المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 آب/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.august01.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ

فقَدْ وقَفَ بي في هذِهِ ٱللَّيْلَةِ مَلاكٌ مِنْ عِنْدِ ٱلله، ٱلَّذِي أَنَا لَهُ، وَإِيَّاهُ أَعْبد، وقَالَ لي: لا تَخَفْ ، يَا بُولُس، يَنْبَغي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَر

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

الياس بجاني: شركة تيار ميشال عون والصهر المدلل كارثة وطنية/عون ليس الشواذ بل للأسف القاعدة/أحمد الحريري: شو هي مؤهلاته

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/بالصوت وبالنص/مقابلة د.فارس سعيد مع ال بي سي/ قراءة واقعية في الخلفيات الحقيقية للحوار الذي دعى إليه بري وفي أخطار حزب الله الكيانية وفي منهجية تفكيكه للدولة وفي ضياع أحزاب 14 آذار للبوصلة وفي إيرانية ميشال عون

فارس سعيد: هوية “حزب الله” الإيرانية تفوق بدرجات هويته اللبنانية

رسالة من 149 شخصية إلى هيئة الحوار: إلغاء اتفاق الطائف وتعديل الدستور عبر مؤتمر تأسيسي يضعان البلاد على حافة حرب أهلية

التاتوز هي آخر صرعة لدى جماعة حزب الله الإرهابي والإيراني المعادي للبنان وللعرب

طوم حرب يرد على طوني حداد

ضرب "حزب الله" أولوية لأميركا

تطورات حلب قد تعجّل في الانتخاب "ولا بد من رئيس توافقي" رسالة بري قبل "الخلوات": نحن أمام آخر الفرص المهمة/رضوان عقيل/النهار

حملة نصر الله على السعودية طوت صفحة عون وأفشلت حوار بري قبل أن يبدأ وتهدف إلى استمرار الفراغ وتعطيل انتخاب أي من المرشحين لرئاسة الجمهورية

المشنوق وعون: هل استوت الطبخة الرئاسية/علي الأمين/جنوبية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بري بحث مع الحريري التطورات واستبقاه إلى مائدة العشاء

فوز لائحة الكتائب وحرب وحلفائهما في انتخابات رابطة مخاتير البترون

 اعتصام لأهالي العسكريين المخطوفين في رياض الصلح: عيد الجيش منقوص وعلى الدولة أن تعيد الأسرى وإلا فلتسقط

وكيلة يعقوب نفت ما ورد بحقه: يستمرون في الافتراءات والتعاطف مع موكلي يزداد

وزير البيئة محمد المشنوق يردّ على نصرالله

هؤلاء مرشحو "الوطني الحر" للانتخابات النيابية

انتخابات الرهبانية اللبنانية تحت مجهر الفاتيكان والأباتي الجديد يرسم مسارها لسنين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تؤكد وإيران تنفي إصابة رئيس “الباسيج” في غارة بالجولان

معلومات من 2001 تدعم علاقة إيران بـ"التطرف"

استشهاد ضابط و6 جنود سعوديين أحبطوا تسللاً للحوثيين

عسيري: الحدود السعودية خط أحمر ولن نقبل بأي مساس بها

اليمن..ولد الشيخ يستكمل مناقشة ورقة الحل مع الانقلابيين

لم تفهم إيران الرسالة!

حنان زوجة الأسد وحلب تُدمَّر يثير استياء بالغاً

رجوي: طهران مصدر التطرف والإرهاب في المنطقة/مشكلات سياسية ومعارضة داخلية تواجه صفقة شراء إيران لطائرات أميركية

الجيش المصري يقتل 46 مسلحاً في سيناء

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» يُربّي.. أجيال الموت/علي الحسيني/المستقبل

عـون ينتظر التطوّرات المتسارعة في سوريا علَّها تكون في مصلحة فوزه بالرئاسة/اميل خوري/النهار

ماذا بعد سقوط "رهان آب" الرئاسي؟ معادلة سلبية تواجه داعمي المرشحين/روزانا بومنصف/النهار

أسرى... كما العسكريين/نبيل بومنصف/النهار

ا بعد سقوط "رهان آب" الرئاسي؟ معادلة سلبية تواجه داعمي المرشحين/روزانا بومنصف/النهار

صورة زائفة تُخبّئ حقيقة مرة/المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية

موقف الإسلام من اليهود والنصارى/أحمد الصراف

من الصواب أن تقتل... لأن القتل رسالة تصل/حازم الامين/الحياة

 إيران.. المندائيون في النَّزع الأخير/رشيد الخيّون/الإتحاد

الأسد و «مقبرة حلب»/الياس حرفوش/الحياة

الطريق إلى القدس أم إلى إسرائيل/بول شاوول/المستقبل

فرنسا «تعتنق» المسيحية مجدّداً/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي من الديمان: نحمل المسؤولية لجميع الذين يعطلون انتخاب رئيس

قاووق: اضطرار جبهة النصرة لتغيير إسمها يكشف زيفهم ونفاقهم وضعفهم

نواف الموسوي: حقنا في المنطقة الاقتصادية الخالصة غير قابل للمساومة

النائب وليد خوري: مؤشرات جدية حول الاستحقاق الرئاسي وهناك ازمة ثقة بين حزب الله والمستقبل

زهرا ممثلا جعجع في عشاء منسقية عاليه: هل لدى احد شك ان مرشح حزب الله هو الفراغ؟

نجل الشاه: ثورة الخميني أطلقت الإرهاب وأشعلت الطائفية/نظام ولاية الفقيه لا يملك أي شعبية ومافيا الاستخبارات تسيطر عليه

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ

إنجيل القدّيس لوقا12/من54حتى59/:"قالَ الربُّ يَسوعُ لِلْجُمُوع: «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ. وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ. أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟

وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟ حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن. أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس».

 

فقَدْ وقَفَ بي في هذِهِ ٱللَّيْلَةِ مَلاكٌ مِنْ عِنْدِ ٱلله، ٱلَّذِي أَنَا لَهُ، وَإِيَّاهُ أَعْبد، وقَالَ لي: لا تَخَفْ ، يَا بُولُس، يَنْبَغي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَر

Acts of the Apostles 27,1-4.8a.14-15.18-21a.22-26/:" يا إِخوَتِي : لَمَّا تَقَرَّرَ أَنْ نُبْحِرَ إِلى إِيطَالِيَا، أُسْلِمَ بُولُسُ وأَسْرَى آخَرُونَ إِلى قَائِدِ مِئَة، ٱسْمُهُ يُوليُوس، مِنْ فِرْقَةِ أَغُسْطُس. وَرَكِبْنَا سَفِينَةً مِنْ أَدْرَمِيتَ مُتَّجِهَةً إِلى شَوَاطِئِ آسِيَا، وأَقْلَعْنَا. وكَانَ يَصْحَبُنَا أَرِسْطَرْخُس، وهُوَ مَقْدُونِيٌّ مِنْ تَسَالُونِيكِي.

وفي ٱليَومِ ٱلتَّالي، نَزَلْنَا في صَيْدَا. وكَانَ يُولِيُوسُ يُعَامِلُ بُولُسَ مُعَامَلَةً إِنْسَانِيَّة، فأَذِنَ لَهُ أَنْ يَذْهَبَ إِلى أَصْدِقَائِهِ فيَحْظَى بِعِنَايَتِهِم. وأَقْلَعْنَا مِنْ مينَاءِ صَيْدَا، وَسِرْنَا مِنْ خَلْفِ جَزيرَةِ قُبْرُسَ شَمَالاً، لأَنَّ ٱلرِّيَاحَ كَانَتْ مُخَالِفَةً لَنَا. وَسِرْنَا بِجَهْدٍ جَهِيدٍ بِمُحَاذَاةِ كِرِيتَ جَنُوبًا، فَوَصَلْنَا إِلى مَكَانٍ يُدْعَى «ٱلمَوَانِئَ ٱلجَمِيلَة»، عَلى مَقْرُبَةٍ مِنْ مَدينَةِ لاسِيَّة. وبَعْدَ وَقْتٍ قَليلٍ هَبَّتْ عَلى كِرِيتَ رِيحٌ عَاصِفَةٌ شَمَالِيَّةٌ شَرْقِيَّة، تُدْعَى أُورَاكْلِيُون. فَٱنْدَفَعَتِ السَّفينَةُ لا تَقْوَى عَلى مُقَاوَمَةِ ٱلرِّيح. وتَرَكْنَاهَا تَسِيرُ بِنَا عَلى غَيْرِ هُدَى. وفي ٱلغَدِ ٱشْتَدَّتْ عَلَيْنَا ٱلعَاصِفَة، فَأَخَذُوا يُلْقُونَ ٱلحُمُولَةَ في ٱلبَحْر. وفي ٱليَوْمِ ٱلثَّالِث، رَمَى ٱلبَحَّارَةُ في ٱلبَحْرِ عِدَّةَ ٱلسَّفِينَة.ولَمْ تَظْهَر ِٱلشَّمْسُ ولا ٱلنُّجُومُ أَيَّامًا كَثِيرَة، وٱلعَاصِفَةُ لَمْ تَزَلْ على شِدَّتِها، حتَّى ٱنْقَطَعَ كُّلُ أَمَلٍ في ٱلنَّجَاة. وبَعْدَ إِمْسَاكٍ طَويلٍ عَنِ ٱلطَّعَام، وقَفَ بُولُسُ في وَسَطِهِم وقَال: «أَيُّهَا ٱلرِّجَال، كَانَ يَنْبَغي أَنْ تُطِيعُونِي، فَلا نُقلِعَ مِن كِرِيت، ونَسْلَمَ مِنْ هذَا ٱلضَّرَرِ وهذِهِ ٱلخِسَارَة. وٱلآنَ أَنَا أُنَاشِدُكُم أَنْ تَتَشَجَّعُوا، فَلَنْ تَكُونَ خِسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُم، بَلْ خِسَارَةُ ٱلسَّفينَةِ وَحْدَهَا. فقَدْ وقَفَ بي في هذِهِ ٱللَّيْلَةِ مَلاكٌ مِنْ عِنْدِ ٱلله، ٱلَّذِي أَنَا لَهُ، وَإِيَّاهُ أَعْبد، وقَالَ لي: لا تَخَفْ ، يَا بُولُس، يَنْبَغي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَر. وهَا هُوَ ٱللهُ قَدْ وَهَبَ لَكَ حَيَاةَ جَميعِ ٱلمُسَافِرِينَ مَعَكَ. لِذَلِكَ تَشَجَّعُوا، أَيُّهَا ٱلرِّجَال، لأَنِّي أُؤْمِنُ بِٱلله، وسَتَجْرِي ٱلأُمُورُ كَمَا قِيلَ لِي.إِنَّمَا عَلَيْنَا أَنْ نَجْنَحَ بِٱلسَّفينَةِ إِلى إِحْدَى ٱلجُزُر».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

الياس بجاني: شركة تيار ميشال عون والصهر المدلل كارثة وطنية/عون ليس الشواذ بل للأسف القاعدة/أحمد الحريري: شو هي مؤهلاته

http://eliasbejjaninews.com/2016/07/30/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%87%d8%b1/

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/بالصوت وبالنص/مقابلة د.فارس سعيد مع ال بي سي/ قراءة واقعية في الخلفيات الحقيقية للحوار الذي دعى إليه بري وفي أخطار حزب الله الكيانية وفي منهجية تفكيكه للدولة وفي ضياع أحزاب 14 آذار للبوصلة وفي إيرانية ميشال عون

http://eliasbejjaninews.com/2016/07/31/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af/

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة د.فارس سعيد مع ال بي سي/ قراءة واقعية في الخلفيات الحقيقية للحوار الذي دعى إليه بري وفي أخطار حزب الله الكيانية وفي منهجية تفكيكه للدولة وفي ضياع أحزاب 14 آذار للبوصلة وفي إيرانية ميشال عون/31 تموز/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/fares%20saed%2030.07.16.wma

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة د.فارس سعيد مع ال بي سي/قراءة واقعية في الخلفيات الحقيقية للحوار الذي دعى إليه بري وفي أخطار حزب الله الكيانية وفي منهجية تفكيكه للدولة وفي ضياع أحزاب 14 آذار للبوصلة وفي إيرانية ميشال عون/31 تموز/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/fares%20saed%2030.07.16.mp3

فيديو/مقابلة د.فارس سعيد من تلفزيون ال بي سي/ قراءة واقعية في الخلفيات الحقيقية للحوار الذي دعى إليه بري وفي أخطار حزب الله الكيانية وفي منهجية تفكيكه للدولة وفي ضياع أحزاب 14 آذار للبوصلة وفي إيرانية ميشال عون/31 تموز/16/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=GO_Xn5q5eLs

 

فارس سعيد: هوية “حزب الله” الإيرانية تفوق بدرجات هويته اللبنانية

موقع القوات اللبنانية/30 تموز/16

إعتبر منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” الدكتور فارس سعيد أن “14 آذار” انتصر يوم توحّد المسلمين والاسلاميين وأخرجوا السوري من لبنان.

وأضاف في حديث للـ lbci أن الطوائف في لبنان أصبحت كـ”حزب الله” وبدأت التفتيش عن حليف إقليمي، مشيراً الى ان هوية “حزب الله” الايرانية تفوق بدرجات هويته اللبنانية. وقال: “نحن كلبنانيين مؤتمنين على البلد وعلى الدستور اللبناني والطائف لا يسمح أن يكون هناك جيشين في لبنان. عندما يقول أحد الفرقاء “نحن ايران في لبنان” يحاول أن يقنعنا أنه منتصر في لبنان والمنطقة ويرفع إصبعه بوجه الجميع وأولهم السعودية”.

وتابع: “ندعو جميع الأطراف وفريقنا أن يتنبهوا من الحالة التي وصلنا اليها من دون انتخاب رئيس مشروع، خصوصاً أن حسن نصرالله يقول أنه “غلبة على اللبنانيين”، فما من أحد استطاع أن يكون غلبةً علينا ولن يستطيع نصرالله ذلك. المشكلة اللبنانية هي مشكلة نظام وليست مشكلة سلاح فالنظام لا يُطبق. لن نرضى كمسيحيين بعد كل ما ضحينا به أن ندخل في المجهول وتُفتح بوجهنا علبة “باندورا”. وليس صحيحاً أن الدولة ليست مسخرة لـ”حزب الله””.

وقال سعيد: “اتفاق الطائف لا يمكن تطبيقه على قاعدة موازين القوى انما على قوة التوازن. التصعيد تجاه السعودية من قبل نصرالله قد يعرقل وصول عون للرئاسة”، معتبراً أن الحريري أخطأ عندما رشح فرنجية وبالمقابل اخطأ جعجع عندما ردّ بترشيح عون.

أضاف: “بخطابه حاول نصرالله أن يؤكد أن السعودية تتفق مع اسرائيل وهو يدافع عن الفلسطنيين منها غاضاً النظر عن الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وايران الذي لم ينشأ الا على قاعدة أن تؤمن أميركا ظهير اسرائيل”.

وختم: “أنا مع المصالحة بين “التيار” و”القوات” ولكني لست مع ترشيح عون. تربطني بالدكتور جعجع علاقة صداقة متينة ولا شيء يفصلني عن “القوات اللبنانية”. الدكتور جعجع واجه بالسجن النظام السوري وبشار الأسد ولم تُمَسّ مصداقيته. وندعو اللبنانيين التمسك بلبنان وليس بالأشخاص من أجل عيش مشترك والا سننزلق في حسابات خاطئة. وأتمنى للعماد عون الصحة والثبات والشجاعة وأن يخرج من تفاهم “مار ميخايل” وأعلن أنني سأكون الى جانبه بماكينته الانتخابية ليصل حتى يكون رئيساً للجمهورية ولكن شرط ألا يكون حليف “حزب الله”.

 

رسالة من 149 شخصية إلى هيئة الحوار: إلغاء اتفاق الطائف وتعديل الدستور عبر مؤتمر تأسيسي يضعان البلاد على حافة حرب أهلية

الأحد 31 تموز 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/07/31/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%88%d8%ad%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%87%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a/

وطنية - وجهت 149 شخصية سياسة ونقابية وإعلامية وتربوية، بينهم نواب حاليون وسابقون ووزراء سابقون، رسالة مفتوحة إلى هيئة الحوار الوطني جاء فيها:

"عشية انعقاد جلسات الحوار الوطني في 2-3- و4 آب، والرامية إلى بلورة توجهات أساسية لمعالجة الأزمات المستعصية، وجّه الموقعون على هذه الرسالة النداء التحذير التالي:

- مشكلات العيش المشترك ودولته في لبنان بعد الحرب ليست ناجمة عن طبيعة العقد الوطني المكرس باتفاق الطائف والدستور، كما يدعي البعض أو يتوهم، بل هي ناجمة عن مخالفتهما المتمادية منذ بداية الوصاية السورية، وفيما بعدها حتى اليوم، أكانت تلك المخالفة بقرار سوري، أو سوري- ايراني مشترك، أو جراء عجز القوى الاستقلالية عن التمسك بهما نصا وروحا، وخضوعها لابتزازاتٍ متلاحقة تحت تهديد السلاح غير الشرعي، لا سيما في المرحلة التي أعقبت انتفاضة الاستقلال وانسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان 2005.

- وعليه فإن الساعين، بطريقة أو بأخرى، صراحة أو مواربة، إلى إلغاء اتفاق الطائف وتعديل الدستور، من طريق مؤتمر تأسيسي جديد لصيغة العيش اللبناني المشترك، إنما يطالبون بإلغاء أو تعديل شيء لم يطبق حقا في أي وقت، وينادون بشيء آخر ليس من شأنه أن يضع البلاد إلا على حافة حرب أهلية جديدة، خصوصا في ظل الفوضى المستحكمة بمصائر شعوب المنطقة العربية، والتشويش المسيطر على عقول معظم الطبقة السياسية اللبنانية، بالإضافة إلى عجزها المهين عن الاستجابة لبديهيات دولتية ودولية.

- نعتقد ونلاحظ أن المحركين الأساسيين لهذا السعي المجنون، إنما يريدون تفصيل شيء على قياسهم و "قبل فوات الأوان"، مستغلين موازين قوى ظاهرية وعابرة يرون أنها لمصلحتهم، ويتبعهم آخرون أضاعوا بوصلة المعنى الذي قام عليه لبنان..وهو قوة التوازن لا ميزان القوى المتغيرة.

- والمفارقة المؤسفة أن هؤلاء يحكمون ارتجالا ومسبقا على المنطقة بالخراب السياسي وبالتغيير لصالح العصبيات المتناحرة والتغول الايراني، فيحاولون التكيف غرائزيا مع الآتي من وجهة نظرهم، فيما نعتقد ونلاحظ أن أي تسوية يمكن أن ترسو عليها المنطقة لا بد أن تهتدي بالنموذج اللبناني، الذي يمثله اتفاق الطائف وليس العكس.

- المطلوب إذا هو العودة إلى معنى لبنان، لا مغادرة هذا المعنى".

الموقعون: 149

ابراهيم عاقوري (ناشط)، احمد السنكري (استاذ جامعي)، احمد الغز (كاتب وباحث)، احمد حمزة (استاذ ثانوي)، اسماعيل شرف الدين (ناشط)، اسعد بشارة (صحافي، مستشار اعلامي)، اسمى اندراوس (ناشطة، علاقات عامة)، إكرام زين الدين (ناشطة)، اكرم سكرية (استاذ جامعي)، الياس مخيبر (محام)، الياس يوسف بجاني (ناشط)، امين نعمة (ناشط)، انطوان قربان (طبيب واستاذ جامعي)، انطوان قسيس (مهندس)، انطوان كامل (صحافي)، ايصال صالح (دكتور، مهندس)، ايلي الحاج (صحافي)، ايلي الحاوي (مهندس)، ايلي حاطوم (استاذ ثانوي)، ايلي كيريللس (محام)، ايلي محفوض (سياسي)، ايهاب طربيه (محام)، أحمد فتفت (نائب)، باسم السبع (نائب ووزير سابق)، بديع حبيش (ناشط)، بهجت سلامة (ناشط)، بهحت رزق (كاتب)، بول موراني (اقتصادي)، بيار عقل (اعلامي، ناشط)، بيليندا ابراهيم (صحافية)، توفيق علوش (ناشط)، جاد الأخوي (اعلامي)، جاك مشعلاني (مستشار مالي)، جو فضول، جورج بكاسيني (صحافي)، جورج افتيموس (نقيب اطباء سابق)، جورج دروبي (كاتب)، جوزف الياس كرم (اداري)، جومانا نصر (صحافية)، حسن بزيع (ناشط)، حسن منيمنة (وزير سابق)، حمزة بلوق (طبيب)، حنا صالح (صحافي)، خالد نصولي (مهندس)، دنيز حلو (ناشطة)، راشد فايد (صحافي)، رامز ضاهر (محام)، ربى كبارة (صحافية)، رجينا قنطرة (محامية)، رفيق الدهيبي (اعلامي، اوستراليا)، رلى موفق (صحافية)، روبير ابو عبدالله (طبيب)، رومانوس معوض (ناشط)، ريما ابو ضاهر (استاذة ثانوي)، ريمون سويدان (اداري)، ريمون معلوف (مهندس)، زينة منصور (صحافية واستاذة جامعية)، سارة عساف (ناشطة)، سامر دبليز (ناشط)، سامي شمعون (محام)، سعد كيوان (صحافي)، سليم مزنر (ناشط)، سليمان رياشي (صحافي)، سمير العشي (ناشط)، سمير فرنجية (نائب سابق)، سناء الجاك (صحافية)، سيفاك هاكوبيان (ناشط سياسي)، شارل جبور (صحافي)، شاهين الخوري (استاذ ثانوي)، شذا كساب (ناشطة)، شوقي داغر (محام)، شيرين عبدالله (ناشطة)، صائب ابو شقرا (ناشط، اوستراليا)، صالح فروخ (اداري)، صلاح تقي الدين (صحافي)، طوني ابو روحانا (اعلامي)، طوني حبيب (مهندس)، عبد الرزاق اسماعيل (دكتور، استاذ جامعي)، عبد الوهاب بدرخان (اعلامي، كاتب)، عبير الأسعد (ناشطة)، عدنان سعد (مهندس)، علي ابو دهن (ناشط)، علي اللحام (صحافي)، علي ناصر الدين (كاتب سياسي- باريس)، علي نون (إعلامي)، عماد موسى (صحافي)، عيد الاشقر (ناشط)، غالب ياغي (محام)، غطاس خوري (نائب سابق)، فاتنة السنكري (ناشطة)، فادي الجمل (ناشط)، فادي حنين (محام)، فارس سعيد (نائب سابق)، فاطمة حوحو (صحافية)، فتحي اليافي (دكتور، مهندس)، فضيل الأدهمي (ضابط متقاعد)، فؤاد السعد (نائب)، فيليب دي بسترس (استشاري، ناشط)، قاسم مظلوم (ناشط)، قيصر معوض (نائب سابق)، كارول فضول (ناشطة)، كمال الذوقي (ناشط)، كمال ريشا (صحافي)، لينا حمدان (ناشطة)، مارون مارون (اعلامي)، مالك مروة (ناشط سياسي)، محسن المكاري (استاذ جامعي)، محمد الزيات (ناشط)، محمد توفيق صادق (شاعر)، محمد حسين شمس الدين (باحث وكاتب)، محمد حشيشو (طبيب اسنان)، محمد شريتح (صحافي)، محمد صميلي (استاذ جامعي)، محمد عبد الحميد بيضون (وزير سابق)، محمد فريد مطر (محام)، محمد كشلي (محام، مستشار سياسي)، محمد مشموشي (دكتور جامعي، ناشط)، محمد نمر (صحافي)، مروان اسكندر (خبير اقتصادي)، مروان حمادة (نائب)، مروان شديد (محام)، مروان صقر (محام)، مصطفى علوش (نائب سابق)، مصطفى هاني فحص (اعلامي)، منى فياض (استاذة جامعية)، مهى الحلبي (ناشطة)، مياد حيدر (محام)، ميشال ابو عبدالله (طبيب)، ميشال توما (صحافي)، ميشال حجي جورجيو (صحافي)، ميشال ليان (نقيب سابق للمحامين)، نبيل حسين آغا (باحث)، نجيب خرافة (إعلامي)، نجيب سليم زوين (ناشط)، نسيم ضاهر (محام، باحث)، نعمة لبس (مهندس)، نضال ابو شاهين (ناشط)، نوال نصر (صحافية)، نوفل ضو (اعلامي)، هادي الاسعد (استشاري)، عتاف السوقي صادق (شاعرة)، هرار هوفيفيان (استاذ جامعي)، واجيه نورباتيليان (سفير سابق)، وائل عياش (ناشط)، وليد فخر الدين (استاذ جامعي)، يقظان التقي (صحافي)، يوسف الدويهي (محام)، يوسف شمص (ناشط)، يوسف مرتضى (كاتب، اعلامي).

 

التاتوز هي آخر صرعة لدى جماعة حزب الله الإرهابي والإيراني المعادي للبنان وللعرب

Hezbollah supporters tattoo Nasrallah’s face on their chest

http://eliasbejjaninews.com/2016/07/31/43771/

 

طوم حرب يرد على طوني حداد

طوم حرب، مدير التحالف الاميركي شرق اوسطي لدعم ترامب:بعد ان استمعنا لمقابلة السيد طوني حداد عضو اللجنة المالية لحملة كلينتون مع قناة الحرة يهمنا ان نوضح النقاط التالية:

١) لقد بات واضحا ان الاكثرية الكبرى من ابناء الجالية الاميركية اللبنانية تفضل المرشح دونالد ترامب عن المرشحة كلينتون لاسباب عديدة منها اقتصادية واجتماعية ومنها امنية وسياسة . وهذا ايضا ينطبق على اعداد كبيرة من ابناء وبنات الجاليات العربية والشرق اوسطية.

٢) على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي فان اكثرية العائلات اللبنانية والعربية والشرق اوسطية منزعجة من نتائج سياسات اوباما التي اضعفت الولايات المتحدة الاميركية وهي بالتالي ترفض استمرار هذه السياسات الخاطئة عبر ادارة جديدة تحت كلينتون.

٣) اما فيما يتعلق بالقيم فانه من الواضح ان اكثرية ساحقة في جالياتنا تنتهج الثقافة المحافظة وبالتالي فمن المحسوم ان الخيار الافضل هو ترامب والخيار الاسواء هو كلينتون.

٤) اما على صعيد الامن الداخلي فجالياتنا اخبر من غيرها فيما يتعلق لجذور الارهاب الجهادي فابنائنا وبناتنا هم على إطلاع على عملية التجنيد العقائدي وبالتالي فهم يعتبرون ان سياسة اوباما لمواجهة الارهاب داخل الوطن الاميركي قد اخفقى والخيار الافضل هو ايضا خيار السيد ترامب .

٥) اما فيما يتعلق بالهجرة فجالياتنا تقف مع الهجرة الشرعية القانونية وتتضامن مع المهاجرين الشرعيين الذين بنوا جالياتنا .

٦) اما من ما لا شك فيه انه على صعيد السياسة الخارجية فان اكثرية اللبنانيين والسوريين والعراقيين وبشكل عام العرب الاميركيين بالاضافة الى الايرانيين الاميركيين قد صُدموا لسياسات اوباما وكلينتون الرعناء في معظم دول المنطقة، اذا من الواضح ان جالياتنا تريد خيار اخر وهو يتجسد ألاءن باجندا السيد ترامب على الرغم من كل الحملات الاعلامية ضده.

٧) ان تحالفنا يقف مع ترامب ضد الدعاية الايرانية والاخوانية بينما بعض اللبنانيين المتحالفين مع حزب الله انما يؤيدون كلينتون لكونها ستقف الى جانب الاتفاق النووي الايراني الذي يجني لحزب الله اموالا واسلحة طائلة .

 

ضرب "حزب الله" أولوية لأميركا

ام تي في/31 تموز/16/أعلنت صحيفة "واشنطن بوست" أن قصف مواقع وأهداف "حزب الله"، يمثل أولوية للأمن القومي الأميركي.  وأضافت في مقال كتبه مدير برنامج إدارة الصراع بمعهد جون هوبكنز للدراسات الدولية، البروفيسور دانييل سيرور، أن هذه الخطوة ستكون أمرا صائبا يعود بفوائد كثيرة على واشنطن، وسيجدد التزامها بمحاربة الإرهاب، ويؤكد عزمها محاسبة "حزب الله"، ويعجّل بنهاية الحرب الأهلية السورية، ويجعل التوصل لاتفاق سياسي أمرا ممكنا. وأوضح سيرور أن الوضع العسكري في سورية تحول خلال العام الماضي ضد مصالح المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، والسبب الرئيسي لذلك هو التدخل العسكري الروسي، وأن الانقلاب الفاشل في تركيا أضعف قدرات حليف مهم لأميركا، موضحا أنه من دون إعادة بعض التوازن الآن لصالح المعارضة، فإن احتمالات حدوث تحول سياسي مُرضٍ في سورية تبقى ضئيلة.

إرهاب مواز

 وأضاف سيرور أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ظل يركز في محاربته للإرهاب في سورية على الحرب ضد "داعش" والتنظيمات التابعة لتنظيم "القاعدة"، في حين هناك تنظيم "إرهابي" شيعي في سوريا، ترعاه إيران، يجب أن تستهدفه واشنطن أيضا، وهو "حزب الله".  وقال إن قوات "حزب الله" خصوصا ظلت فعالة على طول الحدود اللبنانية السورية، الأمر الذي منحها عمقا إستراتيجيا وخطوط إمداد، كما تعتبر هذه القوات العامل الرئيسي في التوازن العسكري بسوريا.  وتابع سيرور أن التقدم الميداني الذي أحرزته قوات النظام، بدعم من "حزب الله" وروسيا وإيران هو الذي عزز الموقف التفاوضي للنظام السوري وعطّل سعي الأمم المتحدة للتوصل لحل سياسي.

 إعادة التوازن

 أكد الكاتب أن تغيرا في الميزان العسكري يعتبر ضرورة لإنهاء الحرب بسوريا، الأمر الذي تقول واشنطن إنها ترغب فيه، لكن أوباما ظل يرفض باستمرار التدخل بصورة جادة، وحتى إذا أراد فمن المشكوك فيه أنه يتمتع بتفويض لذلك من الكونجرس، لكن "حزب الله" ليس تنظيما حكوميا، بل هو مصنف من قبل أميركا منظمة إرهابية، وكثير من الجمهوريين والديمقراطيين سيشيدون بالحرب ضده.  وأشار سيرور إلى أن واشنطن يمكنها إبلاغ طهران وموسكو بأن "حزب الله" يجب أن ينسحب من سوريا قبل نهاية تاريخ محدد، أو أن الولايات المتحدة ستستهدف أي قوات له تهاجم قوات المعارضة السورية المدعومة من أميركا، وإذا لم ينسحب فعلى واشنطن أن تستعد لمهاجمته فور انتهاء تاريخ الإنذار.

 

تطورات حلب قد تعجّل في الانتخاب "ولا بد من رئيس توافقي" رسالة بري قبل "الخلوات": نحن أمام آخر الفرص المهمة

رضوان عقيل/النهار/1 آب 2016

عاد الرئيس نبيه بري من رحلته الى الخارج أكثر نشاطاً، وبدت علامات السّمرة على وجهه. وقد انقطع تسعة أيام عن عالم السياسة، حتى انه أقفل هاتفه ولم يطلع على الخطاب الاخير للرئيس الاميركي باراك اوباما، إلا لدى عودته الى بيروت. وباشر فور عودته الاستقبالات والاتصالات تمهيدا لتهيئة أجواء مساعدة أكثر لخلوات الحوار التي تبدأ غداً الثلثاء على وقع "رشقات سياسية" ساخنة بين أكثر من طرف. وردا على المتفرغين لوضع العصي في عجلات الحوار، والذين يعملون على إمرار الوقت وإفراغ هذه "الرياضة الحوارية" من الهدف الذي وضعه بري، يقول: "على هؤلاء أن يعلموا أننا أمام آخر الفرص المهمة جدا والحساسة في هذا التوقيت". وينطلق من مسألة أن لا قدرة لأي جهة على تحقيق أي تقدم في الملفات العالقة التي تناولتها السلة، أو بالأحرى بنود الحوار، من دون المرور عبر المتحاورين، وأن لا صحة لاستبدال بعض الوجوه المشاركة بآخرين. فهو يحترم كل الجهات وممثليها، ويأتي جوابه هذا رداً على حديث عن استبدال الرئيس فؤاد السنيورة بالرئيس سعد الحريري. وهو في المناسبة يرفض حضور السيد حسن نصرالله لدواع أمنية، "حتى لو قرر الحضور فأنا أمنعه". ويتابع بري بعض المباريات الدولية في كرة القدم، إذا أتيح له الوقت، وشاء إسقاط قواعدها على حلبة عين التينة: "لا يمكن أحدا تسجيل هدف من خارج الملعب واللاعبين الـ 22. حدود اللعب معروفة، لذلك على المتحاورين ان يعوا جيداً أن لا حلول من دونهم، إلا على منوال دوحة لبنانية. وإن إمكان تسجيل خروق يراوح من صفر الى مئة. وكفانا كل هذا الحديث عن مؤتمر تأسيسي".

ولسان حاله هنا أنه قال كلمته في اتفاق الطائف والتمسك به ومشى. ويعتقد ان قواعد المنطق وشروط اللعبة تقتضي، ولا سيما بعد سلسلة من التجارب اللبنانية، القول ان لا حل في القريب العاجل إلا السير بسلة واحدة وكاملة تتناول رئاسة الجمهورية والحكومة وقانون الانتخاب. ويزيد على ذلك: "أقول للجميع حتى لو انتخبنا رئيساً، فإن تأليف الحكومة يصبح مستحيلاً إذا لم يكن التوافق السياسي المسبق قائما. وإذا لم نسلك هذا المنحى فنكون "نخبص خارج الصحن". يحرص بري على إمرار السلة وتوفير "ظروف العيش لها" وإلا فليذهب الجميع الى تطبيق النسبية الكاملة في قانون الانتخاب وتغيير قواعد اللعبة وعملية إنتاج السلطة. ويعرف جيدا أنه لا يمكن في لبنان الاتفاق على جملة من النقاط السياسية من دون إرضاء الجميع، وهذا ما يريده من السلة. ولم يكتف بهذا العرض عشية خلوات الحوار، بل ختم بالرسالة الآتية: "إذا أراد البعض عرقلة الحوار وعدم التقدم به، فعلى جميع الاطراف تحمل مسؤولياتهم".

من جهة أخرى، يتابع بري التطورات العسكرية الميدانية في سوريا، وخصوصاً في حلب، بعد بروز وقائع جديدة في تركيا، "وان ما يحصل في الميدان السوري وغيره، نراه في اكثر من بلد في المنطقة، ومن ضمنها لبنان". ويتوقع انعكاس هذه المعطيات ليس على لبنان فحسب، بل وصولاً الى اليمن. ويأمل هنا مرة أخرى عودة الحرارة الى العلاقات بين السعودية وايران، وان ينعكس هذا التطور عند حصوله على التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية واجراء هذا الاستحقاق بعيداً من اسم الرئيس المقبل "الذي لا بد أن يكون توافقياً". ومن الامور التي تقلق بري، مسار عمل الحكومة وكيف ان وزراء يتجاوزون حدود حقائبهم ويتدخلون في اختصاصات غيرهم ولا يكتفون بمناقشة الامور في السرايا فحسب. ويرد مبتسماً: "الله وحده عزّ وجلّ يعرف أين وزارة الطاقة". ويضيف: "الحكومة مشلولة لا تقدر على تعيين حاجب، حتى اللجان النيابية لا تعمل بالشكل المطلوب ويتراجع دورها كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية". ويحذر من تطور قضية اللاجئين السوريين واتجاه الأمور نحو الأسوأ.وفي مجال آخر، يعرب عن ارتياحه الى ما توصل اليه والوزير جبران باسيل في ملف النفط، مؤكداً أن لديه معطيات عن تقديم الاميركيين المساعدة المطلوبة للبنان وعدم معارضتهم البدء باستثمار بلوكات النفط الـسبعة في الشمال وترك البلوكات الثلاثة في الجنوب "كرمى لعيون الاسرائيليين ومصالحهم، وعدم إزعاجهم". ويرد على الذين اتهموه بالمحاصصة وترك هذا الملف وعدم البحث فيه الآن: "يا أخوان لو انتخبنا رئيسا أمس وليس اليوم، فإن استخراج برميل واحد من النفط لن يبدأ في ولايته. فعن أي محاصصة يتحدثون؟". ويدعو هؤلاء الى "الكف عن أكل الهواء". ويعرف جيدا الذين يتصدون لهذا الملف "ولا سيما في محيط سعد (الحريري) ومن يهمس على أذنيه". ويبقى أن من الأمور التي ساهم بري في إخماد نيرانها بعد عودته من رحلته، طلبه من الـ" ان. بي. ان" التوقف فورا عن الرد على محطة "الجديد" وصاحبها تحسين خياط وعدم رفع أي دعوى قضائية عليها، والاكتفاء بالدفاع. وأكد أنه لم يكن على علم بالتراشق الإعلامي بين الجهتين. ووجه رسالة الى "الجديد" ينطلق فيها من أن "عليهم أن يعرفوا أنني لا أخضع للابتزاز". بعد عودته من إجازته، قرأ بري ما فاته، وكان أكثر ما صدمه تغييب لبنان عن البيان الختامي للقمة العربية في نواكشواط.

 

حملة نصر الله على السعودية طوت صفحة عون وأفشلت حوار بري قبل أن يبدأ وتهدف إلى استمرار الفراغ وتعطيل انتخاب أي من المرشحين لرئاسة الجمهورية

بيروت – “السياسة”/01 آب/16/فيما يغلب طابع تشاوري على جولات الحوار الثلاثية المفترض انطلاقها غداً، وعلى مدار ثلاثة أيام، للبحث في مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، رأت أوساط بارزة في “تيار المستقبل” أن تصعيد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله المتجدد ضد المملكة العربية السعودية يراد منه استبعاد ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية نهائياً، بعد حديث في الفترة الأخيرة عن امكانية انتخاب عون رئيساً للجمهورية، في الوقت الذي يسعى “حزب الله” إلى الدفع باتجاه استمرار الفراغ وتعطيل انتخاب أي من المرشحين لرئاسة الجمهورية، ما يدحض كل ادعاءاته بأن مرشحه هو النائب عون، مؤكدة لـ”السياسة” أن حملة نصر الله الإيرانية على المملكة هدفت إلى طي صفحة الاستحقاق الرئاسي، ريثما تنجلي معالم الحرب الدائرة في سورية، وبالتالي انتظار ما ستسفر عنه معركة حلب بعد محاصرة المدينة، وفي الوقت نفسه إفشال اجتماعات الحوار اللبنانية عشية انطلاقتها وتوجيه رسالة واضحة الى الرئيس بري راعي الحوار أن “حزب الله” هو صاحب القرار السياسي، وهو الذي يقرر مسار الأمور. واستبعد وزير الإعلام رمزي جريج أن تخرج جولات الحوار بشيء، معتبراً أن الملف الرئاسي تراجع بعد إعلان النائب سليمان فرنجية تمسكه بترشحه لرئاسة الجمهورية. وقال إن تصريحات نصر الله لا تساعد على التقارب بين النائب عون والرئيس سعد الحريري و”تيار المستقبل”، في حين رأي النائب ايلي ماروني أن لا شيء سيصدر عن طاولة الحوار سوى إمكانية عقد جلسة مشتركة لإقرار القوانين وتفعيل عمل الحكومة. وفي هذا الإطار، حذر البطريرك بشار الراعي أن البلاد من دون رئيس هي على طريق الانهيار الذي سيشل أكثر فأكثر المجلس النيابي والحكومة ومؤسسة الدولة وسيفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية، إضافة إلى تفشي الفساد العارم والرشوة في الإدارات وسرقة المال العام وهدره. ودعا الكتل السياسية والنيابية إلى القيام بمبادرات تسوية تشرف الكرامة الوطنية وتؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، محملاً المسؤولية إلى جميع الذين يعطلون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة انتخاب رئيس للبلاد. من جانبه، تمنى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان على السياسيين ايجاد الحلول والمخارج لحل الأزمة. وقال إن اللبنانيين ينتظرون الشيء الكثير من المتحاورين، داعياً إلى تغليب مصلحة الوطن على المصالح الخاصة، ومؤكداً أنه لا يجور القبول ببقاء الفراغ. وشدد على “أننا مع الرئيس تمام سلام في صبره ومعاناته وهذه الحكومة مكتوب عليها أن تبقى وتستمر، لأنها في ظل الفراغ الرئاسي لا يمكن أن نكون من دون حكومة تسير أعمال البلد، وعلينا جميعاً أن نعلي الصوت في أجل تفعيل العمل الحكومي، فهذه الحكومة تعاني من الداخل كما تعاني في الخارج”. إلى ذلك، لفت الوزير رشيد درباس إلى أن ملف التمديد للقيادات الأمنية والعسكرية لن يطرح على مجلس الوزراء، لكنه أشار إلى أنه إذا عجز مجلس الوزراء عن تسمية قائد للجيش فإننا لن نسمح بإلقاء جيشنا في المجهول ما قد يحتم علينا تأجيل تسريح العماد جون قهوجي.

 

المشنوق وعون: هل استوت الطبخة الرئاسية؟

علي الأمين/جنوبية/ 31 يوليو، 2016

كلام المشنوق سبق خطاب نصرالله، ولم يظهر الاخير أيّ اهتمام بهذا الطرح في خطابه، بل لم يتناول قضية الإستحقاق الرئاسي بما يقتضيه التطور والاجواء التي روج لها التيار الوطني الحر عن نضوج فكرة انتخاب العماد ميشال عون.

استناداً إلى المواقف السياسية فإنّ “ثلاثية الحوار” التي دعا إليها الرئيس نبيه بري لتجري على مدار ثلاثة أيام متوالية بدءاً من غد الثلاثاء، لن تشهد الإتفاق على رئاسة الجمهورية ولا يوجد ما يشير إلى اتفاق على إجراء الإنتخابات النيابية المقبلة وفق قانون جديد… فالموقف من الرئاسة الأولى لم يتغير بين من يؤيد العماد ميشال عون كرئيس للبلاد وبين من يفضل سليمان فرنجية عليه. فيما شكل موقف فرنجية الأخير من عين التينة، حيث أصرّ على الاستمرار في الترشيح، دليلاً على أنّ طبخة رئاسة الجمهورية لم تنضج بعد وأنّ الإنتظار على قارعة الدول الإقليمية سيد الموقف لدى الجميع.

كما شكلّت كلمة الأمين العام لحزب الله مساء الجمعة مزيداً من التصعيد تجاه المملكة العربية السعودية، لا سيما أنّ حزب الله يتمسك بضرورة أن يتبنى تيار المستقبل ترشيح العماد ميشال عون لكي يفرج عن نصاب جلسة الانتخاب. وبالتالي بين اشتراطه هذا وهجوم نصرالله على السعودية تصبح النتيجة استمرار الفراغ الرئاسي، وبالتالي تظهر إلى حدّ بعيد عدم استعجال حزب الله انتخاب رئيس الجمهورية لأسباب في الغالب تتصل باعتبارات إقليمية وسورية بالدرجة الأولى.

كلام لافت في سياق الاستحقاق الرئاسي أطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق قبل أيام، أوحى من خلاله أنّ ثمّة إمكانية لتبني تيار المستقبل تأييد ترشيح العماد ميشال عون. كلام المشنوق سبق خطاب نصرالله، ولم يظهر الأخير أيّ اهتمام بهذا الطرح في خطابه، بل لم يتناول قضية الاستحقاق الرئاسي بما يقتضيه التطور والأجواء التي روج لها التيار الوطني الحر عن نضوج فكرة انتخاب العماد ميشال عون، في إشارة إلى تطور إيجابي من قبل تيار المستقبل حيال هذا الترشيح.

ليس خافياً على أحد أنّ كلام المشنوق عن إمكانية تبني ترشيح عون استند إلى أنّ الجنرال ميشال عون، بحسب متابعين ومطلعين على ملف العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون، أكدّ التزامه باتفاق الطائف أمام وفود زارته وبعث رسائل في هذا الخصوص. وأعلن أنّه لا يؤيد قيام مؤتمر تأسيسي. بل ويلتزم إلى حدّ بعيد بقانون انتخاب يرضي تيار المستقبل. لكن في موازاة هذه الأجواء كان رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة يشدد على أنّ وصول عون إلى الرئاسة غير وارد، في إشارة إلى أنّ تيار المستقبل في الحدّ الادنى ليس في وارد تأييده.

جسّ النبض الذي اعتمده المشنوق، موجه الى حزب الله بالدرجة الاولى والى جمهور تيار المستقبل وقيادته بالدرجة الثانية. فهو أطلق إشارة عن إمكانية تبني عون من قبل “المستقبل”. والأرجح أنّ هذه الاشارة موجهة لحزب الله، الذي لم يعرها اهتماماً حتى الآن، ولم يتعامل معها باعتبارها بداية جدية لتبني مرشحه العماد عون. وهي أيضاً عملية اختبار جدلي موجه إلى المستقبل، مفاده ضرورة عدم الإستسلام لسياسة الإنتظار التي يعيشها تنظيم المستقبل خصوصاً ولبنان عموماً. بل ضرورة المبادرة إما الى بلورة مشروع سياسي أساسه المواجهة مع الخصوم، أو الذهاب إلى تسوية تأتي بالعماد ميشال عون إلى الرئاسة. معتبراً أنّ ايّ من الخيارين يبقى، مهما بلغ من السوء، أفضل من الحال الذي يعيشه البلد اليوم.

ردود فعل حزب الله، أو بالأحرى عدم تفاعل حزب الله مع هذه الطروحات و”تطنيش” ضرورة محاولة ملاقاتها عند نصف الطريق، يؤكد مجدداً أنّ حزب الله إمّا لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية في ظلّ الظروف الإقليمية الحالية، أو يسعى إلى المحافظة على وضعية دستورية وقانونية لبنانية معلقة بين التعطيل واللاتعطيل. أو هو يريد من القوى السياسية أن تعلن استسلامها الكامل له، بحيث يستطيع فرض مايشاء ضمن أيّ اتفاق داخلي. بمعنى أن يتم طي أيّ جدل حول وظيفته الامنية والعسكرية والعمل على تحصينها في الدستور والقانون.

ثلاثية الحوار غداً فرصة لتلاقي القوى السياسية على طاولة الرئيس نبيه بري، وستشكل مجريات الحرب السورية مجال الاهتمام وسيتندر الرئيس بري على هيلاري كلينتون ولن يوفر منافسها الجمهوري. كما سيظهر الوزير جبران باسيل الكفاءة الديمقراطية العالية للتيار الوطني الحر، فيما النائب محمد رعد سينتظر الشكر من المتحاورين على تصدي حزبه للارهاب. فيما الرئيس فؤاد السنيورة سيجد من المناسب أن يكشف للحاضرين وضع المالية العامة للبلد والمؤشرات الاقتصادية. كل ما تقدم سيبقى في إطار سياسة ملء الفراغ السياسي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع… وزيارة الرئيس الحريري إلى عين التينة ليل الأحد ربما شهدت “جديدا” ما. والوزير المشنوق أقرب القريبين إلى الحريري وإلى بري. وعليه، إما ستغلي “طبخة” الرئاسة في حر آب، أو أن العام الحالي لن يشهد أي جديد، بانتظار الرئيس الأميركي الجديد، والحل السوري البعيد….

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بري بحث مع الحريري التطورات واستبقاه إلى مائدة العشاء

الأحد 31 تموز 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، مساء اليوم في عين التينة، الرئيس سعد الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري، في حضور وزير المالية علي حسن خليل، واستبقاهم إلى مائدة العشاء. ودار الحديث حول التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة، والأجواء المتصلة بخلوة الحوار الوطني التي ستبدأ بعد غد الثلاثاء وتستمر ثلاثة أيام.

 

فوز لائحة الكتائب وحرب وحلفائهما في انتخابات رابطة مخاتير البترون

الأحد 31 تموز 2016 /وطنية - أعلن المكتب الاعلامي ل"حزب الكتائب اللبنانية"، ان اللائحة المدعومة من الحزب ووزير الاتصالات بطرس حرب وحلفائهما، فازت "بكامل أعضائها الاثني عشر، في مقابل اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، في انتخابات رابطة مخاتير البترون التي جرت اليوم، حاصدة 70 في المئة من الأصوات.

 

 اعتصام لأهالي العسكريين المخطوفين في رياض الصلح: عيد الجيش منقوص وعلى الدولة أن تعيد الأسرى وإلا فلتسقط

الأحد 31 تموز 2016 /وطنية - اعتصم أهالي العسكريين المخطوفين لدى "داعش"، ظهر اليوم، بمناسبة مرور سنتين على خطف أولادهم التسعة في ساحة رياض الصلح - بيروت، احتجاجا على عدم "تحريك الملف" الذي بحسب تعبيرهم "أصبح منسيا من قبل المعنيين"، وسط حشد من مسؤولي الجمعيات الأهلية والإنسانية والإجتماعية وعناصر الدفاع المدني. بداية، ألقى حسين يوسف كلمة أهالي العسكريين المخطوفين، جاء فيها: "كم يسعدني ويشرفني حضوركم ولا يسعني في هذه الذكرى المؤلمة سوى أن أقول ما يرضي ربي، فلا حول ولا قوة إلا بالله".

أضاف: "بعد مرور عامين على خطف أبنائكم، أبنائنا العسكريين أتساءل من المسؤول عنهم؟ هل أهلهم أم دولتهم ومؤسستهم. ومن نناشد اليوم بعد أن عيل صبرنا، وبعد أن أصبحنا نخجل المناشدة والذل؟، ورغم ذلك لم نسمع ما يثلج قلوبنا أو حتى كلمة اطمئنان من دولتنا المصونة أو من المسؤولين عن ملف أبنائنا. لم نسمع سوى عبارة (ما في شهي لهلق)، فمن المسؤول؟".

وتابع: "نتذكر اليوم كما في كل يوم وكل لحظة، طيف أبنائنا الذين خطفوا من أرض الوطن وهم يدافعون عن الكرامة والأرض والعرض والعزة. فقد دافعوا عن كل مواطن وسياسي، وعن كل ذرة من تراب لبناننا الغالي. وشاءت الاقدار لهم بأن فقدوا امكانياتهم فأسروا".

وأردف: "اليوم بداية السنة الثالثة في الأسر، ولم نجد حتى هذه اللحظة بصيص أمل سوى من الله وحده، فممنوع على الدولة أن تقول بعد اليوم: "ما في شي". وعليها أن تجد السبيل وتعيدهم، وإلا فلتسقط هذه الدولة التي ترضى لأبنائها الذل والهوان وكفاها ذلك وإهانة".

ووجه نداء عاجلا إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي، فقال: "أيها القائد الأب، ان عيد الجيش منقوص اليوم، فهل يحتفل الأب بعيده وولده مفقود ومذلول؟، فرجالنا وشرفاؤنا في الأسر وكرامتنا تداس وعزتنا جرحت وكبرياؤنا خدش".

أضاف: "أيها القائد، الضابط، العسكريون، ان أطفال الجنود المأسورين يئنون شوقا، لما يبحثون عن الحنان ونساؤهم ثكلى وأمهاتهم تنتحب، آباؤهم يعضون على الجراح والذل مرغ هاماتهم لنسيانكم أبنائكم وصرخات نسائهم وأنين أطفالهم ونحيب أمهاتهم. وألم الالأباء والامهات والأخوة الذين ينامون وعيونهم "مفنجرة" لفقدانهم فلذات الأكباد للفراق القسري، فهل ترضون ذلك لأنفسكم؟".

وتابع: "أيها القائد عهدناك لا تنسى ولن تلين ولا تستكين، فأنت حر ووعد الحر دين عليه. أسرانا تنادي، وشهداؤنا تنظر الينا من الأعالي، فبدماء الجنود نبتت العزة والكرامة وبدمائهم حافظ البلد على كرامة أمنه. نحن نتوسل بذل الغالي والرخيص لإطلاق سراحهم، فهم شرف البلاد والعلم فلا تفرطوا بهم. أيها القائد، لا عيد للجيش وأفراده أسرى، ولا فرحة وأسرانا هناك، لقد نفذ صبرنا وتمرغت كراماتنا وكرامة لبنان، نوجه النداء لكم اليوم بالعمل على تحرير أسرانا وتفكيك القنبلة هذه، فنحن لن ننسى ولن نستكين وأسرانا في أياد لا نعترفها، فالحياة كلها وقفة من العز والفداء والبطولة، وهؤلاء العسكريون لم يبخلوا يوما، فدماؤهم كانت ولا تزال للوطن وتضحياتهم في كل المعارك ما زالت راسخة، ودماء رفاقهم روت أرض الوطن لتنمو الكرامة ولتبقى أمتنا أبية".

وختم: "لتحرر جنودنا أيها القائد، يعود العيد كما عرفناه، ينضح إباء وفخرا بعسكريين وكلنا فداء للوطن".

وكانت كلمات لغنوة يوسف زوجه المخطوف محمد يوسف، التي سألت: "أين رئيس الحكومة تمام سلام من هذا الملف، وهو الذي وعدنا بمتابعته، وأين مخابرات الجيش، الا يعرفون أين هم العسكر؟"، لافتة إلى "أن الأهالي بين نارين نار "الدولة الإسلامية" ونار الدولة اللبنانية".

ثم تحدث نظام مغيط شقيق المخطوف ابراهيم، فتوجه إلى المسؤولين بالقول: "أدركنا منذ أشهر أن هذا الملف سلك طريق النسيان، ونحسبهم شهداء، ونحسبكم مهملين".

وسأل: "أين خلية الأزمة يا دولة الرئيس سلام؟، ولماذا لم تعد تجتمع؟"، ملوحا بالتصعيد "وإذا اضطررنا سنعود الى قطع الطرقات، وسنحرمكم نومة هانئة كما حرمتمونا إياها منذ سنتين".

وكانت كلمة باسم الشيخ حسين الحاج حسن، اعتبر فيها ان "الحكومة مسؤولة عما حصل".

بدوره، تحدث الشيخ عمر حيدر باسم أهالي فنيدق، فسأل: "أين يحيى خضر المفقود على أرض المعركة؟ فيما الدولة لديها أخبار كثيرة وعليها أن تطلعها للأهالي"، مطالبا "الرئيس سلام وخلية الأزمة بالكشف عن حقيقة الجنود وأين هم؟".

كذلك، ألقى خضر ذبيان شقيق العسكري المخطوف سيف، قصيدة حول عيد الجيش والعسكريين المخطوفين منذ سنتين. كما ألقيت كلمات باسم بعض الجمعيات والحراك الشعبي.

وتحدث عدد من أهالي العسكريين المحررين الذين كانوا مع "جبهة النصرة"، مطالبين الحكومة بـ"الإسراع في طي هذا الملف". في حين لم تخل الكلمات من تهجم وعتب على وزير العمل سجعان قزي حول ما قاله في ملف العسكريين المخطوفين، طالبين منه "الإعتذار أو الصمت".

 

وكيلة يعقوب نفت ما ورد بحقه: يستمرون في الافتراءات والتعاطف مع موكلي يزداد

الأحد 31 تموز 2016 /وطنية - اوضحت وكيلة النائب السابق الشيخ حسن يعقوب، المحامية هنادي شبير الأسعد، في بيان، ردا على ما نشر في بعض وسائل الاعلام "ان إخلاء سبيل موكلها جاء نتيجة إصراره على إتباع طريق الحق المتمثل بالخضوع للقانون، إيمانا منه بدولة القانون. فهو ذهب بملء إرادته إلى فرع المعلومات عندما طلب للتحقيق معه بقضية خطف هنيبعل القذافي"، معتبرة "ان في الجريمة المتهم بها يعقوب لا يثبتها اي دليل وغير مشمولة بالجرائم المنصوص عليها في المادة 108 (أ.م.ج) والتي لا تجيز ترك الموقوف لمدة تزيد عن الستة أشهر قابلة للتجديد وبالتالي لولا قناعة قاضي التحقيق في جبل لبنان الحالي والسابق واخلى سبيله بعدم تورط موكلي بما هو متهم به وإنطلاقا من مبدأ أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وإبرازه لسجل عدلي نظيف، صدر قرار عن الرئيس القاضي زياد مكنا بإخلاء سبيله وصادقت عليه الهيئة الإتهامية برئاسة القاضي عفيف الحكيم". واضافت في البيان "ان التهمة بالاستطراد الكلي بعملية الخطف من قبل يعقوب ووصف ما ورد في بعض وسائل الاعلام بالعملية الإرهابية زورا، فكيف يوصف إعتقال هنيبعل معمر القذافي من قبل السلطات القضائية اللبنانية بتهمة جريمة كتم المعلومات؟". وتابع البيان "لتصويب الأمور بشكل دقيق في ما يخص الإتهامات التعسفية لموكلي وشقيقه وإستخلاص أن المغيبين هم في عداد الأموات من دون أي دليل، يهمنا أن نوضح أن ما تم التصريح به هو خدش لمشاعر و تسبب بإحباط أبناء المغيبين وكسر أملهم بغياب أي دليل على وفاتهم من قبل السلطات اللبنانية، ومن قبل كافة الجهات المعنية. ومن ناحية أخرى إن التهمة الموجهة لموكلي بالقيام بالخطف إذا ثبت، لهدف مادي ما هي إلا إفتراءات وأضاليل ولا يجوز التصريح عنها بدون دليل خاصة. وأنه تم رفع السرية المصرفية عن حسابات موكلي مما ينفي هذه التهمة الباطلة. بالإضافة إلى أننا نملك الدليل القاطع الصادر عن هنيبعل معمر القذافي بالذات بدحض هذه الإفتراءات و الذي سنبرزه في حينه".

واضاف البيان: "أما في ما يخص بتوقيف يعقوب فهو توقيف تعسفي بإمتياز، إن من ناحية الحق العام الذي تم من خلاله إتهامه بالمادة 569 ع. والتي تنص على جريمة الحرمان من الحرية الشخصية والتي لا تتوافر عناصرها في القضية ولا يمكن تصديقها وتطابقها وتتعارض مع أخلاقيات وأداء يعقوب المعروفة من جميع اللبنانيين. او من ناحية الحق الشخصي، لطالما أكدت وكيلة هنيبعل معمر القذافي علنا أنها ستسقط الدعوى عن يعقوب فور خروج موكلها من التوقيف الإحتياطي، وكأنه هو من قام بتوقيفه بجرم كتم المعلومات!"

واعتبر البيان "ان المفارقة أن الاقرار في ما ورد في بعض الاعلام أن من يقف وراء توقيف هنيبعل معمر القذافي هو الرئيس بري وليس النائب السابق يعقوب هو أكبر دليل على المهزلة التي نحن أمامها، فإن كان الرئيس بري وراء التوقيف فلماذا ربط التنازل عن دعوى الخطف فور إطلاق سراح هنيبعل معمر القذافي، أليس هذا مشاركة وتماد في الإفتراء وظلم للنائب السابق يعقوب ولعائلة المغيب المضحي المظلوم الشيخ محمد يعقوب؟" ونؤكد أنه كما كان هنالك من إفترى على موكلي لتوقيفه، جاء من هو عادل ومحق من القضاة ولو متأخرا ليضع حدا لهذا الظلم والتسيب. فإن قرار إخلاء سبيل موكلي ولد من رحم الضمائر الصاحية ومن رجالات يدركون الحق ولا يهابون غير الحق ويرفع عن كاهل القضاء عبء المظلومية التي نزلت على موكلي وإن 31 آب ليس قريبا والتحليلات بعيدة كل البعد من الحقيقة". وختم البيان "اخيرا، إن التعاطف مع النائب السابق حسن يعقوب بدأ من أول يوم لتوقيفه وما زال مستمرا بوتيرة متزايدة وشكل قضية مع إتضاح مظلوميته للرأي العام".

 

وزير البيئة محمد المشنوق يردّ على نصرالله

ردّ وزير البيئة محمد المشنوق في حديث لصحيفة "المستقبل" على مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أول من أمس الخارجية والداخلية. وقال: "للأسف يعطّلون انتخاب رئيس للجمهورية ويتّهمون الحكومة بالتقصير. حلفاء السيد نصرالله يعطّلون الحكومة وهو يتّهمها بالتقصير. رئيس الحكومة هو مَن قال أولاً إنها مقصّرة لكن هناك أسباباً أهمّها عدم وجود مكوّنين معترضين لتمرير أي قرار".  وذكّر "بمجموعة ملفات لم تقرّ في الحكومة بسبب اعتراض مكوّنين مثل "أمن الدولة" وسدّ جنّة و"الاتصالات" ومراسيم الصرفيات"، قائلاً: "لا يجوز انتقاد الوضع العام والحكومة من الطرف الذي يعطّل انتخاب الرئيس والحكومة معاً".وانتقد المشنوق حملة نصرالله على المملكة العربية السعودية: مَن قال إنها طبّعت العلاقات مع إسرائيل. السيد تحدّث عن فرد وليس معلوماً إذا كان هذا الأمر صحيحاً ولم تعلن المملكة أي موقف في هذا الخصوص فكيف يتّهمها من دون وقائع؟".

 

هؤلاء مرشحو "الوطني الحر" للانتخابات النيابية

المدن - سياسة | الإثنين 01/08/2016/أسفرت الانتخابات التمهيدية لـ"لتيار الوطني الحر" لاختيار مرشحيه للانتخابات النيابية، عن نتائج متوقعة في عدد من المناطق، ومفاجئة في مناطق أخرى. فقد كرست أسماء معروفة، مقابل تراجع أخرى وتقدم شخصيات جديدة إلى صفوف الترشيح الأولى، في حين سجلت مفارقة في انتخابات دائرة بيروت الأولى، هي حصول القيادي المفصول من التيار، زياد عبس، على 174 صوتاً اعتبرت لاغية، فيما حصل الوزير السابق نقولا صحناوي على 184 ليفوز عن هذه الدائرة.

أصدرت لجنة الانتخابات في التيار "الوطني الحر" بيانا جاء فيه: "بعد فرز أقلام المراكز الأربعة عشر، فاز بالتزكية رئيس التيار الوزير جبران باسيل- المقعد الماروني في البترون، ورندلى جبور- المقعد الماروني في البقاع الغربي، وتأهل في ضوئها للمرحلة الثانية كل من:

قضاء الشوف:

موارنة: غياث فؤاد البستاني 103 أصوات، ماريو عزيز عون 90، ايلي منصف المتني 39، كاتيا الياس كيوان 36، ووليد ابي نادر 33.

سنة: طارق محمد الخطيب 33.

دروز: خليل عارف حمادة 26.

روم كاثوليك: غسان امال عطالله 153.

قضاء الكورة: روم ارثوذكس: جورج نعيم عطاالله 148، أنطونيوس فريد ناصيف 37، وعمر مارسال طالب 31.

قضاء المتن: موارنة: إبراهيم يوسف كنعان 484، طانيوس نجييب حبيقة 213، إبراهيم ملحم الملاح 160، نبيل سبع نقولا 109.

روم ارثوذكس: الياس نقولا بو صعب 169.

روم كاثوليك: ادي بولس معلوف 119 وشارل اديب جزرا 70.

قضاء بعلبك- الهرمل: موارنة: خليل حبيب شمعون 88، فادي جان غانم 84، جورج زكي الحاج موسى 24.

روم كاثوليك: ميشال اميل ضاهر 166، والياس جرجس سليم نصرالله 28.

قضاء بعبدا: موارنة: آلان جوزيف عون 421، ناجي كميل غاريوس 164، حكمت فرج ديب 125، فؤاد وليد شهاب 115، ونادين ديب نعمه 65.

قضاء جبيل: موارنة: سيمون فريد ابي رميا 696، ناجي اميل حايك 344، وبسام اسد الهاشم 125.

قضاء جزين: موارنة: زياد ميشال اسود 203، وامل حكمت ابو زيد 124.

روم كاثوليك: نقولا ابراهيم الحجار 66، وسليم انطوان الخوري 65.

قضاء زحلة: روم ارثوذكس: كابي اميل ليون 190، وتوفيق خليل ابو رجيلي 137.

موارنة: سليم جورج عون 390.

قضاء طرابلس: سنة: ربيع إحسان فلو 21.

موارنة: طوني فريد ماروني 72.

قضاء عاليه: موارنة: سيزار ريمون ابو خليل 299.

روم ارثوذكس: الياس شديد حنا 251.

قضاء عكار: روم ارثوذكس: اسعد رامز درغام 212، وكميل حبيب حبيب 86.

موارنة: جيمي جورج حبور 356، وزياد سعود البيطار 169.

قضاء كسروان: موارنة: انطوان جبرائيل عطاالله 331، توفيق جان سلوم 213، جوزيف ساسين بارود 185، نعمان جوزيف مراد 171، ميشال مارون عواد 119، ايلي يوسف زوين 71، وبيارو انطوان الخويري 65.

بيروت الأولى: روم كاثوليك: نقولا موريس الصحناوي 184.

بيروت الثالثة: سنة: رمزي نزيه دسوم 115.

إنجيليون: ادكار جوزيف طرابلسي 52.

 

انتخابات الرهبانية اللبنانية تحت مجهر الفاتيكان والأباتي الجديد يرسم مسارها لسنين

"النهار"/1 آب 2016/يجتمع في 12 آب المقبل 325 راهباً من الرهبانية اللبنانية المارونية لانتخاب رئيس لإحدى أكبر المؤسسات الرهبانية الكاثوليكية عراقة وقدماً في الشرق، وفي انتظار الموعد يحبس معنيون بشؤون الموارنة والمسيحيين انفاسهم في انتظار اعلان أسم الرئيس العام الذي يترك بصماته على مسار هذه الرهبانية العريقة ونهجها ومسؤولياتها الوطنية والمسيحية خلال السنين المقبلة، سواء سلباً ام ايجاباً. ضابط الإيقاع الاكبر في انتخابات الرهبان هو الفاتيكان الذي يراقب ما يجري بعين السفير البابوي غابرييل كاتشيا اضافة الى عيون اخرى، ويذكر الرهبان جيداً ما جرى خلال الانتخابات الاخيرة في دورة 2010 عندما عمد كاتشيا بعد انتهاء الرهبان من الادلاء بأصواتهم الى اخذ اوراق الاقتراع بدون فرزها امام الرهبان كما تنص القوانين، ليدعو بعد مدة الى اجتماع عام في دير مار انطونيوس في غزير وبحضور الرهبان لإعلان النتائج التي ادت الى انتخاب الاباتي طنوس نعمة رئيساً عاماً. ويقال ان السفير كاتشيا بادر خلال الاسبوع الفائت الى دعوة الرئيس العام للرهبانية والمدبرين العامين الى اجتماع ابلغهم خلاله بأن "الرهبان يجب ان يكونوا القدوة والمثل الصالح في الديموقراطية وفي لبنان والشرق"، وشدد امام الجميع ان اقتناعه بإجراء الانتخابات، وان تشكل الرهبانية اللبنانية النموذج الصالح للرهبانيات الاخرى: من الانطونية والمريمية اللتين ستجريان انتخاباتهما بعد سنة، وصولاً الى غيرها من المؤسسات الكنسية والوطنية(...). ولكن رغم هذا الموقف "الديموقراطي" للسفير البابوي، يؤكد العارفون بمسار الامور، ان احداً لا يمكنه التكهن بموقف الفاتيكان الذي يقولون فيه "ان حكمة الكرسي الرسولي يمكن ان تكون مختلفة ومفاجئة تماماً، خصوصاً ان المعلومات المتوافرة تؤكد ان البابا فرنسيس يمتلك ملفاً كاملاً عن الرهبانية اللبنانية المارونية يتضمن كل الامور من اصغرها الى اكبرها، ونجاحاتها واخفاقاتها، وطريقة التعامل مع القضايا المحيطة بها مسيحياً ووطنياً، اضافة الى الملفات الادارية، ولا احد يمكنه معرفة موقف البابا فرنسيس الذي يعرف كنيسته جيداً ويشهر حرباً اصلاحية لا هوادة فيها". ورغم ارتفاع حماوة النقاشات وحدتها في محافل الرهبان واديرتهم، يبقىالاكيد انه لن تكون حملات انتخابية ولا مرشحين ولا برامج انتخابية معلنة، بل جل ما في الامر ان الرهبان يتداولون في ما بينهم أسماء معينة، يحظى كل منها بتأييد مجموعة من الرهبان الملتفين حوله. وفي كلام العارفين ان احداً لا يمكنه حسم الامور او توقع اي شيء خصوصاً ان الاعين مسّلطة على الرهبانية ورئاستها العامة، وجميع الرهبان يذكرون جيداً كلام السفير البابوي كاتشيا في السفارة البابوية العام 2010 عندما نقل اليهم رغبة البابا في متابعة مهمة المطران بولس صياح الذي كان البابا بنديكتوس السادس عشر قد عينه زائراً رسولياً على الرهبانية، وانه (اي كاتشيا) سيكمل هذه المهمة عن قرب وبقوة، ولا شيء يمنع عودة روما الى هذه المهمة، لا بل ان ثمة مطالبة واسعة في الكنيسة المارونية بوضع الامور تحت المجهر رغم نجاحات الرهبانية الكبيرة. ويشير العارفون ايضاً الى ان البابا فرنسيس سيصدر خلال شهر ايلول المقبل ارادة رسولية واضحة جداً عن طريقة "إقالة الاسقف المهمل"، ومعنى ذلك ان البابا الاصلاحي والثائر على الفساد في عقر دار الكنيسة في روما والغرب، لن يتردد في محاسبة كل من يتهاون في قضايا الكنيسة وروحيتها وقيمها، فكيف اذا كان الحال مع رهبانية مار شربل ومار نعمة الله والقديسة رفقا والطوباوي الاخ اسطفان، والحاضنة كل الارث الماروني الثقافي والوطني والانساني.ويبلغ عدد اديار الرهبنة ومؤسساتها في لبنان حوالي 70 يضاف اليها 13 ديراً ومؤسسة في الانتشار توفر العمل لحوالي 4000 موظف اي 4000 عائلة لبنانية، ويشكل دير عنايا بهذا المعنى ابلغ دليل على تأثير الرهبانية على محيطها حيث يعمل فيه 400 موظف وعامل يشكلون جزءاً اساسياً من سكان منطقة اعالي جبيل.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تؤكد وإيران تنفي إصابة رئيس “الباسيج” في غارة بالجولان

3 آب/16/أعلنت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن رئيس منظمة التعبئة “الباسيج” العميد محمد رضا نقدي أصيب في محافظة القنيطرة جنوب غرب سورية، الإثنين الماضي، الأمر الذي نفته إيران. وأكدت الصحيفة أن العميد الإيراني أصيب الإثنين الماضي، إما نتيجة لغارة إسرائيلية على الموقع الذي كان فيه، وإما من جراء هجوم للمسلحين. من جانبه، أشار موقع “موج نيوز” الإلكتروني الإيراني أن قائداً عسكرياً إيرانياً أصيب في مدينة القنيطرة، من دون الكشف عن هويته ومنصبه. في المقابل، نقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية عن مصدر أمني قوله، إن “رئيس منظمة التعبئة التابعة للحرس الثوري يزاول أعماله اليومية في أتم الصحة والعافية، وأن بث مثل هذه الاشاعات ناجم عن غضب الصهاينة من نشر صور الحضور المقتدر للعميد نقدي في منطقة القنيطرة وهضبة الجولان”. وذكرت جريدة “إيلاف” الإلكترونية الموقع الرسمي لـ”الباسيج” نشر الأسبوع الماضي، صوراً لنقدي وهو يتفقد المواقع العسكرية في منطقة القنيطرة، الواقعة قرب هضبة الجولان المحتلة، من دون الإشارة إلى تاريخ هذه الزيارة. والأربعاء الماضي، ذكرت وكالة “فارس” الإيرانية أن نقدي “قام أخيراً بزيالاة تفقدية للحدود السورية مع الأراضي المحتلة”. وأوضحت الوكالة أن نقدي زار “القنيطرة الواقعة في أقصى الجنوب الغربي السوري في مرتفعات الجولان عند الحدود مع الأراضي المحتلة”. يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن في 18 يوليو الماضي، عن قصف أهداف في مدينة البعث بالقنيطرة الجديدة، رداً على إطلاق قذائف باتجاه الأراضي الإسرائيلية من الأراضي السورية.

 

معلومات من 2001 تدعم علاقة إيران بـ"التطرف"

الأحد 26 شوال 1437هـ - 31 يوليو 2016م/دبي - قناة العربية/ظهرت تقارير تربط #طهران بالتنظيمات الإرهابية مع تراكم الأدلة التي ترجح وجود هذه العلاقة منذ 2001. وتوضحت علاقة طهران بتنظيم داعش من خلال وثائق ومعلومات فككت الألغاز التي أحاطت العلاقة بينهما، فضلا عن ربط خيوطها مع القاعدة .وتطابقت تقارير ووثائق في التأكيد أن العلاقة بين طهران وداعش ممثلة أولا في القيادي السابق أبو_مصعب_الزرقاوي نسجت بوساطة قلب الدين حكنيار، القيادي الأفغاني الذي انقلب أخيرا على طهران. وتشير المعلومات إلى أن الزرقاوي هرب إلى إيران تحضيرا لدخوله العراق . فيما رصد تقرير لمجلة "الاتلانتك" الأميركية من عام 2006 رصد خط سير أبو مصعب الزرقاوي إلى إيران الذي وصل إليها عام 2001 قادما من أفغانستان، وبقي فيها لسنة وشهرين. كما شدد التقرير على أن لإيران دوافع عدة لدعم الزرقاوي، أبرزها الطموح الإيراني في السيطرة على العراق، حيث يسهل بقاء العراق بعيدا عن الاستقرار، وذلك ما قدمه الزرقاوي لتبرز الاستراتيجية الإيرانية المتمركزة على دعم الإرهاب في العراق بتقرير لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، والذي سلط الضوء على استخدام إيران لوجود داعش لتعزيز قواها في الشرق_الأوسط إذ صنعت من نفسها حلفاء في العراق و #سوريا في الحرب ضد داعش، ما شرع وجودها المتزايد في البلدين، وسمح لها بتأسيس تنظيمات مسلحة تابعة لها لمحاربة داعش وتمثيل الامتداد الإيراني. إلى ذلك، رجّحت تقارير أميركية عدة إعلامية وتحليلية منذ ظهور التنظيم، استغلال إيران خطورة داعش للظهور كحليف مرغوب للولايات المتحدة.

 

استشهاد ضابط و6 جنود سعوديين أحبطوا تسللاً للحوثيين

الأحد 26 شوال 1437هـ - 31 يوليو 2016م/العربية.نت/السعودية - هاني الصفيان/أعلنت قيادة قوات التحالف، السبت، استشهاد ضابط و6 أفراد من القوات السعودية إثر التصدي لمحاولة تسلل عبر الحدود لميليشيات #الحوثي والمخلوع #صالح. وأضافت قيادة قوات التحالف أن طائرات #التحالف والأباتشي تواصل عمليات تطهير الحدود من المتسللين، مشيرة إلى أن القوات السعودية نجحت في التصدي لمحاولة تسلل لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في الربوعة بمنطقة نجران. وأشارت إلى مقتل العشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وتدمير معداتهم العسكرية.

 

عسيري: الحدود السعودية خط أحمر ولن نقبل بأي مساس بها

الأحد 26 شوال 1437هـ - 31 يوليو 2016م/العربية.نت/أعلن العميد ركن أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، في اتصال هاتفي مع قناة "الحدث"، أن "الحدود السعودية خط أحمر ولن نقبل بأي مساس بها". وقال عسيري إنه "على المجتمع الدولي تحديد مصير مشاورات_الكويت بعد مماطلة الانقلابيين"، مشيراً إلى أن المملكة تقوم بإبلاغ المبعوث الأممي بشكل مستمر بخروقات المتمردين". كما لفت إلى أن "الأزمة الحالية يمنية-يمنية والسعودية والتحالف ليسا طرفاً فيها" وأن "الحملات الحوثية على الحدود السعودية ليس لها أي هدف عسكري"، مؤكداً أن "حملات التحالف العربي ستستمر حتى ينتهي الانقلاب على الشرعية في اليمن". وتابع قائلاً إن "حدود السعودية عصية سواء على الانقلابيين أو على أي طرف آخر". وأضاف عسيري أن "الحوثيين أرسلوا بأطفال مجندين للقتال على الحدود السعودية".

 

اليمن..ولد الشيخ يستكمل مناقشة ورقة الحل مع الانقلابيين

الأحد 26 شوال 1437هـ - 31 يوليو 2016م/دبي - قناة الحدث/يعقد المبعوث الأممي إلى اليمن ، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، اجتماعات عدة اليوم في الكويت، وسيلتقي وفد الانقلابيين لاستكمال مناقشة ورقة الحل التي قدمها، مع استمرار رفضهم لها، فيما أجّل اجتماعه مع الوفد الحكومي إلى الغد. كما سيجتمع المبعوث الأممي مع سفراء الدول الـ18 الراعية لعملية السلام في اليمن للاطلاع على آخر تطورات الموقف. ورحب وفد الانقلابيين بتمديد المشاورات اليمنية في الكويت أسبوعاً آخر، لكنه اعتبر مشروع الاتفاق الذي تقدم به المبعوث الأممي بأنه لا يعدو كونه مجرد أفكار مجزأة للحل في الجانب الأمني ومطروحة للنقاش. كذلك جدد المتمردون تمسكهم بالاتفاق على سلطة تنفيذية توافقية جديدة تشمل هيئتي مؤسسة الرئاسة والحكومة، وطالبوا باتفاق شامل يتضمن الجوانب السياسية والإنسانية والاقتصادية والأمنية كافة.

 

لم تفهم إيران الرسالة!

الأحد 26 شوال 1437هـ - 31 يوليو 2016م/ماضي الخميس/الأنباء/لم تفهم ايران الدرس، ولم تستوعب من كل الأحداث الماضية، ولم تتعلم من أخطاء الغير، ويبدوا أنها تصر على أن تقع بالخطأ كي تتعلم الدرس الذي قد يكون قاسيا عليها! لم تفهم ايران أن ابتسامة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وإن كانت تحمل الكثير من الود والتسامح إلا أن خلفها رجلا عاش طول حياته في كنف العمل السياسي والديبلوماسي المرهق والشاق، ولم يتعود على التشبث بالأقوال بعيدا عن الأفعال، وحين تصدر رسائل تنبيه على لسان رجل الديبلوماسية الأول بالمنطقة فيجب أن تأخذ تلك الرسائل بمنتهى الجدية والحذر، ويتبعها تفكير عميق في فحواها. وقد حذر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ايران كثيرا من اللعب بالنار، والتدخل بالمنطقة، وكان كعادته يتخذ المواقف الحازمة بأساليب ودية، وهو ما يجب ألا يتهاون معه الطرف الآخر. لقد أخطأت ايران حين سمحت لبعض الأبواق بالتطاول على سمو الأمير، كما أخطأت سابقا حينما سمحت لبعض الأصوات بالتعالي بنبرة تحد وتهديد ضد دول الخليج.. ويبدو أن تكرار الأخطاء سيوقعها بما لا تحمد عقباه. لقد كانت يد سمو الأمير ممدودة للجميع.. ايران وغيرها.. وهذه اليد الممدودة بالتسامح واللين والمودة، قد تكون أقسى وأصلب مما يتخيل البعض.. والتجارب السابقة الداخلية والخارجية تثبت ذلك.. ودمتم سالمين.

 

حنان زوجة الأسد وحلب تُدمَّر يثير استياء بالغاً

الاثنين 27 شوال 1437هـ - 1 أغسطس 2016م/العربية.نت – عهد فاضل/عبّر كثير من السوريين عن استيائهم الشديد، للصورة التي يود النظام السوري "تلميع" نفسه بها، في الوقت الذي بلغ عدد قتلى سوريا جراء حرب الأسد على شعبه مايقارب النصف مليون قتيل، وفي الوقت الذي تقوم فيه قواته بقصف وتدمير مدينة حلب في الأيام الأخيرة. فلقد نشر النظام_السوري بنفسه صورة لزوجة الأسد تظهر يها وهي تحنو على أحد مصابيه من مدينة حلب. وركّزت الصورة، على "اللمسة" التي تقوم بها الأسد وهي تتفقد إصابة الجندي السابق القادم من حلب! ونشرت الصورة منذ 24 ساعة بالضبط، كما طالع "العربية.نت" في صفحة الأسد الفيسبوكية، وهي صفحة رسمية له تتحدث باسم "الرئاسة". ووردت تعليقات كثيرة تسخر من "تلطي الأسد" وراء "حنان زوجته" في تلك الصورة، كما لو أن "لمسة حنان ستكون كفيلة بمسح آثار الجزّار" عن سكّينه، كما قال تعليق. ردود أفعال أخرى رأت أن الرسالة من هذه الصورة موجهة إلى أنصاره بأنه لن يتخلى عنهم، بعد فضيحة إهداء ساعة حائط لذوي قتلاه ومصابيه. وكانت ماتعرف بصفحة "الرئاسة الفيسبوكية" الرسمية، نشرت أمس السبت، صورة لزوجة الأسد مستقبلة أحد مصابي أنصار زوجها من مدينة حلب السورية ويدعى فادي. وظهر في الصورة تركيز واضح على "اللمسة" التي تقوم بها الأسد لإظهار حجم الاهتمام الذي وصل حد تفقّد الإصابة ذاتها التي أوصلت صاحبها إلى نسبة عجز 60 % كما قالت الرئاسة الفيسبوكية ذاتها. وظهر في الصورة والد المصاب. مع تعريف بأنهما من حلب، الأخيرة التي تسببت بإثارة حنق رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسخريتهم، نظرا إلى أنها المدينة التي تفرَّغ لها الأسد الآن هو وميليشياته الطائفية وقوات الحرس الثوري الإيراني وعناصر #حزب_الله الشيعي المتطرف المصنّف إرهابيا، قتلاً وتدميراً واعتقالاً وإرهاباً. وسخر الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من هذا "الحنان البالغ" الذي وصل حد تفقّد الإصابة عند مصاب، عبر "لمسة إنسانية غير مسبوقة" لا يمكن لها بحال من الأحوال أن تخفي حقيقة أن "آل الأسد دمّروا سوريا وقتلوا شعبها" وقبل وبعد هذه اللمسة "السحرية" سيظل الأسد "مجرم حرب" ستطاله "العدالة الإلهية أو البشرية" عاجلاً أم آجلاً، كما قالت بعض التعليقات.

 

رجوي: طهران مصدر التطرف والإرهاب في المنطقة/مشكلات سياسية ومعارضة داخلية تواجه صفقة شراء إيران لطائرات أميركية

اعتبرت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي أن النظام الايراني هو المصدر الرئيسي لبث الفرقة والتطرف الديني والإرهاب في ارجاء المنطقة، خصوصاً في العراق وسورية ولبنان واليمن.

وذكرت جريدة “إيلاف” الإلكترونية أمس، أن رجوي بحثت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع في باريس، الأزمات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط ومشاريع السلام المطروحة لحل القضية الفلسطينية، خصوصاً المبادرة الفرنسية، مشيرة إلى أن عباس أكد ضرورة التصدي للتطرف الديني والإرهاب في المنطقة. وشددت رجوي على أن النظام الإيراني هو المصدر الرئيسي لبث الفرقة والتطرف الديني والإرهاب في جميع أرجاء المنطقة خاصة في العراق وسورية ولبنان واليمن وكذلك في فلسطين، مشيرة إلى أن نظام طهران يعيش في منتهي الضعف وفي دوامة الأزمات، وبات عرضة للضربات والهزائم أكثر من أي وقت آخر. وأشارت إلى أن ردود الفعل الهستيرية لزعماء النظام الإيراني ووسائل إعلامه حيال المؤتمر الكبير الذي عقدته المعارضة الإيرانية في باريس، الشهر الجاري، تكشف النقاب عن هذا الواقع أكثر من أي شيء آخر، مضيفة “إن هذه الردود تبين أن النظام الإيراني يخشى كثيراً من تضامن وتلاحم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية مع بلدان وشعوب المنطقة”. وأكدت أن الوقت حان لاتحاد دول المنطقة والشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية بهدف تخليص المنطقة من شرور التطرف الديني الذي يمثله النظام الإيراني، معربة عن تقديرها لتضامن الثورة الفلسطينية وزعيمها مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.

على صعيد آخر، ذكر موقع “العربية نت” الإلكتروني أن تقارير ظهرت أخيراً تؤكد علاقة طهران بالتنظيمات الإرهابية منذ العام 2001.وأشارت إلى أن علاقة طهران بتنظيم “داعش” اتضحت من خلال وثائق ومعلومات فككت الألغاز التي أحاطت العلاقة بينهما، فضلاً عن ربط خيوطها مع تنظيم “القاعدة”.

وتطابقت تقارير ووثائق في التأكيد أن العلاقة بين طهران و”داعش” ممثلة أولاً في القيادي السابق أبو مصعب الزرقاوي نسجت بوساطة القيادي الأفغاني قلب الدين حكنيار، الذي انقلب أخيراً على طهران. وتشير المعلومات إلى أن الزرقاوي هرب إلى إيران تحضيراً لدخوله العراق . ورصد تقرير لمجلة “الأتلانتك” الأميركية من العام 2006، خط سير أبو مصعب الزرقاوي إلى إيران الذي وصل إليها العام 2001، آتياً من أفغانستان، وبقي فيها لسنة وشهرين. وأوضح أن لإيران دوافع عدة لدعم الزرقاوي، في مقدمها الطموح الإيراني في السيطرة على العراق، حيث يسهل بقاء العراق بعيداً عن الاستقرار، وذلك ما قدمه الزرقاوي لتبرز الستراتيجية الإيرانية المتمركزة على دعم الإرهاب في العراق بتقرير لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، الذي سلط الضوء على استخدام إيران لوجود “داعش” لتعزيز قواها في الشرق الأوسط، ما شرع وجودها المتزايد في البلدين، وسمح لها بتأسيس تنظيمات مسلحة تابعة لها لمحاربة “داعش” وتمثيل الامتداد الإيراني.من ناحية ثانية، اعترضت مشاكل داخلية في إيران ومعارضة سياسية في الولايات المتحدة صفقة شراء خطوط الطيران الإيرانية لأسطول من الطائرات من شركتي “بوينغ”. وذكرت شبكة “سي أن أن” الإخبارية أنه رغم إصدار وزارة الخزانة الأميركية رخصة عامة لعملية بيع الطائرات لإيران، إلا أنها بحاجة إلى ترخيص كل صفقة بشكل فردي، وهو ما يحاول نواب الحزب الديمقراطي منع حصوله. وأضافت إن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة قد يزيد الأمر غموضاً، إذ أبدى المرشح الرئاسي استياءه من الاتفاقية النووية في خطابات حملته الانتخابية. واشارت إلى أن إيران ستواجه أزمة مالية كبيرة لجمع المبلغ المطلوب في الصفقة إلى أن تحدد وزارة الخزانة موقفها بوضوح بشأن تعاملاتها مع طهران.

 

الجيش المصري يقتل 46 مسلحاً في سيناء

القاهرة – وكالات/01 آب/16/ أعلنت مصادر أمنية أمس، مقتل 46 مسلحاً في مدينة رفح المصرية، في حصيلة هي الأكبر منذ شهور بين المسلحين في عملية واحدة، ينفذها الجيش، وذلك في قصف جوي استهدف مخزناً للذخائر ومصنعاً للأسلحة. وقالت المصادر إن قوات الجيش قصفت باستخدام مقاتلات من طراز “اف 16 ومروحيات “أباتشي” مصنعاً للأسلحة ومخزناً للذخائر في قرية بلعة غرب مدينة رفح، بعد أن رصدت حولهما تجمعاً كبيراً لعناصر تنظيم “بيت المقدس” (موالي لتنظيم داعش). وأوضح أن “كاميرات الطائرات الحربية رصدت مقتل قرابة 46 شخصاً، بينهم حراس للمخزن، وأشخاص كانوا يتواجدون حوله”. وأشار إلى أنه تم تصفية قياديين بارزين في تنظيم “بيت المقدس”، بينهم سامي شعيب ومحمد ذيجان في عملية نوعية للجيش لم يكشف عن تفاصيلها. يشار إلى أنه تنشط في محافظة سيناء تنظيمات عدة، في مقدمها “أنصار بيت المقدس”، الذي أعلن في نوفمبر العام 2014، مبايعة أمير تنظيم “داعش” أبي بكر البغدادي، وغير اسمه لاحقاً إلى “ولاية سيناء”، وتنظيم “أجناد مصر”. قضائياً، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة أمس، بعدم قبول دعوى أقامها أحد المحامين بطلب فرض الحراسة على نقابة الصحافيين، وذلك استناداً إلى أن الدعوى أقيمت من غير ذي صفة.

وكانت نقابة الصحافيين تقدمت بمذكرة قانونية إلى المحكمة أثناء تداول الدعوى، تفيد بأن مقيم الدعوى غير ذي صفة لإقامتها، على نحو يوجب بعدم قبول الدعوى من الأساس. وطالب مقيم الدعوى بفرض الحراسة على النقابة على خلفية واقعة القبض على الصحافي عمرو بدر والمدون محمود السقا، اللذان تم ضبطهما من داخل نقابة الصحافيين مطلع مايو الماضي، استناداً إلى قرار قضائي بضبطهما. في سياق متصل، قالت مصادر قضائية أمس، إن محكمة النقض المصرية أيدت سجن المذيع التلفزيوني إسلام البحيري، الذي دين بازدراء الإسلام في قضية انتقدها حقوقيون، ويقضي عقوبة السجن لمدة سنة منذ ديسمبر العام 2015. وكانت محكمة جنح حكمت عليه في مايو العام 2015، بالسجن خمس سنوات ثم خففت محكمة استئناف الحكم في ديسمبر العام 2015، إلى السجن سنة. وقال جميل سعيد، محامي بحيري، إن موكله “سيخرج من السجن بعد 28 يوماً فقط، حيث سيكون أمضى مدة الحبس كاملة”. وقدم الأزهر الشريف قدم بلاغاً إلى النائب العام “اعتراضاً على ما يبثه من أفكار… تنال من تراث الأئمة المجتهدين المتفق عليهم وتسيء لعلماء الإسلام”، مضيفاً إن التحرك ضد البحيري جاء “بعد استفحال خطره وتَعالي أصوات الجماهير مستنجدة بالأزهر الشريف”. إلى ذلك، قررت محكمة جنايات القاهرة أمس، تأجيل محاكمة 67 متهماً من عناصر جماعة “الإخوان” إلى جلسة 16 أغسطس المقبل، في قضية ارتكابهم لجريمة اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، والتخابر مع حركة “حماس” بهدف القيام بأعمال إرهابية داخل البلاد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 «حزب الله» يُربّي.. أجيال الموت

علي الحسيني/المستقبل/01 آب/16

يُشيع «حزب الله» على الدوام داخل بيئته، بأنه قد وصل اليوم إلى مرحلة «الاكتفاء» المعطوف على طبيعة عمله العسكري واللوجستي، خصوصاً في ما يتعلّق بصراعه مع إسرائيل و»جهوزيته» التي يتغنّى بها السيد حسن نصرالله مثلما توجه إلى قادة إسرائيل ذات يوم بالقول «نعم ثمانين الف صاروخ، وعليكم أن تضعوا إشارة شحطتين  بحسب منظومة «حزب الله» الفكرية والعقائدية، هناك إستراتيجية واضحة تقوم على تطويع الكبار وإخضاعهم لمنطق «الخوف» من الغير والبقاء على أهبة الإستعداد تحسباً لساعة الصفر والتي أصبحت قريبة جداً بحسب المفهوم الذي يُشيعه. كما تقوم الإستراتيجية على «أدلجة» صغار السن ضمن منظومة كشفيّة عقائدية تتباهى بولائها الكامل لـ»الولي الفقيه» وأحكامه. حتّى إن صغاراً في كشّافة الحزب لم يتجاوزوا سنّ الخامسة أو السادسة، بدأت تُطبّق عليهم أحكام المُكلّف لدرجة أن منهم من «يفتخر» أمام رفاقه أو أقاربه ممن هم في عمره، «إذا طلب منّي السيّد القائد رمي نفسي من على سطح المبنى، فلن أتأخّر«. في عقيدة «حزب الله» الذي ولد من رحم «الثورة» الإيرانية، لا مجال للإعتراض على الأحكام أو «التكليف» تماماً كما هو الحال بالنسبة الى عدم رجوعه عن الحفاظ على المؤسّسات التي بناها منذ نشأته ولغاية اليوم، خصوصاً تلك التي تُعنى بشؤون الطبابة والاستشفاء ومساعدة الأرامل والأيتام من منح مدرسية ومواد غذائية شهرية، وصولاً إلى التكفّل بدفع التعويضات لعوائل «الشهداء» من خلال مؤسسات الشهيد المعنيّة في شق منها بمعالجة جرحى الحزب، وغيرها الكثير من المؤسسات التي لا مجال لذكرها أو لحصرها. فكل هذه المنظمومة بحسب قيادات في الحزب والمفاهيم الضُمنيّة، لم تُبنَ أو لم يُتخذ القرار بإنشائها لكي يُعاد هدمها أو إهمالها، فهي عماد «حزب الله» وأحد أهم أسباب بقائه وإستمراره بعد السلاح. هذا بالاضافة إلى مؤسّسة «مجلس الشورى» التي تُعنى بفض النزاعات بين أفراد بيئة الحزب عوضاً عن اللجوء إلى مؤسسات الدولة. ومن نافل القول إن «حزب الله» استخلص من الاحزاب الشيوعيّة طريقة تعاط مناقضة تماماً لتوجهات الدولة وقوانينها بحيث يُصبح الهدف مجتمعا نقيضا للمجتمع ولا يُترك للدولة أي مكان فيه أو دور لأن الأصول والأحكام قد استُمدت أصلاً من «الثورة الإسلامية«.

يستقطب «حزب الله» الأطفال اليوم بطرق متعددة أبرزها: تحريضهم على قتال «التكفيريين» في سوريا قبل مجيئهم إلى لبنان وزرع حب الإنتقام فيهم لآبائهم وأشقائهم، وهذا يتطلب بذل جهد كبير على المُثابرة وتحمّل العقبات والخضوع لدورات تدريبية مُختلفة إلى حين أن يُصبح الطفل حاضرا للقتال في اللحظة التي يتم استدعاؤه فيها. ولتشجيع هؤلاء الأطفال على حب «الجهاد»، ثمّة روايات متعددة تُحكى لهم خلال ساعات التدريب منها، أن طفلا إيرانيا رفضت الجهة العسكرية المسؤولة عن التحاق المقاتلين بجبهات القتال خلال الحرب الإيرانية العراقية، طلبه للانخراط في الحرب بسبب عدم سماح الخميني للصغار في ذلك الوقت من دخول الحرب، عندها ذهب الطفل إلى الخميني بعد طلبه مقابلته ثم قال له «لا تُحدثونا بعد اليوم عن صغار أهل البيت الذين قضوا خلال معركة كربلاء إلى جانب الحسين»، ثم تنتهي الرواية بالسماح للطفل المشاركة في الحرب ومن دون أخذ الموافقة من الأم والأب، وبأنه اليوم أصبح قائدا كبيراً في «الحرس الثوري الإيراني«. اليوم ومع التراجع الملحوظ الذي يشهده «حزب الله» في عمليّة استقطاب العناصر الجديدة، كان لا بد من التركيز على الأعمار الصغيرة من خلال اللعب على الوتر المذهبي ضمن الحلقات الدينيّة أو عبر تقديم الدعم المعنوي مثل منحهم بطاقات حزبيّة بالإضافة إلى بعض المغريات الماديّة والمساعدات الشهريّة. ومع اشتداد المعارك في سوريا وما ينتج عنها من خسائر في الأرواح، وجد الحزب نفسه مضطراً أكثر من أي وقت مضى الى الاستعانة بهؤلاء لزجّهم بشكل عملي ومُباشر في العمل المُسلّح، لدرجة أنه نُقل عن عدد كبير من طلاب مدارس «المهدي» التابعة للحزب، أن أقصى طموح الأطفال، أصبح الإنخراط ضمن كشافة «الإمام المهدي» والوصول في مرحلة لاحقة إلى رتبة مجاهد في صفوف «حزب الله»، ثم «شهيد«.

الدولة بمؤسّساتها كافة، هي بالنسبة إلى «حزب الله» أمر يجب التأقلم معه في الوقت الراهن، ريثما تتبلور الأمور حتى لو بعد مئة سنة طالما أنه يعمل بـ»النفس» الإيراني المعروف بسياسة العض على الجرح وببرودة الأعصاب وإقتناص الفرص المناسبة. وإن سألت عن سلاحه ودوره في جميع المراحل الآتية، فسوف يقولون لك إن هذا السلاح سيكون أمانة بأعناق هؤلاء الأطفال إلى حين ظهور «المُنتظر«.

 

عـون ينتظر التطوّرات المتسارعة في سوريا علَّها تكون في مصلحة فوزه بالرئاسة

 اميل خوري/النهار/1 آب 2016

هل صحيح ما يقوله قريبون من الرابية أن العماد ميشال عون أعطى لنفسه مهلة شهر ليتخذ قراراً نهائياً في موضوع الانتخابات الرئاسيّة، فإمّا يؤكّد الاستمرار في ترشّحه معتمداً على معلومات تجعله يأمل بالفوز، أو يقرّر سحب ترشيحه لمرشّح يصير الاتفاق عليه يتمتّع بمواصفات المرشّح التوافقي أو مرشّح تسوية، باعتبار أن عون بات الممر الالزامي لتأمين نصاب جلسة انتخاب كل مرشّح وإلّا تحمّل مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي أمام الله والتاريخ والوطن.

أمّا المعلومات التي جعلت العماد عون يعطي لنفسه مهلة شهر لاتخاذ موقف نهائي من الانتخابات الرئاسية، فهي تتعلّق بالتطوّرات المتسارعة في سوريا والتي قد تفضي الى تفاهم أميركي – روسي على حل ليس فيه غالب ومغلوب لأن التصدّي بنجاح لخطر الارهاب والقضاء عليه يتطلّب وجود سلطة قوية ووحدة داخليّة وليس سلطة ضعيفة وانقساماً داخليّاً، وان إيران، من جهة أخرى، باتت مقتنعة بأن التوصل الى انهاء الحرب في سوريا قبل الانتخابات الرئاسيّة الأميركية أفضل من انتظار نتائج هذه الانتخابات، إذ أن أي رئيس ستأتي به سوف يكون مختلفاً في سياسته عن سياسة الرئيس الحالي. فإذا فاز المرشّح دونالد ترامب فسوف يحمل عصا غليظة يواجه بها الخصوم، وإذا فازت المرشّحة هيلاري كلينتون فإنها ستحمل العصا أيضاً ولكن مع الجزرة... لذلك يتوقّع بعض المراقبين أن تكون نهاية هذا العام بداية نهاية الحروب في المنطقة وبداية القضاء نهائياً على الارهاب الذي يهدّد كل دول العالم.

أما حظوظ العماد عون بالفوز بالرئاسة فتتوقّف على حصول تقارب سعودي – إيراني يحقّقه حل في اليمن ويكون هذا الحل ثمناً لحل أزمة الانتخابات الرئاسيّة في لبنان بحيث يُرفع "الفيتو" عن كل مرشّح للرئاسة، ويصير في إمكان "تيار المستقبل" التجاوب مع المساعي المبذولة لديه لتأييد ترشيح عون ويزول بالتالي الانقسام الداخلي بين هذا المحور وذاك، ويصير في الإمكان تحقيق مصالحة وطنية شاملة انطلاقاً من الاتفاق على انتخاب رئيس يكون أهلاً لتحقيقها. لكن لا شيء يدل حتى الآن على أن هذه المعلومات ستصح إلّا إذا حصلت معجزة، فالتوتّر يزداد حدّة بين السعودية وإيران، والبحث عن حل في سوريا قد يطول إلاّ إذا كان التعب قد حلَّ بالجميع من جرّاء الحرب وضربات الارهاب، وصار "حل التعب" مقبولاً من كل الأطراف، وإلّا فلا خروج من أزمة الانتخابات الرئاسيّة إلّا إذا تحسّنت العلاقات الإيرانية – السعوديّة كما يكرّر القول الرئيس نبيه بري، أو يتحقّق أقلّه سلم بارد بينهما كي يلوح الفرج.

وفي انتظار أن يتخذ العماد عون قراره مطلع أيلول المقبل، فإمّا يستمر في الترشّح إذا تأكّد أن التطوّرات في سوريا تعمل لمصلحته، أو يقرّر الانسحاب لمرشّح يسمّيه أو يصير اتفاق على تسميته، وأنه لا بد ما بعد السيطرة على حلب من تبلور صورة الوضع وانتظار حصول تفاهم أميركي – روسي على حل. وفي غضون ذلك تحاول إيران رفع سقف مطالبها في اليمن لكي تسجّل ربحاً لها في أي حل يتم التوصّل إليه في سوريا. غير أن أوساطاً سياسيّة مراقبة ترى أنه لم يعد في إمكان العماد عون تحمّل عواقب استمرار الشغور الرئاسي وتداعياته وبات عليه أن يقرّر إمّا الانسحاب، وإمّا الدخول في منافسة مع المرشّح النائب سليمان فرنجية ومع أي مرشّح آخر وذلك بالاتفاق على النزول الى مجلس النواب، ومن يفز بأصوات الأكثرية المطلوبة يكن رئيساً للجمهوريّة كما ينص الدستور، وليس من يحظى بأكثريّة شعبيّة. الواقع ان انتظار تحقيق كل ذلك قد يطول ولبنان لم يعد في وضع القادر على الانتظار خصوصاً اقتصاديّاً، ولا حتى انتظار نتائج الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة التي قد تأتي برئيس يفرض حلولاً قد لا تعجب كل الأطراف، وأن الحل قبل انتظار نتائج هذه الانتخابات قد يكون أقل كلفة ولا سيّما لإيران. فهل يتفق أقطاب الحوار إذا كانوا يمتلكون جميعهم حريّة القرار على النزول الى مجلس النواب لينتخب من يشاء رئيساً للجمهوريّة ولا يظل سلاح التعطيل يفرض الانتخابات بالتعيين؟

 

ماذا بعد سقوط "رهان آب" الرئاسي؟ معادلة سلبية تواجه داعمي المرشحين

 روزانا بومنصف/النهار/1 آب 2016

قد يكون الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وفر صدقية لكلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من ان الحزب لا يريد فعلا العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. اذ ان الاطلالة الاخيرة للسيد نصرالله والهجوم المتزايد على المملكة السعودية فيما ينتظر الجنرال حليفه بفارغ الصبر نضوج موقف سني داخلي يقنع السعودية بدعم انتخابه او العكس اي ان تضغط السعودية على حلفائها فيتم انتخاب عون امر محرج لا يخدم تطلعات عون ما لم يكن ذلك سيندرج تحت عنوان الخسارة القسرية امام ايران، الامر الذي لن يجعل الجنرال رئيسا يستطيع ان يحكم في اي حال. وكان لافتا صدور مواقف تصب في الخانة نفسها لافرقاء 8 آذار في يوم واحد عن الرئيس نبيه بري الذي نفى اي جديد في ملف الرئاسة والنائب سليمان فرنجية الذي اكد استمرار ترشيحه والسيد نصرالله الذي دفع في اتجاه تفعيل الحكومة وقطع حبل الآمال التي عقدت على انتخاب قريب او محتمل لعون. وعلى رمزية هذه الدلالات التي اخذت حيزا مهما التقت حوله تعليقات متشابهة لغالبية المراقبين السياسيين، فثمة اسئلة يثيرها البعض على وقع هذه التطورات كما على وقع وضع ينحدر بسرعة نحو التردي عما يجب القيام به على خلفية العناوين التالية:

هل بعد مرور سنتين وثلاثة اشهر على الشغور الرئاسي من دون بروز بصيص امل يوحي بان انتخابات رئاسية ستكون محتملة في وقت ما يبقى ترشيح العماد عون والنائب فرنجية مفتوحا الى امد غير محدد في الزمن ام ان دعم جعجع لعون استنفد فرصه انطلاقا من ان رئيس "القوات" الذي حمل جهده الاخير عنوان محاولة اقناع الحريري بانتخاب عون لا يزال يستطيع ان يطلب من الحريري ذلك اي ان يعزل الوضع الاقليمي عن المحلي من اجل تأمين انتخاب الجنرال ؟ ففي ظل الواقع الذي اضحى عبره الجنرال عون مرشحا وحيدا للحزب فان النزاع الاقليمي الذي ينخرط فيه هذا الاخير سيجعل صعبا ان لم يكن مستحيلا استمرار الرهان على نجاح هذا الخيار، في حال التسليم جدلا بان التطورات السلبية الاخيرة في داخل التيار العوني لم تنعكس سلبا بقوة على مساعي زعيمه، وهذه ليست هي الحال. فهل ان الاقتناع بسقوط الرهان المتجدد على قرب انتخاب الجنرال خلال آب او بين آب وايلول، اقله وفق المعطيات الاخيرة، يمكن ان يسمح بمشاورات على قاعدة حتمية البحث عن مخرج آخر للرئاسة غير الذي طرح حتى الان على رغم صعوبة اقناع عون بذلك من حيث المبدأ او ان يطلب منه ان يشارك في جلسات انتخاب الرئيس ولا يعطلها ما لم ينتخب هو رئيسا. فثمة من أخذ على رئيس "القوات" عدم اشتراطه على عون ذلك انطلاقا من انه لا يعقل ان يشارك داعموه في جلسات الانتخاب فيما هو وكتلته لا يشاركان، وهو المأخذ نفسه الذي يعيّر به الحريري على قاعدة انه يشارك في جلسات الانتخاب مؤيدا المرشح فرنجيه فيما هذا الاخير يربط حضوره بموافقة "حزب الله"، ما اضعف موقف الحريري. ولذلك فان هناك من يرى ضرورة بحث القوى التي كانت تنضوي تحت قوى 14 آذار في مراجعة حساباتها واخطائها من خلال مقاربة مختلفة اذا امكن.

على رغم ان كلام السيد نصرالله على تفعيل الحكومة يستبعد كليا حصول انتخابات قريبة، فان حال الاهتراء التي يعيشها البلد على مستوى مؤسساته بدءا من الحكومة الى مجلس النواب والوضعين الاقتصادي والاجتماعي تفترض ان هذا الكلام لا ينفي امكان الذهاب الى تسوية انما على خلفية الرهان على وضع صعب جدا للرئيس سعد الحريري يدفعه الى تقديم التنازلات المطلوبة وعلى خلفية البناء على ان التطورات السورية التي تمثلت بتمكين روسيا النظام وحلفائه من حصار حلب ستفضي الى وضع ضاغط اكثر لمصلحة قوى 8 آذار. والعزف على وتر رمي الكرة في ملعب الحريري من اجل الضغط عليه لانتخاب عون جعلت النقاش متعددا داخل تيار المستقبل ما شجع خصومه ان هذا الضغط نجح في خلخلة قناعات البعض وفق ما تم البناء على موقف الوزير نهاد المشنوق من انه اذا كان لا بد من تسوية تقضي بانتخاب عون في نهاية الامر فليتم الذهاب اليها الان ما لم يكن القرار النهائي والقاطع بان لا مجال لانتخاب الجنرال، علما ان عامل القلق من الوضع الصعب المتمثل في استمرار الامور عالقة عند هذه النقاط اكثر ما تصيب تيار المستقبل لانه لا يستطيع المحافظة على هذا الوضع طويلا على عكس الحزب مثلا ايا تكن الخسائر التي يمنى بها هذا الاخير في ظل دعم اقليمي متواصل له فيما انحسر هذا الدعم من جانب اقليمي آخر عن خصومه. وثمة اسئلة تتصل بواقع ان الوضع المسيحي قد يكون بدا افضل من السابق على صعيد الرؤية المستقبلية نتيجة المصالحة العونية القواتية ونتيجة حرص كل من الطائفة السنية كما الطائفة الشيعية على احتضان المسيحيين لاعتبارات واسباب لا مجال للدخول فيها راهنا. لكن الواقع المجتمعي والسياسي يكشف عن استنزاف غير مسبوق لدى المسيحيين في ضوء العجز عن انتخاب الرئيس لأكثر من سنتين وسط المجاهرة بأنها ورقة اقليمية بامتياز لا قبل لأي قرار او اتفاق مسيحي بتغييرها. ولعل النظام السوري نجح باثبات ان قرار اللبنانيين سيبقى في الخارج وفقا لما ثبته في تنفيذه لاتفاق الطائف.

 

أسرى... كما العسكريين!

 نبيل بومنصف/النهار/1 آب 2016

يتزامن موعد الجولات الحوارية الثلاث هذا الاسبوع مع عيد الجيش والذكرى الثانية للهجوم الارهابي على عرسال وخطف العسكريين اللبنانيين الذين يبقى مصير تسعة منهم مجهولا والذكرى الـ15 لهجمة قمعية استهدفت نشطاء التيارات المناهضة للوصاية السورية في ٧ آب الشهير. لا شيء يربط ثلاثي المناسبات هذه بالحوار العائد مثقلا بالشكوك العميقة في قدرة القوى السياسية على اجتراح تسوية داخلية للازمة الرئاسية، ومع ذلك لا يمكن المتحاورين تجاوز المناخ الذي سيضفيه هذا التزامن على حوار بات يختصر بدوره العقم المتناهي في انتاج ظروف سياسية تحمي اللبنانيين من الانكشاف على المجهول تماما كمصير العسكريين الأسرى العالق على أهداب الامل ببقائهم احياء لدى خاطفيهم. يتحمل الجيش قسرا عيدا ثالثا بلا عرض عسكري وتقليد الضباط الجدد سيوفهم. وستمر ذكرى القمع السلطوي الآفل مع الوصاية وأزلامها في ٧ آب بكثير من الاعتداد بالقدرة التي كسرت مخالب السطوة. ولكن ما لن يمر مرورا سهلا ومستساغا هو ذكرى عسكريين لا يزالون في غياهب الأسر على ايدي اشرس تنظيم دموي عرفه العالم، كما حوار وقع في شباك دوامات عقيمة نصبت حوله شبكات التعجيز وأفرغته من كل امل بطبقة سياسية تترنح في خلجاتها الاخيرة. لا نبالغ اطلاقا ان صارحنا المتحاورين العائدين الى طاولة عين التينة وخلواتها في 2 و 3 و4 آب بان كل ما تركته الحقبات الماضية من الازمة الرئاسية والسياسية المتمادية أسقطت في وجدان الرأي العام اللبناني الداخلي كل مفاهيم الصراع ومعادلاته كما يطرحها الساسة والتي لم تعد سوى عملة منقرضة تتبادلها الطبقة السياسية وحدها بمفردات متقادمة. تلك المعادلة الثنائية للترشيحات الرئاسية تحديدا، لا ندري ماذا بقي منها واي جدوى من اعتبارها عنوان تنافس في المعركة الرئاسية ما دام مقياس السباق صار موجات صعود وهبوط في اللعبة الدعائية تبشر باقتراب انتخاب الرئيس الذي لا رئاسة من دونه او مسارعة المرشح المنافس الى تبديد موجات الوهم بتثبيت ترشيحه على قلب مخاصميه ومحبيه. ولم تكن معركة الرئاسة اللبنانية في اصلها، ومهما علا كعبها وتداخلت فيها العوامل الحقيقية والمزورة، صراعا دوليا او اقليميا بحجم ما يجري في سوريا. نحن بكل وضوح امام ملهاة قاتمة يراد لنا فيها عملقة الازمة ونفخها باستمرار الى حدود تفتقت معها حدود اللعبة وبدات تنكشف باطراد. فأي تفسير او تبرير بعد لما يسمى سباقا رئاسيا فيما يجري اسقاط مرشحي 8 آذار منهجيا بالنقاط احدهما تلو الاخر وعلى ايدي الحلفاء لا الخصوم؟ وأي منطق سيتبع بعد ثلاثية الحوار المقبلة اذا استمرت معادلة المرشحين وحدها في الساحة وسقطت آخر محاولات التوصل الى قانون انتخاب جديد وتوافق سياسي ينقل الازمة الرئاسية الى مرحلة البحث عن مرشح ينتخب ولا يملأ الفراغ ويمدد للانتظار؟

 

ماذا بعد سقوط "رهان آب" الرئاسي؟ معادلة سلبية تواجه داعمي المرشحين

 روزانا بومنصف/النهار/1 آب 2016

قد يكون الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وفر صدقية لكلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من ان الحزب لا يريد فعلا العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. اذ ان الاطلالة الاخيرة للسيد نصرالله والهجوم المتزايد على المملكة السعودية فيما ينتظر الجنرال حليفه بفارغ الصبر نضوج موقف سني داخلي يقنع السعودية بدعم انتخابه او العكس اي ان تضغط السعودية على حلفائها فيتم انتخاب عون امر محرج لا يخدم تطلعات عون ما لم يكن ذلك سيندرج تحت عنوان الخسارة القسرية امام ايران، الامر الذي لن يجعل الجنرال رئيسا يستطيع ان يحكم في اي حال. وكان لافتا صدور مواقف تصب في الخانة نفسها لافرقاء 8 آذار في يوم واحد عن الرئيس نبيه بري الذي نفى اي جديد في ملف الرئاسة والنائب سليمان فرنجية الذي اكد استمرار ترشيحه والسيد نصرالله الذي دفع في اتجاه تفعيل الحكومة وقطع حبل الآمال التي عقدت على انتخاب قريب او محتمل لعون. وعلى رمزية هذه الدلالات التي اخذت حيزا مهما التقت حوله تعليقات متشابهة لغالبية المراقبين السياسيين، فثمة اسئلة يثيرها البعض على وقع هذه التطورات كما على وقع وضع ينحدر بسرعة نحو التردي عما يجب القيام به على خلفية العناوين التالية:

هل بعد مرور سنتين وثلاثة اشهر على الشغور الرئاسي من دون بروز بصيص امل يوحي بان انتخابات رئاسية ستكون محتملة في وقت ما يبقى ترشيح العماد عون والنائب فرنجية مفتوحا الى امد غير محدد في الزمن ام ان دعم جعجع لعون استنفد فرصه انطلاقا من ان رئيس "القوات" الذي حمل جهده الاخير عنوان محاولة اقناع الحريري بانتخاب عون لا يزال يستطيع ان يطلب من الحريري ذلك اي ان يعزل الوضع الاقليمي عن المحلي من اجل تأمين انتخاب الجنرال ؟ ففي ظل الواقع الذي اضحى عبره الجنرال عون مرشحا وحيدا للحزب فان النزاع الاقليمي الذي ينخرط فيه هذا الاخير سيجعل صعبا ان لم يكن مستحيلا استمرار الرهان على نجاح هذا الخيار، في حال التسليم جدلا بان التطورات السلبية الاخيرة في داخل التيار العوني لم تنعكس سلبا بقوة على مساعي زعيمه، وهذه ليست هي الحال. فهل ان الاقتناع بسقوط الرهان المتجدد على قرب انتخاب الجنرال خلال آب او بين آب وايلول، اقله وفق المعطيات الاخيرة، يمكن ان يسمح بمشاورات على قاعدة حتمية البحث عن مخرج آخر للرئاسة غير الذي طرح حتى الان على رغم صعوبة اقناع عون بذلك من حيث المبدأ او ان يطلب منه ان يشارك في جلسات انتخاب الرئيس ولا يعطلها ما لم ينتخب هو رئيسا. فثمة من أخذ على رئيس "القوات" عدم اشتراطه على عون ذلك انطلاقا من انه لا يعقل ان يشارك داعموه في جلسات الانتخاب فيما هو وكتلته لا يشاركان، وهو المأخذ نفسه الذي يعيّر به الحريري على قاعدة انه يشارك في جلسات الانتخاب مؤيدا المرشح فرنجيه فيما هذا الاخير يربط حضوره بموافقة "حزب الله"، ما اضعف موقف الحريري. ولذلك فان هناك من يرى ضرورة بحث القوى التي كانت تنضوي تحت قوى 14 آذار في مراجعة حساباتها واخطائها من خلال مقاربة مختلفة اذا امكن.

على رغم ان كلام السيد نصرالله على تفعيل الحكومة يستبعد كليا حصول انتخابات قريبة، فان حال الاهتراء التي يعيشها البلد على مستوى مؤسساته بدءا من الحكومة الى مجلس النواب والوضعين الاقتصادي والاجتماعي تفترض ان هذا الكلام لا ينفي امكان الذهاب الى تسوية انما على خلفية الرهان على وضع صعب جدا للرئيس سعد الحريري يدفعه الى تقديم التنازلات المطلوبة وعلى خلفية البناء على ان التطورات السورية التي تمثلت بتمكين روسيا النظام وحلفائه من حصار حلب ستفضي الى وضع ضاغط اكثر لمصلحة قوى 8 آذار. والعزف على وتر رمي الكرة في ملعب الحريري من اجل الضغط عليه لانتخاب عون جعلت النقاش متعددا داخل تيار المستقبل ما شجع خصومه ان هذا الضغط نجح في خلخلة قناعات البعض وفق ما تم البناء على موقف الوزير نهاد المشنوق من انه اذا كان لا بد من تسوية تقضي بانتخاب عون في نهاية الامر فليتم الذهاب اليها الان ما لم يكن القرار النهائي والقاطع بان لا مجال لانتخاب الجنرال، علما ان عامل القلق من الوضع الصعب المتمثل في استمرار الامور عالقة عند هذه النقاط اكثر ما تصيب تيار المستقبل لانه لا يستطيع المحافظة على هذا الوضع طويلا على عكس الحزب مثلا ايا تكن الخسائر التي يمنى بها هذا الاخير في ظل دعم اقليمي متواصل له فيما انحسر هذا الدعم من جانب اقليمي آخر عن خصومه. وثمة اسئلة تتصل بواقع ان الوضع المسيحي قد يكون بدا افضل من السابق على صعيد الرؤية المستقبلية نتيجة المصالحة العونية القواتية ونتيجة حرص كل من الطائفة السنية كما الطائفة الشيعية على احتضان المسيحيين لاعتبارات واسباب لا مجال للدخول فيها راهنا. لكن الواقع المجتمعي والسياسي يكشف عن استنزاف غير مسبوق لدى المسيحيين في ضوء العجز عن انتخاب الرئيس لأكثر من سنتين وسط المجاهرة بأنها ورقة اقليمية بامتياز لا قبل لأي قرار او اتفاق مسيحي بتغييرها. ولعل النظام السوري نجح باثبات ان قرار اللبنانيين سيبقى في الخارج وفقا لما ثبته في تنفيذه لاتفاق الطائف.

 

صورة زائفة تُخبّئ حقيقة مرة

المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية/الاثنين 01 آب 2016

هذه الأيام نعيش في لبنان زمنَ الصورة وبكلّ أبعادها... الصورة تجتاحنا، تنام في منازلنا وتغزو عقولنا. علاقتنا معها غريبة ومعقّدة تكاد تصل الى حدِّ العبادة... حينما تطلّ علينا صورةٌ ما نُصدّقها مهما كان نوعها، أكانت مطبوعة بصيغة خبر أو كانت كناية عن مشهد مصوّر بالألوان أو بالأسود والأبيض لا يهم... أو كانت حدثاً مصوَّراً يمرّ أمامنا للحظات. وبناءً على صياغتها أو جماليّتها تتكوّن الحقائق وتتشكل الدلائل القاطعة لدى الرأي العام ويُحكَم على نجاح شخص ما أو مشروع معيّن وفشلهما... والصورة تدين الناس حتى ولو كانوا بريئين، وتُبرّئ غيرهم حتى ولو كانوا مذنبين. ومع الأسف فإنّ الصورة لم تعد حكراً على الأفراد، بل هي امتدت الى المؤسسات العامة والخاصة، ولعلّ الأحزاب والتجمّعات خيرُ دليلٍ على ما نقول... ولكي لا نغرق في فضاء العموميات، إليكم بعض الأمثلة التي تمسخ فيها الصورة حقيقة بعض الأحزاب والجماعات والمؤسسات... ففي لبنان غالبية الأحزاب والمجموعات تحاول أن تظهر بأنها تحتكم الى الديموقراطية في اتخاذ خياراتها، فهي مؤسسات حديثة عصرية تضع قانوناً يُنظّم شؤونها الداخلية، وتنظّم هيكلية حزبية توزّعها على محازبيها، وتجري انتخاباتٍ داخلية في مواعيدها تضجّ بها وسائل الإعلام، وتعلن نتائجها فور صدورها... ولكنّ الحقيقة المؤلمة تقبع مع الأسف خلف الصورة، إنها الديكتاتورية في كلّ أبعادها وتفاصيلها طالما أنّ القرار النهائي في كلّ شاردة وواردة فيها يعود الى الرئيس أو البيك أو الزعيم الذي يستطيع أن يُعطّل ساعة يشاء الآلية الديموقراطية التي يصوّرها لنا... وطالما أنّ الهدف الوحيد لهذه الأحزاب هو جذب المناصرين ليكونوا «مكنة» انتخابية للمحظوظين من أتباع الرئيس. مثالٌ آخر على الصور المزيّفة التي تجتاحنا يومياً... هو المجالس التحكيمية أو التأديبية في بعض الأحزاب، فهذه الأخيرة تصوّر على أنها صمام آمان لجميع المنتسبين الى مجموعة ما... ولكنّها في الواقع تخضع لرأي السلطة فيها، حتى ولو حاولت التمظهر بعكس ذلك. فأحكامها محضّرة ومطبوعة سلفاً وفقاً لما يطلبه منها البيك الآمر. ما يعطل حقّ الدفاع أمامها وهي تُصدر قراراتها بغفلة وتبلّغها في الليالي الحالكة الظالمة كأنّ القائمين بها يعيدون تجربة زوّار الليل أو كأنهم يستحون بما ارتكبته أياديهم أو أيادي غيرهم في ضوء النهار. في اختصار، إنّه زمن بشع لصور مشوّهة مزيّفة من دون روح... مهما حاول عاشقها تسويقها ووضعها في إطارٍ مزخرَفٍ ومطليٍّ بالذهب، لتنطليَ على الرأي العام المبهور بجمالها الكاذب ولكنّها سرعان ما ستنكسر لتظهر الحقائق المريرة. فالصورة التي تُسوَّق وتأخذ جزءاً أساسياً من حياتنا تفتقد الى نبض المقاومين وشجاعة المناضلين الحقيقيين وقدرة المجدّدين وبراءة القديسين وأفكار الثوار على تبديل الواقع وتجميله بالحقيقة المُعاشة لا بالعالم الافتراضي.

 

موقف الإسلام من اليهود والنصارى

أحمد الصراف

الموقف من اليهود والنصارى

هناك لغط وسوء فهم واسع فيما يتعلق بالموقف الصحيح دينيا من اليهود والنصارى. ولا يبدو أن احدا يمتلك رؤية يمكن إقناع الآخرين بها، بغية إنهاء هذا الجدل، خاصة وأن بيننا من هو من هذه الفئة أو تلك، هذا غير حاجتنا ماسة للتعايش معهم ومع محيطنا الأوسع، بكل ما يمثلوه من قوة حضارية وعسكرية واقتصادية رهيبة. علما بأن الموقف العقائدي من أتباع بقية الديانات، أيا كانوا، يعتبر أكثر وضوحا، فهو موقف رافض لهم، ليس فيه أدى درجات القبول أو التفهم، فلا تعامل ولا مصاهرة ولا صلح ولا جزية، فإما ان يسلموا أو يبادوا! ولكن الظروف الدولية، ومعادلات القوة والضعف، اجلت، لفترة قد تطول كثيرا، تطبيق اي أمر أو حكم، بخلاف الاستمرار في كرههم، ولو ظاهريا، ورفض طعامهم، أو العيش معهم، وفي الوقت نفسه دعمهم وشد أزرهم بشراء منتجاتهم والسفر للسياحة والعلاج لبلدانهم، والنوم في فنادقهم والأكل في مطاعمهم، وفوق ذلك الطلب منهم، بسبب ضعفنا، بناء جسورنا وإنشاء مستشفياتنا وتشييد دور عبادتنا، وتزويدنا ببقية احتياجاتنا، ولكن هذه قصة أخرى.  نعود للمسيحين ونقول بأن هناك رفض للذينْ كَفَرَوا،َ وقَالواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، أو الذين قالوا أن المسيح هو الله، او ابنه. كما أن هناك إدانة للذينْ كَفَرواَ وقَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ،  فالدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ. ومن الأدلة على ذلك ما ورد من نصوص من أَن لا الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى سيرضون عن المسلمين مالم يَتَّبِعَوا مِلَّتَهُمَ، وهذا حكم يسري على جميع سكان الأرض بملياراتهم السبعة. كما ان نصوص أخرى تفيد أن من سمع بالنبي،ِ سواء كان هذا الشخص يَهُودِيٌّا أو نَصْرَانِيٌّا، ثُمَّ يَمُوتُ، ودون الإيمان به فهو مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ، وبالتالي فالمسيحيون إما مشركون أو كفرة، وكفرهم أكبر، والشرك نوع من أنواعه، وما يسري على المسيحيين يسري على اليهود. وباختصار فإن الموقف من كل الملل والنحل يكتنفه الكثير من الوضوح في جانب والغموض والشبة من جانب آخر، ولا تمتلك جهة أمر الحسم فيه، وهي الجهات نفسها التي طالما اختلفت على أمور أكثر بساطة كتحديد العيد أو رؤية هلال! ولكن على ضوء كل هذا التداخل الرهيب في العلاقة مع الغرب، بمسيحييه ويهوده، وفي ظل عجزنا التام عن مجاراتهم، وللتخلص من كل هذا التردد والغموض في مواقفنا، فإن الأمر يتطلب قيام جهة أو جهات بتحديد أطر واضحة للعلاقة مع هذا الغرب، فليس من المعقول إصرارنا على تكفيرهم ولعنهم في كل ساعة، والقيام، من جهة أخرى، باحتضانهم وتقبيلهم، والتعامل معهم في كل مجال، إلى درجة وصل الأمر تسليمهم أمور حياتنا بما في ذلك الدفاع عن وجودنا، فهذا لا شك خلق ويخلق ارتباكا عاما بين ما تقوله النصوص وما تفعله وتشي به النفوس، وتفسر جزئيا حالة الرياء والنفاق العامة التي تعيشها مجتمعاتنا! 

*أحمد الصراف، ناقد صحافي له مقالة يومية في بعض الجرائد الكويتية كالقبس والسياسة  

 

 من الصواب أن تقتل... لأن القتل رسالة تصل

حازم الامين/الحياة/31 تموز/16

نميل، زوجتي وأنا، إلى تفادي أن يعرف ابننا (11 سنة) بالعمليات الإرهابية المتنقلة في أرجاء العالم. ونفشل غالباً! وبعد عملية ميونيخ سألني عما إذا كان المنفذ مسلماً، ذاك أن الـ«يوتيوب» الذي يخبره بالوقائع لم يتمكن من تحديد الهوية الدينية للمنفذ. وعندما شعر ابني بأنني لا أملك جواباً واضحاً عن سؤاله، انتقل إلى سؤال آخر: «في مقابل الإسلاموفوبيا هل هناك شيء اسمه كريستيانوفوبيا»؟ فأجبته بالنفي، ولكن على نحو قاطع وموحٍ بأن المحادثة انتهت.

هذه الصعوبة في المحادثة امتداد لصعوبات مفهومية جديدة بدأت تواجهنا مع الانتشار الوبائي للإرهاب. هل لـ«داعش» دور في العملية التي نفذها ياباني في طوكيو؟ المنطق الوقائعي يقول أن لا علاقة له، لكن منطق الوباء لا يُبرئه، ذاك أن مُطلق الوباء وصاحبه غير بريء من تفشيه، لا بل أن «داعش» كان يتمنى أن يكون المنفذ في طوكيو، وهو من دون شك فكّر وبحث عن وسيلة لتبني العملية ولم ينجح، تماماً كما فعل مع عملية ميونيخ، لكن هوية المنفذ لم تُسعفه.

والحال أن القول إن «داعش» مصفاة الاختلالات النفسية والاجتماعية والسياسية في العالم، وإنه الوعاء الذي عثر عليه كل معتوهي الكوكب، قول سياسي أيضاً، ذاك أن إيجاد مهمة «سياسية» للعته خطوة عبقرية لطالما شهد التاريخ صوراً متفاوتة لها أثناء جريانه. وإذا كان الهذيان الجماعي في أوقات الثورات والتحولات السريعة صورة عن العته العام تولت السوسيولوجيا والبسيكولوجيا تفسيره، فـ«داعش» وجد للفصامات الفردية، تلك التي لم تقارب يوماً السياسة، تصريفها في سياق نزاعها مع العالم وقيمه.

«داعش» عصي على التفسير الواحد والمباشر. هو ابن العالم وابن البعث وابن العشائر وابن تنظيم القاعدة. هذا اختلال كبير في تركيبه، واختلال مواز لتلك الاختلالات التي صعّبت عليّ مهمة تفسير ما جرى في ميونيخ لابني. والاختلال هنا هو وظيفة التنظيم الذي يُدرك هذه الحقيقة، فهو تبنى هجوم نيس على رغم أن منفذه مختل، واختلاله موثق طبياً وعيادياً، وبهذا المعنى فالتنظيم تبنى أيضاً اختلال المنفذ وفصامه. ويجب ألاّ يكون هذا القول وسيلة إدانة التنظيم، بل محاولة لفهمه، ذاك أن الإدانة هي ما يرغبه ويبتغيه.

هنا تماماً يقيم الشيطان، فقد وجد مكاناً ووظيفة لمفاوضتنا عليه، ولانتزاع اعتراف بأن الجنون يجب أن يحجز مكاناً له، وأن يُعترف به بصفته حقيقة لا يمكن تجاوزها. على الدول والمجتمعات والحكومات أن تُشاركه وأن تجري معه تسويات ومفاوضات وأن تجعل له مكاناً وقيمة واعتباراً.

لم تثبت علاقة مباشرة بين داهس المحتفلــــين في مدينة نيس و«داعش». وكل مــــا يربط اللاجئ الأفغاني، البالغ 17 سنـــة والذي هاجم بفأس ركاب القطار في جنوب ألمانيا، بالتنظيم هو راية عثــرت عليها الشرطة في غرفته، والفتاة ذات الأصـــل التركي التي هاجمت شرطياً ألمانياً وعمرها 15 سنة، كانت حاولت السفر إلى مناطق «داعش» لكنها فشلت لعدم تمكنها من التواصل مع «داعش».

إذاً نحن أمام قابليات للقتل متفاوتة الأسباب. التونسي، داهس الناس في نيس، يعاني فصاماً بحسب طبيبه، والأفغاني فشل في تأمين لجوء شرعي، والطفلة التركية ابنة عائلة أصابتها الهجرة بالتفكك والتمزق. قاتل المثليين في أورلاندو مثلي مضطرب على الأرجح، وفي ميونيخ هو إيراني مندمج بالمجتمع الألماني. وإذا كان ما يجمع كل هؤلاء إقدامهم على القتل أو على محاولة القتل، فإن ما يجمعهم أيضاً صلة غير واضحة وغير مستقرة بالإسلام غير المقيم في دياره. وأن يتمكن تنظيم مقيم على بعد آلاف الكيلومترات من الوصول إلى الوجدان المضطرب لهؤلاء من دون أن يتمكن من التواصل المباشر معهم، فذلك يدفع إلى معاودة التفكير بكل شيء سبق أن فكرنا به في سياق تفسيرنا للعنف والإرهاب.

ويبدو أن العالم في سياق تشكله على نحو ما هو متشكل اليوم، بالغ في تعويله على العقل والصواب، وجعل للخطأ وللعته مصحات وسجون بعيدة، وأوهم نفسه بأنه سيطر على الظواهر. «داعش» أول غيث هذا الفشل. القضاء على التنظيم لم يعد يكفي، فالجنون صار قيمة سياسية لا يمكن تجاهلها. التواصل بين أي فصامي وأي قضية في العالم صار ممكناً ويجب أخذه في الاعتبار. المصحات النفسية والسجون لا تتسع لشعوب ولجماعات الهذيان وللمنشقين عن أنفسهم وعن مجتمعاتهم. السفر إلى «داعش» صار ممكناً عبر هاتف نقال أو عبر جهاز كومبيوتر صغير. العالم الذي اخترع ذلك عليه أن يخترع واقيات موازية.

وزراء الأمن والعدل والدفاع في أوروبا وفي العالم يقولون إن عليهم تنفيذ إجراءات تحد من الحريات، هذا أشبه بمعالجة سرطان بمُهدئ. فـ»داعش» لم يمول ولم يُسلح ولم يتواصل مع المعتدين. «داعش» موجود واقعياً في العراق وفي سورية، لكن وجوده هناك في أوروبا وبائي. هل تذكرون «الإيدز» في بدايات اكتشافه؟ لا ضابط حدودياً لتفشيه، ولا لقاحاً صمد في وجهه. العالم حينها قال إن الفيروس مركب من تلاقح فيروسات تسببت بها حداثة العيش وغرابته. «الإيدز» تحول إلى سياسة وبدأ العالم الأول طريقاً طويلاً إلى محاصرته، وهو إذ لم يبلغ هدفه حتى الآن على هذا الصعيد، كان شديد الواقعية والقبول في تعايشه مع المرض.

«داعش» في العراق وفي سورية يُشبه نفسه في أوروبا وأميركا. الخطأ نفسه تقريباً، والخطأ بهذا المعنى ليس قيمة وحكماً، بل وصف وواقع وحقيقة. فهنا، «داعش» هو العشائري الذي قتل العشائر والبعثي الذي يُكفر البعث، وهو «المهاجر» الأوروبي الذي يكره أوروبا ويكره نفسه، وهناك هو الفصامي، وهو المُنتزع من عائلته وقيمه.

حتى الآن لا يبدو أن ثمة وصفة جاهزة يُمكن أن تعالج هذا الصدع الكبير. الاعتراف بأن «داعش» جزء من مشهد العالم الأول في لحظة انتقاله إلى مرحلة لاحقة لحداثته، لا يعني قبولاً بالشيطان، بل اعترافاً بوجوده. كما أن المراجعة لا تكفي، ذاك أن كم الأخطاء هائل، وهو هائل إلى حد أن الخطأ وجد لنفسه قيمة صوابية. فمن الصواب أن تقتل، لأن القتل رسالة تصل.

 

 إيران.. المندائيون في النَّزع الأخير

رشيد الخيّون/الإتحاد/31 تموز/16

تقاسم العراق وإيران وجود أتباع الدِّيانة المندائية. أصبح القسم الأكبر داخل إيران بعد ضم الأحواز، وما حولها (1925)، فالبيئة متشابهة، ويفضل المندائيون الإقامة على شواطئ الأنهار، لحاجة طقوسهم للماء الحيّ. صبروا على إيذاء المحيط، خصوصاً المتشددين في الأزمان كافة، وتكفي الإشارة إلى فتوى محتسب بغداد الأصطخري (ت328ه)، بطلب مِن القاهر بالله (ت339ه): «أفتاه بقتلهم، لأنه تبين له أنهم يخالفون اليهود والنَّصارى. وأنهم يعبدون الكواكب، فعزم الخليفة على ذلك، حتى جمعوا بينهم مالاً كثيراً» (البغدادي، تاريخ مدينة السَّلام).  مع أن كتابهم يقول: «باسم الحيّ العظيم، أشرق نور الحيّ وتجلى... حطم ألوهية الكواكب، وأزال أسيادها من مواقعهم» (الكَنزاربا- اليمين). ومَن لم ينظر في ديانتهم يفتي ما يشاء فيهم بلا عِلم، وقد وقع العديد مِن الفقهاء في أخذهم بظاهر توجههم صوب القطب الشمالي في صلاتهم، وهنا يُوضح الإمام أبو حنيفة (ت150ه): «إنهم ليسوا بعبدة أوثان، وإنما يعظمون النُّجوم كما نعظم الكعبة» (الآلوسي، روح المعاني). بعد الثَّورة الإيرانية لم يعترف بهم الدستور ولا الدوائر الرسمية، فأخذوا يعيشون حياة أشبه بالسِّرية في مناسباتهم، ويتحيّنون الفرص للهجرة مِن إيران، بالتوجه إلى أميركا وأستراليا، ومَن لم تطاوعه نفسه على ترك جذوره يضطر لإشهار إسلامه، كي يستريح مِن قسوة المعاملة. ولم يبق منهم سوى ألفين أو ثلاثة آلاف، وكانوا نحو (30) ألفاً. ومن عشائرهم التي لم يبق منها سوى القليل: آل زهرون، الجحيلية، الجيزانية، الدهيسية، والخميسية، عشائر ممتدة ومتداخلة الأنساب بين العراق وإيران.

لا يُوظف أبناء المندائيين، ولا يدخلون الجامعات، ففي استمارة القبول أربع خانات: مسلم، زرادشتي، يهودي، مسيحي. فإذا تجرأ أحدهم وسجل في إحدى الخانات، قد يواجه حدّ الرِدة (القتل)، ولهذا عندما يكمل المندائي الابتدائية والمتوسطة يخرج للعمل بحِرفة أبيه كالحدادة.

يشعرون بقلق على فتياتهم، ومنهنّ من يخطفن ويضطر الأهل للموافقة والسُّكوت، لأن خطف المندائية ليست عليه تبعات قانونية، وإذا أشهرت إسلامها تحت القوة تصبح محرمة على أهلها، وقد تُسأل الأم عن ابنتها المخطوفة فلا تفصح بغير أنها غرقت مثلاً، فليس هناك قانون يُنصف غير المشمولين في الدستور، حسب المادة (12): «الإيرانيون الزَّرادشت واليهود والمسيحيون هم وحدهم الأقليات المعترف بها». مع أنهم أهل الدِّيار الأُصلاء، وكيف الحال إذا كان المجتمع ضدهم أيضاً، ومعلوم أن «النَّاس على دين ملوكهم».

فبحكم الدستور والموقف الاجتماعي تتم طقوس الزواج والوفاة بالخفاء، لا وجود لمندي (معبد)، ولا نادٍ اجتماعي أو ثقافي خاص بهم. بينما في عهد الشَّاه كانوا يدرسون في الجامعات، ويتوظفون في الدَّوائر، ومنهم الضباط والأطباء، والقانون يحميهم أسوة ببقية الإيرانيين، أما الآن فلم يبق لهم سوى الحِدادة وحِرف يتعالى عليها الآخرون. يرتبط هذا الموقف، مِن المندائية، برسالة الخميني «تحرير الوسيلة»: «تؤخذ الجزية مِن اليهود والنَّصارى مِن أهل الكتاب، وممِن لهم شبه كتاب، وهم المجوس... فلا يُقبل مِن غير الطَّوائف الثَّلاث إلا الإسلام أو القتل». أورد الخميني في أهل الكتاب ما يُطابق ما أورده ابن تيمية (ت728ه) فيهم (قابل أحكام أهل الذِّمة بين «تحرير الوسيلة» و«مسألة في الكنائس»). قال الولي الفقيه خامنئي في رسالة «الصابئة حكمهم الشَّرعي وحقيقتهم الدِّينية» (1999): «إننا لا نعرف مِن المعارف والأحكام الدِّينية لهذه النَّحلة التَّاريخية، والتي أصبح المنتمون إليها موجودين بين أيدينا وفي عِقر بلادنا، شيئاً كثيراً تسكن النَّفس بملاحظته إلى معرفة أصحابها». وبالمحصلة فقد توصل إلى: «جملة عقائدهم التي يدعونها ويصرون عليها التَّوحيد». ومع هذا الاعتراف، لم يتغير شيء في معاملتهم. ذكر لي بعضهم أن رسالة خامنئي غدت حجةً بيد المندائيين يحتجون بها في طلب وظيفة أو غيرها، لكنها لم تخفف مِن معاناتهم.

كان هذا رأي الخميني فيهم، مع أن كبار فقهاء الإمامية يستقبلونهم، ولبعض شيوخهم صداقات مع أعيان النَّجف، كالسَّيد علي بحر العلوم (ت1960) والمندائي عنيسي، وعندما لامه البعض أجاب: «بيني وبين أَبي بشير صداقةٌ/ تبقى مدى الأيامِ والأحقابِ/ إني لأرجو الودَّ يبقى بيننا/كودادِ سيدنا الرَّضي والصَّابي». يقصد ما بين الشّريف الرَّضي (ت406ه) والكاتب الصَّابئي أبي هلال (ت384ه). وكان شيوخ المندائيين يزورون المرجع الخوئي (ت1992) بالكوفة (الخوئي، قبس من تفسير القرآن)، ما يؤكد الاعتراف بوجودهم وعلى دينهم، وليس كما تشدد ضدهم الخميني، ليكن له رأيه كفقيه، لكنه أصبح زعيم دولة عليه رعاية الجميع. هنا تأتي الخشية مِن الدَّولة الدِّينية، فالمندائيون تحت عَلم «الجمهورية الإسلامية» في النَّزع الأخير، ما يتطلب مِن المنظمات الدَّولية حماية قوم ما زالوا ينطقون الآرامية، والسَّلام شعيرة مِن شعائرهم، ويعتقدون أن مِن أقطابهم نوحاً وساماً ويحيى.

 

الأسد و «مقبرة حلب»

 الياس حرفوش/الحياة/31 تموز/16

في خطابه أمام مجلس الشعب في حزيران (يونيو) الماضي، حذر الرئيس السوري بشار الأسد غريمه التركي رجب طيب أردوغان من أن «حلب ستكون المقبرة التي يدفن فيها أحلام مشروعه الإخواني». الأرجح أن بشار لم يكن يتوقع أن يتحول ذلك التهديد الى واقع بهذه السرعة، لو لم تسعفه ذيول الانقلاب التركي الفاشل في الداخل، والهجمة الروسية المتقدمة لـ «إنجاز» معركة حلب، في غفلة عن العالم المنشغل بهمومه الإرهابية، وعن الولايات المتحدة المنشغلة بمعركتها الانتخابية. للمقاتلين على الجبهة أن يؤكدوا إذا كان انحسار الدعم التركي هو الذي أدى الى انهيار قدرتهم على الصمود في حلب، لكن الأكيد أن محاولة الانقلاب التركي دفعت أردوغان الى تحويل اهتمامه الى مشاكل بيته في الداخل، ولم تعد الأزمة السورية ومشاغلها في قمة أولوياته، كما أنه صار مضطراً الى مهادنة غريمه القديم فلاديمير بوتين، الذي سيزوره أردوغان في سان بطرسبورغ في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، ولا شك في أن أردوغان سينال التهنئة على تخفيف حدة اهتمامه بسورية وبمصير الأسد، وكل هذا في وقت تزداد العلاقة التركية الأميركية تدهوراً، وليس ما يشير الى أن فتح الله غولن سيركب الطائرة قريباً في طريقه الى سجون أردوغان.

حتى الهم الكردي الذي كان يشغل أردوغان تراجع الآن الى المرتبة الثانية، فيما يتوسع نفوذ الفصائل الكردية في الشمال السوري على الحدود التركية، ولا تجد تركيا الوقت حالياً لمواجهته. حتى أن القيادة العسكرية الأميركية تتخوف أيضاً من أن تكون عمليات التطهير الجارية بين جنرالات الجيش التركي قد أثرت كذلك في قدرة التحالف الغربي على محاربة «داعش»، إذ إن هذه الحرب تحتاج الى العنصر البشري الاستخباري القادر، والذي يكون عمله عادة في مستوى فاعلية الدبابة والطائرة المقاتلة. هكذا صارت حلب هي الضحية في ظل تغير المعادلات الإقليمية، وما أصعبها عندما تتغير ليجد المراهنون عليها أنهم في حاجة الى إعادة حساباتهم من جديد. مصير حلب وأهلها هو الآن في عهدة القيادة العسكرية الروسية، والأرجح أن هذا المصير سيكون شبيهاً بما حصل في حمص من تدمير للمدينة وإفراغها من أهلها، قبل أن يذهب الأسد لزيارة أطلال حي بابا عمرو، للاحتفال بـ «انتصاره» وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو يشرف الآن على إلقاء خرائط حلب على أبنائها، ليرشدهم الى المعابر المفتوحة التي يقول الروس أنها ستسهل خروج المقاتلين المهزومين من حلب وربع مليون شخص ما زالوا محاصرين فيها. كل هذا فيما يعتبر هؤلاء أن هذه الممرات التي يسميها الروس «إنسانية» ليست سوى ممرات للموت، إذ إنها مفتوحة في اتجاه القصف المستمر على المدينة من الطائرات الروسية والسورية على السواء. هذا الواقع القائم في حلب وعلى تخوم المدينة والذي لم يكن في حاجة الى قدرة كبيرة على قراءة الخرائط لتبصّره، دفع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى اعتبار الممرات «خدعة». ولأن الخداع الروسي للعالم يتكرر في سورية للمرة الألف، كما أن المخدوع الأميركي يسقط في الفخ للمرة الألف أيضاً، فقد حذر كيري من أن «تعاونه» مع زميله سيرغي لافروف أصبح معرضاً للخطر! وللسوري أن يسأل هنا: لماذا يجب أن نخشى على هذا التعاون؟ وماذا حقق في شأن الأزمة السورية حتى الآن، سوى انهيار كل الوعود التي أطلقها باراك اوباما للسوريين بإنقاذهم من رئيسهم، فيما كانت موسكو تحقق على الأرض ما التزمت به حيال بشار الأسد، من حرص على بقائه في السلطة، الى تحويل الأزمة السورية الى معركة دولية ضد الإرهاب، تستدعي، وفق النظرية التي تسوّقها موسكو، بقاء الأسد في السلطة وتحالف العالم معه للانتصار فيها.

وعود أميركية خائبة وتعهدات روسية قائمة. هذا ما انتهى اليه «التعاون» بين الدولتين الكبيرتين في شأن الأزمة السورية. كل هذا فيما العالم يتفرج على هذه المأساة البشرية التي كلفت الى الآن أرواح 300 ألف شخص على الأقل، وهجرات بالملايين، هجرات غيرت الخريطة الديموغرافية لدول الجوار كما للدول الغربية، ويعاني العالم تبعاتها الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، فيما كان يمكن وقف هذه المأساة قبل خمس سنوات، لو أن مبادرات موسكو «الإنسانية» فعلت فعلها منذ ذلك الحين، ولم تكن «خدعة»، كما اكتشفها جون كيري أخيراً.

 

الطريق إلى القدس أم إلى إسرائيل؟

بول شاوول/المستقبل/31 تموز/16

يبدو أن حزب إيران في لبنان رسم استراتيجة “مكتملة” لتحرير فلسطين، بالتآزر والتضامن والممانعة (ولا ننسى المقاومة) مع نظام آل الأسدين، ثم مع روسيا بوتين (حليفة اسرائيل حتى القدس). لكن استراتيجية إيران عبر حُزُيبها معقدة ووعرة وطويلة، تتطلب عمليات تشريحية وتجميلية ودموية لتدرك “حلها النهائي” (في القدس). ولهذا، لا بد من تعبيد الطرق والمطارات قبل ذلك لضمان الانتصار “الالهي” على “العدو الصهيوني” الذي يحتل فلسطين (وشبعا) وهل يفوتنا الجولان، وذلك بسياسة الإبادة الشاملة.

لم يكن مخطئاً السيد حسن نصرالله عندما قال “نعم! طريق فلسطين تمر بالقلمون وإدلب، وحلب وحمص وبعدد من المدن السورية… (لم يذكر الجولان!) متأثراً بمقولة زميله أبو اياد: “طريق فلسطين تمر بجونية” وقبله آخرون “طريق فلسطين تمر بالدامور” (هجّروا أهلها) أو بأي منطقة يستهدفونها في لبنان. لا! قال ذلك عندما كان عدوانه على سوريا وشعبها في أوجه. (طبعاً سنتناسى ما افتتح به دخوله إلى بلاد الشام” لحماية مقام السيدة زينب” ثم “حماية اللبنانيين داخل الحدود السورية» ثم «لإنقاذ حليفه في المقاومة بشار الأسد”.

كان هناك مع “داعش” يتوازنان في تجنب كل منهما لمحاربة الآخر. ثم وعندما شرفنا هذا الأخير للدفاع عن الأسد أيضاً، من الموقع المضاد، آتته الخبرية للسيد حسن على سجادة عجمية تشبه بساط الريح: “الارهاب” سنحارب “الارهاب أولوية”! صار المشوار أطول. والمشوار الأطول افتتحه حزب ايران في 7 أيار لتقصير الطريق «قادومية إلى فلسطين» ولكي «يختبر» قوى العدو الاسرائيلي افتعل حرباً غبية معه في 2006، والنتيجة اعلان اتفاق بوقف النار في مزارع شبعا شبيه بما عقده المناضل حافظ الأسد مع اسرائيل عام 1974 لقاء تسليم الجولان إلى الأبد، بكل راحة ضمير وممانعة وطنية… وصمود وتصد!

من بيروت إذاً بدأ الفاتح من ايار السيد حسن طريقه إلى فلسطين. لكن سبق الفضل وسلك درب إيران على خط أعمق في قلب الأرض الفلسطينية ليساند “حماس”. ومن هنا بالذات جاءت قاصمة لإسرائيل: تقسيم المقاومة الفلسطينية (بعد موت عرفات) إلى دولتين، ليسهل بهذا التقسيم “سحق” اسرائيل الموحدة!

فاثنتان ضد واحدة: دويلتان متحاربتان ضد جيش واحد. رائع! أولم تكن هذه المحاولات لخدمة اسرائيل، أبداً! بل كانت لإقامة التوازن الاستراتيجي من خلال “حماس” معها! كل ذلك بالتدريج: من لبنان (المقسم عبر كانتون الحزب المذهبي) إلى فلسطين المقسمة فإلى سوريا! المشتتة، لكن دائرة الاستراتيجية المُحكمة للوصول إلى اسرائيل ما زالت ناقصة: يجب تطويل الطريق بحروب مضنية مع الدول العربية السنية: منها في اليمن. (وفلسطين هنا تمر بصنعاء وعدن…) ثم الخليج: خلايا ارهابية في الكويت، وفي الإمارات، لتدميرها لتمهد الطريق إلى فلسطين (ففلسطين حسن نصرالله تمر أيضاً في الكويت)، من دون أن ننسى نضال المقاومة في مصر أيضاً، فمصر عبد الناصر يجب أيضاً، تخريبها، وتفكيك بنيتها (اذاً فطريق فلسطين سالكة آمنة من مصر)… تبقى السعودية، دولة كبرى، لها الموقع والثقل والأرجحية الإسلامية العربية. فلنُشيطنها ونخوّنها ونلعنها ونحرّض فئة من شعبها عليها تحريضاً مذهبياً ونؤلب العالم عليها.. ونخترقها بالمتفجرات، والاعتداءات سواء الحدودية أو الداخلية. انها والله رحلة “يوليسية” لإيران وحزبها وقتلتها وحرسها الإجرامي وجواسيسها!

الطريق المقدسة

فالطريق “المقدسة” إلى القدس يجب ان تدمر في ممرها كل شيء عربي اسلامي، لتتفرغ بعدها الدولة الفارسية لمحاربة “العدو الغاشم” الذي صرح العديد من قياداتها بأنهم “سيمحون اسرائيل من الوجود” لكن عليهم أولاً ان يمحوا العرب والعروبة ودولهم وشعوبهم. فالأولوية هنا! وهذا هو حسن نصرالله وفي عزّ انخراط حزبه الفارسي في سوريا يصرخ “اسرائيل ليست الأولوية بالنسبة الينا، بل الارهاب” ويقصد مجازاً العرب والسّنة.

وأميركا

ولكي تُبارك هذه الاستراتيجية الطموح تحتاج إيران إلى من احتاجت إليه في العراق ابان الغزو البوشي له: أميركا. ووراءها اسرائيل، ثم روسيا بوتين. وكما فعل بوش الابن عندما أفرغ جنونه وخلع أول رئيس عربي سني منذ ألف عام هو صدام حسين، وسلّم الرافدين إلى الملالي. بلاد كاملة استولت عليها. وهنا كأنما نجحت اولوياتها: بات العراق “ولاية” إيرانية من دون أن ينسوا لبنان “أيضاً ولاية إيرانية” وخصوصاً سوريا “ولاية إيرانية”. وكادوا يقولون “اليمن ولاية إيرانية” لولا تدخل المملكة وسحق محاولتهم الانقلابية عبر الحوثيين.

نظام الفقيه

والمُريح عند نظام ولاية الفقيه، ان كل الأهداف والعمليات والخطط (والأيديولوجيا) التي استخدمها العدو الاسرائيلي بتحويل العالم العربي دويلات مذهبية متناحرة… تبناها بحرفيتها وبعمومياتها… وبعقولها الارهابية! حتى قيل «ايران نجحت في تخريب العرب حيث عجزت اسرائيل». إذاً مخططات ايران اسرائيلية! ولا نظنها توارد أفكار، أو سرقة مخطوطات، أو مصادفات، بقدر ما هي اتفاقيات، ولقاء رؤى، وتشابك أصفاد وتبادل معلومات… وتنسيق.

لكن أين فلسطين في كل ذلك؟ «بالحفظ والصون» وهي بلبال الدولة الفارسية (التي هزمها العرب مرتين «القادسية» ثم العراق).

انتصارات إيران على إسرائيل

إن «انتصارات» إيران المدوية على إسرائيل قد رحرحت موقعها المتقدم لتتهم العرب بأنهم لم يفعلوا شيئاً لفلسطين. وهي فعلت! وقد ذكرنا بعض إنجازاتها. وها هو السيد حسن نصرالله يصرخ «وماذا فعل العرب لفلسطين منذ 70 عاماً؟»، عال! فقد نسي «الأخ الأكبر» للكانتون الفارسي في قلب لبنان، حرب 1967 التي تآمر فيها العالم كله ضد الفلسطينيين والعرب، وتناسى أن عبدالناصر، هذه القامة الكبيرة، دفع ثمن التزامه تحرير فلسطين. بل ونسي السيد حسن أن عبدالناصر حارب مع الجيش المصري في الأربعينات إسرائيل. أكثر: نسي «السيد» حرب 1973، وانتصار مصر على إسرائيل، وتحرير أرضها المحتلة، في ما أسمتها إسرائيل «حرب الغفران»، وكانت المرة الأولى التي تحطّم فيها أسطورة «الجيش العبري الذي لا يُقهر”.

لكن ماذا نفعل له بحليفه حافظ الأسد الذي سجّل «انتصاراً» مدوياً بهزيمته، وبقي الجولان في الأيدي الصهيونية. وها هو الابن (والابن سر أبيه) يكرّس احتلال إسرائيل الجولان، وتركها تهوّده، وتبني المستوطنات فيه، مكتفياً بشعارات «التصدي والصمود» و»الممانعة» ليكمل ما ارتكبه والده في اعتبار لبنان بديلاً من الجولان. رائع! ينتصر العرب على إسرائيل، ويخسر الأسد حليفه المقبل، ليشمت بهؤلاء، ويحالف هذا. أتواطؤ على الجولان؟ نعم! أتسليمه تسليم اليد؟ نعم! والبديل: إعلان حرب مشتركة إسرائيلية بعثية على لبنان (ونتذكر أن اتفاق وقف النار بين الأسد الأب وإسرائيل تم عام 1974، وحربهما المشتركة على لبنان بدأت بعد عام 1975)، فيا للمصادفة!

الأسدان

ولم يكتف الأسدان بجريمة تسليم الجولان وإبقائه نموذجاً للهدوء، بل الخطة الجهنمية أن تكون 1975 حرباً مزدوجة على لبنان، وعلى المقاومة الفلسطينية معاً: والاثنان بمثابة «فاتورة» معلنة لإسرائيل: تدمير لبنان والقضاء على وجود المقاومة الفلسطينية فيه. وهنا نستذكر بكثير من الحرارة إسقاط مخيم تل الزعتر بقرار سوري وواجهات مسيحية. ثم حرب المخيمات بقرار سوريا (إسرائيل) وواجهات شيعية، ثم حرب الشمال وصولاً إلى طرابلس، بقرار سوري وواجهة فلسطينية (أحمد جبريل). كل هذه الحروب البربرية على القضية المركزية، ما كانت لتقوم إلاّ من أجل محاربة العدو! (أليس كذلك يا سيد حسن؟). هذا ما لم يفعله اللبنانيون والعرب، وفعله حليفك حافظ الأسد. ولكي تكتمل دائرة القضاء على كل ما هو مقاومة، ها هي إسرائيل بنفسها هذه المرة، تغزو لبنان، لتطرد المقاومة الفلسطينية من الجنوب؛ ولكي يستولي حلفاؤها الجدد على قرار الحرب والسلم. أي لكي يحكما معاً بطبيعة المقاومة «الآتية» من إيران، لإحلال حزبها مكان المقاومة الفلسطينية. وهكذا يُزال العامل الفلسطيني من معادلة التحرير. وبمعنى أدق قطع الطريق على العمق العربي الإسلامي السني للمشاركة في الحرب ضد العدو.

انتقل إذاً قرار الحرب وغير الحرب من الأيدي العربية الفلسطينية (ذات الامتداد السني)، إلى الأيدي الإيرانية العلوية. وهكذا تبنى مستلزمات جعل الجنوب في هدوئه (بعد التحرير الملتبس بعلامات استفهام كثيرة)، كجبهة الجولان: حديقة هادئة تزقزق فيها العصافير، وادعة، بمباركة إيران، سوريا، والمحتل الصهيوني. هذا ما تجلى في الاتفاق الذي تمّ بين إيران وإسرائيل بعد حرب تموز 2006. لتتفرغ إيران للعرب الذين قطعت أواصرهم عن خط تماس مع العدو!…

وهكذا تفرّغ الحزب لمعركته ضد الكيانات العربية الإسلامية السنية: فإذا كانت المعركة مع العدو استظلت شعار «عروبة القضية» فإن هذه العروبة نفسها يراد لها أن تلقى مصير الجولان والجنوب: من هنا يحق للسيد حسن نصرالله أن يردد ما يقوله زعماء إيران: لم تعد إسرائيل من أولوياتنا. فوجهة البوصلة تغيّرت! لكنها تغيّرت كثيراً، لتتيح لإسرائيل استفراس الفلسطينيين. فإسرائيل ترتكب المجازر في غزة والضفة، وتبني المستوطنات، وتهجّر الأهالي (من سياسة حزب الله تهجير العرب السنّة من بلدانهم: العراق، سوريا، لبنان)، وحزب إيران يعلن الحرب على كل العرب. وحدهم الفلسطينيون يقاومون الزحف الصهيوني على ما تبقى من أرضهم، ووحدها إيران مع روسيا وأوباما تحارب العمق العربي لفلسطين حتى صارت معزولة بلا عمق ولا امتداد. وعلى غرار ما فعلت إسرائيل: كنتنة الوجود الفلسطيني عبر قطع الوشائج بين مناطقه، يقابله سعي إيران إلى تقسيم الأرض العربية إلى كانتونات.

كل ذلك بالتوازي… والتوازن. إسرائيل تسعى إلى «الحل الأخير» بمنع قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، وإيران تسعى إلى الحل الأخير بتدمير كيانات الأمة العربية: أي إدراك الحل الأخير، بتكامل الهلالين الشيعي والعبري. ومن لا يعرف أن أدوات هذه الاستراتيجية التفكيكية هو «داعش« من هنا، و«حزب الله« والحرس الثوري من هناك. فـ»داعش«، في معظم عملياته الإرهابية في تدمر، واليوم في القامشلي، وفي باريس وأميركا وبريطانيا، يخدم نيات الأسد بالبقاء في السلطة، تدعمه في ذلك إيران. لكن أتكون إيران حقاً مع نظام الأسد؟ لا نظن ذلك: فالأسد مرحلة من مراحل التوسعية الفارسية، وهو مجرد ذريعة، في انتظار الظروف لتتمكن إيران من فرض حضورها «الأبدي» في سوريا… إما عبر تقسيمها (وهذا ما يفعله حزبها )، أو إبقاء الوضع متوتراً حتى تحين لحظة إفراغ سوريا من شعبها، وإحلال مجنسين إيرانيين (بعشرات الألوف)، ليكونوا جيشها الموازي في قلب بلاد الشام.

كل هذا المشوار الطويل، الموصول بالدم والعنف والكراهية، ليس سوى الطريق لا إلى فلسطين بل إلى إسرائيل. ليس إلى «العدو» الفلسطيني العربي، بل إلى الحليف الإسرائيلي للقاء الغزوتين، من هنا إسرائيل ومن هناك إيران. لقاء الموجتين، والنهرين، في نقطة فاصلة وقاطعة ومتمازجة.

والملالي

وفي هذا الوقت الذي يعمل فيه الملالي لإراحة الصهاينة في تدمير فلسطين، وتدمير كل احتمال بناء دولة فلسطينية، ها هم أبناء فارس، وبفظاظة، ووقاحة، يتهمون العرب بأنهم تركوا فلسطين وحدها أمام بربرية حليفهم العدو الصهيوني. أكثر: كل إعلام الممانعة المقاومة يصبّ على مهاجمة العرب، ليس كمجموعة دول، بل كعِرق: سني عربي: كأنها حرب إبادة إعلامية تواكب حرب الإبادة الميدانية…

وتكفي العودة إلى هذه الصحف والتلفزيونات للتأكد من الأهداف الفارسية: العرب والسنة، ودولهم! ولا يميز هذا الإعلام المأجور بين الشعب العربي وأنظمته. يستخدمون عبارة «العرب»… ويصفونهم بالتخلّف، والتآمر، والعجز؛ فعدم التفريق بين الأنظمة والشعب معروفة أهدافه: أبلسة كل ما هو عربي، وحضاري، وسياسي، وثقافي، وديني عند هؤلاء… ويكفي مراجعة الإعلام الفارسي في لبنان، لنكشف أن الدولة اللبنانية مستهدفة أولاً وأخيراً، والدويلة المذهبية مباركة. شن هجوم يومي على الدولة (لا النظام) لتدميرها لمصلحة الكانتون الفارسي الآمن، المقاوم، الممانع، ليكون البديل الموضوعي منها. إنها اللعبة الانقلابية الخبيثة. وعندما يشارك الحزب وحليفه عون في الحكومة، فلكي يستنزفاها ويعطلاها من الداخل. تعطيل البنى من الخارج، وتهديمها من الداخل: فالاستيلاء على السلطة في لبنان، بالقوة، هو طبعاً يقصر الطريق إلى فلسطين!

فيا لهذا الطريق المتشعب، المتوازي، الذي يسلكه حزب المرشد اللبناني حسن نصرالله… ليكون ممره الآمن إلى إسرائيل! لكن يبدو أن كل الطرق التي تسلكها إيران تضل عن إسرائيل… لتصيب العرب ودولهم وشعبهم!

فما أروع طريق فلسطين يا سيد حسن نصرالله!

 

فرنسا «تعتنق» المسيحية مجدّداً؟

رغم تطرّف فرنسا في العلمنة، لا زال العالم يُعرّفها على أنها دولة مسيحية

 ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 01 آب 2016

تركت حادثة ذبح الكاهن الفرنسي جاك هامل داخل الكنيسة أثراً كبيراً في نفوس الفرنسيين، نظراً إلى وحشية الجريمة، والرسالة الضمنيّة التي بُعثت من ورائها، وربما ذكّرت الشعب الفرنسي بأنّ هذا البلد مسيحيٌّ بعدما ذهب الى العلمنة الشاملة. لم يكن لبنان في منأى عن كلّ أشكال الإرهاب والإضطهاد الذي أخذ صبغة دينية وطائفية وسياسية على مرّ التاريخ، لكنّ مسيحيّي لبنان يتمسّكون علناً بدينهم ويعملون على الحفاظ على دولتهم التي تضمّ الجميع، مسلمين ومسيحيين، رافضين كلّ أشكال الدويلات الطائفية والمذهبية، على رغم أنه كان في استطاعتهم تأسيس دولة مسيحية عام 1920 بدعم فرنسيّ، لكنهم فضّلوا وطناً قابلاً للحياة على دويلة لا أفق واضحاً لها. يختلف الوضع بين لبنان في الشرق، وفرنسا في الغرب. فباريس تُعتبر المثال الأبرز للعلمنة العالمية التي إنطلقت بعد الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789 وأتت كردّة فعل على تصرفات بعض رجال الدين وإستغلالهم السلطة في زمن كانت تعيش فرنسا وكلّ أوروبا عصرَ ظلام ديني.

الفرق بين جوهر الدين وتصرّفات بعض رجاله كبير جدّاً، فقد ذهبت فرنسا بعيداً في العلمنة، الى درجة أنها تخلّت عن مسيحيّتها، وهذا الأمر عبَّر عنه البابا فرنسيس عندما قال منذ مدّة: «لا أخفي عتبي على فرنسا، فهي الإبن الضال الذي تخلّى عن مسيحيّته». وأمام هذا الواقع، وبعد تكرار الهجمات الإرهابية، وكان أبرزها ذبح الكاهن، عادت الموجة الدينية لتظهر مجدّداً في فرنسا، حيث نادى رجال الدين بعودة فرنسا الى جذورها ومسيحيّتها، مع العلم أنّ الواقع الشعبي يفرض نفسه لأنه ليس سهلاً على أجيال تربّت على العلمنة الشاملة أن تطبّق تعاليم دينية ربما باتت تعتبرها غريبة عنها وخارج تقاليد حياتها اليومية. فهل ستعود أجراس الكنائس لتقرع مجدّداً في فرنسا، هل ستمتلئ الكنائس بالمؤمنين؟ أسئلة كبيرة، وحدها الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عنها. بين موارنة لبنان وفرنسا إرتباطٌ ثقافيٌّ ودينيّ وعلاقاتٌ تتخطّى كلّ الأطر الطائفية لتصل الى علاقات متينة بين البلدين. وفي سياق تعليقه على إمكان عودة فرنسا الى تطبيق التعاليم المسيحية مجدّداً، يؤكد راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون لـ«الجمهورية» أنّ الأعمال الإرهابية تكرّرت في فرنسا، ولبنان يشعر بالتضامن معها نظراً الى الروابط التاريخية والثقافية، لكن في اللحظات الصعبة تكون العودة الى المسيح والله هي الحلّ للتغلب على الصعوبات». ويشدّد على «عمق الإيمان المسيحي الذي يجعل الشعب الفرنسي وأيّ شعب يصمد»، لافتاً الى أنّ «جريمة ذبح الكاهن مؤثرة، والمسيحيون الأوائل قدّموا شهداء نتيجة الإضطهاد، فكنيستنا لها شهداء قديسون أعطوا ثمارهم في الأرض». من هنا يؤكّد عون أنّ «الكاهن هامل الذي ذُبح في كنيسته هو قربان يقدّم فداءً للمسيح، وبالتأكيد سيأتي بثمار، وربما تكون عودة الفرنسيين الى دينهم أبرزها». لا تحتاج فرنسا الى موجة تبشيرية لأنّ شعبها في الأساس مسيحي، وفي هذا الإطار يشدّد عون على أنّ «الكهنة في فرنسا والفاتيكان يقومون بدورهم، وكلام البابا كان واضحاً، وتوعية الفرنسيين للعودة الى الله يدخل في صلب مهمتهم، لذلك الإيمان هو الدافع لصون الذات، على رغم أنّ هذا الأمر يحتاج وقتاً». قد تكون فرنسا تدفع ثمن إستقبالها أعداداً كبيرة من المهاجرين، فيما لبنان يرزح تحت أثقال المهجّرين، وبالتالي فإنّ الإرتباط بين البلدين على رغم الفرق في الحجم والشكل والقوة، كبير جداً. في تاريخ تطوّر الشعوب، تُرتكب أخطاءٌ عدّة، وفرنسا الدولة العلمانية تدفع ثمناً كبيراً ربما فداءً عن كلّ أوروبا التي تخلّت أصلاً عن مسيحيّتها، لكن في حسابات الدول، السياسة والاقتصاد هما الأساس، فيما يُترك الدين للشعوب التي تختار طريقها، وتلك الصبغة الدينية لا يمكن محوها، إذ إنّه وعلى رغم تطرّف فرنسا في العلمنة، لكنّ العالم ما زال يُعرّفها على أنها دولة مسيحيّة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي من الديمان: نحمل المسؤولية لجميع الذين يعطلون انتخاب رئيس

الأحد 31 تموز 2016

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الالهية في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه المطرانان مارون العمار وحنا علوان ولفيف من الكهنة، وخدمت القداس المرنمة سيلفانا فضول لابا، في حضور سفير لبنان لدى منظمة الاونيسكو الدكتور خليل كرم ، مصلحة المعلمين في القوات اللبنانية برئاسة رمزي بطيش، وفد التعاونية الزراعية في العاقورة وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "أيتها المرأة عظيم ايمانك. فليكن لك ما تريدين"، وفيها:"امتدح يسوع إيمان المرأة الكنعانية الوثنية غير اليهودية، لأنه تميز بالوعي والثبات والمحبة، ولأنه تجاوز الامتحان المثلث الذي امتحنها به الرب يسوع، كما ظهر تدريجيا في نص الإنجيل، وهو: عدم الاكتراث لها من قبل الرب، ونوع من التمييز العنصري، وإهانة مباشرة. ولهذا امتدحها ولبى طلبها: "أيتها المرأة، عظيم إيمانك! فليكن لك ما تريدين. وللحال شفيت ابنتها" (متى 15: 28).

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، وهو أول قداس نحتفل به في كنيسة الكرسي البطريركي الصيفي في الديمان. وبحسب العادة يشارك فيه أبناء بلدة الديمان العزيزة المقيمين والمنتشرين. إني أحييهم جميعا، وبخاصة الديمانيين الآتين من بلدان الانتشار، ولاسيما من أوستراليا وكندا وأميركا وسواها. وقد أتوا لتمضية بعض الأسابيع مع الأهل والأقارب. ومنهم من جاء وغادر. إنني أقدر تضامنهم الذي ظهر بنوع خاص في بناء الكنيسة الرعائية الجديدة، وهي على اسم البطريرك الأول أبينا القديس يوحنا مارون شفيع الرعية. بفضل هذا التضامن وسخاء الأسخياء تمكنوا من مباشرة هذا المشروع المقدس الذي بلغ مرحلة متقدمة. نرجو أن يواصلوا جهودهم ونشاطاتهم المتنوعة للمضي قدما في إنجازه، كمفخرة لهم ولأولادهم، وكمدخل لفيض الخير السماوي. كما نقدر تضامنهم في كل ما يؤول لخير البلدة وأبنائها بالتعاون مع هذا الكرسي البطريركي.كما إنني أحيي وأرحِب بالمشاركين الآخرين، الذين توافدوا من مناطق مختلفة. وأخص بالتحية أنسبائي الآتين من حملايا وكندا، وقد حضروا خصيصا للاحتفال بالمناولة الأولى لنسيبي الطفل جان بول بيار الراعي. إنه يصبح اليوم بيت قربان طاهر ونقي يحمل جسد الرب ودمه الممتزج بحياته ويغذيها بالحياة الإلهية.وأحيي فيما بيننا وفد التعاونية الزراعية - العاقورة، ومعه نرفع الصوت مطالبين الجهات الرسمية المعنية ولاسيما رئاسة الحكومة ووزارة الزراعة والهيئة العليا للاغاثة، بالتعويض على المزارعين في منطقة العاقورة - تنورين، عن الخسائر التي اصابتهم جراء العواصف الطبيعية التي ضربت هذا العام موسم التفاح عندهم المقدر بنصف مليون صندوق وهو مصدر رزقهم الاساسي الذي من اجله يتحملون الكثير من النفقات والتضحيات". وتابع: "إنني أقدم هذه الذبيحة المقدسة على نية جميع المشاركين. فنذكر مرضاكم راجين لهم الشفاء وتقديس ذواتهم بضم آلامهم إلى آلام الفادي الإلهي. كما نذكر بالصلاة موتاكم ملتمسين لهم الراحة الأبدية في السماء، والعزاء للمحزونين على فقدهم. ونصلي معا لكي ينير المسيح بأنوار روحه القدوس عقول الكتل السياسية والنيابية وضمائرهم، بنور الحقيقة الشجاعة والمنزهة عن المصالح الشخصية والفئوية المضرة بالخير العام. نصلي من أجلهم لكي يقوموا بمبادرات تسوية تشرف الكرامة الوطنية، وتؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن. فالبلاد من دون رئيس هي على طريق الانهيار الذي سيشل أكثر فأكثر المجلس النيابي أكثر مما هو، ومجلس الوزراء ومؤسسات الدولة، وسيفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية، بالإضافة إلى تفشي الفساد العارم والرشوة في الإدارات العامة وسرقة المال العام وهدره.إننا نحمل المسؤولية جميع الذين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يعطلون انتخاب رئيس للبلاد".

وقال: "تحتفل كنيستنا المارونية اليوم بعيد الشهداء الثلاثماية والخمسين رهبان مار مارون الذين قتلوا سنة 517 لأنهم قبلوا العقيدة الإيمانية التي أعلنها المجمع المسكوني الرابع المنعقد سنة 451 في خلقيدونيه في عهد البابا القديس لاون الكبير. قوام العقيدة الإيمانية هو أن في المسيح طبيعتين كاملتين، إلهية وإنسانية، مميزتين غير منفصلتين.

لقد استشهدوا حفاظا على عقيدة المجمع. فكانت دماؤهم زرعا خصبا، وُلدت منه الكنيسة البطريركية المارونية وانتشرت بأبنائها ومؤسساتها في بلدان الشرق الاوسط، وفي بلدان الانتشار، وكبرت مؤسساتها التربوية والاستشفائية والاجتماعية والانسانية. لقد صمدوا في إيمانهم ولم يخافوا الموت. "أيتُها المرأة عظيمٌ إيمانكِ! (متى 15: 28). كان إيمان تلك المرأة الكنعانية الوثنية بيسوع إيمانا واعيا. فأدركت أن يسوع هو ابن داود أي المسيح المنتظر، حامل الرحمة الإلهية للبشر. ولذا صرخت إليه: "إرحمْني يا ابن داود: إبنتي يعذبها شيطان يضنيها" (متى 15: 22). وقع صراخ الكنعانية في قلب يسوع بسبب نوعيته: امرأة وثنية تعرفه على حقيقته بفضل قبول عطية الإيمان من الله. فأراد، وهو العليم بما في قلب الإنسان، أن يمتحن إيمانها، ويعلنه للجمع المرافق. فكان الامتحان التدريجي الذي نستهجنه نحن. بدأ بعدم الاكتراث لصرخة المرأة، وكان يسوع يصم أذنيه، ولا يشعر بأي إحساس بوجعها، على أنه سمعها تماما، حتى أن التلاميذ انزعجوا من صراخها فطلبوا إليه أن يصرفها.ثم كان الامتحان الثاني بنوع من التمييز العنصري، إذ قال أن رحمته تختص فقط ببني إسرائيل أي شعبه دون سواه. وكأن للحاجة والألم دينا ولونا ومذهبا. وهذا أمر معيب. عندما كان الطوباوي أبونا يعقوب يوصي راهباته، راهبات الصليب، الاعتناء بكل مريض وذي حاجة، أيا يكن دينه ومذهبه وجنسيته، كان يقول: "الينبوع لا يسأل العطشان عن دينه ولونه وعرقه".ولما تجرأت المرأة بإيمانها الكبير وثقتها بيسوع، فأتت وسجدت له قائلة: "ساعدني يا رب"، كان الامتحان الثالث الأصعب والمسيء لكرامتها، إذ أجاب: "لا يحسن أن يؤخذ خبز البنين، ويُلقى إلى جراء الكلاب" (الآية 26). لكن المرأة تجاوزت الإساءة وأظهرت تواضعا عميقا وصمودا كبيرا في إيمانها، واحتراما ساميا ليسوع، وأجابت: "نعم يا سيدي، وجراء الكلاب تأكل من الفتات المتساقط عن مائدة أربابها" (الآية 27). . عندئذٍ أُعجب يسوع بإيمانها وامتدحه أمام الجمع كله. وأراده مثالا لكل إنسان. وللحال شفيت ابنتها. لقد بين بذلك أن قيمة الإيمان في صموده بوجه التجربة والمصاعب والاضطهاد والاعتداء. هذا الإيمان الصامد يصبح رجاء، والرجاء بالله ونعمته ومعونته يصبح محبة، على ما قال القديس أغسطينوس: "من يؤمن يرجو، ومن يرجو يحب".

واضاف: "بهذا الايمان والرجاء والمحبة، صمد شعبنا في لبنان على مر العصور، بالرغم من قرون الظلم في عهد العباسيين والمماليك والعثمانيين الأتراك. في هذا الوادي المقدس اعتصم نساك ورهبان وشعب يصلون ويستخرجون من الأرض قوتهم الوضيع. وفيه عاش معهم البطاركة على مدى اربعماية سنة، حفاظا على الأغليين: الإيمان الكاثوليكي، والاستقلالية الذاتية. لقد قمنا بالأمس بزيارة الحبساء الثلاثة، أبناء الرهبانية اللبنانية الجليلة، الذين يعطرون الوادي المقدس بصلواتهم وتقشفاتهم، وطلبنا صلاتهم من أجل لبنان والمنطقة المشرقية. وهم الأب يوحنا خوند في دير مار انطونيوس - قزحيا، والأب انطوان رزق في محبسة مار بولا، والأب الكولومبي داريو اسكوبار في محبسة سيدة حوقا". وتابع: "إننا ندعو شعبنا ولاسيما أبناء كنائسنا المشرقية في سوريا والعراق والأراضي المقدسة، الاعتصام بهذا الإيمان والرجاء والمحبة، حفاظا على وجودهم الشاهد لإنجيل محبة المسيح، بوجه الحروب وانتهاك قدسية الحياة وكرامة الشخص البشري، قتلا وتنكيلا وتهجيرا وظلما. وإننا نواصل رفع النداء إلى الأسرة الدولية والدول المعنية بالحروب وبدعم المنظمات الإرهابية في منطقتنا العمل الجدي على إيقافها، وإيجاد الحلول السياسية للنزاعات، وإحلال سلام عادل وشامل ودائم، وإعادة جميع النازحين واللاجئين والمهجرين والمخطوفين إلى أوطانهم وبيوتهم وممتلكاتهم".

وختم: "من أجل هذه النية نصلي، ملتمسين من الله الاستغفار على كل الشرور المتمادية في العالم، ورافعين نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

وبعد القداس، استقبل الراعي المشاركين بالذبيحة الالهية، ثم التقى وفد مصلحة المعلمين في "القوات اللبنانية" وتسلم من رئيسها رمزي بطيش الدعوة لرعايته المؤتمر التربوي الذي تنظمه المصلحة في مبنى الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية في التاسع من تشرين الاول. واعطى البطريرك الوفد الموافقة على رعاية المؤتمر مباركا الخطوة. كما استقبل وفد التعاونية الزراعية في العاقورة برئاسة داوود ضاهرالذين سلموه كتابا تفصيليا عن الخسائر التي أصابت المزارعين في منطقتي العاقورة وتنورين جراء العواصف الطبيعية التي ضربت موسم التفاح عندهم والمقدر بنصف مليون صندوق، آملين من غبطته متابعة الموضوع مع المسؤولين لمساعدتهم.

كما، استقبل السفير كرم وبحث معه شؤون الوادي المقدس، وكان عرض للاتصالات الجارية بهدف تطبيق المقررات التي اتخذت سابقا بشأن الوادي لجهة تأهيل الطريق الترابية وتنظيم الافادة منها ودعم السكان المحليين وتأهيل دروب المشاة، وذلك بالتعاون بين الاونيسكو ووزارة الثقافة وسائر المؤسسات المعنية.

ولفت كرم الى "ضرورة ان تضطلع الحكومة اللبنانية بمسؤولياتها لجهة تطبيق هذه المقررات وتأمين التمويل اللازم لها".

ومن زوار الديمان المهندس جون مفرج ورجل الاعمال جوزف صوما ورئيس حركة الارض اللبنانية طلال الدويهي.

 

قاووق: اضطرار جبهة النصرة لتغيير إسمها يكشف زيفهم ونفاقهم وضعفهم

الأحد 31 تموز 2016 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، أن اضطرار جبهة النصرة لتغيير إسمها وجلدها وبيعتها يكشف زيفهم ونفاقهم وضعفهم، وهم بذلك يعترفون بهزيمتهم في الميدان بعدما جربوا كل شيء، وحصلوا على كل السلاح، لأن الإنجازات الميدانية للجيش السوري وحلفائه في حلب وغيرها، غيرت المعادلات السياسية والعسكرية وموازين القوى، وستؤسس لمرحلة جديدة، فما بعد معادلات حلب لن تكون كما قبلها، وهي إنجاز جديد نراكم فيه الانتصارات، حتى نحقق النصر الأكبر بهزيمة المشروعين التكفيري والإسرائيلي".

كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب للشهيد المجاهد حسين موسى سلمان في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية، في حضور عدد من القيادات الحزبية، وفعاليات وشخصيات، وحشد من الأهالي. واعتبر أن "جبهة النصرة باسمها الجديد "جبهة فتح الشام"، إنما يقصدون لبنان ودمشق، ولذلك فإن مشروع النصرة التكفيري العدائي الإرهابي لم يتغير، وكذلك نحن فإننا لن نغير ولن نبدل تبديلا، وبالتالي فإنه يجب على الدولة اللبنانية أن تؤكد بموقف رسمي لها، أن تغيير الإسم لا يعني إعفاءهم من الملاحقة والعقوبة، ولا يعني السكوت عن احتلال جبهة النصرة باسمها الجديد لجرود عرسال والأراضي اللبنانية".

وأشار إلى أنه "في الوقت الذي وجدت فيه السعودية فتوى لكل ما يؤدي إلى الفتنة وزرع الشقاق وتكفير المسلمين، فإنها لم تجد فتوى تحرم العلاقة مع إسرائيل، سواء كانوا معارضة تكفيرية في سوريا مدعومة من السعودية تأخذ المال والسلاح والأوامر من العدو الإسرائيلي جنوب سوريا، أو من خلال علاقات سياسية واقتصادية بين النظام السعودي وإسرائيل، كما أنهم وجدوا فتاوى لقتل الأبرياء على قاعدة "من قتل مظلوما عجلنا له إلى الجنة"، "ومن قتل ظالما عجلنا له إلى نار جهنم"، ووجدوا فتاوى ليكفروا كل من يخالفهم حتى لو كان سنيا أو على المذاهب الأربعة، ووجدوا فتاوى لأخذ السلاح من أميركا، وهذا ما يحدث في الميدان، حيث أن جبهة النصرة تقاتلنا بصواريخ التاو الأميركية، وأيضا وجدوا الفتاوى للاستعانة بالكافر على المسلم، ولقتل المسلم الذي كفروه على قاعدتهم المزعومة "أن قتال المرتد القريب أولى من قتال الكافر البعيد"، وليس المقصود بالبعيد أميركا، فهذه فلسطين محتلة، والتكفيريون موجودون عند السياج الدولي في الجولان إلى جانب الجيش الإسرائيلي، وإلى جانب الكيان المزروع في قلب الأمة، فهل هذا عدو بعيد أم قريب، أم أن العدو القريب بنظرهم هم أهل أفغانستان، وأهل مصر وليبيا وتونس". وشدد على أنه "علينا أن نصرخ صرخة الحرمين الشريفين أمام بشاعة مشهد العلاقات الإسرائيلية السعودية وقساوتها، ونقول إن حرمة وشرف وقداسة الحرمين الشريفين تأبى أن تمسهما الأيدي التي صافحت العدو الإسرائيلي، وأن الأكف التي تصافح هذا العدو، غير جديرة وغير لائقة بخدمة الكعبة التي تصرخ اليوم بوجه النظام السعودي لتقول له "إذا ابتليتم بالمعاصي والخطايا فاستتروا".ورأى أن "صورة ومكانة السعودية ما عادت على ما كانت عليه، لأن تاج المملكة السعودية اليوم ملطخ بدماء شهداء مجازر السعودية في اليمن، وملطخ بعار التطبيع والاتصالات والزيارات لإسرائيل، بينما في المقابل، فإن المقاومة في لبنان هي جوهرة على تاج العروبة، وجوهرة تزين رؤوس العرب، وتشع نصرا وكرامة وأمجادا على الأمة العربية والإسلامية".

 

نواف الموسوي: حقنا في المنطقة الاقتصادية الخالصة غير قابل للمساومة

الأحد 31 تموز 2016 /وطنية - اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي في كلمة في احتفال تأبيني في بلدة زفتا "أننا في سوريا لم نتراجع بل اننا على العكس من ذلك نتقدم بإتجاه نصر بدأ يلوح في أفق المواجهة". وتعليقا على ما جاء في احدى الصحف عن المنطقة الاقتصادية الخالصة، أكد النائب الموسوي أن "اي لبناني لا يقبل بالتنازل عن حقه الكامل في المنطقة الاقتصادية الخالصة الى النقطة 23. فكيف يقبل بتقاسم التكاليف التي هي مقدمة لتقاسم العائدات". وشدد على ان "حقنا في المنطقة الاقتصادية الخالصة غير قابل للمساومة، ونريد ان نستعيدها كاملة الى النقطة 23، ولن نقبل ان يشاركنا العدو القاتل والمجرم، والذي ما زال يحتل ارضنا ويعتدي علينا وينتهك سيادتنا". وختم الموسوي أن "الاتكال على الولايات المتحدة الاميركية وعلى وزارة شؤون الطاقة فيها وعلى مبعوثي وزارة الطاقة الاميركية لا يعيد حقنا، فاستعادة هذا الحق يتم عبر المسارات التي اعتادت الدول على انتهاجها من أجل الوصول الى حقوقها".

 

النائب وليد خوري: مؤشرات جدية حول الاستحقاق الرئاسي وهناك ازمة ثقة بين حزب الله والمستقبل

الأحد 31 تموز 2016 /وطنية - رأى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب وليد خوري، "ان الازمة كبيرة بين السعودية وحزب الله"، لافتا الى "ان الامور لم تنضج بعد للحوار بين حزب الله والمستقبل وقد يكون الحديث بينهما لبنانيا اكثر منه اقليميا، فهناك ازمة ثقة والوضع السوري هو الحلبة الاساس للمعارك بين السعودية وحزب الله".واضاف في حديث الى اذاعة "لبنان الحر": "حتى سياسيا ليس هناك من تقارب بين المستقبل والحزب اذ لا احد يمد يده للثاني بالنسبة للبنان، مع العلم ان الحزب يقول نحن مستعدون ان نتكلم حول الوضع اللبناني وهذا ليس موجودا على الارض مع المستقبل"، وقال: "المشكلة في لبنان ابعد من رئاسة وانتخابات وهي مرتبطة بالمنطقة". وحول توقيف الهبة السعودية للجيش اللبناني، قال: "ان عدم تنفيذ الوعد من قبل السعودية قد يكون قرارا دوليا واقليميا بعدم تقوية الجيش ولاضعاف الجبهة اللبنانية كحدود من اجل البلبلة وعدم امكان ضبطها"، مشيرا الى "ان هناك قطبة مخفية في هذا الموضوع وقد نصل الى مكان اخطر مما هو عليه"، مضيفا "ان الجيش من دون تسييس هو وطني وضمانة للبنان".وعن الاستحقاق الرئاسي، اعتبر خوري "ان العماد ميشال عون هو المرشح الجدي والوحيد الموجود ومفتاح الانتخابات الرئاسية بيد تيار المستقبل"، لافتا الى "ان هناك مؤشرات ومباحثات جدية تحصل، فحوار الاثنين يعول عليه تقارب في وجهات النظر"، معتبرا "ان الاتفاق على سلة امر مهم اما الخطر الاكبر الا يكون هناك حل بعد ثلاثية آب الحوارية، والمفصل الاساس كان تأييد القوات اللبنانية للعماد عون ولكن امورا اقليمية ودولية حالت دون اتمام الاستحقاق الرئاسي"، مشيرا الى "ان الامور لن تحل الا بعون ونحن نعول على وعي كتلة المستقبل والرئيس الحريري فالامر واضح بالنسبة اليه". وفي ذكرى خروج الدكتور سمير جعجع من المعتقل، رأى "ان القرار السياسي الذي ادخله الى السجن هو نفسه الذي ابعد العماد عون عن السلطة ومن المؤسف ومنذ ذلك الحين شركاء الوطن يسعون الى اخفاء الصوت المسيحي والشكوك كثيرة خصوصا من خلال قانون الانتخاب" مضيفا "قوتنا كقوات وتيار فيها من الثبات للمستقبل لانقاذ وضع الشريك المسيحي في الوطن، فتجربة البلديات كانت مميزة".وردا على سؤال حول قانون الانتخاب، قال خوري: "مكانك راوح"، مشيرا الى "ان النسبية تنتج دينامية جديدة للشعب علينا ان نجربها"، وقال: "اللقاءات مستمرة للتوصل الى قانون انتخاب يؤمن صحة التمثيل".

 

زهرا ممثلا جعجع في عشاء منسقية عاليه: هل لدى احد شك ان مرشح حزب الله هو الفراغ؟

الأحد 31 تموز /2016 /وطنية - أقامت منسقية عاليه في "القوات اللبنانية" عشاءها السنوي في مطعم منارة الخليج في المعاملتين، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب انطوان زهرا، في حضور النواب: فؤاد السعد، هنري الحلو وفادي الهبر، ممثل النائب اكرم شهيب وكيل داخلية عاليه في الحزب التقدمي الاشتراكي خضر غضبان، امين سر حركة التجدد الديمقراطي انطوان حداد، نجيب الحويك عن قسم كتائب عاليه، مفوض حزب الوطنيين الاحرار في عاليه سرمد بو شمعون، منسق "التيار الوطني الحر" في قضاء عاليه بول نجم، رؤساء بلديات ومخاتير قضاء عاليه، رؤساء مراكز "القوات" في قضاء عاليه وحشد من المحازبين والمناصرين. بداية النشيد الوطني، فكلمة ترحيب من منسق "القوات" في قضاء عاليه كمال خيرالله، استهلها بالقول: "نحن اليوم 29 تموز بعد ثلاثة ايام على ذكرى خروج الدكتور سمير جعجع من المعتقل، وقبل ثلاثة ايام من عيد الجيش اللبناني وقبل ستة ايام من ذكرى الخامسة عشرة لزيارة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير للجبل، التي أرست المصالحة التاريخية، للدكتور جعجع نقول: بمبادىء القوات ونظامها وقضيتها ملتزمون، وللجيش اللبناني نحن معك قلبا وقالبا، نرفع رايتك للدفاع عن كل الوطن، ولا نعترف باي سلاح على ارض الوطن سوى سلاحك، وللبطريرك صفير نقول نحن القوات اللبنانية في عاليه مع رفاقنا في الحزب التقدمي الاشتراكي، نحن الحراس للحفاظ على العيش المشترك ليكون الجبل انطلاقة للبنان الجديد". أضاف: "من حوالى شهر، قررنا كقوات لبنانية المشاركة في الانتخابات البلدية لتفعيل العمل البلدي، انطلاقا من وثيقة التعاون وإعلان النوايا مع التيار الوطني الحر، وحصر التنسيق مع الحزب التقدمي الاشتراكي في بعض البلدات المختلطة، واجهنا تهديدا وبيانات وإشاعات، لكننا لم نتراجع، ونحن وقت الشدة قوات، وان رأسمال القوات مصداقيتها ونتحمل المسؤولية بعد النتائج ومسؤوليتنا كبيرة داخل المجالس البلدية، ونحن مؤتمنون على مناقبية القوات بالعمل الدؤوب، وأكبر دليل على الخطر الداهم إنشاء مجمع صناعي في بلدة عين دارة، وأجمع الخبراء البيئيون على حتمية الضرر، ان الوعي عند أهل الجبل أكبر من بعض النفوس الرخيصة التي تحاول اللعب على الوتر الطائفي لمصلحة شخصية، ولن نسمح بتهجير بيئي ثاني، لان عاليه عانت ما عانت وسوف نرجعها الى ما كانت عليها".

زهرا

والقى النائب زهرا كلمة قال فيها: "ان "عاليه" للذي يقرأها يمكن ان تطلع معه "عالية" وهي عالية بأهلها وتاريخها وتطلعاتها ومواقفها الوطنية، وعالية بكل فرد في هذه القاعة، وكثر كانوا يتمنون ان يكونوا معنا الليلة، ونحن نتمنى ان نلتقي بهم كل دقيقة، وعالية برفضها لاية محاولة وضع يد او بهورة او هيمنة، لا من الذين يجربوننا اليوم ولا من الذين سبقوهم ولا من الذين يمكن ان يلحقوهم، وعالية بموقعها الوطني وما قدمته وتقدمه والشعار الذي اطلقه رفيقنا كمال خيرالله نريد ان نتبناه كلنا: "عاليه عانت ما عانت، تركوها ترجع متل ما كانت" منارة لبنان ومنارة الجبل".

اضاف: "لان عاليه في قلب لبنان وقلب جبل لبنان ومعنية بكل لبنان، فان اجتماعنا الليلة كي نحكي عن همومنا الوطنية وفيها يحتل الاولوية امران: التطلع الايجابي والواقع السلبي، وفي التطلع الايجابي قلت اول من امس في لقاء مع الطلاب انني كنت امل ان ابدأ اللقاء بالتهنئة برئيس جمهورية منتخب في مجلس النواب، كما يقتضي الدستور، ولكن للاسف لا استطيع ان اهنئكم، وفي المقابل نسمع من جديد ومن احد يصادر البلد وسلطاته وقيادته ويمننا باستقرار كذبة ويورطنا في حروب الاخرين على كل المساحة العربية والعالمية، كي يمنع عنا حقنا في الاستقرار والازدهار، وهو يطالبنا من جديد اليوم بالمحافظة على كذبة الثلاثية الخشبية جيش وشعب ومقاومة". ودعا "الذي لم يفهم ليفهم ان هذا البلد ثلاثيته الذهبية هي الشعب والجيش والمؤسسات الدستورية، ولا شيء اخر، والذي لم يفهم ليفهم ان القوات اللبنانية كما يقول نشيدها وكما يقول تاريخها "يوم السلم بتعمر ووقت الخطر قوات" والقوات وابطال انتفاضة الاستقلال وثورة الارز ليسوا بحاجة لاحد يدافع عنهم وعن لبنان الا مؤسسات الدولة اللبنانية العسكرية والامنية الشرعية" .

اضاف: "سألني زميلي ونائب منطقتكم فادي الهبر: كم مليون دولار يتكلف لبنان كلما تكلم السيد حسن؟ وفي الحقيقة ولو كنت اكرر فان السيد نصرالله بعد العقوبات الاميركية وموضوع المصارف خرج ليقول انه ما دامت ايران بخير فنحن بخير! وقد سألناه: ماذا عن بقية اللبنانيين، ونحن كيف نكون بخير ما دام قرارنا الا نستزلم لك كي نعيش من مال ايران ولا نستزلم لسواك كي نعيش من ماله؟ نحن اناس نخاف الله ونحترم انفسنا ووطننا ونريد ان نعيش من تعبنا وعرقنا واقتصادنا الوطني ولا نحتاج الى احد، ولكن حروبكم منعت الاقتصاد ان يكون طبيعيا واستعدت العرب وابعدتهم عن لبنان".

وتعليقا على كلام نصرالله، قال زهرا: "بكل عين وقحة يطلع السيد حسن في الاعلام ويتهم السعودية بالاسهام في المشهد العربي البائس، وكأن المملكة تأتي من وراء الفرس ومن مكان ما على هذه المساحة العربية، وتقتحم ساحة من ساحاتها، وكأن الارض ليست ارضها والشعب ليس شعبها والوطن ليس وطنها" .

واكد زهرا ان "الفارسي هو الغريب، وليس العربي، وهو يقتحم هذه الساحات ويخربها من اجل مشروعه، والفارسي هو من يحاول تعميم ما يسميه الثورة الاسلامية كي يضرب البلدان ببعضها ولا يترك احدا متفقا مع احد، وهذا ما لا تفعله السعودية ولا لبنان ولا اية دولة تبحث عن كيفية الحفاظ على استقرارها وشعوبها وامنها". وذكر بأن "من يصادر انتخابات الرئاسة ويعطلها (مع اجماع الكل في الداخل والخارج ان المدخل الى تفعيل كل المؤسسات هو انتخاب رئيس) هو نفسه من يدعي ان الاخرين يعطلون! وهو تغيب عن كل الجلسات ال 43 الماضية".

واشار الى "اننا في خطوة غير مسبوقة، ولكن واعية ومتأنية، وبدون تسرع او ردة فعل كما رأى البعض، فان القوات اللبنانية انجزت مصالحة تاريخية مع التيار الوطني الحر وطورتها الى ورقة من 10 نقاط ايدت على اساسها ترشيح العماد ميشال عون الذي يدعي حزب الله انه مرشحه الوحيد وما زال الحزب يعطل الانتخابات ويتهم سواه بالتعطيل!" وسأل زهرا: "هل لدى احد شك ان مرشح حزب الله هو الفراغ، وعدم وجود سلطة تسألهم ماذا تفعلون ذهابا وايابا على الحدود؟ وماذا تفعلون بكل مؤسسات الدولة في منعها من القيام بواجباتها؟ ويأتيك من يقول: انتظروا الفرج في اب، يا شباب "لو بدا تشتي في اب كانت غيمت بتموز" ولو كانوا يريدون الفرج لكانوا سهلوا انتخاب رئيس جديد للجمهورية والاتفاق على قانون جديد للانتخابات، وكانوا قالوا في ساحة النجمة نعم نحن نمشي بالمختلط ووافقوا على بحث تفاصيله، وهم يعرفون استحالة اقرار قانون يقوم على النسبية الكاملة، لان هناك موانع ميثاقية، وعليه فأن الحل الوحيد المتاح هو اقرار قانون مختلط بعد درس ما هو متوفر في قانون فؤاد بطرس واقتراح الرئيس بري واقتراح القوات والمستقبل والاشتراكي ومستقلي 14 اذار، ولكنهم بعد شهر من الاجتماعات ما زالوا يكررون مواقفهم المعلنة ويدعوننا الى انتظار الفرج.... فمن اين سياتي هذا الفرج؟"

وسأل: هل هذا يعني مع مصادرة حقوقنا الوطنية اننا وصلنا الى نهاية المطاف؟ واجاب: لا لاننا اخضعنا لوصاية واحتلال داما 15 سنة، ولكن كما في كل عبر التاريخ ذهبت الوصاية وبقينا نحن، والوصاية المحلية بلباس خارجي لن يكون حظها افضل وسنظل نسعى لقيام الدولة القوية القادرة، والتي عنوان وجودها الاول هو الحرية". وختم زهرا: "ومع هذا الايمان وبانتظار الوصول الى اهدافنا الوطنية، سنظل نبذل كل المستطاع لتحقيق امالنا واحلامنا وحقوقنا، عشتم عاشت القوات اللبنانية وليحيا لبنان".

وفي الختام، قدم رئيس مركز رمحالا في "القوات اللبنانية" فادي سعد يحوطه الاعضاء درعا تكريمية الى رئيس بلدية رمحالا رئيس اتحاد بلديات الغرب والشحار ميشال سعد تقديرا لعطاءاته وتفانيه في الخدمة العامة.

 

نجل الشاه: ثورة الخميني أطلقت الإرهاب وأشعلت الطائفية/نظام ولاية الفقيه لا يملك أي شعبية ومافيا الاستخبارات تسيطر عليه

العربية نت/الأحد 26 شوال 1437هـ – 31 يوليو 2016م/ حوار- محمد السلمي

كشف الأمير رضا محمد رضا بهلوي، نجل_الشاه الإيراني الراحل، أن نظام ولاية الفقيه دأب على خداع الإيرانيين بلعبة الإصلاحات التي يدعيها، مشيراً إلى أن أي تغيير أو إصلاح في ظل هذا النظام يبدو مستحيلا.

وأوضح بهلوي أن #نظام_طهران الحالي يبقى نظام شعارات، وأن الفساد يستشري فيه، وتسيطر مافيا الاستخبارات على جميع مفاصله، وقد بُني على فكرة إيجاد سيطرة إقليمية تحت راية خليفة “عصريّ”، يتخذ من الحكومة الدينية حجة للوصول إلى هدفه.

وكشف بهلوي عن معاناة الإيرانيين مالياً، وعن مشاكل اقتصادية تجاوزت الحدود، من الفقر والفاحشة والانتحار، وهجرة العقول إلى جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أطفال يموتون بالتحسس من التلوّث، وسرطان الدماغ بسبب أمواج التشويش على القنوات الفضائية.

الأمير رضا يتحدث إلى صحيفة “الوطن” السعودية عن أوضاع الإيرانيين في الخارج، وعن #المعارضة_الإيرانية وتطلعاتها، مسلطاً الضوء على كثير من الألاعيب والتدخلات التي يمارسها نظام ولاية الفقيه محاولاً تصدير مشاكله إلى الخارج هروباً من الأزمات التي تعصف به في الداخل.

الأمير رضا يكشف عبر عدة حلقات كثيراً من الأسرار التي تستحق التأمل:

محمد رضا بهلوي الشاه الإيراني الراحل

“النظام الإيراني يهتم بالانتخابات ليس حرصا على الديمقراطية وإنما لاكتساب الشرعية”

* أشكركم لإتاحة الفرصة لي للقاء بكم وإجراء هذا الحوار.

بداية دعنا نتحدث عن أوضاع إيران الداخلية، ثمّ ننتقل للحديث عنكم، وعن علاقاتكم بمجتمع الإيرانيين المقيمين في #أميركا، والمهاجرين الإيرانيين في الدول الغربية بشكل عام، ثمّ نعرّج على علاقات إيران بدول العالم، كيف ترون أوضاع إيران السياسية خاصة في عهد روحاني؟

تعاملنا نحن الذين نقف في جبهة نظام علماني يريد الوصول إلى الديمقراطية، ويُعد فصل الدين عن السياسة عاملا رئيسا فيه، مع النظام الإيراني الديني الأيديولوجي، يتم منذ البداية على أساس أن هذا الأخير لا يمكن إصلاحه، وأنه نظام دأب على خداع الشعب بلعبة الإصلاحات.

الشعب يسعى للحصول على حقوقه المشروعة تدريجياً، ومنذ اليوم الأول اتّضح أن النظام ودستوره، أي نظام #ولاية_الفقيه ودوائره المختلفة، ليس منتخباً من الشعب، ويمكنه تجاهل كل القوانين في أي لحظة، وفي ظله تبدو أي عملية تغيير وإصلاح مستحيلة، فنحن هنا نواجه نظام شعارات أكثر منه نظام فعل وعمل.. لقد شغلوا الناس لعشرين عاماً بهذه القضية، ابتداء من عهد خاتمي وانتهاء بروحاني، إن أمعنتم النظر ستجدون أن الاختلاف بين الأفراد ليس كبيراً، وأن طبيعة النظام لا تسمح لأحد بإحداث أي تغيير، فضلاً عن أنّ جميع من يمرون عبر هذه “المصفاة” هم فقط من لديهم الأهلية في نظر النظام.

على أي حال، لا يمكن القول إن النظام الإيراني يمتلك أدنى بُعد شعبي وديمقراطي، أضف إلى ذلك الفساد المستشري فيه، ومافيا الاستخبارات التي تسيطر على جميع مفاصله، ولا تسمح بتأمين أجواء سياسية واقتصادية صحية، وهي بشكل عملي تحكم قبضتها على النظام برمّته، وهو للأسف يسعى لحماية مصالحه وليس المصلحة العامة، من أجل إطالة عمره، ومن أجل تحقيق هذا الغرض يقوم بقمع الشعب من جهة، ومن جهة أخرى يضغط على المنطقة بأكملها بفكرة تصدير الثورة، وأنتم تشاهدون الآن ما يحدث في اليمن، والعراق، ولبنان، وسورية.

وأعتقد أن أصدقاءنا في المنطقة يعلمون هذا بشكل كامل، لذا القضية التي نواجهها هي نفس القضية التي تتكرر باستمرار، بالأمس القريب أجريت انتخابات البرلمان، ورأينا أن نسبة مشاركة الناس فيها كانت الأدنى على الإطلاق، وهو أمر كان لي فيه تأثير بالطبع، فقد طلبت من الناس أن يدركوا ويعوا أن التصويت لمثل هذا النظام ليس له أي ميزات سوى إضفاء الشرعية على نظام يريد أن يقول للعالم: لأن الناس يصوتون فنحن شرعيون، في حين أنّ تصويت الناس لا يلعب دوراً في تحديد مصيرهم.

من هذا المنطلق، الكثيرون أبدوا تفاعلهم مع هذا التجمع ولم يذهبوا ولم يصوتوا، البعض منهم صوتوا بطبيعة الحال، وأكثرهم كانوا مجبورين على ذلك، فهم موظفون حكوميون، وإن لم يصوتوا سيتم طردهم من وظائفهم، حتى أنهم أجبروا السجناء على التصويت هذه المرة، إذن هذه مسرحية روتينية يجريها النظام، ولحسن الحظ لم تعد تخدع أحدا.ً

“طهران تحتاج بشدة إلى خلق الأزمات للتدخل في شؤون الآخرين”

النظام الإيراني يتدخل اليوم في الشؤون الداخلية لدول الجوار، والدول الأجنبية الأخرى، هل يتبع النظام نفس الهدف الذي أشرتم إليه سابقاً؟

النظام يتبع عدة أهداف، أحدها تصدير الأيديولوجية كي يستطيع البقاء، مثل هذا النظام يحتاج بشدة إلى خلق الأزمات كل لحظة، أي أنه لا يستطيع استغلال الفرص من أجل النفوذ الإقليمي والتدخل في شؤون الآخرين إلا في أجواء متأزمة وغير مستقرة.

إنّ فكرته مبنية على إيجاد سيطرة إقليمية تحت راية خليفة عصريّ، على سبيل المثال خليفة شيعي، وهو يتخذ من #الحكومة_الدينية حجة للوصول إلى ذلك، وسعيه للحصول على #السلاح_النووي لا يعني بالضرورة أنه ينوي مهاجمة إسرائيل، وإنما لكي يتمكن من خلال التهديد النووي من إيجاد جبهة عسكرية تقليدية (حسب مفهوم الجيوش غير النووية) لا يمكن لأحد أن يواجهها.

لقد كان النظام يضع هذه السياسة نصب عينيه دائماً، سواء كانت تجاه دول المنطقة أو الجيران أو ما وراء ذلك، لقد كانت هذه الأزمات المختلقة وهذا الإرهاب المتطرف البداية التي أدت بعد كل تلك السنوات إلى ظهور حركة مثل الدولة الإسلامية، أساس القضية منذ اليوم الأول هو عندما زرع النظام الإيراني هذه البذرة وأصبح عرّابها.

“خامنئي يسكب الماء البارد على الرؤوس وينفي وجود المحافظين”

هناك مصطلحان يتم تداولهما في إيران ويطرقان مسامعنا باستمرار، وهما “الإصلاحيون” و”المحافظون”، برأيكم هل كلاهما واحد أم أن هناك فروقات بينهما؟

مؤخراً سكب خامنئي ماء بارداً على رؤوس الجميع عندما صرح أن جميع أبناء النظام هم إصلاحيون، وأنه لا يوجد هناك محافظون، وأنهم جميعاً حزب الله، لكنه ذكر في النهاية أن كل فرد يدخل دائرة النظام لا يمكن له فعل أي شيء باستثناء بذل الجهد من أجل حفظه، سواء كان هذا الفرد يسمى روحاني أو #خاتمي أو أحمدي #نجاد أو أياً كان، الجميع يتعهدون حماية النظام، والنظام بدوره لا يتحمل أي شخص يحاول اتخاذ موقف غير ذلك، هكذا يتعامل النظام مع أبنائه فكيف به إذا كان معارضاً للنظام، وهي الفئة التي تشكل بالطبع غالبية الشعب.

توجه صريح لإشغال الآخرين والهروب من أزمات الداخل”

يقول البعض إن النظام الإيراني نفسه يريد الهروب من الداخل إلى الخارج، أي أنه يعلم أن هناك مشكلة تواجهه في الداخل، لذلك يتحدث دائماً عن وجود عدوّ خارجي، وأنه يجب عليه الحرب خارج حدوده حتى يُبقي العدوّ بعيداً عنه، على سبيل المثال قال ولايتي إنهم إن لم يحاربوا في سورية فسيصل الإرهابيون إلى “كرمانشاه”، أي أن النظام الإيراني كان يؤكد دائما على هذه الفكرة طيلة 37 عاماً، وأنه طالما هناك عدوّ فعلى الجميع الصمت، الأولوية للخارج، والشعب لا يمكنه التفوه بأي كلمة، ما رأيكم بذلك؟

على مرّ التاريخ سعت الأنظمة الشمولية للتمدد خارج حدودها، بحيث يكون لها مواقع “طلائعية” من خلال إقامة علاقات إقليمية، فعلى سبيل المثال كان للاتحاد السوفييتي تأثير على كثير من الدول، ومنها على سبيل المثال دول المعسكر الشرقي، وهي دول تبعد عن حدوده كثيرا.ً

إن الموقف الذي تتخذه إيران الآن بتواجدها في سورية ولبنان يبعد عن حدودنا كثيراً، والسبب هو أنهم يحاولون من جهة صرف الأنظار قدر استطاعتهم إلى مكان آخر، وعدم جذب انتباه الآخرين إلى الداخل، ومن جهة أخرى هذا يوفّر لهم حالة من الحماية، لأن أي صراع في هذه الحالة سيحدث بعيداً عن حدودهم.. قبل بضعة أشهر أعلن أحد مسؤولي النظام قائلاً: نحن نفضّل أن تكون سورية تحت سيطرتنا على أن تكون خوزستان (عربستان).

جميع حساباتهم الإستراتيجية مبنية على كيفية استمرارهم في هذا التعدّي والتجاوز، وكيفية ممارسة الضغط على الآخرين، وإشغال البعض بأمور أخرى، وفي هذه الأثناء يحاولون إيجاد موطئ قدم لأنفسهم.

النظام يقدم الوعود ومواطنوه يغرقون بالجوع

لقد أثر كلّ هذا على حياة الشعب الإيراني، وحياة الناس وأوضاعهم المعيشية تزداد سوءا يوماً بعد يوم، كيف ينظر الناس أنفسهم إلى هذه الأوضاع، كيف تنظرون أنتم إلى الأمر؟

ضع نفسك مكان أحد أساتذة الجامعات، أو أحد العمال، أو مهندس عاديّ ممن تتراوح رواتبهم الشهرية الآن بين 300 إلى 400 دولار، في حين أن حدّ الفقر الذي أعلن عنه رسمياً هو 500 دولار، لذا من جهة نشاهد أن الناس يعانون الجوع، ومن جهة أخرى يقدم النظام الوعود للناس بأن من يحارب في لبنان أو يقتل في هجوم على المصالح الإسرائيلية، فإنهم سيقومون بتعويض عائلته بمبلغ 7 آلاف دولار، أو إن تمّ تخريب بيته فسيقومون بتعويضه بمبلغ 30 ألف دولار، أي ما يعادل أجر أحد المعلمين لمدة 7 أو 8 سنوات، إذن أين أولويتكم؟ إن المشاكل الاقتصادية في إيران تجاوزت الحدود، الفقر، الفاحشة، الانتحار، هجرة العقول إلى جميع أنحاء العالم، فضلاً عن الأطفال الذين يموتون في #الأحواز بسبب التحسس من التلوّث، والذين يموتون بسرطان الدماغ في طهران بسبب أمواج التشويش على القنوات الفضائية، لأن النظام يريد منع استخدام الأطباق اللاقطة، إلى غير ذلك.

يمكنني أن أعرض عليك قائمة طويلة جدا بمصائب الناس في إيران، كل ذلك في حين تمتلئ جيوب رجال الدين هناك أو “الأسياد” على حدّ تعبيرهم بموارد الدولة، وتسيطر فيها مافيا الحرس الثوري على جميع النواحي الاقتصادية للدولة، ولو أراد تاجر عاديّ، بعد فك الحصار، أن يتعامل مع شركة أجنبية، فسيجبرونه على أن يذهب إلى صلاة الجمعة ويطلق الشعارات، وإلا سيمنعونه من أي نوع من التجارة.

في مثل هذه الأجواء يحاول الناس أن يستمروا في حياتهم، لا يملكون قوت يومهم، ولا يتقاضون الأجور في الوقت المحدد، ووضع العمال منهم سيئ جداً، إذن المشاكل ليست واحدة أو اثنتين، فمثلا وضع المدارس في كردستان كارثيّ، والأمر كذلك في #بلوشستان، إنّ عنصرية النظام في التعامل مع الأقليات سواء كانت قومية أو مذهبية أو دينية من شأنه أن يمهد الطريق إلى تقسيم الدولة.

ثورة الخميني أطلقت الحركات الإرهابية وأشعلت المواجهات المذهبية

قبل ظهور هذا النظام، لم نكن من قبل قد رأينا مثل هذه الحركات الإرهابية، حتى عام 1979 لم نشاهد مثل هذه الظواهر من قبل إطلاقاً؟

حتى عام 1979 لم تكن قضية المذهب مطروحة فيما يخص علاقات إيران بدول المنطقة، سواء السنية منها أو الشيعية، ولم يكن هناك اختلاف بين القوميات، سواء الكردية منها أو البلوشية أو العربية.

عندما شكلنا مع تركيا والباكستان “حلف الـسنتو” كانت علاقاتنا معهم حسنة، بينما صرحت باكستان قبل عدة أشهر مخاطبة إيران بأنها إن أرادت تأجيج الصراع في المنطقة، وإن أرادت استفزاز السعودية وغيرها من الدول فستقف في وجهها، فما الذي تغيّر في هذه الأثناء، هل الشعب هو من تغير؟ أم أن النظام هو الذي سبب هذه الأزمات؟ للأسف، لقد وصل الأمر إلى مرحلة نشاهد فيها مواجهات بين السنة والشيعة، وهو أمر كان من المستحيل حدوثه في الماضي، وما كان يجب أن يحدث من الأساس، إن الأوضاع ستصلح بعد زوال هذا النظام.

(الجزء الثاني)الأمير رضا محمد رضا بهلوي نجل الشاه الإيراني

يواصل الأمير رضا محمد رضا بهلوي في الجزء الثاني من حواره المطول مع “الوطن” تشخيص الأوضاع الإيرانية، مركزاً على العوامل التي لا بد من توفرها ليحدث التغيير في إيران، وليتم اقتلاع نظام ولاية الفقيه بكل عيوبه.

ويوضح بهلوي أن حالة القمع الشديدة التي تمارس ضد الشعب من قبل النظام وأدواته أعاقت وتعيق التغيير، مشدداً على أن التغيير يجب أن يأتي عبر حركة مقاومة مدنية بعيدة عن العنف، وأن تتوفر لها قيادة بديلة للنظام الحالي تستطيع إقناع قيادة الشعب لتحقيق مبتغاه، مبيناً أن الظروف الدولية تبدو مواتية لهذا التغيير، خصوصاً أن دول المنطقة لم تكن من قبل على هذه المواقف المتشابهة من المسألة الإيرانية.

ورفض بهلوي بشكل قاطع التغيير عبر التدخل العسكري ليس فقط لأنه رجل وطني حسب تعبيره، ولكن لأن التدخل العسكري لن يفلح، وربما يدعو الشعب للالتفاف حول النظام، مبيناً ضرورة طمأنة القوات المسلحة الإيرانية بأن التغيير لن تتبعه عمليات انتقامية، ولن يكرر ما حدث في العراق، حيث تم حل الجيش وتحول عناصره لاحقاً للقتال إلى جانب داعش.

قمع المتظاهرين

قلتم سابقاً إن الشعب غير راض عن إرسال ثروات بلاده إلى الدول الأخرى مثل لبنان أو غزة، وفي عام 2009 أطلق الناس شعارات مثل “لا غزة ولا لبنان روحي فداء إيران”، السؤال الذي يطرحه الجميع هو لماذا لم يتحرك الشعب منذ 2009 حتى الآن، وهل كانت لديه فرصة أم لا؟ هل يقبلون النظام الإيراني أم أنهم ينتظرون أن تسنح الفرصة ليقاوموه ثانية؟

إن المسألة معقدة، أولاً لا بد من توفر عدة عوامل لإيجاد تغيير أساسي، ما هي الأمور التي تشكل عائقاً أمام الناس؟ إنّ حالة القمع الشديدة التي يمارسها النظام ضد الشعب من جهة جعلت من المستحيل تنظيم أي محاولة لمقاومة النظام باستثناء إبداء بعض الاعتراضات أو تقديم بعض المطالب، لأن أي محاولة أخرى يتم قمعها فوراً.

1- تضحية الثوار

الحركة الخضراء في 2009، وعلى الرغم من تواجد الملايين في الشوارع، إلا أنها كانت هادئة وبدون مشاكل، ورأينا في نهاية الأمر كيف قمع النظام هذه المظاهرات، لهذا، لا يوجد لدى الناس أي أمل يدفعهم للخروج إلى الشوارع من أجل تغيير الأوضاع، القضية الثانية هي قضية قيادة حركة المقاومة، الكثيرون يقولون إنه لم يتم دعم الحركة الخضراء في 2009، وباعتقادي لم يتم دعمها لسببين: الأول: أنه لا يجب أن ننسى أن قياديي الحركة الخضراء نفسها، وهما في الحقيقة السيد مير حسين موسوي والسيد مهدي كروبي، كانا في الحقيقة كما يقول الغربيون “المعارضين المزيفين”، فقد كان موسوي يتحدث عن فترة الخميني الذهبية، وكان يتصرف وفق مبادئ الجمهورية “الإسلامية”.

برأيي لم يكن الاعتراض على تزوير الانتخابات هو من دفع الشباب للنزول إلى الشوارع والتضحيية بأرواحهم، و”نداء” التي ضحت بروحها كذلك، فقد كانت لديهم مطالب أعمق من ذلك بكثير، بعضها لا يمكن لهم التصريح به، على أي حال كان من الواضح أنّ الناس لم يواجهوا كلّ هذه المخاطر من أجل مسألة تزوير الانتخابات.

2- الجاهزية للتغيير

هناك عوامل دولية لها تأثير كبير في التغييرات الجوهرية، فالحكومة الأمريكية الحالية كانت تحاول بأي شكل كان أن تصل إلى تسوية مع إيران، ولم تقدم أي دعم للحركة الخضراء آنذاك، وهو ما حدث فيما يخص القضية السورية، فقد أظهرت ضعفاً مقابل نظام الأسد، وهذه المسائل الخارجية تنطبق على إيران كذلك.

الأهم هو أنني أعتقد أن الشعب الإيراني لديه الجاهزية لتغيير جوهري، وخوفه يتناقص يوماً بعد يوم، فلم يعد لديه الصبر والاحتمال، وما شاهدناه من اعتراضات في الأشهر الأخيرة يدل على ذلك، فجميع شرائح المجتمع، النساء والمعلمون والعمال، وكذلك عوائل السجناء السياسيين، والذين تم إعدامهم أو قتلهم، يعترضون باستمرار.

نتيجة لذلك تهيأت الفرصة لظهور تيارات مدنية قوية في بلادنا، ما هو بديهي بالنسبة لنا، نحن الذين نبذل الجهود من أجل تغيير النظام، هو أننا لن نصل إلى مقاصدنا الوطنية أبداً طالما يقبع هذا النظام على سدة الحكم، ولا بدّ لنا من التغيير، لكن كيف؟ إنّ حركة مقاومة مدنية بعيدة عن العنف يمكن لها من جهة أن تمارس الضغوط الداخلية على النظام وتجبره على التراجع، ومن جهة أخرى تنظيم العمل مع الضغوطات التي تمارس على النظام من الخارج، فمثلاً بعض العقوبات لو بقيت مرتبطة بقضية انتهاك حقوق الإنسان، وليس فقط الملف النووي، لساعد ذلك الناس كثيراً في ألا يواجهوا النظام وحدهم.

3- تأمين الاقتصاد والحريات

النقطة الثانية مهمة جداً، فالبديل يجب أن يكون محدداً، فالأمر لا يقتصر أن نقول يجب على النظام أن يتغير، لا يجب أن ننسى أنه قبل 37 عاماً عندما حدثت الثورة، قال معارضو نظام والدي: على الشاه أن يغادر وبعدها سنرى ما يمكن فعله! وشاهدنا آنذاك ماذا كانت النتيجة، اليوم لا يمكننا أن نقول للناس يجب على النظام أن يغادر وبعدها سنرى ما يمكن فعله، بل يجب أن نخبر الناس من هو البديل، ولماذا من مصلحتهم أن يكون هذا أو ذاك هو البديل، وكيف يمكن لهم الوصول إليه.

لذا حاولت في هذا الإطار، خاصة بعد الحركة الخضراء، ومن أجل ألا تخمد هذه الحركة، حاولت تشكيل مجلسٍ قوميّ هدفه على المدى القريب الوصول إلى ظروف تسمح بانتخابات حرة في بلادنا، وحيث أنّ “الجمهورية الإسلامية”، كما ذكرت سابقاً، لن تتنازل عن السلطة باختيارها، لذا لا مفرّ من أن نقوم بتشكيل مقاومة مدنية في مواجهتها، كي نتمكن من الوصول إلى الظروف التي نريد، وما يهم أبعد من هذا هو أن يعلم الجميع أن لدينا تخطيط أساسي، ليس فقط للاستهلاك الداخلي، بل أقول هذا أيضا لجيراننا ولسائر دول العالم أننا نتقدم إلى الأمام بحسابات عملية حقيقية، يهمنا ماذا سيكون مستقبل الاقتصاد، أو البيئة، أو الصحة، وكذلك وضع المسنّين، أي أننا نراعي جميع النواحي الاجتماعية والسياسية للدولة من خلال التخطيط الصحيح قصير المدى، متوسط المدى، وبعيد المدى، إن مسؤولية الحكومة الانتقالية هي تهيئة الأجواء لانتخاب المجلس التأسيسي، وكتابة دستور جديد، وتشكيل الأحزاب، تحرير الصحافة، وتحرير السجناء السياسيين، وغير ذلك من الأمور، أي أننا نراعي جميع المراحل الطبيعية التي يجب أن نمر بها.

وهذه مسألة في غاية الأهمية، فالشخص الذي يجلس في الداخل، سيقول لنفسه ما الذي سأحصل عليه في مقابل ما أتحمله من مخاطر، إن أراد أن يضرب يجب عليه أن يفكر في رزق عائلته، فما الذي سيعود عليه في المقابل؟ عدم وجود قيادة يشكل جزء من المشكلة، سيتحرك الناس من أجل ماذا؟ بدون القيادة لا يمكن لهم النزول إلى الشارع.

4- تشابه الهواجس

الأمر الثالث الذي أشرت إليه سابقاً هو نوع الدعم والتنسيق الدولي الذي يمكن الحصول عليه. إذا نظرنا إلى منطقتنا، سنرى أنه للمرة الأولى في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر لم تكن هواجس دول المنطقة متشابهة إلى هذا الحد، ونجد أنّ أصابع الدول الرئيسة في المنطقة مثل: السعودية، وباكستان، وتركيا، ومصر، وكثير من الدول الغربية مثل: فرنسا، وألمانيا كلها تتجه صوب إيران، فكلهم يعلمون طبيعة هذا الكائن.!

إنني أقدر شجاعة وموقف السيدة ميركل عندما قالت: طالما أنّ هناك انتهاكا لحقوق الإنسان في إيران فإننا لن نستثمر فيها، وما يهمنا ليس فقط صناعة المال. كل ذلك إشارات إيجابية من شأنها أن تسهم في تغيير الظروف.

وليس بالمستبعد ولا بالمستحيل أن تسهم هذه الحركة في تقوية المجتمع من أجل أن يرفع من جاهزيته، وأن يملك أسباب العمل والنهوض، وهو أمر ربما يحتاج إلى دعم لوجستي، وإن توفر مثل هذا الأمر، سنرى بطبيعة الحال أن كفة الميزان سترجح بشكل كامل لمصلحة الشعب.

هناك أمر مهم جداً في هذه المعادلة، وهو برأيي أمر حياتيّ، وهو أمر ليس فقط يدركه الشعب الإيراني، بل تعيه دول الجوار كذلك، لكن لا ضير من تكراره، وهو أن موقفي دائما كان معارضاً لأي نوع من العمل العسكري ضد بلادي، وهو بالنسبة لي كان ومازال الخط الأحمر، والسبب لا ينبع فقط من كوني وطنيّ، بل لأن أي عمل عسكري ضد النظام لا يسهم في شيء إلا في تقوية النظام نفسه، ومن الطبيعي أن الناس في مثل هذه الحالة سيلتفّون حول النظام، وهو سيناريو خاسر تماماً لمن هم يريدون إنقاذ البلد مثلنا، أو من يعتقدون أنهم سيحصلون على شيء خلال ذلك.

5- تململ القوات المسلحة

أما ما هو واقعي، هو أنني في حساباتي التي أقوم بها أعوّل إلى حدّ ما على انحياز وتعاون القوات المسلّحة الموجودة داخل إيران في نجاح هذا الأمر، ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني عناصر الحرس الثوري وبطبيعة الحال الجيش وقوات التعبئة، لماذا؟ لأن حركتي في الأساس مبنية على نوع من المصالحة الوطنية والعفو العام، أي على العكس مما فعلته أميركا في العراق بعد الحادي عشر من سبتمبر، حيث انهار كلّ شيء، وقاموا بحلّ الجيش، وأصبحنا نرى عناصره الآن يقاتلون إلى جانب الدواعش، أما نحن فنقول لهؤلاء إنكم ستحتفظون بمكانكم في إيران المستقبل، ولن نقوم بالانتقام منكم، أنتم من ستحمون الشعب من النظام إن أراد في محاولة أخيرة يائسة أن يقمعهم للحفاظ على بقائه.

لا شك أن لكل نظام أتباعه، لكن لا بدّ من معرفة أن أكثر أفراد القوات المسلحة الموجودين في إيران اليوم مستاؤون، فهم لا يتمتعون بالمنافع التي تتمتع بها المافيا التي تتربع على رأس الهرم، إنهم يسمعون شتائم الناس ولا يفعلون شيئاً، فالنظام لا يعود بالفائدة عليهم، وأجورهم لا تكفيهم.

6- مشاريع وطنية

ماذا أقصد بهذا الحديث؟ أقصد أننا إن تقدّمنا بهذا النحو من التفكير، يمكننا أن نعدهم بأن يكونوا شركاء في هذه الحركة، وأن يكونوا الدرع الذي يحمي الشعب، وأن نقول لهم: لماذا تدافعون عن مثل هذا النظام؟ فلا مستقبل لكم في ظل هذا النظام! في المقابل هم يستطيعون التراجع عن موقفهم تجاه النظام والالتحاق بجموع الشعب بوجود بديل قوي ووجود حركة شعبية، وقد شاهدنا نماذج من هذا الأمر في أكثر من مكان، منها ما حدث في تشيكوسلوفاكيا، أو حتى ما حدث في زمن يلتسن في الاتحاد السوفييتي، وشاهدنا كيف أن كثيراً من الجيوش لم تقمع شعوبها، السيناريو الوحيد من هذا النوع هو ما حصل في رومانيا في عهد نيكولاي تشاوتشيسكو، الذي حاول قمع الشعب، لكن شاهدنا كيف كانت نهايته.

أقول هذا لأن من الأهمية بمكان أن ندرك أن حصول مثل هذا السيناريو في إيران، حسب نظرتنا خلال الأشهر والسنوات القادمة، هو أمر ممكن، وكذلك أن ندرك أن بلدنا بهذا المخطط لن يتعرض للانهيار، إن سلامة الأراضي الإيرانية هي عامل حياتي لكل من يقول إننا لا يمكن أن نسمح بتجزئة بلادنا، والضمان الذي سيقدم للقوات المسلحة بعدم تدخل أي قوة عسكرية أجنبية واستغلالها للأوضاع للهجوم على إيران هو كذلك عامل مهم للغاية.

لذلك إن كانت دول المنطقة تفكر مثلنا، أو لديها الرغبة بمساعدة إيران حتى نتخلص من شرور هذا النظام، وهو بالطبع أمر سيعود عليهم وعلى الشعب بالمنفعة، من المهم أن يعلموا أنه حين تحين تلك اللحظة يجب عليهم أن يقدموا هذه الضمانات للقوات خاصة القوات المسلحة، كيلا يعتقدوا بأن بلدنا سيواجه أخطاراً من الخارج في حال تركوا مراكزهم الدفاعية.

بطبيعة الحال سيقوم النظام بعمل دعاية مضادة، وسيدّعي أن بلدنا في خطر، وسيتخذ من ذلك حجة لقمع عناصرنا، وارتكاب جرائمه البشعة.

(الجزء الثالث)

يرى الأمير رضا محمد رضا بهلوي نجل الشاه الإيراني السابق أن الحروب الطائفية التي تشتعل في المنطقة ستزول تلقائياً بزوال نظام ولاية الفقيه، الذي يكرس للطائفية ويعد “عراباً” لداعش، مشيراً إلى أن زواله سيقود لسيادة الأجواء السلمية والحرية في إيران، وسيتجاوزها إلى الدول الأخرى.

وأكد بهلوي استفادته الكبيرة من وسائل التواصل الحديثة للتواصل مع الإيرانيين في الداخل والخارج، موضحاً أن طهران تنفق أموالاً باهظة على مليشياتها التي تنشرها في كل مكان، وعلى لوبيات تخدم مصالحها في كل مكان، مشدداً على الربط بين زوال النظام الإيراني وزوال النظام السوري.

وركز بهلوي على ضرورة أن تخاطب دول المنطقة وسائل الإعلام الغربية لتوضيح موقفها وكشف توجهاتها لأن هذا السبيل الأسرع والأنجع لتوضيح صورتها الحقيقية في العالم الغربي.

بهلوي يكمل رؤيته للمستقبل الإيراني في الحلقة الثالثة من حواره المطول مع “الوطن”.

وسائل التواصل وقناة فضائية تحققان لنا الحضور

كيف تصف علاقاتك بالشعب الإيراني في الداخل؟

تشكل وسائل التواصل الاجتماعي أداة مفيدة وقيّمة للتواصل الذي نريده، أتذكر عندما توفي والدي في القاهرة، مكثت هناك مدة من الزمن، وكنا ننتظر ساعات لنتمكن من إجراء اتصال هاتفي بالخارج.

حاولت خلال هذه الأعوام المحافظة على التواصل بشكل دائم مع أبناء وطني، خاصة في الداخل، ولحسن الحظ هيأت وسائل التواصل هذا الأمر، فضلاً عن القنوات الفضائية. منذ عام أسسنا قناة “أفق إيران” الفضائية، ومن خلالها نرسل رسائلنا إلى الداخل، ونحصل على رسائل من الداخل.

التواصل يتم على مستوى موسّع، وهو لحسن الحظ يتم مع الجميع، والناس يتواصلون معنا من جميع أنحاء الدولة، وقد تمّ تقوية شبكة التواصل هذه من خلال التشكّلات التي أوجدناها، ومنها #المجلس_الوطني الذي مرتّ على تأسيسه ثلاث سنوات. بدورها تتواصل الحركات الوطنية التي تشكلت في الداخل معنا باستمرار، ونتبادل الرأي.

الحروب الطائفية ستنتهي

يعتقد البعض أن مسألة الخلافات السنية الشيعية، لم تكن موجودة في عهد الشاه، ومن أوجدها هو نظام ولاية الفقيه، وهم يعتقدون أن الحرب الطائفية الموجودة حالياً ستزول تلقائياً بزوال هذا النظام؟

نعم، هو كذلك، هذا النظام يريد تأسيس خلافة مذهبية على أساس فلسفة مذهبية، المستقبل الذي أريده لبلادي هو أن يكون الجميع متساوين أمام القانون، وألا ننظر إلى لونهم أو أصولهم القومية عرباً كانوا أو آذريين أو تركمانا، أو غيرهم، وألا ننظر إلى مذهبهم أو ديانتهم، مسيحيين أو يهودا، سنة أم شيعة، كيف لا يمكن لإيراني سني، كردي مثلاً، أن يكون له مسجده الذي يصلي فيه في طهران؟! أمن المعقول في دولة حرة ألا تكون العبادة حرّة؟! إن المذهب شأن خاص، أتمنى أن يأتي اليوم الذي لا يسأل فيه الإيرانيون بعضهم البعض عن مذهبهم، وأن يمتلكوا مثل هذا الحق أمام القانون.

فندما نقوم بتهيئة هذه الأجواء ويعيش جميع المواطنين سواسية وتزول مظاهر العنصرية القومية والدينية والمذهبية، ستسود الأجواء السلمية والحرية وحدها، الأمر الذي يمكن له أن يتجاوز حدودنا إلى الدول الأخرى، نحن نسعى أن تسير بلدنا على طريق التقدم، والتطور، والازدهار الاقتصادي، والاستقرار، والأمن الفردي والاجتماعي، وأن تتحقق جميع هذه الأمور في ظلّ ظروف آمنة مستقرة يسيطر عليها القانون.

والدولة التي تفكر هكذا بالنسبة لشعبها، من الطبيعي أن تنظر بهذا المنظار إلى جيرانها، مثل هذه القضايا ليست مهمة للنظام الإيراني، فهو لا يفكر بجيرانه، هو يريد أن يصل إلى مصالحه، وزواله سيؤدي إلى اختفاء الأزمات بالسرعة التي ظهرت بها.

محتوى النظام أهم من الرأس

ما رأيكم بخصوص معارضي النظام، أو المعارضة؟

المعارضة كلاسيكية وتعتمد على مواقفها الأيديولوجية في إبراز نفسها، وأعتقد أن هذا النوع من المواقف لم يعد يشكل الهاجس الأكبر لدى الناس، ما يهم الناس اليوم هو المحور الاقتصادي، وانعدام الحريات، بما فيها السياسية والمذهبية وحرية العمل، والأمر يعود إلى أن التيارات الموجودة في الداخل تحاول إبراز نفسها من خلال مطالباتها السياسية، أعتقد أن نقابة رسمية للعمال أو النساء اليوم لها أبعاد سياسية أكثر من أي جماعة تجلس في الخارج وتتحدث عن مواقف أيديولوجية، برأيي المعارضة الحقيقية هي تلك القوى الموجودة في الداخل.

في تلك المتغيرات الأيديولوجية توجد لجميع التيارات الإيرانية التي تلتقي جزئياً عند تقاطع الديمقراطية العلمانية، أطياف متنوعة من اليساريين إلى اليمينيين، اليساريون الذين يميلون إلى الاشتراكية الديمقراطية، أو الليبراليون اليمينيون بمفهومهم الاقتصادي، والجميع يتحدث عن رأس النظام، وهل يجب أن نكون نظاماً جمهورياً أم نظاماً ملكياً دستورياً! أعتقد أن شكل النظام ليس هو الموضوع الأساسي، وإنما محتوى النظام، على الأقل أنا حاولت أن أوجه أساس النقاش إلى أن يكون شكل النظام برلمانيا كيلا ندخل متاهة النقاشات الأيديولوجية الفلسفية القديمة.

عندما يكون في الدولة نظام ديمقراطي وتعددية سياسية، ويتم تأسيس أنواع وأقسام وأصناف الأحزاب المختلفة، فمن الطبيعي أنها ستتنافس، مثل أي دولة ديمقراطية أخرى، على تشكيل الحكومة، وسيقوم الحزب الفائز، بتشكيل الحكومة، وسينفذ سياسات الدولة حتى يحين وقت الانتخابات التالي وهكذا.

علاقتي بالإيرانيين في الداخل والخارج تقوم على هذا الأساس، ولا أنظر إلى القضية إلا من وجهة نظر وطنية، ويمكن لنا العمل مع أي إنسان يحمل هذه الأفكار والطموحات والقيم، وعندما يحدث خلاف في الرأي عندها يطرح كل منا رأيه، وطالما لا نملك حق التصويت، فلا شيء آخر يمكن مناقشته، فإن لم نستطع الوصول إلى انتخابات حرة نزيهة، فلا فرق حينها بين ما أعتقده أنا أو ما يعتقده غيري، فالأولوية هي للوصول إلى تلك النقطة، ومن خلال صناديق الاقتراع يمكننا تحديد وتقييم الطريق الذي اختاره الناس من أجل تحديد مصيرهم.

لكن قبل ذلك لا بدّ من طرح عدة خيارات أمام الناس، وخياري هو أشبه بخارطة للطريق تمكننا من الوصول في أسرع وقت إلى النقطة التي نريد، ولا أفكر فيما سيعود عليّ من نتائج، فالنتيجة سيحددها الشعب نفسه، وما قمت به خلال السنوات السابقة مبني على هذا الأساس.

نظام الفقيه ينفق أموالاً طائلة على لوبي يخدم مصالحه

قبل سنتين أو أكثر، أي في عهد روحاني، تضاعفت حالات الإعدام في إيران بنسبة تزيد عما كانت عليه في عهد أحمدي نجاد، فخلال سنتين وبضعة أشهر مضت وصلت حالات الإعدام إلى ألفي حالة تقريباً، وقد أشار الدكتور أحمد شهيد، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران، إلى ذلك في تقريره، كيف هي علاقتك بمنظمات حقوق الإنسان في أميريكا أو في أوروبا؟

لقد نقلنا كثيراً من المعلومات التي لدينا للدكتور شهيد، وذكرها بدوره في تقريره، لدينا تعاون وعلاقات وثيقة مع هذه المنظمات، إنّ الناشطين في هذا المجال، وغيرهم من المنظمات الدولية مثل منظمة العفو الدولية، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) تركز اهتمامها على قضايا حقوق الإنسان في إيران، وكذلك جماعات من المنظمات الإيرانية التي تعمل بشكل متخصص في مجال حقوق الإنسان في إيران، هناك مؤسسات مختلفة تقوم بهذا العمل.

أحياناً يصل إلى مسامعنا أن في الغرب، خاصة في واشنطن، لوبيا ينشط لخدمة مصالح نظام ولي الفقيه، ولدي أسماء بعضهم، لكن لا أحبّذ ذكرهم، من المؤكد أنهم موجودون، ما رأيكم؟

أفهم ما ترمي إليه دون أن تذكر لي أي اسم، هم حتماً موجودون، والنظام الإيراني ينفق الكثير على جماعات الضغط الموالية له في أوروبا وفي أميركا، وهدفهم بذل الجهود لتثبيت دعائم النظام وإضفاء صبغة “الشرعية” عليه، هم يقولون إنهم يقومون بإصلاح الأمور، أو إنهم يوجدون التغيير تدريجياً، وهم أساساً يكررون كلام إصلاحيي الحكومة، الذين يخاطبون العالم بقولهم تعالوا لنتعاون معاً، في حين أنهم يسعون للحفاظ على النظام الموجود.

من المؤكد أن للنظام جماعاته الخاصة، نحن أيضاً بدورنا، وفي سبيل مواجهة هذه الجماعات، نسعى إلى إثبات وجودنا على المستوى العالمي، سواء من خلال وصولنا إلى برلمانات الدول أو بالتواصل مع أحزابها، وكثيراً ما تتجاوب الحكومات مع المعارضة العلمانية الديمقراطية في مواجهتها لمن يحسبون على النظام الإيراني.

النظام الإيراني هو عراب داعش ولا يمكن التحالف معه

هل لجماعات الضغط أي تأثير في تغيير نظرة الشعب الأميركي إلى إيران؟

الضغوط التي تمارسها هذه الجماعات هي على المشرّعين وصنّاع السياسات لا على الشعب العادي الذي يتأثر كثيراً بما تقوله وسائل الإعلام.. أنتم تلاحظون مؤسسة سي إن إن أو فاكت نيوز على سبيل المثال، لا تهتم كثيراً بالتفاصيل، وللأسف نهج تعامل وسائل الإعلام الأميركية هو إثارة الجدل أكثر مما هو تحليل منطقي عميق، خاصة عندما يتناولون قضايا منطقتنا، فتفاصيل الأحداث في منطقتنا معقدة للغاية لدرجة أنهم لا يتمكنون من تحليلها تحليلاً دقيقاً.

الشعب هنا ليس لديه الصبر للجلوس والتدقيق في الأخبار، وهذا يؤدي إلى ظهور تعقيدات في عملنا، ومن الممكن أن تقوم جماعات الضغط بتضليل الرأي العام من خلال مساعيهم المعتمدة على إطلاق الشعارات والتنظير، وهذا أحد المعوّقات في طريقنا.

لكنني لا أظن أن أحداً يجهل أن الدّاعم للراديكالية والإرهاب هو في نهاية الأمر نظام أو حكومة، وجميع ما يحدث ليس صدفة، لكن يمكن للبعض النظر إلى القضية من وجهة نظرهم الخاصة، على سبيل المثال لو كنت يهودياً يعيش في هذه الدولة، فستتأثر بما تنقله وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبما تصرح به االحكومة الإسرائيلية، وستنظر إلى المسألة من وجهة نظر إسرائيلي.

لذا لا أرى أن جماعات الضغط يمكنها إنهاء المسألة بقولهم إن كلّ شيء على ما يرام، وإنّ جميع القضايا يمكن حلّها، فنحن نشاهد ما يحدث كل يوم، لكن ما تمّ إغفاله تقريباً خلال هذه المدة، ونحن نتحدث عن حرب الحضارات أو حرب المذاهب، وأنا أقول هذا للأجانب سواء لوسائل إعلامهم أو للقطاع الخاص، أقول إننا لا نواجه أيا من هاتين المعركتين، بل نحن أمام حرب للقِيَم، على سبيل المثال الجمهورية “الإسلامية” أو تنظيم الدولة، كلاهما ينظر إلى المسألة من وجهة نظره المذهبية، في حين أن وجه التشابه بينهما يكمن في مواجهة القيم الغربية من قبيل حقوق الإنسان، والمساواة بين الرجل والمرأة، والديمقراطية، وغيرها، وهو أمر يطغى على الاختلافات السائدة بينهما.

يذكر أن البعض حين يغفلون عن هذه القضية، ويعتقدون أن إيران يمكن أن تكون حليفتهم في مواجهة تنظيم الدولة، أقول لهم إنّ عرّاب هذا “العبء” هو النظام الإيراني نفسه، فكيف يمكن التحالف معه؟! كيف يمكن لنظام أسس للإرهاب أن يتحالف معكم؟ يجب توخي الدقة في مثل هذه المسائل، وتوضيحها بشكل كاف، وعندما تتضح الأمور سيدركون الأمر، وهذا يحتاج إلى توعية عميقة لوسائل الإعلام، وأن يُسمع هذا الكلام على أوسع المستويات.

برأيي، من هم مثلنا، أو دول المنطقة التي تتعجب من عدم الشفافية التي يواجهها الرأي العام هنا، أكثر ما يمكن أن يركزوا جهودهم حوله في الوقت الراهن هو أن يقوموا بتوضيح الأمور لوسائل الإعلام هنا، لكي تتمكن بدورها من نشر موقفنا بشكل أفضل، لأننا إن أردنا القيام بذلك من خلال الجامعات والمؤتمرات وغير ذلك، فستفوتنا الفرصة، لذا أرى أن الطريق الأسرع هو وسائل الإعلام.

التقارب مع الأميركان نتاج ضغوط وسماسرة لكنه لن يكتمل

نشاهد تقارباً بين إيران وحكومة أوباما، كيف تصف هذا التقارب سواء كان من جانب جون كيري أو من جانب أوباما نفسه، وما هو السبب وراء هذا التقارب؟

بعض جماعات الضغط التي أشرت إليها، إلى حد ما، لهم نفوذ وتأثير على بعض الأشخاص في الحكومة الحالية، لأنهم يعتقدون أنهم من خلال ذلك يمكنهم التقرب أكثر، كما أن هناك بعض “السماسرة” الذين يقولون إن باستطاعتهم تمهيد الطريق للدخول وإقامة العلاقات، على أي حال، الاتفاق الذي تمّ اتفاق لن يكتمل، لكن الموقف الرسمي للمجلس الوطني هو ترجيح وجود صفقة على عدم وجودها، والسبب هو أننا قلقون على بلادنا، فمن شأن هذه الصفقة على الأقل تأجيل المواجهة العسكرية المباشرة وحذفها من المعادلة، لكن هناك قضايا كثيرة لم يتم طرحها في هذا الاتفاق وليتها طُرحت، مثل ربط قضايا حقوق الإنسان وغيرها بملف الاتفاق النووي.

الحكومة الحالية كانت تريد بأي شكل كان أن تقول إنها هي من أبرمت الصفقة، أما التأخير الذي حدث في هذه المفاوضات فقد كان سببه النقاش حول تحديد المدة التي يحتاجها النظام من أجل صنع قنبلة نووية، المدة التي تحولت في نهاية الأمر من 3 أشهر إلى 12 شهراً.

كما أنني أسأل على لسان الشعب الإيراني السؤال الواضح التالي: أين ستنفق الأموال التي من المقرر أن يُفرج عنها؟ هل ستنفق على الشعب الإيراني؟ أم سينفقها النظام على مليشياته التي أوجدها حتى الآن بالنظر إلى ما يدور في سورية من أحداث؟! أريد أن أصل إلى هذه النقطة، لو فرضنا أن الأبواب فتحت، وأصبحت فرص الاستثمار مهيأة، لكن في نهاية الأمر سيدرك الجميع سواء الفريق الإصلاحي الذي يريد أن يتم هذا الاتفاق لمصلحة النظام لكي تلغى العقوبات ويطول عمر النظام، أو الغربيون، سيدركون أنّ الدخول إلى إيران ليس بالسهولة التي يتوقعون.

بالنظر إلى الأسعار الحالية للنفط، يجب على النظام أن يضع في حسبانه تكاليف كثيرة، وعدم وجود معايير دولية للاستثمار والتجارة في إيران سيصعب الأمر كثيراً، على سبيل المثال لو أرادت شركة ما أن تستثمر في إيران، يجب عليها أن تتقرب من رجل الدين الفلاني أو الثوري الفلاني أو المحافظ الفلاني، ممن هم من المقربين من النظام، ويجب عليها أن تقدم الرشاوى، عندها بماذا ستجيب المساهمين؟ وما الذي سيحصلون عليه مقابل ذهابهم إلى إيران؟ هذه حسابات ستؤخذ بعين الاعتبار، وأنا أعتقد بأن هناك تفاؤلا غير حقيقي في القضية.

نظام طهران قائم على الوحشية وارتكاب الجرائم الإنسانية

نشاهد اليوم ما يحدث في سورية من قتل وتدمير، الجميع يتهم إيران بدورها في قتل الشعب السوري، ما رأيكم بهذا؟

أقول، وأكرر ثانية، إن النظام الإيراني قائم على الوحشية وعدم الاستقرار وخلق الأزمات، وهو أمر من شأنه تعريض استقرار المنطقة للخطر، فعندما يجبر النظام جماعات من الناس على مغادرة بلادهم، هؤلاء المهاجرون سيشكلون ضغطاً كبيراً على الدول الأخرى، الأمر الذي يعد جريمة إنسانية، لو كان النظام الإيراني حريصاً ورحيماً بهذه الشعوب لما فعل ما فعل، جميع هذه القضايا مرجعها ماهية النظام، ولا شك أن هذه الأوضاع ستتغير بمجرد زوال هذا النظام.

برأيكم ما هو المستقبل؟ وكيف ترون مستقبل سورية؟

مستقبل سورية يرتبط على نحو ما بمستقبل النظام الإيراني، إنّ تغيير الأوضاع في إيران سيؤدي بالتأكيد إلى تغيير الأوضاع في سورية، لا يمكن أن يسود الاستقرار في المنطقة، ولا يمكن أن يحلّ الأمن في المنطقة، ولا يمكن أن تتوفر الأجواء المناسبة التي يحتاجها الناس لكسب عيشهم وتجارتهم في ظل نظام يهدد جيرانه، ويصدر أيديولوجيته، ويستخدم قوته العسكرية كاملة لقمع شعبه وشعوب الدول المجاورة.

لكن إن نجحنا في تمهيد الطريق في إيران لظهور الحريات ووصول حكومة على قدر المسؤولية، ورحيمة بالناس، فماذا ستكون النتيجة الفورية لذلك؟ سنتمكن من اصطياد عصفورين بحجر واحد، إذ سننهي المخاوف النووية، ونقطع جميع العلاقات بين #الجماعات_الإرهابية التي يدعمها النظام، ثم تتم السيطرة على جميع الأموال التي تُهدر هنا وهناك، وبعدها ستزول جميع الأخطار التي تهدد استقرار المنطقة، وسينتهي التدخل في شؤون الدول المجاورة، وأعتقد أن ذلك من مصلحتنا، ومن مصلحة جيراننا، فحينها يمكن لنا أن نسير في طريق تثبيت دعائم الأمن وإقامة سوق مشتركة.

لو تزايد أعداد المستثمرين الإيرانيين في العراق، أو العراقيين في السعودية، أو السعوديين في مصر أو المصريين في الأردن، عندها ستضغط شعوب المنطقة على حكوماتها من أجل إيجاد بيئة مناسبة للتنمية الاقتصادية، وبالتالي سيتغير الوضع تماماً، وستزول الخلافات السنية الشيعية.. علينا التعامل مع القضايا برؤية مشتركة، أليس للأوروبيين سوقاً مشتركة؟! لماذا لا يكون لدينا مثلها؟!

(الجزء الرابع)

يختم الأمير رضا محمد رضا بهلوي نجل الشاه الإيراني السابق حواره الذي امتد على 4 حلقات حديثه لـ”الوطن” بتأكيده على أن النظام الإيراني الحالي غير قابل للتعايش مع الآخرين، وأنه مؤمن بأن وجوده مرتبط بزوال الآخر.

وطالب بهلوي دول المنطقة بتفهم الظروف التي يعيشها الشعب الإيراني الذي يرى أنه لا يعادي شعوبها، وأن العداء فقط مكمنه ومصدره النظام، وبزوال هذا النظام ستنتهي كل مشكلات المنطقة أو معظمها.

وطالب بهلوي دول المنطقة بمساعدة الإيرانيين على التخلص من نظام ولاية الفقيه ليس عبر التدخل العسكري، موضحا أن هذا النظام الذي يطلق على نفسه اسم “الإسلامي” هو العائق أمام تطوّر المنطقة، وإذا تحقق زواله ستُفتح الأبواب أمام الجميع، وستُستأنف العلاقات الحسنة مع دول الجوار خاصة دول الخليج، ودول العالم الأخرى.

مشكلة النظام الإيراني هي قناعته بأن بقاءه يتطلب زوال الآخرين

عندما أوقفت المملكة العربية السعودية مساعداتها بقيمة ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني وأجهزة الأمن اللبنانية، أدى ذلك إلى توتر بالعلاقات بين البلدين، وبالنظر إلى وجود حزب الله سيكون هذا التوتر لصالح النظام الإيراني، ما رأيكم بهذه المسألة؟

ما تقوله صحيح بالكامل يمكنني أن أؤيد كلامك بأن ما ذكرته من أمثلة، هي ضمن المخططات الاستراتيجية للنظام الإيراني التي ينوي من خلالها أن يوجد لنفسه هيمنة إقليمية والآن سواء رضينا أم لا، هناك أربع عواصم في الشرق الأوسط يسيطر عليها النظام الإيراني، وبوجود مثل هذا الدافع، أي الطممع بالتوسع، فقط يمكن للنظام البقاء على قيد الحياة، وهي نقطة مهمة جدا أريد من الجميع فهمها، خاصة الغربيين، لأنها تقريبا واضحة بالنسبة لشعوب منطقتنا.

عندما بدأ النظام الإيراني مواجهته للسعودية منذ اليوم الأول، لم ترغب الحكومة السعودية آنذاك بالمقابلة بالمثل، حتى لا يشتعل الموقف بلا سبب، وكانت حركة الحجاج مستمرة، وحدث ما حدث خلال هذه المدة، لكن لم يعد اليوم للصداقة وجود، ولم يعد هناك أي مجاملات، يجب على العالم من حولنا أن يعي ما أريد قوله الآن، مهما قدّمتم للنظام الإيراني من ضمانات سياسية تؤكد بقاءه، فلن يترككم وشأنكم، أتعلمون لماذا؟ هناك توضيح أسعى دائما إلى إيصاله إلى الغربيين، وربما يكون مناسبا لقرائكم، عندما كانت الحرب الباردة دائرة، كان هناك معسكران هما: المعسكر الشرقي المتمثل في الاتحاد السوفييتي بأفكاره الاشتراكية الشيوعية الماركسية ونظرته الشمولية الكوسموبولوتية، والمعسكر الغربي المتمثل بأميركا وأوروبا وأفكارهم التي تبنوها مثل الاقتصاد الحر، والرأسمالية، والمجالس الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وغير ذلك، لكن شاهدنا كيف أن هاتين المجموعتين المتعارضتين، استطاعتا أن تتعايشا في أجواء مشتركة، حتى أنهما وقعا اتفاقيات عسكرية فيما بينهما، مع أنهما أعداء بالكامل.

المشكلة التي نواجهها مع نظام كالنظام الإيراني الموجود حاليا، هو أنه لا يمكنه التعايش مع العالم، أي أنه يعتقد بأن بقاءه رهن زوال الطرف الآخر، وأنه يمكن له البقاء فيما لو حطم الآخر وقيمه، إن خاطبت أميركا أو أوروبا النظام الإيراني قائلة بأننا لا شأن لنا بك، يمكنك البقاء كما أنت، لا تتدخل في شؤوننا ولن نتدخل في شؤونك، الجواب من قِبل النظام الإيراني سيكون بالرفض، وأنه لا يمكن له ألا أن يتدخل في شؤون الآخرين، أنسينا كيف أن الغربيين قبلوا بتقديم التنازلات للنظام الإيراني، يفوق ما اكتسبه اليوم، لكنه رفض، أعلن صدام عام 1982 أنه سيدفع خسارة الحرب لإيران، وأعلنت الأمم المتحدة ذلك لكن الخميني رفض وقال: كلا، يجب على الحرب أن تستمر، إنّ الطريق إلى القدس يمرّ من كربلاء! ماذا يعني ذلك؟

يعني أن هدفنا على المدى البعيد السيطرة على العالم وإخضاعه للنظام الإيراني، على الجميع أن يعلم أن هذا النظام لا يعمل لإيران، ولا لمصلحة شعبه، النظام يعتقد بأنه كلما ازداد وضع الناس سوءا، وكلما اتسعت رقعة الفقر، فذلك أفضل له، لأن ذلك يساعدهم في السيطرة على الشعب، إنّ النظام الإيراني على استعداد لدفع أي تكاليف للوصول إلى هدفه “المقدّس”، وفي هذه الأثناء فجميع النقاشات الدائرة مثل الإصلاحيين والتيارات الإصلاحية وغير ذلك، هي برأيي فقط للبهرجة السياسية لا غير، إنها نوع من التقية أوجدها النظام نفسه، برأيي لو كان هذا النظام يتمتع بالشرعية بعد مرور 37 عاما، لما احتفظ بكل هذه الأعداد من السجناء السياسيين في سجونه، ولما أعدم رجالاته.

لو كان يهدف إلى تحسين أوضاع الدولة، لماذا تواجه قضية الاستثمار أزمة في إيران؟! والدليل على هذه الأوضاع واضح، السبب هو أن الهدف النهائي للنظام شيء آخر، وهو يستخدم جميع الأدوات لتحقيق ذلك، وجميع ما ذكرتموه من أمثلة سواء حزب الله أو لبنان أو سورية أو اليمن، كلها مرتبطة بذلك الدّافع، لذا طالما النظام الإيراني الحالي موجود سيبقى الشعب الإيراني في بؤس، وسيبقى العالم في قلق.

لذلك أعتقد أن جميع هذه الألاعيب التي يقوم بها النظام في المنطقة لم تكن مصادفة، بل بناء على تخطيط مسبق، وكلها تقوم على استراتيجية بعيدة المدى، ونحن نرى الآن أين يوجه النظام قدراته المادية كلما سنحت له الفرصة! سيكون جديرا بالاهتمام مشاهدة ردة فعل النظام إزاء استكمال رفع العقوبات وتحرير الأموال المحتجزة، فهل ستنفق هذه الأموال على الشعب، وهي الوعود الكاذبة التي تطلقها الحكومة الحالية؟ أم هل ستتوجه إلى سورية وغيرها؟!

النظام وليس الشعب الإيراني يعادي شعوب المنطقة

كيف وصل إليكم خبر الهجوم على سفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها في مشهد؟

وصل إلينا فور حدوثه، وقد وصلتنا الأخبار والصور بعد مرور نصف ساعة على الحادث، مثل هذه الأمور تنتقل بسرعة، كل ما يحدث يصل إلينا في غضون 4 ساعات كحد أقصى، خاصة إذا كان داخل إيران، المعلومات تصل بسرعة.

ما رأيك في الهجوم على السفارة؟

للأسف ظهرت هذه التوترات في وقت مبكّر، وقد تفاقمت بسبب التدخل الإيراني في اليمن وغيرها، والتهديدات التي واجهتها السعودية، ليس فقط السعودية هي من تواجه مثل هذه التهديدات، فإيران تمارس أعمالها التخريبية في #البحرين وغيرها، وأنا أستطيع أن أتفهم أن دول المنطقة في نهاية الأمر ستُجبر على التدخّل، ولن تكتفي بالتفرّج، لذا أعتقد بأن مطالبنا التي ترمي إلى تحرير بلدنا من أجل تحقيق مصالحه الأمنية والاستراتيجية ومطالب دول المنطقة متشابهة، لذا أرى أن الوقت حان من أجل إجراء مشاورات لنتمكن من التنسيق فيما بيننا فيما يخص الأحداث في المنطقة، فلدينا عدو مشترك اسمه “النظام الإيراني”.

الشعب الإيراني لا يعادي أي شعب آخر، لذا إن تمكن من التحرر من براثن النظام، سنرى أن جميع العداءات والأحقاد التي أوجدها النظام ستزول بزواله، وسترون أن الشعب الإيراني يبحث عن أمور أخرى، وسيعلن أن هدفه هو الخروج من حالة الفقر والبؤس، وأن يساعد أبناءه من أجل إكمال دراستهم، وأن يسهم في القضاء على البطالة، وأن يجلب الاستثمارات الخارجية إلى بلده. إيران ليست بلدا فقيرا، لدينا مصادر طبيعية متنوعة، بلدنا غني من حيث الطاقة البديلة، كالطاقة الشمسية مثلا، وكذلك من حيث قدراته السياحية، لا حدود للاستثمارات التي يمكن أن تتم فيه، ولما يمكن أن يصل إليه هذا البلد من تطور وتقدم، والشعب يدرك أن هذا النظام الذي يطلق على نفسه اسم “الإسلامي” هو العائق أمام التطوّر، وإذا تحقق زوال هذا النظام ستُفتح الأبواب أمام الجميع، وستُستأنف العلاقات الحسنة مع دول الجوار خاصة دول الخليج، ودول العالم الأخرى.

العلاقات السعودية الإيرانية اليوم مقطوعة، وكذلك العلاقات البحرينية مع إيران، كما قامت بعض الدول باستدعاء سفرائها من طهران، والتوترات تتصاعد يوما بعد يوم، هل تعتقد بأنه، لا سمح الله، ستقع حرب بين إيران ودول المنطقة؟

أتمنى ألا يصل الأمر إلى ذلك الحد، ولذا يجب تقديم المساعدة سريعا ليتمكن الشعب الإيراني من التخلص من النظام بنفسه، فنحن لا نسعى أن تتدخل قوة خارجية، وأن تقوم بحرب من أجل إسقاط النظام، نعتقد أن الطريق الأسرع لذلك هو المساعدة المباشرة للشعب الإيراني، والدعم من قبل جميع الدول، ما سيمكن الشعب من الضغط على النظام في الداخل، وفي النتيجة زواله.

في البداية قلت أنني للأسف لا أستطيع الوقوف إلى جانب أي حركة ستؤدي إلى الحرب، ولا بدّ لي أن أقف ضدّها، كما أنني قلت بأن أحد عوامل التغيير المهمة هي القوات المسلحة الموجودة في الداخل، ومن هم أمثالنا ممن يريدون التخلص من شر النظام، إن تبيّن في هذه المعادلة أن القضية تتجه نحو التأزم، وأن هناك احتمالا لتدخل عسكري خارجي، عندها يجب علينا أن نعلن موت الديمقراطية في إيران.

للأسف منطقتنا تتجه نحو حرب عالمية ثالثة، أما السؤال عن الدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في هذه الحرب فليس مكانه هنا، لكن ما هو مؤكد أن المنطقة ستواجه وضعا متأزما للغاية، حتى لا نصل إلى تلك المرحلة يجب القيام بشيء ما منذ الآن، والطريق الأسرع كما ذكرت، هو تقديم المساعدة الحقيقية والجادة لمعارضي النظام في داخل الدولة، فلدينا جيش قوي في إيران، وهو الشعب الإيراني نفسه، لذا لا حاجة لتدخل خارجي.

وما هو مهم كذلك، وما آمل أن يدركه المسؤولون في السعودية والإمارات والبحرين والكويت ودول المنطقة الأخرى، هو أن الشعب الإيراني مفصول عن النظام، نحن إن كنا في صراع فهو مع النظام وليس مع الشعب، وتوضيح هذه النقطة برأيي سيكون له تأثير كبير ومهم، وأعتقد أنه تم الحديث بشكل كاف عن هذه النقطة، فالنظام يقوم بدعاية مناهضة للعرب ودول المنطقة، والبعض وقعوا تحت تأثير الشعارات القومية، وأخذوا يبدلون الخلاف إلى خلاف قومي ومذهبي.

الطريق الأمثل لإفشال هذه الدعاية هو تركيز السعودية على أنه لا خلاف مع الشعب الإيراني، مشكلتنا مع النظام الذي يهددنا، والمشكلة التي تواجه الشعب الإيراني تواجهنا أيضا، نحن لسنا على خلاف معكم. عندها سنرى أن النظام لن يحصل على نتيجة من عملية غسل الأدمغة ودعايته المناهضة للدول الأخرى، ولن يصل الأمر إلى حد التعبئة لحرب حقيقية، أنا بدوري سعيت دائما إلى أن أشرح للشعب الإيراني بأنه يجب علينا كما في السابق، الحفاظ على العلاقات الحسنة مع جيراننا، قبل الثورة لم تكن لدينا أي مشكلة لكن اليوم وبناء على السؤال الذي طرحتموه، يجب علينا مقاومة هذه الدعاية التي يبثها النظام، وعملية غسل الأدمغة التي يقوم بها، وأن يبادر أصدقاؤنا بتوضيح أن المشكلة ليست مع الشعب وإنما مع النظام.

لقد كتبت مقالا يتعلق بهذا الموضوع، وعنوانه “رسالة من مواطن عربي إلى الشعب الإيراني”، وتحدثت فيه عن علاقاتنا الحسنة مع الشعب الإيراني، كما ذكرت أننا لا نواجه أي مشكلة مع الشعب الإيراني، وأتمنى أن تعود هذه العلاقات، فإيران دولة جارة لنا؟.

أنا لا أخص في هذه القضية رجالات وأصحاب القرار في هذه الدول، فالقطاع المدني لهذه الدول، والجامعات، والقطاع الخاص، والشعوب نفسها يجب عليهم التأكيد على هذه النقطة، أن تكررها وسائل إعلامهم، وأن يوسعوا هذا المفهوم، أن تتحد شعوب المنطقة ورجالات السياسة فيها مع الشعب الإيراني، وأن يؤكدوا جميعا على هذه القضية وهي أن مشكلتنا ليست بين الشعوب، وإنما النظام الذي مهّد الطريق لهذا التصادم، وهو أمر مهم للغاية.

العمل المشترك سبيل إنقاذ المنطقة من أزماتها

سؤالي الأخير، كيف ترى مستقبل علاقات إيران مع دول الجوار دون نظام ولاية الفقيه؟

ستختلف تماما عما هي عليه الآن، وستصبح أفضل مما كانت سابقا، ومرة أخرى أجلب انتباه أصدقائنا إلى ما يمكن أن يكون عليه مستقبل المنطقة خلال الـ30 أو الـ40 عاما المقبلة، سنواجه مشكلات عملية، وسيؤدي ذلك إلى اشتداد الأزمة في المنطقة، وسنواجه أزمة مياه، وهي من مشكلات المنطقة الأساسية، ابتداء من المغرب حتى الباكستان وجميع الدول الواقعة في هذا النطاق، أزمة المياه ليست أزمة بسيطة، فعدد السكان يزداد يوما بعد يوم، لو كان من المقرر حدوث حرب في القرن الـ21، فستكون بسبب الماء وليس النفط. لذا علينا منذ الآن التخطيط في مجال الصناعات الحديثة كالطاقة وغيرها، وهذا يتطلب تكنولوجيا جديدة للاستثمار والتنمية، وإن قمنا بهذا العمل بشكل جماعي، فسنتقدم بشكل أسرع، يمكن لسوق مشتركة ولتعاون إقليمي استراتيجي في شتى المجالات أن يساعد كثيرا، فقليل من الميزانية التي تُخصص للجيوش بإمكانها أن تعطي نتائج كبيرة في مجالات أخرى مثل التعاون الاستراتيجي، الجامعات، المستشفيات، والتنمية الاجتماعية في جميع دول المنطقة.

إن عدد سكان السعودية اليوم إن لم أخطئ، وصل إلى 30 مليون نسمة، وهو عدد ليس بالقليل، يجب علينا أخذ جميع هذه الأمور بعين الاعتبار، إذن فعلاقات استراتيجية حسنة، لا يكون الدافع وراءها فقط أمنيا أو اقتصاديا، بل يمكن له أن يكون في جميع المجالات التي تحتاجها الدول، يمكن لها أن تفتح الأبواب، وتقوي العلاقات بين الدول.

نحن، وأقصد من وجهة نظر إنسانية، لدينا مثل هذه القدرات، لكن الأمر يحتاج إلى اتخاذ قرار حازم، لقد وقفنا اليوم على مفترق طرق، إما أن نكون فقط متفرّجين، ونسمح بأن يتطور الأمر إلى حرب عالمية ثالثة، وللأسف يمكن القول إنها على وشك البدء بشكل غير رسمي، أو أن نعلن موقفنا بشكل صريح، فلو مضينا في الوضع الذي نحن عليه أكثر من هذا، سيدفع الجميع الثمن باهظا، يجب علينا أن نبدأ العمل وأن نحل المسألة من أساسها.

برأيي، إن النظام الإيراني هو السبب الرئيس وراء الأزمة في المنطقة، وبزواله ستزول 90% من مشكلات المنطقة الحالية، ويجب على بعض الدول وخاصة روسيا التي تمسك بخيوط لعبة طهران – دمشق، تحديد ما التوجه الذي ستتخذه على المدى البعيد. كلما كنا نحن دول المنطقة متحدين في الرأي أكثر، فإن فرصة ظهور أي توتر أو حتى حرب ستكون أقل، المهم أن تتسع رقعة هذا الحوار مع جيراننا ومع دول المنطقة على نطاق أوسع، وأن نوضح لهم ما هي رؤيتنا، وإلى أين نريد الوصول، وأن نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل، وأن ننقل وجهة نظرنا هذه إلى أبناء وطننا، سواء من خلال وسائلنا التي نمتلكها، أو من خلال وسائل هذه الدول، والقيام بهذا الأمر فورا هو برأيي أمر حياتي، وسيكون له بالغ الأثر، لا أشك في أن هذه الأزمة ستزول بمحض أن نحرر بلدنا، عندها سيحل الأمن والاستقرار والتقدم، فكل شيء رهن وجود هذه الأمور، كما آمل أن يفكر أصدقاؤنا في المنطقة مثلنا، وأن يقدموا مساعداتهم من أجل ذلك.

على أمل أن نرى ذلك اليوم، ما كلمتكم الأخيرة في نهاية هذا الحوار؟

أتمنى أن تدرك شعوب المنطقة، وليس أصحاب القرار فيها فقط، أننا يجب أن نتعامل مع القضايا بشكل استباقي، ويجب أن يكون لنا تأثيرنا في مجريات الأحداث، وألا ننتظر حتى نرى ما سيحدث، وهذا المطلب يجب أن يكون مطلبا جماعيا، أنا لا أنظر إلى القضية من زاوية إيران، كإيراني، لكنني أفكر في العراق، وسورية، وباكستان، والسعودية، ومصر، أفكر بالجميع، وأتمنى أن ينظر المصري والعراقي والسعودي إلى القضية مثلما أنظر، ففي النهاية مصيرنا نحن الذين نعيش في المنطقة مُشترك، بعبارة أوضح، إن كان وضعكم سيء سيصبح وضعنا كذلك سيء، وإن كان جيدا فوضعنا سيكون كذلك، لذلك أرى أن من الضروري أن نتحدث وأن نتشاور مع بعضنا على نطاق أوسع، وأن نتقدم في ذلك، لحسن الحظ وسائل التواصل في عالمنا اليوم مهيأة، ويمكن لهذا الأمر أن يكون بداية لنتقدم في هذا الطريق.