المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 أيلول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.september28.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى24/من01حتى14/إِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد! فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلين: «أَنَا هُوَ المَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين. وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا، لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هذَا.

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس15/من19حتى34/فَبِمَا أَنَّ المَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

جبران باسيل كارثة مارونية أخلاقية ووطنية وبوق وقح لمشروع الملالي التوسعي/الياس بجاني

باسيل من بوسطن: اليوم هناك من يحاول ان يفرض بالحرب معادلات يثبت فيها المسلمون على حساب المسيحيين في البلد وهذا سيخلق ردات فعل

كنيستنا المارونية وقادتها والفساد والإفساد/الياس بجاني

تغريدات عونية تعروية وفاضحة/الياس بجاني

نتينياهو ممانعا/ديانا مقلد/الشرق الأوسط/تعليق للياس بجاني على هذه المقالة الرائعة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سلام: مواجهة أزمة اللاجئين من المصدر وبذل جهود دولية لإيجاد حل في سوريا

رئيس الحكومة يُعاين في نيويورك ملامح "التغيير الجذري" الغربي حيال أزمة اللاجئين مجموعة الدعم الدولية نحو قرارات "تنفّذ" وتحرّك أوروبي مع إيران والسعودية

الرئيس سلام يلقي كلمته أمام "قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة" في نيويورك.

اجتماعات نيويورك لا تُدرج لبنان ضمن الأولويات "المستقبل": ما الضمانات للقبول بالتسوية؟

سابين عويس/النهار

حل ملف الترقيات وعقد جلسة للحكومة ينتظران عودة سلام من زيارته إلى نيويورك وبري أكد أن الحوار ليس لتضييع الوقت أو ضد الحراك

احتجاجاً على تصريحات خامنئي ونصر الله البحرين تستدعي القائمين بأعمال سفارتي إيران ولبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 27/9/2015

اسرار الصحف ليوم الاحد 27 ايلول 2015

الرئيس الفلسطيني عباس بعد لقائه سلام: على العالم وقف الهجمات على الأقصى وإلا فالعواقب ستكون وخيمة

سلام دعا الى التجاوب مع خطة شهيب: الاستقرار الاقتصادي في خطر ويتطلب العناية والا انزلقنا الى الانهيار نتيجة الصراع السياسي

سلام: ما صدر في بيروت في حق البحرين لا يلزم الحكومة اللبنانية ولا يعبر عن موقف لبنان

سلام بحث الأوضاع مع لارسن وسيلتقي عباس وهولاند وأمير قطر

قداس واحتفال تكريمي لمصابي وجرحى القوات في زحلة

نصر الله "فرحاً" بالروس: قضايا الوطن لا تعنينا ...الزبداني والفوعة وكفريا أولوياتنا

سلام حرب/موقع 14 آذار

الزبداني أقفلت معمل الانتصارات العسكرية والميدانية لـ”حزب الله” في سوريا

نادر فوز/العربي الجديد

نائب رئيس بلدية عبيه وعين درافيل: ملتزمون بدعم خطة شهيب

النائب خالد الضاهر: ما آلمني أن الحكومة لم تفكر بنقل النفايات إلى الجنوب أو البقاع بل فكرت فقط بنقلها إلى عكار

فاعليات عكار العتيقة: نرفض إنشاء مطمر في سرار جملة وتفصيلا

حملة طمرتونا بفضلكم أعلنت لائحة شرف بأسماء الذين رفضوا نقل النفايات إلى عكار

زهرا: لا تسهيل لاجراء انتخابات رئاسية قريبا في لبنان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الرئيس أمين الجميل التقى وفدا من عائلة الفخري: جريمة بتدعي شان وطني واحقاق الحق شرط اساسي كي لا ندخل في منطق شريعة الغاب

النائب الدكتور علي فياض: سنتعاطى بطريقة إيجابية لتحقيق النتائج المتوخاة من الحوار

النائب محمد رعد: نريد رئيسا لا يملك قراره احد

النائب قاسم هاشم: النسبية المطلقة والدائرة الواحدة هما الحل الوطني لأزمة لبنان التاريخية

رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين: لقانون انتخابات نسبي يتيح للجميع تحمل المسؤولية أمام ما هو حاجة ضرورية لبلدنا

النائب عبد المجيد صالح: ليبقى سلاح العلم في يد والبندقية في يد اخرى لمواجهة العدو الاسرائيلي الذي يتربص بنا

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

سحب جنسية مواطن كندي بعد تخطيطه لتنفيذ هجمات إرهابية

بعد سوريا.. بوادر تمدد روسي في العراق/موسكو وبغداد ودمشق وطهران تتحالف ضد «داعش»

المرشح إلى الرئاسة الأميركية تيد كروز يلمح لإمكانية تصفية خامنئي

الرئيس هولاند: مستقبل سوريا لا يمكن أن يمر عبر الاسد

اتفاق للتعاون الاستخباراتي بين العراق وروسيا وايران وسوريا لمحاربة الدولة الاسلامية

مقتل 17 سوريا اثر غرق مركب للمهاجرين قبالة تركيا

قصر الايليزيه: فرنسا تشن ضربات جوية ضد داعش في سوريا

كاميرون: وجود الأسد ضمن حكومة انتقالية ممكن

الرياض رفضت انتقادات طهران حول التدافع في مكة المكرمة

(بالأسماء): بيان ويكشف اسماء كبار المسؤولين الايرانيين المفقودين في حادث منى

مصادر سعودية: سفير إيران، "غضنفر آبادي لم يدخل المملكة باسمه/تضاربت الأنباء بين إصابته بحادثة منى بجروح طفيفة واعتباره من المفقودين

صاندي تايمز: بقاء الأسد في السلطة غير أخلاقي

قصف مدفعي إسرائيلي على موقعين للجيش السوري في الجولان

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سوريا واليمن تطيحان.. صورة نصرالله/علي رباح/المستقبل

الطاقة الاحتجاجية .. كي لا تُهدر/وسام سعادة/المستقبل

«المرحلة الانتقالية».. الى الشمال/علي نون/المستقبل

هل يكون بعد الأضحى غير ما قبله فتستيقظ ضمائر المعطّلين وينتخبوا رئيساً/اميل خوري/النهار

ضيف النهار أين فرنسيس المُسلِم/سجعان قزي/النهار

المفتاح الروسي/غسان شربل/الحياة

تفاهم بوتين - أوباما يكفي لفرض التسوية في سورية/جورج سمعان/الحياة

السلاح الروسي لدمشق هو للعرض فقط/لؤي حسين/الحياة

الإسلام المعتدل هو الحل/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لعبة بوتين في سوريا/نوح فيلدمان/الشرق الأوسط

المعضلة السورية/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

زمن الرمة والحروب العبثية لسيف الرحبي: من الغضب الصارخ الى الحنين الشفّاف/بول شاوول/المستقبل

أبو قمامة ينظم الحج/خلف الحربي/عكاظ

الحقد على رفيق الحريري/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

آمال: إيران.. صديقة الورود والبيئة والحجاج/محمد الوشيحي/الجريدة الكويتية

تدافع الحج وثالوث الشر/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

حزب الله" بعد اكتشاف "العميل": الصراع باق مع واشنطن/منير الربيع/المدن

عكار وطرابلس: المعترضون على خطة النفايات "يستعدّون"/بشير مصطفى/المدن

الحزب الشيوعي الإلهي وزمان الرخص الثائر/شادي علاء الدين: العرب اللندنية

روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية/علي الأمين/جنوبية

حزب الله: معيار الإنتصار هو عندما يقول السيد … انتصرنا/عماد قميحة/جنوبية

هل سيدخل جمهور حزب الله «الحراك المدني» بعد مقابلة السيد حسن نصرالله/سلوى فاضل/جنوبية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى24/من01حتى14/إِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد! فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلين: «أَنَا هُوَ المَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين. وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا، لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هذَا.

خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل. فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «أَلا تَنْظُرونَ هذَا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض». وفيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلى جَبَلِ الزَّيتُون، دَنَا مِنْهُ التَّلامِيذُ على ٱنْفِرَادٍ قَائِلين: « قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا، ومَا هِيَ عَلامَةُ مَجِيئِكَ ونِهَايَةِ العَالَم؟».

فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد! فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلين: «أَنَا هُوَ المَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين. وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا، لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هذَا. ولكِنْ لَيْسَتِ النِّهَايَةُ بَعْد! سَتَقُومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّة، ومَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَة، وتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وزَلازِلُ في أَمَاكِنَ شَتَّى،

وهذَا كُلُّه أَوَّلُ المَخَاض. حِينَئِذٍ يُسْلِمُونَكُم إِلى الضِّيق، ويَقْتُلُونَكُم، ويُبْغِضُكُم جَمِيعُ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي. وحِينَئِذٍ يَرْتَدُّ الكَثِيْرُونَ عَنِ الإِيْمَان، ويُسْلِمُ بَعْضُهُم بَعْضًا، ويُبْغِضُ بَعْضُهُم بَعْضًا. ويَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين. ولِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَفْتُرُ مَحَبَّةُ الكَثِيْرين. ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ. ويُكْرَزُ بِإِنْجيلِ المَلَكُوتِ هذا في المَسْكُونَةِ كُلِّهَا شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَم، وحينَئِذٍ تَأْتِي النِّهَايَة."

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس15/من19حتى34/فَبِمَا أَنَّ المَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات

"يا إِخوَتِي، إِنْ كُنَّا نَرْجُو المَسِيحَ في هذِهِ الحَيَاةِ وحَسْبُ، فَنَحْنُ أَشْقَى النَّاسِ أَجْمَعِين! وَالحَالُ أَنَّ المَسِيحَ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ بَاكُورَةُ الرَّاقِدِين. فَبِمَا أَنَّ المَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات. فَكَمَا أَنَّهُ في آدَمَ يَمُوتُ الجمِيع، كَذَلِكَ في المَسِيحِ سيَحْيَا الجَمِيع، كُلُّ وَاحِدٍ في رُتْبَتِه: المَسِيحُ أَوَّلاً، لأَنَّهُ البَاكُورَة، ثُمَّ الَّذِينَ هُمْ لِلمَسِيح، عِنْدَ مَجِيئِهِ. وَبَعْدَ ذلِكَ تَكُونُ النِّهَايَة، حِيْنَ يُسَلِّمُ المَسِيحُ المُلْكَ إِلى اللهِ الآب، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَبْطَلَ كُلَّ رِئَاسَةٍ وكُلَّ سُلْطَانٍ وَقُوَّة، لأَنَّهُ لا بُدَّ لِلمَسِيحِ أَنْ يَمْلِك، إِلى أَنْ يَجْعَلَ اللهُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ تَحْتَ قَدَمَيه. وآخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ المَوْت. لَقَدْ أَخْضَعَ اللهُ كُلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه. وَحِينَ يَقُولُ الكِتَاب: «أُخْضِعَ لَهُ كُلُّ شَيء»، فَمِنَ الوَاضِحِ أَنَّهُ يَسْتَثْنِي اللهَ الَّذي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيء. ومَتَى أُخْضِعَ لِلٱبْنِ كُلُّ شَيء، فَحِينَئِذٍ يَخْضَعُ الٱبْنُ نَفْسُهُ لِلَّذي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْء، حَتَّى يَكُونَ اللهُ الكُلَّ في الكُلّ. وإِلاَّ فَمَاذَا يَفْعَلُ الَّذِينَ يَتَعَمَّدُونَ مِنْ أَجْلِ الأَمْوَات؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُونَ أَبَدًا، فَلِمَاذَا يَتَعَمَّدُونَ مِنْ أَجْلِهِم؟

ونَحْنُ، فَلِمَاذَا نُعَرِّضُ أَنْفُسَنَا كُلَّ سَاعَةٍ لِلخَطَر؟ أُقْسِمُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، بِمَا لي مِنْ فَخْرٍ بِكُم في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا، أَنِّي أُوَاجِهُ المَوْتَ كُلَّ يَوْم. إِنْ كُنْتُ صَارَعْتُ الوُحُوشَ في أَفَسُس، لِغَايَةٍ بَشَرِيَّة، فأَيُّ نَفْعٍ لي؟ وإِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُون، فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَب، لأَنَّنَا غَدًا سَنَمُوت! لا تَضِلُّوا! إِنَّ المُعَاشَرَاتِ السَّيِّئَةَ تُفْسِدُ الأَخْلاقَ السَّلِيمَة! أَيْقِظُوا قُلُوبَكُم بِالتَّقْوَى، ولا تَخْطَأُوا، فَإِنَّ بَعْضًا مِنْكُم يَجْهَلُونَ الله! أَقُولُ هذَا لإِخْجَالِكُم!"

 

تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

جبران باسيل كارثة مارونية أخلاقية ووطنية وبوق وقح لمشروع الملالي التوسعي

الياس بجاني

27 أيلول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/09/27/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9/

من يستمع للخطاب اللالبناني واللامسيحي واللااخلاقي الذي يبث سمومه وسرطانيته القاتلة الصهر البوق والجاهل جبران باسيل في اللقاءات المشبوهة التي رتبت له من قبل مأجورين ومرتزقة مع الجاليات اللبنانية في الولايات الأميركية يعرف إن كان متمتعاً بقواه العقلية كم أن هذا المخلوق الانتهازي والمتلون هو خطراً داهماً وحقيقياً على المسيحيين في لبنان وبلاد الانتشار تحديداً وعلى الكيان اللبناني عموماً.

كلامه الوقح  والفاجر والمتفلت من كل الضوابط الإيمانية والوطنية هو تحريضي وفتنوي 100% وهدفه الواضح إحداث حروب بين المسيحيين والمسلمين من ضمن مخطط إيران زرع الفتنة والكراهية بين شرائح الشعب اللبناني وتفكيك مؤسسات الدولة وتعميم حالتي الفوضى والفقر ليتمكن حزب الله بمنهجية ومذهبية مكشوفة إسقاط كل ما هو لبنان ولبناني وإقامة جمهورية فقيهية على شاكلة تلك المفروضة بالقوة على الشعب الإيراني.

هذا المخلوق، جبران باسيل، في ممارساته وفي خطابه وفي فجعه والفجور لا يمت لثقافتنا نحن الموارنة بصلة ولا هو يعرف ثوابت صرحنا البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان، وبالتأكيد لا يحترم دماء الشهداء من أهلنا وهم بالآلاف، وهو في نهجه وممارساته وتحالفاته وشروده الوطني والإيماني نقيضاً لكل ما هو شهادة.

هو عملياً وواقعاً معاشاً غير ماروني في أقوله وأفعاله وفكره ولسانه، بل تاجر جشع من تجار الهيكل، وبضاعة تجارته هي نحن الموارنة وكل ما يتعلق بوجودنا ومستقبلنا وأمن وسلام وطننا الحبيب لبنان المتجذر في التاريخ والتعقل والإيمان والعطاء والشهادة.

إنه فعلاً زمن محل وبؤس وجهل وفجور وكفر، هذا الزمن الذي أصبح فيه أمثال جبران باسيل يدعون باطلاً الدفاع عن حقوق المسيحيين وعن وجودهم، في حين هو عملياً من مرتزقة الملالي في لبنان ومجرد أداة رخيصة من أدواتهم وبوقاً وصنجاً لا أكثر ولا أقل.

إذا العلة الباسيلية والعونية واضحة ونافرة في وجودها وبالتالي المطلوب من أهلنا الأحرار في لبنان وبلاد الانتشار على حد سواء، وتحديداً الموارنة أن يعوا هذه الحقائق البشعة وينتفضوا ضدها وبوجهها ويرذلوا بالكامل كذبة وخدعة تمثيل الصهر جبران وعمه المون جنرال الشارد لأهلنا ووطننا.

في الخلاصة إن جبران وعمه وباق الأصهرة وكل من لف لفهم وقال قولهم وتلون بألوانهم الملالوية والأسدية لا هم منا ولا هم يمثلوننا، ونقطة على الصهر.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

نتاق وهرار الطفل العوني المدلل لدى عمه المون جنرال وهو موضوع تعليقنا في أعلى

باسيل من بوسطن: اليوم هناك من يحاول ان يفرض بالحرب معادلات يثبت فيها المسلمون على حساب المسيحيين في البلد وهذا سيخلق ردات فعل

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - بوسطن - توجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من نيويورك الى بوسطن، حيث التقى ابناء الجالية اللبنانية، في حضور القنصل العام للبنان في نيويورك مجدي رمضان والقنصل الفخري للبنان في بوسطن ابراهيم حنا وحشد من اللبنانيين المغتربين والمتحدرين من اصل لبناني من بوسطن ومحيطها. والقى باسيل كلمة قال فيها: "كل مغترب لبناني هو في فكرنا وفي بالنا، ولبنان ناقص من دونه. ونحن لدينا لبنان واحد مهما كانت انتماءاتنا والمنطقة التي نتحدر منها وطوائفنا والاحزاب التي ننتمي اليها. نحن مسؤولون ان نحافظ على هذا البلد الصغير الذي وهبنا الله اياه بوحدتنا كلبنانيين وبمحبتنا لبعضنا البعض، وبمفهومنا الواحد للبنان. ورغم اختلافاتنا وتنوعنا، علينا ان نحافظ على لبنان عبر المحافظة على التوازن الذي لطالما قام عليه هذا الوطن، حتى في ظروف هجرتكم. لكن الحفاظ على توازن لبنان اليوم لا يكون عبر الاعتماد على اللبنانيين وغير اللبنانيين الموجودين على ارض لبنان، بل على اللبنانيين المقيمين واللبنانيين المغتربين، لأنهم يكملون بعضهم البعض. وهناك مسؤولية عليكم من خلال لبنانيتكم وعلينا من خلال السياسة، ان نتمكن من تثبيت التوازن الطبيعي لا المصطنع الذي يفرض فرضا، لأننا اذا عدنا بالتاريخ الى الوراء لوجدنا انه في كل مرة فرض هذا التوازن عاد واختل، وولد المشاكل. وهناك قوى اتت من الخارج، تحت اسم المسيحية احيانا وعبر فترات متفاوتة من تاريخ لبنان، لفرض معادلات تثبيت المسيحيين، لكن ما ثبتهم فعلا في هذا الشرق كان تفاعلهم واندماجهم وتجذرهم في ارضهم. واليوم هناك من يحاول ان يفرض بالقوة وبالحرب معادلات يثبت فيها المسلمون على حساب المسيحيين في البلد، لم تعش وستختل وستخلق ردات فعل. لذا علينا ان نتحلى بالقناعة التي تقول اننا محكومون بالعيش مع بعضنا البعض في لبنان مسيحيين ومسلمين، وهذه رسالتنا الاساسية التي علينا ان نحملنا اليوم في سبيل الحفاظ على وطننا".

واضاف: "ان دفاعنا عن المسيحيين في الشرق يندرج في اطار المحافظة على الانسان المهدد بوجوده من خلال تهديد حياته بقطع الرأس او تهديد دوره ووجوده السياسي بقطعه من رأس الجمهورية ومنعه من ان يكون موجودا بكامل تمثيله ودوره، وهذا ما يفقد لبنان دوره الرائد كجسر بين الشرق والغرب وبين الاسلام والمسيحية في العالم. ومن دون هذا الدور سيصبح لبنان مجرد قطعة ارض تعيش عليها مجموعة من الناس تتصارع وتلغي بعضها البعض". وتابع: "من مسؤوليتنا كمسيحيين لبنانيين، في ظل تنامي خطر داعش وربطه بالاسلام، ان ندافع عن الاسلام الصحيح. لا سيما في الولايات المتحدة اذ عليكم كلبنانيين مسيحيين ان تحملوا رسالة الاسلام الحقيقي". واضاف: "ان لبنان الذي يضم اربعة ملايين لبناني على ارضه لما شغل العالم لولا الاربعة عشر مليون لبناني الذين رفعوا اسم بلدهم اينما وجدوا في العالم. ولعل النجاح والاندماج في المجتمعات المضيفة هما صفتان يتوارثهما اللبنانيون بالجينات. والدليل انه رغم كل الذي مر على لبنان لم يكن اللبنانيون يوما لاجئين او نازحين. ومن هنا اهمية ان يظل النجاح الذي يحققه اي مغترب مرتبط بالكيان الذي هو لبنان. وفي هذا السياق نقول ان وجودنا في الشرق مهم من اجل المحافظة على تنوعه.

ولا خوف على لبنان الارض والوطن، بل الخوف على هوية لبنان وفرادته وعلى انسانه. ولطالما كان يجد لبنان توازنه في الطاقات اللبنانية الكبيرة التي كانت تحتاج للتعبير عن نفسها خارج لبنان". ورأى "ان الشرق مهدد اليوم بخطرين، الارهاب والنزوح اللذين يغذي احدهما الاخر، اذ ان النزوح يجر الارهاب والعكس صحيح، والاثنان الى تصاعد". وقال: "امام هذا المشهد غير الطبيعي، نحن في لبنان على خط المواجهة الاولى، ولن نستطيع ان نكمل في هذه المواجهة ان لم تدعمونا كمنتشرين. لذا نحمل في مجلس النواب قانون استعادة الجنسية ليكتسب المتحدر من اصل لبناني حقوقه بالجنسية والانتخاب، وللاسف نحارب لأن هذا القانون يعطي القوة للبنان ولأنه يجعل لبنان يكتمل بمنتشريه". وختم باسيل: "فشلنا في ان نبني دولة وهذا امر معيب بحقنا كسياسيين لأننا استعملنا المواطنين لسياساتنا الصغيرة، وكمواطنين لأننا جددنا لمثل هؤلاء السياسيين ووافقنا ان يكونوا متحكمين بالبلد". من جهته، القنصل الفخري حنا، اشار الى "ان المغتربين في الولايات المتحدة وفي المهاجر الاخرى في العالم يرون الفوضى تضرب الشارع اللبناني، ما يخيفهم ويؤخرهم في زياراتهم السنوية مع عائلاتهم وابنائهم ان لم نقل في عودتهم الى الوطن واستعادة تفاعلهم الحياتي فيه". واشار الى "قلق يعتري اللبنانيين المهاجرين في الولايات المتحدة على لبنان بسبب التحديات التي يواجهها اهلنا على الصعيدين الحياتي والسياسي". بعد ذلك، شارك الوزير باسيل في فاعليات المهرجان السنوي الذي تقيمه كنيسة سانت تيريزا في مدينة بركتن في ولاية ماساتشوستس والذي يتضمن عروضا فلكلورية وموسيقية من وحي التراث اللبناني ومأكولات لبنانية، الى جانب العاب ترفيهية، بمشاركة مئات اللبنانيين يوميا من مختلفة المناطق المحيطة بمدينة بوسطن.

 

كنيستنا المارونية وقادتها والفساد والإفساد

الياس بجاني/27 أيلول/15

إن الخروج من لازمة عيب ولا يصح انتقاد رجال الدين والتحرر العقلاني والإيماني من هرطقة ضرورة احترام الثوب الكهنوتي مهما كان يلوثه مرتديه والمتلطي خلفه زوراً تشكل خطوة البداية لرحلة االألف ميل في مسار اقتلاع الفساد والفاسدين والمفسدين من كنيستنا التي يتولى قيادتها حالياً أحبار كبار أين منهم تجار الهيكل وكل اصناف الكتبة والفريسيين والعشارين.

 

تغريدات عونية تعروية وفاضحة

الياس بجاني/17 أيلول/15

عباءة وتاج الوطنية من جهة، ولبوس العمالة والخيانة من جهة أخرى هما لدى نصرالله ومحور شره السوري-الإيراني يتبدلان ويتغيران غب الحاجة والطلب وورقات التفاهم والخنوع، ومرحبا مصاقية وصدق.

قبل ورقة التفاهم كان عون عند نصرالله مشروعاً إسرائيلياً، وعميلا وخائناً عند محور الشر لدوره في قانون محاسبة سوريا واستعادة استقلال لبنان وفجأة هذا العون صاحب مقولة "هلقتنيي" اصبح وطنياً، فأين مصداقية الشباب؟

نحن نرى أن عون بثقافته التعتير والنرسيسية هو الخطر رقم واحد على المسيحيين في لبنان، وبالتالي على الأحرار من أهلنا رذله وفضح هوسه وفجعه للسلطة والمال.

نستغرب كيف أن الجميع من أهل السياسة في لبنان تقريباً يشيدون بصهر عون العميد شامل روكز وبمناقبيته فيما الرجل صامت صمت أبو الهول ومستسلم لعمه عون الذي شوه صورته ودمرها!!

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

نتينياهو ممانعا

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/28 أيلول/15

مسلية حقًّا متابعة العناوين والمقاربات الإعلامية لتيار الممانعة وهي تحاول تفسير التنسيق الروسي الإسرائيلي العسكري المستجد في سوريا، والذي يعد خطوة علنية مباشرة في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.. باغت الكرملين الغرب وقرر الرئيس فلاديمير بوتين التدخل منفردًا على الأرجح في عملية إنقاذ رجله في دمشق (الرئيس الأسد) مستخدمًا نفس الوحدات التي خاضت عاما ونصف العام من الحرب القذرة في أوكرانيا. زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موسكو بعد التطور هذا وعاد بتطمينات رسمية من بوتين بأن النظام السوري لن يفتح جبهة الجولان، بل إن محادثات الرجلين كادت تنص صراحة على تلاقي المصلحة في الحفاظ على نظام الأسد.. كيف تابع الإعلام الممانع الخطوة الروسية والمباركة الإسرائيلية لها.. محللو وصحافيو هذا التيار يجاهدون لتجاوز التوافق الروسي الإسرائيلي العلني والرغبة المشتركة بالإبقاء على نظام الأسد، فهناك محاولات مستميتة لتقديم تفسيرات مرتبكة ومضحكة، عنوانها أن بوتين أنجز خطوة مهمة لجهة ردع إسرائيل عن انتهاك الأجواء السورية، وما محاولات نتنياهو الإيحاء بأن تفاهما أساسيا قد تم بينه وبين بوتين سوى تخبط يائس لحفظ ماء الوجه الإسرائيلي أمام قائد تيار الممانعة الرفيق بوتين. هكذا يريدنا إعلام الممانعة ومحللوه أن نقرأ الحدث الإسرائيلي السوري الروسي.. المطلوب منا إذن تجاهل حقيقة أن بوتين أقدم على التدخل عسكريا في سوريا وهو يعلم أن واشنطن لن تبدي الكثير من الامتعاض لرؤية روسيا تحمي مباشرة بشار الأسد المسؤول عن معظم المجازر في سوريا. وها هم كارهو أميركا يهللون لموسكو لكونها البلد الشجاع الوحيد الذي يتصدى للإمبريالية العظمى.. لكن حقًا، لماذا نتوقع من إسرائيل أن تعترض على الدور العسكري الروسي في سوريا طالما أن ذلك لا يتعارض مع مصالحها لا بل يؤمن لها استقرارًا هو امتداد لاستقرار منحها إياه الأسد الأب منذ خمسة وأربعين عامًا. فروسيا جاءت لإعادة إنتاج هذا الستاتيكو الذي لطالما تغنى به الإسرائيليون، وبالمناسبة هو نفسه الستاتيكو الذي فرضوه في عام 2006 على جبهة الجنوب اللبناني. وللحقيقة، فإن تخبط الإعلام الممانع يثير الشفقة فعلا مع تلك المحاولات المستميتة لصوغ الرؤية الإسرائيلية السورية بصفتها دعمًا للرئيس الممانع. فبحسب هذه المقاربة علينا أن نعطل عقولنا وأن لا نلحظ الجهد الروسي الإسرائيلي للإبقاء على النظام السوري الذي يختصر كل إجرامه بأنه، لمواجهة إسرائيل.. إسرائيل باتت في محور الممانعة يا جماعة.. المعادلة اليوم هي أن موسكو تضبط التدخل الإيراني في سوريا وتطمئن تل أبيب أن الأسد لا ينوي فتح جبهة ثانية في الجولان. لعله كان من الأفضل على جهابذة الإعلام الممانع الزعم بأنهم لا يعرفون ما يحصل بدلا من التطبيل الفارغ الكوميدي لما يحصل. فما أقره لقاء بوتين نتنياهو يضع الممانعين في تناقضات لا يمكنهم القفز فوقها. أليس بشار الأسد هو الرئيس الوحيد الذي ما زال واقفًا يجابه إسرائيل كما قالوا لنا؟ فهنيئا للممانعين تصدر بنيامين نتنياهو جبهتهم. لكن يبقى سؤال: تمانعون من؟! الأرجح أنكم تمانعون مجتمعاتكم، فتقبلون لها الفناء والموت في سبيل.. نتنياهو..!!

 

تعليق الياس بجاني على مقالة ديانا مقلد التي في أعلى

لقد أصابت الكاتبة في وصف ثقافة ما يسمى زوراً ممانعة وهي ثقافة تستغبي العقول ومغربة كلياً عن الوقائع والحقائق المعاشة وعن والمنطق واحترام الذات والآخرين. هؤلاء الحكام وقادة ميليشيات الإرهاب في لبنان وسوريا والعراق يعيشون في قوقعة من الغباء والإستغباء الذاتيين ولا يمتون للعصر وعلومه وشرعة حقوقه بصلة. يستغبون انفسهم وشعوبهم ويفصلون معايير الوطنية والخيانة الباليةواللا عقلانية وانسانية لكل القضايا ويبدلونها غب احتياجاتهم. متلونون وحربائيون هم بلوة ومصائب شعوبهم، وهم وراء كل الحروب في بلدانهم ولا خلاص لهذه البلدان بغير سقوطهم ودفن كل ثقافاتهم البالية.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سلام: مواجهة أزمة اللاجئين من المصدر وبذل جهود دولية لإيجاد حل في سوريا

28 أيلول 2015/النهار

وصف رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الوضع في لبنان بأنه "صعب بسبب العدد الكبير للاجئين"، مؤكدا حاجة لبنان إلى المساعدة في هذا المجال. وإذ رحب باستضافة الدول الأوروبية للاجئين "في حال كان ذلك ممكنا"، دعا إلى "مواجهة الأزمة من المصدر وإيجاد حل للوضع في سوريا، وليس معالجة النتائج".

وقال بعد لقائه رئيسة وزراء نروج إيرنا سولبيرغ في مقر الامم المتحدة: "بحثنا في مسائل عديدة منها استعداد نروج للاهتمام بأوضاع مماثلة في العالم، وخصوصا في لبنان حيث الوضع صعب بسبب العدد الكبير للاجئين والذي بلغ 1,5 مليون في بلد يضم 4 ملايين نسمة. الأمر يتطلب مساعدة كبيرة، اذ ان اللاجئين يشاركوننا قطاعات التعليم والطبابة والمياه والكهرباء". ورحب باستضافة الدول الاوروبية عدداً أكبر من اللاجئين "في حال كان ذلك ممكنا، لكن علينا مواجهة الازمة من المصدر وإيجاد حل للوضع في سوريا، وليس علينا معالجة النتائج، الأمر الذي يتطلب بذل جهود دولية حول سوريا".

واستقبل في مركز اقامته في فندق "والدورف استوريا" وكيل الامين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن في حضور السفير نواف سلام. هذا وسيلتقي سلام الرئيس الفلسطيني محمود عباس في فندق "غراند حياة". ومن المقرر ان يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على ان يلبي دعوة امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ووجه برقية الى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، معزياً بضحايا حادثة منى. وأبرق للغاية نفسها الى ولي العهد الامير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وكان سلام استقبل الجمعة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد، في حضور وزير الخارجية جبران باسيل وسلام.

بعد اللقاء قالت ريتشارد: "تحدثت عن الهبات التي تقدمها أميركا إلى لبنان في مواجهة أزمة اللاجئين، ولكن طبعا علينا أن نعمل أكثر، وسيتم الإعلان عن مساعدات تبلغ قيمتها 490 مليون دولار، يخصص منها 77 مليون دولار للبنان. ومنذ بدء الأزمة في سوريا قدمت الولايات المتحدة 898 مليون دولار للبنان من خلال الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية". واوضحت أن بلادها "ستأخذ 10 آلاف لاجئ من الأردن ومصر وتركيا، على أن تأخذ لاحقا عددا من لبنان".

وعرض رئيس مجلس الوزراء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في مقر اقامة الأخير، الأوضاع في حضور باسيل وسلام.

وأكد في كلمته امام "قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة" أن "التحديات عديدة في ما يتعلق ببلدي لبنان، ويشكل الشق الإنساني الناتج من أزمة اللاجئين السوريين أحد أهم التحديات التي تواجه التنمية، اذ يتحمّل البلد الأصغر في المنطقة، العبء الأكبر جراء التهجير القسري للسوريين إلى خارج بلادهم".

ورأى "أن رد الفعل الدولي على أزمة بهذا الحجم، لم يكن بالمستوى المطلوب. لقد ركزت الموارد المحدودة فقط على تمويل العمل الإنساني، فيما نحن في حاجة الى المساعدة الانمائية، وتقاسم عبء تمويل استضافة النازحين".

ولفت الى انه "في لبنان، كانت جهود القطاع الخاص أساسية في هذا الإطار، وقد ساهم الاغتراب اللبناني في شكل رئيسي في تعزيزها من خلال التحويلات. وفي هذا الصدد من المهم إعادة النظر في القيود غير الضرورية المفروضة على التحويلات المالية، التي تتمثل زيادة التكاليف غير العادلة لها، وتؤدي إلى تضرر الجهة التي تتلقى هذه التحويلات، كما تؤثر سلبا في شكل مباشر على الاستهلاك والتعليم اللذين يعتمدان في شكل أساسي على هذه التحويلات. نحن نستثمر في شكل أساسي في تعليم أولادنا، لنراهم يهاجرون عند بلوغهم سن العمل، مما يؤثر جديا على انتاجيتنا والسبيل الأمثل للحد من هذه الموجة، هو بتأمين تنمية مستدامة متوازنة. ووحده تعزيز التنمية الشاملة، يمنع نشوء بؤر بؤس تشكل أرضا خصبة لكل أنواع التعصب".

 

رئيس الحكومة يُعاين في نيويورك ملامح "التغيير الجذري" الغربي حيال أزمة اللاجئين مجموعة الدعم الدولية نحو قرارات "تنفّذ" وتحرّك أوروبي مع إيران والسعودية

الرئيس سلام يلقي كلمته أمام "قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة" في نيويورك.

نيويورك - نبيل بو منصف/النهار/28 أيلول 2015

مفارقتان بارزتان تواكبان لقاءات رئيس الوزراء تمام سلام مع الزعماء الدوليين والأجانب والعرب منذ وصوله الى نيويورك، اضافة الى المعطيات التي تبرز من خلال مشاركته في برامج الدورة العادية للأمم المتحدة هذه السنة. الاولى ان سلام يأتي الى الامم المتحدة للسنة الثانية رئيسا للوفد اللبناني الرسمي بفعل أزمة الفراغ الرئاسي، الامر الذي لم يكن هو نفسه ليتصوره بعد سنة من مشاركته الاولى في اعمال افتتاح الدورة العادية للمنظمة الدولية قبل سنة تماما مما يبقي هذه الازمة حاضرة بقوة في مجمل كلماته العلنية ولقاءاته الجانبية. والمفارقة الثانية ان شيئا ما جديدا بدأ رئيس الحكومة والفريق المواكب له يلمسه في النَّفَس الدولي ولا سيما منه الغربي، حيال الواقع في لبنان انطلاقا من واقع سوريا والمنطقة يمكن ان يشكل تطورا مختلفا في تعامل الدول مع الازمة اللبنانية.

الرئيس سلام بدا ملتقطا هذه الموجة في مجمل لقاءاته وايضا في كلمته في قمة الامم المتحدة للتنمية المستدامة حين ضرب على عَصب القصور الدولي في معالجة اساس ازمة اللاجئين السوريين واقتصار رد الفعل الدولي على بعض نواحي المساعدات دون الذهاب الى أصول الازمة. صارح المجتمع الدولي بان لبنان تلقى انعكاسات مدمرة على التنمية والحركة الاقتصادية والتقدم الاجتماعي والبيئة عقب استضافته اكثر من مليون ومئتي الف لاجئ سوري مسجلين، لافتا ايضا الى ان النزف الذي لحق بالمؤسسات وكل القطاعات في وقت "ركزت الموارد المحدودة فقط على تمويل العمل الإنساني فيما نحن في حاجة الى المساعدة الانمائية وتقاسم عبء تمويل استضافة النازحين، وتعتبر ازمة اللاجئين التي تواجهها أوروبا اليوم نتيجة مباشرة لهذه الاستجابة غير الكافية".

والواقع ان ايراد سلام هذه الاشارة في كلمته يشكل جوهر ما يلمسه من معطيات في زيارته لنيويورك والذي يصفه مصدر وثيق الصلة برئيس الحكومة لـ"النهار" بانه "تغيير جذري لدى الأوروبيين والأميركيين بدأنا نلمسه ويعكس انهم بدأوا يحسون بالسخن من جراء سلسلة تطورات وامور من ابرزها تدفق اللاجئين على الدول الأوروبية الامر الذي يجعلهم يربطون للمرة الاولى منذ سنوات مصالحهم ومشكلاتهم بمصدر المشكلة في منطقتنا" . حتى ان الرئيس سلام نفسه حرص عقب حضوره جلسة إلقاء البابا فرنسيس كلمته امام الامم المتحدة على القول ان الاهتمام الكبير بزيارة البابا وكلماته يعود الى ان العالم صار في حاجة الى غطاء نظيف لمعالجة القضايا والنزاعات ، وان الحروب لا تعالج بتداعياتها بل بمسبباتها في مصادرها وأرضها.

ويلفت المصدر الوثيق الصلة برئيس الحكومة الى ان هناك وعيا جديدا يجري التعبير عنه في لقاءات مسؤولين غربيين مع سلام "علما اننا كنا نقول لهم منذ ايام الرئيس ميشال سليمان ان يحلوا الامور في مصادرها وان يساعدونا لئلا تصل الموس الى ذقونهم". وكشف في هذا المجال ان ممثلة الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والامنية فيديريكا موغيريني أبلغت الرئيس سلام في لقائهما اول من امس ان الاتحاد الاوروبي سيتخذ قرارا مهما بزيادة المبالغ والمساعدات للبلدان الحاضنة للاجئين السوريين ولا سيما منها لبنان، كما ان الاتحاد سيأخذ دورا اكبر في مساعي الحلول المتصلة بأزمة اللاجئين وخصوصا في سوريا. وأشار المصدر الى ان الاتحاد الاوروبي كمجموعة يمكنه ان يلعب دورا بارزا مع ايران من خلال تأثيره تجاريا واقتصاديا لان اقتصاد ايران الذي كان خامدا في حاجة الى أوروبا، والشركات الأوروبية تتسابق الان على ايران الامر الذي يجعل طهران تفكر بتأن قبل ان تدير ظهرها الى المبادرات الأوروبية، فضلا عن ان ايران لا تريد تسليم ذقنها لاميركا. ويشير المصدر الى ان موغيريني أكدت ايضا ان الاتحاد الاوروبي سيقدم مساعدات عسكرية للبنان للمرة الاولى كمجموعة وليس كدول منفردة، مما يدل على ان الاندفاعة الجديدة تعكس خوفا اوروبيا على استقرار لبنان وهو الامر الذي ينطبق ايضا على الولايات المتحدة التي توفر زخما كبيرا لدعم الجيش وكذلك بريطانيا التي لعبت دورا بارزا في موضوع حماية الحدود الشرقية مع سوريا.

وفي دلالة مماثلة على هذا "الوعي الجديد" يكشف المصدر ان لقاء الرئيس سلام مع رئيسة الوزراء النروجية ارنا سولبرغ اتسم بدوره بأهمية خاصة اذ ابرزت رئيسة الوزراء النروجية الكثير من الاهتمام بلبنان وعكست في كلامها الدافع "الاخلاقي" لمسألة تحمل لبنان اعباء اللاجئين وقالت: "اننا مفجوعون بما جرى ولبنان يلعب دورا كبيرا جدا ولا يحق لنا تركه في مشكلته وأزمته". وأوضح المصدر ان النروجيين يطرحون عقد مؤتمر مماثل لمؤتمر الكويت فيما طرح الوفد اللبناني عليهم ان يدعموا لبنان بمشاريع تنموية.

اما في موضوع الازمة الرئاسية وما اذا كانت تحضر في لقاءات نيويورك فيكشف المصدر ان شخص الرئيس سلام يحظى بصدقية لدى المجتمع الدولي كما كان قبله الرئيس السابق ميشال سليمان، وحين لوح سلام بالاستقالة اندفع جميع ممثلي الدول مطالبين إياه بعدم الاستقالة وشكل ذلك اختبارا مهما للثقة الدولية به كصمام أمان الان للبنان. ولفت المصدر الى ان سلام سيتناول ازمة الاستحقاق الرئاسي في كلمته امام مجموعة الدعم الدولية الاربعاء المقبل، ولعله سيعبر عن ألمه وانزعاجه وسيبدو كأنه يعتذر عن عدم وجود رئيس للجمهورية للسنة الثانية وإن لم يكن محرجا ابدا .كما ان مجموعة الدعم تبدو بدورها متأثرة بجو متغير هذه المرة اذ يجري العمل على اصدار قرارات تنفذ فعلا. كما ان الملف الرئاسي كان في اولويات اللقاء بين الرئيس سلام والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء امس انطلاقا من الدور البارز الذي لعبته فرنسا عبر مهمة فرنسوا جيرو في السعي الى حل الازمة الرئاسية والتي تمحورت على التواصل مع السعودية وإيران. ويقول المصدر في هذا السياق ان الأوروبيين سيبذلون جهودا جديدة بعد التنسيق بين الدول الأوروبية مع ايران وكذلك مع السعودية من اجل تسريع الحل للأزمة الرئاسية، لكن يبرز من خلال اللقاءات التي يجريها الرئيس سلام هنا ان الجميع يربطون الوضع في لبنان بمآل التطورات السورية، والأميركيون والأوروبيون منزعجون من شل مجلس الوزراء، لكن امكانات الحل لديهم ضئيلة، فيما الفريق الذي يؤثر ويضغط على الفريق المعطل هو الجانب الايراني الذي لا مؤشرات تدل على انه يضغط على الثنائي عون - "حزب الله" للعودة الى مجلس الوزراء.

 

اجتماعات نيويورك لا تُدرج لبنان ضمن الأولويات "المستقبل": ما الضمانات للقبول بالتسوية؟

سابين عويس/النهار/28 أيلول 2015

فيما يجهد رئيس الحكومة ووزير خارجيته من خلال اللقاءات الجانبية التي يعقدانها في نيويورك على هامش مشاركتهما في الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، في طرح الأزمة اللبنانية، يتظهر أكثر  للجانب اللبناني أن الاهتمام الدولي بلبنان ينحصر بحماية الاستقرار وتحصين الوضع الداخلي ودعم المؤسسات الأمنية والعسكرية، ودعوة القوى المحلية للحفاظ على الأوضاع، ولو في حدها الأدنى، بما أن الأجندات الدولية حافلة بأولويات تشغل المجتمع الدولي وتقض مضاجع الحكومات الغربية، بدءاً من أزمة اللاجئين السوريين وصولاً الى خطر الارهاب والتمدد الأصولي. وعليه، لا يعوّل مراقبون على أن تحمل لقاءات نيويورك او حتى كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة أكثر من التعاطف والتفهم للظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان، ولا سيما من جانب تأثير اللجوء السوري على لبنان او من جانب المخاطر المترتبة على التمدد "الداعشي". وإذ يترك للقوى المحلية مسؤولية ادارة الازمة ومقاربة الملفات العالقة ضمن سقف الحفاظ على الاستقرار الداخلي، ينتظر أن تشكل هذه الملفات محور الاهتمام الرسمي اعتبارا من مطلع تشرين الاول المقبل، موعد عودة رئيس الحكومة من نيويورك. وفي الانتظار، تنشط ماكينة الرئيس نبيه بري و النائب وليد جنبلاط من أجل إنجاز تسوية ترقية الضباط لسحب الأعذار من يد العماد ميشال عون الذي يتمسك بترقية العميد شامل روكز أولا والاتفاق على آلية العمل الحكومية ثانيا قبل ان يرضى بعودة وزيره الى طاولة مجلس الوزراء. وفي حين تضع بعض القوى عقدة الترقية عند "تيار المستقبل"، وتحديدا عند رئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة على خلفية موقفه في حوار الستة في عين التينة نهاية الأسبوع الماضي، تردّ أوساط قريبة من السنيورة برفض هذا الكلام، مشيرة الى انه لم يرفض التسوية المقترحة، لكنه طرح أسئلة تتطلب أجوبة واضحة إنطلاقا من تجارب سابقة لم تفض الى النتائج المتوخاة. أول هذه الأسئلة يتعلق بالآلية التي سيتم من خلالها إقرار التسوية في مجلس الوزراء ، انطلاقا من مطلب عون الأخذ بموقف مكون او مكونين في الحكومة من أي قرار يتخذ. فإذا رفض احد المكونات الحكومية السير بالترقية، ماذا يكون مصير التسوية؟ ثاني الأسئلة يذهب نحو مدى التزام مبدأ التسوية التي تبدأ موقتة وتتحول لتصبح نهائية. فإذا تم التوافق على تسوية هي أساسا مخالفة للدستور، ما هي الضمانات التي يقدمها الفريق الآخر في الحكم حيال عدم تكرار تسميات مماثلة. علما ان للأوساط المستقبلية المشار اليها تجربة مريرة مع الشركاء في الحكم تمثلت في تعهدات التزموها في الدوحة بعدم التعطيل وعدم الاستقالة، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ وعليه، تؤكد هذه الاوساط ان الضمان الوحيد يكمن في العودة الى الدستور والتزام نصوصه. وهذا ينسحب في رأيها ليس فقط على مسألة التوافق على التسوية المتعلقة بترقية روكز وبعض الضباط، وإنما أيضاً على آلية العمل الحكومي التي يفترض ان تكون المدخل لإقرار مثل هذه التسوية. وفي هذا السياق، تتوجه بالسؤال الى معارضي تطبيق الدستور في مقاربة ممارسة مجلس الوزراء لصلاحيات رئيس الجمهورية في ظل الشغور، حول الضغوط التي سيمارسونها من اجل عدم الاصطدام بمكون او مكونين في الحكومة يمكن ان يرفضا التسوية المقترحة. وهذا السؤال ينطلق من موقف نحو عشرة وزراء يمثلون وزراء اللقاء التشاوري وحزب الكتائب في الحكومة، يرفضون ترقية روكز. فهل في مثل هذه الحال يرضخ العماد عون لموقف هذه المكونات ويسقط التسوية؟ تطرح الاوساط مثل هذه الأسئلة لتخلص الى أن أي تسوية لا ترضى بتوافق وطني لا يجوز ان تشكّل استفزازا لفريق ضد آخر، مشيرة الى أن الأهم في أي قرار سيتخذ في أي شأن، هو احترام الدستور حتى لا تنتهي الأمور مطابقة لقول المثل الشائع " طابخ السم آكله".

 

حل ملف الترقيات وعقد جلسة للحكومة ينتظران عودة سلام من زيارته إلى نيويورك وبري أكد أن الحوار ليس لتضييع الوقت أو ضد الحراك

بيروت – “السياسة”: بانتظار عودة رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام من نيويورك لعقد جلسة لمجلس الوزراء, تستمر الاتصالات بحثاً عن مخرج دستوري لملف الترقيات الأمنية الذي لا يزال مثار تجاذب بين القوى السياسية, في وقت لا تبدي أوساط مشاركة في الحوار تفاؤلاً حيال إمكانية أن تحقق جلسات ساحة النجمة خرقاً ولو محدوداً في موضوع الاستحقاق الرئاسي, سيما أن المواقف لم تتبدل منذ الجلسة الأولى. ورغم محاولات بعض الاطراف إشاعة إجواء تفاؤلية بشأن التوصل الى تسوية في ملف الترقيات, إلا أن مصادر مطلعة في قوى “14 آذار” أكدت لـ”السياسة” أن مساعي الحل تواجه عقبات أساسية لا يمكن تجاوزها, وأهمها موقف قيادة الجيش ووزارة الدفاع غير المتحمس للتسوية المطروحة, وبالتالي فإن الجهود منصبة لإيجاد المخرج القانوني الذي من شأنه أن يزيل تحفظات الرافضين للترقيات وبما يساعد مجلس الوزراء على استعادة دوره في اتخاذ القرارات ومعالجة المشكلات والملفات الأخرى المدرجة على جدول أعماله. وفي حديث متلفز من نيويورك حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة, قال رئيس الحكومة تمام سلام إن “كل ما يرشح إلينا من معلومات يؤكد ان القوى السياسية جادة في ايجاد المخارج على الاقل لتفعيل عمل الحكومة”, مضيفاً إن “من واجبي أن ادعو الى جلسة لمجلس الوزراء فور عودتي الى بيروت خصوصا في ظل الحوار القائم الذي لا يجب ان نربط تفعيل السلطة الاجرائية به بل يجب ان نواكبه ولا يمكن أن نعطل البلد على وتيرة الحوار الذي يمكن أن يمتد كثيراً, لان مصالح الناس يجب ان تواكب”. ولفت إلى أن كل من التقاهم وسيلتقيهم في نيويورك سيكون كلامه معهم واحد وواضح ومفاده أن “عليهم جميعاً أن يدركوا اهمية الدور المطلوب لإيجاد حل جذري للأزمة في سورية, لأن استقرار سورية والمنطقة ينعكس إيجاباً على لبنان”.

وكان سلام التقى في نيويورك مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد التي قالت ان المحادثات كانت فاعلة بشأن كيفية تقديم الولايات المتحدة المزيد من الدعم الى لبنان, مشيرة الى انها ستنقل اجواء هذه المحادثات الى وزير الخارجية الاميركي كما ستناقشها مع الحكومات الموجودة هذا الأسبوع في نيويورك. وأشارت المسؤولة الاميركية الى ان بلادها ستستضيف عشرة آلاف لاجئ من المقيمين في الاردن ومصر وتركيا على أن تأخذ في وقت لاحق عدداً منهم من لبنان. من جهته, أكد وزير الخارحية الفرنسي لوران فابيوس وجوب دعم لبنان ليخرج من الحالة التي يعاني منها, مشيراً إلى أنه سيناقش بعض أمور لبنان مع الايرانيين والسعوديين بوجود الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقال مسؤول شؤون التوسيع الاوروبي يوهانس هان ان الموجة الكبرى المقبلة من اللاجئين غير الشرعيين الى اوروبا قد تنطلق من لبنان “الدولة الضعيفة التي تشهد وضعاً مأساوياً”, على حد قوله. في سياق متصل, حضرت أزمة اللاجئين في قصر الاليزية بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس السابق ميشال سليمان الذي شكر الدولة الفرنسية لاهتمامها الدائم بدعم الجيش اللبناني وتسليمه عتاداً متطوراً للدفاع عن نفسه في مواجهة اي عدوان وفي مكافحة الارهاب, اضافة الى الدعم الفرنسي المتواصل لاحترام جميع القوى الدستور اللبناني. وكشف سليمان انه طلب من الرئيس الفرنسي التدخل لدى الرئيس الايراني حسن روحاني الذي سيلتقيه في نيويورك ولدى الجهات التي تؤثر عليها إيران, وتحديداً “حزب الله”, من أجل تسهيل انتخاب الرئيس العتيد, معتبراً أن من شأن تزايد الحضور الروسي أن يساعد على تسهيل الحل لا بل فرضه. في سياق متصل, أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري أن تثمر الجهود والمساعي التي تشهدها أروقة مقر الهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك عن إنجاز تسويات توقف حمام الدم الذي يضرب المنطقة, سيما في سورية والعراق واليمن. وإذ دعا إلى ضرورة أن يثبت اللبنانيون أنهم قادرون على إدارة ملفاتهم وشؤونهم وإنجاز استحقاقاتهم بأنفسهم, قال بري, في تصريحات صحافية, أمس, “يخطئ الظن من يعتقد في الداخل أن طاولة الحوار هي لتضييع الوقت أو ضد الحراك الشعبي المدني, أقول إن طاولة الحوار هي لإستثمار الوقت الذي لن يكون لمصلحة لبنان إذا لم نحسن قراءة المتغيرات المتسارعة على مستوى المنطقة والعالم, وطاولة الحوار قادرة على إنجاز الكثير شرط أن تتوافر النوايا الصادقة لدى الأطراف المتحاورة وإنني مؤمن بأن النوايا الصادقة لدى الجميع لإنقاذ لبنان”.

 

احتجاجاً على تصريحات خامنئي ونصر الله البحرين تستدعي القائمين بأعمال سفارتي إيران ولبنان

المنامة – وكالات: استدعت وزارة الخارجية البحرينية القائمين بأعمال سفارة إيران ولبنان لديها, وسلمتهما مذكرة احتجاج رسمية إثر تصريحات صدرت عن المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية علي خامنئي وأمين عام “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله. وذكرت وكالة الأنباء البحرينية مساء أول من أمس, أن “وزارة خارجية مملكة البحرين استدعت القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية لدى المملكة محمد رضا بابائي وسلمته مذكرة احتجاج رسمية إثر تصريحات خامنئي”. وأعرب وكيل وزارة الخارجية البحرينية السفير عبد الله عبد اللطيف عبد الله عن استنكار واستياء بلاده البالغين إزاء هذه التصريحات التي “تعد تدخلاً مرفوضًا في الشأن الداخلي وخرقاً لمبادئ الأمم المتحدة, كما أنها تؤثر سلباً على أمن واستقرار المنطقة وطبيعة العلاقات بين دولها”. وشدد على “ضرورة التقيد التام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة واحترام سيادتها واستقلالها, إضافة إلى التوقف بشكل عاجل عن إطلاق مثل هذه التصريحات غير المسؤولة وغيرها من أشكال التدخل في الشأن البحريني, والالتفات بصورة أكبر إلى الشعب الإيراني الصديق والعمل على تحسين أوضاعه بدلاً من افتعال مشكلات غير مبررة مع دول الجوار”. وفي السياق ذاته, استدعت وزارة الخارجية البحرينية القائم بأعمال سفارة لبنان لدى المملكة إبراهيم إلياس عساف وسلمته مذكرة احتجاج رسمية رفضاً للتصريحات الصادرة أخيراً عن نصر الله. وأكد عبد الله “أن التصريحات التي صدرت عن نصر الله تعد تدخلاً سافراً ومرفوضاً في الشأن الداخلي وتعدياً واضحاً على سيادة واستقلال البحرين, وتحمل توصيفاً مغلوطاً ومغرضاً للوضع في المملكة وترمي إلى الإساءة إلى العلاقات بين الأشقاء”. وطالب المسؤولين في لبنان بضرورة الإسراع في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية الرادعة والحاسمة حيال مثل هذه التصريحات المسيئة للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين”. ودعا إلى “ضمان الوقف الفوري والقاطع لأشكال التدخل كافة في الشأن البحريني الداخلي خصوصاً وأن الحزب الإرهابي شريك في الحكومة اللبنانية”, مؤكداً أن البحرين ستتخذ كل ما من شأنه حماية مصالحها والمحافظة على أمنها واستقرارها وضمان سلامة شعبها.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 27/9/2015

الأحد 27 أيلول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أنظار العالم تتجه إلى نيويورك التي ترسم لقاءاتها، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، خطوط تسوية أزمات المنطقة، وبينها محادثات وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة، تمهيدا للقمة المرتقبة غدا بين الرئيسين بوتين وأوباما، على هامش الاجتماعات الرسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي استبقها بوتين اليوم بالاعلان عن ان بلاده تعترف بشرعية الجيش الذي يخضع لأوامر الرئيس الأسد فقط.

وفي نيويورك، رئيس الحكومة تمام سلام يوسع مروحة لقاءاته، ويلتقي عند الواحدة فجرا بالتوقيت المحلي، الرئيس الفرنسي الذي دخلت بلاده اليوم عمليا وعلنيا، أول مرة على خط المشاركة في "التحالف الدولي" ضد "داعش" في سوريا، عبر شن أولى الغارات الفرنسية على الأراضي السورية، تأكيدا لالتزامها الحازم ضد الخطر الارهابي المتمثل ب"داعش"، وفق بيان قصر الرئاسة الفرنسية.

أما الرئيس هولاند، فأعلن من نيويورك ان ست طائرات فرنسية قصفت معسكرا تدريبيا ل"تنظيم الدولة الإسلامية" في سوريا ودمرت أهدافا. وحذر من توجيه المزيد من الضربات خلال الأسابيع المقبلة. قائلا: إن فرنسا تتباحث مع الجميع سعيا لحل سياسي في سوريا ولا تستبعد أحدا، معتبرا ان مستقبل سوريا لا يمكن ان يمر عبر الرئيس السوري بشار الأسد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

... وفي خريف حمام الدم الذي يضرب المنطقة، تتساقط الأوراق من يد من استخدم التكفير والتهجير والدمار والقتل لفرض أجندات مصالحه على الشعوب.

العين على ما تشهده أروقة الأمم المتحدة من جهود، لاستيلاد تسويات أساسها الوضع السوري.

موسكو ماضية في جهدها لحل الأزمة السورية، بانتظار أن تتوجه بكلام فاصل سيقوله الرئيس فلاديمير بوتين من على منبر الأمم المتحدة. لقاء سيرغي لافروف وجون كيري، سبقه الأول بخطوات عملية لمحاربة "داعش" عبر الإعلان عن حلف استخباراتي يضم إلى جانب روسيا كلا من سوريا والعراق وايران. فيما كان كيري يعتبر أن تنسيق الجهود بين كل الأطراف ضد "داعش" لم يحدث بعد. فهل فاته قطار الأحداث المتسارعة والخطوات الروسية الفاعلة؟

على أي حال، يبدو أن الجميع أدرك أن أقصر الطرق وأقلها كلفة لحل الأزمات والخلافات، يكون بالحوار وبالتسويات السياسية. ولكي لا يفوت اللبنانيون الفرصة، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعو، من موقعه كراع للحوار، إلى الإتعاظ مما يجري على مستوى الكبار في نيويورك، لافتا الى أنه من غير الجائز أن يذهب العالم بأسره إلى الحوار لإنجاز التسويات، وأن يعود اللبنانيون من حوارهم خاليي الوفاض.

الرئيس بري رأى أن المطلوب أن يقدم لبنان للعالم صورة وحقيقة مفادها بأن اللبنانيين قادرون على إدارة ملفاتهم وإنجاز استحقاقاتهم بأنفسهم، مقدمين مصلحة الوطن وسلمه الأهلي على أي مصلحة أخرى.

ولمن أخطأ الظن عندما اعتقد أن طاولة الحوار هي لتضييع الوقت أو ضد الحراك الشعبي المدني، قال رئيس المجلس: طاولة الحوار هي لاستثمار الوقت الذي لن يكون لمصلحة لبنان، إذا لم يحسن اللبنانيون قراءة المتغيرات المتسارعة على مستوى المنطقة والعالم، وهي قادرة على الإنجاز.

رئيس الحكومة تمام سلام أشار إلى ان كل ما يرشح من معلومات يؤكد ان القوى السياسية جادة في ايجاد مخارج لتفعيل عمل الحكومة. وأوضح انه من واجبه ان يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء فور عودته إلى بيروت، خصوصا في ظل الحوار القائم الذي يجب ان لا يربط تفعيل السلطة الإجرائية به، بل يجب ان نواكبه، ولا يمكن تعطيل البلد على وتيرة الحوار الذي يمكن ان يمتد كثيرا.

في جديد أزمة النفايات، كانت عين درافيل تؤيد خطة الوزير أكرم شهيب انطلاقا من الحس الوطني، كما قيل. فيما شهد مدخل مطمر الناعمة اعتصاما للحراك الرافض لسياسة المطامر والمكبات على مستوى كل لبنان.

فلكيا، العالم على موعد منتصف هذه الليلة مع خسوف نادر لقمر عملاق يعرف باسم "القمر الدامي"، حيث يظهر القمر أكبر وأكثر توجها من المعتاد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

... وكأن كرة الحل السياسي للأزمة السورية تتدحرج أسرع من المتوقع.

أروقة الأمم المتحدة منشغلة أشد الانشغال بذلك، وما يخرج من الغرف المغلقة يشي بنوع من مقدمات كبرى للتسويات: لقاء بين كيري وظريف يصب في هذا الاتجاه، وفلاديمير بوتين يثبت قواعد قوية: مساعدة سوريا تأتي في اطار القانون الدولي، وبقاء الرئيس الأسد شرط للحل.

الحضور الروسي في المنطقة إلى العلن أكثر فأكثر. جديده، مشاركة فاعلة في غرفة مشتركة روسية - سورية - عراقية - ايرانية، بجدران سياسية عالية جدا وسقف مرتفع في العمل والتوقعات.

غرفة تقابل ما سمي "التحالف الدولي" لمحاربة "داعش". وأبعد من ذلك يذهب هدفها لاعادة التوازنات بعد سنوات طويلة من اللعب الأميركي بمصير المنطقة، ومغامرات مدمرة مارستها دول وممالك.

أما اللبنانيون فهم معنيون بما يجري في أروقة نيويورك، لأن حوار الكبار هناك قد يخرج بتسويات توقف حمام الدم في المنطقة، بحسب الرئيس بري، ولكن، لا يجوز للمتحاورين في لبنان ان يخرجوا من حوارهم خاليي الوفاض، فيما يتحاور العالم المنقسم على عقد التسويات.

وفي رابع أيام الأضحى لا يزال وقع كارثة منى مدويا. الضحايا إلى ازدياد، والوفود الايرانية المحققة تمنع من التأشيرات السعودية، كما يمنع نشر الحقائق والوقائع حول ما حصل.

وعلى الحكام السعوديين الاعتذار للأمة الاسلامية، أكد الامام الخامنئي، محملا اياهم المسؤولية لأن ما حصل حول عيد الأضحى إلى عزاء، ولا يمكن ان ينسى لحظة واحدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

انتهت عطلة عيد الأضحى. قريبا يعود الرئيس سلام من الأمم المتحدة. وفي السادس من تشرين الأول يستأنف الحوار، والقضايا موضوع الخلاف نفسها تتأجل وتدور وتتضخم، ويأتيك من سكان طاولة الحوار من يشرح بفرح ظاهر أن لا إنتخابات رئاسية في لبنان قبل أن ينهي الخامنئي وبوتين معركة تثبيت الأسد في موقعه، وبأنه لن يكون في لبنان رئيس إلا شبيها مستنسخا من قماشة الأسد في قصر بعبدا.

في أي حال كل هذه العناوين كانت واضحة في إطلالة السيد حسن نصرالله الأخيرة، وقد رسم للمتحاورين خارطة الطريق، واضعا لائحة الممنوعات والمسموحات في الحوار العقيم الدائر حول نفسه. أما الممنوعات فباتت معروفة، أولها: أن يتوقف الحوار، ثانيها أن يصل الى نتيجة، وثالثها البحث غير المحدود للبند الرئاسي.

أما الأمور المسموح بحثها فهي عقيمة ومفخخة، ولا يمكن أن تسبق إنتخاب رئيس الجمهورية، بل يفترض أن تليه، كقانون الإنتخابات النيابية، إضافة إلى السجال الدائر حول المؤسسة العسكرية عبر ما يعرف بملف التعينات العسكرية.

في سياق التعطيل والتعجيز نفسه، برز إهتمام مفاجئ للحراك المدني بملف المطامر الوارد في خطة شهيب للنفايات، فنفذ مساء إعتصام رافض لفتح مطمر الناعمة لسبعة أيام، علما بأن أهالي جوار المطمر والبلديات كانوا أيدوا الخطة صباحا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الأكيد ان تجربة حل جديدة للمنطقة ترسم في خبايا نيويورك. والأكيد، ان يوم غد بلقاءاته وخطاباته الأممية سيشكل منعطفا، سبقته اليوم تطورات في السياسة، وفي الميدان. فالاعلان عن تشكيل لجنة روسية - ايرانية - سورية - عراقية ضد "داعش" تزامن مع تشديد الرئيس الروسي، من نيويورك، على ان الشرعية الوحيدة محصورة بالجيش السوري المؤتمر بالرئيس بشار الأسد. فيما بدت فرنسا تغرد ميدانيا باستقلالية، شبيهة بتغريدها سياسيا منفردة في شأن رفض دور للأسد في مستقبل سوريا، بعدما عدل الغرب في موقفه من هذه النقطة، معترفا بدور الأسد، أقله في المرحلة الانتقالية.

ولكن السؤال يبقى عن موقع لبنان من أي تسوية. الرئيس نبيه بري استقبل حوار الخارج بالتشديد على أهمية حوار الداخل للانتاج لا لتقطيع الوقت. في وقت يبقى المشهد اللبناني تحت تأثير العطلة من جهة، والأسفار من جهة أخرى، قبل ان يستأنف الحديث عن التعيينات العسكرية والتفعيل الحكومي والتشريع المجلسي.

وفي الانتظار، بدأ الحجاج بالعودة إلى لبنان بعدما شهدوا على أفظع كارثة، وأضخم عدد ضحايا، ليروي الناجون مشاهداتهم عن الحادثة التي تخطت أبعادها الانسانية، وأججت السجال الايراني - السعودي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

جبال النفايات ترتفع بين البيوت. حرق النفايات على قدم وساق في أكثر من منطقة، والسلطة متمسكة بما بات يعرف بخطة شهيب التي يرفضها الحراك الشعبي، والتي تحولت إلى أكثر من خطة بيئية لتصبح عنوانا لعقد اجتماعي خطير بين السلطة والناس:

- فبدلا من أن يكون دور الدولة استخدام أموال الضرائب لتقديم خدمات صحية إلى المواطنين، باتت تلك الأموال تستخدم رشوة، لإقناع المواطنين بالقبول بزرع السموم في محيطهم.

- وبدلا من أن تقوم الدولة بتنمية المناطق المهمشة، تعكس مواقع المطامر إصرار السلطة على النظر إلى عكار ومجدل عنجر والإقليم، كمناطق هامشية لا دور لها سوى استقبال النفايات.

- أما الزعماء الذين حصدوا غضب الشارع بعدما تقاسموا مناقصات النفايات في ما بينهم، فقد أعادتهم خطة شهيب، المعتمدة على المطامر، رعاة للحل عبر تكريس مناطق بعينها، محميات لهم يتصرفون بها كيفما شاؤوا.

الناعمة هتفت اليوم: لا. المطمر أقفل إلى غير رجعة. ومعها هتف معتصمون في عكار وطرابلس ومجدل عنجر. فاللبنانيون لم ينسوا بعد أن كارثة النفايات هي حصيلة عمليات نهب امتدت منذ عام 1997. وقد سميت تلك العمليات آنذاك "خطة طوارئ مؤقتة" أطلقها قبل نحو عشرين عاما وزير للبيئة يدعى، ويا للصدفة، أكرم شهيب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

في بيروت الكلام كثير والمطلوب واحد:

بيئيا، ان يحمل الأسبوع المقبل حلا لأزمة النفايات المتراكمة والمكدسة في الشوارع، على الرغم من الاعتصامات في الناعمة وعكار والمصنع رفضا لخطة الوزير شهيب.

سياسيا، ان تثمر اجتماعات طاولة الحوار المتلاحقة بدءا من السادس من الشهر الحالي، نتائج على صعيد انجاز الاستحقاق الرئاسي، في وقت كان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام يؤكد من نيويورك ل"تلفزيون المستقبل"، أنه مستمر في السعي إلى دعوة المجلس للإنعقاد، طالبا من القوى السياسية أن تلاقيه في ذلك لمعالجة القضايا العالقة.

الرئيس سلام أكد ان مواقف لبنان الرسمية بشأن العلاقات الخارجية، تعبر عنها الحكومة اللبنانية حصرا ولا ينفرد بها أي طرف سياسي لبناني، حتى ولو كان هذا الطرف مشاركا في الحكومة.

وجدد سلام التأكيد بأن ما صدر في بيروت بحق البحرين، لا يلزم الحكومة اللبنانية.

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فدعا اللبنانيين إلى الاتعاظ مما يجري على مستوى الكبار في نيويورك. وقال: هل يجوز أن يذهب العالم بأسره، على اختلافه وانقساماته، الى الحوار من أجل إنجاز التسويات، وأن يعود اللبنانيون من حوارهم خاليي الوفاض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل أن تصعد الرائحة إلى أعلى قمة الأزمة، ويعتصم الحراك عند رأسها في مطمر الناعمة، زحلت بلديات الغرب الأعلى والشحار ورفعت يدها لخطة شهيب، تحت مسار التعاون البلدي لضمان الحقوق وتحصيلها.

وبالنعم تدوم المطامر ويفتح الناعمة لسبعة أيام، لكن المعتصمين الرافضين لهذا الحل، كشفوا أن هناك خطة بديلة عمادها إعلان حالة طوارئ تعالج المخزون والمنتوج، وتفضح كل حالات الابتزاز، على أن يجري شرح تفاصيلها في مؤتمر صحافي يوم غد.

وما بين موافقة ريف الناعمة ورفض أولياء المطمر ومجموعات الحراك، ذهبت المعالجة السياسية إلى مزيد من التخدير القائم على وعد من رئيس الحكومة بجلسة وزارية فور عودته من نيويورك، وعلى فصل من رئيس مجلس النواب نبيه بري واعتباره أن طاولة الحوار ليست ضد الحراك الشعبي المدني، بل هي لاستثمار الوقت الذي لن يكون لمصلحة لبنان ما لم نحسن قراءة المتغيرات المتسارعة.

والواقع الفعلي لهذا التأكيد، أن الوقت لن يكون لصالح زعماء لبنان على وجه الخصوص، وليس لبنان الوطن والناس، فكل زعيم يجاهد اليوم للبقاء وتشييد مظلة تقيه غضب الحراك.

أما المتغيرات الإقليمية والدولية فنحن في أسفل جدولها، في أفضل احتمال. ولسنا على الجدول من أساسه، في أسوأ التوقعات. فإذا كان العراق بأخطاره المتعاظمة، قد خرج مرحليا من السباق إلى الحلول، وجرى ركنه لصالح الأزمات الكبرى، فكيف ببلد الأرز الذي تستعمله الدول الغربية والعربية للتسلية واللعب بزعمائه وأرضه كقطعة شطرنج.

كل ما هو متاح حاليا، هو الوساطة التي يعمل عليها وزيرا الصحة والتربية، على جبهة التعيينات الأمنية، والتي من شأنها أن تفتح أبواب سمسم النيابية، وتفعل الحركة الحكومية. وينطلق الوزير وائل أبو فاعور في هذه المساعي، من قانون الدفاع عام 1979 المعدل عام 1983، والذي يتيح توسيع حرم الألوية من ستة إلى ثمانية، ما يسمح بترقية العميد شامل روكز إلى رتبة لواء. لكن هذه الصيغة دونها عقبات، وتتطلب إقتراحا من المجلس الأعلى للدفاع الممدد لنفسه والذي يعتبر غير شرعي.

عدا ذلك، فإن الجمعية العامة للأمم المتحدة لن تتعطل ما لم تطرح أزماتنا على منبرها بندا رئيسيا، وقمة أوباما - بوتين قد لا تتنبه إلى وجود بلد اسمه لبنان. والإشتباك السعودي - الايراني لن يتأثر سلبا أو إيجابيا بملفاتنا الداخلية. وهذا الاشتباك تأجج في يوم المنى، وقد عالجته المملكة العربية السعودية بإعفاء وزير الحج من منصبه، لكن هذا الاعفاء لم يجب عن أسئلة كثيرة تتعلق بالمفقودين ولاسيما الايرانيين منهم، والذين تخطوا الثلاثمئة والخمسين، عدا عن تزايد أعداد القتلى والجرحى من مختلف البلدان الاسلامية.

كل هذا والمملكة لن تخسر اعتذارا، ويذهب وزير خارجيتها إلى التوقف عند ما أسماه تشويه السمعة وتسييس الملف.

 

اسرار الصحف ليوم الاحد 27 ايلول 2015

الأحد 27 أيلول 2015

المستقبل

يقال

إن أميناً عاماً لحزب مسيحي قدّم استقالته منذ يومين إفساحاً في المجال أمام مَن يستطيع التفرّغ لهذا الموقع.

إن أهالي منطقة جبلية معنيّة بخطة النفايات يتّجهون للتصعيد في وجه أي حراك معارض لتنفيذ هذه الخطة.

الديار

حظوظ عون للرئاسة ترتفع

توقف المراقبون امام كلام الامين العام "لحزب الله" السيد حسن نصرالله، من ان حظوظ العماد ميشال عون في رئاسة الجمهورية ارتفعت، مع الانجازات التي يحرزها محور المقاومة في المنطقة، وتحديداً في سوريا التي تسيّر الاتجاهات الدولية والاقليمية باتجاه بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة.

الكتائب: الشيء ونقيضه!

تبدي مصادر سياسية لوماً شديداً على موقف حزب الكتائب من ملفات عدة على خلفية انها لا تصب في خانة امكانية وصول الرئيس امين الجميل للرئاسة. فالكتائب ومجمل علاقاتها مع القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل تتحكم بها البرودة وبعض التخبط العشوائي حيث يقال الشيء ونقيضه في الشأن السياسي نفسه.

السعوديّة خط أحمر!

اعتبرت مصادر في قوى "14 آذار" أنّ الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله حاول في خطابه الأخير تبرئة إيران من كلّ مسؤوليتها في تعطيل الاستحقاق الرئاسي ورمي الكرة في ملعب السعودية، محاولاً الإيحاء بأنّها هي من تعرقل إنجاز الانتخابات. ورأت هذه المصادر أنّ منطق السيد نصر الله في هذه المسألة بالتحديد يبدو غائباً كلياً، خصوصًا أنّ من يصنّفهم على أنّهم حلفاء السعودية أو وكلاؤهم، أو ليسمّهم كما يشاء، هم عملياً من يشاركون في كلّ الجلسات التي يدعو إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية في حين أنّ حلفاء إيران، و"حزب الله" على رأسهم، هم من يعطّلون نصاب هذه الجلسات.

جنبلاط لن يستسلم...

أكدت مصادر سياسية أنّ رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط لن يستسلم رغم كلّ العقبات التي ظهرت في طريق تسوية الترقيات التي يعمل عليها، مشيرة إلى أنّه سيمضي إلى الأمام، ولن يتوقف قبل أن يجد مَخرَجًا يرضى به الجميع، لأنّ المطلوب كسر الجمود مهما كان الثمن، والمفتاح الوحيد لذلك يكمن في هذه التسوية.

دقّ إسفين..

اعتبر أحد سياسيي قوى "8 آذار" أنّ تسريب قوى "14 آذار" لبعض المعطيات التي تتحدّث عن إمكانية قبولها بانتخاب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية رئيساً وتفضيله على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون هي محاولة لدقّ إسفين بين الرجلين، وأعرب عن أسفه لكون الكثير من المحلّلين الدائرين في فلك "8 آذار" قد وقعوا في "فخّ" هذه التسريبات وبدأوا ينظّرون في إطلالاتهم الإعلامية لهذا السيناريو ويقولون أنّه مبنيٌ على معلوماتٍ دقيقة وموثوقة، وسط دهشة محاوريهم قبل المستمعين إليهم!

إقرار الترقيات العسكريّة من اختصاص الحكومة !!

اعتبرت مصادر قريبة من حركة الاتصالات القائمة لانضاج ملف الترقيات العسكرية ان الجيش في النهاية يخضع لقرار السلطة السياسية المتمثلة بمجلس الوزراء وانه في حال حصول توافق سياسي حول هذه المسألة، فسيتم اقرار هذا الموضوع في جلسة مجلس الوزراء بغض النظر عن اي مواقف اخرى.

خلافات حول وراثته سياسياً!

تجري خلافات كبيرة بين ابناء سياسي فاعل، في إطار مَن سيكون الخليفة له، كي يدخل الحياة السياسية من بابها العريض.

11 ت1 ليست صدفة....

أكدت مصادر نيابية في كتلة "التغيير والإصلاح" النيابية، أن توقيت التظاهرة التي ينوي "التيار الوطني الحر" تنظيمها أمام قصر بعبدا في 11 تشرين الأول المقبل، ليس من قبيل الصدفة، إنما تم اختيار هذا التاريخ قبل يومين من تاريخ 13 تشرين الأول والعملية التي تمّت لإخراج العماد ميشال عون من قصر بعبدا، بحيث يعتقد المنظّمون أن هذا التاريخ سيستنفر العونيين والمشاركة بكثافة في التظاهرة.

 

الرئيس الفلسطيني عباس بعد لقائه سلام: على العالم وقف الهجمات على الأقصى وإلا فالعواقب ستكون وخيمة

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - التقى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في فندق غراند حياة في نيويورك، وتناول البحث الاوضاع والتطورات في المنطقة. بعد اللقاء قال الرئيس عباس للصحافيين اللبنانيين: "بحثنا في عدة مواضيع، أهمها ما يجري على الساحة اللبنانية، وما يتعلق بالمفاوضات والاتفاقيات المعقودة بيننا وبين اسرائيل، وكيفية تنفيذها. ونحن متفاهمون حول هذا مع لبنان. كما تناول البحث الوضع في لبنان، وكيف يمكن ان يخرج من أزمته التي يعيش فيها وسيخرج منها إن شاء الله. أما بالنسبة للمخيمات وغيرها، نحن نعلن موقفنا وبصراحة: هناك تنسيق كامل مع الحكومة اللبنانية". سئل: ماذا تنتظرون من خلال وجودكم في نيويورك ان يكون موقف الأمم المتحدة أو الجمعية العمومية حول ما يجري في المسجد الأقصى؟ أجاب: "طرحنا هذه القضية مع كل الذين قابلتهم وزرتهم، منهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كذلك كنت في موسكو وفرنسا، والجميع موقفهم كان واحدا، ما يجري في الأقصى هو نقل الموضوع إلى صراع ديني وليس سياسيا، واسرائيل تريد ان تجعل هذا الصراع دينيا، ونحن نرفض ذلك. وعلى العالم ايقافها عند حدها، وان يوقف هذه الهجمات والاقتحامات التي يقوم بها المستوطنون، وإلا العواقب ستكون وخيمة، ولا أحد يدري كيف تتطور الأمور وإلى أين يمكن ان تصل".

 

سلام دعا الى التجاوب مع خطة شهيب: الاستقرار الاقتصادي في خطر ويتطلب العناية والا انزلقنا الى الانهيار نتيجة الصراع السياسي

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - حذر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام من "مغبة استمرار التعطيل على مستوى السلطة التنفيذية لما لذلك من ضرر مباشر وأكبر من شلل رئاسة الجمهورية ومجلس النواب، حيث أن جدول أعمال مجلس الوزراء بات مزدحما بالملفات والقضايا العالقة التي تحتاج الى بتها"، آملا في "ان ينعكس الحوار القائم إيجابا على عمل مجلس الوزارء". سلام وفي حديث خاص عبر "صوت لبنان 93.3" على هامش زيارته نيويوك، دعا اللبنانيين الى "التجاوب مع خطة الوزير أكرم شهيب بشأن النفايات لتسهيل تطبيقها، وبالتالي رفع فتيل متفجر تمثل بغضب الشارع". وردا على سؤال، نوه رئيس الحكومة ب "الجهود الجبارة التي بذلت على مستوى الاستقرار الأمني"، لكنه حذر من "ان الاستقرار الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي لا يزال في خطر ويتطلب الكثير من العناية لمواجهته، وإلا انزلقت البلاد في اتجاه الانهيار نتيجة استفحال الصراع السياسي الداخلي". على صعيد أزمة اللجوء السوري، أمل الرئيس سلام في "زيادة الوعي لدى قيادات الدول الكبرى وتلك الصديقة للبنان لدعم لبنان في ظل ما يتحمله من أعباء ومخاطر نتيجة الأعداد الزائدة من اللاجئين السوريين، وكذلك على مستوى الأزمة السياسية المستفحلة في المنطقة وانعكاساتها السلبية على لبنان".

 

سلام: ما صدر في بيروت في حق البحرين لا يلزم الحكومة اللبنانية ولا يعبر عن موقف لبنان

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - أعرب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، عن حرصه على قيام "أفضل العلاقات مع مملكة البحرين الشقيقة وجميع دول مجلس التعاون الخليجي"، مؤكدا أن "مواقف لبنان الرسمية في شأن العلاقات الخارجية تعبر عنها الحكومة اللبنانية حصرا، ولا ينفرد بها أي طرف سياسي لبناني حتى ولو كان هذا الطرف مشاركا في الحكومة". وقال سلام في تصريح: "إن اخواننا في مملكة البحرين يعرفون طبيعة النظام اللبناني وتعقيدات الواقع السياسي في لبنان التي تسمح بظهور اجتهادات كثيرة حول مختلف القضايا، سواء الداخلية منها أو تلك المتعلقة بالمنطقة والعالم. لكننا نؤكد أن ما صدر في بيروت في حق البحرين لا يلزم الحكومة اللبنانية ولا يعبر في أي حال من الأحوال عن موقف لبنان الذي يعرف مكانته ومكانة أبنائه في قلوب البحرينيين وعقولهم". أضاف: "إن لبنان الذي عانى طويلا من تدخل الآخرين في شؤونه الداخلية، يؤكد حرصه على عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى خصوصا الدول العربية الشقيقة التي تحتل مملكة البحرين مكانة مميزة بينها، وهو يتمنى كل الخير والتقدم للأخوة البحرينيين، القادرين بحكمة قيادتهم وبتكاتفهم، على تخطي أي اختبار وطني يواجههم". وختم بالقول "إننا نؤكد حرصنا على مصالح أشقائنا العرب بمقدار حرصنا على مصلحتنا الوطنية ومصلحة أبنائنا، ونعتبر ان المرحلة الصعبة التي تواجهها أمتنا تستدعي منا توحيد الصفوف لحماية هذه الأمة وتعزيز منعتها".

 

سلام بحث الأوضاع مع لارسن وسيلتقي عباس وهولاند وأمير قطر

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، صباح اليوم في مركز اقامته في فندق والدورف استوريا في نيويورك، وكيل الامين العام للأمم المتحدة وموفده الشخصي تيري رود لارسن في حضور مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام، وتناول البحث تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة اضافة الى موضوع النازحين السوريين في لبنان، كما تطرق البحث الى الاوضاع في جنوب لبنان. هذا وسيعقد الرئيس سلام لقاء ثنائيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في فندق غراند حياة. ومساء اليوم (الواحدة والثلث بعد منتصف الليل بتوقيت بيروت) السادسة واربعين دقيقة بتوقيت اميركا من المقرر ان يلتقي الرئيس سلام رئيس جمهورية فرنسا فرانسوا هولاند على ان يلبي مساء دعوة امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في دارته في نيويورك.

 

قداس واحتفال تكريمي لمصابي وجرحى القوات في زحلة

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - أقامت "القوات اللبنانية" قداسا واحتفالا تكريميا في كنيسة مار مارون في زحلة، لمصابي وجرحى المقاومة اللبنانية، في حضور عضو الهيئة التنفيذية إدي ابي اللمع، عضو المجلس المركزي سمير الزغريتي، منسق القوات في زحلة ميشال تنوري، المسؤول الاعلامي في المنسقية ميشال ابو عبود، الآباء جان مطران، طوني رزق، عبدالله عاصي وطوني برهوم. بعد القداس، ألقى ابراهيم الصقر كلمة قال فيها: "بتكريم الشهداء والجرحى والمعوقين، تكريم لأنفسنا، وهو أقل الواجب لشبان دفعوا حياتهم من أجلنا، فالشهداء يكرمهم الرب، أما الأحياء فواجب علينا تكريمهم بالسير على طريقهم دون أي تراجع، ورأيت أن من واجبي أن آخذ على عاتقي تلميذا من كل عائلة جريح في مرحلة دراسية أو جامعية من أجل تعليمه واستكمال دراسته". وألقى فادي سعيد باسم رابطة الشباب المصابين "كروس رود" كلمة قال فيها: "أنه لشرف لنا أن نتكرم في زحلة، في عرين الرجولة والمقاومة".

 

نصر الله "فرحاً" بالروس: قضايا الوطن لا تعنينا ...الزبداني والفوعة وكفريا أولوياتنا

سلام حرب/موقع 14 آذار/27 أيلول/15/في زمانها ومكانها، جاءت اطلالة أمين عام حزب الله حسن نصرالله بلا مناسبة معيّنة او إحتفال خطابي ما، وهي مقصودة في توقيتها لتوجيه عدد من الرسائل عبر تلفزيونه الخاص، لكن هذه الاطلالة كانت تفتقد للعفوية أو للتأثير الشعبي بل اتسمت بجرعة عالية من الرتابة التي تبعث الملل ولا تقدم أي جديد، وتعكس بالتالي تراجع الواقع الميداني لحزب الله ولمشروعه الاقليمي مقابل محاولات "تقطيع" الوقت على المستوى الوطني من دون طرحه مبادرات للحلّ. بالنسبة للزبداني، جاءت تبريرات نصرالله واهية لجهة مواصلة القتال هناك تحت ذريعة ايجاد حلّ سياسي لكفريا والفوعة. وعلى مبدأ "من فمك أدينك"، شكلت مقولة نصرالله أن الحل السياسي للزبداني كان مقابل تخفيف الضغط على الكفريا والفوعة إدانة صريحة له على مستوى أولوياته العقائدية كون المدينتين المذكورتين بغالبيتهما من الشيعة. وعلى المستوى العسكري، شكلت هذه المقولة اعترافاً صريحاً إن لم يكن بفشل الهجوم العسكري على الزبداني التي أعلن إعلام الممانعة عن سقوطها 5 مرات على الأقل، إلّا أنّه بالتأكيد إقرار عسكري بعدم قدرة النظام وحزب الله والروس فكّ الحصار عن الفوعة وكفريا. نصر الله الذي لم يعد قادراً على إعلان انتصارات عسكرية بعد ان كلفته الزبداني سقوط 150 مقاتلاً في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، بدا مكتفياً ومغتبطاً بالحلّ السياسي الدبلوماسي بل يكاد يكون "راضياً وحامداً لله" على ذلك. على خط الازمة السورية، يبدو أنّه من الجدير التوقف عند الترحيب الحارّ لنصرالله بالتدخل العسكري الروسي على حساب الوجود الايراني العسكري، والذي يشكّل هو وحزبه احد وجوهه وابرز علاماته الفارقة. لا جدال هنا أنّ هذا الارتياح تجاه العسكر الروسي إنما يشير إلى حاجة النظام السوري الملحّة لأكثر من داعم إقليمي على مستوى إيران، بل إلى مظلة قوة عسكرية عظمى مثل روسيا. مؤشرات الإنكفاء الإيراني ظهرت بعيد سقوط جسر الشغور وتعهد قاسم سليماني "باستعاددتها قريباً جداً"، الأمر الذي لم يحصل برغم مرور 5 اشهر على ذلك.

رهانات نصرالله للمرحلة القادمة في سوريا في غالبيتها ذات طابع سياسي حيث أعرب عن "ازدياد فرص الحل السياسي" مع أمل أن تغير تركيا من موقفها ما يُشكل نقطة التحول في النزاع. الملاحظ هنا ان نصرالله بدا كمن فقد القدرة على المبادرة القتالية من دون آمال أن تشهد الفترة المقبلة انقلاباً لمصلحة بشار الأسد في الوضع العسكري. ولكنه في الوقت لم يفوته ان ينتقد الولايات المتحدة بشكل تقليدي، مرة على اعتبار أنها فشلت في قتال داعش ومرة على انها لم تقاتل داعش...بناء على مبدأ "المهم النيّة"!

الخفوت في نبرة نصرالله وصل الى أوجه حين خاطب جمهوره بنوع من الاستسلام عن الوضع اليمني معتبراً "أنّ الحوثيين وحلفائهم لم يخسروا بعد ، وان الحل السياسي متوقف على نتيجة معركة مأرب" متجاهلا سلسلة الهزائم التي تعرضت لها جماعات ايران في اليمن . هذا الكلام عن الشأن اليمني، مختلف تماماً عن السياق المعتاد لنصرالله في مقارباته تجاه اليمن والذي شنّ خلالها الهجمات الكلامية النارية مع انطلاق عاصفة الحزم، من دون أن يفك الارتباط ويحافظ على مستوى مرتفع من العداء للسعودية .وكانت حادثة التدافع في منى ومقتل مئات الحجيج، الفرصة السانحة لنصرالله الذي فرغت جعبته من السهام لتوجيهها الى المملكة. وهنا قارب نصرالله المأساة بأسلوب مسيّس، مطالباً بتدخل دول اخرى لتنظيم الحجّ لغايات في نفس يعقوب. وعند الحديث عن الاعتداءات على المسجد الاقصى ، ورغم توقع نصرالله ان اسرائيل ستهدمه يوما ما ، فان رده كان خافتاً وضعيفاً للغاية ، ولم يطلق التهديدات المعهودة . وهذا يدل عن العجز اولاً، ويدل على تبدل اولوياته ثانياً. المواقف الحادة والمتشددة لنصرالله تجاه القضايا الإقليمية، قابلها موقف أقلّ ما يُقال فيه أنّه واهن ويفتقر الى الوضوح تجاه الحراك الشعبي المطالب بالقضايا المعيشية. تبريرات نصرالله لهذه الاستقالة من القضايا الاجتماعية الوطنية بذريعة انشغاله بالمعارك الكبرى، هو أقرب للهروب والتنصل من مسؤولياته وهو المشارك في المجالس النيابية منذ العام 1992 والحكومات المتعاقبة منذ العام 2005. هي محاولة فاشلة من حزب الله للتنصل من مشاركته في فساد القطاع العام الذي اعترف، في وقت يشارك فيه عملياً وما التمنيات بالتوفيق من أمين عام الحزب للحراك المطلبي إلا مثاراً لعلامات التعجب من قبل حزب يدّعي أنه يدافع عن شعبه ويحمي مصالحهم، وكأنّ قضايا الماء، والكهرباء، والنفايات، وغيرها لا تعني نصرالله ولا حزبه! المواقف الرمادية لنصرالله انسحبت أيضاً على ترشح ميشال عون للرئاسة الذي ربطه بديمومة ترشح الأخير للرئاسة. والمستغرب أن نصرالله أيّد قانون الانتخابات على أساس نسبي معترفاً أن قوى سياسية ستنال مقاعد ضمن مناطق نفوذ حزب الله وحرك أمل، ولكنه رمى تبني القانون النسبي في حضن "التوافق الوطني"، بحركة تذاكي سياسية يعلم نتيجتها مسبقاً.

 

الزبداني أقفلت معمل الانتصارات العسكرية والميدانية لـ”حزب الله” في سوريا

نادر فوز/العربي الجديد/27 أيلول/15/تنتظر الساحة السورية مرحلة انكفاء للدور الإيراني، ومعه 'حزب الله”، نتيجة التدخل الروسي المباشر المستويين السياسي والميداني. وأمام لاعب دولي بهذا الحجم لا بد من تسجيل تراجع على مستوى اتخاذ القرارات وإدارة الملف السوري وسحبه من جعبة الإيرانيين الممسكين فعلياً بأرض النظام السوري والضامنين لأمنه واستمراره. بدا هذا التراجع واضحاً في الإطلالة الأخيرة للأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، والذي بدا أكثر هدوءاً وتعامل برويّة وواقعية مع الملف السوري ولو أنه لا يسعه سوى تكرار لازمة فشل السياسة الأميركية في سورية وإفشال مؤامرة إسقاط عصب رئيسي في محور 'الممانعة”. هذه الواقعية فرضت أساساً على الحزب، ومن خلفه الإيرانيون، السير في المفاوضات حول مناطق الزبداني والفوعة وكفريا إلى حين إتمامها. كذلك أدت هذه الواقعية دوراً رئيسياً في طرح قيادة حزب الله مجموعة من التساؤلات حول ضرورة استمرار مجموعاتها المسلحة في الحرب السورية وإمكانية بدء تقليص هذه المشاركة العسكرية، نتيجة إدراك المتغيّرات السياسية في هذا الملف والوصول إلى قناعة بأنّ لا حسم مطلوباً من أي جهة دولية. وسبق لمسؤولين في الحزب أن لمّحوا في مجالس فريق '8 آذار” إلى إمكانية وقف العمليات العسكرية في سوريا عند حدود بلدة الزبداني

وسبق لمسؤولين في الحزب أن لمّحوا في مجالس فريق 8 آذار إلى إمكانية وقف العمليات العسكرية في سورية عند حدود بلدة الزبداني. وهو ما سبق أيضاً لشخصيات في قوى 14 آذار أن تبلّغته من مراجع دبلوماسية غربية في بيروت. ليتحوّل بذلك حزب الله من مجموعة مسلحة تخوض الحرب في سورية باسم النظام والدين، إلى ما 'يشبه” حرس الحدود الشرقية مع سورية بوجه 'المجموعات التكفيرية والإرهابية”.مما لا شكّ فيه أنّ الحزب استنزف عسكرياً وسياسياً وبشرياً طوال السنوات الثلاث الماضية، إلا أنّ خطوة تراجع ميداني بهذا الحجم من شأنها تكريس فكرة الهزيمة العسكرية لحزب الله في سورية ولو حافظ الحزب على سقف خطابات الانتصارات الإلهية. وتأتي التطوّرات الميدانية والسياسية الأخيرة المتمثلة بالحركة الروسية – التركية – الأميركية، والحديث عن المرحلة الانتقالية الجديدة في سورية، لتؤكد بشكل قاطع ألا حسم في المعارك، ما من شأنه كبح الاندفاع العسكري لكل الأطراف الأساسية وأولها حزب الله. إلا أنّ هذا الواقع لم يمنع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، خلال إطلالته على شاشة 'المنار” (المحطة التلفزيونية التابعة للحزب)، من التأكيد على استمرار حزبه في القتال في سورية، مضيفاً أنه 'لو عاد الزمن إلى الوراء لكان حزب الله عجّل بالدخول الى سورية وما تأخر”.

وتقول الواقعية الميدانية والسياسية إنّ المتغيّرات فرضت حصول تسوية الزبداني. وما يجدر قوله في هذا الإطار إنّ هذه البلدة السورية الصغيرة الواقعة بين الحدود اللبنانية والعاصمة السورية، أقفلت معمل الانتصارات العسكرية والميدانية لـ”حزب الله” في سوريا. بعد أكثر من ثمانين يوماً على انطلاق هذه المعركة جاء التفاوض ومعه التسوية التي وضعت حداً للقتال وكرّست وقف إطلاق النار وبدء مرحلة 'الترانسفير” السكاني المزدوج بين الزبداني من جهة وكفريا والفوعة من جهة أخرى.في محصلة معركة الزبداني التي أدارها 'حزب الله”، ومعه الجيش النظامي السوري وعناصر إيرانية ومليشيات حليفة أخرى، سقط للحزب 109 قتلى وثّقتهم مواقع إلكترونية تابعة له، مذيّلة بعبارة 'ارتفع أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس في التصدي لمرتزقة الكفر والوهابية”. مع العلم أنّ مصادر المجموعات السورية في الزبداني تشير إلى أنّ الحزب كان يخسر مقاتلين اثنين كمعدّل يومي في هذه المعركة.وفي حال صحّت هذه المعلومات تكون خسائر الحزب البشرية قد تجاوزت 160 قتيلاً منذ بدء مطلع آب الماضي. وعلى الرغم من هذه التكلفة، فإنّ الحزب لم يتمكّن من حسم المعركة الدائرة على مساحة 15 كيلومتراً مربعاً من البساتين والأحياء السكنية. لم يأت الحصار بالنفع، ولا حشد آلاف المقاتلين حول المدينة من الحزب وجيش النظام وسائر المليشيات الحليفة الأخرى. حتى 'الخبرات” العسكرية الإيرانية لم يكن لها نتائج حاسمة على هذا الصعيد، وكذلك البراميل التي أسقطتها المقاتلات بمعدل عشرين برميلاً في اليوم.

وكان الحزب ممسكاً بأكثر من عشرين نقطة عسكرية في محيط الزبداني من أصل عشرات النقاط التي استخدمت للقصف المدفعي وانطلاق محاولات التقدم والتوغّل في البلدة.أما من جهة المجموعات السورية، فإنها خسرت ما لا يقلّ عن 300 مقاتل، بالإضافة إلى جرح 400 آخرين ليبقى ما يقارب ثلث المقاتلين مستمرين في القتال إلى حين توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، باعتبار أنّ عديدهم منذ بدء المعركة لم يتجاوز الألف مقاتل، بحسب ما تقول مصادر في المعارضة السورية لـ”العربي الجديد”. وبذلك تكون الزبداني قد انضمّت إلى المعارك الأخرى التي فتحها حزب الله مع المجموعات السورية على طول الخط الحدودي الشرقي مع سورية، من دون أن يتم فيها الحسم، على غرار معارك قرى منطقة القلمون الغربي السوري وجرود عرسال والقاع اللبنانيين (على الحدود أيضاً)، وهي معارك أعلن الحزب عن انطلاقها منذ يونيو/حزيران الماضي وظلّ الحديث الإعلامي عنها متسمراً إلى أن انطفأ بفعل تجمّد الحركة العسكرية.وانتهت المعركة بفشل ميداني وعسكري للحزب، ولو أنّ الزبداني كانت شبه منتهية على هذا الصعيد. وموافقة الحزب ومن معه على إنهاء القتال جاءت للحدّ من الخسائر من جهة، ولإعلان انتصار سياسي استراتيجي متمثّل بانتفاء هذه النقطة العسكرية من محيط دمشق والربط بين جنوب سورية وشمالها من جهة ثانية. لكن الأهم يبقى أنه يمكن حزب الله من تكريس فكرة الفرز الطائفي والمذهبي على الأرض السورية، مهما حذّر ونبّه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مراراً وتكراراً من التقسيم الديمغرافي ورفضه. ففي الحقيقة بات بإمكان حزب الله أن يخاطب جمهوره بأنّ أبناء الطائفة الشيعية في سورية باتوا بخير ولو أنهم مهجّرون. فالحزب قاد الحرب والتسوية لتهجير ممنهج وإقامة مناطق صافية للسنة والعلويين ومعهم الشيعة

 

نائب رئيس بلدية عبيه وعين درافيل: ملتزمون بدعم خطة شهيب

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - جاءنا من نائب رئيس بلدية عبيه وعين درافيل انطوان كنعان، البيان الآتي: "بعد ما ورد من بعض النشطاء البيئيين المعتصمين على مدخل مطمر الناعمة، من موقف متباين وموقف البلديات في منطقة الشحار الغربي ومنها بلدية عبيه وعين درافيل، وبسبب غياب رئيس البلدية بداعي السفر، يهمنا وبصفتنا كنائب رئيس لبلدية عبيه، ان نؤكد التزامنا التام بموقف اتحاد البلديات المجاورة للمطمر في منطقة الشحار الغربي الداعم لخطة معالي الوزير أكرم شهيب، والقاضي بفتح المطمر لمدة أسبوع واحد فقط غير قابل للتمديد، وذلك خدمة للمصلحة العامة للبلاد وافساحا في المجال للتخفيف من العبء الضاغط الناجم عن الوضع الحالي للبلاد".

 

النائب خالد الضاهر: ما آلمني أن الحكومة لم تفكر بنقل النفايات إلى الجنوب أو البقاع بل فكرت فقط بنقلها إلى عكار

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - عقد النائب خالد الضاهر لقاء مع رؤساء بلديات عكار وأعضاء مجالسها البلدية ومخاتيرها وفاعليات القرى المحيطة بمنطقة سرار، في قاعة المختار في الدوسة- عكار، للبحث في "قضية إنشاء مطمر في سرار، وانعكاساته الخطرة على البيئة والصحة العامة". وألقيت كلمات خلال اللقاء، أكدت "رفض أهالي عكار والبلدات المجاورة لبلدة سرار القطعي لفكرة إنشاء مطمر في المنطقة لما يشكله من مخاطر بيئية وصحية، خصوصا على هذه القرى وسهل عكار ومصادر المياه وتحديدا النهر الكبير الجنوبي". وانتقد المجتمعون "تجاهل الدولة لعكار وتضحياتها من أجل الوطن، والاصرار على تهميشها"، رافضين "فكرة الانماء المشروط، على حساب كرامة أبنائها وصحتهم وبيئتهم"، موجهين اللوم إلى "بعض نواب عكار، الذين يسوقون لنقل النفايات إليها". من جهته، قال رئيس بلدية عمار البيكات وليد قاسم: "قاومنا المدفع السوري، ونستطيع أن نقاوم نفاياتهم، لأنها ليست بأخطر من قذائف السوري"، مؤكدا أنه "ماض بدعواه في مجلس شورى الدولة حتى النهاية، كذلك مضي الأهالي في المعركة حتى النهاية".

الضاهر

بدوره، كرر الضاهر في كلمته، رفضه "دخول أية شاحنة نفايات إلى عكار"، وقال: "لن تأتي أية شاحنة مهما كلف الثمن". واشار إلى أنه التقى الكثير من المسؤولين، وأكد لهم "أن كرامة أهالي عكار أهينت بقرارت المسؤولين، خصوصا أن الجميع يريد أن يسوق لإدخال النفايات إلى عكار، رغم أنه هناك مناطق أخرى تستطيع أن تستوعب النفايات". وقال: "رغم أن أهل بيروت وجبل لبنان والبقاع أعزاء علينا، ونحن حريصون على صحتهم وبيئتهم، لكن هل المسؤولون حريصون أيضا على صحة وبيئة وكرامة أهل عكار؟". وتوجه إلى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بالقول: "أنتم تتعاملون مع عكار على مبدأ الغنم والغرم، لكن ينبغي أن تعاملوا معهم كما تتعاملون مع أهالي المناطق الأخرى". وقال: "أكثر ما آلمني أن الحكومة لم تفكر بنقل النفايات إلى الجنوب، أو البقاع، أو بعلبك، بل فكرت فقط بنقلها إلى عكار"، مؤكدا أنه سينقل "هواجس الأهالي إلى المسؤولين، وسأقف إلى جانبهم في كل تحرك، وأقوم بلقاءات مماثلة مع كل أهالي المنطقة".

 

فاعليات عكار العتيقة: نرفض إنشاء مطمر في سرار جملة وتفصيلا

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - عقد رئيس بلدية عكار خالد البحري وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير ووجهاء البلدة لقاء جامعا، تم خلاله البحث في المخاطر والأضرار، التي تنجم وستنجم عن مكب أو مطمر النفايات المزمع إنشاؤه في بلدة سرار العكارية. وأصدر المجتمعون بيانا جاء فيه: "إن المطمر المزمع إنشاؤه في سرار، سيؤدي إلى أضرار بيئية وصحية لا تحمد عقباها، نتيحة تلوث الهواء وانتشار الأوبئة والجراثيم، وكذلك تلوث المياه الجوفية والسطحية، وبالتالي تلوث المزروعات في عكار وفي سهلها وفي المناطق المجاورة لهذا المطمر. وهذا ما يضر بصحة الأجيال الحالية والقادمة بالإضافة إلى ما سيتسبب به من زحمة طرقات أثناء عبور الشاحنات، إضافة إلى بقايا النفايات، التي قد تسقط منها هنا وهناك. ونظرا لهذه الأسباب وغيرها، نرفض رفضا باتا المطمر جملة وتفصيلا".

 

حملة طمرتونا بفضلكم أعلنت لائحة شرف بأسماء الذين رفضوا نقل النفايات إلى عكار

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - عقدت حملة "طمرتونا بفضلكم"، مؤتمرا صحافيا في مبرة مشحة عكار، اعلنت فيها عن "لائحة شرف" تضم اسماء الذين رفضوا نقل النفايات الى عكار، بمشاركة حملة اقفال مطمر الناعمة وحضور حشد كبير من رؤساء البلديات ومخاتير وهيئات من المجتمع المدني وفاعليات.

استهل المؤتمر بالنشيد الوطني ثم كلمة لجمال خضر تلاه بلدية مشحة زكريا الزعبي الذي انتقد بشدة نقل النفايات الى عكار. ثم تلا احمد عمر البيان وجاء فيه: "استكمالا للحراك المدني المتواصل الرافض تحويل عكار مكبا للنفايات وإنفاذا لما أعلن عنه في المؤتمر الصحافي الاول لحملة "طمرتونا بفضلكم" الذي عقد في سهل عكار برعاية اتحاد بلديات سهل عكار والذي كان من ضمن مقرراته إطلاق حملة تواقيع تستهدف رؤساء بلديات والمخاتير والجمعيات الرافضون تحميل عكار ما لا تطيق والعبث باعطية الخالق من خلال استقدام نفايات إضافية من خارج عكار وتعريض امنها البيئي والصحي والغذائي لما لا تحمد عقباه، يهم الحملة ان تعلن انه حتى حينه قد حصلنا على تواقيع: رؤساء اتحاد البلديات السهل، الشفت والجومة، رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار، رؤساء اتحادات المخاتير للقيطع، الجومة، الشفت، نهر الاسطوان والدريب الاوسط، 148 مختارا ممن تم التواصل معهم، 86 جمعية اهلية عامة، 51 رؤساء بلديات القرى التالية: تل حياة، القيطع، تل معيان، الحيصة، المسعودية، تل حميره، العبودية، القنبر، تل عباس الشرقي، تل عباس الغربي، مزرعة بلدة السويسة، بيت الحاج، كوشة، السنديانة، الكواشرة، الدغلة، عمار البيكات، البربارة، الدبابية، دوير عدوية، نبع الغزيلة، الفرض، القرزلا، الشيخ طابا، الزواريب، بيت غطاس، كرم عصفور، منيارة، القنطرة، مشحة، حيزوق، القبيات، عندقت، الحاكور، الجديدة، عكار العتيقة، بينو، الشقدوف، الرحبة، الدورة، ضهر الليسينة، جبرايل، تكريت، عيات، تاشع، عدبل، الحصنية، والبلديات المنحلة ممثلة بمخاتيرها كهيئات تمثيلية في كل من الدوسة، خربة داوود والبيرة، 18 بلدية لم تسمح الظروف بالتواصل معهم".

واضاف البيان: "ونحن اذ نشكر للموقعين موقفهم المتقدم لا يسعنا الا ان نثني على صبر بقية ممثلي المجتمع المدني من رؤساء اتحادات وبلديات في نضالهم المستمر لتحقيق ما أمكن من مكتسبات من دولة اوجدت ازمة ثقة موروثة مع محافظتنا المحرومة، ونحن واثقون من ثباتنا على الحق عالمون علم اليقين اننا كعكاريون سنكون جميعا موقعون ومتريثون في الموقع نفسه في دفع الظلم ورفع الحرمان والذود عن أمانة الآباء لنسلمها للابناء أقله نظيفة وبحلة النقاء التي شاء الخالق لها ان تكون".

الحسن

ثم تحدث باسم المجتمع المدني شادية الحسن فقالت: "تحية نظيفة من قلوب نظيفة وبيئة نظيفة طمرتونا بفضلكم حرمانا، فلا تطمرونا بفضلاتكم إمعانا لم تعطونا شيئا من حقنا بظلمكم والآن تريدون ان تعبثوا بما وهبنا الله بعدله. قد صمتنا لحين ادبا ولكننا لن نسكت اكثر خوفا سنرفع الصوت ولن يأخذنا ترويع فالصوت لا ينفع الا وهو مسموع ارفعوا ايديكم عنا فالمجتمع الذي يحوي 21% من حملة الاجازات والماجستير والدكتوراه لن تستطيعوا ان تقنعونا بان عفن القاذورات عطرا وان كنتم تجدون فيها تنمية وثراء فخذوها ولا تكلفوا انفسكم مشقة نقلها كل تلك المسافات". وتابعت: "نحن لم نجد في صلصال خطتكم الا رائحة النفايات الثقيلة ولم نعثر في دراستكم الا ثقوب إفساد لعزب فرات ولم نجد في معايير فرزكم وتطميناتكم حيال النفايات الخطرة الا تخبطا وتحايلا منضويا تحت عباءة المتجاهل الذي يحل ازمته فيفاقم ازمات الآخرين". وختمت: "خطتكم معالي الوزير أتت مبتورة فتحدثت عن مطمر وأهملت الحلقات اللاحقة في سلسلة التدوير التسبيغ ان خطتكم معالي الوزير تفتقر للضمانات في كل مفاصلها، فعذرا منكم نحن غير مقتنعين بها، وما تضمنته من ابهامات لا تزيدنا بها الا شكا مرده لازمة الثقة مع الطبقة الحاكمة. نحن اليوم ما بدأناه بمؤتمرنا السابق برعاية اتحاد بلديات السهل وننفذ ما وعدنا به بعرض تواقيع الرافضين لتحميل عكار ما لا تطيق وقد وعدتم اصحاب المعالي بعدم إدخال النفايات لعكار الا بإجماع اهلها وها نحن نعلمكم ان غالبية المخاتير والجمعيات والبلديات تقول لكم من فضلكم لا نريد نفاياتكم". وتحدث رئيس حملة اقفال مطمر الناعمة الدكتور أجود عياش الذي قال: "ان فتح مطمر الناعمة بسبعة ايام هو طعم لعكار".

 

زهرا: لا تسهيل لاجراء انتخابات رئاسية قريبا في لبنان

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا ان "تمسك حزب الله بترشيح شخص لا اتفاق حول انتخابه هو تأكيد على موقفهم والموقف الايراني بحجز الانتخابات الرئاسية اللبنانية الى أمد غير منظور ربما بانتظار ما يتسرب عن آمال واهية بأن محورهم ينتصر في المنطقة ويجب ان يفرض ما يريد في لبنان وهو أمر مجاف للواقع". واضاف خلال مداخلة مع محطة "ال ام تي": "الاكيد بحسب المعطيات الاقليمية والدولية ان لا تسهيل لاجراء انتخابات رئاسية قريبا في لبنان بل بالعكس فان هذا التمسك من قبل "حزب الله" هو تأكيد على انهم لا يريدون اجراء انتخابات رئاسية في المدى المنظور". وختم زهرا مؤكدا "ان القوى السيادية في 14 اذار لن تقبل بتجاوز البند الاول على طاولة الحوار، وهو كيفية اتمام الاستحقاق الرئاسي وبالتالي فأن دعوة السيد نصرالله لن تلقى تجاوبا في هذا الصدد".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الرئيس أمين الجميل التقى وفدا من عائلة الفخري: جريمة بتدعي شان وطني واحقاق الحق شرط اساسي كي لا ندخل في منطق شريعة الغاب

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا عائلة الشهيدين صبحي ونديمة الفخري. يرافقها وفد من مخاتير وعائلات منطقة دير الاحمر وبشري والمونسنيور جو فخري، لشكره على زيارة منزل الشهيدين وتعزيته العائلة ووقوفه الى جانبها. والقى نجل الفقيدين باتريك فخري خلال اللقاء كلمة قال فيها: "فخامة الرئيس جئنا لزيارتكم لنرد لكم تكرمكم علينا بزيارة بلدتنا وبيت الشهيدين صبحي ونديمة الفخري ووقوفكم الى جانبنا في مصيبتنا وتعزيتكم لنا، وانتم الذين ذقتم قبلنا الم طعم الفراق، فراق الأب والأخ والإبن، جئنا لنشكركم على عاطفتكم النبيلة التي غمرتمونا بها وهذا ليس بغريب عنكم فأنتم القدوة واصحاب الوفاء". وقال: "اننا اليوم وبعد مرور عام على جريمة بتدعي المروعة التي ذهب ضحيتها الشهيدين صبحي ونديمة الفخري نؤكد من دارتكم اننا طلاب حق ولسنا طلاب ثأر، نحن اولياء الدم ولسنا من يبيع الدم ويستبيح حرمات البيوت. لقد وضعنا الجريمة النكراء منذ لحظة وقوعها في عهدة الدولة والقضاء والقانون، وضبطنا النفس من ردة الفعل بالمثل، ليس تقصيرا منا او عدم القدرة على حمل السلاح بل حقنا للدماء وحفاظا على العيش المشترك والسلم الأهلي في منطقتنا، وعملا بتوجيهات غبطة ابينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي والأساقفة اصحاب السيادة وبخاصة مطارنة ابرشية دير الأحمر وبعلبك وبشري. نداؤنا اليوم ان يصلنا حقنا والسعي الى تحقيق العدالة والقاء القبض على القتلة المجرمين وسوقهم الى القضاء والعمل على اخماد الفتنة التي يريدها العصابات واللصوص وقطاع الطرق في منطقتنا، وهذه الوجوه الكريمة التي اتت من معظم بلدات منطقة دير الأحمر وبشري وبتدعي تؤكد نداءنا وتقول لكم شكرا لعاطفتكم وسدد الله خطاكم وادامكم سندا للحق".

الجميل

ورد الرئيس الجميل بكلمة رحب فيها بالوفد، وقال: "آل فخري هم اهلنا ولا نفرق ابدا بين بكفيا وبتدعي وإذا كان البقاع في خير، فبكفيا هي ايضا بخير"، وقال: "ان المأساة التي عاشها آل فخري لا تتعلق فقط بهم انما بمبدأ التعايش بين كل مكونات الشعب اللبناني اكان في البقاع او لبنان". واكد "ضرورة احقاق الحق وان ياخذ العدل مجراه بالقبض على المجرمين ليس فقط لبلسمة جرح اهل بتدعي وآل فخري انما للحفاظ على العيش المشترك وعلى جو الإلفة في البقاع". واعتبر "ان الإستقرار والإلفة في البقاع لا يكونان الا من خلال احقاق الحق ووضع يد القضاء والدولة بكل اجهزتها على الملف، وبذلك يتم ارساء مبادىء العيش المشترك والإلفة". وراى "ان احقاق الحق شرط اساسي والا نكون دخلنا الى منطق شريعة الغاب اي ان يأخذ كل شخص حقه بيده، ونعرف معنى ذلك في منطقة حساسة ودقيقة لها تقاليد معينة ممكن ان تنقلب على مصلحة الأمن والإستقرار". وختم الجميل: "ان هذا الموضوع هو شان وطني"، وقال: "يجب اجراء اتصالات سريعة مع كل المعنيين لوضع هذه المشكلة على الخط السليم". هذا وزار الوفد مدافن عائلة الجميل في بكفيا ووضع اكاليل زهر على اضرحة: مؤسس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل، الرئيس الشهيد بشير الجميل والوزير الشهيد بيار أمين الجميل.

 

النائب الدكتور علي فياض: سنتعاطى بطريقة إيجابية لتحقيق النتائج المتوخاة من الحوار

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - أقامت إدارة محمية وادي الحجير الطبيعية، معرضا للطيور الموجودة في المحمية تحت عنوان "عصفور على الشجرة ولا عشرة بالإيد"، وذلك في قاعة المحمية في وادي الحجير، برعاية عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض وحضوره، وحضور رئيس إتحاد بلديات جبل عامل علي الزين وعدد من الفاعليات والشخصيات والمهتمين. وألقى النائب فياض كلمة رأى فيها "أن محمية وادي الحجير هي مشروع وطني كبير، ويجب أن تتضافر الجهود حوله من وزارات ومؤسسات رسمية إلى المجتمع الأهلي والقوى الفاعلة بهدف حمايته والعمل على إنجاحه لتحقيق الأهداف المتوخاة من إنشائه"، معتبرا أن "ما يتهدد المحمية هو التصرف ببعض الملكيات الخاصة التي تقع في حرمها دون الأخذ في الاعتبار وجود محمية، ودون انتظار المخطط التوجيهي الذي ينظم استعمالات الأراضي ويحدد طبيعة ونسب الاستثمار فيها، والذي سيخضع لشروط بيئية صارمة". ولفت إلى أن "هذا التصرف بالملكيات الخاصة يأخذ أحيانا شكلا صارخا مثل إنشاء كسارات تنال الموافقات القانونية في منطقة هي محمية طبيعية بالقانون، وفي منطقة لا تخضع لتصنيف المقالع والكسارات في لبنان، وهذا يشكل نموذجا على التعدي الصارخ بكل المعايير القانونية والإنسانية والبيئية، وأحيانا يتم إنشاء مشاريع سياحية أو منازل في وقت اتفقنا فيه كبلديات وإدارة محمية واتحاد بلديات على تجميد كل التراخيص بانتظار إنتهاء إعداد المخطط التوجيهي". وأضاف فياض: "تتعرض المحمية من ناحية أخرى لتهديد مزمن وقديم ومتماد ألا وهو التعدي على المشاعات والأملاك العامة بالتمدد أو التسلل أو الاستناد إلى سندات عليها الكثير من علامات الاستفهام"، آملا أن يتم التعاطي مع هذا الموقف كصرخة تحذير من محاولات إفراغ المحمية من مضمونها البيئي، ومن ثم ضياعها وتحولها إلى مجرد قانون نظري لا وجود له على أرض الواقع". وناشد النيابة العامة المالية "أن تعتبر هذا الموقف بمثابة إخبار يستدعي التحرك العاجل بهدف مطالبة أصحاب الأملاك الخاصة أو من يدعون أنهم أصحاب أملاك خاصة بتقديم أوراقهم الثبوتية ومستنداتهم لدراسة قانونيتها ومطابقتها مع الواقع لاتخاذ المقتضى القانوني، علما أننا ننطلق من مبدأ احترام الملكيات الخاصة وصيانتها، ولكن على قاعدة تنظيم الاستفادة منها وفقا لتكييفها مع الإطار القانوني للمحمية".

وشدد على أن "موقف حركة أمل وحزب الله هو عدم تغطية أي مخالف أو معتد، ودعوة الأجهزة القضائية والإدارية والأمنية لأخذ دورها كاملا ودون أي تلكؤ"، مشيرا إلى "أن ثمة تعاون بين إدارة المحمية واتحاد البلديات والبلديات والمرجعيات لإعداد منظومة متكاملة من المشاريع والاجراءات التي فيما لو قدر تنفيذها ستجعل من محمية وادي الحجير إحدى أهم المحميات الطبيعية في لبنان وأكثرها حيوية وجذبا. وفي الشأن السياسي قال فياض: "إن طاولة الحوار الوطني ستشهد بعد أيام اجتماعات مفتوحة ومتتالية وعلى مدى ثلاثة أيام، وإن ذلك سيفرض على المتحاورين الدخول في التفاصيل والخروج من المقاربات العامة، مما سيفرض تداخلا في معالجة البنود الواردة في جدول الأعمال"، مؤكدا "أن فريقنا السياسي سيتعاطى بطريقة بناءة وإيجابية وبالجدية المطلوبة على أمل تحقيق النتائج المتوخاة من الحوار، ولقد تقدم فريقنا في الجلسة الأخيرة باقتراحات محددة في ما يتعلق بقانون الانتخاب، وشكل هذا الموقف تقدما إلى الأمام وخطوة نوعية نأمل أن تلاقيها خطوة مشابهة من الفريق الآخر الذي لا يزال يراوح مكانه، ومكررا الموقف ذاته على مدى ثلاث جلسات".

ورأى أن "لاحتمال التفاهم والوصول إلى حل مداخل عديدة فلنناقشها كلها، وعلى ما يبدو فإن التفاهم على قانون انتخابي هو أحد هذه المداخل التي قد تكون متيسرة وأقل تعقيدا، ولكن العقدة في موضوع النظام الانتخابي تكمن في موقف فريق 14 آذار الرافض للنسبية الكاملة، ونحن لا نقول هذا الأمر سجالا ولا رغبة في تسجيل النقاط، في وقت يحتاج فيه الوطن إلى مواقف مسؤولة ومقاربات عاقلة تخرج من عقلية تسجيل النقاط وترقى إلى عقلية رجال الدولة والانحياز فقط إلى المصلحة الوطنية"، داعيا الفريق الآخر إلى "مراجعة مسؤولة وبناءة لأهمية النسبية الكاملة في النظام الانتخابي التي هي ليست لمصلحة فريق بل لمصلحة التمثيل العادل والصحيح، ولمصلحة الإصلاح السياسي والاستقرار الذي تحتاجه البلاد". واعتبر فياض "أن إعاقة تطبيق النسبية في النظام الانتخابي هي إعاقة للاصلاح السياسي السلس الذي يحسن في البيئة السياسية من غير أن يشكل حساسية لهذا المكون المذهبي أو ذاك، ولذلك فلنغتنم الفرصة التي هي أمامنا على طاولة الحوار للتفاهم على قانون الانتخاب، ولا نعيد تكرار تجربة إهدار الفرص التي شهدناها في خلوة الأقطاب الأسبوع الماضي". بدوره ألقى الزين كلمة شدد فيها على "أهمية تنوع محمية وادي الحجير التي أتى قرار إنشائها بعد جهود من الاتحاد شعورا منه بضرورة الحفاظ على جمالية ومكونات الوادي الطبيعية والأثرية، وكعنوان من عناوين المقاومة ورفض كل أشكال الاحتلال والإنتداب". وفي الختام جال الجميع في أرجاء المعرض الذي يتضمن صورا لأنواع الطيور الموجودة في المحمية، وعرض لبعض الأساليب التي يعتمدها الصيادون في اصطياد الطيور، وللوسائل البديلة التي تحافظ على حياة هذه الطيور.

 

النائب محمد رعد: نريد رئيسا لا يملك قراره احد

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - اكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، خلال احتفال تأبيني اقامه "حزب الله" للشهيد حسين علي كركي في عين بوسوار، ان "لا أمن ولا استقرار الا حين يخرج الارهاب من ارضنا. فالتكفيريون لا يمكن العيش معهم، فهم يشكلون خطرا على الامن الوطني والاقليمي وحتى الدولي". واعتبر ان البعض "كان يراهن على الارهابيين التكفيريين توهما منه انه يستطيع من خلال المراهنة عليهم، ان يستقوي بهم ليعزز موقعه في السلطة في لبنان ويحكم الاخرين بالرهبة والمهابة، ومن اجل تمرير مشروعهم والتسويق لانتصاراتهم وبطولاتهم وسيطرتهم على كثير من المساحات في سوريا". أضاف: "لبنان استقبل مليون ونصف نازح سوري في الوقت الذي يبلغ عدد سكانه 4 ملايين ومساحته 10452كلم، فيما اوروبا بأسرها التي تعد مئات الملايين من البشر في 26 دولة لم تقبل ان تستقبل اكثر من 120 الف نازح، وهي تستشعر خطر تسلل الارهابيين بين صفوفهم". وسأل "لماذا الآن؟ لأنهم فقدوا ويأسوا من الرهان على الارهاب من اجل اسقاط سوريا واسقاط لبنان، هم يأسوا بسبب صمود المقاومة وسوريا بوجه هذه المحنة والمؤامرة المفتعلة ضدها، ما ادى الى قلب الطاولة على هذا المشروع"، معتبرا ان المطلوب كان سابقا اسقاط بشار الاسد. فالمسألة هي وجود محور مقاومة قوي منيع عصي على ان يعبث به الدخلاء والمنهزمون الذين باعوا فلسطين وتخلوا عن قضيتها وراحوا يتآمرون على كل شعوب منطقتنا العربية، اذن هؤلاء الذين يحفظون امننا وكراماتنا واستقرارنا وعليهم نراهن من اجل تحقيق المزيد من الانتصارات". واضاف: "سقطت رهانات الجميع، وبدأ الكل يعيد النظر في سياساته ويحاول ان يحجز موقعا له في المعادلة الجديدة التي رسمتها قوى الممانعة والمقاومة والصمود. وان التطور الاخير الذي حدث في سوريا مع استقدام دعم نوعي تسليحي مع اطقمه من روسيا يكاد يفتح الصفحة الاخيرة في الازمة السورية التي ستنعكس تداعياتها على لبنان. وثمة من لا يزال في لبنان يرفض ان نصل عبر الحوار الوطني الذي دعى اليه دولة الرئيس نبيه بري من اجل انقاذ البلد قبل ان يحصل ما لا تحمد عقباه وقبل ان يتحرك القطار في غير الاتجاه الذي يحقق مصالح اللبنانيين". وفي الملف الرئاسي قال: "نريد رئيسا للجمهورية يحمل عقلا سياديا لا يملك قراره احد في الدنيا، قد نختلف معه وقد نتفق، لكن عندما نشعر انه سيادي يملك قناعته الوطنية وقراره الوطني ولا يأخذ الاملاءات من هذا الطرف او ذاك، حينها يمكن ان نناقشه وان نتبادل وجهات النظر معه، ومن السهل ان يقتنع بوجهة النظر الصائبة التي تحقق مصلحة الوطن. اما الذي يكون مرتهنا لسياسات هذه الدولة الاقليمية او تلك، لا يمكن ان يقتنع بشىء نحن قبل سنتين كدنا ان نتوصل الى تسوية تملأ الشغور الرئاسي وتحدد من سيحكم في رئاسة الحكومة، لكن الفيتو الخارجي اسقط هذه التسوية.اذا اردنا ان نكون وطنيين سياديين حقيقيين علينا ان نعمل بقناعاتنا الوطنية وبما يحفظ مصلحة بلدنا لا بما يخدم مشاريع الاخرين في السيطرة على بلدنا". وختم رعد بالقول: "ما زلنا ندرك ان العدو الاسرائيلي الذي يملك طبيعة عدوانيه الآن هو في حالة ترقب ومتابعة اذا انتهى الدور التخريبي للارهاب التكفيري في منطقتنا وهو دور يؤدي ما كان يحلم بتأديته العدو الصهيوني، فينبغي ان نتوقع عودة هذا العدو ليلعب دورا مباشرا في العدوان على شعبنا وعلى منطقتنا ولذلك الجهوزية عندنا لا يجوز ان تتوقف على الاطلاق، حتى ولو كنا في عز استقرارنا وفي اوج قوتنا سنطلب المزيد من الجهوزية على مستوى العتاد والتدريب والتخطيط والمتابعة للتطورات والتجهيز والاعداد وكل شيء لان هذا العدو الذي تلقى هزيمة في 2006، لكنه يملك طبيعة عدوانية تحفزه باستمرار لمعاودة الافعال الحمقاء والارتكابات والاعتداءات، ويجب ان يتلقى منا الدرس النهائي الذي يضع مصير كيانه على المحك حتى لا يفكر فيما بعد بأية حماقات اخرى". وفي ختام الحفل قدم درع تكريمي لوالد الشهيد.

 

النائب قاسم هاشم: النسبية المطلقة والدائرة الواحدة هما الحل الوطني لأزمة لبنان التاريخية

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، في تصريح بعد لقاءات مع فاعليات من قرى قضاء حاصبيا، "أهمية الحوار الجاري للخروج من الازمة السياسية الراهنة وسلبياتها المتعددة الأوجه ومن خلال النهج التعطيلي الذي أضاع على لبنان واللبنانيين الكثير من الفرص والوقت لمعالجة الأزمات المتراكمة. ورأى أنه "لا يجوز الاستمرار في سياسة التعطيل تحت أية ذريعة والرهان اليوم على طاولةالحوار والدور الإنقاذي الوطني للرئيس بري للوصول الى مساحة مشتركة بين كل الفرقاء لإيجاد المخارج الممكنة للمأزق السياسي والعودة الى انتظام الحياة السياسية. وأشار إلى أن "غياب المؤسسات عن القيام بدورها الفاعل ترك آثاره السلبية على قضايا الناس الحياتية وسادت سياسة الاستهتار وإدارة الظهر لأوجاع الناس وآلامهم. وبقيت التقديمات والإنجازات والخدمات الإنمائية أمنيات لدى الناس ووعودا وخطابات وبيانات لدى الكثير من المسؤولين والمعنيين ولهذا فمن حق الناس ان يطلقوا الصرخة لما أصابهم نتيجة التقصير والتقاعس الحكومي لتأمين أبسط المتطلبات البديهية من ماء وكهرباء وفرص عمل". وأضاف: "أثبتت التجربة خلال عقود طويلة أننا لن نصل الى حل جذري مع تركيبة هذا النظام وأن الخروج من أساس الأزمة لن يكون إلا بإصلاح حقيقي لا يتأمن إلا بقانون انتخابات نيابي يعتمد دائرة واحدة وفق النظام النسبي، فلا بد من مرحلة انتقالية فما طرحته كتلة "التنمية والتحرير" من قانون انتخابات مختلط (نسبي-أكثري) قد يكون أهم مخرج لتوافق طرحين ورؤيتين، مع العلم أننا نؤمن ان النسبية المطلقة والدائرة الواحدة هو الحل الوطني لأزمة لبنان التاريخية". وختم: "ما يطرحه لبنان هذه الأيام للتخفيف من أعباء الأزمة السورية واضح وهو أن الحل الأساسي هو في إنهاء الحرب على سوريا من خلال وقف دعم العصابات الإرهابية بكل عناوينه وهذا لا يحتاج إلا إلى إرادة وقرار دولي من قبل كل من احتضن ورعى ودعم الارهاب على سوريا لوقف فوري لهذا الدعم والوقوف الى جانب سوريا قيادة وحكومة وشعبا وجيشا لمواجهة الارهاب وهذا قد لا يحتاج إلا الى أيام والأمر يتوقف على حقيقة النيات الدولية في مواجهةالارهاب".

 

رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين: لقانون انتخابات نسبي يتيح للجميع تحمل المسؤولية أمام ما هو حاجة ضرورية لبلدنا

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - أقامت بلدية الخيام احتفالا تكريميا للناجحين في الشهادات الرسمية في ملعب بلدية الخيام، برعاية رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، بحضور رئيس بلدية الخيام عباس عواضة، مسؤول "حزب الله" في منطقة الجنوب الأولى أحمد صفي الدين، وعدد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية، وفعاليات وشخصيات وحشد من أهالي المكرمين. افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم والنشيد الوطني، ومن ثم دخول موكب الخريجين والخريجات، وعرض لتقرير مصور عن أهم إنجازات بلدية الخيام الإنمائية والصحية والتربوية والاجتماعية والخدماتية وغيرها خلال العام 2015. ثم ألقى السيد صفي الدين كلمة، شدد فيها على أن "من أهم الواجبات والوظائف التي تتحملها الطبقة السياسية اليوم، والتي فشلت على مدى أكثر من عقدين ونصف في تقديم الحلول للبنان، وجرته من أزمة لأزمة، تكمن بفتح الطريق أمام جيل قادر ومتمكن من إيجاد حلول جذرية وحقيقية لكل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، التي يعانيها لبنان، وبفتح الباب أمام الأجيال الآتية المتعلمة والفاهمة والمقاومة والمقتدرة التي قدمت الانجازات، وذلك من خلال إقرار قانون انتخابات نسبي يتيح للجميع أن يتحمل المسؤولية أمام كل ما هو حاجة ضرورية لبلدنا ولوطننا ولمستقبلنا".

ورأى "أننا في لبنان أمام مشكلة ثقافية كبيرة جدا، تجعل المعرفة دون فائدة مع وجودها، وتجعل النفط والمياه والإمكانات والعقول والطاقات عديمة الجدوى مع تحققها، وتبقي لبنان في هذا الجو الرديء من التخلف، في الوقت الذي نمتلك إمكانات هائلة"، لافتا إلى أن "المشكلة الثقافية التي تنم عن تخلف حقيقي في لبنان موجودة في أماكن متعددة منه، وبالتحديد في عقول طبقة سياسية متخلفة هي أكثر تخلفا من أي لبناني، ولا تحب العلم وتتآمر على الجامعة اللبنانية، ولا تحب المعرفة وتتآمر على التربية ومستواها وعلى الشهادة اللبنانية، ولا تحب الرقي والتقدم وتتآمر على سبل الخلاص لهذا البلد"، مشيرا إلى أن "القيم التي توصل إلى النجاح من عقل ومعرفة وعلم وإبداع ووطنية وإنسانية وأخلاقية ومسؤولية يمكن أن نختصرها بكلمة واحدة ألا وهي روحية المقاومة، فالبلدية والوزارة والدولة والمؤسسة التي تمتلك روحية مقاومة يمكن لها أن تحقق رُقيا وتقدما علميا في كل مجال وعلى كل صعيد، وهذا هو الذي يفتقده لبنان اليوم" .

وأوضح صفي الدين أن "روحية المقاومة تكمن في التضحية بالخاص من أجل العام، وحينما تكون الآية معكوسة سنصل إلى بلد معكوس مركوس، الأعلى فيه أسفل والأسفل فيه أعلى، كما حال لبنان اليوم، فشهداؤنا وعوائلهم والبلدات العزيزة ضحوا بفلذات أكبادهم من أجل أن يكون لبنان قويا ومنيعا ومحررا ومحصنا، وهذا الذي حصل"، معتبرا أن "بلدنا اليوم مقلوب رأسا على عقب، لأن القيم فيه أصبحت معكوسة، ولأن الثقافة فيه باتت ضائعة وتائهة ولا تجد لها سبيلا".

عواضة

بدوره، القى رئيس بلدية الخيام عباس عواضة كلمة توجه فيها للطلاب الناحجين بالقول "مبارك لكم النجاح الذي حققتموه، ونسأل الله أن تكون أيامكم وأوقاتكم كلها فرحا وسرورا ونجاحا في طاعته، ومبارك لكم ولأهلكم ولأسركم ولمعلميكم وللمؤسسات التربوية ولكل الذين بذلوا جهدا كبيرا من أجلكم، ومبارك لنا جميعا لأن نجاحكم وتفوقكم إذا ما اقترن بالأخلاق الكريمة والرفيعة، فإنه يبشر بمستقبل واعد لخدمة أهلنا ومجتمعنا ودولتنا لتكون دولة قادرة على حماية نفسها وشعبها ليحيا أبناؤنا بعزة وكرامة". وفي الختام، قدم المنشد علي العطار وفرقته باقة من الأناشيد الإسلامية التي تحكي عن انتصارات المقاومة وهزيمة العدو، قبل أن توزع الشهادات التقديرية على الخريجين. وكان قد سبق الاحتفال جولة للسيد صفي الدين يرافقه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، وعضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، بالإضافة لعدد من الفعاليات والشخصيات على مشاريع عدة أقامتها بلدية الخيام في البلدة، حيث افتتح السيد صفي الدين المنتجع السياحي الذي يضم مسبحا وتراسا، ومن ثم توجه والوفد المرافق إلى دار المسنين في البلدة، حيث قص شريط الافتتاح وجال الجميع في أرجائه، متفقدين تجهيزاته وأدواته والخدمات الحياتية التي تقدم للمسنين، وبعدها افتتح السيد صفي الدين المكتبة العامة في البلدة، والتي تضم عددا من الكتب العلمية والثقافية والدينية وغيرها من الكتب الأدبية، ومن ثم توجه إلى مكتب اشتراك الكهرباء الذي نفذته البلدية لتخفيف العبء عن الأهالي في ظل عدم توفر كهرباء الدولة، حيث اطلع على كيفية إجراء الفواتير الشهرية والتسهيلات التي تقدمها البلدية في هذا الشأن الذي يُعد ضروريا للأهالي. واختتم صفي الدين جولته بزيارة إلى دارة مفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ عبد الحسين العبد الله، حيث قدم التهاني بحلول عيد الأضحى المبارك، راجيا الله أن يعيده على الجميع بالخير واليمن والبركات، وأن يرحم الشهداء الذين سقطوا في منى أثناء تأديتهم لفريضة الحج.

 

النائب عبد المجيد صالح: ليبقى سلاح العلم في يد والبندقية في يد اخرى لمواجهة العدو الاسرائيلي الذي يتربص بنا

الأحد 27 أيلول 2015/وطنية - رعى عضو المكتب السياسي في حركة "امل" النائب عبد المجيد صالح ونائب مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ عبد المنعم قبيسي، الحفل السنوي لتكريم الناجحين في الشهادات الرسمية والمهنية والخريجين الجامعيين الذي اقامته بلدية قلاوية في قضاء بنت جبيل، في باحة مركزها، في حضور رئيس المنطقة التربوية في النبطية جوزف يونس ممثلا بمديرة مدرسة برج قلاويه مي مهدي، مسؤول المنطقة حسين زهوي وأعضاء المنطقة، عدد من مسؤولي القطاع في "حزب الله"، رجال دين، وفد من جنود الكتيبة الفرنسية، فاعليات بلدية واختيارية، تربوية، اجتماعية، ممثلي اجهزة امنية، عسكرية، ذوي التلامذة وحشد من الاهالي.

صالح

بعد النشيد الوطني، ودخول الخريجين وتقديم من علي يوسف عليان، القى صالح كلمة خاطب في بداياتها الخريجين، قائلا: "التعليم سلاح حاسم لتغيير الواقع في مواجهة المستقبل، وهو طريق لإعداد الإنسان على التعامل مع مستحدثات العصر والتكنولوجيا، ولا بديل أمامكم إلا الذوبان في التعلم والتعليم لأنه افضل ثروة في هذه الظروف العصيبة التي تعيشها الامة والوطن في عصر سباق علمي بين الشعوب، والشعب الذي يتأخر في العلم لا يستطيع العيش في هذا العالم الذي لا يرحم الضعيف، فالعلم سلاح القوي الذي يحمي مستقبلكم، الى جانب السلاح الذي هو عنوان قوتنا في حماية الوطن، وليبقى سلاح العلم في يد والبندقية في يد اخرى لمواجهة العدو الاسرائيلي الذي يتربص بنا، وبوحدتنا الداخلية وبعيشنا المشترك". وتطرق صالح الى الوضع الداخلي، داعيا المعنيين الى "اللغة الجامعة التي تحفظ لبنان وأهله وتصون وحدته الداخلية وعيشه المشترك، بالتفاهم والحوار، ان في رئاسة الجمهورية او قانون الانتخابات النيابية او في عملية النهوض الوطني او في معالجة الازمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتربوية التي باتت تثقل كاهل المواطن".

قبيسي

وتحدث الشيخ قبيسي عن اهمية العلم، قائلا: "أن حيازة العلم كما هم متاح للمؤمن هو متاح للكافر، وكما هو متاح للعادل متاح للظالم لذلك يعتبر العلم قوة يمكن للإنسان ان يتمسك بها في بصره، ولكنه اذا استعملها بدون بصيرة سيصبح سلاحا قاتلا ومدمرا بثوب الحضارة والتكنولوجيا، لذلك عندما نمتلك البصيرة نمتلك الرؤية التي تعلمنا كيف نستعمل العلم والطاقة، وعندما نمتلك العلم نمتلك البصر الذي يدلنا على ظواهر الأمور وندرك بها بواطن الأمور ونعرف الحق من كل جوانبه". وأضاف: "نمتلك ثقة كبيرة بإمكاناتنا ونقاط قوتنا وعلى رأسها المقاومة التي ترعب الأعداء، وأن سلاح العلم والتقنية التي يملكها المقاوم يرعب بها الأعداء واليوم ندير المعركة بالرعب وبقوة وصلابة المقاومين الذين يدافعون عن الوطن ويديرون ظهرهم للنفايات وللأزمة المتعددة في هذا البلد من مياه وكهرباء ونظافة وغيرها". وختم: "سنبقى في حزب الله وحركة أمل يدا واحدة أمام كل الفتن التي تدبر وتحاك للوطن، نواجه الغمار والتحديات لحفظ الوطن وأمنه وسلامته وعيش ابنائه، وإننا في زمن لا يمكن أن يتعلم فيه أحدنا إلا أن يتمسك بأخيه ويفديه بروحه ونفسه التي لن يجدها يوم الصعاب إلا مع أخيه". والقى مدير المدرسة جهاد عباس عليان كلمة حيا فيها التلامذة والأهالي على النجاح الذي تقدمه المدرسة الرسمية في كل عام، وقدم التهاني والتبريك بالنجاح والعيد للتلامذة والمعلمين. واختتم الاحتفال بتقديم دروع للمديرين وشهادات للتلامذة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

سحب جنسية مواطن كندي بعد تخطيطه لتنفيذ هجمات إرهابية

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/سحبت الحكومة الكندية، أمس (السبت)، الجنسية الكندية من زكريا عماره المسجون بتهمة التخطيط عام 2006 لتنفيذ اعتداءات في وسط مدينة تورونتو، وذلك بسابقة في كندا. وتم ابلاغ زكريا عماره المسجون في كيبيك بتجريده من جنسيته في رسالة بريدية، حسب ما ذكرت صحيفة "ناشيونال بوست" الناطقة باللغة الانجليزية. وقال وزير الدفاع الكندي جيسون كيني في تغريدة على تويتر، ان "هذا الرجل يكره كندا كثيرا وقد خطط لقتل مئات الكنديين. وقد خسر جنسيته". وفور خروجه من السجن، سيتم نقل زكريا عماره الذي يحمل الجنسيتين الكندية والاردنية، الى الاردن. لكن لديه مهلة 60 يوما لاستئناف القرار. وكانت المحكمة العليا في مقاطعة اونتاريو حكمت في يناير (كانون الثاني) 2010 على عمارة الذي كان يبلغ من العمر 24 عاما بالسجن مدى الحياة. وقد يطلب الافراج المشروط عنه في 2016. ويسمح قانون دخل حيز التنفيذ في مايو (ايار) على الرغم من معارضة الليبراليين والديمقراطيين الجدد، للحكومة الكندية بسحب الجنسية من الذين يدانون بالارهاب ويحملون جنسيتين.

 

بعد سوريا.. بوادر تمدد روسي في العراق/موسكو وبغداد ودمشق وطهران تتحالف ضد «داعش»

بغداد: حمزة مصطفى موسكو: «الشرق الأوسط»/برزت مؤشرات أمس على أن روسيا، بعد توسيع نفوذها العسكري في سوريا، بدأت تتمدد في العراق أيضًا. إذ أكدت الحكومة العراقية رسميًا دخولها في «تحالف استخباراتي» مع روسيا وإيران وسوريا ضد «داعش». وقال سعد الحديثي، المتحدث الإعلامي باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «تبادل المعلومات بطريقة التنسيق الشامل في المجال الأمني والاستخباري مع هذه الدول من شأنه أن يؤدي إلى الحد من مخاطر الإرهاب الذي بات يهدد الجميع». وفي الجانب الروسي، نقلت وكالة «ريا نوفوستي» أن الرئيس فلاديمير بوتين «أبلغ شخصيًا قادة السعودية وتركيا والأردن بتأسيس مركز تنسيق استخباراتي معلوماتي في بغداد». ويرى مراقبون أن هذه الخطوة الروسية أتت استكمالاً للدور الروسي في سوريا، وتهدف إلى تعزيز الوجود والنفوذ الروسيين في المنطقة، ذلك أن موسكو ترى في العراق وسوريا مناطق نفوذ تقليدية لها.

وفي السياق نفسه، كشف الخبير المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة في العراق، هشام الهاشمي، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه اللجنة ليست جديدة بل «كانت تعمل داخل الأراضي السورية، وبالذات لها قواعد في دمشق وفي اللاذقية وتضم سوريا وإيران وروسيا والعراق وحزب الله اللبناني»، مشيرًا إلى أن من يمثل العراق في اللجنة مقاتلون متطوعون (شيعة) يعملون هناك بطريقة غير رسمية، ولكن بعلم الحكومة العراقية. وبيّن أنه «الآن صار الاتفاق على أن يكون هناك تعاون متكامل، من جهة، ولغرض تبرير مرور الطائرات الروسية التي تحمل أسلحة إلى سوريا عبر الأجواء العراقية، من جهة أخرى».

 

المرشح إلى الرئاسة الأميركية تيد كروز يلمح لإمكانية تصفية خامنئي

واشنطن – سي إن إن:ألمح السيناتور الجمهوري تيد كروز, المرشح في سباق الرئاسة الأميركية العام 2016, إلى احتمال اضطرار الولايات المتحدة إلى قتل المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي في حال حاولت طهران الحصول على سلاح نووي. جاء هذا التلميح في كلمة له في واشنطن قال فيها “إذا لم يفهم آية الله هذا, قد نضطر إلى مساعدته في التعرف على الـ72 غذاء (الحور العين)”, قاصداً اعتقاداً عند بعض المسلمين المتشددين بأنه عند “استشهاد” الفرد فإنه سيحظى بـ72 عذراء من الحور العين. وفي الوقت الذي رحب فيه الحضور بهذه الكلمات هاتفين ومصفقين, تعهد كروز أنه في حال نجح في الانتخابات ووصل إلى البيت الأبيض فإنه سيمزق الاتفاق النووي الذي تم بين إيران والدول الست الكبرى, في أول يوم له في إدارة الولايات المتحدة.

 

الرئيس هولاند: مستقبل سوريا لا يمكن أن يمر عبر الاسد

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم في نيويورك، ان "فرنسا تتباحث مع الجميع ولا تستبعد احدا، سعيا وراء حل سياسي في سوريا". أضاف في تصريح:"ان باريس تعتبر أن مستقبل سوريا لا يمكن أن يمر عبر الرئيس السوري بشار الاسد".

 

اتفاق للتعاون الاستخباراتي بين العراق وروسيا وايران وسوريا لمحاربة الدولة الاسلامية

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - اتفق العراق وكل من روسيا وايران وسوريا على تشكيل لجنة مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية، بهدف ملاحقة تنظيم الدولة الاسلامية للحد من نشاطاتها الارهابية. وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سعد الحديثي لفرانس برس: "هناك لجنة مشتركة ستشكل بين ممثلي الدول الاربع ، وسيكون هناك ممثل عن الاستخبارات العسكرية العراقية ممثلا فيها وتقوم بعملها على اساس متابعة خيوط الارهاب ومتابعة الارهابيين". ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية منذ حزيران 2014 على مناطق واسعة ومدن مهمة في العراق، بينها الموصل شمالا والرمادي غربا.

 

مقتل 17 سوريا اثر غرق مركب للمهاجرين قبالة تركيا

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - قتل 17 سوريا بينهم امرأة وخمسة اطفال غرقا اليوم، عندما انقلب مركبهم في المياه التركية اثناء محاولته الوصول الى اليونان، وفق وكالة انباء دوغان التركية. وقالت الوكالة:"ان حرس الحدود الاتراك انتشلوا الجثث من المركب الخشبي الذي غادر "بودروم" التركية باتجاه جزيرة "ليروس" اليونانية، ولم يتمكن المهاجرون من الخروج من قمرة المركب حيث احتجزتهم المياه".

 

قصر الايليزيه: فرنسا تشن ضربات جوية ضد داعش في سوريا

الأحد 27 أيلول 2015/وطنية - باريس - أعلن قصر الايليزيه أن "فرنسا ضربت في سوريا تأكيدا لالتزامها الحازم ضد الخطر الإرهابي المتمثل بداعش". وتابع في بيان: "قمنا بذلك استنادا إلى معلومات جمعناها خلال عملياتنا الجوية التي بدأت منذ أكثر من أسبوعين، مع الحفاظ على استقلالية تحركنا وبالتنسيق مع شركائنا في الائتلاف، وهكذا فان بلادنا تؤكد أننا سوف نضرب كلما تعرض أمننا القومي للخطر، لكن يتعين إيجاد جواب شامل على الفوضى السورية. يجب حماية السكان المدنيين من كل أشكال العنف، المتأتي من داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى، ولكن أيضا من القصف الدموي الذي يقوم به (الرئيس) بشار الأسد". وختم: "من الملح، أكثر من أي يوم مضى، إقامة مرحلة انتقال سياسي تشرك فيها عناصر من النظام والمعارضة المعتدلة، بموجب بيان جنيف. وفرنسا ملتزمة ذلك، وهي تعمل بفاعلية في هذا الشأن مع كل الجهات المعنية لمساندة جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان ديمستورا".

 

كاميرون: وجود الأسد ضمن حكومة انتقالية ممكن

العربية.نت/ الأحد 27 أيلول 2015/قالت صحيفة صنداي تلغراف إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مستعد لتقبل فكرة بقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد بالسلطة في الأجل القصير، ريثما يتم تشكيل حكومة وحدة في البلاد. وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قد صرّح في وقت سابق أثناء مقابلة له مع صحيفة لو موند الفرنسية قائلا إنه "من الضروري التحدث مع الأسد إذا كان سيصبح طرفا في اتفاق بشأن عملية انتقالية"، لكنه عاد وقال إنه يجب "على الأسد أن يرحل ولا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل سوريا". وأعلن هاموند أن "الوجود الروسي في سوريا يقوي شوكة الأسد ويزيد مسؤولية موسكو الأخلاقية عن الجرائم التي يرتكبها النظام".

 

الرياض رفضت انتقادات طهران حول التدافع في مكة المكرمة

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - رفضت السعودية مساء امس الانتقادات التي وجهتها ايران، وطالبت فيها بفتح تحقيق حول التدافع الذي وقع الخميس بالقرب من مكة المكرمة، حيث قضى 769 شخصا بينهم اكثر من 130 ايرانيا. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال لقاء مع نظيره الاميركي جون كيري في نيويورك: "اعتقد انه افضل للايرانيين ان يفعلوا غير ان يستغلوا سياسيا مأساة، طالت أناسا كان يقومون بالشعائر الدينية المقدسة".

 

(بالأسماء): بيان ويكشف اسماء كبار المسؤولين الايرانيين المفقودين في حادث منى

خاصّ جنوبية 27 سبتمبر، 2015

تداول نشطاء في الإعـــــلام الميـــدانـي التابع للحرس الثوري الايراني بيانا صادرا يكشف حجم الكارثة الهائلة التي حلّت بالدبلوماسية الايرانية وبجسمها السياسي الذي يضم العديد من الخبراء والمستشارين لمرشد الثورة السيد علي خامنئي، وهم الذين قتلوا وفقدوا في حادث تدافع "منى"، ومن هؤلاء المفقودين اعلاميون رسميون ومسؤولون يحتلّون مناصب رفيعة المستوى في الدولة.

وجاء في البيان الذي حمل العديد من التساؤلات المشروعة ما نصه:

“معلومات ووقائع يبدو انها صحيحة حول حادثة منى.

العدد الاكبر من الضحايا في مجزرة منى ، كان من الايرانيين… بينهم مسؤولون كبار…

لو اعتبرنا جدلا امر الضحايا طبيعيا وهو تجاوز 130 حاجا نسأل عن اكثر من 266 مفقودا ايرانيا اين هم؟

بينهم اسماء بارزة امثال:

السفيرالايراني السابق في لبنان غضنفر ركن ابادي وهو احد الاعضاء البارزين في بعثة مكتب قائد الثورة الامام السيد علي الخامنئي الى الحاج، وهو الذي قرأ بيان الامام في الحجيج. اين هو ؟

ولماذا لم يعثر عليه حتى اليوم؟

لماذا يعتبر اعضاء بعثة مكتب الامام الخامنئي، التالية اسماؤهم مفقودون:

د.علي اصغر فولادغر :مسؤول قسم الدراسات الاستراتيجية في الحرس الثوري، حسن دانشف، ؤاد مشغلي، عمار مير انصاري، السيد حسن حسيني، حسيني كارغر، حسين بنسي، (وكل له مسؤوليته).

ولماذا يُفقد حميد ميرزاده ( مراسل اذاعة طهران ومدير الانتاج والبرامج فيها)؟

حميد حسيني مراسل قناة الاخبارية الايرانية ؟

ولماذا يفقد احمد فهيما من وزارة الخارجية الايراينة، وله عمله ومسؤوليته ايضا.؟

ولماذا يُفقد ثلاثة من بعثة رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في العراق السيد عمار الحكيم ….؟

اليس في الامر علة ؟

أين جثامينهم اذا كانوا قد سحقوا ؟

في الختام …الا يعتبر ما حدث كمينا موصوفا ومعدا ومبرمجا بامتياز ؟”

(انتهى البيان)

وبعد مقتل 717 شخصا بتدافع في منى، صباح الخميس، دعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى “الضغط على السلطات السعودية لوضع مكة والمدينة تحت إدارة إسلامية مشتركة”.

وفي اعتراف ضمني في التقصير، أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، امس السبت، قرارا بإعفاء الدكتور بندر بن حجار وزير الحج السعودي و5 من مسئولي الوزارة وجهاز الأمن من مناصبهم، على خلفية حادث منى الذي أودى بحياة المئات من الحجاج.

 

مصادر سعودية: سفير إيران، "غضنفر آبادي لم يدخل المملكة باسمه/تضاربت الأنباء بين إصابته بحادثة منى بجروح طفيفة واعتباره من المفقودين

العربية/27 أيلول/15/الرياض – هدى الصالح/أكدت مصادر سعودية لـ "العربية.نت" عدم تسجيل اسم "غضنفر آبادي"، سفير إيران السابق في لبنان، على منافذ المملكة، ضمن القادمين خلال موسم الحج الحالي وعدم تسجيل هذا الاسم ضمن قوائم الحجاج. وفي حال تأكد نبأ تواجده مع الحجاج، يكون السفير دخل بطريقة غير معروفة، لعدم تسجيل دخوله بالاسم والصفة اللتين يعرف بهما وختم جوازه وفقاً لذلك. وتضاربت الأنباء حول "غضنفر ركن آبادي"، سفير طهران السابق في بيروت، حيث تحدثت أنباء عن اعتباره في عداد المفقودين بحادثة تدافع منى، فيما ذكرت أخرى إصابته بجروح خفيفة. وقضى أكثر من 750 حاجاً في حادثة تدافع في مشعر منى أول أيام عيد الأضحى. وكان مسؤولون في طهران وذوو السفير أكدوا مرافقة غضنفر آبادي لحملة الحجاج الإيرانيين في موسم الحج الحالي. وقال مرتضى آبادي، شقيق السفير الإيراني، في تصريح صحافي، "منذ مساء الخميس نبحث عنه إلا أننا لم نصل إلى نتيجة". وأضاف أن "الهاتف المحمول لشقيقي لم يرد على اتصالاتنا المتكررة منذ الحادث". خلافاً لذلك، كان أمير موسوي، الخبير الاستراتيجي الإيراني، قال لإحدى وكالات الأنباء إن غضنفر ركن أبادي أصيب في حادثة التدافع في منى، مشيراً إلى أن إصابته سطحية. وأفاد موسوي بأن زوجة آبادي في طهران وشقيقه في مكة المكرمة أكدا بأن السفير بخير ولا خوف على صحته. ولم يصدر تعليق رسمي عن وزارة الخارجية الإيرانية حول مصير الدبلوماسي السابق. وعمل غضنفر ركن آبادي سفيراً لطهران لدى بيروت على مدى أربعة أعوام (2010-2014)، كما لعب دوراً سياسياً بارزاً بين الأحزاب اللبنانية الفاعلة بهدف الخروج بحكومة توافقية، وعرف بعلاقاته الوثيقة مع حزب الله اللبناني. وقد نجا في 2013 من تفجير انتحاري مزدوج طال السفارة الإيرانية في بيروت.

 

صاندي تايمز: بقاء الأسد في السلطة غير أخلاقي

نشرت صحيفة صاندي تايمز مقالا لنائب كاتب الدولة الأميركي، جيمس روبن، يصف فيه السماح للرئيس السوري، بشار الأسد، بالبقاء في السلطة بأنه غير أخلاقي ومصيره الفشل. يقول جيمس روبين: يبدو أن اتفاقا دبلوماسيا في الأفق لإنهاء الحرب الأهلية الكارثية في سوريا، ولكن الاتفاق يتضمن بقاء، بشار الأسد، "الدكتاتور الملطخة يداه بالدماء، في السلطة، على الأقل إلى حين". ويضيف أن الحشد العسكري الذي تقوم به موسكو في البحر الأبيض المتوسط يدل على أن الرئيس، فلاديمير بوتين، من القادة القلائل الذين يفهمون أن الدبلوماسية، في حالة سوريا، بحاجة إلى قوة عسكرية تدعمها. ويرى أن المنطق الذي يسوقه بوتين، ويبدو أنه أقنع به بعض القادة الأوروبيين، هو أن الأسد لا يشكل خطرا على العالم الخارجي، بل على شعبه فحسب، وأن قوات الأسد تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية"، وبما أننا متفقون على أولويتنا هي القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، فلندع دمشق تقوم بالعمل نيابة عنا. ويشير إلى ان الاسد سيكون له حليف آخر في المفاوضات، وهي إيران التي تخلصت من العقوبات الدولية، وتريد أن يكون لها مكان في الطاولة، لا يتوقع أن ترفضه واشنطن ولا بروكسل. ويتوقع أن تؤدي المفاوضات حتما إلى أن يفلت الأسد ونظامه من العقاب على واحدة من أفظع جرائم الحرب التي عرفها التاريخ. ولكنه يرى أن المسألة أخلاقية قبل كل شيء، وأن قادة الدول الغربية يعيشون وهما، إلا إذا كان يعتزمون دعم دبلوماسيتهم بالقوة العسكرية، وإلا فإن مسعاهم مآله الفشل

 

قصف مدفعي إسرائيلي على موقعين للجيش السوري في الجولان

الأحد 27 أيلول 2015 /وطنية - نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن "متحدثة عسكرية" أن الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف مدفعية على موقعين للجيش السوري في الجولان، ردا على صاروخين أطلقا من سوريا، أحدهما أمس والثاني مساء اليوم، وسقطا في الجزء المحتل من مرتفعات الجولان.

وكان جيش العدو الإسرائيلي قد ذكر أن الصاروخ الذي سقط أمس، هو نتيجة الحرب الدائرة في سوريا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سوريا واليمن تطيحان.. صورة نصرالله

علي رباح/المستقبل/28 أيلول/15

أعادت الايّام الماضية، وما حملته من تطورات سياسيّة وميدانيّة في كل من سوريا واليمن، خطابات الامين العام لـ»حزب الله« السيد حسن نصرالله الى الواجهة. في قديم زمان «حزب الله« كان اذا وَعَدَ السيّد صَدَقْ. حتى أن قناة «المنار» صنعت طوال سنوات الكثير من «السكيتشات» لترسّخ «الوعد الصادق» في اللاوعي الجماهيري (هنا قال السيد كذا، وهنا صدق بقوله). إلّا أن سنوات الحرب في سوريا وشهور المعارك في اليمن، ضربت صورة «سيّد المقاومة»، الذي إن وَعَدَ صَدَقْ. وما شهده هذان البلدان في الأيام القليلة الماضية، أثبت أن الواقع مغاير لما تحدّث عنه صاحب الوعود، ما يزيد من هدم الصورة والثقة عند جمهوره وجمهور خصمه، حتى إن لم تظهر عياناً بسبب الانقسامات المذهبيّة الحادّة. خرج السيّد في خطابه الأخير لينفي كل ما حُكي ويُحكى عن اتفاق أميركي- روسي بما خصّ سوريا. جيّدجداً، لكن مَن كان أول من هلّل لهذا الاتفاق؟ في الأيام القليلة الماضية، تخلّت المنظومة الاعلامية لـ»حزب الله« عن الخجل من الحديث عن اكتمال الاستعدادات لحرب اميركية ـ روسيّة ـ ايرانيّة ـ سوريّة مشتركة في سوريا. لماذا يتنصّل نصرالله من كلام منظومته الاعلاميّة؟ ربما هي حاجته للتمسّك بمشروعيّة محاربة «الشيطان الأكبر»، وبخطاب عاش عليه جمهوره طوال 30 عاماً وقدّم التضحيات لأجله. فأيّ حديث عن تنسيق إيراني - روسي- أميركي من شأنه أن يزعزع ايمان الجمهور والذين توجّهوا الى سوريا لمحاربة المشروع «الأميركي- الصهيوني». حتى أنّ اللبنانييّن لم ينسوا أنّ «حزب الله« اعتصم في وسط بيروت عامين وأطلق حربه على العاصمة والجبل في 7 أيار باسم العداء لأميركا وعملائها. ونسف نصرالله كافة التصريحات الاسرائيلية والروسية حول التعاون في سوريا لضمان أمن اسرائيل، واضعاً زيارة نتنياهو الى موسكو ولقاءه الرئيس بوتين في اطار الاستطلاع عن قرب وأخذ الضمانات بأنّ لا يصل السلاح الروسي الى «حزب الله«. لكن لنصرالله مقولة شهيرة اعتاد أن يخاطب بها «14 آذار»: «عودوا الى الصحف العبرية والاسرائيلية.. المحلّلين الاسرائيليين عم يحكوا مش انا». فليَعُد السيّد اذن للصحافة العبرية، حيث كشفت صحيفة «ميكور ريتون» اليمينية، والمقربة من دوائر الحكم في تل أبيب، أن «بوتين كان متحمساً لزيارة نتنياهو، بسبب تقديره بأنه يمكن أن يكون لإسرائيل دور رئيسي في مساعدة روسيا في تنفيذ مهامها في سوريا». وأشارت الصحيفة الى أنّ «الروس أبلغوا الاسرائيليين بأنّ تحرّك موسكو يأتي في ظلّ تنسيق مع الأميركيين والاوروبيّين». وتضمن التنسيق الاسرائيلي ـ الروسي، بحسب الصحيفة، تحديد الاماكن التي ستعمل فيها القوات الايرانيّة داخل سوريا ضدّ قوى المعارضة المسلحة، وابلاغ اسرائيل بها خشية وقوع احتكاكات غير مناسبة». هكذا بالحرف!

انتقل السيّد الى ملف الزبداني، القرية التي «يمرّ« فيها طريق القدس، مقدّماً لجمهوره نصراً وهميّاً. فنصرالله، أحد أبرز صُنّاع ثقافة الإنتصارات الالهيّة، يقول، إنه « عندما ربطت الجماعات المسلحة ملف الزبداني ببلدتي الفوعة وكفريا، اعتبرنا الأمر فرصة وحمينا البلدتين»! فعلاً ؟ يبدو أن السيّد أخفق هذه المرة في صناعة الانتصارات. فالحقائق التي أظهرتها معركة الزبداني أسقطت ورقة «التوت الشامي» عن الحزب وعرّته أمام جمهوره وخصومه :

أولاً، دخول السيّد، أو الوسيط الايراني، كما قال، في مفاوضات مع المجموعات المسلّحة، يعني في أحسن الحالات نجاح هدف «جيش الفتح« المعلن. فـ «جيش الفتح« قالها صراحةً: «إننا نهاجم الفوعة لنضغط على الحزب»، ما يعني أنه حقق هدفه من الضغوط«.

ثانياً، إنّ السيّد الذي اتّهم سابقاً دولاً اقليميّة بتحويل الصراع السّوري الى صراع مذهبيّ، أثبت أنه يتعامل مع الجغرافية السّورية على أساس مذهبيّ بحت. أثبت أن دماء الشيعة في الفوعة أهم بكثير من دماء ملايين السورييّن الذين تتساقط عليهم البراميل والحاويات المتفجّرة. لا بل أكثر من ذلك. فهذا يعني أن نصرالله لم يشعر في سنوات الحرب السّورية أنه تحت ضغط إلا عندما حاصر «جيش الفتح» قرية شيعية. ثالثاً، كلام السيّد يعني أنه فاوض التكفيريّين ورضخ لشروطهم. فلماذا يتكبّر على التفاوض بخصوص العسكرييّن اللبنانييّن؟ لماذا منع الحكومة اللبنانيّة من التفاوض لاسترداد العسكريين؟ قد يجيز ذلك لأهالي العسكرييّن أن يزعموا بأنّ أصلهم من الفوعة أو كفريا أو النبل أو الزهراء، ربما يسمح ذلك للسيّد بالتفاوض لأجلهم. رابعاً، أثبت السيّد أن اسطورة «رجال الله« قد انكسرت، وصار من الواضح أنّ «رجال الله» لم ينتصروا في القصير ويبرود، بل انتصر الأسلوب الاسرائيلي الصرف في تدمير كل ما لا يقدر على اقتحامه. يحتاج صمود بضع مئات من المقاتلين في قرية سوريّة واحدة (الزبداني) لأكثر من 3 أشهر، الى ظهور إعلامي يرفع المعنويات. فهناك انتصرت العقيدة القتالية للسوري المستضعف الضعيف التسليح، والذي تلتقي ضدّه كلّ الأضداد من الكرملن الى البيت الأبيض.

يمنيّاً، تواضع نصرالله، صاحب موقولة «دلّوني على انجاز واحد حقّقته السعودية»، ليعتبر ان «ما حصل في عدن هو انجاز، ولكنه لم يَحسم المعركة». ألم يقل السيّد في خطاب «التضامن مع اليمن المظلوم»، «إن اي تسوية سياسية لا يمكنها إعادة هادي الى اليمن»؟! ها هو الرئيس هادي قد عاد دون اي تسوية سياسية وقبل الحديث عن اي حل سياسي. كما ان السيّد قال، «إن السعودية لم تحسم المعركة»، وهذا يعني انه لم يجزم، كعادته، بعدم حسم المعركة. إلا أن أكثر ما يلفت هو في قول نصرالله ان «قوة الجيش السعودي هي عبر الجو فقط» ! ماذا يقول اذاً عن الجيش السوري و«حزب الله« والميليشيات العراقية والباكستانية والافغانية، التي تراجعت في مساحات واسعة من سوريا، على الرغم من سلاح الجو والبراميل المتفجرة وسياسة التدمير الممنهجة التي انتهجها هذا المحور؟

سوريا واليمن أطاحتا صورة نصرالله الذي إن وَعَدَ صَدَقْ. مع كل خبر يأتي من هذين البلدين يتهشّم شيء من السيّد. سيصبح مجرّد تذكّر وعوده وكلامه مثار تندّر لدى البعض، ومحل نقاش داخلي «صامت» لدى البعض الآخر. مع كل اطلالة لـ»سيّد المقاومة»، تنكسر صورة وينكسر تفاضل اخلاقي بنى عليه «حزب الله« قيمته السياسية. فالسيّد الذي طالما وصف «14 آذار» بـ»جماعة فيلتمان»، بات في خندق سوري واحد مع الروسي والأميركي، اللذين يعملان على ضمان أمن اسرائيل (هذا ما يقوله مسؤولو البلدين).

في بداية الثورة السورية، خرج «حزب الله« من يصف المشاركة في الحرب بـ»المناورات الحيّة» لاقتحام «الجليل» ! قد تعني معركة الزبداني شيئاً لحزبٍ توهّم أنه في نزهة على «طريق القدس».

«الصراع السوري طويل، لكن يبدو ان زمن الانتصارات انتهى من اليمن»، يقول احد الزعماء اللبنانيين في مجلسه الخاص.

 

الطاقة الاحتجاجية .. كي لا تُهدر

وسام سعادة/المستقبل/28 أيلول/15

الاحتجاجات حيوية لا بد منها في أي مجتمع. مجتمع لا احتجاج فيه هو مجتمع لا حياة فيه. يبقى ان الاحتجاجات اذا تتابعت تخلق شعوراً بالتعبئة الدائمة، بأن الأمور ستبقى تراكم هكذا، وصولاً الى «نهاية الليل الطويل». هذا الشعور يلعب في فترة معينة دوراً ايجابياً بالنسبة الى الاحتجاجات، لكنه لا يلبث ان يصير عليها وطأة، ويجعلها تتورّط في تحويل ذاتها علّة لذاتها، مستقلّة عن لائحة مطالب ملموسة، محسوسة، تصدر عن عمق اجتماعي مستنفر، ومصالح ناس من لحم ودم متضرّرين. اذاك فجأة يبدأ الانحسار، ويقابل بالمكابرة، وبلمح البصر تختفي الجموع، يصير الطليعيون وحدهم، يتراشقون التهم، يضيعون في المتاهات، ومن بعد ذلك بسنوات طويلة ينهض من بينهم من يقرّ بأن حلم التعبئة العامة للجمهور او الجماهير هو وهم. هذه النظرة اشترك فيها معظم قادة الثورة الطلابية اواخر الستينيات حين تكلموا عنها بعد عقد او عقدين على قيامها. كانوا يعتقدون بالتعبئة العامة، بأن حيوية تسند نفسها بنفسها ستبقى تزودهم بطاقة الدفع اللازمة. لكن هذا لا يحصل. لا يحصل الا اذا حفظت الطاقة في اطار، وانتقلنا من لاواقعية التعبئة الدائمة الاحتجاجية الى واقعية التعبئة الدائمة المؤطرة في أحزاب. كثير من النقاش الجاري اليوم في البلد يحصل كما لو ان التظاهر هو معطى فوق القوانين السوسيولوجية، وان الاحتجاجات مسألة ارادوية، سواء كانت ارادة نقية او غير ذلك. هذا ليس صحيحاً، الديناميات الميدانية لا يمكن توقعها سلفاً بهذا اليسر، لا من جهة السلب ولا من جهة الايجاب. ليس هناك من تعبئة جماهيرية احتجاجية دائمة بلا انقطاع. هذا مؤكد. الراجح ايضاً ان الظن بهذه الديمومة التعبوية يولد مضاعفات سلبية لاحقاً. اذاً «قانون حفظ الطاقة» هو هنا اساسي. في كل احتجاج، في كل انتفاضة، هناك طاقة يخسر من يظنها تلقائية الصدور عن ذاتها بذاتها والى الدوام، وينجح من يدرك ان النار لا تثبت على مقدار، وانها تختفي او تعود، والجمرة تضيع في الرماد او تلتهب، كل بحسب شروطه المستفادة. لم يعد ممكناً الاكتفاء باخراج السجال من الشارع الى المؤسسات كما تقول المعزوفة التقليدية، لأن المؤسسات في حالة يرثى لها. لكن، تغييب الطرح الانتقالي للامور من شأنه ان يعيد صناعة وجه الشارع على صورة مؤسسات الدولة نفسها. الطرح الانتقالي يعني في المقام الاول اعادة الاعتبار لعامل الوقت. لا يمكن القيام بمعركة دائمة ولا بتظاهرة دائمة. كما لكل معركة موقع، لكل معركة زمن حد اقصى. وفي المعارك السياسية ينتصر من ينجح في «حفظ الطاقة». الصيف كان فصلاً لانفجار الاحتجاج، والاحتجاج سيستمر في الخريف لكن بوتيرة مختلفة، ذلك ان قضايا اخرى، ومجدداً المسألة السورية، والتدخل الروسي والايراني واللبناني في سوريا، ستعود وتفرض أجندة اكثر تشعباً على جدول اعمال اللبنانيين، اجندة تفرض الى جانب الحراك والمشكلة البيئية، مناقشة اكثر احاطة بالجوانب الاخرى للازمة. الازمة دستورية قدر ما هي اجتماعية، ومرتبطة بمسار الحرب في سوريا ليس اقل مما هي مرتبطة بأي محدد داخلي لها.

 

«المرحلة الانتقالية».. الى الشمال

علي نون/المستقبل/28 أيلول/15

لم يقدّم الى الآن، أي طرف سوري أو اقليمي أو دولي قراءة «موثقة» لما يريده الروس في شمال سوريا. وما هو السقف الذي يتحركون تحته. لكن ذلك لم ولا يمنع فرق الردّيحة والتشبيح السياسي والاعلامي الممانعة في مجملها، من الاسراع الى تقديم خلاصاتها هي، وطرحها كبديل توضيحي عن الابهام المضاد.

طبيعي بداية الإقرار، بأنه ليس أمراً بسيطاً ذلك الابهام الاقليمي والغربي المستمر إزاء الخطوة الاستثنائية الروسية، لكن البعض يرى في هذا تحديداً، سبباً لافتراض شيء آخر غير الذي يطبّل له ويزمّر المحور الممانع: الاميركيون والاوروبيون والاتراك والجانب العربي الداعم للحق السوري في وجه الجور الاسدي، لم يجدوا حتى اللحظة شيئاً يستحق الاستنفار! ولا حتى الاستنكار الواضح! بل ان كل هذا الضجيج يبدو عندهم وكأنه ظاهرة صوتية لا اكثر! والتعامل معها يستدعي شيئاً طبّياً له علاقة بإجراءات حماية للسمع أكثر بكثير من حاجتها الى اجراءات ميدانية مضادة! وهذا الاستنتاج ابن شرعي للمنطق.. وإلاّ كيف يمكن الغموض أو التردد إزاء تحريك روسيا قوات عسكرية وانزالها في منطقة الشمال السوري على بعد امتار من حدود «حلف الاطلسي» لو لم يكن ذلك كله متلائماً مع «قواعد الاشتباك» الدولية ولا يتخطاها! .. ثم بغضّ النظر عن سياسة اوباما إزاء النكبة السورية من اساسها، فان التحرك الروسي يبدو في ظاهره الجيو- سياسي أكبر من حدود تلك النكبة ومن قصة «مصير الأسد»، ومع ذلك، لم تجد واشنطن ولا غيرها، ما يستدعي دقّ النفير! ذلك يحيل الامر برمّته الى استنتاجين شديدي التناقض: إما ان بوتين يتحدى ويستعيد قصة خروتشوف مع كينيدي في ازمة الصواريخ الكوبية وفي ظنّه «نهاية» مختلفة (وهذه هلوسة ممانعاتية بامتياز) وإما انه يدفع فعلياً الى الواجهة خيار تقسيم سوريا من خلال تحضير البنية الدفاعية المناسبة لدويلة الساحل بعد ان تبيّن استحالة العودة الى ما كان سابقاً. الاحتمال الثاني (الارجح) يدعّم الخلاصة القائلة بأن فرق الردح الممانعة عندنا لا علاقة لها بالمنطق، بل هي، على عادتها الأصيلة، تكذب وتنكر وتستطرد على هواها.. لا تنتبه مثلاً الى ان نزول الروس في الشمال السوري هو تأكيد صارخ على فشل كل بديل اعتمد على مدى السنوات الاربع الماضية لكسر الثورة وتحطيم بنيانها. ولا تنتبه الى انها، منذ اللحظات الاولى، أنكرت ان هناك تظاهرات، ثم أنكرت ان هناك ثورة، ثم أنكرت ان النظام يهرّ متراً وراء متر.. ثم أرفقت النكران بالوعود «الحتمية» عن «الحسم في الاسبوع المقبل»! ولا تنتبه راهناً، الى ان كل الجدل الدائر ينطلق من مسلّمة مشتركة هي ان النظام الاسدي انتهى، وان البحث في ظاهره يتمحور حول هل «يكون جزءاً من حكومة انتقالية أو لا يكون«، فيما البحث الجدي والفعلي يتمحور حول موعد وكيفية هزيمته في دمشق و»انتقاله» بعدها الى الشمال الروسي.. عفواً السوري! وهذا في كل حال، لا يلغي حقيقة، ان نكبة سوريا هي أم النكبات، وان الابهام العام إزاءها هو جزء من العجز المخزي الذي سمح باستمرارها كل هذا الوقت، ثم في جعلها مسرحاً لطموحات «ولي فقيه» تارة، ولبطولات قيصر مزعوم تارة اخرى، عدا جعلها ميداناً لـ»إرهاب تكفيري» يلبّي حاجات التصنيع العسكري واستراتيجيات الفتك بالإسلام الأكثري! وأي نكبة؟!

 

هل يكون بعد الأضحى غير ما قبله فتستيقظ ضمائر المعطّلين وينتخبوا رئيساً؟

 اميل خوري/النهار/28 أيلول 2015

هل يكون لبنان بعد عيد الاضحى غير ما قبله فيصبح نظيفاً من النفايات البشرية والنفايات السياسية ويكون له رئيس مقبول من كل القوى الاساسية فتستيقظ الضمائر بعد مرور سنة ونصف سنة تقريباً على الشغور في سدة الرئاسة لتضحي من أجل لبنان ولا تضحي به؟ يقول سياسي مخضرم يراقب ما يجري بحزن وألم، إنها المرة الاولى في تاريخ لبنان ما بعد الاستقلال تبقى فيه رئاسة الجمهورية شاغرة مدة سنة وستة أشهر حتى الآن لأن نواباً تعمّدوا مخالفة الدستور بتغيبهم عن جلسات الانتخاب من دون عذر شرعي. فلو أن من كانوا قبلهم فعلوا مثلهم لما انتخب رئيس للبنان في كثير من المرات، اذ كان في استطاعة الاكثرية النيابية التي كانت موالية للرئيس الشيخ بشارة الخوري ان تعطل نصاب الجلسة للحؤول دون انتخاب كميل شمعون رئيساً للجمهورية، وكان في امكان كتلة نواب الرئيس شمعون تعطيل النصاب للحؤول دون انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية. وكان في امكان اركان "الحلف الثلاثي" (شمعون – الجميل – اده) وهم يمثلون 80 في المئة من المسيحيين ان يقولوا للشريك المسلم إما ان تنتخبوا واحداً منا للرئاسة او لا يكون انتخاب كما يفعل نواب "حزب الله" ونواب العماد ميشال عون اليوم بدعوى انهم يريدون رئيساً قوياً هو العماد عون من دون سواه، وإلا فلن يكون رئيس، وهو ما حصل فعلا إذ ان لبنان لا يزال بلا رئيس اطول مدة في تاريخه. لقد نص الدستور صراحة على ان رئيس الجمهورية ينتخبه مجلس النواب فوراً قبل أي أمر آخر، وفي حال وجود مجلس النواب منحلاً تدعى الهيئات الانتخابية بدون ابطاء ويجتمع المجلس بحكم القانون حال الفراغ من الاعمال الانتخابية. وهذا معناه ان المشترع أعطى الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، حتى اذا كان مجلس النواب منحلاً اجريت انتخابات كي ينتخب المجلس المنبثق منها فوراً رئيساً للبلاد. لكن النواب الذين عطلوا ولا زالوا يعطلون جلسات انتخاب الرئيس خالفوا الدستور بتغيبهم عن هذه الجلسات وجعلوا من ذلك سابقة يعتمدها كل من لا يعجبه مرشح، وخالفوه أيضاً باقتراح آليات لم ينص عليها الدستور مثل اجراء استفتاء شعبي او انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، أو اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية، وهي انتخابات لا تجرى بموجب الدستور إلا اذا "اتفق حصول خلاء الرئاسة حال وجود مجلس النواب منحلا"، وهي حالة لا تنطبق على مجلس النواب الحالي وهو غير منحل بل ممدد له، ولطالما انتخبت مجالس نيابية ممدد لها رؤساء ومنحت ثقة لحكومات وشرّعت قوانين. لذلك من المستغرب جداً أن يتساءل العماد عون عن المادة التي تنص على اجراء انتخابات رئاسية قبل النيابية وفي تكتله محامون كان عليهم ان يلفتوه الى هذا الخطأ إلا إذا كان يريد اثارة جدل عقيم اضاعة للوقت، وهو ما فعله بطرح اقتراحات مخالفة للدستور مثل اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية، معتبراً وحده أن مجلس النواب هو بمثابة المنحل في نظره بعد التمديد له والقول إنه قانوني لكنه غير شرعي. فلو انه اعتُبر منحلاً فعلاً لما كان له حق التشريع ولاسيما حق المصادقة على مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية.

الواقع ان لا حل لأزمة الانتخابات الرئاسية إلا بأحد أمرين: إما الاتفاق على مرشح توافقي من خارج 8 و14 آذار بحيث يصبح قوياً عندما تؤيده القوى السياسية الاساسية في البلاد ويحظى بأصوات الاكثرية النيابية الواسعة، وهو ما لا يستطيع أي مرشح من 8 أو 14 آذار الحصول عليها كي يعتبر قوياً، ولا يستطيع تأمين نصاب الثلثين لجلسة الانتخاب. فعسى أن تكون مباشرة اقطاب الحوار البحث في مواصفات هذا المرشح وصفاته خطوة أولى على طريق الخروج من الازمة الرئاسية. وإذا لم يتوصل الاقطاب الى اتفاق عليه، فليكن اتفاقهم على حضور جلسة تنتخب فيها الاكثرية النيابية المطلوبة من تشاء من بين مرشحين معلنين وغير معلنين وفقاً للدستور. أما الامر الآخر فيكون بالاتفاق على انتخاب رئيس مرحلي لمدة سنة أو أكثر يتم خلالها اجراء انتخابات نيابية على اساس قانون عادل ومتوازن، وينتخب مجلس النواب المنبثق منها ويكون ممثلاً لشتى فئات الشعب وأجياله رئيساً جديداً لمدة ست سنوات، ولا يكون على انتخابه غبار أو شبهة لأن المجلس الذي انتخبه يمثل ارادة الشعب تمثيلاً صحيحاً. فلا حاجة إذاً لاضاعة الوقت بطرح افكار مخالفة للدستور ولا تخرج لبنان من أزمة الانتخابات الرئاسية، انما الحاجة هي الى قادة يضحون من اجل لبنان ومن اجل شعبه العظيم... ولا يضحون به.

 

ضيف النهار أين فرنسيس المُسلِم؟

سجعان قزي/النهار/28 أيلول 2015

فعــلها البابا فرنسيس. سحب الايمان من الجدل البيزنطي إلى الجدلية الفكرية. أخرج المسيحيةَ من مضائقِ النصوص إلى رِحاب المعاني والجوهر. لقد أعتق البابا فرنسيس المسيحية من رواسب يهوديتها، ونقى العهد الجديد من نتوءات العهد القديم. نقضَ ليكمل ويفتح طريق الوحدة الإيمانية بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأخرى وسائر الأديان، وبخاصة الإسلام. مواقف البابا فرنسيس في واشنطن ونيويورك عززت هذه القناعة، بل هذا الإيمان. قدّم إلى العالم كنيسة الانسان. جعل اللهَ انساناً مرة أخرى. أسقط ثنائيةَ الله والشيطان، وثلاثية السماءِ والمطهر وجهنم، وأسطورة آدم وحواء.

منذ التوراة، مروراً بالإنجيل، ونحن نصوِّر الانسان عبداً لله، وها فرنسيس يقدّم الله خادماً للإنسان. قبل المسيحية كان الانسان ينتظر مجيء الله، بعدها صار الله ينتظر مجيء الانسان. منذ التوراة، مروراً بالإنجيل، ونحن نعتبر الشيطان منافس الله، ونضع جهنم مقابل السماء. وها فرنسيس يعيد إلى الله أحاديّته الوجودية وإلى جهنم رمزيتها الشريرة. من يكون حضرةُ الشيطان لينافس الله؟ هذا اختلال لاهوتي تايخي يسيء إلى "مركز" الرب ومطلقيته. لكن حين يُسقط البابا فرنسيس المفهوم المكاني والعذابي لجهنم، فإنه لا يلغي الخطيئة، بل عذاباتها الخرافية. أصبحت الخطيئة مشروع مصالحة الانسان مع ذاته ومجتمعه وكنيسته، لا ذريعة لإقصائه عن الجماعة المدنية والدينية. أصبحت الخطيئة شعوراً بالذنب النفسي لا معبراً إلى العذاب الجسدي. وحين نزع حصرية نشوءِ البشرية وتناسلها عن آدم وحواء، كشخصين لا ثالث لهما في بدء الخليقة، فإنه لم يمس بثنائية الجنس البشري (ذكرٌ وأنثى) ومندرجاتها الطبيعية والاجتماعية وسلوكياتها الاخلاقية، ولم يفتح باب الاجتهاد أمام ابتداعِ جنسٍ ثالث مخضرم بين الرجل والمرأة بفعل الانحراف التكويني أو الحضاري. مع البابا فرنسيس، ما عاد الايمان تسليماً بافتراضاتٍ ماورائية وبروايات توراتية وبخرافات موروثة، بل أصبح محاكاة الشك واليقين من خلال العقلِ والقلبِ وقضايا المجتمع. ربط الـمعطى الإيماني بالواقع المعاش المعاصر، إذ كلما التقى الانسان مع السعادة وجد الله. السعادة بمفهوم الفرح لا الترف. هكذا بَـرز يسوع ــــ وهو كذلك ــــ إلهَ النازحين والمشردين واللاجئين والفقراء والمصلوبين بأشكالٍ شتى، إله الأجيالِ والسلام والمناخ والبيئة والانحباسِ الحراري ومكافحة المخدرات والاتجارِ بالبشر. وأساساً كان يسوع في حياته غريباً عن منطقِ الفريسيين والكتبة والرؤساء والعشارين وعن أغنياء خورَزِين وبيت صيدا وكفرناحوم. جمع تلاميذه من الناس العاديين والمتواضعين، ولم يكلم يسوع الناس باللاهوت بل بالأمثال (حـبة الخردل، الباذر، الكــرامون، الابن الشاطر، الخميرةُ، الوزْنات، شبكة الصيد، النعجةُ الضالّة، التينة اليابسة، مصباحُ الزيت، إلخ).

من يلاقي البابا في منتصف الطريق؟ من يهزّ شجرة الإيمانِ الأعمى هنا وهناك؟ من يعيد الأديان إلى أهلها وكتبها وأنبيائها، ويحــررها من أهل الدمّ والأنبياء الكذَبة؟ إن من شأنِ مواقف البابا أن تشجع كلَّ المرجعيات في الأديانِ الأخرى على التفكير جدياً بتطوير مفاهيمها وتقويمِ مسيراتـها وتنقية موروثاتها وإزالة كل ما التصق بها من زوائد أعاقت تقدمها. فإذا كانت المسيحية، وهي الديانة الأكثر حداثةٍ وتقدمية، تــواصل تجديدَ لاهوتها ودورِها وتنتقد نفسها أمام كل العالم، فما حال الدياناتِ الأخرى التي تنوء تحت ثقل الجمود القاتل؟ في هذا السياق، إن المسلمين، وهم الحريصون على الاعتدالِ والانفتاح، ينتظرون بدورهم "فرنسيسَ مُسلماً"، ينتظرون أن تـقدم مرجعياتهم في العالم، لا سيما في العالم العربي، على سلوك نهجِ التجديد الذي أجهضه المتطرفون منذ أواخر القرن التاسع عشر. لم ننسَ الفكر التقدمي لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومصطفى المنفلوطي ورشيد رضا وطه حسين. ولم ننس بشكلٍ خاص وثيقة الأزهر التي أطلقها الشيخ محمد الطــيِّب في كانون الثاني سنة 2012، وقد شكـلت منعطفاً في مقاربة الإسلام للثورات العربية فأسّست لاستقرارِ مصر وفضحت المتطرفين والتكفيريين. نحن المسيحيين، أبناء تعاليم الحياة مع الآخر، نحتاج أيضاً الى هذه الصحوة الاسلامية لأن مشاكلنا في هذا الشرق لم تبدأ مع "القاعدة" و"فتح الاسلام" و"النصرة" و"داعش"، بل مع الإسلام السياسي والقومي. بعد كل بابا نقول: لن يأتيَ آخر مثله، وسرعان ما يأتي أعظمُ منه. لا يستـمد البابوات عظمتهم من ذاتهم فقط، بل من مسيحـيتهم. يسوع، الإنجيل، الكنيسة يلدون عظماء.

*وزير العمل

 

المفتاح الروسي

 غسان شربل/الحياة/28 أيلول/15

قبل توجُّهه إلى الأمم المتحدة لمخاطبة العالم اليوم ولقاء باراك أوباما، رمى فلاديمير بوتين حجراً كبيراً في بحيرة الدم السورية. حجر يوازي في أهميته الحجر الذي شكّله صدور بيان «جنيف 1»، ولا يقل أهمية عن حجر «الاتفاق الكيماوي». التدخُّل العسكري المباشر للجيش الروسي على الأرض السورية يرسم عملياً حدوداً لمسار الحرب ومسار الحل. إنه الخط الأحمر الروسي. المشهد غير عادي. كيلومترات فقط تفصل الضابط الروسي المتدخّل لإنقاذ النظام عن المقاتل الشيشاني الوافد لإسقاطه. يطوي بوتين اليوم صفحة «العزلة الأوكرانية» ويفرض نفسه كلاعب كبير، لا يمكن تجاوزه في سورية والمنطقة.

لا بد من الانتظار لاستكشاف حقيقة نوايا موسكو. الأكيد هو أن الخطوة الروسية بدّلت المشهد والمعطيات، ما يسمح بتسجيل مجموعة من الملاحظات.

- حَسَمَ التدخُّل العسكري الروسي هوية المفتاح الذي لا بد من اللجوء إليه في أي محاولة جدّية لإنهاء الحرب في سورية. إنه المفتاح الروسي الذي انتزع الصدارة من المفتاح الإيراني. بات العنوان واضحاً. إنه مكتب القيصر لا مكتب المرشد، من دون أن يعني ذلك أن الدور الإيراني غاب أو تعطّل. ولتقدُّم المفتاح الروسي على المفتاح الإيراني آثار لن تتأخّر في الظهور غربياً وعربياً وإقليمياً. الصفقات الكبرى تُبرم مع اللاعبين الكبار.

- فَرَضَ التدخّل العسكري الروسي المباشر ما يمكن اعتباره «منطقة آمنة» للنظام السوري الذي يقيم حالياً على مساحة لا تزيد على ربع مساحة البلاد. وهذا يعني عملياً أن روسيا لن تسمح للمعارضات السورية بإسقاط النظام بالضربة القاضية. وجود الجيش الروسي يرسم حدوداً صارمة لطموح المعارضات السورية التي سجَّلَت في الأسابيع الماضية تقدُّماً في اتجاه المعقل الحسّاس للنظام.

- في موازاة حصوله على «المظلة الآمنة» سيضطر النظام السوري إلى دفع ثمن الرعاية الروسية. يمكن أن تشارك روسيا في قتال «داعش»، ولكن يصعب الاعتقاد بأنها جاءت لطحن المعارضة السورية وإعادة النظام إلى ما كان عليه قبل الأحداث. سلوك من هذا النوع يُنذِر بولادة أفغانستان عربية ويجعل روسيا «الشيطان الأكبر» في العالم الإسلامي، وهو سنّي في غالبيته.

- يوفّر التدخّل الروسي مظلة قوية للجيش السوري الذي بدت عليه في الشهور الماضية امارات التعب والإنهاك. يمكن هذا التدخُّل أن يعيد ترميم موقع هذا الجيش في النزاع. يمكنه أن يحسّن موقعه حيال الفصائل المسلحة التي تقاتله، ويخفّض في الوقت ذاته حاجته إلى الميليشيات التي تقاتل إلى جانبه. أسلحة الجيش روسية أصلاً، وتدريباته روسية.

- يوفّر التدخُّل الروسي للنظام استمرار الحماية الديبلوماسية والسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. يعرف النظام أن الفيتو الروسي المتكرر في مجلس الأمن هو الذي حال دون تعرّضه لهجوم قاتل، بغطاء من الشرعية الدولية.

- يوفر التدخل الدولي «بوليصة تأمين» للأقليات التي تعتقد بأن سقوط النظام قد يؤدي إلى اقتلاعها وفي مقدّمها الأقلية العلوية. والتتمة المنطقية أن تدفع الأقليات ثمن هذه البوليصة بموقف أقل تشدُّداً إزاء موقع الرئيس في الحل وصلاحيات الرئيس في سورية الجديدة.

- حرصت روسيا على توفير مظلة قبول إقليمي لتدخُّلها العسكري. طمأنت إسرائيل إلى أن تدخلها لن يخل بميزان القوى، ولن يوفر غطاء لأي عملية ضدها.

- واضح أن روسيا تراهن على قيامها بدور إيجابي في إنهاء الحرب في اليمن، على أمل الحصول في المقابل على مرونة خليجية حيال تصورات الحل في سورية. حَرصَ بوتين قبل إلقاء كلمته على الاتصال بالملك سلمان بن عبدالعزيز.

- يشكّل التدخل الروسي اختراقاً كبيراً لما كان يسمّى «الهلال الإيراني» أو «الهلال الشيعي»، والذي تعرّض قبل ذلك لاختراق دموي كبير على يد «داعش» وصل حد إعلان «الخلافة» على أجزاء من العراق وسورية. من المبكّر الجزم بأننا نشهد بدايات تراجع للدور الإيراني ومعه المجال الحيوي لـ «حزب الله» بسبب حرص موسكو على أمن إسرائيل. ومن التسرُّع الاعتقاد بأن روسيا انضمت عملياً إلى «حلف الممانعة» الذي يشمل بغداد واستناداً إلى قاموسه ومفرداته.

رمى بوتين حجراً كبيراً في بحيرة الدم السورية. استخدام المفتاح الروسي للحل في سورية له أثمان تتخطى قبول نتائج البلطجة الروسية في أوكرانيا. بتدخُّلها في سورية حجزت روسيا موقعاً بارزاً في أي مفاوضات مقبلة حول النظام الإقليمي الجديد الذي لا بد أن يولد من رحم الاشتباك الكبير الدائر الآن على مسارح المنطقة. لكن السؤال هل يمكن رئيساً أميركياً أن يبرم صفقة بهذا الحجم وهو يستعد للدخول في شيخوخة السنة الأخيرة من ولايته؟

غياب أميركا عن مقعد القيادة في الأزمة السورية وفّر لبوتين فرصة ذهبية. سرق من الرئيس الأميركي المتردِّد شعار مكافحة الإرهاب. وسرق من المرشد الإيراني مفتاح الحرب والحل في سورية. أغلب الظن أن العرب المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد يفضّلون رؤية طرطوس روسية على رؤية طرطوس إيرانية. يمكن قول الشيء نفسه عن تركيا وإسرائيل. للنجاح الروسي ثمن داخل «الهلال» وخارجه، وللفشل الروسي أثمان محلية وإقليمية ودولية.

 

تفاهم بوتين - أوباما يكفي لفرض التسوية في سورية؟

جورج سمعان/الحياة/28 أيلول/15

قطعت روسيا نصف الطريق في التفاهم مع الولايات المتحدة. التنسيق العسكري في سورية بات واقعاً لا عودة عنه. لا يريد أحد من الطرفين مواجهة غير محسوبة. وتقرر القمة اليوم بين الرئيس باراك أوباما وفلاديمير بوتين آفاق التفاهم السياسي وحدوده. وأياً كانت النتائج بات في جعبة الرئيس الروسي الكثير. ولن يكون بمقدور نظيره الأميركي أن يواصل تجاهله سواء في رسم النظام الإقليمي للشرق الأوسط، أو في تحديد معالم النظام الدولي. لن يقتصر الأمر على بكين وواشنطن لتقررا مصير أزمات عدة. ولن تكون الصين وحدها الخصم المنافس لأميركا. روسيا شريك أساس، إن لم يكن بطاقتها الاقتصادية فبقوتها العسكرية وشبكة علاقاتها الواسعة. وفرض تدخلها العسكري في سورية واقعاً جديداً على جميع المعنيين بأزمة هذا البلد. من إسرائيل وتركيا وإيران إلى مجموع الدول التي تشكل التحالف الدولي لمحاربة «الدولة الإسلامية». قواعد اللعبة تبدلت سياسياً وعسكرياً. لذا، لم يكن أمام كل هؤلاء الأطراف سوى المسارعة إلى التنسيق معها. والوقوف على خاطرها. وعجلت هي في الانتشار على طول الخريطة الأميركية والغربية عموماً في المنطقة. من السودان إلى اليمن والعراق مروراً بمصر ولبنان وحتى بعض دول الخليج، انتهاء بمنافسة الانتشار الأطلسي في البحر المتوسط، عبر تعزيز حضورها قواتها على السواحل السورية، جواً وبحراً وبراً، وبناء قواعد ثابتة في بلاد الشام.

التدخل العسكري الروسي، وأزمة اللاجئين إلى أوروبا أبعدا أزمة أوكرانيا عن المشهد الكبير. سورية ستكون الحدث الأبرز في الجمعية العامة للأمم المتحدة. لن يكتفي الرئيس بوتين بالاستدارة السياسية المتدرجة للمعنيين بأزمة سورية، وملاقاتهم إياه في منتصف الطريق. لن يكتفي بقبولهم المبدئي ببقاء الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. سيطرح على الرئيس أوباما، وفي كلمته أمام الجمعية العامة عناوين استراتيجيته. يريد طي صفحة النموذج الليبي، والعراقي وقبلهما الأفغاني، أي إعادة الاعتبار لمبدأ عدم التدخل الخارجي لإسقاط أي نظام وتبديله. علماً أنه لم يقصر هو في التدخل من دون مظلة دولية في جورجيا وأوكرانيا! أي أنه سيطرح دور مجلس الأمن والمنظمة الدولية، أي دور الكبار وتفاهمهم على إدارة الأزمات العالمية وتســويتها، وليس فقط في ســـورية. ويـــريد أيضاً أن يشرح تفاصيل خطته لمحاربة «داعش». وإذا لاقى ميله إلى قوننة دولية للتدخل في سورية والعراق يمكن عند ذلك قيام تحالف واحد في الحرب على الإرهاب ... وإلا فإنـــه سيطلق تحــالفاً مع طهران وبغـــداد ودمشق، موازياً للتــحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. والنتيجة في أي حال ستكون واحدة ما دام التنسيق العسكري قائماً بين البلدين. وأكد وزير الدفاع الأميركي أن مجالات التعاون متاحة شرط ألا تشمل العمليات الروسية كل خصوم النظام السوري. والواقع أن روسيا من منطلق جيوسياسي ترى إلى نفسها معنية أكثر من أميركا في مواجهة الإرهاب في مناطق لا تبعد كثيراً من حدودها. وفي مطاردة أكثر من ثلاثة آلاف جهادي من مواطني الاتحاد الروسي، إضافة إلى مجموعات من جمهوريات آسيا الوسطى. ولا تمانع «نظرياً» في ضم جهودها إلى التحالف الذي تقوده أميركا، على حد ما صرح مسؤول في خارجيتها شرط موافقة مجلس الأمن، لكنها «لن تنضم إلى عملية غير شرعية».

الواقع الجديد الذي فرضته موسكو في سورية جعلها قوة رئيسة في أي بحث لتسوية سياسية في هذا البلد، بل جعلها ربما قوة لا غنى عنها في تقرير خريطة النظام الإقليمي. حدت من حرية الحركة الإسرائيلية في سورية. وطوت نهائياً صفحة المشاريع التركية على حدودها الجنوبية. وضمنت إلى حد سكوت العرب الذين يريحهم إمساك روسيا بمصير بلاد الشام ومستقبلها بدل أن تظل حكراً على إيران. أبعد من ذلك إن تدخلها العسكري لدعم الجيش السوري عدة وعتاداً وتدريباً يعيد الاعتبار إلى هذه المؤسسة التي شارفت على الانهيار، وكادت الميليشيات وقوات «الدفاع الوطني» أن تهمشها وتطغى على دورها. وهو ما يترك رضًى واسعاً في صفوف هذه المؤسسة التي يعول عليها كثيرون في أي تسوية سياسية، وفي الحفاظ على ما بقي من مؤسسات الدولة. مثلما يترك في أوساط مكونات كثيرة يساورها قلق عميق من ثقل اليد الإيرانية، ارتياحاً وإن حذراً على قاعدة «أهون الشرين»!

يبقى السؤال الكبير عن التسوية السياسية التي تحوكها روسيا لحل أزمة سورية. الأميركيون رددوا في الفترة الأخيرة مقولة الدور الإيجابي الكبير الذي لعبته موسكو في الملف النووي الإيراني وإبرام الاتفاق بين طهران وعواصم الدول الست. ولم ينسوا ملاقاتها لهم في إرغام دمشق على تدمير أسلحتها الكيماوية وانضوائها في المنظمة الدولية لحظر هذه الأسلحة. كأنهم يتوقعون منها تدخلاً سياسياً فاعلاً لتسوية أزمة سورية، بالتوازي مع الحرب على «داعش». والواقع أن دوائر روسية كانت تتحدث من ثلاثة أشهر عن تطورات جذرية في مسار الأزمة نهاية هذه السنة. ولا حاجة هنا إلى التذكير بنشاط ديبلوماسيتها في الأشهر الأخيرة في اتجاه كل اللاعبين المعنيين، ودفعها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى تفعيل مهمته. وتساور أطراف في المعارضة السورية شكوك عميقة في أن واشنطن ليست بعيدة مما تنسجه موسكو. ولم يفاجئها تدخلها العسكري. وربما كانت على تفاهم واتفاق ضمنيين على وجوب فرض الحل على كل الأطراف المعنية. يبقى الخلاف على حدود هذا التدخل الميداني وعلى المرحلة التي يقتضيها بقاء الرئيس الأسد في السلطة، وعلى طبيعة المرحلة الانتقالية ومدى تأثيره فيها، وهل تؤدي إلى تفكيك النظام القائم نحو تغيير فعلي أم تقتصر على الرأس وإعادة تأهيل الهياكل الأخرى.

الخطة التي يحملها الرئيس بوتين في جعبته، ومدى تجاوب القادة الغربيين معها سيجيبان عن كثير من الأسئلة. مثلما أن الانخراط الميداني لقواته سيرسم حدود اللعبة وقواعدها الجديدة. فهل تستطيع هذه القوات تحقيق ما عجز عنه التحالف الدولي في الحرب على «داعش»، على رغم مشاركة الجيش العراقي والكرد وميليشيات كثيرة؟ أم إن في أولى مهمات هذا التدخل استعادة إدلب التي خسرها النظام أمام «الجيش الحر» وفصائل إسلامية متعددة بينها «جبهة النصرة»؟ هذه المحافظة تشكل تهديداً مباشراً للعمق الرئيس للساحل السوري، عمق النظام وخزان مقاتليه. كما أن الأميركيين كانوا أول من خاطب الأتراك مبدين انزعاجهم من هذا التطور. ومحذرين من مواصلة الحملة خوفاً من مفاجآت لا يرغبون في الوصول إليها. مثلما كانوا ولا يزالون يضغطون لوقف الحملات التي تقودها «جبهة الجنوب» على درعا والمناطق القريبة من جنوب دمشق. إذا استعاد النظام إدلب ومناطق أخرى، يمكن عندئذ موسكو أن تدفع باتجاه تنفيذ خطتها السياسية. ولا يبقى على الأطراف الإقليميين سوى إرغام من تطاولهم أيديهم من فصائل على القبول، خصوصاً تركيا التي يقيم معظم «الائتلاف الوطني» في ظهرانيها.

حتى الآن، يبدو أن روسيا التي طوت صفحة أوكرانيا، بعد جورجيا، ترغب في وقف النزف العسكري والاقتصادي في هذا البلد. وبعض من أهداف تدخلها في سورية ممارسة ضغط على أوروبا وأميركا لرفع العقوبات والحصار الاقتصادي. من هذا المنطلق، لا يمكن أن تجازف بفتح ساحة استنزاف أخرى في بلاد الشام. أبعد من ذلك، إن ما حققته حتى الآن في تمددها فوق خريطة كانت من «ممتلكات» الغرب لا يمكن أن يهضمه خصومها ما لم تقدم هي الأخرى ثمناً لمجاراتها في أي تسوية لأزمة سورية. تقدمت في اليمن نحو أهل الخليج في القرار 2216، ولا بد لها من أن تقدم في بلاد الشام. لا يمكنها أن تجازف بما بنت مع القاهرة وعمان، وبما تنسج مع أهل الخليج وتركيا. ولا يمكنها باختصار أن تضع نفسها بمواجهة أهل السنّة في سورية، بل بمواجهة الأكثرية في العالم العربي الواسع. كما أنها لا ترغب بالتأكيد في انخراط لا حدود له في حرب قد تستعر مع بدء عملياتها. فهل تلاقي هؤلاء جميعاً وإدارة الرئيس أوباما وشركاءه الأوروبيين في ضمان رحيل الأسد بعد المرحلة الانتقالية التي قد تمتد سنتين مثلاً؟ أي أن تضمن عدم ترشحه في انتخابات رئاسية مبكرة. لقد عاد إليها ما بقي من المؤسسة العسكرية التي لا تخفي انزعاجها من «تغول» الميليشيات على دورها ومستقبلها وترتاب من دور إيران. يمكنها الاعتماد على هذه المؤسسة في فرض الحلول وفي ترسيخ حضورها ومصالحها في هذا البلد. أياً كانت عناصر الخطة الروسية لا بد لها من أن تأخذ في الاعتبار موازين القوى على الأرض. فإلى الفصائل المقاتلة في أكثرية المناطق السورية، لا يمكن تجاهل الحضور الميداني لإيران وميليشياتها. وهذه لا تميل إلى هذه الخطة، ولا إلى الأهداف القريبة والبعيدة لموسكو. والسؤال هل يستطيع العسكر الروسي اختراق المجموعات المسلحة بوعود وضمانات وأدوار إذا واكبته أطياف معارضة مرغمة على تنازلات في مسار التسوية وعناوينها؟ الثابت أن لا إيران ستقبل بتآكل دورها وحضورها ولا السوريون سيرضون بأقل من التغيير الشامل لأسس النظام بعد كل هذه التضحيات. هل يكفي الاتفاق أو التفاهم بين موسكو وواشنطن؟

 

السلاح الروسي لدمشق هو للعرض فقط

لؤي حسين/الحياة/28 أيلول/15

من غير الواضح معرفة كيف كانت ستسير الأمور في سورية لو أن روسيا اتخذت موقفاً مختلفاً من النظام منذ البداية، وكيف كانت ستكون موازين الأمور بينها وبين الولايات المتحدة لو أنها سبقتها في الضغط على النظام ودفعته باتجاه تجاوب إيجابي مع مطالب المحتجين. فهل كان الأميركيون سيأخذون الموقف الروسي الحالي الداعم للنظام؟ لا أعتقد أنه توجد إجابات وافية تفيد بتفسير سبب اختيار موسكو دعم الأسد والقبول منذ البداية، وقبل أن يتفاقم الوضع ويتحول إلى أزمة دولية وإقليمية، بأن يحرق المتظاهرون علمها في الشوارع السورية. ولا أستطيع الحسم إن كانت موسكو أخطأت بموقفها هذا أم أنه لم تكن أمامها خيارات أخرى، أم أن الأمر ناجم عن طبيعة قيادتها غير الداعمة للخيارات الديموقراطية والحرّويّة، لكن ما أعتقده في شكل جازم الآن أنها شبه مجبرة على التقدم بقوة لدعم الأسد وإن لأسباب مختلفة.

تشغل الإمدادات العسكرية الروسية الأخيرة للنظام السوري بال الكثيرين، فينظر إليها أغلب المحللين والكتاب الصحافيين، إن كانوا موالين للنظام أو غير موالين أو معارضين، على أنها تتعدى حالة الدعم إلى التواجد الصريح للجيش الروسي على الأراضي السورية. ويتوافق هؤلاء جميعاً على أن هذا التحرك دليل انتصار ساحق لروسيا على الولايات المتحدة، وإن كانوا يختلفون قليلاً أو كثيراً في تفسيره. فالمؤيدون يرون عنوانه «تحالف ٤+١ لمواجهة الإرهاب» (روسيا وسورية وإيران والعراق + «حزب الله»)، وأنه الحدث «الأبرز في الإقليم والعالم منذ سنوات عدة»، وأنه يأتي الآن بعد أن ضاق صدر موسكو من تسويفات واشنطن لحل الأزمة السورية، وبعدما أدركت أنها «ليست في وارد التقدم خطوات جدية نحو الحل، وأنها تواصل المحاولات لقلب الوقائع الميدانية بحثاً عن مكاسب سياسية كبرى». ويتصور هؤلاء، ويصورون لنا، الواقع على أن روسيا جاءت لتمرغ أنف الولايات المتحدة مع «حلفها الدولي والإقليمي السعودي - التركي - القطري - الأردني» وأنف المجموعات الإرهابية. المحللون والكتاب الصحافيون المعارضون وغير الموالين يرون سبب هذا الانتصار هو إحجام واشنطن عن التدخل في الموضوع السوري، بل تخاذلها فيه، وانكفاؤها عن إدارة منطقة الشرق الأوسط، ما أتاح لموسكو أن تنتهز الفرصة بحِرفية متناهية مستغلة الاتفاق النووي، فارضة نفسها بقوة كسيد مطلق للشؤون السورية والملفات الإقليمية الملحَقة بها. هذا، على رغم أن بعضهم يعتبر أن ذلك يتم عبر توافق أميركي روسي لم ينقطع طيلة عمر الأزمة السورية.

سأتجرأ هذه المرة أيضاً وأخالف شبه الإجماع حول هذا الرأي المتعلق بالشأن السوري. فمن وجهة نظري لم تلحظ موسكو، ولا الكثيرون غيرها، أن النظام السوري تغير كثيراً منذ الانتخابات الرئاسية الزائفة التي أجراها بداية صيف العام الماضي، وأن بشار الأسد، الذي كان متألماً من تهمة وراثة السلطة عن أبيه وأن شرعيته تأتي من كونه ابن أبيه فقط، تمكن أخيراً من تحقيق شرعية انتخابية. وحتى لو كانت زائفة فقد اعترفت بها روسيا، فأشعرته أنه اكتمل كرئيس أو أنه صار رئيساً بالغاً، وأنه حقق ما لم يحققه أبوه.

توجهت روسيا نهاية الخريف الماضي لتحريك الملف السوري بغاية تحقيق تقدم ما يمكنها أن تعرضه للمقايضة مع الولايات المتحدة كي تتمكن من تخفيف العقوبات الاقتصادية والعزلة الدولية التي فرضتها عليها الدول الغربية نتيجة مسألة أوكرانيا، فكان أن أعلنت عن عقد مؤتمر تحت رعايتها لأطراف الأزمة السورية قبل أن تستشير النظام السوري الذي كان غير مطواع لها كما كان إبان مسألة الأسلحة الكيماوية، حيث فرضت عليه تسليم سلاحه هذا وضمِنت ذلك لواشنطن التي لم تشكك بكمية السلاح المعلنة أو بمواقعه، فانخفض مستوى المؤتمر ليصبح مجرد منتدى.

النظام السوري ورقة مهمة جداً بالنسبة الى موسكو، لهذا لن تتخلى عنها بسهولة نتيجة تحول النظام إلى «ولد عاق». فقد عاودت المحاولة لعقد منتدى ثانٍ بغاية مختلفة قليلاً عن الأول، وهي إنتاج ما تتجاوز به وثيقة جنيف لتعود طرفاً رئيسياً في عملية الحل السياسي بعد أن فقدت بعضاً من وزنها فيها جراء هزائم قوات النظام الكبيرة في مواقع رئيسة. لكن تجاوب النظام كان أشد وقاحة وجلافة هذه المرة، فلم يقبل الحضور إلا بعد أن استجابت موسكو لشروطه، بخلاف الحال في مؤتمر «جنيف -٢» حين فرضت عليه الحضور وتدخلت بتشكيلة الوفد، بل حمّلته فكرة أن تكون المحادثات بهدف مواجهة الإرهاب أولاً. لكن هذا المنتدى فشل أيضاً. حاجة موسكو الكبيرة لفك العزلة عنها والتخفيف من العقوبات الاقتصادية تفرض عليها تقليب أوراقها واستخراج أفكار جديدة منها لتتمكن من نيل حاجتها، فوجدت في داعش وتمددها بعيداً خارج سورية والعراق، وإخفاق التحالف الأميركي بالحد من هذا التمدد، مدخلاً مهماً لتثقيل وزنها الدولي. فتقدمت بالمعادلة الصحيحة: لا يمكن الاكتفاء بمواجهة داعش برياً في العراق فقط، ولا بد من مثل هذه المواجهة على الأراضي السورية، ومن يريد مواجهة داعش عليه التحالف مع النظام السوري الذي يمتلك أكبر قوات برية لديها أسلحة نوعية وحديثة بدأت تستلمها من روسيا، التي أصبح رئيسها يكرر دعمه العلني للرئيس الأسد بعد أن كانت سلطته توارب بعبارة أنها ليست متمسكة بالأسد. فالأسد الآن وفق بوتين ووزير خارجيته، صاحب السلطة الشرعية، ومتماهٍ مع المؤسسة العسكرية والأمنية التي يحرص الغرب وحلفاؤه على عدم انهيارها، وبالتالي لا عيب من التحالف معه، بل من الضروري إقامة هذا التحالف.

إذاً وفق هذا الرأي فإن الدعم العسكري الروسي الأخير للنظام السوري هدفه حصراً استعادة الهيمنة الروسية على النظام وعلى إرادته وقراراته، من خلال إظهاره ممتلكاً لهذا السلاح الجديد كقوة رئيسة في مواجهة داعش، فتتحكم به من خلال تهديده بإيقاف مدّه بالسلاح، أو إيقاف العمل به لأنه سيبقى تحت تصرف الخبراء الروس. من المستبعد في شكل شبه مطلق أن تُقدِم روسيا على زج قوات برية لها في الأراضي السورية، لأن ذلك سيثير غضب العديد من الدول، ولا أعتقد أن لروسيا مصلحة الآن بلعب دور الدولة المارقة في مواجهة المجتمع الدولي. بل أعتقد أنها ستبرر للدول القلقة من تحركاتها هذه قائلة إن ما تقدمه مجرد أسلحة لدعم القوات البرية السورية كي تتمكن من الاحتفاظ بمواقعها خشية أن يستولي عليها «داعش»، وذلك ليس لمصلحة أحد، وأنها تتكفل بحصر استخدام هذا السلاح بمواجهة «داعش» فقط، من دون استخدامه بتاتاً في مواجهة أي مجموعة أخرى. لكن لا أظن أن مثل هذا التعهد يمكن أن يكون كافياً لواشنطن، فمقاتلة «داعش» ليست مباحة لأي طرف، والمجال ليس مفتوحاً للسباق في مقاتلته، لهذا سيتركز التفاوض الروسي - الأميركي على تحديد المناطق المتاحة لاستخدام الأسلحة الروسية الجديدة التي بدأت بالوصول الى النظام السوري.

في المحصلة لن يكون هذا السلاح إلا للعرض فقط وليس لتمكين النظام السوري من مواجهة الأطراف الأخرى ما عدا «داعش». ومع ذلك فهو سيكون سبيلاً لتمكّن موسكو من امتطاء النظام السوري مجدداً وترويضه جيداً هذه المرة ليكون صالحاً للعرض في ساحة الصراع الروسي - الأميركي. وهذا سيجعل موسكو قادرة، خلال فترة ليست طويلة، على المضي قُدماً لعقد تسوية في الملف السوري تجني ثمارها في الموضوع الأوكراني. بمعنى أنه سيكون بمقدور موسكو حينها تقديم مصير الأسد لمن يريده. وكيفما كان الأمر فهو ليس تفويضاً أميركياً لروسيا في الموضوع السوري، وليس إخلاء للساحة لموسكو، بل «أفترض» أن واشنطن تخطط جدياً لضبط مسارات الصراع في سورية وجعلها تحت السيطرة.

* رئيس تيار بناء الدولة السوريّة

 

الإسلام المعتدل هو الحل

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/28 أيلول/15

«كل إنسان لديه في أعماقه جانب شرير وجانب خير، وعادة ما يكون الوعي الديني هو الذي يكبح جماح الشر، فإذا وجد الإنسان تسويغا دينيا للمكبوت من الشر، طغى عليه وعلى طبيعته، خاصة إذا كانت تجربته الحياتية ضحلة، ووعيه محدودا وغير ناضج. ظاهرة داعش ضد طبيعة البشر ولا يمكن أن تستمر إلى الأبد إطلاقا». هذا رأي الزميل الكاتب الأستاذ محمد آل الشيخ، في محادثة شخصية. وقد استعرتها لأنها تعبر بشكل دقيق عن الوضع القائم، الشر الذي نراه ويقرن بالإسلام، شيء من البشاعة لم نعرف له مثيلا، ودفع سكان المناطق التي استولى عليها تنظيم شرير مثل «داعش» إلى النزوح والبحث عن ملجأ من هذا الشر الذي هبط عليهم. وما يقوله الكاتب يعبر بوضوح عن الأزمة التي يعاني منها المسلمون اليوم، أن دينهم مختطف من جماعات شريرة، يتحدثون باسمهم، ويملون عليهم تفاسيرهم الدينية في عقائدهم وحياتهم، في حين أن الأديان جاءت تدعو للخير ولطرد الشر من حياة الناس. والإسلام عندما جاء كان رحمة للناس، ودخله أولا المضطهدون من العبيد والفقراء والمستضعفين، بعد أن صار العدل شهرته. من يسمع ويرى كيف غلب المتطرفون على الساحة الدينية يدرك أن الإسلام بمفهومه الذي عرفه الناس قد تغير كثيرًا. استغرقت حالة الانتقال هذه نحو ثلاثة عقود، تم تسييس الدين فيها. التحول الكبير بدأ بالثورة الخمينية في إيران، ثم اتسع بعد استحضار مفهوم «الجهاد» في أفغانستان، وعمّ بسبب استخدام الدين أداة في التنافس السياسي. هنا علا شأن المتطرفين وخبت مكانة المعتدلين الذين كانوا قادة المجتمع دينيا. حتى سلفية اليوم، التي توصم اليوم بأنها مصدر التطرّف وسبب الأزمة، في حقيقة الأمر لا علاقة لها بالسلفية التقليدية التي كانت في الماضي تعتني بالعبادات والمعاملات. سلفية اليوم هجين مع «الإخوانية» السياسية، التي ترفض حصرها في المسجد والمِحْراب. ونتيجة للصراع داخل الساحة الإسلامية غلب المتشددون على المعتدلين، ثم غلب المتطرفون على المتشددين، والآن نحن في مرحلة غلاة المتطرفين. «داعش» هو الشر بعينه وسبق أن ظهر في بداية التاريخ الإسلامي قبل أربعة عشر قرنا، وحاربه المسلمون بعد أن عانوا منه، وفي النهاية انتصروا عليه. ولن ينتصر المسلمون اليوم إلا بمحاربة إسلام المتطرفين، الذي يحرّضهم على الصدام مع العالم، ويدفعهم للعداء مع الطوائف والنحل داخل الإسلام. وستدوم الأزمة ما لم تسعَ قياداته إلى تبني الإسلام المعتدل، الذي يعيد صياغة حياة الناس والمجتمع، ويعيد التوازن الذي أوجده الدين لمحاربة الجانب الشرير. لإنقاذ المسلمين، وإنقاذ العالم، الحل هو في الإسلام المعتدل، كمشروع أكثر أهمية من محاربة «داعش» وسرطان التطرّف.

 

لعبة بوتين في سوريا

نوح فيلدمان/الشرق الأوسط/28 أيلول/15

ما اللعبة الحقيقية وراء تدخل فلاديمير بوتين في سوريا؟ أرسلت روسيا حتى الآن قوة مصغرة من الطائرات المقاتلة، والقاذفة، والمروحيات، لتستقر في مطار بالقرب من مدينة اللاذقية، والغرض الوحيد والمعقول من وجودها هو دعم نظام الرئيس بشار الأسد. ولكن الإبقاء على حكومة الأسد وإطالة أمد الحرب الأهلية السورية، لا يعد هدفًا في ذاته بالنسبة لبوتين، الذي يسعى، بشكل طبيعي، لتعزيز الوجود الروسي في منطقة الشرق الأوسط. من المحتمل جدًا أن يكون الهدف الحقيقي للرئيس الروسي هو التوصل إلى حل للمستنقع السوري، وهو الحل الذي ينضوي على وجود دولة سورية رديفة، تتحول فيها الأقلية العلوية إلى أغلبية حاكمة. وبعبارة أخرى، فإن بوتين يعمل على إسناد الأسد لكي يسهل عليه التخلص منه لاحقًا. يُقال في بعض الأحيان إن بوتين يتدخل في الشأن السوري لصرف الانتباه دوليًا عن توسعاته المستمرة في أوكرانيا. غير أن ذلك التفسير يتسم بقدر لا بأس به من البساطة. لأن بوتين يبحث عن شيء يقايض به الغرب مقابل السماح لروسيا بمواصلة بسط كامل سيطرتها على أوكرانيا. وبالتالي، فإن مسمى اللعبة هنا ليس الإلهاء، ولكنه النفوذ. بالنظر إلى مختلف أرجاء العالم، فليست هناك الكثير من الأماكن التي يمكن لروسيا أن تقدم للغرب شيئًا يحتاجه. ولكن سوريا من المواقع التي يمكن لروسيا مساعدة الولايات المتحدة وأوروبا في تحقيق أحد الأهداف الضرورية. تتحول أزمة اللاجئين السوريين بمرور الوقت إلى إحدى المسائل الأوروبية الداخلية العالقة. ولدى الولايات المتحدة اهتمام جاد بإنهاء الحرب الأهلية هناك، لأنها تخلق مجالاً من الظروف المثالية لتوسع تنظيم داعش على الأرض.

ولكن ليست للولايات المتحدة أو لأوروبا الأهلية والقدرة أو الاستعداد الكافي لإنهاء الحرب الأهلية السورية. فلقد استخدمت الولايات المتحدة القوة الجوية لديها في محاربة تنظيم داعش، غير أن تلك الحملة الجوية لا تفلح في تقييد النمو والتوسع المستمر للتنظيم الإرهابي.

وفي أي وقت خلال السنوات القليلة الماضية، كان يمكن للولايات المتحدة توجيه مقاتلاتها وقاذفاتها نحو قوات الأسد وإضعاف نظامه بما يكفي لاحتمال إسقاطه. ولكن إدارة الرئيس باراك أوباما خشيت، ومن دون سبب مفهوم، أن إسقاط نظام حكم الأسد قد يعني سيطرة تنظيم داعش على الأرض هناك. ومن المؤكد أن يترتب على ذلك ارتكاب مذابح بحق العلويين من طرف التنظيم، وإيجاد طبقة جديدة تمامًا من اللاجئين السوريين الذين يتجهون إلى أوروبا. كان يمكن لإيران هي الأخرى، التي ظلت الداعم الرئيسي للأسد، وفي أي وقت خلال السنوات الماضية أن تتخذ زمام المبادرة لإنهاء الحرب الأهلية السورية بالضغط على الأسد لقبول تجميع أفراد الطائفة العلوية في مكان محدد من سوريا. غير أن ذلك لم يكن يصبّ في مصلحة الجانب الإيراني، كما أعرب عنه، على أقل تقدير، المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي.

من أحد الجوانب، تعتبر سوريا تحت حكم الأسد هي الجسر البري الإيراني نحو مواقع تنظيم «حزب الله» اللبناني، ومن شأن سوريا المقتصرة على حكم الأسد أن تواجه المزيد من المشكلات في الاتصال بالميليشيا الشيعية اللبنانية من أجل توصيل الإمدادات، بما فيها الصواريخ الإيرانية.

من جانب آخر، كانت إيران ضالعة في المفاوضات النووية طويلة الأجل مع الولايات المتحدة، ولم يكن هناك من داع لمساعدة خصمها في ذلك الوقت. وربما قبل كل شيء، أن سوريا على وضعها الحالي، لا تزال تعتبر حضنًا إيرانيًا حصينًا ضد الأغلبية الإقليمية العربية السنية، وليس لدى إيران من سبب يدعوها للسماح بالمزيد من الانكماش. تعد المصالح الروسية في سوريا مختلفة. فلقد شهدت العلاقات التاريخية القوية ذات مرة بين الاتحاد السوفياتي وسوريا البعثية، مرحلة ضعف وانهيار عقب سقوط الشيوعية في روسيا، وذلك مع جفاف التمويل الروسي لوكيلها الشرق أوسطي. ولكن ظلت الاتصالات قائمة بين البلدين، مما أعطى بوتين فكرة إعادة التفاعل مع الشأن السوري. ولكن سوريا أو الأسد لا يتمتعان بمصلحة استراتيجية أساسية من وجهة النظر الروسية. ولكن بوتين ببساطة يستغل الفرصة السانحة لتحقيق أهدافه.

يتعين على الأسد إدراك ذلك، ولكنه يستميت كذلك في المحافظة على بقاء نظام حكمه، كما أخبر بوتين الصحافيين (مع ضحكة مكتومة لها مغزاها) خلال زيارة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى روسيا مؤخرًا. إذا ما أراد بوتين توفير الإسناد الجوي إلى الأسد، فليس الرئيس السوري في وضع يسمح له بالرفض.

ومن واقع ذلك التحليل تأتي نتيجة مفادها أن بوتين يزيد من جهود إسناد الأسد حتى يستخدم احتمال تحقيق حالة من الوساطة السلمية كورقة مساومة تفيده في علاقاته المضطربة مع الغرب. ويثير ذلك بدوره تساؤلين أساسيين ومهمين: هل بإمكان بوتين الوفاء بتعهداته؟ وإذا ما تمكن من ذلك، هل الثمن (الذي يشمل أوكرانيا) يستحق كل ذلك العناء من قبل الولايات المتحدة وأوروبا؟

يبدو من الممكن تمامًا أن بوتين يمتلك القدرة للضغط على الأسد، لأجل التوصل إلى اتفاق يبقيه في سدة الحكم على تجمع كبير يضم كل أفراد الطائفة العلوية. وبعد كل شيء، على الأسد أن يدرك أنه ليست بيديه مفاتيح اللعبة النهائية لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في بلاده. وحتى مع كل أنواع الدعم والمساعدة التي تستعد إيران لتوفيرها إليه، فليس من المتوقع، بمصداقية، أن يستطيع الأسد إعادة بسط السيطرة على الأجزاء التي فقدها من بلاده. والحقيقة هي، أن الغرب ظل على خشية من الإطاحة الفعلية بالأسد خوفًا من البديل المعروف. كما أن عمليات القصف الجوي التي عانى منها تنظيم داعش، ساعدت الأسد في بقاء حكمه على قيد الحياة. ولكن ذلك بعيد كل البعد عن موافقة الغرب على مساعدته في استعاده بلاده الممزقة تحت سيطرته. الحل الوحيد المتصور على أدنى تقدير للحرب الأهلية السورية هو سوريا المصغرة، وقد يدرك الرئيس الأسد أنه من الأفضل له الاتساق مع ذلك الحل، بدلاً مما سيكون عليه حاله في المنفى. وما يحتاجه الأسد للضلوع في مثل تلك الصفقة هو الضمانات العسكرية القوية والملموسة للإقليم الواقع تحت سيطرته ضد تنظيم داعش. بإمكان روسيا، من الناحية الافتراضية، تأمين مثل تلك الضمانات للأسد، والمشاركة في ذلك أيضًا باستخدام قواتها الجوية.

ويبقى السؤال الأصعب هل يستحق ذلك الحل كل ذلك المجهود؟ باعتبار سوريا الممزقة بحكم الأمر الواقع لا يترك الغرب في وضع أفضل، حيال محاربة تنظيم داعش، مما عليه الأمر الآن. وقد يؤدي الوضع السوري الراهن إلى تبسيط الحرب ضد التنظيم الإرهابي. ولكن، على النقيض من ذلك، قد يؤدي الأمر إلى تعزيز قوة «داعش»، ومنح التنظيم الإرهابي الأمل في الاعتراف به على المدى الطويل داخل مناطق معينة. كما قد يعني ذلك قبول اعتداء بوتين على أوكرانيا كجزء من الصفقة المبرمة، سواء الجزء المعلن عنه أو المسكوت عنه منها. ومن شأن ذلك، تعزيز نزعة بوتين التوسعية الخطيرة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، ووصفه في الوقت ذاته بالمهارة والحنكة السياسية الخارجية. ومع ذلك، فإن التكلفة البشرية للحرب الأهلية السورية ضخمة وهائلة للغاية – وهي في تزايد مستمر – حتى يبدو من الغباء المحض رفض إمكانية وجود الصفقة الروسية المباشرة. إن بوتين يلعب لعبته باحتراف. ويتعلق الأمر في الوقت الحالي بالولايات المتحدة للوقوف إلى أين ينتهي الأمر، والوقوف كذلك على ما إذا كان يمكن للرئيس أوباما مغادرة منصبه بعد بدء عملية إعادة بناء قدر من الاستقرار في جزء من أجزاء سوريا على أدنى تقدير. * بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

المعضلة السورية

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/28 أيلول/15

ما يشاع أن هناك «أزمة» سورية لم يعد مناسبا لمقتضى الحال. فالأزمة حالة استثنائية مفاجئة تغير من النظام القائم إلى الدرجة التي تدفع صناع القرار إلى اتخاذ قرارات مقيدة بقصر زمن التحضير لها، تتضمن ضمن ما تتضمن احتمالات استخدام القوة العسكرية. والحقيقة المرة هي أن ما يجري في سوريا لم يعد أزمة، فساعة استخدام القوة العسكرية تنتهي «الأزمة»، ويبدأ «الصراع» الذي تحكمه قواعد مختلفة في الإدارة واتخاذ القرار. الكارثة في الصراع السوري أنه لم يعد مثل كل الصراعات له طرفان اختلفت وتناقضت أهدافهما فاحتكما إلى السلاح، لكي يخضع طرف منهما الطرف الآخر. والحقيقة أنه لم يعد أحد يتذكر كيف بدأ الصراع على سوريا منذ بدأت المظاهرات والثورة في درعا، وبعدها بدأت المواجهة مع نظام بشار الأسد. هذا الفصل من الصراع السوري لم يعد له وجود، وربما مات الربيع السوري حتى قبل أن يأخذ فرصته في الإطاحة بنظام فاسد وعفن وفيه قدر هائل من القسوة. لم يكن هناك زين العابدين بن علي في تونس، الذي ما إن أعلن أنه في النهاية فهم أو تلقى الرسالة، فإنه ذهب إلى المنفى، ودار الزمان دورته في الدولة التونسية. ولم يكن هناك حسني مبارك الذي أعلن طوال حياته السياسية أنه ساعة إعلان الشعب المصري رفضه له، فإنه سوف يترك السلطة، ولكنه لم يذهب إلى المنفى، وإنما قرر أن أرض مصر التي عاش عليها، هي الأرض التي فيها سوف يموت.

لم يحدث في سوريا حتى ما جرى في ليبيا، أو حتى في اليمن، ولم تكن هناك الحكمة التي ظهرت في المغرب والأردن ودول الخليج العربية، باختصار كان السيناريو مختلفا كلية. فبشار الأسد لم يكن لديه لا قدر من الوطنية التي تجعله يحافظ على شعبه، ولا قدر من الحكمة التي تجعله قادرا على معالجة الأزمة، بل على العكس كان لديه استعداد للتضحية بما بلغ 240 ألفًا من السوريين، وأن يتحول نصف الشعب السوري إلى لاجئين. المهم لديه كان أن يبقى، حتى ولو كان ما تبقى له لا يزيد على ربع الأراضي السورية، التي لم يعد يسيطر عليها بعد أن هبط الإيرانيون عليه للحماية، وحزب الله للدفاع، وأخيرا الروس للاحتلال. لم يعد هناك طرفان في أزمة ولا في صراع، وإنما باتت هناك عدة أطراف تتداخل في صراعات مركبة. فقد انقسم الجيش السوري بين جيش الدولة والجيش الحر، وانقسمت جبهة النصرة بين من بقي مواليا لـ«القاعدة»، وذلك الذي شارك في تكوين «داعش» وإقامة دولة «الخلافة». أصبحت هناك خمسة أطراف خارجية متداخلة بين العداء والتحالف فيها، الحلف الدولي والإقليمي بقيادة الولايات المتحدة المضاد لدولة «داعش» في سوريا والعراق، وإيران ومعها حزب الله، وتركيا التي لا تعرف هل تحارب «داعش» أم بشار الأسد أم حزب العمال الكردي؟ ومؤخرا روسيا التي تمددت قاعدتها البحرية على البحر المتوسط لكي تكون قاعدة برية وجوية أيضا. من الحلفاء ومن الأعداء في هذه التركيبات لم يعد معروفا على وجه الدقة؟ ولكن الشعب السوري عرف أنه لم تعد هناك سوريا لكي يعيش فيها.

عشنا الزمن الذي كانت فيه كلمة «لاجئين» تعني «الفلسطينيين» الذين نتجوا عن «النكبة» الفلسطينية في عام 1948، ورغم الوجوه المتعددة للقضية الفلسطينية، فإن وجه «عودة اللاجئين» طبقا للقرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة كان وجها أساسيا للقضية كلها. الآن فإن الكلمة ذاتها أصبحت تعني 12 مليون سوري بداية من يوليو (تموز) الماضي، ثمانية منهم تركوا مناطق إقامتهم إلى أماكن أخرى في سوريا، وأربعة هاجروا لاجئين إلى بلاد الله الأخرى خاصة في تركيا والأردن ولبنان ومصر. هذه الأخيرة كما أعلن مؤخرا باتت تحتوي على خمسة ملايين لاجئ ليس من سوريا وحدها، وإنما من العراق وليبيا والسودان في الشمال والجنوب مضافا لهم إريتريا. وفي الحقيقة فإنه لم يعد أحد يعرف على وجه الدقة من أين أتى اللاجئون، لأن بعضهم عرف اللجوء المركب، فالعراقيون لجأوا إلى سوريا (هناك 3.5 مليون لاجئ) ومع الصراع المحتدم ترك هؤلاء أو بعضهم سوريا، وجرى للفلسطينيين ما جرى للعراقيين بعد لجوء طويل وممتد في سوريا.

النتيجة لم تكن مفاجئة أن أكثر من 600 ألف تركوا الأراضي السورية، وعبروا البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا. لم يعد هناك مكان في سوريا يمكن اللجوء إليه، ولا مكان في دول الجوار، أصبحت سوريا معضلة للعرب والإقليم والعالم. تفاصيل ما جرى لهذا الحشد الأخير جذبت انتباه الإعلام العالمي، وفي بعض الأحيان باتت كما لو كانت كارثة أوروبية مفاجئة، ولكن الحقيقة هي أن أوروبا معتادة على قضية اللجوء هذه خاصة من السواحل الأفريقية المختلفة. ولكن إذا تركنا ذلك جانبا، فإن سوريا كارثة عربية بامتياز يتحمل مسؤوليتها السياسية بشار الأسد وجماعته وحزبه. ومع ذلك فإنه، إنسانيا وأخلاقيا، المسؤولية عربية، ليس فقط لأن سوريا عضو في الجامعة العربية، وإنما لأن الشعب السوري، لحما ودما، جزء لا يتجزأ من الشعب العربي.

ومن الطبيعي أن نفهم أن كل الدول العربية لديها ما يكفيها من قضايا حيوية تستلزم كل الانتباه والتركيز، ولكن المعضلة السورية جرح آخذ في التقيح، جاذب لكل أنواع الميكروبات والجراثيم والأعداء من كل نوع، وكل ذلك قابل للانتشار والعدوى التي تتعدى الحدود بسرعة مخيفة. لا يوجد بديل عن قمة عربية صغيرة لأصحاب القدرة على الفعل، ولديهم من المصلحة ما يكفي للبحث عن حل، وطرح مبادرة سياسية لإنقاذ سوريا من الفناء. هناك أفكار كثيرة يمكن التداول فيها بحثا عن حل، أو بداية حل لوقف التدهور وموجات النزوح والغرق، ولكن هذه الأفكار لن تكون لها قيمة ما لم يكن لها عنوان ممثل في ائتلاف عربي على استعداد لتحمل المسؤولية، أو على الأقل على استعداد لمشاركة المجتمع الدولي المسؤولية التي نتحمل بعضا منها الآن من خلال التحالف الدولي، أو من خلال استقبال اللاجئين الذين لا يعرف العالم أن جزءا غير قليل منهم ذهب إلى بلدان عربية. الوقت هنا بالغ الأهمية بعد أن وقفت أهداف التحالف الدولي عند منع «داعش» من التوسع، ولكن تركيا وروسيا ليس لديهما هذه الحدود، وما بدأ في شكل أزمة وانتقل مع الوقت إلى صراع، يبدو أنه في النهاية سوف يصل إلى نقطة الانفجار التي يعلم الله وحده نتائجها.

 

 «زمن الرمة والحروب العبثية» لسيف الرحبي: من الغضب الصارخ الى الحنين الشفّاف

بول شاوول/المستقبل/28 أيلول/15

كتاب الشاعر العُماني الجديد «زمن الرمة والحروب العبثية» (عن بيت الغشّام للنشر والترجمة، عُمان)، كأنه رحلة أوليسية» على غير انتظار أو شاطئ أمان، أو كأنها دوران في تواهة بخيط اريان والمينوتور الوحش يسدّ كل المخارج، أو غضبة داخلية على زمن التأكل والبربرية (زمن الرمة شبيه بزمن المينوتور)، والموت، والضحايا، والمدن، والخوف، وصولاً الى ذلك الحنين الربّاني الى من رحل من الكتاب قتلاً أو شهادة أو تعباً، أو تأثراً بمرض. فالراحلون راحلون، تمتزج في تذكرهم الدمعة، والتحسر، والفقدان، والشغور. الشغور المكاني الزماني. الجسدي والإنساني.

مجموعة مقالات ونصوص ومقاربات وخواطر وتأملات تبدو في ظاهرها وكأنها على تنوع أو ابتداء، لكن لدى قراءة الكتابة، نحسها وكأنها نص الخيبات، والكسور في زمن الديناصورات، والقتلة، والدكتاتوريات، والحروب، والاغتيالات، وإن بعناوين مختلفة، تحت مظلات الوحوش، وظلالهم المعدنية، وما ينحونه هنا من «رمة» وهناك من «عمى جماعي» وهنالك من جنون عالمي. إنها صرخة شعرية يطلقها هذا الشاعر الرقيق في وجه القساة، وغضبة مدوية يطلقها هذا الشاعر الإنساني في وجه الوحوش كأنه يكتب تراجيديا هنا ودراما هناك وسخرية في أكثر من مكان، وحنين يلفه الى ماضي المدن العامرة كدمشق وبيروت والقاهرة وابولينير، وسارتر، وكامو... ذكريات الأمكنة هي ذكريات ناسها، بنصوصهم، وأيامهم، وقسماتهم، وأمراضهم، وشعرهم، ونثرهم. فما أقسى هذا الحاضر الذي أغلق دفتي الزمن: الماضي والحاضر. كأنما الحاضر هو «الرمة» الآكلة، المفترسة، الناخرة، المدمرة، الساحقة، تفترس كل ما هي حي، النبات، والإنسان، والشجر والسماء. فأي حاضر هذا، كما يقول سيف الرحبي، الذي يطبق علينا، ويعمينا ويشوش إدراكاتنا، ويرمينا في متاهات الضياع والريبة والتوحش والبربرية، والقطيعية (العمى الجماعي)، والغرائز، والعبث في وجوه الغاشمة، السائبة، المفتوحة على تراجيديات الوقت، والأجسام، والتهجر، والترك، والرعب؟ من أطلق كل هذه المسوخ من قمقمها، من سجونها، من جوفياتها المظلمة، الشيطانية. بل كأنه يقول إنه زمن التخلي: تلك اللحظة التي يفقد فيها الإنسان كل أمل، في هذه الدنيا وأبعد منها، فيتشيّأ، ويتحول كائناً تسوقه «الآلة الجهنمية»، بلا وعي، ولا رحمة، ولا إدراك، سوى المحو، والكسر، وسحق الكائن، وتحطم المدن وروحها، والشرائع وقوانينها، والدين وإلزاماته، والحرية وأدواتها، والمستقبل وآفاقه... هذا هو الزمن الذي نعيش فيه. قالها سيف الرحبي بعنوانين مختلفة. قالها هنا دمعة، وهناك فعلاً، وهنالك مراجعة لكل هذه المآسي والوجوه... بلا واحة. يقولها الرحبي. لكنه، وعلى الرغم من ذلك، كأنه، كسواه من شعراء قلّة، يتسلح بالشعر، وبالحرية، وبالحنان، وبالخوف على ما تبقى. إنه الشعر، بمعناه التعبيري والتأويلي، لكن بقيمه الداخلية المتجسدة في النبل، وفي التعاطف مع كل مظلوم وفي الانحياز الى كل صارخ أو حر، وبمواجهة كل طاغية. سلاحه الشعر، وهو سلاح ماضٍ، سلاحه الكلمة عندما تصدأ كل الأسلحة بدمائها. وهنا بالذات، علينا أن نقارب هذه المشاعر الاغترابية التي تنتجها هذه الحالات والتراجيديات والوحشية. والاغتراب عند سيف الرحبي، هو شعور صميم مفتوح على ما يحيط بنا، من تناقضات، وهلوسة، وغثيان، وهذيان، كأنما بات متعذراً عليه فهم هذه اللغات التي قتلت كل معنىً وكل إشارة، وكل تواصل. وكأنه، في ذلك، يبحث عن زوايا منقشعة في ذاكرته، عن أسماء ووجوه، عن قامات شعرية رحلت عنا، وكانت لها المنازل في قلوبنا، وذائقتنا وضمائرنا.

فها هو يتذكر الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب، بشعره، ومرضه، وغربته، ونهاياته الكئيبة. وينتقل الى يوسف الخال، مؤسس مجلة شعر، في حياته وموته، ثم أنسي الحاج، «جامع شمل الينابيع» ليتوقف عند قصيدته الطويلة: «الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع»؟ من دون أن ينسى الكاتب الفلسطيني الكبير الشهيد غسان كنفاني الذي اغتالته إسرائيل، وصولاً الى الشاعر بسام حجار الذي غادرنا باكراً، هو والشاعر المصري حلمي سالم «في نزهته السريعة».. ويتوقف عند هؤلاء الراحلين بأسف المحب، وبفقدان العطاء، وباسترجاع ملامحهم التي ذابت في الموت الى الأبد.

ومن تلك الأوراق الرثائية، الى صفحات الأصحاب العرب، من «سطوح بول شاوول»، الى «سيرة عبده وازن»، الى «غرام علوية صبح» الى شارع ابليس الجزائري أمين الزاوي.

إنها اللحظات الاستثنائية التي يصطفيها سيف الرحبي، في هذا الركام المتكدس من الخراب، والموت، والدمار، والهدم، والهجرات، وموت المدن، والحضارة والتاريخ والزمن.

الكتاب زمن مفتوح على ما يوحده وما يشرعه على ما يؤنسه وينفره، على ما يشد إليه الحنين وما يسوقه الى الأسف، على ما يذكره وعلى ما لا ينسيه. بطاقة من الحنان، والوفاء، والمشاعر العالية، تجمع كل عناوين كتاب الرحبي.

[ ثقافة الرعاع

في رأسه المحتشد بهوام ليل ضار بحرّه وهواجسه ووحدته، يغض بالذكريات والوجوه يحاول أن يهرب من أي ماضٍ حميمي عاشه في هذا المكان أو تلك البلاد، يحاول أن يقطع خيّة الوجوه الضاجّة في رأسه وأعماقه التي أصبحت لا تزيده إلا وحدة ويأساً، بعد أن كان يستدعيها نجدة وسنداً روحياً، لحظة احتدام الأسى والتداعي، على مشارف الاستسلام والانهيار..

في مثل هذا الليل، وليس النهار بأمثل، الذي لم يعرف مثيلاً له في ما انقضى وانقرض من أيام وليالٍ في حياته، التي حين يحدّق في خضمّها ومطارحها المتشظية، يراها مديدة وطويلة أكثر مما يلزم لحياة أمثاله المرتطمة دائماً بمحيط شديد الجذرية في اختلافه واندفاعه الغرائزي القطيعي.. أولئك النفر المقدّر له أن يعيش بين ظهرانيهم لا يعانون وخزة ضمير عابرة، بل بالعكس، يشعرون بالارتياح والانسجام، كما يليق بالوضاعة القيمية المجردة من أي بعد أخلاقي وإنساني، يشعرون بالارتياح والسعادة، حين يُباد أطفال ونساء ورجال، حين تُرتكب المذابح والأهوال الدموية، في حق قوم، يتوهمون الاختلاف والفروق معهم عبر تربية محتشدة بالكراهية والبغضاء، لا تردد، بل، من مقومات وجودها واستمرارها على هذا النحو الفظ، استدعاء تاريخ ووقائع، وغرسها في تلك النفوس البائسة مشبعة بالتحريف والدجل والتوجيه الايديولوجي الطائفي... وليكون التاريخ ذلك المعين الذي لا ينضب من الخرافة القاتلة، أمثولة تمد حروب الحاضر بعتاد المعركة الطائفية والفئوية التي لا تبقي، مكتسحة كل إمكانية للصلات الإنسانية، لصلات التعايش والتفاهم بين مكونات البلد الواحد والتي تقتضيها أي حياة عليها أن تستمر على نحو من كرامة إنسانية وبداهة معيش مشترك، بداهة الوجود حتى بين أهل الغابات والمغاور والكهوف... ومكتسحة كل فرصة أمل ضئيل يلوح لتقدم حضاري لمجتمعات رزحت عقوداً، إن لم أقل قروناً تحت ثقل الاستبداد والعبودية والانحطاط..

ذلك النفر الطائفي الذي يسود البرهة التاريخية التي نعيش في دنيا العرب، لا يمكن الحوار معه على أي جهة منطق وطموح لاستقامة رأي يتوسل أفقاً مفتوحاً لهذه المحنة التي تصبغُ كل شيء بدمها المتدفق شلالات وأنهاراً، بعد أن ضنّت الطبيعة بأنهارها وكرمها..

وصار التعصب الكاسر الأعمى، المعبّر عنه علناً أو خفية وضمناً، حتى في المجالات التي من طبيعة تكوينها ووجودها ضد هذه الوجهة الهمجية الغرائزية الدهماء كالأدب وحقول الفكر وكل تجليات الانتاج المعرفي، صارت ميداناً لتموضع هذه الغرائز ونوازعها واستيهاماتها، إنها ثقافة الرعاع بالفعل كما عبر الدكتور أحمد برقاوي..

يبقى صراخ الضحايا، من كل فرقاء البلاد المنكوبة وأحلام الطفولة الموءودة يطبّق على عنان سماء شعثاء لا مبالية، وعلى عنق التاريخ، وصمة عار على وجه الأرض وبشرها.. أرض العرب خاصة..

[ السياب بعد نصف قرن

«تشبث بموتك أيها المغفّل/ دافع عنه بالحجارة والأسنان والمخالب/ فماذا الذي تريد أن تراه؟/ كتبك تباع على الأرصفة، وعكازك صار بيد الوطن...

أي وطن هذا الذي يجرفه الكنّاسون مع القمامات في آخر الليل..؟».

ما أصدق هذه المخاطبة أو المهاتفة الصريحة من محمد الماغوط الذي كان على قيد الحياة، قبل أن يدلف الى رحاب الموت المُشتهى ويلحق بصديقه بدر شاكر السياب..

هذه الرؤيا التي تستشرف الكارثة المتحققة بكثافة مأساوية صاعقة على أرض الشاعرين الكبيرين، وسط عالم أصبح الموت والإبادات لديه ما يشبه الفرجة اليومية والتسلية. وحضارة كبرى مطلقة القوة لا تفعل شيئاً رغم ادعاءاتها الإنسانوية والحقوقية، إلا تنظيم المذابح في بلاد الآخرين المتداعية، خاصة تلك التي أوقعها قدر الجغرافيا الحزين قريباً من الدولة العبرية. وتوزيع الأدوار وإيهام بعض الدول بندية تسكن الوهم والخرافة أكثر مما تسكن الواقع والتاريخ...

تسلية الوحش الضاري المدجج أمام حيوانات يمكنه التهامها لحظة يرى في ذلك ضرورة منفعة ومصير. إلا إذا تغيّرت موازين القوة جوهرياً وليس من دلائل حاسمة تلوح في الأفق. أو كما عبر الجنرال الروسي الراحل (ألكسندر ليبيد) الغرب الأمريكي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي مثل الثورة الهائج وسط معرض من خزف. لكنه ليس هيجان القوة العسكرية فحسب وإنما جاذبية القوة الناعمة وإغراءاتها الأكثر فتكاً مع مرور الزمن.

الكنّاسون القتلة محترفو الإجرام والطائفية والانحطاط، لم يعودوا قادرين على كنس الجثث وأشلاء الأطفال والشيوخ، الرجال والنساء الى هاويات المقابر الجماعية أو باتجاه الخلاء الموحش الذي تحوم في أجوائه الجوارح ومفترسو الجِيف المنتنة والأوطان..

وما أصدق رؤية السياب في مقاربته للشاعر الحديث بخميس مجلة (شعر) حين حضر بدعوة من الراحل يوسف الخال: انها تجسيد لروحه المعذبة وروح جيله والأجيال اللاحقة من ذوي الحساسية المرهفة: «لو أردت أن أتمثل الشاعر الحديث ما وجدت أقرب الى صورته من الصورة التي انطبعت في ذهني للقديس يوحنا وقد افترست عينيه رؤياه وهو يبصر الخطايا السبع تطبق على العالم كأنها أخطبوط هائل».

هذه الرؤيا قد خرجت حتماً من مجازها الشعري، الديني، الى الوقائع اليومية والمعيش..

«أصيح بالخليج: «يا خليج»/ يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى/ فيرجع الصدى كأنه النشيج: /يا واهب المحار والردى».

لم يعد هناك أيها السياب حتى المحار الذي كنت تصغي من ضفافه المتخيلة الى صدى الموج والبحر، وليس اللؤلؤ فحسب..

استعادة بدر شاكر السياب بعد نصف قرن من تحقق تلك الرؤى القيامية المروعة، استعادة لريادة حقيقية في الشعرية العربية الحديثة التي أنجزت الكثير عبر أجيال وأنماط تعبير مختلفة... استعادة لمجد المخيّلة، حتى لو كان حاملها جسدٌ عليل.

استعادة لطفولتنا، أحلامها وأوهامها وطموحها المكسور.

[ بسام حجار

بسام حجار، رحل عن عالمنا؛ مضمون رسالة تلفونية من رؤى عبود في صيدا، حيث يسكن بسام المدينة الساحلية التي ربما لم يغادرها الى بيروت الا للعمل والرجوع اليومي إليها..

رؤى، طبعاً حزينة وحمزه عبود والدها، الذي كان الراحل بمثابة أخ وصديق له كما لمعظم أهل الثقافة والأدب، خاصة تلك المجموعة المبدعة في مجالات شتى والتي كانت صيدا حاضنتهم في الحرب والسلم، إن وجد، مع انعدام النظر عن الدين والطائفة والعائلة وسائر هذه العناصر المدمرة لروح الإنسان وعقله، التي تقف الآن شامخة على أنقاض الأحلام ورؤى الاستنارة والوحدة والانسجام بشتى المعاني والدلالات.

تعود بي الذاكرة الى مطلع الثمانينات، حين تعرفت على بسام حجار في باريس قادماً من لبنان الرازح تحت نيران الحروب الأهلية..

كنا نقضي معظم الأماسي في حومة الحي اللاتيني ومقاهيه وساحاته وحدائقه، وكان بسام الأكثر صمتاً بيننا، ينجز عمله في النهار ويبعث بمادته الثقافية الى الصحيفة، التي كانت (النهار) في تلك الفترة... وفي المساء يحتوينا ليل المدينة الكبيرة الجميلة..

فترة على هذه الحال، حتى جاء ذات يوم ليقول إنه راجع الى لبنان، وأن الإقامة في باريس من غير عمل منتظم صعبة جداً..

رجع بسام رغم الحرب والخراب، وفي مدينته الجنوبية غرق في الكتابة والترجمة، وكأنما العمل والاشتغال الابداعي والروحي الأقصى هو البلسم والدواء في ليل الكارثة الزاحف..

ظل بسام ينتج بوتيرة سريعة كمن يسابق الزمن والحرب والموت، تصدى لأعتى الكتب الأدبية والفلسفية والشعرية، لأجمل الآثار والنصوص ولم تفته كتب بوليسيه عذبه ذات بعد سيكولوجي غير سطحي مثل كتب جورج سيمنون..

وقد ترجم لهذا الكاتب الشعبي لمجلة نزوى نصاً عميقاً يختلف عن كتبه الشهيرة تلك، هو رسالته الطويلة الى أخته الى تركه موتها فريسة تمزق كبير...

وفي خضم الترجمة الكثيفة التي تجاوزت الستين كتاباً، كانت ابداعاته الشخصية نثراً وشعراً إن صحت العبارة، لها حضورها الفريد والمؤثر في الشعرية العربية..

كان بسام حجار بصمته وتواضعه، تواضع المدعين الذين ارتطموا باكراً بشراسة الموت الزاحف والعدَم، كان فريداً ونوعياً في محيط الثقافة العربية ابداعاً وسلوكاً...

كان ذلك الارتطام الباكر والجرح الوجودي الأصيل، هو ثيمة كتابته ولُحمة وجودها المتشعب التجريبي الواعي...

كان الموت الشخصي والعام إن صحت هذه الثنائية أيضاً هو معين مادته الممزقة أيما تمزق، المشحونة بالشفافية والمعنى... كان الغياب والفراغ المحتدم واللانهائي.. في الكثير من نصوصه الشعرية، كان يتحدث بلسان الموتى، كان يتحدث كشخص ليس من هذا العالم الذي نعيش. الخطاب الشعري يتقمصه الميت الذي يريد أن يفصح عن بضع كلمات قبل أن يختفي في زحام عالم الأموات وشخيره وكوابيسه. كان يريد أن يختلس بضع ثوان أو لحظات من حياة آفلة لا محالة ومنقضية..

كان هذا الاحساس التدميري الحاد بالفناء والزوال، هو محرك تلك التجربة الشعرية ودفقها الحيوي المدهش الذي كتبت بصمت واحد من أهم فصول الشعرية العربية وغير العربية..

سلام عليك يا بسام ربما ستجد في عزلتك الجديدة مستقراً أفضل من بقية عزلاتك وأراضيك التي خبرتها، حتى اليأس والرحيل.

[ غرام علوية صبح

في روايتها (اسمه الغرام) تواصل اللبنانية علوية صبح سيرتها الروائية..

سيرة المدينة والمجتمع، التي بدأتها في (مريم الحكايا) بتعميق في الأسلوب وتعدد بزوايا الرؤية والحكاية في الواقع والتخييل.. في سياق الرواية تتوارد الحكايات والشخوص في مرآة المأساة والخراب، مأساة الحرب الأهلية وغير الأهلية، وما بعدها، وحتى حرب تموز..

نهلة. سعاد، اللتان يصعب الفصل بينهما، كما يصعب الفصل بين الرواية وظلها.. هاني. سليم..

تخوض الشخصيات مصائرها وسط أمواج السرد المتدفق والحطام.

مصائر رسمتها لنفسها وأخرى تنتظرها كفخاخ قدرية لا فكاك من الوقوع في براثنها وهي تمضي نحو الاختفاء والموت..

رواية تقول الفاجعة الإنسانية في أقصى تجلياتها رعباً وتفككاً، حباً وقيماً تتوارى دائماً خلف حُجب العنف الشامل والمستشري على كافة جبهات الحياة.

يحتل الجموح الشعري في عبارة صبح الروائية، حيزات مختلفة من الفضاء كنزعة أصيلة في مسار السرد، وهو موجود في الثنايا والتضاعيف، في قلب المشهد الفاجعي، شعرية الخراب إن صح التعبير، لكن هذه الشعرية تحتل مقاطع أكثر من غيرها، وكأنها قصائد نثر مكثفة وعميقة.

فإذا كان ثمة مقاطع في (دنيا) تجسّد بعمق هذه النزعة والجموح مثل مقطع (الأصوات) الصوت البشري أين يذهب؟

ويتلاشى، صوت الحضور والغياب صوت الأحياء وأولئك الذين طواهم الموت تحت خياله البعيد، الحب والكراهية... تلامسه الروائية، وتذهب به الى تخوم شعرية ميتافيزيقية فريدة الصوت، ذلك الكيان الأثيري مستقلاً عن جسده ومصدره وقد استحال الى ذكرى وعدم حارق.

(في اسمه الغرام) هناك مثل هذه المقاطع كمقطع الرضاعة، لحظة رضاعة الأم للطفل. تستل علوية صبح هذه اللحظة الأمومية الحانية من عاديتها، لتدخل بها عبر التأمل وسبر أغوار المشاعر الخبيئة، تُحوّلها الى لحظة فريدة في الزمان البشري. لحظة التصاق فم الوليد الغض المرتجف وهو يدخل دنيا البشر، حيث سيكون لاحقاً فرداً في هذا النسيج القاسي والمعقد، فم الوليد وهو يلامس الثدي ويمتص رحيق الأمومة في غيبوبة الدّعة الطفولية ورفاهها قبل عبور الزمن وانقلاب الأحوال، تلك اللحظة التي كأنما هي التمرين البدئي على أحلام جنة مستحيلة...

في مثل هكذا مقاطع ولحظات تتجلى قدرة الكتابة، كما تتجلى في إبداع الفضاء الروائي بأدواته ومفرداته المختلفة، في إبداع تلك المشاهد الجنسية التي تحدث عنها البعض سلباً، وهي ليست إلا جزءاً عضوياً من نسيج هذه الدراما وهذا الخراب الضارب أطنابه في كل الأماكن والنفوس والتفاصيل.

[ العمى

في رواية (العمى) لـ(خوسية ساراماجو) التي تعالج وتستقصي عالماً تحل به كارثة العمى الجماعي، التي تباغته على حين غرة، تترنح الحياة بكاملها، تحت وقع انهياراتها وظلامها.. يعم العنف والفوضى، وتستحيل الحياة الى انقاض حياة وحطام.. يستقصي الروائي البرتغالي ويغوص عميقاً في تلك التخوم الكارثية، التي حلت بالعباد والبلاد عبر هذا المرض الذي بدأ عضوياً عبر فقدان البصر، ليمتد الى الروح ويستشري في كامل الخلايا والحيوات.

في هذا المنعطف الوجودي الاجتماعي الصعب، تتفجر الدوافع والاسئلة الدفينة للشخصيات التي تعج بها الرواية، وتتعرى تحت الضوء الكاشف لمبضع الاستبطان الروائي.

كارثة العمى الجماعي في رواية ساراماجو، تبدأ من فرد يسوق سيارته عبر الطريق العام، ويتوقف امام اشارة المرور الحمراء.. وهو يحدق في الاشارة، فجأة يرى بصره الاعتيادي يتشظى الى كتل لونية يغرق في سديمها الأبيض وتبدأ الكارثة.

نتذكر هنا رواية (بورخيس) الارجنتيني، عن نفسه، وكيف فاجأه العمى العضوي وهو في المكتبة العام «كان ذلك مثل غسق صيفي» حيث فقد رؤية الألوان إلا شبهة اللون الأصفر، ما تبقى له من رؤية الموجودات الحسية والعالم، الذي راح يحدق فيه بعمق اكثر سعة ونفاذا عبر البصيرة والمتخيلة.

طبعاً رواية الاعمى، لدى ساراماجو، غيره عند بورخيس ومن على هذه الشاكلة، كواقعة مرض طبيعي، رغم حمولتها وابعادها الوجودية التي ترتبت عليها كاختبار صعب يحل بغتة على الكاتب والإنسان.

ساراماجو في روايته، التي بدأنا نقرأ عن تحويلها إلى فيلم سينمائي، تحمل أبعاد الرمز وحمولاته الدلالية المتشعبة، التي تنطلق من الفرد الى الجماعة، ومن المدينة الى العالم.. وعبر هذا المرض العضال الذي يتخبط العالم في حمأة قسوته البالغة، يفضح ويحلل ويحتج على القيم والمنظومات والسلوكيات التي وصلت اليها البشرية في هذا الطور من حياتها المديدة.

طريقة مجيء المرض في رواية (العمى) اغرت كثيرين بالمقارنة، برواية (البير كامو) (الطاعون) فهناك ايضاً يذهب الموظف او الطبيب في مدينة (وهران) الى عمله وإذا به يتعثر بفأر ميت.. لقد بدأ الطاعون.

طبيعة البداية والمرض المختبر، تغري بالمقارنة لكن الروايتين تفترقان في امور جوهرية تتعلق بطبيعة السرد والرؤية والمناخ والشخصيات لا تسعها هذه العجالة.

اذ كانت رواية كامو، تعين وتسمي الاماكن والشخصيات، فرواية سارماجو لا تفصح عن ذلك.

شخصيات ومصائر تتخبط في اشراكها وسط عتمة المصائر والآفاق. وسط عمى البصائر ونضوب العواطف ووأد الاحلام والطفولات، إذ تستحيل الحياة الى حطام بشر وفيالق عميان يجرجرون اسمالهم في المتاهة.

ألا تذكر الرواية، بجانب بعدها الإنساني المشترك، بواقع العرب الكابوسي الراهن؟

 

أبو قمامة ينظم الحج!

خلف الحربي/عكاظ/27 أيلول/15

من بين أكوام القمامة التي تملأ شوارع بيروت خرج علينا حسن نصر الله مطالبا بدور إيراني في موسم الحج!.. هكذا وبكل بساطة يتحدث رجل إيران الذي حول لبنان إلى بلد عاجز حتى عن رفع أوساخه من الطريق، عن تنظيم أكبر تجمع بشري سنوي في هذا العالم. لو شاهد أبو قمامة فيلما وثائقيا عن جهود شركات التنظيف في موسم الحج لعلم أن المسألة أكبر منه بكثير وأكبر من إيران طبعا وربما أحتاج هو والإيرانيون إلى مساعدة أشقائهم الروس لرفع القمائم من الطريق، ونحن نتحداه في مشاريع النظافة فقط لأن تنظيم الحج وخدمة ضيوف الرحمن مسألة تفوق كل حساباته الفارسية كما أنها شرف ورثه أهل هذه الأرض من أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام ويستحيل أن يتنازلوا عنه لمن قتل أطفال سوريا وباع وطنه ودينه وإنسانيته وعروبته من أجل الحفاظ على كرسي بشار الأسد. نعم نحن نواجه في بعض السنوات حوادث مؤسفة أثناء تنظيم موسم الحج وعلينا مسؤولية تاريخية في مراجعة الأخطاء البشرية إن وجدت وقد فعلنا ذلك أكثر من مرة، كما أننا نقبل النصائح ونستعين بأهم الخبراء في العالم من أجل تطوير خبراتنا في إدارة الحشود البشرية الهائلة ولكننا لسنا سذجا كي نستمع إلى قمامات رجل شارك في قتل مئات الآلاف من السوريين ويتباكى اليوم على بضعة مئات من الحجيج توفاهم الله في حادث هو في أول الأمر وآخره قضاء وقدر ويمكن أن يحدث أكبر منه في أي مكان في العالم. لو كان لحسن نصر الله وحزبه المجرم أدنى دور في تنظيم الحج (إزالة القمامة مثلا) لقضى يومه على الجوال مع قاسم سليماني في طهران، وكلما واجه مشكلة ردد عبارته الحائرة على الجوال: (كيفك جنرال.. شو بدنا نعمل؟)، لذلك ننصحه بصدق أن يبقى في مخبأه في الضاحية ويبحث عن حلول مبتكرة لتخليص المدينة التي يعيش فيها من أكوام القمامة التي زكمت الأنوف في ذلك البلد الذي كان جوهرة الشرق قبل أن يصبح هذا الرجل صاحب الكلمة العليا فيه.

 

الحقد على رفيق الحريري

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/27 أيلول/15

كناّ بأزمة النفايات "الوطنية" وسبُل حلّها على المديين القريب والمتوسط، صرنا نناقش ـ كمجتمع مدني ـ مسألة الرأسمالية المتوحشة وأثرها على النسيج المديني.

وما بين الأزمة الإجتماعية الضاغطة والمسألة الفلسفية المُستعادة واصَل قادة "الحراك"  إطلاق النار على حكومةٍ بالكاد تستطيع إطفاء الحرائق المفتعلة على طاولة مجلس الوزراء. حكومةٌ يستحيل رحيلها ويستحيل تفعيلها ويستحيل تحميلها وزر تاريخ من الفساد، عمره من عمر لبنان يا عمري.

كنّا بـ"جمعية" واحدة جامعة بعض القيادات الشابة الطموحة والملتحية بمعظمها تدليلاً على البعد النضالي، فصرنا بإثنتين وثلاث وعشر وعشرين "جماعة" وحركة تصحيحية ولكل منها مجلس قيادة و"انضباط" وبرنامج عمل ثوري وأولويات وحسابات مفتوحة على "تويتر"، ونحّاسٍ ما يُوجّه.

البث التلفزيوني المباشر يفتح الشهية على تفريخ الحركات: طاولة في حمى رياض الصلح أو بجوار نصب الشهداء. مؤتمر صحافي. دعوات إلى للتظاهر في الوسط التجاري أو حيث تنمو الرأسمالية المتوحشة من عين المريسة إلى آخر حبة رمل من الرملة البيضاء. 

أخطر ما يٌلمس في خلفية الحراك المدني هو العداء لسوليدير بوصفها صنيعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكون مشروع إنشائها لم يحظَ بإجماع أربعة ملايين لبناني ولقي معارضة بعض المهندسين والسياسيين من ذوي السيرة المهنية الحسنة.

ليست المرة الأولى، في عقدين ونيّف، التي  تعبّر فيها شرائح لبنانية عن كراهيتها ورفضها لوسط المدينة النظيف و"البرجوازي" بعماراته المرممة وأبراجه المطلة على المتوسط.

في كانون الثاني 2007 بلّطت أحزاب 8 آذار وحلفاؤها في ساحة رياض الصلح في مخيّم دائم تولى إنضباط حزب الله حراسته، وأقفلت مؤسسات تجارية وصرفت كادحيها وبات المخيم مقصد شريحة من أهلنا الطيبين.

"بشّط" كارهو رفيق الحريري سنة ونصف السنة في قلب المدينة بهدف إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ولم تسقط.

ونشهد اليوم موجة من الكراهية للحريري وسوليدير ومساهميها الذين يتعدون الثلاثين ألفاً من كل الطبقات (وأنا منهم بكل فخر وقناعة) وبتنا أمام خطاب "طبقي" يستهدف طبقتين: الطبقة السياسية برمتها النازلة من المريخ وطبقة المتوحشين أصحاب رؤوس المال، إنها حالة متجددة تُترجم باستباحة الشوارع وساحات الوسط كيفما اتفق، من خلال الإعتصامات والتظاهرات والعروض المتلفزة وآخرها إفتتاح ما سُمي بسوق أبو رخوصة لجموع اللبنانيين، كمشروع بديل (غير معلن رسمياً ) لمشروع سوليدير أو نكاية به.

لم يعر منظمو السوق الموقت والإعتصامات الدائمة اهتماماً إلى حجم الخسائر التي يتسببون بها. يعيشون على بخار طالع من مركبات عظمة ومكونات نقص. وعلى البخار يطبخون خططهم.

يا شبيبة اللحظة الراهنة، ليس بسوق أبو رخوصة وببعض التهريج يعاد تطريز النسيج الإجتماعي لأهل البلد.

أنا، أيضاً إبن ساحات بيروت.

إبن الروكسي والميامي ومحلات العصائر والسيتي سنتر وسوق السمك وسوق الحرامية وعجقة الحمالين والنشالين ولاعبي الكشاتبين والبواسط وبسطات الكتب في العازارية.

أنا أيضاً عشت صخب المدينة الجميل.

أنا أيضاً تمتعت بزمن الفرنك والقروش القليلة.

وأنا أيضاً أحب الأسواق الشعبية ورائحة الشواء ودواخين فستق العبيد.

إنما رغم العاطفة والماضي الذي أحب وتحبّون، مدينٌ أنا، كما أنتم مدينون لرفيق الحريري بوسط مدينة راقٍ بُني على أنقاض الحروب. وسطٌ بالكاد أملك فيه متراً مربعاً لكنني أملك مساحة للعين. فكفّوا رجاءً عن توليد الحقد المتلبّس أدوار العدالة الإجتماعية.

 

آمال: إيران.. صديقة الورود والبيئة والحجاج

محمد الوشيحي/الجريدة الكويتية/27 أيلول/15

يا عيني على إيران عندما تتحدث عن قيمة الإنسان. يا عيني على مسؤولي طهران عندما يبكون على أرواح البشر. يا عيني على الإنسانية الرقيقة القادمة من بلد الاستخبارات والميليشيات والإبادات ومقاصل الأوناش. إيران، لا شك، صديقة الورود والبيئة والحياة والتعمير، وصديقة الطفولة والكهولة، وصديقة الإنسان والحيوان، ومن يصرخ محتجاً: 'إيران لم تكتفِ بالطائفية ضمن حدودها، بل غلّفت الطائفية بورق السولوفان، وألصقت عليه (قابل للكسر)، وشحنته إلى دول المنطقة، وأبرزها سوريا واليمن ولبنان والبحرين، وكادت تصدرها إلى الكويت، وها هي تبحث في جدران مصر عن شقوق تتسلل من خلالها”، سنقول لقائل هذا القول: 'هذا هو، بالضبط، تبادل الثقافات يا جاهل”. وللمشكك نقول: ألم تسمع بكاء إيران على شهداء الحج؟ اترك عنك الملايين الذين تسببت إيران في موتهم وتهجيرهم وغرقهم، وانظر إلى دمعتها الحارة على شهداء الحج، واستمع إلى نواحها الذي يقطع نياط القلب! ستقول: 'إيران ذات الماضي الكالح في مواسم الحج، إيران التي أطلق حجاج استخباراتها الغاز في نفق المعيصم، وحملوا السكاكين، وقاموا بالتفجيرات في مكة الطاهرة، الآن تحتج على تنظيم السعودية لشعائر الحج، وتريد تدويل مكة”. وأرد عليك: 'صحيح أن إيران قامت بكل ذلك، وصحيح أنها لا تسمح ببناء مسجد واحد للسُّنة داخل حدودها، لكن هذا لا يمنع تسامحها مع الأديان، فمعابد اليهود موجودة هناك، ثم إن إيران ستضمن عدم تدافع (حجاج استخباراتها) عندما يحين دورها في إدارة أحد مواسم الحج”. فقط جربوا، ولو مرة واحدة، أن تتولى إيران إدارة الحج، وسأضمن لكم ألا يحدث أي تدافع. على أن مطالباتنا بالتحقيق في الفاجعة التي حدثت في الحج هذا العام، واتخاذ الإجراءات الصارمة التي تمنع تكرارها، لا تعني نكران جهود المسؤولين السعوديين في تسهيل الشعائر، وصرف مليارات الدولارات من أجل ذلك، وبذل الجهود الجبارة خدمة لضيوف الرحمن.

 

تدافع الحج وثالوث الشر

عبدالله بن بجاد العتيبي/27 أيلول/15 الشرق الأوسط

كانت حادثة تدافع الحجاج في منى يوم العيد حادثةً مؤلمةً بكل المقاييس، في عدد الضحايا وحجم المصابين، ومثيرةً للدهشة في مكانها، حيث لم تكن قريبةً من الجمرات التي نسي الناس حوادث التدافع عندها بعد التوسعات الكبرى التي نفذتها السعودية تخفيفًا على الحجاج وحرصًا على أمنهم وسلامتهم.

تعاملت السعودية كعادتها مع الحادثة بكل شفافية وأعلنت الأرقام أولاً بأول عن طريق الدفاع المدني ووزارة الصحة، وتحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عن الحادثة في خطابه السنوي بمنى معزيًا ذوي الشهداء وآمرًا بلجنةٍ موسعةٍ للتحقيق في ملابسات الحادث ونشر نتائج التحقيق وتفادي أي أخطاء إن وجدت في المواسم اللاحقة. وبانتظار نتائج التحقيق لا يمكن لأحد أن يخمّن تفاصيل الحادث، ولكن يمكن قراءة الصورة العامة التي يمكن أن يوضع فيها، فتاريخيًا، كانت حوادث التدافع تقع بين فترةٍ وأخرى بين الحجاج لأسبابٍ متعددةٍ، منها ضيق المساحة وكثافة الحجيج وهو أمرٌ تم التعامل معه بتوسعاتٍ كبرى لمداخل الجمرات ومخارجها وبخطط تفويج الحجاج المحكمة والتي ضمنت لسنواتٍ عدم وقوع أي حوادث للتدافع بين الحجيج. وتاريخيًا كذلك ثمة جهةٌ واحدةٌ كانت هي التي تسعى لإفساد الحج واستهداف أرواح الحجاج والإصرار على جعل موسم الحج موسمًا يخدم مصالحها السياسية وشعاراتها الثورية، وهذه الجهة هي تحديدًا الجمهورية الإسلامية في إيران، ويتذكر الكثيرون كيف قامت عام 1987 بالإيعاز لحجاجهم المنظمين بضباط الحرس الجمهوري بقتل الحجاج بكافة أدوات القتل من سكاكين وقطع حديد وكل ما يمكن أن يقتل به الإنسان، وقد قامت السعودية آنذاك بدورها في حماية الحجيج وأوقفت الإرهاب الإيراني عند حدّه.

وحادثةٌ أخرى وقعت في نفق المعيصم بمنى عام 1990 وذلك عبر مجموعةٍ إرهابية منظمةٍ غالبها من الكويت ولكن بتخطيط وتدريب إيراني كامل قامت بقتل عشرات الحجيج بدمٍ باردٍ وترصدٍ وتصميم على تنفيذ الجريمة.

وقد اقتصر هذا السياق على الحج فحسب وإلا فرعاية إيران للإرهاب والجماعات الإرهابية السنية والشيعية ثابتة تاريخيًا ويتكشف فيها جديدٌ بين فينة وأخرى كما جرى مؤخرًا مع بعض وثائق أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي التي تم تسريب محتوياتها والتي تثبت تعاونًا كاملاً مع إيران، واستهداف إيران للسعودية بشكل عامٍ ولدول الخليج بعمليات إرهابية معروفٌ ومرصودٌ تاريخيًا في السعودية والكويت والبحرين، وهو ما زال مستمرًا حتى اليوم، ومنه الخلايا الإرهابية التي تم الكشف عنها مؤخرًا في الكويت والبحرين. بعد هذه التوطئة السريعة فإن من اللافت ظهور تكتلٍ سريعٍ إثر حادثة التدافع بين ثلاث جهاتٍ ترفع راية العداء للسعودية وهي إيران وجماعة الإخوان المسلمين وبعض الناشطين من كل لون ونوع مع بقايا بعض القوميين واليسار الذين اعتادوا مهاجمة السعودية، فإيران عبر مسؤوليها وأذنابها في المنطقة بادرت بمهاجمة السعودية واتهامها بالتقصير وركبت نفس الموجة جماعة الإخوان المسلمين عبر رموزها في الداخل والخارج وعبر الدول التي تمثل الثقل الإخواني الجديد فيما بعد الربيع العربي انطلاقًا من دولتين: إقليمية كبرى وعربية صغرى. تراوحت تلك الهجمات بين الاتهام المباشر بالتقصير دون أي إحساس بالمسؤولية أو انتظار لنتائج التحقيق وهو ما تبناه الإخوان المسلمون وبعض رموز الإسلام السياسي في الداخل والخارج وبين الترويج لـ«تدويل الحج» الذي مثّل دعايةً إيرانيةً شاذةً عبر سنواتٍ يعارضها كل المسلمين والدول الإسلامية، وبين الاتهامات التي تلقى جزافًا من بعض أيتام القومية واليسار وكذلك من بعض الناشطين الجدد الذين لا يعرفون طريقًا لإظهار أنفسهم بمظهر المستقل أو النزيه إلا بالتهجم على أوطانهم ودولهم والانخراط في كل حملةٍ معاديةٍ وكل شعارٍ معارض. إيران عدوٌ كاشحٌ وهي لا تحاول إخفاء عدائها للسعودية منذ قامت بثورتها الطائفية والأصولية، وهي اليوم أشد عداءً بعد بروز السعودية كقائد ٍإقليميٍ ينازعها في كل الملفات الكبرى في المنطقة ويرفض كل تدخلاتها بل ويواجه مشروعها التوسعي بالقوة العسكرية الضاربة في اليمن وهو قص يد إيران الممتدة هناك، وهذا زاد من حنقها وعداوتها، والعدو الآخر هو جماعة الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي بشكلٍ عامٍ، وهذه أقل ظهورًا في العداوة من الأولى، ولكن الباحثين المختصين يعلمون علم اليقين حجم العداوة الذي تكنه للسعودية وحجم التناقض لا مجرد التعارض بين مشروعها والدولة السعودية، وهي سعت قبل إيران لزرع تنظيماتها وخلاياها في السعودية وقد زاد حقدها بعد قيادة السعودية لاستعادة الدولة المصرية من اختطاف الجماعة وتأييدها لخيار الشعب المصري.

إن خدمة السعودية للحرمين الشريفين وسعيها الطويل لخدمة ضيوف الحرمين من حجاج ومعتمرين وزوّار وإنفاقها الذي يفوق موازنات دولٍ في توفير الأمن والسلامة وكافة سبل الراحة للحجيج من توسعاتٍ وإعادة بناء وتنظيم وشق طرق وتوفير المواصلات وغيرها الكثير لهي شرفٌ للسعودية وواجبٌ أدته وتؤديه على أكمل وجهٍ بشهادة المسلمين من كل أنحاء العالم، ولا يمكن أن ينكر كل هذه الجهود الجبارة إلا عدوٌ كاشحٌ أو مكابرٌ جاهلٌ. ليس من غرض هذا السياق نفي أي خطأ أو تقصيرٍ بأي شكلٍ من الأشكال ولكن هذا شأن التحقيق ونتائجه ورهن التقرير الذي سترفعه اللجنة المشكلة بأمرٍ ملكيٍ بخصوص هذه الحادثة وكشف ملابساتها، ولكن وكما لا يمكن نفي التقصير لا يمكن استبعاد القصد الجنائي وكلا الأمرين رهنٌ باللجنة المشكلة والنتائج التي ستعلنها. نجاح السعودية في إدارة الحشود هو نجاح مشهودٌ له على المستوى الإسلامي والدولي، ولا يعني النجاح أن الحوادث لا تقع، ولكنها حين تقع تتم دراستها ورصد مواضع الخلل وإصلاح النقص إن وجد، ولكن هذا لا ينفي أن بعض هذه الحشود تخطئ وتخالف الأنظمة المعلنة وتربك الخطط المتبعة، ويعلم كثيرون أن بعض الحجاج يأتون الحج باعتقادٍ خاطئ هو أن «الحج جهادٌ» لا بمعنى الطاعة فحسب بل بمعنى استخدام القوة البدنية ومدافعة الحجيج بشكل عنيفٍ وهي ثقافةٌ خاطئةٌ ويجب التواصل مع تلك الدول لتصحيح هذا المفهوم لدى حجاجها. أخيرًا، قال الملك سلمان في تعليقه على الحادثة: «إن هذا الحادث المؤلم الذي وجهنا الجهات المعنية بالتحقيق في ملابساته والرفع لنا بالنتائج في أسرع وقت ممكن لا يقلل مما تقومون به من أعمال جليلة».

 

حزب الله" بعد اكتشاف "العميل": الصراع باق مع واشنطن!

منير الربيع/المدن/الأحد 27/09/2015

إحدى أبرز نقاط القوة لدى "حزب الله"، إتقانه للإستثمار في كل شيء، خصوصاً أنه يملك القدرة على تحويل الهزائم إلى إنتصارات، وصناعة صورة مجيدة عن نفسه أمام نفسه وجمهوره، وبث الشك والخوف في صفوف الخصوم.  سجل مؤخراً إلقاء "حزب الله" القبض على عميل لصالح جهاز الإستخبارات الأميركي "CIA" في صفوفه. كان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله يتباهى دوماً بان الحزب أطهر من أن يخرق، سقط هذا التباهي منذ سنوات، إذ ثبت إكتشاف أعداد لا يستهان بها من الحزبيين العملاء، من بينهم مسؤولون في مواقع عسكرية حساسة، في غالب الامور كان "حزب الله" يحول هذه الخروقات إلى إنتصارات يعيدها إلى نجاحه في إكتشافهم. لكن ما جرى في مسألة العميل صادق الحريري، والذي تبين أنه يعمل لصالح المخابرات الأميركية، كان مغايراً، خصوصاً أن لحظة الإعلان عن الأمر تأتي في توقيت سياسي له مدلولاته، إذ جرى الربط بين الإكتشاف وطريقة تسريب الخبر ومضمون المهام التي أوكلت إلى الحريري من قبل مشغليه. كان الحريري يشغل منصب المسؤول الأمني عن مستشفى الرسول الأعظم، وفق ما تشير المعطيات، لمدة ثلاث سنوات، كما كان قبلها أحد المسؤولين عن أمن مجمع سيد الشهداء ومسؤولاً في وحدة الأمن المركزي في الحزب، كل ذلك لا يبدو غريباً، فإن أي خرق إستخباراتي يسجل في صفوف خصوم يخوضون حرباً مخابراتية، تتجه الأنظار نحو أشخاص يقومون بمثل هذه الأدوار، على الرغم من تفاوتها حسب تفاوت المناصب والمعلومة التي يمكن للعميل أو المخبر أن يستقيها. حجم الضخ الإعلامي والتعاطي مع هذا الموضوع أظهر بوضوح محاولة تكبير حجم العميل الجديد، في مقابل التقليل من أهمية الخرق، لصالح تعظيم دور الإكتشاف. أكثر من ذلك ما يبدو لافتاً في هذه المسألة، هو تشديد الخبر المُسرَّب على المسألة الصحية والطبية في صفوف الحزب، فالبعض تحدث عن معلومات يمتلكها صادق عن حجم خسائر "حزب الله" في سوريا، فيما الأبرز هو الحديث عن أنه يمتلك معلومات حول الملف الصحي للأمين العام للحزب، وقد رجحت المعلومات أن يكون قد سربها إلى الأميركيين. كل ذلك في وقت تتحدث معلومات عن أن العميل قد طرد من عمله وجرّد من مهامه الحزبية. بمجرد الإتيان على ذكر إسم نصر الله وانه مستهدف وملفه الصحي قد يكون مسرّباً، حاول "حزب الله" أن يؤكد بعد الإتفاق النووي الإيراني انه لا يزال مستهدفاً من قبل الشيطان الأكبر، وأن أمينه العام هو على لائحة المستهدفين، ورأسه مطلوب من قبل الأعداء، هذه الإشارة بغض النظر عن صحتها من عدمه، لها وقعها في صفوف الحزبيين والمؤيدين، ما من شأنه ان يعيد التعبئة ضد الأميركيين.. وان يحدد هامشاً مع القيادة الايرانية التي تسير نحو المصالحة مع الشيطان الاكبر.

 

عكار وطرابلس: المعترضون على خطة النفايات "يستعدّون"

بشير مصطفى/المدن/الأحد 27/09/2015

في الوقت الذي أعدت فيه الجهات الرسمية في عكار عدتها للبدء في تنفيذ "خطة (الوزير أكرم) شهيب" وإقامة مطمر في سرار، فإن المجموعات وفروع الحراك المدني الرافضة للخطة، في عكار وطرابلس، تحضر نفسها للمواجهة. حركة إحتجاجات كثيفة شهدتها محافظة عكار اليوم اعتراضاً على خطة شهيب، ففي بلدة مشحا إجتمعت البلديات والمخاتير الرافضين لنقل النفايات وإنشاء المطمر، بدعوة من رئيس بلديتها وحملة "طمرتونا بفضلكم". وخصص المجتمعون مؤتمرهم الصحافي للإعلان عما سموه "لائحة الشرف" من البلديات التي وقعت على العريضة الرافضة لتحويل عكار إلى مزبلة. واللائحة، التي بدأ العمل عليها منذ الشهر الماضي، تضمنت تواقيع 51 رئيس بلدية من مناطق السهل والشفت والجومة، بالإضافة إلى 148 مختاراً و86 جمعية عكارية، وممثلين عن "حملة إقفال مطمر الناعمة". وعبّر الموقعون عن رفضهم لتحميل عكار وحيدةً عبء أزمة نفايات لبنان والعبث ببيئة عكار وطبيعتها، و"تعريض أمنها البيئي والغذائي والصحي للخطر". من جهة أخرى إستغل النائب خالد الضاهر فرصة الاجتماع الذي دعا إليه في بلدة الدوسة - عكار لتظهير التباين بينه وبين نواب المستقبل في عكار، مكرراً موقفه الرافض لجلب النفايات إلى داخل المحافظة أو إنشاء مطمر في سرار، مؤكداً انه "لن تأتي أي شاحنة مهما كلف الثمن".وأشار الضاهر إلى ان كرامة عكار قد أهينت، متسائلاً "هل المسؤولون حريصون على صحة وكرامة وبيئة عكار". كما عقدت الهيئة الإدارية للمجلس المدني لإنماء عكار، والذي يضم أكثر من خمسين جمعية، اجتماعاً في مقر المجلس في بلدة منيارة أعرب خلاله المجتمعون عن رفضهم لإستقبال أي نفايات من خارج عكار لدفنها فيها، مؤكدين على حقهم بإستعمال الأساليب المشروعة كلها لمنع وصول النفايات. وخلال النهار تداولت صفحات التواصل الاجتماعي خبر إحراق جرافة تشق طريق يصل مكب سرار بالأوتوستراد، فيما نفى صاحب شركة "الأمانة العربية" خالد ياسين، وهو مالك المكب، الخبر، مؤكداً أن أي شاحنة لم تصل بعد إلى المكب، مشيراً إلى أن "الحفر بدأ من ناحية الأوتوستراد وهم يتجهون نحو المكب".

طرابلس و"الإنتفاضة"

وفي طرابلس إختارت "الإنتفاضة الشعبية" الإعتصام أمام مكب النفايات الذي يقع على مقربة من المرفأ والمصالح الصناعية ومصفاة النفط، والذي أصبح يشكل جبلاً من النفايات، يتجاوز علوه الثلاثين متراً، ويحجب من خلفه البحر. الجبل وصل إلى مرحلة خطرة، وهو مهدد بالإنهيار في أي لحظة، وهذا ما سيؤدي إلى كارثة بيئية بفعل النفايات التي ستملأ الشاطىء الشمالي، "لذا نطالب بتدعيم جدرانه"، على ما قالت الناشطة ناريمان الشمعة. وتزداد المخاطر بفعل "العُصارة السامة" التي تصدر عن تخمر النفايات ويستمر مفعولها لعقود من الزمن، وتؤدي إلى القضاء على الحياة البحرية والثروة السمكية. وقد بات بعض الصيادين يتوجهون إلى مناطق بعيدة، كما كفرعبيدا وعمشيت، للصيد. ومن أمام المحجر الصحي في طرابلس، طالب ناشطو المجتمع المدني بإقفال المكب في طرابلس. وأعلن مراد عياش من "إنتفاضة طرابلس" تضامن حملتهم مع المعتصمين في الناعمة وعكار وبرج حمود، مطالباً بـ"تشغيل معمل الفرز الموجود في طرابلس".

والمكب الذي وصل إلى درجة التخمة منذ ما يزيد عن الست سنوات، "يجب إيجاد بديل له من قبل الدولة"، وفق العضو السابق في بلدية طرابلس أحمد المرج. والحال أن الفئات الشعبية معنية بهذا الإعتصام أكثر من غيرها لأن ضرر المكب يمس أهل الميناء والتبانة بشكل خاص، حسب الناشط بلال مطر، الذي أشار إلى روائح كريهة تنبعث من المكب. وخلال الإعتصام حصل إحتكاك بين معتصمين وقوى الجيش المولجة إجراءات الحماية، بعد توقيف الشاب أحمد سنكري لحيازته مسدساً رخصته منهية الصلاحية. من جهتها طالبت مجموعة "حراس المدينة" أعضاءها بزيادة حال الجهوزية، تحسباً لبدء نقل النفايات إلى عكار، في ظل المخاوف من رمي سائقي الشاحنات حمولتهم ضمن حدود طرابلس، قبل وصولهم إلى سرار.

 

الحزب الشيوعي الإلهي وزمان الرخص الثائر

 شادي علاء الدين: العرب اللندنية/27 أيلول/15

يؤمن اليسار، والحزب الشيوعي، وحزب الله، وحركة أمل والخليفة أبو بكر البغدادي بفكرة تثوير المكان. علاقتهم مع المكان ملتبسة وتضعه دوما في محل خطأ يتطلب تصحيحات قاسية وغير جراحية حتى يخرج من حال الاعتلال الدائمة. المكان مريض طالما لا يستطيع احتضان المعاني الخاصة المنسوبة إليه، وهي باتت في إطار المعاني المشتركة بل الموحدة بين الحزب الشيوعي والثنائية الحاكمة في الوسط الشيعي. تحدد شبكة المعاني هذه هوية المكان بوصفه امتداداً للثورة وانعكاساً لها، وتالياً عليه أن يكون ثورياً على الدوام وناطقاً بلغة الثورة ومعبّرا عنها. تثوير المكان في عرف الإلهيين المستجدين والإلهيين الأصليين والعابرين إلى عالم التأليه عبر تقديس صورة الأستاذ نبيه بري يقوم على تحويل المكان، كلّ المكان، إلى 'أبو رخوصة”. ليس المقصود بهذا المصطلح المعنى الذي شاع مؤخرا إثر تصريحات رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، ولكن بمعنى إشاعة الرخص في كل شيء، وتحويل هذا الرخص إلى سيكولوجيا عامة تنطق الذات من خلالها، وتمارس السياسة والحراك عبر ما تمليه عليها. الرخص يبني 'سيستاما” محكما يكون فيه مطلب تغيير الأوضاع ليس دعوة لتحسينها، ولكنه يقضي بإعادة المكان إلى ما يراه أصلا تنبع منه كل القيم ألا وهو الرخص. يجب تحويل كل المكان إلى ساحة للرخص. هكذا يكون المطلوب هو تحويل المدينة إلى مكان رخيص بمعنى القابلية للإهدار. هذا هو التغيير المطلوب الذي من دونه لا يمكن للمكان أن يكون موجوداً وحياً وثوريا. فكرة الرخص ليست فكرة تجارية يمكن اختصارها بالمنطق الطبقي التبسيطي الذي يهوى الشيوعيون بسطه كمنطق عام يمكن من خلاله تفسير كل شيء، ولكنه مفهوم أكثر تعقيدا، وهو موصول بشبكة إحالات واسعة وخطيرة. الرّخص هو البنية التأسيسية التي تقوم عليها كل منظومة مقفلة إلهية كانت أو دكتاتورية. يقوم الرخص على نشر إيمان يقنع الناس أنهم رخيصون ولا يساوون شيئا على الإطلاق، وإن المجال الوحيد لهم ليكونوا شيئا هو في تعميم هذا الفراغ الذي يسكنهم ونشره ليصار بعد ذلك إلى خلق مكان الرّخص الحاضن لزمان الرّخص والإقامة الدائمة فيه.

المشهد الذي جرى مؤخرا في وسط بيروت حيث كان المتظاهرون الشيوعيون في معظمهم يطالبون بالدخول إلى ساحة النجمة، يؤكد على أن ما يسمى السلطة نجحت في خلق معادل مترهّل لها. بدا المشهد وكأن هناك حلفاً محكماً بين عجز السلطة وخواء الخطاب الشيوعي اليساري المطالب بالدخول إلى ساحة النجمة. السلطة العاجزة عن القمع الفعلي وغير القادرة عليه سمحت للمتظاهرين بالتعبير عن عجزهم عن تحقيق إنجازات فعلية وسمحت لهم بالدخول إلى ساحة النجمة. أهدتهم السلطة العاجزة انتصاراً وهمياً انطلاقا من فهمها لمنطق الرخص الذي جاء بها، والذي لا يشكل المتظاهرون سوى بعض جماهيره ومناصريه. أهدتهم انتصارا رخيصاً كان كافيا لتحقيق نشوة عارمة ولحظوية وآنية يأتي بعدها التراخي والانكفاء. هكذا كان فبعد احتلال ساحة النجمة وتحويلها إلى مكان رخيص يعكس زمان الرّخص لم يعد الخطاب المطلبي المتعلق بأزمة النفايات والكهرباء ومحاربة الفساد موجوداً وحيّاً. زمن الانتصارات لا يسأل عن التفاصيل ولا عن العناوين، بل هو عبارة عن نشوة متواصلة ومكتفية بذاتها لا تقبل التعب المنتج للأسئلة، ولا بإدراج الحماسات في سياق اجتماعي ما. هناك النشوة الخالصة فقط ومن يعارضها أو لا يحيا فيها سيكون خائنا وعميلا.

هناك فرق كبير بين الاستعادة والتحرير. من يعتبر المكان ملكاً له لا يتصرف معه بكل هذه العدائية التي وسمت تعاطي الشيوعيين الإلهيين مع المكان، بل يحرص على الحفاظ عليه باعتباره مقر العيش والذاكرة، ومسقط رأس الحميم والخاص القابل للتشارك. استعادة المكان التي رفعها الشيوعيون ومن معهم شعارا للعلاقة مع المكان تمثلت في جرّه إلى صيغة يكون فيها قابلا للإهدار والهتك. كانوا يقولون بوضوح إن هذا المكان ليس لنا ولن يكون لنا إلا بعد تحريره من عموميته وتحويله إلى مكان خاص بنا، يعكس دواخلنا وطموحاتنا الثورية المتماهية مع خطاب الحزب الإلهي.

هكذا وجدت السلطة نفسها مرتاحة ومطمئنة لأنّ ما كان يمكن أن يخيفها هو الخطاب العام الذي يمكن له في ظل تفاقم الأزمات المعيشية المباشرة أن يشكل حالة يمكنها كسر الولاءات الطائفية وتجاوزها. الخاص الذي جر الشيوعيون الحراك إليه تسبب في إعادة تمكين الولاءات الطائفية، ودفع الناس الذين كانوا قد وجدوا في شبكة المطالب المحقة الذي نادى بها الحراك إثر انطلاقه صدى لآمالهم وتطلعاتهم إلى الابتعاد عن النزول إلى الشارع. تجلى هذا الأمر في التناقص الهائل لأعداد المتظاهرين الذين كانوا قد وصلوا إلى حدود الستين ألفا في مظاهرة سابقة، ولكن عددهم مع حلول بركات الشيوعيين ونزعة خصخصة الشأن العام الذي حكمت منطقهم لم يتجاوز الثلاثة آلاف على أبعد تقدير. المكان وفق الترسيمة الجديدة عليه أن يكون ترجمة حرفية للتأويل الجديد للعلم اللبناني الذي أطلقه عضو كتلة الوفاء للمقاومة نواف الموسوي مؤخرا. الموسوي اعتبر أن الخطين الأحمرين في العلم اللبناني هما من دماء المقاومة، حيث يمثل الخط الأول دماء المقاومة التي بذلت في مواجهة العدو الصهيوني والخط الثاني الدماء التي بذلت في مواجهة التكفيريين.

هذه المعادلة الجديدة جعلت واحدية دماء المقاومة تلغي ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة السابقة. لم يعد هناك لا جيش ولا شعب بل فقط دماء المقاومة، وبما أن هذه الدماء حققت الانتصار على إسرائيل، وهي لا زالت تبذل من أجل تحقيق الانتصار على التكفيريين، فإن وزنها في الحياة اللبنانية الداخلية لن يكون أقل من التسليم للحزب ومن معه بالحق في السيطرة الكاملة على مقاليد الأمور. الحزب الشيوعي يحاول أن يكون له وجود ضمن الخريطة الجديدة التي يحاول حزب الله رسمها. يستجيب لمتطلبات الخريطة كما حددها الموسوي فيعمد إلى إعلان استعداده للمشاركة في قتال التكفيريين في سوريا دفاعا عن الرئيس العلماني بشار الأسد، ويدرج تاريخه في قتال إسرائيل في إطار دماء المقاومة التي ينطق حزب الله باسمها. هؤلاء التكفيريون المقصودون هم جميعا من الطائفة السنيّة، بل هم السنّة دون أيّ فرز. هكذا يهدي الحزب الشيوعي المنظومة الإلهية سلسلة من الهدايا. أبرز هذه الهدايا يتمثل في أن دخول حزب يوصف بالعلمانية على خط محاربة التكفير السنّي، يساهم بشكل كبير في رد تهمة الحرب الشيعية على السنّة ويجعلها حرب العلمانيين على التكفيريين. هكذا يمكن تأسيس ثلاثية جديدة، وهي ثلاثية الحلف العلماني ضد التكفيريين والتي تتألف من الحزب الشيوعي الإلهي، وبشار الأسد والرفيق بوتين.

هكذا يرسم حزب الله لنفسه مشهدا مخاتلا يبدو فيه وكأنه في خدمة العلمانية مع بقاء صيغة التكفير جاهزة لضم من يمكن للتطورات اللاحقة أن تضعه في موقف يتعارض مع مصالحه. هدية أخرى قدمها الحزب الشيوعي تتمثل في أنّه أقصى السنّة من المشاركة في الحراك، حيث بدا أن ما يجري هو استهداف لهم ولمرجعياتهم، إثر تحريم تناول رموز الشيعة من قبيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أو رئيس المجلس النيابي نبيه بري تحت طائلة التعرض للاعتداء. هكذا تم إلغاء الاعتراض السنّي على المستقبل وعلى القيادات السنيّة حيث أنه لم يعد ممكنا تحت ظل عنوان تعرض الطائفة للهجوم. هذه الطريقة ضمنت القضاء على الصوت السنّي المحتج والمعارض والذي كان من شأنه أن يكون جزءا فاعلا من الحراك الشعبي. الشيوعيون يسعون لإدراج دماء شهدائهم وتاريخهم في بنية دماء المقاومة، كي يكون لهم حصة في جمهورية لبنان الجديدة التي سيحررها الحزب من أهلها ومن زمانها ومكانها، ويدخلها في زمان الرخص الثائر حيث يسود الإهدار التام لكل شيء.

 

روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية…

علي الأمين/جنوبية/27 سبتمبر، 2015

اسرائيل ليست مستاءة من التدخل الروسي، لسبب بسيط، ان رمز "محور الممانعة" اي روسيا، هو طرف مؤهل بل مثالي وقادر على تمرير الحضور الاسرائيلي وتبريره في الحرب على الارهاب وبسلاسة مع ايران وحلفائها في سورية والعراق. كشف عنوان “الحرب على الارهاب” ، كم أن هذا العنوان بات مركز تقاطع لمصالح بين مختلف الدول الاقليمية والدولية في سورية والعراق ولبنان. وشكّل التدخل الروسي الاخير في سورية من خلال تعزيز نفوذه العسكري فيها، الدلالة التي تظهر أن الحرب على “الارهاب السني” خطى خطوات في بناء مساحة تنسيق وتعاون مباشر وغير مباشر بين من يفترض انهم اعداء. المملكة العربية السعودية لم تصدر ايّ موقف من الخطوة الروسية، بخلاف الموقف الشهير لوزير خارجيتها السابق سعود الفيصل في نيسان الماضي، حين هاجم الرئيس الروسي بوتين والسياسة الروسية بسبب دعمها نظام الاسد. وايران التي رفضت التسليم بوجود تحالف روسي- ايراني في سورية كما قال الرئيس حسن روحاني امس، رحب مسؤولوها بتعزيز دور الروس في سورية. كذلك أيّد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تفعيل هذا الدور العسكري وتعزيزه في سورية، لأنه يصب في خدمة “محور المقاومة”.

لكن اسرائيل ليست مستاءة من التدخل الروسي، لسبب بسيط، ان رمز “محور الممانعة” اي روسيا، هو طرف مؤهل بل مثالي وقادر على تمرير الحضور الاسرائيلي وتبريره في الحرب على الارهاب وبسلاسة مع ايران وحلفائها في سورية والعراق. من هنا كان استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، دلالة مهمة من خلال تثبيت التنسيق الذي اتخذ شكلاً أوّلياً عنوانه امني لتفادي الصدام او اي “سوء فهم” (الصدام المقصود في سورية بين روسيا واسرائيل هو الذي يندرج تحت عنوان الخطأ غير المقصود) وقد تشكل في سبيل ذلك لجنة امنية اسرائيلية-روسية فتحت باباً على الدخول الاسرائيلي “المشروع” على الملف السوري. اسرائيل كما هو معروف ليست هدفاً من اهداف الحرب على الارهاب، التي يتسابق جميع من تسميهم اعداءها على انجاحها، هذا يفسر عدم بروز اي اعتراض من قبل النظام السوري ولا ايران على التنسيق الروسي – الاسرائيلي، ولو المحدود في سورية. ربما كان تأكيد الرئيس روحاني “عدم وجود تحالف ايراني-روسي” غايته تفادي انخراطه في تنسيق رسمي وعلني مع اسرائيل. لكن ذلك لا يمكن ان يقلل من شان التنسيق الروسي الايراني المستمر منذ بدء الثورة السورية عبر دعمهما نظام الاسد.

التنسيق الذي دعا اليه الكونغرس الاميركي على صعيد الطلعات الجوية الروسية لتوجيه الضربات الى الجماعات الارهابية في سورية، يعكس نوعا من الترحيب الاميركي بالدور الروسي، وهو ترحيب يشبه الترحيب الاميركي بتدخل ايران وحزب الله في سورية منذ سنوات، ذلك ان الادارة الاميركية التي وجهت صواريخ طائراتها الى مواقع تنظيم داعش، لم تخطىء يوماً في استهداف مراكز تابعة لايران او حزب الله او الجيش السوري على امتداد الاراضي السورية والعراقية. من هنا تكشف وقائع الحرب على الارهاب انها تمثل مرحلة انتقالية، يتم من خلالها خلق اصطفاف اقليمي ودولي في مواجهة “الارهاب السني”. موقف السعودية ينطلق من ادراك لحساسية التورط الكامل في هذه الحرب ومقتضياتها السياسية المستجدة، ففي تعريفات محور الحرب على الارهاب اميركياً، فان ايران ونظام الاسد من أعمدة هذه الحرب، سواء بالنسخة الروسية او النسخة الاميركية بعد الاتفاق النووي مع ايران. لذا فان السعودية ليست في موقع قادر على تجاوز تناقضاتها مع ايران، لاسباب تتصل بامنها القومي أولاً وبدورها المحوري في الفضاء الاسلامي السني ثانياً. الصراع في سورية قارب على اكمال عامه الخامس، وسواء بقي الأسد او لم يبق (وهو لن يبقى) في اي تسوية مقبلة، فان الصراع في سورية استدرج كل القوى التي كان تشكل تهديدا محتملاً لاسرائيل، ووفر شعار الحرب على الارهاب، شروط الآمان لاسرائيل في المدى المتوسط، كما وفّر دوراً لايران تحت المظلة الدولية، وذلك كله دفع روسيا كي تقتنص مايمكن ان يخفف عنها العقوبات الاقتصادية التي ارهقتها، وحفّزت بوتين على لعب دور تكاملي مع أوباما في سورية، ليس صداميا كما يظن البعض.. فالرئيس الروسي سيقدم خطته بعد أيام في الأمم المتحدة التي لم يزرها منذ العام 2005. خطة اذا نجحت لن تزعج الاميركيين، واذا فشلت فهنيئا لبوتين الغرق في الرمال السورية.

 

حزب الله: معيار الإنتصار هو عندما يقول السيد … انتصرنا!

عماد قميحة/جنوبية/ 27 سبتمبر، 2015

وقف حزب الله ميدانيا في الزبداني أمام طريق مسدود، ولم يستطع بعد مضي ثلاثة أشهر من السيطرة على العديد من أحيائها التي بقيت تقاومه ولم تستسلم رغم حصارها موقعة مئات القتلى والجرحى في صفوف الحزب، مما اضطر الأخير الى القبول باتفاق هدنة ينهي حالة الحرب بعد 6 اشهر ينسحب فيها المقاتلون السوريون ضمن شروط واتفاقيات طالت الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين في ادلب، فكيف عدّ السيد حسن نصرالله هذا العجز الميداني انتصارا لحزب الله في مقابلته أول أمس؟! واحدة من أكبر الإشكاليات التي يمكن أن تعترض فهم سلوكيات حزب الله، وهي إنتقاء معايير ثابتة و واضحة يعتمدها الحزب في مقاراباته للموضوعات، إن على مستوى الأداء السياسي الداخلي أو في طبيعة علاقاته مع الأطراف الأخرى، أو حتى بالنسبة للمرتكزات الفكرية والثقافية والدينية ( كونه حزب ديني ) التي يحدد من خلالها شبكة علاقاته ومروحة تحالفاته، وصولاً لسلة أهدافه وغاياته المبهمة إجمالاً .

وللدلالة المباشرة على ما ندعيه هنا من فقدان حزب الله لوحدة المعايير، ومطاطية المقاييس، دعونا نحلّل نتيجة واحدة يتبناها حزب الله ويروّجها عند جمهوره ببساطة، ويحاول عبر بروباغندا حزبية أن يسقطها على الآخرين .

ومن باب المثال لا الحصر دعونا نأخذ مفهوم “الإنتصار” عند حزب الله ، خصوصا في هذه الأيام وبعد إطلالة سماحة السيد بمقابلته مع الزميل عماد مرمل على قناة المنار، وتناوله لموضوع معارك الزبداني وتوصيفه ما حصل على أنّه إنجاز يضاف إلى إنتصارات الحزب، ممّا أعادنا بالذاكرة إلى نفس النقاش وإن بوتيرة أخف عن الإنتصار الإلهي في 2006 ، والذي لم يحسم بعد حتى اللحظة. نحن إذاً أمام انتصارين اثنين يدعيهما حزب الله في معركتين مختلفتين ، يمكن لأيّ مراقب بسيط أن يتلمس مباشرة حجم التناقض بل والتعارض الواضح في معايير كل منهما، بحيث يصبح معه إدعاء أحد الإنتصارين على الأقل محلّ شبهة ويتعذر حينئذ إمكانية الجمع بينهما، وضرورة الإكتفاء بواحد منهما فقط. مع التأكيد قبلاً على الأخذ بعين الإعتبار حيثيات كلّ معركةٍ على حدى، فنحن ندرك تماماً أنّ تبدل الزمان والمكان وطبيعة كل معركة لها خصوصياتها المتحكمة برسم مساراتها الميدانية وضروراتها الموضوعية التي لا علاقة لنا بها ولا هي محلّ اهتمامنا هنا، وإنّما الحديث فقط هو عن ما يتصل بالموازين الكلية المعتمدة في توصيف نتائج أيّ معركة بغض النظر عن ماهية المعركة وكيفية خوضها.

ففي حرب ال2006 جعل الحزب من مجريات الأحداث الميدانية هي وحدها المعيار في تقييم المعركة، واتخذ حينها من الصمود الأسطوري الذي سطره المقاومون وقدراتهم الحربية على الأرض واستمرارهم في أداء واجباتهم القتالية، وما ألحقوه بالعدو الإسرائيلي من خسائر، المعيار الأول والأخير بتحديد الخانة التي فيها توضع النتائج المترتبة على تلك الحرب. فكانت خانة الإنتصار الإلهي هي المكان الذي وضعت فيه، متجنباً أيّ حديث عن النتائج السياسية التي تمخضت عنها، فلا يكاد حزب الله يأتي على ذكر القرار 1701 لا من قريب ولا من بعيد ، في حين أنّ الآخرين الذين كانوا ولا يزالون يعترضون على توصيف نتائج الحرب وادعاء الإنتصار كانوا يجعلون من الخاتمة السياسية التي تؤول إليها الحروب هي ما تعكس حقيقة الخانة التي توضع فيها، وجعلوا من القرار الدولي الذي فرض كرهاً على الحزب، مؤشراً نهائياً على إخفاقه، مع إعتراف الجميع بعظمة الصمود والإقرار بالقدرات العسكرية له.

أمّا على جبهة الزبداني فإنّ المشهد مختلف تماماً، فقد عمد سماحة السيد إلى اعتبار أنّ الإتفاق السياسي والهدنة التي توصل إليها مع ” المعارضة المسلحة ” ( التسمية التي أطلقها على مقاتلي الزبداني طيلة المقابلة ) هو المعيار الوحيد هذه المرّة، وأنّ هذا الإتفاق وما يمكن أن يحققه من نتائج ميدانية على الأرض هو الكفيل عنده بإعتبار أنّ معركة الزبداني حققت الأهداف المرجوّة وبالتالي فإنّ الخانة هنا هي خانة الإنتصار أيضاً، متناسياً كلّ مجريات الأحداث وكل حالات الصمود الأسطوري أيضاً التي سطرها هذه المرة المسلحون السوريون على الطرف الآخر.

فبين إعتماد النتيجة النهائية لأيّة معركة والإتفاق السياسي الختامي لها، أو اعتماد المجريات الموضوعية في الميدان، وقع حزب الله في التناقض البيّن، وعليه يمكن أن نقول له بشكل واضح، وعليه هو أن يختار، إما أنّك انتصرت بالصمود الميداني في عام 2006 وبالتالي فقد هزمت في الزبداني، أو أنّك انتصرت سياسيا بالزبداني وهذا يعني أنك قد هزمت في الـ2006 … هذا ما يفرضه منطق الأمور وتفرضه البديهيات العقلية .. إلاّ إذا كان معيار الإنتصار لدى حزب الله هو فقط بأنّ يقول السيد أنّنا انتصرنا !

 

هل سيدخل جمهور حزب الله «الحراك المدني» بعد مقابلة السيد حسن نصرالله؟

سلوى فاضل/جنوبية/ 27 سبتمبر، 2015

بعد مقابلة السيد حسن نصرالله اول امس المرحب بالحراك المدني بدأ جمهور حزب الله يأخذ موقفا ايجابيا من هذا الحراك، بالتزامن مع انكشاف أمر احد المندسين المحسوبين على حزب الله والذي رفع صورا في المظاهرة الاخيرة يحصر الفساد في بري وجنبلاط والحريري، فهل بدأ حزب الله بمحاولة استيعاب الحراك والصاق تهم الفساد بالاخرين؟ بعد تصريح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول الحراك الشعبي حيث قال “إن أية شريحة شعبية في لبنان تطرح مطالب محقة وتتحرك لخدمة المطالب، فهذا جيد ولا نقف بوجهها. ولا نمانع الحراك المطلبي ولا نرفضه ونتمنى له التوفيق، كما نتمنى ان يركز على الأمور القابلة للتحقق”… بعد هذا التصريح لابد ان تظهر أشكالا ومشاهد جديدة على الساحة، ولابد ان تختفي ايضا مشاهد وأشكال.

لماذا؟ للاسباب التالية:

أولا”، لابد ان نشهد مشاركة واسعة من جمهور حزب الله بالحراك المدني في الايام القادمة بعد الموقف الواضح للسيّد نصرالله المؤيّد لمطالبه، خصوصا وان جماهيره المبعدة (عمليا) اي التي تتأثّر باعلام الحزب لتأخذ موقفا مطابقا، وهو ظلّ ضائعا بالنسبة لقضيّة “الحراك المدني”بسبب غياب موقف واضح من القيادة، كونه تعوّد على مواقف معلبّة وجاهزة تُحلّل له وتفكّر عنه.

وغالبا ما يعتمد هذا الجمهور على رسائل الواتسآب التي تعمل ليل نهار على تسريب مواقف وآراء الحزب لكن دون أي إسناد رسمي، وهذا الأمر عبارة عن تهرّب من الإلتزام بموقف ما في حال تبيّن عدم صوابيته.

والجمهور الحزبيّ الذي استنكف عن النزول الى (الداون تاون) مؤخرا بسبب عدم تشجيع رسائل الواتس آب وعدم توفر كلمة السرّ، هو نفسه قد ينزل من الآن وصاعدا وبأعداد كبيرة كما فعل في العام 2006 ضد حكومة السنيورة ولأكثر من عام.

ثانيا”: ستتحرك الحساسيات بين جمهور أمل وجمهور حزب الله على خلفيّة الشعارات التي ستُرفع بوجه المسؤولين، وسينتج عن ذلك مناكفات ومشاكل، وسيكون للشيعة كطائفة موّحدة ضمن حلف 8 آذار وجها جديدا هو الإنقسام في الملفات الحياتية وستظهر على ألسنتهم ما يقولونه في سرّهم من تقسيم شفهي وتقاسم الجبنة داخل الطائفة، والذي يعرفه الجميع من أن حركة أمل تتولى الملفات اللبنانية الداخليّة، وحزب الله يدير ملفات لبنان الخارجية.

ثالثا”: سيقضي هذا الانقسام والمشاكل نتيجة الشعارات السياسية والحزبية على سلميّة الإعتصامات، وستدخل الى جهنم السياسة وزواريبها.

رابعا”: لن يلتزم جمهور حزب الله بتعليمات المشرفين على الحراك كون غالبيتهم آتين من خلفية مدنيّة، مما يستدعي الدعوة الى قيادات جديدة من رحم الجماهير “الحزبللاهية”.

خامسا”: سيكون الخلاف في الوسط التجاري مدخلا للمشاكل في القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية..

واخيرا فان مصادر مستقلة اكدت ان صلاح مهدي نورالدين “مندس” من حزب الله، وهو الذي حمل صورة تجمع السيد موسى الصدر والسيد حسن نصرالله ردا على إدخال(ال. بي. سي) صورة السيد نصرالله على لائحة السياسيين الفاسدين قبل يومين من تلك الحادثة، ثم ألحقها بصورة تجمع نبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط ليظهر موقفا موحدا للشيعة من اعتصامات الوسط التجاري، يمهّد لمحاولة حزب الله استيعاب “الحراك المدني” والتخلّص من تهمة الفساد والصاقها بخصومه وبحليفه اللدود “نبيه بري”.