المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 شباط/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.february12.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه

وكانَ المَنْظَرُ رَهِيبًا حَتَّى إِنَّ مُوسَى قال: «إِنِّي خَائِفٌ ومُرْتَعِد!

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

رسالة إلى المشاركين في ندوة لقاء سيدة الجبل التي عقدت بتاريخ 09 شباط/2017/الياس بجاني

استهداف موقعنا الالكتروني يقوينا ويزيدنا اصراراً وليس العكس/الياس بجاني

عناوين الأخبار اللبنانية

مومياوات مارونية/محمود الزيباوي/المدن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 11/2/2017

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 11 شباط 2017

عون: سلاح "حزب الله" أساسي للدفاع عن لبنان

السـبهان: السـعودية تؤيد وتـدعم واي قانون انتخاب يتفق عليه اللبنانيون

عناوين المتفرقات اللبنانية

حزب الله يواجه عقوبات ترامب.. في سوريا ولبنان

قانون الانتخابات: نهاية اللجنة الرباعية؟

حزب الله: "الخطة ب" لترجمة انجازات الميدان السوري

هل تعود المياه إلى مجـاريها بيـن "القـوات" و"الكتـائب"؟/"الصيفـي": "نختلف في تقويم الماضي واستشراف المستقبل/زيارة الجميل إلى معراب غير مطروحة لكن لا شيء يمنعها

قاطيشـا: يؤثّـر علـــى الانتخابــات والســاحة الداخليــة و عزا تمسّك "حزب الله" بـ"النسبية" الى توتر علاقات ايران مع ترامب

الصيغ كلّها على بساط البحث والاتفاقـات حتى اللحظة بالكاد "ثنائيـة" وقانون الـ60 ما زال الأقوى..فهل يتم تعديله في ربع الساعة الأخير؟

القمة العربية: لبنان يطالب بدعم سياسي واقتصادي واجتماعي

آلان عون: رئيس الجمهورية سيزور سوريا إذا استدعى الأمر ولكن حتى الآن لا مشروع لزيارتها ولا نريد فتح سجالات حول هذا الموضوع

الإشكالات بين أنصار ريفي والحريري ترسم علامات استفهام

التيار: لا مرشّح للقوات على لائحتنا في جبيل

مكتب ريفي: لم نشارك ولم نبعث ممثلا الى احتفال السفارة الايرانية

قاسم: إيران نقلت المنطقة من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات

مشروع قانون ميقاتي يجابه بـ«فيتو» مستقبلي: لا للنسبية الكاملة…

بعد توترات ودعاوى: إشكالات واعتداءات في كفررمان


عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

محادثات جديدة في أستانا بمشاركة وفدي النظام والمعارضة

سيول: كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا

منظمة العفو تتحدى الأسد: افتح أبواب السجون

المعارضة السورية: وفد جنيف يضم 20 مفاوضاً و20 استشاريا

شاهد أطول وأطرف مصافحة بين آبي وترمب

ترامب مستمر بالحشد ضد إيران

 العربي الجديد : طهران ــ واشنطن: توتر متصاعد وتهديدات مطعّمة باستعدادات عسكرية

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثورة من فوق، ثورة من تحت، أم صواعق ملونة/الدكتورة/رندا ماروني

قانون الانتخاب.. إلى أين/ثريا شاهين/المستقبل

كم هي عميقة الجذور التي زرعها رفيق الحريري/خيرالله خيرالله/العرب

تركيا ومخاطر الحسم السوري/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

د.مصطفى علوش: قاتل الرئيس الحريري مستمر بمحاولته القبض على الشرعية السياسية من باب مجلس النواب عبر اختراع قوانين موجهة لمصلحته

ماذا روت والدة سمير جعجع قبل رحيلها/مرلين وهبة/الجمهورية

أهالي ضومط الارناؤوط: خبر الافراج عن المختار احمد الحلوان أذهلنا

عون في استحقاق النيابية: أكون أو لا أكون/ابتسام شديد/الديار11

الجباوي: لتلحظ غلاء المعيشة والتضخم... والترحيل لن يمرّ و رياح سلبية تلفح السلسلة والاساتـــذة يهدّدون بالشـارع

النازحون السوريون إلى الجنوب تحـت العين الأمنيـة والتوقيفات مستمرة لمنع محاولات الاخلال بالسلم الأهلي

الجراح لـ«المستقبل»: ورشة سريعة ومئة برج لتحسين الاتصالات/الرئيس الشهيد عملاق ونعمل المستحيل اليوم لنستكمل ما بدأه»/حاوره: يقظان التقي/المستقبل

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه

إنجيل القدّيس متّى25/من31حتى46/:"قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ المَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ. وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الخِرَافَ مِنَ الجِدَاء. ويُقِيمُ الخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ. حِينَئِذٍ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني، وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ. حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟ فَيُجِيبُ المَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه! ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛ لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني، وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي! حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟ حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه. ويَذْهَبُ هؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة».

 

وكانَ المَنْظَرُ رَهِيبًا حَتَّى إِنَّ مُوسَى قال: «إِنِّي خَائِفٌ ومُرْتَعِد!

الرسالة إلى العبرانيّين12/ن18حتى24/:"يا إخوَتِي، إِنَّكُم لَمْ تَقْتَرِبُوا إِلى جَبَلٍ مَلْمُوس، ونارٍ مُتَّقِدَة، وضَبَابٍ وظَلامٍ وزَوبَعَة، وهُتَافِ بُوق، وصَوتِ كَلِمَاتٍ طَلَبَ الَّذِينَ سَمِعُوهَا أَلاَّ يُزَادُوا مِنهَا كَلِمَة؛ لأَنَّهُم لَمْ يُطِيقُوا تَحَمُّلَ هذَا الأَمْر: «ولَو أَنَّ بَهِيمَةً مَسَّتِ الجَبَلَ تُرْجَم!». وكانَ المَنْظَرُ رَهِيبًا حَتَّى إِنَّ مُوسَى قال: «إِنِّي خَائِفٌ ومُرْتَعِد!». بَلِ ٱقْتَرَبْتُم إِلى جَبَلِ صِهْيُون، وإِلى مَدِينَةِ اللهِ الحَيّ، أُورَشَلِيمَ السَّماوِيَّة، وإِلى عَشَرَاتِ الأُلُوفِ منَ المَلائِكَة، وإِلى عِيدٍ حَافِل، وإِلى كَنِيسَةِ الأَبْكَارِ المَكْتُوبِينَ في السَّمَاوَات، وإِلى اللهِ ديَّانِ الجَمِيع، وإِلى أَرْواحِ الأَبْرَارِ الَّذِينَ بَلَغُوا الكَمَال، وإِلى وَسِيطِ العَهْدِ الجَدِيد، يَسُوع، وإِلى دَمِ رَشٍّ يَنْطِقُ بكَلاَمٍ أَفْضَلَ مِنْ دَمِ هَابِيل!


تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

رسالة إلى المشاركين في ندوة لقاء سيدة الجبل التي عقدت بتاريخ 09 شباط/2017

الياس بجاني/09 شباط/2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=52154

من كندا أتوجه لكم فرداً فرداً بالشكر الجزيل وبالإمتنان العميق والصادق لما تقومون به من عمل وطني مشرّف، واحيي شجاعتكم ووطنيتكم ومصداقيتكم وشهادتكم الصارخة والعلنية للبنان السيد والحر والمستقل، وبالطبع للبنان المواطن والرسالة والتعايش.

إنه وفي معمة وتقليعة (موضة) الركوع والاستسلام والتقوقع المذهبي وتغليب المصالح الشخصية على الوطنية والدستورية تحت مبررات مرضية ومعيبة في مقدمها ما سموه احتيالا “الواقعية السياسية”، انتم ترفعون الرايات الوطنية والدستورية والتعايشية وترفضون مماشاة الراكبين هذه التقليعات والمتخلين حتى عن ذواتهم وتاريخهم والقافزين بوقاحة وجحود فوق دماء وتضحيات الشهداء.

يكفيكم فخراً أنكم أصحاب ضمائر حية تقاومون الإغراءات كما التهويل والتهديد والمضايقات المختلفة وتشهدون للحق وتجتمعون وتتداولون بحرية وكرامة وعنفوان في شؤون وشجون الوطن وأهله ولتضعون النقاط على الحروف وتدلون بشجاعة ومعرفة وموضوعية على كل ما هو خلل وتعديات وهيمنة واستفراد وتنازلات.

مقاومتكم السلمية والحضارية والعلمية هي حجر الزاوية الصلب والثابت الذي ستبنى عليه مداميك رفض الوضع الحالي الشاذ ورفض كل من قبل به ويسوّق له من العاملين في السياسة والشأن العام من أحزاب وسياسيين ورسميين وغيرهم كثر.

إن رفض الواقع الإحتلالي وتعرية حقيقة القابلين به والمتعاونين معه والمسوقين له والمنتفعين منه مهم جداً وأساسي ومفصلي وهو أكثر من ضروري.

نحن نرى أنه من المهم جداً التركيز في بيانكم النهائي على الأمور الجوهرية التالية:

عدم الرضوخ للأمر الواقع الإحتلالي تحت أي ظرف وإلإستمرار في رفضه علانية.

التأكيد على ضرورة الالتزام والتقيد الكاملين بالدستور وبالقوانين.

عدم الخروج عن أطر اتفاقية الطائف قبل الاتفاق المسبق على البدائل المقبولة من كل الشرائح.

الاستمرار بالمطالبة العالية النبرة بتنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان والتي في مقدمها القرارين 1559 و1701.

حمل رايات شرعة حقوق الإنسان والتضوية على كل من يتخطاها من الحكام والسياسيين والنافذين.

رفض الهيمنة الإيرانية وعدم الغرق في هرطقات الداعين لمساكنة المشروع الإيراني في لبنان والمنطقة وربط النزاع معه بحجة التفرغ للشأن المعيشي والمالي.

المطالبة بقانون انتخابي جديد يتوافق مع ما جاء في اتفاقية الطائف.

عدم نسيان قضية أهلنا اللاجئين قسراً في إسرائيل منذ العام 2000 وتسهيل عودتهم المشرّفة.

عدم نسيان قضية أهلنا المغيبين في السجون السورية والإصرار على معرفة مصيرهم.

فيما يخص الاغتراب يجب عدم الوقوع في الفخاخ التي ينصبها البعض لتشريع عدد من النواب للمغتربين. المطلوب ليس نواب مخصصين للاغتراب بل تسهيل وتبسيط ومكننة تسجيل المغتربين وعملية اقتراعهم من أماكن إقامتهم.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com


استهداف موقعنا الالكتروني يقوينا ويزيدنا اصراراً وليس العكس

الياس بجاني/11 شباط/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=52105

محزنة ومؤسفة عقلية ومفاهيم ودكتاتورية البعض من أهلنا كما هي تماماً وضعية أسيادهم ومشغليهم من الذين يعيثون فساداً وإفساداً وإرهاباً في وطننا الغالي والحبيب لبنان.

فهؤلاء كما تبين تصرفاتهم لا يزالون يعيشون في عصور ما قبل الحجرية وما قبل زمن شرعة الغاب، وبالتالي لا يعترفون بحق الآخر وبحرية هذا الآخر في التعبير عن رأيه والذي قد يكون مخالفاً لفكرهم ولثقافتهم ولنهجهم ولمشاريعهم الإرهابية والتخريبية.

هؤلاء يغيبون العقل والمنطق والقانون والحريات والديمقراطية باستمرار ولا يجيدون غير القمع والقوة أكان بواسطة السلاح والاغتيالات أو عن طريق كم الأفواه وإرهاب أصحاب الأقلام الحرة والوسائل الإعلامية الذين لا يخضعون لهم وولا يتملقونهم ويعارضونهم ويعرون حقيقتهم.

هؤلاء القابعين بعقولهم في الأزمنة الغابرة والمنسلخين عن واقع الحرية والرافضين الأخر المختلف والمعادين للحقوق هم من أعداء وطننا أو حتى قد يكونون من أهلنا ومن أقرب الناس إلينا.

في هذا السياق الإلغائي والقمعي والتخريبي المتأصل في عقول وثقافة البعض تعرض موقعنا الالكتروني “المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية” لسلسلة من الاعتداءات المعقدة والمتطورة  تكنولوجياً، وقد تمكن هؤلاء من أسبوع من تعطيل الموقع بالكامل.

اليوم وبعد جهد وعمل مضني يعود الموقع مجدداً إلى وضعيته الطبيعية وقد حاولنا تحصينه تكنولوجياً بعدة برامج مخصصة لمواجهة هؤلاء الهاكرز الأبالسة ونتمنى أن تحمينا منهم.

بالطبع نحن لا ندري من هم وراء استهداف الموقع، ولكننا نقول لهم وبصوت عال، “لا تعبوا حالكن ولا تعبونا”، ونؤكد لكم أن كل اختراق لموقعنا  سوف يزيدنا تصميماً واصراراً على متابعة رسالتنا الحضارية والسلمية المستمرة بشكل يومي منذ العام 1988.

باختصار، نحن نؤمن بلبنان الحر والسيد والديمقراطي والسيادي والرسالة والتعايش، كما نقدس الحريات والحقوق، وبالتالي وسوف نتابع رسالتنا السلمية والحضارية للدفاع عن وطننا وإنساننا مهما كانت الصعاب.

سلاحنا هو الكلمة وفقط الكلمة التي هي مقدسة وأقوى من أي سلاح بشري وترابي

(“في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله. كانَ الكَلِمَةُ هذَا في البَدْءِ معَ الله. كُلُّ شَيءٍ بِهِ كُوِّن، وبِغَيْرِهِ مَا كُوِّنَ أَيُّ شَيء”)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مومياوات مارونية

محمود الزيباوي/المدن/السبت/12 شباط/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=52209

مومياء مارونية تعود إلى أنصار لوقا البنهراني

كما في كل عام، احتفلت الدولة اللبنانية بعيد القديس مارون في التاسع من شهر شباط-فبراير، وعاد الحديث عن نشوء الموارنة ومسيرتهم التاريخية في هذه المناسبة. يلفّ هذا التاريخ في الواقع الكثير من الغموض، وشواهده الأثرية قليلة، منها ثلاث مومياوات ومجموعة من الملابس والأدعية يعرضها المتحف الوطني اللبناني في الطابق السفلي الذي افتتح في نهاية العام الفائت.

بحسب التعريف المتبع في المتحف، اكتُشفت هذه المومياوات العام 1989 في وادي قاديشا المدرج على قائمة منظمة يونيسكو للتراث العالمي، وهو الوادي الذي يُعرف محلياَ بـ"الوادي المقدّس". بحسب الروايات المتناقلة، لجأ الموارنة إلى هذا الوادي في الماضي هرباً من اضطهاد الروم البيزنطيين ومن ثم المماليك المسلمين، وبات قلعتهم الحصينة. بين العامين 1988 و1993، عثر أعضاء من "الجمعيَّة اللبنانيَّة للأبحاث الجوفيَّة" على مجموعةٍ من الأجساد البشريَّةٍ المحنَّطة طبيعيّاً مع العديد من قطع الثياب والحلي في مغارة من مغارات وادي قاديشا تقع في منطقة حَدَث الجِبَّة، وتمّ إيداع المكتشفات في مديرية الآثار العام 1995، وعُرض بعض هذه المكتشفات في ركن من الطابق السفلي الذي خصّص للفنون الجنائزية في لبنان.

بدأت "الجمعيَّة اللبنانيَّة للأبحاث الجوفيَّة" رحلة استكشاف منطقة حدث الجبة انطلاقا من رواية نقلها في العقود الأخيرة من القرن السابع عشر، البطريرك اسطفان الدويهي، "علّامة عصره، وأب التاريخ الماروني وحافظه" كما يُقال اليوم. جاءت هذه الرواية في تعليق غير موقّع اكتشفه البطريرك العلاّمة ونقله في كتابه "تاريخ الأزمنة"، ونصّه الحرفي: "في شهر أيار (العام 1283)، سارت العساكر الإسلامية إلى فتح جبة بشري فصعد شرقي طرابلوس العسكر في وادي حيرونا وحاصر إهدن حصاراً شديداً، وفي نهار الأربعين ملكها بشهر حزيران، فنهبوا وقتلوا وسبوا ودكوا للأرض القلعة التي بوسط القرية والحصن الذي على رأس الجبل، ثم انتقلوا إلى بقوفا وفتحوها في شهر تموز، وقبضوا على أكابرها وأحرقوهم بالبيوت ونهبوا وسبوا ودكوها إلى الأرض، وبعدما ضربوا بالسيف أهالي حصرون وكفرسالون في الكنيسة، توجهوا في الاثنين وعشرين من شهر آب إلى الحدث، فهربوا أهلها إلى العاصي، وهي مغارة منيعة فيها صهريج للماء، فقتلوا الذين لحقوهم وخربوا الحدث، وبنوا برجاً قبال المغارة، وابقوا فيه عسكر يكمن عليهم، ثم هدموا جميع الأماكن العاصية. واذ لم يقدروا يفتحوا قلعة حوقا التي قبال الحدث، أشار عليهم ابن الصبحا من كفرسغاب بجر النبع الذي فوق بشري وتركيبه عليها، فملكوها بقوة الماء لأنها داخل الشير، واذنوا لابن الصبحا بلبس عمامة بيضه يانس وان تقيم العبيد بخدمته. ولما رجع العسكر وتاب عن سوء فعله عمر دير سيدة حوقا لسكنة الرهبان، وهو بالقرب من برج الذي كان في الشير".

بحسب هذه الرواية، شن المماليك في العام 1283 حملة على جبة بشري في شمال لبنان، وحاصروا إهدن، ثم توجّهوا إلى الحدث، فلجأ أهلها إلى "مغارة منيعة فيها صهريج للماء"، فقطعوا عنها الماء. تأتي هذه الأحداث في زمن نهاية حكم الفرنجة وانهيار "كونتية طرابلس"، وهي المقاطعة التي أنشأها الصليبيون في مطلع القرن الثاني عشر، وكانت تمتد من المنطقة التي تُعرف اليوم بجسر المعاملتين قرب جونية، إلى مدينة طرطوس، على الساحل السوري، وتضمّ  جبل لبنان "التاريخي"، أي جبة بشري، وبلاد جبيل والبترون، وجبة المنيطرة. بحسب مؤرخ الفرنجة، وليم، رئيس أساقفة صور ومستشار الملك بدوين الرابع ملك "مملكة أورشليم"، جرى أول اتصال للموارنة مع الصليبيين في العام 1099، واتحدوا بكنيسة روما في العام 1182. "لم يكن هؤلاء الناس قليلي العدد"، يقول مؤرّخ الفرنجة، "وقدّروا بأنّهم أكثر من أربعين ألف، وكانوا شعبًا قوي البنية ومقاتلين شجعان، وقدّموا فوائد عظيمة للمسيحيين في المعارك الصعبة التي كانوا قد خاضوها مرارًا مع العدو"، فمنحوهم "جميع الحقوق الكنسية والمدنية التي كانت لأبناء الكنيسة الرومانية الكاثوليكية". لكن هذا الإتحاد لم يكن ثابتاً، إذ تعرّض لأكثر من انشقاق كما يقول المؤرّخون الذي عاصروا هذه الحقبة الشائكة. 

في العام 1268 شنّ السلطان بيبرس حملة عسكرية على جبّة بشري، وتلا هذه الحملة تساقط المناطق التابعة لكونتية طرابلس الواحدة بعد الأخرى. بعدها عقد السلطان قلاوون في العام 1281، معاهدة صلح لمدة عشر سنوات مع صاحب طرابلس بوهيموند السابع، وشملت هذه المعاهدة جميع أراضي الكونتية. في ظلّ هذه الهدنة، شنّ المماليك العام 1283 حملة أخرى على منطقة جبة بشري وشرّد أهلها، وهي الحملة التي أشار إليها إسطفان الدويهي "تاريخ الأزمنة"، وتقابلها رواية "إسلامية" نقلها محي الدين بن عبد الظاهر في كتابه "تشريف الأيّام والعصور بسيرة الملك المنصور". تقول هذه الرواية المملوكية: "إتّفق أنّ في بلاد طرابلس بطركًا عتا وتجبّر واستطال وتكبّر وأخاف صاحب طرابلس وجميع الفرنجة، واستمرّ أمره حتى خافه كل مجاور. وتحصّن في الحدث وشمخ بأنفه، وما قدر أحد على التحيّل عليه من بين يديه ولا من خلفه. ولولا خوفه من سطوة مولانا السلطان لخرب تلك البلاد، وفعل ذلك أو كاد. فاتفق أن النواب ترصّدوه مراراً فما وجدوه. فقصده التركمان في مكانه وتحيّلوا عليه حتى أمسكوه وأحضروه أسيرا وحسيرا. وكان من دعاة الكفر وطواغيهم، واستراح المسلمون منه وآمنوا شره. وكان إمساكه فتوحًا عظيمًا، أعظم من افتتاح حصن أو قلعة، وكفى الله مكره".

يتحدّث مؤرّخ المماليك عن "بطرك الحدث من بلاد طرابلس"، ولا يذكر اسمه. في المقابل، يتحدّث إسطفان الدويهي عن لوقا من بنهران الذي "تغلّب على البطريريكية"، ويضيف معلّقاً: "لا عجب أن في الملة المارونية يكون برز منها بعض خوارج حرّكوا الاضطهاد على أولادها". راجع المؤرخ كمال الصليبي هذه الأحداث بدقّة، وقارن بينها، وخلص إلى نتيجة تقول أن الموارنة انقسموا في هذه الحقبة، فمنهم من بقي على ولائه لكنيسة روما، ومنهم من رفض هذا الولاء. كان أهالي جبة المنيطرة من أنصار الفريق الثاني، فاضطر البطاركة إلى هجرة مركزهم في دير سيدة يانوح، وبات للطائفة بطريرك مناصر لروما مركزه في حالات، وهو أرميا الدلمصاوي، وبطريرك آخر مناوئ لهذه الوحدة مركزه في الحدث، وهو لوقا البنهراني، أي "لوقا من بنهران" الذي "تغلّب على البطريركية" في رواية إسطفان دويهي، و"بطرك الحدث الذي "عتا وتجبّر واستطال وتكبّر وأخاف صاحب طرابلس وجميع الفرنجية" في رواية محي الدين بن عبد الظاهر. هكذا واجه هذا البطرك الذي خرج عن الملّة وحرّك "لاضطهاد على أولادها" الفرنجة والمماليك، وانتهى "أسيرا وحسيرا" على يد المماليك بوشاية من ماروني يٌدعى "ابن الصبحا من كفرسغاب".

يعرض المتحف الماروني ثلاث مومياوات تعود إلى بعض من أنصار لوقا البنهراني، وهم من أهالي الحدث الذين لجأوا إلى هذه المغارة وقضوا فيها خلال الحصار الذي ضربه المماليك عليها كما يبدو. إلى جانب هذه المومياوات، تحضر مجموعة من الألبسة المطرّزة بشكل فني رفيع، وعدد من الحجب والأدعية السريانية التي تؤكّد هوية اللاجئين الذي قضوا في هذه المغارة، إضافة إلى بضعة أوراق مخطوطة بالعربيَّة تعود إلى الحقبة المملوكية، وتشكّل هذه المكتشفات شواهد تؤكّد الرواية التي نقلها المؤرّخون في حولياتهم أيام المماليك.


مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 11/2/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق صراحة، انه ملزم قانونا بدعوة الهيئات الناخبة قبل انتهاء المهل في الواحد والعشرين من الشهر الحالي.

هذا الكلام يطرح سؤالا، عما إذا ستكون العشرة أيام المقبلة كافية للاتفاق على قانون للانتخابات النيابية.

الوزير المشنوق أوضح انه إذا تم الاتفاق على القانون الجديد، فإن المطلوب عندها تدريب المعنيين على تطبيقه، إضافة إلى تعريف اللبنانيين به.

وسط ذلك، كشفت أوساط رئيس مجلس الوزراء ان الرئيس سعد الحريري عاكف مع فريق مختص، على إنجاز أفكار لقانون جديد للانتخابات، يطرح مشروعه على المراجع السياسية وعلى طاولة مجلس الوزراء، فيما يتوقع ان يحضر قانون الانتخاب في كلمة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله يوم غد، وفي كلمة الرئيس الحريري يوم الثلاثاء في ذكرى استشهاد والده.

في هذا الوقت، أكد رئيس مجلس النواب بلسان النائب ميشال موسى، العمل على انجاز قانون انتخاب عصري.

وإلى الشأن الانتخابي، جلستان لمجلس الوزراء الأربعاء والخميس المقبلين، حول مشروع قانون الموازنة العامة. ويتضمن جدول أعمال الجلسة الأولى هذا الشأن فقط.

وفي مجال آخر استكملت التحضيرات لزيارتي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للقاهرة الاثنين ولعمان الثلاثاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

من بعيد لبعيد، تجري مقاربة الصيغة الانتخابية، لا طروحات نهائية بعد، هبة تصورات وهبة تراجعات، كل لا يزال عند رأيه، ووزير الداخلية ملزم بدعوة الهيئات الناخبة قبل الحادي والعشرين من شباط.

في المختارة اليوم، حشود جماهيرية جاءت لتأييد موقف النائب وليد جنبلاط في عزِ معركته التي تدور حول قانون الانتخابات. زعيم "التقدمي الاشتراكي" الذي دعا للحوار واعتبلا انه لن يبقى من الطائف إلا العنوان والمظهر، انتقد في تغريداته كثرة التنظير من كبار الجهابذة والأساتذة والعلماء حول الدستور في الحلقات المفرغة في زمن العقم الفكري.

هذا يؤكد على المراوحة السياسية في شأن القانون الانتخابي العتيد.

المقاربة الانتخابية في أبعادها حسابات في التحالفات والحصص. لكنَّ مقاربة الموازنة المالية تقنية ستحط مجددا على طاولة مجلس الوزراء، للدخول في جداول الجمع والطرح، والحسابات التفصيلية المبنية على مقرارات الهيئة العامة لمجلس النواب.

جلسة الحكومة الأربعاء، بعد زيارة رئيس الجمهورية إلى مصر ثم الأردن الاثنين والثلاثاء.

في القاهرة، تركيز على وحدة الصف في مواجهة الارهاب. مصر تستنفر العرب، وتنتج وزارة الدفاع فيها فيلما يبين ما جنت دولنا من تمدد المتطرفين وإجرام الارهابيين.

مصر تحاكي شعوب المنطقة، فيما كان العراق اليوم يشهد احتكاكات بين متظاهرين "صدريين" وقوات الأمن. المسألة داخلية ترتبط بمقاربة قضية المفوضية العليا للانتخابات، ولا علاقة لها بخلافات ايرانية- أميركية، روج الاعلام الغربي بأنها ستنعكس على الشارع العراقي.

واشنطن تلقت الرسالة الايرانية أمس، فرد الرئيس دونالد ترامب، بثلاث كلمات مخاطبا الرئيس حسن روحاني: "إحترس... أفضل لك". الأميركيون كانوا يراهنون على تباينات سياسية داخل الجمهورية الاسلامية، وهو ما أبقى تصريح ترامب مختصرا، قابلا للتفسير والتأويل. لكن الايرانيين ثبتوا للعالم انهم في صف واحد، لن يزيدهم التصعيد الأميركي والعقوبات إلا تعزيزا للوحدة والارادة والتصميم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أقفلت طريق "داعش" من الباب إلى الرقة بانجازات الجيش السوري، ففتحت مجددا الطريق إلى الاستانة، وفق الترتيب الروسي- التركي- الايراني.

عنوان استانة 2، تثبيت وقف اطلاق النار، والبائن للعيان ترتيب الملفات نحو جنيف بأولويات المتغيرات من الميدان السوري إلى التقاطع السياسي الاقليمي، بعيدا عن الصخب الأميركي والتحريض الاسرائيلي وبعضه الاقليمي.

وان توزع المشهد من استانة إلى جنيف، فإن الواقع فرض على البعض مزيدا من الواقعية، لتسقط عناوين كبرى بنيت على أساسها ما سميت ثورة. فسوريا الموحدة، وقيادتها المنتخبة ثابتتان لا تبديل عنهما، وما دون ذلك انفتاح على تفاهمات تنزل البعض من أعالي أشجاره بل أوهامه.

في لبنان، الانفتاح على البحث في قوانين انتخابية ما زالت غير مجدية، عنوان صحة التمثيل والعصري من القوانين والمقترحات، وحتى تفهم الهواجس ورفض الاقصاء، مفاهيم مسارها الالزامي النسبية.

وإن كابر البعض أو ناور بمقترحات تعيد استنساخ الستين، واستغل هامش الوقت الضيق لتضييق الخيارات، فإن الجدية الرئاسية والكتل السياسية الأساسية عند موقفها من اسقاط هذه السيناريوهات.

أما الموقف من الانتخابات وسيناريوهات المنطقة والتطورات، فسيكون مع اطلالة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، عند الثالثة من عصر غد الأحد من بعلبك، في ذكرى تأبين عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ حسين عبيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعدما حدد العديد من القوى آخر شباط سقفا أخيرا لاستيلاد قانون انتخاب، عاد وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى التذكير بالسقف الأدنى الملزم لدعوة الهيئات الناخبة في الحادي والعشرين منه. ورغم ان هذين التاريخين يبدوان في هذه الصلابة، إلا ان القوى السياسية منحت نفسها فسحات لتغيير التاريخين إذا ما ظهر في الأفق قانون جدي يستوجب ذلك.

وبعد المفاضلة الطويلة بين القوانين المقبولة جزئيا، بدأت الأمور ترسو على قانون هجين يستلهم أكثر من قانون. والقوانين الموضوعة على بساط البحث، هي مختلط "المستقبل" المحاط بالكتمان، وقانون ميقاتي الذي يرفضه "الاشتراكي" و"المستقبل"، وقانون الوزير شربل الموضوع في الاحتياط والذي يمكن الاستعانة ببعض افكاره لتبديد مخاوف الفرقاء، لأن لكل قانون عرض حتى الساعة فريق يتظلم ويتحفظ.

في الانتظار، تستعد الحكومة لمناقشة الموازنة في جلستين الأسبوع المقبل، تحت ضغوط كثيفة رافضة لسياسة رفع الضرائب. في وقت يسافر رئيس الجمهورية إلى مصر والأردن الاثنين والثلاثاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إذا كان النقاش في شأن قانون الانتخاب قد انسحب من الأضواء إلى الكواليس، مخافة إحراق ما يعمل عليه، خصوصا أن المهل الدستورية تضيق، تماما كالسقف الزمني الذي وضعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لانهاء "المهمة"، وقد حدده ورئيس الحكومة سعد الحريري، بنهاية شباط الجاري، فإن نقاشات الموازنة بأرقامها وحساباتها وسلسلتها، ستحضر على طاولة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، وسط تأكيد المعنيين، بأنه وبموازاة الاصرار على موازنة اصلاحية، فإن لا تسوية على حساب المال العام، وبالتالي فحل الحسابات المالية الغائبة منذ العام 1993، والتي تعتبر ممرا دستوريا الزاميا لاقرار الموازنة، يجب ان يراعي المقتضيات الدستورية وقانون المحاسبة العمومية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

اليوم "يوم المريض العالمي ". الإنتخابات النيابية مريضة في قانونها، فمتى يأتي يوم العلاج؟، ليس في الأفق ما يشير إلى قرب المعالجة، فكل مشاريع القوانين الموجودة في الصيدليات السياسية للمرجعيات والأقطاب، لم تؤد إلى شفاء هذا الإستحقاق الديموقراطي الذي يعاني مرضا مزمنا يكاد يتحول إلى مرض مستعص بسبب الإعتياد على التمديد.

الأسبوع المقبل مليء بالمواعيد بشكل لا يبقى مكان لمناقشة مشاريع القوانين الانتخابية. فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتوجه إلى مصر الإثنين، ومجلس الوزراء يركز على موازنة 2017 في جلستيه. وهكذا لا يتبق وقت كاف لمناقشة مشاريعِ قوانين تسقط تباعا، من دون أن يعرف من أين ستأتي الأعجوبة وكيف، لاجتراح قانون جديد للانتخابات.

وفي الانتظار، مسار الإهدار والفساد يتتابع، وإن اتخذ أوجها عدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الأسبوع الحالي ينتهي إلى استمرار البحث في صيغة لقانون الانتخابات المنتظر، وإن تعددت الاقتراحات والرؤى للصيغة المثلى للقانون العتيد. وفي ظل التأكيد ان نهاية الشهر الحالي ستشهد ولادة القانون، أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق انه ملزم بدعوة الهيئات الناخبة في موعد محدد لا يتجاوز الحادي والعشرين من شباط، مذكرا بأن شهر رمضان المبارك سيحل في حزيران المقبل، وسنكون مضطرين لإجراء الانتخابات في الحادي والعشرين من أيار.

أما إذا تم التوصل إلى قانون جديد، فتحدث الوزير المشنوق عن إمكانية لتأجيل تقني بهدف تدريب الموظفين وشرح طبيعة القانون الجديد للناس لمعرفة كيفية الانتخاب.

وفيما سيتوضح مسار الانتخابات النيابية في الأيام القليلة المقبلة، في ضوء الاجتماعات والمشاورات المتلاحقة بين الأطراف المعنية، يلقي الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمة غدا يتطرق فيها إلى الشأن الانتخابي؛ فيما ستكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الثلاثاء المقبل، موعدا لكلام واضح لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في الشان الانتخابي وفي جملة قضايا محلية واقليمية.

سوريا، توصلت المعارضة السورية إلى التوافق على تشكيلة وفدها إلى جنيف، فيما معركة تحرير مدينة الباب من "داعش" تقترب من نهايتها، بعدما اندفعت قوات "درع الفرات" أكثر فأكثر إلى الأحياء الداخلية للمدينة.

في العراق، واحتجاجا على مفوضية الانتخابات وقوانينها، اندلعت صدامات بين الشرطة وانصار التيار الصدري حصدت سبعة قتلى ومئات الجرحى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أول ظهور "للحشد الشعبي" الانتخابي في لبنان، رصد في المختارة اليوم، مع وفود جاءت مبايعة الزعيم وليد جنبلاط وما تفرع عنه من قرارات تخص قانون الانتخاب. وأمام تقاطر أهل الجبل ونوابه أعلن الحزب "الاشتراكي" أنه ما من أحد يستطيع اغراقنا طائفيا، ولن تعنينا اجتماعاتهم الرباعية ولا قوانينهم أكثرية كانت أم نسبية.

وما أعلنه "الاشتراكيون" في تظاهرة التأييد لجنبلاط وتيموره، كان "المستقبل" يخفيه في سره، ويسرب النائب محمد الحجار بعضا من توجهات التيار الأزرق، مؤكدا رفض النسبية الكاملة، ومؤيدا النسبية "اللايت" أو النظام المختلط، مرجحا أن تكون هذه الصيغة الأوفر حظا.

والاشتباك الانتخابي يدور على أبواب الأيام العشرة الأخيرة من مهلة دعوة الهيئات الناخبة، إذ أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوف، ومن دار الفتوى اليوم، أنه ملزم دعوة الهيئات الناخبة في موعد لا يتجاوز الحادي والعشرين من شباط الحالي.

وحيال هذا الأمر، أكدت مراجع دستورية ل"الجديد" أن وزير الداخلية يستند إلى المادة الرابعة والأربعين من قانون الانتخاب الذي يحتم عليه هذا الإجراء مرحليا، أما إذا تم التوافق في ما بعد على قانون آخر غير الستين النافذ، عندئذ فإن القانون الجديد يلغي القانون القديم، ويرتب إجراءات جديدة بينها موعد آخر للهيئات الناخبة.

للوزير إلزامية الدعوة، من باب رفع المسؤولية وعدم مخالفة القانون. ولرئيس الجمهورية خيار عدم التوقيع على المرسوم العادي، لكنه سيعتبر مخالفا للقانون، بيد أن توقيعه أيضا سيعد خرقا لقسم عهده، لأنه سيكون قد وافق على قانون الستين المرفوض قطعا الذي أقسم أنه لن يسير به، إنما بصيغة عادلة تمثل الجميع.

أمام هذا الضياع، فإن التعويل هو على المهل التي تلي شباط، فيرفض الرئيس عون التوقيع على المرسوم في انتظار التوافق على صيغة جديدة قبل شهر أيار، وإذا تعذر الاتفاق نذهب إلى الفراغ.

غير أن الأولويات الانتخابية لا تلغي الاستحقاقات الدبلوماسية وعلاقات لبنان بالدول، إذ يستعد الرئيس عون الاثنين والثلاثاء لزيارة مصر والأردن، وذلك بعد السعودية وقطر، بحسب التسلل الأبجدي السياسي. أما سوريا الواقعة في قلب الحرف، والحرب، فإنها خارج جدول الزيارات الرئاسية حاليا تجنبا لأي سجالات داخلية، كما يؤكد النائب آلان عون.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 11 شباط 2017

النهار

يؤكّد المسؤولون الأمميّون وسفراء الدول الغربيّة على المسؤولين اللبنانيّين ضرورة عدم تأجيل الانتخابات لأن حصولها دليل على عافية البلد.

يقول وزير سابق إن ملف التعيينات الأمنيّة طُوي مرحليّاً بعدما كان وُضع على نارساخنة.

ازدادت الشكوك في أحد أعضاء مجلس بلدية بيروت لجهة تسريبه محاضر وأخبار إلىأحد المواقع الالكترونية الذي ينشر له مقالات باستمرار.

يتم العمل على فتح قناة تلفزيونيّة جديدة في بيروت موجهة إلى الخارج وتحديداً إلى دول الخليج العربي.

المستقبل

يقال

إن أحد أجنحة "الحرس الثوري الإيراني" بدأ يسوّق لنشرة سياسية في بيروت تحت اسم "الباحث"، يديرها صحافي إيراني معروف.

اللواء

توقعت أوساط سياسية باهتمام عند عقد مؤتمر لبعض شخصيات المعارضة السورية لأول مرّة في بيروت؟!

وزير مقرَّب، ومتفوّه، يحرص على الاتصال شخصياً بما يعنيه من ملفات عالقة، وحسّاسة جداً!

لم تتفاجأ مصادر دبلوماسية بتصاعد شروط حزب بارز من قانون الإنتخاب، لأسباب ليست محلية فقط؟.

الجمهورية

كشفت معلومات أمنية انه خِلافاً لِما سُرِّب سابقاً تبيّن أن مسؤولاً إرهابياً كبيراً لم يغادر جرود عرسال كما أشاع المسلحون.

بلغ التبايُن بين سياسيَّين حدّ إعلان أحدهما شعارات قاسية للمعركة الإنتخابية مُسبقاً: "سأكسُر رأسه".

تبيّن أن التنسيق تحت الطاولة بين حزبين نقيضين بلغ حدّ التحالف في إنتخابات رياضية.

البناء

اعتبر وزير سابق أنّ هناك بين مَن يطالبون اليوم بتطبيق اتفاق الطائف أفرقاء يعرفون تماماً أنّهم كانوا منذ انتخابات العام 1992 السبب الأول والأساسي وراء عدم تطبيق كامل بنوده حتى اليوم، ولا سيما البنود الإصلاحية، أما مطالبتهم المستجدةّ بتطبيقه فليست إلا من قبيل ذرّ الرماد في العيون والتعمية على ما تسبّبوا به من أذى للاتفاق نفسه وللبنانيين التواقين لتطوير النظام السياسي وإخراجه من هذه المعتقلات المذهبية والطائفية...

 

عون: سلاح "حزب الله" أساسي للدفاع عن لبنان

ام تي في/11 شباط/17دّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أنّه "طالما هناك أراضٍ لبنانية محتلة والجيش اللبناني ليس قوياً كفاية ليحارب إسرائيل فسلاح "حزب الله" مهم وهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان ولا يتناقض مع مشروع الدولة"، مؤكداً "أننا لن نرضى ولن نقبل بأن تتطوّر قضيّة "حزب الله" إلى المسّ بالأمن في لبنان". وقال، في حديث إلى تلفزيون "سي بي سي" المصري: "حزب الله يعتبر مكملاً للجيش اللبناني والسلاح الذي يمتلكه هو للدفاع عن نفسه ضد أي احتلال إسرائيلي"، مضيفاً: "حزب الله" هم سكان الجنوب ولهم دور في المقاومة طالما هناك أراضٍ إسرائيلية محتلة"، لافتاً في سياق آخر إلى أنّ "من تحالفوا معي اليوم كانوا خصومي سياسيا ولم يكونوا أبدا أعداء، ونحن قادرون على صنع السلام".

وقال: "لم نهدّد بفراغ تشريعي ومن لا يسهّل عمليّة صياغة قانون انتخابي جديد هو الذي يوصل البلاد إلى الفراغ وأريد قانونا عادلا يسمح بتمثيل جميع شرائح المجتمع"، مضيفا: "سنصل إلى قانون جديد سيطبّق في الإنتخابات المقبلة، ولن يعطّل الإنتخابات أحداً والحوار قائم وسنصل إلى نتيجة".

وأكد الرئيس عون أنّ "الأمن والإستقرار هما الغاية الأولى"، لافتاً إلى أنّ "مشاريعه الرئاسيّة تشمل كلّ قطاعات الدولة"، قائلا: "رؤية وصولي إلى الحكم بأنّها لصالح فريق ضدّ آخر هي رؤية خارجية وليست لبنانية".

وأشار إلى أنّ "آخر زيارة له إلى القاهرة كانت عام 1962"، لافتاً إلى أنّ "الزيارة المرتقبة يتبادل فيها الآراء مع القيادة المصرية حول الأوضاع العربية"، مؤكداً أنّ "مكافحة الإرهاب ستتصدر المحادثات مع القيادة المصرية"، معتبراً أنّ "لبنان ليس بحاجة لتأكيد عروبته، ومصر على وجه الخصوص تدرك ذلك جيدا".

وشدّد على أنّه "لا يمكن للأوضاع العربية أن تظل كما هي، ويجب أن نعمل على إنهاء المشكلات في المنطقة"، لافتاً إلى أنّ "الأزمة السورية تلقي بظلالها على كل دول المنطقة، ودور الجامعة العربية تراجع في التأثير على قضايا المنطقة".

ورأى عون أنه "يجب أن يكون التفكير في حل لتسوية الأزمة السورية يكون شاملا ويقوم على أساس الإبقاء على الدولة الموحدة". وإذ رأى أن "الأزمة في سوريا لا يمكن حلها بدون الرئيس بشار الأسد"، شدّد على أنّ "لبنان على الحياد تجاه الأزمة السورية"، مؤكداً أنّ "المنطقة بأكملها حريصة على وحدة سوريا ووحدة شعبها وأن الحرب في سوريا لن تنتهي من دون تسوية سياسية". وأضاف: "مستعدون لبذل أي دور لحل المشكلات في المنطقة"، مشيراً إلى أن "لبنان لم يصله أي مساعدات لملف اللاجئين، والمساعدات التي تأتي تكون للاجئين وليس للبنان كدولة". وفي سياق آخر، أكد الرئيس عون أنّ "العلاقات اللبنانية الخليجية عادت إلى طبيعتها، ونبحث في إعادة المساعدات العسكرية في وقت قريب"، قائلاً: "كل الشوائب التي شهدتها العلاقات اللبنانية السعودية تمت إزالتها".


السـبهان: السـعودية تؤيد وتـدعم واي قانون انتخاب يتفق عليه اللبنانيون

المركزية- أكد وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية ثامر السبهان أن زيارته للبنان جاءت في إطار استكمال أعمال القمة التي انعقدت في الرياض بين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس اللبناني العماد ميشال عون، مشيرًا إلى أن الزيارة جاءت لتفعيل الأمور التي تم الاتفاق عليها بين السعودية ولبنان ولتفعيل العمل المشترك. وشدد السبها في حديث صحافي على ان "السعودية منفتحة وحريصة جدًا كما هو الحال لدى الأخوة اللبنانيين على عودة العلاقات بين البلدين الى أفضل حال. وأكد أن "للبنان مكانة في قلب السعودية قيادًة وشعبًا"، لافتًا إلى أن "العلاقات بين البلدين الشقيقين كانت وستبقى متميزة ونحن نعمل سويًا لتطوير هذه العلاقات إلى مستوى أفضل في المستقبل القريب". وأبدى ارتياحه للمباحثات التي أجراها مع القيادات اللبنانية، مبينًا أنها "لم تتناول قانون الانتخاب الجديد"، مؤكدًا أن "السعودية تؤيد وتدعم أي قانون انتخاب يتفق عليه اللبنانيون".


تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله يواجه عقوبات ترامب.. في سوريا ولبنان

منير الربيع/المدن/ | الأحد 12/02/2017

حزب الله يواجه عقوبات ترامب.. في سوريا ولبنان العقوبات المالية لا تقلق حزب الله.. فالأولوية لسوريا

لا شك في أن حزب الله يتهيّب الوضع الإقليمي والدولي الجديد. ليس لدرجة الشعور بالخطر، لكن ذلك يستوجب المعالجة ودراسة كيفية المواجهة. هي ليست المرة الأولى التي تحصل فيها العقوبات، وهي لم تتوقف في ظل الإدارة الأميركية السابقة. لكن إدارة ترامب والاجراءات التي بدأت باتخاذها، توحي بمضاعفة التشدد، خصوصاً أن لهذه الإدارة قدرة على الحركة، أو الأذية أكثر من الإدارة السابقة. وهذا قد يدفع الحزب إلى التشدد أكثر. ولبنان سيكون إحدى ساحات التشدد، خصوصاً أن العقوبات الجديدة التي تقرها الإدارة الأميركية تشمل أسماء وشركات وكيانات لبنانية. وقد علمت "المدن" أن ثمة عقوبات جديدة ستظهر في وقت قريب، تطال مصرفاً لبنانياً وعدداً من الأشخاص. وتكشف وثيقة مسرّبة من الخزانة الأميركية حصلت "المدن" على نسخة منها، أن هذه العقوبات تطال ثلاثة أشخاص، 2 منهم من آل سعد وشخص من آل أيوب، بالإضافة إلى البنك الفيدرالي في الشرق الأوسط.

في مقابل ذلك، اتخذ حزب الله قراراً في مجلس الشورى بالمطالبة بقانون نسبي يشمل كل لبنان. ولكن، هل المطالبة بالنسبية نهائية وثابتة؟ ثمة من يعتبر أن عودة حزب الله إلى التصعيد بالنسبية الكاملة، هو رسالة موجهة إلى الجميع، وعليهم قراءتها، لأنها لا ترتبط بالتسويات الداخلية، إنما بما هو متغير على الصعيد الدولي والإقليمي. فالتصعيد بالمطالبة بالنسبية الكاملة يندرج في إطار الرد على الضغوط الخارجية، تماماً كما كان يعتمد الحزب، ولاسيما في ولاية باراك أوباما الأولى. وإذا ما بقيت الأمور على هذه الحال من زيادة الضغط على إيران وحزب الله، فإن ذلك سينعكس على الوضع اللبناني، ولاسيما أن ثمة إصراراً لدى إدارة ترامب على تحجيم نفوذ إيران في المنطقة، وإخراجها مع حزب الله من سوريا. لا تزال الصورة غير واضحة حتى الآن، يحاول الحزب التمحيص والتدقيق أكثر في حقيقة مواقف ترامب، وفي ما يمكن أن يقدم عليه، أو يحجم عنه. لكن حتى الآن الإشارات لا تبشر بالخير، خصوصاً أنه سيكون منحازاً إلى الأطراف المناهضة لطهران في المنطقة، وخصوصاً في سوريا، العراق، واليمن. أكثر ما يقلق الحزب حالياً، ليس فرض عقوبات مالية، لأنه اعتادها وإيران، إنما الوضع السوري هو الميزان والفيصل في هذه المرحلة. وإذا صحّ ما أعلنه الرئيس الأميركي، ويستعد للقيام به، عبر فرض مناطق آمنة، فإن ذلك، يعني تهديداً مباشراً لمصالح إيران والحزب في سوريا. في الإتصال الذي جرى بين ترامب والملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، تم التوافق على استعادة عهد الشراكة للمواجهة في المنطقة، وفي السياق نفسه، يندرج إتصال ترامب بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي طالب مراراً بفرض المناطق الآمنة، وقد تزامن الاتصال مع إنعقاد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي- التركي، الذي تضمّن إشارة لافتة إلى دور إيران المعرقل لأي حلّ للأزمة السورية. كل الاحتمالات يضعها حزب الله على الطاولة، يدرسها، ويبحث في سبل مواجهة أي طارئ.

 

قانون الانتخابات: نهاية اللجنة الرباعية؟

منير الربيع/المدن/السبت 11/02/2017

هل علّقت اللجنة الرباعية المؤلفة للبحث في التوافق على قانون انتخابات جديد عملها واجتماعاتها؟ حتى الآن، لا جواب واضحاً. وفيما تنقسم الآراء حيال هذه اللجنة، وأن هناك من يصر على مواصلتها نشاطها ولكن في السر هذه المرة، هناك من يعتبر أن لا حاجة لها مجدداً في ظل سقوط الصيغة التي طرحتها، واستدرجت اعتراضات عدد من الأطراف، الذين طالبوا بضرورة توسيعها لتشمل الأفرقاء كافة، لا أن تقتصر على تيار المستقبل، حزب الله، حركة أمل والتيار الوطني الحر.

قبل يومين كان من المفترض أن تعقد اللجنة اجتماعها، وتحديداً بعيد عودة الوزير جبران باسيل من جولته الخارجية، لكن هذا لم يحصل. وفيما لا يملك أحد إجابة واضحة عن هذا الأمر، تشير المعطيات إلى أن الاستعاضة عن عمل اللجنة حصل باجتماعات ثنائية أو ثلاثية أو حتى رباعية بين عدد من الخبراء الانتخابيين الذين انتدبهم كل طرف لأجل البحث في تفاصيل الصيغ ونسبها وكيفية توزيع الدوائر. وتؤكد مصادر متابعة أن الاجتماعات السرية تواصلت، وأن ثمة أموراً إيجابية تحققت على هذا الصعيد، فيما هناك رأي مخالف يعتبر أن لا تقدّم على هذا الصعيد.

يؤكد رئيس الجمهورية ميشال عون وتيار المستقبل والقوات اللبنانية، أن ثمة قانوناً جديداً للانتخابات سيتم التوافق عليه قريباً، وسيبصر النور قبل نهاية شباط الجاري. لكن، لا أحد يفضح عن أي تفصيل في ما يحمله هذا القانون، والبعض يكتفي بالإشارة إلى أنه مبني على أساس المختلط بين النسبي والأكثري، ومراعاة جميع الطوائف وتمثيلها. أما على ضفة حركة أمل وحزب الله والحزب التقدمي الإشتراكي، فلا شيء جديداً بعد، وينقل أحد المتابعين أن الرئيس نبيه بري يكتفي بالقول: "ما تقول فول ليصير بالمكيول".

وتكشف مصادر متابعة أن البحث الحالي يلاقي صيغة الرئيس بري على أساس التأهيل، لكن مع اجراء بعض التعديلات عليه كي لا يعترض عليه أحد. إلا أن الحزب الإشتراكي مازال على موقفه، الرافض للنسبية والملتزم تطبيق إتفاق الطائف، وفق ما يؤكد النائب أكرم شهيب، لـ"المدن". وينفي حصول أي تقدم.

ويعتبر الوزير جمال الجراح، في حديث إلى "المدن"، أن "مختلف القوى السياسية تبذل الجهود من أجل إنتاج قانون جديد"، لافتاً إلى أن "الاجتماعات متواصلة في سبيل تسهيل التوافق". وإذ يأمل إنتاج هذا القانون خلال الأيام المقبلة، لا ينفي وجود بعض الصعوبات أو العقبات، مستدركاً أن هناك إصراراً على تخطيها. ويشدد على أنه "لا يجوز لأي قانون أن يعطي جهات حقوقها ويحرم آخرين حقوقهم، أو يلغيهم".

وفي ضوء تأكيد الرئيس سعد الحريري من بشري أن الحكومة تعمل على إقرار قانون جديد للانتخابات، تلفت مصادر مستقبلية رفيعة إلى أن لدى التيار طرحاً بدأ التسويق له، والنقاش به خلال الاجتماعات الثنائية التي تعقد بعيداً من الإعلام. وهنا، يلفت الجراح إلى أن "طرح تيار المستقبل يراعي هواجس كل الجهات ويحقّق صحّة التمثيل، وفي الوقت عينه يحافظ على الوحدة الوطنية دون إلغاء أي جهة". أما النائب ياسين جابر، فيرى في حديث إلى "المدن"، أن "شكل اللجنة غير مهم، وبالتالي يمكن ألا تعود اللجنة الرباعية إلى صيغتها القديمة"، لافتاً إلى أن "التواصل سيكون بأي شكل كان. والهم هو أن يحصل التوافق لإقرار القانون الجديد". ويقترب جابر من الإقرار بأن الرباعية كانت دعسة ناقصة، نظراً لاستثناء مكونات أساسية من المشاركة، إضافة إلى كونها معلنة أمام الإعلام". ويعتبر أن "الأمور بحاجة إلى نقاش هادئ خلف أبواب مغلقة كما يحصل حالياً، وبذلك نتوصل إلى نتيجة أفضل".

 

حزب الله: "الخطة ب" لترجمة انجازات الميدان السوري

علي رباح/المدن/ | الأحد 12/02/2017

يسود اعتقاد لدى خصوم حزب الله في بيروت، أن وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض لن ينتج إلا خلطاً للأوراق الإقليمية والدولية ولن يكون في مصلحة الحزب وحليفه الإيراني. يأتي الاعتقاد هذا في مرحلة اشكالية بعدما تحول حزب الله تحول من حزب محلي إلى لاعب إقليمي في منطقة حظيت فيها إيران برضا الإدارة الأوبامية، والذي ترجم تعاوناً ثنائياً في أكثر من ساحة اقليمية. من هنا، اسئلة كثيرة تتردد في بيروت عن حزب الله ما بعد أوباما، وعن دوره المستقبلي في سوريا، والأهم عن سياسته المقبلة في لبنان، خاصة أنه سعى الى استثمار لحظة ذروة تمدده الاقليمي مكاسب داخل النظام اللبناني، وإن كان في المقابل لبوادر عودة التجاذب الايراني الاميركي انعكاساتها غير الواضحة حتى الساعة على الساحة اللبنانية.يقف حزب الله أمام منعطف سياسي وعسكري، انطلاقاً من خلط الأوراق الدولية، ولاسيما لجهة التحالفات الدولية والاقليمية الجديدة، إضافة إلى السلبية الكبيرة التي أظهرها ترامب تجاه طهران مقابل ما يحكى داخل إدارته عن وجوب الانفتاح مجدداً على دول الخليج بعد فتور ساد العلاقات الأميركية-الخليجية في عهد أوباما. عسكرياً، يعلم حزب الله جيداً أن "انجازاته" في الميدان السوري لا تعني أن "النصر الاستراتيجي" قد تحقق ما دامت غير قابلة، أقله حتى اللحظة، للاستثمار السياسي. فهذه أميركا بجبروتها، قضت على الجيش العراقي خلال أسبوعين، لكنها خسرت أهدافها الاستراتيجية. وقبل ذلك، احتلت أفغانستان، ثم ما لبثت أن غرقت في الوحول التي سبقها إليها الاتحاد السوفياتي. والمثال الإسرائيلي مازال حاضراً. لم يجد الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بديلاً من الانسحاب من جنوب لبنان وغزة. وبالطبع، حزب الله وطهران ليسا أقوى من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وإسرائيل، خصوصاً أن طموحات الحسم العسكري باتت من الماضي.

سياسياً، ينظر حزب الله وحليفه الإيراني إلى الاتفاقات الدولية والإقليمية في سوريا والمنطقة بعين الريبة. فلا الاتفاق الروسي- الأميركي ، ولا الروسي- التركي، ولا التركي- السعودي الذي تكرس في زيارة مولود جاويش أوغلو السعودية، في مصلحة طهران. هذا إضافة إلى الضغط الدولي الذي بدأ يمارس على بشار الأسد، في لحظة البحث عن المرحلة الانتقالية في سوريا، عبر تقرير منظمة العفو الدولية في شأن الاعدامات الجماعية لآلاف المدنيين والأطفال والنساء في سجن صيدنايا، والذي استتبع باستنكارات دولية طالبت بوجوب محاكمة الأسد. ويعبر عدد من الباحثين والمطلعين عن ذلك الضخ الإعلامي المستجد بما يصفونه "الضغط على إيران المتمسكة بالأسد"، خصوصاً أن الخارجية الروسية لم تنفِ حدوث الاعدامات ولم تُكذب التقرير ولم تدافع عن الأسد. وأكتفت موسكو بالقول إن التقرير "يعزز الكراهية بين السورييين".

ليس حزب الله بغافل عن ذلك. هو يرسم بهدوء "الخطة ب" لمحاولة الاستفادة مما يمكن الاستفادة منه قبل أن تعنف المواجهة بين الإيرانيين والأميركيين، والتي تقول أوساط مقربة من الحزب أن "لا مفر منها". وهذه الاستفادة قد تترجم في الداخل اللبناني، وفق الأوساط نفسها، من خلال فرض قانون انتخابي يكرّس صعود "الشيعية السياسية" في النظام اللبناني. ليس إصرار حزب الله في نقاشاته بشأن القانون الانتخابي على القانون النسبي إلا جزءاً من هذا. فهو يعلم أن النسبية من شأنها أن تكبل النائب وليد جنبلاط، وتقضم من كتلة المستقبل عدداً من النواب السنة، ليحظى الحزب بعدها بكتلة سنية من 7 نواب على الأقل هو أحوج ما يكون إليها في المرحلة المقبلة. وهو، أي الحزب، وفق الأوساط نفسها، لن يرضى بشكل من الأشكال بإعادة إنتاج الطبقة الحالية بأحجامها الحالية.

ليس هذا التحدي الوحيد الذي يواجه حزب الله. فالحزب ينظر اليوم إلى الوضع السياسي المأزوم الذي تعيشه إسرائيل بعين القلق. وبحسب الاوساط نفسها، فإن قانون الاستيطان يعبر عن أزمة إسرائيلية داخلية خاصة بعد قرار مجلس الأمن الرافض للاستيطان. الأمر الذي شكل أزمة داخلية لنتنياهو، ووضع ائتلافه اليميني "على صوص ونقطة". والتجارب علمت حزب الله وحماس أن أيّ أزمة إسرائيلية داخلية قد تدفع تل ابيب في اتجاه فتح جبهات عسكرية للهروب إلى الأمام، خصوصاً في ظل خلط الأوراق في المنطقة، لكن هذه المرة من دون معرفة وجهة المعركة المقبلة: غزة أم الجنوب اللبناني؟

تتفاوت التقديرات في بيروت بشأن حزب الله ما بعد أوباما، من دون أن يعني ذلك أن أطرافاً لبنانية عادت لتراهن على الأميركيين.. فـ"لا تلدغ قوى 14 آذار أو ما تبقى منها من جحر مرات ومرات"، على حد وصف أحد أقطاب 14 آذار في أحد مجالسه. لكن، إن كان من المبكر بعد استشراف سياسة ترامب، إلا أن ثمة مؤشرات توحي بأن "العصر الذهبي" الذي عاشه حزب الله والإيرانيون، والذي ترجم رضا دولياً على دورهما في المنطقة، يبدو أنه في طور الأفول. وخلط الأوراق هذا يطرح اليوم إشكالية وجود حزب الله في سوريا، والذي يكاد اخراجه منها يتحول إلى نقطة توافق بين العواصم. هذا التوافق ترافق مع معلومات تفيد بأن الروس يرعون اتفاقات بين الجيش السوري والمعارضة في مناطق عدة وآخرها في سرغايا والقرى المحيطة، حيث تضمن ذلك الاتفاق اخلاء حواجز حزب الله من المنطقة. قد يعني ذلك شيئاً لحزب الله الذي فتح بدوره، وفق المعلومات، الطريق إمام إبرام اتفاقات مع أهالي قرى القلمون لاعادة عشرات آلاف النازحين منهم المقيمين في لبنان إلى قراهم، من دون معرفة أبعاد هذا الاتفاق بعد.يبقى أخيراً السؤال الأبرز: أين لبنان من الحسابات الاقليمية لحزب الله؟ بالتالي، هل سيحاول الامساك أكثر فأكثر بالملف الداخلي والقرار السياسي، خصوصاً في سعيه للنيل وحلفائه الأكثرية النبيابية في الانتخابات المنتظرة؟ وأين سيقف لبنان الرسمي باختلاف أطيافه التي ائتلفت منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للبلاد إذا احتدمت من جديد بين الأميركي والإيراني؟ أسئلة قد تلقى إجابات بين سطور كلام الأمين العام الحزب السيد حسن نصرالله "إذا مش الأحد.. الخميس".


هل تعود المياه إلى مجـاريها بيـن "القـوات" و"الكتـائب"؟/"الصيفـي": "نختلف في تقويم الماضي واستشراف المستقبل/زيارة الجميل إلى معراب غير مطروحة لكن لا شيء يمنعها

المركزية- إذا كانت الانتخابات الرئاسية صدّعت تحالفيّ 8 و14 آذار بقوة، فإن مفاوضات تشكيل الحكومة سددت ضربة قوية لحلف ربط القوات اللبنانية والكتائب طويلا. ذلك أن الحزببين التقيا في مراحل كثيرة على الدفاع سويا عما يسميها كوادرهما "المبادئ السيادية التي قام عليها تحالف 14 آذار". إلا أن الطرفين تخطيا تباينهما الرئاسي واجتمعا مجددا على رفض العودة إلى "قانون الستين". بدليل أن القواتيين يؤكدون الاستعداد لطيّ صفحة الخلاف مع الكتائب للخروج بصيغة انتخابية جديدة، علماً أن لقاء الوزير ملحم رياشي والنائب سامي الجميل في الصيفي أخيرا قابلته زيارة كتائبية إلى معراب، أعقبتها مشاركة الجميل شخصيا في جنازة والدة رئيس حزب القوات سمير جعجع. هذه الصورة دفعت إلى الحديث عن أن المياه ستعود إلى مجاريها على خط الصيفي- معراب قريبا، على رغم اختلاف لا يزال قائما بين الطرفين على تقويم الرحلة السابقة واستشراف المستقبل.

وفي السايق، تؤكد مصادر كتائبية رفيعة لـ"المركزية" "أننا متفقون على حد الأدنى من الأمور، أي رفض العودة إلى قانون الستين. لكن ما من شيء مبتوت، أو قواسم مشتركة "كاملة مع أي فريق".

وتشدد المصادر على أن "الصراحة يجب أن تكون سائدة بيننا وبين القوات. ذلك أننا خرجنا من حلف استراتيجي قائم على ثوابت 14 آذار، وعلى أهمية إعطاء الأولوية للدولة اللبنانية دون سواها، وعدم السماح لأي فريق سياسي من خارج النظام بأن يكون له التأثير الكامل والوازن على الحياة السياسية، بفعل تموضعه.

غير أن أوساط الصيفي لا تسقط من حساباتها "قراءة مختلفة بيننا وبين القوات حول مقاربة المرحلة المقبلة. ففي وقت اعتبر القواتيون أن الملف الرئاسي مدخل لحل مسائل عالقة أخرى، قلنا إن الرئاسة تتويج لمسار يجب الاعتراف به. لذلك اعترضنا على الطريقة التي طبخت فيها التسوية الرئاسية لأنها تكريس لعشر سنوات من الاختلاف السياسي العمودي، ومن تعطيل الدولة ومن الاحتكام إلى السلاح بما ينافي المبادئ الديموقراطية التي ننادي بها. بالنسبة إلينا، هذه أمور لا يستهان بها، فيما يطالبون بالقفز فوق المسار الرئاسي لوضع المداميك المؤسسة للمرحلة المقبلة. وعندما واقفنا على انتظار أولى تباشير الصفحة السياسية الجديدة، وتفاءلنا بخطاب القسم، أظهرت المفاوضات حول قانون الانتخاب أن ما يتم بحثه يرتكز على محاصصة واضحة تفتقر إلى البعد الوطني، ولا تتيح المجال للتعبير عن فئات غالبا ما تبدو بعيدة عن أولويات الخطاب السياسي في لبنان، كالشباب والمرأة وسواهما"، لافتا إلى أن "إذا اقتصر كلامنا مع معراب على قانون الانتخاب فذلك يعني أن لا أفق سياسيا لهذه الخطوة بفعل اختلاف وجهات النظر بيننا لجهة ما جرى في المرحلة الماضية واستشراف المستقبل".

وتشير إلى أن "إذا كان من المفترض أن نلتقي مع القوات على الخطاب الوطني، فهذا لا يلغي اختلافات جذرية في توصيف الماضي واستشراف المستقبل".

وردا على الكلام عن أن الكتائب تكبّر حجمها بما لا يتيح لها هامش المناورة الذي تتحرك فيه، تكتفي مصادر

الصيفي بالاشارة إلى أن "نتائج الانتخابات البلدية والنقابية تعد تعبيرا صارخا عن حجمنا. وعندما يقول طرفا تفاهم معراب إنهما يمثلان 86% من المسيحيين، فهنا تماما مكمن الأحجام المنتفخة، ونذكر أن أداء الوزراء الكتائبيين في الحكومات المتعاقبة هو الذي يعبّر عنا. ولذلك نقول إن ما يهمنا هو النوعية التي نقدمها، هنا ننبه إلى خطر لعبة الأحجام على المسيحيين، حيث تكرس أقليتهم العددية، ويجب الخروج منها". وعن احتمال زيارة من الجميل إلى معراب، تلفت المصادر إلى أن "الأمر غير مطروح راهنا لكن لا شيء يمنعه، علما أنه ليس حدثا في ذاته لأن التواصل يجب أن يستمر، خصوصا أن ما يجمعنا بمعراب أكبر مما يفرقنا، واختلافانتا على الخيارات السياسية التي اتخذت أخيرا، لا تعني كسر الجرة تماما بيننا".

 

قاطيشـا: يؤثّـر علـــى الانتخابــات والســاحة الداخليــة و عزا تمسّك "حزب الله" بـ"النسبية" الى توتر علاقات ايران مع ترامب

المركزية- على بُعد عشرة ايام من موعد دعوة الهيئات الناخبة وفق قانون "الستين" الوحيد النافذ قانونياً، لا يزال "الغموض" سيّد الموقف على خط المشاورات القائمة بين مختلف القوى السياسية للتوافق على قانون جديد للانتخابات، لان كل فريق "متمترس" خلف نظرته للقانون العتيد بشكله وتقسيماته الادارية ما يستبعد "راهناً" اي خرق جدار "الانتخاب" الصلب على رغم "الاجواء الايجابية" التي يبثها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري بقرب "التوافق" على صيغة جديدة تُجرى على اساسه الانتخابات النيابية المُقبلة. وقد تمنّى مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد وهبة قاطيشا عبر "المركزية" "ان يُبصر القانون العتيد النور قريباً"، معتبراً ان "لا حظوظ لأي قانون لا يلحظ "الجمع" بين النظامين الاكثري والنسبي". وعزا رفع "حزب الله" السقف في شأن قانون الانتخاب و "تمسّك" بالنسبية الكاملة الى "التوتّر في العلاقات بين الولايات المتحدة الاميركية وايران"، ولم يستبعد "ان ينعكس التوتر على الساحة اللبنانية التي وصفها "بالرخوة" على رغم عودة المؤسسات الى عملها الطبيعي"، كذلك لم يستبعد "ان يؤثّر التوتر على الاستحقاق الانتخابي المقبل، وهنا تقع المسؤولية على "حزب الله" بخفض السقف في شأن موقفه من النسبية الكاملة التي ترفضها معظم القوى السياسية والاسراع في التوافق على صيغة جديدة"، معتبراً "ان توتّر العلاقات من شأنه إعادة التحالفات القديمة التي كانت سائدة على خلفية الصراع العربي مع ايران". وقال "حزب الله" كان "ليُساير" ويُقدّم التسهيلات في شأن قانون الانتخاب لو استمرّت السياسة الاميركية على ما كانت عليه في عهد ادارة الرئيس باراك اوباما، لكن مع مجيء الرئيس دونالد ترامب ومواقفه المتشددة من ايران، فانه سيذهب في اتّجاه سياسة "المواجهة" التي يتّبعها ترمب مع ايران". واكد قاطيشا رداً على سؤال "ان لا إمكانية لتحريك الشارع من اي جهة بهدف "الضغط" في اتجاه الاسراع في اقرار قانون جديد للانتخاب، فأي تحريك للشارع في هذا التوقيت "الحسّاس" لن يؤدي الغرض المطلوب منه".


الصيغ كلّها على بساط البحث والاتفاقـات حتى اللحظة بالكاد "ثنائيـة" وقانون الـ60 ما زال الأقوى..فهل يتم تعديله في ربع الساعة الأخير؟

المركزية- بعيدا من مجموعة الروايات والتسريبات المتناقضة الجاري تسويقها حول قانون الانتخاب الجديد بين قائل ان المختلط بين الأكثري والنسبي ما زال مطروحا وآخر يبشر بطرح مشروع الوزير مروان شربل المعروف بقانون حكومة ميقاتي ذي الدوائر الثلاثة عشرة او تلك التي تتحدث عن قانون الدوحة معدلا مرة أخرى، ما زالت الدوائر السياسية والحزبية تتمعن في مضمون ما تسرب من لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري في اعقاب جلسة مجلس الوزراء الأربعاء الماضي والذي اوحى بالاتفاق على وضع قانون جديد قبل نهاية شباط الجاري.

لكن السؤال يبقى مطروحا حول شكل هذا القانون والتقسيمات الإنتخابية التي ستعتمد فيه وماهية الآلية العملية الإنتخابية وهل ستجري على قاعدة الأكثرية ام النسبية ام ان الخلط بينهما ما زال ممكنا؟ مراجع معنية بالملف توقفت عبر "المركزية" امام سلسلة التسريبات المشار اليها فقالت ان معظمها مشاريع وهمية، وانها وان كانت من نتاج لقاءات ثنائية وثلاثية تناقش في سلة القوانين المطروحة لكنها لم ترق بعد الى مرحلة الإنتقال بها الى صالون اوسع يتسع لعدد اكبر من ممثلي الفرقاء السياسيين والحزبيين.. وفي المعلومات المتداولة ان فريقين من خبراء القوات اللبنانية والمستقبل يعملان على اعادة النظر في مشروع مختلط تم استخراج مفاهيمه وعناوينه الجديدة من المشروع الذي تبناه الحزبان مع الحزب التقدمي الإشتراكي قبل ان يتنصل منه النائب وليد جنبلاط عائدا الى المربع الأول للمناداة بقانون أكثري يعطي الدوائر التي يؤثر فيها، مميزات لا تتمتع بها باقي الدوائر الإنتخابية.

وفي هذه الأجواء يلتقي خبراء من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية للبحث في قانون جديد ينطلق من حيث يتلاقى مشروع القوات والمستقبل والإشتراكي المختلط ومشروع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بعد اطلاع حزب الله على عناوين المشروع الجديد من بوابة ما يحويه من دعوة الى النسبية الجزئية في الدوائر الإنتخابية... وما بين هذه اللقاءات تجري اتصالات متفرقة من وقت الى آخر بين التيارين البرتقالي والأزرق وامل وحزب الله حول مشروع حكومة ميقاتي على خلفية اعادة النظر في ثلاث أو أربع دوائر انتخابية منها ما يتصل بالإعتراف للمرة الأولى بكيان انتخابي مستقل لمحافظتي عكار وبعلبك - الهرمل الجديدتين بشكل يعطي الحضور المسيحي فيهما دورا تمثيليا اكبر بشكل يضمن لشركائهما من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حصة اكبر من النواب المسيحيين في الدائرتين الجديدتين وهو ما ينظر اليه كل من حزب الله والمستقبل على انه محاولة لتقليص حصتهما النيابية المسيحية، ليس قلقا على قوتهما انما مراعاة لمطالب النواب المسيحيين الحاليين المهددين بانتهاء ولايتهم النيابية فور إجراء الإنتخابات النيابية على اساس هذا القانون.

والى هذه المشاريع المطروحة هناك من يتحدث عن امكان طرح المشروع الجديد للوزير مروان شربل الذي سلمه قبل ايام الى الرئيس عون وقبل عشرة ايام الى الرئيس نبيه بري واللذين يخضعانه للدرس تمهيدا للبحث فيه فور الإنتهاء من الحديث عن النظام المختلط او النسبية الكاملة كما قالت مصادر تتابع مصير المشروع الجديد. وكل ذلك يجري تحت عنوان اعادة نظر كبيرة في قانون الدوحة واعادة توزيع للدوائر ما يضمن بالحدود الدنيا ان يختار المسيحيون من خلاله 52 مقعدا نيابيا بأصوات مسيحية. فيما يختار بموجبه الناخبون السنة والشيعة 23 نائبا لكل منهما والدروز لإنتخاب خمسة نواب باصوات درزية مرجحة مع قدرة الجميع على انتخاب مجموعات متفرقة من النواب من طوائف ومذاهب أخرى بشكل متساو تقريبا.

والى ان تنتهي مجموعة اللقاءات الجارية في الخفاء التي تعبر عنها التسريبات المتتالية على طريقة "كل يغني على ليلاه" سيبقى الجميع في انتظار التثبت من نوع القانون الذي اتفق على التوصل اليه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في خلوتهما الأربعاء الماضي في مهلة عشرة ايام كما قال وزير الاعلام ملحم رياشي تزامنا مع اشارة وزير الداخلية نهاد المشنوق الى امكانية التوصل اليه في نهاية الشهر الجاري.

وعلى خلفية الطروحات المتناقضة والمتشابكة الى حد بعيد يخشى المراقبون من الوصول الى الحائط المسدود في وقت قريب. فليس لدى العارفين بالكثير من التفاصيل اي امل في إمكان الوصول الى اي مشروع يجمع حوله الساعون الى قانون جديد. ومرد هذه القناعة الى ان التفاهم بين مكونين حليفين على الأقل ما زال متعثرا. ولذلك سألت:

- هل بامكان اي كان من اركان قيادتي القوات او التيار الوطني الحر الحديث عن قانون يجمعان عليه في الشكل او في المضمون؟

- وهل بامكان الحديث عن قانون يجمع المستقبل والإشتراكي مع اي من المكونات الأخرى كأمل وحزب الله والتيار الوطني الحر؟

- وهل بامكان اي طرف ان يحدد النقاط المشتركة التي التقى حولها اطراف "اللجنة الرباعية" التي جمدت اعمالها منذ فترة رغم وجود اقطابها الأربعة في بيروت منذ ايام.

- وهل ان الحديث عن نعي اكثر من مسؤول من قيادتي امل وحزب الله للجنة الرباعية وهم ام حقيقة؟ رغم اعتراف قيادات منهما ان عملها كان خطأ كبيرا في ظل فقدان اي نقاط جامعة او مشتركة يمكن ان يتوصل اليها ممثلو أطرافها الأربعة.

وفي انتظار الأجوبة المفقودة على هذه الأسئلة المطروحة، تبقى الإشارة ضرورية الى ان احدا لن يتمكن من فرض الصيغة التي تلائمه. فالمعادلات معقدة ما فيه الكفاية ومحاولات الفرض انتهت واحدة تلو أخرى وتهاوت مشاريع حلم بها بعضهم لبعض الوقت قبل ان يكتشف سرابها. والى ان تتبدل المواقف فالرهان معقود على امكانية اجتراح العجائب في حال الوصول الى قانون يجمع ولا يفرق قبل الإصطدام بالمأزق الكبير. في ما يعتبر العارفون ان "قانون الستين" ما زال الأقوى وما يزيده قوة امكان اعادة النظر في بعض دوائره في الربع الساعة الأخير ليشكل المخرج الممكن رغم النتائج السلبية المترتبة على ما سيكون مطروحا في هذا الصدد.


القمة العربية: لبنان يطالب بدعم سياسي واقتصادي واجتماعي

المركزية- يحضر لبنان على اعلى المستويات في القمة العربية التي تعقد في ٢٩ اذار المقبل في الاردن، اذ يترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوفد الرسمي الوزاري الذي سيشارك فيها. وعلى الرغم من ان لبنان الذي ينعم بهدوء نسبي واستقرار امني ملحوظ لن يتصدر نقاشات القادة العرب في القمة الا ان الرئيس عون سيكون حتما من ابرز الحاضرين في القمة التي ستلتئم وسط استمرار الاوضاع الملتهبة في اليمن وليبيا وسوريا . وهذه المواضيع هي التي ستطغى على النقاشات الا ان لبنان الذي اعد ورقة يحملها الى القمة يطالب فيها العرب بدعم استقراره الامني والاقتصادي والاجتماعي ومد جيشه وقواه الامنية بالدعم اللازم للصمود في معركته ضد الارهاب. كما سيفرض على المجتمعين المساهمة في تقاسم الاثقال الملقاة على عاتقه جراء وجود العدد الهائل من النازحين السوريين والتعهد بدعمه والعمل على حل ازمة هؤلاء بالتوازي مع الحلول المطروحة للقضية السورية.


آلان عون: رئيس الجمهورية سيزور سوريا إذا استدعى الأمر ولكن حتى الآن لا مشروع لزيارتها ولا نريد فتح سجالات حول هذا الموضوع

السبت 11 شباط 2017/وطنية - تحدث عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب آلان عون، عن زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون، مصر والأردن مطلع الأسبوع المقبل، لافتا إلى أن "مصر هي من القوة العظمى عربيا، بالرغم من كل الانتكاسات التي تعرضت لها، ولها علاقات متينة بدول عدة، منها لبنان، الذي يسعى إلى توطيد العلاقات خاصة مع النظام الجديد، كما أن لبنان يتشارك ومصر التحديات الإقليمية نفسها، وكذلك يتشاركان في تقرير مصير هذه المنطقة". ولفت، في حديث تلفزيوني، إلى أن "الرئيس ميشال عون يخطط لزيارة بلدان عربية كثيرة، تلقى دعوات لزيارتها، منها: دول خليجية، وايران والعراق وغيرها، وكذلك دول أوروبية".وعن إمكانية زيارة الرئيس ميشال عون سوريا، قال: "سيقوم الرئيس عون، بكل ما يجد فيه مصلحة للبنان، بما فيه زيارة سوريا، إذا استدعى الأمر ذلك، ولكن حتى الآن، لا مشروع لزيارتها، ولا نريد فتح سجالات في الداخل حول هذا الموضوع".


الإشكالات بين أنصار ريفي والحريري ترسم علامات استفهام

دموع الأسمر/الديار/11 شباط 2017

ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري هذا العام لا يشبه السنوات الماضية في ظل الانقسام العمودي لقوى14 اذار اضافة الى الخلاف القائم في البيت الواحد بين من انحاز عن مشروع رفيق الحريري ومن معه..  هذا الاختلاف المتشنج اليوم بين ابناء الطائفة السنية حول من هم ورثة الشهيد رفيق الحريري تعتبره اوساط متابعة انه يؤدي الى مزيد من شرذمة الشارع السني والى مزيد من الفرق المتناحرة بينها في الوقت الذي يشهد لبنان على امتداده مصالحات وطنية بين احزاب خاضت حروب دموية فيما بينها كانت نتائجها خسارة في الارواح والممتلكات.

 واوضحت الاوساط ان هذا الاختلاف القائم اليوم بين ورثة مشروع رفيق الحريري سيحول الطائفة السنية الى كومبونات متفرقة الامر الذي يزيد من اضعاف هذه الطائفة على امتداد الوطن خصوصا بعد الاستحقاق الانتخابي النيابي الذي سيفرز كتلاً نيابية سنية وفي الوقت الذي سيضم مجلس النواب الكتل المسيحية والشيعية الكبيرة التي تستطيع من خلال تمثيلها الواسع المطالبة بمشاريع متنوعة ومتعددة لمناطقها بينما الكتل السنية سيكون موقفها محرجا وغير فاعل بسبب تفككها والتناحر القائم بينها.  ما يشهده الشارع الطرابلسي من نزاعات قائمة حول هوية القوى السياسية وتحديدا حول هويتها الوطنية تعتبر اوساط طرابلسية ان الاتهامات المتبادلة بين القوى السياسية ورمي الاتهامات جزافا حول من هو وطني اكثر من غيره يشعر الطرابلسيين بالخوف والقلق مما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع الامنية خصوصا قبل الاستحقاق الانتخابي بأيام وفي حال استمر التشنج بين انصار الحريري وريفي من جهة وانصار ميقاتي والحريري من جهة اخرى الامر الذي اعتبرته الاوساط انه يزيد من قلق المواطنين خصوصا ان البعض لا يرى في الاشكالات الامنية المتفرقة التي وقعت بين انصار الحريري في الزاهرية وفي باب الرمل ومنطقة القبة سوى مقدمات لما يمكن ان تشهده الساحة الطرابلسية خلال الحملات الانتخابية.   واعتبرت الاوساط ان البعض يرى ان هذا الاحتقان يمكن ان يؤدي الى توسعه ليشمل جميع المناطق والاحياء، واشارت الى ان انصار القوى السياسية باتت مختلفة في كل المواضيع حتى في من يحق له احياء الذكرى الثانية عشرة لاغتيال رفيق الحريري حتى بات الخلاف عليها عقيما، فانصار الحريري يعتبرون ان هذه المناسبة تخص عائلة الشهيد فقط اما انصار الوزير اشرف ريفي فترى ان ذكرى الشهيد رفيق الحريري ليست عائلية انما وطنية. وبين هذا وذاك تمضي ذكرى الحريري هذا العام وسط تناحر وانقسام لم يشهده الشارع الطرابلسي منذ عهد الراحل رشيد كرامي والنائب السابق عبد المجيد الرافعي..

 وتتابع الاوساط ان القوى السياسية تغرد في مكان والمواطنين في مكان اخر، ففي الوقت الذي يسعى فيه كل سياسي الى شد حبال حملته الانتخابية بحملات واسعة من الاستعراض والهجوم الاستباقي، يتمنى فيه المواطنون ان تنعم المدينة بالامان وان يمر الاستحقاق الانتخابي على المدينة بخير.

 وترى الاوساط الطرابلسية ان الاشكالات المتنقلة بين انصار ريفي والحريري تثير الرعب بين المواطنين الذين يرون ان ما تشهده المدينة هو مقدمة شرارة كبيرة في حال استمر الحريري في تحريض انصاره على الغاء كل منافسيه في طرابلس خصوصا ان سياسة الالغاء التي اعتمدها تيار المستقبل منذ 2005 ما يزال يمارسها رغم تراجع شعبيته الى ما دون النصف والاستحقاق الانتخابي القادم يعطي القوى السياسية حجمها الحقيقي لان طرابلس لم تعد حكرا على فريق سياسي بعد تمدد تيار الرئيس ميقاتي الشعبي الواسع وظهور حالة اللواء ريفي التي تأخذ حيزا على الساحة الطرابلسية فيما يتابع التيار الازرق تراجعه امام هذين التيارين الفاعلين على المستوى الشعبي الطرابلسي والشمالي عامة.


التيار: لا مرشّح للقوات على لائحتنا في جبيل

ليا القزي/الأخبار/11 شباط 2017

تنتظر القوى السياسية إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية حتى تبحث في تفاصيلها. ولكن يبدو أنّ التيار الوطني الحر حسم عدم تقديم أي مقعد للقوات اللبنانية في الدوائر التي يوجد فيها ثقل للناخبين الشيعة. قضاء جبيل إحدى هذه الدوائر، حيث ستكون لائحة عونية صرف.

التحالف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يُقلق مناصري النائب السابق فارس سعيد في قضاء جبيل. يبدو طبيعياً أن لا يُشكل توحيد جهود هذين الحزبين عامل طمأنينة بالنسبة إلى جمهور سعيد، بعد انتظارٍ دام 12 سنة ليروه من جديد في المجلس النيابي. في زمن الانقسام السياسي العمودي في البلد بين فريقي 8 و14 آذار، كانت قاعدتا القوات اللبنانية وسعيد الشعبيتان تتداخلان. واعتبرت قيادة معراب نفسها ممثلة بترشيح ابن قرطبا. اتفاق معراب والتسوية الرئاسية الأخيرة عدلا بالموازين. أصبح التيار والقوات يتصرفان على قاعدة أنّ الأحزاب والشخصيات المستقلة إما «تابعة» لهما وإما أن مدّة صلاحيتها قد انتهت. شخصيات 14 آذار غير الحزبية كانت على رأس لائحة «المنكوبين». هذه الهواجس يسمعها سعيد من مناصريه، وخاصة أبناء الجرد الجبيلي حيث ثقله. يسألونه عن خطته لمواجهة هذا التحالف في الانتخابات المقبلة، فيرد عليهم بالجواب نفسه الذي قاله لـ»الأخبار». في جبيل «نعاني من هيمنة حزب الله على القرار المحلي، برز هذا الأمر خاصة في عام 2009». يتحدث عن الانطباع السائد بأنّ «الصوت الشيعي هو الذي يُحدد نتيجة الانتخابات». انطلاقاً من هنا، سيواجه النائب السابق ثنائي التيار ــ القوات بسلاحهما. «نحن ننتمي إلى فريق يعاني من هذه التصرفات (حزب الله)»، يقول سعيد مطالباً رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس القوات سمير جعجع «بما يمثلان من رافعة مسيحية، واستناداً إلى مناداتهما برفع الوصاية الإسلامية عن المقاعد المسيحية، بأن يرفعا وصاية حزب الله عن مقاعد جبيل. وسنكون مستعدين للتعاون». هل تُهدّدهما؟ «نحن أناس مظلومون ومسلوبو الإرادة لا نُهدِّد»، يرد سعيد راسماً ابتسامة ماكرة على شفتيه، قبل أن يضيف، «هناك تحالف اسمه التيار ــ القوات، إذا لم يساعدني من أجل رفع الوصاية، فسأدافع عن نفسي».

 ما يخشاه سعيد ومناصروه لا وجود له سوى في خيالهم. فعملياً لم تظهر بعد أي بوادر لتحالف انتخابي بين التيار والقوات سوى في كلام ساسة الحزبين عن نيتهما الترشح معاً. كما أنّ مصادر في تكتل التغيير والإصلاح أبلغت «الأخبار» وجود استحالة في «منح القوات اللبنانية مقاعد في الدوائر التي يوجد فيها ثقل انتخابي شيعي».  في دورة الـ2009، بلغ عدد المقترعين في جبيل 50432 من أصل 75582 ناخباً، ونسبة الاقتراع 66.5%. المسيحيون اقترعوا بنسبة 66.8، نالت منها (في الأقلام المسيحية الصافية) لائحة التيار الوطني الحر 49.1% ولائحة 14 آذار 48.3% (التقدم الوحيد الذي حققه سعيد مسيحياً، كان في أصوات الموارنة فحصل على 49.9% وفي المرتبة الثانية حلّ النائب وليد خوري مع 49.1%). على جهة الطائفة الشيعية، كانت نسبة الاقتراع 67.7%، نال منها مرشحو لائحة التيار 93.1% مقابل 5.5% لـ14 آذار. استناداً إلى هذه الأرقام وإلى التمثيل الشعبي للقوى السياسية في جبيل، يعتبر مصدر محلي في التيار الوطني الحر أنّ «التيار يجذب نصف المسيحيين في جبيل من دون القوات وجمهور 14 آذار. والقوة الانتخابية الشيعية هي أكبر بكثير من تلك التي تملكها القوات». يذكر المصدر ذلك، ليقول إنّ «وجود القوات على اللائحة لن يُشكل إضافة». من الأسباب التي تُعذر ترشيح قواتي حزبي إلى جانب التيار «عدم التزام مناصري الأحزاب باللائحة كاملة. الأرجح أن يُشطّب مرشح القوات». أسماء المرشحين والتحالفات لم تُبحث جديّاً بعد بانتظار الاتفاق على قانون جديد للانتخابات. بالنسبة إلى التيار الوطني الحر، «المرشح الثابت هو النائب سيمون أبي رميا»، الذي نال أعلى نسبة في المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات الداخلية لاختيار مرشحي التيار إلى النيابة. المقعد الثاني «سيكون محصوراً بين النائب وليد خوري والطبيب ناجي حايك».  الصورة غير واضحة بعد على خط القوات اللبنانية. يقول منسقها في القضاء شربل أبي عقل إنّ الحزب لم يبحث التفاصيل الانتخابية بعد مع أي مكون حزبي آخر، بانتظار تبيان القانون الجديد. القوات تُركز عملها حالياً على ماكينتها الحزبية. لم يحسم هذا الفريق إن كان أبي عقل مُرشحه أو لا، على العكس من فارس سعيد الذي يؤكد: «طبعاً أنا مُرشح». ورداً على سؤال إن كان لا يخشى الخسارة للمرة الثالثة، يجيب «أنا والناس حالة خاصة، لن أخسر. وهم لا يريدونني أن أنجح بقدر ما يريدون رفع وصاية حزب الله». على الرغم من وضعه الصعب انتخابياً نتيجة التفاهمات السياسية وارتياح القاعدة إلى انتخاب «رئيس قوي» للجمهورية، ما من شأنه أن يرفع نسبة المؤيدين للائحة «العهد»، يعتبر سعيد أنه ليس «محشوراً، فمواجهة حزب الله هي مثل داء السكري، تعايَشنا معه». التباين في حديثه بينه وبين سياسة القوات اللبنانية واضحة. يُعبر عن هذا الاختلاف يومياً بتغريداته على «تويتر». وهو اعتبر سابقاً أن القوات استسلمت لحزب الله. ولكن مع قرب الانتخابات النيابية، يصون سعيد كلماته وهو يتحدث عن جعجع وحزبه. يقول: «العلاقة بيني وبين القوات خاصة. تربطني صداقة مع ستريدا وسمير جعجع وتفاهم مع القاعدة القواتية». فعل الصداقة تُرجم يوم الخميس في الوقفة الشعبية التي نظمها سعيد أمام مستشفى مارتين في جبيل لملاقاة جثمان والدة جعجع.


مكتب ريفي: لم نشارك ولم نبعث ممثلا الى احتفال السفارة الايرانية

السبت 11 شباط 2017 /وطنية - صدر عن مكتب اللواء أشرف ريفي الآتي: "تتداول بعض مواقع التواصل الإجتماعي خبرا عن مشاركة ممثل للواء أشرف ريفي في إحتفال السفارة الإيرانية في بيروت. يهمنا التأكيد أن أي ممثل عن اللواء ريفي لم يشارك في هذا الإحتفال، وأنه لا توجد أي علاقة أو تواصل مع ممثلي إيران بسبب سياستها العدوانية تجاه لبنان والمنطقة، فاقتضى النفي والتوضيح".


قاسم: إيران نقلت المنطقة من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات

السبت 11 شباط 2017/وطنية - اكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها في احتفال ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، في مجمع المجتبى ان "إيران نقلت المنطقة من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات". وقال: "كسرت إيران التبعية للغرب والشرق، وعززت استقلالها كعنوان من عناوين استقلال شعوب المنطقة، ودعمت مقاومة الشعوب المستضعفة التي واجهت الاحتلال الإسرائيلي وكل أنواع الاحتلالات في منطقتنا، واليوم قدمت الجمهورية الإسلامية الأمل لشعوب المنطقة والأمل بأن التغيير ممكن، وأن الاستكبار ليس قدرا لازما، وأن بإمكاننا أن نصنع خياراتنا في مواجهة الظلم والاحتكار والاحتلال وصنع المستقبل. لو أرادت دول الخليج أن تزدهر أكثر وأن تعيش مطمئنة أكثر، وأن تستثمر إمكاناتها وطاقاتها، لكان عليها أن تتعاون مع إيران، التعاون مع إيران قوة للخليج وأمنه واستقراره ومستقبل هذه المنطقة بأسرها، إيران هي التي هزمت إسرائيل في إيران والمنطقة، وهي التي تحولت من شرطي الخليج بيد أمريكا لقهر الدول العربية والإسلامية إلى حام لقضايا العرب والمسلمين، كيف لا يتعاونون معها وهي التي قدمت هذا الخير وهذه المكانة". اضاف: "لطالما مدت إيران يدها إلى السعودية ودول المنطقة، تقول لهم: تعالوا من أجل أن نتعاون ونرى موارد الخلاف، ونتفق على مستقبل هذه المنطقة ونحافظ على استقلالنا، لكنهم يرفضون دائما لأن أمريكا لا تقبل وإسرائيل لا تنتفع من هذه العلاقة، ومع ذلك ستستمر إيران في موقع مد اليد. إيران تدفع ثمن وقوفها إلى جانب المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتدفع ثمن وقوفها إلى جانب حزب الله ومقاومة العدو الإسرائيلي، وإلى جانب كل أحرار المنطقة والعالم، ولكنها مقتنعة بقيادة قائدها الفذ الإمام الخامنئي أن تكون في موقع الخدمة والصدارة والعطاء والتضحية". وختم قاسم: "ان ايران نقلت المنطقة من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات، ومن عصر التحكم الدولي إلى عصر الاستقلال، ومن عصر التمهيد لإسرائيل إلى عصر التمهيد لدول عزيزة وقادرة، واستطاعت إيران أن تتقدم في كل الميادين العلمية والثقافية والسياسية والأخلاقية والتربوية، إيران دعمت لبنان، وحزب الله يعتز بأن دعمه من إيران، ولكن إيران لم تطلب شيئا لا من حزب الله ولا من لبنان، لقد أعطت ولم تأخذ، لقد منحت ولم تسترد، لقد بذلت جهودا وأموالا وسلاحا وإمكانات لمصلحة استقلالنا وتحرير أرضنا دون أن تطلب أو تحصل على بدل، والواقع يشهد".

 

مشروع قانون ميقاتي يجابه بـ«فيتو» مستقبلي: لا للنسبية الكاملة…

إعداد جنوبية 11 فبراير، 2017/كان لدخول مشروع قانون مبقاتي على خط طرح القوانين الانتخابية وقعه على الساحة السياسية اللبنانية، وقد سارع تيار المستقبل على لسان نائبه عمار حوري الى اعلان رفضه للقانون لانه "يعتمد على النسبية الكاملة". كتبت صحيفة “المستقبل” تقول: انتخابياً، لا يزال القانون العتيد في طور المراوحة والترقّب بين تصاريح سياسية تحدد الرؤى المتقاطعة حيناً والمتقابلة أحياناً، ومعطيات رئاسية تشكل صمام الاطمئنان إلى أنّ مسار المشاورات الجارية لا بد من وصوله إلى نقطة الالتقاء الوطني على مشروع توافقي للقانون الجديد. فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون المياوم على الدفع قدماً باتجاه إقرار قانون الانتخاب، وضع هذا القانون أمس بين خطّين متوازين في الأهمية على خارطة الأولويات الرئاسية، أولهما “عدم الخروج عن الطائف” والثاني “عدم إلغاء أحد”. أما رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فأبدى من بشرّي تفاؤله بولادة القانون المأمول بعيداً عن أي تهويل بالعامل الزمني الداهم، مؤكداً إثر تقديمه واجب العزاء بوفاة والدة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “متابعة العمل الحكومي بجهد كبير”، بينما أتت مشاوراته الهاتفية أمس مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لتضيء على جانب من الجهود الحكومية المبذولة دولياً في سبيل استنهاض الدولة، سيّما وأن الحريري بحث مع ميركل على مدى نصف ساعة في “الدعم المطلوب من المجتمع الدولي لمخططات النهوض الاقتصادي للحكومة اللبنانية والمقاربة التي تعتمدها لمواجهة أعباء النزوح السوري على لبنان واقتصاده وبناه التحتية”. وقد قال الرئيس نجيب ميقاتي في مؤتمر صحافي امس، “ان مشروع القانون الانتخابي الذي وضع خلال حكومته ويعتمد على النسبية هو الانسب وافضل الممكن”. وقد رد النائب عمار حوري عليه بالقول “ان مشروع الرئيس نجيب ميقاتي هو خارج النقاش بالنسبة للمستقبل، لانه يعتمد على النسبية الكاملة”، نافيا علمه بما نقل من معلومات عن ابداء الرئيس سعد الحريري استعداده لدراسة النسبية المطلقة.

واضاف حوري ان الحديث عن صيغة قريبة من المختلط توصل اليها تيار المستقبل ويسعى الى تسويقها، ليست سوى صيغة القانون المختلط الذي وضعه التيار مع القوات والحزب التقدمي الاشتراكي.

وذكرت الوكالة المركزية امس ان البحث يتركز حاليا، خلف الكواليس، على صيغة جديدة للقانون المختلط الذي يجمع النظامين النسبي والاكثري حيث يخضع لتعديلات وروتشات ليتمكّن من مراعاة مبدأ وحدة المعايير الى أقصى حد، ويطمئن هواجس المكونات القلقة. وتشير المعطيات الى ان المستقبل والوطني الحر والقوات اللبنانية تنشط على هذا الخط، انطلاقا من ادراكها ان النسبية الكاملة، مرفوضة من قبل تيار المستقبل والحزب الاشتراكي، واقتناعها بأنه لا يمكن انجاز أي خرق الا عبر قانون يجمع النظامين الانتخابيين. ورغم التعقيدات التي ترافق عملية البحث عن قانون جديد، يصرّ أركان السلطة على ضخ جرعات تفاؤلية في الاجواء المحلية. وفي هذه الخانة، يصب موقف وزير الاعلام ملحم الرياشي الذي أكد ان قانونا جديدا للانتخابات سيبصر النور خلال الايام العشرة المقبلة وسيكون جامعا لنظاميّ التمثيل النسبي والأكثري، مشددا على أن الهدف الأول لهذا القانون هو رفع أي ظلم عن تمثيل أي مكون في المجتمع اللبناني، في حين أكد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول أن قانون الانتخاب الجديد سيبصر النور خلال أسبوع أو أسبوعين. وقد أكد الرئيس ميشال عون امس أن ما نطرحه في شأن قانون الإنتخاب لا يخرج عن الطائف لأنّ وثيقة الوفاق الوطني تنص على قانون إنتخابي يحترم العيش المشترك، مشيرا أمام وفد من الحزب الديموقراطي اللبناني برئاسة الوزير طلال أرسلان، الى اننا نعمل لتمكين الأقليات من أن تتمثل، سواء كانت طائفة أو أقلية داخل الطائفة، فبذلك تتحقق العدالة، لافتا الى أن ما من أحد يريد إلغاء أحد، لأننا إذا فقدنا أحدا من مكوناتنا الإجتماعية والسياسية فاننا نلغي الصفة اللبنانية لوجودنا.

وكان الرئيس عون حضر امس الاول قداس عيد مار مارون، وسوف يغادر الاثنين المقبل على رأس وفد يضم الوزراء باسيل، وعلي حسن خليل، والمشنوق وأفيديس كادانيان، ورفول الى القاهرة، حيث يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على ان ينتقل من القاهرة الى الاردن. وقالت المركزية ان عون سيزور روسيا خلال شهر شباط الجاري.

 

بعد توترات ودعاوى: إشكالات واعتداءات في كفررمان

خاص جنوبية 11 فبراير، 2017/لا تزال حلقات الأخذ والردّ بين رئيسي البلدية الحالي والسابق ياسر علي أحمد وكمال غبريس تتفاعل، وانفجرت النفوس المحقونة أمس بين الجهتين لتترجم على ارض الواقع إلى إشكال وإعتداء، وهو ما يظهر مدى التوتر الحاصل بين أبناء البلدة.

قصة إبريق الزيت في “كفررمان” بدأت تتوسع للتخذ إطار تضارب واشكالات بين الفريقين المتنازعين حول البلدية، وهو ما ينذر بأزمة حقيقية ومستمرة في البلدة يعكر اجواؤها هذا الجدال الذي تارة يظهر في الاعلام وتارة يجد مكانه في وسائل التواصل الاجتماعي ليتحول العالم الافتراضي إلى مسرح لتبادل الاتهامات والشتائم بين أبناء البلدة المقسومين إلى فريقين بين مناصري رئيس البلدية الحالي علي أحمد من جهة والسابق كمال غبريس من جهة أخرى. هذه الازمة اوصلت الامور الى حدها الأمور في البلدة إلى حدّها، فوقع الإشكال بعدما شتم أحد مناصري علي أحمد لغبريس على “الفايسبوك” وتطاول عليه بالشخصي، هذا عدا عن انتهاك حرمة الموت عبر التعرض لحسين كمال المتوفي. عندها تم تداول اخبار عن إعتداء عدد من الشبان المناصرين لغربيس على منزل شقيق رئيس البلدية الحالي نادر . وتخلل هذا الاشكال سحب للسلاح.

فيما يقول الطرف الأخر إن إشكال كلامي وقع ليل أمس بين شبان من بينهم إبن غبريس القاصر عباس، أمام منزل نادر علي أحمد في البلدة، وعلى منزل علي عفيف شكرون وهو أحد الذين تهجموا على الغبريس على مواقع التواصل. هذا الإشكال إستدعى تدخل القوى الأمنية وتم توقيف المعتدين الذين عرف منهم: ع.غ وأ.غ وك.غ. وع.م و ز.م و م.ض الذين اعتقلتهم قوى الامن الداخلي وأجرت التحقيقات معهم وأفرجت عنهم عند الواحدة والنصف ليلا.

وتشير مصادر متابعة من البلدة ” أن الاشكال الفردي وقع بين نجل غبريس وبين شقيق وابن شقيق ياسر علي أحمد اللذان تقدما بإبلاغ عن إعتداء وسحب سلاح. وقد تمّ إطلاق سراح المعتدين بعدما تبين أن الخلاف كان على خلفية ما كتب على وسائل التواصل، كما تمّ التأكد أن الإشكال لم يتخلله إستخدام للسلاح كما زعم أنصار رئيس البلدية الحالي”. وكما تأسف غبريس في حديثه لـ “جنوبية” “لما حصل أمس وأعرب عن أسفه لوصول التوتر إلى حده في البلدة. وقال “اذا كان رئيس البدية ترتفع رتبته بالتطاول على الأموات والشهاداء فلتكن”.

كما أوضح ان “الاشكال بدأ عندما تناول عدد من الافراد كرامة ابني الشهيد وشقيقي الشهيد وهما ينتميان إلى حركة أمل”، موضحا ان “ابنه القاصر عباس شارك في الاشكال وقد سلم نفسه للقوى الامنية التي اخلت سبيله وان النيابة العامة وضعت يدها على الموضوع”. وأكد انه “يضع نفسه تحت القانون وليس فوقه”، معتبرا ان “المجلس البلدي في كفررمان الحالي جاء مدعوما منه، وان اي مجلس هو للسلم الاهلي وليس للفتنة والتفرقة”. وقد حذر غبريس من خطورة هذا الكلام على مواقع التواصل “ومدى خطورته على السلم الأهلي بسبب إثارة الفتن وزيادة التشنج الحاصل في البلدة”.في المقابل، أعلن رئيس البلدية تأجيل المؤتمر الصحافي الذي كان مقررا اليوم للكشف عن ملابسات الأحداث التي شهدتها البلدة ليل أمس.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

محادثات جديدة في أستانا بمشاركة وفدي النظام والمعارضة

السبت 15 جمادي الأول 1438هـ - 11 فبراير 2017م/أكدت وزارة الخارجية في كازاخستان، السبت، مشاركة الوفدين السوريين وفد النظام والمعارضة المسلحة في محادثات أستانا منتصف الشهر الجاري. جاء ذلك بعدما أعلنت وزارة الخارجية أن جولة محادثات سورية جديدة ستعقد في أستانا الأربعاء والخميس المقبلين، وستركز على تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا واتخاذ إجراءات لفرض الاستقرار في مناطق معينة وإقرار قواعد لمجموعة عمل مشتركة والاتفاق على تدابير أخرى لتثبيت وقف إطلاق النار. فيما تم توجيه دعوة لوفدي الحكومة السورية والمعارضة إلى جانب مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا لتلك الاجتماعات التي ستعقد يومي 15 و16 فبراير. جاء ذلك فيما تتواصل اجتماعات المعارضة السورية في الرياض لليوم الثاني على التوالي. وكانت مصادر في الائتلاف السوري لقوى المعارضة والهيئة العليا للمفاوضات أكدت في وقت سابق أن أجواء إيجابية تسود اجتماع المعارضة السورية في الرياض، الذي بدأ الجمعة ويستمر اليوم السبت، للبحث في تشكيلة وفدها إلى محادثات جنيف4 المرتقبة في الـ 20 من الشهر الجاري، والتي علم أنه سيضم 20 مفاوضاً و20 استشارياً من جميع أطياف المعارضة السياسية والعسكرية.

وقد تباحث الطرفان خلال يومين من المحادثات، سبل تقوية الشراكة بين اليابان والولايات المتحدة الأميركية، لعقود من الزمن، بعدما تخوفت طوكيو من تأثر علاقتها بواشنطن، عقب وصول ترمب إلى سدة الحكم، والمواقف المترددة للجمهوريين من ملفي التجارة والأمن.

وقد دعا ترمب ضيفه الياباني إلى منتجعه "مار آلا غو" في فلوريدا، لممارسة رياضة الغولف، بعد إنهاء مباحثاتهما بواشنطن.

 

سيول: كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا

الأحد 16 جمادي الأول 1438هـ - 12 فبراير 2017م/سيول- فرانس برس/أطلقت كوريا الشمالية الأحد صاروخا باليستيا باتجاه بحر اليابان بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية. وأوضحت الوزارة أن الصاروخ أطلق حوالى الساعة 07,55 بالتوقيت المحلي الأحد (22,55 ت غ السبت) انطلاقا من قاعدة بانغيون الجوية الواقعة في غرب كوريا الشمالية، لافتة إلى أنه اتجه نحو الشرق باتجاه بحر اليابان.

 

منظمة العفو تتحدى الأسد: افتح أبواب السجون

السبت 15 جمادي الأول 1438هـ - 11 فبراير 2017م/دبي - العربية.نت/في رد على مقابلة رئيس النظام السوري بشار الأسد الجمعة مع موقع ياهو، والتي انتقد فيها تقرير منظمة العفو الدولية حول سجن صيدنايا، معتبراً أنه مزور وغير ذي مصداقية، طالبت "أمنيستي" الأسد بأن يشرع أبواب سجونه في وجه المراقبين الدوليين للاطلاع على أوضاع المعتقلين، إن كان لا يخشى شيئاً وليس لديه ما يخفيه. وفي بيان على موقعها الإنجليزي أشارت إلى أن الأسد أكد في مقابلته أن التقرير يفتقد للوثائق والأدلة، على الرغم من أنه قال "إنه لم يزر يوما سجن صيدنايا بل هو متواجد في القصر الرئاسي"، لذا ما عليه بحسب المنظمة إلا أن يدع المحققين يدخلون السجون للتحقق. وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، فليب لوثر، في رد نشر على موقع المنظمة: إذا لم يكن لدى الأسد ما يخفيه، فيجب عليه أن يسمح فورا للمراقبين بزيارة سجن صيدنايا وسائر أماكن الاحتجاز الأخرى في سوريا". وكانت المنظمة أصدرت الأربعاء تقريراً حفل بالشهادات المروعة والصادمة لما يحدث في "مسلخ صيدنايا البشري"، من شنق وتعذيب، وأفاد بأن 13 ألف سوري قتلوا حتى عام 2015 في هذا السجن المروع.

 

المعارضة السورية: وفد جنيف يضم 20 مفاوضاً و20 استشاريا

السبت 15 جمادي الأول 1438هـ - 11 فبراير 2017م/دبي - قناة العربية/كشفت مصادر لقناة العربية أنه تم الاتفاق على اسم محمد صبرا في منصب كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى جنيف4، ونصر الحريري رئيساً للوفد.

وكان المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، سالم المسلط، أكد في اتصال مع قناة "الحدث"، السبت، أن اجتماعات المعارضة السورية لا تزال مستمرة في الرياض لليوم الثاني على التوالي، وأنه خلال ساعات سيتم الإعلان عن أسماء الوفد الموحد المشارك في مفاوضات جنيف 4.

وكشف أن هذا الوفد الذي يمثل كافة الأطياف السياسية المعارضة، فضلاً عن الفصائل المسلحة، سيضم 20 مفاوضاً، و20 استشارياً من قانونيين وسياسيين مهمتهم دعم الفريق المفاوض.

كما أوضح أن الوفد سيضم جميع الفصائل المسلحة بمن فيهم من شارك في مؤتمر أستانا في 23 يناير الماضي، مشدداً على أن المجتمعين راعوا مسألة أن يكون الجميع ممثلون في الوفد، بمن فيهم الأكراد والعرب والمسيحيون، بالإضافة إلى ممثلين عن منصتي القاهرة وموسكو.

وختم حديثه مشدداً على أن مطالب الوفد تستند إلى القرارات الدولية، لاسيما القرار 2118 والقرار 2254 وبيان جنيف 1، ولا مرجعيات أخرى.

أجواء إيجابية

وكانت مصادر في الائتلاف السوري لقوى المعارضة والهيئة العليا للمفاوضات أكدت في وقت سابق أن أجواء إيجابية تسود اجتماع المعارضة السورية في الرياض، الذي بدأ الجمعة ويستمر اليوم السبت، للبحث في تشكيلة وفدها إلى محادثات جنيف 4 المرتقبة في الـ 20 من الشهر الجاري.

كما أشارت المصادر إلى توجيه دعوة مباشرة إلى منصتي المعارضة السورية في القاهرة وموسكو للمشاركة، وإلى مناقشات لا تزال قائمة حول حجم تمثيلها في الوفد.

كذلك، كشف المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، منذر ماخوس، عن سعي هيئة التفاوض لضم منصتي القاهرة وموسكو إلى وفد المعارضة إلى جنيف، إلا أنه لا إجابات بعد.

وفي سياق متصل، أكد الائتلاف السوري، الجمعة، وجود توافق بين الائتلاف وهيئة المفاوضات والفصائل العسكرية على تشكيل وفد موحد إلى جنيف، قادرٍ على تحقيق مطالب الشعب السوري، والتوصل لنتائج إيجابية.

 

شاهد أطول وأطرف مصافحة بين آبي وترمب

السبت 15 جمادي الأول 1438هـ - 11 فبراير 2017م/دبي - العربية.نت/في مصافحة بروتوكولية اعتبرت الأطول من نوعها والأكثر طرافة، قال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، "أرجوك انظر إلي". جاء ذلك خلال التقاطهما صوراً أمام الصحافة بالبيت الأبيض، الجمعة، حيث ظهر آبي في الفيديو الذي تناقلته وسائل الإعلام، وهو يشد بقوة يد ترمب لحوالي 20 ثانية، وحين سأله الرئيس الأميركي عما كان يقوله المصورون اليابانيون، قال المسؤول الياباني بعد ثوانٍ" أرجوك انظر إلي"، من دون أن يتضح أنه كان يترجم كلام المصورين، أم أنه طلب من ترمب النظر إليه. وعقب المصافحة الطويلة علق ترمب قائلاً "لديه يدان قويتان". وقد تباحث الطرفان خلال يومين من المحادثات، سبل تقوية الشراكة بين اليابان والولايات المتحدة الأميركية، لعقود من الزمن، بعدما تخوفت طوكيو من تأثر علاقتها بواشنطن، عقب وصول ترمب إلى سدة الحكم، والمواقف المترددة للجمهوريين من ملفي التجارة والأمن.وقد دعا ترمب ضيفه الياباني إلى منتجعه "مار آلا غو" في فلوريدا، لممارسة رياضة الغولف، بعد إنهاء مباحثاتهما بواشنطن.


ترامب مستمر بالحشد ضد إيران

حلا نصرالله /جنوبية/11 فبراير، 2017

منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيادة «أعظم امة في العالم» والسؤال يدور في فلك «هل يشن ترامب حرباً على إيران؟». التوتر بين أميركا وإيران يحتدم ورغم التلويح بالحرب إلا ان البعض يرى حديث الطرفين عن نشوب نزاع محط سخرية بسبب التجارب السابقة. في تصريح جديدة، أنذر الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الرئيس الإيراني حسن روحاني بعبارة «إحذر أفضل لك» واتت عبارة ترامب بعد أن هدد روحاني بأن “الإيرانيين سيجعلون واشنطن تندم على استخدام لغة التهديد تجاه طهران”. وقال الرئيس روحاني هذا في كلمة ألقاها أمام عشرات الآلاف من الإيرانيين المشاركين بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإيرانية في طهران. وعندما سئل ترامب لاحقا عن تصريحات روحاني، اجاب «من الافضل له ان يبقى حذرا». واضاف أن «على الذين يتوعدون حكومتنا وقواتنا المسلحة ان يعلموا ان شعبنا موحد وسيقاوم حتى النهاية بمواجهة اعدائنا». بالمقابل، وبعد بضعة أسابيع على وصول الإدارة الأميركية الجديدة، حققت السعودية تقدماً في إعادة موضعة نفسها كجزء أساسي في منطقة الشرق الاوسط وذلك بعد التهميشِ الذي لحق دورها خلال حقبة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما. أما اخر إنجازات السعودية، فهو حصولها ليل البارحة على ميدالية “جورج تينت” من قبل وكالة الإستخبارات الاميركية المركزية “تقديراً لها على جهودها في مكافحة الإرهاب وإسهامها اللامحدود في اعمال بسط الأمن والسلم الدوليين”.

وتسلم الميدالية الأميركية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، الذي لعب دوراً أساسياً في مكافحة تنظيم القاعدة وتنظيمات إرهابية إخرى داخل السعودية، قد ألقى بن نايف كلمة أعقبت ختام الحفل التكريمي قال فيها أن “المعتقدات والأفعال الشيطانية للفئات الإرهابية تتبرأ منها الأديان السماوية”.

وفي الأونة الاخيرة تحدث البنتاغون الأميركي عن جهوزية صفقة الأسلحة بين واشنطن والرياض وتبلغ قيمتها مليار دولار وتأتي الصفقة في إطار تعزيز تعاون البلدين العسكري في الخليج العربي، وعقبت واشنطن على الخطوة بالقول “هذه الصفقة ستعزز أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة، من خلال تعزيز أمن حليف مهم ما زال قوة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط”.

وفي سياق متصل كان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قد وصف إيران بأنها أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم ولقي تصريحه قبولاً شديداً من قبل العديد من الدول العربية والغربية وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران بسبب تجربتها صاروخا باليستيا، وأثارت قبل يومين الصحف الأميركية نبأ مفاده إقدام طهران على إجراء تجربة صاروخية جديدة، إلا أن الأخيرة علق على الأمر بالأخبار الكاذبة.

ويدرس الكونغرس حالياً قانون لإدراج منظمة الحرس الثوري الإيراني ضمن لائحة الإرهاب الأميركية، وتشير التقارير بأن مثل هكذا خطوة قد تؤدي إلى نتائج خطيرة بعد تحذير مسؤولين أميركيين من أن القيادة الإيرانية قد ترد عبر تحريك الشيعة في العراق. وفي السنوات الخمس الفائتة تمكن الحرس الثوري من تمتين دوره في العراق، وإنشاء كيان عسكري يضم مئات المنظمات الشيعية، ويشرف الحرس الثوري من خلال قوات القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني على الحشد الشعبي، ويتلقى توجيهاته العسكرية من إيران رغم نفي العراق لأكثر من مرة ذلك. وحذر مسؤولون أميركيون من أن الحرس الثوري في حال طاله قانون التصنيف الإرهابي فإنه لن يتواني عن إستهداف الأميركيين المتواجدين في العراق، مما سيؤدي إلى إنهيار التحالف المبطن بين قوات الحشد الشعبي الممولة من إيران والقوات المسلحة الأميركية اللذين يشاركان سوياً في العمليات العسكرية ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في مدينة الموصل. من جهة اخرى أشارت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عبر مقال نشر اليوم جاء بعنوان “ترامب سيشعل حربا مع إيران وهو ما يخدم تنظيم داعش”، الى ان ترامب لن يردعه أحد من شن حرب على إيران مستلهماً سياسات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل في تعامله مع إيران. وبحسب الصحيفة يطالع ترامب كتبا في الوقت الراهن، كتب تاريخ متخصصة بسرد تفاصيل الحروب القديمة، أكثر من اهتمامه بالأحداث الجارية خلال العصر الحالي، ومن بين تلك الكتتب “معركة غاليبولي” التي تناولت حقبة تشرشل ودوره البارز في رسم سياسة المنطقة. ولفتت الصحيفة إلى أن الشرق الاوسط يتمتع بخاصية في بنيته قابلة لنشوب الحروب بإستمرار، وعلى القيادات البارزة أن تمتنع عن الوقوع في الأخطاء لأنها تؤدي دائماً على نتائج كارثية ولا يمكن إعادة إصلاحها. وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي الجديد يسعى لإصلاح المنطقة بعد ما باءت محاولة الرؤساء اميركا السابقين بالفشل.

ومن بين تلك المحاولات، تجربة الرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش بإصلاح الشرق الأوسط عبر إحتلال العراق واسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ولكن الإدارة الأميركية الجديدة تتهم ادارة بوش بأن قرار الدخول إلى العراق كان كارثياً. كذلك سعى الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما إلى تكرار المحاولة عبر التقرب من إيران وسحب القوات الأميركية من العراق وتجنب الغرق في وحل الحرب السورية، لكن ما لبث ان تحولت إيران إلى حوت إبتلعت من خلاله أجهزة العراق الأمنية والعسكرية والدبلوماسية وبسطت قواتها المقاتلة إلى جانب جيش الأسد سيطرتها على عدد من المدن السورية.

ومن جهة اخرى، يحاول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التملص من خوض توريط بلاده بالمزيد من النزاعات الإقليمية خصوصاً وأن جهات عسكرية عراقية شاركت ومازالت تشارك في عدد منها. وفي إتصال هاتفي جرى اليوم بين العبادي والرئيس الاميركي دونالد ترامب، أكد رئيس حكومة العراق على “أن العراق لن يشارك في الصراعات الإقليمية والدولية”.

أما عن روسيا العالقة بين تحالفها مع طهران في سوريا وسعيها للتقارب مع أميركا لحل الصراعات وتوطيد جهود مكافحة الإرهاب، فتشير الباحثة آنا بورشفسكايا عبر دراسة لها في “معهد واشنطن” إلى ان من الممكن لإدارة ترامب إستغلال عدة نقاط لتوسيع الفجوة بين طهران وموسكو ولكن من المستحيل كسر التحالف بينهما لأنه تحول في الأونة الاخيرة إلى حلف إستراتيجي يجني ثماره.

وفي مقال لـ”زا اتلنتك” حول إمكانية نشوب حرب أميركية – ايرانية، يشير إلى ان التوتر الاميركي الذي انطلق مع بوش ومر به اوباما وصل إلى ترامب وهو يقف على فوهة بركان، لأن الطرفين يقفان على نقيض كبير في النزاع أكان في سوريا واليمن والعراق وروسيا ولبنان وفلسطين والبحرين.  وبدلاً من نشر الديمقراطية في إيران إنطلاقاً من العراق نشرت إيران ثيوقراطيتها في بغداد، لذلك فإن ترامب على عكس الرئيسين الاميركيين السابقين، لا يميّز بين إيران الشعب وإيران الحكومة بل يعتبرهما كياناً واحداً.


العربي الجديد : طهران ــ واشنطن: توتر متصاعد وتهديدات مطعّمة باستعدادات عسكرية

السبت 11 شباط 2017/وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : لطالما ارتبط إحياء ذكرى الثورة الإسلامية في إيران بشعارات العداء لأميركا، وبالتأكيد على استمرار سياسات الجمهورية الإسلامية الداخلية والإقليمية والدولية على حدّ سواء. لكن الذكرى الثامنة والثلاثين حملت طابعاً أكثر حدة، أمس الجمعة، خصوصاً أنها تأتي بعد ذكرى سابقة، جرّبت إيران خلالها أجواء التهدئة إبان التوصل للاتفاق النووي مع الغرب. وانعكس هذا التصعيد في تصريحات المسؤولين، وفي شعارات المتظاهرين ممن خرجوا هاتفين ضد الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب. وجاءت أجواء الشارع مشابهة لقرع الطبول العسكرية مجدداً بين واشنطن وطهران، أيام ما كان عليه الحال في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد. وأظهر الإيرانيون، شعبياً ورسمياً، امتعاضاً حادّ اللهجة من التصريحات الصادرة أخيراً عن الإدارة الأميركية، ومن قرار ترامب الذي أدى لفرض عقوبات جديدة على شخصيات وكيانات إيرانية، أو مرتبطة بإيران، على خلفية تجربة صاروخية باليستية، قالت عنها واشنطن في البداية إنها تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي 2231، والذي يمنع البلاد من امتلاك أسلحة من هذا النوع. وهو ما رفضته إيران جملة وتفصيلاً، كون الصواريخ غير قابلة لحمل رؤوس نووية، ما يعني عدم ارتباط الملف التسليحي بالملف النووي، بحسب مسؤوليها. وقبل أيام قليلة، علّق المرشد الإيراني علي خامنئي على تهديدات ترامب كذلك، وعلى تصريحاته التي أفاد خلالها بأنه على إيران أن تكون ممتنة للرئيس السابق باراك أوباما، متهماً إياها بدعم الإرهاب، ومؤكداً أن كل الخيارات ستكون متاحة على الطاولة للتعامل مع هذا البلد مستقبلاً، فذكر خامنئي بالمقابل أن الإيرانيين سيردّون على ترامب في ذكرى انتصار الثورة.

تساءل المرشد حينها عن الأسباب التي تستدعي أن تقدم طهران شكرها لأوباما، "ففي زمنه فرضت العقوبات، ودعمت واشنطن الحرب في سورية والعراق، ووقفت مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ومدّت يد العون لفتنة عام 2009"، حسب وصفه، في إشارة منه لاحتجاجات الحركة الخضراء، والتي أثارها مناصرو المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي تشكيكاً بنتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها أحمدي نجاد بدورة رئاسية ثانية، وكبرت دائرتها بعد ذلك.

وتقدّم خامنئي بالشكر لترامب، معتبراً أن سياسات هذا الأخير كشفت الوجه الحقيقي لأميركا، وهي المهمة التي كانت تقع على عاتق إيران، فسهّل عليها الأمر. فتحولت جملته هذه لشعار انتشر في كل مكان في ذكرى انتصار الثورة، وهو ما جعل كثراً يعلقون على العقوبات الأميركية الجديدة، مبدين عدم ثقتهم بواشنطن التي لطالما استعدت إيران، سواء بوجود الاتفاق النووي، أو بعدمه. وحتى إن وجد على الأرض من شارك في تظاهرات إحياء ذكرى الثورة ممن يدعون للتقارب مع الغرب، والاستفادة من مكتسبات الاتفاق النووي، وهم ذاتهم من أيدوا خطاب الانفتاح والدبلوماسية، إلا أن قرار ترامب المعلّق، والمرتبط بحظر سفر مواطنين من سبع دول على رأسها إيران إلى الأراضي الأميركية، جعل كثراً في الداخل ومنهم هؤلاء، ممتعضين من السياسة الأميركية الجديدة.

وتوجّه ملايين الإيرانيين، بحسب الإحصاءات الرسمية، وبينهم مئات من أفراد الجيش والشرطة، إلى ميدان أزادي (الحرية) في طهران لإحياء ذكرى الثورة. وحملوا لافتات كُتب عليها "الموت لأميركا" وحملوا دمى لترامب، بينما عزفت الشرطة العسكرية الأغاني الثورية الإيرانية تلبية لدعوة خامنئي يوم الثلاثاء، للمشاركة في الاحتجاجات، لتأكيد أن إيران لا تخشى "التهديدات" الأميركية.

وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لأشخاص يدوسون صورة لترامب في المسيرات، بمشاركة أغلب القيادات السياسية والعسكرية في البلاد، وبرز من بينهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني. كذلك حمل بعضهم صوراً لترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي كُتب تحتها "الموت لثلاثي الشيطان".

بدوره، أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني تحفّظاً على كل ما يجري من قبل الطرف الأميركي، وهو ما فتح ناراً تؤشر على أن مستوى العداء مع أميركا بعد وصول ترامب للبيت الأبيض بات أكثر حدة. وقال روحاني خلال كلمته بمناسبة ذكرى الثورة، إنه "يجب مخاطبة الشعب الإيراني باحترام وبأن الولايات المتحدة ستندم على استخدام هذا الخطاب". وأكد أن "بلاده لن تسكت على الخيانة الأميركية للإيرانيين، وأخذ أموالهم وحقوقهم عنوة"، في إشارة منه للأموال الإيرانية المجمّدة في المصارف الأميركية، والتي قررت واشنطن مصادرتها قبل فترة لدفعها كتعويضات لأقارب ضحايا الإرهاب، متهمة إيران بتمويل التنظيمات الإرهابية. وأشار الرئيس الإيراني إلى أن "شكوى بلاده الرسمية ضد واشنطن باتت مسجلة في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وما زالت تنتظر الإجراءات القانونية، في محاولة لمحاسبة أميركا".

واعتبر روحاني أيضاً أن "المجتمع الدولي بات معترفاً بحقوق إيران النووية"، مؤكداً أن "نشاط بلاده النووي مستمر". ومن ناحية أخرى أشار إلى أن "طهران لا تشكل تهديداً على الدول الجارة، وعلى أمن المنطقة، لكنها تقف بوجه ظلم وطمع قوى الاستكبار". وهو ما يؤشر إلى محاولة تحقيق التوازن في الرد السياسي الإيراني الحالي، على الرغم من كل التصعيد، فروحاني ذكر أن بلاده ستواجه ما يحصل بالحكمة والمنطق والصمود.

هذا الخطاب قد لا يكون حديثاً بالنسبة للإيرانيين، لكنه أيضاً يأتي بعد تصعيد أميركي واضح، قررت إيران مقابلته بالمثل نوعاً ما، فضلاً عن هذا، نشرت السلطات "بيان ذكرى الثورة"، والذي جاء فيه أن "الصواريخ الإيرانية تشكل قوة الردع في البلاد، وبأن المؤسسات العسكرية المعنية بتطويرها لن تتوانى عن مهمتها هذه، كما ستركز كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية على رصد تهديدات أميركا، عدو إيران الأول"، بحسب وصف البيان.

وفي البيان أيضاً، تمّ التأكيد على "ضرورة حفظ وحدة أراضي المنطقة، ورفض إيران تقسيم سورية والعراق". وهو أمر يعني أن طهران تدرك أن التصعيد الأميركي لا يتعلق بالاتفاق النووي وحسب، على الرغم من عدم رضا ترامب الواضح للغاية عنه، إذ يدور الحديث عن أن ما يجري في الوقت الراهن يتعلق بمحاولة محاصرة الدور الإيراني في كل من سورية والعراق بالدرجة الأولى.

ميدانياً، بدأ الحرس الثوري الإيراني مناورات انطلقت، يوم السبت الماضي، في سمنان شمال إيران، اختبر خلالها صواريخ من طراز "خرداد 3"، و"طبس"، و"صياد 2"، بالإضافة إلى اختبار منظومة رادارات محلية الصنع.


تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثورة من فوق، ثورة من تحت، أم صواعق ملونة!؟

الدكتورة/رندا ماروني/11 شباط/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=52134

إنه عصر المطالب التغييرية، وكيف لا والكل ينادي بها، مع فارق إنه يريد تغييرا ولكن متناسقا مع ما يناسبه، فأطراف السلطة الملونة تريد التغيير، وبعض الجمعيات والجماعات من خارج السلطة الغير موحدة في تشخيص الحلول تريد التغيير.

تصدح الأصوات هنا وهناك، وتطلق المعارك وترافق بدراسات متناقضة حول ما يجوز وما لا يجوز، وتستعمل ازدواجية المعايير، فتارة تستعين بالدستور إذا حلا لها وساعة أخرى تتناساه، أسلوب مزدوج يمارس من قبل الجميع دون استثناء، فإذا بالمواطن العادي يتخبط بين سيل من الأحاجيج لا يدري من منهم ينطق حقاً فهو غير خبير بالتفاصيل الدستورية والقانونية والحقوقية وغير خبير بتفاصيل القوانين الانتخابية.

يريد فقط أن يواصل عيشه بشكل طبيعي في بلد طبيعي، هذا الحق الذي سلب منه ويريد استعادته، يريد استعادة زمام القرار، قد يصح أنه لا يدرك في بعض الزوايا بالتفاصيل، ولكنه بات يدرك أن الكل مشارك في مصادرة قراره ومبتغاه بطريقة أو بأخرى.

التغيير اليوم من فوق، أي ثورة سلطة وثورة إصلاحية لمصلحة الشعب، صعب المنال على الرغم من كل الوعود والتصاريح البراقة.

فالتغيير له معطيات وظروف غير متوفرة في الواقع اللبناني نتيجة للتعددية الزعماتية.

فليس هناك من زعيم بشخصه يستطيع إحداث واقع تغييري ثوري يصب في مصلحة الدولة والمواطن وذلك للقدرة المحدودة التي يتمتع بها إن لم يكن على صعيد الطائفة فعلى الصعيد الوطني ككل.

وفي سبب آخر وفي أغلب الظروف والحالات، اللعبة الزعماتية مصالحها في ذاتها وفي إعادة إنتاج نفسها.

إن النظام الزعماتي العائلي القبلي ينفر من التغيير، ويوصد الباب أمام القارعين الجدد لأبواب التغيير، فهو نظام مغلق على طبقة سياسية معينة موصد الأبواب أمام شباب المستقبل والمثقفين، ومفتوح بسهولة لظاهرة الفساد، حيث لا يمكن محاسبة أحد لأحد.

إن الإصلاح والتغيير، هو بالدرجة الأولى قيام دولة القانون، وهذا دونه عقبات كثيرة في لبنان، فدولة القانون هو في الدرجة الأولى تطبيق القانون على الجميع داخل الدولة ابتداء من الرأس، ومكافحة الفساد هو عملية دائمة وليست موسمية أو إستنسابية، إذ في دولة القانون من النصوص ما يكفل محاسبة أي مسؤول كان، فمقياس الديمقراطية يكمن في قدرة هذه الدولة على محاسبة المسؤولين وفي انصياع الدولة للقانون، وهذا هو الفارق بين عالم متقدم وعالم متخلف.

فالديمقراطية ليست بوضع الدساتير والنصوص فقط بل بقدرة النظام على محاسبة آفة الفساد، وبهذا فإن لبنان ما زال واقفا على أبواب الديمقراطية ولم يستطع بعد الدخول إليها، وإن الشعارات والوعود الشعبوية المطروحة من البعض هي حتى واقع حالنا اليوم ليست بأكثر من حبر على ورق، وتدخل في عدة عمل انتحال صفة أبطال منقذون، فالبطل الوحيد في الدول الحديثة هو القانون الذي يعلو الجميع.

فحتى لو شهد تاريخ لبنان في أوقات معينة خروج عن قواعد اللعبة الطائفية، إلا إنه سريعا ما أعيد إليها ولم يثمر هذا الخروج إصلاحا سياسيا كما كانت تصبو إليه الشهابية.

فتجربة الإصلاح الإداري في عهد الرئيس شارل حلو وصرف موظفين ليكونوا عبرة لم تدم طويلا ولم تنتج إصلاحا سياسيا، كما أن حكومة الشباب الخارجة عن الاصطفاف السياسي في مطلع عهد سليمان فرنجية، التي استمرت بصعوبة حتى انتخابات 1972كانت فاصل مؤقت في مسيرة النظام، إلا أنها لم تكن لتجسد تغيير أو ثورة، بل كانت لتوفير بديل مقبول للشهابية بالإضافة إلى كره الرئيس لكافة أنواع الأحزاب يمينا ويسارا، إلا أنها فتحت بابا بعد انقضاء عشرين عاما على وجود المجلس النيابي نفسه، على وجوب تأليف حكومات من خارج المجلس خصوصا بعد انقضاء الحرب وظهور أطراف جدد على الساحة، إلا إنه في مطلق الأحوال فإن الحالات التقليدية راسخة في النظام اللبناني كما أن المستجدون أتوا ليلعبوا نفس الأدوار في الانخراط بالتقليد ومنع التحول والإصلاح السياسي.

لقد وعد الرئيس الجديد الشعب اللبناني بالتغيير والإصلاح فور تسلمه، وكان قد وعد سابقا المسيحيين باسترجاع حقوقهم، وعلى خلفية هذه الحجة تعطلت الانتخابات الرئاسية لأكثر من سنتين، ولكن في الواقع إن الوعود شي والواقع شي آخر تماما، فالتغيير يحتاج إلى دولة قانون ومحاسبة ابتداء من الرأس، وهذا غير متوافر في المستقبل المنظور.

أما بالنسبة لاسترجاع حقوق المسيحيين فهي تندرج في حقوق المواطنة وفي القدرة على التغيير والمحاسبة المسلوبة من قبل الفريق الحاكم، وهذا ما ترجم من خلال قوانين الانتخابات المدروسة بدقة لاستمرار عملية السلب.

أما الثورة التحتية التي تنطلق من قواعد الشعب والمثقفين والتي تهدف للإصلاح السياسي فهي غير مؤهلة حتى الساعة للعب دور ريادي، بالرغم من الحالة المذرية التي يعيشها المواطن والتي من المفروض أن تدفع في هذا الاتجاه، فاختلاف القراءات والتشخيصات لطبيعة النظام، والاقتراحات المتباينة للحلول تضفي صفة التشرذم واللاتماسك والتنوع في الخطط والمطالب، وانطلاقا من هذا التشرذم لم تستطع حتى اليوم أن تشكل قوة ضاغطة دافعة بشكل كاف للتغيير والإصلاح، فتأتي تحركاتها هزيلة غير مؤثرة في صميم اللعبة السياسية.

أما إذا أرادت أن تكون أكثر فعالية وتأثيرا فعليها أن توحد صفوفها، وتعيد النظر في قراءاتها وأهدافها وتنظيم تحركاتها، وأن تضع أهداف واقعية قابلة للتنفيذ تنطلق من الواقع اللبناني، وعليها بالدرجة الأولى أن يكون لديها نظرة موحدة لشكل الدولة وتحديد المفاهيم المختلف عليها والتي تدور في فلك سيادة الدولة والحرية والاستقلال وعلاقات لبنان بالخارج ورؤية واضحة حول شروط تأسيس الأحزاب ودورها في الحياة السياسية وقوانين تنظيمها
هذه كلها حتى اليوم مواضيع خلافية تشكل تشتتا في القواعد الشعبية وضعفا في الضغط الفعال باتجاه التغيير، فإذا لم يتحقق هذا التوافق السياسي في القواعد الشعبية اللبنانية حول دور الوطن والهوية، سيبقى أي تحرك تغييري محدود التأثير، وكل الضغوط ستذهب أدراج الرياح، وسيبقى الاختلاف في الرؤيا السياسية عاملا أساسيا، ينعكس ضعفا ضاغطا على كل الميادين الأخرى أكانت اقتصادية معيشية أو غيرها وسنبقى رهينة للعبة المحاصصة.

ثورة من فوق

ثورة من تحت

أم صواعق ملونة

تصعق العقول لبرهة

بوعود مزينة

ثم ترتد أدراجها

مثقلة الهموم

خائرة القوى واهنة

فتنعي واقعا

وتنفث السموم

بأعيرة مدوزنة

كبرج بابل

تشامخ وكبرياء

وبلابل المنابر

بالأضداد مدندنة

بلبل الله ألسنتهم

فتفرقت أحرف الفهم

وكل نبرته في

الصياح مسلطنة

تحاضر تناور

تفجر المواقف

فتعلو صعودا

وترطموا ساكنة

كلهم فهيم

وينطق حكمة

والاختلافات في

قاموسهم مخونة

لا صلة وصل

لا تواصل بغير

ما يبغيه الملقن

مصالح مكاسب

وحدها مبتغاة

في أقصى ما يمكن

في الجيوب مخزنة

لا أمل لا طائل فيهم

أما في التحت

فالهمم نائمة

لا تضامن لا إتساق

مطالب متضاربة

لا تنظيم

لا قوة مقوننة

إنه فشل فاقع

فلا ثورة من فوق

ولا ثورة من تحت

بل صواعق ملونة

تصعق العقول لبرهة

بوعود مزينة

 

قانون الانتخاب.. إلى أين؟

ثريا شاهين/المستقبل/12 شباط/17

تكشف مصادر نيابية أن جلسات مجلس الوزراء التي يمكن أن تخصص لقانون الإنتخاب ستعقد تتويجاً للإتصالات المكثفة بين الأفرقاء توصلاً إلى هذا القانون. وعلى الرغم من ذلك، تتخوف أوساط سياسية من مرحلة خطرة تلف الوضع اللبناني نتيجة لكل ما يحصل في ملف قانون جديد للإنتخابات النيابية. فإذا تم التوصل إلى قانون قد لا يرضي كل الأطراف قبل العشرين من الشهر الجاري قد لا يوقع رئيس الجمهورية مرسومه، وهنا تنشأ أزمة سياسية. وإذا لم يصل الافرقاء إلى قانون جديد، فهناك أزمة أيضاً، بحيث إن الرئيس لن يقبل التمديد لمجلس النواب.

في الحالة الأولى قد تصل المساعي الى تمديد تقني للمجلس بغية تحضير الجميع للإنتخابات. وإذا لم يحصل التمديد نتيجة الخلافات، ولم يوقع المرسوم فسينشأ سجال دستوري الجميع لا يريده. وثمة إمكانية للتوصل إلى قانون خلال الأيام العشرة المقبلة، ولكن ماذا سيكون مصيره وسط التعقيدات اللبنانية. وأساساً أي قانون يتضمن نوعين من التصويت أي حسب النظام النسبي وحسب النظام الأكثري، يخضع للطعن به. ويجب أن تطبق المساواة على جميع اللبنانيين. انما إذا تم الإتفاق على قانون مختلف لن يطعن به أحد فسيمر، كما يحصل عادة في التوافقات الداخلية. وتلاحظ المصادر أن تيار «المستقبل» يسعى الى التوافق قدر الإمكان أياً كانت الظروف، ولن يعطي موقفه قبل انتهاء الإتصالات، لأنه لا يريد الدخول في المعمعة الحاصلة. لكنه يدرك في الوقت نفسه، أن هناك من يريد للتيار أن يكون ذا لون طائفي وحيد من خلال الطروح الحاصلة. انما أي منحى للتيار من هذا النوع يعني اغتيالاً ثانياً ونهائياً للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا غير مطلوب، حتى لو أن لدى أكثرية القواعد الشعبية لونا طائفيا معينا. إذاً «المستقبل» لن يدخل في المعمعة، فهو قدم اقتراح قانون المختلط مع «القوات اللبنانية» و الحزب «التقدمي الإشتراكي»، الذي تراجع عنه، فيما يقول حزب «القوات» انه معه. لكن «المستقبل» لا يقدم إقتراحاً ويسحبه لاحقاً. كما يعتبر أن الأحزاب المذهبية والطائفية ليست لمصلحة الوطن، بل يجب أن تكون من كل الأطياف. وتفيد المصادر، إنه عندما تقول الأحزاب انها من كل الطوائف، تصبح النسبية صالحة. والنسبية على الطوائف تؤدي إلى خسارة الإعتدال والمعتدلين، ويفوز من خلالها المتطرف. فهل هذا لبنان؟.

لكن أين تكمن المخاطر؟ وما هي أسباب التخوف؟

إذا وصلت الأمور إلى ٢١ حزيران من دون مجلس نواب نتيجة عدم القدرة على إنتاج قانون جديد، وعدم التمديد، وفي ظل الفراغ، فكيف ستحل المشكلة؟ حتى إذا سعى الجميع بعد ذلك وجلسوا إلى طاولة واحدة وتوصلوا إلى قانون جديد للإنتخابات، فمن يصوّت عليه وما هو الحل؟، هل في مؤتمر جديد؟ وأية عراقيل منذ الآن في هذا المجال، ستضع لبنان أمام مشكلة كبيرة. وتوضح مصادر وزارية سابقة وقانونية أيضاً، أنه في غياب مجلس النواب يتغير النظام، وينعدم وجود سلطة تشريعية تراقب السلطة التنفيذية. وأنه إذا لم ترد القول إن الأمر يضرب الدستور، فمن المؤكد أنه يخلق حالة متناقضة معه، ويجعل الحكم قائماً على المقررين والمنفذين من دون أية رقابة برلمانية. وفي حال لم يتم التوصل إلى إتفاق على قانون جديد فهل من الجائز عدم إجراء الإنتخابات النيابية؟ وإلى أين يؤدي ذلك بالبلد؟. إذ إنه عندما تسقط المؤسسة الأم فليس هناك من بديل إلا مؤتمر تأسيسي جديد جرت محاولات عديدة خلال السنوات الأخيرة لتجنب الوصول إليه. حتى الآن ليس ما يؤشر في الأفق إلى ولادة قانون جديد، ويجب التنبيه على المسألة الخطرة التي على الجميع العمل لتفاديها فكيف في حالة إنعدام المؤسسات يتم تسليم الإعتمادات الى الجيش لحماية الأمن؟ وكيف سيكون أداء مجلس الوزراء في غياب مجلس النواب الذي منحه الثقة؟.


كم هي عميقة الجذور التي زرعها رفيق الحريري

خيرالله خيرالله/العرب/12 شباط/17

كلّما مرّت الذكرى، كلّما اكتشف المرء عنصرا جديدا يؤكد أن الجريمة لم تكن تستهدف الرجل بمقدار ما أنّها كانت تستهدف لبنان بكلّ أبنائه. كانت تستهدف سوريا أيضا التي تحولت مدنها إلى أطلال في غياب رفيق الحريري. للمرّة الثانية عشرة تطلّ ذكرى غياب رفيق الحريري الذي اغتيل ظلما مع رفاقه بهدف التخلص من لبنان. للمرّة الثانية عشرة يتبيّن أن الجريمة التي ارتكبت في الرابع عشر من شباط ـ فبراير 2005 لن تمرّ.من كان يصدّق، أن النظام السوري الذي كان، في أقلّ تقدير، متواطئا مع منفذي الجريمة انتهى في اليوم الذي اغتيل فيه الشخص الذي يرمز إلى المحاولة الجدية الوحيدة، منذ العام 1975، لإعادة الحياة إلى لبنان انطلاقا من بيروت.

ما تشهده سوريا في هذه الأيام أسوأ من نهاية لنظام. إنّها نهاية لبلد كان يمكن أن يكون من أفضل بلدان المنطقة، لو وجد فيه من يستمع لرفيق الحريري بدل أن يرفع شعارات “المقاومة” و”الممانعة” لتبرير الجرائم المرتكبة في حقّ اللبنانيين والسوريين في آن.

في اثني عشر عاما، جرت المحاولة تلو الأخرى من أجل القضاء على ما بناه رفيق الحريري في وقت قياسي. تكمن مشكلة الذين يقومون بهذه المحاولات في أنّهم لا يدركون مدى عمق الجذور التي لمشروع رفيق الحريري. هذا المشروع الذي يتلخص بعبارة بناء الإنسان والحجر في آن.

أصبح رفيق الحريري رئيسا لمجلس الوزراء في العام 1992. ما يفوت كثيرين أن عملية إعادة بناء لبنان لم تبدأ بتشكيل الحكومة الحريرية الأولى. بدأت العملية منذ أصبح رفيق الحريري قادرا على مساعدة لبنان واللبنانيين من ماله الخاص الذي كسبه بعرق جبينه في بلد الخير الذي اسمه المملكة العربية السعودية.

على المرء ألاّ يستحي من تسمية الأشياء بأسمائها. هناك شخص يعرف لبنان. كان هذا الشخص، “المهووس بلبنان” على حدّ تعبير نهاد المشنوق، مستعدا للتبرع بثروته الضخمة، أو على الأصح بقسم كبير منها من أجل البلد وكي “يبقى البلد”، كما كان يقول رفيق الحريري نفسه.

من تعرّف على رفيق الحريري مطلع تسعينات القرن الماضي، قبل أن يصبح رئيسا لمجلس الوزراء، يدرك كم تطوّر الشخص في غضون خمسة عشر عاما.

اليد التي اغتالت الجسد لم تستطع اغتيال المشروع

كان من الزعماء القلائل الذين لا يستحون من قول عبارة “لا أعرف” عندما كان أمام سؤال لا يمتلك جوابا عنه أو قضية غريبة عنه. لكنّه كان في المقابل يعرف من هو الشخص الأفضل للإجابة عن هذا السؤال أو للتعاطي مع هذه القضية بشكل فعّال.

في هذه القدرة على التطوّر والتأقلم مع المتغيّرات ومعرفة من يصلح لماذا، تكمن أهمّية رفيق الحريري الذي سعى إلى إقامة علاقات مع جميع اللبنانيين وعمل في الوقت ذاته على التأسيس لشبكة علاقات عربية ودولية لم يكن هناك من مثيل لها.

كان مهتمّا بكلّ شاردة وواردة من أقصى المغرب العربي إلى كلّ دولة من دول الخليج، مرورا بالطبع بالمشرق العربي. قليلون يعرفون أن رفيق الحريري شارك في صياغة الدستور الفلسطيني عن طريق أفكار معيّنة ساهمت في إغناء الدستور وإعطائه بعدا إنسانيا.

لعلّ أكثر ما يلفت في رفيق الحريري أنّه كان يعرف كيف يبني وكيف يؤسس. امتلك معرفة عميقة بلبنان واللبنانيين. كان يعرف أهمّية الجامعات والمدارس والمستشفيات والمصارف والفنادق والمطاعم وكلّ المرافق السياحية في لبنان. استثمر فيها وفي الإنسان اللبناني.

لذلك علّم عشرات آلاف اللبنانيين على حسابه. عرف معنى الجامعة الأميركية في بيروت ومستشفاها وأهميّة الجامعة اليسوعية والجامعة العربية والجامعة الوطنية (الجامعة اللبنانية). لولا رفيق الحريري، لكان ممكنا أن تقفل الجامعة الأميركية أبوابها وأن يهاجر أساتذتها وجميع الأطباء الذين كانوا يعملون في مستشفاها.

حمى رفيق الحريري الجامعة الأميركية والجامعات الأخرى التي خرّجت شبانا لبنانيين وآخرين من العرب برعوا في كلّ الميادين.

أحد خريجي الجامعة الأميركية تبرّع أخيرا للجامعة وكلية الهندسة فيها بمبلغ كبير. اسمه مارون سمعان وهو شاب لبناني من الجنوب تخرّج من كلّية الهندسة.

أراد بكل بساطة أن يكون وفيّا لمن قاده إلى النجاح. أراد أن يكون وفيّا للبنان وللجامعة التي قدّمت له الكثير. تلك مدرسة وطنية بحدّ ذاتها ساهم في تعميمها رفيق الحريري وآخرون سبقوه في ذلك، لكنّ أيّا منهم لم يقدّم ما قدّمه في ظروف في غاية الصعوبة والدقّة.

حمى رفيق الحريري كلّ المؤسسات الوطنية. كان يعرف معنى دعم الجيش وقوى الأمن ومعنى أن تجد جريدة “النهار” ورقا كي تستمرّ في الصدور ومعنى أن يبقى للبنان شركة طيران خاصة به اسمها “الميدل إيست”.

هذا غيض من فيض ما عمله رفيق الحريري الذي أعاد لبنان إلى خريطة الشرق الأوسط. كانت لرفيق الحريري جذور عميقة في لبنان. زرع هذه الجذور الواحد تلو الآخر.

كان دؤوبا. كان عصاميا. كان يعرف أن الرهان على لبنان في محله. لذلك بعد اثني عشر عاما على اغتياله لا يزال رفيق الحريري حاضرا أكثر من أيّ وقت.

يعرف كلّ لبناني شريف ماذا فعل رفيق الحريري للبنان. يعرف قبل أيّ شيء آخر أنّه لولا رفيق الحريري، لكانت بيروت مدينة مقسمة وسطها مكان تسرح فيه وتمرح الكلاب الشاردة.

قبل المباشرة بإعادة وسط بيروت، كان هذا الوسط مساحة تحوّلت إلى أدغال. نبتت أشجار في وسط المدينة. مررت بالوسط في العام 1990 وكان معي ابني الذي كان بلغ في حينه الرابعة من العمر. نظر حوله وقال لي بالحرف الواحد: “لقد قتل الصيّادون المدينة”. كان يقصد بالصيادين أولئك الوحوش الذين ينتمون إلى ميليشيات مختلفة. لم يكن لدى هؤلاء من هدف سوى قتل بيروت.

بفضل رفيق الحريري، انتصرت ثقافة الحياة على ثقافة الموت. هذا معنى إعادة بناء بيروت. أقام جذورا لثقافة الحياة. هذه الجذور عميقة إلى درجة يصعب اقتلاعها. هذه الجذور جعلت اللبنانيين ينتفضون في الرابع عشر من آذار ـ مارس 2005 بعد شهر من اغتيال رفيق الحريري. أخرج اللبنانيون بصدورهم العارية القوات السورية من لبنان بعد احتلال استمر نحو ثلاثة عقود.

لا شيء يعوّض عن خسارة رفيق الحريري الذي يعرف كلّ لبناني من اغتاله ولماذا اغتيل بعد أقلّ من سنتين من تسليم الإدارة الأميركية العراق إلى إيران وبدء الانطلاقة الجديدة للمشروع التوسّعي الإيراني الذي استهدف أوّل من استهدف رفيق الحريري ومشروعه الوطني.

المحزن في الأمر أنّ رفيق الحريري لم يكن فرصة أضاعها لبنان. كان فرصة أضاعتها سوريا أيضا. لا شيء يحدث بالصدفة.

ليس صدفة انهيار سوريا بعد سنوات قليلة على غياب رفيق الحريري. لم يكن الرجل حاميا للبنان فحسب، كان حاميا لسوريا أيضا.

لبنان سيتمكن من التقاط أنفاسه، وإن بصعوبة. ولكن كيف لم يستطع بشّار الأسد فهم أنّ اغتيال رفيق الحريري سيؤدي به وبنظامه وسيجعله أسير مشروع إيراني ذي أهداف واضحة كلّ الوضوح من بين ضحاياه سوريا ولبنان وكلّ ما هو عربي في المنطقة؟


تركيا ومخاطر الحسم السوري

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/12 شباط/17

من المفهوم أن يلح الأتراك على الأميركيين يطالبونهم بوقف تسليح التنظيمات الكردية في سوريا، تحديدًا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، لأنهم يعتبرونها تمثل خطرًا على استقرار ووحدة تركيا نفسها. فقد اختارهم التحالف الغربي وكيله داخل سوريا لمحاربة تنظيم داعش.

الأتراك، عندما أدركوا اللعبة الكردية السورية، بادروا إلى شن معاركهم ضد «داعش» في عملية «درع الفرات»، وكذلك «جبهة النصرة»، لاحقًا، إلا أن هذا لم يوقف الاعتماد الأميركي على الكرد وتسليحهم. وعزز موقف الأكراد السوريين أن تلك الخطوة كانت مقبولة من الروس، الذين لا يَرَوْن في الحزب الكردي خصمًا للنظام السوري. كما أن روسيا وإيران سبقتا الأميركيين بتمكين الأكراد من التمدد فيما وراء مناطقهم على الحدود السورية التركية بحجة تطهيرها من الإرهابيين، وهي العملية التي أيقظت أنقرة التي رأت فيها مؤامرة لإقامة مناطق كردية معارضة على حدودها تهددها مباشرة. ومن الواضح من لعبة لوح الشطرنج السوري، أن الإيرانيين والروس نجحوا في نقل المعركة ضد أبرز خصوم نظام دمشق، أي الأتراك، وتهديد أمنهم مباشرة، الأمر الذي أسهم في تقليص الدعم التركي للمعارضة السورية.

واضحة لعبة المحور الإيراني، لكن الذي لم يكن مفهومًا التحول الأميركي نحو دعم الأكراد، وتسليحهم بقوة، رغم مخاطره على تركيا، حليفتهم في الناتو. ومع خروج إدارة باراك أوباما، ومجيء دونالد ترمب، متعهدًا بتغيير مواقف سلفه، ظهر الأمل في أن يشمل التغيير الأميركي إدارتهم للأزمة في سوريا، على الأقل تكتيكيًا إن لم يكن استراتيجيًا. ومن المبكر معرفة الأفكار والخطوات الجديدة، لكن الدعم الغربي للأكراد مستمر، والخطر من «داعش» و«النصرة» يزداد في الداخل التركي إلى جانب استقواء الأكراد بالتحالفين الروسي والأميركي في آن.

الصورة باتت أوضح لأنقرة، فالمشروع الإيراني الذي يريد أن يكون القوة الإقليمية الرئيسيّة يريد إضعافها ضمن الصراع الإقليمي وليس فقط حماية النظام السوري. وهي نتيجة طبيعية للتوسع الإيراني في الشمال العربي، العراق وسوريا ولبنان، الذي يتطلب تحييد أنقرة كونها الدولة الموازنة لإيران، وهي تحتاج إلى تعزيز نفوذها في المنطقة أكثر من ذي قبل لفرض نفسها على الإدارة الأميركية التي تعتبر طهران خصمًا لا شريكًا، بخلاف إدارة أوباما.

ولا شك أن تركيا ارتكبت سلسلة أخطاء في التعامل مع الأزمة السورية، منذ انتقال الانتفاضة السلمية إلى ثورة مسلحة. عدم التدخل العسكري في مناطق نفوذها داخل سوريا، والضغط على دمشق آنذاك نحو حل سياسي توافقي مع المعارضة، ثم أخطأت في التهاون في مواجهة المعارضة الإسلامية المتطرفة، والتعاون المتأخر مع الحكومات الدولية التي كانت تشتكي من عمليات تجنيد مواطنيها من قبل التنظيمات الإرهابية الذين يعبرون من الأراضي التركية إلى سوريا. من المتوقع أن المجتمع الدولي سيقلق ويتحرك عندما يجد أن جماعات إسلامية متطرفة بدأت تتشكل في أي مكان في العالم، ومن المحتم أنه سيتحرك لمحاربتها.

تركيا تحاول أن تداوي عدة جروح في آن؛ فهي تصر على ملاحقة أشباح تنظيم فتح الله غولن في أنحاء العالم، الذي قام بالمحاولة الانقلابية. وتشن حربًا على التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» داخل تركيا وفِي العراق وسوريا. وإقناع الغرب بالتوقيف عن تسمين التنظيم الكردي السوري. والتوصل إلى حلول براغماتية مع الروس والإيرانيين في سوريا. إنما خيارات تركيا في القضايا الإقليمية الأكبر أصبحت تضيق، فانتصار الإيرانيين في سوريا والعراق هو على حساب أنقرة وسيجعلها في حالة قلق مستمر، حيث لا ننسى أن سوريا كانت مركز النشاطات المعادية للأميركيين في العراق طوال سنوات وجودهم هناك، استضافت: «القاعدة» و«المقاومة العراقية»، ومن أراضيها انطلقت عملياتها. مع هذا، تبقى تركيا دولة إقليمية كبرى، تملك من الإمكانات العسكرية ما يجعلها لاعبًا قادرًا على الحسم، وهو الأمر الذي تحاشت ممارسته طوال فترة الأزمة السورية، ثم أصبح غير قابل للتفعيل بعد دخول الروس، حيث لم يعد ميزان الصراع في صالحها. وكل الأطراف الآن تنتظر الخطوات الأميركية المقبلة، هل تنهي الصراع لصالح نظام دمشق وحده على اعتبار أنه المنتصر، أم تفرض مصالحة سورية سورية لحفظ التوازن وعدم تمكين فريق إقليمي واحد من الانتصار، أم يوضع المزيد من الحطب على النار وتستمر الحرب؟


تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

د.مصطفى علوش: قاتل الرئيس الحريري مستمر بمحاولته القبض على الشرعية السياسية من باب مجلس النواب عبر اختراع قوانين موجهة لمصلحته

السبت 11 شباط 2017 /وطنية - نظمت منسقية طرابلس في "تيار المستقبل" ندوة حوارية بمناسبة مرور 12 عاما على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، مع عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش، في مقر المنسقية، في حضور النائب سمير الجسر، نقيب المحامين الأسبق فهد المقدم، عضو جمعية الصناعيين عمر الحلاب ومسؤولي التيار وكوادره.

والقى علوش كلمة بالمناسبة، قال فيها: "لا أبالغ إن قلت أنني شعرت مثل الكثيرين منكم أن الوقت قد توقف، وأن الأرض اعتزلت دورانها، في الساعة الواحدة إلا خمس دقائق من يوم 14 شباط 2005. وكأن الدخان الذي ارتفع من عين المريسة في تلك اللحظات، قصد منه أن يلف آمال الوطن بوشاح أسود حتى لا يبقى بعد إلا اليائسين والفاقدي الرجاء. ولكن روح الخير التي سكنت رفيق الحريري، تعالت عن حروق الجسد وعن حقد القتلة، وعادت سريعا لترعى الوطن الذي أعطاه رفيق الحريري عمره وقلبه وعقله في حياته. عادت لتبث الأمل في قلوب المفجوعين، فكان يوم 14 آذار العظيم، وكان طيف رفيق الحريري يرفرف فوق الرايات الحمراء والبيضاء والخضراء التي جمعت اللبنانيين في لحظة نادرة من تاريخهم حول شعار واحد. رفيق الحريري حلم طوباوي قل مثيله في التاريخ، نشأ على الخير والتزم قواعده، وخاض حتى غمار السياسة متسلحا بالخير والصدق والثقة والمحبة، ولم يتراجع عنها حتى عندما خانته هذه المبادئ خلال تعامله مع أصحاب القلوب الفاجرة. لكن المؤكد هو أن قضية رفيق الحريري لا يمكن اختصارها بالعامل الإنساني فقط، ولا يمكن اختصار دور رفيق الحريري بأنه فاعل خير مع أن منطقه في السياسة كان ينطلق من فعل الخير".

أضاف: "إن الأحداث التي تلت يوم 14 شباط 2005 وما يحدث حتى الآن تؤكد على أن دور رفيق الحريري كان شديد الأهمية على المستوى الاستراتيجي المحلي والإقليمي، لم يكن رفيق الحريري يعلم يوم أتى إلى عالم الشأن العام في لبنان، أن عدوه بدأ بترصده وأخذ يتحين الفرص ويخطط ويرسم في وكر من الأوكار ليقتله، لأن هذا العدو اعتبر رفيق الحريري بأنه يسعى إلى إنهاء دوره المبني على اليأس والحرب والفوضى، من خلال زرع الأمل والسلام والإستقرار. لست أدري لماذا استهتر رفيق الحريري بقدرات عدوه، هل كان ذاك الميل إلى الإيمان بالقدرية والتسليم؟ هل كان ذاك التفاؤل الأسطوري؟ هل كانت تلك الثقة بأن الرعاية تحميه؟ هل كان كل ذلك أم أنه كان يظن أن المجرم سيحن قلبه ويلقي سلاحه رأفة بالبشر؟ أم أنه فعلا أساء التقدير في عدوه عندما ظن أنه ببضع كلمات أقنعه بأن يكون صديقا؟ أم أنه كان يعلم بأنه سائر لا محالة إلى حتفه، ولكنه كان كسقراط يوم تجرع السم ليصبح شهيد رسالته؟ ليعذرني من قد تخدشه عبارتي، فرفيق الحريري لم يكن دقيقا عندما قال: ما حدا أكبر من بلدو، فهو بالذات كان يعلم علم اليقين أن المهام التي كان يحملها على كتفيه المثقلين أكبر بكثير من بلده، ولكنه كان يعلم أن مصير بلده الصغير مرتبط بنجاح مهماته العابرة للحدود والقارات، فتحمل الوزر من أجل ناسه. وهو كان يعلم أن العدو يعتبر نفسه، وعن حق وقناعة، بأنه أكبر بكثير من بلده، وأنه جزء من مشروع أممي، لكن رفيق الحريري كان يظن أنه كان قادرا على إقناعه بالتضحية بمشاريع الموت والدمار النابعة من أسطورة، رأفة ورحمة ببلده الصغير المثقل بجراحه".

وتابع: "كان ذلك المسعى يشبه محاولة إقناع النار بالرأفة بجذوع الشجر، أو إقناع السيف بمداعبة الرقاب، أو إقناع الحيوان اللاحم بأن يرعى العشب إلى جانب المواشي بدل افتراسها، أو يقنع تمساح النيل العملاق بأن يترك القطعان المرتعبة على ضفة النهر لتمر بأمان، ولو مرة واحدة. لكن واقع الحال هو أنه لكل طبعه وغرائزه، وذاك كان سيموت حتما لو أنه حمل في يده غصن الزيتون واكتفى بأكل العشب، لكن رفيق الحريري كان عائقا لا بد من إزالته من الدرب لإكمال مشروع الدمار الأسطوري الذي لا يجرؤ عليه إلا المؤمنين بإله الحرب. ولا شيء يزعج آلهة الحرب أكثر من دعاة السلام والأمل والازدهار. حرب لبنان الأهلية لم تكن من صنع حزب الله، ولكن تلك الحرب هي من أوجدته، فاستمد طاقته من نارها وتنظيمه من فوضاها وصلابة عوده من الدم والدمار والأحزان والمآسي التي رافقتها. كان الحزب يراهن على استمرار الحرب وتعميم الفوضى ليبقى هو في النهاية بعد دمار كل شيء حوله. لذلك لم يكن من الغريب أن يكون من سعى لإنهائها باتفاق الطائف عدوا منطقيا لهذا الحزب الذي أعلن مباشرة رفضه للاتفاق، لا لشيء إلا لأنه ينهي الحرب ويضع حدودا لأحلامه بالبقاء بعد زوال الآخرين. ولم يكن مستغربا أن يكون رفيق الحريري يومها خطا أولى خطواته نحو الخطر، فقد حرم حزب الله من نصر مبكر، أو على الأقل أخر لحظة الانتصار".

وأردف: "كان من الممكن أن ينسحب رفيق الحريري يومها، ويعود لمشاريعه الشخصية وشركاته ويكدس المليارات بضمير مرتاح، لأنه أدى واجبه تجاه بلده، فساهم بوقف الحرب والدمار، كما أنه أعطى فرصة التخرج من الجامعات للآلاف من الشبان. لكن السلام في لبنان كان هشا، وكان يحتاج للتدعيم بالأمل والبناء ورفع الاقتصاد من قعر الهاوية وإعادة الكهرباء إلى البيوت ووصل المدن والقرى بالطرقات، وكسر حلقة الأحقاد بالمصالحات والتسويات. كما أن المنطقة كانت تبدو أمام منعطف جديد عنوانه مؤتمر مدريد للسلام، وكان على رفيق الحريري أن يسابق الزمن للإعداد للمواجهة مع قدرات إسرائيل الهائلة في السلم بعد فشلنا الذريع في الحرب. كان على رفيق الحريري أن يسير ضمن حقل ألغام شديد التعقيد هو واقع لبنان المشتت بين المذاهب والطوائف واستمرار الاحتلال الإسرائيلي، مضافا إليه التداخل الخطير لنظام حافظ الأسد في كل مفاصل السياسة والأمن، إلى الدمار الهائل في كل شيء من بنية تحتية إلى إدارة وتربية وجيش وقوى أمن ونخب، كان عليه بناء الهيكل من جديد ووضع كل تمثال في مكانه، وهذا ما أقدم عليه بفرح وتفاؤل ومن دون خوف".

وقال: "سار رفيق الحريري في حقل الألغام، ولكنه اعتبر في كل ذلك عدوا يجب مراقبته والحد من حرية تحركه من قبل القوتين المحتلتين للبنان. فحافظ الأسد كان مشككا بمشاريع الانفتاح الاقتصادي الذي لا يمكن أن يكون ناجزا من دون بعض الحرية السياسية، وتلك الحرية كانت تعني نهاية حتمية لحكم آل الأسد الابدي. أما حزب الله فقد كان يعتبر المعسكر الذي ينتمي إليه رفيق الحريري عدوا مطلقا، أو شيطانا أكبر. وعلى الرغم من أن رفيق الحريري أدرك مسبقا عبثية وسائل الصراع التقليدي مع إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته كان يشعر بالتقدير والاحترام والوفاء لمن يواجه إسرائيل بالوسائل التقليدية المرتكزة على التضحية بالذات. من هنا فقد حاول المستحيل لحماية ما سمي المقاومة، وكان له دور أساسي في إصدار قرار دولي متوازن خلال حرب عناقيد الغضب سنة حمى فيه المدنيين من عشوائية الردود الإسرائيلية على أعمال المقاومة. حتى ذلك الجهد الجبار، وضعه نعيم قاسم في كتابه في خانة وزيري خارجية سوريا وإيران، ولم يذكر بالفضل شيئا عن رفيق الحريري. بالطبع فمهما مارس بعض أعضاء الحزب التقية في السياسة، لكن المكنونات الحقيقية لأفرادها كانت تظهر واضحة في أدبياتهم الموروثة والمكتوبة. ماذا حصل بعد ذلك؟ بعد سلسلة عمليات دموية ضد مصالح أميركية في أفريقيا، أصبح تنظيم "القاعدة"، الحليف السابق للولايات المتحدة أثناء الاحتلال السوفياتي لأفغانستان، الخطر الأمني الأول لها. كانت تلك فرصة العمر لمشروع ولاية الفقيه وأتباعه. لقد أصبح الإسلام السني ورموزه وأصوليته على رأس قائمة أعداء العالم الغربي، يعني أن الإسلام الشيعي المتمثل بولاية الفقيه وأدواته، أصبح في حلف موضوعي مع الغرب. وهنا بدأت مرحلة المداعبات السرية بين المنظومتين، إلى أن أتت الجائزة الكبرى المشتركة لإيران ولإسرائيل في الوقت ذاته. كانت عملية الحادي عشر من أيلول سنة الشعرة التي قسمت ظهر البعير. لقد تحولت الولايات المتحدة الأميركية إلى ثور هائج يبحث عن ضحية لرد الاعتبار، وكان على جورج بوش أن يعيد الاعتبار لبلده بانتقام توراتي الحجم في أهواله، ليس فقط ضد "القاعدة"، بل ضد المنظومة العقائدية التي انتجت فكر "القاعدة"، أي الإسلام السني بشكل عام.

وأردف: "بالنسبة لإسرائيل، كانت تلك فرصة لها للانقضاض على الفلسطينيين وتأجيل إمكانية تسوية تاريخية معهم، خصوصا بعد أن علت الزغاريد وآيات التكبير في الضفة الغربية وقطاع غزة احتفالا بالانتقام الإلهي من أميركا راعية إسرائيل. أما لإيران، فقد كانت الفرصة الذهبية لشيطنة الإسلام السني في الفقه والسياسة، وتبييض صورة التشييع حتى بالجزء العنيف منه المتمثل بالحرس الثوري، على أساس أنه خطر ثانوي بالمقارنة مع الإسلام الآخر. هنا تحول دور رفيق الحريري من المحلي إلى العالمي، فعندما بدأت معالم ما سماه ملك الأردن بالهلال الشيعي بالظهور، أصبح رفيق الحريري رأس حربة منظومة تحويل كبريات الدول السنية لتهدئة الغرب وكبح اندفاعاته، وإعادة تظهير صورة الإسلام المعتدل وضرورة التفاهم معه وتفهمه، بدل وضع مليار إنسان في خانة الأعداء. أظن أن هذه المهمة بالذات هي التي وضعت رفيق الحريري على خط لائحة الإعدام لمجرد كونه عائقا أمام أحلام إمبراطورية افتراضية اسمها ولاية الفقيه. فمن الناحية المحلية شكل رفيق الحريري عقبة صعبة لا يمكن إزاحتها إلا بتفجيرها، وعلى المستوى الإقليمي القريب، وبالذات السوري، فقد كان مثلا لزعامة سنية يمكن الاعتداد والتمثل بها والبناء عليها وعلى مثالها كبديل لمنظومات التخلف والشمولية. أما على المستوى الدولي، فقد شكل رفيق الحريري العقدة الكبرى لما راكم حوله من احترام وصداقات مع قيادات عالمية وازنة".

وأكمل: "كل محاولات منظومة الممانعة لإعدام رفيق الحريري سياسيا فشلت، فمن مؤامرات إميل لحود الركيكة إلى حرتقات قيادات سنية صغرى استحضرت من غياهب الماضي لتكون بديلا له، كلها فشلت بسرعة لا بل زادت من قوته. لقد استوعب رفيق الحريري خطورة منطق التطرف السني وجنوحه نحو العنف الأعمى منذ بداياته الأولى، فأيد العمل العسكري ضد مجموعة الضنية، وكان السباق إلى إدانة عملية القاعدة ضد برجي نيويورك. ومع ذلك فقد استمرت محاولات الإعدام السياسي من باب الاقتصاد، يوم أفشل إميل لحود عن قصد مفاعيل باريس إثنين، مفضلا إفلاس البلاد على إعطاء فرصة النجاح لمشروع رفيق الحريري. في ذلك الوقت أدرك رفيق الحريري استحالة إنقاذ لبنان من دون التفلت من القبضة الأمنية السورية. لم يعد بالإمكان بعد كل المحاولات السابقة الفاشلة مع نظام الاسد، الخروج بتسويات في لبنان لا تقتل الديب ولا تفني الغنم، فقد كان حلم رفيق الحريري الأساسي هو إقناع النظام السوري بأن مصلحته تقتضي بأن يدخل في شراكة مع لبنان بدل استتباعه، لكن ما كان أملا ضئيلا في ايام حافظ الاسد الواثق بنفسه، أصبح مستحيلا مع بشار الاسد الضعيف الشخصية، والحاقد أصلا على رفيق الحريري الذي لم يعره الإهتمام اثناء وجود والده. ومع بشار الأسد عادت فرصة استهداف رفيق الحريري لتلوح في الأفق من قبل مشروع ولاية الفقيه، ومع احتلال العراق من قبل الجيش الأميركي، تفاقم رعب بشار من أن يكون دوره آتيا، وأصبح مقتنعا بأن رفيق الحريري جزء من مؤامرة دولية عليه".

وزاد: "تسارعت الأمور عشية نهاية ولاية إميل لحود، وباءت بالفشل كل محاولات ثني بشار عن فرض التمديد، وصدر القرار الأممي الشهير الذي دان التدخل الخطير للنظام السوري في المسار الديموقراطي في لبنان مطالبا بانسحاب قواته ونزع السلاح غير الشرعي بكافة أشكاله. هنا وضع رفيق الحريري على رأس قائمة الإتهام من قبل نظام بشار الأسد و"حزب الله" معا، على أساس فرضية أن صداقات الحريري الدولية، وبالأخص مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ساهمت في إصدار هذا القرار. في تلك اللحظة بدأ التحضير العملي لعملية الإغتيال حسب المعطيات التي ظهرت في المحكمة الدولية، وبدأ نشاط شبكة الإتصالات الشهيرة التي أسست لاتهام خمسة من كوادر "حزب الله"، حتى الآن، بتنفيذ العملية. كل ما حصل بعدها حسب قناعتي أصبح تفصيلا، فلقاءات الحريري المكوكية الودية مع حسن نصر الله لم تكن مجدية في إقناع الأخير بحسن نوايا ضيفه، كما أن انتقال رفيق الحريري إلى صفوف المعارضة والسعي إلى بناء تحالفات مع رافضي الوجود السوري في لبنان زادت في حنق بشار الأسد، لكن قرار الإعدام كان قد سبق كل ذلك. سأتجاوز هنا حملات الشتائم التي أطلقها توافه أتباع نظام الاسد في لبنان عشية اغتياله، فهي بالتأكيد لا تعني أن من أطلقها يومها كان متورطا بالجريمة، فلا احد يعطي الدليل على جريمته قبل القيام بها، حملة الشتائم تلك كانت مجرد تعبير أحمق عن حقد بشار تجاه الحريري. الخطر الحقيقي كان من صمت القبور الذي خيم على جماعة "حزب الله"، باعتبار أنهم أكثر وقارا من حلفائهم الشتامين".

وأضاف: "اغتيل رفيق الحريري، وكان رد الفعل الشعبي المنطقي المبني على تجارب سنوات الإحتلال السوري هو أن بشار الأسد هو من أصدر الأمر، وأن المنظومة الأمنية التابعة له هي من نفذت. رغم شكوك عابرة حول عدم إمكانية حصول عملية ضخمة ومعقدة كعملية الرابع عشر من شباط من دون علم أمن "حزب الله"، تجاوزت عائلة الرئيس الحريري والقوى التي ساندتها هذه الفرضية، وقررت الذهاب إلى تسويات داخلية كان عنوانها التحالف الرباعي، أملا في إقناع "حزب الله" بفك تحالفه مع نظام الأسد القاتل. أظن أن تلك اللحظة كانت يوم السعد ل"حزب الله"، والأسعد كان يوم خروج القوات السورية عندما تخلص ذاك الحزب من شريكه المضارب، وأصبحت الفرصة متاحة للتمدد أمنيا وسياسيا على كل مساحة لبنان تحت شعار المقاومة حينا، وتحت غفلة قوى الرابع عشر من آذار أحيانا. عندما تحدث ملك الأردن عبد الله الثاني بعيد دخول الولايات المتحدة إلى العراق عن هلال شيعي، ظن الكثيرون أنه مجرد تصور مضخم لأمر لا يمكن أن يحدث. لكن الوقائع التي تتابعت بعد ذلك دفعت قيادة مشروع ولاية الفقيه إلى رفع رايات النصر وإعلان الهلال الشيعي، وكانت الإشارة واضحة عندما أسقط "حزب الله" حكومة سعد الحريري معلنا أن أي حكومة ستأتي في لبنان ستكون حتما تحت عباءة حسن نصر الله وبالتالي ولاية الفقيه. لم يعد هذا المشروع بعدها محتاجا لممارسة التقية، فقد صرح المقيمون عليه مرارا بأنهم سيطروا على أربع عواصم عربية بعد أن دفعتهم البهجة إلى التمدد نحو اليمن وكسر كل الخطوط الحمر وتحدي كل المنظومات القائمة. وبعد إحدى عشرة سنة على اغتيال رفيق الحريري تكشفت شيئا فشيئا أسباب اغتياله، لم يكن اغتياله مسألة معزولة بل كان محطة اساسية على طريق غزوة الولي الفقيه للدول العربية، الغزو الفارسي المتلبس عباءة التشيع. رفيق الحريري سقط شهيدا في مواجهة الغزو الفارسي.

كيف نواجه المشروع اليوم إذن؟ علينا الإلتفاف اليوم أكثر من كل يوم بالحفاظ على إرث رفيق الحريري من خلال تياره". وختم علوش: "إن قاتل رفيق الحريري مستمر بمحاولته القبض على الشرعية السياسية من خلال السلطة ومن باب مجلس النواب بالذات عبر اختراع قوانين موجهة لمصلحته، واليوم علينا التحضير للمواجهة من خلال الإلتفاف حول قيادة التيار وتوجهاتها. عاشت ذكرى رفيق الحريري".


ماذا روت والدة سمير جعجع قبل رحيلها؟

مرلين وهبة/الجمهورية"/11 شباط 2017

قصدتها في العام الماضي لمعايدتها في عيد الأم على اعتبارها أماً مناضلة، ولأنني علمت من صديقة مشترَكة كيف عملت بصمت وصلابة.   في منزلها القريب من كنيسة مار منصور الواقع بين انطلياس واطراف النقاش كان لقاؤنا... لم تكن ماري الخوري جعجع تحب الظهور ولا التحدّث أمام عدسات الكاميرات ولا التباهي بما صنعته يداها بل تركت صلاتَها تفعل. وحين رجوْتها مقابلةً صغيرة تمنّعت في بادئ الامر مبرِّرة رفضها بالقول إنّ الصفحات لا تسع الشهادات وحكايات النضال التي يكتنزها قلبُها كما أنها لا تحب إزعاجَ ابنها بتعليقات الصحافة «فلديه الأهم ليشغل باله» بحسب تعبيرها... كما أنّ سيرة النضال ليست لأحد عشر عاماً فقط بل منذ السنوات الأولى لنشأة أولادها وخصوصاً ابنها سمير، وقد شهدت مآثرها وشاركت من حيث لا تدري بمسارها فكان لها الأثر الكبير في تكوين شخصية قائد القوات اللبنانية ابنها سمير جعجع. لا أدرى كيف بدأت «التانت ماري» بالسرد على رغم تمنّعها في بادئ الأمر، وبسلاسة تمّت دردشة صادقة استرجعت فيها أم جوزيف ذكريات الماضي والحاضر، أنشرُ القليلَ منها وفاءً لوعدي لها.

وتكلّمت «الحكيمة»

«منذ صغره عرفتُ بأنّه سيكون قائداً وزعيماً. كان ولداً ناضجاً خدوماً وطنياً ومندفعاً ودائمَ الجهوزية، كان يعينني في الحقل وكان شابّاً صلباً يحمل معي على زنده وكتفه الأثقال ويلهف الى مساعدتي، يحبّ الناس وأهل قريته، وحبّ الوطن هاجسٌ وأولويّة في حياة ابني سمير».

تتنهّد «تانت ماري» بصعوبة وتتابع: أحبّ أولادي جميعهم وقد ناضل كلّ منهم على طريقته، وكانوا مخلصين لتربيتنا أبو جوزف وأنا. إنني فخورة بما أنجزوه كما انا فخورة بولديّ جوزف ونهاد وبأحفادي، فهم مناضلون وأتقياء وقد أحرزوا تفوّقاً في شتى المجالات وأحرزوا شهاداتٍ يُحتذى بها وألقاباً نفخر بها كما تفخر بهم بلدتهم بشري ووطنهم لبنان.

إلّا أنّ علاقتي مع سمير مختلفة فهو مختلف في التكوين والطبع وعلاقتي معه مميّزة كتميّزه عنهم، فهو تنبّه الى حكمتي منذ الصغر وأنا التي كنت أردّد أمامهم «ما بدنا نتعلّم تناكل ونشرب! كلّ العالم بتاكل وبتشرب بدنا نكون مميّزين... بدي ياكن تكونوا علامة فارقة وعدم الاكتفاء بالعلم من أجل المأكل والمشرب فقط».ويبدو أنّ سمير التقط السرّ فلم يسعَ في شبابه الى التعلّم ونيل الشهادات العليا لتكمل الحياة مسيرتها الطبيعية في حياته بل فطن أنّ الشهادة في سبيل الوطن أهم من «الشهادة» الورقية التي سيحصل عليها بعد تخرّجه من الكلية، وحين تحادثنا عن ضرورة استكمال سنته الأخيرة في الجامعة للحصول على إجازته في الطب وقد كان طالباً متفوّقاً بشهادة جميع أساتذته الجامعيين الذين طلبوا منّي إقناعه بضرورة إكمال سنته الأخيرة، أجابني: «الوطن قبل الشهادة إذا راح الوطن منروح كلنا نحنا والشهادة وما بيعود إلها قيمة بدون وجودنا».

شعرتُ بشخصيّة القائد وروحية الزعيم في تصرفاته منذ الصغر فلم يعش طفولته كسائر الأطفال، كان يأخذ «خرجيّته» ليشتري بها جريدة لحبه للسياسة، في حين كان رفاقه يشترون بـ«خرجيّتهم» الحلويات من الدكان.

وكان الكرم يميّز طباعه وكم تفاجأت عندما شكرتني زوجة القندلفت في الكنيسة وتلعثَمتُ من الصدمة لأنني لم أعرف عن ماذا تتكلّم وبماذا أجيبها!... كنتُ قد ابتعت سترةً جديدة في العيد لسمير وهو ما زال يافعاً إلّا أنه عاد الى البيت متأخّراً من دونها، ولمّأ سألته أين السترة وهي باهظة الثمن كنتُ قد ادّخرت من معاش أبو جوزف لشرائها أجابني سمير «نسيتها على الحجر بعد أن ألقيتها هناك». إلّا أنّ الحقيقة لم تكن النسيان بل إنّ سمير كان وهبها الى ابن القندلفت بعدما كان برفقته وشعر الشاب بالبرد ولم يمكن يملك سترة!

تضحك ام جوزيف عندما تتذكر الحادثة، وحين سألتها إذا عاتبته أجابت: «لا لم أفعل».

وأكملت بعدما طاب لها استذكار طفولة الحكيم «كان يأتي الى المنزل في وقت الغداء مصطحباً معه جيشاً من الرفقاء ويسألني «ماذا حضّرت من الطعام فلدينا ضيوف؟» في الوقت الذي أكون قد حضرت طبخة عادية للعائلة بما أنه لم يعلمني مسبقاً.. إلّا أنني لاحقاً حفظت الدرس».

وتتابع: «سمير كان يحب النكات والمزاح والتعليقات المضحكة فكان يمزح مع والده كثيرا فيما كان أبو جوزف يضحك بصمت ومن قلبه.

«علاقته متينة للغاية مع والده الذي يعتبره «قديس البيت» وأيقونة المنزل فقد أخذ سمير من والده صلابة الإيمان فيما أخذ من كلينا عادة المثابرة على الصلاة..» تعترف أم جوزف، وتقول إنها «إنسانة صلبة وقوية ومعاندة ومكافحة» فهي لم تجزع من الكشف عن أنها واجهت حرّاس ابنها في المعتقل مرات عدة، حتى إنها تلاسنت مع بعضهم وقد ذاقت الأمرين من رحلة العذاب على مدى11 عاماً كانت تواظب فيها على زيارة ابنها كلّ ثلثاء وخميس من كلّ اسبوع وكان اللقاء مع سمير بالنسبة لها فرضاً لصلاة مقدّسة لم تنقطع عنها ولا مرة خلال 11 عاماً.

أرجعتُها الى حديث الطفولة بعد أن احتدّ النقاش وتغيّرت ملامحها عندما تذكّرت كيف أساء الحراس معاملتها مع أبو جوزيف قبل وخلال مقابلة ابنها سنين سجنه... فسألتني، ماذا تريدين ان تعرفي بعد؟ سأخبرك أنّ ابني حمل العدّة على أكتافه معي عندما قرّرنا استكمال بناءَ منزلنا في بشري في الطابق السفلي وقد كان سعيداً بذلك فهو إبن «قبضاي» ويستمتع بالعمل بيديه.

تصوّري، كان يمضي إجازته الصيفية مع الراسبين في الشهادة المدرسية فيجمعهم ليعلّمهم وليدرّسهم قبل تقديم امتحاناتهم للدورة الثانية كي ينجحوا ولم يكن يكتفي بتدريسهم لوحده بل كان يُجبر أخاه جوزف على معاونته وجوزف ابني الكبير هو حادّ الذكاء أيضاً وقد اصبح اليوم من أهم العلماء في أميركا ويدرّس في إحدى كبريات جامعاتها، فسمير كان يجبره على تعليم أولاد الضيعة معه في الصيف كي لا يخسروا سنتهم الدراسية.

وحين سألتها عن الحاضر وعمّا إذا كانت خائفة كما كانت سنين إعتقاله؟ تجيب: صدقّيني حين خرج من السجن أصبحتُ أكثرَ خوفاً عليه وقلت لوالده «هلق بلش خوفي الحقيقي... لا سيما عندما كثرت الاغتيالات وتوقّف سمير عن زيارتي لوقت طويل بعدما جاءتنا معلومات تفيد أنّ منزلنا مراقب إلّا أنه بالطبع لم يتوقّف عن الاتصال بي وأكثر من 10 مرات يوميّاً ليسألني عن صحتي وحاجاتي وحاجات والده وهو لم يقصّر معنا في حياته، إلّا أنها ضحكت فجأة بعدما تذكّرت «سالفة» حسب تعبيرها.

«في إحدى مناسبات 14 آذار كنتُ قد تمينت عليه عدم حضور الاحتفالات شخصياً في بيروت بسبب خوفي عليه، إلّا أنني في تلك الأمسية فوجئت وأنا أتابع الأخبار بحضوره الفجائي وسط زحمة المحتفلين وزحمة الاغتيالات، فطار صوابي ولم أتمالك نفسي من محادثته على الهاتف وقلتُ له لماذا نزلت الى بيروت في السيارة ألم يكن أفضل لك النزول على الدراجة كي يتمكّن الجميع من مشاهدتك ويعلم مَن لم يعلم بمكانك؟ وكان أن أجابني بنوبةٍ من الضحك.

رَحلت «الحكيمة»

في رحلتها الأخيرة الى مسقط رأسها بشري لم تصعد ام جوزف على دراجة لكي يراها الجميع بل صعدت في نعش مكلّلٍ بالأزهار البيضاء ورغم ذلك رآها الجمع وشعرت بزنودهم التي تسابقت الى رفعها عالياً.

بعدما زرعوا الطرقات الساحلية والجبلية المؤدّية الى مسقط رأسها بأوسمة بيضاء ويافطات غطّت الطرقات تكريماً لسيدة النضال الصامت التي رحلت ايضاً بصمت كما يرحل الكبار داعين إياها الى الصلاة للحكيم من السماء كما صلّت له على الأرض.

في أوائل الثمانينات انتقلت أم جوزف مع زوجها من عين الرمانة بسبب الحرب الى بيت متواضع عادي في أطراف انطلياس ولم تتباه مع زوجها بهويتهما كما لم يستغلّا مركز ابنهما لأيّ هدف في مسيرة حياتهما ولم يعلم بهويّتهما سوى القلائل من أهل المنطقة، فكانا بشهادة جيرانهما والأصحاب ينزلان للتسوق مثل بقية المواطنين بسيارة متواضعة ويملآن المياه للشرب وينقلانها الى المنزل مثلهما مثل الجميع، فيما كانت هوايتهما الوحيدة النزول يومياً لحجز مقعدهما في كنيسة مار منصور القريبة من المنزل لحضور الذبيحة الإلهية والصلاة من أجل اولادهما.

وبعد غياب أبو جوزف واظبت ام جوزف على الجلوس مع ابنتها نهاد «سندها» حسب وصفها لها، في المكان نفسه، قبل أن تتأزّم حالها الصحية بحسب مصادر صديقتها المقرّبة والانتقال من مستشفى سان لويس مروراً بمستشفى القرطباوي فيما استقرّت منذ أكثر من شهر في مستشفى سيدة لبنان قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة هناك في ليلة عيد مار مارون. كذلك، كشفت صديقة ام جوزف المقرّبة أن «الحكيم» كان غالباً يزور والدته باستمرار إلّا أنه كان يعلم كيف ومتى يختار الأوقات الملائمة لذلك «دون جرس إعلامي».

في النهاية أذكر كيف ختمت ام جوزف حديثها معي بفرح عندما تحدّثت عن الأوقات السعيدة التي كان يخصّصها الحكيم لاستقبالها مع أبو جوزف في معراب وكيف كان ينتقي المأكولات التي يعلم بأنهما يحبّانها وعن النزهة العائلية التي وصفتها بالغالية على قلبها وقلب زوجها الراحل في حديقة معراب غير أنها ليست الاغلى على قلبها لأنّ الأغلى حسب تعبيرها رسائل ابنها لها من المعتقل لاسيّما إحدى الرسائل الأثمن على قلبها وتحفظت على ذكر محتواها.

قبل مغادرتي لم تنسَ ام جوزف عادة الضيافة القروية بعدما أصرّت على أن تذوّقني تفاحةً حمراء «من الجرد» بل أصرّت على تحميلي كيساً كبيراً ما زلتُ أحتفظ منه بواحدة حمراء خبّأتها في الثلاجة للذكرى.

 

أهالي ضومط الارناؤوط: خبر الافراج عن المختار احمد الحلوان أذهلنا

السبت 11 شباط 2017 /وطنية - صدر عن أهالي المغدور ضومط الارناؤوط، تعليقا على خبر الافراج عن المختار احمد الحلوان، البيان الاتي: "ذهلنا من خبر الافراج عن المختار أحمد الحلوان قبل أن يأخذ التحقيق الأولي مداه وقبل أن يصدر الطب الشرعي نتيجة الفحوص المخبرية. وهنا يهمنا أن نؤكد أن رمي القنابل واطلاق الرصاص ليلا لن يثنينا عن متابعة قضية فقيدنا ضومط الأرناؤوط الى نهايتها واعتمادنا على الله وعلى القضاء اللبناني الذي لدينا ملء الثقة بعدالته. وسيبقى آل الحلوان وعشائر العرب في علما أهلنا، لان غايتنا الوحيدة تحقيق العدالة".

 

عون في استحقاق النيابية: أكون أو لا أكون

ابتسام شديد/الديار11 شباط 2017

لمن يعرف رئيس الجمهورية ميشال عون او لا يعرفه، ثمة مسألة واضحة وضوح الشمس في النهار ولا يمكن اخفاؤها وهي ان عون عندما يخوض المعركة يستمر فيها الى النهاية بدون التراجع حتى لو كانت التكاليف والاعباء غالية الثمن، هكذا كانت مسيرة رئيس الجمهورية في قيادة الجيش وفي الحروب التي خاضها وتجربة الحكومة الانتقالية والمنفى ومن ثم العودة وتحقيق تسوناني مسيحي أعاده الى قصر بعبدا بعد فراغ لامس الثلاث سنوات. فهذا المشهد يبدو ذاته في استحقاق قانون الانتخاب الذي يبدو ان رئيس الجمهورية وبحسب مصادر مقربة من بعبدا، يعتبره أم المعارك منذ تربعه على كرسي بعبدا، فرغم كل المطبات والحواجز واعتراضات الزعيم الاشتراكي وهواجس تيار المستقبل الذي قطع معه رئيس الجمهورية عوائق وحواجز كثيرة في مرحلة التسوية، فان رئيس الجمهورية لم يقدم الى خطوة واحدة تشير بتسليمه بامر واقع، بل ذهب الى التهديد بالفراغ النيابي بكل محاذيره وخطورته ورغم قناعته بان الثنائي الشيعي لا يمكن ان يقبل به، كما لوح بالاستفتاء الشعبي الذي يزعج كثيرين من القوى السياسية بدون مراعاة احد، ومعنى ذلك هو ان رئيس الجمهورية يريد اي قانون الا الستين وان استحقاق الانتخابات تعني بالنسسبة الى عون «الرئيس والزعيم المسيحي» بانها معركة «أكون او لا أكون»، ولا تراجع فيها بل استمرار «حتى الرمق السياسي الأخير».  ومع تسلل التسريبات بان ثمة اتجاهاً وقبولا سياسياً لقانون ميقاتي النسبي لتقسيم 13 دائرة انتخابية الذي كان ايضاً يلقى معارضة من تيار المستقبل كونه يجمع صيدا وصور والزهراني في دائرة واحد والمنية والضنية وعكار في دائرة اخرى، ومع ما رشح من اجواء عادت سليمة بين المستقبل ورئيس الجمهورية بعد جلسة مجلس الوزراء بعد ازمة صامتة بين السراي وبعبدا على خلفية تصعيد من وزير الداخلية جرت معالجته، فإن الامل بان يبصر قانون الانتخاب النور صارت كبيرة، وان كانت التوقعات تشير الى تمديد تقني قد يمتد ثلاثة اشهر لأواخر الصيف لشرح آليات القانون الجديد خصوصاً ان اي قانون يحتاج الى ترتيبات لوجستية على مستوى الدولة وتحضير الناخبين ايضاَ.   وعليه تقول اوساط سياسية فان رئيس الجمهورية مهما كان شكل القانون سيكون رابحاً لأنه لم يقدم تنازلات سياسية ولم يغير في وعده الدستوري للبنانيين، وان القانون سيصيب الساحة المسيحية بنشوة الانتصار سيكرس الثنائية المسيحية الجديدة لتفاهم معراب ثنائية تشبه الثنائية الشيعية التي استطاعت بتفاهماتها السياسية والتحالفية ان تمسك بالساحة الشيعية وتسير بها نحو الافضل لها. 

وبالتالي فان اي قانون يعني ان التهميش المسيحي وتلاشي دور الاحزاب المسيحية الذي بدأ مع نفي ميشال عون وسجن سمير جعجع انتهى او ولى الى غير عودة تؤكد الاوساط، والمطلوب اليوم العودة بالمسيحيين الى الدولة واستعادة هيبة الرئاسة وانهاء حقبة مصادرة صلاحيات الرئيس. فاللاءات المسيحية كثيرة اليوم، «لا» لتمسية النواب المسيحيين من غير المسيحيين ومن القوى السياسية والكتل الكبرى ففي المجلس النيابي 64 نائباً لا يسمي المسيحيون نصفهم، فالنائب وليد جنبلاط يتحكم بستة نواب على لوائحه معظمهم من النواب المتمولين، و«لا» الثانية لرفض امتحان رئيس الجمهورية وجره الى تسويات لصالح القوى والكتل الاخرى و«لا» لمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية.

 بدون شك فان تفاهم معراب وثنائية عون وجعجع المسيحية استطاعت فرض واقع معين على الجميع، فافتراق المسيحيين في السابق في معسكرات متحاربة اضعف الساحة المسيحية وشرذمها بحيث تاه المركب المسيحي وصار بدون «قبطان» عرضة لأية رياح وعواصف، وهذه الثنائية أقلقت الزعيم الاشتراكي لانها تهدد زعامته في الجبل بعدما كان يصول ويجول في امارته الشوفية التي صارت حكراً خاصاً وملكية سياسية وانتخابية له، يصعد الى بوسطته من يشاء او يريده وليد جنبلاط وينزل منها الأقوياء المسيحيين، فهو لا يريد ان يشاركه احد من المسيحيين في الجبل ولا يريد ايضاً ان يصل اخصامه من الدائرة الدرزية على متن القانون الانتخابي الجديد. وبدون شك ايضاً كما تقول الاوساط السياسية فان التفاهم الذي حصل في الحكومة بين التيار الوطني الحر والقوات بحيث ساهم التيار في اعطاء القوات ما تريده من وزارات، فان هذا التفاهم سيكرر نفسه في الانتخابات النيابية المقبلة، فمسيحيو التفاهم قادرون على فرض او ايصال اربعة وخمسون نائباً بقوتهم الذاتية. وعليه فان معركة ما بعد قانون الانتخابات تطل برأسها، هي بدون شك معركة الحكومة المقبلة او حكومة العهد الثانية «ألاقوى» ومن بعدها معركة رئاسة الجمهورية وعليه يمكن فهم مواقف القوى السياسية وتعنتها اليوم لأن وضعيته السياسية ومستقبلها السياسي هو على المحك.


الجباوي: لتلحظ غلاء المعيشة والتضخم... والترحيل لن يمرّ و رياح سلبية تلفح السلسلة والاساتـــذة يهدّدون بالشـارع

المركزية- بوادر غير ايجابية تلوح في الافق مع عدم الكشف عن اي سلسلة رتب ورواتب سيتم اقرارها خلال مناقشة موازنة العام 2017 في جلستي مجلس الوزراء المقررتين الاسبوع المقبل، فمع اجماع اساتذة العام بشقيه الثانوي والاساسي والخاص والمهني والتقني على المطالبة بضرورة اقرار سلسلة تؤمّن الحقوق، يهدّد هؤلاء بالعودة الى الشارع من جديد رافعين شعارات لا للغبن ونعم لتحقيق المطالب. وامام واقع عمره نحو 5 سنوات من اعتصامات وتظاهرات تتساءل أوساط عما اذا كان كل قطاع تعليمي سيتخذ نهجا خاصا به للمطالبة باقرار السلسلة، او ان الجميع سيعودون للانضواء تحت لواء هيئة التنسيق؟ يقول رئيس رابطة التعليم الثانوي نزيه الجباوي لـ"المركزية": الى صعيد رابطة الثانوي فان كل قرار يصدر عنها يلتزم به كل اساتذة لبنان الثانويين، ولا مشكلة مع هيئة التنسيق التي لا نزال في صلبها فنحن معنيون بالسلسلة، انما ثمة مطلب خاص يتفرّد به اساتذة التعليم الثانوي ويتعلق بالموقع الوظيفي الذي على اساسه نتحرك".

وعن الاضراب قال الجباوي "سيسبق الاضراب التحذيري الخميس المقبل مؤتمر صحافي الاربعاء المقبل، ونحن نتابع ما يحصل في مجلس الوزراء لناحية انعقاد الجلستين المقررتين لبحث الموازنة". اضاف "نتخوف مما يشاع عن امكان ترحيل السلسلة من خارج الموازنة، فهذا كلام مناقض لما يقوله رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نعوّل عليه وهو "ان السلسلة مدرجة في الموازنة وستقر من ضمنها"، موضحا ان ترحيل السلسلة لن يمر. وأمل في ان تكون ارقام السلسلة التي ستتم اقرارها من ضمن الموازنة كبيرة كي تحافظ على مستوى الحقوق التي نطالب بها خصوصا لاستاذ التعليم الثانوي، اضافة الى ان القطاعات التعليمية الاخرى من خاص واساسي ومهني وتقني، تطالب بتعديل السلسلة بما يحفظ الحقوق، لافتا الى ان الرابطة "تعمل على مشروع قانون "الموقع الوظيفي لاستاذ التعليم الثانوي"، وتأمل في اقراره". وقال "ما نتمناه بعد خمس سنوات من الاعتصامات والتظاهرات واعلاء الصوت وارتفاع التضخم من 121 في المئة الى حوالي 145 في المئة الا نعود الى نقطة الصفر"، كما نأمل ان تأخذ الحكومة في الاعتبار هذا المستوى المرتفع للتضخم والا تقابله بمبلغ زهيد، والا نعود الى التظاهر في شارع لا يليق، فنحن لسنا هواة تظاهر او اضراب". واستنكر الجباوي الاستخفاف والاستهتار بحقوق الاساتذة، متسائلا: ماذا نقول للذين تقاعدوا ولعائلات الذين غيّبهم الموت وكانوا في حياتهم يأملون بان تتحقق السلسلة؟.ودعا الذين يضغطون باتجاه ترحيل السلسلة، "الى البحث عمّن يتهرّب من دفع الضرائب والرسوم لان هؤلاء هم الذين يعرقلون اقرار السلسلة". واعلن "التحضير لمؤتمر صحافي يعقد في الرابعة بعد ظهر الاربعاء المقبل في مقر الرابطة، لدرس الخطوات التصعيدية، وللقول ان صبرها قد نفذ فكفى سكوتاً لان بسكوتنا يعني سكوتهم، وبتحركنا يمكن ان نلقى صدى"، لافتا الى انه من المعيب على الدولة ان تسكت على حقوق الناس، في وقت عليها ان تدرس واقع المجتمعات لناحية غلاء المعيشة والتضخم وتعمل على زيادة الرواتب على اساسهما".


النازحون السوريون إلى الجنوب تحـت العين الأمنيـة والتوقيفات مستمرة لمنع محاولات الاخلال بالسلم الأهلي

المركزية- ابلغت مصادر امنية "المركزية" ان السوريين النازحين، ونظرا إلى الاشكالات التي يتسببون بها والسرقات التي ثبت انهم وراءها، باتوا اليوم في دائرة الرصد والمراقبة من القوى الامنية، خصوصا ان بعضهم يدخل خلسة ومنهم من انتهت صلاحية اقامتهم"وأشارت إلى أن من يتم القاء القبض عليه لدخوله خلسة، يغادر لبنان ومن ثم يدفع رسم الخلسة ويأتي من يكفله ويعود الى لبنان. اما من يتم القاء القبض عليه لعدم حيازته اقامة، فيُعطى مهلة لتأمين كفيل ويصبح وجوده شرعيا. وشددت على أن "مخابرات الجيش اللبناني وضعت تجمعات النازحين السوريين في صيدا ومحيطها، وفي الجنوب، تحت المجهر الأمني، حيث تنفذ دورياتها بين الحين والآخر مداهمات لعدد من هذه التجمعات تسفر عن توقيف مقيمين بشكل غير قانوني او عدد ممن انتهت صلاحية وثائق اقامتهم"، وتابعت: آخر هذه المداهمات كان لمخيم النازحين على مجرى نهر سينيق جنوب صيدا ومخيم العلايلي، وأسفرت عن توقيف سبعة سوريين ومصادرة دراجتين ناريتين تستخدمان من دون أوراق قانونية، فضلا عن توقيف العديد منهم في حبوش والنبطية وبفروة ومصادرة دراجات نارية غير شرعية منهم . ولفت مصدر أمني عبر "المركزية" أيضا إلى أن "الهدف من الاجراءات الأمنية المرتبطة بتجمعات النازحين السوريين يكمن في التحقق من عدم حصول أي اختراق لهذه التجمعات من أفراد يمكن أن يتخذوا منها منطلقاً للإخلال بالأمن أو لتهديد السلم الأهلي، أي لإبقاء هذه التجمعات تحت «العين» الأمنية، علماً أن معظم من يتم توقيفهم يحالون بطبيعة الحال الى مديرية الأمن العام التي تمهلهم فترة محددة لتجديد إقاماتهم أو لشرعنة أوضاعهم باستثناء من يتبين أنه مطلوب في ملف أمني".


الجراح لـ«المستقبل»: ورشة سريعة ومئة برج لتحسين الاتصالات/الرئيس الشهيد عملاق ونعمل المستحيل اليوم لنستكمل ما بدأه»

حاوره: يقظان التقي/المستقبل/12 شباط/17

في الطريق الى المصعد الكهربائي الموصل الى وزير الاتصالات جمال الجراح في الطابق الثالث من مبنى يبعد أمتاراً عن ساحة النجمة ومبنى البرلمان وفي قلب المدينة الحديثة بيروت، اللوحة على مدخل وزارة الاتصالات تشحن الذاكرة بالأسماء الكثيرة التي تولت هذه الوزارة الحيوية، وفي مقدمها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكبار من رجالات البلد، في الإشارة الى أهمية هذا القطاع، كواحد من أهم القطاعات المنتجة في لبنان والرافد الأساسي للخزينة اللبنانية وللنشاط الاقتصادي والتنمية المستدامة، وكوسيلة تواصل وانفتاح على العالم الحديث، ترتبط أكثر فأكثر بالاتصالات والانترنت وتطور وسائل الاتصالات والتقنيات الحديثة. لوحة تُطل على فضاء مديني آخر زاد فيه الحريري على فضاء المدينة بيروت فضاءً آخر.

الوزير الجراح يدرك حجم المسؤوليات الملقاة على هذا القطاع ويتحدث عن تجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع هذا القطاع: «كان صاحب رؤيا وإرادة، وكان يرى مدى أهمية قطاع الاتصالات والهاتف ويعي أهميته الاقتصادية. وأنجز في العام 1994 فائضاً من الخطوط الهاتفية، والآن بعد 10 سنين على استشهاده، لم يتطور القطاع كثيراً، ليس فقط هذا القطاع، ونحن نعاني من استنفاد كل البنى التحتية التي أطلقها الرئيس الحريري».

ويستطرد: «نحن أبناء هذه المدرسة وقادرون بتوجيهات الرئيس سعد الحريري أن نضع رؤيا بدأناها كحقيقة نحدد فيها حاجات المواطنين وحاجات القطاع، وسنبذل الأقصى لتنفيذها».

ويتحدث الجراح عن: «ورشة سريعة ولكن غير متسرعة، تُخرج الاتصالات من الركود وحالة التباطؤ والتجاذب والتعارض التي أدت الى توقف الإنجازات، وتمهد في الأشهر المقبلة للوصول الى عتبة مهمة من عالم الاتصالات الموثوقة، المفتوحة والجيدة والسريعة» ويؤكد الجراح في حديثة الى «المستقبل»: «أن مهلة الستة أشهر ليست قليلة، والوزارة تعمل بروح جديدة مع التعيينات الجديدة في هيئة أوجيرو والمديرية العامة للاستثمار والصيانة، وبرؤيا واضحة وبإصرار على الإنجاز السريع والى المدى الأقصى». وفي ملف «الانترنت غير الشرعي» يعتبر الجراح أن «الموضوع برمّته في يد القضاء اللبناني».

وفي السؤال عن الجو الحكومي وقانون الانتخاب، يوضح الجراح موقف «تيار المستقبل» بالقول: «فريقنا السياسي جاد في الوصول الى قانون انتخاب وإجراء الانتخابات في موعدها على أن يراعي أي قانون جديد صحة التمثيل والحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش الأساسي من دون تهميش أي مكون من مكونات البلد»..يبدأ الوزير الجراح حديثه بالقول: «كل المؤسسات الاقتصادية الكبيرة، كل الوزارات والجامعات والمصارف والمستشفيات، كل القطاعات بحاجة الى الاتصالات والانترنت السريع، والى الخدمات النوعية التي يقدمها هذا القطاع، وبدأنا العمل فوراً منذ تسلمنا المسؤولية على تحديث البنى التحتية التي استنفدت في السنوات الأخيرة وشهدت نوعاً من الركود، أو المراوحة في مكانها، من دون الانتقال بنا الى مكان آخر، بحيث لم تحصل تطورات كبيرة في مجال الاتصالات، على الرغم من أن هذا القطاع في الإطار العام وضعه جيد، لكنه بحاجة الى تطوير وتحديث كبيرين، يواكبان مستجدات العصر الجديدة وتطور الأنظمة المعلوماتية الحديثة في العالم». ويشرح كيف أن «الوزارة تعمل في متابعة حثيثة على مدار الساعة لإزالة الشوائب، وتنكب على خطة قصيرة وخطة متوسطة المدى تمتد الى 15 سنة مقبلة. وستعالج هذه الخطة ما يشغل اللبنانيين جميعاً في اللحظة الراهنة، وهو همّ «الانترنت» وانقطاع الاتصالات والوضع المتردي الذي نعاني منه جميعاً.

ويكشف أن: «الشركات الخليوية بصدد تركيب مئة برج جديد للتغطية الواسعة على مجمل الأراضي اللبنانية، وحيث تدعو الحاجة. ثم تأتي ورشة الانتقال الى الجيل الرابع 4G» واعداً بتغطية حديثة نهاية آذار تشمل 85%، والمعالجة السريعة ستشمل أيضاً إيجاد حلول سريعة تلبي الحاجة الكبيرة للهاتف الأرضي، وتركيب نحو 90 ألف خط هاتفي، من خلال العمل السريع أيضاً على استبدال السنترالات القديمة بسنترالات حديثة تلبي حاجات المواطنين الراهنة والمستقبلية».

ويضيف: «مع التعيينات الجديدة استطعنا أن نشكل مناخاً جديداً في الوزارة، هذا المناخ قائم على التعاون بدل التنافر، مناخ الفريق الواحد بدل الأفرقاء، وبدأ هذا الجو من التآلف والعمل كفريق واحد يعطي نتائجه في عمل كل قطاعات الوزارة، وأنا كوزير ليس لدي موقف مسبق من أحد، وما يهمني حقيقة هو العمل التعاوني والإيجابي، والمهم أننا طوينا صفحة من التجاذبات والتعارض التي لا شك أثرت سلباً على تحقيق الإنجازات المنشودة. نحن الآن نعمل بروح إيجابية كبيرة، برؤيا واضحة أكثر، وبإصرار على الإنجاز السريع وليس المتسرع، وبدأنا بوضع الخطط القصيرة المدى التي تجيب على إلحاحات الطوارئ وعلى خطة متوسطة المدى للنهوض بهذا القطاع. أول مشكلة واجهتنا هي عدم وجود هاتف أرضي لتلبية حاجة المواطنين الى 90 ألف خط هاتفي وليست لدينا قدرة على تلبية ذلك، وهذا أمر مؤسف جداً إذا ما قارناه بالعام 1994 وظروفنا كانت أصعب حينها. لذلك وضعنا خطة قصيرة الأجل لتحديث السنترالات ومكننتها وفق أنظمة جديدة فعالة تستطيع أن تلبي حاجات اللبنانيين في الـ15 سنة المقبلة. هذه مرحلة تنتهي نهاية آذار المقبل، بعد أن نكون قد قمنا بأعمال التلزيم وأجرينا المناقصات اللازمة، لننتقل الى العمل السريع لاستبدال السنترالات، وفرقنا الفنية على جهوزية عالية لذلك، والأنظمة الحديثة تلبي حاجتنا الى ثلاثمئة ألف خط هاتفي، وذات سعة تصل الى مليون خط هاتفي في المدى الأبعد، على نحو تشمل فيه التغطية المدن الرئيسة والأماكن الفرعية في كل المناطق الى أقصى الريف».

مشكلة الإنترنت ومعالجتها

] ماذا عن مشكلة الانترنت أهم هاجس لدى الغالبية من اللبنانيين، وكيف يمكن معالجة الأمر؟

- «المشكلة في شبكة Fibres optics، التي انتهى تنفيذها في العام 2003 مع بعض الشوائب وخلال الثلاث السنوات الماضية لم نشهد محاولة جدية لمعالجة إشكالات الشبكة التي تحتاج لتفعيلها مع اعتمادات مالية، إذ إن على الدولة أن تخصص 68 مليون دولار لها. وهذه الشبكة فائقة الأهمية بالنسبة لعمل الشركات الخليوية للولوج الى الجيل الرابع من الانترنت، والتجاذبات التي سادت في السنوات الأخيرة معروفة حول هذا الملف، والأمور بقيت عالقة، ولم نذهب منها الى مكان جديد في عملنا على تطوير القطاع. الآن مع الفريق الجديد في الوزارة هناك إرادة حل الملف جذرياً، وطلبت من الشركة المنفذة تقديم تصورات عن الخيارات التقنية المتاحة أمام التنفيذ، وبالوقت نفسه طلبت أيضاً من الشركة مرحلياً وسريعاً إصلاح بعض الشوائب وإجراء الإصلاحات المطلوبة وفق الأنظمة التقنية الموجودة المفتوحة على شبكات وصل ستتيح لنا في نهاية شباط المقبل ربط كل المدن على طول الساحل مع زحلة على الألياف الضوئية للجيل الرابع، وننتهي في آخر آذار من تغطية 85% من الأراضي اللبنانية، وتبقى 15% من مناطق السلسلة الشرقية نواجه صعوبات تقنية في العمل فيها وعراقيل لجهة تركيب الأبراج وصعوبات أخرى، ونأمل أن نستكملها لاحقاً».

ويضيف الجراح: «في هذه الأثناء تعمل الورش على إصلاح أعطال DS، والشبكة شبه متوقفة وانتشرت الفرق الفنية في كافة المناطق لتصليح الأعطال لتنخفض نسبة الأعطال يومياً بنسبة 10%، وأنا أتابع عمل الورش وأطلب تقريراً يومياً عن سير العمل وما تم إنجازه، تمهيداً لإصلاح كل الأعطال، والفريق يعمل بنفسية عالية وجهوزية على مدار الساعة، وأنا أعمل في الوزارة من التاسعة صباحاً الى التاسعة مساء يومياً، ونتلقى شكاوى المواطنين مباشرة أحياناً والورش على الأرض. هذا في الوقت الذي نعالج فيه مشكلات على الصعيد الإداري والتقني ومسألة النقص في بعض المعدات، ونعلم أن الوقت قصير والمطلوب للتنفيذ كثير، لتلمس الناس الجديد في عمل الوزارة والقطاع ككل».

ويجزم الجراح بأن «مرحلة التجاذب السياسي في السنوات الثلاث الأخيرة انتهت. فمرحلة التباطؤ كان يسودها نوع من التجاذب السلبي، ونوع من اللامبالاة بالمواطن واحتياجاته. وقد أدت هذه المرحلة السلبية الى تراكم الأعطال والشوائب، ومنعت الوصول الى إنجازات. ونحن اليوم بصدد العمل الفوري والسعي الى نتائج سريعة تلبي حاجة المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة الملحة بناء على ورشة نستنفر فيها الطاقات البشرية ليدنا البشرية والكفاءات الإدارية والفنية والمعدات والآلات، وقد نحتاج الى كفاءات جديدة لإنجاز الخطة التي وضعناها لتطوير القطاع. لدينا بعض الشغور في الطاقات البشرية وعندنا نقص في المعدات، ونسعى الى تغطية هذا النقص، والعمل يجري بدينامية داخل هيئة أوجيرو وبطاقة إيجابية جداً لجهة العلاقة مع المواطن. وأعود الى ما كان يردده الرئيس الشهيد رفيق الحريري على مسامعنا: «البلد ما بينهض من دون اتصالات ولا بينهض من دون مطار ومن دون كهرباء»، ومن تاريخ استشهاده للآن لم يتم فعل الكثير، وفي الواقع لم يتم تحقيق إنجازات جديدة، وما يجري العمل عليه هو استكمال ما كان قد بدأه الرئيس الشهيد في منتصف التسعينات. وأنا آمل وأعمل في الفترة المقبلة لتقديم خدمة انترنت أفضل، وعلى نوعية الاتصالات في الخدمة التي ستُقدم للمواطن، الخدمة الأفضل، ولذلك نحن بحاجة الى شبكة الألياف الضوئية، والى شبكة تصل بين السنترالات، والشبكة موجودة الآن جزئياً لدى بعض المستهلكين الكبار ولدى الجيش والأمن الداخلي والمصارف الكبرى والمستشفيات وبعض الجامعات الكبرى. ومن الآن والى نهاية آذار ننتهي من توصيل القسم الأكبر على الشبكة وتقديم خدمة انترنت سريعة، وفي ذهننا أن من حق كل مواطن أن يحصل على الانترنت السريع، ولدينا خيارات تقنية عدة ندرسها مع المعنيين في الوزارة لاتخاذ القرارات المناسبة بخصوص الشبكة الكاملة، ونحن نقترب من حسم خياراتنا النهائية، والهدف تقديم الخدمة النوعية بكلفة معقولة لا تزيد الأعباء على المواطن وبما يتلاءم أيضاً مع الإمكانيات المتاحة لدى الدولة».

خطة النهوض

] هل الاعتمادات المالية متوفرة للانطلاق بخطة النهوض الشاملة؟

- «الاعتمادات متوفرة في الموازنة وندرس مع وزير المال ما هي الخيارات المتاحة لنا في هذا الموضوع لوضع خطتنا موضع التطبيق، ووزارة الاتصالات هي الجهة الثانية بعد ضريبة TVA التي ترفد الخزينة اللبنانية بمبالغ مالية كبيرة، ونحن بحاجة للاستثمار أكثر في هذا القطاع بأموال كثيرة لجعله قطاعاً حديثاً ومعاصراً، وهذا يتوقف على أفضل الخيارات التقنية وأفضل الخيارات المالية المتاحة. وأعود وأكرر القطاع الآن في وضعية جيدة وحلمنا أن يكون ممتازاً وحيوياً ورافداً أساسياً لاقتصادنا الوطني ولحركة النمو، ونحن ندرس حالياً الخيارات وكلفتها المالية ونعرف جيداً أن الوصول الى حالة مثالية تتطلب بعض الوقت».

] مهلة الستة أشهر هل تعتبرها كافية؟

- «مهلة الستة أشهر ليست بوقت قليل، هي مهلة كافية لنضع الخطة على السكة، وأنا وفريقي أعمل يومياً لذلك، وبالإمكان الاستفادة من المهلة لننجز الشيء الكثير والكثير من الإصلاحات، والانتقال من حالة الركود الى مرحلة إطلاق بداية جديدة في عمل القطاع ومعالجة مشاكله. واحدة من أسباب تردي الاتصالات مشكلة فوضى الترددات في الأجواء اللبنانية، ونحن ننكب على تنظيم تلك الترددات التي تؤثر بطريقة سلبية على عمل الشركتين الخليويتين، ونحن على علاقة جيدة معهما، قد تحتاج الأمور الى تنظيم أكثر. لذلك نحن نشتغل الآن على مناقصة جديدة لإدارة الهاتف الخليوي وعلى عقود جديدة لا تحتمل اللبس والاجتهاد وتنظم العلاقة مع الشركتين على أسس واضحة البنود والمسؤوليات. وقد استجابت الشركتان لطلبنا بتركيب مئة برج لتحسين الاتصالات ولتحسين الخدمات وتسهيل حياة المواطنين، وأساس العقد الجديد هو الخدمة النوعية وتوافرها على مساحة واسعة وعدم انقطاع الخطوط الهاتفية كما هو حالياً».

ويعتبر الجراح أن «فاتورة الهاتف الخليوي ليست فاتورة عالية بالعموم، ربما هي فاتورة غالية ببعض جوانبها الخدماتية مقارنة ببعض الدول الصديقة والمجاورة، مثال خدمة Roming، والوزارة شكلت لجنة لمراجعة الأسعار لتبيان إمكانية تخفيض أسعار بعض الخدمات من دون أن يترك ذلك أثراً على دخل الدولة راهناً». ويلفت الى «أن أوضاع الخزينة صعبة جداً ولدينا عجز بخمسة مليارات دولار في الموازنة العامة، ووضع البلد الاقتصادي صعب مع نسبة نمو لا تتجاوز 1,3 بالمئة مقارنة مع 8,5 بالمئة العام 2010، أي بانخفاض، 7%. والمؤشرات الاقتصادية والمالية ليست بأحسن الأحوال وقد لا تسمح لنا بالذهاب بعيداً ونسعى الى التوازن بين ما لا يؤثر سلباً على خزينة الدولة وبين ما يريح المواطن أكثر، وقد طلبنا من الشركتين الخليويتين أن تفصّلا سلة للشباب الجامعيين، وهم شريحة واسعة على الانترنت، بأسعار مريحة. وهذا نتيجة إلحاح الرئيس سعد الحريري وتوجيهاته لتقديم الانترنت بأسعار معقولة، ولمساعدة الطلاب والجامعات. وإحدى الشركات وفي وقت قريب ستعلن عن جوائز للأبحاث التي أجراها طلاب وتقديم مكافآت مالية، ما يُساعد على التقدم في البحوث العلمية، ويعزز دور الشباب في النهوض الوطني على كافة المستويات. الورشة كبيرة وبالمقابل العمل جدي ويتقدم والأمور كما تجري إيجابية مع الشركات الخليوية وواضحة وعلى أسس علمية ونأخذ وقتنا لإعداد دفتر الشروط الجديد ونقوم بدراسة متأنية لكل تفاصيله ومعطياته، ما يؤدي غرض الإدارة الرشيدة لهذا القطاع».

الإنترنت غير الشرعي

ويوضح الجراح «لدينا خطط كثيرة للنهوض بالقطاع، منها خطة الوزير حرب وقبله الوزير باسيل، وحرصنا في الوزارة على أن تكون بنود العقد مع الشركتين واضحة، وأن يكون كلا الطرفين مرتاحين، ودفتر الشروط سيُعرض على مجلس الوزراء».

وينفي الجراح الكلام عن شركة خليوية ثالثة، إلا إذا كان المطلوب خصخصة القطاع، وتتحول الدولة عندها الى جهة إشراف وتنطلق حينها السوق التنافسية ونعطي رخصة ثالثة أو رابعة. ولكن لا أظن أن المناخ السياسي الآن في البلد في هذا الاتجاه، الذي قد أميل اليه شخصياً». ويحسم الوزير الجراح بأن «ملف الانترنت غير الشرعي بيد القضاء اللبناني. وردتني إحالة من وزارة العدل، اطلعت على الملف داخل الوزارة وفي أمانة السر «ما لقيت ملف متكامل» هناك بعض الأوراق هنا وهناك، اتصلت بالقاضي مروان كركبي للاطلاع على سير الملف، وكما ذكرت وزير العدل زودني ببعض المعلومات عن سير التحقيق وأبلغت القاضي كركبي أن الوزارة مستعدة للتعاون بما تملكه من معلومات في سبيل تبيان الحقيقة ومساعدة القضاء للوصول الى تبيان ما يجري في هذا القطاع. وعلى القضاء متابعة الموضوع».

وينفي الجراح: «الذهاب الى تسوية الملف على قاعدة «عفا الله عما مضى» فالقضاء ليس بوارد التسويات ويضع يده على الملف، والوزارة على جهوزية كاملة للتعاون معه، أما الوزير بطرس حرب فهو محامٍ ونائب وسياسي ويعرف أن الموضوع بيد القضاء وبإمكانه من مواقعه المختلفة متابعة الملف الى نهاياته».

رفيق الحريري

ويعود الوزير الجراح الى البدايات، الى الشهيد رفيق الحريري والى 14 شباط ويقول: «الى الآن لا نعرف قيمة ما فقدناه والشعب اللبناني بعدو ما قدر يعرف شو فقد باستشهاد رفيق الحريري، فقدنا رجل الدولة والرؤيا والإنجاز والرجل الوطني، ورجل الوحدة الوطنية، الرجل الذي كان بمقدوره حل أي مشكلة مهما كانت مستعصية وكبيرة، وكان دائم التطلع الى الأمام الى مستقبل لبنان، وكان يريد أن يضع لبنان في مكانه الطبيعي والمتقدم في العالم العربي وفي العالم، وما كان يقف عند القضايا الصغيرة.. كان رفيق الحريري كبيراً بتفكيره وعمقه وإنجازاته ووطنيته وعروبته، نحن نعمل اليوم المستحيل لنستكمل ما بدأه، واللبنانيون لم يصلوا الى مرحلة وعي ما فقدناه. هذا القطاع (الاتصالات) كان يعيره اهتماماً كبيراً تولى الوزارة لمعرفته أن البلد لا يتقدم من دون قطاع اتصالات حديث، التغطية الكهربائية كانت تعمل 24 ساعة في العام 1996. بنى مطار بيروت ليستقبل 12 مليون سائح، قامت الدنيا ولم تقعد بزعم الإسراف والتبذير، وها نحن نستقبل الآن 8 ملايين سائح وننتقل الى المرحلة الثالثة التي رآها، بالنتيجة رفيق الحريري عملاق».

ويروي الجراح كيف التقاه في العام 1995 وطوال عشر سنوات، وكيف كان مدرسة بالوطنية والعيش المشترك والإنجازات وضرورة التقدم: «في الحقيقة لم نكن قادرين على مواكبته، كانت لديه رؤيا كبيرة، كان يقول لي: «جمال هاي القصة ما بتنحل هيك، هاي القصة بتنحل هيك، بتقلوا بتكلف عشر مرات أكثر، بيقلك عمول الشغلة مرة واحدة وانساها، نحن عم نعمر بلد»، وكان يردد الحديث النبوي الشريف: «إن الله يحب إن عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»، كان يعمل من أجل الكمال، وأنا كابن البقاع لا أنسى مهرجان العام 1999 في البقاع، وكم كان متفاجئاً من محبة الناس التي استقبلته بالألوف على الرغم من كل العقبات والإشاعات وكل التهديدات وأصرت على أن تستقبله وتغمره بحبها، وكان هذا الأمر شيئاً مفاجئاً له ونزلت دموعه 4 مرات خلال الاستقبال. البقاع خسر الشهيد رفيق الحريري ونحن بتوجيهات الشيخ سعد سنحاول ما بوسعنا لنبادل أهل البقاع محبتهم بدعمهم في كافة القطاعات، في الزراعة والتعليم والاتصالات وكل الخدمات، والموضوع جدي جداً بمسألة وضع حد نهائي لفوضى مذكرات التوقيف العشوائية في البقاع، مسألة تريح آلاف الشباب لينصرفوا الى أعمالهم والإنتاج والابتعاد عن مجموعة من التجار ابتلتهم بموضوع الاتجار بالمخدرات وغيرها.. وهناك مقاربة جدية من الحكومة لملفات المنطقة كافة».

ويختم الجراح حديثه عن الحكومة وقانون الانتخاب بالقول: «فريقنا السياسي جدي في إنجاز قانون انتخاب يراعي صحة التمثيل والحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش الواحد ولا يهمش أي مكون من مكونات البلد». ويضيف بخصوص التحالفات بقاعاً: «بعد بكير على التحالفات، وضعنا في تيار المستقبل مرتاح والناس آخذة خيارها السياسي مع تيار المستقبل، ولدينا أحزاب قريبة وتحالفنا معها في 2005 و2009 وإن شاءالله لا تكون هناك أمور غير مريحة في المرحلة المقبلة».