المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 أيلول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.september19.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا18/من33حتى83/مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم. لَو كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا العَالَم، لَكَانَ حَرَسِي يُحَارِبُونَ لِئَلاَّ أُسْلَمَ إِلى اليَهُود

رسالة القدّيس يهوذا01/من01حتى07/فقَدِ ٱنْدَسَّ بَيْنَكُم أُنَاسٌ كُتِبَتْ عَلَيْهِم هذِهِ الدَّينُونَةُ مُنْذُ القَدِيم، كَافِرُون، حَوَّلُوا نِعْمَةَ إِلهِنَا إِلى عِهْر، ويُنْكِرُونَ سَيِّدَنَا ورَبَّنَا الوَحِيدَ يَسُوعَ المَسِيح.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

سيدنا الراعي في صيدون بضيافة المطران إيلي نصار ما غيرو/الياس بجاني

توريث الصهر جبران رئاسة شركة عون: أسوأ خلف لأسوأ سلف/الياس بجاني

مداخلة في مجلس النواب ألقاها المؤرخ الراحل جواد بولس بتاريخ 19 أيارسنة1938 عنوانها: سبل الاصلاح في لبنان

جريدة الشرق الأوسط تفضح صفقة تبادل «أسرى» مثيرة بين تنظيم القاعدة وطهران/خمسة من قيادات التنظيم بينهم سيف العدل مقابل دبلوماسي إيراني مختطف في اليمن

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هل يُحدّد موعد زيارة هولاند للبنان بعد تأمين توافُق على انتخاب رئيس؟

التمديد الفاضح أو المقنع يُفاقم الأزمة غداً يُعلن عون موقفه: مقاطعة الحوار أو الاستمرار

الراعي التقى السفيرين المجري والهولندي واليوم يزور رعايا في صيدا وجزين

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 18/9/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 18 ايلول 2015

عائلة مسيحية من دمشق تقيم في شقة للفاتيكان

المحكمة الخاصة بلبنان: 28 الحالي موعد النطق بالعقوبة في حق الجديد وكرمى خياط

أبو غيدا أصدر مذكرتي توقيف وجاهية بحق محمد وطارق السبع بجرم التهجم على عناصر الجمارك

الجيش يشتبك مع مجموعة ارهابية في مخيّم للاجئين

سـلام يتوّج لقاءاته في نيويورك باجتماع مع البابا فرنسـيس رئاسة لبنان محور محادثاته مع رؤساء اميركا وفرنسا وايران

عكاظ": مخاطر امنية تهدد استقرار لبنان

حنين: استخدام مراسيم تطبيقية سابقة لقانون جديـد مخالفة لا تستقيم وتأجيل تسريح عمداء دورة 1958.. مخرج لمعضلة الترقيات العسكرية؟

اعتداء مناصري حركة أمل على المتظاهرين… مخطط أم عفوي

مقبل لـ"المركزية": لا اوافق على ما يمس المؤسسة المطلوب تحصينها بدل اقحامها في مصالح سياسية والتسوية الحكومية – العسكرية دونها مطبات قانونية

الاستحقاق اللبناني موضع عناية رئاسية في اجتماعـــات نيويــورك

"التيار" يدرس تعليق المشاركة رفضا للاذعـــــان لصوت الشــعب

الترفيعات الامنية الى مربع "تأجيل تسريح دورة روكز" والنفايات الى الحل

إجتماع "البيال": خطة شهيب قد تكون الفرصة الاخيرة لحل مشكلة النفايات

النائب انطوان سعد لـ "السياسة": ترقية روكز إلى لواء دونها عقبات دستورية وأي تبديل في مجلس القيادة خطأ كبير بحق الجيش

لبنان: الاستحقاق الرئاسي محور اجتماعات رفيعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة

النائب انطوان سعد لـ "السياسة": ترقية روكز إلى لواء دونها عقبات دستورية وأي تبديل في مجلس القيادة خطأ كبير بحق الجيش

لبنان: الاستحقاق الرئاسي محور اجتماعات رفيعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة

سلام استقبل وفدا من قدامى مدرسة الحسين بن علي

قهوجي: الانجازات الكبيرة للمخابرات اكسبت الجيش المزيد من القوة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بو صعب من عين التينة: جهود بري يمكن أن تثمر إذا حصل تعاون

ريفي من سيول: السلام العالمي غاية نسعى الى تحقيقها عبر إطلاق المحادثات بين الدول

الراعي عرض مع سفيري هنغاريا وهولندا موضوع النازحين

السنيورة في رسائل الى بان والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي:استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الاقصى يزيد التوتر في المنطقة والتطرف والعنف

السنيورة في رسائل الى بان والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي:استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الاقصى يزيد التوتر في المنطقة والتطرف والعنف

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الفاتيكان يستضيف عائلة دمشقية وغرق طفلة قبالة سواحل تركيا

مجلس الأمن: لضبط النفس والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى

واشنطن تعين منسقاً للتحقق من تطبيق إيران التزاماتها مع انقضاء مهلة الكونغرس لتعطيل الاتفاق النووي

العربي الجديد : نتنياهو يقر خطة عقوبات جماعية ويقسم القدس لمربعات أمنية

قرار لحمود بعدم صلاحية القضاء العدلي للنظر في شكوى ضد وزير البيئة لكون الاعمال المنسوبة اليه تدخل ضمن مهماته

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قاسم سليماني: على مجاهدي حزب الله مقاتلة الجنود الروس في سوريا/عماد قميحة/جنوبية

الجنرال سليماني: أميركا أخفقت في شطب «حزب الله»/أسعد حيدر/المستقبل

الزبداني ترسم «خطـّها الأحمر» في وجه «حزب الله»/علي الحسيني/المستقبل

قرار إيران؟/علي نون/المستقبل

قناعان لوجه واحد!/بول شاوول/المستقبل

نحو حاضنة الفساد والشلل/الياس الزغبي/لبنان الآن

العرب سيقاومون إيران في لبنان؟ ٣/علي حماده/النهار

السرقة بالجرم المشهود!/عقل العويط/النهار

النووي بدأ يفكّك"حزب الله"/احمد عياش/النهار

هل تفتح إيران أبوابها للشركات اللبنانية؟ زيارات لمسؤولين ورجال أعمال تمهيداً للتعاون/خليل فليحان/النهار

من حراك مطلبي إلى صراع طبقي/جنوبية

مبروك يا شباب لبنان… وصلت «مؤسسة العماد ميشال عون/غسان بركات/جنوبية

"14 آذار" تستسلم لموت التحالف سريرياً/نادين مهروسة/المدن

الانتداب الروسي على سوريا/ساطع نور الدين/المدن

نصب لشهداء "حرب الأخوة" في إيليج تتويج لمسار طويل من تنقية الذاكرة/بيار عطاالله/النهار

حزب شيوعي أم شيعي/علي سبيتي/لبنان الجديد

نوح خليفة نصرالله شارك هذا الموضوع/طانيوس على وهبي/خاص لبنان الجديد

من ريمون اده إلى ميشال عون.. كل هذا السقوط/خيرالله خيرالله/العرب

رسالة من تحت نفايات بيروت: أكثر من انتفاضة وأقل من ثورة!/عادل مالك/الحياة

التحالف الروسي - الإيراني في سورية وتخاذل الغرب/عبدالعزيز التويجري/الحياة

لماذا يؤيد أوباما بقاء الأسد؟!/ سليم نصار/الحياة

القيصر يتهيّأ لخطوة أوسطيّة/الياس الديري/النهار

تعزيز التدخّل الروسي "يؤجّل" رحيل الأسد هل من رهانات جديدة لدى الحلفاء اللبنانيين؟/روزانا بومنصف /النهار

تركيا ومحنة الوافدين السوريين/فايز سارة/الشرق الأوسط

احمد وأسامة.. الدنيا بخير/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الظاهرة المسرحية والخداع/علي سالم/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا18/من33حتى83/مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم. لَو كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا العَالَم، لَكَانَ حَرَسِي يُحَارِبُونَ لِئَلاَّ أُسْلَمَ إِلى اليَهُود

دَخَلَ بِيلاطُسُ مِنْ جَديدٍ إِلى دَارِ الوِلايَة، ودَعَا يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ مَلِكُ اليَهُود؟».أَجَابَ يَسُوع: «أَمِنْ عِنْدِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ قَالَهُ لَكَ عَنِّي آخَرُون؟».أَجَابَ بِيلاطُس: «أَيَهُودِيٌّ أَنَا؟ إِنَّ أُمَّتَكَ والأَحْبَارَ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ، فَمَاذَا فَعَلْت؟».أَجَابَ يَسُوع: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم. لَو كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا العَالَم، لَكَانَ حَرَسِي يُحَارِبُونَ لِئَلاَّ أُسْلَمَ إِلى اليَهُود. أَجَل، مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا».فَقَالَ لَهُ بِيلاطُس: «أَمَلِكٌ أَنْتَ إِذًا؟». أَجَابَ يَسُوع: «أَنْتَ تَقُولُ إِنِّي مَلِك. إِنِّي لِهذَا وُلِدْتُ ولِهذَا أَتَيْتُ إِلى العَالَم، لِكَي أَشْهَدَ لِلحَقّ. فَكُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الحَقّ، يَسْمَعُ صَوتِي».قَالَ لَهُ بِيلاطُس: «ومَا هُوَ الحَقّ؟». قَالَ هذَا، وعَادَ فَخَرَجَ إِلى اليَهُود، وقَالَ لَهُم: «أَنَا لا أَجِدُ فِيهِ أَيَّ ذَنْب!

 

رسالة القدّيس يهوذا01/من01حتى07/فقَدِ ٱنْدَسَّ بَيْنَكُم أُنَاسٌ كُتِبَتْ عَلَيْهِم هذِهِ الدَّينُونَةُ مُنْذُ القَدِيم، كَافِرُون، حَوَّلُوا نِعْمَةَ إِلهِنَا إِلى عِهْر، ويُنْكِرُونَ سَيِّدَنَا ورَبَّنَا الوَحِيدَ يَسُوعَ المَسِيح.

يا إخوَتي، مِنْ يَهُوذَا، عَبْدِ يَسُوعَ المَسِيحِ وأَخِي يَعْقُوب، إِلى الَّذِينَ دعَاهُمُ اللهُ الآب، وأَحَبَّهُم، وحَفِظَهُم لِيَسُوعَ المَسِيح: لِتَفِضْ عَلَيكُمُ الرَّحْمَةُ والسَّلامُ والمَحَبَّة! أَيُّهَا الأَحِبَّاء، إِنِّي إِذْ كُنْتُ شَدِيدَ الرَّغْبَةِ في أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُم في شَأْنِ خَلاصِنَا المُشْتَرَك، رأَيْتُ مِنَ الضَّرُورَةِ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُم طَالِبًا مِنْكُم أَنْ تُجَاهِدُوا في سَبِيلِ الإِيْمَانِ الَّذي سُلِّمَ إِلى القِدِّيسِين. فقَدِ ٱنْدَسَّ بَيْنَكُم أُنَاسٌ كُتِبَتْ عَلَيْهِم هذِهِ الدَّينُونَةُ مُنْذُ القَدِيم، كَافِرُون، حَوَّلُوا نِعْمَةَ إِلهِنَا إِلى عِهْر، ويُنْكِرُونَ سَيِّدَنَا ورَبَّنَا الوَحِيدَ يَسُوعَ المَسِيح. أُريدُ أَنْ أُذَكِّرَكُم، أَنْتُمُ الَّذِينَ تَعْلَمُونَ هذَا كُلَّهُ، أَنَّ الرَّبَّ، بَعْدَ أَنْ خَلَّصَ الشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، عَادَ فَأَهْلَكَ الَّذِينَ لَم يُؤْمِنُوا. والمَلائِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا مَنْزِلَتَهُمُ الرَّفِيعَة، بَلْ تَرَكُوا مَقَامَهُم، أَبْقَاهُم لِيَوْمِ القَضَاء العَظِيمِ مُوثَقِينَ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ في أَعْمَاقِ الظَّلام. كذلِكَ سَدُومُ وعَمُورَةُ والمُدُنُ المُجَاوِرَة، الَّتي زَنَتْ على مِثَالِ أُولئِكَ، وَٱسْتَسْلَمَتْ لِشَهَواتٍ مُخَالِفَةٍ لِلطَّبيعَة، فَلَقِيَتْ عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ وجُعِلَتْ أُمْثُولَةً لِغَيْرِهَا.".

 

تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

سيدنا الراعي في صيدون بضيافة المطران إيلي نصار ما غيرو!!

الياس بجاني/19 أيلول/15

سيدنا الرحالة والسندبادي عنده زيارة وجولة بين كل زيارة وجولة.

صراحة وع المكشوف ما عدنا لا نحنا ولا غيرنا قادرين نلحقه ونعرف شو عم يقول لكثرة ما بيقول وبيكرر وبيعيد في الرمادية وفي شقبقتها الفاترة.

وهنا نعني المواقف والتصريحات التي تساوي بين الأخيار بالأشرار والفاسدين بالأبرار، وما بينهما من غدوات وعشوات ومسرحيات وهوبرات واستقبالات ورش رز وعزف نوبات، وسيف وترس وكأننا لا نزال في العهد العثماني..

من البقاع إلى الشمال ومن الشمال در إلى الجنوب وعاصمتها صيدا وجارة العاصمة جزين والله يعلم وين كمان وأكيد الخير والنعم من هالزيارات والجولات ل قدام.

المهم أن سيدنا سيلتقي احد أهم الأحبار في كنيستنا، حبيب قلبه مطران صيدون ما غيرو ايلي نصار!!

وما أدراك ما النصار هذا وما يقترفه من أخطاء وخطايا بحق رعاياه وصلت إلى المحاكم ولكن على ما يبدو هو محمي من سيدنا وإلا لكان ما كان.

ع فكرة كان نصارنا عندو محاكمة في بكركي من قبل لجنة احبار برئاسة سيدنا الراعي على كم مخالفة مش كتير محزين منون بيع أرض وقف وعراك مع الرعايا وتصريحات غير شكل من على المذبح!!

حدا بيعرف شو صار؟؟

أكيد الكل عارفين وساكتين ومتل دائماً.

ليش ساكتين؟ لأنو ما بيسو عيب وخطيئة انتقاد سيدنا والأحبار .

هم احرار ومن حقن يعملوا شو ما يعملوا ونحن من حقنا فقط نخضع ونركع ونبارك ونشكر لأن بالشكر تدوم النعم وتشاد القصور ويتم فرشها وتوزيعها على المحظيين وهات ايد والحقني.

ويلي مش عاجبو ع قول احدون بيطلع لعند سيدنا ووراء الأبواب المغلقة وكذلك النوافذ المسكرة بيشكي همو وع الواطي!!

بالمشبرح ما دام حالنا على ما هو عليه، هل هناك من لا يزال يستغرب أننا نعيش وسط اتون من النار وفي زمن المحل والبؤس؟

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

توريث الصهر جبران رئاسة شركة عون: أسوأ خلف لأسوأ سلف

الياس بجاني/18 أيلول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/18/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%87%D8%B1-%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%B4%D8%B1/

دون خجل أو ذرة احترام لعقول وذكاء وكرامات حتى أقرب المقربين من الأتباع والمغرر بهم بدأ النائب ميشال عون وشركته العائلية والتجارية المسجلة تحت اسم “التيار الوطني الحر”، بتوجيه الدعوات “المشلبنة” لحضور حفل تسليم الصهر الغير شكل جبران باسيل رئاسة الشركة خلفاً للعم الجنرال.

ماذا يمكننا أن نقول في هرطقة وسخافة ما يجري من عراضات عونية وباسيلية توارثية، غير أن الخلف كما نراه ويراه معنا كثر من أهلنا السويين عقلياً هو أسوأ بألف مرة من السلف، وبالتالي “تيتي تيتي” ومكانك راوح.

رباه، رباه!! حفلة تسلم وتسليم هذا ما يقولون، ولكن استلام ماذا وتسليم ماذا غير الكراهية لكل ما هو دستور وقانون وحريات وسيادة، وغربة تامة وكاملة عن كل ما هو هوية وتاريخ وثوابت مارونية ووطنية وسيادية؟

نسأل بصوت عال ودون قفازات أو مسايرة، ما هو الفارق بين الرجلين، عون وباسيل؟

نحن نرى بجلاء كامل أن لا شيء بالمرة يفّرق بين ميشال عون وجبران باسيل لا في تكوين ومركبات الشخصية ولا في الثقافة ولا في عاهة النرسيسية ولا في مفاهيم الدكتاتورية و”الأنا” كونهما عملياً وفكراً وممارسات وأدوار هما من الأدوات السياسية والتجارية التابعة لمحور الشر بالكامل، وبالتالي هما في الشأنين الوطني والشرودي الإيماني صورة طبق الأصل عن بعضهما البعض والفارق الوحيد هو العمر ليس إلا.

وهل فعلا ما يسمى بالتيار الوطني الحر هو حزب طبقاً للمعاير الغربية الحزبية، أم أنه شركة عائلية تجارية كباقي غالبية الأحزاب اللبنانية؟

وهل فاقد الشيء يعطيه؟

وهل من لا يمارس الحرية والديموقراطية ويحترم الغير داخل بيته يتوقع منه أن يكون حاملاً اميناً لشعارات الاستقلال والسيادة والحرية؟

وهل من بقدرة قادر وفي فترة 10 سنوات فقط اشترى طائرة خاصة وبنى القصور واتخم حساباته بالملايين على حساب الشعب، هل يعقل أن يؤتمن على الوطن والمواطنين والمصير والوجود؟

شخصياً، لا نرى في وجودهما السياسي غير العداء لكل ما هو مسيحي ولكل ما هو لبناني وباعتقادنا الراسخ إن ذكرهما التاريخ فسوف يكون ذكرهما من دون شك في خانة الإسخريوتيين،

في زمن المحل يزور ثمثيلنا نحن الموارنة للأسف بطريرك هجر وهاجر من صرحنا وثوابته وثنائي عون باسيل النرسيسي وربع الأحزاب المسيحية الشركات التجارية والعائلية.

في الخلاصة، نحن الموارنة نحتاج لثورة سريعة وحاسمة على الذات لتصحيح التمثيل الديني والزمني، ونقطة على السطر.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

مداخلة في مجلس النواب ألقاها المؤرخ الراحل جواد بولس بتاريخ 19 أيارسنة1938 عنوانها: سبل الاصلاح في لبنان

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/18/%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%A3%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE-%D8%A7%D9%84/

 

في حين يعرقل حزب الله عودة أفراد العسكر اللبناني الرهائن منذ سنة ونيف لدى النصرة وداعش ها هي جريدة الشرق الأوسط تفضح صفقة تبادل «أسرى» مثيرة بين تنظيم القاعدة وطهران/خمسة من قيادات التنظيم بينهم سيف العدل مقابل دبلوماسي إيراني مختطف في اليمن

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/18/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9-%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%84-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D9%89-%D9%85%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A8/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هل يُحدّد موعد زيارة هولاند للبنان بعد تأمين توافُق على انتخاب رئيس؟

باريس – سمير تويني/النهار/19 أيلول 2015

ترى مصادر مطلعة أن توقيت زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للبنان مرتبط بنجاح المساعي التي تتولاها باريس لوضع خريطة طريق أو ورقة عمل تؤدي الى ملء الفراغ الرئاسي. في هذا الوقت أعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال خلال المؤتمر الصحافي الاسبوعي ظهر امس عن لقاء يوم الثلثاء المقبل بين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والرئيس نجيب ميقاتي في الكي دورسيه. وأوضح نادال انه سيتم خلال اللقاء عرض لآخر التطورات اللبنانية قبل انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي سيشارك وزير الخارجية في اجتماعاتها ابتداء من السبت المقبل 26 أيلول، والتي سيعقد على هامشها اجتماع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان في حضور وزراء خارجية الدول الداعمة في 30 منه لتجديد الدعم الدولي للبنان وللمحافظة على استقراره ومواجهة تدفق اللاجئين السوريين والدعوة الى ملء الفراغ الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. وأضاف الناطق أن الطرفين سيبحثان في "التعاون الثنائي بين البلدين، والمأزق الدستوري الناجم عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية." وتأتي زيارة ميقاتي بعد اعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عزمه على القيام بزيارة للبنان بعد اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحافي في أوائل ايلول، للبحث مع المسؤولين اللبنانين في سبل إخراج الأزمة من عنق الزجاجة وزيارة اللاجئين السوريين للوقوف على حاجاتهم، من دون تحديد الاليزيه أي موعد رسمي للزيارة. وتقول مصادر الاليزيه رداً على سؤال عن موعد الزيارة "إننا في طور الأعداد لها". وتقوم الديبلوماسية الفرنسية بالعديد من الاتصالات المحلية والخارجية لإنجاح هذه الزيارة التي يعول عليها أن تؤدي الى نتائج ايجابية بالنسبة الى لبنان. وربما يغتنم الرئيس الفرنسي في هذا السياق زيارته نيويورك للقيام باتصالات ثنائية على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة لعرض الوضع الداخلي اللبناني مع الاطراف الدوليين والإقليميين المؤثرين في خريطة طريق تقوم باريس بتحضيرها لإخراج لبنان من أزماته الدستورية. وقد يجتمع في هذا الصدد أيضا مع رئيس الحكومة تمام سلام في نيويورك للبحث في جوانب هذه الخطة. وقد يتم تحديد موعد الزيارة الرئاسية للبنان بعد اكتمال صوغ هذه الخريطة وتأمين نجاحها، أي تأمين توافق دولي واقليمي على انتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل عمل الحكومة اللبنانية ومجلس النواب، على ان يأتي الرئيس الفرنسي الى لبنان للإعلان عن هذا النجاح. والعقدة التي تواجهها باريس هي بالطبع فك الارتباط بين الملف اللبناني والملف السوري الذي يحتاج بحسب العديد من المراقبين الى فترة زمنية أطول للتوصل الى حل، بينما العقدة التي يشكلها ملء الفراغ الرئاسي أسهل.

فهل تنجح باريس فيما تشهد المنطقة تصعيداً عسكرياً وسياسياً بعد دخول روسيا عسكرياً وسياسياً الملعب السوري؟

 

التمديد الفاضح أو المقنع يُفاقم الأزمة غداً يُعلن عون موقفه: مقاطعة الحوار أو الاستمرار

ألين فرح/النهار/19 أيلول 2015/يكره النائب العماد ميشال عون مبدأ التمديد ويرفضه، فبعد تمديدين لمجلس النواب، وتمديد للقيادات العسكرية، سيستدعى ليل الاحد – الاثنين مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل من الاحتياط، في ما يشبه التمديد المقنع. ثمة قبول من الفريق المناوىء لعون بكل قرارات التمديد، لكن هذا الفريق يرفض ترقيات عسكرية تؤدي الى ترفيع العميد شامل روكز. لن يسكت عون عن استمرار نهج التمديد. السؤال هل سيستمر في الحوار، خصوصا بعد تشديد جميع المشاركين، حلفائه قبل الخصوم، على ضرورة الاستمرار فيه؟ لم تستطع "السلطة الحاكمة" ان تتخذ أي قرار الا بناء على التمديد، وفقاً لمصدر قريب من الرابية متحدثاً عن "التمديد الفاضح" للقيادات العسكرية و"التمديد المقنع" الذي سيحصل للعميد فاضل، رغم محاذير الاستدعاء من الاحتياط والذرائع التي تقدم لهذا الاستدعاء مثل القول ان دولا تساعد الجيش اللبناني ترتاح الى التعامل مع العميد فاضل لا سيما في موضوع مكافحة الارهاب، ليخلص الى ان هذا التمديد "من شأنه ادامة تمديد الازمة لا بل الى تفاقمها"، ملاحظا ان المبادرات الانقاذية القانونية في موضوع الترقيات العسكرية يرفضها الفريق الآخر بذرائع متعددة، ويبدو ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم سحب يده من مبادرة ترمي الى انقاذ الدولة مما يتهددها، واتخذ قراراً بعدم الاستمرار في مسعاه ما دامت الاكثرية الحاكمة لم تتجاوب معها"، اما المسعى الآخر الذي قام به النائب وليد جنبلاط، فتؤكد مصادر "التيار الوطني الحر" ان قائد الجيش العماد جان قهوجي ابلغ جنبلاط معارضته للترقيات العسكرية من زاوية انها تحدث خللاً في المؤسسة العسكرية، رغم ان بيان الجيش أمس نفى أن يكون العماد قهوجي ادلى بتصريح لأي صحيفة في موضوع الترقيات. لكن ماذا عن الحوار؟ في حين "يعاكس" الفريق الآخر عون، أرسل الاخير اشارة أولى بتغيبه عن الحوار وايفاد رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل لتمثيله، ولكن يبدو أن أحداً لم يتلقف هذه الاشارة، علماً ان الحوار في ذاته تتحكم فيه ظروف تتوافق وطبيعة لبنان، التوفيقية والحوارية بامتياز، الا ان عون بحسب المصادر غير مضطر الى المشاركة في حوار من أجل "العصف الفكري" وان يستمع الى مطولات في المقاربات السياسية والدستورية والقانونية، لأن مكانها ليس على طاولة الحوار، كما انه غير مضطر ان يكون شاهد زور على حوار تصطدم طروحاته اما بالرفض او بالصمت او بعدم الافصاح عن موقف، لا سيما ان هدف الحوار ووظيفته تزخيم الآمال المعقودة عليه بتحقيق النتائج المرجوة منه، ان لناحية الحراك المدني او لناحية جمهور المتحاورين.. يشدد المصدر القريب من الرابية لهذا السبب على ضرورة "الا يتكل احد علينا في غش شعبنا واعطائه أوهاما، خصوصا ان فريقنا يطرح مبدأ العودة الى الشعب، وخريطة طريق الحل التي اعتمدها العماد عون مرتين مرتكزها وعمودها الفقري العودة الى الشعب. فالحكومة فعلت، وشارك وزراء "التكتل" في جلسة النفايات واقرت خطة الوزير اكرم شهيب. وهنا يسأل المصدر: "لماذا لا تفعل جلسة مخصصة للترقيات العسكرية؟ وماذا سنفعل في حوار يرفض الفريق الآخر فيه من الاساس البحث في العودة الى الشعب؟ فالانشاء والطوباوية شيء والوهم شيء آخر". ويوضح ان "قرار مقاطعة الحوار لم يتخذ بعد، والموقف النهائي من الحوار ومن تحديات المرحلة والاوضاع التي هي "تمديدية" بامتياز ومخالفة للدستور والميثاق، سيعلنه العماد عون في خطابه (غداً) في احتفال التسليم والتسلم لرئاسة "التيار" في "البلاتيا" في ساحل علما".ويؤكد المصدر ان "عون لن يؤمن شرعية أو تغطية لهذا الانقلاب ولهذه المصادرة للسلطة، وعندما يرى ان أي حضور أو موقف أو خطوة أو مبادرة من شأنها ادامة هذه الاكثرية في السلطة لن يقدم عليها، مع التشديد على ان تجربة 4 ايلول (التظاهر في الشارع) واردة في أي حين بهدف عدم تمكين الاكثرية من مصادرة السلطة في طريقة غير شرعية كما فعلت مراراً"، ليختم معتبراً "ان الهدف الاساس من كل هذا التحرك ضرب العماد عون وتفخيخ الطريق الرئاسية امامه وعدم اعطائه حيثية، في البلد لا سيما ان حركته تغييرية واصلاحية، اذ ان هذه المنظومة التي يخرقها الفساد لن تقبل أن يأتي رجل يهدد مصالحها".

 

الراعي التقى السفيرين المجري والهولندي واليوم يزور رعايا في صيدا وجزين

19 أيلول 2015/النهار/استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي أمس، السفير المجري لازلو فارادي الذي اكد "صوابية موقف البطريرك الراعي منذ اندلاع الحرب السورية لجهة ضرورة مساعدة السوريين للبقاء في ارضهم". ونقل عن رئيس وزراء بلاده "تحذيره الدائم من اللعب بالنار والسعي الى تغيير مستقبل اوروبا". ثم استقبل السفيرة الهولندية هيستر سومسن، وبحث معها في موضوع اللاجئين السوريين. وأملت سومسن في "انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت، لان من الصعب ان تعيش البلاد من دون رئيس".

زيارة أبرشية صيدا/على صعيد آخر، يبدأ البطريرك الراعي صباح اليوم زيارة لأبرشية صيدا المارونية تستمر يومين، وفق البرنامج الآتي: السبت 19 أيلول: يبدأ في التاسعة والنصف بوضع الحجر الأساس للمشروع السكني في الرميلة ثم ينطلق إلى منطقة جزين، فيزور على التوالي قيتولي والمكنونية وحيداب وصيدون وريمات ثم دير القطين وبتدين اللقش ثم الميدان حيث يبارك نصب البطريرك سمعان عواد، ثم الى جزين ويبارك نصب المطران يوسف رزق والمشروع السكني في المدينة، ونصب البطريرك بولس المعوشي وزيارة منزله، ووضع الحجر الأساس لوقفيته. ومساء يرأس قداساً في كنيسة مار مارون في جزين، وينتقل إلى دير سيدة مشموشة حيث يمضي ليلته. الأحد 20 منه: في التاسعة صباحاً يصل إلى حيطورة، ومنها إلى زحلتي ثم إلى جرجوع وصربا حيث يرأس قداساً في كنيسة السيدة ويلتقي فاعلياتها ويتناول الغداء في صالون الكنيسة، قبل أن ينتقل إلى طنبوريت ومنها إلى درب السيم، ثم يعود إلى بكركي.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 18/9/2015

الجمعة 18 أيلول 2015

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

تصاعدت وتيرة الحروب في المنطقة على النحو الآتي:

- معارك عنيفة في اليمن وتحديدا في تعز ومأرب نحو الجوف ثم العاصمة صنعاء مع غارات جوية للتحالف.

- مهاجمة داعش لمطار العتيقة في ليبيا ووقوع قتلى وجرحى.

- إحتدام القتال في الزبداني وانتقال المواجهات الى شمال غرب سوريا بتفجير أربع سيارات ملغومة وسقوط مئتين وخمسين صاروخا.

وعلى صعيد الأزمة السورية أيضا، إعلان وزارة الدفاع الروسية عن التوافق مع الادارة الاميركية على ارضية مشتركة للتعاطي مع أزمة سوريا.

وقد قال وزير الخارجية الاميركي إن الرئيس أوباما يؤيد التعاون مع روسيا لكنه لا يريد نظام الرئيس بشار الاسد.

وفي لبنان، برز حضور السفير الايراني حفل العيد الوطني السعودي في البيال.

وعلى المستوى السياسي المحلي، برز تأكيد الوزير الياس بو صعب من عين التينة على التعاون ما بين الرئيس بري والعماد ميشال عون.

وفي مجال الأمن، تشديد من قائد الجيش العماد جان قهوجي على حماية الاستقرار.

وفي المجال الاعلامي، تأكيد من الوزير رمزي جريج على الحريات مع التحذير من المغالاة في النقل المباشر لما يحصل في الشارع ولساعات طويلة.

وفي البيال، لقاء بين الوزيرين نهاد المشنوق واكرم شهيب وفاعليات عكار حول مطمر سرار في سياق معالجة أزمة النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لقاء البيال لم يشكل الحد الفاصل لانتقال خطة الوزير اكرم شهيب لحل ازمة النفايات الى حيز التنفيذ.

اللقاء الذي انعقد عند الرابعة وضم وزيري الداخلية نهاد المشنوق والزراعة أكرم شهيب ورؤساء البلديات والاتحادات البلدية في عكار وخبراء بيئيين تخلله نقاش وشرح للخطة التي لا تزال تواجه جملة من التحديات .

الوزير شهيب وبعد اللقاء اكد ضرورة الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني في ملف النفايات، أشار إلى أن الخطة هي الفرصة الأخيرة لحل هذه الأزمة. واعتبر شهيب أنه مثل هذه اللقاءات تساهم في شرح الخطة مؤكدا أن مثل هذه اللقاءات ستقام في مناطق لبنانية أخرى، مشددا على ضرورة التعاون من أجل الوصول إلى حل.

لقاء البيال سبقه اعلان اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار وبلديات منطقة غرب عاليه وساحله الموافقة على اعادة فتح مطمر الناعمة سبعة ايام بالتزامن مع فتح باقي المطامر في سرار وعلى الحدود اللبنانية - السورية، في وقت تداعت حملة "إقفال مطمر الناعمة" ومعها حملات من الحراك الشعبي الى وقفة اعتراضية مساء عند مدخل المطمر رافضة خطة إعادة فتحه. كما شهدت منطقة برج حمود و ساحة حلبا إعتصامين رفضا لنقل النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ"MTV"

هل يشهد ملف النفايات بدايات حلحلة؟ بلديات منطقة عاليه أعلنت اليوم موافقتها على اعادة فتح مطمر الناعمة 7 ايام شرط التزامن مع فتح مطمري عكار والمصنع وهو موقف ايجابي قد يفتح باب الحل أمام الازمة المستمرة منذ شهرين تماما والتي دخلت اليوم شهرها الثالث.

لكن موقف عكار لن يتبلور قبل بدايات الاسبوع المقبل بعدما استمع رؤساء بلدياتها وفعالياتها الى عرض مفصل عن الخطة في لقاء موسع في البيال. اما بالنسبة الى منطقة المصنع فالمعلومات تشير الى تغييرات في مكان المطمر ما يجعله مقبولا على الصعيد البيئي.

شعبيا، الأنظار معلقة على تظاهرة الاحد المقبل لمعرفة مدى حفاظ قوى المجتمع المدني على قدرتها على تحريك الشارع بعد مرور حوالى شهر ونصف الشهر على بدء تحركاتها.

سياسيا، الامور في دائرة المراوحة اذ لا اجتماع لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل في حين ان طاولة الحوار المنعقدة لحل مشكلات البلد بدأت هي تعاني المشاكل نتائج تلويح التيار الوطني الحر بتعليق مشاركته فيها بدئا من جلسة الثلاثاء.

تزامنا، بدأ التداول في صيغة جديدة لتأجيل تسريح العميد شامل روكز ترتكز على امكان تأجيل تسريح جميع العمداء الذين تخرجوا في دورته لكن هذه الصيغة بدأت تلقى معارضة باعتبار انها تخلق تمييزا داخل المؤسسة العسكرية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على خطين متوازيين يستمر الحوار والحراك، فعلى خط الحوار الوطني يؤكد راعيه الرئيس نبيه بري على حرصه لاستكماله وصولا الى انتاج توافقات، ولهذا طلب من المتحاورين ان يأتوه بأجوبة على اقتراحاته او ان يقدموا اقتراحات عملية لانه لا يجوز ان تبقى الجلسات مفتوحة وخصوصا ان هذا الحوار يخص الجميع وهو لم يضع مسدسا في رأس احد لاجباره على الحضور.

اما على خط الحراك فان الثابت تماما هو احقية المطالب التي ولدت الاعتصام والتظاهرات والتحركات، واذا كان من حق المشاركين في الحراك ان يوجهوا انتقاداتهم السياسية للمسؤولين على حد قول الرئيس بري، ولكن هذا لا يبرر التجريح الشخصي وخصوصا ان حركة امل لم تغط ارتكابات بل خاضت معارك سياسية واجتماعية من اجل حق الناس في الحياة الحرة والكريمة.

في جديد ازمة النفايات اعلن اتحاد بلديات الغرب الاعلى والشحار عن اعطار فرصة اخيرة والمساهمة بفتح مطمر الناعمة بحسب خطة الوزير اكرم شهيب ولكن بعد التاكد من فتح المراكز الاخرى المقترحة، فهل سيبادر كل الاطراف الى تحمل مسؤولية حل هذه الازمة؟

في الشأن السوري، بدأت عملية التسخين الروسية تعطي اكلها، ولم تكد دمشق تعلم انها ستطلب من موسكو قوات روسية للقتال الى جانبها عند الحاجة حتى رد الكرملين انه سيدرس الامر.

التناغم بين دمشق وموسكو جعل البيت الابيض يسعى الى التبريد عبر التاكيد على امرين، لا حل عسكريا للازمة السورية وانفتاح اميركي للنقاش، وبالفعل فان باب النقاش فتح بين الروس والاميركيين على خطين ديبلوماسي وعسكري، فتحت خطوط الاتصال بعد موافقة مسبقة من موسكو بين سيرغي لافروف وجون كيري الذي نقل كلاما رئاسيا اميركيا مفاده ان المحادثات العسكرية مع روسيا بشأن سوريا هي خطوة تالية مهمة وان اقرن كلامه بلازمة مستهلكة تقول ان التسوية لا يمكن تحقيقها بوجود الرئيس بشار الاسد.

الخط الهاتفي الديبلوماسي تبعه خط اخر عسكري بين وزيري الدفاع في البلدين اظهر ارضية مشتركة ازاء معظم القضايا المطروحة للنقاش بحسب الروس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون ال "OTV"

شهران بالتمام والكمال ولبنان يغرق بنفاياته، شهران من التخبط والتعثر ولا حلول ملموسة بعد، ولو ان الخطة الحكومية التي اقرت على الورق بدأت اليوم تلقى نوعا من التجاوب الممهد لتنفيذها ميدانيا، واذا كانت الخشية البيئية مشروعة بعد ان تحول البلد مكبا فالخشية السياسية مشروعة ايضا كي لا يتحول لبنان مكبا لتسوية الكبار فيفصلون ما يشاؤون ويرمونه على سلطاتنا ومواقعنا الشاغرة بغطاء من سلطاتنا الممدة وفيما مرحلة تقطيع الوقت اللبناني مستمرة مرحلة جديدة تنطلق في المنطقة يهندسها الروسي على ايقاع معداته عسكريا وتصريحاته المتتالية سياسيا، فيجتمع بالاميركي حينا وتفرقهما الخلافات احيانا لتبقى الامور متأرجحة بين الصدام في اي لحظة والحل الممكن ان يرسم على ايقاع الميدان الحامي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الاقصى في خطر، فيما اقصى فعل الامة بيانات استنكار، لم تصل الى إخطار..

غابت عواصف الحزم عن نصرة القدس وفلسطين، استعيض عنها ببيانات همس واتصالات رفع للعتب، وكأن قبلة المسلمين الاولى لا تستحق لدى البعض العربي عاصفة حقيقية لاعادة الامل..

امل الامة وكما كان، ليس ببيانات الحكام ولا جامعتهم التي اعلنت يوما عن قوة مشتركة لم تشترك الا على قتل اطفال الامة وتدمير اقطارها، انما بفعل مقاومة شعب يواجه الاحتلال بما تبقى له من امكانات، فحجره الاقوى وسكينه الامضى وصوته لا زال..

في سوريا لا زالت اصوات الميدان تتقدم على كل كلام.. الجيش السوري ورجال المقاومة يواصلون ضرب التكفير في الزبداني ويضيقون عليه بالنار، فيما اهالي كفريا والفوعا صدوا نار الارهاب، باحباط هجوم للتكفيريين عند محوري الصواغية ودير الزغب..

اما دور السياسة الاقليمية والدولية بدأت تضرب اخماسها باسداسها مع التقدم الروسي الكبير بالمواقف والطروحات، والاستعداد لارسال قوات الى سوريا اذا ما طلبت دمشق ذلك..

في لبنان مطالب اللبنانيين حبيسة الايام، لا جديد يذكر سياسيا او حكوميا ، فيما النفايات لا زالت عصية على القرارات..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للارسال"

فتشوا عن وليد جنبلاط. أقفل مطمر الناعمة في 17 تموز فانفجرت أزمة النفايات بعد شهرين تماما قرر اعادة فتحه ففتح كوة في جدار الازمة.

هكذا مطمر الناعمة راجع لسبعة ايام وهذا القرار اتخذه 24 رئيس بلدية في المنطقة برعاية وعناية من جنبلاط الذي يلتقي بعضهم في هذه الاثناء.

وفي برج حمود فتشوا عن الطاشناق الذي يبدو انه اعطى الضوء الاخضر بالنسبة الى مكب برج حمود وهذا يطرح جملة من الاسئلة بينها هل سيكون مطمرا ام مكبا؟ هل هو جاهز ام ان المؤقت يصبح دائما ليتحول برج حمود مجددا مكبا عشوائيا؟

وهل يجوز ان يفتتح مكب ثان فيما مكب واحد مازال دون معالجة منذ اكثر من 15 عاما وما حققه جنبلاط في الناعمة والطاشناق في برج حمود يجهد تيار المستقبل لتحقيقه في سرار العكارية وهذه المحاولة جرت هذا المساء في لقاء حاشد في البيال بين الوزير شهيب من جهة وفعاليات ورؤساء بلديات عكارية من جهة ثانية.

استنادا الى هذه المعطيات هل بالامكان القول ان ازمة النفايات في طريقها الى الانحسار؟

ما شهدته الساعات الاخيرة يؤشر الى ذلك.. لكن الشيطان يكمن دائما في التفاصيل فهل الغطاء السياسي حسب حساب الشياطين ام ان النفايات اتعبت الجميع ولا بد من التخلص منها؟

بعيدا من هذه التطورات مازالت أزمة "ابو رخوصة" تتفاعل على الرغم من ان صاحب الملكية الفكرية نقولا شماس حاول التخفيف من فداحة ما وقع فيه فابتكر تفسيرا لهذا المصطلح شرح فيه ان ابو رخوصة تعني فقدان قلب العاصمة لرونقه وبريقه وهكذا حاول تكحيلها فأعماها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل عشر سنوات اغتالوا الرئيس رفيق الحريري .. نظمت للجريمة محكمة دولية .. رفعت قصرا لها في لاهالي .. تمولت من خزينة اللبنانين المرهونة للخارج .. وخلصت اليوم إلى قرار إدانة كرمى خياط . خلاصة انتظار الرأي العام لعمل المحكمة رست أخيرا على فتات قرار جاء متأثرا بالمرحلة الراهنة حاملا عوارض الرائحة السياسية وبنتيجته حازت الجديد براءة ثلاث تهم من أصل أربع وأدينت الزميلة خياط بعدم رفع المواد عن الموقع الإلكتروني واليوتيوب لكنها برئت من جرم تحقير المحكمة أي إن نائبة رئيس مجلس الإدارة لم تجرم بالتهم الأساسية المنسوبة إليها .. وجريمتها المتبقية تكمن في عدم سحب ما نشر إلكترونيا وهي تهمة رزقت بها المحكمة الدولية لتبرير ادعائها على الإعلام والقول إنها لم تعقد جلسات لأكثر من عام ونصف وتصرف أموالنا وتخرج في النهاية بصفر إدانات فلا بد لها إذن من تدبير جريمة بالحد الأدنى تشرع إنفاقها .. وكما عدلت المحكمة مواد في قانونها ثم استحدثت أخرى وفقا للعرض والطلب .. ارتجلت اليوم جرم "الكرمى" وينص على مادة وحيدة تتوسل الخلاص بعدما حقرت المحكمة نفسها في قضية ضربت سير عدالتها.

وبناء على الوهن الذي أصاب المحكمة يصبح اتهام خياط وسام استحقاق يرصع تاريخ قناة الجديد التي لم تعلن انشقاقها عن موظفيها وأبنائها وإن جاء الحكم متضمنا الإدانة والبراءة تحت سقف مؤسسة إعلامية واحدة والوسام يشتمل أيضا على هزالة الاتهام وأسبابه الموجبة المصابة بأعطال تقنية إذ إن المحكمة استندت إلى بريد إلكتروني أرسلته إلى الخياط ولم يجر التأكد من تسلمه علما أن القانون لا يعتمد " الايميل " دليل بلاغ رسمي ولا يسمح بأي إدانة إلا إذا كانت جماعة المحكمة الدولية تتسلى بارتجال نص جديد ومن مظاهر الضعف القانوني أيضا اللجوء إلى حصر عرقلة سير العدالة في عدم رفع مواد عن الإنترنت وفي المقابل الإخفاق في إثبات كل التهم التي تشكل أساسا للدعوى فالقاضي نيكولا ليتيري خلص إلى تبرئة الجديد من تقويض ثقة الجمهور بقدرة المحكمة على حماية المعلومات السرية إذ مشاعر الخوف والقلق لدى الشهود لم تكن مستندة إلى وقائع يمكن التحقق منها وربما أجرى لتييري هنا عملية تجميل وصيانة للنص بعدما تعذر عليه إعلان أن الشهود الذين ساقتهم المحكمة قد تم اختراقهم من قبل الادعاء والهمس إليهم والاختلاء بهم في حواري لاهاي.

أما بعد .. فالعقوبة في انتظار جلسة الثامن والعشرين من أيلول لكن الجديد لن تركن إلى الاعتراف بعدالة المعايير المزدوجة لكون المحكمة غالبا ما ترسم حولها الشبهة المغلفة بالبراءة لكسب الثقة وبسط الطمأنينة قبل الظن من جديد فعدالتكم نمت على لا ثقة من المؤسسات اللبنانية .. وعلى تهريب نشأة هذه المحكمة بقرار من مجلس الأمن أما تبرئتكم لشركة الجديد فإنما تخفي عدم تسجيل سابقة دولية من شأنها أن تسوق شركات عالمية وبينها أميركية تحديدا إلى المساءلة أمام المحاكم هي سوق عكاظ دولية .. التي إذا ما أمرتكم بتنفيذ العقوبة القصوى لحكمتم على كرمى خياط بالجلد وفقا لمعايير البيعة السياسية .. لكن تاريخ الصحافة سيذكر غدا أن هذه الصبية كرست نفسها داعية حريات على حد وصف زعيم القلم وعميده طلال سلمان الذي عبأ فراغ الحكومات وخواء الجسم القضائي ووقف الى جانب نصرة الحرف والحق.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 18 ايلول 2015

الجمعة 18 أيلول 2015

النهار

أبدى زعيم مسيحي انزعاجه من إصرار البطريرك الراعي في كل مناسبة على التشديد على انتخاب رئيس للجمهورية قبل أي أمر آخر.

عاد الحديث في أوساط سياسية على انتخاب رئيس مرحلي لمدة سنة أو سنتين.

تستبعد مصادر أمنية إمكان إجراء انتخابات بلدية السنة المقبلة إذا ظلّ الوضع على ما هو في لبنان والمنطقة.

لوحظ أن بقاء الدكتور جعجع خارج السلطة في الظروف الراهنة كان مفيداً له أكثر من دخولها.

تردّد أن زيارة الرئيس الفرنسي للبنان ستأتي في توقيت يكون فيه الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية بات وشيكاً.

السفير

ردّ مدير عام المغتربين هيثم جمعة على كتاب كان قد وجهه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إليه وتضمن انتقادا لطريقة رعايته شؤون الجاليات اللبنانية، واعتبر جمعة في ردّه أن كتاب باسيل "منعدم الوجود من الناحية القانونية".

لوحظ أن شخصية سلفية قيادية قررت الابتعاد عن الاضواء بعدما تكرر ذكر اسمها في الكثير من الملفات القضائية وآخرها ملف رجل دين يحاكم أمام القضاء حاليا.

سجلت مخالفات جديدة في الواجهة البحرية لمنطقة الروشة.. بتغطية رسمية مفضوحة!

المستقبل

يقال

إنّ قطباً في قوى 8 آذار أكد في مجلس خاص أنّ جلسة الحوار الأخيرة وضعت ملف رئاسة الجمهورية على السكّة وبدأت تضيّق المسافات بين الأفكار المطروحة، وأنّ إشارة النائب سليمان فرنجية إلى رفض تعديل الدستور بشأن الموظفين يُستشفّ منها تطمين النائب ميشال عون بالذات بغية إقناعه بمرشح تسوية.

اللواء

تتحدّث مصادر دبلوماسية غربية أن التوتّر الذي يعيشه مرشّح "قوي" للرئاسة مردّه زيارة مسؤول أوروبي رفيع لشخصية كبيرة غير مدنية!

تبيّن لأحد الأشخاص المشاركين في طاولة الحوار أن التقرير الذي أعدّه عن محضر إحدى الجلستين تجاوز الـ35 صفحة..

يتفاعل في الوسط الكاثوليكي إصطحاب أحد الوزراء لشخصية معيّنة لتشارك إلى جانبه على طاولة الحوار..

الأخبار

"حرتقة" على ضابط

أرسل قائد إحدى الوحدات الأمنية في قوى الأمن الداخلي مراسلات عدة إلى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، يشكو فيها من استمرار استهداف وسيلة إعلامية بعينها إياه، ملمّحاً إلى أنّ أحد الفروع الأمنية، ضمن المؤسسة نفسها، يقود الحملة ضده، إلّا أن قيادة المديرية لم تحرّك ساكناً، ولا سيما أن من سيتولّى التحقيق لتحديد هوية مصدر هذه الوسيلة، هو المتّهم الأساسي بـ "الحرتقة" أصلاً.

سياحة القضاة في المؤتمرات

سافر عدد من القضاة للمشاركة في مؤتمرات وورش عمل تدريبية، تُعقد في كل من إيران والأردن وإيطاليا ومصر. وعلمت "الأخبار" أن قاضيين من القضاء العسكري انتُدبا للمشاركة في هذه المؤتمرات، إضافة إلى آخرين من قصور عدل بيروت وجبل لبنان والنبطية. ويُشار إلى أن اختيار القضاة لانتدابهم في السفرات، لا يزال يخضع للمحسوبية وللحظوة لدى القيمين على هذه "المنح"، التي يُفترض أن تكون من حقوق القضاة بالتساوي.

السياسيون والكهرباء

أُفيد بأن لقاءً سيجمع النائب العام المالي علي إبراهيم، مع رئيس الحكومة تمام سلام، للبحث في الملاحقات القضائية للسياسيين المتخلّفين عن دفع المستحقات المالية المستحقة عليهم لمؤسسة كهرباء لبنان، باعتبار أنّ معظمهم يتمتّع بحصانة تحول دون ملاحقتهم. وكشفت مصادر قضائية لـ "الأخبار"، أن النيابة العامة المالية أبلغت مؤسسة كهرباء لبنان، أنّها حصرت بت دفع المستحقات بها، بموجب إيصال يُرسل إلى النيابة للموافقة عليه، لمنع إحالته على القضاة المنفردين الجزائيين، لما يتخلل ذلك من مماطلة. وكشفت المصادر أنه إثر مثول المسؤولين المعنيين أمام القاضي ابراهيم الأسبوع المقبل، فإنه قد يوافق لهم على تقسيط المبالغ المستحقة على عدة دفعات، شرط ألا تطول المدة.

الجمهورية

قال مراقبون إن زيارة مرجع روحي إلى منطقة جبليّة عانت الحرب، جاءت لسدّ فراغ تركه إهمال الأحزاب المسيحية لتلك المنطقة.

لاحظت أوساط ان التدخّل الروسي في سوريا حوّل العامل الإيراني إلى ثانوي، حيث نجحت موسكو في خطف الأضواء وامتلاك المبادرة.

قالت أوساط إنه إذا حالت ظروف سياسية دون مشاركة رئيس تكتل في الجلسة الثانية، فلا مؤشرات إلى تبدُّل هذه الظروف في الجلسة الثالثة.

البناء

ذكّر نائب سابق بأنّ منافسي تيار المستقبل في بيروت وطرابلس وصيدا وإقليم الخروب وعكار والمنية ـ الضنية والبقاع الغربي وغيرها حازوا نحو 35 في المئة من أصوات الناخبين السنة في انتخابات 2009، مضيفاً إنّ كلام الرئيس فؤاد السنيورة على طاولة الحوار عن الأكثريات الشعبية لا يستقيم مع الواقع الحالي، حيث تشير كلّ المعطيات إلى التراجع الكبير في شعبية تيار المستقبل في كلّ تلك المناطق، فضلاً عن الخلاف مع بعض الحلفاء الذي أثبتوا حيثياتهم الشعبية، لا سيما في طرابلس.

 

عائلة مسيحية من دمشق تقيم في شقة للفاتيكان

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطنية - اقامت اول عائلة مسيحية سورية منذ ايام في شقة للفاتيكان تنفيذا لوعد قطعه البابا باستقبال عائلتين من اللاجئين في الدولة الصغيرة، كما اعلن الفاتيكان. واوضح بيان للفاتيكان ان "العائلة المؤلفة من الاب والام وابنيهما الذين اتوا من دمشق وينتمون الى كنيسة الروم الكاثوليك، تقيم قرب كاتدرائية القديس بطرس". وقد وصلت هذه العائلة الى ايطاليا في السادس من ايلول، يوم دعا البابا كلا من عشرات الاف الرعايا الكاثوليكية في اوروبا ومنها رعيتا الفاتيكان الى استضافة عائلة من اللاجئين. لذلك استقبلت رعية سانتا آنا في الفاتيكان العائلة الدمشقية. وستستقبل رعية القديس بطرس عائلة اخرى قريبا. واكد البابا الاثنين لاذاعة "رنيسينسا" البرتغالية ان العائلتين سبق ان تم اختيارهما. واوضح الفاتيكان ان العائلة الدمشقية ستبقى في الشقة حتى تبت السلطات الايطالية طلبها باللجوء. ولأنه لا يحق لطالبي اللجوء ان يعملوا خلال الاشهر الاولى التي تلي تقديم الطلبات، سيحصل افراد العائلة "على المساعدة وستعنى بهم لجان الرعية".

 

المحكمة الخاصة بلبنان: 28 الحالي موعد النطق بالعقوبة في حق الجديد وكرمى خياط

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطنية - اعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في بيان اليوم "ان القاضي الناظر في قضايا التحقير في المحكمة اصدر اليوم حكما في قضية التحقير ضد الجديد وكرمى خياط. ووجد القاضي نيكولا لتييري أن المتهمين ليسا مذنبين في ما يتعلق بالتهم المسندة إليهما تحت عنوان "التهمة 1" من الأمر الذي يحل محل قرار اتهام، ووجد أن السيدة الخياط مذنبة وأن [شركة] الجديد ش.م.ل./نيو تي في ش.م.ل. (N.T.V.) غير مذنبة في ما يتعلق بالتهم المسندة إليهما تحت عنوان "التهمة 2". وحدد القاضي الناظر في قضايا التحقير يوم 28 أيلول/سبتمبر 2015 موعدا لجلسة النطق بالعقوبة. وكانت المحكمة قد افتتحت المحاكمة في القضية STL-14-05 أمام القاضي الناظر في قضايا التحقير في 16 نيسان/أبريل 2015 بتصريحات تمهيدية لصديق المحكمة للادعاء وجهة الدفاع. وعرض صديق المحكمة قضيته في 16 و17 نيسان/أبريل 2015 ومن 20 إلى 22 نيسان/أبريل 2015، وعرضت جهة الدفاع قضيتها من 12 إلى 14 أيار/مايو 2015، ثم قدم الفريقان مرافعتهما الختامية في 18 و19 حزيران/يونيو 2015.

 

أبو غيدا أصدر مذكرتي توقيف وجاهية بحق محمد وطارق السبع بجرم التهجم على عناصر الجمارك

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطنية - استجوب قاضي التحقيق العسكري الاول رياض أبو غيدا محمد وطارق السبع، وأصدر مذكرتي توقيف وجاهية بحقهما بجرم التهجم على عناصر الجمارك في مطار رفيق الحريري الدولي، وتحقيرهم وإهانتهم أثناء قيامهم بالوظيفة.

 

الجيش يشتبك مع مجموعة ارهابية في مخيّم للاجئين

النهار/ على اثر توفر معلومات لمخابرات الجيش اللبناني عن تواجد مجموعة ارهابية تنخرط بين اللاجئين السوريين تحضّر لعمل ارهابي داخل احد المخيمات المتواجدة في بلدة عرسال في محلة راس الجبل، والذي يحمل اسم pcul. نفّذت قوّة من اللواء الثامن في الجيش اللبناني عملية دهم للمخيّم عند الواحدة من بعد ظهر اليوم، فأوقفت المجموعة المؤلفة من اربعة سوريين، وخلال عملية الدهم أقدم أحد عناصر المجموعة على إطلاق عيارات نارية على الجيش محاولا الفرار، فردّ الجيش بالمثل ما أدّى الى اصابة أحدهم ويدعى شادي موسى موسى. وتبيّن خلال التحقيقات ان المجموعة ارهابية وتنتمي الى أحد التنظيمات الارهابية. كما علمت "النهار" من مصدر أمني ان الموقوفين كانوا يعملون على إعداد مواد متفجرة لاستهداف أحد مراكز الجيش في البلدة. وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "بتاريخه، وأثناء قيام قوة من الجيش بدهم أحد مخيمات النازحين السوريين في منطقة عرسال بحثا عن مشبوهين، تعرضت لاطلاق نار من قبل مسلحين في داخل المخيم، من دون تسجيل إصابات في صفوف العسكريين، فردّ عناصر القوة على النار بالمثل، ما أدى إلى إصابة السوري شادي موسى موسى بجروح غير خطرة، وقد أوقف الجريح الذي اعترف بانتمائه إلى أحد التنظيمات الإرهابية، وشروعه بإعداد حزام ناسف لتفجيره بأحد مراكز الجيش، كما تم توقيف ثلاثة سوريين آخرين للاشتباه بمشاركتهم في إطلاق النار|.

 

سـلام يتوّج لقاءاته في نيويورك باجتماع مع البابا فرنسـيس رئاسة لبنان محور محادثاته مع رؤساء اميركا وفرنسا وايران

المركزية- تنتقل وجهة الرصد السياسي اعتبارا من منتصف الاسبوع المقبل من الحوار وخلافاته والشارع واحتجاجاته الى نيويورك، حيث تعقد الدورة السبعون للجمعية العمومية للامم المتحدة بمشاركة رئيس الحكومة تمام سلام على رأس وفد وزاري، ومؤتمر مجموعة الدعم الدولي للبنان المأمول ان تترجم التزامات المؤتمرات السابقة عمليا، على ان تشكل الزيارة محطة اساسية في سياق اللقاءات الدولية الرفيعة التي يعقدها سلام قبل وبعد افتتاح الدورة، من اجل اثارة ملفات لبنان وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي. وتكشف مصادر ديبلوماسية لـ"المركزية" ان اللقاء الاهم، على رغم ما قد تحمله سائر اللقاءات، خصوصا اذا ما انتهت الاتصالات التي تجريها الدوائر المعنية الى تحديد مواعيد مع رؤساء الولايات المتحدة الاميركية باراك اوباما وفرنسا فرنسوا هولاند وايران حسن روحاني، سيكون بين الرئيس سلام والحبر الأعظم البابا فرنسيس الذي سيحضر الى نيويورك لمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس الامم المتحدة ويعقد لقاء مع الرئيس اوباما، وسيتركز البحث في شكل خاص على ضرورة سعي الاطراف الى ملء الفراغ الرئاسي في لبنان وحث الجميع على التحلي بالمسؤولية الوطنية انطلاقا من الحفاظ على الوجود والحضور الفاعل للمسيحيين في الشرق. ولفتت المصادر الى ان اللقاءات التي ستتم على هامش افتتاح الدورة، سيتطرق فيها رؤساء الدول والبعثات مع سلام ووزير الخارجية جبران باسيل الى موضوعات ذات طابع إقليمي ودولي فيما سيكون لبنان محور اجتماع مجموعة الدعم الدولية في الثلاثين من الجاري التي ستخرج بضرورة دعم الاستقرار والامن على الساحة اللبنانية. اما كلمة لبنان التي سيلقيها سلام فتشدد على ضرورة تقديم الدعم المالي والعسكري لتمكين الجيش اللبناني من محاربة الارهاب وتمكين الدولة من تحمل اعباء ايواء نحو مليوني نازح سوري. وتؤكد المصادر ان سلام سيدق ناقوس الخطر اللبناني في الاروقة الدولية الاممية طالبا من كل القادرين ان يبذلوا ما في وسعهم عبر الضغط على الدول المؤثرة في الاستحقاق الرئاسي لفك اسره وتسهيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية. واذا كانت الآمال معقودة على محطة نيويورك لإحداث تغيير في "الستاتيكو" المتحكم بالرئاسة منذ عام واربعة أشهر، فان محطات أخرى قد تسهم في هذا التغيير اذا اخفقت الجهود اللبنانية، ومن بينها القمة الايرانية- الفرنسية التي تعقد في باريس في تشرين الاول المقبل، حيث يثير هولاند الملف اللبناني بكامل جوانبه في ضوء ما قد يسمعه من المسؤولين في لبنان، اذا ما قام بزيارته، علما ان دوائر الاليزيه لم تعدّ حتى الان برنامج هذه الزيارة وفق ما تقول مصادر لبنانية في فرنسا لـ"المركزية" وتكتفي بالقول ان الرئيس وعد بالزيارة من دون ان يرتبط بمواعيد. بيد ان اوساطا سياسية لبنانية ترجح ارجاءها الى ما بعد القمة، بحيث يمكن آنذاك وفي ضوء ما يلمسه هولاند من معطيات ايرانية، تصبح زيارة لبنان ذات فائدة، ذلك ان زيارة رئاسية فرنسية للبنان اذا لم تحمل جديدا ومهماً تبقى من دون جدوى وهو ما لا تبتغيه فرنسا ولا لبنان خصوصا ان البعض قد يقرأ فيها تسليما بالفراغ الرئاسي.

 

عكاظ": مخاطر امنية تهدد استقرار لبنان

المركزية- كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "عكاظ" السعودية ان "المخاطر الأمنية المهددة للاستقرار الداخلي باتت كبيرة مع ارتفاع وتيرة العنف داخل الحراك المدني والأمور مرشحة للتصعد في شكل خطير".ولفتت الصحيفة الى ان "الحكومة بأطيافها كافة باتت مقتنعة بضرورة حل ازمة النفايات عبر خطة وزير الزراعة اكرم شهيب تليها إجراءات في الشارع لضبط الحراك عند الحدود التي وصل إليها".

 

حنين: استخدام مراسيم تطبيقية سابقة لقانون جديـد مخالفة لا تستقيم وتأجيل تسريح عمداء دورة 1958.. مخرج لمعضلة الترقيات العسكرية؟

المركزية- في اطار الاتصالات والمساعي المستمرة لايجاد تسوية للترقيات العسكرية تحول دون احالة قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز الى التقاعد في الخامس عشر من تشرين الاول المقبل، وتسمح باعادة تشغيل محركات مجلس الوزراء بعد ان عطلها "التيار الوطني الحر" المعترض على آلية التعيينات الامنية عبر التمديد لقائد الجيش وعلى آلية عمل الحكومة على حد سواء، كشفت اوساط سياسية متابعة للاتصالات لـ"المركزية"، عن طرح جديد تبلور في الساعات الماضية قد يشكل حلا لمعضلة الترقيات ويقوم على اصدار وزير الدفاع سمير مقبل قرارا يقضي بتأجيل تسريح كافة العمداء من دورة العميد شامل روكز على ان يتم الاتفاق على المدة وتسوية الاشكالات الممكن ان تترتب حول الخطوة. واذ تقر بأن الاقتراح يخضع للدرس حاليا ودونه اشكاليات حتى الساعة، تشير الى ان من نقاط قوته انه لا يميّز بين عميد وآخر، وانه لا يخرق قانون الدفاع 102/83 المعمول به حاليا، كما انه سيصدر عن وزير الدفاع بعد استشارة مجلس الوزراء، وهو الاسلوب نفسه الذي اعتمد لدى تأجيل تسريح قهوجي. ويأتي هذا الاقتراح بعد ان تم التداول بتسوية تقوم على العودة الى ما نصّت عليه المراسيم التطبيقية لقانون الدفاع الصادر عام 1979، لجهة ان تضم المؤسسة العسكرية في هيكليتها 8 ألوية، فيضاف 3 (من بينهم روكز) الى المجلس العسكري الحالي، ما اثار اكثر من اعتراض قانوني وسياسي وعسكري، خاصة ان هذا القانون لم يعد نافذا بعد صدور آخر عام 1983، حصر عدد الألوية بخمسة ومعهم قائد الجيش. واذا كانت المراسيم التطبيقية لهذا القانون لم تصدر، فان ذلك لا يعني ان اعتماد مراسيم القانون السابق، متاح.

حنين: وفي السياق، أشار النائب السابق صلاح حنين لـ"المركزية" الى ان "عندما يصدر قانون، توضع له مراسيم تطبيقية وتكون مفصّلة على قياس ومتطلبات هذا القانون، تماما كما تفصل بدلة على قياس شخص محدد، فلا يمكن الباس البدلة نفسها لشخص بمقاييس أكبر! عندما يتغير القانون، فنحن مجبرون حكما بوضع مراسيم تطبيقية جديدة لهذا القانون، ولا يمكن اعطاء مراسيم تطبيقية سابقة له، فذلك لا يستقيم ابدا، وان لم توضع المراسيم، لا يطبق هذا القانون". وأوضح ان "اعتماد المراسيم التطبيقية العائدة الى قانون آخر يعدّ مخالفة قانونية، ذلك ان في فلسفة القانون، القانون واحد لا يجزّأ"، مضيفا "اذا تم الاخذ ببند واحد من المراسيم التطبيقية السابقة لاستخدامها في القانون الجديد، من دون اخذ سواه، فهذا يضرب وحدة القانون ويكسرها. وهذا يتناقض مع القانون الذي يجب ان يكون منسجما مع نفسه. فلكل قانون مراسيمه التطبيقية الخاصة المتكاملة معه، والقانون ومراسيمه، حالة واحدة لا يمكن تجزئتهما".

 

اعتداء مناصري حركة أمل على المتظاهرين… مخطط أم عفوي

جنوبية/18 أيلول/15 18 سبتمبر، 2015  Tweet مواجهة جانبية جرت نهار الاربعاء قبل يومين مع مجموعات هاجمت مكان الاعتصام والتظاهر في ساحة الشهداء ردّا على تعرض أحدهم للرئيس نبيه بري، الأمر الذي كاد يقود الى المحظور، لولا تمكن الطرفين من احتواء "الاشتباك".  في هذا الصدام المشهود الذي حصل قبالة مبنى اللعازرية، حيث أقدمت مجموعة من الشبان على الاعتداء على خيم المضربين عن الطعام من التحرك المدني اثر توجيه متظاهرين شتائم وعبارات نابية الى رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر محطات تلفزيونية. وتسبب الاعتداء بعراك وهرج ومرج بين المهاجمين الذين تبين أنهم من انصار حركة “أمل” والمعتصمين الى ان تمكنت قوى الامن من الفصل بينهم. ونفت حركة “امل” علاقتها بما جرى لكنها احتفظت بحقها في اللجوء الى القضاء لملاحقة من وجّه كلاماً نابياً الى الرئيس بري. ونفذ منظمو التحرك المدني اعتصاماً مساء في ساحة رياض الصلح استمر الى حين اطلاق جميع الموقوفين. في معلومات خاصة لـ”جنوبية” أكّدت مصادر موثوقة لجنوبية مقرية من رئاسة المجلس النيابي أنّ ما شهدته ساحة الشهداء يوم الأربعاء الماضي من اعتداء على المتظاهرين من قبل شبان ينتمون إلى حركة أمل كان مخطّطا له قبل التظاهرة. وذلك بسبب غضب رئيس مجلس النواب نبيه بري على خلفية الشتائم العلنيّة التي طالته من بعض المتظاهرين، والهتافات التي وصفته بالفاسد في مظاهرة 9 أيلول وما تلاها من تحركات. وبحسب معلومات خاصة فإنّ الرئيس بري كان غاضبًا أثناء الحوار الذي كان منعقدا اول بالتزامن مع التظاهرة الاحتجاجية، وهو قال لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن عليه منع أي متظاهر من الوصول إلى ساحة النجمة أو أن يقربوا من مبنى المجلس النيابي حيث تعقد جلسة المتحاورين، وأن يقمعوا المتظاهرين في حال توجيههم أي هتافات تطال ارلئيس بري او اعتداءات على القوى الأمنية. وفي معلومة خاصة لموقع جنوبية من نفس المصدر “أنّ بري حذّر وزير الداخلية نهاد المشنوق انه في حال توجيه الشتائم له، ولم تبادر القوى الأمنية الى إسكاتهم فإنّ لديه من يتولى هذه المهمة”. لذلك، فانه وبعد توجيه شتيمة مباشرة عبر هواء احد التلفزيونات الى شخص الرئيس بري، وبحسب نفس المصدر، قام أحد مسؤولي الحركة المعروفين وهو من المعاونين الرئيسيين لبري، بإرسال شباب تابعين لحركة أمل من خندق الغميق وزقاق البلاط ،وقاموا بالإعتداء على المتظاهرين وخيم الاعتصام التي انطلقت منها الشتيمة، وذلك على الرغم من ان الناشطين كانوا قد أكدوا مناهضتهم لجميع الطبقة السياسية دون استثناء. وبالنتيجة فان ما حصل حسب مصادرنا هو أبعد ما يكون عن العفوية، وكان مخططا له لمنع سقوط هيبة رئيس المجلس النيابي في الشارع على قارعة رصيف ساحة الشهداء.

 

مقبل لـ"المركزية": لا اوافق على ما يمس المؤسسة المطلوب تحصينها بدل اقحامها في مصالح سياسية والتسوية الحكومية – العسكرية دونها مطبات قانونية

المركزية- فيما يستمر البحث السياسي عن تسوية الحد الادنى التي تكفل اعادة انبعاث الحياة في عروق مجلس الوزراء لاستئناف جلساته المربوطة بشروط بعض القوى السياسية لا سيما توفير مخرج لابقاء العميد شامل روكز في الخدمة، تتجه الانظار الى المؤسسة العسكرية المعنية مباشرة بالموضوع لكون المخرج الجاري البحث عنه يؤثر مباشرة عليها، باعتباره يتصل بشؤون داخلية واجراءات وتدابير يجب ان تخضع لمنطوق قانون الدفاع ولا تترك تداعيات من شأنها ان تحدث خللا او تمس بمتانة ووحدة الجيش في وقت اكثر ما يحتاج اليه هو الدعم والوقوف صفا واحدا خلفه لمواجهة التحديات الخطيرة المحدقة بالبلاد.

ووسط زحمة الطروحات ووفرة الاقتراحات تارة لترفيع عمداء الى رتبة لواء واخرى لاستدعاء من الاحتياط وثالثة لتأجيل التسريح، حسم وزير الدفاع سمير مقبل موقفه بما لا يقبل جدلا رافضا ما يجري من تسويات سياسية على حساب المؤسسة العسكرية ومؤكدا عدم موافقته على كل ما من شأنه ان يشكل التفافا على القانون لمصالح سياسية كما ابلغ "المركزية"،الا انه لن يشكل حجر عثرة في درب التوافق اذا ما تأمنت كامل ظروفه ومقتضياته، فهو اذا ما توافقت القوى السياسية مجتمعة على التسوية وابلغته بذلك، سيطرحها على مجلس الوزراء، السلطة التنفيذية، ليتحمل الجميع مسؤولياتهم ازاءها.

ويوضح الوزير مقبل انه لا يمكن ان يوافق على تسويات سياسية قد تخلق بلبلة او حتى امتعاضا في صفوف بعض ابناء المؤسسة وقيادتها واذا كان ثمة من يقدم المصلحة السياسية على وحدتها فليتحمل المسؤولية بنفسه. انا كوزير دفاع وزملائي في فريق الرئيس ميشال سليمان الوزاري قلنا كلمتنا وحددنا موقفنا بوضوح "نلتزم القانون نصا وروحا ولا نقبل بخرقه، واذا كان لا بد من مخارج فليبحثوا عما يمكن ان يؤدي الغرض من دون المس بالقانون او بالهيكلية التنظيمية للمؤسسة العسكرية، وبتوافق سياسي جامع". من جهتها، تستغرب اوساط في اللقاء التشاوري محاولة اقحام المؤسسة العسكرية التي تكاد تكون الوحيدة حتى الساعة في منأى عن التدخلات السياسية في بازار جوائز الترضية لهذا الفريق السياسي او ذاك، وتدعو الى يقظة ضمير من جانب المسؤولين السياسيين، مشيرة الى مفارقة غريبة تكمن في ان البعض يسعى الى وضع الجيش في موقع بالغ الحراجة لا لشأن عسكري يخدم الوطن والمصلحة العليا للبلاد، بل لغايات خاصة عوض التفاف الجميع حوله في زمن الاخطار والارهاب في حين ان دولا اجنبية تنكب على تقديم الدعم المعنوي والمادي والمساعدات العسكرية لتحصينه في مواجهة التهديدات المقبلة من الحدود. وتلفت في السياق، الى ان على الراغبين بتسوية الوضع سياسيا ان يبحثوا عن حلول بعيدا من المس بالهيكلية التنظيمية للمؤسسة العسكرية خصوصا ان اكثر من خيار يمكن الركون اليه لتحقيق الهدف المنشود دون الاضطرار الى خرق القانون او خلق حال من البلبلة في المؤسسة الامنية، وقد يكون تأجيل التسريح والحال هذه، احد "اهون الشرور" اذا كان لا بد منها، فثمة سوابق كثيرة سجلت في هذا الاطار استنادا الى ظروف ومعطيات حكمت الامر الواقع، وكان آخرها قرار تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان وامين عام المجلس الاعلى للدفاع محمد خير.

 

الاستحقاق اللبناني موضع عناية رئاسية في اجتماعـــات نيويــورك

"التيار" يدرس تعليق المشاركة رفضا للاذعـــــان لصوت الشــعب

الترفيعات الامنية الى مربع "تأجيل تسريح دورة روكز" والنفايات الى الحل

المركزية- أما وقد شق الاتفاق النووي بين ايران والدول الست طريقه اميركيا متخطيا مطبات الكونغرس الجمهوري، وفي انتظار ان يخرج "بسلام" من معبر مجلس الشورى الايراني الشهر المقبل وفق المتوقع، ممهداً طريق التسويات السياسية لمنطقة الشرق الاوسط، فان لبنان الواقع على خطوط تماس المنطقة والمتأثر مباشرة بتداعيات ازماتها يتطلع الى سلوك ازماته طريق الحل، ان عبر ترددات النووي فور دخوله حيز التنفيذ او من خلال المحطات الدولية وابرزها في نيويورك الاسبوع المقبل حيث تعقد الجمعية العمومية للامم المتحدة بمشاركة رؤساء ومسؤولين دوليين والحبر الاعظم البابا فرنسيس ويمثل لبنان رئيس الحكومة تمام سلام. وكشفت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" عن لقاء مرتقب بين البابا وسلام سيركز في شكل خاص على الاستحقاق الرئاسي وكيفية اخراجه من عنق الازمة اضافة الى مواعيد يجري ترتيبها لاجتماعات مع رؤساء فرنسا والولايات المتحدة الاميركية وايران من شأنها ان تؤثر على الوضع اللبناني مباشرة.  افكار للخروج من الازمة: اما في الداخل، وعلى مسافة ايام من الجلسة الثالثة للحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، كشفت مصادر وزارية مشاركة في الحوار لـ"المركزية" ان "رئيس المجلس طلب من المتحاورين اعداد ورقة تتضمن اقتراحات "عملية" وافكار كل فريق حول كيفية الخروج من الازمة"، وتمنّت على الرئيس بري ان يُقدّم هو ايضاً اقتراحاته".ووصفت المصادر "موقف "التيار الوطني الحر" من ازمة الرئاسة بالـ "جامد"، اذ ان ممثله في الحوار الوزير جبران باسيل اعاد تكرار مطلب انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، علماً ان حلفاءه، وتحديداً رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجية كان واضحاً بتمسّكه بالطائف وانتخاب الرئيس من المجلس النيابي". واعتبرت ان "مناقشة اقتراح انتخاب الرئيس من الشعب ربما يحتاج الى اكثر من جلسة حوار كي يقتنع بعدها "التيار الوطني" بانه سقط، عندها تُصبح الطابة في ملعبهم ويقرروا بعدها ماذا يفعلون". واعلنت المصادر ان "ممثلي قوى "14 آذار" في الحوار سيُقدمون كل على حدى ورقة تتضمّن اقتراحات لحلّ الازمة، تتلاقى كلّها "عند نقطة ان الحلّ يبدأ بإنتخاب رئيس الجمهورية يليه تشكيل حكومة انتقالية واقرار قانون انتخابي جديد ومن ثم اجراء انتخابات نيابية خلال شهرين من اقرار القانون". تعليق المشاركة: وليس بعيدا، قالت مصادر في قوى الثامن من اذار ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح سيعلّق مشاركته في طاولة الحوار افساحا في المجال امام المساعي التي يقوم بها كل من رئيس المجلس النيابي ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط من اجل الوصول الى التعيينات التي يقترحها وليس الى الترقيات فحسب. واشارت الى ان عون المراهن على التطورات في سوريا والوجود الروسي فيها من جهة وعلى التموضع الايراني الدبلوماسي والعسكري الجديد في اعقاب الاتفاق النووي الاميركي من جهة ثانية والتي في رأيه تصب في مصلحة فريق 8 اذار سوف يقدم في المرحلة المقبلة على مقاطعة الحوار خصوصا وان مشاركة الوزير جبران باسيل في الجلسة السابقة كانت بمثابة رسالة للمعنيين عما سيقدم عليه لاحقا.

وتابعت المصادر ان عون يرى ان معادلة الانتخابات الرئاسية هي ورقة باتت في كاملها بيد فريق 8 اذار وتحديدا حزب الله ولذا فهو لن يساوم على ترشحه وانتخابه ما دام حزب الله ومن ورائه ايران على دعمهما له.

التيار: لكن مصادر بارزة في التيار قالت لـ"المركزية" ان قرار تعليق المشاركة قيد البحث لكن اي توجه نهائي

لم يبت حتى اللحظة. ولفت الى ان القرار بالتعليق سيبنى على رفض الشركاء في الوطن الاذعان لصوت الشعب الذي يريد انتخابات نيابية قبل اي شيء آخر.

التعيينات: وفي شأن الترفيعات الامنية التي تبدو تحولت ممرا الزاميا لفكّ عقدة عمل الحكومة وفق ما صرّح نائب امين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم منذ ايام، اوضحت مصادر وزارية لـ "المركزية" ان "التسوية التي يُسوّق لها النائب جنبلاط "متوقّفة الان عند الرئيس ميشال سليمان، اذ يتم البحث معه في تفاصيلها، لان قيادة الجيش ووزير الدفاع المحسوب عليه يرفضانها"، لكنها اشارت في الوقت نفسه الى "صعوبة من الرئيس سليمان للموافقة عليها".واكد نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل لـ"المركزية" عدم موافقته كما فريق الرئيس سليمان الوزاري على اي تسوية سياسية على حساب المؤسسة العسكرية الا انه اكد ان التوافق السياسي في شأنها اذا ما تأمن بالاجماع، فانه سيعرضها على مجلس الوزراء لتتحمل السلطة التنفيذية مسؤوليتها.

وعلى هذا الخط، اكدت مصادر في "تيار المستقبل" لـ "المركزية" "غياب التنسيق" وليس "التمايز" كما يُحكى بين اعضاء التيار حول الملف"، واعلنت ان "موقفنا من التعيينات مُرتبط "بالاجماع" المسيحي حوله، فاذا وافق حلفاؤنا اي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" اضافة الى الرئيس سليمان على ترقية عمداء الى رتبة لواء نسير بالتسوية"، واستطردت "موقفنا من الملف سيكون بالتنسيق مع حلفائنا". واكدت المصادر ان "قوى "14 آذار" تعقد اجتماعات مفتوحة ومتواصلة لتنسيق مواقفها من التطورات ومُجمل الملفات المطروحة".

من جهتها قالت مصادر في تكتل التغيير والاصلاح لـ"المركزية" ان صيغا عدة تبحث لترقية بعض العمداء الى رتبة لواء، لكن اي صيغة لم تطرح علينا بعد لنبدي رأينا، و لم ندخل حتى الساعة في اي حوار.

تأجيل تسريح دورة روكز: وافادت مصادر وزارية لـ"المركزية" ان صيغة جديدة هي قيد التداول راهنا ترتكز الى امكان تأجيل تسريح العمداء من دورة العميد شامل روكز على ان تذلل العقبات التي قد تعترض هذا الطرح داخل المؤسسة العسكرية بحيث لا يشكل الاجراء خرقا للقانون ولا يخلق بلبلة في الجيش.

خطة النفايات: في المقلب الآخر، وفيما لم تطلق حتى الساعة صافرة البدء بتنفيذ الخارطة التي أقرتها الحكومة لحل أزمة النفايات، يتخذ الاجتماع الذي عقد في الرابعة من بعد الظهر في البيال وضم وزيري الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والزراعة أكرم شهيب ورؤساء البلديات والاتحادات البلدية في عكار مع ناشطين بيئيين وخبراء، من بينهم خبير دولي من وكالة التنمية الدولية UNDP، بعدا مهمّا في رسم مستقبل الخطة، وقد يسمح بانتقالها من الورق الى الميدان.وفي انتظار ما سيرشح عنه- علما ان المعلومات المتوافرة توحي بتليين في المواقف- أعلن اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار وبلديات منطقة غرب عاليه وساحله اليوم موافقته على اعادة فتح مطمر الناعمة 7 ايام "شرط التزامن مع فتح باقي المطامر في سرار وعلى الحدود اللبنانية - السورية لأن لا بديل للخطة التي وضعتها لجنة الوزير شهيب ووافقت عليها الحكومة"، مضيفا "نؤيد هذه الخطوة ونثني على الجهود التي قام بها شهيب وفريق العمل معه"، في مؤشر ايجابي أوحى للمراقبين بأن قطار الخطة بدأ يوضع تدريجيا على السكة. لكن وفي المقابل، سارعت حملة "إقفال مطمر الناعمة" ومعها حملات من الحراك الشعبي للدعوة الى وقفة اعتراضية في السابعة مساء اليوم عند مدخل المطمر لرفض خطة إعادة فتحه وتحديد موقفها من التطورات. كما نفذ اعتصام في ساحة حلبا رفضا لنقل النفايات الى عكار.

عودة جعجع: على خط آخر، وبعد جولة زيارات عربية واوروبية، يتوقع ان يعود الى بيروت في اليومين المقبلين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على أن يبدأ فور عودته ورشة اتصالات وحراكا سياسيا مواكبة للتطورات على الساحتين الداخلية والاقليمية

 

إجتماع "البيال": خطة شهيب قد تكون الفرصة الاخيرة لحل مشكلة النفايات

وكالات/18 أيلول/15/بدعوة من وزيري الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والزراعة اكرم شهيب، عقد اجتماع موسع خصص لشرح خطة الوزير اكرم شهيب الوطنية لحل مشكلة النفايات الصلبة وموضوع مكب اسرار في عكار، وذلك في مركز بيروت للمعارض (بيال). حضره عدد من نواب عكار هم: معين المرعبي، هادي حبيش، رياض رحال، نضال طعمة، خالد زهرمان، وعدد من الوزراء والنواب السابقين من منطقة عكار واتحاد رؤساء بلديات عكار الجومة والشفت والدريب والاوسط والشمالي ومخاتير وفعاليات المنطقة، وممثلون عن المجتمع المدني وخبراء بيئيون وممثلو عن الادارات والمؤسسات الرسمية المعنية. استهل الوزير المشنوق الاجتماع بالقول: "ان هناك امكانية للحوار في هذا الموضوع، لقد اجتمع المجتمع الاهلي اليوم لمناقشة مسألة وطنية، لن نضغط عل احد والموضوع جاهز للمناقشة، هذه مسألة وطنية ليس له علاقة بالسياسة، ولا شيء الزامي فيها، كل شيء يتم بالتفاهم والحوار". اضاف: "ان موضوع تطوير مطمر عكار لن يكون الاول بين المطامر التي تستعمل بل هو سيكون الثاني او الثالث، نحن منفتحون على اي نقاش سواء بالقبول ام بالرفض، فالعلاج ضرورة لهذه النفايات ولا يجب ان تكمل الحالة هكذا". ثم قدم شهيب شرحا مفصلا عن الخطة واستراتيجيتها واهميتها في معالجة هذا الملف، مؤكدا ان "الدولة ايضا ما بدها مزبلة بعكار"، وتناول بالتفصيل دور وعمل اللجنة الفنية المؤلفة من الاختصاصيين ومن الوزارة المعنية. بعده عرض الخبراء للتقارير البيئية والعلمية والتقنية والهندسية والجيولوجية التي تتضمن معالجات لموضوع النفايات ضمن المعايير والمواصفات العالمية المطلوبة وباشراف الامم المتحدة.

واجاب الوزيران المشنوق وشهيب والخبراء في جلسة استماع علنية على استفسارات وهواجس واسئلة الحضور التقنية والمتعلقة بأهمية الخطة في معالجة النفايات في عكار وبقية المناطق اللبنانية. وفور انتهاء الاجتماع عقد الوزير شهيب مؤتمرا صحافيا قال فيه: " معالي وزير الداخلية وانا مع اللجنة الفنية التي درست خطة الوطنية لحل مشكلة النفايات الصلبة والتي نجمت بعد اغلاق مطمر الناعمة في 17/7 شرحنا لاهلنا من فعاليات عكارية وقسم من السياسيين في عكار واتحادات البلديات والمجتمع المدني والمخاتير وفعاليات بيئية، الخطة المطروحة التي درست ونشرت وتمت الموافقة عليها في مجلس الوزراء وفي الوقت نفسه شرح احد المستشاريين العلميين من الشركة الالمانية موضوع الفرق بين المكبات العشوائية والمطامر الصحية. وكان هناك عددا من الاسئلة العلمية والتي تم الاجابة عليها بشكل موضوعي وعلمي، واعتقد ان مثل هذه اللقاءات لها الدور الاساسي لشرح وتعميم الخطة برقابة المجتمع المدني وبمتابعة من الاعلام وكل من له دور بيئي صحي علمي حتى تنجح هذه الخطة، كما اكدنا على الشراكة بين كل المواقع المقترحة وعلى الشراكة بين المجتمع المدني والدولة لاول مرة في مثل هذا المشروع الذي هو قد يكون بحاجة الى مزيد من الشرح، انما يجب ان لا ننسى ان عامل الوقت ضاغط، وعامل المناخ ضاغط وعامل كميات النفايات اليومية المنتجة ضاغط. لذلك نحن نسعى جاهدين من اجل اتمام التواصل مع كل المجتمعات اليوم في عكار وفي اقرب وقت ان شاء الله في المنطقة البقاعية سيتم لقاء آخر واذا تتطلب الامر اكثر من لقاء مع كل المناطق فنحن على استعداد من اجل انجاح هذه الخطة". اضاف: "قد تكون الخطة الفرصة الاخيرة لحل مشكلة النفايات الصلبة المنزلية وبنفس الوقت قد تكون الملف الاخير الذي يمكن بحثه في ظل تعثر الوضع السياسي وفي جو التعطيل وفي جو الدوران بنفس الحلقة المفرغة تحت شعارات سياسية عديدة واعتقد ان هذا الملف هو الاول في هذا الظرف".

وختم: "نتعاون ونتفهم جميعا ونثق ببعضنا البعض نتشارك جميعا من اجل الوصول الى حل الامل ان نصل الى هذا الحل في اقرب وقت".

 

النائب انطوان سعد لـ "السياسة": ترقية روكز إلى لواء دونها عقبات دستورية وأي تبديل في مجلس القيادة خطأ كبير بحق الجيش

لبنان: الاستحقاق الرئاسي محور اجتماعات رفيعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة

بيروت – “السياسة” و”المركزية”:أما وقد شق الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى طريقه أميركيا متخطياً مطبات الكونغرس, وفي انتظار ان يخرج “بسلام” من معبر مجلس الشورى الايراني الشهر المقبل وفق المتوقع, ممهداً طريق التسويات السياسية لمنطقة الشرق الاوسط, فإن لبنان الواقع على خطوط تماس المنطقة والمتأثر مباشرة بتداعيات أزماتها يتطلع الى سلوك أزماته طريق الحل, سواء عبر ترددات “النووي” فور دخوله حيز التنفيذ أو من خلال المحطات الدولية وأبرزها في نيويورك الاسبوع المقبل حيث تعقد الجمعية العمومية للامم المتحدة بمشاركة رؤساء ومسؤولين دوليين والبابا فرنسيس, فيما يمثل لبنان رئيس الحكومة تمام سلام. وكشفت مصادر ديبلوماسية عن لقاء مرتقب بين البابا وسلام سيركز في شكل خاص على الاستحقاق الرئاسي وكيفية اخراجه من عنق الازمة, اضافة الى مواعيد يجري ترتيبها لاجتماعات مع رؤساء فرنسا والولايات المتحدة الاميركية وايران من شأنها أن تؤثر على الوضع اللبناني مباشرة.

أما في الداخل, وعلى مسافة أيام من الجلسة الثالثة للحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري, كشفت مصادر وزارية مشاركة في الحوار أن رئيس المجلس طلب من المتحاورين اعداد ورقة تتضمن اقتراحات “عملية” وأفكار كل فريق بشأن كيفية الخروج من الازمة, واصفة موقف “التيار الوطني الحر” برئاسة ميشال عون من أزمة الرئاسة بال¯”جامد”, إذ ان ممثله في الحوار الوزير جبران باسيل اعاد تكرار مطلب انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب, علماً ان حلفاءه, وتحديداً رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية كان واضحاً بتمسكه بالطائف وانتخاب الرئيس من المجلس النيابي.

واعتبرت أن “مناقشة اقتراح انتخاب الرئيس من الشعب ربما تحتاج الى أكثر من جلسة حوار كي يقتنع بعدها “التيار الوطني الحر” بأنه سقط, عندها تُصبح الطابة في ملعبهم ويقرروا بعدها ماذا يفعلون”.

وأوضحت المصادر ان “ممثلي قوى “14 آذار” في الحوار سيُقدمون كل على حدة ورقة تتضمن اقتراحات لحل الازمة, تتلاقى كلها “عند نقطة أن الحل يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية يليه تشكيل حكومة انتقالية واقرار قانون انتخابي جديد ومن ثم إجراء انتخابات نيابية خلال شهرين من إقرار القانون”.

وليس بعيدا, قالت مصادر في قوى “8 آذار” ان رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” ميشال عون سيعلق مشاركته في طاولة الحوار إفساحا في المجال امام المساعي التي يقوم بها كل من رئيس المجلس النيابي ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط من اجل الوصول الى التعيينات التي يقترحها وليس الى الترقيات فحسب. واشارت الى ان عون المراهن على التطورات في سورية والوجود الروسي فيها من جهة وعلى التموضع الايراني الديبلوماسي والعسكري الجديد في اعقاب الاتفاق النووي من جهة ثانية والتي في رأيه تصب في مصلحة فريق “8 آذار”, سيقدم في المرحلة المقبلة على مقاطعة الحوار خصوصاً أن مشاركة باسيل في الجلسة السابقة كانت بمثابة رسالة للمعنيين عما سيقدم عليه لاحقاً. واضافت المصادر ان عون يرى ان معادلة الانتخابات الرئاسية هي ورقة باتت في كاملها بيد فريق “8 آذار”, وتحديداً “حزب الله” ولذا فهو لن يساوم على ترشحه وانتخابه ما دام الحزب ومن ورائه ايران على دعمهما له.

وفي إطار الاتصالات خلف الكواليس لحل العقدة العونية المتمثلة بترقية قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز, صهر ميشال عون, إلى رتبة لواء, وما تواجهه من اعتراضات, أوضح عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب أنطوان سعد, باعتباره عميداً متقاعداً في الجيش اللبناني ل¯”السياسة”, أن “قيادة الجيش غير راضية عن التسوية التي يجري الحديث عنها لترقية العميد روكز واثنين من العمداء الآخرين”, محذراً من أن هذه الترقية إذا حصلت فستؤدي إلى زعزعة الجيش. وأوضح أن “قانون الدفاع ينص على وجود خمسة ألوية وعماد واحد في المجلس الأعلى للدفاع, وأن ترقية عمداء آخرين تحتاج إلى تعديل هذا القانون”, مضيفاً “يوجد في الجيش ما يقارب خمسمائة عميد, مئة وثمانية وتسعون عميداً من الطائفة السنية وحدها. ويوجد مقابل هذا العدد من العمداء في الطائفة المارونية, عدا عن العمداء الذين ينتمون إلى الطوائف الأخرى, وأي تبديل في مجلس القيادة يعتبر خطأً كبيراً بحق الجيش ومسيرته, عدا عن أن العماد عون لن يرضى بترقية صهره كما يظن البعض, لأنه من جماعة خذ وطالب, وأي شيء يقدم له يعتبره مكسباً محقاً. ومن يدري متى يصبح العميد روكز لواءً أن عون لن يطالب باستقالة العماد جان قهوجي الممدد له في قيادة الجيش بطريقة غير دستورية, كما يدعي, لتعيين صهره مكانه”.

 

الاحرار: الاولوية المطلقة هي اتمام الاستحقاق الرئاسي

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطنية - اكد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون أن "الأولوية المطلقة هي اتمام الاستحقاق الرئاسي لا الحوار حول مواضيع تجد تطبيقا لها مع انهاء الشغور. من هنا موقفنا من الحوار الذي يجري اليوم والذي ينتظر منه حسم هذا الموضوع و حسب. و على هذا الصعيد نلاحظ تباعدا كبيرا في مواقف المتحاورين مما يستدعي الاحتكام الى الدستور بعيدا عن الطروحات التي تفرض تعديله مثل انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب أو تلك التي تلتف على الاستحقاق بالدعوة الى انتخابات نيابية اولا علما أن اقرار قانون انتخاب عادل يأتي في مقدم الاولويات بعد انتخاب رئيس الجمهورية الذي يليه حكما تشكيل حكومة جديدة" . وطالب الحزب، اطراف الحوار ب"التوافق على انجاز انتخاب الرئيس على أن يستكمل الحوار برعايته فينتظم عمل المؤسسات ويتم ملء الفراغ و تنشط الحياة السياسية في ظل الاستقرار على كافة الصعد وعلى قاعدة مرجعية الدولة الحصرية". كما طالب الحزب الحكومة ب"الاسراع في تطبيق خطة الوزير أكرم شهيب التي تؤدي الى معالجة أزمة النفايات في شكل علمي يحافظ على البيئة"، معتبرا انه "من الطبيعي محاورة هيئات المجتمع المدني المهتمة في هذه المسألة وأخذ ملاحظاتها البناءة في الاعتبار. و لكن من غير الطبيعي أو المعقول التسليم بالتوظيف السياسي لهذا الموضوع من أجل عرقلة الحكومة و من دون النظر الى التداعيات الكبيرة على الصحة العامة وعلى صدقية الحكومة و فعاليتها. من هنا ضرورة عدم اضاعة مزيد من الوقت خصوصا مع اقتراب موسم الأمطار التي تتسبب بأضرار كثيرة و بأمراض متنوعة يجب تفاديها والتي لا ينفع معها الأسف والندم. ويهمنا على هذا الصعيد التأكيد أن موضوع النفايات تتم مقاربته على المستوى الوطني نظرا الى نتائجه السلبية على لبنان واللبنانيين كما يمكن معالجته في اطار اللامركزية الادارية التي تحتل مركزا مميزا في سلم الأولويات". ولفت الحزب الى "أعمال الشغب التي تقوم بها اقلية مندسة في الحراك الشعبي والتي تتعمد اثارة الصدامات مع القوى الأمنية لدفعها الى ردود فعل تطاول باقي المتظاهرين، و من الواضح انقسام هذا الحراك الى فئات متعددة تبقى بأكثريتها وفية للمطالب التي تنادي بتطبيقها وفي مقدمها معالجة أزمات النفايات والكهرباء والمياه وما عداها من المسائل الحياتية،الا أنه في المقابل هذه الأكثرية توجد أقلية تتصرف وفق ايديولوجية خاصة وأجندة محددة وصولا الى اسقاط النظام وزرع الفوضى". ودعا "القيمين على الحراك المدني الى تنظيم صفوفهم وإبعاد المشاغبين"، مطالبا "القوى الأمنية بعدم التساهل معهم أو التوقف عند أي اعتبار من شأنه السماح لهم بأعمال الشغب التي تسيء الى المتظاهرين خصوصا والى اللبنانيين عموما". وندد الحزب على صعيد آخر ب"الاعتداءات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة المسيحية والاسلامية على يد جماعات اسرائيلية متطرفة و بحماية رسمية. ونتوجه الى المجتمع الدولي المطالب بموقف حاسم منها يتجلى بوقفها وبوضع حد للاستفزاز الذي يقوم به المتطرفون . كذلك نطالب جامعة الدول العربية باثارة هذه المسألة في الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة وبرفع شكوى أمام مجلس مجلس الأمن الدولي.ونكرر القول أن الحل يبقى باقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ومحاربة التعصب والتطرف خدمة للاعتدال الذي يضمن السلام والاستقرار".

 

سلام استقبل وفدا من قدامى مدرسة الحسين بن علي

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وفدا من تجمع قدامى مدرسة الحسين بن علي التابعة لجمعية المقاصد برئاسة باسم حمد، في "زيارة تضامن مع المواقف الوطنية التي يتخذها الرئيس سلام ولإطلاعه على النشاطات التي سيقوم بها التجمع".واستقبل سلام أيضا مدير مكتب اتصال المعهد بالقطاع الخاص الدكتور محمد صفا ووفدا من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والاقتصادية (سنام) وجرى البحث في شؤون اكاديمية.

 

قهوجي: الانجازات الكبيرة للمخابرات اكسبت الجيش المزيد من القوة

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطنية - نفذت دفعة من عناصر مديرية المخابرات الذين أنهوا دورة في مجال مكافحة الإرهاب والتجسس، مناورة قتالية في منطقة حمانا، تلاها توزيع الشهدات على المتخرجين، في حضور قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد الركن إدمون فاضل وعدد من كبار ضباط القيادة. وشدد قهوجي أمام الضباط والعسكريين على "دور مديرية المخابرات التي تشكل العين الساهرة على سلامة الجيش والوطن"، منوها ب"الإنجازات الكبيرة التي حققتها في مجال تفكيك الشبكات والخلايا الإرهابية وعصابات الجرائم المنظمة، مما أكسب الجيش المزيد من القوة والمناعة وجنب البلاد الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات". وأكد "أهمية تلازم الأمن الوقائي مع الأمن المباشر لتحصين الوطن من الإختراقات الأمنية"، مشددا على أن "أولوية الجيش في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، هي الحفاظ على الاستقرار الوطني ومصالح اللبنانيين من انعكاسات الأزمات الإقليمية والمصاعب الداخلية"، داعيا العسكريين إلى "مزيد من الوعي واليقظة والجهوزية لمواجهة مختلف الأخطار والتحديات المرتقبة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بو صعب من عين التينة: جهود بري يمكن أن تثمر إذا حصل تعاون

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة وزير التربية الياس بوصعب الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري حاملا دعوة مباشرة من رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون للمشاركة في الاحتفال الذي سيقيمه التيار الوطني الحر يوم الاحد في بلاتيا. وأكدنا أهمية التواصل الدائم مع دولة الرئيس بري، وفي هذه المناسبة التي تعد من أكبر المناسبات للتيار، أكدنا حضور جميع الكتل والافرقاء السياسيين الذي هو من أولويات التواصل الذي يقوم به التيار، ومن هذه الاولويات زيارتي اليوم لدولته".أضاف: "تطرقنا الى أمور أخرى تتعلق بالشؤون العالقة، إن كان على مستوى الحكومة او ما يجري على طاولة الحوار، وإن الجهود التي يبذلها الرئيس بري يمكن اذا ما حصل تعاون ان تصل الى نتيجة. وآمل ايضا ان يكون هناك حلول في الايام المقبلة لكي نستطيع ان نقوم في مجلس الوزراء بمهماتنا، خصوصا إذا اقتنع الافرقاء الآخرون بأن الشراكة هي شراكة كل الافرقاء في العمل الحكومي، لأن الحكومة تشكلت على أساس شراكة بين الجميع، وعندما يكون هناك اقتناع بأن تعود الشراكة لتكون العنوان الاساسي نأمل بعودة العمل الى مجلس الوزراء". وكان بري استقبل سفيرة النمسا أورسولا فاهرنغر في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات وقضية النازحين السوريين. واستقبل ايضا الدكتور حسين كنعان الذي قدم له كتابه عن الطحالب البحرية على السواحل اللبنانية، في حضور المسؤول التربوي المركزي في حركة "أمل" الدكتور حسن اللقيس.

 

ريفي من سيول: السلام العالمي غاية نسعى الى تحقيقها عبر إطلاق المحادثات بين الدول

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطنية - أكد وزير العدل أشرف ريفي أن "السلام العالمي لم يعد حلما بعد اليوم، بل أضحى هدفا وغاية نسعى جميعا الى تحقيقها عبر إطلاق المحادثات بين الدول، وتعزيز سبل التعاون من خلال توقيع وإبرام المعاهدات التي تحفز على إيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية".

وأشار في كلمة ألقاها اليوم في سيول - كوريا الجنوبية، خلال الذكرى السنوية الأولى لقمة التحالف العالمي للأديان والسلام -(مؤتمر الحركة الكورية العالمية للسلام والتي تضم "حركة المرأة للسلام" و"حركة الشبيبة للسلام")، أنه "من موقعه كوزير للعدل في دولة شرق أوسطية، ومن موقعه السابق كمدير عام لقوى الأمن الداخلي، يدرك تماما مدى أهمية السلام والهدوء والإستقرار في المجتمع". وأضاف: "لقد كرست حياتي ومسيرتي المهنية لمحاربة الجريمة ومكافحة الإرهاب بغية تطبيق القانون في بلد عرف الكثير من القلق وإنعدام الإستقرار". وشدد على أنه "من الضروري أن نسعى كرجال دولة، الى منع الإستخفاف أو تهميش دور الشباب والسيدات وإشراكهم في نضالنا الرامي الى إقناع حكوماتنا لإبرام معاهدة دولية ترمي الى وقف الحروب وتحقيق السلام العالمي". ولفت إلى أن "السعي الى تجنب الصراعات المسلحة سواء وقعت بين الدول أو إتخذت منحى الحروب الأهلية أو عمليات إرهابية، ينبغي أن يتمحور حول نزع البذور بدلا من القضاء على الثمار، باعتبار أن الجهل والفقر والظلم هي البذور الأشد خطرا والمنتجة للثمار المليئة بالسموم". وأشار إلى أن "أي نية لتجنب الصراعات المسلحة يجب أن تبدأ بنشر قيم الإنسانية وإرساء الرخاء الإقتصادي والعدل"، مؤكدا أن "أي رجل أو قبيلة او شعب متنور وثقافي ويتمتع بالحد الأدنى من الإحتياجات الحياتية وبحرية التعبير، لا يمكن أن يلجأ الى العنف لتحقيق أهدافه". وأوضح ريفي أنه يتحدث بصفته "مواطنا عربيا يشهد عالمه العربي ربيعا مليئا بالورود الكثيرة التي تلقى على قبور مئات الألاف من الضحايا الأبرياء، وبصفته مسلما يتعرض دينه للتشويه ولمحاولة تغيير في طبيعته الإنسانية كي يظهر وكأنه ذو طبيعة بشعة ومتوحشة، وكإنسان يصعب عليه أن يصدق أن الإنسانية جمعاء تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة الجرائم المرتكبة في العالم العربي". وتوجه الى المشاركين حاضا إياهم على "إستثمار كل الجهود الضرورية للتوصل الى معاهدة تساهم في الوصول الى سلام في منطقة الشرق الأوسط". وختم بأنه يغتنم الفرصة ليثمن عاليا "المساهمة القيمة للشباب وللسيدات في تطوير المحتمعات والترويج لقيم السلام"، مكررا "كامل إستعداده لوضع إمكاناتي للوصول إلى النجاح في تحقيق هذا الهدف السامي في هذه المهمة النبيلة، ألا وهو السلام في العالم".

 

الراعي عرض مع سفيري هنغاريا وهولندا موضوع النازحين

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي سفير هنغاريا لازلو فارادي الذي اكد "صوابية موقف البطريرك الراعي منذ اندلاع الحرب السورية لجهة ضرورة مساعدة السوريين للبقاء في ارضهم". ونقل عن رئيس وزراء بلاده تحذيره "الدائم من اللعب بالنار والسعي الى تغيير مستقبل اوروبا".

سفيرة هولندا

ثم استقبل الراعي سفيرة هولندا هيستر سمسون، وتم البحث في موضوع النازحين السوريين.

وأملت سمسون "انتخاب رئيس جمهورية في اقرب وقت، لانه من الصعب ان تعيش البلاد من دون رئيس".

 

السنيورة في رسائل الى بان والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي:استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الاقصى يزيد التوتر في المنطقة والتطرف والعنف

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطتية - أرسل رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، رسائل احتجاج الى كل من:الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، والى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والى الاتحاد الاوروبي، بسبب تفاقم وتمادي الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى، استنكر فيها "هذه الاعمال العدوانية وبين خطورتها وأبعادها وانعكاساتها الممكنة على العالم والمنطقة مما يؤدي الى زيادة التوتر في المنطقة والتطرف في العالم واللجوء الى استخدام العنف". وطالب السنيورة في هذه الرسائل "اتخاذ الاجراءات الضرورية لمواجهة وادانة العدوان الاسرائيلي المتفاقم" .واجرى لهذه الغاية اتصالا هاتفيا مع امين عام الجامعة العربية نبيل العربي.

رسالة بان

وفي ما يلي، نص الرسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بواسطة السيدة سيغريد كاغ المحترمة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان.

الموضوع:

1 - الاعتداءات الاسرائيلية المتمادية على المسجد الأقصى.

2 - مخاطر شروع اسرائيل تنفيذ مخططها للسيطرة التدريجية على المسجد الاقصى.

"إن كتلة المستقبل النيابية وكما كل اللبنانيين قد هالهم ما رآه العالم بأم العين من حملة اعتداءات اسرائيلية عنصرية متمادية ضد المسجد الأقصى في القدس الشريف. وتعتبر الكتلة أن هذه الحملة تمثل بداية تنفيذ اسرائيل لمخططها لتقسيم المسجد الاقصى: زمانيا: وتقضي بتحديد فترة زمانية يومية خاصة باليهود، تغلق فيها ابواب المسجد امام المسلمين وتسمح باستباحته بشكل تام. ومكانيا: وتهدف للاستيلاء على جزء من المسجد الاقصى وتمهيدا للاستئثار به ومنع المسلمين من دخوله نهائيا. وكل هذا في اطار محاولاتها المستمرة فرض سيطرتها الكاملة وبشكل تدريجي على المسجد الاقصى. ان هذا المخطط الذي يستهدف احد اهم مراكز العبادة عند المسلمين كافة، ينذر بحرب دينية وبمذبحة بحق الفلسطينيين بدأت تباشيرها بالظهور ويستدعي من العالم اجمع التحرك السريع والفاعل للضغط على اسرائيل ومنعها من تنفيذ مخططها بحق المسجد الاقصى والحيلولة دون تفجر الاوضاع ليس في القدس وفلسطين بل في المنطقة بكاملها التي لن تسكت عن الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى وعلى الفلسطينيين. ان ما تقوم به اسرائيل اليوم، يأتي في سياق خطة عدوانية سافرة لتغيير هوية هذه المدينة ونزعها من تاريخها ومحيطها العربي الاسلامي - المسيحي وتهويد للمدينة بصورة تامة. وما سياسة الضغوط المتلاحقة في فلسطين على الوجود المسيحي أيضا والاعتداءات على الكنائس واماكن العبادة الخاصة بهم فيها ودفع المواطنين من ابنائها الى الهجرة، الا باعتبارها النموذج الذي اقتدت به بعض القوى التكفيرية المتطرفة لاقتلاع الاقليات المسيحية في المشرق العربي، وهي التي يحتشد العالم اليوم لقتالها. ان كتلة المستقبل تعتبر الاعتداءات الاسرائيلية التي تجري اليوم، انتهاكا لقدسية دينية يمثلها المكان ليس للفلسطينيين فقط بل للعالم أجمع، وتمثل اعتداء سافرا على ممارسة حرية المعتقد، كما تمثل أيضا انتهاكا واضحا لكل القوانين والأعراف الدولية وتهديدا مباشرا للاستقرار الهش أصلا في المنطقة وكذلك للسلم العالمي. إن الكتلة تأمل من سعادتكم اتخاذ الاجراءات الفورية الكفيلة بإيقاف هذه الاعتداءات والعمل على عدم تكرارها، كما تأمل من سعادتكم العمل على عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لاتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن والعمل على تنفيذه. إن استمرار هذه الاعتداءات يؤدي وبصورة مباشرة الى تزايد التوتر في منطقة الشرق الاوسط وإلى زيادة حدة التطرف واللجوء إلى العنف، في الوقت الذي تؤكد فيه دول العالم كما الأمم المتحدة ضرورة ايجاد الحلول لتخفيف التوتر في منطقة الشرق الأوسط من خلال ايجاد الحلول المناسبة. إن كتلة المستقبل على ثقة من أن سعادتكم ستبذلون الجهد الضروري لمتابعة هذا الموضوع، والعمل على ايقاف هذه الاعتداءات. ولا يسعنا في الختام إلا أن نكرر تقديرنا الدائم لشخصكم الكريم، وايماننا بأن الأمم المتحدة التي تشكل إطارا جامعا والداعمة للسلام والاستقرار في العالم، سوف تبذل قصارى جهدها لوقف هذه الاعتداءات والمخططات الإسرائيلية التي تهدد السلم العالمي".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

صفقة تبادل «أسرى» مثيرة بين تنظيم القاعدة وطهران/خمسة من قيادات التنظيم بينهم سيف العدل مقابل دبلوماسي إيراني مختطف في اليمن

لندن/الشرق الأوسط/19 أيلول/15

في صفقة وصفت بالخطيرة، أقدمت إيران على إطلاق سراح 5 من أبرز قياديي تنظيم القاعدة، بينهم المسؤول العسكري للتنظيم المطلوب أميركيا سيف العدل، الذين كانوا محتجزين لديها في وقت سابق من هذا العام، مقابل تحرير دبلوماسي إيراني كان محتجزًا في اليمن، حسبما كشف مسؤول أميركي.

وجاء إطلاق إيران للخمسة كجزء من عملية لتبادل الأسرى تمت في مارس (آذار) الماضي مع فرع تنظيم القاعدة في اليمن، وهي الجماعة التي كانت تحتجز أحد الدبلوماسيين الإيرانيين ويدعى نور أحمد نكبخت. وكان نكبخت قد اختطف من العاصمة اليمنية صنعاء في يوليو (تموز) من عام 2013.

وكانت الحكومة الإيرانية قد نفت في بيان لها أول من أمس، ما نشرته «وكالة سكاي نيوز» الإخبارية هذا الأسبوع، عن أنها قد أطلقت سراح السجناء الخمسة. لكن المسؤول الأميركي، الذي فضل إخفاء هويته لمناقشة تلك المسألة، أكد إطلاق سراح سيف العدل، وهو من أبرز قادة الهيئة الحاكمة لتنظيم القاعدة، والمعروفة باسم مجلس شورى التنظيم، وأشرف على عمليات التنظيم بعد مقتل أسامة بن لادن على أيدي قوات النخبة الأميركية في باكستان عام 2011. ووصف المحللون الذين يتابعون أنشطة تنظيم القاعدة عملية إطلاق السراح بأنها تنذر بالمزيد من الخطر، نظرا لأهمية ومكانة الرجال الخمسة في التنظيم. إذ تأتي العملية في وقت فقد فيه التنظيم الكثير من قادته إثر الغارات الجوية المتعاقبة، بما في ذلك مقتل ناصر الوحيشي في وقت سابق من هذا الصيف، والذي كان يعتبر المدير التنفيذي للتنظيم الإرهابي. في الوقت نفسه، يعاني التنظيم نزوحا كبيرا في عدد الأعضاء الذين انتقلوا إلى تنظيم داعش الأكثر دموية وذكاء في المجال الإعلامي. ومن شأن الإفراج عن الرجال الخمسة إعادة تنشيط التنظيم وتوفير زيادة في قدرات القادة في أحد أوقات التنظيم الحاسمة، على حسب ما أفاد به خبراء مكافحة الإرهاب.

يذكر أن سيف العدل كان عقيدا سابقا في الجيش المصري ويعتقد أنه يقترب من الـ50 من عمره، وهو مدرج على قائمة أكثر المطلوبين لدى المباحث الفيدرالية الأميركية «إف بي آي»، ووجهت إليه أيضا اتهامات في قضية تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998، ومتهم كذلك باختطاف الصحافي الأميركي دانييل بيرل عام 2002. وتورط في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981. وكان ضابطا في القوات الخاصة المصرية قبل أن ينضم لجماعة الجهاد الإسلامي المصرية التي قادت مع الجماعة الإسلامية حملة عنف مسلح في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي في مصر ثم غادر إلى أفغانستان وكان نشطاء تنظيم القاعدة يصفونه بأنه مدير العمليات في «القاعدة». وكان أبو الوليد المصري (مصطفى حامد)، وهو من قدامى المقاتلين العرب في أفغانستان الذي أقام في إيران منذ نهاية سقوط طالبان قبل وصوله إلى الإسكندرية منذ نحو ثلاثة أعوام، أنهى جدلا بخصوص هوية زوج ابنته سيف العدل، مشيرا إلى أنه ليس الضابط المصري محمد إبراهيم مكاوي، وأنه ليس الشخص المطلوب. وصحح «المرصد الإسلامي» في لندن للمرة الأولى التضارب حول شخصية سيف العدل، وبث الصورة الحقيقية لعقيد الصاعقة المصري مكاوي وكنيته (أبو المنذر).

ووفقا للمسؤول الأميركي المطلع على تفاصيل عملية التبادل، فإن الرجال الأربعة الآخرين الذين أفرجت عنهم إيران هم: عبد الخير علي المصري، وهو مصري ترأس فيما سبق مجلس العلاقات الخارجية لتنظيم القاعدة، وأبو القسام، وهو أردني وكان نائبا لأبو مصعب الزرقاوي، مؤسس التنظيم الذي تحول فيما بعد ليكون «داعش»، وساري شباب، العميل الأردني بالتنظيم، وأبو محمد المصري، وهو مصري ساعد في تخطيط العمليات الرئيسية لتنظيم القاعدة قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. ومن غير الواضح متى وقعت عملية تبادل الأسرى تحديدا، حيث يقول البعض بأنها تمت قبل نحو ستة شهور.

وعبَّر خبراء في الشأن الأصولي عن تخوُّفهم الشديد من أنه مع إطلاق سراح هؤلاء فقد يتوجهون إلى معاقل «القاعدة» في باكستان وأفغانستان واليمن وسوريا والصومال، وإلى مناطق الصراع، أو يخططون لشن هجمات إرهابية خطيرة، ربما تخطط لها إيران. وقال الجنرال مايكل تي. فلين، الذي تقاعد العام الماضي عقب رئاسته لوكالة الدفاع الوطني الأميركية «إن إطلاق سراح سيف العدل سوف يمنح قيادة تنظيم القاعدة دفعة قوية للغاية»، وأضاف الجنرال المتقاعد «أن حالة التآمر ما بين (القاعدة) وإيران هي شيء لمسناه من قبل وعملية التبادل المذكورة، إذا وقفت الولايات المتحدة على تفاصيلها، سوف تتم كجزء من مفاوضات الاتفاق الإيراني».

وكشفت مصادر أميركية أن التنظيم قرر إرسال عدد من قادته رفيعي المستوى إلى إيران بعد سقوط طالبان، معتقدين أنها أحد المواضع خارج حدود الهيمنة العسكرية الأميركية. ولقد ذهب سيف العدل إلى هناك برفقة إحدى زوجات أسامة بن لادن وأطفالها، وعهد إليه بتأمين سفرهم ووصولهم إلى هناك. ومن غير الواضح أيضا متى تم اعتقال الرجال الخمسة المذكورين بواسطة السلطات الإيرانية. ولقد ظلوا قيد الإقامة الجبرية، واستمروا في التواصل مع بقية أعضاء التنظيم، وفقا للرسائل والخطابات التي اعترضت لهم وتم استردادها في وقت لاحق.

يُذكر أن إيران التي سبق أن احتجزت ثالث رجال القاعدة أهمية (أبو محمد المصري)، كانت قد أطلقت سراحه في وقت سابق. وحسب مصادر استخبارية، كان للمصري يد في هجمات سفارتي الولايات المتحدة عام 1998، وهجمات 11 سبتمبر 2001. وأطلقت طهران ضمن الصفقة أيضا، سراح العنصرين أردنيي الأصل خالد العاروري (أبو القسام) وساري شهاب؛ حيث شغل الأول منصب نائب قائد فرع التنظيم في العراق تحت زعامة أبو مصعب الزرقاوي حتى مقتله عام 2006. وتورط العاروري في الكثير من الهجمات الإرهابية.

من جهته، قال الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي في لندن لـ«الشرق الأوسط» بأن «القاعدة» لن تقوم بالإعلان عن تفاصيل الصفقة حتى يتم تأمين الرهائن الذين أفرجت عنهم طهران، أي لن تتسرع «القاعدة» في ذلك حتى خروجهم من بلوشستان على الحدود الإيرانية إلى داخل الشريط الحدودي المحكوم من قبل القبائل، مشيرا إلى أن الوسطاء يكون لهم في العادة دور كبير في خروج الرهائن بأمان إلى الجهة المقررة، بعيدا عن طلعات «الدرون» الأميركية. وقال: إن الصفقة تمت منذ شهور طويلة، وربما بداية العام وكان هناك اتفاق بين «القاعدة» وطهران بعدم خروجها إلى العلن.

يشار إلى أن الحكومة الإيرانية كانت تنفي بشكل مستمر وجود معتقلين أصوليين لديها، لكن الدوائر الأجنبية كانت تعرف الحقيقة، وتأكدت أكثر من خلال تفاصيل وافرة عن الملف وجدتها في وثائق «ويست بوينت» الأميركية التي وجدت في البيت الذي اغتيل فيه أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد الباكستانية. وبحسب مراقبين، فإن «إيران كانت تعترف تلميحا بوجود معتقلين من (القاعدة) لديها، لكنها تحاول الإيحاء بأنهم لاجئون أو ضيوف»، فيما يعرف الجميع أنهم خرجوا تباعا، إما بالإفراج أو عبر صفقات تبادل. ولا يعرف إن كان أحد قد بقي، أم أن الخمسة كانوا آخر المعتقلين.

 

الفاتيكان يستضيف عائلة دمشقية وغرق طفلة قبالة سواحل تركيا

الفاتيكان, اسطنبول – ا ف ب: أقامت أول عائلة مسيحية سورية منذ أيام في شقة للفاتيكان وذلك تنفيذاً لوعد قطعه البابا باستقبال عائلتين من اللاجئين في الدولة الصغيرة. وأوضح بيان للفاتيكان ان العائلة المؤلفة من الاب والام وابنيهما الذين أتوا من دمشق ووصلوا إلى إيطاليا في السادس من سبتمبر الجاري وينتمون الى كنيسة الروم الكاثوليك, تقيم قرب كاتدرائية القديس بطرس.من جهة أخرى, لقيت طفلة سورية في الرابعة من العمر مصرعها غرقا قبالة السواحل التركية في غرق مركب كان يحاول الوصول الى اليونان وذلك بعد أسبوعين من موت الطفل آلان الذي أصبح رمزاً لأزمة الهجرة. وأفادت حصيلة جديدة نشرها أمس نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموس ان 274 مهاجرا لقوا مصرعهم غرقا منذ بداية العام الحالي قبالة سواحل تركيا فيما تم إنقاذ أكثر من 53 ألفاً و200, مضيفاً إن تركيا استقبلت 2,2 مليون تركي منذ بداية النزاع في بلدهم العام 2011 وأنفقت نحو 7,6 مليار دولار من اجلهم.

 

مجلس الأمن: لضبط النفس والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطنية - دعا مجلس الامن الدولي بالاجماع في بيان، الى "الهدوء والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى في القسم القديم من مدينة القدس، الذي كان مسرحا لمواجهات عنيفة خلال الايام الماضية". وأعرب الاعضاء ال 15 عن "قلقهم العميق حيال تصاعد التوتر في القدس"، داعين إلى "ضبط النفس والامتناع عن القيام بأعمال او إلقاء خطب استفزازية والابقاء على الوضع القائم التاريخي في المسجد قولا وفعلا". وطالبوا ب "احترام القوانين الدولية وحقوق الانسان"، داعين "جميع الاطراف إلى التعاون من اجل تهدئة التوترات وعدم التشجيع على العنف في الاماكن المقدسة في القدس".

 

واشنطن تعين منسقاً للتحقق من تطبيق إيران التزاماتها مع انقضاء مهلة الكونغرس لتعطيل الاتفاق النووي

واشنطن – أ ف ب: مع انقضاء المهلة أمام الكونغرس الأميركي لتعطيل الاتفاق النووي الموقع مع إيران, بدأت الإدارة الأميركية التركيز على التحقق من التزام الجانب الإيراني بالاتفاق. وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية إن “الكرة في ملعب إيران”, في الوقت الذي تسعى فيه طهران إلى إقناع الأسرة الدولية بأن برنامجها النووي توقف قبل الانتقال إلى مرحلة إنتاج قنبلة ذرية. وعين الرئيس الأميركي باراك أوباما ستيفن مول منسقاً للجهود الأميركية ومكلفاً التحقق من تطبيق الاتفاق. وقال وزير الخارجية جون كيري عند إعلانه تعيين مول “من المهم أن يكون لدينا الفريق الجيد مع القائد الجيد لضمان التطبيق الناجح لخطة العمل المشتركة الشاملة”, مشيراً إلى أن فريق مول سيتخذ مقراً له في وزارة الخارجية وسيتضمن خبراء من وكالات أميركية عدة معنية بالإقتصاد والعلوم والإستخبارات. من جانبه, أعلن مسؤول أميركي كبير أنه “لا يزال أمام إيران الكثير لتقوم به قبل رفع العقوبات بموجب الاتفاق”, مشيراً إلى مهلة “أشهر عدة” قبل إمكان تطبيق الاتفاق. وأضاف “على إيران إجراء تعديلات اساسية في البنية التحتية النووية لديها”, اعتباراً من موعد إقرار الاتفاق في 18 أكتوبر المقبل, حيث من المفترض أن تتم إزالة آلاف أجهزة الطرد المركزي من منشأة ناتنز لتخصيب اليورانيوم لتصبح تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عملية تستغرق فترة طويلة. وفي موقع فوردو للمعالجة يفترض أن تزيل إيران ثلثي أجهزة الطرد المركزي والقسم الأساسي من مفاعل أراك بالمياه الثقيلة لملئه بالإسمنت حتى لا يبقى صالحاً للاستخدام. كما يتعين على إيران أن ترسل الغالبية الكبرى من مخزونها من اليورانيوم المخصب البالغ 12 ألف كيلوغرام إلى دولة ثالثة وألا تحتفظ باكثر من 300 كيلوغرام اعتباراً من 18 أكتوبر المقبل, وهي عملية يمكن أن تستغرق أشهراً. إلى ذلك, قال مسؤول أميركي آخر “من الصعب أن نتكهن كم من الوقت سيتطلب الأمر قبل رفع العقوبات لاننا لن نقوم بذلك ما لم تقم إيران بكل هذه المراحل”, مضيفاً إنه خلال فترة التطبيق, ستعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع إيران على إقامة أنظمة تحقق فنية والبدء بعمليات التفتيش, وعليه “فإن يوم التطبيق سيكون عندما تصبح الوكالة بموقع القادر على التحقق من التزام إيران بكل هذه المراحل”. وأشار إلى أنه بعد بلوغ هذه المرحلة سيكون للدول والشركات الأجنبية التي كانت ممنوعة من التعامل مع إيران بسبب العقوبات الدولية أو الأميركية الحرية الكاملة لاستئناف نشاطاتها التجارية معها. على صعيد متصل, قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الولايات المتحدة ستبدأ بإصدار استثناءات للشركات التي تريد التعامل مع إيران في يوم إقرار الاتفاق, إلا أنها لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد موعد التطبيق, وفي المقابل, ستبدأ الوكالات الأميركية والاتحاد الأوروبي عملية تعليق العقوبات بعد التحقق من التزام إيران بتعهداتها.

 

العربي الجديد : نتنياهو يقر خطة عقوبات جماعية ويقسم القدس لمربعات أمنية

الجمعة 18 أيلول 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد" تقول: في خطوة تصعيدية لافتة ضد المقدسيين والسعي إلى كسر شوكتهم، أقر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عصر اليوم ‏الخميس، بالاتفاق مع وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، سلسلة من الخطوات الانتقامية ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة، في ‏مسعى من حكومة الاحتلال لقمع كل أشكال المقاومة الشعبية.‏ وقالت صحيفة "هآرتس" إن الخطة الإسرائيلية الجديدة تقوم بداية على تكثيف تواجد عناصر الشرطة الإسرائيلية في مختلف ‏أنحاء القدس وزيادة نحو 800 عنصر، إضافة إلى كتيبتين من حرس الحدود، إلى جانب ما أعلن عنه، في الأيام الأخيرة، وخصوصاً ‏تغيير إجراءات إطلاق النار على راشقي الحجارة والسعي إلى تكريس حد أدنى من العقوبة بالسجن الفعلي على راشقي الحجارة، ‏وذلك وفقاً للخطة التي اقترحتها الشرطة الإسرائيلية في جلسة المشاورات الطارئة التي عقدها نتنياهو، أمس الأربعاء، وسط ترويج ‏إسرائيلي وتهويل من عمليات مقاومة الاحتلال ورشق الجنود بالحجارة.‏ ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية فإنه إلى جانب الخطوات القمعية "الأمنية" كتغيير أنظمة إطلاق النار على راشقي الحجارة والزجاجات ‏الحارقة، وفق ما توعد به نتنياهو، أمس، فإن الخطة الإسرائيلية الجديدة ترمي، أيضاً، إلى إنهاك أهالي القدس المحتلة مالياً وفرض ‏غرامات مالية عالية، وشن حملات جباية مكثفة لجباية "الديون المستحقة لبلديات الاحتلال" أو شركة الكهرباء الإسرائيلية وحتى ‏مخالفات السير العادية.‏ وتقوم الخطة في شقها العقابي الجماعي على تجهيز بنك معلومات وملفات عن كل أسرة، ودخلها، مقابل الديون المستحقة عليها، ‏لتطالب الأسرة بدفعها عبر إخطارات فورية في حال تبين أن أحد أبناء الأسرة، وخصوصاً إذا كان طفلاً قاصراً لا يمكن محاكمته ‏جنائياً.‏ ويسعى الاحتلال من وراء التلويح بهذه الخطوات وإشهارها إلى زرع حالة من القلق والخوف في نفوس الأهالي، وكسر الروح ‏المعنوية للمقدسيين، على أمل أن تشكل هذه الخطوات الجماعية رادعاً ذاتياً يدفع المقدسيين إلى منع أبنائهم من المشاركة في ‏الفعاليات الاحتجاجية ومقاومة الاحتلال في القدس المحتلة. وتشمل الخطة، أيضاً، تسريعاً وتهديداً بتنفيذ أوامر هدم للبيوت ‏الفلسطينية التي يرفض الاحتلال إعطاء أصحابها تصاريح بناء.‏

وتحاول حكومة نتنياهو تفعيل هذه الخطة من العقوبات الجماعية ضد المدنيين في القدس المحتلة، بشكل فوري، ريثما تتمكن ‏حكومته من إتمام عمليات التشريع والتعديلات الخاصة بأحكام السجن التي ستفرض على راشقي الحجارة، وتمرير تشريع يجيز ‏إطلاق النار على راشقي الحجارة والمتظاهرين ضد الاحتلال. وهي خطوات قد تستغرق أكثر من شهر في أقل تقدير بفعل عطلة ‏الكنيست التي ستنتهي، في أواخر أكتوبر/ تشرين أول القادم، مع انتهاء الأعياد اليهودية.‏ ووفقاً لصحيفة "هآرتس" فإن الحديث يدور عن خطة واسعة النطاق، الهدف منها "توفير رد للمدى القصير"، لما يصفه الاحتلال ‏بتدهور الأوضاع الأمنية في القدس المحتلة. وتم لهذه الغاية تقسيم القدس المحتلة إلى تسع مناطق يتولى مسؤولية كل منطقة منها ‏ضابط برتبة بريغدير، مع تخصيص وحدة مكونة من 70-80 عنصراً لكل منطقة (قطاع) من هذه المناطق التسع، ويكون عليهم ‏العمل فقط داخل القطاع أو المربع الأمني المخصص لهم.‏ وتولي الخطة الجديدة دوراً كبيراً، أيضاً، في جمع المخالفات وتحريرها لشرطة السير التي ستنتشر بشكل بارز ومكثف عند مداخل ‏الأحياء الفلسطينية، وذلك في سياق إبراز عنصر القوة حتى في المجالات غير الأمنية، وإبراز حضور رموز الاحتلال، كجزء من ‏الحرب النفسية للتضييق على سكان القدس المحتلة، والإمعان في خلق حالة توتر نفسي داخلية، وإنهاك السائقين المقدسيين عند ‏نقاط التفتيش بطلب الرخص وفحص ما إذا كان عندهم مخالفات مرورية لم يدفعوها.‏

واعترفت مصادر في الشرطة الإسرائيلية أن الحديث يدور عن خطة عقوبات جماعية، هدفها زيادة الضغط الممارس على السكان ‏الفلسطينيين لإجبارهم على منع أبنائهم من رشق الحجارة وخلق معادلة ردع جديدة.‏ وفي هذا السياق أطلق، أيضاً، 3 بالونات مراقبة وتجسس في سماء القدس فوق الأحياء الفلسطينية لتنقل بشكل مباشر صوراً ‏على مدار 24 ساعة عما يجري في الأحياء الفلسطينية لرجال وعناصر المخابرات. ‏ واستجلبت، أيضاً، وحدات الكلاب البوليسية الوحشية التي ترافق حرس الحدود إلى القدس المحتلة، حيث أعلن عن وجود عشرة ‏كلاب هجومية ستطلق في المناطق والأحياء التي ترشق فيها الحجارة، ولا سيما في منطقة جبل المكبر. إلى ذلك تقرر، أيضاً، ‏نقل عناصر المستعربين الملتحقين بجيش الاحتلال إلى القدس المحتلة وإلحاقهم بقوات الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود ‏ودسهم بين الأهالي سعياً لجمع المعلومات والكشف عن هوية الناشطين في مقاومة الاحتلال ورشق الحجارة. ‏كما ستستخدم الشرطة وسائل وأدوات تمكن من الرؤية في ساعات الظلام. وسيتم تركيبها على دوريات الشرطة وعربات حرس ‏الحدود ليتسنى نقلها من مكان إلى آخر حسب الحاجة وفي نقاط المراقبة الخفية. ‏وفي وقت لاحق، شكلت الشرطة الاسرائيلية وحدة جديدة لتنفيذ اعتقالات في مدينة القدس المحتلة، بإيعاز من قائد الشرطة الإسرائيلية في المدينة. وأوضح المحامي، محمد محمود، أن الشرطة شكلت وحدة أطلقت عليها اسم "وحدة ملاحقة راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة"، مختصة في اعتقال المقدسيين والتحقيق معهم حول "المشاركة في المواجهات وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة". ولفت محمود إلى أن الوحدة مهمتها التحقيق في "إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة" فقط، وتختلف عن بقية الوحدات الأخرى في مراكز التوقيف بمحدودية الصلاحيات. وأضاف أن "مقر وحدة الاعتقالات الجديدة، في مركز شرطة جبل المكبر (مركز عوز)".

 

قرار لحمود بعدم صلاحية القضاء العدلي للنظر في شكوى ضد وزير البيئة لكون الاعمال المنسوبة اليه تدخل ضمن مهماته

الجمعة 18 أيلول 2015

وطنية - أصدر النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود قرارا اعلن فيه "عدم صلاحية القضاء العدلي للنظر في الشكوى المقدمة من جمعية "التعاون الدولي لحقوق الانسان" ضد وزير البيئة محمد عبدالله المشنوق سندا الى المادة 70 من الدستور لكون الاعمال المنسوبة اليه تدخل ضمن مهماته الدستورية".

وجاء في القرار:

"نحن سمير حمود النائب العام لدى محكمة التمييز،

بعد الاطلاع على الشكوى المقدمة من جمعية "التعاون الدولي لحقوق الانسان" ممثلة برئيسها المحامي الدكتور زياد سعود بيطار في وجه الوزير محمد عبدالله المشنوق بجرم التسبب في انتشار مرض وبائي وفقا للمادة 604 من قانون العقوبات واحكام القانون رقم 444/202 ( قانون حماية البيئة).

تبين ان الجهة المدعية تدلي انه صدر قرار باقفال مطمر النفايات في الناعمة وحدد القرار تاريخ 17/7/2015 موعدا نهائيا للاقفال، واضافت انه خلال الفترة الفاصلة بين تحديد الموعد النهائي للاقفال وبين الاقفال الفعلي والتي امتدت ستة اشهر، عرض عدة اشخاص من اهل الاختصاص الحلول لمعالجة النفايات على وزارة البيئة، لكن وزير البيئة لم يأخذ بأي منها بل عمد الى اهمال الازمة في انتظار الموعد النهائي لاقفال المطمر من اجل اعادة المشكلة الى الظاهر، لحض اللبنانيين على القبول بالتلزيم لشركات جمع النفايات وطمرها تربطه بها مصلحة مادية مباشرة، كما وادلت انه منذ 17/7/2015 بدأت النفايات تتراكم في الشوارع نتيجة لاقفال مطمر الناعمة وبدأت اعراض نتائجها المرضية الاتية تظهر على الاشخاص كافة.

وخلصت الجهة المدعية في شكواها الى القول ان وزير البيئة قد تسبب في معرض ممارسته مهماته عن اهمال وعدم مراعاة القوانين والانظمة في انتشار مرض وبائي.

وانه في تاريخ 16/9/2015 استمعنا في مكتبنا في قصر العدل في بيروت الى افادة معالي وزير البيئة السيد محمد عبدالله المشنوق الذي اوضح ان ملف النفايات ومسألة معالجته كانا في عهدة مجلس الوزراء في الحكومات السابقة وفي الحكومة الحالية من خلال عقد وقعته الدولة بواسطة مجلس الانماء والاعمار منذ العام 1998، وتم تمديد العقد على مدى هذه السنوات الى ان اتخذ مجلس الوزراء قرارا باعتماد اللامركزية في معالجة النفايات على مستوى الوطن عبر مناطق خدمات على مستوى المحافظات ومن خلال مناقصات تشمل الكنس والجمع والمعالجة حتى الطمر، وفق دفتر شروط اقره مجلس الوزراء في شهر كانون الثاني من العام الحالي. واضافت الوزير انه جرى تثبيت دفتر الشروط بقرار من مجلس الوزراء بعد ثلاثة اشهر تقريبا وان الامر تم بناء على توصية لجنة برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء تضم تسعة وزراء. وفي فترة لاحقة وبعد الاعلان عن اجراء المناقصات، شكل دولة رئيس مجلس الوزراء بتكليف من المجلس مجتمعا، لجنة وزارية لمتابعة العروض في المناقصات وفضها بحسب الاصول برئاسة وزير البيئة وعضوية كل من وزراء المال والداخلية والتنمية الادارية ورئيس مجلس الانماء والاعمار وممثل للهيئة المختصة باجراء المناقصات، وقامت اللجنة بعملها وفق الاصول وبشفافية وتابعت المناقصات التي جرت على ثلاثة مراحل واشرفت على عملية فض العروض المقبولة في جلسة علنية واحدة جرى فيها ابلاغ العارضين بالنتائج، ورفع تقرير بذلك الى مجلس الوزراء بحسب قرار المجلس المذكور في هذا الشأن.

وفي تاريخ 17/1/2015، اتخذ القرار باقفال مطمر الناعمة وحدد في تاريخ 17/7/2015 موعد للاقفال انطلاقا من المواعيد التقديرية لانهاء العروض ولكن التأخير في دفتر الشروط في مجلس الوزراء ادى الى اطلاق المناقصات في شهر نيسان وكان من المتعذر ان تختتم هذه المناقصات قبل 17/7/2015، أي في الموعد النهائي لاقفال المطمر، وقد تم التوافق في مجلس الوزراء على انه في ضوء الوصول الى نتائج جدية فان موضوع المطمر لن يكون مشكلة اذا كانت هناك حاجة الى استمرار لبضعة اشهر في تشغيله لتوفير استمرار معالجة موضوع النفايات وعدم ايصال البلد الى ازمة نظافة، وانه عمد كوزير للبيئة الى متابعة الاتصالات باستمرار الا انه تعذر ضمانم استمرارية العمل في مطمر الناعمة فترة اضافية، فحاول اليجاد البدائل من خلال استعمال المكبات القائمة حاليا في مناطق مختلفة عبر اضافة ما نسبته 20 في المئة الى طاقة كل مكب لمدة ستة اشهر، وهي المدة الممتدة بين تحديد الفائزين في المناقصات وبدء المتعهدين الجدد بتنفيذ اعمالهم، الا ان هذا القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء اصطدم برفض الاهالي للحلول المقترحة، وهو ما ادى الى عجز المشغل الحالي في بيروت وجبل لبنان عن تنفيذ الاعمال المطلوبة منه بسبب العجز في ايجاد المطامر.

واضاف ان مجلس الوزراء حدد في دفتر الشروط ان على المتعهدين ايجاد المطامر مع تأكيد دور الدولة في ايجاد هذه المطامر في حال تعذر عليه ذلك خلال شهر، وقد تمت مناقشة هذه المسألة في مجلس الوزراء في محاولة البحث عن مطامر وما زال الامر مطروحا حتى الساعة وبذلك انتهت المهمة المكلف بها وزير البيئة من مجلس الوزراء.

وتابع ان اللجنة التي ترأسها غير مسؤولة عن اي اتفاقات عقدية تكون الدولة قد ابرمتها في السابق، وان اللجنة قامت بدورها وانه شخصيا لم يكن له أي اتصال مع الشركات ولا تربطه بها أي علاقة شخصية.

بناء عليه، حيث ان المادة 70 من الدستور تنص على انه " لمجلس النواب ان يتهم رئيس مجلس الوزراء والوزراء عند ارتكابهم الخيانة العظمى او اخلالهم بالواجبات المترتبة عليهم ولا يجوز ان يصدر قرار الاتهام الا بغالبية الثلثين من مجموع اعضاء المجلس، ويحدد قانون خاص شروط مسؤولية رئيس مجلس الوزراء والوزراء الحقوقية"، وان المادة 71 منه تنص على محاكمتهم امام المجلس الاعلى لمحاكمة الروساء والوزراء.

وحيث ان المادة 18 من القانون رقم 13 الصادر في تاريخ 18/8/1990 المتعلق بأصول المحاكمات امام الملجس الاعلى المنصوص عنه في المادة 80 من الدستور تنص على انه لا يمكن اتهام رئيس الجمهورية لعلتي خرق الدستور والخيانة العظمى او بسبب الجرائم العادية الا من المجلس النيابي وللمجلس النيابي ان يتهم رؤساء الحكومة والوزراء لارتكابهم الخيانة العظمى او لاخلالهم بالموجبات المترتبة عليهم وان المادة 19 منه تنص على ما يلي :" يقدم طلب الاتهام بموجب عريضة يوقعها خمس (1/5) أعضاء المجلس النيابي على الاقل.

يجب ان يكون الطلب مفصلا ومعللا ويتضمن.

أ- اسم الشخص او الاشخاص المطلوب اتهامهم.

ب- العلة او الجرم المنسوب اليهم.

ج - سرد الوقائع والادلة والقرائن المؤيدة.

وجاء في المادة 42 من القانون عينه انه باستثناء خرق الدستور والخيانة العظمى والاخلال بالموجبات المترتبة على رئيس الحكومة والوزير يكون المجلس الاعلى مقيدا بالقانون في وصف الجنايات والجنح وفي العقوبات الممكن فرضها ويحق له تعديل الوصف القانوني الوارد في قرار الاتهام.

وحيث انه من الواضح نتيجة المقارنة بين ما نص عليه الدستور في المادة 70 وما نص عليه المشترع في المادة 42 من القانون رقم 13 المذكور ان صلاحية المجلس النيابي في اتهام الوزير تكون بما يمكن ان يرتكبه من افعال لها الصفة الجزائية والمعاقب عليها بموجب قانون العقوبات او غيرها.

وحيث انه يقتضي رسم حدود وتحديد حالات تطبيق المادة 70 من الدستور اولا على ضوء العلة التي حتمت وضعها وثانيا وفقا للمبادئ الاساسية التي رعاها الدستور نفسه وخاصة مبدأ فصل السلطات المنصوص عليه في الفقرة ه من مقدمة الدستور وثالثا بالاستناد الى ما نص عليه القانونرقم 13 تاريخ 18/8/1990.

وحيث انه يقتضي التنويه بداية الى ان التفسير الحرفي لعبارة "لمجلس النواب" الواردة في نص المادة 70 من الدستور تبعث على الاعتقاد ان صلاحية مجلس النواب في الاتهام هي صلاحية جوازية يمارسها عند عدم قيام القضاء العدلي بممارسة هذا الدور لكن عند مقارنة نص المادة 70 مع نص المادة 60 من الدستور المتعلقة باتهام رئيس الجمهورية ومحاكمته، يتبين ان صلاحية المجلس النيابي هي صلاحية شاملة لملاحقة رئيس الجمهورية وللمجلس الاعلى الصلاحية لمحاكمته عن جريمتي خرق الدستور والخيانة العظمى والجرائم العادية، وبالتالي لا يكون القضاء الجزائي العدلي صالحا لملاحقة رئيس الجمهورية ومحاكمته عن اي جريمة وتشكل بذلك المادة 60 من الدستور خروجا عن القاعدة العامة التي تولي القضاء الجزائي العدلي الصلاحية للنظر في الجرائم العادية، اما في ما يتعلق بنص المادة 70 من الدستور فان المشترع لم يشأ اخراج الجرائم العادية المرتكبة من الوزراء من نطاق القاعدة العامة التي تولي الصلاحية للقضاء الجزائي العدلي في الملاحقة والمحاكمة في شأنها، اذ لم يرد نصها على الوجه الشامل لجميع الجرائم على غرار ما فرضته المادة 60 من الدستور بمعنى ان صلاحية المجلس النيابي بالاستناد الى نص المادة 70 من الدستور لملاحقة الوزراء ليست صلاحية شاملة لملاحقة جميع الجرائم المرتكبة من الوزراء، بحيث تبقى فئة من الجرائم خاضعة لصلاحية القضاء العدلي وبالتالي فان ملاحقة الافعال المرتبطة بعمل الوزير تكون من صلاحية مجلس النواب وحيث ان الافعال التي تشكل الاخلال بالواجبات المترتبة على الوزير المشار اليها في المادة 70 من الدستور والخاضعة لاجراءات الملاحقة من المجلس النيابي هي الافعال المرتبطة بعمل الوزير وجوهر مهماته المكرسة في القوانين والداخلة ضمن صلاحيته وتتصل بممارسة مهماته القانونية التي هي في صلب ممارسة السلطة التنفيذية لدورها الاداري والسياسي، وان مبدأ فصل السلطات هو ما افضى الى انشاء نظام خاص لملاحقة الرؤساء والوزراء واناط صلاحية الملاحقة بمجلس النواب وصلاحية المحاكمة بالمجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء عن الجرائم المتصلة بجوهر العمل السياسي، اما الافعال المرتكبة منه في حياته الخاصة فانها تبقى خاضعة لصلاحية القضاء الجزائي العدلي اذ انها تستقل عن ممارسة السلطة العامة والسياسية.

وحيث انه في ضوء التفسير المشار اليه انفا للمادة 70 من الدستور يقتضي معرفة ما اذا كانت وقائع هذه الشكوى تولي القضاء الجزائي العادة صلاحيةالنظر فيه،

وحيث ان المسألة المثارة في هذه القضية تكمن في معرفة ما اذا كان وزير البيئة السيد محمد المشنوق قد ارتكب إخلالا بالواجبات المترتبة عليه في معالجة ازمة النفايات.

وحيث ان معالجة النفايات تدخل في جوهر مهمات وزير البيئة كما هي مقررة في القوانين ولا يمكن فصلها عنها.

وحيث انه بنتيجة مجمل ما تقدم يكون القضاء العدلي غير مختص للنظر في هذه الشكوى .

لذلك، نقرر، اعلان عدم صلاحية القضاء العدلي للنظر في الشكوى المقدمة من جمعية " التعاون الدولي لحقوق الانسان" ضد معالي وزير اليئة محمد عبدالله المشنوق سندا للمادة 70 من الدستور كون الاعمال المنسوبة اليه تدخل ضمن مهماته الدستورية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قاسم سليماني: على مجاهدي حزب الله مقاتلة الجنود الروس في سوريا

عماد قميحة/جنوبية/19 أيلول/15

الدخول الروسي عسكريًا على خط الحرب السورية، هو الحدث البارز الذي من الممكن أن يغيّر قواعد اللعبة على صعيد النفوذ في سوريا خصوصًا بين ايران وروسيا. فكيف سيتعامل قائد فيلق القدس قاسم سليماني مع هذا المستجد الذي سيجعل منه اللاعب رقم اثنين أو أقل في المعادلة السورية بعد كم هائل من التضحيات؟ وهل سيتعاطى مع الأمر بحكمة وموضوعية وتروي؟ وهل سيقبل أن يأتي الروسي أخيرا وقبيل إبرام التسوية ليقاسمه نفوذه الموعود؟ الزيارة السرية التي قام بها قائد فيلق القدس قاسم سليماني الى روسية منتصف شهر آب الفائت، والتي أثارت حولها زوبعة من الإشكالات القانونية وصلت الى حد التلويح الاميركي بالاحتجاج لدى الأمم المتحدة عليها، كون سليماني يخضع لعقوبات دولية تحظر عليه السفر والانتقال الى أي دولة، مما اضطر الروسي إلى نفي وقوع الزيارة تفاديا لأي حرج. إلاّ أنّ كل المعطيات والتقارير تفيد أولًا بأن الزيارة قد حصلت فعلا، وأنّ مباحثات حساسة جدا حول الوضع السوري وما آلت إليه الاحوال الميدانية كانت هي محور اللقاءات، وبأنّ سليماني كان يحمل في جعبته ملفات أمنية وخطط بديلة تمّ عرضها على الجانب الروسي، وثانيًا فإن هذه المعطيات تفيد أيضًا بأن جوًا من السلبية خيم على معظم اللقاءات، مما حدا بمقربين من دوائر القرار الايراني لتوصيف الزيارة بأنها كانت فاشلة بامتياز، فالجانب الروسي كان مستاءًا جدًا من إملاءات سليماني وأسلوب التخاطب المتبع من جانبه، والذي أوحى للروس بأنّ الحرس الثوري هو صاحب القرار الأول والأخير على الساحة السورية، وأن المصالح الروسية التي سوف تحفظ بسوريا ومنطقة الشرق الاوسط إنما تحفظ من خلال البوابة الايرانية وبمنة منه.من هنا يمكن مقاربة القرار الروسي الجديد والذي جاء عقب الزيارة المذكورة وما تضمنه من تعزيز لتواجده العسكري في سوريا، وما يحكى عن وصول مئات الجنود فضلا عن إعادة تجهيز المطار العسكري بالقرب من اللاذقية، ومشاركة الطيران الروسي بالحرب الفعلية وإن كان كل هذا يجري تحت مسميات الحرب على الارهاب ومقاتلة داعش. إلاّ أن الواضح بأن وراء الأكمة ما وراءها، وبان الهدف الفعلي لهذا التواجد هو قول موسكو وبصريح العبارة وللصديق الايراني قبل أي أحد آخر: نحن هنا ونحن الرقم الصعب الذي يحمي مصالحنا، ويحدّد حجم الحصة التي سوف نأخذها في حال ذهاب الامور الى تسوية تلوح معالمها بالافق. يبقى السؤال البديهي أمام هذه التحولات هو عن موقف قاسم سليماني وكيف سيتعامل مع هذا المستجد الذي سيجعل منه اللاعب رقم اثنين أو أقل في المعادلة السورية بعد كم هائل من التضحيات؟ وهل سيتعاطى مع الأمر بحكمة وموضوعية وتروي؟ وهل سيقبل أن يأتي الروسي أخيرا وقبيل إبرام التسوية ليقاسمه نفوذه الموعود؟ خاصة بعد تصريح بوتن الأخير بأن متطلبات الحرب على الارهاب في سوريا تقضي بأن يكون لموسكو وحدها صلاحية القيادة! وللإجابة عن هذا التساؤل المهم يكفي أن نقوم بعملية استقراء سريعة على كيفية إدارة سليماني لكل من ملف العراق واليمن وطريقة استعماله لورقة حلفائه الى حدود التوريط والانتحار، لنعي أن الايام القادمة سوف تشهد سخونة كبيرة على خط طهران موسكو على الساحة السورية، ولا أستبعد أبدا بأن يصل الامر بقائد فيلق القدس حد الطلب من حليفه حزب الله الدخول بمواجهة مباشرة مع الجنود الروس.

 

الجنرال سليماني: أميركا أخفقت في شطب «حزب الله»

أسعد حيدر/المستقبل/19 أيلول/15

تمدّد «الفصام» من الخطاب الخامنئي إلى خطاب الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق «القدس»، رغم كل مظاهر القوّة في الخطابَين، فإنّ فكفكتهما تؤكد ارتفاع منسوب القلق والخوف من التحوّلات التي تحدث في عمق المجتمع الإيراني حاضراً ومستقبلاً. خطاب المرشد آية الله علي خامنئي أمام الجمعية العامة الـ 21 لقادة ومسؤولي «الحرس»، تضمّن بعد وصفه للحرس بأنّه «النعمة الإلهية الكبرى والحارس الواعي والفطن للثورة»، التحذير من محاولة «أعداء إيران التغلغل في مراكز صنع القرار وإذا لم يستطيعوا التغلغل في مراكز اتخاذ القرار». وكأنّ المرشد يحرّض الحرس أو يكلّفه حتى بمنع حصول أي تحوّل عميق سياسياً كان أو اقتصادياً، وذلك «لأنّ الثورة حقيقة خالدة«. أمّا كيف يكون هذا المنع فإنّ «الحرس النعمة الإلهية الكبرى يكون هو الحارس الواعي والفطن للثورة ويعمل المرشد على تحديد مهمّات الحرس من خلال التركيز على الانتباه من أنّ تغلغل الأعداء في الجانبَين السياسي والثقافي أخطر بكثير من تغلغله الاقتصادي والأمني». ولعلها المرّة الأولى التي يشير المرشد فيها إلى غيابه عندما يوصي الحرس «بمنع الأعداء من تحقيق أهدافهم عندما لن أكون موجوداً هنا بعد عشر سنوات». الطريف في هذا التحذير أنّه يؤشّر إلى أنّ مجلس الخبراء القادم لن ينتخب المرشد الجديد حتى ولو فاز المعتدلون بقيادة هاشمي رفسنجاني، لأنّ فترة المجلس هي ثماني سنوات. أمّا قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني الذي يقود الجبهات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، فإنّ «الفصام» في خطابه يصل إلى القمّة. فهو ينقل عن الأميركيين أنّهم «يعتقدون (لا يحدّد متى قال الأميركيون ذلك ولمَن) بأنّ ظهور الثورة الإسلامية أدّى إلى انهيار اقتدار أميركا كقوّة كبرى». وما هذا التحوّل برأي الجنرال إلاّ «لأنّ الثورة الإسلامية في إيران قد أوجدت شرخاً جدّياً في عناصر القوّة لدى أميركا». المثال الكبير لهذا الشرخ يتجسّد برأي سليماني في «حزب الله»، إذ يقول: «إنّ أميركا بتحالفاتها التي أوجدتها سعت لشطب حزب الله من الساحة اللبنانية، إلاّ أنّها لا تمتلك القدرة على احتواء الحزب، لا بل أنّ الحزب قد أصبح أكثر قوّة»، ولذلك فإن أميركا تستخدم أدوات مختلفة وأساليب حديثة وجديدة، وأنّ مفتاح استعادتها قوّتها يتم من نقطة الانهيار وهي منطقة الشرق الأوسط التي هي نقطة نفوذ وتوسّع وتأثير الثورة الإسلامية».

أمّا أعمق مظاهر «الفصام»، التي منها تصوير أميركا وكأنّها هُزِمَت وتستجدي إيران، فهو الذهاب إلى «انّ محاولة أميركا لاستعادة قوّتها هي الإصرار على الاتفاق مع إيران». هذا مع أنّ الإيرانيين قبل العالم يعرفون حجم معاناة بلادهم للتوصّل إلى اتفاق مع واشنطن الى حد تخليهم عن «سيادتهم النووية» وجزء من سيادتهم الوطنية المتبلورة في الزيارة التفتيشية لموقع «بارشين» رغم كل التصريحات الإيرانية، خصوصاً من «الحرس» بمنع مثل عمليات التفتيش هذه. أمّا الرئيس حسن روحاني، فإنّه أمام الجمعية العامة الـ21 العامّة لقادة الحرس، أعطى للحرس حقّه وللقوى الشريكة الاخرى التي لم يلتفت المرشد وجعفري وسليماني إليها حقها خصوصاً الجيش، فنزع بذلك احتكار الدفاع عن الثورة من جانب الحرس الثوري وهو ما لم يسمعه قادته من قبل إذ قال: «صحيح أنّ الحرس الثوري هو المدافع عن الثورة ومكاسبها ومعطياتها، ولكن هذه المهمة تقع أيضاً على عاتق البرلمان والمجلس الأعلى للأمن القومي والجيش الإيراني والمؤسسات».

أمّا ختام كلام روحاني الجديد فشكّل «صفعة» قاسية، إذ قال: «إنّ الثورية لا تعني أن نتحدّث بثورية، ولكن أن نستطيع الدفاع جيداً عن مصالح الشعب».

 

الزبداني ترسم «خطـّها الأحمر» في وجه «حزب الله»

علي الحسيني/المستقبل/19 أيلول/15

ثلاثة أشهر مضت لم تُترجم خلالها أقوال «حزب الله» إلى أفعال، فالوضع في مدينة «الزبداني» على ما هو عليه، والمنطقة التي هلّل إعلام «الممانعة» بقرب سقوطها لفترة تزيد على المئة يوم، ما زالت حتى اليوم النقطة المستعصية والعالقة في أجندة «الحلف الثلاثي» الممثل بـ»حزب الله» والنظامين السوري والإيراني.

حتى الساعة لم يتمكن آلاف العناصر الذين كان قد استقدمهم الحزب من مختلف مناطق إنتشاره في سوريا ولبنان إلى محيط الزبداني، من فك لغز صمود المدينة وسر صمودها ومقاومة أهلها الذين يزدادون قوّة وشراسة يوماً بعد يوم، في ظل عجز الحزب عن إحراز أي تقدم خصوصاً أن المعركة أصبحت تنحصر في أقل من كيلومتر مربع واحد، ومع هذا ما زال «حزب الله» ومعه النظام السوري يتلقيان الضربات المتتالية بشكل شبه يومي وجعلتهما ينتقلان من وضعية الهجوم إلى الدفاع عن نقاط ثابتة وعن حواجز متنقلة تحوّلت هي الاخرى إلى صيد دائم وهدف متواصل لقناصة الأهالي والفصائل المسلحة.

من المؤكد أن الأشهر الثلاثة التي مرت منذ بدء معركة «الزبداني»، لم تكن فترة إختبار من قبل الحزب لاختبار حجم وقوّة «عدوه» ولا حتى بمثابة معسكر تدريبي لعناصره، بل كانت حرباً حقيقية استعمل خلالها «حزب الله» منظومته العسكرية كاملة، وقد فاقت تلك التي استخدمها قبلاً في «القلمون» و»القصير» وحتى تلك التي واجه من بها إسرائيل في العام 2006. وفي ظل عجزه هذا، يبرر الحزب عدم حسمه معركة «الزبداني» لغاية اليوم بربطها بمنطقتي «الفوعا» و»كفريا» الشيعيتين وبأنه يخشى على الأهالي هناك من عمليات ذبح على أيدي «التكفيريين» في حال سقوطها وأنه يسعى إلى إيجاد حل سياسي يُجنبه هذا السيناريو.

جملة إشارات تبرز حجم المعاناة والصعوبات التي يواجهها الحزب في الزبداني خصوصاً في ظل لعبة المصالح الدولية التي كانت قد برزت مع الإتفاق النووي الإيراني والتي أعقبتها جملة مفاوضات في تركيا بين الإيرانيين و»حركة احرار الشام» إحدى الفصائل السورية المسلحة حول «الزبداني» نفسها والتي انتهت بالفشل، مروراً بسحب نظام الأسد مجموعات مقاتلة من الزبداني بإتجاه الغوطة التي باتت تحت سيطرة المعارضة بنسبة تفوق الثمانين بالمئة وصولاً إلى إنتشار وحدات روسية مقاتلة في ريف اللاذقية، وهذا يُظهر حجم مخاوف الحزب من حصول صفقات جانبية على حساب تدخله في سوريا في ظل الحديث عن تعهدات إيرانية وصفت بـ»البنود السريّة» والتي يقضي بعضها بالموافقة على إيجاد حلول سياسية في سوريا يمكن ان يكون الأسد خارجها. من غرقه في فساد الداخل عن طريق حمايته تجار المخدرات وعصابات سرقة السيارات وحماية المطلوبين للقضاء والعدالة الدولية وتسخير مؤسسات الدولة لجماعاته وحلفائه، إلى غرقه في فساد الخارج وهذه المرّة في سوريا التي يقتل شعبها ويُهجره ويحتل أرضه، يُصرّ «حزب الله» على وصف كل ما يقوم به بأنه نابع من إيمان عقائدي بقضية «المقاومة» وبإلتزام أخلاقي بقضية شعب، علماً أن الشعب الذي يدّعي الحزب حمايته والتزام قضاياه، كان ضحيته لأكثر من مرة بعدما وجّه بندقيته إلى صدره وأدار ظهره لقضية الجنوب بعدما اتخذ منه رهينة لحربه في تموز 2006، ومن خلال جعله متراساً لمشاريعه الخارجية وهدفاً للإرهاب الذي حصد ضحايا من الضاحية الجنوبية والبقاع والشمال. وحيداً يجد الحزب نفسه اليوم في حرب استنزفت قواه العسكرية وأكلت من رصيده السياسي. كان يتحدث عن نصر مؤكد قبل ان يعود ويعلن تأجيل الحسم. دماء تسقط في غير محلها فلا يجد لها «حزب الله» مخرجاً سوى الإعتراف بشراسة المعركة التي تكبد خلالها خسائر فادحة في العديد والعتاد خصوصاً في منطقة السلطان التي خسر فيها ما لا يقل عن مئة وخمسين عنصراً من أصل ثلاثمئة كانوا قد سقطوا منذ ثلاثة أشهر. ووسط هذا المشهد القاسي تراجع إعلام «الممانعة» عن لغة «الإنتصار» وحل مكانها جملة يُرددها على الدوام وتتنقل من نشرة اخبارية إلى اخرى « تمكّن رجال المقاومة والجيش السوري اليوم من صد هجوم للمسلحين عن الطرف الغربي للزبداني». ثلاثة أشهر يمكن القول خلالها، أن لا شيء جديدا حتّى الساعة يُمكن أن يُضيفه «حزب الله» إلى سجلّه في الحرب السورية، سوى المزيد من الخسائر في صفوف كوادره وعناصره وقتله الشعب السوري، شعب حمل قضية المقاومة وجعلها قضيته قبل ان ترتد بندقيتها اليه وتقتله في منزل سبق أن آوى شعب هذه «المقاومة».

 

قرار إيران؟

علي نون/المستقبل/19 أيلول/15

ربما يتحمّل لبنان، وإن بصعوبة، وضعية المراوحة في المكان (المأزوم) ذاته، لكنه قد لا يتحمل خطوة سلبية واحدة الى الوراء.. خصوصاً وانه فقد منذ زمن، امكانية استعادة شيء من التمايز الذي جعله «مقصداً» في السلم كما في الحرب. الوضع سيئ في ذاته وفي حواشيه الإقليمية: لبنان سبق محيطه في تلقف تداعيات نهج الممانعة، وجلس طويلاً عند حافة الانهيار غداة جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولا يزال منذ ذلك اليوم الاسود حتى الآن، يدفع ضريبة تمنّع معظم أهله عن الاذعان والرضوخ والاستسلام لذلك النهج. وذلك، افضى في النتيجة، الى تراكم أزماته فوق بعضها بعضاً، ورسّوها أخيراً عند برّ وسيط... لا انفجار، لكن ايضاً لا حلول لأزماته، ولا تبريد لانقساماته. اليوم هناك حديث آخر. وتسريبات مختلفة. وكلها تتقاطع عند التحذير من الأسوأ، ومن احتمالات غير مأنوسة ولا تبشّر بالخير، وتستند في معظمها، الى قراءة موقف ايران المتوتر و»القلق» من السياسات الاميركية في المنطقة، ومن الضربات المتلاحقة التي يتعرض لها مشروعها «التنويري» و»التثويري» في دنيا العرب والمسلمين، من اليمن الى سوريا! ثم انكشاف واقعها الداخلي على هشاشة كافية لأن تشيع حالة هلع من قدرة ليلة أنس توافقية في فيينا حول المشروع النووي، على محو تراكمات السنوات الـ35 الماضية من عمر الثورة! وقد يكون كل التلويح بهزّ اليقينيات القائمة منذ انفجار الثورة السورية، حول خبرية ان البلد محمي بمظلة، تَوافَقَ الجميع على رفعها فوقه دون سواه من نقاط التماس والاختلاف والاشتعال، يهدف الى الدفع نحو ترسيخ ذلك الاستقرار وتدعيمه بخطوات محددة أبرزها انهاء الفراغ الرئاسي (؟) وقد يكون تمهيداً فعلياً لشيء ما سيحصل ويؤكد ذلك المعطى المشؤوم.. لكن ما لا يمكن تغييبه في الحالتين هو أن إيران (من خلال أدواتها) هي الطرف الوحيد القادر على تخريب لبنان أمنياً، ونقله الى مرحلة دموية جديدة. منذ عشر سنوات والأمر كذلك، ولا يزال. وبالتالي، فإن الأسئلة الممكنة راهناً هي: هل قررت إيران فعلاً دكّ الاستقرار في لبنان لمحاولة إدخاله في بازار المقايضات الكبيرة مع الأميركيين وغيرهم؟ أم أن الأمر مرتبط بتطور الميدان السوري وبعملية الرسم بالسكين الجارية للخريطة الممتدة من الزبداني والقلمون الى اللاذقية ومنطقة الساحل؟ وهل ان عرسال في خطر كبير، ام ماذا؟ مجرد أسئلة، على وقع مناخ التهييج المستجد، وليس إلا!

 

قناعان لوجه واحد!

بول شاوول/المستقبل/19 أيلول/15

قبل شهر تقريباً آتتنا أخبارٌ جلّى، تُفرح القلوب، وتحرك النفوس، وتُلهب المشاعر «الوطنية» وتستوفي شروط المقاومة: ألغى نظام الملالي عبارات سحرية مجبولة بعسل الانفتاح، وممهورة باتفاق التعاون مع الشيطانين: الأصغر اسرائيل، والأكبر اميركا: إذ قرر الغاء جملتين اثيريتين على جوارحه لطالما شنف آذاننا بهما: «الموت لأميركا» و»الموت لإسرائيل» الغى حُكمي الاعدام بهاتين الدولتين. فبشروا شعبنا العظيم بالأيام الزاهية، والعلاقات المزدهرة بالغرب. ولكي يقرن القول بالفعل والعقل باليقين، ملأ هذا النظام جدران طهران وشوارعها بلوحات لكبار الفنانين الغربيين. من بيكاسو إلى ول كلي وماتيس وماغريت.... الخ. فتلونت الحيطان بفن كان ممنوعاً على الشعب الايراني. رائع! دخل النظام الألفي في المجال «الجوي» الحداثي. قلنا والله فَعَل الاتفاق النووي فعله. وما أجمله عندما يتجسد في دروب الابداع. وما أجمل طهران الملالية ترتدي تلك اللوحات وكأنها أثواب فولكلورية جديدة لا عهد لها بها.

هذا شهدناه قبل نحو شهر. لكن، وعلى طريقة لعبة «المفاجأة» الصاعقة في السياق المسرحي. ها هو المرشد الاسمى (جلّ جلاله) يغير رأيه، ويشن هجوماً «مصيرياً» على الشيطانين، وبشر اسرائيل بقرب الأجل متنبئاً برؤيا من رؤى اشعيا: اسرائيل لن تعيش أكثر من 25 سنة! مصيرها الهلاك، والزوال إلى أبد الآبدين: آمين! عال! ومن منا لا يتمنى ذلك، خصوصاً اننا لطالما شنفنا آذاننا بهذه المعزوفة من بعض الأنظمة العربية والمناضلين والمقاومين ان اسرائيل لن تصمد أكثر من ست ساعات امام الجيوش العربية، من دون ان ننسى تلك التصريحات النارية «سنرمي اسرائيل في البحر».

كان ذلك قبل نكسة حزيران 1967 وحتى بعدها عندما قال السيد حسن نصرالله: «اسرائيل أوهن من خيوط العنكبوت».

ونظن انه كلما اقترب العالم، اليوم وأمس من الوقوف ولو بخجل مع حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم، وبدولة مستقلة ترتفع هذه الأصوات الشجية المخملية فتهدد اسرائيل وتنذر بزوالها؛ وهذا ما تنتظره الدولة العبرية: تتهافت عليها المساعدات المالية والعسكرية من كل حدب وصوب. تصريح ببضع كلمات يعيد التفات الغرب المنحاز أصلاً إليها، ليحضنها بدعمه.

هذه البورصة اللفظية لم تقدم ولا تؤخر، رذاذ كلام من فوق، وتواطؤ مع اسرائيل من تحت. هكذا فهمنا تصريحات مرشد الثورة الفارسية، يهاجم العدو بالكلمات ويدمر العالم العربي بالسلاح والارهابيين كأنه يقصد بكلامه عن دنو زوال اسرائيل، العرب والمسلمين الذين يعانون اليوم في فلسطين وبعض البلدان، ما يشبه الخروج من التاريخ. وها هم الاسرائيليون اليوم يقتحمون المسجد الأقصى (وسبق ان عبثوا بالكنائس) ولا من يرد ولا من يدافع. فكأن خامنئي يموه مواقفه لتستمر اسرائيل في عدوانها، وكأن تصريحه «الفارسي» يُعوّم هذا العدوان النازي يستمتع بكلامه ليكمل مخططه: تقسيم المسجد! ونظن ان اسرائيل ليست في حاجة إلى كلام من هنا أو من هنالك لترتكب جرائمها وهي تعرف ان كلام الليل يمحوه النهار. فكيف يمكن أن يستفيق ضمير المرشد ويندد أو يدين اسرائيل، عندما يكون هو واسرائيل وأميركا يتآمرون على العرب والمسلمين وفلسطين؟ غريب! بل كأن إيران تتخذ من الهجوم على اسرائيل ذريعة لتشن حملة شعواء على المسلمين والعرب. وها هو إعلام «الممانعة» و»المقاومة» يلبي بنجابة هذه اللعبة: أين العرب من تدنيس اسرائيل المسجد الأقصى!

أين أنتم أيها الشعوب العربية؟ انتم متآمرون مع العدو! انتم تخليتم عن فلسطين! انتم وانتم... إلى آخر هذه الهجمة الهستيرية التي تحدد علناً وضمناً السعودية ودول الخليج. (طبعاً تبرئ نظام آل الأسد) بمعنى آخر، تكّر على العرب لتفرّ من المواجهة. تحمّل العرب والمسلمين (المقصود السنة) لتتنصل من المسؤولية. تتفرج من بعيد على خراب الأقصى وتدعو العرب إلى تحمل اعبائهم وواجباتهم!

[ التدمير

لكن تتناسى ايران الملالي ان مخططات الاسرائيلي القائم على تدمير الأمة العربية، وتحويلها دويلات وكانتونات، واغراقها بالحروب والفوضى المذهبية والتناحر وتفكيكها هي مخططات الملالي بالذات، ودورها الذي تلعبه مع الشيطانين الأكبرين، وكأنها تحل محل الصهاينة في تنفيذ مؤامراتهم، وسياستهم التوسعية والاستيطانية. فكلام خامنئي و»زغاليله» في لبنان لا يختلف بشيء عما اعتدنا سماعه من أفواه بني اسرائيل. واذا كان العدو يُضمّن كلامه كثيراً من العنصرية فإيران تخوض حرباً عنصرية ضد العرب، باعتبارها من العِرق الفارسي المتفوق. حيث ان المذهبية مجرد قشرة أو ذريعة أو خديعة «حصان طروادة» لتدخل إلى العالم الاسلامي والعربي.

واذا كنّا منذ تفتحت ادراكاتنا نسمع ادبيات الأنظمة والمناضلين والكتاب والمفكرين ان اسرائيل تريد ان تخرب العالم العربي وتحوله جزيئيات متناحرة بنزاعات مذهبية ودويلات لتلغي كل الوشائج التي تربط هذا الشعب، فإن ايران اذا ما قارنا سلوكها وخطابها وعقيدتها، منذ ثورتها نجد انها ورثت وتبنّت كل اهداف اسرائيل وكراهيتها وعنصريتها واحتقارها للعرب. وعندما نسمع الملالي وخطبهم وحقوقهم التاريخية بالخليج العربي تتناهى حقوق اسرائيل الالهية بفلسطين «ارض الميعاد». وعندما نستعرض ما تفعله إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين والكويت (مؤخراً) كأننا نستعيد تاريخاً عشناه وعانيناه جيداً: تاريخ اسرائيل منذ نشوء كيانها وحروبها واعتداءاتها وغزواتها!

فإسرائيل غزت لبنان وايران غزته بواسطة مقاومتها بيروت في 7 أيار. اسرائيل تحتل أراضي اربع دول عربية واسرائيل تهيمن على اراض عربية أو تخربها. وعندنا أمثلة ساطعة:

[ أسئلة

[ 1 اعتبار ايران ان سوريا والعراق ولبنان هي ولايات فارسية وكادت تضم اليمن إلى هذه اللائحة لولا تدخل جيوش الائتلاف العربي وصدها كما حدث في البحرين تماماً.

[ 2 ما زالت تحتل الجزر العربية الثلاث: طمب الصغرى وطمب الكبرى وجزيرة ابو موسى باعتبارها جزءاً من اراضيها ومن حقوقها الجغرافية والتاريخية!

[ 3 اسرائيل دمرت لبنان في 1982 وحرب تموز الأخيرة بمؤسساته وجسوره ومدنه وقراه. وها هي ايران تدمر عدة بلدان عربية بميليشياتها أو بحرسها الثوري او بمرتزقتها (حزب الله، الحوثيون، وفلول النظام السوري).

[ 4 اسرائيل هجرت الفلسطينيين من وطنهم وهوّدت الجولان (وها هي تهود المسجد الأقصى) وايران لعبت دوراً أساسياً (مع أميركا واسرائيل) لتهجير السوريين والعراقيين واليمنيين وتفرسن العراق.

[ 5 اسرائيل سعت إلى اقامة كانتونات مذهبية في فترة الحروب السابقة في لبنان وها هي إيران تدشن هذه السياسة التفكيكية بكانتون مذهبي يحتل مساحة كبيرة من لبنان.

[ 6 اسرائيل اعتمدت عامل التنوع الديني في لبنان والعالم العربي لتثير الفتن المذهبية التقسيمية والحروب وايران ورثت هذه اللعبة (الاستعمارية) القديمة لتحول الصراعات من فكرية وسياسية إلى مذهبية: فحيثما وجدت دولة الملالي اشتعلت المذهبية. وكأنها تريد تحويلها وباء لا ينجو أحد منه. وهي وسيلتها (كإسرائيل) لاختراق العالم العربي.

[ 7- إسرائيل حاولت بكل الطرق تدمير الاقتصاد العربي ومقوماته، وآثاره، من البترول إلى كل ما يندرج في وسائله، وها هي إيران دمرت الاقتصاد اللبناني وتدمره بشكل مستديم عبر سياسة التعطيل التي اتبعها حزبها.

[ الفارق بين إيران وإسرائيل

فما الفارق بين إيران وإسرائيل وكلتاهما تعتبر أن العرب والمسلمين أعداء لها، تجب محاربتهم وكسرهم وتحطيم كياناتهم الجغرافية والتاريخية والسياسية. عدو برأسين، وعدوان برأس واحد. ونظن أن استراتيجيتيهما تلتقيان في نقطة واحدة، فالعدو الأول يسعى إلى تحقيق «إسرائيل الكبرى»، والعدو الثاني يسعى إلى تحقيق الهلال المذهبي المموّه. حليفان من موقعين متقابلين؛ بل لعل إيران بدت أشرس على العرب من إسرائيل. فإذا كانت «المقولة» التوراتية أوحت لإسرائيل أنها «شعب الله المختار»، فإيران استوحت من تصدير ثورتها أنها أيضاً «شعب الله المختار»: الأولى أدخلت الأسطورة في لعبة كيانها، والثانية أدخلت هواجسها في لعبة سيطرتها.

فإذا كان العدوان «متمازجين» في لعبتيهما، فمن منهما يختلف عن الآخر، ما دام عدوهما واحداً.

لكن ما عجزت عنه إسرائيل، تمكنت منه إيران، لسبب واحد أن اختراق إسرائيل العالم العربي أضعف حظاً، باعتبار أن الوسيلة الطائفية الدينية غير متوفرة لها، بينما لجأت إيران إلى العنصر الداخلي، أي مكونات الشعب العربي، أي التركيبة المذهبية، تتسلل منها إلى عمق الوشائج، فاختارت الشيعية لتكون حصان طروادة، تماماً كما فعل الاستعمار عندما تبنى العثمانيون السنّة ليكونوا ممرهم، والروس عندما تبنوا الأرثوذكس (باعتبارهم أرثوذكسيين)، والفرنسيون الموارنة باعتبارهم كاثوليكيين، والإنكليز الدروز باعتبار أن بعض أصولهم إنكليزية... وهكذا فعل عرفات عندما وصل الأمر بمؤيديه إلى اعتبار «المقاومة الفلسطينية» جيش المسلمين، ليواجه حافظ الأسد العلوي ذلك بتبني الموارنة في البداية لاستخدامهم في إسقاط تل الزعتر، وإنقاذهم من الهيمنة الفلسطينية: لعبة طائفية مكشوفة، ثم لتأتي إيران بعد ثورتها الدموية التكفيرية والتخوينية، لتحتضن الشيعة: وهنا بالذات التقى النظامان السوري والفارسي: تغيير صورة لبنان التعددية، إلى أخرى أحادية. ونعود إلى الوراء ونجد أن إسرائيل نفسها لعبت هذه اللعبة مع الأحزاب المسيحية بعد خلاف هؤلاء مع النظام السوري، فجاءت بجيوشها لتنقذ المسيحيين عام 1982 وسماه بعضهم آنئذ «جيش الخلاص«.

من مقاومة هي جيش المسلمين، إلى مقاومة هي «جيش إسرائيل» إلى أخرى هي «جيش إيران»... وهذه بالذات تجاوزت لبنان، إلى العالم العربي مع إيران: إلى سوريا فالعراق، فاليمن، فالبحرين..

[ لعبة قديمة

إذاً لعبة إيران الجهنمية ليست جديدة. إنها «خديعة» الاستعمار القديم، جددها الملالي، بالمال، والفتنة، والسلاح، والحروب والاغتيالات، ونتائج كل ذلك حروب طاحنة، وإبادة مدن وقرى، وقتل على الهوية، وكانتونات مذهبية، ودويلات، وكلها تصب في مناح واحدة: تدمير الكيانات العربية، ودولها، لتعبر إيران (كما عبّرت إسرائيل) إلى عمق العلاقات العضوية في لبنان وبعض العالم العربي.

وإذا كنّا اعتبرنا أن إسرائيل هي «العدو» في ما مارست وخططت، فإن إيران اليوم هي إسرائيل الأخرى، في ما تمارسه وترتكبه في نياتها وأعمالها. فالعدو واحد لإسرائيل وإيران: الوجود الإسلامي العربي نفسه. والغريب أن إسرائيل التي فشلت في تحقيق أهدافها (وساعدها الغرب وأميركا)، ها هي ترحب بمن ورثها أي إيران في إكمال مخططاتها التخريبية. وهذا ظهر جلياً في العراق عندما احتلت أميركا هذا البلد العربي، ثم سلمته لإيران تسليم اليد بمساعدة الصهاينة أنفسهم. وأحدث الأمثلة هو الربيع العربي: اجتمعت إيران وإسرائيل وأميركا على إفشاله، لأنه خرج على «نظامها» و»تنظيمها» وأهدافها، فإذا كانت إسرائيل دولة دينية، فإيران دولة مذهبية: كل منهما يبرر للآخر طبيعته المذهبية، ويعززها، بضرب كل المحاولات التي تتجاوز هذه الصيغ، إلى نوع من الديموقراطية، والعلمانية، والمدنية. فسوريا المذهبية ووراءها أميركا وإيران حمت الجيش الإسرائيلي في الجولان، ونقلت المعركة إلى جنوب لبنان، لأن وجود الملالي فيه أضمن لإسرائيل من وجود المقاومة الفلسطينية. على هذا الأساس ساهمت إسرائيل بشراكة كاملة مع النظام السوري في تدمير الثورة الفلسطينية وضربها في لبنان: «وكل مذهبي للمذهبي نسيب». وهنا بالذات يمكن فهم موقف تل أبيب وأميركا من نظام الأسد. فهما يريدانه أن يبقى بأي ثمن لأنه الركيزة الثالثة من ركيزتيهما. وهذا يفسر تركيز الاثنين على اعتبار «سقوط نظام الأسد» كارثة عليهما. فالربيع العربي كان من شأنه أن يقلب اللعبة رأساً على عقب، بسلميته، وديموقراطيته، وشعبيته، ووطنيته وعروبته... وهي صفات لا تستطيع أن تتحملها إسرائيل ولا أميركا (داعمة الدكتاتوريات في أميركا اللاتينية وعلى رأسها بينوشيه في مواجهة الانتفاضات الديموقراطية). وكان لهما أن يعتمدا في سوريا اللعبة الدينية والمذهبية؛ ولهذا حاولتا محاصرة الجيش الحر وقطع الإمدادات والسلاح عنه، وتغذية داعش لتكون هي الصيغة الإرهابية المناسبة للنظام الإرهابي في الحل السياسي النهائي: فبين داعش والنظام، لا بد أن يختار الغرب هذا الأخير، لأنه «الإرهابي» الذي يحارب الإرهاب، على أن يتم ذلك على حساب الجيش الحر الذي يحمل مواصفات الديموقراطية والسلمية والتعددية التي لا «تعجب» الغرب المنافق.

الآن، تدور رحى الحرب في المسجد الأقصى، من خلال انتهاك العدو له، ومحاولة احتلاله، وطرد المسلمين منه. إذاً، لو كانت إيران «صادقة» بقولها أنها «تريد إبادة إسرائيل» فعلاً لتحركت، وهددت بجيوشها التي لم تربح معركة واحدة حتى الآن، لتشارك الفلسطينيين دفاعهم عن أرضهم ومقدساتهم المسيحية والإسلامية. لكن لكي تذر الغبار في العيون، نقلت المعركة إلى العالم العربي والإسلامي. فالمقدسات الإسلامية لم تعد تخصها، لا من قريب ولا من بعيد. بل هي من مسؤوليات العرب وحدهم الذين يعانون من انتهاكاتها الفارسية لأراضيهم: من السعودية إلى اليمن، إلى الكويت، إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان فهي تسعى على امتداد هذه الجغرافيا إلى تقويض الحضور الإسلامي والعربي، فلمَ لا تستمر في هذه السياسة في فلسطين نفسها؟ فليذهب العرب والمسلمون وفلسطين إلى الجحيم: ونحن يكفينا أن نندد، وأن نحبط الشعب العربي، وأن ننأى بأنفسنا عن كل ذلك. لكن هذا يتضمن موقفاً مضمراً: ما دامت إسرائيل تضرب العرب وتُضعفهم حتى في فلسطين، فهي حليفتنا. لأن كل من يشهر سلاحاً على المسلمين العرب هو حليفنا من الأبد إلى الأبد!

 

نحو حاضنة الفساد والشلل

الياس الزغبي/لبنان الآن/19 أيلول/15

يكفي شهر على "الحراك المدني" كي تتبيّن خيوطه البيضاء من السوداء، ويُدرك المخلصون من بين محرّكيه مسارهم الصحيح، فيصوّبون ما يجب تصويبه ويفعّلون ما يجب تفعيله. أمّا راكبو موجته بعقَدهم الإيديولوجيّة وحساباتهم المجمّدة في التاريخ الأحمر أو الدفتر الأصفر، فإنّهم إلى مزيد من الانكشاف، وسينبذهم حكماً الجسم المدني السليم بحيويّته الشبابيّة الليبراليّة التائقة إلى الأرقى والأنقى. وقد انكشفت مؤسّسة إعلاميّة في ورطتها معهم، فقدّمت نفسها "سوسلوف" الحراك، بل "ستالينه"، بعدما كادت تختنق بالأموال الوافدة! راكبو الموجة يحاولون جرّها إلى موقع سلبي بلا أفق، وليس في جعبتهم سوى التحرّك الفوضوي المؤدي إلى الفراغ الأخطر في الدولة، تنفيساً لأحقاد مزمنة ضريرة ترى في كلّ ما عداها عدوّاً يجب إلغاؤه أو تدميره أو إحراقه، وهذا ما يحاولون القيام به في قلب بيروت ومرافقها بحجّة الانتقام من الميسورين ورجال الأعمال و"سوليدير"، وصولاً إلى الرموز والضرائح ومعالم الحضارة وبشائر الحياة والسلم الأهلي.

وقد استطاعوا دسّ شعار غائم وغامض في نهاية سلسلة المطالب المتصلة بالفساد، وهو الانتخابات على أساس لبنان دائرة واحدة بالنظام النسبي. الشعار صحيح في حدّ ذاته: انتخابات بالنسبيّة تُعيد تكوين السلطة بشكل أسلم. لكنّه مفخّخ بتوقيته وغموض الطريق إليه واستحالة تنفيذه. مَن يضعه، من يُقرّه، من يُنفّذه، ماذا بعده. أسئلة بلا أجوبة تجعل الطرح ستاراً لأهداف مفتوحة على المجهول. لذلك، فإنّ مَن سمّيناهم مخلصين وأصحاب نيّات حسنة ضمن الحراك مطالَبون بعدم الانزلاق إلى متاهة أولئك الصائدين في مياههم، والمبادرة إلى استبدال ذاك الشعار غير القابل للتطبيق بشعار أسلم وأسهل ومطابق لأصول الدستور ومواصفات الحلّ: إنتخاب الرئيس أوّلاً. هذه الدعوة لا يقلّل من أحقيّتها وأولويّتها أنّها تماشي موقف 14 آذار وتصطدم بموقف 8 آذار. على الحراك أن يتحرّر من هذا التصنيف ومن عقدة رفض المنطق والحلّ إذا أتى من خصم أو من جهة تثير حساسيّة ما أو رفضاً ما.

المنطق السليم يقوم على أصله، ولا يتأثرّ بمن يدعمه ويطالب به. فالحقيقة لا تكون بعدد مؤيّديها وأتباعها، بل في حيّز وجودها وذاتها. وأولويّة انتخاب الرئيس تعني فتح الوضع السياسي على المحاسبة، بدءاً بتشكيل حكومة جديدة، فقانون انتخابات جديد يناضل أهل الحراك كي يكون كما يشتهون. إذذاك يكون نضالهم ذا معنى وجدوى، ويترجمونه في فرض إرادتهم بالتغيير عبر صناديق الاقتراع وفق قانون ناضلوا من أجله. وإذذاك يكون للمحاسبة نتيجة، بما فيها محاسبة كلّ المرحلة السابقة بصفقاتها وفسادها، فتكون للحراك ثماره ويبدأ طموح الجيل المتحرّك بالتحقّق. إنها خريطة طريق بسيطة وعمليّة، وتشكّل أسلم الطرق وأسرعها للتغيير والمحاسبة. أمّا إذا بقيت الحال تدور على نفسها تحت شعارات غائمة وغامضة، فإنّ الحراك سيظلّ محكوماً بخطوات إلى الوراء: مطالبة باسقاط الحكومة ونسيانها، ثمّ استقالة وزير البيئة والعودة عنها، فالانتقال إلى إقالة وزير الداخليّة وتجاوزها بعد حين.. مع فكّ اعتصام المضربين عن الطعام بحجج صبيانيّة، والتفتيش عن "انتصارات" وهميّة مثل سرعة الإفراج عن الموقوفين، وإزالة جدار الفصل، وكيل الشتائم لقوى الأمن.. إضافةً إلى الشعار الهوائي، إسقاط النظام والطبقة السياسيّة.

إنّ نجاح الحراك المدني معقود على أمرين:

-  تصحيح تراتبيّة الأهداف بما يجعلها واقعيّة قابلة للتحقيق، بدءاً بانتخاب الرئيس.

-  عدم الخوف من تسمية أصل مشكلة الدولة اللبنانيّة باسمه: السلاح خارج الشرعيّة وفوقها.

لن ينجح حراك يُغمض عينيه ويُقفل أذنيه عن هذا الأساس. فالتغيير والاصلاح يبدءان من أساس الفساد وليس من سقفه. فهناك حاضنة خطيرة تشلّ الدولة وتنهش عافيتها وتضرب قدرتها على النهوض.

كلّ الفساد عشعش في دواوين نظام الوصاية بحماية سطوته والمستفيدين من حظوته، ويعشعش اليوم برعاية السلاح الوريث. ولا تغطّي قبوات بيانات "حزب الله" على سموات الحقيقة، عبر رمي الفساد على سواه. كما لا يغطّيها زعيق باسم حقوق المسيحيّين لا ينطوي إلاّ على "حقوق" عائليّة وتغطية فساد البطانة.

الداء تفشّى وانتشر، والدواء يبدأ بوقفة شجاعة يقفها الحراك نفسه لتفكيك الحاضنة الوريثة. ولا شكّ في أنّ التفكيك يبدأ بملء شغور قصر بعبدا. وكلّ الباقي دوران دراويش. لن ينجح حراك يُغمض عينيه ويُقفل أذنيه

 

العرب سيقاومون إيران في لبنان؟ ٣

علي حماده/النهار/19 أيلول 2015

اين النظام العربي من اندفاعة ايران المترقبة في لبنان؟ عن هذا السؤال يجيب وزير الخارجية العربي الذي قابلته في باريس: "ما من شك في أن معركة اليمن الاستراتيجية والحيوية استنفدت الكثير من جهد واهتمام النظام العربي الذي تقوده دول مجلس التعاون، ومثلها فعلت احداث العراق وتمدد "داعش" فيه وصولا الى سوريا فعلها في تشتيت الاهتمام، وحرفه مؤقتا عن لبنان. وللعلم فإن لبنان الذي دخل مرحلة "تهدئة" بمظلة عربية - دولية شهد مرحلة من الاندفاع الايراني الخطير، ولكن التورط في حرب سوريا، وتوريط ذراع طهران اي "حزب الله" في حرب لا نهاية لها في سوريا، سمح للفريق الذي يدعمه النظام العربي بإلتقاط انفاسه نوعا ما، والدخول في مرحلة "التهدئة"، على قاعدة أن للطرفين مصلحة، "حزب الله" ليتمكن من التفرغ لحربه في سوريا، و"قوى ١٤ آذار" لتعود الى مؤسسات الدولة وتحد من تمدد الحزب وسيطرته عليها على النحو الذي كان حاصلا في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. هذا كان خلال المرحلة السابقة للاتفاق النووي الايراني، اما الآن فالمنطقة بأسرها تدخل منعطفاً حاسماً، وتقديرنا أن ايران ستكون اكثر عدوانية، وان تكن بدأت ملامح تنافس حقيقي تظهر بين الايرانيين والروس في سوريا، بعدما قررت موسكو "النزول" على الارض مباشرة لكي تكون لها الكلمة الاولى في الحل بمواجهة الاميركيين والمجموعة الاقليمية الداعمة للثورة ضد بشار الاسد. المهم بالنسبة الى لبنان ان معلوماتنا تشير الى ان الايرانيين سيعمدون الى محاولة تحريك الوضع هناك وان كلف الامر انهاء مرحلة "التهدئة" الراهنة، وذلك انهم يشعرون انهم قادرون في هذه اللحظة بالذات احداث تغيير جذري في المعادلة اللبنانية لمصلحة "حزب الله" وتمدده في التركيبة اللبنانية، اي مزيد من إخلال التوازن لمصلحة الشيعة على حساب بقية مكونات لبنان الطائفية. وحسب معلوماتنا فإن الايرانيين يشعرون أن "حزب الله" قوي الآن بما فيه الكفاية للعمل الجدي على احداث تغيير في النظام، يسبق اي حل في سوريا يتفق عليه الاميركيون والروس. انهم يريدون التمترس بقوة في لبنان. انهم يعتبرون لبنان جزءا من مداهم الحيوي الذي لا مساومة عليه". ازاء هذه المعلومات يؤكد الوزير العربي: "ان النظام العربي لم يترك لبنان، ولن يترك لبنان ولا الحلفاء. فلا تنازل عن عروبة لبنان، ولا استسلام امام الاندفاعة الايرانية بل مقاومة للمشروع التوسعي. اكثر من ذلك نحن نجري مراجعة في العمق لبحث كل السبل لدعم اصدقائنا الذين يدافعون عن لبنان العربي، ويقفون سدا منيعا امام مشروع ابتلاعه من قبل الايرانيين بواسطة ذراعهم المحلية. والمؤسف أن يكون الايرانيون في صدد نقض تفاهمات "التهدئة"، لان لبنان سيدخل في مرحلة اختلالات خطيرة على المستويين الامني والسياسي. وفي كل الاحوال فإن النظام العربي لن يترك لبنان لايران بأي حال من الاحوال، وهذا ما على طهران وذراعها فيه أن تدركه". هنا ينتهي كلام محدثي في باريس. ولا تتبدد حيرتي ازاء الموقف العربي، ولا خشيتي على لبنان المقبل على مرحلة صعبة!

 

السرقة بالجرم المشهود!

عقل العويط/النهار/19 أيلول 2015

لو طُلِب إليكَ أن تكتب إلى قارئ "آخر"، لبناني، أو عربي، أو أجنبي، أو حتى إلى قارئكَ الأسبوعي المعهود، مقالاً تشرح فيه أحوال لبنان، فماذا كنتَ لتكتب؟ طرحتُ على نفسي هذا الافتراض، واستجبتُ السؤال، مستدرجاً قلمي إلى ما رأيتُ أن من واجبي أن أكتبه في هذه اللحظة اللبنانية الحاسمة. والحال هذه، فلنعتبر هذا المقال رسالةً أوجّهها من بيروت إلى قارئ "آخر". والمقال هو، في الغالب الأعمّ، على طريقة المثل الذي يقول، أخاطب الجارة لكي تسمع الكنّة!

أكتب إليكَ من بيروت. من لبنان طبعاً. مشتاقون، لكن ليس من لزوم للحديث عن الأشواق، فهي من تحصيل الحاصل. كان في ودّي أن أدعوكّ إلى المجيء، لتمضية بعض الأيام في ضيافتي الشخصية، غير أنني مُحجمٌ عن ذلك لأسبابٍ شتى، أكثرها متصلٌ بالحال العامة. أعرف أنكَ لم تعد مهتماً بالعودة، بعد ابتسام الدهر لكَ، حيث أنتَ. حسناً تفعل. من جهتي أيضاً، ليس عندي ما يحملني على زحزحة اقتناعاتك، وتغيير مشاريعكَ. سأقول لكَ باختصار شديد، إن لبنان الذي درسناه في الكتب، وتنشّأنا على صوره ورموزه، قد انتهى، علماً أنني لا أتحمّل، ولا أصدّق، أنه قد يكون انتهى إلى غير رجعة.

هذا الذي كان يوصف في ما مضى من أيام وأزمنة، بأنه أرض البخور واللبان، وبأنه شرفة الجمال الأرضي، قد صار، على أيدي خلاّنه وأعدائه في الداخل والخارج، أرضاً للخراب والبشاعة ولنعيق البوم. لولا أن المنفى جميل، لكنتُ وصفتُ لكَ لبنان بالمنفى. ولولا أن الغربة مستحَبّة، وكذا أقول عن الموت، لكنتُ وصفتُه بهما. لكن الوصف بهما قليل، وهو لا يفي بالغرض.

كيف أصفه لكَ، ليكون الوصف شفّافاً وقريباً من واقع الحال. لو عدتُ إلى دانتي وجحيمه، لما وصفتُ لبنان بالجحيم، لئلاّ أظلم أدب الجحيم وعبقريته. أأصفه بأهله أم أصفه بطوائفه؟ أيُستحسن أن أعرض صور قادته وزعمائه المجتمعين في جلسة حوار، أم يجب أن ألتقط صورةً دلالية له من خلف زحمة سير، أو من وراء جبل من جبال زبالاته المتناثرة في الأمكنة؟ ربما أصفه بالذلّ الذي يملأ نفوس أبنائه ممّن يشعرون بالمرارة والخيبة والانكسار، لأنهم لا يستطيعون أن يُحدثوا تغييراً جليلاً، يفتح باباً للأمل. لكنّ الذلّ هذا، قد يكون أقلّ مما هو عليه واقع الحال.

لا أريد أن أكون متشائماً مئة في المئة. لذا أُعلِمكَ بأن شيئاً يشبه الفجر أشرق علينا منذ أسابيع. أشبّهه بالفجر المعوكر والملتبس، لأنه أقرب إلى مخاض، متمثلاً في تظاهرات الشبّان والشابات الذين خرجوا على الطوائف والمذاهب والأحزاب والتيارات والميليشيات والزعران، وقوى الأمر الواقع، مطالبين بالحياة وكرامة الوجود والعيش في دولة الحقّ والعدل والقانون والإنسان المدني الفرد، والعلمنة.

لا أخفيكَ أنه ينقص هؤلاء الشبّان والشابات الكثير الكثير من الحكمة والحنكة، لتجنّب الانزلاق في ما يفضي إلى عكس الغاية المرجوّة منه. لكن هذا طبيعيّ. فهؤلاء ينتفضون كما ينتفض الماء المتفجر من باطن الينابيع، حاملاً معه الكثير من الحصى والشوائب. ما يجب أن ألفتكَ إليه في هذا الصدد، وأن تخاف منه، لا هفوات الحراك المدني هذا، بل كيف أن المنتهزين والوصوليين والمهترئين والفاسدين وراكبي الموجات - وبعضهم من أهل "اليسار والممانعة والإصلاح والتحرير والتغيير" - خرجوا على أعصابهم، ثم تداركوا أنفسهم ممعنين في تخريب المشهد الرائع، لجعله، أشبه ما يكون، بنتانتهم وروائحهم وترهلهم وعفنهم وزبانيتهم. هؤلاء الشباب، على رغم انفعالاتهم غير المحمودة، وبرامجهم وأهدافهم الرجراجة، هم أملنا، وهذا ما يجب أن أقوله لكَ، لأنني متشبثٌ بالحلم، على الرغم من كل شيء.

كان ينبغي لكَ أن ترى المنتهزين كيف نزلوا إلى الشوارع لكي يلتهموا حراك هؤلاء الشباب، ويصادروه، ويركبوه، ويفسدوا علينا هذا الأمل. وقد نجحوا في ذلك إلى حدّ كبير. كان ينبغي لكَ أن ترى نفاياتهم وجثثهم، وهي تستجلب القطط والغربان. كان ذلك المشهد، أبلغ برهان على تأبيد اليأس من إمكان إصلاح الفساد وعلى عنجهية الطائفية في أحوال الأمر الواقع اللبناني.

أنتَ تعرف أن ليس من حربٍ معلنة في لبنان، وليس ثمة سواتر ومتاريس ظاهرة، ولا عمليات خطف منهجية منظّمة على الطرق، وبين المناطق. ثمة عيّنات من هذا كلّه بالتأكيد، للقول إن الحرب هي دائماً على الباب، يا عزيزي. وليس من شكٍّ في أنها مضمرةٌ أو مستعرةٌ هنا، بوجوهٍ وأشكال وأساليب شتى. حروب اللبنانيين، صغيرةٌ صغيرة، وتعبّر عن هول الانحطاط السياسي والمجتمعي والأخلاقي والقيمي. هل رأيتَ، في الواقع والافتراض، حرباً متصاغرة تشبه حرب النفايات وأسيادها عندنا، أو توازيها، في غرائبيتها؟! أم تراكَ رأيتَ حرباً، كهذه التي تمنع علينا انتخاب رئيس للجمهورية؟ هل ثمة في العالم أجمع، أحزاب وتيارات وزعماء، جرائمهم وموبقاتهم تشبه جرائم هؤلاء الذين يمنعون انتخاب الرئيس، وموبقاتهم؟

قد تسألني متعجباً ومستنكراً لماذا لا أسمّي الأحزاب والتيارات الأخرى وزعماءها؟ معكَ حقّ بالتأكيد. جوابي أن ليس ثمة فيها ما يستحقّ أن أذكره، لأنها طفيلية وليست "خطيرة"، وهي في غيبوبة. أقصد بالطبع أكثرها، لا كلّها.

هذا من جهة حروبنا الداخلية. بعض حروبنا الداخلية فحسب. إذ ثمة الكثير الكثير الكثير منها، مما يعجز عن تعداده المرء في رسالة كهذه، ومما يُشيب الرؤوس. أما من جهة الحروب الأخرى، فثمة هناك، أيها العزيز، حروب العرب والعجم، تجري وقائعها عندنا أيضاً. ثمّ، ألا ترى أننا منشغلون حتى العظم، بالحروب في سوريا والعراق واليمن، وأننا نبذل فيها الغالي والرخيص؟! نشارك في الحروب، كأننا قادرون، كالدول العظمى، على إضرام النيران، وإبقاء لبنان في منأى منها. يا لجرائم المشاركين، ويا لغباء مؤيديهم الموضوعيين! بل أكثر: يا لهم قتلة!

سأقول لكَ باختصار مفجع: إننا لا نعيش! بعضنا يجوع بصمت، وبعضنا يجوع علناً. بعضنا لم يعد قادراً على التحمل والوقوف على رجليه، وبعضنا الآخر يكابر ويعاند من دون جدوى. فهل تريد وصفاً أوضح من هذا الوصف؟! واستنتاجاً أوقح من هذا الاستنتاج؟! نحن لسنا موتى، بالمعنى الفيزيقي للموت، لكننا لا نعيش. نحن جثث تسعى. وهذا يعبّر تقريباً عن المعنى.

إياكَ أن تأخذ كلامي على محمل الصور الشعرية. لو أردتُ أن أراسلكَ شعراً، لكنتُ أرسلتُ إليكَ مخطوطاً جاهزاً للنشر. أكتب بصفتي جثة على قيد الحياة الدنيا. أقصد الحياة الكلبة. خذها مني – هذه الحياة الكلبة – بالطريقة الآتية: لقد رأيتني أمس أتابع جلسة الحوار بين الزعماء اللبنانيين. ورأيتني في الآن نفسه تقريباً، أتابع تفاصيل جلسة مجلس الوزراء. هل يهمّك فعلاً أن تعرف ما خلصت إليه الجلستان المذكورتان؟ لا شيء تقريباً. بيانٌ هنا، وبيانٌ هناك. ونيّات حسنة، بالطبع. أما على الأرض فلا شيء سوى النفايات والجثث، نفايات المجتمعين وجثثهم المتحركة.

يؤسفني أنني أكتب إليكَ بهذه الفظاظة. قد تظنّ أن ثمة ردّ فعل ذاتياً وراء ذلك. لا. ليس من سببٍ شخصي مباشر وراء هذه الفظاظة. فليس من شيمي أن أتطرّق إلى قضية عامة من منطلقات غير موضوعية، أنانية، أو نرجسية. طبعاً، أنا متألم، وموجوع، وعندي من الأسباب الشخصية ما يجعلني أقلب هذا الطاولة، وأكفر بكل شيء. لكني من طينة أولئك "المنقرضين"، أو "شبه المنقرضين"، الذين يأبون التخلّي عن الأمل، والركون إلى الهرب، والتخلي، في عشيات المشهد الأخير.

يربكني أنني لا أجد معنى، يداني وصف الحال في لبنان. ليس من أمل في اليمين، ولا في اليسار، في المسيحيين وفي المسلمين، في الحزبيين والمتحزبين. هؤلاء جميعهم يجب نفضهم عن بكرة أبيهم. لا كرهاً باليمين واليسار، ولا استخفافاً بالمسيحيين والمسلمين، ولا ازدراء بالحزبيين وخلافهم. بل لأن هؤلاء جميعهم جعلونا نكفر بهم، وبما (وبمن) يحتمون وراءه، وبما يستخدمونه من أكباش محارق.

لقد طفح الكيل. صدِّقني، لقد طفح الكيل حقاً. وأراني، كحال الكثيرين من أمثالي، "نهرب" إلى رؤوسنا، وهي الملجأ العظيم، حيث نحاول أن نولد من جديد، مع هؤلاء الذين يولدون في الغضب الأبيض.

لكنّ هؤلاء الذين يبزغون مع الفجر الملتبس، أحبّ أن أظلّ أشبّههم، يا عزيزي، بحقول النعناع والصعتر والياسمين، وبالأرض التي يحفل باطنها بالينابيع. ما أجمل غضبهم. إنهم – "بالقوة" - دواء لبنان.

يمكنني، على رغم الخوف من أخطار تمريغ الحراك المدني، أن أدعوك إلى المجيء. فقط لتحذّر هؤلاء الشباب من أخطار سرقة حراكهم النبيل، ولتشهد بعينيكَ أن في لبنان ما (ومَن) لا يزال يستحقّ العيش بكرامة، وأن هذا الموت الذي نموته، يمكن أن يكون هو بالذات، سبباً للحياة، وللحرية.

 

النووي بدأ يفكّك"حزب الله"

احمد عياش/النهار/19 أيلول 2015

أول غيث الاتفاق النووي بين إيران والغرب التحذير الذي أطلقه وكيل وزارة الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة الارهاب والمخابرات المالية أدم زوبين من أن أي مصرف إيراني يشمله قرار تخفيف العقوبات الذي فُرض بموجب الاتفاق سيعاقب بإعادة تطبيق العقوبات عليه إذا اتضح أنه يؤيد "حزب الله" أو "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الايراني والذي يترأسه اللواء قاسم سليماني. من هنا كان لافتاً قول اللواء سليماني هذا الاسبوع خلال الجمعية العمومية الـ21 لقادة الحرس ومسؤوليه "إن أميركا بتحالفاتها التي أوجدتها سعت الى شطب حزب الله من الساحة اللبنانية إلا أنها لم تمتلك القدرة على احتواء حزب الله... بل على العكس من ذلك فقد أصبح حزب الله أكثر قوة". بالتأكيد، أن اللواء سليماني مصيب في تقدير قوة الحزب في لبنان، لكنه أغفل الحديث كلياً عن دوره ودور الحزب في سوريا والعراق واليمن وهي ساحات منيَ فيها سليماني شخصياً بهزائم أدت الى وضعه جانباً على مستوى القرار في طهران.

أما في سوريا فقد اختفى اسم "حزب الله" من المشهد العام. إذ لم يرد هذا الاسم في المقابلة المطوّلة التي أجرتها قبل أيام وسائل الاعلام الروسية مع رئيس النظام بشار الاسد. حتى أن إيران التي تمثل حبل السرّة بالنسبة للحزب تعرّضت للتهميش بعد تسلّم روسيا دفة الاحداث في سوريا. فعندما سئل الأسد في هذه المقابلة: كيف تقيّمون المبادرات الايرانية الاخيرة والمتعلقة بتسوية الوضع في سوريا، أجاب: "حالياً لا توجد مبادرة إيرانية، إنما توجد أفكار...". وتزامن إنكار الاسد وجود مبادرة إيرانية مع إعلان مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان من طهران "أن المبادرة الايرانية لحل الازمة السورية سيتم تفعيلها عقب إجراء مشاورات مع المسؤولين الروس خلال الايام القادمة" كما أوردت صحيفة "كيهان" الايرانية. من سوء طالع "حزب الله" أن يأتي تراجع اسمه الى الظل السوري وسط محنة قاسية يمرّ بها في الحرب السورية وخصوصاً في معارك الزبداني التي تكبد فيها حتى الآن بعد أسابيع من التورط فيها أكثر من مئة قتيل مما أثار تكهنات بأن الدخول الروسي بقوة على خط التطورات في سوريا سببه خشية موسكو من أن يفلت الزمام إذا ما استمر الاتكال على الحزب ومن خلفه إيران لتوفير درع حماية كي لا يسقط الاسد. من الواضح أن "حزب الله" يجنح هذه الايام الى الاعتدال في لبنان، وهو اعتدال يشبه سلوك الحزب في ثمانينات القرن الماضي عندما أعدمت القوات السورية رمياً بالرصاص عدداً من عناصر الحزب في ثكنة "فتح الله" ببيروت كمقدمة لإمساك دمشق بزمام الامن في العاصمة اللبنانية فآثر الحزب الانضباط. واليوم، وفي زمن الاتفاق النووي، يبدو أن المشهد يتكرر، ولكن هذه المرة مع دخول روسيا الى سوريا للقيام بما قامت به سوريا في لبنان قبل 40 عاما.

 

هل تفتح إيران أبوابها للشركات اللبنانية؟ زيارات لمسؤولين ورجال أعمال تمهيداً للتعاون

خليل فليحان/النهار/19 أيلول 2015

يُعتبر دخول الاتفاق النووي بين الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الأمن زائد ألمانيا من جهة وإيران من جهة ثانية حيّز التنفيذ، حدثاً تاريخياً تأمل قيادات سياسية أن يكون له تأثير على الاستقرار السياسي، وتحديداً على الاستحقاق الرئاسي وعلى فتح إيران الأبواب أمام رجال الأعمال والشركات اللبنانية لانعاش الأوضاع الاقتصادية بعد الحظر الاقتصادي على طهران وعزلها عن العالم. وأشار الى اتصالات لبنانية رسمية بالمسؤولين الايرانيين لمعرفة مدى تقبلهم لاستقبال أصحاب الخبرات اللبنانية في حقول الاتصالات والفنادق والسياحة والمطاعم واقتصاد المعرفة وعدد من الصناعات، مشدداً على وجوب فصل السياسة عن الاقتصادوالتجارة، فلا شيء يمنع أن يزور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ايران التي سبقه اليها وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ومهّدوا لوزراء الاختصاص في مجالات التوظيف والتصنيع، مترئسين وفودا لدرس حاجات الاسواق وجس النبض للتوظيف. ومن الطبيعي ان يزور طهران ايضا في وقت لاحق وزير الاقتصاد والتجارة ألان حكيم على رأس وفد من غرفة التجارة والصناعة في بيروت من أجل تحديد مجالات التعاون وتبادل الخبرات في مجالات عديدة. وتجدر الاشارة الى ان الاسواق التجارية بين البلدين قائمة والميزان التجاري هو لمصلحة ايران. إلا أن الاسواق الايرانية الحالية في حاجة الى الكثير من التوظيفات، والمطلوب ليصبح الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني ساريا ان يقترن بموافقة مجلس الشورى الايراني في 18 تشرين الاول المقبل حدا اقصى وهناك 150 مليار دولار سيفرج عنها في الاشهر المقبلة. وأشار الى ان القيادة الايرانية خيبت آمال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي سعى عبر وزير خارجيته لوران فابيوس الى اقناعها ببذل المساعي الحميدة من أجل تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية. وكان الجواب الايراني ان الاستحقاق داخلي وعلى القوى السياسية ان تعالجه في ما بينها. وسمع فابيوس كما سبق أن كرر المسؤولون الايرانيون لدى استقبالهم الموفد الرئاسي السفير جان فرنسوا جيرو، ان العماد ميشال عون مرشح قوي شعبيا ونيابيا، موحيا بتأييد بلاده له إلا أن باريس غير متحمسة لعودته. وشدد على أهمية تغيير طبيعة الاتصال يبن لبنان وايران بعدما أصبحت في علاقات عالمية جديدة معادية لها. ولم يشأ التأكيد ما اذا كانت ايران سترد بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، على معرقلي تنفيذ ما سبق ان عرضته من مد الجيش اللبناني بأسلحة في مناسبات عدة، او بالطاقة الكهربائية. وأعرب عن أمله في عدم وقوع القوى السياسية في شرك الخلافات لأن أسواق الاستثمار كثيرة، وفي وسع اللبنانيين اعادة إحياء ما جمد في ايران من انتاج بفعل الحصار الدولي ذي الصلة بالبرنامج النووي الايراني، والشكوك في أنه يرمي الى التخصيب النووي العسكري. ودعا الى فصل السياسة عن الاقتصاد والانصراف الى القيام باتصالات مع الشركات التي هي في حاجة الى الشركات والصناعات اللبنانية والمساهمات المالية اللبنانية في تقوية رساميلها التي نقصت من جراء الحصار الذي كان مفروضا عليها.

 

من حراك مطلبي إلى صراع طبقي

جنوبية/18 أيلول/15

أشعلت أمس حرب طبقية بعد خطاب رئيس جمعية تجّار بيروت، نقولا شماس حين توجّه إلى اللبنانيات واللبنانيين المعتصمين في وسط بيروت قائلاً أن " وسط بيروت لن يتحوّل الى أبو رخوصة"وذلك، في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت، تحت عنوان «من أجل إنقاذ قلب بيروت» لا مكان لـ«أبو رخوصة» في قلب بيروت هكذا خاطب رئيس جمعية تجّار بيروت، نقولا شماس، اللبنانيين واللبنانيات من المعتصمين في وسط بيروت آسفًا للوضع الاقتصادي الرديء الذي يعيشه الوسط التجاري في وسط بيروت معتبرا ان “ليس هناك أعنف مما يحدث في الإقتصاد اللبناني ولن نسمح بأن تقطع أعناق التجار في لبنان”. «وسط بيروت لن يتحوّل الى أبو رخوصة»، سيبقى منغلقاً للأغنياء فقط. هي حرب طبقية، أعلنها رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت، تحت عنوان «من أجل إنقاذ قلب بيروت»، بدعوة من غرفة بيروت وجبل لبنان وجمعية تجار بيروت وعبّر المجتمعون عن:

–تخوف رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير من أن تكون الأعمال التخريبية التي يشهدها وسط بيروت هادفة بشكل مقصود إلى “إقفال ما تبقى من مؤسسات وتشويه هذه الصورة الجميلة التي يعتز بها كل لبناني”. وكشف لـ”المستقبل” عن “انخفاض مستوى أعمال معظم المؤسسات في الوسط التجاري بنسبة تصل إلى 90%، بينما بلغ عدد المؤسسات التي أقفلت منذ بدء “الحراك” حتى الآن 93.

–طالب رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الحراك الذي أعرب عن تأييد مطالبه “بضرورة أن يمتلك وضوحاً بالرؤية”، وحذر من أنّ “الأمور بدأت تنحرف” عن مساراتها السلمية المطلبية في ضوء ما نشهده من حراك “يبدأ سلمياً وينتهي باشتباك”، معلناً “إقفال 130 مؤسسة تجارية راقية بين حزيران 2014 وحزيران الماضي، 79 منها في الوسط التجاري”.

–أعلن رئيس مجلس إدارة شركة “سوليدير” ناصر الشماع لـ”المستقبل” أنّ الشركة ستعمل على “تخفيف الأعباء المالية على المؤسسات العاملة في الوسط التجاري”ـ مؤكداً في الوقت نفسه “زيادة الأنشطة والقيام بخطوات لتشجيع الناس على المجيء إلى الوسط”.

–حذر عضو كتلة “المستقبل” النائب غازي يوسف عبر “المستقبل” من أنّ “الوضع الاقتصادي ينهار ولا أحد يسأل”، قائلاً: “وسط بيروت هو القلب النابض للاقتصاد الوطني وعلينا المحافظة عليه قدر المستطاع”، أضاف: “الرسالة المرفوعة اليوم للسياسيين وللحراك الشعبي، تؤكد ضرورة الحفاظ على هذا المركز الاقتصادي والحياتي الهام للجميع”، واصفاً الوضع بـ”الكارثي”، ومطالباً وزارة المالية بأن “تأخذ في الاعتبار الخسائر اللاحقة بالمؤسسات العاملة في وسط بيروت”، مع إشارته إلى عزم نواب العاصمة على عقد لقاء قريب مع وزير المالية علي حسن خليل للتباحث معه في هذا الشأن.

لكن كلمة رئيس جمعية تجّار بيروت، نقولا شماس حظيت بسلسلة من التعليقات المنتقدة والمستنكرة إذ إعتبر البعض أن خطابه ذكر بزمن العنجهية الرأسمالية القديمة  عندما كان الصراع محتدمًا بينها وبين الشيوعية في منتصف القرن الماضي  إذ  نبّه شماس الحراك المدني من أن “الاشخاص المندسين هم ذاتهم الشيوعيون الذين لفظتهم روسيا منذ زمن، اذ اننا نعيش في ظل النظام الليبرالي منذ 100 عام ولن نسمح لأحد أن يهزم هذا الاقتصاد” لافتا الى ان “هؤلاء المندسين الدجّالين يضعون في أذهانكم ان الوسط التجاري ليس لكم، الا ان كلامهم عار عن الصحة”.

وأضاف ان “أفخم الأماكن التجارية متمركزة في الوسط التجاري في بيروت وسيبقى بالرقي ذاته، ملتقى وقبلة لكل العالم العربي ولن نقبل ان يصبح “أبو رخوصة”. وقال “لا يمكن تحصيل مطالب اجتماعية على جثة الاقتصاد اللبناني فاذا خلخلتم بالاقتصاد سينهار الهيكل كله على رؤوس الجميع”.

وقد ردّ الحزب الشيوعي على كلمة شماس بالقول “إن اشهار عداء السيد شماس للشيوعيين اللبنانيين، هو في حقيقته، عداء لهذا الحراك ودوره ومطالبه، ولأدانته للطبقة السلطوية الفاسدة. ويشكل موقف السيد شماس هذا، اضافة جديدة الى سجله المعروف بعدائه لمصالح الطبقات الشعبية وحقوقها، والذي برز قبلا وخصوصا تجاه هيئة التنسيق النقابية ومطالبها المشروعة التي تطاول اكثر من مليون لبناني، وهو في مواقفه هذه يدافع عن حيتان المال وفساد الطبقة السلطوية، ولن تنطلي احاديثه على احد”.

وتابع: “ان لقب “حيتان المال “الذي يستعمل اليوم ، والسيد شماس احد ابرزهم واسوأ نماذجهم، وليس غريبا عليه وعلى امثاله الدفاع عن الممتلكات التي سرقوها من اللبنانيين. ان الحزب الشيوعي اللبناني ونقابييه دافعوا عن الاقتصاد اللبناني الذي دمرته زمرتكم لمصلحة الاقتصاد الريعي والشركات العقاريه والمصارف”.وختم: “نحن سعداء جدا لأن الحراك ازعجكم، فهذا دليل صحة اتجاهه السياسي في اتجاه الدولة المدنية الديموقراطية التي يستفزكم مجرد سماعها، واتجاهه الاقتصادي لانقاذ الاقتصاد الوطني من زمرة من أمثالكم”.

تحرّك جمعية المصارف

إلى ذلك، علمت “المستقبل” من مصادر في جمعية المصارف أن الاجتماع الدوري لمجلس إدارتها برئاسة جوزف طربيه مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، أمس، جرى خلاله التداول في ضرورة القيام بتحرّك ما باتجاه المسؤولين السياسيين من أجل إعلاء المصلحة الاقتصادية والمالية والاستثمارية على الانقسامات السياسية ولعبة شل المؤسسات وما يستتبعها من حراك وإضرابات في الشارع.

 

مبروك يا شباب لبنان… وصلت «مؤسسة العماد ميشال عون

غسان بركات/جنوبية/18 أيلول/15

 ليست أكذوبة ولا شائعة، ولا حتى مجرد كلام أو خبر عابر، بل حقيقة وموجودة "مؤسسة العماد ميشال عون" - General Micheal Aoun Foundation، الكائنة في منطقة سن الفيل سنتر كيبيك الطابق الثاني بعد نيل تلك المؤسسة ترخيص من قبل وزارة الداخلية والبلديات، تحت بيان علم وخبر بتأسيس هي جمعية مهمتها تثقيف الشباب اللبناني ديمقراطيا ً، ونشر فكر العماد ميشال عون في لبنان والعالم!!. وهذه الجمعية قامت بتأسيسها بنات الجنرال (شانتيل ميراي كلودين) ميشال عون. مبروك يا شباب لبنان العظيم، لقد شاء الفوهرر الجنرال ميشال عون أن يتواضع ويفتح لنا مؤسسة باسمه “مؤسسة العماد ميشال عون“، ليعلمنا ثقافة الديمقراطية والفكر ونشرها في العالم تماماً كنشر فكر وثقافة الثورة الإيرانية. فتحت ظل عدم وجود رئيس للجمهورية اللبنانية، وتحت وطأة انشغال البلاد بالحراك المدني لشباب لبنان الأحرار المثقفين، الذين ينادون بحقوق أبناء وطنهم لبنان ويعلّمون الديمقراطية للعالم وللسياسيين اللبنانيين المنافقين الذين ينادون بالديمقراطية تزلفا ً وكذبا ً وعلى رأسهم “الفوهرر” ميشال عون، أمام كل هذا تخرج علينا بنات الجنرال ميشال عون (شانتيل ميراي كلودين)، بمؤسسة جمعية من اجل نشر فكر الوالد عالميا ً ومحليا ً وتثقيف الشباب اللبناني لتعزيز الديمقراطية لديهم.

من الطبيعي ان تكون لدى بنات الجنرال عون مؤسسة تثقيفية باسم والدهم. ولكن ليس من الطبيعي ان يكون هدف هذه المؤسسة هو نشر أفكار الجنرال عون محليا ً وعالميا ً وتثقيف الشباب بتعاليم الديمقراطية. لأنه من الناحية الفكرية لعقل الجنرال ميشال عون، فهو غير مؤهل، والسبب يعود طبعا ً لعدم وجود أي من الكتب او المؤلفات سواء كانت علمية أو أدبية أو حتى عسكرية أو حتى مقالة واحدة خاصة من تأليف الـ”مون جنرال”. حتى انتصارات “مون جنرال” الوهمية المليئة بالهزائم العسكرية مثل حربي“التحرير” و”الإلغاء” وهروبه إلى السفارة الفرنسية خوفا من بطش الجيش السوري له، لم يكتبها أو حتى يدونها في دفتر ذكرياته ان كان لديه أصلا دفتراً لذكرياته. عن أيّة ثقافة سوف يتكلم عنها بنات الجنرال القيمات على هذه ليثقفوا بها الشباب اللبناني، عن ثقافة إضعاف المسيحيين سياسيا ً بسبب الحروب العبثية التي خاضها سابقا ًإرضاء لجنون العظمة التي كان يتمتع بها القائد العظيم الوالد، بعدما أصبح كحصان طروادة يستخدم لتنفيذ المشاريع السياسية لحزب الله والنظام السوري. أم عن ثقافة عدم اكتراث الوالد الفوهرر الجنرال لقضية العسكريين اللبنانيين الذين تاهوا من اجله داخل معتقلات والسجون النظام السوري، أو عن ثقافة فكر التقلبات السياسية لدى الفوهرر الجنرال ميشال عون بنقل البارودة من كتف إلى كتف بعد شهادته المشهورة سابقا  ضد سورية تحت بند قانون محاسبة سورية لدى الكونغرس الأميركي، ثم بعد سنوات يذهب إلى العاصمة دمشق ويلقي خطابا من داخل جامعة دمشق، يطلب فيها من الشعب اللبناني الاعتذار من سورية الأسد بعدما قام هو بدوره بالاعتذار ثم الطاعة لبشار الأسد.

عن أيّة ديمقراطية تتحدّث بنات الفوهرر ميشال عون، عن ديمقراطية الوالد الذي يريد ان يكون رئيسا ً للجمهورية رغما عن اللبنانيين، بعد تعطيل الحياة السياسية في البلاد وعلى دوره الكبير في تعطيل الديمقراطية النيابية داخل البرلمان اللبناني لجهة عرقلته انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أو بديمقراطية توبيخ الإعلاميين والصحافيين عندما يعجز عن الإجابة عن سؤال يطرح عليه، ليمنعهم لاحقا ًمن الدخول إلى دارته في الرابية. عن أيّة ثقافة وديمقراطية تتكلم بنات الفوهرر ميشال عون (شانتيل ميراي كلودين)، عن ثقافة سرقة مئات ملايين الدولارات من وزارتي الاتصالات والطاقة، التي كان يقوم بها الصهر المدلل بعيون عمه الفوهرر ميشال عون “بايبي” السياسة الوزير جبران باسيل كبير القوم في “مؤسسة التغيير والإصلاح” بعدما تم تعيينه “ديموكتاتورياً” بأمر من العم الفوهرر ميشال عون على رأس التيار البرتقالي بعيداً عن صناديق الاقتراع. لا نستبعد في المستقبل أن يخرج علينا “مون جنرال” ليبشرنا بكتابه البرتقالي، ليتحدث عن فكره الجديد في ابتكار طريقة جديدة لعصر البرتقال بعد أن يقوم بتسجيل تلك الفكرة ضمن الحماية الملكية الفكرية احتسابا ً من سرقة افكاره، تماما ً كما حصل في مسرحية “ضيعة تشرين” عندما خرج مختار الضيعة “حسني البُرازان” صارخا ً بأن الحرامي سرق له فكرته، ليتدخل “غوار الطوشة” قائلاً، “بتجيبوا كلب بوليسي وبتشممو راس المختار.. .” أخيرا يذكرني أسلوب سياسة الفيلسوف العماد ميشال عون، بأسلوب سياسة الفيلسوف المقبور الرئيس معمر القذافي وبكتابه الأخضر” الذي لا يصلح ان يذكّر إلا بالشاي الأخضر!

 

"14 آذار" تستسلم لموت التحالف سريرياً

نادين مهروسة/المدن/18 أيلول/15

حتى في بياناتها لم تعد قوى الرابع عشر من آذار حاضرة، تكرار المكرر أقل ما يقال في البيانات التي تصدر عن أمانتها العامة بعيد كل إجتماع اسبوعي، لا موقف واضحاً لديها من الحوار، ولا من التطورات الأخيرة، والامور متروكة لاجتهادات الأعضاء والأفراد والأحزاب، وكأن مجلس الثورة اضمحل، والطموحات أصبحت مضمورة. وإلى جانب الأزمة السياسية التي تعيشها هذه القوى ثمة أزمة مالية كبرى منيت بها، ولا تخفى انعكاساتها وارتداداتها على الأداء ككل. على هامش كل هذه المسببات في ضمور الحركة، فإن الضربة القاسمة لظهرها، هي المنطق الحزبي في التعاطي مع مختلف الامور، وإتجاه الأحزاب من العمل إنطلاقاً من وحدة الصف والمبادئ، إلى العمل على القطعة إزاء كل استحقاق، وهذا العمل غالباً ما يكون خاضعاً للحسابات المصلحية من منظور كل طرف، يبدأ ذلك من الحسابات العددية لكل حزب، على الصعيد الشعبي أو النيابي. حتى في المواقف السياسي فكل طرف من مكونات هذه القوى لديه حساباته التي من خلالها يريد تسليف الخصوم لكسب ودهم في مكان وعطفهم في آخر. تيار "المستقبل" يسلف الجميع باستثناء الحلفاء، سلّف "حزب الله" في الحوار، ورئيس مجلس النواب نبيه بري كذلك، وفي وقت يخوض أشرس معاركه مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، تأتي "القوات اللبنانية" لتسلفه "إعلان النوايا"، فيما يلعب "الكتائب" على الحبال، تارة يغازل "حزب الله"، وأخرى يلوح برفع دعوى قضائية بوجه "المستقبل" متهماً إياه بالفساد.  تصاب قوى "14 آذار" بالتضعضع والضياع، حتى على طاولة الحوار: كل يحاور من منطلقه الشخصي والمصلحي فيما اختارت "القوات" المقاطعة.  أين هي قوى الرابع عشر من آذار من كل ما يجري؟ يقول منسق الأمانة العامة لهذه القوى فارس سعيد لـ''المدن'' إنهم "حاضرون دائماً على طاولة الحوار ومرحبون بكل التشاورات والحوارات وذلك لضروريتها خصوصاً في ظل ما يحدث على الساحة اللبنانية"، مؤكداً أنهم "ممثلون في الحوارات التي تنعقد عبر الأحزاب التي حضرت إلى طاولة الحوار". شيء من الضياع يسود هنا، وعلى الرغم من الإيمان باهمية الحوار في هذه المرحلة، يعتبر سعيد أنه "لن يصل إلى تحقيق أهداف ونتائج واضحة ومصيرية. لكنها مهمة لأنها لا تتجاهل الأزمات السياسية العالقة المتمثلة بضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية ثم تشكيل الحكومة، فقانون إنتخاب وبعدها إنتخابات نيابية". على ضفة الحوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، يرى سعيد أنه "مستمر على الرغم من التأكد من عدم تحقيقه أي نتائج ولكن أهدافه حالياً تقتصر على الحفاظ على الشارع السني الشيعي وتجنيبه أي مشاحنات من المرجح أن تنشب في حال عدم إستمرار الحوار". لا مواقف واضحة لقوى الثورة مما تضج به بيروت من تحركات مطلبية، لكن سعيد يؤكد أن "قوى ١٤ آذار تشجع التحركات المطلبية وتؤكد أن كل ما يطالب به الشارع هو حق مشروع ولكن يجب المحافظة على هذه التحركات بطريقة سلمية وضرورة أن تبقى في إطارها المطلبي وعدم إستثمارها لأي مصلحة شخصية أو سياسية". الواقع المسيحي لا يزال مرتبكاً، لم تستطع ورقة "إعلان النوايا" رأب الصدع، ولا يخرج سعيد هذه الورقة من موضعها الواقعي، معتبراً أنه "لم يبق منها إلا النوايا، وهي لا تقتصر إلا على إتفاق ضمني بين الطرفين على عدم تصويب النار على بعضهما البعض". ليس لدى 14 آذار ما تملكه، لا تصور، ولا رؤية، ولا حتى فكرة تنطلق منها لتحريك الجمود السياسي، لا تملك سوى الإنتظار، ليس الإنتظار على ضفة النهر، إنما إنتظار نعي رسمي بعد أن فشلت كل محاولات رص الصفوف.

 

الانتداب الروسي على سوريا

ساطع نور الدين/المدن/18 أيلول/15

اللغة الروسية هي لغة أهل الجنة التي تبشر بها الان فصائل اسلامية عديدة من المعارضة السورية التي يشكل المهاجرون الاسلاميون من روسيا ودول آسيا الوسطى، شريحتها الاجنبية الاكبر، والاشرس كما يقال، من بقية الشرائح المهاجرة من بلدان اوروبية غربية وشرقية أو من بلدان آسيوية او أفريقية..

لهذه الشريحة الروسية، كما هو معروف منشورات ومواقع الكترونية ناطقة بلغتها السلافية الام، تطبع وتوزع في مختلف الانحاء الروسية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وان كانت تتركز أساساً في منطقة سيطرة تنظيم داعش الذي كان له النصيب الاكبر من المهاجرين المسلمين الروس والقوقاز، الذين يزيد عددهم على الثلاثين ألفاً، والذين صارت سوريا قبلتهم منذ اكثر من عامين، وبات انتحاريوهم، او “إنغماسيوهم” اسطورة العنف والقتل العشوائي لكل مختلف عنهم او معهم. هؤلاء المهاجرون وبينهم مجموعة كبرى من الشيشان الذين شهدوا دمار بلدهم مرتين على الجيش الروسي في تسعينات القرن الماضي، سافروا بتسهيل او تشجيع من السلطات الروسية التي كانت تريد التخلص منهم بأي ثمن، لكي لا يستأنفوا حملتهم الامنية في شوارع موسكو وبقية المدن الروسية. ويتردد ان الامن الروسي ابلغ السلطات التركية بأسمائهم فور تسللهم الى داخل سوريا وطلب منها القبض على كل من يحاول العودة الى روسيا او الى القوقاز.  لم يأت المسؤولون الروس يوما على ذكر هؤلاء المهاجرين الذين استقروا في سوريا لا سيما في أرض الخلافة الداعشية، وتزوجوا وأنجبوا وقادوا العمليات “الانغماسية” على طريق الجنة. لكن تشديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتكرر على أولوية مكافحة الارهاب وعلى خطر عودة الارهابيين الى بلدانهم لا يدع مجالاً للشك في قصده، برغم انهم ليسوا على وشك ترك ارض الجهاد السورية والعودة الى ارض الرباط الروسية في المستقبل المنظور. لا يمكن الظن في ان بوتين قرر اقامة جسر جوي عسكري مع سوريا بهدف المشاركة المباشرة في المعارك مع هؤلاء الارهابيين، التي فشل الجيش السوري في خوضها على مختلف الجبهات..بعكس ما يزعم الرئيس الروسي بين الحين والاخر عن ان ذلك الجيش هو القوة الوحيدة القادرة على مواجهة تلك الحالة الارهابية. مثل هذا القرار يمثل مخاطرة اكبر بكثير من مخاطرة الدخول الروسي الى اوكرانيا والاستيلاء على شبه جزيرة القرم.. وهو بالتأكيد لا يشكل حماية إضافية لموسكو من تهديد العمليات الارهابية طبعا. ثمة قدر كبير من المغامرة في قرار روسيا وضع يدها العسكرية على سوريا. وهو ما لا يقاس بردود الفعل الخارجية عليه، التي كانت حتى الان أقل بكثير وأهدأ بما لا يقاس من ردود الفعل على الاجتياح الروسي للاراضي الاوكرانية، الذي أحيا اجواء الحرب الباردة بعقوباتها الاقتصادية واستنفاراتها العسكرية وحتى النووية المتبادلة. التعقل العالمي يعزى فقط الى الحرب السورية شارفت على الدخول في طورها الاخطر والاسوأ المتمثل في احتمال انهيار الجيش السوري، ويمثل استجابة روسية عاجلة لنداء وجهه الرئيس بشار الاسد اخيراً عندما تحدث علناً عن نقص في العديد والعتاد وتقلص في مساحة الانتشار. يمكن، بل يرجح، ان تكون تلك هي حدود الخطوة الروسية التي تلقى ما يشبه القبول الضمني من مختلف عواصم العالم المعنية بالازمة السورية التي تساقطت برامجها وأفكارها الواحدة تلو الاخرى، إما لانها كانت متقدمة اكثر من اللازم او متواضعة اكثر من اللازم، ومنها على سبيل المثال لا الحصر منطقة الحظر الجوي او الحزام الامني او التسليح النوعي المحظور للمعارضة.. ولم يستفد من تساقطها سوى اولئك المهاجرين الآتين من روسيا والقوقاز للمساهمة في نشر اللغة الروسية في بلاد الشام. لا يمكن ان تكون تلك الخطوة الروسية بلا أفق سياسي. لكن التحليق في هذا الأفق ما زال يحتاج الى الكثير من الحذر لكي لا تتحطم الآمال بالتغيير المقبل على دمشق الذي يستدعيه الانتداب الروسي الكامل على سوريا. 

 

نصب لشهداء "حرب الأخوة" في إيليج تتويج لمسار طويل من تنقية الذاكرة

بيار عطاالله/النهار/19 أيلول 2015

أنجزت "رابطة سيدة إيليج" التحضيرات في دير سيدة إيليج – سلطانة الشهداء قرب ميفوق، من أجل اقامة القداس السنوي للشهداء والذي خصصته هذا العام على نية "شهداء حرب الاخوة" (1989 – 1990) حيث يزاح الستار عن نصب يحمل أسماء 484 شهيداً، 247 شهيداً للجيش و237 لـ"القوات اللبنانية" سقطوا خلال الصراع الدامي بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع. ومن بين الضحايا أخوة ومن رحم أم واحدة، مثل الاخوة من آل رزق، وآل البيطار والاخوين من آل الصليبي اللذين سقطا في النهار عينه، احدهم في صفوف الجيش والثاني في صفوف "القوات". خطوات المصالحة وتنقية الذاكرة بدأها شباب "رابطة سيدة إيليج" مع ضباط قياديين متقاعدين من الجيش قبل خمس سنوات، حين كان العداء والخصومة في ذروتهما بين الاطراف المسيحيين نتيجة الانقسام بين فريقي 8 و14 آذار، ولم تكن هناك أي فكرة، لدى كل من حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" حول المصالحة بينهما، او إنجاز أي "إعلان نيات" او تفاهمات. وهكذا اخذ الفريقان (اي الضباط المتقاعدين وكوادر "القوات" السابقين) يجتمعان معاً في لقاءات صريحة لمناقشة ما جرى، ثم راحت وتيرة اللقاءات تزداد مع انضمام المزيد من الضباط القياديين المتقاعدين وكوادر "القوات اللبنانية" الخارجين على حزبهم، ممن شاركوا في "حرب الاخوة" الى حلقة الحوار والمصالحة التي دفعتها قدماً مشاركة "حركة لبنان الرسالة" ورئيسها ريمون ناضر القيادي السابق في "القوات اللبنانية". وهكذا يتوقع ان تشارك في القداس غداً اسماء بارزة لضباط متقاعدين من الجيش أدوا ادواراً مهمة في مسار الحرب الاهلية المسيحية، مثل خليل الحلو، وتوفيق ملحم، وبسام جرجس، وطوني ابو سمرا، وجورج نادر وغيرهم، الى مسؤولين سابقين من "القوات" ممن ينشطون في مسيرة المصالحة وتنقية الذاكرة. يقول فادي الشاماتي، العضو المؤسس في "رابطة سيدة إيليج" "ان قداس الغد هو لمقاتلين خاضوا "حرب الأخوة" في العام 1990 حتى الرمق الأخير، اجتمعوا مع الرفاق والأهل ليقولوا لمن تألم لأجلنا: إفرح يا رب، فقد عملنا بوصيتك وأحببنا بعضنا بعضاً كما أنت أحببتنا، وانه آن الأوان بعد خمسة وعشرين عاماً، و484 أخاً ورفيقاً وقريباً، ومئات المدنيين الأبرياء، ودمار في النفوس قبل الحجر، لدفن تلك اللعنة التي رافقتنا طوال السنين". واضاف: "لنخطُ معاً الخطوة الأولى في مسيرة بناء الذاكرة للمستقبل، ونعزّي معاً أمهات رفاقنا الشهداء وأحبائنا وأقربائنا ونقول لهم: "لقد أقمنا من أرواحهم حصوناً منيعة للمحبة". اللوحة مؤلمة، وأسماء "الاخوة" الشهداء الموزعة بين الجيش و"القوات" تدل على حجم مصاب المسيحيين والازمة التي يتخبطون فيها منذ ان قرروا التقاتل في ما بينهم ولم يستطيعوا التوصل الى اتفاق منذ ذلك الحين على رغم كل الصلوات والدموع والشموع.

 

حزب شيوعي أم شيعي

علي سبيتي/لبنان الجديد/18 أيلول/15

جنوباً توقف الدور التاريخي للحزب الشيوعي على دوّار قرية كفرمان التي كانت تُعرف بكفرموسكو واكتفى مناضلوه أو ما تبقى منهم بالاطلاع على تعليق يافطات خاصة بمناسبة الولادة الميمونة لمنظمة العمّال والذكرى السنوية لقيام جبهة المقاومة الوطنية استرجاعاً  منهم لتاريخ سجلّ الشيوعيون فيه علامات مضيئة سرعان ما أنطفات أمام موجة المقاومة الإسلامية التي اختزلت الجميع بعد أن قرر السوريون انهاء كل المقاومات ذات الارتباطات غير السورية . تنكّر الشيوعيون لدورهم بعد أن أخافهم النظام السوري وكبّدهم مشقة الإرتماء بالحضن الفلسطيني وباتوا أسارى بيوتهم ومنافعهم وإرثهم النضالي إلى أن تمخض عن الحزب ونتيجة لأسباب داخلية وتدخلات سورية مباشرة وغير مباشرة استحضار قيادة من خارج الأسماء المتبادلة وبكى يومها المحظوظ في موقع يتطلب أكثر مما هو فيه ولم يستطع التطلع إلى أبعد من الدور الشخصي فخسر الحزب قيادة وازنة وربح المتسلقون الجُدد لشجرة القيادة نعمة التمتع بما بقيّ في الحزب من خير .في بداية دورها احتشدت القيادة المركزية للحزب المُستنسخ " سورياً " خلف شعارات الثامن من آذار إيماناً منها بدور المقاومة وامتهاناً لدور الحزب في عدائيته المطلقة للبرجوازية الحريرية ولليمين المسيحي المتمثل بحزبيّ الكتائب والقوّات وبعد مُدة اكتشف الحزب ذيلية حضوره في وسط سياسي محكوم من قبل أحزاب دسمة ترى الآخرين مجرّد وجوه بلا ملامح الأمر الذي دفع القيادة المذكورة إلى اعادة تدوير زواياها بطريقة وسطية لكنها أوصلتهم إلى مربع حزب الله لاستحالة خروج الشيوعيين عن طوع ارادتهم في المقاومة وانسجاماً مع واقع لا يمكن تجاوزه حتى بشق الأنفُس لأن كلفة التحرر من ضرورات المقاومة ستكون عليهم أصعب من كلفة خروجهم يوماً عن ضرورات النظام السوري خاصة وأنّ للحزب مصالح لا يمكن المحافظة عليها الاّ من خلال الانسجام الكلي مع جماعة 8 آذار . لقد تأرجح الحزب الشيوعي بين مرجوحتيّ الوسطية المطعون بها وبين التبعية الكاملة للشيعية السياسية وبذلك غادر الحزب اللينيني دوره الطبقي ودخل دائرة الانتفاع السياسي والمالي بشيكة مصالح ضيقة أفضت مؤخراً الى اعتراض داخلي من جيل شبابي كان حتى الأمس مقتنعاً بضرورة الحفاظ على الحزب رغم ترهلاته ووهن دوره ومواقفه ونقلت معركتها معه إلى المجال الوطني من خلال حراك مطلبي ضاعفه الشباب الشيوعي بحيوية ثورية زائدة لدفع القيادة الشيوعية إلى دور ريادي يعيد للشيوعية اللبنانية طليعتها المصادرة . هكذا ينظر الكثيرون من الشيوعيين السابقين ومن المراقبين الناقدين للحزب الشيوعي بقيادة الأمين العام خالد حدادة باعتباره صنواً سياسيّاً للحزبية الشيعية تحت مسمى المقاومة لا باعتباره الحزب التاريخي لطبقة تحتاجه وبقوّة لتغير واقع يعطي الشيوعيين الفرصة السانحة لقيادة مرحلة أحوج اليه من كل المراحل السابقة . ما تقدم يؤسس لقراءة مختلفة ولكنه يشترط فتح ورشة حوار جدي تطلعاً لدور صعب للأحزاب الوطنية بعد أن تمّ تطيفها .

 

نوح خليفة نصرالله شارك هذا الموضوع

طانيوس على وهبي/خاص لبنان الجديد/18 أيلول/15

استطاع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يعمم على عناصر الحزب ومقاتليه وعلى جمهوره وأنصاره والبيئة الحاضنة ثقافة النصر الإلهي لدرجة الاقتناع بأنّ هذا النصر أصبح نتيجة حتمية لكل معركة يخوضها الحزب ، ولازمة إلهية لكل مغامرة عسكرية يقدم عليها انطلاقاً من اعتقاد تمّ ترسيخه في العقول بأنّ السيد نصرالله لا ينطق عن الهوى وبأنّ الله سبحانه وتعالى يرسل من السماء جنوداً لم تروها عوناً للمقاتلين ولإرهاب عدوهم ، وفي بعض المعارك فإنّ موازين القوى تفترض حضور الإمام المهدي /عج/ إلى جانب المقاتلين لتحقيق النصر .

لكن في سوريا بدت الأمور مختلفة تماماً ، إذ أنّ مقولة النصر الإلهي أصيبت بالكثير من الخدوش ، وظهرت على جوانب هذا النصر العديد من إشارات الهزائم ليتحول حزب الله في المشهد السوري إلى مجرد تفصيل عابر وحالة عسكرية لها صلاحية محدودة الزمان تنتهي بانتهاء الدور المرسوم لها والمكلفة به .

وإحدى تفاصيل المهمة الموكولة لحزب الله في سوريا تحرير القلمون من أهله واستبدالهم بغيرهم والتي بدأ معركة تحريرها منتصف الشتاء الماضي ، لكنّه وحتى الآن لم يقاربه النصر الإلهي فطلب النجدة /ربما مضطراً/ من المقاتل المجاهد نوح زعيتر الذي زار منطقة القلمون بكامل عتاده وعدته العسكرية لابساً لامة الحرب والتقى مع مسؤولين لحزب الله في أماكن وحداته مقدماً نفسه على أنّه الوحيد القادر على تحقيق النصر الذي فشل حزب الله في تحقيقه حتى الآن في القلمون وهو احتلال مدينة الزبداني حيث قال أنّه سيمسح الزبداني خلال ساعات عندما يشير السيد حسن نصرالله بذلك .

وما إن تناولت وسائل الإعلام الخبر حتى سارع حزب الله إلى نفيه لما لزعيتر من تاريخ في تجارة المخدرات وما عليه من مذكرات توقيف الأمر الذي يحرج الحزب ، فما كان من زعيتر إلا أن أكدّ الخبر ووثقه بصور تجمعه مع قياديي الحزب في مواقع في منطقة المعارك .

لا شكّ أنّ الخبر يضع السيد حسن نصرالله في موضع الاتهام لاستخفافه بأرواح المقاتلين لامتناعه عن الطلب من نوح زعيتر لمسح الزبداني خلال ساعات ، وبذلك يكون مسؤولاً عن الاهدار المجاني لأرواح العشرات من شباب الحزب الذين سقطوا خلال محاولة السيطرة على هذه المدينة.

وبالتالي فإنه إذا كان السيد نصرالله الذي لم ينجح حزبه المتحالف مع قوات جيش النظام السوري خلال ثلاثة أشهر من احتلال الزبداني وكان زعيتر يستطيع ذلك ، فإن هذا يعني أن الحزب وجيش النظام السوري هما أقل قوة وكفاءة من نوح زعيتر وجيشه .

واللافت تضارب معلومات حزب الله مع معلومات نوح زعيتر مع أنّ الأخير أكد وبما لا يدع مجالاً للشك أنّ معلوماته أكيدة وموثقة ومع أنه  لم يجافِ نهج الحزب في الترويج لأوهام النصر الإلهي ، بل كان بارعاً في ذلك لدرجة تؤهله لأن يكون الخليفة الأمثل والأحق للسيد حسن نصرالله .

 

من ريمون اده إلى ميشال عون.. كل هذا السقوط

خيرالله خيرالله/العرب/18 أيلول/15

نشهد حاليا فصلا آخر، وليس الأخير، من السقوط المسيحي في لبنان. في الوقت الذي يكرّم اللبنانيون مجددا العميد ريمون اده عن طريق تسمية جادة في جبيل باسمه، يسعى ميشال عون النائب المسيحي للتأكيد أنّه كان رجل فكر وأنّ لديه ما يتركه. يختزل الفارق بين رجل كبير مثل ريمون اده، الذي وقف في وجه اتفاق القاهرة المشؤوم في العام 1969، وشخص مثل ميشال عون، انتهى أداة لدى “حزب الله” مأساة المسيحيين في لبنان. كان من أطرف ما شهده لبنان أخيرا الإعلان عن “مؤسسة” هدفها “القيام بنشر فكر العماد ميشال عون في لبنان والعالم”، و“تثقيف الشباب اللبناني لتعزيز الديمقراطية لديهم”.

في أساس المؤسسة التي وافقت وزارة الداخلية اللبنانية على قيامها، وفقا للقوانين المرعية، كلمتا “فكر” و“ديموقراطية”. إذا كان ميشال عون اشتهر بشيء، فهو اشتهر بغياب أي نوع من أي فكر لديه واحتقاره الديمقراطية، أي ديمقراطية. لم يقبل النائب المسيحي، ذو الثقافة جدّ المتواضعة، والذي يراهن على الغرائز لدى الطبقة المسيحية دون المتوسطة، تطبيق الديمقراطية حتّى داخل تيّاره. فرض أن يكون خليفته صهره الذي صار بين ليلة وضحاها صاحب ثروة كبيرة ووزيرا، علما أنّه سقط سقوطا ذريعا في كلّ مرّة ترشّح كي يكون نائبا. ترشّح الصهر وسقط في منطقة تتحكّم بها الأصوات المسيحية.

المعيب في الأمر أن بنات ميشال عون اللواتي يقفن وراء “المؤسسة”، لا يمتلكن ما يكفي من الشجاعة للقيام بعملية نقد للذات. تنطلق هذه العملية من أنّ ميشال عون ليس ديمقراطيا ولا يعرف شيئا عن الديمقراطية. فكيف يريد نشرها وتعزيزها؟ أمّا بالنسبة إلى الفكر، فحدّث ولا حرج. هناك رجل قادر على الانتقال من الإعجاب بفكر صدّام حسين في أواخر ثمانينات القرن الماضي… إلى الإشادة بفكر بشّار الأسد بعد العام 2006، وصولا إلى السقوط في حضن حسن نصرالله، أي في حضن “الحرس الثوري” الإيراني ولا شيء آخر غير ذلك.

في الطريق إلى قيام “مؤسسة ميشال عون”، جمع النائب المسيحي الذي صنع له “حزب الله” كتلة كبيرة في مجلس النوّاب اللبناني، بين كل التناقضات. اتكل في كلّ وقت على أن مناصريه لا يمتلكون الحدّ الأدنى من النضج السياسي والوعي الوطني. إنّه يفكّر عنهم ويفرض عليهم ما يجب قوله وما لا يجب قوله. وعندما يأتي سياسي معقول يمتلك منطقا مثل الوزير بطرس حرب ويسأله كيف يوفّق بين مجلس للنواب يعتبره “غير شرعي” وبين طلبه من هذا المجلس تعديل الدستور، لا يمتلك ميشال عون سوى الصياح للتهرّب من التعاطي مع المنطق، في حدّه الأدنى.

لا يرى ميشال عون عيبا في أن يعدل مجلس النوّاب “غير الشرعي” الدستور اللبناني كي يصبح انتخاب رئيس للجمهورية من الشعب مباشرة، معتقدا أن أصوات “حزب الله” الذي يستطيع الإتيان بجمهوره إلى صناديق الاقتراع عبر الفتاوى التي يصدرها، سيمكّنه من الوصول إلى رئاسة الجمهورية.

ليس عيبا أن يكون أي ولد معجبا بوالده، حتّى عندما يكون هذا الوالد مسؤولا عن تهجير مئات آلف المسيحيين من لبنان. العيب في الهرب من الواقع، عن طريق ممارسة لعبة الهرب إلى الأمام من دون تقدير للنتائج المأساوية لهذه اللعبة. إذا كانت هناك من خدمة تستطيع بنات ميشال عون تأديتها، فهذه الخدمة تتمثّل في إقناعه بتمضية الأيام الأخيرة من حياته في حديقة منزله في الرابية، وليس في حارة حريك طبعا، يعتني بالورود، بدل العمل على تهجير مزيد من المسيحيين من لبنان.

يبقى أنّ هناك ما هو أبعد من الفكر العقيم وغياب أي ثقافة ديمقراطية لدى شخص مثل ميشال عون. يكشف الرجل، بما يمثّله، جانبا من الأزمة التي يعاني منها قسم كبير من المسيحيين في لبنان. في أساس هذه الأزمة العجز عن استيعاب ما يدور في المنطقة والتعاطي مع الأحداث الإقليمية، بما يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين جميعا، مسيحيين ومسلمين. في العام 1969، لم يوجد في لبنان سوى زعيم سياسي واحد وحيد، هو العميد ريمون اده اعترض على اتفاق القاهرة المشؤوم. أدرك ريمون اده معنى بداية التخلي عن السيادة والنتائج التي ستترتب على ذلك. كان هناك خطأ كبير ارتكبه المسلمون، خصوصا زعماء السنّة وقتذاك، الذين ضغطوا على رئيس الجمهورية شارل حلو، كي يقبل الاتفاق الذي ما لبث أن حظي بموافقة مجلس النوّاب. كذلك، كان هناك نوع من الانتهازية لدى الزعماء المسيحيين، خصوصا الأقطاب الموارنة، الذين كان كل منهم يطمح إلى رئاسة الجمهورية. وحده ريمون اده، الذي يمكن أن تكون عليه مآخذ كثيرة، خصوصا بسبب موقفه من الشهابية، رفض أن يكون أسير عقدة رئاسة الجمهورية. وضع مصلحة لبنان فوق مصلحته الخاصة. كان ريمون اده رجلا عظيما. عندما يسمّى شارع باسمه، أكان ذلك في بيروت أو جبيل، فإن رفع اسمه في مكان عام يشرّف بيروت وجبيل.

يكفي ريمون اده رفضه الدائم اللجوء إلى السلاح في كلّ وقت من الأوقات وفي كلّ ظرف. رفض الدخول في لعبة الميليشيات المسيحية التي قاتلت المسلحين الفلسطينيين في لبنان. كان قتال الفلسطينيين وقتذاك ضروريا، لو انضم مسلمون إلى هذه المعركة، بدل تسهيل الميليشيات، على أنواعها، عملية إدخال البلد في حرب ذات طابع طائفي. كان وراء هذه الحرب في كلّ وقت النظام السوري. أراد حافظ الأسد، وقتذاك، استخدام المسيحيين في لعبة إخضاع الفلسطينيين من جهة وإدخال المسيحيين في لعبة حلف الأقليات التي بات يؤمن بها ميشال عون من حيث يدري أو لا يدري من جهة أخرى. كان الأسد الأب يرسل السلاح إلى الجانبين، إلى الفلسطينيين والمسيحيين، كي يوافق الأميركيون في نهاية المطاف، بضوء أخضر إسرائيلي، على وضع اليد السورية على لبنان… على مسلميه ومسيحييه.

كلّ ما فعله ميشال عون في خريف العام 1990، أنّه استكمل عملية وضع اليد السورية على البلد عندما أوصل الجيش السوري إلى قصر بعبدا ووزارة الدفاع.

هناك بكل بساطة، لدى ميشال عون ومن على شاكلته، عقل عقيم يستخدمه حاليا “حزب الله” ومن خلفه إيران في تدمير ممنهج للبنان ومؤسساته. يستخدم ميشال عون حاليا في منع انتخاب رئيس للجمهورية، خدمة لإيران لا أكثر.

الخدمة الوحيدة التي تستطيع عائلة ميشال عون تقديمها للبنان واللبنانيين تتمثل في إنشاء مؤسسة ترعى ميشال عون في شيخوخته، مؤسسة تتولى تقديم الاعتذار تلو الآخر عن الإرتكابات التي استهدفت لبنان واللبنانيين، منذ كان ميشال عون مجرّد مستشار من بين مستشاري الرئيس الشهيد بشير الجميّل، وهو بين ضحايا النظام السوري في لبنان الذي يعتبره اليوم ميشال عون حاميا لمسيحيي الشرق. ةتكمن مشكلة ميشال عون والمؤمنين بفكره وديمقراطيته، أي بشيئين غير موجودين، في أن لا مكان لديهم للاعتذار ومراجعة الذات. وحدهم الكبار في هذا العالم يعتذرون. وحدهم الكبار يمتلكون من العلم والمعرفة والتواضع، ما يكفي للقيام بمراجعة نقدية للذات. على سبيل المثال فقط، وقف نهاد المشنوق، بصفة كونه وزيرا للداخلية، ليقول في تكريم ريمون اده في جبيل قبل أيّام “كم كنت على حقّ حين رفضت بعناد اتفاق القاهرة، وهو الاتفاق الذي شرّع البلاد أمام تجربة السلاح الفلسطيني وأنا من جيل ينتمي إلى هذه الخطيئة بحقّ لبنان واللبنانيين. كم نحتاج إلى صلابتك ورؤيويتك لتهدئة أهل السلاح اليوم…”.في الاعتذار، والاعتذار فقط، يمكن لميشال عون أن يكرّم نفسه… أو أن يجد من يكرّمه في حال كان مطلوبا أن يكون كبيرا بين الكبار، حتّى لا نقول أكثر من ذلك.ولكن ما العمل، عندما يكون قدر مسيحيي لبنان هذا السقوط المروع إلى درجة بات ميشال عون يعتقد أنه مؤهل ليكون رئيسا للجمهورية بعد كل الحروب التي خاضها وأدّت إلى تهجير أكبر عدد ممكن من المسيحيين من لبنان.

 

رسالة من تحت نفايات بيروت: أكثر من انتفاضة وأقل من ثورة!

عادل مالك/الحياة/18 أيلول/15

لم يخطر في مخيلتي المهنية إنني سأكتب ذات يوم «رسالة من تحت... النفايات»! وعندما ستؤرخ هذه المرحلة في لبنان سيكون مستغرباً ان يقال أن أزمة لتصريف النفايات أودت بالوطن الصغير المرهق في ألف هم وهم، وعادت به الى العصور الوسطى، حتى لا نبالغ بالقول إننا نعايش في بيروت هذه الأيام ردة نحو عصور غابرة من التخلف الذي وضع لبنان على شفير السقوط في هاوية سحيقة. كلام كثير قيل وسيقال في أحداث لبنان وسنحاول الإضاءة على أهم النقاط.

أولاً: أزمة نفايات بيروت وسائر المناطق اللبنانية أكثر من انتفاضة وأقل من ثورة، وحدثت في أكثر الأوقات حراجة على الصعيد الوطني، حيث لا تزال الجمهورية بلا رأس بعد هذا الوقت الطويل، وليس في الأفق ما يشير الى نهاية وشيكة لهذا الوضع المأزوم. يضاف الى ذلك حالة شلل عام على صعيد السلطتين التشريعية والتنفيذية حيث مجلس النواب معطل وممنوع من ممارسة دوره الدستوري، والحكومة مطوقة بأكثر من مطلب، ما حوّل عملها الى سلحفاتي الطابع نظراً الى ما يعصف بها من خلافات ونزاعات. فالحكومة التي يرأسها من اطلق عليه «ايوب العام 2015» الرئيس تمام سلام تتألف من 24 كانتوناً حيث يتمتع كل وزير بنوع من الاستقلال الذاتي، او ان كل عضو من «حكومة الضرورة» يعتبر نفسه رئيساً للجمهورية باعتبار ان الدستور ينص على انه عند خلو مقعد الرئاسة لأي سبب تناط مهمات الرئيس باعضاء الحكومة.

ثانياً: ونمضي في توصيف ما تشهده شوارع بيروت وبعض المناطق، لنلاحظ ان الأزمة بدأت أزمة نفايات لكنها ما لبثت ان تحولت مسلسلاً من الأزمات. فما قيل عنه انه «حراك شعبي» توسع ليصير أشبه بصحوه شعبية عارمة جمعت كل اصحاب المواجع في التجمعات الشعبية التي ضاقت بها ساحتا الشهداء ورياض الصلح.

لقد كشف هذا الحراك عما يختلج في صدور اللبنانيين على اختلاف طبقاتهم وطوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم من أزمات ومطالب تمثل الحد الأدنى من الحياة الكريمة للشعب اللبناني.

وهنا لا بد من التوقف عند مجموعات من الشباب والصبايا الذين ايقظوا هذا الحس الشعبي العارم، وطرحوا كل الشعارات التي توحد اللبنانيين على رغم انقساماتهم العميقة، وما إن ظهر بعض أعضاء هذا الفريق على شاشة التلفزة لشرح ابعاد تحركهم حتى بدا الجمهور اللبناني انه أمام مجموعة عقائدية تقدم الطروحات الفاعلة والمؤثرة في نفوس الناس.

وفي إطار المطالب التي أعلنت عنها مجموعات الحراك الشعبي ومنها استقالة وزير البيئة محمد المشنوق، واستقالة ومحاكمة وزير الداخلية نهاد المشنوق، قال وزير البيئة للمعتصمين ان استقالته لا تفيد وان الوقت غير ملائم لذلك، اما وزير الداخلية فاجاب: ان الحزب الشيوعي هو الذي يطالب باستقالته، ولذلك فهو لن يستجيب لهذه الدعوة. وفي كلام الوزير المشنوق اشارة واضحة الى وجود طروحات ايديولوجية ذات اتجاه يساري. وهنا يطرح السؤال: هل ان امر الحراك ينطوي على روح ثورية تريد العمل على «اسقاط النظام» كما أعلنت، وان هذا المطلب تم تغليفه بقضايا حياتية ومطلبية من النفايات الى الكهرباء والمياه؟

لكن الحراك اتخذ على الفور طابع التفريق بين اعضاء البرولتياريا الشعبية والهيئات الاقتصادية المتهمة بجمع الأموال على حساب اللبنانيين. وفي سياق متصل أطلقت بعض التصنيفات على محركي التظاهرات كالقول بأن لبنان يشهد «ثورة ثقافية مادية اقتداء بما حدث في الصين من ثورة اجتاحت الملايين من افراد الشعب الصيني.

ثالثاً: يتزامن ذلك مع انعقاد جلسات الحوار بين رؤساء الكتل النيابية برئاسة عراب الحوار الرئيس نبيه بري، الذي كان يعلم مدى صعوبة انعقاد حوار يمكن ان يفضي الى «حلحلة» بعض العقد ابتداء بأزمة استمرار الشغور في الرئاسة الاولى، ومع ذلك شاء ان يقدم فرصة عبر الحوار بين مختلف ممثلي الطوائف. لكن بعد انقضاء جلستين، والدعوة الى عقد جلسة ثالثة الثلثاء المقبل قبل اجازة عيد الاضحى، باتت موافقة الأعضاء الستة عشر على المشاركة كأنه انجاز كبير.

وننظر الى الطاولة المستديرة في مبنى مجلس النواب في ساحة النجمة لنلاحظ ما يلي:

لقد بدا المتحاورون بالطريقة التي تم توزيع مقاعد المشاركين وكأنهم مجلس قبلي يضم ممثلين عن القبائل اللبنانية على اختلاف طوائفهم، اقرب ما يكونون الى مجلس «اللويا جيرغا» الافغاني الأصل. لكن وفي التصور العام للواقع اللبناني الآن يتجه لبنان الى اعتماد صيغ للتعاطي بين صناع القرار او من تبقى منهم كلها غير دستورية، كالحوار الأخير في مجلس النواب، او كالحوار الآخر بين «تيار المستقبل» و «حزب الله»، ويجري اعتماد كل ما يتفق عليه وكأنه قرارات تتمتع بالشرعية الدستورية، وحقيقة الأمر ليست كذلك.

رابعاً: ونندرج في شؤون وشجون الوطن الصغير المعذب لنلاحظ بداية تحرك دولي جديد باتجاه لبنان لم يكن قائماً منذ وقت غير قصير. وفي هذا إشارة الى الزيارة الخاطفة التي قام بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. كذلك ينتظر ان يقوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند بزيارة بيروت قبل نهاية الشهر الجاري، ويتردد ان زيارات رؤساء الدول في هذه الفترة تركز على الجهود الآيلة الى اخراج لبنان من مأزق الاستحقاق الدستوري الأول، ألا وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. والمؤسف في هذا الحال الفشل الذريع الذي مني به الزعماء اللبنانيون في شأن المحافظة على «لبننة» هذا الاستحقاق، وتوجيه دعوة مفتوحة الى «الخارج» للمساعدة على «انتاج» رئيس جديد يخرج لبنان من أزمته الحالية وما ينتظره في آتي الايام والاسابيع.

وعلى الصعيد الدولي ايضاً، لوحظ أنها كانت المره الأولى التي تداعى فيها اعضاء مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة خاصة بلبنان، وورد في البيان الصادر عنهم ما حرفيته: «تبدي الحكومة اللبنانية عجزاً كاملاً عن حل ازمة النفايات المستمرة منذ أكثر من شهر على رغم التظاهرات التي تشهدها البلاد وتصعيد ناشطي المجتمع المدني تحركاتهم الاحتجاجية ضد الشلل الحكومي والفساد».

وهكذا باتت أزمة النفايات ازمة عالمية. وتأكيداً للتعبير عن الاهتمام الدولي ولو النظري، أعلن السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن لهذا الشهر: «ان الدول الأعضاء في مجلس الامن جددت التأكيد على ضرورة ان يلتئم البرلمان اللبناني وينتخب رئيساً للجمهورية في اسرع وقت ممكن لوضع حد لحالة الاضطراب الدستوري... ومجلس الأمن مستمر في مراقبة الوضع عن كثب دعماً لوحدة لبنان وسيادته واستقراره واستقلاله».

وهنا مفارقة تصفع. كيف يمكن للبنان ان يوجه العتب للمجتمع الدولي لأنه لا يتدخل للمساعدة في انتخاب رئيس ويفشل زعماؤه في تضييق فجوة خلافاتهم وإخراجه مما هو فيه وعليه؟ هل المطلوب ان يكون العالم لبنانياً اكثر من اللبنانيين او من بعضهم على الأقل؟

ونتساءل: هل يبحث لبنان عن عاصمة عربية جديدة تحمل حلاً لأزماته؟ ولبنان من أصحاب السوابق في هذا المجال؟ وهاكم بعض الأمثلة:

لقد منحت مدينة الطائف السعودية اسمها للاتفاق التاريخي الذي انهى الحرب اللبنانية بعد خمسة عشر عاماً، فأصبح لدينا «اتفاق الطائف» الذي تحول جزءاً لا يتجزأ من الدستور. لكن كان يفترض فيه ان يشكل حلاً للازمة اللبنانية فاذا به وبعد ربع قرن يصبح هو المشكلة، لأن تنفيذ بعض بنوده جاء إما بصورة انتقائية وغير دقيقة او متجاهلاً للبنود الأخرى. ثم منحت العاصمة القطرية الدوحة اسمها لاتفاق ادى في حينه الى ازالة احداث «7 ايار»، والاتفاق على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.

والسؤال المطروح: ما هي العاصمة العربية التالية المرشحة لأن تكون عاصمة لحل الوضع اللبناني المأزوم؟ تبرز العاصمة العمانية مسقط لاستضافة «مبادرة ما» تساعد لبنان على الخروج من الأزمة الراهنة التي باتت تشكل تهديداً بالغ الخطورة على الوضع ككل. ومعلوم ان سلطنة عمان تنتهج منذ تولي السلطان قابوس بن سعيد الحكم في السبعينات سياسة متوازنة ومنفتحة على مختلف دول الجوار. وتعتمد في ذلك الشعار التالي: مع أهل الخليج والعرب والعجم... اذا ما اتفقوا، وعلى الحياد التام اذا ما اختلفوا. اضافة الى ذلك فعمان تحافظ على علاقات جيدة ومتينه مع ايران وتتقاسم معها السيطرة على مضيق هرمز الاستراتيجي والمهم، حيث يمر عبره العديد من ناقلات النفط ويشكل ما يزيد على اربعين في المئة من النفط العالمي.

بدأنا بلبنان وننتهي به، وبعد...بقطع النظر عما ستؤول اليه «انتفاضة النفايات» من تسوية على الطريقة اللبنانية التقليدية، فما عبرت عنه هذه المجموعات الشعبية الحاشدة من مشاعر الغضب تجاه «الطقم السياسي»، لم يعد في الامكان تجاهله وتجاهل «مشاعره الثورية». وعلى القائمين بالانتفاضة ان يوحدوا مطالبهم باعتبار ان مجموعات متعددة التسميات برزت خلال الأزمة، وكذلك على «قادة الحراك» إطلاق شعارات ومطالب يمكن ان تلقى التجاوب العملي. فمثلاً عندما يطالب الحراك الشعبي بـ «إسقاط النظام»، فهذا لن يحدث، ليس لأن النظام القائم يتمتع بالحد الأدنى من الصدقية، بل لأن هذا المطلب غير واقعي، وترداد شعار «الشعب يريد اسقاط النظام» ليس ممكناً تحقيقة، وبقية المطالب تحتاج الى وقت طويل للتنفيذ. لقد كان للحراك الذي اشعل شرارة «انتفاضة النفايات» الاثر الكبير في نشر الصحوة الجديدة والتنبيه الى كل ما يحتاج اليه لبنان في هذا الزمن الصعب، وبامكان اللجان التي تقود الحراك متابعة المطالب ضمن خطة عمل منظمة تؤدي الى ثمار محددة وتعمل على اخراج لبنان مما هو فيه وعليه. ومن المفارقات في المشهدية اللبنانية ان الجمهورية بلا رأس... فيما الحراك الشعبي برؤوس عدة. ولتبدأ خطة عمل التغيير بتوحيد مواقف ومطالب وجهود قادة هذا الحوار، حتى لا يقال ان ما من شيء يتبدل في لبنان حتى مع قيام الانتفاضات الشعبية التي ايقظت كل الخلايا النائمة على الساحة اللبنانية.

رسالة من تحت النفايات في بيروت!

 

التحالف الروسي - الإيراني في سورية وتخاذل الغرب

عبدالعزيز التويجري/الحياة/19 أيلول/15

منذ بداية ثورة الشعب السوري على ديكتاتورية النظام الطائفي، الذي جثم على صدره أكثر من أربعين عاماً، وقفت روسيا وإيران بكل إمكاناتهما إلى جانب هذا النظام، حيث تم تزويده بالمال والسلاح والخبراء العسكريين والمقاتلين من إيران وحزب الله اللبناني وغيرهما. ودخل النظام العراقي الذي تهيمن عليه إيران، في هذه المؤازرة مقدماً هو أيضاً دعماً مالياً كبيراً، ومرسلاً الميليشيات الطائفية مثل عصائب أهل الحق ولواء أبي الفضل العباس للقتال مع جنود النظام، وفاتحاً مجاله الجوي للطائرات الإيرانية لتمدّ النظام بما يحتاجه من عتاد ومقاتلين. وأمام هذا التدخل السافر من روسيا وإيران والعراق إلى جانب النظام في سورية، وقفت الدول الغربية موقفاً ضعيفاً ومخادعاً، ما أتاح له أن يواصل قتل شعبه وتدمير مدن وقرى سورية، واستخدام الأسلحة المحرّمة دولياً من دون عقاب أو عتاب. ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل أصرّت روسيا على منع إصدار أي قرار من مجلس الأمن الدولي يدين النظام السوري ويسمح بمعاقبته، مستخدمةً حق النقض مراراً.

بفضل هذا الدعم السياسي والعسكري والمالي غير المحدود، استمرت معاناة الشعب السوري، وزادت أعداد القتلى والجرحى والمهجرين، وتفاقم حجم الدمار الذي لحق بالمدن والقرى وطاول الآثار والمعالم الحضارية والمساجد، حيث بلغ عدد القتلى أكثر من 400 ألف كثير منهم أطفال ونساء وشيوخ، وعدد المهجرين واللاجئين أكثر من 10 ملايين تتوزّعهم مخيمات وبلدان مختلفة، ويغرق كثر منهم في مياه البحر المتوسط في مشهد محزن رهيب. وفي خضم مأساة الشعب السوري، ظهرت تنظيمات إرهابية مشبوهة المنشأ، كـ «داعش» الذي صرف أنظار العالم عن جرائم النظام الطائفي بجرائمه البشعة، والذي وجّه نيرانه إلى فصائل الثوار السوريين فأضعف قوتهم ومزّق صفوفهم، وكأنه صُنع لقتالهم وليس لقتال النظام ومن يدعمه. بل إنه عمل على استهداف دول خليجية ففجٰر فيها المساجد وقتل الأبرياء وأعلن مراراً أن هدفه أبعد من العراق وسورية.

واليوم، تكشف روسيا ما تبقّى من أقنعة عن وجهها، فترسل طائراتها العسكرية وبوارجها حاملة أنواعاً جديدة من الأسلحة الفتاكة وجنوداً وخبراء عسكريين، وتبدأ في إنشاء قاعدة جوية في مطار حميميم في اللاذقية، بل وتعلن إصرارها على بقاء رئيس تلطّخت يداه بدماء مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري، وارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في تحدٍّ سافر للقانون الدولي والقيم والمبادئ الإنسانية.

أما ردة فعل أميركا وحلفائها الغربيين تجاه هذه التطورات الخطيرة والمنازلة الروسية المتحدية، فلم تتجاوز عبارات التحذير من خطورة الموقف والتبشير بفشل روسيا في ما أقدمت عليه. ويبدو أن حرص الرئيس أوباما وحلفائه على إتمام الاتفاق النووي مع إيران الذي عملوا على إنجازه وقتاً طويلاً، هو الذي يجعل موقفهم من التطورات الجديدة في سورية ضعيفاً وغير متكافئ مع خطورة الوضع وما ستؤول إليه الأمور لاحقاً. فروسيا حريصة على التمسّك بنفوذها في سورية، الذي استثمرت فيه أموالاً طائلة ولن تتنازل عنه. وإيران تستغل حاجة الغرب إلى أموالها وأسواقها ومشروعاتها المغرية، فتعمد إلى المناورة بجانب روسيا، حليفتها في دعم نظام الأسد، لتفرضا رؤية النظام بأنّ ما يجري في سورية هو حرب على الإرهاب، وأن نظام الأسد هو الأقدر على مواجهة هذا الإرهاب. وهذه خدعة كبيرة تم الترويج لها بكل خبث، فالتنظيمات الإرهابية لم تظهر في المشهد السوري إلا بعد أن كادت قوى الثورة السورية أن تسقط النظام القمعي الديكتاتوري، لذلك فظهورها في ذلك الوقت كان أمراً مشبوهاً، كما أن بقاءها وتمدّدها حتى الآن أمر مشبوه.

ومهما يكن من أمر، فالانغماس الروسي في المستنقع السوري ستكون له نتائج عكسية على المديين القريب والبعيد، لأنه سيستفزّ أعداداً كبيرة من المسلمين المؤيدين لثورة الشعب السوري والمتعاطفين معه في مأساته المستمرة، الذين سيرون في هذا الانغماس احتلالاً روسياً لبلد مسلم كما كان الأمر في أفغانستان من قبل، ما سيدفع أعداداً كبيرة منهم إلى الانضمام إلى التنظيمات المقاتلة في سورية على اختلاف أشكالها. وستصبح المنطقة ساحة لصراعات أكبر وأكثر خطورة تهدّد السلم والأمن الدوليين، وربما تقود في وقت لاحق إلى مواجهة روسية - غربية عندما يأتي إلى البيت الأبيض جورج بوش جديد.

وفي كل الأحوال، فإن الخاسر الأكبر في هذه المأساة هو الشعب السوري الذي فقد وطنه وشُرّد في أنحاء الأرض، والعرب الذين بضعفهم وتفكّكهم سمحوا لإيران وروسيا بأن تغزوا عدداً من بلدانهم، وأن يكون لهما قولٌ في شؤونهم. فهم اليوم كالأيتام على مأدبة اللئام.

 

لماذا يؤيد أوباما بقاء الأسد؟!

 سليم نصار/الحياة/19 أيلول/15

< أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون الهجرة أن أزمة اللاجئين إلى الدول الغربية تعتبر من أخطر الأزمات التي يواجهها المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية. ويرى المؤرخون أن انفصال باكستان عن الهند سنة 1947، أدى إلى تهجير عشرة ملايين نسمة من مواطني الدولتين المنشقتين. لذلك، تبارى الأدباء في إصدار عشرات الكتب التي تعبِّر عن حالات اليأس والإحباط والضياع وكل ما رافق ذلك الحدث المرير من مآس أفرزها الانشطار الدموي! إضافة إلى النكبات الناجمة عن الحروب الأهلية، والنزاعات المحلية الطاحنة، فإن العوامل الطبيعية كثيراً ما تفرض الهجرة على سكان شعب مسالم يعتمد على الزراعة في تأمين معيشته. مثل ذلك، أن هجرة أكثر من مليوني إرلندي إلى الولايات المتحدة كانت بسبب القحط الذي أصاب زراعة البطاطا والفاصوليا، الأمر الذي دفع المواطنين إلى الهجرة القسرية (1845). المراجعة الموضوعية لأعمال التهجير تؤكد أن ما أحدثته انتفاضة شبان «درعا»، منتصف آذار (مارس) 2011، لم تحدثه انتفاضات «الربيع العربي» في تونس ومصر وليبيا. أي أن موجات النزوح الجماعي بقيت محصورة داخل حدود البلدان الثلاثة. في حين تدفقت الهجرة السورية خلال المرحلة الأولى من الحرب الأهلية لتغمر بشيوخها ونسائها وأطفالها الحدود التركية والأردنية واللبنانية.

يدّعي زعماء أحزاب المعارضة في سورية أن الرئيس بشار الأسد تصرف بقسوة ضد شبان «درعا» وذويهم، إضافة إلى شيوخ العشائر فيها. ولما اتسعت حلقة التمرد والعصيان، وانتشرت في المدن الكبرى مثل حمص وحلب، أمر بنزول الجيش لمقاومة ما وصفه بـ «الإرهابيين الذين ينفذون إرادات خارجية». وكما تصدى والده لقمع اضطرابات مدينة حماة سنة 1982 التي نفذها شباب «الإخوان المسلمين»... كذلك تصدى نجله لحركات المعارضة المسلحة التي بدأت في درعا وحمص، ثم امتدت إلى حلب ودمشق. المهم، أن حصيلة الصدامات الأولى دفعت بالآلاف من المدنيين المحايدين إلى الهرب باتجاه الأردن وتركيا ولبنان والعراق ومصر. ويبدو أن الحكومة الأردنية كانت تتوقع حدوث اختراقات لحدودها مع سورية، بدليل أنها حصرت اللاجئين في منطقة معينة حيث أقامت «مخيم الزعتري». وأعلنت عمّان حتى الآن استقبال أكثر من مليون ومئتي ألف لاجئ.

أما تركيا فقد استقبلت دفقاً من اللاجئين الذين نزحوا إليها من مدينة حلب وريفها ومناطق الشمال السوري. واختارت الحكومة لإيوائهم مخيمات أبرزها «غازي عنتاب». وانتشر آخرون في المدن بحثاً عن عمل ويقدَّر العدد الإجمالي بحوالى مليونين ومئتي ألف. ولأسباب غير واضحة الأهداف، تقاطر على لبنان عبر حدوده الممتدة مع سورية أكثر من مليون ونصف المليون نازح، توزعوا على مختلف المحافظات. وبما أن الدولة عجزت عن تأمين المخيمات اللازمة لهم، فقد جرت عملية استيعابهم بطريقة عشوائية سمحت لهم بحرية منافسة المواطنين اللبنانيين في مجال الخدمات. وربما أسعفهم القبول بأجور مخفضة على إيجاد فرص عمل بسهولة غير معهودة. وكان من الطبيعي أن تصدر عن جماعة 8 آذار تفاسير مختلفة تتعلق بالإهمال الذي تعاطت به الدولة مع موضوع تنظيم هذه الأعداد الضخمة من النازحين. وهي أعداد ستشكل في المستقبل الغالبية الشعبية لرجحان كفة التوازن القائم على توزيع المكاسب والمناصب، خصوصاً إذا بقيت مسألة اللجوء والنزوح من دون حل. والمؤكد أنها ستواجه أفقاً مسدوداً، إذا ما استمرت الحكومة السورية في تصلبها حيال معارضة كل الحلول المطروحة لإعادة حوالى خمسة ملايين لاجئ فرّوا في جهات مختلفة.

قبل سنتين تقريباً قام وزير الشؤون الاجتماعية اللبنانية رشيد درباس بزيارة خاصة لمخيم الزعتري في الأردن. ورافقه المسؤول عن إدارة المخيم في جولة شملت كل الأقسام المتعلقة بالبرامج اليومية. وأطلعه على النظام الداخلي لسير العمل، مؤكداً له أن الحكومة وضعت مطالب اللاجئين في مقدم اهتماماتها. وأخبره أيضاً بأن إدارة المخيم تحتفظ بقائمة تضم أسماء الموجودين، مع نبذة عن سيرة حياة كل لاجئ أثناء وجوده في سورية. وبسبب انتشار النازحين، وتمددهم في مناطق متباعدة مثل البقاع والجنوب والشمال، كان من الصعب استيعابهم في مخيم ضخم واحد شبيه بمخيم «الزعتري» في الأردن.

وفي حديث مسهب أجراه وزير الخارجية جبران باسيل، لمح إلى هذه المشكلة بالقول: أن الحكومة اللبنانية امتنعت عن إقامة مخيمات للنازحين السوريين خشية تكرار تجربة المخيمات الفلسطينية. وقال في هذا السياق أيضاً: «إن لبنان يستضيف فوق أرضه الضيقة مئتي نازح ولاجئ ضمن الكيلومتر المربع. وهذا الرقم يشكل ما نسبته أربعين في المئة من عدد سكان لبنان». لهذه الأسباب وسواها، رأى المولجون بمعالجة هذه المشكلة المعقدة أن آفاق الحل مسدودة بسبب تنوع الأزمة وتشعبها. لذلك، لجأت الحكومة إلى اعتماد بعض القوانين الردعية المتعلقة بضبط الحدود، أي القوانين التي تقيّد حركة الدخول من سورية إلى لبنان. وقد اضطرت في هذا المجال إلى اعتماد الأرقام الرسمية المسجلة لدى المفوضية العليا للاجئين، والتي وصلت مطلع هذه السنة إلى مليون ومئتي ألف نازح سوري. بين مشاريع الحل التي اقترحها فريق خبراء من المتبرعين، كان مشروع إقامة مخيمَيْن ضخمين، الأول عند آخر الحدود اللبنانية من جهة «المصنع»... والثاني، بعد مخيم نهر البارد في منطقة الشمال. والغاية من هذا المشروع الواسع تحقيق هدفين أساسيين: الأول، إشعار النازحين السوريين بأن وجودهم على الأراضي اللبنانية هو وجود موقت... وبأنه لا يجوز تجريدهم من الانتماء الوطني والهوية المحلية.

والثاني، خلق أجواء انفراج يشعرون فيها بالاستعداد الدائم للانتقال إلى الفضاء السوري في حال تقررت إقامة منطقة آمنة على حدود حلب المحاذية لتركيا... أو في حال سمحت الظروف الأمنية لنقل النازحين إلى مدنهم وقراهم من أجل المساهمة في إعادة الإعمار. عقب إعداد المشروع بكامل تفاصيله وتصاميمه، أرسِلَت نسخة منه إلى دمشق بغرض موافقة السلطات المعنية. وجاء الجواب سلبياً مع إيضاح لموقف الدولة السورية، خلاصته أن كل مواطن يغادر البلاد من دون إذن شرعي من دائرة الأمن العام لا يُسمَح له بالعودة. وذكِرَ في حينه أن «حزب الله» رفض وجود تجمعات سكانية سورية سنيّة فوق الأراضي اللبنانية، قد تتحول إلى سند وعضد لسنّة لبنان، تماماً مثلما تحولت مخيمات المقاومة الفلسطينية إلى سند لميليشيا إبراهيم قليلات في الحرب اللبنانية (المرابطون). وكان واضحاً من طبيعة جواب الرفض أن ملايين العناصر السنيّة التي لجأت إلى الأردن وتركيا ولبنان هرباً من القصف وصواريخ «سكاد» وبراميل المتفجرات والسلاح الكيماوي والمجازر المتنقلة... هذه الملايين تم تهجيرها عن سابق تصور وتصميم بهدف تفريغ مناطق سورية معينة من المواطنين السنّة. والحجّة كما أعلنها النظام أن قسماً كبيراً من هذه الطائفة يدعم المتمردين مثل داعش وجبهة النصرة (القاعدة) وجيش الإسلام وأحرار الشام والجيش السوري الحر، إضافة إلى فصائل كردية وتركمانية. وتدّعي المعارضة السورية أن الهدف غير المعلن من وراء معاقبة السكان السنّة، ينحصر في دفعهم إلى إحداث فراغ سكاني، ومنعهم من إقامة سلطة بديلة مكانهم.

وفسرت العواصم العربية والغربية هذا التصرف بأنه ناتج عن تفكير الرئيس بشار الأسد بإحياء الدولة العلوية التي أنشأتها فرنسا المنتدبة، إلى جانب دولة دمشق ودولة حلب ودولة الدروز... وكانت معاهدة سان - ريمو (1920) قد وضعت سورية تحت الانتداب الفرنسي الذي ألغى سنة 1925 الاتحاد السوري، وأحلَّ محله دولة سورية مؤلفة من مقاطعتي دمشق وحلب، إضافة إلى منطقتي العلويين وجبل الدروز. والثابت تاريخياً، أن دولة العلويين لم تتحول إلى دولة مستقلة، بدليل أنها لم تكن تملك مصرفاً مركزياً مستقلاً، ولا دائرة جمارك لجمع العائدات. وسقط المشروع الفرنسي بفعل معارضة السياسيين السوريين في هذه «الدول» الناشئة. الوقائع التي قادت إلى هذا الاستنتاج تشكلت من كثرة إهتمام النظام السوري بالحفاظ على أمن اللاذقية، والسماح للأسطول الروسي بالمرابضة في مينائها.

وتزعم الصحف الغربية أن الأسد بدأ يفكر منذ سنتين بالخيار الذي تبناه عمّه رفعت حول إقامة دولة علوية مستقلة. والسبب أن قواته فقدت قدرة الاحتفاظ بالخط الذي يربط العاصمة دمشق باللاذقية عبر بلدتي يبرود والسلمية. ويُقال أن تحرير «القصير» بواسطة «حزب الله» كان بطلب شخصي من بشار الأسد، من أجل الحفاظ على الخط الوهمي للدولة المرتقبة! بقي السؤال الكبير المتعلق بمستقبل خمسة ملايين نازح ولاجئ سوري تتقاسم عملية استيعابهم دول أوروبية عدة، إضافة إلى الأردن ولبنان وتركيا! الحكومة الفرنسية تنتقد موقف الولايات المتحدة التي اشتركت بقصف «داعش» فقط، وتمنعت عن قصف النظام السوري. وهي تفسر هذا التصرف بأنه ناتج من تحاشي إغضاب إيران بسبب الحفاظ على سلامة الاتفاق النووي. وترى الحكومة الفرنسية أيضاً أن اللاجئين سيستمرون في التدفق من سورية إلى أوروبا ما دامت قوات الأسد تواصل غاراتها على الأماكن الآهلة بالسكان المحايدين الذين لا يملكون ثمن تذكرة سفر بالمراكب المطاطية! أما بالنسبة إلى مستقبل النازحين في لبنان، فإن الدولة يجب أن تهتم بمساعدتهم وإعانتهم ولو لفترة سنة، يمكن بعد ذلك أن تجد الحل في نهاية عهد الرئيس باراك أوباما. وأعطت الزيارة التي قام بها رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، بعض الأمل لمنتظري الحل الخارجي. ولكن حقيقة الأمر تكشف عن اهتمام كاميرون بحل مشكلته في بلاده، حيث تعالت أصوات المتظاهرين ضده. لذلك، وعد الحكومة اللبنانية باستضافة 20 ألف لاجئ خلال السنوات الخمس المقبلة، أي إلى سنة 2020. وربما يجيء من بعده رئيس وزراء آخر يلغي هذا التعهد... أو يساعد على إيجاد حل داخل سورية لا داخل لبنان!

 

القيصر يتهيّأ لخطوة أوسطيّة

الياس الديري/النهار/19 أيلول 2015

من حظ لبنان، والعالم العربي بصورة عامة و"قضيّة العرب الأولى" بصورة خاصّة، وسواقي الدم التي تروي أنقاض المدن التاريخيّة، أن يصير في المنطقة موطئ قدم للوجود الروسي، موطئ بارجة، موطئ قاذفة، أو موطئ قاعدة بيرق. بل، من حظّ الشرق الأوسط البائس، المبعثر، الدائم التعثّر، أن يُتاح للروسيا العظمى مجال الإقامة في ربوعه، بكل ما تمثّله من قيم وتقاليد عريقة. عندئذ، فقط، يصير في الإمكان التصريح براحة بال وطمأنينة أن لبنان يسند ظهره إلى دولة كبرى، مستقيمة في أقوالها وأفعالها، تحترم نفسها والآخرين، تحترم صداقاتها وعلاقاتها ووعودها وتواقيعها. تماماً عكس كل ما تمثّله أميركا من لا ثقة، ولا صدقيّة، ولا صداقة، ولا التزام، ولا أمان لوعد أو موعود، ولا وفاء لاتفاق. الروسيا في الشرق الأوسط؟ إذاً، نقطة أول السطر. عاجلاً أم آجلاً، اليوم أو غداً، الوجود الروسي السياسي والعسكري في هذه المنطقة السائبة في وجه إسرائيل وعدائها وعنصريتها بات ضروريّاً للغاية.

في كل حال، لم يعد الكلام في هذا الصدد مجرّد استنتاجات، أو احتمالات تستند إلى القاعدة المتواضعة والراسخة في القدم، التي أتاحتها سوريا في إحدى خاصرات شاطئها لهذه الروسيا، إنما استناداً إلى ما ترجمه القيصر فلاديمير بوتين على أرض الواقع. وحديثاً، من فوّهات المدافع وأجنحة المقاتلات وترسانات الأسلحة الثقيلة براً وبحراً وجواً. ومن منطلق واضح وثابت مفاده أن هذه المنطقة، التي تعيث فيها أميركا وإسرائيل فساداً وتخريباً وتقسيماً وتشويهاً، آن لها أن تُمنح فرصة تلملم خلالها أطلالها، وتعيد صياغة ذاتها على أسس وقواعد جديدة تليق بالعالم العربي، والتاريخ العربي. من الطبيعي أن يغتنم القيصر بوتين فرصة "تيهان" السياسة الأميركية في كل الشرق الأوسط، ليحفر للروسيا أوتوستراداً واسعاً وعميقاً عبر سوريا، وإلى محطات جاهزة في العالم العربي، وحتى إزاء إيران وإسرائيل. يخطئ الإعلام الغربي عندما "يصغّر" حجم الخطوة الروسيّة على الصورة المتواضعة التي رسمتها الجريدة الفرنسيّة الرصينة "الموند"، وحين تعتبر أن بوتين "استغلّ تناقضات السياسة الأميركية ليفاجئ العالم ويعلن تدخله العسكري في سوريا". فخطوة القيصر لا تقتصر على تدخّل عسكري عابر... وكان الله يحب العابرين. ولا يريد أن يقتصر مشروعه على "حفظ مكان لروسيا مستقبلاً في سوريا". بل أنه يتطلّع بوضوح وثقة إلى توسيع رقعة وجوده، وامتداد نفوذه في الشرق الأوسط. وسيغنّي بوتين موّاله في التوقيت المناسب، وعندما يصل الرصيد المتبقّي للسياسة الأميركيّة في المنطقة إلى خانة الصفر.

 

تعزيز التدخّل الروسي "يؤجّل" رحيل الأسد هل من رهانات جديدة لدى الحلفاء اللبنانيين؟

روزانا بومنصف /النهار/19 أيلول 2015

مع التطورات الجارية في سوريا المتمثلة في تعزيز روسيا وجودها العسكري تحت عنوان مساعدة النظام والدولة السورية على مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية والذي ترجم حرفية ما قاله المسؤولون الروس بانه دعم للرئيس السوري بشار الاسد في غياب البديل منه، يقفز الى واجهة الوضع السياسي في لبنان السؤال عما اذا اعطاء زخم للرئيس السوري من جانب روسيا بعد ايران يمكن ان ينعش حلفاءه في الداخل فيعمد هؤلاء الى توظيف هذا الاستقواء لديه في تعزيز اوراقهم الداخلية ازاء خصومهم وتالياً التشدد في مواقفهم وشروطهم ازاء الحلول الداخلية اياً تكن. السؤال يستند الى الرهانات الموضوعة على بقاء سوريا من ضمن محور معين وفق ما رفعت عناوين للحرب الجارية فيها ام لا. ففي خلاصة الانطباعات الأولية التي خلفتها الضجة العالمية الديبلوماسية والسياسية على تعزيز روسيا تدخلها العسكري في الساحل السوري ان هناك ترجيحاً للمحور الداعم للاسد أقله في المعطيات الراهنة في مقابل تراجع خصومه وبروز ايحاءات بامكان اضطرارهم في الآونة الاخيرة الى قبول مشروط ببقاء الاسد لفترة انتقالية او تحييد المطالبة بتنحيه مسبقاً وجاء الوجود الروسي ليثبت الضغط في هذا الاتجاه.

ومن غير المحتمل بالنسبة الى مراقبين ديبلوماسيين كثر ان ينعكس هذا التطور في المنحى السوري في لبنان أقله في المرحلة الراهنة، اذ من المبكر جداً التعويل عليه لرصد التغيير او التأثير على الوضع اللبناني فيما هو لا يزال في مسار التطور وردود الفعل الأولية. لكن من غير المستبعد احتمال بدء توظيفه في ظل سعي البعض الى استغلال ذلك لمصلحة المنطق الذي ينادي به في اطار السعي الى التأثير نفسياً في الطرف الآخر على قاعدة ان لا بديل من الخيار الذي لا يزال يفرض من اجل الافراج عن الانتخابات الرئاسية. اذ ان افق تعزيز روسيا تدخلها في سوريا ليس واضحاً من حيث انعكاساته ونتائجه ولا مضمونه كذلك وهناك غموض كثيف يكتنف المحطات المقبلة، ولو ان ثمة مؤشرات اوروبية على الاقل توحي بامكان بقاء الأسد بعض الوقت، الأمر الذي يعتبره كثر ترجمة لمرونة أميركية محتملة في هذا الاطار. لكن ما يحصل عملياً وفق مراقبين ديبلوماسيين، ولو ان الكلام بين روسيا والولايات المتحدة هو في اطار السقوف العالية او المرتفعة في شأن مصير الأسد وموقعه في مستقبل سوريا، هو ترجيح تأجيل ذهاب الرئيس السوري في أحسن الأحوال باعتبار ان لا أحد مقتنع بأنه يمكن ان يعود ليحكم سوريا موحدة. وهذا ينسحب على روسيا كما على ايران وكما ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تجد حلاً لسوريا وحدها كذلك هي الحال بالنسبة الى روسيا وايران اللتين تجمعهما شراكة مع الرئيس السوري. الامر الذي يعني ان اي تسوية يفترض ان تجد طريقها بين أفرقاء دوليين واقليميين كثر ما لا يسمح بسيادة نهائية لأي اقتراح او فكرة معينة من دون اثمان كبيرة في المقابل. وهذه الطريق لا تزال طويلة جداً وقد تكون في بدايتها في أفضل الاحوال او لا تكون. كما ان ليس هناك حتى الآن اي مشروع حقيقي لتقسيم سوريا ولو ان التدخل الروسي معززاً وجوده العسكري في أحد معاقل الاسد في اللاذقية قد يفيد بوجود مشروع بديل من سيطرة الأسد على سوريا الواحدة بابقاء سيطرته على مناطق حيوية ومدن معينة على الساحل السوري. وتالياً فإن ما يحصل لن يكون في أحسن الاحوال تثبيتاً لبقاء الاسد انما لتأجيل رحيله والذي قد يمتد من بضعة أشهر الى مدة اطول قد تصل الى سنة او اكثر بقليل لئلا يستفيد تنظيم الدولة الاسلامية. ومع ان هناك من هو مقتنع بان كسب الاسد هذه الفرصة قد يتيح أمامه قلب المعادلات لاحقاً خصوصاً في حال حصلت تطورات يمكن ان يستفيد منها، فإنه من غير المرجح في الاطار الذي تتطور الأمور على خلفيته راهناً في سوريا ان يكون ممكناً ترجمة مآل الحال في سوريا الموقتة على الوضع اللبناني. يضاف الى ذلك ما بات يعرفه الجميع وهو ان الاسد لم يعد مقرراً في سوريا ولا هو يملك قراره الشخصي بل اضحت ايران من يقوم بذلك وبدرجة منافسة جداً روسيا في الاونة الاخيرة بعد تطورات الشهرين الماضيين. والتغييرات التكتية في سوريا حتى لو كانت انتصارا او تقدما في منطقة ما لا تغير الامور لان المشكلة باتت عميقة جداً ولن تنتهي لا خلال شهور ولا خلال سنوات حتى لو وضعت غداً على طريق الحل.

وبالنسبة الى المراقبين الديبلوماسيين المعنيين، فإنه لا يمكن اغفال عدم القدرة لاعتبارات كثيرة على تغيير الستاتيكو السياسي الحالي في لبنان في ضوء التوازن القائم. وعلى رغم وجود مخاوف من اتجاهات في هذا الاطار بناء على اقتراحات او طلبات تطيح الدستور وتعمل على فتح باب التعديلات فيه على مصراعيه خصوصاً من جانب جهة سياسية معينة يمكن ان تعد نفسها من ضمن المحور المتقدم، فإن بعض المؤشرات المحلية اولاً لا تدفع في هذا المنحى وقد ابرز حلفاء للفريق العوني مواقف معارضة كليا لتوجهاته ما يقفل الباب على وجود اجماع من ضمن الفريق الواحد. ثم ان المؤشرات الاقليمية لا توحي بذلك ايضاً لأن هناك تحديات كبيرة على المحك.

 

تركيا ومحنة الوافدين السوريين

فايز سارة/الشرق الأوسط/19 أيلول/15

لا يحتاج إلى تأكيد أن تركيا كانت بين أهم الدول التي وقفت إلى جانب السوريين في محنتهم، التي بدأت مع قيام نظام الأسد بشن حربه على الشعب السوري مع بداية المظاهرات. وكانت بداية الحرب ملاحقة النشطاء والمتظاهرين لاعتقالهم وقتلهم، ثم تطورت إلى هجمات على الحواضن الجغرافية والاجتماعية للثورة بما فيها من مدن وأحياء وقرى، وكلها أدت إلى نزوح واسع للنشطاء والأهالي هربًا من حرب النظام، وفتحت تركيا حدودها لدخول السوريين دون قيد أو شرط، مما أدى إلى دخول أعداد كبيرة منهم، استقر جزء منهم في مخيمات أقامتها الحكومة التركية على امتداد الحدود التركية السورية، والقسم الآخر استقر مقيمًا في مدن تركيا وقراها. لقد نظر الأتراك للسوريين القادمين على أنهم أصحاب محنة، وأن الحق مساعدتهم، وتوجت الحكومة التركية الموقف الشعبي في مساعدة السوريين بالقول إن السوريين ضيوف على تركيا، وباستثناء المساعدات، التي قدمتها الحكومة للوافدين السوريين في المخيمات، فإن منظمات المجتمع المدني والأحزاب التركية والمجتمعات المحلية في المدن والقرى، قدمت هي الأخرى مساعدات كبيرة للوافدين السوريين. لقد عومل السوريون في حالات كثيرة مثل المواطنين الأتراك، ومنحوا حالات تفضيلية أحيانًا، لكن ذلك ظل دون «قوننة»، لأنه كان محكومًا بالتعاطف، وبالإجراءات الإدارية من جهة أخرى. ولأنه بدا أن ثمة كثيرًا من الإيجابيات في الموقف التركي، فقد كانت هناك سلبيات أيضًا. كان الأهم والأبرز في سلبياته أن السوريين لم يسجلوا في تركيا بوصفهم «لاجئين»، وهذا منعهم من الحصول على حقوق اللاجئين المتعارف عليها دوليًا وفق القانون الدولي والاتفاقيات ذات الصلة. ولا يحتاج إلى تأكيد القول بأن تركيا لم يكن بمقدورها تسجيل الوافدين بصفة لاجئ طبقًا للقانون الدولي والاتفاقيات ذات الصلة، بسبب الأعداد الكبيرة من الوافدين والتي تقدر بما يقارب مليوني نسمة، في وقت تئن فيه أوروبا أمام موجة المهاجرين التي لا تتجاوز بضع مئات الآلاف، أغلبهم وصلوا إليها خلال الأشهر القليلة الماضية.

تسبب التدفق السوري في ظل إصرار تركيا على عدم غلق أبوابها في وجه السوريين بارتباكات في السياسة التركية من نواحٍ سياسية واقتصادية وقانونية وإدارية، يسعى الأتراك إلى تجاوزها عبر إعادة ترتيب سياستهم، التي يصرون على ألا تمس حق السوريين بالمجيء إلى تركيا والإقامة فيها طبقًا لما يردده المسؤولون الأتراك، ويؤكدونه، لكن ذلك لن يمنع من معاناة أغلبية السوريين الوافدين، وهو بين العوامل التي دفعت وسوف تدفع مئات آلاف منهم إلى المغامرة بركوب البحر في رحلات هجرة غير شرعية إلى أوروبا، تشتكي منها الأخيرة، ولا تستطيع تركيا منعها.

إن أبرز ما تركه السلوك التركي في استقبال السوريين بأعدادهم الكبيرة تخلي الأمم المتحدة عن مسؤولياتها تجاه اللاجئين إلى تركيا لدرجة رفضها تسجيلهم، بخلاف ما حصل في بلدين هما الأردن ولبنان، حيث تم تسجيل نحو مليوني لاجئ سوري هناك، تولت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بإمكانات متواضعة مساعدتهم، وتأمين قدر قليل من حقوق بعضهم. إن تجربة اللاجئين الفلسطينيين إلى سوريا في حرب عام 1948 تستحق الاستدعاء في مقاربة للتجربة التركية حيال الوافدين السوريين. ففي تلك التجربة استقبل السوريون شعبًا وحكومة الفلسطينيين بإحساس يشبه إحساس الأتراك بالسوريين، لكن ذلك لم يمنع تسجيلهم في وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم، التي ما زالت تتابع مسؤولياتها نحوهم - ولو بقدر قليل. يحتاج موضوع السوريين في تركيا إلى التوقف عنده من جانب الحكومة التركية للضغط على الأمم المتحدة للمساعدة في حل هذه المعضلة، التي صارت لها تداعيات يتصل الأغلب فيها بوجود السوريين وحقوقهم الأساسية، وبقدرات تركيا على توفير ذلك بمساعدة جدية من الأمم المتحدة، وليس بعيدًا عنها، كما هو الوضع حاليًا، كما يتطلب الأمر تدخلاً من بلدان العالم، والكبرى منها، لا سيما دول أوروبا المحتارة في موضوع اللاجئين، مما يفرض تدخلاً في مستويين؛ أولهما إسعافي يتعلق بمساعدة اللاجئين، والثاني بالعمل على وقف خروج السوريين من بلدهم، وهذا لن يكون من دون وقف حرب النظام وحلفائه، ووقف إرهاب المتطرفين، وإيجاد حل سياسي يأخذ السوريين إلى نظام جديد، يوفر الحرية والعدالة والمساواة لكل السوريين.

 

احمد وأسامة.. الدنيا بخير

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/19 أيلول/15

اثنان انقلبت حياتهما من الكارثية إلى الفرصة السعيدة. أحمد السقا، الصبي السوداني، الذي عقب محنة القبض عليه بشبهة الإرهاب، الآن يعيش احتفالية كبيرة بمساعدة الذين اصطفوا إلى جانبه. حتى الرئيس الأميركي باراك أوباما أرسل له يبلغه «أحمد تعال زرنا في البيت الأبيض». وانهالت عليه الدعوات والوظائف تضامنًا معه ضد الموقف العنصري الذي جعل مدرسته تستعجل اتهامه بأن الساعة التي صنعها هي قنبلة «داعشية». وأسامة عبد المحسن، اللاجئ السوري الذي ظهر على شاشات التلفزيون يصارع مع عائلته من أجل العبور مع آلاف الفارين من الموت إلى أوروبا، وشاهده العالم يركض هاربًا من الشرطة وصحافية شريرة تركله وتوقعه أرضًا، فجأة في هذه الساعات القاسية تفتح له أبواب السماء وتصله دعوة من أهم فريق كرة قدم في العالم، ريال مدريد، الذي تعاطف معه، ليبلغه بأن أبوابه مفتوحة له لينضم إلى صفوفه كمدرب. الحياة قد تكون قاسية في لحظة غادرة، لولا أن الدنيا فيها الكثير من أهل الخير. من نراهم يتزاحمون بحثًا عن خيمة ووجبة طعام كانوا في يوم مضى أناسًا عاديين مكتفين، يعيشون في منازلهم حياة طبيعية، ولديهم وظائفهم، حتى أظلمت الدنيا بسبب الحروب والفوضى. من نراهم في القوارب وعلى بوابات الحدود، بينهم أطباء ومهندسون وأساتذة، عملوا في حياتهم كل ما بوسعهم فعله لتأمين مستقبلهم وعوائلهم، لكن للدهر غوائله. وهنا يظهر علينا أناس بقلوب أكبر من كل ما نستطيع وصفه وتصنيفه. هؤلاء الطيبون أغراب تمامًا، لا يعرفون اللاجئين ولا لغتهم ولا دينهم، ومع هذا يفتحون لهم بيوتهم وقلوبهم، يشاركون اللاجئين مدخراتهم وطعامهم. وهذه الإنسانية العظيمة، والحب اللامشروط، يتحدى ثقافة الشر والأشرار، من الإرهابيين الذين يقتلون باسم الدين والعرق والتاريخ والسياسة. الكثيرون من أهل الخير لا نعرفهم، ولا أحد يدري عنهم ليشكرهم، قصصهم وأعمالهم تثير المشاعر والاحترام والامتنان. أحد الصحافيين الألمان، بول رونزايمرPaul Ronzheimer تطوع بمرافقة اللاجئين. عاش معهم أيام الخطر من ركوب القوارب، إلى السير معهم عبر الحدود، ونقل قصصهم واحدًا واحدًا إلى قراء صحيفته «البيلد» Bild. استخدم حسابه @ronzheimer على «تويتر»، ليعرض فيديوهاته التي صورها للاجئين يتحدثون عن أنفسهم، ليعرف الناس أنهم ليسوا مجرد صور وأخبار وأرقام بل بشر حقيقيون. ووجد ترحيبًا من آلاف المهتمين الذين عبروا عن استعدادهم لتقديم الملجأ والعون لهم. العبرة ليست في الجوانب السيئة، ليست المعلمة التي شكت الصبي أحمد واستدعت الشرطة لاعتقاله، بل القصة في آلاف الأميركيين الذين تضامنوا معه وهم غير مضطرين، في تعبير جماعي يرفض الريبة والعنصرية. والعبرة، أيضًا، ليست تلك الصحافية التي ركلت اللاجئ أحمد وهو يضم طفله إلى حضنه حتى تقبض الشرطة عليه، بل هي في الصحافي الألماني الذي رافق مئات اللاجئين، ونقل معاناتهم وساعدهم في محنتهم.

 

الظاهرة المسرحية والخداع

علي سالم/الشرق الأوسط/19 أيلول/15

كاميرا التلفزيون تنقل احتفالاً بأول إنتاج لمزرعة سمكية جديدة. كميات هائلة من أسماك البوري اللامع الجميل تخرج أمام عينيك من مياه المزرعة وهي «تتلعبط» من فرط حيويتها وطزاجتها. وتمر شهور ويفتح شخص ما ملف شخص آخر فنكتشف أن الأسماك التي شاهدتها سيادتك لا صلة لها بالمزرعة. لقد أحضرها تاجر سمك كبير باتفاق مع مسؤول صغير. مشهد آخر، تم الانتهاء من بناء مستشفى عصري، وتقرر أن يفتتحه مسؤول كبير، ولكن المستشفى ليس جدرانًا وعنابر وأجهزة طبية فقط، لا بد من أطباء وممرضين وممرضات وأيضًا مرضى. على الفور حدثت اتصالات بين المسؤولين فتقرر أن «يقترض» المستشفى الجديد عددًا من المرضى والأطباء والممرضين من بقية المستشفيات، وهذا ما حدث؛ افتتح المسؤول المستشفى، وأخذ يتمشى بين المرضى ويتبادل معهم أحاديث ودية. ثم غادر المستشفى، وبعد ساعة واحدة غادره أيضًا كل الممثلين الذين لعبوا الأدوار المطلوبة. هناك مشهد متكرر في هذا النوع من المسرحيات الصغيرة، وهو ظهور أشجار جميلة فجأة في الشارع المؤدي للمشروع الوهمي، ثم اختفاء هذه الأشجار فور انتهاء زيارة المسؤول. هل هي نزعة مسرحية داخل بعض البشر المشتغلين بالعمل العام؟ نزعة مسرحية عجزت عن التجسد على خشبة المسرح فقررت أن تلعب أدوارًا بعيدًا عن خشبة المسرح وعن الكاميرا؟ الواقع أن هذه الظاهرة ليس لها صلة بالإبداع المسرحي من قريب أو بعيد. هي ليست أكثر من عملية نصب واحتيال تشكل جريمة تعاقب عليها كل قوانين الدنيا، وإن كنا لم نسمع عن أحد عُوقب لارتكابه جريمة من هذا النوع. ربما لأننا نعجب بحيل النصابين، ونعتبر جرائمهم داخلة في إطار الطرائف.

أي محاولة لتجميل الواقع بما ليس فيه جريمة أو عمل قبيح، باستخدام أخف الألفاظ. وعلى شبابنا في أجهزة الإعلام أن يكونوا على ثقة بأن بلادنا لا تريد منا أن نحبها بالكذب، بل بالحقائق. وبالمناسبة كل من يلجأ للخداع، لا يفعل ذلك لهدف سياسي أو آيديولوجي، بل لأنه شخص مخادع ضعيف عاجز عن التعامل مع الحقائق.الوعي بالدور هو أهم ما نتعلمه في المسرح. فقد تلعب دور عطيل، الذي يقتل زوجته خنقًا بعد مؤامرة من ياجو أوحى له فيها بأنها خائنة، أنت تقترب الآن من البطلة وتقبض على رقبتها بأصابعك وتضغط بقوة، ولكنك لا تقتلها بالطبع لأنك على وعي بأنك ممثل وأنك تلعب دورًا.

أنت تلعب دورًا من أجلنا جميعًا، فلا تنسَ ذلك.