفواتير من حليفه الايراني، لذلك كان شروعها في اقامة بنية تحتية لقاعدة عسكرية ثانية بمثابة تكذيب رسمي وفعلي لما ردّدته مراراً بأنها «غير متمسكة بالأسد»، وتكذيب أيضاً لما روّجته عن خلافها مع طهران التي ترفض الاعتراف بـ «بيان جنيف 1». الواقع أن روسيا وايران تفعّلان تحالفهما في سورية لتفرضا شراكتهما ونظام الأسد في «الحرب على داعش»، كونها أصبحت مدخلاً الزامياً الى «حلّ» الأزمة السورية.

ثمة مدخل إلزامي آخر انفتح أخيراً الى ذلك «الحلّ» عبر المهاجرين المتدفّقين على اوروبا. فبعدما تعهّدت الحكومات الاوروبية جميعاً لناخبيها بسياسات صارمة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ها هي ترضخ لضرورة استيعاب الهجرية القسرية من سورية والعراق. هنا أيضاً لعب ثنائي «الاستبداد - الارهاب» دوراً محورياً أشار اليه وزير الخزانة البريطاني بقوله إن المشكلة تكمن في «نظام الاسد الشرير وارهابيي داعش» ولا بدّ أن تُواجَه «في المنبع». لكن هذا التشخيص للمشكلة كان معروفاً قبل نحو عام على ظهور «داعش» كحليف ضمني للنظام، تحديداً منذ هدّد الاسد للمرة الأولى في لقائه مع أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي آنذاك «بإشعال المنطقة خلال ست ساعات» (تموز/ يوليو 2011). كان هذا ردّه على كل العواصم الغربية التي دعته وقتئذ الى «اعلان اصلاحات جدّية وقيادة تنفيذها» (!) احتواءً للانتفاضة الشعبية التي كانت لا تزال في طورها السلمي. بعد أسابيع قليلة بدأ مسلسل الإخفاق الدولي في مجلس الأمن، ولا يزال مستمرّاً.

كان الفشل الدولي الأول في استجابة استغاثة المتظاهرين المطالبة بـ «حماية المدنيين»، فلا «القانون الانساني الدولي» المعني بأبسط حقوق الانسان ولا قرار «الاتحاد من أجل السلام» كانا كافيين لاقناع روسيا والصين بالامتناع عن استخدام «الفيتو» لوقف جرائم يومية موثّقة. وأدّى اليأس من توفير تلك «الحماية» الى المرحلة التالية، أي عسكرة الصراع، كما سعى اليها النظام معتقداً بإمكان حسمها سريعاً لمصلحته، وبدأت مجازره المتنقّلة بين المناطق تدفع بالمهجّرين الى الداخل والنازحين الى الخارج. أما الفشل الدولي الأكثر خطورة فارتكبه الاميركيون عندما أغرقوا المعارضة وداعميها في متاهة جدالات عقيمة حول المعتدلين الممكن تسليحهم والمتطرفين غير المرغوب فيهم، وحول الخشية من التنظيمات الارهابية وإمكان وقوع الأسلحة في أيديها. ولم تبدّل واشنطن ذرائعيتها العدمية رغم تراجع أحوال المعارضة ميدانياً، بل حتى بعدما أدّت الهزائم الى وقوع المحظور بانتشار «داعش» وتوسّعه.

ليس معروفاً في أي رواية كانت واشنطن تكذب، أفي تحذيرها المسبق من ظهور الارهاب أم في حربها عليه، أم في كليهما؟ تذهب «نظريات المؤامرة» الى أن اميركا تعتبر «داعش» من تداعيات حربيها على الارهاب والعراق ومن النتائج التي توقّعتها من ادارتها للأزمة السورية. اذاً، فلا عزاء لأوروبا المربكة حالياً في ادارتها لـ «غزو» المهاجرين، وقد لمست أخيراً مردود التقصير في مواجهة نظام الاسد وحلفائه. واذا كانت حكومات اوروبا غلّبت أخلاقياتها الانسانية على اعتباراتها السياسية الداخلية إلا أن ترحيبها البطيء والمتأخّر باللاجئين يعيد الى الأذهان ممارسات مشابهة سابقة تجاه شعوب اخرى، اذ يرى كثيرون في فتح أبواب نذيراً بأن نهاية أزمة سورية ليست في الأجل المنظور. في أي حال، ثمة حكومات اخرى لم ترَ ضرورةً للتمتع بفضيلة الصمت طالما أن الأخلاقيات تعوزها: اذ لم تتردد طهران، كأي طرف مراقب ومحايد، في حثّ الاوروبيين على القيام بـ «الواجب الانساني» ازاء المهاجرين. فيما تنكّر بوتين نفسه بزيّ «الشبّيحة» ليقول أن هؤلاء لم يهربوا من سورية بسبب نظام الاسد. أما الجدل الاسرائيلي فكان نموذجاً انحطاطياً بامتياز، سواء من جانب زعيم المعارضة اسحق هيرتزوغ الذي دعا الى استقبال لاجئين سوريين متجاهلاً أن ثمة لاجئين فلسطينيين استولت دولته على أرضهم وحقوقهم بل ان فلسطينيين فرّوا من مخيمات سورية وترفض دولته لجوءهم الى مناطق السلطة الفلسطينية، أو من جانب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزرائه الذين هرعوا الى رفض دعوة هيرتزوغ كما لو أن اللاجئين يتزاحمون على المعابر الحدودية.

 

دولتان جديدتان في الخليج

حسان حيدر/الحياة/10 أيلول/15

من تابع زيارة الملك سلمان الناجحة بكل المقاييس إلى واشنطن، ونموذج المفاوض الواثق الذي قدمه، والنتائج الهائلة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً التي توجت محادثاته، ومن شهد كيف نجحت الإمارات في استيعاب صدمة سقوط شهدائها على الأرض اليمنية، ومواصلة التزامها الدفاع عن الأمن الخليجي، استنتج بلا شك أن هناك دولتين «جديدتين» في الرياض وأبو ظبي، كسرتا بطريقة تعاملهما مع الوقائع من حولهما ومع العالم الأوسع، الصورة النمطية عنهما في الإعلام والأذهان. ففي المحادثات التي جمعته بالرئيس الأميركي باراك أوباما، خاطب ملك السعودية واشنطن باللغة التي تفهمها، أي لغة المصالح، منطلقاً من وجود قواسم مشتركة كبيرة في السياسات العامة بين البلدين، على رغم بعض التباين في وجهات النظر من بعض قضايا المنطقة. وإذ عرض الملك سلمان على رجال الأعمال وممثلي الشركات الأميركيين استثمارات تقارب قيمتها تريليوني دولار، إنما قال لهم ما معناه: إذا كنتم تريدون العقود المجزية للطرفين فهي عندنا، وإذا كنتم تبحثون عن الاستقرار الذي يخدم استثماراتكم فهو لدينا، وإذا رغبتم في التعامل مع دولة راسخة وجدية فهي قائمة على أرضنا.

لكن ما لم يقله الملك وفهمه الأميركيون أنه إذا أردتم الذهاب إلى إيران والتعامل مع دولة صلاحياتها موزعة على مراكز القوى، وفيها رؤوس ثلاثة تتنازع السيادة والقرار، أي الولي الفقيه والحرس الثوري والرئيس وحكومته، فالخيار لكم، ونحن لدينا أكثر من بديل، وعلاقاتنا جيدة مع أوروبا وروسيا والصين. أما في السياسة، فأظهر المفاوض السعودي نضجاً في تكريس حق الاختلاف. وهذا النضج السياسي اعتمدته الرياض «الجديدة» بنجاح في علاقاتها الإقليمية في الفترة الأخيرة، وخصوصاً مع مصر التي قد تختلف معها في تفاصيل الموقف من نظام بشار الأسد على سبيل المثال، لكنها تغلب المصالح الاستراتيجية مع القاهرة. والأمر نفسه طبقته المملكة مع الشقيقة الصغرى قطر، فعاودت احتضانها بعد فتور. فبعدما أفهم السعوديون العالم أجمع بأن البحرين خط أحمر، عبر إرسال قوة رمزية للمساعدة في ضمان الأمن، وان المنامة ليست متروكة لحالها في مواجهة ازدياد العنف والتحريض عليه، اضطروا إلى التحرك بخطوات أكبر بكثير في اليمن بعدما تخطى التسليح الإيراني لجماعة «الحوثي» كل الحدود، وباتت صواريخهم المنصوبة عند تخوم المملكة والتي يقال إن مداها يبلغ ألفي كيلومتر، تهدد ليس فقط الرياض وجدة ومكة، بل أيضا أبو ظبي ودبي والدوحة. التضامن الخليجي المكرس في حرب اليمن أثبت أن مجلس التعاون ليس هيكلاً مشلولاً بالبيروقراطية والخلافات الصغيرة، بل جسماً فاعلاً قادراً على الرد عندما يتهدده خطر ما في شكل جماعي، أو يحيق بإحدى دوله.

والإمارات التي دعت وعملت دوماً، وما زالت، من أجل حل سياسي في اليمن، وجدت نفسها مضطرة الى خوض حرب قاسية هناك، لأنها شعرت بالتهديد المباشر لأمنها، ولأنها تؤكد بذلك حقها في مواصلة المطالبة بجزرها الثلاث التي تحتلها إيران. وقناعة أبو ظبي بصحة موقفها مكنتها من التعامل بشفافية تامة مع قضية شهدائها هناك، متخطية بسرعة صدمة العدد الكبير نسبياً، ومؤكدة بأن الدماء الغالية ثمن عادل للحفاظ على المستقبل.

 

وزير خارجية البحرين: مجموعة «5+1» اهتمت بالنووي وأغفلت من يحاربنا بالمتفجرات

الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أكد لـ {الشرق الأوسط} أنه ما دام الحوثي لم يتراجع عن خياراته العسكرية فلن نتراجع عن مواجهته

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/10 أيلول/15

كشف وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن حجم المتفجرات المهربة للبحرين عبر زوارق بحرية قادمة من إيران والتي قبض عليها في يوليو (تموز) الماضي كانت كافية لإزالة مدينة المنامة من الوجود، مضيفا أن انضمام طهران إلى المنظومة الإقليمية سيكون في صالح دول منطقة الخليج في حال التزمت طهران بسياسة حسن الجوار والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتتخلى عن الازدواجية بين اللغة والتصرف، مشددًا علي ضرورة أن تعي إيران بتغير سياستها وترفع يدها عن شيعة العرب وأهل بلدان العرب وتضع حدا لسياسة التفريق على أساس طائفي.

وقال الوزير البحريني الموجود في باريس ضمن الوفد الحكومي الرسمي لملك البحرين حمد بن عيسى الذي زار فرنسا أول من أمس: «إن الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الغربية مع طهران «لا يغطي كافة مصادر التوتر من إيران»، مضيفًا أنه في حال استمرت طهران على نهجها السابق، فلن تكون منطقة الخليج قد تحصلت منه شيئا فيما يخص أمن واستقرار المنطقة.

وشدد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في حوار مع «الشرق الأوسط» على ضرورة أن يعي المسؤولون الإيرانيون الإقدام على أمرين مهمين هما، التنفيذ الأمين لبنود الاتفاق والثاني إصلاح علاقاتها مع جيرانها. فإلى نص الحوار:

* بداية بودنا أن نعرف ماذا حققت زيارة الملك حمد إلى باريس ولقاؤه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند؟

- هذه الزيارة حققت الكثير لأنها مبنية على علاقات ثنائية صلبة بيننا وبين فرنسا، وهي ليست الزيارة الأولى للملك إلى فرنسا في ولاية الرئيس هولاند. لكنها الأولى بعد زيارة هولاند إلى الرياض لحضور قمة مجلس التعاون، حيث ألقى كلمة رسم فيها خطة عمل مشتركة لفرنسا ومجلس التعاون لغرض توثيق العلاقات في كل المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وجاءت زيارتنا للبناء على تلك المعطيات، وحقيقة وجدنا كل ترحيب من الرئيس الفرنسي الذي تناولنا معه الكثير من المواضيع منها الأوضاع الإقليمية والتعاون الثنائي، إضافة للمجال الاقتصادي كمسألة شراء طائرات إيرباص أو في مجال التخطيط. وتم التفاهم على أن تمدنا باريس بخبرتها في موضوع التخطيط المدني وإفادة البحرين منها. كذلك تناولنا جوانب أخرى كالتعاون في المجال الأمني أو الطبي. أما في المسائل السياسية، فقد تناولنا الوضع في المنطقة إجمالا والموقف من الاتفاق النووي مع إيران وأزمة اليمن وتقديرنا لما آل إليه الوضع، فضلا عن الوضع في العراق والحرب على «داعش» والإرهاب.

* استضافت باريس الثلاثاء مؤتمرا دوليا حول حماية الأقليات في الشرق الأوسط من الاضطهاد. والبحرين شاركت فيه وكذلك دول عربية أخرى. لكن نلاحظ أن الصحافة الغربية تطرح تساؤلات وتوجه انتقادات للموقف الخليجي من مسألة هجرات السوريين والعراقيين بعشرات الآلاف باتجاه بلدان الأوروبية فيما البلدان الخليجية لا تبدو مهتمة. والسؤال الرئيسي الذي يطرحه الإعلام الغربي: ما الذي تفعله بلدان مجلس التعاون الغنية لهؤلاء اللاجئين ولماذا لا تستضيف قسما منهم؟

- حقيقة الحملة الإعلامية التي تقول لا أدري من أين تبدأ ولا أعرف أين تنتهي، لكنها حقيقة مليئة بالمغالطات، فلو نظرنا للسعودية مثلا فهي تستضيف مليوني يمني وأكثر من نصف مليون سوري، إلا أن الفرق أن الذاهبين إلى السعودية لا تراهم مصطفين طوابير على باب المطارات أو القطارات بل وصل عشرات الآلاف من اللاجئين إلى السعودية ودول الخليج الأخرى دون ضجيج، وهناك سؤال مهم وهو «هل إذا لم نر طوابير اللاجئين يعني أننا لا نستقبل لاجئين؟ هؤلاء يستوعبون في البلدان التي يصلون إليها. ثم أود الإشارة إلى أن الكويت استضافت مؤتمرين لدعم اللاجئين والعمل الإنساني في سوريا. ولدينا في البحرين الألوف من السوريين، وهو الحال نفسه في الكويت وبلدان الخليج الأخرى. لكن نحن لا نعلن أننا استقبلنا لاجئين ولا نقيم الضجيج حوله. لكن أعتقد أنه يتعين علينا أن تكون لدينا لغة أوضح في هذا المجال وأن نقول بصوت مرتفع إن عدم وجود طوابير ليس معناه أننا لم نستقبل أحدا، بل إن نظام وتدابير استقبالهم أفضل مما يلاقونه من مواقف عنصرية في بعض الأحيان في أوروبا، فالدولة لدينا تتولى الأمور وليس هناك أي رفض لاستقبالهم. ثم أود أن أشير إلى أن بلدان الخليج قدمت مساعدات كبيرة إلى بلدان الجوار السوري التي تستقبل اللاجئين مثل الأردن ولبنان وحتى تركيا. أنا شخصيا قمت بزيارة مخيم الزعتري في الأردن، وإضافة ذلك فإن الحكومة البحرينية علمت على بناء 4 مدارس تولينا الجانب التعليمي، ونحن نعتبر أن هذا الموضوع بالغ الأهمية إضافة إلى أنه يقام تحت إشراف الهيئة الخيرية الملكية بتوجيه من الملك. نحن نتعاطى مع السوريين الذين يصلون إلينا ليس باعتبارهم لاجئين بل باعتبارهم مواطنين.

* دعنا ننتقل إلى الملف اليمني، هل تعتقدون أن الحل في اليمن هو في الحل العسكري فقط؟

- دعني أقول لك إن من اختار أن يكون الحل عسكريا هو الحوثي وحلفاؤه في اليمن من النظام السابق. هم الذين انقلبوا على الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الخليجية مع الرئيس السابق ووصلنا إلى المرحلة الانتقالية مع الرئيس عبد ربه منصور هادي. لكن الحوثيين هم من طردوا وسيطروا على المباني الحكومية واحتجزوا مسؤولين وسلكوا الخيار العسكري وهددوا مصالح اليمن ومصالحنا، لكن في اللحظة التي يتراجع فيها ويلقي السلاح ويعود، فنحن مستعدون للعودة إلى عملية سياسية واضحة، إذ إن المسألة ليست مسألة إنهاء وجود أحد في اليمن. الموضوع أن الشرعية هي صاحبة السلطة وهي صاحبة السلاح في هذا البلد وما عداه هو تهديد صريح لمصالحنا في المنطقة.

* هنالك معلومات لدينا حول ضغوط غربية مورست للدفع باتجاه هدنة ووقف العمليات العسكرية والعودة إلى العملية السياسية. هل تلاقي هذه الطلبات آذانا صاغية لدى بلدان التحالف العربي؟

- هذا حصل في وقت سابق، وقررنا قبل ما يزيد عن الشهر هدنة من خمسة أيام قابلة للتمديد إلا أنه تم خرقها من قبل الحوثيين وحلفائهم في اليوم التالي، هم من لا يريدون الهدنة ولا الالتزام بتفتيش الطائرات لإيصال المواد الإنسانية وهم يصرون على التواصل المباشر مع حلفائهم في إيران، هم لم يلتزموا بأية تعهدات ويريدون إنهاء القرار الدولي رقم 2216 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. المسألة بالنسبة إلينا واضحة: أية طائرة حتى وإن كانت إيرانية أو من أي دولة تريد الهبوط في صنعاء لم يسمح لها بالدخول إلا بعد تفتيشها، ويتعين أن يؤخذ بعين الاعتبار أننا في حالة حرب. طالما لم يتراجع الحوثي عن خياراته العسكرية، فنحن لن نتراجع عن مواجهته ولن نسمح له بأن يهدد مصالحنا وأن يفتك بشعوبنا.

* هناك محادثات تجري بعيدا عن الأضواء وتحديدا في مسقط وربما في عواصم أو مدن أخرى، هل توصلت إلى شيء بخصوص الحل السياسي في اليمن؟

- أقولها بكل صراحة، ليس لدي أي معلومات ولم يستشرنا أحد بشأن هذه الاتصالات ولم يطلعنا أحد على المحاضر والاتصالات التي حصلت ولذلك لا أستطيع التعليق لأنني أطلع على ذلك من الوسائل الإعلامية، نحن «السعودية والإمارات والبحرين» لدينا موقف في إطار التحالف الذي يجمعنا وإن كان أحد يحاول بطريقة أخرى، فنحن لسنا على اطلاع على ذلك.

* لكن هل يعتبر التحالف أن معركته الحاسمة في اليمن هي معركة استعادة العاصمة صنعاء؟

- لست وزيرا للدفاع ولست جنرالا. لكن بالطبع صنعاء هي العاصمة والقلب والمركز، وإذا أردنا إعادة الشرعية إلى مكانها، فيجب أن تعود الشرعية إلى عاصمة البلد أي صنعاء. ومسألة الوجود في مدينة عدن مؤقتة وإن ذهبوا إلى تعز فسيكون ذلك أيضا مؤقتا. وصلب الموضوع أن يكون مكان الشرعية في العاصمة.

* إيران ما قبل الاتفاق النووي وإيران ما بعده..

- عندما أبرم الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «5+1»، راهن غربيون كثيرون على أن الاتفاق سيعيد إدخال طهران في الدورة السياسية والاقتصادية والاستثمارية العالمية وبالتالي فإن إيران ما بعد الاتفاق لا يمكن أن تكون كما إيران ما قبل الاتفاق، بمعنى أنه سيدفعها لاتباع سياسة معتدلة تساهم في إيجاد الحلول للمشكلات العالقة وخلافه. هل هذا الرهان رهان صائب أم أن نذر فشله أصبحت بينة؟

من المبكر الحكم على ذلك ولننتظر بعض الشيء. لننتظر أولا أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ وهذا لم يحصل بعد. لكن قبل أن ذلك، أستطيع أن أقول إن الاتفاق لم يغط كافة مصادر التوتير الذي تقوم به حكومة إيران الاتفاق فقط شمل «الملف النووي» دون تبعاته الأخرى، علينا أن نلاحظ أن لإيران، بعيدا عن الملف النووي، علاقات متوترة معنا. فضلا عن ذلك، نحن نرى أن الاتفاق غطى جانب «النووي»، وترك جوانب أخرى لم يغطها، لا بل إن الاتفاق سيوفر لإيران رفع أسماء شركات وأشخاص من قوائم المقاطعة وهي مرتبطة بالإرهاب مثل شركات وأشخاص يرتبطون بالحرس الثوري وأحدهم مطلوب في الأرجنتين بتهمة تفجير الكنيس اليهودي. وهذه المسألة، بالنسبة إلينا، لن تساعد على إحلال الأمن والاستقرار. لكننا لا نريد أن نكون سلبيين.

* ولكنكم رحبتم بالاتفاق؟

- أرجو ألا نتوقف عند كلمة «ترحيب» لأننا في الحقيقة أبدينا تطلعنا إلى أن هذه الخطوة، إن نجحت وتم العمل بالكامل ببنود الاتفاق، فإنه سيسهم بلا شك بالأمن والاستقرار. لكن يتعين لذلك، أولا، أن تلتزم طهران بالتنفيذ الكامل لمتطلباته وثانيا يجب أن يكون هناك عمل مواز لإصلاح علاقات إيران بجيرانها. وإذا غيب هذا المطلب، فإننا لن نصل إلى أي مكان مع إيران. الاتفاق، عندها، سيعني دولا ولن يعنينا بشيء لأنه سيغطي قطاعا معينا «النووي» بينما هم يحاربوننا بالكلاشنيكوف والقنابل ومادة سي 4 المتفجرة. هل تعرف حجم الكميات المهربة من هذه المادة إلى البحرين؟ هي كانت كافية لإزالة مدينة المنامة من الوجود. وهذا لم نكتشفه نحن بأنفسنا فقط بل مع حلفائنا في منطقة الخليج بمن فيها البحرية الأميركية وغيرها. الكل يعرف الخط الذي سلكته الزوارق التي نقلت هذه المواد المتفجرة. وإذا أخذنا بالحسبان ملف تصدير الإرهاب وتدريب الإرهابيين والفاشية الدينية التي تحاول السيطرة على دولنا، فعندها سنرى أن هذا الاتفاق لن نجني منه أية فائدة.

* هل المحادثات التي حصلت بينكم وبين الرئيس هولاند جاءت ببعض الإجابات المطمئنة بصدد المسائل بخصوص الملف النووي الإيراني، إضافة إلى ذلك حضرت البحرين القمة التي دعا إليها الرئيس أوباما في كامب ديفيد عقب إبرام الاتفاق، وسؤالي هو: هل أنتم مطمئنون إلى أن واشنطن ستبقى على خطها وأن تنفذ ما تعلنه لجهة تمسكها بأمن الخليج ودفاعها عن أمنه واستقراره ومصالحه؟.

- أميركا بلد حليف وصديق وهذا لم يبدأ أمس أو اليوم. علاقاتنا معها تعود لعام 1893.

* أي ليست لديكم مخاوف، كما نرى ونسمع هنا وهناك؟

- كلا. ما نراه اليوم إعادة تأطير العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والمنطقة. ونحن لا يوجد لدينا أية مخاوف من أن تصبح إيران ضمن المنظمة الإقليمية في المنطقة. انضمام طهران إلى المنظومة الإقليمية سيكون في صالحنا في نهاية المطاف شرط أن تكون ملتزمة بسياسة حسن الجوار والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتتخلى عن الازدواجية بين اللغة والتصرف.

الازدواجية هي أساس المشكلة. نحن نسمع لغة تهديد من الحرس الثوري أو من قائد الثورة خامنئي عندما يتكلم عن دول المنطقة ويسيء إليها، ثم يأتي وزير الخارجية محمد جواد ظريف، هذا الرجل الدبلوماسي الطيب المبتسم، ويقول أرجوكم ألا تعيروا هذا الكلام انتباهكم ويجب أن نتحاور. ولكن هل يمكن أن نتحاور وفي الوقت نفسه نتحارب؟ أقول: لتغير طهران سياستها وترفع يدها عن شيعة العرب وأهل بلدان العرب وتضع حدا لسياسة التفريق على أساس طائفي، وعندها إذا خطت إيران باتجاهنا خطوة واحدة فسنخطو نحوها خطوتين. نحن في نهاية الأمر لا نستطيع أن نكون في خلاف مستمر مع دولة تبعد عنا 150 كلم. ومصلحتنا أن تكون علاقتنا مع إيران طيبة. وفي أي حال لا يستطيع أي منا إلا أن يدافع عن نفسه. ونحن في البحرين لم نهاجم أحدا بتاتا. نحن دائما في حالة ردة الفعل والدفاع عن النفس.

* أين أصبح البحث عن قوة عربية مشتركة؟ وما تقولونه لجهة من يعتبر أن بلدان الخليج ليست متحمسة لأن ترى هذه القوة النور؟

- موضوع القوة العربية المشتركة لا يمكن أن ينتهى منه سريعا. الدول العربية وبالأخص بلدان الخليج، ليس لها اعتراض على إنشاء القوة المشتركة. نحن ندعمها من حيث المبدأ ونرى فائدتها وأهميتها. ولكن نحن لا نريد إنشاء قوة تكون مقوماتها عاجزة عن العمل مع بعضها البعض أو أن تنشأ قوة عديمة القدرة على الحركة. يتعين علينا أن نصل إلى قوة قادرة على التحرك وأن تكون فاعلة. وهذا لم ننته من دراسته. نحن جاهزون للحضور والمشاركة. لكننا نطالب بقوة فاعلة وليس فقط بقوة اسمية. في النهاية، إذا وصلنا إلى إنشاء جسم فارغ وعديم الفائدة، فسيكون بلا معنى. نريد أن تكون القوة حقيقة وفاعلة وذات فائدة. أما من جهة الموافقة على المبدأ والرغبة بظهور القوة المشتركة، فهذا نتشارك فيه جميعا.

* ما، بنظر البحرين، التهديدات الجديدة - القديمة التي تحدق بأمن الخليج، هل هي إقليمية، عسكرية، إرهابية، اقتصادية.. وكيف تنظرون لأمن الخليج اليوم وللسنوات والعقود القادمة؟

- أمن الخليج كان دائما يشكل أولوية والتهديدات كانت دائما موجودة. التهديدات كانت موجودة قبل الثورة الإيرانية. ألم يكن شاه إيران يطالب بالبحرين؟ صدام حسين، ألم يهدد الخليج؟ الخليج منطقة استراتيجية وكانت دائما تواجه التهديدات والتحديات وكانت تتوافر دائما الحماية.

اليوم، الفرق أن التهديدات زادت. هناك التهديدات الإرهابية ومنها الإرهاب الذي تصدره الدول «تهديد إيران المباشر عبر الحرس الثوري، تهديد حزب الله، الحرب في اليمن..» ثم هناك التهديد الفاشي الديني للفكر المتطرف مثل «القاعدة» و«داعش» و«الحشود» و«أنصار الله» و«أنصار الحق». وهذا النوع من التهديد هو من أهم التحديات التي نواجهها والتي يتعين أن نحمي مجتمعاتنا منها. ثم هناك التحدي الاقتصادي الذي يتمثل في موقع الخليج في الاقتصاد العالمي الجديد.

هذه التحديات تتطلب خطوات تكاملية تدفع مجلس التعاون إلى الأمام. وهو ما فهمه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز عندما طرح مشروع «الاتحاد» لدول مجلس التعاون الخليجي. لكن ظهرت أراء مختلفة بشأنه، إذ اعتبره البعض اندماجيا وآخرون يرونه تكامليا. وهذا الفهم هو الأقرب إلى الصواب وهذا المفهوم قريب من مفهوم الاتحاد الأوروبي، حيث تحافظ كل دولة على سيادتها لكنها في الوقت نفسه تسعى لتوحيد سياستها تجاه كل الأخطار. لكن هذا لا يعني أنه ليست لدينا سياسة موحدة تجاه المخاطر. المسألة هي بناء المؤسسات. هذا سيحدث لأن مجلس التعاون وجد ليبقى ويتطور. ثم أريد أن أشير إلى تحد آخر هو أن إيقاع الأحداث تفوق سرعته سرعتنا على الرد والتعامل معها، ولذا فإن سرعة المسار التكاملي يتعين أن تماشي على الأقل إيقاع التحديات. هذه التحديات تتزايد باستمرار وهي تتكالب، ليس ردا فرديا من كل دولة على حدة ولكن ردا جماعيا يقوم على أساس مؤسسي. علينا الخروج من مرحلة التنسيق الآني لمواجهة الأخطار التي تأتينا إلى مرحلة منع ظهور هذه الأخطار عبر العمل المؤسسي.

* سؤال أخير: بحثتم مع الرئيس هولاند الملف السوري فيما هناك تعزيز للعمل العسكري لكثير من الأطراف «روسيا، تركيا، فرنسا، بريطانيا..» ونوع من التسابق بين الجهود الدبلوماسية - السياسية والتسابق العسكري؟

- كل ما جئت على ذكره هو نتيجة للظروف الميدانية. لكن هل هذه التحركات يمكن أن تفضي إلى حل؟ لا أرى ذلك، وإذ أردنا الحل، علينا العودة إلى نص بيان جنيف واحد، المادة 14 التي تقول بحكومة انتقالية يرضى بها الشعب السوري. الحل لا يمكن أن يكون عسكريا بل هو سياسي. والمشكلة أن هناك وضعان إقليمي ودولي يسيطر عليهما الانقسام بالنسبة للوضع السوري وكيفية الخروج من الأزمة التي هجرت نصف الشعب السوري وهدمت البلد. نكرر أن لا بديل عن حل سياسي لسبب بسيط وهو أن ليس هناك من طرف قادر على القضاء على الطرف الآخر. أما مصير هذا الشخص أو ذاك المسؤول، فهذا متروك للشعب السوري.