المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 أيلول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.september15.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من11حتى21/هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة

رسالة القدّيس بطرس الثانية01/من01حتى111/ أُبذُلُوا الجَهْدَ بِالأَحْرَى لِكَي تُثَبِّتُوا دَعْوةَ اللهِ وٱختِيَارَهُ لَكُم. فإِنَّكُم، إِنْ فَعَلْتُم هذَا، لَنْ تَسْقُطُوا أَبَدًا

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

الجنرال لحد والباش، وفرقة التافهين والزجالين والأوباش المطالبين بعدم دفن لحد في لبنان/الياس بجاني

البشير: حبة الحنطة والخميرة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نديم الجميل في ذكرى استشهاد بشير: لا يظنن أحد أنه قادر على اقتلاعنا أو السيطرة علينا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 14/9/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين 14 ايلول 2015

كاميرون التقى سلام وقهوجي وتفقّد لاجئين: لبنان يحتاج إلى رئيس يعمل على دفع التوافق

كاميرون زار سلام والتقى قائد الجيش في رياق ونازحين: جددت التزام المملكة دعم استقرار لبنان والحض على انتخاب رئيس سريعا

كاميرون تفقد وبو صعب النازحين في المدارس الرسمية واكد استمرار دعم لبنان وإضافة 10 ملايين استرليني كل عام

سلام استقبل سفير الامارات ووفد نواب عكار وتسلم من محفوض دراسة دستورية حرب: لا نقبل بتعطل خطة النفايات ولا بديل لها

مصدر قيادي لـ”السياسة”: معادلة عون أو الفراغ مستمرة باستعلاء

حزب الله: الصور المتداولة لنوح زعيتر في مواقع عسكرية لا علاقة لحزب الله بها

كيف تستعد إسرائيل و"حزب الله" لحرب لبنان الثالثة؟

النائب نديم الجميل: الحوار الحقيقي يبدأ بوقف تعطيل المؤسسات الدستورية

كاغ تناقش في بروكسيل الدعم الدولي والأوروبي للبنان مصدر بريطاني لـ"النهار": ننفّذ أكبر الخطط في إعادة التوطين

سلام استقبل سفير المانيا ورئيسة مجلس الخدمة المدنية

المحكمة الخاصة بلبنان استأنفت جلساتها

بري عرض مع ميقاتي الاوضاع

زهرا: لعدم تعطيل حل شهيب وبضعة اطنان من النفايات لا تؤثر على صمود الحكومة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قاووق: الفريق الممسك بالقرار أنشأ دويلة فساد داخل الدولة

الرئيس أمين الجميل عرض مع السفير الفرنسي الوضع في لبنان بون: لانتخاب رئيس للجمهورية فورا

الشاب: الرئاسة الاولى أولوية والحوار ليس فولكلوريا

جنبلاط شكر كل المشاركين في احياء الوقفة الوطنية لبلعوس ورفاقه في دار الطائفة الدرزية

قاووق: المقاومة بانتصاراتها أفادت جميع اللبنانيين ورفعت اسم لبنان عالميا

دار الفتوى: يوم الخميس في 24 ايلول أول أيام عيد الأضحى

نواف الموسوي: وجود رئيس قوي يعبر عن الأكثرية المسيحية هو ضمانة التوازن والشراكة في السلطة

قاسم عرض الأوضاع مع حناوي: حل مشكلة عمل الحكومة يكون بمعالجة التعيينات العسكرية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأوروبي” يقر استخدام القوة ضد مهربي المهاجرين في البحر المتوسط

روحاني: أجواء جديدة توافرت أمام إيران والدول الصديقة بعد الاتفاق مع الدول الكبرى

الإمارات: اليمن خط الدفاع الأول عن الخليج

العربي ودي ميستورا يؤكدان على ضرورة تنفيذ اتفاقية “جنيف – 1 و22 قتيلاً بتفجيرين لـ "داعش" في الحسكة

سفير البحرين لدى روسيا: لن نقبل إيران شرطياً للخليج وأعرب عن خشيته من بنود سرية في الاتفاق النووي

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل مات بشير الجميّل؟/ملكار الخوري

نوح زعيتر.. جرعة زائدة لـ«حزب الله» في الزبداني/علي الحسيني/المستقبل

هل تشكّل المحافظات الجديدة مقدّمة نحو اللامركزية الإدارية؟ كسـروان - جبيـل تنضمّ إلى اللائحة ووزارة الداخلية تتحفّظ/منال شعيا/النهار

لجنة البيئة استمعت إلى خطة شهيّب ولا تحفّظات التشاور مستمر... فهل يبدأ التنفيذ الأسبوع المقبل/منال شعيا/النهار

ما الحاجة بعد إلى رئيس للجمهورية و"الشغل ماشي" بضرب المناصفة/بيار عطاالله/النهار

أهبل أو شاطر/راشد فايد/النهار

على الوعد يا... لبنان/الياس الديري/النهار

عن مستويات الحراك في لبنان/سامر فرنجيّة/الحياة

تفكيك عقدة سوريا/علي إبراهيم/الشرق الأوسط

سوريا تقسم أوروبا/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

انهيار ثقافة الممانعة والكراهية للغرب/غسان الإمام/الشرق الأوسط

متى يعلنون وفاة القاعدة/سمير السعداوي/الحياة

روسيا تحاول إطالة حكم الأسد باشتراط القضاء على الإرهاب أولاً/اميل خوري/النهار

أيّهما يصحّ في التعزيزات العسكرية الروسية: تحفيز الحل أو تسعير الحرب الأهلية/روزانا بومنصف/النهار

التنافس الميداني تمهيد للمفاوضات على الحل/أسعد حيدر/المستقبل

ما زالت روسيا تستخدم سوريا/خيرالله خيرالله/المستقبل

الرفيق بوتين/علي نون/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من11حتى21/هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة

"قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِنيقوديمُس:  «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: نَحْنُ نَنْطِقُ بِمَا نَعْلَم، ونَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وأَنْتُم لا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟ مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان. وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان، لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة. هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة. فَٱللهُ مَا أَرْسَلَ ٱبْنَهُ إِلى العَالَمِ لِيَدِينَ العَالَم، بَلْ لِيُخَلِّصَ بِهِ العَالَم. أَلْمُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ لا يُدَان. وغَيْرُ المُؤْمِنِ قَدْ أُدِين، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ اللهِ الوَحِيد. وهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَة: جَاءَ النُّورُ إِلى العَالَم، فَأَحَبَّ النَّاسُ الظَّلامَ أَكْثَرَ مِنَ النُّور، لأَنَّ أَعْمَالَهُم كَانَتْ شِرِّيرَة. فَكُلُّ مَنْ يَفْعَلُ السَّيِّئَاتِ يُبْغِضُ النُّور، ولا يُقْبِلُ إِلى النُّور، لِئَلاَّ تُفْضَحَ أَعْمَالُهُ. وأَمَّا مَنْ يَعْمَلُ الحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلى النُّور، كَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ، لأَنَّهَا في اللهِ قَدْ عُمِلَتْ»."

 

رسالة القدّيس بطرس الثانية01/من01حتى111/ أُبذُلُوا الجَهْدَ بِالأَحْرَى لِكَي تُثَبِّتُوا دَعْوةَ اللهِ وٱختِيَارَهُ لَكُم. فإِنَّكُم، إِنْ فَعَلْتُم هذَا، لَنْ تَسْقُطُوا أَبَدًا

"يا إِخوَتِي، مِنْ سِمعَانَ بُطرُسَ، عَبْدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ورَسُولِهِ، إِلى الذِينَ نالُوا مِثْلَنَا الإِيْمَانِ الثَّمِين، مِنْ فَضْلِ برِّ إِلَهِنَا ومُخَلِّصِنَا يَسُوعَ المَسِيح: فَلْتَفِضْ عَلَيْكُمُ النِّعْمَةُ والسَّلامُ بِمَعْرِفَتِكُم للهِ ولِيَسُوعَ ربِّنَا! فإِنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ وهَبَتْنَا كُلَّ ما يَؤُولُ إِلى الحَيَاةِ والتَّقْوى، بِمَعْرِفَتِنَا لِمَنْ دعَانَا بِمَجْدِهِ وقوَّتِه. فَوهَبَنَا بِهِمَا أَثْمَنَ الوُعُودِ وأَعْظَمَهَا، حتَّى إِذا ما تَخَلَّصْتُم مِمَّا في العالَم مِنَ فَسَادِ الشَّهْوَة، تَصِيرُونَ شُرَكاءَ في الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّة. فَمِنْ أَجْلِ هَذَا عَيْنِه، أُبْذُلُوا كُلَّ الجَهْدِ لِكَي تَزِيدُوا عَلى إِيْمَانِكُمُ الفَضِيلَة، وعلى الفَضِيلَةِ المَعْرِفَة، وعلى المَعْرِفَةِ العَفَاف، وعَلى العَفَافِ الثَّبَات، وعَلى الثَّبَاتِ التَّقْوَى، وعَلى التَّقْوَى الحُبَّ الأَخَوِيّ، وعَلى الحُبِّ الأَخَوِيِّ المَحَبَّة. فإِنْ كَانَتْ فِيكُم هذهِ كُلُّهَا وكانَتْ وافِرَة، فإِنَّهَا لَنْ تَدَعَكُم بَطَّالِينَ بِغَيرِ ثَمَر، في معرِفَتِكُم لِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح. ومَنْ لَم تَكُنْ فِيه، فَهُوَ أَعْمَى قَصِيرُ النَّظَر، وقَد نَسِيَ أَنَّهُ تَطهَّرَ مِنْ خَطاياهُ القَدِيْمَة. لذلِكَ، أَيُّهَا الإِخوَة، أُبذُلُوا الجَهْدَ بِالأَحْرَى لِكَي تُثَبِّتُوا دَعْوةَ اللهِ وٱختِيَارَهُ لَكُم. فإِنَّكُم، إِنْ فَعَلْتُم هذَا، لَنْ تَسْقُطُوا أَبَدًا. وهكذَا يُعْطى لَكُم بِسَخَاءٍ أَنْ تَدْخُلُوا المَلَكُوتَ الأَبَدِيّ، مَلَكوتَ رَبِّنَا ومُخَلِّصِنَا يَسُوعَ المَسِيح."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

الجنرال لحد والباش، وفرقة التافهين والزجالين والأوباش المطالبين بعدم دفن لحد في لبنان

الياس بجاني/14 أيلول/14

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/14/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B1%D8%A7%D9%84-%D9%84%D8%AD%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%8C-%D9%88%D9%81%D8%B1%D9%82%D8%A9/

فعلاً إن الذين قتلوا الخجل في دواخلهم وتخلوا عن كل ما هو نعم وعطايا إنسانية من عقل وثقافة وضمير واحترام للذات والآخرين وللحضارة ولحرمة للموت هم أحياء ولم يموتوا على نقيض ما يقول المثل: “يلي استحوا ماتوا”. لا لم يموتوا وهم يلوثون لبنان بقاذوراتهم والأوبئة.

حقيقة لا يمكن لأي عاقل وبشري أن يرى ويقرأ غير الجهل والحقد والانحطاط الأخلاقي والإيماني في همجية وبربرية وعدم إنسانية كل الذين بوقاحة فاجرة وعهر ومنهم رجال دين يطالبون بمنع دفن جثمان الجنرال لحد في لبنان. ترى هل لبنان ملكهم حصرياً؟

هل يعلم هؤلاء الأوباش والمنحطين والفجار والعهار كافة وكائن من كانوا وطبقاً لكل معايير الأخلاق أنهم لا شيء بشري ومجرد أبواق وصنوج وأدوات لا إرادة ولا قرار لها؟

هل يعلم هؤلاء أن الجنرال لحد هو في منزلة بشرية ووطنية غير منزلتهم الطروادية والإبليسية والبوقية والداعشية؟

هل يعلم هؤلاء أنهم دجالون ومنافقون وداعشيون بامتياز وأن لا وزن ولا قيمة لهم في موازين الوطنية وفي كل معايير شرعة حقوق الإنسان؟

بالطبع لا حياة على من ننادي من هؤلاء الأموات الأحياء لأنهم لا يعلمون ولا يدرون أنهم عملياً مجرد أصداء إبليسيه وذلك لغربتهم وانسلاخهم عن كل هو ما إنسان وإنسانية.

وفي قاطع آخر غير قاطع الهجمة على الجنرال لحد وعلى كل ما يمثله، نسأل لماذا صمت القبور هذا من قبل كل الأحزاب المسيحية السيادية ومن كل السياسيين والإعلاميين ورجال الدين الذين كانوا ولا يزالون وإن تنكروا ونافقوا ودجلوا في نفس القاطع المميز والمصيري الذي من خلاله ناضل وقاوم وضحى الجنرال لحد وجنوده؟

مجرد سؤال لن نسمع جواباً عليه من أي من هؤلاء وهم كثر لأننا في زمن المحل والبؤس والذمية والتقية.

هل بلع الألسنة والتعامي عن الحق والحقائق والتغاضي بذل عن اهانة الرفاق الشرفاء والمقاومين الحقيقيين واعتبار كل ما يرمى على الوجوه هو مجرد مطر!!!

اليوم ونحن نتذكر جريمة اغتيال الشيخ بشير نسأل لو عاد الباش إلى الحياة ورأى حال هؤلاء القادة والسياسيين والإعلاميين ورجال الدين الذين لفظياً يتباهون بحمل قضيته في حين عملياً يتنكرون لها ويعادونها فماذا سيقول؟

من عرّف الباش بشجاعته وصدقه وإيمانه وعفويته يعرف تحديداً ما كان سيقول بثورية وغضب وشفافية وتحقير ومن دون مسايرة مقامات ومسميات، وهو ما لا يسر ولا يفرح كل من يتلطى بالوقت الراهن زوراً واحتيالاً خلف شعاراته المقدسة ويتاجر بها خدمة لمصالحه الخاصة، ونقطة على السطر!!

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

البشير: حبة الحنطة والخميرة

الياس بجاني/14 أيلول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/14/elias-bejjanithe-late-bachir-gemayal-the-grain-of-wheat-the-yeast%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7-2/

"إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقي وحدها، ولكن إن ماتت فهي تأتي بثمر كثير!" (يوحنا 12/25)

في اليوم الرابع عشر من شهر أيلول سنة 1982، وفي ذكرى ارتفاع الصليب المقدس، ارتفعت روح البشير ومعها صليب وطن الأرز صاعدة إلى المصدر والمآل راضية مرضية.

لم يكن البشير بعد تجاوز الرابعة والثلاثين عمراً حين أصبح رئيس جمهورية شاءها فاضلة، لكن ما حققه من أجل حرية لبنان العنفوان يرقى به إلى مصاف العظماء ومراتب القادة الذين دُمغوا بإنجازات المجد تاريخنا الحافل بالعطاءات.

حَلَمَ البشير بلبنان سيداً حراً مستقلاً، فصار الحلم نشيد كل اللبنانيين الأحرار والسياديين، والحلم لا يزال وهاجاً كما كان، وسوف يبقى وهجه طالما بقي العنفوان والإباء نبراسين لأحرار وطن الرسالة والحضارات..

غيبت جسده شياطين الحقد وأبالسة الشر، لكن حلمه باق في وجدان شعبنا والضمائر ما دام للأرز شموخ وللجبل سنديان وللأرز رهبة وقداسة.

نذكر اليوم في صلاتنا بشير البطل ورفاقه البواسل الذين معه سقطوا على مذبح الوطن آخذين من استشهادهم الدروس والعبر، مبتهلين إلى الله كي يرفع عن الكواهل أثقال العبوديات ويغمر في رحاب الفردوس أرواح الراحلين بأجنحة الرحمات.

مع الذكرى هذه، آمال تنتعش، ضمائر تتحفّز، عزائم تُشحذ، همم تُستنهض ورجاء يتجّذر.

كالبرق نجم البشير سطع في سماء لبنان فعُلّقت عليه آمال شهيّات وأمنيات زاهيات، غير أن الفرح لم يتم والمسرّة لم تدم فافترس الغبطة وحش من الصحراء.

هوى الرجل من علاه شهيد طموحات شريفة رامية إلى بناء وطن منيع الجانب، خافق الرايات في سماء السيادة والكرامة والاستقلال.

جذبه صليب الفداء فحمله ومشى حتى قضى صريعاً في سبيل قضية محقة ولأجل مقادس أرض تلفّ رفات الجدود وقدس عرين يربّي الأُسُود.

إلى الفادي المظفّر نرفع النجوى عساه دعاءً تقيًّا يجيب.

آمن البشير أن لبنان الواحد هو لبنان الـ10452 كلم2 الذي علينا أن نضمّه بعد فرز، لكي يكون لجميع أبنائه بكل الطوائف والشعائر والمعتقدات، وأن هو غاب فلا يغيب عن خاطر ما آمن به من مبادئ وقيم وشمائل وشيم تظل عالقة في قلوب الأوفياء ونفوس الأمناء.

في ذكرى عيد ارتفاع الصليب، رُفع البشير من على صليب لبنان إلى غير هذا العالم، بقرار سياسي تقاطعت فيه مصالح أفراد ودول وفئات خشيت على مصالحها الشخصية من قيامة لبنان الواحد الحر السيد المستقل إلا انه رسم لنا الملامح ورحل.

الفئات هذه هي نفسها التي لا تزال تتحكم اليوم بأعناق وأرزاق وأمن ومصير اللبنانيين، وهي تغتال أمانيهم والتطلعات، بالفعل والفكر والقرار والتنفيذ، وبالإرهاب والغزوات. ومع كل شروق شمس تغتال لبنان الواحد بتعدّديته الحضارية، لبنان الرسالة والسيادة والقرار الحر، والديموقراطية والثقافات.

عملية الاغتيال استدامت إلى أيامنا بأبشع وسائلها وأشنع الأساليب من فساد إدارة وعبثٍ بمقدّرات وتلاعب في شتى المجالات، وذمية، وكفر وخلاعة وتدهور اقتصادي واجتماعي ومالي وسياسي وأمني ووطني، وتغليب الأنا الخاص على الصالح العام، وتفكيك أحزاب، واستفحال دويلات وعصبيات، وتسييس قضاء، وانتقاص سيادة بقوة السلاح، واستخفاف بالمُثُل الإنسانية والمدنية والدينية على كل مستوى.

حلم البشير باق لنا محطة لن يتبخر، لأنه حلم شعب يريد الحياة كريمة والكرامة حياة.

شعب ينشد الوحدة والسيادة والسلام.

سيعوض الله لنا عن البشير بمن يجسده وقائع ملموسة وحقائق راهنة تبقى على مرمى الدهور، ولن تقوى يد الإجرام، مهما انكمشت قبضتها، على التركيع والإبادة والتحطيم.

واليوم نحن معاً في ذكرى استشهاد البشير والرفاق، نرفع العيون والقلوب، وسط المخاطر والهواجس والمخاض الأليم، نرفعها إلى فادي البشرية المتألمة السيد المسيح القائل:

"وأنا إذا ما ارتفعت عن الأرض، جذبت إليّ كل أحد" (يوحنا 12/32)،

سائلينه المصالحة مع الذات والنور والإيمان والقوة والرجاء لنواصل مسيرتنا ونرفع ذواتنا ووطننا وشعبنا إلى قمم النصر ونوصله إلى ينابيع الخير والحق والحرية والسلام.

بشير هو القضية والقضية حية ولن تموت ورايتها سوف تبقى خفاقة

البشير هو الخميرة التي خمرت قضية الحرية والسيادة والإستقلال وحصنت الوجدان اللبناني بالإيمان والرجاء في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، وكل قوى الظلامية والشر لن تقوى على إبطال مفاعيلها.

البشير باق حي فينا اليوم وغداً وإلى اليوم الأخير

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نديم الجميل في ذكرى استشهاد بشير: لا يظنن أحد أنه قادر على اقتلاعنا أو السيطرة علينا

الإثنين 14 أيلول 2015

وطنية - أقيم مساء اليوم في كنيسة مار مخائيل في بكفيا قداس في الذكرى الثالثة والثلاثين لاستشهاد الرئيس بشير الجميل حضره إلى عائلة الرئيس الشهيد النائبة السابقة صولانج الجميل ونجليها النائب نديم الجميل ويمنى الجميل زكار، الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب جان اوغاسبيان، وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع النائب انطوان زهرا، النائب سيرج طورسركيسيان، الوزراء السابقون: ابراهيم نجار، نائلة معوض وسليم وردة، نقيب المحامين جورج جريج، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، المستشار في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، ومستشار الرئيس الحريري داوود الصايغ. وحضر أيضا رئيس "حركة المستقلون" رازي الحاج، رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض، رئيس "جبهة الحرية" فؤاد ابو ناضر، رئيس اقليم المتن الكتائبي ميشال الهراوي، ميشال جبران تويني، إضافة إلى أعضاء المكتب السياسي الكتائبي وشخصيات سياسية وحزبية واعلامية ونقابية. وترأس القداس الأب جورج جلخ، وعاونه الابوان الحاج وايلي مظلوم، وخدمته جوقة اللويزة بقيادة الاب الدكتور خليل رحمة.

جلخ

وبعد الإنجيل المقدس، ألقى جلخ عظة قال فيها: "نحتفل في هذه العشية المباركة بعيد ارتفاع الصليب المقدس وبالذكرى الثالثة والثلاثين لاستشهاد الرئيس بشير الجميل ورفاقه. 33 سنة قضاها الرب يسوع على أرضنا يعمل الخير ويزرع السلام والامل والرجاء والمحبة، توجها بإنتصاره على الصليب الذي ذهب اليه حرا مختارا فداء للبشرية بأسرها. نعم يسوع انتصر بالصليب، ولم ينتصر بالحرب والقهر والظلم، وانما من أعلى صليبه حرر الانسان من كل ما ومن كان يستعبده "بك ننتصر"، أي بالصليب ننتصر، صار شعار المسيحيين، وهذا يعني أننا لن ننتصر الا بالحب والغفران والتلاقي".أضاف: "لما أسلم يسوع روحه على الصليب، يقول لنا الانجيليون، انشق حجاب الهيكل، هذا الحجاب الذي كان يفصل بين اليهود وغير اليهود، وبين طبقات المجتمع قبليا ودينيا. كل واحد منا اليوم في هذا العيد وهذه الذكرى يعود الى نفسه، يفكر ويصلي. أيامنا اللبنانية لا تدعو الى الخلوة. ومع ذلك، سنفكر معا، سنصلي معا، وسنجدد إيماننا معا بلبنان، حلم به بشير يوما، وكان يحقق الحلم لو لم تمتد اليه يد الغدر والاجرام".

وتابع: "33 سنة قضت ولبنان ما زال معلقا على صليبه، لماذا يا ترى؟ أظن لأننا نحاول أن نفتش على الخلاص بعيدا عن الصليب، أي بعيدا عن المسؤولية والتضحية، بعيدا عن التلاقي والغفران، بعيدا عن الحرية. عدنا نفتش عن الحلول بقوة السلاح، وهذا معاكس للصليب والمصلوب عليه. عدنا نفتش عن الحلول بالسيطرة على بعضنا البعض وبإلغاء واحدنا الآخر. عدنا نفتش عن الحلول بسلبية، إما أن تأتي هذه الحلول على يدي أو لا تكون، فهذا كله معاكس للصليب، فالصليب كله إيجابيات، هو جسر عبور الانسان الى أخيه الانسان والى الله".

وأردف: "الرئيس الشهيد بشير حمل صليبه وصليب الوطن حرا مختارا فصار القائد والرئيس المسؤول والمضحي حتى الدم. سر نجاحه كان في تواضعه وفي التفتيش عن حلول لكل المشاكل لا وصفها والتباكي من دون أن يفعل شيئا. مهما كبرت الصعاب، وكم كانت كبيرة في أيامه، واجهها بإيجابية ووجد الحل المناسب. حمل صليب لبنان ومشى به من القيادة الى جلجلة الرئاسة، حيث انشق الحجاب الذي كان يفصل اللبنانيين عن بعضهم وتلاقى الجميع".

وختم: "إنجيل اليوم يقول لنا الرب يسوع "أنا إذا ما رفعت، جذبت إلي الجميع"، ويسوع يجذبنا اليه، لكن بواسطة صليبه، لنحمل الصليب، كما حمله الرئيس بشير ورفاقه الشهداء، فيجذبنا يسوع إليه، وينشق الحجاب، كما انشق عند انتخاب بشير رئيسا للجمهورية. نستغفرك أيها الرئيس الشهيد، ونستغفر كل شهدائنا لأننا لم نكن على مستوى شهادتكم. لم نعرف أن نحمل الصليب، بل ضعنا في أنانياتنا وانتماءاتنا وصفقاتنا وانغلقنا على ذواتنا. ففي أيامنا اللبنانية القاتمة السوداء تعالوا نركز على الصليب، كنا وسنبقى أبناء الرجاء المسيحي. كنا وسنبقى ننظر الى المصلوب من خلال القيامة ومن خلال دحرجة الحجر على باب القبر حيث انفجر نور أبدي، وسلام أبدي وحب أبدي، لا تمحوها في ظلمات الحقد والضغينة والحسد والموت. فيا يسوع، من أعلى الصليب الذي عليه انتصرت وخلصت العالم، أعطنا الخلاص في لبنان. وليكن صليبك نورا حقيقيا في نفقنا اللبناني الطويل.

وعند خروج المصلين من القداس، أنشد مازن عازار أغنية خاصة لبشير بالمناسبة عنوانها "منكمل للنهاية"، من ألحان مارسيل غريب، وكبمات سهيل أبو رجيلي.

نديم الجميل

وألقى النائب نديم الجميل كلمة قال فيها: "هناك أحلام كثيرة في بلادي، لكن حلم بشير هو الاجمل، لأنه حلم الاجيال والتاريخ والمستقبل. هناك مشاريع وطنية كثيرة في بلادي، لكن مشروع بشير هو الامثل، لانه مشروع سيادة الوطن وكرامة الانسان. هناك خيارات كثيرة في بلادي، لكن خيار بشير هو الأصح، لأنه خيار الامن والحرية، المهابة والعدالة، الميثاق والمساواة. هناك دول كثيرة في بلادي، لكن دولة بشير هي الافضل لانها دولة قوية تلغي كل الدويلات من اجل لبنان".

أضاف: "ان المصائب التي حلت تواليا على لبنان منذ استشهاده حتى اليوم، ناتجة من ابتعادنا عن مشروع بشير. لو قيض لبشير أن يحيا ويحكم لما بقي محتل في لبنان منذ سنة 1982، ولما نبتت أي دويلة على أرض لبنان، لو قيض لبشير أن يحيا ويحكم، لما كنا اليوم نشكو من دولة ضعيفة وادارة فاسدة وحكومة عاجزة ومجلس نيابي يمدد لنفسه، وسلاح غير شرعي، وانتهاك لحدودنا وسيادتنا، ومن فراغ في سدة الرئاسة. لم يحلم بشير بدولة خيالية بل بدولة واقعية، قابلة التنفيذ، والدليل أن بمجرد انتخابه ارسى بشير في الشعب مفهوم الدولة، وايقظ القيم الاخلاقية والوطنية، تغيرت علاقاتنا، تغيرت عاداتنا، نسينا طوائفنا وصرنا مواطنين. من نسي عهد الواحد والعشرين يوما؟ من نسي زمن بشير؟ مشروع بشير هو لنا جميعا، مشروعه ليس مشروع طائفة أو مذهب، طبقة او منطقة، انما مشروع لكل اللبنانيين هو مشروع المقيمين والمغتربين، الاحياء والشهداء، المسالمين والثائرين. هو مشروع الذين نزلوا الى الساحات وطافوا في الشوارع باحثين عن حرية، عن استقلال، عن حق، عن نزاهة، عن رئيس محترم، عن أمل جديد بلبنان".

وتابع: "كان بشير صاحب قضية، فأين أصبح أصحاب القضية اليوم؟ أي سياسي لديه سياسة واضحة وثابتة ومستقلة غير سياسة المزايدات والشعبوية والوصولية؟ أين المواقف الوطنية؟ وأين التحالفات الطبيعية؟ إن القوى السياسية اليوم، بأكثريتها، تستمد قوتها من الخارج، عوض أن يكون تأثيرها في الخارج مستمد من قوتها في الداخل، من الشعب. إن الشعب على حق حين يطالب بالتغيير، لكننا نريد تغييرا حقيقيا لا صوريا، تغييرا في الذهنية، لا في الأسماء والأجيال فقط".

وأردف: "صحيح ان مدخل كل الحلول في لبنان يمر عبر انتخاب رئيس للجمهورية، غير أن الحل الأساسي يبقى بالعودة الى القضية التي ناضل بشير في سبيلها وانتصر واستشهد. قضية بشير، قضيتنا، هي قضية من عمر لبنان، تأسست مع أول لبناني مسيحي أو مسلم هتف: هذه الأرض لنا ونحن لها، هي لنا وطن ونحن له حماة. قضية بشير، قضيتنا، هي ذهنية جديده، هي نمط حياة حضاري، هي بناء دولة الحق والقانون، حيث يعيش كل لبنان أيا كان أصله وفصله، إيمانه ومعتقده، حضارته وثقافته، بحرية وأمن في ظل دولة قوية وعادلة، تعترف بنفسها وبأبنائها، وتوفر لهم المساحة الدستورية لممارسة خصوصياتهم من دون المساس بالآخر، بالتعايش الميثاقي، وبوحدة لبنان. قضية بشير، قضيتنا، هي مجتمع متضامن، ومؤسسات عصرية، واقتصاد حر مزدهر، وسياسة مستقرة. قضية بشير، قضيتنا، هي تعزيز الحضور اللبناني الفاعل والمؤثر في الشرق والعالم من خلال ابتداع دور لبناني ناظم للعلاقات المسيحية - الاسلامية، ولتفاعل مكونات الشرق من دون تكفير وأحادية وهيمنة. قضية بشير، قضيتنا، هي الدفاع عن الوجود المسيحي الحر والفاعل في لبنان والشرق، لا حفاظا على المسيحية فحسب، بل على الحرية والتعددية وهوية لبنان".

وقال: "إن الوجود المسيحي بالنسبة لبشير، كما بالنسبة لنا، هو أساسي لتجلي الحالة الاسلامية - اللبنانية الخاصة في العالم العربي، فلا مسلم لبناني من دون مسيحية لبنانية رائدة، ولا مسيحي مشرقي من دون إسلام عربي معتدل. لقد أنشىء الكيان اللبناني ليحفظ للمسيحيين، وسائر اللبنانيين، مساحة حرية وأمن، ودورا في صناعة نهضة هذا الشرق. أنشىء الكيان اللبناني ليكون إطار تفاعل حضاري بناء بين المسيحية والاسلام، وأي انتقاص من هذا الدور تحت أي ذريعة، يعرض وحدة الكيان للخطر. فالاعتراف بلبنان وطنا نهائيا يعني اعترافا بثلاثة أقانيم: نهائية ميثاق التعايش، نهائية الدور المسيحي، ونهائية الولاء للبنان من دون سواه، يبقى أن يعي المسيحيون مسؤولياتهم".

وختم: "إن روح المقاومة البشرية حية فينا، ولا يظنن أحد أنه قادر على اقتلاعنا أو السيطرة علينا. نحن لا نخشى المواجهة أكنا مسلحين أم عزلا، نحن لا نخاف أحدا. نشأنا على الصمود والمقاومة لأجل لبنان، ولبنان فقط. حين كنا عزلا صمدنا، وحين كنا مدججين بالسلاح سالمنا. ولا يظنن أحد أنه إذا صادر بعض القيادات المسيحية، يستطيع أن يسيطر على الوجود المسيحي والمجتمع المسيحي والدور المسيحي. فالقادة زائلون والشعب المسيحي باق. نحن باقون هنا، باقون على ال10452 كلم مربع، باقون رسل السلام والتعايش، رسل الصمود والعزيمة، رسل الكلمة الحق والموقف الحر، باقون حماة الكيان التاريخي والأرض السرمدية". بعد ذلك، توجهت العائلة محاطة بالحضور سيرا على الأقدام إلى ضريح الرئيس الشهيد، حيث وضعات اكاليل من الزهر.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 14/9/2015

الإثنين 14 أيلول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

سباق بين هطل الأمطار وإزالة النفايات وسط تحذيرات طبية. سرعة المعالجات مطلوبة بإلحاح للوقاية من الامراض في حال تساقط الأمطار على مكبات النفايات. الأمر يتطلب دعما شعبيا لبداية تنفيذ خطة الخبراء البيئيين برئاسة الوزير أكرم شهيب.

لنا عودة الى هذه المسألة بعد الإشارة الى ان الاهتمامات السياسية تركز على أربعة مواضيع:

- الأول: الأجواء التي تسبق جلسة الحوار الثانية في البرلمان والتي لا تشي بنتائج لتفريج الوضع في ظل الكلام على إمكان توقف الحوار عند حدود مطالبة البعض ببت الانتخاب الرئاسي.

-الثاني: عدم وضوح الرؤية في إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع وسط اتصالات لم تصل بعد الى نتيجة في مسألة التمديد والترقية لضباط.

-الثالث: الترويج لإحضار جثمان العميل أنطوان لحد الى لبنان ورفض المقاومة لهذا الأمر إنطلاقا من الدور الذي قام به "لحد" في حياته.

-الرابع: المواقف القيادية اللبنانية في إدانة الاعتداءات على المسجد الأقصى ومطالبة العالم بوقف الخطة الاسرائيلية لهدم المسجد.

وبعيدا عن كل هذه الشؤون زيارة خاطفة قام بها رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون للبنان أطلق خلالها مواقف داعمة لمهمة الرئيس تمام سلام في الظروف الصعبة ولدور الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون السريعة الى لبنان احدثت خرقا بالمشهد المحلي لناحية التأكيد ان لبنان ليس متروكا وهو لا يزال يحظى بالدعم الدولي فضلا عن الاهتمام بموضوع اللاجئين السوريين في لبنان.

والزيارة البريطانية تأتي قبل نحو ثلاثة اسابيع من زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ستعقب انطلاق اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة هذا الشهر.

اما ملف النفايات المسيطر على الساحة منذ اكثر من شهر فقد حط رحاله في مجلس النواب على طاولة لجنة البيئة التي سمعت من الوزير اكرم شهيب والخبراء التقنيين شرحا تفصيليا للخطة التي اقرتها الحكومة.

وفيما اعلن رئيس اللجنة النائب مروان حماده ان الخطة وضعت موضع التنفيذ العملي كان لافتا قول الوزير شهيب ان ملف النفايات لا يتحمل الرفاهية ويحتاج الى تعاون الجميع وان هناك إشكالية مع الناس نتيجة الصراع السياسي والتدخلات والتأثيرات.

في هذا الوقت برز موقف لوزير الدفاع سمير مقبل نفى فيه أن يكون احد عرض عليه موضوع الترقيات لعدد من الضباط حتى الآن. واكد أنه لا يحبذ اي تغيير في القيادة العسكرية ولا يريد خلق بلبلة في الجيش.

وبانتظار ما ستؤول اليه الامور اطل نوح زعيتر المطلوب بمئات مذكرات التوقيف من منطقة القلمون مع مرافقيه يتفقد مواقع عسكرية نفى حزب الله ان تكون تابعة له.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

لم تكد فلسطين ترفع علمها فوق مبنى الأمم المتحدة حتى كان الصهاينة يرفعون من مستوى التهديد للمسجد الأقصى عبر عدوان عن سابق إصرار وتصميم لتقسيم المسجد الشريف مكانيا بالتزامن مع تهجير الفلسطينيين وخنق القدس بالأطواق الاستيطانية واستهداف المدارس المسيحية وتعطيل حقوقها.

استباحة الأقصى من قبل قطعان المستوطنين بقيادة أحد وزراء حكومة العدو تؤشر إلى وجود غطاء رسمي صهيوني للعدوان وبحماية من الجيش الصهيوني فهل هناك من يسمع؟... هل هناك من ما زال يؤمن بأن المسجد الأقصى الذي باركنا حوله هو أولى القبلتين وثالث الحرمين؟...

وفي ظل صمت عربي وإسلامي ودولي كان لبنان بقواه السياسية الحية يرفض استباحة المسجد الشريف فيما رأت حركة أمل أن الأحداث الأخيرة تعبر عن داعشية صهيونية. دول العالم ركزت اهتمامها على قضية اللجوء التي طرقت أبواب أوروبا فأدارت ظهرها وإقتنصت إسرائيل الفرصة.

رئيس الحكومة البريطانية دايفيد كاميرون استبق الزيارة الموعودة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى لبنان في أواخر هذا الشهر فحط فجأة في رياق متفقدا مخيمات اللاجئين السوريين بين البقاع والمتن الشمالي ومن ثم زار السرايا الحكومية ليؤكد الدعم للبنان وللحكومة السلامية ومواجهة أعباء النزوح السوري مما يطرح تساؤلات حول الصحوة الغربية المفاجئة لمعاناة النزوح وخصوصا أنها تأتي بعد ما وصف في أكثر من عاصمة أوروبية بـ"عبء اللجوء وأثقاله" وهو ما عبرت عنه أنجيلا ميركيل بوصفه التحدي الأكبر لألمانيا.

بانتظار أربعاء الحوار نقل زوار عين التينة عن الرئيس نبيه بري أن مخاوف البعض من أن تتحول هيئة الحوار إلى مؤتمر تأسيسي هي مفتعلة وليست في محلها. وشدد الرئيس بري على ان طاولة الحوار ستستكمل مناقشة البند الرئاسي معتبرا أن أحدا لم يكن يتوقع التوصل لإتفاق من الجلسة الأولى ولذلك لا يصح إصدار الأحكام القاسية والمسبقة على الحوار قبل ان يأخذ مداه.

في أزمة النفايات نقل زوار الرئيس بري دعمه لخطة الحكومة واعتباره ان المشكلة لا تقتصر على النفايات العضوية إذ إن هناك أيضا مزبلة سياسية تفوح منها الروائح الكريهة.

وفي شأن متصل بالأزمة عقدت لجنة البيئة النيابية اجتماعا حضره رئيس اللجنة الحكومية الوزير أكرم شهيب الذي أعلن أن الخطة التي أعدها هي موضع بحث مشددا على ضرورة مشاركة الجميع في الحل.

وفي ظل الحديث عن دفن العميل انطوان لحد في مسقط رأسه كان تحرك شبابي حذر من إقدام أي كان على هذه الخطوة. التحرك الشبابي تزامن مع شهادة من وزير خارجية العدو أفيغدور ليبرمان بحق (لحد) الذي ربط مصيره بإسرائيل وقاتل معها كجزء حقيقي من حلفها بحسب ليبرمان.

* مقدمة ،شرة أخبار "الجديد"

لساعات قليلة كان لبنان بلدا حضاريا لديه سرايا تستقبل رئيس حكومة بريطانيا ديفيد كاميرون الذي استقى من هذا البلد خبرته باستقبال النازحين السوريين فجال على بعض المخيمات واستمع إلى معاناة السوريين المشردين عن وطنهم في دورة تأهيل لما تواجهه أوروبا حاليا. أدى لبنان دورا تمثيليا في حسن الضيافة واللياقة الدبلوماسية لبعض الوقت وظهرنا على أننا بلد نظيف بيئيا وسياسيا وأن مشكلاتنا ليست على هذا الحجم الذي يصوره الإعلام حيث إن أزمتنا برمتها سيفتك بها وزير واحد هو أكرم شهيب وسيحلها بلمح البصر فلجنة البيئة التي تجتمع موسميا وعند الأزمات التأمت للتهويل على الحراك الشعبي وتهديده بالضرر والخسارة على كل المستويات وبزيادة التوتر والعنف في نفسية كل مواطن ما لم تطبق الخطة الموضوعة بشكل عشوائي. وقال رئيس اللجنة النائب مروان حمادة إن الملف لا يحتمل الرفاهية فمصير الخطة يتوقف على أمرين هما التوافق السياسي والتشاركية بين جميع المناطق ثم تحول الحراك الشعبي نحو تنفيذ الخطة. لكن الرفاهية هي سمة أهل الحكم لا حراك الناس فالسياسيون عاشوا برفاهية كاملة عوادم المواطنين ونفاياتهم وفرزوا منها أموالا ولم يفكروا مرة واحدة في الحل الذي كان دائما يأتي على طريقة التمديد لعقد سوكلين على حساب الدور البلدي فلا يهولوا اليوم بالأسوأ لأنهم أوصلوا الناس الى ما هو أسوأ وبطلا الحل اليوم: شهيب وحمادة لا يعتقدن أحد أنهما يعملان لمصلحة الشأن العام إنما يجاهدان في سبيل المعلم وليد جنبلاط الذي صوب اليوم تجاه الإعلام وسأل متهكما محطات ثلاثا عن حلولها البيئة لكن إذا كانت هذه المحطات تفرد هواءها للحراك فإنها على مدى عشرين عاما أعطتكم المساحات الفضائية لكم ولمشاريعكم ومهرجاناتكم الحزبية منها والسياسية فماذا فعلتم وأي حلول قدمتموها للناس لناخبيكم أكثر ما سمعناه منكم عبارة النفايات السياسية.. قالها رئيس الحكومة تمام سلام في بداية الأزمة ولم تسعفه الشجاعة لاستكمالها تفوه بها وزير الاتصالات بطرس حرب ولم يجر أي تداول بأكثر منها واليوم نطق بها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع فرق في التسمية من النفايات الى الزبالة السياسية فمن هم قادة هذه المحاور في أي قصور يقيمون وهل يختلفون عمن نعرفهم أم هم أشباح برائحة عفنة؟ جملة واحدة تختصر الحالة سددها الرئيس حسين الحسيني في حديثه الى الجديد يوم أمس: خلصت اللعبة وشباب الحراك رحموكم عندما ارتضوا بالتعيمم فقط.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

زيارة رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون بيروت جددت حرص المملكة على أمن لبنان والدعوة الى انجاز الاستحقاق الرئاسي. وللدلالة عقد كاميرون خلوة في قاعدة رياق مع العماد جان قهوجي شدد فيها على دعم بريطانيا للجيش.

اما لماذا زيارة كاميرون الآن فلأن بريطانيا لمست عظمة وخطورة ما يعانيه لبنان الصغير جراء احتضانه مليوني نازح سوري بعد رؤيتها موجات المهاجرين التي اغرقت في اقل من شهر دولا اعظم منه مساحة وعدد سكان وقدرات اقتصادية.

ولأن حكومة صاحبة الجلالة استنتجت بأن اي عطب يصيب الحاضنة اللبنانية للنزوح سيشكل زلزالا يهز بارتداداته القارة العجوز برمتها وبريطانيا ضمنا.

محليا، لاحظ المتابعون حركة غير مسبوقة على خط السعي الى الانتهاء من كارثة النفايات واليوم الاثنين يعتبر ماراتونيا اذ بدأ في لجنة البيئة حيث لم يعترض اي من المشاركين نوابا وخبراء من مختلف الانتماءات على خطة شهيب ومن ثم تواصلت الاجتماعات بالوتيرة نفسها بين الجمعيات والخبراء والوزير شهيب.

في المحصلة، يبدو ان الاشكالات التقنية أسهل بكثير من الاشكالات السياسية المغلفة بحرص البعض على المساواة بين المناطق في تحمل عبء توزيع المطامر.

تزامنا، لم تخف جمعيات رفضها القاطع خطة شهيب برمتها وسط هذه الفوضى التي تتهدد الدولة، صلى اللبنانيون في عيد ارتفاع الصليب لبشير في ذكرى غيابه ال 33

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

ما جرى التخوف منه بدأ يتحقق، امطار ايلول بدأت، واذا كانت غزيرة فان النفايات ستنفلش في الشوارع والطرق وفي اماكن تجميعها عشوائيا.

تأتي هذه البشرى في وقت يكاد يمر اسبوع على مقررات مجلس الوزراء والتوافق على خطة شهيب التي لحظت التطبيق الفوري، لكن هذا التطبيق دونه عقبات والنتيجة ان هذه الخطة لم تطبق بعد، وهذا ما حدا بالوزير شهيب الى اعادة شرحها نهارا والى الاجتماع بالجمعيات البيئية مساء بغية تضييق الفجوة بين خطته وبين مقترحات هذه الجمعيات.

اذن وبعد اسبوع الجميع في المأزق، فهل يكون الخروج منه بتدابير استثنائية كمثل اجراءات حازمة لتطبيق الخطة، ماذا لو جوبهت مجددا بالاعتراضات؟

هذا الاسبوع هو المحك، وفي الانتظار التحركات الميدانية متواصلة، وابرزها هذا المساء اضاءة شموع تضامنا مع المضربين عن الطعام وكان سبق ذلك اعتصام لاهالي الموقوفين من المتظاهرين.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بلا شرف أو تكريم خرج كبير جيش العملاء من جنوب لبنان عام 2000، بالطريقة نفسها خرج من الدنيا. أنطوان لحد الذي اختار مهنة الخيانة وشرب حتى الثمالة من دماء ودموع اللبنانيين لا سيما الجنوبيين منهم، يطوي آخر صفحات عمالته بمذلة البحث عن مدفن رفض الإحتلال منحه إياه.

الخائن الذي باع شرف انتمائه للمؤسسة العسكرية اللبنانية، ومنع شهداء الوطن من الدفن في قراهم، لم يتحمل اللبنانيون مجرد انباء عن دفن جثته في ارضهم التي أعان في حياته أسياده المحتلين على تدنيسها، فهبوا في الشارع وعبر شبكات التواصل الاجتماعي رافضين ومتوعدين. ولو لم يكن للموت حرمة، لرفع المتظاهرون من وحي المناسبة يافطات كتب عليها: لبنان ليس مزبلة الصهاينة.

هؤلاء الصهاينة اكملوا لليوم الثاني على التوالي انتهاك مقدسات الأمة وتحديدا المسجد الاقصى الذي يتعرض لأخطر اعتداء منذ ستينيات القرن الماضي.

وفي خطوة مريبة، تسجل لهفة غربية مفاجئة على اللاجئين السوريين، وكأن أزمة هؤلاء بدأت منذ أيام وليس قبل اربع سنوات. الانكليز سبقوا الفرنسيين الى بيروت التي لطالما رفعت صوتها عاليا للمطالبة بتقاسم اعباء النزوح السوري وتبعاته اجتماعيا واقتصاديا، فما الذي تغير، ولماذا الآن؟ وإذا كان ديفيد كاميرون رأى الآن في داعش عند حدود البلد الصغير خطرا، فكم يلزمه من وقت لرؤية داعمي داعش كخطر أكبر. وحده الرصاص ينجح، فيضيق الخناق على ما تبقى من اخوات لداعش في الزبداني بعد خسارة ما تبقى من دهاليزهم تحت الأرض.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

يوما بعد يوم، تتزايد الضغوط الدولية على اللبنانيين، والأهم أن هدفها يتضح أكثر فأكثر... حتى صارت مكونات الطبخة الدولية ملصقة على منتجاتها المعلبة، بأحرف كبيرة: أولا، بيان مجلس الأمن... ثانيا، الكلام الذي صدر عن لقاء اوباما وسلمان... ثالثا، مضمون اتصال جون كيري بتمام سلام، خصوصا حول ما سمي مخطط مجموعة الدعم الدولية... رابعا، إعلان فرانسوا هولاند نيته المجيء للإشراف شخصيا على التنفيذ... خامسا طرح موضوع لبنان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أيام... سادسا وسابعا وثامنا... كل اللغو والحشو والطهو الذي نسمعه كل يوم في بيروت، عن معزوفة انتخاب رئيس الآن... غير أن رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون قالها لنا بصراحة. فالضيف الإنكليزي الشاب، لم يمضغ كلماته، ولم يغربل عباراته. قالها كما هي: كل ما يهم بلاده في لبنان، وكل ما يهم كل الغرب عندنا، هو الاستمرار في استقبال النازحين السوريين وإيوائهم على أراضينا. هكذا قال حرفيا. أي أن كل ما يهمهم هو سلطة لبنانية ما، تضمن استقرارا بالحد الأدنى، بحيث لا يضطر النازحون المليون ونصف في لبنان، للانتقال إلى أوروبا... قبل كلام كاميرون، كان مشروع الوصاية الأجنبية على لبنان مكشوفا. بعد الاعتراف الإنكليزي صارت دوافع الوصاية وخلفياتها معلنة، بكل صراحة، أو حتى بكل وقاحة: مطلوب الآن وبأسرع وقت... رئيس للجمهورية، يغطي بقاء النازحين، ويبصم على التوطين، بحيث يسهل الحل التقسيمي في سوريا، وتطيير فلسطين، ويعوض بالفراطة اللبنانية على كل الخاسرين... مطلوب الآن رئيس بهذه المواصفات. ومن يرغب بالترشح أبواب السفارات مفتوحة وعتباتها للجباه متوافرة... المطلوب رئيس أسير، لشعب أسير في وطن أسير ... وطن بعض مشكلته، أنه غدا لن يحاكم فيه إلا أسير واحد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين 14 ايلول 2015

الإثنين 14 أيلول 2015

النهار

عادت بعثات ديبلوماسية تحذّر مسؤولين من عمليات اغتيال وتدعوهم الى الحيطة والحذر.

قالت مصادر سياسية إن المعارضة الشعبية لخطة معالجة النفايات دلّت على أن الحكومة التي تمثل معظم الأحزاب لا تغطي شعبياً تنفيذ هذه الخطة.

يعتقد مسؤول سابق بأن فتح ملفات الفساد بدون انتقائية قد يغيّر شكل التحالفات الحالية والاصطفافات السياسية.

الزيارات الرسمية لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لعدد من الدول العربية أخذت تثير مزيداً من التساؤلات.

تردد أن كلمة السر في موضوع الانتخابات الرئاسية ستكون عند الرئيس بري.

السفير

انتهت جولة مشتركة قام بها سياسي معارض ورجل أعمال معروف إلى منشأة بيئية في مدينة ساحلية جنوبية بطريقة غير ودية بعد ان تخللتها نقاشات حادة مع القيمين على المنشأة.

يجري الحديث عن شراكة بين "المقاول الأول" في الجمهورية وبعض السياسيين بشأن فتح مطمري عكار والبقاع برعاية أحد وجوه تيار سياسي بارز في "14 آذار".

 

يقول أحد المقاولين إنه حسم أمره ولن يشارك في أية مناقصة مستقبلية في قطاع النفايات في لبنان "حتى لو نزلت السما على الأرض".

المستقبل

يقال

إن "حزب الله" بعث عبر طاولة الحوار برسالة غير مباشرة الى حليفه النائب ميشال عون عن طريق حلفاء له تحدثوا عن وجوب ان يكون انتخاب رئيس للجمهورية مدخلا للحل.

إن الاتصالات التي استؤنفت بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في اليومين الماضيين استهدفت تفعيل "إعلان النيات".

اللواء

حرص مرجع روحي كبير على إبلاغ وفد حزبي زاره مؤخراً موقفه الواضح من الاستحقاق الرئاسي والأطراف التي تُعرقل انتخاب رئيس الجمهورية!

اضطر وزير سيادي لاستخدام طائرته الخاصة للعودة ليلاً من العاصمة السورية للحاق بجلسة الحوار الأولى صبيحة الأربعاء الماضي!

بَرَز اسم وزير سابق كمرشح رئاسي في خضم الحراك المدني، بعد استبعاد المرشحين غير المدنيين في أوساط ديبلوماسية معنية!

الأخبار

الأسير يحلق شاربيه

أفادت مصادر أمنية بأن الشيخ أحمد الأسير، الموقوف في سجن الريحانية، حلق شعر رأسه وشاربيه أخيراً، تاركاً لحيته التي نبت شعرها حديثاً في محاولة منه لاستعادة هيئته السابقة لكي يُطل بها خلال جلسة محاكمته التي تُعقد غداً أمام المحكمة العسكرية الدائمة.

سجناء الإرهاب يُضربون عن الطعام

بدأ عدد من السجناء الإسلاميين في "المبنى ب"، المعروف بمبنى الإرهاب، إضراباً مفتوحاً عن الطعام للمطالبة بنقل أقاربهم الموجودين في سجن الريحانية، التابع لوزارة الدفاع، إلى سجن رومية المركزي باعتبار أن الظروف المعيشية فيه أفضل.

وزارة الطاقة توضح

نفى المكتب الإعلامي لوزير الطاقة والمياه أرتيور نظريان ما ورد في هذه الزاوية (الخميس الماضي) عن تهديد المدير العام للموارد المائية والكهربائية د. فادي قمير بالاستقالة إذا لم يوقع نظريان عقداً رضائياً بملايين الدولارات خاصاً بسد شبروح. ونوه بالتعاون والتنسيق المستمر بين الوزير والمدير العام "تحت سقف القانون، بما يؤمن حسن سير المصلحة العامة".

الجمهورية

وضعت مصادر التأزيم الحاصل من باب النفايات في إطار محاولة نقل هذا الملف من طاولة مجلس الوزراء إلى طاولة الحوار.

قالت أوساط سياسية إن الوضع في لبنان بدأ يقترب من التدخّل الدولي-الإقليمي للنظر في أزمته.

لمّحت أوساط إلى أن عقد جلسة لمجلس الوزراء يتوقف على نجاح الإتصالات التي يتولاها أحد الوزراء، فضلاً عما يمكن أن ينتج عن جلستي الحوار الثنائي والجامع.

البناء

أكد وزير فاعل أمام زواره في عطلة نهاية الأسبوع أن لا إمكانية لأيّ تدخل خارجي في الاستحقاق الرئاسي، نظراً إلى الاختلاف الكبير بين القوى الخارجية التي لها تأثير على الأطراف اللبنانية، ولذلك لا مفرّ أمام هذه الأطراف، من السعي إلى لبننة الاستحقاق من خلال مقاربات داخلية، لأنّ الاستمرار في انتظار الخارج يعني أنّ لبنان سيبقى بلا رئيس إلى أجل غير مسمّى...

 

كاميرون التقى سلام وقهوجي وتفقّد لاجئين: لبنان يحتاج إلى رئيس يعمل على دفع التوافق

النهار/15 أيلول 2015/قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان "لبنان يحتاج إلى رئيس (للجمهورية) ليقود البلاد ويمثلها دوليا، كما يعمل مع القادة على دفع التوافق السياسي قدُماً". استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام امس في السرايا رئيس وزراء المملكة المتحدة في زيارة رسمية، وعقدا اجتماعا عرضا خلاله الأوضاع في لبنان والمنطقة، ولاسيما أوضاع اللاجئين السوريين. وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال سلام: "سُررت بتأكيد رئيس الوزراء موقف بلاده الداعم للبنان والحريص على وحدته وسيادته، ومساندتِها كلّ ما يعزّز أمن بلادِنا واستقرارِها، في ظلّ الأزمة السياسية التي نواجهها، والمتمثلة في الشغور الرئاسي، وفي ظلّ الاحداث المأسوية الجسيمة التي تحصل في المنطقة". ونوه "بالجهود التي تقوم بها حكومة كاميرون لمساعدة الجيش والقوى الأمنية من أجل تعزيز قدراتها في المعركة التي تخوضها مع الارهاب. كذلك، أعربت عن شكري للحكومة البريطانية لتقديماتها في قطاع التعليم".

وأضاف: "ملف النازحين السوريين كان أيضا موضع بحث مع رئيس الوزراء الذي تسنّت له فرصة زيارة أحد المخيمات في البقاع، ورؤية عدد من النازحين والاطلاع على الظروف البائسة التي يعيشون فيها. وقد عرضت لرئيس الوزراء العبء الهائل الذي يتحمله لبنان، من جراء وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على أراضيه، وخصوصاً في ظل تراجع المساعدات الدولية التي لم تصل أبداً الى المستوى المطلوب لمواجهة هذه المأساة". ورأى" أن مشكلة النزوح، التي وصلت الى قلب اوروبا، هي ظاهرة لن تتوقف عن التمدّد إلّا بحلّ سياسي يوقف الحرب في سوريا".

وختم: "اتفقنا على أنّ نجاح التصدي للإرهاب في المنطقة، يكمن في تقوية نهج الاعتدال والمعتدلين، وفي العمل من أجل إحلال سلام شامل". ورد كاميرون قائلا: "أردت أن أرى التحديات التي تواجه لبنان والذي يحمل عبء اللاجئين الهاربين من سوريا. في العلاقات الثنائية، تضطلعون، حضرة الرئيس، بمهمة صعبة جداً في ظروف حالكة، فكونوا على ثقة أن المملكة المتحدة الى جانب لبنان وتدعم سعيكم الى بناء بلد يتسع لكل أبنائه مزدهر ومستقر. وقد ناقشنا الحاجة الى تعيين رئيس جديد وأشاطركم الرأي، فلبنان في أمس الحاجة الى رئيس ليتمكن من السير قدُما". وأكد أن لبنان "يحتاج إلى الرئيس ليقود البلاد ويمثلها دوليا ويكون شريكا للمملكة المتحدة، وللذين يريدون ان يساعدوا لبنان، ويعمل معكم ومع القادة على دفع التوافق السياسي قدُماً وعلى تخطي الظروف الصعبة التي تواجه بلدكم". وقال: "ناقشنا خطر التطرف الإسلامي الذي يواجهه بلدانا والأمور التي يمكن القيام بها للتغلب على هذا الخطر. لا شك في أن الخطر محدق في شكل أكبر مع داعش، على مسافة 60 كيلومترا من الحدود. ولهذا السبب، فإن المملكة عازمة على بذل جهدها للمساعدة على تعزيز الأمن في لبنان". وذكّر "بتدريب (بلاده) حوالى 5000 جندي لبناني، وساعدنا في بناء مجموعة من أبراج المراقبة على الحدود الشمالية مع سوريا. وأعلن اليوم استمرار برنامج التدريب والتسليح للجيش". وبعدما اثنى على "الكرم اللبناني المميز في استقبال اللاجئين"،(...) قال: "كنت في سهل البقاع لأرى بأم العين حسن الضيافة. وقد التقيت عدداً من اللاجئين الذين ستستقبلهم المملكة المتحدة. أنا مدرك أن الأزمة الإنسانية في سوريا تلقي بثقلها الكبير على لبنان، وخدماته العامة ومدارسه ومساكنه. لهذا السبب، أمّنت المملكة المتحدة حوالى 300 مليون جنيه استرليني، كمساعدة للبنان منذ بدء الأزمة من غذاء ومأوى ودعم طبي. وسنحرص على إنفاق 29 مليون جنيه استرليني، من الـ100 مليون المرصودة اخيرا للبنان، لمساعدته على تحمل العبء. وسنحرص على التأكد أننا نبذل قصارى جهدنا لتأمين التعليم الذي يستحقه الأطفال اللبنانيون والسوريون على السواء. فهذا أمر أساسي من اجل مستقبلهم ومستقبل المنطقة". وتابع: "استثمرنا حوالى 30 مليون جنيه استرليني في التعليم وسنؤمن 10 ملايين هذا العام لنساعد على مضاعفة عدد الأطفال السوريين في المدارس الرسمية، بينما نستمر في تأمين مجموعة الكتب المدرسية الى التلاميذ في المدارس بين سنَي 6 والخامسة عشرة". وختم: "كانت فرصة للتحدث الى الرئيس سلام في شأن التحديات التي تواجه البلاد ورؤية كيف يساعد عمل المملكة المتحدة في حماية لبنان من خطر داعش". وكان كاميرون جال ووزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب على عدد من المدارس الرسمية في ساحل المتن الشمالي، وهي مدارس تستقبل نازحين من سوريا والعراق. ورافقهما في جولتهما سفير بريطانيا الجديد في لبنان هيوغو شورتر. وتوقفا في متوسطة سد البوشرية الرسمية للبنات التي تبلغ قدرتها الإستيعابية نحو 750 تلميذاً وتستقبل 600 نازح في دوام بعد الظهر، و300 تلميذ في دوام قبل الظهر بينهم 84 نازحا. وطالب بوصعب "بمساعدات طويلة الأمد على ان تشمل ترميم المدارس وتجهيزها لاستقبال أكبر عدد ممكن من النازحين". من جهته تحدث كاميرون مع الأهالي كما اجتمع مع الهيئة التعليمية ولاحقا، وزعت السفارة البريطانية في بيروت بيانات اوردت فيها ان "الزيارة كانت فرصة لتجديد التزام المملكة المتّحدة دعم استقرار لبنان وحض الافرقاء على انتخاب رئيس في اسرع وقت". وافادت ان كاميرون "شاهد أثر المساعدات التي قدّمتها المملكة المتحدة بقيمة 450 مليون دولار ومساهمتها في إحداث فرق في المجتمعات المضيفة ومساعدة لبنان على مواجهة الازمة السوريّة وانعدام الاستقرار الذي تهدّد به"، معلنا "مضاعفة بريطانيا دعمها قطاع التعليم للتلاميذ اللبنانيين واللاجئين السوريين لاكثر من 90 مليون دولار في السنوات الثلاث المقبلة لبرنامج RACE (توفير التعليم لجميع الأطفال)". واضافت ان "كاميرون زار مركز المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واطلع على العمل في مجال دعم الأسر السوريّة اللاجئة، علما ان التمويل البريطاني الهادف إلى تلبية حاجات السوريين في المنطقة بلغ مليار جنيه استرليني ويتم إنفاق جزء منه في لبنان. كما تحدث كاميرون إلى بعض اللاجئين السوريين الذين سيتم توطينهم في المملكة المتحدة". والتقى كاميرون قائد الجيش العماد جان قهوجي في قاعدة رياق العسكرية حيث كرّر "التزام المملكة المتحدة الصارم استقرار لبنان ولا سيما الشراكة مع الجيش من خلال برنامج "التدريب والتسليح" الهادف إلى الحدّ من امتداد النزاع السوري ومكافحة خطر داعش". كما اعلن "ان المملكة المتحدة ستستمر في دعم هذا البرنامج عبر توفير 7,5 ملايين دولار هذه السنة".

 

كاميرون زار سلام والتقى قائد الجيش في رياق ونازحين: جددت التزام المملكة دعم استقرار لبنان والحض على انتخاب رئيس سريعا

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، صباح اليوم في السراي، رئيس وزراء المملكة المتحدة البريطانية ديفيد كاميرون حيث أقيم له استقبال رسمي فاستعرض والرئيس سلام ثلة من حرس رئاسة الحكومة.  وعلى الفور عقد الرئيسان اجتماعا في مكتب الرئيس سلام عرضا خلاله مجمل الأوضاع في لبنان والمنطقة وخصوصا أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان.

مؤتمر صحافي

بعد اللقاء، عقد الرئيسان سلام وكاميرون مؤتمرا صحافيا مشتركا قال فيه الرئيس سلام: "تشرفت اليوم باستقبال رئيس وزراء المملكة المتحدة السيد ديفيد كاميرون، وأجريت معه محادثات صريحة ومثمرة تعكس روح الصداقة بين بلدينا. لقد سررت بالاستماع الى تأكيد السيد رئيس الوزراء لموقف بلاده الداعم للبنان والحريص على وحدته وسيادته ومساندته في كل ما يعزز أمن بلادنا واستقرارِها في ظل الأزمة السياسية التي نواجهها، والمتمثلة في الشغور الرئاسي، وفي ظل الاحداث المأسوية الجسيمة التي تجري في هذه المنطقة من العالم. إغتنمت هذه المناسبة لأشيد بالجهود التي تقوم بها حكومة السيد كاميرون لمساعدة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، من أجل تعزيز قدراتها في المعركة التي تخوضها مع الارهاب. كذلك أعربت عن شكري للحكومة البريطانية على تقديماتها لقطاع التعليم في لبنان.

ملف النازحين السوريين كان أيضا موضع بحث مع السيد رئيس الوزراء الذي تسنت له الفرصة صباح اليوم لزيارة أحد المخيمات في البقاع، ورؤية عدد من النازحين والاطلاع على الظروف البائسة التي يعيشون فيها.

عرضت للسيد رئيس الوزراء العبء الهائل الذي يتحمله لبنان من جراء وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على أراضيه، خصوصا في ظل تراجع المساعدات الدولية التي لم تصل أبدا الى المستوى المطلوب لمواجهة هذه المأساة. إننا نعتقد أن مشكلة النزوح، التي وصلت اليوم الى قلب اوروبا، هي ظاهرة لن تتوقف عن التمدد إلا بالتوصل الى حل سياسي يوقف الحرب في سوريا. ونحن نرى أن بريطانيا العظمى، باعتبارها إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وبما لها من صداقات ووزن في العالم وخصوصا في منطقتنا، قادرة على أداء دور فاعل في هذا الاتجاه. ولقد اتفقنا، السيد كاميرون وأنا، على أن نجاح عملية التصدي للارهاب في المنطقة، يكمن في تقوية نهج الاعتدال والمعتدلين وفي العمل من أجل إحلال سلام شامل. في الختام، أود أن أعبر، مرة أخرى، عن سروري بزيارة السيد رئيس الوزراء لبيروت، وأؤكد باسم حكومتي وباسم اللبنانيين جميعا، حرصنا على علاقات الصداقة مع المملكة المتحدة وتطويرها في كل الميادين".

كاميرون

بدوره، شكر كاميرون للرئيس سلام حفاوة الإستقبال، وقال: "يسرني أن أكون بينكم في زيارتي الأولى للبنان. أردت أن أحضر الى هنا كي أرى بنفسي التحديات التي تواجه لبنان الذي يحمل عبء اللاجئين الهاربين من سوريا ولأفهم كيف يمكن أن نساعدكم أكثر. كانت هذه مناسبة سمحت لي بأن اتحدث الى الرئيس سلام بشأن السبل التي تسمح بتعزيز العلاقات بين بلدينا.

اسمحوا لي أن أقول بضع كلمات عن الموضوعين.

أولا، وفي العلاقات الثنائية.

حضرة الرئيس تمام سلام انتم تضطلعون بمهمة صعبة جدا في ظروف حالكة، فكونوا على ثقة بأن المملكة المتحدة الى جانب لبنان وتدعم سعيكم لبناء بلد يتسع لكل أبنائه مزدهر ومستقر. لقد ناقشنا الحاجة الى تعيين رئيس جديد وأنا أشارككم الرأي فلبنان في أمس الحاجة الى رئيس ليتمكن من السير قدما. لبنان في حاجة الى رئيس ليقود البلاد ويمثلها دوليا ويكون شريكا للملكة المتحدة، للذين يريدون ان يساعدوا لبنان، ويعمل معكم ومع القادة السياسيين اللبنانيين لدفع التوافق السياسي قدما والى تخطي الظروف الصعبة التي تواجه بلدكم. وناقشنا ايضا خطر التطرف الإسلامي الذي يواجهه بلدانا والأمور التي يمكن القيام بها للتغلب على هذا الخطر. لا شك أن الخطر هنا محدق بشكل أكبر مع "داعش" على مسافة 60 كيلومترا من الحدود، ولهذا السبب إن المملكة المتحدة عازمة على بذل قصارى جهدها للمساعدة على تعزيز الأمن في لبنان. سبق لنا ان وفرنا التدريب لزهاء 5000 جندي لبناني وساعدنا في بناء مجموعة من أبراج المراقبة على الحدود الشمالية مع سوريا. واليوم يمكنني أن أعلن عن استمرار برنامج "التدريب والتسليح" للجيش اللبناني. أما في موضوع اللاجئين، فاسمحوا لي أن اثني على الكرم اللبناني المميز وعلى مرونة الشعب اللبناني الذي وفر الملجأ للجار السوري منذ أكثر من اربعة اعوام. هذا الصباح كنت في سهل البقاع أرى بأم العين حسن الضيافة وقد التقيت عددا من اللاجئين الذين ستستقبلهم المملكة المتحدة. أنا مدرك أن الأزمة الإنسانية في سوريا تلقي بثقلها الكبير على لبنان وخدماته العامة ومدارسه ومساكنه.

لهذا السبب، وفرت المملكة المتحدة نحو 300 مليون جنيه استرليني مساعدة للبنان منذ بدء الأزمة من غذاء ومأوى ودعم طبي. وسنحرص على إنفاق 29 مليون جنيه استرليني من ال 100 مليون المرصودة أخيرا هنا في لبنان لمساعدته على تحمل العبء. سنحرص خصوصا على التأكد من أننا نبذل قصارى جهدنا من اجل ضمان التعليم الذي يستحقه الأطفال اللبنانيون والسوريون على حد سواء. فهذا أمر أساسي من اجل مستقبلهم ومستقبل المنطقة. الطريقة التي استقبل بها اللبنانيون الاطفال السوريين ودمجوهم بها في مدارسهم تدعو الى الفخر وتستحق الدعم الكامل وغير المحدود من المجتمع الدولي.

سبق لنا ان استثمرنا نحو 30 مليون جنيه استرليني هنا في التعليم وسنوفر 10 ملايين هذا العام لنساعد على مضاعفة عدد الأطفال السوريين في المدارس الرسمية بينما نستمر في توفير مجموعة الكتب المدرسية كاملة للتلاميذ في المدارس بين سني السادسة والخامسة عشرة. ووفرت المملكة المتحدة الكتب المدرسية للتلاميذ اللبنانيين والسوريين كافة خلال السنتين المنصرمتين، وستستمر في ذلك.

كانت زيارة مهمة وكانت فرصة للتحدث الى الرئيس سلام في شأن التحديات التي تواجه البلاد ولرؤية كيف يساعد عمل المملكة المتحدة في حماية لبنان من خطر "داعش". وكانت فرصة للقاء اللاجئين الذين سيقيمون في بريطانيا وللتحدث مع الأطفال الذين يبدأون اليوم سنتهم الدراسية بفضل المعونة البريطانية التي تنفقها هنا. لكن الأهم هو أنها مناسبة مهمة فتحت أمامي مجالا أن أشكر الشعب اللبناني على كل ما يبذله من أجل حمل عبء اللاجئين الهاربين من سوريا ولأكرر التزامنا بذل قصارى جهدنا لدعمهم ودعم اللاجئين السوريين خلال الأيام والأشهر المقبلة".

بيان السفارة

ووزعت السفارة البريطانية في بيروت بيانا عن الزيارة جاء فيه:  "وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى لبنان اليوم في زيارة رسمية هي الأولى له. وأجرى لقاءات مع نظيره اللبناني الرئيس تمام سلام والتقى اللاجئين السوريين في البقاع، كما التقى تلاميذ مدارس لبنانيين وسوريين في بيروت. كانت الزيارة فرصة لتجديد التزام المملكة المتحدة دعم استقرار لبنان وحض الافرقاء اللبنانيين على انتخاب رئيس في أسرع وقت، والوصول إلى فهم أفضل للظروف الصعبة التي تواجه البلاد. شاهد كاميرون أثر المساعدات التي قدمتها المملكة المتحدة بقيمة 450 مليون دولارا ومساهمتها في إحداث فرق في المجتمعات المضيفة ومساعدة لبنان على مواجهة الازمة السوريّة وانعدام الاستقرار الذي تهدّد به. و اعلن رئيس الوزراء عن مضاعفة بريطانيا من دعمها لقطاع التعليم للتلاميذ اللبنانيين و اللاجئين السوريين لاكثر من 90 مليون دولار للثلاث السنوات المقبلة لبرنامج RACE (توفير التعليم لجميع الأطفال). وفي سياق انطلاق عملية توفير التعليم لجميع الاطفال في لبنان بمبادرة من الحكومة اللبنانية والتي ستطاول 200000 طفل سوري لاجئ، زار ديفيد كاميرون مدرسة رسمية في بيروت واطلع من وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب على المزيد من التفاصيل في شأن عملية التحاق الأطفال المجانية التي تهدف إلى إدخال أكبر عدد من الأطفال السوريين في النظام المدرسي اللبناني الرسمي هذه السنة، وضمان عدم ضياع هذا الجيل من الأطفال نتيجة للحرب السورية. ووفرت المملكة المتحدة الكتب المدرسية للتلاميذ اللبنانيين والسوريين خلال العامين المنصرمين، وستستمر في ذلك. وفي مركز المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أطلع كبار مسؤولي المفوضية رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن عملهم في دعم الأسر السورية اللاجئة في البقاع ومختلف المناطق اللبنانية بلغ التمويل البريطاني الهادف إلى تلبية حاجات السوريين في المنطقة إلى مليار جنيه استرليني ويجري إنفاق جزء منه في لبنان. وتحدث كاميرون إلى بعض اللاجئين السوريين الذين سيجري توطينهم في المملكة المتحدة. والتقى ديفيد كاميرون قائد الجيش العماد جان قهوجي في قاعدة رياق العسكرية وكرر التزام المملكة المتحدة الصارم استقرار لبنان ولا سيما الشراكة مع الجيش اللبناني عبر برنامج "التدريب والتسليح" الهادف إلى الحد من امتداد النزاع السوري ومكافحة خطر داعش على الحدود. و اعلن كاميرون ان المملكة المتحدة ستستمر في دعم هذا البرنامج عبر توفير 7.5 مليون دولار هذه السنة".

المساعدات البريطانية منذ 2011

ووزعت السفارة بيانا آخر عن مساعدات المملكة المتحدة للبنان منذ 2011، جاء فيه: "حتى تاريخنا هذا، خصصت المملكة المتحدة أكثر من 300 مليون جنيه استرليني (450 مليون دولار أميركي) لتعزيز الاستقرار في لبنان، وخصصت ايضا ما يوازي المليار جنيه استرليني (1.5 مليار دولار أمركي) للأزمة السورية. فنحن الجهة المانحة الثانية حجما في موضوع الأزمة السورية.

التعليم/التنمية/الشؤون الإنسانية

- تعمل المملكة المتحدة مع الحكومة والشركاء الدوليين من أجل تأمين الالتحاق المجاني للأطفال السوريين الـ500 ألف وضمان عدم ضياع هذا الجيل (21 مليون جنيه استرليني - 31 مليون جينيه). وخلال السنتين المنصرمتين أيضا، أمنا الكتب المدرسية للتلاميذ السوريين واللبنانيين كافة (نحو 4 ملايين جنيه استرليني - أكثر من 6 ملايين دولار).

- نساعد في تأمين التعليم والخدمات الأساسية للاجئي لبنان الـ1.2 مليون وللمجتمعات اللبنانية المضيفة.

- تدعم المملكة المتحدة المجتمعات اللبنانية المضيفة والمجتمعات السورية من خلال تأمين الخدمات الأساسية والبنية التحتية في 49 بلدية من أكثر البلديات تأثرا بأزمة اللاجئين. وتساعد استثماراتنا في تخفيف التوتر في تلك المجتمعات (9 مليون جنيه استرليني - أكثر من 13 مليون دولار).

-ستضاعف بريطانيا الدعم التربوي للاجئين في لبنان حتى 60 مليون جنيه استرليني (نحو 90 مليون دولار) في السنوات الثلاث المقبلة.

الأمن/الاستقرار

- أنفقت المملكة المتحدة أكثر من 32 مليون جنيه استرليني (أكثر من 48 مليون دولار) منذ 2010 على برنامج "التدريب والتسليح" للجيش اللبناني. 25 مليون جنيه استرليني منها (أكثر من 37 مليون دولار) لدعم ألوية الحدود البرية الثلاثة للجيش اللبناني وساعدنا في بناء مراكز مراقبة على الحدود.

- أمنت المملكة المتحدة 178 سيارة "لاند روفر"، و2000 درع واقية وشبكة اتصال بالأجهزة اللاسلكية آمنة، و12 برج مراقبة و14 قاعدة أمامية للعمليات على الحدود. وفي نيسان 2015، صادق برلمان المملكة المتحدة على 6.3 ملايين جنيه استرليني إضافية (أكثر من 9.45 مليون دولار) من العتاد والتدريب.

- عملت المملكة المتحدة مع قوى الأمن الداخلي خلال السنوات ال8 الماضية وركزنا العمل على إرساء ثقة العموم بقوى الأمن والمشاركة والحوكمة بما في ذلك ضبط الأمن في المناطق اللبنانية. وعام 2015، صادق برلمان المملكة المتحدة على نحو 2 مليون جنيه (أكثر من 2 مليون دولار) لمتابعة هذا الدعم.

الإزدهار

- قاربت صادرات المملكة المتحدة إلى لبنان ال 0,5 مليار جنيه (أكثر من 750 مليون دولار). وكان العديد من الشركات في المملكة قد فتح امتيازات (فرانشايز) في لبنان عام 2013 و2014. وفي هذه الأيام الصعبة، نحن نحاول أن نزيد من التجارة بين المملكة المتحدة ولبنان بنسبة 25 في المئة خلال السنوات الأربع المقبلة (2012-2016)".

 

كاميرون تفقد وبو صعب النازحين في المدارس الرسمية واكد استمرار دعم لبنان وإضافة 10 ملايين استرليني كل عام

الإثنين 14 أيلول 2015

وطنية - جال رئيس الحكومة البريطانية دايفيد كامرون ووزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب على عدد من المدارس الرسمية في ساحل المتن الشمالي التي تستقبل نازحين من سوريا والعراق، في حضور سفير بريطانيا الجديد في لبنان هيوغو شورتر وفريق عمل كاميرون. وتوقفا في متوسطة سد البوشرية الرسمية للبنات التي تبلغ قدرتها الإستيعابية نحو 750 تلميذا وهي تستقبل 600 تلميذ نازح في دوام بعد الظهر، فيما تستقبل 300 تلميذ في دوام قبل الظهر بينهم 84 تلميذ نازح .

بو صعب

واطلع من بو صعب على خطة الوزارة الهادفة إلى استيعاب المزيد من التلامذة النازحين مجانا. وشرح تفاصيل الخطة مؤكدا "التزام لبنان من خلال وزارة التربية تقديم التعليم لكل طفل موجود على الأراضي اللبنانية". ولفت بو صعب إلى ان "هذا الأمر يتطلب مساعدات طويلة الأمد على ان تشمل ترميم المدارس وتجهيزها لاستقبال أكبر عدد ممكن من النازحين". وابلغ رئيس الحكومة البريطانية شكر لبنان للحكومة البريطانية وللشعب البريطاني لوقوفهم إلى جانب لبنان وخصوصا في دعم خطة الوزارة لتعليم النازحين. وشدد على "الدور الإيجابي الذي يلعبه مكتب وزارة الدولة البريطانية لشؤون التنمية الدولية الموجود في لبنان لجهة العمل مع الوزارة في إدارة هذه الخطة ومتابعة تطبيقها". وأكد بو صعب "ضرورة حل الأزمة السورية سياسيا من أجل إعادة النازحين إلى وطنهم بصورة طبيعية"، كما اكد "ضرورة التعاون بين الجميع لرفع خطر داعش والإرهاب المتحكم بالمنطقة والذي اصبح عدوا للجميع".

كامرون

أما كاميرون فتحدث مع الأهالي الذين كانوا في المدرسة لتسجيل اولادهم كما اجتمع مع الهيئة التعليمية والإدارية واستمع إلى مطالبهم والصعوبات التي تواجههم.

وأشاد بخطة وزارة التربية مؤكدا "مواصلة دعم بلاده لهذه الخطة وللوزارة". وأبلغ بو صعب انه "سيضاعف المساعدات المالية كل سنة بقيمة 10 ملايين استرليني للسنوات الثلاث المقبلة، وذلك إضافة إلى المساعدات البريطانية المقررة اساسا".

 

سلام استقبل سفير الامارات ووفد نواب عكار وتسلم من محفوض دراسة دستورية حرب: لا نقبل بتعطل خطة النفايات ولا بديل لها

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الكبير، وزير الإتصالات بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: "بحثنا مع دولة الرئيس في التطورات الحاصلة وأين أصبحت الخطة التي أقرها مجلس الوزراء في موضوع النفايات، وأبلغت دولته أن الناس تطالب بتنفيذ الخطة وأنه أذا ارادت الحكومة أن تتخذ القرارات من دون ممارسة صلاحياتها لتنفيذها فهذا سيؤدي الى اسقاط هيبة الدولة بصورة نهائية. لقد سمعنا بعض الملاحظات عن هذه الخطة، البعض منها ملاحظات قيمة والبعض الآخر للتعكير والتعطيل، ونحن لا يمكن أن نقبل أن تتعطل الخطة وليس هناك من بديل لها. للمرة الأولى يطرح مجلس الوزراء خطة متكاملة، لذا نأمل من كل القوى السياسية أن تتحمل مسؤولياتها وبدل أن نسمع الانتقادات يجب أن نرى اليد ممدودة لتنفيذ الخطة ولإزالة النفايات من الشوارع والتي باتت تهدد صحة الناس". أضاف: "لا نريد أن نصل الى مرحلة نشعر فيها أن هناك بعض المواقف من الخطة هي مواقف سياسية لابتزاز الناس بالنفايات الموجودة في الشارع ولتمرير بعض المطالب غير القابلة للتحقيق في الظروف العادية، ومن غير الجائز أن تكون رائحة النفايات السياسيات أعلى من النفايات الموجودة بين الناس، فصحة الناس تفرض علينا تحمل مسؤولياتنا كلنا، كل اللبنانيين في جميع المناطق يجب أن نتعاون لايجاد مخارج لهذه القضية وفي حال كانت هناك قدرة على تعطيل هذه الخطة فعلينا أن نتساءل لماذا الحكومة ولماذا الخطط ولماذا البقاء في السلطة. لقد وصلنا الى مرحلة اما أن يكون في لبنان حكومة قادرة على اتخاذ القرار ووضع الخطط وقادرة على تنفيذها، والا ولماذا يجب عليها أن تكون شاهد زور على حالة ليست مساهمة بها؟". وختم: "لقد لفتت انتباه دولة رئيس الحكومة الى أنه لا يجوز أن تتحول النفايات الى مادة ابتزاز سياسي لكي يفرض بعض الأفرقاء آراءهم ومتطلباتهم استعمالا للنفايات ضد الناس لتمرير بعض المطالب، وهذا الأمر لن نرضخ له".

سفير الامارات

والتقى سلام سفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي، وكان عرض للأوضاع العامة، إضافة إلى العلاقات بين لبنان والامارات.

نواب عكار

كما التقى وفدا من نواب عكار ضم: هادي حبيش، رياض رحال، معين المرعبي وخضر حبيب.

بعد اللقاء، تحدث باسم الوفد المرعبي فقال: "حضرنا للقاء دولة الرئيس تمام سلام لشكره على متابعته موضوع إنماء عكار وتخصيصها بأوتوستراد الشمال، ومن أجل شكره على تخصيص مبلغ مئة مليون دولار لانماء عكار والذي هو جزء من حصتها من 503 مليون دولار غيبت عنها هذه المنطقة في الفترة السابقة. لقد حددنا مع دولة الرئيس الفترة الزمنية التي ستبدأ فيها الدراسات وأعمال التنفيذ وذلك خلال أسبوع أو عشرة أيام". أضاف: "كل الشكر لدولة الرئيس لمراعاته وضع عكار ووقوفه الى جانبنا، والشكر من كل أبناء عكار لدولة الرئيس على الشعور الوطني بتخصيص عكار بهذه المبالغ والمشاريع المهمة دون أن ننسى أيضا مشروع الصرف الصحي في منطقة ساحل القيطع وموضوع مياه الشفة في سهل عكار".

محفوض

واستقبل سلام ايضا، رئيس حركة "التغيير" المحامي إيلي محفوض الذي سلمه دراسة دستورية حول عمل مجلس الوزراء جاء فيها:

"1- إن السلطة الاجرائية في لبنان مناطة بمجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، وعملا بالمادة 49 من الدستور، هو رئيس الدولة. وفي الأنظمة البرلمانية كما هي الحال مع النظام اللبناني، فإن رئيس الدولة يلي الأحكام ولا يحكم. وهو، بعبارة أخرى، حكما وليس حاكما. وبالتالي فإن رئيس الجمهورية لا يوقع عملا أو مرسوما إلا إلى جانب توقيع وزاري، أي أن توقيعه يكون إلى جانب توقيع "وزير" وهو، بمقتضى المادة 53 فقرة (أ) من الدستور، إن الرئيس يترأس مجلس الوزراء عندما يشاء ولكن "دون أن يشارك في التصويت". ولأن اتفاق الطائف نقل السلطة التنفيذية إلى مجلس الوزراء، فإن رئيس الحكومة هو الذي يعتبر مسؤولا عن تنفيذ السياسة العامة التي يضعها مجلس الوزراء، وذلك إنفاذا لأحكام المادة 64 من الدستور وهذا ما اكدت عليه المادة 65 التي اكدت على هذا الأمر، هذا هو الوجه الطبيعي لممارسة السلطة التنفيذية. 2- عملا بالمادة 62 من الدستور، فإنه في حال خلو سدة الرئاسة لأي علة كانت، تناط صلاحيات الرئيس وكالة بمجلس الوزراء، مما يستتبع القول قانونا ودستوريا أن الصلاحيات المذكورة، التي تناط بمجلس الوزراء وكالة، هي فقط، الخاصة بالرئيس، بحيث يبقى المجلس متمتعا بصلاحياته الخاصة العادية ويتخذ المراسيم والأعمال الأخرى وكأن لا خلو لسدة الرئاسة".

أضاف: "من هنا، لا مجال للقول بأن حكومة الرئيس سلام تدير كل شؤون البلاد بالوكالة، لأن هذه الصلاحية التوكيلية لا تتعدى الصلاحيات المنصوص عليها في المواد 53 و55 و56 و57 و59 و65 بند 4 و77 بند 3 من أحكام الدستور. أما المواضيع السياسية العامة الأخرى وتسيير شؤون الدولة، فتبحثها الحكومة كسلطة إجرائية وتتخذ القرارات والمراسيم بشأنها وكأن ليس هناك من شغور لسدة الرئاسة. فهي تعمل كما في الأوضاع العادية". وختم: "وعليه ومما تقدم، فإنه لا يحق للوزراء القول إن كل واحد منهم يمثل الرئيس وأن الحكومة متولاة وكالة صلاحيات رئيس الجمهورية، وأنه لا يجوز اتخاذ القرارات والمراسيم إلا بالإجماع".

 

مصدر قيادي لـ”السياسة”: معادلة عون أو الفراغ مستمرة باستعلاء

بيروت -”السياسة”: ليس جديداً موقف “حزب الله” المتبني لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية, وليست جديدة الإطلالات الإعلامية الهجومية لأركان وأعضاء الحزب التي تروج لهذا الترشيح, لكن الجديد ما كشفه خطاب ناري للنائب نواف الموسوي الذي كشف الكثير من مكنونات حزبه وأهمها ازدراء العملية الديمقراطية وكل الحياة السياسية في لبنان. وقالت مصادر إن الموسوي اعتبر أن الرئيس الفعلي والحقيقي يجب أن يكون رئيس “التيار الوطني الحر”, وإذا لم يحصل ذلك وذهبت الرئاسة إلى غيره, تكون سرقة موصوفة واغتيال للشراكة والتعددية والتوازن, داعياً “من يحمل سيف النقد على رئاسة الجمهورية, أن يزيح سيفه جانباً, وأن يسمح بإعادة الحق إلى أصحابه”. من جهته, اعتبر قيادي وسطي “أن هذه النبرة الاستعلائية للنائب في حزب الله تعبر عن تجاهل فظ, لكل مبادئ الديمقراطية على طريقة التنظيمات الأصولية المتطرفة التي تشارك في الانتخابات, إذا ضمنت الفوز فيها, وإذا لم تربح تنقلب عليها فوراً”.

وقال القيادي لـ”السياسة” إن “حزب الله بسلوكه التعطيلي المعروف لاستحقاق الرئاسة, يفرض بقوة سلاحه معادلة “عون أو الفراغ وما تصريح الموسوي إلا تأكيد لذلك”. وأضاف “إذا اعتبر البعض عن حق أن انتخابات الرئاسة تجري فعلياً خارج مجلس النواب, من خلال موازين قوى ومشاورات بين الفرقاء السياسيين محليين وخارجيين, للوصول إلى اسم توافقي, فإن كلام الموسوي يناقض روحية التوافق هذه, وهو لا يلغي الانتخابات وحدها, وإنما يريد إلغاء الفرقاء جميعاً, ليكون وحده من يقرر”. وأكد أن توقيت هكذا خطاب ليس بريئاً, لأن “حزب الله” يشارك في طاولة الحوار الجديدة وعلى جدول أعمالها البند الأول هو رئاسة الجمهورية, لذا فإنه يوجه رسالة للجميع وفي مقدمهم راعي الحوار الرئيس نبيه بري, بأن لا يتفاءلوا بتحقيق أي نتيجة”. واعتبر أن “الأمر مرهون بقرار إيراني صارم, بتعليق وضع لبنان على مذبح التفاهمات التي تريدها طهران مع الغرب حول ملفات المنطقة لذلك يجهض حزب الله الحوار وهو لا يزال في بداياته”.

وأضاف “في الخطاب نفسه تبرز الازدواجية في المواقف, فالموسوي يرحب بدعوة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق, إلى ستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب, وهو يقصد أن يساعده الجميع في الحرب التي يخوضها ضد بعض التنظيمات المسلحة في سورية, حرب افتعلها حزب الله” بنفسه حين تورط في أزمة خارج الحدود, فاستدرج هذه الأزمة إلى لبنان”. ورأى أن “هذا يعبر عن عقلية وسلوكية الحزب الانتقائية, فهو يريد الدولة اللبنانية حسب الحاجة, ويرفضها ويعطلها ويسقطها أيضاً حسب الحاجة”, معتبراً أن “حزب الله” يتلطى خلف العماد عون لتعطيل الرئاسة, وقد بات معروفاً أنه لا يتمسك بترشيحه, إلا كورقة ضغط تسبب التعطيل والفراغ بداية, ثم تفيد على طاولة التفاوض الإقليمي لاحقاً. ولأن مواعيد التسويات لم تحن بعد, ولا يبدو في الأفق أي إمكان لحصول أي تفاوض, فإن لعبة رفع السقوف تصير مباحة, والواقع أن أحداً لا يأخذ على “حزب الله”, تبني ترشيح هذا أو ذاك, ولكن المستغرب أن يحتكر الحزب الأمر لنفسه, فيلغي الآخرين, على الأقل كلامياً.

 

حزب الله: الصور المتداولة لنوح زعيتر في مواقع عسكرية لا علاقة لحزب الله بها

الإثنين 14 أيلول 2015/وطنية - أصدرت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" البيان التالي: "بعد توزيع بعض المواقع الإلكترونية صورا للمدعو نوح زعيتر في مواقع عسكرية ومع أشخاص يرتدون بذلات عسكرية، تؤكد العلاقات الإعلامية في حزب الله، أن هذه الصور ليست في مواقع تابعة لمجاهدي المقاومة الإسلامية ولا مع مجاهدي حزب الله، ولا علاقة لحزب الله بها لا من قريب ولا من بعيد".

 

كيف تستعد إسرائيل و"حزب الله" لحرب لبنان الثالثة؟

وكالات/تؤرق الحرب المؤجلة مع "حزب الله" إسرائيل وتدفعها الى وضع خطط هجومية ودفاعية لمواجهة التهديدات. وعلى رغم انشغال "حزب الله" في القتال في سوريا فقد رصدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" استعدادات يقوم بها الطرفان من اجل مواجهة الحرب القادمة.

 ففي راي المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، فان سيناريو حرب ثالثة مع لبنان ماثل دائماً في اذهان القادة العسكريين، واي هجوم تشنه إسرائيل على لبنان يمكن ان يتطور الى مواجهة شاملة اذا قرر الحزب الرد عليه. ويشير بن يشاي الى ان مقاتلي الحزب الذين لم يذهبوا الى سوريا وبقوا في جنوب لبنان وهم يقومون بجمع المعلومات عن الجيش الإسرائيلي بشكل مستمر، ويتمتعون بثقة كبيرة في النفس نتيجة السلاح المتطور الذي زودهم به الإيرانيون، وهم اليوم اكثر قدرة على منع الجيش الإسرائيلي من اختراق الاراضي اللبنانية، ويعدون له العديد من المفاجآت.

 القرار الاستراتيجي الذي اتخذه "حزب الله"

في رأي الكاتب ان تزايد الاستعدادات للحرب المقبلة هو حصيلة القرار الاستراتيجي الذي اتخذه الأمين العام للحزب السيد حسن_نصر_الله، وقائد "فيلق القدس" قبل سنة والذي يهدف الى ردع الجيش #الإسرائيلي عن القيام بضربات موضعيه بين الفينة والاخرى ضده. وقد شهدت السنوات الماضية عدداً من الهجمات التي قامت بها إسرائيل من دون تحمل مسؤوليتها علناً ضد عمليات انتقال السلاح من سوريا إلى الحزب، ومنع تعاظم قدرات الحزب العسكرية. وتدخل هذه الضربات في عقيدة الجيش الإسرائيلي ضمن ما يسميه " معركة بين الحروب".

 ولفت الكاتب الى ان لبنان وسوريا باتا اليوم يشكلان جبهة واحدة، واي احتكاك مع اي منهما يمكن ان يؤدي الى مواجهة واسعة، مثل الهجوم الذي وقع مطلع هذا العام قرب القنيطرة واستهدف مسؤولين عسكريين في الحزب، بينهم جهاد مغنية وضابط كبير في الحرس الثوري. وبالاستناد الى يشاي فان الجيش الإسرائيلي استعد حينها لامكان نشوب مواجهة واسعة النطاق، وان قائد المنطقة الشمالية أفيف كوخافي كان على وشك اعطاء قواته الاوامر بالتصدي لأي رد، وشنّ هجوم مضاد ضد لبنان.ورغم العملية التي شنها "حزب الله" في منطقة مزارع شبعا واستهدفت دورية للجيش الإسرائيلي وادت الى مقتل جنديين، فان الحذر وسرعة حركة الجنود اديا الى تفادي سقوط خسائر اكبر، وسمحا لكل من إسرائيل والحزب بضبط النفس واعتبار ان المسألة انتهت عند هذا الحد، ولن تتطور الى مواجهة. ويشير الكاتب الى ان الجمهور الإسرائيلي لم يشعر في 28 كانون الثاني الماضي الى اي حد كانت إسرائيل قريبة من نشوب حرب لبنان الثالثة.

 1200 صاروخ سيطلق يومياً على إسرائيل

خلال جولة قام بها الكاتب على الحدود مع لبنان لمس الاستعدادت التي يقوم بها الجيش لمواجهة الحرب المقبلة.وراى ان مسار هذه الحرب ونتائجها سيتحددان وفقاً لسيناريو كيفية بدء المواجهة وتوقيتها. وفي رأيه إن الجيش الإسرائيلي سيضطر في هذه الحرب الى مواجهة ثلاث مشاكل رئيسية: الأولى تعرض الجبهة الداخلية #الإسرائيلية والمواقع الحيوية لقصف صاروخي كثيف ومركز ودقيق أكثر من الماضي، واحتمال سقوط نحو 1200 صاروخ يومياً مما سيؤدي الى دمار وخسائر بشرية كبيرة الى ان يستطيع الجيش اسكات مصادر القصف.

المشكلة الثانية، محاولة الحزب اجتياز الحدود وخطف رهائن وقطع طرق مواصلات رئيسية شمال إسرائيل من اجل ارباك الجيش الإسرائيلي وتحقيق صدمة للوعي. اما المشكلة الثالثة احتمال تعرض المستوطنات الإسرائيلية القريبة من السياج الحدودي لقصف كثيف.

 توغل بري واخلاء مستوطنات

من اجل مواجهة هذا كله، يعد الجيش العدة لخطط هجومية جديدة ستؤدي الى تقليص خطر صواريخ الحزب وتمنع قيامه بعملية توغل في الاراضي الإسرائيلية. ونتيجة لذلك من المحتمل ان تشهد الحرب المقبلة مناورة برية كبير وسريعة تتوغل خلالها قوات إسرائيلية كبيرة داخل الاراضي اللبنانية خلال بضعة ايام، يجري خلالها اخلاء المستوطنات الإسرائيلية في الشمال من السكان.

ونقل الكاتب عن قائد لواء الدفاع الاقليمي ان الحزب ليس بحاجة الى أنفاق لان الطبيعة الطوبوغرافية للمنطقة تسمح بعملية توغل من دون حاجة لانفاق. وقال ان الاستخبارات الإسرائيلية لم تكشف وجود انفاق مع لبنان حتى الآن. وفي مطلق الاحوال فان الخبرة القتالية التي راكمها مقاتلو الحزب حتى الآن من خلال مشاركتهم في الحرب الدائرة في سوريا هي مصدر قلق حقيقي للقادة العسكريين الإسرائيليين.

 

النائب نديم الجميل: الحوار الحقيقي يبدأ بوقف تعطيل المؤسسات الدستورية

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - شدد النائب نديم الجميل، في حديث الى "صوت لبنان"، وفي الذكرى الثالثة والثلاثين لاستشهاد الرئيس بشير الجميل، ، على أن "لبنان أحوج ما يكون اليوم الى الرئيس الشهيد الذي لو كان حيا لما كنا نعاني ما نعانيه من أزمات تبدأ بملف النفايات ولا تنتهي بخلو سدة الرئاسة منذ أكثر من سنة". كما استبعد أن "يتمكن الحوار الحاصل من ايجاد حل لأي من المشاكل المطروحة"، معتبرا أن "الحوار الحقيقي يكون على طاولة مجلس الوزراء أو في المجلس النيابي ويبدأ بوقف التعطيل الذي يفرضه حزب الله وحلفاؤه على المؤسسات الدستورية". ورأى الجميل أن "فريق الثامن من آذار يحاول فرض العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية والعميد شامل روكز قائدا للجيش"، محملا "سلاح حزب الله مسؤولية الفساد الذي يعم الدولة اليوم".

 

كاغ تناقش في بروكسيل الدعم الدولي والأوروبي للبنان مصدر بريطاني لـ"النهار": ننفّذ أكبر الخطط في إعادة التوطين

ريتا صفير/النهار/15 أيلول 2015

"أنا في مخيم للاجئين في لبنان، واستمع الى قصص مؤلمة. المساعدة البريطانية تقوم بالكثير في مجال الدعم". هذه بعض العبارات التي كتبها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على موقعه في "تويتر"، عندما "حطّ" في لبنان لساعات صباح امس. ففي زيارة "خاطفة" تخللتها لقاءات رسمية، ابرزها مع رئيس الحكومة تمام سلام، واخرى "ميدانية" تجسدت في جولة على مخيم للاجئين ومدرسة رسمية، اعاد خلالها رئيس الوزراء البريطاني تأكيد الثوابت الاوروبية والبريطانية حيال لبنان. في المجال السياسي، جدد كاميرون دعم رئيس الحكومة تمام سلام في جهوده الأمنية الى تثبيت الاستقرار. وكرر المناشدات الاوروبية الداعية الى ملء الشغور الرئاسي عبر اجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن. واتى لقاءه وقائد الجيش العماد جان قهوجي استكمالا للدعم الاوروبي والبريطاني المتواصل للبنان ولا سيما في مجال الدفاع والامن. ومعلوم ان المملكة المتحدة انفقت أكثر من 48 مليون دولار، منذ 2010، على برنامج "تدريب الجيش اللبناني وتسليحه"، اضافة الى أكثر من 37 مليون دولار، لدعم ألوية الحدود البرية الثلاثة للجيش فضلا عن الدعم في مجال بناء مراكز مراقبة على الحدود. أما في موضوع اللاجئين، فاكتسب أهمية خاصة اعلان الحكومة البريطانية تعيين مساعد وزير لشؤون اللاجئين السوريين، يشرف على استقبال عشرين ألف لاجئ، وخصوصاً ان هذا الاعلان تزامن مع جولة كاميرون في مخيم تربل في البقاع. والمهمة الجديدة المسندة الى النائب ريتشارد هارينغتون تقضي بأن يكون مسؤولا عن تنسيق العمل داخل الحكومة، لإعادة إيواء نحو عشرين ألف لاجئ سوري في المملكة المتحدة، وكذلك تنسيق المساعدة الحكومية للاجئين السوريين في المنطقة.

ويأتي القرار البريطاني، بعيد اقرار البرلمان الاوروبي الاجراءات العاجلة التي اقترحها رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر لتحسين توزيع استقبال اللاجئين على الدول الاعضاء، واقتراحه انشاء آلية توزيع دائمة.

وأبلغت مصادر ديبلوماسية بريطانية "النهار" ان "خطة الافراد السوريين الضعفاء" المعتمدة حاليا ترتكز على الحاجات اكثر منها على "الكوتا" كاشفة ان الحكومة البريطانية "ستوسع الخطة الحالية عبر ترجيحها اعادة توطين 20 الف سوري اضافي يحتاجون الى الحماية".

وأفادت المصادر ان "بريطانيا تنفذ احدى اكبر خطط اعادة التوطين في الاتحاد الاوروبي، وربما أطولها، عبر منحها ملاذاً آمنا لنحو الف لاجئ في العام"، لافتة الى ان لندن "تتطلع الى اعادة التوطين "المصوبة" كجزء من خطة مستدامة لمعالجة جذور الازمات، وكذلك لخفض الحاجة الى قضاء ايام خطرة في ايدي المجرمين" (في اشارة الى حوادث الغرق والوفاة التي يواجهها المهاجرون). وجددت المصادر الديبلوماسية تأكيدها الموقف البريطاني الذي يعتبر ان "خطط اعادة التوطين ترسم، وفي شكل افضل، على المستوى الوطني، كما ان لندن لن "تشترك" في اي نظام "كوتا" في هذا الخصوص"، موضحة ان "المساهمة الافضل تتم من خلال تركيز المساندة على الافراد الاكثر ضعفا". اما في شأن اقتراح بعض الدول اعادة نقل لاجئين ضمن الاتحاد الاوروبي، فقد رأت هذه المصادر ان "الموقف البريطاني لم يتبدل ولا سيما اعتباره ان اعادة النقل هذه تشكل ردا خاطئا (على الازمة)، كما تؤدي الى نقل المشكلة على امتداد اوروبا". وختمت" عوضا عن ذلك، سنتولى توفير الدعم للدول التي تواجه ضغوطا خاصة (ولبنان احداها)، على ان يتركز عملنا على مساعدة الاشخاص الاكثر ضعفا والباقين في المنطقة". ويبدو ان "وتيرة" الدعم الدولي والاوروبي للبنان الى ازدياد، ولا سيما "على ابواب" انعقاد "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان"، في الاسابيع المقبلة، في نيويورك. فبعيد الزيارة المعلنة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت اوائل الشهر المقبل، بدأت ممثلة الامين العام للام المتحدة في لبنان سيغريد كاغ زيارة رسمية الى بروكسيل تستمر يومين تناقش خلالها مع المسؤولين الاوروبيين سبل الدعم الدولي للبنان. وابلغت مصادر ديبلوماسية "النهار" ان كاغ ستعقد اجتماعات مع اللجنة الاوروبية والبرلمان الاوروبي والدائرة الاوروبية للشؤون الخارجية في بروكسيل، على ان تتركز مواضيع البحث مع المسؤولين الاوروبيين على الوضع في لبنان والمنطقة وشؤون اللاجئين اضافة الى مناقشة آليات تعزيز الدعم الدولي للبنان.

 

سلام استقبل سفير المانيا ورئيسة مجلس الخدمة المدنية

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ظهر اليوم في السراي الكبير سفير ألمانيا الجديد في لبنان مارتن هوث في زيارة بروتوكولية لمناسبة تسلمه مهامه الديبلوماسية في بيروت. ومن زوار السراي اليوم رئيسة مجلس الخدمة المدنية القاضية فاطمة الصايغ عويدات.

 

المحكمة الخاصة بلبنان استأنفت جلساتها

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - استأنفت غرفة الدرجة الاولى جلساتها، فاستمعت الى السيد سبارتاك ماكرتشيان موظف نظم المعلومات الحاسوبية في مكتب المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان.

 

بري عرض مع ميقاتي الاوضاع

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم، في عين التينة، رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وكانت جولة افق حول الاوضاع والمستجدات الراهنة.

 

زهرا: لعدم تعطيل حل شهيب وبضعة اطنان من النفايات لا تؤثر على صمود الحكومة

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - اشار عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا في حديث الى صوت لبنان الضبيه 93,3 "ان الدكتور سمير جعجع وصف اسباب الازمات التي نعيشها وتكلم بشكل خاص عن عجز وفشل وفساد، وقال انه بالاضافة الى الاداء السيئ للبعض فأن هناك معوق لبناء الدولة وهو السلاح غير الشرعي، وهو من مسببات الفساد والمستفيدين من هذا الفساد وهو من اهم الاسباب التي تجر الى فشل الحكومات المتعاقبة في معالجة الازمات اللبنانية". اضاف زهرا "انه صودف ان يصير هناك تناسي كامل للسلاح وانخراطه في الحرب السورية والازمات التي ستجرها الى لبنان، وقد صار هناك فصل بين هذا الموضوع المعوق لقيام الدولة والتركيز على القضايا الحياتية الملحة والضرورية ما انتج هذا المناخ". ورأى زهرا "ان بضعة اطنان من النفايات لا تؤثر على صمود الحكومة لانها واثقة من الاستمرار حتى انتخاب رئيس للجمهورية". وقال:"لقد قلنا منذ اللحظة الاولى لهذا الحراك في الشارع، خاصة مع الجماعة الاولى التي اطلقته وننزهها عن الغرض السياسي ومحاولة اثارة الاضطرابات(طلعت ريحتكم) قبل ان تركب الموجة مجموعات اخرى مسيرة ولديها اهداف تتجاوز تحقيق هذه المطالب المحقة، قلنا اننا نؤيد هذا الحراك وهذه المطالب وفي قداس الشهداء الاخير اسسنا لمرحلة جديدة تتمييز في التدليل الى الفساد ومحاولة محاسبته، لأنه لا يمكن تقديم بديل عن دويلة السلاح وان يكون هذا البديل دولة عاجزة او ينخرها الفساد او فاسدة". اضاف:"لذلك كنا اولا مع حلحلة هذه المشاكل لانها ملحة وحلها ضروري من ازمة النفايات الى ازمتي الكهرباء والمياه اللتين هما سلسلة فضائح، ولكن في كل هذا تبقى هذه الحكومة هي السلطة التنفيذية الوحيدة القائمة وهي لا تحاسب فكيف اذا استقالت وصارت حكومة تصريف اعمال، وبالتالي علينا العودة الى بدء والى اساس كل الحلول وهو انتخاب رئيس جمهورية تصير الحكومة مع انتخابه بحكم المستقيلة وتجرى استشارات وتشكل حكومة جديدة".

ولاحظ زهرا "انه عندما لبت الحكومة المطالب تحت ضغط الشارع وشكلت لجنة برئاسة شخص هو الاكثر معرفة عن البيئة لانه ترأس لجنتها لسنوات طويلة(الوزير اكرم شهيب) الذي تعاطى مع خبراء مشهود لهم بالكفاءة والحيادية وانتج حلا فيه مرحلة انتقالية ومؤقتة وقدم مشروعا علميا اقره مجلس الوزراء مع تحفظ من منطلقات سياسية لاطراف في 8 اذار وذلك في ربط نزاع لاستعماله في الضغط على الحكومة وكأنهم ليسوا فيها! والمفارقة اننا نحن الذين خارج الحكومة اكثر حرصا على استمرارها وانتاجيتها من بعض اطرافها الذين يعتبرونها حكومة مصالح حزبية، وربما شخصية وعائلية، ويعتبرونها حكومة محاصصة، وهذا يفسر شهر العسل الطويل الذي عاشوه عندما اتفقوا على التعينات الادارية وعندما وصلوا الى نقطة في التعينات العسكرية اختلفوا ويريدون ان يعطلوا البلد بشكل كامل وهم يطرحون حلولا في السياسة تتجاوز الدستور وتدخلنا في انفاق لا يعرف الا الله اين النور فيها ومتى؟"

وأكد "ان المطلوب اليوم عدم الرضوخ لاي ضغط من اجل تعطيل الحل الذي اقترحه الوزير شهيب لانه في النهاية لا نستطيع ان نعمل حل سحري بل هاك حل مرحلي يرفضه البعض دون ان يقدم بديلا. ويجب ان يفهم الجميع ان الدولة هي الدولة وان الاملاك العامة والخاصة يحميها القانون وان الاجهزة العسكرية والامنية مسؤولة عن هذه الحماية وعن تطبيق القانون، وان حرية التعبير مقدسة ولكن في اطارالقانون وتحت سقفه، وهناك مجموعة خبراء اجمعت على هذا الحل(خطة شهيب) وهذا ما يجعلني افكر ان هدف التحرك ليس ايجاد حل للنفايات بل ارباك الحكومة والتدليل الى ان المؤسسات اللبنانية كلها فاشلة وربما الوصول الى الفوضى الشاملة كما يحصل في بعض المطالبات التي "يا محلا المطالبة ببحر ببعلبك عاقبلا."

واشار زهرا الى ان حملة "طلعت ريحتكم" تتلقى التبرعات بكل شفافية عبر حساب على الإنترنت في حين ان جماعات اخرى تتحرك بشكل اكبر ما يطرح علامات استفهام".

وذكر زهرا "بأن القوات اللبنانية طالبت بحكومة تكنوقراط قبل الشغور الرئاسي، وجوبهنا بإصرار تشكيل حكومة وحدة وطنية لأن البعض اراد إدخالنا في الشغور". وأكد ان 14 آذار على المستوى الاستراتيجي لا تمس ولا يمكن التراجع عن التحالف مع قوى الاعتدال".

ورأى زهرا "ان الرئيس القوي هو الشفاف والذي يتعاون الجميع معه وان يكون هناك تجمعا حوله وليس بالضرورة الإجماع، وإضافة "رئيس قادر على الإصلاح" ضروري في هذه المرحلة بسبب الأوضاع، ونحن من اللحظة الأولى للشغور الرئاسي قمنا بكافة المحاولات والمبادرات للخروج من الشغور".

اشار زهرا "الى اننا طرحنا مع مجموعة خبراء موضوع "الحكومة الالكترونية" التي هي الطريقة العصرية الوحيدة لمكافحة الفساد".

وعن زيارات الدكتور جعجع الى الخارج قال زهرا "انها ليست بهدف وصوله لرئاسة الجمهورية بل لتأكيد الصداقات مع لبنان وهم المحافطة على الاستقرار، والمملكة العربية السعودية تقود الاعتدال العربي ومكافحة الإرهاب ومن هنا اهمية العلاقة التي تجمعنا بالمملكة".

وردا على سؤال قال زهرا: "لماذا نشارك في الحوار إذا كان ممنوعا عقد جلسة وانتخاب رئيس؟ في حين ان حل المشاكل يبدأ من هناك. ونحن نؤمن بالطائف ونصر عليه وهو ترجم في الدستور فليطبقوه من خلال المادة 74 اي التئام المجلس لانتخاب رئيس وتغييب الرئاسة اكبر ضرب للمسيحيين".

وأكد زهرا "اننا ملتزمون ب"إعلان النوايا" لأنه من مبادئنا وعندما نتوافق على ملف مع العماد عون كتشريع الضرورة نعلنه امام الجميع. ونحن لا توافق على مقاربة "التيار" للملف الرئاسي من خلال انتخاب الشعب للرئيس فنظامنا ليس رئاسيا.

وعن عرض العضلات الروسي رأى زهرا فيه تفتيش عن دور بعدما شعروا ان كل ما يجري في العالم يجري دون ان يسألهم احد ولكن وضع روسيا الاقتصادي واسعار النفط لا تسمح لروسيا بهذه الرفاهية التي تحاول ان توحي انها تستطيع ان تعيشها".

وختم "ان ما يجري مع الروس هو ما جرى مع الايراني في محاولته قبل سنوات تحقيفق الامبراطورية الفارسية والمفاوضة على النووي وتوقيع الاتفاق في ظل عاصفة الحزم وخسارة اليمن وفي ظل ما يحصل في العراق ونشوء داعش وانحسار نفوذه وسقوط رجله المالكي وفي ظل انحسار نفوذ حليفه النظام السوري وحزب الله وسيطرتهم على ما دون ال 20% من مساحة سوريا، وبالتالي فأذا رضوا بادوار بهذا الحجم يبدأ التفاهم والا ستستمر الازمة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قاووق: الفريق الممسك بالقرار أنشأ دويلة فساد داخل الدولة

الإثنين 14 أيلول 2015/وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تأبيني اقامه "حزب الله" في ذكرى اسبوع احد عناصره في حسينية بلدة كفرملكي بحضور شخصيات سياسية واجتماعية واهالي ان "قوى 14 اذار لا تزال حتى الساعة ترتكب الخطيئة الكبرى برهانها على تمدد التكفيريين في سوريا لإسقاط النظام، وفي ذلك التهديد الحقيقي والمباشر لكل اللبنانيين. والحكومة الحالية للأسف، حكومة المصلحة الوطنية، أخفقت في إقرار استراتيجية وطنية بمواجهة الخطر التكفيري، فماذا على المقاومة أن تفعل؟ هل نتركهم لمعركة داخل بلدات لبنان وقرى لبنان؟ أم أن الاستراتيجية الصحيحة والمجدية في أن نقاتلهم في عقر دارهم وأن نبعد أذاهم عن أهلنا وأرضنا ووطننا". وقال: "ان أي تواجد للتكفيريين على طرفي الحدود هو تهديد مباشر لكل اللبنانيين وكل الطوائف، لذلك انجازات المقاومة في الزبداني تحصن الأمن والاستقرار والحماية في لبنان، وتبعد خطر التكفيريين وتقطع الطريق على كل مشاريع داعش القادمة، واذا كان لبنان يقود مواجهة فرضت عليه فإن المسؤولية الوطنية تفرض أن نحصن الوحدة الوطنية وأن نقوي كل عوامل المنعة لمواجهة هذا الخطر القادم". واضاف: "للأسف هناك فريق ممسك بالقرار في لبنان لا زال أسير التزامات خارجية ورهانات على اسقاط النظام في سوريا وهم يرتكبون مغامرات غير محسوبة على مدى 5 سنوات متواصلة ولا زالوا ينتظرون الوعود بسقوط النظام في سوريا، وهم بذلك يشجعون المشروع التكفيري قصدوا أو لم يقصدوا على مزيد من الغزوات وأحلام الامارات التكفيرية، وما كان يكفينا أن هذا الفريق الفاسد والمفسد للمؤسسات أنه لا يوفر فرصة لطعن المقاومة بظهرها، واليوم في مواجهة الخطر التكفيري لا يوفرون فرصة لطعن المقاومة بظهرها". وختم قاووق: "إن الفريق الممسك بالقرار استطاع أن يبني دولة داخل الدولة وتورط بالفساد، الفساد السياسي والمالي وأنشأ دويلة فساد داخل الدولة".

 

الرئيس أمين الجميل عرض مع السفير الفرنسي الوضع في لبنان بون: لانتخاب رئيس للجمهورية فورا

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل السفير الفرنسي ايمانويل بون، وكانت مناسبة لعرض الوضع في لبنان خصوصا ل"جهة القضايا الثلاث التي تعيق الوضع الوطني برمته وهي انتخاب رئيس للجمهورية، ومشكلة اللاجئين السوريين والوضع الاقتصادي"، بحسب بيان للمكتب الاعلامي للجميل. وبعد اللقاء اكد السفير الفرنسي ارتياحه للمقاربة المشتركة للوضع في لبنان مع الرئيس أمين الجميل، مشيرا الى ان "فرنسا تستمر في ايلاء الاولوية لايجاد الحلول للمسائل السياسية والدستورية القائمة، وكشف عن عمل مشترك تقوم به باريس مع شركائها الدوليين والاقليميين من ضمن المجموعة الدولية لمساعدة لبنان التي ستجتمع نهاية الشهر في نيويورك"، مشددا على "اهمية ووجوب انتخاب رئيس للجمهورية فورا بما يضمن الصالح العام للبنانيين، وهذا ما نراه مهما لمواجهة التحديات القائمة.

وجدد "تحديد الاولويات الفرنسية وهي: اولوية ايجاد حل للازمة السياسية والدستورية من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا هو ايضا موقف الرئيس الجميل، واولوية الأمن لبنان، واولوية مساعدة لبنان في ادارة ازمة اللاجئين".

 

الشاب: الرئاسة الاولى أولوية والحوار ليس فولكلوريا

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - أعلن عضو كتلة المستقبل النائب باسم الشاب في حديث لاذاعة "صوت لبنان - 5،100"، اننا "نعيش ظرفا غير طبيعي، والأولوية هي للاستقرار ولحفظ النظام"، مشيرا الى ان "ملف النفايات هو جزء من ملف الاستقرار في لبنان". وأكد أن "الموقف واحد داخل الحكومة، هو عدم تحويل الأزمات الداخلية الى باب لإنهيار النظام"، لافتا الى ان "اهم شيء لتدعيم الوضع الداخلي هو انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الفراغ بات يشكل العبء الأساسي على النظام". وشدد على ان "الحوار حول رئاسة الجمهورية مختلف عن الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، لأنه جاء لاحتواء الحدة المذهبية القاتلة في ظل ما تشهده المنطقة من حروب سنية شيعية"، معتبرا ان "الرئاسة الاولى باتت أولوية وأن الحوار ليس فولكلوريا".

 

جنبلاط شكر كل المشاركين في احياء الوقفة الوطنية لبلعوس ورفاقه في دار الطائفة الدرزية

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - شكر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، في موقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء"، "كل الذين شاركوا في الموقف الوطني الكبير الذي اقيم للشهيد وحيد البلعوس ورفاقه في دار الطائفة الدرزية يوم الخميس الفائت"، معتبرا ان "لمشاركتهم جميعا أثرا هاما بما يليق بشهادة الشيخ البلعوس وفي التأكيد على الانتصار لكرامة الشعب السوري وثورته ووحدته". واضاف: "اخص بالشكر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومشايخ وعلماء دار الفتوى وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن والمشايخ بالإضافة إلى رجال الدين الذين مثلوا سائر الطوائف، كما أشكر الأحزاب السياسية وجميع الشخصيات السياسية الوزارية والنيابية والإقتصادية والعمالية والنقابية والسفراء والهيئات الديبلوماسية العربية والأجنبية، وممثلي المؤسسات العسكرية والأمنية. وأشكر أيضا الجمعيات الأهلية والهيئات النسائية والكشفية والاجتماعية". وختم جنبلاط: "أشكر كل المواطنين الذين تكبدوا عناء الانتقال من مختلف المناطق رغم الظروف المناخية وحال إزدحام السير دون وصول أعداد منهم وهم الذين أتوا للتعبير عن تضامنهم في تلك اللحظة الهامة، وأشكر أخيرا قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي والمفوضين ووكلاء الداخلية ومسؤولي المؤسسات الرديفة للحزب الذين بذلوا جهودا لإتمام الموقف بنجاح على مختلف المستويات".

 

قاووق: المقاومة بانتصاراتها أفادت جميع اللبنانيين ورفعت اسم لبنان عالميا

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق في احتفال تأبيني في حسينية بلدة رشاف الجنوبية، "أن المقاومة بانتصاراتها أفادت جميع اللبنانيين ورفعت اسم لبنان أمام العالم، بينما مملكة الفساد أساءت وأضرت بجميع اللبنانيين، وشوهت اسم وصورة لبنان أمام العالم، كما أن سياسة البعض في لبنان أغرقت اللبنانيين بالديون وبأزمات الكهرباء والماء والنفايات، وحاصروهم بالتحريض المذهبي ولا زالوا، وهم اليوم يشكلون خطرا على المؤسسات الرسمية والوحدة الوطنية، وعلى كل عوامل منعة وقوة لبنان أمام الخطر الإسرائيلي والتكفيري". وأشار قاووق إلى "أن إعلام فريق 14 آذار يصف "داعش" و"النصرة" الذين قتلوا واختطفوا العسكريين اللبنانيين بعرسال وجرودها بالمعارضة السورية، وأنهم يمثلون الشعب السوري، فهذا قمة التزوير، وعار كبير أن إعلام فريق 14 آذار ما زال يؤيد الإرهاب التكفيري في سوريا في الوقت الذي ما زال فيه الإرهابيون يحتلون أرضنا في رأس بعلبك وجرود عرسال، ويختطفون العسكريين اللبنانيين، ويسعون لإرسال السيارات المفخخة والإنتحاريين". ورأى الشيخ قاووق "أن أزمة النفايات كانت القشة التي قسمت الظهر، وفضحت الفريق الممعن والمتورط بالصفقات والتلزيمات والفساد، وأن حزب الله كان على الدوام الصوت المعارض للذين يحرضون على المقاومة وللذين يتورطون بالفساد ويهددون مصالح الناس سواء كنا داخل الحكومة أو خارجها"، مشددا على أن حماية أهلنا من العدوان لا تقل أهمية عن حمايتهم من الحرمان والتحريض"، لافتا إلى "أن البلد بسياسات فريق 14 آذار قد وصل إلى حد الكارثة، وبالتالي قد بات الحوار اليوم يشكل فرصة حقيقية لإنقاذ البلد، وضرورة وطنية تاريخية لإيجاد الحلول للأزمات التي يغرق بها اللبنانيون". وشدد على "أن المسؤولية الوطنية تفرض على جميع المتحاورين العمل بحرص للخروج بحلول وإنقاذ البلد والمؤسسات، وهذا ما نحن عليه في حزب الله، إذ أننا نتعاطى بإيجابية وبحرص من أجل المساعدة في إيجاد الحلول لهذه الأزمات التي تعصف بالبلد". ولفت الشيخ قاووق إلى "أن العدوان السعودي على اليمن الذي لا زال مستمرا قد تجاوز بمرات عدوان تموز 2006 على لبنان بعدد أيامه وبعدد الشهداء والجرحى وبحجم الخسائر"، مشيرا إلى "أن النظام السعودي الذي انكشفت صورته الحقيقية في اليمن قد انكشفت صورته الحقيقية أيضا في إصراره على دفق الأموال لتأجيج النار المشتعلة في سوريا وليس لإيواء النازحين واللاجئين السوريين"، مؤكدا "أن مال النفط العربي له وظيفة وحيدة اليوم في سوريا وهي تأجيج نار الفتنة، إلا أنه ليس له عنوان تجاه اللاجئين والنازحين، فالدول التي ورطت السوريين بالفتنة تقفل أبوابها عن استقبال اللاجئين، إذ أننا لم نسمع أن هناك مليون أو مليوني لاجئ سوري في السعودية أو في قطر، ولكن هناك مليون ونصف لاجئ في لبنان، بالرغم من أن السعودية هي أكبر بكثير من لبنان بالجغرافيا"، مشيرا إلى "أن هذه الدول تصر على الاستثمار بالفتنة في سوريا، حيث يوجد في السعودية معسكرات ومخيمات لتدريب الإرهابيين السوريين ولا يوجد مخيمات ومعسكرات لإيواء النازحين واللاجئين، وكفى بذلك فضيحة".

 

دار الفتوى: يوم الخميس في 24 ايلول أول أيام عيد الأضحى

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - صدر عن دار الفتوى البيان الاتي:"ثبت لدينا بالوجه الشرعي أن أول شهر ذي الحجة هو يوم الثلاثاء الموافق 15 أيلول 2015م، وعليه يكون يوم الوقوف بعرفة التاسع من شهر ذي الحجة هو يوم الأربعاء الموافق 23 أيلول الجاري، ويكون يوم الخميس في 24 أيلول الجاري هو أول أيام عيد الأضحى المبارك في العاشر من شهر ذي الحجة الجاري لعام 1436هـ الموافق 24 أيلول لعام 2015م. وهنأ المفتي دريان حجاج بيت الله الحرام، وتمنى لهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا، كما هنأ اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بعيد الأضحى المبارك، سائلا المولى عز وجل أن يعيده عليهم بالخير والأمن والاستقرار والوفاق الذي هو الأساس في إنجاز أي استحقاق مهما اختلفت الآراء والموضوعات والمواقف.

الصلاة

ومن جهة ثانية، يؤدي مفتي الجمهورية صلاة وخطبة عيد الأضحى المبارك عند الساعة السابعة والربع من صبيحة يوم الخميس في مسجد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين صلى الله عليه وسلم في وسط بيروت".

 

نواف الموسوي: وجود رئيس قوي يعبر عن الأكثرية المسيحية هو ضمانة التوازن والشراكة في السلطة

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - طالب عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، في خلال إحتفال تأبيني في حسينية بلدة تبنين الجنوبية،ب "أن يعاد إلى اللبنانيين حقهم في أراضيهم وأملاكهم وأموالهم، وتمكينهم من السيطرة على شؤونهم، وأن تتوقف عملية اغتيال مؤسسات الدولة لصالح الشركات الخاصة"، مشيرا الى "ان سياسة البعض هي تعطيل وتفشيل مؤسسات الدولة حتى يقال إن المؤسسات العامة غير ناجحة، فتعالوا لنسلم أعمالها إلى شركة خاصة". وقال الموسوي:"إننا في لبنان ندعو إلى نهج التضحية والاستشهاد الذي نعرفه في المقاومة وأهلها وشعبها وجمهورها الذين يقدمون أغلى ما يملكون من المهج والأنفس والأرواح فضلا عن الأملاك، ويقدمونها دفاعا عن الوطن بأسره بكل طوائفه وأحزابه وتياراته وفئاته، وهذا النهج الذي انطلقنا به ما زلنا مستمرين به حتى الآن وسنبقى كذلك إن شاء الله، ونرفض نهج الاستغنام الذي أدى إلى الفساد في هذا البلد، وهو النهج الذي يعمل على سرقة الدولة اللبنانية والمال العام عبر سبل ملتوية بتحويل الملك العام إلى ملك خاص ومنافع شخصية".

وتابع: "إن من حق الناس واللبنانيين والشباب اللبناني، أن يرفعوا أصواتهم عاليا في مواجهة الفساد الذي ضرب الدولة والمجتمع في لبنان، من أجل إعادة الحق لأصحابه وفق القانون، ولكن البعض وللأسف المر لا يمكنه أن يفعل ذلك، لأنه لم يتوقف عن الإيغال في المال العام لتحويله إلى صالحه". ورأى الموسوي ان "الفساد في لبنان عنوانه معروف، وهو ناتج عن أصحاب نهج الاستغنام الذين يحولون الدولة اللبنانية ومؤسساتها إلى غنيمة ليتقاسموها، وأما نحن فكنا وسنبقى أصحاب نهج الاستشهاد، نقدم فلذات أكبادنا دفاعا عن وطننا في مواجهة العدو الصهيوني والعدو التكفيري، لأننا لا نرضى لأهلنا أن يعيشوا لا تحت الاحتلال ولا تحت سكين التكفير. وفي الوقت نفسه لا نقبل لأهلنا أن يبقوا ضحايا الفساد القائم في لبنان، ولذلك فإن الذين يرفعون أصواتهم في مواجهة الفساد المعروف العنوان نقول لهم إننا معكم، وموقعنا الطبيعي أن نكون إلى جانبكم في مواجهة الفساد، لأننا نحن أول ضحاياه، وندعو الى مواجهته بطريقة مؤسسية، أي أن نبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية، وما يعطل إنتخابات رئاسة الجمهورية ليس إرادة لبنانية ذاتية وداخلية، والناس تعرف الجهة الإقليمية التي تضع الفيتو على الرئيس الطبيعي للجمهورية الجنرال ميشال عون، فالذي يمنع من انتخابات رئاسة الجمهورية هو هذه الدولة الإقليمية، لأنها لا تريد لرجل حر وقوي أن يواجه الفساد". وتابع:"إن وجود الرئيس القوي الذي يعبر عن الأكثرية المسيحية هو ضمانة التوازن والشراكة في السلطة، فهذا هو الطريق الصحيح، والحوار من شأنه أن يؤدي إلى تفكيك بعض العقد ويضع بعض الخطوات على طريق الحل".

 

قاسم عرض الأوضاع مع حناوي: حل مشكلة عمل الحكومة يكون بمعالجة التعيينات العسكرية

الإثنين 14 أيلول 2015 /وطنية - إستقبل نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، في حضور مسؤول الوحدة الرياضية في "حزب الله" جهاد عطية، وجرى الحديث عن الوضع السياسي العام في لبنان والمنطقة. وحول الوضع في لبنان قال قاسم: "المسار الطبيعي لحل مشكلة عمل الحكومة هو معالجة سبب المشكلة وهو التعيينات العسكرية، وهناك مجال لحلول قانونية عدة تنقلنا إلى آلية عمل الحكومة ونعتقد بأن أمرها سهل ويمكن التوافق مجددا كما حصل في السابق، وعندها تنطلق الحكومة ويتم تفعيل عملها فتتمكن من معالجة قضايا الناس، وتكون خطوة مساعدة لتقريب وجهات النظر حول القضايا السياسية المختلفة". أضاف: "الحلول السياسية في المنطقة غير ميسرة حاليا، وانتظارها يؤدي إلى المزيد من الضرر، وعلى المسؤولين أن يمتلكوا شجاعة المسؤولية لاجتراح الحلول وعدم إضاعة الوقت وإهمال مصالح المواطنين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأوروبي” يقر استخدام القوة ضد مهربي المهاجرين في البحر المتوسط

عواصم – وكالات: قرر الاتحاد الاوروبي, استخدام القوة العسكرية ضد مهربي المهاجرين في إطار عمليته البحرية في البحر المتوسط. ويجيز هذا الاجراء الذي يفترض أن يصبح نافذا اعتبارا من مطلع أكتوبر المقبل, للسفن الحربية الأوروبية اعتراض وتفتيش ومصادرة المراكب التي يشتبه بأن المهربين يستخدمونها, كما يمكنها القيام بعمليات اعتقال شرط الا تدخل المياه الاقليمية الليبية. وأعلنت الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي خلال اجتماع وزاري, أمس, أن “الظروف توافرت” للانتقال بالعملية “ناف فور ميد” التي اطلقها الاتحاد الاوروبي في نهاية يونيو الماضي إلى المرحلة الثانية في عرض البحر. وكانت هذه العملية التي تنفذها أربع سفن ونحو الف رجل, تقتصر على العمل انطلاقا من المياه الدولية لمراقبة الشبكات الاجرامية الدولية التي ترسل مراكب متهالكة محملة بالمهاجرين إلى ايطاليا انطلاقا من السواحل الليبية, وشاركت في عدد من عمليات الاغاثة وساهمت في انقاذ 1500 شخص. من جهتها, اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان “الاهداف ليست المهاجرين بل الذين يكسبون المال على حساب حياتهم وفي غالب الأحيان من موتهم”. ولتعزيز هذه العملية, يحتاج الأمر إلى سبع فرقاطات إضافية يزود بعضها بمعدات طبية, الى جانب مروحيات وغواصات وطائرات من دون طيار.

وستعتمد العملية الأوروبية خصوصا على قوات خاصة هي الوحدات المسلحة البحرية, لاعتراض سفن المهربين في تكتيك يتبع باستمرار في العمليات ضد مهربي المخدرات. وستجتمع هيئات أركان الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد غداً لتحديد المساهمات بالكثير والعتاد, لكن المرحلة الثانية من هذه المهمة لا يمكن ان تبدأ قبل مطلع أكتوبر المقبل لأنه على الاتحاد الاوروبي تبني سلسلة من النصوص القانونية. ومن المقرر أن يتم تسليم المشتبه بهم الى السلطات القضائية الايطالية المكلفة ملاحقتهم بينما ينقل المهاجرون الذين يتم انقاذهم الى ايطاليا ايضا. ويفترض أن تدمر العملية في أقرب موقع من الحدود الليبية المراكب التي يستخدمها المهربون وخصوصا “السفن الأم” التي تقوم بانزال الزوارق الهشة في عرض البحر, لكن في غياب قرار لمجلس الأمن الدولي يجيز استخدام القوة في المياه الاقليمية الليبية, لا يستطيعوا الأوروبيون الاقتراب لـ12 ميلا بحريا من السواحل. وعشية الاجتماع أول من أمس, أعادت ألمانيا, فرض رقابة على حدودها من أجل “احتواء” تدفق عشرات الاف المهاجرين, معلنة أنها لم تعد قادرة على استيعاب المزيد منهم, ومعلقة موقتا حرية التنقل في فضاء شنغن. وقال وزير الداخلية الالمانية توماس دو ميزيير في برلين, إن “المانيا تفرض موقتا رقابة على حدودها, وخصوصا مع النمسا”. وأوضح أن ألمانيا لم يعد بامكانها قبول أن يتمكن اللاجئون الذين يتدفقون الى اوروبا من “اختيار” البلد لاستضافتهم, مضيفاً إن على طالبي اللجوء ان يدركوا أنه “ليس بامكانهم اختيار الدول التي يطلبون حمايتها”. وأضاف إن القوانين الأوروبية التي تفرض أن تتولى أول دولة في الاتحاد الاوروبي يدخلها المهاجرون معالجة ملفاتهم “يجب أن تبقى سارية”. ووجدت برلين دعما من فرنسا بهذا الصدد, حيث قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف, بعد محادثات مع نظيره الالماني توماس دي ميزيير, إن فرنسا تدعو الى “تقيد كل دولة من دول الاتحاد الاوروبي بشكل صارم بقواعد شنغن”. وأضاف كازنوف في بيان, إن “هذه القواعد تنص خصوصا على تسجيل المهاجرين الذين يعبرون الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي من قبل أول دولة يصلون اليها” و”بسبب عدم احترام ذلك قررت ألمانيا بصفة موقتة فرض رقابة على حدودها دون ان تغلقها”. من جانبه, رحب رئيس الوزراء المجري فيكتور دوربان الذي يتزعم المعسكر المتشدد ازاء تدفق المهاجرين بقرار المانيا معتبرا انه “ضروري”. وتم تعليق حركة النقل الحديدي بين ألمانيا والنمسا, وانتشر مئات الشرطيين (1200 حسب صحيفة بيلد زيتونغ) على الحدود ونفذوا مراقبة منهجية للسيارات والعابرين في معبر فريلاسينغ (جنوب شرق) قبالة سالزبروغ في النمسا. كما أعلنت النمسا أنها ستستدعي الجيش فورا لمساندة الشرطة في مواجهة تدفق المهاجرين الذين يصلون بمعظمهم عبر المجر, التي دخل إليها 5809 مهاجرين, أول من أمس, في رقم قياسي جديد, عشية موعد 15 سبتمبر الجاري الذي ستغلق فيه الحكومة حدودها تماما مع صربيا. إلى ذلك, عززت سلوفاكيا اجراءات المراقبة على حدودها مع النمسا والمجر بسبب تدفق المهاجرين, وذلك غداة تدابير مماثلة اتخذتها الجمهورية التشيكية.

 

روحاني: أجواء جديدة توافرت أمام إيران والدول الصديقة بعد الاتفاق مع الدول الكبرى

طهران – وكالات: أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن أجواء جديدة توافرت أمام بلاده والدول الصديقة لتعزيز التعاون بعد الاتفاق النووي. وقال روحاني لدى استقباله وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا أول من أمس, “إن إيران لم تر أن الاتفاق النووي نهاية الطريق بل بداية لتحقيق الأجواء الودية والمزيد من التعاون مع الدول المختلفة”, موضحاً “أن الاتفاق النووي وإضافة عن تعزيز أجواء السلام والتعاون الودي بين الشعوب والحكومات خلق الأمل بإمكانية معالجة أي مشكلة بالطرق الديبلوماسية وعن طريق الحوار”. وأشار إلى الجهود المهمة التي بذلتها البرازيل أثناء المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة “5+1, مؤكداً أن وجهات نظر طهران وبرازيليا متقاربة بشأن القضايا السياسية والدولية. ولفت إلى “أن العالم يعاني في الوقت الراهن من مشكلات مثل العنف والتطرف والإرهاب ما يستدعي تعاوناً جماعياً لإيجاد فكر الاعتدال والوسطية وخلق ثقافة التسامح في كل العالم لحل هذه المشكلات”. وأشار إلى “أن إيران رحبت وباستمرار بتطوير التعاون والعلاقات الطيبة مع دول منطقة أميركا اللاتينية”, مضيفاً “إن إيران تولي أهمية خاصة في تمتين علاقاتها الطيبة مع البرازيل بوصفها بلداً مهماً ويتمتع باقتصاد متطور في منطقة أميركا اللاتينية”. وأوضح أن “إيران والبرازيل ارتبطا وباستمرار بعلاقات ودية مبنية على مبدأ المصالح المتبادلة وهذه الزيارة يمكن أن تشكل محطة انطلاق لحركة جادة في العلاقات بين طهران وبرازيليا”, مضيفاً أن البلدين حققا تقدماً ملحوظاً في مختلف المجالات الصناعية والتقنية والعلمية وبإمكانهما تبادل الخبرات في هذه المجالات. إلى ذلك, أشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بدور كل من تركيا والبرازيل, في ما يتعلق بتجاوز الأزمة, التي عاشتها طهران مع المجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي. جاء ذلك في مؤتمر صحافي لظريف أول من أمس, مع نظيره البرازيلي فييرا. وقال ظريف يجب “على الجميع أن يتذكر الجهود الكبيرة للبرازيل وتركيا, في ما يتعلق بتجاوز الأزمة التي عاشتها بلادنا بخصوص أنشطتها النووية”. ولفت إلى أن “إسرائيل, ولوبي الحرب في العالم, لم يرغبا بالتوصل إلى اتفاق في المفاوضات النووية مع مجموعة (5+1)”, مضيفاً إن “الجهات المؤيدة للحرب”, بذلت “الكثير من الجهد لعرقلة الاتفاق النووي, لكنها لم تنجح”, في إشارة على ما يبدو إلى إسرائيل. وكانت إيران وتركيا والبرازيل, وقعت إعلاناً مشتركاً ينص على تبادل اليورانيوم في 17 مايو 2010 في طهران, حيث وُصف الإعلان بأنه “بداية مرحلة جديدة, وخطوة قوية متقدمة لتحقيق اتفاق بين إيران والمجتمع الدولي”. وكان نجاد قد وصف دور تركيا والبرازيل ب¯”الحاسم” عقب توقيع الإعلان الثلاثي, الذي كان ينص على تبادل كمية من اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب على الاراضي التركية, مقابل تقديم الدول الكبرى وقود مخصب بنسبة 20% لاستخدامه في مفاعل الابحاث النووية لاغراض طبية في طهران. ووقعت إيران مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن (أمريكا, وفرنسا, والصين, وروسيا, وبريطانيا) بجانب ألمانيا, اتفاقًا في 14 يوليو الجاري في فيينا حول برنامجها النووي, بعد أكثر من 10 سنوات متقطعة من المفاوضات. ويمنح الاتفاق الحق لمفتشي الأمم المتحدة, بمراقبة وتفتيش بعض المنشآت العسكرية الإيرانية, وفرض حظر على توريد الأسلحة لإيران لمدة 5 سنوات, مقابل رفع عقوبات مفروضة على طهران.

 

الإمارات: اليمن خط الدفاع الأول عن الخليج

أبوظبي – بترا: أكد مجلس الوزراء في الإمارات, أن اليمن سيبقى عمقاً ستراتيجياً لدول مجلس التعاون الخليجي, وخط دفاع ضد التدخلات الخارجية ومكوناً أساسياً من مكونات الأمن الخليجي المشترك, موضحاً أن الدفاع عنه والعمل على إعادة الشرعية والاستقرار لربوعه هو حماية لأمن ومكتسبات دول الخليج العربي.

وأصدر مجلس الوزراء الإماراتي بياناً أول من أمس, أعرب فيه عن “تعازي حكومة الإمارات وشعبها لأرواح شهداء الواجب ال¯52 البواسل الذين استشهدوا ضمن قوة التحالف العربي المشاركة في عملية إعادة الأمل في اليمن بقيادة السعودية, مكبراً الروح الجديدة التي تسري في كل أرجاء الإمارات, وهي روح الإصرار وروح النصر وروح الفداء وروح التوحد والتلاحم مع القادة”. وأكد أن لحظات التلاحم التاريخية من عمر دولة الإمارات هي لحظات مفصلية, توحدت بها المشاعر والقلوب, وتغيرت الأفكار, وفرضت أسلوباً جديداً في العمل الوطني, يقوم على التضحية المطلقة من أجل الوطن, موضحاً أن شعب الإمارات أثبت بكل فئاته أنه لن يبخل ولن يتردد لحظة واحدة بالتضحية بروحه فداء للوطن ودفاعاً عن الحق واصطفافاً خلف قادته. وأكد أن دماء الشهداء لن تذهب هباء, وتضحياتهم ستبقى دائماً في ذاكرة الوطن وأبنائه, وعلامة بارزة من علامات تاريخه المشرف, معتبراً أن “استشهادهم سيزيد الإمارات عزماً وإصراراً على مواصلة الطريق لإحقاق الحق وإعادة الأمل إلى اليمن”. وأضاف إن الإمارات حريصة على الوقوف بجانب أشقائها لاستعادة الأمن والاستقرار لربوع المنطقة العربية, سيما اليمن, موضحاً أن الإمارات ضمن التحالف, ستواصل الجهود لتحقيق الأمن اليمني, والمضي قدماً في دعم جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام والاستقرار.

 

العربي ودي ميستورا يؤكدان على ضرورة تنفيذ اتفاقية “جنيف – 1″ و22 قتيلاً بتفجيرين لـ "داعش" في الحسكة

دمشق – وكالات: أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن الفرصة الوحيدة في الوقت الراهن للتوصل إلى حل سياسي في سورية هو تنفيذ بيان “جنيف 1-” الصادر في العام 2012. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي مشترك مع العربي بعد جلسة محادثات بينهما, أمس, إن “هناك فرصة واحدة لإمكانية الوصول إلى حل سياسي في سورية, وهي بيان جنيف 1- لعام 2012, مؤكداً أن عسكرة الصراع في سورية بات الاتجاه السائد حالياً. وأوضح أن “خطته الحالية لحل الأزمة السورية تشمل عرضين مكملين لبعضهما, الأول يتمثل في “مجموعة عمل تهدف إلى إيجاد مستقبل للشعب السوري, ويكون الموضوع الأساسي لهذه المجموعة هو مكافحة الإرهاب”, لافتاً إلى أنه “توجد إشكالية في معالجة هذا الموضوع حيث لا يمكن مكافحة الإرهاب من دون التوصل إلى حل سياسي”. وأشار إلى أن “مجموعة العمل الثانية تتعلق بضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية لتجنب ما حدث من انهيار لها في ليبيا والعراق والصومال, إضافة إلى مناقشة المسائل الأمنية والعسكرية من قبل السوريين أنفسهم”. من جانبه, قال العربي إن “دي ميستورا تحدث بوضوح مع الوزراء العرب (الذين اجتمعوا أول من أمس في الدورة 144 لمجلس الجامعة العربية) بشأن الهدف الذي تسعى إليه الأمم المتحدة والجامعة العربية, مؤكداً أن تنفيذ بيان مؤتمر “جنيف 1- يهدف إلى إنهاء القتال في سورية والعمل على عودة السلام والاستقرار”. وأضاف إن “الخطة ترتكز على مرحلة انتقالية يتم فيها تشكيل هيئة تنفيذية لإدارة تلك المرحلة, على أن تشكل تلك الهيئة بتوافق الحكومة والمعارضة وهذا ما يسعى إلى تحقيقه في الوقت الراهن المبعوث الأممي وتؤيده الجامعة العربية”. ميدانياً, أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على كامل القلمون الغربي بريف دمشق وعلى الطريق الدولي فيها, وذلك بعد سيطرتها على مفرزتي الأمن السياسي والعسكري في الغوطة الشرقية, فيما دمرت قوات النظام نفقاً لإمداد التنظيمات المسلحة بطول 500 متر غرب دمشق. إلى ذلك, أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة أشخاص قتلوا جراء تنفيذ النظام السوري, أمس, نحو 14 غارة على مناطق بريف اللاذقية الشمالي وفي جبل الأكراد. من جهة أخرى, قتل 22 شخصاً, أمس, وأصيب نحو 40 آخرون في هجوم انتحاري لتنظيم “داعش” بسيارتين مفخختين في مدينة الحسكة شمال شرق سورية . وذكر التلفزيون السوري أن فرق الإنقاذ أخرجت عشرات الأشخاص من تحت الأنقاض. بدوره, ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان, أن هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف حاجزاً لمقاتلين أكراد في الحسكة, فيما استهدف هجوم ثان منطقة بجانب محطة القطار القريبة من مركز لقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام السوري. في المقابل, تبنى “داعش” الهجومين, معلناً انهما استهدفا مراكز تابعة لميليشيا وحدات حماية الشعب الكردي في مدينة الحسكة. وفي السياق ذاته, أرسلت بريطانيا عدداً من عسكرييها إلى تركيا, للمشاركة في برنامج تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية بقيادة الولايات المتحدة.

 

سفير البحرين لدى روسيا: لن نقبل إيران شرطياً للخليج وأعرب عن خشيته من بنود سرية في الاتفاق النووي

أكد السياسي والديبلوماسي البحريني أحمد الساعاتي, الذي عُين أخيراً سفيراً مفوضا فوق العادة إلى موسكو, أن دول الخليج لن تقبل بإيران شرطيا للمنطقة تتدفق عليه الأسلحة من الشرق والغرب. وقال الساعاتي في تصريح لشبكة “سي إن إن بالعربي”, إن العلاقات مع روسيا “ممتدة منذ سنوات طويلة”, واصفا إياها بأنها “واعدة”, ومؤكداً أن مهمته المرتقبة في إطار فتح أبواب جديدة لديبلوماسية المملكة في العواصم الشرقية والإطلالة منها على الملفات الإقليمية.وأوضح أن “البحرين قد تكون صغيرة بمساحتها الجغرافية أو عدد سكانها أو قوتها الاقتصادية ولكن موسكو تنظر إليها بثقلها السياسي ووجودها بهذا الموقع الستراتيجي كمدخل للخليج وبوابة للشرق الأوسط بشكل عام, وسنسعى لتدعيم هذه العلاقات وتطويرها”. وكشف عن عزمه خلال عمله بروسيا على اطلاع المسؤولين على تطورات الأوضاع لاسيما ما يتعلق ب¯”الدور الإيراني والتدخل في البحرين عبر تزويد عناصر متطرفة بالأسلحة وتدريبهم في مناطق بإيران والعراق, وتدخل الإعلام الإيراني التحريضي ومواقف المرشد الأعلى في إيراني (علي خامنئي) المتكررة بالتحدث عن الملف البحريني بشكل غير مقبول”. ولفت إلى أنه بعد توقيع الدول الكبرى الاتفاق النووية مع إيران, “نشأت مخاوف بشأن إمكانية وجود بنود سرية فيها, وأنها ستطلق العنان لليد الإيرانية لأن تمتد طموحاتها وتدخلاتها لمناطق واسعة من العالم العربي”. وأضاف “شهدنا الدور الإيراني في سورية والتأثير الإيراني في اليمن ولبنان, ولا ننسى تدخلاتها المستمرة بالبحرين من خلال التهديدات وإرسال الأسلحة وتدريب الشباب البحريني على الأعمال العسكرية والتغرير به وهناك شبكة اكتشفت بالكويت”. وانتقد الساعاتي “التهافت والهرولة” من دول في الشرق والغرب نحو إيران لبيعها الأسلحة والصواريخ مع توقع رفع العقوبات وإنهاء تجميد الأرصدة المالية, قائلا “لا يمكننا أن نقايض بين السلاح النووي الذي سيقيد وبين السلاح التقليدي المدمر أيضا, كالصواريخ البعيدة المدى والطائرات المقاتلة, نريد ضمانات دولية من الدول الموقعة على الاتفاقية بأنها لن تطلق يد إيران بسباق تسلح ولن تكون شرطي الخليج”. ودعا الساعاتي موسكو إلى لعب دور مهم بمسألة السلم بالمنطقة وخصوصاً بالملف السوري, “أظن أن نظام الرئيس بشار الأسد لم يعد طرفاً مقبولا من أي جهة للمشاركة بالمرحلة المقبلة, والأمر متروك للشعب السوري لأخذ قرار فوري بوقف الحرب وحل مشكلة النازحين”. واشترط ألا تكون التسويات بسورية مرتبطة بأي ملفات أخرى, “كأن تكون على حساب مصلحة دول مجلس التعاون أو في صالح إيران أو سواها”

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل مات بشير الجميّل؟

ملكار الخوري

لقد دَرَجْتُ على كتابة مقال سنويّ عن بشير الجميّل، في ذكرى إنتخابه رئيساً، وليس في الرابع عشر من أيلول. لماذا؟ لأن تاريخ 14 أيلول، وبالرغم من إختزاله الوجدان المسيحي، يمثّل لحظة الإنكسار، لحظة توقِّف الزمن عند الكثيرين. غريب كيف تتحوّل لحظات الموت إلى مناسبة لتأكيد الوجود والهويّة. ليس في التصريح هذا أي صورة شعرية او فلسفية، بل هو مجرّد ملاحظة خالية من أية رمزية ! هَلّا تأملّتم يوماً وجه البشير – دون أن يغيب عمره عن بالكم ؟ ألم تتساءلوا كيف يحمل وجهه هذا الكم من التجاعيد، ولماذا؟ حسناً، قد يقول البعض أنها بفعل العوامل الوراثية. ربّما. أو أنّ الجيل السابق كان يشيخ بشكل أسرع. ربّما/أو قطعاً لا. بعض من عاصره خير دليل على هذه ال "لا". ترسم تقاسيم وجه البشير مرحلة البلوغ الوجوديّ، وتحتضن في ثناياها رفات براءة ومراهقة جيل، فَرضت عليه الأحداث مخاطر ومسؤوليات، وهو لم يكن قد قسا عوده بعد. ماذا يعني أن تقف خلف متراسٍ ولم تبلغ بعد سن 18، أو 20 أو حتى 30؟ ماذا يعني أن تحمل أمن ومسؤولية سلامة حيّ، أو بلدة أو مجتمع وأنت في سن ال 29؟ماذا يعني أن تصير رأس الدولة وأنت في سن ال 34؟ هلا تأملّتم الآن وجه البشير – دون أن يغيب عمره عن بالكم ؟ تُضحِكُني عنتريات الجيل الجديد، جيلي، وأكبرنا لم يَخبَر من الحرب وقساوتها سوى الإحتماء في الملاجئ. تكفي مراجعة ما يُنشر على وسائل التواصل الإجتماعي من شعارات وصور و"بَهْورات"...حسناً، أنا لست ضد "الطقوس الحزبية" من شعائر، ومسيرات، وإستعراضات وعروض بصرية وسمعية. فهي التي تخلق وتنمّي حس الإنتماء إلى جماعة، وترفع مستويات "الأدرنالين" الفردية والجماعية. غير انّ تلك، في قالبها الحالي، تبدو فاقدة الإتصال بالواقع. واقعٌ أمسى فيه المسيحييون، بحدّهم الأقصى كمجلة Historia، أمينة ودقيقة في سرد المعلومات، التاريخية، والتاريخية فقط. قد يقول قائلٍ: تبدو كالبوم، في زمنٍ يحتاج المسيحيون فيه إلى رفع المعنويات. وقد لا يستثيغ هذا البعض ما تبقّى من هذا المقال. حسناً، الحقيقة صعبةُ، اليس كذلك؟

أكثر ما يحتاج المسيحيون إليه اليوم هو الواقعية. ما كان أيّام البشير، قد ولّى. فليَدفنوا موتاهم بسلام. هذا لا يعني مطلقاً التنكر لنضالاتهم، وتضحياتهم، ومشاريعهم وإستشهادهم. بل يفترض محاكاة الواقع بما يقدّم من معطيات حالية. عام 2007، وخلال لقائه مع بعض الناشطين في لبنان، سأل أحدهم الوزير السابق سليم الجاهل: Et si Bachir Gemayel était vivant, le Liban aurait il  (لو كان بشير الجميّل حياً، هل كان لبنان...). لم يدعه الجاهل يكمل سؤاله، بل قاطعه قائلاً: Monsieur, Bachir Gemayel est mort (سيّدي، بشير الجميّل قد مات). نعم، لقد مات بشير الجميّل !

 

نوح زعيتر.. جرعة زائدة لـ«حزب الله» في الزبداني

علي الحسيني/المستقبل/15 أيلول/15

أثارت الصور ومقاطع الفيديو التي عرضها تاجر المخدرات نوح زعيتر على صفحته الخاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايس بوك» يوم أمس، موجة من الانتقادات والتساؤلات خصوصاً أن الصور المذكورة قد التقطت بحسب التسريبات في القلمون السورية وتحديداً داخل مراكز عسكرية تابعة لـ»حزب الله» وإلى جانبه عدد من العناصر بسلاحهم الحربي وبزاتهم العسكرية التي يتميّز بها الحزب عن بقية الميليشيات المسلحة كما ظهرت آليات الحزب العسكرية بشكل واضح. المطلوب للقضاء اللبناني بموجب عشرات مذكرات التوقيف نوح زعيتر، تحوّل بالأمس إلى بطل قومي زفته صفحات «الممانعة» إلى جمهور «المقاومة»، مقاتلاً شرساً ومُدافعاً عن المقامات والعتبات المقدسة ومعلناً مبايعته لنهج «حزب الله» بقيادة الأمين العام السيد حسن نصرالله، وهو ما أعلنه زعيتر بالصوت والصورة من خلال قوله «نحن يا شباب وعدنا السيد حسن نصرالله أننا سنقاتل الدواعش أينما كانوا، وها نحن على الدرب سائرون. باذن الله خلال ساعات الزبداني «بتكون ممسوحة«، وليختم بعدها الجميع بجملة « لبيك يا نصرالله». «حزب الله» من فمه يُدان. لم تكن قد مضت سوى ساعات قليلة على نشر زعيتر صوره على صفحته الخاصة وما رافقها من انتقادات، حتى خرجت العلاقات الإعلامية في الحزب ببيان قالت فيه: «بعد توزيع بعض المواقع الإلكترونية صوراً للمدعو نوح زعيتر في مواقع عسكرية ومع أشخاص يرتدون بذلات عسكرية، تؤكد العلاقات الإعلامية في حزب الله، أن هذه الصور ليست في مواقع تابعة لمجاهدي المقاومة الإسلامية ولا مع مجاهدي حزب الله، ولا علاقة لحزب الله بها لا من قريب ولا من بعيد«. لتبرز هنا الأسئلة التالية: إذا لم تكن تلك مواقع تابعة للحزب، فأين يمكن أن تكون، فهل أصبحت منطقة بعلبك الهرمل ملاذاً آمناً لتجّار المخدرات والمطلوبين للعدالة، وهل تحوّلت «المقاومة» بدورها في الجرود وداخل الحدود السورية إلى «دكاكين» خاصّة، وبالتالي أصبحت تستوعب في صفوفها أصحاب السوابق من عصابات سرقة السيارات وتجار المخدرات ومرتكبي الجرائم؟.

بدوره لم يَنَمْ زعيتر على «ضيم» نفي الحزب الذي أراد من خلال بيانه لملمة الفضيحة خصوصاً أمام جزء من جمهوره كان يتساءل عن سبب وجود شخص كهذا في مواقع متقدمة يُفترض بحسب اعتقادهم أنها مُخصّصة لـ»أشرف الناس»، فقال « تسريب الصور الذي ظهر اليوم (أمس) لم يكن من قبلي وليس لدي فايسبوك وما شابه ولا أقوم بتسريب الصور«. ليعود وينشر صوراً جديدة يظهر فيها إلى جانب مسؤول قطاع بعلبك في الحزب القائد العسكري حسين نصرالله ويُعلن «كل العالم تذهب الى حيث المقاتلين وينشرون صورهم ولا يتكلمون ولماذا الآن ينفون وجودي هناك؟.. أنا وعائلتي وأولادي فدا المقاومة ورهن إشارة سيد المقاومة ونحن مقاومة وأشرف من الجميع وفشر أن ينعتني أحد بتاجر مخدرات«. وختم: «أنا واثق أن بيان النفي ليس صادراً عن حزب الله وغداً ستتأكدون من ذلك«.

وفي الوقائع والصور، فبعد الزيارات المتعددة التي سبق أن قام بها عدد من المسؤولين والقياديين في «حزب الله» إلى مناطق الجرود بهدف منح عناصر الحزب هناك «جرعات« من الدعم المعنوي عقب الخيبات والانكسارات التي ما زالت تلاحق هؤلاء العناصر في الداخل السوري ومن بينهم نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ورئيس الهيئة الشرعية الشيخ محمد يزبك إضافة إلى بعض نواب الحزب، توّج نوح زعيتر بالأمس هذا الدعم بزيارة مماثلة وعلنية لتقطع الشك باليقين حول التسريبات التي راجت في منطقة البقاع في الفترة الأخيرة عن أن جميع المطلوبين للدولة اللبنانية أصبحوا في الداخل السوري وتحديداً في منطقتي «القصير» و»القلمون»، بينهم تجّار حبوب «الكابتاغون» ومزورو عملات وملفات وأوراق رسمية وسارقو سيارات، ومن ضمنهم ماهر طليس الذي ثبت أنه كان يبيع سيارات مسروقة لتنظيم «داعش« الذي كان يُرسلها مجدداً إلى لبنان لكن بعد تفخيخها لتحصد أرواح الأبرياء.

منذ شهر تقريباً و»حزب الله» يرفع لواء محاربة الفساد ويقيم الدنيا ولا يُقعدها من خلال توجيهه اتهامات عشوائية ضد طرف محدد في سياق حملة مبرمجة مدعومة بأمر خارجي، في وقت يغرق فيه بالفساد ويُغرق البلد فيه وآخر نواته زعيتر المسؤول بشكل مباشر عن مقتل العشرات نتيجة تجارته بالسموم الملونة وعن خراب آلاف البيوت. وهنا أيضاً يطرح نفي الحزب مجدداً زيارة زعيتر لمواقعه ورفع قيادته العسكرية وإن همساً، مسؤوليتها عن الزيارة، سؤالاً عن الجهة المخولة إدخاله هو وأمثاله الى المواقع المتقدمة، وهل أصبح بإمكان أي شخص قصد هذه المناطق لالتقاط بعض الصور على غرار الزيارات التي يقوم بها جمهور الحزب إلى معلم «مليتا» السياحي؟. أسئلة لن تجد أجوبة شافية لها طالما تحوّل تاجر المخدرات نوح زعيتر إلى مقاوم يهدد ويتوعد الشعب السوري بحسم معركة الزبداني والقلمون.

نوح زعيتر، وجه مقاوم جديد برز على الساحة السورية، ورغم عدم اعتراف الحزب به كمتطوع جديد في صفوفه، إلا أن نوح نفسه ولدى توجيه أي سؤال له يتعلق بطبيعة عمله أو بالحماية التي يتغطى بها يقول وبكل اعتزاز «أنا لست بسارق سيارات، بل أنا مقاوم وهناك قيادة تقف خلفي أتّبع تعليماتها وهي مرجعيتي الأولى والأخيرة». من هي هذه القيادة يا نوح؟. إنها قيادة «المقاومة». ومن خلال زيارته «القلمون» و»الزبداني» بالأمس ودعمه عناصر «حزب الله»، يكون نوح زعيتر قد وضع أولى خطواته على «طريق القدس«.

 

هل تشكّل المحافظات الجديدة مقدّمة نحو اللامركزية الإدارية؟ كسـروان - جبيـل تنضمّ إلى اللائحة ووزارة الداخلية تتحفّظ

منال شعيا/النهار/15 أيلول 2015

في نيسان 2003، قدّم النائب نعمة الله ابي نصر اقتراح قانون لانشاء محافظة جديدة تضم قضاءي كسروان الفتوح وجبيل، ويكون مركزها جونيه. اول من امس، أقر الاقتراح داخل لجنة الدفاع بالاكثرية، بعدما اقرته لجنة الادارة والعدل بالاجماع، بينما ينتظر امرار الاقتراح امام الهيئة العامة لمجلس النواب، حين تدق ساعة التشريع بعد انتظار طويل. واذا كان ابي نصر يعتبر اقرار الاقتراح "خطوة أساسية نحو اللاحصرية الإدارية"، فهل يمكن اعتبار هذا الامر مقدّمة نحو اللامركزية الادارية، وبالتالي اي تأثير لهذه المحافظة الجديدة على مشروع اللامركزية الادارية، وأبعد من ذلك، هل من تأثير في قانون الانتخابات النيابية والتقسيمات المنتظرة بعد امد طويل؟ المعلوم ان اتفاق الطائف اقر المحافظات الخمس، وبعد ذلك، بدأ استحداث محافظات عدة على حدة، حتى بات عدد المحافظات تسعا، هذا اذا سلك اقتراح انشاء المحافظة الجديدة في كسروان مشواره الاخير امام الهيئة العامة. من هذا المنطلق، بدا واضحا ان نواب بعض المناطق "تنافسوا" على تقديم اقتراحات قوانين، كل في منطقته، مطالبين بانشاء محافظة جديدة. هذا ما حصل سابقا مع محافظة بعلبك – الهرمل، ومحافظة عكار، ومحافظة النبطية، وصولا اليوم الى محافظة كسروان – جبيل.

بعض النواب يعتبر ان التقسيمات الادارية شيء والتقسيمات الانتخابية شيء اخر ، وهذا ما يصر عليه ابي نصر لافتا الى ان لا ترابط في الامرين، اقلّه حتى اللحظة.

تحفظ وأهمية

المفارقة انه خلال جلسة لجنة الدفاع اول من امس، سجلّت وزارة الداخلية تحفظها على الاقتراح، علما انها الوزارة المعنية بالامر، بينما وافقت وزارة المال عليه. استندت وزارة الداخلية في تحفظها الى "عدم التجانس الديموغرافي في جبيل وكسروان"، بينما ردّ ابي نصر بالاشارة الى ان "هناك 13 رئيس بلدية من الطائفة الشيعية، وثمة نائبا شيعيا، اضافة الى الوجود السني". وبعد تحفظ الداخلية، سجلّ رئيس لجنة الدفاع النائب سمير الجسر تحفظه ايضا، مطالبا بأن يرد الموضوع على شكل مشروع قانون من الحكومة بدلا من اقتراح القانون، فأجابه ابي نصر: "ولماذا لم تطالب بالامر نفسه مع محافظات النبطية وبعلبك وعكار".

بعد هذا الجدل، أقرت اللجنة الاقتراح بالاكثرية. ويرى أبي نصر ان "أهالي منطقة كسروان يعانون في قضاء بعض الحاجات، وخصوصا ان نحو الف سيارة تتوجه كل يوم الى بعبدا للانتهاء من بعض المعاملات، وبالتالي لا بد من تسهيل شؤون المقيمين هناك والذين يبلغ عددهم حوالى نصف مليون شخص".

يشرح أبي نصر لـ"النهار انه "لا يجوز ان تحصر الدولة سلطتها في بعبدا، وهناك أناس لا بد من تسهيل أمورهم". ولكن ألا يشكل هذا الامر خطوة نحو اللامركزية، لا سيما اذا ربط الامر باقرار المحافظات الثلاث في بعلبك وعكار والنبطية؟ يفضل ابي نصر القول ان " اقرار الاقتراح يشجع على اللاحصرية ويلغي الحصرية التي كانت قائمة لاعوام"، ولا يتردد في الكشف انه اتصل بالنائب خالد الضاهر كي يحضر جلسة لجنة الدفاع اول من امس ويصوّت مع الاقتراح، ويبدو ان لبعض نواب المناطق حساباتهم. لكنه يعترف بأن انشاء المحافظة قد يكون له تأثيره في اقرار اللامركزية عبر تشكيل لجان محلية، يمكن ان تكون منتخبة، ولها صلاحيات محددة مع المحافظ، وصولا الى انشاء دوائر محاكم استئناف، مرورا باكتفاء ذاتي في بعض المطالب الحياتية الملحة. قد تكون لهذه المسألة ابعاد عدة، وقد تتطلّب الكثير من الوقت. اليوم، ينتظر اقرار الاقتراح اولا داخل الهيئة العامة لمجلس النواب، ومن ثم تعيين محافظ جديد وموظفين في محافظة كسروان جبيل داخل مجلس الوزراء. ورغم أن أبي نصر ابن منطقة كسروان، فإنه يصرّ على ان التقسيمات الادارية شيء والتقسيمات الانتخابية شيء اخر، ويقول: "فلننتظر اقرار قانون الانتخابات. يحكى اليوم عن لبنان دائرة واحدة مع اعتماد النسبية، فلننتظر ونر. اولا، لا بد من تسهيل شؤون المواطنين، وهذا يتحقق عبر اقرار المحافظات الجديدة". وكان ابي نصر عقد مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب تحدث فيه عن اهمية اقرار اقتراحه، مطالبا رئيس مجلس النواب نبيه بري بوضعه في جدول الهيئة العامة.

 

لجنة البيئة استمعت إلى خطة شهيّب ولا تحفّظات التشاور مستمر... فهل يبدأ التنفيذ الأسبوع المقبل؟

منال شعيا/النهار/15 أيلول 2015

إجماع نيابي حاولت لجنة البيئة امس تحقيقه تمهيداً لتنفيذ خطة الوزير اكرم شهيب. نحو ثلاث ساعات امضتها اللجنة برئاسة النائب مروان حماده، في محاولة إقناع مختلف النواب الذين يمثلون الكتل النيابية، بالخطة الوزارية. تميز الاجتماع بحضور عدد كبير من النواب، الى جانب اعضاء اللجنة. ولم يكن امام شهيب ولجنته التي تضم خبراء سوى الاستفاضة في شرح تقني للخطة. وفي المضمون، تحدث شهيب والخبراء عن "ايجابيات" الخطة، بعدما اكد الوزير انه لولا الحراك لما كانت الخطة. عبر هذا الكلام، حاول شهيب الايحاء اولا بأن الخطة ليست بعيدة عن الرأي العام وعن المطالب، وسعى ثانيا الى تأمين ارضية قابلة لتطبيق خطته. داخل الجلسة، ووفق المعلومات المتوافرة لـ"النهار" اخذ الخبراء المشاركون مع لجنة شهيب، الحيّز الاكبر من الكلام، فتحدث الخبير ادغار شهاب طويلاً، مقدما شرحا تقنيا حول تنفيذ الخطة. كذلك، لاقاه الاعلامي الزميل بسام القنطار الذي شرح آلية تنفيذ الخطة، واكد ان التشاور ضروري لجعل الخطة قابلة للتنفيذ. كلام الخبراء الذي وصف بالصريح، لم يحجب كلام النواب الذين سبقوا اللجنة بأشواط، مطالبين بتنفيذ الخطة اليوم قبل الغد، ومؤكدين ان الوضع لم يعد يحتمل. فغابت الاعتراضات والتحفظات، ربما لان عدسات الكاميرا غابت بدورها!

"القنابل الموقوتة"

تكلم شهيب على "القنابل الموقوتة" التي تشكلها أكوام النفايات المرمية في كل شارع، وخصوصا انها تتراكم تحت اشعة الشمس الحارقة، ولا بد من معالجتها سريعا لان اخطارها تتضاعف كل يوم. اللافت ان بعض النواب من بعض الكتل سبق لهم أن رفضوا خطة شهيب، الا انهم داخل اللجنة، لم يسجلوا اي رفض، وان كان بعض نواب "تكتل التغيير والاصلاح" سألوا عن آلية التلزيم، وعما اذا كانت ستتم بالتراضي او عبر المناقصة. وهنا سجل النائب غسان مخيبر ملاحظات قانونية وادارية، وتوقف عند طريقة تبني مجلس الوزراء خطة شهيب. ولهذه الغاية، ارتأت اللجنة الاجتماع لاحقا بمخيبر لتوضيح عدد من النقاط والرد على بعض التساؤلات. وحاولت لجنة شهيب في اجتماع لجنة البيئة استكمال حملة التشاور مع الجهات المعنية بالخطة وهي خمس: سكان المناطق المقترح ان تكون فيها مطامر وفق خطة شهيب، بلديات المناطق المعنية، الجمعيات البيئية، ممثلون عن الحراك المدني، القوى السياسية. وعليه، كانت مختلف القوى السياسية ممثلة بالامس عبر النواب داخل اللجنة، الامر الذي عكس انطباعا اوليا ان الخطة قد تسلك طريقها نحو التنفيذ، بعدما واجهتها في البدء تحركات سريعة رافضة. معظم النواب اكدوا ان القصة لم تعد تحتمل. والاهم ما لفت اليه القنطار داخل اللجنة، من ان "لجاناً محلية ستواكب تنفيذ الخطة، افساحا في المجال امام عدم تسجيل اي مخالفة او امكان تحوير الخطة، وستؤلف اللجان من سكان المناطق المعنية".

خمس نقاط

خمس نقاط اساسية اكدتها مداخلات الخبراء خلال الجلسة. اولا، ان المطامر ليست بالضرورة "قنابل نووية"، اذا عولجت بالطريقة الصحيحة، وانه ليس هناك اي ادارة بيئية من دون مطامر.

ثانيا، ان المرحلة الاولية من الخطة ستكون تمهيدية – انتقالية، وبالتالي سيكون هناك حزم بأن لا تمديد ساعة واحدة للمهل الموضوعة في الخطة.

ثالثا، ان النفايات التي تراكمت اصلا في كل شارع لا حلّ لها سوى تغطيتها بالرمل، بمعنى أن لا حل لها الا الطمر.

رابعا، المنطقة المقترحة في المصنع، ليست فيها مياه جوفية، كما ردّد البعض، وبالتالي يمكن ان تكون مطمرا صحيا.

خامسا، لا بد من تنفيذ سريع وحازم للخطة، مع تأمين التواصل الحقيقي مع الناس والمعنيين.

ولضمان نجاح الخطة، كشف ان لقاء مغلقا سيعقد اليوم في "البيال" مع بعض فاعليات المصنع، كاللقاء المماثل مع شخصيات عكارية، وبهدف شرح تفاصيل الخطة، تماما كاللقاء الذي عقد مساء امس مع "حملة اقفال مطمر الناعمة". ووفق الاجواء التي تكوّنت لدى لجنة شهيب بعد جلسة امس، لخص مشارك في اللجنة لـ"النهار" المداخلات بالآتي: "ان تنفيذ الخطة قد يسلك طريقه الاسبوع المقبل، بعد استكمال حملة التشاور". وقال شهيب: "لولا الحراك لما كانت الخطة التي تخضع لتشاور ولقاءات مع كل من هو حريص على ملف البيئة، وهذا الملف لا يتحمل الرفاهية. هناك إشكالية مع الناس نتيجة الصراع السياسي والتدخلات والتأثيرات، ولكن اللجنة هي من اصحاب اختصاص وعلم ولم تشكل لتفشل وضمان نجاحها الشراكة والاحساس الجماعي بأن المشكلة كبيرة وينبغي حلها". واعتبر ان "المرحلة الانتقالية لن تكون مرحلة نهائية، ويجب إلغاء ديون البلديات، وإذا استمرت أزمة النفايات ولم تعالج فستخلق مصاعب جديدة في البلد على المستوى النفسي". وختم: "جمال الخطة هو في إعطاء القاعدة حق المعالجة، والاقناع والحوار والتفاهم هو ما يهم اليوم لحل الأزمة وهذا واجب وطني علينا جميعا". اما حماده فرأى ان "الكلام النظري انتهى وينبغي الانتقال الى تطبيق خطة الوزير شهيب بموافقة كل القوى بما فيها الحراك الشعبي".

واشار الى ان "كل القوى السياسية كانت موجودة في اجتماع البيئة وكان هناك تجاوب حيال الخطة"، لافتا الى ان "العرض الذي قدّمه شهيب امام كل القوى السياسية في البلد كان موجودا اليوم أمام لجنة البيئة وكان هناك انطباع جيد تجاه الخطة".

 

ما الحاجة بعد إلى رئيس للجمهورية و"الشغل ماشي" بضرب المناصفة؟

بيار عطاالله/النهار/15 أيلول 2015

ليس صحيحاً ان الادارات العامة تواجه مشكلات في ادائها وان احداً لا يحرك معاملة في ظل الشغور في موقع رئاسة الجمهورية المركز المسيحي الابرز في لبنان والشرق وصولاً الى الفيليبين. في الحقيقة "الشغل ماشي" و "الامور كلها تسير" ولا يبدو ان الحاجة الى انتخاب رئيس امر ملح واساسي على جدول اعمال الكثير من الشركاء في الوطن. الرئيس التنفيذي لمؤسسة "لابورا" الاب طوني خضرا، أعيته الحيلة في الوصول الى تحقيق مبدأ الشركة والمناصفة، وهو من على فراشه في المستشفى يروي سيرة "مخجلة" فعلاً لمسار الأمور وما وصلت اليه الاحوال في القطاع العام، وعلى رغم النجاحات التي تحققت في المناصفة الفعلية، في قطاعات اساسية مثل الامن العام والامن الداخلي وامن الدولة. نموذجان يختصران مشكلة المسيحيين في الدولة، اولهما يتمثل في ما جرى في امتحانات مجلس الخدمة المدنية لمصلحة وزارة المال، إذ اجريت اخيراً مباراة مراقب ضرائب، التي تعتبر من الوظائف الاكثر دقة في الجمهورية وهي فئة رابعة. وكانت المفاجأة فوز اكثر من 220 متبارياً لا تتجاوز نسبة المسيحيين من بينهم 15 في المئة بعدما كانت تقليدياً 50 في المئة واكثر. ويعود ذلك الى قيام مجلس الخدمة بإلغاء جميع المسابقات التي كان بعض المرشحين يواجهون فيها صعوبات في اللغات الاجنبية، مثل الغاء فحص اللغتين الفرنسية والانكليزية، وتعليق العمل بالعلامة اللاغية التي كانت تساهم في التوازن، اضافة الى الغاء فحص البرمجة، واعتماد اللغة العربية حصراً في المسابقات وفي مناهج قريبة من التعليم في جامعات معينة تعتمد اللغة العربية فقط، ما ادى الى رسوب غالبية المتقدمين المسيحيين الذين لا يتقنون بعض العلوم في العربية. أضف أن من تم تعيينهم في اللجان الفاحصة، هم في غالبيتهم ممن يقومون بتدريب المرشحين وتحضيرهم، في احزاب "الجماعة الاسلامية" و"المستقبل" وحركة "أمل" و"حزب الله"، وقت استبعد نظراؤهم المسيحيون الذين يقومون بتدريب المتقدمين من المسيحيين سواء في "لابورا" او لدى الاحزاب المسيحية وبقرار كيدي مئة في المئة.

اما النموذج الثاني فيتمثل في ما يجري في وظائف بلدية بيروت، لجهة الاجحاف الكبير اللاحق بالتمثيل المسيحي والذي يضرب مبدأ المناصفة وحتى المثالثة ولا يبقي لهم (والمقصود المسيحيين) بالكاد 20 في المئة من الوظائف في البلدية. وكانت النقطة التي طفح بها الكيل في البلدية، مصلحة الشؤون المصنفة التي انتزعت من المسيحيين الموارنة واسندت الى السنة، اضافة الى خسارة المسيحيين مركزهم التقليدي في موقع المراقب العام والذي كانت آخر من تولته ديالا ضومط.

يقول اعضاء المجلس البلدي في بيروت، ان المسيحيين لم يتبق لهم سوى اربعة مراكز من اصل 11 مصلحة وادارة اساسية في بلدية بيروت، وتتوزع كالآتي: الشؤون الادارية تتولاها جاهدة عيتاني (سنة)، المالية: علي عثمان (سنة)، المصنفة: باسم العويني (سنة) بعدما كان يتولاها جوزف منعم (ماروني)، فوج الاطفاء: العقيد محمد الشيخ (سنة)، امانة المجلس البلدي: بدرية عبدالله (شيعة)، فوج حرس بيروت: العميد علي شحرور (شيعة)، النظافة: ربيع حيدر (درزي). في حين يتولى الهندسة ايلي اندريا (ارثوذكسي)، والصحة: فادي صالحاني (ارثوذكسي)، التفتيش: الياس هدايا (ارثوذكسي)، والمسالخ ويتولاها جوزف منعم الماروني.

لكن الاسوأ لا يقتصر على مديري المصالح، بل على مستوى الدوائر ايضاً اذ تراجع الحضور المسيحي من المناصفة الى نسبة 20 في المئة على الاكثر، وكذلك على مستوى الموظفين حيث تم اغراق الادارة بالموظفين من غير المسيحيين، ولم تجد كل المحاولات لإعادة تعديل الامور وتصحيح الخلل، وخصوصاً لجهة تثبيت المتعاقدين المسيحيين الذين جرى ادخالهم لتصحيح الوضع قليلاً ولكن من دون أي نتيجة تذكر.

 

أهبل أو شاطر

راشد فايد/النهار/15 أيلول 2015

فجأة، صار الفساد على كل شفة ولسان، كأنه أمر مستجد على اللبنانيين، أو كأن هؤلاء مقطوعون عن ماضيهم، أو كأن الفساد لا يكون فساداً إذا كان مردوده تحت الملايين، وبالدولار طبعاً. الفساد في لبنان نمط حياة. وللناسين أن يتذكروا ما كان يرويه فؤاد شهاب، رئيس النزاهة في تاريخ الجمهورية، ورافعها الى مستوى الدولة. كان يقول إن الوالدة اللبنانية لا تسأل ابنها عن قيمة راتبه، بل عن "البراني" الذي يتصيده. ولأن الفساد نمط حياة، تمر عشرات السنين على فضيحة الأملاك البحرية، القديم منها، والمستجد (مرافئ أمراء الحرب والصفقات)، ولا من يجرؤ على طلب استردادها، أو إرغام مستغليها على سداد بدل استثمارها. والأمر نفسه مع النفط والغاز البحريين المؤجلين حتى يتفق "الغيورون" على ثروات لبنان، ممن ليسوا أصحاب اختصاص ولأن الفساد نمط حياة، يتساءل كل لبناني، عند الاعلان عن تلزيم مشروع، أو اصدار قانون: كم هو المبلغ "المسرّب" منه، أو عبره، الى جيوب النافذين، ليس من باب الإدانة، بل من زاوية الاعجاب بـ"الشطارة". فالمختلس، في بلاد الأرز، شاطر "بيعرف يدبر حاله"، والأمين النزيه "طيب" أو "آدمي" بمعنى ساذج وحتى "أهبل". والفساد، في وطن جبران خليل جبران، درجات، من سمسرات الدوائر والادارات، في كل الوزارات، الى الصفقات. والصمت في الحالتين، جزء من الفساد الوطني. للتذكير، في عهد الحكومة السابقة، كشف الوزير غازي العريضي عن تهريب جمركي في المرفأ يفوِّت على الدولة سنوياً ما لا يقل عن مليار دولار. لم يهتز جفن حزب الأمين العام، المعني بالتهمة. مع ذلك يقول وزير المال الحالي "إن الاجراءات التي اتخذت رفعت مستوى الضبط الجمركي". من يمكنه أن يصدق؟

قبله، حاول وزير العمل قوننة الرشاوى في وزارته التي يعرف القاصي والداني انها، تاريخياً، ومنذ عهد الوصاية، من أهم أوكار الفساد وأشهرها. ليس المجال لعرض مواقع الفساد، فهذه تتزايد بتزايد هزال المؤسسات الرقابية، التي تهاوت "وهرتها" مع اشعال الحروب في لبنان، ونهش قوى الأمر الواقع سلطتها. هل تذكرون ما بنته "البيئة الحاضنة" على الأملاك العامة في "الرمل العالي" والاوزاعي؟ لكن قمة الفساد، وذروته، اجهاز فئة، بالمعنى السياسي والديني والمذهبي، على احتكار الدولة للقوة، لا سيما العسكرية، ومجاهرتها بالتبعية لدولة خارجية، وتجرؤها على "إلغاء" نتائج الانتخابات، بفرض "الوفاقية" في ادارة الحكم، ما جعل الجميع في الحكومة وخارجها، في آن واحد، ومنع محاسبتها. فمفهوم الوفاقية محيّر: هل هي بين الطوائف (بسبب الثنائية الشيعية المهيمنة تحديدا)، أم هي سياسية (بسبب هيمنة سلاح الامين العام)، أم هي عددية بسبب "نظرية" الأمين العام نفسه عن الاغلبية الشعبية مقابل الاغلبية النيابية؟

مع ذلك، "يفاجئنا" الفساد؟!

 

على الوعد يا... لبنان!

الياس الديري/النهار/15 أيلول 2015

حال لبنان مع أميركا دائماً وأبداً على الوعد يا كمّون. ليس من اليوم تحديداً، أو من احتجاز الاستحقاق الرئاسي في "ضيافة" طهران، إنما منذ ثورة 1958 حيث فوجئت بيروت بقِطع من الأسطول السادس ترسو بين الجْناح والرملة البيضاء. فبعد التهليل وإطلاق رصاص الترحيب ليلاً، تبيّن مع طلوع الفجر أن الأسطول الأميركي ما شرّق وجهته إكراماً للبنان بقدر ما كان تحرّكه من أجل العراق والأردن وباقي التفاصيل. من ذلك التاريخ إلى يومنا هذا اللبنانيّون صامدون على اقتناعهم أن واشنطن لا ترى من الشرق الأوسط إلا هـَ الكَم أرزة العاجقين الكوْن. وعلى جاري العادة يأكلون أصابعهم ندامة، لكنهم يثابرون على "انحيازهم" ولو لُدغوا سبعين مرة سبع مرات من الجُحر ذاته... لا مجرّد مرّتين. انْوعد اللبنانيّون، من أعلى إلى أسفل، بانفراج أزمتهم الرئاسيّة التي ختمت سنتها الأولى وتكاد تقترب من منتصف الثانية فور توقيع الاتفاق النووي. السفراء الجُدد والقدامى، الموفدون تحت عناوين ولمهمات مختلفة، زائرو واشنطن، الجميع تحدّثوا في الموضوع الإيراني من غير أن يشبعوا أو يتوقّفوا عند حد معيّن. حتى باريس مربط خيْلنا اقتنعت، لسبب من الأسباب، أن البيت الأبيض أسمع طهران إشارات وتلميحات في هذا الصدد، وكان الجواب مشجّعاً. أين الدنيا وأين أهلها. أين الوشوشات، والهمسات، والوعود. تكاد مفاوضات جديدة تبدأ بين أميركا وإيران حول أمور كثيرة في المنطقة، بعدما جلس الاتفاق النووي على عرشه متوّجاً بالرضى الأميركي والعناية الأوروبيّة... فيما لا يزال لبنان مشلولاً. ومن غير أن يرِد ذكر الأزمة اللبنانيّة على لسان أي مسؤول أميركي كبير. حتى السفير الأميركي المغادِر ديفيد هيل يرى "أن الوضع اللبناني صعب وحسّاس في هذه المرحلة. والمشكلة ليست أزمة النفايات وحدها، فالخلل في مواقع أخرى". وأنهى كلامه بالتمنّي (على اللبنانيّين) "تفعيل عمل الحكومة، وانتخاب رئيس جديد، وأن تُجرى انتخابات نيابيّة جديدة. فهذه المسائل ضرورية جداً". من هنا كان ترحيبنا المسبق وتأهيل مختلف الفئات بالزيارة التي ينوي الرئيس فرنسوا هولاند القيام بها قريباً جداً لبيروت، رغبة منه في الاطلاع على واقع الحال بالعين المجرّدة، وإلقاء نظرة على وضع المهجّرين واللاجئين... وكيف الوصول إلى حلّ يُخرج البلد الذي كانت تُضرب به الأمثال من حال الشلل والتعطيل إلى دورة الحياة الطبيعية. على الأقل، فرنسوا هولاند لا يخوننا، ولا يسلّمنا للشيطان، ولا يبيع لبنان في سوق المصالح.

 

عن مستويات الحراك في لبنان

سامر فرنجيّة/الحياة/15 أيلول/15

بعد حوالى ثلاثة أسابيع من التحرّكات والتظاهرات الاحتجاجية، ما زال الحراك يترنّح بين حدّي الوجود، كمجرّد حراك اعتراضي في الشارع، والانطفاء كسائر المحاولات التي سبقته، وإن كان شكل كسوف هذا التحرّك قد يختلف عمّا سبقه من تجارب. فبعد عدد من التحرّكات في الشارع وردود الحكومة عليها، بدأت تظهر معالم الحراك ونقاط ضعفه وحدوده التي يجب تداركها، كما ظهرت أيضاً معالم «النظام» وحدود قمعه أو إصلاحه. ويمكن تحديد ثلاثة مستويات للحراك، تتزامن وتتكامل وتتناقض، ولكل واحد منها وتيرته الخاصة، وإن كانت كلّها تتوحّد أو تتلاقى في الشارع. بداية، هناك المستوى «الرسمي» المطلبي، الذي بدأ مع أزمة النفايات ليمتدّ إلى مسألة علاقة البلديات بالمالية العامة، قبل أن يطرح إشكالية المناطق وعلاقتها بالمركز. قد يتطور هذا المستوى ليشمل ملفات أخرى كالكهرباء أو الأملاك البحرية أو غيرها من الأمور المطلبية، كما يمكن أن يعيد فتح ملفات قديمة كموضوع سلسلة الرتب والرواتب. بيد أنّ مسألة النفايات أظهرت «سقف» مطالب كهذه، أو على الأقلّ أظهرت تعقيدات طرح الملف المطلبي. فأولاً، لكل ملف مساره الخاص، الذي قد يأخذ شكل المواجهة أو التفاوض مع الحكومة. فالمطلوب إنجازات أو على الأقل تقدّم في الملفات، وهذا ما قد يتطلّب بعضاً من «الالتباس» في التحرّك. ثانياً، بات النظام اللبناني في فساده المعمّم وتصلّب مؤسساته، غير قادر على تلبية أي مطلب من دون إعادة البحث في تركيبة البلاد المناطقية والاجتماعية والسياسية، ما يتطلّب جهداً ومساومات كبيرة لتحقيق أي تقدّم. وثالثاً، ما زالت المطالب موجّهة للدولة، أي لا تقوم على إعادة التوزيع بين فئات المجتمع، وهذا إذا ما طُرح فإنه قد ينتج اعتراضاً مجتمعياً، كالذي رأيناه في قضية سلسلة الرتب والرواتب، والتعاطي معه مختلف عما رأيناه في الأيام الأخيرة. فالسؤال هنا عن كيفية تفعيل المستوى المطلبي، ما بين ضرورة التنسيق بين المسارات المختلفة وخصوصية كل ملف، لبناء مروحة من الاحتجاجات قد تنجح في إحراز بعض الاختراقات.

المستوى الثاني للتحرّك، الذي ظهر على هامش الحراك العام، هو المستوى الثقافي أو «الجيلي» الذي تجلّى بعدد من «التوترات» الجانبية. ويظهر هذا المستوى من خلال عمر المتظاهرين، والخلاف الكامن على «الأغاني الثورية»، وشكل الحراك، والحساسية حيال رموز سياسية ربطت الخطاب الاحتجاجي بمشاريع سلطة، ورفض الخطاب عموماً أو ترداد مقولات «ثورية» بانتظار خطاب مختلف، وغير ذلك من إشارات.

الصراع على هذا المستوى يُخاض على أرضية محدّدة، وهي معركة الخطاب الاحتجاجي في لبنان وأدوات نقد النظام، وهو ما لم يتجدد منذ السبعينات، لأسباب عدة، منها الحرب الأهلية واستغلال هذا الخطاب من سلطات الأمر الواقع.

تجديد الخطاب الاحتجاجي يأتي في لحظة خاصة، تمرّ فيها المنطقة بتقلبات الثورات العربية، مع مدّها وجزرها اللذين غيّرا وجه المنطقة، كما يأتي في لحظة تمرّ فيها البلاد بأصعب لحظاتها، مع تراكم الأزمات الاقتصادية والسياسية والميثاقية. أو بكلام آخر، تأتي مرحلة التجديد في لحظة مشابهة بخطورتها للحظة الحرب الأهلية التي قضت على بوادر الحركة الاحتجاجية في السبعينات. فالسؤال الذي يواجه من يهتم ببلورة هذا الخطاب هو: كيف يمكن ربط المسائل الاجتماعية والتحررية بالمسألة السياسية والميثاقية، لتجنّب الوقوع في المسار التدميري العام؟ أو بكلام آخر، كيف يمكن التفكير بخطاب احتجاجي يدرك شروط إمكانيته، أي وجود حدّ أدنى من السلم الأهلي ومن المؤسسات التي يمكن معارضتها. غير أنّ العقدة الأساسية اليوم، تقع على المستوى الثالث، أي المستوى السياسي الآني. فإذا وضعنا جانباً شعار «إسقاط النظام» الذي سُحِب أصلاً من التداول، أو محاولة «١٤ آذار» التلاقي مع الحراك من خلال مطالبته بنزع سلاح حزب الله وتبنّي أولوية الانتخابات الرئاسية، أي بأن يتحوّل الحراك إلى الوجه الجديد لـ «١٤ آذار»، يبقى هناك طرح واحد لا يزال يتمّ تداوله. فهناك مقولة أو مخرج سياسي أو عرض من قوى الأمر الواقع يفترض التلاقي حول الانتخابات النيابية أولاً. وهناك جاذبية لطروحات كهذه بين عدد من مكونات الحراك المدني، وبينهم الوزير السابق شربل نحاس الذي اعتبر أن تعميم الفساد «يندرج في إطار فشة خلق» يجب استيعابها. فتتويج الحراك سياسياً يكون في قانون انتخابات يعطي الغلبة لقوى «٨ آذار». ويمكن تسمية هذا الخيار بأنّه خيار «الإصلاح والتغيير تحت منظومة السلاح والقتل»، مطالباً المتظاهرين، ليس فقط بتناسي دور حزب الله التخريبي في لبنان والتدميري في سورية، بل أيضاً فساد هذه القوى، لينتهي هذا المسار بتحويل الشباب إلى نوع من «سرايا المقاومة المدنية». فإذا كان هذا الخيار مرفوضاً، بقي خيار آخر يعتبر أن هدف هذا التحرّك هو «تحسين شروط العيش في ظل الأزمة السياسية والميثاقية والسيادية». ومفاد هذا الخيار دفع أو إرغام السياسيين على تحييد بعض الملفات الحيوية من تبعات الصراع الحالي، ونقل الخلافات حول الرئاسة أو السلاح أو قانون الانتخابات إلى طاولة حوار، يُفضل عقدها نهار الأحد، وليس في منتصف الأسبوع. هذا الخيار ليس فقط براغماتياً، ومتعلّقاً باستحالة أن يخوض الحراك اليوم أي معركة سياسية، بل ينطلق من ضرورة «تسييس الحياة اليومية» الذي يحتاج الآن إلى بعض من «الحياد» السياسي. ففي ظل التصارع السياسي بين قوى ٨ و١٤ آذار الذي شلّ البلاد، قد يكون من المفيد النزول إلى مستوى ما دون سياسي لبناء الحاضنة المؤسستية للحراك المطلبي والصراعات الجانبية. ولربما شكلت الانتخابات البلدية في ٢٠١٦ نقطة البداية لإعادة ابتكار سياسة مختلفة؟

 

تفكيك عقدة سوريا

علي إبراهيم/الشرق الأوسط/15 أيلول/15

لم يكن كثيرون يتوقعون أن تطول الأزمة السورية لتدخل عامها الخامس وأن تتطور بهذا الشكل الذي أصبحت فيه ساحة لتنظيمات غاية في التطرف، وفي نفس الوقت ساحة لصراع بين قوتين عظميين هما الولايات المتحدة وروسيا، بشكل غير مباشر حتى الآن، بخلاف التدخل الإيراني المباشر هناك دعمًا للنظام.

المشهد يبدو غاية في التعقيد، بعد أن تحولت الأزمة السورية بالنسبة إلى معظم الأطراف الخارجية إلى أزمة لاجئين مع وصول عشرات الآلاف من السوريين إلى أوروبا مخاطرين بحياتهم في زوارق المهربين لعبور المتوسط، وفي نفس الوقت ينظر العالم بقلق شديد إلى التنظيمات المتطرفة التي تعمل على الأرض هناك، وتخطط لتصدير الإرهاب إلى بقية المنطقة والعالم. أصبح المشهد أن السوريين أمامهم خياران كلاهما أسوأ من الآخر، «داعش» أو النظام السوري، فاختار الآلاف مغامرة عبور البحر مع كل مخاطرها لبدء حياة جديدة بعيدًا عن جنون «داعش» وبطش النظام. لكن الحرب الأهلية مثل النار التي تأكل في بعضها وتسبب الكثير من الدمار، وفي النهاية تفقد تدريجيًا قوتها، وتمل القوى المتصارعة، ويتبقى منها الرماد. ستنتهي الأزمة السورية في يوم من الأيام، بخسائر كبيرة لا مجال لتعويضها، فهناك نصف الشعب السوري نازح حاليًا ومدن كاملة مدمرة، وآثار تاريخية عاشت آلاف السنين لتلقى مصيرًا مشابهًا لتماثيل لبوذا في باميان بأفغانستان وذلك على يد التتار الجدد الذين يجدون في الخراب تسلية وإشباعًا لنزواتهم التدميرية. المشكلة هي كيف ستنتهي هذه الأزمة؟ وكيف سيتم تفكيك هذه العقدة؟ في ضوء واقع أن فريقي الأزمة حاليًا في غاية التطرف، بينما تبدو المعارضة المعتدلة لا حول لها ولا قوة ولم تنجح في إقناع القوى الخارجية بتسليحها بشكل فعال، وعلى الجانب الآخر حصل النظام على دعم علني من موسكو التي قالت إنها ستستمر في تسليحه باعتباره القوة الوحيدة القادرة على محاربة الإرهاب. وفي حين أن إعلان موسكو استمرار دعمها للنظام مع تقارير وجود مستشارين عسكريين يوحي بأن هناك تصعيدًا قد ينقل الأزمة إلى مستوى آخر، فإن وجهة نظر أخرى قد ترى في هذه المواقف والإعلانات تثبيتًا للمصالح ورسالة للأطراف الأخرى بأنه إذا حانت لحظة الجلوس على مائدة التفاوض فإن لنا مصالح ونفوذًا هنا لا يجب تجاهلهما، وهو ما ينطبق عليه المثل «اشتدي أزمة تنفرجي». ويعزز من ذلك أن لا أحد عاقلا يتصور أن روسيا وأميركا ستضعان قواتهما في مواجهة مباشرة، فهذا لم يحدث في ذروة الحرب الباردة أو في أزمة عالمية شحذت فيها الأسلحة النووية مثل أزمة خليج الخنازير في ستينات القرن الماضي. هذا التدخل الروسي بما يوحي به من تصعيد وصب للزيت على النار يترافق مع أزمة اللاجئين العابرين للحدود والتي وضعت الاتحاد الأوروبي في أزمة ألغت فيها دول أعضاء إجراءات أو قوانين الحدود المفتوحة، يدعوان للاعتقاد بأن ساعة التفاوض اقتربت، وعندما تفرش الطاولة وتوضع الكراسي فإن كل الأطراف يجب أن تكون جاهزة، حتى لا تفرض الحلول دون مراعاة مصالح المنطقة. والحديث عن الأطراف لا يعني «داعش» والتنظيمات الشبيهة، فهذه على الأرجح ظواهر وقتية انتهى دورها.

 

سوريا تقسم أوروبا

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/15 أيلول/15

لو اكتفى السياسيون في المجر وبولندا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك برفض دخول اللاجئين لأسباب اقتصادية، أو عزموا تطبيق أنظمة صارمة لتنظيم تدفقهم، لقلنا إن ذلك من حقهم، وليس على المحسن من سبيل. إنما إطلاق التصريحات العنصرية ضد الهاربين من الحرب والفقر واشتراط معتقد ديني للمقبولين في هذا الوقت العصيب فهو بمثابة عار لحق بأوروبا كلها، وليس له سوى تفسير واحد؛ أن ما فاضت به تصريحاتهم القاسية هو ما يعتمل في صدورهم، ودفعت به قوافل اللاجئين إلى مقدمة المنصات الإعلامية. رفض هذه الدول استقبال اللاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها بسبب ديانتهم المسلمة أو قوميتهم وإساءة معاملتهم على حدودها أمر صادم من دول عانت إلى وقت قريب من التجويع والتشرد والاضطهاد من أنظمة سياسية شريرة، وأعاد إلى الواجهة من جديد فكرة تقسيم أوروبا إلى شرقية متخلفة لا تزال تعاني من آثار الفكر الشيوعي، وغربية متحضرة تحمل قيما إنسانية رفيعة.

الأقليات المسلمة في شرق أوروبا باختلاف نسبتهم في كل دولة، هم جزء من المكون الاجتماعي منذ أكثر من 400 عام، وثقافتهم الإسلامية ليست غريبة على سكان المنطقة التي تتنوع فيها الأعراق والديانات والألسن بشكل لا مثيل له في العالم. ومع أن فترة الحكم الشيوعي التي دامت قرابة أربعة عقود كانت فترة تضييق على المسلمين هناك لكنها لم تنتزع منهم هويتهم الوطنية وإن هجّرت الكثير منهم. في دولة متمدنة كالنمسا تعتمد الدولة على العنصر الأجنبي في زيادة عدد السكان، بعد ظاهرة انخفاض أعداد المواليد فيما يسمى «الطاعون الأبيض». ولأن النمسا غير مصابة بذعر التنوع الثقافي فهي تبدي ترحيبها بالقادمين الذين يمثل فيهم السوريون 40 في المائة، يضمون 12 في المائة سيدات حوامل من نسبة النساء العابرات، وتشجعهم على الانخراط في المجتمع في ظل قانون صارم يمنح حقوقا متساوية ويحمي السلم الاجتماعي من التطرف أو العادات البالية التي تناهض حقوق الإنسان. وهي في هذا الموقف الإيجابي تتبع الزعيمة الأوروبية أنجيلا ميركل التي تمثل حزبها السياسي المسيحي، وتدير هذه الأزمة بذكاء وبراغماتية شديدة، فهي تسعى لتعزيز دور ألمانيا في قيادة أوروبا «أخلاقيا»، وهو دور لا يقل تأثيرا عن دورها الاقتصادي والسياسي، بعد أن كانت برلين رمزا للديكتاتورية والعنصرية المقيتة حتى وقت ليس ببعيد. إنه سلوك الكبار، فالصغار لا يملكون أصلا ما يقدمونه لغيرهم، مع التذكير أننا نتحدث هنا عن 160 ألف لاجئ، أي نحو عشرة في المائة ممن يستضيفهم بلد صغير قليل الموارد مثل لبنان، وهؤلاء سيوفرون قوى عاملة يمكن استيعابها في دولة مثل ألمانيا تعتبر واحدة من أكبر اقتصاديات العالم، والأفضل في مقاييس الحياة الكريمة من دعم حكومي مباشر وخدمات صحية وتعليمية، وتخطط المستشارة ميركل أن تصنع من الشباب القادمين قيمة مضافة واستثمارا طويل الأمد. الإعلام الاجتماعي الذي ضخم القضية، عكس تأثيره حتى على الإعلام الرصين الذي هلل للموقف الألماني والفرنسي والبريطاني جاحدا الموقف الخليجي الذي بادر منذ اندلاع الثورة السورية إلى جعل المواطن السوري منطلقا لمواقفه السياسية. وزارة الخارجية السعودية اضطرت لإطلاق تصريح يوضح حجم ما قدمته السعودية للسوريين خلال الثلاث سنوات الماضية، ردا على التقارير الإعلامية التي ضللت الرأي العام، وكشفت الوزارة أن السعودية استقبلت مليونين ونصف المليون سوري ومنحتهم حرية الحركة والعمل وخدمة التعليم والصحة، عدا تقديم المساعدات المالية واللوجستية لدعم السوريين في مخيمات لبنان والأردن، إضافة إلى مليون يمني لجأوا للسعودية بعد اندلاع الحرب في اليمن.

هناك أمر يخفى على القائمين على كتابة التقارير الصحافية في الغرب، وهو أن السعودية لا تقدم مساعداتها الإنسانية للسوريين واليمنيين والفلسطينيين تنفيذا لواجبها الدولي الذي يحتم مساهمتها في التخفيف من الأزمات فحسب، بل من منطلق ديني وعروبي بشكل خاص، وهذا الأمر عرْفٌ وتقليد ثقافي موروث، وهي ترى أن العمل خلاف ذلك قلة في المروءة وإساءة للذات، وعدم الإعلان الدوري لهذه المساعدات يدخل ضمن هذه الثقافة التي تعيب التباهي بتقديم العون للآخرين وتعتبر ذلك من العمل الخيري الذي يتبعه أذى. والذين يدللون بهذا العمل على أن السعودية اختارت من الوافدين من يوافقونها سياسيا أو مذهبيا وبالتالي من حق الأوروبيين أن يشترطوا بدورهم لاجئين مسيحيين، هم في الحقيقة غارقون في استنتاجات غير صحيحة. الموقف السعودي لم يقم بفرز السوريين واليمنيين على أي أساس، واعتمد على موروث الاستجابة للمستجير ونصرة المظلوم وإكرام الضيف، تماما مثلما الديمقراطية وحقوق الإنسان مبادئ أساسية في أوروبا، وبالتالي هذه الدول الأوروبية الأربع التي رفضت دخول اللاجئين أو اشترطت ديانتهم هي من خالفت قيمها ووشمت نفسها بعار العنصرية التي تدعي أنها تحاربها. بشار الأسد نجح نجاحا ساحقا في جعل الشعب السوري مشردا في بقاع الأرض يستجدي الحياة على عتبات محطات القطار ونقاط العبور، أسوأ بكثير مما ارتكبته إسرائيل في حق الفلسطينيين. خمسة ملايين لاجئ سوري هجروا أرضهم فارين من قمعه وبطشه وأطماعه، لم يستقبل أصدقاؤه في روسيا سوى 400 لاجئ وعلى مضض، لم يستطع بعضهم مباشرة دراسة أبنائه إلا مؤخرا، لأن الدور الروسي مقيد بدعم الأسد عسكريا، وكذلك فعل الصينيون، أما الإيرانيون فكان لهم موقف أشد معاكسة للموقف الخليجي والأوروبي، حيث استقبلوا مئات الأسر من اللاجئين الأفغان والعراقيين ثم أرسلوا أبناءها إلى سوريا للقتال بجانب الأسد مقابل حياة واستقرار أهلهم. في الأزمات تنكشف النوايا، ويظهر الصدق، وتبطل الادعاءات، ويبقى الواقع هو المتحدث الرسمي باسم المنكوبين.

 

انهيار ثقافة الممانعة والكراهية للغرب

غسان الإمام/الشرق الأوسط/15 أيلول/15

أستعير «موسم الهجرة إلى الشمال» من الروائي السوداني «المهاجر» الطيب صالح الذي سكن الـ«بي بي سي». اللندنية أعواما طويلة قبل أن يعود إلى الوطن تائبا مستغفرا، لأقف متمهلا ومتأملا موجة هجرة السوريين إلى الشمال التي هي أكثر من مجرد استقالة من الوطن. هذه الهجرة أيضا تعبير شعبي عضوي عما أصفه بانهيار ثقافة الكراهية للغرب والعداء لأميركا التي أشاعها النظام الرئاسي العربي الوارث «لأمجاد» الناصرية، منذ أوائل سبعينات القرن الماضي. العداء الشخصي المتبادل بين صدام حسين وحافظ الأسد، لم يكن حائلا دون تغذيتهما المشتركة لثقافة العداء والكراهية للغرب، للتمكين لنظامهما التسلطي من العيش والبقاء. والقضاء على أي تلمس اجتماعي عربي، لفكر إنساني تعددي وديمقراطي. ارتكب صدام غلطة الشاه الإيراني المخلوع، فظن أن غدره بالنظام الخليجي باحتلال الكويت، سيقنع أميركا بالانسحاب لصالحه من مياه الخليج. أما حافظ الأسد فقد وصل تحت ظلال ثقافة العداء للغرب إلى الانكفاء عمليا عن مشروع البعث القومي الوحدوي، للتحالف مع نظام الملالي الشيعي، نظام خميني وخامنئي الذي استولد من شعار «الموت لأميركا» طاقة جديدة لتعميق ثقافة العداء للغرب، ونحت وتصنيع شعار «الممانعة». وكان إحياء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمشروع أحمد الشقيري الكلامي بإلقاء اليهود في البحر، مدعاة للسخرية من سذاجة وزيف شعار «الممانعة» الذي سقط فجأة مع شعار «الموت لأميركا»، ببصم الملالي الاتفاق النووي معها بالأصابع العشر. ومشاركتهم في ذبح السوريين. في تصفية صدام والأسد لقوى اليمين المحافظ واليسار الماركسي والاشتراكي في العراق وسوريا، فقد لجآ إلى نظرية «التخوين» لملاحقة المطالبين بالحرية والديمقراطية. وإدانتهم بالعمالة للغرب، أمام مجتمعات عربية غدا عقلها في آذانها، وهي تسمع وتردد ببغاوية شعارات المقاومة. والممانعة. والعداء الممل لأميركا والغرب. الشعوب لا تستطيع أن تعيش على أوهام وشعارات. يفقد الوطن قيمته إذا لم يوفر طعاما. وسكنا. وعملا. ومساواة. وكرامة. كنت قد حذرت في التسعينات من الفساد. وسوء التخطيط والتنفيذ في منطقة الجزيرة (شمال شرقي سوريا) الخصبة التي كانت تطعم قمحا. وتصدر قطنا. وتنتج نفطا. هاجرت أولا القبيلة العربية احتجاجا على الإهمال. فوجدت لدى أهلها وامتدادها العشيري في الخليج عملا وملجأ، تاركة الأرض للفلاحين والعمال. ومعظمهم من الأكراد الذين ما لبثوا هم أيضًا أن نزحوا إلى أحزمة البؤس حول المدن الكبرى، هربا من الفاقة. واللامبالاة. والإهمال. ثم تورط المتعصبون منهم في محاولة إيقاظ الذاكرة العنصرية للأسر الكردية المستعربة والمندمجة تماما في المجتمع العربي السوري. فاصطدموا مع النظام وعرب المدن الكبرى. ارتكبت مجازر دموية لم تكن كافية لتنبيه الأسد الأب والابن. كان هم الأب المصاب بوهن الذهن والعقل (dementia)، الحفاظ على خيول الفارس الابن المدلل (باسل) الذي اعتبر «شهيد» السمر واللهو بالسيارة «السبور» إلى آخر الليل في شوارع دمشق. تم استدعاء الابن الآخر، لتلقى بين يديه مفاتيح الدولة. والقرار، قبل أن يكمل دراسته. وتنضج أهليته. ويستكمل وعيه السياسي والاجتماعي. فألهته ثرثرته الإنشائية عن إدراك ومداراة التركيب المعقد للمجتمع السوري. وتفادي أزماته المهددة بالانفجار. النظام الحاكم يجب أن يتحلى بحد أدنى من كبرياء الحكم، وفضيلة التعامل مع المواطنين الأبرياء المحتجين. بدلا من ذلك، تعامل النظام مع الاحتجاج الشعبي السلمي بالشر. والقتل. والتعذيب حتى الموت في سراديب الاعتقال. بات بشار في النهاية بحاجة إلى مرتزقة إيران وميليشياتها لارتكاب المجازر في سوريا، وهم منتشون بثقافة الأضرحة التي أنعشتها عدائية التدخل والاختراق. وهكذا أصبح اللجوء المؤقت إلى الدول الشقيقة حلا للنازحين السوريين. ثم الاستقالة نهائيا من الوطن. والهجرة إلى الشمال (أوروبا) هربا من الموت والإبادة، لمجتمع مفكك في عراه الاجتماعية. ومحكوم بنظام جائر. بلا ثقافة. وبلا قيم إنسانية. أتفرس في سحنة هؤلاء المهاجرين. فأجد فيها ملامح متنوعة. غريبة: كردية. تركمانية. باكستانية. بنغلاديشية. أفريقية. عربية... متهادنة حينا ومتناحرة أحيانا. الخطر في هذه الهجرة الجماعية الهائلة كونها نسيجا غير منسجم في ثقافته. ووعيه السياسي. ولا أظن أنه قادر على الاندماج والذوبان، في مجتمعات أكثر تنظيما. وانضباطا في سلوكها الاجتماعي. وهذه الهجرة معرضة غدا للاضطهاد والتهجير، إذا ما اندست في طياتها عناصر العنف الديني، مستغلة أميتها الدينية والسياسية.

في هذه الفوضى الديموغرافية، أسأل عن مصير وطن عربي يجري تفريغه. وتغريبه. بل أسأل عن مصير النظام الرأسمالي المزدهر في ألمانيا وأميركا. هل هو قادر حقا على صهر ملايين المهاجرين إليه في بوتقته الرأسمالية التي باتت عاجزة عن الدمج. وعسيرة الهضم. والاستيعاب. وتغييب الهويات والانتماءات؟

تقاعس أميركا أوباما الذي لم يدرك، في انهزامية ثقافته السياسية، أن فرصة انهيار ثقافة العداء والكراهية صالحة للتدخل المباشر، لترحيل نظام فاجر يمارس إبادة شعبه، ربما لتوطين جماعات شيعية متخلفة مستوردة من أفغانستان. وإيران. مع ميليشيات «الحشد الشيعي» العراقية بقيادة ضباطها الإيرانيين.

لم يدرس علماء الاجتماع. والتاريخ. والسياسة. والإثنية في أوروبا قضية الهجرة السورية الجماعية. أجد النظام الأوروبي معتبرا لها، قضية اندماج. واستيعاب. وانتزاع شعب من أرضه. وبيئته. وانتمائه. فغدت سوريا «قضية تهجير» تستوجب الشفقة والرحمة، أكثر من كونها «قضية تحرير» ولو بالقوة الدولية.

ثمة ميل مغرض في الإعلام الغربي، لاتهام الدولة الخليجية بعدم استيعاب الهجرة السورية الجماعية لديها. ربما كان تقديم مزيد من العون المادي للمهاجرين ضروريا. لكن يبدو أن النظام الخليجي متنبه لخطر انتزاع كتلة سكانية عربية من بيئتها السورية، لدمجها كعمال في أعمال يأنف العامل الأوروبي من أدائها.

مع فورة النفط وتعريب موارده، استوعب الخليج العربي، وما يزال، أجيالا متعاقبة من ملايين العمال والعاملين العرب الذين يتمتعون بحرية تحويل مدخراتهم إلى بلدانهم، للمساهمة في إعمارها ولمساعدة أسرهم. لكن هناك ضرورة لفهم خوف المجتمعات الخليجية الصغيرة عدديا، من خسارة انتمائها القومي وهويتها المحلية، في بحر متلاطم من ملايين العمال الآسيويين والأفارقة. ليست هناك أرقام دقيقة لعدد العاملين العرب في الخليج. إنما هناك تقدير كيفي لعدد السوريين الذي يتراوح بين مليون ومليونين من المقيمين. وهم مرغوبون هناك لجديتهم في العمل، من دون تشكيل شلل تحتكر العمالة، كما تفعل «ثقافة الشلة» عند البعض من الجنسيات الأخرى. أما العاملون اللبنانيون فقد أساء إليهم استغلال «حزب الله» لبعضهم في أعمال تتنافى مع الأمن الخليجي. مع سذاجة التعليق السياسي العربي، بترحيبه الإعلامي بالسخاء الأوروبي في استضافة المهاجرين السوريين، أستغرب جمود وحيرة علماء السياسة. والاجتماع. والتاريخ العرب، إزاء هذه الاستقالة السورية الجماعية من الوطن. وظاهرة انهيار ثقافة الكراهية والممانعة. لا بد من تحرك أكاديمي علمي وفكري، لدراسة واستيعاب ما يحدث، لتنبيه النظام العربي، إلى خطر تهجير العرب، وإحلال أقوام بديلة لهم في المشرق العربي. وإسقاط الحدود، لإقامة أنظمة أعجمية. أو مذهبية غريبة عن الانتماء العربي. لعل نظام الاستقلال العربي يدرك، في أزماته الراهنة، أن المصير واحد ومشترك. لا فرق بين بلد ينعم بالثروة والاستقرار. وبلد يشقى بالموت والدمار.

 

متى يعلنون وفاة «القاعدة»؟

سمير السعداوي/الحياة/15 أيلول/15

كادت ذكرى 11 أيلول أن تمر من دون «تسجيل حضور» لتنظيم «القاعدة»، لولا ان احداً ما في مكان ما، تنبه للأمر وسحب من أرشيف مؤسسة «السحاب» التابعة للتنظيم شريطاً مسجلاً لزعيمه ايمن الظواهري، وبثه على الانترنت ولو متأخراً بيومين عن موعد الذكرى الـ14 للهجمات في نيويورك وواشنطن. وكان في الإمكان أخذ ما قاله زعيم «القاعدة» على محمل الجد لجهة دعوة «شباب المسلمين» الى نقل «الهجمات لعقر دار الغرب الصليبي وعلى رأسه اميركا»، لولا ما فهم من كلام الظواهري بأن زعيم حركة «طالبان» ما زال حياً، ما يعني ان الشريط سجل قبل إعلان الاستخبارات الافغانية في 30 تموز (يوليو) الماضي ان الملا عمر متوفٍ منذ سنتين وتأكيد «طالبان» لاحقاً ان نبأ الوفاة ظل سراً مكتوماً طيلة تلك الفترة. وفي اسوأ الاحوال، قد يكون الشريط سجل حتى قبل وفاة الملا عمر، ما يعني ان تاريخه يعود الى أكثر من سنتين. وهذا بدوره يثير تساؤلات حول مصير الظواهري نفسه، وايضاً حول التدهور المطرد في قدرات «القاعدة» منذ تصفية مؤسسها أسامة بن لادن في أيار (مايو) 2011، ذلك ان دعوة الظواهري «شباب المسلمين» الى المبادرة بشن هجمات فردية، تنم عن انعدام الحيلة في تدبير عمليات منظمة ضد أهداف في الغرب. وقد يكون العجز مردّه حال الاستنفار القصوى للاجهزة الأمنية الغربية، وإن كان المرجح ان التنظيم بات يفتقد عناصر مدربة قادرة على الوصول إلى أهداف ذات قيمة، مع ملاحقة الطائرات الأميركية من دون طيار عناصر «القاعدة» في مخابئها، وأيضاً مع نجاح تنظيم «داعش» في استقطاب عدد لا بأس به من المتشددين بعد عرض كل انواع المغريات عليهم. واذا كانت الضربات الجوية هي السياسة المعلنة للرئيس باراك اوباما في التعاطي مع «القاعدة»، فمما لا شك فيه أن ظهور «داعش» كان العامل الأهم في سحب البساط من تحت أقدام الظواهري الذي لم يخف امتعاضه من تنظيم «الدولة» بوصفها «امارة استيلاء بلا شورى ليس لزاماً على المسلمين مبايعتها» وتشديده على انه «لا يرى أبا بكر البغدادي اهلاً للخلافة». وبتحريضه شباب المسلمين في الغرب على الاقتداء بالأخوين الشيشانيين الذين فجرا قنابل في بوسطن الأميركية قبل أكثر من سنة، بدا الظواهري وكأنه يتبنى هذا الهجوم، وايضاً الاعتداء على مجلة «تشارلي ايبدو» في باريس العام الماضي، لكنه تبنٍ ينمّ عن محاولة تحويل «القاعدة» الى مظلة او مرجعية، من دون ان تكون قادرة على اختيار الأهداف والتخطيط لضربها. غير انه في مناخ منافسة قاسية ووحشية فرضها «داعش» على التنظيمات المتشددة، بات تراجع «القاعدة» ينبئ باتجاهها الى الاضمحلال، تماماً كما حصل حين فرضت «طالبان» نفسها في المعادلة الافغانية بديلاً من احزاب المجاهدين اثر صراعهم الدموي على ابواب كابول «المحررة» عام 1992. قلما شهد العالم تنافساً على تبني عمليات ارهابية، وحتى «المنظمات الثورية» التي ترعرعت في ظل الاسقطاب العالمي إبان الحرب الباردة، كانت تحرص على إرفاق تبنيها لهجمات، ببيانات استباقية او اشرطة مسجلة تحدد اهدافاً ومطالب في اطار برنامج واضح المعالم بغض النظر عن أحقيته او مشروعيته. وبخلاف ذلك، فإن دعوة عامة الناس الى شن اعتداءت، لمجرد اثبات وجود هذا التنظيم او ذاك وتأكيد مرجعيته، لا تشكل سوى تحريض عبثي على ارتكابات تؤذي المسلمين أكثر مما تنفعهم.

 

روسيا تحاول إطالة حكم الأسد باشتراط القضاء على الإرهاب أولاً

اميل خوري/15 أيلول 2015/النهار

هل يتحوّل تدفق اللاجئين السوريين بكثافة على دول أوروبية مشكلة بل أزمة قد تعجل في إيجاد حل للحرب في سوريا، إذ أن الأعباء التي تترتب على هذه الدول لمواجهة اللجوء قد تفوق مع الوقت أعباء حرب حاسمة؟ لكن الخلاف بين الدول المعنية على التوصل إلى حل في سوريا جعل الحرب فيها تطول وتنتقل عدواها الى دول اخرى بحيث أصبحت منطقة الشرق الأوسط تواجه المصير المجهول، خصوصاً بعدما فشلت الثورات العربية في تحقيق أهدافها فكانت الفوضى والحروب الداخلية التي لا تنتهي، ولا تم التوصل الى قرار في مجلس الامن ينهي الحرب في سوريا، ولا توصلت الدول المعنية الى اتفاق على تنفيذ مقررات مؤتمر جنيف بسبب الخلاف على ان يكون الرئيس بشار الأسد جـــزءا من الحــــل او لا يكــــون جزءا منــــه، الى ان ظهــر خطـــر تنظيم "داعش" مهـــدداً كل المنطقة ويخيف الجميع، خصوصــا عندمـــا استطـاع ان يجتــاح خلال ساعات مناطق واسعة في العراق. واذا كان الخلاف على مصير الأسد هو الذي أدى إلى خلاف على مصير سوريا، فإن الخلاف يتجدد الآن بين الدول المعنية حول هل تكون الأولوية للقضاء على تنظيم "داعش" أم لتقرير مصير الرئيس الأسد؟ ثمة دول ترى أن تعطى الأولوية للقضاء على تنظيم "داعش" لأن أي حكم يتم الاتفاق على إقامته في أي دولة عربية مع استمرار نشاط "داعش" سوف يجعل هذا الحكم غير مستقر ومهدد في أي وقت بالسقوط بدليل ما يحصل في العراق. وثمة من يقول إن التوصل الى اتفاق على إقامة حكم تتمثل فيه كل القوى السياسية الاساسية سوف يكـــون قادرا عـلى التصـدي لتنظيم "داعش" والقضاء عليه لأن إقامة مثل هذا الحكم سوف تحول دون وجود بيئة حاضنة

له. ويبدو أن روسيا تعطي الأولوية لضرب تنظيم "داعش" والقضاء عليه قبل البحث في أي حل يقيم حكماً جديداً في سوريا. ويلاقي هذا الموقف تأييد دول أوروبية وعربية ضمناً، في حين ترى دول أخرى أن القضاء على "داعش" قبل الاتفاق على شكل الحكم الذي سيقوم بعد ذلك من شأنه أن يعيد الخلافات بين قوى الداخل ويجعل كل خارج معني يتدخل في هذه الخلافات، عدا أن أولوية القضاء على تنظيم "داعش" تطيل حكم الرئيس الأسد وتطيل أيضاً أمد الحرب التي لم تعد تحتمل مع استمرار موجات اللجوء السوري الواسعة إلى دول قريبة وبعيدة، وهو ما يهدد أمن هذه الدول واستقرارِها الاجتماعي. وثمة من يرى، حسماً للخلاف على ترتيب الاولويات بين القضاء على تنظيم "داعش" أو ترحيل الرئيس الأسد، السير بهما معاً وعلى خط واحد متوازٍ بحيث يتم ضرب "داعش" والقضاء عليه، وفي الوقت عينه العمل على تنفيذ مبادئ مؤتمر جنيف وذلك بجعل صلاحيات الرئيس الأسد تنتقل كاملة إلى حكومة ائتلافية موسعة، الأمر الذي يعجّل في القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" والتخلص في آن واحد من الرئيس الأسد. الواقع أن القضاء على تنظيم "داعش" يتطلب وجود وحدة وطنية متماسكة تجمع كل القوى السياسية الأساسية في سوريا لتكون قادرة على التخلص من هذا التنظيم وتاليا من حكم الأسد. فالقوى التي يهمها التخلص من النظام السوري ستعمل على التخلص بسرعة من تنظيم "داعش" ولا تشكل بيئة حاضنة له، لكنها تخشى إذا ما قضي على التنظيم أن يصبح من الصعب التخلص من حكم الأسد فيستمر وتستمر معه الحرب المدمرة لتقضي على آخر ما تبقى من سوريا بشراً وحجراً.

هل تكون الأشهر القليلة المقبلة كافية للاتفاق على ترتيب الاولويات، فيكون التخلص من حكم الأسد قبل التخلص من تنظيم "الدولة الاسلامية"، أم التخلص من هذا التنظيم والقضاء عليه أولاً كما ترى روسيا وبعض من يرى رأيها، ثم يصير البحث في مصير الأسد، أم يصير اتفاق على التخلص منهما معاً وفي وقت واحد، كما يرى بعض آخر؟

 

أيّهما يصحّ في التعزيزات العسكرية الروسية: تحفيز الحل أو تسعير الحرب الأهلية؟

روزانا بومنصف /النهار/15 أيلول 2015

يسود اعتقاد لدى مصادر مراقبة في بيروت أن تعزيز روسيا مواقعها في المنطقة الساحلية في سوريا قد يكون مرتبطا بطريقة أو بأخرى بتحفيز موسكو لحل للازمة السورية خلال ما تبقى من ولاية الرئيس الاميركي باراك اوباما استناداً الى أن الاخير الذي يظهر ابتعاداً ارادياً عن المنطقة قد يكون ميالا الى القبول ببنود في الحل النهائي المحتمل على غير ما يمكن أن تكون عليه الحال أمام من يخلفه. وذلك على رغم التخوف الذي يبديه ديبلوماسيون بأن يساهم تعزيز روسيا وجودها العسكري في تسعير الحرب الداخلية في سوريا على خلفية أن مساعدتها للنظام ستنسف جهودها السابقة للم شمل الجميع، كما سيؤدي الى استفزاز التنظيمات المعارضة وليس فقط تنظيم الدولة الاسلامية. لكن مع الاحتمال الاول الذي يبدو اكثر ترجيحاً بالنسبة الى المصادر المعنية، فإن الحل مع اوباما لا يزال اكثر سهولة من كل التوقعات المستقبلية. اذ لا يتوقع بالنسبة الى المرشح الديموقراطي الاكثر حظاً على غرار هيلاري كلينتون أن تتبنى المقاربة نفسها التي اعتمدها أوباما للوضع السوري وفق ما اعلنت كلينتون نفسها. والامر قد يكون اكثر حدة مع رئيس من الحزب الجمهوري في حال فوزه بحيث يتعذر على الرئيس الذي سيخلف اوباما اعتماد سياسة معاكسة تماما لسياسة الاخير على غرار رد الفعل العكسي الذي تبناه هو في سياسته رداً على سلفه جورج دبليو بوش، فذهب الى سياسة الانسحاب كليا من المنطقة في مقابل الانخراط القوي لبوش فيها، الى حد اعتبار اوباما مسؤولا عن انهاء تاريخ من المصالح الحيوية الاميركية في المنطقة. وحين كانت المفاوضات تجرى مع إيران على ملفها النووي كان ثمة اقتناع لدى هذه المصادر بأن إيران ستعمد في النهاية الى القبول باتفاق على ملفها النووي لاعتقادها بأن الظرف مثالي مع رئيس اميركي على غرار اوباما يطمح الى انجاز الاتفاق ومستعد لان يقدم الكثير في التفاوض من اجل تحقيق انجازه الاهم خلال ولايتيه. ومن هذه الزاوية، فان رغبة روسيا في انجاز اتفاق حول سوريا قد يكون مدفوعا برغبة قوية في الاستفادة من وجود اوباما، بحيث يمكن الحصول في المفاوضات على الموضوع السوري بما يمكن أن يصب في مصلحة روسيا وحلفائها وفي مقدم ذلك ضمان حليفها الرئيس السوري إن لجهة بقائه في السلطة اطول فترة ممكنة أو لجهة تحصيل ضمانات قصوى في التسوية المفترضة.

تحركت روسيا في الايام الاخيرة لتعزيز موقعها العسكري في المنطقة الساحلية التي يسيطر عليها النظام مستفيدة من تصاعد موضوع اللاجئين السوريين وهربهم الى اوروبا التي تتخبط دولها في ازمة حقيقية ادت الى وقوع انقسامات كبيرة بينها حول كيفية مقاربة هذا الموضوع والحؤول دون تفاقمه مستقبلاً، علماً انها سارعت الى الاعلان عن برنامج لسنوات عن استقبال اللاجئين. لكن يمكن روسيا أن تجد آذاناً صاغية ايجابية لدى اوروبا في ضوء معاناتها الاخيرة. وقد برزت نقاط التقاء مع روسيا على غرار ما قاله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مثلا في مؤتمره الصحافي الاخير في قصر الاليزيه حيث حمّل تنظيم الدولة الاسلامية مسؤولية الهجرة الكثيفة للاجئين على غرار ما تفعل روسيا، من دون الاشارة الى دور بشار الاسد في هذا الاطار. وكان لافتاً اعلان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في عطلة الاسبوع الماضي، بعد اجتماع في برلين حول أوكرانيا حضره أيضاً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ضرورة التعاون مع روسيا في موضوع سوريا، وهو موقف لافت تزامن مع تعزيز روسيا قواتها العسكرية في سوريا، علماً أن الولايات المتحدة لا تغفل دور روسيا وسبق لمسؤوليها الكبار أن أعلنوا تعاونهم معها في الموضوع السوري وكان الموفد الاميركي الى سوريا مايكل راتني من بين اواخر من زاروا روسيا على اثر استقبالها مجموعة كبيرة من المعارضة السورية وزعماء المنطقة. كما يعتقد أن روسيا تحركت على خلفية الايحاء بأنها هي من يأخذ دور الدفاع عن الاقليات وهي التي تسعى الى حمايتهم في وجه تمدد تنظيم الدولة الاسلامية وتطمح لأن تؤمن لهم الدور الكبير في سوريا المستقبل. وهي تعني بالاقليات طائفة العلويين في الدرجة الاولى التي ينتمي اليها الاسد. وهي تتقدم بهذا الدور على إيران باعتبار أن ثمة حساسية مذهبية يثيرها التدخل الإيراني على هذا الصعيد في اطار دعم النظام العلوي ضد الاغلبية السنية في سوريا. ووجود روسيا في المنطقة الساحلية السورية يمكن أن يندرج أيضاً في اطار الرسائل التي تعزز شروطها من حيث اعلانها انها في سوريا اصلا لمساعدة النظام وامداده بالمعدات وتدريب العسكريين تحت طائل أن يكون وجودها للمحافظة على هذه المنطقة بحيث اذا رغبت الولايات المتحدة والغرب لاحقاً في توحيد سوريا فعليهم التفاوض مع روسيا، ويمكن أن يستخدم وجودها من اجل تطبيق المساعدة والحماية أو توظيفه كفزاعة أيضاً لخصومها في الموضوع السوري. ومن هذه الزاوية يبدو ما يحصل تعزيزاً لشروطها في الحل وموقعها في المنطقة اكثر منه ضماناً لاستمرار وديمومة الاسد خصوصا أن تجربة العراق ماثلة مع رئيس للوزراء يحظى بالدعم الدولي الكافي لكن من دون قدرة لا على توحيد بلاده ولا على الحكم في الوقت الذي لا يحمل مسؤولية مقتل اكثر من 300 الف مواطن أو تهجير الملايين أيضاً وتدمير بلاده.

 

التنافس الميداني تمهيد للمفاوضات على الحل

 أسعد حيدر/المستقبل/15 أيلول/15

سؤال بريء. لو لم تحتل «ماما» ميركل، عناوين الصحف وتحتكر محبة النازحين السوريين، هل كان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يتحمل أعباء السفر الى لبنان، ومن ثمَّ الى مخيم الزعتري في الأردن لسماع بعض «القصص المؤلمة مباشرة من النازحين السوريين»؟ بالتأكيد مستحيل، لأن عمر المخيمات أربع سنوات، ولم يكلف كاميرون نفسه أعباء مثل هذه الزيارة. طبعاً ليست الغيرة وحدها وراء هذا الاندفاع من المسؤول البريطاني البارد. أكثر ما أثار كاميرون وباقي المسؤولين الأوروبيين الخوف من «اجتياح» سوري من النازحين. رغم ذلك هذه الجولة مهمة، لأن كاميرون شاهد بعينيه معنى أن يتحمل لبنان نازحين يزيد عددهم على ربع سكانه، أي كما لو نزح الى بريطانيا العظمى حوالى 14 مليون نسمة دفعة واحدة. طبعاً لن يحدث مثل هذا «التسونامي» ولا في أبشع الكوابيس، لأن بريطانيا «الانسانية« وغيرها من الدول الأوروبية تعرف كيف تتعامل بالنار مع مثل هذه الحالة الانسانية.

بعيداً عن المكاسب الاعلامية الداخلية للزيارة البريطانية وما سيتبعها من زيارات أوروبية، فإن موجات النازحين الى ألمانيا وغيرها أيقظت الأوروبيين على الحالة السورية وضرورة العمل على حلّها حتى لا تدخل مفاعيلها كل بيت من بيوتهم عاجلاً أم عاجلاً. لا شك ان أوروبا وفي مقدمها فرنسا، تريد الحل اليوم قبل الغد. لكن مشكلتها أن «العين بصيرة واليد قصيرة». مهما رغبت وأرادت وشاركت الدول الأوروبية وفي مقدمها فرنسا في التصدي لـ»داعش» وللأسد، فإنها لن تنجح في الحالتين. المشكلة في غياب القرار الأميركي. أو في أفضل الحالات رغبة واشنطن في استمرار هذا النزف الذي يستنزف جميع من هو في «المغطس» السوري، في الوقت الذي تتابع المراقبة وحساب الخسائر لدى الجميع.  الرئيس باراك أوباما، وضع هذه الاستراتيجية التي تقوم على معادلة «حارب من كيس غيرك» أي صفر خسائر مالية وبشرية. يبدو أن لكل استراتيجية نهاية. العالم كله وليس واشنطن أمام ساعة الحقيقة. استمرار الحرب في سوريا، سيؤدي الى دخول الحرب الى كل الدول. «داعش» خطر مفتوح على العالم وليس خطراً سورياً أو عربياً فقط. منسوب هذا الخطر سيستمر في الصعود بالاهمال والتساؤل عن أيهما قبل الرئيس بشار الأسد و»داعش». الإثنان يغذيان بعضها البعض. بقاء أحدهما يدعم بقاء الآخر.

ربما تكون صورة الشهيد الطفل ايلان الكردي قد أثارت الرأي العام العالمي، علماً أن آلاف الشهداء من الأطفال وصورهم خصوصاً الذين قتلوا بالسلاح الكيماوي، لم تثر العالم. لذلك يمكن التقدير أن هذا «الشحن الانساني»، ليس عفويا. تماماً مثل استيقاظ الولايات المتحدة الأميركية على مشهد وجود ست دبابات روسية تحمي مطاراً كان سورياً وأصبح روسياً. المشاركة الروسية في الحرب في سوريا ليست طارئة. بدأت مع بداية الحرب عندما شارك الخبراء الروس في «الحرب الإلكترونية» وقضوا على شباب «التنسيقيات» وهم بالمئات.

حالياً نزل «القيصر» بوتين في «المغطس» السوري. لماذا؟. الأرجح لأنه لا يمكن حالياً وضع اجابات حقيقية وواقعية عن كل الأسئلة التي طرحها هذا الانزلاق «البوتيني»، ان موسكو تعرف بأن باب المفاوضات حول الحل في سوريا قد فتح. وان القوي على طاولة المفاوضات هو أولاً القوي على الأرض ميدانياً.

الاختبار الكبير لموسكو حصل في أوكرانيا. لقد نجح بوتين في الامساك بقرار الحل، نتيجة لتطور وجوده العسكري في شرقي أوكرانيا. لذلك لا يمكن لموسكو ترك الأسد وخصوصاً إيران تقرير حصتها في الحل. موسكو تريد أن تكون الشريك الكبير في التفاوض وفي الحل وبالتالي في اقرار حصتها كاملة في سوريا حتى وان لم تعد سوريا التي يعرفها السوريون والعالم والعرب. هذه بداية. أما الختام فإنه كما اعتاد العالم ليس اليوم وغداً. لا يوجد أحد من القوى المشاركة في الحرب في سوريا مستعد للتوقيع مع رئيس أميركي يستعد للخروج من البيت الأبيض. مهمة أوباما حتى 2017، متابعة بناء أعمدة الحل. الرئيس الأميركي المنتخب هو الذي يوقع ويأخذ الصورة وفي خلفيتها عدة مئات الآلاف من الضحايا السوريين وعدة ملايين من النازحين الذين مهما عاد منهم الى سوريا فإن التكوين السكاني والاجتماعي والثقافي لسوريا لن يكون كما كان. سوريا ستقوم من تحت الرماد، لكن بالتأكيد ستكون سوريا مشوهة مهما برع المتفاوضون في إعادة تركيبها.

 

ما زالت روسيا تستخدم سوريا

خيرالله خيرالله/المستقبل/15 أيلول/15

هناك نيّة واضحة معلنة لدى موسكو في تأكيد أنّها ترسل اسلحة و»مساعدات انسانية» إلى النظام السوري، فضلا عن مقاتلين، رغبة منها في اظهار أنهّا تلعب دورا رئيسيا، إلى جانب ايران طبعا، في ضمان بقاء النظام السوري. هناك رغبة روسية قديمة في المحافظة على النظام الذي يجلس على رأسه حاليا بشّار الأسد الذي لا يختلف عاقلان على أنّه صار أقرب إلى رهينة لدى ايران من أيّ شيء آخر... أقلّه منذ التخلص في العام 2012 من ما كان يسمّى «خليّة الأزمة» في تفجير استهدف عمليا اللواء آصف شوكت، صهر بشّار الذي كان نائبا لوزير لدفاع وقتذاك. كان لا بدّ من ازاحة آصف شوكت، قبل ثلاث سنوات من الآن، لسبب في غاية البساطة. يتلخّص هذا السبب في أنّه كان بديلا لبشّار من داخل النظام نفسه. هذا البديل كان مقبولا عربيا ودوليا، خصوصا من الأميركيين والأوروبيين، على رأسهم فرنسا التي كانت تعتبر صهر رئيس النظام السوري «صديقا كبيرا لفرنسا». ولكن يظل السؤال الكبير الآن: ماذا تريد روسيا؟ هل يعني الإبقاء على النظام بقاء بشّار الأسد أم لا، أو على الأصحّ هل يمكن الإبقاء على بشّار الأسد؟ هل يمكن الإكتفاء بأن يبقى النظام تحت اشراف الضباط العلويين في الجيش، ومعظمهم من خريجي المعاهد العسكرية الروسية وذلك كي يصبح في الإمكان القول أن شيئا لم يتغيّر في سوريا، أقلّه من وجهة نظر الكرملين؟.

هناك موقف روسي محيّر إلى حدّ كبير. يدل هذا الموقف على عجز موسكو عن فهم سوريا... أو عن رغبة في قيام وضع معيّن فيها يجعل ارضها ساحة لحروب مستمرّة إلى ما لا نهاية. وهذا يعني في مثل هذه الحال أن روسيا تعرف تماما ماذا تريد من سوريا. وهذا يفسّر الجهود التي بذلتها شركات روسية في السنوات القليلة الماضية لشراء الحقوق عن التنقيب عن الغاز التي حصلت عليها غير شركة اوروبية في الأراضي السورية.

اضافة إلى ذلك، تسعى موسكو إلى بقاء اسلاميين شيشان وطاجيك واوزبيك وتركمان في سوريا يقاتلون فيها ولكن من دون تحقيق انتصار على النظام. يخدم غرق هؤلاء في المستنقع السوري المصالح الروسية في ظلّ مخاوف موسكو من التطرف والإرهاب في الجمهوريات الإسلامية القريبة منها.

تريد روسيا القول ان سوريا التي عرفناها انتهت. ربّما تريد تأكيد أنّ اراضي سوريا لن تستخدم لتمرير الغاز الخليجي إلى اوروبا من جهة وأنّها ستكون مقبرة للإسلاميين المتطرفين من جهة أخرى. الثابت أنّها تريد، عبر وجودها في سوريا، تأكيد أنّها ما زالت لاعبا في الشرق الأوسط بغض النظر عن المصير المحسوم لبشّار. في كلّ الأحوال، يتبيّن من تاريخ العلاقة بين سوريا وروسيا أنّ موسكو تستطيع استخدام النظام السوري والأراضي السورية لتخريب المنطقة وليس لأيّ غرض آخر. لم يقدم الكرملين يوما، منذ خمسينات القرن الماضي، على لعب أي دور ذي طبيعة ايجابية في الشرق انطلاقا من سوريا. على العكس من ذلك، عملت روسيا، وقبلها الإتحاد السوفياتي، كلّ ما يمكن عمله كي تحلّ كلّ انواع المصائب بالشرق الأوسط. بدا اضعاف العرب، عموما، جزءا لا يتجزّأ من استراتيجية الكرملين في المنطقة، إن في ظل الإتحاد السوفياتي أو ظلّ روسيا الإتحادية.

تكفي العودة إلى الدور السوفياتي في مجال توريط جمال عبد الناصر في حرب 1967، انطلاقا من سوريا، للتأكد من مدى السلبية التي طغت على كلّ ما قامت به موسكو في المنطقة. وقتذاك، زايد النظام السوري على عبد الناصر من أجل جرّه إلى التصعيد مع اسرائيل فوقع في الفخّ، أي في حرب ما زال الشرق الأوسط يعاني إلى اليوم من نتائجها إلى اليوم. جلست موسكو تتفرّج، علما أنّها كانت تعرف تماما ما الذي ستفعله اسرائيل. كان همّها محصورا في ارتماء العرب أكثر في احضانها بعد احتلال اسرائيل لأرضهم وحاجتهم إلى السلاح.

لم يتغيّر شيء في موسكو. ما زال المطلوب استخدام سوريا. في الماضي، كان اضعاف العرب عبر سوريا، يعني تعزيز الوجود السوفياتي ثمّ الروسي في المنطقة. هناك الآن مخطط روسي واضح يصبّ في اعادة تأهيل النظام السوري بحجة أنّه شريك في الحرب على الإرهاب التي يرمز اليها تنظيم «داعش». كيف يمكن اعادة تأهيل نظام كان منذ البداية شريكا في خلق «داعش»؟. ما نشهده اليوم شراكة ايرانية ـ روسية في احتلال جزء من سوريا. هل استمرار الإحتلال امر طبيعي؟. الجواب لا والف لا. سيدفع السوريون غاليا ثمن ما يتعرّض له بلدهم، خصوصا في ظلّ ادارة اميركية لا تبالي بالتورط الروسي والإيراني في سوريا. على العكس من ذلك، يبدو أنّها تشجّع عليه. ما الفارق اذا ذهب ضحية الحرب المستمرّة منذ آذار 2011 والتي يشنها النظام على شعبه مليون سوري واكثر. ليس ما يشير إلى اهتمام اميركي من أيّ نوع ببقاء سوريا موحّدة . يبدو الهمّ الأميركي الوحيد في بقاء سوريا مستنقعا للروسي والإيراني اللذين لا يستطيعان استيعاب أنّ لا مجال لإقامة أي دويلة في سوريا خارج سيطرة الأكثرية السنّية التي ستبقى اكثرية، مهما بلغ حجم الهجرة إلى اوروبا ودول الجوار.

 

الرفيق بوتين!

علي نون/المستقبل/15 أيلول/15

قد يكون التصعيد في وتيرة التدخل الروسي في سوريا هو «أفضل» خبر يمكن أن ينتظره معارضو وأعداء سلطة بشار الأسد وليس العكس! في «الصدمة» الأولى لذلك الخبر أن النكبة ستزداد تعقيداً، وأن بقايا السلطة الأسدية ستلتقط أنفاسها المتهدّجة، وأن إيران تخففت من حمل كل أعباء إبقاء تلك البقايا واقفة على قدميها، مالياً وتسليحياً وبشرياً! وان ذلك في جملته سيعني المزيد من الأنباء السيئة لجماعات الثورة السورية كما لكل من يدعمها ويردفها بشيء من المدَد والتسليح والتمويل والشعار والشعر والبيان والتعاطف والموقف السياسي. لكن في الارتدادات المنظورة المتوقعة والمفترضة لتلك الصدمة، هناك شيء آخر مناقض تماماً! بحيث ان الخطوة الروسية المستجدة والتصعيدية قد تكون أكبر من قدرة «المتفرجين» في الغرب عموماً وفي واشنطن خصوصاً على البقاء في مقاعد التفرج، والاستمرار في معاينة تدحرج هذه النكبة من مصيبة الى مصيبة تحت سقف امتلاك القدرة على التحكم الأخير بمسارها ومآلها. كبّر الروس حَجَرهم الى حد لم يعد أحد في الجانب الآخر قادراً على تجاهله أو ادعاء عدم رؤيته! وذلك في الحسابات الكبرى يعني ضربة تحت الحزام، أو خرقاً وإن كان لا يزال محدوداً، لأحد الخطوط الحمر الفعلية المحيطة بالوضع السوري عموماً. والذي كان يُحدّد سياسة يلتزم بها كل المعنيين الخارجيين وتنصّ على عدم التدخل مباشرة في الحرب الدائرة، خارج سياق ومسار مواجهة الارهاب الداعشي.. هكذا مثلاً أصرّت إيران ولا تزال تصرّ على نفي أي وجود عسكري مباشر لها في سوريا! بل ادعت ان الأمر في جملته لا يتعدى الوجود «الاستشاري» المحدود.. والذي قال عنه مرة الأمين العام لـِ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، انه لا يتعدى الخمسين خبيراً! وهكذا أيضاً الحال بالنسبة الى تركيا، التي لم تعدم طريقة أو وسيلة لإبلاغ كل من يسأل ومن لا يسأل، أن موقفها المصرّ على الانتهاء من الحكم الأسدي أكبر من أفعالها، لأن واشنطن، بكل وضوح وبساطة، لا تزال معارضة لأي تحرك ميداني مباشر، من قبل أي قوة أطلسية، وتحت أي شعار كان!

وهذا أيضاً لسان حال الاسرائيليين الذين يكررون على الدوام، لازمة «عدم التدخل» إلا لمواجهة أي «مستجدات« قريبة من خطوط الجولان.. مثلما حصل أكثر من مرّة. أو للتصدّي لما يعتبرونه كسراً لعاديات التسليح الخاصة بـ»حزب الله».. وأيضاً مثلما حصل أكثر من مرة!

ما تفعله موسكو الآن، يبدو من بدايته، ومن الموقف السياسي المرتبط به، خارج تلك السردية المألوفة منذ بدايات النكبة. بحيث ان موسكو تدّعي انها لا تفعل سوى تنفيذ «اتفاقات تسليحية» قديمة، وترسل «خبراء» و»استشاريين» و»تقنيين» لمواكبة التسليح الذي يتم استناداً الى تلك الاتفاقات، لكنها في المقابل تقول بوضوح ان الأسد يجب أن يبقى في مكانه، وان جيشه هو الوحيد المؤهل لمقاتلة «الارهاب الداعشي»، أي انها تناقض الاستراتيجية الغربية، وتجهر بالاستفزاز المباشر لكل دعاة «الحل» وفق آلية «جنيف واحد»، مثلما تشهر العداء لغالبية السوريين والعرب والمسلمين، عندما لا ترى في ما يجري، إلاّ «محاربة للارهاب» وتتماهى في ذلك مع الموقف الأصلي للطغمة الأسدية ولحلفائها الايرانيين الذين لا يجدون في ثورة السوريين سوى «عصابات تكفيرية وارهابية». لكن لأن ما فعلته وتفعله موسكو أكبر من المعطى السوري، فإن جرس الانذار بدأ يدقّ بصخب في غرف القرار الأطلسية، وعند مستر أوباما وادارته! وذلك أمرٌ يجب أن «يُشكر» عليه الروس أولاً وأساساً! إذ ليس قليلاً على الاطلاق، أن تعود واشنطن لمواكبة تفاصيل النكبة السورية الى حدّ، إصدار بيان عن ست دبابات نشرتها موسكو في أحد المطارات الأسدية! وهي التي لم ترَ على مدى أربعة أعوام ونصف العام ستمئة ألف قتيل وجريح سوري، وملايين المنكوبين من ممارسات الطغمة الأسدية وداعميها! رُبّ ضارّة نافعة.. شكراً رفيق بوتين!