المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 آب/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.august02.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ولكِنْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا تَهْلِكُوا جَمِيعُكُم كَذلِكَ

أَسْأَلُكُم أَنْ تتَنَاوَلُوا طَعَامًا، لأَنَّ ذَلِكَ يَؤُولُ بِكُم إِلى ٱلخَلاَص. ولَنْ تَهْلِكَ شَعْرَةٌ مِنْ رأْسِ أَيِّ واحِدٍ مِنْكُم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقتل 8 عناصر وقائد من 'حزب الله” في غرب حلب و3 ضباط من الحرس الثوري الإيراني

باسيل يقف على رمال متحركة ستغرقه وفصلنا بات تفصيلا/نعيم عون: 7 آب تحوّل ذكرى لتكريم رموز النظام السوري

"الحوار الماراتوني" ينطلق بتوقعات خفيفة لنتائجه:لا مؤتمر تأسيسياً و"التنازلات ضـرورة لانجاحه"

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 1/8/2016

غياب الاحتفالات بعيد الجيش اللبناني للعام الثالث مع استمرار الفراغ الرئاسي

قهوجي عرض مع السفيرة الأميركية الأوضاع والمساعدات للجيش

بري استقبل ريتشارد وزايد واتصل بقهوجي مهنئا

أبو جمرة لـ«السياسة»: لا يجوز انتخاب عون رئيساً لأنه لن يحترم الدستور

انتخابات الحر تظهر اتساع حلقة الاحتجاج ضد باسيل/شادي علاء الدين/العرب

توقيف نجل أمير «فتح الإسلام»

جعجع دعا إلى استعجال إنتخاب الجنرال: لو لم نتحرّك لكان عون مشى بفرنجية

حوار الضرورة: بلبلة رئاسية تصفير عدّادات ولا معطيات جديدة/هدى شديد/النهار

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحريري استقبل جنبلاط وعرض معه اخر التطورات

اكاليل من الزهر على نصب شهداء اليونيفيل الايرلنديين في تبنين

الجيش يرد على قصف داعش لمواقعه في رأس بعلبك

مستشار ترامب اللبناني الدكتور وليد فارس  حذر الفرنسيين ولكن

نقولا.. إلى القضاء!

رفاقٌ جدد في "التيّار"... والنائب يدّعي على المنسّق

أين أصبح رفاق درب عون... وهل يتحرّكون؟

فصل هشام حداد من التيار؟!

صيغة "الطائف" الأمثل لصـون التركيبة اللبنانيـة بفرادتـها ودقّتـها لتحويله من اتفاق ضرورة الى اتفاق خيار.. وإبعاده عن موازين القوى

عيد الجيش في جمهورية الفراغ: بأي حال عدت يـــــا عيد!

قهوجي يأسف وقادة 14 آذار لحصرية السلاح واعادة القرار اليه

بروجردي: لن نتردد اذا طُلبت منا المساعدة لانهــــاء الفراغ

البوصلة السياسـية اللبنانية "ضائعة" في انتظار محطات آب الدوليـة المفصليـة /خطاب نصرالله وموقف الحريري يعكسان عقم المعالجات الداخلية والتأزم الاقليمي

أطلق صرخـــة لإنقــاذ لبنـان قبـــل فوات الأوان/افرام للمسؤولين: الوقت مناسب لوضع رؤية متكاملة شاملة

مطلوبو مخيم عين الحلوة يسلمون أنفسـهم ثمرة التنسيق بين الجيش والقوى الفلسطينية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الدفاع المدني السعودي: 4 قتلى في جنوب المملكة بسقوط قذيفة مصدرها اليمن

سقوط طائرة روسية في إدلب السورية.. ومقتل طاقمها

الجبير: التنسيق مستمر مع روسيا حيال الأزمة السورية

اليمن: الانقلابيون لم يلتزموا بمقترحات المبعوث الأممي

المعارضة تحقق تقدما في أعنف معاركها لفك الحصار عن حلب/الثوار تمكنوا من السيطرة على 10 مواقع للأسد بالريف الجنوبي

القوات الأميركية لن تشارك بأي عمليات برية لدعم حكومة الوفاق الوطني

بركان الولاية حيث ولد أوباما يظهر بفوهة غريبة ومبتسمة

فرنسا أغلقت عشرين مسجداً منذ ديسمبر

مقتل إيرانيين بينهم ضابط مدفعية بمعارك حلب وحماة

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحيّة إلى ثلاثة "مطرودين"/عقل العويط /النهار

رفع الصوت لا يبرئ/راشد فايد/النهار

مَن يعوق وصول عون الى بعبدا؟/غسان حجار/النهار

إيجابية "ثلاثية" بري/علي حماده/النهار

كر وفر في حلب وثلاث قوى ستتقاسم سوريا/علي الأمين/العرب

طريق بعبدا مقطوعة بسواتر «مسلحة»/جورج سولاج/الجمهورية

إذا غابت الرئاسة مَن سيحضر؟/جورج شاهين/الجمهورية

قابيل وهابيل ميشال عون/مهند الحاج علي/المدن

ماذا وراء الصمت الدولي عن تطورات حلب؟ تسليم للاتفاق الأميركي الروسي بكل التباساته/روزانا بومنصف/النهار

الحزم» السعودي والتحوّلات الإيرانية!/أسعد حيدر/المستقبل

التصعيد الإيراني الإقليمي والمقاومة الحلبية صانعة التاريخ/وسام سعادة/المستقبل

في حلب والإعجاز!/علي نون/المستقبل

نتنياهو ومبادرة السلام العربية/هنري سيغمان/النهار

ما بعد الموصل وحلب/غسان شربل/الحياة

الحل اليمني بين الانقلاب الجديد والضغط الدولي/جورج سمعان/الحياة

تركيا وإيران والسيناريوات الخطرة/راشد صالح العريمي/الحياة

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي ترأس قداسا لمناسبة عيد الجيش بحضور قهوجي: هل يشعر من يعطلون انتخاب الرئيس بخطورة الانتهاك السافر لواجب المجلس النيابي

الكتائب: المطلوب من الحوار ابقاء لبنان بمنأى عن الانهيار ونأمل مشاركة كاملة على مستوى قادة الصف الاول

باسيل: انتخابات التيار التمهيدية ديموقراطية وأثبتت أنه يتسع للجميع والفائزون والخاسرون سيعملون سويا

بروجردي: ايران لم تكن حجر عثرة أمام أي حل سياسي للملفات العالقة في لبنان

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

ولكِنْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا تَهْلِكُوا جَمِيعُكُم كَذلِكَ

إنجيل القدّيس لوقا13/من01حتى05/:"في ذلِكَ الوَقْت، حَضَرَ أُنَاسٌ وَأَخْبَرُوهُ بِأَمْرِ الجَليلِيِّين، الَّذينَ مَزَجَ بِيلاطُسُ دَمَهُم بِدَمِ ذَبَائِحِهِم. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُم: «هَلْ تَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاءِ الجَلِيليِّينَ كَانُوا خَطَأَةً أَكْثَرَ مِنْ جَميعِ الجَلِيليِّين، لأَنَّهُم نُكِبوا بِذلِكَ؟ أَقُولُ لَكُم: لا! وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا تَهْلِكُوا جَمِيعُكُم مِثْلَهُم! وَأُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَر، الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمِ ٱلبُرْجُ في شِيلُوح، وَقَتَلَهُم، أَتَظُنُّونَ أَنَّهُم كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ السَّاكِنِينَ في أُورَشَلِيم؟ أَقُولُ لَكُم: لا! ولكِنْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا تَهْلِكُوا جَمِيعُكُم كَذلِكَ!».

 

أَسْأَلُكُم أَنْ تتَنَاوَلُوا طَعَامًا، لأَنَّ ذَلِكَ يَؤُولُ بِكُم إِلى ٱلخَلاَص. ولَنْ تَهْلِكَ شَعْرَةٌ مِنْ رأْسِ أَيِّ واحِدٍ مِنْكُم

سفر أعمال الرسل 27,27.33-37.39-44./يا إِخوَتِي : في ٱللَّيْلَةِ ٱلرَّابِعَةَ عَشْرَة، نَحْوَ مُنْتَصَفِ ٱللَّيْل ، وٱلرِّيَاحُ تَحْمِلُنَا في بَحْرِ أَدْرِيَا على غَيرِ هُدَى، أَحَسَّ ٱلبَحَّارَةُ أَنَّهُم يَقْتَرِبُونَ مِنَ ٱلبَرّ.وكَانَ بُولُسُ يَحُثُّهُم جَمِيعًا، حتَّى طُلُوعِ ٱلنَّهَار، عَلى تَناوُلِ ٱلطَّعَامِ قائِلاً: «هَا إِنَّ لَكُمُ ٱليَومَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَومًا، وأَنتُم مُنْتَظِرُون، تُواصِلُونَ ٱلصَّومَ ولا تتَنَاولُونَ شَيْئًا!فَأَسْأَلُكُم أَنْ تتَنَاوَلُوا طَعَامًا، لأَنَّ ذَلِكَ يَؤُولُ بِكُم إِلى ٱلخَلاَص. ولَنْ تَهْلِكَ شَعْرَةٌ مِنْ رأْسِ أَيِّ واحِدٍ مِنْكُم». ولَمَّا قَالَ هذَا، أَخَذَ خُبْزًا، وشَكَرَ ٱللهَ أَمَامَ ٱلجَمِيع، وكَسَر، وٱبْتَدَأَ يَأْكُل. فتَشَجَّعُوا كُلُّهُم، وتَنَاوَلُوا هُم أَيْضًا طَعَامًا. وكُنَّا جَمِيعًا في ٱلسَّفينَةِ مِئَتَيْنِ وَسِتًّا وسَبْعِينَ نَفْسًا.ولَمَّا طَلَعَ ٱلنَّهَار، لَمْ يَسْتَطِعِ ٱلبَحَّارَةُ أَن يُمَيِّزُوا أَيَّ أَرْضٍ هِيَ، بَلْ تَبَيَّنُوا خَلِيجًا لَهُ شَاطِئ، فعَزَمُوا أَنْ يَدْفَعُوا بِٱلسَّفينَةِ إِلَيْه، إِنِ ٱسْتَطَاعُوا. فحَلُّوا ٱلمَرَاسي، وتَرَكُوهَا تَغْرَقُ في ٱلبَحْر، وأَرْخَوا ٱلحِبَالَ ٱلَّتِي تَرْبِطُ ٱلدَّفَّة، وَرَفَعُوا ٱلشِّرَاعَ ٱلصَّغيرَ لِلرِّيح، وٱتَّجَهُوا إِلى ٱلشَّاطِئ. ولكِنَّهُم وَقَعُوا عَلى مَكانٍ رَمْلِيٍّ بَينَ مَاءَيْن، فَدَفَعُوا بِٱلسَّفينَةِ إِلَيْه، فَغُرِزَ مُقَدَّمُهَا في ٱلمَكَان، وبَقِيَ لا يَتَحَرَّك، أَمَّا مُؤَخَّرُهَا فتَفَكَّكَ مِنْ شِدَّةِ ٱلمَوْج. وٱرْتَأَى ٱلجُنُودُ أَنْ يَقْتُلُوا ٱلأَسْرَى، لِئَلاَّ يَسْبَحَ أَحَدٌ مِنْهُم فَيَهْرُب. لكِنَّ قَائِدَ ٱلمِئَةِ كَانَ يُريدُ أَنْ يُخَلِّصَ بُولُس، فمَنَعُهُم مِنْ قَصْدِهِم، وأَمَرَ ٱلقَادِرِينَ عَلى ٱلسِّبَاحَةِ أَنْ يتَقَدَّمُوا فَيُلْقُوا بِأَنْفُسِهِم في ٱلمَاء، ويَعْبُرُوا إِلى ٱلبَرّ. أَمَّا ٱلبَاقُونَ فعَبَرُوا عَلى أَلْواحٍ خَشَبيَّة، أَو عَلى حُطَامِ ٱلسَّفينَة، وهكَذَا وصَلُوا إِلى ٱلبَرِّ سَالِمِين.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقتل 8 عناصر وقائد من 'حزب الله” في غرب حلب و3 ضباط من الحرس الثوري الإيراني

 موقع 14 آذار/01 آب/16/أكدت مصادر عراقية ولبنانية مقتل العشرات من الميليشيات الشيعية المقاتلة إلى جانب قوات النظام على جبهات ريف حلب خلال معركة فك الحصار عن حلب. القتلى توزعوا على جبهات السابقية والحوبز والوضيحي والسيرياتيل وتلال أحد ومؤته والمحبة والجمعيات ومدرسة الحكمة وقرية العامرية وكتيبة الصواريخ والبناء الأحمر ومعمل الزيت ومشروع 1070 المشرف على حي الحمدانية وسط حال تخبط وهروب لعشرات العناصر من الحواجز الى داخل المدينة. وقد نشر منشق عن 'حزب الله” وهو شخص له مصادر مقربة من الحزب على صفحته على موقع تويتر خبراً أكد فيه مقتل قائد لـ”حزب الله على جبهة الراشدين غرب حلب مع 3 ضباط من الحرس الثوري الإيراني و8 عناصر لحزب الله”.

 

باسيل يقف على رمال متحركة ستغرقه وفصلنا بات تفصيلا/نعيم عون: 7 آب تحوّل ذكرى لتكريم رموز النظام السوري

المركزية- لم ينه فصل الكوادر الثلاثة زياد عبس، أنطوان نصرالله ونعيم عون من التيار الوطني الحر فصول الأزمة التي يعيشها التيار منذ فترة. ذلك أن الانتخابات التمهيدية التي أجراها التيار أمس، أي بعد أقل من 24 ساعة على صدور قرار فصل الكوادر الثلاثة نهائيا، شهدت مفاجأة من العيار الثقيل فجرها المحازبون المقترعون في دائرة بيروت الأولى، بعدما أعطوا 180 صوتا لعبس المفصول حديثا من الحزب، في نتيجة اعتبرت رسالة يجب أن تقرأ القيادة العونية بين سطورها بتمعن. ماذا يقول "المعارضون" غداة الانتخابات التمهيدية؟ وما هي خطواتهم بعد فصلهم من التيار؟

يجيب عون في حديث لـ"المركزية" معتبرا أن "فصلنا من التيار بات تفصيلا. الأهم يكمن في الانتخابات التي جرت أمس والعبر التي يجب أن يستخلصها التيار. فزياد عبس، على رغم كل الضغوط والفصل، نال 50% من الأصوات. إن كان هذا الواقع لا يستحق المناقشة، فليتركوا الأمور على ما هي عليه".

وشدد على "ضرورة معالجة أساس المشكلة، اي الأسباب التي ادت إلى ما يجري اليوم، وإلا فإن قابل الأيام سيبرهن أن التيار يتجه إلى مزيد من الغرق"، مشيرا إلى أن "أهم ما في الأمر هي الأسباب غير المباشرة التي أدت إلى فصلنا بينها الممارسات والاستنسابية، والنظام الداخلي. اليوم يقف الوزير جبران باسيل على رمال متحركة ستغرقه كلما تحركت". وعن الخطوات المستقبلية للكوادر السابقين، أكد عون أننا لن ننشئ حركة سياسية مستقلة. لكننا نخوض معركة استنهاض الوضع وتصحيحه من الداخل. لذلك، فإن فصلنا لن يعيقنا في نقل أفكارنا، ولا شيء تغير في حياتنا". وتعليقا على صدور الحكم عشية ذكرى 7 آب، اعتبر أن "يوم 7 آب تحوّل من تاريخ لأخذ العبر من الأحداث السابقة وما قاتلنا من أجله، إلى مناسبة لتكريم رموز النظام السوري المخابراتي في التيار، فيما شباب التيار الذين قاتلوا في 7 آب مطرودون، أو على لائحة الطرد أو مهمشون في الداخل. فلمن تقام ذكرى 7 آب؟".

 

"الحوار الماراتوني" ينطلق بتوقعات خفيفة لنتائجه:لا مؤتمر تأسيسياً و"التنازلات ضـرورة لانجاحه"

المركزية- "حوار ماراتوني" بثلاث جلسات متتالية تدق ساعته الصفر اعتباراً من قبل ظهر غدٍ في عين التينة برئاسة "راعيه" الرئيس نبيه بري وحضور كامل اعضائه بإستثناء "القوات اللبنانية" لمحاولة إنتاج "دوحة لبنانية" لسبحة ازمات لا تجد لها حلولاً بدءاً من رئاسة الجمهورية مروراً بقانون الانتخاب وانتهاءً بشكل الحكومة كما بات يُعرف "بالسلّة". وفي حين تتجه الانظار الى ما ستؤول اليه الجلسات الثلاث وما اذا كان اهل السلطة سينجحون في اخراج بلدهم من النفق المُظلم الذي دخله منذ الفراغ الرئاسي بعدما فشلوا في المعالجة داخل المؤسسات الدستورية، وبعدما استبقت بعض القوى السياسية المُشاركة بالحوار مواقفها من المواضيع التي سيُناقشها المتحاورون اما بتأييد "السلّة" ("حزب الله"، "حركة امل") لانها الحلّ النهائي او برفضها ("تيار المستقبل") لانها نسف لصلاحيات المؤسسات الدستورية في انتخاب رئيس الجمهورية واقرار قانون الانتخاب وتسمية رئيس الحكومة، وتحديداً مجلس النواب، هل سيتصاعد الدخان الابيض من عين التينة ايذاناً بتفكيك "جبل الجليد" للازمة بدءاً برئاسة الجمهورية؟ ام ان "كلمة السرّ" كما بات معروفاً تأتي من خارج الحدود؟ "المركزية" استطلعت آراء بعض القوى السياسية المُشاركة في الحوار عن توقّعاتها للنتائج التي سيخرج بها وموقفها من "السلّة" التي ستُطرح.

كرامي: النائب احمد كرامي الذي يُرافق الرئيس نجيب ميقاتي الى جلسات الحوار ايّد "طرح "السلّة"، الا انه تمنّى الا تغرق الجلسات في مناقشات تحديد اولويات مضامينها، والا فلا نتائج متوقّعة"، مشدداً على ضرورة ان "تُقدّم كل الاطراف تنازلات في هذا الشأن".

وقال "رئاسياً، نحن نؤيّد "وعالعميانة" وصول رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، فهو يتمتّع بصفات "ممتازة" لتولّي هذا المنصب، ونحن مع صيغة القانون المختلط الذي تقدّمت به حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، اما في شأن شكل الحكومة فلا عقدة لنا تجاه اي شخصية ستتولى رئاستها، سواء كان الرئيس تمام سلام او الرئيس سعد الحريري او الرئيس فؤاد السنيورة". ولم يستبعد كرامي رداً على سؤال ان "تُحدث الجلسات الثلاث "ثغرة" في جدار الازمة الحالية"، آسفاً لان "لا حلّ لبنانياً الا بعد توافق خارجي".  

ليون: اما عضو تكتل "التغيير والاصلاح" الوزير السابق غابي ليّون فأوضح ان "موقفنا واضح من كل عنصر من عناصر السلّة، فنحن نريد قانون انتخاب منذ زمن ونريد انتخاب الرئيس منذ زمن ايضا، ولا مشكلة لدينا في ان يُطبّق العرف القائل بتولي القوي في بيئته المنصب الذي يمنحه إياه الميثاق".

واشار الى اننا "سنناقش كل جدول الأعمال، وان اعترفوا غداً بالميثاقية والحقوق، نشارك في جلسة الثامن من آب (الجلسة 43 لانتخاب رئيس الجمهورية)، إلا اننا مستمرون في تعطيل عملية تعطيل الميثاق، وهذا حقنا".

موسى: وعلى خط كتلة "التنمية والتحرير"، ذكّر النائب ميشال موسى بان "الرئيس بري قال بالفم الملآن وفي اكثر من مناسبة ان لا "مؤتمر تأسيسياً" وانه مع اتفاق الطائف كلياً، وبالتالي لا قلق في هذا المنحى، فنحن ملتزمون بالطائف".

واشار الى ان "البعض يحاول "التشكيك" بهذا الموضوع وبان الهدف من جلسات الحوار الثلاث الذهاب نحو المؤتمر التأسيسي"، وقال "الطائف هو الذي يحكم العلاقة بين اللبنانيين، فلا داعي للقلق".

واوضح موسى ان "الحوار ملك المتحاورين، لذلك لا يُمكن توقّع نتائجه مسبقاً"، مشدداً على اهمية "الاتصالات الثنائية بين مختلف القوى السياسية المشاركة في الحوار"، معتبراً ان "الخروج بنتائج ايجابية من الجلسات رهن بنيّات المتحاورين وسعيهم لحلّ الازمة التي نتخبّط بها".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 1/8/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

من الثابت القول إن تعلق اللبنانيين بجيشهم الوطني ليس ناجما عن عاطفة فحسب وإنما عن ايمان بأن هذا الجيش حامي الوطن حدودا والاستقرار الأمني داخلا فضلا عن انه نموذج الوحده الوطنية. وفي العيد الواحد والسبعين للجيش أمر اليوم من قائده بمواجهة الارهاب.

وفي السياسة تبدأ غدا جلسات الحوار الوطني التي تمتد لثلاثة ايام بما يؤشر الى أن هذا الحوار سيتناول امكانات اعتماد خطة انقاذية تشمل انتخاب رئيس للجمهورية وقيام حكومة كل لبنان اقرار قانون انتخابات نيابية واجراء هذه الانتخابات.

وعشية الحوار تحركت السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد بين عين التينة واليرزه. ونقل عنها الوزير سجعان قزي انها تساهم في الاتصالات من أجل انتخاب رئيس.

هذا الانتخاب قال عنه المسؤول الايراني علاء الدين بروجردي من بيروت انه لبناني وان على النخب السياسية اللبنانية انجازه.

وفي الخارج تطوران بارزان:

- في سوريا معارك عنيفة في حلب والمعارضة قالت انها بدأت الملحمة الكبرى.

- وفي الكويت وقع وفد الشرعية اليمنية ميثاقا امميا وغادر الى الرياض معلنا ان السابع من هذا الشهر آخر مهلة للانقلابيين للتوقيع.

نبدأ من عيد الجيش وأمر اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

يعود الحوار الوطني غدا يحمل معه عناوين السلة الكاملة يمكن استبدالها الان فقط باقرار النسبية كصيغة انتخابية لانها كفيلة بانتاج سلطة جديدة، من يعرقل الحوار ولا يقبل بالنسبية فليتحمل المسؤولية في تجميد البلد، لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا معيشيا يستطيع اللبنانيون تحمل المزيد من الازمات، ومن هنا فان الحوار غدا مهم جدا لاننا امام آخر اهم الفرص.

راعي الحوار بدا واضحا في رسم معالم الخلوة المرتقبة ودوزنة المعطيات بلقاءات تحضيرية كان من بينها زيارة الرئيس سعد الحريري الى عين التينة امس، وبالانتظار ماذا ستقول الكتل غدا؟ وهل ستقدم طروحات جدية تساهم في ايجاد الحلول؟!او على الاقل في تمديد الاجتماعات الثلاثية لوضع ارضية لبنانية ايجابية.

المعطيات السياسية تفيد بأن كل طرف ذاهب الى الحوار متسلح بمواقفه، ولذلك ترك الرئيس نبيه بري الباب مفتوحا امام تقدير النتائج من صفر الى مئة.

لبنانيا ايضا عيد الجيش يجمع كعادته ولو من دون مظاهر احتفالية فرضت حجبها الظروف السياسية والامنية، لكن المؤسسة العسكرية واضحة النهج والعمل كما بدا في امر اليوم للعماد جان قهوجي فرص الصفوف وشد العزائم وثبت الهمم مؤكدا في حديثه الى العسكريين ان جهودهم ادت الى تقليص اعداد المسلحين الارهابيين وهذا واقع تفيد به المعطيات الميدانية على الحدود الشرقية.

سوريا، فشلت المجموعات ذاتها بغزوة حلب واستعاد الجيش السوري سريعا النقاط التي تقدم اليها المسلحون ليل امس، في ما سجل سقوط طائرة روسية كانت تؤدي مهام انسانية فوق الشمال السوري.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

للسنة الثانية على التوالي، يطل الأول من آب مكسوفا حيال الثاني منه... الأول من آب عيد الجيش... الثاني من آب ذكرى معركة عرسال... ومأساة اغتصاب السيادة... وفضيحة أسر الجنود الأبطال، وكارثة استمرار الأسر، ولا من يحرر أو يتحرر... وللسنة الثانية، يطل الأول من آب مكسوفا أيضا حيال السيوف... تغيب في أغمدتها، بينما يحضر التمديد للأسرى... كما لقيادات الجيش... حتى صار العامود الفقري لاستقرارنا، أسير مزاج وزير واحد، كأنه كاريكاتور لميني إردوغان... إذا أفاق صباح ذات يوم مزعوجا، طير القيادة وعزلها... وإذا أفاق ممجوجا أبقاها وأمدها... هي مأساة أخرى من مآسي الوطن وأسر آخر من نكبات أسره... يعودان إلى البال في الأول من آب... ويحضران في وجع أهالي الجنود غدا... وينتظر أن يظلا جاثمين على صدر الجيش والوطن حتى آخر آب... حتى تبيان الأصيل من الوكيل، والقانوني من اللاقانوني، والشرعية الدستورية والميثاقية من مزاجية وزير واستنسابيته... مأساة 2 آب 2014 في عرسال، بكل فضائحها وتداعياتها، يتطلع اللبنانيون إلى تخطيها بدءا من 2 آب 2016، عل خلوة الحوار تكون مدخلا لإنهاء خواء الفراغ... وتصير طاولة عين التينة، مخرزا في عين الإرهاب والترهيب ... فتقوم دولة القانون والأقوياء ... لا دولة الأشباح والأشباه ... هل تحمل خلوة 2 آب الخلاص؟ الجواب في هذا الحوار المتلفز، بين حزب الله وتيار المستقبل، ضمن نشرة الـOTV.

* قدمة نشرة أخبار "المنار"

في الميدان يحيي الجيشان التوأمان عيد التاسيس في الاول من آب.. واحد وسبعون عاما، والعسكري اللبناني الى جانب نظيره السوري في خندق المواجهات.. وحدة المصير والمسار، والاعداء والاصدقاء.. من مواجهة العدو الصهيوني، الى ربيبه التكفيري وكل المتربصين بالامة شرا وهوانا..

في مثل هذه الايام من حرب الالفين وستة كانا مع اللبنانيين والمقاومين في خندق واحد ضد العدوان الصهيوني.. واليوم يقفان مع اللبنانيين والسوريين وكل الاحرار بوجه العدو التكفيري، واخطر المشاريع التي يراد لها ضرب الامة بعقديتها وابنائها بل وبقائها..

وللمفارقة، فان من وقف بوجه الجيشين والحلفاء في عدوان تموز، هم انفسهم الواقفون اليوم مع التكفيري دعما وغطاء وتبريرات.. فلا ينتظرن احد الدعم للجيش اللبناني ممن صالح عدوه الصهيوني، وغرق معه من حيفا الى ايلات، ودعم ذباح جنوده اي الارهاب التكفيري.

فبدل تلهي البعض بالمعايدات الفارغة والخطابات التي تخالف تاريخهم مع الجيش اللبناني وشهدائه، فان افضل هدية يقدمونها للجيش في عيده، اعادة قراءتهم الاستراتيجية تجاه الاصدقاء والاعداء، والكف عن المكابرة والرهان، والسماح للسلاح بالوصول الى الزناد القوي القادر حتما على حسم المعركة، كما حسمها ذات آب، جيش وشعب ومقاومة انجزوا النصر في غير ساح..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ساعات قليلة فاصلة عن ثلاثية الحوار التي تبدأ في عين التينة، وان كانت مسبوقة بوابل من زخات الكلام السياسي التصعيدي، الذي اطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قاطعا الطريق على امكانية تحقيق اي اختراق في ملف الازمة الرئاسية، من خلال تجاهل الاستحقاق، وعبر هجوم مكرر على المملكة العربية السعودية، وذلك في سياق التاكيد على استمرار حزب الله بربط الشغور الرائاسي بالاجندة الايرانية. هذه الأجندةُ الغارقة في الحريق السوري، وفي زرع الفتن على امتداد الساحات العربية ان في العراق او البحرين وصولا الى اليمن.

وفي ترجمة عملانية لكلمة السر الايرانية التي تزرع العوائق امام الاستحقاق الرئاسي، وتدعو الى الضحك في الوقت نفسه، ما قاله رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، من بيروت، إن السياسة الثابتة لبلاده، تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ومنها لبنان، على حد تعبيره.

في تداعيات الفراغ الرئاسي، الغاء احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرجين للمرة الثالثة، وسط تاكيد للرئيس سعد الحريري في عيد الجيش، ان الجيش يتقدم صفوف الدفاع عن المصير الوطني، وتضحيات ابنائه علامة فارقة في تاريخ لبنان وعنوان لانتصار اللبنانيين على كل الفتن، مؤكدا أننا جميعا ظهير للجيش في مواجهة الارهاب والتطرف ومشاريع الخروج عن الدولة والقانون وحماية السلم الأهلي.

الرئيس الحريري تراس مساء اجتماع استثنائيا لكتلة المستقبل لبحث التطورات الداخلية عشية انعقاد جلسات الحوار الوطني.

وعلى الرغم من الاهتمام المحلي بذكرى عيد الجيش والحوار المرتقب غدا، فان الميدان السوري وما يشهده من تطورات متلاحقة دفعته الى الواجهة مع اعلان المعارضة سيطرتها على المزيد من المناطق جنوب غربي حلب. كما سُجل سقوط مروحية عسكرية روسية في إدلب ومقتل طاقمها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

كيفن مثلج لن يكمل الكولوني في احد المنتجعات البحرية، ولن يعود مع رفاقه التلاميذ الى معهد مار يوسف للاباء الكبوشيين الى المدرسة الشهر المقبل.

كيفن مثلج ابن الستة اعوام، كان يفرح مع رفاقه في الكولوني، واليوم كان البرنامج ان يذهبوا الى احد المجمعات البحرية في البترون، لكن لحظة سوداء خطفته من الحياة، فانتشل من الـ "بسين" ولم يصل الى المستشفى الا جثة هامدة.

خبر صاعق نزل على الجميع، طفل في عمر الورود يخطفه الموت غرقا، كيف يغرق ابن الستة اعوام، هنا تطرح مسألة السلامة العامة سواء لدى المجمعات البحرية او لدى القيمين على مخيمات الترفيه، وبالتأكيد سيكون هناك تحقيق حول ظروف وفاة الطفل كيفن مثلج، ولكن بعد ماذا؟ بعدما فقدته عائلته وهي التي جهدت لتوفير اللهو والسعادة لابنها فكانت النتيجة مأساة.

سياسيا كان التركيز اليوم على الاول من اب عيد الجيش، لكن لا احتفال ولا سيوف ولا تخرج بل ان الفراغ لم تسلم منه المناسبة اما غداً فيوم اخر، اذ تبدأ الثلاثية الحوارية للرئيس نبيه بري وتنتهي الخميس المقبل ببيان يحفظ ماء وجه المتحاورين.

اما حزبيا فان الانتخابات التمهيدية للتيار الوطني الحر اوجدت معادلات جديدة واظهرت ان التباينات في التيار اكبر من ان يتم القفز فوقها وان حاول البعض التخفيف منها واعتبارها حيوية ديمقراطية، لكن الانتخابات اثبتت ان التيار يمر في مخاض عسير، وان الصراع يبدو واضحا بين من يعتبرون انفسهم مناضلين قدامى وبين من يعتبرون جددا في التيار، والواضح ان العماد عون يراقب ما يجري تمهيدا ربما لقول الكلمة الفصل في الوقت المناسب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أم تي في"

عشية ثلاثية الحوار الوطني يأتي عيد الجيش المؤسسة الوحيدة الباقية التي تذكر بالدولة وهيبتها ،ليذكر المتحاورين انهم وعندما يرغبون يمكنهم ان يوسعوا بقعة السيادة بحيث لا تقتصر على المؤسسة العسكرية بل تتعداها لانتخاب رئيس واعداد قانون انتخاب بما يعيد الى الدولة هرميتها ويكسبها المناعة حيال براكين الاقاليم .

وما لم يقم المتحاورون بهذا الواجب او بعضهم المعطل على الاقل فان ذلك يشكل اخبارا بانهم يتآمرون على الدولة والكيان.

فبدلا من البحث عن تسويات ناسفة للطائف، الاحرى بالمتحاورين اعادة الاعتبار اليه وتطبيقه ولا يتحججنا احد بالخارج، فالعرب والغرب يرجوننا بان نسرق اللحظة الاقليمية السانحة لانتخاب رئيس، وكذلك بروجردي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية الايرانية يجزم بان طهران لا تتدخل بالشأن اللبناني وحزب الله سيد خياراته ونحن نصدقه.

والمرشحان الرئاسيان هما من صلب الثامن من اذار فنحن امام انقلاب على الحوار الاجابة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

إنتهى لهو الصيف وبدأ لعب الطاولة وغدا ثلاثية الحوار في عين التينة حمالة "السلال"

ثلاثية تعقب رباعيات وثنائيات وطاولات وكراسي بلا رجال أو بأقل تقدير بظلال سياسية لا تملك حق الخيار وتروح وتجىء من سلة انتخابية إلى سلة مالية غدا تعوم الطاولة على بقع سياسية من لف إلى دوران حتى إننا اضْطررنا أن نصدق ولمرة وحيدة الرئيس فؤاد السنيورة وليغفر الله خطايانا. فثلاثية الحوار يقول السنيوروة لم نعدْ نعرفْ جدول أعمالها وإذا كان المطلوب أن نعالج دفعة واحدة ملفات رئاسة الجمهورية ورئاسىة الحكومة وطبيعتها وقانون الانتخاب فهذا يشكل تعديا على الدستور هذا الموقف يشابه ما أعلنه نائب رئيس المجلس فريد مكاري الذي تحدث إلى الجديد اليوم عن سلة متكاملة وجدت لتعرقل حيث دخلت الموازنة إلى جدول الأعمال مع عرض لاتفاقيات النفط تشعبت الملفات والمطلوب قانون واحد يكون من صنع مجلس النواب ويضمن إجراء انتخابات نيابية عادلة وفق صيغة نسبية ما عدا ذلك فإن الطاولة ليس لها مفعول العلاج ولا تتعدى وخزة مخدرة أما إذا أراد أقطاب الحكم التوافق على القانون فلن يكون ذلك بمثابة المعجزة فهذه قضية النفط قبعت في الأدراج أربع سنوات ولما التقى الرئيس نبيه بري الوزير جبران باسيل في عين التينة حلت العقدة وتوزعت البلوكات فعلام مراكمة الملفات على طاولة الحوار ما دامت تحل بالتراضي ؟ والطاولة ستجد نفسها غدا أمام عدم إطلاع الرئيس نبيه بري على المستجدات كما قال وللإطلاع فإن قناة الجديد سوف تساهم في نشر المعرفة وفي تزويد الرئيس " المغيب" وقائع يعرفها عن ظهر يخبت وعبر " ملحق " من حواضر بيته والتفاصيل في سياق النشرة

 

غياب الاحتفالات بعيد الجيش اللبناني للعام الثالث مع استمرار الفراغ الرئاسي

بيروت – «السياسة»:02 آب/16غابت، أمس، الاحتفالات الرسمية للعام الثالث على التوالي بعيد الجيش الـ71 في ظل الشغور الرئاسي وعدم انتخاب رئيس للجمهورية، بسبب مقاطعة نواب «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» جلسات الانتخاب، مشترطين انتخاب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية لحضور جلسة انتخاب وهو ما ترفضه قوى «14 آذار»، ما يُبقي الفراغ الرئاسي قائماً.وجدد قائد الجيش العماد جان قهوجي قسم الدفاع عن لبنان وحماية حدوده وثرواته، مشيداً بتضحيات العسكريين وشجاعتهم في مواجهة الموجات التكفيرية الإرهابية، ما منع انزلاق الوطن إلى المجهول.

وشدد على أن المواجهة الفاعلة للإرهاب الذي بات خطراً عالمياً شاملاً، إنما تتطلب ستراتيجية شاملة تأخذ في الاعتبار تنسيق الجهود الأمنية الدولية ونشر الوعي الثقافي بين سائر الشعوب ومعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية الشائكة، إلا أن الجهد الأمني الوطني يبقى أساسياً في تلك المواجهة.

من جهته، قال رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري «كلنا ظهير للجيش في مواجهة الإرهاب والتطرف ومشاريع الخروج عن الدولة والقانون وحماية السلم الأهلي»، مؤكداً أن الدعوة لحصرية السلاح بيد الجيش والمؤسسات الشرعية ستبقى العنوان الأساس لقوة الدولة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

من ناحيته، قال الرئيس ميشال سليمان إن «إذا كان الأول من (أغسطس) محطة لتكريم الجيش اللبناني، فأنا كقائد سابق لهذا الجيش، أتبنى مقولة غالبية اللبنانيين في كل أيام السنة الأمن لك والسلاح لك». وفي هذا السياق، توجه وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي لمناسبة عيد الجيش، بالتهنئة من العماد قهوجي ومن الضباط والرتباء والأفراد على الجهد الذي يبذلون لحماية الأمن والاستقرار. وقال ريفي «إن يوم الجيش هو يوم التأكيد على حصرية السلاح بيد الدولة التي وحدها المسؤولة عن حماية الحدود، فالسلاح غير الشرعي مرفوض، ووحدها بندقية الجيش والقوى الأمنية الشرعية، قادرة على حماية اللبنانيين وعلى حفظ سيادة لبنان»، مطالباً بأن تكون قضية استرجاع العسكريين المخطوفين في طليعة الأولويات. وفي عيد الجيش، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «بدل التلهي بالمعايدات الفارغة، أفضل هدية نقدمها للجيش في عيده هي إعادة القرار الاستراتيجي والعسكري والأمني إليه كاملاً». إلى ذلك، وعشية انطلاق ثلاثية الحوار في قصر «عين التينة» اليوم وعلى مدى ثلاثة أيام، برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وسط إجماع على عدم توقع خروج هذه الثلاثية بنتائج إيجابية تخرج البلد من أزمته وتحدث خرقاً في الجدار الرئاسي المسدود منذ سنتين وشهرين، وجّهت 141 شخصية سياسية وناشطة في الشأن العام رسالة مفتوحة تحت عنوان «العريضة الوطنية لحماية الدستور والطائف» إلى هيئة الحوار الوطني. وحذرت الشخصيات في الرسالة من إلغاء اتفاق الطائف وتعديل الدستور، ومن مؤتمر تأسيسي جديد لصيغة العيش اللبناني المشترك، مشيرة إلى «أن المحركين الأساسيين لهذا المسعى المجنون، إنما يريدون تفصيل شيء على قياسهم وقبل فوات الأوان، مستغلين موازين قوى ظاهرية وعابرة يرون أنها لمصلحتهم ويتبعهم آخرون أضاعوا بوصلة المعنى الذي قام عليه لبنان، وهو قوة التوازن وليس ميزان القوى المتغيرة».

 

قهوجي عرض مع السفيرة الأميركية الأوضاع والمساعدات للجيش

الإثنين 01 آب 2016/وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، السفيرة الأميركية في لبنان السيدة إليزابيت ريتشارد، التي هنأته بمناسبة عيد الجيش، وبحثت معه الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والمساعدات الأميركية المرتقبة للجيش اللبناني في المرحلة المقبلة.

 

بري استقبل ريتشارد وزايد واتصل بقهوجي مهنئا

الإثنين 01 آب 2016/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد، وعرض معها التطورات الراهنة.

سفير مصر

ثم استقبل السفير المصري في لبنان الدكتور محمد بدرالدين زايد الذي قال بعد اللقاء: "اطلعت من دولة الرئيس على الجهود والتحضيرات من أجل جولة الحوار الموسع او اللقاء الموسع المهم الذي سيبدأ غدا لمدة ثلاثة ايام. ونحن نقدر مع دولته اهمية ان تسفر هذه الجهود والاجتماعات عن النجاح او تغيير الوضع الصعب القائم. وتطرق الحديث ايضا الى الاوضاع الاقليمية وانعكاساتها على كل الدول العربية ولبنان بشكل خاص".

مبعوث الماني

والتقى بري المبعوث الالماني الخاص اندرياس كروغر والسفير الالماني مارتن هوت، وجرى عرض للاوضاع في لبنان والمنطقة.

اتصالات

وأجرى اتصالا هاتفيا بقائد الجيش العماد جان قهوجي مهنئا بعيد الجيش، ومنوها بالدور الذي يقوم به لحماية أمن لبنان واستقراره ومحاربة الجماعات الارهابية. كذلك اتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس معزيا بوفاة شقيقه عمر ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني المناضل تيسير قبعة. وأبرق الى رئيس البوندستاغ الالماني لامرت نوربرت مستنكرا ومعزيا بضحايا الهجوم الارهابي الذي استهدف ميونيخ.

 

أبو جمرة لـ«السياسة»: لا يجوز انتخاب عون رئيساً لأنه لن يحترم الدستور

بيروت – «السياسة»/02 آب/16/وصف نائب رئيس الحكومة الأسبق رئيس «اللقاء الوطني المستقل» اللواء عصام أبو جمرة، ما يجري داخل «التيار الوطني الحر» بالعملية المزدوجة، بقصد الهيمنة والتسلط على مقدرات التيار وقواعده الشعبية. وكشف أبو جمرة في تصريح «السياسة»، أنّه في نظام التيار الأساسي كان هناك سعي جدي، كي يكون أكثر ديمقراطية، وهذه الديمقراطية تنبثق عنها قيادة تتمتع بالنزاهة والشفافية، يمكن أن تساهم بترفيع قيادة سياسية، تتولى الوصول بجمهور التيار إلى بر الأمان، لكن عند التنفيذ تبدلت الأمور، خاصة لما قرر رئيس التيار العماد ميشال عون، نقل الرئاسة إلى صهره لأسباب إدارية، ومالية، وعائلية ومعنوية. وهذا من أسباب الخلاف معه سنة 2008. وذكر بمشكلتين كانتا وما زالتا تواجهان عون، الأولى هي الصراع بين ابن أخيه وابن شقيقته وصهره، والثانية هي التقيد بالنظام واحترام الدستور، لأنّ المشكلة عند عون عدم احترامه للدستور. وأشار أبو جمرة، إلى أنّ هذه المشكلة من الأسباب التي تجعله يعارض انتحاب عون رئيساً للجمهورية، لأنه لن يتقيد بالدستور وسيعطل الدولة، كما عطّل المجلس النيابي منذ سنتين،فهذا هو عون ولن يتغير. وأضاف «يبدو أنّ هذه الطريقة تناسب إيران وحزب الله، ومن أجل ذلك يتمسكان به». وفي ما خصّ جلسات الحوار التي ستبدأ اليوم قال «أنا ضد الحوار من الأساس، لأنه مخالف للدستور، الحوار يجب أن ينبثق عن هيئة رسمية ذات سلطة، وهذه الهيئة ليست موجودة في غياب رئيس الجمهورية، فمن مرتكزات الحوار، وجود رئيس جمهورية فاعل وفقاً للدستور، لأنه الوحيد الذي يحمي الدستور». وعن مواصفات رئيس الجمهورية المقبل، تمنى أبو جمرة أن يكون الرئيس من خارج فريقي «8 و14 آذار» في هذه المرحلة بالتحديد، لأنّ انتخابه من هذا الفريق أو من ذاك لن يريح لبنان.

 

انتخابات الحر تظهر اتساع حلقة الاحتجاج ضد باسيل

شادي علاء الدين/العرب/02 آب/16/بيروت - عكست نتائج الانتخابات التمهيدية للتيار الوطني الحر رفضا لخيارات رئيسه الوزير جبران باسيل. وأظهرت نتائج الانتخابات فوز المرشحين المناوئين لباسيل ومنها حصول القيادي المفصول من التيار زياد عبس على نسبة عالية من الأصوات. كما طرحت نتائج الانتخابات مسألة التمثيل المسيحي للتيار العوني ووضعتها قيد الاختبار الجدي، بعد فشل قيادة التيار في فرض خياراتها السياسية على محازبي الحزب والمنتمين إلى صفوفه. وجرت الانتخابات مؤخرا على أساس صوت واحد لكل ناخب وأعلنت قيادة التيار أن نسبة الاقتراع بلغت 70.65 بالمئة وجاءت أبرز نتائجها على الشكل التالي: فقد حصل القيادي المفصول زياد عبس على 180صوتا في الأشرفية تم إلغاؤها في مقابل 184صوتا للوزير السابق نقولا صحناوي. وحصل آلان عون على 450 صوتا في بعبدا مقابل 163صوتا لناجي غاريوس، وفي المتن حصل إبراهيم كنعان على 484 صوتاً، مقابل 213 للمرشح طنوس حبيقة. وأظهرت نتائج الكورة حصول المرشح جورج عطالله على 148 صوتا، في حين نال المرشح انطونيوس ناصيف على 37 صوتاً. وتمخضت انتخابات عكار عن حصول جيمي جبور على 356 صوتا تلاه أسعد درغام بـ 212 صوتاً وزياد بيطار بـ169 صوتاً، وفي كسروان فاز أنطوان عطالله وفي الشوف حصل غسان عطالله على 153 صوتا، في حين حصل غياث بستاني على 103 أصوات، وماريو عون على 90 صوتا. وقال النائب رياض رحال في تصريحات لـ”العرب” إن الانتخابات التمهيدية للتيار تدحض مقولة أنه الحزب الأكبر مسيحيا. وعلق رحال على حصول القيادي المفصول من التيار زياد عبس على نسبة عالية من الأصوات قائلا “هذا أكبر احتجاج على منطق جبران باسيل وهو مؤشر واضح على أن التيار ليس بخير”.

 

توقيف نجل أمير «فتح الإسلام»

بيروت – «السياسة»:02 آب/16/في ظل توقعات باستسلام المزيد من العناصر التابعة للشيخ الموقوف أحمد الأسير من داخل مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين، نتيجة للاتصالات المستمرة بين الجيش والقيادات الفلسطينية، أوقفت مخابرات الجيش في الجنوب الفلسطيني محمود عوض وهو نجل «فتح الإسلام» عبد الرحمن عوض الذي كان قتله الجيش في البقاع قبل سنوات، وذلك بتهمة الانتماءات إلى مجموعات إرهابية. وفي سياق أمني، أصيب شخص خلال مداهمة نفذها الجيش، أمس، لمنازل مطلوبين من آل جعفر في بلدة دار الواسعة في البقاع. وأفادت المعلومات أن أحد الأشخاص من آل جعفر أطلق النار على الدورية، فرد الجيش على مصدر النار ما لأدى لوقوع اشتباكات أسفرت عن إصابة سمير جعفر، فيما صادرت عناصر الدورية عدداً من السيارات المسروقة والسلاح. كما أوقف الجيش اللبناني خلال عمليات الدهم التي نفذها في عرسال ثمانية مشبوهين بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية، حيث يتم التحقيق معهم، كذلك تم دهم منزل حسن الحجيري الملقب بـ«الحلاق»، المتهم بقتل خالد الحجيري الملقب بـ«الطنوس»

 

جعجع دعا إلى استعجال إنتخاب الجنرال: لو لم نتحرّك لكان عون مشى بفرنجية

النهار/2 آب 2016/في لقاء صحافي في معراب امس شاركت فيه "النهار" لاحظ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع تدهور الامور في المنطقة.ولفت الى ان المشاكل الكبيرة في لبنان مرتبطة بالانتخابات الرئاسية لكن مختلف الاطراف متفقون على الاستقرار الداخلي. وقال: "ليس لدينا ذرة شك في ان إيران و"حزب الله" لا يريدان إجراء انتخابات رئاسية وأزيد من عندي أنهما لا يريدان العماد عون. ولو فرضنا أننا لا نريد أن نفعل شيئا وإذا قيل لي ان هناك أفقا بعد سنة فسننتظر. لكن احدا لا يستطيع القول ان الوضع الراهن لن يبقى على ما هو عليه سنة او سنتين او ثلاثا أو اربع سنوات. وبالتالي ان هذا الواقع يدخلنا في دائرة الخطر المتمثل بالتعب حتى الانحلال. لقد مضى على ما نحن عليه سنتان و4 أشهر. وإذا استمررنا على ما نحن فيه سنة إضافية فأنا لا أعرف ماذا سيصير عليه الوضع". ودعا الى "إحداث خرق في موضوع رئاسة الجمهورية ولو كانت المحاولة غير مضمونة. "وشدد على ان الضمان إذا ما أنتخب عون موجود في الدستور. ولم ير حلا آخر غير انتخاب عون وأن النائب وليد جنبلاط " لديه التحليل نفسه. "وإذ رأى ان الرئيس سعد الحريري "ليس ملزما ولا يمكن أن يطلب منه أن يصوّت لعون في الانتخابات الرئاسية "قال "ان المسؤولية تقع على عاتق "حزب الله". علينا جميعا أن نضحي وهذا ما طرحته على الحريري الذي كان مستمعا كل الوقت لكن كانت لديه علامات استفهام كبيرة جدا.وفي أسوأ الحالات وكان عون مثل إميل لحود فإن الاخير لم يستطع ان يفعل الكثير على رغم انه كان لديه 4 وزراء. "ووصف خيار انتخاب غير عون بأنه "اقتراح غير جدي". أضاف: "نحن لسنا مع أي مرشح ثالث وهذه من نقاط الخلاف مع "المستقبل". وبدلا من الذهاب الى الوكيل فلنذهب الى الاصيل. لقد طرح عليّ الرئيس الحريري أن يسحب ترشيح النائب سليمان فرنجية، وان أسحب أنا ترشيح العماد عون فرفضت لأن ذلك سيأخذنا الى الفراغ أكثر فأكثر. "ووصف العماد عون بأنه "براغماتي وهو مرشح نفسه وليس مرشح غيره. وقد مضى على ترشيحي له 6 أشهر ولن أفكر في غيره. لقد كانت لدينا مشكلة تاريخية مع العماد عون وعالجناها في ورقة التفاهم بمعزل عن الانتخابات الرئاسية. وعندما رشّح الحريري فرنجية وقام الرئيس هولاند بالاتصال بالاخير تحركنا، ولو تأخرنا في التحرّك لكان عون مشى بفرنجية وكنا جهزنا حقائبنا للسفر. علما أن الحريري كان سائرا في ترشيح عون لكن السعودية أيام وزير الخارجية الاسبق سعود الفيصل وقفت ضد عون والتقى معظم القيادات اللبنانية لهذه الغاية فاضطر الحريري الى التراجع وكان بيني وبين الحريري في ذلك الوقت لقاء استمر 7 ساعات". وردا على سؤال قال" ان الحريري في لقائه الاخير معه سأله هل تضمن عون؟" وأعاد الى الاذهان مواقف عون من "حزب الله" قبل عام 2005. واوضح ان القرارات المطلوبة ستتخذ في حال وصل عون الى قصر بعبدا. وأعطى مثل قانون العقوبات المصرفية الاميركية الذي طبّقه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ودعا الى استعادة عون من "حزب الله". وقال ان السعودية الان في مكان آخر وخارج موضوع الرئاسة لانشغالها بحرب اليمن. وركز على أهمية الاستعجال في إنتخاب عون. ولمح الى إمكان لبننة الاستحقاق الرئاسي و"الوضع معقد يتطلب حلا معقّدا".

ووصف الرئيس بري بأنه ذكي جدا ولا يأخذ مواقف متسرعة. وأبدى رفضه لما يطرح من سلة متكاملة في الحوار النيابي".

 

حوار الضرورة: بلبلة رئاسية تصفير عدّادات ولا معطيات جديدة

هدى شديد/النهار/2 آب 2016

تنعقد طاولة الحوار في خلوة الأيام الثلاثة، وقد تمتدّ جلساتها من الظهر الى المساء، انطلاقاً من مسار النقاشات ومواقف المتحاورين، مع العلم أن الحكومة حدّدت اجتماعها الأسبوعي بعد ظهر هذا الخميس لمتابعة البحث في مواضيع متبقية من جدول أعمالها السابق، إضافة الى عدد من البنود الإضافية.

عشية هذه الجلسات الحوارية، يمكن اختصار مواقف غالبية الأطراف بعدم وجود معطيات جديدة قد تخرج الحوار من عنق زجاجة رئاسة الجمهورية أو قانون الانتخاب. ويبدو واضحاً تراجع المناخ التفاؤلي الذي كان ساد جراء المساعي الضمنية التي نشطت لفتح ثغرة في جدار الأزمة من باب التوافق على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وصولاً الى بقية ملفات السلة المطروحة على جدول أعمال المتحاورين. حتى قانون الانتخاب، ورغم كل محاولات التوفيق بين آخر طرحيْن بقيا من الغربلة التي تمت في اللجان المشتركة، أي مشروع الرئيس بري (٦٤ نسبي و٦٤ أكثري) والمشروع المختلط الذي توافق عليه قوى وأحزاب ١٤ آذار مع الحزب التقدمي الاشتراكي (أي ٦٠ نسبي و٦٨ أكثري)، فإن المواقف المتناقضة ما زالت على حالها. وإذا كانت نتيجة كل جلسات الحوار منذ بدئه صفرا، فما الذي يمكن ان يرفعها فجأة الى مئة في المئة وفق حسابات راعي الطاولة رئيس المجلس نبيه بري؟ وحده الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية يمكن أن يفتح الباب على الحل الشامل، وصولاً الى قانون الانتخاب وتركيبة الحكومة المقبلة وحتى بيانها الوزاري. ولكن وفق آخر المعطيات، إن الرئيس سعد الحريري الذي زار الرئيس بري بعد النائب سليمان فرنجية، أبلغه أنه "ثابت على موقفه وتحالفاته ولا يقوّلني أحد ما لم أقله"، وفق تعبير مصادر مطلعة. وعلم أن هذه المعطيات بين عين التينة و"بيت الوسط" كانت مدار متابعة عند الرابعة بعد ظهر أمس خلال زيارة مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري لمعاون الرئيس بري وزير المال علي حسن خليل. وفي الوقت نفسه كان الحريري يترأس الاجتماع الاستثنائي لكتلة "المستقبل" والذي استعاضت به عن اجتماعها الاسبوعي عشية الحوار، وذلك لتنسيق مواقف أعضائها بعدما انقسمت الآراء داخلها بين من سوق لمبادرة ترشيح العماد ميشال عون من الرئيس الحريري مع تفاهم على سلة ضمانات، ومن دحض كل هذه الاقاويل والمعطيات لزملاء له في الكتلة، واصفاً إياها بالتحليلات والتمنيات. والاجتماع الذي طال نحو أربع ساعات أفضى الى حمل موقف علني واحد الى طاولة الحوار، وهو وفق ما علمت "النهار" يختصر بأن الكتلة تذهب الى الحوار بكل انفتاح وإيجابية للبحث ببنديْ الرئاسة وقانون الانتخاب، والاولوية لديها هي انتخاب رئيس للجمهورية من دون الخوض باسم مرشح، مع العلم أن مرشحها ما زال النائب فرنجية.

وعلم أن فرنجية الذي زار عين التينة لاستطلاع حقيقة وجود قطبة مخفية في الملف الرئاسي، وبعدما تبين له أن الأمور على حالها، حسم موقفه عشية الحوار بإعلانه من عين التينة أنه مستمر بترشحه. ورفض رفيقه على طاولة الحوار الوزير السابق يوسف سعاده "أن يضيف شيئاً على ما أعلنه النائب فرنجية"، إلا أنه أكد لـ"النهار" التعامل "بإيجابية مع كل مبادرة يطرحها الرئيس بري لأنه الوحيد القادر على إيجاد مخارج للأزمات". ويقول سعاده: "نحن منفتحون على مناقشة كل الأمور بإيجابية. أما الموقف من الرئاسة فما قاله سليمان بك في عين التينة كافٍ".

في موازاة هذه البلبلة، ما زال "التيار الوطني الحر" يشيع أجواء تفاؤلية عن قرب نضج التوافق على ترشيح العماد عون، مع سلّة متكاملة من الضمانات التي ما زال العمل جارياً على بلورة الاتفاق في شأن تفاصيلها، وذلك تحت سقف تطبيق اتفاق الطائف. وتقول اوساط "التيار" إن "القرار اتخذ بأن لا رئاسة إلا مع العماد عون، والتراجع الذي لوحظ ليس إلا بتوقيت الحل الذي لا بد ان يكتمل بنتيجة الحوار الذي سيستمرّ الى ان يتحقق". ووفق هذه الأوساط "ان موقف رئيس تيار المردة لم يكن سلبياً، بل ربط موقفه بالإجماع الذي سيُترجٓم لاحقاً بتأييد كل من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط".

لكن أوساط النائب جنبلاط تشير الى أن لا معطيات جديدة طرأت على مشهد الانسداد الرئاسي، والإجماع الذي تحدث عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لم يتحقّق بعد، بل إنه تراجع، ولا سيما بعد الموقف الاخير للنائب فرنجية.

الى ذلك، تكشف مصادر 8 آذار أن أي تطورات إيجابية لم تطرأ على المشهد الداخلي المأزوم، لا في الرئاسة ولا في قانون الانتخاب. والحوار الذي يعود الى الدوران في جدول أعماله المفرغ من أي معطيات داخلية او إقليمية جديدة، سيضع الجميع أمام اختبار مدى تمسّكهم بالحوار، إطارا جامعا يحمي الوحدة الداخلية ويحصّن الأمن والاستقرار، الى أن يحين موعد الحلّ الشامل بانتخاب رئيس للجمهورية وبإعادة إحياء المؤسسات الدستورية. ولا تستبعد هذه المصادر أن تستمر هذه الدوامة حتى يحين موعد الانتخابات النيابية التي يتوقع ان تجرى على أساس قانون الستين بصيغته المعدلة في اتفاق الدوحة، في ظل عدم التوافق على قانون انتخاب جديد. وتذهب هذه المصادر في قراءتها الواقعية الى حد التشاؤم بإمكان الوصول الى انتخاب رئيس جديد، فيقع البلد مرة جديدة بفراغ شامل من رئاسة الجمهورية الى مجلس نيابي معطل، الى حكومة تصبح حكماً حكومة تصريف أعمال.

وفي مقابل كل هذا الانسداد، يتمسّك جميع الأطراف باستمرار الحوار بمعزل عن إنتاجيته، لكونه المكان الوحيد الذي يكسر حدة الاصطفافات والخطابات ويقطع الطريق على لعبة الشارع. أما لماذا حول الى خلوة بجلسات متتالية ما دام ليس في الأفق بصيص حل، فيذكر الجميع بأن هذا الطرح لم يأتِ من بري، بل اقترحه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بهدف وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وهو من أول المتمسكين بالحفاظ على الحوار سبيلاً أول وأخيرا للحل. وفي الخلاصة، يأتي اليوم جميع الأفرقاء الى الطاولة بعدما صفّروا عدّاداتهم ليبدأوا جولة حوارية جديدة من دون مواقف مسبقة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري استقبل جنبلاط وعرض معه اخر التطورات

الإثنين 01 آب 2016 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الصحة وائل أبو فاعور، في حضور النائب السابق غطاس خوري، وجرى عرض للأوضاع العامة وآخر التطورات. ثم التقى الرئيس الحريري رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين واطلع منه على أوضاع البلدية والمهمات التي تقوم بها.

 

اكاليل من الزهر على نصب شهداء اليونيفيل الايرلنديين في تبنين

الإثنين 01 آب 2016 /وطنية - تبنين - وضع قائد اللواء الاول في الجيش الايرلندي الجنرال فيليب برانن، ترافقه زوجة قائد قوات الطوارىء الدولية الجنرال مايكل بيري ووفد من الضباط والمدنيين بينهم قائد الفرقة الايرلندية السابقة المقدم ستيف راين، اكليلا من الزهر على نصب الشهداء الايرلنديين من قوات "اليونيفيل" في بلدة تبنين. وقدمت بلدية تبنين اكليلا آخر وضعه عضو البلدية محمد حمود، الذي شكر الوفد على حضوره لبلدة تبنين في هذه المناسبة. بدوره، شكر الجنرال برانن الحضور من فاعليات بلدية واختيارية وضباط وعسكريين وامنيين. كما قدمت فتيات من "ميتم تبنين" باقة من الزهر الى زوجة قائد قوات "اليونيفيل".

 

الجيش يرد على قصف داعش لمواقعه في رأس بعلبك

الإثنين 01 آب 2016 /وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك وسام درويش ان مراكز الجيش في رأس بعلبك تتعرض لقذائف الهاون مصدرها مراكزمسلحي تنظيم "داعش" في الجرود الشرقية والجيش يرد بقوة.

 

مستشار ترامب اللبناني الدكتور وليد فارس  حذر الفرنسيين ولكن!!

ليبانون ديبايت - جواد الصايغ/01 آب/16/بعد ايام قليلة على قيام عادل كرميش ورفيقه عبد الملك بيتيتجين بذبح الكاهن جاك هامل في نورماندي بفرنسا، نشر تنظيم داعش شريطا مصورا لبيتيتجين توعد فيه بتدمير فرنسا. وتوجه بيتيتجين الذي عمل في السابق بدوام كامل في مطار «شامبيري»، الذي يستخدمه أكثر من 250 ألف مسافر، إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس قائلا "ستعانيان كما يعاني إخواننا وأخواتنا. نحن سندمر بلدكم احملوا سكينًا يا اخواننا، هاجموهم، اقتلوهم بشكل جماعي". حالة الرعب التي تعيشها فرنسا من جراء إستهداف الجماعات الإرهابية لها، تزامنت مع كشف الدكتور وليد فارس، مستشار المرشح الجهوري دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، عن تحذيرات سابقة كان قد وجهها إلى المسؤولين الفرنسيين خريف عام 2005، ابان زيارته باريس وقتذاك. وقال فارس في منشور له حمل عنوان، (الجهادي صاحب التسعة عشر عاما يدعو إلى تدمير فرنسا)، "نشرت وكالة أعماق التي تعد الذراع الإعلامية لتنظيم داعش شريطا للجهادي عبد الملك بيتيتجين دعا خلاله رفاقه إلى ضرب وتدمير فرنسا، وإستخدام كل الوسائل المتاحة لضرب المدنيين من أجل التخفيف عن الخلافة الإسلامية في الشرق". مستشار ترامب، الذي اعتبر ان بيتيتجين هو واحد من الاف الأشخاص الذين تحولوا إلى إرهابيين جهاديين، كشف عن قيامه بتحذير نيكولا ساركوزي عام 2005 والذي كان يشغل انذاك منصب وزير الداخلية في فرنسا، من الجهاديين المتحضرين الذين سيظهرون قريبا. واشار فارس" إلى انه قدم في ذاك العام حلقات دراسية حضرها مسؤولون أمنيون فرنسيون كما قام بتوقيع كتابه (JIhad al Mustaqbal) وأهدى نسخة منه إلى ساركوزي محذرا اياه من الخطر القادم، وجاءت هذه التحذيرات قبل ايام من الاحداث التي استهدفت ضواحي باريس، ثم انطلقت الهجمات الإرهابية في سنوات لاحقة، وذلك قبل وبعد نشوء داعش". وشهدت فرنسا في الفترة الأخيرة، أعمالا ارهابية متنقلة كان اعنفها ما بات يُعرف بهجمات باريس التي وقعت في شهر نوفمبر من العام الماضي، حيث شهدت العاصمة الفرنسية سلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن في الدائرة العاشرة والحادية عشرة في مسرح باتاكلان وشارع بيشا وشارع أليبار وشارع دي شارون ومحيط ملعب سان دوني.

 

نقولا.. إلى القضاء!

"ليبانون ديبايت"/01 آب/16/يتجه النائب نبيل نقولا إلى رفع دعوى قضائية ضد رئيس هيئة التيار الوطني الحر في المتن وعدد من عناصر الإنضباط التابعين للهيئة، على خلفية الإشكال الذي حصل أمس بينه وبينهم في مركز الاقتراع في مدرسة السان جورج الزلقا خلال الإنتخابات التمهيدية للوطني الحر.

وكان الإشكال قد حصل على خلفية قيام نقولا بادخال اربعة اشخاص الى داخل القلم، بيد ان عناصر الانضباط منعوه من ذلك، الامر الذي تطور إلى تدافع.

 

رفاقٌ جدد في "التيّار"... والنائب يدّعي على المنسّق

أم تي في/داني حداد//01 آب/16/بين جلسة نيابيّة متعثّرة للاتفاق على مشروع قانون للانتخابات النيابيّة في الأسبوع الماضي، وخلوة في مقرّ الرئاسة الثانية هذا الأسبوع، لن تكون أفضل من جلسات طاولة الحوار في نسخاتها السابقة، تكاد الحياة السياسيّة تغرق في روتينٍ قاتل، لولا الغيث الآتي من التيّار الوطني الحر.

تصدّر قرار فصل ناشطين من "التيّار" الأحداث السياسيّة، وأعقبه إجراء انتخابات تمهيديّة داخليّة لاختيار مرشّحي الحزب الى الانتخابات النيابيّة، وهي سابقة في تاريخ الأحزاب اللبنانيّة يحقّ لرئيس "التيّار" الوزير جبران باسيل أن يحتفل بها.

ولكن، قبل الاحتفال، أو بعده، فلنتوقّف عند بعض ما شهده اليوم الانتخابي البرتقالي أمس الأحد. تفاجأ بعض من قصد بعد ظهر أمس مدرسة "سان جورج" في الزلقا للإدلاء بصوته في قلم اقتراع قضاء المتن، برؤية ناخبين وناخبات لم يسبق له أن رآهم سابقاً في أيّ نشاطٍ "عونيّ". لا شاركوا في تظاهرة ولا في اعتصام. لم يستقبلوا عون في 7 أيّار حين عاد من منفاه، ولا واكبوا الجمهور العوني في بعبدا في 13 تشرين الأول الماضي، ولا، طبعاً، حضروا العشاء المركزي لـ "التيّار" في 14 آذار وشاركوا في "التومبولا" أو المزاد العلني... فقد أدّت الانتخابات التمهيديّة الى "اكتشاف" مجموعة من الناخبين، من مناطق في ساحل المتن، وخصوصاً في الجديدة والبوشريّة والسد وبرج حمود، ممّن لا صلة لهم بـ "التيّار" وقد تمّ منحهم بطاقات انتساب لاستخدامهم في الاستحقاقات الانتخابيّة الداخليّة، تماماً كما يُستخدم الأشخاص أنفسهم في الانتخابات النيابيّة او البلديّة بعد شراء أصواتهم، علماً أنّهم يقيمون في مناطق بقاعيّة وينتمون الى الطائفة السنيّة، بالإضافة الى مجموعة تمّ تنسيبها في بياقوت وتنتمي الى الطائفة الشيعيّة. ولعلّ هذه الفضيحة، التي لا تتّصل طبعاً بالانتماء الطائفي لهؤلاء بل بعدم صلتهم بالحزب الذي ينتسبون إليه، تستدعي تحقيقاً فوريّاً، علماً أنّ هيئة الجديدة في التيّار الوطني الحر سمير السمرا، وهو مقرّب من النائب ابراهيم كنعان، كان تقدّم بطعنٍ في انتساب هؤلاء فرُفض، ما يعني أنّ القيادة الحزبيّة على علمٍ بوجودهم على لوائح الشطب، بل هي راضية عن ذلك.  فمن منح هؤلاء (يظهر بعضهم في الصور المرفقة) بطاقات انتساب الى "التيّار"؟ وما صلتهم بتاريخ الحزب وبمؤسّسه وبنضاله؟ وما الذي سيمنع، في المستقبل، من تنسيب المزيد منهم ما يجعلهم مؤثّرين في خيارات الحزب؟ وهل يجوز، مثلاً، أن يُحرم ناشطون منذ أكثر 25 سنة في صفوف "التيّار" من الإدلاء بأصواتهم ويُسمح بذلك لمن تلتصق بهم صفة بيع الأصوات في الانتخابات؟

أما قبل حضور "الرفاق" و"الرفيقات" الجدد في "التيّار" للإدلاء بأصواتهم، فحصلت حادثتان بارزتان في قلم الاقتراع نفسه. سلّم مختار نابيه طوني خوري بطاقته للإدلاء بصوته. اقترع، وما أن استعاد بطاقته من رئيس القلم حتى حطّمها ورماها، معلناً استقالته من الحزب اعتراضاً على قرارات قيادته.

وكان اليوم الانتخابي شهد أيضاً إشكالاً بين النائب نبيل نقولا ومرافقيه من جهة وعناصر في الانضباط في "التيّار"، وتطوّر الإشكال الى تدافع بالأيدي لم ينتهِ إلا بعد تدخل النائب ابراهيم كنعان لفضّ الإشكال واصطحاب نقولا لشرب القهوة. انتهى الإشكال على خير، أما اليوم الانتخابي فلم ينتهِ كذلك بالنسبة الى نقولا الذي لم ينل سوى 109 أصوات، في حين حلّ كنعان بالصدارة بفارقٍ كبير، على الرغم من استهدافه من أكثر من جبهة داخليّة، وانتزاع أصوات من مناصريه بحجّة أنّه الأقوى وغيره من المرشّحين أكثر حاجة للأصوات منه. ومع ذلك لم ينفع الأمر، على سبيل المثال، المرشّح ناجي طعمة الذي لم يتجاوز حدود الخمسين صوتاً في المتن، في حين أنّ عدد المنتسبين من بلدته الضبيّة يتجاوز المئة. وبذلك تكون الانتخابات الداخليّة في التيّار الوطني الحر، والتي لم ولن تعلن نتائجها الرسميّة، سجّلت نجاحاً من حيث المبدأ، لناحية تفعيل الخيار الديمقراطي واختبار نظام الصوت الواحد للناخب الواحد. ولكن، في المقابل، تلوّثت هذه التجربة بأكثر من نقطة سوداء، مثل السماح لبعض المرشّحين بالتقدّم بترشيحاتهم من دون استيفاء الشروط، ووصولاً الى تقدّم النائب نقولا بشكوى أمس على منسّق قضاء المتن في "التيّار" هشام كنج، نتيجة "القلوب المليانة" منذ الانتخابات البلديّة.  الخلاصة: مزيدٌ من الندوب في الجسد البرتقالي... والأمر لا يدعو الى الاحتفال، بل، على الأرجح، للخجل.

 

 أين أصبح رفاق درب عون... وهل يتحرّكون؟

أم تي في/داني حداد/01 آب/16/ممّا لا شكّ فيه أنّ "القاعدة الشعبيّة" للجيش اللبناني، والتي تتألف خصوصاً من عائلات العسكريّين والضبّاط والرتباء والعسكريّين المتقاعدين، شكّلت دوماً حجر الزاوية لظاهرة العماد ميشال عون، ثمّ لانتشار تيّاره الشعبي. يروي سمير جعجع أنّه حين شارك في مراسم تشييع اللواء فرنسوا الحاج، دخل عون الى "بازيليك سيّدة لبنان" في حريصا وبدأ الحضور، وهو بغالبيّته من الضبّاط وعائلاتهم، بالتصفيق الشديد، على الرغم من وجود رئيس الجمهوريّة آنذاك وقائد الجيش السابق ميشال سليمان. لا يمكن فصل عون عن الجيش. حين تقول "الجنرال" يتبادر اسم ميشال عون فوراً. فهل تغيّر الأمر اليوم؟

ألقى ابتعاد العميد أنطوان عبد النور عن موقعه كمسؤول أمن ومواكبة العماد ميشال عون الضوء على علاقة "الجنرال" برفاقه من الضبّاط الذين رافقوه منذ حمل اسم "رعد" في الحرب اللبنانيّة وصولاً الى حرب التحرير وحتى المنفى. لم يختلف عبد النور مع عون، وهو كان ظلّه بكلّ ما للكلمة من معنى، بل مع الوزير جبران باسيل. أبلغه عون أنّه لن يتخلّى عنه. لم تمرّ ساعات بعد الاتصال حتى تبلّغ أنّه فُصل من موقعه. لم يكن عبد النور أول رفاق الدرب من أبناء "الشرف والتضحية والوفاء" الذين شعروا بقلّة وفاء تجاههم. خرج اللواء عصام أبو جمرة ذات يوم من الرابية ولم يعد حتى الآن، ولن يعود طبعاً، فغرّد بعيداً جدّاً عن "السرب البرتقالي". إلا أنّ اللائحة استمرّت، وكرّت سبحة "الحردانين"، من دون أن تكون لأيٍّ منهم مطالب خاصّة. هنا بعض الأسماء: العمداء المتقاعدون فؤاد خوري، فؤاد الأشقر، أنطوان قصاص، الياس الهاشم، عادل ساسين، سليم كلاس، أنطوان أبي سمرا، خليل الحلو، اندريه رحال، طوني بانو، راجي معلوف، كابي شمعون وفارس الخوري، بالإضافة الى العميد أنطوان عبد النور، والعقيد المتقاعد هنري صقر والنقيب المتقاعد نقولا عرموني وغيرهم ممّن آثروا الصمت أو السفر خارج لبنان. وتشير المعلومات الى أنّ هؤلاء الضبّاط يعقدون اجتماعات بعيدة عن الاضواء، كان آخرها اجتماع عُقد يوم الجمعة الماضي وضمّ معظمهم، وهم يدرسون خطواتهم المستقبليّة. ويؤكّد أحد الضبّاط المنضوين في هذه المجموعة أنّ خلافات معظمهم مع العماد عون لا تتصل بخياراتٍ سياسيّة بل بأمورٍ تنظيميّة وبكيفيّة صناعة القرار في التيّار الوطني الحر وسيطرة الوزير جبران باسيل، ومعه طبقة من رجال الأعمال والدخلاء على "التيّار"، على مفاصل التيّار الوطني الحر، حتى بلغ الأمر تغيير الصورة النضاليّة لـ "التيّار". وما قرار فصل ناشطين، ومحاسبة آخرين، سوى دليل على ذلك برأيه. ويلفت الضابط، الذي اعتذر عن ذكر اسمه، الى أنّ بعض الضبّاط المذكورين يتواصلون باستمرار مع العميد المتقاعد شامل روكز.ويضيف: "من حقّنا أن نسأل، بعد ما قدّمناه من تضحيات وما عانيناه على أكثر من صعيد نتيجة علاقتنا الوثيقة بالعماد عون، لماذا كان ذلك كلّه؟ لماذا استشهد من استشهد وأصيب كثيرون بإعاقة؟ لماذا هاجر البعض يأساً من ضيق الحال في لبنان؟ هل ليأتي بعض حديثي النعمة، في السياسة والمال، ليحكموا "التيّار" في حياة ميشال عون؟". ويتابع: "أسوأ ما يمكن أن يواجه ضابطاً في الجيش هو أن يطرح هذه الأسئلة على نفسه من دون أن يجد جواباً عليها. نحن نشعر بالخيبة والندم في آن. فهل يُعقل أن نكون جميعنا على خطأ بينما رجل واحد على حقّ؟". ويختم: "لسنا مجموعة انقلابيّة، بل نحن "أمّ الصبي" ولذلك لن نسكت عن رؤية ما ضحّينا من أجله ينهار أمامنا بفعل ارتكابات رجل وصمت رجلٍ آخر. نحن أبناء مؤسّسة تحتفل اليوم بعيدها ولها فضل على ميشال عون وعلينا وعلى كثيرين، ولن نسكت. سيأتي يومٌ، لم يعد بعيداً، ونتكلّم. سيأتي يومٌ ونفعل".

 

فصل هشام حداد من التيار؟!

رصد موقع ليبانون ديبايت/01 آب/16/استدعي مقدم برنامج "لهون وبس" الاعلامي هشام حداد من قبل المحكمة الحزبية في التيار الوطني الحر. وقد أكد حداد عبر حسابه على "الفايسبوك" صحة هذا الاستدعاء، كاشفاً انه" اليوم تم استدعائي الى المحكمة الحزبية وقريباً يتم فصلي لاحرز شرف الانضمام الى قافلة الذين رفضوا الظلم ومصادرة الارادة...نعيم، زياد، انطوان، باتريك، مخيبر، حرب، لواء ، فادي، هاغوب، شادي، لينا، لينا، بول الخ... اجاكم اللي ما بينساكم". وكان حداد قد أكد ايضاً عقب اعلان نتائج انتخابات التيار التمهيدية أن "الشرفاء يكتسحون الانتخابات التمهيدية"، وكتب: "طيف زياد عبس في الاشرفية، رمزي دسوم رفيق عمر زياد عبس في بيروت الثالثة، الان عون في بعبدا، سيمون ابي رميا في جبيل، طانيوس حبيقة في المتن، زياد اسود في جزين، غسان عطالله في الشوف"، وأرفق كتاباته هذه بهاشتاغ :"‏يا_خيي_فهام_ما_حدا_بطيقك".هذا، ونشر ايضاً صورة تجمعه مع جميع الناشطين الذين قد تم فصلهم مؤخراً بينهم زياد عبس، وقد ارفق الصورة بالتعليق التالي: "تجمع المفصولين من الاحزاب ... بليز حدا معو رقم سجعان قزي ؟".

 

صيغة "الطائف" الأمثل لصـون التركيبة اللبنانيـة بفرادتـها ودقّتـها لتحويله من اتفاق ضرورة الى اتفاق خيار.. وإبعاده عن موازين القوى

المركزية- خوفا من خطوة "قد تضع لبنان على حافة حرب أهلية جديدة، حذرت مجموعة من ناشطي المجتمع المدني، من سيجلسون غدا حول طاولة الحوار الوطني، من مخاطر إلغاء أو تعديل اتفاق "الطائف"، في رسالة مفتوحة وجهتها اليهم اليوم. فمشكلة الدولة في رأي الشخصيات الـ149 الموقعين على المذكرة، "ليست ناجمة عن طبيعة العقد الوطني والدستور، بل عن مخالفتهما المتمادية منذ بداية الوصاية السورية حتى اليوم". وفي حين تلتقي هذه الوثيقة مع ناقوس دقّته مكونات 14 آذار منبّهة من حرف الحوار عن أغراضه الاساس فيغتنم البعض كمّية العقد السياسية الداخلية ويستخدمها مطيّة ليطرح فكرة اعادة النظر بـ "الطائف"، تقول مصادر نيابية آذارية شاركت في وضع "الاتفاق" عام 1989، لـ"المركزية" إن وثيقة الوفاق الوطني شكّلت إبان ارسائها "تسوية" سياسية لوقف حرب عصفت بلبنان منذ العام 1975 واعتُبرت معادلته القائمة على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، الصيغة السليمة لترسيخ صيغة العيش الواحد في لبنان وتحصين الاستقرارين الامني والسياسي، على قاعدة "وقّفنا العدّ" التي كان يرددها مرارا الرئيس الشهيد رفيق الحريري. الا ان المشكلة التي برزت اثر اعتماد "الطائف" تمثلت في سوء تطبيقه. فصحيح ان فرقاء الداخل تمسكوا به كاطار سياسي، الا انهم لم يسعوا الى تنفيذه كاملا بحيث بقيت بنود كثيرة وأساسية في روحيته، حبرا على ورق. من هنا، تضيف المصادر، فاننا نرى ان المطالبة يجب ان تتركز على تنفيذ "الاتفاق"، خصوصا لجهة تشكيل مجلس للشيوخ وانتخاب مجلس نيابي بعيدا من القيد الطائفي وارساء اللامركزية، قبل البحث في ادخال تعديلات اليه. وتستطرد "ممارسات بعض القوى السياسية، خصوصا تلك التي تعرقل الانتخابات الرئاسية، تدفع الى تقويض الدولة وافراغ مؤسساتها وشلّها تماما، وهذا الواقع يسهّل عليها طرح فكرة الذهاب نحو مؤتمر تأسيسي أو أقله إدخال تعديلات الى الطائف، بحجة ان الازمة باتت مستعصية وأن خيارات كهذه باتت أمرا لا بد منه للنجاح في كسر حلقة المراوحة السلبية التي تدور فيها الملفات المحلية، فيما المدخل الى حل العقد اللبنانية واضح في رأينا، ويكون بانتخاب رئيس للجمهورية عبر الخضوع لقواعد اللعبة الديموقراطية، وهذا ما سنكرره على طاولة الحوار".

واذ تلفت الى ان تطمينات رئيس مجلس النواب نبيه بري العديدة في هذا السياق، جيّدة لكنها لا تكفي، خصوصا أن حلفاءه مستمرون في تعطيل نصاب جلسات الانتخاب، تقول المصادر ان مساعي "حزب الله" لاستغلال الموازين الاقليمية وتوظيف فائض قوته في الداخل للوصول الى دستور "على قياسه"، لا تغفل عنا، لكننا نؤكد أن هذه التوجهات خطيرة وقد توصل الى حرب أهلية"، معتبرة ان "المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة، تعزيز الطائف وتقوية صيغة المناصفة، لا هزّها. أولا، لان الدساتير يجب الا تخضع لموازين قوى آنية قد تنقلب في أي لحظة. وثانيا، لأن المجتمع الدولي ينظر اليه كنموذج يمكن اعتماده لحل الازمات التي تتخبط فيها أكثر من دولة عربية. وتختم المصادر مشيرة الى ان المطلوب اليوم من الاطراف السياسية كلّها التسليم بـ"الطائف" الذي كلفنا آلاف الشهداء، وبصيغته، وتحويله من "اتفاق الضرورة" الذي وجد اللبنانيون اثر الحرب أنفسهم محكومين به، الى "اتفاق خيار" يعتمدونه برضى تام، خصوصا انه الامثل نظرا الى التركيبة اللبنانية الفريدة وتوازناتها الدقيقة.

 

عيد الجيش في جمهورية الفراغ: بأي حال عدت يـــــا عيد!

قهوجي يأسف وقادة 14 آذار لحصرية السلاح واعادة القرار اليه

بروجردي: لن نتردد اذا طُلبت منا المساعدة لانهــــاء الفراغ

المركزية- في دولة مقطوعة الرأس ومشلولة الاعضاء ينهش جسدها الفساد وتتحكم بنظامها المحميات السياسية ويتُرك مواطنوها في عراء المسؤوليات الرسمية والقصور الهائل الذي تراكم الى حدود تفوق الخيال، لم يعد مستغرباً ان يمر عيد الجيش من دون احتفال وان ينتظر التلامذة الضباط سيوفهم وشاراتهم العسكرية وحفل تخرجهم على عتبات المصالح الاقليمية التي يربط بها بعض الافرقاء اللبنانيين مصير دولتهم ورئاستها ويخوضون حروبا وهمية فوق انقاض وطن حيث لا سلطة ولا مؤسسات ولا أمن ولا استقرار ولا اقتصاد، فيما يواجه تحديا وجوديا في مرحلة مفصلية.

في دولة على هذه الحال، لم يعد مستغرباً ان يعلّق مصير البلاد والعباد على طاولة حوارية تجمع القوى السياسية نفسها التي دفعت الدولة الى وادي الفراغ السحيق منذ عامين ونيف، والجميع يعلمون انها لن تنتج اتفاقاً ولا رئيس جمهورية رُبط موعد وصوله بتوقيت تسويات الخارج، حتى ان المواقف التي تستبق الحوار تشي بمصيره سلفاً من خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكد المؤكد لجهة ارتباط رئاسة لبنان بالمحور الاقليمي الملتهب الى مواقف تيار المستقبل من مستوى المشاركة وملفات البحث واهداف الخلوة الثلاثية حتى " الرسالة- النداء" التي وجهتها مجموعة من المجتمع المدني الى هيئة الحوار الوطني محذرة من محاولة الغاء اتفاق الطائف وتعديل الدستور.

مكاري: وعشية انطلاق جلسات الحوار، اوضح نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ "المركزية" انه "سيتطرّق خلال جلسات الحوار ومناقشات قانون الانتخاب الى عمل اللجان النيابية المشتركة وموقفه من جدوى استمرارها وترؤسه لجلساتها، خصوصاً بعد اعلانه عقب جلسة اللجان الاسبوع الفائت عدم رضاه عن مسار الجلسات وتمسّك كل طرف سياسي بموقفه"، كاشفاً عن "خلوة سيعقدها مع الرئيس نبيه بري بعد انتهاء جلسة الحوار لاستكمال البحث في موضوع اللجان النيابية وقانون الانتخاب".

أمر اليوم: وفي الانتظار، عبر قائد الجيش العماد جان قهوجي عن بالغ أسفه "لإلغاء احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرّجين هذا العام وللمرّة الثالثة على التوالي، بسبب استمرار الشغور الرئاسي الذي تجاوز السنتين"، وجدد في أمر اليوم بمناسبة عيد الجيش "قسم الدفاع عن لبنان، وحماية حدوده وثرواته"، مشيرا الى ان الجيش حمى وما زال يحمي "لبنان صيغة العيش المشترك التي أرسى دعائمها اتفاق الطائف". واذ أكد ان "بطولة وشجاعة العسكريين الذين تصدوا للموجات الإرهابية التكفيرية على الحدود الشرقية، حالت دون انهيار الوطن وانزلاقه إلى المجهول"، قال قهوجي "مع قناعتنا بأنّ المواجهة الفاعلة للإرهاب الذي بات خطراً عالمياً شاملاً، إنّما تتطلّب استراتيجية شاملة، تأخذ بالاعتبار تنسيق الجهود الأمنية الدولية، ونشر الوعي الثقافي بين سائر الشعوب، ومعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية الشائكة، إلا أنّ الجهد الأمني الوطني يبقى أساسياً في تلك المواجهة"، متوجها الى العسكريين قائلا "هذا ما أثبتموه وأعطيتم فيه المثال. واعلموا أنّنا لن نألو جهداً في سبيل تأمين العتاد والسلاح الذي يليق بتضحياتكم، وإرادتكم الصلبة في مواصلة الحرب على الإرهاب". في المقابل، تعهّد قائد الجيش مواصلة "العمل بكلّ جهد وإصرار لكشف مصير العسكريين المخطوفين وتحريرهم وعودتهم إلى كنف مؤسستهم وأحبائهم".

لحصرية السلاح: وعلى رغم غياب مظاهر الاحتفال بالعيد الـ 71 للجيش لم تغب المواقف المهنئة للمؤسسة العسكرية فأكد الرئيس سعد الحريري "أننا جميعا "ظهير للجيش في مواجهة الارهاب والتطرف ومشاريع الخروج عن الدولة والقانون وحماية السلم الأهلي ...ستبقى الدعوة الى حصرية السلاح بيد الجيش والمؤسسات الشرعية العنوان الأساسي لقوة الدولة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية". بدوره، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن "أفضل هدية نقدمها للجيش في عيده هي إعادة القرار الاستراتيجي والعسكري والأمني إليه كاملاً".

بروجردي في بيروت: سياسيا، جال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي، الذي وصل الى بيروت صباحا، بين "الخارجية" والضاحية، حيث كانت له مواقف من شؤون محلية واقليمية. ففي الملف الرئاسي، عكس كلامه بقاء طهران في موقع "المتفرّج" على الازمة، اذ قال من قصر بسترس "السياسة الثابتة والدائمة للجمهورية الاسلامية تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ومنها لبنان. وكل الاطراف التي لديها نظرة محايدة في معاينة الأمور، تدرك تماما أن ايران غير معنية بتاتا بشكل مباشر بهذا الشأن. لكن من جهة أخرى ونظرا لعلاقات الصداقة والأخوة والمودة التي تربطنا بلبنان الشقيق، اذا كان هناك من مساع سياسية من شأنها ان تساعد على حلحلة هذا الفراغ السياسي في لبنان، واذا طلب هذا المسعى منا، فلن نتردد في القيام به". مضيفا ردا على سؤال حول ما اذا كانت ايران ستتدخل لدى حزب الله لتسهيل الانتخاب "لا نتدخل في شؤون اي دولة، لكننا نعتقد ان النخب السياسية اللبنانية الواعية والمقتدرة والأحزاب والتيارات الفاعلة والمؤثرة في الشأن اللبناني، بإمكانها في نهاية المطاف أن تتفاعل مع بعضها البعض في الاتجاه الذي يوجد المخرج المناسب والملائم لهذا الفراغ الرئاسي"... أما بعيد لقائه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي أشار الى "اننا عبّرنا عن اعتزازنا بدور ايران وقيادتها المتمثلة بالامام خامنئي"، أكد بروجردي ان "بعد 5 سنوات على الازمة السورية، بدأت المجموعات الارهابية تخسر مما يدل الى صوابية خيارات ايران الاستراتيجية في المنطقة"... وبعد الظهر زار المسؤول الايراني ضريح عماد مغنية، ومن المقرر أن يجول غدا على عين التينة والسراي حيث يلتقي تباعا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام الذي عاد الى بيروت اليوم. المعارضة تتقدم: في المقلب السوري، وغداة اطلاقها هجوما لفك الحصار الذي فرض عليها في حلب، أعلنت المعارضة المسلحة صباح اليوم سيطرتها على المزيد من المناطق جنوب غربي المدينة. وفي حين يشارك في معركة كسر الحصار، مدنيون، من بينهم أطفال من الأحياء الشرقية أحرقوا إطارات في محاولة للتشويش على الطائرات الروسية او السورية من خلال الدخان، قالت غرفة عمليات للمعارضة المسلحة تضم جبهة فتح الشام التي شُكلت حديثاً وأحرار الشام، إن قوات المعارضة سيطرت على مواقع الجيش في المناطق الجنوبية الغربية التي تسيطر عليها الحكومة في حلب في الساعات القليلة الأولى من بدء المعركة لكسر الحصار. وتوازيا، سقطت مروحية عسكرية روسية في إدلب، اعلن الكرملين لاحقا مقتل ركابها الخمسة في حين اشارت معلومات الى ان جثتين من طاقم الطائرة الروسية موجودتان لدى جيش الفتح.

 

البوصلة السياسـية اللبنانية "ضائعة" في انتظار محطات آب الدوليـة المفصليـة /خطاب نصرالله وموقف الحريري يعكسان عقم المعالجات الداخلية والتأزم الاقليمي

المركزية- الى حين اتضاح الرؤية في المشهدين الاقليمي والدولي وتبيان الخيط الابيض من الاسود في الملف السوري ومسودة تسويته السياسية الخاضعة للتجاذب الاميركي- الروسي من جهة، ولاختبار استئناف مفاوضات جنيف الموعودة وربطا بها تطورات الميدان السوري عموما وفي حلب خصوصا، حيث ستترك حكما انعكاساتها على موازين القوى في المحادثات، تبقى بوصلة الوضع اللبناني مرتجّة عاجزة عن التقاط اشارات الاتجاهات التي سينحو نحوها مسار الازمات، من الرئاسة الى اصغر ملف في ادارات الدولة، بعدما بات ارتباطها عضويا برياح الاقليم وتقلباته السريعة التي تبدو ستفعل فعلها في اكثر من دولة في الشرق الاوسط، سيما اذا ما أفضت بعض المحطات المدرجة في اجندة اللقاءات الدولية المرتقبة الى نتائج عملية قد تقلب المعطيات رأسا على عقب، ولعل ابرزها اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان في 9 الجاري، وهي محطة ترتسم حولها علامات استفهام كبيرة بدءاً من محاولة تطويق الموقف الاميركي الى توظيف روسيا الحلف الثلاثي مع اسرائيل وتركيا للالتفاف على الادارة الجديدة قبل وصولها. وفي غياب الضمانات لنجاح مفاوضات جنيف بعد أشهر على تعليقها وفيما يجهد الموفد الاممي لسوريا ستيفان دي ميستورا لتأمين فرص التئام شمل الاطراف المعنية نسبة للهوة الواسعة التي ما زالت تفرق بينهم، تقول اوساط سياسية لبنانية ان موعد آب المضروب اميركيا وروسيا لانجاز اتفاق مبدئي يضع حدا للنزاع السوري، بات يفرض نفسه عنصرا ضاغطا على الجميع قبل ان تنفض واشنطن يدها من الملف وتنتقل الى حلبة السباق الرئاسي تاركة موسكو وحدها تتخبط في وحول دوامة الدماء السورية التي يطال رذاذها الجنود الروس الذين سقط منهم دفعة جديدة اليوم باسقاط مروحية للجيش الروسي في ريف ادلب الشرقي بحسب ما أكد الكرملين. وفي موازاة حركة الاتصالات المكوكية بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لتذليل عقبات مهمة ما زالت تعترض مسار الاتفاق حول سوريا، خفتت حركة اتصالات الداخل اللبناني الى ادنى مستوى بعدما سلم جميع العاملين على خطها بصعوبة لا بل استحالة تمرير "رئاسة " لبنان من خرم إبرة مناخ التواصل الدولي، حتى ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي حاول اقناع بعض القوى السياسية بانتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيسا للبلاد يبدو "استسلم" للامر الواقع في ضوء قناعة تولدت لديه بأنه يخوض غمار "مهمة مستحيلة" لن يكتب لها النجاح ما دام الواقع الاقليمي على حاله. وتعتبر المصادر ان آب اللهاب باستحقاقاته الكبرى الدولية والاقليمية كما المحلية التي ستملؤها مرحلة تقطيع وقت وسعي لتبريد الاجواء عبر الخلوة الحوارية الثلاثية سيشكل محطة مفصلية يفترض ان يعي اطراف الداخل مدى خطورتها، وهو شأن ليس متوافرا حتى الساعة بالركون الى مواقف القوى المؤثرة وفي شكل خاص حزب الله الذي احكم خطاب امينه العام السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي ربط ملف الرئاسة بالعلاقات الايرانية- السعودية المأزومة الى حدها الاقصى مقابل ربط الرئيس سعد الحريري مشاركته في الحوار بحضور نصرالله شخصيا بحيث لم يعد صعبا على أبسط مواطن في لبنان ان يدرك ان رئاسة جمهوريته ستبقى فارغة الى حين انجاز التسويات الاقليمية وانسحابها على لبنان، على أمل ان تبقى دولة ومؤسسات الى ذلك الحين.

 

أطلق صرخـــة لإنقــاذ لبنـان قبـــل فوات الأوان/افرام للمسؤولين: الوقت مناسب لوضع رؤية متكاملة شاملة

المركزية- أطلق رئيس "المؤسسة المارونية للإنتشار"نعمت افرام صرخة نابعة من قلق مشوب بالخوف والأسف "لرؤية لبنان ينهار انهياراً تاماً"، خصوصاً أن "المنطقة في وضع دقيق للغاية وهي على حافة بركان كبير جداً، الأمر الذي يستدعي لملمة أوضاعنا الداخلية في أسرع وقت ممكن، لا سيما الوضع المعيشي".

وتوجّه إلى المسؤولين المعنيين بالقول: إنه الوقت المناسب لوضع رؤية متكاملة شاملة، والتضحية بطموحاتنا ووضع خلافاتنا السياسية جانباً، أمام خطورة وضع المنطقة المريب. وفي أولوية هذه الرؤية: انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، وضع قانون انتخاب واحد وإذا عجزنا عن ذلك فلنلجأ إلى الإستفتاء على قانونيْن أو ثلاثة، ثم الخطة الشاملة التي تبدأ بالموازنة والتي تربط كل الوزارات ببعضها البعض. وأعلن في حديث لـ"المركزية"، أنها المرة الأولى منذ توليه مسؤولياته إن في جمعية الصناعيين أو في مؤسسات صناعية في لبنان، يرى "هذا الكمّ من طلبات فرص العمل المسجّل اليوم، وهذا المعدل الكبير من البطالة". وأسف لكون "الذين يبحثون عن فرص عمل جديدة هم من أصحاب خبرات عالية المستوى، ما يدل إلى أن عدداً من الشركات الكبرى أقفلت أبوابها منذ فترة قريبة، إن في لبنان أو في الدول المحيطة التي تصرف لبنانيين عاملين لديها".

وأضاف: هذا الواقع مقلق للغاية، وأكثر ما يشغل البال التراجع المضطرد للنمو الإقتصادي المحلي، إذ لم يعدْ في مقدورنا خلق فرص عمل بالمعدل الذي كنا نوفره سابقاً 5 و6 آلاف فرصة عمل.

رؤية شاملة: واعتبر افرام أن "هذا الوضع المقلق يتطلب رؤية شمولية لمعالجة المشكلات القائمة في المواضيع المختلفة، بدل أن يقتصر الأمر على صغائر الحلول وفي اتجاه واحد". وأسف "لكون المسؤولين عن مراكز القرار والزعماء السياسيين والوزراء لا يملكون رؤية شاملة ومتكاملة لاستقطاب رؤوس أموال وخلق نمو".وحدّد أهم بنود هذه الرؤية، بـ"تحديث القوانين، بنى تحتية، تحفيز رؤوس الأموال، إطلاق النمو الإقتصادي لضرورات عديدة منها تأمين سلسلة الرتب والرواتب، إعادة تأهيل البنى التحتية، تحسين الحماية الإجتماعية... ووجوب تحقيق نمو 7 في المئة وإلا زاد الدين العام 7 في المئة سنوياً".

وإذ استبعد أنه "الوقت المناسب لرفع الحدّ الأدنى للأجور"، استغرب افرام مستطرداً "العلاقة بين ربط إقرار مشروع الموازنة بقطع الحساب!؟"، موضحاً أن "قطع الحساب مسألة مهمة، لكن هل يجوز ربط مصير الموازنة بها؟!"، كذلك استغرب عدم إقرار مجلس النواب سوى قانونين فقط في السنة، في وقت يجب عليه أن ينتج 20 قانوناً سنوياً، وكل هذا التأخير يُترجم في المؤشرات الإقتصادية".

أموال القاع: من جهة أخرى، تحدث افرام عن مبلغ الـ 200 ألف دولار الذي رصدته "المؤسسة المارونية للإنتشار" لدعم بلدة القاع، كاشفاً أن "رئيس البلدية بشير مطر رفض قبول المبلغ نقداً، إنما طلب منا كاميرات للمراقبة، فعمدنا إلى تلزيم شراء هذه الأجهزة وسدّدنا القسم الأول من المبلغ. كذلك طرح تخصيص مبالغ مالية للعناصر التي تؤمّن حراسة القرية، إلى جانب المشاركة في إعالة المصابين والجرحى وعائلاتهم. ونحن مستعدون لأي دعم، علماً أننا أنشأنا صندوقاً في المؤسسة لتلبية الإحتياجات الأخرى للبلدة.

وهنأ افرام الجيش اللبناني على الجهود الأمنية التي يقوم بها في القاع، وجميع المسؤولين في البلدة ومحيطها وسكانها، وأشاد "بالعلاقة الصادقة والأخوية التي تربط الطوائف المتعددة في هذه البقعة الجغرافية، ما أدى إلى نجاح الصمود على الحدود".

وشرح الهدف من دعم القاع قائلاً: شعرت "المؤسسة المارونية للإنتشار" بأن من واجبها الوقوف إلى جانب القاع للتخفيف من وجعها قدر الإمكان. إذ نعتبر أن وضع القرى اللبنانية كافة ولا سيما تلك التي على الحدود مع التنظيمات الإرهابية، هي مسؤولية كل واحد منا، وما يصيبهم هو فداء عنا. وهذا أكثر ما تعلمناه في الحرب الأهلية اللبنانية، أنه عندما يُصاب فريق أو منطقة في لبنان، يتفاعل كل لبنان. فعندما تعرّضت منطقة أو فريق للإستهداف ولم تتفاعل المناطق اللبنانية كلها، بدأت الحرب اللبنانية. إن وعي المجتمعات ينمو مع السنين، ولا يبقى كما هو. ولو لم ينضج المجتمع اللبناني مع الوقت وحصّل خبرات كثيرة خصوصاً لدى المسؤولين السياسيين الذين عايشوا الحرب منذ بدايتها، لكانت الحرب اليوم اندلعت أولاً في لبنان.

وأمل من "المسؤولين اللبنانيين، اليوم وقبل أن نفارق هذه الحياة، تحقيق لبنان المستقر والفاعل، لا "جمهورية الموز" القائمة حالياً. عندها نكون ترجمنا خبرة الحرب اللبنانية، عبر تغيير بنيوي فاعل ومستمر.

طريق جونية: وفي المقلب الآخر، تطرق افرام إلى مشروع ضخم طويل الأمد قيد التحضير لدى مجلس الإنماء والإعمار ويستغرق نحو 7 سنوات، يقضي ببناء أنفاق وجسور عدة على طريق جونية، معتبراً أن "المشروع مفيد للمنطقة" وفق المعلومات التي لديه، وقال في سياقه: أما مشروع توسعة أوتوستراد جونية فجاء متأخراً عشر سنوات، لكن برغم ذلك لن نرفضه بل نتمنى، لكسب الوقت، المباشرة به قريباً كونه يتطلب نحو 3 إلى 4 سنوات، بالتوازي مع المشروع الضخم المشار إليه.

مرفأ جونية: وليس بعيداً، أسف افرام للتأخر في عملية شفط الرمال من مرفأ جونية القديم، والتي لم تحصل منذ 4 سنوات حتى اليوم، وقال: نتلقى وعوداً كثيرة ما زالت من دون تنفيذ، برغم أن الكلفة الإجمالية لمشروع الشفط لا تتعدّى الـ200 ألف دولار وهذا المبلغ كان من المفترض رصده منذ سنوات. يؤسفنا أن تصبح جونية من المناطق المحرومة بكل ما للكلمة من معنى". أما عن مرفأ جونية الكبير، فلفت إلى أن "المشروع الجديد يخطو خطوات متقدمة وآخرها التوافق على وضع دراسة هندسة للمشروع والتي تكلّف أكثر من مليون دولار، على أن يليها استدراج العروض وأمور أخرى".

لا طموح نيابياً: وعما إذا كان يأمل الترشح للإنتخابات النيابية، قال: لم أطمح يوماً إلى ذلك، بل إلى صناعة وطن، وأنا مستعدّ لكل ما يتطلبه ذلك، ومن أي موقع كان.

 

مطلوبو مخيم عين الحلوة يسلمون أنفسـهم ثمرة التنسيق بين الجيش والقوى الفلسطينية

المركزية- يواصل الجيش اللبناني تحقيق الانجازات الامنية وتوقيف المزيد من المطلوبين الخطرين من الجماعات التكفيرية الارهابية في محيط مخيم عين الحلوة.وفي هذا الاطار، أكد مصدر امني لـ"المركزية" ان هناك تنسيقا بين القوة الامنية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة والجيش اللبناني، وهو الذي يسرع في تسليم المطلوبين من الاصوليين المتشددين في المخيم انفسهم الى مخابرات الجيش، او إلى القوة الامنية الفلسطينية التي تسلمهم بدورها إلى مخابرات الجيش. وقد بلغ عدد هؤلاء المطلوبين حتى اليوم عشرة. وشددت مصادر فلسطينية عبر "المركزية" على "اننا متعاونون مع الجيش في هذا الاطار وهذا ما اتفق عليه خلال الزيارة الاخيرة للمشرف على الساحة اللبنانية في حركة "فتح" عزام الاحمد مع القيادات الامنية اللبنانية من اجل تثبيت الاستقرار في المخيم وتحصينه من خطر الجماعات التكفيرية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الدفاع المدني السعودي: 4 قتلى في جنوب المملكة بسقوط قذيفة مصدرها اليمن

الإثنين 01 آب 2016 /وطنية - قتل اربعة اشخاص، اليوم، في سقوط قذيفة اطلقت من الاراضي اليمنية على جنوب السعودية، بحسب الدفاع المدني السعودي. واعلن الدفاع المدني في تغريدة عبر تويتر: "سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية على صامطة، في محافظة جازان الجنوبية، نتج عنه وفاة اربعة اشخاص". واشار الى اصابة 3 اشخاص آخرين.

 

سقوط طائرة روسية في إدلب السورية.. ومقتل طاقمها

الاثنين 27 شوال 1437هـ - 1 أغسطس 2016م/العربية.نت/ذكرت وكالة "إنترفاكس" نقلاً عن وزارة الدفاع_الروسية أن طائرة هليكوبتر روسية سقطت في إدلب شمال سوريا. وأعلنت روسيا مقتل طاقم الطائرة المؤلف من 3 أفراد وضابطين. وكان ناشطون سوريون قد أفادوا سابقا عن مقتل 4 طيارين روس في سقوط مروحية في تل_الطوقان بريف إدلب. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن المروحية التي أسقطت من طراز أم أي 8.ونقل عن الوزارة أن الهليكوبتر أسقطت "بعد أن نقلت مساعدات إنسانية لمدينة حلب"، بينما كانت في طريق عودتها إلى القاعدة الجوية الروسية الرئيسية في سوريا. وعلى بعد نحو 40 كيلومترا شمال شرقي تنفذ المعارضة السورية هجوما لكسر حصار النظام على مناطق سيطرتها في مدينة حلب القريبة جدا من مدينة إدلب مكان سقوط الطائرة.  وتنشر "العربية" الصور الأولى من سقوط الطائرة الروسية في إدلب.

 

الجبير: التنسيق مستمر مع روسيا حيال الأزمة السورية

الاثنين 27 شوال 1437هـ - 1 أغسطس 2016م/دبي - قناة العربية/أكد وزير الخارجية السعودي، #عادل_الجبير، أن التباين في وجهات النظر بين #المملكة وروسيا حيال #الأزمة_السورية لم يؤثر على مستوى التعاون المشترك.. لافتا إلى أن التنسيق والتشاور مستمر بين البلدين لتقريب وجهات النظر حيال الملف السوري. وأوضح الجبير أن المملكة حريصة على بناء أفضل العلاقات مع #روسيا في العديد من مجالات التعاون وذلك في رد على استفسارات لوكالة الأنباء السعودية نشرها حساب وزارة الخارجية. يذكر أن رحيل بشار الأسد هو نقطة الخلاف الرئيسية بين الطرفين حيث أكد الجبير في وقت سابق أن الهدف لا يزال محاولة الوصول إلى حل سلمي يؤدي إلى إبعاد نظام الأسد، ولكن الخيار العسكري لايزال قائما والدعم للمعارضة السورية لايزال مستمرا.

 

اليمن: الانقلابيون لم يلتزموا بمقترحات المبعوث الأممي

الاثنين 27 شوال 1437هـ - 1 أغسطس 2016م/دبي - قناة العربية/أعلن وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، في مؤتمر صحافي، أن "الوفد الحكومي وافق على كافة مقترحات المبعوث الأممي، والانقلابيون لم يلتزموا بها". وقال المخلافي: "قضينا أياماً طويلة من دون مشاورات حقيقية بسبب ممارسات وفد الانقلابيين. تحملنا الكثير من أجل السلام، ووافقنا على أحدث مشروع من المبعوث الأممي". كما أشار إلى أن "مغادرة الكويت لا تعني أننا نغادر المشاورات وسنعود في أي وقت"، مشدداً على أن "موافقة الانقلابيين على توقيع ورقة المبعوث الأممي شرط لعودتنا للكويت".

وغادر وفد الحكومة اليمنية الكويت متجهاً إلى الرياض، بعد ما سلم اولد الشيخ أحمد رسالة موقعة يعلن فيها موافقته على المقترح الذي قدمته الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية. وعلق المبعوث الخاص قائلاً: "مغادرة الوفد الحكومي الكويت لا تعني مغادرة المشاورات. فنحن متفقون مع الأطراف على استمرار المشاورات على أن نقيم في الأيام المقبلة آلية العمل. سنخصص الأيام المقبلة لاجتماعات مكثفة مع وفد الانقلابيين ومع بعض أعضاء المجتمع الدولي المعنيين بالشأن اليمني وللتحضير للخطوات المقبلة".

 

المعارضة تحقق تقدما في أعنف معاركها لفك الحصار عن حلب/الثوار تمكنوا من السيطرة على 10 مواقع للأسد بالريف الجنوبي

الاثنين 27 شوال 1437هـ - 1 أغسطس 2016م/دبي - قناة العربية/حققت الفصائل العسكرية المعارضة في #سوريا تقدما كبيرا في ريف #حلب الجنوبي بعد ساعات على انطلاق المعركة الأعنف في المدينة، وذلك لفك حصار قواتالنظام الذي فرضته لدى سيطرتها على آخر منافذ المدينة.

بدأت المعركة بشن فصائل المعارضة أعنف هجماتها على عدة محاور في ريف حلب الجنوبي لفك الحصار الذي يفرضه النظام على المدينة. وعلى جبهة بطول 20 كيلومترا، وبمشاركة أكثر من 10 آلاف مقاتل بأسلحتهم الثقيلة، انطلقت معركة فك الحصار. وخلافا لتوقعات النظام، استهدفت هجمات المعارضة الأولى في المدينة أكثر مناطقه تحصينا في حلب، حيث طالت مواقعه العسكرية في قرية العامرية ومنطقة مشروع 1070 شقة ومدرسة الحكمة، إضافة لتلال مؤتة والمحبة والجمعيات. ونجحت المعارضة في السيطرة عليها جميعها، إضافة إلى أجزاء من قرية الشرفة وكافة سواتر قرية السابقية. كما تمكن الثوار من تدمير أكثر من 10 آليات مدرعة للنظام وعدد من قواعد الصواريخ في مبنى الأكاديمية العسكرية والسيطرة على عدة دبابات في جبهة مؤتة، وقتل العشرات من عناصره، إلى جانب ضباط في حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وأسر عدد من الجنود برتب عالية. وأسفرت الاشتباكات عن انهيار دفاعات قوات الأسد وهروب جماعي لمقاتليه. وفيما لعبت حملة إشعال الإطارات المطاطية دورا مهما في التشويش على طيران النظام وتغطية تقدم الثوار على الجبهات، لجأ النظام وكعادته إلى عمليات القصف العشوائي ضد المدنيين والتي شاركته بها طائرات سلاح الجو الروسي بحسب الناشطين الذين أكدوا بدورهم سقوط عدد كبير من المدنيين في هذه الغارات. فيما سيؤدي نجاح الثوار في حسم هذه المعركة إلى إطباقها الحصار على قوات النظام والمناطق الخاضعة لسيطرتها في الجزء الغربي لمدينة حلب، وستتمكن من فك الحصار عن الأحياء الشرقية للمدينة.

 

القوات الأميركية لن تشارك بأي عمليات برية لدعم حكومة الوفاق الوطني

الاثنين 27 شوال 1437هـ - 1 أغسطس 2016م/طرابلس، واشنطن – وكالات/أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، الاثنين، أن الولايات المتحدة شنت ضربات جوية على مواقع لتنظيم #داعش في معقل المتطرفين في #سرت بطلب من حكومته. وقال السراج في كلمة متلفزة: "بالاتفاق مع أميركا بدأت اليوم أولى الضربات على مواقع محددة محدثة خسائر كبيرة لداعش" في سرت الواقعة على بعد 450 كلم شرق طرابلس. وأضاف: "نؤكد أن العمليات في هذه المرحلة تأتي في إطار زمني محدد ولم تتجاوز سرت وضواحيها". وتابع قائلاً: "نكرر رفضنا التام لتدخل أي دولة كانت، وأي دعم مقدم يجب أن يكون بطلب مباشر من حكومة الوفاق الوطني". من جهته، أكد البنتاغون أن الغارات شنت بطلب من حكومة الوفاق الوطني. وقال المتحدث باسم البنتاغون، بيتر كوك، في بيان: "بطلب من حكومة الوفاق الوطني الليبية، شن جيش الولايات المتحدة غارات محددة على أهداف لتنظيم داعش في سرت بليبيا لدعم قوات هذه الحكومة في مسعاها لهزم التنظيم في معقله الأساسي في #ليبيا ". وقال إن "الولايات المتحدة تقف مع المجموعة الدولية في دعم حكومة الوفاق الوطني فيما تسعى جاهدة لإعادة الاستقرار والأمن إلى ليبيا". وتأتي هذه الضربات بعد أن استهدفت ضربة أميركية معسكرا تدريبيا تابعا للتنظيم المتطرف في منطقة ريفية قريبة من صبراتة على مشارف ليبيا في شباط/فبراير الماضي أدت على الأرجح إلى مقتل زعيم تنظيم داعش في ليبيا المدعو نور الدين شوشان وعشرات من المتطرفين. وصرح مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن التحرك الأميركي سيقتصر على توجيه الضربات وتبادل المعلومات التي تدعم هذه الضربات، مشيرا إلى أن القوات الأميركية لن تشارك في أية عمليات برية لدعم حكومة الوفاق الوطني. وقال المسؤول إن الضربات الدقيقة ستستهدف بنى تحتية عسكرية رئيسية لتنظيم داعش من بينها الدبابات والأسلحة الثقيلة ومقرات القيادة والتحكم. وأضاف أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما ، أجاز الضربات إثر توصيات من كبار مسؤولي البنتاغون، لافتاً إلى أن الضربات "تتوافق مع مقاربتنا القائمة على محاربة داعش عبر العمل مع قوات محلية تملك القدرات". وقال كوك إن "الولايات المتحدة تقف مع المجموعة الدولية في دعم حكومة الوفاق الوطني فيما تسعى جاهدة لإعادة الاستقرار والأمن إلى ليبيا".

 

بركان الولاية حيث ولد أوباما يظهر بفوهة غريبة ومبتسمة

الاثنين 27 شوال 1437هـ - 1 أغسطس 2016م/لندن – كمال قبيسي/بركان Kilauea الأشهر بين 5 براكين بولاية هاواي، حيث ولد الرئيس الأميركي باراك #أوباما ثائر بلطف منذ 1983 بلا توقف، إلا أن ثورته احتدمت أكثر منذ أسبوع، فراح يتقيأ حمماً، بعضها وصل إلى غابات قريبة احترقت، وفق ما نقلت الوكالات عن سياح، عاينوا بأنفسهم ثورة البركان المرتفع 3000 متر عن سطح البحر، والمحتل 14% من مساحة جزيرة هاواي الكبرى، حيث أبصر النور الرئيس الذي لم يبق من ولايته الثانية إلا 5 أشهر. وبدت ثورة #البركان الجديدة، مختلفة هذه المرة، خصوصاً لطيار هليكوبترات أميركي، عاين مجرياتها من الجو الأحد، وفيها ظهرت الحمم فوّارة في فوهته كالعادة، لكنها اتخذت شكل وجه ضاحك ومبتسم، ربما تهنئة لأوباما المحتفل الخميس المقبل بعيد ميلاده الخامس والخمسين. البركان الثائر منذ 33 سنة بلا توقف، احتدم فجأة قبل أسبوع، وحممه وصلت إلى الغابات والمحيط الهادي

"إذا رأيت نيوب الليث بارزة" كيلاويا، من أكثر البراكين إدمانا على الثورات والانتفاضات، وهو واحد من الأكثر همة ونشاطاً بالعالم، وأكثرها جذباً للسياح، وأكبر ثوراته كانت حين وصل ارتفاع حممه في 1920 إلى 20 كيلومتراً في الهواء، على حد ما قرأت عنه "العربية.نت" في موقع United States Geological Survey المعروفة للأميركيين بأحرف USGS اختصاراً، وهي "وكالة المسح الجيولوجي الأميركي" المؤكدة أن حممه وصلت إلى المحيط_الهادي .مع ذلك، ظهرت فوهة "كيلاويا" بوجه ضاحك وبشوش، وعاينها بنفسه الطيار الأميركي Mike Kalber العامل بشركة Paradise Helicopters لتأجير الحوامات في هاواي، فصوّره مختلفاً هذه المرة، بلقطات نادرة ظهر فيها النار مبتسماً، لكنه أعاد الذاكرة إلى شاعر #العرب الأكبر، أبو الطيب #المتنبي فيما لو رأى الفيديو الذي تبثه "العربية.نت" الآن، نقلاً عن موقع محطة ABC News التلفزيونية الأميركية، فربما قال عن البركان ما سبق وقاله عن الأسد: "إذا رأيت نيوب الليث بارزة... فلا تظنن أن الليث يبتسم".

 

فرنسا أغلقت عشرين مسجداً منذ ديسمبر

باريس – أ ف ب/02 آب/16/أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنزف، أمس، أن «نحو 20» مسجداً وقاعة صلاة تعتبر متطرفة، قد أغلقت منذ ديسمبر الماضي في بلاده، مشيراً إلى أن «مساجد أخرى ستغلق»، وإلى أن دعاة متطرفين سيبعدون أيضاً. جاء موقف كازنوف خلال لقاء مع الصحافيين بعد اجتماع مع رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنور كبيباش وأمينه العام عبد الله زكري. وقال كازنوف «لا مكان في فرنسا وقد قلنا ذلك للذين يدعون في قاعات صلاة أو في مساجد إلى الكراهية ويتسببون بحصولها، ولا يحترمون عدداً من مبادىء الجمهورية، وأفكر أيضاً في المساواة بين النساء والرجال». وأضاف «هذا هو السبب الذي دفعني إلى اتخاذ قرار إغلاق مساجد قبل أشهر، سواء في إطار حالة الطوارىء، أو من خلال استخدام كل وسائل القانون العام، أو عبر تدابير إدارية، حيث أقفل نحو عشرين مسجداً أو قاعة، وسيتم إغلاق مساجد أخرى بالنظر إلى المعلومات المتوافرة لدينا».

وأوضح «لقد اتخذ 80 قرار إبعاد» منذ العام 2012 ويجرى البحث في عشرات قرارات الإبعاد، وسأتابع بحزم هذه السياسة»، مؤكداً ضرورة العمل على «ضمان الشفافية التامة على صعيد تمويل» المساجد، «في إطار الاحترام التام لمبادىء العلمانية». وفي فرنسا نحو 2500 مسجد وقاعة صلاة، يعتبر 120 منها أنها تبث الأيديولوجية السلفية الأصولية.

 

مقتل إيرانيين بينهم ضابط مدفعية بمعارك حلب وحماة

الاثنين 27 شوال 1437هـ - 1 أغسطس 2016م/صالح حميد – العربية.نت/أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل ضابط مدفعية بالجيش الإيراني يدعى الملازم محمد مرادي، بمعركة حلب، صباح اليوم الاثنين، بالإضافة إلى عنصر الحرس الثوري محمود نريماني، الذي قتل بمعارك ريف حماة، أمس الأحد. هذا بينما ذكرت وسائل إعلام #المعارضة_السورية أن عدد قتلى القوات الإيرانية في معارك حلب بلغ 3 ضباط بالإضافة إلى 8 من عناصر ميليشيات حزب الله اللبناني الإرهابية. ونقلت وكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري، عن مسؤول العلاقات العامة في مدفعية الوحدة 22 بالجيش الإيراني بمحافظة أصفهان، أن الملازم محمد مرادي وهو من مدينة شهرضا، التابعة لمحافظة اصفهان، قد تم إرساله قبل 42 يوما مع 8 عناصر آخرين من زملائه إلى سوريا. أما وكالة "مهر" شبه الرسمية، فأفادت أن محمود نريماني من منتسبي #الحرس_الثوري الإيراني بمدينة كرج مركز #محافظة ألبرز، وسط إيران، لقي مصرعه أمس الأحد، بمواجهات مع المعارضة السورية بريف حماة. ومع مقتل ضابط المدفعية، بلغ عدد قتلى الجيش الإيراني الذين تم إرسالهم ضمن وحدات قوات خاصة تعرف بـ "القبعات الخضراء" الى سوريا في أبريل الماضي، إلى 7 ضباط، وقتلى الحرس الثوري إلى أكثر من 400 ضابط وجندي منذ تجدد معارك حلب وريفها في سبتمبر الماضي، حسب إحصاء "العربية.نت" لعدد قتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا. وكان موقع "المركز الصحفي السوري" أفاد بمقتل قائد من حزب الله مع ثمانية من عناصره على جبهة الراشدين غربي حلب مع ثلاثة ضباط من الحرس الثوري خلال الاشتباكات مع الثوار.

وبينما حققت المعارضة السورية تقدما ملحوظا في أعنف معاركها لفك الحصار عن حلب، حيث تمكنت #فصائل_المعارضة من السيطرة على 10 مواقع كانت تسيطر عليها قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية بريف حلب الجنوبي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحيّة إلى ثلاثة "مطرودين"

عقل العويط /النهار/2 آب 2016

هذا المقال ليست له غاية "سياسية" أو شخصية ضيقة. فهو ليس موجَّهاً ضد القيادة الحزبية التي فصلت ثلاثة مناضلين يعرفهم الرأي العام جيداً. علماً أنّي أستخفّ عموماً بالقيادات السياسية والحزبية والطائفية والميليشيوية على أنواعها، فكيف لا أستخفّ بها إذا حدّثتها الخَسّة التي تكبر في الرأس، أن تؤلّه ذاتها، بإصدار الأحكام السلطانية، وكمّ الأصوات، وإحكام القبضة التنظيمية التي تلغي الرأي الآخر، أيّاً يكن هذا الرأي الآخر. المقال لا يهدف في المقابل إلى ممالأة المفصولين الثلاثة، والتودّد إليهم. هؤلاء الثلاثة، وغيرهم كثرٌ – معلومون ومجهولون - بالتأكيد، يكفيهم شرفاً وفخراً أنهم يجهرون بما يؤمنون به، وإنْ تسبّب لهم ذلك بإغضاب مَن لا يجوز إغضابهم، وأدّى إلى إخراجهم من الجنّة الحزبية. لا أستطيع أن أُخفي احترامي لجيلٍ نقيّ من مؤيّدي "التيار الوطني الحرّ"، ومن مؤيّدي "الجنرال" خصوصاً. إذا ليس لسبب، فلكونهم أنقياء، وأحراراً، وأصحاب كرامة، وإنْ كنتُ أخالفهم الرأي الفكري والسياسي في هذا النوع من الانتماء الذي يصبّ، في رأيي المتواضع جداً، حيث تماماً لا تشتهي سفن قيمهم وأحلامهم. هذه مسألة لا تقتصر على الحزب المذكور، ولا على قيادته التاريخية أو "المستجدّة" فحسب، بل تجعلني أجاهر بأن لا مكان للأحرار والمثقفين العضويين والنقديين في التنظيمات "السلطانية" عموماً، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، تلك التي يستخدم قادتُها "الديموقراطيةَ" لترسيخ نفوذهم، ونفوذ أتباعهم، لا لتوليد مجتمع مدني، علماني، حرّ، خلاّق، ومتنوّع. ذلك أن أولويات هذه التنظيمات تبتغي في جوهرها – بدون تبسيط طبعاً - نسف المعايير والقيم التي ينادي بها الأحرار، وإنْ رفعت شعاراتهم، وبذلت دماءً غالية لإعلاء شأن هذه الشعارات.

المجتمع المدني يحتاج إلى المطرودين والمفصولين والمعزولين والهامشيين والمستبعَدين، أكثر مما يحتاج إلى الملتحقين بالسلطان وحاشية السلطان ووارثي السلطان والمقرّبين منه. في الغالب الأعمّ، يكون هؤلاء "السلطانيون" إما من أهل الفساد والانتهاز واقتناص الفرص، وإما من أصحاب العقول المسكّرة، المتحجّرة، الضيّقة الأفق. النتيجة واحدة: الاغتيال المعنوي، قصداً أو عفواً، للأنقياء والنقديين الأحرار، أصحاب الأفكار والآراء المخالفة والمختلفة. كنتُ على هامش كتابة هذا المقال، قد وقعتُ على خبرٍ نافر، مفاده أن أحد هؤلاء المغضوب عليهم، قد نال من الأصوات في الانتخابات الحزبية التي جرت قبل يومين، ما يمكّنه من أن يكون صاحب قرار في الحزب لا أن يقع عليه الحكم بالطرد. تحيّة إلى كلٍّ من زياد عبس وأنطوان نصرالله ونعيم عون، وإلى جيل عرمرم من المجهولين والمعلومين الأحرار الأنقياء... المستبعَدين!

 

رفع الصوت لا يبرئ

راشد فايد/النهار/2 آب 2016

تزخر جعبة "الأمين العام" بعدد لا يحصى من قتلى حزبه، ما يتيح له، في أي لحظة، أن يروي ظمأه الى التهجم على خصومه بخطاب، حجة مناسبته دفن واحد من ضحايا نهجه، أو ذكرى مصرعه. من ذلك ظهوره الأخير الذي كرسه لإعطاء السعودية مواعظ في العداء لإسرائيل، وحفظ العروبة، وهو المجاهر بإيرانيته، مالاً وسياسة وسلاحاً، وقضاءً وقدراً: إنه زمن العروبة - الفارسية، التي تمثلها وجوه، بعضها "حديث العروبة"، وبعضها مخضرم، يميل بـ "عروبته" إلى حيث تميل مصالحه، بين البعث الأسدي والناصرية حيناً، و"الكتاب الأخضر"، أحياناً، ونفط الخليج في بعض الأحايين.

وعلى عادته، لم ينس دور نائب المرشد المحلي، فخصص أقل من خمس وقته ونصه لذكرى شهيده، وحال الفساد، من موقع المتفرج لا المعني، وحال تلوث نهر الليطاني وبحيرة القرعون، بخبرة المدعي العام البيئي، فبدا أن ما يهمه انتهاز المناسبة لتجديد إطلاق النار الإيرانية على المملكة، سنداً إلى لقاء، علني، ليس الأول للواء السعودي المتقاعد، أنور ماجد عشقي، الذي يدير مركزاً متخصصاً للدراسات، مع مسؤول اسرائيلي. فلقد شهد العام الفائت 5 لقاءات مماثلة، إذا صدق محرك البحث الشهير google، ولم يحمل الأمين العام إبان ذلك على السعودية، كما فعل نهاية الأسبوع الفائت. فلماذا هذه الحدة "التأديبية" في الخطاب المذكور؟ لا يكمن الجواب في الانتماء العروبي المتأجج عند الخطيب، ولا في استماتته لتحرير فلسطين، وهو الذي تعهد علنا أن يقف دوره التهديدي لإسرائيل عند الخط الأزرق، بل الجواب في تضييق الخناق على الطموح الإيراني الإقليمي، وتزعزع الثقة بنصر مزعوم يمتد من صنعاء إلى حلب، ما يدفع أهل الممانعة إلى السعي لتدمير صورة الدور السعودي في الدفاع عن عروبة المنطقة، باتهام الرياض بالتنازل عن الحقوق العربية تجاه الكيان الإسرائيلي.

تناول الخطاب خطوة اللقاء، وليس مضمون الموقف الذي أكده اللواء السعودي المتقاعد، بقوله، إنه "لن يحصل لقاء لمسؤولين رسميين من السعودية وإسرائيل قبل اعتراف الأخيرة بالمبادرة العربية"، مضيفا "أن الاتصالات لا تصل إلى مستوى علاقة بين الشعوب". وشدد على التمسك ببنود مبادرة قمة بيروت 2002: القدس وحدود 1967 وحق العودة. استفظاع الخطيب أي اتصال سعودي – إسرائيلي يجوز لو أن من يستظل استراتيجية ايران يتذكر أنها السباقة إلى قرع بوابة حكومة اسرائيل. فالذاكرة غير القاصرة، وغير القصيرة، تعرف أن التعاون بين الطرفين بدأ قبل حرب الخليج الأولى، وشحنات الأسلحة التي كانت تصل مواربة، وقد اعترف أول رئيس ايراني هو أبو الحسن بني صدر بعجزه عن مواجهة إصرار رجال الدين حينها على هذا التعاون. سجل الود بين طهران وتل أبيب حافل، منذ زمن المؤسس الخميني. وارتفاع الصوت لا يعني البراءة.

 

مَن يعوق وصول عون الى بعبدا؟

غسان حجار/النهار/2 آب 2016

لا ينطلق الحديث عن مرشح من خارج المرشحين الاربعة الكبار من عداء للعماد ميشال عون، اذ من واجب كل لبناني تقديم التهانىء له اذا بلغ قصر بعبدا في انتخابات ديموقراطية حصل فيها على الاكثرية النيابية بطريقة طبيعية، لا تحت ضغط الشارع والسلاح والوصاية والاحتلال، من دون ان نعيش في عالم مثالي او غير واقعي ينفي اي تدخل خارجي في الاستحقاقات اللبنانية الكبيرة، وحتى الصغيرة احيانا. ينطلق استبعاد وصول العماد عون الى بعبدا من قراءة الواقع، ومن مواقف افرقاء الداخل، ومنهم الحلفاء، وحلفاء الحلفاء، قبل الخصوم. اول المشجعين علناً لرئاسة عون هو "حزب الله". ويدرك الحزب جيدا الاثر السعودي في القرار اللبناني، وهو ربما ينتظر إضعاف هذا الدور لفرض خياره الرئاسي. لكنه في هذه الاثناء يعلي الصوت المندد بكل السياسات السعودية والخليجية، ويوجه التهم الى النظام السعودي، ما يحول دون القبول الخليجي عموما بترئيس عون مرشح الحزب والمحور السوري - الايراني برأي تلك الانظمة. ثاني الداعمين الفاعلين حزب "القوات اللبنانية". وقد أضر الحزب بعون مرات، بقصد من رئيسه او من دون قصد. في المرة الاولى عند اعلان التفاهم في معراب عندما حدد الدكتور سمير جعجع خطوطا للتفاهم لم يعلق عليها عون بل اكتفى بابتسامة، وهو ما اثار حلفاء الاخير وولّد لديهم نقزة من ان يقدم عون على تنازلات سياسية مقابل الوصول الى بعبدا. وفي المرة الثانية عندما واصل جعجع هجومه على "حزب الله" مؤكدا عداءه معه، ما يعني ان التفاهم لم يلحظ تقريب "القوات" من حلفاء عون ولا قبولا بسياساته. وثالثا عندما لم يسع جعجع مع اصدقائه الخليجيين الى "ترميم" علاقة عون بهم بل "قطع" علاقته الشخصية بهم ما ولّد استياء وانعكس سلبا. ثالث الداعمين كان في ما مضى النائب سليمان فرنجية الذي تحول ما بين ليلة وضحاها مرشحا اول، وكاد ان يخرق التعطيل الرئاسي لو توافر النصاب في المجلس. واذ اكد قبل يومين استمراره في الترشح رابطاً انسحابه، كما اعلن سابقا، بالخطة "ب"، فانه اكد أيضاً عدم وجود بوادر للحل. اما حليف الحليف، اي الرئيس نبيه بري، فانه "أدهى" بكثير من ان يقدم له الاتفاق النفطي كورقة مقايضة رئاسية، وهو الذي كان يرفض رئاسة عون، خصوصا بعدما اعتبر الاخير ان المجلس غير شرعي بعد التمديد، ويسأل في مجالسه "كيف يقبل بانتخابه من مجلس غير شرعي؟".

ومثله النائب وليد جنبلاط الذي ربط موافقته على عون رئيساً بتوافق وطني واجماع مسيحي عليه، اي انه كمن يطلب المستحيل، لكنه يفيد من اللفظ في المبنى الذي يسبب لغطاً في المعنى. في ظل هذه المواقف، هل يصح القول ان "تيار المستقبل" يعطل الرئاسة؟ وانه يملك مفتاح الحل والربط؟

 

إيجابية "ثلاثية" بري

علي حماده/النهار/2 آب 2016

مشكور الرئيس نبيه بري على مساعيه لدفع عربة الحوار الداخلي الى الامام، وهو العارف ان شرط ولوج مرحلة الحلول الجدية في لبنان، هو فتح الحوار السعودي - الايراني في المنطقة، وتوجُّه الطرفين الاقليميين الكبيرين نحو "تفاهمات" من شأنها تبريد ساحات المواجهة بينهما، من اليمن، الى سوريا، وصولا الى العراق ولبنان. يعرف بري ذلك، وقد قالها اكثر من مرة في العلن، وكذلك خلف الجدران المغلقة. وبري يعرف ايضا ان زمن الانتصارات الحاسمة في المنطقة لم يحن بعد، ومن المؤكد ان المنطقة لن تشهد انتصارات حاسمة في اي اتجاه، حتى في المستقبل، فالصراع اكبر واعمق من ان ينتصر اي من الفريقين على الاخر. مثال على ذلك، حلب التي نام فيها فريق قبل يومين على انتصار، وافاق على صفعة مؤلمة تؤشر الى اننا ما زلنا في مرحلة التوازن في المكاسب الصغيرة، كما التوازن في الخسارات الكبيرة . ولا ننسى الخطاب الاخير للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي يشي من خلال نبرته الحادة والمتوترة بأن زمن "التفاهمات" الجدية لم يحن لا في المنطقة، ولا في لبنان.بهذه الخلفية تنطلق "ثلاثية" الرئيس بري اليوم، وقد جرى سحب موضوع التعديلات الدستورية من جدول الاعمال، فقوة الطرف الشيعي العسكرية، واندفاعة الفريق المسيحي المتحالف معه والموهوم بأن له دوراً مركزياً في مرحلة الصفقات الكبرى في المنطقة، ليستا كافيتين لقلب موازين القوى في لبنان، وتهميش الدور السني الذي يستمد قوته من عاملَي الديموغرافيا والعمق الاقليمي. واهم المسيحي الذي يعتقد ان دوره حاسم في قلب موازين القوى في لبنان. ان موازين القوى في لبنان تخضع في نهاية الامر لموازين القوى في المنطقة، ومكانها ليس لبنان. اقصى ما يمكن نيله عبر البوابة المحلية هو حوارات كالتي يديرها بري، إما جماعية، وإما ثنائية، إذ من شأنها ان تخفض منسوب التوترات المذهبية الخطرة (السنية - الشيعية)، وتجنيب لبنان ما امكن من نيران المنطقة، على قاعدة ان الاقوى عسكريا وامنيا منهك تنظيميا وشعبيا بتورطه في سوريا، فيما الاضعف ليس قادرا على مجاراة الاول في سباق القوة المؤدي اذا حصل الى حمّام دم لبناني لا يريده احد. بناء على ما تقدم، من المستبعد ان تتخطى طموحات الرئيس بري الواقعية بالنسبة الى "ثلاثيته" التي تنطلق اليوم حدود المحافظة على منسوب توتر سياسي مقبول، يمكن ادارته وضبطه. اما "السلة" التي حكي عنها قبلاً فمتروكة الى مرحلة "التفاهمات" الآتية من خلف الحدود. واما انجاز الاستحقاق الرئاسي فلا يحتاج الى "طبعة" جديدة من مؤتمر الحوار الذي يعقد شهريا. خلاصة القول، ان "ثلاثية" الرئيس بري هي موضع ترحيب، والمشاركة فيها ضرورية، وإن اقتصرت نتائجها كما نتوقع على تعزيز قنوات التواصل والحوار بين اللبنانيين، ولا سيما بين الفريقين الوازنين في البلاد، وذلك بانتظار زمن "التفاهمات" الاقليمية الذي لم يحن بعد.

 

كر وفر في حلب وثلاث قوى ستتقاسم سوريا

علي الأمين/العرب/02 آب/16

من الثابت أن عملية حصار قوى المعارضة السورية ليست حكرا على إيران وروسيا والنظام السوري وحلفائه من الميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية واللبنانية. يبدو الحصار شبه مكتمل من مختلف الأطراف المؤثرة في الميدان السوري، أبرزها الإدارة الأميركية التي تساند القوى الكردية في مواجهة تنظيم داعش، وتعمل من خلالها على تثبيت قواعد عسكرية داخل الأراضي السورية، وهي ترفض أي محاولة لفتح قنوات الدعم العسكري للمعارضة السورية عبر الحدود التركية.

كذلك تنشط الطائرات الروسية العسكرية في ضرب قوات المعارضة في حلب وأريافها، ونجحت مع الطائرات العسكرية السورية قبل أيام في ضرب معظم المشافي المتبقية في المدينة المحاصرة في ظل صمت دولي وأميركي أظهر إلى حدّ بعيد عدم الاعتراض الأميركي على هذه العمليات العسكرية. ورغم تلميح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن هناك تخوفا لديه من وجود خدعة روسية، في إشارة إلى اتفاق روسي-أميركي سيكشف عنه بعد أيام، إلا أن كيري ربما كان يشير إلى أن الغارات الروسية وإطباق الجيش السوري والحرس الثوري الإيراني الحصار على حلب، يأتيان ضمن هذا الاتفاق، وأن القلق الأميركي يقتصر على بعض العمليات العسكرية لا على أساس استمرارها. فصائل المعارضة السورية المتمركزة في حلب أكدت أنها لن تسلم المناطق التي تسيطر عليها، بل أكد عضو المكتب السياسي لحركة نورالدين الزنكي ياسر اليوسف لـ”العرب” أنّ “النظام السوري استطاع التقدم عبر طريق الملاح والسيطرة على طريق الكاستيلو بسبب الطبيعة الجغرافية التي سمحت للطيران الروسي بأن يؤمن له غطاء”، مشيرا إلى أنّ “ما يحسبه النظام من نصر هو محدود ومؤقت، ولدينا خطط بديلة سوف نفاجئه بها، كما أنّ كل ما يشاع عن خروج المدنيين والثوار من البلدة غير صحيح، رغم أننا لا نمنع حركة المدنيين ولا نجبرهم على البقاء على خلاف ما يقوم به كل من النظام وداعش”. وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو قد أعلن قبل أيام، ومع إحكام الحصار على حلب، عن فتح معابر لخروج المدنيين ومعابر خاصة للعسكريين الذين يريدون التسليم. وقد ترافق هذا الإعلان الروسي مع حملة إعلامية قام بها النظام السوري ردت عليها فصائل المعارضة بنفي وجود مثل هذه الممرات، وتكذيب ما قالته وسائل إعلام النظام عن خروج مدنيين وتسليم مجموعات معارضة مسلحة سلاحها للنظام السوري وحلفائه. الناطق الرسمي باسم جيش الإسلام إسلام علوش علق على الاقتراح الروسي بالقول “نحن نفهم هذه الدعوة على أنها مشروع لتهجير سكان حلب من مدينتهم على مرأى ومسمع العالم ومنظمات حقوق الإنسان”.

وأضاف في اتصال مع “العرب”، “نحن ندعم دعوة الأمم المتحدة الممثلة بطلب ستيفان دي ميستورا لضرورة السماح للمدنيين الذين لا يريدون الخروج من منازلهم بالبقاء وحمايتهم وعدم التعرض لهم”. كما أكدّ علوش أنّ “الوضع في حلب سيء للغاية إذ تم إطبـاق الحصار على المدينة من قبل عصابات الأسد والعصابات الطائفية المساندة لها والمدعومة من سلاح الجو الروسي، ولكـن رغم كل ذلك فالتشكيلات العسكرية في حلب تبذل قصارى جهدها في سبيل التصدي لهذه الحملة العنيفة رغم تواضع الإمكانات وشح الموارد بالمقارنة مع الطرف الآخر وفي ظل وجود قوة عظمى تقاتل بكل إمكاناتها مع عصابة الأسد”.

ورغم الشكوى من ندرة المساعدات العسكرية لدى فصائل المعارضة واستمرار التضييق من قبل واشنطن عليها وانكفاء الدول العربية عن خوض معركة دعم المعارضة والانكفاء التركي نحو الداخل، فإن ذلك كله لم يمنع هذه الفصائل من استعادة زمام المبادرة على الأرض. وقد أثبتت قدرة على ردّ هجوم النظام وحلفائه ونجحت في استعادة بعض المناطق التي خسرتها خلال الأسبوعين الماضيين. وفي المقابل تتحدث أوساط دبلوماسية غربية في بيروت، عن أن روسيا وإيران ستسعيان خلال الأشهر المقبلة إلى فرض وقائع جديدة في الميدان مستفيدتين من عدم اعتراض أميركي جدي على هذا التغيير يضاف إلى ذلك انهماك الأميركيين بالانتخابات الرئاسية خلال الأشهر المقبلة وإلى ما بعـد انتخاب الرئيس الجـديد بأشهر. فالوقائع الجديدة هي التي ستتعامل معها الإدارة الأميركية الجديدة والتي لن تخرج عن استراتيجية إنجاز تسوية في سوريا ولكن لن تتجاوز موازين القوى على الأرض.

وهي معركة تجميع أوراق قبل الشروع في الحل، والحل لن يكون في عهد الإدارة الأميركية الحالية، كما لن تجرؤ إدارة أوباما على خوض مغامرة التشويش على حملة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، بحيث تشهد سوريا انقلابا في موازين القوى لصالح روسيا وإيران. ذلك أن حصول هذا التطور سيعني، بالضرورة، القضاء على فرص كلينتون بالرئاسة وتعبيد الطريق أمام وصول مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. الميزان الأميركي الذي ساهم، إلى حد بعيد، في إطلاق يد روسيا وإيران في سوريا، ولجم الدور التركي كما الدور السعودي عبر تقنين قاس للمساعدات العسكرية باتجاه المعارضة السورية، لا يعتقد الكثير من المراقبين أنه مؤشر على إعادة إنتاج النظام السوري نفسه في أي صيغة مقبلة. ولعل موقف جبهة النصرة الأخير بالإعلان عن انفصالها عن تنظيم القاعدة، يعطي إشارة على أن الإدارة الأميركية يمكن أن تتعامل مع هذا الوجود باعتباره غير إرهابي، من دون أن ننسى أن الموقف الأميركي من قرار جبهة النصرة لم يتغير، لكنه بدا أكثر استعدادا للنظر في الأعمال لا الأقوال. الكرّ والفرّ في الميدان السوري يترافقان مع تبلور ثلاث كتل أساسية بعد إنهاء تنظيم داعش: كتلة النظام السوري وما يمثله على مستوى الأقليات الدينية، وكتلة كردية، وكتلة سنية يمكن أن تتضمن التيارات الإسلامية وجبهة النصرة في صلبها.

وهذه الكتل الأساسية هي التي تمتلك الامتداد الإقليمي والدولي، وهي ستخوض معارك إثبات حضور وقدرة على السيطرة إلى أن يحين موعد التسوية الذي لن يكون قبل عام على الأقل. ولكن يجب ألا ننسى أخبار فك الحصار عن حلب التي تواترت في الساعات الأخيرة، عن مقاومة سورية ضد هجمات الروس وكتائب الأسد وحزب الله. ذلك أن تطورات الميدان قادرة على تغيير القواعد كلها.

 

طريق بعبدا مقطوعة بسواتر «مسلحة» 

جورج سولاج/الجمهورية/02 آب/16

الاستحقاق الرئاسيلا حلّ ما لم يتفق «الحزب» و«المستقبل»إذا غاب «الرئيس» و«القانون»... ما الذي يبقى من «السلة»؟«القوات»: لا تَجاوب «مستقبلياً» لإنتخاب عونالمزيدلا ييأس بعض السياسيين من خوض معارك، على كل فاصلة ونقطة، في كل ملف كبير أو صغير، متيسِّر أو متعثر، أو مجمّد بدرجة صقيع جليد سيبيريا. تستهويهم لعبة تسجيل النقاط، والرهان على المفاجآت، وتحديد مواعيد إقتناصها وصرفها في حسابات داخلية. رهان على تمسّك "حزب الله" بترشيح العماد ميشال عون للرئاسة، ورهان على قطع الرئيس سعد الحريري قالب حلوى للعماد عون في عيد ميلاده السنة الماضية، ورهان على غطاء سعودي لترشيح الحريري النائب سليمان فرنجية، ورهان على تبنّي الدكتور سمير جعجع ترشيح عون. ورهان على عشاء السفير السعودي علي عواض عسيري ومشاركة عون، ورهان على توافق نفطي بين الرئيس نبيه بري وعون، ورهان على مسعى جعجع إقناع الحريري بخيار عون للرئاسة، ورهان على زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبنان، ثم زيارة وزير خارجيته، ورهان على حسم "الثلثاء" العسكري في سوريا، ثم الحسم في حمص، والآن على الحسم في حلب، وقبل كل ذلك رهان على الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. كل هذه الرهانات لم تكن سوى حبّات منوّمة أو مهدّئة. لم تفتح أي ثغرة في جدار أزمة تعطيل الإنتخابات الرئاسية. ومع ذلك لم يقتنع كثيرون أن هناك من يقطع طريق بعبدا بسواتر من الباطون المسلّح، ولم ييأس البعض من مواصلة الرهان. دخلت المنطقة في مرحلة تجميد المبادرات والبحث عن حلول سياسية، ودخل معها لبنان في ثلاجة الإنتظار. لا أحد يريد حرق أوراقه أو تقديم هدايا لإدارة أميركية في أسابيعها الأخيرة. رفضت موسكو طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الضغط على النظام السوري لوقف الغارات الجوية على المعارضة المعتدلة، والعودة الى طاولة المحادثات في جنيف. بالعكس، تقدّمت قوات النظام السوري مدعومة من الروس جواً ومن حلفاء إيران والأكراد براً، وخرقت الخط الأحمر في حلب في حصار يشكّل نقطة تحوّل رئيسية في مجرى الحرب. ويرى قادة هذا المحور، في الوقت الضائع الأميركي، وإنشغال تركيا بتطوّراتها الداخلية الدراماتيكية، وتركيز أوروبا على أمنها، فرصة نادرة قد لا تتكرر لتحقيق انتصار عسكري حاسم في حلب يقلب كل التوازنات والحسابات. في هذه الأجواء، يدور رهان جديد في لبنان، على تفاوض دراماتيكي متجدِّد، وهو قطع شوطاً بعيداً عبر موفدين، من أجل رسم تفاهُم بين المعنيين على انتخاب رئيس وعلى مرحلة ما بعد الرئيس، خلال فترة قريبة. ومن شأن هذا التفاهم أن يُحدث زلزالاً، في حال إعلانه، لا يمكن لأحد توقّع نتائجه وارتداداته، فيما تدفع طهران بمزيد من ضباطها وخبرائها وأسلحتها الى ميادين القتال في محاولة لتأمين مصالحها وترسيخ نفوذها في شرق أوسط يتمّ تفكيكه وإعادة ترتيبه بما يتلاءم مع مصالح الولايات المتحدة وروسيا. وهذا ما لم ينفه رئيس الإستخبارات الأميركية جون برينان بقوله في منتدى أسبن الأمني في ولاية كولورادو نهاية الأسبوع الماضي، "لقد أريق كثير من الدماء، لا أعلم إن كنّا سنستطيع أن نعيد سوريا الموحدة لسابق عهدها أم لا".وفي لبنان هناك من يشارك في صنع أحداث المنطقة، سلباً أو إيجاباً، وقد يخسر أو يربح، وهو ليس في وارد الدخول في "تسوية جزئية" في هذه المرحلة حتى لو أتت بأقرب المقربين منه للرئاسة، لكن آخرين لا يملكون غير الإنتظار في لعبة زادتها الغرف السوداء غموضاً وتعقيداً، وغرقَ فيها كبارٌ وصغار.

 

إذا غابت الرئاسة مَن سيحضر؟

 جورج شاهين/الجمهورية/02 آب/16

الاستحقاق الرئاسيطريق بعبدا مقطوعة بسواتر «مسلحة»لا حلّ ما لم يتفق «الحزب» و«المستقبل»«القوات»: لا تَجاوب «مستقبلياً» لإنتخاب عونالمزيدأيّاً كانت النتائج التي انتهى إليها لقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي والرئيس سعد الحريري، فقد بات ثابتاً أنّ الحلم بمقاربة جديدة للإستحقاق الرئاسي قد سقط من لائحة إنجازات «ثلاثية الحوار». فكلّ التطوّرات الداخلية تُعزّز هذا التوجّه، فكيف إذا أضيفت إليها التردّدات السلبية التي أنتجتها التطوّرات من سوريا الى اليمن وصولاً الى موسكو وواشنطن. وإن غابت الرئاسة، بماذا سيملأ برّي الأيام الثلاثة؟قد تكون المرّة الأولى التي لم يُقدّم فيها أحد من القادة والأقطاب اللبنانيين المدعوّين الى سلسلة جلسات الحوار أيَّ مسعى أو يقود تحرّكاً بحجم الرهان الذي بنيَ عليها. ولم يَظهر أنّ أيّاً من المدعوّين قد أعدّ العدة لحدثٍ إستثنائي على رغم تحديد صاحب الدعوة في سلّته المقترحة جدول أعمالها بما يملأ الوقت بأيامها الثلاثة.

لقد كان برّي واضحاً عندما حدَّد جدولَ الأعمال بسلّة كاملة ومتكاملة تُعقد حولها تسوية واحدة لا تتجزّأ. وإن أقرّ برّي في غير مناسبة أنّ أولى الخطوات التنفيذية ستكون بإنتخاب رئيس الجمهورية لكنّه أبقاها مشروطة بالتفاهم المسبَق على كامل بنود السلة التي تضمّ الرئيس وقانوناً جديداً للإنتخاب وهوية رئيس الحكومة والتركيبة الحكومية وبيانها الوزاري بعناوينه الكبرى وصولاً الى التعيينات في المواقع الرئيسة والى ما هنالك من مستلزمات إعادة بناء الدولة المهدّدة بالسقوط وإحياء المؤسسات لتنتظم العلاقات وفق الأسس القانونية والدستورية. وعلى عكس ما كان منتظراً عند توجيه الدعوة، لم يُظهِر المدعوّون أيّ إشارة أو مبادرة تبشر بإمكان التفاهم على أيٍّ من بنود السلة المقترَحة. بل على العكس فقد تواصلت بياناتُ النعي وترجمَتها المواقف والتطورات التي تُوحي بأنّ «ثلاثية الحوار» ستكون محطة عابرة في مسلسل مشاريع الحلول من دون أن تترك أثراً يوحي بإمكان تحقيق أيّ تفاهم على خريطة طريق تخرِج البلد من المآزق التي يعيشها على أكثر من مستوى.

وما عزَّز فقدان الأمل بأيّ مبادرة إيجابية، يكمن في توجيه المرشح الرئاسي رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية قبل أيام رسالة واضحة الى المتحاورين أكد فيها بكلّ ثقة أنه باقٍ في حلبة السباق الرئاسي ما لم يتمّ التوافق على رئيسٍ تجمع عليه أكثرية اللبنانيين رغم معرفته باستحالة الوصول الى هذه المرحلة.

وفي الوقت الذي كان بعض الأطراف يناقش خلفيات موقف فرنجية واختياره مقرّ جلسات الحوار، أي عين التينة، لتوجيه الرسالة والبحث عن موقف ودور صاحب البيت، جاء خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي خصَّصه للقضايا الإقليمية والصراع في اليمن وسوريا من دون أن يقارب الإستحقاق الرئاسي ولو بكلمة واحدة، ليزيد الطين بلة. واكتمل المشهدُ المتوتر بردّ الحريري عليه، لذلك لم يعد سهلاً ترقب أيّ خطوة جديدة ما لم يكن لدى برّي جديد يضيفه على دعوته السابقة، فيخرِج الجلسات المرتقبة من دائرة الفشل قبل الدخول اليها.

وأمام هذا الواقع الصعب، يعترف المراقبون بصعوبة موقع برّي وموقفه، ويتساءلون من أين سيأتي بـ«أرنب الحلّ». فالظروف الإقليمية تزيد من صعوبة ترقّب أيّ إنجاز، لا بل تعوقه وتُهدّد بالعكس تماماً.

فكلّ التقارير الواردة من العواصم المؤثرة في الإستحقاق الرئاسي تعبق بالسلبية، فما تركته العمليات العسكرية في حلب وريفها وصولاً الى الحصار المفروض عليها من ردات فعل تُنذر بالأسوأ وصولاً الى بدايات التوتر بين العاصمتين الروسية والأميركية اللتين ترعيان مشاريع الحلول السلمية في سوريا.

وهو ما إنعكس في الوقت عينه على بقية الأطراف المتورطين في الأزمة السورية بمزيدٍ من التهديدات المتبادَلة، وهو ما عكسته المواقف المحتدمة في بيروت وتحديداً بين الضاحية الجنوبية و«بيت الوسط» على وقع الحديث المتنامي عن توتّر شديد قد يفضي الى سقوط التفاهمات السابقة التي صاغها مهندسا الحلول الوزيران سيرغي لافروف وجون كيري، عدا عمّا هو منتظر من مواقف سعودية وإيرانية لا تقف عند حدود الأزمة السورية بل تتعداها الى أحداث اليمن والبحرين.

وبناءً على ما تقدم، لم تعد الأوساط السياسية التي تراقب المواقف وتدرك حجم خطورتها ودقتها تستغرب أن تُصاب ثلاثية الحوار بعطب كبير. وفي مثل هذه الأجواء قد لا يتمكن برّي من إطلاق الحوار وفق بنود جدول الأعمال الأساسي وقد يلجأ الى جدول جديد بالقضايا التي يمكن طرحها على المتحاورين، كأن يعطي الأولوية لبعض الملفات الداخلية الآنية لملء الوقت الضائع. وعليه، تخشى الأوساط من الوصول الى سيناريو دراماتيكي بدأت طلائعه تظهر بوضوح، يُنهي مسلسل الخلوات كما رُسم لها قبل بدئها. ويعتقد أصحاب هذا السيناريو أنه لم يعد أمام برّي بدّاً من اللجوء الى مخرج يقضي بتجاوز مضمون السلّة طالما أنّ مقاربة ملفَي انتخاب الرئيس وقانون الإنتخاب صعبة ومستحيلة، فيدعو الى إعطاء الجهود المبذولة مزيداً من الوقت لمقاربتهما. ويدعو عندها المتحاورين الى التواضع والبحث في بعض الخطوات والقرارات المطلوبة من الحكم والحكومة، فيطرح مقاربة جديدة لإحياء العمل الحكومي من خلال التفاهم على مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2017 والتعيينات العسكرية على أنها من الإستحقاقات الداخلية المهمة للحفاظ على ما تبقّى من مؤسسات في ظلّ الفشل في مقاربة الملفات الأخرى.

 

قابيل وهابيل ميشال عون

مهند الحاج علي/المدن/ الإثنين 01/08/2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/01/%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d9%88%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d9%86/

لم يجد القيادي في التيار الوطني الحر زياد عبس كلمات يُعلق فيها على قرار فصله واثنين آخرين من الحزب سوى التوجه إلى الأب المؤسس ”العماد عون وأقول له الزعل على قد المحبة، وكل ما نفعله تعلمناه منه“. حتى عندما يتمرد عبس على صهر الجنرال عون، فإن سلوكه نابع من تعاليم استقاها من أقوال الجنرال وسُنّته. لذا عندما سألته مذيعة قناة الجديد عن نشاطه بعد الفصل، أجاب ”انتقلنا اليوم من رتبة ناشط في التيار، إلى رتبة عوني“. هو يعترض على الهيمنة داخل المؤسسة، إلا أن اعتراضه عليها أعاده إلى شكله الأول، ”عونياً“، ملتصقاً بشخص ميشال عون، ومُنزهاً عن صهره ”المؤسساتي“. تطهّر زياد عبس من رجس المؤسسة، أي الأم، وعاد إلى الأب ميشال عون.

لكن هل يحق لمن يُكرس نشاطه السياسي والحزبي لزعامة شخص، لا مبادئه، الاعتراض على التوريث؟ وتنزّه عون عن المبادئ جلي في السياسة اللبنانية. تاريخه السياسي لم يترك للمبادئ مكاناً، إذ انتقل خلال أقل من ٣٠ عاماً من الخصومة الدموية مع النظام السوري والقوات اللبنانية وحزب الله، إلى تحالف شامل معهم جميعاً. كان عون نهاية ثمانينات القرن الماضي مع تكسير رأس الرئيس السوري، ويُشيطن نظامه في خطابات ومقالات ولقاءات حتى منتصف العقد الماضي.

بعيد وفاة حافظ الأسد، كتب ميشال عون أن النظام السوري ”فشل في خلق وحدة وطنية، وجنح بنزعته التسلطية نحو السيطرة الفئوية على الحكم وتغطيتها بأفكار قومية لا تعدو كونها أكثر من شعارات“. بعد سنوات، لم يعد الأسد فئوياً بالنسبة لعون، بل بات صمام أمان ”الثقافة المشرقية“ بأسرها. في حرب الإلغاء، خاض الجنرال حرباً دموية لحصر السلاح بيد الدولة. اليوم، يقف الجنرال على طرف نقيض، رافضاً لاحتكار الدولة السلاح.

رغم تقلب المواقف والمبادئ والتحولات، بقي عبس ورفاقه عونيين. هو جنرال. أرادوه عسكرياً لا يُشاورهم الرأي. لكن بعضهم أراد بوضوح صهراً آخر لم يُعطهم إياه.

لكن فاتهم ربما أن عون ليس اعتباطياً في خياره هذا. هو يُدرك بأن صهره الثاني شامل روكز يملك شعبية أكبر في الشارع المسيحي، وبخاصة في التيار. إلا أنه اختار باسيل عن دراية وسابق تصور وتصميم. يملك هذا الصهر صفات يريدها عون، تبدأ بولائه له وتنتهي بغياب الكاريزما والحضور والتاريخ، إذ أن جبران رجل أعمال لا سجل ناجحاً له قبل مصاهرة الجنرال. بهذه ”المؤهلات“، سيقود جبران باسيل ”العونيين“. لن يكونوا يوماً ”باسيليين“. ووجوده الضعيف سيُبقي عون في وهجه حتى آخر يوم من حياته.

مقابل ذلك، يحمل روكز إلى السياسة سجلاً عسكرياً يتفوق فيه على عون. أولاً، قاتل في حرب التحرير ضد القوات السورية، ولم يفر إلى الخارج كما فعل الجنرال، بل دخل السحن وتعرض للتعذيب. يُظهر مرونة سياسية لم يبدها عون يوماً، إذ تقرّب إلى خصومه في انتخابات جونية تمهيداً لتحالف مُرجح في كسروان. ويصقل علاقات سياسية له خارج إطار التيار، ومع خصومه، تجنباً  للوقوع تحت جناح جبران باسيل. لكنه سيبقى على الأرجح نائباً فحسب، وربما لفترة وجيزة فقط، نتيجة غياب القدرة المالية والغطاء الحزبي.

لكن هذا لا يعني أن جبران سيوالي صعوده مسيحياً، فهو يخوض منذ تسلمه حزب عمّه بالوراثة معارك لتكريس زعامة ركيكة لا مستقبل لها، إما عبر خطاب شعبوي مناوئ للاجئين السوريين والفلسطينيين، أو من خلال تطهير وتطويع منافسين له كما حصل مع طرد ٤ قياديين أساسيين بينهم عبس وابن شقيق عون.

الأرجح أن الزعامة العونية ستنتهي بصهرين في البرلمان أو الحكومة، موقتاً، فقط لأن مؤسسها، مثله في ذلك مثل بقية أقطاب السلطة اللبنانية، لم يضع نُصب عينيه سوى مصلحة وحيدة: نفسه، وحده لا شريك له

 

ماذا وراء الصمت الدولي عن تطورات حلب؟ تسليم للاتفاق الأميركي الروسي بكل التباساته

روزانا بومنصف/النهار/2 آب 2016

تعرب مصادر ديبلوماسية عن اعتقادها ان الاتفاق الذي تردد انه تم بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا في شأن سوريا في اثناء زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري لموسكو ساهم في ارساء الصمت الدولي حول ما يجري في محيط حلب على رغم ان محاصرة المدينة يتعارض ومضمون القرار الدولي الذي صدر في شباط الماضي حول وقف الاعمال العدائية والتزام عدم سعي اي فريق من الافرقاء السوريين الى محاولة تسجيل مكاسب ميدانية اضافية. فحتى الان ساهم الحوار الثنائي الاميركي الروسي في تطيير الكثير مما اتفق عليه ولا سيما ابرز ما اتفق عليه في شأن الازمة السورية اي اعلان جنيف مع تراجع الموقف الاميركي لجهة المطالبة برحيل الرئيس بشار الاسد وعدم وجوده ابان المرحلة الانتقالية. هذا الصمت الدولي بدا لافتا خصوصا ان حلب تشكل منعطفا مهما في الحرب السورية جرى التركيز عليه والاهتمام به في مراحل سابقة في حين انه يمكن ان يعزى الابتعاد الاوروبي وكذلك الاقليمي الى هموم اوروبية مثلا في ظل اولويات غدت مختلفة في ضوء الارهاب الذي ضرب دولا اوروبية اخيرا اضافة الى مشكلة اللاجئين وكذلك الى التسليم الغربي كليا للمفاوضات التي تجري بين الولايات المتحدة وروسيا في الموضوع السوري استنادا الى تسليم هذه الدول ان الازمة السورية لم تعد موضوعا يبحث فعليا على طاولة مجلس الامن او بين مجموعة الدول الداعمة لسوريا بل بين واشنطن وموسكو فقط. كما يمكن ان يعزى الصمت الى انشغال تركيا بنفسها ايضا والذي كان موضوع حلب اساسيا ومحوريا في الرؤية التركية للازمة السورية فيما انشغال المملكة السعودية ينصب على اليمن في ظل انهيار المفاوضات الايلة الى حل سياسي فيها. ففي الايام القليلة الماضية بدت لافتة لهذه المصادر اولا ردة فعل وزير الخارجية الاميركي على المسألة الانسانية المتصلة بحلب وليس المسألة السياسية الاكبر وما يمكن ان تؤدي اليه من تغيير لبعض المعادلات وذلك من خلال تحذير كيري من ان تكون الممرات الامنة التي تحدثت عنها روسيا هي خديعة في الوقت الذي تدرك واشنطن ان حلب لا يمكن استعادتها بقوة النظام السوري او بقوة حلفائه على الارض بل بقوة الطيران الروسي وفق ما اظهرت تجارب المرحلة الماضية. كما بدا لافتا انه حتى الشق الانساني من حصار حلب لم يحظ باهتمام كاف من الدول الفاعلة في مجلس الامن الى حد التمكن من اصدار موقف في هذا الشأن ولعل ذلك يعود الى التسليم من هذه الدول بأن ما يجري انما هو تحت سقف الاتفاق الاميركي الروسي او تحت سقف توظيف روسيا لحظة اميركية في ظل حاجة ادارة الرئيس باراك اوباما الى وضع المسار السياسي في سوريا على الخط لكن من دون قدرة الاوروبيين على القيام بأي خطوة سوى الاعتراض على الانزلاق الاميركي في اتجاه الموقف الروسي ليس الا. في حين ان الاعتراض العربي يسعى الى تحذير روسيا بديبلوماسية من تبعات حلب على نحو غير مباشر وفق ما رأت هذه المصادر في قول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن بلاده حريصة على بناء افضل العلاقات مع روسيا في عدد من مجالات التعاون المشترك معتبرا ان روسيا دولة مهمة ويعيش فيها اكثر من 20 مليون مسلم (وهي ما فهمتها المصادر المعنية على انها اشارة ديبلوماسية ضمنية الى ارتدادات محتملة لاعادة تمكين النظام من مدينة حلب) من دون ان ينفي استمرار وجود تباعد في الرؤية للأزمة السورية بين روسيا والمملكة.

وفي حين تبدي هذه المصادر اعتقادها ان الذهاب الى جنيف مجددا في اواخر آب الجاري قد يكون الثمن الذي ضغطت به موسكو من اجل ان تأتي بالنظام مجددا الى طاولة المفاوضات على قاعدة اقرار الولايات المتحدة بان رحيل الاسد لن يكون غدا وحاجة واشنطن او ادارة اوباما تحديدا الى محاولة انهاء عهده بوضع المفاوضات السورية على نار حامية مجددا باعتبار انه يبقى ستة اشهر على مغادرته البيت الابيض، وهي مدة لا بأس بها، فان ابرز الاسئلة يتصل بما اذا كانت ادارة اوباما باتت مستعدة للمساهمة او السماح باتاحة تغيير المعادلات في سوريا على الارض. وذلك علما ان ما سيرافق ذلك من تداعيات لن يتوقف على سوريا وحدها من اجل تأمين الارث السياسي للرئيس اوباما في حين ان هذا الارث في ضوء ما يجري سيكون اكثر اذى اذا ترك لروسيا ان تغير الواقع السوري وفق ما يحصل. اذ ان هذا الارث الاوبامي سيزداد وقعا كارثيا في ضوء الاستنتاجات الشاملة التي تحمل اوباما بالذات مسؤولية عدم حسم الازمة السورية منذ الاشهر الاولى للانتفاضة السورية ثم تردده في حسمها لدى بروز ازمة استخدام النظام السوري الاسلحة الكيميائية ضد شعبه. ثم ان التساؤل يطاول ما اذا كانت حلب تدخل من ضمن الاتفاق الاميركي الروسي في ضوء اعلان كيري في 26 تموز المنصرم فيما مساعي تطويق حلب في اوجها انه يرغب في الاعلان عن اتفاق على استئناف المفاوضات في مطلع آب. ثم اذا كان النظام السوري يتصرف دوما على اساس الحسم العسكري قبل الحل السياسي فهل يمكن الاعتقاد ان مساعدته من روسيا على تطويق حلب وربما السيطرة عليها علما ان معركتها مكلفة جدا ستجعله اكثر مرونة في الذهاب الى حل سياسي او اكثر تشددا من اي وقت مضى ازاء هذا الحل.

 

الحزم» السعودي والتحوّلات الإيرانية!

أسعد حيدر/المستقبل/02 آب/16

تأكدت طهران، أن «الحال لا تبقى على حالها«، مهما طالت مدّتها. الآن، يقف في وجهها، خصم عربي حازم ومندفع ومصمّم، بعيداً عن اقتداره، هو السعودية. طوال أربع سنوات، صالت إيران وجالت على مساحة العالم العربي، باسم «الوحدة الإسلامية». وحمل الجنرال قاسم سليماني العلم الإيراني، وزرعه في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وقبل ذلك في غزة. في قمّة المفاوضات النووية التي كانت عملياً أميركية إيرانية، كانت تُسمِّع الوفد الأميركي «طبول» الحرب على مساحة المنطقة، وتطلب منه الكثير. كانت تعلم أن «الاوبامية» ضدّ المواجهة والحروب، لذلك يمكنها أن تنتشر وتتحكّم وتطالب.

«عاصفة الحزم» في اليمن، دقّت جرس الإنذار بأن المنطقة لم تعد مساحة مفتوحة أمام إيران، مهما بلغت الكلفة. متى وجدت الإرادة والسياسة، يمكن أن يتعلم المصمّم على المواجهة، الحرب من الحرب. هذا ما يحصل في اليمن وفي مواقع أخرى. أمام هذا التحوّل، لم يكن أمام إيران، سوى أن تعيد حساباتها وهي تفعل.

بعيداً عن الصراعات الداخلية بين القوى المتناحرة داخل السلطة في إيران، والتي تتركز على رئاسة الجمهورية، رغم أنه ما زال أمام انتخاباتها عشرة أشهر، وذلك لأنها من أهم المواقع التي يمكن توجيه «الرسائل» منها إلى الداخل والخارج على السواء، (وهذه لها حديث أوسع)، فإنه يتم إعادة تشكيل السياسة الإيرانية بما يؤمّن مواجهة:

[ سياسة الحزم السعودية ومعها دول التحالف العربي والإسلامي.

[ تصاعد ونمو حركات المعارضة الإيرانية في الداخل. طبعاً لا تحسب طهران حساباً لتنظيم «مجاهدي خلق»، فهو لا يقلقها، خصوصاً وأنه مكروه شعبياً، بسبب انخراطه في الحرب ضدّ بلاده إلى جانب العراق. الأهم والأخطر، نمو العمليات المسلحة في كل من منطقتي كردستان وبلوشيستان الإيرانيتين. يومياً تقع مواجهات مسلحة، يعلن عن بعضها ويتم التكتم عن بعضها الآخر. يكفي أن عملية ضخمة فشلت في اللحظات الاخيرة، كانت تقضي بعد حفر نفق بعمق 20 متراً وطول 40 متراً، بضرب وتدمير موقعين أحدهما عسكري والآخر أمني، وأن «شعلة» مجهولة أحرقت مقرّين بتروكيميائيين في أسبوعين الخ..

[ التأكد أن الولايات المتحدة الأميركية ليست مستعدة رغم كل ما قيل لتسليم إيران «زعامة» المنطقة، لا بل انها ستتابع وضع القيود والحواجز أمامها لتقدم «الثمن» المطلوب منها وهو كما يبدو مرتفع جداً.

المرشد آية الله علي خامنئي عمل على «اصطياد ثلاثة عصافير بحجر واحد». خطب في وفد يمثّل مختلف المحافظات ليعلن «ان مثل هذا الوفد يثبت أن الشعب الإيراني يد واحدة رغم الفوارق اللغوية والقومية والمذهبية»، وذلك ردّاً على ما يُقال عن ظواهر من التمرد والرفض وحتى المواجهات المسلحة في ثلاث مناطق قومية ومذهبية هي: خوزستان العربية وكردستان وبلوشيستان. في الخطاب نفسه أكد بثبات ان الولايات المتحدة الأميركية «عدو وتنقض العهد ولا يمكن الوثوق بكلامها حتى من قِبَل الذين فاوضوها«، أي الرئيس حسن روحاني وجواد ظريف. الدليل أن واشنطن لم ترفع العقوبات عن إيران، مما فرض استمرار الأزمة الاقتصادية التي بدأ الشعب الإيراني يتعب منها ويفقد آماله من نتائج الاتفاق النووي. أخيراً وهو المهم، أن واشنطن تريد التفاوض مع طهران حول أزمات المنطقة. استمرار القيود والعقوبات هو لكي تفاوض إيران من موقع ضعف وليس قوة. ولذلك عملية «العض على الأصابع مستمرة»، علماً أن الألم الإيراني أكبر بكثير من الألم الأميركي.

أمام هذا الوضع المقفل، تعمل إيران على إعادة تشكيل علاقاتها على وقع استمرار العداء مع السعودية وباقي أعضاء الحلف العربي والإسلامي. عملية إعادة التشكيل تتم على ثلاث «جبهات»، هي:

[ روسيا. وقد أعلن محمود واعظي وزير الاتصالات من موسكو أن «إيران مستعدة لتطوير علاقات شاملة وغير محدودة مع روسيا». سوريا في قلب هذه السياسة إلى جانب التعاون الاقتصادي الضخم.

[ تركيا. تكثر طهران من تذكير أنقرة بأنها «وقفت من اللحظة الأولى للانقلاب العسكري مع الرئيس اردوغان وأن بقاء الخلافات حول بعض القضايا لا يؤدي إلى تجاهل المشتركات القائمة بينهما«. علي ولايتي المستشار الأول للشؤون الخارجية للمرشد قال أيضاً: «تركيا وإيران دولتان مهمتان بين الدول الإسلامية وقادرتان على تولي دور حيوي في مستقبل العالم الإسلامي».

[ باكستان أرسلت مستشار الأمن القومي ناصر خان جنجوعة إلى طهران حيث التقى مختلف المسؤولين فيها. أهم من التصاريح الروتينية ما أشارت إليه طهران في تعليق رسمي بقولها: «هذه الزيارة واللقاءات تعني عودة الجغرافيا السياسية لتكون السبب في نسج علاقات سياسية وأمنية قوية». من دون التعاون الأمني مع باكستان لا يمكن لطهران مواجهة الحركات البلوشستية المسلحة وضربها.

عملية إعادة تشكيل السياسة الخارجية الإيرانية في ظلّ التحوّلات تجمع بين العسكر والأمن والديبلوماسية. من الطبيعي أن تكون سياسة «الحزم» جامعة ومتحرّكة بذات الوزن والقوة!

 

التصعيد الإيراني الإقليمي والمقاومة الحلبية صانعة التاريخ

وسام سعادة/المستقبل/02 آب/16

التصعيد الشامل في العراق وسوريا واليمن هو الاتجاه الذي يبدو راجحاً في السياسة الإيرانية الإقليمية في الفترة التي تفصلنا عن الانتخابات الأميركية. حتى الساعة يُعترض هذا التصعيد من داخله، بعدم الاستعداد كفاية أو عدم الكفاءة الميدانية لإنجازه على الساحة المعنية، ومن خارجه، باصطدامه بتناقضات أهلية أو بمقاومات حادة من طرف جماعات مسلّحة أو بشكل عام من طرف جماعات سكانية تقف حجر عثرة في مواجهة السياسة العدوانية الايرانية في العراق وسوريا واليمن، خصوصاً حين تستشعر، أو حين تلمس باليد، عمل هذه السياسة على إحداث نقلات نوعية في الخارطة السكانية ونسب الانتشار الديموغرافي.

في العراق، تستفيد هذه السياسة الايرانية بطبيعة الحال من سمة «المسخ» أو «الغول المتعطش للدم» التي اختارها تنظيم «داعش» لنفسه، لأجل تكريس النفوذ الايراني في المناطق غير الخاضعة لسيطرة التنظيم، لكن تجربة «الحشد الشعبي» وان كانت لا تصل لنفس درجة دموية «داعش» الا انه تحمل الكثير من صفات «المسخ»، خصوصاً في ظل الانتداب الايراني عليها بّراً، والتصالح الأميركي الجزئي معها جواً. أما المردود فلا يزال محدوداً، والمواعيد المحددة لتقويض سيطرة «داعش» لا تلبث أن تتأجل، ولو أنه يشهد انكماشاً وتراجعاً بطيئاً وغير استراتيجي حتى الآن لرقعته، ان في العراق أو في سوريا. يبقى ان السياسة الايرانية في العراق تحاول طمس اشكالية التغلب الفئوي، فلا ينفع استقرار العراق على قاعدة نقل هذه الغلبة من فئة الى أخرى، واستبعاد الفئة الأخرى سياسياً وأهلياً. لا ينفع هذا حتى لو انساق كل العالم لفترة معينة وراء التبسيط الاختزالي للصراع. هناك مسألة عربية - سنية في العراق، ولدت بنتيجة الاضطهاد الصدامي للأكراد والشيعة، وبنتيجة غزو العراق وسقوط صدام والانتقال الى اضطهاد العرب السنة، على يد حكم فئوي، افترض الأميركيون انه اذا سُمح له بالتغلب المذهبي في الداخل العراقي فيمكن بذلك إقامة قطب شيعي عراقي منافس للتشيّع الايراني من ناحية، وللتسنّن العربي من ناحية ثانية. فكانت النتيجة تمدّد النفوذ الايراني، وسيطرة «داعش» على أقسام مهمة من المناطق العربية السنية من العراق.

أما في سوريا، فإيران وروسيا، رغم اختلاف الاجندتين، تتفقان على مساعدة نظام آل الاسد لتحسين شروطه في هذه الفترة الميتة تفاوضيا، الى حين انتخاب رئيس أميركي جديد، من هنا محاولة حسم الموقف في حلب. من هنا ايضاً أهمية المعركة الحالية لكسر الحصار، ولاستنزاف القوات الأسدية وقوات المرتزقة المستقدمة من هنا وهناك للقتل والموت في حلب. فك الحصار عن حلب أساسي لفك الحلقة المفرغة في المفاوضات لاحقاً، أما فرض الحصار والذهاب به الى الآخر، فعلى العكس تماماً، سيعني سلوك الطريق الأكثر بعداً عن أي مسعى سياسي. اذا كان هناك في النظام الأسدي، وبين رعاته، من يتصور ان القتال هو لاعادة ايقاف هذا النظام على قدميه، فهذه مصيبة لمن يفكر هكذا بالدرجة الاولى. اما اذا كان التفكير واقعياً اكثر، ومتصلاً بتحسين شروط وموقع النظام في الحرب، فهذا يعني أن من مصلحة السوريين الاضرار بهذا الموقف قدر الامكان، وهو ما يحتاج لاعادة صيانة شبكة التضامن الاقليمية مع أهل الثورة السورية، مأخوذين بالمعنى الأوسع والأكثر تعددياً للكلمة. معركة فك الحصار في حلب أساسية بالنسبة لرد مسار التصعيد الايراني في العراق وسوريا واليمن. وحيوية ايضا بالنسبة الى لبنان الذي يقاتل العديد من ابنائه في صفوف «حزب الله» في حلب، في حين يؤجل فيه تصاعد التوتر الداخلي بسبب «هذا الانشغال العظيم» الى حد كبير. أثبت أهل الأحياء المحاصرة، والمسلّحون الذين يتصدون لهجوم بري وجوي واسع النطاق ومتعدد الجنسيات، أنّ الحيوية القتالية الميدانية «أكثر انباء» من كل المعارك المحسومة مسبقاً على الورق. في نفس الوقت، التصعيد ضروري بالنسبة للنظام الايراني، ان تمر هذه الفترة الحرجة دون ان يحقق حسمه المرجو في سوريا والعراق واليمن، فهذا ما يناضل ضده في الليل والنهار كي لا يحصل. هذه المقاومة الحلبية تصنع التاريخ اليوم. والتاريخ كي يستأنف بسوية في هذه المنطقة من العالم، على الموجة الحالية من التصعيد الايراني ان لا تمر.

 

في حلب والإعجاز!

علي نون/المستقبل/02 آب/16

نفَّست بسرعة براميل البلف التعبوي الممانع في شأن حلب وحصارها و»ممراتها الانسانية». وأمكن بقليل من الجهد التعبوي وكثير من الطخّ الناري المضاد، سحب تلك الورقة البلفية من ايدي جماعة المحور الاسدي الايراني، وإعادة تصحيح الميزان الذي كسره اكتمال الحصار على المدينة الساحرة!

وعلى عادتهم المألوفة، استعجل هؤلاء في فتح صالة الافراح وتهنئة بعضهم البعض! وعادوا الى اشاعة خبريات خلاصية، مع انهم «فاتوا بالحيط« وتهتكت «توقعاتهم» و»قراءاتهم» وتحليلاتهم.. وتهديداتهم تحت وطأة الحقائق العارية، اكثر من مئة مرة على مدى السنوات الخمس الماضيات!

وذلك أداء يدل من جهة، على تكتيك تعبوي نفسي مألوف في المنظومات العسكرية والحروب على أنواعها، ومن جهة ثانية على ضمور واستحالة الحسم الميداني والضرورة الحتمية بالتالي، لاستخدام تكتيكات بديلة مشتقة من مدونات الخداع وتفاصيلها! علّها تدمّر في معنويات «العدو» ما تعجز عن تدميره الآلة العسكرية وتتماتها المرعبة والمخزية. وتلك معادلة مثيرة بالفعل: منذ خمس سنوات والعالم بأسره يشهد على حرب غير متكافئة. وبرغم ذلك، فان الطرف المسلح والمدرع والمجيش والخبير فيها لم يقوَ على حسمها! كل آلة النظام العسكرية والأمنية وكل أجهزته الراكبة فوق بعضها البعض، وكل اسلحته الجوية والصاروخية والبرية والبشرية والتشبيحية، زائد ايران و»خبراءها»، وميليشيات «كبرى» مثل «حزب الله» وتوابعه من العراقيين والأفغان والباكستانيين. يُضاف اليهم جزء كبير من القوى الفلسطينية الموجودة أصلاً في سوريا. وجزء آخر وكبير بدوره من القوى الكردية الموجودة في الشمال. زائد الاختراق الخطير والمميت الذي شكله «داعش»، وتكفّله وتخصّصه في محاربة «المعارضة« دون غيرها! زائد نزول الروس الى الميدان. بالطيران الحربي الأحدث في ترسانتهم. و»بخبرائهم» وتذخيرهم وقوتهم النارية العمياء والصمّاء والفاجرة والإجرامية، واستحضارهم غروزني الشيشانية كمثال يُحتذى! وفوقهم جميعاً «عين» اسرائيل الساهرة فوق كل تفصيل مملّ وغير مملّ.. في المقابل، مجموعات معارضة، مسلحة في الحدود الدنيا. لا صواريخ إلا بالقطارة! ولا غطاء فوق الرؤوس أياً يكن! ولا ملاذات آمنة. ولا بنى تحتية (حربية ومدنية) مكتملة وبيئة حاضنة مُهجّرة رحّالة اكثر منها مقيمة. والمقيمة منها لا ترتاح يوما من دفن ضحاياها ومداواة جرحاها جراء الغارات الجوية.. وفوق ذلك كله، سياسة اميركية كارثية لا تليق بعدو قبل أن تدّعي مساعدة صديق أو حليف!.. ثم التشويه المريع الذي لحق بـ (المعارضة) جراء التباسات «الارهاب» وتوظيفاته واختراقاته.. ومع ذلك كله، وبرغم عنه، لم تتمكن قوى «المحور» الممانع، من تحقيق «انتصار» يُعتّد به! ولا كسر شوكة «الثورة السورية» (والمصطلح في مكانه وزمانه علمياً!) ولا حتى الاقتراب من ذلك.. وهذا هو المعنى الوحيد لمصطلح الاعجاز! وهكذا يمكن (لغوياً وضميرياً) تفسير مصطلح «الانتصار» وأخيه الصغير «الانجاز»، وردهما فوراً ومباشرة وحصرياً الى شعب سوريا وثورته!

 

نتنياهو ومبادرة السلام العربية

هنري سيغمان/النهار/2 آب 2016

لقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 31 أيار الماضي استحساناً لدى المجتمع الدولي وأثار غضب حكومته اليمينية المتشددة عندما أعلن أنه يرى في مبادرة السلام العربية لعام 2002 أساساً لتجدّد محادثات السلام مع الفلسطينيين. وكان في 11 حزيران، طمأن وزراءَ حكومته في اجتماع مغلق، إلى أن "إسرائيل لن تقبل أبداً بمبادرة السلام العربية أساساً للمفاوضات. على [البلدان العربية] أن تستوعب أنه يجدر بها إعادة النظر في اقتراح الجامعة العربية بحسب التغييرات التي تطلبها إسرائيل". هذه التناقضات خير مثال عن التلاعب والخداع اللذين طبَعا "ديبلوماسية السلام" التي قادها نتنياهو خلال ولاياته الأربع في رئاسة الوزراء الإسرائيلية. فقد عمد إلى تمكين القوميين الدينيين واليمينيين الذين يعانون من رهاب الغرباء، ودعَم توسيعهم للمستوطنات في مختلف أنحاء الضفة الغربية، علناً وفي السر على السواء، مع احتفاظه في الوقت نفسه بالدعم من الكونغرس الأميركي ومن مؤسسة يهودية أميركية متمسكة بمُحافِظَيتها عبر الادعاء بأن التزامه بحل الدولتين أحبطته الرفضية الفلسطينية والعربية. إذاً ما هي بالضبط التغييرات في مبادرة السلام العربية التي يطلبها نتنياهو الآن؟ يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يصدّق العالم أن المبادرة تفرض انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القدس الشرقية وجميع أراضي الضفة الغربية وقيام إسرائيل بتفكيك مستوطناتها كافة شرق خط الهدنة العائد لما قبل عام 1967. لطالما شدّد نتنياهو على أن هذا المطلب يتنافى مع التعهّد الذي قطعه الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون (14 نيسان 2004) بأن الولايات المتحدة ستدعم احتفاظ إسرائيل ببعض الكتل الاستيطانية وراء خط 1967.

في الواقع، ليست هناك ذرة من الحقيقة في أي من هذه المزاعم. أنا أعرف ذلك، لأنني شاركت شخصياً، على امتداد سنوات عدة، في النقاشات مع ولي العهد (لاحقاً الملك) السعودي عبدالله الذي وضع ما بات يُعرَف بمبادرة السلام العربية، ومع وزارة الخارجية الأميركية.

خلال النقاشات التي بدأت في الرياض قبل عامَين على الأقل من إعلان ولي العهد السعودي عبدالله عن مبادرته عام 2002 في حديث مع طوماس فريدمان من صحيفة "النيويورك تايمس"، قال لي عبدالله بحضور وفدٍ من "مشروع الولايات المتحدة/الشرق الأوسط" [الذي يترأسه سيغمان] إن النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هو خلاف سياسي. من هذا المنطلق، السعودية وسواها من البلدان العربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات الديبلوماسية معها عندما تتوصّل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين على أساس الدولتين. لكن إذا ظل النزاع من دون حل، فسوف يتحوّل سريعاً خلافاً دينياً يتحدى التسوية بصورة دائمة.

قلت له إنه لو أعلن ذلك على الملأ، لأحدث كلامه تغييراً دراماتيكياً في مسار النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. فأجاب أنه ليس مستعداً بعد للقيام بذلك، لكنه لا يعترض على قيامي بنقل هذا الكلام عن لسانه. فرفضت قائلاً بأنه إذا لم يصدر الكلام عنه مباشرةً، سيفقد تأثيره.

في 17 شباط 2002، كتب طوماس فريدمان عن مبادرة ولي العهد السعودي، معلناً جهوزية المملكة وسواها من البلدان العربية لإقامة روابط ديبلوماسية كاملة مع إسرائيل فور التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ينص على إقامة دولة فلسطينية بحسب حدود ما قبل 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. لكن غابت معلومتان عن تقرير فريدمان. فقد وافق ولي العهد السعودي، خلال نقاشاتي معه، على أن تجيز المبادرة السعودية مقايضة الأراضي بالتساوي في طرفَي خط 1967 للسماح لإسرائيل بضم العديد من الكتل الاستيطانية. وسمحت المبادرة أيضاً لإسرائيل بضم الأحياء اليهودية في القدس الشرقية وفرض سيادتها على الحائط الغربي. اتصلتُ بالسلطات السعودية التي أبلغتني أن ولي العهد عبدالله يأذن لي بنشر ذلك التوضيح وأنه سيبادر إلى تأكيده. بعد أربعة أيام، في 21 شباط، نشرت صحيفة "النيويورك تايمس" مقالي الذي تضمّن هذا التوضيح. ولفتت الصحيفة إلى أن "مسؤولين أميركيين وسعوديين صرّحوا أن رواية سيغمان تعكس بدقّة آراء ولي العهد". وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها أن "تفكير ولي العهد بحسب ما تجلّى... في مقابلة مع زميلنا طوماس فريدمان، وما جرى توضيحه والتأكيد عليه في مقال هنري سيغمان، المحلل المتمرس لشؤون الشرق الأوسط، المنشور في عدد اليوم، جديرٌ بأن تتعامل معه إسرائيل والفلسطينيون والولايات المتحدة بجدّية". واعتبرت الافتتاحية أن كل النقاشات عن اتفاق إسرائيلي-فلسطيني ليست "أكثر جدّية في مضامينها من اقتراح ولي العهد السعودي بأن بلاده جاهزة وأخيراً لقيادة العالم العربي نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين من طريق التفاوض العادل".

من الواضح أن نتنياهو على اطلاع كامل على هذه التفاصيل عن تاريخ المبادرة العربية. ولا شك في أنه على علم بالتحذير الذي وجّهه الرئيس جورج دبليو بوش إلى الحكومة الإسرائيلية، ففي حين أعلن بوش أنه سيدعم المطلب الإسرائيلي بالاحتفاظ ببعض الكتل الاستيطانية المحاذية لخط هدنة عام 1967، قال إنه لا يجوز لإسرائيل مصادرة هذه الكتل بصورة أحادية، بل يجب الحصول على الموافقة الفلسطينية في سياق مفاوضات تُطرَح فيها أيضاً المطالب الفلسطينية على طاولة البحث. وقد أعلن الرئيس بوش، في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض عام 2005، أنه "لا ينبغي على إسرائيل القيام بأي نشاط يتعارض مع موجبات "خريطة الطريق" أو يسيء إلى مفاوضات الوضع النهائي في ما يتعلق بغزة والضفة الغربية والقدس... إن أي اتفاق حول الوضع النهائي يجب أن يتم التوصل إليه بين الفريقَين، والتغييرات في خطوط هدنة 1949 يجب أن تتم عن طريق الاتفاق المتبادَل".

بعد عام، في 8 شباط 2006، قالت وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس بوش، كوندوليزا رايس، كلاماً واضحاً أيضاً: "موقف الولايات المتحدة بهذا الخصوص واضح جداً ولم يتبدّل. يجب ألا يحاول أحد أن يحدّد مسبقاً وبصورة أحادية نتيجة أي اتفاق حول الوضع النهائي. النتيجة تُحدَّد في مفاوضات الوضع النهائي. قال الرئيس إنه عند التفاوض على الوضع النهائي، سيكون من الضروري أن تؤخَذ في الاعتبار الوقائع الجديدة على الأرض التي تغيرت منذ عام 1967، لكن لا يجب أن يحاول أحد، في أي ظرف من الظروف، فرض تلك الوقائع بطريقة استباقية أو محدّدة مسبقاً، لأن هذه المسائل تُناقَش في المفاوضات حول الوضع النهائي". لكن هذا بالضبط ما دأب نتنياهو وحكومته على القيام به. بعد خمسين عاماً على احتلال إسرائيل للضفة الغربية، تُمعن الحكومة الإسرائيلية في تغيير الأراضي "بطريقة استباقية ومحدّدة مسبقاً"، وتواصل سياسة التطهير الإتني في الخفاء في المنطقة المسمّاة "المنطقة ج" بحسب اتفاقات أوسلو، والتي تشكّل أكثر من 60 في المئة من الضفة الغربية. أما بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فلا تزال تدّعي أنها تصدّق مزاعم نتنياهو بأنه يسعى إلى تطبيق حل الدولتين، وتستمر في طمأنة إسرائيل إلى أنها لن تسمح لـ"أي مسافة"، وأي قرارات صادرة عن مجلس الأمن، بالوقوف بينها وبين إسرائيل. أما إذا لم تعد، في الواقع، تصدّق أكاذيب نتنياهو، فميلُها إلى "إرساء توازن" حتى بين الحد الأدنى من انتقادات الاحتلال الإسرائيلي المتواصل من جهة وإدانة التحريض الفلسطيني من جهة ثانية، أمرٌ يستدعي الاستهجان الشديد. أياً يكن التحريض الذي تمارسه السلطة الفلسطينية، فهو ليس بشيء أمام التحريض الذي يشكّله الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ نصف قرن. فكما كتب بن إهرنريش أخيراً في مقال في مجلة "بوليتيكو" تحت عنوان "كيف تحرّض إسرائيل على العنف الفلسطيني"، يشكّل الاحتلال الإسرائيلي أداة هائلة للالتباس والحرمان والإذلال. فقد ورد في المقال: "[الاحتلال] ليس فقط جنوداً وأسلحة، بل هيكلية مترامية الأطراف تؤثّر في مختلف جوانب الحياة الفلسطينية، شبكة معقّدة من نقاط التفتيش، وقيود السفر، والأذون، والجدران والأسيجة، والمحاكم والسجون، والمعوّقات اللامتناهية التي تكبّل الإمكانات الاقتصادية، وتدمير المنازل، ومصادرة الأراضي، والاستيلاء عل الموارد الطبيعية، وفي معظم الأحيان القوة الفتّاكة".

لا تملك الولايات المتحدة ولا الديبلوماسية التي تقودها اللجنة الرباعية أي آفاق بتغيير الوضع القائم الذي نجح نتنياهو في فرضه وتثبيته، إذا لم تتحلّيا بالشجاعة لإعلان الحقيقة بصراحة، والحقيقة هي أن الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ نصف قرن لا يحرّض على العنف وحسب، بل يشكّل في ذاته عنفاً على نطاق واسع. قد يساعد ضخ هذه الجرعة من الحقيقة على بث الحياة من جديد في القنوات الديبلوماسية التي لطالما عطّلتها الادّعاءات والأضاليل.

 

ما بعد الموصل وحلب

غسان شربل/الحياة/01 آب/16

فاجأني السياسي العربي باستنتاجات قاطعة. قال: «نجح تنظيم «داعش» حتى الآن في تحقيق هدفين كبيرين وخطرين هما: تدمير المكوّن العربي السنّي العراقي وقتل الثورة السورية. وسواء كان ذلك هدفه أم لم يكن فهذا ما نتج من الإطلالة المخيفة للتنظيم على المسرحين العراقي والسوري». لاحظ أن الشهور المقبلة ستنشغل بمصير مدينتين هما: الموصل وحلب. واعتبر أن حسم المعركتين يتخطّى مصير المدينتين ليترك آثاره على ملامح بلدين. وقال أن العراق ما بعد الموصل لن يشبه عراق ما قبلها، وأن سورية ما بعد معركة حلب لن تشبه سورية ما قبلها. طلبت منه أن يشرح، قال: «من دون استيلاء «داعش» على الموصل وأجزاء واسعة من العراق ما كان لآية الله علي السيستاني أن يُصدر فتوى «الجهاد الكفائي» التي أصدرها وأدت عملياً إلى ولادة «الحشد الشعبي». ومن دون الارتكابات الفظة للتنظيم الإرهابي ما كان يتيسّر لحيدر العبادي أن يوفر غطاءً رسمياً وشرعياً للحشد، يجعله قوة موازية للجيش العراقي الذي بدأت مأساة الموصل بانهيار قطعاته أمام التنظيم. ومن دون جرائم «داعش» ما كان للجنرال قاسم سليماني أن يظهر مع المقاتلين في الفلّوجة وكأن المشهد عادي وطبيعي». وزاد: «غيَّر «داعش» الأولويات وأضعَفَ قدرة أميركا على الاعتراض على الدور الإيراني في العراق، هذا إذا كانت راغبة أصلاً. كَسَرَ التوازنات الداخلية وربما لعقود أو أكثر. مناطق العرب السنّة هي التي تتعرض عملياً للتهجير والدمار والتغييرات الديموغرافية. ثمة كلام عن تغييرات آتية في حدود المحافظات، بحيث تتقلص محافظة الأنبار ويخترقها ممر آمن لإيران. هذا التغيير ليس بسيطاً. بعد معركة الموصل قد يصبح وجود العرب السنَّة في المعادلة العراقية أشبه بالديكور. هذا يعني ولادة عراق آخر غير الذي كنّا نعرفه».

سألت السياسي العربي عن سورية فقال: «أدى استيلاء «داعش» على الثورة السورية إلى قتل هذه الثورة وإرباك مؤيديها والمتعاطفين معها، خصوصاً مع وجود «جبهة النصرة». هذا الاستيلاء بدّل الأولويات وأتاح للميليشيات الموالية لإيران التدفّق بحجة مواجهة التكفيريين. أمواج اللاجئين إلى أوروبا ومعها هجمات الذئاب المنفردة أربكت الدول الغربية وغيّرت أولوياتها. ثمة تغيير مهم آخر وهو ما حصل في تركيا. أولويات رجب طيب أردوغان تغيّرت هي الأخرى. لقد اكتمل حصار حلب قبل أن يمثل السلطان بين يدي القيصر». ولاحظ أن حصار حلب يمثل تحوُّلاً في النزاع المفتوح في سورية. قال: «حلب هي العاصمة الاقتصادية. وهي مدينة سنّية، وقريبة من تركيا. ثم إن عملية فرض الحصار عليها تمت بفعل ثلاثة أدوار لعبها الجيش السوري والطيران الروسي والميليشيات الموالية لإيران. ولحصار المدينة آثاره الميدانية وأثمانه على أي طاولة مفاوضات جدية ستنعقد لاحقاً». وأضاف: «تسبّب «داعش» أيضاً في نكبة للمكوّن السنّي في سورية. فالمناطق السنّية هي التي تتلقى حمم الطائرات السورية والروسية. ومن هذه المناطق ذاتها خرج ملايين النازحين واللاجئين. تقول دروس التاريخ أن مسارح الحروب المدمّرة لا تعود كما كانت حين تصمت المدافع. إذا استمرت الأمور في الاتجاه ذاته فإن سورية أخرى ستولد بعد اكتمال معركة حلب. من الصعب أن تأخذ على طاولة المفاوضات ما تعذّر عليك الحصول عليه ميدانياً. سيكون من الأصعب على المعارضة بعد معركة حلب، الإصرار على موعد لمغادرة الرئيس بشار الأسد». ولفت إلى أن لهذه الصورة الجديدة في العراق وسورية انعكاساتها أيضاً على التوازنات بين المكوّنات في لبنان.قال السياسي أن حروب «داعش» جدّدت شرعية الإقليم الكردي في العراق وأعطت شرعية لـ «الأقاليم» الكردية في سورية، ولهذا يجرى الحديث عن عراق آخر وسورية أخرى، لافتاً إلى التساؤل عن موقع ملايين السنّة المقيمين بين الأنبار وبيروت. ورأى أن الشهور المقبلة ستكون قاسية لفرض وقائع ميدانية مرجحة قبل ولادة الرئيس الأميركي الجديد. نقلت الكلام لأن المتحدث يعرف اللعبة واللاعبين. المسألة أبعد من مصير الموصل وحلب. إنها أبعد وأخطر.

 

الحل اليمني بين الانقلاب الجديد والضغط الدولي

جورج سمعان/الحياة/01 آب/16

قبل موافقة الحكومة اليمنية على تمديد مشاورات الكويت أسبوعاً، مارست الدول الـ18 الراعية العملية السياسية ضغوطاً لمنع الحكومة من الانسحاب. لكن هذه الدول ستجد نفسها أمام المأزق ذاته بعد أيام. لا يكفي أن يبدي المجتمع الدولي رغبة في وقف الحرب التي استنزفت البلاد ودفعتها إلى حافة الإفلاس والتفكك والانهيار الكامل، وأغرقت أهلها في مآس وويلات وحصارات. وشرعت أبوابها أمام تنامي حركات الإرهاب. بل على رعاة التسوية ممارسة الضغوط اللازمة ودفع الأطراف المعنيين إلى القبول بخريطة الطريق التي وضعها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد عشية بدء الجولة الثانية من المشاورات، في السادس عشر من تموز (يوليو) الماضي. أي التمسك بتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2216 ومبادرة دول مجلس التعاون ومخرجات الحوار الوطني. ولا يحتاجون إلى كثير من الدرس والبحث. فالأمم المتحدة باتت تملك صورة واضحة وشاملة لكل عناصر الأزمة ومواقف الأطراف المتصارعين وأهدافهم، بعد جولتي مفاوضات في سويسرا وثلاثة أشهر في الكويت. أما ترك الأطراف اليمنيين البحث عن حل بمفردهم فطريق لن يودي إلى صنعاء، بل يولّد مزيداً من المتاعب والمفاجآت، على غرار ما انتهت إليه الجولة الثانية من الحوار في الكويت. آخر المفاجآت إعلان الحركة الحوثية وحزب الرئيس علي عبدالله صالح اتفاقهما على قيام مجلس سياسي أعلى. أي أنهما وجّها رسالة واضحة إلى الدول الـ18 الراعية التسوية السياسية، وكذلك إلى وفد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي: المجلس سيتولى إدارة شؤون الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وإدارياً واجتماعياً وفقاً للدستور اليمني. أي أنه يلغي عملياً «الإعلان الدستوري» (5 شباط - فبراير 2015) و «اللجان الثورية» التي أتاحت للحوثيين الإمساك بمؤسسات الدولة. ويسقط كل القرارات والإجراءات التي اتخذوها منذ سيطرتهم على صنعاء في أيلول (سبتمبر) 2014. أي العودة إلى العمل بالدستور السابق، علماً أن الدستور الجديد سيكون مبدئياً وفقاً لخريطة التسوية التي طرحها المبعوث الدولي من مهمات حكومة الوحدة الوطنية. ليس صحيحاً أن الاتفاق على المجلس الجديد لن يؤثر في مشاورات الكويت، وفق ما أعلن الناطق الرسمي باسم «أنصار الله» محمد عبدالسلام. بل الصحيح أنه لا يتماشى مع التزامات طرفيه، الحوثيين وحزب الرئيس السابق، بدعم العملية السياسية بإشراف الأمم المتحدة. لكنه تلويح واضح من هذين الطرفين بأنهما يتجهان إلى إعادة انتاج سلطات ومؤسسات ومجالس عسكرية وإدارات وفقاً للدستور إذا لم تثمر مشاورات الكويت اتفاقاً سياسياً. أي إذا لم يأخذ المبعوث الدولي ووفد الحكومة الشرعية بموقفهما ووجهة نظرهما في العملية السياسية، سواء بقيت طاولة الحوار في الكويت أو انتقلت إلى مكان آخر. لا شك في أن الرئيس صالح يناور مجدداً في الوقت الضائع، عبر محاولته إعادة الاعتبار إلى مجلس النواب الذي لا يزال قائماً تمهيداً للتشكيك في شرعية حكومة أحمد بن دغر التي لم تنل ثقة المجلس. وكان أخفق في دفع الحوثيين إلى إحالة استقالة الرئيس هادي على المجلس يوم حاصروه وحكومته في العاصمة، لخوفهم من أن يتولى رئيس المجلس الرئاسة مكان الرئيس المستقيل.

الإعلان عن المجلس الجديد يعني عملياً أن الحركة الحوثية وحزب صالح باتا مبدئياً بمثابة وفد واحد بمواجهة وفد الحكومة الشرعية. وهو ما يمهد لطي صفحة من الشكوك بين الطرفين. ويعزز موقفهما في أي مشاورات لإيجاد حل سياسي. فالحوثيون يحتاجون إلى قوات الرئيس صالح لتعزيز مواقعهم الميدانية على الأرض، فيتمكنون تالياً من التمسك بمطلبهم الحصول على حصة وازنة تترجم قوتهم العسكرية على الأرض وانتشار هذا القوة، وليس حجمهم الديموغرافي أو المذهبي. علماً أن ما حققوا على الأرض من عمران إلى صنعاء ومعظم المدن لم يكن وليد قوتهم بمقدار ما كان نتيجة تسهيلات وفرتها لهم قوى سياسية كانت تتصارع لوراثة تركة الرئيس السابق. حتى الرئيس هادي لم ينج من انتقادات أخذت عليه منحهم في مؤتمر الحوار الوطني ممثلين أكثر من حجمهم السياسي والاجتماعي والمذهبي. كما أن خصومهم، وغالبية القيادات والأحزاب السياسية لم ينبروا، لحسابات ومصالح خاصة، من أجل وقف تمددهم خارج صعدة ومناطقهم التقليدية. وهو ما شجعهم على استكمال مشروعهم باجتياح صنعاء في أيلول 2014. ولم يجدوا أيضاً موقفاً يعارض طرحهم «اتفاق السلم والشراكة» الذي تولى الإشراف على تسويقه المبعوث الدولي السابق جمال بن عمر. مع ما في ذلك من تجاوز لمقررات مؤتمر الحوار الوطني ومبادرة دول مجلس التعاون الخليجي. وهو ما أدى إلى تداعيات خطيرة انتهت بخروج الشرعية من العاصمة وإعلان «التحالف العربي» عاصفة الحزم بناء لدعوة الرئيس وحكومته.

إضافة إلى كل هذه الأسباب، فشل الحوثيون في إدارة المناطق التي استولوا عليها، على رغم إعلانهم «الدستوري» ونشرهم «اللجان الثورية». وهم يحتاجون تالياً إلى خبرات مناصري الرئيس السابق المنتشرين من نيف وثلاثة عقود في الإدارات والمؤسسات. مثلما يحتاج هو أيضاً إليهم وإلى عمقهم الإقليمي، هو الذي يفتقر، على رغم تمتعه بدعم داخلي في مناطق الشمال اليمني، إلى حليف إقليمي أو دعم من خارج الحدود. ويخشى أن تأتي التسوية على حسابه. ولا يطمئن إلى بقاء ممثليه في جلسات الحوار أو أي مناقشات تابعين أو شركاء ضعفاء، كما حصل في لقاءات سويسرا الفاشلة. ومعروف أن الطرفين أبديا استعداداً لحكومة وحدة وطنية تتخذ قراراتها بالتوافق. وتقوم قبل أي خطوة أخرى. أي قبل أي ترتيبات أمنية نص عليها القرار الدولي الرقم 2216، ثم أعاد توكيدها المبعوث الدولي في خريطته للتسوية، من تسليم الأسلحة الثقيلة التي كانت للجيش وإخلاء الثكنات ومقار المؤسسات الرسمية والإدارات العامة وغيرها من إجراءات. كما أنهما يطالبان برحيل الرئيس المنتخب. وواضح أن القبول بهذا المنطق يعني إقراراً بشرعية الانقلاب وانتقاصاً من شرعية الرئيس والحكومة. ويعني أبعد من ذلك أن «عاصفة الحزم» التي شنها التحالف العربي لدعم الشرعية وما كلفت بشرياً ومادياً لم يكن لها أي معنى. وهذا عنصر من عناصر الاستعصاء الذي يحول دون إبرام التسوية. لا تبدو الظروف الحالية مواتية لتسوية سياسية. وحتى إذا أفلح المبعوث الدولي في إحداث اختراق سيظل الوضع هشاً، وأي اتفاق موقتاً. أثبت اليمنيون أنهم عاجزون عن التوافق وكل طرف منهم يعتقد بقدرته على الحسم العسكري، تماماً كما هي الحال في ليبيا أو سورية. والواقع أن كلا الطرفين المتصارعين لم يحقق إنجازات عسكرية على الأرض تتيح له التلويح بالحسم لإرغام الخصم على القبول بتقديم تنازلات. فالقوات الشرعية تقاتل على جبهة الانقلابيين مرة وجبهة «القاعدة» وغيرها من قوى الإرهاب مرة أخرى. أما الحوثيون وشركاؤهم فلم يتمكنوا ولن يتمكنوا من تحقيق اختراقات كبيرة في ظل «عاصفة العزم» التي حمت قواعد الشرعية والمقاومة وساعدت على تحرير مناطق ومدن على رأسها عدن العاصمة الثانية للبلاد، وعلى عودة الشرعية إلى هذه المناطق والمدن. كما أن تنامي الفوضى وانتشار قوى الإرهاب في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية وارتفاع حدة الأزمة الإنسانية، تحول دون اندفاع التحالف نحو خوض حرب واسعة. هذا الاستعصاء العسكري هو ما يتيح للانقلابيين مساحة للمناورة وإضاعة الوقت. فضلاً عن أن القوى المتحالفة في هذا الطرف أو ذاك لا تجمع بينها أهداف واحدة، بالتالي ليس لديها مصلحة في إنجاز تسوية سياسية دائمة.  لذلك، على الدول الراعية الحل السياسي ألا تكتفي بدفع الأطراف المتصارعة إلى الجلوس على طاولة الحوار. بل عليها تقديم الدعم الكافي إلى المبعوث الدولي من أجل فرض تسوية أياً كان شكلها، محاصصة على غرار العراق أو مناطق فيديرالية، أو أقله فرض وقف للقتال لمعالجة الأزمات الإنسانية. وعليها في مقابل الضغوط على وفد الحكومة، الحؤول دون ترجمة الحوثيين والرئيس السابق «الانقلاب» الجديد أو التلويح ببناء سلطات جديدة. أو الرهان مجدداً على إعادة تحريك الجبهة الحدودية مع المملكة العربية السعودية. كأن الاتفاق على المجلس السياسي بين «أنصار الله» وحزب المؤتمر الشعبي يلغي أيضاً التفاهمات الأمنية والعسكرية السابقة، خصوصاً التفاهم على التهدئة الذي أبرمه الحوثيون مع السلطات السعودية قبل نحو أربعة أشهر. ولا بد تالياً من العودة إلى التصعيد من أجل تعزيز الموقف التفاوضي، أو أقله من أجل إبرام تفاهم جديد تكون فيه قوات صالح طرفاً... فيما اليمن يتقدم سعيداً نحو الصوملة على خطى أشقاء آخرين شمالاً وغرباً.

 

تركيا وإيران والسيناريوات الخطرة

راشد صالح العريمي/الحياة/01 آب/16

لم يعد سراً أن خرائط جديدة تُرسم للمنطقة. ويمكن هذه الخرائط أن تشمل حدوداً سياسية جديدة سيتم وضعها على ضوء ما ستتمخض عنه الحروب المشتعلة حالياً في العراق وسورية. ويمكن أيضاً أن تكون الخرائط الجديدة على شكل مناطق للنفوذ بين دول الجوار العربي التي ستستغل حال الوهن العربي العام لتحقيق امتدادات جيوسياسية داخل الدول العربية التي تمزقها الصراعات، وتلك التي تعاني بوادر ضعف يمكن تعميقها من طريق الضغط على نقاط الضعف فيها، اقتصادياً وعرقياً وطائفياً. ومن السيناريوات المحتملة في هذا السياق، اتفاق تركيا وإيران على تقاسم المنطقة من خلال تحديد مناطق نفوذ لكل منهما، إذ تصاعدت الأطماع الإقليمية للدولتين خلال السنوات الماضية، وأصبح لكل منهما وجود سياسي وعسكري قوي من خلال تدخلات عسكرية مباشرة وقوى وجماعات سياسية وعرقية تدين لإحداهما أو للأخرى بالولاء، وتتحرك داخل دولها وفق ما تمليه المصالح التركية أو الإيرانية وليس وفق المصلحة الوطنية. ويتم ذلك تحت عناوين طائفية غالباً، إذ يُستغل التشيّع السياسي والتسنن السياسي من جانب إيران وتركيا، لتحقيق مصالح قومية لكل منهما.

تلتقي مصلحة تركيا وإيران في أن كل ضعف واختراق تحققه أي منهما في إحدى الدول العربية يصبّ في مصلحة الأخرى، وهما تبدوان أقرب إلى فكرة تقاسم النفوذ منهما إلى الصراع أو الصدام، بحيث أن أي مكسب تناله إيران أو تركيا لا ينتقص من مكاسب الأخرى ولا يخصم من رصيدها، هذا إن لم يُعظِّم من فرصها. لدى إيران وتركيا تاريخ طويل من إبرام اتفاقات ومعاهدات أساسها هو تقسيم مناطق النفوذ بينهما، وكانت أراضي الدول العربية مسرحاً لهذا التقسيم الذي يجيء على حسابها، باعتبارها كانت الطرف الأضعف الذي تُفرَض عليه الحلول. وقد عُقدت مثل هذه المعاهدات حينما كان الصراع العثماني - الفارسي، خلال الدولتين القاجارية والصفوية، على أشده، والتنافس بين الإمبراطوريتين في أوجه.

وقع الجانبان في العام 1555 اتفاقية أماسيا، وهي أول اتفاقية رسمية بين الدولتين الصفوية والعثمانية، إذ اتفق السلطان سليمان القانوني والشاه الإيراني طهماسب الأول على تعيين الحدود وتقاسم المناطق المتنازع عليها بين الدولتين. فتم تقسيم كردستان في مناطق شهرزور وقارص وبايزيد. كما حددت المعاهدة حدود قواطع بغداد وتبريز وأذربيجان. وتوالت بعد ذلك اتفاقات ومعاهدات، مثل معاهدة قصر شيرين في العام 1639، ومعاهدة أرضروم الأولى في العام 1823، والتي أعطت إيران مدينة المحمرة والأراضي الواقعة على الضفة الشرقية من شط العرب. وشهدت هذه المعاهدة دخول إنكلترا طرفاً فيها، ثم جاءت معاهدة أرضروم الثانية في العام 1830، وشهدت أيضاً حضوراً لإنكلترا وروسيا. وشهد العام 1913 اتفاقاً على وضع الحدود بين البلدين. وإذا كانت هذه المعاهدات قد عقدت في ظل أجواء الصراع والحروب والمواجهات الحادة، فإن التعاون بين إيران وتركيا في الوقت الحالي يزيد من فرص اتفاقهما على تقاسم مناطق النفوذ من دون عناء.  وحضور إنكلترا وروسيا في معاهدات القرنين التاسع عشر والعشرين نموذج لما يمكن أن يحدث اليوم، ويُمكن الاتفاق التركي - الإيراني المحتمل أن يحظى برعاية ومباركة من القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تمارس دوراً مثيراً للريبة خلال السنوات الماضية، وتصب سلوكياتها في مصلحة إضعاف الدول العربية والخليجية، سواء في تعاملها مع ملف جماعة «الإخوان المسلمين» التي تحظى برضا ودعم أميركيين، أو في تشجيع القوى التي تتآمر على استقرار الدول العربية كما هي حالها مع قوى التخريب في البحرين، أو في التخلي عن الحلفاء العرب لمصلحة الاتفاق مع إيران، وإبرام اتفاقات من شأنها أن تفتح شهية إيران على مزيد من التدخلات في الدول العربية ومحاولة فرض الهيمنة.

التقارب الإيراني - التركي الذي يمهد للاتفاق على تقاسم النفوذ يبدو ملحوظاً في مجالات عدة، ففي المجال الاقتصادي وصلت قيمة التبادل التجاري بين إيران وتركيا إلى 35 بليون دولار وفقاً لما أعلنته وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء في شباط (فبراير) 2016. وفي 5 آذار (مارس) الماضي، قال رئيس الوزراء التركي السابق داود أوغلو في منتدى الأعمال التركي في طهران، إن أنقرة تسعى إلى زيادة حجم التبادل التجاري مع إيران، ليصل إلى 50 بليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.

فضلاً عن ذلك فإن تركيا وإيران استطاعتا التعامل بقدر من البراغماتية كي تتجاوزا بعض المشاكل الخلافية في ما بينهما تجاه عدد من الملفات، مثل الملف السوري الذي يدعم كل منهما فيه طرفاً مختلفاً، كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حرص على زيارة إيران في نيسان (أبريل) 2015، وهي الفترة التي ظهرت فيها بعض التحليلات التي تشير إلى تقارب خليجي - تركي مع بدايات «عاصفة الحزم» في اليمن، في محاولة منه لإقناع إيران بأنه حريص على مصالح تركيا معها. وربما ساهم تملص أردوغان من المشاركة في «التحالف الإسلامي» في أواخر العام 2015 في تقليل نقاط الخلاف بين تركيا وإيران أيضاً.

إن نوايا الهيمنة على المنطقة العربية تنطلق الآن من مشروعي إيران (الحاضن الشيعي) وتركيا (الحاضن السُني)، وكلاهما يشكل خطراً على الدولة الوطنية العربية، ويزيد عوامل الضعف القائمة في الوقت الحالي. ويبدو الاتفاق على تقاسم النفوذ بين إيران وتركيا أقرب إلى سلوك الدولتين، بعدما توصلتا إلى أن إنهاك بعضهما بعضاً في حروب وخلافات، لن يكون مجدياً. ومما يزيد من خطورة هذين المشروعين غياب المشروع العربي الذي يمكنه أن يقاومهما، واختراق كثير من الدول العربية من جانب إيران وتركيا، وتناقض الأهداف وتضاربها بين الدول العربية، وهو ما سيلقي بظلاله السلبية عليها جميعاً. وما لم تسارع هذه الدول إلى تنسيق جهودها في المرحلة المقبلة للتصدي للمشاريع التي تأتي من خارج المنطقة العربية، فإنها ستدفع أثماناً كبيرة من أمنها واستقرارها ومكانتها الإقليمية والدولية.

الخوف من إيران قد يرفع من أسهم أردوغان عند بعض القوى العربية، وتقوم فصائل من الإسلام السياسي وتحديداً تنظيم «الإخوان المسلمين» داخل الدول العربية على تسويق تركيا بوصفها الحاضن السني في مواجهة إيران الشيعية، وهو ما يعني مزيداً من إضعاف الدول العربية واختراقها، وتمهيداً لعودة قرون الجاهلية العثمانية بظلاميتها وتعصبها القوي، والأوهام الإمبراطورية التي بُعثت من جديد. ويجب التصدي بكل الحزم لهذه الدعاوى على المستويين السياسي والفكري، وإيضاح تهافت الأسس التي تقوم عليها، وهناك جهود مثل التحالف العربي الذي أثبت فعاليته في وقف التمدد الإيراني في اليمن، والتحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية، يمكن البناء عليها والانطلاق منها. واجب الدول العربية هو رفض كل مشاريع الهيمنة، سواء أكانت تركية أم إيرانية أم إسرائيلية أم حتى أممية، وبلورة المشروع العربي واتخاذ خطوات عملية لتنفيذه، لأن ما سيجري إقراره في المرحلة الحالية يمكن أن يستمر لفترة طويلة، كما حدث خلال رسم الخرائط العربية في اتفاقية «سايكس - بيكو» قبل قرن من الزمان. ولا يزال الوقت متاحاً لإحباط كثير من التدابير التي يُراد لها أن توضع موضع التنفيذ على حساب سيادة الدول العربية ومستقبل شعوبها، لكنها لو وجدت طريقها إلى أرض الواقع فسيكون تغييرها أقرب إلى المستحيل، وربما سيمر قرن آخر قبل أن تُتاح الفرصة لإصلاح ما تسببت فيه من أضرار. والغريب أننا وسط كل هذه السيناريوات الخطرة نلحظ تلكؤاً عربياً في اتخاذ خطوات تحمي المنطقة، وتجنّبها الوقوع تحت هيمنة مشاريع الآخرين ومخططاتهم. وكم كنا نتمنى أن تنحو الجامعة العربية، سواء في بياناتها أم خطواتها العملية، منحى دول الخليج العربي في تعاملها مع أزمة اليمن وإنقاذه من مخطط الحوثيين الذين تدعمهم إيران، وكم تطلعنا إلى أن تتبنى قمة نواكشوط قرارات تساهم في تفعيل التحالف العربي أو التحالف الإسلامي، بوصفهما أفضل الحلول لمواجهة الخطر المحيط بنا، ولكن ذلك كلّه لم يكن، ما يعني ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه للمشروع الإيراني - التركي، وتلك هي الطامة الكبرى.

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي ترأس قداسا لمناسبة عيد الجيش بحضور قهوجي: هل يشعر من يعطلون انتخاب الرئيس بخطورة الانتهاك السافر لواجب المجلس النيابي؟

الإثنين 01 آب 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بمناسبة عيد الجيش، قداسا على مذبح الكنيسة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي (كابيلا القيامة)، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وبولس صياح والاب ايلي خوري ولفيف من الكهنة.

حضر القداس النائب نعمت الله أبي نصر، سامي خويري ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، قائد الجيش العماد جان قهوجي، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد مروان سليلاتي، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد نبيل حنون، وحشد من الفاعليات العسكرية والنقابية ورؤساء بلديات ومخاتير والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "للثعالب أوجار، ولطيور السماء أوكار، أما ابن الإنسان فليس له موضع يسند إليه رأسه" (متى 8: 19-20)، وقال: "أتباع المسيح في رسالة الفداء والخلاص تقتضي خروجا من الذات والراحة الشخصية، وانطلاقة دائمة إلى حقول الرسالة التي تتسع، وجهوزية مستمرة للخدمة في كل مرة تطلب. فالرسالة والخدمة لا ينفصلان، ويشكلان وجهين لأيقونة واحدة. ولذا، عندما طلب عالم الشريعة من يسوع أن يتبعه حيثما يذهب، قال له الرب: "للثعالب أوجار، ولطيور السماء أوكار، أما ابن الإنسان فليس له موضع يسند إليه رأسه" (متى 8: 19-20). هذا الكلام ينطبق أيضا على الجيش ورسالته وخدمته وعلى قادته وأفراده، وهو يقوم بها بروح شعاره: "شرف وتضحية ووفاء". ويعبر الجيش اللبناني عن جهوزيته الدائمة للقيام بالرسالة والخدمة بالتزامه بشعار عيده لهذه السنة، المستوحى من الأوضاع الأمنية الراهنة في الداخل وعلى الحدود، وهو: "عين ساهرة 24/24 ساعة على مدى 10452 كيلومترا مربعا". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل مع الجيش المحبوب، قائدا وأركانا وألوية وجنودا، بعيده السنوي الحادي والسبعين، سائلين الله في هذه الليتورجيا الإلهية أن يحميه وينميه ويشد أواصر وحدته وتضامنه، وأن يقويه كي تتمكن عينه الساهرة من حماية لبنان أرضا وجوا وبحرا. ونشكر جميع الذين نظموا هذا الاحتفال في الصرح البطريركي كعلامة محبة وتقدير للجيش، ولكننا نحتفل معه بغصة في النفس والقلب، فيما يلغى احتفال تقليد السيوف للضباط الجدد المتخرجين هذه السنة، وهي المرة الثالثة على التوالي، بسبب شغور سدة الرئاسة منذ سنتين وثلاثة أشهر، فالرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة (المادة 49 من الدستور)، فهل تشعر الكتل السياسية والنيابية، والذين يعطلون انتخاب الرئيس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بهذه المرارة، وبخطورة هذا الانتهاك السافر والفادح لواجب المجلس النيابي في انتخاب رئيس للبلاد بحكم الدستور؟ نذكر بصلاتنا شهداءه الذين رووا بدمائهم أرض الوطن، ونعزي عائلاتهم. وإننا على يقين من أن دماء الشهداء هي زرع الوطن: فمن أجله ومن أجل شعبه ومن أجلنا ومن أجل الكرامة ضحوا بنفوسهم، على مثال المسيح الرب الذي أخلى ذاته وارتضى الموت على الصليب، خشبة العار، من أجل خلاص الجنس البشري. ونصلي من أجل الذين يحملون في أجسادهم جروحا وإعاقات، راجين لهم الشفاء والشجاعة في قبول حالتهم، وهي بمثابة استشهاد دائم في سبيل لبنان. كما نصلي من أجل العسكريين الأسرى وعودتهم إلى عائلاتهم التي يشتد ألمها يوما بعد يوم. ونطالب بتكثيف الجهود لدى القريب والبعيد من أجل تحريرهم".

وتابع: "أما ابن الإنسان فليس له موضع يسند إليه رأسه" (متى 8: 20)، فهذه هي الحال الحسية والمعنوية التي يعيشها الذين انضووا في سلك جيشنا الباسل، ويرتضون ذلك حبا بالخير الأكبر الذي هو لبنان وشعبه. نحن نجلهم اليوم ودائما، ونقدر تضحياتهم، ونمحضهم كامل التقدير والثقة. ونشكرهم على ما يبذلون من جهود، وما يقدمون من عطاءات، ولا سيما في ظروفنا الراهنة الصعبة، وعلى الأخص في مواجهة الإرهاب ومنظماته. إنهم حاضرون بعينهم الساهرة ونشاطهم ووعيهم وبسالتهم واقتحامهم المصاعب والأخطار: دفاعا عن لبنان ونظامه الديموقراطي وعيشه المشترك وشعبه، وحفاظا على الإستقرار الداخلي والأمن، ووقوفا في وجه التهديدات ضد مصالح البلاد، وقياما بأنشطة تنموية إجتماعية وبعمليات إغاثة، بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات العامة والإنسانية. إننا نحيي بالإكرام قوات الجيش البرية والجوية والبحرية، والمسؤولين في الكليات العسكرية والمدارس. أجل، كلهم في جهوزية دائمة للخدمة والرسالة، غير آبهين بمكان يسندون إليه رأسهم". وأردف: "لم يكن للمسيح الإله بيت خاص، بل كان يبيت حسيا في بيوت تلاميذه، ذلك أنه يبغي أن يكون كيان كل إنسان بيته الحقيقي الروحي الذي يرتاح فيه "ويسند إليه رأسه". فيريد أن يتخذ مسكنا في عقل الإنسان لأنه هو فيه الحقيقة، وفي إرادة الإنسان لأنه الخير، وفي قلب الإنسان لأنه المحبة والحياة. هذا ما أراد أن يرمز إليه المسيح الرب في جوابه إلى ذاك "العالم بالشريعة". ولكن، لكي يتم ذلك، ينبغي على كل إنسان أن يهيئ نفسه ليكون سكنى الإله، محررا عقله وإرادته وقلبه من كل القيود. وقياسا، لا يجد العسكر البيت الحقيقي الذي يسندون إليه الرأس، إلا في كيان الوطن، السيد، الحر، المستقل على كامل ترابه، وفي كيان الشعب اللبناني، عندما ينعم بالطمأنينة والإستقرار، ويطمئن لمستقبله ومستقبل أجياله الطالعة".وختم: "إننا في مناسبة عيد الجيش، نوجه النداء إلى الشباب اللبناني، إلى ذوي النفوس الأبية، والمعنيين بكرامة الوطن وعزة شعبه وجمال ميزته وتراثه، كي ينخرطوا في مؤسسة الجيش من أجل لبنان. فرغم كل المخاطر والتهديدات، يبقى لبنان صاحب مستقبل زاهر، مما يقتضي حمايته وتولي شؤونه والتضحية في سبيله. فالشباب هم حراس فجر الوطن. وأذكر الشباب أن عمرهم هو عمر التضحية والعنفوان والعطاء، فليكن ذلك في سلك الجيش من أجل لبنان المفدى. وليرتفع من هذا الوطن العابق بأريج القديسين، والمطهرة أرضه بدم الشهداء والجرحى، نشيد المجد والتسبيح للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الكتائب: المطلوب من الحوار ابقاء لبنان بمنأى عن الانهيار ونأمل مشاركة كاملة على مستوى قادة الصف الاول

الإثنين 01 آب 2016 /وطنية - أكد المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، أن "المطلوب من الحوار ابقاء لبنان بمنأى عن الانهيار السياسي والاقتصادي والامني وعودة الانتظام الى المؤسسات الدستورية والديمقراطية"، معتبرا ان "من أبسط شروط نجاح الحوار العمل تحت سقف الدستور الذي يجزم بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية قبل السير بأي عمل آخر مهما علا شأنه". وأمل "لإنفاذ المهمة بعد استفحال الفراغ وتداعياته، بمشاركة كاملة في هذه الخلوة على مستوى قادة الصف الاول اذا ما كانت النية متوفرة لانجاز ملف رئاسة الجمهورية، والا تكون الحالة مرشحة لمزيد من هدر الوقت الضائع". وأشار الحزب في "الذكرى الثانية للهجوم الارهابي على عرسال، الى أن قلب اللبنانيين والكتائبيين يبقى مع العسكريين الابطال الذين ما زالوا اسرى منظمة داعش الارهابية"، مجددا بمناسبة عيد الجيش، "التأكيد على الدور الوطني للمؤسسة العسكرية والقدرات الاحترافية التي تتمتع بها في اصعب الظروف الداخلية والاقليمية"، مطالبا "مجددا بحصرية السلاح الشرعي وبتوفير الدعم الكامل ليتمكن الجيش من متابعة رسالته في حفظ الامن وقطع دابر الارهاب وحماية لبنان من اي اعتداءات من خارج الحدود او من داخلها".

ولفت الى أن "إرادة الشعوب بالبقاء تبقى اقوى من كل القرارات السياسية التي لا تقيم وزنا لا لصحة الناس ولا لبيئة البلاد"، مؤكدا حضوره مع اهله "على ارض برج حمود الجديدة وفي كل مكان منعا للموت البطيء وتحويل المنطقة مقرا للنفايات والقمامة". ورأى ان "حل هذه الازمة يكون من خلال مواكبة عمل البلديات التي اظهرت ارادة فعلية وتصميما ثابتا في معالجة النفايات لامركزيا"، مطالبا ب"توفير الدعم المالي والتقني لها لتتمكن من انجاز المهمة".

 

باسيل: انتخابات التيار التمهيدية ديموقراطية وأثبتت أنه يتسع للجميع والفائزون والخاسرون سيعملون سويا

الإثنين 01 آب 2016 /وطنية - عقد رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمرا صحافيا قوم خلاله نتائج انتخابات التيار التمهيدية للانتخابات النيابية التي جرت أمس، وقال: "تفاجأت بالانضباط الذي جرى في الانتخابات الداخلية، وأشكر كل من شارك في هذا العمل الجماعي الذي جرى منذ بداية هذه العملية حتى انتهائها، إضافة إلى لجنة التحكيم التي واكبت هذه العملية والعاملين بالمركزية والمتطوعين والمرشحين الفائزين والخاسرين والقوى الأمنية والاعلام". وهنأ "الفائزين سواء بالتزكية او بحصولهم على الحاصل الانتخابي والفائزين بالأصوات والمقاعد"، وقال: "المتأهلون هم 58 من أصل 73 مرشحا، ونهنئ الخاسرين الذين تمتعوا بالروح الرياضية العالية، فالتيار الوطني أثبت في هذه العملية الديموقراطية ألا قيمة للنائب لوحده، وهذا معيار أساسي، وأي ربح للفرد لا قيمة له من دون ربح المجموعة". أضاف: "الفائزون والخاسرون سيعملون سويا، لأن الهدف هو فوز التيار، ولا قيمة سياسية لأي كان إذا كان وحده والحالات الفردية إلى زوال، ومن الواضح أننا أمام 58 مشروع مرشح محتملا للتيار الوطني الحر، فالتحالفات السياسية لا تعود إلى المرشحين، بل إلى القيادة، والقرار يلتزم به المرشح بناء على معيار مصلحة التيار فقط". وتابع: "من الأمور التي لم نتمكن من تحقيقها في هذه الانتخابات هي ترشيح أشخاص في كل الدوائر، فقضية رفاقنا المفصولين قد تتكرر لأن من يلتزم بحزب سياسي يجب ان يعرف نظامه الداخلي ويتحدد مستقبله فيه بناء على ذلك مهما كان تاريخه". وأردف: "ما حصل أمس أمر عظيم لأننا شهدنا عملية انتخابية بأبهى صورها، وحققنا نقلة نوعية داخلية في التيار لناحية الديموقراطية تثقيفيا، ومن جهة الممارسة، وأثبتت الانتخابات أن التيار يتسع للجميع، وكل الراغبين حصلوا على الفرص، إلا من خرج بسبب عدم التزامه". وقال: "ما حصل امس طبيعي لناحية تقدم معظم النواب الحاليين، فهم ممثلونا في البرلمان لكنهم لا يختزلون القاعدة. لقد تبين ان حجم المعترضين صغير جدا، ومن صوت بهذا الاتجاه الانقلابي لا يتجاوز 1 في المئة أي أقل من 200 صوت. هناك حال من التصحر السياسي في لبنان، مما يدفع ببعض الاعلام الى البحث عن مواضيع أخرى واختلاق اخبار منها ما يتناول التيار الوطني. وبات في كل صحيفة متخصصون بشؤون التيار يبتكرون منتصرين وخاسرين وهميين". أضاف: "القيادة لن تسكت على من يتطاول على التيار من داخله، وندعو من يريد الاستمرار في هذا النهج الى الاستقالة، فنحن نفتخر بكل ما يتهموننا به من تنوع، فالخلافات موجودة في كل الاحزاب، ولكن الفرق اننا شفافون، وللناشط مكانة ودور كالنائب وغيره. وعلى المستوى الفردي، لا منتصرون، فالتيار من انتصر، وعندما ينتصر التيار ينتصر رئيسه والعكس".

 

بروجردي: ايران لم تكن حجر عثرة أمام أي حل سياسي للملفات العالقة في لبنان

الإثنين 01 آب 2016 /وطنية - زار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني الدكتور علاء الدين بروجردي والوفد المرافق، يرافقهما السفير الإيراني محمد فتحعلي، عصر اليوم، ضريح عماد مغنية في روضة الشهيدين بالغبيري. وبعد وضع إكليل من الزهر وقراءة الفاتحة، قال بروجردي: "أتشرف والوفد المرافق من نواب لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشورى بزيارة لبنان الشقيق، هذه البقعة الطاهرة والمباركة التي تضم في ثنياها عددا من كبار القادة الشهداء من المقاومة الاسلامية الباسلة في لبنان. ولا شك في أن هذه البقعة هي بقعة من بقاع الجنة". أضاف: "جميع المجاهدين والشهداء نهضوا بمهمة الدفاع المقدس عن تراب الجمهورية الاسلامية الايرانية طوال الثماني سنوات، وأيضا إن المجاهدين العظماء أبطال حزب الله والمقاومة الاسلامية في لبنان تصدوا وانتصروا على العدوان الصهيوني الغاشم، فكل هؤلاء الشهداء والمجاهدين هم تلامذة نجباء في مدرسة الامام الخميني، ونفتخر بأن هذه الامانة قد استقرت اليوم في يد السيد الامام علي خامئني، الذي يرفع هذه الراية". وتابع: "جميعنا مدينون للدماء الزكية والتضحيات الجليلة التي بذلها هؤلاء الابطال والشهداء، ونشكر الباري على هذه الامانة المقدسة، أمانة المقاومة والتصدي والفداء كتبت اليوم ليس فقط في لبنان، إنما على صعيد المنطقة برمتها بيد القائد العربي والاسلامي الكبير قائد المقاومة السيد حسن نصرالله". وردا على سؤال حول تشكيك البعض بإيران في عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية واعادة النظر في تسليح الجيش، قال: "هذه الجهات التي تصدر اتهامات جوفاء تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية، تعرف في قرارات نفسها جيدا أن الجمهورية الاسلامية لم تكن يوما من الأيام حجر عثرة أمام أي حل سياسي من الملفات السياسية التي ما زالت عالقة في لبنان، بل قامت بكل المساعي السياسية الحميدة والاخوية التي من شأنها ان تؤازر وتساعد الاخوة اللبنانيين للتوصل إلى الحلول التي ينشدونها". وعن تسليح الجيش اللبناني ودعمه، قال: "القاصي والداني في لبنان والمنطقة والعالم يدرك حقيقة التوجيهات الإيرانية الصادقة والرغبة في دعم الجيش اللبناني الباسل في السلاح والعتاد اللازم، ليساعده في التصدي للعدو الاسرائيلي والارهاب التكفيري، وهذه النية ما زالت موجودة، وبشكل دائم، ونحن على استعداد إذا طلب القيمون ذلك".