المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 أيلول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.september18.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس مرقس08/من31حتى38/وٱنْتَهَرَ بُطْرُسَ وقَالَ لَهُ: إِذهَبْ ورَائِي، يَا شَيْطَان لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ بَلْ تَفْكِيرَ البَشَر.

رسالة القدّيس بطرس الثانية03/من10حتى18/أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أُبْذُلُوا جَهْدَكُم، وأَنْتُم تَنْتَظِرُونَ تِلْكَ الأُمُور، في أَنْ تَكُونُوا عِنْدَ اللهِ في سَلامٍ بِلا وصْمَةٍ ولا عَيْب

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

جامعة اغترابية غير ثقافية ومعطلة ومخصية وطنياً منذ يومها الأول/الياس بجاني

هل عاد الحوار إلى نقطة الصفر بين الثقافية - الانتشار وجامعة بيروت؟/النهار

سيدنا الراعي سياسي أم رجل دين وراعي، وشو هالغرام بالجولات والزيارات التي هي واقعاً جولة بين كل جولة وجولة!!/الياس بجاني

الجنرال أنطوان لحد/شربل بركات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

السياسة”تنشر اعترافات المتهمين وأقوال الشهود وتقرير فحص المضبوطات في قضية ” خلية العبدلي”

الاستخبارات الإيرانية جنّدت وموّلت وسلحت.. و"حزب الله" درّب المتهمين في معسكراته

لبنان باقٍ "على رادار" المجتمع الدولي باجتماع "مجموعة الدعم" لقاء نيويورك "يُثبت" المظلّة الدولية ويجدد دعم الاستقرار والانتخابات

عذراً من شهدائنا/مروان حماده/النهار

عن صور نوح زعيتر نوح زعيتر وحزب الله/حـازم الأميـن/لبنان الآن

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 17/10/2015

لجنة أصدقاء العسكريين المختطفين: لشن حملة عسكرية بلا هوادة تطيح بالإرهابيين ومن يقف خلفهم

فارس سعيد: ننظر بأمل الى المخاض لانه سيحمل انفراجاً رئاسياً

النائب فؤاد السعد: التحاور حول رئاسة الجمهورية جريمة بحق الدستور

أبو فاعور: ملامح اتفاق اقليمي شبيه بالدوحة او الطائف تلوح في الافق

إرجاء محاكمة سماحة الى 22 تشرين الأول وعازوري تؤكد عدم تخلي هاشم عن توكيله

حراك الشارع مهدد بالانقلاب على نفسه والمضربون عن الطعام "يأكلون"

خطة النفايات الى التنفيذ غدا وصرخة اقتصادية لانقاذ الوسط التجـاري

وزراء سليمان يرفضون تسوية الترقيـــات وبحث عن مخرج لروكز

لماذا تكتّم حزب الله على حادث اطلاق النار على منزل الشيخ محمد يزبك؟

تجمع أصحاب الحقوق في وسط بيروت: قطع الارزاق الفعلي هو ما اقترفه مشروع الشركة العقارية

ما قصة فارس سعيد ... وفواتير الكهرباء؟

سلام استقبل قزي ودو فريج وشهيب وعرض مع وفد مزارعي القمح في البقاع موضوع دعم القمح

قهوجي عرض وملحق الدفاع الأميركي التعاون العسكري

لجنة المتابعة للتحرك الشعبي دعت إلى المشاركة في مسيرة الاحد: مستمرون حتى تحقيق المطالب

المضربون عن الطعام أعلنوا فك اضرابهم: حققنا هدفنا فالشارع حاسب والتاريخ ايضا

مروان حمادة: عون يتبع سياسة خذ وطالب وصولا إلى الرئاسة

الوفاء للمقاومة: نأمل ان يسهم الحوار في إنجاز الاستحقاق الرئاسي بما يضمن استقرار الحكم والشراكة فيه

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

السفير السعودي في العيد الوطني لبلاده:انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب فرصة ممكنة لتستقيم هيكلية الدولة

لقاء الجمهورية حذر من خطورة المماطلة في تنفيذ خطة النفايات ودعا إلى انتخاب رئيس فورا ومقبل أكد أن التعيينات العسكرية تحتاج الى درس

الراعي خلال مأدبة تكريمية في القبيات: متضامنون مع المتظاهرين لكننا نريد التوجه الى باب اساسي هو انتخاب الرئيس

رابطة الروم الكاثوليك:الحوار مساحة تواصل بدل التظاهرات والشارع

وزير الداخلية اجتمع مع وفد من نواب زحلة واتحاد بلديات البقاع الاوسط

الشيوعي: اشهار شماس عداءه للشيوعيين عداء للحراك الشعبي ودوره ومطالبه ولمصالح الطبقات الشعبية وحقوقها

فادي الهبر لـ”السياسة”: مصلحة الوطن لدى عون مثل بيع الخردة

رفض المتحاورين تعديل الدستور يحبط مساعي عون بانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب

الحوت: لا مؤشر لتسوية قريبة في لبنان قبل حل الأزمة السورية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يمد جسراً بين عالمين بانتقاله من هافانا إلى واشنطن و يلقي 26 خطاباً في أربعة أيام

سوريا استغربت اتخاذ بريطانيا وأوستراليا وفرنسا تدابير عسكرية ضدها

 تقرير يتهم روسيا بدعم التجسس المعلوماتي في اوروبا والولايات المتحدة واسيا

قاعدة إيرانية جديدة بمطار الشعيرات بريف حمص

دي ميستورا بحث خطته الجديدة للسلام في دمشق وموسكو تقترح على واشنطن محادثات بين عسكريين

النظام السوري بدأ في استخدام أسلحة روسية جديدة وقصف حلب والرقة بالبراميل

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هم «الفاسدون»/علي الحسيني/المستقبل

رمانات أحمد الأسير وترسانة علي خامنئي/نديم قطيش/الشرق الأوسط

أنف بوتين وعيون إسرائيل وفكر عون/إيلـي فــواز//لبنان الآن

عن حركة الشارع اللبناني/أحمد جابر/الحياة

«المستقبل» و«حزب الله»: لعبة المرايا/حسام عيتاني/الحياة

قناعة دولية بغياب الأسد عن مستقبل سوريا/ثريا شاهين/المستقبل

في «التوضيحات» الروسية/علي نون/المستقبل

موت أنطوان لحد الثاني/زيـاد مـاجد/لبنان الآن

عن حوار خشبي/نبيل بومنصف/النهار

حُلم بشير بشير الجميل/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

من حقيبة النهار الديبلوماسية الأسد الخاسر الأكبر من أزمة اللاجئين/عبد الكريم أبو النصر/النهار

إسرائيل تواجه سوريا إيرانية – روسية/رندة حيدر/النهار

روسيا تستعيد تجربة التدخّل السوري في لبنان دعم نظام الأسد رأس جبل الجليد/روزانا بومنصف/النهار

نتهى تمرد صالح والحوثيين/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الغزو الروسي «المقدس»/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

ليتيم السوري ونادي الساخرين/أمير طاهري/الشرق الأوسط

التحالف الروسي - الإيراني في سورية وتخاذل الغرب/عبدالعزيز التويجري/الحياة

التدخل الروسي من دون حرب/وليد شقير/الحياة

خطة بوتين: العراق لواشنطن وسورية لموسكو/راغدة درغام/الحياة

فساد بسمنة وفساد بزيت» والحل: «كلن يعني كلن»/علي الأمين/جنوبية

مأزق العنف ضد الحراك/نديم قطيش/المدن

إيران تُفرج عن قياديين في "القاعدة"..قد يتوجهون إلى سوريا/المدن

البرميل والحائط والخط الأحمر/روجيه عوطة /المدن

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس مرقس08/من31حتى38/وٱنْتَهَرَ بُطْرُسَ وقَالَ لَهُ: إِذهَبْ ورَائِي، يَا شَيْطَان لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ بَلْ تَفْكِيرَ البَشَر.

"بَدَأَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ التَّلامِيذَ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، ويَرْذُلَهُ الشُّيُوخُ والأَحْبَارُ والكَتَبَة، ويُقْتَل، وبَعْدَ ثلاثَةِ أَيَّامٍ يَقُوم. وكانَ يَقُولُ هذَا الكلامَ عَلانِيَة. فأَخَذَهُ بُطْرُسُ عَلى حِدَة، وبَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. فأَشَاحَ يَسُوعُ بِوَجْهِهِ، وٱلتَفَتَ إِلى تلامِيذِهِ، وٱنْتَهَرَ بُطْرُسَ وقَالَ لَهُ: «إِذهَبْ ورَائِي، يَا شَيْطَان! لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ بَلْ تَفْكِيرَ البَشَر!». ثُمَّ دعَا الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها. فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟ ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين»."

 

رسالة القدّيس بطرس الثانية03/من10حتى18/أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أُبْذُلُوا جَهْدَكُم، وأَنْتُم تَنْتَظِرُونَ تِلْكَ الأُمُور، في أَنْ تَكُونُوا عِنْدَ اللهِ في سَلامٍ بِلا وصْمَةٍ ولا عَيْب

"يا إخوَتي، إِنَّ يَومَ الرَّبِّ فيَأْتِي كاللِّصّ، وفِيهِ السَّمَاوَاتُ تَزُولُ بِدَوِيٍّ قَاصِف، وعَنَاصِرُ الكَوْنِ تَحْتَرِقُ وتَنْحَلّ، والأَرْضُ ومَصْنُوعَاتُهَا تَحْتَرِق. فإِنْ كَانَتْ تِلْكَ الأَشْيَاءُ جَمِيعُهَا ستَنْحَلُّ هكَذَا، فَأَيُّ سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ إِذًا، وأَيُّ تَقْوَى يَجِبُ عَلَيْكُم أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا! إِنَّكُم تَنْتَظِرُونَ وتَسْتَعْجِلُونَ مَجِيءَ يَومِ الله، الَّذي فِيهِ ستَلْتَهِبُ السَّمَاوَاتُ وتَنْحَلّ، وتَحْتَرِقُ العَنَاصِرُ وتَذُوب. ولكِنَّنَا نَنْتَظِرُ، وَفْقَ وَعْدِهِ، سَمَاوَاتٍ جَدِيدَة، وأَرْضًا جَدِيدَةً يَسْكُنُ البِرُّ فيهَا. لِذلِك، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أُبْذُلُوا جَهْدَكُم، وأَنْتُم تَنْتَظِرُونَ تِلْكَ الأُمُور، في أَنْ تَكُونُوا عِنْدَ اللهِ في سَلامٍ بِلا وصْمَةٍ ولا عَيْب. وٱحْسَبُوا طُولَ أَنَاةِ رَبِّنَا خَلاصًا، كمَا كَتَبَ إِلَيْكُم أَيْضًا أَخُونَا الحَبيبُ بُولُس، بِحَسَبِ الحِكْمَةِ الَّتي وُهِبَتْ لَهُ، كمَا هِيَ الحَالُ في جَمِيعِ الرَّسائِل، الَّتي يتَكَلَّمُ فيهَا عَنْ تِلْكَ الأُمُور. وفِيهَا أُمُورٌ يَصْعُبُ فَهْمُهَا، ويُحَرِّفُهَا الجُهَّالُ وضُعَفَاءُ النُّفُوس، كَمَا يُحَرِّفُونَ الكُتُبَ البَاقِيَةَ لِهَلاكِهِم. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وقَدْ صِرْتُم عَارِفِينَ بِذلِكَ، فتَنَبَّهُوا لِئَلاَّ تَنْجَرُّوا بِضَلالِ الفَاسِقِين، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُم. وٱنْمُوا في نِعْمَةِ ومَعْرِفَةِ رَبِّنَا ومُخَلِّصِنَا يَسُوعَ المَسِيح، لَهُ المَجْدُ الآنَ وإِلى يَوْمِ الأَبَد. آمين."

تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

جامعة اغترابية غير ثقافية ومعطلة ومخصية وطنياً منذ يومها الأول

الياس بجاني/18 أيلول/15

http://newspaper.annahar.com/article/268399-%D9%87%D9%84-%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%86%D9%82%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9--%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA?fb_action_ids=10153624121407766&fb_action_types=og.comments

إن ما يسمى جامعة ثقافية في عالم الانتشار هي عملياً كذبة كبيرة وأكبر من كبيرة منذ يومها الأول ومنذ عشرات السنين. واقعاً هي تجمع فاشل وعقيم ولم يكن في أي يوم له أي دور فاعل لخدمة لبنان في أي مجال كان. وجل ما تقوم هذه الجامعة التي لا تعرف في ممارساتها فعل الجمع هو مجرد حفلات، وتبولة، وكبة، وفتوش، ودبكة، وزجل، وانتخاب ملكات جمال، وبيانات مفرغة من أي قيمة أو معني، ومؤتمرات مسرحية يشارك فيها فقط المقتدرين مالياً، إضافة إلى باقي توليفة الفنتزية والتشاوف ونفخ الصدور لحيتان مال مغتربين ومقيمين آخر ما يهتمون به هو لبنان واللبنانيين. واقعاً معاشاً إن ما تسمى جامعة ليس فيها من فعل الجمع شيء، فهي مقسمة إلى أقسام أين منها الأحزاب اللبنانية الشركات العائلية، وموزعة حصص وولاءات على الزعامات اللبنانية، وللسيد نبيه بري بواسطة السيد هيثم جمعة المقيم الأزلي في وزارة الخارجية حصة دائمة. كما أن فرع بري-جمعة هذا هو الوحيد المعترف به من وزارة الخارجية منذ زمن الاحتلال السوري ولا داعي هنا للغوص في التفاصيل المملة كون ولاءات حزب بري كانت ولا تزال معروفة الهوى والنوى وكذلك فرعه الذي يتولى أمره السيد جمعة. حالياً هناك 3 أو 4 أقسام لهذه الجامعة الصورية والورقية تتناتش الاسم وكل واحد منهم يغني على ليل حزب أو زعيم من النافذين في وطننا المحتل والمعطل حكمه. باختصار ما تسمى جامعة ثقافية في الانتشار هي صورة طبق الأصل بشعة وسوداوية عن واقع التفتت القيمي والأخلاقي والوطني والتبعي والنرسيسي الذي يضرب وطننا الحبيب لبنان، هذا الوطن الغالي المحتل بقوة السلاح والإرهاب.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

هل عاد الحوار إلى نقطة الصفر بين الثقافية - الانتشار وجامعة بيروت؟

18 أيلول 2015/النهار

هل عاد الحوار الذي كان بدأ في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بشطريها الانتشار وبيروت إلى نقطة الصفر؟

المؤشرات تدل على أن ثمة "خللاً" بين الطرفين ينبغي تداركه قبل أن "يتفرّق العشاق" مجدداً.

وجه رئيس مجلس الأمناء في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم - الإنتشار إيلي حاكمه رسالة إلى مسؤولي الجامعة شكر فيها رئيسها اليخاندرو خوري على دعوته إلى مؤتمر عالمي في 14 تشرين الأول المقبل في بيروت ، وأشار إلى أن جامعة بيروت لم تردّ على مد اليد إليها للحوار ، وطالب أركانها بتأجيل مؤتمرهم المقرر السنة المقبلة كي يتم في هذه الفترة الإتفاق على إدارة موحدة للجامعة "إذ لا نستطيع المشاركة في مؤتمركم لأن دستور الجامعة لا يسمح لنا بذلك وفقاً للنظام الداخلي الذي يقضي بالدعوة إلى المؤتمر قبل ثلاثة أشهر من نهاية ولاية الرئيس العالمي". وأضاف حاكمه أنه في حال لم يستجب الفريق الآخر (بيروت) تأجيل المؤتمر، فليعقد مؤتمره وحده وينتخب اليخاندرو خوري رئيساً للجامعة "بحيث يكمل رئاسته لجامعتنا الحالية حتى نهاية ولايته". ونفى أن يكون تم الإتفاق على مؤتمر توحيدي في بيروت في 16 تشرين الأول المقبل و17 منه "إذ لا علم لأحد بهذه الدعوة ولا علم خصوصاً للجنة الحوار بها". وأشار إلى أن للمجلس العالمي وحده الحق في اتخاذ قرار في هذا الموضوع وعليه أن يقرر تاريخ المؤتمر العالمي المقبل في آذار 2016 ومكان انعقاده". وحض المسؤولين والأعضاء في جامعة الإنتشار على المشاركة في المجلس العالمي الذي يعقد في فندق "رويال" في ضبيه يوم 14 تشرين الأول المقبل "لاتخاذ القرارات التي تحفظ وحدتنا وكرامتنا وانجازاتنا منذ 25 عاماً حتى اليوم".

 

سيدنا الراعي سياسي أم رجل دين وراعي، وشو هالغرام بالجولات والزيارات التي هي واقعاً جولة بين كل جولة وجولة!!

الياس بجاني/09/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/17/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A3%D9%85-%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D8%AF/

ما لّحق خلص سيدنا جولة منطقة عاليه الإستعراضية بامتياز، حتى افادت مصادر بكركي أمس عن برنامج جولة جديدة له شمالاً.

هذا وذكرت بعض الصحف الرصينة والموثوقة المصادر أن العراك والتافس على أشده بين عدد لا بأس به من شبيحة وحيتان المال الشماليين على دعوات سيدنا للعشوات والغدوات!!

حقيقة ومن دون كفوف أو مسايرة ما عدنا قادرين نلحق سيدنا ونتابع جولاته وزياراته السندبادية في الداخل والخارج المفرغة عملياً ونتائج أقله في مفهومنا من أية انجازات دينية أو وطنية تبرر الجهد والتكاليف!!

وكمان ما عدنا قادرين نلحقوا بالإعلام ونتابع غزارة كلامه ودفقه الوافر هنا وهناك وفي كل شيء ما عدى الشأن الكنسي وكل ما هو إيماني وبشارة.

البركة، ما شاء الله، تفوق على كل السياسيين مجتمعين في الظهور الإعلامي والتصاريح والعظات وكلها للأسف محتوى ومواقف هي فاترة ورمادية في مفهوم الإنجيل للمواقف ولتسمية الأشياء بأسمائها، ومن دون الخوض في التفاصيل لأنها باتت واضحة وجلية ومفهومة وع الآخر لكل من يهمهم الأمر ومعهم الذين لا يزالون في زمن المحل يتمتعون بشجاعة ونقاومة حاسة النقد فكراً وقولاً وبنعمة الشهادة للحق والحقيقة.

كنا بسذاجة سألنا في الماضي مراراً لماذا لا تخصص الأموال الكبيرة لمساعدة المدارس الكاثوليكية تلك التي يصرفها شمالاً ويميناً على جولات سيدنا جماعات وربع الطرابيش والجاكيتات وحيتان المال من تجار ونافذين وطامعين في مواقع سياسية ونيابية ووزارية وغيرها والساعين لنيل رضى سيدنا على خلفية نفعية وشخصية بحت لا تمت بصلة لا للكنيسة ولا لأي مبدأ إيماني يخص مساعدة المحتاجين.

لماذا لا تصرف أموال هؤلاء الشبيحة الماليين لدفع الأقساط المدرسية للمئات من التلاميذ المسيحيين المنتسبين للمدارس الكاثوليكية والذين أهلهم في حالة مادية صعبة جداً وغير قادرين على دفع الأقساط وكل سنة تهينهم ادارات المدارس وتذل اولادهم وذلك بحرمان من لا يستوفي الأقساط منهم من نتائج الامتحانات النهائية؟

سيدنا كان قال قبل سنتين لأحد الصحافيين ما معناه الحرفي: "في كتير مدراس معارف يلي مش قادر يدفع الأقساط عنا يودي ولاده هونيك".

طيب، أليس هؤلاء التلاميذ المعترين هم أحق بالمال الذي يصرف على الجولات التي لا تنتهي؟

وهل نسي أو تناسى سيدنا ومعه كل القيمين على هذه المدراس ما هي الغاية الأساس من وجودها في كل المناطق وما هو دورها ومهماتها الإيمانية والوجودية؟

بالتأكيد إن المؤمن المعتر الذي يتابع ما يصرف على جولات سيدنا من بردخة وتشاوف وهوبرات للدبيكة وفرق النوبات ونثر الأرز فيما هو مضروب ع راسه ومش قادر يدفع أقساط المدارس الكاثوليكية عن ولاده وحالته المالية تعتير لا بد وأنه يكرر بحزن وأسى قول السيد المسيح: "مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد".

في الخلاصة مبين إنو سلم الأوليات مشقلب فوقاتي تحتاني.

فلنصلي من أن أجل ان يستقيم هذا السلم عند البعض من رعاتنا وقادتنا لعلى وعسى، والرب هو القادر على كل شيء وهو الذي يهدي من يشاء!!!

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الجنرال أنطوان لحد

شربل بركات/18 أيلول/15

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B1%D8%A7%D9%84-%D8%A3%D9%86%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%AD%D8%AF/

غادرنا اللواء أنطوان لحد الذي غاب عن الاعلام منذ الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب سنة 2000 وهو كان قاد جيش لبنان الجنوبي مدة 16 عاما وشغل خلال هذه المهمة جزءا كبيرا من هذا الاعلام.

اللواء لحد أحد الضباط اللبنانيين الذين عملوا بصمت ومن دون ضجيج طيلة خدمته العسكرية في الجيش اللبناني وكان تخرج سنة 1952 وشغل في عهد الرئيس كميل شمعون منصبا مهما في المخابرات, ولكنه مع تسلم الرئيس فؤاد شهاب الحكم أبعد عن العاصمة ليخدم في المناطق اللبنانية كافة متدرجا في الرتب والمناصب والمهمات حتى قيادة منطقة وكان قائدا لمنطقة الجنوب والبقاع والشمال تباعا في ظروف غير عادية. وعندما دخل السوريون إلى البقاع وكان يومها قائد منطقة البقاع سلم الامرة للرائد شاهين قائد ما سمي “طلائع جيش لبنان العربي” بطلب من وزارة الدفاع وانسحب إلى القيادة التي عينته في صربا ليشكل من بقايا الجنود والضباط مع مساعده الرائد ابراهيم طنوس لواء جديدا استمر بتحمل مسؤولية مشكلات المرحلة الدقيقة يومها. ويوم أختير العقيد طنوس لقيادة الجيش رقي هو إلى رتبة لواء وأحيل الى التقاعد كونه لا يعقل أن يخدم تحت امرة مساعده.

اللواء لحد, الذي كون أفضل العلاقات وكسب احترام الجميع في تنقله بين المناطق اللبنانية كافة وتعاطيه مع مختلف الشرائح التي شكلت النسيج الوطني مدة خدمته الطويلة, لم يقدر أن يقف متفرجا بعدما رفض السوريون الاتفاق الذي ينظم انسحاب إسرائيل لا بل عادوا لضرب التعايش اللبناني وفرضوا حربا جديدة هجرت الجبل (مسقط رأسه) بأهله واسقطت العاصمة تحت أنظار القوات المتعددة الجنسية التي كانت تمثل العالم الحر, بينما بدأت إسرائيل تنسحب من دون اي تنسيق يحمي المواطنين ويمنع المجازر والتهجير.

عندما اختير الواء لحد ليشغل قيادة جيش لبنان الحر بعد وفاة الرائد سعد حداد كان أول ما قام به تغيير اسم الجيش إلى جيش لبنان الجنوبي لأنه لم يكن لديه طموحات تحرير أو توسع بل حدد مهمته بتنظيم استمرار العيش المشترك في الجنوب وتأمين الدفاع عن مواطنيه إلى أن تقوم الدولة وتهدأ الأمور وتعود إلى مجاريها. لكن الدولة وبعد اتفاق الطائف وبأمر من سورية, ولكي تبقى ذريعة لسيطرتها وإيران على الطائفة الشيعية والبلد, لم تحل موضوع الجنوب بالرغم من اعلان اللواء لحد موافقته على الطائف والاستعداد لتسليم المنطقة لسلطة الدولة وقيامه بمراسلة الرئيس الهراوي عارضا عليه الحلول.

اللواء لحد كان رجلا وطنيا حاول بما أمكن التقليل من عناء الناس ونجح بذلك رغم كل ما قيل ورغم البدع التي تجعل من ينسق أمور الناس في منطقة محتلة,عميلا, بينما يسرح العملاء الحقيقيون والمرتزقة لدول تبعد آلاف الكيلومترات وينفذون لها مهمات لا تمت بصلة لشعبهم ووطنهم, هؤلاء الذين لا يعرفون إلا تهديم الوطن ومؤسساته ولا يزالون يضيعون الفرصة تلو الأخرى لقيام الوطن وعودة الاستقرار إليه.

اللواء لحد لم يحارب خارج المنطقة التي تعهد حمايتها ولم يقم نظاما تعسفيا يرهب الناس, ولا قسم الناس حسب طوائفهم أو دينهم أو عقيدتهم السياسية بل كان الكل مشاركا في السراء والضراء وهو حاول رغم وجود جيش غريب على الارض ابقاء مؤسسات الدولة تعمل بانتظام ومن دون تدخل ويشهد له بانه سمح بأن تدخل بيته فتاة غريبة من المغرر بهم حاولت قتله ثم ما لبث أن أفرج عنها, بينما يسوق غيره لثقافة قتل الأبرياء ومد اليد واسقاط القيم والاخلاق والعبث بالقوانين والشرائع.

نودع اليوم رجلا تسلم مهمة وحاول الالتزام بها والسير بين “نقط” السياسات الدولية لحماية شعبه ووطنه بينما جير الآخرون وطنهم وشعبهم والطائفة لمشاريع اقليمية وأحلام توسعية لم تنجب سوى الدمار والخراب وأنهر الدماء ومسلسل العار المستمر تمثيله بطول المنطقة وعرضها وفي طن الأرز بالذات حيث لم يبق من الأسطورة التي حلم بها كل اللبنانيون ما يقيم بناء أو يستر عرضا أو يحمي طفلا في غابة الأحقاد التي تتخفى بظل الشعارات أو تحتمي بالكتب المقدسة التي هي براء منها.

* كولونيل لبناني متقاعد مقيم في كندا

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

السياسة”تنشر اعترافات المتهمين وأقوال الشهود وتقرير فحص المضبوطات في قضية ” خلية العبدلي”

الاستخبارات الإيرانية جنّدت وموّلت وسلحت.. و"حزب الله" درّب المتهمين في معسكراته

“* الملابس المحرزة لا تخص الجيش الكويتي وحده بل تشمل ألبسة لجيوش دول أخرى في المنطقة

* المضبوطات تشمل خرائط للمجال الجوي الكويتي توضح مواقع القواعد العسكرية وميادين التدريب وخطوط آبار النفط

* المخابرات الإيرانية سلمت المتهمين مواد متفجرة عن طريق البحر وأموالا ومسؤولون في السفارة

ساعدوهم على إدخالها إلى البلاد

* الأسلحة جميعها بحالة جيدة وصالحة للاستعمال… خزنها أشخاص مدربون لاستخدامها في تفخيخ المركبات وتفجير المنشآت

* بين المضبوطات أجهزة تنصت وتتبع للاتصالات اللاسلكية بينها “أيكوم” و”رنج” و”جيمان” للتجسس على الاجتماعات

السياسة”- خاص/18 أيلول/15

خلافا لكل مزاعم وادعاءات إيران عن احترام استقلال وسيادة الكويت ودعم الأمن والاستقرار بدول الخليج العربي جاءت تحقيقات النيابة العامة في وقائع قضية خلية العبدلي لتؤكد بالأدلة القاطعة أن طهران تضرب بقواعد حسن الجوار عرض الحائط.

وتثبت التحقيقات ـ التي اطلعت عليها “السياسة”ـ أن الجار الإيراني وحليفه “حزب الله” لا يؤمن مكرهما ولا يمكن الوثوق بهما, وأنهما يتربصان بالكويت ويتحينان الفرصة وينتظران اللحظة المناسبة ـ وفقا لاعترافات أعضاء الخلية ـ للانقضاض وتنفيذ مخطط عدواني يتجاوز الكويت إلى عدد آخر من دول الجوار.

وتبين تحقيقات النيابة العامة في ملف القضية الذي أحيل إلى المحكمة أن جهاز الاستخبارات الإيراني “جند وسلح ومول ودرب” أعضاء خلية العبدلي اعتبارا من عام 1988 وحتى العام الحالي في انتظار ساعة الصفر وبانتظار أوامر التحرك من طهران.

طرف الخيط في القضية ـ بحسب شهادة الضابط “ع.ر” هو المتهم الثامن “ز.م” الذي جنده جهاز الاستخبارات الإيراني في نهاية الثمانينات;حيث تمكن من استقطاب وتجنيد المتهم الأول “ح.ح” لصالح الجهاز, ومن ثم اتسعت الدائرة بحيث باتت الخلية تضم 26 شخصا . (راجع ص 4)

ويؤكد الشاهد أن المخابرات الإيرانية سلمت المتهم الأول كميات من المواد المتفجرة عن طريق البحر وساعده المتهم السادس “م.غ” وحصل المتهمون الأول والسادس والثامن على مبالغ نقدية من الجهاز لشراء سيارة لنقل تلك الأسلحة والمواد المتفجرة وشراء مخزن لإخفائها حيث تم نقلها وإخفاؤها بقصد استعمالها لصالح إيران وحزب الله في ارتكاب أعمال غير مشروعة بدولة الكويت لزعزعة الأمن والاستقرار حينما تقتضي مصلحتهما “إيران وحزب الله” ذلك.

وقالت النيابة: إن”المتهم الأول أقر في التحقيقات أمامها بأنه ارتبط بعلاقة مع بعض المسؤولين بالسفارة الإيرانية ومدهم ببعض المعلومات بشأن كميات الأسلحة التي يحتفظ بها وساعدوه في جلب بعض المتفجرات من إيران إلى الكويت عن طريق البحر حيث ساعده في نقلها لدى وصولها المتهم السادس “ج .غ ” كما أقر انه تدرب على استعمال السلاح وإعداد المتفجرات بمعسكرات “حزب الله” في لبنان ونسق مع المتهم الـ24 للدفع ببعض الشباب للتدريب بمعسكرات الحزب على استخدام السلاح والذخيرة.

وأضافت النيابة: إن المتهم الثامن “ز.م” أقر في التحقيقات بأن بعض الملابس والخرائط والمهمات الأخرى التي تم ضبطها لديه منها ما يخصه حيث كان سابقا ضابطا في الجيش الكويتي وأوضح أنه يرتبط بعلاقات صداقة مع بعض المسؤولين في السفارة الإيرانية وكان يناقش معهم المتغيرات السياسية في المنطقة وأنه ساعد المتهم الأول على التدريب بمعسكرات “حزب الله”.

وفي تأكيد على بطلان ادعاءات المتهمين أمام المحكمة بأن الأسلحة المضبوطة قديمة وتعود إلى أحداث الغزو العراقي قالت النيابة:إن “تقرير إدارة الفحص رقم 4409 يشير إلى أن الأسلحة المضبوطة جميعها بحالة جيدة وصالحة للاستعمال ويمكن من خلالها تنفيذ عمليات إرهابية وقد جرى تخزينها بطريقة تنم عن أن القائمين بذلك أشخاص ذوو خبرة ومدربون وأنها تستخدم في تفخيخ المركبات وتفجير المنشآت والمباني الهامة وتعد من الأسلحة العسكرية المستخدمة لفرق التدخل السريع ومما لا يجوز ترخيصها أو حيازتها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر يشير تقرير الفحص إلى بعض المضبوطات مع المتهم الأول وبينها: 16 كلاشنكوف قصير و6 كلاشنكوف طويل و18 بندقية ذاتية و3 قواذف “آر بي جي”, و2 رشاش اوتوماتيك “إم 60 و 36 مخزن طلقات و91 مخزن بندقية كلاشنكوف و 37 قنبلة يدوية “ام 36 شديدة الانفجار نوع Rgd5 و24 قنبلة يدوية شديدة الانفجار نوع “f1و51 قنبلة شديدة الانفجار نوع Rkg3 ضد الدروع و51 صاعق قنبلة و14 قنبلة مورتر و142.5 كيلوغرام من المواد المتفجرة من نوع “Pe4شديدة الانفجار وعدد 7 قوالب مواد متفجرة TNT.

ولفت التقرير إلى ضبط عدد من أجهزة التنصت وتتبع الاتصالات اللاسلكية من بينها 5 أجهزة “أيكوم” و”جهاز” “رنافايندر” وجهاز “رنج” يستخدم في تحديد مسافة الهدف ويحوي بوصلة رقمية وجهازي ثريا للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية وجهاز “ايلكوم” وجهاز “جيمان” للتجسس ويستخدم للتنصت على الاجتماعات ومناظير تستعمل في أعمال المراقبة وتحديد المواقع واستقبال الموجات اللاسلكية.

وذكر الشاهد الرابع “ع. خ” أن الملابس والمعدات المضبوطة لا تخص فقط الجيش الكويتي وإنما تخص جيوش دول أخرى في المنطقة وليست جميعها خاصة بقطاع القوة البرية وجميع المضبوطات توحي بأن التخطيط للقيام بعمليات تخريبية على مستوى دولي وليس في دولة الكويت فقط.

وشهد الشاهد الخامس “س .ص” بأنه بقراءة الخرائط التي ضبطت بحوزة المتهم الثامن تبين أن إحداها خريطة للمجال الجوي الكويتي ذات طابع عسكري توضح مناطق حدود طيران التدريب وميادين الرماية والقواعد الجوية مرقمة بالإحداثيات.

وأكد أن هذه الخرائط تصرف للجهات الحكومية المعنية بعد ختمها ولا تصرف لأفراد ولا يمكن أن يكون المتهم قد حصل عليها من مخلفات الغزو لطباعتها بعد هذا التاريخ بنحو أربعة أعوام ويستفاد من هذه الخرائط في معرفة مواقع تدريب الطائرات والأماكن المحظورة مثل ميادين الرماية وتحديد المواقع المطلوبة عن طريق الإحداثيات وكذلك تحديد خطوط آبار النفط

 

لبنان باقٍ "على رادار" المجتمع الدولي باجتماع "مجموعة الدعم" لقاء نيويورك "يُثبت" المظلّة الدولية ويجدد دعم الاستقرار والانتخابات

ريتا صفير/النهار/18 أيلول 2015

لبنان باق في نطاق "رادار" المجتمع الدولي في الفترة المقبلة. فإذا كانت زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى بيروت، عكست جانبا من الاهتمام الاوروبي والدولي بالاوضاع اللبنانية، على خلفية ازمة اللجوء، فإن الانظار تتركز على الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى العاصمة اللبنانية، في الشهر المقبل لتبيان كيفية بلورة هذا الدعم. وبين "الحدثين"، يتوقع ان يشكل اجتماع "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان" في نيويورك، نهاية الجاري، محطة "قديمة جديدة" يجدد فيها المجتمع الدولي، من "باب" منظمة الامم المتحدة، التزامه الشؤون اللبنانية وشجونها. ففي لقاء يفترض ان يرأسه الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون ورئيس الحكومة تمام سلام، سيسعى المجتمع الدولي الى "اعادة تثبيت" المظلة الدولية فوق لبنان، وسط تمثيل دولي واوروبي وعربي رفيع المستوى، تعكسه مشاركة وزراء خارجية الدول الاعضاء في مجلس الامن في اللقاء، اضافة الى الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية وايطاليا والمانيا، فممثلي مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين والبنك الدولي و"اليونيفيل" و"مجموعة الامم المتحدة للتنمية". والواقع ان الحركة الدولية المتواصلة في اتجاه بيروت، تأتي تزامنا مع مجموعة خطوات قام ويقوم بها السفراء والديبلوماسيون في الفترة الاخيرة، وفي مقدمهم ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ. ووقت ارتكزت هذه التحركات على مبدأ "المساعي الحميدة" أو الـ(GOOD OFFICES) المتعارف عليه ديبلوماسيا، اضافة الى مسألة حفظ الاستقرار التي يشدد عليها القرار 1701، فقد طبعتها سلسلة محطات، داخلية وخارجية، في مقدمها:

- تقديم كاغ عبر محاضرة متلفزة، احاطة الى مجلس الامن عن تطور الاوضاع في لبنان وذلك غداة تظاهرة 29 آب الماضي. وقد جاءت هذه الاحاطة على خلفية الازمة التي عصفت وتعصف بالساحة اللبنانية سواء على مستوى استمرار ازمة الشغور او لجهة التحركات الاحتجاجية التي يشهدها لبنان. واللافت ان البيان الذي أعقب هذه الاحاطة تزامن والرئاسة الروسية لمجلس الامن، الامر الذي عكس وحدة المجتمع الدولي المستمرة حيال لبنان وحفظ الاستقرار فيه.

- بدا واضحا ان المجتمع الدولي الذي "دغدغه" الحراك المدني العابر للطوائف، اعاد تأكيد الثوابت نفسها حيال الحالة اللبنانية، ولا سيما لجهة مساندته الحكومة والمؤسسات اللبنانية، تزامنا مع تأييده حق الشعب في التظاهر سلمياً وحماية حرية التعبير وحقوق الانسان. واللافت في هذا الاطار، ان ثمة من رأى في الحراك المدني "نوعا جديدا" من الحوار المباشر بين السلطة والشعب، يضاف الى الحوارات التقليدية الجارية بين الاطراف السياسيين (حوار "حزب الله" - "المستقبل"، وحوار "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، الى الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري).

- شكلت زيارة ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان الى بروكسيل مطلع الاسبوع الجاري مناسبة جديدة هدفت الى اعادة ادراج لبنان على "اجندة" الاولويات الاوروبية والدولية. واللافت ان الزيارة تزامنت والاهتمام الاوروبي بلبنان ودول الجوار على خلفية ازمة اللجوء، الامر الذي سمح باعادة التشديد على ضرورة دعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة، فضلا عن اثارة مسألة التمويل الذي يحتاج اليه لبنان في هذا المجال. وفي لقاءات شملت المفوض الاوروبي لشؤون الجوار والتوسع يوهانس هان والمفوض الاوروبي للشؤون الانسانية كريستوس ستليانيديس، اضافة الى احاطة امام "لجنة الامن والسلام" في البرلمان الاوروبي، ناشدت كاغ المسؤولين الاوروبيين اتباع سياسة متناسقة في مجال اللجوء، مؤكدة اهمية التوصل الى حل سياسي للنزاع السوري للحد من وطأة الازمة. - رغم احتفال الامم المتحدة بعيدها السبعين والنشاطات المتنوعة التي تواكب الحدث في نيويورك، يسجل ديبلوماسيون تركيزا دوليا على لبنان، يعكسه لقاء اللاعبين الاساسيين ضمن "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان" في نيويورك. وعلى غرار "الرسائل" السابقة الصادرة عن المجموعة، يرجح ان تعيد "الرسائل المقبلة" تأكيد اهتمام المجتمع الدولي بملء الشغور الرئاسي ودعم مؤسسات الدولة والقوى المسلحة اللبنانية في مهمتها في حفظ الامن والاستقرار وضبط الحدود. ويبدو انه وعلى غرار ما سبق، لن يبقى اجتماع "المجموعة الدولية من اجل لبنان" يتيما، اذ يتوقع ان تستتبعه زيارة لممثلة الامين العام للامم المتحدة الى الرياض، علما انها كانت زارت طهران والقاهرة واسرائيل في اطار اثارتها الملف اللبناني.

 

عذراً من شهدائنا

مروان حماده/النهار/18 أيلول 2015

في حفل تكريم شهداء الصحافة من مؤسسة مي شدياق في البيال في تاريخ 15 ايلول 2015، القى النائب مروان حماده الكلمة الآتية:

عذراً ابو بهاء. عذراً جبران. عذراً سمير والمعذرة المعذرة من جميع الذين سقطوا على درب الحريات والسيادة التي لم نكملها وتسلق وتسلّط عليها الجناة وحماتهم وأزلامهم مع جمهرة من المنـــافقين والانتهازيين والفاسدين والغوغائيين.

عزيزتي مي، الشهادة الحية التي نُنعت بها أحياناً حاملة أثقال ومعان وعقد. عقدة نفسية اعتزّ بها وأخجل منها في آن وكــأنّ فيــهـا انتــقــاص من الشهــادة الكـاملة التي حظي بهــا كبــارٌ من كبــارنا ممــن قــدموا دماءهــم في سبيل ثورة الارز.

العقدة تزداد مع التعميم، ففي نظري لا تنطبق الشهادة الحيّة الحقيقية والكاملة الاوصاف إلا على مي شدياق. قد نكون قد سبقناها في اختبار الإجرام التفجيري ظرفاً او توقيتاً. الا ان النية الجرمية الواحدة، والتحريض الواحد المفضوح والتنفيذ الواحد المكشوف لم يُجمعوا في فظاعة الفعل والجريمة كما اجتَمعوا في استهداف مي: لا اتحدث طبعاً فقط عن بلاغة الجراح التي اصابتها او الآلام التي تحمّلتها بل اتوقف عند خصوصية الضحية ورشاقتها وتمايزها ومهارتها وذكائها وعلمها وبراءتها. مي مكرّمة الليلة معنا وقبلنا طبعاً لكنها هي التي لا تكرمنا كأشخاص بل كرموز لمعركة كبرى شهدت استشهاد رفيق الحريري وباسل فليحان ومحمد شطح وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم ووسام عيد ووسام الحسن وفرنسوا الحاج.

معركة لم تنته لان المقصود ابعد من الاشخاص. المقصود لبنان كعنوان حياة لا موت، وحب لا بغض وتعدد لا انكفاء وشراكة لا هيمنة وازدهار لا فقر وتعتير وتعاسة.

سأخرج الليلة من التوصيف الصحفي الذي يطبع هذا الاحتفال لأتذكر معكم اخي وزميلي ونسيبي الياس المر والصديق العميد سمير شحاده وعشرات بل مئات المستهدفين الذين زيّنوا جلجلة لبنان الطويلة والتي لم تنته بعد.

بعضنا قد نجا بعناية إلهية. غير ان الذي اختاره الله سبحانه وتعالى ودعاه الى فسيح جنانه ليبلّغ ويشهد وليطل على مأساة شعبنا المتنامية هو الحاظي الأول على تلك العناية وذاك التكريم.

تكريمُك يا مي والمؤسسة عزيز علينا. وتكريم الله لرفاقنا الابطال الشهداء هو قمة ما نصبو اليه في كل لحظة لينجو لبنان ويحيا شعبه. عشتم وعاش لبنان.

 

عن صور نوح زعيتر نوح زعيتر وحزب الله

حـازم الأميـن/لبنان الآن/18 أيلول/15/نفى "حزب الله" أن تكون الصور التي التقطها نوح زعيتر لنفسه محاطاً بمقاتلين، وجالساً على شاحنة تحمل رشاشاً ثقيلاً مضاداً للطائرات، قد أُخِذت في مواقع للحزب في القلمون. ونفيُ الحزب يعني أن الأخير يكشف للّبنانيين أن ثمة جهة لبنانية غير "حزب الله" تملك آليات عسكرية وتقيم في جرود بعلبك! والحال أن قصّة نوح مع "حزب الله" مسلّية فعلاً إلى جانب كونها كاشفة لنوع من العلاقات بين الحزب وبين بؤر أهلية لا يقوى على نفي حقيقة أنّها جزء من شبكة نفوذه. فنوح عاد وردّ على نفي الحزب بأن أرسَل صوراً لقناة "الجديد" يظهر فيها مع المسؤول العسكري في "حزب الله" في البقاع، وهو قال للقناة إن "بيان النفي لم يصدر عن الحزب". فالحزب الفعلي بحسب نوح ليس الدائرة الإعلامية التي تنفي وتحرص على معالجة أي انزلاق، إنّما المسؤول العسكري الذي ظهر إلى جانبه. نوح في "حزب الله" أقوى من الدائرة الإعلامية. لديه صور تُثبِت ما يقول، ولديه علاقات مع مسؤولين عسكريين، وهو حين يقول إنّه هو وعائلته "فدا السيد" فإنّ ذلك كافٍ لعدم تمادي الدائرة الإعلامية في الحزب في سجاله. والحال أن ما تستدرجه واقعة نوح مع "حزب الله" من سلوى ومن تمارين خيالية عن نوع العلاقات بين مطلوب للعدالة وبين حزب جهازاتي وأهلي من نوع "حزب الله"، لا يقتصر على الصور وعلى نفيها وإعادة تأكيدها، إنّما أيضاً يمتد ليشمل تلفزيون "الجديد" الذي كان "بلاتفورم" هذا السجال، ذاك أن الخصومة المستجدّة بين القناة وبين الحزب ما زالت حتى الآن غامضة، وغير خاضعة لمنطق الإنقسام اللبناني الذي يُفسر خصومة شرائح لبنانية لــ"حزب الله". ثمّة شبه بين علاقة نوح بالحزب وبين خصومة "الجديد" له. هنا تماماً يمكن أن نطلق خيالنا. الخصومة تنطوي على وقائع غير مباحة للعموم. وعلاقة نوح أيضاً بالحزب حافلة بعناصر تشويق مماثلة. تاجر مخدرات وفتوة، وحزب إيديولوجي وديني يقاتل خارج الحدود. هذا هو المعنى الحقيقي للعيش في ظل "حزب الله"، أي أن يتقدم الخيال على الوقائع في تفسير الظواهر والأحداث. فهل لسؤال عن هوية الأشخاص الذين ظهروا في الصور مع نوح أن يجد طريقه إلى أروقة المحاكم التي تُلاحق نوح زعيتر؟ النظام اللبناني، الأمني والقضائي والسياسي، غير معدٍ لمهمة من هذا النوع، ومن يتولّى السؤال الآن هو قناة "الجديد"، ودافعها ليس المساءلة، إنما الفضح في ظل خصومة غير مفهومة.

هنا يمكن اللبناني أن يتسلّى بالمشهد، من دون أن يتمكّن من التأثير فيه. وهذا مفيد على كل حال، ذاك أنه يُخضعنا لعملية تخصيب للخيال، تُنمّي فينا كفاءات لا تتوافر لآخرين ممن يعيشون في دول عادية. قال لي صديق إنّ فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري السابق، أخضع نفسه للإقامة الجبرية من دون طلب مباشر من النظام. شعر بأن النظام يريد ذلك، فأقدم عليه. وشرح الصديق أن هذا النوع من الاستجابات الضمنية هو نمط علاقة بين النظام وبين جماعاته. ولسببٍ لم أتمكّن من تحديده وجدتني أستعيد هذه الحكاية وأنا أتابع قصة "حزب الله" مع نوح ومع "الجديد". ربما كان العالم غير الحقيقي وغير الممكن الذي ألِفنا أنفسنا به هو ما دفعني لهذا الربط غير المنطقي بين الحكايتين. إنه الخيال أيضاً، ذاك أننا نستعيض به عن عجزنا عن السؤال.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 17/10/2015

الخميس 17 أيلول 2015 الساعة 20:56

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

إرتفع منسوب التوتر، في غير بلد في المنطقة، واشتعلت الحرب في اليمن: غارات جوية للتحالف، ومعارك برية في غرب تعز ومأرب. ودارت في سوريا اشتباكات في الزبداني، وافيد عن غارات جوية لطائرات النظام على مواقع داعش في الرقة، وأعلن داعش مسؤوليته عن تفجيرين انتحاريين في بغداد العاصمة العراقية.

وبرز في الازمة السورية قول الخارجية الروسية، أننا لا نتمسك بنظام بشار الاسد، وإنما، نريد حماية الدولة السورية.

محليا، شلل مجلس الوزراء متواصل والجلسات غائبة نتيجة الوضع السياسي المأزوم، وإصرار التيار الوطني الحر على عدم درس أي جدول اعمال قبل انجاز الاتفاق على آلية العمل وعلى موضوع رفع السن القانونية لرتبة العميد.

وفي الوضع السياسي، تأكيد من كتلة الوفاء للمقاومة على الحوار وعلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون قويا، مع استمرار السجال مع كتلة المستقبل حول موضوع الفساد.

ومن العراك السياسي الى الحراك المدني، دعوة جديدة للتحرك في ساحة الشهداء يوم الاحد، لكن هذه المرة، الإنطلاق من برج حمود.

وفي صرخة قوية أطلقت مبادرة من الهيئات الاقتصادية، لتحييد وسط بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الحراك الحكومي لم يهدأ بحثا عن حل لازمة النفايات، التي باتت في سباق مع سقوط المطر في ظل اجتماعات متلاحقة بين السراي الحكومي والداخلية، ووسط تحرك مكوكي للوزير اكرم شهيب المكلف بحل الازمة.

مصادر وزارية اكدت لتلفزيون المستقبل ان الاتصالات تتقدم ولكن ببطء، مجددة الرهان على اللقاءات التي ستنشط في الساعات المقبلة ومن بينها لقاء البيال غدا.

اما المفاوضات حول الترقيات الامنية فهي لا تزال تواجه عقدة الهرمية والتراتبية داخل المؤسسة العسكرية، وكان لافتا اليوم رفض وعدم موافقة وزير الدفاع سمير مقبل بعد اجتماع لقاء الجمهورية على موضوع الترقيات.

في الحراك الشعبي خطوتان، اصطدام المضربين عن الطعام برفض وزير البيئة الاستقالة مما دفعهم الى فك اضرابهم والعودة الى صفوف الحراك، فيما تمثلت الخطوة الثانية بتحديد موعد لتظاهرة جديدة الاحد المقبل في وقت كان القطاع الاقتصادي يجدد دق ناقوس الخطر رافضا استهداف العاصمة وتعطيلها وذلك من خلال لقاء موسع في مقر غرفة التجارة والصناعة وتحت عنوان من أجل انقاذ قلب بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على خطين متوازيين يستمر الحوار والحراك معا.

في الحوار جهود تبذل على الطاولة وخارج الجلسة للخروج من عنق الزجاجة وحل القضايا الخلافية التي تنعكس ازماتها على يوميات الناس ومعيشتهم.

وفي الحراك جهود يبذلها نشطاء في رفع المطالب المحقة والبقاء في الساحات. لا يختلف اثنان على احقية مطالب الناس التي ولدت الاعتصامات والتظاهرات، كما لا يختلف اثنان ايضا على اهمية الحوار.

الكل عالق، والكل يحتاج الى حلول للازمات التي تهدد البلد في ظل عجز الطبقة السياسية عن ايجاد مخارج اقله ازاء ازمة النفايات، فضلا عن تراكم مشاكل الكهرباء والمياه وغياب الخدمات والعدالة الاجتماعية.

اذا كان الحراك المدني يستكمل خطواته المطلبية ويستعد للتظاهر المتواصل بعد فك المضربين عن الطعام لاضرابهم اليوم امام وزارة البيئة، فعليه مسؤولية تنظيف ساحته من غوغائيين وموتورين وزعران يندسون ويتقدمون الصفوف ويشوهون المشهد ويحتلون الشاشات لاطلاق الشتائم والاهانات على الهواء المباشر لاقنية تلفزيونية لا تعنيها مطالب المتظاهرين ابدا بقدر ما يهمها العبث والتحريض لغاية في نفوس مموليها ومحركيها.

هنا نسأل وزير الاعلام عن دوره ومسؤولياته فيما جرى ويجري على الهواء مباشرة، هل سيتحرك معاليه امام هذا التمادي والانفلات الاعلامي غير المقبول؟

وللحراك الشعبي، للتذكير فقط، حركة أمل ورئيسها رئيس مجلس النواب نبيه بري شخصيا كانا اول من ايد وتبنى، والرئيس بري كان اول مسؤول في الدولة يدعم مطالب المتظاهرين المحقة، موقفه قاله علنا على المنابر بكل صراحة، الرئيس بري لم يكتف هنا بل قدم خارطة طريق للمحتجين والمتظاهرين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أتمت ازمة النفايات شهرها الثاني، ولا حلول واضحة في الافق.

ازمة ولدها عقم السلطة في مواجهة الازمات المتراكمة فوق وتحت الطاولات... وما تبقى طاولة واحدة تعلق عليها التمنيات بوقف الانهيار .. طاولة يتحلق حولها رؤساء الكتل النيابية لعلهم يحيون المؤسسات المترهلة بفعل الفساد الذي اتخذه البعض اداة لابتزاز اللبنانيين ، بحسب كتلة الوفاء للمقاومة.

وعلى ما يبدو فإن جلسات الحوار مستمرة بمواعيد ثابتة، فيما يبدو ايضا ان جلسات الحكومة اصبحت بحكم المعلقة بانتظار ملف داهم من هنا او هناك يعيد الوزراء إلى مجلسهم تحت قبة الاتفاق السياسي.

الواضح ان لا شيء يحرك المياه الراكدة في بركة السياسة اللبنانية، وما التحركات المطلبية الا حصوات ترمى فيها لعل تردد موجاتها يدفع الازمات باتجاه ضفة الحل.

وبين ضفاف المنطقة، الاحتلال يمنهج انتهاكاته اليومية للمسجد الاقصى ..بتوجيه من نتنياهو وامام عيون العرب يحشد الصهاينة لاوسع عملية تدنيس خلال فترة الاعياد اليهودية، تنفيذا لسيناريو التهويد وتكريسا للتقسيم الزمني.

بعض العرب تناسى القدس وفلسطين، ولبس لامة الحرب بوجه العرب والمسلمين.. وهو الان، يعتدي على اليمن السعيد، بعدما حاصر العراق وغذى الارهاب فيه، ثم انتقل لتدمير سوريا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون ال" أم تي في"

غداة الحرب الصغيرة التي شهدها الوسط التجاري للعاصمة الوقت للاسئلة والمساءلة. اي مصير سيسلكه الحراك المدني بعد ان سقطت عنه هذه الصفة او كادت؟ هل اكتشف القيمون الكثر عليه ان التخطيط في المكاتب للثورة هو غيره في الشارع في بلد مركب ومفكك مثل لبنان؟

هل لمسوا ان اللبنانيين ابتعدوا عنهم لانهم ملدوغون من الحروب العبثية ومتعلقون بمؤسساتهم الامنية ولا يتقبلون ان تهان او تتفكك؟

خلاصة، ليستعيد الحراك شرعيته ومشروعتيه وناسه عليه العودة الى بساطته وانتظامه البناء ضمن مشروع الدولة. رئيس للجمهورية أولا الانتهاء من ملف النفايات ومن ثم الالتفات الى الكهرباء.

في الانتظار فك المضربون عن الطعام صيامهم وانضموا الى الحراك في وقت خفت صوت الشارع وغابت التحركات ليرتفع منسوب التقاذف بالمسؤولية عما حصل من تجاوزات على الارض حيث يتبين ان الضارب والمضروب كانوا في حال الدفاع عن النفس وعن الكرامة والقيام بالواجب. وبين المتراسين علا صراخ استغاثة اطلقه المتضررون بأرزاقهم المستثمرين في الوسط التجاري المنكوب.

تزامنا، خطة شهيب للنفايات بلغت مرحلة متقدمة اذ بدأ يلمس اقتناعا لدى المعترضين يفترض ان يفضي الى تطبيقها في نهاية المطاف، فيما بقي ملف الترقيات الخاصة في الجيش يراوح بين المقترحات والمقترحات المضادة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

عادت دمشق الى صدارة المشهد العالمي بعد النقلة النوعية لبوتين على رقعة الشطرنج السورية.

لم تعد الحرب السورية مسألة اقليمية بل دخلت مرحلة التدويل وخصوصا بعد الاتفاق النووي الذي تسعى موسكو الى استباق واحتواء اي نتائج له على الارض بعد الذي حصل في اليمن وما يمكن ان يحصل في لبنان في ضوء عودة الكلام عن تلازم المسارين بين البلدين وارتباط الرئاسة بشكل خاص بالمخاض السوري.

واليوم لفت تبادل رسائل مشفرة بين روسيا وسوريا واعلان مواقف حمالة اوجه من الطرفين الحليفين:الخارجية الروسية تعلن انها لا تدعم نظام الاسد بل الدولة السورية وهدفها محاربة الارهاب في وقت اطلق وزير الخارجية سيرغي لافروف موقفا مناقضا في الشكل حين اعلن ان اشتراط رحيل الاسد لانهاء الحرب السورية وهم ولا بديل عن التنسيق مع دمشق، لافتا الى ان الحوار السوري لا يمكن ان ينجح من دون مشاركة الجماعات المسلحة وهي عبارة يستخدمها لافروف للمرة الاولى بدلا من المعارضة السورية.

ومن الخارجية الروسية الى الخارجية السورية التي اصدرت بيانا مقتضبا في الشكل مكثفا في المضمون اعتبرت فيه ان اي وجود بحري بري او جوي لاية دولة تحت ذريعة مكافحة الارهاب هو انتهاك للسيادة السورية.

الربط بين التطورات السورية والتداعيات اللبنانية يقابله ربط اوروبي بين تثبيت النازحين السوريين في لبنان وبين تقديم المساعدة في انتخاب رئيس جديد تحت شعار : لبنان مقر للنازحين وليس ممرا للمهاجرين الى اوروبا.

وفي هذا السياق تحدثت معلومات لل otv عن احتمال تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبنان لاسباب سياسية وبروتوكولية قد يكون شغور موقع الرئاسة احدها اضافة الى تحفظات ايرانية وروسية وحتى اميركية قد لا تجعل من الزيارة اكثر من استعراض فرنسي في زمن عروض القوة الممتدة من البحر الاحمر الى البحر المتوسط .

وفي بيروت، حوار بارد في ساحة النجمة وحراك ساخن في ساحة الشهداء وهجوم شرس من الهيئات الاقتصادية على الحراك ومحركيه واعادة تموضع وانتشار للحراك بعد انتقال المواجهة بينهم وبين القوى الامنية من وراء العوائق الى المطاردة في الشوارع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على درب المواعيد والأزمنة .. دقت ساعة لاهاي وغدا لحكمه قريب في الثامن عشر من أيلول سيصدر أول حكم دولي على حرية الصحافة في لبنان وسينطق قضاةٌ دوليون بقرار خاضع للاستئناف يحدد الوجهة : فإما الإدانة وإما البراءة من تهم منسوبة إلى محطة الجديد ونائب رئيس مجلس إدارتها الزميلة كرمى خياط ليس في الأفق أي تحليل ولا أي توقعات لكن الجديد التي اختارت المواجهة على مسارح لايشندام تدرك أن الحقيقة الإعلامية في جيبها .. وأنها لم تذنب قيد معلومة .. وليس ذنبها أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حقرت نفسها عندما انحرفت عن مهماتها وتفرغت منذ عامين لمحاكمة الإعلام وسلب هذا الحق من السلطات اللبنانية التي وقفت متفرجة بسعادة على ضرب استقلالها غدا سيصدر حكم لا يعرف القضاء اللبناني حيثياته وممنوع عليه إلا التبليغ وسوقنا مخفورين إلى الخارج إذا ما تمت إدانتنا ..

فالقضاء آخر من يعلم ويبلغ بوصفه مساعد معاون لأصغر قاض دولي أطلق على نفسه اسم صديق المحكمة ..وإذا كان قضاؤنا في آخر الصف علما وخبرا فإن الحكومة اللبنانية ستكون أقل شأنا وربما يجري تبليغها عبر البث المباشر من لاهاي.

إذ إن عصبة المحكمة لا تعرف من حكومتنا إلا وصل التمويل السنوي .. وتقديم الشكوى ورفع الصوت على هذه الحكومة عندما يتأخر التحويل المالي .. أما بقية التفاصيل السيادية فهي أمر لم يرد في قواعد الإجراءات والإثبات.

الإعلام والحكومة والقضاء .. غدا في مركب تبليغ واحد .. والمحكمة عندما ستصدر خلاصة أفكارها التي استمرت عامين فإنما ستوجه الإدانة والإهانة الى الثلاثة معا .. من خلال احتقارها للسلطتين التنفيذية والقضائية إضافة إلى السلطة الرابعة قبل الحكم وبعده فإن حراكنا للحريات مستمر .. فالمعركة ربما تبدأ غدا فنحن في قلب هذا الميدان .. كما الساحات والشوارع التي تنشد الاستقلال من الفساد .. وكله على طريق واحدة.

هذه الطريق رسمت اليوم مواعيد جديدة أولها الأحد في التظاهرة التي دعا إليها الحراك الشعبي بعد قرار الشباب المضرب عن الطعام وقف اعتصامه وتدعيم مشاركته في الشارع .. لأن السلطة متجذرة على الكرسي ولو مات شعبها جوعا.

لكن الطبقة الحاكمة ما تزال تستقدم المزيد من الحشود السياسية والاقتصادية لتطويق الحراك .. ومع المظلة السياسية رفعت السلطة " شماس" وفرزته لتهديد الناس.

ومن غرفها الامنية المغلقة وخططها لضرب المتظاهرين لجأت السلطات الى غرفة التجارة لصناعة تحذير جديد هذه المرة لكن أصحاب الحقوق ردوا على من لا يحق له التفوه بإسمهم وأكدوا أن قطع أرزاق فعلي حصل في وسط بيروت عندما جرد الملاكون والتجار وسكان وسط بيروت الاصليون من أملاكهم .. حيث لا يوجد في المدينة اليوم سوى ما يناهز المئة تاجر من أصل عشرة الاف كانوا قبل انشاء الشركة العقارية وهم يستنكرون اليوم نعتهم بأبو رخوصة ويفخرون بأن أسعارهم القنوعة حققت في السابق أزدهارا لبيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للارسال"

بعد اقل من شهر على تظاهرة 22 آب يبدو الانجاز الاوضح للحراك المدني حتى الساعة هو تمكنه من فضح آلة التهريج التي تحكمنا ابطال الساعات الـ24 الاخيرة هما وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي طالب الحراك اليوم باقالته ورئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الذي احتل صدارة السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما كشف عن حقده على عامة الناس، معلنا ان وسط بيروت لن يتحول الى " ابو رخوصة".

شماس الذي حذر الحراك ممن اسماهم بقايا الشيوعيين الذين لفظتهم روسيا قدم نفسه مدافعا عن النظام الليبرالي كمن كذب كذبة وصدقها لذا لابد من تذكير السيد شماس ببعض البديهيات، اولا ان النظام الليبرالي يقوم على حرية السوق ومكافحة الاحتكارات فهل بات اصحاب الوكالات التجارية الحصرية هم المدافعون عن النظام الليبرالي فيما الحراك المضاد للفاسد هو الخطر على الليبرالية، ثانيا ان النظام الليبرالي يقوم على عقد اجتماعي يفرض الضرائب من اجل تحويلها الى تقديمات اجتماعية، اما ما لدينا في لبنان فهو نظام نهب يجني الضرائب من جيوب المواطنين ليحولها الى مصارف كفوائد للدين.

وعلى غرار "ابو رخوصة" تابع وزير الداخلية نهاد المشنوق مساره الانحداري وبدلا من فتح تحقيق بأحداث تظاهرة امس اتهم المتظاهرين بأنهم من هواة التعرض للضرب ولم يتورع عن الاعتراف بان اعتقال عشرات الناشطين كان بمثابة رسالة لهم كأنه زعيم عصابة وليس وزير داخلية .

وفيما لا يزال اللبنانيون بانتظار نتائج التحقيقات التي وعد بها المشنوق بشأن دور دولة عربية صغيرة بتمويل وتحريض المتظاهرين يبدو انه اكتشف عدوا جديدا هو نفسه عدو الشماس اي الشيوعيين، كل ذلك لا يدل الا على التهريج بدلا من تحمل المسؤولية ومكان المهرجين هو السيرك وليس سدة المسؤولية.

 

لجنة أصدقاء العسكريين المختطفين: لشن حملة عسكرية بلا هوادة تطيح بالإرهابيين ومن يقف خلفهم

 موقع 14 آذار/18 أيلول/15/أصدرت لجنة أصدقاء العسكريين المختطفين وأهاليهم الموجودين لدى "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش"، البيان الآتي: "بعد أن بلغت المماطلة في ملف العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية حدها الأقصى، وبعد أن فشلت أو كادت جميع مساعي الحل والتبادل التي تولاها عدد كبير من الوسطاء المميزين وعلى رأسهم اللواء عباس ابراهيم، وبعد أن دوت محقة صرخات الشعب الثائر المطالبة باستعادة الجنود وتحريرهم من رجس الإرهاب، وبعد أن كادت المساعي تستنفذ والنتيجة دائما الصمت الداخلي والدولي. فإننا نطالب حضرة قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقادة الأجهزة الأمنية والسلطات المعنية بإعادة طرح الخيار العسكري لتحريرهم، عبر شن حملة عسكرية بلا هوادة تطيح بالإرهابيين ومن يقف خلفهم ومن يدعمهم ويساندهم، ولنتذكر القاعدة الذهبية التي تعتمدها معظم دول العالم "لا تفاوض مع الإرهابيين"، ولو كلف الأمر عشرات الضحايا. فأرواح ودماء جنودنا البواسل تستأهل الفداء، والعشرات بل المئات من الشباب اللبناني مستعدون للتطوع من أجل إنجاح هذه العملية. كما نطالب بكل مساعدة ممكنة من الدول الشقيقة والصديقة، من الولايات المتحدة الأميركية، والإتحاد الروسي، والجمهورية الإسلامية في إيران، وألمانيا والإتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومجلس التعاون الخليجي ومصر، وكل ذوي الخبرة في معالجة ومتابعة تحرير الرهائن في المناطق الجبلية الوعرة، لتزويدنا بالمعدات الحربية اللازمة والتدريب والتسليح والخبرات وصور الأقمار الإصطناعية. ونطالب بأن تجمع الحكومة فورا الملحقين العسكريين في سفارات الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وكل ذوي الإختصاص، من أجل المبادرة فورا لعمل كل ما يلزم لوقف إبتزاز الإرهابيين لجيشنا الباسل. فلنحول قضية العسكريين المختطفين إلى العدالة الدولية، وإلى قضية رأي عام دولي، لأن هؤلاء الجنود قد اختطفوا في إطار مهمة رسمية هادفة للتصدي للإرهاب الدولي، ولسنا وحدنا كلبنانيين مسؤولين عن محاربة الإرهاب، ومن واجب المجتمع الدولي الوقوف إلى جانبنا. فليسقط الإرهاب، ليحيا جنودنا الأسرى، وليحيا لبنان".

 

فارس سعيد: ننظر بأمل الى المخاض لانه سيحمل انفراجاً رئاسياً

موقع 14 آذار/18 أيلول/15/أشار منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد الى ان 'الأمانة العامة تواكب اليوم التطورات المتسارعة في لبنان، على مستوى طاولة الحوار أوالحركة المطلبية كما الأولويات السياسية التي تطرح نفسها في لبنان وباتت في دائرة اهتمام اللبنانيين، الى حين توحيد القراءة السياسية بين جميع مكونات 14 آذار الذين اتفقوا بغالبيتهم، على المشاركة في طاولة الحوار كذلك اتفقوا بمجملهم ومن ضمنهم 'القوات اللبنانية”، على إجراء يؤكد ان إخراج لبنان من المأزق يتم ضمن الترتيب الآتي: أولا انتخاب رئيس للجمهورية ثم تشكيل حكومة، فقانون انتخاب وبعدها انتخابات نيابية. وأوضح، لـ”المركزية”، ان 'اجتماعات الامانة العامة قائمة لكن لن يصدر عن الأمانة أي بيان قبل ان تنجلي الأمور في شكل كامل ويدخل جميع اللبنانيين في مخاض اخراج لبنان من هذه الأزمة”. وأوضح ان 'الأمانة تمثل جميع مكونات 14 آذار التي تواكب اليوم الحوادث السياسية في لبنان والتطورات الإقليمية المتسارعة وتنظر اليها بعين الأمل وليس بعين القلق، لأنها تعتبر ان هذا المخاض الذي يمر به لبنان سيؤدي الى انفراج حتمي حول موضوع رئاسة الجمهورية”. ولفت الى ان 'طالما الحراك الشعبي هو ضمن الإطار المطلبي، فسيحظى بتأييد جميع اللبنانيين أما إذا تحوّل الى سياسي، أعتقد انه سينزلق نحو اتجاهات لا تحمد عقباها”.

 

النائب فؤاد السعد: التحاور حول رئاسة الجمهورية جريمة بحق الدستور

موقع 14 آذار/18 أيلول/15/رأى عضو 'اللقاء الديمقراطي” النائب فؤاد السعد، أن 'الحوار بين الأخصام السياسيين، قيمة حضارية وغنى للنظام الديمقراطي، إلا أن التحاور حول رئاسة الجمهورية، هو جريمة بحق الدستور وفعل زنى غير قابل للغفران”، معتبرا أن 'مجرد الجلوس على طاولة الحوار للتباحث بانتخاب رئيس للجمهورية، يعني قبول المتحاورين بانتهاك الدستور وتحويله الى مجرد مواد وبنود لا قيمة لها في إدارة الدولة وتنظيم هيكليتها وشؤونها”. ولفت في بيان الى أنه 'من غير المسموح للنواب وتحديدا لرجال القانون منهم، أن يرضخوا لعصابات السياسة من مدعي الزعامة المسيحية والخارجين عن الشرعية، وأن يستدرجوا الى حوار يلغي المواد 49 و73 و75 من الدستور التي تحدد كيفية وأصول انتخاب الرئيس”، معتبرا أن 'المشاركة في حوار حول انتخاب رئيس للجمهورية، هو مشاركة كاملة وفاعلة في تصنيع نعش الجمهورية”، سائلا 'هل الحوار عموما وراعيه خصوصا، أين أمانتكم على الدستور وعلى تطبيق النظام الداخلي لمجلس النواب؟”. واعتبر أن 'الحوار من خارج المؤسسات الدستورية، بات موضة موسمية تطلق مع كل موعد دستوري لانتخاب رئيس للجمهورية، ومع كل انسداد سياسي يفتعله حزب الله والعماد عون الأول لغايات إقليمية والثاني لأغراض شخصية وعائلية”، مشيرا الى أنه 'كان أولى بمنظمي الحوارات، والبلاد على حد السقوط في الهاوية، أن يلزموا الفريقين المذكورين بحضور جلسة انتخاب الرئيس وانقاذ البلاد من محنتها، بدلا من الدعوة الى حوار عقيم لترتيب تفاهمات بالجملة والمفرق بين اللبنانيين، ولتخدير واقع الشغور في سدة الرئاسة والشلل في مجلس الوزراء”.

وعلى صعيد مختلف، لفت السعد الى أن 'الحراك المدني في وسط بيروت، تحول بفعل الفوضى وإثارة الشغب وغياب التنظيم، الى عصفورية لا وجود للعقل فيها ولا سقف لهمجية تخطت الأصول المعتمدة في تسيير المظاهرات التي يكفلها الدستور وترعاها القوانين”، مشيرا الى أن 'ما شهدته ساحات بيروت من فوضى عارمة وشغب متعمد، يؤكد أن شعار طلعت ريحتكم وبدنا نحاسب لم يعد موجها ضد الفاسدين فقط من أهل السياسة، بل أيضا ضد جزء كبير من منظمي الحراك المدني، الذين تحوم حولهم شبهات التواطؤ مع جهات محلية وخارجية لتعميم الفوضى”، داعيا وزير الداخلية نهاد المشنوق الى 'التعامل بحزم مع مخطط تحويل بيروت الى ساحة للمواجهات اليومية بين عصابات السياسة المتلطية خلف المطالب الشعبية المحقة وبين القوى الأمنية المولجة حفظ النظام”. وختم السعد متوجها الى القوى الشعبية، سائلا إياها عن 'سبب اكتفائها بملاحقة وزير البيئة محمد المشنوق واستثنائها الوزير جبران باسيل المسؤول المباشر عن إغراق لبنان بالعتمة، وعدم مساءلته عن مصير مليار وثمانماية مليون دولار التي أقرت له بناء لوعده بالتغذية المستمرة 24/24، داعيا من جهة أخرى، الحراك المدني الى 'تصويب خطواته عبر الاعتصام أيضا أمام منازل النواب المقاطعين لانتخاب رئيس للجمهورية لأن منطق وسبل التغيير الجذري والحقيقي يبدأ أولا وثانيا وثالثا بانتخاب الرئيس يليه تشكيل حكومة اختصاصيين ومن ثم صياغة قانون انتخاب لمجلس نيابي جديد قوامه تطبيق الدستور والمحاسبة”.

 

أبو فاعور: ملامح اتفاق اقليمي شبيه بالدوحة او الطائف تلوح في الافق

 موقع 14 آذار/18 أيلول/15/ لاحظ وزير الصحة وائل أبو فاعور أن ملامح اتفاق اقليمي شبيه بالدوحة او الطائف تلوح في الافق بعد العجز عن ايجاد الحلول في الداخل مستبعدا تكرار أحداث 7 أيار في الظرف الحالي، وقال: ربما تذهب البلاد الى حل ما بعد واقع امني على الارض شبيه بما حصل في السابق أي الطائف أو الدوحة. ولفت أبو فاعور في حديث لبرنامج كلام الناس من الـLBCI الى أن أحدا لم يشكك بقدرة العماد ميشال عون التمثيلية مؤكدا انه يتمتع بشرعية واضحة قبل التحرك، وأضاف: التيار الوطني الحر يعتبر ان الكلمة الفصل يجب ان تكون له في ملف التعيينات الامنية، محذرا من أن اخطر ما يمكن ان يحصل هو التلاعب بمؤسسة الجيش من الداخل. وشدد على ان الحراك الشعبي اكثر من محق، لافتا الى ان من نزل الى الشارع شعر بأنه ضاق ذرعا من الوضع الحالي، مشيرا الى ان المنطق الطبقي الذي تحدّث به البعض عن التجربة الشيوعية مرفوض، وقال: فليقرأوا جيداَ تلك التجربة.

وراى ان ما رأيناه أمس لا يليق ببداية التحرك، موضحا ان الحراك في الشارع أعاد الاعتبار الى المسألة المعيشية والطبقية التي كانت الطبقة السياسية "معتّمة" عليه.

 

إرجاء محاكمة سماحة الى 22 تشرين الأول وعازوري تؤكد عدم تخلي هاشم عن توكيله

المركزية- لم يكتب للجلسة الأولى لمحاكمة الوزير السابق ميشال سماحة بعد تمييز حكم المحكمة العسكرية الصادر في حقه بسجنه 4 سنوات ونصف وتجريده من حقوقه المدنية ان تسير قدما، حيث أرجأت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف وحضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي شربل ابو سمرا الى 22 تشرين الاول المقبل متابعة المحاكمة بعدما استمهل وكلاء الدفاع للاطلاع على مضمون تفريغ التسجيلات بين سماحة وميلاد الكفوري. افتتح القاضي لطوف الجلسة بمطالعة مختصرة عن الإعترافات الي أدلى بها سماحة لدى شعبة المعلومات وأشار الى انها لا تختلف عن تلك التي في عهدة المحكمة العسكرية، وخلص الى نتيجة ان الرجل لم يتعرض لأي نوع من التعذيب ولا لضغوط. وأوضح ان شعبة المعلومات استجابت لطلب وكلاء الدفاع بتزويد المحكمة باعترافات سماحة المكتوبة والموجودة ايضا على قرص مدمج، إضافة الى 3 أقراص تحوي التسجيلات الصوتية التي حصلت بين سماحة والمخبر ميلاد كفوري وصور الفيديو التي تدين سماحة . وطلب وكلاء الدفاع الذين غاب منهم رئيسهم المحامي صخر الهاشم بداعي المرض، الى المحكمة ان يطلعوا بأنفسهم على محتوى الأقراص المدمجة الثلاثة، فوافق القاضي على ان يكون الأمر تحت إشراف المحكمة العسكرية من دون الحصول على نسخ عنها.

واتيح لسماحة الكلام فقال: إذا اطلعنا على الفيديو بالمشاهدة نستطيع ان نفهم أكثر من الإستماع فقط. وعقب الجلسة لم يشأ محامو سماحة التحدث للإعلام، مؤكدين ان المعركة طويلة وان الظروف حساسة وصعبة.

عازوري: وبعدما تردد ان وكيل الدفاع عن سماحة المحامي صخر الهاشم تخلى عن توكيله عن سماحة، نفت المحامية رنا عازوري لـ"المركزية" الخبر مؤكدة ان الهاشم تغيب عن حضور جلسة المحاكمة لأسباب طارئة وخاصة. وروت عازوري ما حصل في الجلسة فقالت: بالنسبة الى طلبي وكلاء الدفاع بالإستماع الى شهادة ميلاد كفوري، والحصول على داتا الإتصالات العائدة للأخير، كذلك الإستماع الى شهادة الضابطين في فرع المعلومات اللذين نظما محضر التحقيق مع سماحة، فان المحكمة قررت إرجاء البت بهما الى ما بعد استجواب سماحة. أضافت عازوري: أما بالنسبة الى طلب الدفاع الحصول على داتا الإتصالات من هواتف سماحة وسكرتيرته ومكتبه لبت المحكمة الطلب وأرسلت ذلك الى شركة "أوجيرو" وشركتي الخليوي "أم تي سي" و"ألفا".

 

حراك الشارع مهدد بالانقلاب على نفسه والمضربون عن الطعام "يأكلون"

خطة النفايات الى التنفيذ غدا وصرخة اقتصادية لانقاذ الوسط التجـاري

وزراء سليمان يرفضون تسوية الترقيـــات وبحث عن مخرج لروكز

المركزية- حراك الشارع أدى قسطه للعلى. المضربون عن الطعام فكوا اضرابهم لان " التاريخ والشارع حاسبا وزير البيئة"، والمواجهات الدامية في ساحة الشهداء امس اظهرت مدى خطورة اللعبة التي انزلقت الى تصادم مباشر بين الشعب والقوى الامنية المولجة حمايته من جهة وبين المعتصمين انفسهم، بعدما تحركت فجأة العصبيات الحزبية، مخلّفة تساؤلات عن مناعة التظاهر وعناوينه في وجه الطائفية والانتماءات الحزبية والمذهبية، بما يفترض اعادة قراءة متأنية للجهات المسؤولة عن حراك الشارع وما اذا كانت "لوثة" الانقسامات التي تحكم البلاد تغلغلت في صفوفهم لتحرف قضيتهم عن مسارها خدمة لاغراض غير بريئة، يخشى ان تدفع البلاد نحو الهاوية التي سبقته اليها بلدان عربية عدة، ما زالت تتخبط حتى اليوم في صراعات دموية.

الى التنفيذ: في الموازاة تشق الحلول العملية لازمة النفايات طريقها نحو الهدف المنشود، اذ علمت "المركزية" ان الخطة التي اقرها مجلس الوزراء ستوضع اعتبارا من يوم غد موضع التنفيذ، بعدما اتاح وزير البيئة أكرم شهيب المجال للاتصالات السياسية لتأمين الموافقة المناطقية على اعتماد المطامر لا سيما في سرار- عكار والناعمة المفترض ان يستقبل النفايات لمدة سبعة ايام استنادا الى الخطة التي حظيت بتوافق سياسي، في حين يبدو تم صرف النظر عن مطمر المصنع، بعدما تبين وجود تأثير سلبي على المياه الجوفية في المكان وفق ما قال الوزير شهيب .

ترفيعات ام استدعاء؟ في مجال آخر، وفي ما يتصل بالتسوية –المخرج الجاري العمل عليها من اجل فك أسر العمل الحكومي من قبضة التعطيل المتعمد من خلال ارساء حل للتعيينات العسكرية لتشمل قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز، اوضحت مصادر مطلعة على الاتصالات الجارية في هذا الشأن لـ"المركزية" ان ما طرح حتى الساعة من اقتراحات اصطدم بعوائق عدة والخيار الاكثر ترجيحا يرتكز الى استدعاء عدد من العمداء من الاحتياط بعد استمزاج رأي القيادة العسكرية بما لا يمس بهيكلية المؤسسة ولا يحدث خللا قد يؤثر على متانتها وانتظامها العام، اما مدة الاستدعاء فتخضع للبحث، فاما ان تكون سنة او ستة اشهر. واكدت المصادر ان قابلية هذا الطرح هي الاوفر حظا لكونه لا يحتاج الى تعديل قوانين بل مجرد قرار من وزير الدفاع سمير مقبل بناء على اقتراح قائد الجيش العماد جان قهوجي.

التيار: وفي السياق، أشار عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق غابي ليون إلى أن شيئا لم يحسم بعد في شكل نهائي، والقرار يعود في النهاية إلى العماد عون والتكتل. لكن في المبدأ، ما نسمعه يفيد بأن عدد الألوية في الجيش قانونيا، 8 ألوية، لكن يوجد 5 راهنا، أي أن عليهم استكمال تعيينات المجلس العسكري، وإضافة 3 ألوية جدد بينهم العميد روكز. هذا الأمر يقونن وضع المجلس العسكري غير المكتمل راهنا لأن هناك 3 مراكز شاغرة، و3 أخرى ممدد لشاغليها، أي أنه إذا حصلت تعيينات في المجلس العسكري، ورفع عدد الألوية من 5 إلى 8، يكون هذا الموضوع قد حل، لكن تبقى مخالفة مرتبكة هي التمديد غير القانوني، أي أننا توصلنا إلى حل "نصف المشكلة" فقط".

رفض مقبل: غير ان نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل المعني مباشرة بالملف، اعلن رفضه وكتلة الرئيس ميشال سليمان الوزارية الطريقة المعتمدة في ملف الترقيات العسكرية والتسويات السياسية المستغلة للموضوع لاسيما التسوية القائمة على ترقية 3 عمداء الى رتبة لواء يكون من بينهم العميد شامل روكز، فينضمون الى المجلس العسكري، على ان يصبح عدد الألوية داخله 8، لا 5، كما هو الحال اليوم. وقال اثر لقائه متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة "انني غير موافق على هذه الطريقة الا ان القوى السياسية اذا وافقت جميعهاعلى هذه التسوية، يمكن طرحها على مجلس الوزراء كي يتخذ القرار المناسب، لكن اؤكد اننا في كتلة الرئيس سليمان سنقف ضدها".

انقاذ قلب بيروت: وفي مقابل الجمود السياسي المرتقب ان يمتد حتى موعد الجولة الحوارية الثالثة في ساحة النجمة الثلثاء المقبل المتوقع ان يغيب عنها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون مجددا، سجل اكثر من نشاط وتحرك يتصل بالملفات المعيشية والحياتية الضاغطة فاطلق القطاع الاقتصادي صرخة مدوية في وجه استهداف العاصمة وتعطيلها وعقد في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان لقاء اقتصادي موسع ومؤتمر صحافي تحت عنوان "من أجل انقاذ قلب بيروت"، حضره الى فاعليات اقتصادية نواب العاصمة واكدت الكلمات على ان ما يجري يطرح الكثير من علامات الاستفهام، وكأن الوسط بات مستهدفا في الصميم، واشارت الى ان المطالب المحقة لا تعني استباحة وسط بيروت وتخريبه، وجعله مشرعاً لكل من يريد عرض عضلاته، أولتنفيس احقاده، أو لإحياء مشاريع بائدة. واعلن المشاركون ان عدد المحال التجارية التي اقفلت خلال عام بلغ 130 في العاصمة منها 79 في الوسط التجاري.

فواتير السياسيين: وليس بعيدا من الشأن الحياتي، وبعدما تداول الاعلام لوائح باسماء سياسيين لم يسددوا فواتير الكهرباء المستحقة، وطلب المدعي العام المالي علي ابراهيم من مدير عام كهرباء لبنان كمال حايك اتخاذ المقتضى في حقهم، اعلن حايك ان كل ما نشر من لوائح، يبقى على مسؤولية ناشريه، لافتا إلى أن "قسما كبيرا من هذه الأسماء دفع ما يتوجب عليه والآخر موجود ضمن اللائحة التي تم تسليمها بكل سرية الى المدعي العام المالي ولم تسلم لأحد سواه.

نظاريان: على صعيد آخر، وفيما التقنين الكهربائي على أشده حتى باتت ساعاته الطويلة تشمل قلب العاصمة، وبعد تجدد السجال بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، واتهام الفريق الأزرق "للبرتقالي" بصرف اموال الخزينة مقابل "لا شيء" كهربائيا، أعلن وزير الطاقة ارتور نظاريان في مؤتمر صحافي ان "اي خلاف حزبي يجب الا يؤدي الى وقف مشاريع الكهرباء"، معتبرا ان "هناك ضرورة لتطبيق الخطط من ضمن رؤيا واحدة للسياسيين والقياديين وعدم تغييرها في كل عام، من أجل ضمان مصلحة المواطنين". واذ كشف عن معملين للطاقة سيوضعان في الخدمة قريبا ويوفران ثلاث ساعات إضافية من الكهرباء"، تحدث عن نجاح الوزارة في "زيادة الانتاج 19 % في المئة، الا ان هذه التحسينات تأثرت بتداعيات الازمة السورية وزيادة الطلب على الكهرباء". وحذر من "ان الخطة الممنهجة لضرب ورقة سياسة قطاع الكهرباء وصولاً إلى الإنهيار الكامل في القطاع والعودة الى ما كان مخططا له في السابق من إستيلاء على مؤسسة كهرباء لبنان والقطاع برمته بدولار رمزي واحد هو ما نواجهه اليوم وندعو الرأي العام اللبناني الذي نعّول على وعيه وحسه السليم الى التمييز بين من يعمل لأجل المصلحة العامة ومن يعرقل لتسيير مصالحه الخاصة".

 

لماذا تكتّم حزب الله على حادث اطلاق النار على منزل الشيخ محمد يزبك؟

 جنوبية/17 أيلول/15/لماذا قام أفراد من حزب الله باطلاق النار على منزل مرجعهم الديني والحزبي الشيخ محمد يزبك؟ وما هو السرّ الذي حدا بالاجهزة الامنية الرسمية والحزبية الى محاولة التكتّم على هذا الاعتداء؟ وما هو دور مافيات تهريب السلاح في ذلك؟

تفاجأ اهالي بلدة بوداي البقاعية قبل أسبوع، بسماع رشقات نارية مصدرها منزل رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، ليتبيّن لاحقا، أن مجموعة مسلّحة أطلقت النار باتجاه المنزل وفرّت مسرعة الى مكان مجهول، مع العلم ان الشيخ يزبك يعتبر مرجعا دينيا كبيرا للحزب، فهو أيضا يشغل منصب “الوكيل الشرعي العام” في لبنان لولي الفقيه السيد علي خامنئي. هذا وقد حصل موقع “جنوبية” على معلومات موثوقة تؤكّد أن قائد المجموعة التي قامت باطلاق النار “التحذيري” على منزل الشيخ يزبك هو نفسه “عمار .ي. ش أحد عناصر حزب الله ونجل المسؤول العسكري في الحزب الذي كان قد اعتقل في سوريا بتهمة تهريب السلاح الى تنظيم داعش، ليتبيّن أنه وفور الافراج عنه بتدخل وطلب مباشر من حزبه، قام بالهجوم على منزل الشيخ يزبك واطلاق الرصاص باتجاهه، دون معرفة الاسباب. وكان موقع جنوبية قد انفرد بنشر الخبر بتاريخ الأول من شهر أيلول الحالي كاشفا عن “اعتقال الجيش السوري لأحد عناصر حزب الله عمار .ي.ش. بتهمة شراء أسلحة من جنود في الجيش السوري وبيعه الى عناصر داعش في القلمون، وقد أفادت التحقيقات السورية أن السلاح كان يهرّب عبر الأراضي اللبنانية ووجهته تنظيم “داعش” الإرهابي الذي يتواجد على تماس مع قوات حزب الله في بعض الجبهات في القلمون السوري وكذلك في منطقة جرود رأس بعلبك”. وبالعودة الى موضوع اطلاق النار الانف الذكر الذي ما زال سببه مجهولا، فان رابطا ماديا يتعلّق بفضيحة تهريب سلاح أيضا ضجّ فيها البقاع قبل ثلاث سنوات قد يكون له علاقة بما حصل، وكان بطل الفضيحة السابقة نجل أحد المشايخ والمراجع في حزب الله (نتحفّظ عن ذكر اسمه)، فقد القي عليه القبض من قبل أمن حزب الله حينها بتهمة بيع مخزن كامل للذخيرة الى الجيش السوري الحر، وذلك قبل اعلان حزب الله تدخله الميداني في سوريا. بعد فضائح الكبتاغون والأدوية المهربة الفاسدة،، هل بلغ استشراء الفساد داخل حزب الله الى حدّ ان عددا من عناصره تحوّلت الى مافيات تهرّب السلاح الى الاعداء في سوريا، ثم تختلف فيما بينها بعد اعتقال احدهم في سوريا، وعندما يطلق سراحه، يذهب ويستهدف بهجوم مسلّح منزل المرجع الديني للحزب الشيخ محمد يزبك، فلا يعلن أحد عن الحادثة ويضطر المعنيون في الحزب الى “لفلفة” القضيّة واخفائها منعا لـ”تشويه صورة المقاومة” ودون ان يعاقب المعتدون المهربون ؟!

 

تجمع أصحاب الحقوق في وسط بيروت: قطع الارزاق الفعلي هو ما اقترفه مشروع الشركة العقارية

الخميس 17 أيلول /2015 /وطنية - توقف تجمع أصحاب الحقوق في وسط بيروت التجاري في بيان، عند "الغيارى الجدد على وسط بيروت وتجاره من رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة بيروت ورئيس جمعية تجار بيروت وغيرهم"، وقال: "إذا كان من قطع ارزاق فعلي حصل في وسط بيروت، فهو ما اقترفه مشروع الشركة العقارية ومؤيدوه، بحق ملاك وتجار وحرفيي وسكان بيروت الذين جردوا من املاكهم فيه". أضاف: "لا يوجد اليوم في وسط بيروت سوى ما يناهز المئة تاجر من اصل العشرة الاف تاجر الذين كانوا فيه قبل مشروع الشركة العقارية، ويعمل التجمع بعزم حثيث على اعادتهم وابنائهم الى اسواقهم فيه".

واستنكر التجمع "نعت تجار وسط بيروت هؤلاء ب"أبو رخوصة"، فهؤلاء يفخرون انهم بأسعارهم القنوعة استطاعوا تحقيق ازدهار بيروت الغابر، وهذه الاسعار هي تحديدا ما جعل وسط بيروت لجميع الشعب. فيا ليت من يدعون الغيرة على وسط بيروت وتجاره وقفوا في حينه بوجه هدم اسواقه وتهجير تجاره".

               

ما قصة فارس سعيد ... وفواتير الكهرباء؟

الوكالة الوطنية للإعلام"/17 أيلول 2015 /يبدو ان لائحة السياسيين المتأخرين عن دفع فواتير الكهرباء طالت والدة النائب السابق فارس سعيد الذي اكد في بيان انه "صدرت لائحة عن العام 2001، تضم أسماء عدد من السياسيين، ضمت إسم والدتي السيدة نهاد سعيد على أنها تدين لشركة كهرباء لبنان بمبلغ وقدره 77 مليون ليرة عن مستشفى كنا نملكه، والكائن على العقار رقم 1514 من منطقة الأشرفية العقارية ملك مكرزل مسجل بإسم السيدة نهاد سعيد". واضاف: "يهمنا التأكيد على أن هذا المبلغ قد تم تسديده في شكل كامل قبل تاريخ 12 آذار 2008، وننشر صورة طبق الأصل عن براءة الذمة الصادرة عن شركة كهرباء لبنان. كما نحتفظ بحقنا في تقديم شكوى ضد كل من روج هذه المعلومات قبل التأكد من صحتها. ونؤكد للذين ينبشون القبور للبحث عن الفساد أن لا مكان له في منازلنا واسألوا من تشاؤوا".

 

سلام استقبل قزي ودو فريج وشهيب وعرض مع وفد مزارعي القمح في البقاع موضوع دعم القمح

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الكبير، وزير العمل سجعان قزي، ثم وزير الدولة لشؤن التنمية الادارية نبيل دو فريج، فوزير الزراعة اكرم شهيب.

عراجي

واستقبل سلام وفدا من مزارعي القمح في البقاع، بحضور النائب عاصم عراجي الذي قال بعد اللقاء: "تحدثنا مع دولته في مشاريع وقضايا زراعية عدة على رأسها موضوع دعم القمح. نحن نعرف أن وزارة الاقتصاد كانت تستلم سنويا القمح من مزارعي البقاع وكان السعر مقبولا من خلال الدعم، لكن هذه السنة مع الأسف لأسباب يمكن أن نتفهمها لا تريد وزارة الاقتصاد أن تستلم القمح علما بأن هذا الأمر مقرر في الموازنات منذ فترة طويلة لدعم زراعة القمح في لبنان وتحديدا في منطقة البقاع". أضاف: "تحدثنا مع دولة الرئيس بهذا الموضوع وهو بادر الى الاتصال بوزير الاقتصاد والتجارة الان حكيم الذي طرح سعر دنم القمح ب 150 ألف ليرة. لقد طلبنا أن يكون دعم الدنم ب 200 ألف لأن سعر 150 الفا يشكل خسارة بالنسبة الى المزارعين، وقد كان وزير الاقتصاد متفهما".وتابع: "لقد طرح دولة الرئيس مواضيع أخرى تخص منطقة البقاع وشعرنا أن لديه تفهما لكل المشاكل الزراعية التي يواجهها هذا القطاع بدءا من اقفال الطريق البرية ومرورا بالظروف المناخية السيئة التي أثرت على القطاع الزراعي بشكل عام".وختم: "باسم الوفد وباسم تيار المستقبل واتحاد البلديات، نشكر دولة الرئيس، ونأمل أن يعود دعم القمح كما كان في السابق".

 

قهوجي عرض وملحق الدفاع الأميركي التعاون العسكري

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، ظهر اليوم، ملحق الدفاع الأميركي في لبنان العقيد Richard J. Quirk، وتناول البحث علاقات التعاون العسكري بين جيشي البلدين.

 

لجنة المتابعة للتحرك الشعبي دعت إلى المشاركة في مسيرة الاحد: مستمرون حتى تحقيق المطالب

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - أعلنت لجنة المتابعة للتحرك الشعبي خلال مؤتمر صحافي عقدته في رياض الصلح، أن "الإفراج عن المعتقلين في وقت قياسي تحت ضغط الشارع إنجاز جديد يضاف إلى انجازات الحراك". وتطرقت إلى خطة الوزير أكرم شهيب، مؤكدة "رفضها وأن الحراك مستمر حتى تحقيق كل المطالب"، شاكرة "المضربين عن الطعام". وطالبت ب"الافراج الفوري عن جميع المعتقلين ووقف ملاحقتهم ومحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق وإقالة وزير البيئة محمد المشنوق، وإعلان خطة طوارىء بيئية فورية مع بداية فصل الشتاء، والمسارعة إلى تحرير أموال البلديات والصندوق البلدي المستقل، واجراء انتخابات عاجلة".ودعت إلى "المشاركة في المسيرة التي ستنظم الأحد الخامسة عصرا من جسر نهر بيروت باتجاه ساحة رياض الصلح".

 

المضربون عن الطعام أعلنوا فك اضرابهم: حققنا هدفنا فالشارع حاسب والتاريخ ايضا

الخميس 17 أيلول /2015 /وطنية - أعلن الناشطون المضربون عن الطعام، فك اضرابهم والانضمام الى الحراك الشعبي بعد ان دخل اضرابهم المفتوح يومه السادس عشر، وبعد ان ساءت الحال الصحية لبعضهم، الا ان الدكتور علي برو أعلن استمرار اضرابه عن الطعام الذي بدأه منذ 13 يوما، على ان ينتقل من امام مبنى اللعازارية الى ساحة رياض الصلح. وعقد الناشطون مؤتمرا صحافيا عند الثانية من بعد ظهر اليوم، أمام خيم الاعتصام مقابل وزارة البيئة في بناية اللعازارية، وتحدث باسمهم الناشط وارف سليمان الذي كان بدأ الاعتصام المفتوح عن الطعام وتم توقيفه امس. استهل سليمان المؤتمر بتعداد أسماء رفاقه المضربين عن الطعام وهم: زين ناصر الدين، أحمد المصري، موسى جمعه، حسن قطيش، نزيه خلف، يوسف الجردي، داني سليمان، فايز ياسين، صلاح جبلي، وسعادة منصور. وأشار الى أن هدف المضربين عن الطعام "منذ البداية كان المحاسبة"، وقال: "لقد أجرى وزير البيئة اتصالات بأكثر من وسيط خلال توقيفي امس، طالبا مني التعهد بفك الاعتصام مقابل الافراج عني، لذلك أترك الرأي للناس في هذا الموضوع. لقد وصلنا الى الهدف الذي نريد تحقيقه، فالشارع حاسب والتاريخ ايضا".  أضاف: "بعد تدخل الاهل ومجموعات الحراك والناس، اضافة الى الحال الصحية السيئة التي بدأت تؤثر على صحتنا، أصبحت المسؤولية كبيرة علينا ولم نعد نستطع أن نحملها لاهلنا واخواتنا واحبائنا. لذلك قررنا الاعلان عن فك الاضراب عن الطعام والانضمام الى كل رفاقنا في الحراك الشعبي". وتابع: "بالنسبة الى الشبان الذين حطموا الخيم أمس، اقول لهم هذه الخيم لنا ولكم، ونحن ندافع عن حقوق الجميع. أريد أن أشير الى أن هذا الشارع والرصيف محروم من ادنى المقومات لاستقبال الناس، وهو معد كي لا يستقبلنا ولا يرحب بنا، لكننا اجتمعنا وقررنا أن نبقى فيه. لقد أعدنا الحياة الى وسط بيروت وأعدنا وسط بيروت للناس".

برو

بدوره، أكد برو استمراره في الاضراب عن الطعام، وقال: "كل من يشكك بمصداقية اضرابنا ليتفضل ويراقبنا 24 ساعة على 24، والا فليخرس". وأعلن أنه سيتم "تعديل مكان الاعتصام الى ساحة رياض الصلح بجانب اهالي العسكريين المخطوفين".

 

مروان حمادة: عون يتبع سياسة خذ وطالب وصولا إلى الرئاسة

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - علق عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة في حديث، الى إذاعة "الشرق" على جلسة الحوار الثانية التي غاب عنها النائب العماد ميشال عون وحضر الوزير جبران باسيل ممثلا عون، بالقول:"رغم تساؤلات كثيرة قبيل الجلسة حول جديتها في غياب ميشال عون ووجود باسيل إرتأى الرئيس بري وفريق 14 آذار أن حضورالجلسة أفضل من عدم حضورها، ولا بد من مواجهة الوضع". واشار "إلى أن جلسة الأمس كانت أنجع وأكثر فائدة وأهدأ من الجلسة الأولى، وتوصلت على الأقل الى إلغاء حلم مجنون يراود العماد عون لأنه يقيد كل أسس الدستور اللبناني، أي الذهاب إلى انتخاب رئيس من الشعب لأن لبنان ليس نظاما رئاسيا كما يوجد دستور وميثاق وطني. وهناك الطائف والنصوص الدستورية، والخروج عنها يعني مغامرة كبرى تؤدي إلى أمور وحروب أهلية نحن بغنى عنها، كذلك تبين أن هناك أسبابا واسعة للتفاهم حول بعض صفات الرئيس العتيد التوافقي، وليس إطلاق سامي الجميل لكارلوس غصن إلا عينة على الأشخاص الذين يراهم اللبنانيون أن يكون على رأس دولتهم وحاكما من الطراز الأول". وقال:"ما رأيناه أمس في الشارع يشبه ما كنا نراه في الستينيات والسبعينيات أي من القرن الماضي، ولم يعد هناك أي علاقة بما نعيشه، ولا أمل بتغيير لبنان بهذه الطريقة. نظام لبنان يمكن أن يطور لكن لا يمكن أن ينسف، من هنا أرى أن جلسة الأمس ربما كانت الجلسة الوحيدة التي يمكن أن يبنى عليها. وإذا خرجنا من العقلية الضيقة يمكن حل أزمة النفايات ونكون قد أمنا أيضا رواتب القطاع العام طالما وقعت بالأمس، مؤكدا أن قيادة الجيش لا تحتاج في هذا الجو المتوتر جدا إقليميا إلى أي هزة".

وفي ما يتعلق بموضوع الترقيات الأمنية وكلام الشيخ نعيم قاسم بإيجاد حل لها كي تعاود الحكومة جلساتها، وبالإشارة إلى كلام النائب فتفت أن قوى 14 غير موافقة على ترقية العميد روكز وكلام سمير الجسر في ضوء الحوار مع "حزب الله" أن ترقية روكز قد تكون مدخلا إلى الحل، رأى حمادة وجود مدرستين، الأولى "سكتوا العماد عون وروقوه ولتتم ترقية روكز كي نشتري وقتا وأعمالا لمجلس الوزراء"، لكن المشكلة تكمن كم من الوقت سنشتري وكم من مجال سيعطى لمجلس الوزراء وما الذي يمنع من وضع شرط آخر بعد تلبية الشرط الحالي، واصفا هذه النظرية بأنها ساقطة". أضاف:"إن العميد روكز يمثل تيارا معينا، وأنا لا يمكن أن أسلم الجيش الشرعي إلى حليف حزب الله في الوقت الذي عندي جيش غير شرعي هو مليشيا حزب الله، وبذلك أكون قد سلمت الجيش والمقاومة لفريق واحد ووضعت الشعب تحت سلطتهم و لكل فريق مقاربة مختلفة عن ذلك"، لافتا "إلى نصائح من سفراء بعض الدول الكبرى تقول أعطوا ميشال عون شيئا كي نشتري فترة إستقرار، هذه الفترة نشتريها ولا إستقرار ولا خدمات حياتية، والسؤال هل سنبقى نلبي رغبات ميشال عون وأصهرته أسبوعا بعد أسبوع"؟

سئل: هل إبقاء العميد روكز في الجيش برتبة لواء تعني تسليمه قيادة الجيش ؟

أجاب:"إن القضية ليست قضية العماد روكز لأن الجنرال سوف يطلب في اليوم التالي ويقول إن جان قهوجي غير شرعي ومدد له بتوقيع من وزير الدفاع وهذا صار لواءا بقرار مجلس الوزراء وحان الوقت للتبديل، وهذا سيحدث قضية مع عمداء آخرين في الجيش لم تتم ترقيتهم، كما أننا نكون قد سلمنا الدفة لفريق مهيمن عليها من خلال مليشيا وهو يقوم بحروب عديدة".

وختم حمادة قائلا:"إن الجنرال عون يتبع سياسة خذ وطالب وصولا إلى الرئاسة".

 

الوفاء للمقاومة: نأمل ان يسهم الحوار في إنجاز الاستحقاق الرئاسي بما يضمن استقرار الحكم والشراكة فيه

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور اعضائها.وأعلنت الكتلة في بيان إثر الاجتماع، أنها توقفت "عند الاوضاع الكارثية التي تعانيها المنطقة العربية نتيجة ابتعادها عن القضية المركزية الأم وانزلاقها نحو النزاعات الدامية وحروب التدمير الذاتي التي شرعت الابواب امام عصابات الارهاب التكفيري والتدخلات الخارجية، وادت الى تفكك المجتمعات واضعاف الجيوش وتقويض الدول، مع ما يتيحه ذلك كله من فرص امام العدو الإسرائيلي ليتوغل في عدوانه وانتهاكاته للمقدسات وتهويده للأراضي الفلسطينية المحتلة وتماديه في هتك حرمة المسجد الاقصى والهجمات التخريبية الممنهجة التي يستبيح فيها الباحات والمباني والمصلين ويعبث تخريبا واضطهادا واحراقا في ظل صمت عربي ودولي مريب". ودانت وشجبت "الأعمال الارهابية العدوانية الاسرائيلية والانتهاكات لحرم المسجد الاقصى"، حيت "الفلسطينيين المرابطين على ثباتهم وتصديهم لتلك الاعتداءات الآثمة"، وتؤكد على "ضرورة الحفاظ على وحدة القوى الفلسطينية"، داعية "العرب والمسلمين جميعا الى أوسع حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والى اعلان السخط ودعم خيار المقاومة ضد العدو الاسرائيلي الذي يشكل خطرا وجوديا وتهديدا دائما للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم". وأوضحت أنها ناقشت "مجريات جلسات الحوار الوطني التي تنعقد برعاية دولة الرئيس نبيه بري وكذلك مجريات الحوار بين حزب الله وحزب المستقبل". وشددت على "أهمية المشاركة الايجابية الجادة والصريحة فيهما بغية التوصل الى نتائج عملية وتفاهمات وطنية تسهم بإعادة الحياة للمؤسسات الدستورية ومعالجة المشاكل الضاغطة على البلاد والمواطنين". وقالت الكتلة في بيانها: "أولا: إن ملء الشغور الرئاسي هو شأن وطني داخلي، تنبغي مقاربته على اساس تقدير وطني سليم للمصالح العليا للبلاد بعيدا عن الرغبات أو التدخلات.

إننا نجدد دعمنا للمرشح القوي الذي يملك حيثية شعبية ومنهجية سيادية ويبعث رسالة اطمئنان الى المسيحيين في لبنان والى المسيحيين عموما في الشرق، وإننا نأمل ان تسهم جلسات الحوار الوطني بالتوصل الى التفهم المتبادل للحيثيات والمعايير والظروف لإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري بما يضمن استقرار الحكم وتحقق الشراكة فيه.

ثانيا: ان الناتج الطبيعي للتردي الذي اصاب بنية الدولة اللبنانية ومؤسساتها بسبب سياسات حزب المستقبل وادارته للسلطة، هو هذا الفساد الفضائحي الذي لطالما اعترضنا عليه وحذرنا مرارا وتكرارا من التمادي فيه ومن مخاطره واعبائه وتداعياته على البلاد والعباد، ولن ينفع حزب المستقبل رمي فساده على الأخرين في حجب الحقائق عن مسؤولياته المباشرة عن هذا التردي وعن المديونية المالية التي افقرت اللبنانيين وأرهقت الدولة وعن هدر المال العام وتعميم ثقافة الفساد والافساد. ان اللبنانيين الذين ضاقوا اليوم ذرعا بالفساد وشهروا احتجاجهم على النهب المنظم للمال العام وعلى التعطيل الممنهج لمشروع الدولة يعرفون جيدا من الذي صادر الدولة وبنى في احشائها منظومة متكاملة للفساد، وأصبح لها بفضله ورعايته هيكلية وبرامج ومنهجية، وبدت كذراع ناعمة له داخل كل مؤسسات الدولة وأجهزتها، يستخدمها لإحكام سيطرته عليها ولابتزاز اللبنانيين في لقمة عيشهم وكراماتهم توهما منه بأن ذلك يسهل عليه تمرير سياساته المالية والاقتصادية والتنموية الخاطئة عبر تجاوز الدستور والثوابت الوطنية والتنكر للحقوق المشروعة للمواطنين، ثم اعتماد التفرد والاستئثار والاستقواء بالخارج. ان حزب الله الذي شرف لبنان والعروبة بصدقية أدائه وترفعه وبتضحيات مجاهديه الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم ليبقى للبنانيين وطن سيد يجسدون فيه وعبره تطلعاتهم سيظل على موقفه الثابت في السعي الى بناء دولة عادلة وقادرة يرتع فيها فساد ولا يأمن فيها مجرم أو مرتكب. ثالثا: لقد بات واضحا تماما أن اكذوبة التحالف الغربي ضد داعش ليست الا قناعا هشا للتغطية على تآمر الادارة الامريكية وحلفائها الغربيين ضد سوريا واستقرارها ودورها، فيما انكشف تواطؤ هؤلاء مع بعض الدول الاقليمية في استخدام داعش وفصائل الارهاب التكفيري الاخرى لإحكام السيطرة على سوريا وفرض وصايتهم عليها ومصادرة حق الشعب السوري في تقرير مصيره. ان الكتلة اذ تؤكد ادانتها لهذا التواطؤ الدولي الاقليمي تشدد على أولوية مكافحة الارهاب ووقف دعمه واستخدامه، والشروع في اعتماد حل سياسي وطني في سوريا بعيدا عن أي تدخل خارجي في شؤونها السيادية. رابعا: ان الاصرار على مواصلة العدوان السعودي - الامريكي على اليمن وشعبه، لن يفضي الا الى اطالة أمد الاستنزاف والمراوحة بالمأزق الذي أخذ يتبدى بشكل واضح في اداء النظام السعودي، فيما تزداد التعقيدات أمام انجاز تسوية سياسية يمنية تعيد الاستقرار الى اليمن وتضع حدا لجرائم نظام آل سعود ضد الانسانية وللقتل والتدمير العبثي الذي يستهدف الشعب اليمني وبنية الدولة والحياة المدنية في بلاده. ان كتلة الوفاء للمقاومة تجدد ادانتها لهذا العدوان الظالم من جهة، وتضامنها مع مظلومية اليمن وشعبه من جهة ثانية، وتحميلها المسؤولية ايضا للدول وللمؤسسات الدولية التي لا تزال تلتزم الصمت المريب والتواطؤ مع العدوان من جهة ثالثة، وتؤكد ان الحل السياسي وحده هو السبيل الصحيح لمنع التداعيات المتعاظمة والمتدحرجة التي تهدد مصالح البلدين والشعبين ومصالح المنطقة وشعوبها".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

السفير السعودي في العيد الوطني لبلاده:انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب فرصة ممكنة لتستقيم هيكلية الدولة

الخميس 17 أيلول 2015

وطنية - أقام سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، مساء اليوم حفل استقبال لمناسبة العيد الوطني لبلاده، في قاعة بافيون رويال - بيال، في حضور ممثل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري النائب أيوب حميد، ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، وزراء: الاعلام رمزي جريج، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الصحة العامة وائل أبو فاعور، التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، والشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي، سفراء: الامارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي، قطر علي بن حمد المري، مصر محمد بدر الدين زايد، إيران محمد فتحعلي، روسيا ألكسندر زاسبيكين، النمسا أورسولا فاعرنغر، أستراليا غلين مايلز، بريطانيا هيوغو شورتر، فرنسا إيمانويل بون، الجزائر أحمد بو زيان، والمكسيك جيم غارسيا أمارال، ممثل سفير الولايات المتحدة الأميركية ديفيد هيل رئيس الشؤون السياسية في السفارة ريس سميث، النواب: ألان عون، أحمد فتفت، عمار حوري، وميشال فرعون، وفد من قيادة الجيش ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي ضم: اللواء الركن محمد خير، العميد الركن سعيد القزح، العقيد بهاء حلال، الوزراء السابقون: فادي عبود، فيصل كرامي، مروان شربل، محمد رحال، عبد الرحيم مراد، منى عفيش، نائلة معوض وخالد قباني، والنائب السابق مصطفى علوش. وحضر أيضا نقيب الصحافة عوني الكعكي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العميد الركن خالد موسى، مديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة ميرا ضاهر، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان، المستشار الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء  تافذ قواص، رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية - السعودية إيلي رزق، رئيس مخابرات بيروت العميد جورج خميس، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، الدكتور في القانون الدولي أنطوان صفير، إضافة إلى فاعليات سياسية واقتصادية وديبلوماسية ودينية واجتماعية.

عسيري

وقال السفير عسيري "بفرح كبير بقدر المحة، يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم، في رحاب ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية التي لطالما أحبت لبنان وبادرت الى جمع ابنائه وتعزيز وحدتهم، وها أنا أجمع المحبة والمودة التي عبرت عنهما المملكة في مناسبات عديدة وأنثرها كباقة زهر تعطر هذه الامسية الجميلة التي أنرتموها بحضوركم الكريم. كما يشرفني أن أنقل إليكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله والقيادة السعودية ومن خلالكم الى الشعب اللبناني الشقيق.وكم كنت أتمنى أن يشاركني الليلة فرحة هذا اللقاء كل محب للبنان، تاق الى رؤية العائلة اللبنانية موحدة، وإلى لبنان العيش المشترك الذي ظل تنوعه مصدر غنى له ولمحيطه العربي، لبنان الذي يجتمع ابناؤه مسلمين ومسيحيين على تقاليد واحدة وأهداف واحدة ونشيد واحد مطلعه "كلنا للوطن"، لبنان الرقي والحضارة والانفتاح الذي نشأنا على الاعجاب به وبكفاءة ابنائه الذين قدموا مثالاً يحتذى في ما أصابوه من نجاحات مختلفة .. الى هذا اللبنان، الماثل في ذاكرتنا الجميلة والذي اشعر انه يتجسد من خلالكم اليوم، والذي استحلفكم بالله ان تعيدوه الى ذاته وان لا تفرطوا به". اضاف:"ندائي هذا هو صدى لمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، التي دعا من خلالها الى المحافظة على وحدة لبنان وسيادته وتحصين امنه واستقراره والعيش المشترك بين ابنائه ليتمكن من اجتياز هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها المنطقة ويستعيد دوره الطليعي وعصره الذهبي. وانطلاقا من هذه المواقف الكريمة التي تنم عن حرص اخوي كبير اسمح لنفسي بالتطرق الى الواقع السياسي الذي نشهده حاليا، ليس من باب النصح والمزايدة، بل من لهفة مواطن عربي يحب لبنان، عاش بينكم عدة سنوات، وشرب من مائكم واستنشق هواءكم، وللبنان في قلبه محبة لا تقل عن محبتكم له". ايها السيدات والسادة، تمر منطقة الشرق الاوسط بأحداث تتداخل فيها التعقيدات السياسية والامنية، ويزيدها صعوبة تطرف في الفكر والبحث عن ادوار مصطنعة واعمال ارهابية غريبة عن المنطقة ومعتقداتها ومجتمعاتها. ولعل أشد ما يؤثر على لبنان من بينها هي احداث سوريا بفعل التداخلات الجيوسياسية من جهة وبفعل رغبات لا تنسجم مع دور لبنان وتدفعه الى وضع لا يلائم مصلحته الوطنية العليا.لذا فإن الخروج من الوضع الراهن بات ضرورة ملحة تبدأ بالتزام كافة القوى السياسية بتحييد لبنان عن النار المستعرة في الجوار، وبتحقيق خطوة اساسية تشكل مدخلا الى كافة الحلول تحرص المملكة عليها وتأمل انجازها ألا وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب فرصة ممكنة لتستقيم هيكلية الدولة وتسير عجلتها وفق المسار الطبيعي للأمور، لأن الفراغ في سدة الرئاسة يضعف الدولة ومؤسساتها في وقت هي اكثر ما تحتاج الى الدعم والمؤازرة، والى تعزيز ثقة المواطن بها وليس العكس. وحماية الدولة وتطويرها واجب القيادات والمواطنين معا، وتقدم البلاد في ظل السيادة والامن والاستقرار يحقق المصلحة الوطنية العليا التي يصبو اليها كل لبناني، واني على ثقة تامة ان الاشقاء اللبنانيين بكافة فئاتهم لم ولن يرضوا الا بتحقيق ما هو افضل للبنان عبر التعالي على الخلافات وتحصين الوحدة الوطنية والساحة الداخلية وقطع الطريق على كل ما من شأنه ايذاء لبنان والاساءة لتاريخه وصورته ورسالته.من هنا، فإن اللحظة السياسية الحالية، لحظة تاريخية تتطلب قادة شجعان وأنتم كذلك، وقرارات شجاعة وانتم قادرون على اتخاذها، قرارات تغلب مصلحة الوطن على كل ما عداها وتفتح الباب امام مرحلة جديدة عنوانها الاستقرار السياسي والامني، وصون سيادة الدولة وكرامتها، والمملكة العربية السعودية هي الأحرص، من بعدكم، على دعم هذه السيادة وصونها لمصلحة لبنان والمصلحة العربية". ايها الحفل الكريم ،

يتطلع العرب الى النموذج النهضوي الذي قدمه اللبنانيون والنهضة العربية التي كانوا روادها والتي نشرت الثقافة والعلم في اقطار المشرق، آملين ان تستعيدوا هذا الدور ليستيعدوا معكم وبكم دورهم الحضاري. اقول هذا الكلام انطلاقا من معايشتي عن قرب للأشقاء اللبنانيين، في المملكة بداية وخلال ممارستي مهامي في لبنان. وأقول ان اللبننة وجود متكامل وليست مساحة جغرافية فقط، واللبناني، عربي متميز، بثقافته المتنوعة وبعيشه في الشرق وانفتاحه على العالم الرحب، وبكونه انسان مبدع خلاق. هذه الصفات هي ثروة وغنى للبنان، وهي افضل ما تورثوه لابنائكم وليس الخلافات السياسية والقلق على المستقبل والتفكير الدائم بالهجرة.

أرجوكم، احبوا لبنان، لا تدعوه يستغيث، تشبثوا به، تجذروا بأرضكم، جذروا ابناءكم واحفادكم بها، ابنوا لهم وطنا حصينا منيعا يتشرفون به ويتفانون في محبته، اشعروهم ان بلدهم يحتضنهم وانه بيتهم وملجأهم وليس مصدر قلقهم، تعالوا على الخلافات وعلموهم انه في سبيل مصلحة البلاد تهون الصعاب.

ما اعبر عنه ليس سوى انعكاس لما تجمع في مسيرة العلاقات الاخوية بين المملكة العربية السعودية ولبنان وقيادتيهما وشعبيهما من أخوة ومودة وتواصل انساني عميق حرص عليه كافة الملوك الذين اعتلوا عرش المملكة وصولا الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وهو تعبير ايضا عن امنيات المملكة وآمالها في ان ترى لبنان موحدا، مستقرا، رائدا في محيطه، شامخ أرزه الى الغمام. وفي الختام، يطيب لي في هذه الامسية العزيزة وانا محاط بهذا الحشد من الاشقاء والمحبين ان ارفع أسمى آيات التهنئة والتبريك الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله والى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله والى صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع حفظه الله، والى ابناء الشعب السعودي النبيل، سائلا المولى عز وجل ان يحفظ المملكة العربية السعودية وان يديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار وان يبقيها قبلة العرب ، وان تبقى العلاقات السعودية اللبنانية مثالا يحتذى للأخوة الحقة.

 

لقاء الجمهورية حذر من خطورة المماطلة في تنفيذ خطة النفايات ودعا إلى انتخاب رئيس فورا ومقبل أكد أن التعيينات العسكرية تحتاج الى درس

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - دعا "لقاء الجمهورية" برئاسة الرئيس ميشال سليمان إلى "ضرورة انتخاب الرئيس فورا"، مطالبا رئيس وأعضاء طاولة الحوار ب"عدم الانتقال إلى أي بند، قبل الانتهاء من البند المتعلق برئيس الجمهورية وضرورة انتخابه وفقا للدستور. ونبه اللقاء خلال اجتماع "لجانه التحضيرية" من "خطورة المماطلة في تنفيذ خطة رفع النفايات من الشارع، قبل ان تقع الكارثة البيئية - الصحية الكبرى مع هطول الامطار وانتشار الامراض"، داعيا جميع القوى السياسية والشعبية إلى "مواكبتها ودعمها وعدم ربطها بأي ملف آخر".إلى ذلك، بحث الرئيس سليمان الأوضاع العامة مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، وزير السياحة ميشال فرعون، وزيرة المهجرين القاضية أليس شبطيني ووزير الشباب والرياضة العميد عبد المطلب حناوي.بعد اللقاء، قال مقبل: "عقدنا الاجتماع الأسبوعي ككتلة مع الرئيس العماد ميشال سليمان، بحثنا في الاوضاع الراهنة، لا سيما ما يتداول به السياسيون بالنسبة للترقيات ومعالجة النفايات الصلبة والكهرباء، وموقفنا ما زال على حاله، ونحن ككتلة لا نوافق ولا نحبذ موضوع الترقيات، والمعالجة للنفايات الصلبة مهمة للغاية، ويجب البت بها خلال ثمان واربعين ساعة، والا البلد سيقع في كارثة عند هطول الامطار، والخطة التي وضعت ووافق عليها جميع القوى السياسية يجب ان تنفذ ولا يوجد طريقة اخرى للمعالجة".وردا على سؤال حول الحل لموضوع التعيينات العسكرية، قال: "هذا الموضوع يحتاج الى درس وتفكير حتى لا تخلق جوا غير الجو الذي يجب ان يكون في البلد".

وعرض سليمان مع السفير الأميركي ديفيد هيل والسفير البريطاني الجديد هيوغو شورتر الشؤون الدولية، لا سيما تسليح الجيش وتفعيل دور التحالف الدولي ضد الارهاب.

كما استقبل وفدا من "حزب الوطنيين الأحرار"، رئيس "مجلس أمناء "الملتقى الثقافي للحوار اللبناني - العالمي" و"تجمع البيوتات الثقافية في لبنان" الشاعر البروفسور جورج طربيه.

 

الراعي خلال مأدبة تكريمية في القبيات: متضامنون مع المتظاهرين لكننا نريد التوجه الى باب اساسي هو انتخاب الرئيس

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بعد انتهاء القداس في القبيات، الحشود التي أمت مركز مار منصور التابع لمطرانية طرابلس المارونية المدشن حديثا في القبيات. ثم كانت له خلوة لبعض الوقت مع نواب عكار الحاضرين.

بعدها، انتقل للمشاركة في المأدبة التكريمية، التي أقيمت على شرفه في مطعم "ديوان الوادي" في وادي الحلسبان بالقبيات، في حضور النواب: هادي حبيش، خالد زهرمان، نضال طعمة، رياض رحال وخضر حبيب، والنواب السابقين: مخايل ضاهر، فوزي حبيش ومصطفى هاشم، محافظ عكار عماد لبكي، والقيادات والفاعليات السياسية والأمنية والروحية والنقابية والقضائية ورؤساء بلديات وكهنة.

حبيش

بعد كلمة لعريف الاحتفال إيلي سلوم، القى حبيش كلمة قال فيها: "لسنا نستقبلكم اليوم في عكار، أنتم من تستقبلوننا، "سيد بكركي" لكم دائما وأبدا صدر المقام والمجلس أينما حللتم، في أي مكان من لبنان، كل الديار دياركم، وكل الأهل أهلكم، وسيد الكلام كلامكم، "شركة ومحبة"، تحملون هموم الرعية، وتجولون بها في أرجاء الوطن، تحملون هموم الوطن وتجولون بها على الرعية، وهمكم واحد، أن تبقى الرعية راعية ل"الشركة والمحبة" كي يبقى الوطن راعيا ل"الشراكة والمواطنة"، لستم "سيد بكركي" وحسب، أنتم "سيد الوطن" لأن بكركي "سيدة لبنان" و"ملجأ اللبنانيين" الحصين في طلب الاستقلال والتحرر، وجوهر تحوله "منارة للشرق و"معلما للغرب" بحرصها على تمتين أواصر التعايش بين المسيحيين والمسلمين". أضاف: "نعلم جيدا أن المسؤوليات الملقاة على عاتقكم في هذه الايام تنوء بحملها الجبال، لكنكم ومن أجلنا، ومن أجل كل اللبنانيين، تمضون بحكمتكم في درب الجلجلة على خطى سيدنا المسيح، لا تهابون شيئا، لا تساومون على شيء، ولا تهادنون في كل ما ترونه حقا لنا ولوطننا الحبيب لبنان. من لا يريد أن يتعظ من عظاتكم هو الخاسر حتما، من لا يريد أن يصغي لمواقف بكركي الوطنية هو الخاسر حتما، ما تقوله بكركي في عظاتكم، في بيانات مجلس المطارنة، وفي قممها الروحية هو خارطة الطريق لحل أزمات الوطن وحجر الأساس في صون التعايش في لبنان والمنطقة، بكركي وأنت سيدها هي "ضمير لبنان"، فمن لا يحتكم ل"ضمير لبنان" فليراجع ضميره، ونقطة على السطر. ما نقوله ليس مديحا، هو خلاصة وقائع في السياسة والفكر والاجتماع، ليس تفصيلا أن يكون للمسيحيين اللبنانيين برعاية كرسي بكركي دور سياسي راجح ووازن في لبنان، ولو كان هذا الدور متاحا لمسيحيي العراق وسوريا لما حدث في حقهم ما حدث. فدور المسيحيين في لبنان هو "ضمانة" لكل المسيحيين في الشرق، وكلما كبرت أهمية هذا الدور ساهم في منع التطرف والتعصب والانعزال، لكن للأسف ثمة من لا يقدر معنى هذه "الضمانة الوجودية"، ويعمل على ضربها بشتى الطرق، وصولا إلى تعطيل انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في هذا الشرق". وتابع: "من عكار التي تعلمنا منها دروس الاعتدال والتعايش نجدد المطالبة معك بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لأننا لن نرضى بما نمثله في عكار وعلى صعيد الوطن أن يكون دور المسيحيين في لبنان عرضة للمفاوضة، وأن يكون دورهم "رهينة" للسياسة التدميرية التي تقول بانتظار نتائج ما يجري في المنطقة قبل انتخاب رئيس للجمهورية، نحن على قناعة تامة بضرورة فصل ما يجري في المنطقة عن دور المسيحيين في لبنان لننتخب رئيسا اليوم قبل الغد، لأننا بذلك نحصن أنفسنا ونحصن لبنان ونفوت الفرصة على التطرف ونعيد إنتاج المشترك بين اللبنانيين". وأردف: "شكرا لك غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، زيارتكم لعكار اليوم زيارة "شركة ومحبة"، تجلت فيها صورة "لبنان الرسالة" في أبهى صورها هنا في هذه الأرض المباركة التي كانت ولا تزال الأكثر حرصا على العيش الواحد والتي لا تميز بين مسلم ومسيحي، إلا بمقدار إيمانه بلبنان وبقيم التسامح والاعتدال، اطمئن يا غبطة البطريرك عكار صورة عن لبنان، لا يمكن أن تعيش إلا بجناحيها المسلم والمسيحي، هكذا عاشت على مر التاريخ، وستبقى كذلك، والمسلمون والمسيحيون، في عكار وفي كل لبنان، في وحدة موقف ومصير مشترك لمواجهة أي تطرف بالاعتدال وب"الشركة والمحبة".

جرجس

وألقى المونسنيور الياس جرجس كلمة رحب فيها بالراعي شاكرا اياه على ترقيته "لرتبة خورأسقف"، وقال: "إن عكار كانت وستبقى نموذجا للعيش الواحد بين ابنائها جميعهم".

الراعي

وختاما القى الراعي كلمة استهلها بشكر "كل الذين جهدوا وتعبوا لاتمام هذا اللقاء"، كما شكر المطران جورج بو جودة على مبادرته في "اقامة هذا المركز الاسقفي في القبيات". وخص بالشكر فعاليات القبيات من نواب سابقين وحاليين ولا سيما النائب هادي حبيش على عاطفته وكلمته وقال: "عندما نأتي الى عكار نحب لبنان اكثر لاننا هنا نشعر بحب لبنان بكل قوتنا، فهذه المنطقة العزيزة والقبيات خاصة، قدمت للجيش وللقوى الامنية على تنوعها كل العطاء والدعم والتضحيات". اضاف: "في عكار على الرغم من كل الحرمان الذي تركته الدولة له، شاهدنا الكرم والضيافة والعيش معا، ونقول لكم بكل اخلاص ان لبنان لا خوف عليه طالما ان عكار هي عرينه وهي فردوس هذا البلد". وتابع: "نحن حرصاء على هذا اللبنان، لبنان العيش معا المسيحي المسلم بالمساواة، لبنان الميثاق والدستور والصيغة التي ميزته على كل بلدان الشرق الاوسط الذي يحترمونه جميعا، وحكام العالم العربي اكثر من يشيدوا بقيمة لبنان وموقعه وتميزه وتفرده وكذلك الحكام الغربيون يقولون بأن لبنان ارض الحرارة الانسانية، وهذا العيش الغني المسلم - المسيحي الذي عمره 1600 سنة، مسيحيين ومسلمين، خلق حضارة وثقافة مشتركة اسمها الاعتدال والانفتاح، ولو اننا محاطون بالتنظيمات الارهابية والتكفيرية لكن هذه لن تقتل الجوهر، هناك خطر ولكن ليس عندنا انما عند اخوتنا المعتدلين من المسلمين، ونحن قلناها للعالم الغربي: انكم بالشكل الذي تتعاطون فيه مع هذا الشرق باذكاء الحرب وبارسال السلاح والمال والمرتزقة والتحريض على الحرب انما تهدمون شيئا نحن بنيناه كمسيحيين مع المسلمين هو الاعتدال، وانتم من تحرضون بهذه الطريقة كل حركات التعصب والتكفير، ولكن انتم انما تلعبون بالنار وتعززون العنف والارهاب وتعتقدون بأن كرة النار تلعب فقط في منطقتنا؟ لكن كرة النار عندما تفلت تلتهم كل الناس". واردف الراعي: "بالرغم من كل شيء نحن نريد ان نحافظ على وجودنا هنا، واني اتوجه لكم كشباب وبخاصة كأهل: نريد ان نحافظ على اجيالنا الجديدة في لبنان وعلينا الا نخسر قوانا الحية وانتم تعرفون جيدا بأن مستقبل حياتكم بأولادكم، علينا ان نحاول ابقاء شبابنا واجيالنا الجديدة في هذا البلد والكنيسة تساعد والمجتمع الاهلي والبلديات علينا ان نخلق فرص عمل لشبابنا نعطيهم المجال كي يعيشوا في بلدهم بكرامة ونستطيع ان نصمد ونصبر لحين انتهاء هذه الزوبعة، وان ننحني امام العاصفة وتعبر الريح ولكن لن ننكسر وعلينا المحافظة على وجودنا وعلى اولادنا، على ارضنا بدون بيعها وندعو الا يقدم اي لبناني على بيع ارضه لا المسيحي ولا المسلم. انا لا يهمني المسيحي الفرنسي ان يقيم معي ما يهمني هو المسلم اللبناني ان نقيم معا، وانا قلت الفرنسي لانهم الاقرب الينا". وقال: "ان الثقافة والحضارة التي بنيناها معا انما بنيناها كمواطنين والغريب لا يحل محل اي مواطن، وان ما يحصل اليوم وكأنه حرب على ثقافتنا وحضارتنا نحن عبرنا وقت الحرب بهذه التجربة، والان مع الاسف تعبر فيها سوريا والعراق وفلسطين واليمن، يخسرون حضارتهم وثقافتهم ونحن مدركون لما هو حاصل".

واضاف الراعي: "ان كل الدول تقول اليوم بأنه يهمها حماية لبنان كدولة وكجمهورية وينادوننا كل يوم ان ننتخب رئيسا، ومسيحيو الشرق الاوسط يتطلعون الى مسيحيي لبنان كضمانة لهم، بمعنى، طالما المسيحيون في لبنان قادرون على ان يحافظوا على العيش مع المسلمين بدون نزاع وبالمساواة وفق الدستور والميثاق يعتبرون ان ضمانتهم مؤمنة للمستقبل. وكما قال البابا يوحنا بولس الثاني في الارشاد الرسولي "هذا العيش معا المنظم بين المسيحيين والمسلمين في لبنان هو سيكون الباب الذي سيدخل منه هذا العيش النموذجي اللبناني الى العالم العربي من اجل خير العالم العربي" اذا، نحن لا يمكن لنا ان نتلاعب بوطننا ولا بتاريخنا، وهنا اتوجه الى كل السياسيين وبخاصة نواب الامة: نحن لا نستطيع ان ننزع من بالنا ابدا ابدا قيمة لبنان بالنسبة للمسلمين في الشرق الاوسط ولا قيمة لبنان بالنسبة للمسيحيين يعني لا يحق لنا بمعرفة او بدون معرفة التلاعب ببلد مرتبط به مصير المسيحيين في الشرق الاوسط ومصير العالم العربي ايضا".وتابع: "في الغرب يكتبون اليوم عن صراع الاديان وعن صراع الثقافات والحضارات ويساعدون على الحروب، والمعروف اليوم الحرب بين السنة والشيعة، خراب ودمار يدمر ثقافتهم وحضارتهم وكل قيمة الحضارة العربية. نحن علينا التنبه الا نقع في مثل هذه الامور وعلينا في لبنان والشرق الاوسط ان نبرهن دائما عكس ما يجري الترويج له في الغرب، والعمل على تعزيز ثقافة العيش معا والتكاتف بين الديانات والثقافات والحضارات والا نؤخذ بالشعارات التي تطلق من هنا وهناك كمثال "بدنا نخلص من هذا النظام " علينا ان نفكر وان نحدد اين المشكلة".

وختم: "هنا اوجه كلمتي للاخوة المتظاهرين: نحن معكم متضامنون ونبارك كل انتفاضة في هذا المجتمع ولكننا نريد ان يتم التوجه الى باب اساسي هو انتخاب رئيس للجمهورية. اما ان تطالب التظاهرات بالغاء النظام فهذا امر لا يمكننا قبوله وهو كلام خطير جدا وهدام دون ان يدركوا ذلك، وانا هنا لا اتهم المتظاهرين، اننا نعبر عن حبنا لهم، ونقدر خاصة الشباب الذين لهم عشرة ايام مضربين عن الطعام، الله يبارك بهم، ونقول لهم: انتم ابطال وان الكبار والشباب المتظاهرين ليلا نهارا في بيروت ليس امرا عابرا وكيفما اتفق، واقول لهم نحن معكم متضامنون ومقدرون لكم، ولكن علينا ان نصوب باتجاه الهدف الاساسي والباب الاساسي وهو انتخاب رئيس للجمهورية وبأسرع وقت".

 

رابطة الروم الكاثوليك:الحوار مساحة تواصل بدل التظاهرات والشارع

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - عقد المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك اجتماعا برئاسة مارون بو رجيلي وحضورالأعضاء وبحث "في الأوضاع العامة والحراك الشعبي وموضوع طاولة الحوار والتململ الحاصل داخل الطائفة جراء الأخطاء في تغيب بعض مكوناتها الأساسية والوازنة".ثم أصدر بيانا رحب فيه بانعقاد طاولة الحوار التي دعا اليها الرئيس نبيه بري كمبادرة لانقاذ لبنان مما حل به من خلاف سياسي عمودي بين كل الأطراف المتمسكين كل بمواقفه وقناعته ومصالحه"، مؤكدا "أن الحوار بين كافة المكونات هو مسعى جيد وممتاز بغض النظر عن نتائجه لأنه مساحة تتيح التواصل المباشر بين المتحاورين بدل المظاهرات والشارع أو عبر وسائل الاعلام".وأكد "أن الحوار والتقارب والتواصل هو المسلك التاريخي لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك الذي اعتمدته وما زالت"، متمنيا على الجميع "الخروج من المزايدات حول التمثيل المنقوص للطائفة وعدم تحميلها للغير كون هذا الواقع نتيجة حتمية لالتحاق البعض من المسؤولين فيها وتبيعتهم الى هذا الفريق أو ذاك، مما أدى ويؤدي الى التزامهم بقراراته مما يتسبب في عدم الحضور الكامل لطائفة الروم الكاثوليك والتسبب في تغييبها عن أغلبية مواقعها الأساسية".وأمل المجلس من المسؤولين من أبناء الطائفة "البقاء على التزامهم بالقيم والثوابت وبأسلوب التعاطي الموجود داخل الطائفة، وقطع الطريق على التململ الحاصل داخلها بعدم الوقوع في الأخطاء وتصحيحها بأخطاء أكبر وتغيب مكونات أساسية ووازنة في الطائفة والتفرد حصرا ضمن مجموعة معروفة بتاريخها ودورها على مدار السنين."ودعا الحراك الشعبي "الذي يسعى الى تحصيل حقوق المواطنين اللبنانيين المحقة وتحقيق مطالبهم بتحسين أوضاع المجتمع على كافة الأصعدة، الى تصويب حراكه وتوحيده بالعمل بجدية من أجل الضغط لانتخاب رئيس للجمهورية".

 

وزير الداخلية اجتمع مع وفد من نواب زحلة واتحاد بلديات البقاع الاوسط

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - اجتمع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مكتبه قبل ظهر اليوم مع وفد من كتلة نواب زحلة ضم النائبين انطوان ابو خاطر وعاصم عراجي. وحضر الاجتماع رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط محمد البسط ورئيس بلدية مجدل عنجر سامي العجمي ورئيس بلدية عنجر غارو بنبوكيان ورئيس بلدية الصويري حسين عامر ومنسق "تيار المستقبل" في البقاع الاوسط ايوب قزعون، وتم البحث في الملفات الانمائية التي تخص منطقة البقاع الاوسط وزحلة والجدل الحاصل حول إنشاء مطمر في منطقة المصنع. بعد اللقاء قال عراجي: "لقد كانت جلسة مطولة لمدة ساعتين، وجولة أفق حول المطالب من كلا الجهتين، وموضوع المطمر المنوي إنشاؤه في منطقة المصنع. وكان هناك ردة فعل قوية من الاهالي في الاعلام بسبب عدم استشارة المنطقة وأهلها وبلدياتها واتحاد البلديات في البقاع". وأضاف: "قدم معالي الوزير شرحا وافيا عن الموضوع، وأشار الى أن مسألة المطامر هي مسألة تشاركية بين البلديات وأهالي المنطقة والفاعليات، مما يعني أنه يجب استشارة البلديات وأهالي المنطقة واتحاد البلديات. ويجب أن يسود التفاهم قبل الشروع في أي مشروع في المنطقة، خصوصا مع الجهات المعنية، وبإشراف برنامج الامم المتحدة الانمائي (يو ان دي ب) ليعطي رأيه في المكان المقرر إنشاء مطمر فيه، وإن كان صالحا وغير صالح من الناحية البيئية، وخصوصا أن منطقة المصنع هي مدخل لبنان الشرقي وتعلو عن سطح البحر 1100، من هنا جاء اعتراضنا لأن فيها مياها جوفية من نبع شمسين الذي يسقي 31 قرية وبلدة في البقاعين الاوسط والغربي".وتابع: "لقد كان معالي الوزير متجاوبا جدا معنا وناقشنا معه الموضوع وكان رأيه ان المسألة تشاركية ولن يحصل اي شيء إلا بالتشاور مع البلديات واتحاد البلديات والاهالي والفاعليات. والتواصل سيستمر مع معالي الوزير".وختم: "كان لرؤساء البلديات مطالب عدة وكان متجاوبا سواء بالنسبة الى بلدية مجدل عنجر، إن بالنسبة الى البلديات الأخرى، وباسمي وباسم رئيس كتلة نواب زحلة ورؤساء البلديات نطمئن أهالي المنطقة وأهالي عنجر وأهالي مجدل عنجر ان لا شيء سيحصل بدون موافقة من الاهالي والبلديات واتحاد البلديات".

 

الشيوعي: اشهار شماس عداءه للشيوعيين عداء للحراك الشعبي ودوره ومطالبه ولمصالح الطبقات الشعبية وحقوقها

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - رد الحزب الشيوعي اللبناني في بيان اليوم، على رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته الهيئات الاقتصادية في بيروت قبل ظهر اليوم، والذي عبرت فيه عن "الشكوى من حال التراجع في الوضع الاقتصادي، وتأثيرها خصوصا في وسط بيروت، ربطا بالحراك الشعبي المستمر، حيث تناول شماس في كلمته الشيوعيين، ناعتا اياهم بالدجالين، وبالطبع لكونهم كغيرهم من ابناء الطبقات الشعبية، من شباب وشابات وعمال ومعلمين ومزارعين ومثقفين وفنانين، يشاركون في هذا الحراك الشعبي الذي يرفع قضايا الاكثرية الساحقة من اللبنانيين ومطالبهم، ويجسد تلاقيهم ووحدتهم على اختلاف انتماءاتهم، ويحمل آمالهم في التغيير الديموقراطي ووضع لبنان على طريق الخروج من نفق الازمات المتفاقمة، ومن الغرق في النفايات ومشكلة الكهرباء والمياه، وفقدان الضمانات الصحية والاجتماعية وفساد النظام الطائفي وطبقته السلطوية العاجزة حتى عن تسيير آليات السلطة ومعالجة الشؤون العامة للناس".اضاف: "لهذه الاسباب، فان اشهار عداء السيد شماس للشيوعيين اللبنانيين، هو في حقيقته، عداء لهذا الحراك ودوره ومطالبه، ولأدانته للطبقة السلطوية الفاسدة. ويشكل موقف السيد شماس هذا، اضافة جديدة الى سجله المعروف بعدائه لمصالح الطبقات الشعبية وحقوقها، والذي برز قبلا وخصوصا تجاه هيئة التنسيق النقابية ومطالبها المشروعة التي تطاول اكثر من مليون لبناني، وهو في مواقفه هذه يدافع عن حيتان المال وفساد الطبقة السلطوية، ولن تنطلي احاديثه على احد". وتابع: "ان لقب "حيتان المال "الذي يستعمل اليوم ، والسيد شماس احد ابرزهم واسوأ نماذجهم، وليس غريبا عليه وعلى امثاله الدفاع عن الممتلكات التي سرقوها من اللبنانيين. ان الحزب الشيوعي اللبناني ونقابييه دافعوا عن الاقتصاد اللبناني الذي دمرته زمرتكم لمصلحة الاقتصاد الريعي والشركات العقاريه والمصارف".وختم: "نحن سعداء جدا لأن الحراك ازعجكم، فهذا دليل صحة اتجاهه السياسي في اتجاه الدولة المدنية الديموقراطية التي يستفزكم مجرد سماعها، واتجاهه الاقتصادي لانقاذ الاقتصاد الوطني من زمرة من أمثالكم".

 

فادي الهبر لـ”السياسة”: مصلحة الوطن لدى عون مثل بيع الخردة

بيروت – “السياسة”:وصف عضو كتلة “الكتائب” النائب فادي الهبر في اتصال مع “السياسة”, الوضع في لبنان ب¯”المربك جداً”, وقال إن “البلد بأمه وأبيه يمر في حالة انتظار قاتلة على جميع الصعد, رغم كل المحاولات الجادة التي تقوم بها فعاليات, في مقدمهم الرئيسان نبيه بري وتمام سلام, وكذلك الرؤساء أمين الجميل وسعد الحريري وفؤاد السنيورة, ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط, ما يبقيه في تشنج دائم, ويجعل تداعيات الأوضاع الخطيرة التي تعيشها المنطقة العربية, خصوصاً في العراق وسورية واليمن, تلقي بظلالها على كل شيء. وأشار إلى أن هناك خوفا وقلقا عند الجميع, خصوصاً “حزب الله”, الذي يدير لعبة الانتظار وتصريف الأعمال داخل المؤسسات, وربما تكون هذه الناحية الإيجابية الوحيدة التي يمارسها الحزب على الصعيد الداخلي. واعتبر أن “القرار متخذ من روسيا وإيران وحزب الله من أجل تحييد لبنان في الحد الأدنى”, موضحاً أن معظم المؤسسات معطل, بما فيها مجلس الوزراء والمجلس النيابي, بالإضافة إلى الفراغ في سدة الرئاسة التي تعتبر عقدة العقد. وقال “صحيح أننا لسنا في حرب أهلية كما يجري من حولنا في سورية والعراق واليمن, لكن حزب الله بتورطه في سورية وبالسلاح الذي يمتلكه, الوحيد الممسك باللعبة السياسية حتى النهاية, ويبقى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون المستفيد الوحيد من كل ما يجري, فهو يتقن اللعب في الوقت الضائع ويحاول تحسين شروطه باستمرار, لتأمين المكتسبات له ولحليفه حزب الله”, مشكلاً بذلك حالة قلق لدى كل السياسيين اللبنانيين بشكل عام ولدى البطريرك بشارة الراعي بالتحديد, بمنعه انتخاب رئيس للجمهورية, داعماً في موقفه هذا الحلف الإيراني – الروسي – الإسرائيلي في المنطقة, بعدما أصبح لروسيا قواعد عسكرية في سورية ومدرجات لانطلاق الطائرات الحربية منها, وذلك لرسم معالم الدويلة العلوية التي قد تقوم بين اللاذقية شمالاً والعاصمة دمشق, مروراً بالساحل السوري كله, وهي أصبحت على حدود داعش في تدمر وفي دير الزور وحلب”. ووصف العماد عون ب¯”المعطل والأناني” الذي يتعامل مع المصلحة الوطنية وكأنه بائع خردة أو في بازار, حيث لا هم له سوى فرض صهره الأول جبران باسيل في كل تشكيلة وزارية وصهره الثاني في وزارة الدفاع, وابن شقيقته في مجلس النواب, وقريبه على رأس هذه المؤسسة أو تلك, ما يدفع إلى القول إن برنامجه شخصي ولا يملك أي حس وطني, كما لا يعنيه قلق البطريرك والمسيحيين من بقاء الجمهورية من دون رأس, في وقت يشهد العالمان العربي والإسلامي حرباً سنية شيعية مدمرة”. وتساءل “كيف يهجر 20 مليون سني من سورية على مرأى ومسمع من العالم أجمع”, متهماً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, بالتآمر على العرب لمصلحة إسرائيل. وأضاف “ما هو مستقبل الحدود الشمالية مع إسرائيل, وما هي سورية الجديدة, وما هي نتيجة التبدل الديمغرافي في سورية بعد تهجير 20 مليون من أبنائها السنة من دون أن يحرك العالم ساكناً”.

 

رفض المتحاورين تعديل الدستور يحبط مساعي عون بانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب

بيروت – “السياسة”: يسود انطباع إثر جلسة الحوار الثانية التي عقدت في مجلس النواب, بأن المتحاورين لم يعودوا منها بخفي حنين, ليس مقارنة بما يفترض بقيادات الصف الأول إنتاجه, من حلول لمشكلات كثيرة يعاني منها البلد, بل بما كان متوقعاً من فشلها وعدم إنتاجيتها. وشهدت الجلسة “حواراً هادئاً وجاداً وعميقاً” في البند الأول, من جدول الأعمال المتصل بانتخاب رئيس الجمهورية, وتم وضع نقاط على حروف الأزمة, كما برز خلال النقاش ثلاث نقاط واعدة بإمارات تغيير, إذا توبعت لبلورة موقف جامع في انتظار الضوء الأخضر الدولي والإقليمي, رغم غياب رئيس كتلة “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون عنها وعدم رضا نائبه في الحوار جبران باسيل عن مجرياتها, أما النقطة الأولى فكانت في شبه الإجماع حتى من حلفاء عون المقربين, “حزب الله” و”تيار المردة”, على عدم قابلية طرح عون بانتخاب رئيس من الشعب أو إبداله بانتخابات نيابية قبل الرئاسية للتنفيذ, والثانية في مرور كلام رئيس “حزب الكتائب” النائب سامي الجميل, بشأن رئيس من خارج “8 و14 آذار”, من دون اعتراض بعض الموجودين وبموافقة كاملة من بعضهم واشتراط آخرين موافقة المسيحيين عليه, وفي هذا قفزة نوعية, أما الثالثة, فتمثلت في عدم قبول المس باتفاق الطائف. لكن انسحاب “التغيير والإصلاح” من الجلسات, وهو أمر وارد بقوة, يضع مصير الحوار على المحك, فبصرف النظر عن تعهد بري عدم متابعة الدعوة إلى جلسات أخرى, في حال انسحاب طرف آخر غير “القوات اللبنانية”, لن تكون المتابعة ممكنة لسببين, أولاً لغياب المكون المسيحي بشكل شبه كلي, وثانياً لما يمثله “التيار الوطني الحر” لدى المسيحيين. وكان العماد عون اعتبر أنه انتدب باسيل لتمثيله في الحوار, رغم اقتناعه المسبق, بأن لا جديد سوف ينتج عنها, “فما أردت قوله قلته في الجلسة الأولى, وموقفي بات واضحاً”. وكرر عون الذي لا يزال مصراً على خوض معركة الرئاسة, واعتبار نفسه الأكثر أهلية, مقولته إن “الأول في كل طائفة يمثلها في مواقع السلطة, فلماذا لا يجب أن يكون هذا منطبقاً على المركز الأول”, معتبراً في الموضوع الرئاسي, أنه لا مؤشرات توحي بإمكان الحلحلة في مكان ما, “لأن عدداً من الفرقاء اللبنانيين لا يملكون قرارهم”, وقال إن الرئيس سعد الحريري “كان يتراجع في اليوم التالي, عما اتفقنا عليه في اليوم السابق”, مثل تراجعه “عما تم التوافق عليه, بالنسبة إلى تعيين العميد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي, والعميد شامل روكز قائداً للجيش, وفوجئت بالرئيس بري يقول لي سعد يريد التمديد للواء بصبوص”. وقال إن “الفرق بين الحريري والسيد حسن نصرالله, أن الأول يجاوب ب¯”منشوف” والثاني لا يتردد في الجواب ولا يتراجع عن وعوده”. وفي ضوء ما شهدته ساحتا الشهداء ورياض الصلح, من وقائع سياسية وأمنية عنيفة, وفي مرحلة جديدة محفوفة بكثير من المخاطر على البلاد واستقرارها السياسي والأمني, دعت المجموعات المشاركة في الحراك المدني أمس, إلى التوافد إلى خيام المضربين عن الطعام, أمام وزارة البيئة الذين أعلنوا في مؤتمر صحافي, “فك إضرابنا وانضمامنا إلى الحراك الشعبي”, مضيفين “أعدنا الحياة إلى وسط بيروت, وسننظم سلسلة نشاطات يُعلن عنها تباعاً”, وقالوا: “كنا نعول على ضمير الوزير (محمد المشنوق) وجرأته, لكننا سنضع ممارساته أمام الشارع”. على صعيد متصل, أطلق رئيس الغرف التجارية في لبنان محمد شقير مبادرة بعنوان “من أجل إنقاذ قلب بيروت”, وقال في مؤتمر صحافي, إن “ضرب وسط بيروت هو ضرب للاقتصاد الوطني”, معتبراً أن “هناك عملاً ممنهجاً يراد منه إقفال ما تبقى من مؤسسات في وسط بيروت”. وأضاف “نحن مع حراك منفتح وليس مع حراك يعترض لأجل الاعتراض, ومع حراك حضاري يحافظ على الأملاك الخاصة, لا أن يضرب أرزاق الناس”.

 

الحوت: لا مؤشر لتسوية قريبة في لبنان قبل حل الأزمة السورية

الخميس 17 أيلول 2015/وطنية - رأى نائب الجماعة الاسلامية الدكتور عماد الحوت في حديث الى "إذاعة الفجر"، ان "الإيجابيتين اللتين نتجتا عن جلسة الحوار بالأمس هي محاولة اعطاء الرأي العام جوا ايجابيا، ومن ناحية اخرى شبه اجماع على أنه لا تعديل للدستور بين يدي استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية التي ينبغي أن تتم وفق القواعد الدستورية الحالية. وأشار الحوت الى "وجود قناعة عند أغلب المشاركين في طاولة الحوار، أنه لا إمكانية لانتخاب رئيس للجمهورية من 14 آذار أو من 8 آذار حتى لا يكون هناك غالب أو مغلوب في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها لبنان، وبالتالي لا بد من البحث عن مرشح للرئاسة يطمئن كل الفرقاء اللبنانيين"، مؤكدا أن "ما يحصل من نقاشات على طاولة الحوار ليس سوى تمرير للوقت بإنتظار الضوء الأخضر الخارجي لإجراء الانتخابات". وعن غياب العماد ميشال عون عن جلسة الحوار الاخيرة، اعتبر الحوت أن "العماد عون ما زال متمسكا بفكرة انتخاب رئيس من الشعب التي يظن أنها تعطيه فرصة أكبر للوصول الى هذا المنصب في ظل تحالفه مع المكون الشيعي في لبنان، ولكنه فوجىء بموقف أغلب القوى السياسية السلبي من هذا الطرح وعدم الرغبة في الدخول بتعديلات دستورية قد تفتح الباب على تعديلات أخرى غير مرغوبة، وبالتالي فإن العماد عون أراد أن يوصل رسالة بأنه إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه فهو قد يقاطع الحوار ويجعله في مهب الريح، وهو بذلك يمارس مرة أخرى منهجية التعطيل حتى في اللقاءات الشكلية كطاولة الحوار". ورأى الحوت انه "في ما يطرح من تسوية بإضافة ثلاثة ألوية للمجلس العسكري تتيح بقاء العميد روكز في الخدمة وبالتالي استمرار حظوظه في الوصول لقيادة الجيش، نوع من محاولة تفعيل أداء الحكومة من خلال الإستجابة الجزئية لأحد مطالب العماد عون، ولكن أمام هذا الطرح عقبات أهمها الإطمئنان الى عدم انعكاس مثل هذه التسوية على هرمية الجيش وهيكليته وبالتالي قد يكون هناك معارضة لها من عدد من الفرقاء في الحكومة عليها". وشدد على أن "الحراك الشعبي الذي نشهده يعبر عن نبض الناس واستيائهم"، محذرا في الوقت نفسه من "انزلاق الحراك الى أساليب عنيفة واستفزازية لقوى الأمن المولجة حماية الحراك نفسه وإنما أيضا الممتلكات العامة والخاصة، والإبقاء على الإبداعات التي تجعل الحراك فعالا دون أن يخيف الرأي العام منه". وأكد الحوت أنه "من مصلحة الحراك، وهو حاجة للضغط من أجل الحد من الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ولإيجاد حلول للأزمات المعيشية، أن يضبط خطابه ويحدد توجهاته بعيدا عن زواريب السياسة حتى يبقى حالة إجماع ولا يدخل في حالة الإصطفاف السياسي الذي يحوله الى مجرد شارع في مواجهة شارع كالذي رأيناه بالأمس من خلال مهاجمة عدد من المدنيين للمشاركين في الحراك، وهو تصرف مرفوض، ولكنه يعكس الواقع اللبناني وتعدد الإنتماءات فيه. ونبه الحوت الى خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان لجهة الوضع الأمني الذي يعكس توترات المنطقة وإمكانية الاختراقات الأمنية الإقليمية والدولية فضلا عن حراجة الوضع الاقتصادي مما يحتم على الحراك البعد عن الغوغائية والاصطفافات السياسية، إذا إن هذا الحراك لا يمثل كل الشارع اللبناني في ما يتعلق بالمطالب السياسية، ولكنه يعبر عن نبض أغلب الشارع اللبناني فيما يتعلق بالمطالب المعيشية".وعبر عن أسفه لأن "التسويات في لبنان هي دائما تسويات خارجية، وأن اللبنانيين أثبتوا فشلهم في إيجاد تسويات محلية، ولبنان حاليا ليس على سلم الأولويات الإقليمية والدولية وبالتالي لا مؤشر لتسوية قريبة في لبنان قبل الوصول لحل للأزمة السورية"، مطالبا "القوى السياسية بإعطاء الأولوية للحفظ على تماسك الدولة اللبنانية وقدرتها على الاستمرار، والتخفيف من الولاءات الخارجية والدفع باتجاه تسويات محلية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يمد جسراً بين عالمين بانتقاله من هافانا إلى واشنطن و يلقي 26 خطاباً في أربعة أيام

الفاتيكان – أ ف ب: من كوبا إلى الولايات المتحدة, يبدأ فرنسيس, أول بابا للفاتيكان من أميركا اللاتينية في التاريخ, غداً زيارته العاشرة البالغة الأهمية إلى الخارج, لأنها تشكل مناسبة لمد جسر بين عالمين, شيوعي ورأسمالي, وبين أميركا اللاتينية والقوة الأميركية العظمى. وسيلقي البابا الأرجنتيني خلال الزيارة المتخمة جداً بالمواعيد والمحطات, 26 خطاباً, ثمانية منها في كوبا و18 في الولايات المتحدة. وتبدو المحطة الكوبية الأكثر سهولة, حيث سيزور الجزيرة الشيوعية من السبت إلى الثلاثاء المقبل, على أن ينتقل من هافانا إلى هولغوين فسانتياغو, حيث يعرب الناس والحكومة عن تقدير لدوره في إعادة العلاقات بين النظام الكوبي والإدارة الاميركية. وتؤكد ثلاث زيارات خلال 17 عاماً الاهتمام الاستثنائي الذي يوليه الفاتيكان لكوبا, حيث يرحب النظام والكنيسة بدعم البابا للتطبيع, إذ طالبا برفع الحصار الأميركي, في مقابل حصول الكاثوليك على مزيد من الحقوق. وفي بادرة لافتة لا سابق لها, أعلنت السلطات الكوبية الإفراج عن نحو 3500 سجين, فيما كانت قد أفرجت عن عدد أقل من السجناء قبل زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر في العام ,2012 وبعد زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في العام .1998 وستنطلق طائرة البابا مباشرة من هافانا إلى قاعدة “أندروز” العسكرية قرب واشنطن, حيث سينتظره الرئيس باراك أوباما.وخلال زيارة البابا إلى الولايات المتحدة, ستتوالى المواعيد الرسمية جداً, من خلال لقاءات مع مندوبين عن مختلف شرائح المجتمع الأميركي, فيما تتخذ السلطات الاميركية تدابير أمنية صارمة, رغم تأكيد الفاتيكان أنه “لا يشعر بأي قلق”, وأن البابا ألح على التنقل بسيارات “باباموبيل” مكشوفة. من جانبه, أعلن مصدر في الفاتيكان أن البابا يمكن أن يوجه في الأمم المتحدة نداء لاعتبار استغلال البشر في شبكات البغاء جريمة ضد الإنسانية.

 

سوريا استغربت اتخاذ بريطانيا وأوستراليا وفرنسا تدابير عسكرية ضدها

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - استغربت سوريا قيام بريطانيا وأوستراليا وفرنسا ب"اتخاذ تدابير عسكرية ضدها"، مستندة الى "تحريف مقصود لنص المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة، فى تناقض فاضح معه ومع قرارات مجلس الامن". وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية فى رسالتين موجهتين الى كل من الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن الدولي: "نبلغ مجلس الامن ان المملكة المتحدة وأوستراليا وفرنسا تتخذ حاليا تدابير عسكرية ضد الجمهورية العربية السورية مستندة فى ذلك الى تحريف مقصود لنص المادة 51 من الميثاق فى تناقض فاضح مع ميثاق الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن التى اكدت جميعها احترام الدول لوحدة اراضى الجمهورية العربية السورية وسيادتها وسلامتها". واضافت: "ان المادة 51 من الميثاق نصت انه "ليس في هذا الميثاق ما يضعف او ينقص الحق الطبيعى للدول فرادى او جماعات فى الدفاع عن انفسهم اذا اعتدت قوة مسلحة على احد اعضاء الامم المتحدة، الى ان يتخذ مجلس الامن التدابير اللازمة لحفظ السلم والامن الدوليين"، وان فرنسا وبريطانيا وأوستراليا ادعت أنها تقوم بهذه التدابير استجابة لطلب جمهورية العراق ودعما للجهود الجماعية في دفاع العراق عن النفس". وتابعت: "ان أي وجود مسلح فوق الارض السورية او أي من مجالاتها البرية او الجوية او البحرية لأي دولة من دون موافقة الحكومة السورية بذريعة مكافحة الارهاب يعتبر انتهاكا للسيادة السورية". ودعت الى "ضرورة احترام المملكة المتحدة وأوستراليا وفرنسا لقرارات مجلس الامن التى شددت جميعها على أهمية احترام الدول لوحدة اراضى الجمهورية العربية السورية وسيادتها وسلامتها"، وطالبت ب"وقف كل هذه الانتهاكات والتفسيرات الخاطئة للمادة 51 من ميثاق الامم المتحدة".

 

 تقرير يتهم روسيا بدعم التجسس المعلوماتي في اوروبا والولايات المتحدة واسيا

الخميس 17 أيلول 2015 /وطنية - كشف تقرير لشركة "اف سيكيور" الفنلندية للامن المعلوماتي نشر اليوم ان روسيا تدعم عمليات تجسس معلوماتية بشكل منهجي على اوروبا وآسيا والولايات المتحدة. وأعلنت الشركة في بيان ان "التقرير يربط بين عدد من الهجمات المعلوماتية بدعم حكومي وبين مجموعة قراصنة تعمل لجمع معلومات استخباراتية لصالح روسيا". وعرف التقرير عن مجموعة القراصنة بانها باسم "ذي ديوكس" واعطى صورة عامة عن "سبع سنوات شنت خلالها هجمات على حكومات ومنظمات تابعة في الولايات المتحدة واوروبا واسيا". وتابع التقرير ان "المجموعة استخدمت سلسلة من وسائل القرصنة لسرقة معلومات عبر التسلل الى شبكات معلوماتية ونقل هذه المعلومات الى القراصنة". وبعض المنظمات التي استهدفتها هذه الهجمات واوردها التقرير هي مركز المعلومات في جورجيا حول الحلف الاطلسي، وزارة الدفاع الجورجية ووزارتي الخارجية في تركيا وفي اوغندا ومؤسسات حكومية اخرى ومراكز دراسات في الولايات المتحدة واوروبا واسيا الوسطى. وأشار ارتوري ليتيو الذي اشرف على التحقيق واعداد التقرير في بيان ان "كل الادلة تشير الى تورط الحكومة الروسية". والتقرير هو الاول الذي يتهم الكرملين بالاشراف على عمليات تجسس معلوماتي. والعام الماضي، اشارت فرق مختلفة من الباحثين في الامن المعلوماتي الى امكان وقوف الحكومتين الروسية والصينية وراء تجسس معلوماتي على نطاق واسع طاول اهدافا في الولايات المتحدة واماكن اخرى. وكانت شركة "سيمانتيك" الاميركية للامن المعلوماتي اشارت في العام 2014 الى انها رصدت برنامجا متطورا للغاية للتجسس المعلوماتي اسمه "ذي ريجن" يستخدم منذ العام 2008 لسرقة المعلومات من حكومات وشركات. وأعلى نسبة الفيروسات الناجمة عن "ريجن" سجلت في روسيا (28%) بينما حلت السعودية في المرتبة الثانية (24 في المئة) لكن لم تسجل اي فيروسات في الولايات المتحدة. وكشف تقرير مستقل لشركة "فاير آي" الاميركية للامن المعلوماتي في 2014 وجود محاولات مستمرة منذ زمن للتسلل الى مواقع متعاقد مع وزارة الدفاع الاميركية وحكومات اوروبية شرقية ومنظمات أمنية اوروبية "على الارجح بدعم من الحكومة الروسية".

 

قاعدة إيرانية جديدة بمطار الشعيرات بريف حمص

عواصم – وكالات: حولت إيران مطار الشعيرات العسكري بريف حمص إلى قاعدة عسكرية مركزية لها في المنطقة الوسطى ونقطة ارتكاز لقواتها وقياداتها. ونقل موقع “أورينت نت” عن الناشط ضياء أبو مصعب قوله, أمس, إن “السيطرة الإيرانية في المطار تكون عن طريق خبرات الضباط الإيرانيين الموجودين داخل المطار, حيث يخدم في المطار ويتحكم في مفاصله ضباط موالون للنظام الذي يعتبر أكبر نسبة توظيف وتطويع فيه من القرى الموالية المجاورة له”. من ناحيتها, نقلت وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء عن المتحدث باسم مركز حمص الإعلامي محمد حمصي قوله إن “مطار الشعيرات يعد من أهم المراكز العسكرية لأن الطيران الحربي الذي يقصف مدن حمص وإدلب وحماة ينطلق من هذا المطار, الذي يحتوي على 40 حظيرة أسمنتية ويتضمن عدد كبير من طائرات ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي 25 القاذفة ولديه مدرجين أساسيين وله دفاعات جوية محصنة جداً من صواريخ سام – 6

 

دي ميستورا بحث خطته الجديدة للسلام في دمشق وموسكو تقترح على واشنطن محادثات بين عسكريين

النظام السوري بدأ في استخدام أسلحة روسية جديدة وقصف حلب والرقة بالبراميل

عواصم – وكالات: أجرى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا, أمس, محادثات مع المسؤولين في دمشق بشأن خطته الجديدة للسلام, فيما اقترحت موسكو على واشنطن إجراء “محادثات بين عسكريين” تفادياً لأي احتكاك ميداني بين الدولتين. وقال دي ميستورا في تصريح صحافي بعد لقائه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم “سنواصل اجتماعاتنا, ولا يزال لدينا لقاءات”. من جهته, أكد المعلم أن “موضوع مكافحة الإرهاب في سورية هو الأولوية باعتباره المدخل للحل السياسي” في بلاده”, موضحاً أن دمشق “ستدرس الأفكار التي قدمها المبعوث الخاص لاتخاذ الموقف المناسب تجاه مبادرته”. يشار إلى أن دي ميستورا اقترح في 29 يوليو الماضي خطة جديدة للسلام تتضمن تأليف أربعة “فرق عمل” بين السوريين لبحث المسائل الأكثر تعقيداً. وفي هذا السياق, كشف وزير الخارجية الأميركية جون كيري أن روسيا اقترحت على واشنطن إجراء “محادثات بين عسكريين” بشأن النزاع في سورية, لتفادي وقوع أي حوادث بين القوات الأميركية والروسية على الميدان. وقال كيري في مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية في واشنطن أول من أمس, “عرض الروس أن نجري حواراً ونعقد اجتماعاً بين عسكريين” بشأن النزاع السوري. ولفت إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “عرض إجراء محادثات عسكرية ولقاءً لبحث قضية ما يمكن بالضبط عمله لتنظيم الأجواء, في ما يتعلق بأي مخاطر محتملة يمكن أن تقع (جراء تحليق طائرات التحالف وروسيا في المنطقة ذاتها), لكي يكون هناك فهم كامل وواضح للمستقبل وطبيعة النوايا” الروسية”. وأوضح أن الإدارة الأميركية بصدد دراسة العرض الروسي, لافتاً إلى أنها “سترحب بأي دعم روسي بناء لجهود تحالف محاربة (تنظيم) داعش في العراق وسورية”. وحذر من “أن الدعم الروسي المتواصل “لرئيس النظام السوري بشار) الأسد يمكن أن يفاقم النزاع وينسف هدفنا المشترك بمكافحة التطرف, إذا لم نبق تركيزنا على إيجاد حل سياسي تبقى الأهداف متباعدة”. إلى ذلك, أعلن قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال لويد أوستن أن مجموعة من “قوات العمليات الخاصة” الأميركية موجودة على الأرض السورية, وتساعد ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في قتالها ضد “داعش”. على صعيد متصل, أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي, أمس, أن الدعم العسكري الذي تقدمه موسكو لدمشق هدفه محاربة الإرهاب وحماية الدولة السورية ومنع وقوع “كارثة تامة” بالمنطقة. وقالت إن موسكو مستعدة لتزويد واشنطن بمعلومات عن دعمها العسكري للقوات السورية عبر “القنوات الملائمة”. من ناحية أخرى, أعلن مصدر عسكري سوري, أمس, أن قوات النظام بدأت في الفترة الأخيرة استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الجوية والأرضية المقدمة من روسيا, ما يمثل تأكيداً للدعم الروسي المتنامي لدمشق الذي شكل مصدر قلق للولايات المتحدة. وأكد أن هذه الأسلحة ذات فعالية ودقة عالية وأن قوات النظام بدأت استخدامها خلال الأسابيع الماضية بعد أن تدرب على استخدامها بسورية في الشهور الأخيرة. في غضون ذلك, قتل 45 شخصاً ليل أول من أمس, جراء إلقاء مروحيات تابعة للنظام السوري براميل متفجرة على مناطق سكنية في حي المشهد بمدينة حلب شمال سورية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن, أمس, “استهدف القصف ببرميل متفجر حي سعد الأنصاري السكني حيث تدمرت أربعة منازل على رؤوس العائلات التي تقطنها”, فيما نفت المعارضة المسلحة استهداف الأحياء السكنية الخاضعة لسيطرة النظام. على صعيد متصل, أعلن ناشطون أن طائرات النظام شنت نحو 12 غارة على مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” وذلك في هجوم كبير غير مألوف أن تشنه هذه القوات على منطقة يستهدفها ائتلاف تقوده الولايات المتحدة. في موازاة ذلك, أعلنت مصادر عن تواجد حشود عسكرية مدعومة بالأسلحة الثقيلة على مدخل دمشق باتجاه ضاحية الأسد, فيما نقلت قناة “العربية” عن مصادر قولها إن هناك نحو 150 جندياً وضابطاً روسياً يبنون ويوسعون قاعدة تتسع ل¯1500 من رجال القوات الخاصة الروسية في سورية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هم «الفاسدون»

علي الحسيني/المستقبل/18 أيلول/15

عود على بدء. استعاد «حزب الله» بالأمس، هجومه المبرمج والمنسق ضد تيار «المستقبل» متهماً إياه «بالفساد ووقوفه وراء التردي الذي اصاب بنية الدولة ومؤسساتها وذلك من خلال سياساته وادارته للسلطة«، وذلك دائماً بحسب ما تتحفنا به كتلة «الوفاء للمقاومة» من اسبوع الى آخر، والتي يبدو أنها قررت فتح حرب سياسية إعلامية تمهيداً ربما لاحداث إنقلاب واسع يتخطّى عار السابع من أيار. إنه تخبّط فعلي يُعاني منه «حزب الله» خلال الفترة الحالية نتيجة حالة اللا توازن التي يمر بها على الصعيدين العسكري والسياسي. ففي الداخل السوري ما زال الحزب يُستنزف بشكل يومي وهو ما تؤكده الوقائع الميدانية بشكل متلاحق، وفي السياسة يجد نفسه عالقاً بين فكّي كماشة، بين خصوم سياسيين أصبحوا بحاجة إلى مساعدة مؤسسات إستطلاع لإحصاء عدد المخالفات التي يرتكبها على الدوام، وبين جمهور لم يعد يشتم من رائحة البنادق سوى صفقات النفايات والمحاصصة ورائحة «الكابتاغون الوطني المُدعّم».

بشتّى الوسائل يحاول الحزب أن يخلع عنه رداء الفساد وان يُلبسه إلى خصومه ليظهر بعدها أمام اللبنانيين عموما وجمهوره خصوصاً نظيف الكف والمدافع الأبرز عن حقوقهم والمواجه الأشرس لعمليات الاختلاس والتعدي على مؤسسات الدولة. لكن من يغوص في تاريخ الحزب القريب قبل البعيد، يتأكد له حجم الإرتكابات التي تغرق بها جماعاته من تجارة المخدرات وسرقة السيارات واحتلال المرافئ والمرافق العامة وتحويل إدارات ومؤسسات الدولة إلى أشبه بمؤسسات خاصة تعمل لحسابه وتحت امرته ووصايته. قضية نوح زعيتر وما رافقها من حملة بيانات مضادة بينه وبين «حزب الله»، أظهرت بشكل كبير حجم الفساد الذي يغرق فيه، فشخصية تاجر المخدرات الذي تحوّل إلى «مقاوم» على الحدود اللبنانية - السورية وإلى عنوان لتحرير «الزبداني» و»القلمون» كشفت جزءاً بسيطاً من الجهات التي تمد الحزب بالمال مقابل السكوت عن تجارتها وتشبيحها وخطفها المواطنين لقاء فديات مالية، ما يكشف عن وجه الشبه بين ما يقوم به الحزب اليوم، وبين ما كان يقوم به «الثوار» في ايرلندا خلال حربهم مع الجيش حيث كان الدعم بالمال والسلاح يأتيهم عن طريق تُجار المخدرات مقابل تسهيل أنشطتهم داخل ايرلندا وعند الحدود. يعجز «حزب الله» عن إيجاد حلول لمآزقه، فلا يجد غير «وسط» العاصمة وكتلة «المستقبل» هدفاً للتصويب عليه. لم يعد يوجد مواطن واحد في لبنان يعلم ماذا يُريد الحزب من خلال تركيز هجومه بإتجاه واحد وهو الذي لم يعد يرى حرجاً في خرق أمن وأمان المواطنين بعدما امتهن طريق الإنقلابات وزرع الموت والرعب بين الناس. وهنا يسأل المواطن نفسه، جهة لا تنفك عن الاعلان في بياناتها وعلى منابرها، بأنها هي التي أسّست لمرحلة جديدة من العز والعنفوان وبأنها شرّفت لبنان والعروبة، كيف لها أن تدّعي كل هذه الأمور بينما هي غارقة في الوحول والفساد وفي حماية تجار المخدرات في مواقعها «المُقاومة» الأمامية؟. من داخل السلطة يتهم «حزب الله» السلطة والدولة بالفساد. هي إزدواجية المعايير وطريقة التعاطي التي يبرع الحزب فيها. يبكي على اليمن وشعبه، لكنه في المقاتل يُمعن بقتل الشعب السوري ويشرده من أرضه ويحتلها. يدعو الى السيادة وحماية الحدود اللبنانية، بينما يمنع هو عملية انتخاب رئيس ويرسل مقاتليه ومدرعاته وصواريخه الى عمق الاراضي السورية. يدعو الى محاربة الفساد وهو الحائز على أعلى المراتب في مذكرات التوقيف والبحث والتحري بحق عناصره في لبنان والمحافل الدولية وآخرها شبكة تهريب الأسلحة في الكويت والتي يُحاول لملمتها بشتّى الطرق بعد الأذى الذي كاد أن يلحق بفئات لبنانية تعيش وتعتاش في عدد من دول الخليج. من فساد «الكابتاغون» إلى فساد نوح زعيتر، يصر «حزب الله» على احداث الضجيج من حوله للتغطية على ارتكاباته وارتكابات حلفائه، خصوصاً ان أصوات الرفض للواقع المهين الذي تعيشه بيئته أمنياً واجتماعياً ومعيشياً، أصبح يُسمع انينها بين الحين والآخر بعدما كانت تخشى التعبير عن ألمها بصوت عالٍ كي لا تُتهم بالعمالة ضد «المقاومة» وأمنها.

 

رمانات أحمد الأسير وترسانة علي خامنئي

نديم قطيش/الشرق الأوسط/18 أيلول/15

لم تحظَ ظاهرة لبنانية بالنفخ الإعلامي وعبر التسريبات الأمنية المدروسة بعناية، كما حظيت ظاهرة الشيخ السني اللبناني أحمد الأسير. بدأت ظاهرة الأسير من رحم الأزمة السورية والأهوال التي تعرضت لها مدينة حمص عام 2012، وركز بالتوازي على سلاح «حزب الله» ودعم إيران لنظام بشار الأسد، وانتهى مطاردًا بعد اشتباك آثم مع الجيش اللبناني إلى حين اعتقاله قبل أسابيع. خلال هذا الزمن صنع الأسير ظاهرة، بدت في الإعلام كبيرة الحجم وعظيمة الشأن. نُسجت حوله روايات تبدأ بوصفه «المنتَج الأحدث» للمحور الخليجي في الصراع من إيران، ولا تنتهي عن حدود الأوهام حول ارتباطه بحركة إسلامية ساعية لتحويل لبنان إلى إمارة. بدا الرجل من طينة الرجالات الذين يغيرون التاريخ والجغرافيا والسياسة، وليس مجرد إفراز للتوازن المهين القائم في لبنان الذي يعتبر أن «إنسان» «حزب الله» أعلى كعبًا، في كل شيء، من أي «إنسان» لبناني آخر. غير أن ما سربته صحيفة «النهار» اللبنانية من مواد التحقيقات الأولية مع الأسير حول أحداث عبرا، جنوب لبنان، واشتباكه الأخير هناك مع الجيش الذي أنهى وجوده عمليًا، تظهر حجم النفاق الذي اعترى تغطية هذه الظاهرة وحجم الأوهام التي أحيطت بها، عمدًا في كثير من الأحيان، لا سيما ما يتصل بعديده وعدته ومصادر رعايته وتمويله وعلاقاته بالمحاور المتصارعة في الإقليم.

يقول الأسير في اعترافاته المنشورة في «النهار»: «قررت إنشاء مجموعات مسلحة أطلقت عليها اسم (كتائب المقاومة الحرة). وبغية البدء بإنشاء هذه المجموعات المسلحة، فتحت باب التبرع المالي لشراء السلاح!!» تمويل عبر التبرعات لمثل مشروع إقامة الإمارة الإسلامية بدعم قطري سعودي تركي!!

أما حجم الكثير والعدة فيفضح هزاله الاعتراف التالي:

«عُيّن اثنان عن مخزن السلاح الذي كان تحت مكتبي في المسجد نفسه. ووصل الكثير إلى نحو 300 منتسب (…) واستطعنا الحصول قبل معركة عبرا على 250 بندقية كلاشنيكوف و7 قذائف آر بي جي ورشاشي ماغ ودوشكا ومدفع بـ10 وكميات كبيرة من الذخائر والرمانات اليدوية».

أي أن عدد المتطوعين لدى الأسير قبل معركة عبرا فاق عدد البنادق! أما «جيشه»، جيش الإمارة المزمعة، فقد نجح في إفراز مجموعتين تضم كل منها خمسة شبان «جميعهم قتلوا في معركة عبرا». وحول مصادر تسليحه التي نسبت إلى دول لا حصر لها قبل توقيف الأسير، وإبان نمو ظاهرته يتضح أنها لا تتجاوز تجار أسلحة صغار ومهربين «في عرسال وجرودها»، وكان ينقل الأسلحة «السوري أحمد زكريا سيف الدين الملقب بـ(السلس) بواسطة (بيك أب) له في داخله مخبأ سري إلى عبرا – مسجد بلال بن رباح». ويضيف الأسير: «الجهة الثانية من منطقة شمال لبنان من خلال الكثير من تجار الأسلحة».

تكاد سماوات تفصل بين وضعية الأسير التي راجت في الإعلام، وتحديدًا المحسوب منه على ما يسمى محور المقاومة، وبين الوقائع التي تكشفت في التحقيق عن الهزال العسكري لهذه الظاهرة، وعن درجة الافتعال والمبالغة عبر ربطها بمنظومات الإرهاب الدولي وبمشاريع الصراع الجيوبوليتيكي في المنطقة!

في مقابل هزال الأسير، الذي جرت صناعته بخبث من قبل محور المقاومة، كأحد رموز الإرهاب وتهديد السلم والأمن المحليين والإقليميين والعالميين، كان حزب المقاومة الأول، «حزب الله»، يتعرض لانكشاف دوره الفعلي والعميق في خلخلة السلم والأمن في المنطقة.

تكفي المقارنة بين «رمانات الأسير» و«ترسانة الولي الفقيه» التي كشفت عنها التحقيقات مع خلية «حزب الله» في الكويت. فما فضحته التحقيقات فيما بات يعرف بـ«خلية الكويت» يشي بأن ما كان يعد له هو انقلاب حقيقي وليس عمليات أمنية، كما تدل نوعية الأسلحة الهجومية المضبوطة وكمياتها.

فبحسب بيان وزارة الداخلية الكويتية في 13 أغسطس (آب) الماضي، يصل مجموع المضبوطات لدى عناصر الخلية إلى «19 طنًا من الذخيرة، فضلاً عن 144 كيلوغرامًا من مادة (تي إن تي)، وقذائف صاروخية وقنابل يدوية وصواعق وأسلحة»، دعك من معلومات كشفها وزير عربي عن وجود عشرة آلاف بزة عسكرية مثيلة لبزات الجيش الكويتي!! عشرة آلاف، لمن فاته التركيز على الرقم ومقارنته برمانات إمارة الأسير الإرهابية!!أما في البحرين، وبعد الإعلان عن اعتقال شبكات تجسس تابعة للحرس الثوري، كشف وزير الخارجية، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أن حجم المتفجرات المهربة لبلاده عبر زوارق بحرية قادمة من إيران التي ضبطت في يوليو (تموز) الماضي، كانت كافية لـ«إزالة مدينة المنامة من الوجود». وكي لا يغرق هذا المعطى الأمني في ملف الحرب الإعلامية مع إيران وما تفترضه من مبالغات أحيانًا، حرص الوزير البحريني على إشهاد الولايات المتحدة التي شاركت بحريتها في كشف هذه الحلقة من حلقات المؤامرة الأمنية الإيرانية على أمن الخليج! بمقارنة بسيطة، وحسبة حوانيت، يتضح أن الإرهاب ليس الشيخ أحمد الأسير ورماناته اليدوية، وهو إن مثّل شيئًا في الإرهاب، فهو يمثل جانبه الهزيل والكوميدي أحيانًا، بينما الإرهاب الحقيقي يبقى في ترسانة علي خامنئي ومشروعه

 

أنف بوتين وعيون إسرائيل وفكر عون

إيلـي فــواز//لبنان الآن/18 أيلول/15

أن يحشر فلاديمير بوتين أنفه في سوريا بالشكل العلني الذي أرسل فيه طائراته وسلاحه وجيشه إلى المناطق المتبقّية للرئيس بشار الأسد، فهذا ردّ طبيعي على الفراغ الذي أحدثه إصرار الرئيس الأميركي باراك أوباما على الإنسحاب من المنطقة وتركها رهن صراعاتها المتشعبة. هكذا شرع الروس في تحويل مرفأ طرطوس الذي كان بالكاد يعنى بتزويد السفن الروسية بالنفط إلى قاعدة عسكرية، وعادوا إلى المنطقة التي طردها منهم الأميركيون منذ 70 عاماً، وتوسّعوا عسكرياً لأول مرة خارج الإتحاد السوفياتي السابق بعد انهياره. بوتين يحاول أن يفرض نفسه كمرجع وحيد في ما يتعلق بشؤون المنطقة لا سيما مصير سوريا ورئيسها. وفي هذا الشأن يقول بوتين أنا أقرر. من الطبيعي أن يكون لهذا التدخل تعقيدات ومحاذير ربما بالغ بوتين في التقليل من حجمها، أولها يتعلّق بجذب كل "المجاهدين" من الشيشان وأفغانستان وغيرها من المناطق، إلى سوريا من أجل مواجهة الروس، وتحفيز تلك القوى القيام بعمليات "جهادية" في الداخل الروسي.

ولهذا التدخل الروسي وجه آخر يتعلّق مباشرة بأمن إسرائيل وحربها الخفّية – العلنية مع إيران منذ العام 2006، على خلفية منعها من نقل الصواريخ إلى كل من حماس وحزب الله. والسؤال كيف سيؤثّر نشر بوتين لطائراته ومضاداته الأرضية على عمل إسرائيل في الرصد والمراقبة لعمليات تهريب الأسلحة إلى الداخل اللبناني والتصدّي لها كما فعلت في أكثر من مناسبة كان آخرها عملية القنيطرة التي ذهب ضحيتها قيادات عسكرية إيرانية ولبنانية. كيف ستتصرف إسرائيل تجاه هذا الأمر الروسي المستجد؟ كيف ستكون ردة فعلها إذا ما واجهت طائراتها المضادات الروسية؟ وكيف ستتصرف إذا ما رصدت شحنة اسلحة ايرانية متوجهة الى لبنان؟ إلى أي مدى يريد بوتين ملء الفراغ الأميركي؟ وهل لديه الإمكانات التي تؤهله لملء هذا الفراغ؟ ثم ماذا إذا ما تغيّرت السياسة الخارجية الأميركية بعد انتهاء ولاية أوباما؟ والسؤال إلى أي مدى يستطيع الرئيس الأميركي ترك حليفه الرئيسي في المنطقة وحيداً إذا ما قرر مواجهة الروس؟

أزمة اللاجئين المتعاظمة والتي تطال أكثر من بلد وإن كانت الازمة السورية أكبرها وأخطرها، تمكين المنظمات الإرهابية في أماكن تواجدها، إطالة أمد الفراغ الأمني في المنطقة، نشوء نزاعات جانبية جديدة لا تقل خطورة عن تلك التي نشهدها، تواجد الروس لحماية نظام الأسد المتداعي، كلها عناصر تشير إلى أن الأزمات ستطول. طبعاً لا أحد يملك أجوبة إنّما مجرد تكهنات تسعى إلى استشراف آفاق المرحلة الصعبة التي تلجها المنطقة، ولكن يبدو أن حرباً إسرائيلية على حزب الله قد تكون آتية إذا ما قام الأخير باستعمال الغطاء الروسي في نقل السلاح للداخل اللبناني. وفي ظل هذا الغليان، قامت بنات الجنرال ميشال عون بإنشاء جمعية لنشر "فكره". لا شيء طبعاً يساوي حب البنات لأبيهم، ولكنه يصبح مثيراً للسخرية إذا ما بلغ حدّ المغالاة. فتفكّك الدولة اللبنانية وشللها وإمكانية دخول لبنان أتون حرب مذهبية قذرة والإلتحاق بفوضى سوريا، تعود تحديداً إلى عقم فكري تميّز به الجنرال على مدار حياته السياسية، إنْ كان في الصراع مع القوات اللبنانية، أو في الصراع مع الجيش السوري التي انتهت بهربه، أو اليوم في صراعه المفتوح مع الحريرية السياسية، ومن خلال وقوفه في خندق الممانعة بمواجهة الاكثرية السنية العربية. فبين أنف بوتين وعيون إسرائيل قد لا يبقى لبنان، ولا سوريا، ولا "تياراً وطنياً حراً" يتسلّق عليه الباسيل ووصوليته لإتمام تلك المهمة المستحيلة من قبل بنات الجنرال.

 

 عن حركة الشارع اللبناني

 أحمد جابر/الحياة/18 أيلول/15

من المبكر الحديث عن تحرّك الشارع اللبناني، ومن واقع الحال وصف ما يجري من أيام لبنانية بالحركة. التمييز بين الكلمتين يتضمن افتراض اصطفاف وانتظام وتبلور محددات أولية في «التحرك»، ويضمن للحركة عدم التعسف في إلباسها سريعاً، لبوس البرنامج والتحديد والتأطير، من التذمر الأول حتى الهتاف الأخير. الأقرب أن الشارع اللبناني في حركة اليوم، هذا يعني أنه في حالة اختبار وتجريب وتلمس واستخلاص. يبدأ كل شيء في «الميدان»، وقليلاً ما تكون الخلاصات خارج ما تقدمه الفورية والمباشرة في الميدان ذاته. لا يقلل واقع الشارع الحالي من شأنه ولا يتهمه، بل إن الحديث الواقعي ينصف الشارع هذا، فلا يضيف إليه «محمولات» المناضلين السابقين، ولا يثقله بالشعارية الثقيلة التي ينطق بها «الثوريون» السابقون واللاحقون. تأسيساً على ذلك، يبقى للمواكبة اليومية، وللمتابعة العيانية للحركة الاحتجاجية الصاخبة، أمر رصد تطورات الحركة رصداً عاماً يقف أمام «بنيتها» التي تولِّد يومياً أسماء وشعارات ومقاربات، والتي تستقبل تباعاً مساهمات أحزاب قديمة وأسماء شخصيات سياسية صارت أكثريتها متقادمة. في مجال الرصد العام الذي يحاول كلاماً أولياً على الحركة الاحتجاجية الحالية، يظل الأجدى والأنضج، وصف الموجود بما ليس هو عليه الملموس، وليس بما يجب أن يكون عليه غير المحسوس، وفي السياق من المجدي أيضاً السجال مع بعض النظرات التي تحاول أن تصير نظريات لا مستند أرضياً لها ولا أفقاً سماوياً. الحركة الحالية ليست بشارة الربيع اللبناني، أي الاسم المستعار الذي بات رديفاً لمعانٍ شتى، ما خلا ما يعنيه ذلك من انبثاق الجديد بعد سبات السكون الطويل. على وجه التحديد، ليست الحركة شبيهة بقريناتها العربية، أي ليست مطابقة لمنطلقاتها ولا لمآلاتها وإن اشتركت مع بداياتها بوسائل الاتصال، وببعض الشعارات التي يأتي في طليعتها شعار: الشعب يريد. لا شبه بين المجتمعات العربية والوضع اللبناني، لا في البنية ولا في السياسة ولا في المسارات، لذلك لا يجوز افتراض المطابقة ولو جاز بعض التشبيه.

الأمر الآخر الجدير بالذكر، أن الحركة الحالية ليست حركة شبابية، أي أنها ليست حركة عمرية، بل هي، مثل كل الحركات الشعبية، تتشكل من فئات عمرية شتى، يغلب عليها طابع العمر الشبابي، وهذا أمر مفهوم ولا يختص به الوضع اللبناني من دون غيره. وما يقتضي الانتباه إليه، هو أن «شباب» كل حركة اجتماعية يقاس بمدى جديدها وبدرجة تجديدها، وبمعنى ارتباطها بالمستقبل وانتسابها إليه، هذا يعني أن الأمر منوط «بالفكر» أكثر مما هو منوط بالعمر، إذ كيف يكون المرء «شيخاً» وهو ينتسب إلى حيوية الحركة وآمالها انتساباً كلياً، وكيف يكون الشاب شاباً عندما يستقي مرجعيته الفكرية وأهدافه المستقبلية من قرون غابرة؟! وما يضع حداً للتعريفات العمرية، أن الحركة الاجتماعية في كل بلد حركة تراكم متّصل، وما ينبغي تأكيده هو عدم إقامة القطع بين المراحل، وتأكيد ضرورة التجاوز الذي لا علاقة له بـ «القطيعة المعرفية» التي يفترضها البعض أمراً قائماً. في هذا المقام، تأتي أحاديث أبناء المساهمات السابقين الذين تقاعدوا، والذين يدعون أقرانهم اليوم إلى التقاعد فقط... بحجة: دعوا الشباب يفعلون ما يريدون. إلى ذلك، ينبغي الانتباه إلى أن ساحة نشاط الحركة الجديد ساحة مفتوحة، والدخول إليها لا يتم بإذن، ولا يستطيع أحد أن يضع شروط المساهمة أو يمتلك دفتر مواصفات لها، وكل ما يمكن قوله هنا أن توليد سمات غالبة للحركة الاجتماعية يظلّ دائماً ميدان صراع بين الأفكار والأقوال والأعمال، والصراع تحسم وجهته الغالبة الموازين في الشارع وعلى صعيد وطني عام. لذلك، نجد في ميدان الصراع الحالي، وفي التسابق على الإمساك بناصية الحركة الاحتجاجية، أجساماً حزبية قديمة، وشخصيات سياسية عتيقة، وهي إذ تدلي بدلوها فإنما تفعل ذلك بقصد استيعاب الحركة، وامتلاك ناصية قيادتها.الصراع على ذلك مشروع كله، لأن كل طرف يدَّعي أنه يحمل ما هو أنسب وأفضل لأهداف الحركة الحالية، وعليه، سيكون على أبناء الحركة الجديدة أن يصدّوا رياح «الجذب» القديمة بما يمتلكون من جديد، وعليهم أن يكونوا واضحين جداً، حيال القديم الذي ما زال قديماً، وعلى قدم المساواة مع وضوحهم حيال النظام الذي لن يستطيع جديداً في أي ميدان. في الميدان صراع بين الماضي والحاضر، والماضي ليس نظاماً فقط.

 

 «المستقبل» و«حزب الله»: لعبة المرايا

 حسام عيتاني/الحياة/18 أيلول/15

في البنى السياسية توجد دائماً لعبة مرايا من نوع ما. يصعب تصور معارضة مختلفة جذرياً عن السلطة الحاكمة بل غالباً ما تعكسان ثقافة وتقليداً عميقين هيمنا على المجتمع المعني ووسماه بميسمهما. في الحالة اللبنانية، السمات الطائفية تطغى على البنى السياسية منذ أعوام ما قبل الاستقلال. ودفع الاجتماع اللبناني أثماناً باهظة من دون أن يفلح حتى اليوم في التخلص من هذه الآفة التي تتخذ في كل حقبة أشكالاً جديدة. الحراك المدني الأخير يعكس الانقسامات القديمة الصريحة بين الطوائف والجماعات التي وقفت موقفاً حذراً من التحرك بل مناهضاً له وإن زعمت القبول بمطالبه الأساسية. ويعكس كذلك، انقسامات جديدة بين فئات عمرية واجتماعية تجد نفسها على طرف نقيض من الموقف من الدولة والقوى الحاكمة والفساد وكل منظومة العيش والموت في لبنان اليوم. لعبة المرايا الكبرى التي نشهدها الآن يؤدي دور البطولة فيها تيار «المستقبل» و»حزب الله». فعلى رغم التناقض الظاهر بينهما والذي يشمل كل شيء ابتداء من الموقف من الثورة السورية وصولاً إلى تصور مستقبل البلاد والحلول لأزماتها المستعصية، كشف التحرك الشبابي الأخير عمق التشابه بينهما. العداء الصريح أو الأقل صراحة الذي تشاركت وسائل الإعلام التابعة للتيار والحزب في التعبير عنه للحراك، يشي أن الجانبين يقفان عملياً في جهة واحدة، ليس من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان فقط، بل حتى في رؤيتهما إلى «الدولة» كمؤسسة تعكس مصالح اللبنانيين عموماً. من جهة «المستقبل» هناك لازمة يكررها منذ التسعينات عن فشل القطاع العام في أداء أي خدمة ناجحة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وأن الحل لهذا الفشل لا يكون بغير خصخصة كل الخدمات من نظافة (وصلنا إلى نهايتها الكارثية مع أزمة النفايات الحالية) إلى اتصالات وإعلام وكهرباء وماء وصولاً إلى الضمان الصحي. أما التقاسم بين قادة الطوائف وزبائنهم من أصحاب الأموال لعائدات الخدمات وحرمان الخزينة العامة من أبسط حقوقها، بما يضع هذه العملية خارج فكرة الخصخصة على طريقة رأسمالية القرن العشرين ويعيدها إلى منطق الاحتكار في القرن التاسع فعشر، فعارض جانبي علاجه ليس ذي أولوية، وفق التفكير المشار إليه. يلاقي «حزب الله» التيار من جهة ثانية. فهو يشدد على أن فشل القطاع العام يصل إلى حدود حماية السيادة والاستقلال ودليله احتلال إسرائيل للجنوب قرابة عقدين ونيف من دون أن تنجح الدولة في تحرير أرضها. ما العلاج؟ خصخصة السيادة وإنشاء جهاز تابع للقطاع الخاص يتولى الدفاع عن الأرض ويسمى «المقاومة». دور الدولة منتهك في ألف مكان في الداخل، فما هي المشكلة الكبرى التي يشكلها استيلاء القطاع الخاص على دور المؤسسة العسكرية مثلاً، التي يعلن مسؤولو الحزب من دون توقف أنه أضعف من أن يحمي لبنان في حين أن القطاع الخاص («المقاومة») أثبت كفاءة عالية في ذلك؟ الدائرة المفرغة التي يسير فيها لبنان من مصادرة دور مؤسساته العامة في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والسيادية سواء بسواء، تجعل مقاربة كل مشكلة من مشكلاته بمثابة تهديد هذا القصر المشاد من أوراق اللعب بالانهيار الكامل. أعطت الطوائف أمس الأول في تسليط بعض عناصرها على المعتصمين في وسط بيروت، لمحة بسيطة عما تستطيع فعله، في مناخ تتلاقى فيه النوازع الأهلية - العصبية الأكثر بدائية مع الرؤى النيوليبرالية الأكثر تعسفاً. وبين هذه الألغام يجب أن يسير شباب الحراك.

 

قناعة دولية بغياب الأسد عن مستقبل سوريا

ثريا شاهين/المستقبل/18 أيلول/15

يهتم الموفد الدولي لحل الازمة السورية ستيفان دي ميستورا في هذه المرحلة بتنفيذ خطته، لاسيما في ما يتعلق بالعمل لانعقاد مجموعات العمل الاربع التي اوصى بتشكيلها. وتفيد مصادر ديبلوماسية، ان مشاكل متنوعة تمنع انعقاد مجموعات العمل الاربع، في مقدمها تحديد المشاركين من الفريقين السوريين، والاطراف التي ستتم دعوتها كجهات دولية او دول، فضلاً عن جدول الاعمال وبنوده. الا انه من المتوقع ان تعقد في الخريف المقبل وهو الامر الذي يتم السعي اليه. الموفد الدولي، يريد توسيع تمثيل المعارضة في مجموعات العمل لتضم كل الاطياف، ولا يريد حصرها بجهات محددة من بينها، لكي تكون اكثر تمثيلاً. واذا تلاشت التعقيدات فان عمل المجموعات سيقلع في الخريف، لكن ذلك لا يعني ان حل الملف السوري بات قريباً. ذلك انه لا يوجد تقدم فعلي لا على الارض، ولا في المباحثات الدولية حول سوريا، لكي تسهل مهمة دي ميستورا. انها مرحلة من تقطيع الوقت في انتظار ان يستجد مناخ دولي اقليمي ملائم لحل ما، وتكون كل الاطراف السورية وغير السورية جاهزة لهذا الحل. الآن لا يزال الوضع يؤكد ان الصراع على اوجه، وان التصعيد قائم لاسيما مع النظام بدعم روسي عسكري بات واضحاً اكثر من اي وقت مضى، وهو كان قائماً وليس جديداً، انما الآن بات معلناً وصريحاً. هذا عدا عن الدعم الايراني العسكري. ويأتي هذا التصعيد، في اطار ان موسكو لن تقبل بسقوط النظام ورئيسه، قبل ان تتأكد من البديل. موسكو الآن لا ترى ما هو البديل. وهي ترى ان عليها حماية مصالحها في سوريا اولاً، عند حصول اي تغيير، ثم انها تسعى لكي تكون ظروف الانتقال في السلطة تناسبها، وتريد ان تحفظ مكاناً ما للنظام في اي تسوية. وبالتالي، لن تسمح بسقوطه ما دامت الظروف الحالية على حالها. هذا الصراع يعقد مهمة دي ميستورا، وتباعد المواقف الدولية حول سوريا ينعكس سلباً عليها. موسكو اذاً تسعى في تحركها العسكري الى ان لا يسقط النظام قبل ان يتم ايجاد حل، لأن سقوطه الآن، من شأنه اسقاط كل العناصر الراهنة التي يتكون منها الحل المطروح عبر وثيقة جنيف، ولو ان لا اتفاق دولياً حول تفسيرها. لذلك دعم النظام يُبقي له على حصة في اي حل محتمل في وقت لاحق. دي ميستورا يمكنه تسهيل الحل المطروح عبر اتصالاته ومشاوراته، والافكار التي يطرحها، لكنه لا يستطيع ان يخلق الحل. فلا سلاح في يده ولا مال، ولا قدرة لديه على الضغط والاقناع. لكن اذا توافرت الظروف المؤاتية والمساعدة للحل، يمكنه ان يسهل. وهذا لا ينطبق فقط على دي ميستورا، انما على كل موفد دولي للحل في اي بقعة صراع. الموقف الروسي في المسألة السورية كانت له خصوصيته دائماً. روسيا تعتبر انها على استعداد للبحث بالبديل عن النظام، لكنها تريد ان تعرف ما هو البديل، ولن يصلوا الى مرحلة القبول ببديل له، الا عندما يصلون فعلا الى معرفة من سيأتي بعده. وهي تعتبر ان موقفها لا يعرقل التوصل الى تسوية. انما الغرب يعتبر ان ذلك يعرقل التسوية، لذلك يضغط في كل الاتجاهات لتوفير حل وفق جنيف. ولاحظت المصادر، ان الرئيس السوري بشار الاسد ضرب الحل الذي طرحه دي ميستورا من اساسه بقوله اخيراً، ان التسوية بعد القضاء على الارهاب. في حين ان طرح دي ميستورا يعني انه بالامكان البحث بالحل السياسي بالتوازي مع مكافحة الارهاب. ويبدو ان الاسد يستقوي بموقفه هذا من روسيا، مع انه لا يمكنه ان يستمر وان يحكم سوريا بهذه الطريقة، بعد كل الذي حصل. التسوية حول سوريا ستحصل في وقت ما، لكن لا احد يدري تفاصيلها النهائية منذ الآن. الاسد يريد ان يكون جزءاً من الحل في سوريا، وجزءاً من مستقبل سوريا. وتكشف المصادر انه بات لدى المجتمع الدولي قناعة بأن الاسد يمكن ان يكون جزءاً من الحل، على اساس ان يبقى في الحكم بطريقة ما ولفترة محددة انما من دون صلاحيات. ولديه قناعة، اي المجتمع الدولي، أن الاسد لن يكون جزءاً من مستقبل سوريا. بينما هو يريد الاثنين. روسيا لا تزال تدافع عنه حتى النهاية، على الرغم من انها لا تقول ذلك صراحة. هذا ما تجلى ايضاً في موقف موسكو في مجلس الامن لدى البحث في آلية عمل لجنة تحميل المسؤولية عن السلاح الكيماوي في سوريا. وسعت موسكو الى تفريغ اللجنة من معناها، والى ان يستطيع النظام السيطرة على تقاريرها.

 

في «التوضيحات» الروسية

علي نون/المستقبل/18 أيلول/15

كبّر الروس حجرهم السوري حتى صار صعباً عليهم حمله ورميه باتجاه الآخرين.. فعادوا الى تفتيته الى حصى متفرقة! بحيث يبدو أمر تصعيد وتيرة دعمهم العسكري لبقايا السلطة الاسدية وكأنه تصعيد لتحضيراتهم إزاء المرحلة المقبلة التي يفترض كثيرون ان عنوانها سيكون استمرار تراجع حليفهم، وصولاً الى الشمال! اكثر من كونه تدعيماً لخطوطه الدفاعية في قلعته الدمشقية! وإلا، ماذا يعني ميدانياً ان تتركز الحركة الروسية في ذلك الشمال السوري؟ وان يجري تحضير الارض لتنمية المطار العسكري في «جبلة»، والعمل على شيء مماثل في مرفأ طرطوس وبناء قاعدة لوجستية لايواء «الخبراء» و»التقنيين» و»المستشارين» في تلك المنطقة؟ أليس طبيعياً وبديهياً أكثر، ان تترجم موسكو مواقفها التصعيدية المتمسكة بالاسد (قبل التوضيحات الجديدة!) من خلال رفع مستوى قدراته القتالية في دمشق ومحيطها؟ الا يعني ذلك، ان موسكو تقدم ما يكفي من اشارات ميدانية الى الوضع الميؤوس منه لبقايا سلطته حيث هي الآن؟ وانها غير مستعدة لتقاتل دفاعاً عنه مثلما تفعل بالسياسة والديبلوماسية والاعلام؟ مثلما انها في الاساس تلتزم حدوداً لاستفزازاتها للاميركيين والاطلسيين، وتعرف كيف تفرق بين المناورات والمواجهات؟ ما جرى في الساعات الثماني والاربعين الماضية في موسكو غير طبيعي وغير معقول: رئاسة الاركان تصدر بياناً مساء الاربعاء تنفي فيه نيتها بناء قاعدة عسكرية في شمال سوريا. ثم تلحق بها الخارجية بعد ظهر الخميس ببيان اشمل «توضح» فيه حرفياً «انها (اي موسكو) لا تدعم نظام الرئيس بشار الاسد لكنها تسعى الى حماية الدولة السورية».. مع انه، قبل اربعة ايام فقط دخل فلاديمير بوتين شخصياً على المشهد وحكى كلاماً كبيراً زبدته «التمسك بالاسد ونظامه» وباعتبار ان «جيشه» هو القوة الوحيدة على الارض المؤهلة لقتال الارهاب! وان روسيا لن تبخل بدعمه بالسلاح الحديث والمتطور. الانطباع المباشر الذي تولّده هذه الحركة المتناقضة، هو ان موسكو تخفف عسكرياً وديبلوماسياً من حدة مواقف رئيسها بوتين، وتظهره في المحصلة وكأنه «نرفوز» وعصبي، ويحكي كلاماً كبيراً لا يجب أخذه كله على محمل الجد! ذلك كله، على اي حال، يذكّر بما قاله وزير الخارجية سيرغي لافروف في آب 2013، بعد ان ظهر ان الاميركيين يتجهون حُكماً الى ضرب الاسد غداة جريمة الكيماوي في الغوطة.. وما قاله يومها، قيل شيء مشابه له من ايران نفسها «روسيا لن تقاتل دفاعاً عن أحد»! في «التحليل الاخير» يتبين مجدداً، ان موسكو «تلعب» في سوريا تحت السقف الاميركي وليس فوقه.. والباقي تفاصيل لتسلية ابطال الممانعة عندنا، لا اكثر!

 

موت أنطوان لحد الثاني

زيـاد مـاجد/لبنان الآن/18 أيلول/15

مات أنطوان لحد في 25 أيار من العام 2000. مات حين اندحر الاحتلال الإسرائيلي عن لبنان، فتحوّل من "حاكمٍ عسكريّ" للمناطق المُحتلّة الى باحثٍ عن عمل داخل إسرائيل، ثم الى صاحب مطعم، قبل أن ينتهي به الأمر لاجئاً متخفّياً في فرنسا. ثم مات الرجل مرّة ثانية قبل أيّام. وأثار موته نقاشاً بدا في جانبٍ منه تنكيلاً بجثةٍ طواها العار والنسيان، وفي جانب ثانٍ استذكاراً لأمجادِ قتالٍ لجيشه ضاعت وضاع صانعوها، فيما بدا جانب النقاش الثالث استعادةً لخطابات حربٍ أهلية تحمل سرديّات فجّة وصريحة بقدر ما تحمل نفاقاً ومزايدات. وإذا كان التنكيل بجثّة لا يستأهل التوقّف عنده سياسياً إذ هو طقسٌ ثأري أو انتقامٌ لتعذّر محاكمة، فإن استذكار أطيافٍ من الشيوعيين لنضالاتهم ضد الاحتلال وعملائه، ومسؤوليّتهم عن محاولة اغتيال لحد نفسه التي نفّذتها سهى بشارة، ودفعها ودفعهم أثماناً داخل السجون والمعتقلات، تستحقّ ملاحظتين. الأولى أن المستذكِرين يعدّون ظلماً ما لحق بهم رغم التضحيات، ويحمّلون من أكمل المقاومة من بعدهم ومن حكم البلاد عقب انتهاء الحرب الأهلية مسؤولية الأمر. وهذا إن صحّ يناقض مواقف حزبهم، أو حزبهم السابق، المُوالي للمحور السياسي الذي يقوده ظالموه، والمبرّر التحاقه الدونيّ بهم بمسائل استراتيجية وبخيارات كبرى هي بالتحديد تلك التي استُثني من المشاركة في "صناعتها"، ثم رُحّل تاريخه أو تاريخ أفراد منه عنها. والملاحظة الثانية أنّ في فراغ الراهن السياسي وانحطاطه ما يجعل أي حدث "رمزي" يُعيد صوراً وحكايات من مرحلة حربية كان يَفترضُ كثرٌ ممّن حملوا السلاح خلالها أنهم يؤسّسون لما يُناقضها، فإذا بهم يكتشفون أن كلّ ما بقي لهم بعد أن التهمتهم والتهمت تضحياتهم مطحنةُ الحروب والتسويات هو الحنين والأسى. أما في ما يخصّ إِحياء موت لحد الثاني لجانبٍ من خطابات الحرب الأهلية وما فيها من تبادل اتّهامات بالعمالة وتبريرات لممارسات همجيّة بحجّة الاضطرار والخوف وتوازن القوى، فيفيد التذكير بجملة قضايا ترتبط بموضوع لحد وجيشه وتتخطّاهما.

من هذه القضايا أن "جيش لبنان الجنوبي" عبّر، بالإضافة الى عمالته للاحتلال الإسرائيلي، عن واحدٍ من أشكال الاصطفاف الأهلي اللبناني وسرديّاته ومظلوميّاته الطائفية (والتهجيرية). ومنها أن خدمة قسم من عناصره كانت إلزامية، في حين أن خدمات عناصر آخرين كانت إرادية من باب "الالتزام السياسي" أو بهدف التكسّب والسطوة والتحكّم ببلدات ومدن وفق منطق أمراء الحروب الذي كان سارياً على كامل الأراضي اللبنانية، في ظروف وتحالفات متنوّعة. ومنها أيضاً أن جرائم هذا الجيش التي ارتُكبت في المعتقلات وفي عمليات القصف والقنص تُشابه جرائم معظم الميليشيات اللبنانية، مع فارقٍ أنها استمرّت بعد انتهاء الحرب الأهلية ولم تتوقّف الى يوم الانكفاء الإسرائيلي عن الجنوب. ومنها كذلك أن ما سُمّي بملف العملاء تحوّل الى فضيحة، اختلط فيها الطائفي بالمخابراتي بالزبائني. فبعض عناصر جيش لحد استوعِبوا في تنظيمين مذهبيّين أو جرى الصفح عنهم من قبل التنظيمين المذكورين أو حوكِموا شكلّياً وحصلوا على عقوبات مخفّفة، في حين أن آخرين لوحقوا وحوكِموا بصرامةٍ أو مُنعوا من العودة الى لبنان بعد فرارهم عقب التحرير. وفي ازدواجية المعايير هذه وخلفيّاتها الطائفية ما غذّى الجانب الأهلي في معنى التمثيل اللحدي وهويّته. ومنها أخيراً وليس آخراً أن لحد تحوّل في الأعوام الأخيرة الى مجرّد ماضٍ بشع وأن أفراداً من قوىً سياسية عدّة بزّوه عمالةً لإسرائيل إياها، لكنّهم حصلوا على رعاية أو تجاهلٍ لخياناتهم من المتحكّمين بأمور "المقاومة" وأعوانِها، وحوصرت بالتخوين ونظريّات المؤامرة معظم التصريحات والمقولات حولهم. في المحصّلة، ذكّرنا موتُ أنطوان لحد بأن "الذاكرة الانتقائية" في لبنان ما زالت شديدة التأثير في حاضر السياسة، أقلّه خطابياً واستهلاكاً تعبوياً، وأن توالي المصائب والإخفاقات لم يُعدّل كثيراً في أمزجة المتخندقين طائفياً (أو إيديولوجياً) المدّعية على الدوام أحادية نقاءٍ وصوابٍ وحقٍ مطلق...

 

عن حوار خشبي

نبيل بومنصف/النهار/18 أيلول 2015

ثمة كثير من اللامنطقي الذي لا يبرر مما يطغى غالباً على كل تمرد غاضب كذاك الذي يتصاعد حالياً في شوراع بيروت وساحات وسطها، ولا غرابة في الأمر أمام تحرك احتجاجي لم يبلغ من نشأته شهراً ولا يملك سلاحاً امضى من الرفض للرفض. ومع ذلك ترانا نحار اكثر أمام مشهد الحواريين في مجلس النواب وهم يخرجون على الناس عقب انفجار العنف بالطريقة التي حصلت الأربعاء الماضي بلغة خشبية تستفز أي لبناني، متظاهراً كان أم قابعاً في بيته متوجساً من منقلب يجتاح البلاد بلا أي أفق. بصراحة، لم يعد ممكناً احتمال تلك القواعد المتكلسة في سلوكيات سياسية تتفرج على الانهيارات المتدحرجة بعقل القواعد الكلاسيكية السائدة وترفض الالتفات إلى الغليان المتصاعد مهما ساد التحرك الاحتجاجي من شوائب واندساسات مزعومة أو حقيقية. الأمر يتصل بالتخاطب مع العقل العاقل للبنانيين الذي لم يعد يحتمل بدوره هذا الاستعلاء الفارغ في اللغة السياسية. كل ما صدر عن جولتين للحوار حتى الآن لا يقيم أي اعتبار للعقل الرازح تحت وطأة الخوف من انهيار لبنان بكل مقوماته. فماذا تراهم قالوا ويقولون حين يستفزونك بأنهم مارسوا العصف الفكري العقيم في أزمة الفراغ الرئاسي فيما تدور على بعد امتار منهم معارك زجت فيها القوى الأمنية والجماعات الاحتجاجية في الموقع الخاطئ والهدف الخاطئ. ماذا تراهم سيتكلفون لو تتنازلوا وارسلوا رسالة إلى الناس تنبئ برفضهم تحويل محطات الحوار مواعيد للمواجهات بين لبنانيين، امنيين ومدنيين؟ "لاقيني ولا تطعميني" يقول المثل القروي فكيف بزحف الفقر والافقار والغضب الذي بدأ يتساوى معه جميع اللبنانيين بكل قطاعاتهم؟ ألم تسمعوا صرخة الهيئات الاقتصادية بالأمس ومدى الذعر الذي يتملكها على وسط بيروت الذي يتهدده اليباس والهجرة؟ وما الفارق بين صرخة الاقتصاديين والناشطين الاحتجاجيين، وحتى من موقعين متصادمين، حين لا يجمع بينهم سوى الصراخ على السياسيين؟ وهل تراه احد يتملكه الوهم في ان الانهيارات لن تأتي الا تسلسلية متعاقبة صارخة متى افلت زمام الاستقرار من آخر معاقله؟

هذا الحوار الجاري في ساحة النجمة قد يكون امراً لازماً ما دام الموقع الطبيعي للحوار في عمل مجلس النواب وانتظامه معطلاً وما دامت الحكومة شلت تماما. ولكنه محكوم حتماً بالعقم ما دام لا يتفاعل مع اللحظة الحارة الشديدة التوهج والخطورة. هذا الحوار يختصر المؤسسات ما دام يقيم نفسه بديلاً من مؤسسات عطلت بفعل فاعلين يجلسون وراء طاولة الحوار اياها. ولذا من غير المقبول أو المسموح ان يصم آذانه عن قرقعة المواجهات المؤلمة والمؤسفة والمرفوضة بين لبنانيين. هذا الاعتمال هو البند الاستثنائي الأول في حواركم وإلا فاعفونا من محطات العراك على الأقل.

 

حُلم بشير بشير الجميل

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/15 أيلول/15

بعد ظهر 23 آب 1982 كان المرشّح الوحيد لرئاسة الجمهورية اللبنانية الشيخ بشير الجميل يُتابع وقائع جلسة انتخابه في القاعة الكبرى (والوحيدة) في المجلس الحربي، يحيط به الدكتور شارل مالك والأباتي بولس نعمان وفيصل إرسلان. وصل عدد النواب إلى 62 نائباً من أصل 92. آخر الواصلين إلى المدرسة الحربية يومئذٍ موريس فاضل. توزّع النواب على هذا الشكل: 44 نائباً مسيحياً و12 نائباً شيعياً و4 نواب سنَّة ودرزيان. فاز بشير الجميل في الدورة الثانية بحصوله على 57 صوتاً. وقبل المباشرة بإسقاط الأوراق تلا أمين عام مجلس النواب إحسان أبو خليل بعض المواد الدستورية المتّصلة بعملية الإنتخاب، وعندما قرأ النصّ الذي يحدد ولاية الرئيس 6 سنوات غير قابلة للتجديد إبتسم بشير معلّقاً "بكرا منشوف". لم يِعِش كي يرى. وعشنا ورأينا لبنان تحت حكم الإنتداب السوري ومخلّفاته. نحن من عاصَر صعود نجم بشير، تذوّقنا في ذلك اليوم (23 آب1982) طعم الإنتصار والحلم بوطن سيد، فيما كان سوانا يتجرّع كأس المرارة والشوق إلى الإنتقام. كنّا في ذلك اليوم، واثقين أن العبور إلى الدولة سيكون سريعاً، فبشير في حياته القصيرة (35 عاماً) عاش في سبق محموم مع الزمن لتحقيق مشروعه "الوطني" الأقرب إلى أحلام الشهداء والأنقياء. كل سنة، منذ 33 موتاً، أقتِطع ساعات للعودة إلى شظايا أمسَي، إلى زمن بشير، وقد وجدتُ بين أوراقي نصّاً مطبوعاً على الآلة الكاتبة، تناوبنا ثلاثةٌ على طبعه ويعود تاريخه إلى 17 حزيران 1982، وهو كلمة توجيهية ألقاها قائد القوات في عناصر الشرطة الكتائبية وجهاز الأمن وجاء فيها/ "إن اللبناني سيُعطى حصته من الأمن والحرية، أما الأغراب فيجب أن يبدأوا بمغادرة لبنان فوراً. إذ أنها المرة الأولى التي سيصبح لبنان فيها حرّاً (...) إن وجود الجيوش الغريبة في الأراضي اللبنانية كان يعطل وحدة لبنان، وخروجها منه سيجعل الوحدة أمراً ممكناً". كنّا نسمع ونصدّق. في ذاك الخطاب قال للشباب: "نعود (إلى القرى المهجرة) بمنطق دولة وليس بمنطق حزب. نعود بمنطق مسؤول وليس بمنطق منتقم". كنّا نسمع ونصدّق، لا لسذاجة فينا أو عدم إلمام بتعقيدات الأزمة اللبنانية وحجم الإنقسامات السياسية والطائفية، بل لأننا آمنّا ببشير حالة إستثنائية قادرة على تغيير الأقدار، ولأننا وجدنا فيه صدى لأحلامنا المشروعة بالعيش في دولة سيّدة على كل أراضيها. كان مثلنا نحن من ورثنا أسباب حرب وصيغة هشّة ووهن سلطة واهتراء مؤسسات. كان مثلنا وواجَه مثل أي منّا ديكتاتورية النظام السوري وآلته العسكرية. وواجه الدويلة الفلسطينية التي أتت بالدب الإسرائيلي إلى كرمنا. كنا نسمع "الباش" ونسمع عنه. كنا نراه بيننا ونراهن عليه. كان رئيسنا ورفيقنا وصانع أحلامنا الكبرى. حلم بشير قتله وقتلنا نحن الحالمين بالـ10452 كما يجب أن تكون.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية الأسد الخاسر الأكبر من أزمة اللاجئين

عبد الكريم أبو النصر/النهار/18 أيلول 2015

مسؤول دولي معني بالملف السوري شدد في جلسة خاصة في باريس على "ان الرئيس بشار الأسد هو الخاسر الأكبر، اضافة الى السوريين انفسهم طبعاً، من انفجار مشكلة اللاجئين الهاربين من جحيم بلدهم وتحولها أزمة عالمية تربك خصوصاً الدول الأوروبية والغربية وتهدد بعواقب ومضاعفات أمنية واستراتيجية وسياسية وانسانية واجتماعية، للمرة الاولى على هذا النطاق الواسع منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد النظام". وركّز المسؤول على الأمور الأساسية الآتية التي تعكس حقيقة موقف الدول الغربية والعربية والاقليمية المؤثرة من التطورات المأسوية لأزمة اللاجئين:

اولاً: تفضح هذه الأزمة فشل نظام الأسد في ادارة شؤون بلده، اذ ان الغالبية الكبيرة من اللاجئين هم سوريون، كما تفضح فشل النظام في التعامل مع شعبه ومع الارهابيين وفظاعة الاوضاع في سوريا، وتسلط الأضواء بقوة على المسؤولية الأساسية الكبرى التي يتحملها النظام في هذا المجال. فنظام الأسد هو المسؤول الحقيقي الاول عن تفجير سوريا وتفككها دولة ومجتمعاً وشعباً لأنه خاض حرباً شرسة استخدم فيها كل أنواع الأسلحة ومنها البراميل المتفجرة، ضد شعبه المحتج، ورفض الاعتراف بوجود مطالب مشروعة لهذا الشعب وتعامل مع المعارضين على اساس انهم ارهابيون واعطى الاولوية لمحاولة البقاء في السلطة من غير جدوى. وفشل النظام مع حلفائه في القضاء على الثورة الشعبية او في احتوائها وأفلتت سوريا من قبضته وألحقت حربه الكوارث والدمار والخراب الهائلين بالبلد وحولت اكثر من 12 مليون سوري لاجئين ومشردين في الداخل والخارج فباتت الأزمة السورية اكبر مأساة انسانية في العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ثانياً: الأسد هو المسؤول الاول عن انتشار الارهاب ونموه في سوريا، ليس فقط لأن حربه احدثت فوضى واسعة يستغلها الارهابيون، بل لأن معلومات الاميركيين والغربيين والبريطانيين تفيد أن النظام متواطئ مع "داعش" ويسهل نشاطاته واعماله ويشارك في تمويله من طريق شراء نفطه. واستناداً الى هذه المعلومات الموثقة فان 80 في المئة من العمليات العسكرية التي ينفذها النظام تستهدف قوى المعارضة السورية و20 في المئة منها فقط تستهدف "داعش" والعدد الأكبر من القتلى والمصابين والمشردين هم ضحايا اعمال النظام وعشرة في المئة منهم فقط هم ضحايا اعمال "داعش".

ثالثاً: ليس ممكناً وواقعياً عزل مشكلة اللاجئين عن المأساة السورية ككل. والحل الحقيقي الجدي لهذه المأساة ليس عسكرياً - امنياً وليس انسانياً بل يجب ان يكون حلاً سياسياً شاملاً للمشكلة السورية بجوانبها المتعددة. وقد تبدو الضربات العسكرية لمواقع "داعش" أكثر سهولة من ايجاد حل سياسي حقيقي للمشكلة السورية البالغة التعقيد لكنها لن تحقق وحدها الأهداف المرجوة منها ولن توقف الحرب أو تدفق اللاجئين.

رابعاً: لن يستطيع نظام الأسد استغلال مأساة اللاجئين لمصلحته لأن الدول الغربية والاقليمية المؤثرة ترفض أي نوع من التنسيق والتعاون معه في هذا المجال لأنها تدرك ماذا فعل ويفعل ببلده وشعبه، كما انها ترفض أي نوع من التنسيق معه في الحرب ضد "داعش" والارهاب.

خامساً: ليس ممكناً أو واقعياً انجاز هدنة أمنية أو تطبيق وقف لإطلاق النار من غير انجاز حل سياسي حقيقي شامل للأزمة. وهذا الحل يتطلب رحيل الأسد والمرتبطين به عن السلطة وقيام نظام جديد تعددي يحقق المطالب والتطلعات المشروعة للشعب السوري بكل مكوناته، وهذا ليس ترفاً بل امر ضروري وحيوي من أجل وقف الحرب. واذا كانت روسيا وايران ترفضان حتى الآن هذه الصيغة فانهما عاجزتان في المقابل عن انجاز حل سياسي شامل من غير التعاون مع اميركا والدول الحليفة لها التي تتمسك بضرورة انهاء حكم الأسد. والدعم العسكري الروسي والايراني الكبير لهذا النظام لن ينقذه بل انه يلحق المزيد من الكوارث والضحايا ويزيد اعداد اللاجئين والمشردين. ورأى المسؤول الدولي "انه ليس ممكناً وواقعياً انجاز الحل السياسي الشامل للأزمة السورية بسرعة وعلى هذا الاساس فمن الافضل اعطاء الأولوية لإنشاء منطقة امنية واسعة في سوريا على الحدود مع تركيا تحميها الطائرات والمدفعية الاميركية والتركية وتحد من هجرة السوريين الى الخارج وتكون مقراً لقوى المعارضة السورية ولأعداد كبيرة من اللاجئين وتشكل عامل ضغط على النظام وحلفائه من أجل الإسراع في الاتفاق دولياً واقليمياً على الحل السياسي للأزمة. وهذا الاقتراح قيد الدرس في عواصم الدول الغربية والاقليمية المؤثرة".

 

إسرائيل تواجه سوريا إيرانية - روسية

رندة حيدر/النهار/18 أيلول 2015

إعلان روسيا رفع درجة تدخلها العسكري في سوريا وضع إسرائيل أمام واقع جديد مختلف يتطلب اعادة تفكير في استراتيجيتها حيال ما يحصل في هذا البلد. لقد اصبحت سوريا التي لا تزال خاضعة لنظام بشار الأسد موزعة مناطق نفوذ يتقاسمها الإيرانيون والروس و"حزب الله" وما تبقى من الجيش السوري النظامي، ومن الواضح اليوم ان الدعم العسكري الروسي - الإيراني هو الذي يضمن صمود نظام بشار الأسد، وهو الذي سيحدد على الارجح مسار المعركة المقبلة مع "داعش" وصورة سوريا المقبلة. والسؤال كيف سينعكس ذلك على إسرائيل؟ ثمة فارق في التعامل الإسرائيلي مع الوجود العسكري الروسي في سوريا ومع الوجود الإيراني. فبالنسبة الى إسرائيل، روسيا بلد صديق لها معه قنوات حوار مفتوحة ومن السهل ان يتوصلا الى تفاهمات واضحة، خصوصاً أن المصلحة هي الامر الوحيد الذي يحرك الروس. صحيح ان هناك مخاوف إسرائيلية تتعلق بالتدخل العسكري الروسي مثل ضرورة التنسيق مع الروس كي لا يتضارب الوجود العسكري الروسي مع حرية عمل إسرائيل في سوريا، والاتفاق مع الروس لمنع منظومات السلاح المتطور الروسي من الوصول الى "حزب الله"، ولكن في ما عدا ذلك ليست لإسرائيل تحفظات فعلية عن وجود عسكري روسي على الاراضي السورية سواء لمحاربة "داعش" او للحؤول دون سقوط نظام بشار الأسد أو للدفاع عن المنطقة العلوية. لا بل على العكس، فمثل هذا الوجود في رأي بعض المحللين الإسرائيليين قد يؤدي الى استقرار الوضع في سوريا الامر الذي يخدم مصلحة إسرائيل. يختلف الموقف الإسرائيلي من تعاظم الوجود العسكري الإيراني في سوريا، الذي يرى محللون إسرائيليون أنه من النتائج المباشرة للاتفاق النووي مع إيران، ويعكس ضعف نفوذ الولايات المتحدة وتراجعها في المنطقة. وثمة اقتناع اسرائيلي بان الولايات المتحدة كانت على معرفة مسبقة بالتدخل العسكري الروسي - الإيراني وانها لا تعارضه. يمثل الوجود العسكري الإيراني في سوريا تحدياً كبيراً لإسرائيل، خصوصاً ان إيران يمكن ان تتحول بعد عشر سنوات، أي بعد انتهاء مدة الاتفاق النووي، دولة على عتبة النووي. وهذا التطور يجعل اخفاق نتنياهو في عرقلة الاتفاق أكبر واكثر خطورة. فإيران اليوم باتت على حدود إسرائيل في الجولان وفي قلب العاصمة دمشق وحولها، وكل ذلك لا ينبئ بالخير بالنسبة اليها. تزامن تعاظم الوجود العسكري الروسي والإيراني في سوريا مع تراجع الدور الأميركي في المنطقة بأسرها يضع إسرائيل أمام واقع جديد وشرق أوسط متغير ليست لديها قدرة على التأثير في احداثه ولا تملك خيارات كثيرة من اجل تغيير مساراته.

 

روسيا تستعيد تجربة التدخّل السوري في لبنان دعم نظام الأسد رأس جبل الجليد

روزانا بومنصف/النهار/18 أيلول 2015

قياساً ببلد معني على نحو مباشر بكل تداعيات الوضع السوري وانعكاساته وبعض افرقائه منخرط في الدفاع عن النظام السوري فيما يخشى خصومه من اي امكان لتأمين استمراره في اي حل للانعكاسات السلبية التي يرتبها ليس على بلده فحسب بل ايضا على لبنان، لم تصدر اي تعليقات عن السياسيين في لبنان حول ما يثير الاهتمام الغربي في الدرجة الاولى من تعزيز روسيا وجودها في اللاذقية وجوارها، فيما عبر الموفد الدولي الى سوريا ستيفان دو ميستورا الى بيروت ليعبر منها الى دمشق من اجل لقاء الرئيس السوري واركان نظامه للبحث في مبادرته التي يفترض ان التطورات الروسية وضعتها على الرف. فبالنسبة الى سياسيين عايشوا الحرب في لبنان وكانوا جزءا منها وشهدوا على تدخلات مختلفة من التدخل السوري الذي تحول احتلالا ووصاية رسمية امتدت ثلاثة عقود الى الاحتلال الاسرائيلي الذي وصل الى بيروت والتدخلات الاميركية والفرنسية والعربية في مراحل مختلفة، فإن تعزيز روسيا وجودها العسكري وتدخلها المرتقب تحت عنوان محاربة الارهاب يكاد يشبه التدخل السوري في لبنان. ليس من دولة تتدخل لنصرة او لدعم فريق بمقدار ما تحاول حماية مصالحها وتدعمها او تثبتها متى شعرت انها مهددة فعلا. ومع معرفة سياسيين كثر بالوضع الصعب الذي بات عليه الرئيس السوري والذي من بين مؤشراته اقله بالنسبة الى هؤلاء التخبط في منطقة الزبداني على الحدود مع لبنان جنبا الى جنب مع " حزب الله" من دون قدرة على حسم الوضع العسكري، فإن التدخل الروسي يبدو معبرا عن تهديد حقيقي شعرت به روسيا لكي تتقدم من اجل حماية مصالحها مباشرة او تخوفاً من ان تطاولها التطورات الميدانية في سوريا. الامر الاخر ان التدخل الروسي بالنسبة الى هؤلاء قد لا يكون معبرا عن وضع الازمة السورية على طريق الحل مقدار ما قد يكون معبرا عن انتقال الازمة الى مرحلة جديدة من مراحل تطورها. فهذه الأزمة التي انطلقت على قاعدة التعبير عن الغضب من النظام والمطالبة برحيله الى حرب اشعلها النظام باستهدافه السوريين واطلاق النار عليهم واعتقالهم شهدت لاحقا دخول ايران بقوة عبر ميليشياتها في العراق ولبنان في الحرب العسكرية الى جانب النظام بعدما شارف على الانهيار والسقوط. وكان الدخول الايراني المباشر على الخط عنوان مرحلة جديدة فساهم في اذكاء الحرب وتسعيرها في ظل تراجع متدرج للنظام من دون القدرة على مساعدته على الحسم. ولذلك، فإن توسيع التدخل الروسي على خط مساعدة الرئيس السوري قد يسلك طريق التمهيد من اجل وضع الازمة على طريق الحل كما قد يشكل عنوانا لمرحلة جديدة تتورط فيها روسيا في الحرب الداخلية السورية خصوصا في حال لم تقنع الولايات المتحدة والغرب لملاقاتها من اجل التحالف ضد "الارهاب" في سوريا كما تقول، ذلك علما ان التحالف الاميركي - الروسي لن يكون كافيا ما لم يحظ ايضا بدعم عربي. اذ كان لافتاً ان تصعيد روسيا بنقل المعدات والاسلحة الى سوريا غداة القمة التي عقدها الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الاميركي باراك اوباما والتي التزم فيها اوباما علناً بموقف رفض اي دور للاسد في مستقبل سوريا. وتاليا فإن اي تعاون او اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة في حال حصوله لن يمكنه التغاضي عن الحصول على الدعم العربي. وفي حال عدم التقاط الولايات المتحدة دعوة روسيا للتعاون، عندئذ قد تكون روسيا في مأزق ربما ينقل العداء ضدها الى اراضيها مع دعمها للرئيس السوري في وجه السوريين المعارضين الذين يعتبرون النظام ارهابيا فيما التقت روسيا كثيرين منهم على رغم تأييدها لوجهة نظر النظام في منطقه حصر الثورة ضد حكمه بالحرب مع الارهابيين. على ان وضع الولايات المتحدة قد لا يكون اكثر سهولة، لا في ترك روسيا تأخذ المبادرة في سوريا من اجل توحيد الجهود لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية ولا في تجاهل تنامي قدرة موسكو على التحكم ببعض عناصر الحل السوري ومن بينها حفظ دور للرئيس السوري اكثر من قبل مما يصعب من مسار ايجاد الحلول ويعقدها اكثر، وذلك ما لم يكن لدى روسيا مجموعة اهداف غير معلنة قد تتصل بالوضع في روسيا او طموحها لتعزيز ركيزة وجودها في المنطقة وفق ما هو مرجح وهي تسعى الى تحقيقها بتدخلها المباشر اكثر بالوضع السوري. ما يحفز على الحذر لبنانيا اكثر في مقاربة موضوع تعزيز روسيا تدخلها في سوريا ليس فقط ما يعرفه السياسيون اللبنانيون بالتجربة ايضا من ان تحركات دول كبرى كروسيا او الولايات المتحدة او سواهما قد تكون مدروسة ومخططا لها على نحو مسبق بتفاصيلها واحتمالاتها ونتائجها المفترضة، وان التطورات الميدانية ابان الحروب قد تقلب الاجندات المسبقة رأسا على عقب، بل ايضا ان المسألة قد تحمل اكثر من حجمها باستثناء ما هو واضح في اعطاء زخم للرئيس السوري عبر الدفع نحو التنسيق معه. وهذا الاخير قفز على المناسبة فورا من اجل دعوة المعارضة للانضمام الى جانبه لمواجهة الارهاب كما قال لعل تفسيرها يعد انفتاحا من جانبه على الثوار. لكن الكثير لا يزال غامضا إن في ردود الفعل العربية او الغربية ايضا في انتظار ان تشرح روسيا خطوتها.

 

نتهى تمرد صالح والحوثيين

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 أيلول/15

فقط بعد أقل من خمسة أشهر من استيلائهم على الحكم، صار وضع المتمردين اليوم كارثيًا؛ محاصرين بلا بنزين ولا ديزل، ولا كهرباء، ولا ميناء، ولا مطار، ولا موارد مالية، ولا اعتراف دولي، وبسبب القصف الشديد ينام الرئيس المعزول مع قادته في الأقبية، والحوثيون يختبئون في الجبال. هذه حرب ناجحة في ظروف صعبة، ففي أواخر مارس (آذار) الماضي كان الحوثيون قد استولوا على كل اليمن، متحالفين مع قوات الرئيس المعزول صالح، ورفضوا كل الحلول السياسية رغم أنها أعطتهم الحصة الأكبر في الحكومة، والآن باتوا يتحصنون في صنعاء، وبعض مدن الشمال المعزولة، وهي الأخرى غاضبة عليهم، فميناء الحديدة صار معطلاً، لأن أهله يقفون ضد الحوثيين، والميناء توقف عن الحركة بعد أن قصفت قوات التحالف بعض أرصفته لمنع المتمردين من استخدامه. العاصمة صنعاء نفسها، صارت محاصرة، حيث تعسكر على بعد بضعة كيلومترات منها قوات الحكومة الشرعية، تدعمها قوات سعودية وإماراتية، قادمة من محافظة مأرب بعد أن استولوا عليها وغيروا مسار الحرب. وسواء دخلت القوات صنعاء أم لا، فإن الوضع في اليمن قد تغير تمامًا ضد الانقلابيين، أي الحوثيين الموالين لإيران وقوات الرئيس المعزول علي صالح. خسروا عدن ومأرب الاستراتيجيتين، وصار الاحتفاظ بما تبقى يكلفهم الكثير. وخارج اليمن صارت الأمم المتحدة، والدول الكبرى، تتعامل رسميًا مع عدن عاصمةً مؤقتة لليمن، وتراسل الحكومة التي عادت من منفاها في الرياض إلى عدن، يتقدمها خالد بحاح، ممثلةً وحيدةً للشعب اليمني. هذا من حيث الأعراف الدبلوماسية، والاعتراف القانوني، أما على الأرض، فإن الانتصار في عدن وإلى مأرب، وسط اليمن، شجع مناطق على إعلان ولائها للحكومة، منتفضة ضد الحوثيين دون قتال يذكر. لهذا يحاول الحوثيون القيام بمعارك استعراضية دعائية على الحدود السعودية البعيدة شمالاً، للحفاظ على معنويات ميليشياتهم وأتباعهم. وحتى دون صنعاء، فإن الحكومة الشرعية تعد دولة كاملة؛ تدير عدن عاصمةً بديلة، وميناء رئيسيًا للبلاد، والمطار الوحيد المفتوح، وتدير مأرب، مركز البترول، وشريان الحياة للبلاد، ومن دونها صار يتحتم على المعزول صالح أن يدفع من خزانته في منزله، تكاليف الحرب ومرتبات قواته. ومثل صالح، فقد الحوثيون مصدر مالهم الرئيسي، وعليهم أن ينتظروا إيران حتى تدفع لهم لتمويل عملياتهم، خارج منطقتهم صعدة.

وبدعم السعودية والحلفاء، الحكومة في عدن غير محتاجة إلى تشغيل آلات إنتاج النفط في مأرب، ولا فتح أنبوبه الذي يمتد خمسمائة كيلومتر إلى البحر الأحمر، وستحرم خصومها من مشتقات المصفاة الرئيسية، التي من دونها سينفد مخزونهم من الوقود وستتوقف قواتهم عن الحركة، وقد توقف محطة الكهرباء، ومقرها أيضًا مأرب، التي تضيء صنعاء، التي تقع على بعد ثمانين كيلومترًا. لهذا، قوات الحكومة اليمنية ليست مضطرة إلى تحرير ما تبقى من اليمن، بل تستطيع الاحتفاظ بانتصاراتها.. فهي ما دامت تمسك بمصادر الحياة، تمسك بالحكم.. النفط والمال والكهرباء. وسيضطر المتمردون، مهما حاولوا الصمود، إلى التفاوض والقبول بما هو أقل مما كان معروضًا عليهم ويرفضونه قبل شهر واحد فقط.

 

الغزو الروسي «المقدس»

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/18 أيلول/15

مع تدفق السلاح والضباط والمعدات العسكرية المتطورة من روسيا لبشار الأسد، يقر جنرال أميركي بإخفاق أميركا في سوريا. في جلسة بمجلس الشيوخ الأميركي أقر الجنرال لويد أوستن، أعلى قائد عسكري أميركي في الشرق الأوسط، بإخفاق خطة الإدارة الأميركية بتدريب مجموعة سورية متخصصة فقط، حصرًا وحكرًا، بمحاربة «داعش»، ولا غير «داعش»، في سوريا. الجنرال أوستن ذكر حقائق تثير السخرية والعجب، حيث قال في حديثه أمام لجنة بمجلس الشيوخ الأميركي إن أول 54 ممن أنهوا برنامج التدريب هاجمهم مسلحو تنظيم القاعدة فور دخولهم سوريا في يوليو (تموز)، ولم يبق إلا نحو أربعة أو خمسة رجال! حتى حينه. وهناك من غاب الخبر عنه في الفوضى السورية. هذا عنوان صارخ لضياع الرؤية الأميركية في أخطر أزمة أمنية في العالم، وهي الأزمة السورية، وسبب ضياع الرؤية هو «تحديدًا» عناد الرئيس الأميركي، أو لنقل إدارته، على صحة المقاربة التي يتناولون بها الأزمة السورية ومنطقة الشرق الأوسط كلها.

لدى أوباما ثقة غير مبررة ولا منطقية بصحة سياساته بالمنطقة، رغم كل النتائج الكارثية التي تمخضت عنها هذه السياسات منذ فترة ولايته الثانية، ليس آخرها أزمة اللاجئين السوريين التي هزت الغرب كله، وهددت دعائمه القانونية وحركة التنقل بين دوله، وتأشيرة «الشينغن نفسها» إحدى مفاخر اتحاد أوروبا. هناك حالة ضياع وتخبط تمر بها أميركا في عهد أوباما، ساقت الضرر لأميركا نفسها وحلفائها بكل مكان. على الجانب الآخر، نجد أن روسيا بوتين، تتقدم بقوة بل بتهور، مستغلة هذا الضياع الأميركي - الغربي و«تحتل» سوريا، وهي تقول بوضوح: نحن هنا لمحاربة «داعش»، فقط، وإنقاذ الدولة السورية - انتبه ليس نظام بشار الأسد، بل الدولة السورية - كما يشرح لك بعبوس الوزير لافروف! أليس هذا هو نفس هدف أوباما وبعض قادة الغرب؟! حصر العمل العسكري في سوريا بمحاربة «داعش»؟! دعك من الكلام الرذاذي عن أنه لا مكان للأسد بمستقبل سوريا، فعلى الأرض لا تفعل واشنطن أوباما شيئًا لترجمة هذا الكلام.

خطورة هذا الاقتحام الروسي السافر لسوريا هو الإسهام في تأجيج الصراع الديني في سوريا، وتحويل الأمر لمواجهة شاملة بين الغزاة «الصليبيين» الذين يدعمون المسيحيين و«الباطنية» ببلاد الشام، في استعادة مدمرة لعصر الحروب الصليبية في بلاد الشام، الذي يفترض أننا عبرناه. ساعتها يصبح الأمر أكبر من قصة «داعش» التي يريد أوباما ومثله بوتين، مع اختلاف الدوافع، حصر الكتاب السوري في صفحتها. هل يمكن أن يستيقظ العقل الأميركي من سباته القاتل؟

 

اليتيم السوري ونادي الساخرين

أمير طاهري/الشرق الأوسط/18 أيلول/15

يذكرني حال سوريا في هذه الأيام بيتيم يحيط به أعداء حقيقيون وأصدقاء مزيفون، يشكلون معًا ناديًا للساخرين، ويحاولون السيطرة على مقدراته. ولنراجع فحسب الأمثلة التالية:

> الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصر على إشراف الرئيس بشار الأسد على أي اتفاق «انتقالي» يتم التوصل إليه، حتى لو كان ذلك يعني العودة إلى المربع رقم واحد. بوتين يسعى إلى تأمين مزيد من الوقت ليتمكن من بناء قواعده العسكرية على الساحل السوري، ومن ثم إجبار أي حكومة مستقبلية في دمشق على القبول بها كأمر واقع.

> وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند يقترح بقاء الأسد في السلطة 6 أشهر أخرى، إذ ربما تحدث خلالها معجزة ما تتمخض عن سبيل لإقرار السلام في سوريا. هذا الاقتراح يهدف إلى مدارة سوأة لندن، وخلق انطباع بأن هاموند وزملاءه «يفعلون شيئًا» حيال سوريا.

> الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يريد رحيل الأسد على الفور تقريبًا، لكنه يرفض اتخاذ أي إجراء ضد نظامه. سمها مظهرية إذا شئت، لكن هولاند يبدو أكثر اهتمامًا بتقديم نفسه في صورة الزعيم القوي من القيام بأي شيء من أجل سوريا.

> وزير الخارجية البريطاني الأسبق لورد أوين اقترح وضع سوريا تحت انتداب الأردن بدعم من الأمم المتحدة. ولا يفصح اللورد المبجل عن السبيل إلى تحقيق ذلك في خضم حرب مستعرة مزقت سوريا إلى 5 مناطق على الأقل. كما أنه غير مهتم بأمور من قبيل قدرة الأردن على لعب دور يتجاوز موارده.

> إدارة أوباما تتحاشى التعامل المباشر مع القضية، كما كانت تفعل مع جميع القضايا الأخرى، لا سيما البرنامج النووي الإيراني، على مدار السنوات السبع الماضية. أحدث مقترحاتها المظهرية يتحدث عن إنشاء قوة خاصة مؤلفة من «قوى إقليمية» لم تحددها من أجل استعادة السلام في سوريا. لكن الخبر السار هو أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لا يدعو إلى تقسيم سوريا إلى عدة دويلات كما ينادي دائمًا في العراق.

> وفي طهران، صرح علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى، بأن رئيسه علي خامنئي قرر أن الأسد لا بد أن يبقى في السلطة. وبما أن ما يقوله خامنئي، سواء كان في العقيدة الدينية أو النقد السينمائي، يعتبر «فصل الخطاب»، فلا فائدة من طرح أسئلة من قبيل: «ماذا لو كان السوريون لا يريدون الأسد؟».

> اليتيم السوري له فوائد أخرى لأطراف أخرى. وتقول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الألمان مستعدون لاستقبال نحو مليون لاجئ سوري بدافع من طيبة قلوبهم. لكن نائب المستشارة سيغمار غابرييل كشف السر عندما لمح إلى أن مليون سوري، ينتمي كثير منهم إلى الطبقة الوسطى ويمتلكون تعليمًا جيدًا، يستطيعون فعل الأعاجيب بالمنحنى الديموغرافي المتداعي في ألمانيا.

> رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يستخدم اللاجئين السوريين كفزاعة لإثارة المشاعر الشيفونية والمعادية للأجانب وتصفية حساباته مع الاتحاد الأوروبي الذي لطالما نظر إليه بعين الشك والريبة.

> كما ساعدت قضية اللاجئين السوريين الطائفيين من كل المشارب على الخروج من الشقوق. ويحاول اليونانيون والبلغار، الذين لطالما أساءوا معاملة أقلياتهم المسلمة، تصوير المأساة الحالية على أنها غزو إسلامي مستتر لأوروبا، رغم أن السوريين يفرون من الخلافة الإسلامية من ناحية، ومن عصابة الأسد المدعومة من ملالي طهران من الناحية الأخرى. وفي سلوفاكيا وبولندا، يطالب الناس علانية بالسماح للمسيحيين السوريين فقط بدخول البلاد، رغم أن العالم بأسره يعلم أن جميع الطوائف السورية عانت وتعاني من المأساة الحالية.

> خلاصة كل ذلك هو أن ما يسمى تنظيم «داعش» أصبح الخيار الثاني للجميع. الولايات المتحدة وحلفاؤها القليلون المتبقون يحجمون عن مهاجمة «داعش» على نحو فعال لأن سحقه ربما يقوي شوكة الأسد.

> وكشف عراقيون هذا الأسبوع أن واشنطن طلبت، فعليًا، من بغداد تعليق هجوم على «داعش» في الرمادي في الوقت الراهن. كما أن الأسد وداعميه من الروس والإيرانيين لا يهاجمون «داعش» أيضًا لأنهم يرون في «الخليفة» حليفًا موضوعيًا ضد قوى المعارضة السورية الأخرى.

> الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، من جانبه، يحتاج إلى «داعش» كستار من الدخان يهاجم من خلفه قواعد حزب العمال الكردستاني في سوريا على أمل تدميرها. إردوغان يمكنه بسهولة إغلاق خطوط الإمداد اللوجيستي لـ«داعش» عبر الحدود التركية، لكنه لا يفعل. ويرهن تصرفه بموافقة دول الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، على ضرب الأسد أيضًا، الأمر الذي لا تفعله هذه الدول.

> حزب العمال الكردستاني بدوره وحلفاؤه من الأكراد السوريين مترددون في موقفهم إزاء «داعش». هم جاهزون لقتاله في حال هدد المناطق الكردية، لكنهم غير مستعدين لضربه في عقر داره. ورغم كل شيء يظل «داعش» ذريعة للحزب وحلفائه المحليين لطلب المزيد من المال والسلاح من القوى الغربية، بينما يقتطعون مناطق خاضعة لسيطرة بغداد.> الحكومة العراقية أيضًا مترددة في مواجهة «داعش» على نحو جاد. هذه الخطوة من شأنها إغضاب طهران التي، كما سبق أن ذكرنا، لا تريد أن تكسب قوى المعارضة السورية غير الداعشية أرضًا في ميدان المعركة.

> بعض الدول العربية تعتبر «داعش» أخف الأضرار مقارنة بسوريا يحكمها ائتلاف بقيادة جماعة الإخوان المسلمين التي يعتبرونها عدوهم رقم واحد.

> جوهر المأساة السورية يكمن في حقيقة أن الأسد و«داعش» هما وجهان لعملة واحدة. كلاهما يريد استبعاد الشعب السوري، أو ما تبقى منه داخل البلاد، من المعادلة. وكلاهما لديه قاعدة شعبية يمكنه الاستناد إليها لفترة إضافية من الوقت حتى لو لم يحصل على المدد من الخارج والذي يأتيه بانتظام. في الوقت نفسه، لا يمتلك أي من الطرفين القوة الكافية، أو ينتظر منه أن يحوز قاعدة شعبية، تخوله فرض أجندته على سوريا. > أخيرًا، وفي ضوء أن «داعش» أصبح يمثل الخيار الثاني للجميع، يبدو أن اليتيم السوري بات محكومًا عليه بأن يراوح مكانه في وضع يسميه الأتراك بـ«آهمز»، وتعني «لا مخرج».

 

التحالف الروسي - الإيراني في سورية وتخاذل الغرب

 عبدالعزيز التويجري/الحياة/18 أيلول/15

منذ بداية ثورة الشعب السوري على ديكتاتورية النظام الطائفي، الذي جثم على صدره أكثر من أربعين عاماً، وقفت روسيا وإيران بكل إمكاناتهما إلى جانب هذا النظام، حيث تم تزويده بالمال والسلاح والخبراء العسكريين والمقاتلين من إيران وحزب الله اللبناني وغيرهما. ودخل النظام العراقي الذي تهيمن عليه إيران، في هذه المؤازرة مقدماً هو أيضاً دعماً مالياً كبيراً، ومرسلاً الميليشيات الطائفية مثل عصائب أهل الحق ولواء أبي الفضل العباس للقتال مع جنود النظام، وفاتحاً مجاله الجوي للطائرات الإيرانية لتمدّ النظام بما يحتاجه من عتاد ومقاتلين. وأمام هذا التدخل السافر من روسيا وإيران والعراق إلى جانب النظام في سورية، وقفت الدول الغربية موقفاً ضعيفاً ومخادعاً، ما أتاح له أن يواصل قتل شعبه وتدمير مدن وقرى سورية، واستخدام الأسلحة المحرّمة دولياً من دون عقاب أو عتاب. ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل أصرّت روسيا على منع إصدار أي قرار من مجلس الأمن الدولي يدين النظام السوري ويسمح بمعاقبته، مستخدمةً حق النقض مراراً.

بفضل هذا الدعم السياسي والعسكري والمالي غير المحدود، استمرت معاناة الشعب السوري، وزادت أعداد القتلى والجرحى والمهجرين، وتفاقم حجم الدمار الذي لحق بالمدن والقرى وطاول الآثار والمعالم الحضارية والمساجد، حيث بلغ عدد القتلى أكثر من 400 ألف كثير منهم أطفال ونساء وشيوخ، وعدد المهجرين واللاجئين أكثر من 10 ملايين تتوزّعهم مخيمات وبلدان مختلفة، ويغرق كثر منهم في مياه البحر المتوسط في مشهد محزن رهيب. وفي خضم مأساة الشعب السوري، ظهرت تنظيمات إرهابية مشبوهة المنشأ، كـ «داعش» الذي صرف أنظار العالم عن جرائم النظام الطائفي بجرائمه البشعة، والذي وجّه نيرانه إلى فصائل الثوار السوريين فأضعف قوتهم ومزّق صفوفهم، وكأنه صُنع لقتالهم وليس لقتال النظام ومن يدعمه. بل إنه عمل على استهداف دول خليجية ففجٰر فيها المساجد وقتل الأبرياء وأعلن مراراً أن هدفه أبعد من العراق وسورية. واليوم، تكشف روسيا ما تبقّى من أقنعة عن وجهها، فترسل طائراتها العسكرية وبوارجها حاملة أنواعاً جديدة من الأسلحة الفتاكة وجنوداً وخبراء عسكريين، وتبدأ في إنشاء قاعدة جوية في مطار حميميم في اللاذقية، بل وتعلن إصرارها على بقاء رئيس تلطّخت يداه بدماء مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري، وارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في تحدٍّ سافر للقانون الدولي والقيم والمبادئ الإنسانية.

أما ردة فعل أميركا وحلفائها الغربيين تجاه هذه التطورات الخطيرة والمنازلة الروسية المتحدية، فلم تتجاوز عبارات التحذير من خطورة الموقف والتبشير بفشل روسيا في ما أقدمت عليه. ويبدو أن حرص الرئيس أوباما وحلفائه على إتمام الاتفاق النووي مع إيران الذي عملوا على إنجازه وقتاً طويلاً، هو الذي يجعل موقفهم من التطورات الجديدة في سورية ضعيفاً وغير متكافئ مع خطورة الوضع وما ستؤول إليه الأمور لاحقاً. فروسيا حريصة على التمسّك بنفوذها في سورية، الذي استثمرت فيه أموالاً طائلة ولن تتنازل عنه. وإيران تستغل حاجة الغرب إلى أموالها وأسواقها ومشروعاتها المغرية، فتعمد إلى المناورة بجانب روسيا، حليفتها في دعم نظام الأسد، لتفرضا رؤية النظام بأنّ ما يجري في سورية هو حرب على الإرهاب، وأن نظام الأسد هو الأقدر على مواجهة هذا الإرهاب. وهذه خدعة كبيرة تم الترويج لها بكل خبث، فالتنظيمات الإرهابية لم تظهر في المشهد السوري إلا بعد أن كادت قوى الثورة السورية أن تسقط النظام القمعي الديكتاتوري، لذلك فظهورها في ذلك الوقت كان أمراً مشبوهاً، كما أن بقاءها وتمدّدها حتى الآن أمر مشبوه. ومهما يكن من أمر، فالانغماس الروسي في المستنقع السوري ستكون له نتائج عكسية على المديين القريب والبعيد، لأنه سيستفزّ أعداداً كبيرة من المسلمين المؤيدين لثورة الشعب السوري والمتعاطفين معه في مأساته المستمرة، الذين سيرون في هذا الانغماس احتلالاً روسياً لبلد مسلم كما كان الأمر في أفغانستان من قبل، ما سيدفع أعداداً كبيرة منهم إلى الانضمام إلى التنظيمات المقاتلة في سورية على اختلاف أشكالها. وستصبح المنطقة ساحة لصراعات أكبر وأكثر خطورة تهدّد السلم والأمن الدوليين، وربما تقود في وقت لاحق إلى مواجهة روسية - غربية عندما يأتي إلى البيت الأبيض جورج بوش جديد. وفي كل الأحوال، فإن الخاسر الأكبر في هذه المأساة هو الشعب السوري الذي فقد وطنه وشُرّد في أنحاء الأرض، والعرب الذين بضعفهم وتفكّكهم سمحوا لإيران وروسيا بأن تغزوا عدداً من بلدانهم، وأن يكون لهما قولٌ في شؤونهم. فهم اليوم كالأيتام على مأدبة اللئام.

 

التدخل الروسي من دون حرب

وليد شقير/الحياة/18 أيلول/15

تقف روسيا على الحافة بين التزامها مقولة الكرملين الدائمة بوجوب التزام القانون الدولي وتشريع أي تدخل عسكري أممي في أزمات العالم، لا سيما في سورية، عبر مجلس الأمن، أو الانتقال الى اعتماد سياسة أحادية تستغني عن الغطاء القانوني الدولي، تحت شعار محاربة الإرهاب والقضاء على "داعش"، مع ما يعنيه ذلك من تصاعد في الصراع مع الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب. فسعي موسكو الى حماية نظام الرئيس بشار الأسد وحماية مكتسبات نفوذها في الشرق الأوسط انطلاقاً من دورها هذا في سورية، من طريق زيادة تواجدها العسكري كما حصل في الأسابيع الماضية، يشكل رسالة أولى بإمكان تخلي موسكو عن مبدأ الغطاء الدولي تمهيداً للدخول في صراع مكشوف، لا سيما مع الولايات المتحدة الأميركية على الصعيد العالمي ككل. وإذا صح أن روسيا تتجه الى هذا المنحى فمعنى ذلك أن الرئيس فلاديمير بوتين حزم أمره للدخول في حرب باردة جديدة شاملة في مواجهة واشنطن وأنه سيتدخل حيث يستطيع ضد النفوذ الأميركي في القارات كافة. قد يكون من المبكر الوصول الى هذا الاستنتاج، قبل أن يحدد بوتين نفسه استراتيجيته في خطابه بعد أيام في الأمم المتحدة، وقبل أن يتضح ما إذا كان نظيره الأميركي باراك أوباما سيلتقيه في نيويورك، لمعرفة نياته من وراء تصعيد وجوده العسكري في بلاد الشام.

صحيح أن بوتين، بموازاة تمسك الديبلوماسية الروسية بالغطاء الدولي لأي تدخل عسكري في الخارج، مارس سياسة التدخل العسكري المباشر من دون إذن او تشريع دولي مرتين، في جورجيا عام 2008 ومن ثم في أوكرانيا عام 2014، ما تسبب بعقوبات اقتصادية غربية تنهك اقتصاد روسيا وتتسبب بعزلتها، لكن هذين التدخلين بقيا في الميدان الحيوي الروسي شرق أوروبا، وفي دولتين تقعان على حدود بلاد القيصر. أما الانخراط المكشوف في سورية فله بُعد آخر لأنه ينزلق بروسيا إذا ازداد تورطها مع إطالة الحرب السورية الى استنزاف طويل الأمد قد يصبح شبيهاً بتجربتها في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، ما أدى الى هزيمتها التي ساعدت مع عوامل أخرى في تفكك الاتحاد السوفياتي. وبقدر النقاش الحاصل في واشنطن في جدوى لقاء أوباما مع القيصر إزاء الهجوم الذي يقوم به وسط معلومات عن أن الرئيس الأميركي يفضل الانخراط الديبلوماسي مع بوتين، هناك نقاش في روسيا حول جدوى الدخول في مواجهة كاملة مع الغرب لأن ظروف الحرب الباردة ولّت ولأن الاستقطاب العالمي تبدّل جذرياً لغير مصلحة موسكو، بدءاً من أوروبا، و حول عقيدة بوتين بالتدخل العسكري حيث تتوافر الإمكانات لحماية المصالح الروسية وإيصال الأمور الى حافة الهاوية على طريق استعادة الدور القطبي في السياسة الدولية.

يبقي بوتين على خيط رفيع مع الغرب وواشنطن بحجة أن دول الغرب تعطي الأولوية لمحاربة "داعش" في سورية وأن طائرات التحالف التي تقصف مواقع التنظيم بدأت بذلك بعد أن أرسلت تطمينات بأنها لا تهاجم مواقع جيش الأسد وأنها دربت عناصر معارضة معتدلة (265 عنصراً) شرط حصر نشاطته بمحاربة "داعش" وأن التمسك بشرعية الأسد بالنسبة إليه شبيه باعتراف الولايات المتحدة بشرعية الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو على رغم التشكيك في نسبة الاقتراع خلال الانتخابات نتيجة الأزمة وانفصال القرم. وإذا كانت حجة بوتين من وراء تعزيز وجوده العسكري في سورية هي الشراكة مع الغرب في محاربة "داعش" كهدف يلتقي مع دوله عليه، فإن هذه الحجة تفترض رغبة الدب الروسي في التوصل الى تسوية مع الولايات المتحدة على سبل إدارة الأزمة السورية، والحل فيها، استناداً الى البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في 18 آب (أغسطس) الماضي استناداً الى خطة ستيفان دي ميستورا التي تنطلق من صيغة جنيف 2012، بقيام هيئة انتقالية تنتقل إليها كامل الصلاحيات. وإذا كانت هذه الصيغة هي الطرف الأخير من الخيط فإنها النقطة التي يمكن للخيط أن ينقطع عندها، والتي تختصر الكثير من عوامل الصراع الدائر بين الدولتين العظميين. وإذا كانتا تتفقان على أن بداية الحل السياسي في سورية ليست مشروطة بذهاب الأسد وأن نهايته ليست مرهونة ببقائه، فإن المسافة التي تفصل هذه عن تلك هي المشكلة، لأنها تبقي الحل معلقاً على تبادل للضغوط تحت غطاء اتفاق مزعوم حول سورية، هو في الحقيقة اتفاق على نقل الأزمة الى مستوى جديد من الصراع، يناسب بوتين أكثر مما يناسب الغرب، من دون الوصول الى نهاية الحرب.

 

خطة بوتين: العراق لواشنطن وسورية لموسكو؟

 راغدة درغام/الحياة/18 أيلول/15

بعد عشرة أيام في مدينة نيويورك، ستتزاحم المبادرات والتفاهمات والصفقات تحت عنوانين أساسيين هما الإرهاب والهجرة وكلاهما مرتبط في أذهان قادة العالم بسورية بالدرجة الأولى، ثم بالأزمات الأخرى المتفشية في المنطقة العربية.

الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا الى قمة حول الإرهاب وفي باله «داعش» أولاً. والرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلّف وزير خارجيته سيرغي لافروف ان يترأس جلسة وزارية لمجلس الأمن تحمل عنوان «الحفاظ على السلام والأمن الدوليين: تسوية النزاعات في الشرق الأوسط ومناهضة الخطر الإرهابي في المنطقة». الرئيس بوتين أبلغ العالم صراحة ان روسيا تنوي خوض الحرب مباشرة وميدانياً ضد تنظيم «داعش» وأمثاله في ساحة المعركة السورية، وتنوي التمسك بالنظام السوري حليفاً أساسياً في هذه الحرب، وتريد من الولايات المتحدة أن تكون شريكاً عسكرياً لها – وللنظام – في هذا المسعى. الرئيس بوتين يريد اللقاء مع الرئيس أوباما في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تحتفي بعيدها السبعين. وقفة خاطفة أمام ما قاله سفير روسيا الحذق لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، لمحطة «سي.بي.اس» تكشف عن جزء من الاستراتيجية الروسية. قال: «أعتقد ان هناك أمراً نتشاطره مع الولايات المتحدة، مع الحكومة الأميركية: انهم لا يريدون لحكومة الأسد ان تسقط. لا يريدون لها ان تسقط. يريدون محاربة «داعش» بصورة لا تؤذي الحكومة السورية». وتابع تشوركين: «انهم لا يريدون للحكومة السورية ان تستغل حملتهم على «داعش». لكنهم لا يريدون إلحاق الأذى بالحكومة السورية بأفعالهم. فالمسألة معقدة جداً».

معقدة جداً، بالتأكيد، ان كان ما يقوله تشوركين مبنياً على افتراضات وتمنيات أو ان كان حقيقة لا تعترف بها الإدارة الأميركية علناً. فإذا كانت هذه مجرد قراءة روسية للسياسة الأميركية، فهي جزء من استراتيجيتها لتسويق ما تبتغيه لأنها تفترض ان واشنطن لن تتحداها عملياً. وبحسب تشوركين «المسألة واضحة تماماً في ذهني... ان أحد مصادر القلق الجدية للحكومة الأميركية الآن هو سقوط نظام الأسد وقيام «داعش» بالسيطرة على دمشق وتكون الولايات المتحدة حينذاك موضع اللوم لما حدث». قد يكون الرئيس السوري نفسه العقدة أمام تفاهمات أميركية – روسية، كما كان دوماً، وقد يكون النظام هو المخرج من عقدة الأسد. حتى الآن، ان الموقف الأميركي الذي نطق به باراك أوباما – ولم يتنازل أو يتخل عنه بعد – هو ان الأسد فقد الشرعية وعليه ان يرحل. الرئيس الأميركي وادارته تعمّدا اسقاط هذا الشرط – في أكثر من مناسبة – في التصريحات العلنية، لكن هذا ما زال الموقف الرسمي الذي لم يتنازل عنه باراك أوباما صراحة. في المقابل، وبكل وضوح ولأول مرة، قال الرئيس الروسي ان الدعم الروسي للحكومة السورية سيستمر سياسياً وسيتضاعف عسكرياً لأنها الحليف الذي لا غنى عنه في الحرب على الإرهاب في سورية. الديبلوماسية الروسية تتوجه الى نيويورك بعد عشرة أيام متأبطة مشروعاً متكاملاً للإنخراط في الشرق الأوسط. بالمقابل، تبدو الديبلوماسية الأميركية متحفظة ومنساقة رغماً عنها الى البحث في أزمات المنطقة.

هذا لا يعني أبداً ان الإدارة الأميركية اعتزلت الشرق الأوسط. ونتائج زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الى واشنطن مثال على اللااعتزال. انما المسافة بين الانخراط واللااعتزال مهمة للاستراتيجية سيما وان روسيا بوتين تعتزم الاستفادة منها بأقصى الحدود الممكنة.

القاسم المشترك بين الأولويتين الأميركية والروسية هو تقزيم واختزال الأمر الواقع للمسألة السورية الى ارهاب. واشنطن لا تنخرط في سورية بقرار رئاسي أتُخِذَ منذ سنوات. هذا اللاانخراط ساهم عملياً في تحويل الأزمة السورية من انتفاضة مدنية الى حرب أهلية الى ساحة اجتذاب للإرهاب بقرارٍ من عدة لاعبين بينهم الحكومة السورية وحكومات عربية واقليمية ودولية. في المقابل، مارست موسكو سياسة الانخراط بشراكة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية و»حزب الله» لدعم النظام في دمشق، وهكذا دخلت طرفاً في الحرب الأهلية وساهمت فعلياً في تحويل سورية الى مسألة إرهاب.

تريد موسكو وواشنطن اليوم، سحق «داعش» وأمثاله في سورية كما في العراق، لذلك تتأبطان ملف الإرهاب وتتوجهان به الى الأمم المتحدة لحشد الدعم الدولي لاستراتيجيته. «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه دول عربية انصّب على العراق وهو لا يضم بين أعضائه روسيا أو إيران مع ان إيران شريك سرّي للولايات المتحدة في الحرب على «داعش» في العراق. هذا التحالف أثبت إما الفشل والانهزام نسبياً أمام «داعش»، أو، انه لا يتنبه الى العناصر السياسية المهمة والضرورية إذا كُتِبَ له النجا،ح وواشنطن هي المسؤولة عن هذا التقصير. فإدارة أوباما انصبّت كلياً على هوسها بإنجاح الاتفاق النووي مع طهران ورفضت التنبه لمتطلبات إنجاح «التحالف الدولي» إذا ما تعرّضت لإيران، بل اختارت شراكة سرية معها. وهكذا سمحت «للحرس الثوري» الإيراني وقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني ان يتباهى علناً بالشراكة السرية مع العراق وخسرت الكثير مما كان من شأنه ان يحشد الدعم الضروري لسحق «داعش» ميدانياً وسياسياً.

قاسم سليماني له علاقة أساسية بقرار روسيا الانخراط ميدانياً في الحرب على «داعش» وما يشبهه على الأراضي السورية. وجاء هذا القرار في أعقاب زيارته المعلنة الى موسكو بتزامن مع ضعف بنيوي خطير على النظام في دمشق أثار قلق طهران حليفة النظام. القلق الروسي – الإيراني على مصير نظام الأسد أدى الى تحوّل في اتجاه معاكس للذي توقعه وتحدث عنه الرئيس أوباما عندما قال أن موسكو وطهران مستعدتان للتخلي عن الأسد حرصاً على النظام. كلاهما قرر ان الحديث عن مصير الأسد ليس في محله – أو أقله، سابق لأوانه حالياً – بل ان الأمر يتطلب تعزيز الدعم السياسي والعسكري لنظام الأسد.

إعلان الرئيس بوتين عن هذا القرار وربطه بالحرب على الإرهاب يدشن مرحلة جديدة للدور الروسي في سورية. فقد تحدث بوتين عن تحالف اقليمي – دولي، وهو الآن يتحدث عن تحالف الحرب على الإرهاب بقرار دولي. انما الخلاصة ذاتها وهي ان روسيا اتخذت قرار خوض الحرب على الإرهاب في سورية.

متطلبات الحرب الروسية على الإرهاب في سورية تقتضي، بحسب الرئيس الروسي، ان تكون لموسكو صلاحية القيادة. بوتين، عملياً، يقول لأوباما: لكم الحرب على «داعش» في العراق، ولي الحرب على «داعش» في سورية. وهذا يتطلب ان توافق واشنطن – بصورة علنية أو ضمنية – على استراتيجية روسيا لكسب تلك الحرب بشراكة مع النظام والاعتراف بمركزيته لتحقيق الانتصار ميدانياً. فإذا وافقت واشنطن، هذا مستحسن لدى موسكو. وإذا لم توافق، فليكن. فقد قررت القيادة الروسية ان سورية مفتاح أساسي لها ولمصالحها في الشرق الأوسط، وان التحالف الروسي – الإيراني في مسألة سورية يشكل أولوية استراتيجية. لماذا؟

هناك عنصر التواجد الميداني من أجل ممارسة النفوذ عبر تحويل ميناء طرطوس الى قاعدة عسكرية روسية ومطار اللاذقية المدني الى مطار عسكري في خدمة روسيا. هناك عنصر النفط والغاز في الساحل السوري وتداعياته على المصالح الروسية في قطاع النفط والغاز. هناك عنصر استعادة الاعتبار عبر بسط النفوذ الروسي بعدما استبعدت الولايات المتحدة روسيا عن العراق في حربها على الإرهاب هناك، وبعدما «خدعت» دول حلف شمال الأطلسي روسيا في ليبيا. هناك مسألة فائقة الأهمية لروسيا هي منع صعود الإسلاميين الى السلطة كما حاولت الولايات المتحدة وبريطانيا تحقيقه في مصر عبر دعم «الاخوان المسلمين» وتوليهم السلطة. وهناك قلق روسيا الجدّي من الإرهاب الإسلامي واقتناعها ان انتصاره في سورية سيأتي به الى روسيا.

وكي تنجح الاستراتيجية الروسية، رأت موسكو ان لا بد من شق سياسي يحمل عنوان حل أزمات الشرق الأوسط، بدءاً بسورية. لذلك تتحرك ديبلوماسياً تحت عنوان توحيد المعارضة السورية وهدفها الحقيقي كان تقليص «الائتلاف الوطني السوري» ومنع احتكاره المعارضة السورية. تحركت لاستبدال عملية جنيف بعملية جديدة تنسف الفكرة الأساسية في بيان جنيف أي انشاء هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية. وما قدمته من بديل هو بمثابة تمزيق عملية جنيف بلطف على نسق إسالة دمائه بقطنة. ولذلك تحدث الرئيس بوتين عن استعداد الأسد لتقاسم السلطة مع المعارضة «الصحيّة» كما تعرفها الحكومتان السورية والروسية.

فروسيا متأهبة لدخول الشرق الأوسط بعدما أُخرِجَت منه في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي. والولايات المتحدة تبدو تقول لروسيا ان تتفضل لأنها غير راغبة بالانخراط مع انها غير جاهزة للاعتزال حتى إشعار آخر.

 

«فساد بسمنة وفساد بزيت» والحل: «كلن يعني كلن»

علي الأمين/جنوبية/17 سبتمبر، 2015  

الحراك المدني فتح نافذة أمل على امكانية الخروج من حلقة التدهور السياسي والاجتماعي. فهو اظهر ان لبنان ما يزال يضم من يتنفس وينبض قلبه خارج البنى الاجتماعية الطائفية التي ترسخت في الحياة اللبنانية بشكل مدروس وراسخ. والسمة الشبابية التي ميزت الحركة الاعتراضية في الشارع لم تكن الوحيدة، بل بدت السمة المدنية والحقوقية عنصرين مميّزين لها اذا ما قيست باحتجاجات مطلبية تركزت في قطاعات محددة او قضايا تخصّ فئة من المواطنين.

لقد فتح الحراك نافذة ضوء لامكانية مكافحة الفساد والحدّ منه، ولاحداث هزة في معادلة السلطة لجهة الالتزام بالدستور والقانون. وهو حقق نجاحات مهمة على صعيد فرض مقاربة جديدة على جدول أعمال الحكومة في ما يتصل بموضوع النفايات حتى الآن. وهو الى ذلك ايضاً أثار مخاوف لدى السلطة السياسية مجتمعة من ظاهرته ومن احتمال تطورها. مخاوف لم تصل الى حدّ يجعل السلطة السياسية تتحسس مخاوف وجودية. وهذا ما دفع طرفي الانقسام في السلطة عفويا الى التشكيك بالحراك وإلصاق الاتهامات بالناشطين فيه. فتقاسم الطرفان التصويب على الحراك كل من زاوية اختارها وبنى عليها وسيلة دفاعه الذي تطور الى هجوم غايته انهاء الحراك.

وفي الدلالة على هذا التضام تفادى الطرفان، في زخم الحراك، الهجومات المتبادلة والمعتادة التي ملّها اللبنانيون. اذ لم تشهد المنابر الاعلامية والسياسية ايّ فتح لملفات الفساد المتبادلة، وتحولت المنابر الاعلامية الحزبية الى منابر للتصويب على الحراك المدني بطريقة خبيثة، عبر التسليم بمطالب المتظاهرين المحقة، لكن مرفقة بتشكيك بالاهداف وبالغايات المضمرة وما الى ذلك من اطلاق سهام تحاول ان توقع الحراك… ولو في اذهان الناس، في موقع اللعبة التآمرية على البلد.

قوة السلطة تكمن في المحاصصة التي لا يخل بها الانقسام وتجذيره بين اطراف المعادلة السياسية، بل ربما هو شرط استمرار نظام المحاصصة وقوته ومصدر من مصادر الاستقطاب وحصر اللعبة السياسية بين ثنائية تستبد ودولة تتجوف. من هنا كان الحراك المدني ردة فعل على عبثية الانقسام السياسي القائم وعلى دائرته المغلقة والمدمرة للدولة، عبر محاولة دخولها كطرف جديد على هذه المعادلة. من هنا بدأت معركة جرّ الحراك الى هذه الدائرة ومحاولة تطويعه بمحاولة إيقاعه في لوثة الانقسام السياسي، لأنه شكل بداية لتأسيس خطاب سياسي جديد مرشح أن يفرض مفرداته في المرحلة المقبلة. فقد بدت مخيفة مكافحة الفساد والشفافية، ومحاولة جادة لاثبات حضور لبناني في المجال العام وفي الشارع خارج القيد الطائفي او الآذاري.

على أنّ الحراك المدني لم ينجُ تماما من امراض الانقسام السياسي. ولأن تحالف اطراف السلطة هو تحالف موضوعي، نجح اطرافه بمنع انزياح جزء من الجمهور باتجاه الحراك. فقد بدا للكثيرين ان معايير الشعارات التي رفعت في الحراك وفي مسيراته لم تكن على قدر واحد من الجرأة. لذا طرحت في وجهه مقولات من قبيل “انكم تتجرؤون على السراي وتخافون من الاقتراب من مجلس النواب، تستطيعون ان تنالوا من كل رموز 14 آذار فيما تحاذرون المسّ بكل رموز 8 اذار”. وفيما كان التصعيد في لغة الشعارات يأخذ منحى على حساب تهميش منحى آخر لا سيما في تناول ملفات الفساد، سهُل افقاد الحراك القدرة على اجتذاب فئات مترددة استسلمت الى الشكوك وتبنت اتهامات اطراف السلطة له.

في يوم جلسة الحوار الثانية الاربعاء جمعت السلطة كامل اوراقها التي تملكها وانقضت على المتظاهرين في محاولة للقضاء على الحراك، مستفيدة من تراجع الالتفاف الشعبي حوله. فوجهت ضربتين في آن واحد: واحدة من خلال القمع المباشر واعتقال اكثر من ثلاثين شاباً، والثانية بمحاولة اظهار عجز الحراك عن مواجهة الميليشيوية المحمية من السلطة، من خلال الاعتداء الذي قام به انصار الرئيس نبيه بري على المعتصمين امام وزارة البيئة. اعتداء بذريعة تعرض بعض المعتصمين في شعاراته لشخص الرئيس بري، وتمّ ذلك تحت انظار القوى الامنية وربما اشرافها.

هذه الحادثة تجعل الحراك امام تحدي إعادة الثقة مع جمهور 29 آب وغيرهم، وسط مؤشرات تدل على ان اقطاب السلطة لن يسمحوا باستمراره ونموه. فاللبنانيون الذين حفظوا عن ظهر قلب ان الفساد في الدولة هو اساس نظام المحاصصة، يتوقعون من الحراك المدني ان يبقى محصّنا من الانزلاق في متاهة الانقسام السياسي في السلطة. وهذا بالضرورة يتطلب بداية اعادة الاعتبار الى شعار “كلن يعني كلن”… وسوى ذلك سيبدو الحراك في احسن الأحوال وكأنه يستقوي على طرف فيستطيع ان يكيل له الشتائم ويوجه له سهام الاتهام، ويقف مذعورا أمام طرف آخر يحاذر منه خوفا من بطشه.. يعنيى باختصار “فساد بسمنة وفساد بزيت”، فيما السلطة تظهر كل يوم تضامنها حول نظام مصالحها على حساب الدولة والدستور والقانون.

 

مأزق العنف ضد الحراك

نديم قطيش/المدن/ الخميس 17/09/2015  :

لا يكشف جديدا القول إن التظاهرات تستدرج عنف الشرطة ضدها. هذه من بداهات التظاهر ومن بداهات الحركات الاحتجاجية. العنف ضدها يفاقم ضحويتها ويعينها على المزيد من التعبئة واستنزاف الرصيد الاخلاقي لأجهزة الأمن بوصفها صورة النظام الذي تواجهه الاحتجاجات والاقرب تماساً معها ومع غضبها وبشرها. تستدرجه وتشتهيه طالما اننا نتحدث عن مستويات “كلاسيكية” من عنف الشرطة ضد محتجين! الاصبع الذي رفعته الفتاة في وجه دركي مبتسم لها من هول سخرية المشهد، ترفعه في وجه النظام السياسي الذي يمثله الدركي او مجموعة الدرك. وهو لو صفعها سيؤكد لها أن نزولها الى الشارع ينضح بالمشروعية وبالاسباب الموجبة. ما حصل أن غيره صفع غيرها. لا يفيد اذذاك الدخول في سجال العنف مع متظاهرين مستعدين لشراء العنف ضد انفسهم، ليس لعلة عقلية او نفسية، بل لأن منطق الاحتجاجات يفترض ذلك. وهم وإن مارسوا أي شكل من أشكال العنف الاحتجاجي أو “الثوري”، اللفظي او العملي، يحسبون أنهم يقفون على أرضية أخلاقية اعلى كعباً من خصومهم الذي سيبدون في عنفهم مجرد عتاة وظلمة. هذه جدلية بديهية لمنطق مشهدية الاحتجاج وآليات العلاقة بين المحتجين والنظام. مشكلة العنف الاخير الذي شهدته شوارع بيروت ضد مجموعة متضائلة من مجموعات الحراك، أنه عنف عارٍ ضد محتجين على أزمة لم تجد لها السلطة السياسية حلاً ناجزاً بعد. سقطت الحكومة في فخ القمع قبل أن تتوصل الى اقرار خطة الوزير أكرم شهيب أو خوض الصراع بأعلى الصوت بغية الوصول اليه وكشف المعطلين والمستفيدين من إدامة ازمة النفايات بوصفها استنزافاً سياسياً للرئيس سعد الحريري.

لا مخرج أمام الحكومة الا بإقرار الخطة ثم تنفيذها ولو بالقوة، حيث أن الانتظام العام ليس مسألة تعالج بالتراضي وبالتفاوض. ولها ان تستفيد من القبول الذي تحظى به الخطة لدى نخب بيئية ومدنية هي جزء رئيسي من الحراك وهذا يقودنا الى بعد آخر مما يحصل.

بالنسبة لشريحة ضمن الحراك، صغيرة لكن صاخبة، لم تعد المسألة مسألة نفايات، بل مسألة إسقاط نظام سياسي كامل وهذا ما سيدفعها للقول لا لأي اقتراح او اي خطة. الازمة الثانية أن من هم في الشارع غير ممثلين ضمن مؤسسات النظام السياسي، وبالتالي خسارتهم للاعتراض في الشارع ستعني خسارتهم للمنصة التي من خلالها يشاركون في صياغة الشأن العام، وضد طبقة سياسية فقدوا الثقة بها. هذا شرخ اجتماعي وسياسي كبير يهدد السلم الاهلي اللبناني ولا علاج له الا بالاسراع في نقل النزاع من الشارع الى داخل المؤسسات، مجدداً، عبر إنتخاب رئيس جمهورية إنتقالي، وتشكيل حكومة تشرك الحراك في ملف النفايات، لتحميلهم مسؤولية عن الحل وليس فقط طرح المشكلة والمزايدة على الحلول، بل وتضييع الانتصار الذي تحقق حتى الان كأن شيئاً لم يكن. وثالثاً اجراء إنتخابات وفق قانون الحد الادنى من العصرية دون مبالغات وأوهام مثالية، لا سيما حول النسبية.

خلاف ذلك تدهور بطيء ولكن أكيد نحو الإنهيار الشامل.

 

إيران تُفرج عن قياديين في "القاعدة"..قد يتوجهون إلى سوريا

المدن/الخميس 17/09/2015

نشر موقع قناة "سكاي نيوز"الانكليزي، خبراً بعنوان "مخاوف من الإرهاب بعد تحرير إيران لسجناء من القاعدة"، وجاء فيه أن بعض وكالات الاستخبارات حذّرت من إمكانية رحيل خمسة أعضاء في تنظيم "القاعدة" كانت إيران تحتجزهم، إلى سوريا، بعدما أطلق سراحهم. وفي التفاصيل، أن إيران أفرجت عن هؤلاء الأعضاء، وهي في طريقها إلى السماح لهم بمغادرة أراضيها، رغم الاحتمال الكبير بتوجههم إلى سوريا. وثلاثة من هؤلاء، هم قياديون من "مجلس شورى" تنظيم القاعدة. وقد أفرج عنهم نتيجة صفقة أبرمتها إيران مقابل ديبلوماسي إيراني محتجز في اليمن منذ مطلع العام الحالي. ويُذكر بأن زعيم تنظيم جماعة "خرسان" السعودي محسن الفضيلي، كان قد أخلي سراحه من إيران، قبل أن يتوجه إلى سوريا، ويقتل بغارة أميركية. ويثير التعاون بين القاعدة ونظام الملالي في طهران، أسئلة كثيرة حول العداء المُفترض بينهما، ويتجاوزه إلى نوع من التفاهم بين الطرفين. ومن بين المُفرج عنهم، في صفقة التبادل، الزعيم السابق لمجلس العلاقات الخارجية في "القاعدة" أبو الخير المصري، والذي كان مرشحاً لخلافة زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن. كما شملت الصفقة، سيف العدل، المُعتبر رقم ثلاثة في هرمية "القاعدة". وقد كان رئيساً للمجلس العسكري والأمني، في التنظيم، وخدم لسنوات كمخطط استراتيجي لـ"القاعدة". وقد ساهم في شنّ هجمات على السفارة الأميركية، في كينيا وتنزانيا في العام 1998، وخطف مراسل "وول ستريت جورنال" دانييل بيير، في أفغانستان في العام 2002، والذي قتل لاحقاً. سيف العدل، وهو ضابط مصري سابق، كان قد لعب دوراً في اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، في العام 1981.

كما أفرجت إيران عن أبو محمد المصري، عضو الجناح العسكري في "القاعدة"، وهو متورط في هجمات كينيا وتنزانيا، وفي هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وفي الهجمات على أهداف اسرائيلية وبريطانية.  كما أفرجت إيران عن عضوين أردنيين أقل خطراً ومعرفة من السابقين في تنظيم "القاعدة": خالد العرعوري المعروف بأبي القاسم، وساري شهاب. والعرعوري كان نائب قائد "القاعدة" في العراق خلال فترة أبو مصعب الزرقاوي وحتى مقتله في العام 2006. وتشير بعض المعلومات الاستخبارية، إلى إمكانية انتقال هؤلاء إلى سوريا، بشرط الموافقة على عدم التعرض لقوات النظام السوري المدعوم من طهران.

 

البرميل والحائط والخط الأحمر

روجيه عوطة /المدن/ الخميس 17/09/2015 

 في حين كان محبو رئيس المؤسسة التشريعية المقفلة، نبيه بري، ينقضّون على المعتصمين أمام وزارة البيئة، ويبرحونهم ضرباً، وفي حين كان البوليس يفسح المجال لوصولهم إلى ساحة اللعازارية، ويغض الطرف قصداً عن أفعالهم، فيكلفهم مواصلة مهمته، أطلق في "تويتر" هاشتاغ "#نبيه_بري_خط_أحمر"، الذي ظهر إثر كلامٍ وجّهه أحد المعتصمين إلى قائد "حركة أمل" عبر شاشة قناة "الجديد". وهذا ما جعل المخلصين لبري يغردون ضد المحطة، ويحصرون دورها الإعلامي في "التسميم"، عبر هاشتاغ #سم_الجديد. مع العلم، أن المتفرج على التلفزيون في تلك اللحظة ينتبه إلى أن مراسلة "الجديد" عمدت إلى إبعاد ميكروفونها عن أي شخص يأتي على ذكر بري في أثناء استنطاقها له، فيصل صوته خافتاً. عبارة واحدة، منخفضة وبعيدة، كانت كفيلة بانتقال الشارع من قبضة القوى الأمنية إلى قبضة القوى "الأملية"، من الشرطة إلى الشرطة نفسها. أشهرت القوى "الأملية" خطها الأحمر، وحيّت المنقضين على المتظاهرين الذين نصحتهم بألا يتخلوا عن مصطلح "الطبقة السياسية"، وألا يتخطوا النطق به نحو الإشارة بأسماء مؤلفيه. وإذا أرادوا أن يذكروا إسماً من هنا وإسماً من هناك، فعليهم أن يستثنوا بري، لأنه "المحارب الأول للفساد والمكافح الأول للطائفية"، ولأنه "صمام أمان البلاد"، و"قائد الوطن"، و"لولاه ولولا حنكته لكان لبنان تحت الإحتلال".

طبعاً، هذه الصفات لا تنفصل عن قاموس المديح للزعيم اللبناني، ورفع صورته ومنع التشكيك في طهارتها أو أدائها، كأنها لا تقيم وراء "خط أحمر"، بل هي "الخط نفسه"، على ما ذكرت إحدى المغردات.

إلا أن إعلان الخط الأحمر بوصفه حد التحريم، الذي على كل محتج، وبحسب القوى "الأملية"، الإبتعاد عنه، يندرج في سياق الحراك، الذي يحاول معسكر 14 آذار لجمه بآلية الطمر، ومعسكر 8 آذار بآلية الحظر. ذاك أنهما، وعلى وقع الشارع، كشفا عن وحدتهما في مواجهة التظاهرات، المأهولة بأناس يشهرون هوياتهم الدينية أو غيرها بلا أن يكونوا جنوداً من جنود سلطاتها. فعندما وجه المعتصم كلامه إلى نبيه بري أسوةً بغيره من زعامات نظام الحرب الأهلية في لبنان، بدا كأن خروج الطائفة الشيعية على سلطتها قد بدأ، بحيث أن ربط مصيرها بمصير حزب وحركة ما عاد يُحتمل، خصوصاً أن الطرفين لم يقدما لها سوى الخوف والحماية منه، مثلما لم يقدما لها سوى الإدقاع والإستثمار فيه. ممنوع الخروج بالطائفة من سلطتها، ومحظور النطق بأسماء ضابطيها. ثم، مَن يريد أن يفعل العكس؟ "الشلعوطين ونص" في الشارع، أي هؤلاء الذين، في صباح كل يوم، نقرأ ونشاهد ونسمع عبر الإعلام سرديةً جديدةً عنهم. مرةً، يدبجها إعلام "العابرين إلى الدولة" بمنطق حائطي، يزرع في الحراك حواجزه، ومرةً يقصها إعلام "المقاومة والممانعة" بمنطق برميلي، يُدَوِر الحراك، ويحاول تلفه بإحضار خطابه وشخوصه، من خالد حدادة ونجاح واكيم وزاهر خطيب وغيرهم، إليه.

مَن يريد أن يفعل العكس؟ "المندسون"، "زعران الخندق الغميق"،"عملاء السفارات الكبيرة والصغيرة"، "سرايا المقاومة"، "الحزب الشيوعي"، "الماركسيون اللينينيون"، "البربريون غير الحضاريين"، "الفقراء"... لا أحد يفهم من هم هؤلاء، لا أحد يدرك أن الشارع الآن يقطنه أناس، تعريفهم العملي أنهم رأوا، نعم، رأوا اللامحتمل حولهم، ولذلك بالتحديد، عمدت الدولة إلى إفقاد محمد قصير نظره! #نبيه_بري_خط_أحمر قالت القوى "الأملية" للشارع، مساندةً القوى الأمنية، وداعيةً المحتجين إلى التظاهر من أجل أي غاية، وحتى لو "من أجل إسقاط النظام"، لكن من دون تسمية قياداته. ثمة في ذلك نوع من المفارقة الشديدة. إذ يعرف المغردون، بخطهم الأحمر، أن زعيمهم، كباقي الزعماء، يريد تجميد أحوال البلاد، وبالتالي أحوالهم المعيشية، في ما دون حدها الأدنى، ولهذا السبب لا يمكن لأي مظاهرة مطلبية أن تحيده، لا سيما لما تُواجه برصاص شرطة مجلسه أو ترصد بكاميرات مخبريه.

كأن المغردين بحبهم لقائد حركة أمل يطلبون من المتظاهرين أن يعترضوا على معسكر 14 آذار فقط، تماماً كما هي الحال بالنسبة للمغردين من صفوف 14 آذار الذي يطلبون من المتظاهرين أن يعترضوا على معسكر 8 آذار فحسب. هذا، في حين أن الشارع يعترض على أداء الفريقين، اللذين لا يريدان منه أن يعترض في الأصل، بل أن يمكث أناسه تحت ثنائيتهما، وفي منازلهم، ويواظبون على نكران مشاكلهم اليومية بالخوف من التطرف، ومن انهيار السلم الأهلي، ومن عودة الحرب، ومن الفوضى، ومن العيش المشترك، ومن الإقتصاد... أن يمضوا عيشهم في الكتمان والإمتناع حتى النهاية، أن يمضوا عيشهم بين الخطوط الحمراء، التي لا تشكل سوى دوائر حولهم، تمنعهم من التنفس، ومن التعاطي بطريقة غير ضاغطة ومتوترة وعصابية مع هوياتهم وجماعاتهم وذواتهم. ربما، على الخارجين إلى الشارع أن يتوقعوا الكثير من المحظورات، التي ستضعها دولة "الدولة والدويلة" أمامهم كي لا يتقدموا، وكي تستمر في تجاهلها إياهم من جهة، ومحاولة القضاء عليهم من جهة أخرى. لقد كتب مرة فيلسوف رهيب: "العالم، الأنا، الله، الدائرة، المركز: هذا ما يمنع قدرتنا على التفكير في الحدث"، والآن، يمكن أن نضيف إلى عبارته: "البرميل"، و"الحائط"، و"الخط الأحمر.