المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 شباط/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.february13.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف


عناوين أقسام النشرة
الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم
طُوبى لِفَاعِلي السَّلام، لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله. طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات
قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى".
يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه.

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها
اذا هيك مش بي الكل/الياس بجاني
موضوع التعليق/عون: سلاح "حزب الله" أساسي للدفاع عن لبنان
عون: سلاح "حزب الله" أساسي للدفاع عن لبنان

عناوين الأخبار اللبنانية
د.فارس سعيد: ان يدافع أمين عام حزب الله عن سلاحه مفهوم. ان يدافع رئيس جمهورية لبنان عن سلاح حزب الله والاتكال عليه لمواجهة اسرائيل غير مفهوم!!اين الجيش
بيان سيدة الجبل رداً على تصريح الرئيس ميشال عون
مفارقة مثيرة في زمن "الحكم القوي"/الياس الزغبي/فايسبوك
حفاظاً على أمن فخامة الرئيس/طوني ابي نجم/تويتر
عون: سلاح "حزب الله" أساسي للدفاع عن لبنان/نوفل ضو/فايسبوك
عون: سلاح "حزب الله" أساسي للدفاع عن لبنان/توفيق هندي/فايسبوك
عون: سلاح "حزب الله" أساسي للدفاع عن لبنان/نديم قطيش/فايسبوك
اذا هيك. مش بي الكل/بشارة شربل/فايسبوك
دور جديد للرئيس عون: وساطة بين دولتين
لافروف: يجب على واشنطن الاعتراف بأن حزب الله..
عندما يتحدث نصرالله عن الكرامة الانسانية والمسؤولية الاسلامي/علي الأمين/جنوبية
ريفي: لماذا الصمت على موقف عون الخطير؟
هل تذكرون المخطوف جوزف صادر؟ 8 أعوام وعائلته في حداد معلّق
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/2/2017
جريدة الجمهورية/مانشيت: عون: سلاح «الحزب» ضروري... وبعبدا تستغرب إنتقاد البعض
رجل اعمال اماراتي ينبه الرئيس عون .. اليكم التفاصيل

 تفاصيل المتفرقات اللبنانية
عقاب صقر:الحزب يمارس أعمالاً إرهابية ضد الشعب اللبناني وانتخاب عون كان بهدف إنقاذ البلد
مطار القليعات…مطلب مناطقي أم وطني جامع؟
اعتبارات طائفية خلف إثارة حزب الله ملف اللاجئين في لبنان
القوى السياسية مع تأجيل الانتخابات
عون يلعب ورقة حب حزب الله والسيسي
رداً على منح عون الشرعية لسلاح حزب الله: #عهد_سلاح_الإرهاب
توضيح حول تسليم سيارات اللواء ريفي
بطرس حرب: لا أظن أن باسيل سيصبح نائباً.. والإنتخابات آتية
عون يطرح نفسه وسيطا بين الدول العربية وإيران

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية
صبرا: وفد المعارضة إلى جنيف الأكثر تمثيلاً لقوى الثورة ومجموعتا موسكو والقاهرة ممثلتان بشكل أساسي في الوفد
أردوغان: العملية التركية بسوريا ستستمر لحين تحرير الرقة/الرئيس التركي: قواتنا أصبحت وسط الباب وداعش بدأ بالانسحاب
خطة إسرائيلية لإنقاذ سوريا من "محور الشر" وإعادة تأهيلها
نتنياهو يسعى لإقناع ترامب: الإيقاع بين إيران وحزب الله
يفاوضون عى وقع صيدنايا!
مثلث الموت: عين "حزب الله" على الجنوب السوري
العربي الجديد: مصر: صراع بين الاستخبارات ومؤسسة الرئاسة حول الإطاحة بشكري

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
أزمة قانون الانتخابات بعيون موحدين دروز/ايلي الحاج/النهار
14 شباط... مختلفة؟/ نبيل بومنصف/النهار
هل ينتقل الخلاف على قانون الانتخاب من الأحزاب واللجان إلى مجلس الوزراء؟/اميل خوري/النهار
من “لبنان أولاً” الى “أميركا وفرنسا أولاً”/بول شاوول/المستقبل
تلويح عون بالفراغ لا يأتي من فراغ قلق إيراني يهدد الساحة اللبنانية/سابين عويس/النهار
لـ«حزب الله» .. يا محسنين/جانا حويس/المستقبل
من ١٤ آذار الى سيّدة الجبل، تيّار عابر للطوائف في مواجهة الإحتلال الإيراني/طوني أبو روحان/بيروت اوبزرف
لا ضيقاً بالنازحين بل خوفاً من التقسيم/سجعان القزي/جريدة الجمهورية
يحتسبون لمواجهة الإسلاميِّين والتيار المدني/طوني عيسى/جريدة الجمهورية
المعركة الكسروانية افتُتحت: على ماذا يراهن فريد هيكل الخازن/إبتسام شديد/الديار
'القيصر' في سوريا… بين أميركا وإيران/خيرالله خيرالله/العرب
حين ابتسم لنا «داعش»/حازم الأمين/الحياة

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها
النص الكامل لحوار صحيفة 'إسرائيل اليوم' مع ترامب
عون لصحيفة الاهرام: عار يلحق بالعرب اذا نجحت اسرائيل في الغاء الهوية والارض الفلسطينية والشعب اللبناني قديس لتحمله آثار النزوح
 عون لمحطة سي بي سي المصرية: سلاح حزب الله مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه الخلافات في لبنان سياسية وليست دينية والصراع ليس في الداخل
وهاب: لا يظنن أحد أنه عند كل استحقاق نيابي يستطيع أن يجر المواطنين الى مواجهة
حرب: إن كان باسيل يعتقد أنه سيصبح نائبا فأنا لا أظن اعتقاده في محله والإنتخابات آتية
الرئيس عون: أنا من الإصلاحيين الذين يريدون تصحيح طريقة الحكم
حرب: لا أظن أن باسيل سيصبح نائباً.. والإنتخابات آتية
نص كلمة السيد حسن نصرالله: نحن من جماعة المحادل ونرضى بأن تعطل النسبية هذه المحادل بل وننادي بذلك والقانون الأكثري إلغائي

تفاصيل النشرة
تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم
طُوبى لِفَاعِلي السَّلام، لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله. طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات
إنجيل القدّيس متّى05/من01حتى12/:"لَمَّا رأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ صَعِدَ إِلى الجَبَل، وجَلَسَ فَدَنا مِنْهُ تَلاميذُهُ، وفَتَحَ فاهُ يُعَلِّمُهُم قَائِلاً: «طُوبى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوح، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. طُوبى لِلْوُدَعَاء، لأَنَّهُم سَيَرِثُونَ الأَرض. طُوبى لِلْحَزَانى، لأَنَّهُم سَيُعَزَّون. طُوبى لِلْجِيَاعِ والعِطَاشِ إِلى البِرّ، لأَنَّهُم سَيُشْبَعُون.
طُوبى لِلْرُّحَمَاء، لأَنَّهُم سَيُرْحَمُون. طُوبى لأَنْقِيَاءِ القُلُوب، لأَنَّهُم سَيُعَايِنُونَ الله. طُوبى لِفَاعِلي السَّلام، لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله. طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات. طُوبى لَكُم إِذَا عَيَّرُوكُم وٱضْطَهَدُوكُم، وٱفْتَرَوا عَلَيْكُم كُلَّ سُوءٍ مِنْ أَجْلي. إِفْرَحُوا وٱبْتَهِجُوا، لأَنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاوات، فَهكَذا ٱضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُم."

 
قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى".
يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه.
الرسالة إلى العبرانيّين12/منمن01حتى13/:"يا إخوَتِي، نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ لنَا مِثْلُ تِلْكَ السَّحَابَةِ مِنَ الشُّهُودِ المُحِيطَةِ بِنَا، فَلْنُلْقِ عَنَّا كُلَّ عِبْءٍ، والخَطِيئَةَ الَّتي تُحَاصِرُنَا، وَلْنُبَادِرْ ثَابِتِينَ إِلى الجِهَادِ المُعَدِّ لَنَا. فَلْنَنْظُرْ إِلى رَائِدِ إِيْمَانِنَا ومُكَمِّلِهِ يَسُوع، الَّذي ٱحْتَمَلَ الصَّلِيبَ بَدَلَ الفَرَحِ المُعَدِّ لَهُ، وٱسْتَخَفَّ بِالعَار، وجَلَسَ عَن يَمِينِ عَرْشِ الله. فتَأَمَّلُوا مَلِيًّا في ذلِكَ الَّذي ٱحْتَمَلَ مِثْلَ تِلْكَ المُقَاوَمَةِ لِشَخْصِهِ مِن قِبَلِ الخَطَأَة، لِئَلاَّ تَضْعَفُوا في نُفُوسِكُم وتَنْهَارُوا. فَإِنَّكُم لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ في جِهَادِكُم ضِدَّ الخَطِيئَة. ونَسِيتُم كَلامَ التَّشْجِيعِ الَّذي يُخَاطِبُكُم كَمَا يُخَاطِبُ الأَبْنَاء: «يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه». إِذًا فَٱحْتَمِلُوا تَأْدِيبَ الرَّبّ، فهوَ يُعامِلُكُم مُعَامَلَةَ الأَبْنَاء: وأَيُّ ٱبْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوه؟ ثُمَّ إِنَّ آباءَنَا في الجَسَدِ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا، فَنَخْجَلُ مِنْهُم. أَفَلا نَخْضَعُ بالأَحْرَى لأَبِي الأَروَاحِ فَنَحْيَا؟ أَمَّا إِذَا كُنتُم لا تَقْبَلُونَ التَّأْدِيب، الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ الجَمِيع، فَتَكُونُونَ دُخَلاءَ لا أَبْنَاء. فأُولئِكَ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا لأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ كَمَا يَشَاؤُون، أَمَّا اللهُ فَيُؤَدِّبُنَا لِفَائِدَتِنَا، لِكَي نَشْتَرِكَ في قَدَاسَتِهِ. فَكُلُّ تَأْدِيبٍ لا يَبْدُو في سَاعَتِهِ أَنَّهُ لِلفَرَحِ بَلْ لِلحُزْن، أَمَّا في مَا بَعْدُ فَيُؤتِي الَّذِينَ تَرَوَّضُوا بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ وسَلام. لِذلِكَ قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها
الياس بجاني/بالصوت والنص تعليقاً على كلام الرئيس عون عن سلاح ودور حزب الله: اذا هيك. مش بي الكل
اذا هيك مش بي الكل/الياس بجاني/12

http://eliasbejjaninews.com/?p=52238

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تعليقاً على كلام الرئيس عون عن سلاح ودور حزب الله: اذا هيك. مش بي الكل/12 شباط/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/elias%20president%20aoun12.2.17.mp3

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/تعليقاً على كلام الرئيس عون عن سلاح ودور حزب الله: اذا هيك. مش بي الكل/12 شباط/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/elias%20president%20aoun12.2.17.wma

اذا هيك مش بي الكل
الياس بجاني/12 شباط/17
باختصار فإن كلام الرئيس ميشال عون هو مناقض كلياً للأسس والمبادئ والثوابت والقوانين والقرارات الدولية التالية:
1- مناقض بشكل كلي للدستور اللبناني.
2- مناقض لدور ومهمات وواجبات والتزامات الرئيس عون الذي اقسم اليمين على الحفاظ على الدستور وعلى وحدة أرض الوطن واستقلاله وسيادته وحدوده.
3- مناقض لبنود وثيقة اتفاقية الطائف التي أصبحت جزءاً من الدستور.
4- مناقض لكل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان ومنها اتفاقية الهدنة، والقراراين رقم 1559 و1701.
5- مناقض للقرارت الدولية التي لها صلة بالصراع العربي-الإسرائيلي ومنها القرارين رقم 242 و338.
5- مناقض كلياً للوجدان والضمير والثوابت الوطنية التي من المفترض أن يجسدها ويصونها رئيس الجمهورية المثل للمسيحيين في السلطة.
6- مناقض لدور لبنان العربي ولكل الأسس التي قامت عليها الجامعة العربية.
7-مناقض لدوره الجامع لكل اللبنانيين، دور “بي الكل”.
8-مناقض لكل المساعي الجارية لتحسين علاقة لبنان بالدول العربية، وتحديداً منها مع دول مجلس التعاون الخليجي.
السؤال هو هل كلام الرئيس هذا يشجع السلطات السعودية على اعادة دفع الهبة للبنان  المخصصة لتسليح الجيش؟
يبقى أن كلام الرئيس يعني تأبيد وجود سلاح حزب الله لأن لبنان ومهما طور وحسن وسلح جيشه لن يصبح في أي يوم من الأيام نداً للجيش الإسرائيلي.
إن المطلوب من العماد ميشال عون أن يتصرف كرئيس للجمهورية، وليس كرئيس لحزب، كما عليه أن يكون ملتزماً بقسمه وبوجدان وضمير وتاريخ ومصير ودون من يمثلهم في قمة السلطة اللبنانية… ونقطة على السطر
الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com

موضوع التعليق/عون: سلاح "حزب الله" أساسي للدفاع عن لبنان
ام تي في/11 شباط/17/شدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أنّه "طالما هناك أراضٍ لبنانية محتلة والجيش اللبناني ليس قوياً كفاية ليحارب إسرائيل فسلاح "حزب الله" مهم وهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان ولا يتناقض مع مشروع الدولة"، مؤكداً "أننا لن نرضى ولن نقبل بأن تتطوّر قضيّة "حزب الله" إلى المسّ بالأمن في لبنان". وقال، في حديث إلى تلفزيون "سي بي سي" المصري: "حزب الله يعتبر مكملاً للجيش اللبناني والسلاح الذي يمتلكه هو للدفاع عن نفسه ضد أي احتلال إسرائيلي"، مضيفاً: "حزب الله" هم سكان الجنوب ولهم دور في المقاومة طالما هناك أراضٍ إسرائيلية محتلة"، لافتاً في سياق آخر إلى أنّ "من تحالفوا معي اليوم كانوا خصومي سياسيا ولم يكونوا أبدا أعداء، ونحن قادرون على صنع السلام". وقال: "لم نهدّد بفراغ تشريعي ومن لا يسهّل عمليّة صياغة قانون انتخابي جديد هو الذي يوصل البلاد إلى الفراغ وأريد قانونا عادلا يسمح بتمثيل جميع شرائح المجتمع"، مضيفا: "سنصل إلى قانون جديد سيطبّق في الإنتخابات المقبلة، ولن يعطّل الإنتخابات أحداً والحوار قائم وسنصل إلى نتيجة". وأكد الرئيس عون أنّ "الأمن والإستقرار هما الغاية الأولى"، لافتاً إلى أنّ "مشاريعه الرئاسيّة تشمل كلّ قطاعات الدولة"، قائلا: "رؤية وصولي إلى الحكم بأنّها لصالح فريق ضدّ آخر هي رؤية خارجية وليست لبنانية". وأشار إلى أنّ "آخر زيارة له إلى القاهرة كانت عام 1962"، لافتاً إلى أنّ "الزيارة المرتقبة يتبادل فيها الآراء مع القيادة المصرية حول الأوضاع العربية"، مؤكداً أنّ "مكافحة الإرهاب ستتصدر المحادثات مع القيادة المصرية"، معتبراً أنّ "لبنان ليس بحاجة لتأكيد عروبته، ومصر على وجه الخصوص تدرك ذلك جيدا".وشدّد على أنّه "لا يمكن للأوضاع العربية أن تظل كما هي، ويجب أن نعمل على إنهاء المشكلات في المنطقة"، لافتاً إلى أنّ "الأزمة السورية تلقي بظلالها على كل دول المنطقة، ودور الجامعة العربية تراجع في التأثير على قضايا المنطقة".ورأى عون أنه "يجب أن يكون التفكير في حل لتسوية الأزمة السورية يكون شاملا ويقوم على أساس الإبقاء على الدولة الموحدة". وإذ رأى أن "الأزمة في سوريا لا يمكن حلها بدون الرئيس بشار الأسد"، شدّد على أنّ "لبنان على الحياد تجاه الأزمة السورية"، مؤكداً أنّ "المنطقة بأكملها حريصة على وحدة سوريا ووحدة شعبها وأن الحرب في سوريا لن تنتهي من دون تسوية سياسية". وأضاف: "مستعدون لبذل أي دور لحل المشكلات في المنطقة"، مشيراً إلى أن "لبنان لم يصله أي مساعدات لملف اللاجئين، والمساعدات التي تأتي تكون للاجئين وليس للبنان كدولة". وفي سياق آخر، أكد الرئيس عون أنّ "العلاقات اللبنانية الخليجية عادت إلى طبيعتها، ونبحث في إعادة المساعدات العسكرية في وقت قريب"، قائلاً: "كل الشوائب التي شهدتها العلاقات اللبنانية السعودية تمت إزالتها".

تفاصيل الأخبار اللبنانية
د.فارس سعيد: ان يدافع أمين عام حزب الله عن سلاحه مفهوم. ان يدافع رئيس جمهورية لبنان عن سلاح حزب الله والاتكال عليه لمواجهة اسرائيل غير مفهوم!!اين الجيش
تويتر/12 شباط/2017
*ان يدافع أمين عام حزب الله عن سلاحه مفهوم. ان يدافع رئيس جمهورية لبنان عن سلاح حزب الله والاتكال عليه لمواجهة اسرائيل غير مفهوم!!اين الجيش؟
*يقول العماد عون "الجيش اللبناني ليس قويا".. انتهى الكلام ونطالب أصدقاؤنا في الحكومة توضيح كلام الرئيس هل يوافقون ان حزب الله يحمي لبنان؟
*واذا كان تقدير العماد عون في مكانه "ان حزب الله يحمي لبنان" من يحمي لبنان له الحق ان يحكم لبنان فلنطالب بالسيد حسن نصرالله في بعبدا!
*في مجلس قروي قرأنا تصريح العماد عون الذي تكلم عن ضعف الجيش وقدرة حزب الله الدفاع عن لبنان فقال لي قروي "نسينا معه أميل لحود".
اتفهم "ضرورات"الاستقرار، انما تمايز القوى السياسية المشاركة في الحكم عن مواقف العماد عون ضرورية للحفاظ على علاقات لبنان بالخارج.
*سيدة الجبل سجلت تمايز مسيحي وماروني صافي عن سياسات من من الموارنة يدعم الاسد وحزب الله...شأن لا يعنينا.
اشعر بالعار اذا الصق الموارنة صورتهم بصورة ميليشيا قاتلة وأطالب المخلصين منهم (وهم كثر) التعبير عن رفضهم الدفاع عن الاسد وعن حزب الله.
في ظل صراع المنطقة يؤكد يوما بعد يوم العماد عون التصاقه بسياسة حزب الله الوطنية والإقليمية لكنه لا يمثل راي المسحيين.. نرفض تحالف الاقليات.
من الأفضل ان يكون السيد حسن نصرالله رئيسا في بعبدا ١-رئيس قوي ٢-يحمي لبنان باعتراف العماد عون ٣- حزبه اقوىً من الجيش ٤- عمليا لا احد يعارض.
*تصريح عون هز أركان علاقات لبنان بالعالم العربي و بالعالم و الشرعية الدولية
*أخطأ العماد عون بدفاعه من موقع رئيس جمهورية لبنان عن سلاح ميليشياوي مهما كانت الظروف حتى ولو طلب منه
*من اي حق نطالب السعودية بمال لدعم الجيش اذا كان ئيس جمهوريتنا يدافع عن سلاح حزب الله؟ باي حق نطالب العالم بتنفيذ ال١٧٠١؟
*لماذا لا نطالب اذن بالغاء القرار ١٧٠١وتسليم سلاح الحيش لحزب الله؟
*ان يدافع أمين عام حزب الله عن سلاحه مفهوم ان يدافع رئيس جمهورية لبنان عن سلاح حزب الله والاتكال عليه لمواجهة اسرائيل غير مفهوم اين الجيش؟
*لا ينتظر اللبنانيون وزير الداخلية ومجلس الوزراء ولا مجلس النواب ولا رئيس الجمهورية لمعرفة ماذا سيجري... ينتظرون كلام حزب الله عيب.
*انتظار اللبنانيين كلمة السيد حسن نصرالله لاكتشاف معالم المرحلة القادمة يؤكد ان نصرالله تحول الى مرشد فعلي للجمهورية والقوى السياسية تابعة.
*الاسد يرفض إقامة مناطق آمنة بحجة تعرضها من قبل داعش الاسد يرفض فتح سجن صيدنايا امام منظمة العفو الدولية الاسد مجرم موصوف.
*الكتلة اللبنانية: استقلال لبنان وسيادة دولته/الدستور/حقوق الانسان والقرارات دولية/العيش المشترك/المصلحة العربية..شاركوا في بنائها.
*سنسعى بعد خلوة سيدة الجبل الى بلورة "كتلة لبنانية"تؤكد على العيش المشترك وتناضل لرفع الهيمنة الايرانية عن لبنان.
*اي نزعة انسحابية من الحياة الوطنية خطأ اعتبار ما يجري حرب بين المسلمين خطأ نحن المسيحيون جزء من العالم العربي ولدينا معه ماض ومستقبل واحد.
*احمل هما مسيحيا (ولا عيب في هذه الظروف) واخاف على الجماعة من دفعهم باتجاه تحالف الأقليات التي ترعاه ايران نحن جزء لا يتجزأ من عروبة حديثة
 
بيان سيدة الجبل رداً على تصريح الرئيس ميشال عون
12 شباط/17
صدر عن لقاء سيدة الجبل البيان الآتي:
أدلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتصريح الى إحدى محطات التلفزيون المصرية قال فيه ما حرفيته: "طالما هناك أراضٍ لبنانية محتلة والجيش اللبناني ليس قوياً كفاية ليحارب إسرائيل فسلاح "حزب الله" مهم وهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان ولا يتناقض مع مشروع الدولة".
وعليه، فإن لقاء سيدة الجبل:
1- يستنكر ما صدر عن العماد عون بوصفه رئيساً للجمهورية اللبنانية والقائد الأعلى للقوات المسلحة بموجب الدستور اللبناني.
2- يعتبر كلام رئيس الجمهورية مسيئا لعلاقات لبنان العربية والدولية لأنه يتناقض مع قراري مجلس الأمن الدولي 1559 و1701، ومع المواقف العربية المعروفة من سلاح حزب الله ودوره في أكثر من دولة عربية.
3- يدعو الأحزاب والقوى السيادية التي ساهمت في وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية والتي انخرطت في تسوية سياسية مع فريقه الى إعلان تمايزها الواضح والصريح ورفضها للكلام الصادر عن رئيس الجمهورية.
بيروت في 12 شباط 2017

 
مفارقة مثيرة في زمن "الحكم القوي"!
الياس الزغبي/فايسبوك/12 شباط/17
زعيم "حزب الله"، ولو للمزايدة، أشاد بقوّة الجيش، و"أهل الجيش" يتّهمونه بالضعف، ويشيدون بسلاح "حزب الله"!
مفارقة مثيرة في زمن "الحكم القوي"!

 
حفاظاً على أمن فخامة الرئيس
طوني ابي نجم/تويتر/12 شباط/17
حفاظاً على أمن فخامة الرئيس، وطالما أن الجيش "ليس قوياً كفاية"، أقترح استبدال لواء الحرس الجمهورية بكتيبة من "حزب الله" أو "سرايا المقاومة"
 

عون: سلاح "حزب الله" أساسي للدفاع عن لبنان
نوفل ضو/فايسبوك/12 شباط/17
جولة سريعة من الإتصالات الهاتفية على عدد من الأصدقاء السياسيين ... النتيجة: أشعر بأن شيئا من الترويض والتدجين ضرب الكثيرين... ما عادوا يشبهون أنفسهم وقناعاتهم وماضيهم ونضالاتهم ... يلعن أبو الإنتخابات والمناصب .
رح ضل ناطر حدا من يللي كانوا عم يقولوا انو خيار عون هوي خيار صحيح للمسيحيين ولبنان يعلق بكلمة على مواقف عون من الجيش وسلاح حزب الله ... وينكن يا شباب؟ ليش مختفي حسكن؟ الإعتراف بالخطأ فضيلة.
العماد ميشال عون 2017: سلاح "حزب الله" مهم وهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان ولا يتناقض مع مشروع الدولة.
العماد ميشال عون 1989:لا يمكن ان تقوم الدولة في ظل سلاح ميليشياوي مع سلاح الجيش على أرض واحدة واذا كانت القوات اللبنانية تريد تحرير لبنان من الجيش السوري فلتنخرط في الجيش
الرئيس المسيحي القوي ... ممثل الوجدان المسيحي ... والقائد الأعلى للقوات المسلحة بموجب الدستور اللبناني! ألم يقسم بالمحافظة على الدستور؟
 

عون: سلاح "حزب الله" أساسي للدفاع عن لبنان
توفيق هندي/فايسبوك/12 شباط/17
يأتي هذا الموقف بعد إحتدام التناقض والصراع بين الجمهورية الإسلامية في إيران والإدارة الأميركية الجديدة. بهذه اللحظة بالذات، رئيس الجمهورية يؤكد، ربما مكرها" أخاك لا بطل، مراعاته لإيران من خلال العودة إلى إعلان تمسكه بمضمون الثلاثي "المقدس": شعب (شعب الجنوب)، جيش ومقاومة (حزب الله)؛ ذلك الثلاثي الذي كان قد تم تجاوزه في بيان الحكومة في إطار "تسوية" تهدف بالمبدأ إلى إعادة إنتظام الحياة الدستورية للدولة اللبناننية. فإلى أين؟! وماذا عن مصير الإنتخابات النيابية وقانونها "المرتقب"؟! الكل يترقب بقلق موقف رئيس الحكومة سعد الحريري وموقف رئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتور سمير جعجع، إزاء هذا الخرق في معادلة "التسوية"!

 
عون: سلاح "حزب الله" أساسي للدفاع عن لبنان
نديم قطيش/فايسبوك/12 شباط/17
جنرال، لكل يلي مش مقتنعين بحكيك حول حاجتنا الدفاعية لحزب الله لازم تقنع الحزب يتحركش بإسرائيل وتفرجي الانهزاميين قديه عن جد نحن بحاجة لحزب الله وسلاحو وقدراتو الدفاعية. في ناس ما بتصدق لتشوف. خليها تشوف. ما عنا شي نخسرو.

 
اذا هيك. مش بي الكل
بشارة شربل/فايسبوك/12 شباط/17
اذا هيك. مش بي الكل 

دور جديد للرئيس عون: وساطة بين دولتين
وكالات/12 شباط/17/أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عن قبوله بوساطة لبنانية لحل الخلاف العربي الخليجي مع إيران، مؤكداً أنه يرفض التجديد للبرلمان اللبناني للمرة الثالثة. وحول إمكانية أن يكون لبنان جسراً لتفاهم خليجي - إيراني أو عربي - إيراني، قال عون في حديث الى صحيفة "الأهرام" المصرية الحكومية: "لمَ لا؟.. على الإنسان أن يحاول والمحاولة قد تنجح وقد لا تنجح.. لكن تبقى هناك راحة الضمير بدلاً من أن يبقى الإنسان متفرجاً". وأضاف: "إذا لم نحاول فسيكون هناك الفشل الذريع دون أن يقدم الإنسان أساساً على المحاولة، فالإقدام أفضل، فعلى الأقل يكون هناك شرف المحاولة"، دون تفاصيل أكثر، وكونه سيطرح خلال زيارته لمصر هذا الأمر أم لا". وحول مستقبل العلاقات العربية مع إيران وتركيا، أكد عون أن "هذه الدول متجاورة، ويجب أن تحتفظ بعلاقات متميزة لأن هناك مصالح كثيرة مشتركة ولا شيء محرم لحسن العلاقة سوى شن الحرب". ورفض عون التجديد للمجلس النيابي لفترة ثالثة، قائلاً "من الصعب عدم إقرار قانون مع وجود إرادة لذلك، لأن عدم إقرار قانون جديد يدفع البلد إلى المجهول". وأرجع ذلك إلى أنه "لا يجوز أن يكون هناك مجلس نواب منتخب يتم التمديد له مرتين ليبقى 12 عاماً"، مشيراً إلى أن هذا الأمر "يعد ولاية ملكية وليست ولاية ديمقراطية تتجدد فيها الثقة على موعد محدد (كل 4 سنوات)، لذلك يجب أن يكون هناك قانون عادل". وأضاف: "اليوم نريد التمثيل العادل، مثلما نصت عليه وثيقة اتفاق الطائف، يراعى التعايش المشترك وصحة التمثيل وفاعلية هذا التمثيل". وتابع: "نحن نجتهد من أجل أن يكون لدينا قانون انتخاب يحترم قواعد العيش المشترك ويسمح بصحة التمثيل لجميع شرائح الشعب اللبناني وفاعلية هذا التمثيل".
 

لافروف: يجب على واشنطن الاعتراف بأن حزب الله..
وكالات/12 شباط/17/أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي أن على المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الأخذ بصلاحياته المتعلقة بتشكيل وفد من المعارضة السورية للمشاركة في مفاوضات جنيف. وانطلق لافروف، من الأخذ بعين الاعتبار أن أية شروط تشعها المعارضة قد تؤدي إلى تأجيل هذه الجولة من المفاوضات، ما سيلحق أضرارا جدية بسمعة منظمة الأمم المتحدة. وأضاف وزير الخارجية الروسي، أن العمل مستمر على ترتيب لقاء آخر بين دمشق والمعارضة السورية المسلحة، مشيرا إلى أن الأردن يساهم في انضمام جماعات مسلحة من "الجبهة الجنوبية" إلى هذه العملية. وأكد لافروف أن مفاوضات أستانا لا تهدف إلى أن تحل محل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في سبيل التسوية السورية، مضيفا أن العمل جار على تحضير مفاوضات جنيف (المزمع أجراؤها في الـ20 من شباط) برعاية أممية. وأشار لافروف إلى أن الحديث عن اختراق قريب، على صعيد تسوية الأزمة السورية، سابق لأوانه، لكن "الوضع الراهن أكثر ملاءمة بكثير لأن نخطو خطوات عملية لحل الأزمة"، مشيرا إلى أن العلاقات الروسية التركية أتاحت فرصة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا أواخر العام الماضي. واعتبر ان منع إيران من المشاركة في محاربة داعش غير بناء، وشدد على انه يجب على واشنطن الاعتراف بأن حزب الله المدعوم من إيران يحارب ضد داعش في سوريا.
 

عندما يتحدث نصرالله عن الكرامة الانسانية والمسؤولية الاسلامية
علي الأمين/جنوبية/ 12 فبراير، 2017
عندما يتحدث السيد حسن نصرالله اليوم عن وجوب عودة النازحين السوريين الى مدنهم المدمرة، لا يظهر ذلك بانه حريص على كرامتهم كما يقول وهو الذي تسبب وحزبه بنزوحهم هذا، من خلال مشاركة جيش النظام بعمليات الاحتلال والقتل والتدمير التي شهدتها المدن والمناطق المنكوبة في سوريا، التي انحدر منها هؤلاء النازحون. جريمة تهجير السوريين استبقت نشوء تنظيم داعش، فمناطق القلمون والزبداني جرى تدميرها وتهجيرها من قبل مقاومة حزب الله ودائما في سبيل تحرير القدس قبل نشوء تنظيم داعش، ويجب التذكير ان تحرير القدس لم يمر في اي ارض سورية سيطر عليها هذا التنظيم الارهابي، بل جحافل الميليشيات المذهبية استهدفت الجيش الحر وما كان يعرف بالتنسيقيات، تلك التي كانت تبشر بالثورة بعيدا عن اي تطرف مذهبي او طائفي. امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اراد في خطابه اليوم (الاحد) ان يخلط الامور ببعضها، حين قرر ان من حاربتهم مقاومته قبل اربع سنوات هم نفسهم الذين اجتمعت الدول والجهات على محاربتهم في سوريا اليوم، وبمعزل عن محاولته نيل شهادة الحرب الشريفة من تركيا او روسيا، الا ان احدا لن يستطيع ان يبرىء ايران وادواتها من دم الشعب السوري ولا من جريمة تهجيره في لبنان وفي اصقاع العالم.
والمتابعون في بيروت يلاحظون كيف يحاول حزب الله ومن ورائه ايران بطبيعة الحال استباق الهجوم الاميركي، باطلاق مواقف جديدة غير مسبوقة تتصل بعودة اللاجئين السوريين الى مناطق قام حزب الله بتهجيرهم منها، اذ اطلق نصرالله في الخطاب نفسه دعوة لعودة النازحين في لبنان الى سورية، اذ اكد في موقف اضفى عليه بعدا انسانيا حين قال في خطاب متلفز اليوم الاحد “الوضع المناسب هو ان يعود اغلب النازحين الى مدنهم وقراهم وبيوتهم وان لا يبقوا نازحين فالكرامة الانسانية والمسؤولية الاسلامية تقتضي ذلك”. الكرامة الانسانية والمسؤولية الاسلامية لن تغطي شلال الدم الذي فرضه طريق القدس على اجساد السوريين، والدعوة لحل مأساة مضايا، لن يخفي الجريمة التي ارتكبيت باسم المقاومة ضد اهلها تجويعا وحصار وتشريدا، والسيدة زينب براء مما سفك من دماء باسمها، فالمعارضة التي وقفت بوجه نظام الاسد والثورة التي قامت عليه، هي اعظم بكثير من المعارضة التي وقفت ضد نظام البعث وصدام حسين في العراق، لكن مقاومة ايران وحزب الله، ترى الكرامة الانسانية والمسؤولية الاسلامية بالوقوف مع المعارضة العراقية ضد نظام صدام حسين المستبد، ومع نظام الاسد المستبد والقاتل ضد شعبه.
بالتأكيد عودة اللاجئين الى سوريا ليست قريبة، لكن هذه العودة حتمية سواء رضي حزب الله او لم يرض الاسد، او ارادت روسيا ولم تشأ اميركا، فالحرب السورية كشفت كم ان ايران وحزب الله عاجزان عن اقناع مواطن سوري واحد مقيم او لاجىء بشرعية تدخلهما في سوريا، وتبرير تدمير مدن وبلدات على امتداد الحدود مع لبنان، وصولا الى ضواحي دمشق وحلب، وغيرها. والاهم ان الشرخ المذهبي الذي كانت القيادة الايرانية احد ابرز المستثمرين فيه، هو شرخ لن يلتئم بسهولة ولا تكفي النزعات الانسانية المباغتة ولا المسؤولية الاسلامية المدعاة سبيلا لرأبه، بل حتى نهاية الاسد لن تطويه فضلا عن بقائه.
 

ريفي: لماذا الصمت على موقف عون الخطير؟
وكالات/12 شباط/17/سأل اللواء اشرف ريفي "هل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يشرِّع السلاح غير الشرعي بإسمه الشخصي وبإسم موقعه أم إنه يعِّبر عن سياسة الدولة اللبنانية؟ ما هو موقف الحكومة اللبنانية وسائر المشاركين فيها، ولماذا الصمت على هذا الموقف الخطير الذي قد يمسّ بالدولة وسيادتها لا بل بوجودها؟". ريفي، وفي سلسلة تغريدات له عبر تويتر، اعتبر ان "قيام رئيس الجمهورية بالتشكيك بقدرة الجيش اللبناني على حماية لبنان وتجيير هذه القدرة الى سلاحٍ ميليشياوي يشكِّل خطراً على لبنان كدولة"، معتبراً ان "المؤتمَن على السيادة والدستور أصبح مؤتمناً على حماية السلاح الذي يهدد لبنان والذي تستعمله إيران في العالم العربي كأداة للتوسع والسيطرة". وأضاف :"هذا يؤدي لتهديد علاقات لبنان العربية ونخشى أن يكون كلام الرئيس عون مقدمة لتشريع السلاح غير الشرعي كما تم تشريع سلاح الحشد الشعبي بالعراق".
 

هل تذكرون المخطوف جوزف صادر؟ 8 أعوام وعائلته في حداد معلّق
صيدا - أحمد منتش/النهار/13 شباط 2017/صباح يوم الخميس 12 شباط 2009، خطف مسلحون رئيس الجمعية التعاونية لزهر الليمون في مغدوشة الموظف في شركة "طيران الشرق الاوسط" جوزف صادر، لدى توجهه في سيارة أجرة من صيدا الى مكان عمله في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وقبيل وصوله بدقائق الى حرم المطار. بعد مرور 8 أعوام على خطفه، ما عادت عائلته المؤلفة من زوجته سلمى وأولادهما صوفيا (30 عاما) ورالف (25 عاما) وتينا 18 (عاما)، تملك سوى العتب والغضب والنقمة على كل المسؤولين والمرجعيات والجهات المعنية، بسبب تلكئها وعدم متابعتها التحقيقات وفشلها الذريع في التوصل الى أي معلومة من شأنها حسم مصيره. العائلة تعيش في حداد معلق، حزينة ويائسة، لكنها لم تفقد إيمانها ولا أملها في عودته سالما، وإنما فقدت ثقتها بكل المسؤولين والمرجعيات وبالاعلام ايضا. في مثل هذا اليوم من كل سنة، كما في كل يوم، تصلي العائلة من اجل عودة جوزف سالما اليها، وما يحزنها ان الناس والاقرباء لا يتذكرونه الا في مثل هذا اليوم فقط. وما يؤلمها ان "المسؤولين وضعوا قضية خطفه التي حصلت في وضح النهار، في أدراج مقفلة، وأوصدوا ابوابهم في وجهنا". وتقول زوجته سلمى لـ"النهار": "ماذا ينفع كلامنا بعد اليوم، لم نعد نتحمل، تلفت اعصابنا". غير ان صوفيا ابنتهما البكر، قالت بهدوء: "اذا حكينا الامور مثل ما هيي بتنشروها؟"، مضيفة: "باختصار، صرنا مقتنعين بأن حادثة الخطف كانت منسقة ومقررة قبل وقت، وبعد الخطف راح تنتهي القصة، ونقطة ع السطر". وبعدما عتبت على المسؤولين والقيادات المسيحية، سألت "رئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان يستقبلنا قبل انتخابه: لو كان المخطوف أحد اشقائك، ولم يعرف عنه شيء حتى اليوم، هل ستبقى ساكتا ام ستبذل كل الجهود الممكنة من اجل معرفة مصيره وتحريره؟".

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/2/2017
* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
عشية سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى القاهرة وعمان، مواقف رئاسية تتعلق بمستقبل الوضع في لبنان والمنطقة، برز فيها ان سلاح "حزب الله" ليس موجها إلى الداخل وإنما هو باتجاه الاحتلال الاسرائيلي. وأتى هذا الكلام قبل ثلاثة أيام من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في واشنطن، وسط إجتماع للخبراء في أستانة حول الوضع الأمني في سوريا تمهيدا للمؤتمر التفاوضي بين النظام والمعارضة في جنيف.
وبينما تستعد الادارة الأميركية الجديدة للتحرك في منطقة الشرق الأوسط لإعادة التوازن مع الدور الروسي، وصف الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله مجيء ترامب بأنه كشف حقيقة الادارة الاميركية العنصرية المجرمة، وأكد انه متفائل جدا لأنه عندما يسكن في البيت الابيض أحمق فهذه بداية الفرج للمستضعفين.
وفي الشأن الداخلي، شدد نصرالله على النسبية في قانون الانتخاب وعلى رفض فرض ضرائب على الفقراء في الموازنة العامة.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
دفع سياسي لإقرار قانون انتخابي يسابق المهل الدستورية، وصلت إلى حد ميل كفة صيغة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي وصفها السيد حسن نصرالله بأنها الأفضل للبحث. الأمين العام ل"حزب الله" ركز في خطابه اليوم على تأكيد أهمية النسبية، فهي لا تلغي ولا تقصي أحدا بل تعطي كل صاحب حجم حجمه.
السيد نصرالله ترك الأبواب مفتوحة لنقاش أي اقتراح، شرط أن يؤدي إلى إستيلاد قانون جديد يجنب البلد الذهاب إلى المجهول وتعريض الوطن للخطر. فهل تشهد الأيام المقبلة ورشة جدية فعلية تخرج القانون من عنق الزجاجة السياسية؟.
رئيس الجمهورية يزور مصر ثم الأردن على رأس وفد حكومي لتوقيع اتفاقيات عدة. ثوابت لبنانية سبقت وصول الرئيس ميشال عون إلى القاهرة، وأساسها الحفاظ على المقاومة ومحاربة الإرهاب الذي يقتضي تعاونا عربيا شاملا كاملا.
مصر تنحاز لحلف يحارب الإرهاب أينما كان، في سيناء أو سوريا أو العراق، وما بينها من مساحات يتمدد فيها التطرف على حساب الإنسان والقضية.
في سوريا تتوضح المعادلة. تركيا تنطلق من جزء الباب الذي سيطرت عليه للتوجه نحو منبج والرقة، لكن طريق الباب مع الرقة بيد الجيش السوري. هذا الجيش سيفتح جبهة الجنوب، وتحديدا معبر، نصيب لإعادة الحيوية الحدودية التي تنعكس إيجابا في الإستيراد والتصدير وتفيد الزراعة اللبنانية.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
بوضوح الرؤية وصريح الكلام، أطل الأمين العام ل"حزب الله" في ذكرى فقيد العلم والعلماء الشيخ حسين عبيد، على أبرز الملفات، جازما بما ستؤول إليه صراعات المنطقة لصالح محور المقاومة.
سوريا منطلق الكلام، أنجزت ولا تزال في الميدان، ما انعكس بالسياسة تفاوضا بعد يأس الجماعات التكفيرية وداعميها، وتجاوز السوريين خطري سقوط الدولة أو سيطرة "داعش" عليها.
ومع المستجدات السورية اطلالة على ما له علاقة بالحكومة اللبنانية، فأزمة النازحين السوريين إلى لبنان، ممكن حلها متى نظرت الحكومة اللبنانية إلى التعاون مع السوريين، مستفيدة من الاستقرار الأمني الذي تحقق في العديد من مناطقهم.
تنسيق لو تم يوفر على لبنان كثير الأعباء، قال السيد نصرالله، ويسقط كل حديث عن تغييرات ديمغرافية في سوريا، و"حزب الله" على اتم الاستعداد لتسهيل التواصل بين الحكومتين.
في الشأن اللبناني وقانونه الانتخابي، جدد الأمين العام ل"حزب الله" الموقف بكل وضوح: نحن مع النسبية التي تعطي كل ذي حق حقه، وكل ذي حجم حجمه، والأكثري الغائي واقصائي، و"حزب الله" منفتح على كل نقاش. أما الذي لا نقاش فيه فهو فرض أي ضريبة على الطبقة الفقيرة في لبنان مع نقاش الموازنة العامة بعد أيام.
أما أيام محور المقاومة فعلى خير، وطالما سكن البيت الأبيض أحمق يجاهر بحماقته، فهذا بداية الفرج لنا، بحسب السيد نصرالله.
أما بحسب رئيس الجمهورية اللبنانية، فإن المقاومة ضرورة وطنية، تكمل عمل الجيش ولا تتناقض مع مشروع الدولة الذي يدعمه الرئيس.
كلام الرئيس زامنه كلام وزير الخارجية الروسي الذي دعا الأميركيين إلى الاعتراف بأن "حزب الله" يقاتل "داعش" والارهاب في سوريا.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
تأييد الرئيس ميشال عون للتلفزيون المصري شرعية وجود "حزب الله" كحركة مقاومة، جاء ليصحح ما التبس للحزب من مواقف الرئيس في السعودية وقطر. هذا الاعلان طمأن "حزب الله"، ولو ان السيد حسن نصرالله لم يشر إلى ذلك في اطلالته. كذلك قوبل بالكتمان من قبل الحلفاء الجدد وان كانوا لا يؤيدونه، لكنه أعطى مادة نقدية دسمة للجهات التي عارضت ايصال عون إلى رئاسة الجمهورية.
في السياق، لم تخف بعض المرجعيات قلقها من ردة فعل أميركية ترامبية، تنعكس سلبا على تسليح الجيش.
في عقدة قانون الانتخاب، تلقى قانون ميقاتي جرعة دعم مبدئية من "القوات اللبنانية" و"حزب الله"، اللذين رأيا فيه مسودة صالحة للبناء عليها وتطويرها وتعديلها، مما يزيل خوف الخائفين على الوجود وعلى الأحجام وعلى عدالة التمثيل. في انتظار أي مفاعيل لهذه الجرعة على أرض الواقع، رفض زيادة الضرائب على الفقراء تلقى سندا جديدا، إذ أعلنها السيد حسن نصرالله صراحة، مقترحا وقف الاهدار والسرقات كبديلين صالحين لملء الخزائن الفارغة.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
هل كان هناك من يتوقع في مكان ما، أن ينقلب ميشال عون على ذاته، فيعلن أن "حزب الله" منظمة ارهابية، ينبغي استئصالها من لبنان؟. وبصورة أوضح، هل كان هناك من يراهن، على أن ميشال عون سيقف ذات يوم، ويتوجه إلى اللبنانيين بالقول: ها أنذا قد صرت رئيسا، ولم أعد بحاجة إلى "حزب الله"، ولذلك، سأتنكر لمواقفي الداعمة للمقاومة على مدى أكثر من عشر سنوات، قبل حرب تموز وخلالها وبعدها، فأنفذ انقلابا على شعبي وأهلي، وأتنكر للتضحيات والشهداء والحق؟.
قد يكون الأمر كذلك، وقد لا يكون. لكن، كما في الموقف من المقاومة، كذلك في الموقف من قانون الانتخاب: ميشال عون الرئيس هو إياه ميشال عون رئيس التيار الشعبي العريض، والتكتل النيابي الكبير. فرأس الدولة ورمز وحدة الوطن صدم المراهنين على الوقت لإبقاء القديم على قدمه- من غير عارفيه طبعا- بكلام جميل ودقيق حول قانون الانتخاب، وفق تعبير الأمين العام ل"حزب الله". فما قبل 21 شباط الجاري لن يكون كما بعده، لأن الحل إذا لم ينضج، ندخل مرحلة المهل القاتلة، لتصبح الأمور عندها في عهدة الرئيس، كما قال جبران باسيل في جبيل اليوم.
لكن قبل تفاصيل المواقف الرئاسية وقانون الانتخاب، وقفة مع قضية بول محبوب، ابن بشري الذي أبرح ضربا في قرطبون في جبيل، لا لسبب إلا لأن أحدهم ظنه من التابعية السورية.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
إذا كانت موازنة الدولة ستدرس تحت سقف رفض أي ضرائب أو رسوم جديدة تطال أغلبية اللبنانيين، فسيكون الوزراء اعتبارا من الأربعاء المقبل أمام جلسات مناقشات صعبة، فالسيد نصرالله طلب تأمين الموازنة بعيدا من جيوب المواطنين، وطالب بقرار سياسي شجاع يمنع اللصوصية.
عن أي قرار شجاع تحدث السيد؟، وعن أي لصوصية؟، فمن وراء السمسرات والتنفيعات والإنفاق غير المجدي؟، ومن هم الوزراء الذين سيشيرون بالاصبع إلى السماسرة واللصوص وهم العارفون ان "دود الخل منو وفيه"؟.
هذا في الموازنة، أما في قانون الانتخاب، فمشروع قانون الرئيس ميقاتي قد يكون الحل، و"حزب الله" منفتح على أي نقاش منعا للوصول إلى المجهول. فمن سيلاقي السيد في منتصف الطريق: تيار "المستقبل" أم "اللقاء الديمقراطي" الرافض حتى الساعة للنسبية جملة وتفصيلا؟.
وفيما الكل متله بالموازنة وقانون الانتخاب، ثمة ملف ضاغط تطرق إليه الأمين العام ل"حزب الله"، هو ملف اللجوء السوري في لبنان. ملف مفروض حله تحت شعار الكرامة الانسانية التي تلاشت بضربات عنصرية لامست الوحشية في بلاط جبيل، وأدت إلى إدخال بول إلى المستشفى وتوقيف أربعة مشتبه بهم حتى اللحظة.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
وحده الجيش اللبناني يحمي لبنان.
وحدهم جنود الجيش هم الشجعان على الثغور والحدود وفي الداخل، يحمون اللبنانيين من بيروت إلى مداخل الضاحية الجنوبية، ومن بعبدا والجنوب مرورا بطرابلس والشمال، وصولا إلى البقاع وعرسال، حيث قدم الجيش دماء صفوة ضباطه وعناصره ليعم الأمان الذي ينعم به لبنان، وقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعا عن حدودنا، من المقدم نور الدين الجمل في عرسال، وصولا إلى توقيف الإرهابيين في الداخل، بالتنسيق مع شعبة المعلومات وقوى الأمن الداخلي، وآخرها في الكوستا بالحمرا.
وحده الجيش يحمي لبنان، بقوة أبنائه ووحدتهم، وبأنه على مسافة واحدة من الجميع، الجيش القوي بتوافق اللبنانيين على شرعيته، منذ انتهاء الحرب الأهلية وتسلمه مقاليد الأمن بدلا من فوضى الميليشيات.
وحده الجيش حمى، بالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي، الانتخابات البلدية، والأمن في البلاد، جاعلا من لبنان واحة استقرار في بحر من اللهيب السياسي والإرهابي، وفي محيط من الثورات والنزاعات المسلحة.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
عند عتبة المهل، توسط قانون ميقاتي الحدود السياسية الانتخابية، وأعلنه الأمين العام ل"حزب الله" اليوم مسودة للبحث. وشن السيد حسن نصرالله غارات مركزة على المشروع الأكثري المصنف إلغائيا. وبقوة إسناد ناري دعم نصرالله النسبية، وطمأن الدروز وتيار "المستقبل" بأن هذه الصيغة لن تلغي أحدا بل ستعطي صاحب الحق حقه وصاحب الحجم حجمه، لكنها ستعطل المحادل التي نحن منها. وقدم نصرالله أسهل شرح للنسبية على شكل مبسط وتلقائي بمفهوم يقوم على قياس التمثيل، و"قديش شعبيتك؟ عشرة بالمية؟ بتاخد عشرة بالمية".
هدم نصرالله جدار الأكثرية بالذخيرة الحية، وما تبقى من سلاح وجهه إلى الداخل الفاسد، محذرا من تحميل الموازنة العامة أي ضرائب جديدة تطال العائلات الفقيرة في لبنان، وفتشوا عن مداخيل لتدعموا فيها الموازنة إلا جيوب المواطنين. ومن هذه المداخيل كما اقترح نصرالله: وقف الهدر والسرقة والسمسرات وبعض التلزيمات "يلي ريحتها طالعة بالبلد"، ومنع اللصوصية.
واقتراحات الأمين العام ل"حزب الله" الأبعد مدى، هي تلك المتعلقة بالنزوح السوري في لبنان، والتعاون لإعادة أغلب هؤلاء إلى مدنهم وبيوتهم، حيث الكرامة الإنسانية تقتضي منا ذلك، وهذا يتطلب أن تخرج الحكومة اللبنانية من مكابرتها وتتواصل مع الحكومة السورية، متسائلا: لماذا تتحدثون إلى كل العالم حتى أولئك الذين صنعوا "داعش" و"النصرة" وسفكوا دماءكم ودماء جنودكم، ولا تتحدثون إلى الحكومة السورية لمعالجة ملف إنساني بهذا المستوى؟.
وفيما كانت أسلحة نصرالله مضبوطة الإيقاع، وتستهدف تصحيح التمثيل ونكء الفساد وعودة النازحين، فقد خرج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتصريحات على متن مدفعية، وذلك في أكثر المواقف المحصنة لسلاح "حزب الله"، والمانحة له غطاء جمهوريا. واستبق عون زيارته لكل من مصر والأردن، بتوابث تؤكد أن سلاح "حزب الله" لا يتناقض ومشروع الدولة، وإلا لا يمكن التعايش معه فهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان، وعدم استعمال السلاح في الداخل اللبناني هو حقيقة قائمة وليس فقط ضمانة تعطى. والحزب في نظر عون هو سكان وأرض ومواطنون دافعوا عن جنوبهم في خلال الاجتياح وتحت التهديد، وهم بالتالي ليسوا جيشا مستوردا.
ذهب الكلام هذا الذي يلغي خشب التجريح، يحسب لرئيس بلد واقع على حدود النقاط الساخنة. ويكاد ميشال عون يكون الوحيد عربيا الذي يعطي السلاح المقاوم قيمته من لبنان إلى فلسطين المحتلة حيث وضع القدس في منزلة مكة المكرمة، متسائلا: أي عار سيلحق بالعرب إذا نجح العدو الإسرائيلي في إلغاء الهوية والأرض الفلسطينية؟.
 

جريدة الجمهورية/مانشيت: عون: سلاح «الحزب» ضروري... وبعبدا تستغرب إنتقاد البعض
جريدة الجمهورية/الاثنين 13 شباط 2017
فيما التوافق حول طبيعة قانون الانتخاب العتيد غائباً والمهل الدستورية في سباق مع موعد دعوة الهيئات الناخبة الذي يقترب، ووسط حديث رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل عن "أسبوع حاسم أمامنا قبل المهل القاتلة"، تحولت الأنظار الى المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عشيّة سفره الى القاهرة فعمّان، والتي دافع في جزء منها عن سلاح المقاومة، مؤكداً ضرورة وجوده "لأنه مكمّل لعمل الجيش ولا يتعارض معه"، واعتباره لا "يتناقض مع مشروع الدولة الذي أدعمه وأعمل لأجله". توقّف بعض المراقبين عند مواقف عون الأخيرة، وقالوا لـ"الجمهورية" إنه "إذا لم تصدر ردّات فعل رسمية عن الأقطاب السياسيين، خصوصاً رئيس الحكومة وقائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع وغيرهما، فإنها قد تترك آثاراً تراكمية للحظة معينة، وستؤثر يوماً ما في التحالفات من جهة، وفي الاستقرار الحكومي من جهة أخرى. لكن في الوقت الحاضر لا تزال البلاد تعيش ضمن الخطوط الحمر للتسوية الرئاسية التي لا تسمح حالياً بالمَس بالاستقرار الدستوري القائم.
موقف بعبدا
لكنّ مصادر وزارية قريبة من قصر بعبدا استغربت المواقف والإنتقادات التي تناولت مواقف عون من سلاح المقاومة، وقالت لـ"الجمهورية": "انّ رئيس الجمهورية لم يخرج عن مواقفه الثابتة من سلاح المقاومة والجيش اللبناني". وسألت: "هل ينتظر أحد أن يغيّر رئيس الجمهورية من مواقفه الثابتة؟". وأشارت الى انّ ما قصَده عون "واضح، فقدرات الجيش لا تسمح بمواجهة متكافئة مع العدو الإسرائيلي، أمّا قدراته في مواجهة الإرهاب والمجمّعات التي تتربّص باللبنانيين شراً، وحماية الداخل اللبناني من مختلف العصابات المُخلّة بالأمن وعلى الحدود اللبنانية من المجموعات التكفيرية فهي واضحة للعيان، وعملياته العسكرية والأمنية الإستباقية وتلك الجراحية التي قام بها في مناطق عدة تشهد على جهوزيته واستعداداته التي تَفوّق فيها على جيوش دول وأنظمة كبيرة شَهد له العالم بها". ولفتت المصادر الى انّ ما قاله رئيس الجمهورية "يمكن قراءته في البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة وفي بيان حكومة العهد الأولى، ولذلك لا يمكن اعتبار هذه الانتقادات سوى مؤشّر الى حملة تستهدف رئيس الجمهورية بلا مناسبة وقد تكون لصرف النظر عن قضايا مختلفة وخلافات داخلية والبحث في قانون انتخاب جديد عادل ومتوازن".
عون
وكان عون قد قال لمحطة CBC المصرية: "طالما هناك أرض تحتلّها اسرائيل التي تطمع أيضاً بالثروات الطبيعية اللبنانية، وطالما انّ الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود هذا السلاح (سلاح المقاومة) لأنه مكمّل لعمل الجيش ولا يتعارض معه، بدليل عدم وجود مقاومة مسلحة في الحياة الداخلية".
وأكد انّ هذا السلاح "لا يتناقض مع مشروع الدولة الذي أدعمه وأعمل لأجله، وإلّا لا يمكن التعايش معه، فهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان، وعدم استعمال السلاح في الداخل اللبناني هو حقيقة قائمة وليس فقط ضماناً يعطى، لأنّ حزب الله يعلم حدود استعمال السلاح، ولدينا ثقة بذلك، كما اننا لن نرضى أن تتطور القضية الى المَسّ بالأمن في لبنان".
الجميّل
واعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل انّ "أيّ سلاح خارج الشرعية هو مخالف للدستور والقانون، ولا أمن ولا استقرار ولا حرية ولا سيادة ولا ديموقراطية الّا بالجيش اللبناني والقوى الأمنية حصراً".
شمعون لـ"الجمهورية"
ولم يشكّل كلام عون ايّ مفاجأة لرئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، الذي قال لـ"الجمهورية": "يجب ألّا ننسى انّ هناك اتفاقاً بينه وبين "حزب الله" في شأن هذا الموضوع".ولدى سؤاله هل يعتبر انّ رئيس الجمهورية قد ارتكب "فاولاً"؟ أجاب شمعون: "لستُ أنا من انتخبه رئيساً للجمهورية".
«14 آذار»
وقال قيادي بارز من مستقلي 14 آذار لـ"الجمهورية" انّ "ما صدر عن رئيس الجمهورية مناقض لأحكام الدستور وقانون الدفاع"، وتساءل: "اذا كان "التيار الوطني الحر" يعتبر انتخاب نائب مسيحي بأصوات المسلمين ضرباً للميثاق، فبماذا يمكن أن نصِف التساهل في صلاحية رئيس الجمهورية كقائد أعلى للقوات المسلحة؟".
وذكّر بأنّ رئيس الجمهورية "أقسم على احترام دستور الأمة اللبنانية وقوانينها"، وبأنّ قانون الدفاع ينصّ صراحة على أنه عند تعرّض لبنان لأيّ خطر تُوضَع كل القوى المسلحة التي تعمل وفقاً لأنظمتها الخاصة بإمرة قائد الجيش". واعتبر "انّ الإمعان في التخلّي عن النصوص القانونية والدستورية سيزيد من ضعف المؤسسات ويحول دون قيام الدولة القوية".
الملف الانتخابي
وفي الشأن الانتخابي، قال الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس: "إننا منذ اليوم الاوّل مع النسبيّة لأننا نبحث عن قانون انتخاب عادل يتيح للجميع ان يمَثَّلوا في المجلس النيابي من دون إلغاء أحد"، مشدداً على انّ "القانون الأكثري هو قانون إلغائي بطبيعته عكس النسبية".
وطمأن الدروز الى "انّ النسبية لا تلغيهم ولا تلغي "التقدمي الاشتراكي" ولا أيّ فريق آخر، بل تعطي كل شخص حجمه". وأضاف: "ننادي بالنسبية لأننا حريصون على تمثيل كل الاحزاب والطوائف ونؤمن بعدالة التمثيل على رغم انّ النسبية لا تخدم مصالحنا الحزبية".
ورأى "أن لا نقاش جدياً حتى الآن في شأن قانون الانتخاب"، واعتبر"أنّ الذهاب الى المجهول أمر خطير على البلاد". وأكد انفتاحه على "أيّ نقاش وحوار في شأن أيّ قانون انتخاب يُتيح الفرصة للبنانيين ان يتمثّلوا بأفضل صورة ممكنة". وطرحَ قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مدخلاً للنقاش الانتخابي.
"المستقبل" لـ"الجمهورية"
وأبدت مصادر "المستقبل" تفاؤلها في إمكانية الوصول الى توافق حول قانون انتخابي جديد، وقالت لـ"الجمهورية": "قررنا عدم التحدث عن قانون الانتخاب في الاعلام، إنما في الغرف المغلقة نناقش وبهدوء منهجية كل مشاريع القوانين الانتخابية بلا استثناء، ونسجّل ملاحظاتنا على أي مشروع، وندلّ جميع الأفرقاء الذين يجلسون معنا الى صعوبات التوافق على ايّ نقطة واردة في ايّ مشروع، لكننا لا نعلن مواقفنا في الاعلام، لأنه من الواضح انّ هناك مواقف تعقّد الموضوع، فيما هدفنا الحقيقي هو التوصّل الى توافق حول قانون انتخابي جديد".
وعلمت "الجمهورية" انّ من التعديلات التي يطرحها "المستقبل" على مشروع ميقاتي هو دمج دائرتي زحلة والبقاع الغربي في دائرة واحدة، فيما يطرح آخرون جعل دائرة الشمال الثالثة دائرتين وهي تضمّ حسب المشروع: زغرتا وبشري والكورة والبترون، بحيث تكون زغرتا والكورة دائرة، وبشري والبترون دائرة أخرى.
وأشارت المعلومات الى وجود بحث في إمكان حصول تحالف ثلاثي إنتخابي بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" و"القوات" في بعض الدوائر، ومنها بيروت التي يطالب "المستقبل" بأن تكون دائرة واحدة، وكذلك في صيدا وجزين في حال تمّ إحداث دائرة ثالثة في الجنوب تجمع هاتين المدينتين في دائرة واحدة. وعلم أيضاً انّ "المستقبل" شكّل لجنة من مجموعة تقنيين تدرس مثل هذه التعديلات.

 
رجل اعمال اماراتي ينبه الرئيس عون .. اليكم التفاصيل
الكلمة اونلاين/الأحد، 12 فبراير، 2017/قال رجل الأعمال الإماراتي المعروف خلف الحبتور “قرأت اليوم مقابلة الرئيس اللبناني ميشال عون حيث أكد فيها على أهمية سلاح حزب الله… يمكنكم تخيل حجم خيبة الأمل التي قد شعرت بها. ما تمنيت ان أسمع هذا الكلام من ميشال عون الذي تأملنا فيه خير، خصوصاً بعد خطاب القسم الرئاسي الذي وعد فيه أن يعيد للبنان هويته العربية”. ورأى الحبتور ان “تصريح ميشال عون مخيب للأمل، فهو يضر بمصالح اللبنانيين الموجودين في دول الخليج العربي، وخصوصاً بعد زيارته الى السعودية”. مضيفاً في تغريدات له عبر “تويتر”:”أن نسمع تصريح أي رئيس يفضّل وجود حزب إرهابي كحزب الله شيء مخزي، ولا يبشر بالخير ويدل عن عدم ثقته بالجيش اللبناني. وانا أنصح الرئيس اللبناني ميشال عون ان يعيد النظر بتصريحه خصوصاً قبل زيارته المرتقبة الى القاهرة. فمصر تحارب الإرهاب”.وختم الحبتور الذي يملك استثمارات كثيرة في لبنان بالقول:”ننتظر ان نسمع ردود الفعل من القادة السياسيين في لبنان على تصريح ميشال عون المؤكد على أهمية سلاح حزب الله وضعف ثقته بالجيش اللبناني”. وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال لمحطة “CBC” الفضائية المصرية، انه “طالما هناك ارض تحتلها اسرائيل التي تطمع ايضا بالثروات الطبيعية اللبنانية، وطالما ان الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة اسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود سلاح “حزب الله” لانه مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه، بدليل عدم وجود مقاومة مسلحة في الحياة الداخلية.

 تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عقاب صقر:الحزب يمارس أعمالاً إرهابية ضد الشعب اللبناني وانتخاب عون كان بهدف إنقاذ البلد
المستقبل/13 شباط/17/أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عقاب صقر أن «ذكرى 14 شباط تتخطى ذكرى الرئيس الحريري وتيار المستقبل بل هي ذكرى كل لبناني قرر تنفيذ حلم لبنان الكبير بأن يتحول الى دولة سيدة حرة مستقلة، والمحكمة الدولية هي واحدة من ثوابتنا». مشدداً على أن « اختيار الرئيس ميشال عون كان بهدف إنقاذ البلد من الخراب الإقتصادي». ونفى صقر، في حديث الى «الجديد» أمس، أي اهتزاز في العلاقة مع عون، مشدداً على «أن هدفنا الحؤول دون حصول أي انقسام على موقع الرئاسة وتحصينها دائماً». وإذ اعتبر أن «حزب الله» يمارس أعمالاً إرهابية ضد الشعب اللبناني»، لفت الى أن «الحزب يشبه»جبهة النصرة«بممارساته عندما يمنع الموسيقى والكحول في بعض المناطق»، مشيراً الى «أننا طالبنا بعلاقات متوازنة مع الجميع بمن فيهم النظام السوري قبل أن يصبح مجرماً، ونحن نجتمع مع حزب الله، لكننا لم نقر بشرعيته». ورأى أن «أي خطوة ستبعد لبنان عن الخط الوسطي ستؤدي إلى تبعات سياسية واقتصادية سلبية»، مشيراً الى «أننا لم نتنازل ولن نتنازل، نحن محكوم علينا في هذا المحور بالإعدام». وإذ أكد أن «الفراغ مسألة خطيرة جداً ولا يمكن أن ينجو منها العهد الجديد»، شدد أن «القانون المختلط هو القانون الأنسب»، لافتاً الى أنه «لا يمكن تطبيق القانون النسبي الطبيعي في ظل وجود حزب لبناني مسلّح وإقرار قانون جديد يعني تأجيلا للإنتخابات النيابية». ولفت الى «أنني لست طامعا الى أي مركز سياسي، وقدمت اقتراحاً الى الرئيس سعد الحريري من أجل تغيير شامل في الوجوه النيابية في الكتلة»، داعياً الى «إعطاء دور للطاقات الشبابية للوصول الى البرلمان».
وأشار الى أننا «مع قانون متوازن يراعي النسبية وهواجس الجميع وصحة التمثيل»، معتبراً أن «الدكتور سمير جعجع يشكّل هاجساً لـ«حزب الله»». وشدد على أن «حزب الله يحكي دائماً بلغة (إما إرادتي أو لا شيء)». ولفت صقر الى أن «اللواء أشرف ريفي سلّم السيارات بإرادته، وقيل له إن كنت بحاجة إلى سيارات إضافية فالرئيس سعد الحريري جاهز»، مشدداً على أن «إذا ذهبت زعامة سعد الحريري فلن يكون هناك بعد الآن طائفة سنية معتدلة». وأكد أن المطلوب كسر سعد الحريري وإغلاق بيت رفيق الحريري، مشدداً على أن «الرئيس الحريري صمام أمان هذا البلد بوجه إبتلاع هذا البلد وأي كلام آخر هو هرطقة».
وإذ اعتبر أن «النظام السوري مركز تفريخ الإرهاب في المنطقة»، أشار الى «أنني لا أعفي هذا من كل الجرائم التي تمت من أيام كمال جنبلاط لليوم ولا أعفيه من استهدافي»، لافتاً الى أنه «يحتاج سعد الحريري لجهة كبرى أو دولة ليستطيعوا إستهدافه». واشار الى أنه «يريد خدمة لبنان الى جانب الرئيس الحريري»، مؤكداً أن «هذا المشروع يهدف الى حماية البلد وإستقراره والأيام الآتية ستثبت ذلك».

 
مطار القليعات…مطلب مناطقي أم وطني جامع؟
سهى جفال/جنوبية/ 12 فبراير، 2017
ليست المرة الأولى التي يبعث فيها إعادة تشغيل مطار القليعات، إذ طرحت مرارًا مسألة استثمار المدرج الموجود في منطقة القليعات الشمالية، مقدمة لإنشاء فرع ثانٍ لمطار بيروت. إلا أنه إلى الآن لا يزال مطار "القليعات" مغلقا ختى إشعار آخر. اقيم اليوم مهرجان شعبي في مطار القليعات للمطالبة باعادة تشغيله، قال فيه النائب خالد الضاهر ان “الدراسات التي اقيمت حول المطار منذ سنوات، أثبتت أنه مناسب جغرافياً وانمائيا لمصلحة كل لبنان، فهو يؤدي الى خدمة ليس فقط عكار انما كل لبنان”. وأشار الضاهر الى ان “الافرقاء السياسيين لم يضعوا اية عراقيل تمنع العمل بهذا المطار بل وعدوا العمل على فتحه وتسريع هذا الامر ودراسة كل الامور المتعلقة به”. فقد عادت الأصوات لتعلو مطالبة بإعادة العمل بمطار القليعات، وذلك بعد أزمة مطمر الكوستا برافا وطيور النورس الأخيرة التي تهدّد سلامة الطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.هذه اللحظة، التي التقطها المجتمع الأهلي العكاري مع لجنة إنماء وتشغيل مطار الرئيس رنيه معوض في القليعات،  أستُفيد منها في رفع منسوب الضغط على القيادات السياسية، على أبواب الانتخابات النيابية، تحت شعار “القليعات قلع”.  وهو ما وعزز بعد تصريح  وزيرالأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، خلال جلسة مساءلة الحكومة، في 7 شباط، بإن “الحكومة تعمل لأن يكون هناك اعادة تشغيل لمطارات القليعات ورياق وحامات””. إلّا أنه إلى جانب الأصوات المؤيدة، همست تحت الطاولة رافضة وهي التي تقف وراء منع تشغيل مطار القليعات منذ سنوات. أسئلة عديدة يطرحها الشماليون واهل عكارخاصة: من هي الجهة السياسية التي لا تجد مصلحة في تشغيل مطار فقط لانه في عكار شمال لبنان ؟ وهل اسباب عدم تشغيله تقنية ام سياسية بامتياز؟ لكن اللافت، أنه لأول مرة يتخذ ملف مطار “القليعات” منحى طائفي مناطقي، حيث نال تأييد الشماليون خصوصا لما فيه إنماء للمنطقة ومنفعة عامة لحاجة اهالي المنطقة للمرافق الحيوية، موجهين السهام نحو مطار بيروت الذي يقع تحت السيطرة الأمنية لحزب الله على أن المطار قد  يكون بداية للخروج من قبضة حزب الله على اهم مرافق الدولة. المطلب الإنمائي تحوّل إلى جدل طائفي بين اللبنانيين  حيث جوبه هذا المطلب برفض من قبل انصار 8 أذار مطالبين بمطار واحد فقط على الأراضي اللبنانية. وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع أحد افراد لجنة متابعة تشغيل مطار القليعات ريم سحمراني التي أكّدت أن “هناك محاولات لتسييس مطلبنا، واللافت أن كل الأطراف السياسية تبنت وتؤيد مطالب الحراك والمستغرب أنه فيها الجميع لا يمانع إعادة تشغيل المطار لما الاستمرار في إغلاقه”. وأشارت إلى أن جميع السياسيين والاتحادات النقابية تمت دعوتهم يوم غد (الأحد) للمهرجان الشعبي المطالب بإعادة تشغيل المطار، ولكن لن يسمح لأحد أن يصرح”. وقد رأت سحمراني “بتأييد الوزيرين محمد كبارة وفنيانوس إضافة إلى تأييد الرئيس سعد الحريري وسائر التيارات السياسية باستئناء التيار الوطني والقوات اللذان لم يصرحا بهذا الشأن دفع إيجابي لإعادة تشغيل المطار”. وشددت على أنه “يوم غد سنطالب وسنعلي الصرخة لإثبات مدى ضرورة وجود مرفق حيوي في عكار خصوصا الشمال عموما  لم يؤمن لهذه المنطقة المحرومة فرص عمل وانماء”. وتمنّت سحمراني ان “لا تكون ههذ الوعود مجرد كلام على لوح الثلج مع اقتراب موعد النتخابات النيابية وفي نهاية المطاف يخذلوننا”. وخلصت إلى أن “مطار رياق فيه فائدة على صعيد الوطن أجمع وهو لمصلحة لبنان”. وأشارت عن إمكانية ” صياغة عريضة موجهة للحكومة والمجلس النيابي للاسراع بتشغيل المطار سيبدأ توقيعها يو غد أثناء المهرجان وستستمر لمدة أسبوعين”.
والجدير ذكره، أن مطار القليعات، وبعدما اقتصر دوره منذ العام 1967، على أن يكون مطاراً عسكرياً ضمن سياسية الدفاع العربي المشترك، سبق أن استعمل كمطار مدني في الحرب الاهلية بالثمانينات حتى أواخر عام 1991، إثر التثبّت من إمكانيّاته في استقبال أنواع الطائرات كافة، بعدما تعذر التواصل بين العاصمة وشمال لبنان، فتم تجهيزه بما يؤهله لاستقبال المسافرين وشهد حركة هبوط وإقلاع ناشطة بافتتاح أول خط جوي داخل الأراضي اللبنانية، وكانت الطائرة الأولى التي استخدمت في المرحلة الأولى من نوع “بوينغ 720 ” تابعة لطيران الشرق الأوسط ناقلة 16 راكبًا من الشمال إلى العاصمة اللبنانية، ثم سيرت شركة “الميدل إيست” ثلاث رحلات أسبوعيًا، وزادتها في ما بعد بمعدل رحلتين يوميًا وحددت سعر التذكرة آنذاك ذهابًا وإيابًا بـ 28 ألف ليرة للدرجة الأولى، و20 ألف ليرة للدرجة السياحية، وقدر حينها أعداد المسافرين الذين استخدموا مطار القليعات بنحو 300 راكب يوميًا. وازدادت أهمية هذا المطار عندما أصبح مسرحًا لانتخاب رينيه معوض رئيسًا للجمهورية في 5 نوفمبر 1989 حيث شهد المطار هبوط طائرة “بوينغ 707 “، مما عزز جدارة هذا المطار في استقبال طائرات ضخمة. وبعد استشهاد الرئيس معوض غداة عيد الاستقلال في 22 نوفمبر 1989 قرّر مجلس الوزراء تسمية المطار باسمه، وظلت الرحلات الداخلية سارية حتى أواخر العام 1991.

 
اعتبارات طائفية خلف إثارة حزب الله ملف اللاجئين في لبنان
العرب/13 شباط/17/بيروت – دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الأحد، الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع الحكومة السورية لإعادة النازحين إلى مناطقهم بعدما باتت “مساحات كبيرة” في سوريا “آمنة وهادئة”. ويشكل اللاجئون السوريون ضغطا ديمغرافيا سنيا، يخشى حزب الله من إطالة أمده، باعتباره سيؤثر بالتأكيد على التركيبة الطائفية في لبنان، وهذا ما لا يخدم أجندة الحزب. واعتبر نصرالله في خطاب متلفز ألقاه في ذكرى أسبوع وفاة أحد قادة الحزب، أن ملف النازحين السوريين في لبنان بات “ملفا ضاغطا”، مشيرا إلى أنه “من واجب اللبنانيين أن يتعاطوا إنسانيا مع هذا الملف بمعزل عن الاعتبارات السياسية وبمعزل عن المخاوف”. ودعا الحكومة اللبنانية إلى أن “تضع المكابرة جانبا وتقرر وتدرس جديا كيف تجري اتصالا رسميا.. مع الحكومة السورية” من أجل “وضع خطة واحدة لأن هذا أمر لا يمكن أن يعالجه لبنان لوحده والتسول لن يحل مشكلتنا”.والعلاقة بين الحكومة اللبنانية سواء الحالية برئاسة سعد الحريري أو السابقة بقيادة تمام سلام مقطوعة مع دمشق منذ انطلاق الأزمة السورية رغم وجود السفير السوري في لبنان. وجاءت تصريحات نصرالله بعد أيام من تشديد الرئيس اللبناني ميشال عون على ضرورة إيجاد حل جذري للاجئين السوريين، معتبرا أن إقامة مناطق آمنة داخل سوريا وبالتنسيق مع دمشق قد تكون الآن الحل الأمثل لذلك. ويتشارك حزب الله والتيار الوطني الحر هاجس اللاجئين السوريين، وسبق وأن أعلنا رفضهما لخطط لتوطينهم في لبنان، باعتبار أن ذلك سيعزز الثقل الديمغرافي للطائفة السنية في لبنان.
الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وعلى خلاف حليفه الرئيس ميشال عون يعارض إقامة مناطق آمنة في سوريا
ويعتبر الحزب الشيعي هذا الأمر خطا أحمر لأنه بذلك سيفقد بالتأكيد إمكانية السيطرة كليا على البلد، حتى وإن كان يملك السلاح. ويعيش في لبنان أكثر من مليون نازح سوري على أراضيه، وفق ما أعلنته المفوضية العليا للاجئين، ويتركز معظمهم في المناطق الحدودية وأيضا في شمال لبنان.
وهناك أيضا الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين موجودون في لبنان منذ عقود، ويمثلون كتلة ديمغرافية سنية وازنة، لطالما تسببت في الكثير من الأزمات السياسية، وهي بدورها تقلق حزب الله الذي يتحدث عن الدفاع عن قضيتهم لكنه يرفض توطينهم، بما في ذلك الأجيال المولودة في لبنان.
وبالتالي فالحزب المثقل بالخسائر المادية والبشرية التي تكبدها ولا يزال في سوريا، يخشى حين عودته إلى لبنان من أن يواجه “طوفانا” سنيا يرفض الانبطاح لسياساته الطائفية العدوانية. وقال الأمين العام لحزب الله إن الخيارات المتاحة حاليا هي أن “نتعاون ليعود أغلب هؤلاء النازحين إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم وألا يكونوا نازحين أو لاجئين في الخيم أو في الطرقات”، مشددا على أن ذلك يجب أن يحصل “من موقع الإقناع وليس من موقع الإجبار”.ويرى نصرالله الذي يقاتل حزبه في سوريا منذ العام 2013، ويعد أبرز داعمي النظام، أن “الانتصارات العسكرية في سوريا وآخرها انتصار حلب فتحت الباب أمام مصالحات وطنية داخلية (..) في سوريا وحولت مساحات كبيرة إلى مساحات آمنة وهادئة”. وتمكن الجيش السوري وحلفاؤه وبينهم حزب الله من السيطرة على كامل مدينة حلب (شمال) في 22 ديسمبر، بعدما كانت تعد معقلا للمعارضة منذ 2012، كما نجح النظام في السيطرة على العديد من القرى المحيطة بدمشق وفي حمص، عبر مصالحات كانت أقرب إلى الابتزاز، من خلال تضييق الخناق عليها الأمر الذي اضطر أهلها ومسلحي المعارضة إلى التنازل والخروج منها. ويبدو أن نصرالله وعلى خلاف الرئيس ميشال عون يعارض إقامة مناطق آمنة في سوريا، سواء بتنسيق مع الحكومة السورية أو من دونها، وهو ما ظهر في إشارته إلى وجود مساحات آمنة واسعة في سوريا استعادها النظام، ويمكن أن يعود إليها النازحون.ويخشى حزب الله من أن تكون المناطق الآمنة التي طرحها في وقت سابق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تستهدف وجوده وراعيته إيران. وأعرب نصرالله عن استعداده بحكم علاقات حزبه “المتينة” بالقيادة السورية، لأن “نكون في خدمة الحكومة اللبنانية إذا قررت أن تتصرف إنسانيا ووطنيا في ملف النازحين”. وتوترت العلاقة الرسمية بين سوريا ولبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، وتوجيه نجله رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري وحلفائه أصابع الاتهام إلى دمشق. وبعد اندلاع النزاع السوري في مارس 2011، انقسمت الساحة اللبنانية بشدة بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له.
 

القوى السياسية مع تأجيل الانتخابات
منير الربيع/المدن/الإثنين 13/02/2017
إذا ما كان القانون المختلط غير قابل للتطبيق أو للتوافق في ما بين القوى السياسية، فكيف يمكن أن يتاح الإتفاق وتطبيق النسبية الكاملة؟ بهذا السؤال يجيب مرجع سياسي رداً على سؤال إعادة حزب الله طرح النسبية الكاملة، واعتبار أن مشروع قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هو الأفضل حالياً للتطبيق. ثمة أمر خفي، أو غير منطقي يدفع إلى هذه المعادلة. لذلك، لا بد بالنسبة إلى هذه المرجعية القراءة بنظرة أبعد لمجريات الأمور. يعود بالذاكرة إلى تفاصيل التسوية الرئاسية التي حصلت قبل أشهر قليلة. على لسانه حسرة ومرارة، بأنه لو استمر الفراغ لمدّة أطول بقليل، وتأخرت التسوية لشهر أو أكثر، لكانت أمور عديدة تغيّرت.
ويعود المرجع السياسي بالذاكرة إلى العام 2011، حين أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري، واضطّر النائب وليد جنبلاط إلى السير بخيار تسمية الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة في الإستشارات النيابية الملزمة بعد تأجيلها لأسبوع. ويقول: "لو تأخرت الإستشارات بعض الوقت، لكانت المعادلة تغيّرت ولم يرضخ جنبلاط لضغوط القمصان السودة، لأنه بعد شهرين، إندلعت الثورة السورية، وكان بالإمكان الصمود في خيار المواجهة. حالياً، تسيطر نظرة الحسرة نفسها على بعض السياسيين، الذين يعتبرون أنه لو تأخر إنجاز التسوية وانتخاب الرئيس، إلى ما بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، فإن بنود التسوية وشروطها كانت مختلفة. ويعتبر المرجع السياسي أن إيران قرأت الطالع، وتحسّباً لأي تغيير قد يحدث في الموقف الأميركي حيالها لدى فوز ترامب، سعت إلى التسوية وتسهيل انتخاب الرئيس. وكان حزب الله والتيار الوطني الحر يمسكان بالأوراق القوية، فاستثمرا في ضعف الخصوم وإلحاح الرئيس سعد الحريري على ضرورة إبرام التسوية، فحققا ما أراداه. الآن، تغيّرت بعض الأمور، وانقلب دور إيران من مهاجم في كل ميادين المنطقة، إلى طرف يدافع عن نفسه ووجوده ودوره وحلفائه، بفعل الضغط الأميركي وإعلان ترامب أن إيران هي أكبر بلد مصدّر للارهاب في العالم ويجب مواجهتها. وهذا بالتأكيد ما سينعكس في الميدان السوري، الذي يصب حزب الله فيه اهتماماته، ويكاد يوليه أقصى الأهمية على ما عداه، وفق ما أكد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وقادة آخرون. يقرأ المرجع السياسي هذه التفاصيل، ليدخل إلى باب قانون الانتخاب، والبازار الذي يدخل فيه، معتبراً ان الوضع الإقليمي، والحالة الدولية الجديد مع إيران، في ظل تسريبات تتحدث عن نية ترامب إخراجها وحزب الله من سوريا، بتوافق مع روسيا وتركيا، تقود إلى التشدد في لبنان. ويعتبر المرجع أنه من الناحية الواقعية، كل الأطراف غير جاهزة لخوض غمار الانتخابات، إلا الثنائي المسيحي. أما الأفرقاء الباقون، فكل لديه أسبابه التي تدفعه إلى الإحجام عن خوض غمار المنافسة، إن لأسباب مالية، أو لأسباب سياسية وشعبية. وكما تيار المستقبل، كذلك حزب الله ليس في وارد الدخول اليوم في الترتيبات الانتخابية وحشد الجماهير، وصرف الأموال في ظل العقوبات المفروضة عليه، والتي ربما ستأخذ بالتصاعد أكثر فأكثر، ما دفعه إلى إتخاذ اجراءات تقشفية. بالتالي، من الناحية الواقعية بالنسبة إلى المرجع، فإنه لا يمكن لحزب الله أن يكون فعلياً مع النسبية، في ظل هذه الظروف، التي لا تحتمل فوز أي مرشح غير محسوب على الثنائية الشيعية. وما يسري على حزب الله يسري على غيره من الأطراف. وهذا ما يقود إلى قناعة بأن الطروحات والنقاشات، قد تصب في نتيجة من إثنتين، إما العودة إلى قانون الستين المعروفة نتائجه سلفاً، أو التمديد. وأياً كانت النتيجة فإن ذلك، قد يمنح الحزب هامشاً واسعاً للتحرك في ما بعد، على صعيد طرح مسألة النظام العقيم، وضرورة تعديله، أو الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي.
 

عون يلعب ورقة حب حزب الله والسيسي
منير الربيع /المدن/الإثنين 13/02/2017
يبدو رئيس الجمهورية ميشال عون كمن يسير بين النقاط. مع كل نقطة يثمة من يتوقف عند تناقض أو يسجل انتقاداً. فبعد تجاوزه بهدوء زيارة السعودية وقطر، ها هي زيارته مصر والأردن، وتحديداً مواقفه قبلها، تثير مواقف متناقضة. تتوزّع مواقف عون على ثلاثة أقسام. أولها يتعلق بالشأن الداخلي اللبناني ومسألة السلاح والجيش، وثانيها ما يتعلق بالسياسة الخارجية وما يعمل عون على تكراره بشأن طموحه للعب دور تقريبي بين إيران والسعودية انطلاقاً من موقعه الانفتاحي على الخليج ومن علاقته الجيدة مع طهران. أما ثالث المواقف ما تناوله موضوع العلاقة مع مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي وتعزيز دور الجامعة العربية.
في المقابل، توزّعت الآراء حول مواقف عون. البعض يؤيدها والبعض الآخر يرفضها ويعترض عليها. من يوافقه الرأي يعتبر أن الرجل يتعاطى بواقعية، ولا يريد رفع السقوف من دون تحقيق أي نتيجة أو تحصيل أي مردود. بالتالي، لا بد من الوقوف إلى جانبه ومساندته لتمرير البلد ومصالحه من بين النقاط التعارضية في الإقليم. ويعتبر هؤلاء أن ما يقوم به عون هو لإرساء توازن معين، بعد تحسين علاقته مع دول الخليج وبعدما اصبحت العلاقة مع السعودية مضمونة.
لكن اللافت هو أن كلام عون جاء بهذا الوضوح عن حزب الله، وسط تأكيد العلاقة الممتازة بين الطرفين. والأغرب أنه جاء بعد سلسلة مواقف منذ خطاب القسم أوحت بأن ثمة افتراقاً سيقع بينهما. وهنا تتساءل المصادر حول الدوافع والمتغيرات التي فرضت على عون، مثل هذا الموقف الواضح والصريح.
أما من ينتقده فلديه كثير ليقوله، أولاً يعتبر البعض أنه بكلامه عن حزب الله ودوره وبأن الجيش ضعيف في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وبأن سلاح الحزب مكمل للمؤسسة العسكرية باعتباره جزءاً أساسياً من قوام الدولة وقوتها، هو كلام يجب أن لا يخرج عن رئيس يطلق على نفسه تعبير الرئيس القوي، لأن من واجب هكذا رئيس تعزيز مؤسسات الدولة التي تحفظ سيادتها ولا تفسح المجال لأي قوى رديفة. ويستعيد هؤلاء مواقف سابقة لعون وتحديداً في العام ١٩٨٩ بأنه لا يمكن قيام الدولة واستمرارها في ظل توافر السلاح غير الشرعي الخارج على المؤسسات وسلاح الميليشيات المتفلّت.
ويسأل هؤلاء: كيف لعون أن يطلق مثل هذه المواقف وهو يريد من السعودية إعادة العمل بالهبة العسكرية للجيش اللبناني؟ ويرون أنه يمثل خروجاً على الاتفاقات والقرارات الدولية التي أعلن الالتزام بها في خطاب القسم. بالتالي، فإن ذلك خروجاً على القرارين ١٥٥٩ و١٧٠١.
بمعزل عن النظرة ثمة من يعتبر أن "إزدواجية" عون هي حسابات لمرحلة مقبلة، على أن يستثمرها كيفما مالت الأمور. بالتالي، فإن تأكيده على حزب الله وقوته والحرص عليه، يندرج في إطار عدم تسليمه أي ورقة من أوراقه القوية حالياً. بالتالي، إذا ما حصلت مفاوضات في المستقبل فإن هذه ستكون نقطة قوة بيده.
في العلاقة مع السيسي، يتباهى عون بأن العلاقة بينهما بدأت قبل حصول أي لقاء، نظراً للتقارب في وجهات النظر بينهما، سواء في الخلفية العسكرية لهما، أم في وجهة النظر المشتركة حول أهمية محاربة الارهاب. إلا أن المنتقدين يذهبون إلى أبعد من ذلك، معتبرين أن لهذا الكلام ابعاداً وتبعات سياسية على الداخل اللبناني لجهة الممارسة، إذ يبدون تخوفاً من أن يشبه في ممارسته السياسية ما يمارسه السيسي، أو حتى على الخارج في سياق العلاقة مع الدول العربية وغيرها. ليس جديداً على عون أن يصرّح بنفسه أو عبر بعض المقربين منه، بأنه يطمح لأن يستعيد لبنان دوره كجسر عبور للعلاقات بين الدول. وهذا ما يتمنى تحقيقه على صعيد فتح آفاق العلاقة بين السعودية وإيران، في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية التي تمرّ بها المنطقة. وهو لا شك ينطلق في موقفه هذا، بناء على ما أُشيع أخيراً عن أن التسوية التي أتت به رئيساً كان فعل أول تحاور غير مباشر بين الرياض وطهران حول لبنان وقد نجح. لا يمكن لهذا النهج السياسي أن يحقق مبتغاه، بحسب ما يرى من يسجّل الملاحظات على المواقف التي يتخذها رئيس الجمهورية. فقد يؤدي ذلك إلى ارساء مظلة الاستقرار الأمني والسياسي لفترة معينة، لكنه لا يؤدي إلى الوصول الى حلول جذرية.  هي مواقف لتمرير الوقت والاستحقاقات بحدها الأدنى. وهذا ليس ما يفعله عون وحيداً، إنما كل الافرقاء في لبنان، سواء أكان حزب الله أم تيار المستقبل أو القوات اللبنانية، انطلاقاً من قاعدة عدم الغاء الآخر والحرص على التحاور معه. لكن مواقف الرئيس تبقى الأكثر إثارة، نظراً لموقعه، ونظراً لما يدرجه البعض في سياق سداد الفواتير أو الديون. ثمة من يختصر هذه المواقف والطموحات، بأنه من حق عون أن يفعل ذلك في ظل الواقع القائم لانجاح عهده وتمريره بسلاسة، وذلك على قاعدة "يريد اعطاء الجميع للأخذ منهم جميعاً".


رداً على منح عون الشرعية لسلاح حزب الله: #عهد_سلاح_الإرهاب
نسرين مرعب/جنوبية/ 12 فبراير، 2017/أثار تصريح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للتلفزيون المصري ضجّة واسعة في أوساط الناشطين السيادين، إذ أنّ الموقف الايجابي والمرحّب الذي اتخذه من سلاح حزب الله جاء متعارضاً مع التسوية التي بني عليها الانتقال من الفراغ إلى عهد رئاسته، ومسيئا لهيبة الجيش اللبناني. “الجيش اللبناني ليس قوياً، وحزب الله مهم”، هذه الكلمات التي أدلى بها رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في حديث لتلفزيون سي بي سي المصري، ليؤكد في سياق حواره أنّ حزب الله هو مقاومة لبنانية وعناصره هم من أبناء الجنوب وأنّ سلاحه أساسي ولا يتناقض مع مشروع الدولة.
هذا التصريح، الذي تمّ تسجيله في مرحلة عودة المملكة العربية السعودية إلى لبنان، ورفع السقف الأمريكي في التعامل مع الاستفزازات الإيرانية، وفي ظل ما يُحكى عن سيناريوهات مطروحة لدحر حزب الله من الساحة السورية وما يقوم به هذا الحزب من تفاوض مستجد مع المعارضة لضمان مناطق نفوذه على خط الحدود اللبنانية السورية يطرح العديد من الإستفهامات. ردود الفعل الشعبية الأولية على هذه المقابلة أثارت تساؤلات حول خطاب القسم والبيان الوزاري، إذ كما يبدو أنّ كلّ منهما قد ألبس الشرعية لسلاح حزب الله بكلمات منمقة، ليتفاجئ يوم أمس بعلنية الموقف من قبل رئيس الجمهورية.
ما قاله رئيس الجمهورية، بحاجة إلى تفسير وإلى مواقف، أوّلها من الدكتور سمير جعجع حامل راية اتفاق معراب، وثانيها من الرئيس الحريري بطل التسويات والتنازلات لأجل الوطن. هذا التصريح الذي يأتي متزامناً مع ذكرى 14 شباط، وعلى مسافة شهرين من 7 ايار الأسود، يضع الهيبة اللبنانية على المحك، إضافة إلى ما تضمنه الحديث من تحجيم لدور الجيش اللبناني، وهو الذي يواجه الإرهاب في كلّ لبنان وهو من له الفضل الأعظم في الحفاظ على الوحدة اللبنانية في وقت كان به حزب الله يثير النعرات الطائفية ويتاجر بالدماء. خطاب الرئيس قوبل بمعارضة شديدة، سياسية، ومدنية، فتساءل الإعلامي والسياسي نوفل ضو عبر صفحته فيسبوك “الرئيس المسيحي القوي … ممثل الوجدان المسيحي … والقائد الأعلى للقوات المسلحة بموجب الدستور اللبناني! ألم يقسم بالمحافظة على الدستور؟“. فيما كتب المحلل السياسي لقمان سليم “«سِلاحُ #حِزْبِ_الله لَيْسَ مُناقِضًا للدَّوْلَة»؛
رئيس الجُمهورِيَّة اللبنانية العماد #ميشال_عون، 11 شباط.
عن #صديقتي_الشريرة: «”حَدِّث العاقِلَ بِما لا يَليقُ فإنْ صَدَّقَ فلا عَقْلَ لَه”». بدورهم مجموعة ميديا هاشتاغ، أطلقوا هاشتاغ #عهد_سلاح_الإرهاب، الذي تحفظ على تشريع الميليشيات على حساب هيبة الجيش اللبناني، فغرّد حساب ميديا “ظننا أن الرئيس(القوي)سيعزز الجيش القوي عبر مصادرة سلاح الميليشيات فقام الرئيس بتشريعه واصبح العهد #عهد_سلاح_الإرهاب”.هذا الهاشتاغ قد تفاعل معه العديد من ناشطي ميديا وغيرهم، وذلك لأنّ القضية لم تعد قضية حزب وإنّما قضية وطن لا يجب أن يستسلم لسلاح الدويلة:

 
توضيح حول تسليم سيارات اللواء ريفي
اسعد بشارة/12 شباط/17/فايسبوك/اتصلت قبل دقائق بال new tv لاروي ما حصل فعلاً في موضوع تسليم سيارات اللواء ريفي على الرقم 01303300 فأعطوني الرقم 71404052 اتصلت فاستمهلوا دقيقة وعاودوا الاتصال وابلغت ان اتصالي غير ممكن ان يبث تقنياً خلال مقابلة النائب عقاب صقر. التوضيح انشره بالتفصيل: اتصل احد ضباط قوى الامن باللواء أشرف ريفي طالباً باسم العميد عماد عثمان تسليم إحدى السيارات،فأجابه اللواء ريفي بأنها في التصليح واعلمه بانه سيسلم 3 سيارات وليس سيارة واحدة. ثم عاد الضابط في اليوم التالي واتصل باللواء ريفي ملحاً على طلب التسليم، وكرر له ريفي ان السيارات الثلاث سوف يتم تسليمها، وهكذا حصل. إن كلام النائب صقر عن تسليم اللواء ريفي السيارات بإرادته غير صحيح، والا كان فعلها قبل ذلك، كما ان كلامه عن عرض الرئيس الحريري تزويد اللواء ريفي بسيارات اضافية، هو من باب المزايدة بعد فوات الاوان، فالاحرى كان ان لا يسمح بملاحقة النقيب محمد الرفاعي، وبتوقيع اقصى عقوبة على عمر بحر،والاخطر بتخفيض الحماية عن ريفي وكشفه امنياً، والتضييق على انصاره في طرابلس وبقية المناطق وكلها حلقات في مسلسل واحد، واذا كان البعض يدري بهذه القرارات فهي مصيبة واذا لا فالمصيبة اكبر.

 
بطرس حرب: لا أظن أن باسيل سيصبح نائباً.. والإنتخابات آتية
رأى النائب بطرس حرب أن "اقتراب موعد الإنتخابات النيابية جعل الناس تعيش اقتراب الإستحقاق السياسي، والحركة تخلق عفويا إنما علينا تنظيمها، وكما يقال "تزييت الماكينة" وتطعيمها بعناصر جديدة شابة، ونحن نقوم بذلك".
وقال حرب في حديث اذاعي: "الظاهر أن هناك تحالفا ثابتا بين القوات اللبنانية والعونيين، وهو أمر طبيعي نتيجة التطورات الأخيرة، ومن المرجح أن نكون أنا وحزب الكتائب متحالفين معا كمرشحين، وهناك قوى سياسية أخرى لن تكون متفرجة وسيكون لها موقف، ونحن نسعى كي يكون موقفها مؤيدا للتحالف الذي قد ينشأ بيني وبين الكتائب. حتى الآن لم يقرر أي منا لا أنا ولا الكتائب بعد، إنما القضية تتطلب بعض الوقت بانتظار أن يتم الإتفاق في البلد على أي قانون انتخاب ستجرى الإنتخابات، فقد لاحظت أن بعض الصيغ المطروحة لا تحالفات فيها كمشروع قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وقد قرأت في إحدى الصحف منذ يومين أن مشروع القانون النسبي (ميقاتي) يؤدي إلى كسر التحالف بين القوات والتيار، لأنه يستحيل على أساس هذا المشروع، إذا تم اعتماده قانونا، أن يعطي أي منهما الآخر، قد يتحالفان لكن يستحيل على أي منهما إعطاء أصوات للآخر. فالقواتيون عندئذ سيصوتون لمرشح القوات، والعونيون سيصوتون لمرشح التيار فقط. ولهذا، ورغم الضجيج حول إمكان أن يعتمد الحل مشروع حكومة ميقاتي إلا أنني ما زلت مقتنعا أنه لن يكون الحل، ولن توافق عليه قوى سياسية معينة كالقوات والوزير جنبلاط والأرجح تيار المستقبل. وإن عدم الإتفاق على قانون انتخاب غير قانون الستين قد يؤدي إلى فراغ".
وتابع: "التيار الوطني الحر بحاجة للتحالف مع القوات، مثلا في البترون، خصوصا أن التجارب السابقة قد دلت على أن جبران باسيل غير قادر على الفوز بالنيابة لأنه مرفوض من الناس، رغم كل شيء. وكي ينجح جبران باسيل في النيابة في البترون، فهو يعتقد أن تحالفه مع القوات قد يعمله نائبا، ومعركة البترون، مهما كبرت المنطقة أو صغر حجمها، فتمثيلها بنائبين، إنما هي معركة أساس في لبنان تستشرف المستقبل لأسباب عديدة، وهي تحت المجهر".
وأكد النائب حرب أن "باسيل يعتقد أن بتحالفه مع القوات سيصبح نائبا، ولا أعتقد ذلك صحيحا والإنتخابات المقبلة ستثبت ذلك".
وعن عزوف النائب أنطوان زهرا عن الترشيح في الدورة المقبلة، أجاب حرب: "أحيي النائب زهرا، لأنه، أيا تكن خلفية موقفه، فهي تدل على إنسان يريد الحفاظ على كرامته دون أن يكون غادرا لانتمائه السياسي والحزبي، وهذا أمر يثمن، خصوصا في هذه الأيام التي تقلص فيها عدد الذين يحترمون العلاقات، ولا سيما تلك القائمة على المبادئ، وأنطوان زهرا، منذ ما يقارب 10 سنوات ينتقد مساوئ من يطلب منه التحالف معه اليوم، وهذا أمر غير مريح، فلو افترضنا أنه لم يقرر العزوف وترشح مع باسيل، وسأله سائل: هل غيرت رأيك من الذي تتحالف معه؟ فماذا يمكنه أن يجيب؟ فزهرا صادق مع ذاته، وهو قرر عدم الترشح وأنا أحترم موقفه بالعزوف، وإن قرر العزوف عن الترشيح فليس لأنه فشل في النيابة، على العكس، لقد كان زهرا من النواب المميزين بحضوره عند طرح كل قضية، وقد لعب دورا جيدا في الحياة السياسية والبرلمانية، ولعله كان من أبرز نواب القوات اللبنانية، وتخليه عن الترشيح أصاب مؤيديه في حيرة، وبرأيي أن الوضع السياسي الجديد ساهم بقراره، إذ كانت لزهرا صعوبة في التكيف معه. فالنائب زهرا يقول رسميا أنه من دعاة التوافق بين القوات والعونيين، إلا أنه ضد الشكل الذي حصل فيه، وكلنا من هذا الرأي. من منا من دعاة تقاتل القوات والعونيين؟ من منا مع استمرار الوضع السلبي بينهما وما نتج عنه من نتائج مأساوية دمرت مناطقنا تدميرا على جميع الصعد فضلا عن آلاف الضحايا من شبابنا؟ ما من عاقل إلا ويؤيد هذا التفاهم لوقف التشنج المسيحي - المسيحي. كنا بكينا دما حين كان الفريقان يتقاتلان، ونحن من دعاة تفاهم المسيحيين على المواقف المبدئية والثوابت الوطنية المسيحية، لكن المشكلة أن تحالف عون - القوات لم يحدد الثوابت الوطنية وورقة النوايا يمكن لأي قارئ أن يفسرها كما يشاء. ولنا مثل في موقف العماد عون البارحة حول سلاح حزب الله أكبر دليل، أي هل تؤيد القوات هذا الموقف؟
أضاف: "نحن في القرن الحادي والعشرين، والناس بلغت درجة عالية من الثقافة والعلم، ولا أحد يستطيع خداع أحد. الناس مسيسون ولا يمكن التعاطي مع اللبنانيين وكأنهم جهلة وأن نتحدى ذكاءهم. أنا أحترم صديقي النائب زهرا، وصداقتي به شخصية ثابتة، سمحت لي مثلا أن لا أحجم عن التقاط صورة له وهو يترأس جلسة مجلس النواب حين أعطاه الكرسي لبعض الوقت نائب رئيس المجلس الذي كان يترأس الجلسة وأرسلت الصورة إليه، هذا رغم أنني قد أكون في تنافس انتخابي حضاري مع القوات اللبنانية قريبا، فالعلاقة الشخصية والحضارية المبنية على المحبة والإحترام بين الناس والتي لا يعتريها الحقد والكيدية والكراهية التي يمارسها البعض ضد الكل، هي العلاقة السليمة".
وجوابا عن سؤال عن علاقته بالدكتور سمير جعجع، قال حرب: "كلنا نعمل في السياسة، ولا أحد منا هو صورة طبق الأصل عن الآخر، كنا نجتمع ونتحاور ونتبادل الأفكار والآراء، وربما كنا نختلف أحيانا، إنما كنا نخرج بموقف موحد. الذي حدث أخيرا وهو الشعرة التي قصمت ظهر البعير، هو الإنعطاف السياسي حول ترشيح العماد ميشال عون، بعدما كانت القوات اللبنانية أقنعتنا أن هذا الخيار سيىء، ولكثرة ما اجتهدوا اقتنعنا، لكنهم غيروا رأيهم. الرئيس ميشال عون اليوم هو رئيس جمهوريتنا، وكلنا مدعوون لدعمه كي ينجح لأنه بنجاح الرئيس ينجح العهد وينجح لبنان واللبنانيون. على هذا الأساس هناك مبادئ أخلاقية ووطنية لا أتجاوزها. إنما ما أقوله أن خلافا في وجهات النظر حدث مع القوات اللبنانية، وكانت هناك آلية لحسم هذه الخلافات ضمن 14 آذار، وهذه الآلية سقطت، لذلك خرج الخلاف إلى السطح، إلا أن العلاقات الشخصية بخير، فالبارحة قدمت واجباتي للدكتور جعجع وعائلته بمصابه بوفاة والدته، وإن علاقات ود عائلية تربطنا حتى ولو كان رأيه يخالف رأيي فهذا حقه وأحترم هذا الحق بالإختلاف، كما عليه أن يحترم حقي بالإختلاف عن رأيه، وهذه هي الحياة السياسية".
وسئل حرب كيف سيواجه جبران باسيل في الإنتخابات وهو دأب على عرقلة حرب طوال عهد حكومة الرئيس سلام؟ أجاب: "الهم الوحيد للوزير جبران باسيل إبان عهد الحكومة السابقة، كان تعطيل كل مشاريع وزارتي، وقد نجح بذلك إلى حد ما، لأن تفريغ رئاسة الجمهورية أدى إلى تعطيل آلية التصويت على المشاريع في مجلس الوزراء، وهنا حدثت سياسة الإبتزاز والتعطيل، بكل أسف. أما كيف سأواجهه؟ فهذا شيء آخر، فالناس هم سيواجهون وليس أنا، فأنا أترشح باسم الناس للانتخابات على أساس أنني أخوض المعركة باسم الناس، وهي معركتهم، والناس سيقولون كيف سيواجهون هذا التحالف.
 ومع احترامي لهذا التحالف، لا أستطيع تحديد مدى تعبيره عن رأي الناس، فالتحالف بين القيادات شيء وانعكاسه على الأرض شيء آخر. والناس يلاحظون ذلك لدى كل من الطرفين المتحالفين، وهذا ما ظهر في الإنتخابات البلدية والإختيارية وما سيظهر بصورة أوضح في الإنتخابات العامة الآتية، وإن كان باسيل يعتقد أنه سيصبح نائبا فأنا لا أظن اعتقاده في محله والإنتخابات آتية وستثبت عدم صحة اعتقاده".

 
عون يطرح نفسه وسيطا بين الدول العربية وإيران
سعيد قدري/العرب/13 شباط/17
القاهرة - أبدى الرئيس اللبناني ميشال عون استعداده للوساطة في حل الخلافات المتراكمة بين الدول العربية وإيران. وقال عون في حوار له مع صحيفة الأهرام المصرية إن “على الإنسان أن يحاول والمحاولة قد تنجح وقد لا تنجح .. لكن تبقى هناك راحة الضمير بدلا من أن يبقى الإنسان متفرجا”. ويسود التوتر، منذ سنوات، العلاقات العربية الإيرانية جراء سياسات الأخيرة العدوانية التي ترمي من ورائها إلى وضع يدها على كامل المنطقة، وقد بدا ذلك واضحا في لبنان وسوريا والعراق واليمن. ويرى مراقبون أن إعلان الرئيس اللبناني استعداده للوساطة بين طهران والدول العربية وبخاصة الخليجية مرتبط أيما ارتباط بالتصريحات التي ما فتئ يطلقها مسؤولون في إيران وفي حزب الله في الآونة الأخيرة عن رغبتهم في فتح صفحة جديدة مع الدول الخليجية، والتي لم تتجاوز حتى الآن “الفرقعات الإعلامية”. وكانت آخر التصريحات تلك التي وردت على لسان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الذي قال إن “تعاون دول الخليج مع إيران قوة للخليج وأمنه”. وحزب الله الذي يعد إحدى أبرز أذرع إيران العسكرية في المنطقة، هو حليف استراتيجي للرئيس ميشال عون، الذي حاول في حواره مع الصحيفة المصرية تلميع صورة الحزب وإيجاد ذرائع لسياساته وسلاحه قائلا “إنه يمثل شريحة كبيرة من سكان لبنان، ولا يمكن اعتبار عناصره في سوريا من المرتزقة.. وإن سلاحه ضمانة للبنان طالما لا يتمتع الجيش اللبناني بالقوة الكافية”. ويسجل تغير واضح في لهجة حزب الله تجاه الخليج العربي، فبعد تصعيد لافت له ضد المملكة العربية السعودية خاصة خلال السنتين الأخيرتين يلاحظ أن قيادته قد خففت كثيرا من تصريحاتها المعادية، في خطوة تعكس رغبة الحزب في التهدئة “الإعلامية” لإدراكه أن ذلك لا يخدمه في ظل الظرفية الدقيقة التي يمر بها وراعيته. ويرجح المراقبون أن يكون حديث عون عن الوساطة قد تم التنسيق مسبقا حوله مع حزب الله، ومن خلفه إيران التي تجد اليوم نفسها في وضعية صعبة بعد انتهاء “شهر العسل” بينها والولايات المتحدة إثر تولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية. وتخشى إيران من أن يقدم ترامب على خطوات مؤلمة تجاهها، خاصة وأنه يعتبرها الراعية الأولى للإرهاب في العالم. وسبق وأن اتخذ جملة من الإجراءات بحقها عقب إطلاقها لصاروخ باليستي، من بينها إدراج عدد من الكيانات والأشخاص المرتبطين بها في القائمة السوداء. وتدرس واشنطن اليوم تصنيف الحرس الجمهوري، القوة العسكرية الكبرى لإيران، ضمن التنظيمات الإرهابية. وتجد إيران أنه، وعلى ضوء التصعيد الجاري بينها وبين الولايات المتحدة، من الأفضل الركون إلى التهدئة مع الدول الخليجية، بيد أنه من الثابت أنها ليست بصدد تغيير سياساتها التوسعية في المنطقة، باعتبارها عقيدة ثابتة يقوم عليها نظامها. وتقول مصادر سياسية في القاهرة، لـ “العرب”، إن ملف إيران مثخن بالجراح، ومن الصعوبة حدوث اختراقات سياسية فيه بهذه البساطة، لأن لطهران من الأخطاء ما يصعب مسحه بجرة قلم أو تصريح، ولابد أن تقوم بعملية تصحيح واضحة، وهو ما يتناقض مع التوجهات الإستراتيجية التي يقوم عليها النظام الإيراني. واعتبر محمد مجاهد الزيات، الخبير في شؤون الأمن الإقليمي، أن الحديث عن وساطة بين طهران والرياض، موضوع أكبر من مجرد توسط دولة، لأن الأبعاد المذهبية والملفات الإقليمية الحرجة تشكل عبئا كبيرا على أي وسيط يحاول القيام بدور في هذا الملف، فهناك أزمة بين الدولتين؛ السعودية وإيران، في العراق وسوريا والبحرين واليمن، وكلها ملفات متداخلة، ومن الصعب حسمها بمجرد تصريحات إعلامية، غرضها توصيل رسائل بعينها. واستبعد الزيات في تصريحات لـ”العرب” أن يكون الحديث عن وساطة بين طهران والبعض من الدول العربية، له علاقة بمصر، لأنه كلام “غير واقعي”، فالعلاقات بين طهران والقاهرة لا تحتاج إلى وساطة بقدر احتياجها إلى قرار سياسي من القيادة المصرية، وهذا الموضوع يخضع لحسابات مركبة، في مقدمتها الكوابح التي تفرضها العلاقات المصرية الخليجية، والطموحات التي تسعى طهران لتحقيقها على حساب الدول العربية، ومنها القاهرة. ويقوم الرئيس اللبناني ميشال عون بزيارة الاثنين إلى القاهرة بناء على دعوة رسمية من نظيره المصري عبدالفتاح السيسي. ويتوقع أن يبحث خلالها تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية، فضلا عن العلاقات العربية الإيرانية.

 
تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

صبرا: وفد المعارضة إلى جنيف الأكثر تمثيلاً لقوى الثورة ومجموعتا موسكو والقاهرة ممثلتان بشكل أساسي في الوفد
الاثنين 17 جمادي الأول 1438هـ - 13 فبراير 2017م/دبي - قناة الحدث/كشف كبير المفاوضين السوريين في وفد المعارضة إلى جنيف، محمد صبرا، في مقابلة لـ"الحدث"، أن كل القوى السياسية التي شاركت وأسست منصتي موسكو والقاهرة ممثلة بشكل أساسي في وفد المعارضة. واعتبر صبرا أن وفد المعارضة إلى جنيف الأكثر تمثيلاً لأغلب القوى بما في ذلك القوى العسكرية التي لها 10 مقاعد تمثل أكثر من 85% من عدد مقاتلي فصائل المعارضة في سوريا. وكانت قد أجرت الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعات مكثفة على مدى يومين في الرياض، تمخضت عن اتفاق على تشكيل وفدها إلى جنيف. وقال المتحدث باسم الهيئة، منذر ماخوس، إن "عدد أسماء أو عدد الشخصيات السياسية في الوفد التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات هم 9 أشخاص زائد مقعدين أحدهما لمنصة القاهرة والأخر لمنصة موسكو". كما أوضح بيان للهيئة أن الوفد يتكون من 21 عضواً برئاسة نصر الحريري وأليس مفرج نائبة للرئيس، على أن يكون محمد صبرا كبيراً للمفاوضين.

 
أردوغان: العملية التركية بسوريا ستستمر لحين تحرير الرقة/الرئيس التركي: قواتنا أصبحت وسط الباب وداعش بدأ بالانسحاب
الأحد 16 جمادي الأول 1438هـ - 12 فبراير 2017م/اسطنبول – رويترز/قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحد، إن الهدف النهائي للعملية العسكرية التركية في سوريا ليس فقط السيطرة على مدينة الباب، وإنما طرد تنظيم داعش من المنطقة بما في ذلك الرقة.
كما أضاف أردوغان في مؤتمر صحافي قبل مغادرته في زيارة رسمية تشمل البحرين والسعودية وقطر "الهدف النهائي هو تطهير منطقة تبلغ مساحتها 5 آلاف كيلومتر مربع". وتابع الرئيس التركي أن القوات التركية لا تنوي البقاء في سوريا فور تطهير المنطقة من تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا قوة معادية. كما أعلن أردوغان أن قواته وفصائل المعارضة قد أصبحوا وسط مدينة الباب شمال سوريا، مؤكداً أنهم على وشك السيطرة على هذا المعقل لتنظيم داعش. وصرح أردوغان للصحافيين في مطار اسطنبول أن "الباب تهاجم من جميع الاتجاهات، وقواتنا دخلت إلى وسطها" مع عناصر من فصائل سورية، لافتا إلى أن "مقاتلي تنظيم داعش بدأوا انسحابهم التام من منها". وروجت تركيا منذ فترة طويلة لفكرة إقامة "منطقة آمنة" للمدنيين في شمال سوريا بعد طرد مسلحي داعش ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، لكنها تقول إن مثل تلك المنطقة ستحتاج إلى إقامة منطقة حظر طيران فوقها. وقال أردوغان إنه ناقش ذلك الأمر مجدداً مع الولايات المتحدة وروسيا، وإن تركيا مستعدة لتنفيذ أعمال بنية تحتية في المنطقة للمساعدة في منع المهاجرين من سوريا وللسماح بعودة من فروا إلى تركيا إلى بلادهم.
"الشروع بالقتل وتنفيذ عمل إرهابي" تهمتا مهاجم اللوفر/رئيس الجالية: العقوبة المتوقعة هي المؤبد والسلطات رفضت محامي والد عبدالله
الأحد 16 جمادي الأول 1438هـ - 12 فبراير 2017م/القاهرة - أشرف عبد الحميد/قررت السلطات الفرنسية توجيه الاتهام إلى الشاب المصري منفذ الهجوم على متحف اللوفر بباريس.
وذكر صالح فرهود، رئيس الجالية المصرية بفرنسا، في حديث مع "العربية.نت"، أن السلطات قررت اتهام الشاب عبد الله رضا الرفاعي الحماحمي بالشروع في محاولة قتل جنود حرس المتحف والقيام بعمل إرهابي ضد الدولة الفرنسية بالمشاركة مع مجموعة إرهابية، وهي تهمة تصل عقوبتها في القانون الفرنسي للسجن المؤبد. وقال إن القضاء الفرنسي رفض المحامي الموكل من والد عبدالله الحماحمي، وأسند مهمة الدفاع عنه في القضية إلى محامٍ فرنسي منتدب من الدولة الفرنسية، وذلك لظروف الدولة الأمنية ووجود قانون الطوارئ الذي ينص على تنفيذ تعليمات المدعي العام الفرنسي في مثل هذه القضايا.
من جانبه، قال رزق شحاتة، المتحدث باسم الجالية والمكلف بمتابعة القضية والتواصل مع السلطات الفرنسية، إن قاضي التحقيق قابل الشاب عبد الله مساء الجمعة من دون حضور المحامي التونسي الأصل تامر عجربي والمكلف من والد عبد الله بالدفاع عنه، حيث رفض توكيله بسبب أن القانون يشترط أن يكون التوكيل من الشاب نفسه وليس من والده، لكونه ليس قاصرا، مضيفاً أن المحامي المكلف من السلطات الفرنسية للدفاع عن عبد الله حضر التحقيقات وسيقوم أعضاء الجالية بالتواصل معه غدا الاثنين، لمعرفة ما سيفعله لمواجهة الاتهامات الموجهة للشاب المصري.
وذكر شحاتة أن قاضي التحقيق قام باتهام عبد الله الحماحمي بالشروع في محاولة قتل جنود وموظفين أثناء تأدية عملهم بالتعاون مع جماعة إرهابية، وهي تهمة عقوبتها تصل للمؤبد، وذلك "رغم أن عبد الله في اعترافاته نفى هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً"، حسب شحاتة.
 

 خطة إسرائيلية لإنقاذ سوريا من "محور الشر" وإعادة تأهيلها
غزة- عربي21- أحمد صقر/ الأحد، 12 فبراير 2017 /غالنت قال أن التدخل الإيراني المتزايد في سوريا يتيح لإيران السيطرة على لبنان عبر حزب الله- أرشيفية
عرض وزير إسرائيلي في الحكومة الإسرائيلية،حلا للتغلب على التدخل الإيراني المتزايد في سوريا، والتهديد المتبلور تجاه الدول السنية. وفي مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العربية، اقترح وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالنت، "برنامجا سياسيا واستراتيجيا للتغلب على التهديد الإيراني المتبلور على الحدود الشمالية من إسرائيل"؛ حيث سيتم عرض البرنامج المقترح اليوم خلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسيّة (الكابينت)؛ وفق ما أورده موقع "المصدر" الإسرائيلي.  وحذر الوزير في مقابلته، من خطورة "المحور الإيراني الذي يتشكل على الحدود الشمالية لإسرائيل مع سوريا؛ حيث يسيطر الإيرانيون على طهران، بغداد، وبيروت، ويحاربون معا الآن إلى جانب حزب الله للسيطرة على دمشق، أي سوريا بأكملها".  وقال:" تتحقق هذه السيطرة بدعم روسيا التي ساعدتهم وشنت هجوما جويا مكثفا على حلب؛ أي أن هناك تبلورا لمحور الشر من طهران وحتى بيروت، ومن الخليج العربي وحتى البحر، وهذا قد يتسبب بضرر لإسرائيل كثيرا"، وفق تقديره.  ورأى "غالنت"، أن "التدخل الإيراني المتزايد في سوريا، يتيح لإيران السيطرة على لبنان عبر حزب الله وفتح جبهة أخرى في هضبة الجولان"، مضيفا: "سينقل نظام الحكم في إيران إرساليات أسلحة تعمل على ترجيح الكفة لصالح التنظيمات الشيعية على حدود إسرائيل دون أن تتعرض لأي تصدي بري". وشدد "غالنت" على أن هناك حاجة إلى الاستثمار الأمريكي واستثمار دول الاتحاد الأوروبي بقوله: " اللاعبين في المنطقة، لا يرغبون بالإيرانيين في سوريا، وهذا صحيح بالنسبة لتركيا، وبالطبع لإسرائيل أيضا، وكذلك الدول السنية المعتدلة، مصر، الأردن، دول الخليج، الدول الأوروبية، التي تخشى أن يؤدي ضغط كهذا إلى هجرة الكثير من السنيين إلى أوروبا". ولفت الوزير، أن "تبلور قوة أمريكية - غربية، تستثمر المليارات لإعادة تأهيل سوريا، يتيح إمكانية تحقيق الحل وإبعاد إيران مجددا"، مضيفا: "كذلك هناك ما يجدر بحليفة أمريكا وسفارتها في المنطقة؛ إسرائيل، أن تطلبه وتتمسك به وهو أولا الحفاظ على هضبة الجولان، وثانيا إبعاد أي تهديد عن هضبة الجولان والحدود الشمالية الشرقية وإبعاد الإيرانيين عن الحلبة ثانية"، وفق خطة الوزير الإسرائيلي.

 
نتنياهو يسعى لإقناع ترامب: الإيقاع بين إيران وحزب الله
سامي خليفة /المدن/الإثنين 13/02/2017/مع اقتراب اللقاء الأول بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، نشرت بعض المواقع معلومات عما سيطلبه نتنياهو من الإدارة الأميركية في شأن لبنان. واعتبرت وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأميركية أن الهدف الرئيسي لنتنياهو سيكون تقليص الدعم المالي والعسكري الإيراني لحلفائها في المنطقة، وعلى رأس القائمة حزب الله. وقال وزير الاستخبارات وعضو الحكومة الأمنية الإسرائيلية  إسرائيل كاتز، لبلومبيرغ، إن نتنياهو سيحث الولايات المتحدة للايقاع بين الجماعة اللبنانية وإيران، من خلال فرض عقوبات قاسية من شأنها أن تجعل طهران تفكر مرتين قبل تقديم الدعم لها، مشيراً إلى أن "حزب الله يعيش على أموال إيران وأسلحتها المتطورة"، و"هناك حاجة إلى وجود عقوبات تعطل حزب الله مع تهديد موثوق جداً لإيران إذا لم تتوقف عن دعمه".
ويؤكد جوشوا تيتلبوم من مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية أن الأولوية التي وضعها نتنياهو هي فتح صفحة جديدة مع البيت الأبيض، بعد ثماني سنوات من الحدة، ستساعد أميركا من خلال علاقة أفضل بتل أبيب في أي صراع، خصوصاً مع لبنان. لكن الهدف لن يكون حزب الله فحسب. فوفق إسرائيل كاتز، للزيارة أبعاد أخرى، فمنذ العام 2006، عزز حزب الله ترسانته بصواريخ ذات جودة عالية يمكن أن تصيب معظم إسرائيل. ولأن حجم التهديد الآن هو أكبر من ذلك بكثير، فإن حجم رد الفعل الإسرائيلي في الحرب المقبلة يعني أنه سيطال كل لبنان "لذلك يجب أن تكون جميع الأطراف الدولية لها مصلحة في إضعاف حزب الله". وفي حين أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد تتفقان على هذا الهدف، فإن هناك عقبة واضحة لتحقيق ذلك، وفق الوكالة، وهي عدم هزيمة الأسد في الحرب الأهلية السورية التي قد تقطع الصلة بين إيران ولبنان، حيث أن جيش الأسد ينتصر على المتمردين ومعظمهم من الإسلاميين، بدعم من روسيا وإيران وحزب الله. وبهذا الخصوص، قال كاتز لبلومبيرغ إن نتنياهو سيضغط على إدارة ترامب لحصول اتفاق في سوريا من شأنه حصار إيران وحزب الله خارج البلاد. لكن نفوذ الولايات المتحدة في سوريا تضاءل، وبدأت معاناة حلفائها من الهزائم المتتالية، في حين ينمو نفوذ روسيا. أما نائب وزير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مايكل أورين، فقال لبلومبيرغ إن نتنياهو قد يبحث أيضاً مع ترامب كيفية التعامل مع احتمال أن تتمكن إيران من الحصول على قنبلة نووية، وأن إسرائيل تسعى إلى تعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية وصوغ خطة مشتركة بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها عند انتهاء الصفقة ومعظم القيود المفروضة على القدرات النووية الإيرانية. ومن باب تحليل الزيارة، نشر موقع الغماينر اليهودي النيويوركي تحليلاً يشير إلى أن إسرائيل تراقب عن كثب سلوك فريق ترامب تجاه إيران مع تساؤلات عن مدى استجابة ترامب لأي صراع مقبل مع لبنان. ورغم استبعاد معظم خبراء الشرق الأوسط لأي حرب قريبة بين لبنان وإسرائيل، إلا أن موقع الغماينر يقول إن المواجهة قد لا يكون هناك مفر منها لأسباب حصلت أخيراً كأمر محكمة حيفا بالإغلاق المؤقت لخزان يحتوي 12،000 طن من الأمونيا في المدينة، بعد صدور تقرير يشير إلى أنه في أي انفجار سيقتل عشرات الآلاف في المنطقة. وانخراط حزب الله في حملة تمويل جماعي على وسائل الإعلام الاجتماعي باسم "المال للجهاد أمر لا بد منه"، مع نداء فيديو يضم مقاتلين ورجال دين يسألون الناس التبرع للمقاومة. وتوجيه الشيخ نعيم قاسم، في صحيفة البناء اللبنانية، رسالة إلى  إسرائيل باستعداد الحزب لدفع الثمن في أي صراع.

 
يفاوضون عى وقع صيدنايا!
عصام صالح/جنوبية/ 12 فبراير، 2017/بعد ان بينت التقارير ان ثلاثة عشر ألف معتقل قد قضوا فقط في سجن صيدنايا، ناهيك عن الآف  غيرهم من السجون  السرية لفروع استخبارات مرتزقة عاهر قصر الشعب. لا ننسى من استشهد في الغارات من أطفال وطلاب مدارس ومن ينتظر دوره أمام فرنٍ ليحصل على عدة أرغفة تقيت جوع أطفاله وتسكتهم. أمام هذه الصور لن نسأل عن مجتمعٍ دوليٍ ولا عن أمم متحدة أقصى ما صدر عنها هو قلقٌ، نسأل أين هي المعارضة السورية مما تسرب من معلومات و صورٍ و غيره؟ هذه المعارضة التي ذهبت الى مفاوضات آستانة برعاية الروسي المجرم الأول بحق الشعب السوري؟ما هي مطالب هذه المعارضة؟متمثلة بكل أجنحتها الاسلامية والعلمانية والمعتدلة؟هل طالبت بجلاء حقائق سجون نظام الأسد؟هل من ضمن مطالبها اعتبار جرائم النظام هي جرائم حربٍ لا يمكن استكمال المفاضات بدون هذا الشرط؟ لم نسمع أصوات المعارضة و مطالبهم لا بهذا ولا بذاك ولا نعلم ما هي هذه المعارضة ولم نعلم على ماذا تفاوض؟ اعلموا أيها المفاوضون، ولا اسم ممكن أن يطلق عليكم ألا مفاوضون، أن أي مفاوضات على دم الشعب السوري واي تسويات على صور مشانق سجن صيدنايا هي مقتل جديد للشعب السوري، وان اي مفاوض ينسى دماء الشعب واطفال سوريا هو داعشي متخف بصورة نظام الأسد العاهر ومشارك في قتل الكثير، واول قتلاه هو أحلام و حرية شعب عشق الحرية.

 
مثلث الموت: عين "حزب الله" على الجنوب السوري
ينال الحمدان/جنوبية/ الأحد 12/02/2017
المنطقة التي تربط محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا، باتت تعرف بـ"مثلث الموت"، بعدما انهارت فيها في الفترة ما بين 1 و23 شباط/فبراير 2015، مجموعة كاملة من "لواء فاطميون" من الإيرانيين والأفغان، سقطت بين قتيل وجريح في خربة سلطانة وحمريت وتل السرجة، هذا عدا عن خسائر قوات النظام و"حزب الله". وكانت المعارضة السورية المسلحة قد سيطرت على المنطقة، أواخر العام 2014، واحتفظت بها 6 أشهر، قبل أن تستعيدها مليشيات النظام المعروفة بـ"القوات المشتركة" وتضم كلاً من "لواء فاطميون" و"حزب الله" اللبناني، و"اللواء 90" و"الفرقة السابعة" من قوات النظام، بإدارة خبراء "الحرس الثوري" الإيراني في شباط/فبراير 2015. وتتقسم قرى "مثلث الموت" إلى محوري تماس بين المعارضة ومليشيات "حزب الله" و"فاطميون"؛ المحور الأول يمتد بين "كتيبة جدية" وتلة قرين، فيما تعتبر ظهرة حمريت والطيحة المحور الثاني. ويسود الهدوء الحذر هذين المحورين، في الغالب، لكن عمليات تسلل لـ"حزب الله" و"فاطميون" تجري أحياناً للتقدم نحو الطيحة من ظهرة حمريت، أو للتقدم من ناحية "كتيبة جدية" وقرين نحو كفر ناسج وكفر شمس. ويجري أحياناً تبادل لإطلاق النار، بالرشاشات المتوسطة، في المحاور الرئيسية، بالإضافة إلى قصف متبادل بقذائف هاون. في منطقة ظهرة حمريت، يقوم "حزب الله" بنصب كمائن لمجموعات الجيش الحر المنتمية إلى "الجبهة الجنوبية". وبعد سريان اتفاق "وقف اطلاق النار" شهدت المنطقة هدوءًا حذراً من قبل الطرفين، تتخلله خروق واضحة من قبل "القوات المشتركة" التي تقوم بعمليات تسلل واستهداف كفرناسج وطريق المال-كفرناسج بالقذائف والرشاشات، لقطع الطريق نارياً، ومنع وصول الإمدادات إلى المعارضة في كفر ناسج. وهذا ما دفع فصائل المعارضة في المثلث إلى تعزيز مواقعها وتحصينها، والعمل على إنشاء كمائن جديدة وفتح طرق جديد بديلة عن الطرق المستهدفة، لضمان وصول الإمدادات إلى المنطقة.
وأحكمت مليشيات النظام سيطرتها، أثناء هجوم شباط 2015، على تلال مرعي والسرجة وقرين وفاطمة الزهراء وظهرة حمريت، التي تُعد مواقع حيوية للمثلث، وبالسيطرة عليها تسقط عملياً قرى وبلدات دير ماكر والدناجي والهبارية وخربة سلطانة وحمريت وسبسبا ودير العدس. هجوم المليشيات تسبب في تهجير أهل بلدات المثلث، بشكل كامل، والذين يزيد عددهم عن 30 ألف مدني. وتوجه المُهجّرون إلى المناطق المحررة في ريفي القنيطرة ودرعا.
وبعد سيطرة "القوات المشتركة" على المنطقة أحكمت طوقهاً على غرب العاصمة دمشق، وبدأت بشكل فعلي في محاصرة مواقع المعارضة القريبة من دمشق مثل كناكر وخان الشيح وداريا وزاكية، ما نتج عنه إرغام تلك البلدات والمدن على الاستسلام و"المصالحة" أو التهجير، تنفيذاً لمخطط التغيير الديمغرافي.
وبدأت بعد ذلك، مليشيا "حزب الله" في إصدار وثائق ملكية مزورة بغرض استملاك العقارات أو بيعها. وعززت "القوات المشتركة" سيطرتها على المثلث بإنشاء قواعد عسكرية في تلال فاطمة الزهراء، لتصبح ثكنة ضخمة لـ"حزب الله" يمنع دخول ضباط قوات النظام إليها، ومنها يتم توزيع عناصر الحزب على نقاط المثلث الأخرى. وتعد منطقة تلال فاطمة الزهراء، كموقع قيادة العمليات في المثلث، التي يتزعمها "الحاج أبو عبدالله"، وهو من أبرز قادة "حزب الله" في القنيطرة ودرعا. ويقوم "الحاج" بإصدار الأوامر الملزمة حتى لضباط قوات النظام في المثلث، ومنهم العقيد هلال حصيدة والرائد أسد حسين.
وخصصت منطقة دير ماكر والدناجي، لمبيت عناصر المليشيات والمؤازرت، لـ"القوات المشتركة"، وهي لا تُعتبر خط دفاع أول للمليشيات، كما هو الحال في منطقة حمريت. ويتواجد في منطقة دير ماكر والدناجي، نحو 500 مقاتل من المليشيات، خاصة من "حزب الله" و"لواء فاطميون". أما في حمريت، فتتواجد "قوات النخبة" من المليشيات، ويتجاوز تعداد أفرادها نحو 250 مقاتلاً، بزعامة "الحاج أبو عبدالله".
ويُعتبر "مثلث الموت"، حالياً، قاعدة لعمليات المليشيات الهجومية ضد مناطق المعارضة في كفر شمس وكفر ناسج والطيحة، ونحو الحارة التي تحوي أعلى تلال المنطقة وأهمها إستراتيجية. ويسيطر على كفر شمس وكفر ناسج والطيحة والحارة فصائل معارضة تابعة لـ"الجبهة الجنوبية" مثل "جبهة ثوار سوريا" و"ألوية الفرقان" و"ألوية سيف الشام". وأي عملية مقبلة لـ"القوات المشتركة"، ستكون على الأغلب نحو تل الحارة، مروراً بكفر ناسج والطيحة، وهذا ما يعني بدء التقدم نحو كفر شمس والحارة والمال وعقربا، التي تسمى بمنطقة "جيدور حوران"، وفصلها عن ريف القنيطرة الجنوبي، ضمن خط هجومي كامل. وهذا أمر مستبعد الحدوث قبل أن تسيطر المليشيات على تل الحارة
 

العربي الجديد: مصر: صراع بين الاستخبارات ومؤسسة الرئاسة حول الإطاحة بشكري
الأحد 12 شباط 2017 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: أكدت مصادر حكومية مصرية، مطّلعة على ملف التعديل الوزاري الذي سيُعلن عنه خلال الأيام القليلة المقبلة، أن "وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بات مرشحاً بقوة، ليكون خارج التشكيل الوزاري الجديد". وكشفت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي، أبلغ رئيس الوزراء شريف إسماعيل بترشيح أسماء لتولي منصب وزير الخارجية في التعديل"، لافتة إلى أن "مطلب السيسي جاء بشكل مفاجئ بعد أن كان اسم شكري من الوزراء الذين ضمنوا البقاء في مواقعهم".
وأوضحت المصادر، أن "تقارير الأجهزة السيادية، وفي مقدمتها الاستخبارات العامة، بشأن شكري، جاءت سلبية للغاية"، وكشفت أن "تقريرا لجهاز الاستخبارات، جاء فيه أن أداء الوزير، كان سبباً في تفاقم عدد من الأزمات الدبلوماسية التي شهدتها مصر أخيراً، وفي مقدمتها أزمة مقتل الباحث الإيطالي في القاهرة جوليو ريجيني، والأزمة مع السعودية، وكذلك أزمة سد النهضة". ووصفت أداءه بـ"الباهت". وأشارت المصادر إلى أن "الأيام القليلة الماضية، شهدت ما يشبه الصراع المكتوم بين جهاز الاستخبارات، ومؤسسة الرئاسة بشأن شكري. وفي الوقت الذي طالب فيه الجهاز برحيل شكري في التعديل الجديد، تمسكت أطراف في مؤسسة الرئاسة، من بينها مدير مكتب السيسي، اللواء عباس كامل، الرجل القوي بالمؤسسة، بوزير الخارجية، بدعوى أنه يلتزم حرفياً بالتعليمات التي تسدى إليه من الرئاسة". وأوضحت المصادر الحكومية أن "أزمة التسريبات الإعلامية الأخيرة التي أذاعتها فضائية مكملين، ساهمت في إعادة ملف شكري مرة أخرى إلى طاولة المباحثات الخاصة بالتعديل الوزاري"، مشددة على أن "النظام، ربما وجدها فرصة لإطاحة شكري خارج الوزارة الجديدة، للادعاء بأن السيسي نفسه، بعيد عن تفاصيل التنسيق بين وزير خارجيته، والمسؤولين الإسرائيليين".
وشددت المصادر على أن "السفير ماجد عبد الفتاح، مندوب مصر في الأمم المتحدة، هو المرشح الأقوى لخلافة شكري، لتمتعه بقبول كبير، لدى الولايات المتحدة، وكذلك بين أجهزة الدولة السيادية"، لافتة إلى أنه "أجرى أكثر من لقاء خلال الأيام القليلة الماضية مع ممثلين عن أجهزة أمنية مصرية، وهو موجود في القاهرة حالياً". وكانت قناة "مكملين" قد بثت تسريباً صوتياً جديداً، لشكري، وإاسحق مولخو، المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي التقى الوفد السعودي، بقيادة الخبير الأمني، أنور عشقي، خلال زيارته القدس المحتلة العام الماضي. كما ترأس مولخو الوفد الاسرائيلي للقاهرة، خلال مفاوضات وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014. وكشف التسريب، أن "الاسرائيليين راجعوا اتفاقية ترسيم الحدود، بين مصر والسعودية، وقاموا بالحذف، والإضافة، والتعديل، لبعض عبارات الاتفاقية، التي تتضمن تنازل مصر، عن جزيرتي تيران وصنافير، للجانب السعودي".
وقال شكري في التسريب، إنه "لا يمكن إقرار البنود القانونية للاتفاقية، بدون الرجوع لإسرائيل، للحصول على موافقتها". وفي مقطع آخر من التسريب، يطمئن شكري، مستشار نتنياهو، بأنه "سيتم إنفاذ الاتفاقية، بمجرد الانتهاء من الإجراءات القضائية الشكلية".
وكانت "العربي الجديد"، قد نشرت في 10 يناير/كانون الأول الماضي، معلومات موثقة مفادها أن "الحكومة المصرية أبلغت إسرائيل بأنها جادة في تسليم جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، قبل أن تعلن موافقتها رسمياً على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بينها وبين السعودية وتحيلها إلى مجلس النواب لإقرارها في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي". وتظهر المعلومات التي كشفها مصدر دبلوماسي بالخارجية المصرية أن أحد أسباب تأخر نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي في إقرار الاتفاقية رسمياً وإحالتها لمجلس النواب تمهيداً لإصدارها، كان اشتراط الولايات المتحدة حصول مصر والسعودية على موافقة خطية من إسرائيل على تبادل الجزيرتين، وتأكيد القاهرة والرياض عدم المساس بأمن إسرائيل أو بالإجراءات المحددة في اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية. وأكد المصدر أنه لم تجر مفاوضات أو مكاتبات مباشرة بين السعودية وإسرائيل، وأن مصر لعبت دور الوسيط بين الدولتين، حيث نقلت إلى تل أبيب التعهدات السعودية باستمرار الأوضاع على ما هي عليه بالنسبة للجزيرتين، وشرحت كذلك مشروع جسر الربط البري الواصل بين مصر والسعودية والذي يرتكز على إحدى الجزيرتين على الأقل، والمعروف بجسر الملك سلمان.


تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أزمة قانون الانتخابات بعيون موحدين دروز
 ايلي الحاج/النهار/13 شباط 2017
يصلح هذا العرض إلى حدٍ، لسانَ حالٍ لغالب اللبنانيين من طائفة الموحدين الدروز، بإزاء مسألة قانون الانتخابات التي استُهلكت حتى لم يبقَ فيها إلا ما لا يُقال.
الأزمة أكبر من قانون للانتخابات. هناك سعي تحت هذا الشعار إلى تصحيح توازن اختل بفعل تطبيق اتفاق الطائف منذ انتهاء الحرب بطريقة مجحفة بحق المسيحيين. يجب الاعتراف هنا بأن الصراع السني – الشيعي قلب هوية لبنان. مسيحيو قوى 14 آذار أيام 14 آذار صاروا ملحقين بالمسلمين السُنّة، ومسيحيو قوى 8 آذار بالشيعة.
على طريق المناداة بالحقوق السليبة، واجه الثنائي المسيحي، "التيار العوني" و"القوات، كتلة تنظر إلى خطواته مندرجة في سياقين: التحضير لمعركة رئاسة الجمهورية التالية، والسعي لإعادة الأوضاع إلى ما كانت قبل اتفاق الطائف.
بمعنى آخر، للتحالف الثنائي أهداف كبيرة قد تفسر ما يحصل منذ تفاهم معراب في 18 كانون الثاني 2016. ربما قرأ أركان هذا التحالف تراجعا لدور السُنَّة في ضوء تقدم "حزب الله" والانتصارات العسكرية التي حققها مع حلفائه في سوريا. وربما قرأوا في المقابل تراجعاً للشيعة في ضوء صعود للدور الروسي، أُضيف إليه لاحقاً فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، فرأوا فرصة تاريخية لاستعادة التوازن والحضور السياسي للقوى المسيحية. ولربما اعتبروا أن المشروع السني قدم "الإرهاب"- في نظر الغرب على الأقل- فيما المشروع الشيعي يجر لبنان إلى محاور إقليمية، كما أنه فاشل سياسياً، ففكروا في إمكان إحداث وضع جديد يعيد الصيغة السياسية إلى جذورها. لكن محاولة التطبيق شابَها استعجال وارتجال وانكشاف أهداف. بدأت ترتفع أصوات تقول بأن غاياتكم أيها الأركان في "الثنائي" لا تقتصر على تصحيح الخلل. ففي دربكم بدا للآخرين مشروع لإلغائهم، عن قصد أو غير قصد، لئلّا نغلّب سوء النيّة. لاحَ مشروع لا يوفّر حتى الأقليات السياسية في بيئتكم، الكتائب والمردة والأحرار والنائب بطرس حرب وجميع من لا يجلسون إلى طاولتكم. عززت المخاوف في هذا المنحى دعوة الرئيس ميشال عون إلى التصويت لأحزاب، وليس لشخصيات مستقلة.
إعادة القراءة هذه للوضع الجديد تستدعي تقزيم أحجام الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، أقله تمثيلاً لمسيحيين في مناطق معيّنة. لكنها لا تؤدي إلى أقل من تقسيم لبنان. نحن، الموحدين الدروز، استفزنا هذا الوضع ورفعنا الصوت. في الواقع الآخرون سنةً وشيعة أبدوا خشيتهم هم أيضاً من هذه الاندفاعة، و"حزب الله" الذي لا يريد عملياً عودة الوضع إلى ما كان قبل الطائف لم يبدِ استعداداً للتدخل أو لأداء دور وسيط. ترك عقدة جنبلاط ليقف خلفها. تصرّف تماماً كما فعل خلال مرحلة الفراغ الرئاسي. كان يقول "حِلُّوا عقدة عون" واليوم يقول "حِلُّوا عقدة جنبلاط". في النتيجة دخل لبنان معمعة تذكر ببرج بابل. هل هناك مصلحة لـ"حزب الله" في ترك الوضع يجرّ إلى فراغ اشتراعي بعد تجربة الفراغ الرئاسي، وهل يتحمّل اللبنانيون مرة أخرى وضعاً على هذه الدرجة من السوء؟
لعلّ الخطأ الأكبر الذي وقع فيه المقرّرون في "الثنائي المسيحي"هو تجاهل البُعد التاريخي للكُتل التي يتشكل منها الشعب اللبناني. عندما يتناهى إلى جنبلاط وفريقه سؤال ركن بارز في الحكم عن حق الزعيم الاشتراكي الدرزي بإنجاح نائب مسيحي في الشوف، أو عاليه، على لائحته، وبالتالي يتوجب انتخاب النواب الدروز أكثرياً والمسيحيين نسبياً وفق قانون مختلط، فطبيعي أن يتصرف جنبلاط باعتبار أنه أمام محاولة فصل بين الدروز والمسيحيين. هل يريد حقاً أبناء الجبل المسيحيون أن ينفصلوا عن واقع "العيش معاً" في المنطقة؟ وما ذنبه إذا كانت ماكينته الانتخابية في الشوف تنطلق قبل تدويرها بعشرات آلاف الأصوات من مختلف الطوائف في الجبل؟
على الموحدين الدروز أسياد اللياقات والاحترام لا يُرمى كلام على عواهنه. وكما يريد طرفا "الثنائي" معاملة مميزة للمسيحيين في لبنان بصرف نظر عن العدد، ومراعاة حساسيات تاريخية، عليهما تطبيق المبدأ نفسه على الموحدين الدروز. قانون الانتخابات ليس لعبة. واستقرار الجبل رسَخته مصالحة تاريخية في الـ2001 لا عودة عنها، رعاها وحضرها البطريرك السابق نصرالله صفير وجنبلاط، وهو أساس لاستقرار لبنان. عندما حُكي عن قصر تأثير جنبلاط على اختيار 4 نواب دروز لم يكن عن عبث الجواب بأن انتخابات 1957 التي سار بها أعيان دروز وفازوا بمقاعدها بدعم من العهد القوي آنذاك، قادت إلى ثورة 1958. هناك دوماً مجال لحلول وسط بعيداً عن أوهام غلبة أوصلت مراراً إلى كوارث. ومنفتحون على حلول وسط. ولكن لا يُمكن تنظيم انتخابات في الجبل غصباً عن إرادة غالبية الموحدين الدروز الملتفة حول قيادة جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي. أبناء اليوم عليهم العودة إلى قراءة تاريخ لبنان، القديم والحديث


14 شباط... مختلفة؟
 نبيل بومنصف/النهار/13 شباط 2017
ربما تملي الذكرى الثانية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري غدا وقفة ظرفية عند ما آلت اليه تجربة "المساكنة" بين عهد رمزه الرئيس ميشال عون وحكومة برئاسة زعيم التيار الحريري الرئيس سعد الحريري في التجربة الغضة الطالعة منذ انتخاب رئيس الجمهورية. والحال انه اذا كان يصعب جدا اجراء مراجعة ولو خاطفة لهذه التجربة الوليدة قبل جلاء غبار المأزق الاشد وطأة عليها في ما يتصل بأزمة قانون الانتخاب وما سيلي مصيرها فان ثمة ملامح كثيرة تجمعت في الآونة الأخيرة تبدو كافية لبلورة مسار شاق في الحفاظ ما أمكن على تسوية داخلية لا تزال تمعن في ادهاش كثيرين لكونها جاءت معاكسة تماما لظروف ومعطيات ووقائع خارجية تسود المنطقة وسبح معها وفي ظلها لبنان عكس التيارات العاصفة. لا ندري ماذا سيقدمه الرئيس الحريري من تقويمات غدا في ذكرى 14 شباط، التاريخ الأشهر والاول في اشعال لبنان ما بعد الطائف، لتجربته الحالية حكوميا وسياسيا كما على مستوى مسار التيار الذي يقود. ولكن الرئيس الحريري يرسم منذ بداية انحيازه طوعا او اضطرارا او بفعل من واقعية سياسية تراكمية مكتسبة بكم هائل من التجارب القاسية، ملامح دفاع قوي عن خياره "العوني" يماثل ان لم يفق ذاك الدفاع الذي يتمسك به شريكه المسيحي القوي الدكتور سمير جعجع في شركته مع الرئيس عون و"التيار الوطني الحر". تعرض الاختبار واقعيا لهزات ارتدادية قوية في الآونة الاخيرة مع مجموعة اتجاهات تعبيرية ومواقف لرئيس الجمهورية الذي اراد بوضوح ان يطلق الاشارات الثابتة الى ان احتلاله الموقع الرئاسي الاول في الدولة لن يجعله يتردد عن التسبب بصدمات مفاجئة ولو احرجت الشركاء الحديثي العهد في شركة السلطة معه. يصح في ذلك موقفه من التلويح بفراغ مجلس النواب، كما في استلاله خيار الاستفتاء الشعبي، كما أخيرا في موقفه الأحدث من سلاح المقاومة الذي تجاوز فيه اطار التسوية لهذا البند الشائك في البيان الوزاري للحكومة. وعلى رغم غضب استثاره الرئيس عون لدى الاتجاهات والقواعد "الأصيلة " لقوى 14 آذار التي ستبقى مشدودة الى عصب فرز سياسي يصعب اسقاطه حتى مع تجربة المساكنة "العونية - الحريرية" من جهة والثنائية "العونية - القواتية" من جهة مقابلة لا تتبدى أوهام متسرعة بأن عصب التسوية آيل الى تراجع وتحلل أقله في الظرف الفاصل عن الانتخابات النيابية الا اذا جمح بعض القوى نحو فرض اتجاهات جذرية في قانون الانتخاب من شأنها ان تزعزع فعلا مواقع قوى شكلت ركائز اساسية في قيام هذه التسوية وباتت امام معادلات إلغائية. ولذا ستتجاوز ذكرى 14 شباط غدا كل موروثها الثقيل الى سؤال برسم الرئيس الحريري واكثر برسم العهد والشركاء عما تراهم فاعلين لإقناع الناس بأن التسوية ستكون منصة حقيقية لدولة تمحو آثار 14 شباط.

هل ينتقل الخلاف على قانون الانتخاب من الأحزاب واللجان إلى مجلس الوزراء؟
 اميل خوري/النهار/13 شباط 2017
إذا كان عام 2016 عام انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتأليف حكومة ثلاثينية واسعة برئاسة سعد الحريري، فهل يكون العام 2017 عام إجراء انتخابات نيابية على أساس قانون جديد عادل ومتوازن؟
الواقع أنه كان على الحكومة بعد نيلها الثقة أن تكب على سنّ قانون للانتخاب، ولا تدع الأحزاب واللجان تضيّع الوقت على سنّ هذا القانون فتغرق في خلافات لم تستطع الخروج منها لأن كل حزب يريد أن يكون القانون على قياسه وله حصة من المقاعد النيابية ترضيه. فإعادة تكوين السلطة التي تستعيد ثقة الناس ولا تكتمل إلّا بإجراء انتخابات نيابية حرّة ونزيهة ينبثق منها مجلس نيابي قد يأتي بوجوه جديدة، وان مسؤولية سنّ هذا القانون تقع على الحكومة أولاً وليس على الأحزاب واللجان، وعلى مجلس النواب مناقشة هذا القانون عند طرحه، فإمّا يوافق عليه، وإمّا يعدّله أو يرفضه. وعندها تتحدّد مسؤولية كل جهة ولا تبقى مهمّة سنّ القانون لمجموعة أحزاب لم تتوصّل بعد مرور سنوات الى اتفاق عليه، فهي تُجمع على أن يكون هذا القانون عادلاً ومتوازناً ولا يلغي أو يهمّش أحداً وتختلف على ترجمة ذلك لأن كل حزب يريد أن تكون له الأكثرية في مجلس النواب المقبل لتكون له الكلمة الوازنة في تأليف الحكومات واقرار المشاريع ولا سيّما منها المهمة. لكن شرط الاتفاق على مثل هذا القانون هو كشرط من طلب إلى جائع ألّا يكسر صحيحاً ولا يأكل مكسوراً وأن يأكل ويشبع... وهكذا ضاع القانون بين من يريد النسبية الكاملة ومن يريد المختلط ومن يريد الدائرة الفردية التي تعتمدها دول عريقة في الديموقراطية، فيفوز فيها المرشّح الأقوى شعبياً، ومن يخسر قد يربح في دورة انتخابية تالية إذا لم يقم الفائز بواجبه في خدمة الوطن والمواطن. لكن ثمة من يقول إن المرشّح الثري هو الذي يفوز في الدائرة الفردية على المرشّح الأقل ثراء، وهو قول ليس في محلّه لأن المرشّح الثري الذي يدفع ثمن مقعده لرئيس اللائحة، من الأفضل أن يدفع ذلك للناخبين فهم أحق من زعماء اللوائح. أما المشكلة في الدائرة الفردية فهي في ترسيم حدودها الذي قد يأتي لمصلحة مرشّح دون آخر وذلك بسلخ قرية من دائرة وضمّها إلى دائرة أخرى، وهو ما حصل في عهد الرئيس كميل شمعون عندما اعتمدت الدائرة الصغرى فأدّت طريقة ترسيم حدودها الى اسقاط زعماء بارزين، وأحدث سقوطهم خللاً كبيراً في التوازنات الداخليّة السياسيّة والطائفيّة. لذلك فإن المشكلة في الدائرة الفردية هي في الاتفاق على ترسيم حدودها، إذ أنه قد يأتي لمصلحة هذا المرشّح أو ذاك، فتُعرف نتائج الانتخابات في الدائرة قبل أن تجرى الانتخابات.
إن على مجلس الوزراء إذاً أن يتحمّل مسؤولية سنّ قانون جديد للانتخابات ولا ينتظر اتفاق الأحزاب عليه، خصوصاً أن الحكومات تعهّدت سنَّه في بيانها الوزاري كي تجرى الانتخابات النيابية في موعدها ولا تواجَه باجرائه على أساس قانون الستّين أو التمديد مرّة ثالثة لمجلس النواب، فتكون الحكومة وحدها مسؤولة عن ذلك إذا لم تتحمّل هي مسؤولية سنّ مشروع القانون الذي تعتبره عادلاً ومتوازناً ومقبولاً من غالبية القوى السياسيّة الأساسيّة في البلاد وهي ممثلة في الحكومة الثلاثينيّة الواسعة. وعندما تتوصّل الحكومة الى سنّ هذا المشروع تحيله على مجلس النواب الذي يصبح مسؤولاً عن إقراره كما هو أو تعديله أو رفضه. فهل يتفق مجلس الوزراء على سنّ مشروع قانون جديد للانتخابات بموافقة ثلثي عدد الوزراء كما تنص المادة 65 من الدستور، أم ينتقل الخلاف على القانون من الأحزاب والكتل واللجان الى مجلس الوزراء، فلا يكون قانون ولا يكون انتخاب ولا تتحقّق بالتالي استعادة ثقة الناس لا بالحكومة ولا بالدولة المؤمّل أن تكون قويّة وقادرة وعادلة؟
إن توصّل مجلس الوزراء وهو يمثّل الغالبية الكبرى للقوى السياسية الأساسيّة في البلاد إذا ما وافق على مشروع قانون للانتخاب، فإن الأكثرية النيابية المطلوبة تصبح مضمونة للموافقة عليه، لأن انتظار اتفاق الأحزاب واللجان عليه قبل الحكومة هو انتظار طال ويطول، ويشكّل بالتالي نكسة كبيرة للعهد وهو في بدايته.

من “لبنان أولاً” الى “أميركا وفرنسا أولاً”!
بول شاوول/المستقبل/13 شباط/17
عندما تقرأ أو تسمع أو ترى أحزاباً وقيادات ومرشحين لمختلف الانتخابات في أوروبا، وأميركا، ترفع شعار “فرنسا “أولاً” أو “أميركا أولاً”، أو بريطانيا أولاً… الى آخر أولاً وأولاً… يخطر في بالك، أن هذه الدول “العظمى”، بحاضرها وماضيها، قد فقدت كل شيء: استقلالها، هويتها، اقتصادها، سيادتها،.. وان جيوشاً “كوكبية” تحتلّها. ولذا فتحت معركة “التحرير” على مصاريعها: الإسلام!! انتزع منا كل شيء، مبادئنا، أرضنا، تاريخنا، ونمط حياتنا، وحرياتنا، فها نحن نعلن حرباً من أجل استعادة “أرضنا” السليبة، والتحرر من “الاستعباد الخارجي”.
ترامب وَلْوَلَ، وهَذَى، وأعلن حالات الطوارئ، ضد المكسيك، والإسلام، والعرب، وأوروبا، والحلف الأطلسي، و…العَولمة، و”وول ستريت”… فكل هذه، وهؤلاء انتزعوا من أميركا “أجمل ما فيها” بل دمروا أميركا… وها هي تحتاج الى ثورة على كل ما تسبب في “دمارها”، وشوّه صورتها، وأضعفها، إذاً،
نحن في ثورة دونكيشوتية لاسترجاع “مجد أميركا” “الهنود الحمر” (قُتل منهم 20 مليوناً)، والسود (استبعدوا عشرات السنين!)… و”عظمة ريغان”، و”عبقرية بوش الابن”. “أميركا أولاً!”…
وعلى الضفاف الأخرى عندنا قرائن وتوائم لترامب (أعرق منه)، في فرنسا: فيون (الواقع تحت ثقل فضائح زوجته بينيلوب المالية)، وماكرون، واليساري الزجال هيلانشون، من دون أن ننسى “الأيقونة” الشعبوية والانعزالية والكراهية “مارين لوبان”. وها هم اليوم في موسم الانتخابات الرئاسية. وهذه المناسبة تفجر كل مكنونات هؤلاء، لابتداع “أعداء” يرفعون أسماءهم وأخطارهم على “فرنسَاهم” الحبيبة المهددة، بالزوال”،وبهيمنة الإسلام، وبداعش، وبخطر “أوروبا” عليها، والعولمة، و… ها هي تطلق نفير “فرنسا أولاً”! وصولاً الى “جان دارك”.
وهل يعني ذلك أن فرنسا كانت “أخيراً” عندهم حتى تتصدّر اليوم واجهة سوبرماريكيتهم السياسية؟. هذه العبارة “المظفرة” أولاً” … اليوم، يعيدنا رنينها، الى ما يشبهه (لفظاً أو جناساً، أو مجازياً) الى “لبنان أولاً”، هذا الشعار الذي رفعته مكونات 14 آذار بعد اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، وشهداء ثورة الأرز، للوهلة الأولى، بلبلني هذا “التوارد” الذي تُطنطن نواقيسه في العالم. أتكون 14 آذار بشعارها هذا شبيهة بحملتهم هنا وهناك: ترامبية لوبان، وبعض “الحركات” النازية، واليمين الصهيوني “إسرائيل أولاً”… وصولاً الى “حزب الشاي” (الأميركي)، والأرثوذكسية الإيديولوجية التي استثارها بوتين، والكاثوليكية السياسية التي حرّكها “فيون”، والانعزالية، والكراهية التي بثتها لوبان وأشكال الفوبيات التي تتردد في جوانب كل هؤلاء؟
وقد أثار انتباهي قول أحدهم لي “أنت مع لبنان أولاً” إذاً أنت مع هؤلاء… وكل 14 آذار ملطخة بأمراضهم! عال! وهذا جعلني أعود الى ما حرك هذه الثورة اللبناينة، في 2005.
فرنين الكلام المتشابه خِداع. والتسميات تتغير معانيها وأطوارها من زمن الى زمن: فالليبرالية في الخمسينيات كانت تعني الحقوق المدنية، وحرية الفرد، والاختيار، في مواجهة التوتاليتارية الايديولوجية. أما بعد العولمة فصارت تعني الهمجية الاقتصادية، وقطبية الاستغلال، وتوتاليتارية متجددة أحادية تتحكم بمصير العالم، والشعوب… التعبير واحد والمعاني متناقضة. إن شعار “لبنان أولاً” حمل في ظروفه، وفي تراكماته التاريخية، وواقع البلد ووقائعه، معاني “التحرر” من الاحتلالات والوصايات الإسرائيلية، السورية، والإيرانية… فلبنان آنئذٍ مجرداً من سيادته، واستقلاله، وهوياته، وحرية أبنائه. ومن الطبيعي، ومن أجل إنقاذه من العبودية، رفع شعار لبنان أولاً: المهدد، الذليل، المُصادَر، المُهدرة دماء أبنائه، والممتصة خيراتهم… فكل معركة تحرر لا بد أن تَرفع مثل هذا الشعار: من الثورة الجزائرية، (ضد شعار الجزائر فرنسية) الى الثورة الأميركية ضد الاستعمار الانكليزي، فإلى لبنان في وجه الانتداب الفرنسي.
“أولاً” تعني هنا “التحرير”، والتخلص مما كان يلغي لبنان، ويُلغيه؛ إنها الوحدة الوطنية التي تجلت في الأربعينيات، وفي ثورة الأرز صاحبة التظاهرة المليونية المطالبة بكشف قتلَة الحريري، وبخروج الجيش السوري المحتل. فهل تكون هذه الثورة (السياسية، والثقافية تحمل معاني الانعزالية كما هي الحال في “فرنسا أولاً” أو “أميركا أولاً”؟
] الإنعزالية
هنا نعود الى واقع لبنان الذي كان تحت الوصايات العديدة، التي فرضت عليه “عزلة” عربية اختزلها النظام السوري بحضوره، وبات هو يرسم السياسة الخارجية للبنان، بحيث أن الأثر اللبناني كاد يضمحلّ من خلال انقطاعه السياسي عن العالم: فالبديل آل الأسد؛ وإذا كان هناك شيء لبناني ناتئ، فقد كان يمثله المرتزقة والعملاء، للنظام الأسدي: كانوا سوريين بلباس لبناني”. ولهذا كان لبنان، هو أيضاً بطاقة انفتاح على العالم العربي وتأكيد عروبته الحضارية، وهويّته الثقافية والدينية والأثنية المتعددة. في حين أن “فرنسا أولاً” يعني الخروج من الفضاء الأوربي (المعادل العروبي للبنان) وبث الكراهية ضد بعض المكونات الشعبية كالروم، والاسلام، والأفارقة: يحضن لبنان حالياً 500 ألف فلسطيني، ومليوني ونصف المليون سوري نازح من دون أن تشكّل استضافته، أو تتحول احتقاراً وازدراء وحقداً على هؤلاء “الأخوة”. وهذه نقطة مهمة في إبراز الفارق بين ذهنية العنصرية الفرنسية وذهنية الانفتاح اللبناني.
] اليسار
فعلى قول “اليمين” وبعض اليسار في فرنسا، إن بضعة آلاف من “الروم”، وكذلك المسلمين الفرنسيين منذ عشرات السنين، يهددون “هويتهم”؛ ووجود فرنسا، وتاريخها، ومجتمعيتها، وربما نابليونها (الطاغية)، وروبسبيرها (السفاح) بل وبشارل ديغولها العظيم، وينال من “بطولة” العميل النازي” الجنرال بيتان بينما في الوقت الذي رفعت فيه 14 آذار شعارها “لبنان أولاً، كان كل العرب”، أولاً، وكل العالم أولاً، وكل الإثنيات الموجودة على أرضها أولاً!
فالواقع، أن أهل السياسة والأحزاب في فرنسا هم مسؤولون عن هذا الخراب الاقتصادي، والتراجع الثقافي، وضعف موقع بلادهم في العالم، وإهمال الفئات الفقيرة في الضواحي (ومنهم المسلمون من الجزائر والمغرب)، وانهيار قيم الثورة الفرنسية وإفلاس اليمين واليسار معاً… وكوّن هؤلاء وبدل من أن يرسموا استراتيجيات اصلاحية أو ثورية يتجاوزون بها واقع بلادهم… فها هم يُلقون المسؤولية على سواهم.
وكأن بضعة آلاف من الروم هم الذين دمروا اليسار التاريخي، وشوهوا اليمين الجمهوري! أو ان بعض العمليات الارهابية لداعش أو سواه، هي التي حطّمت عز فرنسا، وهويتها وجمهوريتها الخامسة أو السادسة أو السابعة. بل وكأن “فرنسا أولاً”، لا تعني خططاً وبرامج انتخابية فاعلة، بل اختيار أسهل الطرق وأكثرها شعبوية، بل وتعيين أعداء وهميين… وهذه هي قمة التملص من المسؤولية وإبقاؤها على الغير…
] ترامب
أما ترامب، فكان النجم الهوليودي الساطع (كل نجوم هوليود ضده)، قد استعاد ما سبقه من نزاعات فوضوية، ومشاعر كراهية، ودوافع عنصرية، وحملها في شعار “أميركا أولاً”… الذي يعني تكرار ما شهدته بريطانيا في خروجها من البركيست… وكذلك عباقرة السياسة الفرنسية: التحريض على المسلمين، والأقليات، ورفع جدار على حدود أميركا مع المكسيك، واحتقار المرأة، وتفسيخ الحلف الأطلسي، ومخالفة الدستور بمنع ستة شعوب عربية – إسلامية من دخول أميركا… واسترجاع قوة هذه الأخيرة وعظمَتها بمعاداة الجميع ما عدا بوتين، من دون أن إغفال مهاجمة كل الاعلام الأميركي وغير الأميركي، وكذلك المثقفين وصولاً ا لى هوليوود نفسها، واعدة إسرائيل بنقل سفارتها الى القدس.
كل هذا لم يرد لا من بعيد ولا من قريب في “لبنان أولاً” الذي رفعته 14 آذار. فالعدوانية المفرطة في منظور ترامب، تقابلها استعادة الدولة، ودستورها، ووجودها، وحرية الصحافة، وتحرير الشوارع من سطوة الوصاية السورية، وإجراء انتخابات ديمقراطية… والانفتاح الحي على العرب وعلى كل العالم. وتعزيز عمل المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري. أكثر: “لبنان أولاً” واجه من يلتقون ذهنية لوبان وترامب، وفيون، وهي الذهنية الكانتونية التي فرضها حزب الله وإيران على لبنان، ونشر ثقافة الموت والكراهية الدينية والمذهبية، ورد محاولات تدمير الدولة، واجتثاث وجود لبنان من خلال محاولات ضمه (وإن سياسيا) لإيران، وإدانة تدخل هذه الأخيرة في الحرب السورية لدعم الطاغية وارتكاب ممارسات ومجازر عنصرية – مذهبية بحق المسلمين – العرب السُّنة، وتهجيرهم، وتغيير الديمغرافية السكانية في سوريا والعراق… فـ14 آذار لم يؤيد الثورة السورية لأنها من صُنع شعب عربي فقط، بل لأنها اعتمدت القيم الاستقلالية والسيادية والتحريرية في كل بلد من بلدان العالم، وخصوصاً فلسطين المحتلة من مجانين التطرف والعنصرية والمجازر التي يمثلها نتنياهو والمستوطنون… ففرنسا أولاً أو أميركا أولاً تعنينان الذهنية”الصهيونية أولاً”بكل موبقاتها.
] الأخطار
نقول هذا ولبنان ما زال في دائرة الأخطار “السورية” (بفلول نظامها)، والإيرانية والاسرائيلية. يواجه بالديمقراطية، وبالوسائل السلمية أكبر ترسانة حربية عند حزب الله. ولا ينفك مسؤولون في إيران يصرّحون بأن “لبنان ولاية من ولاياتهم”. وهنا عليك أن تتعايش مع السلاح الذي يهددك، ومع المخططات السياسية التي تحاصر البلد، من “دستوره” الى دولته، الى كيانية كانتونية لحزب المذهبية، الى التهديد في كل مناسبة بإشعال حرب أهلية، ناهيك أن كل رموز 14 آذار وبعض إعلامييها ما زالوا مرصودين، فرائس لرصاص الاغتيال. لقاء كل هذا، ما زال معظم اللبنانيين يتّبعون “الاعتدال”، ومج “التطرف”، والتصلب، أملاً في أن تنتصر قيم الديمقراطية. وعندما اغتيل الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري، وبعض قادة ثورة الأرز، لم يكن الرد شبيهاً بوحشية القتلة، ولا بعنصريتهم، ولا بانتقامهم: كان الرد ديموقراطياً، سلمياً، احتل فيه مليون ونصف مليون لبنان الساحات والشوارع لتتشكل بذلك ثورة الأرز بشعارها العالي “لبنان أولاً”…
ذلك لأن المعتدين كانوا، من بين ما كانوا يرمون عليه، استدراج اللبنانيين الى حرب أهلية، أو الى بث الكراهية، والعنف، والتطرف والغريزية واللاعقلانية، ردوا بالتظاهرات، وبالقانون عندما رفعوا قضية اغتيال الحريري الى محكمة دولية، أي الى العدالة والقانون.
ويكفي أن نشير الى أن وجود منظمات إرهابية كداعش، والقاعدة، وسواهما، لم تجد لها موطناً، أو تجذراً، أو بؤراً متأصلة في لبنان. وهذا يعود الى سياسة الاعتدال، والوطنية، والتعددية والاختيارات الديمقراطية عند حملة شعار “لبنان أولاً” لا سيما القاعدة الشعبية التي أسّسها رفيق الحريري، من العلمانيين، الى السُّنة، وسواهم. فكان لبنان المتعدد الذي كان وراء هذا الشعار، والسلم الأهلي، والانفتاح، هو الذي سدّ الطريق أمام انتشار التطرف الإسلامي، والسلفيات، والحركات المذهبية الإرهابية.
] مجاز التوتاليتارية
واللافت أن شعارات فرنسا، وأميركا، وبريطانيا أولاً، وكذلك المجر التي “يجسدها أحزابها، وشخصيات نقابية وسياسية تحمل في مضامينها العودة الى توتاليتارية ما. فالعنصرية ليست سوى مظهر من هذه الشمولية. و”التطهير” العرقي” و”رفع جدار المكسيك – أميركا، وتعيين المسلمين (مليار مسلم) أعداء تجب محاربتهم، تذكرنا بالنازية، عندما وضعت سلّم قِيَم للشعوب، والأمم، قيم “الانتقائية”، والمفاضلات، بغية تطهيرها، أو القضاء عليها. وكذلك فعلت الشيوعية بقيادة ستالين: جعلت الدين “أفيوناً”، فدمّرت كنائس، ومكتبات، ومناطق، لتصفية الأمة من هذه “الأوبئة”… انها بذور الشمولية التي تحملها إيران. على حربة “عنصرية” ضد العرب وضد السنة: “العرب شعب تافه جاهل، من الحفاة وأكلَة الجراد” (كما صرح أحد المسؤولين الإيرانيين)!
و14 آذار، تحديداً (بالجملة أثناء ولادتها، وبالمفرق اليوم) تقاوم احتمالات هذه التوتاليتارية، برفض “تصفية” فئة على حساب أخرى. (قانون الانتخابات)، لأنها ترفع “شعار التعددية” أي تناوب السلطة، واحترام وجود الآخر، وموقعه، وخصوصيته. أي انها تقاوم النزعات العرقية “شعب الله المختار”، أو “أميركا العظمى”، أو فرنسا الاستثنائية، أي أخيراً تفضيل “الأبيض” على “الأسود”، بالمعنى السياسي والانثروبولوجي… أي تعطيل التفاعل التاريخي – الاجتماعي، الذي يشارك فيه كل المكونات، فالعنصرية هي اللاتاريخ. والتوتاليتارية هي “التاريخ الأحادي”، والهيمنة هي استعمار التاريخ والشعوب.
فهل وجدنا في ممارسات 14 آذار (مع كل من تحمله من نقد لمساراتها) ما يوحي هذه الأمراض: الشمولية+العرقية، أو دولة الله المختارة…
انها معركة معظم الشعب اللبناني للحفاظ، وتحت شعار “لبنان أولاً” من أجل ثقافة الحياة، والابداع، والحرية، والسيادة والانفتاح!



تلويح عون بالفراغ لا يأتي من فراغ قلق إيراني يهدد الساحة اللبنانية
 سابين عويس/النهار/13 شباط 2017
وسط زحمة الانشغال السياسي في انضاج مشروع قانون انتخاب تجرى على اساسه الانتخابات النيابية تحت وطأة ضغط المهل من جهة، والكلام العالي النبرة لرئيس الجمهورية رفضاً للتمديد للمجلس الحالي ولإجراء انتخابات على اساس القانون النافذ، ظلت علامات استفهام تُطرح حول خلفيات موقف الرئيس ميشال عون، وما اذا كان يدفع في اتجاه حض القوى السياسية على التعجيل في التفاهم على قانون، او هو عنى فعلاً تفضيله الفراغ على خياري التمديد او الستين لأسباب لا تزال غير واضحة.
من علامات الاستفهام هذه ما تطرحه مراجع سياسية، متسائلة عن السبب الكامن وراء لجوء رئيس الجمهورية الى التهديد بالفراغ في حين كان يمكن الاكتفاء بالتنبيه والتحذير منه، مشيرة في هذا السياق الى ان كلام عون عن الفراغ لم يأتِ من فراغ، ولم تفرضه ظروف معينة متصلة بالتلكؤ والتأخير في اقرار قانون انتخاب جديد، يجعل قانون الستين نافذا حكما تحت ضغط المهل، علما ان المستفيد الأكبر من الفراغ لن يكون عون حتما بل رئيس الحكومة وحكومته التي شُكلت لإجراء الانتخابات النيابية!
لا تسقط هذه المراجع من قراءتها لحسابات رئيس الجمهورية مسألة تعديل النظام السياسي في لبنان. ولا ترى تاليا افضل من الفراغ الذي يهدد به سيد بعبدا سببا لطرح النظام على الطاولة. ذلك ان اعادة تكوين السلطة يجب ان تبدأ من السلطة التشريعية، وأي تعديل لوثيقة الطائف التي تشكل دستور لبنان راهنا لن يمر الا عبر هذه السلطة، الا اذا شغرت واستدعت مؤتمرا تأسيسيا لإعادة صوغ نظام جديد او معدّل للطائف.
وتعزو المراجع ثقتها بقراءتها لتهديد عون الأخير، الى موقفه الثابت من ضرورة تعديل الطائف لكن لهدف واضح هو استعادة الصلاحيات المسلوبة لرئاسة الجمهورية، ولكن هل ثمة ما يضمن ان التعديل متى طُرح سيتوقف عند هذا الحد؟
لا تخفي المراجع قلقها من المحاذير التي تجعل المس بالطائف خطرا حقيقياً على المسيحيين أنفسهم، لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة من تشنج بعد اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب السير بالمواجهة مع ايران بعد فترة المهادنة التي اعقبت توقيع الاتفاق النووي.
وتضع المراجع مصادر قلقها في جانبين، احدهما سياسي نابع من القلق الايراني حيال السياسة الأميركية الجديدة والذي قد يدفع طهران الى محاولة استغلال الساحة اللبنانية ونفوذها الكبير فيها لتبديد التركيز عليها. والاستغلال قد يترجم هنا العمل على تحقيق مكاسب تجعل "حزب الله" في صلب النظام من خلال اعادة رسم المعادلة الطائفية على اساس المثالثة وليس المناصفة. وعندها لن تقف خسارة المسيحيين لصلاحيات الرئاسة بل سيخسرون مبدأ المناصفة الذي أقره الطائف.
اما الجانب الآخر فأمني، اذ لا تخفي المراجع مخاوفها من فتح معارك جانبية في الجنوب.
من هنا، لا ترى المراجع مفرا من أهمية إنجاز قانون جديد للانتخابات، تلافيا لكل هذا السيناريو المقيت. ولا تقلل في هذا المجال اهمية زيارة الوزير السعودي ثامر السبهان الى بيروت اخيراً والتي تلتقي في توقيتها مع زيارته السابقة التي افضت الى تسهيل انتخاب عون رئيسا للجمهورية، ما يعزز الانطباع بأن زيارته الثانية تصب في إطار تسهيل اقرار قانون جديد للإنتخاب.
وفي حين كانت الأجواء تشي بتقدم على مسار اعتماد النسبية، الا ان الاملاءات التي فرضها كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله بالنسبة الى هذا الموضوع او حتى بالنسبة الى ما يتوجب على الحكومة القيام به في الموضوع المالي والضريبي، أعاد البحث في النسبية خطوات الى الوراء بعدما كان رئيس الحكومة بدأ يظهر مرونة حيالها.
وهذا يعني عمليا عودة الى المربع الاول. لكن المراجع لا تخشى في المقابل ضغط المهل، مشيرة الى ان امام القوى السياسية متسعا من الوقت حتى 20 أيار للإتفاق على قانون جديد، وموضحة انه بمجرد اقرار قانون جديد تسقط كل المهل السابقة وتوضع مهل جديدة ضمن القانون يجري العمل على اساسها إن لتشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات او لدعوة الهيئات الناخبة، مع اقرار التمديد التقني الذي يعطي هامشا أوسع للحكومة لإعداد العدة لتنفيذ القانون



لـ«حزب الله» .. يا محسنين
جانا حويس/المستقبل/13 شباط/17
لا يعرف اللبنانيون الكثير عن مصادر تمويل «حزب الله»، أكثرهم يعرفون معلومتين عامتين: هو حزب مموّل مباشرة من إيران، وهو كأي عصابة او ميليشيا او مافيا في العالم تعيش على إيرادات مالية ضخمة مكتسبة بطرق غير شرعية. عند هذه الحدود تقف نظرة اللبنانيين حيال حزب عُرف بضخامة إمكاناته المالية التي تخطّت إمكانات الدولة على الصعد كافة، مؤمّنة لمشاريعه وبيئته اكتفاءً ذاتياً مكّنهما من الاستغناء عن اي جهة اخرى لتأمين احتياجاتهما. بعضهم لا يعرف أصلاً ان ما يُحكى عن انغماس الحزب بتجارة المخدرات وعمليات تبييض الاموال قد تم إثباته بتوقيف العديد من عناصره في مطارات القارات الخمس وتفكيك شبكات دولية خطيرة تعمل لصالحه، حتى ان كثراً لم يعيروا خبر توقيف كامل أمهز مثلاً (مهرب الهواتف الخليوية الى لبنان) اهتماماً باعتباره مذنباً عادياً وقد تم توقيفه.
اليوم، وبعدما عاد الحزب بنتيجة خائبة من الحرب السورية، وبدأ عناصره بتوضيب حقائبهم متوجهين الى لبنان بعد سيطرة القوات الروسية على الميدان، باستثناء بعض القرى الحدودية مع لبنان، وبالتالي على القرار السوري والمباحثات الثنائية الروسية ـ الايرانية، حيث تظهر خلافات التقاسم جليّة، يُعيد «حزب الله» ترتيب اوضاعه المهتزّة، والأهم الاعتراف العلني بأزمته المالية التي دفعته الى الايعاز الى مسؤوليه وكوادره بضرورة جمع التبرعات من ابناء بيئته على قاعدة الضريبة التصاعدية، وإطلاق الحملات الترويجية عبر كل وسائله وصولا الى مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان «مشروع تجهيز مجاهد».
كان من الطبيعي ان يطلب الحزب من مناصريه التبرّع، كل حسب إمكاناته، للقيام بالنشاطات الحزبية المعروفة شأنه شأن جميع الاحزاب اللبنانية والعالمية حتى. يمكن ان ينتهي النقاش هنا... بهذه البساطة. اما النقاش الذي لم يبدأ بعد، فهو حول ما ترتّب على الحزب من جرّاء انغماسه في الحرب السورية، اذا ما استثنيت الويلات التي هبّت على لبنان، فذلك حديث آخر. ويبدو ان «التعالي» الذي كان يحيط نفسه به كُسر بمطالب استثنائية تظهر للمرة الاولى بعد الترويج لها جدياً.
سعى الحزب منذ بداياته الى السيطرة على طبقة ما يعرف بـ «المحرومين» تاريخياً عبر صناعته لمظلّة حماية اجتماعية ومعيشية لأبناء الطائفة الشيعية في لبنان، من الاستشفاء والتعليم (الموجّه طبعاً) وتأمين سوق عمل حزبي قتالي لشباب بيئته، وصولاً الى سيطرته على العديد من المرافق العامة وتسخيرها خدمة لمصالح كوادره ورجال الاعمال المنضوين تحت رايته، من دون نسيان المناطق «الآمنة» من اي «كبسة أمنية» يمكن ان تطال محازبيه الخارجين عن القانون وتعرقل اعمالهم اللاشرعية. ولا حاجة هنا للتذكير بعزوف الدولة اللبنانية عن الاستفادة من تجارة الحشيشة ومنع زراعتها على كافة الاراضي اللبنانية، فيما تنعم بعض مناطق سيطرة «حزب الله « في البقاع بأمن استقوائي يجعل من زراعة الحشيشة والتجارة بها المردود الاول لـ «المحظيين» في القرى البقاعية الشيعية كما لأعمال الحزب الداخلية والخارجية. كل هذا لم يمنع اصحاب الاموال الطائلة من إبداء امتعاضهم فور تلقّيهم توجيهات الحزب بالتبرّع، وهم الذين لا يمكنهم نكران فضله المحدود تجاه بعض المتموّلين والمطلق تجاه البعض الآخر، بفتح ابواب التسهيلات الضخمة امامهم مكرساً التمييز القانوني في كافة القطاعات ومراكز الدولة. بدءاً بالتهريب عبر المرافق العامة الرسمية بكافة انواع البضائع التي تحتاجها الاسواق اللبنانية وصولاً الى فصل مناطق لبنانية عديدة عاصية حتى عن دفع الضرائب العادلة مقابل خدمات الدولة.
وبالانتقال الى التمويل الايراني الاساسي لبناء كيان لبناني متين موالٍ كلياً لسياسة ايران في المنطقة، حيث لم يتوانَ الحزب عن المجاهرة لسنوات بالمال الايراني الذي أعاد بناء كل ما تهدّم في الجنوب والضاحية الجنوبية عقب الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006، والذي تحوّل ايضاً الى قاعدة تمويلية ضرورية استسهل الحزب من خلالها «جرّ» شباب واطفال لم تتعدَّ اعمارهم السادسة عشرة من خارج تنظيماته العسكرية ولم يخضعوا لأي تدريبات ولو بالحد الأدنى للقتال في سوريا، دخلت اليوم على خط الازمة التمويلية.
اذاً، وبعيداً من المعتقدات الدينية والعقائدية الحزبية والتي برزت بوضوح باستخدامها في الحملات الترويجية لجمع التبرعات، وبإرجاع عملية التبرّع بالمال الى كونها حاجة للمتبرع قبل ان تكون حاجة للحزب «ان دفع المال للمقاومة هو حاجة للمتبرّعين حاجة شرعية واخلاقية وايمانية وهم يشاركون في الحفاظ على كرامتهم وعزتهم»، فيما لم تتأخر فريال كنعان، احدى الناشطات على «تويتر»، عن ربط مرض العقم بوجوب التبرع قائلة «لكل من لديه عقم بولادة شهيد، جهّز مجاهداً لتُنجب لآخرتك شهيداً ووردة». فقد بنى «حزب الله» كيانه الشعبي على العصب المالي والخدماتي الذي استطاع تأمينه لسنين وسنين مضت، ما مكّنه من التعاطي مع المجتمع الشيعي على انه شركة عائلية خاصة، يُخرج قراراته من الدرج ويُصدرها على من يحب ومن لا يحب، من يريد ويقتنع بالقتال ومن يرفض، من يريد التبرع بالمال ومن لا يريد. والظاهر أن الحزب بدأ يفشل بذلك، او ربما انقلبت لعبته عليه وعلى بيئته بالدرجة الاولى، فبعد استقبال جميع البلدات اللبنانية الشيعية من البقاع الى الجنوب جثامين اكثر من ألفي شاب قضوا في الحرب السورية، ها قد أتى دور التبرّع بالمال لصالح الحزب من الذين كانوا اصلاً يستفيدون من دعمه المالي كالفئات الشعبية العادية او من دعمه السلطوي كالمتموّلين الكبار.
فيما يبقى مستغرباً بروز حاجة الحزب إلى التبرّعات، وهو الذي أسّس لمدرسة حقيقية في مقاومة العدو الاسرائيلي رغم بساطة الدعم المالي واللوجستي في حرب تموز نسبة إلى الدعم الذي حصل عليه تمويلاً لحربه في سوريا والذي يفوق بدوره أضعاف ما تلقّته كافة اطراف النزاع السوري من الجماعات المسلحة. الحرب السورية التي «قضى» فيها «حزب الله» الذي نعرفه، أسقطته بدورها في امتحانها بعد عجزه الواضح عن إحراز اي إنجاز طيلة سنوات قتاله
وفي أصدق رد فعل شعبي على حملة «مشروع تجهيز مجاهد» التي أُطلقت منذ ايام على مواقع التواصل الاجتماعي، رد حساب «كميل» الموالي للحزب على صفحته معتبراً ان تجهيز المجاهد ليس بالضرورة بالمال مكتفياً بالدعاء له وغرد «يمكنك تجهيز مجاهد بدعاء ... (اللهم احفظ مجاهدي المقاومة الاسلامية)». فيما علّق جمال بكير على الحملة بالدعوة الى مقاطعة كافة المؤسسات التي تعمل لصالح الحزب وكتب «لم تعد ارباح تبييض الاموال كافية ولا تجارة المخدرات والماس والسرقات والخمس وأموال ايران لتغطية نفقات حرب حزب الله على العرب، معه حق الرقعة اتسعت وشو بدّو يلحّق ليلحّق من لبنان لسوريا للعراق لليمن للبحرين للكويت للسعودية، فأصدر حملة تبرعات بعنوان مشروع تجهيز مجاهد، لكن اين هو المجاهد وضد من يجاهد؟ ضد المواطنين العرب السنّة والدروز والمسيحيين؟ أهذا هو الجهاد؟ أندم على كل ليرة تبرعت فيها لحزب الله عندما لم نكن واعين لمشروعه الطائفي الحقير، كنّا نظنّه يريد ان يحارب اسرائيل فاذا به يستخدم اموالنا ليحاربنا بها. نحن نساهم في قتل اطفالنا ودعم التطرف والارهاب عند نفع اي مؤسسة تابعة لهؤلاء ... نتمنّى القيام بحملة مقاطعة لكافة الشركات والمؤسسات التي تساندهم حتى يعودوا الى بشريتهم وأوطانهم او يلجأوا للعيش عند من يعملون لمشروعه


من ١٤ آذار الى سيّدة الجبل، تيّار عابر للطوائف في مواجهة الإحتلال الإيراني..
طوني أبو روحانا – بيروت اوبزرفر/12 شباط/2017
قد تكون هذه آخر الكلمات في ما كنّا نُصَدّق أنها ثورة، وما اعتقدنا يوماً أنها تلك الإنتفاضة، واللقاء في شراكة ضد الإحتلال، ربما، لن أكتب في هذه القضية مرّة أخرى، وربما، لن أذكرها رغم مرارة أن تنسى الجزء الأعَز في عمر من النضال..
هذا لا يعني أن تلك الثورة ما قامت، ولا أن اللقاء لم يحصل، إنما كثيرة هي الأسباب التي تمنع العودة بالذاكرة الى زمن أحرق المراحل والإنجازات، تاركاً وراءه مليون ونصف مليون ضحية، وساحة، لاتزال حتى اللحظة، تستعرض المشهد في صباحاتها، وكل أمسياتها، بنفس الألم، كما يوم اجتمع ناسها حول الشهداء، وأجمعوا بعدها على الإستقلال، ورحيل عسكر النظام السوري عن لبنان.
ليس سهلاً أن يغيب الكلام عنك، وليس سهلاً أن يُصبح من الماضي ما كان هدفاً، ولكن، ما باليد حيلة حين يُجمع نفس الناس أن القرار في يد قياداتهم وزعاماتهم، وتُجمع القيادات والزعامات نفسها، أن غدهم عودة الى نفس الماضي، وأن لا ضرورة لرفع الوصاية، والبلاد أفضل حالاً بإدارة المحتل، يظن البعض، وهم أغلبية، للأسف، أن في هكذا معادلة مبالغة، وأن في الأفق بدايات تفاؤل وحلول، وما يطفو على السطح هو الحقيقة..
كارثة، فالغرق يُحقّق أعمق منسوب أمكنه الوصول إليه منذ عهود، وفتاوى حقوق الموارنة تفتح الأبواب واسعة على تحوّلات كبرى، تداعياتها أبعد بكثير من نتائج مرجوة، بات إكرامها دفنها.
سنوات مرّت، والحقيقة، أن الذين انقلبوا على تلك الحالة الوطنية الحرّة، كانوا أقرب الأقرباء..
وكأن مصالحهم بعد المراجعة، اقتضت إسكاتها، إسقاطها، وخوض الخواتيم في المقلب الآخر، ببساطة لا جدل حولها، انتقلوا هم أيضاً الى أحضان المرشد، احتضنوا خطابه، وسلّموه البلد.
يقول بعضهم أن حزب الله استدرج الجميع الى مربعه الطائفي وخياراته..
وبعض آخر، بالتأكيد رأيه أرجح:
أن الذين استُدرجوا، ”كرجوا“ بإرادتهم وبكامل وعيهم، وعن سابق تصوّر وتصميم وأطماع، الى حيث أرادوا.
على الرغم من هذه الصورة القاتمة، هناك مَن لايزال يؤمن أن بالإمكان المواجهة، وأن الأوان لم يفت بعد.
هناك مَن لايزال يؤمن بشراكة ندّية حقيقية، غير خاضعة لشروط حماية من أي أحد، إلا شروط الدولة اللبنانية، وحدها، بمؤسساتها وسلاحها، ومن دون أي خضوع لأي أمر واقع، او فائض قوّة، أياً يكن حجمه..
قد يكون على حق، وقدرة، وقد يكون على حق، وغير قادر، إنما يؤمن بأن هذا الوطن يستحق المحاولة، لابل يستحق المجازفة.
لفاء سيّدة الجبل يُحاول بلورة كتلة لبنانية، لغتها الرسمية الوحيدة:
”الدولة وسيادتها، الدستور، حقوق الإنسان والقرارات الدولية، العيش المشترك، والمصلحة العربية“، تُناضل بجرأة وإصرار في سبيل رفع الهيمنة الإيرانية عن لبنان، عناوين تُعيد شدّ العصب بصرف النظر عن الإمكانيات، وكلام بأولوية الهوية، والإنتماء بدل الإنتساب، بحق المواطنة بدل حقّ المُساكنة، والخصومة..
تيار وطني جامع، عابر للطوائف، يلتزم بناء الدولة المدنية الحقيقية.
وفي هذا الإطار، على هذا التيار أن يخرج من سنوياته، إن كانت في المؤتمرات، او الخلوات، او أي أمكنة مغلقة، ضيّقة، لا تمتد على مساحات واسعة، تستحقها لغته، وأن يتحوّل من زائر تختصره البيانات، الى لغة تخاطب بين الناس، تُقَدّم في أولوياتها، الملفات المصيرية، على اليوميات المعيشية، وإن كانت تلك أيضاً ضرورات حياة، فللضرورات أيضاَ وأيضاً أحكام بقاء ووجود.
أن ينتقل الى زائر دائم في قلب المجتمع اللبناني، سفير بين مدارسه، وجامعاته، وجمعياته الشبابية..
حوار يومي في مصير البلاد والعباد، الأخطار كثيرة وداهمة، وليست في وارد الإنتظار من سنة الى أخرى.



لا ضيقاً بالنازحين بل خوفاً من التقسيم
سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 13 شباط 2017
تتفقُ المرجِعياتُ الدوليةُ معنا على الخطر الذي يُشكّـله على لبنان وجودُ أكثرَ من مليونٍ ونصفِ مليونِ نازحٍ سوري. لا بل تُزايِد علينا بتوصيفِ معاناةِ اللبنانيين وخسائرِهم جرّاءَ النازحين، وتَستفيض إشادةً بالضيافةِ اللبنانية. وآخِرُ نَموذجٍ: كلامُ المفوّضِ السامي لشؤون النازحين «فيليبّو غراندي» الذي استهْولَ وجودَ نازحٍ سوريٍّ مقابلَ كلِّ أربعةِ لبنانيين (03 شباط). لكن الاختلافَ يبدأ حين نطالب هذه المرجِعيات ـ احتراماً لهَوْلِها على الأقل ـ بوضعِ مشروعٍ زمنيٍّ لإعادةِ النازحين، فترفض وتَرُدّ بمشروعٍ لتثبيتِ بقائِهم في لبنان وتعليمِهم وتوظيفِهم ودمجِهم في المجتمع اللبناني، وهو توطينٌ من دونِ كلمةِ توطين.
هذا لا يعني بالضرورةِ أن المسؤولين الدوليين المعتمَدين في لبنان، يتآمرون على لبنان. إنهم يُحبّونه. لكنَّ ما يَظنّون أنه صحٌّ إنسانياً هو خطأٌ وطنياً. وفي جميعِ الأحوال لبنانُ هو الضحية.
إن مقاربةَ موضوعِ النازحين السوريين في لبنان من زاويةٍ إنسانيةٍ هو خطأٌ استراتيجيّ وتكرارٌ، بدونَ تصحيحٍ وتنقيحٍ، للخطأِ الذي سَــبقَ وارتكبَه المجتمعُ الدولي ذاتُـه بمَلفِّ اللاجئين الفلسطينيين. إن النزوحَ السوريَّ في لبنان هو أزمةٌ سياسية ووطنية قبلَ أن يكونَ أزمةً إنسانية، إذ هو نشأ عن حربٍ لا عن كارثةٍ طبيعية.
وبالتالي يَتحتَّم أن تكونَ مقاربتُه سياسيةً لا إنسانيةً فقط، خصوصاً وأنه مرتبطٌ بثلاثةِ معطياتٍ، واحدُها أخطرُ من الآخر: النظرةُ السوريةُ التاريخيةُ إلى لبنان، مخطّطاتُ التهجيرِ التي تَعُمُّ الشرقَ الأوسط، والفرزُ المذهبيُّ المتَعمَّد في حربِ سوريا.
صحيحٌ أن النازحين السوريين يفضّلون مبدئياً العودةَ إلى بلادهم، لكنهم لا يَعتبرون وجودَهم في لبنان حالةً اغترابية، فجُزءٌ من لبنانَ، في نظرِهم، امتدادٌ لسوريا. لم نَنس النزاعَ بين الدولتين حولَ الأقضيةِ الأربعة (بعلبك والبقاع وراشيا وحاصبيا)، ولا نَسينا كذلك عبارةَ حافظِ الأسد ونجلِه: «اللبنانيون والسوريون شعبٌ واحدٌ في دولتين». وبالتالي، سِيّانِ للسوريين النازحين بقاؤهم في لبنان أو عودتُهم إلى سوريا: أتَوْا من محافَظةٍ إلى «محافظة أخرى» وليس من بلدٍ إلى بلد آخر. ويَزيد من قلقِنا أنَّ النزوحَ السوريَّ يتحوّل تدريجاً هِجرةً سوريةً نحو «المجتمعِ اللبناني» بحثاً عن مستقبلٍ جديد ونمطِ حياةٍ آخر. وهذا التحوّلُ لا يَندرج في سياقِ الحربِ السورية فقط، بل في حركةِ هجرةِ شعوبِ دولِ الشرق الأوسط بين إيران والعراق والأردن وفلسطين وسوريا ولبنان في إطارِ التقسيماتِ الناشئةِ داخلَ كلِّ دولةٍ أو عبر حدودِها. فالنزوحُ ما عاد أمنيَّ الخلفيةِ بقدْرِ ما أصبح تبادلَ سكانٍ على أساسٍ إثنيٍّ وطائفيٍّ ومذهبيٍّ. مجردُ مراجعةِ بياناتِ حركة نزوحِ مُكوِّناتِ هذه الدولِ الستِّ تكشف أن هذا النزوحَ، الناتجَ عن تهجيرٍ مُبرمَجٍ وَفقَ مقتضياتِ الوَحَدات الكيانيةِ الجديدة، تُطبَّقُ عليه صفةُ نقلٍ سكانيٍّ جَماعيٍّ (transfert et déportation) على غرارِ ما حصلَ بين شعوبِ روسيا والقوقاز والشيشان (منتصفَ الأربعينات) وبين اليهودِ والفِلسطينيين (أواخرَ الأربعينات) وبين شعوبِ البلقان (في التسعينات). إنَّ مواطني دولِ المِنطقة أصبحوا مواطنين برسمِ النزوحِ نحو إقليمٍ آخَر أو مجتمعٍ آخر أو دولةٍ أخرى أو حتى نحو هوّيةٍ أخرى. أصبحت العودةُ إلى البداوةِ طموحَ الشعوبِ العربية (فـ «ما الحبُّ إلا للحبيب الأول»).
ويَكبر قلقُـنا حين نرى أن نوعيةَ المعاركِ التي حَصلت ولا تزال تحصُل في سوريا ذاتُ هدفيةٍ مذهبية. فخِلافاً للثوراتِ في مِصرَ وتونس وليبيا، استهدفت «الثورةُ» السورية عَلَويَّةَ النظامِ لا استبداديَّتَه فقط، وأمسَت حرباً سُنّيةً متطرفةً وإرهابية ضِدَّ الأقليّاتِ والمعتدلين كافة.
أما المعارضةُ السوريةُ العَلمانيةُ والتقدميةُ التي كانت واجِهةً تمويهيةً مرحليةً (trompe-l’oeil) فسُرعان ما كَفَرت أمام التكفيريّين. لذلك لن يُسهِّلَ النظامُ ذو الطابَعِ العَلَويّ عودةً جَماعيةً للنازحين السُنّةِ إلى سوريا الجديدة المُفرَزةِ مذهبياً والسائرةِ نحو شكلٍ فدراليٍّ ما. فالنظامُ الحالي يَعتبر جُزءاً من شعبه عدوّاً (والعكسُ صحيح)، وكلاهما لا يأمَنان العيشَ معاً.
وبالمناسَبة: ألم يَتوقّف المسؤولون الدوليون عند رفضِ النظام السوري (حتى الآن) مشروعَ المناطقِ الآمنة؟ ألم يتساءلوا أيضاً، وهم الذين يَدعون إلى أن يُقرّر النازحون بأنفسِهم زمنَ عودتِهم، عن سببِ عدمِ رجوعِ أيِّ نازحٍ سوريٍّ إلى بلادِه رغم هزائمِ داعش والنصرة وانسحابِهما من مناطقَ ومدنٍ سُنيّةٍ عديدة وسيطرةِ النظامِ عليها؟ تجاه هذه المعطياتِ اللبنانيةِ والسوريّةِ والشرقِ أوسطية، يستحيل على المسؤولين الدوليّين معالجةُ موضوعِ النزوحِ السوري كحالةٍ إنسانيةٍ، خصوصاً وأن هذه المعالجة أثبتت عُـقمَها منذ ستِّ سنواتٍ إلى اليوم، فلم تُخفِّف عن السوريّين ثقلَ النزوحِ ولا عن لبنان عِبءَ النازحين.
اللبنانيون ناقمون والسوريون ساخطون. إنَّ الهيئاتِ الدوليةَ تُدير مَلفَّ النازحين وكأنهم حالةٌ قائمةٌ بذاتِها بمُوازاةِ الوضعين اللبناني والسوري، في حين أن مستقبلَ هذين البلدين متوقِّفٌ على إدارةِ مَلفِ النازحين.
من هنا، يستحيل على المسؤولين الدوليّين أيضاً أن يرفضوا سلفاً مشروعَ المناطقِ الآمِنةِ قبل معرفةِ نتائجِ الاتصالاتِ العربيةِ والدولية الجاريةِ بشأنه. إلا إذا كانوا يقومون، بعضُهم عن سذاجةٍ وبعضُهم الآخرُ عن تواطؤٍ، بتحضيرِ البيئةِ الجغرافيةِ للكِيانات الجديدة تحت سِتارٍ إنساني.
تجاه هذه المواقفِ الدولية، واجبُ الحكومةِ الحالية أن تُعطيَ الأولويةَ لمَلف النازحين قبلَ ضَياعِ ما بقي من لبنان. وعوضَ أن تتلهّى بوضعِ خُطّةٍ جديدةٍ للاستجابةِ لوجودِهم في لبنان ـ وهي موجودةٌ منذ سنةِ 2014 ـ حَريٌّ بها أن تضعَ خُطّةً لإعادتِهم إلى سوريا من خلالِ تَبنّي مشروعِ المناطقِ الآمنة لئلّا يَتمَّ تنفيذُه لمصلحةِ الاردن وتركيا دونَ لبنان. في أولِ تشرينَ الأولِ 2014 - وفي برنامج «بموضوعية» من محطة «إم تي في» - طرحتُ فكرةَ المناطقِ الآمنةِ وكرّرتُها في مجالسِ الوزراء ثم فَصَّلتها في مؤتمرٍ صحافي (17 أيلول 2016). وها الفكرةُ تَشُقُّ طريقَها عربياً ودولياً بموازاةِ المفاوضاتِ السياسيةِ في جنيف وأستانا. إنها مسألةُ زمانٍ وليست مسألةَ مكان، ونجاحُها مؤشِّرٌ لأيِّ سوريا ستولد ولأيِّ لبنانَ سيبقى.

يحتسبون لمواجهة الإسلاميِّين والتيار المدني
طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 13 شباط 2017
عندما يفكِّر الطاقم السياسي التقليدي في قانون الانتخاب وتركيبة المجلس النيابي المقبل، يقفز أمامه الكابوس. كابوس الانتخابات البلدية التي، لو اتّبعت نظاماً نسبياً، لَحقّقت انقلاباً على هذا الطاقم في كثير من الأماكن. لذلك، النسبية مأزق للقوى السياسية جميعاً... كلٌّ من منطلق مختلف.
مأزق النسبية في لبنان هو أنّ أياً من القوى السياسية المُمسكة بالقرار لا تريدها في العمق. فالجميع يخشاها. أمّا المطالبون بها فيَسعون إلى استثمارها لتحقيق مصالحهم.
وهكذا، فلا فضل لقائلٍ بالنظام النسبي على قائلٍ بالأكثري:
- الذين يقاتلون النسبية، وأبرزهم الحريري وجنبلاط، يقولون في وضوح إنها لا تناسبهم.
- الذين يقاتلون من أجل النسبية، الشاملة أو الجزئية، يريدونها على قياسهم أيضاً. فحركة «أمل» و«حزب الله» مطمئنان إلى أنّ النتائج المتوقعة في الدوائر الشيعية ستكون الأقل تأثّراً بالنسبية. وتالياً، لن يأتي النظام النسبي إلّا بالقليل من النواب الشيعة، خارج إطار لوائح الحركة و«الحزب».
في المقابل، ستُفكّك النسبية تمثيل الحريري للسنّة وجنبلاط للدروز، وتأتي بنواب سنّة ودروز ومسيحيين حلفاء للثنائية الشيعية. ويعني ذلك أنّ «أمل» و«الحزب» قد يخسران بعض المقاعد الشيعية بالنسبية، لمصلحة شيعةٍ مستقلّين، لكنهما يعوِّضانها بكثير من المقاعد الحليفة في ملاعب الطوائف الأخرى.
أمّا المسيحيون، فثنائيتهم الجديدة: «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، تريد النسبية ضمن شروط، أي ضمن المعايير التي توفِّر لها أكبر اكتساح للدوائر المسيحية. فهي تريد النسبية بالمقدار والشكل اللذين يسمحان لها بتثبيت هذه الثنائية في المجلس النيابي.
لذلك، النسبية بمعناها الإصلاحي الذي يرغب فيه الحقوقيون والناشطون في مجال الحقوق المدنية ليست هي المقصودة بالسجال الدائر حول النسبية. وفي المقابل، إنّ الإصلاح ضمن النظام الأكثري، باعتماد الدائرة الفردية، كما في دول متقدِّمة، ترفضه المكوّنات الطوائفية الكبرى لأنه يعيدها إلى حجمها.
لو تأخّر انتخاب رئيس للجمهورية إلى ما بعد الانتخابات النيابية، لكانت قد جَرت هذه الانتخابات في مواعيدها، على الأرجح، وبقانون «الأمر الواقع»، وبمَن حضر، لأنّ الفراغ ممنوع دولياً والتمديد لم يعد مقبولاً. لكنّ الدينامية السياسية التي وَلَّدها وصول الرئيس ميشال عون لم تعد تسمح بانتخابات الأمر الواقع.
المشكلة اليوم تكمن في الآتي: لا عون قادر على فَرض «منطِقِه»، ولا خصومه قادرون على تجاوزه- كما فعلوا مع رؤساء سابقين- وفرض «انتخاباتهم» بقوة الأمر الواقع. والتحدّي هو في النقطة التي سينتهي عندها هذا الكباش: هل هي أقرب إلى هؤلاء؟ أم أقرب إلى عون؟
هذه الصورة لا تكتمل إلّا بأخذ المعطى الخارجي في الاعتبار. فالقوى السياسية التقليدية تتعرّض لضغوط المجتمع الدولي، ولا سيما منه الولايات المتحدة الاميركية، من أجل تطوير النظام السياسي والسماح بدور أكبر لفئات الشباب والمرأة. وهذا الاتجاه الإصلاحي يقتضي الذهاب في أحد اتجاهين: إمّا النسبية بدوائر كبرى، وإمّا الدوائر الفردية.
وانطلاق «الربيع العربي» عام 2010 دَعّم هذا الاتجاه. ولكن، وفيما تحوَّل «الربيع» حروباً أهلية طاحنة أطاحت استقرار عدد من الكيانات، يكمن التحدّي في أن يكون لبنان نموذجاً ناجحاً في القدرة على تطوير النظام من دون إسقاط الاستقرار.
لذلك، نَما «الحراك المدني» في شكل لافت جداً في الأعوام القليلة الفائتة، وكاد يحقّق الإنجازات في غير مكان، وخصوصاً في بيروت حيث كاد يحظى بنصف المجلس البلدي، في مقابل انكفاء نسبي لموجة التشدُّد الديني الإسلامي التي رافقت انطلاق الحرب في سوريا.
واليوم، يبدو مناسباً لـ«حزب الله»، الذي يصنّفه الأميركيون منظمة إرهابية، أن يَظهر بصورة المقاتل من أجل تطوير النظام واعتماد النظام النسبي. وهو بذلك يُكمِل صورته المقاتلة للإرهاب الديني والتشدُّد الإسلامي (السنّي).
وإذ يضع الطاقم السياسي نظام النسبية على طاولة البحث، فهو يحظى بتشجيع دولي لاعتماده. ولذلك، يفكّر كل طرف بالصيغة المناسبة لـ«تطويع» النسبية بحيث تأتي ملائمة له. وهو لا يدرس ما تقدِّمه النسبية لإحداث نقلة نوعية في اتجاه التمثيل الصحيح للأقليات والأكثريات في شكل عادل، بل ما ستكون مصلحته باعتمادها. الفكرة التي تَلْقى التشجيع دولياً هي أن تؤدي النسبية إلى ضخِّ دم جديد في البرلمان. فهي إيّاها التي ساهمت في دفع عدد من الأحزاب نحو نقل قياداتها إلى الجيل الشاب، ولو من داخل الإطار العائلي، سعياً إلى تغيير في النهج.
ويُراد من الانتخابات النيابية المقبلة، من خلال النسبية، أن تؤدي مهمّة مزدوجة: تنمية حضور الشباب غير المنضوين في الأطر الطوائفية التقليدية، والحدّ من موجة التشدّد الديني التي تعصف بكيانات عربية أخرى. وتحت هذين العنوانين، تحاول القوى السياسية التقليدية أن «تدبِّر رأسها»، مع الإيحاء بأنها مستعدّة لمواكبة التطوير والتحديث. لكن هذه القوى تتجنّب الوقوع في فخّ تسليم الرؤوس للقوى البديلة، على تناقضها: لا للتيارات المدنية العابرة للطوائف، ولا للتيارات المتشدِّدة دينياً، التي تقفل الطوائف. وتحاول القوى التقليدية الإفادة من أزمة قانون الانتخاب وضغط المهل الدستورية لتمرِّر، مرّة أخرى، تسوية «على الطريقة اللبنانية» تُبعد عنها كأس التغيير. وتفكّر هذه القوى في احتمال «تحالف المتضررين»، أي أن تقوم شرائح المجتمع المدني، في مناطق عدّة، بالتحالف مع قوى سياسية مختلفة، بعضها لها وزنه، ما يؤثِّر في المعركة. وفي هذا المجال، يبدو لافتاً إعلان اللواء أشرف ريفي أنه سيتحالف مع «المجتمع المدني» وآخرين في مناطق عدة. هذه هي الزاوية التي من خلالها يجلس أركان الطاقم السياسي التقليدي إلى طاولة البحث ويفكرون في صوغ القانون الجديد للانتخاب، وهي التي تكشف خلفيات المواقف الرافضة النسبية أو الداعمة لها. إنه حُبُّ البقاء أولاً وآخراً.



المعركة الكسروانية افتُتحت: على ماذا يراهن فريد هيكل الخازن؟
إبتسام شديد/الديار/12 شباط 2017
كانت لا تزال التساؤلات والتعليقات تتردد حول «جواز» استعمال نواب التيار الوطني الحر ووممثلي رئيس الجمهورية لطائرة عسكرية في تصرف رئيس الجمهورية استلحاقاً بالوقت بعدما داهم الوفد العوني المشارك الوقت في قداس ما مارون فكان لا بد من الانتقال الى بشري «جواً» على متن طوافة الرئيس عندما وصل العميد شامل روكز الى بشري لتعزية رئيس القوات، فحضور القائد السابق للمغاوير له رمزيته وخصوصيته وفي التوقيت والمضمون، فروكز المعروف بخصومته التاريخية مع القوات وحروبه القاسية معها معروف عنه انه بقي خارج مصالحة وتفاهم معراب، لا بل بقي زمنياً بعيداً عن تلك المصالحة التي لم يرتضيها اصلاً ولم يقبل بها في حينه، ومن هنا شكلت تعزية الجنرال روكز لرئيس القوات حدثاً أبعد من واجب التعزية وهي على تعبير اوساط سياسية افتتحت الموسم الانتخابي في كسروان التي تبدو معاركها بعيدة عن سياق الاحداث وما يجري على الساحة السياسية فالمعركة محسومة التحالفات مسبقاً ولن تتأثر بشكل القانون الانتخابي وماهيته.
فكل المؤشرات تؤكد ان المعركة الكسروانية افتتحت باكراً، وكل المعلومات توحي ان روكز هو رأس اللائحة العونية فيما كانت التساؤلات تتمحور حول وضعية القوات على اللائحة، وحيث كانت السيناريوهات توحي ان مرشح القوات سيكون خارج اللائحة على اساس ترك مقعد فارغ له على اللائحة. ومن هنا فان التعزية شكلت المناسبة التي اقتنصها روكز لوضح حد لامكانية تعاونه مع القوات في الانتخابات ترجمة لتفاهم معراب وورقة النوايا بعدما كانت الترجيحات بان روكز لم يبادر تجاه القوات او فعلت القوات اي خطوة تجاهه وهنا كان يكمن الخلل في تركيبة اللائحة.
فيما تعيش القوى السياسية كافة حمى إقرار قانون جديد للإنتخابات النيابية، فإن قضاء كسروان يعيش وحده تقريباً حمى الانتخابات والتحالفات وكأن العملية الانتخابية تجري غداً، فالهمس يدور والحديث في الصالونات وكله يتمحور حول جديد الإتصالات في دنيا التحالفات، حيث باتت الأسماء تنتقل من مكان الى آخر وسط ذهول ومفاجأة اغلب المتعاطين في الانتخابات الكسروانية، فالمهم لدى الفاعلين في هذه الدورة الانتخابية هو الإنتصار في القضاء الذي بات عصياً على غير جماعة التيار الوطني الحر او على الأقل معقداً. وعلى ذمة الرواة وحسب الأحاديث المنتشرة في الصالونات الكسروانية، فكل شيىء بات مسموحاً في هذا القضاء، فلا عجب ودائماً على ذمة الرواة ان ينسج العونيون وحلفائهم تحالفات غريبة عنهم عندما تحين الساعة الانتخابية من اجل تثبيت انتصارهم الماروني بالثلاثة.
حال قوى 14 آذار لم يعد يشبه نفسه فالكتائب باتت وحدها والقوات الى جانب التيار الوطني الحر، والعائلات كما الأحزاب يدركون قوة «ميشال عون « في هذا القضاء وبالتالي فان خروجه من هذا القضاء قبل وبعد ان اصبح رئيساً للجمهورية بات ضرباً من المعجزات ومن المستحيلات. فالعماد ميشال عون الذي انتقل الى قصر بعبدا ليس بعيداً عما يجري في معقله الانتخابي السابق هو تعلم من خبرته الانتخابية في الشارع المسيحي ان زعامته المسيحية وترؤسه اكبر تكتل مسيحي انطلقا من فوزه النظيف في القضاء الماروني الصافي، وقد استطاع عون في الدورات الانتخابية الماضية من تحقيق انتصارات على الزعامات السياسية فمنصور البون هو في الاستحقاقات الاخيرة النائب الخاسر بما حققه من ارقام مرتفعة عند اقفال الصناديق،فيما الوزير السابق فريد هيكل الخازن لا يبدو انه احسن مد الجسور مؤخراً الا باتجاه بنشعي بدل الرابية وبالتالي فان المعركة الانتخابية ستكون قاسية على الطرفين رغم قوتهما الانتخابية الذاتية والتجييرية وحيثيتهما الشعبية الا في حال صياغة تحالفات هجينة تمكن من هم خارج تفاهم معراب من تحقيق الاختراقات الكبيرة.
بقانون مختلط يجمع الأكثري والنسبي أو بقانون ميقاتي فالامر سيان، المعركة هي نفسها في قضاء كسروان «مسيحية مسيحية» تطور واحد طرأ عليها بخروج «الجنرال» شخصياً منها وبحلول روكز على «رأس» اللائحة العونية ودخول تفاهم معراب المعركة الذي سيعطي فرصة أكيدة للقوات للتمثيل في كسروان مجدداً، الاسماء المطروحة في اللائحة العونية تستبعد النواب الحاليين على ما يبدو وايضاً مرشحي التيار الوطني الحر الذين خضعوا لاستفتاءات التيار الانتخابية ولم يوفقوا في الاختبارات بحيث لم يحصل اقواهم على اكثر من 13 بالمئة من اصوات الناخبين وحيث ان «الجنرال» نفسه علق على ذلك بقوله «لا أحصنة رابحة للفوز في استحقاق كسروان من المحازبين»، والاسماء على اللائحة العونية غير واضحة المعالم وما يتم اعتماده سيبقى سرياً لكن أسماء كثيرة يتم التداول بها على لائحة روكز فيما مرشح القوات تقرره معراب كما يصعب حسم الاسماء الاخرى فكل الاسماء لها وزنها على غرار زياد بارود او فريد الخازن ونعمت افرام والتسمية ستكون رهناً بما يقرره التيار الوطني الحر والظروف الكسروانية للمعركة، وحيث ان بعض العائلات لا يمكن تغييبها هذه المرة عن الاستحقاق وخصوصاً تلك المعروفة بقوتها التجييرية. ان «الاحصنة الكسروانية» القوية ايضاً من فريد هيكل الخازن ومنصور البون فيبدو ان الحالة العونية التس فازت في القضاء لم تقلل من عزيمتهما فالوزير السابق فريد الخازن رقم صعب في المعادلة وان خرج من الانتخابات الماضية ورهان الخازن على عدم قدرة النواب العونيين من تحقيق اختراق في القضاء او منافسته على الزعامة طوال سنوات نيابتهم، فيما النائب السابق منصور البون في استنفار انتخابي وخدماتي وحاضر دائماً ولو كان خارج البرلمان.
الجميع يتحضر لمعركة كسروان لكن باهداف مختلفة، واذا كان روكز «رأس حربة» المعركة فان رئيس التيار الوطني الحر الذي إطمأن الى معركة البترون بالتفاهم مع معراب حاضر بقوة في تفاصيل كسروان في المناسبات الاجتماعية وذات الطابع السياسي والانمائي ايضاً. في هذه الدائرة جارة بكركي تحتشد القوى المسيحية لاظهار القوة التي منها ستنطلق الى رحاب الوطن كممثلة شرعية للمسيحيين. بكركي التي كانت لها سابقاً رأياً وموقفاً في الاستحقاقات السابقة في عهد البطريرك صفير، فانها تقف اليوم على مسافة واحدة من الجميع،لكن الرعية في كسروان تتقاسمها العائلات والقوى السياسية، فالتيار الوطني الحر شكل المفاجأة في مدينة فؤاد شهاب بعد ان استطاع «الغريب» ان ينتصر ليشكل انطلاقة صاروخية للتيار الوطني الحر في المجلس النيابي، وبالتالي فان العونيون لن يتراخوا ويستسلموا للرغبات المتمادية للحلفاء الجدد وسيكون التبادل متوازياً مع الاقضية الاخرى على قاعدة «خود وهات». والقوات اللبنانية ستحقق حلمها بان يدخل الى المجلس النيابي «قواتياً» من بوابة كسروان التي بقيت عصية عليها. بعدما بقي المقعد الكسرواني «حصرماً» لم يتذوقه القواتيون في المعارك مع انهم تحالفوا مع الكل تقريباً لوقف المد العوني. فالقوات مثلت كسروان نيابياً من خلال التعيين في عهد الياس الهراوي عندما عين جورج كساب نائباً عن كسروان. المعاناة القواتية تشبه المعاناة لدى البيوت السياسية التي سد عليها عون الكريق وقطع عنها الهواء السياسي. علماً ان هذه العائلات اتحدت فيما بينها في حلف نادر لم يشهده القضاء على مر المعارك، لكن المصيبة التي تجمع دفعت العائلات لتشكيل جبهة واحدة مع الاحزاب لمنازلة عون في «ام المعارك». لكن جميع هؤلاء احزاب وعائلات عادوا خائبين في الدورات الانتخابية التي فاز بها عون بسهولة قياسية. 



'القيصر' في سوريا… بين أميركا وإيران
خيرالله خيرالله/العرب/13 شباط/17
هناك أحداث غريبة تدور في سوريا. تجري هذه الأحداث في وقت تبدو الإدارة الأميركية الجديدة مصمّمة أكثر من أيّ وقت على إخراج إيران وميليشياتها من هذا البلد في ظلّ السعي إلى تحقيق نوع من التفاهم بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين. هل يحصل مثل هذا التفاهم؟ أي انعكاسات ستكون له على العلاقة الإيرانية – الروسية، خصوصا في مجال التنسيق الذي لا يخلو من تنافس بين الجانبين في سوريا؟ ما الذي وراء الأحداث الغريبة التي تدور من سوريا أو محيطها، وكان آخرها انعقاد مؤتمر في بيروت ضمّ معارضين، من نوع معيّن، وموالين للنظام؟ من الملفت أن سفراء يمثلون دولا عدة في لبنان، من بينها روسيا، حضروا هذا المؤتمر. كان هناك بحث في المؤتمر الذي استضافه أحد فنادق العاصمة اللبنانية في عودة أهل القصير إلى منازلهم وأرضهم. معروف جيدا من هجّر أهل القصير ولماذا كان مطلوبا تهجير هؤلاء من منطلق واضح. تختزل هذا المنطلق الرغبة في إقامة منطقة عازلة على طول الحدود اللبنانية – السورية خالية من السنّة. يطرح “حزب الله” نفسه وكأنّ لا علاقة له بتهجير أهل القصير والمشاركة في الحرب التي يشنّها النظام الأقلّوي على شعبه من منطلق مذهبي بحت.
لم تكن روسيا بعيدة عن مؤتمر بيروت، لكنّ اللاعب الأهمّ كان إيران، عبر “حزب الله. من الواضح أنّ الحزب، الذي بات يعرف أن لا مجال لتغيير طبيعة التركيبة السكانية في سوريا، بدأ يقيم حسابات للمستقبل. هل يترك المصالحة مع أهل السنّة لروسيا وحدها التي دخلت في تحالف استراتيجي مع تركيا والتي تنسّق كلّ خطوة تقوم بها مع إسرائيل؟
من الطبيعي أن يستوعب “حزب الله” أخيرا أن الدخول في عداء مع الشعب السوري خطأ كبير يرتكبه. سيأتي يوم يهدّد فيه السوريون العاديون أي مكان يوجد فيه “حزب الله”. بل يمكن لهذا العداء أن يصبح عداء سوريا لشيعة لبنان الذين لا علاقة لأكثريتهم بالحرب التي يشنّها “حزب الله” على الشعب السوري. سيتبيّن مع مرور الوقت ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعت إيران، عبر أدواتها اللبنانية، إلى تنظيم مؤتمر في بيروت من أجل إعادة أهل القصير إلى أرضهم من منطلق أن خطر “داعش” و“التكفيريين” قد زال. هل زال الخطر فعلا بقدرة قادر بين ليلة وضحاها؟
هناك حدث غريب آخر شهدته سوريا في الفترة الماضية. ملأت الدنيا إشاعات عن مرض رئيس النظام بشّار الأسد ونقله إلى مستشفى لمعالجته من “جلطة”. بقيت هذه الإشاعات مجرّد إشاعات أطلقتها أجهزة روسية أو غير روسية لغرض في نفس يعقوب. لكنّ الثابت أن شيئا ما تحقّق من خلف إطلاق الإشاعات المتعلّقة بمرض رئيس النظام السوري. ظهر جليّا أن لا اهتمام داخليا في سوريا بصحّة “الرئيس”. مرض أم لم يمرض. المواطن السوري في عالم آخر، وآخر ما تهمّه الحال الصحّية لبشّار. لم يتأثر السوريون بالإشاعات، ولم يبتهجوا عندما شاهدوا رئيس النظام يسعى إلى تأكيد أنّه في صحة جيدة. لم يوجد من يطلق سهما ناريا أو رصاصة ابتهاج بظهور من يسمّى “الرئيس”. صار كلّ سوري يعرف أن البلد تحت استعمارين إيراني وروسي، وأنّ هناك مناطق نفوذ معترفا بها لتركيا وإسرائيل. صار السوري العادي يعرف أنّ النظام أصبح من الماضي، وأن السؤال الحقيقي بالنسبة إلى المستقبل هو ما الذي ستفعله الإدارة الأميركية، وهل ستدخل في صفقة مع روسيا وما تأثير هذه الصفقة، في حال إتمامها على العلاقات بين موسكو وطهران.
بعد أقلّ من شهر، تمرّ ست سنوات على اندلاع الثورة الشعبية في سوريا. كلّ الأرقام الصادرة عن المنظمات الدولية مخيفة، خصوصا الأرقام المتعلّقة بعدد القتلى والمهجّرين. الثابت الوحيد أنّ هناك دولة أزيلت من خارطة الشرق الأوسط. فكلّ كلام عن بقاء سوريا موحّدة لم يعد له معنى. ستنشأ كيانات عدّة في سوريا. لا يمكن لتركيا التخلي عن منطقة تابعة لها في الشمال السوري، خصوصا بعد الحلف الاستراتيجي الذي أقامته مع روسيا. سمح هذا الحلف لفلاديمير بوتين بكسب معركة حلب بسهولة. يعرف الرئيس الروسي تماما أن ذلك لم يكن ممكنا من دون التواطؤ التركي.
أتاح هذا الحلف الاستراتيجي لبوتين تحسين مواقعه في سوريا. بعد معركة حلب، صار في استطاعته التفاوض مع دونالد ترامب من موقع مختلف. هذا يفسّر كلّ ذلك الاستعجال في إنهاء كلّ موضوع حلب قبل نهاية العام 2016 وقبل دخول الرئيس الأميركي الجديد إلى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني ـ يناير الماضي. في نهاية المطاف، ما الذي تريده روسيا في سوريا باستثناء السيطرة على الساحل لأسباب مرتبطة بأنابيب الغاز الذي كان يمكن أن تصل إليه من الخليج؟ هل لدى روسيا نموذج ما تقدّمه لسوريا؟ ليس سرّا أن روسيا تعاني من أزمة اقتصادية عميقة، وأنّ فلاديمير بوتين يسعى بيديه ورجليه إلى التخلّص من العقوبات الأميركية والدولية المفروضة على بلاده منذ احتلالها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في العام 2014. صحيح أن شبه الجزيرة تلك كانت أصلا أرضا روسية، لكنّ الصحيح أيضا أنهّا أصبحت أوكرانية بعدما تخلّى عنها نيكيتا خروشوف لأوكرانيا عندما أصبح أمينا عاما للحزب الشيوعي السوفياتي خلفا لجوزيف ستالين في العام 1953.
ليس ما يدعو للغرق في تفاصيل الماضي، لكنّ الواقع يقول إن بوتين على عجلة من أمره بالنسبة إلى التخلص من العقوبات وعقد صفقة مع ترامب. إنه يعرف أنّ ذلك ليس ممكنا من دون إخراج إيران من هذا البلد. كيف يوفق “القيصر” بين أميركا وإيران؟ هل هذا ممكن عندما تكون هناك إدارة أميركية مستعدة لوضع “الحرس الثوري” الإيراني على لائحة الإرهاب؟ بعد ست سنوات على اندلاع الثورة السورية، ليست سوريا التي تغيّرت بل طبيعة الصراع على سوريا أيضا. معروف ماذا تريد تركيا ومعروف ماذا تريد إسرائيل. معروف أن هناك حلفا تركيا – روسيا في العمق وتفاهما روسيا تاما مع إسرائيل وأن العلاقات التركية – الإسرائيلية عادت إلى سابق عهدها بعد قطيعة استمرّت بضع سنوات. ليست رغبة إيران في إعادة أهل القصير إلى بلدتهم سوى تعبير عن عمق المأزق الإيراني ووصول “الجمهورية الإسلامية” وأدواتها إلى طريق مسدود في سوريا.
في استطاعة إيران أن تشتري كل الأراضي التي تريد، وأن تهجّر مئات آلاف السوريين بهدف تغيير طبيعة دمشق ومحيطها في سياق عملية التدمير المنظّمة للمدن السورية الكبيرة. يبقى أن كلّ ذلك مجرّد أعمال إجرامية لا يمكن توظيفها سياسيا. فالدور الإيراني في سوريا انتهى في اليوم الذي سقط فيه النظام الأقلوي الجـاثم على صـدور السوريين منذ نصف قرن. سقط النظام لحظة تحداه أطفال من درعا في مثل هذه الأيّام قبل ست سنوات. سقط قبل ذلك، عندما اضطر إلى التواطؤ في مثل هذه الأيّام أيضا من العام 2005 في جريمة اغتيال رفيق الحريري معتقدا أن ذلك سيبقيه في لبنان بمجرّد تمديد ولاية رئيس للجمهورية كان اسمه إميل لحّود رغم صدور قرار عن مجلس الأمن يرفض ذلك بوضوح ليس بعده وضوح…


   
حين ابتسم لنا «داعش»
حازم الأمين/الحياة/13 شباط/17
«داعش» أيضاً تنظيم هش. وهو في لحظات كثيرة يُشبهنا تماماً. وإذا أحصى المرء العمليات والمهمات التي تم إحباطها، قبل أو أثناء محاولات التنظيم تنفيذها، سيخرج بنتيجة مفادها أن نسبة ضئيلة من العمليات حقق التنظيم فيها ما أراد. ما حصل في لبنان في الأسابيع الفائتة لجهة كشف عمليتين كان التنظيم على وشك تنفيذهما وأحبطتا، يدفع إلى إعادة التفكير بسمعة «داعش» وبحقيقته. لكن عشرات العمليات حول العالم كان مصيرها مشابهاً، وكشف فيها التنظيم الإرهابي عن ركاكة في التجنيد والتخطيط والتنفيذ. لكن هشاشة «داعش» تدفع إلى مزيد من الخوف منه، ذاك أنه استمدها من نجاحه في الاقتراب منا، ومن عيشه في جوارنا، ومن انعدام المسافة بيننا وبينه. وعلى قدر ما هو وهم غير متحقق هو أيضاً احتمال يقيم في الكثير من الوقائع العادية التي تحصل من حولنا كأفراد وكعائلات وأحياء ومدن. فأن تستيقظ في الصباح لتعلم أن عامل الأمن في الشركة المقابلة، والذي كان يلقي عليك التحية بابتسامة ألقي القبض عليه بعد أن كُشفت علاقته بـ «داعش»، وأن تكون على قناعة بأنه لم يفتعل الود الذي كان يقابلك به، فذلك يعني أن «داعش» يبتسم لك أيضاً. قصة الصيداوي عمر العاصي، الذي تقول الرواية الأمنية أنه حاول تفجير مقهى الكوستا في شارع الحمرا في بيروت، عادية إلى حد مخيف. لا شيء استثنائياً فيها. والرواية النافية لها والمُشككة فيها، تبعث أيضاً على الخوف. في الرواية الأولى يُقبض على الشاب قبل ضغطه على صاعق الحزام الناسف بثوان قليلة. الرواية الثانية تقول أن ثمة من جند الشاب وأرسله لكي يتم القبض عليه. في الأولى يُستدلّ على النية بالتنفيذ من حقيقة أنه يحمل الحزام الناسف، وفي الثانية يُستدل على المؤامرة عليه من حقيقة أنه لم يُفجر نفسه على رغم قضائه وقتاً في المقهى المستهدف. والروايتان لا تنفيان حمل عمر حزاماً ناسفاً. لكن، لا تكمن «لا استثنائية» عمر العاصي في هذه التفاصيل، بل من قدومه إلى الكوستا من قصة عادية لا تفسر ما حاول الإقدام عليه، سواء لجهة حمله الحزام أم لجهة امتناعه عن تفجيره! فهو مناصر سابق لأحمد الأسير، وابن عائلة قليلة الحيلة عاشت من ريع تضامن اجتماعي ومسجدي تقليدي، وهذا الأخير زرع فيها خوفاً وانكفاءً وتردداً. لا شيء أكثر من ذلك في سيرة عمر.
لكن، ليست سيرة عمر وحدها ما يدفع إلى الاعتقاد بـ «لا استثنائية داعش»، فبعد أيام قليلة من قصته، كشفت الأجهزة الأمنية اللبنانية عن صيداوي آخر كان موظفاً في شركة أمن في الوسط التجاري لبيروت، وهو وفق الرواية الأمنية، تولى مراقبة منزل رئيس الحكومة سعد الحريري، والتواصل مع أقارب له من «داعش» يقيمون في مدينة الرقة السورية. و «عادية» الواقعة تكمن أيضاً في أنها هنا بالقرب منا، وغير محصنة من فضولنا. فالشاب كان عاملاً في شركة أمن مدنية، ومن المرجح أنه قام بواجباته الوظيفية على أكمل وجه، لا بل إنه كان مخلصاً لها أكثر من إخلاصه لـ «داعش»، وهو يُدرك أن راتبه الذي يتقاضاه من الشركة أهم له ولعائلته من العائد «المعنوي» الذي سيتقاضاه من «داعش» نتيجة تنفيذه المهمة.
الكتابة أيضاً عن هذه الوقائع تبدو عادية وغير كاشفة أي جديد. وأن تتحول الاحتمالات الدموية إلى وقائع رتيبة تكمن فداحتها في لحظة الانفجار فقط، فإن ذلك يؤشر إلى أن «داعش» نجح في ردنا عن محاولات فهمه، وفي حصر التناول بالفعلة لحظة حصولها. الانفجار هو الخبر، وليس القصة التي أفضت إليه. والقصة هي قصتنا العادية، وهي تلك التي نستيقظ في الصباح على جريانها بجانبنا، وهي بديهية ومملة ولا تستدرج خيالاً أو ذكاء أو فضولاً.
«داعش» بهذا المعنى ليس تنظيماً بوليسياً أو مافياوياً، كما أنه ليس «جهادياً» محترفاً، والمكلف مهمة من عناصر التنظيم يُستدرج إليها من دون جهد ومن دون توظيف. الطاقة المطلوبة لتنفيذه المهمة هي نوع من الفطرة ومن القابلية المتوافرة. عمر العاصي وابن مدينته الآخر لم يكونا جهاديين محترفين وغاضبين. الأول كان مناصراً عادياً لأحمد الأسير وهو حال مئات الشبان في صيدا، والثاني ربطته علاقة بقريب له من «داعش». ولم يكن جهاز أمن محترف وراء محاولاتهما الركيكتين، بل مجرد رغبة في التجريب.
عشرات العمليات التي تم إحباطها حول العالم انطوى كشفها على تفاصيل لا تدفع إلى الدهشة، وكشفت الرواية عن حقائق غير مذهلة حول المنفذين والمُخططين. فهل من عادية أكثر من أن يقود شاب جانح سيارة ليدهس بها عابرين على الطريق. أي تخطيط تحتاجه هذه الفعلة غير توافر القابلية؟ أما الرغبة والتصميم على التنفيذ، فهذا ما لا توفره التعبئة السياسية والدينية فقط، بل الدافع النفسي أيضاً، والأخير سابق على «داعش» ومتحقق بفعل شروط العيش العادي في زمن الانفصام هذا. ولهذا تبدو فعلتا عمر وابن مدينته جزءاً من شرود جماعي يمكن أن يفضي إلى إشكال متفاوتٍ من الاستثمار. فمأساة صيدا مع خرافة أحمد الأسير لم تعد استثنائية، بل صارت جزءاً من الحكاية العادية للمدينة، لا بل إن ما حصل كشف أن الأسير لم يكن أكثر من تعثر المدينة بنفسها، ومن تحول الطرفة اليومية إلى موت يومي. يحتاج «داعش» إلى لحظات قليلة من وقت ناشطه، ولا يحتاج إلى أوقاته كلها. أما الناشط نفسه فلا تربطه بالتنظيم أكثر من مساحة شعورية ضيقة يتجاوزها كل يوم. هي لحظة اختلال ما، تصيب أي واحد منا. شبه نزوة عابرة، وشبه شهوة بالموت يمكن أن تنقضي بسيجارة أو بانفجار. وعليك أثناء بحثك عنها أن تعيد النظر في التفاصيل العادية والأليفة المقيمة في الرواية الرتيبة لسير المرتكبين. عليك أن تخاف أكثر كلما شعرت بالملل من الوقائع، فحينئذ عليك أن تُدرك أن ما تسمعه هو قصتك أيضاً، تلك التي يصيبك الملل كلما عاودت سماعها.


تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

النص الكامل لحوار صحيفة 'إسرائيل اليوم' مع ترامب
العربي 21/12 شباط/17
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، الأحد، نص الحوار الذي أجرته مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
المقابلة التي أجراها "بوعز بسموت" مراسل الصحيفة في واشنطن، تحدّث خلالها ترامب عن قضايا مختلفة تمس المنطقة، والقضية الفلسطينية تحديدا.
وتاليا النص المترجم للمقابلة التي نشرتها صحيفة "إسرائيل اليوم"، مع مقدمة للصحفي الذي أجرى المقابلة:
لقد سافرت بالطائرة مرات كثيرة في حياتي إلى مدن كثيرة. ولكن الرحلة 217 على متن "بريتش إيرويز" من لندن إلى واشنطن في يوم الخميس لن أنساها في حياتي، خصوصا الهبوط الذي بدا مثل أي هبوط. فقد كنت مرتاحا وعجلات الطائرة لامست أرض المطار الدولي في دالاس الذي يبعد 45 دقيقة عن العاصمة واشنطن، أنا أبحث في الهاتف الذكي عن الالتقاط.
في الوقت الذي كانت الطائرة تتوقف فيه، شاهدت الرسائل الدراماتيكية التي أرسلت لي أثناء الرحلة: البيت الأبيض قام بإبلاغي أن لقائي مع رئيس الولايات المتحدة سيكون في الساعة الرابعة والنصف، والساعة في حينه كانت الثانية والخمسين دقيقة. يمكنكم تخيل الضغط الذي قد يصيبكم عندما تدركون أنه يمكن تفويت لقاء مع رئيس العالم الحر، ضاعفوا هذا الأمر مئة مرة، وستدركون الضغط الذي شعرت به.
توجهت إلى المضيفة وطلبت منها أن أكون أول من يخرج من الطائرة لأن رئيس الولايات المتحدة بانتظاري. وبعد أن قالت لي بمزاح إن إليزابيث ملكة بريطانيا بانتظارها، سمح لي طاقم الطائرة بالخروج أولا.
سبب الزيارة.. البيت الأبيض
الموظف الذي يفحص حوازات السفر، فوجئ وسألني عن سبب الزيارة. أجبت: "لدي لقاء مع رئيس الولايات المتحدة بعد ساعة وربع". ولحسن الحظ تفهم الأمر، أو اعتقد أن من يقف أمامه لم يستيقظ بعد من الرحلة أو أنه يمزح معه. وفي جميع الحالات كنت محظوظا لأن الشخص رأى أنني غريب الأطوار أو أنني أمزح.
موظف آخر كان يمكنه الاعتقاد بأن المسافر الذي يقف أمامه والذي جاء من الشرق الأوسط عن طريق لندن، يريد إلحاق الأذى بالرئيس. في الولايات المتحدة هذه مخالفة فيدرالية شديدة يمكن أن توصلني إلى التحقيق. كيف ستشرح لهم بأنك ستلتقي مع الرئيس وأنك لم تسقط على رأسك؟ في جميع الأحوال، خرجت بسبب الموظف من قسم فحص الجوازات، وخلال دقائق كنت في السيارة التي كانت بانتظاري وأقلتني إلى جادة بنسلفانيا 1600.
لقد كنت منفعلا جدا. بعد الفحص الأمني السريع رافقتني ضابطة صحافة محببة من أجل انتظار موعد المقابلة في "ويست وينغ لوبي".
 "كيف حالك، يا بوعز؟"، كان هذا صوت المتحدث بلسان السفارة بالعبرية، الذي جاء للإعداد لزيارة رئيس الحكومة، مع نظيره من قسم الإعلام. ما الذي تفعله هنا؟ سألني. وأجبت: "أنا أيضا يوجد لدي لقاء مع أحد الموظفين". كان لدونالد ترامب يوم حافل مثل باقي الأيام. بدأه بتغريدات في "تويتر" حول مرسومه الرئاسي وأنهاه بمحادثة هامة مع رئيس الصين، إضافة إلى التغريدات "الحربجية". ورغم البرنامج الحافل وافق على استضافتي في المكتب البيضوي.
 إغلاق الدائرة
لا تنقص ترامب اللقاءات في هذه الأيام: بعد زيارة ملك الأردن عبد الله بعشرة أيام وصل لزيارته أول أمس صديقه رئيس حكومة اليابان شينزو آبي. وقريبا سيصل إلى واشنطن صديق آخر لترامب هو رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو. هذا على الرغم من أنه لم يمر شهر على وجود ترامب في المنصب.
 شعرت وأنا في الطريق للقاء ترامب بأنني ذاهب لإغلاق الدائرة: منذ اللقاء الأول في لاس فيغاس في كانون الأول 2015، حيث كان بحسب ما جاء في وسائل الإعلام "مرشحا بدون فرصة"، حدثت أمور كثيرة، بما في ذلك حملة متقدة تعرض فيها للهجوم من جميع الاتجاهات، لكنه أثبت للجميع صعوبة الهجوم على ماركة. الجميع هاجمه هو وزوجته، لكنهم نسوا التحدث مع الشعب. وهو نفسه هاجم خصومه لكنه لم ينس التحدث مع الشعب بلغة الشعب.
"هذا هو الصحافي الذي كان نزيها معي وقال لي إنني سأفوز"، هذا ما قاله ترامب لمستشاريه. وعندما دخلت إلى مقر قيادة العالم شعرت بأنني أغلق اليوم الدائرة في الغرفة البيضوية.
"تعال، هيا لنجري المقابلة هنا"، ترامب طلب مني الاقتراب من طاولته كي أشعر بالراحة. "كيف حالك؟"، سألني بشكل مؤدب ومريح. وأجبته على الفور بأننا قد التقينا بضع مرات، لكن هذه المرة الأمر مختلف. كان عدد من الوثائق على الطاولة، وهو تحدث بشكل بطيء وهادئ.
 هذه هي المرة الأولى التي نلتقي فيها وأنت رئيس. أليس هذا تغييرا كبيرا؟
"هذا بالفعل تغيير. دائما كنت نزيها معي، لذلك أنا أجري هذه المقابلة معك. دائما كنت نزيها وكانت إسرائيل هامة بالنسبة لي، وأنت تمثل الكثير مما يحدث في إسرائيل، وهذا احترام كبير بالنسبة لي".
كيف تشعر بكونك الشخص الأهم في العالم؟
"لا أفكر في الأمر بهذا الشكل، بل أفكر بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي. هناك مشكلات كثيرة في العالم وأنا آمل أن ننجح في حلها. نحن نتقدم بشكل ملحوظ، لكن هناك مشكلات صعبة، وليس فقط الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. فهناك صراعات في كل العالم".
لقد قمت بمتابعة حملتك الانتخابية وكنت من بين القلائل الذين اعتقدوا أنك ستفوز. شاهدتك ليلة الفوز. ما أول شيء فعلته عندما أدركت بأنك فزت؟
"كان ذلك مساء رائعا. لم أكن متفاجئا لأنني رأيت الجمهور الكبير الذي استقبلني أثناء الحملة الانتخابية. كان الانتصار رائعا، وهذا يعتبر حدثا له شعبية. بعد الانتخابات بيوم تلقيت الكثير من المكالمات من الزعماء: الصين، روسيا ودول كثيرة، وكذلك من رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو".
كيف ستبدو أمريكا بعد أربع أو ثماني سنوات؟
"آمل أن يكون العالم أكثر استقرارا وغير منقسم كما هو الآن. آمل أن يكون السلام أكبر. الآن هناك غضب كبير في أرجاء العالم".
هل تأمل في أن يكون استقرار أكبر في الشرق الأوسط؟
"نعم، هذه المنطقة هي الاكثر انقساما ودمارا منذ خمس سنوات".
مشغول بدون توقف..
بين سؤال وآخر كان ترامب يفحص الأوراق أمامه، وكان ستيفن ميلر يجلس معنا، وهو المستشار اليهودي الرفيع للرئيس. وفي هذه الأيام يساعد ميلر الرئيس في موضوع مرسوم منع دخول مواطني الدول السبع. وكان من بين من صاغوا هذا المرسوم من وراء الكواليس. وأثناء إجراء المقابلة مع الرئيس جلس وسجل النقاط.
تحدثنا عن علاقتك مع إسرائيل ونيتك أن تكون صديقا لها. ما هي خطتك لتحسين العلاقة بين الدولتين بعد ثماني سنوات من إدارة أوباما؟
"علاقتنا ستكون أفضل، حسب رأيي. كان الاتفاق مع إيران كارثيا بالنسبة لإسرائيل، لا يمكن استيعابه سواء من ناحية المفاوضات أم من ناحية التنفيذ. كل ما يتعلق بهذا الاتفاق هو سيئ. وأنا كرجل أعمال أعرف أطراف الاتفاق وأستطيع معرفة الاتفاق السيئ والاتفاق الجيد. لا يمكن فهم هذا الاتفاق. وهو محزن. يمكن رؤية كيف تتصرف إيران: بدل أن تشكر أوباما على الاتفاق الذي كان في صالحها، تتصرف الآن بوقاحة. وقد بدأت في هذا التصرف قبل مغادرة أوباما للبيت الأبيض. للأسف أن اتفاقا كهذا قد حصل".
ما هو انطباعك من نتنياهو أثناء اللقاء في أيلول؟ هل هناك كيمياء بينكما؟
"نعم، هناك كيمياء، هو شخص جيد ويريد فعل الشيء الصحيح لإسرائيل، ويريد صنع السلام، يريده من أعماق قلبه. يجب أن يكون اتفاقا جيدا لأنه يمثل إسرائيل. لقد أحببته دائما. هو يريد صنع اتفاق جيد لإسرائيل، والاتفاق يجب أن يكون كذلك".
سألتك ثلاث مرات، وسأسأل مجددا، متى ستقرر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟ وهل تتوقع الحصول على مقابل من إسرائيل؟ هل يجب على إسرائيل فعل شيء من أجل تطبيق قرار كهذا؟
"أريد من إسرائيل التصرف بشكل معقول في كل ما يتعلق بالسلام. أريد أن يصل السلام، ويجب أن يصل بعد كل هذه السنين. يبدو أن الناس تعبوا من الحرب. ويمكن أن يكون هناك سلام أكبر من السلام الإسرائيلي الفلسطيني. أنا أريد من الطرفين التصرف بشكل معقول، ونحن لدينا فرصة جيدة لذلك".
وماذا عن السفارة؟
"أنا أفكر في الأمر. وأنا أفحص الأمر وسنرى ماذا سيحدث. هذا ليس قرارا سهلا، وقد تم النقاش فيه لسنوات طويلة. لم يرغب أحد في اتخاذ قرار كهذا وأنا أفكر فيه بشكل جدي، وسنرى ماذا سيحدث".
البيت الأبيض قال إن المستوطنات ليست عقبة أمام السلام. هل ستتحدث مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في ذلك؟
"المستوطنات لا تساعد العملية السلمية. هناك كمية محدودة من الأراضي، وفي كل مرة تقوم إسرائيل بأخذ الأراضي من أجل بناء المستوطنات، تصبح الأراضي أقل. هي ليست قوة إيجابية بالنسبة للاتفاق. نحن نفحص الأمر ونناقش خيارات أخرى. وأنا لا أؤمن بأن التقدم في ظل وجود المستوطنات سيساعد على السلام".
هل سنرى أن الولايات المتحدة ستندد بإسرائيل بشكل كبير أثناء فترة ولايتك؟
"لا، أنا لا أريد التنديد بإسرائيل. لقد كان لإسرائيل تاريخ طويل من التنديد والصعوبات، وأنا لا أريد التنديد بها أثناء ولايتي. أنا أعرف إسرائيل جيدا وأحترمها. وهي مرت بفترات صعبة جدا، لكنني أريد تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بل وأكثر من ذلك. أعتقد أن السلام بالنسبة لإسرائيل سيكون ممتازا وليس جيدا فقط".
أنت تتحدث دائما عن أنه يجب عقد صفقات جيدة في عالم الأعمال. أليس من الأجدر أن يقدم الفلسطينيون أيضا التنازلات؟
"نعم، بالطبع. يجب على الفلسطينيين التفكير بالاتفاق الجيد. الاتفاق يجب أن يكون جيدا للجميع. وأي اتفاق لن يكون جيدا إذا لم يكن مناسبا. نحن الآن في عملية استمرت لعقود كثيرة، وهناك الكثيرون ممن يعتقدون أنه يمكن فعل ذلك. يعمل معي أشخاص حكماء يعرفون إسرائيل ويعرفون الفلسطينيين ويعتبرون أنه لا يمكن صنع اتفاق. أنا لا أوافق على رأيهم، وأعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق ويجب عمل الاتفاق".
ترامب يجيب بأدب عن الأسئلة مع الكثير من الدفء، لكنه يعرف حجم المسؤولية الملقاة عليه كرئيس. هذا الثقل الكبير قام بترويضه قياسا مع التصريحات التي قالها وهو مرشح.
  المكانة تفرض نفسها
النغمة تغيرت تجاه إسرائيل لأن هناك اعتبارات أخرى، لكن الخطوط لم تتغير. رغم أن ترامب كان في اللقاء مختلفا، إلا أنك تشعر بأنه رئيس صديق ولا يخجل من قول إنه ما زال يفحص الأمور المختلفة.
لقد قالوا إنك تريد عزل إيران ومنعها من بناء علاقات جيدة مع روسيا. كيف ستفعل ذلك وما الذي تستطيع إسرائيل فعله للمساعدة في هذا الأمر؟
"لا أعتقد أنني قلت ذلك. وأنا أعتقد أن إيران لم تقدر الصفقة التي منحتها إياها إدارة أوباما. وأنا لا أفكر بمفهوم العزل أو تصريحات أخرى. إضافة إلى ذلك، فهم ينكرون الجميل بخصوص اتفاق لم يكن من المفروض أن يتم".
هل يمكن العودة إلى فرض العقوبات الدولية؟ هل يمكن أصلا إلغاء الاتفاق؟
"لا أريد التحدث في هذا".
لقد فرضت مؤخرا عقوبات جديدة على إيران ردا على محاولة إطلاق صاروخ باليستي، وقلت إن الجميع الخيارات توجد على الطاولة. هل يمكن الضغط على إيران بشكل ناجح؟
 "سنقرر بخصوص إيران. لا أريد الرد هنا. لدي الكثير من الأفكار السيئة والجيدة حول إيران، ولا أريد الكشف عما أخطط له. أنا لست شخصا يتحدث عما يخطط له. لكنني أريد القول لها أن تتحدث معنا باحترام بسبب الاتفاق الرائع الذي حصلت عليه".
هل ستقوم بزيارة إسرائيل في يوم ما؟
"أكيد سأزور اسرائيل".
سؤال أخير: ما الذي تريد قوله للإسرائيليين قبل مجيء رئيس الحكومة؟
"أنا أحترم إسرائيل والإسرائيليين. نحن نريد أن نرى السلام، ونعتقد أنه سيكون في صالح الإسرائيليين. ونريد السلام الذي يبقى إلى الأبد وليس مجرد سلام لبضعة أشهر، تندلع بعده الحرب. آمل من الطرفين أن يتعاملا برأس منفتح. وأعتبر أن السلام سيكون هاما للطرفين".
شكرا، يا سيدي الرئيس.
"أنت تقوم بعمل رائع، ونحن نحب إسرائيل".
في ختام اللقاء تحدثنا عن الأولاد. وقال لي إنه يشارك أحيانا في وجبة السبت مع ابنته إيفانكا وزوجها، ويرى كيف يقومون بالصلاة. بالنسبة له هذا أمر عادي. ولكن بالنسبة لنا، لدينا صديق في البيت الأبيض.



عون لصحيفة الاهرام: عار يلحق بالعرب اذا نجحت اسرائيل في الغاء الهوية والارض الفلسطينية والشعب اللبناني قديس لتحمله آثار النزوح
الأحد 12 شباط 2017 /وطنية - وصف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العلاقات اللبنانية - المصرية بالتقليدية والجيدة، والسليمة للغاية، مشددا على ان "مختلف قطاعات التعاون الثنائي مرحب بها من الجانبين"، مؤكدا ان "الاوضاع في المنطقة ستكون موضع بحث في لقاء القمة الذي سيجمعه مع نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي سيتوج بها لقاءاته اثناء الزيارة الرسمية التي سيقوم بها غدا الى القاهرة". وشدد الرئيس عون على ان "لبنان ومصر، كما سائر دول العالم، يواجهان مشكلة مشتركة تتمثل بالارهاب الذي يضرب في كل مكان، وهو اشبه بمرض خبيث ينام ثم يعود للإستفاقة في مراحل معينة، خصوصا اذا واصلت بعض الدول تغذيته. لذلك علينا منذ الآن أن نحاربه طالما هو ظاهر"، مشيرا الى ان "الحرب عليه حاليا مهما كانت قاسية، فإنها ستكون أسهل من المرحلة القادمة، إذا ما كان سيواصل هذا الارهاب حربه علينا بشكل سري. وهذا امر يحتاج الى متابعة ويتطلب تنسيقا بين الأجهزة الأمنية فى الدول العربية، حتى يتم وضع حد لظاهرته". وإذ اعرب رئيس الجمهورية عن "خشيته مستقبلا من أن يتغلغل ضمن الوحدات العسكرية الظاهرة للارهاب، والتي تقاتله في شكل خلايا نائمة فى المجتمعات العربية ومجتمعات أخرى"، فإنه اعتبر ان "محاربته يجب ان تكون بأوجه عدة، مقدما النموذج اللبناني كاحدى طرق هذه المواجهة"، وقال: "نحن فى لبنان نمر أحيانا بإنقسامات سياسية، ولكننا لم نمر يوما بأزمات تتعلق بالفكر الديني، لأننا بلد حوار وتعلمنا منذ الصغر احترام حرية المعتقد والحق فى الاختلاف وحرية الرأي. ولبنان يمكن أن يكون نموذجا للعيش المشترك بعد مرحلة التطرف التى يمر بها العالم".
واعتبر ان "الخلفية العسكرية التي يأتي منها هو والرئيس السيسي، من شأنها ان تخلق صراحة وصداقة لأننا كعسكريين، نسلك الطريق الأقصر للتفاهم. وأعتقد أننا بدأنا تفاهما قبل أن نلتقي".
كلام الرئيس عون جاء في خلال حديث صحافي شامل، اجراه معه رئيس تحرير صحيفة الاهرام محمد عبد الهادي علام، ونشر اليوم. تناول فيه الرئيس عون مختلف المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
تجربة الرئيس عون في طي صفحة الماضي
وردا على سؤال حول تجربته في طي صفحة الماضي بما فيها من خلافات، وما حققته هذه التجربة على الصعيد اللبناني العام، إثر عودته الى لبنان في العام 2005، قال الرئيس عون: "في المرحلة الأولى، تعاونت مع جميع القوى السياسية الموجودة فى لبنان بالرغم من محاولات البعض عزلي عن الحياة العامة. وهذا البعض لم ينجح بسبب الدعم الشعبي الذى ألقاه من الشرائح اللبنانية كافة". اضاف: "بعدها أقمت أول تفاهم مع "حزب الله"، وهو المقاومة التي كانت مستهدفة في حينه بالقرار الدولي 1559 لأسباب كثيرة من بينها مقاومتها لإسرائيل، وقد أثبتت ذلك بعد عام. وبفضل الدعم الذي وفرناه لها وتغطيتها سياسيا رفعنا عنها الإتهام بأنها مقاومة شيعية فقط. فهي ليست شيعية بل هي وطنية، ما أمن لجانب كبير من الشعب اللبناني أنه ليس متروكا، فكان ذلك مصدرا للتهدئة".وقال: "في المرحلة الثانية، ومع تأجج الصراع فى العراق، بعد الغزو الأميركي له عام 2003، خشيت أن ينتقل هذا الصراع إلى لبنان، فكانت لي لقاءات صحفية عدة مع وسائل اعلامية خليجية تحديدا، حذرت فيها من انتقال شرارة الحرب المذهبية بين السنة والشيعة إلى لبنان، وأكدت أننا لن نسمح بانطلاق شرارة من لبنان لحرب سنية شيعية كما اننا لن نتلقى أي شرارة حرب سنية شيعية فى لبنان. وكان ذلك من أجل الحفاظ على استقرارنا الوطني وسلامنا الداخلي. لكن الأهواء السياسية تختلف عن التمسك بالأمن الوطني والسلامة الوطنية، لذلك انقسم اللبنانيون في ما بعد بين من يحبذ الحل مع سوريا أو ضد سوريا، لكن الجميع بقي متمسكا بالاستقرار فى لبنان وهذا ما أنقذنا. وهكذا توصلنا إلى حل يقارب الهدنة نحاول أن نصنع منه سلاما".
الموقف من حزب الله
وردا على سؤال عما اذا كانت مسألة اعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية طرحت خلال الزيارة الى المملكة العربية السعودية او ستطرح خلال زيارته الى مقر جامعة الدول العربية، اوضح الرئيس عون انه "لم يطرح هذا الموضوع، لأن "حزب الله" في لبنان يشكل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، وجزءا اساسيا من سكان الجنوب، وافراده ليسوا مرتزقة كما جاء المرتزقة إلى سوريا من مختلف البلدان. هم لبنانيون يدافعون عن أرزاقهم وأملاكهم بالدرجة الأولى، وإن كانوا يتلقون العون من الآخرين. ونحن لا يمكن أن نكون مع إسرائيل ضد قسم من شعبنا. وبالنسبة الي، فإن البيت اللبناني ليس شيعيا، والأرض اللبنانية ليست شيعية ولا سنية ولا مسيحية، بل هي أرض لبنانية للجميع ولبنان لجميع ابنائه. ولكل منا معتقده لكننا جميعا متضامنون ومتفقون على أن نعيش متفاهمين معا".
وسئل الرئيس عون كيف أقنع "حزب الله" بقبول عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، فاجاب: "لقد أقنعتهما بسؤال طرحته على كل منهما وهو: هل تريد أن تلغي الآخر؟ والإثنان أجابا ب لا. فأجبت بأني انا ايضا لا أريد إلغاء أحد، لذلك يجب أن نتكلم مع بعضنا البعض. وهكذا كان، طبعا ضمن حدود سياسية لا تؤذي الآخر".
حالة الانقسام العربي
وتطرق رئيس الجمهورية، ردا على سؤال، الى سبل الخروج من حالة الانقسام العربي الحالي، فاشار الى ان "الوضع غامض، فقد أصبح هناك تصارع مصالح بين الدول الكبرى ولم يعد مع اللاعبين الصغار، انما يبقى هناك مدخل لهذا الموضوع، وهو أن نعرف ماذا يريد المتصارعون. فإذا كان ما يريدونه هو نزعة إلى السيطرة، فلن نستطيع أن نسير معه، ولكن إذا كانت هناك مصالح يجب احترامها فهي للأطراف كافة. من هنا علينا أن نجلس وندرس بعقلانية الحَكَم وليس بعقلية المؤيد لهذا الطرف أو ذاك حتى نستطيع أن نصل إلى حل ووفاق". وطالب "بوجوب ان تكون من اولويات القمة العربية المقبلة العمل على احياء جامعة الدول العربية، فهي مشلولة ويجب إحياؤها. وإذا انطلق منها صوت صارخ يدعو الجميع للهداية، فإنه بالتأكيد سيلقى صدى، لأن الجميع متعب". واكد انه "لا بد من وجود روح المبادرة، فوجود الجامعة كجامعة كان أساسا بمبادرة عربية، ولا بد من أن تعمل الجامعة بنفس روحية تأسيسها، فهي لها ميثاق لو تم احترامه، لما كنا وصلنا إلى حالة صدام. وأنا في هذا الاطار، متمسك بالمادة الثانية من ميثاقها التي تحرم على أي دولة عربية التدخل فى شؤون دولة عربية أخرى".
العلاقات مع ايران وتركيا
وردا على سؤال حول الوضع الإقليمي ومستقبل العلاقات العربية مع إيران وتركيا، اعتبر رئيس الجمهورية ان "هذه الدول متجاورة، من هنا يجب أن تحتفظ بعلاقات متميزة لأن هناك مصالح كثيرة مشتركة بين أي دولة ودولة أخرى مجاورة لها، أكثر مما بين أي دولة ودولة أخرى بعيدة عنها، وإذا ما وجد التفاهم فتتميز العلاقات. ولأن الجغرافيا هي التي تتحكم في السياسة، فلا بد من حسن الجوار الذي يتعلق بالدرجة الأولى بالأمن والمصالح الاقتصادية وتلك المشتركة مثل المياه والأحواض النفطية الحدودية والاستثمار المتبادل... وكلها أمور إيجابية، فلا شيء محرم لحسن العلاقة سوى شن الحرب". وردا على سؤال حول ما اذا كان بامكان لبنان أن يشكل جسرا لتفاهم خليجي - إيراني أو عربي - إيراني، رد الرئيس عون: "ولم لا؟ على الإنسان أن يحاول والمحاولة قد تنجح وقد لا تنجح، لكن تبقى هناك راحة الضمير بدلا من أن يبقى الإنسان متفرجا. وإذا لم نحاول يكون هناك الفشل الذريع من دون أن نقدم أساسا على المحاولة. فالإقدام أفضل وعلى الأقل يكون هناك شرف المحاولة".
الحل في سوريا
وردا على سؤال اعتبر رئيس الجمهورية ان "الحل للازمة السورية لا يمكن ان يكون الا سياسيا، لأن المشاكل الداخلية في بلد يجب أن تنتهي بتسوية، فلا أحد يستطيع أن يحذف قسما من شعبه من حل سياسي. وقد شكل عدم القدرة على بلوغ حل الأزمة سلميا سببا في الوصول إلى هذه المرحلة الحامية من التدمير في الوطن إنسانا وبنيانا". وإذ ذكر بأن "تجربتنا اللبنانية في هذا الاطار سبقت تجربة الشعب السوري، وهي حصلت في سبعينيات القرن الماضي وكانت جد مؤلمة بالنسبة الينا نظرا للنتائج التى انبثقت منها"، فإنه لفت الى ان "العمل المسلح داخل البلاد يؤدي إلى الخراب حتى لو انتصر حامل السلاح لأنه يحتاج للكثير من الوقت لكي يعيد البلد إلى الحياة الطبيعية. من هنا فإن الحوار والإصلاحات المتدرجة تنقل البلد من مرحلة إلى أخرى".
النزوح السوري
واشار الرئيس عون، في معرض رده على مسألة النزوح السوري الى لبنان، الى ان الأمر يشكل "حملا كبيرا آثاره واضحة على لبنان من النواحي الاقتصادية والأمنية والسياسية، فالوضع بالفعل صعب جدا اليوم. وانا كلبناني، ومن كل قلبي، أقول أن الشعب اللبناني "قديس". فأنت لا تتصور كيف يتحمل شعبنا هذا العبء من جراء هذه المشكلة"، مؤكدا انه "مع ذلك كله استطعنا بحمد الله الحفاظ على سلامة الحدود وسلامة الأهالي بيقظة من القوى العسكرية والامنية".
توطين الفلسطينيين
وعن موقف لبنان من مسألة توطين الفلسطينيين، اشار رئيس الجمهورية الى "ان موقفنا واضح وهو الدفاع عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بالوطن الفلسطيني. وموقفنا هذا وضعناه فى مقدمة الدستور اللبناني ويقضي برفض التوطين فى لبنان".
وقال الرئيس عون: "ان إسرائيل تريد إلغاء الهوية والأرض الفلسطينية، وهي تعتبر ما تبقى من الفلسطينيين فى فلسطين مجرد سكان ليسوا أصحاب أرض وأصحاب هوية. هذا خطر على العرب وعلى الإسلام نفسه." وسأل: "هل يمكن أن نتصور الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فى فلسطين من دون مسلمين ومسيحيين؟ هذا عار تاريخي يلحق بالعرب بل بالبشرية جمعاء. هل نتصور إلغاء أرض نشأت فيها الأديان التي بشرت العالم. ان فلسطين مثل مكة المكرمة. فهل نقبل أن نهدم حضارة بحجة التفتيش عن هيكل سليمان الذي لم يعثر عليه تاريخيا حتى يهدموا المسجد الأقصى؟ ألا يرى العرب أن إسرائيل تسعى إلى محو كل ما هو فلسطيني؟"
الموقف من الرئيس ترامب
وسئل الرئيس عون عن الموقف من الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، وما تحدثه مواقفه، فلفت الى انه "من الصعب التقدير مع ترامب. فأنت لا تستطيع التمييز بين الخطاب الانتخابي الشعبوي والحقيقة الأميركية. فوفقا لما يقوله يحب قلب أميركا رأسا على عقب قبل أن "يقلبنا نحن"، لأن هذا الوضع الذي يريد أن يخلقه غير طبيعي والمخاوف التي يثيرها فى أميركا نفسها أكثر من المخاوف لدينا في المنطقة، لذلك يجب علينا عدم التسرع بالتأييد وعدم التسرع بالمعارضة، لأن التسرع بالتأييد يمكن أن يكون خطأ وكذلك التسرع بالمعارضة، وأرجحية أن تصيب أحدهما مقامرة".
واعتبر ان "الأفضل هو الترقب والعمل على تعزيز وحدتنا الداخلية الوطنية بقدر ما نستطيع وألا يكون ذلك مرتبطا بالسياسة الخارجية".
الاستحقاق النيابي
وسئل رئيس الجمهورية عن الموقف من امكانية عدم التوصل الى قانون جديد للانتخابات النيابية، قبل الاستحقاق، فأكد انه "من الصعب عدم إقرار قانون مع وجود إرادة لذلك، لأن عدم إقرار قانون جديد يدفع بالبلد إلى المجهول ولا يجوز في الوقت عينه أن يكون هناك مجلس نواب منتخبا يتم التمديد له مرتين ليبقى 12 سنة، فهذه ستعتبر عندها ولاية ملكية وليس ولاية ديمقراطية تتجدد فيها الثقة على موعد محدد كل 4 سنوات. من هنا يجب أن يكون لدينا قانون عادل".
وشدد على "اننا اليوم نريد التمثيل العادل مثلما نصت عليه وثيقة اتفاق الطائف، وهو تمثيل يراعي العيش المشترك وصحة التمثيل وفاعليته".
العلاقة مع بري وجعجع
وسئل الرئيس عون عن الاعتقاد السائد بوجود جفاء بينه وبين رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري بسبب موقفه الرافض للتمديد لمجلس النواب، فاكد انه "لا توجد خلافات. أحيانا هناك وجهات نظر تختلف، وهذا امر طبيعي في الحياة الديمقراطية، وأحيانا هناك تفاهم. وعند الاختلاف بالرأي نحتكم الى مجلس النواب أو مجلس الوزراء. والاختلاف غير دائم وهو الاستثناء، أما التفاهم فهو الباقي". وسئل كيف يكون التقارب مع رئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع مفيدا للبنان، فاجاب: "انطلاقا من كونه تفاهما جامعا لا يفرق، وهوجاء نتيجة أن الأحداث التي شهدها لبنان وزعت الطوائف، فأصبحت هناك كتلة سنية تمثل الأغلبية الساحقة من السنة وكتلة شيعية تمثل الأغلبية الساحقة من الشيعة، فيما المسيحيون موزعون أحزابا متصارعة على الانتخابات بين بعضها البعض، ووفق هذا الصراع لم تكن هناك من كتل مسيحية مؤثرة. ثم جاءت انتخابات الرئاسة التي خلقت الحاجة لنكون معا، وهذا محا خلاف 30 سنة سابقة، فتم الترحيب به حيث كان الصراع دمويا في ثمانينات من القرن الماضي. وأنهينا بالاتفاق مرحلة كانت سيئة للمسيحيين واتحدوا حتى نستطيع أن نقول ان هذه إرادة اغلبية المسيحيين فى لبنان".
مئة يوم في الحكم
وسئل رئيس الجمهورية عن تقييمه للمئة يوم الاولى له في الرئاسة، فاجاب: "في لبنان صعوبات غير موجودة فى دول أخرى، سببها إرث يحتاج إلى تصحيح، وأنا من الإصلاحيين الذين يريدون تصحيح طريقة الحكم وطريقة التعامل مع القضايا العامة من خلال تطبيق الدستور والقوانين. والعادات التي تسمح بتجاوز الدستور والقوانين لا بد أن تتوقف وكل شيء بإذن الله سيسير بطريقة جيدة".



 عون لمحطة سي بي سي المصرية: سلاح حزب الله مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه الخلافات في لبنان سياسية وليست دينية والصراع ليس في الداخل
الأحد 12 شباط 2017 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه "من غير الجائز ان تستمر الحالة الراهنة في الدول العربية لانها مدمرة للجميع" داعيا الى انهائها، مشيرا الى "ما يعانيه لبنان نتيجة هذه الحروب لا سيما النزوح الكثيف في اتجاهه والذي اثر سلبا على اقتصاده وأمنه، كما ترك احيانا تداعيات سياسية". ووصف زيارته الى القاهرة التي تبدأ غدا، في حديث اجرته معه محطة "CBC" الفضائية المصرية، "بأنها فرصة لتبادل الرأي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول مختلف المواضيع التي تهم البلدين، ومن بينها الاوضاع الراهنة في العالم العربي"، لافتا الى "ان ملف الارهاب سيعطى حيزا اساسيا في البحث، اذ علينا ان ندرس امكانية المساعدة لوقف المسار الارهابي في كل دول المنطقة". ولفت الى "ان زيارته المرتقبة للازهر الشريف والكنيسة القبطية، لها رمزية خاصة تضيء على التعايش بين الطوائف الذي ميز لبنان ومصر اللذين شكلا نموذجا للتعددية الثقافية والمعتقدات، ومصدر غنى للشعوب يمكن ان يتحول الى مصدر دمار اذا ما انقسمت على نفسها وتحاربت مع بعضها البعض". وأشار الى "ان جامعة الدول العربية وازاء بداية الاحداث في المنطقة، لم تستطع اتخاذ موقف من شأنه تجميد وعدم تطور هذه المشاكل في الدول العربية (من تونس الى ليبيا ومصر حيث سيطرت عليها سريعا انما تركت آثارها، والعراق وسوريا واليمن، كما تأثرت الدول العربية الاخرى بالنتائج، لذلك كلنا معنيون اليوم، وخصوصا الذين يمكنهم ان يفكروا ب"رأس بارد" كما يقال، بطرح المبادرات التي يمكن ان تساعد على حل المشاكل".
وعن الوضع في سوريا، قال الرئيس عون: "اننا جميعا حريصون على وحدة سوريا ارضا وشعبا، والتفكير يقوم على ايجاد تسوية ضمن هذا الاطار، ولا يمكن ان تنتهي الحرب السورية دون تسوية سياسية. ولا شك ان هذه الحرب ادت الى اهتزاز العلاقة بين الدول العربية، واذا اجتمعت الدول العربية على كلمة سواء في جامعة الدول العربية خلال القمة المقبلة الشهر المقبل في الاردن، قد يكون من الممكن الوصول الى موقف يساعد على الحل في سوريا وليبيا وكل الدول العربية الواقعة تحت وزر الحروب فيها. ولكن ما يزيد من تعقيد المشكلة هو تزايد الاطراف التي تتدخل في الحل، لانه يعني حكما زيادة المصالح لهذه الاطراف، لذلك على الدول العربية المبادرة الى طرح حل ما، وهو ما يوجب حوارا مع المتنازعين سياسيا او عسكريا لتحديد عناصر الخلاف ويكون الحل نتيجة هذا الحوار".
واضاف ردا على سؤال: "الدول المشاركة حاليا في مؤتمر استانة، اعترفت ببقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم، وبغياب الجيش السوري كونه قوة عسكرية مركزية، لن يتم حفظ الامن في سوريا وستعيش حالا من الفوضى، وقد ظهر الخلاف جليا بين القوى المسلحة المعارضة للنظام التي اختلفت في ما بينها سياسيا حول التمثيل في مؤتمر استانة، وعسكريا حول السيطرة على مناطق محددة، وبالتالي تعاني هذه المعارضة من وجود عدة محاور داخلها ما يجعلها غير قادرة على النجاح او حتى الدخول في مفاوضات سلام".
وفي ما خص مسألة اللاجئين في لبنان والوعود لمساعدته قال عون: "ان المساعدات لم تصل للدولة اللبنانية بل كانت مباشرة للنازحين فيه وهي غير كافية لأن الحاجات اكبر بكثير من المساعدات التي وصلت، وخصوصا ان آخر احصاء اظهر ان عدد النازحين يتراوح بين مليون و500 ألف ومليون و700 ألف نازح وهو رقم كبير جدا كونه يشكل ثلث عدد الشعب اللبناني".
وردا على سؤال عن كيفية تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية، اعتبر عون "ان الدول العربية شقيقة، وبالتالي عند اندلاع اي خلاف، لا يحق لنا الوقوف مع احد الافرقاء لان الخلاف اخوي الطابع، ويجب وضع الامكانات في سبيل اصلاح ذات البين. بهذا المعنى نكون حياديين، وليس بالمعنى السلبي للكلمة اي الاكتفاء بمراقبة الاحداث دون اتخاذ اي مبادرة، واذا طلب منا القيام بأي مهمة تعود بالفائدة على الدول الشقيقة والسعي من اجل السلام، فسنقوم بها بكل سرور".
واضاف: "ان الرؤية الخارجية للبنان تقوم على وجود صراع بين ابنائه بسبب الصراع الاقليمي الدائر، اما الرؤية اللبنانية فهي ان اللبنانيين يتعاونون ضمن الميثاق اللبناني، فحياة اللبنانيين تحكمها مواثيق ثابتة ولا تتغير وفق الاحداث التي تندلع في جوارنا. بعد فترة من الخلاف في وجهات النظر، عاد التوازن الى الحياة السياسية اللبنانية بعد انتخاب رئيس للجمهورية وقد تشكلت حكومة وحدة وطنية ونتوخى مصلحة الشعب اللبناني، ولا خلاف اقتصاديا او ماليا او على صعيد الحياة المشتركة، اما الخلاف السياسي فقد تم تحييده ولن ندعه يؤثر على السلوك الداخلي. وبالنسبة الى اللبنانيين، فالتعايش المسيحي - الاسلامي طبيعي منذ الدعوة الاسلامية، فالمشاكل اتت من الخارج والا لانتفى الخلاف الداخلي بين المسيحي والمسلم في لبنان، وجوهر الخلاف سياسي فقط وليس دينيا، فالجميع يحترم المعتقد الديني للآخر، ولا ندع اي مشكلة خارجية تدخل لضرب استقرار وامن لبنان، ونحن مع لبنان الذي يجب ان يعاد اعماره ويشهد استقرارا وينعم بالامن".
وتابع: "الوضع الحالي في لبنان قائم على حفظ الامن والحدود لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين، وهذه مسؤولية الدولة، وكان هناك صراع سياسي يتعلق بالمنطقة وليس في الداخل اللبناني، وقد لعبت اسرائيل دورا في ذلك.
وردا على سؤال حول استعادة الثقة مع الافرقاء اللبنانيين بعد خصومة سياسية وما قيل ان الفراغ الرئاسي سببه عدم القبول بوصول مرشح "حزب الله" الى الرئاسة، شدد عون على "ان تعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان لم يكن للاتيان برئيس كالذين سبقوا وكنا نعتبر ان هناك جزءا من الفراغ في ادارتهم لشؤون البلاد، فقد اوقفنا الفراغ في السلطة وهذا هو الموضوع. اما بالنسبة الى استعادة الثقة مع الافرقاء، فيجب توجيه السؤال الى رئيس "تيار المستقبل" والمعارضين الآخرين وهم قادرين على الاجابة. ان الخصومة السياسية ليست عداء، بل تنافس وحتى استعمال كلمة خصومة قد تكون اكبر من الواقع، والقتال الذي حصل في السابق تم تجاوزه، فحتى المانيا وفرنسا التي اوقعت الحرب بينهما آلاف القتلى اتى الحل من خلال الوفاق وهو اساس العلاقة بين البشر وليس القتال، فكم بالحري اذا كان الموضوع يتعلق بأبناء الوطن الواحد؟ وفي لبنان، يمكننا ان نصنع السلام في ما بيننا بعد ان تم استبعاد الامور الوهمية ووقف التدخلات الخارجية، وتفاهمنا مباشرة فتم حل المشكلة".
وحول قانون الانتخاب وما تردد عن تهديد للرئيس عون بالفراغ في حال عدم التوافق على قانون جديد، اوضح رئيس الجمهورية انه "لم يهدد بفراغ تشريعي وان من يعرقل التوصل الى قانون انتخابي جديد هو الذي يوصل البلد الى الفراغ، فأنا لا اريد الفراغ بل ارغب بقانون عادل يسمح بتمثيل جميع شرائح المجتمع اللبناني. وانا واثق بأننا سنصل الى قانون جديد سيعتمد في الانتخابات المقبلة من خلال الحوار القائم، ولا احد يتضامن مع من يعرقل الوصول الى قانون انتخابي جديد".
وردا على سؤال حول مستقبل سلاح "حزب الله"، قال عون: "طالما هناك ارض تحتلها اسرائيل التي تطمع ايضا بالثروات الطبيعية اللبنانية، وطالما ان الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة اسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود هذا السلاح لانه مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه، بدليل عدم وجود مقاومة مسلحة في الحياة الداخلية. ومن المهم الاشارة الى ان "حزب الله" هو سكان الجنوب واهل الارض الذين يدافعون عن انفسهم عندما تهددهم او تحاول اسرائيل اجتياحهم، فهم ليسوا بالجيش المستورد، ولا يمكن مطالبة مواطن لبناني بتسليم سلاحه وارضه قد احتلت اكثر من مرة منذ العام 1978، ولم تنسحب اسرائيل من معظم الاراضي اللبنانية الا بضغط المقاومة. وفي العام 2006، شنت اسرائيل حربا جنونية واستهدف السلاح الاسرائيلي في حينه مناطق لا تواجد لحزب الله فيها. وبالتالي، سلاح "حزب الله" لا يتناقض مع مشروع الدولة الذي ادعمه واعمل لاجله، والا لا يمكن التعايش معه، فهو جزء اساسي من الدفاع عن لبنان، وعدم استعمال السلاح في الداخل اللبناني هو حقيقة قائمة وليس فقط ضمانة تعطى، لان الحزب يعلم حدود استعمال السلاح، ونحن لدينا ثقة بذلك كما اننا لن نرضى ان تتطور القضية الى المس بالامن في لبنان".
واوضح ردا على سؤال "ان وجود حزب الله في سوريا هو ضد المنظمات الارهابية كجبهة "النصرة" و"داعش"، ولا يدخل في الصراع الاقليمي، فمصر تحارب التطرف ايضا وكل الدول العربية اتحدت لمواجهة الارهاب، وحتى السعودية شكلت تحالفا لمحاربة الارهاب، ولم يتدخل حزب الله في سوريا الا بعد ان عانى لبنان من مشاكل مع الارهاب الذي تسلل الى اراض لبنانية ومنها عرسال ووادي خالد، فهناك مستودع ارهابي في سوريا يورد الارهابيين الى لبنان، وبعد تحرير القلمون، انخفض منسوب الخطر الارهابي على لبنان، ويعمل الجيش اللبناني على مواجهة الارهابيين في الاراضي اللبنانية. وليس صحيحا ان مشاركة حزب الله في الحرب السورية ادت الى استقدام الارهاب الى لبنان، ففرنسا واميركا وبلجيكا وغيرها من الدول تعاني من ضربات ارهابية علما انها لم تحارب الارهابيين في سوريا، وبالتالي هناك سياسة للمنظمات الارهابية تتخطى الحدود وتقوم على أسلمة العالم وفق مفهومهم الخاص للاسلام وليس وفق المفهوم الصحيح".
وعن عروبة لبنان، اكد عون "اننا لسنا بحاجة لتأكيد عروبة لبنان، وان مصر خاصة تدرك ذلك منذ النهضة العربية حتى اليوم، ولكن هناك شوائب لحقت بالعلاقات اللبنانية - السعودية وقد ازلناها وعادت العلاقات طبيعية تماما ولم يكن هناك من حظر سعودي، وستجرى محادثات في وقت قريب بين الوزراء المختصين في البلدين حول المساعدات العسكرية للجيش اللبناني". وعن وضع المسيحيين في المنطقة، شدد الرئيس عون على انهم "يعيشون الخطر وقد هاجر قسم كبير منهم وهذا ما حصل في العراق حيث نزح قرابة نصف المواطنين المسيحيين، وفي سوريا نزح عدد كبير ايضا، فانخفض العدد من نحو خمسة ملايين الى نحو مليونين فقط. وبالتالي، يجب ان يستفيق الضمير العالمي ويضع حدا لهذا الامر، فنحن حضارة اساسية في الشرق فهل يمكن مثلا تصور القدس من دون المعالم المسيحية والاسلامية؟ فأين مسيحيو فلسطين؟ هذا الامر جزء من المشكلة التي شكلت اساسا لكل المشاكل الاخرى".
وكشف ان لا مانع لديه من زيارة طهران ودمشق، فيما اوضح ردا على سؤال حول وجود خطر من المشروع الايراني على المسيحيين، "ان الاحداث لم تبرز اي خطر ايراني على المسيحيين في المنطقة، فأعمال العنف اتت من الارهاب التكفيري الذي يستهدف المسلمين ايضا وليس فقط المسيحيين وكل من لا يشاركهم فكرهم". وتحدث عن عودته الى لبنان من المنفى في باريس، حيث اكد انه "لم يتخل يوما عن فكرة العودة الى لبنان، بل عمل من اجلها وبالتالي لم تكن هذه العودة صدفة والعلم السياسي يقود الى الوصول الى السلطة والا لا معنى له، وعملنا كسياسيين من اجل هذا الهدف لانه لا يمكن الاصلاح او القيام بأي عمل سياسي اذا لم يكن الانسان في السلطة، وهو امر طبيعي في الحياة السياسية". وختم عون بالقول: "كان لدي ماض كتب عنه، وهناك مستقبل يكتب منذ 31 تشرين الاول 2016. وغايتي الاولى هي الامن والاستقرار لانها الاساس الذي يبنى عليه، اما المشاريع فتطال كل قطاعات الدولة".

وهاب: لا يظنن أحد أنه عند كل استحقاق نيابي يستطيع أن يجر المواطنين الى مواجهة
الأحد 12 شباط 2017 /وطنية - أكد رئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهاب، خلال استقباله وفودا شعبية في دارته في الجاهلية، أنه "لا عودة الى الحرب الأهلية ولا يظنن أحد أنه عند كل استحقاق نيابي يستطيع أن يجر المواطنين الى مواجهة"، لافتا الى "التحريض الطائفي والمذهبي الذي يكثر على وسائل التواصل الإجتماعي والذي بلغ حدودا بشعة تعيدنا الى أيام الحرب، خصوصا من بعض أولئك الذين لم يعيشوا ويلات الحرب التي عشناها، أو المستسهلين العودة الى أجوائها"، متسائلا "ما هي أسباب هذا التحريض ومن يغذيه"؟. كما أكد أن "الجبل للجميع، للدروز والمسيحيين والسنة والشيعة ولكل اللبنانيين، ولا وجود لصك باسم أحد في الجبل، فالجبل لكل اللبنانيين، وما يشاع من أقاويل معيب ولا طعم له ويجب الكف عنه". وناشد الجميع "وخصوصا النائب وليد جنبلاط، إيقاف هذا التحريض أو الإيعاز لوقفه لأنه خطير ولا طعم له"، موضحا أنه "منذ حرب الجبل والتهجير الذي حصل خلال تلك الحرب أصبحنا كلنا مهجرين: المسيحي الذي تهجر مهجر وكذلك الأمر بالنسبة للدرزي الذي بقي بأرضه يتهجر لإنعدام فرص العمل وتردي الوضع الاقتصادي، ولا أحد يتوهم أن هناك عودة للحرب والجميع سيقف بوجه هذا الموضوع وسنواجهه، ولا يظنن أحد أنه عند كل استحقاق نيابي يستطيع أن يجر المواطنين الى مواجهة بعضهم البعض أو مواجهة طائفة ضد غيرها". أضاف: "إكتفينا من هذه الأمور، لا الحصة بمصنع فتوش أو غيرها تستحق القيام بحرب طائفية في الجبل، ولا موضوع قانون الإنتخاب يحرز للحصول على نائب بالزايد أو بالناقص". وتساءل "أين يحفظ قانون الستين حق الدروز وأين تلغي النسبية حق الدروز"؟ معتبرا أن "الموقف الذي سجله الوزير طلال إرسلان من موضوع النسبية، دقيق فعلا، خصوصا عندما قال أنه في القانون الحالي الدروز لديهم نائبان في عاليه وباقي النواب يصلون عبر التحالفات، في النسبية يصبح هناك 8 نواب لهم وأكثر، فليشرحوا لنا لنفهم أين تلغي النسبية حق الدروز حتى نسير معه". وإذ رأى أن"التشبيح والتهديدات والإسفاف الذي يتم هو أمر معيب وغير مقبول ويجب وقفه"، تمنى وهاب على أجهزة مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي "أن تلاحق الذين يتلهون على تلك الوسائل لإثارة التحريض الطائفي والمذهبي والدعوة الى الحرب والتهديد بالسلاح، بدل مراقبة المواطنين وملاحقتهم على أشياء سخيفة"، مؤكدا "ألا عودة اليوم الى الحرب الأهلية وألا أحد من اللبنانيين يطمح الى ذلك أو يرغب بسماع عبارات عن ذلك".

حرب: إن كان باسيل يعتقد أنه سيصبح نائبا فأنا لا أظن اعتقاده في محله والإنتخابات آتية
الأحد 12 شباط 2017
وطنية - رأى النائب بطرس حرب أن "اقتراب موعد الإنتخابات النيابية جعل الناس تعيش اقتراب الإستحقاق السياسي، والحركة تخلق عفويا إنما علينا تنظيمها، وكما يقال "تزييت الماكينة" وتطعيمها بعناصر جديدة شابة، ونحن نقوم بذلك".
وقال حرب في حديث إلى برنامج "كواليس الأحد" من إذاعة صوت لبنان - صوت الحرية والكرامة: "الظاهر أن هناك تحالفا ثابتا بين القوات اللبنانية والعونيين، وهو أمر طبيعي نتيجة التطورات الأخيرة، ومن المرجح أن نكون أنا وحزب الكتائب متحالفين معا كمرشحين، وهناك قوى سياسية أخرى لن تكون متفرجة وسيكون لها موقف، ونحن نسعى كي يكون موقفها مؤيدا للتحالف الذي قد ينشأ بيني وبين الكتائب. حتى الآن لم يقرر أي منا لا أنا ولا الكتائب بعد، إنما القضية تتطلب بعض الوقت بانتظار أن يتم الإتفاق في البلد على أي قانون انتخاب ستجرى الإنتخابات، فقد لاحظت أن بعض الصيغ المطروحة لا تحالفات فيها كمشروع قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وقد قرأت في إحدى الصحف منذ يومين أن مشروع القانون النسبي (ميقاتي) يؤدي إلى كسر التحالف بين القوات والتيار، لأنه يستحيل على أساس هذا المشروع، إذا تم اعتماده قانونا، أن يعطي أي منهما الآخر، قد يتحالفان لكن يستحيل على أي منهما إعطاء أصوات للآخر. فالقواتيون عندئذ سيصوتون لمرشح القوات، والعونيون سيصوتون لمرشح التيار فقط. ولهذا، ورغم الضجيج حول إمكان أن يعتمد الحل مشروع حكومة ميقاتي إلا أنني ما زلت مقتنعا أنه لن يكون الحل، ولن توافق عليه قوى سياسية معينة كالقوات والوزير جنبلاط والأرجح تيار المستقبل. وإن عدم الإتفاق على قانون انتخاب غير قانون الستين قد يؤدي إلى فراغ".
وتابع: "التيار الوطني الحر بحاجة للتحالف مع القوات، مثلا في البترون، خصوصا أن التجارب السابقة قد دلت على أن جبران باسيل غير قادر على الفوز بالنيابة لأنه مرفوض من الناس، رغم كل شيء. وكي ينجح جبران باسيل في النيابة في البترون، فهو يعتقد أن تحالفه مع القوات قد يعمله نائبا، ومعركة البترون، مهما كبرت المنطقة أو صغر حجمها، فتمثيلها بنائبين، إنما هي معركة أساس في لبنان تستشرف المستقبل لأسباب عديدة، وهي تحت المجهر".
وأكد النائب حرب أن "باسيل يعتقد أن بتحالفه مع القوات سيصبح نائبا، ولا أعتقد ذلك صحيحا والإنتخابات المقبلة ستثبت ذلك".
وعن عزوف النائب أنطوان زهرا عن الترشيح في الدورة المقبلة، أجاب حرب: "أحيي النائب زهرا، لأنه، أيا تكن خلفية موقفه، فهي تدل على إنسان يريد الحفاظ على كرامته دون أن يكون غادرا لانتمائه السياسي والحزبي، وهذا أمر يثمن، خصوصا في هذه الأيام التي تقلص فيها عدد الذين يحترمون العلاقات، ولا سيما تلك القائمة على المبادئ، وأنطوان زهرا، منذ ما يقارب 10 سنوات ينتقد مساوئ من يطلب منه التحالف معه اليوم، وهذا أمر غير مريح، فلو افترضنا أنه لم يقرر العزوف وترشح مع باسيل، وسأله سائل: هل غيرت رأيك من الذي تتحالف معه؟ فماذا يمكنه أن يجيب؟ فزهرا صادق مع ذاته، وهو قرر عدم الترشح وأنا أحترم موقفه بالعزوف، وإن قرر العزوف عن الترشيح فليس لأنه فشل في النيابة، على العكس، لقد كان زهرا من النواب المميزين بحضوره عند طرح كل قضية، وقد لعب دورا جيدا في الحياة السياسية والبرلمانية، ولعله كان من أبرز نواب القوات اللبنانية، وتخليه عن الترشيح أصاب مؤيديه في حيرة، وبرأيي أن الوضع السياسي الجديد ساهم بقراره، إذ كانت لزهرا صعوبة في التكيف معه. فالنائب زهرا يقول رسميا أنه من دعاة التوافق بين القوات والعونيين، إلا أنه ضد الشكل الذي حصل فيه، وكلنا من هذا الرأي. من منا من دعاة تقاتل القوات والعونيين؟ من منا مع استمرار الوضع السلبي بينهما وما نتج عنه من نتائج مأساوية دمرت مناطقنا تدميرا على جميع الصعد فضلا عن آلاف الضحايا من شبابنا؟ ما من عاقل إلا ويؤيد هذا التفاهم لوقف التشنج المسيحي - المسيحي. كنا بكينا دما حين كان الفريقان يتقاتلان، ونحن من دعاة تفاهم المسيحيين على المواقف المبدئية والثوابت الوطنية المسيحية، لكن المشكلة أن تحالف عون - القوات لم يحدد الثوابت الوطنية وورقة النوايا يمكن لأي قارئ أن يفسرها كما يشاء. ولنا مثل في موقف العماد عون البارحة حول سلاح حزب الله أكبر دليل، أي هل تؤيد القوات هذا الموقف؟
أضاف: "نحن في القرن الحادي والعشرين، والناس بلغت درجة عالية من الثقافة والعلم، ولا أحد يستطيع خداع أحد. الناس مسيسون ولا يمكن التعاطي مع اللبنانيين وكأنهم جهلة وأن نتحدى ذكاءهم. أنا أحترم صديقي النائب زهرا، وصداقتي به شخصية ثابتة، سمحت لي مثلا أن لا أحجم عن التقاط صورة له وهو يترأس جلسة مجلس النواب حين أعطاه الكرسي لبعض الوقت نائب رئيس المجلس الذي كان يترأس الجلسة وأرسلت الصورة إليه، هذا رغم أنني قد أكون في تنافس انتخابي حضاري مع القوات اللبنانية قريبا، فالعلاقة الشخصية والحضارية المبنية على المحبة والإحترام بين الناس والتي لا يعتريها الحقد والكيدية والكراهية التي يمارسها البعض ضد الكل، هي العلاقة السليمة".
وجوابا عن سؤال عن علاقته بالدكتور سمير جعجع، قال حرب: "كلنا نعمل في السياسة، ولا أحد منا هو صورة طبق الأصل عن الآخر، كنا نجتمع ونتحاور ونتبادل الأفكار والآراء، وربما كنا نختلف أحيانا، إنما كنا نخرج بموقف موحد. الذي حدث أخيرا وهو الشعرة التي قصمت ظهر البعير، هو الإنعطاف السياسي حول ترشيح العماد ميشال عون، بعدما كانت القوات اللبنانية أقنعتنا أن هذا الخيار سيىء، ولكثرة ما اجتهدوا اقتنعنا، لكنهم غيروا رأيهم. الرئيس ميشال عون اليوم هو رئيس جمهوريتنا، وكلنا مدعوون لدعمه كي ينجح لأنه بنجاح الرئيس ينجح العهد وينجح لبنان واللبنانيون. على هذا الأساس هناك مبادئ أخلاقية ووطنية لا أتجاوزها. إنما ما أقوله أن خلافا في وجهات النظر حدث مع القوات اللبنانية، وكانت هناك آلية لحسم هذه الخلافات ضمن 14 آذار، وهذه الآلية سقطت، لذلك خرج الخلاف إلى السطح، إلا أن العلاقات الشخصية بخير، فالبارحة قدمت واجباتي للدكتور جعجع وعائلته بمصابه بوفاة والدته، وإن علاقات ود عائلية تربطنا حتى ولو كان رأيه يخالف رأيي فهذا حقه وأحترم هذا الحق بالإختلاف، كما عليه أن يحترم حقي بالإختلاف عن رأيه، وهذه هي الحياة السياسية".
وسئل حرب كيف سيواجه جبران باسيل في الإنتخابات وهو دأب على عرقلة حرب طوال عهد حكومة الرئيس سلام؟ أجاب: "الهم الوحيد للوزير جبران باسيل إبان عهد الحكومة السابقة، كان تعطيل كل مشاريع وزارتي، وقد نجح بذلك إلى حد ما، لأن تفريغ رئاسة الجمهورية أدى إلى تعطيل آلية التصويت على المشاريع في مجلس الوزراء، وهنا حدثت سياسة الإبتزاز والتعطيل، بكل أسف. أما كيف سأواجهه؟ فهذا شيء آخر، فالناس هم سيواجهون وليس أنا، فأنا أترشح باسم الناس للانتخابات على أساس أنني أخوض المعركة باسم الناس، وهي معركتهم، والناس سيقولون كيف سيواجهون هذا التحالف.
ومع احترامي لهذا التحالف، لا أستطيع تحديد مدى تعبيره عن رأي الناس، فالتحالف بين القيادات شيء وانعكاسه على الأرض شيء آخر. والناس يلاحظون ذلك لدى كل من الطرفين المتحالفين، وهذا ما ظهر في الإنتخابات البلدية والإختيارية وما سيظهر بصورة أوضح في الإنتخابات العامة الآتية، وإن كان باسيل يعتقد أنه سيصبح نائبا فأنا لا أظن اعتقاده في محله والإنتخابات آتية وستثبت عدم صحة اعتقاده".

الرئيس عون: أنا من الإصلاحيين الذين يريدون تصحيح طريقة الحكم
وكالات/12 شباط/17/الأحد 12 شباط 2017 /وصف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العلاقات اللبنانية - المصرية بالتقليدية والجيدة، والسليمة للغاية، مشددا على ان "مختلف قطاعات التعاون الثنائي مرحب بها من الجانبين"، مؤكدا ان "الاوضاع في المنطقة ستكون موضع بحث في لقاء القمة الذي سيجمعه مع نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي سيتوج بها لقاءاته اثناء الزيارة الرسمية التي سيقوم بها غدا الى القاهرة".
وشدد الرئيس عون على ان "لبنان ومصر، كما سائر دول العالم، يواجهان مشكلة مشتركة تتمثل بالارهاب الذي يضرب في كل مكان، وهو اشبه بمرض خبيث ينام ثم يعود للإستفاقة في مراحل معينة، خصوصا اذا واصلت بعض الدول تغذيته. لذلك علينا منذ الآن أن نحاربه طالما هو ظاهر"، مشيرا الى ان "الحرب عليه حاليا مهما كانت قاسية، فإنها ستكون أسهل من المرحلة القادمة، إذا ما كان سيواصل هذا الارهاب حربه علينا بشكل سري. وهذا امر يحتاج الى متابعة ويتطلب تنسيقا بين الأجهزة الأمنية فى الدول العربية، حتى يتم وضع حد لظاهرته".
وإذ اعرب رئيس الجمهورية عن "خشيته مستقبلا من أن يتغلغل ضمن الوحدات العسكرية الظاهرة للارهاب، والتي تقاتله في شكل خلايا نائمة فى المجتمعات العربية ومجتمعات أخرى"، فإنه اعتبر ان "محاربته يجب ان تكون بأوجه عدة، مقدما النموذج اللبناني كاحدى طرق هذه المواجهة"، وقال: "نحن فى لبنان نمر أحيانا بإنقسامات سياسية، ولكننا لم نمر يوما بأزمات تتعلق بالفكر الديني، لأننا بلد حوار وتعلمنا منذ الصغر احترام حرية المعتقد والحق فى الاختلاف وحرية الرأي. ولبنان يمكن أن يكون نموذجا للعيش المشترك بعد مرحلة التطرف التى يمر بها العالم".
واعتبر ان "الخلفية العسكرية التي يأتي منها هو والرئيس السيسي، من شأنها ان تخلق صراحة وصداقة لأننا كعسكريين، نسلك الطريق الأقصر للتفاهم. وأعتقد أننا بدأنا تفاهما قبل أن نلتقي".
كلام الرئيس عون جاء في خلال حديث صحافي شامل، اجراه معه رئيس تحرير صحيفة الاهرام محمد عبد الهادي علام، ونشر اليوم. تناول فيه الرئيس عون مختلف المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وردا على سؤال حول تجربته في طي صفحة الماضي بما فيها من خلافات، وما حققته هذه التجربة على الصعيد اللبناني العام، إثر عودته الى لبنان في العام 2005، قال الرئيس عون: "في المرحلة الأولى، تعاونت مع جميع القوى السياسية الموجودة فى لبنان بالرغم من محاولات البعض عزلي عن الحياة العامة. وهذا البعض لم ينجح بسبب الدعم الشعبي الذى ألقاه من الشرائح اللبنانية كافة".
اضاف: "بعدها أقمت أول تفاهم مع "حزب الله"، وهو المقاومة التي كانت مستهدفة في حينه بالقرار الدولي 1559 لأسباب كثيرة من بينها مقاومتها لإسرائيل، وقد أثبتت ذلك بعد عام. وبفضل الدعم الذي وفرناه لها وتغطيتها سياسيا رفعنا عنها الإتهام بأنها مقاومة شيعية فقط. فهي ليست شيعية بل هي وطنية، ما أمن لجانب كبير من الشعب اللبناني أنه ليس متروكا، فكان ذلك مصدرا للتهدئة".
وقال: "في المرحلة الثانية، ومع تأجج الصراع فى العراق، بعد الغزو الأميركي له عام 2003، خشيت أن ينتقل هذا الصراع إلى لبنان، فكانت لي لقاءات صحفية عدة مع وسائل اعلامية خليجية تحديدا، حذرت فيها من انتقال شرارة الحرب المذهبية بين السنة والشيعة إلى لبنان، وأكدت أننا لن نسمح بانطلاق شرارة من لبنان لحرب سنية شيعية كما اننا لن نتلقى أي شرارة حرب سنية شيعية فى لبنان. وكان ذلك من أجل الحفاظ على استقرارنا الوطني وسلامنا الداخلي. لكن الأهواء السياسية تختلف عن التمسك بالأمن الوطني والسلامة الوطنية، لذلك انقسم اللبنانيون في ما بعد بين من يحبذ الحل مع سوريا أو ضد سوريا، لكن الجميع بقي متمسكا بالاستقرار فى لبنان وهذا ما أنقذنا. وهكذا توصلنا إلى حل يقارب الهدنة نحاول أن نصنع منه سلاما".
وردا على سؤال عما اذا كانت مسألة اعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية طرحت خلال الزيارة الى المملكة العربية السعودية او ستطرح خلال زيارته الى مقر جامعة الدول العربية، اوضح الرئيس عون انه "لم يطرح هذا الموضوع، لأن "حزب الله" في لبنان يشكل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، وجزءا اساسيا من سكان الجنوب، وافراده ليسوا مرتزقة كما جاء المرتزقة إلى سوريا من مختلف البلدان. هم لبنانيون يدافعون عن أرزاقهم وأملاكهم بالدرجة الأولى، وإن كانوا يتلقون العون من الآخرين. ونحن لا يمكن أن نكون مع إسرائيل ضد قسم من شعبنا. وبالنسبة الي، فإن البيت اللبناني ليس شيعيا، والأرض اللبنانية ليست شيعية ولا سنية ولا مسيحية، بل هي أرض لبنانية للجميع ولبنان لجميع ابنائه. ولكل منا معتقده لكننا جميعا متضامنون ومتفقون على أن نعيش متفاهمين معا".
وسئل الرئيس عون كيف أقنع "حزب الله" بقبول عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، فاجاب: "لقد أقنعتهما بسؤال طرحته على كل منهما وهو: هل تريد أن تلغي الآخر؟ والإثنان أجابا ب لا. فأجبت بأني انا ايضا لا أريد إلغاء أحد، لذلك يجب أن نتكلم مع بعضنا البعض. وهكذا كان، طبعا ضمن حدود سياسية لا تؤذي الآخر".
وتطرق رئيس الجمهورية، ردا على سؤال، الى سبل الخروج من حالة الانقسام العربي الحالي، فاشار الى ان "الوضع غامض، فقد أصبح هناك تصارع مصالح بين الدول الكبرى ولم يعد مع اللاعبين الصغار، انما يبقى هناك مدخل لهذا الموضوع، وهو أن نعرف ماذا يريد المتصارعون. فإذا كان ما يريدونه هو نزعة إلى السيطرة، فلن نستطيع أن نسير معه، ولكن إذا كانت هناك مصالح يجب احترامها فهي للأطراف كافة. من هنا علينا أن نجلس وندرس بعقلانية الحَكَم وليس بعقلية المؤيد لهذا الطرف أو ذاك حتى نستطيع أن نصل إلى حل ووفاق".
وطالب "بوجوب ان تكون من اولويات القمة العربية المقبلة العمل على احياء جامعة الدول العربية، فهي مشلولة ويجب إحياؤها. وإذا انطلق منها صوت صارخ يدعو الجميع للهداية، فإنه بالتأكيد سيلقى صدى، لأن الجميع متعب". واكد انه "لا بد من وجود روح المبادرة، فوجود الجامعة كجامعة كان أساسا بمبادرة عربية، ولا بد من أن تعمل الجامعة بنفس روحية تأسيسها، فهي لها ميثاق لو تم احترامه، لما كنا وصلنا إلى حالة صدام. وأنا في هذا الاطار، متمسك بالمادة الثانية من ميثاقها التي تحرم على أي دولة عربية التدخل فى شؤون دولة عربية أخرى".
وردا على سؤال حول الوضع الإقليمي ومستقبل العلاقات العربية مع إيران وتركيا، اعتبر رئيس الجمهورية ان "هذه الدول متجاورة، من هنا يجب أن تحتفظ بعلاقات متميزة لأن هناك مصالح كثيرة مشتركة بين أي دولة ودولة أخرى مجاورة لها، أكثر مما بين أي دولة ودولة أخرى بعيدة عنها، وإذا ما وجد التفاهم فتتميز العلاقات. ولأن الجغرافيا هي التي تتحكم في السياسة، فلا بد من حسن الجوار الذي يتعلق بالدرجة الأولى بالأمن والمصالح الاقتصادية وتلك المشتركة مثل المياه والأحواض النفطية الحدودية والاستثمار المتبادل... وكلها أمور إيجابية، فلا شيء محرم لحسن العلاقة سوى شن الحرب".
وردا على سؤال حول ما اذا كان بامكان لبنان أن يشكل جسرا لتفاهم خليجي - إيراني أو عربي - إيراني، رد الرئيس عون: "ولم لا؟ على الإنسان أن يحاول والمحاولة قد تنجح وقد لا تنجح، لكن تبقى هناك راحة الضمير بدلا من أن يبقى الإنسان متفرجا. وإذا لم نحاول يكون هناك الفشل الذريع من دون أن نقدم أساسا على المحاولة. فالإقدام أفضل وعلى الأقل يكون هناك شرف المحاولة".
وردا على سؤال اعتبر رئيس الجمهورية ان "الحل للازمة السورية لا يمكن ان يكون الا سياسيا، لأن المشاكل الداخلية في بلد يجب أن تنتهي بتسوية، فلا أحد يستطيع أن يحذف قسما من شعبه من حل سياسي. وقد شكل عدم القدرة على بلوغ حل الأزمة سلميا سببا في الوصول إلى هذه المرحلة الحامية من التدمير في الوطن إنسانا وبنيانا".
وإذ ذكر بأن "تجربتنا اللبنانية في هذا الاطار سبقت تجربة الشعب السوري، وهي حصلت في سبعينيات القرن الماضي وكانت جد مؤلمة بالنسبة الينا نظرا للنتائج التى انبثقت منها"، فإنه لفت الى ان "العمل المسلح داخل البلاد يؤدي إلى الخراب حتى لو انتصر حامل السلاح لأنه يحتاج للكثير من الوقت لكي يعيد البلد إلى الحياة الطبيعية. من هنا فإن الحوار والإصلاحات المتدرجة تنقل البلد من مرحلة إلى أخرى".
واشار الرئيس عون، في معرض رده على مسألة النزوح السوري الى لبنان، الى ان الأمر يشكل "حملا كبيرا آثاره واضحة على لبنان من النواحي الاقتصادية والأمنية والسياسية، فالوضع بالفعل صعب جدا اليوم. وانا كلبناني، ومن كل قلبي، أقول أن الشعب اللبناني "قديس". فأنت لا تتصور كيف يتحمل شعبنا هذا العبء من جراء هذه المشكلة"، مؤكدا انه "مع ذلك كله استطعنا بحمد الله الحفاظ على سلامة الحدود وسلامة الأهالي بيقظة من القوى العسكرية والامنية".
وعن موقف لبنان من مسألة توطين الفلسطينيين، اشار رئيس الجمهورية الى "ان موقفنا واضح وهو الدفاع عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بالوطن الفلسطيني. وموقفنا هذا وضعناه فى مقدمة الدستور اللبناني ويقضي برفض التوطين فى لبنان".
وقال الرئيس عون: "ان إسرائيل تريد إلغاء الهوية والأرض الفلسطينية، وهي تعتبر ما تبقى من الفلسطينيين فى فلسطين مجرد سكان ليسوا أصحاب أرض وأصحاب هوية. هذا خطر على العرب وعلى الإسلام نفسه." وسأل: "هل يمكن أن نتصور الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فى فلسطين من دون مسلمين ومسيحيين؟ هذا عار تاريخي يلحق بالعرب بل بالبشرية جمعاء. هل نتصور إلغاء أرض نشأت فيها الأديان التي بشرت العالم. ان فلسطين مثل مكة المكرمة. فهل نقبل أن نهدم حضارة بحجة التفتيش عن هيكل سليمان الذي لم يعثر عليه تاريخيا حتى يهدموا المسجد الأقصى؟ ألا يرى العرب أن إسرائيل تسعى إلى محو كل ما هو فلسطيني؟"
وسئل الرئيس عون عن الموقف من الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، وما تحدثه مواقفه، فلفت الى انه "من الصعب التقدير مع ترامب. فأنت لا تستطيع التمييز بين الخطاب الانتخابي الشعبوي والحقيقة الأميركية. فوفقا لما يقوله يحب قلب أميركا رأسا على عقب قبل أن "يقلبنا نحن"، لأن هذا الوضع الذي يريد أن يخلقه غير طبيعي والمخاوف التي يثيرها فى أميركا نفسها أكثر من المخاوف لدينا في المنطقة، لذلك يجب علينا عدم التسرع بالتأييد وعدم التسرع بالمعارضة، لأن التسرع بالتأييد يمكن أن يكون خطأ وكذلك التسرع بالمعارضة، وأرجحية أن تصيب أحدهما مقامرة".
واعتبر ان "الأفضل هو الترقب والعمل على تعزيز وحدتنا الداخلية الوطنية بقدر ما نستطيع وألا يكون ذلك مرتبطا بالسياسة الخارجية".
وسئل رئيس الجمهورية عن الموقف من امكانية عدم التوصل الى قانون جديد للانتخابات النيابية، قبل الاستحقاق، فأكد انه "من الصعب عدم إقرار قانون مع وجود إرادة لذلك، لأن عدم إقرار قانون جديد يدفع بالبلد إلى المجهول ولا يجوز في الوقت عينه أن يكون هناك مجلس نواب منتخبا يتم التمديد له مرتين ليبقى 12 سنة، فهذه ستعتبر عندها ولاية ملكية وليس ولاية ديمقراطية تتجدد فيها الثقة على موعد محدد كل 4 سنوات. من هنا يجب أن يكون لدينا قانون عادل".
وشدد على "اننا اليوم نريد التمثيل العادل مثلما نصت عليه وثيقة اتفاق الطائف، وهو تمثيل يراعي العيش المشترك وصحة التمثيل وفاعليته".
وسئل الرئيس عون عن الاعتقاد السائد بوجود جفاء بينه وبين رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري بسبب موقفه الرافض للتمديد لمجلس النواب، فاكد انه "لا توجد خلافات. أحيانا هناك وجهات نظر تختلف، وهذا امر طبيعي في الحياة الديمقراطية، وأحيانا هناك تفاهم. وعند الاختلاف بالرأي نحتكم الى مجلس النواب أو مجلس الوزراء. والاختلاف غير دائم وهو الاستثناء، أما التفاهم فهو الباقي".
وسئل كيف يكون التقارب مع رئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع مفيدا للبنان، فاجاب: "انطلاقا من كونه تفاهما جامعا لا يفرق، وهوجاء نتيجة أن الأحداث التي شهدها لبنان وزعت الطوائف، فأصبحت هناك كتلة سنية تمثل الأغلبية الساحقة من السنة وكتلة شيعية تمثل الأغلبية الساحقة من الشيعة، فيما المسيحيون موزعون أحزابا متصارعة على الانتخابات بين بعضها البعض، ووفق هذا الصراع لم تكن هناك من كتل مسيحية مؤثرة. ثم جاءت انتخابات الرئاسة التي خلقت الحاجة لنكون معا، وهذا محا خلاف 30 سنة سابقة، فتم الترحيب به حيث كان الصراع دمويا في ثمانينات من القرن الماضي. وأنهينا بالاتفاق مرحلة كانت سيئة للمسيحيين واتحدوا حتى نستطيع أن نقول ان هذه إرادة اغلبية المسيحيين فى لبنان".
وسئل رئيس الجمهورية عن تقييمه للمئة يوم الاولى له في الرئاسة، فاجاب: "في لبنان صعوبات غير موجودة فى دول أخرى، سببها إرث يحتاج إلى تصحيح، وأنا من الإصلاحيين الذين يريدون تصحيح طريقة الحكم وطريقة التعامل مع القضايا العامة من خلال تطبيق الدستور والقوانين. والعادات التي تسمح بتجاوز الدستور والقوانين لا بد أن تتوقف وكل شيء بإذن الله سيسير بطريقة جيدة".
كما وأكد الرئيس عون انه "من غير الجائز ان تستمر الحالة الراهنة في الدول العربية لانها مدمرة للجميع" داعيا الى انهائها، مشيرا الى "ما يعانيه لبنان نتيجة هذه الحروب لا سيما النزوح الكثيف في اتجاهه والذي اثر سلبا على اقتصاده وأمنه، كما ترك احيانا تداعيات سياسية".
ووصف زيارته الى القاهرة التي تبدأ غدا، في حديث ثاني اجرته معه محطة "CBC" الفضائية المصرية، "بأنها فرصة لتبادل الرأي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول مختلف المواضيع التي تهم البلدين، ومن بينها الاوضاع الراهنة في العالم العربي"، لافتا الى "ان ملف الارهاب سيعطى حيزا اساسيا في البحث، اذ علينا ان ندرس امكانية المساعدة لوقف المسار الارهابي في كل دول المنطقة".
ولفت الى "ان زيارته المرتقبة للازهر الشريف والكنيسة القبطية، لها رمزية خاصة تضيء على التعايش بين الطوائف الذي ميز لبنان ومصر اللذين شكلا نموذجا للتعددية الثقافية والمعتقدات، ومصدر غنى للشعوب يمكن ان يتحول الى مصدر دمار اذا ما انقسمت على نفسها وتحاربت مع بعضها البعض".
وأشار الى "ان جامعة الدول العربية وازاء بداية الاحداث في المنطقة، لم تستطع اتخاذ موقف من شأنه تجميد وعدم تطور هذه المشاكل في الدول العربية (من تونس الى ليبيا ومصر حيث سيطرت عليها سريعا انما تركت آثارها، والعراق وسوريا واليمن، كما تأثرت الدول العربية الاخرى بالنتائج، لذلك كلنا معنيون اليوم، وخصوصا الذين يمكنهم ان يفكروا ب"رأس بارد" كما يقال، بطرح المبادرات التي يمكن ان تساعد على حل المشاكل".
وعن الوضع في سوريا، قال الرئيس عون: "اننا جميعا حريصون على وحدة سوريا ارضا وشعبا، والتفكير يقوم على ايجاد تسوية ضمن هذا الاطار، ولا يمكن ان تنتهي الحرب السورية دون تسوية سياسية. ولا شك ان هذه الحرب ادت الى اهتزاز العلاقة بين الدول العربية، واذا اجتمعت الدول العربية على كلمة سواء في جامعة الدول العربية خلال القمة المقبلة الشهر المقبل في الاردن، قد يكون من الممكن الوصول الى موقف يساعد على الحل في سوريا وليبيا وكل الدول العربية الواقعة تحت وزر الحروب فيها. ولكن ما يزيد من تعقيد المشكلة هو تزايد الاطراف التي تتدخل في الحل، لانه يعني حكما زيادة المصالح لهذه الاطراف، لذلك على الدول العربية المبادرة الى طرح حل ما، وهو ما يوجب حوارا مع المتنازعين سياسيا او عسكريا لتحديد عناصر الخلاف ويكون الحل نتيجة هذا الحوار".
واضاف ردا على سؤال: "الدول المشاركة حاليا في مؤتمر استانة، اعترفت ببقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم، وبغياب الجيش السوري كونه قوة عسكرية مركزية، لن يتم حفظ الامن في سوريا وستعيش حالا من الفوضى، وقد ظهر الخلاف جليا بين القوى المسلحة المعارضة للنظام التي اختلفت في ما بينها سياسيا حول التمثيل في مؤتمر استانة، وعسكريا حول السيطرة على مناطق محددة، وبالتالي تعاني هذه المعارضة من وجود عدة محاور داخلها ما يجعلها غير قادرة على النجاح او حتى الدخول في مفاوضات سلام".
وفي ما خص مسألة اللاجئين في لبنان والوعود لمساعدته قال عون: "ان المساعدات لم تصل للدولة اللبنانية بل كانت مباشرة للنازحين فيه وهي غير كافية لأن الحاجات اكبر بكثير من المساعدات التي وصلت، وخصوصا ان آخر احصاء اظهر ان عدد النازحين يتراوح بين مليون و500 ألف ومليون و700 ألف نازح وهو رقم كبير جدا كونه يشكل ثلث عدد الشعب اللبناني".
وردا على سؤال عن كيفية تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية، اعتبر عون "ان الدول العربية شقيقة، وبالتالي عند اندلاع اي خلاف، لا يحق لنا الوقوف مع احد الافرقاء لان الخلاف اخوي الطابع، ويجب وضع الامكانات في سبيل اصلاح ذات البين. بهذا المعنى نكون حياديين، وليس بالمعنى السلبي للكلمة اي الاكتفاء بمراقبة الاحداث دون اتخاذ اي مبادرة، واذا طلب منا القيام بأي مهمة تعود بالفائدة على الدول الشقيقة والسعي من اجل السلام، فسنقوم بها بكل سرور".
واضاف: "ان الرؤية الخارجية للبنان تقوم على وجود صراع بين ابنائه بسبب الصراع الاقليمي الدائر، اما الرؤية اللبنانية فهي ان اللبنانيين يتعاونون ضمن الميثاق اللبناني، فحياة اللبنانيين تحكمها مواثيق ثابتة ولا تتغير وفق الاحداث التي تندلع في جوارنا. بعد فترة من الخلاف في وجهات النظر، عاد التوازن الى الحياة السياسية اللبنانية بعد انتخاب رئيس للجمهورية وقد تشكلت حكومة وحدة وطنية ونتوخى مصلحة الشعب اللبناني، ولا خلاف اقتصاديا او ماليا او على صعيد الحياة المشتركة، اما الخلاف السياسي فقد تم تحييده ولن ندعه يؤثر على السلوك الداخلي. وبالنسبة الى اللبنانيين، فالتعايش المسيحي - الاسلامي طبيعي منذ الدعوة الاسلامية، فالمشاكل اتت من الخارج والا لانتفى الخلاف الداخلي بين المسيحي والمسلم في لبنان، وجوهر الخلاف سياسي فقط وليس دينيا، فالجميع يحترم المعتقد الديني للآخر، ولا ندع اي مشكلة خارجية تدخل لضرب استقرار وامن لبنان، ونحن مع لبنان الذي يجب ان يعاد اعماره ويشهد استقرارا وينعم بالامن".
وتابع: "الوضع الحالي في لبنان قائم على حفظ الامن والحدود لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين، وهذه مسؤولية الدولة، وكان هناك صراع سياسي يتعلق بالمنطقة وليس في الداخل اللبناني، وقد لعبت اسرائيل دورا في ذلك.
وردا على سؤال حول استعادة الثقة مع الافرقاء اللبنانيين بعد خصومة سياسية وما قيل ان الفراغ الرئاسي سببه عدم القبول بوصول مرشح "حزب الله" الى الرئاسة، شدد عون على "ان تعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان لم يكن للاتيان برئيس كالذين سبقوا وكنا نعتبر ان هناك جزءا من الفراغ في ادارتهم لشؤون البلاد، فقد اوقفنا الفراغ في السلطة وهذا هو الموضوع. اما بالنسبة الى استعادة الثقة مع الافرقاء، فيجب توجيه السؤال الى رئيس "تيار المستقبل" والمعارضين الآخرين وهم قادرين على الاجابة. ان الخصومة السياسية ليست عداء، بل تنافس وحتى استعمال كلمة خصومة قد تكون اكبر من الواقع، والقتال الذي حصل في السابق تم تجاوزه، فحتى المانيا وفرنسا التي اوقعت الحرب بينهما آلاف القتلى اتى الحل من خلال الوفاق وهو اساس العلاقة بين البشر وليس القتال، فكم بالحري اذا كان الموضوع يتعلق بأبناء الوطن الواحد؟ وفي لبنان، يمكننا ان نصنع السلام في ما بيننا بعد ان تم استبعاد الامور الوهمية ووقف التدخلات الخارجية، وتفاهمنا مباشرة فتم حل المشكلة".
وحول قانون الانتخاب وما تردد عن تهديد للرئيس عون بالفراغ في حال عدم التوافق على قانون جديد، اوضح رئيس الجمهورية انه "لم يهدد بفراغ تشريعي وان من يعرقل التوصل الى قانون انتخابي جديد هو الذي يوصل البلد الى الفراغ، فأنا لا اريد الفراغ بل ارغب بقانون عادل يسمح بتمثيل جميع شرائح المجتمع اللبناني. وانا واثق بأننا سنصل الى قانون جديد سيعتمد في الانتخابات المقبلة من خلال الحوار القائم، ولا احد يتضامن مع من يعرقل الوصول الى قانون انتخابي جديد".
وردا على سؤال حول مستقبل سلاح "حزب الله"، قال عون: "طالما هناك ارض تحتلها اسرائيل التي تطمع ايضا بالثروات الطبيعية اللبنانية، وطالما ان الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة اسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود هذا السلاح لانه مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه، بدليل عدم وجود مقاومة مسلحة في الحياة الداخلية. ومن المهم الاشارة الى ان "حزب الله" هو سكان الجنوب واهل الارض الذين يدافعون عن انفسهم عندما تهددهم او تحاول اسرائيل اجتياحهم، فهم ليسوا بالجيش المستورد، ولا يمكن مطالبة مواطن لبناني بتسليم سلاحه وارضه قد احتلت اكثر من مرة منذ العام 1978، ولم تنسحب اسرائيل من معظم الاراضي اللبنانية الا بضغط المقاومة. وفي العام 2006، شنت اسرائيل حربا جنونية واستهدف السلاح الاسرائيلي في حينه مناطق لا تواجد لحزب الله فيها. وبالتالي، سلاح "حزب الله" لا يتناقض مع مشروع الدولة الذي ادعمه واعمل لاجله، والا لا يمكن التعايش معه، فهو جزء اساسي من الدفاع عن لبنان، وعدم استعمال السلاح في الداخل اللبناني هو حقيقة قائمة وليس فقط ضمانة تعطى، لان الحزب يعلم حدود استعمال السلاح، ونحن لدينا ثقة بذلك كما اننا لن نرضى ان تتطور القضية الى المس بالامن في لبنان".
واوضح ردا على سؤال "ان وجود حزب الله في سوريا هو ضد المنظمات الارهابية كجبهة "النصرة" و"داعش"، ولا يدخل في الصراع الاقليمي، فمصر تحارب التطرف ايضا وكل الدول العربية اتحدت لمواجهة الارهاب، وحتى السعودية شكلت تحالفا لمحاربة الارهاب، ولم يتدخل حزب الله في سوريا الا بعد ان عانى لبنان من مشاكل مع الارهاب الذي تسلل الى اراض لبنانية ومنها عرسال ووادي خالد، فهناك مستودع ارهابي في سوريا يورد الارهابيين الى لبنان، وبعد تحرير القلمون، انخفض منسوب الخطر الارهابي على لبنان، ويعمل الجيش اللبناني على مواجهة الارهابيين في الاراضي اللبنانية. وليس صحيحا ان مشاركة حزب الله في الحرب السورية ادت الى استقدام الارهاب الى لبنان، ففرنسا واميركا وبلجيكا وغيرها من الدول تعاني من ضربات ارهابية علما انها لم تحارب الارهابيين في سوريا، وبالتالي هناك سياسة للمنظمات الارهابية تتخطى الحدود وتقوم على أسلمة العالم وفق مفهومهم الخاص للاسلام وليس وفق المفهوم الصحيح".
وعن عروبة لبنان، اكد عون "اننا لسنا بحاجة لتأكيد عروبة لبنان، وان مصر خاصة تدرك ذلك منذ النهضة العربية حتى اليوم، ولكن هناك شوائب لحقت بالعلاقات اللبنانية - السعودية وقد ازلناها وعادت العلاقات طبيعية تماما ولم يكن هناك من حظر سعودي، وستجرى محادثات في وقت قريب بين الوزراء المختصين في البلدين حول المساعدات العسكرية للجيش اللبناني".
وعن وضع المسيحيين في المنطقة، شدد الرئيس عون على انهم "يعيشون الخطر وقد هاجر قسم كبير منهم وهذا ما حصل في العراق حيث نزح قرابة نصف المواطنين المسيحيين، وفي سوريا نزح عدد كبير ايضا، فانخفض العدد من نحو خمسة ملايين الى نحو مليونين فقط. وبالتالي، يجب ان يستفيق الضمير العالمي ويضع حدا لهذا الامر، فنحن حضارة اساسية في الشرق فهل يمكن مثلا تصور القدس من دون المعالم المسيحية والاسلامية؟ فأين مسيحيو فلسطين؟ هذا الامر جزء من المشكلة التي شكلت اساسا لكل المشاكل الاخرى".
وكشف ان لا مانع لديه من زيارة طهران ودمشق، فيما اوضح ردا على سؤال حول وجود خطر من المشروع الايراني على المسيحيين، "ان الاحداث لم تبرز اي خطر ايراني على المسيحيين في المنطقة، فأعمال العنف اتت من الارهاب التكفيري الذي يستهدف المسلمين ايضا وليس فقط المسيحيين وكل من لا يشاركهم فكرهم".
وتحدث عن عودته الى لبنان من المنفى في باريس، حيث اكد انه "لم يتخل يوما عن فكرة العودة الى لبنان، بل عمل من اجلها وبالتالي لم تكن هذه العودة صدفة والعلم السياسي يقود الى الوصول الى السلطة والا لا معنى له، وعملنا كسياسيين من اجل هذا الهدف لانه لا يمكن الاصلاح او القيام بأي عمل سياسي اذا لم يكن الانسان في السلطة، وهو امر طبيعي في الحياة السياسية".
وختم عون بالقول: "كان لدي ماض كتب عنه، وهناك مستقبل يكتب منذ 31 تشرين الاول 2016. وغايتي الاولى هي الامن والاستقرار لانها الاساس الذي يبنى عليه، اما المشاريع فتطال كل قطاعات الدولة".


حرب: لا أظن أن باسيل سيصبح نائباً.. والإنتخابات آتية
رأى النائب بطرس حرب أن "اقتراب موعد الإنتخابات النيابية جعل الناس تعيش اقتراب الإستحقاق السياسي، والحركة تخلق عفويا إنما علينا تنظيمها، وكما يقال "تزييت الماكينة" وتطعيمها بعناصر جديدة شابة، ونحن نقوم بذلك".
وقال حرب في حديث اذاعي: "الظاهر أن هناك تحالفا ثابتا بين القوات اللبنانية والعونيين، وهو أمر طبيعي نتيجة التطورات الأخيرة، ومن المرجح أن نكون أنا وحزب الكتائب متحالفين معا كمرشحين، وهناك قوى سياسية أخرى لن تكون متفرجة وسيكون لها موقف، ونحن نسعى كي يكون موقفها مؤيدا للتحالف الذي قد ينشأ بيني وبين الكتائب. حتى الآن لم يقرر أي منا لا أنا ولا الكتائب بعد، إنما القضية تتطلب بعض الوقت بانتظار أن يتم الإتفاق في البلد على أي قانون انتخاب ستجرى الإنتخابات، فقد لاحظت أن بعض الصيغ المطروحة لا تحالفات فيها كمشروع قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وقد قرأت في إحدى الصحف منذ يومين أن مشروع القانون النسبي (ميقاتي) يؤدي إلى كسر التحالف بين القوات والتيار، لأنه يستحيل على أساس هذا المشروع، إذا تم اعتماده قانونا، أن يعطي أي منهما الآخر، قد يتحالفان لكن يستحيل على أي منهما إعطاء أصوات للآخر. فالقواتيون عندئذ سيصوتون لمرشح القوات، والعونيون سيصوتون لمرشح التيار فقط. ولهذا، ورغم الضجيج حول إمكان أن يعتمد الحل مشروع حكومة ميقاتي إلا أنني ما زلت مقتنعا أنه لن يكون الحل، ولن توافق عليه قوى سياسية معينة كالقوات والوزير جنبلاط والأرجح تيار المستقبل. وإن عدم الإتفاق على قانون انتخاب غير قانون الستين قد يؤدي إلى فراغ".
وتابع: "التيار الوطني الحر بحاجة للتحالف مع القوات، مثلا في البترون، خصوصا أن التجارب السابقة قد دلت على أن جبران باسيل غير قادر على الفوز بالنيابة لأنه مرفوض من الناس، رغم كل شيء. وكي ينجح جبران باسيل في النيابة في البترون، فهو يعتقد أن تحالفه مع القوات قد يعمله نائبا، ومعركة البترون، مهما كبرت المنطقة أو صغر حجمها، فتمثيلها بنائبين، إنما هي معركة أساس في لبنان تستشرف المستقبل لأسباب عديدة، وهي تحت المجهر".
وأكد النائب حرب أن "باسيل يعتقد أن بتحالفه مع القوات سيصبح نائبا، ولا أعتقد ذلك صحيحا والإنتخابات المقبلة ستثبت ذلك".
وعن عزوف النائب أنطوان زهرا عن الترشيح في الدورة المقبلة، أجاب حرب: "أحيي النائب زهرا، لأنه، أيا تكن خلفية موقفه، فهي تدل على إنسان يريد الحفاظ على كرامته دون أن يكون غادرا لانتمائه السياسي والحزبي، وهذا أمر يثمن، خصوصا في هذه الأيام التي تقلص فيها عدد الذين يحترمون العلاقات، ولا سيما تلك القائمة على المبادئ، وأنطوان زهرا، منذ ما يقارب 10 سنوات ينتقد مساوئ من يطلب منه التحالف معه اليوم، وهذا أمر غير مريح، فلو افترضنا أنه لم يقرر العزوف وترشح مع باسيل، وسأله سائل: هل غيرت رأيك من الذي تتحالف معه؟ فماذا يمكنه أن يجيب؟ فزهرا صادق مع ذاته، وهو قرر عدم الترشح وأنا أحترم موقفه بالعزوف، وإن قرر العزوف عن الترشيح فليس لأنه فشل في النيابة، على العكس، لقد كان زهرا من النواب المميزين بحضوره عند طرح كل قضية، وقد لعب دورا جيدا في الحياة السياسية والبرلمانية، ولعله كان من أبرز نواب القوات اللبنانية، وتخليه عن الترشيح أصاب مؤيديه في حيرة، وبرأيي أن الوضع السياسي الجديد ساهم بقراره، إذ كانت لزهرا صعوبة في التكيف معه. فالنائب زهرا يقول رسميا أنه من دعاة التوافق بين القوات والعونيين، إلا أنه ضد الشكل الذي حصل فيه، وكلنا من هذا الرأي. من منا من دعاة تقاتل القوات والعونيين؟ من منا مع استمرار الوضع السلبي بينهما وما نتج عنه من نتائج مأساوية دمرت مناطقنا تدميرا على جميع الصعد فضلا عن آلاف الضحايا من شبابنا؟ ما من عاقل إلا ويؤيد هذا التفاهم لوقف التشنج المسيحي - المسيحي. كنا بكينا دما حين كان الفريقان يتقاتلان، ونحن من دعاة تفاهم المسيحيين على المواقف المبدئية والثوابت الوطنية المسيحية، لكن المشكلة أن تحالف عون - القوات لم يحدد الثوابت الوطنية وورقة النوايا يمكن لأي قارئ أن يفسرها كما يشاء. ولنا مثل في موقف العماد عون البارحة حول سلاح حزب الله أكبر دليل، أي هل تؤيد القوات هذا الموقف؟
أضاف: "نحن في القرن الحادي والعشرين، والناس بلغت درجة عالية من الثقافة والعلم، ولا أحد يستطيع خداع أحد. الناس مسيسون ولا يمكن التعاطي مع اللبنانيين وكأنهم جهلة وأن نتحدى ذكاءهم. أنا أحترم صديقي النائب زهرا، وصداقتي به شخصية ثابتة، سمحت لي مثلا أن لا أحجم عن التقاط صورة له وهو يترأس جلسة مجلس النواب حين أعطاه الكرسي لبعض الوقت نائب رئيس المجلس الذي كان يترأس الجلسة وأرسلت الصورة إليه، هذا رغم أنني قد أكون في تنافس انتخابي حضاري مع القوات اللبنانية قريبا، فالعلاقة الشخصية والحضارية المبنية على المحبة والإحترام بين الناس والتي لا يعتريها الحقد والكيدية والكراهية التي يمارسها البعض ضد الكل، هي العلاقة السليمة".
وجوابا عن سؤال عن علاقته بالدكتور سمير جعجع، قال حرب: "كلنا نعمل في السياسة، ولا أحد منا هو صورة طبق الأصل عن الآخر، كنا نجتمع ونتحاور ونتبادل الأفكار والآراء، وربما كنا نختلف أحيانا، إنما كنا نخرج بموقف موحد. الذي حدث أخيرا وهو الشعرة التي قصمت ظهر البعير، هو الإنعطاف السياسي حول ترشيح العماد ميشال عون، بعدما كانت القوات اللبنانية أقنعتنا أن هذا الخيار سيىء، ولكثرة ما اجتهدوا اقتنعنا، لكنهم غيروا رأيهم. الرئيس ميشال عون اليوم هو رئيس جمهوريتنا، وكلنا مدعوون لدعمه كي ينجح لأنه بنجاح الرئيس ينجح العهد وينجح لبنان واللبنانيون. على هذا الأساس هناك مبادئ أخلاقية ووطنية لا أتجاوزها. إنما ما أقوله أن خلافا في وجهات النظر حدث مع القوات اللبنانية، وكانت هناك آلية لحسم هذه الخلافات ضمن 14 آذار، وهذه الآلية سقطت، لذلك خرج الخلاف إلى السطح، إلا أن العلاقات الشخصية بخير، فالبارحة قدمت واجباتي للدكتور جعجع وعائلته بمصابه بوفاة والدته، وإن علاقات ود عائلية تربطنا حتى ولو كان رأيه يخالف رأيي فهذا حقه وأحترم هذا الحق بالإختلاف، كما عليه أن يحترم حقي بالإختلاف عن رأيه، وهذه هي الحياة السياسية".
وسئل حرب كيف سيواجه جبران باسيل في الإنتخابات وهو دأب على عرقلة حرب طوال عهد حكومة الرئيس سلام؟ أجاب: "الهم الوحيد للوزير جبران باسيل إبان عهد الحكومة السابقة، كان تعطيل كل مشاريع وزارتي، وقد نجح بذلك إلى حد ما، لأن تفريغ رئاسة الجمهورية أدى إلى تعطيل آلية التصويت على المشاريع في مجلس الوزراء، وهنا حدثت سياسة الإبتزاز والتعطيل، بكل أسف. أما كيف سأواجهه؟ فهذا شيء آخر، فالناس هم سيواجهون وليس أنا، فأنا أترشح باسم الناس للانتخابات على أساس أنني أخوض المعركة باسم الناس، وهي معركتهم، والناس سيقولون كيف سيواجهون هذا التحالف.
 ومع احترامي لهذا التحالف، لا أستطيع تحديد مدى تعبيره عن رأي الناس، فالتحالف بين القيادات شيء وانعكاسه على الأرض شيء آخر. والناس يلاحظون ذلك لدى كل من الطرفين المتحالفين، وهذا ما ظهر في الإنتخابات البلدية والإختيارية وما سيظهر بصورة أوضح في الإنتخابات العامة الآتية، وإن كان باسيل يعتقد أنه سيصبح نائبا فأنا لا أظن اعتقاده في محله والإنتخابات آتية وستثبت عدم صحة اعتقاده".


نص كلمة السيد حسن نصرالله: نحن من جماعة المحادل ونرضى بأن تعطل النسبية هذه المحادل بل وننادي بذلك والقانون الأكثري إلغائي
الأحد 12 شباط 2017 /وطنية - أحيا "حزب الله"، عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، ذكرى مرور أسبوع على وفاة عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ حسين عبيد، باحتفال تأبيني في مجمع الإمام الخميني الثقافي في بعلبك.
بدأ الاحتفال التأبين بالنشيد الوطني ونشيد "حزب الله"، ففيلم وثائقي عن الراحل ومسيرته وجهاده، ثم كلمة العائلة ألقاها رئيس المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ عبد الكريم عبيد.
بعد ذلك أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، عبر الشاشة، ملقيا كلمة استهلها بالقول عن الراحل: "يجمعنا سماحة الشيخ حسين عبيد مجددا ولكن في موقف أخر، في موقف أخير ومقام آخر".
أضاف: "للوهلة الأولى عندما يأتيك نبأ فقدان عزيز أو موت عزيز، بالتأكيد سوف تتولد لديك كثير من المشاعر. لكن من أهم المشاعر إلى جانب مشاعر الفراق والحزن والألم والحسرة على فقدان حبيب وعزيز، من جملة المشاعر التي دعانا الله سبحانه وتعالى من خلال قانونه القاضي بالموت لكل نفس، أن نعود إلى أنفسنا إلى الحقيقة الوجودية، إلى الحقيقة القرآنية. الله تعالى يقول: "كل نفس ذآئقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز". أنا نفس وأنت نفس وكل نفس ذائقة الموت. إذا نحن أيضا سنذوق الموت. هذه هي المعادلة المنطقية ولكن ما يحتار فيه الإنسان هو أننا أمام مشهد يومي للموت، ولكننا نعيش حياة الخالدين، نتكلم ونعمل ونفعل ونمضي أوقاتنا ونقضي عمرنا وكأننا خالدون مخلدون باقون مئات السنين، آلاف السنين. كلنا يتصرف على هذه الأساس. ما نقوله اليوم هناك موت، موت طبيعي، موت من الأمراض، موت بالحروب، بالزلازل، بالفياضانات، بحوادث السير. لا يخلو يوم في هذه البلد أو في أي مكان من العالم إلا ويقضي فيه الكثيرون حتفهم. ولكن نحن البشر، نحن الناس، إلى أي حد نتعظ؟".
واستطرد: "من جملة ما أراده الله سبحانه وتعالى في هذه السنة أن يستيقظ الأحياء الذين ما زالوا على قيد الحياة ونحن منهم. الآن ما زلنا نتألم ونتساءل عن المصير الذي سنمضي اليه، هل فكرنا باللحظة التي واجهها إخواننا وأحباءنا وأعزاءنا وانتقلوا فيها من هذه الدار؟ هل خططنا للبيت الجديد الذي سننتقل إليه وللعالم الجديد الذي سنغادر إليه؟ هل هيأنا عتادا وعددة ومؤونة وذخيرة وقوة وكرامة وشرفا لذلك اليوم؟ هل احتطنا لذلك اليوم؟ هذا ما يجب أن نستحضره ونتذكره عند كل موت. وإننا كالذين مضوا قبلنا ذاهبون إلى عالم سنواجه فيه عملنا إن كان صالحا أو غير صالح، إلى عالم يتم فيه وضع موازين الحق أمام القضاء العادل، يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا قرابة ولا خلة ولا حزب ولا عشيرة ولا جماعة ولا أب ولا أم ولا شقيق ولا أصدقاء، إلا من أتى الله بقلب سليم".
وتابع: "عندما سنواجه هذه الحقيقة يجب أن نلتفت منذ الآن إلى أننا سنكون أمام قبر تنقطع فيه اخبارنا وتغيب فيه آثارنا، وأننا سنكون أمام حفرة لو زيد في فسحتها وأوسعت يدا حافرها لأغلقها الحجر والمدر، ولسد فرجها التراب المتراكم، كما كان يقول أمير المؤمنين علي (ع)، وأنا هي نفسي، كل القصة هي نفسي، يجب أن أتعاطى مع هذه النفس، أن أهذبها، أن أروضها، أن أزكيها، أن أطهرها، أن أهيئها لذلك العالم ولذلك البيت الجديد".
ثم قال عن الراحل: "اليوم نحن بين يدي عزيز وحبيب وصديق ورفيق ووالد وأخ كبير رحل عنا. أنا كتبت بعض الكلمات المختصرة، وإن كان مولانا سماحة الشيخ عبد الكريم ما أبقى لنا شيئا نحكيه عن سماحة الشيخ، ولكن لا بد من كلمات:
كان سماحة الشيخ حسين عبيد من السابقين الأولين في مسيرة الإيمان والتدين والجهاد في لبنان. من البدايات، عندما كان المتدينون قلة في كل مدينة وقرية، يعدون على الأصابع، على أصابع اليد الواحدة، كان واحدا منهم.
تتلمذ على يدي سماحة آية الله الشيخ حبيب آل إبراهيم (رضوان الله عليه) المعروف بالمهاجر والذي تصادف ذكر وفاته وفاة سماحة الشيخ حبيب رحمه الله، اليوم في 12 شباط، حيث توفاه الله في شباط 1965، والذي كان لسماحة الشيخ حبيب أياد بيضاء كثيرة في بعلبك والبقاع وقبل ذلك في العراق وفي جبل عامل.
وتربى سماحته، سماحة الشيخ عبيد، عند هذا العالم الجليل والورع وأخذ منه علما وخلقا وتقى. كان سماحة الشيخ حسين من أوائل أصحاب وأنصار الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر أعاده الله وأخويه بخير قبل تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وقبل تأسيس حركة المحرومين ومعها وبعدها في حركة امل وكان على صلة قوية ووطيدة مع كبار العلماء العاملين المجاهدين في الساحة وفي مقدمهم سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله (رضوان الله عليه) وسماحة آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين (رضوان الله عليه) وصولا الى مرحلة تأسيس حزب الله عام 1982 والذي شارك في تأسيسه وهذه النقطة أعود لها بعد قليل) وجاهد في صفوفه وتحمل فيها المسؤوليات العديدة وقضى عمره الشريف متمسكا بهذا النهج، ثابت القدم في هذه الطريق، قوي الإيمان، راسخ العزم، مدافعا صلبا عن حزب الله، وخطه ونهجه وقيادته ومشروعه ومقاومته وخياراته حتى اللحظة الأخيرة وحتى الرمق الأخير من عمره.
ولم تأخذه في الله ـ وكلنا يعرف الشيخ حسين ـ لم تأخذه في الله لومة لائم عند أي موقف، ولا عتب صديق، ولا إحراج من أي موقع، قروي أو عائلي أو ما شاكل. وكان على طول العمر، أستاذا ومعلما ومبلغا وخطيبا حسينيا، ومرشدا ومربيا للاجيال، من بلدة إلى بلدة، ومن حي إلى حي، ومن مسجد إلى حسينية، ومن معسكر إلى مخيم، وكان ملاذا يلتجئ إليه، في حل الخصومات والنزاعات، حتى نحن جميعا كنا نحتكم إليه ونلجأ إليه، في حل النزاعات والخصومات أيا يكن حجمها وطبيعتها، لاعتقاد الناس ولاعتقادنا جميعا بنزاهته وعدالته وشجاعته وعلمه.
كل هذه الشهادة مني، الشهادة المختصرة، هي شهادة عن حق لأنني عرفته منذ أن كنت شابا صغيرا، وكان عمري 18 عاما، وأول مرة التقيته في منزل أستاذنا الكبير والعزيز الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه. كان في ذلك الوقت ـ كما شاهدتم في الفيلم ـ كان يلبس الحطة والعقال، رأيت وجها جميلا وبهيا ونورانيا، جذبني إليه، وسألت السيد عباس وأخبرني عنه، ومنذ ذلك الوقت ومع فارق السن بيننا، جمعتنا الأخوة والصداقة والمحبة والثقة المتبادلة والعميقة وأحاديث الأسرار والدوائر.
الآن بعض الإخوان يتذكرون بعض أدبيات الشيخ رحمه الله، وأحاديث الأسرار والدوائر وأنباء الغيب وتوقعات المستقبل، والثقة بالنصر الآتي وبالإمام الآتي وبالغد الآتي، وكان دائما لي ولإخواني، للكثير منا أبا وأخا أكبر، ناصحا وحاضرا ومخلصا.
من أهم ما أريد أن أستفيد من هذه الذكرى وهذه المناسبة، لإلفت إليه في هذا التأبين هو دور سماحة الشيخ حسين عبيد في تأسيس هذا الوجود المبارك، وهذا التشكيل الذي أصبح اسمه حزب الله في لبنان، هذا ذكر في مكان ولكن لم تذكر الأسماء، للتاريخ، هذا التشكيل الإيماني وهذه الحركة الإيمانية والجهادية والمقاومة والمضحية، أسسها مجموعة كبيرة من العلماء والقادة والأساتذة والمجاهدين والنخب والمقاومين من أهل الميدان، هذه الحركة الإيمانية والجهادية لم يؤسسها شخص بعينه، وإنما كانت تجليا لإرادة جماعة كبيرة، من هؤلاء المؤمنين المجاهدين.
في العام 1982 اختارت هذه المجموعة الكبيرة، التي كانت تنتمي إلى اتجاهات متنوعة ومتعددة، اختارت تسعة أشخاص ليتكون منهم ما سمي لاحقا بالهيئة التأسيسية، يعني بالوثائق الداخلية، لدينا اليوم في حزب الله يوجد شيء مكتوب اسمه الهيئة التأسيسية لحزب الله، اعتبرنا أن الإخوة الأعزاء التسعة، الذين تم إنتخابهم ـ بالإنتخاب ـ ليشكلوا هيئة ذات وظيفة معينة نتحدث عنها بعد قليل، هم الهيئة التأسيسة لحزب الله.
كان المطلوب من هؤلاء التسعة، أن ينوبوا عن كل هذه الجماعة المؤمنة والمجاهدة للقيام بما يلي:
أولا: زيارة الجمهورية الاسلامية في إيران في ذلك الوقت، والتشرف بلقاء سماحة الإمام الخميني قدس سره الشريف.
ثانيا: مبايعة الإمام الخميني ـ وهذا أمر نحن لا نجامل فيه، ونجاهر به، مبايعة الإمام الخميني كإمام للمسلمين وقائد للأمة، وأمل للمستضعفين والمعذبين في العالم ومن الموقع الإيماني والفكري والفقهي والجهادي أيضا.
ثالثا: كما يقال كسب الإجازة، لأننا ذاهبون إلى خيار المقاومة. تذكروا في العام 1982 البلد تحتله قوات الغزو للعدو الصهيوني، وبعد ذلك قوات متعددة الجنسيات، وكاد هذا البلد أن يدخل نهائيا في العصر الإسرائيلي، كانت هناك قوى مقاومة في لبنان.
نحن في طبيعة الحال كمتدينين نسأل عن موتنا وعن قبرنا وعن برزخنا وعن آخرتنا، من الطبيعي أن نسأل عن خيارنا في القتال، هل هو مرض لله؟ وهل هذا هو خيار شرعي؟ مطلوب صحيح وأول من ينبغي أن يسأل عن هذا رجل بموقع الإمام الخميني، كسب التكليف وأخذ الإذن الشرعي والبركة من قائد تاريخي عظيم لمسيرة من هذا النوع، هذا القائد الذي حقق الله على يديه ـ كما كان يقول إمامنا الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) ـ حقق الله على يدي الإمام الخميني أحلام الأنبياء، وعاد هؤلاء التسعة وكانت الإنطلاقة الرسمية لمسيرة حزب الله ولكيان حزب الله ولحركة حزب الله ولتشكيلات حزب الله ولمقاومة حزب الله، سموها ما شئتم.
واحد من هؤلاء التسعة، نحن عادة نتكلم عن الذين مضوا، أما الذين على قيد الحياة فلا نتكلم عنهم، واحد من هؤلاء التسعة كان سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه)، وواحد من هؤلاء التسعة كان سماحة الشيخ حسين عبيد، وبقية الإخوة ما زالوا على قيد الحياة أطال الله في أعمارهم.
إذا، سماحة الشيخ حسين عبيد، وهذا لم يكن من الأمور المعروفة، لكن أحببت في هذا اليوم أن أذكر هذا الأمر، أنه من الإخوة الكبار الذين كان لهم شرف التأسيس في هذه المسيرة. ولديه أيضا مميزات يشترك فيها مع كثر آخرين من الإخوة، وهي أنه مع أنه كان من المؤسسين، كان دائما مستعدا للفداء وإلى التضحية وإلى العطاء، لم يطلب من هذه المسيرة شيئا، ولم يطلب منها جزاء ولا شكورا، لا تحية ولا شكرا ولا تكريما ولا منصبا ولا شيئا من حطام هذه الدنيا، ولم يتوقع منها شيئا، ولم يعاتبها في يوم من الأيام على شيء، ولم يتهم أحدا بتقصير في حقه هنا أو هناك، وإنما كان يعتبر أن عمره وحياته وشبابه وشيبته وبقية عمره هو في خدمة هذه المسيرة وفداء لهذه المسيرة، وهذا ما كان عليه وهذا شاهد الإخلاص الكبير الذي كان يتحلى به سماحته.
رحم الله شيخنا وعزيزنا وكبيرنا وحبيبنا الغالي وأسكنه الله فسيح جناته وحشره مع رسول الله وأنبيائه وأوليائه والشهداء والصالحين.
وخاطب الحاضرين بالقول: "أيها الإخوة والأخوات، في بقية الوقت المتاح إسمحوا لي أن أتعرض لبعض الأمور مستفيدا من هذه المناسبة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنني لم أتكلم منذ مدة، ومع الأخذ بعين الاعتبار أنه حصلت أحداث وتطورات كبيرة خلال الأسابيع الماضية، وأيضا مع الأخذ بعين الاعتبار أنه في يوم الخميس إن شاء الله - إذا، أبقانا الله سبحانه وتعالى على قيد الحياة- سأكون في خدمتكم في ذكرى سادة النصر والقادة الشهداء السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد، لذلك ما يمكن أن يتوقع مني أن أتناوله من أمور أقسمه بين اليوم والخميس إن شاء الله".
أضاف "إلى الخميس سأترك الحديث عن الموضوع الإسرائيلي، لأن الإسرائيليين تكلموا كثيرا خلال هذه الفترة وتناولوا مسائل لها علاقة بالمقاومة وبالمنطقة وفلسطين واليمن والبحرين وأحداث في المنطقة، الوضع الإقليمي والوضع الدولي والمسؤوليات والتهديدات والتحديات، أترك هذا لذكرى الشهداء القادة، وسأقتصر اليوم على الحديث في الشأن اللبناني والشأن السوري، وحتى المقاربة للشأن السوري هي في الأعم الأغلب من زاوية لبنانية، مثلما ستلاحظون بعد قليل، وبالاختصار الممكن إن شاء الله".
في الشأن السوري
وبعد حديثه المسهب عم مزايا الشيخ الراحل ودوره في تأسيس "حزب الله" في أوائل الثمانينيات، تناول نصرالله مباشرة الوضع السوري، مقسما حديثه في هذا الشأن إلى خمسة محاور:
"أولا: دأبت للأسف بعض الفضائيات العربية ووسائل الإعلام وبعض السياسيين وبعض الكتاب، يعني ضمن مناخ الهجمة الدائمة المستمرة ليل نهار على حزب الله، للقول إن حزب الله غير موافق على وقف إطلاق النار الذي أتفق عليه في آستانا. ويتهمون حزب الله ويتهمون من خلفه الجمهورية الإسلامية في إيران، أنهما يريدان أن تستمر الحرب ونزف الدم والقتال والمعارك في سوريا في وقت الذي هم يعكسون الأمور.
أنا أؤكد اليوم أن حزب الله ـ نتكلم عن حزب الله أولا لأننا معنيون أنا وأنتم ـ أن حزب الله يؤيد ويساند بقوة، ليس فقط وقف إطلاق النار الذي في آستانا، بل أي وقف إطلاق نار في سوريا يتفق عليه، ونحن نؤيده بقوة، لأننا مع كل إجراء أو تدبير يوقف نزف الدماء، ويحقن الدماء ويعطي الفرصة للمصالحات الوطنية، ويعطي المجال للحلول السياسية.
هذا من دون مجاملة، وهذه هي قناعتنا واعتقادنا وديننا ومصلحتنا أيضا، أما الذي يتهمنا فهو الذي يعطل، من يقف خلف هذه الفضائيات العربية من دول الخليج ومن دول غربية، هي التي تدعم الجماعات التكفيرية والإرهابية، التي ما زالت تواصل القتال في سوريا وتفتح الجبهات في سوريا. أما نحن فكلا. وكذلك أؤكد لكم أن هذا هو الموقف القاطع للجمهورية الإسلامية في إيران، التي تبذل جهودا كبيرة إلى جانب بقية الدول الناشطة حاليا، يعني روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار في سوريا وللوصول إلى حل سياسي في سوريا.
ثانيا: التأكيد أيضا بنفس الرد على هذه المناخات (التي تدعي) أن حزب الله ضد المصالحات، التي تحصل في الداخل السوري، ويعمل على إفشالها ويعمل على تعطيلها.
في الحقيقة هو العكس. حزب الله يدعم المصالحات والتسويات الداخلية، التي تحصل في داخل سوريا في كل المناطق من دون استثناء، بل في العديد من الأماكن، كان له دور أساسي وفاعل من أجل نجاح المصالحات. الآن من خلال الإتصالات ومن خلال الوساطة ومن خلال الثقة ومن خلال التواجد الميداني. واليوم أنا أريد أن أؤكد أننا مع كل مصالحة داخلية ومع كل تسوية داخلية تحصل بين السوريين أنفسهم، أيا يكن ضوابطها أو سقفها أو إطارها أو آلياتها، نحن لا نتدخل في هذا الأمر، نحن نؤيد المبدأ ودائما نؤكد إستعدادنا للمساعدة.
ثالثا: حرصنا الشديد سواء من خلال التواصل مع القيادة السورية، وأيضا من خلال العمل والتواصل مع دول في المنطقة، مؤثر بشكل أو بآخر على معالجة بعض الأزمات الإنسانية الخانقة، وفي مقدمها مسألة الفوعة وكفريا، اللتين تعانيان من حصار دام لسنوات ومن أوضاع مأساوية لا تقاس بها حتى مناطق محاصرة أخرى. وفي هذا السياق نبحث مع الأخوة في سوريا، مع الدول المعنية عن حلول للفوعة وكفريا والزبداني ومضايا وما شاكل.
رابعا: كل ما يقال، وأيضا نحن نتهم به، حزب الله وإيران إلى جانب النظام في سوريا، نتهم بإحداث تغييرات ديموغرافية في سوريا، وهذه كلها أكاذيب من الدول الراعية للارهاب ومن الفضائيات العربية الداعمة للتكفريين.
هذا ليس صحيحا، لا يوجد تغيير ديموغرافي في سوريا. فلتذهب الوفود ولتنظم البعثات، فلتأت بعثة من جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، جمعيات مستقلة ولتذهب إلى سوريا، لا يوجد تغيير ديموغرافي، عندما تأتي مدينة مثلا فيها 100 ألف وقاتلت النظام لسنوات، قاتلت الجيش لسنوات، وقتلت وأسرت ودمرت وجرحت ثم تحصل مصالحة ويحصل أغلب المسلحين على العفو ويحافظ الناس على تواجدهم الطبيعي، بعض المسلحين نتيجة حسابات غير مطمنئين، خائفون، عقولهم مختلفة، يصرون على مغادرة المدينة، إما إلى إدلب أو إلى الرقة، حسب ما يكونون نصرة أو داعش مثلا، ومع ذلك النظام يسهل لهم.
الدولة السورية تسهل لهم هذا الانتقال، وتوصلهم إلى مأمنهم بأمن وأمان. حسنا، إذا بلد فيها 100 ألف أو منطقة فيها 60 ألف ورحل منها 1000 أو 2000 بإرادتهم، بقرارهم هم، لأنهم لا يريدون أن يعملوا تسوية، هل هذا يسمى تغيير ديموغرافي؟ التغيير الديموغرافي أيضا يعني إسكان آخرين في مكانهم، إذهبوا إلى كل الأماكن التي ما زالت خالية بسبب الدمار أو بسبب الحرب، أو بسبب الظروف الأمنية الخاصة، هل تم إسكان أحد في أماكنهم، أبدا. هذا كله كلام يهدف إلى التحريض المذهبي والطائفي، لأنه بالحقيقة هذه الفضائيات ووسائل الإعلام وهذه الدول لم يعد لديها أي منطق لتغطي من خلاله الحرب على سوريا، على القيادة وعلى الدولة وعلى الجيش وعلى الشعب في سوريا سوى ادعاءات وأكاذيب وأضاليل من هذا النوع.
خامسا: وهي النقطة الملف المهم الذي يعنينا أيضا في لبنان وكلبنانيين، ملف النازحين، لكن كمقدمة لملف النازحين، الانتصارات العسكرية في سوريا وآخرها انتصار حلب، فتح الباب أمام مصالحات وطنية داخلية في مساحة كبيرة من سوريا، وحولت مساحة كبيرة من سوريا إلى مساحة آمنة وهادئة. الآن الذي يجلس ويحضر بعض الفضائيات العربية، تعرفون من هم من دون أن نسمي، يقول الدنيا خربانة في سوريا، تذهب إلى دمشق الحياة الطبيعية، تذهب إلى حمص الحياة الطبيعية، اللاذقية طبيعية، طرطوس طبيعية، تذهب إلى السويداء طبيعية، كثير من المدن والقرى لست أحفظ أسماءها طبيعية، اليوم الحياة في حلب تستعيد طبيعتها، وهكذا. حسنا، والناس يعيشون، والوضع الأمني جيد، وهناك بعض المدن فيها زحمة سير. أنا لا أتكلم فقط أنهم نقلوا لي، لا، مشاهدات أيضا في هذا المجال.
إذا، اليوم هذا ماذا يتطلب؟ هذا يتطلب نحن في لبنان عندنا ملف ضاغط، كل اللبنانيين مضغوطون بهذا الملف، لا أحد يحوله إلى ملف طائفي، لا أحد يعمله ملفا مذهبيا، لأن هذا ملف يعني المسلمين، فالمسيحيون مستنفرون منه، أو يعني السنة، فالشيعة والدروز مستنفرون منه والعلويون. لا، هذا اليوم ملف ضاغط على كل اللبنانيين، على كل المدن والمناطق اللبنانية.
حسنا، من جهة، واجب اللبنانيين أن يتعاطوا إنسانيا مع هذا الملف، بمعزل عن الاعتبارات السياسية وبمعزل عن المخاوف، وألا يتعاطوا سياسيا بهذا الملف، بمعنى استغلال النازحين أو الاستقواء بالنازحين في بعض المناطق، أو استخدام النازحين أو التخطيط لاستخدام النازحين مستقبلا في أي توترات سياسية. الصحيح أن نتعاطى مع موضوع أهلنا النازحين السوريين إلى لبنان تعاطيا إنسانيا وأخلاقيا، ماذا يفترض؟ يفترض الآن التعاطي الإنساني والأخلاقي، ما هي الخيارات الموضوعة أمامهم وأمام اللبنانيين؟ هل أن نجلس ونشحذ مساعدات من الدنيا ونبكي على أنفسنا، ومع ذلك يعيش هؤلاء النازحون في ظروف حياتية ومعيشية قاتلة وصعبة، وخصوصا في فصل الشتاء، هل هو الوضع المناسب؟ أو البحث عن خيارات أخرى هو الوضع المناسب؟ أم أن الوضع المناسب هو أن نتعاون ليعود أغلب هؤلاء النازحين إلى بلدانهم، إلى مدنهم، إلى قراهم، إلى بيوتهم، ألا يبقوا نازحين ولا لاجئين ولا جالسين في الخيم ولا في الطرقات؟.
الكرامة الإنسانية، المسؤولية الإنسانية، المسؤولية الإسلامية، إذا نريد أن نتكلم من موقع إسلامي أيضا تقتضي ذلك. وطبعا أنا أتحدث أن نفعل ذلك، أن نتعاون على ذلك من موقع الإقناع وليس من موقع الإجبار -الآن أعود لها - سيقال لنا إن هؤلاء يخافون أن يعودوا إلى مدنهم وقراهم خشية من انتقام الدولة والنظام في سوريا، وأقول لهم إذهبوا إلى سوريا، هؤلاء الذين جاءوا إلى لبنان هناك أناس منهم أصبح لهم 6 سنوات، 5 سنوات، 4 سنوات، 3 سنوات، على الأقل يعني هم 5 سنوات لم يقاتلوا في سوريا، إذهبوا إلى المدن والقرى والبلدات، التي قاتلت 5 سنوات و6 سنوات، ومع ذلك عمل تسويات حتى مع المقاتلين، مع المسلحين، والناس تعيش بأمن وأمان، سنة واثنتين وثلاثة، اذهبوا، أرسلوا بعثة لبنانية رسمية حتى تطمئنوا أنتم، لتقيم نتائج المصالحات والتسويات في سوريا، وعلى ضوئها ارجعوا إلى لبنان وتكلموا مع النازحين.
الحكومة اللبنانية من جملة المسؤوليات الملقاة على عاتقها، وأيضا القوى السياسية اللبنانية، التي يجب ولا يجوز أن تستغل النازحين السوريين، لا تستغلهم سياسيا ولا ماليا ولا تشحذ المال على حسابهم ولا تسرق المال من صندوقهم. الحكومة والقوى السياسية كلها معنية أن تقنع وأن تناقش وأن توصل هؤلاء النازحين إلى المستوى الذي يقبلون فيه، حتى لو احتجنا أن نأتي إلى أهل هذه القرية وأهل هذه المدينة الموجودين في لبنان ونأتي بأقاربهم أو وجهائهم أو فاعلياتهم الموجودين في سوريا في تلك المدينة، ليأتوا ويطمئنوهم ويخبروهم عن نتائج المصالحات في سوريا، وليعد النازحون.
أغلب النازحين يمكن أن يعودوا حينئذ بقناعتهم، أيضا هذا يتطلب أن تخرج الحكومة اللبنانية من المكابرة، بكل صراحة، أنه لا نريد أن نتكلم مع الحكومة السورية، لا، يجب أن تتكلموا مع الحكومة السورية، أليس هذا ملفا ضاغطا، ألستم كل يوم تخرجون وتتحدثون عن الوضع المالي والوضع الاقتصادي والوضع الأمني والتسيب ووو..ومخاوف وقلق إلخ.. لماذا لا تريدون أن تتكلموا مع الحكومة السورية؟ لماذا تتكلمون مع كل العالم حتى الذي صنع داعش، حتى الذي صنع النصرة وسفك دماءكم ودماء شعبكم ودماء جنودكم، لكن لا تتكلموا مع الحكومة في سوريا لمعالجة ملف إنساني بهذا المستوى؟ يا أخي حتى مع العدو أحيانا الإنسان يتفاوض عندما يكون الملف إنسانيا، حتى مع العدو يتفاوض بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.
الحكومة اللبنانية يجب أن تضع المكابرة جانبا، وتقرر وتدرس جديا كيف تعمل اتصالا رسميا، ويصبح هناك نقاش مع الحكومة السورية، هناك مليون ونصف أو مليونا نازح في لبنان، كيف سنعالج هذا الموضوع؟ تفضلوا يا سوريين، يا إخوانا السوريين أو يا أعداءنا السوريين، مثل ما تريدون، يا أخي اجلسوا معهم، احكوا معهم، ناقشوهم، ضعوا خطة واحدة، هذا الأمر لا يمكن أن يعالجه لبنان وحده، وبالشحاذة لن نحل مشكلتنا ولا نزيل المخاوف الموجودة عند بعض اللبنانيين، وإنما بالعمل الجاد. إذا هذه مسؤولية، هكذا نحفظ كرامة هؤلاء.
طبعا، نحن أيضا كحزب الله لنا صداقات وعلاقات متينة مع القيادة السورية والدولة في سوريا، لنا تواجد بشكل أو بآخر، حاضرون أن نكون في خدمة الحكومة اللبنانية إذا قررت أن تتصرف إنسانيا وجديا ووطنيا بملف النازحين، نحن جاهزون ونضع أنفسنا في التصرف.
كلمة أخيرة في الشأن السوري، من أجل أن نبقي قليلا من الوقت للشأن اللبناني.
كلمة أخيرة في الشأن السوري، لا شك أن الانتصار الكبير، الذي أنجز في حلب كانت له نتائج وتداعيات عسكرية وأمنية ومعنوية وسياسية كبيرة جدا، من جملتها - الآن لا أريد أن أعمل إحصاء، ولكن من جملتها لأني أريد أن أصل إلى خاتمة - فتح الباب مجددا للحوار المباشر وهذه المرة مع بعض الجماعات المسلحة الموجودة في الميدان، وعدم الاكتفاء بالحوار مع الذين لا وجود لهم إلا في الفنادق والسفارات، انتصار حلب عمل هذا التطور في المسار السياسي السوري، وأيضا - طبعا باستثناء داعش والنصرة - وأيضا فتح الباب أمام وقف إطلاق نار صمد بنسبة كبيرة جدا، الآن في سوريا هناك وقف إطلاق نار كبير جدا، طبعا باستثناء داعش والنصرة، حتى مع النصرة الآن يبدو أنهم بشكل أو بآخر أصبحوا أيضا ملتزمين نسبيا بوقف إطلاق النار، أو لأنهم مشغولون بتصفية الجماعات الأخرى.
وفتح الباب مجددا أمام الحوار السياسي في جنيف، وأعطى دفعا قويا لإنجاز مصالحات داخلية في أماكن كثيرة في سوريا ومهمة كما قلت قبل قليل، وخصوصا في أرياف دمشق وفي الجنوب، جنوب سوريا، وبات واضحا أن المسار العام للأحزاب في سوريا، أصبح مختلفا الآن، مسار مختلف عن السنوات الست التي مضت، ست سنوات سوريا أمام خطر سقوط الدولة، هذا الخطر تم تجاوزه 99% حتى أبقى محتاطا، سوريا كانت أمام خطر سيطرة داعش والنصرة والجماعات التكفيرية على كامل الأراضي السورية، هذا الخطر تم دفعه بنسبة كبيرة جدا، لأنه صحيح الآن لما ترى الخريطة أن سيطرة داعش على جغرافيا واسعة في سوريا ولكن أغلب هذه الجغرافيا صحراء.
المسار الجديد هو مسار يئست فيه الجماعات التكفيرية من السيطرة على سوريا، ويئست فيه الدول والمحاور، التي صنعت الجماعات التكفيرية، والتي دعمت الجماعات التكفيرية من إمكانية تحقيق أهدافها أو كامل أهدافها في سوريا. لذلك اليوم نجد تحولا كبيرا ومهما ومؤثرا جدا لا يمكن أن نأخذه ببساطة، من جملته الموقف التركي اتجاه داعش، ليس الموقف التركي اتجاه سوريا، الموقف التركي اتجاه داعش وكلنا يعرف أن الحكومة التركية والدولة التركية، كانت داعما قويا لداعش، وفتحت لها الحدود واشترت منها النفط والغاز، وأمنت لها السيولة المالية، وفتحت لها البوابات للسلاح وللمقاتلين وللصواريخ، ولكن الآن تحسرت تركيا، يبدو ندمت على ما فعلته لداعش، لأن داعش ردت الجميل لتركيا عمليات انتحارية في داخل الأراضي والمدن التركية. حسنا، اليوم تركيا التي كانت داعما لداعش، داعما قويا ليس داعما عاديا، الآن هي تقاتل داعش منذ ثلاثة أشهر في مدينة الباب، وتقول إنها بعد مدينة الباب ستقاتل داعش في مدينة الرقة، هذا تحول مهم جدا، أوصفه بعد قليل.
الموقف الاميركي الذي ننتظره، طبعا لا يوجد شيء أكيد مئة بالمئة، ولكن يكفي أن يقول الرئيس الأميركي الجديد ترامب إن أميركا اوباما وكلينتون، هي التي صنعت داعش، وهي التي أوجدت داعش، وأن أولويته الآن ـ وهو صادق في ما يقول عن الماضي، لنر الآن إن كان صادقا في ما يقول عن الحاضر أو لا ـ وأن أولويته الآن في سوريا هي الحرب على داعش.
الأوروبيون يتحدثون بأنهم سيصبحون جديين بقتال داعش. طبعا، لم يكونوا جديين بقتال داعش خلال كل السنوات الماضية، لنر، روسيا قبل سنة وأكثر جاءت إلى سوريا، يوجد تحول كبير اليوم، وخصوصا بعد ان اكتشف العالم كله ان هذه معارضة الأوتيلات والسفارات لا تمثل شيئا على الارض، وأن المعارضة المسلحة ـ بين هلالين التي يقولون عنها معتدلة، بحاجة إلى القليل من التدقيق، لا أريد أن أحكم ـ اكتشفوا أنها تمثل نسبة متواضعة من الجماعات المسلحة، التي تسيطر على الأرض في سوريا، وبعد أن اكتشفوا بأن هذا التواجد للجماعات التكفيرية الارهابية في سوريا، يهدد أمن العالم وبالتحديد أمن أوروبا الآن يتنافسون على المجيء إلى سوريا للقتال، لقتال داعش وأيضا النصرة.
يعني ماذا؟ هذا الذي أريد أن أختم فيه، يعني أيها الإخوة، أيها العلماء، أيها اللبنانيون، أيها الشعب اللبناني، العالم والدول، التي يعتبرها بعضكم حجة إلهية بالنسبة للبعض، أميركا حجة إلهية، فرنسا حجة إلهية، بريطانية حجة إلهية، تركيا حجة إلهية، أقول لكم تأملوا هذا المشهد: العالم الآن هذه الدول التي تحترمونها وتحترمون عقلها وقرارها ومعطياتها ومعلوماتها، بعد 6 سنوات جاءت لتقاتل من خرجنا نحن قبل سنوات لنقاتلهم في سوريا، ولنقول للعالم كله وللبنانيين وللسوريين ولشعوب المنطقة ولشعوب العالم، إن السماح لهؤلاء بالانتصار وبالسيطرة على سوريا يعني التهديد الفلاني والفلاني، لا حاجة لأن اعيد.
على كل حال المسار في سوريا أخذ منحى آخر، وهذا بعد الفضل من الله سبحانه وتعالى، يجب أن أختم بالقول إن الجهد الرئيسي والأسباب الرئيسية تعود إلى صمود السوريين أنفسهم، إلى صمود وثبات القيادة السورية، الجيش السوري، الشعب السوري، كل الذين رفضوا الخضوع للارهاب التكفيري في سوريا، هؤلاء صمدوا وقاتلوا واستشهدوا وجرحوا وتحملوا وهجروا، ولكنهم ثبتوا وصمدوا وبقوا في الميدان ولم يستسلموا، نعم مساعدة الأصدقاء سواء كانوا في روسيا وفي إيران أو في حزب الله، أو أيا كانوا، هي عامل أساسي ومهم لا نتنكر له، ولكن العامل الأول ـ إذا تحدثنا عن الأسباب البشرية ـ العامل الأول هو العامل السوري، وهذا لا يجوز أن يخفى على أحد عندما يصدر بيانا أو تصريحا أو يقدم تقييما هنا اوهناك".
الشأن اللبناني
بعده، تناول نصرالله الحديث عن الشأن اللبناني، الذي قسمه إلى 3 نقاط:
- "النقطة الأولى: نحن الحمد لله في لبنان اليوم ننعم بالاستقرار السياسي والأمني، لنضع الأمني في عنوان وحده، وما زال هذا الاستقرار السياسي قائما بالرغم من الخلاف حول قانون الانتخاب. وتعرفون اللبنانيين، عندما يختلفون قليلا تبدأ حرارتهم بالارتفاع ويعلو صوتهم كثيرا. ولكن الحمد لله، الآن نقول إننا ما زلنا في حالة استقرار سياسي.
الاستحقاق السياسي الأهم أمام اللبنانيين هو الانتخابات النيابية التي نجمع كلبنانيين بحسب الظاهر، أن لدينا جميعا إرادة جدية بعدم التمديد وبإجراء الانتخابات في مواعيدها، ما يوجد في القلب، الله يعلم، لكن الحمد لله على هذا الاجماع ولو بالظاهر، هذا يؤدي إلى استحقاق أساسي وهو قانون الانتخاب.
سأتكلم كلمتين في قانون الانتخاب. أتكلم بالدرجة الأولى بالنسبة لحزب الله: نحن من البداية قناعتنا ورأينا واضح، هذا طبعا نحن والإخوة في حركة أمل متفقون عليه، إنه نحن مع النسبية. حتى مع التيار الوطني الحر، بوثيقة التفاهم أو على جانب الوثيقة وبنقاشاتنا الداخلية نحن جونا نسبية، بالحديث مع كل حلفائنا في 8 آذار، نحن جونا نسبية.
عندما نتحدث عن النسبية لأننا نحن نحاول أن نفتش جديا، ويوجد شيء في لبنان كلنا مجمعون عليه، أننا نريد قانونا عادلا، ونريد قانونا يتيح للجميع أن يمثلوا في المجلس النيابي وقانونا لا يلغي أحدا، عظيم.
القانون الأكثري ـ بمعزل إن كان ستين، سبعين، ثمانين، الفين ـ القانون الأكثري هو قانون الغائي. سأتكلم الان بهدوء، بعلم، بواقع، لا يحتاج لا كثير رياضيات وحساب أو أحد شاطر بالعلوم، لا، ببساطة الآن بدائرة انتخابية عندما تحصل لائحة 50% زائد واحد تأخذ كل المقاعد النيابية، والذين حصلوا أقل من 50% يعني 50% ناقص واحد لا يحصلون على شيء، أليس هذا إلغائيا؟ عندما تقولون الغائيا واقصائيا، اليوم يوجد شخصيات وازنة بالبلد، شخصيات سياسية وازنة بالبلد، وتمثل ثقلا شعبيا في دوائرها الانتخابية، بدوائرنا وغيرها، ولكن لأنها لا تستطيع أن تجلب 50% زائد واحد، هي ملغاة منذ سنوات طويلة مع أنها تمثل، هؤلاء الذين هم 50 بالمئة زائد واحد، من يمثلون بالمجلس النيابي؟ هؤلاء أربع سنوات ليس لهم ممثل، هم يعتبرون هكذا، إذا الأكثري إلغائي كيفما قسمتموه، محافظات ستين 13 دائرة 15 دائرة، مهما فعلتم الأكثري إلغائي، في طبيعته إلغائي.
النسبي بالعكس في طبيعته ليس إلغائيا ولا إقصائيا، في طبيعته يعطي لكل ذي حق حقه، الآن يضعونها عتبة، يسمونها العتبة الانتخابية، انه والله 10% 12% 20% تفرق من بلد إلى آخر، ولكن أي أحد يقطع هذه العتبة، يأخد 10% من الأصوات، 15% من الأصوات ولا يأخذ 50% زائد واحد له من يمثله.
إذا اليوم، نتيجة القانون الأكثري، هناك أحزاب في لبنان لها امتداد على كامل الوطن ليس لديها نائب في البرلمان، ويوجد أحزاب في لبنان، عندها امتداد علي مستوى الوطن لديها نائب واحد، لأنه تم المن عليهم والتفضل عليهم أنه ألحق بلائحة، ولكن لم يتم إعطاؤهم فرصة أن يأتوا بنائب بجدارة وتمثيل.
إذا الأكثري إلغائي إقصائي، النسبي يعطي لكل ذي حق حقه، كم تبلغ شعبيتك؟ 10%؟ تأخذ 10%، 20%؟ تأخذ 20، 30% تأخذ 30، 60% تأخذ 60، ولذلك نحن مع النسبية بمعزل عن الدائرة،، دائرة واحدة، محافظات خمس، ست، تسع، 13 دائرة، مهما يكن، كله لدينا قابل للنقاش، وأنا أستغرب من الذين يقولون إن النسبية تقصيهم وتلغيهم، النسبية لا تلغي أي طائفة. أقول لأهلنا الدروز: النسبية لا تلغي الدروز بل تحفظهم، والنسبية لا تلغي الحزب التقدمي الاشتراكي، والنسبية لا تلغي تيار المستقبل، والنسبية لا تلغي أي حزب أو تيار أو جماعة أو طائفة في لبنان. نعم النسبية تعطي لصاحب كل حجم حجمه، ولكل صاحب حق حقه.
يوجد تعبير استخدمه فخامة الرئيس العماد ميشال عون خلال هذه الأيام جميل ودقيق، عندما يقول: نريد قانون انتخاب لا تلغي الطوائف الكبيرة فيه الطوائف الصغيرة، يعني هي تأتي بالممثلين الخاصين بالطوائف الصغيرة، ولا نريد في داخل كل طائفة الأغلبية تلغي الأقلية، في داخل كل طائفة، ما هو القانون الذي يمكن من خلاله أن يتمثل الجميع؟ يوجد النسبية، الذي يمتلك قانونا آخر فليدلنا عليه.
إذا، حزب الله عندما يدعم النسبية أو يؤيد النسبية أو ينادي بها، فلأنه حريص على بقاء كل الأحزاب، على تمثيل كل الاحزاب، وكل الجماعات وكل العائلات السياسية وكل الطوائف الصغيرة والكبيرة وكل البيوتات. نحن لا نريد أن نغلق أي بيت سياسي، وإنما ندعو إلى العدالة في التمثيل.
عندما نقول إن بناء الدولة يمر حكما بقانون انتخابي عادل وسليم وصحيح، هذا ما نقصده نحن، والكل يعرف إننا منزهون عن الحسابات الحزبية في موضوع النسبية، بل على العكس، النسبية لا تخدم مصالحنا الحزبية، لا تخدم مصالحنا. عندما يتحدثون عن المحادل، نحن أيضا من جماعة المحادل. النسبية تعطل المحادل التي نحن منها، ونحن راضون بذلك، وننادي بذلك، ونقول تعالوا، الذي أدعو له اليوم، إنه يا جماعة تعالوا بدل ان نظل نضيع وقتا، لأنه حتى الآن في مكان ما، اسمحوا لي بالقول إنه لا يوجد نقاش جدي، هناك تضييع للوقت، لنصل للحظة الاستحقاق، للحظة المشكلة، ونرى ماذا سيحصل في البلد.
حسنا، الوصول إلى لحظة الاستحقاق والذهاب إلى المجهول، هذا أمر خطير على البلد كله، بمعزل عن طريقة تفكير كل واحد فينا.
لا تضيعوا الوقت، الوقت قليل، نحن نأتي لنقول بأنه يا أخي يوجد هذا القانون، مشروع قانون الرئيس ميقاتي، اعتبروه مسودة قابلة للنقاش، مسودة، لم نأت لنفرض على أي أحد أي شيء، نحن برأينا هذا المخرج الطبيعي المنطقي العادي، الذي لا يلغي أي أحد، الذي يحفظ الجميع، الذي يعطي الجميع أحجامهم، ولذلك ندعو إلى نقاش هذا الأمر بجدية، ومع ذلك أنا أقول لكم: في السابق، في اللجنة الرباعية وقبلها وبعدها، كنا منفتحين على أي نقاش حول قانون الانتخاب إلى حد ـ للأسف أنه ـ نحن جلسنا نناقش باللجنة علميا وأكاديميا في قوانين، أساسها ولو جزء منه أكثري، وأنا اقول لكم النظام الأكثري ليس نظاما عادلا. جاء البعض ليقول إننا بعنا حلفاءنا وتخلينا عنهم ونحن لسنا كذلك، نحن التزامنا الحقيقي هو النسبية، ولكن هذا لا يعني ألا نكون منفتحين على أي نقاش. كنا واليوم أريد أن أكرر القول، نحن أيضا لا نغلق الأبواب، نحن منفتحون على أي نقاش، على أي حوار حول أي اقتراح قانون انتخاب يؤدي إلى انتخاب معقول وجيد وعادل ويتيح الفرصة للبنانيين أن يتمثلوا بأفضل صورة ممكنة.
- النقطة الثانية: الموضوع الأمني، الاستقرار الأمني في لبنان اليوم، أقول للشعب اللبناني يجب أن تشكروا الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة الإلهية الموفورة، عندما نتطلع حولنا في المنطقة وفي العالم وبالرغم من أنه في لبنان يوجد الكثير من الصعوبات والتناقضات ومشاكل اقتصادية واجتماعية ومعيشية وجوار ملتهب، وعدو يتهددنا في كل يوم وفي كل لحظة، وما يجري الى جوارنا للأسف في سوريا، مع ذلك أمن البلد، الإستقرار في البلد، الحمد لله من النعم الكبيرة.
اللبنانيون يجب أن يتمسكوا بهذه النعمة وأن يشكروها، وشكرها هو الحفاظ عليها، الحفاظ عليها بالأيدي وبالألسن وبرموش العيون، وعدم الاستهتار بالموضوع الأمني، وألا يغامر أحد بالموضوع الأمني.
في هذا السياق يجب أن نسجل تقديرنا للجهود الكبيرة، التي يقوم بها الجيش اللبناني وقيادة الجيش اللبناني ومخابرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية والأجهزة الأمنية الرسمية في لبنان، وأيضا تعاون القوى السياسية والزعامات والقيادات.
وهنا يجب أن أؤكد على أمر ذكرناه قبل أسابيع مع أهلنا في البقاع: الذي يحصل أحيانا في عملية خطف هنا أو عملية قتل هناك، يحصل ما هو مشابه لها في مناطق لبنانية أخرى، ولكن للأسف الشديد عندما تحصل عملية القتل في البقاع تأخذ ضجة استثنائية، وطبعا هي مقصودة من بعض الجهات ومن بعض وسائل الاعلام للاساءة إلى أهل البقاع وللاساءة إلى الخط السياسي الذي يدعمه أهل البقاع، أو عندما تحصل عملية خطف يكون هناك عملية خطف مشابهة في مناطق أخرى، لا تأخذ هذه الضجة ولا هذا العويل، الذي يحصل عندما يحصل خطف في البقاع.
طبعا أي قتل هو مدان، أي خطف هو مدان، ولكن واضح أنه هناك استهداف، هذا يزيد مسؤولية أهلنا وإخواننا وعلمائنا ونوابنا ووزرائنا وأساتذتنا ومشايخنا وعشائرنا ووجهائنا وفعالياتنا وناسنا في البقاع، لأن الموضوع بالنسبة لمنطقة البقاع لم يعد فقط موضوعا أمنيا بحتا، وإنما أمر يمس كرامة أهل هذه المنطقة الشرفاء، يمس كرامتهم ويمس موقعيتهم.
هذا طبعا يحتاج إلى ثلاثة أمور:
أولا: أن تتحمل الدولة مسؤوليتها بشكل فعال وجدي، ولا يوجد أي مانع من أن تتحمل الدولة مسؤوليتها، النواب والوزراء والبلديات والعلماء والمشايخ والعيل والعشائر، كلها عبرت في مؤتمرات ولقاءات ومناسبات كثيرة، فلتأت الدولة ولتتحملوا مسؤوليتكم، الجيش والقوى الامنية والأجهزة الأمنية والقضاء اللبناني والدولة تأتي لتتحمل مسؤوليتها، لا يوجد أي حاجز ولا يوجد أي مانع. أي حجج هي حجج واهية وغير صحيحة، وأنا اليوم أجدد هذا النداء للدولة اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية.
ثانيا: هو أن يتعاطى الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية في حدود القانون كما هو متوقع.
ثالثا: هو تعاون أهلنا في البقاع مع الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية، التعاون، التفهم والتجاوب، عدم التحريض من قبل البعض، أو قبول التحريض من قبل البعض. عدم تكبير أخطاء بعض الجنود أو بعض العناصر في القوى الامنية، تكبير الموضوع الى حد الذهاب لمواجهة مع الدولة، هذا كله هو مسؤولية الناس والنخب في البقاع، التعاون الايجابي ورفض أي ممارسة سلبية، ولكن مع هذا كله سواء في البقاع او في لبنان، الأمن ليس فقط مسؤولية الدولة. الأهل، الآباء، الأمهات، الأزواج، الزوجات، زعماء العشائر، وجهاء ورؤساء البلديات، وصولا إلى الأحزاب والعلماء والجميع. هناك مسؤولية اجتماعية وشرعية عامة لضبط ساحاتنا وضبط شبابنا وضبط ناسنا والحكي معهم والقيام بجهد كبير كما أسس له كما في المرحلة الاخيرة قبل اسابيع.
طبعا يجب تجديد القول وتأكيد القول إن الدولة، ليس فقط ان تستلم العسكر والامن، يجب أن تستلم الإنماء أيضا، ويجب أن تطلع بالعفو حيث يكون العفو قضائيا ومنطقيا ويجب أن يكون هذا الملف جديا بين الجميع. طبعا الإخوة المسؤولون النواب الوزراء البلديات الكل يتابع مسؤوليته بشكل كامل لكن هذا ما لم يتم ملاقاته من قبل الحكومة اللبنانية السلطة التنفيذية يبقى محدودا وقاصرا.
- النقطة الثالثة: في موضوع الموازنة أحب أن أقول كلمة صغيرة لأن الحكومة ستناقش الموازنة العامة بعد أيام، الوزراء سيناقشون التفاصيل، يعني وزراؤنا وبقية أصدقائنا في الحكومة، عندما ستذهب الموازنة إلى المجلس النيابي سيناقشها النواب، وأنا لا أريد أن أناقش تفاصيل الآن، أريد أن أثبت مبدأ، مبدأ نقول فيه بكل صراحة: نحن نرفض أي ضرائب جديدة، أي رسوم جديدة تطال العائلات الفقيرة في لبنان. عندما نقول العائلات الفقيرة يعني أغلب الشعب اللبناني، أغلب الشعب اللبناني اليوم مصنف إما فقير أو تحت خط الفقر، تأتي لتقول بأن الموازنة بحاجة إلى مداخيل، فتش على حل، يوجد حلول معروفة، وقف الهدر، وقف السمسرات ووقف السرقة، ووقف بعض التلزيمات التي "رائحتها فاحة" في البلد. وقف بعض الانفاق الذي ليس له معنى على الاطلاق، يوجد نماذج وشواهد لا أريد أن آخد وقتكم فيها، والبحث عن مداخيل من طرق اخرى، الأمر يحتاج إلى قرار شجاع، إلى قرار سياسي شجاع نستطيع أن نوفر فيه الكثير من الإمكانات التي لا طعم لها، ونستطيع أن نحد الكثير من الهدر، ونستطيع أن نمنع الفساد واللصوصية ونوفر.
فتشوا على أي مكان آخر، لتدعموا فيه الموازنة العامة إلا جيوب المواطنين، هذا أمر لا يجوز أن يقبل به أي أحد، لا نحن ولا غيرنا، هذا ليس موضوعا للمزايدة. الآن العائلات اللبنانية والمواطنون اللبنانيون في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشونها لا يتحملون أي زيادة في الرسوم وفي الضرائب، على الاطلاق".
وقال: "الآن أنا في يوم الخميس ـ إن بقينا على قيد الحياة ـ عندما نريد أن نتكلم عن وضع المنطقة أريد أن أقول جملة فقط، لكل الذين قالوا في الأسابيع الماضية وكتبوا وأنا رأيت الكثير من المقالات تقول إن حزب الله قلق وإن حزب الله مرعوب وإن حزب الله خائف. ما القصة يا جماعة، أنه جاء ترامب، يعني واذا جاء ترامب، ما الجديد؟ الجديد مثلما قال سماحة الإمام القائد السيد خامنئي دام ظله الشريف: الجديد أنه قبله كان هناك شخص واضع على وجهه غطاء من نفاق، انه يكلمك بكلام طيب، يعيدك بالعيد، ولكن ماذا يفعل، يفرض بحقك عقوبات ويحاربك بالعالم، ويشن بغاراته آلاف الغارات التي قتلت آلاف المدنيين، ويدعم ويتورط بحروب كما بالحرب في اليمن، التي قتلت وجرحت وجوعت وحاصرت مئات الالاف، ويدعم انظمة استبدادية كما في البحرين وفي السعودية وفي غيرها، ويعمل كل شيء ويصنع لك داعش لتسيء إلى دينك وإلى نبيك وإلى قرآنك، ولتسفك دماءك وتسبي نساءك وتدمر مجتمعاتك ودولك، وهو يضحك وأنت يحرقك قلبك عليه فقط لأن لونه اسود".
أضاف "الآن الجديد الجميل، أنه جاء شخص وضع النفاق على جنب، ولذلك سماحة السيد القائد ماذا قال؟ نحن يجب أن نشكر ترامب لأنه كشف مجددا عن الوجه الحقيقي للادراة الأميركية، العنصرية البشعة المجرمة القاتلة سفاكة الدماء، مصادرة الحريات، ناهبة الثروات، المتآمرة على الشعوب المستضعفة. ممنونون، نحن لسنا حزينين، بل ممنونون لترامب، لأنه من أول ما جاء، هذه حقيقة الإدارة الاميركية، لتفهمها الشعوب التي عادت لتضيع وتضل وتتيه وتختلط عندها المفاهيم، أما الخوف، هذه القصة انتهت من فترة طويلة".
وتابع "لكل من يكتب ويخطب ويفكر ويحلل، أنا أقول له من شيبة الشيخ حسين عبيد أحد كبار المؤسسين لحزب الله عام 1982، نحن كنا في العام 1982 والآن نحن في العام 2017، في ال 1982 كنا قلة مؤمنة مستضعفة نخاف ان يتخطفنا الناس من حولنا، الجيش الاسرائيلي الذي كان لا يقهر كان يحتل نصف لبنان، 100 ألف جندي وضابط إسرائيلي في لبنان، 25 ألف ضابط وجندي أميركي وفرنسي وبريطاني وايطالي في لبنان، ومشاكل لبنانية داخلية وأساطيل، نيوجرسي وأمثالها في البحر، وكنا قلة، نحن وبقية من كان في المقاومة، بقية الأحزاب والحركات، ولم نخف، ولم نقلق ولم نضطرب، وكنا على بينة من أمرنا وبعدها وبعدها وبعدها".
وأردف "جاء جورج بوش وبالجيوش مجددا وبالاساطيل وغزا دولا، ودفع إسرائيل للحرب علينا، ولم نقلق ولم نخف ولم نتردد، وكناعلى ثقة من نصر الله لنا، هذا النصر الذي وعدنا به الله سبحانه وتعالى في كتابه ووعدنا به الإمام الخميني، الشيخ حسين عبيد والسيد عباس وبقية الإخوان عندما ذهبوا عند الإمام في بداية التأسيس، وقال لهم الإمام: نعم المقاومة ولا طريق إلا المقاومة، وقال لهم لا تتكلوا على أي احد، ولا تنتظروا أي أحد، لا نحن ولا أي أحد في العالم، اتكلوا على الله وعلى أنفسكم، واعملوا بتكليفكم، وفي ذلك اليوم هذا موجود موثق، وفي ذلك اليوم عندما الكثير في العالم العربي والاسلامي، كانوا يعتبرون أن لبنان دخل في العصر الاسرائيلي"، مستذكرا "قال الإمام الخميني للتسعة الحاضرين بين يديه، ومنهم السيد عباس الموسوي والشيخ حسين عبيد، إذا قاومتم فإنني أرى النصر معقودا في نواصيكم، هذا النصر الذي تحقق بال 85 وتحقق بال 2000 وتحقق بال 2006 ويتحقق اليوم في سوريا وفي العراق وسيتحقق في اليمن إن شاء الله، لا ترامب ولا أبوه ولا جده ولا جورج بوش ولا أبوه ولا جده ولا كل هؤلاء العنصريين يمكن أن يمسوا بشجاعة أو أمان طفل من أطفالنا، فضلا عن رجالنا وشيوخنا".
وختم "لذلك نحن لسنا قلقين، بل نحن متفائلون جدا، لأنه عندما يسكن في البيت الابيض أحمق يجاهر بحماقته، فهذا بداية الفرج للمستضعفين في العالم. رحم الله شيخنا الكبير والعزيز وفقيدنا الغالي، وأسكنه فسيح جنته وحشره مع الشهداء، والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته".