المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 أيلول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.september27.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى24/منمن01حتى14/إِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد! فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلين: «أَنَا هُوَ المَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين. وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا، لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هذَا.

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس15/من19حتى34/فَبِمَا أَنَّ المَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم الأية الإنجيلية (الأمثال06-17) التي تقول هذه الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 26/9/2015

سلام من نيويورك: أزمة اللاجئين السوريين أهم تحد يواجه التنمية في لبنان ورد الفعل الدولي لم يكن بالمستوى المطلوب

ريتشارد بعد لقائها سلام: مساعدات بقيمة 77 مليون دولار للبنان

سلام التقى نظيرته النروجية: لبنان يحمل عبئا كبيرا بسبب عدد اللاجئين والأمر يتطلب مساعدة كبيرة

سليمان زار الاليزيه والتقى هولاند: إعادة تأكيد الالتزام بتحييد لبنان ودعمه

فارس سعيد: “حزب الله” يتكلّم عن عون كأنه بحاجة الى عناية وذلك مقدمات لاستبداله

زهرا: تمسك “حزب الله” بمرشحه تأكيد أن لا انتخابات رئاسية قريباً

الحريري: نصرالله يتقاطع مع الموقف الإيراني الذي يتخذ من كارثة منى وسيلة للنيل من السعودية وتصفية الحسابات السياسية

وزير خارجية النمسا بعد لقائه باسيل في نيويورك: الحل لا يكون باستقبال المزيد من اللاجئين بل بمحاربة جذور الأزمة

زعيم مليشيا حزب الله يتعرف بهزيمته في الزبداني

سليمان يشدد خلال لقائه هولاند على الالتزام بتحييد لبنان

لبنان قد يصبح مصدراً للاجئين

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

محمد كبارة: لترك معالجة ملف الترقيات العسكرية الى حكمة ودراية سعد الحريري وحده ودفاع نصرالله عن عون يؤكد انه اداة لمحور ايران الأسد

فياض: مطالبتنا بنظام انتخابي نسبي لا يشكل انحيازا لمصلحة معينة ونطرح هذا الأمر بموضوعية وحياد كاملين

قبيسي من حبوش: الطائفية هي اساس الفساد في هذا الوطن

الهبر: لعدم كسر المؤسسة العسكرية في الترقيات وننتظر الامر الخارجي لانتخاب رئيس وقد يكون في بداية العام المقبل

وهبي: عون يخوض دائما معارك تبدأ من مصلحة العائلة

موسى: حوار ساحة النجمة هو حوار الضرورة

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا ترأس قداسا في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك

«عقدة الأسد» في صدارة مداولات الأمم المتحدة

كيري بعد لقائه ظريف: هناك فرصة لتحقيق تقدم لحل الأزمة السورية

لعبة بوتين» لا تعطي أولويّة للشعب السوري

مسؤول إيراني: لا يجوز لوم السعودية في حادثة منى

مسؤول في البعثة الإيرانية: الإرتداد العكسي لـ 300 حاج إيراني وراء حادثة مشعر منى

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"إنتقاليّة" الأسد و"حزب الله"/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

تيار "المستقبل": عيد آخر بلا رواتب/سوسن مهنا/المدن

تمنيات نصر الله الروسية/ساطع نور الدين/المدن

بين الجهل والحقد الطبقي/محمّد علي مقلّد/المدن

سميرة توفيق و بركات أوباما/أحمد عمر/المدن

باسيل يريد رفع عدد منتسبي التيار من17الى50 ألفاًط/نادين مهروسة/المدن

من يريد تدمير بيروت/خيرالله خيرالله/العرب

ثورة جعجع بدأت مع ثورة الأرز و14 آذار ستعود أقوى مما كانت/فاطمة فصاعي/الشراع

تقاطع مصالح أميركية ـ روسية في سوريا/ثريا شاهين/المستقبل

انقلاب أردوغان والكرملين شرطيّاً للمنطقة/بيسان الشيخ/الحياة

وارفعي الخيمة ملجأً/حسام عيتاني/الحياة

قراءة بمناسبة «سبعينية» الأمم المتحدة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

تردد البيت الأبيض يشل حلفاءه أمام «داعش»/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى24/منمن01حتى14/إِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد! فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلين: «أَنَا هُوَ المَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين. وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا، لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هذَا.

خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل. فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «أَلا تَنْظُرونَ هذَا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض». وفيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلى جَبَلِ الزَّيتُون، دَنَا مِنْهُ التَّلامِيذُ على ٱنْفِرَادٍ قَائِلين: « قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا، ومَا هِيَ عَلامَةُ مَجِيئِكَ ونِهَايَةِ العَالَم؟».

فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد! فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلين: «أَنَا هُوَ المَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين. وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا، لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هذَا. ولكِنْ لَيْسَتِ النِّهَايَةُ بَعْد! سَتَقُومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّة، ومَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَة، وتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وزَلازِلُ في أَمَاكِنَ شَتَّى،

وهذَا كُلُّه أَوَّلُ المَخَاض. حِينَئِذٍ يُسْلِمُونَكُم إِلى الضِّيق، ويَقْتُلُونَكُم، ويُبْغِضُكُم جَمِيعُ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي. وحِينَئِذٍ يَرْتَدُّ الكَثِيْرُونَ عَنِ الإِيْمَان، ويُسْلِمُ بَعْضُهُم بَعْضًا، ويُبْغِضُ بَعْضُهُم بَعْضًا. ويَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين. ولِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَفْتُرُ مَحَبَّةُ الكَثِيْرين. ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ. ويُكْرَزُ بِإِنْجيلِ المَلَكُوتِ هذا في المَسْكُونَةِ كُلِّهَا شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَم، وحينَئِذٍ تَأْتِي النِّهَايَة."

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس15/من19حتى34/فَبِمَا أَنَّ المَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات

"يا إِخوَتِي، إِنْ كُنَّا نَرْجُو المَسِيحَ في هذِهِ الحَيَاةِ وحَسْبُ، فَنَحْنُ أَشْقَى النَّاسِ أَجْمَعِين! وَالحَالُ أَنَّ المَسِيحَ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ بَاكُورَةُ الرَّاقِدِين. فَبِمَا أَنَّ المَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات. فَكَمَا أَنَّهُ في آدَمَ يَمُوتُ الجمِيع، كَذَلِكَ في المَسِيحِ سيَحْيَا الجَمِيع، كُلُّ وَاحِدٍ في رُتْبَتِه: المَسِيحُ أَوَّلاً، لأَنَّهُ البَاكُورَة، ثُمَّ الَّذِينَ هُمْ لِلمَسِيح، عِنْدَ مَجِيئِهِ. وَبَعْدَ ذلِكَ تَكُونُ النِّهَايَة، حِيْنَ يُسَلِّمُ المَسِيحُ المُلْكَ إِلى اللهِ الآب، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَبْطَلَ كُلَّ رِئَاسَةٍ وكُلَّ سُلْطَانٍ وَقُوَّة، لأَنَّهُ لا بُدَّ لِلمَسِيحِ أَنْ يَمْلِك، إِلى أَنْ يَجْعَلَ اللهُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ تَحْتَ قَدَمَيه. وآخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ المَوْت. لَقَدْ أَخْضَعَ اللهُ كُلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه. وَحِينَ يَقُولُ الكِتَاب: «أُخْضِعَ لَهُ كُلُّ شَيء»، فَمِنَ الوَاضِحِ أَنَّهُ يَسْتَثْنِي اللهَ الَّذي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيء. ومَتَى أُخْضِعَ لِلٱبْنِ كُلُّ شَيء، فَحِينَئِذٍ يَخْضَعُ الٱبْنُ نَفْسُهُ لِلَّذي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْء، حَتَّى يَكُونَ اللهُ الكُلَّ في الكُلّ. وإِلاَّ فَمَاذَا يَفْعَلُ الَّذِينَ يَتَعَمَّدُونَ مِنْ أَجْلِ الأَمْوَات؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُونَ أَبَدًا، فَلِمَاذَا يَتَعَمَّدُونَ مِنْ أَجْلِهِم؟

ونَحْنُ، فَلِمَاذَا نُعَرِّضُ أَنْفُسَنَا كُلَّ سَاعَةٍ لِلخَطَر؟ أُقْسِمُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، بِمَا لي مِنْ فَخْرٍ بِكُم في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا، أَنِّي أُوَاجِهُ المَوْتَ كُلَّ يَوْم. إِنْ كُنْتُ صَارَعْتُ الوُحُوشَ في أَفَسُس، لِغَايَةٍ بَشَرِيَّة، فأَيُّ نَفْعٍ لي؟ وإِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُون، فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَب، لأَنَّنَا غَدًا سَنَمُوت! لا تَضِلُّوا! إِنَّ المُعَاشَرَاتِ السَّيِّئَةَ تُفْسِدُ الأَخْلاقَ السَّلِيمَة! أَيْقِظُوا قُلُوبَكُم بِالتَّقْوَى، ولا تَخْطَأُوا، فَإِنَّ بَعْضًا مِنْكُم يَجْهَلُونَ الله! أَقُولُ هذَا لإِخْجَالِكُم!"

 

تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم الأية الإنجيلية (الأمثال06-17) التي تقول هذه الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/26/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-16/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم الأية الإنجيلية (الأمثال06-17) التي تقول هذه الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه/26 أيلول/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias7things%20god%20hates26.09.15.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم الأية الإنجيلية (الأمثال06-17) التي تقول هذه الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه/26 أيلول/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias7things%20god%20hates26.09.15.wma

 

الآية التي تناولتها التأملات الإيمانية في أعلى باللغتين العربية والإنكليزية
سفر الأمثال/الإصحاح السادس/من16حتى18: "هذه الستة يبغضها الرب، وسبعة هي مكرهة نفسه. عيون متعالية، لسان كاذب، ايد سافكة دما بريئا، قلب ينشئ افكارا رديئة، ارجل سريعة الجريان الى السوء،  شاهد زور يفوه بالاكاذيب، وزارع خصومات بين اخوة"

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 26/9/2015

السبت 26 أيلول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

السجال السعودي - الايراني الحاد حيال المسؤولية في الحادث الأليم في الحج في منى، امتد إلى الساحة المحلية حيث برز رد شديد من الرئيس الحريري على كلام السيد نصرالله في هذا الشأن وغيره من الأمور.

أما في نيويورك، فإن رئيس الحكومة تمام سلام ألقى منذ بعض الوقت كلمة لبنان، في قمة التنمية العالمية المستدامة في الأمم المتحدة. واعتبر ان القضايا الانسانية المتأتية عن أزمة اللاجئين السوريين تشكل أكبر تحد للبنان ولتنميته. وأشار إلى ان لبنان تحمل عبء التهجير القسري للسوريين، وهذا له أثر سلبي على التنمية والبيئة وقد أرهق مؤسسات الدولة في مجال التعليم والأمن والصحة والطاقة.

والأربعاء المقبل، من على منبر المنظمة الدولية، يوجه نداء إلى المجتمع الدولي، من أجل مساعدة لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية ودعم الجيش والمساهمة في تحمل أعباء اللاجئين السوريين، وكذلك في تحييد لبنان عن صراعات المنطقة.

مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الهجرة والسكان آن ريتشارد، أبلغت الرئيس سلام في لقائهما ليل الجمعة - السبت دعما أميركيا للبنان في قضية اللاجئين السوريين بسبعة وسبعين مليون دولار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

السياسة في لبنان استمرت استراحتها في عطلة عيد الأضحى المبارك، فلم تسجل أي تطورات بارزة. غير أن العيون الساهرة على أمن البلاد والعباد بقيت في كامل يقظتها، فأوقفت إرهابيين وحولت آخرين إلى القضاء. الحراك الشعبي الذي طالته أيضا استراحة العيد، يستأنف غدا تحركه بالإعتصام أمام مطمر الناعمة، رفضا لسياسة المطامر والمكبات، في سباق مع خطة شهيب.

في مكة المكرمة، أنهى حجاج بيت الله الحرام اليوم رمي الجمرات في منى، وبدأوا مع غروب الشمس المغادرة إلى مكة المكرمة لإداء طواف الوداع، استعدادا للعودة إلى ديارهم بعد حادث التدافع الذي أدى إلى سقوط نحو ألفي ضحية ومصاب، وهذا العدد مرشح للارتفاع، لأن هناك حجاجا ما يزال مصيرهم في خانة المفقودين. والجديد في هذا الشأن استعداد وفد إيراني برئاسة وزير الثقافة للسفر إلى السعودية، لمتابعة أوضاع الحجاج الإيرانيين الذين ارتفع عدد الضحايا منهم إلى 136 ضحية، فيما لا يزال نحو 344 حاجا في عداد المفقودين، حسب رئيس منظمة الحاج والزيارة الإيرانية.

سوريا يدخل تطبيق بنود اتفاق الهدنة في الزبداني وكفريا والفوعة مرحلته الأولى، في وقت سجل فيه توجيه الجيش السوري سلسلة ضربات للمجموعات الإرهابية خلال الساعات الأخيرة، وسط اتساع دائرة ال"تكويعة" الدولية اتجاه دمشق، وجديدها إعلان أوستراليا أن الرئيس الأسد يجب أن يكون جزءا من الحل.

ودمشق كان لها الحضور الأبرز في نيويورك، في اللقاء بين وزير الخارجية الأميركية جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف، حيث كان تأكيد على الحاجة لتحقيق السلام في سوريا واليمن. كما أنها ستكون حاضرة بالتأكيد في اللقاء المرتقب بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وسط حديث عن مبادرة أميركية جديدة بشأن سوريا تجمع بين موسكو والرياض وأنقرة والدوحة. فهل هو سباق بين الأميركيين والروس قبل 28 من الجاري موعد لإطلاق المبادرة الروسية؟

وبصرف النظر عما يمكن ان تحمله هذه اللقاءات، فإن قرارا اتخذ لإنشاء مركز معلوماتي في بغداد، يضم ممثلي هيئات أركان جيوش روسيا وسوريا والعراق وإيران، وفق ما نقلت "قناة روسيا" عن مصدر عسكري ديبلوماسي في موسكو. ومهمة هذا المركز جمع ومعالجة وتحليل معلومات عن الوضع في الشرق الأوسط، في سياق محاربة "داعش" والإرهاب، مما يعني أن المواجهات مع الإرهاب ستتخذ شكلا أعلى في التنسيق، لأن المعلومات ستسلم إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.

إنها المرحلة الجديدة التي تتضح يوما بعد يوم، وتفرض معادلة تنهي أزمات مرت بها المنطقة منذ خمس سنوات، وتفتح الطريق لمعالجة لن تقتصر حدودها عند دولة، أو تتوقف قراراتها عند حسابات عاصمة ما، فمكافحة الإرهاب أولوية وتحت هذا العنوان تصغر التفاصيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الاعلام لمنابر نيويورك والفعل لخلواتها.

في سبعينية المنظمة الأممية فتحت الغرف الجانبي، لقاءات ومباحثات أبرز من عبر عن فحواها وزير الخارجية الأميركي بعد لقائه نظيره الايراني: هناك فرص لاحراز تقدم بالقضايا الصعبة في الشرق الأوسط هذا الأسبوع لا سيما سوريا واليمن.

أسبوع سيفتتح بلقاء الرئيس الأميركي مع نظيره الروسي، استبقه الرئيس فلاديمير بوتين بالاعلان عبر الإعلام الأميركي: نعم أحد أهداف موسكو دعم القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد.

موقف روسي زاد من خلط الأوراق، وفرض على البعض تبديل المسلمات لانقاذ ماء الوجه، بعد تداعيات الميدان المثبت بانجازات الجيش السوري والمقاومين، المدعم بالخطوة الميدانية الروسية التي رأى فيها الأمين العام ل"حزب الله" سماحة السيد حسن نصرالله عبر "المنار" انها عامل ايجابي ستترتب عليه نتائج ايجابية، وستسهم بابعاد الأخطار الكبرى التي تهدد سوريا والمنطقة.

ايجابية ستضاف إلى انجازات الجيش السوري والمقاومين، لا سيما في الزبداني حيث كشف السيد نصرالله عن قدرة الحسم الميداني في تلك المعركة، التي أجلت لتستثمر لحماية مدنيي كفريا والفوعة ضمن اتفاق للهدنة.

أما المدخل إلى حماية لبنان من الأزمات التي تهدده، بحسب السيد نصرالله، فقانون انتخابي على الأساس النسبي، ومن يرفضه دكتاتور. السيد نصرالله رد على بعض التحليلات والتصريحات حول ملف رئاسة الجمهورية: طالما العماد عون مرشح فنحن معه، وفرصته ستزيد بالوصول إلى الرئاسة، أما طاولة الحوار فلديها فرصة بالنجاح في بعض الملفات إن توفرت النوايا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

عطلة الأضحى ونهاية الأسبوع مستمرة، وحده السيد حسن نصرالله خرقها بمواقفه الحادة ليل أمس، وهي مواقف أشرت إلى أن ما بعد العيد لن يكون سياسياأفضل مما قبله. فمواقف الأمين العام ل "حزب الله" من رئاسة الجمهورية لا تزال على تشددها، وتأكيده أن الحزب لا يزال يؤيد النائب ميشال عون، يعني أن لا رئاسة في المدى المنظور. وفي الحوار ليس أفضل حالا، إذ أن السيد نصرالله دعا بطريقة غير مباشرة للانتقال إلى البند التالي بعد بند رئاسة الجمهورية. وهو ما ترفضه مكونات 14 آذار، ما يعني أن الحوار أيضا قد يدخل في نفق المجهول.

بيئيا، الجميع في انتظار الأسبوع الطالع لمعرفة كيف ستسير الأمور بالنسبة إلى تنفيذ خطة الوزير شهيب، والمؤشرات تنبئ بأنها ستأخذ طريقها إلى التنفيذ بعد مهلة السماح الطويلة التي أعطيت لها، وبعد مروحة الإتصالات الكثيفة والشاملة التي أعقبت إقرارها في مجلس الوزراء. علما ان استمرار تأخير التنفيذ، سيؤدي إلى كارثة بيئية - صحية مع هطول المطر.

إقليميا، العلاقات تزداد تدهورا بين السعودية وإيران على خلفية حادثة التدافع، فبعد الإتهامات الإيرانية للمملكة بالإهمال، أكد مسؤول في حملة حج أن سبب الحادثة هو مخالفة 300 حاج إيراني التعليمات المحددة للتفويج، مما أدى إلى الحادثة الدموية. هذا المعطى إذا ثبت، يفتح الباب أمام عدة احتمالات، قد تزيد الوضع الإقليمي تأزما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعد الاكتشاف الجنبلاطي ان الشعب السوري هو من يقرر مصير بشار الأسد، اكتشاف جديد لسعد الحريري، ان ايران تتذرع بكارثة منى لإخراج مكة المكرمة والحرمين الشريفين من المظلة السعودية، من دون ان يوضح فقدان او اختفاء 300 حاج في موقعة التدافع، ولا ان يفسر كيف سقط هذا العدد الهائل من الضحايا في حادث يغلب عليه الغموض والتكتم والتعتيم، ما خلا اتهام الضحايا بالتسبب بالكارثة، التي سبقها انهيار رافعة "شركة بن لادن" على رؤوس حجاج "بيت الله الحرام" وسقوط مئات القتلى والجرحى.

في هذا الوقت، يستمر "تيار المستقبل" في لعبة التذاكي والتشاطر في الملفات الداخلية. يحاور "حزب الله"، ويحرض عليه. يعيب على المقاومة قتالها التكفيريين في سوريا، ويعتبر التدخل السعودي في اليمن وسوريا والبحرين مهمة خلاصية. يتهرب من تعهداته في الرئاسة والتعيينات وكل الملفات، ويهرب إلى الحلفاء المعلنين وغير المنظورين لتغطية تراجعه بقنابلهم الصوتية والدخانية.

وفي نيويورك، يحذر جبران باسيل من مخطط استبدال اللبنانيين بالسوريين والفلسطينيين، وتكريس التوطين والنزوح، وجعل اللبنانيين ضيوفا في وطنهم والغرباء رب المنزل، في حين يستمر الغرب في دفن رأسه في الرمال ويتعامى عن السبب ويتعامل مع النتائج، فيطيل في عمر الإرهاب ويمد في أمد الصراع ويزيد في أعداد اللاجئين والنازحين، مكررا مأساة الفلسطينيين، ومتناسيا ان نكبتهم فتحت باب جهنم في الشرق الأوسط، وان تداعيات الحرب السورية ستسقط أبواب وتحصينات أوروبا وأميركا، وسيكون السقوط عظيما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

"خطة شهيب من أمامكم... ملاحظات الحراك من ورائكم... فمن أين المفر من النفايات؟".

تلك هي الحال اليوم، فبعد سبعين يوما على إقفال مطمر الناعمة، وبعد عشرين يوما على خطة شهيب التي تقول بفتح المطمر لسبعة أيام، فقط لا غير، يبدو ملف النفايات، وحتى إثبات العكس، يترنح ويتجه إلى مزيد من التعقيدات.

فالحراك المدني أصدر جملة من الملاحظات المتكاملة إلى درجة اعتبارها اقتراح حل، لكن يبدو ان لجنة شهيب لا تستطيع الأخذ بها. الحراك لاحظ أن خطة شهيب لا توصي بالمحاسبة، فيما شهيب تحدث عن مستفيدين من الواقع القائم من غير البيئيين.

وهكذا بين الحراك وشهيب، تبدو النفايات إلى مزيد من التراكم والتخمر والحرق والإنبعاثات في انتظار الأمطار التي ستفاقم الأزمة.

في ما عدا هذا الملف، تبدو سائر الملفات الداخلية على قارعة الإنتظار إلى حين عودة الرئيس تمام سلام من نيويورك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لم يعد السؤال عن حجم المغالطات التي تتضمنها كل إطلالة لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، ولم تعد التكهنات عن حجم التباينات التي يتخبط بها خطاب نصرالله، ولم تعد التبريرات تجدي نفعا لتبرير ارتكاباته، ولم يعد ينفع أي شي لتنشيط ذاكرته، فالأمين العام ل"حزب الله"، وفق ما اطلق من مواقف، لا يحترم ذاكرة الناس ويستهزىء بعقولهم وكأنه يعيش في جزيرة معزولة.

الرئيس سعد الحريري، فند ثلاث مغالطات رئيسة في مقابلة نصرالله أمس، أولها بحق السعودية وتاريخها المشهود في إدارة الحج ورعاية المسلمين من كل الجنسيات والاصقاع.

وثاني هذه المغالطات بحق سوريا وشعبها، فالسيد حسن ينفي أي تدخل لإيران في الشأن الداخلي السوري، وهذا أمر يثير الضحك والاستغراب فعلا.

أما المغالطة الثالثة، وفق الرئيس الحريري، فهي بحق لبنان الذي يعتبره السيد حسن ملعبا للسياسات الايرانية بامتياز.

كما رأى الرئيس الحريري ان نصرالله يعلن بالمختصر غير المفيد، انه لن يكون هناك رئيس للجمهورية قبل معرفة المصير النهائي للرئاسة السورية.

ومن مغالطات نصرالله ان تلفزيون "المستقبل" هاله عندما كشف جزءا من حقيقة ما يدور داخل أروقة "حزب الله"، وسيرد التلفزيون بتقرير مفصل عن مجافاة نصرالله للحقائق.

ومن نيويورك، أكد رئيس الحكومة تمام سلام أن لبنان تحمل عبء اللاجئين السوريين ولم يكن العمل الدولي كافيا لمعالجة الأزمة. وخلال إلقائه كلمة لبنان في قمة التنمية المستدامة في الأمم المتحدة، دعا سلام لوضع حد للنزعات المسلحة والارهاب والكراهية ولتأمين الأمن والسلام لأنها تشكل شروطا من أجل التنمية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لما كانت النسبية مطمرا انتخابيا لبعض القوى، بينهم تيار "المستقبل"، فقد ارتكب الرئيس سعد الحريري جهد التفكير الليلي، بمساعدة المناظير السياسية، لصياغة رد على الامين العام ل"حزب الله السيد حسن نصرالله، مسندا إليه مغالطات وعيوبا "نسبية" أو إستنسابية على وجه التحديد، لكونه أعتبر ان القانون النسبي هو مدخل للحل السياسي في لبنان، فجرمه الحريري من اليمن إلى موسم الحج فسوريا والتدخل الروسي المتقاطع مع الدور الاسرائيلي وصولا إلى السياسات الايرانية في المنطقة.

تحدث الحريري عن كل شيء، إلا في ما يخصنا من انتخابات سواء على النظام النسبي أو أي قانون يتفق عليه اللبنانيون. فجاء بيانه ليسدد أهدافا لصالح الملاعب السعودية حصرا، موجها إلى قياداتها على وجه التغريد، بانيا جبهة دفاع عن إدارة موسم الحج ورعاية المسلمين، قائلا لنصرالله "إن أهل مكة أدرى بشعابها". وعلى هذه القاعدة فإن الحريري من أهل الدراية حيث "لا يفتى ومالك في المدينة".

مرافعة الحريري عن السعودية، لن تغلق ملفا داميا في المملكة التي رفعت اليوم نسبة الضحايا من زوار بيت الله الحرام. فيما اصرت ايران على تلقين دروس دينية إلى المشرفين على موسم الحج، وطالبت بنقل الموسم الأبيض إلى منظمة التعاون الاسلامية.

ايران التي لن تتخلى عن فرصة تقليم الأظافر السعودية، وإن من باب فريضة الحج، فإنها تتدلل في المحافل الدولية، ويدخل ظريفها إلى مقر الأمم المتحدة ظافرا ويداه مبللتان بنووي رضي الله عنه وأدخله فسيح جنات أوروبا وأميركا. وبترحيب وشوق إلى ليالي الفرس في فيينا، استقبل جون كيري نظيره الايراني في نيويورك، معلنا عن فرص لاحراز تقدم هذا الأسبوع في القضايا الصعبة شرق أوسطيا، وسمى كيري سوريا واليمن كحاجة ملحة. أي ان العراق لن يكون موضوعا في الخدمة.

الأولوية هي سورية اذن، لاسيما بعد قبضة القيصر ودخول موسكو عسكريا إلى ساحات الوغى لرسم حدود سياسية جديدة. روسيا راعية الشرق الأوسط على أسطول ورمح، تعطي بدورها دروسا لأميركا في كيفية استعمال السلاح واستخدامه على جيوش سيكونون أهلا لها ولا يصوبون البندقية على صدور المانحين، وربما كانت هذه الوصايا من ضمن جدول أعمال قمة أوباما - بوتين في عاصمة القرار الأممي يوم الاثنين.

قمة على كعب فشل أميركي يطأطئ الرأس في مجال تدريب المعارضة السورية، إذ اكتشف البنتاغون ان مجموعة دربتها أميركا قد سلمت سلاحها إلى "جبهة النصرة" فرع "القاعدة" في سوريا، كعربون مرور حتى لا يتم التعرض لهم. وهذه هي الكذبة رقم اثنين في أقل من شهر، والتي توزعها البنتاغون والكونغرس، وذلك بعد الاعلان عن تخصيص خمسمئة مليون دولار لتدريب خمسة آلاف وأربعمئة سوري معارض، وإذ بعملية التدريب تقتصر على أربعة إلى خمسة عناصر، لكنهم للأمانة معتدلون. أربعة عناصر ستحرر سوريا بعد خمس سنوات من الحرب.

بالت الأزمة على مؤسسيها ومموليها ومدربيها وواقدي حطبها، ولن نستبعد معها ان يطلب أوباما من بوتين محاولة اقناع النظام بالصمود والتصدي والممانعة.

 

سلام من نيويورك: أزمة اللاجئين السوريين أهم تحد يواجه التنمية في لبنان ورد الفعل الدولي لم يكن بالمستوى المطلوب

السبت 26 أيلول 2015

وطنية - أعلن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ان لبنان يواجه تحديات عديدة، لافتا إلى أن "الشق الإنساني الناتج عن أزمة اللاجئين السوريين" هو "احد أهم التحديات التي تواجه التنمية". ورأى "ان رد الفعل الدولي على ازمة بهذا الحجم، لم يكن بالمستوى المطلوب"، محددا حاجات لبنان في هذا المجالي، ب"المساعدة الانمائية وتقاسم عبء تمويل استضافة النازحين"، وليس التركيز فقط على تمويل العمل الإنساني. وإذ نوه بتحويلات الإغتراب اللبناني، دعا إلى "إعادة النظر في القيود غير الضرورية المفروضة على التحويلات المالية، التي تتمثل بزيادة التكاليف غير العادلة لها، وتؤدي إلى تضرر الجهة التي تتلقى هذه التحويلات، كما تؤثر سلبا بشكل مباشر على الاستهلاك والتعليم، اللذين يعتمدان بشكل اساسي على هذه التحويلات".

نص الكلمة

جاء ذلك في كلمة ألقاها سلام في قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في نيويورك، واستهلها بالقول: "إن هذا اللقاء، الذي يعقد اليوم تحت عنوان "تحويل عالمنا: جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة" ملهم. فعالمنا اليوم يحتاج الى التغيير. وتشكل الأهداف المدرجة في جدول الأعمال، أرضية مناسبة لأية استراتيجية وطنية متماسكة تؤمن تنمية مستدامة. لكن بلداننا تواجه صعوبات في عملية التطبيق، خاصة عندما يتعلق الأمر بدمج نمو اقتصادي مستدام وتنمية اجتماعية وحماية البيئة. هذه الركائز الثلاث هي على قدم المساواة في تعزيز العملية المستدامة للتنمية". أضاف "إن التحديات عديدة. في ما يتعلق ببلدي لبنان، يشكل الشق الإنساني الناتج عن أزمة اللاجئين السوريين، أحد أهم التحديات، التي تواجه التنمية. يتحمل لبنان، البلد الأصغر في المنطقة، بلد الأربعة ملايين نسمة، العبء الأكبر، جراء التهجير القسري للسوريين إلى خارج بلادهم. واليوم يستضيف بلدي أكثر من 1.2 مليون سوري مسجل، الأمر الذي يمثل ثلث السكان. وقد كان لذلك انعكاس مدمر على التنمية والحركة الاقتصادية والتقدم الاجتماعي والبيئة، مما استنزف قدرات مؤسساتنا الوطنية في مجال الرعايةالصحية والتعليم والطاقة والمياه والصرف الصحي والأمن. هذا الامر أعاق عملية التنمية، حتى أنه شكل تهديدا بتراجعها، مما انعكس دراماتيكيا على اقتصادنا بتكلفة بلغت نحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي". وتابع "إن رد الفعل الدولي على أزمة بهذا الحجم، لم يكن بالمستوى المطلوب. لقد ركزت الموارد المحدودة فقط على تمويل العمل الإنساني، في وقت نحن بحاجة للمساعدة الانمائية، وتقاسم عبء تمويل استضافة النازحين . وتعتبر أزمةاللاجئين التي تواجهها أوروبا اليوم، نتيجة مباشرة لهذه الاستجابة غيرالكافية". وأردف "في هذا الصدد، نحن نرحب باعتراف جدول أعمال عام 2030 بالتهجيرالقسري للسكان، نتيجة تفاقم النزاعات والتطرف العنيف والإرهاب، وكذلك الاعتراف بالحاجة إلى تعزيز قدرة المجتمعات المحلية المضيفة، لا سيما في البلدان النامية. وذلك يكون من خلال تقويم منهجي لتكاليف استضافة النازحين، مع الاخذ في الاعتبار احتياجات التمويل الطويل الأجل، واتخاذ الاجراءات العادلة في توزيع النازحين وفق مبادئ تقاسم الأعباء". وأشار "في لبنان، كانت جهود ومبادرة القطاع الخاص أساسية في هذا الإطار؛ وقد ساهم الاغتراب اللبناني بشكل رئيسي في تعزيزها من خلال التحويلات. وفي هذا الصدد من المهم إعادة النظر في القيود غير الضرورية المفروضة على التحويلات المالية، التي تتمثل بزيادة التكاليف غير العادلة لها، وتؤدي إلى تضرر الجهة التي تتلقى هذه التحويلات، كما تؤثر سلبا بشكل مباشر على الاستهلاك والتعليم، اللذين يعتمدان بشكل أساسي على هذه التحويلات".

واعتبر أن "هذه القيود تصيب العناصر الحيوية للنمو والاستقرار، لأن الاستهلاك هو عنصر أساسي في الناتج المحلي الإجمالي في الدول النامية، وقطاع التعليم هو مفتاح لهذا التطور، إذ إنه يشكل رادعا للتطرف وعنصر اعتدال". وقال: "نحن نستثمر بشكل أساسي في تعليم أولادنا فقط، لنراهم يهاجرون عند بلوغهم سن العمل، مما يؤثر جديا على انتاجيتنا والسبيل الأمثل للحد من هذه الموجة، هو بتأمين تنمية مستدامة متوازنة. في الواقع، لا بد من تجنب الإنزلاقات في التنمية غير المتوازنة، ووحده تعزيز التنمية الشاملة، يمنع نشوء بؤر بؤس تشكل أرضا خصبة لكل أنواع التعصب". وشدد على أن "احترام حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة وتعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون والعدالة، كلها عناصر تساهم في تعزيز التنمية. وبالتالي، فإن الإصلاحات في تلك المناطق، لا غنى عنها، وهي ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة، التي تتغذى من هذه الإصلاحات، وبغيابها تتعثر. ومن دونها لا يمكن للمجتمع أن ينعم بالاستقرار والأمن والعدالة والإنصاف. أما في ما يتعلق بالمساعدات الدولية، التي هي عامل أساسي في إطلاق التنمية في البلدان الأقل تقدما، فمن الضروري إعادة النظر في مفهوم "البلدان ذات الدخل المتوسط"، لأنها تلحق الضرر بعدد من الدول، التي ستخسر المساعدات في وقت هي بحاجة ماسة لها، أكثر من دول غير مصنفة ضمن هذه الفئة. وبناء على ذلك، ينبغي إعادة بلورة مقاربة المساعدات العالمية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل بلد، والأهم من ذلك كله، ينبغي أن يكون الهدف من المساهمات دعم استدامة التنمية". واكد أن "تعزيز الشراكة العالمية قد يكون أحد أهم الأهداف. فقد حان الوقت لتدرك المجتمعات الأكثر تقدما، أنها تساعد نفسها بشكل مستدام من خلال مساعدتها البلدان الأقل نموا عبر نقل التكنولوجيا والمعرفة. كما يجب أن يشكل احترام البيئة والحد من التلوث وتصحيح أضرار السنوات الماضية، أهدافا بحد ذاتها، على أن تكون كذلك معايير للتقدم في الاستدامة تساهم في ضبط ومراقبة العملية بشكل فعال". وقال: "نحن نؤمن بمبدأ المسؤوليات المشتركة، لكن المتباينة ونتطلع لانعقاد مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيير المناخي في باريس، في وقت لاحق من هذا العام". وختم "نحن نرحب بالاعتراف بالتنمية كحق لكل إنسان، فهي أساس العيش اللائق، لكننا بحاجة أيضا للاعتراف، بأهمية وضع حد للصراعات المسلحة والإرهاب والعنف الطائفي والكراهية، من أجل ضمان الأمن والاستقرار والسلام، الذي يشكل شرطا لا غنى عنه لتحقيق التنمية، وواجبا أساسيا لكل القيادات والحكومات".

 

ريتشارد بعد لقائها سلام: مساعدات بقيمة 77 مليون دولار للبنان

السبت 26 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، مساء امس، في مقر إقامته في فندق "والدورف أستوريا" في نيويورك، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد، بحضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. بعد اللقاء قالت ريتشارد: "كانت لنا محادثات جيدة مع الرئيس سلام تمحورت حول موضوع اللاجئين السوريين، خصوصا وأننا كنا التقينا من قبل عدة مرات، ما أعطى زخما للمحادثات اليوم. تكلمت عن الهبات التي تقدمها أميركا إلى لبنان للوقوف إلى جانبه ومساعدته في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين، ولكن طبعا علينا أن نعمل أكثر تجاه الشعب والمجتمع اللبنانيين، خصوصا أن لبنان قام بالعمل الصحيح من خلال استقباله الكثير من اللاجئين منذ أربع سنوات، ومشكلة النزوح ليست جديدة بالنسبة إليه، بل هي جديدة بالنسبة لأوروبا، وعلينا مساعدة المؤسسات اللبنانية بشكل قوي وفي مجالات عدة، مثل الطبابة والتعليم والمياه والكهرباء". تابعت: "كانت لنا محادثات فاعلة حول كيفية تقديم الولايات المتحدة المزيد من الدعم إلى لبنان، وسأنقل هذه المحادثات إلى الوزير جون كيري، كما سنناقشها مع الحكومات الموجودة هذا الأسبوع في نيويورك".وعما إذا كانت تتوقع تقديم مساعدات مالية أميركية للبنان، قالت ريتشارد: "سيتم الإعلان خلال هذا الأسبوع في نيويورك عن مساعدات تبلغ قيمتها 490 مليون دولار، يخصص منها 77 مليون دولار أميركي للبنان. ومنذ بدء الأزمة في سوريا قدمت الولايات المتحدة 898 مليون دولار أميركي للبنان من خلال الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. الشعب اللبناني يشعر أنه بحاجة للمساعدة، خصوصا أنه يرى أن اللاجئين يحصلون على المساعدات بشكل دائم، التي سنعمل على المطالبة باستمرارها في الأيام المقبلة". وعما إذا كانت هذه المساعدات ستشمل اللاجئين السوريين في لبنان قالت ريتشارد: "ما نسعى إليه هو مساعدة اللاجئين بشكل عام، لكن الحكومة الأميركية تبحث كيفية العمل أكثر لتطوير دعمها لمساعدة الشعب اللبناني القريب من الأزمة السورية وتداعيات اللجوء إليه". وردا على سؤال عن احتمال استضافة الولايات المتحدة لعدد من اللاجئين الموجودين في لبنان، قالت ريتشارد: "أن بلادها ستأخذ 10 آلاف لاجئ من الأردن ومصر وتركيا، على أن تأخذ في وقت لاحق عددا منهم من لبنان".

 

سلام التقى نظيرته النروجية: لبنان يحمل عبئا كبيرا بسبب عدد اللاجئين والأمر يتطلب مساعدة كبيرة

السبت 26 أيلول 2015 /وطنية - وصف رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الوضع في لبنان بأنه صعب بسبب العدد الكبير للاجئين، مؤكدا حاجة لبنان إلى المساعدة في هذا المجال. وإذ رحب باستضافة الدول الأوروبية للاجئين "في حال كان ذلك ممكنا"، دعا إلى "مواجهة الأزمة من المصدر وإيجاد حل للوضع في سوريا، وليس معالجة النتائج". جاء ذلك في تصريح لسلام بعدما التقى في مقر الامم المتحدة في نيويورك، رئيسة وزراء النروج إيرنا سولبيرغ، قال فيه: "نحن بحاجة لأصدقاء مثل دولة النروج. بحثنا في مسائل عديدة منها استعداد النروج للاهتمام بأوضاع مماثلة في العالم، وخصوصا في لبنان، الأمر الذي نقدره".

أضاف: "الوضع في لبنان صعب بسبب العدد الكبير للاجئين والذي بلغ 1,5 مليون في بلد يضم 4 ملايين نسمة، ما يمثل عبئا كبيرا مقارنة مع عدد اللبنانيين. الأمر يتطلب مساعدة كبيرة اذ ان النازحين يشاركوننا قطاعات التعليم والطبابة والمياه والكهرباء، ما يحمل لبنان عبئا كبيرا". وعن امكانية استضافة الدول الاوروبية عددا اكبر من اللاجئين، قال: "سنرحب باستضافتهم للاجئين في حال كان ذلك ممكنا، لكن علينا مواجهة الازمة من المصدر وإيجاد حل للوضع في سوريا، وليس علينا معالجة النتائج، الأمر الذي يتطلب بذل جهود دولية حول سوريا. اعرف ان جهودا عديدة بذلت في هذا الاطار، واعتقد انه كان يمكن ايجاد حل لسوريا في السنوات الماضية بينما الوضع اليوم أصعب، ولا يجب اضاعة مزيد من الوقت". وختم سلام: "اتمنى ان يشكل انعقاد جمعية الامم المتحدة فرصة للقاء القوى الدولية، ولا تقتصر جهودهم للعمل على اوضاعهم الخاصة". بدورها أعربت رئيسة وزراء النروج عن تقديرها لما قام به لبنان من اجل النازحين السوريين، مؤكدة ان الامر "يشكل عبئا كبيرا ما يجعل لبنان بحاجة الى مساعدة". كما التقى سلام ممثلة الاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني، في مبنى الأمم المتحدة.

 

سليمان زار الاليزيه والتقى هولاند: إعادة تأكيد الالتزام بتحييد لبنان ودعمه

السبت 26 أيلول 2015 /وطنية - شكر الرئيس العماد ميشال سليمان الدولة الفرنسية "على اهتمامها الدائم بدعم الجيش اللبناني وتسليحه بعتاد متطورة للدفاع عن نفسه في مواجهة أي عدوان وفي مكافحة الارهاب، اضافة إلى الدعم الفرنسي المتواصل لاحترام جميع القوى للدستور اللبناني".

وشدد خلال زيارته قصر الايليزيه ولقاء رئيس فرنسا فرنسوا هولاند على "أهمية إعادة تأكيد الالتزام بتحييد لبنان ودعمه في مقررات مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان ISG التي ستنعقد في نيويورك في 30 أيلول، اضافة إلى ضرورة تفعيل التحالف الدولي لمكافحة الارهاب للاسراع في القضاء على جميع المجموعات الارهابية التي توسع أعمالها من دون أي ضوابط دينية أو جغرافية". وبحث سليمان مع هولاند مجموعة من القضايا التي تهم لبنان، سيما المتعلقة بالأوضاع في سوريا، منها "أهمية العمل الدؤوب على ترسيم الحدود وإيجاد حل موضوعي لموضوع اللجوء السوري الكثيف إلى لبنان، بالإضافة إلى ضرورة العمل الجدي للتعويض على لبنان عند البدء بإعادة إعمار سوريا، كونه تحمل على الدوام أعباء الحرب وتداعياتها ومغبة النزوح السوري الكثيف".

 

فارس سعيد: “حزب الله” يتكلّم عن عون كأنه بحاجة الى عناية وذلك مقدمات لاستبداله

موقع القوات اللبنانية/سأل منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” فارس سعيد هل يدفع العسكريون المخطوفون لدى “جبهة النصرة” ثمن المفاوضات بينها وبين “حزب الله”؟، مضيفا أن “”حزب الله” قدم خطابا هادئا نظرا لتراجعه في سوريا وتراجع النفوذ الايراني في العراق واليمن”، مشيرا الى أنه “بعد الاتفاق مع الولايات المتحدة نرى فرصة لانتخاب رئيس”. ورأى سعيد في تغريدات له عبر “تويتر” أن “أطرف ما في خطاب “حزب الله”، كلامه عن قوانين الانتخابات وهو الذي اطاح مرتين بنتائجها في الـ2005 من خلال حرب تموز والـ2009 بالثلث المعطل والدوحة”. وأضاف: “عندما يتكلم “حزب الله” عن عون تشعر بأنه يتكلم عن رجل بحاجة الى عناية واهتمام وعلينا تفهم حاجاته وكل ذلك مقدمات لاستبداله لان ايصاله مستحيل”. وختم: “بعدما حدد الرئيس نبيه بري ثلاثة أيام متتالية (6-7-8 تشرين الأول) لجلسات الحوار، ماذا سيقول اللبنانيون اذا لم نتوصل الى نتيجة؟ انهارت الطبقة السياسية؟”.

 

زهرا: تمسك “حزب الله” بمرشحه تأكيد أن لا انتخابات رئاسية قريباً

لم يتفاجأ كثيرون بتمسك الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالجنرال ميشال عون مرشحاً دائماً لرئاسة الجمهورية، البعض رأى في موقف نصرالله وفاء للحليف والبعض الآخر اعتبر ان الترجمة الفعلية لهذا لموقف يعني ان لا رئيس  في المدى المنظور لاسيما ان نصرالله منح متحاوري ساحة النجمة الضوء الاخضر للانتقال من بند الرئاسة الى البنود الاخرى. وأوضح عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا ان “تمسكهم بترشيح شخص لاتفاق حول انتخابه هو تأكيد على موقفهم والموقف الايراني بحجز الانتخابات الرئاسية اللبنانية الى أمد غير منظور ربما بانتظار ما يتسرب عن آمال واهية بأن محورهم ينتصر في المنطقة ويجب ان يفرض ما يريد في لبنان وهو أمر مجاف للواقع”. وتابع، في حديث للـmtv ، “والاكيد بحسب المعطيات الاقليمية والدولية ان لا تسهيل لاجراء انتخابات رئاسية قريباً في لبنان بل بالعكس فان هذا التمسك من قبل “حزب الله” هو تأكيد على انهم لا يريدون اجراء انتخابات رئاسية في المدى المنظور”.

 

الحريري: نصرالله يتقاطع مع الموقف الإيراني الذي يتخذ من كارثة منى وسيلة للنيل من السعودية وتصفية الحسابات السياسية

السبت 26 أيلول 2015 /وطنية - رد الرئيس سعد الحريري على الكلام الأخير للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، فقال: "لمكة رب يحميها وقيادة نذرت شبابها وشعبها لخدمتها ولن يكون لإيران ما تنادي به مهما علا الصراخ". ورأى الحريري في سلسلة تغريدات له عبر موقع "تويتر" أن هناك "ثلاث مغالطات رئيسية في مقابلة الامين العام لحزب الله، الاولى بحق السعودية وتاريخها المشهود له في إدارة الحج ورعاية المسلمين من كل الجنسيات والاصقاع. والسيد نصرالله يتقاطع مع الموقف الإيراني الذي يتخذ من ارواح المسلمين الأبرياء وكارثة منى، وسيلة للنيل من السعودية وتصفية الحسابات السياسية. الكارثة التي حلت بضيوف الرحمن هذا العام كارثة اصابت المسلمين جميعا، لكن ايران ومن خلفها حزب الله يتعاملان معها كما لو كانت غارة على حوثيين، وكلام السيد حسن يجاري كليا الكلام التحريضي الذي صدر عن السيد علي خامنئي. كلاهما ركبا مركب التحامل على السعودية وقيادتها، لكن السيد حسن ذهب بعيدا في الدعوة الى مشاركة الدول الاسلامية بإدارة شؤون الحج، وهذه دعوة إيرانية خالصة لم تشارك فيها اي دولة إسلامية، ومبعثها الحقيقي اخراج مكة المكرمة والحرمين الشريفين من مظلة الرعاية السعودية. وإذا كان أهل مكة ادرى بشعابها، فلمكة رب يحميها وقيادة نذرت شبابها وشعبها لخدمتها ولن يكون لإيران ما تنادي به مهما علا الصراخ". أضاف: "المغالطة الثانية هي كالعادة بحق سوريا وشعبها. فالسيد حسن ينفي اي تدخل لإيران في الشأن الداخلي السوري وهذا أمر يثير الضحك والاستغراب فعلا، لكنه في الوقت ذاته يتصرف باعتباره المندوب السامي الإيراني في سوريا، ويتخذ حق التفاوض بشأن الزبداني والفوعة وسواها. هو يتحدث عن الهدنة وهو يعلن بنود الاتفاق وهو يكرس قواعد التطهير العرقي او المذهبي المتبادل بين المناطق السنية والقرى الشيعية، وهو يشرح ابعاد التدخل الروسي في المعادلة السورية ولا يجد ضيرا في التقاطع الروسي- الاسرائيلي حول المسألة. حتى بشار الاسد يتصرفون معه باعتباره كبير الخدم في هذه الدائرة وهو من خلال مطالعة السيد حسن السورية بالكاد ان يعرف ماذا يجري في سوريا". وتابع: "اما المغالطة الثالثة فهي بحق لبنان الذي يعتبره السيد حسن ملعبا للسياسات الايرانية بامتياز. كل منطق السيد حسن في مقاربة الشأن الداخلي يعني ان لا شيء سيتحرك خطوة واحدة الى الامام. هو يعتبر ان المسيحيين أساس في وجود لبنان لكنه يعدهم بأن رئاسة الجمهورية تعني وصول شخصية تغطي حضور حزب الله وتأثيره في العديد من البلدان". وختم الحريري: "السيد حسن يعلن بالمختصر غير المفيد انه لن يكون هناك رئيس للجمهورية قبل معرفة المصير النهائي للرئاسة السورية، وبقية الحكي عزف على وتر الهدايا المجانية للمسيحيين واللبنانيين".

 

وزير خارجية النمسا بعد لقائه باسيل في نيويورك: الحل لا يكون باستقبال المزيد من اللاجئين بل بمحاربة جذور الأزمة

السبت 26 أيلول 2015 /وطنية - التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير خارجية النمسا سيباستيان كورتز، في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، وجرى بحث التعاون بين البلدين لا سيما في مساعدة لبنان على تحمل أعباء ايواء النازحين.  وقال كورتز بعد اللقاء: "بحثت مع الوزير باسيل في أزمة النازحين السوريين في لبنان، وتدفق أعداد من السوريين إلى أوروبا أكثر فأكثر، وسبل ايجاد حلول لهذه الأزمة، لوضع حد لتدفق النزوح إلى كل من لبنان ودول الاتحاد الاوروبي". وردا على سؤال حول ما ستعتمده الدول الاوروبية من حلول لمشكلة النزوح اليها، قال كورتز: "إن عدد اللاجئين إلى أوروبا في تصاعد مستمر، والفرصة الوحيدة أمامنا ان نكافح جذور المشكلة التي دفعت هؤلاء إلى اللجوء". أضاف: "يجب أولا محاولة ايجاد حل سلمي لسوريا، وثانيا القيام بكل ما يلزم لمحاربة "داعش" وكل المجموعات الارهابية، وثالثا هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات الانسانية في المنطقة لاسيما في سوريا والبلدان المجاورة لها، وحكومتنا قررت مساعدة لبنان وتركيا والأردن وسوريا بشكل أكبر". وردا على سؤال حول ما اذا كانت بلاده تنوي ان تستقبل نازحين سوريين من لبنان، قال كورتز: "هذا العام نكون قد استقبلنا أكثر من 100 ألف لاجئ من سوريا والعراق وافغانستان. وفي معظم الأحيان هؤلاء لا يأتون مباشرة من سوريا بل من لبنان وبلدان اخرى. والحل لا يكون باستقبال المزيد من اللاجئين بل بمحاربة جذور الأزمة، وهذا ما يصب في مصلحتنا كإتحاد اوروبي ولكن أيضا في مصلحة لبنان".

 

زعيم مليشيا حزب الله يتعرف بهزيمته في الزبداني

26.أيلول.2015/شبكة شام

أقر زعيم مليشيا حزب الله حسن نصر الله، الجمعة، بهزيمته في معركة الزبداني، نافيا أن يكون للأتراك أي دور في مفاوضات الزبداني -الفوعة وكفريا- مشيرا إلى أنه حصل لقاء في تركيا بين الوسيط الإيراني والأمم المتحدة ومندوبين عن المسلحين في المفاوضات. وقال نصر الله، في مقابلة تلفزيونية الجمعة، "عندما ربطوا موضوع الفوعة كفريا بالزبداني اعتبرنا الأمر فرصة، وكان يمكن للمعركة أن تنتهي عسكريا بسرعة، ولكن أزمة الفوعة وكفريا حالت دون ذلك". وأكد نصرالله ، أن اتفاق الزبداني يلبي الشروط ويوافق مصالح الطرفين، مشيرا إلى أنه من غير الوارد التخلّي عن أهل الفوعة وكفريا من قبل "حزب الله" أو الجيش السوري، مبرزا أن المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل خروج 10آلاف مدني من الفوعة وكفريا في إدلب إلى الأماكن الآمنة، وهدنة من 6 أشهر. وقال نصر الله إن كلفة معركة الزبداني متوقعة لأن عدد المسلحين في المدينة كان كبيرا، وهناك ادعاءات بهذا الشأن غير صحيحة، في إشارة إلى التقارير التي تحدثث عن فقدان حزب الله مئات المقاتلين في معارك الزبداني. وأقر نصر الله بهزيمته في الزبداني، وذلك باعتباره أن الأداء الميداني في الزبداني كان يراعي إعطاء فرصة للتفاوض لأن ينجح والقيادة السورية كانت إيجابية بكل ما يمكن أن يؤدي إلى نجاحه، مشيرا إلى أنه "لم يكن هدفنا قتل المسلحين وإنما تحرير الزبداني منهم كما سارت الأمور تماما في معارك القصير"، معربا عن أمله بالسيطرة على كافة الحدود السورية اللبنانية. وحول المعارك الميدانية، قال نصر الله أن المسلحين طالما قصفوا وهاجموا الفوعة كفريا قبل معركة الزبداني، مشيرا إلى أن المسلحين طرحوا معادلة بلدتي الفوعة كفريا المحاصرتين في محافظة إدلب مقابل الزبداني نتيجة الضغط الذي تعرضوا له في الزبداني، حيث تدهورت أوضاع المسلحين بعد أقل من أسبوعين من معركة الزبداني. من جهة أخرى، رحب نصر الله بأي قوة تحارب الإرهاب في سوريا والقبول بالرئيس الأسد كجزء من الحل، مبرزا أن الموقف الروسي تطوّر عسكريا تجاه سوريا، وأفشل رهان البعض على إبعاد موسكو عن دمشق، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال:" إن فشل الولايات المتحدة في القضاء على داعش دفع روسيا إلى التدخل في سوريا". وأقر نصر الله بالتدخل الروسي في سوريا؛ حيث أكد أن الوجود العسكري الروسي في سوريا يشمل أسلحة متقدمة و دقيقة جدا ومقاتلات وطائرات "هيلوكوبتر"، مشيرا إلى أن"حزب الله" يرحب بالتدخل الروسي المباشر في الصراع السوري. وقال نصر الله، "إن قرار المشاركة الروسية العسكرية في سوريا ليس وليد الساعة بل تم التحضير له مع الدول المعنية" مشيرا إلى فشل رهان البعض على أن تساوم إيران في الملف النووي بتسوية ما في سوريا. و اعتبر نصر الله أن صمود سوريا وحلفائها هو العامل الرئيسي في تغير المواقف الدولية تجاه سوريا، مشيرا إلى تأثير حزب الله اللبناني في الملفات الإقليمية. وتابع: "فشل الاستراتيجية الدولية الغربية ساهم في التأثير على الرأي العام تجاه الأزمة السورية"، مشيرا إلى أن التقدم الجزئي في مكان والتراجع في مكان آخر أمر طبيعي في كل المعارك. وأشار إلى أن هناك علاقة تاريخية بين روسيا وسوريا منذ حقبة الاتحاد السوفييتي دفعت الروس إلى التواجد ميدانيا في الحرب السورية، خاصة وأن جزءا كبيرا ممن يقاتلون في سوريا هم من دول قريبة من روسيا تخشى موسكو من عودتهم إليها مرة أخرى. واعتبر المتحدث أن من أسباب التدخل الروسي فشل الولايات المتحدة في القضاء على "تنظيم الدولة"، بالإضافة إلى أن دمشق الحليف الوحيد لروسيا في المنطقة وإذا فقدتها تفقد المنطقة.

 

سليمان يشدد خلال لقائه هولاند على الالتزام بتحييد لبنان

المستقبل/27 أيلول/15/شكر الرئيس ميشال سليمان خلال لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند زيارته في قصر الايليزيه امس، «الدولة الفرنسية على اهتمامها الدائم بدعم الجيش اللبناني وتسليحه بعتاد متطور للدفاع عن نفسه في مواجهة أي عدوان وفي مكافحة الارهاب، اضافة إلى الدعم الفرنسي المتواصل لاحترام جميع القوى للدستور اللبناني«. وشدد على «أهمية إعادة تأكيد الالتزام بتحييد لبنان ودعمه في مقررات مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان ISG التي ستنعقد في نيويورك في 30 أيلول، اضافة إلى ضرورة تفعيل التحالف الدولي لمكافحة الارهاب للاسراع في القضاء على جميع المجموعات الارهابية التي توسع أعمالها من دون أي ضوابط دينية أو جغرافية«. وبحث سليمان مع هولاند في مجموعة من القضايا التي تهم لبنان، لا سيما المتعلقة بالأوضاع في سوريا، مؤكداً «أهمية العمل الدؤوب على ترسيم الحدود وإيجاد حل موضوعي لمسألة اللجوء السوري الكثيف إلى لبنان، إضافة إلى ضرورة العمل الجدي للتعويض على لبنان عند البدء بإعادة إعمار سوريا، كونه تحمل على الدوام أعباء الحرب وتداعياتها ومغبة النزوح السوري الكثيف».

 

لبنان قد يصبح مصدراً للاجئين

الحياة/27 أيلول/15/برلين - أ ف ب/قال مفوض أوروبي أمس، أن «الموجة الكبرى المقبلة» من اللاجئين غير الشرعيين الى أوروبا قد تنطلق من لبنان، الدولة «الضعيفة» التي تشهد وضعاً «مأسوياً». ولفت مسؤول شؤون التوسيع يوهانس هان، لصحيفة «دي فيلت» الألمانية المحافظة، الى أن «التطورات في لبنان تثير قلقي. الوضع هناك مأسوي الى حدّ ما». وتابع: «ومن هناك قد تنطلق موجة اللاجئين المقبلة»، علماً أن حوالى 1.2 مليون سوري لجأوا الى لبنان، ما يشكّل ربع عدد سكانه، حيث يقيم معظمهم في ظروف سيئة. وأضاف: «لطالما كان هذا البلد الأكثر ضعفاً في المنطقة»، مشدداً على «عدم استقرار الوضع السياسي» اللبناني. وتابع: «هناك أيضاً نسبة بطالة مرتفعة (نحو 20 في المئة) وديون ضخمة. هذا مزيج خطير». ويسعى الاتحاد الأوروبي الى إبطاء تدفّق اللاجئين الى أوروبا، الذي يشكل أسوأ أزمة هجرة منذ 1945، ويريد بالتالي تقديم مساعدات مالية للدول المجاورة لسورية (لبنان، الأردن، تركيا) التي تعاني من صعوبات في استقبال اللاجئين وتتحمّل أحياناً أكثر من طاقتها

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

محمد كبارة: لترك معالجة ملف الترقيات العسكرية الى حكمة ودراية سعد الحريري وحده ودفاع نصرالله عن عون يؤكد انه اداة لمحور ايران الأسد

السبت 26 أيلول 2015 /وطنية - رأى النائب محمد كبارة ان الامين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله "كان واضحا في مقابلته المتلفزة مع قناة المنار، إذ قال في الشأن الرئاسي إن لبنان "بحاجة إلى رئيس قوي شخصيته قوية لا يباع ولا يشترى ولا يخاف من التهديدات في المنطقة ويقدم المصالح الوطنية على غيرها". وقال في تصريح اليوم: "ان تعريف نصر الله يعني أمرا أساسيا وهو ألا يكون رئيسنا العتيد تابعا أو مؤيدا لحزب نصر الله، وألا يكون قابلا بسلاحه غير الشرعي، وألا يكون تابعا لمحور إيران وألا يكون متعاطفا مع بشار الأسد الذي يمثله في لبنان حسن نصرالله وتحالف 8آذار. وأضاف: "أما تطوع نصر الله للدفاع عن النائب ميشال عون وتأكيده بانه شخص مستقل ولا يرتبط لا بمحور ولا بسفارة ولا بأي بلد وغير تابع لحزب الله ويطبق قناعاته، فقد زاد من قناعتنا ومن قناعة اللبنانيين بأن عون هو أداة لمحور إيران - الأسد". وسأل حول تأييد نصر الله لإنتخابات نيابية وفق قاعدة النسبية: "عن أي نسبية يتحدث حسن نصرالله في ظل سيطرة سلاحه على الشيعة؟ وأي شيعي يجرؤ على الترشح في المناطق التي يحتلها بسلاحه؟". وتابع: "بما أن الشيعي الذي يتظاهر ضدك وضد ايران يقتل، ولا تجرؤ الدولة حتى على التحقيق في مقتله مع أن صور القتلة منشورة، كما حصل مع الشهيد المظلوم هاشم السلمان، فأي شيعي سيترشح ضد حزب الله كي يفوز بنسبية هنا او بمقعد نيابي هناك؟". وخلص كبارة الى القول: "بوجود سلاحك غير الشرعي يا نصر الله، لا دولة ولا رئاسة ولا إنتخابات. حزبك أصل المصائب وفصلها وتفصيلها، عسى أن يفصل الله بها". وختم مهنئا أهل الزبداني السورية بالهدنة، معتبرا أن "حزب الله وإيران إستجدياها رغم كل عنتريات الحزب ووعوده بالانتصارات التي تحولت إلى هزائم على جثث شبابه".

 

فياض: مطالبتنا بنظام انتخابي نسبي لا يشكل انحيازا لمصلحة معينة ونطرح هذا الأمر بموضوعية وحياد كاملين

السبت 26 أيلول 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض "اننا مع المقاربة التي تؤدي إلى الإنفراج السياسي في هذا البلد، فالملف الذي نستطيع معالجته سنعالجه فورا، والملف الذي لا نستطيع معالجته في هذه اللحظة، فإننا ننتقل إلى ملف آخر يمكن لنا معالجته"، داعيا جميع اللبنانيين الى "أن يتفقوا على المشكلة العالقة ألا وهي ترقية الضباط، وعلى الآلية التوافقية المؤاتية التي تعيد انتظام عمل مجلس الوزراء، كما لا يجوز أن تبقى أبواب المجلس النيابي مغلقة في الوقت الذي يحتاج فيه البلد إلى عدد كبير من المشروعات الملحة لأسباب إنمائية ومالية واقتصادية وتشريعية، ولذلك فلنفتح أبواب المجلس النيابي أمام ما يسمى بتشريع الضرورة، وبالتالي فإنه بذلك نكون قد رسمنا خريطة الطريق التي تؤدي إلى انفراج سياسي في هذا البلد، وهو الأمر الذي نطرحه بعيدا عن الخلفيات السياسية والحزبية أو الفئوية". كلام فياض جاء خلال رعايته احتفالا أقامته بلدية الصوانة الجنوبية تكريما للناجحين في الشهادات الرسمية، في حسينية البلدة، في حضور عضو المجلس السياسي في "حركة أمل" عباس عباس، رئيس بلدية الصوانة حسن حمادة وعلماء وفاعليات وشخصيات وأهالي الطلاب. وقال: "اننا نتعاطى مع الحوار بكل جدية، ولا نريد أن نفرض رئيسا للجمهورية فرضا، بل نريد رئيسا وفاقيا، يكون في الوقت نفسه قويا أو ممثلا لشريحة عريضة من المجتمع اللبناني، لأن هذه الخطوة التي نتمسك بها إنما من شأنها أن تساعد على فتح نافذة حقيقية لنقل الوضع اللبناني إلى حالة سياسية أكثر إيجابا وقدرة على معالجة الملفات العميقة العالقة التي تعيق النهوض بالدولة ومعالجة المشاكل كافة، ولذلك نحن نريد أن نحاور ونمضي بهذا الحوار حتى النهاية، ونريد أن نتفاهم على القانون الانتخابي، وندعو جميع الأفرقاء اللبنانيين الى أن يتخلوا عن المقاربة العقيمة التي لا تفضي إلى نتيجة والتي تكمن في سعي كل فريق الى أن يطرح مشروعا انتخابيا لمصلحته". أضاف: "ان مطالبتنا بإقرار نظام انتخابي نسبي لا يشكل انحيازا لمصلحة معينة- فكتلتنا النيابية سيتراجع عديدها مع هذا النظام الانتخابي- لأن الذي يريد أن يفكر بعقل حزبي يطرح النظام الأكثري، والذي يفكر بعقل المصلحة الوطنية الجامعة التي تفتح الطريق أمام تجديد الطبقة السياسية وأمام تمثيل صحيح وعادل وفعال للمجتمع السياسي اللبناني يطرح النظام الانتخابي النسبي، وعندها يصبح التمثيل أكثر تعبيرا عن المكونات الاجتماعية والطائفية والمذهبية والسياسية كافة في هذا البلد، ولذلك عندما نطرح هذا الأمر فإننا نطرحه بموضوعية وحياد كاملين".

عباس

بدوره رأى عباس أن "ما ننعم به من طليعية وقوة هو بفضل هذه الثنائية المقدسة بين حركة أمل وحزب الله، والتي نؤسس عليها لكي تكون ثلاثية ورباعية وخماسية على مستوى كل الخطوط السياسية في الوطن، من أجل استعادة وعي كل القيادات بعد أن استعدنا وعي البعض"، آملا "أن يستعيد الجميع وعيه من خلال الحوار القائم للعودة إلى المراهنة على الإنسان في لبنان، وعندها نشطب الدين العام والأزمات والمحن". واعتبر أن "أول ما يمكن أن نتلاقى عليه هو في البادرة الطيبة التي أطلقها الحراك المدني لإلغاء الطائفية السياسية وإصلاح النظام السياسي، إلا أن الخطوة الأولى على هذا الطريق هو في تأمين قانون عادل للإنتخابات وآلية إنتاج سلطة عادلة ومتوازنة لا تقصي ولا تهمش أحدا، وهذا لا يكون إلا بتوسعة الدوائر على قاعدة النسبية وإلغاء القيد الطائفي، فالأزمة ليست أزمة نفايات ولا دين عام ولا تلزيم النفط والغاز أو فرص عمل، إنما هي أزمة النظام السياسي الذي يأسرنا جميعا، فنتقوقع في كنتونات طائفية ومذهبية ومناطقية"، داعيا الجميع الى "اكتشاف مصالح الوطن والأفراد التي تكمن في إصلاح النظام السياسي الفاسد الذي هو ولادة الأزمات كما إسرائيل التي هي ولادة الشر، وقد ولدت داعش والنصرة فكان البنان ألعن من أمهم".

حمادة

وكانت كلمة لحمادة هنأ فيها الناجحين، مثنيا على الجهود التي بذلوها خلال عامهم الدراسي من أجل الوصول إلى مرتبة التتويج، ومتمنيا لهم استمرار "النجاح والتألق في مسيرتهم العلمية والعملية في المستقبل". وفي الختام وزعت الشهادات التقديرية على الخريجين.

 

قبيسي من حبوش: الطائفية هي اساس الفساد في هذا الوطن

السبت 26 أيلول 2015 /وطنية - رعى عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب هاني قبيسي، تخريج الناجحين في الامتحانات الرسمية في بلدة حبوش، باحتفال اقيم على ملعب جمعية العمل الخيري، بدعوة من شعبة حركة "أمل" في حبوش والبلدية، حضره الى قبيسي، المسؤول التنظيمي في المنطقة الاولى محمد معلم، المسؤول التنظيمي في المنطقة الثالثة حسن زواوي، رئيس بلدية حبوش محمد مكي، الناجحون، ذووهم وفاعليات. قرآن كريم والنشيدان الوطني والحركة، وكلمة الناجحين القتها التلميذة حنين مكي، ثم كلمة رئيس البلدية تلاه النائب قبيسي الذي وجه التهاني للناجحين في بلدة حبوش، "التي نهلت من فكر الامام القائد السيد موسى الصدر، فكانت في المقدمة في تقديم الاضاحي والقرابين على مذبح الوطن، وكان منها الشهداء الذين واجهوا العدو في ساحات الميدان بشجاعة وانتصروا عليه ونالوا احدى الحسنيين الشهادة".

اضاف قبيسي: "ان الكثير من الدول العربية نسيت القضية الاساس وهي فلسطين، وها هي ادوات الجهل والتخلف والتكفير تسيطر على الواقع وتنفذ عمليات انتحارية في مساجدنا وبلداتنا وتقتل الابرياء واسرائيل تتفرج، ونحن في لبنان والجنوب ربينا الابناء والطلاب على التمسك بالعلم والمقاومة لمقارعة العدو، وهي قضية تمسكنا بها وانتصرنا من خلالها على عدونا الصهيوني، وهزمناه في الجنوب، فانسحب يجر اذيال الخيبة والخسران، نحن نقول اننا نتمسك بمعادلة رفعت الوطن الى الاعلى، وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، اننا نحمل قضية لن نتخلى عنها ابدا، وهي المقاومة مع الكتاب والقلم والثقافة والتربية".

وتابع: "ان لبنان لن يعود الى الوراء، الى ايام الانتداب والتخلف، ولا الى ايام المارونية السياسية، نحن نعيش اجواء عيد الاضحى الذي تعكر الفرح فيه نتيجة حادثة الحج، ولا يسعنا هنا الا ان نقدم التعازي لذوي الذين سقطوا"، منددا بمنع العدو الاسرائيلي للمصلين من دخول المسجد الاقصى لاداء صلاة العيد.

وقال: "لا مكان في لبنان رغم كل الاصوات التي ترتفع، لحرب طائفية او مذهبية، ولن ننجر ابدا الى المواقع التي أخذوا الدول العربية اليها من فوضى وتدمير، نحن في لبنان نعي تماما منذ ان سرنا خلف الامام الصدر اين هي مصلحة الشعب والوطن، نحن في واقع مأزوم لن نتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية والمجلس النيابي معطل لا يسمحوا له بالاجتماع تحت عناوين واهية، بحجة حقوق الطوائف والمذاهب، واذا سكتنا يصبح في لبنان لكل طائفة قضية، يصبح لكل طائفة في لبنان عنوان يختلف عن الطائفة الاخرى، بل نخشى ان تصل الامور ويصبح لكل مذهب قضية، هل هذا الواقع السياسي سليم نقول لا، ان صمام الامان هو نحن الذين حافظنا على هذه الارض في زمن الشدة وزمن انهيار الدولة وهروبها من الجنوب، حينها وقفنا في وجه العدو الاسرائيلي، في هذه الايام لا نخشى أحدا، واقع البنية الاساسية للدولة واقع غير سليم، ولكن الفوضى الموجهة من بعض السفارات لا تصلح هذا الكيان ابدا، اتعتقدون ان الدولة عاجزة عن حل قضية النفايات ليصبح لبعض الصبية قضية هي قضية النفايات، ام انها أمر دبر في ليل لنصل الى هذا الواقع لتتدخل بعض الدول والسفارات من هنا او هناك، هناك من اخترع ودبر هذه المشكلة ليغرق لبنان في ازمة نفايات، وراح بعض الصبية يجدلون شعرهم ويسمحون لبعض السفارات، وهم لا يعرفون معنى المقاومة وتعلو اصواتهم انهم هم من ينقذ هذا الوطن، يقولون انهم يسعون لانقاذ هذا الوطن من الفساد ومن النفايات، نحن نعي تماما ان اكثر مؤسسات الدولة غارقة في الفساد، ولكن الحمد لله ان كيان الوطن غير غارق في الحروب كما يجري في محيطنا من سوريا الى العراق الى اليمن الى السودان الى الصومال".

وقال قبيسي: "لن تستطيعوا تدمير هذا من خلال الفتنة التي تسعون اليها، لان وطننا منيع ومحصن بقياداته، وفي المقدمة دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري، رجل الحوار والتحاور وحامي الوطن، ان من يريد حل مشكلة النفايات لا يدعو ابدا الى اسقاط النظام، لا نقبل بتدمير هيكل الوطن على رؤوس المواطنين من خلال بعض الاصوات النابية التي لا مكان لها في قاموسنا ولا في اخلاقنا، النظام السياسي الحالي بحاجة الى اصلاح، الاصوات التي تعلو في بيروت تبحث عن مواقع، المواقع تكون من خلال قانون انتخابات عادل، وهذا ما طالبنا به منذ زمن بعيد، اعتماد النسبية في الانتخابات النيابية هو هدف استراتيجي لسماحة الامام القائد السيد موسى الصدر عندما قال نريد ان نبني هذا الوطن ليصبح لبنان وطن العدالة والمساواة، قانون النسبية هو الذي يوصل الى عدالة ومساواة، لن تصلوا الى مواقع في هذه الدولة وفي هذا البرلمان وفي هذه الحكومة من خلال الشارع، او من خلال لغة الشارع واغراق هذا الوطن بالفوضى، الفوضى الخلاقة لا مكان لها في لبنان، في لبنان المكان للمقاومة والساحة للمقاومة وللشهداء، من محمد سعد وخليل جرادي وبلال فحص، لن نسمح في لبنان للفوضى الخلاقة ولمن تمولهم السفارات بتدمير الهيكل على رؤوس ساكنيه، الطائفية هي اساس الفساد في هذا الوطن، يجب ان نتخلص من الطائفية التي هي اساس التراجع في هذا الوطن، ودولة الرئيس الاستاذ نبيه بري دعا الى تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية منذ زمن، وكل اقطاب لبنان رفضوا البحث في الغاء الطائفية السياسية، ونحن نسأل الله ان نصل الى وقت نتمكن فيه من الغاء الطائفية السياسية في لبنان كي نصل الى دولة عادلة دولة المساواة بين كل ابناء الوطن". وختاما وزع النائب قبيسي ومكي الشهادات على المكرمين، كما وزع قبيسي الكؤوس والميداليات على الفرق الفائزة في مهرجان الامام الصدر لكرة القدم الذي اقيم في البلدة.

 

الهبر: لعدم كسر المؤسسة العسكرية في الترقيات وننتظر الامر الخارجي لانتخاب رئيس وقد يكون في بداية العام المقبل

السبت 26 أيلول 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة "الكتائب" النائب فادي الهبر، أن "زيارة رئيس فرنسا فرانسوا هولاند الى لبنان، هي نوع من حماية فرنسية تاريخية للبنان، وهذه تفعل على المستوى الدولي، إذ لا قدرة اوروبية وفرنسية للخرق في كل الملفات وبخاصة في الملف الرئاسي، لان البلد مخطوف من قبل ايران عبر حزب الله، الذي هو مصادر ايرانيا ويعمل أولا لمصلحة اقليمية". وأشار في حديث ضمن "برنامج بين السطور" للبنان الحر، ان "الهم اللبناني ليس أولوية بالنسبة الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فهو قال في خطابه الشهير منذ نحو السنة، من يريد محاربتنا في سوريا، وهذا ما وضع البلد في حال شغور أوصله الى الفراغات". وعن الحراك المدني، رأى الهبر ان "عناوينه مفيدة للبلد، ولكن استغلاله وشيطنته يجعله مدمرا على مستوى لبنان ". وعن الترقيات، قال: "لسنا معها، فمع الاحترام للعميد روكز هناك أولوية لعدم كسر المؤسسة العسكرية وعدم خدش كرامتها، إذ لا استنسابية بين العمداء وهم كثيرون". وعن الحوار، رأى ان "المشهدية جيدة، فبدلا من العراك في الشارع، عراك على طاولة الحوار، نحن نشارك فيه للاتفاق على البند الاول وهو انتخاب رئيس"، لافتا الى انه "لن يؤدي الى نتيجة". وقال: "أما اذا تخطوا البند الاول الى البند الثاني في حال عدم الاتفاق كما دعا السيد نصرالله، فنحن سنقاطعه"، مشيرا الى اننا "ننتظر الامر الخارجي لانتخاب رئيس، وقد يكون في بداية العام المقبل".

 

وهبي: عون يخوض دائما معارك تبدأ من مصلحة العائلة

السبت 26 أيلول 2015 /وطنية - اعتبر النائب امين وهبي "اننا نمر بأزمة سياسية على مستوى الوطن، ولكن اذا استطعنا تخطي هذه المرحلة بالحفاظ على الاستقرار، وان نبذل جهدا لانهاء الفراغ الرئاسي، يمكن لذلك ان يفتح امامنا مرحلة من الاستقرار". واكد ان "تيار المستقبل مع اي حراك منضبط تحت سقف القانون، الا انه يجب ان يكون منضبطا ومنتجا من خلال تحديد الشعارات لا الضياع بها"، لافتا الى ان "المسؤولية تقع على الحكومة ومن شل عملها وحاول فرض جدول اعمال على رئيسها". وعن اعمال جلسة الحوار، اكد وهبي في حديث لبرنامج "اقلام تحاور" عبر "صوت لبنان" ان "موقف المستقبل واضح لناحية اصراره على تطبيق البند الاول المتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية، لما لذلك من تداعيات على مستوى عمل المؤسسات"، مشيرا الى ان "السيد حسن نصرالله قدم في كلامه امس الكثير من المفاهيم التي تتضمن الكثير من التجني في ملفي الرئاسة والانتخابات"، واعتبر ان "الفريق الآخر يحق له الاعلان عن مرشحه الرئاسي لكن لا يحق له فرض هذا المرشح ووضعنا في دائرة الخيار بينه وبين الشغور الرئاسي"، مستغربا كيف ان "نصرالله يقول ان العماد ميشال عون لا ينتسب الى اي محور ولا يتحالف مع اي دولة خارجية، في حين يعلن عون موقفه ويؤكد ان محوره سينتصر". وعن الترقيات الامنية، لفت الى ان "طرح اسم قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز والتمسك به وتحديدا من قبل العماد عون امر يسيء الى روكز"، موضحا ان "عون يخوض دائما معارك تبدأ من مصلحة العائلة".

 

موسى: حوار ساحة النجمة هو حوار الضرورة

السبت 26 أيلول 2015 /وطنية - رأى النائب ميشال موسى ان "حوار ساحة النجمة هو حوار الضرورة، لأن الازمات التي يمر بها البلد والتعطيل داخل المؤسسات، اضافة الى الحراك في الشارع، كلها امور استدعت حراكا سياسيا لحلحلة المواضيع".ولفت في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" الى ان "جدول اعمال الحوار وضع بشكل مدروس، وهو ملك المتحاورين الذين عليهم أخذ القرار"، آملا في أن "تسهم الجلسات المتلاحقة المقرر ان تبدأ في السادس من تشرين الاول، بفتح نافذة لحل الامور العالقة". وأوضح موسى ان "الخلوة السداسية لا تحل مكان الحوار، وهي جاءت لتذليل العقبات التي تم تحديدها على الطاولة التي يعود القرار اليها".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا ترأس قداسا في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك

السبت 26 أيلول 2015/وطنية - ترأس البابا فرنسيس قداسا مساء امس في "ماديسون سكوير غاردن" بنيويورك ، شارك فيه زهاء 20 الف شخص ، دعا خلاله الى "الامل والتضامن". وأشاد البابا الذي كان يتكلم باللغة الاسبانية بالتنوع الثقافي في المدن الكبرى، مشيرا الى انه ليس "من السهل دائما العيش فيها، بخاصة للاشخاص الذين لا يبدو انهم ينتمون اليها، مثل الاجنبي والولد الأمي والمحرومون من الضمان الصحي والمشردون والعجزة الذين لا معين لهم". وحض النيويوركيين على ملاقاتهم والى "الخروج من دون خوف للقاء الآخرين، حيث هم فعلا، والى اختيار الامل". هذا، وأمضى بعض المصلين ساعات للوصول الى المكان بسبب التدابير الامنية المشددة التي اتخذتها السلطات.

 

«عقدة الأسد» في صدارة مداولات الأمم المتحدة

الحياة/27 أيلول/15

تحتل الأزمة السورية و «عقدة الأسد» موقع الصدارة في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال لقاءات رفيعة، أبرزها بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين الإثنين. وعلى المستوى الوزاري، ينشط وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لقاءات عدة، بينها لقاءان مع نظيريه السعودي عادل الجبير والإيراني جواد ظريف. وقال مسؤولون أميركيون إن كيري «يسعى لطرح مبادرة جديدة للتوصل إلى حل سياسي في سورية»، فيما استبق البيت الأبيض لقاءات نيويورك بإعلان أن لقاء أوباما مع بوتين «قد يمهد لتعاون أفضل بين البلدين في شأن الأزمة السورية». وعلى رغم أن التوقعات سبقت تقاطر قادة العالم الى نيويورك بإمكان حصول لقاء بين الجبير وظريف إلا أن هذا اللقاء لن يتم، وفق مصادر ديبلوماسية مطلعة. وعلمت «الحياة» أن ظريف طلب «شفوياً» الاجتماع مع الجبير لكن طلبه رفض «لأنه جاء بطريقة متعجرفة وفي غير مكانها» وفق المصادر نفسها، التي أوضحت أن الجانب الإيراني لم يطلب اللقاء «بالطريقة المتعارف عليها» التي يفترض أن تتضمن أجندة محددة للقاء، بل اقتصر طلبه على بحث أحداث الحج لا الأمور السياسية المتعلقة بقضايا المنطقة، كسورية واليمن، وهو ما اعتبرته السعودية «غير مقبول» ولم تتم الموافقة عليه. وكان من المقرر أن يلقي الجبير كلمة بلاده أمس السبت في مؤتمر أهداف التنمية، وثانية في قمة «جنوب- جنوب» التي من المقرر أن يترأسها الرئيس الصيني تشي جينبينغ، ويعقد لقاء ثنائياً مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ثم لقاء ثنائياً مع كيري. وسيجتمع وزراء خارجية الدول العربية اليوم، بعد اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، على أن يعقد وزراء خارجية الترويكا الخليجية، السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، لقاءات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق. وأجرى الجبير عدداً من اللقاءات الثنائية، إحداها مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري.

وقال الجعفري بعد اللقاء «إن الاجتماع تناول القضايا التي تهم البلدين ونعتقد أننا نستطيع أن نرتقي بالعلاقات لتكون مستقرة خصوصاً في مواجهة خطر داعش، وهو خطر مشترك، ما من شأنه أن يضع العلاقات على مشارف مرحلة جديدة».

ومن اللقاءات المقررة اجتماع بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كان مجدولاً صباح أمس، فيما استبعد مسؤول أميركي حصول لقاء ثنائي بين روحاني وأوباما، وستبقى اللقاءات بين الجانبين الإيراني والأميركي على مستوى وزيري الخارجية. وقال كيري بعد اجتماعه مع ظريف: «أرى في هذا الأسبوع فرصة كبيرة لأي عدد من الدول للعب دور مهم في محاولة حل بعض أكثر قضايا الشرق الأوسط صعوبة». وتابع: «نحتاج إلى تحقيق السلام وسبيل للمضي قدماً في سورية واليمن... وفي المنطقة. أعتقد أن هناك فرصاً هذا الأسبوع عبر هذه المناقشات لتحقيق بعض التقدم».

في المقابل قال ظريف إن «القضايا الإقليمية مهمة ولكن الأولوية هي للتحرك قدماً في الملف النووي وخريطة الطريق» المتعلقة به آملاً «تطبيق الاتفاق النووي كاملاً بنية جيدة بحيث يمكننا إنهاء بعض عدم الثقة الموجودة بيننا منذ عقود». وقال مسؤولون إميركيون إن كيري «يسعى لطرح مبادرة جديدة للتوصل الى حل سياسي في سورية فيما استبق البيت الأبيض لقاءات نيويورك بإعلان أن لقاء أوباما مع بوتين «قد يمهد لتعاون أفضل بين البلدين في شأن الأزمة السورية». واتفقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وظريف على التعاون للمساعدة في إنهاء النزاع في سورية. وأفاد بيان صادر عن مكتب موغيريني بأنهما «شددا على ضرورة إنهاء الحرب في سورية»، وأعربا عن «استعدادهما للتعاون في إطار الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة» التي يسعى مبعوثها ستيفان دو ميستورا إلى إيجاد حل سياسي للنزاع. وأضاف البيان أن الوزيرين «بحثا في سبل المساهمة في إنهاء» النزاع.

وتنطلق مناقشات الجمعية العامة صباح غد الإثنين، الذي سيكون مزدحماً بالمواقف، من أوباما إلى بوتين وروحاني والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والملك الأردني عبدالله الثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ويترأس أوباما قمة عن «مستقبل عمليات حفظ السلام» بمشاركة هولاند وبان كي مون، إذ تسعى الولايات المتحدة الى رفع مساهمات الدول، الأوروبية منها خصوصاً، في تمويل عمليات حفظ السلام. وتُقدر مساهمة الدول الأوروبية الحالية بنسبة ٧ في المئة فقط في موازنة عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بعدما كانت ٤٠ في المئة قبل عقدين. ويترأس أوباما الثلثاء اجتماعاً رفيعاً يتناول مكافحة الإرهاب للدول المشاركة في التحالف لمحاربة تنظيم «داعش» بمشاركة عدد مهم من وزراء الخارجية، بينهم الفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير. كما سيُعقد اجتماع رفيع حول الوضع الإنساني في سورية على المستوى الوزاري ينظمه الأردن والاتحاد الأوروبي «لإعادة التفكير في كيفية الاستجابة الدولية لأكبر أزمة إنسانية في الوقت الراهن»، يترأسه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. كما يعقد وزراء خارجية مجموعة السبع الكبرى اجتماعاً في اليوم ذاته، ومن غير المقرر أن يضم روسيا، التي كانت دول المجموعة ذاتها عقدت اجتماعها الأخير من دون دعوة لافروف إليه، رداً على التدخل الروسي في أوكرانيا. وسيشكل رفع العلم الفلسطيني للمرة الأولى في مقر الأمم المتحدة الأربعاء مناسبة احتفالية خاصة يتوقع أن يشارك فيها عدد من الرؤساء وكبار المسؤولين من دول عدة، إذ سيرفع الرئيس محمود عباس العلم الفلسطيني بنفسه بعد إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة باسم دولة فلسطين. وينتظر أن تعقد «الرباعية- زائد» اجتماعاً أيضاً بمشاركة المملكة العربية السعودية ومصر والأردن الى جانب كيري ولافروف وموغيريني وبان كي مون. وستترأس روسيا على مستوى وزير الخارجية اجتماعاً وزارياً في مجلس الأمن الأربعاء حول «الإرهاب والنزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وهي أعدت لهذا الاجتماع لأسابيع ولا يزال الخلاف قائماً بينها وبين الدول الغربية في شأن مشروع بيان رئاسي أعدته، خصوصاً حول «عقدة الأسد». وتنظم فرنسا اجتماعاً وزارياً أيضاً للبحث في المبادرة الفرنسية لتعديل استخدام الفيتو في مجلس الأمن، بحيث لا يُستخدم من أي دولة دائمة العضوية عندما يتعلق الأمر بإبادة جماعية أو جرائم حرب أو تطهير عرقي. ويدعم فرنسا في هذه المبادرة عدد من الدول من خارج مجلس الأمن. وينتظر لبنان الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية، الذي سيتمثل فيه برئيس الحكومة تمام سلام، إلى جانب مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى. وأعد الأمين العام للأمم المتحدة لعقد لقاء دولي رفيع الأربعاء أيضاً حول قضية الهجرة غير النظامية واللاجئين، يشاركه في رئاسته وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا. ومن المقرر أن يلقي وزير الخارجية السورية وليد المعلم كلمة سورية في الجمعية العامة الجمعة.

 

كيري بعد لقائه ظريف: هناك فرصة لتحقيق تقدم لحل الأزمة السورية

الشرق الأوسط/26 أيلول/15/بيروت: بولا أسطيح - واشنطن: هبة القدسي

شجب الائتلاف السوري المعارض أمس ما قال: إنها محاولات لتسويق النظام السوري من قبل بعض قادة الدول الغربية، في وقت تتسارع فيه التحركات الدبلوماسية خاصة في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد اجتماعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف أمس إنه يرى فرصة لتحقيق تقدم هذا الأسبوع في سبيل حل الأزمة السورية. وأضاف كيري للصحافيين «أرى في هذا الأسبوع فرصة كبيرة لأي عدد من الدول للعب دور مهم في محاولة حل بعض أكثر قضايا الشرق الأوسط صعوبة». وتابع: «نحتاج إلى تحقيق السلام وسبيل للمضي قدما في سوريا واليمن... في المنطقة. أعتقد أن هناك فرصا هذا الأسبوع عبر هذه المناقشات لتحقيق بعض التقدم»، حسبما أفادت به وكالة رويترز. وكان كيري أعلن الأسبوع الماضي أن الأسد يجب أن يتنحى عن منصبه وأن باب التفاوض مفتوح لبحث التوقيت وطريقة رحيله عن السلطة، فيما شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على وجوب إشراك الأسد في أي محادثات تهدف لإنهاء النزاع المستمر منذ أربع سنوات في سوريا، لافتة إلى أن العملية ينبغي أن تشمل كذلك الولايات المتحدة وروسيا، بالإضافة إلى اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط بما في ذلك إيران والسعودية.

أما الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والذي أثارت تصريحاته ردود فعل كبيرة بعد الحديث عن اجتزائها فقال: «يمكن الحديث عن مرحلة انتقالية بوجود الأسد، ولكن الأصل الأساسي أنه لا يمكن القبول ببقاء ديكتاتور بأي حال، وخاصة من قبل الشعب السوري». ورأت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب أن الأسد يجب أن يكون جزءا من حل النزاع في سوريا، موضحة أن «هناك توافقًا واسعًا في الآراء على أن نظام الأسد سيكون محوريا في أي محاولة لصمود الدولة السورية وكذلك لحرمان (داعش) من تحقيق المزيد من المكاسب على الأرض». بدورها، اتفقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ووزير الخارجية الإيراني على التعاون للمساعدة في إنهاء النزاع في سوريا، وذلك خلال لقاء في نيويورك. وأفاد بيان صادر عن مكتب موغيريني أن الأخيرة وظريف التقيا الجمعة على هامش القمة حول التنمية في الأمم المتحدة. وشددا على «ضرورة إنهاء الحرب في سوريا» وأعربا عن «استعدادهما للتعاون في إطار الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة» التي يسعى مبعوثها ستيفان دي ميستورا إلى إيجاد حل سياسي للنزاع. وأضاف البيان أن الوزيرين «بحثا في سبل المساهمة في إنهاء» النزاع.

من جهته، شجب الائتلاف السوري المعارض ما قال: إنها محاولات لتسويق النظام السوري من قبل بعض قادة الدول الغربية، مؤكدا أنّه سيستمر يقول: «لا» لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة في أي مرحلة انتقالية أو في مستقبل سوريا. ورجّح الائتلاف في بيان لهيئته السياسية أن لا تكون هناك «أي آفاق منطقية لمسارات مرتجلة تحاول بناء استقرارٍ وهمي قابل للانفجار بشكل أكثر عنفًا واستدامة الفوضى التي نخشاها ويخشاها العالم»، داعيا «الأشقاء والأصدقاء قبل غيرهم إلى التزام تعهداتهم بنصرة شعبنا وإنصافه». واعتبر أن «التمركز العسكري الروسي، الذي لا يقل عن الاحتلال، في سوريا، وساحلها خصوصًا، يلغم جسم بلادنا ويضع مقدمات لتقسيمها، وينتهك سيادتها، ويأتي دعمًا للنظام لا حربًا على الإرهاب كما يدعي البعض». وتوعد الائتلاف: «ومن تحت الرماد، أن يسمع العالم منا كلمة (لا)، فقد ثرنا من أجل الحرية والكرامة، وكلاهما تهيبان بنا أن نقول (لا) للأسد وزمرته، وكل ما من شأنه أن يعيد تسويقه»، لافتا إلى أن «الثورة ستتحول إلى حالة مقاومة شعبية لا تستكين للطغيان والعدوان في وقت واحد».

وفيما يتفق الائتلاف وهيئة التنسيق على وجوب انطلاق أي عملية سياسية على أساس بيان «جنيف 1»، فإنهما يختلفان على بند مصير الأسد. إذ أشار عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق السورية المعارضة خلف داهود إلى أن «مصير الرئيس السوري خاضع للتفاوض على أساس بيان جنيف، علما بأننا لا شك سنسعى أن لا يكون جزءا من المرحلة الانتقالية». وقال داهود لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعتبر أن كل ما لم يشر إليه بيان جنيف هو خاضع للتفاوض ومن ضمنه مصير الأسد»، مع الإشارة إلى أن «طرح بقاء الأسد بعد كل ارتكاباته بحق الشعب السوري، فيه إهانة لقيم العدالة والإنسانية من قبل المجتمع الدولي». وتحدث عن «سيناريوهات بدأ التداول بها لحل الأزمة السورية، لا نُدرك بعد مدى جديتها»، لافتا إلى أن هناك «مبادرة أميركية ستُطرح قريبا على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ونحن ننتظر فحواها لنبني على الشيء مقتضاه، علما بأن أي مبادرة لا يجب أن تقتصر على توافق أميركي – روسي عليها بل يجب أن تشمل الدول الإقليمية والأهم يجب أن تحظى بموافقة الشعب السوري والمعارضة السياسية والعسكرية». وأضاف: «يتم التداول بأن المبادرة الأميركية قد تتضمن عرضا بخروج آمن للأسد من السلطة إلى روسيا أو أي دولة أخرى».

في المقابل، اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري عضو الائتلاف المعارض جورج صبرا أنّه «ورغم كل الضجة التي أثيرت أخيرا بعد التدخل والاحتلال الروسي لأراض سورية وما تلاه من تصريحات غربية توحي بتسويق لطرح بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، إلا أنه لا يمكن الحديث عن مؤشرات جدية لحل سياسي يلوح بالأفق، فلا مبادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وبخروجها الفاضح عن بيان (جنيف 1)، الذي نعتبره أساس أي مسار سياسي، تمهد للحل المنشود ولا العنصر الروسي المستجد يساهم في تنشيط العملية السياسية لأننا نعتقد وبالعكس تماما نعتبر أن ينسفها».

واستغرب صبرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» التصريحات الغربية الأخيرة التي تحاول وبعد 4 سنوات ونصف «تسويق الأسد كجزء من المرحلة الانتقالية بعد فشل الجهود الإيرانية والروسية طوال تلك الفترة بإعادة تأهيله ونظامه». وقال: «لا يمكن لأي حل سياسي حقيقي أن يستقر ويستمر إلا إذا ذهب الأسد، وإلا كيف سيقنعون السوريين بالالتزام بهذا الحل طالما من ارتكب الجرائم بحقه لسنوات وسنوات لا يزال حاضرا في مستقبل سوريا؟».ونفى صبرا أن تكون المراجع الدولية طرحت بشكل مباشر على الائتلاف والمعارضة السورية بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، لافتا إلى أنّه وبالعكس تماما، فقد سمعنا من الروس في موسكو كلاما يوحي بأنّهم غير متمسكين بأي شخص.».

 

لعبة بوتين» لا تعطي أولويّة للشعب السوري

موسكو – رائد جبر/الحياة/27 أيلول/15

انقسمت أوساط المحلّلين والخبراء الروس بشدة في شأن النتائج المرتقبة للقاء يُعقد غداً بعدما طال انتظاره، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما. واعتبر طرف أن أقصى ما سيخرج عن اللقاء مصافحة وابتسامات عريضة وصور للذكرى، تترك انطباعاً بأن الرئيسين يحافظان على جسور التواصل على رغم الخلافات العميقة، وهو ما أوحى به «التلاسن» الذي سبق القمة حول أجندتها وآلية تنظيمها. بينما رأى طرف آخر أن الأرضية باتت مهيّأة لتحقيق تقدّم مُهم قد يبدأ من سورية ولا ينتهي في أوكرانيا. ويبدو أن «لعبة بوتين» لا تعطي الأولوية للشعب السوري.

وحتى قبل أن يتّضح الموقف، سارع كثر الى اعتبار أن بوتين سيسجّل جولة لمصلحته، لمجرد أن القمة انعقدت، فأوباما امتنع عن لقاء نظيره الروسي لأكثر من عامين بسبب الأزمة الأوكرانية، والقمة الحالية تدفن نهائياً مساعي «عزل روسيا»، وتعكس إقراراًً بأنها لاعب عالمي أساسي لا يمكن تجاوزه.

يذهب سيد الكرملين الى نيويورك وفي حقيبته أوراق قوية غيّرت الى حدّ بعيد، قواعد اللعبة حول سورية التي ستكون العنوان الأبرز للمناقشات، من التدخل العسكري المباشر في سورية الذي قلب المعادلات وفرض واقعاً لا يمكن تجاهله، الى التبدّل الواضح في مواقف عدد من البلدان الغربية حيال احتمال التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد. وإقليمياً، مهدت روسيا بترتيب «أجواء إقليمية» مرحبة بسيطرتها على ما تبقى من سورية عبر تنسيق المواقف مع تركيا وإسرائيل وإيران والعراق. لكن بوتين لن يكتفي بالورقة السورية في حديثه مع أوباما المتعب من منطقة الشرق الأوسط، فهو مهّد للدور الروسي الجديد الذي يحاول انتزاعه في المنطقة بتدخّل «سياسي» في السودان، عبر عقد لقاءات أخيراً، في موسكو على مستوى وزراء خارجية السودان وجنوب السودان وروسيا، وتشكيل مجموعة اتصال لدفع الاتفاقات بين الطرفين، وفي اليمن بإعلان استعداد موسكو لـ «الوساطة» بين الأطراف، وفي لبنان بـ «توضيح» موقف لإخراج بيروت من حال الفراغ الرئاسي. ويبدو التمهيد الروسي للحديث عن «الجهود المشتركة» المحتملة لمواجهة تمدّد الإرهاب لافتاً أيضاً، فبينما يتم تعزيز الوجود العسكري المباشر في سورية، تبرز معطيات عن «تحالف» روسي – إيراني – عراقي، قوامه تأسيس مركز في بغداد لحشد وحدات «شيعية» لمحاربة «داعش»، وعلى رغم أن الكرملين نفى رسمياً صحة التسريبات، لكن اللافت أن الخبر كان تصدّر الصفحة الأولى على موقع وكالة «نوفوستي» الرسمية. ويذكر ذلك بـ «تدرج» المواقف الروسية، من إطلاق «بالونات اختبار» قبل الوصول الى الاعتراف جزئياً ثم كلياً بالأمر الواقع الجديد، الذي ترسم ملامحه الديبلوماسية الروسية بدقة وهدوء شديدين. ومثلاً، تدرجت موسكو في الاعتراف بالتحضير لوجود عسكري دائم في سورية، من حديث عن «تنفيذ عقود عسكرية سابقة»، الى «دعم كامل للحكومة السورية في محاربة الإرهاب» باعتبارها الحكومة الشرعية، وصولاً الى تبدّل نوعي في اللهجة يغدو بموجبه «شرط تسوية الأزمة» هو «دعم الحكومة الشرعية» كما أعلن بوتين أخيراً. أيضاً، تدرجت موسكو في تحديد موقفها من مصير النظام بالإشارة الى أنه «ليس حليفاً»، و «موسكو لا تدافع عن أشخاص»، وبعد ذلك الإصرار على أن «جنيف1» ينصّ على ضرورة «اتفاق الأطراف على شكل الهيئة الانتقالية» قبل أن يصل الموقف الروسي الى إعلان استعداد الأسد لـ «إشراك المعارضة البناءة» مع ما تحمله عبارة «استعداد لإشراك» من مضامين تقوّض تفاهم «جنيف». يذهب بوتين للقاء أوباما مسلحاً باستنتاجات «المطبخ السياسي» في الكرملين بعد التطورات الدراماتيكية على الأرض، وأهم عناوينها أن روسيا لن تسمح بتكرار تجربة ليبيا، وأنها تدخلت في سورية حتى «لا تفاجأ بذلك السيناريو في آسيا الوسطى»، كما أن الحديث من وجهة نظر موسكو لا يقوم على مواجهة مشتركة للإرهاب، بل على «تفاهم لتفادي الصدام»، ما يعني وفق بعضهم إطالة أمد الأزمة والنظام سياسياً الى حين، ودفع احتمال التطور وفق السيناريو البديل، إذا فشلت المسارات الحالية، والمقصود «دولة ساحلية تسيطر عليها روسيا». في كل الأحوال، يحمل بوتين، كما قال ديبلوماسي عربي في موسكو، «سيناريوات لمستقبل سورية في حقيبته لا يحظى مصير الشعب السوري بأولوية فيها»

 

مسؤول إيراني: لا يجوز لوم السعودية في حادثة منى

 العربية/26 أيلول/15/خالف محمد هاشمي، رئيس مكتب هاشمي رفسنجاني، سائر المسؤولين الإيرانيين في بلاده، وفي مقدمتهم المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي، في موقفهم من حادث تدافع الحجاج في منى، داعيا إلى عدم القاء اللوم على المسؤولين السعوديين في هذا الحادث وعدم استباق نتائج التحقيقات بهذا الخصوص. وقال محمد هاشمي في مقابلة له مع وكالة "فارس" للانباء: "من الصعوبة بمكان أن نصدر احكاما في مثل هذه القضايا، فعندما هطلت 8 مليمترات من الامطار في طهران لقي العديد حتفهم، إلا أن ذلك ليس دليلا كافيا لنحكم من خلاله". يذكر أن علي خامنئي حاول من خلال كلمة له بهذه المناسبة القاء اللوم على المملكة العربية السعودية في حاثة منى. وسار الرئيس الإيراني حسن روحاني على نفس الخطى، مما جعل المراقبون يرون في ذلك محاولة لتسيس الحادث من قبل كبار المسؤولين الإيرانيين. هذا وذكرت وكالة دويتش فيللة الالمانية الناطقة بالفارسية أن محمد هاشمي رفض توجيه الاتهامات للملكة السعودية بهذا الصدد، مؤكدا عدم مسؤولية الحكومة السعودية عن هذا الحادث. وقال هاشمي لوكالة فارس:" نحن لا نستطيع أن نقول من هو المسؤول بل يجب البحث عنه، لأنه بمجرد وقوع حادث في بلد ما، لا يحق لنا أن نوجه اصابع الاتهام إلى المسؤولين في تلك الدولة". واوضح هاشمي أن" الحادث كان مؤلما، ولكن لا نستطيع القول إن الحكومة هي مسؤولة أو غير مسؤولة، ونطلق الاحكام من هنا"، مؤكدا أنه "ينبغي اجراء التحقيقات حول أبعاد الحادث بعيدا عن الحب والبغض".

 

مسؤول في البعثة الإيرانية: الإرتداد العكسي لـ 300 حاج إيراني وراء حادثة مشعر منى

موقع 14 آذار/26 أيلول/15/ كشف مسؤول في مؤسسة 'مطوفي حجاج” إيران، أن قرابة 300 حاج إيراني 'خالفوا تعليمات التفويج المحددة”، مما تسبب بحادثة التدافع في شارع 204 بـ”مشعر منى” في أول أيام التشريق، ونتج عنها وفاة 717 حاجاً من مختلف الجنسيات، وإصابة 863 بإصابات مختلفة.

وقال المسؤول، الذي تحتفظ صحيفة 'الشرق الأوسط” بإسمه، إن تفاصيل المخالفة بدأت عندما تحركت هذه المجموعة من مزدلفة صباح الخميس مباشرة لرمي الجمرات ولم تنزل في المخيمات المخصصة لها كما هو معمول به لعموم الحجاج لوضع أمتعتهم والانتظار لموعد التفويج، ومن ثم توجهوا بعكس الاتجاه في شارع 204. وأضاف المسؤول الإيراني لـ”الشرق الأوسط”، أن هذه المجموعة المكونة من نحو 300 حاج إيراني، لم تنتظر انتهاءها من رمي جمرة العقبة، وفق التعليمات التي تطالب بالانتظار في المخيم حتى الموعد المحدد، وقررت العودة في الاتجاه المعاكس، مما تزامن مع خروج بعثات أخرى حسب جدولها الزمني المخصص لرمي الجمرات، ونتج عن ذلك اصطدام مباشر مع الكتل البشرية. وأوضح أن 'المجموعة توقفت قليلاً ولم تتحرك باتجاه آخر، مما ساعد في الضغط ودفع الحجاج للخروج من طريق لا يزيد عرضه على 20 مترا”. كما أوضح المصدر، أن ما نتج لا يدخل ضمن عملية التدافع أو الازدحام، بل تحت ما يسمى بالارتداد العكسي، الذي تكون له نتائج سلبية كبيرة.وعلمت 'الشرق الأوسط” أن هناك كاميرات رصد ومراقبة وضعت في النفق المؤدي للجمرات، قد يُرجع إليها خلال التحقيق، للتأكد من خروج الحجاج الإيرانيين في غير موعدهم. وتفيد المعلومات بأن المجموعة الإيرانية كان مقرراً لها أن تفوج مع بعثة الحج التركية بعد ساعات من وقوع الحادثة. وحسب نظام مؤسسات الطوافة الذي أقرته الجهات المعنية المشرفة على الحج بالتنسيق مع كافة الجهات، يجب أن تلتزم مؤسسات الطوافة بعملية نفرة الحجيج من مزدلفة إلى منى، وعند الوصول إلى منى يدخل جميع الحجاج، الذين بلغ عددهم هذا العام اكثر من 1.3 مليون حاج، إلى مقراتهم (الخيام)، وذلك بهدف إراحة الحجاج وإعطائهم فرصة لاستعادة قواهم بعد رحلة العودة من مزدلفة، وبعد ذلك تقسم هذه الكتل إلى مجاميع بشرية تنتظر وتنسق مع رؤساء مكاتب البعثات، والمشرفين المطوفين، للاستعداد للتوجه لرمي الجمرات، بحسب ما هو مخطط لكل مؤسسة طوافة التي تعلم متى تبدأ في تفويج حجاجها، وهذا ينطبق على البعثة الإيرانية المقيدة وفق نظام الحملات المعمول به لعموم الحجاج. بدوره، صرح اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية لـ”الشرق الأوسط”، بأن إدارة الحشود هي عبارة عن منظومة أمنية متكاملة، لتنظيم الحجاج والمعتمرين في مكة المكرمة، للمحافظة على سلامتهم طوال العام.وأوضح أن هذه المنظومة تشمل كيفية تحريك العدد الكبير جداً من المسلمين الذين يؤدون فريضة الحج، وفق الحدود الزمانية والمكانية الشرعية، أو العمرة خلال شهر رمضان

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"إنتقاليّة" الأسد و"حزب الله"

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/26 أيلول/15

كلام إقليمي ودولي يشوبه الكثير من الغموض والارتباك حول مصير بشّار الأسد، ويتراوح على مستويين: رفض بقائه، والقبول به لمرحلة إنتقاليّة. وبينهما ثابتة تقول بأنّ لا مستقبل له في سوريّا. عبارة "لا مستقبل له" تنطوي على فكرة القبول به لمرحلة إنتقاليّة، قد تطول أو تقصر وفقاً لتجاذبات الأمم واستراتيجيّاتها ومصالحها. ولكن، عن أيّ "انتقال" يتحدّثون، وهل إنّ الأسد نفسه يستطيع التحوّل من حاكم مطلق إلى "جزء" من سلطة لمرحلة محدودة ينتهي بانتهائها؟  أمثاله من الحكّام الذين سبقوه رفعوا شعار "القصر أو القبر"، وكانت نهايتهم نفياً أو سجناً أو قتلاً أو إعداماً أو سَحْلاً في المجارير. وهو تفوّق عليهم دمويّة وإجراماً وإبادة وتدميراً وتشريداً للشعب السوري. فمن يتحمّل الجلوس معه إلى طاولة واحدة لإدارة المرحلة، وهل هو نفسه يستطيع لجم جموحه وعنجهيّته، و"يتواضع" للقبول بضحاياه يشاركونه السلطة والقرار؟ قد ينجح القيصر الروسي بوتين في فرض حليفه ضمن مرحلة إنتقاليّة، ولكن ليس على سوريّا كلّها، بل على شريط من اللاذقيّة إلى دمشق تحت مسمّى "الدويلة البحريّة الغربيّة"، بأكثريّتها العلويّة الشيعيّة وأقليّتيها السنيّة والمسيحيّة، وهي نفسها التي عملت عليها إيران بعدما انهارت "الدويلة الشرقيّة" بين العمقين العراقي والسوري. وحين تحدّثنا مراراً، في مقالات سابقة، عن التطهير المذهبي الحاصل في هذه المنطقة، منذ معركة القُصير وحمص وصولاً إلى القلمون والزبداني، كانت إيران هي صاحبة المشروع عبر أذرعها وألويتها، وأبرزها "حزب الله". اليوم، يحلّ بوتين محلّ "الفقيه". لكنّ قيادة الأوّل لمشروع الثاني تعيد إيران إلى الصفّ الخلفي ومعها "حزب الله"، فماذا سيكون دورهما في المرحلة الانتقاليّة؟ من الطبيعي أن نسمع خطاباً إيرانيّاً، مباشرةً أو على لسان قائد "حزب الله"، يُعلن انتصار "جبهة الممانعة والمقاومة" ونجاحها في تطويع العالم تحت لوائها في الحرب على "التكفيريّين"، بما فيه واشنطن و"الرفيق بوتين" وإسرائيل نفسها! ولولا بعض الحياء، لسمعنا كلاماً مباشراً بأنّ طهران تقود الآن "الجبهة العالميّة للحرب على الإرهاب"، بعدما قادت سابقاً "الجبهة العالميّة ضدّ الشيطان الأكبر والاستكبار العالمي". وباتت أميركا وأوروبا وروسيّا والصين مع دول "البريكس" وبعض العرب أعضاء فيها تتلقّى توجيهاتها من ميتروبول "الوليّ الفقيه". ولا حرج في التنسيق مع إسرائيل مباشرةً أو بالواسطة عبر موسكو. فالجميع "أعضاء" وحلفاء وأصدقاء! لكنّ الواقع غير ذلك تماماً. فإيران لم تَعُد في موقع القيادة، لا في اليمن حيث الأرض أصدق من البيانات، ولا في العراق حيث الانتفاضة الشيعيّة ليست مكتومة، ولا في سوريّا حيث يحمل الروس بيرق المرحلة، ولا في لبنان حيث انكسر وهج السلاح ورضخ لمنطق التسويات والتلطّي بالحوارات. حتّى تلك "الدويلة البحريّة الغربيّة"، في إطار المرحلة الانتقاليّة، لن تكون مستقرّة لا في اليد الإيرانيّة كما بدأت، ولا في اليد الروسيّة التي آلت إليها. فهي، في حقيقتها، تشكّل "قشرة جغرافيّة" قلقة باستمرار وغير مستقرّة بفعل عاملين: داخلي بسبب مكوّناتها غير المحسومة مذهبيّاً وسياسيّاً خصوصاً لجهة التكوين اللبناني الملاصق لها غرباً وغير القابل لتغيير توازناته التاريخيّة، وخارجي بفعل الامتداد الأكثري البشري والجغرافي الهائل نحو الشرق، في عمق يعبر سوريّا والعراق ويصل إلى الحدود الإيرانيّة نفسها، بل يخترقها إلى الأقليّات المذهبيّة والقوميّة في داخلها. لذلك، فإنّ المرحلة الانتقاليّة السوريّة تؤسّس لرحيل الأسد من جهة لأنّه غير مهيّأ لحكم "دويلته" فترة طويلة، ولانكفاء "حزب الله" من جهة ثانية نتيجة الانكفاء الإيراني. ولعلّ "انتقاليّة" سوريّا سترتدّ خيراً على لبنان، فتتراخى قبضة "حزب الله" على قصر بعبدا، وتبدأ إعادة تكوين الدولة من رأسها، خلافاً لأوهام الساعين إلى قلب الهرم على رأسه. وبعد هذا الاستحقاق الذي يبدو ممكناً في المرحلة المتوسّطة المقبلة، بعد الاجتماعات المحوريّة حول لبنان في نيويورك، وبعد الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى بيروت، يمكن للحراك المدني أن يكون أقوى وأفعل بأجندة واقعيّة للمحاسبة والتغيير. "إنتقاليّة" لبنان نحو الانقاذ تصبح عمليّة بعد انتخاب الرئيس لا قبله. وكلّ الأطراف ستشعر بأهميّة هذه الخطوة الإلزاميّة للخروج من مآزقها، بما فيها الحراك و"حزب الله" نفسه."إنتقاليّة" مضطربة وغامضة في سوريّا، مستقرّة وواضحة في لبنان.

 

تيار "المستقبل": عيد آخر بلا رواتب!

سوسن مهنا/المدن/السبت 26/09/2015

يروى عن الرئيس السابق رفيق الحريري، أنه كان يهتم بنفسه بإمور الموظفين، حتى انه كان عندما يعقد اجتماعات في تلفزيون "المستقبل" فانه كان يدعو المدراء الى الخروج من القاعة للاطلاع على هموم وشجون الموظفين، كل على حدة، وكان يتابع اصغر تفصيل في مؤسساته الاعلامية، حيث كان يتابع نشرات الاخبار وان حدث اي خلل على الهواء، كان يتصل بالمسؤوول ويسأله عن السبب، وفي مثل هذه الفترات من الاعياد كان يرسل المعايدات السخية منها مثلا بونات للملابس. يفتقد كثر تلك المرحلة الذهبية مالياً. قلة يلقون اللوم مباشرة على الرئيس سعد الحريري، وأغلبهم يتحدث بإسهاب عن ما عانى منه منذ العام 2009، التي يقولون أن الحريري خاض خلالها المعركة الإنتخابية والحلفاء في "14 آذار"، من ماله، ويعتبرون هذا التاريخ البداية الحقيقية للإنهيار المالي، من دون أن يقدم أحداً من العائلة أو من حلقة "المستقبل" الضيقة أي مساعدة لـ"الشيخ". للشهر الثامن على التوالي تعاني مؤسسات "المستقبل" عموماً من عدم دفع المستحقات المالية للعاملين، على الرغم من أن الحريري كان اتصل قبل العيد ووعد بدفع المستحقات بعد ان كان قد تلقى وعوداً من المملكة بتسهيل اموره المادية، لكن المملكة تخلفت فتخلف الحريري. تقول مصادر "المستقبل" لـ"المدن" إن "الامور وصلت الى حائط مسدود ولا امل قريباً بالانفراج، حيث انه لا يوجد تصور لإنقاذ الموقف واعادته الى نقطة الصفر عى الاقل بعد ان وصلت الامور الى تحت الصفر". ويضيف ان "وعوداً قطعت قبل العيد لصرف شهر من  مستحقات  الموظفين، وبعد العيد تدفع البقية، لكن ما حدث انه تم اصدار أمر في التلفزيون بصرف سلفة لكل موظف لا تتعدى الـ500$، ولا تكفي مع حلول شهر العيد وشهر المدارس ايضاً". بعيداً عن الحديث عن الإنتماء وضرورة تحمل الموظفين، يقول مصدر آخر في "المستقبل" ان "كثراً يوجهون الإنتقادات للسعودية، ويتهمونها بإدارة ظهرها للحليف في لبنان، وعدم وضوح موقفها الاستراتيجي، في وقت حرج وصعب تمر به المنطقة، ويعتبرون ان المملكة تمتنع عن مساعدة اهل السنة في لبنان في وقت تغدق ايران الهبات والمساعدات على حلفائها".

وكان المغرد السعودي "مجتهد" تكهن في شهر شباط الماضي ان شركة "سعودي اوجيه" في طريقها الى الاغلاق، لان الحريري الابن مكروه من ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان. وهو ما يؤكده أحد مصادر "المستقبل"، مشيراً إلى ان احد اهم اسباب هذه الازمة هي عدم رضا الفريق الحاكم  في المملكة اي "المحمدين" عن الحريري. توقعات "مجتهد" يبدو أنها أصابت، خصوصاً ان الشركة كانت قد اوقفت من قبل وزارة العمل السعودية بسبب عدم دفع رواتب الموظفين، وهذا يعني تعليق منح تأشيرات جديدة  وبالتالي استقدام موظفين جدد، هذا ما دفع بالموظفين للبقاء في مكان مشاريعهم خوفا من التجول بالتأشيرات المنتهية الصلاحية، ونظموا أكثر من وقفة إحتجاجية في أماكن إقامتهم من دون الوصول الى نتيجة.  ويقول مصدر  قريب من "المستقبل" ان هناك كلاماً عن تلزيمات جديدة اعطيت للشركة، ولكن هذا  لا يمنع من ان هناك توجهاً لصرف عدد من الموظفين.

الواقع في السعودية يدفع البعض الى القول ان  "الشيخ" المنشغل بحل مشاكله المالية في المملكة، لم يعد يلتفت الى مؤسساته اللبنانية، وعلى رأسها قناة "المستقبل" التي وصلت معاناة الموظفين فيها إلى درجة عدم قدرتهم على تأمين مادة البنزين لسيارات النقل المباشر، أو لتوليد الطاقة، لكن مصادر "المستقبل" تؤكد أن "هذا الكلام غير صحيح والرئيس الحريري من غير الممكن أن يدير ظهره، لأن مشروع رفق الحريري بيده وهو سوف يكمل المسيرة، واي كلام من هذا القبيل غير دقيق، وكل ما في الامر ان هناك تخبطاً من جراء الازمة المالية الشديدة التي تعاني منها شركاته، وهو يحاول ان يجد المخرج المناسب".

هذا الكلام لا يخفي حقيقة ان شركة "اوجيه لبنان" في طريقها الى الاقفال نهائيا نهاية هذا العام، حسب احد المصادر وانها قامت بالفعل بإخلاء بعض الطوابق. وفي الانتظار، تتخبط مؤسسات الحريري بين موجات من التفاؤل واخرى من التشاؤم،  ولا يجد المناصرون أمامهم سوى الإنتظار علّ الايام المقبلة تحمل بعضاً من امل، علما ان الحريري بحاجة الى اكثر من دعم واكثر من أمل لتسديد ديونه والنهوض بمؤسساته مجددا، فيما لسان حال "المستقبل" لا ينفك يقارن بين المملكة ودعمها، وإيران ودعمها لـ"حزب الله"، مرفقة بالحديث عن "الضياع" السياسي الممتد منذ أن أجبر الحريري على زيارة سوريا.

 

تمنيات نصر الله الروسية

ساطع نور الدين/المدن/السبت 26/09/2015

أهم ما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حواره مع تلفزيون المنار، هو انه جزم في ان القوات الروسية التي وصلت الي سوريا أخيراً والتي “يعتد بها”، هي انها وحدات مقاتلة وليست وحدات مساندة للجيش السوري، وهو أمر ما زال الروس انفسهم ينفونه وما زال الاميركيون يستبعدونه.. وما زال النظام السوري يشكك به. في الخطوة الروسية التي لا تزال عصية على الفهم في جميع عواصم العالم، الكثير من عناصر الالتباس. واذا كان إستنتاج نصر الله صحيحاً، بان الجيش الروسي دخل الى سوريا للقتال المباشر ضد عدو مفترض ومحدد هو تنظيم داعش الذي لم تفلح خمسون دولة في هزيمته حتى الان، فان هذا الدخول كان موارباً ومثيرا للشبهة: لم يكن هناك ما يمنع ان تقيم موسكو جسرها الجوي الاكبر منذ حرب افغانستان، مع العاصمة السورية دمشق بالتحديد، وان يسبق هذا الجسر الاعلان عن ان الكرملين قرر ارسال وفد سياسي وعسكري رفيع يضم وزيري الدفاع والخارجية على الاقل، الى دمشق للبحث مع الرئيس بشار الاسد وكبار المسؤولين السوريين في سبل تنفيذ معاهدة الدفاع المشترك او في سبل تنسيق جهود مكافحة الارهاب..وهو ما كان يمكن ان يمنح الحضور القتالي الروسي-حسب تعبير نصر الله- المزيد من المصداقية والاهم من ذلك الشرعية الدولية.

استثناء العاصمة السورية المهددة مباشرة بقوات المعارضة المحيطة بها من كل جانب طرح اكثر من علامة استفهام حول ذلك الحضور الروسي الذي اقتصر حتى الان على منطقة الساحل السورية، التي يمكن ان تعتبر حسب الخبراء العسكريين نقطة انطلاق وتوسع نحو بقية المناطق السورية، لكنها لا يمكن حسب الخبراء السياسيين ان تشكل مظلة وضمانة كافية لدمشق بالذات ومصدر إطمئنان لا للنظام ولا طبعا لسكانها. ما زال يصعب التكهن ان روسيا قررت إرسال هذا الحشد من القوات من أجل ان تشرف على تقسيم سوريا، على الرغم من الاغراء الذي باتت تمثله هذه الفكرة للجميع بصفتها مخرجاً سريعاً من المذبحة السورية المروعة، ومهرباً عاجلاً من صورها المأساوية ومن أكلافها الانسانية والاخلاقية الهائلة. في المقابل لا يمكن ان يكون الكرملين غافلاً عن حقيقة ان الحرب هي على دمشق بالذات ومن يربحها فانه سيفوز بسوريا كلها تباعاً أيا كانت القيود والعهود التي يمكن ان يحصل عليها أهل الساحل السوري..الذين لا يمكن مقارنتهم بأكراد العراق ولا يمكن ان ينالوا ما نالوه من مغانم الفيدرالية العراقية. حتى الخطوط الحمراء التي يمكن الافتراض ان الروس جاءوا لرسمها في سوريا ليست واقعية ولا هي عملية، حتى ولو كانت دمشق نفسها داخل أحد هذه الخطوط. في الحروب الاهلية ليس هناك حدود ثابتة ومحصنة في وجه تنقل المقاتلين المحليين بين منطقة وأخرى، او في وجه تسلل السيارات المفخخة على المعابر وخطوط التماس، او وجه تطاير الصواريخ العابرة للكانتونات، والتي اصابت الاسبوع الماضي السفارة الروسية في دمشق وقاعدة حميميم الجوية في الشمال السوري..  روسيا قوة مقاتلة في سوريا ترفض ولسبب غير مفهوم الانضمام الى التحالف الدولي الذي يضم خمسين دولة والذي يمكن وبسهولة فائقة ان يطيح بقيادته الاميركية المرتبكة والمترددة وان يمنح الروس هذا التفويض وذلك الشرف الذي يمكن ان ينقل روسيا وصورتها الى مرتبة عالمية رفيعة جداً ما يساهم في سد فراغ القوة العظمى الذي يشغل العالمين العربي والاسلامي ويشعلهما أيضاً. في كلام نصر الله قدر مبالغ به من التفاؤل وربما التمني بان يكون التدخل العسكري الروسي في سوريا قتالاً .. وليس تفاوضاً مع الاميركيين، بدأ للتو على الجبهة السورية الملتهبة.

 

بين الجهل والحقد الطبقي

محمّد علي مقلّد/المدن/ السبت 26/09/2015

رداً على الربيع اللبناني أطلق أحد رجال الأعمال تصريحات نارية ضد من أسماهم بقايا الشيوعية، ممن يريدون تحويل أسواق بيروت "الراقية" إلى أسواق رخيصة،(أبو رخوصة)، فأثار زوبعة من الردود في حملة إعلامية وفي هجوم على قلب العاصمة بغية تحويله إلى سوق شعبية. لا زوبعة أبو رخوصة كانت زلة لسان ولا الرد عليها كان زلة قدم نحو ساحة رياض الصلح، بل هما جهل طبقي لا ينتج عنه غير الحقد الطبقي. جهل وحقد تزرعهما السياسة في العقول، حتى في عقول من حازوا على درجات عالية من العلم، فكيف بغيرهم؟ من أطلق الزوبعة ومن رد عليها، كلاهما اختزل الشيوعية بالصراع الطبقي. لكن الشيوعية ليست فحسب صراعاً، بل هي قبل ذلك قيم ومثل عليا وأحلام جميلة وتضحية ونكران ذات وسعي في سبيل سعادة الانسان ورفع كل أنواع الظلم عنه. قد يكون معتنقوها أخطأوا رسم خارطة الطريق، لكنهم لم يضيعوا بوصلة النضال الأممي بهدف القضاء على أسباب الشقاء البشري، ومن بينها استغلال الانسان للانسان.

رجل الزوبعة يجهل أن كتاب رأس المال لماركس ينفد من الأسواق في كل مرة يقع فيها النظام الرأسمالي في أزمة، وأن علماء الاقتصاد وسياسيي الأنظمة الرأسمالية لا يجدون سواه دليلاً ليشخصوا أسباب تعثر النظام، إذ هو معلم  علمي لم يتيسر لكتاب آخر أو عالم آخر أن يقفز فوقه أو أن يتجاوزه. ولم يلفت نظره أحد إلى أن استطلاعات الرأي وضعت ماركس في رأس لائحة المفكرين الأكثر تأثيراً خلال القرنين المنصرمين، اللذين أنجبت البشرية خلالهما أبرز الفنانين والشعراء والأدباء والفلاسفة من مستلهمي الفلسفة الماركسية والعقيدة الشيوعية.

ويجهل أن الستالينية ليست فحسب قمعاً وإرهاباً وعنفاً، بل هي الانتصار الملحمي على النازية وجعل الاتحاد السوفياتي قوة عظمى في فترة لم تتجاوز العشرين عاماً، وأن الشيوعية ليست الستالينية بل هي كسب السبق بالوصول إلى القمر، وهي قوة المثال التي بوهجها تحققت أعلى نسبة من العدالة الاجتماعية وأفضل الضمانات الاجتماعية حتى في البلدان الرأسمالية. ويجهل أن اليسار حاجة للوطن ولكل الأوطان ليبقى بمثابة الضمير المصفى من المصالح. وبما أن كل من انتمى بصدق إلى الشيوعية يشعر أنه جزء من هذا الضمير، بدا الكلام عن بقايا الشيوعية كأنه طعنة في كرامة ذاك الضمير الذي لا يزال حياً حتى في نفوس من لم يعودوا منتظمين في صفوف الحركة الشيوعية، بل حتى في نفوس من ابتعدوا عنها المسافة الكافية لتعلم دروس الماضي من غير ندم على نضال شريف. إذا كان التعرض للفكرة  ينطوي على مساس بالقيم لا بالقيادات التي تزعم تجسيد الفكرة، فلا شيء يفسر رعونة الكلام عن فكرة الشيوعية بهذه الطريقة ولا الحقد عليها غير الجهل بها. ولم يخطئ من قال إن الانسان عدو ما يجهل. غير أن الرد على الرعونة برعونة مضاعفة، ينم عن جهل مضاعف. أولاً ليس من الماركسية في شيء القول إن الصراع الطبقي هو بين الفقراء والأغنياء، أو القول إنه سعي من جانب الفقراء لتعميم الفقر، إذ ليس الموقع الطبقي هو الذي يحدد طبيعة الصراع، بل وعي المرء لموقعه الطبقي. من لم يقرأ ما قيل في الماركسية عن الطبقة بذاتها والطبقة لذاتها، لا يمكن أن يتموضع داخل الصراع الطبقي تموضعاً صحيحاً. الطبقة العاملة التي لا تعي موقعها الطبقي تتموضع ضد مصالحها، ولهذا قد تجد في أتون الحروب عمالاً يتواجهون على جانبي الجبهة. ما ينقصهم، في العلم الماركسي هو الوعي الطبقي.  وليس لينينيا القول إن الموقف من رأس المال هو هو الموقف من الرأسمالي. رأسماليون كثر كانوا مناصرين للحركة الشيوعية في أوجها. والرأسمالي بشر كسائر البشر، قد يكون كريماً أو بخيلاً، شجاعاً أو جباناً، حكيماً أو أحمق، حسوداً أو محباً، قنوعاً أو نهماً، سارقاً أو أميناً... رأس المال وحده لا يحيا إلا بالتراكم، أي بالنهب. وحين ينهب يميل إلى التوحش. لهذا قد تجد رأسماليين متوحشين ورأسماليين إنسانيين، وليس من الجائز أن يتعاملوا كلهم "يعني كلهم" بصفتهم حيتان المال. الرأسمالية حضارة وعمران وعلم ورفاهية، وهي في الوقت ذاته تفاوت طبقي. وليس ماركسياً من يتعامل مع الرأسمالية بصفتها عاهة أو مرحلة نافلة من التاريخ. ماركس قال عنها في البيان الشيوعي إنها ثورة تقدمية بكل ما تعنيه الكلمة. ومجافاة الحضارة الرأسمالية بدعة تأسست على جهل ستالين، لا على معرفته، بالماركسية. فهو قتل استاذه في الماركسية غداة آخر محاضرة، ليرسخ في العقل الشيوعي الجامد موقفاً من الثقافة والمثقفين والعلم والمتعلمين. والرأسمالية ليست الداون تاون ولا الزيتونة باي(أحياء راقية في بيروت) بل هي علاقات انتاج تمتد من أول نقطة عرق على جبين العامل إلى آخر قيمة زائدة ينهبها رأس المال، ومن أول الحدود الوطنية إلى آخر اليابسة وأعماق المحيطات والفضاء. الشانزيليزيه وبرج إيفل كما الكرملين ليست ملك صانعيها بل رموز حضارة سلفت، وهي غدت ملك الوطن ومفخرته وتراثه وآثاره الخالدة. هذا ما فعله الشيوعيون بالقصر الشتوي، قصر القيصر. لم يهدموه بل رمموه. كما أن الاشتراكية ليست التساوي بالفقر بل بالرفاهية. لهذا ليس من الشيوعية ولا من الاشتراكية في شيء  تحويل ساحة رياض الصلح والأحياء الغنية في بيروت إلى أسواق شعبية. يكفي الشيوعيين إثماً أنهم تعاونوا ذات مرة مع من عمل على هدمها ونهبها. في المرة الأولى قد يكون الوهم نبيلاً، تمويل الثورة. في الثانية ليس سوى الحقد، حقد الجهل، لأن الانسان عدو ما يجهل. المطلب المعقول هو تنظيم أسواق شعبية،كما في باريس أو موسكو أو أية عاصمة أخرى، يعرض فيها الفلاحون والمزارعون والحرفيون منتوجاتهم  مرتين في الشهر أو أكثر. في هذا الربيع اللبناني، كما في كل ربيع، الاستبداد هو العدو. المستبد ينهب عرق الفقير ومال الغني. الرأسماليون كما اليساريون، يمكن أن يقعوا ضحايا الاستبداد كما يمكن أن يناصروه. الأمر متوقف على الوعي، وعي الموقع السياسي والطبقي، ووعيهم لمصلحة الشعب والوطن.

 

سميرة توفيق و بركات أوباما

أحمد عمر/المدن/السبت 26/09/2015

شعر كثيرون بالفخار والمجد، وأونكل أوباما يخرق المراسيم الصارمة، وتقاليد اللباقة والآداب السلطانية في أقوى دولة في العالم جنداً ومالاً وعلماً وإعلاماً ونفيراً، ويستقبل الملك السعودي أمام باب البيت الأبيض.  وهو ليس غريباً، فالملك يمثل رمزية كبيرة في العالم العربي الإسلامي، فهو خادم الحرمين الشريفين، وراعي أول بيت وضع للناس الذي بمكة مباركاً، تهوي إليه أفئدة المسلمين، وللسعودية أموال طائلة تنوء بحملها  العصبة من أولي القوة في البنوك الأمريكية، وزيتها رخيص مثل مواقفها القومية والإسلامية... وكنا رأينا ايهود باراك وياسر عرفات يكادان يختصمان، وأحدهما يدفع الآخر في أثناء مفاوضات كامب ديفيد، حتى خشينا  أن يتطلب الأمر حضور شرطة من "القسم"  لحسم الخصومة والشجار، كل منهما  يريد أن يكرم صاحبه بشرف  الدخول إلى البيت الأبيض قبلاً، على المذهب العربي، لكن هذا لم ينعكس في المفاوضات، الحب كده، لكن السلطان ليس كده،  وعاد ياسر عرفات خائباً، ثم مات مسموماً على الأغلب، إن لم يكن بالزرنيخ فبإسمّ القهر. كانت إحدى الحيل التي يتبعها السياسي الغربي مع الزعيم والشريف العربي الكريم  هي: أطعم الأذن والعين تستحي النفس والجيب، والتي أشار إليها عدد من كبار المحللين الاستراتيجيين أحدهم بولي فندلي.  وقد رأينا التلفزيون النظامي الرسمي السوري يمنُّ  على  أهل درعا ، أكارم الناس، الذين زار وجهاؤهم الرئيس بدعوة منه لحل مشكلة خطأ عاطف نجيب "الفردي"، في بداية الثورة، بقتل الصبية تحت التعذيب والتنكيل بهم، وشتم أمهاتهم وأعراضهم وشرفهم أمام أوليائهم،  فاستقبلهم الرئيس الرمز، وودعهم حتى الباب مخالفاً البروتوكل، وهو من هو، القائد الرمز والمعبود إلى الأبد، على أن هذا تعويض وديّة كريمة منصفة لدماء الشهداء! وقرأنا أن العائلة التي قتل ابنها في أحد أعياد النيروز  برصاص أحد رجال الأمن، سعدت بزيارة باسل الأسد كتعويض عن فقدان الابن الشهيد! قرأنا وسمعنا أن فنانة معروفة حسدت السيدة المغتصبة في ميدان التحرير على زيارة الرئيس السيسي، السلطانية  الشرفية لها، حيث وقف أمامها، ومعه باقة ورد حمراء مستوردة، وقال لها مرتين،  وهو يدق على صدره مثل القرد كينغ كونغ، على الفلتر المصاب بالتكرار: حقك علينا احنا، حقك علينا احنا. وقالت الفنانة للمغتصبة في التحرير بحسد وغيرة على كلمات السيسي: " يا بختك، يا ريت كنت أنا محلك. طبعاً الغيرة ليس على الاغتصاب، إنما على جملة السيسي، جملة "الرصة المزدوجة" من أسلحة غرندايزر وعتاده، وربما تكون الغيرة على الاثنين. فكلاهما اغتصاب، واحد جنسي على سرير السياسة، والثاني سياسي على فراش الغرام. الأسد كان بخيلاً بالمكافآت، وكان يكافئ بخرق القوانين، أو يكافئ من مال الشعب ودمهم ووقتهم وكرامتهم، فيكافئ المنافقين المنبطحين بصورة شخصية معه، يستطيع بعدها الضيف المنافق أن يتاجر بها، فتطول بها يده في الأجهزة، ويصبح من ذوي النفوذ، ومن الذي يجوز لهم السرقة العلنية، أو على الأقل يحل بها مشاكله الشخصية الحكومية، توقيعاً لوثيقة عالقة في خزانة موظف، أو تجاوزاً لدور، أو قفزاً بمظلة على مقعد ليس له. معه صورة سحرية، افتح يا سمسم مغارة سورية. وكان الهنود الحمر، أو السكان الأصليون في أمريكا كما توصي الآداب الأمريكية الجديدة في إنصاف "الشعوب الأصلية"، التي باتت أقلية للذكرى أو للصور التذكارية، بأسماء أو نعوت أو ألقاب، لكنهم سقطوا ضحية معتقدات سحرية، ونبوءات ومكر الغزاة وغدرهم، فتحطمت واحدة من أجمل الحضارات، وأكثر زركشة وجمالاً في التاريخ، كما يقول الروائي والباحث الحاصل على نوبل  جان لوكلزيو. وتقول المرويات أن زعيم إحدى القبائل الهندية باع أراضي قبيلته مقابل زكيبة من الدحاحل والجلل( كرات اللعب الزجاجية) التي  يلعب بها الأطفال.  ومن ذلك أن سميرة توفيق، "كوكب" الشرق في السبعينيات، "عين مولاياتي وموليات الجماهير البدوية وغير البدوية، وستطاعش مولاية"،  عملت حفلة في القامشلي ذات مرة، انقطع لها جسر الحديد طرباً وفرحاً، فعرض عليها أحد  البداة  الأثرياء، عبر الوسطاء أن يقبّلها، فرفضت، ربما خوفاً من أن ينهش خدها بشامتها التي سحرت جيلاً كاملاً، الشامة علامة الجمال الذي لا يبارى، وجائزة التكوين الاستثنائي.. ثم تنازل عن القبلة المباشرة على الخد، وليس في الفم، إلى قبلة شرفية من وراء الزجاج يرشف من خدها شهد النجوم! قبلات الغرب لخدود زعمائنا الوردية النضرة، وجوائزهم ، هي قبلات من وراء الزجاج.  وأوباما لا يحب "أغنية يا عود الخيزران"، ولا أغنية "مندل يا كريم الغربي". وزعماؤنا أجدر بلعب كرات اللعب الزجاجية من مصائرنا. يتنكر أحياناً، الغربيون الأذكياء الدهاة الخبثاء بعادات أشراف العرب، مكرمين ضيوفهم بتجاوز الآداب السلطانية، وخرق دستور شعائر  الملوك، لكنه في الحقيقة تلبيس للسلطانية. السلطانية في اللهجة المصرية... طنجرة. والطنجرة مليئة بالدبس، و.. كريم الغربي

 

باسيل يريد رفع عدد منتسبي التيار من17الى50 ألفاً

نادين مهروسة/المدن/السبت 26/09/2015

يواجه "التيار الوطني الحر" في ظل رئاسة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل له، تحديات صعبة تتعلق بمدى تمسك قاعدته الشعبية به. ولم تعد خافية حالة التململ داخل "التيار" من قبل عدد كبير من المنتسبين، بعد فرض رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، باسيل عليهم، خصوصاً أنهم كانوا متيقنين أن شعبية باسيل كانت ستتحول إلى هزيمة إنتخابية لو جرت الإنتخابات. كما يعرف باسيل ذلك، ولذلك يلجأ الآن إلى صوغ خطة من أجل التقرب من القواعد الشعبية في "التيار" ومن أجل رفع عدد المنتسبين. يصرّ باسيل في مجالسه الخاصة وبين مؤيديه ومريديه على التسويق لضرورة رفع عدد المنتسبين في "التيار" بنسبة 150 %، وفق مصادر مطلعة في "التيار" لـ"المدن"، التي تشير الى أن باسيل يريد رفع عدد المنتسبين من 17 ألفاً إلى 50 ألفاً.يريد رئيس "التيار" الجديد من ذلك، وفق ما تؤكد المصادر لـ"المدن" إحداث صدمة ايجابية في "التيار" على مختلف المستويات، ولذلك يحاولة استمالة بعض المعارضين لتوسيع شرعيته، بالإضافة إلى إستمراره في الإتكال على صورة عون وتحويلها إلى أيقونة تمثل ضميراً حياً ورمزاً نضالياً يحتذى به من قبل الحزبيين، من أجل مواجهة أي حالة إعتراضية بالقول أن "القائد" إختاره وبالتالي الإعتراض ليس في محله.

وتكشف معلومات "المدن" من مصادر قريبة من باسيل، أن "الوزير الشاب، يحرص على احترام قرارات هيئات "التيار"، وتحسين علاقاته مع القواعد الحزبية، وفق أسلوب التواصل المباشر وليس الاتكال على المستشارين، كما عادته في العمل"، مشيرة إلى "جهوده الحثيثة لاستقطاب شخصيات من خارج الطوائف المسيحية في القيادة الجديدة واعطاء هوامش واسعة للقيادات الشابة بتجديد وتحديث الهيكل التنظيمي". ورجحت المعلومات نفسها ان تجري انتخابات المنسقين في المناطق وسط توقعات تفيد بتجديد دم الهيئات الحزبية، مما سيسفر حكما عن ضمور اشخاص طالما جاهروا بقوتهم نتيجة تغطية ودعم باسيل فقط.

وفي السياق، يحاول باسيل لوم قيادات داخل "التيار" من خلال التعبير عن انزعاجه الشديد من سكوت نواب تكتل "التغيير والاصلاح" أمام ما أسماها محاولة استهدافه سياسيا وتحميله وحده حالة التردي في الكهرباء عبر اتهامه بالفساد المالي وتبذير مليار و200 مليون دولار من دون تحسين ساعات التغذية ووصول قطاع الكهرباء حاليا إلى وضعه الكارثي، قائلا خلال اكثر من جلسة خاصة بانه لن يسكت عن هذا التجني بعد اليوم وسيتصدى لتشويه صورته بعد تسلم رئاسة الحزب، مرجحا حصول تعديل في مواقف كتلة عون و توجهاته.

وفي المقابل، تشير مصادر ''المدن'' إلى أن المعارضة داخل "التيار" وعلى رأسهم القيادي زياد عبس يقترحون في ما بينهم إقرار مشروع جديد لكيفية تسيير العمل داخل "التيار"، وعند إكتمال المشروع سيتم تقديمه للرئاسة ليتم البحث فيه ليعلن عنه لاحقاً خلال مؤتمر صحافي، كذلك تشير المصادر إلى أن عبس إقترح إعطاء إسم خاص للفئة المعارضة داخل "التيار" ولكن تم رفضه من قبل المعترضين، معتبرين أن هذا سيظهر إنشقاقهم عن "التيار" بشكل تام، فيما الأفضل البقاء كمعارضة داخل التيار. وتؤكد المصادر ''المدن'' أن هذه التحركات ليست مدعومة من النائب آلان عون إنما من بعض القيادات المعارضة الأخرى.

هذا الأمر حاول باسيل وفق ما تشير مصادر ''المدن'' تلقفه من خلال محاولته تحسين صورته قبل التظاهرة الأخيرة لـ"التيار" من خلال عقده العديد من المؤتمرات ولقائه قيادات التيار محاولاً التأكيد على شرعية التيار ولكن هذه التغيرات بقيت في إطار الحشد الشعبوي دون أن يتم لمس أي منها في الوقت الراهن.

وتشير مصادر "المدن" إلى أن المجموعة المعارضة داخل التيار عقدت إجتماعاً قبل أيام في مركز التيار الرئيسي في ميرنا الشالوحي مع ممثلين عن باسيل حيث حصل تقييم لكل ما جرى، مع التأكيد على ضرورة رص الصفوف مجدداً، كما علمت "المدن" أن هذه المجموعة ستشارك في تحركات 11 تشرين الأول المقبل على مدخل القصر الجمهوري، وبنتيجة هذا الإجتماع، حصلت المجموعة المعارضة على بعض المكاسب وأبرزها إصدار "التيار" تعميماً على جميع المنتسبين يدعو فيه الراغبين بالتقدم بترشيحاتهم إلى اللجان المركزية.

 

من يريد تدمير بيروت؟

خيرالله خيرالله/العرب/26 أيلول/15

هناك مشكلة نفايات في لبنان. غرقت بيروت ومناطق عدّة بالنفايات في غياب قدرة الحكومة التي يرأسها تمّام سلام على إيجاد حل. كان مفترضا في هذه الحكومة البحث عن مخرج قبل تفاقم المشكلة وتحوّل بيروت إلى مزبلة كبيرة. تحرّك اللبنانيون ونزلوا إلى الشارع احتجاجا على العجز الحكومي الذي كشفته النفايات. فجأة تحوّل هذا التحرّك، بقدرة قادر، في اتجاه آخر. بات التركيز على وسط بيروت من أجل تعطيل عجلة الاقتصاد في العاصمة اللبنانية، أي في لبنان كلّه. في التظاهرة الأخيرة، لم يجد المشاركون فيها أجوبة لدى سؤالهم عن مطالبهم. كلّ ما كان لدى أحدهم قوله “نريد إسماع صوتنا”. من يريد إسماع صوته، يكتفي بتحديد مطالبه المعقولة بدل طرح شعارات عامة تكشف أوّل ما تكشف العجز عن فهم طبيعة التحديات التي تواجه لبنان واللبنانيين في مرحلة تشهد تفكك سوريا وتفتيتها. هل يحلّ تدمير بيروت أيّ مشكلة؟ لو كان ذلك يحلّ أيّ مشكلة، لكان النظام السوري الذي سعى عبر اغتيال رفيق الحريري إلى تدمير بيروت بشكل ممنهج، بألف خير..

لا يختلف اثنان على أن مطالب قسم من المتظاهرين المعتصمين والناشطين محقّة في ظل تدهور الخدمات وغياب الحلّ لأزمة النفايات. هذا شيء، ولكن من يريد تدمير وسط بيروت، كما بدر من خلال تصرّفات بعضهم، إنّما يريد إعادة فتح ملف الحرب الأهلية في لبنان لا أكثر. لا يريد لهذه الحرب أن تنتهي. أكثر من ذلك، لا يريد طيّ صفحتها لأنّه لا يعرف معنى أن تكون بيروت مزدهرة وجامعاتها مفتوحة وأن تكون مكانا يلتقي فيه جميع اللبنانيين من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق والطبقات الاجتماعية، نعم الطبقات الاجتماعية. لماذا التركيز على بيروت ولماذا الرغبة في الانتقام من بيروت؟ هل ذلك ناجم عن غياب أيّ نضج سياسي لدى بعض الذين يقفون وراء الحراك الشعبي ذي المطالب المحقّة، بما في ذلك معالجة قضية النفايات التي كشفت العجز الحكومي وعدم القدرة على استباق الأزمات؟ أم كلّ ما في الأمر أنّ المتظاهرين والمحرّضين على التظاهرات والاعتصامات ينفّذون، من حيث يدرون أو لا يدرون، والأكيد أن كثيرين منهم يدرون، أجندة محددة. تصبّ هذه الأجندة في خدمة المشروع الإيراني الذي يتبنّاه “حزب الله” والذي يشكل أفضل تعبير عنه منع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية منذ الخامس والعشرين من مايو 2014، أي منذ ما يزيد على سنة وأربعة أشهر.

لا يختلف اثنان على أن الحكومة الحالية فشلت في التعاطي مع أيّ أزمة معيشية. كشفت النفايات إفلاس الحكومة. حذّر وزراء في الحكومة، منذ ما يزيد على ثمانية أشهر من أزمة النفايات. قال وزير لرفاقه إنّه إذا سقطت هذه الحكومة يوما، ستسقط بسبب النفايات. لذلك، من واجب رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام أن يكون حاضرا أكثر من أيّ وقت وأن يسمّي الأشياء بأسمائها، هو ابن بيروت الذي يعرف تماما ماذا تعني بيروت وماذا تعني المحافظة على المدينة بدل إطلاق شعارات مضحكةـ مبكية تصدر عن جماعة ميشال عون وبعض الذين يخجل المرء من ذكر أسمائهم نظرا إلى أنهم فاشلون قبل أيّ شيء آخر. هناك وزير لبناني سابق معروف برعونته، عمل مستشارا لبشّار الأسد، فشل في كلّ مهمّة تولاها. لماذا عمل "حزب الله" عن طريق الحكومة التي شكّلها في 2011 برئاسة نجيب ميقاتي على إغلاق لبنان في وجه العرب، خصوصا أهل الخليج؟

يظنّ هذا الوزير السابق الذي كان زلمة ميشال عون يوما أن المزايدات يمكن أن تغطّي الفشل وعدم الكفاءة، فضلا عن الحقد طبعا. هذا الوزير السابق ذهب إلى المدرسة وحصل على شهادة جامعية، لكنّه قَبل، من أجل أن يصبح وزيرا، المرور عبر شبه أمّي مثل ميشال عون ومن على شاكلته! هذا الوزير السابق معادٍ لبيروت وازدهار بيروت ووجود فرص عمل في بيروت! وهناك نائب سابق يتشدّق بـ”الناصرية” لا يعرف من السياسة والاقتصاد غير الإصرار على أن تكون بيروت كلّها مزبلة. وهناك زعيم لحزب يساري، لا همّ له سوى أن يكون دكّانة صغيرة عند “حزب الله” يستخدمها الحزب متى شاء خدمة لعملية تصبّ في تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية بشكل ممنهج، الواحدة، تلو الأخرى. كيف يقبل شباب الحراك الشعبي أن يكون هؤلاء الحاقدون واجهتهم ومحرّكهم الخفي والعلني؟ هناك ظواهر لبنانية عدّة تستأهل التوقف عندها. من بين هذه الظواهر استهداف وزير الداخلية نهاد المشنوق. هل نهاد المشنوق هو المستهدف كشخص فقط بسبب مقاومته الطويلة للوصاية السورية.. أم المستهدف أيضا قوى الأمن الداخلي التي تقف سدّا منيعا أمام سقوط هذه المؤسسة المحترمة، المحافظة على لبنانيتها، بيد “حزب الله” وذلك على غرار سقوط مؤسسات أخرى؟

وسط كلّ ما يجري، وفي ظلّ ظهور رئيس مجلس الوزراء في كلّ مرّة يتحدّث فيها، وكأنّ في فمه ماء، يفترض في اللبنانيين امتلاك ما يكفي من الشجاعة لتذكّر بعض الأمور. كيف كانت بيروت بين 1975 و1991 عندما بدأ مشروع إعادة بنائها؟ هل كان ممكنا أن يتنفس لبنان مجددا وأن يعود إليه العرب والأجانب للاستثمار فيه لولا إعادة بناء بيروت؟ لماذا عمل “حزب الله” عن طريق الحكومة التي شكّلها في 2011 برئاسة نجيب ميقاتي على إغلاق لبنان في وجه العرب، خصوصا أهل الخليج؟ في كلّ الأحوال، لعلّ أهمّ ما على اللبنانيين تذكّره أن حافظ الأسد جاء بجيش التحرير الفلسطيني، بعد 1976، ليرابط وسط بيروت ويفصل بين المسيحيين والمسلمين. نعم، جاء بألوية جيش التحرير الفلسطيني الموالية لأجهزته، كي يكرّس وسط بيروت منطقة فاصلة بين اللبنانيين، خصوصا بين المسيحيين والمسلمين. كان حافظ الأسد، بفكره الهدّام، لا يريد لبيروت أن تعود إلى الحياة يوما. هذا الفكر هو الفكر نفسه الذي سار عليه الأسد الابن. هذا ما يفسّر، بين أمور أخرى، حقده على رفيق الحريري والمشاركة في الجريمة التي نفّذت في الرابع عشر من فبراير 2005. لم يكن رفيق الحريري المستهدف مع رفاقه فقط. كانت بيروت المستهدفة لأنّها تحوّلت مدينة لكل اللبنانيين والعرب ولأن الأوروبيين بدأوا يستعيدون الثقة ببيروت وبلبنان. هل صدفة أنّ “حزب الله” أصرّ في العام 2007، بعد افتعاله حرب صيف 2006، على ضرب الاقتصاد اللبناني انطلاقا من اعتصامه الشهير والطويل، مع أداته المسيحية في وسط بيروت؟ما تشهده بيروت حاليا حلقة من مسلسل انقلابي يصبّ في نشر البؤس في لبنان وتهجير أهله، خصوصا المسيحيين منهم. الأكيد أن لبنان في حاجة إلى حلّ لأزمة النفايات وإلى كهرباء وماء وحرب على الفساد. لكنّ ما هو أكيد أكثر، أنّه في حاجة إلى رئيس لمجلس الوزراء يمارس دوره وإلى وعي شعبي لواقع يتمثّل في أنّ هناك ميليشيا مذهبية تمتلك مشروعا خاصا بها للبنان وما يتجاوز لبنان. هذه الميليشيا، التي تقاتل في سوريا من منطلق مذهبي بحت، تستخدم الحراك الشعبي أفضل استخدام لا لشيء، سوى لأنّ لديها حاجة إلى نشر الفقر والتعاسة والفوضى في بيروت، كلّ بيروت، وليس في وسطها فقط كي يستسلم اللبنانيون أمامها. هل يستسلم اللبنانيون أم لا؟ثمّة حاجة إلى العودة قليلا إلى خلف وتذكّر ما كانت عليه بيروت، كي لا يستسلم اللبنانيون. فوق ذلك، ثمّة حاجة إلى دور قيادي يمارسه تمّام سلام الذي ربّما كان عليه أن يقول لمواطنيه ما على المحكّ وما الذي يحول دون إيجاد أيّ حلّ لأيّ أزمة مطروحة، بدءا بمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية.. وصولا إلى النفايات.

 

ثورة جعجع بدأت مع ثورة الأرز و14 آذار ستعود أقوى مما كانت

فاطمة فصاعي/الشراع/26 أيلول/15

- سبب العنف في الدولة هو سلاح حزب الله

- 14 آذار موجودة وستبقى لأنها مؤمنة بمشروع الدولة

- الجميع في 14 آذار مقتنعون بأن الحوار هو هدف أساسي ومهم

*العميد الركن المتقاعد وهبـي قاطيشة:

- الحوار مضيعة للوقت ويشبه المورفين

- رفضنا الحوار لأننا لا نريد أن نغش الناس

- أغلب المواطنين يعتبرون ان القوات تمثلهم لأننا لم نغرق في الفساد

- نحن والعونيون متصالحون ولكن نحن في مكان وهم في مكان آخر

- في 14 آذار هناك أخذ ورد في عدد من القضايا أما استراتيجياً فالكل تحت سقف واحد

- زيارة جعجع إلى قطر تقع ضمن استراتيجية انفتاح القوات على العالم العربي

- ثورة الجمهورية فيها تجدد شباب واندفاع نحو قيام الدولة

*نوفل ضو:

- ثورة جعجع يفترض أن تكون قائمة منذ العام 2005

- أصل الفساد في لبنان منبعه سورية ونظام الترويكا

- الكتل النيابية الموجودة في مجلس النواب ممثلة في الحكومة فلم يعد أحد يحاسب أحداً على الاطلاق

أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، ((ثورة جمهورية)) كاملة على كل شيء اسمه فساد بمعزل عن فريقي 8 و14 آذار/مارس مع تأكيده التام بعدم المشاركة بالحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري وانعقدت أولى جلساته في التاسع من شهر أيلول/سبتمبر الحالي باعتبار انه سيكون مثل ما سبقه من حوارات وبالتالي مضيعة للوقت. وقد وضع جعجع شرطين لقبول المشاركة في الحوار هما: أولاً، أن ينحصر جدول أعمال طاولة الحوار بانتخابات رئاسة الجمهورية، وثانياً أن يعلن حزب الله عن تراجعه عن موقفه بالمقاطعة وأن نوابه سيتوجهون إلى جلسة انتخاب الرئيس التي عينها الرئيس بري في الثلاثين من أيلول/سبتمبر الحالي.

من هنا فإن موقف جعجع يرسم حوله عدة تساؤلات: فهل موقفه انهزامي أم انه محاولة منه لطروحات جديدة ان لم تنفع فهي لن تضر. وهل أصاب 14 آذار/مارس نوع من الشرخ في صفوفها بعد ان شاركت جميع مكوناتها في الحوار ما عدا القوات اللبنانية، وهل تريد ((القوات)) أن تعزل نفسها بما انها لم تشارك أصلاً في حكومة الرئيس تمام سلام وتقاطع اليوم الحوار وتدعو إلى ثورة الجمهورية؟ وهل تنتظر القوات اللبنانية استحقاقاً أو أمراً ما يلوح في الأفق؟

الحجار

يعتبر عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار ان ثورة الجمهورية التي أعلنها الدكتور سمير جعجع لا تلغي تماسك 14 آذار/مارس وكذلك الأمر بالنسبة لعدم مشاركة القوات اللبنانية في الحوار. ويقول: يمكن أن يكون لكل طرف تصور معين مختلف عن الطرف الآخر، بمعنى آخر المقاربات للحلول قد تكون مختلفة ولكن هذا لا يعني أبداً بأن الاحداث تكون مختلفة، قطعاً هذا الأمر ليس صحيحاً.

بالنسبة إلينا وتحديداً في هذا الموضوع حاول العديدون أن يطرحوا الأمر كما لو ان هذا المطلب موجه ضد تيار المستقبل وقد تم تداوله من قبل بعض الاقلام المأجورة والأبواق المعروفة.

هذه التحليلات أبدع إعلام حزب الله في رمي التهم على تيار المستقبل والافتراءات التي طالت وتطال التيار كما لو انه لا يوجد بهذه الجمهورية سوى تيار المستقبل الذي يستطيع أن يصدر القانون الذي يريد بمعزل عن عدد أعضاء كتلة المستقبل وكما لو ان تيار المستقبل له القدرة على إصدار القرار الذي يريد على مستوى الحكومة.

هذا كله افتراءات وكذب وادعاءات ولكن دعيني أقول اننا في موضوع الفساد جاهزون ونخضع للمحاسبة وتحملنا المسؤولية في عدة حكومات ولم نسع فيها إلى عقد صفقات مع هذا الطرف أو ذاك، الفساد نتبناه كما نتبنى من دون تحفظ مطالب مكافحة الفساد، لا بل أكثر من ذلك نحن تقدمنا بمشروع قانون أيام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في أيار/مايو 2006 طالبنا فيه بالتحقيق والتدقيق عبر مكاتب دولية مشهود لها بكل الدوائر والوزارات والادارات والبلديات، ذهبنا إلى أبعد من ذلك عندما لم يعرض مشروع القانون هذا على أية لجنة نيابية، وطالبنا عام 2008 وعبر اقتراح قانون بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية وهي تمثل أعلى سلطة تشريعية في البلد وأحكامها يفترض الالتزام بها، ولكن هذه اللجنة لم تبصر النور ولم يطرح هذا الاقتراح على المجلس، يعني نحن نقول بشكل واضح الفساد الذي نحن فيه والذي يعم إدارات كثيرة في الدولة سببه ضعف الدولة وعدم المحاسبة لدى الاجهزة الأمنية.

السؤال الذي يطرح ما هو سبب هذا الضعف؟ الجواب المباشر هو انه من يعمل على إسقاط الدولة هو هذا السلاح المنتشر والذي يفرض على اللبنانيين والدولة إملاءات أقلها ارتكابات كالتي نراها في سورية من قبل حزب الله.

14 آذار موجودة

ويعود الحجار ليؤكد ان 14 آذار/مارس موجودة وتعقد اجتماعات على مستوى القيادات والامانة العامة، وبالرغم من ان البعض لا يريدها أن تبقى ولكنها موجودة بسبب إيمانها بمشروع الدولة الحديثة والديموقراطية والحرة والسيدة والمستقلة، هذا الأمر مستمر وان كان هناك انكفاءات في هذا الاتجاه أو ذاك، كأن لا ينسق البعض بشكل كامل مع أطراف أخرى ولكن هذه الحركة هي حركة شعب وحركة الشعب لم تتوقف ولن تتوقف حتى تحقيق الاهداف.

ولكن ماذا عن التنسيق بين مكونات 14 آذار/مارس في ظل موافقة تيار المستقبل على الحوار دون تردد قبل أن يعلن جعجع موقفه من الحوار، يرد الحجار قائلاً:

هذا الكلام ليس صحيحاً أبداً، فالاجتماعات تحصل على صعيد 14 آذار/مارس وقياداتها وتحدثنا عن ذهابنا إلى الحوار لأن الجميع في 14 آذار مقتنع بأن ما يحصل في المنطقة هو أمر خطير وهناك خشية من الفوضى التي تصيب وتهدد المنطقة، لذا الكل مقتنع بأن الحوار هو هدف أساسي ومهم ويجب أن يتم في كل الظروف بهدف البحث عن حلول، ورئاسة الجمهورية يجب أن تكون أهم محور في الحوار يتم البحث فيه.

كما أود بالمناسبة أن أشير إلى الحراك المدني الذي عكس مدى الاحتقان الذي يعيشه المواطن اللبناني من أزمة النفايات إلى أزمة الكهرباء إلى عدد من الازمات الاقتصادية والاجتماعية.

قاطيشة

من جهته يؤكد مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد الركن المتقاعد وهبـي قاطيشة ان ثورة الجمهورية ستكون على الفساد والادارة المهترئة والسرقة وخمول الدولة، وهي لا علاقة لها لا بـ14 ولا بـ8 آذار/مارس وهي ثورة على الفساد لا هوية سياسية أو حزبية لها، بل هويتها الانتفاض على كل ما يمنع قيام الدولة لجهة الفساد الاداري والتهريب وكل ما له علاقة بهذه القضايا.

وعن سبب عدم مشاركة القوات اللبنانية بالحوار يقول قاطيشة: لم نشارك لأننا جربنا في الحوارات السابقة ووجدنا انها لم توصل إلى نتيجة، حتى ان النتائج التي حصلنا عليها لم تطبق سواء في حوار 2006 أو في ((إعلان بعبدا)) الذي لم نشارك فيه ولكننا تبنيناه على أمل أن يتبناه كل الافرقاء. لاحظنا ان الفريق الذي وقع عليه قال: ((بلّوه واشربوا ميتو)).

لذلك لم نشارك في الحوار الحالي لأنه أولاً غير جدي وثانياً الحوار وضع عدداً من البنود وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية، انتخاب الرئيس أين يحصل في الحوار أم في مجلس النواب؟

الفرقاء الذين يريدون انتخاب رئيس الجمهورية مواقفهم معروفة قبل ذهابهم إلى الحوار بحيث يضعون شروطاً معينة لإنجاز هذا الاستحقاق، لذلك وجدنا الحوار مضيعة للوقت ويشبه حقنة المورفين أما الحقيقة فلا تعالج بهذا الشكل وأكبر دليل انه في أول جلسة للحوار حصل إشكال بينهم وعندما يدخلون في الجلسات الأخرى في صلب الموضوع سوف يتشاجرون، فنحن لسنا هواة كسب وقت ولا نريد أن نغش الناس ولذلك رفضنا الحوار على أمل أن يصبح أكثر جدية كي نشارك فيما بعد.

حرير وشوك

ولكن هل تريد القوات اللبنانية أن تعزل نفسها بعد ان نأت بنفسها عن المشاركة في الحكومة في السابق وعدم المشاركة في الحوار الآن؟

يرد قاطيشة: نحن لم نعزل أنفسنا وأغلب المواطنين يعتبروا ان ((القوات اللبنانية)) هي التي تمثلهم لأننا لم نغرق في الفساد ابداً بعكس الفرقاء الآخرين، ونحن لا نتكلم الا ما هو صحيح وانظري اين كنا عام 2005 وأين اصبحنا اليوم. نحن مع الحق والحلول الصحيحة ولا نريد ان نغش الناس وأن نمارس عليهم الشعبوية الرخيصة وندعهم ينامون على حرير بينما هم نائمون على شوك. والدليل ما نراه من دعوى لمحارسة الفساد من قبل كل الشعب اللبناني، ونحن نحمل لواء محاربة الفساد، بعكس كل من يستغل مركزه والناس عن طريق لمحاربة الغوغائية وأقصد بها كل الافرقاء وليس فريقاً معيناً.

ونلاحظ كيف هناك اشخاص يطالبون بالكهرباء بينما هم مسؤولون عن الكهرباء! وهم معروفون، ولا أريد ان أسمي احداً.

المطلوب ان يعالجوا المرض والاسباب وعزل كل المآسي الاجتماعية من حزب يحمل السلاح دون وجه حق مثلاً، وكل هذه المآسي سببها الفريق الذي يحمل السلاح ويمنع قيام الدولة. ربما هناك تراكمات ولكن هذا السلاح يعتبر جزءاً مهماً لهذه المآسي.

اعلان النوايا

وبعد ان أعلنت النوايا بين كل من العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في محاولة لفتح صفحة جديدة وضبط الشارع المسيحي، فإن جعجع لم يتطرق في كلمته في قداس المقاومة اللبنانية الى العلاقة العونية – القواتية فلم يسجل موقفاً، لا ايجابياً ولا سلبياً حيالها. يوضح قاطيشة هذا الموقف قائلاً: لا يوجد مشكلة مع العونيين والمناسبة كانت دينية والخطاب السياسي تطرق الى الفساد وليس الحليف، نحن متصالحون ولكن نحن في مكان وهم في مكان آخر معارض لهم تماماً، ولكننا وقعنا ورقة اعلان النوايا حتى لا يتشاجر الاب مع ابنه على ان يكون النقاش موضوعياً ليس اكثر. وورقة النوايا لا تأخذ فريقاً من موقع استراتيجي معين الى موقع استراتيجي آخر.

وعن الحالة التي تمر بها 14 آذار وعدم اتفاقها على موقف سياسي موحد والحوار الدائر حالياً خير دليل على ذلك في ظل عدم مشاركة ((القوات اللبنانية))، يقول قاطيشة ان 14 آذار ما تزال كما هي، ولكن هناك سقفاً كبيراً للجميع ولا احد يستطيع ان يفرض على الآخر قضايا تكتيكية مثل الاشتراك في الحكومة. ويضيف: أطلقنا ثورة على الفساد وليس لدينا مشكلة في ان ينضم الينا احد لأن هذا مطلب شعبـي لبناني وكل الناس تريده.

حتى في قانون الانتخاب حصل اخذ ورد بيننا وعدنا واتفقنا نحن و((المستقبل)) و((الكتائب)) و((الحزب الاشتراكي)) على قانون الانتخاب، هناك اخذ ورد في عدد من القضايا، ولكن استراتيجياً نحن تحت سقف واحد متفقون على قيام الدولة الحرة السيدة المستقلة وغير المرتهنة لأحد، لذلك 14 آذار هي بألف خير والخلافات الصغيرة لا تؤثر على توجهها الاستراتيجي.

ويتابع قاطيشة: زيارة الدكتور جعجع الى قطر تقع ضمن استراتيجية انفتاح ((القوات اللبنانية)) على العالم العربـي. ففي زمن الحرب الاهلية كنا في مكان ما والآن اصبحنا في مكان آخر. وهذه الزيارة جزء من التواصل وسط الازمات الاقليمية التي تحصل، والزيارة مقررة من قبل وليست جديدة ابداً.

انهزام ام محاولة

هل موقف جعجع انهزامي حيال اعلانه للثورة ام انه محاولة ان لم تنفع فهي لن تضر؟ يرد قاطيشة قائلاً:

لماذا انهزامي؟ فهل عندما نعلن اننا ثورة على الفساد والادارة المهترئة وكل ما يعيق الدولة تكون الثورة انهزامية؟ على العكس، فيها تجدد شباب وتجدد انطلاقة واندفاع نحو قيام الدولة لأننا لا يمكن ان نقول: نريد ان نعمل جمهورية وسط وجود مسؤولين يسرقون الخ..

عملنا مشروع الحكومة الالكترونية لأجل الحد من الفساد. نعتبرها تجدد شباب وانطلاقة بدينامية جديدة نحو بناء الدولة وانقاذ المواطن من الفساد الذي يعاني منه يومياً على ابواب الادارات.

ضو

يربط عضو الامانة العامة في قوى 14 آذار نوفل ضو الثورة التي أعلنها جعجع بتلك التي بدأت عام 2005 مع اخراج الجيش السوري من لبنان قائلاً:

د. سمير جعجع يجدد التذكير بثورة مفترض ان تكون قائمة منذ مواجهة الاحتلال السوري وإخراجه من لبنان عام 2005، فالكل يعلم منطق العبور الى الدولة او ثورة الجمهورية، كل هذه التعابير هي لمنطق واحد وهو منطق 14 آذار اي منطق اقامة الدولة. أصل الفساد في لبنان منبعه سورية على الاقل بعد اتفاق الطائف ووضع سورية يدها على لبنان، فعطلت منطق المحاسبة وآلية عمل الرقابة للمؤسسات على بعضها، بدل ان يقوم مجلس النواب بدوره بمحاسبة الحكومة ومراقبة اعمالها، اصبح نظام الترويكا هو القائم على قاعدة المحاصصة، والمشكلة الثانية هي اقامة الحكومات بشكل ان تكون الحكومة نموذجاً مصغراً من مجلس النواب، بالتالي لم يعد هناك معارضة في مجلس النواب. والبدعة التي نشتكي منها منذ زمن هي ان كل الكتل النيابية الموجودة في مجلس النواب ممثلة بالحكومة وبالتالي لم يعد احد يحاسب احداً على الاطلاق. لذا أعتقد ان استكمال ثورة الارز يجب ان يمر حكماً بمعالجة موضوع الفساد وهذه المعالجة لا يمكن ان تتم الا من خلال احياء عمل المؤسسات الدستورية في الرقابة والمحاسبة.

وعن مدى تماسك 14 آذار في مواقفها بسبب التباينات التي ظهرت في الآونة الاخيرة، يقول:

ما من مرة قامت 14 آذار بمعركة كيان الا وربحت، وما من مرة قامت بمعركة سلطة الا وحصل نوع من الخلافات في وجهات النظر بين اركانها. فإذا نظرنا الى معركة قيام الدولة أعتقد ان 14 آذار ستعود اقوى مما كانت. واذا نظرنا الى الموضوع من زاوية اقتسام السلطة، اعتقد انه يصبح من حق كل فريق سياسي او حزب ان يسعى لتعزيز موقعه داخل تركيبة السلطة، وهنا تتحول من معركة كيان وحريات وسيادة الى مجموعة معارك صغيرة كل انسان عنده حساباته فيها.

وينفي ضو ان تكون ((القوات اللبنانية)) في حالة العزل لكونها لم تشارك في الحكومة ولا في الحوار، مشيراً الى انه اذا اراد فريق سياسي في لبنان ان يكون في المعارضة سيكون في مرحلة عزل، بالنهاية الفريق السياسي الموجود في المعارضة او الحكم كلاهما يمثلان المنظومة السياسية الواحدة في البلد. عندما تقول ((القوات اللبنانية)) اريد ان أقرن القول بالفعل يعني انها تريد ان تكون منطقية مع نفسها. الموقف المبدئي الذي اتخذته ((القوات اللبنانية)) سليم جداً بمعزل عن حسابات الربح والخسارة في منطق السلطة. وأدعو الجميع الى ان يحذوا حذو ((القوات اللبنانية))، وعملياً من يعتبر ان عدم المشاركة في السلطة تخسره المواقع هذا ليس صحيحاً، احياناً الشخص الموجود في المعارضة يربح اكثر من الموجود في السلطة. وأكثر من ذلك ليس المطلوب حسابات الربح والخسارة على المستوى الفئوي لا بل على المستوى الوطني. كل فريق سياسي او انسان عليه ان يساهم في احياء النظام السياسي ومنطق الديموقراطية وعندها يكون مساهماً في بناء حجر في مدماك النظام السياسي السليم في لبنان.

 

تقاطع مصالح أميركية ـ روسية في سوريا

ثريا شاهين/المستقبل/27 أيلول/15

المواقف الأميركية والغربية كما الروسية بدت لافتة في شأن سوريا. فهي متقاربة في مسائل معينة، ومتباعدة في مسائل أخرى. لكن مصادر ديبلوماسية قريبة من موسكو تكشف أن روسيا عززت أخيراً تواجدها العسكري في كل من اللاذقية وطرطوس في سوريا، إنما ليس بالقدر الذي تتهمها فيه الولايات المتحدة والدول الغربية، بأن تعزيزاتها كانت بالغة في التوسع. والهدف من هذا التواجد هو إرسال رسائل الى المجتمع الدولي حول أن أي حل في سوريا لن يكون بمعزل عن الروس. انها الرسالة الأهم لدى موسكو، نظراً الى أن تجربة ليبيا التي تستعيدها روسيا في هذا المجال مجدداً، لم تكن مشجعة بالنسبة إليها. إذ باتت روسيا خارج اللعبة، وجرى استغلال لموقفها الممتنع عن التصويت على قرار مجلس الأمن آنذاك حول ليبيا، الى أن تم وضعها خارجاً. وموسكو ليست مستعدة الآن لأن تخسر القاعدة الوحيدة لها في الشرق الأوسط مثلما خسرت ليبيا. وتوضح المصادر أن هناك تنسيقاً بين واشنطن وموسكو بشكل غير علني بالنسبة الى الوضع السوري، وهذا بدأ في أيار الماضي عندما التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي. هناك مصالح أميركية روسية تتقاطع بالنسبة الى الوضع السوري، في مقدمها محاربة الارهاب. وبعدما دعمت دول اقليمية عدة «داعش»، تراجعت الآن وتراجع معها الغرب، بعدما خرج هذا التنظيم عن حجمه والطريق المرسوم أصلاً له.

ثم هناك موضوع تدفق اللاجئين السوريين الذي بدأ يزعج الأوروبيين، إذ يدركون تماماً أن الروس يمسكون بخيوط اللعبة في سوريا، فالمعارضة تأتي الى روسيا والنظام يأتي بالطبع إليها. والأميركيون يدعمون الدور الروسي في ايجاد حل لسوريا. التصعيد في سوريا والدور الروسي فيه، قد يكون بداية، أو مقدمة لحل ما، وفقاً للمصادر، وبالتالي يتم اللجوء الى هذا الأسلوب، والتصريحات الأميركية حول الدور الروسي متناقضة، فمرة تهاجم واشنطن موسكو، ومرة أخرى تعلن التعاون معها. وتشير المصادر الى أن هناك تقارباً غربياً روسياً بالنسبة الى مصير الأسد، فالروس يقولون ان المرحلة الحالية تقتضي دوراً للأسد أي في المرحلة الانتقالية، انما لا يقولون ان هناك شرطاً لديهم بأن يبقى في المستقبل. وتعتبر روسيا ان الأفرقاء السوريين يبحثون في مصير النظام ويقررون مصير سوريا، وما يتفق عليه السوريون تؤيده روسيا. وتصريح الوزير كيري الأخير ثم التصريحات الفرنسية والألمانية والتركية حول بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية قريب من وجهة النظر الروسية، باستثناء السعودية، الأردن ومصر والعرب فهم لا يضعون أولوية خروج الأسد من السلطة فوراً، وهم متفقون مع روسيا حول تحركها، وهذا ما يتبين بعد الزيارات الرفيعة المستوى الأردنية والمصرية الى موسكو أخيراً. الأولوية لمعظم الدول هي مكافحة الارهاب وهذا يتناغم مع الأولوية الروسية.

تعتبر روسيا أن مكافحة الارهاب تأتي أولاً ثم يتم النظر بمصير الأسد، أي أن الارهاب قبل البحث في مستقبل النظام. وسيلقي الرئيس الروسي بوتين كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة غداً الاثنين، وهناك اهتمام خاص بما سيقوله. كما أن هناك احتمالاً كبيراً أن يلتقي نظيره الأميركي باراك أوباما في نيويورك، حيث سيتم بحث موضوعي سوريا وأوكرانيا، بالإضافة الى أزمات أخرى. ما توحي به التصاريح الأميركية، والروسية وما ينتشر حولها، ليس واقعياً، بل على العكس، تفيد المصادر، بأن هناك دعماً أميركياً لدور روسيا في ايجاد حل للأزمة السورية، وتنسيقاً مستمراً حول تفاصيل متنوعة. وهذا لا يلغي وجود نقاط خلافية يتم العمل لإيجاد مخارج لها، الارهاب بات أولوية دولية اقليمية قبل مصير النظام السوري. وهناك كلام شبه متفق حوله بأن الأسد يبقى في المرحلة الانتقالية من دون صلاحيات مهمة، على أن يتم الاتفاق بعدها على مصيره. أكثرية الدول الأوروبية وغير الأوروبية لا مانع لديها في هذا الطرح حول المرحلة الانتقالية، تمهيداً لإنهاء الأزمة السورية ومنع تدفق اللاجئين إليها من سوريا.

 

انقلاب أردوغان والكرملين شرطيّاً للمنطقة

 بيسان الشيخ/الحياة/27 أيلول/15

في تغيير لافت في المواقف، و «ليونة» غير معهودة حيال الشأن السوري، انضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قافلة الزعماء الغربيين القائلين إن بشار الأسد يمكن أن يكون جزءاً من الحل في سورية، وأن يبقى خلال المرحلة الانتقالية المقبلة التي قد تبدأ صياغتها (غداً) في نيويورك.

وتزامن كلام أردوغان، أشد أعداء الأسد سياسياً، مع موقف مشابه أطلقته المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الملقبة بـ «ماما مركل» بسبب مواقفها الإنسانية المؤيدة للاجئين، ليثير موجة استهجان وغضب لما اعتبر تخلياً عن الثورة السورية ممن يفترض أنه أبرز «عرابيها» الإقليميين.

والحال أنه يصعب تفسير «الديبلوماسية» الغربية المفرطة و «الليونة» التركية المستجدة، إلا بكونهما تسليماً بواقع فرضه التدخل العسكري الروسي المباشر والمعلن إلى جانب النظام السوري، فيما أيٌّ من «أصدقاء» الثورة والداعمين لها لم يبد استعداداً لخوض مغامرة عسكرية مقابلة والعودة إلى التورط في وحول شرق أوسطية جديدة. وتمكن الاستفاضة طبعاً في سرد مراحل فشل المعارضة السورية في صياغة خطة سياسية محكمة، وإنتاج قيادات ذات تمثيل ومصداقية، لكن ذلك على صحته، يبقى مجتزأً وغير منصف إذا ما انتزع من سياق عام ساهم في إيصال الأمور إلى ما هي عليه اليوم.

والحال أن تكثيف اللقاءات الدولية، وبذل جهود تفاوضية غير مسبوقة بين عدد من القادة الإقليميين والاوروبيين، يشيان بأن دوافع التدخل الروسي لا تقتصر على خدمة مجانية يقدمها الرئيس فلاديمير بوتين لحليفه بشار الأسد، وإنما هي عملية إنقاذ فعلي للمجتمع الدولي الذي وجد نفسه في عنق الزجاجة السورية وما عاد يعرف سبيلاً للخروج منها. هكذا تصبح روسيا شرطي الغرب في المنطقة، لا أميركا كما كانت الحال في أفغانستان والعراق، ولا إيران وتوابعها من الفصائل الشيعية المقاتلة، كما هي الحال الآن.

وعليه، تتولى روسيا قتال «داعش» نيابة عن الغرب و «الشيعة» في آن، ومن جهة أخرى تفاوض على بقاء حليفها مدة إضافية تعلم أنها لن تطول، لكنها ربما تكون كافية للبحث عن مخارج أخرى. ومن شأن هذه الفرضية أن تبقي الجميع سعداء، بما فيهم دول المنطقة التي يطوقها النفوذ الشيعي ويهددها المد «الداعشي». وإلى هذا وذاك، تطمئن إسرائيل بدورها لعدم سقوط جار ضامن لأمنها وترك حدودها في مهب المجهول. أما الأوروبيون الذين استيقظوا فجأة على كابوس النزيف البشري المتدفق على أبوابهم، والمرشح لمزيد من التدفق، فباتوا منهمكين بحل أزمتهم المستجدة، وحريصين على استقرار بلدان المنطقة بما تيسر لإبقاء اللاجئين فيها، لا سيما أنهم مقتنعون بأن السوريين الوافدين إليهم بغالبيتهم هاربون من حكم «داعش» لا من قصف طائرات الأسد. وتأتي زيارة رئيس الوزراء البريطاني الأخيرة إلى لبنان والأردن، لتصب في هذا الهدف تحديداً. ففيما يحافظ لبنان مثلاً، بشق الأنفس، على استقرار هش وسط منطقة ملتهبة، ويتخبط منذ أربع سنوات في أزمة لجوء تفوق قدراته، ويحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد تركيا في استضافة أكبر عدد من اللاجئين السوريين، قفز فجأة استقراره وحل معضلاته السياسية المتراكمة إلى رأس أولويات الحكومات الغربية. وإن دل ذلك على شيء، فعلى رسالة واضحة مفادها أن استقرار بلدان المنطقة يهمّ الغرب لما من شأنه إبقاء اللاجئين فيها وإبعادهم عن شواطئه. وإذا كان الثمن مزيداً من المساعدات والدعم المالي، فلا بأس بتكبد تكلفة تبقى أقل بكثير من عبء استضافة مليون أو أكثر من البشر وفق معايير أوروبية.

ووسط كل ذلك، لن يصعب إقناع اردوغان بتمرير بعض الوقت يكون خلاله الأسد جزءاً من مرحلة انتقالية، يترك بعدها للسوريين اتخاذ القرار النهائي في شأنه كما ألمح بنفسه. فعدا عن وعود بحجم تبادل تجاري ضخم مع روسيا، وافتتاح مسجد كبير وسط موسكو، يبقى أن للزعيم التركي حالياً من المشاكل الداخلية والخارجية ما يفوق «الصفر» المشتهى بأضعاف مضاعفة. وهو يعلم أن أي خطأ في الحسابات بات يهدده على أكثر من جبهة، أولها سحب الورقة الكردية من يده. ذاك أن ذريعة محاربة «داعش» التي رفعها أخيراً ليضرب خصومه من الأكراد، لم تمر مروراً عابراً، تماماً مثلما هي الحدود التي تركت فضفاضة لهجرة مقاتلين أجانب إلى سورية وعودة بعضهم منها إلى بلدانهم الاوروبية. وإلى ذلك، تضاف إلى أردوغان المقبل على انتخابات حرجة، تحديات داخلية تتربص به وبفريقه السياسي، قوامها معارضة سياسية آخذة في الاتساع والتنوع وعدائية إقليمية (وسورية) حيال من دعمهم من المعارضة السورية، أي «الإخوان المسلمون». فبات واضحاً اليوم، وإن بكثير من التأخير، أن احتضان اردوغان الثورة السورية لم يكن مجانياً ولا عفوياً، بل لعب دوراً مباشراً في إفراغ المعارضة السورية من وجوهها المعتدلة وغير الإسلامية... تلك التي تبحث عنها واشنطن ولا تجده      

 

وارفعي الخيمة ملجأً

حسام عيتاني/الحياة/27 أيلول/15

صباح الأحد، الثلاثون من آب (أغسطس)، عند محطة القطارات الرئيسة في العاصمة المجرية بودابست، التقط المصوّر استفان زيروس صورة رجل وامرأة من اللاجئين السوريين يتعانقان ويتبادلان قبلة في خيمة صغيرة ينام خارجها أطفال ولاجئون آخرون، وسط الحقائب وأغراض المسافرين الآخرين.

عممت شبكات الإعلام والتواصل الاجتماعي الصورة، التي قال زيروس أنه لم يسأل الرجل والمرأة عن اسميهما ولا عن وجهتهما التي يرجّح أن تكون ألمانيا. وتولّت الصحف وضع عناوين تليق بالصورة من نوع «القبلة لا تعرف الحدود» («الغارديان») أو «الأمل على شفتي لاجئين» («ليكسبرس»). وركزت التغريدات على «تويتر» على «انتصار الحياة والحب» الذي تعكسه الصورة. وجرت المقارنة بينها وبين صور شهيرة من نهاية الحرب العالمية الثانية. فضّل المصوّر تحويل اللقطة الى الأبيض والأسود بسبب ما قال أنه تنافر صارخ في الألوان المحيطة في شكل يختفي معه اللاجئان. بهذا التصرف، أضفى زيروس طابعاً كلاسيكياً على الصورة يضعها في صف اللوحات المرشّحة للبقاء طويلاً في الذاكرة. ومقابل اللونين الأزرق والأحمر القويين في صورة الطفل إيلان الكردي على الشاطئ التركي، الذي انتشرت صورته بعد غرقه في رحلة الهروب الى اليونان، وأشارا الى «العصر» الراهن الذي يتفرج أهله على موت أطفال يشبهون أطفالهم بلا مبالاة، جاء الأسود والأبيض ليقولا في صورة اللاجئين المتعانقين شيئاً مناقضاً: التمسك بالحب كبرهان أخير على البقاء على قيد الحياة، ولو تحت خيمة لجوء. الضلع الناقص في مثلّث صور النكبة السورية في طورها الحالي، تسدّه صورة من موقع «شاهد عيان حلب» لوعاء من الحلوى مرميّ على الأرض، وقد تطايرت محتوياته بعد إلقاء مروحية تابعة لجيش النظام السوري برميلاً متفجراً على تجمّع لمن تبقى من أهالي المدينة يحاولون إحياء إجواء عيد الأضحى بما تيسّر، فجاءتهم المروحية بحمولتها القاتلة لتحيل مسعاهم هذا، كما أجسادهم، أشلاء مبعثرة تختلط مع الحلوى الملقاة على الأرض بين دواليب العربات المحطّمة. لا دماء ولا جثث في الصورة. قطع من الحلوى على الأرض تختصر معاناة وصبراً وتمسكاً بالحياة وتنتهي بالانكسار. الحياة المستحيلة في الوطن في صورة طبق الحلوى في حلب ثم محاولة اللاجئين النجاة وخسارتهم أطفالهم، محرّكهم الأول لركوب أخطار البحر وأيلان رمز الخسارة، أثناء تلك المحاولة، ثم العناق في محطة القطارات في بودابست في خيمة صغيرة. ثلاث صور ربما تقول أشياء كثيرة عن عمق النكبة التي ألمّت بالسوريين، والتي سترافقهم آثارها طوال عقود مقبلة، وستعيد رسم سورية وشعبها والمنطقة المحيطة بها. أين تتراكم هذه الآلام التي لا نهاية لها، وأين تنبت بذورها؟ لا كرم الألمان والنمساويين الذين استقبلوا اللاجئين النازلين من القطارات يكفي، ولا لؤم الأقارب والأشقاء سيُنسى. نحن أمام نكبة لم يعرف مثيلاً لها التاريخ العربي، وتفوق خطورتها ما جرى في فلسطين عام 1948. وتقترب في ضخامتها وهولها من دمار مجتمع آخر هو مجتمع اليهود الأوروبيين على أيدي النازية. هؤلاء الذين أوحى مصيرهم للمغني ليونارد كوهين، كتابة أغنيته «راقصيني الى نهاية الحب»، والتي تكاد تطابق حرفياً صورة اللاجئين السوريين المتعانقين في محطة بودابست، حين يقول: «ارفعي الخيمة ملجأ الآن... على رغم نسيجها الممزق. وراقصيني الى أن ينتهي الحب.

 

قراءة بمناسبة «سبعينية» الأمم المتحدة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/26 أيلول/15

يترقّب كثيرون اللقاء المزمع عقده بين الرئيسين الروسي والأميركي فلاديمير بوتين وباراك أوباما في نيويورك على هامش الذكرى السنوية السبعين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، فالملفات كثيرة والأزمات كبيرة والمعاناة الناجمة عن تداعياتها أكبر وأخطر. المنظمة الدولية نفسها باتت في حاجة إلى تجديد شبابها، بعدما فقدت آلياتها القدرة على معالجة حالات الانسداد الدولي التي تسهم فيها سياسات المناكفة والتعطيل وتجاوز «الشرعية الدولية» التي يمارسها بعض الأعضاء الدائمين الكبار المتمتعين بحق النقض «الفيتو»، مع العلم أن الأمم المتحدة نفسها يفترض بها تجسيد هذه «الشرعية الدولية»، ومن ثم العمل على ترسيخها. أمام لقاء بوتين - أوباما عدد من القضايا الشائكة، لكن الأزمة السورية تظل القضية الأولى، التي أنتجت عدة قضايا معقدة وملحّة منها تشجيع «قيصر الكرملين» على ضم القرم ثم التدخل في شرق أوكرانيا بعدما لمس أن نظيره في واشنطن ليس في وارد ردعه أو منعه. أيضًا من نتائج الأزمة السورية محنة ملايين اللاجئين والنازحين السوريين، ومن هؤلاء أكثر من مائة ألف حملهم اليأس إلى ركوب البحر نحو المجهول باتجاه قلب أوروبا القاسي.

الأزمة السورية، كما أثبتت الأيام، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالصفقة الأميركية – الإيرانية، و«الظهور المفاجئ» للظاهرة الداعشية، ومشروع «الشرق الأوسط الجديد» بكل أفخاخه العرقية والدينية والطائفية، مع أن من يرصد تصرفات واشنطن إزاءها يحتار بين إدراج هذه التصرفات في خانة البلاهة المفرطة أم خانة التآمر الخبيث. عبر تاريخ الأمم المتحدة كانت الأمور تنزلق إما نحو الحروب أو الكوارث الإنسانية عندما ينعدم عنصر الردع بين «الكبار». بل إن المنظمة الدولية أبصرت النور بعد الحرب العالمية الثانية التي اندلعت بسبب انعدام الردع، وغدت «ورقة التفاهم» التي لوّح بها رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشمبرلين بعد عودته من الاجتماع بالزعيم النازي الألماني أدولف هتلر رمزًا بليغًا لعبثية حُسن الظن بالطغاة ومجانين العظمة وأصحاب المشاريع الشمولية والآيديولوجيات العنصرية الإمبريالية. يومذاك كانت سياسة الاسترضاء APPEASEMENT الغربية إزاء العسكرة MILITARISM الألمانية والإيطالية واليابانية الوصفة السحرية للحرب. وبالنتيجة، قبل 70 سنة، اتفق العالم على إنشاء نظام عالمي جديد تمثل بمؤسسة بديلة لـ«عصبة الأمم» التي قضت عليها الحرب الثانية (1939 - 1945).

بعدها حفظ الردع المتبادل بين الشرق والغرب العالم – لعدة عقود – من مواجهات مدمّرة يدخل فيها السلاح النووي والصواريخ العابرة للقارات، وظهرت سياسات الاحتواء والحروب الإقليمية المحدودة. ومثلما تمكن الرئيس الأميركي جون كنيدي من ردع الاتحاد السوفياتي في أزمة الصواريخ الكوبية، نجح العالم الشيوعي عبر اعتماد «حرب التحرير الشعبية» في تحقيق انتصار استراتيجي مهم في الهند الصينية (فيتنام ولاوس وكمبوديا)، لكن توازن الرعب والردع اختل مرتين لاحقًا. المرة الأولى في أواخر عقد السبعينات، عندما تردّد الرئيس الأميركي جيمي كارتر في التعامل بأسلوب حازم ورادع مع الزعيم الإيراني آية الله الخميني، فعزّز الراديكالية الإسلامية والمسيحية على حد سواء؛ إذ حفّزت شعارات «الثورة الخمينية» و«تصدير الثورة» الشيعية ردّات فعل قلقة في العالم الإسلامي السنّي، وأثارت في الغرب – وبالذات في أميركا – عبر عمليات خطف الرهائن ردّة فعل غاضبة ومحافظة جدًا حملت رونالد ريغان أكثر قادة الحزب الجمهوري يمينية وتشددًا إلى الفوز على كارتر بغالبية ساحقة واحتلاله البيت الأبيض لمدة ثماني سنوات غيّرت معها سياساته الهجومية وجه العالم. والمرة الثانية بعد بضع سنوات، عندما أدى الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف دور تشمبرلين فحاول استرضاء ريغان، الذي كان قد وصف الاتحاد السوفياتي عام 1983 بـ«إمبراطورية الشر»، فكانت النتيجة كارثية على الكيان السوفياتي، فانهار وانهارت معه منظومته السياسية والأمنية، وبدأ عصر «الأحادية» القطبية في ظل بيارق الأحزاب الدينية والقومية المتطرّفة.. التي كانت المستفيد الأكبر من سقوط خيار اليسار. اليوم يرى كثيرون، عن صواب أو خطأ، أن أوباما يمثل امتدادًا لسذاجة تشمبرلين و«طوباوية» كارتر وغباء غورباتشوف، بينما يمثل بوتين دور عدوانية هتلر والخميني وريغان.. وإلى حد ما حزم كنيدي. فبوتين، مسؤول «الكي جي بي» السابق، رجل عملي وصارم يعرف تمامًا ما يريد ويجيد استكشاف نقاط ضعف الخصم ولا يترد في استغلالها. وهو اليوم يدرك أنه يتمتع بفرصة نادرة لابتزاز رئيس أميركي متعالٍ يفتقر إلى صدق المشاعر، اختار أن «يضع كل بيضه في سلة» تفاهم استراتيجي مع قوة إقليمية آيديولوجية (بل ثيوقراطية) مسلحة وعدوانية يراه من مصلحة أميركا على المدى البعيد. وهو يفعل ذلك اليوم من دون اكتراث بما يمكن أن ينتج عنه من تداعيات أمنية وجيو – سياسية وأزمات إنسانية في المستقبل المنظور. وبالتالي، ما يفعله بوتين اليوم على أرض سوريا نتيجة منطقية تمامًا لما فعله – أو بالأصح، لم يفعله – أوباما لسوريا والسوريين منذ أربع سنوات: «خطوط حمراء» تنزل بردًا وسلامًا على آلة بشار الأسد لقتل السوريين. ووعود عرقوبية بتسليح المعارضة تتبخّر خلال ساعات من قطعها. ورفض عنيد ومتكرّر لمطالب الملاذات الآمنة التي هي السبيل الوحيدة لإنقاذ السوريين وتشجيع مقهوري جيش النظام وأمنييه على الانشقاق. وصمت يصمّ الآذان عن التدخل الإيراني العلني في القتال ثم في التبادل السكاني لتسريع مخطط التقسيم والتقاسم. وأخيرًا، ها هو النزول الروسي الفعلي على الأرض بعدما فقد النظام القدرة على فرض السيطرة حيث يشاء، على الرغم من الدعم الإيراني و«جسر التسليح» الجوي الروسي. عودة إلى لقاء نيويورك، أحسب أنه من العبث تخيّل أي «سيناريو» يحمل تغيرًا جديًا في الموقف الأميركي من الأزمة السورية، واستطرادًا من الوضعين في العراق ولبنان، وبخاصة بعد تبني واشنطن العلني وشبه المطلق المقاربة الروسية لأولوية «مكافحة الإرهاب» الداعشي. أما «أصدقاء سوريا» الذين يتسابقون الآن على إسقاط شرط الأسد كونه مقدّمة لأي تسوية سياسية على مستوى المنطقة، فأرجو ألا يكتشفوا متأخرين جدًا أن بقاءه والتواطؤ مع داعميه الإقليميين هما أكبر ضمانتين لتوالد اليأس والحقد والتطرف.

 

تردد البيت الأبيض يشل حلفاءه أمام «داعش»

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/26 أيلول/15

في الوقت الذي تتشاحن فيه إدارة أوباما حول استراتيجيتها تجاه سوريا، تتمركز ميليشيا كردية تدعي أن بصفوفها أكثر من 25 ألف مقاتل متمرس على بعد عدة أميال شمال الرقة، عاصمة المناطق التي يسيطر عليها «داعش» على استعداد للزحف إليها.

من جهتها، قدمت قوات العمليات الخاصة الأميركية دعمًا جويًا وتدريبًا وإمدادات لمجموعة كردية سورية تعرف باسم «وحدات الحماية الشعبية». وتوجد داخل قاعدة جوية أميركية بالخليج شحنة تضم أسلحة ومساعدات أخرى، في انتظار الحصول على تصريح من واشنطن لإسقاطها جوًا فوق المقاتلين الأكراد وحلفائهم من العرب السنة. من جانبه، قال صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يتولى الإشراف على الميليشيا: «ليس لدينا اعتراض على التعاون بصورة أكبر مع الولايات المتحدة»، إلا أنه استطرد أن الهجوم النهائي على الرقة يمكن أن يجري تنفيذه بالاعتماد على 5 آلاف مقاتل عربي قبلي بالمنطقة يعملون مع «وحدات الحماية الشعبية». وذكر كثير من المسؤولين الأميركيين أنهم في انتظار صدور قرار من البيت الأبيض بالموافقة على توسيع نطاق المساعدات منذ أكثر من أسبوع. وقد تعقدت المشاورات حول هذا الأمر جراء الجدال الدائر حول التحركات العسكرية الروسية الأخيرة داخل سوريا، والتي وصفتها موسكو بأنها تأتي في إطار جهود للانضمام للقتال ضد المتطرفين. من جهته، وصف أحد المسؤولين الأميركيين المحبطين بطء عملية الموافقة بأنه «شلل في التحليل». ويرى أنصار الموافقة أنه في أعقاب الانتكاسات التي منيت بها مهمة «التدريب والتجهيز» الأميركية لقوات سورية معتدلة مؤخرًا، فإن المقاتلين الأكراد يمثلون الخيار الأفضل في مواجهة المتطرفين، مشيرين إلى أن الدعم الجوي لن ينطوي على مخاطرة سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في صفوف القوات الأميركية، علاوة على أنه لن ينتهك التفاهمات الأميركية - التركية الحالية، بجانب أنها لن تهدد الروس.

وقال مسلم إن «قوات (وحدات الحماية الشعبية) تزيد على التقدير الأميركي الرسمي البالغ 25 ألف فرد»، لكنه رفض الإفصاح عن العدد الحقيقي في رأيه. وقال مسؤولون أميركيون وأكراد إن «قوة (وحدات الحماية الشعبية) على الأرض واستعدادها للقتال والهجوم معروفة بالفعل لمسلحي (داعش)، الذين يتعرضون لهجمات داخل الرقة من قبل الضربات الجوية للتحالف، بينما يخوضون قتالاً ضد (وحدات الحماية الشعبية)». من ناحية أخرى، يحظى مقاتلو «وحدات الحماية الشعبية» بتقدير بالغ من جانب قادة عسكريين أميركيين، خاصة أنهم اكتسحوا المنطقة الواقعة غرب قواعدهم في إقليم كردستان، بدعم جوي أميركي، وسيطروا على مساحة واسعة من شمال شرقي سوريا، يقدر مساحتها أحد المسؤولين بقرابة 17 ألف كيلومتر مربع. وكانت «وحدات الحماية الشعبية» انتصرت في يناير (كانون الثاني)، في معركة حامية الوطيس لطرد تنظيم داعش من مدينة كوباني الحدودية.

وقد ناقش قادة عسكريون أميركيون مع نظرائهم من «وحدات الحماية الشعبية» التحرك جنوبًا لتطويق الرقة، بينما تهاجم الطائرات الأميركية وطائرات التحالف المدينة جوًا.

وبمجرد تطويق المقاتلين الأكراد للمناطق القريبة من الرقة، ستترك مهمة شن الهجوم الأخير وتطهير المنطقة لقوة عربية سنية. من جهته، قال مسلم إن «نحو 3 آلاف من أعضاء قبيلة الشمار تحارب بجانب (وحدات الحماية الشعبية) في منطقة الحسكة، شمال شرقي الرقة، وإن أكثر من ألف سني آخرين يحاربون على مقربة أكبر من المدينة». ومع ذلك، يبقى أي هجوم محتمل ضد الرقة على بعد شهور من الآن. والملاحظ أن «وحدات الحماية الشعبية» شكلت أكثر حليف جدير بالاعتماد عليه بالنسبة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا، لكن التحالف يحمل في ثناياه كثيرًا من التعقيدات الإقليمية؛ فأولاً: ترتبط الميليشيا بصلات وثيقة بمجموعة كردية عراقية تعرف باسم «الاتحاد الوطني الكردستاني»، الذي انقسم على نفسه لمجموعات كثيرة في السنوات الأخيرة، وعزز روابطه بإيران. ثانيًا: ترتبط «وحدات الحماية الشعبية» بصلات وثيقة للغاية مع ميليشيا تركية راديكالية تعرف باسم «حزب العمال الكردستاني»، التي تعدها الحكومة التركية تنظيمًا إرهابيًا. الملاحظ أن سوريا بدت بمثابة كابوس أمام صانعي السياسات الأميركية لأسباب عدة منها تعقيد المعارك الدائرة هناك. يذكر أن «وحدات الحماية الشعبية» تحظى بدعم إيران، خصمنا، بينما تشعر تركيا، حليفتنا، بالريبة تجاهها. من ناحيتها، تقول واشنطن إنها «ترغب في العمل على إقرار تسوية دبلوماسية بمعاونة روسيا، التي ترسل قوة عسكرية كبيرة جديدة إلى شمال سوريا». في خضم هذا الغموض السياسي، فإن الهدف الوحيد الذي تتشارك به جميع العناصر الكبرى - الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران والسعودية والأردن وحتى النظام السوري ذاته - هزيمة «داعش»، وتمثل أفضل المقاتلين المدعومين من واشنطن في مواجهة المتطرفين في الأكراد السوريين، الذين أكدوا استعدادهم لبذل جهود أكبر بكثير، بدعم أميركي.عن ذلك، قال مسلم: «الثقة قائمة بين قوات وحدات الحماية الشعبية والقوات الأميركية». في سوريا، حيث دائمًا ما يبدو أن الخيارات جميعها سيئة، فإن معاونة الأكراد السوريين على قتال «داعش» ينبغي أن تكون أمرًا من المسلمات.

* خدمة «واشنطن بوست»