المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 أيلول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.september17.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من31حتى36/آمِنُوا بِٱلنُّور، مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّور

رسالة القدّيس بطرس الثانية03/من01حتى09/ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

الكيماوي والبراميلي بشار الأسد، حبيب قلب الراعي وعون نصرالله وبري ليس فقط مجرماً، بل أيضأ وقحاً ومنافقاً/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

جلسة الحوار الثانية: مقاربات لكيفية الاختراق في بند رئاسة الجمهورية وتأكيد لدعم تنفيذ قرارات الحكومة

سوريا.. مقتل مسلحين من حزب الله بالزبداني

جولة ثانية من الحوار "لا تزال ضمن دائرة الحائط المسدود" اتجاهان تنازعا المشاركين والسنيورة لباسيل: لن ننتخب عون

ما هي الرسائل التي أراد عون توجيهها بتغيّبه عن جلسة الحوار؟

مكاري بعد جلسة الحوار: لمسنا تقدما وهناك استعداد من الجميع لتقبل الرأي الاخر

مصادر كنسية لـ”السياسة”: الحوار يطيل الأزمة الرئاسية والحل بالتزام النواب الدستور وانتخاب الرئيس في أسرع وقت

حرب: نحن دائما نسمع نبض الشارع ومشكلة النفايات باتت شبه محلولة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 16/9/2015

اسرار الصحف ليوم الأربعاء 16 أيلول 2015

القوى الأمنية اعتقلت العشرات ساعات وردّت على محاولات الاختراق مناصرون استفزتهم هتافات ضد الصدر وبري فتعرّضوا للمعتصمين

المشنوق: حق التظاهر والتعبير السلمي محفوظ وبحماية قوى الامن ومسؤوليتها المباشرة

 القاضي صقر أفرج عن جميع الموقوفين الذين تبلغ بتوقيفهم

سلام التقى وفدا من هيئة تطوير العمل البلدي طالب بإنشاء الهيئة الوطنية للبلديات لتحسين أدائها

المحكمة الدولية نفت تصريحات بثتها قناة "الجديد" ونسبتها الى المتحدثة بإسمها وجد رمضان

الشارع من الحراك إلى العراك.. وشهيب يؤكد لـ«المستقبل» صرف النظر عن موقع «المصنع» والحوار يُسقط الطرح العوني: لا تعديل للدستور

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جلدٌ وعقاب في "غرفة الكلاب" لـ"الكافر" في المبنى "ب" سابقاً

 رعد: الحل اما بالإتفاق على رئيس جمهورية او على قانون إنتخابات

النابلسي : لتشجيع كل القوى اللبنانية على الحوار لإنقاذ البلد

فتحعلي التقى تجمع رجال الاعمال اللبنانيين: حاضرون لوضع كل الخبرات العلمية لتعزيز مصلحة شعبينا المشتركة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نتانياهو يزور روسيا الأسبوع المقبل لبحث الأوضاع في سورية

الخليجي” يطالب إيران بالكف الفوري عن التدخل في شؤون دوله

خامنئي يحذر من «تغلغلٍ في مراكز صنع القرار»

الجبير: الأسد انتهى والخيار العسكري قائم

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مات الجنرال لحد "عميلًا" بعد ان كان مرجعًا لكثير من "الوطنيين"//جولي ابوعراج

عون وجعجع: حصاد الداخل والخارج/هيام القصيفي - الاخبار

كيف نُعيد قراءة التراث والتاريخ الإسلاميين/منى فياض/ العرب

حزب الله يختنق...حساباته المصرفية في دائرة الاستهداف مجدداً/سلام حرب/موقع 14 آذار

اهتزازات أمنية - سياسية في لبنان؟ (٢)/علي حماده /النهار

القضاء على الحراك بات ملحاً/غسان حجار/النهار

خلاصات ترفع سقوف المخاطر في كل الاتجاهات لا حلّ عبر الحوار والمخرج المتاح حكومي/روزانا بومنصف/النهار

لأن أمن الخليج يسبق كل الأولويات لا رئاسة والحوار يبحث في الانتقال إلى بند آخر/سابين عويس/النهار

"المرصد" باب لعودة الكتائب إلى الناس ونَبَض الشارع/ايلي الحاج/النهار

بريطانيا قد تستضيف 0,89% من اللاجئين السوريين في لبنان/خليل فليحان/النهار

معطّلو الانتخابات الرئاسيّة يتحمّلون مسؤوليّة تفكّك المؤسّسات والاحتكام إلى الشارع/اميل خوري/النهار

اللاجئون في الانتخابات الأميركية/هشام ملحم/النهار

في البيان والميدان/علي نون/المستقبل

سيا غيّرت نوعية تدخّلها خشية انهيار نظام الأسد/ربى كبّارةLالمستقبل

أوباما يودّع سورية... وبوتين يتلقفها/حسان حيدر/الحياة

روسيا تريد إقامة «كانتون» طائفي في اللاذقية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

الروس و«إنقاذ» الأسد من إيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

روسيا وإيران: إصرار على النظام لا على الأسد/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

سوريا.. للجادين فقط/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من31حتى36/آمِنُوا بِٱلنُّور، مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّور

قالَ الربُّ يَسوعُ: «هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا.وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع». قَالَ هذَا لِيَدُلَّ عَلى أَيِّ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَهَا. فَأَجَابَهُ الجَمْع: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ التَّوْرَاةِ أَنَّ المَسِيحَ يَبْقَى إِلى الأَبَد. فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يُرْفَع؟ مَنْ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ هذَا؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلنُّورُ بَاقٍ بَيْنَكُم زَمَنًا قَليلاً. سِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِئَلاَّ يَدْهَمَكُمُ الظَّلام. فَمَنْ يَسيرُ في الظَّلامِ لا يَدْرِي إِلى أَيْنَ يَذْهَب. آمِنُوا بِٱلنُّور، مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّور». قَالَ يَسُوعُ هذَا، ومَضَى مُتَوارِيًا عَنْهُم".

 

رسالة القدّيس بطرس الثانية03/من01حتى09/ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد

"يا إخوَتي، هذِهِ رِسَالةٌ ثانِيَةٌ أَكْتُبُهَا إِلَيْكُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وفيهَا أُوقِظُ أَذْهَانَكُمُ السَّلِيمَة، لكَي تَتَذَكَّرُوا الأَقْوَالَ الَّتي نَطَقَ بِهَا مِنْ قَبْلُ الأَنْبِياءُ القِدِّيسُون، ووصِيَّةَ الرَّبِّ والمُخَلِّصِ التي سلَّمَهَا إِلَيْكُم رُسُلُكُم. فَٱعْلَمُوا قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ أَنَّهُ سَيَأْتِي في آخِرِ الأَيَّامِ أُنَاسٌ يَسْتَهزِئُونَ ٱسْتِهْزَاءً، ويَسْلُكُونَ وَفْقَ شَهَواتِهِم، ويَقُولُون: «أَيْنَ الوَعْدُ بِمَجِيئِهِ؟ مَاتَ آبَاؤُنَا، وكُلُّ شَيء، مُنذُ بَدْءِ الخَلِيقَة، بَاقٍ عَلى حَالِهِ!». فَهُم يتَجَاهَلُونَ عَمْدًا أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ القَدِيم، والأَرْضَ قَامَتْ مِنَ المَاءِ وَبِالمَاءِ بِكَلِمَةِ الله، وبِهَا غَرِقَ عالَمُ الأَمسِ بِالمَاءِ فَهَلِكَ. أَمَّا السَّمَاوَاتُ والأَرْضُ في أَيَّامِنَا، فَهِيَ بِالكَلِمَةِ نَفْسِهَا مُدَّخَرَةٌ لِلنَّار، مَحْفُوظَةٌ لِيَومِ الدَّيْنُونَةِ وهَلاكِ النَّاسِ الكَافِرِين.

ولكِنْ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد. إِنَّ الرَّبَّ لا يُبْطِئُ في إِتْمَامِ وَعْدِه، كَمَا يَزْعَمُ البَعْض، بَلْ إِنَّهُ يتَأَنَّى مِنْ أَجْلِكُم، وهُوَ لا يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ بَعْضُكُم، بَلْ أَنْ تُقْبِلُوا جَمِيعُكُم إِلى التَّوْبَة."

 

الكيماوي والبراميلي بشار الأسد، حبيب قلب الراعي وعون نصرالله وبري ليس فقط مجرماً، بل أيضأ وقحاً ومنافقاً

الياس بجاني/16 أيلول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/16/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1/

المجرم بشار الأسد حبيب قلب سيدنا الراعي ومظلومه ونصاره، وحليف الشارد عون وأصهرته، وشريك الإرهابي نصرالله في إبادة الشعب السوري، هذا المخلوق ليس فقط براميلي وكيماوي وسفاح وجزار، لا بل أيضاً منافق ودجال ولا يحترم لا عقول ولا ذكاء ولا معرفة الناس.

تصوروا أن هذا الشيطان بكل المقاييس الأرضية والسماوية أعلن اليوم وبوقاحة وهو يبتسم أنه لن يترك الحكم إلا بإرادة الشعب.

السؤال هو أي شعب هذا الذي ينتظر قراره بالبقاء أو التنحي؟

أهو الشعب المشرد في البحار والطرقات والبراري والصحاري وفي أصقاع كل دول العالم ويعاني من المآسي التي لم يعاني من مثل هولها وحجمها وفظاعاتها أي شعب من شعوب العالم في زمننا الحاضر ولا حتى في الأزمنة الغابرة؟

أم أنه الشعب في حلب والزبداني والقصير وباقي مناطق سوريا حيث يواجه الموت على مدار الساعة بواسطة براميله وأسلحته الكيماوية وإجرام إيران الملالي واذرعتها العسكرية  والذهبية من مثل حزب الله الغزواتي والتبعي والطروادي والإرهابي بامتياز؟

أم هو الشعب الجائع والمشرد والمحروم من كل مقومات الحياة الأساسية حتى في المناطق التي لا تزال تحت قبضته الستالينية؟

أي شعب هذا الذي يعنيه هذا المخلوق اللا بشري؟

باختصار وطبقاً لكل المعايير فإن بشار الأسد مجرم حرب وسفاح ومن واجبات كل دول العالم أن يعتقلوه بالقوة ويسقطوا نظامه ويحاكموه دولياً مع كل ربعه من المسؤولين والعسكريين ليرتاح العالم من إجرامه غير المسبوق في التاريخ وليعود الشعب السوري المشرد إلى بلاده.

أما من يقف مع الأسد من رجال الدين الكفرة والجاحدين ومن القيادات والأحزاب اللبنانية كائن من كانوا فمن الضرورة الأخلاقية والإيمانية والوطنية والإنسانية أن يرذلهم الشعب اللبناني ويطالب بمحاكمتهم بتهم العمالة والخيانة والإبادة البشرية.

نسأل هل الراعي ومظلومه ونصاره وكل ربع عون الواهم والمهووس ومعهم كافة ربع08 آذار من تجار المقاومة والممانعة والتحرير ورمي اليهود ودلتهم في البحر، نسأل كل هؤلاء هل هم من البشر فعلاً ويخافون الله ويوم حسابه الأخير ويتمتعون بأحاسيس بشرية وملمين بمعاناة الشعب السوري غير المسبوقة؟

في النهاية إن مصير لأسد وكل من هم على شاكلته ومن خامته من السفاحين والبرابرة والقتلة والمجرمين هو الانكسار والسقوط لا محالة طال الزمن أو قصر.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

جلسة الحوار الثانية: مقاربات لكيفية الاختراق في بند رئاسة الجمهورية وتأكيد لدعم تنفيذ قرارات الحكومة

الأربعاء 16 أيلول 2015 /وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة الحوار الثانية ظهر اليوم في القاعة المخصصة له في الطبقة الثالثة من مبنى مجلس النواب، وأكد في مستهلها أهمية الحوار في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان، مشددا على أن "لا سبيل للخلاص إلا الحوار". وحضر الجلسة: الرئيس بري ومعه الوزير على حسن خليل، رئيس الحكومة تمام سلام ومعه الوزير رشيد درباس، رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ومعه النائب عاطف مجدلاني، الرئيس نجيب ميقاتي ومعه النائب احمد كرامي، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ومعه النائب غازي العريضي، الوزير جبران باسيل ممثلا رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية ومعه الوزير السابق يوسف سعادة، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ومعه النائب علي فياض، النائب ميشال المر، النائب طلال ارسلان ومعه السيد حسن حمادة، النائب أسعد حردان ومعه الوزير السابق علي قانصو، النائب آغوب بقرادونيان ومعه الوزير ارتيور نظريان، نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري ومعه النائب روبير فاضل، الوزير بطرس حرب ومعه النائب السابق جواد بولس، النائب سامي الجميل ومعه النائب ايلي ماروني، الوزير ميشال فرعون ومعه الياس ابو حلا. وبعد الجلسة التي استمرت من الثانية عشرة ظهرا الى الثالثة والنصف بعد الظهر، تلا الامين العام للمجلس عدنان ضاهر البيان الآتي: "تابع المجتمعون مناقشة جدول الاعمال انطلاقا مما طرح في الجلسة الماضية. وحصلت مقاربات سياسية ودستورية لكيفية حصول اختراق في بند انتخاب رئيس الجمهورية وغيره من المواضيع، ومحاولة البناء على القواسم المشتركة في المداخلات لتوسيعها في الجلسة المقبلة. وأكد المجتمعون دعم الحكومة لتنفيذ القرارات المتخذة لمعالجة الملفات الحياتية الاساسية. وتقرر عقد الجلسة المقبلة يوم الثلثاء في 22 ايلول الجاري الساعة الثانية عشرة ظهرا".

 

سوريا.. مقتل مسلحين من حزب الله بالزبداني

 سكاي نيوز/موقع 14 آذار/17 أيلول/15

 أفادت مصادر من المعارضة السورية، الأربعاء، بمقتل 13 مسلحا من حزب الله اللبناني بالزبداني في ريف العاصمة دمشق، وفق ما ذكرت "شبكة سوريا مباشر". وأوضحت الشبكة أن القتلى سقطوا في اشتباكات بين "كتائب الثوار" وأفراد من حزب الله في محيط مدينة الزبداني في ريف دمشق، في وقت شيع الحزب، الثلاثاء، 3 قتلى في الضاحية الجنوبية في لبنان، سقطوا مؤخرا في سوريا. ونقلت الشبكة عن مصادر ميدانية أن "كتائب الثوار" تمكنوا من إسقاط طائرة استطلاع تستخدم في تحديد الأماكن من قبل أفراد حزب الله في المدينة. في غضون ذلك، أكد "جيش الإسلام"، الأربعاء، مقتل أحد قادته خلال معارك مع القوات الحكومية في محيط ضاحية حرستا والجبال المطلة على الغوطة الشرقية. ونعى "جيش الإسلام"، على حسابه في تويتر، قائد الإمداد الحربي وتطوير الصواريخ والمدفعية فيه، محمود عمر الأجوة، الملقب "أبو نوح" نائب القائد العام للتنظيم. وفي تطور آخر، قتل مسلحون مجهولون قائدا من المعارضة السورية المسلحة، يدعى ياسر عبد الرحمن الخلف، نتيجة طلق ناري من سيارة مجهولة، أثناء عودته مع ابنه إلى منزله في ريف درعا الشرقي. وذكرت مصادر من المعارضة السورية أن حوادث مقتل قادة من صفوف المعارضة تكررت في الآونة الأخيرة، في محافظتي درعا والقنيطرة.

 

جولة ثانية من الحوار "لا تزال ضمن دائرة الحائط المسدود" اتجاهان تنازعا المشاركين والسنيورة لباسيل: لن ننتخب عون

منال شعيا/النهار/17 أيلول 2015/مجدداً، أقفل السياسيون على أنفسهم داخل المبنى الاساسي لمجلس النواب وتحاوروا في بند الرئاسة. وعلى وقع الضرب والصراخ في الشارع بعيداً من أروقة ساحة النجمة، ناقش المتحاورون معضلة الرئاسة، وتوقفوا طويلاً عند اشكالية المطالبة بالعودة الى الشعب.

هذه المطالبة غاب صاحبها، اذ لم يشارك رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في الجلسة الثانية، وانما حضرت "ملائكته"، وفق تعبير نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، فحضر رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل. وغابت المشادات الكلامية، وحضرت النقاشات.

في بداية الجلسة، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري "اهمية الحوار في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان"، مشدداً على ان "لا سبيل للخلاص إلا الحوار". وحده رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط غادر الجلسة بعد مرور نحو ساعة على بدئها، وبقي معاونه النائب غازي العريضي داخل القاعة. ولقطع التأويلات، ارتأى جنبلاط التغريد عبر "تويتر" لشرح مغادرته، كاتباً: "كان النقاش مفيداً وغنياً كالعادة، لكنّ هناك ظرفاً محض شخصي لا علاقة له بالسياسة، جعلني أغادر، ولا داعي لتأويل مغادرتي الجلسة وتحميلها تفسيرات في غير محلّها. وانني سأبقى أدعم الحوار، وأنا بالتصرّف في أي لحظة".

"النقاش المفيد" وفق جنبلاط، ركّز على بند الرئاسة. ووفق معلومات "النهار"، فإن الجلسة استهلّت بمتابعة النقاش في الملف الرئاسي، واستفاض المتحاورون في تحديد بعض المبادىء. وحده باسيل غرّد من خارج السرب، اذ عاد الى طرح عون الاولي بالمطالبة بانتخاب رئيس من الشعب.

هنا رفض معظم المشاركين هذا المبدأ، وأصرّوا على عدم تعديل الدستور. وهذا ما عبرّت عنه لاحقاً كل التصريحات، ولا سيما من الرئيس نجيب ميقاتي ومكاري والوزيرين بطرس حرب ورشيد درباس. النية هي ابداء الآراء ووضع مواصفات الرئيس المقبل، وهذان أمران نوقشا مطولا على الطاولة المستديرة.

 

ما هي الرسائل التي أراد عون توجيهها بتغيّبه عن جلسة الحوار؟

ألين فرح/النهار/17 أيلول 2015

لم يشارك النائب العماد ميشال عون في جلسة الحوار الثانية أمس، فمثّله رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل. هذا التوجه كانت نقلته "النهار" اول من أمس عن مصادر في "التيار". وثمة ترجيح ان تكون الجلسة الأخيرة التي يشارك فيها "التيار" عموماً في الحوار، خصوصاً اذا لم يكن له جدوى في التوصل الى حلول للمشكلات القائمة وتصحيح الخلل في المؤسسات. فما هي الرسائل السياسية التي أراد العماد عون توجيهها عبر عدم مشاركته شخصياً؟ في الأساس كانت مشاركة العماد عون في جلسة الحوار لعدم إضاعة فرصة الحوار والتلاقي وبادرة حسن نية، حتى لو لم يكن عون مقتنعا بإمكان التوصل الى حلول للازمة السياسية التي يتخبط فيها البلاد. وهو أراد بغيابه توجيه رسائل في اتجاهات متعددة، أولها الى الرئيس نبيه بري انه غير مستعدّ أن يكمل في حوار مسدود الأفق بالنسبة الى الخيارات الأساسية المطلوبة التي طرحها في الجلسة الأولى، أي العودة الى الشعب. كما ان عون غير مقتنع بحوار لإمرار الوقت، في حين ان على السلطة السياسية السعي الى تصحيح الخلل القائم. وعلمت "النهار" ان بري امتعض لدى تبلغه بعدم مشاركة عون شخصياً في الحوار، وتلت ذلك وساطات واتصالات بعون الذي قرر في اللحظات الاخيرة ان يمثله باسيل. وأكدت مصادر قريبة من العماد عون لـ"النهار" عدم المشاركة في أي جلسة مقبلة "اذا لم يحصل تقدّم في الحوار في الخيارات التي نريدها، أي تكوين السلطة من خلال العودة الى الشعب، خصوصاً ان ما استنتجناه ان الحلول هي مجرد دوران في حلقة مفرغة سقفها الأعلى تسويات على حساب مطالب الشعب وخياراته وعلى حساب الديموقراطية في إعادة تكوين السلطة".

اما الرسالة الثانية فأراد عون توجيهها الى الحلفاء، وتقضي بالإقرار بالتعاون ولكن من دون تخطّي خياراته وصدقيته، "ونستطيع تدوير الزوايا ولكن ليس على حساب وجودنا واقتناعاتنا الجوهرية والأساسية بالنسبة الى النظام ورؤيتنا الى المستقبل السياسي". فهو أبدى حسن نية في البدء وشارك في الجلسة الاولى، وأوفد باسيل في الثانية، "لكن اذا لم يتمّ تلقف رسالته ويرفعوا سقفهم في النقاش ولم يذهبوا في اتجاه البحث عن صيغة تؤمّن هذا المنطق، فلن يحصل حوار. ونحن أساساً نراه عملية استدراج لتنفيس حالتنا الشعبية والسياسية وحالة الحراك المدني. وعلماً بان السهام التي تصيبنا من الحراك المدني ليست عادلة، اذ اننا نناضل لإعادة تكوين السلطة ومكافحة الفساد ورفضنا التمديد منذ سنين ولم يرد أحد علينا". مع التأكيد على ان "جوهر الحراك مفيد ويجب اعطاؤه مجاله لكن الهدف الاساس الذي يجب ان يصل اليه هو تكوين السلطة، اذ ان الإصلاح الجزئي غير مفيد ويخرب سريعاً". يعني ذلك ان "التيار الوطني الحر"، وعلى رأسه العماد عون لن يقبل ان يكون شريكاً في تسوية، وخصوصاً أنه وتياره رفضا من الأساس التمديدين لمجلس النواب ورفضا تكريس الامر الواقع ومحاولات فرضه في المؤسسات، وخصوصاً على مستوى آلية عمل الحكومة. رفض عون المشاركة في جلسة حوار لأنه يعتبر ان اي عملية انتخاب سلطة من دون العودة الى الشعب عبر انتخابات نيابية وفق قانون النسبية او انتخابات رئاسية من الشعب، تعتبر تمديداً مقنّعاً للوضع السياسي الحالي والتفافاً على مطالب الشعب، وهذا ما لمسه من الجلسة الأولى لدى رفض الاقتراح الذي قدّمه. والرسالة الثالثة موجّهة الى الخصوم لئلا يتّكلوا على ضغوط داخلية وخارجية كي يرضخ عون لتسويات تمديد الأمر الواقع الذي يُحاولون فرضها عليه. فالمسألة ليست شكلية وقد اعطى عون في الشكل رسالة ايجابية عبر المشاركة في الحوار، اما في المضمون فلن يقبل بأي حلّ يكون ضد إرادة الشعب، ولن يقبل الا بتثبيت الشركة الحقيقية والصيغة والدستور. ويفترض أن يكون الوزير باسيل قد عبّر عن هذا الموقف في جلسة الحوار أمس.

 

مكاري بعد جلسة الحوار: لمسنا تقدما وهناك استعداد من الجميع لتقبل الرأي الاخر

الأربعاء 16 أيلول 2015 /وطنية - اعلن نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري بعد جلسة الحوار انه" سيكون هناكجلسة لطاولة الحوار الثلاثاء المقبل، وسيكون هناك جلسات متكررة ومتقاربة، وقد لمسنا ان هناك تقدما، وهناك استعداد من الجميع لتقبل الرأي الاخر والبحث فيه، والجلسة هي افضل من السابقة". قيل له: لكن النائب العماد ميشال عون لم يحضر؟، فقاطع ممازحا: "ملائكته كانت حاضرة وقد عبر عن موقف الجنرال عون الوزير جبران باسيل، والجنرال عون لا يزال على موقفه".

وردا على سؤال قال: "كل الطروحات توحي ان هناك استعدادا لقبول الرأي الآخر وتبادل الاراء ووضع مواصفات لشخص الرئيس العتيد".

سئل: هل من شيء محدد للانتقال بآلية معينة لانجاز الاستحقاق الرئاسي؟

اجاب: "توصلنا اليوم الى هذه النقطة، وانتقلنا من مرحلة الكلام عن الشخص وهوية الرئيس العتيد، وخرجنا من العناد، لجهة ان يكون الرئيس من هذا الفريق او ذاك".

وقال ردا على سؤال: "باتت الرسالة واضحة ان امكانية تعديل الدستور لانتخاب رئيس من الشعب غير واردة في الوقت الراهن".

وعن مسألة التعيينات العسكرية وما اذا كان تم التطرق اليها: قال: "لا، لا، وهذا ليس من جدول الاعمال".

 

مصادر كنسية لـ”السياسة”: الحوار يطيل الأزمة الرئاسية والحل بالتزام النواب الدستور وانتخاب الرئيس في أسرع وقت

بيروت – “السياسة”: أكدت مصادر كنسية بارزة قريبة من البطريركية المارونية لـ”السياسة”, أنه إذا كان الحوار بين اللبنانيين ضرورياً ومطلوباً في كل وقت, لأن لا خيار أمامهم سوى التلاقي والتواصل لحل المشكلات العالقة, إلا أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يحتاج إلى تطبيق الدستور وذهاب النواب إلى مجلس النواب لانتخاب الرئيس العتيد, بعد أكثر من سنة وخمسة أشهر على الشغور. وأشارت إلى أن الحوار بشأن الرئاسة الأولى سيطيل عمر الأزمة وستزداد المخاطر على البلد, وبالتالي لا بد للمتحاورين من اتخاذ قرار تاريخي يفضي إلى إزالة العقبات من أمام الانتخابات الرئاسية ويساعد على ملء الفراغ في مقام الرئاسة الأولى, لإعادة الاعتبار لحقوق المسيحيين وإصلاح الخلل القائم في معادلة التوازن الوطني بين اللبنانيين, مشددة على أن المخرج الوحيد من الأزمة يكون بالالتزام بنصوص الدستور, باعتبار مجلس النواب هيئة ناخبة والقيام بدوره وانتخاب رئيس جديد للجمهورية, ومن ثم تشكيل حكومة وإجراء انتخابات نيابية على أساس قانون عادل ومتوازن يؤمن تمثيلاً صحيحاً لكل اللبنانيين. وأكدت المصادر أن بكركي تقف على الحياد في هذا الاستحقاق وما يهمها هو أن تجري الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت تفادياً لاستمرار الشغور, ويكون الرئيس الجديد صناعة لبنانية من دون تدخل خارجي خلافاً لإرادة الشعب اللبناني, مشيرة إلى أن الكرة باتت في ملعب النواب والقوى السياسية التي عليها أن تضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار. وقالت: إن لا مبادرات لبكركي حالياً, سيما أن الاجتماعات التي عقدت في الماضي لم تحدث خرقاً في جدار الأزمة ولم تفض إلى تغييرات جوهرية في مواقف الأقطاب الموارنة من الملف الرئاسي الذي لا يزال يدور في الحلقة المفرغة.

 

حرب: نحن دائما نسمع نبض الشارع ومشكلة النفايات باتت شبه محلولة

الأربعاء 16 أيلول 2015 /وطنية - قال وزير الاتصالات بطرس حرب لدى مغادرته جلسة الحوار، ردا على سؤال حول ما توصل اليه الحوار: "مضى على الفراغ الرئاسي سنة وستة أشهر، يسنحسن اعطاءنا بعض الوقت، وبالطبع البند الرئاسي هو الاساس على طاولة الحوار". وعن سؤاله هل سمعتم صوت الشارع؟ أجاب حرب: "بالطبع نحن دائما نسمع نبض الشارع ونتحسس معه، إن شاء الله مشكلة النفايات باتت شبه محلولة، وهناك قرار الان إتخذته الحكومة وستنفذه"، واصفا الاجواء ب"الجيدة وبأن هناك تقاربا وتقدما".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 16/9/2015

الأربعاء 16 أيلول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان اليوم بين الحوار والحراك.

الحوار الثاني لم يكن على موجة واحدة فعدا عن عدم مشاركة العماد ميشال عون شخصيا أصر ممثله الوزير جبران باسيل على بت الموضوع الرئاسي فيما قال نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ان إمكان تعديل الدستور لينتخب الشعب الرئيس مستبعد.

وقد طلب الرئيس نبيه بري من المتحاورين تقديم اقتراحاتهم في الجلسة المقبلة التي ستنعقد الثلاثاء المقبل.

وفي الحراك الشارعي صدامات بين القوى الامنية وبعض المتظاهرين سقطت خلالها إصابات واوقف العشرات ولاحقت قوى الامن المعتدين على المضربين عن الطعام وضربت القوى الامنية طوقا حول ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانتقل الحراك الذي واكب الحوار على طريقته من ساحة الشهداء الى ساحة رياض الصلح مساء.

نبدأ من الحوار في جلسته الثانية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

كر وفر وصيحات في الشارع غفلت عن السبب الرئيس لتحرك 29 آب كارثة النفايات، وحوار تحت قبة البرلمان لا يزال يتجاهل السبب الرئيس للفوضى والمخاطر المحدقة في الدولة اي عدم انتخاب رئيس للجمهورية.

في وسط المدينة، الحراك المدني يدور في حلقة مفرغة لانه جنح عن خطه المطلبي واثقل اكتافه بتعدد العناوين وتكبيرها بحيث انه بات يهدد نفسه بدلا من تحقيق المطالب المحقة حبة حبة.

فالنفايات يجب ان تشكل عبارة لبناء منظومة صلبة ودائمة لحماية حقوق الناس وليس للتفريط في المكتسبات المحققة على ندرتها.

أما في المجلس فالانجازات التي تحققت هي ان المجتمعين تمكنوا هذه المرة من الاستماع الى بعضهم بعضا بلا تشنج وبلا هوبرات وان الحوار سيتواصل حول البند الرئاسي فقط.

كما أسقط المجتمعون بالاجماع احتمال البحث بانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب ما عدا الوزير باسيل طبعا الذي وجد نفسه وحيدا مرة جديدة بعدما رفض حلفاؤه مرافقته في رحلة التيار الخطرة خارج المسالك الدستورية.

التخلي اغضب العماد عون الغائب عن الحوار فطير رسالة للرئيس بري ابلغه فيها ان مشاركة التيار في الحوار قد تكونه الحوار اذا لم يتم البصم على مطلبه بأن ينتخب من الشعب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

وأخيرا تكشفت الوجوه، وجوه زعران الشوارع والشاشات من خلال اعلام رخيص كإعلام قناة "الجديد" او حزب تحسين الخياط ملك ملوك السمسرات والصفقات الذي يتخذ من الحراك المدني مطية لنفث أحقاده وسمومه عبر شتائم زعران ومندسين افرد لهم مساحات على هواء قناته التي تسعى لتحتل المرتبة الاولى بين القنوات التحريضية في لبنان.

فقناة "الجديد" فتحت طيلة النهار ابواق الفتنة على مصراعيها وسلمت مايكروفوناتها لعصابات تدعي انها من الحراك المدني فيما هي مجموعات موتورة عملت على ترديد واطلاق الشتائم والاهانات على الهواء مباشرة بحق الرئيس نبيه بري وحركة أمل وكبار المسؤولين في الدولة علما ان الرئيس بري كان اول مسؤول في الدولة يعلن تأييده لمطالب المتظاهرين المحقة.

وهنا نسأل اين المسؤولون عن الحراك؟ ما هو موقفهم مما جرى اليوم؟ وهل أصبح الحراك اليومي محكوما ممسوكا وموجها من حفنة من زعران الشوارع ومطلقي الشتائم؟ وهل خرجت الامور عن سيطرة المسؤولين عن الحراك الشعبي؟

ما جرى اليوم مؤشر خطير يستدعي الحذر والانتباه وما على المسؤولين عن الحراك الا طرد كل المندسين بما فيهم قنوات التحريض والفتنة وعلى رأسهم قناة حزب تحسين الخياط حتى لا يستغل الحراك المدني وينحرف الى غير اتجاه ما يفقد الحراك مصداقيته ومشروعيته وحمايته من العبث والمصطادين في المياه العكرة وهم كثر على ما يبدو.

وكان الامن العام اللبناني قد القى القبض أمس على عدد منهم وكشفت التحقيقات انهم كانوا يخططون للقيام بأعمال ارهابية تستهدف الحراك الشعبي والمؤسسات المدنية والامنية والعسكرية.

"حركة أمل" وتعليقا على ما جرى اعلنت عبر المكتب الاعلامي المركزي ان المتهم الرئيسي هو الذي يعتدي على كرامات الناس عبر الشاشات بما يحرك مشاعر الناس مع الاحتفاظ امام القضاء المختص بكامل الحقوق تجاه من وجه كلاما نابيا بحق رئيس الحركة. ودعا بيان الحركة الجميع الى الحفاظ على الهدوء وعدم الانجرار الى الفتنة علما ان لا علاقة لحركة أمل بما جرى اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بين الحوار والحراك عشرات الامتار فصلت ما بين البرلمان والساحة المحاذية لجريدة "النهار" والمتظاهرون اعلنوا منذ الصباح ان هدفهم المباشر منع المتحاورين من الوصول الى مجلس النواب او مغادرته.

مشهد اليوم تخلله مواجهات بين القوى الامنية والمتظاهرين وفيما اعلنت قوى الامن عن اصابات بصفوف عناصرها كان المتظاهرون يتحدثون عن اعتداءات عليهم وعن اعتقالات بصفوفهم فاقت الثلاثين شخصا افرج عن بعضهم لاحقا.

لكن اللافت ما حصل امام وزارة البيئة اذ اعلن بعض المتظاهرين عن تعرضهم لاعتداءات من مدنيين تردد انهم من المناصرين لحركة امل التي نفت بدورها اي علاقة لها بما يجري وقالت ان المتهم الرئيسي هو الذي يعتدي على كرامات الناس عبر الشاشات، مما يحرك مشاعر الناس.

وما حصل في الخارج لم ينعكس في الداخل اذ شهدت طاولة الحوار التي غاب عنها النائب ميشال عون نقاشا هادئا ركز على كيفية تحقيق خرق في الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية وانتهى بيان المتحاورين الى التأكيد على دعم الحكومة لتنفيذ القرارات المتخذة لمعالجة الملفات الحياتية الاساسية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لانه لا خلاص الا بالحوار عاد المتحاورون الى ساحة النجمة للمرة الثانية طرح مقارباتهم الدستورية والسياسية لملء الشغور الرئاسي وحل ازمات البلاد وسعوا للبناء على القواسم المشتركة في المداخلات لتوسيعها في الجلسات المقبلة، ولإن بحث المتحاورون عن نقاط التقاء فقد انقطعت سبل الحوار بين المعتصمين في ساحة الشهداء والقوى الامنية حيث شهد وسط بيروت بعض الصدامات.

اما في القدس المحتلة فالصدامات في ساحات المسجد الاقصى خفت حدتها بعد ثلاثة ايام من الاعتداءات الصهيونية عليه الا ان خطر تقسيمه بات داهما بعدما تماهى نتنياهو مع شذاذ الآفاق من المستوطنين الذين يسعون الى فرض واقع جديد.

نتنياهو اعلن الحرب بكل آلاته العسكرية على ثلة من المرابطين داخل الاقصى، مؤكدا انه سيواجه بكل الوسائل من اسماهم بملقي الحجارة. بالمقابل رسم الرئيس السوري بشار الاسد مسار الخلاص من الارهاب في سوريا، وفي حديثه لوسائل اعلام روسية، حمل مسؤولية ازمة المهاجرين للغرب الذي يبكي عليهم بعين ويصوب عليهم رشاشا بالعين الاخرى.

وعلى الجبهة اليمنية السعودية المشتعلة اعلن الجيش اليمني واللجان الشعبية للمرة الاولى عن اسر عدد من الجنود السعوديين في مؤشر جديد على سلسلة الاخفاقات التي يمنى بها العدوان على هذا البلد.

اخفاقات لم يخفف من ثقل وطأتها عودة رئيس حكومة الانتداب السعودي على اليمن خالد بحاح الى عدن حيث تدل مجريات الاحداث انها تحولت ساحة للتصارع بين المجموعات المختلفة ومنها عناصر القاعدة.. وجديد هؤلاء حرق كنيسة في المدينة الساحلية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

يتحاورون مع أنفسهم في الداخل "ويفلتون" على ناسهم في الخارج دبلوماسية الجدران الأربعة في واد.. والشارع في واد آخر ولا يعلم الأولون ماذا يجري على مرمى مفرق منهم فهم في عالم آخر انفصام هذا أم قرار. يتحاورون على الرئيس وقائد الجيش والتعيينات ويبلغون الطائف والسلاح وغير ذلك من القضايا الخلافية فيما المشكلة أصبحت في وجودهم كرعية كطبقة سياسية استقالت من مهماتها ويطاردها مواطنوها إلى قلب جلسة الحوار أربعاء المطاردة تولت زمام قيادته قوى أمنية حاورت المتظاهرين ركلا وضربا واعتقالات شملت الشباب المضربين عن الطعام ولأن الأمن وحده لا يكفي للمهمة فقد استقدمت مجموعات حريصة على السلطة ورجالها للاعتداء على المتظاهرين والمضربين أمام وزارة البيئة ولما أدلى الناشطون والمتظاهرون بتصريحات تتهم أنصارا لرئيس مجلس النواب بتنفيذ الغزوة أصدرت حركة أمل بيانا نفت فيه أي علاقة للحركة بما جرى وأكدت الاحتفاظ أمام القضاء المختص تجاه من وجه كلاما نابيا إلى رئيس المجلس النيابي والقضاء إذا كان مختصا فإن واجبه طلب الهواء التلفزيوني للتثبت من هويات المعتدين البارزة ملامحهم جليا وتوقيفهم لسؤالهم عن الدوافع والموعزين إليهم وموفديهم كمرسلين للفتن فهل أوقفت القوى الأمنية أيا منهم على الأرض أم هي مختصة بتوقيف الناشطين فقط وبينهم من ذهب مخفورا بانهيار وهزالة جسد بسبب إضرابه عن الطعام منذ خمسة عشر يوما هي مهمة وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي غالبا ما يزيل القناع عن القطب المخفية ويعلم باتفاقيات الباطن فاليوم أمامه كل ما هو ظاهر بشهود عيان وبعدد من وسائل الإعلام التي كانت تنقل الوقائع بلا تحريف وتعكس آراء الناس على الأرض وتضبط المعتدين بالكاميرا المجردة حتى الساعة فإن الناشطين الذي اعتقلوا صباحا أفرج عنهم عند المساء والمهمة انتهت هنا وغدا يوم آخر بالنسبة الى القوى الأمنية التي تنفذ أوامر السلطات السياسية فالقيادة السياسية أعدمت حيلة ولم يعد أمامها سوى تعقب الشارع يوما بيومه لإسقاطه قبل أن ينجح في إسقاطهم وللمعركة تتمة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

من 22 من آب تاريخ الحراك الاول الى 16 ايلول موعد الحراك اليوم. 25 يوما لم تهدأ الارض. الجامع المشترك بين التاريخين الحضور القوي للرئيس نبيه بري.

في التاريخ الاول حضر عبر شرطة المجلس باثبات من وزير الداخلية في مؤتمره الصحافي غداة عودته من ميكونوس. واليوم حضر عبر انصار له يبدو ان كلاما قيل في الشارع قد استفزهم فردوا بطريقة شوارعية وجاءهم الاسناد الناري من حركة أمل بالذات فقالت في بيانها المتهم الرئيس هو الذي يعتدي على كرامات الناس عبر الشاشات من دون ان ينسى البيان في ختامه التذكير بلازمة ان "لا علاقة لحركة امل بما جرى."

حراك اليوم الذي بدأ قرب صحيفة "النهار" لمنع المتحاورين من الوصول الى مقر المجلس انتهى بين الجميزة ورياض الصلح حيث تشهد ساحته حشدا كبيرا متصاعدا فيما كانت ضريبته 40 موقوفا من مختلف اطياف الحراك.

على وقع هذه التطورات انعقدت طاولة الحوار في غياب العماد ميشال عون وفي ظل خروج النائب وليد جنبلاط ولعل المقررات الابرز لطاولة اليوم هي تعيين موعد للطاولة الثالثة.

في ظل هذا الوضع بدأ جبل الفساد يتزحزح، النائب العام المالي قرر قطع التيار الكهربائي عن منازل ومؤسسات سياسيين لم يسددوا فواتيرهم وفي معلومات خاصة بالـlbci ان قيمة هذه الفواتير تصل الى مليار و200 مليون ليرة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

يبدو أن أحدهم اجتاز خطا أحمر ما... حتى اللحظة لم يعرف بعد من الذي قام بالخرق، ولا أي خط محظور تم اجتيازه.... لكن التطورات في وسط بيروت أكدت اليوم أن صاعق الانفجار قد تحرك. أحد العارفين يقول للأو تي في، أن ملامح اجتياز الخطوط الحمر، ظهرت أمس مع محاولة الدخول إلى وزارة المالية. فهذا المكان، برمزيته المتعددة الأطراف، وبأسراره وخفاياه وكهوفه ومغاوره العتيقة منذ عقود الوصاية هو من المحرمات. وتقول الأقاويل أن هوية الذين حاولوا الدخول إلى هذا الحرم المالي المحرم، شكلت خرقا آخر. وأن توقيت الخطوة، عشية جولة الحوار الثانية... كل ذلك أكد للبعض، أن ما يحصل بدأ يطاول الكبار، ويقترب من الكبائر ... وتتابع الأقاويل أن أول من استشعر الأمر والخطر كان، كما دوما، وليد جنبلاط. فحاول أمس أن يغرد، أو أن يحذر شباب الشارع. كتب لهم يقول: "‏إن هذه الفوضى المنظمة التي يستعملها بعض وسائل الإعلام في تحطيم الدولة والمؤسسات ‏قد تكون لحدث كبير، خارج معرفة البعض على الأقل، لحدث أمني يدمر البلاد، قد تكون مقدمة لأحداث أكبر لخراب الإقتصاد اللبناني والإستقرار"‏. قبل أن يختم البيك العار : "‏إنتبهوا على لعبة الدول من تدمير لبنان تحت شعار النفايات". لكن الشباب لم ينتبهوا. فوقع المحظور اليوم. وحصل الصدام، من ساحة الشهداء إلى ساحة رياض الصلح... هكذا صارت الساحتان تحت وقع اتهامين متبادلين: الشباب يتهمون السلطة بأنها أفلتت بلطجييها، تماما كما فعل حسني مبارك قبل سقوطه... فيما المسؤولون يتهمون الشارع بأنه صار مخترقا. وآخر أدلة اختراقه ما حكي عن توقيف دواعش اندسوا مع المتظاهرين وكتبوا شعارات على قبر رفيق الحريري، بهدف إحداث فتنة... أي الاتهامين هو الصواب؟ تعالوا نبحث في التفاصيل والحيثيات... بعد عشر ثوان فقط.

 

اسرار الصحف ليوم الأربعاء 16 أيلول 2015

أسرار الآلهة 

قال رئيس بلدية إن معامل فرز النفايات تحتاج إلى 3 أشهر فقط وبكلفة 250 ألف دولار بعكس ما يروّج من المنتفعين.

بلغت مترتّبات وزارة الصحة غير المسدّدة لأحد المختبرات نحو 380 مليون ليرة بدل فحص عيّنات من المواد الغذائية.

قال وزير سابق إن مؤتمر الحوار لن يتوصّل إلى أي حلول لكنه يحاول استيعاب الشارع.

يجري تنافس في إحدى المناطق حول مَن يستضيف البطريرك الماروني على مائدة الغداء خلال زيارته المنطقة.

نُقل عن مسؤول أحد التلفزيونات قوله لوزير الإعلام: “لا يمكننا أن نبثّ عن الحراك في الشارع باعتدال لأننا في صميم الثورة”.

المستقبل

يقال

إنّ مشاورات جرت بين مختلف قوى 14 آذار تمّ التمسّك خلالها بالترتيب المعمول به لجدول أعمال طاولة الحوار التي تعقد جلستها الثانية اليوم والاتفاق على عدم الانتقال إلى أي بند آخر قبل إنهاء بند انتخاب رئيس الجمهورية.

عيون السفير  

 تشكو مراجع أمنية من التعامل القضائي مع ملفات إرهابية «بطريقة سياسية ـ استنسابية».

لوحظ أن ديبلوماسيا أفريقيا في بيروت تفادى أية مسؤولية مسلكية في ما يخص أحد الملفات الأمنية مستفيدا من علاقة قربى تربطه بمسؤول كبير في بلده!

تحرص مؤسسة غير مدنية على المواءمة بين مهامها المدنية الكبيرة وبين مهامها الأمنية الآخذة بالاتساع تدريجيا.

أسرار الجمهورية

قال نائب إن الحوار لم ينطلق ليتوقّف، وإن إسقاطه يُشكّل خطاً أحمر.

تُجمع مراجع دبلوماسية على أن أهم مواصفات الرئيس العتيد قدرته على معالجة قضية النارحين.

نقل زوّار مرجع حكومي عنه أنه لولا دور مرجع نيابي لكانت الحكومة أصبحت في خبر كان.

 اسرار اللواء

همس

تروّج أوساط سياسية معلومات عن  اتصالات تجري لتسويق مرشّح من 8 آذار، من بين «الموارنة» الأربعة الكبار..

غمز

يحرص نواب لقاء وسطي على التواجد في مقر زعامة معروفة، في نهاية كل أسبوع..

لغز

تحاول جهات معنية تكوين استراتيجية استباقية لمواجهة المتظاهرين، بعيداً عن المفاجآت اليومية؟!

اسرار «الديار»

نتنياهو يُبلّغ كاميرون رسالة للبنان

قال رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيمين نتنياهو في لندن انه يرسل رسالة مع السلطات البريطانية ورئيس الحكومة دايفيد كاميرون ان «اسرائيل» مستعدة لتوقيع اتفاقية سلام مع لبنان فورًا وان يرتّب الرئيس كاميرون اللقاء بين نتنياهو والرئيس سلام في لندن لبحث كيفية صياغة اتفاقية سلام بين لبنان والكيان الاسرائيلي ويتم ترسيم الحدود وعندها لا لزوم لوجود سلاح حزب الله، بل تتولى القوات الدولية معززة مع الجيش اللبناني الحفاظ على الحدود، ويتولى جيش الحرب الاسرائيلي الحفاظ على الحدود الشمالية.

ولم تتأكد المعلومات عما اذا كان كاميرون قد طرح الفكرة أو نقل رسالة نتنياهو إلى الرئيس تمام سلام.

لا بريئة ولا عفويّة..

اعتبرت مصادر في قوى الثامن من آذار أنّ زيارة رئيس الحكومة البريطانية دايفيد كاميرون كما الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لا تبشّران بالخير، متحدّثة عن مخاوف من المستور الذي يخبّئه الأوروبيون على ما يبدو. ولفتت المصادر إلى أنّ أزمة اللاجئين ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة منذ أربع سنوات، وقد رفع لبنان الصوت عالياً لعدم قدرته على استيعاب أعداد السوريين الهائلة التي لجأت إليه من دون أن يجد أيّ صدى، متسائلة عن سبب هذه الاستفاقة المتأخرة، مؤكدة أنّها لا يمكن أن تكون بريئة ولا عفويّة.

إستفزازات «جند الشام»

ابدت مصادر سياسية تخوفها الشديد من تفجير مخيّم عين الحلوة، بسبب الاستفزازات التي تقوم بها مجموعة «جند الشام»، ونقلت المصادر معلومات بأن الفصائل الفلسطينية المتواجدة في المخيم، تتحّضر لتوجيه ضربة للمجموعة المذكورة.

بري مُستهدف أيضاً

وزير من تيار المستقبل اذ برر عدم عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان للمشاركة في جلسات الحوار، لاسباب امنية «لا تخفى على احد»، لاحظ ان الاشتباك الاستخباراتي القائم في البلد يستهدف الرئيس نبيه بري مثلما يستهدف الرئيس الحريري لان سيناريو الفتنة لم يبارح في اي يوم خيال «الذين يعيشون بعقلية حائط المبكى او بعقلية تورا بورا».

الوزير يرى انه لا بد من احتياطات استثنائية في هذه الظروف الاستثنائية.

مُعاملة استثنائيّة !!

أعربت مصادر سياسية عن مخاوفها من تسييس قضية الإرهابي أحمد الأسير، مشيرة إلى أنّ الجلسة الأولى لمحاكمته عزّزت هذه المخاوف بدل أن تضع حداً لها، بدليل المعاملة الاستثنائية التي حظي بها، مستغربة استنفار فريق دفاعٍ طويلٍ عريضٍ للدفاع عنه، رغم أنّ معادلة المتهم بريء حتى تثبت إدانته قد لا تنطبق عليه، كون جرائمه مرئيّة ولا تقبل الطعن. وأشارت المصادر إلى أنّ المطلوب أولاً نزع يد السياسة والطوائف عن القضاء، حتى يأتي القرار عادلا وبحجم الجرائم المرتكبة.

أضعف من أيّ وقتٍ مضى !!

رأت مصادر مطلعة أنّ «تيار المستقبل» يبدو اليوم أضعف من أيّ وقتٍ مضى، مشيرة إلى أنّ التراجع في المستوى بات ماثلاً للعيان ولم يعد بالإمكان نكرانه، خصوصًا أنّ العديد من نوابه وقياديّيه لا يجدون أيّ حَرَج في مخالفة قرارات القيادة على أكثر من صعيد. ولفتت المصادر إلى أنّ المشكلة هي تنظيمية في الدرجة الأولى، تتعلق بغياب القائد الحقيقي القادر على ضبط الإيقاع في ظلّ الغربة المستمرّة لرئيس التيّار، النائب سعد الحريري، إضافة إلى الأزمة الماليّة التي لا يزال يعاني منها «التيّار الأزرق»، في ظلّ عجزه عن محاكاة الشارع.

الأخ «دونكيشوت» والحوار

احد المشاركين في طاولة الحوار قال ان مداخلة احدى الشخصيات في الجلسة الاولى، وابتعادها كليا عن جدول الاعمال، اظهرت انه لا يريد فقط رأس العماد ميشال عون بل ورأس السيد حسن نصرالله ايضا، دون ان يكون الكلام عن رئاسة الجمهورية سوى غطاء تكتيكي لذلك الموقف.

اضاف «من اجل عدم تهديد الحوار لم اقل له ان الوضع اللبناني من الهشاشة بحيث لا يحتمل هذه النسخة المعاصرة من …الاخ دونكيشوت».

طفل سوري يدفع كاميرون لأخذ 10 عائلات سوريّة فوراً الى بريطانيا

عندما اجتمع الرئيس كاميررون مع اللاجئين السوريين في مخيم البقاع في لبنان، قام بمجالسة طفل صغير عمره ثماني سنوات بعد ان طلب ذلك الطفل الذي يتكلم اللغة الانكليزية. فاوتي بالطفل الى كاميرون، حيث قام بسؤال الطفل عن أحواله، فأجابه الطفل انه خسر والده والآن لم يعد لديه الا والدته وأخواته.

وفي نهاية الحديث سأله كاميرون ماذا ترغب أن تفعل في حياتك؟ فاجابه الطفل احب ان اسافر الى لندن. فتأثر كاميرون تأثيرا كبيرا بطفل عمره ثماني سنوات يقول لرئيس دولة عظمى انا ارغب في الحياة في لندن. فنادى كاميرون للقائم بالأعمال البريطاني وقال له جهز الأوراق اللازمة لأخذه مع عائلته معنا الى بريطانيا. فاجابه الطفل لكننا لسنا وحدنا بل نحن 10 عائلات من قرية واحدة ونصف الأطفال يتامى الأب او الأم. فأعطى كاميرون أمرا بنقل العائلات العشرالى بريطانيا خلال ثماني وأربعين ساعة على كلفة الدولة البريطانية والاهتمام بهم واعطائهم الاقامة الدائمة في بريطانيا مع تعليمهم مجانا وحصولهم على الطبابة المجانية.

وهذا ما حصل.. اذ تحركت السفارة البريطانية وجاء مسؤولون منها ونقلوا العائلات العشر الى مطار رفيق حريري الدولي وقالوا لهم: لا تأتوا معكم بألبسة أو أي غرض آخر. ولدى وصولهم الى لندن، كان فريق من دائرة المهاجرين في انتظارهم، فاخذوهم الى مبنى حيث اسكنوهم فيه، كما أجروا لهم فحصا طبياً، ثم اعطوهم ملابس وثياباً. إضافة، بقي معهم ثلاثة أفراد من دائرة المهاجرين يهتمون بهم من الصباح الى المساء.

وهذه كانت اسرع طريقة تم بها نقل عائلات لاجئين من لبنان الى بريـطانيا والاهتـمام بهم بهذا الشكل خلال اربعة ايام.

 عن موقع القوات اللبنانية

 

القوى الأمنية اعتقلت العشرات ساعات وردّت على محاولات الاختراق مناصرون استفزتهم هتافات ضد الصدر وبري فتعرّضوا للمعتصمين

عباس الصباغ/17 أيلول 2015/النهار/لم تكن الثالثة ثابتة. الحراك الشعبي الذي حشد انصاره في 29 اب و9 ايلول تعرض لانتكاسة امس. والمعتصمون في وسط بيروت وجدوا انفسهم بين كماشة القوى الامنية ومناصرين لـ"امل"، وتعرضوا من الطرفين بعد ساعات من المواجهات المحدودة بين المحتجين وفرقة الفهود قرب مبنى "النهار".الاعتصام بدأ هادئاً صباح امس وقبل انطلاق الجلسة الثانية للحوار، ولكن تعاطي القوى الامنية تغير بعض الشيء اذ ردت عناصر مكافحة الشغب على محاولات سحب السياج الحديد والقاء القارورات الفارغة والشتائم، وعمدت الى توقيف نحو 40 شاباً وشابة ما لبثت ان اطلقتهم مساءً.

"ما تكلبجني، ايدي عم توجعني"

بعد أقل من ساعة على بدء اعتصام حملة "طلعت ريحتكم" وغيرها من الحملات توترت الاجواء قرب مبنى "النهار" رغم عدم وضع الاسلاك الشائكة لمنع المعتصمين من التقدم في اتجاه مبنى البرلمان. وبعد مناوشات محدودة، اندفع عدد من العناصر الامنية نحو المعتصمين واوقفت انتقائياً عدداً منهم بينهم فتيات، واقتادتهم الى شاحنة ركنت امام فندق "لوغراي"، ولوحظ تدخل شرطيات من قوى الامن الداخلي لسوق الفتيات بعد تكبيلهن، وكانت احدى الموقوفات تصرخ "ما تكلبجني ايدي عم توجعني"، وخلال توقيف الناشط عربي العنداري وسحبه على الارض صرخ احد الضباط وهو برتبة مقدم "لا تضربوه" واندفع في اتجاهه لحمايته من هراوات انهالت عليه، ومن ثم اقتيد الى الشاحنة عينها وكان فيها 5 موقوفين بينهم 3 فتيات. وحاول المعتصمون على الاثر اختراق الحواجز الحديد قرب مبنى "النهار" فتصدت لهم فرقة مكافحة الشغب لمنعهم واوقفت المزيد منهم، واستقدمت تعزيزات أمنية إضافية إلى ساحة الشهداء، ونقل الصليب الأحمر 5 مصابين من المتظاهرين بفعل التدافع. ولم تنته المواجهات عند هذا الحد، فتكررت على مراحل مع ازدياد اعداد الموقوفين وارتفاع عدد المصابين من المتظاهرين وعناصر قوى الامن الداخلي.

"انا دمي للاستاذ"

وخلال الاعتصام الذي شارك فيه عدد متواضع ترددت هتافات ضد الطبقة السياسية، ولكن احد المعتصمين انتقد على الهواء مباشرة وفي شكل لاذع الشهيد كمال جنبلاط والسيد موسى الصدر ثم وجه شتائم الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعد نحو ساعة وصل عدد من الشبان الى قبالة اللعازرية واعتدوا على المعتصمين في الخيم التي اقيمت قبل نحو اسبوعين، وفيها عدد من المضربين عن الطعام وانصار "التيار النقابي المستقل"، واستمر الهرج والمرج فترة محدودة ثم تجددا، ورمي الشبان المعتصمون بالحجارة وسجل عراك استخدمت فيه العصي اسفر عن اصابة عدد منهم، ولدى الاستفسار من احد الشبان عن الدوافع لاعتدائهم على المعتصمين قال: "انا دمي للاستاذ ولا يمكن ان اسمح لاحد بشتمه". وبعد تدخل القوى الامنية والفصل بين المتعاركين انسحب الشبان وبعضهم كان قد وصل على متن دراجات نارية، علماً ان عدداً منهم اكدوا أنهم مع الحراك الشعبي وتعنيهم المطالب التي يرددها المعتصمون الا ان "شتم الرئيس بري او التعرض للسيد الصدر غير مقبول". وقرابة الخامسة دعا منظمو الحراك الى اعتصام مفتوح في ساحة رياض الصلح حتى اطلاق الموقوفين، وكان عدد من الناشطين في حملة " بدنا نحاسب" توجهوا الى قبالة مقر وزارة الداخلية للمطالبة بإطلاق الموقوفين، ثم توجهوا مع اخرين الى ثكنة الحلو وظلوا هناك حتى اطلق جميع الموقوفين واعتصم عدد اخر امام مخفر الجميزة للغاية عينها. ولاحقاً اعلن العنداري اطلاق جميع الموقوفين. وكان عدد من اهالي العسكريين المخطوفين شاركوا في الاعتصام قرب " النهار" وما لبثوا ان غادروا لدى بدء الصدامات.

"أمل" تنفي علاقتها وقوى الأمن توضح

وأصدر المكتب الاعلامي المركزي لحركة "أمل" بياناً بعد اتهام الحركة بالاعتداء على المعتصمين جاء فيه: "مرة أخرى، بالأمس اتهم حرس المجلس النيابي، واليوم حركة "أمل"، والمتهم الرئيسي هو من يعتدي على كرامات الناس عبر الشاشات، مما يحرك مشاعر الناس، لذلك، مع الاحتفاظ امام القضاء المختص تجاه من وجه كلاما نابيا في حق الاخ رئيس الحركة، نتمنى من الجميع الحفاظ على الهدوء وعدم الانجرار الى الفتنة، علما ان لا علاقة لحركة "امل" بما جرى".بدورها افادت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ان عناصرها في وسط بيروت عملت على توقيف الأشخاص الذين يعتدون عليها بالضرب والذين يحضون المتظاهرين على العنف وخرق الحواجز الأمنية.

 

المشنوق: حق التظاهر والتعبير السلمي محفوظ وبحماية قوى الامن ومسؤوليتها المباشرة

الأربعاء 16 أيلول 2015 /وطنية - أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق "أن مهمة قوى الامن الداخلي حماية حق المتظاهرين بالتعبير السلمي وبالتظاهر، وليست مهمتهم حماية حق المتظاهرين بشتم قوى الامن الداخلي بالاسم وبالفاظ نابية، وبالتالي هذا الامر استوجب ان ينفذ القانون بتوقيفهم ومن ثم امر القضاء بالافراج عنهم". وقال، في حديث إلى محطة "المستقبل": "حتى أن نساء قوى الأمن تعرضن للكثير من الكلام والشتائم، سمعه الجميع على الهواء، فاذا اراد المتظاهرون ان يحفظوا حقهم بالتعبير والحماية وحقهم بالتظاهر عليهم ان يفترضوا ان الذين في وجههم بشر لديهم احاسيس وكرامة ومسؤولية ولا يستطيعون الاستخفاف بكل هذه الامور، والتعرض لهم وان يكون منتظرا منهم ان يتفرجوا عليهم باعتبار ان حق المتظاهر يعطي المتظاهرين الحق بشتم اب وام واخت العسكري وبالمقابل على العسكري ان لا يتقدم خطوة الى الامام لأن هذا الامر حق للمتظاهر فقط". وإذ شدد المشنوق على أنَّ المتظاهرين "يبحثون عن احد يضربهم لينزفوا في الشارع"، قال: "لكن لم يتم استعمال افراط القوة، هناك ربما خطأ بسيط من عسكري واحد او عشرات العسكريين ومئات المتظاهرين الذين كانوا موجودين". ولفت إلى أنَّ هناك "مبالغات في الأمور، وعلى كل حال الصليب الاحمر موجود وهو جهة موثوقة، ليحدد من اصيب وكيفية اصابته، هناك 4 او 5 عسكريين اصيبوا وهناك متظاهرون اصيبوا ولكني متأكد من ان اصابات العسكريين اكثر قسوة وحدة من اصابات المتظاهرين". وأشار الى أنه "على الهواء قد نبسط موضوع الشتائم الشخصية والتعرض للام والاخت وللبنت، ولكن لو كنا نقف مكان العسكريين في تلك اللحظة لما كنا نراها بالعين ذاتها ولم نكن لنسمعها بالاذن ذاتها مهما كان، هناك اعتداءات واضحة بعض المتظاهرين وانا لا اجمل الجميع، يريدون ان يوصلوا هذه الصورة على التلفاز، انا سمعت على الشاشات الالفاظ التي استعملها شباب وبنات، بالإضافة إلى البصق في وجه العسكريين والشتائم، مثلاً لنضع في المرة المقبلة حائطا افترضنا ان هناك تعاملا طبيعيا وحقهم في التظاهر مسموح لو كان غير مسموح لما بقيوا في الساحة، ولكانت اتخذت بحقهم اجراءات امنية، ولا اوافق عليها مسبقا لمنع التواجد في هذه الساحة". وإذ لاحظ المشنوق ان "حجم الحراك اليوم محدود جدا"، أكد ان "حق التظاهر وحق التعبير السلمي محفوظان وبحماية قوى الامن ومسؤوليتها المباشرة، انما يجب على المتظاهرين ان لا يستعملوا هذا الحق للاساءة أو الشتم أو رمي الأشياء"، لافتا إلى ان هناك من يريد ان يظهر بمشهد "المضروب" أو الجريح، فهم يريدون صورة المعتدى عليه وصورة المظلوم. ويبحثون عن هذه الامور".

أضاف: "انا لا اشمل كل المتظاهرين ومع ذلك شاهدنا العديد من التظاهرات في باريس ونيويورك ولندن يحصل تدافع ولم تعتبر انها اعتداء كبير على الحريات". وعن ان قرار اعتقال المتظاهرين هو قرار سياسي، أوضح أن هذا القرار "لوضع حد لتمادي المتظاهرين تجاه قوى الامن ولو كان هناك قرار باعتقالهم لكانوا احيلوا الى المحكمة العسكرية"، مشددا على ان "هذه رسالة ليفهم الجميع ان حقهم محفوظ وايضا حق غيرهم محفوظ، لا يمكن ان يطالبوا بحقهم ويحرموا الاخرين من حقوقهم".

وردا على سؤال بشأن المطالبة باستقالته، أجاب المشنوق: "اذا كانت استقالتي تحل المشكلة فلا مانع لدي، ولكن لم ار ان هناك كثيرين يطالبون بإستقالتي والجهة السياسية التي اتت الى وزارة الداخلية معروفة وهي الحزب الشيوعي، لم يأت المواطنون ليطالبوا بذلك، اضافة الى انني لست الجهة المعنية بما يطالبون به، هم يطالبون بالافراج عن المعتقلين ولكن هذا الامر قراره في القضاء العسكري، لست انا من يسجن الناس او يصدر مذكرات التوقيف والدليل انه تم اطلاق سراحهم بعد ساعات من قبل النائب العام العسكري او مفوض الحكومة بالمحكمة العسكرية، انا الجهة المعنية بحفظ حقهم بالتظاهر، ولو لم اكن الجهة المعنية لما استطاعوا التظاهر قرب باب الداخلية والادلاء بالخطابات وقول ما يريدون ولم يتم التعرض لهم ولم يمنعهم احد من ذلك، ولكنهم امام الداخلية لم يشتموا العسكريين ولم يتعرضوا لهم ولم يبحثوا عن اشتباك مباشر مع العسكريين كما فعلوا في ساحة الشهداء".

وعن خطة وزير الزراعة اكرم شهيب والمؤازرة الامنية لها، قال: "خطة شهيب لا يمكن ان تحصل الا بالرضى والتفاهم وبقبول من كل المناطق التي حددتها الخطة، وهي لا تحتاج الى قوى امنية بل قوى فكرية وصحية وبيئية تناقش وتفكر وتبحث عن الحل الامثل".

وتطرق المشنوق إلى "حق عكار بالمبلغ المالي الذي أقرته الحكومة"، قال: "سبق ان ناقشت في عكار في جلسة، وصحيح لا اختلف على موضوع الانماء في عكار الذي هو واجب وحق، وما اعطي هو جزء قليل من الدين ايا كانت قيمته مع العلم انه ليس 100 مليون دولار بل 300 مليون دولار، فهناك مشاريع بقيمة 200 مليون تتضمن الاوتوستراد العربي ومحطة الصرف الصحي.هذه المراسيم وقعت واصبحت في جيب اهل عكار". وتابع: "استطعنا ان نتفاهم على صيغة صحية وبيئية تتحمل فيها عكار جزءا من المسؤولية الوطنية، واذا لم نستطع ان نتفاهم، فهذه المشاريع من حق عكار وستنفذ بصرف النظر عن اي موضوع آخر". وردا على سؤال، أكد انه "على قدر ما جدد المتظاهرون نشاطهم على قدر ما نجدد حمايتنا لهم، فهذا واجبنا بحماية حقهم بالتعبير ولكن ضمن القواعد والاصول والقوانين"، متابعا: "لو ارادوا فعلاً ان يطبقوا القانون فهم على مستوى من العلم والدراية وكان من المفترض ان يقدموا طلبا الى وزارة الداخلية يحددون فيه مسار التظاهرة ووقتها ومكانها، ومسار الاعتصام ومكانه ونحن ملزمون بحمايتهم. وعليهم ان يدركوا انه مقابل قيام قوى الامن بواجبها لا يجب ان تكون هذه هي الطريقة التي يتعاملون معها". كما أكد "ان قرار مجلس الوزراء وقرار رئيس الوزراء الذي سبق وبلغته للاخوان في عكار ان هناك جهة دولية سوف تشرف مجانا من الامم المتحدة على كل مسار معالجة النفايات في عكار، بعد 18 سنة من مكب عشوائي تسبب بمصائب بيئية صحية". وختم: "سواء لمعالجة هذا المكب لصالح اهل عكار فقط او لمعالجة المكب وجعله مطمرا صحيا وبيئيا وايضا لتحمل عكار جزءا من " الثقل" في هذا الموضوع ، وهذا ليس امرا جديدا على اهل عكار فهم " مفضلون " في كثير من الامور وهذا امر ليس بجديد عليهم تجاه لبنان وليس جديدا عليهم ان يكون "مفضلين" بجزء من المسؤولية في هذا الامر".

 

 القاضي صقر أفرج عن جميع الموقوفين الذين تبلغ بتوقيفهم

الأربعاء 16 أيلول 2015 /وطنية - أفادت المندوبة القضائية في "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم، أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أفرج عن جميع الموقوفين الذين تم أبلاغه بتوقيفهم.

 

سلام التقى وفدا من هيئة تطوير العمل البلدي طالب بإنشاء الهيئة الوطنية للبلديات لتحسين أدائها

الأربعاء 16 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الحكومي، وفدا من هيئة تطوير العمل البلدي برئاسة نبيل سوبرة الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا بزيارة دولة الرئيس تمام سلام وتداولنا معه في الشؤون التي تتعلق بالعمل البلدي وبأزمة النفايات ومشاكل مؤسسات المجتمع المدني الثائرة في شوارع المدينة، وكان هناك ثلاث نقاط تكلمنا فيها: النقطة الأولى هي أنه سبق أن طلبنا من معالي الوزير محمد المشنوق أن يكون هذا الملف من مسؤولية وزارات أخرى ومسؤولية الحكومة مجتمعة وليس من مسؤولية وزارة البيئة، لأن وزارة البيئة في كل دول العالم تضع خطة وطنية للبيئة وتشرف على تنفيذ القضايا البيئية ويكون دورها استشاريا". أضاف: "النقطة الثانية التي بحثنا فيها هي إنشاء الهيئة الوطنية لبلديات لبنان وهذا ما ينقص لبنان أن تكون لديه مثل هذه الهيئة التي تجمع كل البلديات وتكون صوتها لدى السلطة المركزية لتتعاون فيما بينها، وقد تفهم دولة الرئيس هذا الموضوع وشرحنا له مهام هذه الهيئة وكيف تعمل، ونحن ما زلنا نطالب بإنشاء هذه الهيئة لتحسين أداء البلديات فتكون بالتالي مثل نقابة للبلديات لدى السلطة المركزية، وسوف ندعو الى مؤتمر عام لبلديات لبنان لاطلاعها على تفاصيل هذا المشروع المفيد". وتابع: "النقطة الثالثة هي بلدية بيروت التي لم نسمع صوتها في أزمة النفايات، نحن نعرف أن بلدية بيروت كانت قد أنشأت خلال الحرب معمل الكرنتينا لمعالجة النفايات، كنا نتمنى على البلدية أن تتحرك وتقدم خططا وتعلن للرأي العام عن رأيها وكيفية المعالجة لأنها تمثل مدينة بيروت في العمل البلدي ومن مهامها وأولوياتها نظافة المدينة، لم نسمع أبدا من بلدية بيروت أي موقف أو خطة قدمتها الى الحكومة أو الى المجتمع البيروتي، نحن الى جانب البلدية لإعادة هذه المهام اليها وندعمها في هذا الاتجاه". وختم: "نحن اليوم أمام أزمة ليست وليدة الساعة فهي متراكمة منذ زمن وقد أتت الحكومة لتحل المشكلة كي لا ينهار البلد وهذه كانت أولوياتها أي المحافظة على الهيكل، يجب ألا نحمل الحكومة أكثر مما تتحمل، ولقد أتينا لندعم مواقف الرئيس سلام التي يتخذها بدراية وحنكة وطول البال كي يعبر لبنان هذه الأزمة، يجب أن نعرف أننا نعيش في منطقة خطرة جدا ومن الخطأ اللعب بالنار".

 

المحكمة الدولية نفت تصريحات بثتها قناة "الجديد" ونسبتها الى المتحدثة بإسمها وجد رمضان

الأربعاء 16 أيلول 2015 /وطنية - نفت المحكمة الخاصة بلبنان في بيان اليوم، "ما بثته قناة "الجديد" اللبنانية يوم أمس في تقرير خلال نشرة الاخبار المسائية، والذي نسبت فيه تعليقات مغالطة للمتحدثة بإسم المحكمة الخاصة بلبنان وجد رمضان. وتواصلت المحكمة عبر البريد الكتروني مع محرر هذا التقرير طالبة تصحيحه والتراجع عما ورد فيه. وحتى الساعة لم تصدر المحطة أي تصحيح أو توضيح، كما لم تتراجع عما أوردته في التقرير. وترفض المحكمة الدولية بشدة التصريحات التي نسبت إلى المتحدثة بإسمها في التقرير المذكور اعلاه".

 

الشارع من الحراك إلى العراك.. وشهيب يؤكد لـ«المستقبل» صرف النظر عن موقع «المصنع» والحوار يُسقط الطرح العوني: لا تعديل للدستور

المستقبل/17 أيلول/15/ في الميدان، وبشكل مؤسف خارج عن قاموس التعبير السلمي عن الرأي، انزلقت التحركات الاحتجاجية أمس نحو منزلقات صدامية تهدد بتضييع بوصلة المطالب الحياتية المعيشية المحقة وحرفها عن الغاية الإصلاحية المنشودة منها باتجاه مسالك فوضوية عبثية حوّلت الحراك المدني خلال الساعات الأخيرة إلى عراك أمني في الشارع أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية. أما على الساحة السياسية، فسجلت بورصة المؤشرات أمس ارتفاع أسهم التقارب والتواصل الإيجابي بين الأفرقاء المتحاورين تحت قبة البرلمان، حيث طغى الارتياح على أجواء طاولة الحوار الوطني في جلستها الثانية التي غاب عنها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون وحضرت «ملائكته» كما علّق نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري رداً على أسئلة الصحافيين حول مسألة انتداب عون الوزير جبران باسيل لتمثيله على طاولة رؤساء الكتل. وفي أبرز خلاصات ونتائج الجلسة الحوارية أمس أنها خرجت بشبه إجماع واضح على رفض تعديل الدستور، مسقطة بذلك الطرح العوني المطالب بتغيير الآليات الدستورية المعمول بها حالياً في عملية انتخاب رئيس الجمهورية. وأوضح البيان الرسمي الصادر عن المتحاورين أنّهم تابعوا «مناقشة جدول الأعمال انطلاقاً مما طُرح في الجلسة الماضية، وحصلت مقاربات سياسية ودستورية لكيفية حصول اختراق في بند انتخاب رئيس للجمهورية وغيره من المواضيع، ومحاولة البناء على القواسم المشتركة في المداخلات لتوسيعها في الجلسات المقبلة»، في حين «أكد المجتمعون دعم الحكومة لتنفيذ القرارات المتخذة لمعالجة الملفات الحياتية الأساسية»، وتقرر عقد الجلسة الثالثة للحوار ظهر الثلاثاء المقبل في 22 الجاري. وإذ تقاطعت تصريحات معظم أطراف الحوار لدى خروجهم من الجلسة عند تأكيد إيجابية الأجواء التي أحاطت بالنقاش الذي استكمل البحث في بند رئاسة الجمهورية، أوضحت مصادر المتحاورين لـ«المستقبل» أنّ «الجلسة الحوارية الثانية كانت أفضل من الأولى»، مشيرةً إلى أنها «شهدت بصيص تقارب بين الأفرقاء لولا أنّ الموفد العوني سارع إلى قطع الطرق أمام فرص تعزيز هذا التقارب من خلال إثارته لازمة المطالبة بما أسماه الشراكة الحقيقية».

المتحاورون.. وباسيل

وفي تفاصيل مجريات الجلسة، أنه حين توجه باسيل إلى المتحاورين بالقول: «نحن نريد حقنا ونطالب بالديموقراطية الشعبية فأعيدوا الشرعية إلى الشعب ليختار هو رئيس الجمهورية»، توالى المجتمعون على الرد فأجابه بدايةً مكاري قائلاً: «تتحدث عن الديموقراطية وأنت نفسك لم تمارسها في تيارك السياسي»، عندها توتّر باسيل وأجابه: «ما بخصّك»، فرد مكاري: «بصراحة قاعدي على قلبي وبدي قولها».. باسيل: «عاملتك ضيق نَفَس».. مكاري: «ما تخاف عامل قلب مفتوح». ثم تولى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحديث فتوجه إلى باسيل قائلاً: «قبل أن تتحدث عن إجراء استفتاء شعبي وتطالب بتعديل الدستور إذهب أولاً إلى مجلس النواب»، وسأل: «أما إذا كنت تعتبر المجلس غير شرعي فكيف ستقوم بذلك؟». وحين رأى باسيل، متوجهاً إلى الأفرقاء المتحاورين، أنهم يقبلون على الدوام برئيس حكومة قوي بينما يرفضون أن يكون رئيس الجمهورية قوياً، صوّب له رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة مسار الأمور على صعيد الرئاسات الثلاث فقال: «إذا كنت تتحدث عن التمثيل القوي فاسمح لي أن ألفت انتباهك إلى أنه بحسب كلامك هذا كان من المفترض أن يكون النائب محمد رعد رئيساً لمجلس النواب والرئيس سعد الحريري رئيساً لمجلس الوزراء لكنّ هذا الأمر لم يحصل، علماً أنكم أنتم من كان قد بادر إلى إسقاط حكومة الرئيس الحريري وفقاً للعبة السياسية، بينما رئيس الجمهورية يبقى 6 سنوات في موقعه من دون أن يستطيع أحد التعرض لولايته»، مشدداً في الوقت عينه على أنّ «رئيس الحكومة من المُفترض أن يمثل فريقاً سياسياً أما رئيس الجمهورية فيجب أن يكون فوق كل الأفرقاء».بدوره، رد مكاري على باسيل فذكّره بأنّ «التيار الوطني الحر» يمثل لدى المسيحيين كما يمثل الفريق المسيحي في 14 آذار، فضلاً عن كون نتائج انتخابات العام 2005 أصبحت من الماضي ولم تعد هي نفسها لا في انتخابات 2009 ولا في إحصاءات 2015. من جهته، سأل رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية السنيورة: «هل تعديل الدستور لانتخاب رئيس وارد لديكم»، فأجابه السنيورة بالنفي، عندها أردف فرنجية: «وإذا كان التعديل الدستوري لموظف ممددة خدمته؟»، اكتفى السنيورة بالقول: «الموظف موظف». أما عندما طالب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية «لا من 8 ولا 14 آذار»، استدرك فرنجية قائلاً: «لا تقطعوا الطريق أمام الاحتمالات فمن الممكن أن يأتي الرئيس من 8 آذار بموافقة 14 آذار أو يأتي من 14 بموافقة 8، أما إذا كنتم لا تريدون رئيساً لا يمثل سياستكم فنحن بطبيعة الحال نتفهم موقفكم». كذلك ذكّر الجميل المتحاورين بأنّ «الرئيس الراحل سليمان فرنجية لم يكن من نادي المرشحين الأقوياء للرئاسة لكن حينما رشحه الثلاثة الأقوياء بيار الجميل وكميل شمعون وريمون إده أصبح قوياً»، فعلّق فرنجية بالقول: «هذا كلام صحيح». عندها تدخّل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد مخاطباً السنيورة: «يا دولة الرئيس من يملك الكثير يعطي الكثير، أنتم لديكم أكبر كتلة برلمانية، تفاوضوا مع الجنرال عون لحل الأزمة»، فأجابه السنيورة: تفاوضنا يا حاج محمد ولكن أصرّوا على انتخاب عون حصراً وبالتالي «ما في نصيب».كذلك، تولى النائب أسعد حردان تجديد التشديد للمرة الثانية على التوالي خلال جلستي الحوار على «ضرورة» انتخاب رئيس للجمهورية، متحدثاً عن «مواصفات» الرئيس العتيد.

بري يطلب «مقترحات» وكان بري قد استهلّ الجلسة بالتشديد على «أهمية الحوار الوطني خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان»، مؤكداً أن «لا سبيل للخلاص إلا بالحوار». بينما طلب في ختام الجلسة من المتحاورين أن يحضروا معهم إلى جلسة الحوار المقبلة تصوراتهم لـ»مقترحات الحلول».

النفايات

وتمنى رئيس الحكومة تمام سلام في مداخلته الاستهلالية على «كل الأطراف في الحوار أن يبادروا إلى تأكيد دعمهم وتأييدهم لخطة الوزير أكرم شهيب لمعالجة أزمة النفايات، معرباً في هذا الإطار عن أسفه للمعارضة العونية لتنفيذ هذه الخطة. فسارع باسيل بالنفي قائلاً: «أبداً نحن لا نقف في وجهها».

عندها أبدى النائب طلال ارسلان تأييده خطة شهيب ثم كرّت سبحة المواقف التي عبّر من خلالها كل الأطراف تأييد الخطة، في حين شدد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط على وجوب ترجمة هذا التأييد لإنجاح الخطة وتوجّه إلى ارسلان بالقول: «نحن أيضاً لدينا في الشوف وعاليه نفايات متراكمة فأتأمل منك يا مير طلال أن نتساعد لخلق مطامر لها»، فأجابه ارسلان: «بكل تأكيد».

شهيب

وفي سياق مؤكد للمعلومات التي كانت «المستقبل» قد تفردت بنشرها مطلع الأسبوع، كشف شهيب لـ«المستقبل» مساء أمس أنّ اللجنة المختصة «صرفت النظر عن استخدام الموقع القريب من الجمارك في منطقة المصنع بعد أن أشار تقرير الخبراء الجيولوجيين الذين كلفتهم اللجنة بدراسة الموقع إلى إمكانية أن يؤثر المطمر على المياه الجوفية» في تلك المنطقة، مؤكداً أنّ «البحث جارٍ مع الجميع عن بديل ملائم بيئياً في ضوء تقدير الخبراء وتقاريرهم الخاصة بالمواقع المصنفة سابقاً صالحة» من الناحيتين البيئية والصحية. شهيب الذي أكد أنه أجرى خلال الساعات الأخيرة «مروحة اتصالات ومشاورات واسعة» شملت رئيس الحكومة وجميع الأفرقاء، لفت رداً على سؤال إلى أنه عقد أمس اجتماعاً مع ممثلي حزب «الطاشناق» بشأن مطمر برج حمود الصحي، واصفاً نتائج الاجتماع بـ«المقبولة» وبأنه شهد بحثاً مطوّلاً حول مختلف جوانب المشروع. وختم بالتأكيد على كون «الاتصالات مستمرة حتى إنجاح الحل البيئي العلمي»، مشيراً إلى أنّ «الأجواء جيدة وتتجه نحو تحقيق تفهّم أكبر وأوسع لضرورات الخطة الموضوعة»، لا سيما وأنه لمس أمس «دفعاً ملحوظاً باتجاه حل أزمة النفايات من أكثر من جهة وطرف» سواءً من داخل الحوار أو من خارجه باعتبار أنه في حال فشلت عملية تنفيذ الخطة العلمية البيئية التي أقرتها الحكومة فلن يكون هناك «حل آخر في الآفق».

حراك.. وعراك

وبالتزامن مع انعقاد جلسة الحوار في ساحة النجمة تجمهر عشرات الأشخاص أمام الحواجز المعدنية التي وضعتها القوى الأمنية المولجة حماية المنطقة وسرعان ما بادروا إلى ممارسة أعمال استفزازية في مواجهة العناصر الأمنيين بلغت ذروتها لدى إقدامهم على نزع هذه الحواجز ومحاولة التقدم باتجاه المنطقة الأمنية المحظورة، الأمر الذي اضطر عناصر مكافحة الشغب إلى التصدي لهم بحزم وشدة وإيقاف عدد منهم بينما وقعت إصابات خلال العراك في صفوف الطرفين. وفي حين أفرج القضاء لاحقاً عن كافة الموقوفين في أحداث الأمس، كان عراك من نوع آخر يقع أمام مبنى اللعازارية بين عدد من المتظاهرين وشبان مدنيين قال المعتصمون إنهم ينتمون إلى «حركة أمل»، غير أنّ المكتب الإعلامي للحركة سارع إلى نفي صلتها بما جرى، معتبراً في بيان أنّ «المتهم الرئيسي هو الذي يعتدي على كرامات الناس عبر الشاشات ما يحرك مشاعرهم»، ومتمنياً في المقابل «من الجميع الحفاظ على الهدوء وعدم الانجرار إلى الفتنة».

وليلاً، بعد سلسلة نداءات متكررة من المجموعة المتظاهرة لحشد الناس في ساحة رياض الصلح تجمهر نحو مئة شخص في الساحة أمام السرايا الحكومية حيث عمد بعضهم إلى حرق النفايات على الأسلاك الشائكة المحيطة بالسرايا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جلدٌ وعقاب في "غرفة الكلاب" لـ"الكافر" في المبنى "ب" سابقاً

كلوديت سركيس/النهار/17 أيلول 2015/تعيد جلسة المحاكمة في قضية مقتل السجين غسان قندقلي في سجن رومية الى الاذهان، الفلتان الذي كان سائدا المبنى "ب" قبل "تحريره" من قبضة الموقوفين الاسلاميين ومن معهم في العملية الامنية التي نفذتها قوى الامن الداخلي في هذا المبنى واعادته الى موضعه الطبيعي. وأنعش الذاكرة في تلك الصورة المؤذية اليمني سليم عبد الكريم صالح الملقب بـ"أبو تراب"، وهو يقر أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم في حضور مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة هاني حلمي الحجار بضرب القندقلي ومعاقبته في النظارة رقم 359 لبضع ساعات، لارساله صورة لسيدة اتصلت بي وأخبرتني بذلك. ثم استحمّ، وبعد نصف ساعة عثر عليه مشنوقا في الحمام. ويستطرد "أبو تراب" بلهجة المسؤول، مطلقا العنان لحركة يديه لتطاوعه في التعبير عن التهمة الموجهة اليه. ويهرول ويسرع في الكلام المنساب عبر مكبر الصوت في القاعة ليسدل الستارة على كيفية وفاة القندقلي المريض نفسيا بحسبه، ومحاولته الانتحار مرتين سبقتا الحادث، مرتكزا على شريط بثته محطة "الجديد" في اليوم التالي يهدد فيه القندقلي بالانتحار، في حال عدم إخراجه من السجن. وأيد المخلى خالد يوسف، في حضور وكيلته المحامية هلا حمزة، كلام "أبو تراب" لجهة الوضع النفساني للقندفلي. وقال: "أوصاني به عناصر الامن لهذه الغاية"، بحكم مسؤوليته "الادارية"، بحسب تعبيره داخل السجن. ولغة الضرب تحدث عنها الشاهد الموقوف خالد نقوش بتعرضه له على يد ملثمين أمام عيني "أبو عبيدة"، وفق الشاهد. كما نال الموقوف احمد حجازي نصيبه لتعاطيهما الحبوب المخدرة، مشيرا الى ان كل من "يكفر" سواء بتعاطي الحبوب المخدرة او يرتكب أعمالا منافية كان يتعرض لعقاب الضرب والرفس والجلد او يودع في "غرفة الكلاب" المظلمة لساعتين. واشار الشاهد الملازم أول ايلي نصار الى علمه بتعرض سجناء للجلد في النظارة 359. وقال: "كان وضع العسكريين مأسويا في المبنى "ب"، فلا صلاحية لهم للتدخل. وكان هناك مدخل واحد للمبنى "ب" الذي كان يستوعب 800 سجين وموقوف في سجن سائب. كنا نحل الامور مع (المخلى) خالد يوسف وننظم المحاضر. وركز رئيس المحكمة على افادة في الملف مفادها ان محضر ضرب السجينين الآنفين تم في حضور "أبو عبيدة" وأنه تأذى من وقوعه على الدرج. فرد الشاهد بأن السجين لم يتفوه بأسماء خلال تنظيم ذلك المحضر، وأفاد أن مجهولين ضربوه، فيما "أبو عبيده" كان يمشي ذهابا وايابا. وبتجهيل الفاعلين أفسحت له المحكمة المجال له للكشف عنهم. وتوجه العميد ابرهيم الى الشاهد الفلسطيني السجين أحمد بدر ناصر طالبا منه الافصاح عن ضاربيه لأن الوضع في السجن تغير الآن، ومتعهدا بنقله الى سجن آخر. فأصرّ على عدم الافصاح، معتبرا أن شيئا لم يتغير و"لا حماية عندي في السجن حيث أنا. والسجون كلها مفتوحة على بعضها. وبتكتمه، تلا رئيس المحكمة افادة أولية للشاهد يشير فيها الى أن القندقلي تعرض للضرب والركل حتى لفظ أنفاسه". وسئل الشاهد تعليقه على افادته فاكتفى بالقول: "لا يمكنني ان أحكي". فتدخل "أبو تراب" قائلا: "القندقلي شنق نفسه". وجرى نقاش بين رئيس المحكمة و"أبو تراب" عن كيفية تمكن الاخير القصير القامة والبنية من ضرب القندقلي الذي يزيده طولا. فصمت "أبو تراب" وتلفظ بعبارة "أخبرك بما حصل"، ليجهر موقوف في قفص الاتهام بأنه أنهى محكوميته منذ زمن وهو موقوف بهذه القضية ولا ناقة له ولا جمل، وليس عنده محام ليتدبر أمر طلب تخليته. فرد رئيس المحكمة: "سننظر في الامر". وكان شرح من السجين بوغوص طوروسيان عن كيفية معاينته القندقلي في الحمام بوضعية الجالس قبل أن يراه في المرة الثانية متدليا". ورفعت الجلسة الى 19 شباط المقبل لمزيد من الشهود.

 

 رعد: الحل اما بالإتفاق على رئيس جمهورية او على قانون إنتخابات

الأربعاء 16 أيلول 2015 /وطنية - أوضح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في كلمة القاها في احتفال تأبيني في عبا - النبطية، "أن ما يجري من نقاش على طاولة الحوار هو حول مسألتين أساسيتين، هما مشكلة الفراغ في سدة الرئاسة، وعدم وجود قانون انتخابي يوفر أحسن وأعدل تمثيل شعبي للناس"، مشيرا إلى "أن أزمات الكهرباء والنفايات لا تتم معالجتها على طاولة الحوار لأن ذلك كله مِن شأن الحكومة، لكننا نناقش كيفية استنقاذ البلد حتى لا يذهب باتجاه الفوضى، لننظم ما يمكن تنظيمه من قناعات مشتركة تستطيع أن تحفظ السلم الأهلي في البلاد، وتعيد الحياة السياسية الى طبيعتها وفق قواعد وتمثيل أحسن، وهذا ما نرتجي تحققه في اجتماعات الحوار الذي ينعقد برعاية الرئيس بري". اضاف رعد: "كلنا اليوم نتحدث عن الفساد والتقصيرواللامبالات في الأداء الحكومي، وعن العجز في الموازنة وإنقطاع التيار الكهربائي والمياه ومشكلة الطرقات غير المعبدة وما الى ذلك، وهذا كله يحتاج إلى سلطة تحسن رعاية مصالح شعبها، وتحمل الهم الرسالي وهم المسؤولية العامة تجاه هذا الشعب". وتابع:"لكننا للأسف ومنذالعام 1992 وإلى اليوم لم نحظ بفريق عمل ينتظم وفق هذه الروح، وإذ لفت إلى أن الجميع يستطيع أن يتقاذف المسؤولية حول ذلك". وأشار إلى "أن المسؤولية تقع على عاتق الذي كان بيده السلطة منذ ذلك الزمن إلى الآن، والذي لا يزال يتحكم بالإدارات والمناقصات والتلزيمات والتوظيفات وبكل شيئ"، معربا "عن شكوكه في معالجة هذه المسائل مع بقاء بعض رموز الفساد في هذا الطاقم". ورأى "أن الحل الممكن يكون بالإتفاق على أحد الأمرين، فإما بالإتفاق على رئيس جمهورية، وهذا يبدو غير متاح بوقت قريب، وإما أن نتفق على قانون إنتخابات نجريها، ونعيد بها تنظيم المجلس النيابي والحكومات التي ستصدر وتمثل أمام المجلس". واردف رعد "إلى عدم الغفلة عن أن كل ما يجري في لبنان يجري في اطار استمرار مخاطر وجودية تتهدد البلد من الإرهاب التكفيري ومن تحضيرات للعدو الاسرائيلي"، متسائلا "من الذي يهتم بالجهوزية لمواجهة هذه المخاطر؟ مؤكدا أنَّ من نعم الله على لبنان التي لا يعترف بها وينكرها بعض اللبنايين بأن في لبنان مقاومة مثل هذه المقاومة، وفيه شباب مجاهدون وشهداء مثل هؤلاء الشباب". وختم بالقول:"ان هناك من يتلهى بمن سيربح المناقصة "بالزبالة"، ولا يرى ان العدو الإسرائيلي يحضر لحرب عدوانية".

 

النابلسي : لتشجيع كل القوى اللبنانية على الحوار لإنقاذ البلد

الأربعاء 16 أيلول 2015 /وطنية - استقبل الشيخ عفيف النابلسي رئيس فرع معلومات الجنوب في قوى الأمن الداخلي المقدم زاهر عاصي، يرافقه رئيس مكتب صيدا وجزين في فرع المعلومات النقيب فؤاد رمضان. وأكد بحسب بيان، "أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة الأمنية منها أو الدستورية، لأن البديل هو الأنهيار، ما يعني أنه إذا كانت هناك أزمات اجتماعية وسياسية واقتصادية في الوقت الراهن فإن انهيار الدولة ومؤسساتها سوف يجر على اللبنانيين مخاطر أمنية واجتماعية لا حد لها". ورأى انه على "اللبنانيين جميعا دعم بقاء الدولة ومساندة المؤسسات لتبقى تعمل في إطار الفاعلية المطلوبة إلى حين يأتي الوقت المناسب لإصلاح الدولة بكل أبعادها". أضاف : "إن كل المخاطر التي تحيط ببلدنا تدعونا للتمسك أكثر بالدولة وتدعونا لنشجع كل القوى اللبنانية على الحوار لإنقاذ البلد ومواجهة التحديات التي تتفاقم أكثر فأكثر".

 

فتحعلي التقى تجمع رجال الاعمال اللبنانيين: حاضرون لوضع كل الخبرات العلمية لتعزيز مصلحة شعبينا المشتركة

الأربعاء 16 أيلول 2015 /وطنية - إلتقى سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي "تجمع رجال الأعمال اللبنانيين" برئاسة فؤاد زمكحل في فندق "مونرو" في عين المريسة وتم البحث خلال اللقاء بالفرص الجديدة للاستثمار في ايران. والقى فتحعلي كلمة استهلها بشكر زمكحل على "دعوته الكريمة وإتاحته هذه الفرصة الطيبة للقاء هذه الكوكبة الكريمة من رجال الأعمال اللبنانيين الذين نحرص على التواصل واللقاء معهم جميعا". وقال: "ان رجال الأعمال في كلا البلدين الشقيقين لبنان وايران بإمكانهم تحقيق إنجازات اقتصادية وتجارية مهمة تعود بالنفع والمصلحة لكل منهما. لبنان بالنسبة لايران يعتبر من الدول الشقيقة والصديقة والشعب اللبناني تربطه بالشعب الإيراني علاقات وروابط أخوية تاريخية تعكس مدى الرغبة المشتركة بين الجانبين في تعزيز وتمتين هذه الروابط على مدى القرون والعقود الماضية في مختلف المجالات الثقافية والعلمية والاقتصادية والتجارية".

اضاف: إننا في ايران وفي ظل القيادة الحكيمة للامام السيد علي الخامنئي دام ظله وحكومة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني نمد يد الأخوة والمحبة والتعاون إلى الشعب اللبناني لا سيما في مجالات الصناعة والتجارة وحاضرون أن نضع كافة الخبرات والإمكانات العلمية من أجل تعزيز المصلحة المشتركة بين الشعبين اللبناني والإيراني".

واشار الى ان "الشركات الإيرانية الخاصة قد نجحت في الأعوام الماضية في تصدير ما قيمته 40 مليار دولار من السلع والخدمات إلى العالم رغم الحظر ورغم العقوبات الدولية المفروضة على إيران. المنتجات الإيرانية تتميز بجودتها وبمواصفاتها الدولية تجد طريقها إلى أكثر من 145 دولة في العالم. أيضا شركاتنا الفنية والهندسية تعمل في أكثر من 40 دولة على مختلف القارات في العالم، وهي تمارس نشاطها في مختلف المجالات لا سيما في مجال إنشاء السدود ومحطات الطاقة وشق الطرق وحفر الأنفاق ونقل الكهرباء وصناعة النفط والبتروكيميائيات وإنشاء مخازن الحبوب ومختلف أنواع المعامل والمصانع".

واردف: "تعتبر ايران من الدول المتقدمة في مجال النانو تكنولوجي وهي اليوم تحتل المرتبة الأولى في المنطقة والثامنة عالميا في علوم النانو، وقد حققت انجازات علمية متميزة في مجالات الطب والهندسة والفضاء وفي مجال الإستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية".

اضاف: "منذ أن باشرت عملي كسفير لإيران في لبنان حرصت دائما خلال لقاءاتي الرسمية مع المسؤولين اللبنانيين المحترمين وما زلت أحرص على التأكيد على موضوع تطوير ورفع مستوى العلاقات التجارية بين البلدين وذلك إنطلاقا من قناعتي بأن بلدينا يحظيان بإمكانيات هائلة وطاقات كامنة إقتصاديا وصناعيا وعلى مستوى الخدمات ما يدعونا جميعا إلى بذل قصارى الجهد في سبيل رفع العلاقات التجارية إلى مستوياتها القصوى. يفيد آخر تقرير أعدته جهات دولية ذات صدقية بأن مستوى الإنتاج في إيران لمادة الاسمنت قد بلغ 52 مليون طن في العام 2011 وبذلك فقد إحتلت إيران المرتبة السادسة بين الدول المنتجة للاسمنت في العام. كما نجحت إيران في إنتاج 13 مليون طن من الجفصين في العام 2011 لتحتل بذلك المرتبة الثانية في العالم بعد الصين في مجال إنتاج هذه المادة. وثمة تقرير آخر أصدرته الجمعية المنتجة للصلب يشير إلى أن إيران تعتبر الدولة المنتجة للصلب السابعة عشرة في العالم بعد إنتاجها ما يقارب الـ 12 مليون طن من الصلب في العام 2010. وحسب التوقعات فان كميات الصلب التي تنتجها إيران سترتفع إلى 55 مليون طن في السنة في ضوء خطة التنمية التي أقرتها الحكومة الإيرانية للأعوام الخمسة عشرة المقبلة".

وتابع: " ان إنتاج الحديد الصخري والبالغ 27 مليون طن سنويا وكذلك تصنيع مليون وخمسمائة الف سيارة محلية الصنع كل عام وتصنيع 20 ألف جرار زراعي سنويا، لا يمثل إلا جزءا من التقدم الإقتصادي والصناعي والمعدني الذي حققته دولتنا خلال السنوات الأخيرة. وحسب تقرير لصندوق النقد الدولي فقد جاءت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المرتبة السابعة عشرة بين اقتصاديات العالم الكبرى عبر تحقيق إنتاج محلي صاف (GDP) بلغ 930 مليار دولار. يبلغ إجمالي احتياطي إيران من النفط (المستحصل) 155 مليار برميل وان إيران هي ثاني أهم دولة في العالم من حيث احتياطي النفط. أما حجم احتياطي إيران من الغاز فيبلغ 27 مليار متر مكعب وهي تحظى بـ 18 بالمئة من مجموع الاحتياطي العالمي من الغاز وتحتل المرتبة الثانية في العالم في هذا المضمار".

ولفت الى ان "طاقة إيران الإنتاجية للبتروكيماويات هي 51 مليون طن سنويا وستصل إلى مئة مليون طن حتى عام 2015 في ضوء خطة التنمية التي وضعتها الحكومة. ان مساحة الأراضي المخصصة لزراعة القمح في إيران هي 4 ملايين هكتار وتحتل إيران المرتبة الثانية بعد تركيا من حيث مساحة الأراضي المزروعة بالقمح في منطقة غرب آسيا".

وقال فتحعلي: "يعود التعامل التجاري بين إيران ولبنان إلى قرون عديدة من الماضي. ولكن لو طالعنا السلع التجارية التي يتم تبادلها بين البلدين الآن نجد أنها ترتكز أساسا على السلع التقليدية. فلا بد من تغيير هذا الواقع والعمل على إدخال سلع تجارية جديدة في عملية التبادل التجاري بين البلدين فضلا عن السلع التقليدية المذكورة. إن تبادل الوفود الاقتصادية والاستثمارات بين البلدين لا سيما بعد تأسيس مجلس الأعمال المشترك الإيراني - اللبناني وكذلك التوقيع على 32 مذكرة تفاهم وتعاون بين البلدين في جميع المجالات والتي أبرمت في الأعوام الماضية كل ذلك يدل على وجود طاقات استيعابية جيدة لدى البلدين يمكن استثمارها لتنمية وتطوير العلاقات بينهما".

واشار الى ان "ايران بسكانها البالغ عددهم أكثر من 80 مليون نسمة ولموقعها المجاور للأسواق الإقليمية الكبيرة التي تضم 300 مليون شخص من 15 بلدا، وباحتلالها موقعا إستراتيجيا للترانزيت وحريتها في الوصول إلى المياه الدولية شمالا وجنوبا وبامتلاكها مصادر الطاقة الزهيدة الثمن والكوادر العاملة المتخصصة والمثقفة وما إلى ذلك، تعتبر دولة ذات بنى تحتية ملائمة تمكنها من إستقطاب المستثمرين الأجانب. ومن هنا فإننا سنعمل على وضع كل ما يلزم من تسهيلات ومحفزات وضمانات لإستقطاب الإستثمارات الأجنبية في كافة المجالات ولا سيما في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات والخدمات والسياحة وإنشاء المعامل الصناعية والفنادق تحت تصرف الراغبين والمستثمرين الأجانب وإن زملائي في القسم الإقتصادي والتجاري في السفارة على استعداد تام لتقديم كل ما يلزم من إرشادات واستشارات في الشأن التجاري والإستثماري والتنسيق مع المستثمرين والتجار الأعزاء اللبنانيين لزيارة إيران".

وتمنى فتحعلي "مزيدا من تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين"، مشيرا إلى "أننا نعتقد أنه ينبغي أن يكون أساس وجوهر الأنشطة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في خدمة الشعب، لأجل الرفاهية القائمة لسعادة الشعب".

وختم: "يجب تطبيق واستخدام كافة الإمكانيات والمواهب في هذا الاتجاه وترجمة هذا المبدأ على الصعيد الداخلي والخارجي، بغض النظر عن جميع الفئات والتجمعات على الصعيد السياسي ينبغي أن تستخدم هذه الطاقات وعرض التسهيلات لخدمة الشعب، ويجب على جميع الفئات أن تتنافس معا من أجل تقديم أفضل الخدمات لبناء بلدهم. الترجمة الخارجية لهذا المفهوم يجب أن تستند الى التفاعل الاقتصادي على أساس مصالح الشعب وتقديم الخدمة الأفضل للناس، هذا هو الازدهار الذي تم تطبيقه من قبل العديد من الدول التي لديها الرفاهية المناسبة، بدلا من استهلاك الطاقات لخدمة الأغراض السياسية، يجب أن تستخدم جميع الطاقات لتقديم الخدمات، توليد الكهرباء، المياه والرعاية الاجتماعية والتعليم للشعب".

زمكحل

بدوره، قال زمكحل ان "السوق الإيراني هو سوق استهلاكي بإمتياز، الامر الذي يظهر اهمية دخول هذا السوق وبناء شراكة مع طهران تتضمن انفتاحا اكبر على هذا السوق الاستهلاكي الاكبر في المنطقة".

واشار زمكحل الى ان "التبادل التجاري مع ايران منحدر جدا إلا انه يدا بيد مع الشركاء الايرانيين يمكن تعزيز هذا التبادل"، متمنيا "مساعدة ايران للبنان في هذا المجال"، ومشددا على انه وكرجال اعمال "لا ينتمي الطرفان الا الى حزب وعائلة الاقتصاد".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نتانياهو يزور روسيا الأسبوع المقبل لبحث الأوضاع في سورية

االسياسة/17 أيلول/15/القدس – أ ف ب, رويترز: يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأسبوع المقبل, إلى روسيا لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “بشأن نشر قوات روسية في سورية”. وأعلن مكتب نتانياهو في بيان, أمس, أن رئيس الوزراء “سيستعرض التهديدات التي تواجه إسرائيل نتيجة التعزيزات العسكرية على الساحة السورية وتزويد حزب الله ومنظمات إرهابية أخرى بالأسلحة”. في سياق متصل, أكد الكرملين الزيارة, وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن نتانياهو سيأتي إلى موسكو يوم 21 سبتمبر الجاري. وأضاف “ستكون هناك زيارة عمل قصيرة الإثنين المقبل, ومحادثات مع فلاديمير بوتين”. من جهتهم, أعرب مسؤولون أمنيون إسرائيليون عن قلقهم من التعاون الواضح بشأن الأزمة السورية بين روسيا وإيران. إلى ذلك, اعتبر مسؤولون أميركيون أن روسيا تبني “قاعدة جوية متقدمة” في اللاذقية, أحد معاقل النظام السوري, مشيرة إلى وجود منازل جاهزة الصنع وبرج مراقبة جوي نقال, بالإضافة إلى وصول عشرات الجنود وقطع مدفعية ودبابات.

 

الخليجي” يطالب إيران بالكف الفوري عن التدخل في شؤون دوله

االسياسة/17 أيلول/15/الرياض – وكالات: حذر وزراء خارجية دول الخليج العربي من أن “سياسة إيران القائمة على التدخل في شؤون دول المجلس, تحمل تهديدًا خطيرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي, وتنذر باشتعال حرب طائفية خطيرة لا يمكن السيطرة عليها أو التحكم فيها”. جاء هذا في البيان الختامي الصادر عقب انتهاء اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون مساء أمس أول من أمس, في جلسته ال¯136 الذي عقد بالرياض, وتناول مواقف دول المجلس من قضايا شتى, حيث طالبوا طهران “بضرورة الكف الفوري عن هذه الممارسات”. وأكد المجلس الوزاري “استمرار الدول الأعضاء في المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي, ومساندة كل الجهود المبذولة, دولياً وإقليميا, لمحاربة التنظيمات الإرهابية واجتثاث فكرها الضال”. وشدد على “ضرورة تكثيف التنسيق والتعاون الثنائي والدولي من أجل مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة والقضاء على الإرهاب, وتهديداته العابرة للحدود, وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها”.

وأعرب عن “رفضه التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لدول مجلس التعاون, ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها والإضرار بأمنها واستقرارها ومصالح مواطنيها, سواء من خلال إيواء الهاربين من العدالة أو فتح المعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية أو تهريب الأسلحة والمتفجرات لتنفيذ عمليات إرهابية داخل دول المجلس, كما حدث أخيراً في مملكة البحرين, أو عبر دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف, أو من خلال التصريحات التي تصدر عن كبار المسؤولين الإيرانيين”.

وشدد “على أن سياسة ايران القائمة على التدخل في شؤون دول المجلس, تحمل تهديدًا خطيرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي بعد أن وصلت لمستويات غير مسبوقة في مخالفة القوانين المعمول بها في التعامل بين الدول, وتنذر باشتعال حرب طائفية خطيرة لا يمكن السيطرة عليها أو التحكم فيها”.

وطالب المجلس الوزاري إيران “بضرورة الكف الفوري عن هذه الممارسات والالتزام التام بمبادئ حسن الجوار والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية بما يكفل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها”. وأكد الأسس والمبادئ والمرتكزات الأساسية المبنية على مبدأ حسن الجوار, واحترام سيادة الدول, وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها, معرباً عن رفضه لتصريحات بعض المسؤولين من إيران, ضد دول المجلس والتدخل في شؤونها الداخلية. وبشأن البرنامج النووي الإيراني, أكد المجلس الوزاري, مواقف دول المجلس الثابتة بأهمية الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة دول “5 + 1 في يوليو 2015. وشدد على أهمية دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الشأن وضرورة تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفاق والتفتيش والرقابة لكل المواقع النووية بما فيها العسكرية, وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال حال انتهاك إيران لالتزاماتها طبقاً للاتفاق وتأكيد أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231 في يوليو 2015 بشأن الاتفاق النووي, بما في ذلك ما يتعلق بالصواريخ البالستية والأسلحة الأخرى. وفي الشان الفلسطيني, دان المجلس انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وخصوصاً المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للمسجد الأقصى, وكذلك الاعتداءات المتكررة من المسؤولين والمستوطنين الإسرائيليين على حرمة المسجد الأقصى المبارك, في انتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان. وناشد المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته, واتخاذ كل ما من شأنه حماية أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية. وجدد المجلس الوزاري في بيانه, تأكيد أن “مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث, طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى”, معتبراً أن أية قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية. ودعا إيران للاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

وفي الشأن اليمني, أكد أن مشاركة القوات المسلحة لدول المجلس في عملية “إعادة الأمل” تأتي دفاعاً عن الشرعية في اليمن وإعادة الأمن والاستقرار, والدفاع عن أمن وسلامة دول المجلس, مؤكد وعزمها على مواصلة دعم جهود الشعب اليمني لاستعادة سلطة الدولة ودحر القوى الانقلابية.

وشدد على أهمية الحل السياسي وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية, ومخرجات الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض, والتنفيذ غير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2216. ودان اعتداءات ميليشيات الحوثي على سفارات الإمارات والسعودية وقطر وغيرها في صنعاء, مؤكداً أن ذلك يعد انتهاكاً لقواعد القانون الدولي, ولاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية للعام 1961. وطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته بالحفاظ على البعثات الديبلوماسية وفقاً للأعراف والمواثيق الدولية, معرباً عن احتفاظ هذه الدول بحقها في إحالة مرتكبي هذه الاعتداءات للمساءلة والعدالة.

وفي الشأن السوري, دعا المجلس الوزاري المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بدعم اللاجئين من سورية, منوها بالجهود والمساعدات التي تقدمها دول المجلس لتخفيف المعاناة الإنسانية للنازحين واللاجئين من الشعب السوري الشقيق جراء ما يتعرض له من تدمير وتهجير من قبل نظام بشار الأسد.

 

خامنئي يحذر من «تغلغلٍ في مراكز صنع القرار»

الحياة/ أ ف ب /17 أيلول/15

حذر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، «الحرس الثوري» من أن «أعداء» بلاده «يحاولون التغلغل في مراكز صنع القرار» فيها، وإلغاء البعد «الأيديولوجي» لسياستها. وشدد على أن «الثورة» الإيرانية هي «حقيقة خالدة». ووصف «الحرس» بأنه «نعمة إلهية كبرى والحارس الواعي والفطن للثورة (الإيرانية)، في القضايا الداخلية والخارجية». وأضاف خلال لقائه قادة «الحرس»: «التغلغل الاقتصادي والأمني (للعدو في إيران)، أمر خطر وتداعياته جسيمة، لكن تغلغله السياسي والثقافي أكثر خطراً بكثير». وحذر خامنئي من أن «الأعداء يحاولون التغلغل في مراكز اتخاذ القرار (في إيران)، وإذا لم ينجحوا في ذلك، يحاولون التغلغل في مراكز صنع القرار. وفي حال تحقُّق هذه المؤامرة، ستُنظّم توجّهات الدولة وقراراتها وحركتها، على أساس رغبة المستكبرين وإرادتهم». ونبّه إلى أن «شطب الأيديولوجية من الديبلوماسية والسياسة الداخلية (لإيران)، هي من المحاور الأخرى لدعاية الغرب»، مشدداً على أن «الفكر والعقيدة والأيديولوجيا تُعتبر الموجّه الحاسم في كل المجالات». واعتبر أن «هدف العدو هو أن يتخلى الإيرانيون عن مثالهم الثوري ويفقدون قوتهم»، مؤكداً أن «الثورة حقيقة خالدة ودائمة وضرورة، وتحوّلٌ عميق ولامتناه، وليس ممكناً أن تتحوّل جمهورية إسلامية بالمعنى الذي يراه العدو». وتابع: «يريد (الأعداء) أن يبقى الشعب نائماً، وبعد عشر سنين، عندما لن أكون موجوداً، سيحاولون تحقيق أهدافهم، لكن المسؤولين والشعب لن يسمحوا بذلك». وتحدث قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري عن «نصر إلهي لجبهة المقاومة في المنطقة»، وزاد: «سندافع بكل قوة عن مبادئ الثورة وقيمها وإنجازاتها، ولن نسمح لمعارضي هذا الطريق الإلهي بتعبيد الطريق أمام تغلغل الأعداء» في إيران. وتابع: «أعلن بحزم أن إيران لم تكن في أي وقت، كما هي الآن من ناحية القدرات الدفاعية والأمنية». أما الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس»، فرأى أن «سياسة أميركا تحوّلت إلى استعادة قوتها في المنطقة، وقد يكون هذا الأمر أحد أسباب إصرارها على الاتفاق (النووي) مع إيران». واعتبر أن «أميركا تتابع الآن أربع سياسات أساسية ومهمة لاستعادة قدرتها»، تتمثّل في «استخدامها أدوات مثل الأمم المتحدة»، و «تثبيت الكيان الصهيوني»، و «إضعاف إيران واحتوائها»، وترسيخ «النزاعات في العالم الإسلامي، لرفع مستوى حاجة دول المنطقة إليها». وأشار إلى «فشل محاولات أميركا لشطب حزب الله من الساحة اللبنانية»، معتبراً أن «الحزب بات أكثر قوة». ونبّه سليماني إلى أن «أحد أسباب الحضور الواسع للأوروبيين في بلادنا، والذي يتم بتنسيق مع الأميركيين، هو شقّ الصف الوطني، عبر إحداث قطبية ثنائية في المجتمع (الإيراني)، ورفع مستوى المطالب لدى الرأي العام، وإزالة قضية المواجهة الطويلة لأوروبا والغرب مع إيران».في غضون ذلك، أعلن مجتبى خسروتاج، نائب وزير الصناعة والمناجم والتجارة، أن بضائع قيمتها بلايين الدولارات تُهرّب إلى إيران سنوياً.

 

الجبير: الأسد انتهى والخيار العسكري قائم

الرياض – د ب أ: أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير, أن الرئيس السوري بشار الأسد سيرحل عن الحكم في دمشق سواء عاجلا أم آجلا لأنه انتهى. وأعرب الجبير, في تصريحات صحافية عقب انتهاء اجتماع وزراء خارجية التعاون الخليجي في الرياض, ليل أول من أمس, عن أمله في أن يكون هناك حل سياسي للازمة في سورية, مضيفاً “إن لم يستجب الأسد للحل السياسي, فإنه سيبعد عن طريق حل عسكري”. وأكد أن “المسألة مسألة وقت”, معبراً عن أمله في أن “يكون الحل سياسيا حقنا للدماء”. وأضاف الجبير “كان معروفا التواجد الروسي في سورية قبل التصريحات ونحن نعتقد أن هذا تصعيد, وفي ما يتعلق بسورية والوضع القائم فمن المعروف أن بشار الأسد فاقد للشرعية, ولا مستقبل لسورية بوجوده”. ورأى أنه “إذا لم يحقق الحل السياسي المبني على مبادئ جنيف 1 أهدافه, الساعية إلى إنشاء مجلس انتقالي يهيئ سورية لمستقبل أفضل من دون الأسد, فإن الحل سيكون عسكريا”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مات الجنرال لحد "عميلًا" بعد ان كان مرجعًا لكثير من "الوطنيين"

بقلم الإعلامية اللبناني اللاجئة قسراً في الأراضي المقدسة/جولي ابوعراج

 16 أيلول/15

في الثامن عشر من ايلول،  سيوارى اللواء الركن انطوان لحد الثرى في أرض الغربة الفرنسية، وبذلك يغلق كتاب حياة هذا الرجل الذي دخل سجل التاريخ اللبناني من أبواب تختلف باختلاف الانتماءات اللبنانية وايديولوجياتها، لتبقى الحقيقة مغلفة لاعتبارات سياسية ولبنانية - إقليمية - دولية.

سيغلق الستار عن فصول حياة قضت أكثر من نصف قرن في المعترك العسكري، فالجنرال ابن كفرقطرة الشوفية كان شاهدًا  للفترات العصيبة التي اجتاحت وطنه، ولاعبًا اساسيًا في الكثير من الأحداث التي طبعت تاريخ لبنان الحديث؛ مساهمًا وفاعلًا ووسيطًا،  عرف كيف يكون متوازنًا في تناقضات الصراعات الداخلية التي هي امتداد لتدخلات خارجية حركت الميدان اللبناني وفقًا لمصالحها .

مات لحد "العميل" في نظر الزعماء اللبنانيين،  وهو صديق الأمس ومنقذ الكثيرين منهم. فتاريخ المنطقة الحدودية شاهد لوساطات لعبها اللواء الركن لصالح من يدعون "الوطنية" و"مقاومة الاسرائيلي".

فالجنرال "العميل"، الذي أرسل الى المنطقة الحدودية للحفاظ على وجود اللبنانيين وبقاء أرضها لبنانية، كان سندًا، على مدى سنوات، للدولة اللبناانية التي تبرأت منه مرارًا وتكرارًا دون ان تتردد في طلب المساعدة، ولم يتوان للحظة هو وجيشه عن دعم الشرعية ...

لقد كان لحد معطاء لدولته وجنديًا في خدمتها، لم يتردد يومًا في معاونة الجيش اللبناني. نذكر على سبيل المثال لا الحصر، مساندة جيش لبنان الجنوبي، بأمر من قائده،  الحكومة اللبنانية في معركة مخيمات شرق صيدا في ثمانينات القرن الماضي  عندما قررت الدولة ادخال الجيش اللبناني الى تلك المنطقة،  قاومتها المنظمات الفلسطينية  الارهابية فقامت قوات "الجنوبي"  في جزين الى قصف مواقع الفلسطينيين بما يقارب 3000 قذيفة مدفعية مما سهل دخول قوات الجيش اللبناني.

جاء زمن بدت في الدولة اللبنانية طلائع صحوة ضمير، فعملت سرًا في العناية بشؤون افراد جيش لبنان الجنوبي الذين هم اصلًا جنود في الجيش اللبناني، لكنها نبذتهم علنًا وحاكمتهم ظلمًا،  فكان "انفصام الشخصية" في سلوكها سيد الموقف، اذ نذكر هنا، قيام الرئيس اميل لحود، حين كان قائدًا للجيش، بإحالة عناصر "الجنوبي" على التقاعد، بعدما اضاف فترة خدمتهم في جيش لبنان الجنوبي الى فترة خدمتهم في الجيش اللبناني...قبل ان تتوقف عن دفع مستحقاتهم.

جيش لبنان الجنوبي "العميل" كان مقصدًا لحركة "امل" بزعامة نبيه بري القابع اليوم على عرش البرلمان اللبناني منذ عقود، اذ طلب من لحد استخدام المدفعية لتسهيل تحركه في حربه مع "حزب الله".  وبالفعل  تلقت الحركة  أسلحة وذخائر من الاسرائيليين في اثناء حربها ضد المخيمات الفلسطينية وضد الحزب.

ويروى احد قيادي جيش لبنان الجنوبي في منطقة القطاع الغربي، انه وفي اعقاب عراك دار بين ابناء بلدة رميش وعيتا الشعب،  قبل عامين ونيف تقريبًا، من الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 ، قام نبيه بري بالاتصال بالجنرال انطوان لحد للتدخل شخصيًا وفض المشكل للحوؤل دون تطورها.

دون ان ننسى في هذا الاطار كيفية اتصال عضو "حزب الله" والنائب حسن فضل الله بقيادات "الجنوبي"، في أعقاب وفاة اخيه،  لدفنه في بلدته عيناتا، وقد اتخذ الجنرال قرارًا، انذاك، بفتح المعابر وتسهيل الجنازة .

لقد كان لحد، ايضا، مقصدًا لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي طالبه،  ابان تهجير شرقي صيدا، بالبقاء في جزين لانه لن يقبل بنفوذ "حزب الله"  وحركة "امل" على حدود الشوف.

وباعتباره مرجعًا وطنيًا متوزايًا، طُلب من لحد لعب دور الوسيط  عام 1990 بين الدكتور سمير جعحع والعماد ميشال عون من اجل توحيد الصف المسيحي والحؤول دون كارثة وقعت بالفعل.

ان ذكرت بعض الاسماء اعلاه، لا يعني ان الجنرال لم يكن على اتصال مع اسماء اخرى، بل ضيق الصفحات يحول دون الدخول في سرد اخر للاحداث، التي جعلت من الجنرال لحد، صديق الامس عميل اليوم، مرجعا لكل مأزق.

ما ورد غيض من فيض، ومحاولة لضرب حملة الكذب والافتراء بحق هذا الرجل الوطني الذي قضى نصف قرن جاهدًا في الدفاع عن لبنانية لبنان، لقد تحمل ابن كفر قطرة مهمة شاقة في المنطقة الحدودية وهو الذي لم يساوم مع الاسرئيلي، يومًا، على ارضه، بل تعاون مع جيش الدفاع بعد ان اخذ توقيعًا بان لا اطماع له بشبر واحد من ارض لبنان وهذا ما اثبتته اسرائيل عام 2000 بتنفيذها القرار 425 الاحادي الجانب .

مات العميل الوطني وفي قلبه غصة لما آل اليه مصيره، بعد ان دفع وجيشه ثمن اتفاق "حزب الله" "الوطنجي" مع اسرائيل، لكنه مات هانئ الضمير وليس بنادم .

وما الهرطقة التي حصلت لمنع دفن الجنرال لحد في مسقط رأسه، ما هي الا مزايدات عملاء الارض الفعليين وحركة لاقزام الاحتلال الايراني وابواق سوريا. علما انه لم يكن مخططًا نقل جثمان الجنرال الى لبنان لدفنها في تراب الوطن رغم امنيته الاكيدة  بذلك. فمحاولة بائسة من قبل هؤلاء لفرض وجودهم الزائل. ليبقى السؤال عن دور الصوت الحر في لبنان، فهل هو الى زوال ايضا؟

مات العميل الوطني اللواء الركن انطوان لحد لبنانيًا، لتبقى وطنيته في ذمة التاريخ حتى تتيح الايام من يفهم معناها ويقدر تضحياتها.ٍ

دخل الجنرال السكينة الابدية  فاخورًا، نمرودًا، غاضبًا، حزينًا .. شريفًا.

 ولعدالة التاريخ تتمة ...

 

عون وجعجع: حصاد الداخل والخارج

هيام القصيفي - الاخبار 16 ايلول 2015

في الاشهر الاخيرة، قام العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع بسلسلة خطوات سياسية، الاول في الداخل والثاني في الخارج. العبرة في ترجمة ما يريده الطرفان وما حققاه.

لا تبدو المقارنة بين ما يقوم به كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عادلة في نظر البعض، ولا سيما ان الطرفين اليوم يعيشان شهر عسل في ظل ورقة اعلان النوايا. خصوم رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع لا يرون في كل خطواته الا السلبيات، وخصوم رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون كذلك، لكن من المفيد وضع بعض الملاحظات على هامش حركة الطرفين منذ اشهر قليلة حتى اليوم.

لا بد للتيار الوطني الحر ان يُجري مراجعة شاملة لما آلت اليه التطورات الداخلية الاخيرة، وللنتائج التي خلصت اليها حركته السياسية منذ شهور، والى ما افضت اليه التظاهرات والمواقف ذات السقوف العالية التي اعلنها العماد عون ورئيس التيار الوزير جبران باسيل.

 من وجهة نظر مبدئية وقانونية، كل ما طالب به عون محق: رفضه التمديد للمجلس النيابي ورفضه التمديدين الاول والثاني لقائد الجيش العماد جان قهوجي، وكل ما نادى به اخيراً من مواقف تتعلق بحقوق المسيحيين وبالشراكة الحقيقية وبضرورة اعادة ما اخذ من المسيحيين. كلها مواقف تجد آذانا صاغية في «المجتمع المسيحي»، وحتى لدى حلفاء عون، وفي مقدمهم حزب الله الذي ايد مطالب عون، وابدى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله استعداده لمناقشة افكار اخرى طرحها حليفه في ورقة التفاهم، ولا سيما لجهة ما لوّح به بالذهاب نحو الفدرالية. ابعد من ذلك، ماذا تحقق حتى الآن من المطالب التي طرحها عون؟

 عملياً لم يتحقق اي مطلب. ولعل ذلك اكثر ما يستفز العونيين حين لا تستجاب مطالب رئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية، بتضافر جهود الخصوم وبعض الحلفاء. رئاسة الجمهورية ليست في الجيب. ما حدث على طاولة الحوار يعبّر صراحة عن مواقف بعض الاطراف المتحاورين الذين يرفضون رئاسة عون، لكن القصة ليست في الرفض المعروف، بل في طريقة طرح البند على الطاولة، كما في الاقتراحات الآيلة الى استبعاد الرئيس القوي والاتيان برئيس توافقي. كل ذلك يثير استياء عون الذي يشارك في طاولة «تريد استبعاده»، وهو الذي يرى ان مطالبه لا تترجم. فهل يستمر في حوار معروف افقه؟

 ما حصل مع القاضي طنوس مشلب يتكرر مع العميد شامل روكز. كل الاطراف تشيد بهما، لكنّ الاثنين لا يصلان الى المنصب المناسب. يقف معه في ضرورة تعيين قائد جديد للجيش، النائب وليد جنبلاط عارضا جملة اقتراحات لحل مشكلة التعيينات وتحديدا اعادة تشكيل المجلس العسكري. ولا يزال يتشبث بموقفه، ثابتاً في موقعه في المربع الاول، لا يرضى حلا الا تعيين قائد للجيش، او في احسن الاحوال قوننة التمديد الثاني لقائد الجيش، في ظل طروحات تتعلق باخراج لائق لوضع روكز، لكن مع اقتراب مهلة تقاعد روكز، ورفض قيادة الجيش اي حل جزئي قد يستفيد منه ضباط على حساب آخرين، وقد يؤدي لاحقاً الى طعن اي ضابط متضرر بالقرار لدى مجلس شورى الدولة، يسقط اول مطلب لعون، فالتمديد اصبح امرا واقعا وتسريح روكز على الابواب.

 النقطة الثانية تتعلق بوضع مجلس الوزراء. لا شك ان ما حصل في ملف النفايات، وقرار عون المشاركة في الجلسة الأخيرة بنصف فريقه الوزاري، (وقبلها الانسحاب من الجلسة التي مررت فيها قرارات مالية)، كسرت الى حد كبير قرار التكتل تجميد اعمال مجلس الوزراء الا بعد تحقيق مطالب التكتل. ومحصلة الاشهر الاخيرة لا تعطي التكتل نقاطا اضافية او تسجل له ايجابيات، ما خلا فك الحوار مع المستقبل، واعلان النوايا مع القوات. غير ذلك لم يخرق عون، رغم التظاهرة الكبيرة التي قام بها مناصروه، المشهد السياسي العام. علما انه يتمتع بدعم حليف قوي هو حزب الله، ونصرالله لم يوفر مناسبة الا اعلن دعمه له فيها، بخلاف ما يحصل على جبهة القوات اللبنانية، حيث اشار جعجع بنفسه في آخر اطلالة تلفزيونية الى الخلاف مع المستقبل على تعيين مجلس ادارة مرفأ طرابلس وانتخابات نقابة الاسنان.

يحلو لجعجع دوما ان يؤكد حلفه مع المستقبل، ومع الرئيس سعد الحريري تحديدا، لكن جعجع نأى بنفسه، في خطابه في ذكرى شهداء القوات اللبنانية، عن المستقبل وقوى 14 آذار حين اعلنها ثورة على الفساد من اينما اتى من 8 او 14 آذار. لا يتمتع جعجع بما تمتع به عون من دخوله الى السلطة القائمة، ولا سيما في عهد الرئيس ميشال سليمان. يقول احد السياسيين «في ذلك العهد حكم التحالف الرباعي زائداً عون». اما جعجع، فبقي خارج معادلة السلطة وتقاسم الحصص الوزارية.

فعلياً، ظل جعجع في قلب المعادلة السياسية وخارجها في الوقت ذاته. المرة الوحيدة التي دخل فيها في تفاصيل اللعبة الداخلية كانت حين فاوض وناقش في قانون الانتخاب. لم يقترب من زواريب التفاصيل المحلية، لا في التعيينات ولا في المياومين ولا في الكهرباء ولا سلسلة الرتب والرواتب والايجارات وغيرها من الملفات اليومية التي تحصد «مع» او «ضد». حلفه مع الحريري يخضع لسقف التأكيدات المتتالية بأنه حلف ثابت، لكن ما دون السقف حدّث ولا حرج، وان نفى الطرفان ذلك. لم يحصل جعجع من السلطة القائمة على اي شيء، اخرج نفسه من الحكومة ومن الحوار، نأى بنفسه عن كل حساسية داخلية، لبنانية او مسيحية، حتى انه لم يمانع تعيين روكز قائدا للجيش حين سئل. طوى الماضي بكل ابعاده حين اعلن ورقة اعلان النوايا وزار الرابية.

في هذه الزيارة ابعد جعجع القوات عن التجاذبات الداخلية، ما خلا عناوين عريضة وثوابت يتحدث بها، كتشريع الضرورة، من دون ان ينزل الى الشارع ويتظاهر. رغم ذلك خرق جعجع المشهد السياسي العام مرتين في زيارته السعودية ومن ثم قطر. في الزيارتين حقق نتائج ايجابية قد تثير استياء اقرب حلفائه، اي المستقبل. اعتراف عربي خليجي بدوره وبموقعه كرئيس حزب القوات اللبنانية لا كركن في قوى 14 آذار. قد يحلو لاخصامه انتقاد الزيارتين والجولات الخليجية برمتها، لكن اطلالة جعجع العربية، تعطيه بعدا مختلفا، يترجم تدريجا، في مقابل ثبات وضعه الداخلي. مرتاح جعجع لورقة اعلان النوايا ويطمئن لعلاقته وطي خصومة الماضي مع العونيين، وينأى بنفسه عن كل فساد ومحاصصة وسلطة.

 

كيف نُعيد قراءة التراث والتاريخ الإسلاميين

منى فياض/ العرب/17 أيلول/15

استهلت الندوة التي أقيمت في عمان بين، 4 و5 سبتمبر، تحت عنوان “الدين والشريعة والعنف” بتكريم الفيلسوف اللبناني ناصيف نصار الذي تساءل في مداخلته حول المعنى المقصود لتسمية “مؤمنون بلا حدود”. وكيف يكون إيمانا بلا حدود؟ طبعا ليس المقصود أن يكون على نموذج مراسلون بلا حدود، أو أطباء بلا حدود. حيث المعنى واضح. ما هو الإيمان بلا حدود؟ وما هي الحدود المطلوب أن يتجاوزها الإيمان؟ والمقصود هنا الإيمان الديني والإسلامي تحديدا. فهل يعني ذلك أن يكون الإيمان بلا هويّة؟ وهذا أحد الخطرين المتربصين بالتأويل، أن يكون الإيمان بلا هويّة أي مؤسسة. الحدود هي الهويّة التي ينبغي تحديدها. ورفع الحدود يحمل خطر طمس الهويّة. الخطر الآخر يمكن قياسه على نمط دولة بلا حدود، على المثال الأميركي، فهي دولة ذات حدود جغرافية ولكن انتشارها كإمبراطورية يجعلها بلا حدود. فهل مؤمنون بلا حدود تعني أن إيمانها طامح إلى الانتشار والسيطرة، وبالتالي القمع والإقصاء؟بالطبع لا يبدو الأمر كذلك. فالحدود العازلة والفاصلة هي التي تبدو غير مقبولة. الإيمان الديني إيمان منفتح على الاختلافات في إطار الدين الواحد أولا، ثم بين الأديان وربما أكثر من ذلك. وبالتالي المطلوب بناء المؤسسة التي تستجيب للتحديات القائمة، بحيث لا يقتصر نشاطها على صعيد المستوى الثقافي، المهم بحد ذاته لمساهمته في جمع المثقفين في مؤتمرات وندوات لتنشيط التبادل والحوار، لكن المطلوب، أيضا، أن تحدد خطا فكريا لتيار أو مشروع ينطلق من قناعاتها. قناعات إيمانية إسلامية، تعمل على تحفيز إسلام تنويري متصالح مع العصر. بمعنى آخر موقف لاهوتي محدد من الإيمان. إعادة تأسيس لاهوت الإيمان. بهذا المعنى يتم اللقاء بين الدين والفلسفة والعلم وسائر قطاعات الفكر. ويصبح المطلوب نقد العقل العربي، والمطلوب نظرية تستوعب مختلف أنماط التفكير والالتماسات.

كيف يمكن القيام بذلك؟ بعض ما يمكن أن نستخلصه من المؤتمر أن ما يساعدنا البدء بالتعامل مع التاريخ بطريقة مغايرة لما هو حاصل. فالمسلمون يتعاملون مع تاريخهم عاطفيا ويشعرون أنهم امتداد عضوي لهذا التاريخ وجزء حي منه. ومن هذا المنظار يتم تمثل التاريخ الإسلامي تمثلا تغلب عليه الأيديولوجيا والطوباوية التي لا ترى سوى ما ترغب في أن تراه. فبين الخيار السني المتمسك بماض مجيد بحيث لا يتمثل الخلاص إلا بجعل الماضي مرجعا للحاضر وضرورة العودة إليه وتطبيقه كما هو لمواجهة الواقع المأزوم والمهزوم، واعتبار الإرهاب وممارسة العنف هما الحل. وبين الخيار الشيعي الذي يستند إلى المظلومية التاريخية، التي انتفت شروطها، لممارسة العنف والاستحواذ والغلبة. إنه صراع سياسي حول السلطة باسم الشرعية والشريعة. من هنا ضرورة إعادة التفكير حول مفهوم “الشرعية” ولماذا تم ربطه بالشريعة وبالدين حصريا. وفي هذا النطاق قدم الباحث في التاريخ الإسلامي يونس قنديل قراءة نقدية ملفتة في ضرورة إعادة النظر في مفهوم الشرعية المتفرع عن مفهوم الشريعة. تستمد الشـرعية وجودها من فكرة الإيمان الإنساني الثنائي الطابع: خير – شر، وقوة – ضعف، وحق – باطل. في التاريخ الإسلامي ارتبطت فكرة الشرعية بالمدونة الدينية وبمنطوق النص الديني (حق – باطل) فاعتبر وحده مصدرها. لكن الدين يكوّن إحدى روافد القيم عند الشعوب وليس مصدرها الوحيد.هذا الارتباط بين الشرعية والدين أخرجها عن حق الاجتماع في الإسهام في تكوينها وتعديلها والتدخل فيها بحسب التطورات التي تطرأ على الاجتماع وقيمه. هذا ما سمح لداعش ومثيلاته أن يبني تصوراته الخاصة عن الشرعية، جاعلا مرجعيته ومطلبه الدولة الإسلامية بما تتضمنه من شرعية تاريخية في المخيال الإسلامي فيفرضه على عامة المسلمين.

ذلك كله أضاع الخيار الثالث المتمثل في اتخاذ المسافة الضرورية التي وحدها تسمح بقراءة نقدية لهذا التاريخ كي لا تتحول الأيديولوجيا على الضفتين إلى مؤجج للصراع ومصدر للعنف. ربما علينا أن نمرّ، بطريقة أو بأخرى، بما تعرّضت له التجربة الغربية، فالقرون الوسطى الأوروبية تغذت من التاريخ الكلاسيكي القديم. إن كل من يتعمق في النصوص اللاتينية واليونانية في تلك الحقبة لا يملك الشعور بأن التواصل يتم مع عالم مختلف عن العالم اليومي لتلك الحقبة. نفس الأمر يحصل حاليا مع بعض حركات الإسلام السياسي التي تطلب العودة إلى نمط الحياة الذي كان سائدا في مطلع الدعوة الإسلامية. واعتبار كل ابتعاد عن هذا النموذج كـ”بدعة وضلال”. لم تولد النزعة الإنسانوية التي أوصلت إلى ما نسميه العقلانية، إلا في اللحظة التي تم فيها اعتبار التاريخ القديم كمكان آخر مختلف ومغاير يتم انتهال نماذج مختلفة منه، وليس اعتباره امتدادا للحاضر. أي التعامل مع التاريخ بشكل بارد وموضوعي. نزع العاطفة تجاهه كما التماهي معه. إن تجربة النزعة الإنسانوية هي اغتراب ولا تمركز. حركتان، إحداهما تتمثل في العودة إلى التاريخ القديم باتخاذ مسافة مع المجتمع الراهن مما يسمح بالحكم عليه، والأخرى تبتعد عنه ما يسمح بإقامة مقارنات وإيجاد عقائد جديدة. هي عملية انفتاح ذهني وبحث عن الحقيقة. ما ساعد عليها في أوروبا الرحلات وأدب الرحلات الذي سمح بالتعرف على الحضارات الأخرى. هذا ما قاد إلى تلمّس التنوع الإنساني واكتشاف منطق الحضارات الغريبة والدخول إليها.

إن أهم تأثير لهذا الاتجاه على العلوم الاجتماعية، كان فرضه نمطا أكاديميا معينا في قراءة وتأويل النصوص والوثائق الأدبية. ولقد تم عبر التساؤل، حول نوعية القراءة التي تقود إلى المعرفة الدقيقة. وأهم الوثائق المراد فهمها كانت، طبعا، الكتب الدينية المقدسة. ما أوجد تقليدا خاصا يلح على المستويات المتعددة للقراءة، وعلى حدس المعنى المقصود أساسا والذي صار غريبا، مع مرور الزمن، على من يقرأه حديثا. هذا التأويل الجديد يعلّم الإنسان نسيان حشد المواقف المسبقة وطرح الأسئلة بأشكال جديدة ومختلفة. هذا التأويل لا يمثل سوى أحد أوجه الجديد الذي حملته النزعة الإنسانية، ذلك أن حركة نقد النصوص المقدسة لا يمكن فصلها عن ازدهار التأويل، خاصة عند دراسة هذه النصوص، إذ أن احتمال هيجان العواطف عندما يتعلق الأمر بالتوراة، جعل من تقدم مناهج النقد أمرا سريعا وضروريا، مما أعطى نتائج موثوقة. ولقد كان لتيار النقد هذا تأثير عظيم على نمو الفكر العلمي ككل، سواء تعلق الأمر بالعلوم الاجتماعية، أم بالعلوم البحتة أم الطبيعية. لقد تم التسليم أن كل معرفة هي تاريخية، مؤرخة ومطبوعة في النمو التدريجي لشجرة المعرفة. من هنا ما ينبغي أن نتذكره دائما أن المشكلة ليست في التراث أو في الدين، بل في فهمنا وفي تأويلنا له، والعبرة هي في مدى قدرتنا على اتخاذ المسافة الملائمة من أجل القيام بذلك. هذا يتطلب اعتبار التاريخ تاريخا وانقضى. وعلينا، نحن، فهم حاضرنا من أجل بناء المستقبل.

 

حزب الله يختنق...حساباته المصرفية في دائرة الاستهداف مجدداً

سلام حرب/موقع 14 آذار/17 أيلول/15

قام ثاني أكبر مصرف في ألمانيا باقفال أحد الحسابات المصرفية المرتبطة بحزب الله اللبناني. وقد أعلنت ألمانيا البارحة أنّ كومرز بنك Commerzbank أصدر أمراً بوقف العمل بإحدى حسابات المصرفية المسجلة تحت اسم "مسيرة يوم القدس" التي ترعى التظاهرات السنوية التي تنظم لصالح ومن قبل حزب الله في ألمانيا، في وقت لم يعلن المتحدث باسم المصرف سبب اقفال هذا الحساب بالتحديد لأنّ القانون يمنحه الحق بذلك من دون تبيان الأسباب. ووفق ما نشرته صحيفة ألمانية تدعى Gunnar Schupelius فقد ذكر أنّ مؤيدين لحزب الله كانوا يجمعون التبرعات المالية في ألمانيا ويودعونها في المصرف المذكور، وقد ارسلت سفارة اسرائيل في برلين رسالة احتجاج واستفسار للمصرف. وبناء عليه، قام المصرف باجراء تحرياته التي افضت الى ضرورة اقفال هذا الحساب . وتفيد المصادر الصحافية الالمانية أنّ المئات من مؤيدي طهران وحزب الله قاموا بطلب التبرعات تحت شعارات "الموت لاميركا الموت لاسرائيل" منذ العام 1996.

هذه الخطوة التي قامت بها السلطات الألمانية تأتي ضمن سياسة بدأتها منذ سنوات. فمنذ العام 2013 وعقب تفجير بورغاس في بلغاريا، سعت برلين لادراج حزب الله على لائحة الارهاب الأوربية إذا ما أدت التحقيقات الى تأكيد تورط الحزب في هذه العملية. وكان سبق لموظفي جمارك ألمان في العام 2008 أن ضبطوا ضبطوا نحو 8.7 ملايين يورو خلال تفتشيهم لأمتعة مسافرين لبنانيين مقربين من حزب الله في مطار فرانكفورت، بالاضافة الى نصف مليون يورو نقدي في أحد المنازل تخص هذه المجموعة في أحد المدن الالمانية. وقبل ذلك بسنة، فقد اعتقل الأمن الألماني لبنانيين لضلوعهم في الاتجار بالمخدرات لصالح حزب الله.

وفي نيسان من العام 2014 نظم الأمن الالماني عملية مداهمة مكاتب تابعة لمنظمة تعمل في مجال الأعمال الخيرية مرتبطة بحزب الله اللبناني، وتعمل على جمع أموال المتبرعين في ألمانيا لصالح الحزب. وقد شارك في حينها أكثر من 150 رجل شرطة ألماني بالعملية التي جرت في وقت واحد في 6 مدن ألمانية مختلفة وتخللتها مصادرة لأموال نقدية وحواسيب و40 صندوق ملفات احتوت على معلومات قيّمة. كما لجأت ألمانيا في حينه الى تجميد حسابين بنكيين على الأقل فيهما ما يقارب من 60 الف يورو لمجموعة تعرف بإسم "مشروع أيتام لبنان" "Waisenkinderprojekt Libanon" والتي أكدت وزارة الداخلية الالمانية أنه مشروع وهمي يخفي خلفه غايات أخرى، بل هو في الواقع الجناح الألماني لحزب الله بحسب احد الصحافيين الألمان، والذين يجمعون الأموال من دون دفع الضرائب لأنها موجهة لـأهداف خيرية" مزعومة. وقد تمّ وضع هذه المجموعة تحت المراقبة منذ العام 2009 وضمت 80 عضو ناشط في صفوفها، وقد قدمت الداخلية في حينه معلومات اضافية تشير أن هذه المظمة المذكورة قد جمعت ما يقارب 3.3 مليون يورو بين عامي 2007 و2013 من مقرها في مدينة آسن Essen لصالح "مؤسسة الشهيد" التي تقدم العناية الطبية والاستشفائية لمقاتلي حزب الله وعائلاتهم، بالاضافة الى دعم أنشطة الحزب بشكل عام. وهذا الامر يناقض الدستور الألماني خصوصاً أن الاتحاد الاوروبي قد صنف الجناح العسكري في حزب الله كمنظمة ارهابية. في مطلع هذا العام، نشرت وكالة رسمية ألمانية تعنى بشؤون الأمن ومكافحة الارهاب هي BfV تقريراً تؤكد فيه أنّ هناك 950 ناشط لحزب الله في ألمانيا، 250 منهم في العاصمة برلين ويشكلون جالية واسعة مع عائلاتهم واقربائهم الذين هاجروا الى هناك منذ سنوات.

 

اهتزازات أمنية - سياسية في لبنان؟ (٢)

علي حماده /النهار/17 أيلول 2015

في فندق "جورج الخامس" في باريس انتقل محدثي وزير الخارجية العربي الذي زرته هناك قبل ايام، الى الحديث عن "الملف اللبناني"، عن "التهدئة" وعن الاهتمام العربي ومدى انخراط العرب في مواجهة إيران التي يعتقد الوزير انها تسيطر على لبنان بشكل أو بآخر. قال: "انت تعرف أن لبنان دخل اثر اغتيال الوزير محمد شطح بنهاية ٢٠١٣ في تجربة جديدة متعددة المستويات محلية - اقليمية - دولية تقوم على تجميد الخلافات الكبرى والعمل على تهدئة الوضع منعاً لانفجاره. وقد شكل اغتيال الوزير شطح محطة فاصلة بين الانزلاق نحو انفجار داخلي، والعمل بسرعة لمنع هذا الانزلاق على قاعدة أن جميع الأطراف كانت لهم مصلحة في تحييد لبنان عن الانفجار: الإيرانيون عبر "حزب الله" تحييداً لقاعدتهم الخلفية التي ينطلق منها الحزب نحو سوريا، والقوى المناهضة للحزب اعتبرتها فرصة لالتقاط الأنفاس، والعودة الى مؤسسات الدولة تحت شعار منع "حزب الله" من احكام سيطرته التامة على الدولة بعد ثلاثة أعوام على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي اعتبرت من الناحية العملية حكومة تابعة للحزب. أما النظام العربي المتمثل عملياً بدول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية، فقد رأت انه في ظل وجود بركاني العراق وسوريا وقلاقل اليمن (لم يكن انقلاب الحوثي قد حصل بعد) لا يجوز تحميل لبنان وزر مواجهة غير متكافئة مع المشروع الإيراني، ولا التسبب بتفجير هذا البلد الهش القابل للاشتعال في اي لحظة. الأميركيون أمنوا مظلة دولية لـ"التهدئة" مما سمح بقيام حكومة ائتلافية بين أطراف لا يجمعهم سوى كراهية بعضهم للبعض الآخر. كنا نعرف أن "حزب الله" كذراع أمنية للإيرانيين يقف خلف اغتيال محمد شطح، وقبله اللواء وسام الحسن وان يكن لاسباب مختلفة، ولكن كان لا بد من منع انزلاق لبنان نحو جحيم جديد يضاف الى جحيم سوريا والعراق". ويصل محدثي الى المرحلة الراهنة فيقول: "اليوم أنا غير قادر على الجزم بانكم في لبنان ستبقون محيّدين عن المشاكل. فحرب اليمن وصلت الى مرحلة مفصلية حيث يوشك تحالف الحوثي - صالح على الانهيار عسكريا، وقرار النظام العربي حاسم: لن نقبل بأقل من إخراج إيران من جنوب شبه الجزيرة العربية. أما في سوريا فقد وصلنا أيضاً الى ساعة الحقيقة حيث بدأت روسيا إرسال قوات على الأرض بعدما شعرت أن بشار الأسد يكاد ينهار في المناطق المحاذية للساحل أي عقر داره. أما الإيرانيون فتقديرنا انهم بعد الاتفاق النووي سيضاعفون من عدائيتهم في الإقليم وليس العكس، وهم مقبلون على مرحلة جديدة من الضغط الأمني والسياسي في لبنان، لانهم يشعرون انهم قادرون على توسيع سيطرتهم على مختلف المستويات. انهم يريدون تغييراً جذرياً في التركيبة اللبنانية تضع لبنان نهائياً على سكة "تشييعه" سياسياً ومؤسساتياً، والمدخل اهتزازات أمنية وسياسية كبيرة نخشى حصولها تحت مسميات عدة في المرحلة المقبلة". لكن أين النظام العربي من اندفاعة إيران في لبنان؟

 

القضاء على الحراك بات ملحاً؟

غسان حجار/النهار/17 أيلول 2015

يبدو أن الحراك المدني الذي انطلق في أبهى حلة بات مزعجاً لكثيرين، فاستوجب وضع حدّ له. وأمسى في ظل هذه الظروف القضاء عليه سهلا، في إحباط مشروع رفض مدني لبناني، وإن اتخذ أخيراً لباساً شيوعياً، إلا أنه لبناني ولا صحة لكل ما يقال عن أجهزة ودول تحركه، لأن في ذلك حجة للضعيف وغير القادر على المواجهة والرد. الحراك المدني في انطلاقته محق مئة في المئة، ومن أراد إلباسه لبوس "حزب الله" فشل تماماً، إذ أن "تيار المستقبل" أيده، ومن أراد تحميله لقطر فشل أيضاً بنفي كل المرجعيات اللبنانية تلك العلاقة، ومن أراد تصويره حركة أميركية لم يُصب أيضاً، لأن مشاركة شبان محدودي العدد في ورشات عمل ممولة من برامج أميركية، لا تجعل من هؤلاء عملاء للامبريالية، وإن كانوا يفتحون عقولهم وأذهانهم على مبادرات تغيير. أما الازعاج الذي صار يسببه الحراك فيجمع كثيرين تلتقي مصالحهم للقضاء عليه، ويمكن أن يكون قد بدأ يسلك طريق النهاية الدراماتيكية، في ظل المشهد المأسوي الذي شاهدناه أمس وقبله على ضفتي الحراك. في ضفة المعترضين والمتظاهرين، مشاهد مقززة من الشعارات والحركات البذيئة، وإقفال الطرق على مواطنيهم، وعبارات متلفزة لا تليق بأحد، بل تخيف المتعاطفين مع الحراك من إمكان وصول هؤلاء الى مواقع مسؤولة، لأنهم يبدون في صورة أسوأ من الحكام الحاليين، ولهم تصرفات أكثر ميليشيوية، وتنقصهم الخبرة والرؤية والرؤيا، فشعارات إسقاط النظام وحل المجلس واستقالة الحكومة من دون التفكير ببدائل، تصير ضرباً من اللاواقعية، كما اتهام الوزراء والنواب والمسؤولين بأنهم "حرامية" من دون استثناء يصير ضرباً من الاعتداء المعنوي والأدبي، ولا يؤسّس لمشروع بديل. في الضفة الثانية، انزعاج، بل انزعاجات. السياسيون الفاسدون منزعجون لأن الحراك عرّاهم، وبدأ يكشف عن الكثير من الفضائح التي يرتكبونها من دون ادنى محاسبة. الأحزاب السياسية متضايقة لأن أفراداً يسحبون البساط من تحت أقدامها، ويكيلون لها الشتائم. أرباب الطوائف يرتابون من الدعوة الى إسقاط النظام وضرب امتيازاتها. التجار وأصحاب المصالح في وسط بيروت بلغوا الحد الاقصى من الضرر اللاحق بهم، ما يؤثر على مجمل الوضع الاقتصادي في البلاد وينعكس سلباً على الرأي العام. القوى الأمنية باتت متضايقة لأنها تتعامل برفق مع المتظاهرين (ما عدا يوم أمس) من دون أي تقدير لعملها، بل تتلقى كل أنواع الشتائم والإهانات. الناس في منازلهم باتوا يتخوّفون من أعمال شغب ومخطّط تخريب، ويستاؤون من النقل التلفزيوني المباشر الذي لا يراعي حرمة بيوت وعائلات ويفتح هواءه للزعران. أهالي بيروت متضايقون ومتخوّفون من ضرب مدينتهم. السنّة باتوا يرون في الحراك انتقاماً شيعياً من الحريرية السياسية... إذا تلاقت كل هذه الأسباب والاعتبارات، فكيف يمكن للحراك ان يستمر؟

 

خلاصات ترفع سقوف المخاطر في كل الاتجاهات لا حلّ عبر الحوار والمخرج المتاح حكومي

روزانا بومنصف/النهار/17 أيلول 2015

اعتقد سياسيون كثر مع انطلاق التحرك الشبابي المدني قبل أسابيع ان الضغط في الشارع الذي اربك السلطة كما أربك الوضع العام وكاد يهدد بانزلاق البلد الى مواجهات يومية تهدد استقراره سيفتح الأفق أمام احتمال التفكير في الذهاب الى انتخابات رئاسية يتم تنفيس الاحتقانات من خلالها خصوصا انها ستؤدي الى جملة متغيرات من بينها تأليف حكومة جديدة. فالاضطراب الداخلي كان سيرغم الدول الاقليمية التي تأخذ استحقاقات البلد رهينة في انتظار انجاز تسويات اقليمية او دولية على اخراج لبنان قسراً من حتمية انتظار هذه التسويات تحت طائل ان يتحول الى بؤرة من الفوضى فأثبتت اعادة لمّ شمل الافرقاء السياسيين عدم الرغبة في ترك لبنان ينزلق اليها. اذ ان هذا الأفق الذي أدى اليه التحرك المدني بدا ثغرة صغيرة سرعان ما اقفلت، ولو "على زغل"، باعتبار ان النواة لاستغلال التحرك الشعبي وتوظيفه تستمر قائمة بقوة ووضعت قاعدة جديدة للعمل السياسي راهناً. وهذا الاقفال تم عبر تطورين: الأول عودة السلطة الى الامساك بالوضع أمنياً من دون الحاجة الى توريط الجيش الذي لم يكن يراد له ان يتولى الأمور في الداخل راهنا وذلك عبر اساليب اظهرت استيعاباً للتحرك الشبابي الى حد كبير بعد سلسلة اخطاء حصلت على صعد عدة. ويمكن القول ان السلطة اعادت التماسك هي نفسها بعد اهتزاز فعلي كاد يهددها. والآخر هو انطلاق جلسات الحوار بين الافرقاء السياسيين مهمتها العملية اظهار اهتمام هؤلاء بما يرفع اللبنانيون من مطالب واظهار الحرص على مواكبتها من خلال محاولة التواصل لردم الخلافات بالتزامن مع عمل بعيد من الأضواء من اجل تأمين تفعيل العمل الحكومي من خلال محاولة إرضاء العماد ميشال عون بترقية العميد شامل روكز الى رتبة لواء وحفظ حقه او بالاحرى فرصته بتسلم قيادة الجيش السنة المقبلة. الآن طاولة الحوار ليست فعلياً اكثر من محاولة لادارة الأزمة من خلال التواصل نظراً الى ان الافق مسدود فيما المخاطر المحيطة بالبلد الى ازدياد. ولا اوهام لدى احد بان فاعليته ضئيلة او شبه معدومة باستثناء الايحاء ان في امكان المسؤولين ان يتواصلوا في ما بينهم وفق ما يجمع مراقبون سياسيون وديبلوماسيون. ومع ان اقفال البلد في كل جلسة حوار يبدو مكلفاً جداً على مستويات عدة وفي مقدمها المستوى الاقتصادي، فإن المخاطر باتت تترتب عن جملة عوامل رفعت سقفها التطورات الاخيرة في الخلاصات التي ادت اليها ومن بينها:

ان لا افق محتملاً او قريباً لتأمين حصول الانتخابات الرئاسية ايا تكن التوافقات المبدئية التي يمكن التوصل اليها بين الافرقاء وليس هناك اكثر من مضيعة للوقت ومراوحة في المكان نفسه.

ان ثمة مخاطر اقتصادية حقيقية تكمن في ما يمثله اعادة النظر في التصنيف الائتماني للبنان. وهو امر يتفادى الافرقاء السياسيون التطرق اليه شأنهم شأن تجنبهم مقاربة اي موضوع على سبيل الرؤية السياسية البعيدة المدى او استباق ما قد يحدق بالبلد. اذ ان غالبية الافرقاء السياسيين يتبارون في الاعلان انهم حذروا من مخاطر هذا الموضوع او ذاك كما في موضوع اللاجئين السوريين مثلا او في موضوع النفايات او سواها من المواضيع في حين ان اي معالجة جدية بعيدا من المزايدات السياسية لم تحصل لا على طاولة مجلس الوزراء ولا خارجها ولم يسمح للمجلس اساساً بت ما يتعدى الشؤون اليومية المباشرة.

فالمخاطر الأساسية تبعاً لهذه الخلاصات باتت تكمن في زعزعة الثقة بالبلد وتعميق الشعور بعدم الاستقرار والتفلت الامني الذي غدا مبنياً على تحدي القوى الامنية مراراً وتكراراً. فارتفاع مستوى الضغط الذي بات يواجهه البلد فجر السقف المعهود لادارة الازمة، اذ كان هناك سقف خلال الاشهر الماضية من عمر الشغور الرئاسي ولم يعد هناك سقف راهناً لهذه الادارة او تم رفعه كثيرا. وهذا ينسحب في الدرجة الاولى على الوضع الاقتصادي الذي لا يوليه اهل السياسة اهتماماً كبيراً. اضف الى ذلك ان الشعبوية المفرطة زادت نسبة المخاطر في البلد انطلاقا من ان الشعبوية هي نتيجة ضعف وليست نتيجة قوة باعتبار ان من لا يستطيع اقناع العقل يلجأ الى استخدام الغريزة. وهو ما يخشى منه في استخدام التحركات الشعبية. هذه الخلاصات ادت الى خشية ديبلوماسية على لبنان نتيجة الحساسية البالغة للوضع والخشية من اتجاهات او توظيفات قد يذهب اليها على نحو غير متوقع. والحل المرتقب ليس على طاولة الحوار بل في محاولة ايجاد مخرج يرضي العماد عون بما يمكن ان يرفع الحظر عن عمل الحكومة بعض الشيء فيضخ الحياة في عمل الحكومة نسبياً في انتظار ان يأتي الوقت المناسب للالتفات الى الاستحقاقات. هذا ما يدفع ديبلوماسيون في اتجاهه وما يقال انه متاح على رغم السقوف المرتفعة لبعض المطالبات على غرار تلك التي رفعها زعيم التيار الوطني الحر من انتخابات تجرى من الشعب او اجراء انتخابات رئاسية وما شابه. فمع ان غياب عامل الثقة بين الافرقاء السياسيين يدفع الى الشك في وجود رغبة في دفع البلاد الى خطر شديد، فإن بعض الديبلوماسيين أظهروا ثقة بان هذه المطالب لا تجد صدى ايجابيا لدى حلفاء الجنرال قبل خصومه لان انتخاب الرئيس من الشعب يجعل النظام رئاسيا في حين ان الطائفة الشيعية حريصة على سيطرتها على البرلمان ولن تفرط بسلطتها عليه.

 

لأن أمن الخليج يسبق كل الأولويات لا رئاسة والحوار يبحث في الانتقال إلى بند آخر

سابين عويس/النهار/17 أيلول 2015

وسط الضوضاء التي يعبق بها الشارع على وقع الحراك المدني، استكملت طاولة الحوار الوطني نقاشها حول بند رئاسة الجمهورية الذي يحل أوّل على جدول الاعمال، من دون تحقيق أي تقدم، فيما كل المعلومات الواردة من السرايا الحكومية تؤكد غياب مجلس الوزراء، أقله الى ما بعد 2 تشرين الاول المقبل، موعد عودة رئيس الحكومة من زيارته الاميركية. لم يكن المشهد من ساحة النجمة ومن محيطها أمس أفضل حالا مما كان لدى انعقاد الجلسة الاولى للحوار الوطني. فالجلسة عقدت على وقع الصراخ المدني خارجاً، ولم يصل الى مسامع المتحاورين أي صدى لهذا الصراخ الذي تحول بقدرة قادرين ومندسين، الى حركة عشوائية غير منتجة، آثارها السلبية على الاقتصاد وعلى البلاد أكبر بكثير من تأثيرها على السلطة التي يستهدفها الحراك. والمقلق ان مشهد الامس مرشح لأن يتطور ليواكب الجلسة المقبلة، وسط مخاوف حقيقية لدى بعض القوى السياسية، وفي مقدمها النائب وليد جنبلاط من أن يُستدرج الحراك الى تفجير الوضع الامني في البلاد. يرسم مرجع سياسي بارز مشارك في طاولة الحوار صورة قاتمة جدا للوضع الداخلي في ظل الارتباط الوثيق للملف اللبناني بملف التسوية الاقليمية التي لا يزال دونها مخاض عسير لم تتبلور ملامحه بعد.

عبثاً يجد المرجع مخرجاً للاستحقاق الرئاسي في المدى المنظور بما أن الرئاسة تنتظر المنطقة، وجرس التسوية لم يقرع بعد. كما أن أولويات المنطقة لا تدرج لبنان من ضمنها. فالاولوية اليوم بحسب المرجع، تعود الى موضوع أساسي يتعلق بأمن الخليج في ظل ما تشهده دول الخليج من اضطرابات تهدد استقرارها الداخلي. وبعد الخليج، تحلّ الازمة السورية التي تحتاج الى مزيد من الوقت في ظل الحرب الباردة الاميركية – الروسية على طول المساحات السورية. ولن يكون للبنان مكان قبل هاتين الاولويتين، علما أن طرفي الاصطفاف السياسي الداخلي يقيمان على رهانات خاصة بكليهما من الازمة السورية، ويعولان على الوقت لنجاح هذه الرهانات وفق حساباتهما الخاصة. بالتزامن، تستكمل طاولة الحوار جلساتها، وهي على موعد مع جلسة ثالثة الثلثاء المقبل. وقد حرص رئيس المجلس على ألا يباعد مواعيد الجلسات لتأكيد جدية المناقشات والمساعي لمواكبة الملف الاقليمي بجهوزية داخلية قادرة على تلقف أي تطور قد يستجد من خارج الاجندة التقليدية. ويجهد بري حالياً بحسب ما ينقل عنه المرجع البارز، من أجل ايجاد آلية تحكم النقاش حول جدول الاعمال، ذلك أن عقدة الرئاسة لن تكون قابلة للحل في المدى القريب وسط الانقسام الحاد حيال مسألتي أي أمر يسبق: انتخابات رئاسية تفرز حكومة جديدة ومجلساً نيابياً جديداً أو قانون انتخاب جديد أو تعديل دستوري يتيح انتخاب الرئيس من الشعب، كما يطالب العماد ميشال عون الذي يرفض الاعتراف بشرعية المجلس الممدد له؟ انه سجال عقيم وقد يطول ويعوق الانتقال الى البنود الاخرى الواردة على جدول الاعمال، وثانيها يتعلق بعمل مجلس النواب وثالثها بالعمل الحكومي. يكشف المرجع عن آلية يجري العمل عليها، وقد بدأت ملامحها تتبلور من خلال مقررات جلسة الحوار الثانية. اذ طلب بري في الجلسة امس من المتحاورين أن يتقدموا باقتراحاتهم الخطية لمناقشتها تمهيداً لانهاء النقاش اذا لم يتوصل الى نتيجة مثمرة. عندها، يعلن بري الانتقال الى البند اللاحق. لكن المعلومات تشير الى أن رئيس المجلس سيتجاوز بند تفعيل السلطة التشريعية لئلا يعتبر أنه قفز فوق بند الرئاسة لتفعيل مجلسه، وسينتقل الى بند تفعيل الحكومة ليعود بعدها الى البند الثاني على أن تبقى الأولوية دائماً لبند الرئاسة. ولوحظ أن مقررات جلسة الحوار الثانية تناولت بند الرئاسة من باب المقاربات السياسية والدستورية المطروحة "لكيفية حصول اختراق في بند انتخاب رئيس للجمهورية وغيره من المواضيع، ومحاولة البناء على القواسم المشتركة في المداخلات لتوسيعها في الجلسات المقبلة". فيما تناول المجتمعون الوضع الحكومي من باب "دعم الحكومة لتنفيذ القرارات المتخذة لمعالجة الملفات الحياتية الاساسية"، وهو ما يؤشّر لاعطاء الحكومة الغطاء السياسي لتنفيذ خطة رفع النفايات من الشارع، والتي يتوقّع ان تبدأ الجمعة المقبل وفق المعلومات.

 

"المرصد" باب لعودة الكتائب إلى الناس ونَبَض الشارع

ايلي الحاج/النهار/17 أيلول 2015

"المرصد اللبناني للفساد" الذي أعلن إنشاءه رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل خطوة موفقة على طريق طويل لإعادة الحزب التاريخي إلى مجتمع الناس العاديين، الكثر هؤلاء، المهتمين عند المحطات الأساسية فقط، بمواضيع النضال الوطني والسياسي وعناوينه. ولكن المنصرفين بقية أيامهم إلى همومهم الحياتية الشخصية والصغيرة.كان مضى زمن طويل لم يلقِ حزب رئيسي بالاً لقضايا تؤرقهم. لم تعد الأحزاب تحمل همّا اجتماعياً فتتطوع لدفاع عن الفئات الأضعف، بل تعلّي السياسة على أي اعتبار والسياسة في لبنان دوران في حلقة مغلقة، ما دام يحكمها وجود سلاح يحمل قضية لا تعني لها حدود لبنان شيئاً، والأحزاب غير الدائرة في فلكه لا تملك ضده إلا الكلمات. قبل 1975 كان الكتائب حزب بروليتارليا بيئته، الناس البلا سند إقطاعي أو عائلي، وأيضاً ملتقى مجموعة من النخبة الفكرية والشبابية. مرجل الحرب الذي ارتمى فيه هذا الحزب فرض عليه أن يتعسكر، وطالت الحرب فلم يعد أحد يذكر روحاً طبع بداياته مدافعاً عن الفئة الكادحة العاملة، واضعاً "قانون العمل" لحماية حقوقها. أهمية الكتائب ليست في أنه الأقدم فليس القِدَم علة بقاء للأحزاب، بل في أنه طليعة قديمة قادرة على التجدد إذا أحسنت التقاط نَبَض اللحظة التي يعبّر عنها الشارع وحده اليوم، وإذا حمل رسالة حداثة لا بد منها، وتكفيه لإرجاعه مثيراً لاهتمام جيل جديد من اللبنانيين. لعلّ سامي الجميّل أكثر من يشعر بنَفَس الشارع. ولعلّه في الوقت نفسه أكثر من تُلقى في وجهه قفازات التحدي ما دامت رئاسة الحزب التاريخي انتقلت اليه اباً عن جدّ، والعامة لا تميل بسليقتها إلى الوارثين بصرف النظر عن أسمائهم والشهرة. تنظر إليهم محظوظين نسبة إلى أحوالها إلا إذا كسبوا معركة إثبات أهليتهم واستحقاقهم. وثمة فرصة هنا تلوح أمام رئيس الحزب الشاب. ففي إطلالته الأولى نائباً في البرلمان عرف أن يخطف أسماع جيل الإنترنت والعوالم الإفتراضية. حكى لغتهم ونيابة عنهم مدغدغاً تطلعاتهم وآمالهم في وطن يشبههم. وقبلاً كانت له تجربة ناجحة معهم في "حلف لبناننا".

في الكتائب ضخّ سامي الجميّل دماً جديداً وحيوية لطالما افتقدها، لكن الحزب لن يقدر على مواكبة الزمن المتسارع بوتيرته السابقة، حزباً سياسياً عينه على مقاعد في المجالس. وماذا يفيد أي حزب أن يكسب باللعبة السياسية وتحالفاتها عشرات المقاعد، إذا كانت بينه وبين الناس غربة تحيله سمكة خارج حوضها؟

من هذا المنطلق، أهمية "المرصد" من خارج الجسم الحزبي وبالتفاعل معه ومع غيره، أنه بداية خروج على هيكلية قديمة متحجرة في هذا الحزب. هيكلية قد يكون أكثر ما يعبّر عنها وجود أقسام منتشرة في القرى والبلدات تحوّلت أشبه بخطوط تماس نفسية بين أهلها، ولم تعد تؤدي الغاية منها. لا بل أثبت "الحراك المدني" في الشارع اللبناني والعربي أخيراً أن صفحات على "فايسبوك" أو "تويتر" يمكن أن تكون ذات جدوى أكبر في إيصال الرسالة ونشرها والإنفتاح على أفق أوسع. ما قبل عالم الإنترنيت والتواصل الإجتماعي وهيئات المجتمع المتعددة ليس كما قبله. إذا استوعب حزب الكتائب هذه الحقيقة وعمل في ضوئها فستكون أبواب خلف أبواب مفتوحة أمامه . ونجاحه ليس نجاحاً له بل لبقية الأحزاب الأبعد حتى اليوم عن هذا الواقع، والتي ستلحق بتجربته حتماً إذا نجحت. لكن ذلك أيضاً لا يكفي: يجب ألاَ ينسى مرة أخرى أن الحزب في خدمة لبنان وليس لبنان في خدمة الحزب، وأياً تكن تسمية هذا الحزب . (لا بأس في "الحزب الديموقراطي الإجتماعي- الكتائب"، لم لا؟) .

 

بريطانيا قد تستضيف 0,89% من اللاجئين السوريين في لبنان

خليل فليحان/النهار/17 أيلول 2015

يواجه الاتحاد الأوروبي عبء اللاجئين، ومن بينهم أعداد كبيرة من السوريين، كما يواجهه لبنان منذ نحو أربع سنوات. لم يحمل رئيس وزراءبريطانيا ديفيد كاميرون الى رئيس الحكومة تمام سلام اي جديد يمكن أن يخفّف وطأة هذه الأزمة التي يعانيها لبنان ديموغرافيا وصحياً وتربوياً وتنافساً في بعض المهن وتسريباً لبعض الارهابيين الآتين من سوريا. وأفاد أحد الوزراء "النهار" بعد اطلاعه على المحادثات التي أجريت بين الرجلين في السرايا في موضوع معاناة لبنان بسبب اللاجئين، أن كاميرون أبلغ نظيره اللبناني أن بريطانيا ستفتح أبوابها الى لاجئين سوريين من لبنان والأردن وتركيا، لكنه لم يحدد العدد بالنسبة الى كل بلد، واكتفى بالإشارة الى أنه يراوح بين 20 و50 ألفاً مدى خمس سنوات. وافترض أن لندن استضافت زهاء 15 ألفاً طيلة الفترة المحددة، فهذا لا يشكل من مجموع عدد اللاجئين المتوافر حتى الآب الماضي، وهو مليون و113941 شخصاً وفقاً لإعادة إحصاء المفوضية العليا، سوى ما نسبته 0,897771361% من العدد الاجمالي.

أما دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة فقد طلبت منها المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة استضافة 120 ألف سوري إي ما نسبته من مجموع لاجئي لبنان من السوريين 0,107%. واللافت أن المفوضية انتقدت بشدة تأخر أوروبا في استيعاب اعداد اللاجئين الزاحفين اليها في شكل غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة السورية في 15 آذار 2011، باستثناء ألمانيا التي وحدها من دول الاتحاد استضافت العام الماضي وحتى الآن ما يقارب الـ20 ألفاً. ولفت الى أن الاتحاد الأوروبي كان عارض مجموعة اقتراحات لبنانية ترمي الى تقليص عدد اللاجئين السوريين البالغ ثلث مجموع السكان الاصليين للبلاد، من بينها إعادة الجماعة التي حررت أراضي بلداتها وقراها من "داعش" وسواه من التنظيمات الارهابية. وعزا الأوروبيون اعتراضهم هذا الى خوفهم على أمن اللاجئين داخل أراضي بلادهم، كما رفضوا للغرض عينه إقامة بيوت جاهزة قريبة من الحدود المشتركة التي لم تشهد قتالاً. وثمة اقتراح آخر معمول به هو أن اللاجئ الذي يغادر لبنان الى سوريا ممنوع عليه الرجوع. وكذلك يجب اخضاع أي عابر للحدود لتحقيق وضرورة تسجيل عنوانه في قيود مكاتب الأمن العام على الحدود وترك عنوانه ومقرّ عمله. ودعا الديبلوماسية اللبنانية الى الاستفسار من الممثلة العليا للاتحاد للشؤون السياسية والأمن فيديريكا موغيريني ومن الدول في شكل ثنائي بواسطة السفراء اللبنانيين المعتمدين لدى دول الاتحاد عن موقفها من الوضع الناشئ، وهل ما زالت ترفض الاجراءات اللبنانية للحد من تدفق اللاجئين السوريين الذين عبروا البحار في رحلات صعبة محفوفة بالمخاطر، غير آبهين بالذين ماتوا غرقاً وهم ينتقلون الى اليونان أو النمسا أو أي دولة أخرى؟ وأشار الى أن القمة التي دعت اليها المانيا لم يتفق على تحديد موعد لها بسبب رفض عدد كبير من دول الاتحاد استقبال أي لاجئ، كصربيا التي اتخذت سلطاتها اجراءات وصفت بأنها قمعية لتحقيق هذا الغرض. وذكر انه اذا تبين للتحرك الديبلوماسي أن الموقف الأوروبي على حاله اليوم في التعامل مع اللجوء السوري في لبنان كما كان قبل التدفق الى أوروبا، فهذا يعني ان امتداح تلك الدول على الدور الطليعي الذي يقوم به لبنان تجاه ما يزيد على المليون لاجئ سوري يرمي الى ابقائهم حيث هم في الوقت الحاضر حتى الى إشعار آخر، وربما الى توطينهم كما نبه الى ذلك رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الثلثاء الماضي.

 

معطّلو الانتخابات الرئاسيّة يتحمّلون مسؤوليّة تفكّك المؤسّسات والاحتكام إلى الشارع

اميل خوري/النهار/17 أيلول 2015

هل يدرك معطّلو الانتخابات الرئاسيّة إلى أين يذهبون بلبنان خدمة لخارج أو لمصالحهم الذاتية بعدما أدى ذلك إلى تعطيل عمل الحكومة وعمل مجلس النواب، وفتح أبواب الشارع لخليط من الحراكات والحركات والشعارات والمطالب المتضاربة، فصار الشارع هو الذي يحاسب المرتكبين والسارقين وليس القضاء، وهو الذي يطالب بإسقاط الحكومة واستقالة وزراء وليس مجلس النواب، وهو الذي يدعو إلى إسقاط النظام من دون أن يعرف بعض من يدعون إلى ذلك شيئاً من هذا النظام، وليس لديهم تالياً مجرد فكرة عن نظام آخر بديل، وهو الذي يعطّل تنفيذ قرارات صدرت بالإجماع عن حكومة تتمثّل فيها معظم القوى السياسية الأساسية في البلاد، فصار لقلّة في الشارع أن تعطّل تنفيذها، كما الأقلية الوزارية التي تعرف بـ"الثلث" والتي تتحكم بقرارات الأكثرية الوزارية. وما هو أخطر من كل ذلك أن فلتان الشارع بلغ حد التعدي ليس على الممتلكات العامة فحسب بل على الممتلكات الخاصة التي يحميها القانون والدستور، ما جعل الدولة تتفكك والمؤسسات تفرغ من قوتها بحيث خرج لبنان من سلطة الشرعية الى سلطة شريعة الغاب فصار مهددا بوجوده وكيانه، وسقطت هيبة الدولة وبسقوطها أصبح "حيطها واطياً" باستطاعة حتى الصغار القفز فوقه. وانتقال لبنان من الشرعية الى شارع لا يعترف بأهمية انتخاب رئيس للجمهورية ولا بقرارات حكومة ولا بوجود مجلس نيابي ولا بقضاء، جعل هذا الشارع يغرق بفوضى الشعارات وتناقض المطالب، بحيث بات كل متظاهر فاتحاً على حسابه، و"كل من إيدو إلو" يضرب حيث يشاء، ومكاناً مفتوحاً وسائباً حتى لمن اختلف مع زوجته أو جاره... ويسأل اللبنانيّون معطلي الانتخابات الرئاسيّة: هل تريدون الذهاب بلبنان بعد كل هذا الى الفوضى العارمة التي لا خروج منها إلا بعقد مؤتمر تأسيسي يصبح عقده مفروضاً وإن مرفوضاً بغية تعديل اتفاق الطائف، وهو تعديل ليس سهلاً التوصل إلى اتفاق عليه، خصوصا في هذا الجو المحموم في لبنان والمنطقة؟ هل تريدون الاستعاضة عن الانتخابات الرئاسيّة بانتخابات نيابية ظناً منهم أن نتائجها قد تأتي لمصلحة الخط الإيراني وحلفائه في لبنان، خصوصا في جو النقمة العارمة على الطبقة السياسية الحالية المتهمة بالعجز والتقصير والفساد، بالقول إن لا شيء يغيرها سوى انتخابات نيابية وليست الانتخابات الرئاسيّة التي لا تستطيع تغيير شيء في ظل الوضع السائد؟ الواقع أن من يحاولون الذهاب بلبنان الى المجهول أو إلى تغليب خط سياسي على آخر، إنما هم يدمرون لبنان من حيث يدرون أو لا يدرون. فإذا كان القادة لا يتفقون على انتخاب رئيس للجمهورية، فهل يتفقون على قانون جديد للانتخاب ومنه ينطلق الصراع على السلطة؟ ومن يضمن توصلهم الى اتفاق على هذا القانون كي تجرى الانتخابات النيابيّة على أساسه، وفي غضون ذلك تبقى سدة الرئاسة الأولى شاغرة ويصير التمديد مرة ثالثة لمجلس النواب وتتحول حكومة "المصلحة الوطنية" حكومة تصريف أعمال بسبب تضارب مصالح أعضائها؟ فلو صار انتخاب رئيس للجمهورية لكانت جرت انتخابات نيابية اختبرت فيها قدرة الحراك في الشارع على تغيير الطبقة السياسية او التجديد لها أو لبعضها، ولتشكلت حكومة بديلة من الحكومة الحالية التي كل وزير فيها "رئيس"، ولعادت المؤسسات إلى سيرها الطبيعي والاقتصاد الى نشاطه ونموه. إن من يستمرون في تعطيل الانتخابات الرئاسيّة يتحمّلون أمام الله والوطن والتاريخ مسؤوليّة تعطيل عمل كل المؤسسات ليصبح الاحتكام في كل شيء الى الشارع وليس الى هذه المؤسسات، وكذلك مسؤوليّة أزمة النفايات المفتعلة والتي لا يمكن حلها بسياسة النكايات ولا بسياسة "عنزة ولو طارت"، ولا بجعل لبنان كله مكباً لمشكلات المنطقة... وفي انتظار أن يتم التوصل إلى حل هذه المشكلات يبقى لبنان رهينة خاطفيه وأسير الصراعات في المنطقة.

 

اللاجئون في الانتخابات الأميركية

 هشام ملحم/النهار/17 أيلول 2015

قرر الرئيس باراك أوباما الاسبوع الماضي، تحت الضغط الاخلاقي لمأساة اللاجئين السوريين الذين يسعون الى استيطان أوروبا، فتح أبواب اميركا لعشرة آلاف لاجئ سوري السنة المقبلة. هذا القرار ذكّر العالم بان واشنطن قد سمحت بدخول اقل من الفي لاجئ سوري منذ بدء الحرب. لأميركا، وهي دولة مهاجرين، سجل معقد في مجال الهجرة وحق اللجوء، كانت تتحكم فيه الاعتبارات الاقتصادية، مثل الرغبة في جذب العمالة الرخيصة خلال فترات النمو الاقتصادي، والمخاوف من قبول مهاجرين من دول اقل تقدما بما فيها دول اوروبية مثل ايرلندا وايطاليا. وساهمت المشاعر العنصرية، في أكثر من مناسبة الى إقرار قوانين تستبعد فئات معينة من المهاجرين او تفرض "كوتا" لتقييد اعدادهم. احد هذه القوانين في 1924 قيّد عدد المهاجرين من جنوب اوروبا وشرقها، ومن أفريقيا والدول العربية. وقبل 1980 لم تكن هناك قوانين في شأن قبول اللاجئين الهاربين من الاضطهاد السياسي، وكان سجل اميركا في هذا المجال ايضا حافلاً بالتناقضات. فالولايات المتحدة قبلت فقط بدخول 21 الف لاجئ يهودي من اوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. لا بل انها رفضت السماح لسفينة تحمل 936 لاجئا يهوديا في 1939 بأن ترسو في أي ميناء بأمر من الرئيس فرانكلين روزفلت. وانتفاضة المجر على السوفيات في 1956 دفعت عشرات الآلاف من المجريين الى الهروب الى الدول المجاورة. عندها أمر الرئيس دوايت ايزنهاور بنقل 15 الف لاجئ مجري من النمسا والمانيا للاقامة في اميركا. (ربما يجب تذكير المجريين الذين يرفضون مساعدة اللاجئين السوريين، بأنهم كانوا لاجئين ذات يوم). اللجنة الدولية لإنقاذ اللاجئين أوصت اميركا باستقبال 65 الف لاجئ سوري، وهو عدد دعا بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الديموقراطيين الى قبوله. وبلغت قيمة المساعدات الانسانية الاميركية للاجئين السوريين حتى الآن أربعة مليارات دولار. المرشحون الجمهوريون للرئاسة منقسمون بين مؤيد ورافض لقبول أي لاجئين سوريين. المرشح المتقدم دونالد ترامب متقلب في هذا الشأن، وليس له موقف نهائي وواضح. السناتور ماركو روبيو (متحدر من عائلة لجأت من كوبا) يتخوف من تسلل عناصر ارهابية مع اللاجئين، بينما يرى السناتور تيد كروز انه من الافضل بقاء اللاجئين قرب سوريا، ولكن السناتور ليندسي غراهام دعا اميركا لان تأخذ حصتها من اللاجئين السوريين. المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون تحدثت في العموميات ودعت الى جهد دولي، لكنها لم تقترح قبول عدد معين من اللاجئين. لذا فان المخاوف الامنية المبالغ فيها، والمواقف العدائية للمهاجرين غير الموثقين التي يعكسها ترامب سوف تمنع أي نقاش عقلاني او انساني لهذه المأساة.

 

في البيان والميدان..

علي نون/المستقبل/17 أيلول/15

مثلما أن مواقف تركيا من النكبة السورية أكبر من أفعالها (من دون رضاها)، فإن الموقف التصعيدي الروسي الراهن من تلك النكبة، يبدو حتى الآن وكأنه يندرج في السياق ذاته: كلام كبير ومواقف استفزازية لكن من دون تأثيرات ميدانية تُذكر! وذلك في كل حال، يعيد الانتباه الى حقيقة أن موسكو لم تبدأ بالأمس في تقريش مواقفها السورية بالتسليح والحماية الديبلوماسية والضخّ التوتيري وتأكيد «التمسك« ببقايا السلطة الأسدية.. قبل «داعش» وخبرية «محاربة الارهاب» كانت تلك هي مواقف موسكو. وبعد «داعش» وخبرية «محاربة الارهاب» لا تزال كذلك! والمفارقة، ان موقفها «المبدئي» هذا، يتصل بما ترويه عن «غدر« ضربها في قضية القذافي! حيث اعتبرت أن الغرب تصرف بطريقة مخالفة لوعود قطعها من أجل إصدار قرار من مجلس الأمن لحماية الشعب الليبي في العام 2011.. وراح بعيداً في ترجمة ذلك الى حدّ التخلّص شخصياً من العقيد الليبي وهو درّة التاج في البنيان الانساني والقيمي والسياسي والأخلاقي في هذا العالم!

وفق مقاييس القيصر المنشود في الكرملين، فإن القذافي كان أيقونة لا يجوز المسّ بها! وما فعله الغربيون الذين قصفوا قواته الزاحفة لإبادة «الجرذان» في بنغازي (والتعبير حرفي!) يدلّ على خلل أخلاقي في النظم الليبرالية بقدر ما هو تعبير عن ايثار تلك النظم ومصالحها الخاصة على حساب حرية الشعب الليبي وكرامته وتطوره وتمايزه ونظامه الفذّ! مسافة ضوئية تفصل بين يقينيات ومنطلقات القيصر الروسي (المنشود) وسائر بني البشر.. والقذافي ومصيره الأسود هما علامة واحدة من علامات ذلك الفصل. مثلما ان التمسك ببقايا السلطة الأسدية وتبرئتها من المسؤولية عن أفظع كارثة انسانية في العصر الحديث هما علامة ثانية أكثر اشعاعاً ونوراً ونصاعة! أعطى «داعش» موسكو صك براءة في الأخلاق والسياسة، عن سياستها غير الأخلاقية والمركوبة بالانتهازية الرخيصة في سوريا وعلى حساب شعبها ونكبته.. لكن، كي لا يضيع القياس وجب العودة الى الأصل: ما سمح لها بتطوير ذلك الصكّ هو أداء مستر أوباما أولاً، قبل خبرية الارهاب وإعلان الحرب العالمية عليه! الفراغ الذي سبّبه أداء أوباما، تلقّفته موسكو وقرّرت تعبئته بالسلاح المناسب والموقف المناسب! وذلك الفراغ، في كل حال، كان الفائض الذي لم يستطع «داعش» تعبئته بالكامل، بعد تراجع الرئيس الأميركي عن معاقبة الأسد على جريمته الكيماوية في الغوطة الدمشقية.

والحاصل، ان البديلين «الداعشي» والروسي يتصرفان، برغم كل شيء، ضمن القواعد (غير المنظورة للعموم!) التي فرضها الأميركي الغائب في العراق وسوريا.. والتذكير واجب: بمجرد ان صدّق «داعش» نفسه وسيطر على مصفاة بيجي التي تعدّ الأكبر من نوعها في العالم، تلقى رداً صاعقاً من الطيران الأميركي أنهى تلك السيطرة خلال ساعات! وبمجرّد أن صدّق نفسه وسيطر على سدّ الموصل (الاستراتيجي) تلقى الردّ ذاته! وبمجرّد أن فكّر بالتمدد في كوباني (عين العرب) الكردية، أي على الحدود التركية للحلف الأطلسي، تلقى الردّ ذاته! وهمدت بعدها، حركة تبدل خرائط السيطرة والتمدد، ولا تزال هامدة عند حدود الأنبار والفلّوجة والموصل نفسها! وحتى الآن، لا يخرج الضجيج الروسي عن مستوياته المعقولة في سوريا! ست أو سبع دبابات، وحديث عن إنشاء مطار في منطقة اللاذقية، أو تطوير مطار موجود أصلاً، وخطط لنشر بيوت جاهزة تستوعب بضع مئات من الخبراء والتقنيين، وليس أكثر.. ومع ذلك، فإن الأمر كان كافياً لأن تطلق واشنطن سلسلة تنبيهات الى موسكو، قبل أن تصل الى التحذير من احتمالات المواجهة مع طيران التحالف الغربي! ويبدو، في المقابل، ان موسكو تتصرّف تحت ذلك السقف وليس فوقه، وآخر ما تطلبه هو الدخول في قصة كبيرة واستراتيجية مع الغربيين والأميركيين، أو أن تصيب إدارة أوباما بإحراج استثنائي!

.. المهم في كل هذا المشهد، هو انه في مقابل تركيبة الكلام أكثر من الأفعال، هناك تركيبة مضادة تجري على الأرض مباشرة وتقوم على العكس، أي الأفعال أكبر من الكلام! وذلك منظور وواضح، من خلال حركة المعارضة السورية، من مطار أبو الظهور في ريف أدلب، الى الغوطة الدمشقية والزبداني.. الى بعض القلمون المحاذي للحدود اللبنانية!

 

روسيا غيّرت نوعية تدخّلها خشية انهيار نظام الأسد

ربى كبّارةLالمستقبل/17 أيلول/15

غيّرت روسيا مؤخراً نوعية تدخلها في الحرب الدائرة على الاراضي السورية، عبر زيادة الانخراط في الدعم العسكري نوعاً، بما يؤشر بوضوح الى خشيتها المتزايدة من قرب انهيار نظام بشار الأسد. فانهيار هذا النظام يهدد مصالحها في المنطقة، خصوصاً وان سوريا تستضيف أكبر قاعدة عسكرية بحرية لها خارج أراضيها، إضافة الى خسارة ثمار كل الجهود التي استثمرتها فيها على مدى عقود. وقد تزايد في الأسابيع الأخيرة الكلام عن تفاقم تورط موسكو العسكري، إن عبر توسيع وتحديث مطار جبلة بمحافظة اللاذقية، أو عبر ما يؤمنه الجسر الجوي من مقاتلات ودبابات حديثة، وصولاً الى معلومات تتسرب عن عزمها بناء أكثر من ألف مسكن من البيوت الجاهزة. ولم تكذب موسكو تقديمها المزيد، وإن شددت على أن هدفه يقتصر على مساعدة بشار الأسد للقضاء على الإرهاب، لكن ذلك لا يغطي حجم التغيير بنوعية الدعم انتقالاً من استخدام حق النقض في مجلس الامن الدولي لحماية بشار وعدم المس بمكانته، وصولاً الى منع صدور حتى قرار بإنشاء ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة. في المقابل، لا يدرج متابع لبناني بدقة لحيثيات سلوك موسكو الانخراط العسكري الروسي المتزايد في إطار السعي إلى حل عسكري ينقذ نظام الأسد، إنما في إطار تحسين شروط التفاوض على حل سياسي باعتباره المخرج الوحيد الممكن، وفي إطار الحفاظ على مصالحها المهددة بانهيار النظام والحفاظ على قاعدتي طرطوس واللاذقية البحريتين الوحيدتين في المياه الدافئة. وفي هذا المنحى تتمايز موسكو عن طهران وفق المصدر نفسه. فبعد إنجاز الاتفاق على النووي الإيراني، تخشى روسيا توافقاً ما أميركياً-ايرانياً على حل يحفظ للطائفة العلوية مكانتها ويقوم على مقايضة بين اعتراف أميركي بنفوذ إيراني مقابل التخلي عن شخص الأسد. كما وأن مصالح موسكو تحميها سوريا الموحدة وإلا فقد يطال الغليان جمهوريات القوقاز الإسلامية، فيما لا تمانع طهران قيام دولة علوية عندما تيأس من إمكان استعادة بشار الأسد سيطرته على كامل الأراضي. ولا يمنع هذا التمايز التنسيق بين الدولتين خصوصاً وأن موسكو في حال فشلها في الحفاظ على الأسد لن تترك إيران تتفرد بالسيطرة على دولة علوية محتملة. ومن آخر مؤشرات التنسيق ما يظهر في الزيارات المتبادلة ومنها زيارة قائد الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني موسكو للمرة الثانية خلال شهر واحد، خصوصاً وأن مطار جبلة يقع في منطقة تتميز بنفوذ إيراني واسع. ويستبعد المصدر أن يكون السلوك الروسي مغطى بتفويض أميركي كامل. فالمعلومات والتعليقات الأميركية تأتي متدرجة بما يدل على رقابة لصيقة ما زال طابعها إيجابياً أكثر منه تهديدياً وإلا لكانت المضايقات تركزت على أوكرانيا مثلاً. لكن حتى الآن فهي تحصر مخاطر زيادة الانخراط الروسي بشكل كبير في المساعدة على تنامي الاإرهاب وتفاقم النزوح. وفيما تتلاقى موسكو ودمشق وطهران على أن الأولوية هي للقضاء على الإرهاب يتساءل المصدر عن كيفية مكافحة الإرهاب في غياب حل سياسي. فالحل السياسي هو القاعدة التي تبنى عليها استراتيجية المكافحة وعبره وحده يمكن التوصل الى حل لمشكلات الإرهاب بشقيه الأسدي والداعشي، والى حل لتفاقم النزوح الذي بات يشكّل «بعبع» الغرب خصوصاً الدول الأوروبية لأنه يهدد استقرار مجتمعاتها. ويتساءل المصدر أيضاً عما إذا كانت «فورة الضمير الإنساني»، التي أعقبت بث صورة جثة طفل سوري لفظها البحر، «استباقية أو إنسانية». وهو يستبعد أن يتمكن الرئيس الأميركي باراك أوباما من توظيف نجاحه في إنجاز الاتفاق على النووي الإيراني للتغطية على مساهمته، وإن بطريقة غير مباشرة عبر التقاعس مثلاً، على الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري.

 

أوباما يودّع سورية... وبوتين يتلقفها

 حسان حيدر/الحياة/ 17 أيلول/15

يجلس الرئيس الأميركي باراك اوباما على مقعده في القطار الذي يتهيأ لمغادرة محطة الشرق الأوسط خلال لحظات، وهو ينظر عبر زجاج النافذة إلى الرصيف حيث بدأ مودعوه في تناتش الحقائب التي لم يستطع أن يحملها معه، من دون أن ينتظروا انطلاق قطاره حتى. وعلى رغم أنه يهز رأسه أسفاً ويحرك يديه مستنكراً، إلا أن هؤلاء يعرفون أن أبواب القطار أقفلت ولم يعد ممكناً نزوله منه، ولا بد من انتزاع حصصهم من التركة. وبين الواقفين المتلهفين على رصيف المحطة أقوياء مثل بوتين وخامنئي اللذين يتلطى خلفهما بشار الأسد وحيدر العبادي، وآخرون أقل قوة مثل البغدادي والجولاني، يليهم اردوغان وبعض العرب والاوروبيين ومقتنصي الفرص، ومتفرجون شامتون يتقدمهم نتانياهو. تلك هي الصورة التي توحي بها التطورات في سورية، حيث يلملم الأميركيون خططهم واقتراحاتهم ومواقفهم وينسحبون من الساحة، فيما يباشر الروس تحركاً منسقاً مع الايرانيين يقوم على انخراط عسكري واسع هدفه منع نظام حليفهم الأسد من الانهيار ومده بعوامل الصمود في جمهوريته المصغرة، وفرضه طرفاً معترفاً به في ما يسمونه "الحرب على الإرهاب". لكن بوتين لم يكن ليقدم على خطوته التصعيدية لو لم يوفر له الأميركيون بأنفسهم الذريعة التي يحسن استغلالها لمصلحته، عندما أصروا على أولوية المعركة ضد "داعش" وركزوا جهدهم الحربي، أو ما تبقى منه، في شن غارات على التنظيم تبين عدم نجاعتها، وركزوا جهدهم الديبلوماسي على إقناع حلفائهم وأصدقائهم بصواب خيارهم. وأيضاً لأنه يعرف ان واشنطن ستكتفي بالإدانات والاستنكارات الشفوية ولن تفعل شيئاً لوقفه، تماماً مثلما خبر موقفها في اوكرانيا من قبل. وكرر الرئيس الروسي ووزير خارجيته المتوتر دوماً سيرغي لافروف في الآونة الاخيرة التصريحات عن مخاوف موسكو من عودة "الإسلاميين الروس" من سورية والخطر الذي يشكلونه على أمنها القومي، وعن قلقها الشديد من تنامي قوة "داعش" وتمدده إلى أفغانستان التي يخليها الأميركيون والأطلسيون نهاية السنة. وتقصدت الردود الروسية على تحذيرات واشنطن من عواقب التورط العسكري، التذكير بـ "المقلب الليبي" عندما اعتبرت موسكو ان الأميركيين خدعوها في مجلس الأمن وأبعدوها على الأرض. وكأن بوتين يقول إن ما يحصل في سورية هو "رد رجْلٍ" لأوباما، لكن الفارق هنا ان الأميركيين هم الذين قرروا الرحيل من تلقائهم. وكان اوباما، وفي إقرار غير مباشر بأن الأزمة السورية ستطول وأن لا أمل في عودة قريبة للنازحين السوريين إلى ديارهم، طلب من الكونغرس قبل أيام الموافقة على استقبال عشرة آلاف لاجئ سوري خلال السنة المقبلة، أي ما تبقى من ولايته الثانية. وهي الفكرة التي تبنتها الخارجية الأميركية في انتقادها الروس على انتشارهم العسكري في شرق سورية، إذ قالت إنه سيطيل أمد الأزمة ويعقد حلولها، ملقية اللوم على موسكو وحدها ومتنصلة من مسؤوليتها في إطالة النزاع نتيجة ترددها العملي في الموقف من مصير الأسد ونظامه، واستمرار رفضها تسليح المعارضة. يتعجل الرئيس الأميركي إنهاء دور بلاده كقوة عسكرية في المنطقة، مع حرصه على بقائها بائعاً للتكنولوجيا والمشاريع، تاركاً شعوبها تواجه مصائرها وحدها في مواجهة الطغاة والملالي والمتطرفين، بعدما ساعد على توريطها بأحلام التغيير.

 

روسيا تريد إقامة «كانتون» طائفي في اللاذقية

صالح القلاب/الشرق الأوسط/17 أيلول/15

حتى بعد التأكد من وصول أعداد بالمئات من الجنود الروس (قوات خاصة) إلى القاعدة الجوية التي أقامتها روسيا في منطقة اللاذقية، خلال الأيام القليلة الماضية، وحتى بعد التأكد من وصول دبابات روسية بـ«أطقمها» إلى هذه القاعدة، فربما من المبكر الحديث عن «شراكة مباشرة» لهذه الدبابات وغيرها ولهؤلاء الجنود وغيرهم في القتال المحتدم بين نظام بشار وفصائل المعارضة (المعتدلة)، وعن تورط روسي شامل في سوريا مثل تورط موسكو في أفغانستان، ذلك التورط الذي كانت نهايته انهيار الاتحاد السوفياتي ونهايته تلك النهاية المأساوية المعروفة. لا شك في أن موسكو متطلعة إلى دور ليس مساويًا وإنما أكثر تأثيرًا وأهمية من دور الاتحاد السوفياتي في ذروة تألقه، في هذه المنطقة التي من الواضح أنها لا تزال وستبقى من أهم مناطق العالم حيوية وتأثيرًا بالنسبة للغرب وللشرق الذي يعتقد أنه ناهض من جديد مرة أخرى بعد كبوة انهيار «الإمبراطورية السوفياتية»، خاصة أن هناك اعتقادًا يصل إلى حد القناعة غير القابلة للنقاش بالنسبة للحالمين أكثر من اللزوم، بأن «الإمبراطورية» الأميركية بدأ أفول نجمها وأن نهايتها قد تصبح غير بعيدة إن لن تتوفر لها إدارة جديدة نتيجة للانتخابات المقبلة تنتشلها من تراجع السنوات السبع الماضية خاصة في الشرق الأوسط. لكن، ومع أن الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، ومعهما الذين يشاركونهما في الحكم وفي التطلعات من وراء الكواليس، يريان، وهما يمارسان هذه القناعة، أن روسيا، بحكم عوامل الجوار والقرب وعدم التورط في «سايكس - بيكو» وفي المؤامرات التي حاكها الغرب المنتصر في الحرب العالمية الأولى ضد العرب في هذه المنطقة وفي العالم العربي بصورة عامة، هي الأولى بأن يكون لها الوجود الفاعل في الشرق الأوسط، لكن، ومع ذلك، من المبكر الحديث عن تورط روسي في الشرق الأوسط الملتهب، الذي ليس بالإمكان الجزم بما سيكون عليه في المستقبل القريب جدًا، مثل تورط الاتحاد السوفياتي في أفغانستان؛ ذلك التورط الذي كان بمثابة كبوة قاتلة ومميتة بكل معنى الكلمة.

وهنا، ومع استبعاد تورط فلاديمير بوتين في سوريا التي تعيش الآن في عهد بشار الأسد أوضاعًا أسوأ كثيرًا من الأوضاع التي كانت تعيشها أفغانستان في عهد حفيظ الله أمين وعهد بابراك كارمال، وتورط ليونيد بريجنيف في المأزق الأفغاني، فإن هناك أدلة ومؤشرات على أن موسكو لم تعد وسيطًا «منحازًا» في هذه الأزمة المتفاقمة فقط، بل فاجأت حتى الذين راهنوا على «وساطتها» المنحازة هذه بانتقالها المعلن والواضح إلى الدائرة الملتهبة التي يقف فيها هذا النظام السوري، وأنه قد تكون لها، وخلال أيام قليلة، شراكة مباشرة في هذا القتال.. والاقتتال الدموي المدمر المحتدم في كل شبر من الأراضي السورية.

ولعل ما قد يغري روسيا ويدفعها إلى مزيد من التورط العسكري والسياسي في الشؤون الداخلية السورية هذه التصريحات التي صدرت تباعًا عن كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية الأميركية، التي تحدثت عن أن سوريا ذاهبة إلى أن تصبح ثلاث دويلات «مذهبية وعرقية»!! وهذا قال مثله هؤلاء وأكثر منه عن العراق، حيث قالوا أيضًا إن «السوريين والعراقيين ما عادوا يتصرفون بوصفهم مواطنين أو وطنيين، ولكن بوصفهم طائفيين ومذهبيين وعشائر متحاربة ومتقاتلة».

وهكذا، فإن الروس عندما يسمعون مثل هذا الكلام، الذي لا شك أن فيه بعض الصحة في هذه المرحلة البائسة والمريضة من تاريخ العرب وتاريخ هذه المنطقة والسبب أن إيران بعد انتصار ثورتها الخمينية في عام 1979 باتت تسعى للتمدد في دول الجوار تمددًا فارسيًا بغطاء مذهبي.. يرون أن من حقهم أن يكون لهم موطئ قدم على سواحل البحر الأبيض المتوسط الشمالية، وأن تكون روسيا، من خلال القاعدة البحرية «المقاتلة» التي أقامتها إلى الجنوب من اللاذقية، الكفيل الأوحد للدولة النصيرية (العلوية) التي من الواضح أنها غدت الرهان الرئيسي الذي لا رهان غيره لهذا النظام المتهاوي، وذلك رغم أنه لا يزال يلوح بشعار: «أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة»!!

بعد الإعلان مؤخرًا عن اكتشافات الغاز الواعدة والهائلة في المياه الاقتصادية المصرية في البحر الأبيض المتوسط، وقبل ذلك في شواطئ غزة وقريبًا من «الشواطئ الإسرائيلية»، وفي المياه الاقتصادية اللبنانية والقبرصية، فإنه أمر متوقع أن تبادر روسيا المصابة بالذعر على مستقبل غازها وإيصاله إلى ألمانيا وإلى دول أوروبية أخرى بالأسعار المرتفعة الحالية، إلى هذا التصعيد الأخير، وأن تسعى سعيًا جادًا هذه المرة إلى دعم نظام بشار الأسد ومعه من يسانده داخليًا وإقليميًا في إقامة «كانتونه» الطائفي والمذهبي في منطقة اللاذقية على غرار دعمها ومساندتها إقامة «كانتونين» قوميين في منطقة «الدونباس» في أوكرانيا.

ومشكلة الروس، الذين أسمعوا كثيرًا من المسؤولين العرب كلامًا جميلاً في الفترة الأخيرة، أنهم اقتربوا بالحديث عن «الأزمة اليمنية» من اللغة نفسها التي كانوا وما زالوا يتحدثون بها عن الأزمة السورية، فنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حسب ما نقله سياسيون لبنانيون زاروا موسكو مؤخرًا من قبيل تأكيد دعمهم للرئيس السوري ونظامه ولحربه التدميرية على شعب من الواضح أنه لم يعد شعبه، قد قال: «روسيا تحمل مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن إلى (طرفي الصراع)». وهذا في الحقيقة تحول، إن كان هذا المسؤول الروسي قد قال مثل هذا الكلام بالفعل، خطير جدًا، وهو ينسجم مع تصعيد موسكو الأخير على الساحة السورية، ومع سياسة تبادل الأدوار في المنطقة بين طهران (الخامنئية) والعاصمة الروسية.

والمستغرب أن موسكو مصرة على رفع راية مقاومة الإرهاب و«داعش»، إضافة إلى تصعيدها المتواصل الأخير في سوريا، فوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي بات من غير المختلف عليه أنه هو من يرسم السياسات السورية ويديرها، قد واصل، بينما روسيا مستمرة في هذا التصعيد الأخير، معزوفة أنه: لا بديل عن بشار الأسد للقضاء على «داعش»، وأنه يجب إقامة تحالف دولي جديد بمشاركة هذا النظام لمقاومة ومواجهة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية.. وكل هذا وموسكو تعرف تمام المعرفة أن هذه التنظيمات الإرهابية كلها، ومن بينها هذا التنظيم المجرم الذي يسمي نفسه «الدولة الإسلامية»، صناعة إيرانية بمشاركة بشار الأسد ومخابراته ونظامه، وبمشاركة نوري المالكي الذي كان ألزم الجيش العراقي بانسحاب «كيفي» من الموصل، وسلمها تسليم اليد لتنظيم «داعش» الإرهابي. إنها لعبة واضحة ومكشوفة، فلو أن روسيا معنية بالفعل بمواجهة الإرهاب والقضاء عليه، ما سمحت لإيران ونظام بشار الأسد بالتواطؤ مع «داعش»، ولكانت انضمت مبكرًا إلى هذا التحالف الدولي الذي كان قد تشكل لمقاومة هذا التنظيم المجرم، وأيضًا مقاومة التنظيمات الإرهابية الأخرى.. وهنا، فإن ما لا يدركه البعض أن كبار المسؤولين الروس عندما يتحدثون عن الإرهاب في سوريا، فإنهم يقصدون الجيش السوري الحر والمعارضة السورية المعتدلة، وإنهم يفعلون مع هذه المعارضة نفس ما كانت تفعله إسرائيل، قبل اتفاقيات أوسلو، مع منظمة التحرير والمقاومة الفلسطينية. والسؤال الأخير، ونحن بصدد الحديث عن هذا التصعيد الروسي الأخير، هو: كيف من الممكن يا ترى تفهم كل هذا الذي تقوله روسيا وهي تقبل بكل هذا التدخل الإيراني العسكري والسياسي في الشؤون الداخلية السورية..؟ وكيف تقبل روسيا بوجود نحو أربعين تنظيمًا طائفيًا مقاتلاً مستوردًا في سوريا وذلك في الوقت الذي تضع فيه «داعش» والجيش السوري الحر والمعارضة المسلحة (المعتدلة) في سلة واحدة؟

 

الروس و«إنقاذ» الأسد من إيران!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/17 أيلول/15

رغم أن نبوءة خلاف الرئيس السوري بشار الأسد مع حليفه النظام الإيراني مطروحة منذ زمن، فإن علاقة المصلحة دامت طويلاً، وللإيرانيين الفضل الحقيقي على الأسد ونظامه في حمايته من الانهيار التام حتى الآن، عندما شكلوا جيشًا ضخمًا من الميليشيات من عدة دول للقتال نيابة عنه، وعوضوه عن جيشه الذي تحلل بين منشق وقتيل. وخلال الأسابيع القليلة الماضية لاحظنا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صار يتولى شخصيًا إدارة الملف السوري بعناية وتفاصيل دقيقة، ثم أظهرت الصور الاستخباراتية الأميركية نشاطًا روسيًا في سوريا.. فقد تم تعزيز قدرات مطار اللاذقية بمدرج ملحق، ومهبط للطائرات الهليكوبتر، وتغييرات في ملاجئ الطائرات، وحولوه من مطار مدني إلى قاعدة عسكرية، إضافة إلى قاعدة جوية قرب دمشق يقومون باستخدامها. ووصلت مئات المباني الجاهزة من روسيا، يرجح أنها مساكن لأكثر من ألفي عسكري روسي. وزادت شكوك الأميركيين بعد أن طلب الروس مئات الأذونات من عدد من الحكومات للسماح لطائراتهم العسكرية بالعبور جوًا نحو سوريا، ونقل طائرات لتجميعها هناك. وتأكد أن الروس يطورون طرطوس لتكون قاعدة عسكرية بحرية لهم، بعد أن كان الميناء المتوسطي مجرد «محطة بنزين» وخدمة صيانة للسفن الروسية! ما نيات موسكو؟ هل هو التقدم عسكريًا ضد حلف الناتو؟ أم إنقاذ الأسد من الانهيار؟ أم هو مشروع تفعيل فكرة تقسيم سوريا، بنقل الأسد ونظامه إلى الساحل وإقامة دولة علوية؟ الأستاذ إبراهيم الحميدي كتب أمس تحليلاً وافيًا، في جريدة «الحياة»، عرض فيه طرحًا مختلفًا.. يقول بأن مشروع التدخل الروسي العسكري يهدف إلى إنقاذ الأسد لكن ليس من براثن «داعش» أو المعارضة السورية المسلحة، بل من حليفته الأساسية، أي إيران! ومع أن رؤيته تخالف كثيرًا من المعطيات القائمة على الأرض التي تؤكد التعاون، إلا أن ما كتبه مثير ومهم. هو يفترض أن الإيرانيين يريدون إزاحة الأسد، الذي أصبح بالفعل ضعيفًا، ويعتزمون التقارب سياسيًا مع الولايات المتحدة التي هي اليوم في مواجهة مستمرة مع الروس بسبب الأزمة الأوكرانية. يقول بأن الروس على خلاف مع الإيرانيين، ويعارضون مشاريعهم، مثل محاولتهم التغيير السياسي الديموغرافي، التي سماها وزير الخارجية الروسي «الهندسة الاجتماعية».. فقد حاول الإيرانيون مبادلة سكان بلدتين شيعيتين ونقلهم إلى مدينة الزبداني، وتفريغها من سكانها السنة. لكن نظرية الهيمنة الإيرانية، في رأيي، مضمونة الفشل، وذلك للسبب الديموغرافي نفسه؛ فالشيعة في سوريا أقلية صغيرة جدًا، خمسة في المائة فقط، والسنة نحو ثمانين في المائة، بخلاف الحال في العراق ولبنان. وهذا سبب فشل إيران في سوريا حتى اليوم، التي تعهدت بإعادة دولة الأسد لما كانت عليه قبل انتفاضة الربيع السوري، لكنها عجزت رغم ما أنفقته. جاءت القوى الخارجية إلى سوريا بمشاريع يصعب تحقيقها، وربما مستحيلة؛ مثل جمع الأعداء في حكومة واحدة. وثان يعدّ العدو الوحيد «داعش». ومشروع ثالث طرح التقسيم وإقامة دولة علوية، أو دولة أقليات على ساحل البحر المتوسط. وجربت إيران وروسيا لأربع سنوات فرض مشروع واحد؛ المحافظة على حكم الأسد، وها هي تكتشف استحالة ذلك؛ لم يتبق عنده شعب، ولا موارد، ولا مصادر قوة، كالجيش والأمن، وزاد العداء ضده لأنه مسؤول عن قتل أكثر من ربع مليون من مواطنيه. أسهل المشاريع خلعه، لكن لصالح من؟ لن يكون ممكنًا تنصيب المعارضة المسلحة لحكم البلاد إلا بتوافق إقليمي عربي - إيراني - تركي. والواقع السوري صار معقدًا، وفي حال صحت رواية الخلاف الإيراني - الروسي فإنه سيزداد تعقيدًا. منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي ستتغير؛ إيران قد تميل سياسيًا مع الولايات المتحدة، ضد سياسة الروس. وربما لهذا بوتين يريد استباق رياح التغيير بطرح الحل الإيراني نفسه، حكم يجمع الأسد وبعض المعارضة تحرسه قوات روسية، لكن مع إبعاد قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وبقية الميليشيات الشيعية الأفغانية والعراقية!

 

روسيا وإيران: إصرار على النظام لا على الأسد!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/17 أيلول/15

من سيستطيع فكفكة بيت العقارب السام الذي دخلته سوريا بفضل النظام وروسيا وإيران و«حزب الله»! يوم الخميس الماضي ذكرت مصادر أمنية وصول المئات من «الحرس الثوري» الإيراني إلى سوريا، وصارت القيادة الروسية تهرب من مشاكلها الداخلية إلى سوريا. الشهر الماضي طلب جون كيري وزير الخارجية الأميركي من نظيره الروسي سيرغي لافروف أن تستأنف روسيا جهودها لحل الأزمة السورية، لكن واشنطن لم تقدم في المقابل موقفًا متساهلاً بالنسبة إلى أوكرانيا. المعروف أن أوكرانيا أكثر أهمية لروسيا من سوريا، لكن مع عدم تحرك المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة لإيجاد حل، وجدت روسيا في الأزمة السورية مساحة إثبات وجود. وما نراه بالنسبة إلى التصعيد الروسي عبر الدعم العسكري إنما هو طريقة ضغط سياسي روسي على المجتمع الدولي من خلال التحرك العسكري. إذ بعد فشل روسيا في جمع المعارضة السورية لإيجاد حل، لاحظت أن هناك تحركًا ولو بطيئًا للأمم المتحدة عبر ستيفان دي ميستورا، لذلك واستعدادًا لمفاوضات قد تجري في المستقبل حول الملف السوري، تحاول أن تثبت ثقلها السياسي من خلال الضغط العسكري. في الواقع تريد روسيا وإيران حلاً يناسبهما ويضمن مصالحهما، إنما إيران الأكثر تضررًا. فهي تكبدت خسائر مالية ضخمة، وتكبد حليفها «حزب الله» خسائر بشرية كثيرة، لذلك فإن إيجاد حل للأزمة السورية ضروري لها أكثر مما هو لروسيا، والدولتان تستغلان مسألة أن المجتمع الدولي تنقصه خريطة طريق لإيجاد حل، وتحاولان إثبات ثقلهما السياسي.

الحل الذي يناسب إيران شائك جدًا، فهي كما تقول لينا الخطيب الباحثة في قسم الشرق الأوسط في جامعة لندن ولها كتاب «ظاهرة حزب الله»، تريده أن يكون شبيها بالتغيير الحكومي الذي رأيناه في العراق، بمعنى أنها تقبل بحكومة انتقالية تجمع أقطابًا من المعارضة وأقطابًا من النظام الحالي، فهي كما روسيا، ليست متمسكة ببشار الأسد رغم أن الخطاب العام يوحي بعكس ذلك، لكن في الواقع فإن إيران متمسكة بسلاح «حزب الله» وهذا سيشكل مشكلة كبيرة بالنسبة إلى دول الخليج فيما يتعلق بالحل. لأن قبول أن يصل سلاح «حزب الله» عبر الأراضي السورية يعني أنه من غير الممكن تطبيق نزع سلاح عام في سوريا الأمر الضروري للحل. وهنا النقطة الشائكة، لذلك يبقى الوضع معلقًا ونبقى بعيدين عن الحل رغم أن المفاوضات بدأت في الأمم المتحدة. المؤلم أن التدخل العسكري الروسي ولو لأهداف ضغط سياسي سيطيل الحرب على الأرض، إذ كلما وصل دعم إلى النظام ضاعف في محاربته ليس لـ«داعش» إنما للمعارضة السورية. تقول الخطيب: صحيح أن روسيا تبرر أن السلاح هو لمحاربة «داعش» لكنه يذهب لمحاربة ما تبقى من المعارضة السورية، ثم في الوقت نفسه هناك لعبة أخرى تمارسها روسيا من خلال هذا الدعم، فهي إذا دعمت النظام لمحاربة «داعش» واستطاعت تحقيق نتائج إيجابية قد تستغل هذا السيناريو أمام المجتمع الدولي لطرح الأسد على أنه الحل الوحيد ضد «داعش»، رغم أنها مثل إيران مصرة على النظام وليس على الأسد، فهي تتطلع إلى نظام يضمن مصالحها.

في المحصلة تريد روسيا موطئ قدم في سوريا حتى تفرض القليل من النفوذ، رغم أن سوريا جغرافيًا ليست استراتيجية بالنسبة إلى روسيا بقدر أهمية المنطقة بالنسبة إلى دول الخليج وأميركا. إنها منطقة مهمة سياسيًا أكثر منها جغرافيًا وروسيا تبحث عن حلفاء فيها. ربما الذي يحصل الآن، كما تقول الخطيب أن روسيا تدعم المشروع الذي سماه النظام «سوريا المفيدة» وهو الحفاظ على المناطق التي تعتبر حيوية بالنسبة إلى النظام أي المناطق الممتدة على الساحل: اللاذقية وطرطوس وجزء من حمص وتشمل أيضًا دمشق مع امتداد الزبداني المهم كخط إمداد لـ«حزب الله».

وكان لافروف قال الأسبوع الماضي إنه إذا تطلب الأمر «سنتخذ إجراءات إضافية»، تعتبر الخطيب أنه من الصعب على روسيا إرسال قوات، لأن هذا يعتبر «تطورًا وتورطًا» في آن واحد، إذ يؤدي التورط الروسي إلى أبعاد أكثر من استعداد موسكو أن تدفع ثمنها خصوصًا أن أوكرانيا أكثر أهمية لها من سوريا.

بالنسبة إلى «حزب الله» فإنها معركة وجودية، لأنه من دون السلاح الإيراني لا يستطيع الحزب أن يفرض نفسه سياسيًا في لبنان، ثم إنه تورط أيضًا في سوريا مع تدخله لحماية تدفق سلاحه.

اعتقد كثيرون في بداية الأزمة السورية أن النظام لن يصمد طويلاً، كذلك اعتقد «حزب الله» أنه بعد «القصير» ستنتهي المعركة، حتى إيران لم تفكر أن الاستراتيجية التي اتبعتها ستؤدي إلى تفاقم الأزمة وتورطها و«حزب الله» أكثر، وكما تقول الخطيب فإن الاثنين يغرقان الآن في الرمال السورية المتحركة.

ظنت إيران مع بدء التحرك الشعبي في سوريا أنه يمكن أن تعيد تكرار السيناريو نفسه الذي طبقته داخلها عام 2009، فأقنعت النظام السوري بأن القمع هو أفضل طريقة للقضاء على التحركات الشعبية، فتفاقمت الأزمة وتحولت إلى صراع أدى إلى تورطها أكثر وأكثر، وعندما شعرت بأن النظام السوري وجيشه لم يعودا قادرين على المحاربة وحدهما استقطبت «حزب الله» لدعم النظام السوري، لقد شعرت بأن هناك خطرًا وجوديًا على المصالح الإيرانية، وأولها سلاح «حزب الله». عندما تدخلت إيران كان النظام السوري يستغل «داعش» كأداة لمحاربة المعارضة، إذ كان من مصلحته أن يكون هناك تيار إسلامي متطرف وإرهابي كي يستطيع الأسد أن يظهر للمجتمع الدولي أنه لا يقمع ثورة شعبية، بل يحارب التطرف والإرهاب، في وقت كان يترك فيه «داعش» يحارب المعارضة، إذ كان ذلك من مصلحته. ومن دون شك بهذه الطريقة أفسح هو وإيران المجال أمام «داعش»، وتجاهلا إمكانية أن يكبر «داعش» بهذه الطريقة ويتحول إلى مسخ يهدد مصالح الجميع بما فيها المصالح الإيرانية والروسية. لقد أفلتت اللعبة من أيدي «حزب الله» والنظام السوري وإيران، لكنهم تورطوا وغير قادرين الآن على الخروج من الأزمة من دون خسارة فادحة. فإذا قررت إيران و«حزب الله» أن يوقفا دعم النظام فإنهما سيخسران كل شيء، لذلك هما مضطران للاستمرار في هذه الحرب السوداء. تقول الخطيب: تورط الاثنان ويدفعان الثمن على الأرض، لذلك فإن إيران تحديدًا تبحث عن حل إنما لا تريد أن تخرج من هذه الورطة دون مكسب بل تحاول أن تحصل على أكبر «قطعة من الكعكة».

من المؤكد أن دول الخليج تدرك اللعبة وستضاعف الضغط على إيران ولن تسمح لها بأي مكسب. تقول الخطيب: أيضًا لم تحسب إيران هذا الحساب. ظنت أنها يمكن أن تطبق استراتيجيتها في سوريا دون أن يقف أحد بوجهها. وتضيف: إن المفتاح الآن بيد الدول الخليجية، لأن إيران تريد حلاً فهي تكبدت الخسائر الكبيرة والفرصة سانحة لزيادة الضغط عليها وفي الوقت نفسه التفاوض معها. مشكلة إيران أنها ما زالت تتمسك بصيغة الهجوم على دول الخليج والتهديد الباطني رغم معرفتها بفداحة ورطتها في سوريا. بسببها أيضًا سالت دماء سورية. هي تدعو الآن إلى التفاوض على ملفات كبيرة من ضمنها ملف اليمن والملف السوري، وتعتبر الخطيب هذا فرصة إنما يجب أن تُستغل بطريقة مناسبة أي يجب أن يحدث تغيير عسكري على الأرض يشكل ضغطًا على إيران، ويكون ذلك من خلال زيادة الدعم للمعارضة المعتدلة التي تقاتل داخل سوريا خصوصًا في الجنوب. بالنسبة إلى المناورة على برنامجها النووي وإخضاع العالم وجدت إيران ضالتها في الرئيس الأميركي باراك أوباما، لكن بالنسبة إلى حل «على مزاجها» في سوريا فإنها تجد في وجهها جدرانًا سميكة وعالية جدًا. استغلت روسيا الوضع، لكن هل ستقبل مقاسمة نفوذها السوري مع إيران؟ هذا التصعيد هو بحث عن حل يرضي الدولتين، لكن كما يقال: إن الأب وافق والأم وافقت والابن وافق، لكن هل ستوافق العروس؟ والعروس هنا هي الشعب السوري؟

 

سوريا.. للجادين فقط!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/17 أيلول/15

العنوان أعلاه ليس إعلانا لبيع سلعة، وإنما محاولة لتقديم رؤية جادة لتداعيات التدخل الروسي العسكري في سوريا، والمعني بها هو دول المنطقة التي عليها تسويق مثل هذه الأفكار، وغيرها، للمجتمع الدولي. كتبنا هنا قبل أيام أن سوريا هي مفتاح روسيا الدولي، وجل ما نشر مؤخرًا بالإعلام الغربي يؤكد ذلك، حيث يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغلال الأزمة السورية للحصول على تأثير دولي، ونفوذ بالمنطقة، لم تحصل عليه روسيا منذ طرد الزعيم أنور السادات، رحمه الله، الروس من مصر! وبالتالي، فإن بوتين يرى في سوريا فرصة لبسط نفوذه، وتخفيف الضغط في أوكرانيا، وكذلك إجبار الإيرانيين على التقارب معه بعد الاتفاق النووي الإيراني الأميركي الغربي. هذا ما فعله بوتين الذي خدع الرئيس أوباما جيدًا، خصوصًا عندما خرج الرئيس الأميركي قبل فترة ليست بالبعيدة معلنًا أنه تلقى اتصالاً مشجعًا من بوتين تجاه الأزمة السورية، وكانت خطة بوتين «الخدعة» هي مبادرة لمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق ضد «داعش».

حسنًا، الروس الآن في سوريا عسكريًا، والمعلن مؤخرًا هو أنهم ينوون بناء قاعدة عسكرية باللاذقية، و«خدعة» بوتين لمحاربة الإرهاب انكشفت، فما الحل؟ الاستسلام لـ«خدعة» بوتين والقبول بالتحالف مع الأسد؟ طبعًا لا! هل الحل الانكفاء، والاكتفاء بالمشاهدة، والإدانة؟ طبعًا لا! ما الحل إذن؟ نحن أمام لعبة شطرنج حقيقية، ومكلفة، لا تقوم على مقامرة، بل على دم، وتتطلب تفكيرًا خارج الصندوق، ومن قبل دول المنطقة تحديدًا، التي عليها أن تلعب وفقًا لقواعد اللعبة المتغيرة! كيف؟ الإجابة كالتالي، إذا أراد بوتين مكافحة الإرهاب فليتفضل، لكن على العرب المعتدلين، والقادرين، إقناع واشنطن، والغرب، بضرورة تبني مناطق حظر جوي بالداخل السوري، وعلى الحدود التركية، وغيرها. ومن فوائد ذلك الحد من أزمة اللاجئين السوريين، وإيجاد مناطق حماية، وتدريب، للمعارضة المعتدلة.

وعلى العرب، وأعني المعتدلين، عقد اجتماع فوري، جاد وحقيقي، لإقناع حلفائهم بالمنطقة، وتحديدًا تركيا وقطر، بضرورة التوقف عن دعم الجماعات الإسلامية المشكوك فيها، ولا بد من الحديث صراحة للإعلام ولوم كل من يدعم المتطرفين بسوريا، أو يتسبب في شق المعارضة السورية، وبعد ذلك السعي جديًا لإقناع الغرب، وعلى رأسه أميركا، بضرورة دعم المعارضة المعتدلة بالسلاح النوعي، خصوصًا أن أوباما قد تعهد بوضع حد للعدوان الإيراني بالمنطقة، ويجب أن تكون سوريا هي المحك. ولا بد من إقناع الأميركيين للضغط على الحكومة العراقية من أجل تسليح السنة فعليًا لمواجهة «داعش»، وضرورة إقرار الحرس الوطني هناك. بعدها لا مانع من أن يحارب بوتين الإرهاب في سوريا، لكنه لن يتمكن من إنقاذ الأسد، أو اختطاف سوريا، وحينها يتم قطع الطريق على محاولة جر المنطقة لحرب قاتلة كالتي حدثت في أفغانستان.

صحيح أن بوتين خدع الجميع، والحرب خدعة، لكن لا بد من تفكير جاد خارج الصندوق.