المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 أيلول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.september25.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس مرقس10/من28حتى31/ في الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة.كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

رؤيا القدّيس يوحنّا 02/من12حتى17/فَمِي مَنْ لَهُ أُذُنان فَلْيَسْمَعْ ما يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أي صلاة يصليها الأسد المجرم البراميلي والكيماوي/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 24/9/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 24 ايلول 2015

نصرالله يسعى لفتح خط مع إدارة أوباما.. التعزيزات الروسية ترسم معالم “الحكم الذاتي العلوي”

خطة شهيّب تتقدّم والمجتمع المدني غير مختص لحل ازمة النفايات

جعجع التقى وفدا من عائلة المخطوف كساب في معراب

إلى السيد حسن نصر الله: «بعد إلك عين تتهم حدا بالعمالة/الدكتور حارث سليمان/جنوبية

مقبل : هذا هو ترتيب العميد روكز 20 بين الموارنة و50 في الترتيب العام وهؤلاء أولى منه بالترقية

وفاة 3 حجاج لبنانيين وفلسطيني من لبنان لأسباب طبيعية

كونوا كثيرين في استقبال طيور أيلول./إيلي صليبي

تفاهم "حزب الله" و"النصرة"/حـازم الأميـن/لبنان الآن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جنبلاط : الحل في سوريا سيشمل مرحلة انتقالية يكون النظام وإيران وروسيا جزءاً منها

علوش: لا للخضوع لمطالب عون دون ضمانة منه لتسهيل انتخاب الرئيس

قاووق بحفل تأبيني في مجدل سلم: عون المرشح الأقوى والتعنت يزيد الأمور تعقيدا

دريان في خطبة العيد: علينا ان لا نظلم الحكومة وان نقف الى جانبها وندعمها ولنعد الى رشدنا لكي يبقى الوطن وتبقى الدولة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا في الكونغرس: مكافحة التطرف يجب ألا تقضي على الحريات الفردية

البابا فرنسيس في الكونغرس: أميركا أسسها المهاجرون.. فلا تخافوا منهم

بابا الفاتيكان يطالب بمواجهة التطرف في جميع الأديان

الأسد يؤدي صلاة العيد في دمشق

البيت الأبيض: أوباما لن يلتقي روحاني في نيويورك

البنتاغون ينفي انشقاق معارضين سوريين دربتهم واشنطن

ارتفاع حصيلة التدافع في منى إلى 717 قتيلا و863 جريحا

ايران اتهمت السعودية بارتكاب اخطاء في ضمان امن الحجاج

قلق فرنسي وبريطاني من الوجود الروسي العسكري في سوريا

ميركل: اوروبا لا تزال بعيدة جدا عن حل لتقاسم المهاجرين

روسيا تجري مناورات عسكرية بحرية في شرق المتوسط

العربي الجديد: العراق: تعبئة في صفوف المليشيات لاستهداف الوجود الأميركي

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ولادة "ثالوث ذهبي" في سوريا لقتال الجماعات الإرهابية/رضوان عقيل/النهار

ماذا سيفعل «الشاطر» حسن؟/نديم قطيش/ الشرق الأوسط

سوريا والعالم.. انتصار أم مساومة؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الدب الروسي يسرق عسل الملالي/فايز سارة/ الشرق الأوسط

عندما يكون الخروج من التاريخ أفظع من الدخول/رضوان السيد/الشرق الأوسط

فرنسا وعصر المنافسة الجيوسياسية/إميل أمين/الشرق الأوسط

الجمعية العامة ستشهد تباعد الرؤى إلى الشرق الأوسط/راغدة درغام/الحياة

أسئلة التصعيد الروسي في سورية/أكرم البني/الحياة

إنها سورية أم أوكرانيا/ وليد شقير/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس مرقس10/من28حتى31/ في الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة.كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

"بَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَيَسُوع: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعْنَاك!». قالَ يَسُوع: أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: ما مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ، مِنْ أَجْلِي ومِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، بَيْتًا، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ أَخَوَاتٍ، أَوْ أُمًّا، أَوْ أَبًا، أَوْ أَوْلادًا، أَوْ حُقُولاً، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ، الآنَ في هذَا الزَّمَان، بُيُوتًا، وَإِخْوَةً، وَأَخَوَاتٍ، وأُمَّهَاتٍ، وأَوْلادًا، وحُقُولاً، مَعَ ٱضْطِهَادَات، وفي الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة.كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين».

 

رؤيا القدّيس يوحنّا 02/من12حتى17/فَمِي مَنْ لَهُ أُذُنان فَلْيَسْمَعْ ما يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ

"يا إِخوَتِي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسان: «أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ ٱلكَنِيسَةِ ٱلَّتي في بِرْغَامُس: هذَا ما يَقُولُهُ مَنْ لَهُ ٱلسَّيفُ ٱلْمَاضي ذُو ٱلحَدَّين: إِنِّي عَالِمٌ أَيْنَ تَسْكُن، هُنَاكَ حَيْثُ عَرْشُ ٱلشَّيطَان. إِلاَّ أَنَّكَ مُتَمَسِّكٌ بِٱسْمِي، وما أَنْكَرْتَ إِيمَانَكَ بي، حتَّى في أَيَّامِ أَنْتِيبَاسَ شَهِيدِي وأَمِينِي، ٱلَّذي قُتِلَ عِنْدَكُم، حَيْثُ يَسْكُنُ ٱلشَّيطَان. ولكِنْ لي عَلَيكَ مَآخِذُ قَلِيلَة، وهِيَ أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ أُناسًا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بِلْعَام، ٱلَّذي كانَ يُعَلِّمُ بَالاقَ أَنْ يُلْقِيَ حَجَرَ عَثْرَةٍ أَمامَ بَنِي إِسْرَائِيل، لِيَأْكُلُوا مِن ذَبَائِحِ ٱلأَوثَانِ وَيَزْنُوا. وهكَذا أَنْتَ أَيْضًا عِنْدَكَ أُنَاسٌ مُتَمَسِّكُونَ بِتَعْلِيمِ ٱلنِّيقُولاويِّين. فَتُبْ إِذًا، وإِلاَّ فإِنِّي آتِيكَ عَاجِلاً، وأُحَارِبُهُم بِسَيْفِ  فَمِي.مَنْ لَهُ أُذُنان فَلْيَسْمَعْ ما يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلكَنَائِس: أَلظَّافِرُ أُعْطِيهِ مِنَ ٱلمَنِّ ٱلخَفِيّ، وأُعْطِيهِ أَيْضًا حَصَاةً بَيْضَاء، وَعَلَى ٱلحَصَاةِ ٱسْمٌ جَدِيدٌ مَكْتُوبٌ لا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ غَيْرُ ٱلَّذي يَأْخُذُهُ."

 

تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

"أي صلاة يصليها الأسد المجرم البراميلي والكيماوي!!

الياس بجاني

24 أيلول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/24/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%8A-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D9%8A%D8%B5%D9%84%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B1/

إن مشكلة الإنسان الأولى والأخطر ومنذ اليوم الأول له على الأرض وذلك بعد أن طرده الله من الجنة هي طمعه وحسده ونزعة جنوحه إلى الشر.

الإنسان  هذا وهو كان لا يزال في حضرة الرب خالف وصيته عن سابق تصور وتصميم ورضخ إلى اغواء حواء وسعى بغباء وأنانية إلى أن يعرف الأسرار ليصبح إلها. و

وعندما كان عدد البشر لا يتعدى الأربعة على الأرض وهم أدم وحواء وولديهما هابيل وقايين واحد من هؤلاء الأربعة الذي هو قايين وقع في تجربة الشيطان وقتل أخله هابيل على خلفية الغيرة والطمع والحسد وحب الذات.

إن الإنسان الذي بداخله نزعتي الشر والخير يجنح في أكثر الأحيان نحو نزعة الشر ويتعامى عن الخير خصوصاً عندما يصبح صاحب سلطة ونفوذ وسطوة على الآخرين ويقتني من خيرات الأرض وثرواتها الكثير فيقع في حبائل إبليس ويعبد المال وليس الرب الذي انعم عليه بالحياة وخلق كل شيء.

من سفر التكوين: ((وحدث بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانًا للرب، وقدم هابيل أيضًا من أبكار غنمه من سمانها، فنظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر، فاغتاظ قايين جدًا وسقط وجهه” (سفر التكوين03-05). وكلم قايين هابيل أخاه، وحدث إذ كان في الحقل أن قايين قام علي هابيل أخيه وقتله، فقال الرب لقايين: أين هابيل أخيك؟ فقال: لا أعلم، أحارس أنا لأخي؟‍ فقال: ماذا فعلت؟ صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض” (سفر التكوين08-10).))

الرئيس السوري بشار الأسد، هذا المجرم والدموي والبراميلي والكيماوي كان اليوم في مسجد من مساجد دمشق يصلي وقد وزعت وكالات الأنباء (الصورة المرفقة) صورة تظهره رافعاً يديه بخشوع ورهبة فيما هو غارق في الصلاة.

نسأل مع كل إنسان عاقل وسوي ويخاف الله ويوم حسابه الأخير، أي صلاة تلك التي تلاها هذا المخلوق الدموي اليوم وإلى أي رب كان يرفع صلاته وهو الذي يتلذذ ويفاخر بقتل أفرد شعبه بمن فيهم الشيوخ والأطفال بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية وبكافة ما في مخازنه من أدوات تدمير؟

إن ما يقوم به هذا الأسد اللاانساني من ارتكابات واجرام وشيطانية هي أعمال غير مسبوقة في التاريخ، حيث أن الحكام من ملوك وأباطرة وغيرهم  منالفاتحين عادة يقتلون من هم من غير شعوبهم وذلك خلال حروبهم والغزوات وحمالات التوسع العسكرية.

إن التاريخ لم يعرف مجرماً بحق ناسه وبلده كالأسد ومن قبله أبيه حافظ الأسد الذي دمر مدينة حماة على رؤوس أهلها وأخفى الآلاف من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين في غياهب سجونه ومعتقلاته البربرية.

مرة أخرى نسأل أي صلاة ممكن أن يتلوها هذا القاتل في هذا اليوم المبارك بالذات؟

هل هو طبقاً للكل المعايير السماوية والإيمانية في وضعية صادقة وصحيحة تجيز له الصلاة؟

لا نعتقد ذلك لأنه ما ترك جريمة إلا وأرتكبها، ولا ترك معصية إلا وأقترفها، ولا ترك مكون من مكونات الخير إلا ونحره.

صحيح أن الله جل جلاله هو أب يسامح ويغفر، إلا أن الأسد وأمثاله وكل من يشاركه أعماله الإجرامية أو يغض الطرف عنها هو قد تخطى كل حدود ومقاييس التسامح وسوف سينال عقابه في أتون جهنم حيث نارها لا تنطفئ ودودها لا يهدأ وعذابها لا نهاية له.

إن صلاة هذا المجرم هي غير صلاة البربرة والأتقياء والذين يخافون الله لأنها رزم من النفاق والدجل والفجور وهكذا صلاة هي شيطانية، ونقطة على السطر.

فلنصلي من أجل أن يحل السلام في وطننا المحتل وفي سوريا المعذبة وفي كل بلدان العالم التي تتعرض للاضطرابات بكافة أنواعها وأشكالها.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 24/9/2015

الخميس 24 أيلول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عيد الأضحى المبارك حمل مأساة على حجاج بيت الله الحرام، في اسوأ حادثة تدافع في مشعر منى أثناء رمي الجمرات، أدى إلى مقتل سبعمئة وسبعة عشر شخصا، إضافة إلى إصابة المئات. وسجل فقدان لبناني ووفاة حاجة لبنانية بنوبة قلبية.

سياسيا، استراحة عطلة العيد ستشكل مناسبة لتكثيف الاتصالات للوصول إلى تسوية للتعيينات العسكرية، وتفعيل العمل الحكومي.

وقد غادر رئيس الحكومة تمام سلام اليوم إلى نيويورك، مترئسا وفد لبنان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وسيركز سلام في كلمته ولقاءاته على حض الدول ذات التأثير لمساعدة لبنان في انتخاب رئيس، ودعم الجيش في مواجهة الارهاب، إضافة إلى مساعدة لبنان في تحمل أعباء اللاجئين السوريين.

وفي المنطقة، وبعد الدخول الروسي على خط التطورات السورية، يحضر الملف السوري على طاولة محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي باراك أوباما، في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

حادثة مشعر منى عكرت أجواء عيد الأضحى المبارك في السعودية وكل الدول الاسلامية. تدافع الحجاج أدى لوفاة أكثر من سبعمئة وسبعة عشر حاجا، وإصابة ثمانمئة وخمسة حجاج. أما الحجاج اللبنانيون ففقدوا التواصل مع حاج واحد، فيما قضت حاجة بنوبة قلبية وليس نتيجة التدافع في منى.

المملكة استنفرت ما بين انقاذ الجرحى وتنظيم المناسك المتواصلة، وبين تأليف لجنة تحقيق عليا، بعد اعلان وزير الصحة السعودي ان أسباب التدافع في منى تعود إلى عدم التزام بعض الحجاج بالتعليمات.

الحادثة ليست الأولى من نوعها، لكن أعداد الضحايا والمصابين كبيرة هذا العام، إلى حد كارثي.

في لبنان، بقي الرئيس نبيه بري متابعا طيلة اليوم أوضاع الحجاج اللبنانيين، باتصالات إطمأن فيها على سلامتهم وصحتهم. في وقت كانت خطب العيد تلتقي عند دعم الحوار وتفعيل عمل المؤسسات، وتحث على انتخاب رئيس للجمهورية.

بيروت الهادئة اليوم، حضرت فيها براءة الطفولة وفرح العيد بكرنفال "سوق أبو رخوصة"، لكن المواطنين يترقبون الغد، بأمل الوصول إلى حلول توافقية تنتجها طاولة الحوار، خصوصا ان المؤشرات الخارجية تزداد وضوحا حول سوريا، كما بدا موقف المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في الساعات الماضية، التي دعت لمشاركة الرئيس بشار الأسد في أي مفاوضات لإنهاء النزاع في سوريا، وعدم اقتصار التعاون على واشنطن وموسكو، بل ضم الشركاء الإقليميين كطهران والرياض.

الموقف الألماني يأتي في القمة الأوروبية، ليعكس حقيقة عناوين المرحلة المقبلة. ومن هنا يأتي اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، في ظل مناورات عسكرية بحرية تجريها موسكو في الشرق المتوسط، على وقع انجازات نوعية ملموسة للجيش السوري في ضربه مواقع "داعش" بطائرات وأسلحة فعالة، باتت نتائجها بشكل أوضح.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كثر الضحايا في عيد الأضحى، على اعتاب الكعبة المشرفة وفي منى العقبات. أكثر من سبعمئة حاج سعوا شوطا أخيرا إلى بارئهم وطافت أرواحهم سباقة إلى الديار، ولكن لا أهل فرحين ينتظرون، ولا تبريكات وأقواس نخيل وأنوار.

أكثر من سبعمئة حاج قتلهم سوء التنظيم لواحد من اكبر مؤتمرات البشرية وأقدسها. السلطات السعودية غيبت الأسباب، وحين نطقت ألصقت التهمة بالحجاج الضحايا أنفسهم.

اليوم، لا تهمة تتلى على متعبد جاهد بالمال والنفس لأداء واجب ومستحب، وتسلح ببياض القلب والمغفرة. أما المليارات العشرون التي تنفق في مشروع التوسعة فإنها لا تساوي زفرات الأنفس التي ازهقت اليوم على طريق الاستهتار واللامسؤولية، ما دفع الأتراك ليكونوا أول من يطالب بمسعى دولي لتأمين سلامة الحجاج.

عيد الأضحى وسم بالحزن منذ ساعاته الأولى، وهو في اليمن ضرج بدم المصلين في مسجد لله على يد التكفيريين. وفي هذا اليوم، حاول العراقيون تناسي أزمتهم، والسوريون شاركهم رئيسهم الصلاة لسلامة بلدهم في مساجد الشام.

أما في لبنان، فالعيد أراح المواطنين مؤقتا من ضجيج الأزمات، وأبعد السياسيين عن الشاشات، من دون ان يلغي مفاعيل أزمة النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

عيد أضحى سعيد، غير أن العيد لم يدخل البلاد في عطلة بل شرعنها ليومين. فالجمهورية في عطلة وقصرها بلا رئيس، والحكومة التي عطلتها الانقلابات والتفاسير الملتوية للدستور، أبعدتها طاولة الحوار عن المقود لتصاب الطاولة نفسها بعطل يهددها بالسقوط.

لماذا؟ لأن المواضيع الخلافية هي نفسها، لا هي تغيرت ولا تغير المتخانقون على التفليسة، ولا ينفع تغيير التسميات والأمكنة. خلاف عميق على آلية إدارة مجلس الوزراء في غياب الرئيس، وخلاف على التعيينات العسكرية وخلاف حول أي قانون انتخاب. وليكتمل "النقل بالزعرور" يتمسك العماد عون بانتخابه رئيسا للجمهورية من الشعب أو لا جمهورية، و"حزب الله" في المقعد الخلفي يدعمه واليد على الزناد.

بهذه الصورة الوطنية المشلعة يدخل رئيس الحكومة تمام سلام، أروقة الأمم المتحدة، ويعتلي منبرها للعام الثاني بديلا من رئيس ضائع. والمخجل أنه مضطر للتسليم بأمرين: أن قسما من سياسيي هذا البلد نقلوا قراراته السيادية إلى الخارج وربطوا مصير وطنهم بتعقيدات الاقليم وحروبه، والثاني، إلى استجداء دول القرار أن تتجاوز هذا الجنون وتفكر عن اللبنانيين وتعزل لبنان عن تأثيرات المحيط وتنتخب لهم رئيسا. مسكين تمام سلام، ما كان له هذا الدور.

في الداخل، المساعي جارية لايجاد تخريجة لإمرار التعيينات العسكرية، بما يرضي العماد عون ويعيد الحياة إلى مجلس الوزراء، فيما الأنظار مشدودة إلى ما بعد عطلة الأضحى لمعرفة ما إذا كانت خطة شهيب للنفايات ستسلك طريقها إلى التطبيق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أضحى مبارك وكل عام وانتم بخير.

بعد كيري وفابيوس، جاء دور انجيلا ميركل في الإقرار بدور الرئيس السوري بشار الأسد في أية تسوية مقبلة في سوريا. أوروبا القلقة المذعورة تغلق حدودها أمام المهاجرين، وتعلن الاستنفار بعدما أصبحت "داعش" على الأبواب، وترضخ لواقع ان الكحل أفضل من العمى، وان بقاء بشار في الحكم بغض الحلال.

الاشارة الأوروبية التقطها بسرعة رجل الاستشعار عن بعد ورادار المختارة وليد جنبلاط، الذي أقر اليوم ان الشعب السوري هو من يقرر بقاء بشار الأسد أم لا. وللمفارقة ان الرئيس السوري أعلن منذ أسبوعين، ان شعبه هو من يقرر بقاءه أم لا.

وإذا كان جنبلاط استشعر التغيير الحاصل في المنطقة وانعكاساته المرتقبة على لبنان لغير مصلحة الفريق الذي ينتمي إليه، فإن تيار "المستقبل" يعيش حالة من الانكار والمكابرة والبلبلة، ويتبع استراتيجية الهروب إلى الامام والامتناع عن حسم خياره واتخاذ قراره، سواء على مستوى السنيورة أو الحريري، وهو ما أدى إلى بروز ملامح افتراق بين السنيورة من جهة وبري وجنبلاط من جهة ثانية، في موضوع الترقيات وآلية العمل الحكومي والعلاقة مع "التيار الوطني الحر".

لكن الحدث يبقى في السعودية والكارثة المأساوية التي أودت بحياة المئات من حجاج بيت الله الحرام، نتيجة التدافع في منى قرب مكة المكرمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الأضحى جاء دموبا في السعودية. ما يقارب السبعمئة ضحية وأكثر من ثمانمئة جريح من جراء تدافع في منى قرب مكة.

الحادث وجدت فيه إيران منصة للقصف السياسي على السعودية، متهمة إياها بارتكاب أخطاء في ضمان أمن الحجاج، خصوصا ان من بين الضحايا نحو تسعين إيرانيا، فردت المملكة بأنها فتحت تحقيقا في المسببات.

ومن السعودية إلى اليمن حيث العيد استهل بتفجيرٍ انتحاري في أحد مساجد الحوثيين، أسفر عن نحو خمسة وعشرين ضحية.

وهكذا من مكة إلى صنعاء، الصراع السعودي - الايراني يتخذ أشكالا متعددة، وليس في الأفق ما يشير إلى انحساره قريبا.

أما العيد في سوريا، فحمل معطيات جديدة تحت عنوان: الترويج لمرحلة انتقالية بوجود الرئيس الأسد. فبعد أنجيلا ميركل، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يعلن ان العملية الانتقالية ممكنة من دون الأسد، وممكنة معه، لكنه استطرد: لا أحد يرى مستقبلا للأسد في سوريا.

في لبنان اختفت الحركة كليا، من النفايات إلى السياسة، باستثناء الحراك المدني الذي أطل اليوم بجو العيد، من خلال "سوق أبو رخوصة" الذي أقيم اليوم، للمرة الثانية في ساحة رياض الصلح.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، ارتسم المشهد الداخلي عبر تبادل التهاني وخطب العيد، التي لفتت إلى الأزمات السياسية التي تتخبط بها البلاد، وتعذر انتخاب رئيس للجمهورية، وسط دعوات إلى الحوار والتلاقي من أجل انقاذ البلاد.

غير ان هذا المشهد اخترقه نبأ الفاجعة التي ضربت الحجيج، وأودت بحياة أكثر من سبعمئة منه فيما أصيب مئات آخرون، بفعل التدافع في مشعر منى خلال تأديتهم المناسك.

في هذا السياق، تابع لبنان الرسمي طيلة النهار أوضاع الحجاج اللبنانيين مطمئنا على سلامتهم، فيما شكلت المملكة العربية السعودية لجنة تحقيق في الحادث تمهيدا لرفع تقريرها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

يوم "مشعر منى" لم يأت على قدر المنى. وخاتمة موسم الحج لم تكن مسكا. رمي الشيطان بالجمرات السبع، أخذ في طريقه أكثر من سبعمئة حاج وأصاب ما يربو على ثمانمئة، في كارثة عزاها أولياء الأمر في مكة إلى عدم التقيد بالإرشادات وتعارض الحركة بين أفواج الحجاج، وشكلوا لجنة تقص للحقائق. ورماها أولياء الدم بتهم التقصير في إجراءات السلامة العامة، فاستدعت طهران القائم بالأعمال السعودي.

وما بين العزاء والاستدعاء، كان الحجاج أضحية يوم الحشر في ممر مزدحم تلاطموا فيه، سعيا للنجاة، خبط عشواء تحت شمس حارقة ودرجة حرارة مرتفعة. وفي المحصلة تعددت الأسباب وكانت المنية واحدة.

وإذا كان موسم الحج إلى مكة لمن استطاع إليه سبيلا، فإن موسم الهجرة إلى نيويورك ثبت بالوجه الشرعي أنه واجب سياسي. وأول المهاجرين رئيس حكومة لبنان. على الأرض الأممية ستلوح طلائع الحلول من معالم اللقاءات، وقد مهدت الطريق إليها من الزبداني حيث أعلن اليوم عن اتفاق لإجلاء المدنيين وسحب المقاتلين وتبادل السجناء.

ما يحكى عن اتفاق روسي - أميركي بتفاهم أوروبي لحل أزمة سوريا، سيتبلور في قمة بوتين - أوباما تحت سقف الأمم المتحدة. وبشهادة من أولياء الأزمة، قالت بثينة شعبان إن واشنطن أقرت بمعرفة الكرملين بالمنطقة، ومقدرته على تقييم الموقف بشكل أفضل، وأن لا حل سياسيا للأزمة في سوريا من دون القضاء على الإرهاب. ومن هنا تتجه البوصلة نحو العراق الذي لم يؤت على ذكره لا روسيا ولا أميركيا. وستبقى أرض السواد رهينة الراية السوداء.

على التطورات السورية، مالت راية المختارة وسجلت بورصتها ارتفاعا في رصيد مشاركة جزء من النظام في المرحلة الانتقالية، والشعب سيقرر بقاء الأسد أو رحيله، مع أهمية إشراك روسيا وإيران. ال"بيك" خطا خطوة إلى الأمام بخروجه من دائرة اللف والدوران. لكنه سيبقى منتظرا عند ضفة النهر "لينمر" الشبكة: فإذا لم يكن الاثنين مع إيران سيكون الخميس مع الأميركان.

وبعيدا من صخب السياسة إلى قلب بيروت، "رجعت أسواق زمان"، وصرخة شوشو "آخ يا بلدنا". رفع "سوق أبو رخوصة" صمت أربعين عاما عنها، فارتدت حلة عيد الأضحى وغنت "رجعت ليالي زمان يا بلدنا". صحيح أن مشوار التغيير طويل و"يمكن تفرق على نمرة"، والسكوت لم يعد من ذهب، والقابضون على الجمر كثر في بلد ألف علة وعلة، لكن على حد قول شوشو "انفتح الباب يا أيوب".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 24 ايلول 2015

النهار

استُبعدت شركة "أفيردا" التي تملك "سوكلين" من مناقصة معالجة النفايات في إمارة العين في دولة الإمارات لأسباب غامضة.

قال وزير إنه إذا تمّ الاتفاق على النسبيّة لقانون الانتخاب فإن مشكلة أخرى ستدور حول عدد الدوائر.

عدد كبير من اللاجئين السوريين في لبنان لا يسجّلون أبناءهم المولودين حديثاً في سفارة بلادهم خوفاً من كشف عناوينهم.

رشح أن السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل قد لا يُغادر إلى مركزه الجديد سفيراً في باكستان إلا بعد التوصّل إلى حل لأزمة الانتخابات الرئاسية.

يخشى رئيس حزب أن تُطيح مشكلة النفايات بالحكومة إذا لم تنفَّذ خطة الوزير شهيّب.

السفير

تبلّغ مسؤول رسمي ان شركات طيران عالمية بدأت تدرس إلغاء رحلاتها إلى بيروت قلقاً من جبال النفايات وتجمّع الطيور فوقها بما يهدد سلامة الطيران.

ألغى مدير إحدى الشركات الأجنبية الكبيرة زيارة عمل للبنان، وعندما سُئل عن السبب قال "إنها النفايات يا عزيزي".

تبلغت جهات لبنانية معنية عن توجه للتصنيف السلبي لبعض المصارف اللبنانية الكبرى.

وضع أحد المصارف اللبنانية يضع يده على أحد الفنادق الكبرى في وسط بيروت.

المستقبل

يقال

إنّ الشخص الذي أوقفته مخابرات الجيش أمس على حاجز المدفون والذي كان يتنكّر بزيّ امرأة يدعى أبو عمر كسحة وهو من الذين كانوا يتردّدون إلى جبهة القلمون ويقاتلون فيها.

إنّ تقارير تتعلق بنقاشات داخلية على مستوى قيادات عليا في "حزب الله" أظهرت غياباً ملحوظاً للتطورات على الساحة الفلسطينية عن هذه النقاشات لمصلحة ملفات التدخل في شؤون سوريا والعراق واليمن.

اللواء

تروّج مصادر دبلوماسية، غير عربية، عن قمّة ستعقد بين رئيسين عربيين على نحو مفاجئ في ضوء تغيّرات المواقف الغربية.

حدث تقارب ملموس بين قيادتين مسيحيتين شابتين على خلفية مقاربة الملف الرئاسي في جلسات الحوار.

يسجّل وزراء عتباً على وزير سيادي لسبب تأخير تحويل الاعتمادات إلى وزاراتهم.

الجمهورية

قال نائب إن أي تنازل أمام مرشح رئاسي سيجرّ إلى تنازلات إضافية، ناصحاً برفض أي مقايضة سيتم الإنقلاب عليها في اليوم التالي.

نوّهت أوساط دبلوماسية بالجيش اللبناني معتبرة أنه الجيش الوحيد الذي لم تستطع "داعش" إختراقه.

رأت مصادر قيادية في قوى "14 آذار" أن أولوية الفريق الآخر الذهاب إلى قانون إنتخاب بشروطه للفوز بالأكثرية والتحكّم بمسار اللعبة السياسية.

قال دبلوماسي عربي أن تجربة اليمن يمكن تكرارها وتحديداً في سوريا، إنما شرط توافر الإرادة العربية.

البناء

استغربت جهة سياسية بارزة البدء منذ الآن في تسريب أحاديث عن احتمال تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية التي من المفترض أن تحصل في ربيع العام المقبل. وإذ لفتت الجهة السياسية إلى السلبيات الكثيرة التي تنطوي عليها مثل هذه التسريبات، أكدت أنّ مصدرها معروف ومكشوف، وهو الذي يعاني من مشكلات كثيرة، مالية وغير مالية، مع قاعدته الشعبية الآخذة في الضمور والتفكك...!

سلام يتراس وفد لبنان الى الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك

الخميس 24 أيلول 2015

وطنية - غادر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام صباح اليوم الى نيويورك حيث يترأس وفد لبنان الى الجمعية العمومية للامم المتحدة، حيث سيلقي كلمة لبنان.

وستكون للرئيس سلام لقاءات مع عدد من الرؤساء والامراء العرب والاجانب المشاركة في المؤتمر للبحث في تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة.

 

نصرالله يسعى لفتح خط مع إدارة أوباما.. التعزيزات الروسية ترسم معالم “الحكم الذاتي العلوي”

حميد غريافي/السياسة/قد يكون “حزب الله” بدأ يسقط تحت جنازير الدبابات الروسية– الإيرانية الموجودة في سوريا منذ نحو شهرين، عندما قرر الرئيس فلاديمير بوتين الإستجابة لطلب حليفه بشار الأسد إرسال قوات ودبابات وطائرات روسية إلى سوريا، بعدما باتت قوات المعارضة على أبواب القصر الجمهوري في دمشق إثر فشل ميليشيات الحزب الايراني ومعها أعداد كبيرة من “الحرس الثوري” في إستعادة بلدة الزبداني المتواضعة عسكريا وتسليحا من أيدي المعارضة السورية، ما جعل الروس يصممون على خوض غمار الحرب السورية بذواتهم من دون الإتكال على قائد “فيلق القدس” الايراني قاسم سليماني الذي “جرى وضعه على الرف”، فأعربوا للأسد عن قناعتهم بأنه ذاهب الى خسارة كل شيء ما لم يتدخلوا مباشرة في القتال. وإعتبر ديبلوماسي بريطاني أن الغريب في الأمر هو أن الأميركيين، الذين علموا مسبقاً بنوايا بوتين والأسد في إنزال قوات وأسلحة ضخمة وطائرات في سوريا، لم يحركوا ساكناً إلا بعد ما شوهدت القوات والدبابات وطائرات الهليكوبتر ومقاتلات “ميغ” في مناطق وأجواء سوريا إمتداداً من دمشق حتى الحدود التركية الشمالية لتغطية مناطق “الحكم الذاتي العلوي” على غرار الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق، كما أن تقاعس باراك أوباما المريب عن نجدة “العناصر الخمسة من المعارضة الذين دربتهم قواته لمقاتلة “داعش” وكبدوه ستة ملايين دولار، جعل وزير خارجيته جون كيري “يتلمس” لقاء نظيره الروسي سرغي لافروف لبحث التطورات السورية من دون ان يعلن صراحة نزول طلائع القوات الروسية في سوريا، التي قد يرتفع عددها خلال ستة اشهر فقط الى 30 ألف ضابط وجندي بحماية 250 دبابة و40 مقاتلة ميغ “29” و”34 و40 مروحية متطورة وخمس قطع بحرية حاملة للصواريخ. وقالت أوساط ديمقراطية في مجلس النواب الأميركي إن الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى “قصم ظهر “حزب الله” اللبناني الذي كان يراهن في بقائه وثرائه على إستمرار التأزم الى ما لا نهاية بين واشنطن وطهران، وأدرك حسن نصر الله من خطوة سحب المرشد علي خامنئي “تشي غيفارا ايران” قاسم سليماني من سوريا بعد العراق الى “الاستيداع” في طهران، صحة المعلومات التي كان زعيم “حزب الله” ينفيها حتى نهاية الشهر الفائت عن وجود “اتفاقات سرية” بين واشنطن وطهران على هامش الإتفاق النووي، كان في مقدمها بدء الدول الاوروبية الواحدة بعد الاخرى إعادة علاقاتها الديبلوماسية المقطوعة مع الايرانيين منذ سنوات”. ونقل إغترابي لبناني من الحزب الديمقراطي الأميركي عن عضو في لجنة العلاقات الخارجية والإستخبارات في الكونغرس قوله “ان حسن نصرالله يسعى منذ أسابيع بواسطة أطراف أوروبية لفتح خط مع إدارة باراك اوباما، إما بضوء أخضر من طهران وإما “من وراء ظهرها إذا إستطاع”، إلا أن الجناح الأقرب الى أوباما في تلك الإدارة يرى أن الوقت لم يحن بعد لإجراء إتصالات مع الحزب بإنتظار نتائج ما سيتقرر في دمشق على ضوء رحيل بشار الاسد او بقائه ما بين 6 اشهر و12 شهراً أخرى في السلطة، لأنه في كلتا الحالتين فإن الأميركيين هم “المنتصرون”  الذين يقررون مصير نصرالله وجماعاته بصورة حاسمة”.

 

خطة شهيّب تتقدّم والمجتمع المدني غير مختص لحل ازمة النفايات

خاصّ جنوبية 24 سبتمبر، 2015/شهران ونيف وشوارع لبنان غارقة بالنفايات، أمّا شوارع بيروت فغصّت بالمواطنين الرافضين للفساد، هذا الضغط أنتج خطة مستدامة بحسب ما وصفها وزير الرزراعة أكرم شهيب، فما هي ايجابيات هذه الخطة؟ اقتربت ساعة الصفر لتنفيذ خطة وزير الزراعة أكرم شهيب، أشارت مصادر صحيفة “اللواء”، إلى ان الاعتراضات بدأت تتلاشى تباعاً، لا سيما حيال مطمر الناعمة لمدة محددة بـ7 أيام، وذلك بعد الشرح المستفيض الذي قدمه شهيب أكثر من مرّة، وبعد ان سأل الرافضين عن بدائل لخطته، فلم ينل جواباً. إذًا وعلى الرغم من الإعتراضات التي واجهت الوزير أكرم شهيب بعيد إعلانه عن خطته لحلّ أزمة النفايات، رسى رأي المسؤولين انها الخطة الأمثل في ظلّ انتشار النفايات على الطرقات. حارث سليمانعضو هيئة التنسيق في تجمع لبنان المدني الدكتور حارث سليمان قال بصراحة: «خطة شهيب أنا شخصيًا لست ضدها، وهناك هستيريا وهي أن «لا تجعلوا من منطقتي مكبًا للنفايات» هذه الهستيرية مسؤول عنها الإعلام وبعض المنظمات البيئية. وهناك هستيرية ثانية عبارة عن عدم التفريق بين المطمر والمكب، ولا يعلم إذا كان حسب المواصفات أم لا مع العلم أن مطمر الناعمة كان ضمن المواصفات، وما حدث مفتعل وهمروجة إعلامية، والمشكلة المفتعلة مسؤول عنها وليد جنبلاط لأنه يريدها محاصصة بالمناقصات. وكان الأجدر أن تترك سوكلين مع تخفيض السعر بمناقصة جديدة وذلك بعد إزالة السعر السياسي الباهظ». وأضاف: «شعار المحاصصة انفجر في وجه مجلس الوزراء، في حين أنّ المحاصصة الحقيقية ونادي المحاصصة الحقيقي هم أصحاب السلطة الحقيقية الموجودين على طاولة الحوار أي السلطة السياسية.خطأ تمام سلام أنّه دافع عن سوكلين مع أنّ أسهمها تذهب بطريقة غير مباشرة إلى شركة أم يملكها نجيب ميقاتي». معمل نفاياتوعن نظرته لحل نهائي للمشكة شرح الدكتور سليمان «يجب أن يكون في كل محافظة برأيي مطامر ويتوالاها مجلس الإنماء والإعمار، حاليًا هناك مطمران قيد العمل في زحلة وبلدة بوداي في البقاع، ومن أجل حلّ هذه المشكلة فإنّ هناك إمكانية حاليًا لإعادة تشغيل مطمر الناعمة بشكل مؤقت لحين حلّ الأزمة كذلك في برج حمود، ولا تكذب القوى السياسية وتقول أنّها تريد كنس النفايات بدون مطامر لأنّه لا يمكن تلزيم النفايات دون تأمين مطامر لها، وبالنسبة للتفكيك الحراري وهو تحويل نفايات المطامر إلى غاز فهو مكلف ويلزم تقنية عالية غير متوفرة في لبنان وبالتالي هو طرح غير عملي ابدا. وفي النهاية يخلص الدكتور حارث سليمان للقول انه «لا بدّ من تفعيل سوكلين وإعادة المطامر فالحراك المدني غير مختص في معالجة مشكلة النفايات، وهذه مسؤولية الدولة التي تضع القيود».

 

جعجع التقى وفدا من عائلة المخطوف كساب في معراب

الخميس 24 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، وفدا من عائلة المخطوف سمير كساب، في حضور رئيس بلدية حردين باخوس عساف، نائب رئيس البلدية غسان عبود ومنسق القوات اللبنانية في البترون شفيق نعمه.

وألقى عساف باسم العائلة وبلدة حردين وآل كساب كلمة قال فيها: "نشكر الدكتور جعجع على التفاتته الكريمة والمبادرة المهمة التي قام بها من خلال زيارته الى دولة قطر وأميرها، حيث بحث موضوع اختطاف الاعلامي سمير كساب، ولاسيما أننا نعتبر ان رئيس القوات هو المرجع الصالح، ونأمل أن يضيف مأثرا على مآثره العظيمة بإعادة سمير الى ذويه".  وردا على سؤال، أكد عساف "ان جعجع طمأنهم ان الموضوع قد أثير بكل جدية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والمسؤولين القطريين، وان شاء الله ستكون الخاتمة عند حسن ظن الجميع".

 

إلى السيد حسن نصر الله: «بعد إلك عين تتهم حدا بالعمالة»؟!

الدكتور حارث سليمان/جنوبية/ 24 سبتمبر، 2015

هنا رسالة من الدكتور الجامعي حارث سليمان، إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعثها له قبل ساعات وبعيد الإعلان عن عميل جديد في صفوف حزب الله. إلى السيد حسن: إلك عين بعد تتهم حدا بالعمالة؟ أن تتهم أحدا بما هو واقع فعلي بين ظهرانيك، مرة واثنتين وثلاث ومئة مرة… والآتي اعظم.

أمن حزب الله ألقى القبض على عميل تابع للمخابرات الاميركية CIA كان موكلاً بحماية أمن مستشفى الرسول الأعظم لمدة 3 سنوات، واسمه الحقيقي هو صادق حريري، أصله من إحدى القرى الجنوبية وينتمي إلى صفوف “الحماية المركزية” المعروفة باسم الوحدة 1000. الحريري هو واحد من 3 أشخاص تم القبض عليهم بالتهمة نفسها ويعملون جميعاً في جهاز حماية حزب الله أي الوحدة 1000. أحدهم شخص مقرب للغاية من نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وهو من آل فضل الله ويعمل مرافقاً له. يواكبه تقريباً في جميع تحركاته، ما يتيح له معرفة المناطق الأمنية الحساسة. أما الآخر فهو من آل الحاج حسن ويعمل مع الشيخ محمد يزبك، ممثل آية الله علي الخامنئي. ويعتبر اختراق محمد يزبك أقل اهمية من نعيم قاسم لكنه يعتبر ذا قيمة استخباراتية عالية. أما “السيد صادق”، فبصفته يعمل في أمن مستشفى الرسول الأعظم، أتاح ل ذلك النفاذ إلى داتا عن أعداد القتلى والجرحى في حزب الله، بالإضافة الى قيامه بنقل تقارير عن الحالة النفسية التي يعيشها أفراد عائلاتهم والأجواء العامة في حزب الله. كما تمكن “السيد صادق” من رصد الزيارات المتكررة لبعض مسؤولي حزب الله إلى المستشفى وحالاتهم الصحية. كذلك تمكن من الوصول إلى الملف الصحي للأمين عام لحزب الله حسن نصرالله. ّ الإغراء الأساسي الذي أوقع هؤلاء الأشخاص في قبضة CIA هو العامل المالي. فهؤلاء الثلاثة يقطنون في منطقة الأوزاعي ضمن منازل بسيطة وفي منطقة لا يمكن مقارنة رقيها بحارة حريك ومنازل مسؤولي حزب الله. أما الشخص الرابع، الذي كان سبباً أساسياً في وقوع المجموعة داخل قبضة أمن الحزب فهو المدعو “أبو جمال” الذي يعمل في الوحدة 800 التابعة لحزب الله والمعنية بتدريب وإعداد المقاتلين وعناصر الحماية في الحزب وتأهيلهم. وقد قام “أبو جمال” بتجنيد العملاء الثلاثة خلال قيامه بتدريبهم. وكان سقوطه سببه العوز المالي إذ كان يتقاضى من الطرف الأميركي 15 الف دولار في كل دفعة. وقد اعترف “أبو جمال” بتجنيده هؤلاء الذين ألقي القبض عليهم. ونفت مصادر خاصة لي أن يكون هؤلاء الأربعة يعملون بالضرورة مع الموساد الإسرائيلي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل معلومة تصل إلى CIA يمكن أن تصل إلى يد العدو الإسرائيلي.

 

مقبل : هذا هو ترتيب العميد روكز 20 بين الموارنة و50 في الترتيب العام وهؤلاء أولى منه بالترقية

البناء/2015-09-24/ذكرت صحيفة «البناء» ان نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل أعلن رفضه تسوية الترقيات، معتبراً بحسب الصحيفة أنّ الأولوية في الترقية تأتي كالآتي

نائب رئيس الأركان في شؤون التخطيط العميد مارون حتي من دورة 1980

قائد منطقة الجنوب العميد فرنسوا شاهين

قائد منطقة البقاع العميد البير كرم

قائد مقرّ عام الجيش العميد جورج كيوان

مدير الأفراد العميد كلود حايك

رئيس فرع مخابرات الجيش العميد ريشار حلو

ويشير مقبل إلى «أنّ هؤلاء رقوا الى رتبة عميد قبل العميد روكز الذي يحتلّ المرتبة 20 بين الضباط الموارنة والـ50 بين كلّ الضباط برتبة عميد من كافة الطوائف

 

وفاة 3 حجاج لبنانيين وفلسطيني من لبنان لأسباب طبيعية

الخميس 24 أيلول 2015 /وطنية - أعلن قنصل عام لبنان في جدة زياد عطا الله، وفاة ثلاثة لبنانيين وفلسطيني يحمل وثيقة لبنان، في المملكة العربية السعودية، خلال تأديتهم مناسك فريضة الحج "لأسباب طبيعية، وليس نتيجة حادثة التدافع" في منى. والحجاج المتوفون هم اللبنانيون: حسين ابواهيم العزي، أحمد محمد عواد، وصباح قاسم زين، وعلي محمد أيوب (فلسطيني بوثيقة لبنانية).

 

كونوا كثيرين في استقبال طيور أيلول.

إيلي صليبي/فايسبوك

كونوا كثيرين في استقبال طيور أيلول.

وحدها تعبر ولا تقيم.

وحدها تأكل من موائد طبيعتنا ولا تلعن وتشتم.

وحدها تقيم في فنادق أشجارنا ولا تتطلّب وتتذمّر.

وحدها تصطاف ساعات في دساكرنا ولا تصطاد بنات الهوى، ولا تفعل ما يُمنع عليها في بلادها.

وحدها طيور أيلول تجتاز حدودنا وتهبط في مدارج مطارات جبالنا ووهادنا ولا يُؤخذ عليها نزوح إلينا ولجوء.

وحدها طيور أيلول أساطيل جو غير مذخّرة بصواريخ وبراميل وكاميرات استطلاع.

كونوا كثيرين في استقبالها وفي وداعها، ومن جندل منها بعض قوافلها، لا تشكوا أمره إلّا لربّها الذي خلقها سابحات فوق البحر في سفن أجنحتها، مهاجرة في طلب رزقها كفاف يومها.

 

تفاهم "حزب الله" و"النصرة"

حـازم الأميـن/لبنان الآن/25 أيلول/15

في غمرة انشغالنا بالوقائع اللبنانية، وقّعت أطراف النزاع في سوريا اتفاق هدنة في منطقتي الزبداني في ريف دمشق، والفوعة وكفريا في ريف إدلب. الاتفاق ينطوي على خطوة غير مسبوقة في الحروب الأهلية التي شهدتها المنطقة. إنها "تبادل السكان"، خروج المدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف إدلب في مقابل خروج المدنيين والمقاتلين في مدينة الزبداني السنّية في ريف دمشق. وأن يجري ذلك باتفاق وقعته أطراف النزاع، فهنا السابقة. طرفا الاتفاق هما جبهة "النصرة" و"حزب الله"، أي أنهما ممثلا عملية التبادل ومستثمراها. والحال أن "التبادل السكاني" كوسيلة فرز معلنة بين أطراف النزاع، جديدة على العلوم الانسانية، ذاك أننا هنا حيال نوايا معلنة في إقامة أحزمة سكن طائفي تتولى مهمة تحصين خرائط جديدة. "سايكس بيكو" مثلاً، وهو الاتفاق الذي قسّم المنطقة إلى دول وحدود وجماعات، لم يتضمّن تبادلاً سكانياً. سقطت الحدود على الجماعات في أمكنة إقاماتها. بعض الجماعات قاوم ولم يقبل، لكنه لم يفعل ذلك احتجاجاً على نقله من أرضه، فهذا فعل لم يقع أصلاً، انما احتجّ على ضمه إلى دولة لا يرغب فيها. دير الزور السورية لم تستسغ ربطها بدمشق، ورغبت بأن تكون جزءاً من العراق، وطرابلس اللبنانية قاومت انضمامها إلى لبنان الكبير، وكانت ترغب في أن تكون سوريا. تجربة أخرى جرى فيها تغيير سكاني، لكنه لم يكن "تبادلياً"، هي نكبة الـ48. حيث أقدمت إسرائيل على "ترانسفير"، أي على ترحيل السكان الفلسطينيين، وتوطين يهود مكانهم. وبهذا المعنى ليس ما أقدمت عليه إسرائيل في حينه "تبادلاً سكانياً"، لكنها اليوم تسعى إلى ذلك عبر رغبتها في مبادلة مواطنيها العرب بمستوطنين في الضفة وفي محيط القدس، وربما شكلت المبادلة في سورية تجربة يمكن لنتانياهو أن يعتبرها سابقة يُبنى عليها. الحروب الأهلية في لبنان والعراق وأفغانستان واليمن، شهدت اقتلاع سكان من قراهم ومدنهم، لكن ذلك جرى وفق منطق النصر والهزيمة. المنتصر لم يعلن أن وظيفة حربه ونصره تغيير ديموغرافي، ولم يتقاضَ المهزوم تعويضاً عن هزيمته. المهزوم كان ضحية، وهذا مثل أفقاً لعدالة قد تأتي ذات يوم. وفي يوغسلافيا السابقة جرت عمليات اقتلاع منهجي للسكان البوشناق والألبان، أقدم عليها القوميون الصرب، ومرة أخرى لم يجرِ ذلك في سياق تبادل للسكان، انما في سياق نصر لقوي جائر هو سلوبودان ميلوسوفتش، تمت محاسبته لاحقاً، وانتحر في سجنه. المخيف في "التبادل السكاني" الذي من المفترض أن تشهده سوريا أن أطرافه أقدمت عليه ببرودة، مستبقة النصر والهزيمة. وهي ستباشره في سياق تجربة لا تقيم وزناً للخبرات الاجتماعية التي شكلتها إقامة الشيعة في إدلب والسنة في الزبداني. الشيعي الإدلبي هو شيعي انتقل للعيش في منطقة أخرى في سياق مبادلة لا في سياق حرب وظلامة. أهل الزبداني أيضاً ستكون هذه حالهم. السكان كائنات طائفية، لا كائنات اجتماعية وتاريخية. هذا ما تعتقده القوى التي وقعت اتفاق التبادل السكاني. الشيعي سيبقى شيعياً خارج الفوعة، لكنه سيكف عن كونه إدلبياً، والسنّي سيستمر سنياً حتى لو كان خارج الزبداني. هذا هو المضمون الفعلي للاتفاق. هذا هو "حزب الله"، وهذه هي "جبهة النصرة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جنبلاط : الحل في سوريا سيشمل مرحلة انتقالية يكون النظام وإيران وروسيا جزءاً منها

أشار النائب وليد جنبلاط الى أننا نعلم ان الحل في سوريا يجب ان يشمل في مرحلة انتقالية قسماً من النظام، ونعلم أهمية اشراك ايران وروسيا، ورأى في سلسلة تغريدات عبر “تويتر  أن الأمر يعود للشعب السوري لتقرير ما إذا كان يريد إبقاء الرئيس بشار الأسد أم لا، وأبدى شكوكه بذلك، بعد كل ما ارتكبه الأسد.

أضاف: “لكن باسم شهداء  ثورة الأرز اللبنانيين، تلك الثورة التي كنت في وقت ما جزءا منها، أدين بشدة بيان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الذي يشكل إهانة إضافية  لشهدائنا ولجميع الذين نجوا من الموت بأعجوبة”.

 

علوش: لا للخضوع لمطالب عون دون ضمانة منه لتسهيل انتخاب الرئيس

 موقع 14 آذار/25 أيلول/15/ رأى القيادي في 'تيار المستقبل” مصطفى علوش، أن محاولات التوافق على ترقية العمداء، تشوبها الكثير من المعوقات والعراقيل، وأخطرها ضرب معنويات الجيش بسبب عدم خضوع الترقيات الى ميزان الشفافية وتكافؤ الفرص بين جميع الضباط وتحديدا العمداء منهم، مشيرا من جهة ثانية الى ان اي رضوخ للابتزاز الذي يمارسه العماد عون على الحكومة لترقية صهره العميد شامل روكز الى رتبة لواء دون الحصول منه على ضمانة بتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية، يعني العودة الى نقطة الصفر والقبول بإبقاء الشغور في سدة الرئاسة سيد المواقف والاحكام. ولفت علوش في تصريح لـ 'الأنباء” الى ان العماد عون عود اللبنانيين على ان مصالحه الشخصية والعائلية فوق كل اعتبار وطني، وفوق الدستور والقوانين والأصول والأعراف، ويعد نفسه وجمهوره بالرئاسة ظنا منه انه الرئيس المثالي للبنان، الا ان ما فات العماد عون هو ان هذه النظرة النرجسية ـ على حد تعبير علوش ـ لا تعبر الا عن رأي اقل من نصف اللبنانيين عموما وأقل من نصف المسيحيين خصوصا، وما عليه بالتالي سوى التوافق مع النصف المفقود لتأمين اكثرية الثلثين في مجلس النواب وانتخابه رئيسا للجمهورية، وهذا ما لم ولن يحصل.واستطرادا لفت علوش الى ان مقولة العماد عون 'إما أنا وإما الفوضى” لم تضف اي جديد، على مواقفه، وهي بالتالي لم ترعب اللبنانيين بمكان، خصوصا ان مجرد وصوله الى سدة الرئاسة سيزيد من حالة الفوضى التي يقودها حليفه حزب الله بدعم وغطاء منه، وسيدخل البلاد في أتون من الصراعات السياسية تفوق بمخاطرها مخاطر الصراعات القائمة حاليا.

 

قاووق بحفل تأبيني في مجدل سلم: عون المرشح الأقوى والتعنت يزيد الأمور تعقيدا

الخميس 24 أيلول 2015 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن "لبنان اليوم يتخبط بأزمات سياسية ومعيشية لا نعرف لها نهاية، وأن إطالة أمد الأزمة السياسية يؤدي إلى تعقيدها أكثر فأكثر، وإلى عدم إيجاد حلول للأزمات المعيشية"، مضيفا أن "المسؤولية والضرورة الوطنية الملحة تفرض على جميع اللبنانيين المسارعة لإيجاد مخارج لهذه الأزمة من خلال انتخاب المرشح الأقوى وطنيا ومسيحيا لرئاسة الجمهورية ألا وهو العماد ميشال عون، وهذا هو الطريق الأقصر والأقرب لحل الأزمة السياسية الراهنة، وإن كان يؤسفنا أن هناك من يراهن على تقطيع الوقت بانتظار متغيرات في المنطقة، الأمر الذي يعتبر أشد إيلاما على اللبنانيين، وكأن الفريق الممسك بالسلطة لا يتحسس أوجاع ومعاناة الناس". كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور ثلاثة أيام على "استشهاد عباس حسين مرعي زهوي" في حسينية بلدة مجدل سلم الجنوبية، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. وأكد قاووق أن "تضحيات الجيش اللبناني والمقاومة هي التي وضعت حدا لأي تمدد داعشي إلى لبنان، والذي بفضلها بات البلد الأكثر منعة في المنطقة أمام الخطرين الإسرائيلي والتكفيري، وهذه مفخرة للبنان، إلا ما يشوبها من الفريق المتورط بالفساد الذي شوه صورة وسمعة هذا البلد بالنفايات، وأدخل اللبنانيين والمؤسسات الرسمية في نفق مظلم لا نعرف له نهاية، وهنا لا يسعنا المقارنة بين إنجازات المقاومة التي رفعت اسم لبنان ورفعته عاليا أمام الدنيا، وبين الأزمات التي تسبب بها الفريق الممسك بالسلطة".

ولفت إلى أن "أوروبا تستشعر الخطر من اللاجئين السوريين، بينما قوى فريق 14 آذار لم تستشعر مثل هذا الخطر من المسلحين السوريين التكفيريين"، وقال: "ما قمنا به في مواجهة التكفيريين لم يكن إلا انطلاقا من واجبنا الإنساني والوطني والأخلاقي، ونحن سنكمل ما بدأناه في مواجهتهم، ولن نتخلَّ عن مسؤولياتنا والتزاماتنا الوطنية في حماية وطننا والكرامات والإنجازات أمام أي خطر تكفيري على طرفي الحدود بين لبنان وسوريا، وقد نجحنا في محاصرة الإرهابيين التكفيريين، وما نقاتله اليوم على طرفي الحدود في القلمون وجرود عرسال والزبداني ليسوا إلاّ مجرد بقايا وفلول يائسة ومحاصرة".

وعن معركة الزبداني، قال: "حمينا الوطن، وقطعنا الطريق على مشاريع الغزوات التكفيرية، وبفضل دماء شهدائنا في الزبداني استطاعت المقاومة أن تحمي المنطقة وتحقق إنجازات عسكرية وميدانية عجزت عنها أميركا والدول الكبرى في مواجهة المشروع التكفيري".

وتخلل الاحتفال كلمة من وحي المناسبة لإمام البلدة الشيخ علي ياسين.

 

دريان في خطبة العيد: علينا ان لا نظلم الحكومة وان نقف الى جانبها وندعمها ولنعد الى رشدنا لكي يبقى الوطن وتبقى الدولة

الخميس 24 أيلول 2015 /وطنية - ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خطبة عيد الأضحى المبارك في جامع محمد الأمين في وسط بيروت، وأم المصلين في حضور رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ممثل الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري النائب محمد قباني، كما شارك في الصلاة وزير العدل اشرف ريفي والنائبان عماد الحوت وعمار حوري، الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، سفير مصر في لبنان محمد بدر الدين زايد، أمين سر قيادة حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات على رأس وفد فلسطيني، ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية الدكتور فوزي زيدان، رئيس جمعية رجال الأعمال اللبنانية الهولندية محمد خالد سنو، قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، رئيس هيئة الرقابة على المصارف سمير حمود، رئيس حزب النجاة مصطفى الحكيم، رئيس مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد المهندس سعد الدين خالد، قضاة شرع، علماء، أعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وحشد من الشخصيات السياسية، الاجتماعية والعسكرية.  وقال المفتي دريان في خطبة العيد: "مَا اشتاقَ مُسْلمٌ إلى الأرض الحجَازية وحَنَّ قلبُه إلى الرَّوْضَة النَبَويّة. الله أكبر : مَا أَحْرَمَ الحُجَّاجُ منَ الميقَات ، ولَبسُوا مَلابسَ الإحْرَام ، وطَافُوا بالبيت ، وصَلُّوا عنْدَ المقام ، وتضرَّعوا بين الصفا والمروة بخَالص الدَّعَوَات .الله أكبر : مَا وقَفَ الحَجيجُ في صَعيد عَرَفَات ، ورَفَعُوا أصْوَاتَهُم بالتَلْبيَة ، سَائلينَ اللهَ عَزَّ وَجَلّ ، أنْ يتقبلَ سَعْيَهُم وحَجَّهُم وأُضحياتهمْ ، وأنْ يَمُنَّ عليهم بالأمن والأمان ، والسَّلامة بالإسلام .الله أكبر : مَا غفَرَ لهم ربُّهُم ، وتَحمَّلَ عنْهم التَّبعَات ،

الله أكبر : ما رَمَوا ونحَرُوا وحَلَقُوا وتَحلَّلوا ، فتمَّتْ بذلك حَجَّةُ الإسلام ،الله أكبر : ما أشْرقتْ شمسُ هذا اليوم الأغر. الله أكبر كبيراً ، والحمدُ لله كثيراً ، وسبحان الله وبحمده بُكْرةً وأصيلاً . سبحانك اللهم نحْمدُك، ونستغفرُك ونتوبُ إليك ، ونُصلي ونسلمُ على حبيبك سيدنا محمد ، وعلى آل بيته الطاهرين ، وصحابته الطيبين ، ومنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين . أما بعد :معاشر المؤمنين :نحن نحْتفي اليوم بعيد الأضْحى ، وبأداء حُجاج بيْت الله الحرام ، لفريضةٍ وركنٍ من أرْكان الإسْلام ، وقد أخْبرنا سُبْحانهُ وتعالى ، عنْدما فرض عليْنا الحج أن الحُجاج إنما يأتون للبيت الحرام ، ليشْهدُوا منافع لهم ، قال تعالى مُخاطباً إبراهيم عليه السلام : ?وأذنْ في الناس بالْحج يأْتُوك رجالاً وعلى كُل ضامرٍ يأْتين منْ كُل فجٍّ عميقٍ * ليشْهدُوا منافع لهُمْ ويذْكُرُوا اسْم الله في أيامٍ معْلُوماتٍ?. والمنافعُ مُتعددة، وأولُها أداءُ الفريضة ، وثانيها اجتماعُ المسْلمين منْ أصقاع الأرض ، وثالثُها الارتباطُ والاقتداءُ بأبي الأنبياء إبراهيم الذي وفى ، والذي رفع وإسماعيل قواعد البيت ، ليكون بإرادة الله وأمْره موْئلاً ومثابة وأمْناً ، واسْتن سُنة الأُضْحية التي يتقبلُها اللهُ سُبْحانهُ ، ويجْزي عليها بمغفرة الذنوب ، والإنابة للحي القيُّوم. ويوْمُنا هذا هو يومُ عيد ، والأعيادُ في الإسلام طاعةٌ تأتي بعد الطاعة : عيدُ الفطر ارتبط بشهر رمضان الذي أُنزل فيه القُرآن ، وفيه الصومُ الذي يُذكرُ بهدْي القُرْآن ، موسمٌ عباديٌّ يُختمُ بالشُّكر والتكبير ؛ قال تعالى : ?ولتُكْملُوا الْعدة ولتُكبرُوا الله على ما هداكُمْ ولعلكُمْ تشْكُرُون? [البقرة: 185]. وعيدُ الأضْحى ارتبط بفريضة الحجّ ، موسمٌ عباديٌّ أيضاً يُختمُ بالذكْر والتكبير، قال تعالى : ?واذْكُرُوا الله في أيامٍ معْدُوداتٍ? [البقرة: 203] ، مناسكُ وشعائر ، تتجددُ عبر الزمان والمكان ، وتحْياها الأجيالُ جيلاً بعد جيل ، فتتعمقُ إيماناً ، وتتألقُ يقيناً ، وتزْدادُ صفاءً ونقاءً ، فطُوبى للذين صامُوا وقامُوا، وطُوبى للذين حجُّوا ولبُّوا ، وضحوا وكبروا . ما أعظم هذا الدين! وما أجمل هذا الإسلام! يدعو اللهُ عز وجل عبادهُ لزيارة بيته الحرام ، الذي جعله مثابةً للناس وأمْناً ، ليجْمعُوا أمرهُم ، وليُوحدُوا صفهم، ويشْحذُوا هممهُم، وليقْضُوا تفثهُم، وليطوفوا بالبيت العتيق، فيأتون مُلبين منْ أصقاع الأرض : (لبيك اللهم لبيك) .بالأمس وقف الحجاجُ على صعيد عرفات ، في يوم الوقوف والمناجاة والمباهات، والذكر والدُّعاء ، والشُّكْر والثناء ، والنقاء والصفاء ، في يوم وحْدة المسلمين العُظمى ، ومؤتمرهمُ الأكبر، اجتمعوا منْ أجْناس الأرض ، على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ، وعلى اختلاف لُغاتهم وأوطانهم ، اجتمعُوا لهدفٍ واحدٍ ، ولربٍّ واحد، يرجُون رحمته، ويخافُون عذابه، صنعُوا وحْدة الهدف، وبنوْا وحْدة العمل ، إنهم جميعاً مُسلمون، لربٍّ واحدٍ يعبُدون، ولرسولٍ واحدٍ يتبعون، ولقبلةٍ واحدةٍ يتجهون ، ولكتابٍ واحدٍ يقرؤون، ولأعمالٍ واحدةٍ يُؤدُّون، وهلْ هناك وحْدةٌ أعظمُ منْ هذه الوحدة؟! قال تعالى : ?وإن هذه أُمتُكُمْ أُمةً واحدةً وأنا ربُّكُمْ فاتقُون ? [المؤمنون: 52] . ولكننا نتساءل : إن الإسلام يُوحدُ الأُمة ، فلماذا تتشتت؟! ويُعزُّ الأُمة ، فلماذا تذلُّ؟! ويُغْني الأُمة، فلماذا تفْتقر؟! ويهدي الأُمة ، فلماذا تضلُّ؟! قال تعالى : ?وكيْف تكْفُرُون وأنْتُمْ تُتْلى عليْكُمْ آياتُ الله وفيكُمْ رسُولُهُ ومنْ يعْتصمْ بالله فقدْ هُدي إلى صراطٍ مُسْتقيمٍ? [آل عمران: 101].

أيها المسلمون : لا يُضاهي الفرحة بأداء الفريضة ، والاحتفاء بضيوف الرحمن ، إلا الإحْساسُ بالمسؤوليات الكبار ، التي يضعُها الدينُ الحنيف ، وتضعُها الأُمةُ الواحدةُ على عواتقنا، وفي عُقولنا وقُلوبنا وعزائمنا ، وأُولى تلك المسؤوليات ، في هذه الظروف الصعبة على الأُمة والدين ، الانتباهُ والالتفاتُ إلى ما يُصيبُ المسجد الأقصى، ويُصيبُ القُدْس وفلسطين ، على أيْدي الصهاينة المغْتصبين ، مرةً يُريدون هدْم المسجد الأقصى وإحْراقه، ليقيمُوا الهيْكل المزعوم مكانه ، ومرةً يُريدون تقاسُمهُ مع المسلمين ، زماناً ومكاناً ، بالقُوة والاغتصاب ، والإرهاب والقهر والإذْلال .

إن الله سُبحانهُ وتعالى ، وضع لنا قاعدةً عامة ، للعلاقة بسائر بني البشر ، بغض النظر عنْ أديانهم وأعراقهم ، فذكر أنها قائمةٌ على البر والقسْط ، إلا في حالتين : الاضطهاد الديني، والاستيلاء على الديار والتهجير منها ، قال تعالى: ?لا ينْهاكُمُ اللهُ عن الذين لمْ يُقاتلُوكُمْ في الدين ولمْ يُخْرجُوكُمْ منْ دياركُمْ أنْ تبرُّوهُمْ وتُقْسطُوا إليْهمْ إن الله يُحبُّ الْمُقْسطين? [الممتحنة : 8] .  منذُ قيام الكيان الصهيوني المغتصب على أرض فلسطين ، بدأ الاستيلاءُ وبدأ التهجيرُ والإخراجُ من الديار ، وها هُمُ الصهاينةُ ، ومنذُ العام 1967 ، يضْطهدوننا في ديننا ، فقدْ قاسمُونا على المسجد الإبراهيمي بالخليل ، وها هُم يُريدون هدْم الأقصى أو اقْتسامه ، لا يستطيعُ العربيُّ والمسلمُ بحُكم الكرامة الإنسانية ، والحرية وحُرُمات المعابد ، وحب الأوطان ، أنْ يُسلم لعصابات المتطرفين والمسْتوطنين مساجدهُ أو أرضهُ ، وعلى رأْس المقدسات ، المسجدُ الأقصى ، أُولى القبْلتين وثالثُ الحرمين الشريفين ، لقد ظل يُقالُ لنا : إن الصراع مع إسرائيل ، ليس صراعاً دينياً ، بل هو صراعٌ على الأرض ، أو هو صراعٌ قومي ، وكانت النصائحُ تتْرى : لا تُدْخلوا الدين في صراعكم على فلسطين مع الإسرائيليين ، ليظل حلُّ النزاع مُمْكناً ، وها هُمُ الصهاينةُ يُبادرون إلى جعْل الصراع صراعاً دينياً . إنهم يقولون : إنهم يريدون فلسطين وطناً ودولةً لليهود دون غيرهم ، ويقولون : إنهم يُريدون هدْم الأقصى ، منْ أجْل البحْث عن الهيْكل المزْعُوم ! وفي الحالتين ، وأياً يكُن الفهْمُ للصراع على فلسطين، تبْقى الأرضُ عزيزة، ويبْقى الدينُ عزيزاً ، وعلى ماذا يعيشُ الناسُ ويمُوتون ، إلا على الأوطان والأديان؟!

إننا نقولُ للعرب ، مُسلمين ومسيحيين ، ونقولُ للعالم كُله : إن الشعب الفلسطيني ينْزفُ منذُ الثلاثينيات من القرْن العشرين، وقد تهجر الملايين ، وقُتل أكْثرُ منْ نصْف مليون ، وتهدمتْ مساجدُ وكنائسُ كثيرةٌ في سائر أنحاء فلسطين ، فأيْن حقُّ الدفْع والدفاع الذي تحدث عنْهُ القُرآنُ الكريم ، في سُورة الحج ، بوصْفه الحائل دُون التغوُّل على الأديان والأوطان ، قال تعالى : ? إن الله يُدافعُ عن الذين آمنُوا إن الله لا يُحبُّ كُل خوانٍ كفُورٍ * أُذن للذين يُقاتلُون بأنهُمْ ظُلمُوا وإن الله على نصْرهمْ لقديرٌ * الذين أُخْرجُوا منْ ديارهمْ بغيْر حقٍّ إلا أنْ يقُولُوا ربُّنا اللهُ ولوْلا دفْعُ الله الناس بعْضهُمْ ببعْضٍ لهُدمتْ صوامعُ وبيعٌ وصلواتٌ ومساجدُ يُذْكرُ فيها اسْمُ الله كثيراً ولينْصُرن اللهُ منْ ينْصُرُهُ إن الله لقويٌّ عزيزٌ? [الحج 38 - 40] ، إن الاعتداءات الإسرائيلية الصهيونية على المسجد الأقصى ، وسائر المقدسات ، والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين ومساكنهم، كُلُّ ذلك يدْفعُ باتجاه التطرُّف، ولا بُد من التحرُّك الجاد والسريع منْ جانب الحُكومات والمنظمات العربية والإسلامية ، والمحافل الدولية ، لوقْف الاعتداءات الصهيونية الإرهابية ، على الأقصى والقُدْس وفلسطين، حتى لا يتسلق على قضية فلسطين ، منْ يُسيءُ إليها باسم الدين!

أيها المسلمون، أيها اللبنانيون : إننا نُعاني في هذه المنطقة منْ ثلاث مصائب أو اسْتهْدافات : استهدافُ الإنسان ، واستهدافُ الأوطان ، واستهدافُ الأديان ، إنها أمراضٌ وابتلاءاتٌ مُتوطنة ، بمعنى أنها ما عادتْ قاصرةً على ما يقومُ به الصهاينةُ في فلسطين ، على الأرض والدين والبشر، بلْ إنها انتشرتْ فيما بيننا ، في السنوات الخمس الأخيرة ، وتُمارسُ دُونما تردُّدٍ أو تأنيب ضمير ، أو إصغاءٍ لأي حُرمةٍ أو مقياس، إن لدينا الاضطهاد في الدين ، والقتل باسمه . ولدينا القتل والإخراج من الديار ، للاعتداء على الوطن والدولة ، أو بحُجة حمايتهما ، ولدينا ما هو أفظعُ منْ هذا وذاك ، وذلك إنْ كان هناك ما هو أفظعُ من القتل والتهجير والخراب ، والتخريب للعُمران والإنسان ، وما أقصدُه بالذي هو أفظع ، اليأسُ وانعدامُ الأمل ، بحيث تخرُجُ الملايينُ هائمةً على وجْهها حاملةً أطفالها وشُيوخها ونساءها ، وهي مُستعدةٌ للموْت غرقاً ، وتحمل إذلال حرس الحُدود، وليستْ مُسْتعدةً للتفكير بالعودة ، إلا رُبما لدفْن موْتى الهجرة ، الذين يلْفظُهمُ البحْر : هلْ صارت الأوطانُ للموت والقبور ، ولا شيء غير؟! لقدْ كانت الغُربةُ عذاباً ، وكانت استثناءً ، وكانتْ ضرُورة ، وها هي تُصْبحُ الحل البديل عن الأوطان والدُّول والمجتمعات ، التي ينْشأُ فيها الإنسان ، ثم يشعُرُ أنه لم يعُدْ يتحملُها ، ولم تعُدْ تتحملُه!

أيها اللبنانيون : ما عُدْتُ أدري متى عادت العملياتُ القيصريةُ إلى انتخاب رئيس الجمهورية؟! والذي أعْرفُه ويعرفُه اللبنانيون ، أن الأزمات السياسية ، تتلاحقُ وتتكاثرُ ، وتتعطلُ المؤسسات ، ويتعذرُ انتخابُ رئيس ، كما يتعذرُ تسييرُ الحكومة ، وتفعيلُ البرلمان ، المؤسساتُ تتفكك ، ولا نمو في الاقتصاد ، والصناعُّيون والتُّجارُ يُحذرون منْ خنْق وسط بيروت وقلْبها بالحراكات الشعبية وغير الشعبية، نحنُ جميعاُ خائفون على الوطن والدولة والجُمهورية ، نحن في النهاية ، خمسةُ ملايين لبناني ، ونحتاجُ لإدارةٍ صالحةٍ للشأْن العام ، إن أفظع ما يمكنُ أنْ يُصيبنا ، هو ضياعُ مفْهوم "الشرعية الدُّستورية" بسبب كثرة الاقتراحات المتناقضة ، والصُّراخ في الشارع ، وكُلُّه منْ خارج الدُّستور ، ألا تخشوْن أيها اللبنانيون ، أن يحدُث عندنا ما حدث ويحْدُثُ في بعْض دُول الجوار ، وسط نذْر الفوْضى والعجْز المستحْكم ، وضيق الآفاق وانسداداتها؟! ألا تخْشوْن أن تُصبح الهجرةُ ولو إلى الموت ، أهون من البقاء في وطن الأرز الشامخ، والنموذج الناجح للعالم العربي الحديث؟! إننا ندعُو إلى اعتماد قواعد أساسيةٍ ثابتةٍ لحل القضايا العالقة في لبنان ، والتي ينُوءُ بها كاهلُ الوطن والمواطنين ، أُولى تلك القواعد : الحرصُ على الشرعية ، وأن الحُلول لا يُمْكنُ أنْ تحصُل إلا منْ ضمن الدستور وإجماعات اللبنانيين ، وعيشهمُ المشترك ، وثانيةُ تلك القواعد : أنه لا حُلُول إلا بالحوار والتوافُق ضمن المؤسسات القائمة ، وهي الحكومةُ ومجلسُ النواب ، وثالثةُ القواعد : أن الواجب الأول لهاتين المؤسستين ، الإقدامُ على انتخاب رئيسٍ للجمهورية ، منْ ضمْن الرُّوح التوافُقيّ ، والانفتاح والوطنية، لأن رئيس الجمهورية ، هو رمزُ وحدة البلاد ، والمؤتمنُ على الدُّستور ومؤسساته ، ولنْ يستقيم الوضعُ الوطنيّ ، إلا بوجوده وفعاليته ، وهذه الرغبة ، الرغبةُ في ملء الفراغ ، وتجنُّبُ تداعي المؤسسات ، هي رغبةٌ عربيةٌ ودوْلية ، وحاجةٌ وضرورةٌ وطنية ، لنْ تستقيم أمورُ بلدنا إلا بالحوار والتلاقي ، وعودة الثقة بين بعْضنا البعض ، والابتعاد عن المواقف التصعيدية ، والخطابات النارية ، التي تُؤثرُ على مُجتمعنا في تفاقُم الخلافات ، فينبغي أن نكون مرنين في التعاطي لحل الأمور السياسية والاجتماعية والمعيشية ، وعلينا الابتعادُ عن كل الخلافات التي تُؤثرُ على حياة اللبنانيين ، وعلينا أن لا نظلم الحكومة ، وعلينا أن نقف إلى جانبها وندْعمها في الظروف الصعبة التي يمُرُّ بها وطنُنا ، وعلينا جميعاً أنْ نعُدْ إلى رُشْدنا ، لكي يبْقى الوطنُ ، وتبقى دولتُه .أيها المسلمون :في يوم عرفة والوقوف فيه ، خطب النبيُّ صلواتُ الله وسلامُه عليه ، الخُطبة التي سُميتْ خُطبة الوداع ، ودعا المسلمين إلى البقاء على وحْدتهم وتضامُنهم ، وعلى تبْليغ دعوة الإسلام ، بالسلم والحكمة والخير والرحْمة ، وقال صلواتً الله وسلامُه عليه جازماً : إن دماءكُم عليكُم حرام، وأعراضكُم عليكُم حرام ، وأموالكُم عليكُم حرام .فلا بقاء لجماعةٍ أو مجتمعٍ أو دولةٍ تُنْتهكُ فيها هذه الحُرُمات ، بدون تبعاتٍ أو عُقوباتٍ ومُحاسبات ، وعلى وصية رسول الله في مثل هذا اليوم الجليل ، نبْقى بإذن الله، مُعْتصمين بحبل الله ، حافظين لدمائنا وأعراضنا ، وحُرُماتنا وأرضنا وأوْطاننا وديننا وشرفنا.

يا رب العالمين ، ويا رب المستضعفين. لقد قلت في سورة الحج : ?إن الله يُدافعُ عن الذين آمنُوا? ، فاللهُم إنا نسألُك الأمن لأوْطاننا وإنساننا وبُلْداننا. نسألُك يا رحمنُ يا رحيم ، الأمن والسلامة والسلام للبنان ، ولسائر ديار العرب والمسلمين. اللهُم ألْهم اللبنانيين السداد وحفْظ الحُرُمات، والحرص على وطنهم ودوْلتهم وإنسانهم . أقولُ قولي هذا وأسْتغْفرُ ‏الله العظيم لي ولكُمْ ، فيا فوْز المُسْتغْفرين استغْفرُوا الله . وبعد إلقاء المفتي دريان، الخطبة توجه وممثل الرئيسين الحريري والسنيورة النائب محمد قباني والنواب إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث قرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه الأبرار.

وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اصطحب مفتي الجمهورية من منزله صباحا إلى مسجد محمد الأمين يرافقهما قائد شرطة بيروت العميد محمد الايوبي في موكب رسمي، وقدمت ثلة من قوى الأمن الداخلي التشريفات في باحة المسجد للرئيس سلام والمفتي دريان.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا في الكونغرس: مكافحة التطرف يجب ألا تقضي على الحريات الفردية

الحياة/25 أيلول/15/غداة لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما، زار البابا فرنسيس امس الكونغرس حيث يحظى بتقدير كبير على رغم الخلافات العميقة مع الغالبية الجمهورية حول المناخ والهجرة والرأسمالية. ودعا البابا فرنسيس في خطابه إلى «التيقظ من كل أشكال الأصولية سواء كانت دينية أم لا»، مؤكداً في الوقت ذاته أن مكافحة التطرف يجب ألا تحصل على حساب الحريات الفردية. وتابع: «يجب إيجاد توازن حساس لمكافحة العنف الذي يرتكب باسم دين أو عقيدة، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الحريات الفردية». وأعلن البابا أن أزمة اللاجئين في العالم «بلغت مستوى لا سابق له منذ الحرب العالمية الثانية، وتتطلب اتخاذ قرارات صعبة». وفيما تحيي الولايات المتحدة ذكرى مرور خمسين سنة على المسيرة التي قادها القس البروتستانتي مارتن لوثر كينغ للمطالبة بالمساواة وحقوق السود، قال البابا ان «حلم المساواة في الحقوق المدنية والسياسية للسود الأميركيين لا يزال مصدر إلهام لنا جميعاً». وتابع «أنا مسرور لأن أميركا لا تزال بالنسبة إلى كثيرين أرض الأحلام. أحلام تقود إلى العمل والمشاركة والالتزام». كذلك، دعا البابا إلى إلغاء عقوبة الإعدام في العالم، علماً أن غالبية أعضاء الكونغرس يؤيدون هذه العقوبة. وقال: «القاعدة الذهبية التي تدعو الى معاملة الآخرين كما تحب أن يعاملوك تذكّرنا بمسؤوليتنا في حماية الحياة البشرية والدفاع عنها في كل مراحلها. وهذه القناعة حملتني منذ بدء مسيرتي على الدفاع عن قضية إلغاء عقوبة الأعدام بالكامل». وبعد خطابه باللغة الإنكليزية، حيّا البابا من الشرفة حشداً ضمّ حوالى 50 ألف شخص وزّعت عليهم بطاقات بالسحب. وهم تجمّعوا عند أسفل تلة الكابيتول في آخر فرصة لرؤية الحبر الأعظم في واشنطن بعد جولته في سيارته أول من أمس. وقد تجمّع الآلاف قبيل الفجر أمام مبنى الكونغرس بينهم عدد كبير من الناطقين بالإسبانية. وتتابع الولايات المتحدة باهتمام كبير زيارة البابا منذ وصوله الثلثاء الماضي إلى واشنطن. وبمناسبة أول خطاب يلقيه حبر أعظم في الكونغرس، اكتظت قاعة مجلس النواب بأكثر من 500 نائب وسناتور إنضم اليهم قضاة من المحكمة العليا وأعضاء من الإدارة الأميركية بينهم نائب الرئيس جو بايدن. ويجد كل من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في مواقف البابا ما يعزز حججه. فالديموقراطيون يرحّبون بدعواته للتحرّك حيال الاحتباس الحراري ومد اليد للمهاجرين، في وقت تشهد البلاد نقاشاً محتدماً حول مصير ملايين المهاجرين القادمين من المكسيك ومن أميركا الوسطى والمقيمين في صورة غير شرعية. وهم أثنوا على المنشور البابوي حول البيئة الذي صدر في حزيران (يونيو) الماضي بعنوان «المجد لك»، وندّد خصوصاً بـ «رفع السوق إلى مرتبة إلهية» والرضوخ لسلطة المال. أما المحافظون فيجدون في خطابه ما يعزّز مواقفهم حول الإجهاض والزواج، وهما موضوعان اجتماعيان يتفقان في شأنهما مع خط الكنيسة الكاثوليكية، في وقت شرّعت المحكمة العليا في حزيران زواج مثليي الجنس في أنحاء الولايات المتحدة، وتجري إعادة النظر تدريجاً في حق الإجهاض. وعلى صعيد الرأسمالية، يتحفّظ الجمهوريون بلباقة على مواقف البابا. وأكدّ السناتور جون تون أن «المبادرة الحرة أعظم قوة ضد الفقر عرفها العالم حتى الآن». والبابا المُدرك للانقسامات السياسية العميقة في الولايات المتحدة، حذّر في الطائرة التي أقلته من كوبا إلى الولايات المتحدة من إنه لن يتحدّث عملياً عن الحصار الأميركي المفروض على كوبا والذي يرفض الجمهوريون بإصرار رفعه.

وقال رئيس مجلس النواب جون باينر الجمهوري الكاثوليكي، وهو من وجّه الدعوة إلى البابا «ثمة مواقف موضع جدل إلى حد ما. لكنه البابا». وكان البابا فرنسيس ندّد أمام الأساقفة الأميركيين بـ «جرائم» التحرّش الجنسي بالأطفال، وطوّب خلال قداس أحياه بالإسبانية خونيبيرو سيرا المبشّر الإسباني الفرنسيسكاني المثير للجدل لكاليفورنيا في نهاية القرن الثامن عشر. وإلى كلمته اليوم في نيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، سيترأس البابا احتفالاً يشارك فيه رجال دين من مختلف الأديان في موقع مركز التجارة العالمي، للتنديد بالإرهاب وتأكيد الاحترام بين الأديان. وسيرأس في فيلادلفيا غداً وبعد غد اختتام اللقاء العالمي للعائلات الكاثوليكية، الذي من المتوقع أن يحضره 1.5 مليون شخص، وسط تدابير أمنية مشددة قبل أن يغادر الولايات المتحدة.

 

البابا فرنسيس في الكونغرس: أميركا أسسها المهاجرون.. فلا تخافوا منهم

بابا الفاتيكان يطالب بمواجهة التطرف في جميع الأديان

 الشرق الأوسط/25 أيلول/15/شدد بابا الفاتيكان ورئيس الكنيسة الكاثوليكية في خطابه أمام الكونغرس الأميركي صباح أمس على ضرورة مكافحة التطرف في كل الأديان، مشيرًا إلى أنه لا يوجد دين في مأمن من أوهام فردية وتطرف أيديولوجي، وحث المشرعين الأميركيين على اتخاذ خطوات لاستضافة اللاجئين والمهاجرين الراغبين في فرصة أفضل ومستقبل أفضل لأبنائهم والتعامل معهم بطريقة إنسانية عادلة. وكرر بابا الفاتيكان في خطابه أمام الكونغرس موقفه بشأن تغير المناخ والتدهور البيئي الناجم عن النشاط البشري، وشدد على أهمية احترام الشباب وكبار السن والحفاظ على القيم الأسرية. واستشهد البابا بأربعة أميركيين هم أبراهام لنكولن الذي دافع عن الحرية ومارتن لوثر كينغ القس الأسود الذي طالب بالتعددية وعدم الإقصاء ودورثي داي الذي طالب بتحقيق العدالة الاجتماعية ودافع عن الحريات الشخصية وتوماس ميرتون الذي طالب بالحوار مع الآخرين والانفتاح على الله. وأشار البابا إلى الذكري السنوية المائة والخمسين لاغتيال أبراهام لينكولن الذي كافح من أجل الحرية وبناء مستقبل حر. وأشاد بدور مارتن لوثر كينغ في تحقيق حلم الحقوق المجانية والسياسية الكاملة للأميركيين السود، وشدد على أن أميركا لا تزال لكثيرين أرض الأحلام.

وقال البابا فرنسيس للمشرعين الأميركيين: «لا تخافوا من المهاجرين ورحبوا بهم»، مشيرًا إلى أن «الولايات المتحدة أسسها المهاجرون وأن الكثير من المشرعين ينحدرون من أسر مهاجرة وشدد أنه لا يجب أن ندير ظهورنا لهم، دعونا نتعامل معهم بنفس العاطفة والرحمة التي نريد أن يتم التعامل معنا بها». وقال البابا: «علينا تثقيف الأجيال القادمة بألا ندير ظهرنا لجيراننا وكل شيء من حولنا، فالعالم يواجه أزمة لاجئين لم يشهدها منذ الحرب العالمية الثانية وهذا تحدٍ كبير يتطلب الكثير من القرارات الصعبة، فالآلاف يسافرون بحثا عن حياه أفضل لأبنائهم. أليس هذا ما نريده لأبنائنا أيضًا» وأضاف: «علينا الاستماع إلى قصصهم والاستجابة لحالتهم بطريقة إنسانية عاجلة وتطبيق القاعدة الذهبية (عامل الآخرين بما تحب أن يعاملوك به)». وشدد البابا فرنسيس على ضرورة الانتباه إلى كل أنواع الأصولية سواء كانت دينية أو أي نوع آخر وطالب بالتوازن بين مكافحة العنف الذي يرتكب باسم الدين أو العنف المرتكب باسم العقيدة أو الفكر السياسي مع الحفاظ على الحرية الدينية والحرية الفكرية والحريات الفردية. وقال البابا: «يشهد عالمنا صراعا عنيفًا وكراهية وفظائع وحشية ترتكب باسم الدين»، وأوضح أنه لا يمكن تبسيط مكافحة العنف بتقسيم البشر إلى صالحين وخطاه، وطالب بمواجهة أشكال الاستقطاب وتحقيق السلام والعدالة مواجهة الكثير من الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية بقدر كبير من الشجاعة والذكاء مع احترام الاختلافات وقناعات الضمير. وأبدى البابا قلقه من التهديدات التي تواجه الكيان الأسري وقال: «لا أستطيع إخفاء قلقي حول الأسرة التي تواجه تهديدات من الداخل والخارج». وطالب البابا بمكافحة فعالة للفقر وتضامن عالمي لمواجهة المصاعب الاقتصادية، مطالبًا بتوزيع عادل لثروة والموارد الطبيعية وتسخير التكنولوجيا لصالح الإنسان. وابتعد البابا فرنسيس عن الانتقاد المباشر، منوهًا فقط إلى معارضة الكنيسة الكاثوليكية للإجهاض وحق كل إنسان في الحياة بغض النظر على عمر الإنسان وقال: «علينا أن نتحمل مسؤوليتنا لحماية والدفاع عن الحياة البشرية في كل مرحلة من مراحل تطورها» كما دعا إلى إلغاء عقوبة الإعدام، وهو الأمر الذي يحظي بدعم من عدد كبير من أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري. ويأتي خطاب بابا الفاتيكان حول تخفيف قيود الهجرة في وقت يواجه الكونغرس طريقًا مسدودًا حول قوانين الهجرة وتصحيح أوضاع أكثر من 11 مليون شخص مهاجرين بصورة غير شرعية في الولايات المتحدة، وفي وقت رفض فيه بعض المشرعين في إدارة أوباما قبول مزيد من المهاجرين السوريين. كما يواجه الكونغرس فترة اضطراب مع احتمال إغلاق جزئي للحكومة ما لم يصل المشرعون إلى حل الخلاف حول تمويل برامج تنظيم الأسرة. وقد استقبل الكونغرس الأميركي خطاب بابا الفاتيكان بقدر كبير من التصفيق وامتلأت قاعة الكونغرس بأعضاء الإدارة الأميركية وأعضاء المحكمة الدستورية العليا وكل أعضاء مجلسي النواب والشيوخ. واستقبله رئيس مجلس النواب جون يوينر قبل الخطاب الذي أبدى تأثرًا كبيرًا خلال الخطاب وسقطت بعض الدموع رغمًا عنه.\

 

الأسد يؤدي صلاة العيد في دمشق

الحياة/25 أيلول/15/ذكرت "وكالة الأنباء السورية" (سانا) أن الرئيس السوري بشار الأسد أدى صلاة عيد الأضحى اليوم (الخميس) في جامع العادل بدمشق. وأوضحت الوكالة أن "الأسد أدى صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع العادل برفقة كبار المسؤولين في الحزب والدولة، وعدد من علماء الدين الإسلامي والمواطنين". ونشرت صورة على موقع الأسد الرسمي على "تويتر" بدا فيها واقفاً يؤدي الصلاة متوسطاً رئيس الوزراء وائل الحلقي ومفتي سورية أحمد بدر الدين حسون. وأصدر الأسد أمس قانونين رفع بموجبهما رواتب موظفي القطاع العام، في بادرة لمناسبة العيد على ما يبدو. ومنذ اندلاع النزاع في سورية في آذار (مارس) 2011، تنحصر غالبية مشاركات الأسد في المناسبات العامة في أداء الصلاة الرسمية في الأعياد. وقتل 240 ألف شخص على الأقل منذ اندلاع النزاع..

 

البيت الأبيض: أوباما لن يلتقي روحاني في نيويورك

الحياة/25 أيلول/15/أعلن البيت الأبيض اليوم (الخميس) أن الرئيس باراك أوباما لا ينوي لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني في نيويورك بمناسبة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال مستشار الأمن القومي بن رودس "ليست لدينا مشاريع لقاء مع الرئيس روحاني ولا نتوقع فعلاً أن يعقد أي اجتماع".وستكون الجمعية العامة للأمم المتحدة أول مناسبة يشارك فيها الرئيسان في القاعة ذاتها، منذ توقيع اتفاق تاريخي في 14 تموز (يوليو) الماضي حول البرنامج النووي الإيراني بين طهران و"مجموعة 5+1" (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا).

 

البنتاغون ينفي انشقاق معارضين سوريين دربتهم واشنطن

لندن: «الشرق الأوسط»/نفى البنتاغون، أمس، معلومات يتم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي، ومفادها أن معارضين سوريين قامت واشنطن بتدريبهم وتسليحهم، انضموا إلى مجموعة مرتبطة بالقاعدة. وقال الكابتن جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون: «إننا على اتصال بالمعارضين السبعين الذين توجهوا إلى سوريا بعد أن تلقوا تدريبات لمحاربة تنظيم داعش، وليس هناك ما يشير إلى حصول انشقاق». وأكد أن «كل الأسلحة والمعدات» التي سلمتها الولايات المتحدة إلى المقاتلين المعارضين الذين باتوا يعرفون باسم القوات السورية الجديدة، هي «تحت سيطرتهم». وأضاف أن الادعاءات التي تقول بأن بعض هؤلاء المقاتلين انضموا إلى جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة «لا صحة لها إطلاقا». وكانت واشنطن أطلقت مطلع العام الماضي برنامجا لتدريب سوريين من المعارضة المعتدلة ومدهم بالأسلحة بقيمة 500 مليون دولار، لم يعط حتى الآن نتائج ملموسة. والمجموعة التي تضم 70 معارضا دخلت سوريا الأسبوع الماضي، بعد أن دخلت الصيف الماضي مجموعة أولى ضمت 54 عنصرا منيت بفشل هائل. وأقر البنتاغون بأن أقل من 10 من هؤلاء يقاتلون فعلا على الأرض كما كان يفترض. وقال المصدر نفسه إن 10 آخرين لا يزالون ضمن البرنامج لكنهم ليسوا في سوريا حاليا. أما المقاتلون الآخرون، فإما فقد أثرهم أو قطعوا الاتصال مع الأميركيين. وذكر البنتاغون أن مقاتلا قد يكون قتل في هجوم لجبهة النصرة وقد يكون التنظيم المتطرف أسر آخر. وكان البرنامج الأميركي يهدف أصلا إلى تدريب خمسة آلاف مقاتل سنويا على ثلاث سنوات. على الضفة الأخرى من أطراف الصراع، باتت المجموعات المسلحة الموالية في سوريا والتي تضم في صفوفها أكثر من 150 ألف مقاتل مدربين ومسلحين، بمثابة قوة رئيسية يعتمد عليها نظام الرئيس بشار الأسد، ومصدر دعم لا غنى عنه للجيش الذي أنهكته الحرب المستمرة منذ أربع سنوات ونصف. ويقول مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية: «يتجاوز عدد المجموعات الرئيسية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري الـ25 مجموعة متنوعة الأحجام»، يتراوح عددها الإجمالي بين 150 ألف ومائتي ألف مقاتل. وبدأت هذه المجموعات بالظهور بدءا من عام 2012 بالتزامن مع الخسائر الميدانية التي منيت بها قوات النظام في أرياف دمشق وحمص (وسط) وحلب (شمال). وتعتبر قوات الدفاع الوطني أكبر هذه المجموعات وأكثرها انتشارًا في سوريا مع وجود تسعين ألف مقاتل من مختلف الطوائف في صفوفها بقيادة العميد هواش محمد. ويقول آصف حمدوش (28 عاما)، وهو طالب جامعي انتسب إلى صفوف قوات الدفاع الوطني، في ريف محافظة اللاذقية»، التي تعد معقلا للطائفة العلوية في سوريا وتتحدر منها عائلة الأسد: «لم يعد لدينا خيار آخر.. نقاتل أو نقتل». أما أسباب التحاق كريم (31 عاما)، صديق آصف، بصفوف القوات الموالية فهي مرتبطة باعتبارات أكثر مادية. ويقول «خسرت عملي (...) ولم يعد لدي أي وسيلة لكسب الرزق سوى حمل السلاح إلى جانب قوات الدفاع الوطني». ويحظى المنضمون إلى صفوف المجموعات الموالية للنظام برواتب شهرية تفوق تلك التي ينالها العسكريون، تتراوح بين 150 و300 دولارا، في حين لا تتجاوز أجور الجنود النظاميين العشرة دولارات. ويقول المحامي علاء إبراهيم، إن هذا الواقع «دفع الكثير من الجنود للهروب من الجيش النظامي والالتحاق بهذه المجموعات». ويضيف: «لذلك صدر قرار تنظيمي للجيش يمنع عملية تسوية وضع أي جندي يفر من الجيش ويلتحق بهذه المجموعات، وينص على أن الالتحاق بهذه المجموعات لا يعفي من الخدمة الإلزامية». ويلتحق أغلب الشباب بصفوف القوات الموالية للنظام لحماية مناطقهم أو للحصول على رواتب مرتفعة، أو لتجنب استدعائهم إلى الخدمة الاحتياطية والابتعاد عن منازلهم لفترة طويلة. ويلتحق بعضهم بها للتمتع بالسلطة التي تُعطى لحامل السلاح محليا. ويقدر خبراء غربيون خسارة الجيش السوري الذي كان عدده 300 ألف قبل بدء النزاع عام 2011، نصف عناصره الذين قتلوا خلال المعارك أو فروا أو تمردوا على الأوامر. وشدّد الأسد في مقابلة أجراها مؤخرا على أهمية «المتطوعين» في إشارة إلى القوات الموالية. وقال: «لو لم يكن هناك احتياط للجيش لما كان قادرا على الصمود أربع سنوات ونصف في حرب صعبة جدا». وبحسب المصدر الأمني الذي رفض الكشف عن هويته، تتبع «كل المجموعات الرديفة المقاتلة إلى جانب الجيش لقيادة مركزية واحدة متصلة بمكتب الأمن الوطني، الذي يتصل بدوره مباشرة برئاسة الجمهورية». وإلى جانب هذه القوات، تبرز مجموعات أخرى غير مرتبطة بأحزاب سياسية، كالمجموعات العشائرية أو تلك المشكلة على أسس طائفية، كالمقاتلين العلويين في الساحل، والدروز في السويداء (جنوب)، أو المسيحيين في الحسكة (شمال شرق). ويضاف إلى هؤلاء مقاتلون أجانب، قدموا من إيران ولبنان وأبرزهم عناصر حزب الله اللبناني المقرب من طهران، وآخرون أتوا من العراق وأفغانستان، يقاتلون جميعهم إلى جانب قوات النظام السوري. ويقول المصدر: «تتلقى هذه المجموعات كل الأوامر العسكرية من قيادة الجيش السوري».

 

ارتفاع حصيلة التدافع في منى إلى 717 قتيلا و863 جريحا

الخميس 24 أيلول 2015 /وطنية - أعلن الدفاع المدني السعودي، عبر حسابة على "تويتر" ارتفاع حصيلة حادث التدافع الذي وقع في منى، إلى 717 حالة وفاة وإصابة 863 حاجا، حتى لحظة إعداد التقرير.

 

ايران اتهمت السعودية بارتكاب اخطاء في ضمان امن الحجاج

الخميس 24 أيلول 2015 /وطنية - اتهمت ايران السعودية بارتكاب اخطاء في ضمان أمن الحجاج، تسببت بالتدافع اليوم الذي أودى بحياة 310 شخصا على الاقل، من بينهم 15 ايرانيا على الاقل. وصرح رئيس منظمة الحج والزيارة في ايران سعيد اوحدي للتلفزيون الايراني، ان "طريقا أغلق لاسباب مجهولة بالقرب من مكان رمي جمرة العقبة بالقرب من منى، ما تسبب بهذا الحادث المأساوي".

 

قلق فرنسي وبريطاني من الوجود الروسي العسكري في سوريا

الخميس 24 أيلول 2015/وطنية - أعرب وزيرا دفاع فرنسا وبريطانيا اليوم ، عن "القلق إزاء تعزيز الوجود العسكري الروسي اخيرا في سوريا". واعتبر وزير دفاع فرنسا جان ايف لودريان خلال زيارة مع نظيره البريطاني مايكل فالون الى معرض للدفاع الالكتروني في باريس ، ان على موسكو اعطاء توضيحات حول "التعزيز الكبير لوجودها العسكري في سوريا، الذي قال انه مثير للقلق". من جهته، اعرب فالون عن "القلق لوصول تعزيزات روسية الى سوريا وخصوصا مقاتلات جوية، ستزيد من تعقيد الوضع الصعب جدا في الاساس". واعربت الدول الغربية اخيرا عن القلق من تعزيز القدرات العسكرية الروسية على الساحل السوري.

كما اعلنت البحرية الروسية اجراء مناورات عسكرية كبيرة شرق المتوسط خلال ايلول وتشرين الاول.

 

ميركل: اوروبا لا تزال بعيدة جدا عن حل لتقاسم المهاجرين

الخميس 24 أيلول 2015 /وطنية - اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اليوم، ان "الاتحاد الاوروبي قام بخطوة اولى مع الاتفاق على تقاسم 120 الف لاجىء، الا انه لا يزال بعيدا جدا عن حل شامل يقوم على حصص ثابتة". وصرحت ميركل امام مجلس النواب الالماني غداة قمة للاتحاد حول ازمة الهجرة التي لا سابق لها، "لقد شهدنا خطوة اولى، لكننا لا نزال بعيدين جدا عن المكان الذي يجب ان نصل اليه". وتابعت: "انا مقتنعة تماما بان اوروبا ليست فقط بحاجة الى تقاسم آني، بل بخاصة الى اجراء مستديم حول تقاسم اللاجئين بين الدول الاعضاء في الاتحاد"، مؤكدة "موقف المانيا ودعمها لمقترح المفوضية الاوروبية القائم على تحديد حصص لكل دولة". وعارضت دول عدة الثلاثاء تقاسم 120 الف لاجىء، في مقدمها المجر وسلوفاكيا اللتان لا تزالان تعارضان في شكل قاطع تحديد حصص دون سقف. وتتوقع المانيا استقبال بين 800 الف ومليون لاجىء في العام 2015، وهو رقم قياسي للبلاد ولاوروبا.

 

روسيا تجري مناورات عسكرية بحرية في شرق المتوسط

الخميس 24 أيلول 2015 /وطنية - أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم، اجراء مناورات عسكرية بحرية في أيلول وتشرين الاول في شرق المتوسط، على خلفية قلق اميركي إزاء تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا. وأعلنت الوزارة في بيان، "في ايلول وتشرين الاول، تجري القوات البحرية الروسية تدريبات في القسم الشرقي من المتوسط"، مشيرة خصوصا الى "مشاركة ثلاث سفن حربية".  وأبلغت موسكو الاسبوع الماضي قبرص ، باحتمال إجراء بحريتها تدريبات في هذه المنطقة.

 

العربي الجديد: العراق: تعبئة في صفوف المليشيات لاستهداف الوجود الأميركي

الخميس 24 أيلول 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تكشف مصادر مقربة من مليشيات "الحشد الشعبي" لـ "العربي الجديد" عن أنّ "اجتماعات مكثفة جرت بين قيادات وعناصر مليشيات الحشد، أخيراً، تمخّضت عنها قرارات مختلفة حيال التطورات الحاصلة في محافظات شمال العراق وغربه، خصوصاً بعد رفع القوات الأميركية عدد جنودها، وزيادة نشاطها مع العشائر السنية بهدف القضاء على تنظيم داعش". وتوضح المصادر أنّ المليشيات قد تنفّذ هجمات عسكرية ضد الوجود الأميركي في البلاد، بهدف ردعها عن زيادة قواتها ونشاطها العسكري.  يقول مصدر آخر مقرب من قيادات "الحشد" لـ "العربي الجديد" إنّ "اجتماعات مكثّفة جرت، أخيراً، بين كبار قادة الحشد الميدانيين والمنتمين لفصائل مختلفة، لوضع خطط المرحلة المقبلة"، مضيفاً أنّ "الخوف يسود المليشيات المسلحة، باعتبار أنّ عودة القوات الأميركية تعني القضاء على وجودها".  ويوضح المصدر نفسه أنّ "المليشيات تتهم رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أنّه يخطط ويسعى إلى عودة الأميركيين"، وأنّ هناك مشاكل حادة وكبيرة بين الأطراف السياسية داخل التحالف وكذلك بينالمليشيات والحكومة، مشيراً إلى أنّ "معلومات عدّة وردتنا باحتمال شن المليشيات هجمات على القوات الأميركية". ووفقاً للمصدر، فإنّ "داعش بالنسبة للمليشيات أفضل حصان لتحقيق طموحها، على عكس وجود الأميركيين الذي سيحرق أوراقهما سوية"، في إشارة إلى تنظيم "داعش" ومليشيات "الحشد".  بدوره، يؤكّد القيادي في "الحشد الشعبي"، حسن الفتلاوي، لـ "العربي الجديد"، أن "تدريبات مكثّفة تلقّاها عناصر في المليشيات بالفعل، تتعلّق في كيفية استعمال الدبابات والعجلات العسكرية، بالإضافة إلى تدريبات على استخدام قذائف الهاون وكيفية إصابة الأهداف"، لافتاً إلى أنّ "بعض التدريبات تلقوها على أيدي خبراء عسكريين إيرانيين".  ويوضح الفتلاوي أنّ "مهمات عسكرية توزّعت بين عدد من الفصائل، استعداداً لتحركات القوات الأميركية نحو بغداد"، مضيفاً أنّ "قادة المليشيات قسّموا المناطق المحيطة ببغداد على الفصائل، لتتولى كل مجموعة مهمة تنفيذ الواجبات داخل المنطقة المخصصة لها"، مبيّناً أن "الاهتمام الأكبر، يصب على المناطق الشمالية الغربية من بغداد".  على صعيد متصل، تشهد فصائل المليشيات نشاطاً تعبوياً كبيراً يقوده رجال دين لرفع الحالة المعنوية لمقاتلي المليشيات، وهو ما يؤكّده عدد من المقاتلين لـ "العربي الجديد". ويقول المقاتل في صفوف إحدى الكتائب المسلحة التابعة لـ "الحشد"، زيد عبد الرسول لـ "العربي الجديد"، إنّ "المحاضرات عقائدية، وتحض على الدفاع عن الوطن ومقاومة الاحتلال"، مشدداً على أن "جميع المقاتلين يتمتعون بروح معنوية عالية، والجميع على أتم الاستعداد للاستشهاد مقابل عدم السماح للأميركيين بتدنيس أرضنا مرة أخرى".

وكان مسؤولون أمنيون وعسكريون في العراق، أفادوا، أخيراً، أن دوريات برية عسكرية أميركية استطلاعية بدأت تتحرك في مناطق متفرقة في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار الخاضعة لسيطرة "داعش"، ترافقها مقاتلات الأباتشي، استعداداً لشن هجوم بري ضد التنظيم. وذكر مسؤولون محليون في وقت سابق، أن القوات الأميركية عزّزت وجودها وعدد قواتها بوصول أعداد من الجنود الأميركيين إلى محافظة الأنبار. وأكد المسؤولون أنفسهم، أن القوات الأميركية تعتمد على أكثر من ألف عسكري عراقي من أبناء عشائر المحافظة في قتال التنظيم، وتمنع قوات "الحشد الشعبي" من المشاركة في المعركة المرتقبة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ولادة "ثالوث ذهبي" في سوريا لقتال الجماعات الإرهابية

رضوان عقيل/النهار/24 أيلول 2015

وقت ينهمك أركان 8 آذار بالتطورات الداخلية وما يمكن ان يصدر عن طاولة الحوار في ساحة النجمة، تشخص في المقابل انظارهم الى الحدث السوري، ولا سيما بعد دخول وحدات من القوات الروسية وانشاء قاعدتين لاستقبالها في شمال مطار اللاذقية. وعلى رغم هذا الحبور الذي لا يخفيه هؤلاء وانسحابه على جمهورهم، لم تصدر اي اشارة من "حزب الله" حيال حضور "الرفاق الروس" بهذا الشكل. وسيتطرق السيد حسن نصرالله باسهاب الى هذه النقطة في اطلالته على محطة "المنار" مساء غد الجمعة.

وكان الفريق اللبناني المؤيد للرئيس بشار الاسد والمتحمس لاستمراره في سدة الرئاسة وعلى رأس النظام، قد استبشر خيراً عقب تلقيه نبأ زيارة قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني الى موسكو، اضافة الى مسؤولين ايرانيين آخرين لم يكشف عنهم. وقد أحيط الحزب بمضمون تلك اللقاءات.

من هنا يعتقد مراقبون في لبنان ان الاندفاعة الروسية الاخيرة في اتجاه سوريا تمت بعد سلسلة من الاتصالات مع القيادة الايرانية، ولم يكن "حزب الله" بعيداً من تفاصيلها، لأنه يبقى شريكاً رئيسياً في الحرب الدائرة في سوريا، وصاحب الخصوصية بعد البصمة التي طبعها مقاتلوه على اكثر من جبهة، وآخر فصولها الناجحة كانت في معركة الزبداني.

ولا تخلو صالونات قوى 8 آذار من التعبير عن ارتياحها لما آلت اليه الامور أخيراً في دمشق ورفع معنويات الجيش السوري على اكثر من جبهة، وان النظام اخذ "جرعة اوكسيجين" وتمكن من استعادة المبادرة في الميدان بعد تلقيه هذا الدعم من العتاد والسلاح الروسي. وفي رأي متابعين للملف السوري المتشعب، والذي تحولت خشبته الشاسعة مسرحاً للعب من اكثر من طرف، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ خياره الاخير بادخال قواته الى الاراضي السورية، بعد الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة الاميركية، الذي لم تكن موسكو - ولو في شكل غير مرئي - بعيدة من وضع مسودة حروفه وتشجيعها طهران قبول مسار الاتفاق وترجمته وقيامها بدور حاسم لتجاوز بعض العقبات التي وضعت امام "اطارات" الاتفاق والتي جرى تذليلها.

وثمة من يحلو له ان يعود الى حال التشويش التي رافقت القيادة الروسية قبل اكثر من سنة، حيال امكان صمود النظام السوري بعد تقهقر وحداته في اكثر من محافظة وتمكّن تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" وسواهما من تشكيلات المعارضة من احتلال مساحات واسعة من الخريطة السورية، وان "حزب الله" كان اول من بدد هذا التشويش عند الروس، وهذا ما سمعه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف من السيد حسن نصرالله، ولا سيما ان الاخير لم يبد في اي من لقاءاته الداخلية ولا في اطلالاته اي خشية على مصير النظام ومستقبله. ولذلك يرحب الحزب بـ"الرفاق" على حد وصف أحد قيادييه، بعد انضمام الروس الى هذا المحور بهذا القدر من المستوى وتنفيذ الاتفاقات المبرمة في هذا الشأن بين موسكو ودمشق.

ولذلك يرى الغيارى من اللبنانيين على الاسد ان "الحراك الروسي" الاخير جاء بعد وضع رؤية استراتيجية مشتركة على كل الساحات لجبه "الارهاب التكفيري" والتصدي له والذي يتحرك في اكثر من دولة وخصوصاً في سوريا. ويتطلع هؤلاء الى ولادة معادلة "ثالوث ذهبي" آخر على الاراضي السورية يتمثل في الجيش والوحدات الروسية و"حزب الله" - ومن خلفه ايران بالطبع والعراق ايضاً - التي وصلت طلائعها في الايام الاخيرة، اضافة الى الوحدات العسكرية لـ"حزب الله"، والذي لم تتوقف قيادته السياسية عن متابعة الاتصالات مع موسكو سواء عبر سفارتها في بيروت او في الخارج.

وفي خضم التطورات الميدانية والعسكرية في سوريا لا يتوقع انصار دمشق في لبنان على مستوى اركان 8 آذار ان تتجه المعارك الى التقسيم في هذا البلد، وان بوتين لم يأت بقواته لاقامة دولة علوية في اللاذقية وتوفير الحماية المطلوبة لها، بل من اجل كل الدولة السورية لتبقى تحت مظلة الاسد. واتخذ خياره العسكري الاخير في توقيت مؤات له ليس من اجل انقاذ الاسد ودعمه في موقعه، بل قرر ولوج هذه الطريق بعد توصله الى لحظة نضج اظهرت له نتائج كسب سياسية وعسكرية واستراتيجية. وهو أفاد من حال الضمور التركية والمواجهة المفتوحة مع "حزب العمال الكردستاني"، وان الاميركيين يلتقون مع الروس على اولوية مكافحة الارهاب. لم تظهر مفاعيل الحضور الروسي الميدانية على الارض بعد، الا انها خلفت موجة كبيرة من الارتياح في صفوف 8 آذار، على عكس حال محور قوى 14 آذار الذي ينظر اليها باستغراب اختصره رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بتغريدة ان "روسيا تلعب بالنار".

 

ماذا سيفعل «الشاطر» حسن؟

نديم قطيش/ الشرق الأوسط/25 أيلول/15

قد يكون من المبكر بعض الشيء، ولكن ليس من المبالغة، القول إنه سيؤرَّخ بالدخول الروسي إلى سوريا لبداية خريف الميليشيات التي تتصارع في هذا البلد، لا سيما الميليشيات الدينية السنية والشيعية. الأكيد أكثر أن الميليشيات الشيعية ستسبق مثيلتها السنية إلى اضمحلال الدور والوظيفة والحضور. ليس خافيًا أن الميليشيات الشيعية العراقية تعاني من فقدان بيئتها الحاضنة اليوم في العراق لأسباب محلية صرفة أنتجت صحوة شيعية عربية مناهضة لإيران، ولدورها الاستغلالي للعراق ومقدراته والتلاعب بمكوناته الوطنية والسياسية والدستورية. أما الميليشيا الشيعية الأبرز، أي حزب الله، فهي تعاني من نتائج انهيار مشروعها في سوريا، ومن نزيف الأكلاف البشرية والمعنوية، رغم عدم القدرة على حماية النظام، دعك عن تغيير قواعد اللعبة! إذا كان من مؤشر على انهيار القدرة الإيرانية عبر حزب الله على حماية الـ«ستاتيكو»، فهو الدخول الروسي العسكري إلى سوريا بعد أن ناشد بشار الأسد حلفاءه قبل شهرين، عبر الاعتراف بأن جيشه يواجه نقصًا في العدد، وتقلصًا في القدرة على الانتشار، بحيث بات مجبرًا على الانسحاب من مواقع من أجل الدفاع عن أخرى! «أنا أسقط»، قال الأسد.. ليأتي الدخول الروسي ترجمة ميدانية لانهيار قدرة حزب الله بصفته الإيرانية على تحقيق أهداف حربه المكلفة في سوريا، وتحقيق النصر الذي دأب على تذكير جمهوره بأنه وعدهم به. وما تعثره في معركة الزبداني، بعد الكثير من الخطابات والتأكيدات بالنصر، إلا دليل آخر على عمق المأزق الذي يتخبط فيه حزب الله، مما بات يحتم عليه التفكير الجدي في الانسحاب من سوريا، تحت عنوان إعادة التموضع دفاعيًا، كما بات يتسرب في تقارير تنسب هذا الكلام إلى مسؤولين في الحزب.

ليس وضع حزب الله أفضل في حرب اليمن، التي أوكل إليه بأن يكون صوت إيران العربي في الحرب الدعائية فيها. ولا بد لحسن نصر الله أن يكون أحس ببالغ الحرج وهو يتابع على شاشات التلفزة اكتمال عودة الشرعية إلى عدن بوصول الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إليها. فنصر الله الذي سيبدأ حتمًا انسحابه السوري ململمًا خلفه الجراح والخيبة، وسيكون عليه أن يبرر الكلفة البشرية الهائلة، سيكون مطالبًا أيضًا بأن يبرر لجمهوره السقف اليمني الذي رفعه وفشل في بلوغه. فهو لم يتردد بالجزم والحسم أن «الأمل بعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى اليمن انتهى»، أو كما استدل على فشل الرياض بقوله إن «(عاصفة الحزم) فشلت في إعادة عبد ربه منصور هادي إلى عدن أو صنعاء»!! فإذا كانت عودة هادي، وفق نصر الله، هي معيار الفشل والنجاح، فسيكون عليه أن يحدث قومه بالنتائج «الباهرة» التي وصل إليها.

«أوضح الواضحات»، إذ ذاك، هي النكسات والنكبات الميدانية والسياسية التي يعانيها حزب الله في كل من اليمن وسوريا. وفوق هذا وذاك، يبدو حزب الله أسير ذوبان جبل الجليد الآيديولوجي والتعبوي الذي نهل منه خطابه لسنوات طويلة. فها هي روسيا، التي رفعها حزب الله إلى مصاف الحليف والركن في الحرب ضد الإمبريالية والصهيونية والاستكبار، تطمئن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بأن «سياسة موسكو عاقلة، وأن سوريا ليست في وضع يسمح لها بمهاجمة إسرائيل». وما ينطبق على سوريا ينسحب على حزب الله! الأسوأ لنصر الله ما سيتمرن على سماعه من الساسة الإيرانيين. فإذا كانت «العقلانية» الروسية التي خاطب به بوتين نتنياهو لا تدعو لكثير من العجب، فستكون العقلانية الإيرانية المستجدة موضع إنهاك آيديولوجي له ولحزبه وللعقائديين بين ناسه! ها هو الرئيس الإيراني حسن روحاني يصرح بأن «العداء لأميركا يخف رغم استمرار الخلافات وتدني الثقة». خلافات؟! كلام أقرب إلى ما يمكن أن يقوله مسؤول ألماني أو فرنسي بعد أزمة تنصت واشنطن على حلفائها، من قربه لرئيس نظام الثورة ضد الشيطان الأكبر والاستكبار العالمي!! بل يذهب روحاني إلى حدود التصريح بأن شعار «الموت لأميركا» الذي عبأ الملايين، واختطف وقُتل، واغتيل، باسمه وعلى وقعه، الكثيرون، ليس سوى شعار، وكأنه يحيل لغة وعمارة خطابية كاملتين إلى التقاعد، ويؤكد أن القرار بالاتفاق مع الشيطان يتجاوز الطبيعة الإجرائية إلى تحول عميق في موقع وهوية وتكوين إيران. من سوريا إلى اليمن، مرورًا بالتحول العراقي الشيعي العميق، وصولاً إلى تخفف إيران من رطانة الآيديولوجيا، سيكون مفيدًا ترقب ماذا سيفعل «الشاطر» حسن.

 

سوريا والعالم.. انتصار أم مساومة؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 أيلول/15

مع هيمنة المأساة السورية على عناوين الصحف العالمية، تحولت نغمة «لا بد من فعل شيء ما» لتكون حثًا على «الفعل المباشر». يتحدث الجميع تقريبًا، من موسكو إلى واشنطن ومرورًا بباريس حتى لندن، عن «الحل السياسي» عبر المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة. وتكمن المشكلة في أن أولئك المتشدقين بالوصول إلى حل سياسي لا يتفقون بالأساس على ماهية المشكلة. وحتى الأسبوع الماضي، وقفت القوى الغربية على تعريف للمشكلة بأنها إحدى مشاكل نظام استبدادي يستخدم الإرهاب والمذابح لإسكات أمة متمردة. ونظرًا لأن بشار الأسد هو الواجهة الأولى لهذا النظام أمام العالم، كانت الفكرة المطروحة أن وفاة بشار ينبغي أن تكون عنصر الحل السياسي الأول لتلك المشكلة. والآن، ورغم كل شيء، فإن أغلب القوى الغربية، بدءًا بالولايات المتحدة، قد أسقطت من حساباتها طرح «ضرورة رحيل الأسد». وتعتبر سوريا، بالنسبة إليهم، دولة ذات سيادة تعرضت للهجوم من قبل الإرهابيين الأجانب. والحل المطروح هو مساعدة الأسد في القضاء عليهم. إن تحديد ما يجري في سوريا ليس بالأمر اليسير. بدأ الأمر برمته كانتفاضة شعبية ضد النظام المستبد الذي جنح إلى قمع كافة أوجه المعارضة في الداخل. دفع ذلك بعض عناصر الانتفاضة إلى اللجوء لحمل السلاح، وتحولت حركة المعارضة إلى حرب أهلية.

وتكمن المشكلة أيضًا في أن مصطلح الحرب الأهلية ذاته لا يكفي تمامًا لتوصيف الوضع السوري الحالي. فالحرب الأهلية تندلع عندما تتفرع العناصر الوطنية النشطة داخل الدولة الواحدة إلى معسكرين يتمتعان بقدر متساو، يزيد أو يقل، من القوة المسلحة.

وليس ذلك هو الموقف الحقيقي في الأزمة السورية. يتمتع نظام حكم الأسد بقاعدة تأييد شعبية كبيرة، وخصوصًا بين الطائفة العلوية وإلى درجة جيدة داخل الطائفة المسيحية السورية. ولكن قاعدة التأييد تلك ليست واسعة بدرجة كافية لتقسيم الأمة إلى معسكرين يتمتعان بقوة متساوية. ومما يزيد في تزييف ميزان القوة في الداخل السوري هو التفوق العسكري الكبير الذي يتمتع به النظام الحاكم، وعلى الأخص القوة الجوية الكبيرة، والتي تساعد كثيرا في تمويه نقاط الضعف النسبية في قاعدة التأييد الشعبية للرئيس الأسد. ومن الخصائص الأخرى للحرب الأهلية هي غياب، أو على أدنى تقدير، التأثير الثانوي للمقاتلين الأجانب في كلا المعسكرين. ومرة أخرى، ليست تلك هي الحالة في سوريا. وفقا لتقديرات شديدة التحفظ، هناك نحو 20 في المائة من تعداد الرجال المقاتلين في صفوف نظام الأسد هم من الأجانب، وهم تحديدًا «المتطوعون» القادمون من فروع تنظيم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، ومن العراق وأفغانستان.

ومن جانبه، استقطب المعسكر المناوئ لنظام الأسد أعدادًا كبيرة من المتطرفين من أكثر من 80 دولة. ويستفيد كلا المعسكرين من الدعم المالي واللوجستي والدعائي الحيوي للغاية من جانب القوى الأجنبية.

ليست هناك حرب أهلية، بطبيعة الحال، تندلع من دون بعض اللمسات الأجنبية عليها. حتى في أول وأكبر حرب أهلية اندلعت في التاريخ، وكانت بين اثنين من كبار الجنرالات في روما القديمة، ماريوس وسولا، استخدم كلاهما المرتزقة الأجانب وكانا يتلقيان الدعم المالي من الأنصار في الخارج. وكانت الحرب الأهلية الإسبانية بين عامي 1936 و1939 بروفة مصغرة للحرب العالمية الثانية مع القوى الفاشستية والسوفياتية تدعم كلا المعسكرين المتصارعين في الداخل. أما في الحالة السورية، رغم ذلك، يعد التدخل الأجنبي أكثر في أهميته مما كان عليه الأمر في الحروب الأهلية في روما القديمة أو إسبانيا المعاصرة. وبعض جوانب الوضع السوري تجعله أقرب ما يكون بحرب الوكالة بين القوى المتصارعة في الخارج أكثر من كونه صراعًا محليًا دخليًا. كثيرًا ما يعرج القادة الغربيون على نقطة وحيدة في خضم الأزمة السورية، وكان آخرها تعليق فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني، إذ قال إنهم لا يعرفون المعسكر الصالح من الطالح لدعمه في سوريا. في غالب الأحيان ليس هناك معسكر صالح في أي حرب أهلية. حتى لو تكون المعسكرين في بداية الأمر من مجموعة من الصبيان المتعاركين فإنهم سرعان ما يسقطون في دوامة العنف الوحشي المريع الذي تفرضه قواعد الحروب الأهلية.

ماريوس أو سولا، القيصر أو بومبي، أيهما كان أبيض اللون أو أيهما كان أسود؟ لا يتوقف ذلك إلا على وجهة نظر المراقبين وتقدير المصالح. وفي الحرب الأهلية الفرنسية التي أعقبت «الثورة العظمى» كان متمردو الفيندي، الذين عبر عنهم بالزاك في «الشوان» وترولوب في «فيندي»، ليسوا أقل عنفًا وقهرًا من جلادي المقصلة في باريس. كذلك، في الطرح الرومانسي للحرب الأهلية الأميركية، والتي كانت حربًا انفصالية حقيقية، كان معسكر الشمال يمثل الطرف الصالح ومعسكر الجنوب الطرف الطالح. ومع ذلك، كان للشمال نصيبه الحقيقي من جرائم الحرب المروعة، ناهيكم عن ذكر الخراب الذي أحدثه «حاملو البساط» الذين وصلوا إلى الجنوب في أعقاب الهزيمة الشهيرة. ونرى أيضًا في العرض الرومانسي للحرب الأهلية الإسبانية أن الجمهوريين كانوا هم الأخيار بينما كانت الكتائب التي يقودها الجنرال مولا والجنرال فرانكو هم الأشرار. ومع ذلك، ارتكب كلا الفريقين قدرًا من الفظائع تخلع عليه أدبياتنا المعاصرة وصف «جرائم ضد الإنسانية». فماذا عن الحرب الأهلية الروسية بين عامي 1918 و1921؟ هل لو كان النصر حليفًا لـكولتشاك ودينيكين سيجعل من روسيا مكانًا أفضل من تلك التي يحكمها لينين وتروتسكي وستالين الذين انتصروا في تلك الحرب؟

إن القاعدة الأولى الناجعة في الحرب الأهلية هي: البقاء على قيد الحياة. ويعني ذلك المقدرة على مشابهة ومماهاة العدو إلى أقصى قدر ممكن. فإذا اتسم الخصم بقدر كبير من الوحشية، فعلى المعارض كذلك أن يتسم بنفس الصفة ولا أقل منها. وبالتالي لا داعي للمفاجأة إذا رأينا قوات الأسد تعمل سكاكين الذبح في رقاب الثوار. لما أراد لينين من فرونز القضاء على شعب القازاق وإزاحته من على الخريطة أرسل إليه برقية موجزة مفادها: «استول على بهائمهم، واقتل رجالهم، واطرد نساءهم وأطفالهم خارج حدودنا». كان والد «الاشتراكية العلمية» في العالم يقلد شيوخ قبائل القازاق في قتالهم ضد أعدائهم تقليدًا أعمى.

أبدًا لا تنتهي الحرب الأهلية بالتعادل أو الإنصاف. يتعين على أحد المعسكرين تحقيق الانتصار الساحق حتى لو كان نصرًا باهظ الثمن للغاية. ويتقبل الخاسر الاستسلام غير المشروط أو يفر إلى المنفى كما كان الحال مع المعسكر الجنوبي في الحرب الأهلية اليمنية لعام 1994. يسعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري لعقد محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف للترتيب لوقف إطلاق النار. وليس ذلك إلا مباهاة دبلوماسية جوفاء. فالحروب الأهلية لا تنتهي أبدًا بوقف إطلاق النار، وخصوصًا تلك التي يتفاوض عليها الغرباء من غير أهل الوطن.شهدنا منذ الحرب العالمية الثانية أكثر من 240 حربًا أهلية على مستوى العالم، وبعضها استمرت نيرانها مشتعلة لعقود. وفي بعض الحالات، ساهم العالم الخارجي في إنهاء الحرب الأهلية عن طريق سحب الدعم المقدم لأحد الجانبين المتصارعين، على سبيل المثال لما سحبت الصين البساط من تحت أقدام هولدن روبرتو في أنغولا، أو عن طريق زيادة المساعدات الممنوحة لسحق المعارضين كما كان الحال مع الدعم الغربي المقدم إلى يوري موسيفيني في أوغندا. كانت الحرب الأهلية اللبنانية حالة خاصة نظرًا للتركيبة الطائفية في هذا المجتمع الذي ذاق مرارة الحرب. وبسبب أنه كان هناك أكثر من معسكر واحد في تلك الحرب، تعذر أن يكون الهدف هو النصر الساحق لأحد المعسكرات على الأخرى. وبالتالي، منح ذلك الوضع للقوى الخارجية النفوذ الكبير لفرض التسوية على وكلائهم في الداخل. فهل بإمكان العالم الخارجي الوصول إلى حل مشابه بالنسبة لسوريا التي انقسمت حاليًا إلى عدد من الكيانات المتمتعة بحكم شبه ذاتي تسيطر عليه في غالب الأحيان النزعات الطائفية؟

لا تحبسوا أنفاسكم كثيرًا أيها السادة.

 

الدب الروسي يسرق عسل الملالي!

فايز سارة/ الشرق الأوسط/25 أيلول/15

عندما اندلعت ثورة السوريين في وجه نظام الأسد عام 2011، سارع ملالي إيران إلى مناصرة حليفهم في دمشق، في خطوة بدت وكأنها استمرار لموقفهم التقليدي في مناصرة نظام والده الميت حافظ الأسد، فقدموا له كل مقومات البقاء، وساعدوه من أجل مواجهة ثورة السوريين بالنفط والمال والسلاح والخبراء، قبل أن يدفعوا أنصارهم من حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية وعصابات أخرى للقتال إلى جانبه، في مواجهة التشكيلات المسلحة التي نظمها السوريون من متطوعين وعسكريين منشقين، للدفاع عن الحواضن الاجتماعية للثورة، ثم دفع نظام الملالي حلفاءه، وفي مقدمتهم النظام العراقي، لمساعدة حليفه في دمشق.

ولأن حليف الملالي لم يحقق أهدافه في إعادة السوريين إلى بيت الطاعة، وبسبب تراجع قواته عن مناطق متزايدة من الأراضي السورية، قرر ملالي طهران، أن يدفعوا بقوات من نخبة قواتهم، بينهم مجموعات من الحرس الثوري ومن فيلق القدس، إضافة إلى زيادة أعداد الخبراء العسكريين والأمنيين والتقنيين لمساعدة الآلة العسكرية - الأمنية السورية في الاحتفاظ بسيطرتها على مناطق وجودها، والهجوم على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة. ومثلما فعل ملالي إيران، فإن روسيا المعروفة بعلاقاتها التقليدية مع نظام الأسد، بادرت هي الأخرى بالوقوف إلى جانب النظام، مقدمة له الدعم السياسي والعسكري، عبر المؤسسات الدولية، وخصوصًا في مجلس الأمن، لمنع أي قرارات من شأنها إدانة سياسات النظام وممارساته، الأمر الذي تم بالتزامن مع سيل المساعدات العسكرية، بما فيها من معدات وأسلحة وذخائر. ورغم المساعدات الهائلة السياسية والعسكرية والاقتصادية، التي قدمها الإيرانيون وأدواتهم وحلفاؤهم، وما قدمته روسيا، فإن نظام الأسد تراجع سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، وتراجعت قدراته سواء في الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطر عليها، وفي عدم قدرته على استعادة مناطق خارج سيطرته بمساعدة داعميه، وتعدى الأمر ذلك إلى تصاعد أزماته الداخلية، التي كان الأبرز من معالمها تصاعد الصراعات في مؤسسته العسكرية - الأمنية، فيما حصلت تشققات في حاضنته الاجتماعية وصراعات في صفوف تكويناتها، وصار عاجزًا عن توفير الطاقة البشرية اللازمة لآلته العسكرية والأمنية، وكلها مؤشرات إلى احتمال سقوط مفاجئ قد يصيب النظام. لقد أسست إيران على مدى سنوات طويلة وجودًا عميقًا في سوريا، ثم كثفت ونظمت هذا الوجود، ليس في تعزيز قواتها العسكرية والأمنية المباشرة، وعبر وجود أنصارها من الميليشيات فقط، بل أضافت إلى ذلك إقامة روابط مع بنى اجتماعية وشخصيات نخبوية داخل النظام ومؤسساته وخارجه، ودفعت إلى تكوين تجمعات بشرية من وافدين أغلبهم من الشيعة، بينهم إيرانيون وأفغان وعراقيون ولبنانيون وغيرهم ممن تمركزوا في أحياء دمشق، لا سيما حي الأمين وحي الجورة وحي العمارة، وفي ريف دمشق الجنوبي في مدينة السيدة زينب ومحيطها، وفي الخلاصة صار الوجود الإيراني العميق قوة قادرة على الفعل والتأثير في واقع النظام والمناطق الخاضعة له، ولعل أحد تعبيرات الوجود العميق لإيران قيامها بالتفاوض مع المعارضة المسلحة في الفترة الأخيرة، حول الهدنة في الزبداني وكفريا والفوعا بمعزل عن النظام ووكيلاً عنه. ولا يحتاج إلى تأكيد قول إن الوجود الإيراني العميق أثار قلق الحليف الروسي للنظام، الذي يمكن أن يخرج خالي الوفاض في حالة سقوط نظام الأسد، أو حصول تسوية تحافظ على الأسد أو تكون من دونه، وهو ما يمكن أن يفسر سر الهجمة الروسية المفاجئة لتثبيت وجود عسكري استراتيجي كثيف. لقد أحست موسكو أن إيران توشك أن تقطف عسلها في سوريا، فقرر الدب الروسي الاستيلاء على عسل الملالي، أو على الأقل مشاركتهم فيه بحصة أكبر، حتى لا يخرج خالي الوفاض بعد كل ما قدمه للحصول على مكاسب من مواقفه في دعم نظام الأسد.

 

عندما يكون الخروج من التاريخ أفظع من الدخول!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/25 أيلول/15

سمعتُ لاجئًا سوريًا وصل إلى أحد المخيمات في ألمانيا، يقول لمراسل قناة تلفزيونية: هربتُ مع أُسرتي لأنني خشيتُ مما هو أعظم! وقال له المراسل: تقصد خوفًا من القتل؟ فقال اللاجئ الطبيب: بل ما هو أفظع! وكأنما ضاق به المراسل ذرعًا فقال له بعصبية: قل يا أخي إنك عاجز ويائس وخائف على نفسك وأُسرتك فاخترتَ الهرب، وإلاّ فكيف ستمنع من طريق هربك من سوريا ما هو أفظع وأعظم؟! وسمعتُ رئيس الوزراء اليمني خالد بحّاح يقول: إنّ المرحلة المقبلة في اليمن هي الأخطر والأفظَع! ولا شكّ أنّ الرجل يعرف أكثر مما نعرف. لكنْ وبكلّ المقاييس، وبعد عامٍ على احتلال صنعاء من الميليشيات، والتسرب إلى تعز وإب والحديدة وباب المندب وعدن وجنوب اليمن، صار الموقف الآن أفضل بكثير بفضل قوات التحالف العربي. لقد أُخرج المتمردون والعفاشيون من الجنوب، ويكادون يخرجون من وسط اليمن وسواحله. وهناك بالطبع صعوبات في استعادة الأمن والإدارة والأصعب إعادة بناء الجيش وقوات الأمن. بيد أن ذلك كلَّه لا يعني أن المرحلة الماضية، مرحلة الاحتلال وفقد الشرعية، هي أفضل أو أقل مخاطر من مرحلة استعادة الشرعية وإعادة بناء الدولة! وبمناسبة المفاوضات الليبية الجارية بين الجزائر والمغرب وجنيف، كنتُ أظن أنّ الخلاف الرئيس هو بين البرلمان المنتخب القابع بطبرق، والمجلس الوطني المنتهية ولايته والقابع بطرابلس. لكنْ وجدتُ أنّ وسائل الإعلام من حول المندوب الدولي برناردينو ليون تتحدث في الأيام القليلة الماضية أنّ ليون يوشك أن ينجح في كتابة وثيقة توافق بين فرقاء ثلاثة متصارعين ضمن البرلمان المنتخب: الفريق العامل، والفريق المقاطع لأعمال البرلمان، والفريق المحايد (!). وإذا نجح ليون مع شراذم البرلمان، فسيرى ما هي مطالب المجلس الوطني المنتهية ولايته، وهل يمكن التوفيق بين مسودة توافق البرلمان وتلك المطالب!

ما أردتُ التنكيت ولا التبكيت. وإلاّ لكان بالوسع ذكر التخبط والضياع في أعمال السلطات بالعراق وسوريا والجزائر ولبنان... إلخ. وهذا التخبط ليس له سببٌ واحدٌ، بل عدة أسباب، منها التشرذم إلى ما لا نهاية تحت وطأة المصالح والقبليات والجهويات والتأثيرات الخارجية. لكنني أرى أنّ الأكثر أهمية من ذلك والأكثر خطورةً وفداحةً هو غياب الإرادة، والافتقار للنهوض، واسوداد الأفق أو انقفاله، بحيث لا يشتغل العربي إلاّ بساعات الحدّ الأدنى، وبأقل ما يمكن من جهد، وأقل ما يمكن من أملٍ وطموح. ولأنّ الدعوى مفقودة، فإنه حتى الطموح المشروع للوزارة أو الإدارة مثلاً يصبح طمعًا لا يمكن بلوغه إلاّ بوسائل انتهازية أو غير مشروعة. لقد غاب المشروع الكبير القومي، وما حضرت بديلاً عنه أو تحته المشروعات الوطنية المحلية. وقد كانت الفكرة أنّ غياب المشروع القومي، أدى إلى صراعٍ بين الإسلاميات والوطنيات. لكنّ الأمر في الحقيقة على غير ذلك. فالإسلامي يقاتل الوهم القومي الغائب، ويقاتل الوطنيات والمحليات. بينما ما أمكن للوطني في بلدان الاضطراب أن يجمع الناس من حول وحدة البلدان ووحدة الدول. وآل الأمر في السنوات الثلاث الأخيرة إلى أن بلدانًا عربيةً كثيرةً لا يجمعُ نُخَبها أي جامع إسلامي أو عربي أو وطني محلي. ويخيل للمراقب أحيانًا أنه ما عادت لدى الأفراد والجماعات حتى غريزة حفظ الذات بالمعنى الضيق. وإلاّ فكيف ينقسم برلمانٌ منتخبٌ وهاربٌ من عاصمته (طرابلس)، إلى ثلاثة أقسام، ومن حوله: مسلحو المجلس الوطني المنتهية ولايته، والقبائل، و«داعش»، ومسلَّحون آخرون، فلماذا لم تدفعه غريزة البقاء إلى التوحد؟!

ولا يجوز «ظلم» الطائفيات، وتحميلها المسؤولية، وإن أوهم البعض من طريق استغلالها أنه إنما يريد العمل لصالح هذه الطائفة أو تلك. وأفضل النماذج على ذلك العراق، الذي جاء الأميركيون والإيرانيون وحزب الدعوة والمالكي، لإنصاف شيعته، وتسليمهم مقادير الدولة العراقية الغنية. وما انفضح التزوير إلاّ عندما سيطر «داعش» في صيف العام 2014. لقد تبين أنّ تريليون دولار اختفت، وأنّ الجيش العراقي الشيعي المليوني ذاب، وأنّ المناطق الشيعية بالعراق مثل غيرها تعاني من غياب الكهرباء والمياه والبنى التحتية. وما اقتنع المالكي بالغياب بعد جهدٍ جهيد، بل حاول العودة بشتى الوسائل من طريق إسقاط الرمادي بعد الموصل، ومن طريق دفع الحشد الشعبي إلى مقدمة الصورة بمذابحه وتهجيراته، بل ومن طريق العمل على إسقاط العبادي الذي شجعه السيستاني على إجراء الإصلاح! وفي النهاية: ما هو «مشروع» المالكي أو مشروع إيران في العراق؟ وماذا قدموا للشيعة من وسائل الحياة الكريمة، وها هم العراقيون ينافسون السوريين والأفغان في الهرب إلى أوروبا من جنة ولاية الفقيه والجنرال سليماني و«داعش»! وكيف يستقيم الحديث عن المشروع الطائفي الإيراني أو العلوي بسوريا؟ وما هو المستقبل الذي ينتظر رُبع مليون شيعي، ومليوني علوي في سوريا بعد خمس سنواتٍ من الآن؟

الصحيح أنه لا مشروع عام وشامل بعد المشروع العربي. وأنّ المشروع الإسلامي السياسي والجهادي هو جزءٌ من الأزمة إن لم يكن علتها الأولى. وأنه على مستوى الوحدات الدولتية فلا بديل من العمل على التضامن الوطني والتوحد الوطني، لأنه الأساس في استمرار المجتمعات، واستعصاء الدول على التفكك. ولكي يكتسب الانتظام الوطني المناعة الضرورية، يأتي التكامل العربي الذي يهبُ الكيان الوطني آفاقهُ ومستقبله واستقراره. اعتبر كاتبٌ مصري قبل عشر سنوات، أنّ العرب يوشكون على الخروج من التاريخ. وكان يقصد بذلك أنّ الأمة العربية ما تركت بصمتها في القرن العشرين على الحضارة العالمية، أو في النجاح الاقتصادي، أو في نجاح تجربة الدولة الوطنية بعد الحرب الثانية، شأن أمم أخرى كثيرة. لكنني أرى وليس على سبيل النكتة أن العرب دخلوا إلى التاريخ وحاضر العالم في العقود الثلاثة الأخيرة بطرائق كان البقاء خارج التاريخ أفضل منها بكثير: دخلوا من طريق «القاعدة» وغزوتها النيويوركية، ودخلوا من طريق حكامهم الديكتاتوريين الذين قتلوا وشردوا الملايين، ودخلوا أخيرًا من خلال «داعش»، وما أدراك ما «داعش»! ما عرفت البشرية أُناسًا مثل القذافي أو صدام أو بشار الأسد، ولا مثل بن لادن والبغدادي، فإنّ لم ندخل التاريخ بالحضارة، فلندخل بالتوحش! كان الفيلسوف الألماني هيغل يقول: إنّ الواقعي هو الحقيقي، وإنّ الحقيقي هو الواقعي! وهذا تقريرٌ مفزعٌ يجعل الحقائق والقيم ومطامح الإنسان في السلام والعدالة في قبضة الواقع الذي قد يكون مفروضًا. لا، لا يمكن أن يكون الواقعي هو الحقيقي، حتى لو كان الواقع أنّ القاعدة هي التي اقتحمت بنا رغمًا عنا حاضر العالم بالطريقة المأساوية المعروفة!

 

فرنسا وعصر المنافسة الجيوسياسية

إميل أمين/الشرق الأوسط/25 أيلول/15

ما الذي يدعو فرنسا لتغيير كثير من مواقفها السياسية الخارجية في الفترة الأخيرة، لا سيما موقفها من الأزمة السورية؟ يبدو واضحًا أن الفرنسيين دخلوا إلى عمق عصر المنافسة الجيوسياسية، التي يعيشها العالم، بحثًا عن ملامح نظام عالمي جديد لم يتشكل بعد، وفي ظل تراجع واضح لنفوذ قوى تقليدية هيمنت على مقدرات منطقة الشرق الأوسط منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى وقت قريب، وفي المقدمة منها الولايات المتحدة، وكذا في ضوء إقدام واضح لقوى أخرى، مثل روسيا التي قلبت مؤخرًا الموازين الدولية. في هذا السياق يبدو أن الفرنسيين يسعون جاهدين ليكونوا رأس الحربة الاستراتيجية السياسية للاتحاد الأوروبي، حتى ولو كانت ألمانيا هي القاطرة الاقتصادية.  كان أول من استخدم تعبير «الجيوسياسية» هو العالم السويدي كجلين للدلالة على تأثير الجغرافيا على السياسة، وعليه يبدو جليًا أن الفرنسيين يعيدون قراءة المشهد العربي، والشرق أوسطي، في ضوء القرب الجغرافي من ناحية والوشائج التاريخية من جانب ثانٍ، حتى وإن كانت إعادة القراءة تتم في إطار من البراغماتية السياسية، ففرنسا أخذت العبر من الاتفاق النووي الموقع بين واشنطن وطهران، ولم تعد ترغب في أن تجد نفسها معزولة تجاه شرق أوسط جديد يعاد تشكيله. عدة مشاهد يستطيع المحلل السياسي أن يرصدها للتحركات الفرنسية في الفترة الأخيرة، تؤكد أن أحفاد بلاد «الغال» يسعون لإيجاد مواقع ثابتة ومتقدمة لهم على صعيد النفوذ شرق أوسطيًا، بعد أن تدثر الأوروبيون طويلاً بعباءة الأطلسي. في مقدمة المشاهد، ذاك المتصل بالأزمة السورية وعلامة الاستفهام: لماذا تغير الموقف الفرنسي على هذا النحو على جهتين؛ المشاركة بالقوة العسكرية للقضاء على «داعش» من جهة، والتوجه لجهة الإبقاء على الأسد ولو مرحليًا من جهة ثانية؟ لا تريد فرنسا ذات النفوذ التقليدي في منطقة الشام أن تخرج خالية الوفاض من منطقة تتبعها أدبيًا وربما ماديًا منذ عهود طوال، ومع التغيرات الجيوسياسية الأخيرة بدخول روسيا عسكريًا في الأزمة، يبدو أن فرنسا لا تود أن تشابه في موقعها أو موضعها البريطانيين في «يالطا»، حينما اكتشفوا أن الروس والأميركيين هم من يقتسمون النفوذ في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية. مشهد وملمح آخر ربما نرى تجلياته هذه الأيام خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة يتصل بقضية العرب الرئيسية، القضية الفلسطينية، فقد سمعنا خلال الشهرين الماضيين عن رغبة فرنسية في طرح مشروع من أجل إيجاد حل تفاوضي للنزاع، وفي أجل زمني حدد بـ18 شهرًا، والقرار المحتمل تقديمه من قبل الفرنسيين يدعو لإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967، مع تبادل للأراضي المتفق عليها من قبل الطرفين. ويبدو أن لقاء أبو مازن الأخير مع الرئيس الفرنسي هولاند تم فيه مناقشة مشروع القرار، ما يعني أن الحراك الفرنسي ماضٍ قدمًا ومتطلع لدور حقيقي على الأرض. لم تكن فرنسا بدورها بعيدة عما يجري في اليمن، وقد ظهر موقفها من عملية عاصفة الحزم بشكل واضح للجميع، عبر عنه وزير دفاعها جان إيف لودريان الذي ندد بسعي إيران إلى زعزعة استقرار اليمن. كما أن الموقف الفرنسي من الاتفاقية الإيرانية الأميركية النووية يمكن وصفه بقبول باريس على مضض بهذا الاتفاق والمطالبة بضرورة تقبل الإيرانيين الإجراءات التقنية الناجمة عن هذا الاتفاق، عطفًا على أجندة العقوبات والمراقبة. آخر المشاهد الفرنسية التي تؤكد تحولات جيوسياسية فرنسية عالمية، وإن اتصلت بالشرق الأوسط، يتعلق بحاملتي الطائرات المروحية والجنود والعتاد العسكري «ميسترال» اللتين شيدتهما فرنسا لروسيا، غير أن الفرنسيين خضعوا في نهاية الأمر لضغوط المجموعة الأوروبية، وواشنطن، ورفضوا تسليمهما لموسكو، كعقوبة ضمن عقوبات تسعى لتعزيز عزل روسيا بعد ضمها جزءًا من أوكرانيا، وفضلاً عن بيعهما لمصر، ما يعني أن هناك شراكة استراتيجية تنشأ مع مصر الدولة العربية المحورية في المنطقة، والتي تتشارك مع السعودية في حماية الممرات المائية الدولية في البحر الأحمر من جهة، والتي تقوم بدور فاعل وحيوي في محاربة الإرهاب في شمال أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط حيث ليبيا الساعية للخلاص من مآل سوريا والعراق. صحوة فرنسا الجيوسياسية تدعونا للتساؤل: هل نشهد فترة «ديجولية» فرنسية جديدة، ما يعني أن القرار الفرنسي سيتحرر بطريقة مثيرة للناظرين من ربقة الناتو؟ الليالي دائمًا حبلى بالمفاجآت.

 

الجمعية العامة ستشهد تباعد الرؤى إلى الشرق الأوسط

 راغدة درغام/الحياة/25 أيلول/15

لن ينتهي حفل العيد السبعين للأمم المتحدة بمعالجة جدية لأزمات الشرق الأوسط التي ستستولي على المحادثات الثنائية والجماعية للقادة، وفي مقدمها الأزمة السورية ثم اليمنية. فالمواقف تزداد تباعداً بين اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين، والأمل بانفراجات عبر لقاءات خليجية – إيرانية أو أميركية – روسية أو عبر مبادرات أوروبية بات ضئيلاً. ستحصل تفاهمات على ناحيتي الإرهاب والهجرة المنبثقتين من الأزمة السورية، مثلاً، إنما الخلافات على نوعية ومتطلبات الحل السياسي ستبقى واقفة في «عقدة الأسد» على ضوء التمسك الروسي بالرئيس السوري كجزء أساسي من محاربة «داعش» ومن أي حل سياسي لسورية. كل هذا يعني أن المرحلة المقبلة ستزداد سوءاً في أكثر من محطة في المنطقة العربية ولن تقتصر على اليمن والعراق وليبيا وسورية، بل لربما تتوسّع الى جوارهما. فروسيا اتخذت قراراتها الاستراتيجية واعتمدت خطة طريق وآليات تنفيذ لها. بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وبريطانيا، بدأ يتململ من التصعيد العسكري الروسي في سورية، لكنه لا يملك خطة ولا استراتيجية سوى رفض تأهيل الأسد تأهيلاً كلياً ودائماً مع القبول بتأهيل مرحلي له من دون موعد محدد لرحيله. الولايات المتحدة تتخذ أنصاف الخطوات وتتعمّد الالتفاف على كل ما من شأنه أن يؤثر سلباً على الأولوية الإيرانية مما يكبّل أياديها في اليمن والعراق وسورية ولبنان حيث الأدوار الإيرانية تزداد تزمتاً وحيث التحالف الروسي – الإيراني يترك بصماته سلباً على شتى الملفات.

الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن – الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا – غاضبة من إحراج روسيا لها بتصعيدها العسكري علناً وجهراً في سورية وبإقدامها على إعادة تأهيل بشار الأسد عبر مبادرة لها في مجلس الأمن. في البدء، أتت ردود الفعل فاترة، إنما الإصرار الروسي على طروحات موسكو العسكرية والسياسية فرض على هذه الدول رفع مستوى الاعتراض قليلاً وأجبرها على التقدم بمقترحات، لا سيما أنها المعنية مباشرة بالأزمة السورية من ناحية تدفق الهجرة إليها. الآن، تتحدث الديبلوماسية الأوروبية في مجلس الأمن بلغة اتهام روسيا بأنها بتدخلها العسكري في سورية، أوصدت النافذة الديبلوماسية وباب الحلول السياسية في سورية. تلك النافذة الديبلوماسية المبشّرة كانت انطلقت من لقاءات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الدوحة مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي سوية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وزير الخارجية السعودي عادل الجبير توجه الى موسكو، ثم كانت هناك زيارة رفيعة المستوى ضمت كبار المسؤولين الخليجيين وضمت دولة الإمارات والسعودية بتزامن مع زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى موسكو. أتت هذه الحركة في أعقاب الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى الخمس زائد ألمانيا. وتفاءل الجميع بانفتاح إيجابي بين الدول الخليجية وروسيا يرافق الترحيب الخليجي بالاتفاق النووي. وبرز الأمل بحدوث انفراج ما في العلاقة الخليجية – الإيرانية، بالذات السعودية – الإيرانية. ثم هبط كل هذا التفاؤل الى حافة التصعيد العسكري الروسي المعلن، والإيراني غير المعلن، في سورية. فماذا حصل؟ البعض يعتقد أن قرب انهيار كامل النظام في سورية أجبر روسيا على التصعيد العسكري لتلافي الخسارة الكبرى. البعـــض الآخر يرى أن موسكو قررت تقوية الأسد ليكون ورقة قوية في أياديها عند إجراء المفاوضات. وهناك من يعتقد أن روسيا صعّدت عسكرياً ضماناً لبقاء النظام في دمشق لكنها صعّدت سياسياً بتمسكها بالأسد استعداداً للتخلي عنه في القت المناسب في عملية مقايضة بقاء النظام برحيل الأسد.

مهـــما كــــان في ذهن الديبلوماسية الروسية، واضح الآن أن الحــــديث عن مصير الأسد عاد الى الواجهة. الديبلوماسية الأوروبية – بالذات الفرنسية والبريطانية – تتحدث الآن عن «متـــى» رحيل الأسد باعتباره جزءاً من المشكلة رافضة المنطق الروسي بأنه جزء من الحل. توافق الديبلوماسية الأوروبية والأميركية الرأي الروسي بأن بشار الأسد قد يكون ضرورة مرحلية لإلحاق الهزيمة بـ «داعش» وأمثاله، لكنها تصر على رفض اعتباره جزءاً رئيسياً من استراتيجية سحق «داعش» لأنه، في رأيها، سبب أساسي من أسباب وجود «داعش».

تقول الديبلوماسية الأوروبية مجدداً الآن إن الأسد فقد الشرعية، وأن «الدعم الروسي للأسد يخالف بيان جنيف ولا يساعد في تطبيقه»، وإن ما بين موقفي بقاء الأسد ورحيله هناك حاجة الى مقاربة جديدة «خلاّقة» تشمل لاعبين إقليميين – إشارة الى الدول الخليجية وإيران أيضاً. تقول ايضاً إن الروس عطّلوا مرحلة التقدم الديبلوماسي وإن العمل جارٍ لإعادة المسار الى الديبلوماسية وأن هناك سجالات في عواصم أساسية بينها واشنطن ولندن حول مقاربة جديدة للعملية الانتقالية «تبدأ بمشاركة الأسد وتنتهي من دونه» مع تحديد «مدى الفترة الانتقالية» وما يليها. الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا هذا الأسبوع «كل الذين يمكنهم المساهمة في حل سياسي في سورية» الى الجلوس حول الطاولة في «مؤتمر جديد» من أجل «تفعيل عملية السلام» التي انطلقت من «جنيف 1» و «جنيف 2» بعدما انتكست نتيجة تلقي النظام في دمشق طائرات مقاتلة من روسيا. تركيا قررت التقدم الى قمة الاتحاد الأوروبي بطلب إنشاء «منطقة أمنية» في شمال سورية من أجل تدارك الهجرة الكثيفة. وأوروبا مستعدة الآن للبحث في هذه الفكرة، والتي تسمى الآن «منطقة إنسانية» أو «منطقة خطر الطيران» أو «منطقة حظر القصف الجوي»، وذلك بسبب هلعها من الهجرة الكبرى إليها. ولذلك قال وزير خارجية بلغاريا «إننا ندرس مع رئيس الوزراء التركي فكرة منطقة أمنية في سورية، لكي يبقى الناس بالقرب من مسقط رأسهم، ويتلقوا المساعدة».

وسياسياً، هناك بحث في مختلف العواصم في نوعية وكيفية إنجاز انتقال سياسي يضمن بقاء النظام بأركان معينة من دون أن ينتهي ببقاء الأسد. هناك مقترحات تنص على أعداد وأسماء عدد محدود من أركان النظام المرشحين لضمان استمراره. الغائب الحاضر البالغ الأهمية في هذه المحادثات والأفكار المتداولة هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشقيها – الرئاسة والحرس الثوري الناشط عسكرياً في الساحة السورية. طهران تريد الجلوس رسمياً الى طاولة رسم مستقبل سورية. وإذا جلست، فإنها تعتزم التمسك القاطع بالنظام ورئيسه لأنها منذ البداية رفضت منطق جنيف الذي يدعو الى تشكيل هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة – أي تحييد بشار الأسد. أما الرياض فإنها أوضحت من جهتها لموسكو وغيرها إن بقاء الأسد مرفوض وأن جلوس طهران الى طاولة رسم مستقبل سورية ليس مرحباً به ما دامت تشارك في القتال في الحرب الأهلية.

أمام كل هذه المعطيات، صعب جداً التفاؤل بنقلة في الملف السوري تنشل البلد من الكارثة الإنسانية ومن تحوله الى ساحة لحرب عالمية على الإرهاب – تماماً كما أراد له النظام في دمشق وجميع الذين أرادوا محاربة الإرهاب بعيداً من مدنهم في روسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

فالطروحات الأوروبية المدعومة بفتور أميركي لا تشكل استراتيجية متكاملة في وجه الطروحات الروسية. والطروحات العربية مبعثرة ومتشتتة وليس هناك مؤشرات على انفراج في العلاقة السعودية – الإيرانية ما لم تحدث مفاجأة.

حتى الآن، كل الكلام عن لقاءات سعودية – إيرانية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة يقع في خانة التكهنات، بل إن المصادر تؤكد أن الفرصة «غير مهيأة» لعقد لقاء خلجي – إيراني لأن لا أسس متواجدة حالياً للتفاهم، لا في سورية، ولا في اليمن، ولا في العراق، ولا في لبنان.

هذا لن يمنع «اللقاءات العابرة» التي تحدث تقليدياً أثناء الاجتماعات في الأمم المتحدة وعلى هامش الجمعية العامة والتي لا تخلو من الأهمية. لكن ذلك اللقاء المنتظر الذي رافق أجواء التفاؤل يبدو ليس وارداً.

سيطغى الإرهاب على المداولات وكذلك الهجرة. الرئيس باراك أوباما سيستضيف قمة عن الإرهاب. والرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجعل أيضاً من مكافحة إرهاب «داعش» أولوية له. لكن روسيا قد لا تنجح في سعيها وراء استصدار موقف رسمي من مجلس الأمن يدعم استراتيجيتها وراء الجلسة الوزارية الاستثنائية التي دعت اليها تحت عنوان إيجاد الحلول لأزمات الشرق الأوسط. فلقد أوضحت موسكو أنها تريد إعادة تأهيل الأسد عبر تبني الورقة الذي قدمتها أساساً لجلسة مجلس الأمن والتي تريد لمجلس الأمن الانطلاق منها. وأتى الجواب من واشنطن بأنها لن تنخرط في ذلك.

 

أسئلة التصعيد الروسي في سورية

أكرم البني/الحياة/25 أيلول/15

وأصل الحكاية ما أكدته دمشق وموسكو عن تعزيز الحضور العسكري الروسي في سورية، وحيثياتها زيادة دعم النظام بالخبراء والأسلحة الحديثة، وربما بقوات برية إن اقتضت الحاجة، والعنوان حماية الدولة السورية ومواجهة تمدّد «داعش» وأخواته من الجماعات الإسلاموية المتشدّدة. والحال هذه، هل يصحّ اعتبار هذا التصعيد فخاً استجرت إليه قيادة الكرملين لاستنزاف قواها وتهمــــيش مكانتها، أسوة بما حصل في أفغانستان؟! أم هو خيار مجدٍ يقوي أوراقها ودورها في الصراع السوري، ويحسّن شروطها التنافسية مع الغرب في ساحات أخرى؟!. صحيح أن التوقيت يرتبط بوقف التدهور الحاصل في مواقع النظام، وقد باتت المساحات التي يسيطر عليها في انحسار مستمر، ولتمكينه عملياً من رد تقدم «جيش الفتح» نحو مناطق حساسة كالغاب والساحل، وردع «جيش الإسلام» الذي تجاوز معاقله في دوما والغوطة الشرقية، واستولى على مواقع مهمة تهدّد قلب العاصمة دمشق! لكن، ألا يرتبط أساساً بمصالح وحسابات استراتيجية، وربما بهدف مزدوج يندر الحديث عنه، مرة لضمان استثمار ثروات النفط والغاز الكامنة في حقول بحرية قريبة من الشاطئ السوري، ومرة ثانية لقطع الطريق على مشروع مد أنابيب الغاز القطري عبر الأراضي السورية، ما يحرر البلدان الأوروبية من حاجتها الى الغاز الروسي واشتراطاته؟! ثم، لمَ لا يكون الدافع لجم طموحات أنقرة التي بدأ لعابها يسيل لفرض منطقة آمنة تشرع نفوذها في الشمال والشرق السوريين ثمناً لمشاركتها في توجيه ضربات جوية ضد تنظيم «داعش»؟! وأيضاً، لمَ لا يُنظر إلى الأمر من زاوية أن روسيا هي أكثر المتضررين من تنامي وزن الجهاديين في سورية، وأنها أكثر من يتحسّب من تمدّدهم في حال سقوط النظام، ومن تداعيات تعاطف مسلمي القفقاس والبلدان المحيطة بها معهم، بخاصة أن آخر التقارير يشير إلى وجود ما يقارب ثلاثة آلاف متشدّد من أصول روسية يقاتلون في صفوف «النصرة» و «داعش»! والقصد، لمَ لا يفسَّر الحضور العسكري الروسي المباشر في سورية، كتمهيد لإقامة خط دفاع متقدّم في وجه المتطرفين الإسلامويين، يقيها أذاهم وخطرهم المباشر ويحصر المعركة معهم في سورية والعراق كما صنعت أميركا وحلفاؤها؟!.

من جهة أخرى، هل تعارض واشنطن فعلاً هذا التصعيد؟! ولمَ علينا أن نأخذ بجدية تصريحات أميركية تبدي رفضها وقلقها؟! أليس البيت الأبيض هو من حضّ ويحضّ قيادة الكرملين على لعب دور أقوى فـــي ســـورية؟! وماذا تفسر تصريحات غير مسؤول أميركي عن بدء التنسيق العسكري مع روسيا لتجنّب الاشتباك في الأجواء السورية، ثم دعوة بعضهم لضمّ موسكو إلى التحالف الدولي بعد عام ونيف من عجز ضرباته عن النيل من تنظيم «داعش»؟! ألا يشير ذلك الى احتمال تقدّم توافق خفي بينهما وربما تقاسم للأدوار، قد يصل إلى إطلاق يد الكرملين في الملــف السوري بما يسهل تطويقه والتحكّم بسبل معالجته، ويحاصر الدور الإيراني المستند الى حسابات ومصالح لا تريح أميركا وحلفاءها؟! ثم، مَن غير موسـكو يمكنه نيل ثقة البيت الأبيض في مواجهة التشدّد الإسلاموي، وفي لجم أي تحوّل خطير في الصراع السوري يضرّ بأمن المنطقة مع قرب انشغاله بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟! ولمَ لا نرى ما يجري من مغازلة واستقواء بتبدّل مواقف بعض العواصم الغربية من النظام السوري، وميلها الى تأجيل إسقاطه والتعاون معه، وإن موقتاً، في مواجهة تصاعد الإرهاب الجهادي؟!. ثمة من ينساق وراء فكرة تقول أن ثمة صراعاً خفياً يتنامى بين طهران وموسكو نتيجة تضارب مصالحهما في سورية بعد توقيع الاتفاق النووي، وأن التصعيد الروسي يأتي لاعتراض احتمال عقد صفقة بين إيران والغرب حول سورية، قد تخرج موسكو من المولد بلا حمص! لكن، لم ننسَ أن روسيا هي أكثر المستفيدين، سياسياً واقتصادياً، من توقيع الاتفاق النووي ومن انفتاح طهران على المجتمع الدولي، بدليل حماستها الشديدة لإزاحة آخر العقبات الحائلة دون توقيع الاتفاق؟! وأيضاً، لمَ لا تكون إيران أكثر المستفيدين من التصعيد الروسي، ما دام يخفّف الأعباء عنها، وينقذ حليفهما، ويضمن استمرار نفوذها المشرقي وتواصلها مع حليفها اللبناني، ويمنحها فرصة تحتاجها، لالتقاط أنفاسها والالتفات الى معالجة أزماتها الداخلية؟! ومع انهماك السوريين بمعاناتهم الشديدة، ثمة أسئلة تشغل بالهم وتقلقهم، هل سيقرب التصعيد العسكري الروسي موعد الحل السياسي أم يفتح الباب على مزيد من العنف والعنف المضاد وما يخلّفه من ضحايا وخراب؟! وهل تتمكن موسكو، عبر زيادة دعمها لنظام ضعيف، من الإمساك بمفاتيحه العسكرية والأمنية وتطويع مواقفه بما ينسجم مع الاستحقاقات السياسية المرتقبة، أم قد يعزز ذلك تشدّد النظام وأوهامه عن الخيار العسكري وإصراره على عدم تقديم أي تنازلات حقيقية، إن في مؤتمرات موسكو أو جنيف؟!. واستدراكاً، هل يفضي التصعيد الروســـي إلى الحفاظ على وحدة الأرض السورية وعلى الدولة ومؤسساتها المدنية كما يعلن، أم ستسيــر الأوضـــاع في طريق التقسيم منذرة بتشكيل ما يسمى ســــورية المفيدة الكفيلة بحماية مصالح روسيا ونفوذها شرقي الــمــتوسط؟! بمعنى آخر، هل يغدو هــــذا التطور منعـطفاً خطيراً في مسار الصــراع السوري، يعمق الاصطفافات والتــخندقات، أم يستخدم كأداة ضاغطة لإقناع الجميع بإلحاح الحل السياسي، بخاصة وقد بدأ يلوح لدى المعارضة المسلّحة وحلفائها، ميل نحو الحسم العسكري وتوهّم القدرة على إسقاط النظام وتحقيق نصر سريع، ربطاً بنجاحاتها الأخيرة؟!. يبدو أن التاريخ يجتر اليوم مشهداً قديماً من الصراع على سورية، حين كانت مرتعاً للتنافس بين الطامعين الإقليميين والدوليين على حساب حيوات أبنائها وثرواتهم واجتماعهم الوطني، فهل ثمة ما يدعو الى الأسى والحزن أكثر من وصول هذا البلد الى ما وصل إليه من خراب وتفكّك، وأن تغدو معاناة أهله وتضحياتهم ومصائر أجيالهم رهينة للمنازعات والتوافقات الخارجية؟!.

 

إنها سورية أم أوكرانيا؟

 وليد شقير/الحياة/25 أيلول/15

تستعد الأمم المتحدة لاستضافة أهم الاجتماعات الدولية التي قد تجعل من حدث الجمعية العمومية للدول الأعضاء فيها مناسبة مهمة هذه السنة، على غير عادتها في السنوات الماضية حيث كان الملل لا يلبث أن يتسلل إليها، فضلاً عن الرتابة التي تحكّمت بأعمالها بعد غياب القادة الكبار الذين شغلوا العالم في أواخر القرن الماضي. قد يضفي العيد السبعون لتأسيس المنظمة الدولية بعض الأهمية على اجتماعاتها. كذلك إلقاء البابا فرنسيس خطاباً فيها، والإعلان المرتقب عن طموح برنامجها للتنمية المستدامة وإزالة الفقر، للعام 2030. وقد تشهد حدثاً رمزياً وعاطفياً للعرب ومؤيدي القضية الفلسطينية برفع علم فلسطين عند مدخل مبناها. إلا أن القضية الأهم التي تؤرّق الغرب وبعض الدول العربية والآسيوية هي مشكلة تدفّق اللاجئين إلى العديد من الدول، التي فاقمتها الحروب العربية وجعلت من النازحين السوريين الجسم الأكبر من هؤلاء اللاجئين، فيما تتخبّط دول أوروبا بخلافاتها في معالجتها.

وإذا كان استمرار الحرب السورية مصدر تضخم لمشكلة اللاجئين إلى أوروبا، فإن أبرز الاجتماعات التي يمكن أن ترفع من أهمية الجمعية العمومية هو لقاء رئيسي أميركا باراك أوباما وروسيا فلاديمير بوتين، بعد مجاهرة الكرملين بتسليح نوعي لنظام بشار الأسد وزيادة تواجده العسكري على الأرض السورية لحماية الخبراء ومواقعهم. فالتحرّك الروسي يساهم حتماً في إطالة أمد الأزمة في بلاد الشام ويضيف على أسباب التوتّر الدولي عنصراً جديداً لا يسهّل البحث في خفضه بسبب الأزمة في أوكرانيا والعقوبات الغربية الضاغطة بشدة على موسكو.

وثمة اعتقاد بأنه سواء حصل اللقاء أم لم يحصل، فإن ما يمكن التعويل عليه من تفاهمات بين الدولتين حول الأزمات الدولية المتعددة ليس كثيراً. إلا أن حصول اللقاء يخفّف من وطأة الصراع المتصاعد بين الجانبين، لأن أياًّ منهما ليس في وارد التصادم المباشر، مكتفياً بالمواجهة بالواسطة التي يخوضها مع الآخر في العديد من الميادين من أوروبا الشرقية إلى الشرق الأوسط. وتبقى الحجّة الروسيّة لتصعيد موقفها في سورية، أي محاربة «داعش»، نقطة تقاطع مع واشنطن والدول الغربية. فنموّ التطرّف الإسلامي في الشرق الأوسط القريب جغرافياً من الاتحاد الروسي، واشتراك مسلمين روس مع «داعش» في الحرب القذرة، باتا يهددان بانتقال هؤلاء إلى الأراضي الروسية. وقلق موسكو الفعلي من هذا الاحتمال دفع بوتين إلى افتتاح المسجد الكبير في العاصمة الروسية بحضور رمزين إسلاميين لافتين لهما تأثيرهما في الرأي العام الإسلامي، هما الرئيسان الفلسطيني محمود عباس والتركي رجب طيب أردوغان.

لكن عباس وأردوغان وأوباما والأوروبيين يدركون جيداً أن ما يقوم به بوتين في سورية يتعدّى المصلحة المشتركة في مكافحة «داعش» والتطرّف الإسلامي، ويتجاوز ادّعاء الحرص على بقاء بشار الأسد في السلطة في أيّ حلٍ سياسي. فموسكو تمسك بالورقة السورية، من أجل تحقيق هدفين: الأول يتعلق بالاحتفاظ بنفوذها على المتوسط عبر القاعدة البحرية في طرطوس سواء بقي النظام السوري، أو تغيّر وتغيّرت معه سورية نفسها أو تقسّمت، فيحمي هو المنطقة الساحلية، والثاني هو اعتماد هذه الورقة للمقايضة في مواجهة الضغوط المتزايدة على موسكو بفعل الأزمة الأوكرانية. وإذا كان الغرب لا يمانع في تواجد روسي على المتوسط، فإن دوله لم تبدّل موقفها من ضمّ موسكو القرم في أوكرانيا وتدخّلها فيها، ومنعها الدول التي تدور في فلكها الجغرافي من الاستدارة نحو أوروبا الغربية. يصعب توقع نتائج من أي اجتماع بين بوتين وأوباما حول التأزم الأخير في سورية، طالما المواقف متباعدة حول أوكرانيا. والدليل أن الزعيمين يتجهان إلى ما يشبه تنظيم الاختلاف بحجة تجنّب الصدام المباشر في بلاد الشام أو عبر التفاهم على محاربة «داعش»، من دون أي تقارب حول الحلول في سورية. إنه تنظيم للتدخّلات في بلاد الشام التي أصبحت مسرحاً دولياً وإقليمياً مشرّع الأبواب، وصولاً إلى اتفاق موسكو مع تل أبيب على التعاون لتجنّب «حوادث الطرق» في الأجواء السورية نتيجة تدخلات الطيران الإسرائيلي والآن الطيران الروسي المرتقب أن يزداد نشاطه. أما قصّة السعي إلى حلول سياسية مع الإصرار على وجود الأسد في المرحلة الانتقالية، فإنه آخر هموم موسكو على رغم تأكيداتها العلنية في هذا الشأن. فتصعيد تدخّلها في سورية هو إلغاء للأسد نفسه الذي كانت تدّعي الاستناد إلى شعبيته لتبرير سياستها حيال المعارضة السورية، فإذا به يتحوّل إلى ببغاء يكرّر ما يصرّح به المسؤولون الروس. ما زال الطريق طويلاً أمام أي تفاهم روسيّ - أميركيّ حول سورية، طالما الخلاف حول تقاسم أوروبا باقٍ. ولربما سيكون لقاء أوباما مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، إذا حصل، أكثر تشويقاً، حول أزمات غير سورية