المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 أيلول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.september12.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا19/من41حتى44/ سَتَأْتي عَلَيْكِ أيَّامٌ يا اورشليم يُحَاصِرُكِ فِيهَا أَعْداؤُكِ بِالمَتَارِيس، وَيُحِيطُونَ بِكِ، وَيُضَيِّقُونَ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَة، وَيَسْحَقُونَكِ، وَيَسْحَقُونَ أَوْلادَكِ فِيكِ

رسالة القدّيس يعقوب05/من13حتى20/هَلْ فيكُم مَنْ يُعانِي مَشَقَّة؟ فَليُصَلِّ! أَو مَسْرٌورٌ؟ فَلْيُرَنِّمْ! وهَلْ فيكُم أَحَدٌ مرِيض؟ فَلْيَدْعُ كَهَنَةَ الكَنِيسَة، وَلْيُصَلُّوا عَلَيْه

وفاة اللواء انطوان لحد القائد السابق لجيش لبنان الجنوبي

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

ميشال عون ما غيرو “يلي ظبرتو بتسوى الكل” سجل رسمياً مؤسسة لنشر فكره وثقافته/الياس بجاني

حدا يفهمنا كيف القومي السوري العلماني ومعه الشيوعي اللاديني وعون حامل لواء الحقوق المسيحية هم حلفاء وتابعين لحزب الله الأصولي والمذهبي ومع مشروع إيران الإمبراطوري ومع الأسد الكيماوي والبراميلي!!/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مغلّف تذكاري للرئيس الشهيد بشير الجميل

اعتصامات في صيدا وبرج حمود ومجدل عنجر ترفض خطّة شهيّب وتهدّد بالتصعيد

مباراة" الرئاسة مؤجّلة... في انتظار الخارج هل يضمن عون انتخابه رئيساً من الشعب؟

اعتراض على تمثيل الروم الكاثوليك في الحوار ومطران زحلة نقل الشكوى إلى بري

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 11/9/2015

بورتولانو اطلع بري وسلام على الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل: للسعي إلى اتفاقات بشأن ترتيبات عملية تحد من الانتهاكات

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 11 ايلول 2015

المجلس الوطني للبحوث العلمية: نسبة التلوث تعدت المعدل العام بما يقارب 120 ضعفا

سلام التقى السفيرين السعودي والبريطاني عسيري: ليتجه الحوار إلى انتخاب رئيس تعزيزا للمؤسسات

بري استقبل وفدا من "حماس" وبورتولانو والمتحدث باسم الخارجية المصرية رحب بالدعوة الى الحوار

الأحرار: لانتخاب رئيس للجمهورية من دون إبطاء إضافي

قهوجي عرض ورئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية تطوير العلاقات

الراعي اختتم اليوم الأول من زيارته الرعوية لبلدات عاليه بترؤس قداس في رمحالا: معظم من تولى مسؤوليات سياسية أساء استعمالها

الراعي كرس مصالحة كفرمتى وزار عبيه: على السياسيين أن يتصالحوا أيضا ارسلان: نطرق أبواب التفاؤل ونفتح صفحة شريفة للمستقبل

الراعي واصل زيارته الى عاليه وزار شيخ العقل في البنيه حسن: بلدنا لا يتحسن الا بعودة المؤسسات الدستورية الى واقعها

ابراهيم: الوضع الامني ممسوك ولا مؤشرات إيجابية لانتخاب رئيس والامل الوحيد لتحسين الوضع يكمن في مبادرة بري الحوارية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بوصعب وهايل أعلنا في مؤتمر صحافي عن هبة اميركية لدعم تعليم النازحين بقيمة 10 ملايين دولار

باسيل: على الدول العربية تحمل عبء دعم واستضافة النازحين

مؤتمر التحديات المصرفية برعاية سلامة: موجودات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية تعدت 39 مليار دولار واحتياطي الذهب صمام أمان للاقتصاد

كاهن رعية بزيزا:إعادة تشغيل معمل الجفت لن يمر مهما كلف الامر

مجدلاني: ايجابية الحوار تمثلت بتأكيد ضرورة انتخاب الرئيس

الجسر: الحوار سيبقى محصورا ببند الرئاسة

النائب خالد الضاهر: لتوسيع النطاق الجغرافي لخطة النفايات على قاعدة الغرم بالغرم وحقوقنا نريدها كاملة بدون تفريط

رؤساء الاتحادات البلدية الثمانية في عكار اكدوا رفضهم القاطع استقبال النفايات وفق معطيات خطة شهيب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وفاة 87 شخصاً بسقوط رافعة في الحرم المكي

الإتفاق النووي يتجاوز حاجز الكونغرس ... وأوباما يتجنّب استخدام الـ «فيتو»

أوباما «يُنقذ» الاتفاق النووي

اوباما يحيي ذكرى ضحايا 11 ايلول بالوقوف دقيقة صمت في حديقة البيت الابيض

الجيش المصري: مقتل امرأة وطفل بانفجار سيارة في سيناء

موسكو تدعو الائتلاف بقيادة واشنطن الى التنسيق مع دمشق لضرب المتطرفين

قطر تعين أول سفير لها في العراق منذ 25 عاما

العربي الجديد : خطة أميركية لتحرير الرمادي : تعزيز دور العشائر واستثناء الحشد

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله».. من مقتلة سوريا إلى «بكائية» اليمن/علي الحسيني/الميستقبل

سمير فرنجية وحلم التعددية/مروان المعشر/النهار

خامنئي يُقصي سليماني ويعزّز نصرالله/ احمد عياش/النهار

رسالة إلى الأمير السوري الصغير ورفاقه المهاجرين/عقل العويط/النهار

هل يكون الحوار حلقة الوصل مع الحكومة؟ جلسة مجلس الوزراء مستبعدة إلا لضرورة "النفايات"/سابين عويس/النهار

لماذا استهداف لبنان بحصّته في الجامعة؟ بيروت تمتحن العرب غداً/خليل فليحان/النهار

لمواكبة الاستحقاق "المنفيّ"/الياس الديري/النهار

ولروسيا خطها الأحمر أيضاً/سميح صعب/النهار

المستطبلون والمستبعضون/مروان قرضاب/النهار

عَــودَةُ السُّــنُــونُــو/هنري زغيب/النهار

كيف "يقرّر السوريون بأنفسهم" مصير الأسد مع دخول روسيا بعد إيران لمنع سقوطه/روزانا بومنصف/النهار

لبنان في مواجهة تفكك سورية/ سليم نصار/الحياة

تعديلات على الدستور اللبناني لتجنُّب الفراغ في الأزمات/نبيل مكاري/الحياة

مقاربة إيجابية لإشكاليات الحراك المدني المتنوع/طلال خواجة/الحياة

أن تكون لاجئاً سورياً في السعودية والخليج/جمال خاشقجي/الحياة

صراع علني على المستقبل بين خامنئي وروحاني/أسعد حيدر/الميستقبل

انعدام الكفاءة/علي نون/الميستقبل

 ربيع «السويداء» العربية/(عيون الطغاة أقسى من عِظام الجريمة)/بول شاوول/الميستقبل

إيران وروسيا: وحدة وتناقض الهدف في سوريا/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا19/من41حتى44/ سَتَأْتي عَلَيْكِ أيَّامٌ يا اورشليم يُحَاصِرُكِ فِيهَا أَعْداؤُكِ بِالمَتَارِيس، وَيُحِيطُونَ بِكِ، وَيُضَيِّقُونَ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَة، وَيَسْحَقُونَكِ، وَيَسْحَقُونَ أَوْلادَكِ فِيكِ

"لَمَّا ٱقْتَرَب يَسُوعُ مِنْ أُورشَلِيم، رَأَى المَدِينَةَ فَبَكَى عَلَيْهَا، قَائِلاً: «لَيْتَكِ عَرَفْتِ أَنْتِ أَيْضًا، في يَومِكِ هذَا، مَا يَؤُولُ بِكِ إِلى السَّلام! ولكِنَّهُ حُجِبَ الآنَ عَنْ عَيْنَيْكِ! فَإِنَّهَا سَتَأْتي عَلَيْكِ أيَّامٌ يُحَاصِرُكِ فِيهَا أَعْداؤُكِ بِالمَتَارِيس، وَيُحِيطُونَ بِكِ، وَيُضَيِّقُونَ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَة، وَيَسْحَقُونَكِ، وَيَسْحَقُونَ أَوْلادَكِ فِيكِ، وَلا يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلى حَجَر، لأَنَّكِ مَا عَرَفْتِ وَقْتَ ٱفْتِقَادِ اللهِ لَكِ!».

 

رسالة القدّيس يعقوب05/من13حتى20/هَلْ فيكُم مَنْ يُعانِي مَشَقَّة؟ فَليُصَلِّ! أَو مَسْرٌورٌ؟ فَلْيُرَنِّمْ! وهَلْ فيكُم أَحَدٌ مرِيض؟ فَلْيَدْعُ كَهَنَةَ الكَنِيسَة، وَلْيُصَلُّوا عَلَيْه

"يا إِخوَتِي: هَلْ فيكُم مَنْ يُعانِي مَشَقَّة؟ فَليُصَلِّ! أَو مَسْرٌورٌ؟ فَلْيُرَنِّمْ! وهَلْ فيكُم أَحَدٌ مرِيض؟ فَلْيَدْعُ كَهَنَةَ الكَنِيسَة، وَلْيُصَلُّوا عَلَيْه، ويَمْسَحُوهُ بِالزَّيتِ بِٱسْمِ الرَّبّ! فَصَلاةُ الإِيْمَانِ تَشْفِي المَرِيض، والرَّبُّ يُقِيمُهُ، وإِنْ كانَ قَدِ ٱقْتَرَفَ خَطايَا، فَتُغْفَرُ لهُ. إِذًا فَٱعْتَرِفُوا بَعْضُكُم لِبَعْضٍ بخَطَايَاكُم. وصَلُّوا بَعضُكُم مِن أَجْلِ بَعْضٍ لِكَي تَنالُوا الشِّفاء؛ لأَنَّ صَلاةَ البَارِّ الحَارَّةَ لَهَا قُوَّةٌ عَظِيمَة. كانَ إِيلِيَّا بَشَرًا مِثْلَنَا، فصَلَّى بِحَرَارَةٍ حَتَّى لا يَنْزِلَ الْمَطَر، فلَمْ يَنْزِلِ الْمَطَرُ عَلى الأَرْضِ ثَلاثَ سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر. ثُمَّ صلَّى مِنْ جَدِيد، فَأَمْطَرَتِ السَّمَاء، وأَخَرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا. يا إِخْوَتِي، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُم عنِ الحَقِّ، ورَدَّهُ أَحدٌ عَنْ ضَلالِهِ، فَٱعْرِفُوا أَنَّ الَّذي ردَّ خَاطِئًا عَن طَرِيقِهِ الضَّالّ، يُخَلِّصُهُ مِنَ الْمَوت، ويَسْتُرُ جَمًّا مِن الخَطايَا."

 

الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً

وفاة اللواء انطوان لحد القائد السابق لجيش لبنان الجنوبي

12 أيلول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/11/%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%86%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%AD%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D9%84/

الياس بجاني/موقع المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

انتقل إلى رحمته تعالى يوم الخميس الماضي في العاصمة الفرنسية، باريس، اللواء المتقاعد وقائد جيش لبنان الجنوبي السابق، انطوان لحد، وذلك على إثر عارض صحي مفاجئ. المغفور له عمره ناهز الـ 88 سنة وكان منذ العام 2000 مقيماً في إسرائيل.

اللواء الراحل هو في قناعاتنا الراسخة والإيمانية والوطنية من المواطنين والقادة الشرفاء والأتقياء الذين أحبوا وطنهم وخدموه بأمانة وخوف من الله وبضمير أكثر من مرتاح في كافة المواقع التي تسلمها وكان آخرها قيادة جيش لبنان الجنوبي.

معلوم أن اللواء لحد كان تولّى قيادة “جيش لبنان الجنوبي” بعد وفاة مؤسسه الرائد سعد حداد إثر اندلاع الحرب في لبنان عام 1975، واستمر على رأسه حتى انسحاب إسرائيل من الجنوب عام 2000 عملاً بالقرار الدولي 425.

هذا وكان تعرض اللواء لحد لمحاولة اغتيال غاشمة عام 1989 على يد سهى بشارة المنتمية إلى الحزب الشيوعي أدّت إلى إدخاله العناية الفائقة لمدة طويلة وقد أعفى عنها على خلفية المحبة والتسامح والمغفرة وأطلق سراحها.

المغفور له من بلدة كفرقطرة الشوفية وكان أساساً من الضباط الكبار في الجيش اللبناني والقريبين من الرئيس الراحل كميل نمر شمعون.

هذا وعلم موقعنا أن مراسم الجنازة ستتم بعد أسبوع في باريس، على أن ينقل جثمانه لاحقاً إلى مسقطه كفرقطرة في الشوف.

من المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية ونيابة عن أصدقائها ومؤيديها كافة، وباسم كل الأحرار والسياديين في لبنان وبلاد الانتشار الذين يشاركوننا مواقفنا وقناعاتنا الوطنية والحقوقية والإنسانية والإيمانية والضميرية التي تخص ملف الشريط الحدودي بكافة تشعابته وجيش لبنان الجنوبي وأهلنا اللاجئين قسراً في الأراضي المقدسة، باسمهم جميعاً نتقدم من أهل الفقيد بأحر التعازي القلبية طالبين لروحه الطاهرة الرحمة والسكنة في جنات الخلد إلى جانب الأتقياء والشهداء والبررة.

عن المنسقية

الياس بجاني

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

ميشال عون ما غيرو “يلي ظبرتو بتسوى الكل” سجل رسمياً مؤسسة لنشر فكره وثقافته

الياس بجاني/09/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/11/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%A7-%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D9%88-%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%B8%D8%A8%D8%B1%D8%AA/

يا عالم يا هو معقولي هالمخلوق العجيب والغريب يكون من طينة البشر وعندو عقل وأحاسيس بشرية وفي براسو ذرة حياء؟

لا أبداً مبين ع الآخر انو هودي كلون صفات ومقومات وقدرات ونعم مش شامم ريحتون ولا هني بيعرفوه. الرجل الواهم والمهووس والنرسيسي هذا سجل رسمياً مؤسسة لنشر فكره في لبنان والعالم وأوكلها لبناته والأصهرة.

نسأل أي فكر هذا الذي يريد عون نشره وتركه للبشرية؟

أليس هو فكر المسيح الدجال الذي يعمل على تسميم عقول المؤمنين وجرهم إلى جهنم؟

أليس هو فكره العفن اللاهي والوصولي والجاحد الذي يضرب ويقتلع وجودنا وهويتنا وتاريخنا وصورتنا ويحول لبنان إلى مستعمرة يحمها الولي الفقيه الإيراني وحزبه اللاهي؟

أليس هو فكره الذي تمظهر في يافطة حملتها سيدة غبية من انصاره المغرر بهم في مظاهرته اللاهية الأخيرة واليافضة الفكرية والحضارية هذه تقول: “ظبرة عون بتسوى الكل”؟

أي ثقافة هذه وأي فكر هذا الذي يريد المهووس والشارد عون أن يورثه للأجيال القادمة؟

عون باختصار وعن قناعة تامة هو مريض عقلي بحاجة ماسة للحجر والعلاج. أما ربعه المغرر بهم فحدث ولا حرج وصحيح يلي ما استحو من أمثاله بعدون ما ماتو!! والعقل زيني.

 

حدا يفهمنا كيف القومي السوري العلماني ومعه الشيوعي اللاديني وعون حامل لواء الحقوق المسيحية هم حلفاء وتابعين لحزب الله الأصولي والمذهبي ومع مشروع إيران الإمبراطوري ومع الأسد الكيماوي والبراميلي!!

الياس بجاني/11 أيلول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/11/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D8%AF%D8%A7-%D9%8A%D9%81%D9%87%D9%85%D9%86%D8%A7-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88/

حقيقة إذا حدا من جهابذة المقاومة والممانعة والتحرير والنحر والغزوات بيقدر بالعقل والمنطق والمحسوس والملموس من المعايير الأرضية والإيمانية والعقلية كافة، إذا بيقدر يبفهمنا نحن البسطاء والكفار ربما، كيف القومي السوري العلماني ومعه الشيوعي اللاديني ع الآخر وعون حامل لواء الحقوق المسيحية وربع شغيلة زاهر الخطيب، كيف هودي كلون هم حلفاء وتابعين لحزب الله الأصولي والمذهبي ومع مشروع إيران الإمبراطوري ومع الأسد الكيماوي والبراميلي!!

منكون فعلاً من الشاكرين لأنو هذا التحالف ب 08 آذار ما بيركب على قوس. وأكيد بيهمنا المردي كمان يشرح لنا كيف هو ونظام الأسد خاص ناص، وبطريقه يخبرنا البيك سليمان يخبرنا إذا بيعرف شو يعني مردة وشو هو تاريخ المردة وشو هي هويتون ومين هني اعدائهم؟ وأكيد ما فينا ننسى كمان نوجه السؤول نفسه إلى الناصرين وكل العروبين والقومجي ويلي همون يكبوا إسرائيل واليهود بالبحر!!

هودي كلون باختصار عايشين بغير زمن وبعالم من الأوهام وأحلام اليقظة وثقافتون حربائية ومن دون تبات على أي شيء. يعني ثقافة قوس قزحية وكل يوم بلون وعاشت الحرية ومعها كل شعارات نفاق المقاومة والممانعة والتحرير وبضهرون خبرية حمايتنا نحنا المسيحيين في لبنان من الأصوليين والأصولية وداعش والنصرة وباقي الربع يلي هني كلون صناعة سورية وإيرانية وتركيةومن تفقيس ماكينات مخابراتون وبطلهم الأغر أبو عدس كان وج الصحارة!!

 

بعض تغريداتنا لليوم

الياس بجاني/11 أيلول/15

ميشال عون عملياً وواقعاً هو الأخطر على لبنان من حزب الله والأسد والملالي كونه طروادي واسخريوتي يخدع شرائع كبيرة من أهلنا ويقودهم إلى المهالك. هو مسيح دجال.

نرى أنه من واجب سيدنا الراعي الذي عارضناه سياسياً منذ بدأ حبريته ولا نزال أن يعود إلى ثوابت صرحنا ويسمي من يعطل انتخاب رئيس وعون تحديداً ويحرمه كنسياً.

من حق وواجب كنيستنا المارونية أن تطرد عون وتحرمه عملاً بقوانينها لأنه يدمر لبنان عن سابق تصور وتصميم ويخدع الموارنة البسطاء ويسوق للكراهية والفوضى والحروب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مغلّف تذكاري للرئيس الشهيد بشير الجميل

النهار/12 أيلول 2015/في الذكرى الثالثة والثلاثين لاستشهاد رئيس الجمهورية المنتخب الشيخ بشير الجميل في 14 ايلول 1982، وضعت شركة "ليبان بوست" في الاسواق أمس الجمعة 1000 مغلف تذكاري ويتضمن الطابع الذي أصدرته عام 2010 حاملا صورة الرئيس الشهيد والعلم اللبناني، اضافة الى الشعار الذي أطلقه واستشهد من اجله "لبنان 10452 كيلومترا مربعا".

 

اعتصامات في صيدا وبرج حمود ومجدل عنجر ترفض خطّة شهيّب وتهدّد بالتصعيد

النهار/12 أيلول 2015

بات المشهد اللبناني اليومي يكرّر نفسه من 17 تموز الماضي. اجتماعات لجان ومجالس رسمية، احتجاجات شعبيّة واعتصامات وتظاهرات، تراشق اتهامات ومطالبات بالإستقالة، فيما أطنان النفايات ملأت الشوارع والقرى والوديان ومجاري الأنهر والشواطئ وهي في تزايد يومي، مخلفة كارثة لا يلوح حلّ لها في الأفق حتى الساعة. رفض أهالي برج حمود إعادة تشغيل المكبّ فاعتصموا بالقرب منه في الأمس مطلقين صرخات الإحتجاج على أي قرار أو خطة تشمل إعادة تشغيله. وفي صيدا، واصل الأهالي احتجاجهم على خطة وزير الزراعة أكرم شهيب، فاعتصم عدد من الناشطين أمس خصوصاً من أنصار "التنظيم الشعبي الناصري" و"الحزب الديموقراطي الشعبي" أمام المدخل الرئيسي لمعمل معالجة النفايات في صيدا، تعبيرا عن ورفضهم استقبال نفايات جديدة من خارج صيدا، ورددوا هتافات ضد "السلطة الفاسدة، والبلدية المتواطئة ضد مصالح الناس". والقت سناء دباغ كلمة مشددة على "رفض استقبال اي نفايات من خارج منطقة صيدا لمعالجتها او طمرها، وطالبت بلدية صيدا بالافراج عن المراسيم والعقد ودفتر الشروط المعمول به في معمل معالجة النفايات ووضعها بتصرف الرأي العام واصحاب الاختصاص". وتوجه المعتصمون نحو مكب عشوائي تلقى فيه النفايات في مياه حوض البحر، بدون فرز أو معالجة ووصفوا الامر بانه "فضيحة" وضعوها برسم بلدية صيدا ووزارة البيئة.

مجدل عنجر

واعتصم اهالي بلدة مجدل عنجر وبلديتها ومشايخها واختياريوها أمس بعد صلاة الجمعة، رفضا لقرار الحكومة القاضي بإقامة مطمر في السلسلة الشرقية في منطقة المصنع الحدوديّة، بمشاركة بلديتي عنجر والصويري وقطعوا الطريق الدولية. شارك في الإعتصام النائب عاصم عراجي متضامنا مع المعتصمين ومؤكدا أنه "ضد إقامة المطمر وضدّ أي وزير وافق على المطمر" مشيرا الى انه ابلغ هذا القرار الى المراجع المعنية، ومن بينها دار الفتوى، فردّ عليه الشبان، الذين استهجنوا مشاركته: "ترجم اعتراضك واستقل لنحملك على الاكتاف، واي كلام غير هذا ضحك على الذقون". وتدخل رئيس بلدية مجدل عنجر سامي العجمي مؤكداً أن عراجي سبق ان اتصل به "مؤكدا دعمه موقف مجدل عنجر المعارض للمطمر وبأنه مستعد لتقديم استقالته اذا اضطره الموضوع"، ثم خاطب العجمي الحكومة قائلا: "لسنا مزبلة، عيب عليكم، انزعوا هذا الموضوع من بالكم لا تجربونا". وأضاف مهدداً: "من يفكر بإقامة مطمر عندنا سنطمره فيه، وإذا ارسلتم الشاحنات فسيطمر السائق قبل عودته". وألقيت كلمات منددة بقرار اللجنة الوزارية.

شاطئ البترون

وانتشرت النفايات على طول الشاطىء بين تحوم وكفرعبيدا عند ساحل البترون ويتخوف الأهالي من حلول فصل الشتاء وحمل موج البحر النفايات وتوزيعها على طول الشاطئ. ووجهوا نداء الى "رواد هذا الشاطىء" طالبوهم فيه بحمل نفاياتهم معهم وعدم تركها وراءهم والا فانهم سيحصرون الدخول الى المنطقة بأهلها دون سواهم. وناشدوا بلدية كفرعبيدا "التوصل الى حل عاجل للشاطىء اما بوضع ضوابط على من يرتاده أو اقفاله نهائيا علما ان أمورا منافية للأخلاق تجري على هذا الشاطىء ورواده ليسوا من المنطقة".

 

مباراة" الرئاسة مؤجّلة... في انتظار الخارج هل يضمن عون انتخابه رئيساً من الشعب؟

رضوان عقيل/النهار/12 أيلول 2015

أظهرت الجلسة الاولى من الحوار بين رؤساء الكتل وممثلي الطوائف في ساحة النجمة انها اشبه بربط نزاع مفتوح الى حين التوصل الى تسوية ما، لعدم تمكنهم، اقله في القريب العاجل، من معالجة البند الاول على جدول الأعمال وهو انتخاب رئيس للجمهورية. ويعرف رئيس مجلس النواب نبيه بري صعوبة خوض السباق في مباراة الرئاسة والوصول الى خواتيم الانتخاب، وقت لن ينقطع عن المحاولة في الجلسة الثانية الاربعاء المقبل حتى لو انعقدت عشرات الجلسات لهذا الهدف الذي يجمع عليه المتحاورون وان من منطلقات مختلفة. ولم تؤشر مداخلات الجلسة الاولى الى حصول خروق في "صخرة الانتخابات الرئاسية" اذ بقي كل فريق على رأيه. وبعد الادلاء بالمواقف المعروفة من الاستحقاق، يلاحظ ان رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط كان من اكثر المشاركين صراحة في قول كلمته حيال هذا الملف الشائك. فهو لم يتوان عن الاعلان في الجلسة الاخيرة ان لا مؤشرات في الافق توحي باجراء الانتخابات في هذا التوقيت. واطلق على طريقته البرقية والمختصرة جملة من نوع "في انتظار اشارة الاصبع من الخارج لاتمام هذا الاستحقاق". ولا يمنع موقفه هذا من اندفاعه نحو الحوار والاستمرار بهذه التجربة مرة اخرى تحت مظلة بري الذي لا يقصر في مجالسه عن الاشادة بصديقه القديم ووصفه بـ "الزعيم الحقيقي". ولا يقصر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في إغداق المديح على بري وسط سعيهما مع الآخرين لانتخاب رئيس الجمهورية. وعلى رغم المناخات التفاؤلية التي يبثها الرجلان، يتلخص لسان حال جنبلاط على الشكل الاتي:" لا تتعبوا انفسكم، ملف الرئاسة ليس عندنا". وبعد اعلان "تيار المستقبل" الذي يملك اكبر كتلة في البرلمان تشديده في الدرجة الاولى على انتخاب رئيس للبلاد ورفضه التوجه الى اجراء الانتخابات النيابية، فضلاً عن عدم سيره بانتخاب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، تبقى اللوحة الرئاسية عند "التيار الازرق" على حالها. وردد الرئيس فؤاد السنيورة اكثر من مرة ان فريقه لا يريد عون رئيساً ولا حتى ايصال صهره العميد شامل روكز إلى رأس قيادة الجيش. وفي ظل هذه المراوحة التيِ يعيشها الافرقاء، يعمل عون على اجتراح حلول للخروج من المأزق، اذا لم يتم التوصل الى قانون انتخاب لاطلاق مجلس جديد يختار الرئيس المقبل، ظناً منه انه سيحقق نتائج افضل في الشارع المسيحي ويرفع عدد نوابه ليثبت مرة اخرى انه الزعيم الاول في الشارع المسيحي. وعند انسداد تطبيق طرحه يعود الى الدعوة لاجراء الانتخابات الرئاسية من الشعب مباشرة، وهذا ما كرره على طاولة الحوار، وفي حال حصول هذا التعديل الدستوري، يكون بحسب كثير من اللبنانيين قمة التطوير للنظام السياسي الذي يسمح لهم بانتخاب رئيسهم بدل ترك مهمة اختيار الاسم واسقاطه من الخارج على رؤوسهم على الطريقة المعمول بها من العام 1943 الى انتخاب الرئيس ميشال سليمان بعد مؤتمر الدوحة.

ويبقى سيناريو انتخاب الرئيس من الشعب دونه عقبات وبعيداً من التحقيق لاعتبارات طائفية حتى لو تم الابقاء على الصلاحيات نفسها التي يملكها رئيسا مجلس النواب والحكومة. ويعتقد مراقبون ان التبديل في قاعدة الانتخاب وتغييرها لن يجريا بهذه السهولة لعدم توافر "معطيات انقلابية" في موازين القوى المحلية تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية من الشعب مباشرة وسحب هذه المهمة من ممثليهم في الندوة البرلمانية، التي تحتاج في حال تطبيقها الى "مساعدة من صديق في الخارج"، لانها تغير وجه الطائف والدستور. وثمة ملاحظات وتساؤلات تطرح على عون في حال تحقيق خياره: هل يصل الى سدة الرئاسة اذا تم السير في تعديل طريقة الانتخاب، ولا سيما انه طلب في البداية حصر الانتخابات بين الناخبين المسيحيين للمفاضلة بين من يحتل المرتبتين الاولى والثانية تمهيدا لمشاركة سائر اللبنانيين في الدورة الثانية وحصرها بمرشحين؟ ويظهر هنا ان الناخب المسلم تحول درجة ثانية في هذه العملية، إلا انه عاد وتراجع عن هذه النقطة وطالب باشراك الجميع في الانتخابات بدءاً من الدورة الاولى.

وفي المقابل ثمة من يطرح على عون اسئلة مثل:

- هل ينجح في الرئاسة من الشعب؟

- هل يضمن الحصول على النسبة الاكبر من اصوات المسيحيين، لأن منافسيه، على اختلاف مشاربهم، سيتجمعون ضده منعا لتحقيق حلمه وايصاله بهذه الطريقة الى القصر الجمهوري.

- من يضمن لعون انه سيحصل على النسبة الساحقة من اصوات الطائفة الشيعية على رغم تحالفه مع "حزب الله" في ظل العلاقات الفاترة بينه وبين حركة "أمل"؟

- يعرف عون جيداً ان الشريحة الكبرى من ابناء الطائفة السنية لن تمنحه اصواتها، لأن ممثلها الاول "تيار المستقبل" باق على موقفه المعروف من عون، والامر نفسه ينسحب على الطائفة الدرزية التي يمثل جنبلاط اكثريتها.

ولا تمنع هذه الاسئلة عون من الاستمرار في طرح السيناريو الانتخابي الشعبي الذي لا ينفك عن تقديمه، لان الانتخابات في اكثر بلدان العالم اذا كانت من الشعب لا تحسم من الدورة الاولى، بل تنحصر بمن يحتل المركزين الاول والثاني ليتأهلا للدورة الثانية، الامر الذي يكفل لعون الوصول اليها بحسب المعطيات الموجودة لديه.

مرة اخرى يعود قرار الحسم في لبنان الى تأثيرات مناخات الخارج والعواصم التي ترسم سياساته في المحطات الفاصلة من الاستقلال الى اليوم.

 

اعتراض على تمثيل الروم الكاثوليك في الحوار ومطران زحلة نقل الشكوى إلى بري

النهار"/12 أيلول 2015/وقعت الواقعة مجددا داخل البيت الكاثوليكي من بوابة مؤتمر الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، والذي اختار الوزير ميشال فرعون لتمثيل طائفة الروم الكاثوليك من دون استشارة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام او وجهاء الطائفة. واذا كان الخيار وقع على فرعون، وفق ما نقل عن قريبين لبري، تجنّباً لاحراج اضافي يسببه الصراع الذي تعيشه مدينة زحلة، إذ ان الزعيم الكاثوليكي الياس سكاف ليس نائباً حالياً، وسيعترض على حضوره حكما رئيس كتلة نواب زحلة الكاثوليكي الآخر النائب طوني ابوخاطر، اضافة الى النائب نقولا فتوش. لكن الاعتراض انفجر على "المستشار" الذي اصطحبه فرعون الى الحوار، وهو المهندس الياس ابو حلا الذي عمل على ادارة مشاريع البطريركية زمناً طويلاً قبل ان يبعده البطريرك لحام وعدد من الاداريين كهنة وعلمانيين، بعد شائعات عن تورطهم في صفقات وسمسرات في بيع اراض وعقارات ومصاريف وهمية في بناء عقارات او ترميمها. وابدى مطارنة اعتراضهم على التمثيل، واتصل مطران زحلة عصام درويش بالرئيس نبيه بري شارحا التفاصيل.

وامس، اصدر الوزير السابق سليم جريصاتي بيانا استهجن فيه "حجم التمثيل الكاثوليكي على طاولة الحوار باقتصاره على الوزير فرعون الذي ادعوه الى الإصرار على تمثيل متواز لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك في هذه المرحلة الطوائفية بامتياز والمفصلية في حياة امتنا اللبنانية". واضاف: "لا اتقن هذه اللغة، الا انه في الوقت عينه اربأ بالداعي الى الحوار وواضع معايير اختيار المتحاورين، عن تحجيم الطائفة الكاثوليكية وتغييب عاصمة الكثلكة زحلة عن المشاركة في الحوار واقصاء شخصيات عامة وازنة من المدينة، في غياب رئيس الكتلة الشعبية القسري بسبب المرض - شفاه الله -، وارحب بمبادرة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام تكليف المطران عصام يوحنا درويش، الذي وضعه في صورة التحجيم والإقصاء، بالتواصل مع الرئيس نبيه بري لتصحيح الخلل في التمثيل الكاثوليكي، وهذا ما فعل بصدق وتصميم، عسى ان يسمع الرئيس بري هذا النداء ولا يقصر الإستثناء على طائفتنا فقط فنحرم مرتين من شرف الوجود في مساحة حوارية، مهما كان مآلها او الآمال المعقودة عليها".

من جهة ثانية، تمّنت "هيئة الدفاع عن حقوق الروم الكاثوليك" على رئيس المجلس "اعادة النظر بضيوف طاولة الحوار، ورفع الظلامة اللاحقة بزحلة والطائفة التي هي من الطوائف الستّ الاساسية في لبنان.

ولفتت إلى أنّ التمثيل الكاثوليكي في طاولة الحوار منقوص وهزيل، قياساً بتمثيل الطوائف الاخرى ومكوّناتها السياسية، مؤكدة أنّ المراجع الروحية لا علم لها مطلقاً باصطحاب وزير السياحة ميشال فرعون معه الى طاولة الحوار المهندس الياس ابو حلا، ورفضها القاطع تسويق اسمه واستغلال هذه المناسبة الوطنية، متمنية على فرعون "اعادة النظر بالشخص الذي يصطحبه معه الى طاولة الحوار، لناحية الاختصاص ودوره في الدعاوى المقامة ضد البطريركية من بيع أراضٍ".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 11/9/2015

الجمعة 11 أيلول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أحدثت الأنباء التي راجت دون الإستناد الى معلومات صحيحة حالا من القلق خصوصا وأنها تحدثت عن اعتداءات متوقعة على السفارات الخليجية في بيروت.

وقد نفى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم صحة هذه الأنباء وأكد أن الأمن مقبول وأن اي اعتداء إن حصل سيكون على مركز أمني إسوة بالأحداث التي تقع في أي بلد في العالم خصوصا في ظل الحرب على الإرهاب والتي يشارك فيها لبنان مشددا على التنسيق الكامل بين الأجهزة الأمنية بما يجعل الأمن ممسوكا، ومشيرا الى أنه كان دعا الخليجيين وغيرهم في وقت سابق للمجيء الى لبنان في فصل الصيف.

وفي الشأن السياسي أكد اللواء ابراهيم أن لا معلومات تفيد بأن الإنتخاب الرئاسي قريب، لكنه لفت الى أن الأمل الوحيد في تحسين الوضع السياسي يكمن في مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الخطة البيئية لمعالجة أزمة النفايات تترنح، لكنها لم تسقط، سبب ترنحها أمران: وقوف بعض القوى السياسية ضدها في الخفاء بعكس موقفها المعلن، أما السبب الثاني فالتحركات الاحتجاجية في بعض المناطق ضد نقل النفايات إليها، وقد توزعت التحركات الاحتجاجية بين صيدا والمصنع وبرج حمود.

إلى الموقفين لا تزال مجموعات الحراك المدني تتريث في إعلان موقفها من خطة الوزير شهيب، وفي المعلومات فإن هذه المجموعات مكبة على دراسة الخطة بعد استعانتها بعدد من الجمعيات البيئية والخبراء البيئيين وأنها ستصدر رأيا موحدا فيها قبل نهاية الاسبوع.

وسط المواقف المتضاربة، كان لافتا ما نقلته وكالة الأنباء المركزية عن الرئيس تمام سلام إذ انه تساءل بحزم أمام زواره: ما الداعي لبقاء الحكومة عاجزة عن رفع النفايات؟ يأتي موقف رئيس الحكومة مع تأكيد مصادر مطلعة أن بعض القوى السياسية لن تسير في خطط النفايات إلا بعد تمرير ترقية بعض الضباط إلى رتبة لواء التي تشمل العميد شامل روكز.

أمنيا، المعلومات الأمنية التي أشارت الى أن بعض البعثات الديبلوماسية ومقارها في خطر، ولا سيما سفارة الممكلة العربية السعودية، اثارت المخاوف من عودة التلاعب بالامن كمقدمة لتغيير قواعد اللعبة والتوازنات اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

إذا كان مطمر الناعمة قد رفض إعادة فتحه ساعة واحدة وعكار صرخت بأنها لن تكون مزبلة والمصنع قال: لن يمروا وبرج حمود أعلنت أن ذكرياتها المرة مع النفايات لن تؤهلها لتكرار التجربة ومدينة صيدا رفضت إدراج اسمها في لائحة الطمر، فمع من تفاوض أكرم شهيب وأي خطة أذاعها في ليل ومع فرز أوراق الخطة يتبين مدى الهرطقة التي أقدم عليها مجلس الوزراء بحيث لم يقرر المشرفون على القرار الحكومي في ست ساعات إلا مشروع العودة إلى سوكلين في صفحات لا تحمل صفة القانون ولا المرسوم ولا تحتكم على أي صفة تنفيذية. البلديات اسم على ورق دورها ملغى مرحليا مع إضافة شروط تعجيزية إليها مستقبلا بكمية الأطنان الواجب جمعها ولم يضع المجلس أي إجراء عملانيٍ يحدد فيه كيفية بدء عمل البلديات ولا سبل تحويل الأموال إليها من الصندوق العائد إليها بمعنى أننا أمام قرار همايوني كتبه وزير الزراعة بالنيابة عن وزير البيئة الذي لم يعد له أي دور سوى الصمود على الكرسي في اللعازرية وإعلانه شبه اليومي رفض الاستقالة.

كل ما في الخطة أن الوزير أكرم شهيب أسند إليه هذا الملف لتوليف إخراجٍ يليق بالنائب وليد جنبلاط فإذا كان شهيب على هذا القدر من الفطنة واجتراح الحل في اللحظات الأخيرة ويتمتع بمواهب عالية فلماذا لم يبرز مواهبه عندما كان يحمل حقيبة وزارة البيئة؟ لماذا حرم اللبنانيين عبقرية تفرز معجزات وكيف لم يكتشف أن درهم وقاية خير من "قنطار" علاج. أطبق شهيب في أيامه على العقود والمناقصات والحلول وأصيب بصحوة ضمير على الرائحة وقد جرى اختياره من دون بقية خلق الوزراء لأنه يقع على فالق الزعيم وليد جنبلاط ولم تكن هذه الصحوة لتضرب في البيوتات السياسية لولا أن شبابا تحرك في الشارع وبات يهدد الهيكل.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

الاختراق غير المكتمل الذي أحدثه التحرك المطلبي في جدار اجتماعات مجلس الوزراء، دافعا الى إقرار خطة حل ازمة النفايات، ما زال ينتظر حصيلة الاختبارات الفعلية التي تواجه خطة الوزير اكرم شهيب عبر تحركات شعبية تتنقل بين المناطق المسماة على لائحة المطامر المقترحة او المدرجة في الخطة كمواقع لاستقبال اكوام من نفايات المناطق. مواقع لم تفلح جرعات الدعم المالي الحكومي الى الآن في زعزعة رفضها، من عكار شمالا الى الناعمة ساحلا، وصولا الى صيدا وصعودا نحو منطقة المصنع.

اختراق آخر يختلف في الموقع والتوقيت تحقق للمرة الثانية في زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمنطقة الشوف انطلاقا من عاليه ليلتقي قياداتها الروحية والسياسية، مجددا معهم المواقف التي لم تعد تحتمل وضع الرأس في الرمال، بينما الاعتصامات والاضراب عن الطعام يدق السدود السياسية ودكاكين الفساد التي يخرج أهلها من بين العفن والفضائح ليصرخوا في صحرائهم الخالية علهم ينجحون في تضليل الحواس وكتم روائحهم.

الصراخ ما عاد يجدي لدى أهل العدوان على سوريا في محاولاتهم لثني الدعم الروسي المؤكد لسوريا في كل يوم بل في كل ساعة على لسان أرفع المسؤولين بعد ان اضحت الحرب على الارهاب ستارا يغطي تحريك الجماعات المسلحة على ارض سوريا لضرب استقرارها وأمن اهلها.

* مقددمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

خطة حل ازمة النفايات لم تسلك طريقها بعد نحو الترجمة العملية في ظل حماسة رسمية وتقنية واعتراض متفاوت على مستوى الحراك الشعبي الذي ربط بعضه التطبيق بشروط، فبأي اتجاه ستسلك الامور؟

طريق الحوار الى ساحة النجمة سالكة وهي عملية ستستمر وتنتج بحسب راعي الحوار الرئيس نبيه بري، الذي اكد ان موافقة المتحاورين على تحديد موعد الجلسة الثانية كانت تأكيدا على رغبتهم في استمرار هذا الحوار بالرغم من سيل المواقف المتناقضة التي عبروا عنها في الجلسة الافتتاحية، لافتا الى ان ما قيل عن سجالات حادة ليس صحيحا. وسجل الرئيس بري ايجابيتين حققهما الحوار، الاولى التئام مجلس الوزراء بحضور كل مكوناته واتخاذ قرار بحل نهائي لازمة النفايات، والثانية موافقة المتحاورين جميعا على موعد الجلسة الحوارية الثانية واشار الرئيس بري الى ان موضوع رئاسة الجمهورية هو البند الاول وسيستمر البحث فيه حتى التوصل الى اتفاق.

جلسة الحوار تلقت جرعة اضافية من الدعم العربي اليوم بعد ترحيب من وزارة الخارجية المصرية التي اعربت عن تقديرها لجهود الرئيس بري واعربت عن تطلعها لاستجابة الاطراف اللبنانيين لهذه الدعوة.

من الجبل دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المتظاهرين الى ان يكون مطلبهم الاساسي هو انتخاب رئيس للجمهورية.

اقليميا، برز التحول اللافت في الموقف الروسي لجهة الجهر بتسليح الجيش السوري لمحاربة الارهاب وصولا الى الوجود العسكري المباشر في سوريا وهو الموقف الذي يدأب سيرغي لافروف على تظهيره يوميا ما دفع بواشنطن الى توجيه رسالة عبر اتجاهين الاول اعلان قلق مشترك من الادارة الاميركية وحلف الاطلسي من النوايا الروسية وتلويح المبعوث الاميركي للتحالف الدولي ضد داعش جون آلين بامكانية المواجهة مع القوات الروسية في سوريا.

على المستوى العربي يبدو ان العلاقات المصرية السورية قطعت شوطا هاما على مستوى التنسيق، لاسيما في المجال الامني والاستخباراتي وقد تحدثت معلومات في هذا الشأن عن زيارة قام بها رئيس مكتب الامن القومي السوري اللواء علي مملوك اخيرا الى القاهرة كما اشارت الى زيارة مماثلة الى سلطنة عمان.

نوويا فشل الجمهوريون في مجلس الشيوخ في تعطيل الاتفاق النووي مع ايران، الامر الذي اعتبره الرئيس الاميركي باراك اوباما انتصارا للديبلوماسية وللأمن العالمي.

نصر ديبلوماسي من نوع آخر حققه الفلسطينيون بعدما تبنت الامم المتحدة قرارا يجيز لفلسطين رفع علمها على مقر المنظمة الدولية رغم الصراخ الاسرائيلي لمنع الامر.

* مقدمة نشرة أحبار ال "أو تي في"

اليوم 11 ايلول، بالعادة كرست الولايات المتحدة هذا التاريخ كشاهد على الارهاب الذي ضربها وضربت على حجته الشرق الاوسط مبعثرة في تركيبته مشهد الابراج المستهدفة. بات اليوم هامشيا امام الارهاب الضارب في مشرقنا فعندنا حضارات برمتها تنسف لا برج او برجان، عندنا الملايين لا المئات يقتلون بيد الارهاب وبمال بعض العرب وسلاح بعض الغرب، عندهم تنظيم القاعدة يعد ارهابيا وعندنا يريدون فرعه الشامي تحت مسمى النصرة قابل للهضم والاعتدال ليتحول شريكا لهم يسلطوه علينا.

عندنا يموت الاطفال بصمت وتشرد العائلات في الظل كأن شعبنا اقل بدرجة انسانيته من شعوبهم كي يتحول وقود في معاركهم او ارقام تُحصى من دون ان تحرك شيئا في مشاعر احد الا حين يقترب الخطر من بوابتهم.

عندهم اليوم 11 ايلول وعندنا كل يوم 11 ايلول ولكل يوم قاعدته ونصرته ودواعشه تبقى الصرخة حقا في هذا اليوم عل من يسمع بل تتحول واجبا كي لا تصبح شعوبنا مرمية على احفاف طرقات العالم وبلداننا مكبا لارهاب الامم وكي لا يتحول تاريخنا مهزلة تماما كواقعنا في لبنان حيث الحياة بين قمامة السياسة وقمامة النفايات المتمددة بلا حل.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

بعد احتجاج اهالي الناعمة وعكار والاعتراضات على الخطة التي اقرها مجلس الوزراء لانهاء ازمة النفايات تصاعدت اليوم التحركات الشعبية الرافضة لتشمل مجدل عنجر في البقاع وصيدا في الجنوب وبرج حمود في بيروت.

مجموع الاعتراضات هذه دفع البعض الى التساؤل عن جدية الغطاء السياسي للخطة التي اعدها الوزير اكرم شهيب لوضع نهاية للنفايات المكدسة بالاطنان في بيروت وجبل لبنان.

سياسيا الانظار مشدودة الى طاولة الحوار التي ستلتئم مجددا الاربعاء المقبل في البرلمان وسط بوادر ايجابية عكستها الاجواء الاخيرة المنقولة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري.

واليوم جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته الراعوية الى قرى عاليه والشحار الغربي دعوته للسياسيين ان يتصالحوا في ما بينهم وان ينتخبوا رئيسا للجمهورية مؤكدا رفضه للفراغ الرئاسي.

اقليميا وفيما الميدان السوري يشهد المزيد من اعمال الكر والفر بين قوات المعارضة وكتائب الاسد أكد الموفد الأميركي للتحالف الدولي ضد داعش أن وجود قوات روسية على الأراضي السورية يخلق مشكلة جديدة في المنطقة.

في وقت كان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف يؤكد ان بلاده ستستمر في توريد المعدات العسكرية إلى النظام السوري لدعم قدراته الدفاعية على المستوى المطلوب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

أزمة النفايات فتحت أبواب مغارة علي بابا في لبنان، السؤال الذي يطرح أين تذهب أموال الوزارات؟ ولماذا لم يحصل اللبنانيون بعد على أبسط حقوقهم من ماء وكهرباء ومواصلات وإتصالات؟

 

بورتولانو اطلع بري وسلام على الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل: للسعي إلى اتفاقات بشأن ترتيبات عملية تحد من الانتهاكات

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - أعلنت "اليونيفيل" في بيان، أن رئيسها وقائدها العام "اللواء لوتشيانو بورتولانو التقى اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام في اجتماعين منفصلين في بيروت". وبعد الاجتماعين، قال بورتولانو: "أجريت مباحثات مثمرة جدا مع كل من الرئيس بري ورئيس الحكومة سلام، حيث أطلعتهما على الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل وعلى جهودنا جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية للحفاظ على الهدوء والاستقرار على طول الخط الأزرق. كما نوهت بجهود الرئيسين المتواصلة لناحية مواجهة التحديات المتعددة التي تواجه لبنان اليوم". أضاف: "كذلك إستعرضت الدعم القوي الذي أعرب عنه مؤخرا مجلس الأمن الدولي لحكومة لبنان ووحدته وسيادته واستقراره واستقلاله. وبتمديد ولاية اليونيفيل حتى 31 آب 2016، يكون المجلس قد أقر بالدور المحوري الذي يلعبه الجيش اللبناني. كما رحب بالعمل البناء للآلية الثلاثية لناحية تسهيل التنسيق وتخفيف حدة التوتر". وتابع: "يسود الهدوء الى حد كبير على طول الخط الأزرق، واعتقد جازما أنه من المهم جدا البدء بالاستفادة مما إستطعنا بناءه حتى الآن في تعاون وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، والسعي إلى اتفاقات بشأن ترتيبات عملية بهدف الحد من الانتهاكات كإجراء آخر لبناء الثقة. كان هناك بعض الأمثلة الجيدة على التنسيق في الأيام الأخيرة، نذكر منها الأعمال التي تم تنفيذها في نهر الوزاني وغيره من المناطق الحساسة على طول الخط الأزرق. هذا هو الزخم الذي يجب أن نبني عليه". وأردف: "كما كررت دعمنا المتواصل لتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، باعتبار ذلك هدفا استراتيجيا لليونيفيل، وشددت على أهمية اجتماع مجموعة الدعم الدولي للبنان على مستوى رفيع والمقرر عقده في 30 أيلول على هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة". وختم: "الرئيسان بري وسلام كانا رائدين في دعمهما لليونيفيل على مدى السنين. وقد شكرتهما على اهتمامهما الشخصي بشجوننا وتقديرهما لدور اليونيفيل من أجل تعزيز هدفنا المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في جنوب لبنان".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 11 ايلول 2015

الجمعة 11 أيلول 2015

النهار

اعترض نائب ووزير سابق كاثوليكي على تمثيل الطائفة في طاولة الحوار علماً أن الخيار وقع لتجنيب زحلة المزيد من الصراعات.

يُنقل عن مسؤول أمني قوله إن تهريب الأشخاص من سوريا إلى لبنان عبر الجبال ازدادت وتيرته في الأشهر الأخيرة وعصابات التهريب تقبض 300 دولار على كل شخص.

قال سياسي في 8 آذار قصَد دمشق أخيراً إن ثمّة عتباً على عدد كبير من الحلفاء السابقين في لبنان ممّن يحاولون إعادة تفعيل التواصل.

سمع ديبلوماسي عربي يقول إن إيران جعلت لبنان رهينة لا تُفرج عنها إلا بفدية لم يتمّ الاتفاق على تحديد قيمتها بعد.

السفير

علّق أحد الظرفاء على إقرار خطة النفايات بالقول: "طلعت براس محمد المشنوق، فقد اقترح منذ أشهر طويلة مشروع تأهيل مطمر برج حمود لكنهم رفضوه، فكيف قبلوا به الآن"؟

قال أحد السياسيين الذين تمايزت مواقفهم في الحوار والحكومة والنفايات: "لستُ عبقرياً.. كلهم أغبياء"!

ربط أحد المخضرمين سياسياً مستقبل ما أسماه "قطاع النفايات" بقرار اقفال "الصندوق الأسود" الذي استفادت منه حلقة لا تتعدى الأربعة أشخاص طوال 10 سنوات.

المستقبل

يقال

إن مشاركين إثنين في طاولة الحوار أكدا أن أحد الأسباب وراء توتر رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون كان تلقّي موكبه أكبر كمية من البيض على يد المتظاهرين في طريق وصوله الى الجلسة.

اللواء

يشدّد نائب شوفي على العلاقة الجيدة مع مرجع كبير، على الرغم من عدم المشاركة في الجلسة الأولى للحوار..

لم يأخذ قطب وسطي على عاتقه، كالمعتاد، تطرية الأجواء، مع تيّار عريض، بشأن البحث بقانون الانتخابات قبل بت البند الأوّل!

تحوّلت رئيسة هيئة نقابية إلى عبء على هذه الهيئة نظراً لتجاوزها حدود العمل النقابي إلى التدخل في الشؤون الأكاديمية والادارية!

الأخبار

إجراءات ميليشيوية لقوى الأمن

في اطار الاجراءات الأمنية شبه الميليشوية التي اتخذتها قوى الأمن الداخلي، ليل أول من أمس في منطقة فردان، عشية الحفل التأبيني الذي دعا اليه النائب وليد جنبلاط في دار الطائفة الدرزية، عمدت الى إزالة سيارات المواطنين المتوقفة في المنطقة ليلاً من دون سابق إنذار. وفوجئ بعض الموظفين الليليين بسياراتهم وقد جُرّت بعنف من اماكن توقيفها الى اماكن أخرى، وتُرك بعضها في وسط الطريق، ما ألحق بها أضراراً جسيمة.

دريان يفصل أئمة مساجد

أصدر مدير الأوقاف العامة في دار الفتوى، الشيخ محمد أنيس الأروادي، قراراً بفصل كلّ من الشيخ غسان الطرابلسي إمام مسجد الطبش في رويسات صوفر والشيخ أحمد المصري إمام مسجد عاليه، من منصبيهما. وتبلغ الشيخان أمر فصلهما عبر موظف سلّمهما الإنذار بضرورة "إخلاء المسجدين فوراً تحت طائلة إرسال القوى الأمنية لإخراجهما بالقوة". وذكرت مصادر من داخل الدار أن سبب استبعاد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان للطرابلسي مردّه إلى رغبة من أرملة زهير الطبش الذي شيّد المسجد على نفقته (محسوب على الأحباش). أما المصري فقد دعا إلى اعتصام، الجمعة الفائت، أمام مسجد الفاروق في الزيدانية بالقرب من منزل دريان، "ضد الظلم الواقع على بعض المشايخ من قرارات متعسفة وظالمة".

السفارة الأميركية تدرّب على التغيير!

في خضم ما يتردد عن تلقّي ناشطي حملة "طلعت ريحتكم" تمويلاً ودعماً من السفارة الأميركية في بيروت، أعلنت الأخيرة قبل يومين تنظيم دورة تدريبية على "التغيير الاجتماعي من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي" بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا. على موقعها الإلكتروني، أفردت السفارة شرحاً مسهباً لأهداف الدورة التي حمّلتها شعار "الإعلام من أجل التغيير الاجتماعي"، وأشارت الى أن الصحافة والإعلام يملكان القوة والمسؤولية لدفع التحركات الشعبية السياسية. وتفتح عوكر حضنها الإلكتروني أمام الراغبين للمشاركة في التدريب، إما عبر الإنترنت أو عبر الحضور الشخصي إلى الصفوف في جامعة الروح القدس في الكسليك، لتلقّي دروس على كيفية استخدام الإعلام لتحقيق التغيير الاجتماعي وكيف يصبح الفرد مؤثراً وفاعلاً وكيف يساهم في حلول إيجابية. ومن شروط التدريب، أن يكون المشارك مقيماً في لبنان. وختمت السفارة التعريف عن التدريب بأنه مجاني ويهتم بمشاركة المواطنين اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان.

الجمهورية

تساءلت أوساط كيف يمكن التشكيك بشرعية المجلس لجهة إنتخاب رئيس، فيما يمنح هذا المجلس صلاحية إقرار قانون جديد للإنتخابات يُعيد إنتاج كل السلطة في لبنان؟

لاحظت أوساط أن فريقاً سياسياً عاود إجتماعاته الدورية على أثر التطورات الأخيرة ومن ضمنها الحوار.

قالت أوساط ديبلوماسية غربية إن تأييدها حرية التعبير يقف عند حدود رفض تجاوز الدستور والإعتداء على المؤسسات الدستورية والعامة.

البناء

لم تستبعد مصادر عليمة أن يكون الهدف الفعلي لزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المرتقبة إلى لبنان هو موضوع رئاسة الجمهورية، فضلاً عن الهدف المعلن المتعلق بموضوع النازحين السوريين، ولفتت المصادر إلى أنّ فرنسا معنية في الفترة الحالية باسترضاء الجانب الإيراني، خصوصاً أنّ الاتفاق النووي الذي كان واضحاً خلال المفاوضات بشأنه أنّ فرنسا تعارضه، صار أمراً واقعاً، ولا بدّ أن تترتب عليه نتائج سياسية واقتصادية استراتيجية، وليس من مصلحة "الأمّ الحنون" أن تكون بمنأى عنها…

 

المجلس الوطني للبحوث العلمية: نسبة التلوث تعدت المعدل العام بما يقارب 120 ضعفا

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - أعلن المجلس الوطني للبحوث العلمية في بيان، أنه "خلال العاصفة الرملية التي هبت على لبنان والمنطقة، إبتداء من 7 أيلول وبلغت ذروتها في 9 و10 أيلول 2015، استطاعت الوحدة البحثية المشاركة المدعومة من المجلس الوطني للبحوث العلمية والتي تجري أبحاثها في مجال تلوث الهواء، قياس مدى ارتفاع درجة تلوث الهواء بالغبار في مدينة بيروت مقارنة بالمعدل العام". واشار الى انه "تبين أن هذا التلوث قد ارتفع بنسبة كبيرة ليتعدى المعدل العام ويبلغ ما يقارب 120 ضعف هذا الأخير للجسيمات التي لا يتعدى قطرها 10 ميكروميتر (3000 ميكروغرام في المتر المكعب من الهواء بدلا من 25 ميكروغرام/م3). أما الجسيمات التي لا يتعدى قطرها 2,5 ميكروميتر فقد تعدى تلوث الهواء المعدل العام بنسبة أقل ارتفاعا ليبلغ ما يقارب 6 أضعاف هذا الأخير (180 ميكروغرام في المتر المكعب من الهواء بدلا من 30 ميكروغرام/م3). وتعتبر هذه الأخيرة الأكثر خطرا على الصحة".

 

سلام التقى السفيرين السعودي والبريطاني عسيري: ليتجه الحوار إلى انتخاب رئيس تعزيزا للمؤسسات

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الحكومي، سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري والقائم بأعمال السفارة ماجد الشراري. بعد اللقاء قال السفير عسيري انه نقل الى الرئيس سلام "حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على استقرار لبنان وتطلعات القيادة السعودية الى ان يتجه الحوار القائم حاليا الى انتخاب رئيس الجمهورية لتعزيز المؤسسات الدستورية".

وفد حماس

واستقبل الرئيس سلام مسؤول مكتب العلاقات السياسية في حركة "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق على رأس وفد من الحركة. بعد اللقاء قال أبو مرزوق: "بحثنا مع دولة الرئيس سلام في الأوضاع العامة، وخصوصا في المخيمات الفلسطينية في لبنان والعمل المشترك لنتمكن من تجاوز كل المشكلات لأننا حريصون جدا على أمن واستقرار لبنان، وكذلك على أمن واستقرار المخيمات في لبنان. كما بحثنا في القضية الفلسطينية وما يجري في القدس حيث التقسيم الزماني قد بدأ، والتقسيم المكاني بدأ الشروع به والتهويد على أشده. وبالتالي كان لا بد من رسالة واضحة لكل زعمائنا في العالمين العربي والاسلامي للقيام بمسؤولياتهم تجاه ما يحصل في القدس، نحن جميعا قلقون مما يجري في الضفة الغربية والحصار المستمر". وتابع: "الرئيس سلام كان متفهما جدا لهذه القضايا، ولبنان يقف الى جانب الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده في الشتات وفي مخيمات اللجوء ونحن نشكر وقفة لبنان مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني". أضاف: "كما بحثنا في قضايا المنطقة وفي التقلبات السياسية والاضطرابات الموجودة في اكثر من قطر، وعلينا جميعا بذل اكبر جهد ممكن من اجل ان تستقر المنطقة لصالح شعوبها ولصالح هذه الأمة".

سفير بريطانيا

واستقبل الرئيس سلام سفير بريطانيا هيوغو شورتر في زيارة بروتوكولية لمناسبة تسلمه مهامه الديبلوماسية.

حمود

ومن زوار السراي المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود.

 

بري استقبل وفدا من "حماس" وبورتولانو والمتحدث باسم الخارجية المصرية رحب بالدعوة الى الحوار

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة مسؤول الشؤون السياسية في حركة "حماس" الفلسطينية موسى ابو مرزوق على رأس وفد قيادي من الحركة بحضور عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" محمد جباوي، ودار الحديث حول التطورات في المنطقة عموما وعلى الساحة الفلسطينية ووضع المخيمات في لبنان خصوصا. بعد اللقاء قال ابو مرزوق: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس بري في جو مفعم بالحيوية كالعادة كون الرئيس دائما همه العربي والفلسطيني واللبناني على رأس اولوياته لا سيما الوضع في المخيمات والجهد الكبير الذي بذله دولته من اجل استقرارها، خصوصا مخيم عين الحلوة، والمشكلات الاخيرة التي جرى تجاوزها. وتحدثنا أيضا بروح من المسؤولية عن مستقبل وتغليب الحل السياسي دائما على الحل الامني واستقرار المخيم الذي دائما هو في عين العاصفة". اضاف: "نحن اليوم نتحدث عن مخيم ان شاء الله يستقر بصورة مستمرة سواء من خلال التوافقات الفلسطينية التي حاولنا ان نصنعها في الايام الماضية مع مختلف الوان الطيف الفلسطيني او مع الاخوة المسؤولين الامنيين في هذا البلد الكريم حتى يستقر المخيم. ولدولة الرئيس بري جهد كبير ومميز في هذا المجال، بالاضافة الى الجهد الآخر الذي يبذله أيضا في الموضوع الفلسطيني سواء كان في المصالحة الفلسطينية بمبادرته الكريمة التي كانت في ايار الماضي او في اقتراحاته الجديدة بالنسبة للوضع الفلسطيني من اجل جمع الكلمة ووضوح الرؤية حتى نتجاوز المشاكل التي تم استعراضها والتي يعاني منها الشعب الفلسطيني في كل مكان، في القدس والاقصى ومخططات اسرائيل في ما يتعلق بالتقسيم الزماني والمكاني للاقصى او التهويد الذي يجري في القدس او في الضفة الغربية والاستيطان واستشرائه، او في قطاع غزة والحصار وتوقف مشاريع الاعمال الى حد كبير باستثناء ما تقوم به بعض الدول مثل قطر". وتابع: "استعرضنا كل هذه القضايا بالاضافة الى قضايا اللاجئين الفلسطينيين وما يتعرضون له. وتعلمون ان لبنان تحمل ايضا عبئا آخر متعلقا بهجرات متتالية من دول الجوار، وقد زاد عدد اللاجئين الفلسطينيين، خصوصا في مخيم عين الحلوة الذين نزحوا من مخيمات سوريا. استعرضنا كل هذه القضايا بروح من المسؤولية، وجدد دولة الرئيس بري دعوته وخدماته في ان يستضيف اي حوار فلسطيني حتى يخرج الوضع الفلسطيني من المأزق الذي هو فيه". واردف: "جرى الحديث ايضا عن التحركات السياسية على الساحة الفلسطينية لا سيما تحركات السيد طوني بلير ووزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي وزياراتهم المتكررة لقطاع غزة لتثبيت وقف اطلاق النار ولحل المشكلات. ومن الواضح جدا بعد ان استعرضنا كل هذه القضايا وهذه الجهود التي لم ينتج عنها أية خطوات عملية، بل ان هناك توقفا لهذه الجهود عند نقطة معينة وهي رفض اسرائيل لاي مساع في هذا السياق".

ترحيب مصري

من جهة اخرى، وعلى صعيد الحوار رحب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بالدعوة التي أطلقها الرئيس بري لاجراء حوار وطني بين الاطراف والقوى السياسية اللبنانية، معربا عن "تأييد مصر لكافة الجهود المبذولة ولدعم الاستقرار في دولة لبنان الشقيقة".

بورتولانو

واستقبل بري بعد الظهر قائد قوات "اليونيفيل" في الجنوب الجنرال لوتشيانو بورتولانو بحضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للاوضاع الراهنة لا سيما في الجنوب وعمل القوات الدولية.

 

الأحرار: لانتخاب رئيس للجمهورية من دون إبطاء إضافي

الجمعة 11 أيلول 2015/وطنية - رأى المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون، أنه "يظهر جليا عجز المشاركين في الحوار عن الاتفاق في مسألة انتخاب رئيس الجمهورية مما يجعله بندا ثانويا يوضع جانبااو الانتقال الى بحث باقي البنود المدرجة على باقي جدول الاعمال. هذا ما كنا نبهنا اليه مؤكدين ضرورة انتخاب الرئيس من دون إبطاء إضافي حيث تبطل الحاجة الى الحوار حول باقي النقاط التي تجد حلا مع انجاز الاستحقاق الرئاسي. ولا ضير من التذكير بأن الانتخابات تؤدي حكما الى تشكيل حكومة جديدة وانطلاق العمل في المجلس النيابي حيث ينتظم العمل المؤسساتي وفقا للدستور والقوانين المرعية. ونحذر في هذا السياق من بعض الطروحات كانتخاب الرئيس من الشعب مباشرة، أو البدء بانتخاب مجلس النواب نظرا لكونها تستدعي تعديلا دستوريا غير متوافر من جهة، وتؤدي الى إطالة عمر الأزمة من جهة أخرى. ونجدد دعوتنا الى العودة فورا الى النص الدستوري الذي يفرض انتخاب رئيس الجمهورية حتى لو تطلب ذلك انتخابه بالأكثرية المطلقة، كون المادة 49 من الدستور تنص على انتخاب الرئيس بأكثرية الثلثين في الدورة الأولى فقط، مع العلم انه جرت حتى الآن 28 دورة اقتراع". واضاف: "نتابع أنشطة الحراك المدني بمختلف مكوناته التي تتنوع مطالبها وتختلف الى حدود التناقض، بدءا من موضوع النفايات مرورا باستقالة وزير البيئة ومحاسبة وزير الداخلية وصولا الى قلب النظام. إننا، إذ نؤيد الطروحات والمطالب ذات الانعكاس الإيجابي على الأوضاع الحياتية، نتحفظ عن تلك التي تؤدي الى زج الوطن في المجهول. ونكرر على هذا الصعيد ان الأولوية هي انتخاب رئيس الجمهورية، وإن عدم اعتباره كذلك يزيد الوضع تأزما ويجعل من المطالب السياسية أوهاماأو يدفع باتجاه ثوري مما يزيد الشرخ القائم ويضاعف الأخطار المحدقة بالوطن. من هنا دعوتنا القيمين على الحراك الشعبي الى عدم الخلط في الاولويات والى الإحجام عن كل ما من شأنه تقسيم اللبنانيين، علما أن التغيير المنشود يمكن ان يتم بطريقة ديموقراطية بعد انتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب اللبناني وإجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون عصري، مما يؤدي الى قيام الدولة المدنية وإلى إنجاز الإصلاحات المطلوبة". و اذ اعتبر الحزب انه "بعد إقرار خطة لجنة الوزير أكرم شهيب، أصبح ممكنا التفاؤل ببدء معالجة معضلة النفايات وذلك على مرحلتين انتقالية ومستدامة"، طالب ب"ترجمة التوافق الذي تم في مجلس الوزراء بإجراءات عملية حاسمة، انطلاقا من عدم وضع العصي في ما يعود الى إيجاد المطامر وفق توزيع عادل بين المناطق ليتحمل كل منها جزء من المسؤولية الوطنية"، لافتا الى "ان هذه المعضلة برهنت، أهمية إنجاز اللامركزية الإدارية، التي ينص عليها اتفاق الطائف والذي من شأنه حل الكثير من المشكلات والمساهمة في الوصول الى الإنماء المتوازن المنشود".

 

قهوجي عرض ورئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية تطوير العلاقات

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - إستقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة قبل ظهر اليوم، رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرال بيار دو فيلييه على رأس وفد مرافق، بحضور السفير الفرنسي في لبنان إيمانيويل بون، وتناول البحث العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين وسبل تطويرها. ثم انتقل قائد الجيش والوفد الزائر إلى قاعة الإيجاز، حيث عرض عدد من كبار ضباط القيادة الوضع العملاني للجيش، ومراحل تنفيذ مشروع "دوناس" الخاص بالمساهمة الفرنسية في تأمين إحتياجات الجيش اللبناني من التسليح والتجهيز والتدريب، في إطار الهبة العسكرية السعودية المقدمة له.

 

الراعي اختتم اليوم الأول من زيارته الرعوية لبلدات عاليه بترؤس قداس في رمحالا: معظم من تولى مسؤوليات سياسية أساء استعمالها

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، اليوم الأول من زيارته الرعوية لبلدات عاليه، بترؤس قداس احتفالي في كنيسة مار مخايل - رمحالا، في حضور وزراء ونواب وممثلين عن الأحزاب والتيارات السياسية ورؤساء بلديات ورؤساء اتحاد بلديات ومخاتير وفاعليات من المجتمع المدني والعسكري، إضافة إلى حشد من المؤمنين ولفيف من رجال الدين.

وبعد قراءة نص الإنجيل، ألقى الراعي عظة جاء فيها: "هو الرب يوزع علينا مواهبه واحدا واحدا، منها المواهب الطبيعية التي تولد معنا من روحية وفكرية، يقتضي أن نثمنها لتعطي ثمارا. يوزع الله علينا مواهبه الخارجية فكل ما يقع بين أيدينا من مقدرات ومسؤوليات هي من مواهبه. وهذا المثل في الانجيل يعني أن هذه المواهب ليست متساوية، والمهم أن يعطي كل واحد ضعف ما استلم، نحن في كنيسة مار مخايل الذي احتفلنا بعيده منذ أسبوع، ومخائيل يعني من مثل الله؟ فهو عندما تمرد عدد من الملائكة وأساءوا استعمال الموهبة التي أعطيت لهم أخطأوا وطردوا، ولكن مخائيل توقف وقال: من مثل الله؟ هكذا نحن، بما أعطانا الله من مواهب، ربما نتمرد عليه، كأننا أصبحنا مكانه، نلتمس نعمة المسؤولية في ما وضع الله بين يدي كل واحد منا. ونقدم هذه الذبيحة للشكر على هذا اليوم المبارك في هذه المنطقة. كما نشكر كل من التقيناهم في كل المحطات، وهنا الشكر لله عليكم جميعا، ولكل هذا الفرح الذي عشناه، ونأمل أن تكملوا بناء كنيستكم". أضاف: "نحن نعيش وندرك أن الله يوزع علينا عطاياه لكي نستثمرها، ولكي نؤدي له حسابا علينا، لا يستطيع أحد أن يقول إنه يملك شيئا لنفسه، نحن بالنسبة إلى الله وكلاء، اختارنا لمهمة خاصة. وهنا، لا بد أن نعرف بكلمة عبد، أي عابد، أي محب لله، وزناتنا علينا أن نردها أضعافا، أتكلم عن المسؤوليات المدنية والسياسية والروحية، لا يمكننا أن نسيء استعمالها". تابع: "إن معاناتنا اليوم هي في أن معظم الذين تولوا مسؤوليات سياسية يسيئون استعمالها، واليوم نرى أن ما ينتج من تظاهرات واعتصامات هو نتيجة استعمال المسؤوليات السياسية بطريقة خاطئة، فبدل التفاني في خدمة الخير العام، يقومون بما يقومون به. إن السياسة عمل شريف للخدمة العامة، فلا يجب إساءة استعمالها، حتى نحن في خدمتنا الروحية كبطاركة وأساقفة وكهنة لا يمكن أن نسيء استعمال ما أعطي إلينا، من مثل الله؟ لذلك، ينبغي أن نسأله في كل صباح أن يعطينا نعمة كي نعيش مسؤوليتنا في العائلة والمجتمع والدولة، خدمة وحبا له". وختم: "في الكنيسة رفع قديسون كانوا رؤساء حكومات ونوابا ووزراء لأنهم أدركوا أن مسؤولياتهم هي وسيلة للقداسة. نحن نصلي من أجل كل المسؤولين في هذا البلد، ونسأل الله بكل محبة وإخلاص أن يقف كل واحد منهم ومنا أمام الله ويكون سيد رأيه ومسؤولا. وهنا، لا بد أن أشير إلى أن رأس الأزمات هو فراغ سدة الرئاسة التي نعيش بسببها كل مآسينا. نعم من كل قلبي أقول لنصلي من أجل المسؤولين السياسيين لكي يتحملوا مسؤولياتهم، نحن نأتي مرة لا مرتين إلى هذه الحياة، فلنكن أبناء صانعي هذا التاريخ".

 

الراعي كرس مصالحة كفرمتى وزار عبيه: على السياسيين أن يتصالحوا أيضا ارسلان: نطرق أبواب التفاؤل ونفتح صفحة شريفة للمستقبل

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - عاليه - قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إثر لقائه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في منزله في البنيه: "شعار بيتكم الملك لله ما يعني ان هذا البيت للجميع، فشعرنا وكأننا في بيتنا. أشكركم سماحة شيخ العقل على ما تفضلتم به فهو فعل ايماننا. ونحن في هذه الزيارة الراعوية كان فعل ايمان بما تفضلتم به في كلمتكم وخصوصا ان هذا الجبل هو ماؤنا وهواؤنا وقلبنا النابض والعمود الفقري للحياة اللبنانية وللفكر اللبناني. على هذا الجبل كتبنا كل تاريخ حياتنا المشترك. لقد كنتم القدوة في الجبل وكيف طويتم الصفحة السوداء وفي هذا بطولة. لقد عشتم جمال المصالحة التي بدأت عام 2001 مع اخينا البطريرك صفير ووليد بك. لقد كنتم السباقين في بدء صفحة جديدة في نيسان الماضي والانطلاق الى المستقبل". اضاف: "اذا كان لا بد من القول، نقول: نحن ام الصبي وينبغي ان نضحي بكل شيء في سبيل حياة هذا الصبي الذي اسمه لبنان. باسم هذا الجمهور، اجدد الدعوة للسياسيين واقول لهم: تمثلوا بأبناء الجبل واطووا الصفحة. تصالحوا. إحموا هذا الجبل. انتم تصالحتم حبا بتاريخ لبنان وينبغي على السياسيين ايضا، حبا بلبنان وبالشعب والمؤسسات والتاريخ، ان يتصالحوا في ما بينهم". وختم: "نناشدكم، من هذه الدار الكريمة ونقول: يا سياسيون يكفي. تصالحوا. احبوا الوطن وانتخبوا رئيسا، فنحن لا يمكننا ان نقبل ولو لحظة الفراغ الرئاسي. الشعب يثق بكم. كونوا على قدر هذه الثقة. احترموه ولا تستهتروا بشؤونه. تواصل التظاهرات واضراب الشباب عن الطعام يدمي القلب وكأن لا شيء يحدث، ويذلنا المشهد المذل للنفايات في هذه الارض الجميلة التي كونها الله. ايماننا عظيم بلبنان وبالجبل وببعضنا البعض. ونحن شعب لديه تاريخ وثقافة وحضارة. لذلك، عليكم تحمل المسؤولية".

كفرمتى

بعد ذلك، توجه البطريرك الراعي والوفد المرافق الى بلدة كفرمتى حيث دارة الشيخ نصر الدين الغريب الذي استقبله في دارته مع النائب طلال ارسلان وفاعليات المنطقة.

الغريب

وألقى الغريب كلمة قال فيها: "إنها مناسبة تجمع بين الاصدقاء والخصوم منذ عقود من الزمن. واذا كنا نستقبلكم يا صحاب الغبطة اليوم في كفرمتى الجريحة، فإن الجرح عميق والذي كان سبب هذا الجرح هم الذين يجرحون قلوب العرب اليوم وهم الصهاينة. هؤلاء عاثوا في الارض فسادا وأوقدوا النار قبل الاجتياح. أوقدوها في القلوب ومع اجتياح اسرائيل اجتاحت النفوس والعقول". أضاف: "ان قيل ان هناك رابح وخاسر ربما. ولكننا نقول لهم الرابح اسرائيل والخاسر لبنان. خسرنا شبابا في عمر الورود من الفريقين ولم يربح احد. ولا زالت اسرائيل تفعل فعلها. وكما قال لهم يسوع "يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين"... "من ثمارهم تعرفونهم"... و"كل شجرة لا تثمر تقطع وتلقى في النار"... خسرنا الكثير في سبيل لبنان هذا البلد الصغير العريق في وجوده. انه يستحق منا التضحيات وان كانت الجراح كبيرة وعميقة".

وتابع: " نقدر لكم مشاعركم الخيرة في لبنان بتجوالكم في كل المناطق داعين للسلم الاهلي والعيش المشترك. نحن لم نشهد ذلك من قبلكم. ندعو بني قومكم الى ان يساعدونكم في انتخاب رئيس ونحن نعرف كم عانيتم معهم ومع كل اللبنانيين في هذا المجال. نريد رئيسا مقاوما وقادرا يقاوم اسرائيل والارهاب. رئيسا يعيد للجمهورية هيبتها وللمؤسسات الدستورية دورها في هذا البلد. كفانا مصائب وحروبا". وختم: "ربما كانت ثورة الجياع ثورة المحقين ولكن ما من احد يسمع. بالإذن من النواب الموجودين بيننا، نأمل ان يتحقق هذا الهدف، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟. ونأمل ان تنجلي الغيمة السوداء في سماء دنيا بلادنا وان تعود الجامعة العربية جامعة الاصدقاء لا جامعة الاضداد المتنازعين".

ارسلان

وألقى ارسلان كلمة قال فيها: "هذا اللقاء التاريخي الصادق الكريم، هو لقاء مهيب بكل ما للكلمة من معنى، ويأتي تتويجا صادقا لسلسلة المصالحات في جبلنا اللبناني. إنه نقطة الضوء المشعة في هذا الزمن الأليم، فكفرمتى الغالية والاصيلة التي دفعت أثمانا باهظة كانت وما زالت وستبقى قلعة حصينة من قلاع الوطن، وهي اليوم تفتح ذراعيها لتبرم أمام الله والتاريخ مصالحة الشجعان. ها هي القلعة الحصينة تطرق أبواب التفاؤل، وتفتح صفحة شريفة للمستقبل". أضاف: "هذا اللقاء الوطني التاريخي في 11 أيلول 2015 يا صاحب الغبطة، هو لقاء العودة إلى الجذور الوطنية والانسانية والتاريخية. نطوي اليوم ببركة نيافتكم وبركة شيخ العقل صفحة الماضي الأليم. إنه يوم المصافحة التاريخية بين الرجال الرجال ليعود الأهل ويعطوا اللبنانيين صورة ناصعة عما سيبقى عليه الوطن. وهذا التاريخ الذي تحفرونه في سجل الوطن، يا صاحب الغبطة، سيكون مثالا تقتدي به كفرمتى، ونأمل أن يطبق على كل الأراضي اللبنانية، ونحن نترحم على شهدائنا الأبرياء، لا سيما الشيخ مسعود الغريب شقيق الشيخ نصر الدين الغريب ورفيق الامير مجيد إرسلان".

وختم: "اليوم، بيارق بني معروف تخفق اعتزازا بتشريفكم إلى هذا الجبل، وأنا أشهد أمامكم وللتاريخ أن حينما حدثتكم منذ اللحظة الأولى عن المصالحة كانت ردة فعلكم الاستعداد والعزم على إتمامها، وهذا من حرصكم على الأسرة اللبنانية الواحدة الموحدة. إنني وأخي وليد جنبلاط نتفق تماما على هذا التوجه الوطني في الجبل، ونعقد العزم على بذل الجهود في هذا السبيل، فكفرمتى أمانة في أعناقنا تسودها المحبة والأمان والإخلاص".

الراعي

بدوره، حيا الراعي أهالي كفرمتى والشحار الغربي وقال: "منذ 5 سنوات، ومنذ التقيت بالامير إرسلان عندما أتى لتهنئتنا ونحن نتطلع إلى هذه الزيارة، التي تحققت اليوم. لقد سمعنا صرختين من القلب، وصاحب السماحة وضع يده على الجرح، ونحن نقول إن لم تحل الاسرة الدولية القضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام في الشرق. كل ما يجري من حولنا تؤخذ ناره من هذه النار المشتعلة. نعم ينبغي أن نبني حياة الشعوب على جناحي العقل والدين بحيث لا يسيطر أحدهما على الآخر، فما من دستور يشبه الدستور اللبناني الذي يلزم لبنان بتشريعات وفق الشريعة الالهية، فهذه قيمة لبنان الذي يستمد قيمه من المبادىء والقيم الروحية، العلم يعلم ما هو منظور. أما الدين فيعلم ما هو غير منظور". أضاف: "نسمع أحيانا في التظاهرات كلمات لا يدرك أصحابها معانيها. وهنا، نقول علينا أن نحافظ على قيمة لبنان بأرضه حيث نحترم الآخر بدينه وإيمانه وحياته الخاصة، لبنان من موقعه مدعو أن يلعب دورا جامعا، دور لقاء الحضارات والديانات، فتحية لأهل كفرمتى، ولمسيرتكم نحو المصالحة، هذه المسيرة الخاصة بالشجعان والأبطال، والبطولة في المصالحة وليس في النزاعات".

ويشار إلى أنه تم تكريس المصالحة بين أهالي كفرمتى عبر اللقاء بينهما للمرة الأولى اليوم، برعاية البطريرك الراعي.

كنيسة مار الياس

بعدها، توجه الراعي إلى كنيسة مار الياس في كفرمتى، حيث ألقى بهيج خداج كلمة البلدية وقال: "أقول كلاما من القلب إلى القلب، وليس من اللسان إلى الآذان. لقد توقف النزف من خاصرة الوطن، وانقشع الضباب عن بلدتي، فانبعثت كفرمتى من جديد، وعادة كما كانت باقة من الأزاهير، فاح عبيرها بتشريفكم يا رسول المحبة والشركة والسلام". وألقى كاهن الرعية الأب بيار صفير كلمة قال فيها: "أهالي كفرمتى والرعية في عرس وفرح بلقاء أبيهم، قلوبنا عاجزة عن شكركم يا أبانا صاحب الغبطة، فوجودكم اليوم في هذا الجبل يشق الطريق ليدشن ويثبت مرحلة جديدة من الحب والإخاء تنزع اليأس والخوف من القلوب، وتزرع الرجاء وتكرس السلام والطمأنينة في هذا الجبل".

عبيه

ثم وصل الراعي إلى عبيه، حيث زار كنيسة مار مارون، وألقى رئيس الجمعية المارونية أنطوان البستاني كلمة قال فيها: "زيارتكم اليوم فعل رجاء يا صاحب الغبطة، لعموم أبناء عبيه لأن الكنيسة الأم تتكافل وتتشارك معهم، تلتفت إلى أوجاعهم، وتتقاسم همومهم، وهي لن تألو جهدا لرفع الصوت والمطالبة بعودة الكنيسة أولا، ثم الدولة، بما يترتب على هذه العودة من انماء وتحديث للبنى التحتية، ونجدد الشكر لكم، ونحن على ثقة بأن صرختنا ونداءنا سيكونان في ضميركم".

الراعي

ورد الراعي على البستاني بالقول: "أنا من الرهبنة المريمية، ولدي حنين لعبيه لأنني كنت أسمع منذ الصغر بوجود دير للرهبنة هنا، ولكن للأسف اضطر المريميون للغياب عن البلدة العزيزة على قلبي بكل مكوناتها. زيارتنا سريعة، ولكنكم ستبقون في صلاتنا، وسنذكركم دائما، هذا من الجانب الروحي. أما من الجانب الاجتماعي فتعرفت إليكم، ونحن نعتز بكم وبعيشكم معا، وتعاونكم وتضامنكم، فيهمنا الحفاظ على وحدتنا وتضامننا، ولن نضحي بأي مكون من مكونات لبنان، فنحن في حاجة إلى كل مكون تماما كحجارة الفسفساء، فشعارنا هو تحطيم جدران الانقسامات والخلافات. لبنان ينتظرنا، والمطلوب منا أن نعطي لأولادنا المزيد من الرجاء والامل، وعلينا أن نترك لهم وطنا يليق بتطلعاتهم".

 

الراعي واصل زيارته الى عاليه وزار شيخ العقل في البنيه حسن: بلدنا لا يتحسن الا بعودة المؤسسات الدستورية الى واقعها

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جولته الراعوية في منطقة عاليه، فزار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دارته في البنيه حيث كان في استقباله قضاة المذهب الدرزي، رئيس محكمة الاستئناف القاضي فيصل نصر الدين ومشايخ الطائفة وحشد من الاهالي.

جابر

والقى رئيس البلدية فارس جابر كلمة قال فيها: "ها هي البنيه تفتح قلبها وذراعيها لتستقبل رجلا كبيرا من رجال هذا الوطن. زيارتكم يا صاحب الغبطة هي جسر عبور للمحبة والشراكة والتلاقي بين ابناء الجبل الواحد، وطلتكم تبعث على الامل بأن هذا الوطن لن يموت، وحديثكم يبلسم قلوب المعذبين من ابناء هذا الشعب ويزرع في نفوسهم الايمان. هذا الوطن اقوى من كل المتآمرين عليه، وهو مشروع للحياة الحرة والكريمة، كما أنه باق الى الابد ما بقي هذا الجبل". أضاف: "هذا الجبل هو قلب الوطن، فلنعمل جميعا يا صاحب الغبطة مع القيادة التاريخية لهذا الجبل، جبل كمال جنبلاط والعيش المشترك رغم كل العثرات والمآسي، فالمصير والمسار هو قدر وليس خيارا، فلنرسخ هذه المبادىء معا".

حسن

بدوره، قال شيخ العقل: "شرفتم داركم صاحب الغبطة، في هذه الارض خبزنا ومن هذا الجبل ماؤنا، من خيراته تغذت أرواحنا، لم يؤذ الجبل الا مصالح الدول الطامعة وسياساتها. كل لقاء طيب بين مكوناته هو لبنان، هذا هو الوطن، شراكة ووطن، دستورنا هو العيش المشترك والشركة والمحبة. تشريفكم يعبر عن الارادة الوطنية التي لا يكون خلاص لبلادنا الا بها. زيارتكم تكملة لمسيرة العيش المشترك التي انطلقت مع وليد جنبلاط والبطريرك صفير". أضاف: "نلتقي معكم على الثوابت التي تعبر عنها القمم الروحية التي بها روح بلدنا. الوطن مهدد، ألا يعي المسؤولون خطورة الموقف؟ بلدنا لا يتحسن الا بعودة المؤسسات الدستورية الى واقعها. نلتقي معكم يا صاحب الغبطة على حث نواب الامة الالتزام بانتخاب رئيس للجمهورية". وتابع: "نود ان نرحب بكم في فسحة الضوء التي ينيرها اللقاء بكل معانيه، نعيش فرح هذا اللقاء لنوجه رسالة المحبة والمشاركة ونقول سويا بقلب مؤمن ان لبنان باق على رسالته مهما اشتدت العواصف وإيماننا به كبير. أهلا بكم في داركم".

الراعي

ورد الراعي قائلا البطريرك فقال: "أشكركم سماحة شيخ العقل للصداقة العميقة بيننا منذ ان تعارفنا، يسرنا هذا الاستقبال في دارتكم الكريمة".

 

ابراهيم: الوضع الامني ممسوك ولا مؤشرات إيجابية لانتخاب رئيس والامل الوحيد لتحسين الوضع يكمن في مبادرة بري الحوارية

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - أكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم أن "الوضع الامني مقبول ولا صحة للشائعات المتداولة حول اهتزازات كبيرة". وأوضح ابراهيم في حديث الى "تلفزيون لبنان"، أن "هناك إمساكا بالوضع الامني نتيجة التنسيق الكامل بين الاجهزة الامنية". ونفى "الانباء التي تحدثت عن اجراءات في مواجهة مخططات تستهدف السفارات الخليجية لا سيما السفارة السعودية"، وقال: "ان الاجهزة والقوى الامنية اللبنانية تواجه الارهاب والارهابيين الذين ان تمكنوا من القيام باعتداء ما، فإن هذا الاعتداء سيوجه الى مؤسسة او مركز أمني او رسمي لبناني في محاولة لمواجهة الحرب اللبنانية على الارهاب". أضاف: "إذا حصل اي اعتداء على مركز امني في لبنان فلن يكون مستغربا، وهو ما يحصل او قد يحصل في اي بلد يواجه الارهاب". وعن الوضع في المخيمات الفلسطينية، شدد ابراهيم على ان "القوى الامنية اللبنانية موجودة حول المخيمات وتمسك بالاوضاع جيدا، كما ان الاجهزة الامنية اللبنانية تتابع ما يحصل داخل كل مخيم"، لافتا الى أن "هناك قوة امنية فلسطينية مشتركة داخل مخيم عين الحلوة وينبغي أن تفرض هذه القوة الامن وتحافظ على الاستقرار".

وعن الجرائم التي ترتكب في كل المناطق اللبنانية، قال: "نسبة هذه الجرائم قد ارتفعت في الفترة الاخيرة وهي جرائم فردية، والقوى الامنية تسعى الى الحد منها. ان عنصر النازحين السوريين المرتفعة اعدادهم هو احد الاسباب والاجهزة الامنية ممسكة بهذه الحالة".

أما عن تحركه في مسألة العسكريين المخطوفين، فأوضح ابراهيم انه يتابع هذا الملف، وقال: "الاتصالات أثمرت لدى جبهة النصرة لجهة تبادل المخطوفين، بموقوفين، وكل شيء كان معدا لتنفيذ الاتفاق، غير ان جبهة النصرة توقفت عند هذا الحد ونأمل ان تستكمل الجهود للوصول الى خاتمة سعيدة". وفي ما خص الاتصالات مع "داعش"، قال: "لا اتصالات مع هذه الجهة". وعن مسارات التفاوض مع "جبهة النصرة" والاستيضاح عن مصير المخطوفين لدى "داعش"، لفت الى ان "الاتصالات تتم على مسارات كثيرة أهمها عبر المسارين القطري والتركي". وحول العدد الحقيقي للمخطوفين وسلامتهم، قال: "هناك ستة عشر مخطوفا وجثة واحدة لدى جبهة النصرة، كما ان هناك تسعة مخطوفين وجثة واحدة لدى داعش". وعن مبادرته لتحسين الوضع السياسي، أوضح ابراهيم أن مبادرته "ترتكز على عقد جلسات لمجلس النواب لإنجار التشريعات الضرورية ومن بينها التمديد لقادة وضباط، لكن البعض يعمد الى عرقلة انتشال البرلمان من حال الشلل، وهو ما ينعكس ايضا على ضرب عمل مجلس الوزراء".

وسئل: في حال استقالة الحكومة او اعتكاف رئيسها، ماذا يحصل في البلد؟

اجاب: "تبقى الحكومة في حال تصريف الاعمال".

سئل: هل أنت خائف على البلد؟

اجاب: "أنا لست خائفا على الاستقرار في لبنان".

وإذا كان يتوقع انتخاب رئيس للجمهورية قريبا، قال: "نتمنى ذلك لكن لا مؤشرات ايجابية حتى الان. ويبقى ان الامل الوحيد لتحسين الوضع، يكمن في المبادرة الحوارية لدولة رئيس مجلس النواب نبيه بري".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بوصعب وهايل أعلنا في مؤتمر صحافي عن هبة اميركية لدعم تعليم النازحين بقيمة 10 ملايين دولار

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - عقد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب وسفير الولايات المتحدة الأميركية دايفيد هايل مؤتمرا صحافيا مشتركا في وزارة التربية، أعلن خلاله السفير الأميركي عن تقديم بلاده هبة جديدة بقيمة عشرة ملايين دولار لدعم خطة وزارة التربية لتعليم النازحين واللبنانيين في المدارس الرسمية.

 

باسيل: على الدول العربية تحمل عبء دعم واستضافة النازحين

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في حديث الى وكالة "رويترز"، ضرورة أن "تشارك الدول العربية في تحمل عبء دعم واستضافة النازحين السوريين". وسلط الضوء على "الضغوط التي تسببها الأزمة المتفاقمة على دول الجوار السوري". ولفت الى انه "يمكن لدول المنطقة المساعدة في قضية النازحين من خلال إستقبالهم"، مشيرا الى أن "وجود نازح سوري في دولة عربية مجاورة في المنطقة يسهل على هذه الدولة وعلى النازح العودة الى سوريا". وأوضح أن "مسؤولية تقاسم الأعباء المادية وغيرها الناتجة عن الأزمة السورية تقع على عاتق كل من له علاقة بها إن كان اوروبيا او غربيا او عربيا"، مؤكدا أن على "جميع الدول العربية مسؤولية تقاسم هذه الأعباء".وشدد باسيل على أن "لبنان يجب أن يشجع السوريين على العودة إلى المناطق الآمنة في البلاد التي مزقتها الحرب"، مبديا قلقه من "إنعكاسات هذة الأزمة على اصغر الدول المجاورة لسوريا". وقال: "علينا كخطوة اولى عدم تشجيع السوريين على مغادرة سوريا إن الى لبنان او اوروبا. من هنا يجب ان نحث الحكومة السورية على تحمل المسؤولية، لماذا علينا أن نتحملها بأنفسنا؟".

وأشار الى ان "الخطوة الاولى تقوم على تشجيع النازحين السوريين للعودة الى سوريا وليس ارغامهم على ذلك، والهدف من ذلك هو الحد من تشجيعهم على الإنتقال الى لبنان". وأبدى قلقه من أن "يؤدي النقص في الموارد الى التسبب في حصول أي احتكاك بين النازحين السوريين في ما بينهم من جهة، وبين النازحين والمجتمعات المضيفة من جهة اخرى".

 

مؤتمر التحديات المصرفية برعاية سلامة: موجودات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية تعدت 39 مليار دولار واحتياطي الذهب صمام أمان للاقتصاد

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - نظمت "مجموعة البنك والمستثمر" في فندق "فور سيزنس"، مؤتمرها السنوي بعنوان "التحديات المصرفية ما بعد الأزمة العالمية"، برعاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وحضور الوزير السابق عدنان القصار ونواب حاكم مصرف لبنان ورؤساء ومديري مصارف وخبراء ومختصين في العمل المصرفي.

النملي

بداية تحدثت المديرة التنفيذية لمجموعة البنك والمستثمر نهلا النملي التي رأت "إن اللبنانيين منقسمون على كل شيء لكنهم مجتمعين على موقع ودور رياض سلامة وريادته والثقة به ما يؤهله ليكون جامعا لشمل اللبنانيين من كل الأطياف السياسية والدينية والمناطقية".

وأضافت أن "حالة المشهد والواقع اللبناني لا تسر أحدا، فالشغور الرئاسي مستمر منذ أكثر من 470 يوما ولا تبدو في الأفق القريب ملامح انتخابات رئاسية، مع تمديد ولاية مجلس النواب والتوجه في الأشهر المقبلة لتمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية، في وقت بلغ فيه الدين العام مستويات خطيرة جدا وهو مستمر في تصاعده بفعل التوسع في الإنفاق الحكومي وتراجع الإيرادات وغياب المعالجات الناجعة ما يجعله معضلة عصية على الحل". وتابعت: "الموازنة العامة أصبحت سرابا إذ لم تقر منذ 10 أعوام وآخرها كان في عام 2005، حيث نسير منذ ذلك الحين وفق القاعدة الاثني عشرية في الجباية والانفاق وهي قاعدة تصلح لأشهر وليس لسنوات ما يؤدي إلى ضياع الأرقام والحسابات.أما الكهرباء فهي مأساة دائمة ومستمرة تستنزف الدولة بأكثر من 2 مليار دولار سنويا وهي غائبة فتحل مكانها المولدات الخاصة التي تستنزف بدورها جيوب اللبنانيين. وحالة الطرقات يرثى لها على الرغم من إنفاق أكثر من 1.5 مليار دولار سنويا على تأهيلها وتطويرها. في حين تتوسع أجهزة الدولة وتتضخم أعداد العاملين من مدنيين وعسكريين بما يفوق الحاجة وهي تزداد ترهلا وتراجعا في آداء دورها في خدمة المواطنين وأصبح الفساد هو السمة الأساسية التي تطبع الإدارة اللبنانية". وأشارت إلى "ضياع أرقام سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام وأرقام إيراداتها فيما بقي الموظف ينتظر حلولا تعيد إلى راتبه قدرته الشرائية التي تآكلت على مر السنوات الماضية، فيما تتفاقم أزمات المياه والمدرسة الرسمية والنفايات والبطالة التي باتت كارثة تضرب الفئات الشبابية وترمي بهم نحو بحار الهجرة أو تدخلهم في اليأس وتدفعهم نحو الانتحار أو اللجوء إلى الممنوعات هربا من واقعهم". وبعدما عددت "أبرز إنجازات حاكم مصرف لبنان"، لفتت الى ان دوره "في إدارة محفظة الدين العام بالتعاون مع وزارة المالية، سمح باستمرار تمويل الدولة وعدم وقوعها في الإفلاس والعجز، بالإضافة إلى التعاون مع المسؤولين في معاجلة العديد من الملفات والمسائل المالية والاقتصادية لتجنب الأزمات".

شرف الدين

ثم تحدث النائب الاول لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين الذي أكد "التزام مصرف لبنان بانتهاج سياسة نقدية غير تقليدية تقوم على مبادرات وهندسات توازن بين صيانة الاقتصاد وتنمية المجتمع، ومن أهم مظاهر هذه السياسة التي أثبتت نجاعتها وجدواها في مواجهة التحديات حيث أضحت نموذجا يحتذى به في المصارف المركزية العالمية، المحافظة على الاستقرار النقدي والسيطرة على التضخم ضمن سقف 4% وتأمين استقرار معدلات الفوائد وتحقيق النمو حتى في أحلك الظروف". ودعا إلى "بلورة نظرية اقتصادية تجعل من أزمات الكساد العظيم واحدة من الحالات الممكنة التي تسمح لاقتصادنا الرأسمالي أن يجد نفسه"، مؤكدا أن "جوهر تكوين السياسة النقدية وعلة وجودها هو استنباط الأساليب المجدية وابتكار المبادرات الخلاقة في مواجهة التحديات التي تنتجها هذه الظواهر، في سبيل تحقيق التلازم بين مصالح قوى السوق والمصالح العليا للمجتمعات". واعتبر "أن الأزمة المالية العالمية كانت أحد مظاهر العلاقة العرجاء بين الاقتصاد والأخلاق، حيث كان لغياب البعد الأخلاقي الأثر البارز في خلق الأزمة وتغذيتها. وفي هذا الإطار سمح التوجه الليبرالي المتمادي بإزالة الكثير من أساليب الرقابة والضبط التي تشكل عناصر أساسية لمبادىء الشفافية والمحاسبة"، لافتا الى أن "هذه البيئة المتفلتة أدت إلى تواطؤ البنية السياسية مع المنظومة التمويلية لتدفع بهذه الأخيرة إلى اتخاذ العديد من المبادرات التي استهدفت جني الأرباح بأسرع ما يمكن دونما اعتبار لمصالح المدخرين بشكل خاص والاقتصاد الوطني في المديين المتوسط والبعيد بشكل عام، وهو ما ساهم بشكل تراكمي في خلق شروط الفقاعة العقارية وفقدان المصارف لملاءتها". أضاف: "أثبتت الأزمة المالية أن السياسة النقدية تؤثر في المخاطر المحدقة بالقطاع المالي وأن لهذه المخاطر آثارها المدمرة على الإنتاج واستقرار الأسعار الذي تسعى إليه السياسة النقدية، حيث يكمن تحدي الربط بين التنظيم المالي والسياسة النقدية وحسن استخدامهما باتّزان بحيث يخدم كل منهما الآخر"، مؤكدا "أن الحرص على تعزيز رسملة وملاءة المؤسسات المالية الدولية والكبيرة منها بشكل خاص يكتسب أهمية قصوى لتحصينها بمواجهة الصدمات، إلا أن التحدي الذي يوازيه أهمية هو تأمين صمود النظام المالي برمته عن طريق الرقابة التحوطية الكلية التي تعمل بوظيفتين تعكسان بعضهما البعض من خلال حماية النظام المالي من الاقتصاد وحماية الاقتصاد من النظام المالي". واعتبر "أن المسألة الأساسية تتعلق بتأمين وصول المستهلك للخدمات ومدى ملاءمتها لحاجاته، حيث لا بد من تحسين الشفافية في عرض الخدمات المالية للمستهلك بأقل الأكلاف وإزالة القيود التجارية المفروضة أو غيرها من الحواجز"، لافتا إلى "الحاجة لتعزيز الثقافة المالية لدى المستهلك كي يدرك حقوقه وواجباته ويقيم المخاطر في سبيل اختياره للخدمات الملائمة لحاجاته"، موضحا "أن تعزيز الثقافة المالية يأتي ضمن إطار التعاون بين الوكالات الحكومية والهيئات التنظيمية والمصرفية والصناعة المصرفية وجميعات المستهلكين"، لافتا إلى أن "التحدي يكمن في وضع مجموعة من المبادىء تضمن اتساق جوافز الوسطاء الماليين مع هدف حماية مصالح المستهلكين".

جلسات المؤتمر

وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات عمل طرح فيها عدد من الأفكار والحلول لأبرز التحديات التي تواجه لبنان.

البعاصيري

وأكد نائب حاكم مصرف لبنان محمد البعاصيري في الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان "الاستقرار المالي في القطاع المصرفي"، أنه "في ظل التخبط الذي يشهده النظام المالي العالمي وسط تداعيات أزمته العالمية، ووسط ما تعانيه منطقتنا على المستويين السياسي والاقتصادي، تبرز الأهمية الاستراتيجية للدور الحيوي الذي ينبغي للسلطة الاقتصادية والنقدية والقطاع المصرفي والمالي أن يلعباه في صيانة وتفعيل الأمن الاجتماعي والاقتصادي في أبعاده المالية والتنموية". وقال إنه "في إطار النظام المصرفي المالي، قام مصرف لبنان بتطوير نظام مصرفي موثوق يتميز بتقيده الصارم بالمعايير والمواصفات الدولية المصرفية والمحاسبية خصوصا بما يتعلق منها بكفاية رأس المال والإدارة الرشيدة والشفافية والربحية والسيولة ومكافحة تبييض الأموال، بالإضافة إلى تنظيم القطاع المالي عبر اتخاذ كل التدابير اللازمة وإصدار التعاميم المطلوبة لمواجهة المخاطر الخارجية، بما يحفظ سمعة لبنان ويمنع الأموال غير الشرعية من الدخول إلى السوق المحلية". وأضاف: "بلغت موجودات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية مستويات قياسية تعدت 39 مليار دولار، يضاف إليها مخزونه الوفير من احتياطي الذهب الذي يشكل صمام أمان للاقتصاد، إلى جانب اتخاذ مصرف لبنان كل التدابير اللازمة للمحافظة على التوازن في السيولة التي حققت فائضا تجاوز 16 مليار دولار، حيث هدفت سياسة مصرف لبنان إلى الاستمرار في تأمين ملاءة الدولة اللبنانية ضمن ممارسة واجبه وهو المحافظة على الاستقرار التسليفي".  وتابع: "كذلك انكب مصرف لبنان على الإسهام في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية من خلال إطلاق المبادرات التحفيزية للمصارف في مجال التسليف إلى القطاع الخاص بهدف الاستثمار في القطاعات الإنتاجية والسكنية والبيئية والتعليمية، وذلك بفوائد مقبولة عن طريق الإعفاء من الاحتياطي الإلزامي. وقد بلغ مجموع قيم الرزم التحفيزية منذ إطلاقها في عام 2013 نحو 5.04 مليار ليرة أي بما يوازي 3.3 مليار دولار، فضلا عن تأمين موارد الرسملة لقطاع اقتصاد المعرفة الواعد بابتكار هندسة مالية تضع بتصرف هذا القطاع نحو 400 مليون دولار". واعتبر "أن الفساد وغياب المساءلة من أبرز العناصر التي تنسف الاستقرار المالي وخصوصا عندما يصبح جزء من الثقافة العامة. وهو ما يتطلب بذل الكثير من الجهود لبناء قدرة رقابية فاعلة"، داعيا إلى "مواجهة الدين العام وإيلاء الاهتمام للنمو الاقتصادي وتطوير نظام للمساءلة وإعداد مشاريع القوانين لتعزيز مستوى الالتزام بالمعايير الدولية".

يوغوردجيان

بدوره، أكد مستشار الرقابة المصرفية والتنظيم في مجلس محافظي البنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن سركيس يوغوردجيان، "وجوب تفادي فكرة النمو لمجرد النمو لأنه يؤدي إلى طمع البنوك التي تسعى دائما لتحقيق عائدات مرتفعة على المدى القصير والمتوسط، مع العلم أن المردود العالي يتوفر في الأنشطة عالية المخاطر"، محذرا من "مشاركة المؤسسات المالية في أنشطة التداول في الأوراق المالية على حساب مزاولة الأنشطة التقليدية". وأكد على "ضرورة تطوير ممارسات الحوكمة وعدم السماح لأي مؤسسة مالية بنمو يصل إلى حد الفشل لأن هذه المؤسسة سوف تخرج عن السيطرة في وقت ما، خاصة وأن الكثير من الخدمات المالية كان لها تأثيرات اجتماعية سلبية". وأشار إلى أن "أكبر عشرة مصارف في الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، إزداد حجمها عقب الأزمة المالية العالمية وبات لديها أصول أكبر وزادت ودائعها بنسبة 40%، وباتت تسيطر على أكثر من 90% من العوائد الوطنية، ومن بينها 4 بنوك في أميركا تسيطر على 219 ترليون دولار". ورأى "إن ضمان الاستقرار المالي يتطلب تفادي مراكمة المخاطر في النظام المالي، ووضع معايير دقيقة للافصاح عما تقوم به المصارف على أسس أكثر شفافية وبالاعتماد على المساءلة"، داعيا إلى "إجراء إصلاحات للقطاع المصرفي بحيث يخدم الاقتصاد الفعلي، مع ضمان مكافأة النظام المالي على دعمه للنظام الاقتصادي، وهو ما يتطلب تضافر الجهود وصولا لتحقيق الأهداف الاقتصادية الوطنية المنشودة".

عواد

أما في الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان "بازل 3 ومخاطر السيولة"، فدعا مستشار رئيسي مجموعة بنك لبنان والمهجر أمين عواد، المصارف إلى "التركيز على سيولتها نظرا لكونها جزء لا يتجزأ من الاقتصاد، وعلى اعتبار أن أية مشاكل تواجه هذه المصارف فإن كلفته ستكون كبيرة جدا على الاقتصاد وستنعكس سلبا على التنمية في البلاد". وقال: "يجب على المصارف تصحيح شهيتها للسيولة وإيجاد إدارة يومية للمخاطر المرتبطة بها ووضع مؤشرات للإنذار المبكر في المراحل الأولى وخطط طوارىء للتعامل مع الأزمات فور ظهورها"، مضيفا أنه "يتوجب أن تتوفر لدى المصارف أصولا سائلة على نحو دائم وأن تتولى حسن إدارة هذه السيولة مع ضمان تلافي أي مشكلة في سيولتها اليومية وإدارتها بجودة عالية وتحت أي ظرف من الظروف وكذلك اختبارها بشكل متواصل".

معوض

من جهته، أكد رئيس قسم إدارة المخاطر في بنك البحر المتوسط سمير معوض، "حاجة المصارف إلى استثمارات ضخمة لتطوير تكنولوجيا المعلومات للارتقاء بأنظمة عملها، والتفكير بنماذج أعمال جديدة خاصة بها بديلة عن نماذجها الحالية التي لن تقوى على الاستمرار في المستقبل، وكذلك إعادة النظر في أماكن انتشارها وتكاليفها للمحافظة على المعادلات التي تفرضها السلطات الناظمة للقطاع". واعتبر "أن المصارف بحاجة إلى إجراء نظرة شاملة وأكثر دقة للتأكد من سيولتها من خلال المراجعة الدورية للتدفق النقدي لديها ومراقبة البيانات والمعلومات اليومية وإجراء اختبارات دورية لتتمكن من تدارك المشاكل ووضع مخططات لتوفير البدائل المناسبة في حال طرأت تحديات أمام سيولتها، وخصوصا في بلد مثل لبنان حيث غالبا ما تتطور الأحداث بشكل متسارع".

بونسي

الجلسة الثالثة عقدت تحت عنوان "النزاهة المالية العالمية" وتحدث فيها الشريك المؤسس في شركة النزاهة المالية في أميركا شيب بونسي، فاعتبر "أن عدم الالتزام بقواعد النزاهة يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد الذي يصبح عرضة للفساد"، موضحا أنه "لا يمكن تطبيق النزاهة المالية بمعزل عن عنصرين أساسين هما الشفافية المالية التي تقتضي معرفة من أين تأتي الأموال وإلى أين تتجه، والمساءلة المالية التي تهدف للتأكد من أن الجميع يحترم قواعد اللعبة". ودعا "الحكومات والمؤسسات المالية والجمهور إلى التعامل مع النزاهة المالية كواجب وليس خيارا، والحرص على إصدار التشريعات والإشراف والتحليل والملاحقة القانونية كسبيل لتحسين الأداء على مستوى مكافحة الفساد وتعزيز الأمن الاجتماعي ومواجهة الإرهاب"، مشددا على أهمية "إدراك الأفراد لضرورة الالتزام بالإفصاح عن هويتهم".

منصور

أما الأمين العام لهيئة التحقيق الخاصة لدى مصرف لبنان عبد الحفيظ منصور، فاعتبر "التزام لبنان بتطبيق برامج خاصة لمراقبة تحرك التدفقات النقدية بين المصارف والفروع لمعرفة مصادرها ووجهتها"، محذرا من المخاطر المرتبطة بالأموال النقدية".

وقال إن "المصارف قطعت شوطا كبيرا في مستوى الالتزام بالتحقق من مصادر المبالغ النقدية وهو ما ساعدنا في تحقيق نتائج ممتازة على هذا الصعيد حيث تسترعي المبالغ النقدية انتباهنا بشكل دقيق".

 

كاهن رعية بزيزا:إعادة تشغيل معمل الجفت لن يمر مهما كلف الامر

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - الكورة - تساءل كاهن رعية بزيزا، الاب شارل قصاص في تصريح:"من أعطى الإذن للشركة اللبنانية الكويتية بتشغيل معمل استخراج الزيت من الجفت المضر بالبيئة والذي يبعث بدخانه الكريه الرائحة في اجواء بلدات بزيزا، دار بعشتار، المجدل، وطى فارس، اميون، بحبوش كفرصارون ودار شمزين، خاصة في هذه الايام حيث اختلطت الرائحة مع غبار العاصفة الرملية". وتابع قصاص "إن تشغيل المعمل جاء مخالفا للاتفاقات التي عقدت مع معالي وزير الصناعة الذي يثق به اهالي المنطقة بحيث لم يتم ابلاغ رئيس الاتحاد ولا رؤساء البلديات بذلك ولم تحضر اللجنة المكلفة لمراقبة الانبعاثات والحجة التي قيل لنا بصورة غير رسمية أنه سمح له بالعمل لمدة 15 يوما لاستكمال تركيب الفلاتر". وأكد "إن اهالي المنطقة لن يسمحوا بهذه المهزلة ولا باستمرار الضرر البيئي"، معلنا "إن اعطاء هذا المعمل رخصة نهائية لن تمر مهما كلف الأمر، لذلك يتم التحضير لتحرك شعبي واسع وفق ما تسمح به القوانين، بما في ذلك الاعتصامات والتظاهرات وقطع الطرق، إلى أن يتم اقفال هذا المعمل بصورة نهائية".

 

مجدلاني: ايجابية الحوار تمثلت بتأكيد ضرورة انتخاب الرئيس

الجمعة 11 أيلول 2015/وطنية - اعتبر النائب عاطف مجدلاني في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 93,3" أنه "من الطبيعي ألا تخرج الجلسة الأولى للحوار بأي نتائج ملموسة، فكل فريق عرض وجهة نظره في ما يتعلق برئاسة الجمهورية". واشار إلى أنه "في حال استمر الجو الهادىء والجدي قد نتوصل إلى تقدم نحو وضع خارطة طريق أو مواصفات لرئيس الجمهورية". ورأى أن "ايجابية الحوار، الذي كان هادئا وجديا، تمثلت بتأكيد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، لا سيما أن لبنان بات على شفير الانهيار الاقتصادي والمالي"، معربا عن اعتقاده "بإمكان التفاهم بين الفرقاء اللبنانيين لانتخاب رئيس ضامن للدستور كي ينتظم عمل المؤسسات وينطلق لبنان نحو شاطئ الأمان".

 

الجسر: الحوار سيبقى محصورا ببند الرئاسة

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - اعرب النائب سمير الجسر في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 100,3 -100,5" عن تفهمه ل "ردات فعل المواطنين في الشارع اعتراضا على خطة وزير الزراعة اكرم شهيب لحل ازمة النفايات"، لكنه اعتبر "ان هذا الامر وطني ويتوجب حله من قبل الجميع". ورأى أنه "ما كان يمكن توقع الاكثر من الحوار في الجلسة الاولى، موضحا ان "الجلسة اتت بعد تشنج سياسي". ولفت الى "ان المشكلة الحكومية ناتجة عن غياب رئيس الجمهورية، لذا فان مفتاح الحل هو بانتخاب الرئيس"، مشيرا الى "ان ما فهمناه هو ان الحوار سيبقى محصورا في بند الرئاسة".

 

النائب خالد الضاهر: لتوسيع النطاق الجغرافي لخطة النفايات على قاعدة الغرم بالغرم وحقوقنا نريدها كاملة بدون تفريط

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - عقد النائب خالد الضاهر مؤتمرا صحافيا في منزله بطرابلس، تناول فيه قضية النفايات وإستهل حديثه قائلا: "بإسم أهل عكار وأهل البقاع الرافضين لإرسال النفايات إليهم، والذين حملوني اليوم مسؤولية الكلام عنهم والدفاع عن حياتهم وبيئتهم ومستقبل أجيالهم، فعندما سمعنا بالخطة الوطنية لمعالجة مسألة النفايات ظننا أنها ستوزع "الغرم والغنم" على كل اللبنانيين لكننا فوجئنا بأن هذه الخطة الوطنية المزعومة إنما هي الخطة الجهنمية التدميرية لمناطقنا في عكار وفي البقاع الأوسط وصيدا طبعا، يعني مناطق أهل السنة، وإن كنت لا أحب أن نتحدث بهذه الطريقة إلا أن ما يجري يدفعنا إلى هذا الكلام". أضاف: "نحن نعتبر أن الخطة المقترحة تحل مشكلة جبل لبنان وبلديات جبل لبنان وبيروت وغيرها والضاحية الجنوبية لترسل نفاياتها إلى عكار وإلى البقاع الأوسط، يعني أنهم يحيون مناطقهم ويدمرون حياة الناس في عكار والبقاع الأوسط، وهذا ما كنا نتمناه لهذه الخطة وهذا ما لا نقبل به. وبصراحة قبل أن أتحدث عن هواجسنا من هذه الخطة لا بد لي إلا أن أحيي الحراك الشبابي في لبنان والحراك الشعبي المطالب بالحقوق الوطنية وباستقرار البلد وبمعالجة الفساد وكل القضايا الحيوية للشعب اللبناني". وتابع: "لقد لفتني ولفت الكثيرين أن هنالك وبصراحة إستهدافا لوزراء كالوزير محمد المشنوق الذي "ليس له في القصر إلا من مبارح العصر" وهو ليس مسؤولا عن مشكلة شائكة وقديمة جدا تتعلق بنظافة البيئة وبمعالجة قضية النفايات المزمنة في لبنان. ولفتني أيضا إستهداف حتى الوزير نهاد المشنوق مع إعتراضي الشديد على سياسته وعلى أدائه تجاهنا وتجاه ساحتنا وما يقدمه لحزب إيران، من خلال تعاطيه السياسي الذي يخدم 8 آذار، إذا نحن نرى إستهدافا لفئة والإستهداف الأكبر كان للرئيس تمام سلام المعروف بسياسته اللينة والعادلة والحريصة والتي فيها الكثير من التنازلات من أجل الحفاظ على البلد".

أردف: "بصراحة هذا الأمر يستفز الناس، وبالرغم مما قلته سابقا انني لن أدافع عن سنة السرايا الحكومي لأنهم قصروا بحقوقنا وبمناطقنا، والدليل أن الخطة التي أسموها وطنية لمعالجة النفايات والتي اقرت في السراي الحكومي لم تكن خطة وطنية وإنما كانت خطة على حساب مناطقنا وعلى حساب أهلنا ولخدمة مناطق معينة، ونحن لن نقبل أن تكون عكار مركزا لنفايات حزب إيران ولن نقبل بنفايات كل المناطق التي أخذت المغانم في هذا البلد لتأتي نفاياتهم إلى عكار. نحن نقبل بالقاعدة القائلة "الغنم بالغرم" فلتتفضلوا، كما تتنعمون بأمور هذا البلد وتحملوا غرم هذا التنعم، فنحن في عكار لا ينالنا إلا الغرم".

وقال الضاهر: "لذلك أقولها بالفم الملآن لا نفيات في عكار من خارج عكار، لن نقبل ان تأتي نفايات الضاحية ونفايات بلديات جبل لبنان، لن نقبل بذلك، نعم لمعالجة مشكلة بيروت على قاعدة تحمل المسؤولية الوطنية. وأنا أتساءل هنا لماذا لم تكن هناك مراكز لمعالجة النفايات في جبل لبنان، وجبل لبنان من أكبر المحافظات. ولماذا ليس هنالك إرسال للنفايات إلى منطقة بعلبك - الهرمل؟ في إطار الوحدة الوطنية وتحمل المسؤولية الوطنية، لماذا لا يكون هنالك عدالة وتوازن في هذا الموضوع؟ لقد حرمنا من كل المغانم في السابق ولكن الآن يريدون فوق حرماننا أن يزيدونا في أمور تؤدي إلى قتلنا".

أضاف: عندنا في عكار ما يقارب الثلاثين مكبا عشوائيا، فيا حكومة لبنان كما تهتمين ببيروت وبالضاحية وبجبل لبنان، لماذا لا تهتمين بعكار؟ ألسنا بحاجة لمركز حديث لمعالجة هذه النفايات حتى لا تختلط بالمياه الجوفيه وفيه فرز وتدوير وتسبيخ لتتحول النقمة إلى نعمة؟ لماذا لا تقومون بدراسات توضح أن معالجة نفايات عكار تكون أولا لتحمي بيئتنا وتحمي شعبنا؟ ففي عكار ما يقارب 300 طن يوميا من النفايات تلقى في مكبات عشوائية وهي تؤذي بيئتنا، فكيف بآلاف الأطنان؟ ماذا ستفعل ببيئتنا؟ وماذا ستفعل بأهلنا الساكنين قرب هذه المكبات؟ وكيف إذا كان مكب سرار سيصبح مكبا لثلاثة ارباع نفايات لبنان؟ هذا أمر لا يقبله أهلنا في عكار ولن تكون عكار مركزا لنفاياتكم ولا مزبلة لأوساخكم".

وتابع: "نقولها بصراحة إننا نرى ان هذا الملف فيه إتجاهات متناقضة ومتعاكسة ومصالح متضاربة، ونرى المشهد السياسي يتراوح بين إرادة تعطيل يفرضها حزب إيران وميشال عون على الدولة، يريدون تعطيل الدولة وزيادة المشاكل ليتمكن هذا الفريق من إستغلال الحراك الجاري في الشارع وتحقيق مكاسب على حساب الشعب اللبناني، وبين مساع جادة يقودها الرئيس تمام سلام ويعمل عليها الوزير أكرم شهيب تحت ضغط حزب إيران وضغط المتظاهرين، ورغم إعترافنا بحسن نية الوزير شهيب إلا أننا نرى أن الخطة التي وضعها لحل مشكلة النفايات تعاني من ثغرات كثيرة وكبرى وخطيرة، كونها تحصر المكبات في مناطقنا دون سوانا، وهذا ظلم كبير لن نقبل به".

وأردف: "نعم للدراسات وجمع الخبراء وأهل القرار في عكار وفي البقاع وفي كل منطقة لبنانية بما يؤدي إلى عمل حديث يحفظ الناس وبيئتهم ونظافتهم وكرامتهم. لذلك ما يجري هو للقضاء على البيئة وعلى حياة الناس وعندنا في عكار مياه جوفيه نظيفة وبعض التربة النظيفة يريدون أن يغرقوها بنفايات كل لبنان. نحن ومن باب المسؤولية مستعدون للتعاون من أجل حل مشكلة بيروت لكننا لسنا ملزمين إطلاقا بإستقبال نفايات الضاحية الجنوبية وجبل لبنان. ثم لماذا لا تتوسع الخطة لتشمل إيجاد مطامر في هاتين المنطقتين وسواهما؟ وتوزيع حتى النفايات في البقاع على أكثر من منطقة؟". وتوجه الى الرئيس تمام سلام والوزير أكرم شهيب بالقول: "إذا أردتم الوصول إلى حلول فعليكم توسيع النطاق الجغرافي لهذه الخطة ليصبح أكثر عدالة وإنصافا. ثم إننا ومن باب المسؤولية ندعو الوزير أكرم شهيب إلى عكار وإلى طاولة عمل بخصوص هذا الموضوع يشارك فيها النواب والفعاليات والخبراء وهم كثر في عكار وطرابلس والشمال والمجتمع المدني والبلديات ورؤساء الإتحادات لنتوصل إلى رؤية دقيقة ومستدامة لهذه الحلول".

أضاف: "كما نريد ان يكون للكفاءات الشمالية والعكارية مكان في قلب صناعة الحل للمشكلة البيئية فلدينا من المختصين وأصحاب القدرات ما يؤهلهم ليكونوا شركاء في حل وطني كامل. وفي الوقت نفسه لن نقبل أن تأتي إلينا نفايات كل لبنان، وقاعدة الغرم بالغرم وتحمل المسؤولية الوطنية هي أسس الخطة الوطنية الشاملة التي فيها العدالة والتوازن". وتابع: "هنا أشير إلى أن ما قررته الحكومة لعكار هو حق مكتسب وهو حق قديم لئن قامت به اليوم فلأنها تريد أن تكفر عن أخطاء سابقة إرتكبتها الحكومات السابقة وعانت منها عكار حرمانا على كافة الصعد. ونؤكد أننا متمسكون أولا بكرامتنا ولن نفرط فيها ولن نقبل برشوة للقبول بمجيء نفايات المناطق إلينا، ولن نقبل بالتفريط بحقوقنا، فحقوقنا نريدها وننتزعها إنتزاعا مع شكرنا لكل الجهود التي بذلت لتحقيق وتحصيل بعض الحقوق لبعض النواب والفعاليات، لكننا لن نقبل أن يمن علينا أحد في هذه الحقوق، وهذه الحقوق هي لنا ولمنطقة البقاع، وهي حقوق وطنية إسوة ببقية المناطق، فلتكن المعالجة وطنية عادلة ومسؤولة. عكار ليست ارضا سائبة فهي أرض الكرامة والابطال وفيها حراس لكرامتها ولبيئتها ولن نسمح لشاحنة نفايات واحدة أن تأتي إلى عكار". وختم: "من اليوم وإلى نهار الأحد إذا كانت هنالك بوادر لتعاون إيجابي مع عكار ومع البقاع في ظل رؤية وتفكير لمعالجة هذه الأمور بعلمية ومسؤولية فسنبقى على ما نحن عليه، أما بعد نهار الأحد فإنني سأطلب من الشباب الغيورين على عكار أن ينزلوا إلى الأرض وسأطلب من الأهالي في منطقة الدريب والقريبين من مكب سرار أن يكونوا جاهزين للنزول إلى الأرض، فلن نقبل أن يمس كرامتنا أحد مهما علا شأنه ولن نقبل أن يضحك علينا أحد مهما كثرت قبلاته لوجوهنا في عكار وكلماته المعسولة لأبنائنا في عكار، فالغنم بالغرم والمسؤولية مشتركة ولتكن المغانم للجميع وحقوقنا نريدها كاملة بدون تفريط. وأعتقد أن في عكار شبابا ذكورا وإناثا وأن هناك أهل كرامة لن يقبلوا أن تصبح عكار ارض الموت والخراب والدمار".

 

رؤساء الاتحادات البلدية الثمانية في عكار اكدوا رفضهم القاطع استقبال النفايات وفق معطيات خطة شهيب

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - عقد رؤساء الاتحادات البلدية الثمانية في عكاراجتماعا في منزل رئيس اتحاد بلديات نهر الاسطوان عمر الحايك في الكويخات وبحضور رؤساء بلديات في مناطق ليس فيها اتحادات، وجرى البحث في قضية النفايات والقرار الوزاري باعتماد مكب سرار. وبعد الاجتماع صدر البيان التالي: استغربت الاتحادات البلدية والبلديات في عكار، سياسة الاملاءات والتناقضات التي تعتمدها الدولة مع عكار، فيما خص موضوع النفايات وعدم وضوح خطة الوزير اكرم شهيب، فيما يتعلق بالتفاصيل التي سوف يتم على اساسها التعامل مع عكار، هذه السياسة التي لاتزال قائمة على اعتبار عكار منطقة محرومة، وبالتالي يمكن ان تشكل مساحة للخلاص من ازماتهم المتوارثة منذ عشرات السنين. اضاف البيان: " ان غياب دولة المؤسسات، ووزارة التخطيط، وعدم تطبيق اللامركزية الادارية، هو الذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم، من مشاكل وازمات، باتت تطال المواطنيين كل المواطنيين دون استثناء، بوجودهم وصحتهم وصحة اطفالهم، ولا تقتصر المسألة على تراكم النفايات ، بل على تراكم الازمات فوق بعضها البعض، وبالتالي كيف بالامكان حل ازمة النفايات بمعزل عن حل ازمة الكهرباء والمياه وغيرها، ان الازمة الفعلية هي ازمة نهج، ازمة ادارة البلاد بطريقة عشوائية واعتباطية، بعيدة عن الرؤية المستقبلية والعلمية . وتساءل: اليس من المعيب التعاطي مع عكار بهذا الاسلوب،ان ما تختزنه هذه المنطقة من طاقات، وقدارت بشرية وطبيعية، تشكل دعما اساسيا للدولة وللاقتصاد الوطني، لو استغلت في وقتها ومكانها الصحيحين، لحلت الكثير من الازمات، اليست عكار هي عماد الأمن في لبنان، لماذا لاتستغل الطاقة الهوائية في عكار لتوليد الكهرباء بابخس الاثمان، وتنفرد عكار عن غيرها بحجم هذه الطاقة، لماذا لم تنفذ المشاريع السياحية والسياحية البيئية ان على الشاطىء اوفي الجبال الفريدة من نوعها، واستغلال الاثار الهامة جدا، واين الخطط الزراعية وتابع :"لذلك نرى انفسنا ملزمين باتخاذ المواقف والخطوات التي تضع حدا لهذا الغبن، وهذا التعاطي اللامقبول، عطفا على مقررات مجلس الوزراء فيما خص موضوع النفايات. لذلك نرى هذه الخطة غير واضحة، وغير عادلة وفيها تناقض، عندما يتحدثون عن ان الحل هو في لامركزية المعالجة، ونسأل هل تشاورتم مع الاتحادات البلدية والبلديات، التي تشكل الاداة الفعلية للامركزية الادارية، ووقفتم على رأيها بهذه الخطة وهذه الازمة؟ كفانا استهتارا واستعلاءا، ولن نرضى بعد اليوم، الا ان يكون القرار في عكار لأبنائها الذين يحملون جمر الحرمان بايديهم. وختم البيان :" بناء على المعطيات الحالية حتى هذا التاريخ، نعلن رفضنا رفضا قاطعا استقبال النفايات في عكار وفق معطيات خطة الوزير غير الواضحة، علما اننا على اتم الاستعداد للتعاون مباشرة مع البلديات والاتحادات البلدية في المناطق الاخرى لما فيه مصلحة الجميع".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وفاة 87 شخصاً بسقوط رافعة في الحرم المكي

  المكرمة - أحمد آل عثمان { جدة - منى المنجومي/الحياة/12 أيلول/15/بينما كانت أكف زوار الحرم المكي الشريف ترتفع إلى المولى عز وجل تترقب قبول الدعاء في ساعة استجابة أمس (الجمعة)، هوت رافعة متحركة على جزء من المسعى والطواف بالمسجد الحرام بسبب الرياح العاصفة التي بلغت سرعتها 60 كيلومتراً في الساعة لتودي بحياة 87 شخصاً وتتسب في إصابة 201 آخرين. وتابع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف الحادثة منذ لحظة وقوعها، وكذلك مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، الذي انتقل إلى الموقع للوقوف على تداعيات الحادثة، فيما وجّه بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لمعرفة الأسباب. وأصدر المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد المنصوري بياناً جاء فيه: «أنه في تمام الساعة الخامسة وعشر دقائق من عصر الجمعة، ونتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحالة الجوية على العاصمة المقدسة، سقط جزء من إحدى الرافعات بالمسجد الحرام على جزء من المسعى بالمسجد الحرام والطواف، وعلى الفور باشرت الرئاسة والجهات ذات العلاقة الحادثة التي نتج عنها حتى إعداد هذا البيان وفاة 87 شخصاً كانوا موجودين في الموقع، في حين بلغ عدد المصابين والذين تم نقلهم إلى المستشفيات 201 مصاباً». وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة رفعت درجة الإنذار في مكة المكرمة إلى الدرجة البرتقالية صباح أمس، فيما أطلقت 19 تنبيهاً قبل الساعة السادسة وطالبت بأخذ الحيطة والحذر. يذكر أن الحرم المكي يشهد توسعة هي الثالثة للمسجد الحرام والتي ستسمح بوصول الطاقة الاستيعابية إلى 1.8 مليون مصلٍّ، فيما تبلغ مسطحات البناء لهذه المرحلة من التوسعة 1.4 مليون متر مربع.

 

الإتفاق النووي يتجاوز حاجز الكونغرس ... وأوباما يتجنّب استخدام الـ «فيتو»

واشنطن - جويس كرم /الحياة/12 أيلول/15

حقّق الرئيس الأميركي باراك أوباما إنجازاً سياسياً وتشريعياً ضخماً، بنجاحه في انتشال الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، من عتبة الكونغرس وفرضه أمراً واقعاً من الناحية القانونية في الولايات المتحدة، من دون استخدامه حق النقض (فيتو)، بعد فشل الجمهوريين في نيل أصوات تكفي لإجهاضه. نصر أوباما تحقّق، على رغم إنفاق معارضي الاتفاق أكثر من 40 مليون دولار على حملة إعلامية لتعطيله. وعَكَسَ التصويت دلالات حزبية، في التفاف الديموقراطيين حول رئيسهم، وحقيقة التوازنات السياسية في العاصمة الأميركية. وفشلت إسرائيل في عرقلة الصفقة، على رغم معارضتها الشرسة وتحرّكها منذ عام 2013 لتعطيلها، عبر «لجنة العلاقات العامة الأميركية – الإسرائيلية» (آيباك)، أبرز لوبي مؤيد للدولة العبرية في الولايات المتحدة، ومجموعات ضغط أخرى، وفي خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في آذار (مارس) الماضي أمام الكونغرس. وفشل الجمهوريون في جمع 60 صوتاً في مجلس الشيوخ، لطرح مشروع برفض الاتفاق، بعدما أيّده 42 سيناتوراً ديموقراطياً. وأتاح ذلك للديموقراطيين قطع الطريق أمام التصويت، ومنع المشروع من الوصول الى البيت الأبيض، فجنّبوا أوباما استخدام الـ «فيتو» وإعادة المشروع إلى الكونغرس. وبذلك سيصبح الاتفاق نصاً قانونياً تعتمده الولايات المتحدة بعد 17 الشهر الجاري، وفق القرار الرقم 2231 الذي أصدره مجلس الأمن، مصادقاً على الاتفاق. كما أن ذلك سيُجنّب الإدارة والولايات المتحدة معركة زمنية وتشريعية لتمرير الاتفاق، ويبدّد أي شكوك حول تطبيقه.

ووصف أوباما التصويت بأنه «نصر للديبلوماسية والأمن القومي الأميركي، ولسلام العالم وأمنه»، معتبراً أن تصويت أعضاء مجلس الشيوخ سيتيح أن «تعمل الولايات المتحدة مع شركائنا الدوليين، والتمكّن من تطبيق الاتفاق». وأضاف: «تفاءلت بأن هذا العدد الضخم من أعضاء مجلس الشيوخ رأوا مزايا الاتفاق، وأشكر المشرعين والمواطنين على تأييدهم القوي» للصفقة مع طهران.

ورأى الرئيس الأميركي أن النقاش الذي شهدته الولايات المتحدة حول الاتفاق هو «الأكثر مصيرية منذ حرب العراق» عام 2003، منبهاً إلى أن الامتحان المقبل هو في «تطبيقه والتحقّق من ذلك، لمنع ايران من امتلاك سلاح ذري». وبما أن الاتفاق النووي لم ينل غالبية تشريعية، بل مُرِّر بقطع التصويت، سيكون على أوباما توقيع مراسيم خاصة، بعضها فصلي وآخر شهري، لمنع تطبيق العقوبات المفروضة على إيران، والتي يتيح الاتفاق رفعها. لكن الجمهوريين تعهدوا إجراء تصويت جديد، اذ قال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: «سنراجع المسألة الأسبوع المقبل، لنرى هل أن أياً من (أعضاء المجلس) يريد تغيير رأيه» والتصويت لمصلحة رفض الاتفاق. وشدد على أن الاتفاق «سيمنح إيران القدرة على تخصيب اليورانيوم، فيما يكرر القادة الإيرانيون دعوتهم الى تدمير إسرائيل ويرجون دمارنا».

أما الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الأميركي جون باينر فشدد على أن «النقاش لم ينتهِ»، مضيفاً: «إنها البداية». وتابع: «هذه صفقة سيئة، تمتد عواقبها على عقود طويلة، وتمسّ أمن الشعب الأميركي وحلفاءنا. وسنستخدم كل الأدوات في تصرّفنا، لوقف الاتفاق وإبطائه وتأخير تطبيقه في شكل كامل». وعلّق باينر على تلويح الجمهوريين برفع دعوى على أوباما لوقف الاتفاق، بحجة أن الرئيس الأميركي أخلّ بواجباته إزاء الكونغرس، أو ربط التشريعات المتعلقة بإيران، بمشروع قانون تمويل الإدارة، معتبراً الأمر «خياراً محتملاً جداً». وتحدث عن مراجعة الاتفاق مع طهران، إذا انتُخب جمهوري رئيساً للولايات المتحدة العام المقبل.لكن زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد اعتبر الأمر «منتهياً»، مُنبهاً الجمهوريين إلى وجوب الامتناع عن «إضاعة الوقت».

 

أوباما «يُنقذ» الاتفاق النووي

 واشنطن - جويس كرم /الحياة/12 أيلول/15/قد يكون الرئيس الأميركي باراك أوباما حقّق أبرز إنجاز في سياسته الخارجية خلال عهده، بعدما أفشل الديموقراطيون في مجلس الشيوخ محاولة الجمهوريين عرقلة الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، ممهدّين لتطبيقه. لكن الجمهوريين في الكونغرس لم يرفعوا الراية البيضاء، متعهدين أن المعركة «لم تنتهِ» بعد.  التفاف الديموقراطيين حول رئيسهم، أتاح لأوباما ما اعتبره «نصراً للديبلوماسية والأمن القومي الأميركي، ولسلام العالم وأمنه»، منبّهاً إلى أن الامتحان المقبل هو «تطبيق (الصفقة) والتحقّق من ذلك، لمنع إيران من امتلاك سلاح ذري». نصر أوباما تحقّق على رغم حشد الجمهوريين أسلحة ثقيلة لم يستخدموها منذ المرحلة التي سبقت غزو العراق عام 2003، كما أفشل مساعي حثيثة بذلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإطاحة الاتفاق، بمساعدة اللوبي المؤيد للدولة العبرية في الولايات المتحدة. وفشل الجمهوريون في جمع 60 صوتاً في مجلس الشيوخ، لطرح مشروع برفض الاتفاق، بعدما أيّده 42 سيناتوراً ديموقراطياً. وأتاح ذلك للديموقراطيين قطع الطريق أمام التصويت، ومنع المشروع من الوصول إلى البيت الأبيض، فجنّبوا أوباما استخدام الـ «فيتو» وإعادة المشروع إلى الكونغرس. وبذلك سيصبح الاتفاق نصاً قانونياً تعتمده الولايات المتحدة بعد 17 الشهر الجاري، وفق القرار الرقم 2231 الذي أصدره مجلس الأمن. وبما أن الاتفاق النووي لم ينل غالبية تشريعية، بل مُرِّر بقطع التصويت، سيكون على أوباما توقيع مراسيم خاصة، بعضها فصلي وآخر شهري، لمنع تطبيق العقوبات المفروضة على إيران، والتي يتيح الاتفاق رفعها. لكن الجمهوريين لم يستسلموا، متعهدين إجراء تصويت جديد. وشدد الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الأميركي جون باينر على أن «النقاش لم ينتهِ»، مضيفاً: «إنها البداية. سنستخدم كل الأدوات في تصرّفنا، لوقف الاتفاق وإبطائه وتأخير تطبيقه في شكل كامل». وأشار إلى «خيار محتمل جداً» برفع دعوى على أوباما لوقف الاتفاق، بحجة أن الرئيس الأميركي أخلّ بواجباته إزاء الكونغرس، اذ امتنع عن إطلاع أعضائه على «خريطة طريق» سرية أبرمتها طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لتبديد مخاوف من «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الإيراني. ووصف النائب إد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، الاتفاق بأنه «كارثة بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها وأصدقائها في المنطقة».

لكن زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد اعتبر الأمر «منتهياً»، مُنبهاً الجمهوريين إلى وجوب الامتناع عن «إضاعة الوقت». أما النائب جون كونييرس، أبرز عضو ديموقراطي في اللجنة القضائية في مجلس النواب، فتحدث عن «هجوم سياسي» يتعرّض له أوباما، «في محاولة لعرقلة صفقة جيدة في مصلحة أمّتنا». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيزور بكين الثلثاء المقبل، لمناقشة الاتفاق النووي وسبل تعزيز العلاقات بين الجانبين. وأعلن إبراهيم رحيم بور، مساعد وزير الخارجية الإيراني، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور طهران قبل نهاية السنة الإيرانية التي تنتهي في 21 آذار (مارس) المقبل. وأشار بعد عودته من موسكو، إلى أن موعد الزيارة لم يتحدد، لافتاً إلى أن بوتين سيناقش إقامة «كتلة شنغهاي»، في إشارة إلى «منظمة شنغهاي للتعاون»، لـ «التصدي لهيمنة الولايات المتحدة».

 

اوباما يحيي ذكرى ضحايا 11 ايلول بالوقوف دقيقة صمت في حديقة البيت الابيض

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - احيا الرئيس الاميركي باراك اوباما وزوجته ميشيل، الذكرى ال14 لهجمات 11 ايلول بالوقوف دقيقة صمت في حديقة البيت الابيض. وجرت هذه الوقفة عند الساعة 8,46 (12,46 تغ)، وهو التوقيت الذي خرقت فيه اول طائرة يقودها منتمون الى تنظيم القاعدة البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في وسط نيويورك، حيث نظمت ايضا فعالية للمناسبة. وكانت الهجمات اسفرت عن مقتل زهاء ثلاثة آلاف شخص في نيويورك، و"البنتاغون" وعلى متن الطائرة المخطوفة التي سقطت في بنسلفانيا. وشارك مئات الاشخاص في المراسم الى جانب اوباما وزوجته، بعضهم من الفريق السياسي كمستشارة الامن القومي سوزان رايس، بالاضافة الى طهاة البيت الابيض، وعمال الحديقة وموظفين آخرين. وفي نيويورك، بدأت الشرطة واقارب الضحايا بالتقليد السنوي حيث تتم قراءة اسماء الضحايا في مكان الحادثة، الذي اصبح الآن موقعا للمتحف والنصب التذكاري الوطني لاحداث 11 أيلول

 

الجيش المصري: مقتل امرأة وطفل بانفجار سيارة في سيناء

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - قتلت امرأة وطفل في انفجار سيارة مفخخة، اليوم في رفح شمال سيناء، حيث يقود الجيش عملية عسكرية كبيرة ضد المتطرفين، بحسب ما اعلن الجيش. وقال: "ان السيارة انفجرت اثناء قيام قواته بتمشيط البلدة الحدودية المجاورة لقطاع غزة. ولم يوقع الانفجار خسائر في صفوف العسكريين". واطلق الجيش الاسبوع الحالي هجوما ضد مسلحي تنظيم "داعش"، قائلا انه قتل 134 متطرفا منذ الاثنين. واشار الجيش الى ان جنديين على الاقل قتلا في العملية. ويقول الجيش انه قتل اكثر من الف مسلح منذ العام 2013، ولكن لم يتسن تأكيد الحصيلة من مصدر مستقل. وتعد شمال سيناء معقلا للمسلحين الاسلاميين المتشددين الذين يستهدفون قوات الامن والجيش بشكل متواصل، منذ اطاحة الرئيس محمد مرسي في تموز 2013.

 

موسكو تدعو الائتلاف بقيادة واشنطن الى التنسيق مع دمشق لضرب المتطرفين

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - دعت روسيا، اليوم، الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الى "التعاون مع دمشق لتنسيق ضرباته ضد تنظيم "داعش" بشكل افضل. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي "ندعو مرة جديدة اعضاء الائتلاف الى التعاون مع الحكومة السورية والجيش السوري". اضاف خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره المونغولي لونديغ بوريفسورين: "من اجل شن ضرباته يتحتم على الائتلاف "التعاون مع قوات برية، الا ان القوات البرية الاكثر فاعلية والاقوى في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية هي قوات الجيش السوري". واكد ان "روسيا تدعو الى ان تكون مكافحة التنظيم "عملا جماعيا يتم طبقا لمعايير القانون الدولي"، داعيا كذلك واشنطن الى "اعادة تفعيل قنوات" التواصل مع موسكو. واكد ان "هذا مهم لتفادي وقوع حوادث غير متعمدة". واكد مجددا ان روسيا "ستواصل امداد الحكومة السورية بالتجهيزات الضرورية من اجل ان تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة الخطر الارهابي".

 

قطر تعين أول سفير لها في العراق منذ 25 عاما

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - قالت وسائل اعلام قطرية إن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عين أول سفير لقطر في العراق منذ اغلاق السفارة هناك قبل 25 عاما، في أحدث مؤشر على تحسن العلاقات بين البلدين.  وكان وزير خارجية العراق قال في أيار إن "قطر ستفتح سفارة لها في بغداد". وذكرت وسائل اعلام قطرية رسمية وقناة "الجزيرة" الاخبارية على مواقعها الالكترونية أن أمير البلاد أصدر قرارا بتعيين زايد الخيارين "سفيرا فوق العادة مفوضا لدى جمهورية العراق".

 

العربي الجديد : خطة أميركية لتحرير الرمادي : تعزيز دور العشائر واستثناء الحشد

الجمعة 11 أيلول 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : كشفت مصادر عسكرية ومحلية عراقية، لـ"العربي الجديد"، عن حراك أميركي واسع تمهيداً لمعركة تحرير الرمادي ومنح العشائر دوراً أكبر فيها، بعد فشل القوات العراقية المشتركة، ممثّلة بالجيش ومليشيات"الحشد الشعبي"، في استعادة محافظة الأنبار من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على الرغم من المعارك المستمرة، منذ شهرين، والتي لم تسفر عن تحقيق أي تقدم يُذكر مقابل ما ترتّب عليها من خسائر كبيرة في صفوف الجيش والمليشيات.

ويقول القيادي في إحدى العشائر المتصدية لتنظيم "داعش" في الأنبار، عمار العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "واشنطن أنزلت العشرات من قواتها في قاعدة الحبّانية العسكرية في الرمادي، استعداداً لخوض معركة تحرير المدينة من سيطرة داعش"، مبيّناً أنّ "القوات الأميركية عقدت اجتماعاً مع قادة الجيش العراقي والعشائر التي تقاتل التنظيم، لبحث خطة مشتركة لمهاجمة داعش". ويضيف المصدر نفسه أنّ "الخطة ركّزت أساساً على عدم مشاركة المليشيات في المعركة، وأنّ الجيش العراقي يقود المعركة برّاً وبإسناد العشائر، وطيران التحالف، فيما ستبقى القوات الأميركية قريبة من ساحة المعركة، ولن تتدخل إلّا عند الضرورة القصوى".

ويؤكّد أنّ "القادة الأميركيين مع قادة الجيش والعشائر، نفّذوا، أمس الخميس، طلعات استطلاعيّة على محيط الرمادي لوضع تفاصيل الخطة النهائية للهجوم، وتحديد منافذ الهجوم والإسناد، وطرق الانسحاب، وغيرها مما تتطلبها ساحة المعركة. كما حدّدوا خلال الطلعات الاستطلاعيّة مناطق قوّة داعش من مناطق ضعفه"، مشيراً إلى أنّ "توقيت المعركة وساعة الصفر، لم يحدّد بعد، لكنّه ليس بعيداً"، مرجّحاً "حسم المعركة خلال أيّام قليلة، بسبب التنسيق والتعاون الكبير بين القوات العراقية والعشائر والجيش الأميركي". ويلفت النائب عن محافظة الأنبار، محمد العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "مدينة الرمادي والبلدات القريبة منها، تشهد منذ ثلاثة أيّام هدوءاً حذراً، إذ لم تقدم القوات العراقيّة على أيّ هجوم ضد داعش، فالعمليات متوقفة بشكل كامل، كما أنّ التنظيم لم يبادر هو الآخر، بأيّ تحرّك ميداني". ويوضح العيساوي أنّ "المعلومات المتوافرة لدينا، تؤكّد أنّ تنظيم داعش يعمل حالياً على تحصين نفسه في مواقعه الخاضعة لسيطرته، كما يزرع الألغام والعبوات الناسفة على الطرقات المؤديّة إليها. الأمر الذي يؤكّد تحوّل وضعه من هجومي إلى دفاعي، بعدما علم بالاستعدادات للهجوم عليه وبإسناد أميركي". ويؤكّد العيساوي أنّ "القوات الأميركية والعراقية والعشائر، تستعد هي الأخرى لشنّ الهجوم، وتدرس الخطة النهائية لمداهمة التنظيم"، مشيراً إلى أنّ "أهالي الرمادي ينتظرون بفارغ الصبر تنفيذ الهجوم لتحرير مدنهم".

من جهته، يؤكد عضو مجلس عشائر الأنبار، الشيخ، محمود الجميلي، أنّ "عشائر الأنبار سيكون لهم الدور الكبير في هذه المعركة، على عكس المعارك التي مضت، والتي حجّم دورهم فيها". ويقول الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عشائر الأنبار متلهّفة لقتال داعش، واستعادة دورها في المعركة، بعدما قتل التنظيم أبناءها وأخرجها من ديارها"، مبيّناً أنّ "التسليح الذي حظيت به العشائر من الجانب الأميركي جيد نسبياً قياساً بسلاح داعش". ويرجّح الجميلي أنّ "يبدأ الهجوم قريباً وأن يحسم لصالح قواتنا خلال وقت قياسي".

على الصعيد العسكري، يعتبر اللواء الركن المتقاعد، الخبير العسكري، عبد العظيم الشمري، أنّ "أساسيّات تحقيق النصر على ما يبدو أصبحت متكاملة وواضحة من خلال الاستعدادات لهذه المعركة". ويقول الشمري لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعارك التي قادتها مليشيات الحشد في الأنبار والتي انتهت بانسحاب معظم الفصائل منها، حسمت لصالح داعش وانتهت بخسائر أضيفت إلى الخسائر السابقة"، معيداً السبب في ذلك، إلى "عدم قياس قوة العدو والقدرة على تحقيق النصر عليه، إذ إنّ قادة الحشد لم يكونوا مؤهلين، لأنّهم لا يملكون خبرة عسكرية، ولم تكن لديهم رؤية ميدانية حقيقية لساحة المعركة، الأمر الذي صبّ بالتالي بصالح داعش".  ويضيف الشمري أنّه "من المعروف عسكرياً، أنّ داعش قوة لا يستهان به، ولديه من العتاد والعدد والخطط الاستراتيجيّة ما يؤهله لتحقيق تقدم وانتصارات كبيرة، وهذا ما لاحظناه في الموصل وبيجي والأنبار. والواضح من اجتماع القادة الأميركيين مع قادة الجيش وقادة العشائر، أنها خطوة صحيحة لتحقيق أساسيّات النصر". ويشير إلى أنّ "واشنطن لا تضيّع الوقت والجهد، واعتمدت على الجيش والعشائر في الهجوم، وستسنده بضربات جويّة تنهك قوى داعش، واضعة جيشها في حالة استعداد لأيّ طارئ. ووفقاً للمشري، فإن إشراك العشائر في المعركة ضد التنظيم "يثبت أنّها تسعى لضمانإمساك المناطق التي سيتم تحريرها، وحمايتها من أهلها وعدم إضاعتها كما حدث في السابق"، معتبراً أنّ "هذا التخطيط المنطقي، قائم على أساسيات ميدانية واقعية. كما أنّ واشنطن ستستخدم عنصر المباغتة ولا تحدّد ساعة الهجوم، كما كانت تفعل مليشيات الحشد الشعبي والقوات العراقية"، مرجّحاً "حسم المعركة لصالح العراق".

"لواء الأسد"

وكان قد أُعلن في الأنبار عن تشكيل "لواء الأسد"، المكوّن من أبناء العشائر لمقاتلة تنظيم "داعش". وقال آمر "لواء الأسد"، العميد عبد الرزاق الدليمي، في تصريح صحافي، إنّ "اللواء ضم 1100 مقاتل من أبناء عشائر البونمر والعبيد والكبيسات والبومحل في منطقة البغدادي"، مبيّناً أنّ "اللواء سيشارك القوات الأمنيةباستعادة المدن والمناطق التي سيطر عليها داعش ومسك الأمن فيها بعد التحرير". كما لفت الدليمي إلى أنّ "مقاتلي اللواء يشاركون بعمليات عسكرية إلى جانب الجيش ضد داعش في مناطق جبة وبروانة وكبدوا التنظيم خسائر مادية وبشرية كبيرة، ولديهم خبرة كبيرة في القتال". يشار إلى أنّ مليشيات "الحشد الشعبي" فشلت في حسم المعارك في الرمادي بسبب تفرّدها في القرار العسكري وإقصائها أبناء العشائر وهيمنتها على الجيش العراقي، الأمر الذي أجبرها على سحب أغلب فصائلها من ساحة المعركة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله».. من مقتلة سوريا إلى «بكائية» اليمن

علي الحسيني/الميستقبل/12 أيلول/15

حرب الوكيل بالنيابة عن الأصيل، مقولة يُمكن من خلالها توصيف الدور الذي يقوم به «حزب الله» دفاعاً عن إيران ومصالحها الاستراتيجية سواء في لبنان أو المنطقة، وهو توصيف يُستدل منه على عمق العلاقة العضوية التي تربط الحزب بالحرس الثوري الإيراني، المؤسسة العسكرية الإيرانية الأبرز والأقوى والتي تأتمر بالولي الفقيه على غرار الحزب نفسه الذي يستمد من هذا المصدر دعمه العسكري والمادي.

بالأمس رد تيّار «المستقبل» على «حزب الله» الذي شن منذ يومين هجوماً عنيفاً على المملكة العربية السعودية واتهمها بـ«شن عدوان على الشعب اليمني«، وأدان «مشاركة بعض الدول العربية وغير العربية في هذا العدوان وتوفير الغطاء السياسي له«. وأشاد «التيار» بـ»تضحيات شهداء المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الذين سقطوا دفاعاً عن وحدة اليمن وعروبتها، وقدموا النموذج المطلوب في مواجهة مشاريع الهيمنة والتمدد الإيراني«، متهماً الحزب بـ»ذرف دموع التماسيح على حقوق الإنسان في اليمن«.

«إن لم تبكوا فتباكوا»، هو المصطلح الذي يستخدمه «حزب الله» كعنوان أساسي لحربه الإعلامية التي يشنها على السعودية لمجرّد أنها قرّرت وضع حد للتمدد والتدخل الإيراني في اليمن من خلال جماعات يعتمد عليها في الداخل لقلب نظام الحكم فيه وتحويله كما لبنان وسوريا والعراق إلى منصّة أو قاعدة عسكرية تنطلق منها الهجمات ضد خصومه على أن يكون الحزب في واجهة هذه الأحداث، وأن يتحمل تبعاتها وبالتالي يُحمّل لبنان واللبنانيين نزواته السياسية ومغامراته الأمنية والعسكرية، وهذا ما تعوّد عليه الشعب في لبنان منذ أن جعل سلاحه رهن إشارة الأمن القومي الإيراني ومصلحته.

غريب هو تباكي «حزب الله» على اليمن رغم إدراكه حجم التدخل الإيراني هناك والمخاطر التي تُحيط بالمنطقة العربية بأسرها ويُمكن أن تنجم عن هذا التدخل، لكن المفارقة أن هذه الدموع لم تُذرف على أطفال دوما الذين قُتلوا إماً حرقاً بفعل نيران براميل الأسد المتفجرة، أو تحت أنقاض منازلهم بعدما حوّلتها صواريخ الطائرات إلى ركام. وكذلك لم يرها العالم وهي تُذرف يوم قصفت مدفعية النظام الغوطة الشرقية بمواد كيماوية وحوّلت أجساد أطفالها ونسائها وشيوخها إلى ألواح خشبية بعد تصلّبها بفعل تنشقهم غاز السارين المحرم دوليّاً، وإلى مجرد أرقام بعدما عجزت اللجان الأهلية عن تحديد أسماء الشهداء وعائلاتهم.

كثر هم من لبنانيين وغير لبنانيين الذين يُجمعون على تحوّل «حزب الله« إلى أداة إيرانية ينساق وفق أجندتها في مغامراته ونزواته السياسية والعسكرية، مرّة يُستعمل في جنوب لبنان وأخرى في دعم فئة فلسطينية مُحدّدة على حساب القضيّة نفسها، ومرّات في البحرين والعراق وسوريا وصولاً إلى اليمن، ودائماً يكون الشعار «يا قدس إننا قادمون». وقد زاد هذا الاعتقاد بنسبة كبيرة بعد الاتفاق النووي بين إيران والدول الست، عندما أوكلت مهام التخريب و«القصف العشوائي» إلى «حزب الله» ذراعها العسكرية في المنطقة، وذلك بعد تعهدات بعدم تدخلها بشكل مُباشر في دول المنطقة وشؤونها.

يبدو أن دعم الطغاة والمُفسدين بالنسبة إلى «حزب الله» تحوّل إلى عُرف وتقليد يتجددان تلقائياً مع بروز حركات وتنظيمات خارجة على القوانين، وبالتالي تسقط بالنسبة اليه مصالح الشعوب واهتماماتها الأولية، ولا بأس إن جاء هذا الدعم على حساب أمنها وأمانها وعيشها بحرية وكرامة. وهنا لا بد من توجيه «منظومة» أسئلة إلى الحزب حول الدور الذي أوكل اليه للهجوم على السعودية وعلى دورها التوفيقي والجامع، فهل هو بسبب موقعها التاريخي والداعم للبنان في أصعب الظروف؟ أم بسبب وضعها حداً للاقتتال بين اللبنانيين وتكريس أمنهم بالدرجة الأولى من خلال اتفاق الطائف وتوفير فرص عمل لهم وإعادة إعمار ما هدمته إسرائيل في حروبها كافة؟ أم بسبب فتح أبوابها للبنانيين من كل المذاهب والطوائف في زمن الحرب وبعدها من دون أي تفرقة ومن بينهم أقرباء وأشقّاء لشخصيّات بارزة في الحزب؟.

انتهت مفاعيل شعارات «الشيطان الأكبر» و»الموت لأمريكا». إنه زمن اللعب على التناقضات وتبدّل المواقف، فإسرائيل لا تبعد أكثر من «رمية حجر» عن أنظار «حزب الله» ومع هذا بدّل خارطته العسكرية باتجاه العمق السوري، وبشّار الأسد يُمعن في قتل شعبه وإبادته، لكن الحزب أرسل في المقابل ترسانة عسكرية إلى الكويت لزعزعة أمنها وإحداث إنقلاب فيها. يُشارك في حرب العراق ويدعو جهاراً إلى إنقلاب في البحرين، ويُناصر الظالم على المظلوم في سوريا والجماعات المسلحة في اليمن، أمّا في لبنان فحدّث ولا حرج، وآخر هذه التأرجحات والتناقضات ابتكار شعار جديد «طريق القدس تمر بالزبداني».

 

سمير فرنجية وحلم التعددية

مروان المعشر/النهار/12 أيلول 2015

في ظل جو إقصائي حاد تشهده المنطقة العربية حيث إنكمشت المساحة الممكنة للتعددية في الفكر والدين والثقافة، وحيث أصبحت الحقائق أبوابا حتمية لا تحتمل النقاش، من الصعب لأي كان أن يناضل في سبيل الحفاظ على التنوع الثقافي والمجتمعي العربي، ويوظف ما انزل الله عليه من نعم مادية وفكرية ليس لمجد شخصي وإنما لمصلحة الوطن.

يبدو من يرفع علم التعددية وكأنه دون كيشوت العالم العربي، يحارب وحيدا ويقف في وجه العصبيات القبلية والطائفية والسياسات الاقصائية، ويدعو للحوار وإيجاد قواسم مشتركة بين مكونات المجتمع المختلفة وتعظيم الهوية الوطنية الجامعة على كافة الهويات الفرعية، ولا يستخدم سلاحا في سبيل ذلك الا الفكر والمنطق ودروس التاريخ في زمن حل السيف فيه مكان القلم، والحناجر العالية مكان العقل.

سمير فرنجية نشأ في واقع صعب، واذ لم يغفل هذا الواقع أبى الاستسلام له، بل انطلق منه ليعمل على التأسيس لحال مختلفة ووطن جامع وفكر تنويري حداثي يليق بشرق متنوع يأبى الاحتفاء بالتنوع. فحمل لواء الحوار في زمن ينعت به المحاورون بالمساومين، ولم يكن سمير مساوماً في حياته، بل شاء خوض المعركة الأصعب، معركة تغيير العقول والنفوس، وباستخدام الحجة والمنطق. "البيك الأحمر" شاء أن لا يجلس في برج عاجي، بل مع الناس ولأجلهم كي ينعموا بحياة أفضل، وكرس حياته وعقله ولسانه وقلمه من أجل ذلك.

عرفت سمير منذ سنوات، جمعنا حلم مشترك لعالم عربي مختلف يقطنه مواطنون لا أتباع، ويظلله استقرار طبيعي نابع من شعور مواطنيه بمساواتهم أمام القانون رغم تنوعهم الديني والسياسي والثقافي والجندري، وطن لا يعرّف المواطنة على أساس العلاقة بين الدولة والناس فقط، وإنما أيضاً بعلاقة اللحمة بين الناس أنفسهم رغم اختلافهم. أعجبه تعبير التعددية الذي استخدمه دائماً، وتعلمت منه تعابير التنوع والعيش المشترك.

يمر العالم العربي اليوم بأزمة حقيقية، حيث تتآكل الدولة القطرية لتظهر هشاشة الأطر التي قامت عليها هذه الدول وتغليبها هوياتها الفرعية على الهويات الوطنية الجامعة. ويبدو الصوت الأعلى اليوم هو صوت القوى الإقصائية ما دون الدولة، صوت ظلامي تكفيري همجي، يعلي تفسيراً ضيقاً للدين على قيم التنوع واحترام الآراء الأخرى والعيش المشترك. لن يتم دحر الثقافة الداعشية في الوطن العربي، وهي ثقافة تعدت الإنتماء المباشر لداعش، إلا بفكر تنويري حداثي مضاد سلاحه العقل والمنطق وإحترام الآخر، وأداته برنامج تنويري متكامل يعالج الأسباب التي أدت لظهور الدواعش بيننا ويؤسس لأوطان تحترم مواطنيها وتساوي بينهم ويدافع عنها مواطنوها متحدين لدى ظهور أية أخطار تحيط بها.

سمير فرنجية دعا لهذه الثقافة لعقود قبل ظهور داعش بيننا، وعمل من أجل سلم أهلي لا يكتفي بإيقاف الحرب، وإنما بالعمل لإقامة مجتمع التعددية والازدهار والتنوع. ويوم كان صوت البندقية هو الأقوى في لبنان، لم يردع ذلك سمير فرنجية عن مواصلة السعي من أجل مستقبل مختلف.

سمير فرنجية يغني لبنان كما يغتني به. ولكنه لا يغني لبنان وحده. العالم العربي كله اليوم بحاجة لاستنساخ سمير فرنجية مئات المرات، بحاجة لافراد لا تقف حواجز الجهل والاقصائية عائقاً أمامهم لبناء وطن عربي جديد، قوامه المواطنة الحاضنة للتنوع وليست المستوعبة له فقط، حيث ينظر للتعددية على أنها مصدر قوة ومنعة، لا مصدر وهن او تفكك.

قد يأخذ الوطن العربي عقوداً من الزمن لتحقيق هذا الحلم، ولن يحققه من يبقي إصراره على احتكار الحقيقة وتعظيم الذات وتقزيم الآخر. ولكن من ينجح في الوصول لمجتمعات حية تنويرية تعددية مزدهرة في نهاية المطاف، سيذكر سمير فرنجية في مقدمة من أضاؤوا الطريق نحو شرق يليق بتنوعه وحضارته وغناه الفكري.

 

خامنئي يُقصي سليماني ويعزّز نصرالله

 احمد عياش/النهار/12 أيلول 2015

لبنان الغارق في أزمة النفايات يشهد فصولاً من ديَكة تصيح فوق المزابل. ويخشى أن يكون الاعتراض الذي يمارسه "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" لمنع حل هذه الازمة بات مرتبطاً بما ستنتهي اليه مرحلة الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن. وعليه فإن الحزب لن يتخلى عن ورقة العماد ميشال عون، والأخير لا خيار لديه سوى دعم الحزب على رغم ان الحزب سيتخلى عن عون في اللحظة المناسبة كما فعل في الدوحة عام 2008. وعندما سألت صحيفة "الوفاق" الإيرانية نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم: "يعني العماد عون هو الآن مرشحكم النهائي؟"، فأجاب: "في النهاية هذا اقتراح من الاقتراحات التي نحن لم نناقشها. وفي سوريا، يقول مطلعون على الدور الروسي إن التعزيز المفاجىء للحضور العسكري الروسي يأتي في سياق استباقي للكرملين الذي وجد أن النفوذ الإيراني صار منذ توقيع الاتفاق النووي يغرّد لحسابه ولا يأخذ في الحسبان مصلحة روسيا. فقد سبق لموسكو أن نالت ضوءاً أخضر من واشنطن لترتيب حل للأزمة السورية فكان أن وُلد مسلسل مؤتمرات جنيف. لكن طهران التي يقود حساباتها الاقليمية المرشد خامنئي غير آبهة بالمقاربة الروسية لهذه الازمة، وخيارها النهائي هو الميليشيات التي أنشاتها إضافة لـ"حزب الله" لكي تحكم ما يتبقّى من سوريا في دائرة نفوذها. لذلك كان الكلام الروسي الآن عن دور الجيش السوري فقط ولا أثر لدور للميليشيات. وفي اليمن، تجتاح طهران خامنئي سورة غضب أطاحت حتى الآن بالجنرال سليماني. فتحت عنوان "أسد في شتاء" كتبت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية: "لقد قدّم فيلق القدس (الذي يقوده سليماني) تقديراً سيّئاً جداً في اليمن" وفق مصدر في طهران الذي قال إن الفيلق "أكد للقائد الأعلى (خامنئي) أن السعودية لن تهاجم". وخارج ما كتبته المجلة البريطانية تفيد معلومات أن سليماني كان وراء اندفاع الحوثيين الى الجنوب من أجل السيطرة على باب المندب الاستراتيجي لكن عاصفة الحزم التي قادتها السعودية بغطاء دولي أحبطت هذا الاندفاع وهي على وشك إنهاء النفوذ الإيراني في اليمن. من الهزيمة في اليمن الى اهتزاز العراق في وجه طهران الى وحول فيتنام السورية بالتزامن مع مضيّ الاتفاق النووي الى التنفيذ صار واضحاً لماذا خرج الإمام خامنئي بالخطاب الاخير المتشدّد فاستذكر "الخطوة التاريخية للإمام الخميني في إعطاء لقب الشيطان الأكبر لأميركا...". وفي صدى لهذا التشدّد اندفع "حزب الله" في لبنان الى تنفيذ أمر عمليات بالقبض على مجرى الأحداث كما نشاهد حالياً في ملف النفايات. وفي المعلومات أن لقاء جمع أخيراً الامين العام السيد حسن نصرالله مع كوادر الحزب خاطب نصرالله الحضور حول تصاعد حركة الاحتجاج المدني قائلا: "لقد خرجنا سالمين". باختصار: إمبراطورية خامنئي تحتضر بصوت عال.

 

رسالة إلى الأمير السوري الصغير ورفاقه المهاجرين

عقل العويط/النهار/12 أيلول 2015

أما وقد شارفت نهايتَها، حفلةُ التفجع عليكَ، وعلى أترابكَ، وعلى سكّان برّاد الموت الجماعي، من أهل الهجرة السورية القسرية، فأجدني لا أرثيكَ أيها الأمير الكردي الصغير، بل أرثي سوريا كلّها، وأحوالنا الشرقية مطلقاً، من بلاد ما بين النهرين حتى بلاد الشام وصولاً إلى بلاد الجليلَين اللبناني والفلسطيني. ألم تكن تعرف أن العالم بلا قلب، وبلا ضمير! كان على والدكَ عبدالله، المنكوب بالفجيعة هذه، وعلى والدتكَ ريحانة، وشقيقكَ غالب، المستريحَين الآن معكَ، ومع سائر المهاجرين، أن تدركوا منذ أربع سنوات، وفوراً بعد الستة الأشهر الأولى من الثورة السورية البهية المجهضة، أن لا أمل لأحدٍ من المضطهدين والممعوسين والأحرار السوريين، ولا ضوء لهم يُرتجى، من "سوريا الأسد - الأبد"، ولا من التكفيريين، ولا خصوصاً من إدارة العالم. لقد سبق لهذا العالم نفسه أن مارس المهانة الوحشية العلنية نفسها، مشغوفاً بذبح فلسطين ولبنان والعراق، فكيف لا يشغف بذبح سوريا!

لقد خرجتَ أيها الأمير الصغير مع أترابكَ السوريين الذين خرجوا ولم يعودوا. كنتم كثراً وتشبهون الهواء. ذهبتم في الأوقات التي تلي رأفة منتصف الليل، وكانت العتمة شديدة الحلكة، حدّ أنكم نسيتم عيونكم حيث كنتم. لم تأخذوا معكم آثاراً تدلّ على عبوركم، ولم تتركوا وراءكم عطوراً توحي أنكم قد ترجعون. لم أشأ أن أوقظ نومكم لأنكم كنتم تحلمون. وقد ألقيتُ عليكم شغاف قلبي لكي لا تشعروا بالاغتراب، وألقيتُ بعضاً من أغصان النعناع والورد لإشعال الحدائق بالحكايات. عندما استيقظتم، أخذتكم الدهشة لأنكم لم تعرفوا كيف تحصدون سنابل الشمس في تلك الديار الغريبة، فآثرتم أن تعودوا إلى نومكم.

كنتم أطفالاً وكباراً، وكان ينبغي لكم أن تأخذوا معكم أشياء كثيرة، لكنكم آثرتم أن تكتفوا بالضحك كلّه، والنوم كلّه، وأرغفة الحياة المغموسة بدمع المهانة.

كنتُ أسأل نفسي كيف يمكنني أن أخاطب أمهاتكم وأنا لا أملك ضحكةً واحدةً تُخطرهنّ بأن الأولاد سيأتون بعد قليل. وكيف يمكنني أن أفعل شيئاً لذيذاً لهنّ وأنا لم يعد في مقدوري أن أطلب نجمةً واحدة تُرشد الأمهات إلى أول النوم أو إلى بعضه الكثيف، أو حتى إلى آخره المتلجلج.

عندما رأيتُكَ أيها الأمير الكردي الصغير نائماً على ذلك الشاطئ، ظننتكَ متعباً بعض الشيء من فرط الحرّ، وقد شئتَ أن تبلّل جبينك بأحلام الموج. لم أشعر بأنكَ بكيتَ قليلاً قبل أن تنام. أو بأنكَ أردتَ أن تبني لكَ ولأترابكَ كوخاً من رمل في ذلك المكان الغريب. جلّ ما فعلتُه أنني أحببتُ أن أرى عينيكَ المغمضتين لأرى جيداً مأساة الشرط الوجودي السوري في أزمنة المهانة هذه.

ليتني لم أفعل. لو تركتكَ مستلقياً على تراب مشقتكَ، لظللتُ موقناً أنكَ قد تستفيق من غفلتك المريبة. يا لسذاجتي!

قبل نومكَ كنتَ تضحك أيها الأمير، على ما قيل لي. أحدٌ ما، وعدكَ بسمكة تخرج من البحر لتلاعبكَ على الشاطئ، لكنها تأخرت كثيراً، فآثرتَ أن تستسلم للنوم. كان الصباح ثقيلاً عليكَ وكان مجحفاً في حقّكَ. لقد شئتَ أن تحلم فلم تعثر على مكان تطلق فيه العنان للطيف حلمكَ، فتركتَه في عهدة الموج الخفيف لئلا يذهب بعيداً ويضيّع الطريق. لكن الموج الخفيف من طبائعه أن لا يراعي أحداً بل يتعامل مع كل شيء وفق أمزجته وإيقاعاته. وهو في سبيل ذلك قد يأخذ كل شيء إلى البعيد المفجع، وعندما يعيده ينسى المكان الأول الذي كان فيه، فيركنه في أمكنةٍ أخرى غريبة وموحشة، بحيث لا يعود من الممكن استعادة الوقت الذي عبر قبل قليل، أو استرجاع رنين ضحكةٍ كانت مشغوفة بفتنة الياسمين.

يمنعني عنكَ أيها القتيل العزيز، وعن أمثالك من شهداء المصير السوري، أنني لم أعد قادراً على أن أرفع يداً في الهواء بعد عزوف الهواء عن رئتيكَ. كنتُ على وشك أن أصرخ طلباً للنجدة لكن صوتي آثر أن يبقى كتوماً فلم يصعد إلاّ الرحيق المملّع من حشرجاته الهشة.

عندما رأيتُك هناك، عكفتُ على اللامرئيّ من جروحكَ لأشمّها ولأجعل لها أمكنةً طريةً في ذكرياتي. وقد قلتُ لعواطفي إني آخذٌ بطفولتكَ إلى حيث أعثر لكَ على ضريحٍ لائقٍ في قعر الرأس. هناك حيث تقيم مشاعري والجمّ الكثيف من الخيبات ويطمئن الموتى والمفقودون من أهلي وأحبابي.

لن أجد لكَ مكاناً في العالم. أترابكَ الكثر يهيمون على نظراتهم في تعاسة الحضارة، غير مدركين أن النفوس أمّارةٌ بأقدارها. وهي، كأجسادها، لا ترضى بشعاعٍ لئيمٍ، كالضئيل الشعاع الذي كان يتسرّب مسموماً إلى تلك الشاحنة - البرّاد التي أقلّت سوريين، من شقوق الموت المبعثرة في الأنحاء.

إنه العالم، أيها الأمير الصغير، وهو حيوانٌ لئيم. العالم هذا، لم تعد تؤلمه أقدار الشعوب المفجعة. إنه معنيٌّ بأشغاله أيها الجميل اللطيف كشعوذات الندى الممطرة في الجميل الفجر. ليس لعالمٍ أن يفتح لكَ نافذة تطلّ منها على غد الأطفال. فلن يكون لكَ مكانٌ بين هؤلاء. صدِّقني. لا أستطيع أن أكذب عليكَ، أو أسمح لأحد بأن يوهمكَ بأن الفجر سيطلع بعد قليل عليك. ما من فجرٍ لكَ بعد الآن سوى بين الضرائح التائهة في رأسي. في مقدوركَ هناك أن تعثر على كائنات لطيفة، وعلى أوجاعٍ وجودية، وكوابيس، وأسرار، وكلمات. ما أصعب الكلمات حين تكون مجروحة بصفاء الموت. من شأنها أن تأوي إلى صمتٍ يشبه أحوال السكارى المفجوعين بهلوساتهم المريرة. لكنكَ مستريحٌ هناك، في حين أن والدكَ الكليل لا يزال غير مصدِّق بأنكَ نائمٌ، وشقيقكَ وأمّك، نومتكم المديدة، وهو قد رأيته للتوّ يبحث في الخرائب عن قميصٍ زائغ بين العينين المرتدّتَين على أضغاثهما. أعرف أين هي أمّكَ في هذه اللحظة بالذات، وماذا سيفعل شقيقكَ غالب بنهاراته ولياليه. يحزنني أنني لا أملك ثياباً ناشفة من الدموع. أو حذاءً من شأنه أن يسعف قدميكَ الرخوتين. كما يحزنني أن لا أستغيث لاعتقادي ان لا أحد يأبه لاحتجاج كهذا. من وراء عينيكَ الرافلتين بالعتمة، ألمح سوريا كلّها، بين أنياب الأسد المهيض، وبين أنياب الوحوش التي تقف في الجهة المقابلة، وألمح نساءً وفتياتٍ وأمهاتٍ سوريات، في أيديهنّ شموسٌ وأقمارٌ ودموع. أيكون في مقدور الكلمات أن تظلّلهنّ والبلاد برأفتها. أم يكون في مقدوري أن أرتّب لهنّ من نسيج قلبي المناديل التي يتفيّأن بأشعارها.

أيها العالم الجبان، أيها الرئيس المخلوع الجبان، أيها التكفيريون الجائرون، أنا اللبناني الموصول بجروح المصائر والأقدار الشرقية المشتركة، أحتقركم وأبصق عليكم. كنتُ قد وعدتُ نفسي بأن أرسل إلى الآمهات والآنسات السوريات فضائل الخزامى واليانسون ليبلسمن الليالي برحيقها. لكني لم أعثر على مرآة إلاّ مغمسةً باليأس والدم. في مقدوري أن أكتب بانسحاقٍ غاضبٍ ومرير، لكنْ بجموحٍ في الحبّ والفروسية. في مقدوري أيضاً وخصوصاً أن أكتب، ويجب أن أفعل دائماً، ضدّ اليأس. أكتب لأشهد ضدّ هذا العالم. سلامٌ من قلبي إلى العذاب السوري العظيم! وسلامٌ إلى الأحرار!

 

هل يكون الحوار حلقة الوصل مع الحكومة؟ جلسة مجلس الوزراء مستبعدة إلا لضرورة "النفايات"

 سابين عويس/النهار/12 أيلول 2015

لئلا تصبح طاولة الحوار المنعقدة فصولاً في ساحة النجمة بديلة عن طاولة مجلس الوزراء في اتخاذ القرارات وتأمين التغطية السياسية لها، سيكون أمام رئيس الحكومة تمام سلام الكثير من العمل من أجل إعادة الروح إلى حكومته وتنشيط عملها، علماً أن لا مؤشر إلى إمكان انعقاد جلسة حكومية الاسبوع المقبل، ويبدو أن طاولة الحوار مرشحة لأن تكون حلقة الوصل بين السرايا والبرلمان وبعبدا المغيّبة عن الصورة.

كانت واضحة من قرار سلام اعلان دعوته إلى جلسة حكومية من أمام البرلمان وعلى مسافة دقائق من بدء جلسة الحوار الاولى التي يقودها رئيس المجلس نبيه بري، رغبته في التفاهم مع بري على أن تكون الجلسة منفصلة عن طاولة الحوار، وإن كانت في الواقع منبثقة من تفاهمات مسبقة على تسهيل إنجاز ملف النفايات بعدما استفحلت ارتداداته السلبية في الشارع وذهبت بالحراك المدني إلى مسارات لا علاقة لها بالملف الاساس.

ولكن، إذا كان التمهيد لإنجاح الجلسة الاولى من الحوار، ساهم في فك عقدة الحكومة لحل أزمة النفايات، فهل تنسحب التفاهمات المشار إليها على العمل الحكومي، فتتيح عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد في شكل دوري ومنتظم كما يفترض، أو أن العقد التي أطاحت المجلس في مرحلة سابقة لا تزال جاثمة وتلقي بثقلها على الوضع الحكومي؟

ليس في معطيات المواقف المواكبة للجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء ما يشي أن هذه العقد قد ذللت، بل بدا أن الحكومة ستكون في حاجة لدى كل قرار بالانعقاد إلى حقنة دعم من طاولة الحوار، وإلا فستكون محكومة بالتعطيل. فلا ملف التعيين المتعلق بترقية العميد شامل روكز أنجز إخراجه، ولا ذريعة آلية العمل الحكومي التي عطلت الجلسات تم التفاهم عليها. أما مشاركة وزيري "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في الجلسة الاخيرة، فحملت رسالة واضحة إلى رئيس الحكومة: مشاركة تكنوقراط في ملف عملي، أما المشاركة السياسية فرهن المقاربة الحكومية في التعاطي والملفات السياسية المطروحة. وعلم في هذا المجال ان هناك تقاسم أدوار يكرس هذا الواقع، فيوقع الوزيران حسين الحاج حسن والياس بو صعب المراسيم الحكومية بينها يتحفظ عن التوقيع الوزيران محمد فنيش وجبران باسيل (المصنفان في خانة الوزراء السياديين)، تعبيرا عن الموقف السياسي المتحفظ لحزبيهما عن القرارات الحكومية!

هذه المشاركة المجتزأة في الجلسة الحكومية معطوفة على مناخ تصعيدي سجل في اليومين الماضيين على هامش جلستي الحوار والحكومة، تطرح علامات استفهام على مصير الجلسات الحكومية المقبلة، ولا تشجع على التفاؤل بإمكان أن يوجه سلام اليوم الدعوة إلى الوزراء لعقد جلسة. علما أن هذا المناخ من شأنه التأثير ايضا في جلسات الحوار المقبلة، الثنائي منها بين "المستقبل" و"حزب الله"، والجماعي بين الكتل النيابية. وأبرز هذه المعطيات تمثل بالهجوم العنيف الذي يشنه تيار "المستقبل" على "حزب الله" من جهة وعلى "التيار الوطني الحر" من جهة أخرى، وتمثل أخيرا في الاستجواب المقدم من نواب في "التيار" ضد الوزير جبران باسيل حول ملف الكهرباء ومسؤوليته في "إهدار" 700 مليون دولار، على ما جاء في الاستجواب.

تضاف إلى ذلك، الجبهة المشتعلة المفتوحة أخيرا بين وزير المال علي حسن خليل ووزير الطاقة أرتيور نظاريان على خلفية ملف الطاقة أيضاً، علما ان الموضوع لا يعدو كونه من الدمل المتراكمة في المواجهة القائمة منذ زمن بين "امل" وبين "التيار الوطني الحر". في أي حال، يبقى مصير الجلسة الحكومية هذا الاسبوع رهن صمود التفاهم الذي جرى الاسبوع الماضي وأدى إلى إخراج ملف النفايات من عنق الازمة، علما ان الجلسة السابقة خصصت حصرا لهذا الملف، ولم تلامس المواضيع الخلافية الاخرى التي كانت سببا في تعليق الجلسات وابرزها مسألة ترقية العميد روكز ضمن سلة ترقيات وآلية العمل الحكومي.

وفي حين تستبعد مصادر مطلعة ان يوجه سلام الدعوة اليوم الى جلسة، تؤكد ان إمكان عقد جلسة الاسبوع المقبل سيكون رهنا بملف النفايات. إذ يمكن ان يدعو سلام الى جلسة إذا اقتضى هذا الملف استكمال البحث في شأنه، وفقاً للتفاهم بين الرئيسين بري وسلام على هذا الموضوع.

 

لماذا استهداف لبنان بحصّته في الجامعة؟ بيروت تمتحن العرب غداً

 خليل فليحان/النهار/12 أيلول 2015

أحال مجلس مندوبي الدول العربية المعتمدين لدى جامعة الدول العربية على مجلس وزراء الخارجية العرب الذي سيبدأ أعماله غداً الأحد في القاهرة موضوع "المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية" في بيروت التابع للجامعة ويديره السفير عبد الرحمن الصلح بجدارة منذ إنشائه، بدليل شهادات وزراء العدل العرب خلال المؤتمرات التي يدعو اليها.

وشرح مصدر ديبلوماسي متابع لـ"النهار" ان سبب احالته على المجلس الوزاري يعود الى تصدي مندوبية لبنان برئاسة السفير خالد زيادة لاقتراح إقفال المركز وإبقائه حيث هو في بيروت، وسأل في مداخلة في مجلس المندوبين لماذا لبنان مستهدف بحصته من وظائف الجامعة؟ لماذا أيضاً استبعاد ترشيح لبنان لمركز مساعد الأمين العام لشؤون الرقابة المالية في الجامعة وهو مطروح منذ دورة آذار للمجلس وتعيين مرشح لموريتانيا بديلا منه "مع التذكير بأن لبنان استبعد منذ 22 عاماً عن تعيين مركز الأمين العام المساعد للجامعة مركزه القاهرة، وآخر من شغل هذا المنصب السفير أسعد الأسعد؟ لماذا استبعاد تثبيت طلال الأمين الموظف في الجامعة مستشارا للأمين العام للجامعة؟ وعزا المصدر السبب الى إصرار مندوب السعودية لدى مصر والجامعة السفير أحمد قطان يعاونه السفير الجزائري نزير العرباوي على إقفال المركز لأسباب تقشفية متعلقة بموازنة الجامعة البالغة 61 مليون دولار، وتساهم المملكة بثلثي قيمتها.

وتصدت مندوبية لبنان، لدى الجامعة وطالبت بإبقاء هذا المركز وإعادته الى القاهرة، وأعدت مذكرة خطية سلمتها الى الأمين العام للجامعة نبيل العربي تتضمن رغبة الحكومة في ذلك نظراً إلى أهمية دور هذا المركز. وفندت الأسباب كالآتي: أولا العمل على توحيد التشريعات العربية وجمع كلمة الأشقاء العرب على الصعيد القانوني والقضائي حيث استحق تنويه مجلس وزراء العدل العرب والاجهزة القضائية العربية التي ينظم المركز دورات سنوية لمؤتمراتها. ثانيا: يشهد المركز نشاطات تلقى إقبالاً نوعياً من كبار رجال القانون والقضاء في الدول العربية على رغم الظروف الأمنية الاستثنائية التي تحوط بالمنطقة العربية. ثالثاً: ان المركز ينأى بنفسه عن أي صراعات سياسية ناشئة ويلتزم العمل القانوني البحت، كما ان وجود مقره في بيروت جاء نتيجة اتفاق مبرم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والحكومة اللبنانية، وحقق حتى تاريخه نجاحاً باهراً، علماً أن الدولة اللبنانية من خلال وزارة العدل اللبنانية تحملت منذ انتقال المركز الى بيروت نفقات إيجار المقر وتوفير الكادر الوظيفي من ملاكها، وهو لا يشكل أي عبء مالي إضافي على الأمانة العامة. ولفت إلى أن العبء المالي للمركز بنسبته العالية تتكفل به الحكومة اللبنانية. أما المعاشات التي يتقاضاها الموظفون المصريون الآتون من القاهرة فإذا عادوا اليها فسيستمرون في تقاضيها. فلماذا اقحام السفير قطان هذا "المركز" في البند الرابع لجدول أعمال المجلس بعنوان مشاريع وقرارات الشؤون السياسية ضمن مخطط إقفال عدد كبير من بعثات الجامعة في الخارج والتي تكلف نحو 19 مليون دولار سنويا ونحو مليون يصرف لأنشطتها؟ والسؤال لأي سبب سياسي سيغلق هذا المركز ومكاتب البعثات المطروحة للإقفال باستثناء تلك القائمة في كل من باريس وبروكسل وجنيف وفيينا بذريعة أن لديها منظمات؟ واستغربت مصادر وزارية إصرار قطان والعرباوي على إقفال المركز في بيروت في حين يعتبر قادة دول عالمية كبرى ودول عربية ان المطلوب عربيا من أجل تنظيف السمعة التي أشاعها تنظيم "داعش" بجرائمه توجيه رسائل الى العالم ضد الفكر التكفيري الذي ينشره هذا التنظيم ممارسا أقسى أنواع الجرائم ضد الإنسانية ومواجهته بتنوير الرأي العام العالمي على ان "داعش" لا يمثل العرب ولا الاسلام، وبعثات الجامعة يمكنها ان تؤدي هذا الدور لدى الدول المعتمدة لديها. إلا أن الحرصاء على إقفال مكاتبها يتذرعون بأن مجلس السفراء العرب في كل دولة يمكنهم القيام بهذه المهمة. ولفت الى ان البعثات أفضل لأن الدول تعترف بها وتنقل وجهة نظر العرب، فيما المجلس يختلف في تركيبته.

 

لمواكبة الاستحقاق "المنفيّ"!

 الياس الديري/النهار/12 أيلول 2015

الحوار وُجِدَ ليستمرّ. وسيستمرّ كونه يحمل مسؤوليّة مهمّة قد تظهر تباعاً، وفي القابل من الأيام والاجتماعات الحواريّة محليّاً، فيما التطوّرات الخارجيّة المتّصلة بالاستحقاق الرئاسي المغيّب تتّضح معالمها واتجاهاتها، وخصوصاً على الصعيدين السوري والإيراني. واستمرار الحوار لن يكون سدى. أو ليتبادل المتحاورون التحيّات وآخر ما يتداوله الناس من أقاويل وشائعات ونكات. بل للدخول في صلب الموضوع الرئاسي، والبحث عن المخارج والحلول التي تسهّل السبل أمام عودة الاستحقاق الرئاسي من منفاه الافتراضي إلى قاعة الجلسات في ساحة النجمة. والرئيس نبيه برّي ليس غريباً عن المعلن وغير المعلن من عوامل العرقلة، ولا عن المعروف وغير المعروف من الأسباب الحقيقيّة لبقاء قصر بعبدا مقفلاً منذ سنة واربعة أشهر تقريباً إلى اليوم، وإلى أسابيع مقبلة. كما أنه ليس بعيداً من أحوال السياسة اللبنانيّة وأصحاب الشهوات الرئاسيّة، وداعمي العرقلة لأغراض شتّى. إذاً، ليأخذ الجميع علماً بأن لهذا الحوار دوراً قد يتبلور خلال الاجتماعات المقبلة. وقد يظهر حجمه وتتبدّى أهميّته عندما يُنجز المطلوب منه. والمطلوب التوصّل إلى توافق على رئيس للجمهوريّة ينال رضا الداخل ودعم الخارج، عربيّاً ودوليّاً وإقليميّاً. ما من مرجع أو مسؤول لبناني، ما من مسؤول عربي، ما من مسؤول فرنسي، بريطاني، إيطالي، روسي، أميركي، يجهل أن لدى إيران السرّ كله، والتفاصيل كلّها، والمفتاح "الأصلي" للفراغ الرئاسي، كما للحل وملء هذا الفراغ، وفتح القصر الموصد أمام مرحلة لبنانيّة جديدة. أما وقد قيل الكثير في هذا الموضوع الشائك، فمن المفضّل الاكتفاء بالإشارة إلى أن الاتفاق النووي الذي كان للاستحقاق اللبناني دورٌ في كل مراحله قد وُلِدَ وشبّ عن الطوق، و"زمط" من براثن عتاة المتطرّفين في الحزب الجمهوري، وبات من الطبيعي أن يعود إلى دياره... مروراً بساحة النجمة. هذا ليس كل شيء. ولا كلّ ما يحيط بالفراغ الرئاسي والشلل الذي يزنّر لبنان من الباب إلى المحراب. إلا أن محاولة البعض إبقاء ملف الزبالة قيد التداول والأخذ والردّ، من شأنها أن تشرّع الساحات مجدّداً لتجمّعات المحتجّين، ولتظاهرات المنادين بإسقاط النظام وإسقاط وهم الدولة، ووهم المؤسّسات، ووهم الاستقرار. وربما لمآرب أخرى تصبّ في الخانة ذاتها، لكن طموحاتها أبعد وأخطر. من هنا كانت التعليقات حول العرقلات المستجدّة تشدّد على أن عرقلة خطة الزبالة ليست بريئة، ولا هي لـ"وجه" الزبالة، بقدر ما تكشف بعض الوجوه وبعض النيّات. ولكن، إلى أين يودّون أخذ البلد؟ ثمة مَنْ يفتّشون عن مشكلة أو عرقلة من غيمة... فوجدوها في الزبالة.

 

ولروسيا خطها الأحمر أيضاً

 سميح صعب/النهار/12 أيلول 2015

ببساطة لا تريد الولايات المتحدة أن تتيح مكاناً لروسيا في محاربة "داعش" والتنظيمات الجهادية الاخرى من "جبهة النصرة" وغيرها التي لا تقل تشدداً في اجنداتها . لا تريد واشنطن دورا روسيا في قتال المتشددين في سوريا لانها لا تريد دوراً روسياً أوسع في الحل السياسي بما يفضي الى تعديل بيان جنيف – 1 الصادر في 30 حزيران 2012 في ظل موازين قوى كانت تميل لمصلحة الفصائل السورية المسلحة وقت صدور البيان. ليس هذا فحسب، بل ان مشاركة روسيا عسكرياً في ضرب "داعش" ستكون المرة الاولى تستخدم موسكو قواتها خارج حدودها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. وهنا تكتسب المشاركة العسكرية الروسية بعداً استراتيجياً على الساحة الدولية تنظر اليه واشنطن بعين القلق وبأكثر من مجرد دور محدد بمواجهة الجهاديين. وفي المقابل، تبدو المشاركة العسكرية بالنسبة الى روسيا أيضاً ذات ابعاد استراتيجية انطلاقاً من اقتناع الكرملين بأن مواجهة الجهاديين في سوريا اليوم أفضل من مواجهتهم في القوقاز غداً. وهكذا يفرض تزايد الدور العسكري الروسي في سوريا سياقاً مختلفاً للأزمة السورية عن السياق الذي أرادته واشنطن منذ انطلاقتها في 11 آذار 2011. وهو سياق أتاح صعود "داعش" وتمكينها من السيطرة على أراض في سوريا والعراق تعادل مساحة بريطانيا. وهو سياق أدى الى تهجير نصف الشعب السوري داخل سوريا وخارجها وآخر مظاهره موجات اللجوء الى اوروبا. وهو سياق يجعل مسؤولي الاستخبارات الاميركية يتوقعون عدم عودة العراق وسوريا دولتين موحدتين بل ان كلاً منهما ستتشظى الى دولتين أو ثلاث دول على الاقل على اسس طائفية وعرقية. وهو مسار أسفر عن تهجير البقية الباقية من مسيحيي العراق وأكثر من 500 ألف من مسيحيي سوريا من غير أن يقدم أو يؤخر في مسار هذا التهجير مؤتمر باريس لدعم الاقليات في الشرق الاوسط والـ25 مليون أورو المخصصة لذلك.

والاغرب من ذلك ان أميركا تحارب "داعش" منذ أكثر من سنة من الجو والنتيجة ان التنظيم بات أقوى، ولن يحول دخول فرنسا وبريطانيا وأوستراليا على خط الغارات الجوية دون تمدد الجهاديين أكثر الى درجة بات معها مسؤولون اميركيون سابقون وحاليون لا يرون غضاضة في اللجوء الى التحالف مع "القاعدة" ممثلة بـ"جبهة النصرة" من أجل ضرب "داعش". أي أن "القاعدة" باتت بالنسبة الى أميركا أفضل من التنسيق مع الجيش السوري لضرب "داعش". كثيرة هي الاسباب التي تحدو روسيا اليوم الى القيام بدور مباشر في محاربة "داعش"، لكن أهمها ربما الشكوك الروسية في أن واشنطن لا تريد القضاء فعلاً على التنظيم قبل ان يستكمل دوره الوظيفي في اسقاط النظام السوري. وهنا الخط الاحمر الروسي.

 

المستطبلون والمستبعضون

مروان قرضاب/النهار/11 أيلول 2015

من يشاهد بعض البرامج التلفزيونية السياسية في لبنان التي تدّعي الموضوعية يشعر بالغثيان والاشمئزاز من هاتين الفرقتين، فرقة الضيوف "المستطبلين" وفرقة المذيعين "المستبعضين". "المستطبلون" هم بعض الصبية الشتامين الذين أنتجهم النظام الأمني السوري اللبناني زمن الوصاية، والذين انتشروا بعد الوصاية في فريقي 8 و14 آذار، لا هم لهم سوى قبض ثمن شتائمهم من الجهات التي تحركهم...

أما "المستبعضون" (من البعوض) فيرفرفون حول أذنك بنغمة تافهة رفيعة شيطانية، سداها النكاية ولحمتها البغضاء، أقصد بهم بعض المذيعين الذين يمتازون بأخلاق ضيوفهم "المستطبلين"، لكن يتسترون بلقب اعلاميين موضوعيين... من هم "المستطبلون" الذين لا يتركون برنامجاً سياسياً أو فنياً أو هزلياً، إلا ويطلون من خلاله؟ "المستطبلون" هم الذين يضربون أنفسهم بمطارق ضخمة فتخرج من أفواههم الفارغة قرقعة ألطفها أغلظ من قرقعة الطبول. هم أولئك الصبية الشتامين الذين يتقاسمون جزءاً من مدخولهم مع بعض المذيعين ثمناً لاطلالاتهم التلفزيونية ليناقشوا شؤون لبنان والمنطقة والعالم وليدلوا بآرائهم في سلوك أوباما وبوتين وغيرهما من زعماء العالم، وبالتالي ارشادهم أين أصابوا واين أخطأوا، وتقديم النصح والأفكار تارة، وتارة أخرى يرمون عليهم الحظر من دخول لبنان على قاعدة المعاملة بالمثل. هم أولئك الذين يناقشون في الاقتصاد والبيئة والاخلاق وما أبلغهم في الحديث عن الأخلاق... من يشاهد هؤلاء الصبية ""المستطبلين" يعتقد للوهلة الأولى أنه يشاهد "أخيليس" أو "الاسكندر المقدوني" أو هرقل الجبار لكثرة ما يرغون ويتوعدون ويتهددون بتكسير العصي على جناب القضاة والضباط بينما هم في الحقيقة يخافون من "خيال أذنيهم" انهم "نمور من ورق". هاتان الفئتان تجمعهما صفة واحدة، ومهمة واحدة هي "الغيبة والنميمة". "المستطبل النمّام" شعاره الاول هو: كذّب ثم كذّب ثم كذّب، لا بد من أن يصدّق الناس إحدى كذباتك". أما "المستبعض" فهو المذيع الذي يستمع الى "المستطبل النمام" دون أن ينصر المغتاب او يردّ عنه، يستمع اليه ببراءة وبعيون جاحظة شاخصة متفاجئة. السؤال الذي يراود جميع المستائين من هذا الانحطاط الاعلامي هو: إلام تستمر الدولة والقضاء في التغاضي عن هذه الظاهرة الشيطانية المدمرة للأخلاق في المجتمع اللبناني؟ جاء مرة أحد المسؤولين الكبار الى زميل له مشتكياً على أحد الشتامين، فأجابه زميله "النبيه" لا ترد عليه، لأنك اذا رديت ترفع من مقامه وتعطيه ما يطمح له، لا ترد عليه، إفعل كما أفعل، عندما يتعرض لي هذا الشخص نفسه، هكذا تغيظه أكثر. شعار الكبار: لن نرد ولن ننزل الى مستوى هؤلاء "المستطبلين" النمامين الساقطين الحاقدين الحاسدين الذين لا هم لهم إلاّ الطعن في أعراض الناس والتحدث بها، والتباهي ومحاولة رفع قدر أنفسهم بانتقاص قدر الآخرين!. عدم الرد لم يعد ينفع مع هؤلاء الساقطين النمامين. احذروا يا أولياء الأمر وبادروا الى تفعيل القوانين المتعلقة بصون كراماتكم وكرامات الناس وحمايتها. احذروا، يا أولياء الامر، ولا تستهينوا بهؤلاء لأنهم يبحثون باستمرار عن جسم جديد ليمتصوا دمه... وهؤلاء قادرون على أن يفسدوا بين رجل وأمرأته، أو بين أسرتين، أو طائفتين، أو دولتين... يعملون على هدم مروءة نخب المجتمع، لذلك عليكم أن تسارعوا الى ايجاد حل لهذا المرض العضال قبل فوات الأوان، اقطعوا الألسنة التي قطعت أرحاماً، ونزفت دماء، وقتلت أبرياء، وعذّبت مظلومين، وأكلت أموالاً حراماً واغتالت زعماء. إذا كنتم غير قادرين على تنقية أجواء التلفزيون والصحافة من الكتبة والمذيعين وضيوفهم الذين يستغيبون أشراف القوم غير آبهين بمن يكون ضحيتهم، في الحد الأدنى توقفوا عن استقبالهم في قصوركم الحكومية والنيابية والرئاسية، وليتوقف وزراؤكم ونوابكم عن تقديم الخدمات لهم... ولا تقبلوا إجراء أي مقابلة تلفزيونية مع أي مذيع أو صحافي "مستبعض نمّام" يستضيف "مستطبلاً نمّاماً". أختم بهذا الحديث النبوي: "من لم يستطع رد الألسنة المفترسة عن أخيه فأقل ما يجب عليه أن يعتزل".

 

عَــودَةُ السُّــنُــونُــو

هنري زغيب/النهار/12 أيلول 2015

رحَلوا...

حمَلوا يأْسَهم وأَطفالَهم وأُفقاً مقْفَلاً في وطنهم، ورحَلوا...

في البر رحَلوا هائِمين إِلى صحارَى بلا وُجُهات، وفي البحر رحلوا إِلى شواطئَ لا يعرفون مَوانيها.

منهُم مَن نَـجَوا فوصلوا إِلى أَرضٍ موعودةٍ تنتظرهم بـخيام اللاجئين النازحين ارتَموا فيها من إِرهاق الطريق.

ومنهُم مَن انتَهت رحلتُهم بصورةٍ هزَّت العالَـمَ لـطفلٍ دَحرجَــتْــهُ الأَمواجُ إِلى غفْوةِ وجهِه الأَخيرة على فِراش الرَّمل.

رحَلوا جماعاتٍ وأَفواجاً كما ترحلُ أَسرابُ السنونو.

السنونو تنزح عن سمائها الأُمّ من طقسٍ إِلى طقس، هاربةً من ظُلْمِ الريح وظَلامِ النهار وظُلامةِ القَيظِ والبردِ والمطَر إِلى واحاتٍ أَكثرَ أَمناً مناخياً وأَمانَ لُجوءٍ وأَمانةً هانئة.

وهُم ينزحُون عن أَرضهم الأُمّ من بلدٍ إِلى بلد، هاربين من ظُلْم الحرب وظَلام الموت وظُلامةِ الجوع والخوف والتشرُّد إِلى أَيِّ بلدٍ أَكثر أَمناً وأَماناً وأَمانة.

السنونو تَهجُر أَوكارَها ولا تُهاجر. وهُم يَهجُرون بيوتَهم ولا يُهاجِرون.

السنونو تُغادر لتَعود. وهُم يغادرون ليَعودوا.

السنونو لا تستقرُّ حيثما تصِل بل تَلجأُ مُوَقَّتاً في انتظار تَغَيُّر الطقس والمناخ والظُّروف الطبيعية، كي تَعودَ إِلى سمائِها الأُمّ هانئةً بالعودة مُبشِّرة بـبُـزوغ الشقائق الحمر في أَرض الربيع الأَخضر.

وهُم يلجأُون مُوَقَّتاً إِلى أَيِّ أَرضٍ في انتظار تَغَـيُّر الطقس الحربي والمناخ الخَطِر والظُروف السياسية وانحسار الموت عن أَبواب بيوتهم كي يَعودوا هانــئـين إِلى بلْدتِهم وبيتِهم وغرفَتِهم وفِراشِهم وحديقتِهم بدأَت تَبزُغُ فيها أَزهارُ الربيع.

قد تطولُ غَيبةُ السنونو الموَقَّتة في الأَجواء البعيدة. ما هَـمّ. الـمُهمّ أَنها وفَدَت إِليها كي تُغادرَها بعد حينٍ مهما طال الحين.

وقد يطولُ نأْيُهم الموَقَّت في الأَراضي الغريبة. لا يَهُمّ. الـمُهمّ أَنهم قَصدُوها لا ليستقرّوا ولا ليستوطِنوا بل ليُغادِروها بعد مدّةٍ مهما طالت المدّة وتوافرت تسهيلاتُ اللجوء.

أَملُ السنونو بالعودة هو الطريقُ والدليلُ والعلامة.

وأَملُهم في العودة هو ماءُ الرّجاء الطالعُ من تُراب يأْسِهم، وفي يدهم مفتاحُ البيت يحملونَه في انتظار الرُّجوع إِلى البيت.

هذا هو الفرقُ بين الرحيل والهجْرة. الرحيلُ مُوَقَّتٌ في انتظار العودة. الهجْرة دائمةٌ لا تَنظر إِلى الوراء.

الذين ارتحلُوا قسْراً، هاربين من قَدَر بلادهم السياسيّ والأَمنيّ والعسكريّ، يَنظُرون دوماً وراءَهم وينتظِرون انحسارَ القدَر الظالم ليعودوا يواصلون قدَرَهم في أَرضهم الأُمّ فلا يموتُون عند أَرض غَريبةٍ غُرباءَ في مقابر الغُربة. وكما تعود السنونو مُعْلنةً صباحَ الربيع، هكذا سَيعودُون إِلى الأَرض التي شرّدَهُم عنها خريفُ الموت ليعانقوها، مهما طال ارتحالُهم، ويَــبُـوسوا صباحَها الطالعَ إِلى ربيعِ الحياة.

 

كيف "يقرّر السوريون بأنفسهم" مصير الأسد مع دخول روسيا بعد إيران لمنع سقوطه؟

روزانا بومنصف/النهار/12 أيلول 2015

بالنسبة الى سياسيين لبنانيين عرفوا الرئيس السوري بشار الاسد عن قرب وعايشوا مراحل مختلفة من ممارسته وصايته السياسية على لبنان كان الحديث التلفزيوني الذي ادلى به قبل اسبوعين تقريبا وقال فيه انه واثق من دعم ايران وسوريا له بمثابة الحديث الذي كشف الحال الذي اصبح عليه الرئيس السوري والاقل اهمية بين كل ما تفوه به منذ اندلاع الازمة السورية العام 2011 . باتت الكلمة في دمشق وفقا لهؤلاء السياسيين لدى ايران التي تحسم في كل صغيرة وكبيرة ولم يعد من اهمية ينبغي فعلا ايلاؤها للاسد ما دام موقعه ومصيره مرتبطين بمدى قدرة ايران. ودخول روسيا بقوة على خط توريد المعدات العسكرية الى جيش النظام من اجل تعزيز قدراته الدفاعية كما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يفيد بحتمية حاجة الاسد الى التدخل الروسي من اجل رفده بالقدرة على الاستمرار والصمود. وفيما يؤكد مسؤولون لبنانيون ان التدخل الروسي على صلة بالدفاع عما بات يعرف بسوريا المفيدة في ظل خسارة النظام مناطق حيوية قد تساهم في تقطيع اوصال المدن الحيوية التي يسيطر عليها وصولا الى اللاذقية معقل النظام، فإنهم لم يثقوا في عز الحركة في اتجاه روسيا ما بعد توقيع الاتفاق النووي بما في ذلك حركة الاتصالات والانفتاح العربي الخليجي في اتجاهها وكذلك محاولتها الجمع بين اهل النظام والمعارضة في سوريا بأن تتعدى هذه الحركة الروسية اطار التكتيك من اجل جمع اوراقها في سوريا وتحسين موقعها للتفاوض في هذا الملف. الا ان ذلك لا ينفي اثارة جملة اسئلة امام روسيا وايران في الدرجة الاولى وكل من يقول بأن "مصير بشار الاسد يقرره السوريون انفسهم" انطلاقا من ان مصيره يحاول ان يقرره حلفاؤه من دون ترك الامر للسوريين لان يقوموا بذلك في مقابل اصرار الدول الغربية على المطالبة بالا يكون للاسد اي دور في مستقبل سوريا. فكيف يمكن ان يقرر السوريون مصير الاسد اذا كان حلفاؤه دخلوا على خط الدفاع ميدانيا عن استمراره اولاً من خلال ايران والميليشيات التابعة لها في العراق ولبنان والتي لا تزال تخوض الحرب الى جانبه او بالنيابة عنه على ما يحصل منذ شهرين على الاقل في الزبداني من دون حسم المعركة هناك ومن ثم من خلال دعم روسي اكثر انخراطا من السابق، ما لم يكن ذلك من اجل المحافظة على القدرة على ابقائه على طاولة التفاوض وعدم انهياره قبل الجلوس اليها. وماذا يبقى للسوريين ان يقرروه حين تحسم سلفا الاتجاهات التي ينبغي عليهم التفاوض في شأنها؟

فمع دخول دول جديدة على خط الانخراط في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا ايضا الى جانب العراق كما اعلنت كل من فرنسا وبريطانيا واوستراليا وصولا الى بلجيكا التي اعلن رئيس وزرائها شارل ميشال ان بلاده تفكر بشن عملية عسكرية في سوريا من اجل وقف تدفق اللاجئين كما قال "بتفويض دولي من الامم المتحدة او يمكن استخدام تشريعات دولية اخرى وحق الدفاع عن النفس"، يصعب ان تبقى روسيا خارج البازار وفق ما تقول مصادر متابعة. فالاجواء السورية باتت مجالا رحبا لكل التدخلات الدولية الى الحد الذي لم يعد احد يسمع النظام يعترض على اي خرق للسيادة السورية ولا كذلك على اي اعتراض من جانب حلفاء النظام اي روسيا و ايران. فروسيا تريد تنظيم هذا التدخل الدولي من اجل ان يكون مع رأس النظام ويساهم في تعويمه استنادا الى التنسيق معه مسبقاً ما دام هذا التدخل تحت عنوان مواجهة تنظيم داعش. وهذا وجه آخر من وجوه السعي الى امداده بمقومات الحياة والاستمرار.

ويقول السياسيون اللبنانيون ممن اكتسبوا تجربة الحرب اللبنانية مع التدخلات الدولية والاقليمية التي تعاقبت على لبنان ابان حربه الاهلية ان روسيا تسعى الى الضرب بسرعة على وتيرة تدفق اللاجئين من جهة الى الدول الاوروبية بذريعة هربهم من تنظيم الدولة الاسلامية فقط خصوصا ان الدول الاوروبية توافق الروس على ان هجرة اللاجئين تعود الى سيطرة التنظيم الاصولي من دون الاشارة في الوقت نفسه الى مسؤولية الاسد في هذا الاطار. فملف اللاجئين في اوجه راهنا وكذلك الغضب من الارهابيين بحيث يمكن توظيف هذين العاملين من اجل محاولة تعويم النظام سياسيا وثمة دول اوروبية عبرت عن اتجاهات مختلفة عن توجهات المجموعة الاوروبية ازاء مصير الاسد. وثمة تساؤلات في هذا الشأن حول ما اذا كانت روسيا تحاول ان توظف العداء القائم بين الدول الخليجية وايران ودورها في سوريا من اجل الحصول على دعم لها انطلاقا من ان التدخل الروسي لانقاذ النظام لا يبقي هذا الاخير رهينة في يد ايران وحدها وان وجود قوة روسية في سوريا اخف وطأة من التمدد الايراني بالنسبة الى العالم العربي على الاقل وذلك من خلال السعي الى تحديد التأثير الايراني وعدم استئثاره بالدفاع عن استمرار النظام وتأمين بقائه. ويشير البعض في هذا الاطار الى المنطق نفسه الذي تبنته مصر عن روسيا مثلا في مسألة ترك تقرير مصير الاسد الى السوريين انفسهم في خرق للمجموعة العربية في هذا الاطار.

 

لبنان في مواجهة تفكك سورية

 سليم نصار/الحياة/12 أيلول/15

 وجّه مجلس الأمن رسالة موحدة في شأن لبنان، دعا فيها إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية على أمل الحفاظ على المؤسسات الدستورية. وبحث المجلس، للمرة الأولى، في الأبعاد السياسية التي خلفتها تظاهرات الاحتجاج والسخط، وذلك بناء على طلب الممثلة الخاصة للأمين العام في لبنان سيغريد كاغ. وكانت سيغريد قامت بجولة على عدد من المسؤولين اللبنانيين بينهم: رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الصناعة حسين الحاج حسن، ورئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل وقائد الجيش العماد جان قهوجي. ونقلت حصيلة جولتها إلى «مجموعة الدعم الدولية للبنان» التي يرأسها أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. كما حرصت في الوقت ذاته على نقل موقف ممثل «حزب الله» الذي اختصره الوزير الحاج حسن بضرورة الحفاظ على الاستقرار الداخلي وسط الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة... وفي ظل التهديدات التي تحيط بلبنان.

وعلى رغم اختلاف وجهات النظر بين المسؤولين، فإن المواقف المتعلقة بهموم الناس ظلت متجانسة، بينها: ملف الفساد وإصلاح الإدارة المهترئة، وقانون الانتخابات، وأزمة النفايات والمياه والكهرباء.

ويرى المحللون أن تكديس الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنـــية لم تــظهر أعراضها فجأة عقب شغور مركز رئاسة الجمـــهوريـــة وولادة حكومة تمام سلام. وهي - وفق تصور مديري المصارف - أزمات متعاقبة منذ سنة 2005، يروّضها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بسياسة التأجيل والتسويف على أمل ظهور بوادر حل لدَينٍ على الخزينة تجاوز رقم الستين بليون دولار. وهو رقم مرعب بالنسبة لبلاد صغيرة، فقدت خلال الثلاثين سنة الماضية كل مصانعها المنتِجة وسدَّت في وجهها كل المصادر الحيوية بسبب انتشار الحروب في المنطقة. وكان الحاكم سلامة يسعى إلى «ترقيع» الثوب الاقتصادي المهلهل بالمساعدات التي يضخها المغتربون، والتي تتراوح حصيلتها بين 7 بلايين دولار و9 بلايين. والثابت أن المغتربين بدأوا يخففون من مساهماتهم التقليدية بسبب المضايقات التي يتعرضون لها من الرقابة المالية. أو بسبب تردي الأحوال الاقتصادية والتجارية في أفريقيا والبرازيل وبلدان الخليج.

قبل فترة وجيزة، كتب رئيس «اللقاء الديموقراطي النيابي» وليد جنبلاط مقالة في جريدة «الأنباء»، تساءل فيها عن تغاضي الحكومة عن الأخطار الاقتصادية المتنامية، ونمو الدَّين العام والعجز في الخزينة.

وأشار أيضاً إلى تراجع الرساميل الوافدة بنسبة 34.6 في المئة، وضمور نمو موجودات القطاع المصرفي بنحو 400 مليون دولار خلال ستة أشهر.

وحذر جنبلاط من أخطار إضاعة الفرص للاستفادة من ثروات النفط والغاز. وانتقد المسؤولين من مختلف الجهات لإهمالهم هذا القطاع في حين استثمرت إسرائيل هذه الثروة... وربما على حساب الثروة الوطنية اللبنانية؟! وهو في هذا السياق كان يذكّر بأن اللبنانيين راهنوا على حقول الغاز المكتشَفة في المياه الإقليمية حيث باشرت إسرائيل عملية الاستخراج بواسطة شركة أميركية (نوبل إنرجي) وأخرى إسرائيلية (ديلك).

وفي مطلع سنة 2009، اكتشفت إسرائيل حقولاً مهمة في المياه الشمالية القريبة من المياه اللبنانية والقبرصية. وكان من المتوقع أن تطلق تلك الاكتشافات تهديدات مشتركة من الجانبَيْن بسبب الخلاف على ترسيم الحدود البحرية بينهما. وأعلنت إسرائيل عن تشكيل وحدة بحرية خاصة لحماية منصات التنقيب. وردّ «حزب الله» على هذا الإجراء بتحذير إسرائيل من مغبة سرقة الغاز الموجود في المياه اللبنانية، خصوصاً بعدما ذكرت الصحف أن إسرائيل تسحب الغاز من الحقول اللبنانية من طريق الحفر الأفقي.

وعقد حينذاك وزير الطاقة جبران باسيل مؤتمراً صحافياً تحدث فيه عن الإيرادات المتوقعة من عمليات التنقيب، مؤكداً أنها تصل إلى بلايين الدولارات. ثم عرض شريطاً افتراضياً يظهر قطاراً يدور حول بيروت، ويعكس الفيديو ملامح النهضة العمرانية وإمدادات الكهرباء التي لا تتوقف على مدار الساعة. ونتيجة للنزاعات الطائفية، قررت الحكومة اللبنانية تكوين هيئة مؤلفة من ممثلي الطوائف الست الكبرى، بغرض متابعة عمليات التنقيب واختيار الشركات المختصة بهذا المجال. وقبل أن تبدأ مناقصات العقود، ظهرت الخــلافــات الحادة بيـــن رئيس مجــلس النواب نبيه بــري ووزير الطاقة جبران باسيل، الأمر الذي أدى إلى تأجــيل عمــلية الاستثــمار إلى أمـدٍ غير منــظور.

أما إسرائيل، فقد تحولت إلى دولة مصدِّرَةٍ الغاز الطبيعي منذ سنة 2013. لذلك، باشرت في اقتطاع احتيـــاجاتـــها من الغاز المســتخدَم في توليـــد الكهرباء من حقل «تمار»، ثم أسست كونــسورتيوم مع شركة أميـــركية لتـــطوير حقل «ليــفياثـــان» الضخـــم. وتقــدر احتــياطيــاته بنحو 622 بليون متر مكعب من الغاز، على أن يبدأ الإنتاج سنة 2018. منذ ضياع تلك الفرصة التاريخية، ولبنان يتخبط في الفوضى والتشرذم والخلافات المحلية الضيقة. وقد دفعته الحرب السورية على حدوده المستباحة إلى إعلان حال الاستنفار والحذر، كأنه يتوقع تكليفه مجدداً بالدور الذي اضطلع به آخر السبعينات. أي دور التغطية والتعمية عن الاستعدادات التي قام بها أنور السادات ومناحيم بيغين وجيمي كارتر من أجل توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» - 26 آذار (مارس) 1979.

يؤكد السياسيون أن الحرب اللبنانية كانت تميل نحو التهدئة والاستقرار عندما حدث انفجار خطير في محلة الأشرفية في بيروت أدى إلى مقتل 35 مدنياً و50 جريحاً. وقد اعـــتبر الرئيـــس الياس سركيس ذلك الحادث بمثابة الشرارة التي أوقدت نار الاقتتال اللبناني - الفلسطيني، من جديد، بهدف إشغال الدول العربية عن الذي تعدّ له الولايات المتحدة في موقع آخر.

وبالمقارنة مع الأزمات التي يفتعلها اللبنانيون في بحثهم عن مطامر للنفايات ومحارق للمكبات، يتزاحم المراسلون الأجانب للسفر إلى بيروت استعداداً للمفاجآت السياسية المقبلة. وفي تصورهم أن البلد الصغير يظل شاشة المنطقة التي تعكس كل التطورات الجارية في سورية. وهي تطورات بالغة الأهمية تشهد على تفريغ «قلب العروبة النابض» من نبضه السنّي، أي من أكثر من سبعة ملايين مواطن بينهم مليونا لاجئ في تركيا، ومليون ونصف في لبنان ومليون وربع المليون في الأردن. صحيح أن روسيا زادت من حضورها العسكري في سورية هذا الأسبوع بغرض ملء الفراغ الأمني الذي خلفه التحاق الولايات المتحدة بإيران. ويطمح الرئيس فلاديمير بوتين إلى تجاوز العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على بلاده آملة بتقييد قدرته على المناورة بعد مغامرته في أوكرانيا.

وترى واشنطن أن الحضور العسكري الروسي على الساحل السوري ليس أكثر من رسالة سياسية مفادها أن موسكو لا تتخلى عن أصدقائها كما تخلت الولايات المتحدة عن دول الخليج. بينما تتوقع قيادات المعارضة السورية مزيداً من التورط الروسي في سبيل إنقاذ الرئيس بشار الأسد من السقوط المدوّي.

ويعتقد بوتين أن حضوره المكثف في طرطوس واللاذقية قد لا يساعده على إنقاذ نظام الأسد بمقدار ما يساعده على لعب دور مركزي فوق مسرح الأحداث الجارية في الشرق الأوسط. وهو بالتالي قام بلعب مثل هذا الدور في أوروبا والشرق الأقصى. ويعترف الزعيم الروسي بوتين بأن سورية تشكّل، بالنسبة لاستراتيجيته الخارجية، خط الدفاع المتقدم ضد انتشار «داعش» و«الـــقـــاعدة» ومخـــتلف الميليشيات الجهادية. وهـــو بالطبع يتخوّف من انتقال هذا المدّ المتطرف إلى حدود بلاده في الشيشان. لذلك، قررت موسكو إرسال جنودها وقواتها الجوية إلى أرض المعركة لإنهاء المهمة التي فشلت الولايات المتحدة في ربحها. أي مهمة القضاء على فلول «داعش» في سورية والعراق.

إيران لا تستطيع الاعتراض على الوجود العسكري الروسي ما دام يخدم سياسة استمرار الأسد في أي حل ســياسي. ولـــو أنها، بعكس روسيا، ترفض تشكيل هيـــئة حكم انتـــقالية لمصلحة حكومة مشتركة (النظام والمعارضة) تحت وصاية الأسد. في حين وافقت موسكو على تشكيل هيئة حكم انتقالية مشتركة ترضى بسلطة رمزية للأسد.

حيال هذا الوضع المقلق، يقف الرئيس السوري أمام خيارَيْن لا ثالث لهما: استنباط حلول سياسية موقتة تعتمد على المماطلة وإضاعة الوقت بانتظار حدوث تقارب أميركي - إيراني - روسي يخفف عن النظام عبء القتال. وهو قتال ضارٍ قضى على 300 ألف مواطن، ودمر سبع محــافظات تدميراً كاملاً. وإما إحياء «مشروع مارشال» عربي - غربي بمبلغ يزيد على مئتي بلــيون دولار. هذا في حال اقتضى الأمر ترميم بعض الــقرى الآمنة بهدف إيواء العلويين ممن أصابهم القصف واضطرهم للنزوح في الداخل. أما بالنسبة إلى الجار اللبناني، فإن المقولة التي أطلقها الرئيس حافظ الأسد، «شعب واحد في بلدين» لم تعد صالحة لزمان أصبحت فيه غالبية اللاجئين السورين، إضافة إلى حلفائهم في «حزب الله» هما المشجب الذي سيعلق فوقه بشار الأسد مستقبله السياسي ومتاعبه أيضاً. ويبدو أن هذا هو السؤال الذي يطرحه المراسلون الأجانب من بيروت، على أمل الحصول على جوابٍ وافٍ قبل أن تنهار دمشق وتصبح اللاذقية هي العاصمة الجديدة فوق خريطة العالم العربي المفكك!

 

تعديلات على الدستور اللبناني لتجنُّب الفراغ في الأزمات

نبيل مكاري/الحياة/12 أيلول/15

لا شكّ في أن استمرار شغور منصب رئاسة الجمهورية في لبنان وعجز مجلس الوزراء عن اتخاذ القرارات ما لم تحظَ بإجماع أعضاء الحكومة، أظهرا افتقار الدستور اللبناني إلى ضوابط تحول دون وقوع البلد في الفراغ، لذا يبدو من الضروري تعديل الدستور لإدخال مواد فاعلة تمنع أي شلل على مستوى مؤسسات الدولة. إن الأزمة الحالية التي تحول دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومثلها الأزمة السابقة التي أنتجت اتفاق الدوحة وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، أثبتتا أن ثمة خللاً يشوب الآلية الدستورية اللبنانية الخاصة بعملية انتخاب رئيس الدولة (المادة 49 المعدلة بالقوانين الدستورية الصادرة تباعاً في 17/10/1927 و8/5/1929 و 21/1/1947 وو21/9/1990).

إلى جانـــب الانتــقادات الموجهة إلى أداء النواب لهذه الناحية، يبدو جلياً أن دستور الجمهورية اللبنانية ما زال يرتكز منذ عام ١٩٤٣ على الميثاق الوطني غير المدوّن الذي أبرمته القيادات اللبنانية آنذاك.

فالرئيس سليمان فرنجية كان الرئيس الوحيد، منذ الاستقلال، الذي وصل إلى سدة الحكم بعد معركة انتخابية حقيقية، خلافاً للآخرين الذين فُرضوا على مؤسسة الرئاسة أو وصلوا إليها نتيجة توافق سياسي كان دائماً نابعاً من توافق دولي وإقليمي. ومع أن لهذا الميثاق الوطني الذي يُعرف بالديموقراطية التوافقية، عدداً من المميزات، كونه يأخذ في الاعتبار خصوصيات تكوين المجتمع السياسي اللبناني الطائفي، فقد ظهرت نواقصه والثُّغر التي تعتريه بفعل الأزمات المؤسساتية التي عاشها وما زال يعيشها لبنان منذ اتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب الأهلية عام 1990. ونتجت هذه الأزمات من غياب نصوص قواعد دستورية واضحة تضمن حسن سير العملية الانتخابية. ومن أبرز الشوائب بروز طامحين إلى تولّي الرئاسة (لا يلزمهم الدستور تقديم ترشيحات رسمية معلنة مع برامج)، لا ينتظرون سوى إعلان هذا الطرف المحلي أو الخارجي أو ذاك تبنيهم كمرشحين، أو أن تتم دعوتهم إلى ممارسة الحكم (بعد التوافق على أسمائهم).

كذلك أظهر شغور منصب الرئاسة أن السلطة التنفيذية تبقى محكومة بالشلل بفعل عدم وجود رأس للبلاد، أي رئيس الجمهورية، ينشر المراسيم التي تصدرها الحكومة، فتحل هي محله، وهنا ينشأ الخلاف على توقيع تلك المراسيم: هل يحتاج إلى كامل عدد أعضاء الحكومة، أو إلى نسبة معينة منهم، هي التي تنص عليها صلاحية اتخاذ القرارات في الحكومة في الظروف الطبيعية؟

أما السلطة التشريعية فوجدت نفسها، في ظل الشغور الرئاسي، غير قادرة على الاشتراع بفعل تمسك بعض الأطراف بكونها هيئة انتخابية فقط بفعل استمرار عدم وجود رئيس للجمهورية، ولا يحق لها تالياً عقد جلسات تشريعية بغياب رأس البلاد.

بناء على ما تقدم، نقترح وفقاً للضرورة الملحة إعادة النظر في بعض مواد نصوص الدستور اللبناني لإزالة الشوائب منها وتوضيحها وتصحيح الخلل فيها وهذه هي الاقتراحات:

١- إلزام المرشحين الرئاسيين إيداع ملفات الترشُّح دوائر مجلس النواب المختصة قبل مهلة شهر من موعد الجلسة المعينة للانتخاب والتصويت، حتى يعرف المرشحون ويتمكنوا من الدخول في نقاش حول آرائهم ومواقفهم السياسية. وتزول بالتالي ظاهرة المرشحين الذين ينتظرون الإعلان عن ترشُّحهم بدعوة من أطراف سياسية أخرى.

٢- في حال حصول فراغ في الكرسي الرئاسي، يجب أن يتولى رئيس المجلس الدستوري مهام الرئاسة في شكل موقت، وهذه الوضعية شهدتها مصر عبر تولي رئيس المحكمة العليا في مصر عدلي منصور منصب الرئاسة بالوكالة وفي شكل موقت إلى أن تم انتخاب رئيس جديد. وفي لبنان، لا تقتصر مبررات إيلاء هذه المهمة عند الحاجة إلى رئيس المجلس الدستوري، على كونه يرأس مرجعية مولجة السهر على المبادئ الدستورية ودولة القانون، بل من أهم هذه المبررات أيضاً يكون مارونياً، أي من الطائفة نفسها التي يفترض أن يكون رئيس الجمهورية منتمياً إليها، مما يتيح تالياً طمأنة المواطنين من الطائفة المسيحية، لجهة عدم كون الرئيس الموقت من طائفة أخرى.

٣- ينبغي حرمان أي نائب تغيَّب عن حضــور أكثر من ثلاث جلسات انتخابية (أي مخصّصة لانتخاب رئيس للجمهورية) من دون مبرر أو عذر شرعي، من مخصصاته المـــالية البرلمانية. فليس من العدل أن يتـــقاضى ممثلــــو الشعب مخصّصات عن عمــــل لا يقومون به. كذلك يجب توضيح المادة ٤٩ من الدستور اللبناني لتحديد النصاب لينتخب الرئيس بالنصف زائداً واحداً إذا لم يتم انتخابه بالثلثين بعد أول جلسة، ويستمر النصاب بالنصف زائداً واحداً وتستمر الجلسة بهذا النصاب وإن عُقدت في يومٍ آخر، وذلك لعدم تعطيل النصاب وتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية.

٤- عملية تأليف الحكومة يجب أن تكون مستوحاة من القوانين الدستورية الألمانية التي تنص على استحالة حل أو استقالة الحكومة القائمة قبل تأليف حكومة جديدة أخرى بصفة مسبقة. وعملية التصويت في مجلس النواب يجب بالتالي أن تأخذ منحى عكسياً، إذ يتم التصويت على الثقة بالحكومة الجديدة قبل التصويت على حجب الثقة عن الحكومة السابقة أو حتى صدور مرسوم قبول استقالتها. إن تعديل الدستور على هذا النحو يحول دون الوصول إلى الشغور الرئاسي والفراغ المؤسسي اللذين أصبحا جزءاً من "الفولكلور" السياسي اللبناني. ولا شك في أن أزمة النفايات التي تشهدها البلاد حالياً هي الوجه الآخر لأزمة المؤسسات. وبالتالي، قد لا تكون هذه الاقتراحات كافية لمعالجة كل مكامن الخلل في العمل السياسي، لكنها تصلح لأن تكون بداية ضمان حسن سير مؤسساتنا الدستورية وحجر أساس في عملية إعادة بناء الدولة.

 

مقاربة إيجابية لإشكاليات الحراك المدني المتنوع

 طلال خواجة/الحياة/12 أيلول/15

لم يكن الحراك المدني الذي يغمر وسط العاصمة الأول من نوعه، وإن كان الأهم لجهة دلالاته، فقد سبقته تحركات متنوعة كشباب ضد النظام الطائفي وهيئات التنسيق والحراكات الطربلسية وغيرها من الحراكات خارج سياق الانقسام السياسي الإجمالي والذي وصلت توتراته المذهبية والفئوية إلى حدود الانشطار. وإذا كانت أعداد المنخرطين في الحراك مباشرةً وتنوعهم فاقت بعض التوقعات، فإن أهميته تكمن بأنه شكل وجبة رئيسية على مائدة كل لبناني، خصوصاً أن الفضائيات شكلت بمعظمها «حملات» أضيفت إلى «طلعت ريحتكم» و»بدنا نحاسب» وغيرهما، ما ساهم بتوسيع دائرة الحراك، علماً أنه شجع بعض «الفنانين الثوريين» الذين قدموا من الغناء على أنغام القتل في مناسبات بشار الأسد إلى التنظير في ساحات الحراك الديموقراطي إلى تمجيد الجنرال اليائس والمتحفز دائماً في التظاهرة العونية.

والسؤال الذي يرتسم على شفاه الجميع، هو ما إذا كانت هذه الحملات تشكل أملاً في اختراق الانقسامات الطائفية والمذهبية والفئوية وخرقاً في الأزمة السياسية اللبنانية التي ترعى وتؤجج هذه الانقسامات منذ تكوّن النظام السياسي اللبناني وصولاً إلى دخول البلد مرحلة جديدة بعد استشهاد رفيق الحريري ونشوء تيارات سياسية جديدة تحت اسم ٨ آذار بعد تظاهرة الوفاء لسورية التي حشدت مئات الألوف، خصوصاً من الطائفة الشيعية، و١٤ آذار بعد الانتفاضة التي جذبت أكثر من ربع الشعب اللبناني إلى قلب العاصمة.

ما يدفع لهذه الاستعادة هو المفارقات والإشكاليات التي طبعت الحراك، فمن حركة جمعيات وحملات ديموقراطية وبيئية استفزها عجز الحكومة والمسؤولين عموماً عن إجراء الانتخابات وعن حل أزمة النفايات على رغم النذر المقبلة من الناعمة ومطمرها، ما جعل رائحة أم المدن العربية تحرر رائحة الفساد المرافق للنظام الطائفي والمتحول (مع نمو فئات سياسية جديدة خلال مرحلة النظام الأمني السوري اللبناني ومع نشوء دويلة حزب الله) من آفة إلى منظومة إلى ثقافة، هل نتذكر «زبال نيويورك»؟ إلى حركة واسعة التحق بها منوعات مدنية ونقابية وسياسية.

قد يختلف كثر على طبيعة الشعارات والمقاربات من أصحاب الحملات التي تتأرجح من النفايات والفساد، إلى الشعارات السياسية، من استقالة وزير إلى إسقاط الحكومة وصولاً إلى إسقاط النظام، ومن انتخاب رئيس الجمهورية إلى إقرار قانون انتخابي يعطي أملاً في تمثيل الفئات المستقلة والشباب والمرأة.

لنلاحظ أن سمة أساسية من سمات هذا التحرك هو أنه عابر للطوائف، خصوصاً أنه استقطب فئات واسعة من الطبقة الوسطى الأكثر ثقافة وانفتاحاً والتي شكلت قاعدته الأساسية وتجمعت تحت عباءته الفضفاضة كل المنوعات وتدحرجت كل المظالم وتظهّرت كل المطالب البيئية والأمنية والاجتماعية والصحية والحقوقية والدستورية والسياسية، ما شكل جاذباً لبعض الشخصيات التي تسلقت مع النظام الأمني السابق، كما لكثير من أصحاب السوابق اليسارية والعلمانية (علماً أن بعضهم ما زال يعيش في عصر جليدي مضى) إلى محاولات بعضهم للاستفادة منها لتذخير وتزخيم معاركه الدون كيشوتية العبثية.

والسمة الثانية هو أن مطالب الحراك ذات طبيعة عامة بمعظمها، بخلاف مطالب الحركات النقابية كهيئة التنسيق والاتحاد العمالي والمهن الحرة والهيئات الاقتصادية (وكلها من مكونات المجتمع المدني الواسع)، إذ إن بعض أمراض الطبقة السياسية تخترقها، بعد تدجين واستتباع بعضها (كالاتحاد العمالي الذي شكل جسراً لـ 7 أيار- مايو 2008) ومحاولة احتواء بعضها الآخر، ومع أن مطالبها قطاعية، إلا أنها لطالما لامست قضايا عامة في تحركاتها (مؤتمر البيال وتحركات هيئة التنسيق) كتعطيل المؤسسات والفساد السياسي والإداري والمالي وهي قضايا تكاد تأخذ البلد إلى الانهيار الاقتصادي والدولة الفاشلة، لذا قد تنشأ بعض الالتباسات بين الحراكات المدنية والحراكات النقابية والقطاعية.

والمفارقة هنا أن الجمعيات المدنية تتعاطى عادة بمواضيع عامة ولكن محددة، كديموقراطية الانتخابات وحقوق الإنسان والبيئة والثقافة والإنماء والسلام وأعمال الخير ويقترب بعضها من الدعوات التبشيرية، فهل يظن بعضهم أننا أمام انتفاضة وإرهاصات ربيع ما؟ ذلك أن الشعارات لامست قضايا من العيار الثقيل، ما يستدعي التبصر بطبيعة الأزمات. هل نواجه أزمة نظام ام أزمة كيان أم أزمة حكومة ومؤسسات، وهل الطبقة السياسية متساوية بالمسؤولية عن الأزمات، ذلك أن الخطر الأصلي على كيان البلد تتحمله فئة أساسية لا تخفي نفسها، وإن كان الجميع متساوياً في المحاصصة المستندة إلى العصب المذهبي المشاغب على السلم الأهلي والمتعارض مع المواطنة ومدنية الدولة. وللمفارقة، فإن الحرية النسبية التي تحمي اللبنانيين من سيادة الاستبداد والانقلابات والتطرّف، فضلاً عن القمع العاري، هي من إيجابيات النظام الذي نشكو منه جميعاً.

لسنا في حاجة لوسائل إيضاح في البحث عمّن يعطل المؤسسات من رأس الهرم حتى قاعدته، ومع ذلك فالتساؤلات كلها مشروعة أمام العواصف وتداعياتها في قضايا اللجوء والأمن والسلم الأهلي، كما في استشعار الانعكاسات على حزب الله والطائفة الشيعية، خصوصاً بعد الحراك المدني العراقي والاتفاق النووي والتطورات في سورية والمنطقة.

يشكل الحراك المدني قلقاً لحزب الله وحلفائه أكثر مما يشكل قلقاً لـ ١٤ آذار على رغم تحمل الأخيرة العبء الأكبر في تصدر الوزارات العسكرية والأمنية وبعض الخدماتية. فبالقدر الذي وجه الجنرال حشده مؤخراً ضد 14 آذار، مستنفراً العصب المسيحي بوجه العصب السني عازفاً على وتر الأقليات، فهو موجه أيضاً ضد الحراك المتعدد والمتنوع والديموقراطي. كما كان معبراً ضغط حزب الله الفاقع لسحب صورة نصر الله من لائحة السبع شخصيات «الفاسدة»، فضلاً عن تشجيع مشبوه لأعمال عنفية وتكتيكات فردية تضعف الحراك. من هنا نطرح التساؤلات والملاحظات التالية:

١- هل انتهت لحظة ١٤ آذار ٢٠٠٥ بما هي لحظة اجماع لبناني عابر للطوائف لاستعادة سيادة البلد وحريته وتعدده وتنوعه والتي من أجلها استشهد كثر من رفيق الحريري حتى محمد شطح مروراً بسمير قصير وجورج حاوي وغيرهما؟ علماً أن السيطرة السورية استبدلت بسيطرة ايرانية حزب اللهية ما زالت تعطل البلد وتمسك بخناقه، رغم ملامح المرحلة الجديدة بعد الاتفاق الأميركي الإيراني.

٢- وهل أصبحت 14 آذار عاجزة عن إدارة ربط النزاع مع الحزب وحلفائه، خصوصاً مع تداعيات الأزمة السورية وإيغال حزب الله في الدم السوري؟ وهل تطغى المحاصصة والزبائنية والفساد عموماً على المسألة الكيانية؟ علماً أن رائحة النفايات تغطي روائح الفساد والسرقة في المرفأ والمطار والكهرباء وفي البحر شاطئاً وقاعاً، فضلاً عن فضائح الأدوية والمخدرات والخطف. ثم ألا يشكل تعطيل الرئاسة والمجلس النيابي والحكومة والتطاول على المؤسسات العسكرية والأمنية ومحاولة جرها إلى مواجهات دموية تحت ستار الإرهاب، كشفاً كاملاً للبلد أمام الفوالق والعواصف والفوضى؟

٣- إذا كانت احزاب 14 آذار تعاني من خلل نتيجة بناها الطائفية ونتيجة تحملها أعباء إضافية في مشاركتها في السلطة وفسادها وخيباتها وشلل مؤسساتها، ما يجعلها قاصرة عن مخاطبة جمهور 8 آذار، الشيعي منه خصوصاً، ومربكة في مخاطبة الفئات والنخب الأكثر انفتاحاً، فهل يستطيع جنين المجلس الوطني أن يخرج وينمو في شكل طبيعي ويساهم في إعادة إمساك لحظة 14 آذار بما حملت من معاني التنوع والتعدد والتواصل بين المكونات في بلد حر وسيد ومنفتح على فضاء عربي طوعي وديموقراطي؟ وهل سيكون قادراً على التواصل مع جمهور 8 آذار من جهة على ضوء التغيرات في المنطقة، ومع جمهور الحراك المدني من جهة أخرى، علماً ان بعض أعضاء المجلس والمحيطين به «منتشرون» بساحات الحراك المدني.

٤- هل تستطيع أطياف الحراك المدني الموسع التمتع بالمسؤولية والنفس الطويل، عبر رفع مطالب وشعارات مرنة وواقعية، علماً أنه من غير المنطقي توقع حركة موحدة وصاعدة بلا تعثر، مع التمييز بين العمل المدني والنقابي والسياسي الحزبي، رغم وفرة التقاطعات والمساحات والقضايا المشتركة.

٥- إن الحراكات المتنوعة يمكن أن تشكل عامل ضغط على قوى ومواضيع الحوار، رغم انعدام الثقة، ذلك أن تفعيل وتشغيل وتحرير الحكومة ومؤسسات الدولة هو المدخل الأساس لمعالجة القضايا كلها بما فيها قضية النفايات وقضايا الفساد والهدر والإنتاجية، ويمكن الحراك أن يؤثر في قانون الانتخابات، ولكن على أساس انتخاب رئيس للجمهورية والتطبيق الجدي للدستور، والابتعاد عن التكتيكات الفردية والمغامرات والشعارات «الثورجية» التي تفرق ولا تجمع وربما تؤدي للفوضى وتصب الماء في طاحونة القوى الأشد مذهبية.

من هنا نرى أن أهمية الحراك لن تكون في اختراع قوة سياسية ثالثة، بل بالتأثير المستدام في الحياة السياسية المتداعية عبر فتح كوة في الجدار الطائفي والتحفز لمنع اسقاط البلد في المجهول، علماً ان إعادة نشوء أحزاب جديدة عابرة للطوائف وعير متكلسة تبقى مهمة أساسية، يمكن أن يشكل الحراك المدني، كما المجلس الواطني، روافد أساسية لها.

 

أن تكون لاجئاً سورياً في السعودية والخليج!

جمال خاشقجي/الحياة/12 أيلول/15

لماذا لا تستقبل المملكة ودول الخليج اللاجئين السوريين عوضاً من أن يموتوا في البحر؟ يسأل بَعضُنَا بسذاجة! بينما آخر يلقي السؤال بخبث، ليغير الموضع ويلقي بدائرة الاتهام بعيداً عن النظام الذي دفع شعبه إلى اختيار الموت في البحر ولا يعيش في وطن لم يعد يراه وطناً. منذ بداية المأساة السورية والمملكة تستقبل سوريين، يقدرهم مسؤول - تحدثت معه - بنحو نصف مليون، ولكنهم لم يسجلوا بصفة لاجئين، فالمملكة ليست بلداً مجاوراً لسورية، ولم يأتوا لاجئين، وإنما بتأشيرات زيارة طوال الأزمة فلم تضق بهم المملكة، لم تحملهم على المغادرة أو تعتقل من يحمل تأشيرة انتهت صلاحيتها، هناك دولة يفترض أنها شقيقة لسورية فعلت ذلك، بعضهم وجد فرصة جيدة للعمل، وآخرون لم يجدوا، سمحت لهم الحكومة بإرسال أولادهم إلى المدارس الحكومية، ولكن لا يعني ذلك أنهم سعداء، أعرف صديقاً سورياً تضاعف سكان شقته الصغيرة بجدة مرتين، ولا يملك إلا الصبر.

تستطيع المملكة أن تستقبل مزيداً منهم، كما تطالب بعض الدول الأوروبية والمنظمات الحقوقية بسذاجة أو خبث، ولكنهم لا يريدون أن يأتوها لاجئين، ما من فائدة في أن تقيم المملكة أو دول الخليج الأخرى مزيداً من المخيمات، لأن السوري ضاق بحياة المخيمات ويريد أن يعيش، ما لم نعد له وطنه فسيظل رحالاً يبحث عن وطن يؤمنه ويبني فيه مستقبلاً، والمملكة ودول الخليج لا تستطيع أن توفر له هذا الخيار.

أعرف سورياً آخر مقيماً في المملكة وينوي الهجرة بأية طريقة يستطيع إلى أوروبا، يسمع عن ابن عمه الذي حصل على فرصة عمل ولم يلبث به الزمن أن أصبح سويدياً، مثل آلاف السوريين والعراقيين والأفغان والصوماليين، وغيرهم من البائسين العرب والمسلمين الذين ضاقت بهم أوطانهم المتخبطة بين الفشل والحرب والتطرف العلماني والديني والمذهبي.

نحن في السعودية لا نعطي الجنسية بسهولة، وكذلك معظم دول الخليج، السبب ليس عنصرياً أو شعوراً بالفوقية، فبلد كالسعودية، مواطنوه من كل الأعراق التي تشكل قوس قزح المهاجرين المنتظرين على البوابات الأوروبية، السبب اقتصادي صرف، حالنا كحال دول أوروبية لا تريد مهاجرين أجانب، كهنغاريا واليونان، لأن اقتصادها لا يستطيع أن يستوعبهم، ولسنا قوة اقتصادية هائلة كألمانيا تستطيع - بل تحتاج - أن تستوعب مزيداً من المهاجرين ولكنها تتمنع، لأنها تريد أن تنتقيهم لا أن تستقبلهم كسيل جارف.

نحن من المجموعة الأولى، وإن غلبتنا أخوّتنا للسوريين ففتحنا لهم أبوابنا بقدر ما نستطيع، اقتصادنا لا يستطيع تحمل لاجئين يتحولون إلى مقيمين، ذلك أن سوقنا متشبعة بعمالة أجنبية لا نحتاج إلى معظمها أصلاً، فانعكس ذلك سلباً على مجتمعنا واقتصادنا، نفكر بتردد لحل هذه المشكلة المتراكمة، تصدمنا أرقامها وواقع البطالة بين أبنائنا كلما عقدنا مؤتمراً لبحث «العمالة الوافدة في دول الخليج، واقعها ومستقبلها» كان هذا عنوان دراسة نشرت الأسبوع الماضي في موقع الجزيرة للدكتور جاسم حسين، لا بد أن من قرأها شعر بالقلق وأدرك الأخطار التي تكتنف مستقبل الخليج وهو يلج في بحر من العمالة الوافدة التي تبقى أجنبية ما حييت في مجتمع لا يريد ولا يستطيع توطينها، ولكننا سرعان ما ننسى أو نتجاهل قلقنا ونستأنف حياتنا الاقتصادية المشوهة لأننا بتنا «مدمنين» على تلك العمالة الأجنبية التي تشكل ثلث «الشعب» السعودي وأكثر من النصف حتى 80 في المئة من عدد السكان في بقية الدول الخليجية، يريد بعضنا أن يقلل أعدادهم (متأكد أن المسؤولين بالمملكة يريدون ذلك ويخططون له) وبالتالي فإن «توطين» مئات آلاف من السوريين سيربك كل حسابتنا الاقتصادية ومصالح المواطنين، وقد قلت «توطين» لأن هذا ما يريده السوري، إنه لا يريد خيمة أو «هنغار» حديدياً آخر كالذي تركه في الزعتري بالأردن أو غازي عنتاب بتركيا، ليس هناك ما يميز خيمة على أخرى، كلها بائسة بعدما تقضي فيها عاماً أو عامين وأنت تنتظر العودة إلى الوطن، إنه يريد أن يستقر، أن يصبح «مواطناً»، ليكن أردنياً، ولكن لا وظائف كافية هناك، أو مواطناً تركياً، كي يحاجج رب عمله هناك ليحصل على راتب مساو لراتب زميله التركي.

لم يفر والد الطفل الغريق إيلان الكردي صاحب الصورة الشهيرة التي فجرت قضية اللاجئين السوريين حول العالم، من عين العرب (كوباني) نحو البحر مباشرة، لقد عاش قبلها في تركيا أشهراً عدة، جرّب حياة المخيمات، ثم قبل براتب متواضع يساوي ربع ما يحصل عليه التركي، ولكنه ضاق بذلك، فاقتصد وجمع أربعة آلاف دولار التي تكفيه للانضمام إلى رحلة «مقامرة الموت»، إما أن يكسب أوروبا وضمانها الاجتماعي وفرص العمل والاستقرار ومن ثم التجنس والمواطنة، وإما الموت، كان نصيب أسرته الموت، ونصيبه هو أن يحدثنا عن مأساته، ويعيش مكلوماً بقية عمره.

إنهم ليسوا في حاجة إلى ملاجئ، فهناك ملاجئ لهم في الأردن وتركيا ولبنان، انتشر فيها نحو أربعة ملايين سوريين مسجلين - رسمياً - لاجئين، ولكنهم في حاجة إلى وطن، والسعودية ودول الخليج لا تستطيع أن تكون ذلك الوطن البديل. ري بأزمة اللاجئين السوريين أن تكشف للسعوديين والخليجين عوار سوق العمل عندهم، والخطأ الجسيم الذي ارتكبوه في معاندة السنن الإلهية التي جعلت للجزيرة العربية قدراً معلوماً في الموارد الطبيعية، فأثقلوها بعدد سكان لا تستطيع تلبية حاجاتهم في المأكل والمشرب، الخليجي يستهلك من الموارد الطبيعية أضعاف النسبة التي قدرها الله لسكان الجزيرة، جرت أقدار الله ثم قوة التاريخ إلى أن يترك الفائض من العرب جزيرتهم كلما اختل التوازن بينهم وبين قدرتها على العطاء، الشام والعراق كانتا دوماً الوجهة المفضلة، حتى جاء النفط والحدود، فتوقفت الهجرة، بل أصبحت الجزيرة، للمرة الأولى منذ أن خلقها الله، جاذبة للسكان، حتى تشبعت فلم تعد تستطيع استيعاب من يريد العودة إليها، إنها بالكاد تستطيع استيعاب أهلها. الحل أن نذهب إلى هناك، ونصلح أوضاع الشام مهما كلف الأمر، حتى يصلح لأهله فيبقون فيه ويعودون إليه، ما شهدناه في السعودية والخليج ولم نشك منه، وما شهدته أوروبا وشكت منه، ما هو إلا رأس جبل ثلج هائل من البشر يتشكل منذ أربعة أعوام، وسيفيض علينا جميعاً، فالشعب السوري أيضاً يريد الحياة.

 

صراع علني على المستقبل بين خامنئي وروحاني

أسعد حيدر/الميستقبل/12 أيلول/15

«الفصام» في خطاب المرشد آية الله علي خامئني، بدا واضحاً وحاداً. في الوقت الذي كان العمّال الإيرانيون يمحون شعار «الموت لأميركا» عن جدران السفارة الأميركية في طهران، استعاد المرشد شعار «الشيطان الأكبر»، وأخرج أميركا من حالة «التفاهم» معها بعكس ما يجب أن تكون علاقات إيران بباقي دول العالم. هذا التصعيد ليس علامة قوّة، فالقلق حاد وعميق وواضح في كل المواقف التي أطلقها خامنئي. لم يعد خافياً أنّ الصراع بين المحافظين المتشدّدين من جهة والوسطيين والمعتدلين والإصلاحيين من جهة أخرى خرج إلى العلن على قاعدة رسم مستقبل إيران وليس فقط مَن سيمسك بالسلطة. لا شك أنّ المرشد يشعر بحرج كبير لأنّه يميل إلى الخط المحافظ بقوّة، وسلاحه في ذلك المحافظة على شعار الثورة بكل تكاليفه السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

في الخطاب (9/9/2015) الذي حشد له «شرائح واسعة من المجتمع الإيراني»، علماً أنّه من المفترض أن يلقي المرشد خطابه التقليدي بمناسبة ذكرى الحرب مع العراق. يمكن من خلال تفكيك مفاصله الأساسية، قراءة مسار القلق الخامنئي من تحوُّلات الداخل خصوصاً على المستوى الشعبي الواسع.

[ بداية يشدّد خامنئي على عدم التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية خارج الملف النووي. علماً أنّ المفاوضات أنتجت «التسوية» الشاملة، ذلك أنّ الثنائي كيري ظريف لم يكن معنياً بالتعقيدات التقنية الدقيقة. ما معنى هذا التعاون الضمني وحتى المكشوف في العراق والصمت الأميركي على التدخّل الإيراني في سوريا؟ هذه «التسوية» كما يتكشف لم تكن شاملة. المرشد خامنئي يشعر، بعد دعم واشنطن عاصفة الحزم، ومعه الجنرال قاسم سليماني أنّه «طُعِنَ» في صدره قبل ظهره في اليمن. لا شك أنّ خامنئي كان يراهن بقوّة على وضع يد إيران على اليمن مقدّمة للإمساك بالبحر الأحمر عبر التمدُّد إلى اريتريا والسودان، وبذلك يتحوّل هذا «البحر» إلى «بحر إيراني»، يُخضع ربع التجارة الدولية لمراقبته وحمايته بكل ما يعني ذلك من نفوذ وصوت مسموع في قطاع النفط وتصديره العالمي. هذا الفشل سبب إعادة اتهام أميركا «بالشيطان الأكبر». إلى جانب ذلك، لا بد أن خامنئي رغم تحالفه مع «القيصر» الروسي، يشعر بالقلق للإنزال الروسي في سوريا وهذا يدفعه للتساؤل: أين الموقف الأميركي من هذا الإنزال الذي يعني مقاسمة موسكو لنفوذه الذي دفعت إيران ثمنه غالياً، خصوصا في اي مفاوضات مقبلة، من المال والرجال وسمعة «حزب الله» كحزب مقاوِم ضدّ العدو الإسرائيلي.

[ إنّ التحوُّل داخل المجتمع الإيراني باتجاه عودة العلاقات الطبيعية والإيجابية مع الولايات المتحدة الأميركية يعني انتهاء الثورة بالمفهوم الخامنئي، ممّا يُضعف نفوذه ونفوذ المتشدّدين، لذلك يهاجم بشدّة الذين «يسعون إلى تلميع صورة أميركا وتصويرها بأنّها ملاك ومُنقذ»، ويتساءل «أي عقل وضمير يسمح بأن نصوّر مجرما مثل أميركا على أنّها صديق وجديرة بالثقة».

[ تنامي المؤشّرات إلى أنّ مسألة ضمان أمن إسرائيل كان في صلب المحادثات الأميركية الإيرانية. وكان حسين شيخ الإسلام السفير الأسبق في سوريا وعضو الهيئة الخارجية في البرلمان الإيراني قد أكد «أنّ قضية إسرائيل طُرحت في المفاوضات«. لذلك قال خامنئي «انّه قيل بأنّ من نتائج المحادثات النووية أنّ إسرائيل ارتاحت لفترة 25 سنة». لا شك أنّ هذه المسألة هي الأخطر بالنسبة للمرشد وللسياسة الإيرانية في المنطقة لانّ في صلب نتائجها سقوط الخطاب الإيراني المقاوم. وبدلاً من أن يصعِّد من موقفه المقاوِم وعدَ بأنّ إسرائيل لن تكون هنا بعد 25 سنة دون أن يقول كيف وبأي وسيلة تماماً كما فعل وقال «مذياعه العسكري» الجنرال نقدي قائد «الباسيج».

[ نقل خامنئي الخلاف حول الانتخابات التشريعية والخبراء مع الرئيس حسن روحاني إلى العلن، إذ اعتبر أنّ «مجلس صيانة الدستور هو العين الباصرة للشعب والنظام في الانتخابات وأنّ مجلس صيانة الدستور له حق تحديد الأهلية السياسية للمرشحين». وكان روحاني قد رفض هذا الدور للمجلس لأنّ صلاحيته «النظارة» وليس التنفيذ. رغم هذا الموقف المتشدّد للمرشد لمصلحة المحافظين المتشدّدين، فإنّ الصراع على الانتخابات يبدو في صلب المواجهة بين المرشد خامنئي والرئيس روحاني وهو لم يحسم خصوصاً وأنّه في قلب كل ذلك الموقف الشعبي الذي اعتبر خامنئي ما حدث في انتخابات 2009 من «العادات السيئة» لأنّها شكّكت بنزاهة الانتخابات.

ما يؤكد عمق المواجهة، أنّ رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الرئيس هاشمي رفسنجاني، أكد مرّة أخرى وقوفه على الضفة المواجِهة لخامنئي ومواقفه، إذ قال إنّ «إيران لديها الاستعداد الكامل لتطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية في المرحلة الجديدة» مع أميركا. فقط طالب رفسنجاني واشنطن «بالتعويض عمّا سبق واتخاذ خطوات جديدة باتجاه إيران».

لا يمكن الآن تحديد وجهة الصراع الداخلي ونتائجه، لكن من الطبيعي القول إنّه طوال الأشهر الستة المقبلة ستشهد إيران تصعيداً يمتزج فيه الداخل بالخارج بقوّة خصوصاً وأنّه خلال الفترة نفسها سيشهد تنفيذ الاتفاق النووي امتحاناً يومياً.

 

انعدام الكفاءة

علي نون//الميستقبل/12 أيلول/15

أغرب ما في السياسة الأميركية، إزاء النكبة السورية هو أنّ صاحبها، أي مستر أوباما، يتجاهل تداعياتها الكارثية عليه وعلى بلاده وعلى حلفائه وعلى السوريين، ولا يقدم أي إشارة إلى إمكان إعادة النظر فيها، أو حتى إلى تغيير بعض تكتيكاتها. يمكن أن يُفهم في الإجمال، أنّ سياسة الانكفاء السلبي التي اعتمدها مستر أوباما ونفّذها في أفغانستان والعراق، ولاحقاً وراهناً في سوريا، تلحظ في سيناريواتها شيئاً من تداعيات ذلك الانكفاء والتراجع إلى الخلف، وتضع في المقابل وسلفاً، مدوّنة سلوك في شأن التعاطي معها.. لكن ما لا يُفهم مثلاً، هو أن يحتل «داعش» ثلث العراق من دون أن تبدي الإدارة الأميركية ردّ فعل موازياً.. والأنكى، هو أن تشحذ الهمم إقليمياً وعالمياً خلف شعار الحرب على الإرهاب وتملأ الدنيا ضجيجاً ومطالعات ومواقف في ذلك الشأن، ثم يبقى فعلها الحقيقي يراوح بين عدم الجدّية والتفرُّج وبيع الحكي.. أي أن يساوي عدد طلعاتها وغاراتها الجوّية ضدّ «داعش» على مدى أكثر من عام عددها في أسبوع واحد خلال حرب «أم الحواسم» في العام 2003!!

والغريب فعلاً، هو أن تعلّق سياسات مستر أوباما، النكبة السورية كلها على مشجب الملف النووي الإيراني. وأن تستمر في اعتمادها حتى بعد التوصل إلى اتفاق على ذلك الملف! ثم أن تُظهر «اندهاشها»(!!) من تطوُّر التدخّل الروسي في سوريا، من دون أن تقيم وزناً لاحتمال اتهامها بالتقصير في استشراف ذلك التطوّر! أو في توقّعه! أو في «رؤيته»! وهي التي تملك ما تملكه من قدرات كافية لتحديد عدد الطيور المهاجرة من أفريقيا إلى أوروبا! كما لتحديد الفارق بين أنبوب مياه وصاروخ في مشاع دير الزور أو الرقّة!

والأغرب، هو أن تبدي إدارة مستر أوباما كل ذلك الازدراء لنكبة النزوح السوري الراهن، وأن تتعامل معها وكأنّها تفصيل عارض وعابر مع أنّها الأكبر في أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومع أنّ العذابات المتراكمة فيها تكفي لأن تجعل الشيطان ملاكاً! والواقع المرّ، هو أنّه لم يسبق أن أبدت إدارة أميركية، ديموقراطية أو جمهورية، ذلك القدر من الاستخفاف بأنشودة حقوق الإنسان الأثيرة مثلما تفعل هذه الإدارة! ولم يسبق أن بلغ التبلّد في مقاربة مُعطى إنساني كبير وحاد وكارثي، المستوى الذي بلغه مع هذه الإدارة.. حتى في الشكل، تبدي إدارة أوباما ازدراءً بالقيم التي يُقال إنّها شكّلت رافعة للسياسات الخارجية الأميركية طوال فترة الحرب الباردة وما تلاها! هل كانت سيناريوات اليوم التالي في استراتيجية الانكفاء الأوبامية تلحظ أن يحتل «داعش» ثُلث العراق، وأن تصل نكبة الشعب السوري إلى هذا الحد؟! وهل كانت تلحظ احتمال أن تؤدّي قصّة القيادة من الخلف، على ما سمّاها السيناتور ماكين، إلى عكس المطلوب تماماً. أي أن تتحوّل إلى مغناطيس جاذب لتورُّط أميركي كبير لمواجهة «التمدُّد الروسي« في سوريا؟ يعني أن توصل في النتيجة إلى حروب كبيرة فيما هدفها المعلن هو الهروب من الحروب الصغيرة؟ ربما يفيد التذكير، أنّ سياسات أوباما صدمت حتى أقطاباً في إدارته، من تشاك هيغل إلى هيلاري كلينتون إلى غيرهما.. ليصحّ بالتالي الاستنتاج بأنّ انعدام الكفاءة هو العنوان الوحيد للعهد الأوبامي، وأنّ السوريين سبقوا غيرهم في المنطقة العربية وأوروبا، في دفع الأثمان الكارثية لتلك الحقيقة المريرة!

 

 ربيع «السويداء» العربية

(عيون الطغاة أقسى من عِظام الجريمة)

بول شاوول/الميستقبل/12 أيلول/15

بعد كمال جنبلاط وقافلة من الشهداء اللبنانيين وصولاً إلى «شيخ الكرامة» وحيد البلعوس، مرورواً برفيق الحريري واستمراراً بالشعب العربي السوري، يحافظ النظام المذهبي في سوريا على «مهنته» و»سر وجوده» وأسلوب حُكمه، ومتعة حياته عقليةَ القتل. صعد بالانقلاب الدموي (وسمي ذلك حركة تصحيحية) وها هو يتساقط بالقتل. لم يرافق نظام في العالم الحديث أو جماعة، أو قبيلة، القتل كما رافق هذا النظام. حواره القتل. وعداوته القتل. والاختلاف مع الآخر القتل. والتهمة جاهزة عنده لتبرئة نفسه. قد تتغير اسماؤها لكنها جزء من ارتكاباته.

تابعنا ما بعد اغتيال المعارض الدرزي الكبير ورفاقه بسيارة مفخخة، الاعلامَ «الممانع» (وهو كالنظام يرد التهمة عنه إلى سواه الاسطوانة المشروخة ذاتها. وجوقة الاتهامات الحليفة له، تعزف النغمة ذاتها).

«حزب الله« شريك الأسد في تدمير سوريا وتهجير شعبها، (4 ملايين حتى الآن) وقتل نحو 300 ألف منهم 25 ألف طفل، ها هو هذا الحزب محترف الاجرام، والعمالة لإيران، يشن هجوماً على النائب وليد جنبلاط وعلى غرار حليفه يتهم «أبو عدس» سوريا «أبو ترابة» والمخابرات الاردنية ، مبرئاً النظام. لكن حزب سليماني فبرك سيناريو بوليسياً رائعاً. عن وقائع ما سبق الاغتيال، ليعدد الاتهامات ويوزع «خيوط» الجريمة من الاردن إلى «أصدقاء سوريا» رائع! بل كأنه في هذا السيناريو الميلودرامي، يحمّل جنبلاط المسؤولية. صحيح انه اختار «ابو ترابة» والنصرة لكن يوسع اطار «الرؤيا» وهو حزب «الرؤى» واللوناتيكية» والمخيلات الدموية.

لكن لم يقتصر الأمر على أبو ترابة، فقد تنوعت كالعادة هويات القتلة بحسب الحزب والنظام إلى الموساد. اتهموا قبل اسابيع الشيخ بلعوس بالعمالة لإسرائيل، ثم اتهموا اسرائيل بقتله. (الموال ذاته والزجّالون ذاتهم). ثم اتهموا جنبلاط نفسه والمعارضة السورية، ثم توسعت دائرة البيكار إلى «أصدقاء سوريا» والحُجة ان كل هؤلاء اغتالوا دفعة واحدة «شيخ الكرامة» لإثارة الفتنة في السويداء. «حزب الله»، حزب الفتنة يتهم الآخرين بها. كأن وجوده في سوريا خنوعاً لاربابه الفرس ليس الفتنة المذهبية بعينها. ولم تسلم قطر من لائحة الاتهامات وربما تضم غداً السعودية والكويت والبحرين اليها.... أي كل العالم قتلوا الشيخ بلعوس ما عدا القاتل الحقيقي كل العالم متهم ما عدا بشار الأسد وارث هذه المهنة بالجينات والخلايا السلالية... والثقافة والتعاقب. إذاً أبو عدس تحول «أبوات عدس». وذلك للتضليل. وإذا عدنا إلى الوراء نجد السيناريو ذاته بعد اغتيال الشهيد الرئيس الحريري: من اتهام أبو عدس إلى الحجاج الاستراليين، إلى اسرائيل، إلى 14 آذار نفسها، وإلى خلافات مالية مع مافيات وراء الاغتيال. بل أن بعض المأجورين من النظام السوري والملالي الإيراني اتهموا جنبلاط نفسه وسبق لجريدة «تشرين» اتهام سعد الحريري بقتل والده ليرثه... أي كل العالم اغتيال الحريري ما عدا «حزب الله» والنظام السوري وصولاً إلى رأي الجمهورية الاسلامية.

[ تبدّل وجهة الاتهام

صحيح أن المعزوفة تبدّلت تفاصيلها بتحول الاتهام من اسرائيل إلى المتطرفين (النصرة) الاسلاميين. لكن بقيت بورصة الأسماء عديدة. والغريب العادي أن «حزب الله» لم يشر إلى ان عماد مغنية قُتل في قلب دمشق، وقرب بعض الدوائر الأمنية السورية، وفي عز طغيان آل الأسد، لم يُشر موضحاً إلى ذلك ولم يلمح حتى إلى «تقصير» النظام السوري بحماية مغنية، أو حتى بالتواطؤ، أو بالمسؤولية. لا! شيء من كل هذا. بل الأغرب ان التحقيقات في عملية القتل قد «لفلفت» وانقطعت أخبارها وكأن لم تكن مقتلة تحت مظلة النظام وفي رعاية مخابراته. ذلك ان «ضرب الحبيب زبيب» وعسل وماورد وياسمين! أسدل ستار حديد من الصمت....

[ زنادقة الإعلام السوري

ولدى متابعتي تلفزيون النظام السوري، وصل بعض مرتزقة الأسد إلى اعتبار البلعوس «شهيداً» باعتبار انه لم يكن معارضاً للنظام بل مساند له. وأحال التوتر والتظاهرات التي عمت محافظة السويداء على «العملاء» ومثيري الفتنة ومنهم وليد جنبلاط. أو ليس هذا ما شهدنا فصوله بعد اغتيال الحريري، عندما راح «القتلة» يتبارون في مدى صداقتهم وحبهم واكبارهم للرئيس الشهيد؟ حتى عندما قتلوا كمال جنبلاط ارتكب النظام السوري مجزرة بحق المسيحيين في الجبل ليحول الأنظار عنه ويوجه الأصابع إلى هؤلاء وسقط 80 ضحية منهم يومئذ. أكثر: نصبت قوات الاحتلال السوري في بعض المناطق ومنها بيروت، حواجز طيارة تمّ خطف بعض المواطنين على الهوية: المسيحيون والموارنة تحديداَ كأنهم هم قتلوا الزعيم الدرزي الكبير.

ان هؤلاء الذين لم يتقبلوا معارضة كمال جنبلاط لهم، فعلوا الأمر نفسه مع الشيخ بلعوس. هذا الزعيم، سليل الروح الاستقلالية والوحدة والنضال عند سلطان باشا الأطرش، عندما نأى بالدروز عن حرب بشار الأسد ضد أخوانهم السوريين.

[ ظاهرة بلعوس

وقد شكل «شيخ الحكمة» البلعوس وسط كل هذه المآسي السورية ظاهرة فريدة: صمود الدروز في جبلهم الأشم وقطع الطريق على نظام الأسد في تجيير ابنائهم لمصالحه واستخدامه وقوداً وورقة في حربه على الثورة. ان تقدم البلعوس بشخصية القائد والرمز ذي التأثير الكبير في محافظة السويداء وأبعد منها، وتمرده مراراً على أوامر بشار الأسد، جعل هذا الأخير يرى فيه خطراً عليه، من شأنه أن يؤدي إلى خروج السويداء من سلطته وجبروته. والتعبير الأهم دعوات البلعوس إلى الشباب الدرزي بعدم الانضمام إلى جيش البربرية البعثية وقال لهم «لم تعد السويداء ترضخ للتجنيد الاجباري وممنوع ضمن أراضي الجبل ان يساق كل شاب إلى الخدمة الإلزامية. لا إلزام ولا من يلزمون! بل ذهب بلعوس إلى أبعد من ذلك عندما اتهم النظام بالغدر، والخيانة تجاه الدروز في كثير من المعارك، وذلك عبر دفع المقاتلين الدروز إلى الصفوف الأمامية من دون حماية وفي كثير من الأحيان اطلاق قواته النار عليهم من الخلف كما حدث في معركة داما. انه الغدر والخيانة. ألم يُسلم الجولان إلى اسرائيل كله، مقابل «بقاء النظام» الم يحم هذا النظام الجيش الاسرائيلي ليتحول الجولان نموذجاً للهدوء والتهويد والمستوطنات؟

«جبل الكرامة» اليوم في عز استقلاله. طرد المخابرات والشبيحة واعلن المحافظة منطقة محررة من شرور إيران والبعث والعائلة المحكومة. لكن بعض الذين يعملون على ضرب الوحدة في لبنان، أهل الكانتون المذهبي، اتهموا الدروز بالتقسيم. لأن مفهومهم للوحدة الوطنية قائم على «تماسك» استبدادهم. هكذا كانوا يقولون للبنانيين: إما نحن أم الحرب الأهلية. إما «أمننا» القسري، القامع، النهّاب، وإما الفتنة. إما نحن وإما العدم، وانهيار لبنان. ووجود الاحتلال البعثي في لبنان، ادى إلى «تقسيمه» كانتونات غير معلنة، موحدة بالتهديد والعنف والخطف والقتل. وكان إميل لحود (مع سواه) أداة هؤلاء لتعزيز نفوذهم، وضرب الدولة، والجيش، والمؤسسات. وها هم يريدون من جبل الكرامة أن يخضع لإجرامهم صاغراً: فإما العمالة، وإما السيارات المفخخة، والمذابح الجماعية. كسر أهل الجبل الأشم كل عقدة «خوف» وانطلقوا في إدارة شؤونهم، لأن بقاء الأسد وشبيحته ومخابراته في أراضيهم، ليس سوى احتلال شبيه باحتلالهم لبنان، وشبيه، اليوم، باحتلال إيران سوريا، واعتبار جنرال الخراب الفارسي سليماني هو الرئيس والقائد الفعلي «لقلب العروبة النابض». والغريب أن النظام الذي لم يعد نظاماً، والرئيس الذي لم يعد رئيساً إلاّ في جحره الرئاسي، والجيش السوري الذي بات تابعاً لميليشيات إيران، لم يبق عنده شيء: لا سيادة، ولا استقلال، ولا بلد، ولا ناس، ولا اقتصاد، ولا سلطة ما عدا «إرادة» القتل. فلو كان يستطيع أن يقتل العالم كله، ويبقى وحيداً لفعل. ولو كان يستطيع أن يخنق الأطفال في مهودهم، ويقصفهم في بيوتهم، ويمحوهم (كما فعل هيرودوس)، لما قصّر. سوريا إما تكون له أو لا تكون. وهكذا لبنان... حتى في قمة هزائمه ها هو يقتل الأبرياء والعُزّل. حتى في أسافل يأسه لا يحلم إلاّ بالدم، لأنه بات السبيل الوحيد لتأكيد وجوده المنهار. «عليّ وعلى أعدائي»، وأعداؤه هم الشعب السوري. هجِّروهم، طاردوهم، فرقّوهم، بدّدوهم، ملايين ملايين، لكي لا يبقى أحد في سوريا. دمروا كل شيء، المدارس، المستشفيات، المنازل، المصانع، المدن، القرى، حتى لا يبقى حجر على حجر. لكن كل هذا لم يعد نافعاً. فارتكاب مجزرة هنا، واغتيال «معارض» هناك، وقصف بالكيميائي أو الكلور هنالك، باتت «لزوم ما يلزم». وربح معركة ارهابية ما، لا يعني التعويض عن خسارة الحرب.

[ شيزوفرانيا

فالنظام اليوم في حالة من الشيزوفرانيا والشذوذ النفسي، والميغالومانيا الوهمية، أي في مناخ عدمي خالص: لا أفكار. ولا تصورات. ولا حلول. لا سلطة. لا أمل. لا بصيص نور له. المناخ العدمي يعني العبثية: عالم اللامعقول (يذكرنا بمسرحيات بيكيت ويونسكو وهارولد بنتر وأيبو الملك...). إنه في تلك النقطة الغامضة التي يتساوى فيه الإنسان بالأشياء، التي يفقد فيها الإنسان مقومات وجوده، وملكاته النفسية والعقلية والإرادية. روبو تحركه اعتمالات مشوشة، مريضة، موبوءة، أي ليتحول شيئاً يحركه شيء آخر. لا حول له إلاّ قدرة واهنة، متهالكة، على القتل. كيف يُختزل الإنسان في القتل، أو الكراهية، أي العدمية المطلقة. والعدمي يُعدم كل ما يلمسه، لكي لا يذكره بغيابه. كانت القوة في ما مضى لتعزيز الطغيان، وصارت اليوم من علامات الأفول. دونكيشوت لم يتبق له سوى سيف خشبي، وحصان خشبي، ومخيلة فلينية طافية على خراب العالم. هذا الرئيس الذي انتهت صلاحيته، لم يبق في فمه سوى لعاب مسموم. إنها اللعبة الأخيرة، أو نهاية اللعبة (عنوان مسرحية بيكيت)، أو «انتظار غودو» الذي لن يأتي وإن أتى. وكما سُلم الجولان بأيدي والده إلى إسرائيل، ها هو الابن يسلّم سوريا إلى إيران وروسيا، والملالي، وهما أبشع الأنظمة الإرهابية في العالم.

[ شيوخ الكرامة

وأظن أن أبطال السويداء وشهيدهم الكبير «شيخ الكرامة»، رفضوا مصيراً يرسمه النظام، كما رسم لسوريا مصير النهاية. فليتناؤوا عنه، وعن هلوساته، وعن خرابه، ويحافظوا على وجودهم. رفضوا الانتحار الجماعي الذي ساق النظام سوريا إليه. رفضوا أن تدنس أرضهم أقدام عملاء إيران من ميليشيات سليماني وحزب الله. رفضوا أن يغير النظام هويتهم العروبية، ويستبدلها بهوية فارسية، كما استبدلت إسرائيل هوية الجولان العربية بهوية يهودية صهيونية!

[ .. وشيوخ العقل

أهل الجبل هم «شيوخ العقل»، رفضوا أن يحملهم النظام إلى ضفة قتل أهلهم، والتنكر لماضيهم المجيد. ومن يسترجع تاريخ هذا النظام الأسود بالتنكر للعروبة، والديموقراطية، والمقاومة، ويسترجع تاريخ «جبل العرب»، الذي قاد صفوف مقاومة الاستعمار الفرنسي وسواه، والإسرائيلي وسواه، يعرف الفارق: أناس متجذرون بترابهم الوطني، وبتاريخهم النضالي، وبوحدتهم الوطنية، وبقائدهم سلطان باشا الأطرش (هذا البطل القومي الكبير)، وآخرون (أي الأسديون) باعوا جذورهم، وجولانهم، واستقلالهم، وسيادتهم، مقابل استمرارهم في احتلال سوريا. وأي فارق عندها بين احتلال عدو، واحتلال نظام استجلب قوى الخارج، وشذاذ الآفاق، والمرتزقة، وداعش، على حساب وحدة سوريا وسيادتها! فأي نظام هذا يستقوي على شعبه بالخارج؟ أي نظام «ممانع» هذا يستعمر ناسه بجيوش يستجلبها من الخارج: من روسيا إلى إيران؟ بل أي نظام هذا يشهر عمالته للخارج ليحافظ على وجوده، أو بعض «سلطته» للخارج ليسترجع سلطته الرمزية في الداخل.

والذين يدافعون عن النظام السوري هم محتلّوه اليوم. هم منتهكوه. هم قتلة شعبه. هو شراة العقارات والأراضي. هم مغيرو هويتهم العربية. هم مقسّموه. هم مخربوه. هم مفتّتوه. هم مهجرو الملايين!

[ استقلال الجبل

وهنا بالذات نعرف لجوء أهل جبل العرب إلى «استقلالهم»، إنه ليس استقلالاً ضد وحدة الوطن، بل كأنه متجذر فيه. والاستقلال عن نظام عميل وقاتل لا يعني تقسيم الإرادة الشعبية الأصيلة، بل تعزيزها.

رفض الشيخ بلعوس ومن معه ممارسة «اللعبة الروسية» أو «الهيراكيري» الانتحاري، فقتلوه، لأنه عزّ عليهم ألا تبقى منطقة غير مدمرة، أو ناس غير مهجرين، أو أمكنة غير فارسية؛ أو رمز غير ملغى.

ثورة جبل العرب، ربيع جديد، بل خميرة

بقاء سوريا، ونضال شعبها ضد الاحتلال الإسرائيلي والإيراني والروسي!

إنه الربيع العربي في السويداء العربية!

 

إيران وروسيا: وحدة وتناقض الهدف في سوريا

فايز سارة/الشرق الأوسط/12 أيلول/15

يبدو نظام الأسد اليوم في أضعف حالاته. وهذا أمر طبيعي بعد نحو خمس سنوات من حربه على السوريين، وصراعه معهم. ولولا اعتماد النظام على القوى والدعم الخارجي، ما كان له أن يبقى ويستمر، وهو دعم بدأ مع إطلاق الهتافات الأولى للمتظاهرين في درعا، وتصاعد مع انتشار المظاهرات في الأنحاء الأخرى، ثم ما لبث أن تطور ليتجاوز الدعم السياسي شاملاً الدعم العسكري والاقتصادي وصولاً إلى الدعم البشري المسلح.

والمثال الأهم والأشد وضوحًا للدعم الخارجي لنظام الأسد، كان الدعم الإيراني الذي ما زال مستمرًا، لكنه أصبح أقل قدرة عن تلبية احتياجات نظام الأسد في حربه المتواصلة، مما أفسح المجال لتدخلات أخرى، كان أصحابها وقفوا إلى جانب النظام لحمايته، قبل أن يندفعوا لانخراط مباشر في الصراع السوري على نحو ما تظهر خطوات روسيا الأخيرة، والتي تأتي في سياق تحرك روسي سياسي وعسكري، يقدم دعمًا نوعيًا لنظام الأسد في ظرف تغيرت فيه ظروف نظام الأسد.

إن التمايز بين دور إيران وروسيا في دعم نظام الأسد، يكمن فيما يشكله كلاهما من حضور في سوريا وحولها من جهة، وفي الأهداف الظاهرة والكامنة لكل منهما في موقفه من الوضع السوري، واحتمالات تطوره في المديين القريب والبعيد.

يقوم الحضور الإيراني في سوريا على وجود مادي ملموس أساسه ثلاث أذرع؛ أولاها وجود إيراني مباشر عبر أجهزة ومؤسسات الدولة الإيرانية السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، وخاصة القوات العسكرية، التي تشمل عناصر من الحرس الثوري وفيلق القدس وخبراء عسكريين وأمنيين وتقنيين. والذراع الثانية غير المباشرة، تضم ميليشيات تابعة لإيران وفيها ميليشيات حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية المسلحة. وتضم الذراع الثالثة، مدنيين شيعة من إيرانيين وعراقيين ولبنانيين وأفغان وغيرهم بمن فيهم شيعة سوريون، تم تحشيدهم على أساس طائفي، مرتبط بالمرجعية الدينية في إيران.

والقوة البشرية المحسوبة على إيران، تجعل للأخيرة فاعلية وتأثيرًا كبيرين في الواقع الجغرافي الذي يسيطر عليه النظام، فيما تلعب الوحدات العسكرية الإيرانية والميليشيات اللبنانية والعراقية دورها في الدفاع عن مناطق النظام، إضافة لدورها في الحرب ضد قوات المعارضة المسلحة، وهو ما أكدته مجريات الصراع بينهما سواء في درعا جنوبًا أو في حلب وإدلب شمالاً، ولعل معارك القلمون والزبداني الأخيرة، تعكس المثال الأوضح على دور حزب الله اللبناني في معارك النظام ضد المعارضة.

ولا يحتاج إلى تأكيد، القول: إن الحضور الإيراني، جعل من إيران صاحبة التأثير الأكبر والأبرز في قرارات النظام، سواء المتصلة بالصراع العسكري أو بالتحركات السياسية، الأمر الذي بينت نتائجه، أن سوريا واقعة تحت الحماية أو الاحتلال الإيراني.

ويختلف الحضور الروسي في سوريا عن مثيله الإيراني بصورة جوهرية، والأساس فيه اعتماده على ما تقوم به الدولة الروسية ومؤسساتها وأجهزتها في المجالين السياسي والعسكري. ويتجسد الدور الروسي في المستوى الخارجي في ثلاثة أمور؛ أولها تشكيل مظلة دولية لحماية النظام من العقوبات ولا سيما في مجلس الأمن الدولي، والثاني القيام بدور الممانع لأي تدخل عسكري خارجي في سوريا، وثالثها السعي المستمر لإعادة تأهيل نظام الأسد ودمجه عبر بوابة انخراطه في الحرب الدولية على الإرهاب وخاصة تنظيم داعش.

ولا يقل دور الحضور الروسي في سوريا على المستوى الداخلي أهمية عن المستوى الخارجي. ففي الداخل ثمة مهمات، يقوم بها عسكريون وخبراء روس، تزايدت أعدادهم بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة بفعل تعدد الأنشطة، التي يقومون بها. فثمة خبراء لدى الوحدات العسكرية التابعة لنظام الأسد وخاصة وحدات النخبة، التي تم تزويدها بأسلحة ومعدات حديثة من طائرات ودبابات وعربات مدرعة، وقواعد صاروخية ومحطات تشويش، وهناك وحدات روسية للتدخل السريع، ومجموعات قناصة موزعة بالقرب من أماكن الصراع الحساسة وخاصة في دمشق واللاذقية، وهناك خبراء أمنيون وتقنيون، يعملون مع فرق المتابعة، وكله يضاف إلى وحدات تطوير وتوسعة مطارات النظام وخاصة في المنطقة الساحلية، وفي القاعدة البحرية الروسية بطرطوس.

وقد ازداد الدور السياسي الروسي أهمية في الأشهر الأخيرة، فبعد اقتصاره لسنوات على علاقة محدودة ببعض جماعات المعارضة في الداخل، والبحث معها في الظروف السياسية، انتقل إلى علاقات أوسع مع قوى المعارضة في الخارج، ولا سيما الائتلاف الوطني، ساعيًا إلى إشراك المعارضة في الحل السياسي وفق وجهة النظر الروسية، التي لا تختلف عن وجهة نظر النظام.

إن تطور مستوى الحضور الروسي في سوريا وحولها في الأشهر الأخيرة بما له من خصوصيات سياسية وعسكرية، يجعله القوة الأكثر أهمية وتأثيرًا من الحضور والدور الإيراني، الأمر الذي يخلق تناقضات وتنافسًا بين الطرفين، وصراعًا على الدور والنفوذ رغم وحدة هدف الطرفين في حماية النظام، وقد لا يتأخر كثيرًا تحول نظام الأسد من الحماية الإيرانية المباشرة إلى حماية روسية مباشرة وبديلة.