المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 آب/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.august05.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ الله؟ إنَّهُ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ

أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَة، أَنَا لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا ضِدَّ شَعْبِنَا، أَو ضِدَّ عَادَاتِ آبَائِنَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

أرانب الإستيذ بري مشلولة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الجولة الثالثة من هيئة الحوار: احالة اللامركزية الادارية على اللجان وورشة لمناقشة انتخاب مجلس نواب خارج القيد الطائفي وانشاء مجلس شيوخ

شمعون: طاولة الحوار “مسخرة”وغصباً من عن رقبة “حزب الله” عليه إحترام الدستور

عملية نوعية للجيش في وادي عطا وتوقيف لبنانيين وسوريين من الرؤوس المدبرة في داعش توفي احدهم

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 4/8/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 4 اب 2016

بري دعا الى جلسة لانتخاب رئيس في 8 الحالي

الرهان على "مجلس الشيوخ" يسقط في "الثالثة".. والحوار يعود فــــي 5 أيلول والخلاف على "الاولويات" بين 8 و14 يتكرس..وباسيل: تعطيل النصاب حق دستوري

الحوار اللبناني يغطي فشله بـ'تخريجة' مجلس الشيوخ/شادي علاء الدين/العرب

ثلاثية الحوار: صفر للجميع ورهــــان بري سقط

جولة جديدة في 5 آب وكباش " اتصالات" في الحكومة

كيري الى انقرة ومذكرة اعتقال تركية بحـــق غولن

فصلٌ جديد من التعدّيات على الأراضي في لبنان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

التمديد لقهوجي واستبدال سلمان في عهدة وزير الدفاع و"محسومان" و"زوبعة" التعيينات تهزّ طاولــة مجلس الوزراء مجددا.. ولا تسقطها

فريق عمل لبناني يتواصل مع مجموعتي ترامب وكلينتون لتمرير الاستحقاق من خرم إبـرة الرئاسـة الاميركيــة

فتفت: هروب الى الامام وإخفاء لفشل "الرئاسة" عن الحوار ومجلس الشيوخ واللامركزيـــة

موسـى: مجلس الشيوخ محاولة لحلــحلة العقد/جريصاتي: حذار هدر الاستحقاق وبعثرة الأولويات/ لماذا قفز الحوار فوق الرئاسة وقانون الانتخـاب؟

لمَ لم ينضب نبع الكبتاغون فــــي لبــنان؟ المعامل انتقلت بعد الحرب من بيروت الى دمشق

ابو عرب: لن نكون شوكة في الخاصرة اللبنانية الفلتـــان ممنــوع فــــي عين الحلوة

الإتحاد العمالـي أمام تحدّيَي "مؤشر الغلاء" وانتخابات مجلسـه/حاج: على الرئيس المقبل سلسلة أولويات للمعالجة الضرورية

الوافدون الى لبنان في النصف الاول الحالي زادوا 7.7% ومقارنة من الفترة ذاتها من العام الماضي

عبيد يزور عودة: لا خيار للبلد إلا الإصرار علـى الإقنـاع والإقتـناع لا الاخضــاع

الفرزلي: قانون الستين مات والحوار قد يحدث خرقاً

الحوار يضيّع الرئاسة وملفات الفساد… ويطرح مجلس الشيوخ‏

زهرا: الطروحات داخل جلسات الحوار تجاوزت الأساس وإستبدلت بمواضيع أخرى

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

داعش” يختطف 3764 يزيديا منذ عامين

الجيش المصري يقتل زعيم «أنصار بيت المقدس» و45 من عناصر التنظيم

ايران: إضراب 61 معتقلا سنيا عن الطعام احتجاجا على إعدام زملاء لهم

ايران تنفذ أحكاما بالاعدام ب20 سجيناًا في يوم واحد

الاسد عرض وبروجردي آخر التطورات في سوريا

الشرطة البريطانية: لا دليل على تطرف المشتبه به في الاعتداء بالسكين في لندن

النمسا دعت الاتحاد الاوروبي الى وقف محادثات انضمام تركيا

"اندبندنت": دعوات بريطانية لحماية مضيق جبل طارق

"تايمز":10 آلاف مقاتل معارض على بعد ميل من حلب

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في الذكرى " الجليلة "/نبيل بومنصف/النهار

هل يستمر الشغور الرئاسي في لبنان إلى أن تتبلور صورة الوضع في المنطقة؟/اميل خوري/النهار

15 عاماً على مصالحة الجبل: صفير قال لي يومها: "شكراً"/إميل أبي نادر/النهار

هل يصح "تنبؤ" شارل مالك في أوضاع العالم العربي ومصير لبنان؟/جوزف باسيل/النهار

سامي الجميّل المعترض في الحوار العبثي "إنها الكارثة المارونية" قال مشارك في الجلسة/ايلي الحاج/النهار

الشيخ نعيم.. «اللئيم»/ميرفت سيوفي/الشرق

قيادي مفصول من التيار شبه الانتخابات بسباق الحمير/اسكندر شاهين/الديار

هشام حداد لجبران باسيل: يا أخي لا أحد يطيقك!/بتول خليل/المدن

سوريا على خطى العراق…/خيرالله خيرالله/العرب

حلّ الملف اللبناني لا يؤثر على علاقات إيران الدولية/ثريا شاهين/المستقبل

تلازم الانتخابات الأميركية والإيرانية/أسعد حيدر/المستقبل

«المنشطات» الروسية والقلق الإيراني/وليد شقير/الحياة

من حقيبة النهار الديبلوماسية معركة حلب لن تنقذ الأسد/عبد الكريم أبو النصر/النهار

أردوغان جاهز للثأر من أميركا وأوروبا عبر البوابة الروسية/راغدة درغام/الحياة

إيران تنقلب مجدداً على التسويات/حسان حيدر/الحياة

حول ذبح الأب جاك هامل في النورماندي/المحامي محمد أمين الداعوق/اللواء

التقسيم صفقة نتنة لا تنضج إلا بإطالة الصراع/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

السيطرة على دمشق تقوّي الأسد على الصعيد الوطني/فابريس بالونش/معهد واشنطن

المبررات لضرب الأسد… أخيراً/دينيس روس و أندرو جيه. تابلر/"نيويورك تايمز

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة لتنظيم اقامة المخيمات الصيفية واستكمال البحث في أوضاع الاتصالات في ضوء التحقيقات القضائية

ندوة في الكاثوليكي للاعلام عن الحد من انتهاكات الرموز الدينية ودعوة الى تشكيل لجنة للمراقبة والتدقيق

حركة 8 تموز:المجلس الأعلى للقومي فاقد للأهلية والمخرج بتسلم المحكمة الحزبية المركزية قيادة الحزب لفترة إنتقالية

الراعي حمل سالم تحياته الى اليازجي واستقبل وفد الجامعة الثقافية كساب: المغتربون خائفون من أي إستثمار بسبب الوضع السياسي غير المستقر

باتل اختتمت زيارتها لبنان: دعم جديد ب 60 مليون جنيه استرليني لبرنامج توفير التعليم لجميع الأطفال

ريفي: القوي هو صاحب القرار المستقل وسنقاوم محاولة السيطرة الايرانية على لبنان

وقفة لجمعيات مدنية أمام السراي الحكومي للمطالبة بتشكيل الهيئة اللبنانية لسلامة الغذاء

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ الله؟ إنَّهُ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ

إنجيل القدّيس لوقا13/من18حتى21/:"قالَ الرَبُّ يَسُوع: «مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ الله؟ وَبِمَاذا أُشَبِّهُهُ؟ إنَّهُ يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَها رَجُلٌ وَأَلْقَاهَا في بُسْتَانِهِ، فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَة، وَعَشَّشَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ في أَغْصَانِهَا». وقَالَ أَيْضًا: «بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ الله؟ إنَّهُ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ»."

 

أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَة، أَنَا لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا ضِدَّ شَعْبِنَا، أَو ضِدَّ عَادَاتِ آبَائِنَا

سفر أعمال الرسل28/من16حتى22/:"يا إِخوَتِي، لَمَّا دَخَلْنَا رُومَا، سُمِحَ لِبُولُسَ أَنْ يُقِيمَ في بَيْت، هُوَ وٱلجُنْدِيُّ ٱلَّذِي يَحْرُسُهُ. وبَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّام، أَرْسَلَ بُولُسُ يَدْعُو أَعْيَانَ ٱليَهُود. ولَمَّا ٱجْتَمَعُوا أَخَذَ يَقُولُ لَهُم: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَة، أَنَا لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا ضِدَّ شَعْبِنَا، أَو ضِدَّ عَادَاتِ آبَائِنَا، وقَدْ سُجِنْتُ في أُورَشَليمَ وأُسْلِمْتُ إِلى أَيْدي ٱلرُّومَان. وٱسْتَجْوَبَنِي ٱلرُّومَان، وكَانُوا يُريدُونَ أَنْ يُطْلِقُوا سَرَاحِي، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيَّ مَا يَسْتَوْجِبُ ٱلمَوْت. ولكِنَّ ٱليَهُودَ عَارَضُوا، فَٱضْطُرِرْتُ أَنْ أَرْفَعَ دَعْوَايَ إِلى قَيْصَر، لا كَأَنَّ لي شَيْئًا أَشْكُو بِهِ أُمَّتِي. فَلِهذَا ٱلسَّبَبِ دَعَوْتُكُم لأَرَاكُم وأُكَلِّمَكُم، لأَنِّي أَنَا مِنْ أَجْلِ رَجَاءِ إِسْرَائِيلَ مُوثَقٌ بِهذِهِ ٱلسَّلاسِل». أَمَّا هُم فقَالُوا لَهُ: «نَحْنُ مَا تَلَقَّيْنَا مِنَ ٱليَهُودِيَّةِ أَيَّ رِسَالَةٍ في شَأْنِكَ، ولا قَدِمَ أَحَدٌ مِنَ الإِخْوَةِ يُخْبِرُنَا أَو يُكَلِّمُنَا عَنْكَ بِسُوء. غَيرَ أَنَّنَا نَوَدُّ لَو نَسْمَعُ مِنْكَ رأْيَكَ. أَمَّا مِنْ جِهَة هذِهِ ٱلشِّيعَة، فنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهَا تُقَاوَمُ في كُلِّ مَكَان»."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

أرانب الإستيذ بري مشلولة 

الياس بجاني/03 آب/16

أرانب الإستيذ بري مشلولة  بقرار إيراني ملالوي، ودفن طاولة حواره "التجليط" ""والسلة الكذبة" التي معناها المبطن الإستسلام الكلي لمشيئة السيد  نصرالله وحزبه الإرهابي.. طاولة حواره هذه تم تحويلها إلى مقابر اللجان... وخبز بدها تكل حني من مجلس شيوخ هو هروب إلى الأمام.

أما رئاسة الإسخريوتي عون فهي إذا مش هالأربعاء الأربعاء الجاي... وعيش يا كد ي.. حتى يطلع الحشيش

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الجولة الثالثة من هيئة الحوار: احالة اللامركزية الادارية على اللجان وورشة لمناقشة انتخاب مجلس نواب خارج القيد الطائفي وانشاء مجلس شيوخ

الخميس 04 آب 2016 /وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الثالثة من ثلاثية الحوار الوطني، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وتابع المتحاورون مناقشة جدول الاعمال المتعلق بقانون الانتخابات ومجلس الشيوخ، وتقرر عقد الجلسة المقبلة في 5 أيلول.

وعلى اثر النقاشات في هيئة الحوار الوطني، اتفق على "اقتراح قانون اللامركزية الادارية أحيل الى اللجان المشتركة في المجلس النيابي.

وفي خصوص المادة 22 من الدستور المتعلقة بانتخاب مجلس نيابي وطني خارج القيد الطائفي وانشاء مجلس شيوخ، تقرر انشاء ورشة عمل تمهيدا لاقتراح قانون في هذا الخصوص يرسل الى اللجان النيابية المختصة، على ان يزود اعضاء هيئة الحوار الوطني الرئيس نبيه بري أسماء مندوبيهم وممثليهم لورشة العمل قبل 5 أيلول".

الجولة الثالثة

وعقدت هيئة الحوار الوطني جولتها الثالثة، لليوم الثالث على التوالي، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة برئاسة الرئيس بري وحضور معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل، رئيس الحكومة تمام سلام ومعه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، الرئيس نجيب ميقاتي ومعه النائب احمد كرامي، الرئيس فؤاد السنيورة ومعه النائب عاطف مجدلاني، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ومعه النائب علي فياض، وزير الاتصالات بطرس حرب ومعه النائب السابق جواد بولس، رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ومعه النائب حكمت ديب، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ومعه النائب ايلي ماروني، النائب اسعد حردان ممثلا الحزب السوري القومي الاجتماعي ومعه الوزير السابق علي قانصو، النائب السابق لرئيس الحكومة ميشال المر، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ومعه الوزير السابق مروان خير الدين، رئيس حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان ومعه وزير الطاقة والمياه ارتيور نظريان، وزير السياحة ميشال فرعون ومعه الياس بو حلا، والنائب جان أوغاسبيان. وغاب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وقد مثله الوزير باسيل، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لليوم الثاني على التوالي وقد مثله النائب غازي العريضي، رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه ومثله الوزير السابق يوسف سعادة.  وتمنى الرئيس بري في بداية الجولة "النشاط الجدي والموضوعي"، لافتا الى ان "العبرة في خواتيمها".

ميقاتي

وتحدث بعد الاجتماع على التوالي: الرئيس ميقاتي، والنواب: كرامي، ارسلان، العريضي، سامي الجميل وفياض ثم الوزير باسيل. وقال الرئيس ميقاتي: "تقرر استئناف الحوار في الخامس من ايلول المقبل الساعة الثانية عشرة ظهرا، ونستطيع القول ان الجو كان في السياق نفسه الذي كان بالامس، وجرت مناقشة عامة حول قانون الانتخابات النيابية وحتى مجلس الشيوح وصلاحياته حتى تكون كلها امام هيئة الحوار رزمة واحدة لأنه لا بد ان تكون مدخلا حقيقيا لقانون انتخابات عصري ووطني".

كرامي

وقال النائب كرامي: "بدأت تظهر بوادر أمل للوصول الى حل وتم التوافق على تأليف لجنة وسيسمى كل فريق من ينتدبه فيها من الخبراء في الدستور. وستحاول هذه اللجنة تفصيل طريقة الوصول الى مجلس الشيوخ ومجلس نيابي وطني خارج القيد الطائفي".

وقيل له: لم يتم التطرق الى اليوم الى بند الرئاسة، فقال: "لا، لم نتطرق الى هذا البند اليوم، علما ان الرئاسة هي في المركز الاول من الاولوية ولن ينفذ أي بند قبلها".

ارسلان

وقال النائب ارسلان: "كانت الجلسة الثلاثية اليوم لاستكمال البحث الذي بدأناه امس واول من امس، في ما خص تطبيق اتفاق الطائف بكل بنوده، وستكون هناك ورشة عمل تحضر لرئاسة الجمهورية، واي موضوع سيتم التوافق عليه سيبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية اولا، وبالتالي حتى هذا الموعد ستكون مهمتنا التحضير لورش عمل تطمئن اللبنانيين سواء أكان في موضوع قانون الانتخاب بالوصول الى قانون انتخابات نيابية نموذجي وان كان في قانون مجلس الشيوخ المرتبط ارتباطا مباشرا بقانون الانتخابات، وإن كان بالنسبة الى الموضوع الذي احاله الرئيس بري كمشاريع قوانين اللامركزية الادارية، وبالتالي من الآن الى الخامس من ايلول ستكون هناك مشاورات كثيفة بين كل أفرقاء طاولة الحوار لكي نبدأ في 5 أيلول وضع ورش عمل بالأسماء لتنفيذ البنود المتفق عليها".

وقيل له: اذا لم تتفقوا على رئيس للجمهورية ولا على قانون الانتخابات فكيف ستتفقون على اصلاحات النظام السياسي؟

اجاب: "ليست اصلاحات النظام السياسي انما جزء من النظام السياسي لان الخلل الاساسي في النظام السياسي الجزء الكبير منه سببه عدم تطبيق بنود الطائف ومواد الدستور المنبثق من هذا الاتفاق والقرار الذي اتفقنا عليه هو ألا نتجاوز الدستور وان نطبق كل ما أتى في الدستور".

العريضي

وقال النائب العريضي: "ان اهم ما ظهر في هذه الثلاثية الكثير من المواقف الايجابية على طاولة الحوار لناحية المقاربة السياسية وابرز ما فيها الدعوات الى التوافق وتلقفها من اطراف مختلفين جوهريا في مواقفهم السياسية، وهذا امر يجب ان يبنى عليه، ولنذهب الى اتفاق سياسي بين بعضنا البعض كلبنانيين ولا سيما ان الجميع يتحدث عن مأزق وعن ازمة وامتدادات وارتدادات للمشاكل الاقليمية والدولية، وعن أخطار تحيط بالبلد لناحية عدم الاستقرار وعدم العمل الطبيعي في المؤسسات السياسية في البلد، فضلا عن الوضع المالي الاقتصادي والاجتماعي ومشاكل الناس ومطالبهم وهمومهم والدخول في مرحلة لانتخابات في السنة المقبلة، ولا سيما ان الجميع يرفض التمديد ونحن ايضا لا نريد قانون الستين اضافة الى مشكلة الرئاسة، وحتى الخامس من ايلول يجب ان يستمر التواصل بين القوى السياسية، وتحضير الافكار التي ستترجم هذه الروحية. فاذا لم نتوصل الى تفاهم سياسي بين بعضنا البعض حول الكثير من الامور، بدءا بالرئاسة وما حولها لإعادة تفعيل عمل المؤسسات، نكون بذلك ضيعنا الوقت وتركنا الازمة مفتوحة على كل احتمالاتها السلبية، وهذا لا مصلحة لأحد فيه. الحوار ليس مضيعة للوقت على الاطلاق، وقد يأخذ وقتا لنتوصل الى نتيجة، لكن لا بديل منه إلا الفراغ، وبالتالي نعود الى كل ما كنا نشهده من حالات تخوين وتشكيك واتهام وتصعيد، وبالتالي المزيد من الشرذمة والانقسام في البلد".

وردا على سؤال قال: "طاولة الحوار ساهمت في مراحل عديدة في تفعيل عمل الحكومة وإخراجها من أزمات ومآزق كبرى واستحقاقات كانت تواجهها. فالحوار أدى أحيانا الى استعادة العمل في المجلس النيابي وعلى المستوى الحكومي، ولولاه لكان الوضع في البلد أسوأ بكثير".

وسئل: هل بتم قريبين من ترشيح العماد ميشال عون كحزب تقدمي اشتراكي؟

أجاب: "لنا رأي في هذا الموضوع قلناه، وكما قلت علينا التوافق في ما بيننا للتوصل الى مخارج لهذه الازمة".

فياض

أما النائب فياض فقال: "تم الاتفاق على أن تعقد جلسة مقبلة للحوار الوطني في الخامس من ايلول المقبل، ويكون أحد مواضيع هذه الجولة تشكيل لجنة من مختصين وخبراء دستوريين ومعنيين في ما يتعلق بمجلس الشيوخ لجهة صلاحياته وانتخابه وما الى هنالك".

وأضاف: "من وجهة نظرنا، لا يمكن مناقشة مجلس الشيوخ بمعزل عن مناقشة تشكيل مجلس نيابي وطني خارج القيد الطائفي، وهذا ما نص عليه دستور الطائف، وبحسب الدستور في الاصل فإن خطوة تشكيل المجلس النيابي الوطني يجب ان تسبق خطوة تشكيل مجلس الشيوخ، وعندما نتحدث عن مجلس نيابي وطني فالأمر يستدعي منطقيا وسياسيا ان يكون قانون الانتخاب الجديد الذي سيشكل على اساسه مجلس الشيوخ، وطنيا، ليكون النظام الانتخابي على اساس النسبية، وتكون الدوائر الانتخابية وطنية، أي ان يكون لبنان دائرة انتخابية واحدة أو ان تكون الدوائر كبيرة، لكن للاسف هناك من سعى اليوم الى عزل هاتين النقطتين تحت عنوان فصل المسارات والدفع فقط في اتجاه مناقشة مجلس الشيوخ. وما استطيع قوله إن البعض يأخذنا الى اقصى التفاؤل كما حصل بالامس، ثم يردنا الى اقصى التشاؤم كما حصل اليوم، لذلك هناك قنابل متفجرة زرعت في طرق الاصلاح السياسي بهدف تعطيله. وفي مطلق الاحوال، سنبقى في موقع من يتعاطى بكل جدية على مختلف المستويات".

قيل له: هل يعني هذا نعيا للحوار؟

أجاب: "لا، إطلاقا. رغم كل الاجواء، الجميع متمسك بالحوار، ولم نسمع صوتا اعتراضيا واحدا. الجميع متمسك بأهمية التواصل والحوار، لكن للاسف، أعان الله اللبنانيين

على ظروفهم وعلى سياسات البعض في معالجة التعقيدات والمشاكل التي يعانيها اللبنانيون".

سامي الجميل

بدوره، قال النائب سامي الجميل: "اذا كان المطلوب هو تطبيق اتفاق الطائف فهذا التطبيق يبدأ بفرض سيادة الدولة على كل الاراضي اللبنانية وبجمع السلاح بين ايدي الجيش حتى يكون وحده من يقوم بمهمة الدفاع عن اللبنانيين وحمايتهم. اما اذا كان المطلوب اصلاحات ضرورية ومهمة، فان مكان المناقشة لهذه الاصلاحات هو تحت سقف المؤسسات وليس في أي مكان آخر، أي تحت سقف المجلس النيابي، وعلى هذا المجلس ان يدرس الاصلاحات والقوانين الاصلاحية، اما في الاساس فان وجودنا على هذه الدولة هو للدفاع عن الدستور والتصدي لأي محاولة لترحيل ملف الرئاسة وصرف النظر عن انتخاب رئيس للجمهورية الذي يبقى بالنسبة الينا الاولوية والاساس. اذا كنا فعلا نريد ان تمشي الامور في سياقها الصحيح وتنيشط عمل المؤسسات ووضعها على مسارها السليم. بالاضافة الى ذلك، فان ترحيل قانون الانتخابات الى حين بت مجلس الشيوخ هو عملية دفن لأي محاولة لوضع قانون انتخابات جديد يسمح للبنانيين بتجديد الطبقة السياسية، ويكون بالتالي يمدد للطبقة السياسية الحالية اربع سنوات جديدة اي التمديد للفراغ السياسي، يعني تمديد للتعاطي السياسي الذي نشهده منذ فترة طويلة وحتى اليوم من تقاعس وفساد وهدر وتدمير للمؤسسات وضرب الحياة الديموقراطية في لبنان. ولهذا السبب، نحن نعتبر ان الاولوية اليوم هي بانتخاب رئيس للجمهورية عبر التصويت تطبيقا للدستور وبعرض قوانين الانتخابات المطروحة على مجلس النواب على التصويت في الهيئة العامة للمجلس وعدم الهروب من التصويت، وعدم الهروب من الديموقراطية ومن وضع حل نهائي لقانون الستين، وهذا الهروب يتحمل مسؤوليته كل من يساهم في المماطلة وتضييع الوقت في هذا الملف.

قيل له: النائب علي فياض قال ان هناك من يلقي القنابل امام الاصلاح السياسي؟

اجاب: "على العكس، نحن مع الاصلاح السياسي ونحن اول من طرح تطوير النظام السياسي وهذا التطوير يحصل اولا تحت سقف المؤسسات وداخل المجلس النيابي وعبر النواب اللبنانيين الذين مهمتهم التشريع وان يحصل ذلك بوجود رئيس للجمهورية في سدة الرئاسة، لا ان نفيد من غياب رئيس للجمهورية لكي نمرر اصلاحات تقاعسوا عن القيام بها مدى 25 عاما، ولسنا نحن من منع الاصلاح السياسي. نحن كنا مع هذا الاصلاح السياسي بوجود المؤسسات الكاملة، انما اليوم الافادة من غياب رئاسة الجمهورية لامرار اي اصلاح وفي ظل وجود السلاح، وفي ظل الازمة الدستورية والمؤسساتية التي نعيشها، هذا امر خطير. ولهذا السبب نعود لنؤكد موقفنا اولا بانتخاب رئيس للجمهورية ونفتح المؤسسات لتنشيط عملها. أما الاصلاح فنحن من طرح فكرة اللامركزية الادارية مجلس الشيوخ ونحن من طرح الانتقال بالبلد من مكان الى مكان آخر، ولكن هذا لا يحصل خارج المؤسسات انما داخلها وداخل المجلس النيابي، وبرعاية رئيس الجمهورية وحفاظا على حقه في المراقبة والطعن ورد القوانين. ولا ننسى ان رئيس الجمهورية هو من يقسم اليمين على حماية الدستور وصون وحدة لبنان، وبالتالي فان تغييب رئيس الجمهورية عن كل هذه العملية نرفضه، وخصوصا اننا نشعر بان هناك عملية هروب من المسؤولية، والبعض يفضل تحويل الانظار الى مكان آخر، ونحن مهمتنا التصدي لهذا الامر والعودة دائما سواء داخل طاولة الحوار او خارجها الى وضع بند انتخاب رئيس الجمهورية أولوية قصوى من اجل حماية البلد، وعودة المؤسسات الى السكة الصحيحة".

باسيل

أما الوزير باسيل فقال: "إذا كان كل موضوع يراد حله بمفرده، فهذا جيد ولا مشكلة لدينا، واذا اتفقنا على رئيس للجمهورية وانتخبناه فهذا أمر جيد، واذا اتفقنا على قانون انتخاب جديد فهذا جيد ايضا، واي امر اصلاحي يستكمل تطبيق بنود اتفاق الطائف نحن معه، واي امر لتطوير النظام نؤيده، لكن هناك مواضيع تطرح في قانون الانتخاب الجديد، ونحن موقفنا ثابت حيالها. فإذا كان القانون طائفيا فليكن "القانون الارثوذكسي"، واذا كان الهدف وضع قانون يأخذنا الى المواطنة الكاملة خارج القيد الطائفي فليكن، على اساس القانون النسبي، وأي شيء مركب على قواعد غير سليمة واستنسابية وانتقائية على قياس الاشخاص، نرفضه. نحن مع قانون يعتمد معيارا واحدا واضحا. لا أحد يراهن على معادلات خارجية لتغيير الواقع، سواء في انتظار الانتخابات الاميركية، أو أي تطورات اقليمية، فهذا يعني أصحابه. ما يعنينا نحن في موضوع رئاسة الجمهورية هو امران: الاول حق دستوري نمارسه بموجب الدستور الذي يعطينا حق عدم تأمين النصاب، ولا أحد يستطيع ان يأخذ هذا الحق منا إلا الذين يقفون الى جانبنا بعدم تأمين النصاب. والحق الثاني، وهو حق ميثاقي منحنا إياه شعبنا، وهذا هو الحق الأكبر والأهم. وما دام شعبنا أعطانا هذا الحق فلن نتنازل عنه، ومن ينتزع هذا الحق هو الشعب، بانتخابات او باستفتاء او بالتصويت المباشر".

وختم بالتنويه ب"الجهد الاستثنائي الذي يبذله رئيس مجلس النواب نبيه بري"، وقال: "الرئيس بري ليس متمسكا او متشبثا بحل، انما يسعى الى إيجاد حل. ولذلك، عندما طرح موضوع مجلس الشيوخ كان ذلك بهدف تطوير الطرح وليس تعديل النظام، ويعتبر ذلك جزءا من دستور الطائف".

 

شمعون: طاولة الحوار “مسخرة”وغصباً من عن رقبة “حزب الله” عليه إحترام الدستور

موقع القوات اللبنانية/04 آب/16/إعتبر رئيس حزب “الوطنيين الاحرار” النائب دوري شمعون، أن ذكرى 7 آب 2001 ذكرى أليمة، واليوم عندما نرى أن هناك قوة عسكرية إسمها “حزب الله” وهي تضرب القوانين اللبنانية بعرض الحائط، ويقول لنا رئيسها بكل صراحة إنه يأتي بسلاحه من إيران وطالما أن إيران موجودة “مش فرقاني معو حدا”.  شمعون وفي إحتفال تكريمي نظّمه طلّاب الوطنيين الأحرار في ذكرى أحداث آب 2001، توجّه إلى “حزب الله” بالقول: “غصباً من عن رقبة الحزب عليه أن يحترم الدستور ونحن نرى بالمحاولات التي تحصل في طاولة الحوار اليوم والمسخرة التي تحصل والتي هي كذبة عريضة والطريقة العوجة التي تمشي بها أظن أنه حان الوقت لأن نفهم أنه “ما بحكّ جلدنا إلا ظفرنا” ونحن من علينا أن نحسّن أمورنا بأيدينا”. ولفت شمعون إلى أن جيل الشباب اليوم لم يعد يريد هذا الطاقم السياسي وهم يريدون طقما سياسيا جديدا ولبنان جديداً، مشددا على أنه “علينا ان نشبك إيدينا ببعضهم لنقول لحزب الله وبعض الأحزاب الأخرى كفى”! وأشار إلى أنه “حرام أن نقول للشباب لبنان لكم، ومستقبلكم هنا فيما الأحزاب لا تقوم بنص واجباتها”. وختم: “لبنان لمن يحبه لبنان لمن يضحي من أجله لبنان ليس للجماعة التي تفكر بأن بعرض عضلاتهم يمكنهم أن يسيطروا عليه… فشروا”!

 

عملية نوعية للجيش في وادي عطا وتوقيف لبنانيين وسوريين من الرؤوس المدبرة في داعش توفي احدهم

الخميس 04 آب 2016 /وطنية - بعلبك - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" وسام درويش ان مخابرات الجيش نفذت عملية نوعية في وادي عطا في جرود عرسال عند الخامسة والنصف عصرا، تمكنت خلالها وبعد تبادل لاطلاق النار، من توقيف كل من سامح البريدي وطارق الفليطي وتم نقلهم إلى احدى الثكنات العسكرية في العاصمة للتحقيق معهما، وهما من الرؤوس المدبرة في "داعش".من بين الموقوفين في العملية سوريان احدهما هو محمد المحمد وهو مطلوب لمشاركته في أعمال إرهابية وقتال الجيش. والفليطي الذي اصيب خلال العملية، هو شقيق رنا الفليطي، زوجة الشهيد علي رامز البزال وهو احد المتهمين بقتل صهره. وافيد لاحقا ان الموقوف سامح البريدي قد توفي متأثرا بجراحه في مستشفى دار الحكمة في بعلبك. يشار الى ان الفليطي والبريدي نفذا عددا من الاعتداءات على الجيش اللبناني والمواطنين في بلدة عرسال، وكان آخرها الاعتداء على المختار محمد علولي. وهما متهمان ايضا بادارة كل العمليات العسكرية والامنية والارهابية، بما فيها الاعتداءات على الجيش اللبناني والاهالي وعمليات الاعدام والتصفية وتفخيخ السيارات وادخالها الى لبنان، بالاضافة الى اغتيال الشهيدين الرائد بشعلاني والرقيب زهرمان.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 4/8/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

كثرت الأهداف وقل الانتاج والحوار يستأنف بعد شهر من الآن. فأهل الحوار الذين دخلوا في الانتخاب الرئاسي أولا وجدوا أنفسهم في لجة قانون الانتخاب النيابي ثم ضفة قانون انتخاب مجلس الشيوخ بعدما مروا في عناوين اللامركزية الادارية.

السؤال هو هل هذا يعني ان انتخاب رئيس الجمهورية لن يتم قبل التوافق على قانونين (2) للانتخابات النيابية ولمجلس الشيوخ؟

إذا كان الامر كذلك فإن ذلك يعني ان الامر يتطلب تسوية سياسية كبرى. وبانتظار استئناف الحوار في الخامس من أيلول نشير الى ان جلسة الانتخاب الرئاسي الاثنين المقبل ستكون كسابقاتها موعدا لجلسة لن تعقد.

وإلى الحوار الوطني حوار في مجلس الوزراء حول غير ما قضية الاساس فيها التمديد لعمل قائد الجيش لسنة غير أن موضوع الاتصالات طغى من جديد وتحدث عدد من الوزراء عن مدير عام أوجيرو لدى دخولهم الجلسة.

وبين حوار مجلس الوزراء والحوار الوطني انجاز جديد للجيش فقد تمت عملية نوعية في محيط عرسال تمكن خلالها الجيش من دهم مقر لداعش والقبض على أربعة عناصر إثنان منهم سوريان والآخران لبنانيان هما المسؤول طارق فليطي والجريح سامح البريدي الذي توفي لاحقا.

وقد اشتبكت قوة الجيش مع العناصر الارهابية لبعض الوقت وتمت السيطرة على المقر وقام الجيش بعملية دهم وتمشيط واسعة.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

أيلول طرفه بالحوار مبلول.

وإلى الخامس منه، أجل المتحاورون أزماتنا، المشاكل والحلول. وكما يقول المثل الشعبي: تي تي تي تي، متل ما رحتي عالحوار، متل ما جيتي. وبين اليوم و5 أيلول، جلسة مشابهة في 8 آب لعدم انتخاب رئيس للجمهورية. ومراوحة قاتلة للبرود السياسي وسط اللهيب المناخي. وكالعادة يملأ الأمن الفراغ السياسي بالعمليات المناسبة.

الحدث الأكبر اليوم، هجوم كبير نفذه الجيش اللبناني في محيط عرسال ضد مجموعات داعشية، اسفر عن اعتقال اربعة اشخاص تواترت معلومات عن تورطهم في تفخيخ سيارات وقتل عناصر في الجيش وقوى الأمن الداخلي.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

فشلت طاولة عين التينة، سقط الرئيس نبيه بري في امتحان السلة، وسقط المتحاورون في اعطاء أمل للبنانيين في انتخابات قريبة لرئاسة الجمهورية وفي الانطلاق في مسار قانون جديد للانتخابات النيابية.

سقطت طاولة الحوار وحاولت انقاذ نفسها بأرنب مجلس الشيوخ، لكن حتى الارانب السياسية لم تعد تبالي بهذه الطاولة التي ستنعقد مجددا في 5 ايلول المقبل اي بعد شهر كامل يكون فيه المعنيون قد ذهبوا في عطلتهم الصيفية وعادوا منها.

بعد ثلاثة ايام تأكد المؤكد، لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور لان القرار ليس في عين التينة ولا قانون جديد للانتخابات لان البعض يريد النتيجة قبل الانتخابات وقبل قانون الانتخابات، وما لم يتحقق هذا الامر فقانون الستين باليد ولا عشرة قوانين على الشجرة.

وما كادت طاولة الحوار تنفض حتى التأمت طاولة مجلس الوزراء التي لم يكن حالها افضل من حال طاولة عين التينة، خرقت هذه المراوحة عملية نوعية للجيش اللبناني في الذكرى الثالثة لمعركة عرسال ادت الى صيد ثمين جد هو توقيف طارق فليطي وسامح البريدي الذي توفي لاحقا متأثرا بجروحه.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

هيئة الحوار الى اللقاء في الخامس من ايلول المقبل وحتى ذلك التاريخ سيبقى الفشل الذريع عنوان عملها وهو فشل تظهر بوضوح اليوم، فالثلاثية الحوارية انتهت بلا نتيجة وبلا افق.

الكلمات والمداخلات كانت كثيرة، اما الفعل فصفر باستثناء فعل مؤجل تمثل بوعد اللبنانيين بتشكيل ورش عمل ولجان في الخامس من ايلول للتوصل الى قانون انتخابي وتشكيل مجلس شيوخ ترى الا يدرك اقطاب الحوار ان اللجان وورش العمل في لبنان هي مقبرة المشاريع؟

الواقع المأسوي الذي انتهت اليه هيئة الحوار سينعكس على الجلسة الرئاسية الاثنين المقبل، فبخلاف ما كان يتوقعه البعض ستكون الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس كسابقاتها اي مجرد جلسة صورية لا اكثر ولا اقل.

حكوميا، فضائح عبد المنعم يوسف تطغى على جلسة مجلس الوزراء علما ان جلسة اليوم ركزت على فضيحتين الانترنت غير الشرعي وكيفية جمع يوسف لوظيفتين رسميتين.

مقابل الفشل الحواري كان الجيش اللبناني يحقق عملية نوعية في عرسال جعلت الاجهزة الامنية الغربية تشيد بحرفيته العالية .

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

نقب الحوار عن خروج مشرف بعد خيبة الأيام الثلاثة فهزمت السياسة انتصر العسكر ضربة قائد امتدت صفْعة إلى عرين داعش في منطقة وادي عطا في جرود عرسال هجوم لاستخبارات الجيش تمكنت فيه قوة المكافحة من توقيف أربعة أشخاص بينهم قتلة الرائد بشعلاني والرقيب زهرمان وأصحاب أياد فاعلة في تفخيخ سيارات وإدخالها إلى الضاحية ومن بين الموقوفين المدعو سامح البريدي الذي توفي في أثناء الدهم وهو أحد أبرز الذين قادوا عملية اقتحام فصيلة قوى الأمن في الثاني من آب قبل عامين وبذلك يكون الجيش اللبناني وعلى بعد يومين من العدوان الإرهابي على عرسال قد قطف رؤوس أبرز المشاركين فيه لكن من دون " الطاقية". ومن القبعات الحاجبة للإرهاب إلى المخيم الصيفي للرئيس نبيه بري في عين التنية حيث انتهت الأيام الخوالي بفشل كان مرسوما ومعدا مسبقا كل ما كان على الطاولة فان لكن رئيس زواياها أشغل الحاضرين بمدينة ملاه سياسية تمتد فأهدى النائب سامي الجميل لعبة من لا مركزية أدارية يتسلى بها مرحليا وأطلق العنان لشيوخ السياسية ولاسيما الدروز والأرثوذكس لكي يتجادلوا في جنس مجلس الشيوخ ويحلموا بتشيكله ورئاسته . وعلى طاولة رديفة كان مجلس الوزراء يلهو بقطع رأس عبد المنعم يوسف بعد انشقاق في كتلة المستقبل حول مصير هذا الرجل الذي لعب بقطاع الإنترنت عشْر سنوات بحماية سياسية وزراء الجلسة تجندوا لإطاحة يوسف الذي لا بد أن يحاسب بعد الإقالة لكن ماذا بعد ؟ الملف لن ينتهي هنا وإذا كان ملف الانترنت سوف يقتصر على رجل واحد فإن على طاولة الجديد ملفات تطيح شبكة واسعة من ال " e one" إلى الغوغل كاش وعمقا نحو الزعرور بكل مرارتها فإستديو فيزيون ودور أوجيرو فيما عرف بجبل الجليد وإذا كانت لجنة الاتصالات حق فالجديد هو الذي سيطالب ولن يضيع حق وراءه مطالب.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

رئيس مجلس النواب نبيه بري خرج اكثر تفاؤلا من الخلوات الحوارية الثلاث التي عقدت في عين التينة، هذا ما اكده رئيس المجلس بنفسه للnbn مرحلة جديدة من الحوار الوطني تحضر لما هو آت لاصلاح النظام السياسي على قاعدة تطبيق اتفاق الطائف.

مقررات الحوار ليست هروبا من فشل الحوار على رئيس للجمهورية بل الدخول في عمق الازمة، ومن هنا جاء طرح تطبيق اللامركزية الادارية وانشاء مجلس شيوخ.

الترجمة فورية عملية فتم الاتفاق على اقتراح قانون بخصوص اللامركزية ليحال الى اللجان النيابية المشتركة والبدء بورشة عمل تمهد لاقتراح قانون حول المادة 22 من الدستور.

تلك الورشة يجري تحضيرها في المرحلة الفاصلة عن موعد جلسة الحوار في الخامس من ايلول المقبل، الورشة الوطنية ستعالج جوهر الازمة في خطوة داخلية لبنانية صرفة يجري فيها الاعتماد على الذات من دون استعانة ولا اتكاء على اي دعم خارجي.

على طاولة الحوار بدا ان الاعتراضات التي ظهرت هي للمزايدات الشعبية اكثر مما هي واقعية، فالنائب سامي الجميل رفض الدخول في الاصلاح السياسي بغياب رئيس للجمهورية فهل يجمد كل شيء في البلد وكل محاولة حل حتى ينتخب الرئيس؟

العواصم مشغولة باحداث الساحات، ولا سيما في سوريا التي تقاوم فيها حلب غزوة الارهابيين وتحبط هجماتهم رغم كثافة العداد وضخامة المعدات والاسلحة المتطورة التي يستخدمونها.

وعلى حدود لبنان الشرقية كان الجيش اللبناني يهاجم مقرات داعش في جرود عرسال ويتمكن من اعتقال عدد من ارهابيي التنظيم، هذا الهجوم جاء ليؤكد ان المبادرة الميدانية هي في قبضة الجيش اللبناني وان زمن هجوم الارهابيين قد ولى فانتقلت المؤسسة العسكرية اللبنانية من الدفاع الى الهجوم.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

في لحظة، كاد البعض منا أن يصدق أن نظامنا ذاهب نحو التطوير... ذات جلسة، أو ذات خلوة، كاد حتى بعض المتحاورين أن يقتنع أن أزمتنا متجهة نحو حل كامل... قانون انتخاب على أساس النسبية الكاملة، لبنان دائرة واحدة، مناصفة من دون مذهبية... وسلطة منبثقة من الشعب... كدنا حتى نرى بأعيننا أصحاب المناصب الجديدة، الشيوخ الجدد... شيوخ منتخبون. لا مثل الشيوخ الموروثين من انكشارية العثماني أو من خزمتشية المقاطعجيي... حتى فؤاد السنيورة كاد يصدق مناورته. جاء اليوم منجزا فرضه المنزلي بالكامل وبإتقان. حمل أوراقا عليها هيكليات المجلس الجديد وأعداد شيوخ، وتفاصيل صلاحياتهم المخلوطة بين مقدمة الدستور ومضمون المادة 65... فجأة، انتبه الجميع إلى أنهم كادوا يصدقون أنفسهم مثل جحا... فتذكروا أن المطلوب أولا رئيس... رئيس يطبق هذه الإصلاحات، ويرعى تطوير الدستور، ويضبط ميثاقية التعديل، ويضمن توازن البلد... باختصار المطلوب رئيس ميثاقي، كشرط للتسوية الميثاقية... فانتهى البحث، أو جمد، أو علق أو أجل... شهرا كاملا. هل هي فرصة أخرى ضائعة؟ الأكيد أن الضياع لم يكن نصيبها وحدها ... فالنائب سامي الجميل لم يؤيدها مثلا. كذلك زميله الوزير بطرس حرب. ربما لأن كليهما شيخ بالهوية والجينات. فما حاجتهما إلى مجلس شيوخ بالشرعية والانتخابات؟! ولذلك خرج الجميل يصرح ويصرخ، متناسيا أنه كان أول من أسقط حقة النيابي والرئاسي والدستوري، يوم وافق على تطيير الانتخابات وتعيين نفسه نائبا، في ربيع 2013... أما زميله حرب فلديه موعد آخر اليوم، مع فضائح الاتصالات على طاولة مجلس الوزراء ... ما هي أخباره؟ الجواب ضمن نشرة الـ OTV.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

بعملية نوعية خطف الجيش اللبناني الانظار، لعله يزخم منتدى الحوار في عين التينة، دخل الى عمق معاقل الارهابيين في وادي عطا في جرود عرسال ليعود غانما بأربعة ارهابيين بينهم قياديان لبنانيان واخران سوريان، فعيد الجيش شهداءه وعسكرييه لان دماءهم وتضحياتهم محفوظة وهي تنبت مع قليل من الاصرار اجمل انجازات بما اتيح من امكانات بعيدا عن الهبات والمهاترات.

مصادر امنية اكدت للمنار ان الموقوفين ينتمون لداعش وهم مسؤولون عن قتل عسكريين ومدنيين لبنانيين وتفخيخ سيارات وتفجيرها في الداخل اللبناني، اما مصادر من داخل عين التينة فلم تجد ما تقدمه للبنانيين الذين انتظروا بشيء من الجدية خلوات قياداتهم السياسية، ورغم كل محاولات الرئيس نبيه بري فإن النتائج لم تعكس التوقعات بل عكست الواقع، فسدت الشياطين والتفاصيل كل بصيص حل.

وفيما كانت مقترحات حل بعض اللبنانيين توائم الحل الاسرائيلي والاميركي بنزع سلاح المقاومة كانت الحلول التي قدمها رئيس الوزراء الفرنسي الاسبق فرونسوا فيون بدعم حزب الله والجيشين السوري والعراقي والاكراد لانهم الوحيدون الذين يقاتلون داعش الارهابي كما قال.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 4 اب 2016

النهار

ما هي الضمانات ...

سأل أحد الديبلوماسيين رئيس حزب لبناني "ماذا سيكون عليه الحال إذا تم انتخاب عون رئيساً؟ وهل يتحسّن الوضع أم يسوء؟".

جلسة ملهاة ...

علّق مشارك في الحوار على تنوّع المواضيع المطروحة قائلاً: "كانت جلسة ملهاة".

تطابق كلام ..

لفت مراقبون الى تطابق كلام الرئيس بري عن انتخاب رئيس قبل نهاية السنة الحالية مع كلام مماثل للوزير نهاد المشنوق.

عواقب الحرب السورية ...

رشّح أن خبراء ماليّين أخذوا يحذّرون الروس من عواقب إطالة العمليّة العسكريّة في سوريا.

السفير

سأل أحد أعضاء الحوار "لماذا قامت القيامة على نهاد المشنوق عندما قال ان سليمان فرنجية مرشحنا حتى الآن، بينما لم يلتفت أحد لكلام فؤاد السنيورة بالمعنى نفسه في الحوار وصولا الى دعوة الأخير للتخلي عن فرنجية والاتفاق على رئيس توافقي"؟

قال الرئيس تمام سلام إنه عندما يطالع محاضر جلسات الحكومة المنشورة في الصحف، "يجدها أحيانا أكثر دقة وتفصيلا من المحاضر الرسمية".

فوجئ أقطاب الحوار، أمس، عندما تبين أن وزير الاتصالات بطرس حرب يسجل بواسطة هاتفه كل الجلسات!

المستقبل

يقال

إن أحد أقطاب الحوار أعرب أمام قطب آخر لدى مغادرتهما عند انتهاء الجلسة أمس، عن قلقه الكبير من نتائج خلوة الحوار التي تنتهي اليوم، مبدياً خشيته من أن تكون أجواء ما بعد الحوار أسوأ مما قبله.

اللواء

وصف أحد المشاركين في طاولة الحوار المناقشات الإصلاحية التي جرت في الجلسة الحوارية الثانية بأنها نوع من الترف السياسي..

عادت المياه إلى مجاريها بين رئيس كتلة وسطية وبعض نواب كتلته بعد انقطاع دام أكثر من شهرين..

يواجه تيّار سياسي صعوبات كبيرة في إعادة لمّ الشمل بعد سلسلة الإنسحابات من التيار..

الجمهورية

تتداول أوساط عسكرية إحتمال بروز تطوّرات في دولة عربية تؤدي الى تعزيز قدرات الجيش اللبناني في الخريف المقبل.

أبلغت سفارة دولة كبرى المرجعيات اللبنانية بأنها غير مستعدة لإتخاذ مبادرات ما لم تجد بداية تجاوباً على الصعيد الداخلي، وهي تنتظر نتائج الحوار لتقرّر تحرّكها المقبل.

نَقلت أوساط سياسية عن رئيس تيار وازن لدى سؤاله عن سبب عدم حضور الحوار، بأنه اشترط حضور رئيس حزب فاعل ليحضر هو.

البناء

استغرب نائب بارز حديث رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بعد خروجه من اجتماع هيئة الحوار الوطني في عين التينة أمس عن "الديمقراطية التي نمارسها في لبنان منذ ثمانين عاماً"! وسأل: هل يقصد الجميّل الابن تلك "الديمقراطية" التي جعلته يرث النيابة ورئاسة حزب الكتائب، والتي قد يريدها في يوم ما أن تجعله يرث رئاسة الجمهورية أيضاً؟

 

بري دعا الى جلسة لانتخاب رئيس في 8 الحالي

الخميس 04 آب 2016/وطتية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، مجلس النواب الى جلسة تعقد في الثانية عشرة من ظهر يوم الأثنين في 8 الحالي لانتخاب رئيس الجمهورية.

 

الرهان على "مجلس الشيوخ" يسقط في "الثالثة".. والحوار يعود فــــي 5 أيلول والخلاف على "الاولويات" بين 8 و14 يتكرس..وباسيل: تعطيل النصاب حق دستوري

المركزية- يبدو ان "الحصان" الذي كان يراهن عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري لابعاد شبح "الفشل الكامل" عن الثلاثية الحوارية، واسمه "مجلس الشيوخ"، خيّب راعي الطاولة ومديرها. فالايجابية الحذرة التي سادت اثر جلسة الامس ازاء امكانية تحقيق خرق على صعيد "الاصلاحات الدستورية" والبناء عليها في وضع القانون الانتخابي العتيد، لم تدم طويلا وتبددت اليوم في الجلسة الحوارية الاخيرة في عين التينة مع رفض فريق واسع من المتحاورين من قوى 14 آذار، الربط بين الاصلاحات العتيدة وقانون الانتخاب وانجاز الانتخابات الرئاسية، فطالبوا بالفصل بين المسارين وتمسكوا بأولوية ملء الشغور. وأمام هذا الواقع، لم يتم تشكيل لجان لمتابعة البحث في صلاحيات مجلس الشيوخ ودوره كما كان متوقعا. أما التخريجة التي اعتمدها رئيس المجلس لتلطيف "عقم" الثلاثية، فتمثل في تحديد موعد لجلسة حوارية جديدة في 5 أيلول المقبل، على ان تخصص لتسليم المتحاورين أسماء شخصيات سينتدبونها لتمثلهم في لجان من المزمع عقدها تتابع قضية مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب تضم أيضا خبراء وفنيين.

آخر حلقات الثلاثية: انعقدت ظهر اليوم في عين التينة، جلسة الحوار الوطني في يومها الثالث والأخير، برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد تغيب عنها كل من رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه.

وبعد ان توجه بري الى المتحاورين قائلا "لست متفائلا او متشائما وتبقى العبرة في الخواتيم"، أفادت المعلومات المتوافرة بأن النقاش بدأ مباشرة في صلاحيات مجلس الشيوخ ودوره وامكانية اقراره. وفي حين واصل فريق 8 آذار دفعه نحو السير بانشاء المجلس على ان يتم بعده وضع قانون انتخاب على اساس وطني لا طائفي فيعتمد النسبية الكاملة وهو ما طالب به "حزب الله"، بدا ممثلو 14 آذار متحفظين على هذا التوجه وطالبوا بانجاز الانتخابات الرئاسية اولا وباقرار القانون الانتخابي على ان يتم بعدها الخوض في الاصلاحات الدستورية لانها قد تتطلب وقتا. وفي السياق، وفيما حاول رئيس المجلس الدخول في تفاصيل مجلس الشيوخ، تدخل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وقال " نحن مع اصلاح النظام السياسي لكن النقاش على طاولة الحوار بهذه التفاصيل خطأ ويجب ان يكون مجلس النواب مكان البحث في هذه المسألة"، كما أشار الى ان لا يجوز اقرار هذه القضايا الاصلاحية في غياب رئيس للجمهورية، والاولوية يجب ان تبقى لانتخاب رئيس". وأفيد ان أكثر من طرف سياسي من فريق 14 آذار، أيّد كلام الجميل. في الموازاة، أفيد ان الرئيس فؤاد السنيورة اعترض على اعتماد النسبية الكاملة في قانون الانتخاب العتيد.

ووسط أخذ ورد، حيث اعتبر فريق 8 آذار ان "الطرف الآخر يعرقل الاصلاحات وقد بدّل رأيه في شأنها في غضون 24 ساعة"، رفعت الجلسة قرابة الثالثة الا ربعا من دون الاتفاق على أي خطوة في شأن مجلس الشيوخ، لتكون الثلاثية الحوارية أخفقت في انجاز اي تقدم يذكر في الرئاسة وقانون الانتخاب وفي الاصلاحات الدستورية أيضا، واتفق على جلسة جديدة ستعقد في 5 أيلول المقبل.

مواقف متباعدة: في غضون ذلك، كشفت مواقف المتحاورين بعد الجلسة حجم الهوة التي طبعت مداولات الحوار.

"قنابل" فياض: فعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض قال "تم الاتفاق على عقد جلسة في 5 أيلول موضوعها تشكيل لجنة من مختصين وخبراء في ما يتعلق بمجلس الشيوخ وحول صلاحيات هذا المجلس وشكل انتخابه"، مشددا على أنه "من وجهة نظرنا لا يمكن مناقشة مجلس الشيوخ بمعزل عن مناقشة مجلس وطني خارج القيد الطائفي". وأكد أن "هذه الخطوة يجب أن تسبق تشكيل مجلس الشيوخ، وقانون الانتخاب يجب أن يكون وطنيا، بالتالي يجب أن يكون نسبيا". وأضاف "هناك من يسعى الى عزل هاتين النقطتين وفصل مساراتهما. والبعض يأخذنا الى أقصى التفاؤل ثم يردنا الى أقصى التشاؤم. هناك قنابل زرعت في طريق الاصلاح لتعطيله. نحن جادون في الاصلاحات والرئاسة لكن أعان الله اللبنانيين على سياسات البعض".

الجميل و"دفن" القانون: في المقابل، لفت رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل إلى أن "اذا كان المطلوب تطبيق اتفاق الطائف فهذا التطبيق يبدأ بفرض سيادة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية وجمع السلاح فقط بين أيدي الجيش اللبناني"، أما إذا كان المطلوب إصلاحات وهي ضرورية، فمكان مناقشتها هو تحت سقف المؤسسات لا خارجها حيث على المجلس النيابي درس الأزمات والمشاكل والاصلاحات". وأضاف "وجودنا على هذه الطاولة هو للدفاع عن الدستور وللتصدي لأي محاولة بترحيل ملف الرئاسة وصرف النظر عن انتخاب رئيس للجمهورية لان له الأولوية"، مشيراً إلى أن "ترحيل قانون الانتخابات لحين بت مجلس الشيوخ هو عملية دفن لامكانية وضع قانون انتخابي جديد يسمح للبنانيين بتغيير الطبقة السياسية". واعتبر الجميل "أن الأولوية هي انتخاب رئيس للجمهورية من خلال التصويت تطبيقا للدستور ووضع قانون للانتخابات عبر التصويت أيضا وعدم الهروب من التصويت داخل المجلس"، مؤكداً "أننا لم نمنع الاصلاح السياسي ولكن في ظل كل هذه الازمات نحن نعيش وضعا خطيرا جداّ والأولوية هي لانتخاب رئيس لفتح الطريق امام عمل المؤسسات مجددا، ونحن من نريد الاصلاح ونحن من طرح اللامركزية ومجلس الشيوخ ونقل البلاد إلى مرحلة جديدة ولكن داخل مجلس النواب وتحت رعاية رئيس الجمهورية".

"حق" باسيل: أما رئيس حزب التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، فقال "اذا كان المطروح حل كل موضوع على حدة (رئاسة، قانون انتخاب، اصلاحات)، فنحن لا نمانع هذا التوجه وهذا أمر جيد، ونحن مع أي أمر اصلاحي لاستكمال تطبيق الطائف وتطوير النظام". وتابع "أما في موضوع قانون الانتخاب، فموقفنا واضح، اذا كنا نريد قانونا طائفيا فنحن مع القانون الارثوذكسي، واذا كانوا يريدون قانونا للمواطنة فنحن مع القانون النسبي". وشدد باسيل على "أننا مع قانون يعتمد معيارا واحدا واضحا، ولا يقوم على قواعد استنسابية وانتقائية". وتابع "الامر الثابت بالنسبة لنا على الصعيد الرئاسي والذي لن يتغير، ولا يعولنّ أحد على المعادلات الخارجية في هذا السياق، فهو نقطتان، الاولى ان حقّنا الدستوري عدم تأمين النصاب ولا أحد يمكن أن يأخذه منا الا حلفاؤنا اذا تركونا. والثانية حقنا الميثاقي، وطالما شعبنا يعطينا هذا الحق، فنحن لن نتنازل عنه".

العريضي: من جانبه، اعتبر الوزير السابق غازي العريضي الذي مثل جنبلاط ان "أهم شيء ظهر في هذه الثلاثية هو المواقف الايجابية على الطاولة لناحية المقاربة السياسية"، مشيراً إلى أن "أبرز ما فيها كان الدعوات الى التوافق وتلقفها من مختلف الجهات السياسية و هذا أمر يجب أن يبنى عليه من أجل الذهاب إلى أفق سياسي بين بعضنا لأن الجميع يتحدث عن مأزق وأزمة بسبب امتداد المشاكل الاقليمية والدولية وعدم الاستقرار في البلد على جميع المستويات". وأكد أن "الجميع يرفض التمديد لمجلس النواب ولا نريد قانون الستين وأعتقد أن هذه الأجواء يجب ألا تبدد ومن اليوم حتى 5 أيلول يجب أن يستمر التواصل و إذا لم نصل إلى تفاهم سياسي في كثير من الأمور سنكون أمام أزمة مفتوحة على جميع المستويات"، موضحاً أن "التأكيد كان أن الحوار ليس مضيعة للوقت رغم أنه قد يأخذ بعض وقت للوصول إلى نتيجة"، مذكرا بأن "الحوار في بعض الاحيان ساعد في تفعيل عمل الحكومة واخراجها من مآزق عديدة وساهم في اعادة العمل في المجلس النيابي".

ارسلان: وأوضح رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان أن "جرى اليوم استكمال للبحث الذي بدأ قبل يومين فيما خص تطبيق الطائف بكل بنوده لتكون ورشة عمل تحضر للرئاسة بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية"، مشيرا الى أن "علينا التحضير لورشات عمل لطمأنة اللبنانيين في موضوع مجلس الشيوخ ومشاريع القوانين الاخرى". ولفت الى أنه "من الان وحتى 5 أيلول ستكون هناك مشاورات بين الجميع للبدء بوضع ورشات العمل بالاسماء لتنفيذ البنود التي اتفق عليها"، معتبرا أن "الخلل في النظام سببه عدم تطبيق الدستور، ونحن نريد تطبيقه".

ميقاتي: واعتبر الرئيس نجيب ميقاتي أن "قانون الانتخابات ومجلس الشيوخ يجب ان يأتيا في رزمة واحدة، لأنها المدخل الى قانون انتخابي عصري".

كرامي: أما النائب أحمد كرامي فأوضح ان "بدءا من اليوم وحتى 5 أيلول كل شخص كان موجودا على طاولة الحوار سيعطي اسما للبحث في موضوع مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب"، مشيرا الى أن "البحث لم يتم التطرق الى الملف الرئاسي". كما أكد كرامي أن "الرئاسة يجب أن تأتي في المركز الاول ولن ينفذ شيء قبل الرئاسة".

 

الحوار اللبناني يغطي فشله بـ'تخريجة' مجلس الشيوخ

شادي علاء الدين/العرب/05 آب/16/بيروت - هبط وحي عجيب على الطبقة السياسية اللبنانية المتجمعة حول طاولة الحوار الوطني الذي أنهى أعماله، الخميس، بطرح تشكيل مجلس شيوخ. وكان المجتمعون في هذا الحوار قد عجزوا مثلما كان متوقعا عن التوصل إلى اتفاق حول اسم رئيس للجمهورية، أو قانون انتخابي. وبما أن الطبقة السياسية اللبنانية تسعى لإعادة إنتاج نفسها من خلال أي تعديلات على النظام السياسي، هرب المشاركون في هذا التجمع باتجاه ما يمكن أن يكون مخرجاً نظريا يوقف “بلادة” الجلسات ويمكن أن يفضي إلى مخرج عملي لا يهدد أوزان التيارات السياسية في البلاد وهو مجلس الشيوخ. الفكرة قديمة ساقها اتفاق الطائف عام 1988، وتأسست على قيام مجلس يتم انتخابه وفق القيد الطائفي يمثّل كافة الطوائف والمذاهب في لبنان، فيما يتم انتخاب مجلس النواب خارج الحسابات الطائفية مع احترام المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، إلا أن الفرقاء السياسيين تحت وخارج الوصاية السورية أهملوا “الشيوخ” واعتبروه قابلا للتأجيل خدمة لأولويات الخروج من الحرب الأهلية آنذاك وتمرير الممكن والمتاح وتأجيل ما يمثّل “انقلابا” في النظام الطائفي. واعتبر بعض المراقبين أن النقاش في جلسات الحوار الأخيرة كان لافتا لجهة العبور نحو مستويات لم ترق إليها الجلسات الـ20 السابقة، مع العلم أن تلك “الحكمة” تعود أساسا إلى الفشل في تمرير سلّة الاتفاقات التي أرادها رئيس مجلس النواب نبيه بري شاملة للرئاسة والحكومة وقانون الانتخابات. وتعتبر أوساط إعلامية أن المفاجأة تكمن في المناخ الإيجابي الذي صاحب النقاش حول إحياء فكرة قيام مجلس الشيوخ وسقوط الاعتراضات والتحفّظات السابقة الصادرة عن القوى السياسية المتعددة، بحيث تصبح للبرلمان غرفتان كما هو معمول به لدى كبرى الديمقراطيات.

خالد زهرمان: فكرة المجلس يراها البعض نوعا من الترف الفكري، وهذا صحيح إلى حد كبير

ويرى خبراء دستوريون أن تشكيل مجلس الشيوخ لا تعوزه العدّة القانونية التي أقر خطوطها العريضة “الطائف” وأن القبول بقانون الانتخابات المسمى “الأرثوذكسي” ممكن أن يكون أساسا لتشكيل المجلس العتيد، لكن متابعين لتلك الجلسات يستبعدون جدية الأمر ويعتبرون أنه لا يعدو عن كونه تغطية لفشل طاولة الحوار في التوصل إلى حلول للقضايا الكبرى العالقة من قبيل ملف رئاسة الجمهورية. ووفق اتفاق الطائف يقضي إنشاء مجلس للشيوخ بأن يكون متزامنا مع نهاية الطائفية السياسية في البلاد، أي أن أول مجلس شيوخ سيخرج إلى النور يجب أن يتزامن مع ظهور أول مجلس نيابي منتخب خارج القيد الطائفي، الأمر الذي يطرح أسئلة حول جهوزية البلد لانتخاب مجلس نواب غير طائفي وحول المخارج المطلوبة لظهور مجلس الشيوخ. وعن هذا الطرح يقول النائب خالد زهرمان “إنه سبق للرئيس الحريري أن طرحه منذ سنوات عديدة ولم يلق آذانا صاغية”. ويقرأ زهرمان أسباب إعادة طرح هذا الموضوع الآن معتبرا أن القوى المتحاورة تحاول “التغطية على فشل طاولة الحوار وعلى العوائق التي مازالت تحول دون التوصل إلى حلول”. ويوضح أن طرح مجلس الشيوخ الآن ليس سوى “تخريجة” لتبرير فشل الحوار، مضيفا “نحن لسنا ضده بالمطلق، ولكن يجب أن نركز على أن الموضوع الرئاسي هو الموضوع الأساسي الآن”. ويشرح طبيعة مجلس الشيوخ والهدف منه قائلا” حين أقر مجلس الشيوخ في الطائف كان الهدف منه الخروج من الطائفية، وتهيئة المناخ المناسب لهذا الأمر عبر إنشاء مجلس شيوخ يحفظ حقوق الطوائف وتطرح أمامه القضايا المصيرية. إذن فإنشاء مجلس الشيوخ يرتبط بإلغاء الطائفية، وإلا نكون قد أقمنا مجلسا موازيا للمجلس النيابي ومتداخلا معه”. ويلفت زهرمان الى أن بعض المشاركين في الحوار اعتبروا إعادة هذا الموضوع الآن “نوعا من الترف الفكري ليس إلا، وهذا صحيح إلى حد كبير لأن هناك الكثير من المآزق أكبر من عملية القفز إلى الأمام التي يتضمنها هذا الطرح”. ويؤكد النائب اللبناني أن “هناك أمورا أكثر إلحاحا من طرح إقامة مجلس للشيوخ الآن، لأنه يجب علينا قبل كل شيء تحديد دورنا وموقعنا في الوقت الذي لم يعد فيه لبنان على جدول أعمال الدور الكبرى المؤثرة والفاعلة”.

 

ثلاثية الحوار: صفر للجميع ورهــــان بري سقط

جولة جديدة في 5 آب وكباش " اتصالات" في الحكومة

كيري الى انقرة ومذكرة اعتقال تركية بحـــق غولن

المركزية- اعادت الخلوة الحوارية في يومها الثالث والاخير المواجهة بين القوى السياسية إلى المربع الاول فانتهت كما بدأت، وتفرق "عشاق الحوار" كل في دربه ليلتقوا مجددا في 5 ايلول المقبل. حتى اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري تشكيل ورش عمل لدرس قانون انتخاب وطني يحفظ قاعدة المناصفة وفق النسبية الكاملة، ومجلس شيوخ مذهبي وفق القانون الارثوذكسي يضمن حقوق الطوائف سقط امام موجة الاعتراض والتصدي التي ركبها بعض اطراف فريق 14 اذار معتبراً انها ملهاة ومضيعة للوقت. لم تنجح محاولة رئيس المجلس لتبديل المشهد ولا كسبت الرهانات على "انعاش" الحوار وقانون الانتخاب الذي وضع في حال موت سريري في اللجان المشتركة. وحده القرار الاقليمي بتعطيل الرئاسة ومن خلفها الدولة ارتفع فوق عين التينة مظللا الاجواء الحوارية، فأنهى ثلاثيتها بنتيجة صفر للجميع، من دون ضربات ترجيح.

استحقاقات ايلول: شهر بالتمام والكمال يفصل البلاد عن جولة حوارية جديدة لم يعد ابسط مواطن يعلق آمالاً على انتاجيتها استنادا الى مقولة "العبرة في الخبرة"، على ان تخصص لتسليم المتحاورين أسماء شخصيات سينتدبونها لتمثلهم في اللجان المفترض ان تتابع قضية مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب.وحتى ذلك الموعد يتوقع ان تنعكس موجة الحر والجفاف التي تضرب لبنان منذ نحو اسبوع على الواقع السياسي خلال شهرآب قبل ان تزول في ايلول المقبل، شهر الاستحقاقات الدولية والاقليمية وانعكاساتها المحلية، من الرئاسة الاميركية الى مؤتمرات نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة حيث يعقد مؤتمران دوليان على تماس مباشر مع ازمات لبنان الاول 19 ايلول يخصص لمعالجة أوضاع اللاجئين والمهاجرين وحركة الانتقال والعمل بين دول العالم برعاية وحضور الامين العام بان كي مون والزعماء المشاركين في الجمعية العامة والثاني مصغر في اليوم التالي مباشرة ،20 ايلول، دعا اليه الرئيس الاميركي باراك اوباما ويتناول البحث في مصادر التمويل لمعالجة مشكلة الهجرة واللجوء.

مجلس الوزراء ورد حرب: وفيما يفترض ان يكون المسؤولون الرسميون بدأوا اعداد العدة وتحضير الملفات للمؤتمرين انطلاقا من مبادرة رئيس الحكومة تمام سلام في القمة العربية الاخيرة القاضية بتشكيل صندوق عربي مشترك لمساعدة النازحين والموقف اللبناني المعروف والمنصوص عنه دستوريا برفض كل اشكال التوطين او التجنيس او الاقامة الدائمة للنازحين تحت أي ظرف، تمضي الجلسات الحكومية في محاولة معالجة ملفات الداخل والشؤون اليومية فيعقد مجلس الوزراء عصرا جلسة عادية ستركز على ملف الاتصالات الذي أعدّ الوزير بطرس حرب في شأنه رداً مفصلا علميا ومبنيا على الوقائع والادلة والوثائق في ما يتصل بالاسئلة والملاحظات التي أبداها الوزراء في الجلسة السابقة.

اما ملف التعيينات العسكرية فلن يطرح على طاولة مجلس الوزراء اليوم، الا أن القضية ستفرض نفسها في الجلسات التي ستلي خلال الأسابيع المقبلة، خصوصا أن سنوات خدمة رئيس أركان الجيش اللواء وليد سلمان تنتهي نهاية آب الجاري، في حين تنقضي الولاية الثانية لقائد الجيش العماد جان قهوجي في الثلاثين من أيلول المقبل. واكدت مصادر وزارية لـ"المركزية" ان ملف التعيينات موضوع في عهدة وزير الدفاع سمير مقبل الذي يجري اتصالاته في العلن وخلف الكواليس لاجراء المقتضى بما يحمي المؤسسة العسكرية من جهة، ويحفظ الامن والاستقرار من جهة أخرى وهو مصر كما اعلن امس على الا يترك الجيش من دون قائد، مشيرا الى أنه يتحمل "مسؤولية دستورية وقانونية" على هذا الصعيد، وانه عند الاستحقاق سيطرح وفق الآلية المتفق عليها للتعيين، ثلاثة أسماء، وعلى مجلس الوزراء تعيين أحدهم، والامر يحتاج إلى ثلثي أعضاء المجلس.

الجهود في عطلة: في المقلب الرئاسي، وعلى رغم توجيه الرئيس بري الدعوة الرابعة والاربعين للجلسة الثالثة والاربعين في الثانية عشرة من ظهر الاثنين 8 الجاري لانتخاب رئيس الجمهورية، لا توحي اي من الجهود المبذولة في الداخل والخارج بامكان احداث اي خرق في جدار الازمة الصلب في المدى المنظور، ولو ان بري نفسه اعتبر امس ان الرئيس سينتخب قبل نهاية العام. ونقلت مصادر لبنانية في باريس عن مسؤول فرنسي رفيع قوله ان لا جديد في الاليزيه حول رئاسة لبنان ولا تغييرات او تحركات في اتجاه الدول المؤثرة راهنا فالكل في اجازة والملف الى ايلول.

لبنانيو اميركا: لكن وفي الموازاة، يحاول بعض اللبنانيين في الولايات المتحدة الاميركية توظيف ورقة الرئاسة الاميركية لمصلحة الاستحقاق الرئاسي اللبناني. وافادت اوساط مطلعة "المركزية" ان هؤلاء شكلوا فريق عمل ما زال في طور ترتيب وجوجلة الافكار للخروج بالانسب منها لتحقيق الهدف، وان العمل يتركز راهنا حول سلسلة نقاط تستوجب ايضاحات، بحيث يتبين في ضوء نتائجها في اي اتجاه يفترض ان يمارس الضغط على مجموعتي عمل المرشحين الديموقراطي هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب لتحصيل ما أمكن من مكاسب يمكن ان تؤدي الى الافراج عن الاستحقاق اللبناني عبر صندوق الاقتراع الاميركي.

بين انقرة وواشنطن: اقليميا، وعشية زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين في محطة يصفها مراقبون سياسيون بالمفصلية في مسار العلاقات بين البلدين بعد استئنافها، أعلنت قناة "سي أن أن" التركية اليوم ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، سيزور العاصمة التركية أنقرة نهاية الجاري، للمرة الأولى، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة. وتأتي زيارة كيري وسط شكوك تركية حول حقيقة الموقف الأميركي من محاولة الانقلاب الفاشلة، وخصوصاً في قضية تسليم زعيم حركة "الخدمة" فتح الله غولن الموجود في ولاية بنسلفانيا الأميركية لتركيا، والذي تتهمه أنقرة بالتخطيط للانقلاب، إذ أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، على أهمية اتخاذ الولايات المتحدة، موقفاً واضحاً وصريحاً من المحاولة الانقلابية. واعلنت وكالة الاناضول اليوم ان السلطات التركية المختصة اصدرت مذكرة اعتقال بحق غولن لإعطائه أوامر بتنفيذ المحاولة الانقلابية في تركيا. وفي محاولة لترطيب الاجواء زار رئيس هيئة الأركان الأميركية، جوزيف دانفورد، تركيا قبل أيام، مشدداً على أن واشنطن تؤيد الديمقراطية في تركيا. وأكد أن زيارته للإعراب عن تضامن بلاده مع الحكومة التركية، ودعمها التام للنظام الديمقراطي في تركيا.

كرّ وفرّ في حلب: في الموازاة، تواصلت المعارك الشرسة جنوب غرب حلب بين الجيش السوري وحلفائه من جهة وفصائل المعارضة المسلحة من جهة ثانية. ورغم هجماتها المستمرة منذ 5 أيام، لم تنجح حتى الساعة محاولات فك الحصار الذي فرض على المعارضة شرقي المدينة. وفي حين تتسم المواجهات بين الطرفين بطابع الكر والفر، قالت القوات الحكومية إنها بدأت بشن هجوم معاكس في الجزء الجنوبي الغربي من حلب، وإنها استعادت بلدتي الحويز والعامرية وتلة المحروقات. أما مصادر المعارضة فأشارت الى أن مسلحيها استطاعوا السيطرة على أجزاء في منطقة الراموسة مؤكدة ان الطيران الروسي لعب دورا مباشرا في استهداف مواقع المعارضة والأحياء التي تسيطر عليها.

 

فصلٌ جديد من التعدّيات على الأراضي في لبنان

أم تي في/04 آب/16/موضوع التعدي على الارض مسلسل لم تعرف نهايته بعد.. وجديده في كرم المهر- قضاء الضنية، حيث حصل تعدٍ على املاك تعود لـ آل الياس وتقدر بنحو اربعة ملايين وخمسماية الف متر مربع. وكانت حركة الارض اللبنانيّة اثارت الموضوع مطالبة، وفق وكالة "أخبار اليوم"، بتحديد والتحرير ومنع التعدي على هذه الاملاك الواقعة في نطاق قرية كرم المهر من قبل "معتدين" قريتي إزال وبيت ايوب. كما كانت البطريركية المارونية قد تدخلت بالموضوع من خلال راعي ابرشية طرابلس والضنيه المطران جورج ابو جودة الذي دعا نواب الضنية قاسم عبد العزيز واحمد فتفت وكاظم الخير الى اجتماع في الصرح البطريركي برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وقد تم الاتفاق على مبدأ التحرير والتحديد وربط النزاع امام المحاكم. وعلى هذا الاساس بدأ العمل من قبل اصحاب الارض بتوجيه ودعم من حركة الارض اللبنانيّة، وقد زار رئيسها طلال الدويهي بلدة كرم المهر واجتمع برئيس بلديّتها، وتمّ الاتفاق على دعم الشكوى. لكنّ في مجريات تقديم الشكوى تبيّن أنّ احد الورثة قد باع قسماً من العقارات بصورة غير شرعيّة، الامر الذي بدّل المعطيات.  وبناءً على ذلك طالب الدويهي من وزير المال علي حسن خليل دعم التحديد والتحرير حتى يعرف الخيط الابيض من الاسود، وبالتالي يكون الورثة من ابناء كرم المهر على بيّنة من حقوقهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

التمديد لقهوجي واستبدال سلمان في عهدة وزير الدفاع و"محسومان" و"زوبعة" التعيينات تهزّ طاولــة مجلس الوزراء مجددا.. ولا تسقطها

المركزية- اذا كانت التعيينات العسكرية لن تطرح على طاولة مجلس الوزراء اليوم، الا أن القضية الشائكة هذه والتي هددت مصير الحكومة العام الماضي، بفعل اعتراض "التيار الوطني الحر" على التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، ستفرض نفسها على الطاولة في الأسابيع المقبلة، خصوصا وأن سنوات خدمة رئيس أركان الجيش اللواء وليد سلمان تنتهي نهاية آب الجاري، في حين تنقضي الولاية الثانية لقهوجي في الثلاثين من أيلول المقبل. مصادر وزارية تؤكد لـ"المركزية" ان ملف التعيينات في عهدة وزير الدفاع سمير مقبل الذي يجري اتصالاته في العلن وخلف الكواليس لاجراء المقتضى بما يحمي المؤسسة العسكرية من جهة، ويحفظ الامن والاستقرار من جهة أخرى. واذا كان تعيين بديل من سلمان بات أمرا محسوما لان قانون الدفاع يمنع استدعاءه من الاحتياط بعد استنفاد سنوات خدمته في السلك العسكري، والمرجّح وفق المصادر ان يستقر الخيار لملء المنصب على العميد مروان حلاوي بعد مشاورات مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، فإن تأجيل تسريح قهوجي المتوقّع أيضا، قد لا يمرّ بالسلاسة نفسها في مجلس الوزراء وقد تعترض طريق القرار مطبات سياسية شبيهة بتلك التي واجهته العام الماضي. فـ"التيار الوطني الحر" سيكرر رفضه التمديد كونه اجراء غير شرعي وسيطالب بتعيين بديل من قائد الجيش الحالي، ليس لأسباب شخصية، وفق ما تقول اوساط التيار البرتقالي، إنما لاسباب مبدئية ولأن احترام القانون يحتّم ذلك. وفي حين يلوّح البعض في "الوطني الحر" بإمكانية التصعيد اذا تم التمديد بحيث قد ينسحب وزيرا "التيار" من الحكومة "التي بات أداؤها عبئا عليهما"، تقول جهات أخرى بأن الخطوة قيد الدرس حاليا ولا قرار حاسما في شأنها بعد. في المقابل، تضيء المصادر الوزارية على موقف "حزب الله" من الملف، فبين الشغور والتمديد لقائد الجيش، يفضل الاخير الخيار الثاني، ما يعني ان حليف "التيار" لا يجاريه في توجهاته التصعيدية، تماما كما حصل ابان قرار تأجيل التسريح الاول. وتذكّر بأن التهديدات التي أطلقها "الوطني الحر" العام الماضي بفرط عقد الحكومة، "بقيت في إطار المواقف الاعلامية ولم تطبق على أرض الواقع، وهو ما نتوقّعه هذه المرة أيضا خصوصا أن العميد شامل روكز الذي خاض من أجله "التيار" المعركة العام الماضي بات اليوم خارج الخدمة".

مقبل: وفيما لم يُعرف بعد اذا كان التعيين والتمديد سيحصلان ضمن سلة واحدة أم كل في موعده، أكد الوزير مقبل أمس أنه لن يترك الجيش من دون قائد، مشيرا الى أنه يتحمل "مسؤولية دستورية وقانونية" على هذا الصعيد، لافتا الى انه عند الاستحقاق (نهاية الشهر المقبل)، سيطرح وفق الآلية المتفق عليها للتعيين، ثلاثة أسماء، وعلى مجلس الوزراء تعيين أحدهم، والامر يحتاج إلى ثلثي أعضاء المجلس. وسأل "لكن في حال لم يتأمّن الثلثان، هل أترك الجيش بلا قائد؟ وأترك المجلس العسكري مقيداً غير قادر على اتخاذ قرار؟ لن أسمح بذلك"، مذكرا بأن "قانون الدفاع واضح لجهة لجوء وزير الدفاع إلى المادة 55 منه ويتم التمديد، لأن مصلحة الجيش واستمرارية عمل المجلس العسكري وتأمين الغذاء والسلاح والذخيرة والطبابة للجيش تقتضي وجود قائد وكذلك انعقاد المجلس العسكري". وجزم بأن "من واجباتي القانونية أن أمدد موقتاً لقائد الجيش العماد جان قهوجي لمدة سنة".

 

فريق عمل لبناني يتواصل مع مجموعتي ترامب وكلينتون لتمرير الاستحقاق من خرم إبـرة الرئاسـة الاميركيــة

المركزية- في موازاة الاخفاق والعجز السياسيين المتعمّدين من جانب بعض القوى في الداخل خدمة لمصالح عرابيها ورعاتها الاقليميين في انتخاب الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية منذ الاستقلال، في تجربة فريدة قلما عرفها استحقاق رئاسي سابقا، على رغم ان تاريخ الانتخابات الرئاسية في لبنان يزخر بالمفاجآت من شتى الانواع، يتحرك فريق من اللبنانيين الراغبين بوضع حد لمسلسل انهيار وطنهم بفعل الفراغ الرئاسي في الخارج، وتحديدا في الولايات المتحدة الاميركية باعتبارها الاقدر على المهمة بين سائر الدول، من خلال توظيف ملف انتخاباتها الرئاسية في هذا الاتجاه من باب صوت الاميركيين من أصل لبناني في الصندوقة الانتخابية، وقد شكلوا للغاية فريق عمل ما زال في طور ترتيب وجوجلة الافكار للخروج بالانسب منها لتحقيق الهدف.

وتفيد اوساط هذا الفريق "المركزية" ان العمل يتركز راهنا حول سلسلة نقاط تستوجب ايضاحات، بحيث يتبين في ضوء نتائجها في اي اتجاه يفترض ان يمارس الضغط وابرزها: أيهما أجدى ان يوجه الطلب اللبناني قبل وصول أحد المرشحَين هيلاري كلينتون او دونالد ترامب الى الرئاسة ام بعد تربع احدهما على الكرسي الاول؟ ما مدى فاعلية استخدام هذه الورقة في كلتي الحالتين؟ هل يحقق الضغط راهنا الهدف المنشود ام يستحسن الانتظار حتى تشرين الثاني المقبل لمعرفة هوية الرئيس الجديد علّه يقدم للبنان ما لم يقدمه سلفه باراك اوباما؟ هل ان الفريق اللبناني في حال جهوزية تامة للاجابة عن تساؤلات قد تطرحها مجموعة عمل المرشحَين الاميركيين حول الشخصية الانسب للرئاسة اللبنانية في المرحلة الراهنة وعن معلومات تتصل بالمرشحين المطروحين اليوم وعلاقات كل منهما بالقوى السياسية في لبنان وارتباطاتهما الاقليمية، وما قدرة كل من المرشحين على مواجهة التحديات التي يتعرض لها لبنان سياسيا وامنيا واقتصاديا ومن الاقدر على ذلك؟ والى النقاط – التساؤلات الخاضعة للنقاش المعمق، تقول الاوساط، ان فريق العمل اللبناني الاميركي يجري اتصالات ومشاورات مع الداخل اللبناني للحصول اولا على الاجوبة المنشودة وخلق شبكة تواصل تمكن العودة اليها للاستفسار عن اي سؤال قد يوجه لهذا الفريق فيكون على بينة من الحقائق والوقائع اللبنانية الداخلية. ولا تخفي الاوساط ان اسماء المرشحين الحاليين للرئاسة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية طرحت في سوق التداول بين الفريق اللبناني ومجموعة عمل المرشحَين الاميركيين وبعضهم من اصل لبناني وتخلل النقاش عرض مفصل تناول مواصفات الرجلين وقدرة كل منهما على احداث التغيير نحو الافضل في ظل الصراع السياسي الحاد في لبنان وهل ان وصول احدهما سيبقي خلافهما السياسي مع رئاسة الحكومة المفترض ان تكون من حصة فريق 14 آذار ما دامت الرئاسة لـ8 قائما، وكيف تسير عجلة الحكم اذا جاءت الاجوبة ايجابية خصوصا ان المرحلة المقبلة على المستوى الاقليمي بما قد تحمل من خلال التسويات السياسية لدول الجوار اللبناني تفترض تعاطيا سياسيا ورسميا مختلفا عما سبقها؟ اما البحث في سائر المرشحين المطروحة اسماؤهم فتركز حول هوية من يخلفهم في مواقعهم الحساسة التي يشغلونها راهنا والتي تؤمن للبنان الاستقرار الامني والنقدي والاقتصادي. في مطلق الاحوال تختم الاوساط ان التنسيق قائم بين فريق اللبنانيين الاميركيين من اجل بلورة صورة واضحة عن طبيعة الرئيس اللبناني المطلوب للمرحلة ، خلال المدة الباقية قبل منتصف ايلول المقبل موعد دخول الرئاسة الاميركية مدارها الفعلي.

 

فتفت: هروب الى الامام وإخفاء لفشل "الرئاسة" عن الحوار ومجلس الشيوخ واللامركزيـــة

المركزية- نفضت طاولة الحوار في جلستها الثانية امس الغبار عن بنودٍ نصّ عليها اتّفاق الطائف ووضعها في خانة "الاصلاحات" وهي انشاء مجلس الشيوخ واقرار اللامركزية الادارية، "مُنحرفةً" بذلك عن جدول اعمالها التقليدي الذي اُنشئت على اساسه والمتضمّن بندين: رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب.

فبعدما انقسم المتحاورون بين مؤّيد للبحث في هذه الاصلاحات وبين من اعتبرها "تضييعا للوقت" بدل التركيز على البند الاساسي وهو ازمة رئاسة الجمهورية، كيف تنظر "14 آذار" الى مجريات النقاش وما تفسيرها "لانحراف" طاولة الحوار عن مسارها التقليدي لتبحث في بنود سبق واتّفق عليها اللبنانيون واُدرجت في اتفاق الطائف؟ عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت اعتبر عبر "المركزية" ان "انتقال طاولة الحوار الى موضوع انشاء مجلس الشيوخ واللامركزية الادارية "مضيعة للوقت" وهروب الى الامام وإخفاء لفشل الحوار في حلّ ازمة رئاسة الجمهورية"، مذكّراً بان "التيار" تقدّم باقتراح في العام 2013 لانشاء مجلس الشيوخ وفق "القانون الارثوذكسي". وعن جدوى استمرار الحوار طالما اخفق في حلّ الازمات الرئيسية، اجاب "ما دام وضع البلد غير سليم يبقى الحوار الوطني ولو بحدّه الادنى افضل من عدم وجوده"، مستشهداً بتصريح لرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط في اليوم الاوّل من الحوار بقوله ان "قطف الرئاسة لم يحن بعد".واشار الى "عرقلة اقليمية (ايرانية) كبيرة تمنع انجاز الاستحقاق الرئاسي، وما كلام وزير الخارجية جبران باسيل امس بان "تعطيل النصاب حق دستوري الى حين انتخاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية"، سوى تأكيد استمرارهم بالتعطيل حتى الحصول على ما يريدون، و"حزب الله" ساندهم في هذا الموقف". وجدد فتفت رداً على سؤال تأكيده اننا "لن نقاطع جلسات انتخاب رئيس الجمهورية تحت اي ذريعة، لكن لدينا رأينا السياسي ولا احد يستطيع ان يفرض علينا رأيه وخياراته"، لافتاً الى ان "رئاسة الجمهورية هي الاساس، فعندما يُرفع الفيتو الايراني عن الرئاسة والذي يُنفّذه "حزب الله"، سبحة الحلول لملفات عدة ستكر تباعاً ومنها قانون الانتخاب".

 

موسـى: مجلس الشيوخ محاولة لحلــحلة العقد/جريصاتي: حذار هدر الاستحقاق وبعثرة الأولويات/ لماذا قفز الحوار فوق الرئاسة وقانون الانتخـاب؟

المركزية- على وقع انسداد أفق الحلول الرئاسية و"الانتخابية، اختار المشاركون في خلوات عين التينة الحوارية الذهاب بعيدا في مداولاتهم، إلى حد الغوص في تفاصيل ودهاليز إنشاء مجلس الشيوخ لحفظ حقوق الطوائف في التمثيل السياسي، وإقرار اللامركزية الادارية، بوصفهما أول الغيث نحو تطبيق اتفاق الطائف بعد أكثر من ربع قرن على اقراره. وفي وقت قرأ البعض في قفز الحوار في جدول أعماله الأساسي إلى مناقشة بنود الطائف محاولة لتفادي الاعتراف بعدم انجاز المتحاورين أي تقدم يذكر، اعتبر بعض آخر هذه الخطوة ملهاة لتمييع حل العقدة الرئاسية، العالقة منذ أكثر من عامين. أمام هذه الصورة تكثر التساؤلات عن مصير الملف الرئاسي، وقانون الانتخاب، ومستقبل الجلسات الحوارية، في ضوء "انحرافها" عن جدول أعمالها الأساسي. وتعليقا على هذه الأجواء، أوضح عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى لـ "المركزية" أن "هناك تعثرا في ملفي قانون الانتخاب ورئاسة الجمهورية. وقد قدم بعض المتحاورين اقتراحات تدعو إلى بحث قضية مجلس الشيوخ، عله يؤمن حلا لمشكلة التوزيع الطائفي في قانون الانتخاب. إنها إذا محاولة لفك العقد التي تشوب البندين الأساسيين، لا سيما ذاك المتعلق بقانون الانتخاب".

وعن سبب عودة بند مجلس الشيوخ إلى الواجهة، لفت إلى أن "المشاركين في جلسات الحوار اعتبروا أن العقدة تكمن في التوزيع الطائفي، واتفاق الطائف ينص على إنشاء مجلس شيوخ، فلماذا لا يكون موضع حديث فعلي وجدي يوسع إطار العمل بقانون الانتخابات، عله يحل المشكلة الطائفية في البلاد. والرئيس بري مضطر أن يأخذ هذا الاقتراح في الاعتبار لأنه يدخل في صلب جدول أعمال الطاولة، إضافة إلى أن "الحوار ملك المتحاورين".

وشدد على "أننا لا نعيد النظر بالنظام، بل نطبق اتفاق الطائف، وهذا كان مطلب قسم كبير من المشاركين في جلسات الحوار".

وعن مصير الرئاسة، في ضوء ابتعاد المتحاورين عنها، أكد موسى أن "الأولوية تبقى لانجاز الانتخابات الرئاسية. ولو حتى أنجز اتفاق على قانون الانتخاب، يجب الحصول على وعد بانجاز الاستحقاق لأن للرئيس دورا في قبول أي اقتراح في هذا الشأن. وتاليا، فإن وجوده مهم جدا. غير أن الفراغ الرئاسي مستمر منذ عامين وأربعة أشهر، وتاليا فإننا نسعى إلى حل العقد الآخذة في التوسع، من خلال الحوار".

جريصاتي: على الضفة العونية، لا تبدو الصورة مختلفة كثيرا. إذ اعتبر عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق سليم جريصاتي عبر "المركزية" أيضا أن "هناك تفسيرين لتجاوز مسألة الاستحقاق الرئاسي في طاولة الحوار، من دون أن يعني ذلك إهماله: أولا، أن يكون هناك خرق في هذا الملف، ما يستدعي مواكبته ببعض الترتيبات والتفاهمات، على قوانين بأهمية قانون الانتخاب واللواحق، والمقصود إنشاء مجلس الشيوخ وقانون اللامركزية الادارية، من دون أن تعني كلمة "لواحق" أن مثل هذه القوانين مجرد قوانين ملحقة أو غير مهمة، ذلك أنها بمثابة القوانين العضوية التي تم لحظها في الطائف.

ثانيا، ألا يكون حصل أي خرق في الملف الرئاسي، ما يستدعي الاغراق بهدف التأجيل، من دون إهمال الاستحقاق حتى تتبلور الصورة أكثر في ضوء أكثر من معطى محلي واقليمي ودولي. وأهم ما في المعطى المحلي، يكمن في ما يجري على ضفاف الحوار، بانتظار أن يظهر بعده الوطني عند تحقق أي ايجابية. وأعني هنا الحوار الداخلي في تيار المستقبل حول تأييد ترشيح العماد ميشال عون، والحوار الثنائي بين المستقبل وحزب الله، إضافة إلى الاجتماعات الجانبية التي تجري في عين التينة أو في بيت الوسط، أو في الرابية.

وفي ما يتعلق بأولويات المتحاورين التي تصدرتها الرئاسة خلال مرحلة سابقة، شدد جريصاتي على أن مفهوم "السلة، من منظارنا، لا يمكن أن يعني بعثرة الأولويات أو الاغراق، أو الاهمال بل التحصين. ذلك أن من شأن بعض التفاهمات تحسين حظوظ الاستحقاق بعد طول انتظار"، مشيرا إلى أن "في سياق تقويم الخلوات الحوارية، نقول إنها أيام واعدة مؤجلة التحقيق والانجاز".

وتعليقا على الكلام عن أن ابتعاد المتحاورين عن ملف الاستحقاق يبدد بوضوح موجات التفاؤل العونية بقرب وصول عون إلى بعبدا، شدد على أن "عدم حصول أي خرق في الملف الرئاسي لا يدخل اليأس على الاطلاق إلى نفوسنا، بل يزيدنا تصميما ويحفزنا على التمسك بالترشيح الطبيعي للعماد عون إلى الرئاسة، عملا بالمبدأ القائل ان الميثاقية تنسحب على السلطات والمواقع الدستورية، لا أكثر ولا أقل".

وبينما علت الأصوات العونية المنادية بصون حقوق المسيحيين وتمثيلهم المنصف، غاص الحوار بقضية مجلس الشيوخ، في ما اعتبر هدفا عونيا جديدا في المرمى الداخلي. وفي السياق، اعتبر جريصاتي أن "مجلس الشيوخ خطوة متقدمة على طريق تمثيل المكونات الوطنية تمثيلا صحيحا بشرط الاتفاق على صلاحياته حتى يتجاوز الانشاء الشكل إلى الضمون، علما أن ما قاله الرئيس بري في هذا الشأن داخل الحوار أو خارجه مشجع، لجهة اعتبار مجلس الشيوخ مجلسا تقر فيه المسائل المصيرية، عملا بما ورد في المادة 65 من الدستور (المواضيع الـ 14 المعتبرة أساسية والتي يستلزم إقرارها أكثرية ثلثي أعضاء الحكومة)".

وفي ما يخص الأفق الزمني للمداولات الحوارية، نبه جريصاتي إلى أن "أي أفق زمني يجب أن يأخذ في الاعتبار عدم التضييق على حظوظ الحوار، وعدم هدر الاستحقاق الرئاسي. أي أن المدى الزمني المتحرك في ضوء تقدم مسار الاقتناع بكون العماد ميشال عون المرشح الطبيعي للرئاسة، وأنه يجب أن يتبوأ هذا المنصب، إن أردنا احترام ميثاقنا والتشاركية الوطنية وانقاذ لبنان من عنق الزجاجة".

 

لمَ لم ينضب نبع الكبتاغون فــــي لبــنان؟ المعامل انتقلت بعد الحرب من بيروت الى دمشق

المركزية– يتساقط تباعاً مهربّو حبوب الكبتاغون بين أيدي القوى الأمنية خلال إحباطها عمليات تهريب تقدّر بملايين الدولارات، لكن ما يثير الانتباه هو أن المنابع لم تنضب بعد ولم تُقطع الطرق جميعها أمام مصنّعي هذه الحبوب المخدرة لمنع لبنان من أن يكون البلد الترانزيت لها. وإذ يعزو الخبراء الأمر إلى صغر حجم المعامل ومهارة المصنّعين في إخفائها وأنها انتقلت إلى لبنان بعد اندلاع الحرب السورية عام 2011، يخالف الخبير الاقتصادي والاستراتيجي البروفسور جاسم عجاقة المنطق السائد ويعتبره تضليلاً للرأي العام، ويوضح عبر "المركزية" "أن العكس صحيح، فالمعامل جميعها كانت قبل 2011 في لبنان لتنتقل بعد الحرب السورية إلى الداخل السوري حيث الوضع الأمني المتفلت هو ملاذ المصنعين وليس الأراضي اللبنانية التي تخضع للرقابة، لذا أصبح لبنان ممرّاً للتهريب بسبب الحدود غير المضبوطة". ويقول لدى سؤاله عن صعوبة كشف عمليات التهريب: "يغلّفون الحمولة بشكل احترافي بورق الألومينيوم الذي يصعب كشفه عبر "السكانر" حتى في أكبر دول العالم". ويضيف "إن الإكثار من التصنيع يعود سببه إلى الحاجة لهذه الحبوب في أماكن المعارك، هذه الحبوب لا توزع من سوريا إلى سوريا، بل الطريق الأفضل هي المرور عبر لبنان والعودة إلى سوريا خصوصاً في وجود الرادرات الأميركية والروسية التي قد تضرب أي تحرك لشاحنات مهما صغر حجمها. إضافة إلى أن المخبرين لهم الدور الأبرز في الكشف على عمليات التهريب". ويؤكد "أن التقارير الصحافية التي تحدثت عن مصانع في لبنان ليست دقيقة، هذا لا يعني أن لا مصانع في لبنان غير أن العدد الأكبر منها انتقل إلى سوريا. ويكفي أن يكون المصنّع خبيراً عادياً في الصيدلة لصناعة هذه الحبوب". في المقابل تستمر قوى الأمن الداخلي في الإعلان عن إحباط عمليات جديدة آخرها مطلع آب الجاري، حيث أعلنت عن إفشال عمليّة نوعيّة لتهريب 700 ألف حبة كبتاغون موضّبة داخل ماكينة لصنع "الآيس كريم" ومخبأة في إحدى ضواحي بيروت الجنوبية. لكنّ عمليات ضبط هذه الحبوب لم تخلُ من التأويلات والاتهامات السياسية. ففي عام 2012 أدى ضبط ماكينات لتصنيع الحبوب في البقاع إلى ربط البعض اسم "حزب الله" بأرباب هذه التجارة لأن الماكينات المضبوطة كانت تابعة لشقيق نائب في كتلة الوفاء للمقاومة وعلى الرغم من صلة القربى لوحق المتورطون. وبعد 3 سنوات جرى توقيف أمير سعودي في مطار بيروت في إحدى عمليات التهريب وكان لهذا التوقيف وقعه على العلاقة بين لبنان والسعودية، كونها الوجهة الرئيسية لهذه الأقراص، بحسب بيانات مكتب الأمم المتحدة لمنع الجريمة ومكافحة المخدرات التي تشير إلى ان الشرق الأوسط ظهر في السنوات الأخيرة كسوق جديدة رئيسية يتركز فيها الطلب على الكبتاغون. ولعلّ الجديد الأبرز في هذا الشأن هو نشر صحيفة "الجريدة" الكويتية أخيراً، عن مصادر مطلعة قولها "ان اجتماع المديرين العامين لإدارات مكافحة المخدرات في دول مجلس التعاون الخليجي شهد عرض تقارير استخباراتية اعدها مركز مكافحة المخدرات الخليجي في الدوحة تؤكد ان هناك 4 مصانع لإنتاج المؤثرات العقلية في منطقة البقاع اللبنانية وخلص إلى "تشكيل قوة امنية خليجية مشتركة معنية بمكافحة المخدرات وملاحقة تجارها ومروجيها". ويعلّق البروفيسور عجاقة في هذا الخصوص، قائلاً "نعم قد يزيد ذلك من تشدّد دول الخليج، صحيح أنه يوجد لبنانيون مشتركون وفق التقارير الخليجية. لكن هذا لا ينفي تورط خليجيين معهم لتسهيل مرورها بخاصة أن التشدد على حركة اللبناني أكبر بكثير بما يفرض تعامل اللبناني مع شركاء خليجين. فلنسأل هل لحزب الله هذه القدرة الكبيرة على خرق أمن دول الخليج ونقل هذه الحبوب إليها بما يعود بملايين الدولارات رغم التضييق الكبير على عناصره وقياداته؟". ويضيف "يجب ألا يزعجنا الأمر إذا أرادوا التشدد في مراقبة التجار وإلقاء القبض عليهم فهذا لصالحنا".

 

ابو عرب: لن نكون شوكة في الخاصرة اللبنانية الفلتـــان ممنــوع فــــي عين الحلوة

المركزية- اكد قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب ان وضع مخيم عين الحلوة ممسوك امنيا و ليست هناك اية مخاوف، لافتا إلى أن ما تتحدث عنه بعض وسائل الاعلام عن وجود خلايا او مجموعات ارهابية او تكفيريه في المخيم لا يعدو كونه اخبارا مضخمة، واهلنا وشعبنا داخل المخيم لن يسمحوا بوجود خلايا او جماعات من هذا النوع. وأكد أبو عرب في حديث لـ"المركزية ان "كل القوى متوافقة على امن المخيم والجوار والحفاظ عليه ولن يكون مخيم عين الحلوة او اي مخيم في لبنان شوكة في خاصرة اهلنا وشعبنا في لبنان. وتمنى على بعض وسائل الاعلام التي تضخم الاخبار المتعلقة بالمخيم، زيارته والاطلاع على اوضاعه عن قرب، علما أننا نعاني اوضاعا معيشية واقتصادية صعبة وانعدام البنية التحتية ومقومات الحياة البسيطة.

 

الإتحاد العمالـي أمام تحدّيَي "مؤشر الغلاء" وانتخابات مجلسـه/حاج: على الرئيس المقبل سلسلة أولويات للمعالجة الضرورية

المركزية- فيما يتحضّر الإتحاد العمالي العام لمعركة تصحيح الأجور وفقاً لمؤشر غلاء المعيشة والأسعار مع تحديد وزير العمل سجعان قزي التاسع من آب موعداً لانعقاد "لجنة المؤشر"، تتوجّه الأنظار إلى ما بعد العطلة الصيفية حيث من المرتقب تحديد موعد انتخابات الإتحاد العمالي العام، رئيساً ومجلساً، لمعرفة ماهية القيادة التي ستحمل الملفات المعيشية والهموم الحياتية للطبقة العمالية، إلى الضفة السياسية للمعالجة وإيجاد الحلول ولا سيما الموضوعين الأبرزيْن "سلسلة الرتب والرواتب"، ومؤشر غلاء المعيشة. "المركزية" استطلعت رأي أبرز الإتحادات العمالية والنقابية المنضوية إلى الإتحاد العمالي العام، هو اتحاد نقابات موظفي المصارف الذي دعا رئيسه جورج حاج "أعضاء مجلس الإتحاد العمالي المقبل، إلى التمتع بحسّ المسؤولية وليعلموا إلى أين يأخذون هذه المظلة التي تغطي كل عمال لبنان"، وقال: على كل ناخب من الإتحادات العمالية قبل الإقتراع، أن يسأل كل مرشح لقيادة الإتحاد عن برنامجه الإنتخابي، ومشروعه المقرر للحركة العمالية، ورؤيته الإقتصادية والإجتماعية. وذكّر بأن "منذ العام 2012 إلى اليوم، لم يصدر مرسوم غلاء معيشة جديد، رغم الإتفاق المعقود في قصر بعبدا والقاضي بأن تجتمع لجنة مؤشر غلاء المعيشة سنوياً وتبحث في موضوع تصحيح الأجور، حتى لا تحصل تراكمات".وشدد رداً على سؤال، أنه "يفترض بأي مسؤول سيتولى قيادة الإتحاد العمالي العام، معالجة عدد من الأمور ضمن أولوياته، وأهمها: نسبة العجز في الخدمات التي يقدّمها الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، تحديد المسؤول عن متابعة مشروع التقاعد والحماية الإجتماعية، تنظيم العمالة الأجنبية في لبنان والمنافسة على اليد العاملة اللبنانية، النظام الضريبي الذي على أساسه تُقتطع ضريبة من راتبه، الهيكلية النقابية وتطوير العمل النقابي، تدني عدد الإنتسابات في الحركة العمالية، وغيرها". وعن الإسم الذي يرشحه لقيادة الإتحاد العمالي ، قال حاج: كل الزملاء أكفياء، وفي النهاية على المرشح أن يكون بعيداً من الطائفية والإنتماء السياسي، وألا يجيّر الإتحاد العمالي العام لمجموعات سياسية.

                                                                                                                                                                                                                                                         

الوافدون الى لبنان في النصف الاول الحالي زادوا 7.7% ومقارنة من الفترة ذاتها من العام الماضي

المركزية- بلغ مجموع الوافدين إلى لبنان خلال النصف الاول من العام الحالي 723 ألفاً و105 وافداً بنسبة زيادة 7.7% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، حيث بلغ عدد الوافدين الاجمالي 671 ألفاً و396 وافداً.

وبلغ عدد الوافدين العرب 29,311 في خلال حزيران الفائت في مقابل 38,290 خلال الفترة نفسها من العام 2015 (بتراجع 23,44%)، وبلغ عدد الوافدين الأوروبيين 49,169 في خلال حزيران 2016 في مقابل 46,970 في الفترة نفسها من العام 2015 (بارتفاع 4,68%)، وبلغ عدد الوافدين من قارة أميركا 40,079 في خلال حزيران 2016 في مقابل 34,171 خلال الفترة نفسها من العام 2015 (بارتفاع 17,28%). أما من قارة آسيا فبلغ مجموع الوافدين 11,115 في خلال حزيران 2016 في مقابل 12,344 خلال الفترة نفسها من العام 2015.

الوافدون العرب: شكّل الوافدون العرب نسبة 19,93% من إجمالي الوافدين الى لبنان في خلال حزيران من العام 2016، وكان أبرزهم العراقيون وبلغ عددهم 14,081 بتراجع 0,87% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 14,206. يليهم الوافدون الاردنيون وبلغ عددهم 5,790 بتراجع 22,15% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 7,438 ، ثم المصريون 3,705 بتراجع 33,31% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 5,556 يليهم الوافدون السعوديون البالغ عددهم 1,969 بتراجع 47,71% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 3,766.

الوافدون الأوروبيون: شكل الوافدون الاوروبيون نسبة 33,43% من إجمالي الوافدين الى لبنان في خلال حزيران 2016، ومن أبرز الوافدين في خلال هذا الشهر الفرنسيون الذي بلغ عددهم 11,739 مسجلين ارتفاعاً بنسبة 7,70% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 10,899 ، ثم الوافدون الألمان وبلغ عددهم 7,270 مسجلين زيادة بنسبة 25,47% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 5,794 يليهم الوافدون البريطانيون وبلغ عددهم 4,255 بتراجع 24,15% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 5,610.

الوافدون من القارة الأميركية: شكّل الوافدون من قارة أميركا 27,25% من إجمالي الوافدين في حزيران 2016. وسجل الوافدون الاميركيون المرتبة الاولى من حيث عدد الوافدين من القارة في خلال حزيران وبلغ عددهم 21,991 بارتفاع 24,27% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 17,696 يليهم الوافدون الكنديون وبلغ عددهم 12,895 في خلال حزيران 2016 بارتفاع 6,03% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 12,161 . ثم الوافدون البرازيليون وبلغ عددهم 2,247 في خلال حزيران من العام 2016 بتقدّم 25,04% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 1,797.

 

عبيد يزور عودة: لا خيار للبلد إلا الإصرار علـى الإقنـاع والإقتـناع لا الاخضــاع

المركزية - اكد الوزير السابق جان عبيد ان لا خيار للبلد إلا الإصرار على قاعدة الديموقراطية والحرية اي ان يكون إقناع وإقتناع لا إخضاع ولا تمييع ، مشددا على ضروة الإسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية.

استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده عبيد الذي قال بعد الزيارة: "كانت الجلسة طويلة مع سيدنا، ومليئة وحافلة. في الحقيقة كانت ملأى مثل هذه البلاد بالهموم وبالاهتمامات وجرّبنا قدر المستطاع أن نستكشف من سيدنا شيئاً من الضوء، نستعين به ونستنير. إن أردت اختصار القول، المخاطر والصعوبات والخصومات تزداد والانفراجات ضئيلة وقليلة. وضعنا شيئاً من الأمنيات أن يهوّنها الله على البلد، بدءاً من هذا الحوار الذي يحصل، أن يؤول إلى تنفيذ الأهداف الأساسية التي من أجلها انعقد. أولها انتخاب رئيس جمهورية وثانيها التوصل إلى قانون انتخابي تُبنى على أساسه السلطة الديموقراطية في البلد. لكن ما حصل أن الحوار، حتى الآن، طريقه ليست مفروشة بالأزهار. ليس للبلد خيارات أخرى غير أن يصر على اسلوب الإقناع والإقتناع وهذه قاعدة الديموقراطية والحرية ، لا إخضاع ولا تمييع. أتمنى على المعنيين بالأمر سواء كانوا محاورين، مسؤولين أو مرشحين أن ينير الله طريقهم في سبيل البت بالمسائل. البلاد احتملت، وصبرت لكنها تستحق زمناً أفضل، محبة أكثر، ورجالاً قادرين على جمعها وأنا ليس لدي في هذا الموضوع إلا ما عند اللبنانيين. أتمنى أن يقود الله هذه المرحلة إلى شيء من الوفاق بحيث جميع اللبنانيين إذا كانوا موحدين بالكاد يستطيعون حمل مصيرهم وصعوباتهم، فكيف إذا كانوا موزّعين. ليس هناك نقص في صفوف اللبنانيين بالرجال. إن شاء الله تكون الأمور في اتجاه أمنياتنا".

* الكل يقول أن الحوار يدور في حلقة مفرغة خصوصاً أن موضوع انتخاب الرئيس حُيِّد ودخلنا في قانون الانتخابات ومجلس الشيوخ. هل هذا مضيعة للوقت لإطالة أمد الفراغ لأن لا اتفاق دولي؟

- أنا أعتقد أن الطريق الطويل يبدأ بخطوة أولى هي انتخاب رئيس جمهورية. بموضوع الرئاسة ليس هناك شروط، هناك مطالب. أتمنى أن يكون هناك تسريع في هذا الموضوع وليس تسرّعاً لأن البلاد احتملت كثيراً. الخطوة الأولى هي انتخاب رئيس للجمهورية تليها محاولة البحث عن قانون للانتخابات، يليها وهو الأهم، العمل على انتزاع لبنان من ساحة وباحة التجاذبات الدولية. ما أخر هذا الموضوع ليس فقط تنازع بعض اللبنانيين. التجاذب الإقليمي والدولي يلعب دوراً أساسياً في هذا الموضوع. يجب السعي أكثر للعب دور توفيقي تقاربي ما بين اللبنانيين وبناء الجسور في المنطقة. العالم أيضاً بحاجة إلى الجسور في هذه المنطقة، هذه منطقة حساسة جداً بالاستراتيجية، بالمرور، بالعبور، بالمصبات، بالينابيع ولا يمكن مقاربتها مقاربة بسيطة. المقاربة معقدة مركبة ولكن أول الطريق خطوة.

* هل التوافق يكون بانتخاب رئيس تكتل "الإصلاح والتغيير"النائب العماد عون رئيس جمهورية أو مرشح آخر؟

- أنا مع أي مرشح يستطيع أن يحقق قدراً أعلى من التفاهم الوطني والإجماع وليس لدي مطلب شخصي لا على نفسي ولا على المرشحين الآخرين".

 

الفرزلي: قانون الستين مات والحوار قد يحدث خرقاً

المركزية- أكد نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي أن مجلس الشيوخ هو فكرة موجودة منذ اتفاق الطائف، مشيراً الى ان قانون الستين مات لأن المتحاورين اتفقوا وسلموا بضرورة وضع قانون انتخابي جديد. وقال في حديث اذاعي: مجرد التفكير بخطوات شبيهة بمجلس الشيوخ على قاعدة الأرثوذكسي والنيابي على النسبية أمر يشكل أيضا خطوة الى الأمام، والبعض يتحدث عن خلفيات لدى رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة من صراع المسيحيين فيما بينهم او تحسس لدى الشيعة، أعتقد ان هناك خرقا تحقق واذا احسن استعماله فالمتحاورون سيأخذون البلاد الى الطريق الصحيح"، لافتاً الى ضرورة التعاطي بإيجابية مع الملفات الحالية، موضحا أن المتحاورين هم مسؤولون عن التفكير بنظام جديد للبنان، فالأسباب التي املت علينا اقتراح القانون الأرثوذكسي هو ان هناك عددا كبيرا من النواب المسيحيين مستولد بكنف المكونات الاخرى وهذا ما دفع بمذكرة بكركي للقول بقانون انتخابي جديد لا يفرض على المسيحيين نوابهم. وتساءل الفرزلي "لماذا يقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ويقول انني لا اريد ان اذوب في الاكثرية؟"، مشيراً الى ان جنبلاط على حق. ولفت الى أن الخلفية الاساس لهذه الطوائف أنها تخاف ان تذوب في المساحات الكبرى والتعرض للقوانين، مشيراً الى أن مجلس الشيوخ يأتي ليمثل هذه المكونات في القضايا المصيرية. وأشار الفرزلي الى أن مجلس الشيوخ سيكون صاحب القرار، مشيرا الى ان الطوائف ستمثل تمثيلا حقيقيا وتنتج تيارات متعددة تعكس ذاتها. واعتبر أن الحديث عن تخفيف صلاحيات رئيس المجلس النيابي أمر مفخخ، فإن رئيس مجلس النواب ينطق بإسم النواب وينحصر في الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية. .

 

الحوار يضيّع الرئاسة وملفات الفساد… ويطرح مجلس الشيوخ‏

جنوبية/04 آب/16/في اليوم الثاني من ثلاثية الحوار في عين التينة، أضاع المتحاورون ملف الرئاسة الأولى الذي غاب كلياً عن المداولات، الا من ناحية الالتزام باستمرار البحث فيه، فيما استغرق المتحاورون في البحث عن "انجاز اصلاحي" ولو نظرياً، لإنقاذ ماء الوجه. تمثل بنفض الغبار عن الإصلاحات السياسية التي نص عليها اتفاق الطائف، من خلال إعادة طرح البنود امام المتحاورين، لا سيما ما يتعلق منها بالمجلس النيابي خارج القيد الطائفي وتشكيل مجلس الشيوخ واللامركزية الإدارية. يختتم الحوار الوطني خلواته الثلاثية اليوم بجولة أخيرة تقرّر تركيز النقاش فيها على موضوع قانون الانتخاب ومحاولة رسم معالمه وتحديد الخطوط التوافقية العريضة لماهيته مع الأخذ بالاعتبار ما يقترن به من خطوات إصلاحية للنظام تحت سقف الطائف بدأ المتحاورون أمس بمقاربتها كمسألتي مجلس الشيوخ واللامركزية الإدارية. وفي اليوم الثاني من ثلاثية الحوار أو حتفي بنفض الغبار عن مجلس الشيوخ استنادا الى قواعد القانون الارثوذكسي، بالتزامن مع انتخاب مجلس نواب وطني. ويلحظ نص اتفاق الطائف تأسيس مجلس الشيوخ بعد اول مجلس نيابي وطني يُنتخب خارج القيد الطائفي. وقد شكل هذا الطرح، نوعاً من خرق للرتابة الذي اتسم به حوار اليوم الأوّل، يمكن ان تتمثل بتشكيل فريق عمل لدرس صيغ قانون الانتخاب الوطني ومجلس الشيوخ واللامركزية الإدارية، علماً ان هذه المسائل يجب ان تتزامن في الوقت نفسه مع إلغاء الطائفية السياسية.

مداخلة بري

وقد أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري من أنّ الوصول الى قانون انتخابي على اساس وطني، ينَزّل 90 في المئة من “كوليسترول” الطوائف. أمّا رئاسة الجمهورية، فما زالت قابعة في عمقِ الانقسام السياسي، واللافتُ للانتباه ما وعد به بري بتشكيل ورش عمل لدرس قانون انتخاب وطني يحفظ قاعدة المناصفة وفق النسبية الكاملة، ومجلس شيوخ مذهبي وفق القانون الارثوذكسي يضمن حقوق الطوائف الامر الذي اعتبر “الأرنب” الذي أخرجه بري من كمّه، إما لأن ظروف الرئاسة لم تنضج بعد، كما لمح في مداخلته مؤيّداً ما كان قاله النائب وليد جنبلاط..

وشرح بري وجهة نظره في قانون للانتخاب “يحفظ قاعدة المناصفة وبأن كلمة وطني تعني ٥٠ بالمئة مسيحيين و٥٠ بالمئة مسلمين، رغم تفاوت عدد المسيحيين والمسلمين بين الداخل والاغتراب، كما شرح مفهومه “لمجلس شيوخ ينتخب على أساس المشروع الارثوذكسي”.

السنيورة يرحب

وأعطى الرئيس فؤاد السنيورة إشارات إيجابية أولية فاجأت خصومه الذين سجلوا له مرونته في التعامل مع المعادلة الاصلاحية المقترحة، وقابليته للتوسع في البحث فيها، بعدما كان تيار “المستقبل” من أشد المتحسسين حيال صيغ من هذا النوع، قد تقود وفق حساباته، الى تعزيز حضور المكونات الأخرى في النظام.

الحوار

واستعار السنيورة من الشاعر نزار قباني عبارة “ما أحلى الرجوع اليه”، أي الى الدستور القائم على نظام يؤمن التنوّع ومصالح كل فئة. “والرجوع اليه يرضي الكل، وهو القاعدة الاسمنتية الصلبة التي يقف عليها الوطن”. باسيل يؤكد موافقة “التيار” وسارع ممثل رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، وزير الخارجية جبران باسيل إلى الخروج عن الصمت الذي التزمه حيال هذا النقاش قائلاً: “كي لا يُفهم صمتنا خطأ فإنني أود إبداء عدم موافقتي على ما طُرح”، وأردف موضحاً في ما يتعلق بمسألة تعطيل النصاب في جلسات انتخاب الرئيس: “نحن نعتبر أنّ التعطيل حق دستوري وسنبقى نعطّل حتى نحصل على ما نريد”، مضيفاً: “مستمرون في التعطيل طالما أنّ “حزب الله” والأكثرية المسيحية معنا وسنظل متمسكين بحقنا كمسيحيين في انتخاب الرئيس وإلا فإنّ المناصفة الحالية تكون مجرد كذبة”. وقال مصدر بارز في 8 آذار لـ”السفير”: “انتظرناها من فؤاد السنيورة فأتت من جبران باسيل”، موضحا ان وزير الخارجية أوحى خلال المداولات بانه يربط الموافقة على ثنائية المجلسين بإقرار مبدأ إجراء انتخابات رئاسية وفق المعيار المطروح من قبل “التيار الوطني الحر”.

 

زهرا: الطروحات داخل جلسات الحوار تجاوزت الأساس وإستبدلت بمواضيع أخرى

الخميس 04 آب 2016 /وطنية - أكد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا عقم جلسات الحوار، لافتا الى "ان القوات لم تشارك بسبب الجلسات الفاشلة الماضية، في إنتظار ان تتبين صدقية لدى الأطراف بالإلتزام بما يطرح خلال الجلسات، وقال : "تفاجأ اللبنانيون بأن الدعوة الى الحوار كانت لأهداف معينة، إنما الطروحات داخلها تجاوزت الأساس وإستبدلت بمواضيع أخرى، لا تحل الأزمة القائمة". واعتبر زهرا "أنه من حق الناس أن يهاجموا هذا الفريق السياسي الذي يبحث في جنس الملائكة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

داعش” يختطف 3764 يزيديا منذ عامين

بغداد – الأناضول:/05 آب/16/أعلنت المديرية العامة لشؤون اليزيديين في وزارة أوقاف إقليم كردستان في العراق أن 3764 يزيدياً يختطفهم تنظيم “داعش” منذ نحو عامين. وأوضحت المديرية في بيان، أول من أمس، أنه “عندما هاجم تنظيم داعش مناطق اليزيديين في سنجار شمال العراق في بداية أغسطس العام 2014، اختطف 6404 يزيديين، منهم 3538 من النساء والأطفال”. وأضافت إن “داعش باع نساء يزيديات بشكل علني، فيما قتل 1200 شخص يزيدي”، مشيرة إلى أنه تم تحرير 2640 يزيدياً من قبضة “داعش”. وأشارت إلى أنه ما يزال هناك حالياً بقبضة “داعش” 3764 يزيدياً، مضيفة إن نحو 340 ألفاً نزحوا من مدينة سنجار نحو محافظات إقليم كردستان بالعراق، وقسم منهم نحو الأراضي السورية والتركية إثر هجوم “داعش” عليها. ولفتت إلى أن “داعش” دمر نحو 64 مزاراً ومعبداً يزيدياً، ونهب المناطق والنواحي اليزيدية التي سيطر عليها.

 

الجيش المصري يقتل زعيم «أنصار بيت المقدس» و45 من عناصر التنظيم

الحياة/05 آب/16/ أعلن الناطق باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير في بيان اليوم (الخميس) مقتل زعيم تنظيم «أنصار بيت المقدس» فى سيناء وعدد من أهم مساعديه، بالإضافة إلى 45 من أفراد التنظيم فى ضربة استباقية ناجحة. وقال الناطق في بيان نشره على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» إنه «فى ضربة إستباقية ناجحة، تعلن القوات المسلحة مقتل زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس فى سيناء وتدمير عدد من مخازن الأسلحة والذخيرة». وأضاف أنه «بناءاً على معلومات إستخباراتية دقيقة قامت قوات مقاومة الإرهاب بالتعاون مع القوات الجوية بتنفيذ عملية نوعية استهدفت معاقل التنظيم في مناطق جنوب وجنوب غربي مدينة العريش»، مشيراً إلى أن «القوات تمكنت خلال هذه الضربات من قتل زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى المدعو أبو دعاء الأنصارى وعدد من أهم مساعديه وتدمير مخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات التى تستخدمها تلك العناصر، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 45 إرهابياً وإصابة العشرات».وبايعت جماعة «أنصار بيت المقدس» في سيناء تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وغيرت اسمها إلى تنظيم «ولاية سيناء».

 

واشنطن أكدت إعادة 400 مليون دولار لطهران لكن ليس مقابل إطلاق أميركيين!

ايران: إضراب 61 معتقلا سنيا عن الطعام احتجاجا على إعدام زملاء لهم

عواصم – وكالاتL05 آب/16/بدأ 61 معتقلاً في سجن رجائي شهر في كرج، عاصمة محافظة ألبرز في إيران، إضراباً عن الطعام احتجاجاً على إعدام نحو 21 سجيناً سنّياً، اعتبرتهم السلطات “تكفيريين وسلفيين” واتهمتهم بارتكاب عمليات إرهابية. وذكر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن عددا من السجناء السياسيين من أهل السُنة المحكوم عليهم بالإعدام دخلوا في إضراب عن الطعام احتجاجا على إعدام 21 من زملائهم. وأشار إلى أن حراس السجن ردوا على الإضراب واحتجاجات السجناء “المكبلة أرجلهم وأيديهم بالسلاسل” بالضرب المبرح، وبإطلاق جرس إنذار الخطر بالسجن لبث أجواء من الرعب.وأقرت إيران باعدام 20 “ارهابيا” ينتمون الى جماعة سنية دينوا بارتكاب عمليات قتل وتهديد الأمن القومي، في أكبر عدد للاعدامات في يوم واحد بالجمهورية الاسلامية. ووصفت زعيمة منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة مريوم رجوي الإعدام الجماعي للسجناء السُنة بأنه “جريمة مقززة ضد الإنسانية”، داعية إلى الاحتجاج على هذه “الجرائم الوحشية” وإلى حملة دعم وتضامن مع عوائل السجناء الذين أعدموا. وأعربت عن خالص تعازيها “لعوائل الضحايا والمكون السُني وعموم الشعب الإيراني”، داعية مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي إلى إحالة ملف هذه “الجرائم” للمحكمة الجنائية الدولية. وذكرت “مجاهدي خلق” في بيان، أن القضاء الإيراني أبلغ عوائل السجناء بمراجعة السجن للقاء أخير مع أبنائهم “ولكن قبل وصولهم إلى موقع السجن اتصلت وزارة المخابرات بالعوائل وأبلغتهم بمراجعة الطبيب العدلي في كهريزك لاستلام جثامين أبنائهم”. وأضافت إن الإعدامات، التي جرت بسجن رجائي شهر بمنطقة جوهر دشت غرب طهران، طالت 21 سجينا سياسيا، بينهم الداعية شهرام أحمدي، فيما لا يزال 17 سجينا سنيا آخر في انتظار المصير ذاته. وأوضح أنه خوفا من انطلاق احتجاجات شعبية منعت السلطات نقل السجناء الذين نفذ فيهم حكم الإعدام ودفنهم في مساقط رؤوسهم، ودفنتهم بشكل متفرق بالقطاع 305 في مقبرة بهشت زهرا في طهران، وسط انتشار مكثف لعناصر المخابرات.

من جهة أخرى، نفى البيت الأبيض، اتهامات جديدة بدفع أموال لايران مقابل الافراج عن أربعة سجناء أميركيين، ما أثار انتقادات حادة من الجمهوريين الذين يهاجمون باستمرار الاتفاق النووي الذي أبرم مع طهران قبل نحو عام معتبرين أنه سيسمح لها بتمويل الارهاب.

ووسط اتهامات بالافراج عن مبالغ بالفرنك السويسري واليورو تعادل 400 مليون دولار لايران مقابل اطلاق سراح اميركيين، أكد البيت الابيض أن لا علاقة بين المسألتين. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست، إن “هذه الـ400 مليون دولار هي أموال دفعها الايرانيون لحساب أميركي في 1979 لجزء من صفقة لتسليم معدات عسكرية”. وبرر نقل الأموال جوا الى ايران بأن “الولايات المتحدة لا تقيم علاقات مصرفية مع ايران”. وكرر نفي الاتهامات بدفع أموال لقاء اطلاق محتجزين أميركيين، مضيفاً إن “دفع فدية من أجل رهائن مخالف لسياسة الولايات المتحدة”.

كما نفى اتهامات الجمهوريين، قائلاً إن “الناس الذين يتكهنون بذلك هم اما مضللون أو يكذبون على الشعب الأميركي، وسأترك لهم أمر توضيح سبب عدم تحقق ما يتكهنون به”.وأضاف ارنست “نعرف أن ايران تدعم حزب الله ونظام (الرئيس السوري بشار) الأسد ومن الممكن بالتأكيد أن تستخدم ايران بعض هذه الاموال بهذا الهدف ايضا، لكن الجزء الاكبر من هذه الاموال يذهب كما نعرف من اجل معالجة ضعف اقتصادهم وهذا ما نتوقعه تماما”. وأكد “أنهم يستخدمون الأموال لتعزيز عملتهم التي تراجعت قيمتها بشكل كبير بسبب نظام العقوبات”.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، إن “المفاوضات بشأن التسوية القضائية لمحكمة لاهاي كانت منفصلة تماما عن النقاشات بشأن ترحيل المواطنين الأميركيين”. وأكد تونر أن مبلغ الـ400 مليون دولار دفع نقدا بعملتي اليورو والفرنك السويسري لأن “إيران كانت ولا تزال منقطعة عن النظام المالي العالمي”.

 

ايران تنفذ أحكاما بالاعدام ب20 سجيناًا في يوم واحد

الخميس 04 آب 2016 /وطنية - نفذت ايران اليوم، احكاما بالاعدام بعشرين سجيناً ادينوا بارتكاب عمليات قتل وتقويض الامن القومي، كما اعلن التلفزيون الحكومي . وقال النائب العام محمد جواد منتظري ان "هؤلاء الاشخاص ارتكبوا جرائم قتل ... قتلوا نساء واطفالا وسببوا دمارا وعملوا ضد الامن القومي وقتلوا رجال دين سنة في مناطق كردية".

 

الاسد عرض وبروجردي آخر التطورات في سوريا

الخميس 04 آب 2016/وطنية - بحث الرئيس السوري بشار الاسد اليوم مع رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي، آخر التطورات في سوريا. وتبادل الطرفان "وجهات النظر حول الاوضاع الاقليمية والدولية وإنعكاساتها على الوضع في سوريا"، وشددا أن "إصرار بعض الدول علي مواصلة سياساتها غير العقلانية ودعمها للتنظيمات الارهابية لتحقيق غايات لا تخدم مصالح شعوبها ساهم في تفشي ظاهرة الارهاب وزعزعة إستقرار المزيد من الدول". وأكدا "أهمية تعزيز التعاون البرلماني بشكل مستمر وتوظيفه في كل المجالات، ومواصلة الارتقاء بمستوى التعاون بين حكومتي البلدين". وقال الاسد أن "مستقبل المنطقة سترسمه الشعوب التي وقفت في وجه هذه السياسات وقدمت التضحيات لكي تواجه الارهاب وتحافظ على بلدانها وعلى إستقلالية قرارها".

بروجردي

بدوره قال بروجردي: "أن النجاحات التي يحققها الجيش العربي السوري في مكافحة الارهاب، أتت لتكلل صمود الشعب السوري ومقاومته وإصراره على الدفاع عن بلده في وجه كل ما تعرض له على يد الارهاب وداعميه".

 

الشرطة البريطانية: لا دليل على تطرف المشتبه به في الاعتداء بالسكين في لندن

الخميس 04 آب 2016 /وطنية - أعلن نائب رئيس الشرطة البريطانية الخميس ان الشرطة لم تجد دليلا على تطرف المشتبه به في الاعتداء بالسكين الذي ادى الى مقتل شخص واصابة خمسة اخرين مساء أمس في لندن. وقال في تصريح للصحافيين: "حتى الآن، لم نجد دليلا على التطرف يدل على ان الشاب الموقوف تصرف بدافع ارهابي". واشار الى ان "الشاب البالغ 19 عاما وهو نروجي من اصل صومالي، اوقف بعد وقت قصير من الاعتداء الذي نفذه في ميدان راسل في وسط لندن، تصرف بشكل "عفوي" و"عشوائي". اضاف: "كل العمل الذي قمنا به حتى الان يظهر ان هذا الحادث المأسوي سببه اضطرابات عقلية"، موضحا ان "هذا الاستنتاج تم التوصل اليه بعد جلسة استماع للمشتبه فيه وعائلته وعمليات الدهم". ولفت الى ان "امرأة تناهز الستين قتلت في الاعتداء بالسكين في وسط لندن هي مواطنة اميركية"، مضيفا ان 5 اشخاص اخرين اصيبوا في الاعتداء هم "من الجنسيات: الاوسترالية، الاميركية، الاسرائيلية والبريطانية".

 

النمسا دعت الاتحاد الاوروبي الى وقف محادثات انضمام تركيا

الخميس 04 آب 2016 /وطنية -  دعا المستشار النمسوي كريستيان كيرن "الاتحاد الاوروبي الى وقف محادثات انضمام تركيا الى الاتحاد". وقال كيرن: "علينا مواجهة الواقع لان مفاوضات الانضمام باتت ضربا من الخيال". واعتبر ان "المعايير الديموقراطية التركية بعيدة عن ان تكون كافية لانضمام انقرة الى الاتحاد الاوروبي"، لافتا الى انه "ستتم مناقشة هذه القضية خلال اجتماع المجلس الاوروبي في 16 ايلول". وطالب كيرن الاتحاد الاوروبي بالبحث عن "حلول جديدة بديلة لمساعدة الاقتصاد التركي على الاقتراب من الشروط الاوروبية".

 

"اندبندنت": دعوات بريطانية لحماية مضيق جبل طارق

المركزية- لفتت صحيفة "اندبندنت" البريطانية إلى ان "مسؤولا ومستشاراً سابقا في وزارة الدفاع البريطانية طالب بإرسال السفن الحربية لحماية جبل طارق في اقصى غرب البحر المتوسط والذي يخضع للسيادة البريطانية منذ عقود"، موضحةً ان "المسؤول السابق وهو لوك كوفي ويعمل حاليا مديراً لمركز اليسون لدراسات السياسات الخارجية اكد ان بريطانيا في حاجة لطمأنة مواطنيها في جبل طارق حول تمسكها بالسيادة وجميع الحقوق هناك". واشارت الصحيفة الى ان "المنطقة الواقعة في اقصى جنوب شبه جزيرة ايبيريا يقطن فيها 30 الف مواطن ومقيم وصوّتت اكثر من مرّة لصالح البقاء تحت السيادة البريطانية، لكن إسبانيا تسعى لفرض نوع من انواع السيادة المشتركة على المدينة".

 

"تايمز":10 آلاف مقاتل معارض على بعد ميل من حلب

المركزية- اوضحت صحيفة "تايمز" البريطانية ان "القوات الموالية لجماعات المعارضة في سوريا اصبحت في حاجة للتقدم نحو ميل إضافي لكسر الحصار المفروض على مدينة حلب"، لافتةً إلى ان "الفصائل المعارضة تقول ان اكثر من 10 آلاف مقاتل يشاركون في الهجوم الضخم الذي يجري في جنوب غربي حلب منذ خمسة ايام ويتم على جبهة يصل عرضها إلى 10 كيلومترات". واشارت الى ان "المعارك تتسم بالشدة"، مشيرة إلى أن "الاسم الذي اعلنته الفصائل هو "ملحمة حلب الكبرى" وهو ما يؤثر على أداء المقاتلين الذين يقاتلون "إما للنصر او الموت".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في الذكرى " الجليلة "

 نبيل بومنصف/النهار/5 آب 2016

لم تلق الوفود الاشتراكية التي جالت على المدعوين غدا الى المختارة حفاوة تضاهي تلك التي حرص زعيم " القوات اللبنانية " سمير جعجع على إحاطة ضيوفه بها فأقام بدوره احتفالا باحياء الذكرى ال15 لمصالحة الجبل التاريخية . ليس الامر متصلا باللياقات المتبادلة التي يشتهر بها الدروز لكونها اساس نسيج العلاقات الاجتماعية والإنسانية فقط بل هي مصالحة أقامت الانقلاب الاهم والأكثر عمقا على الحرب التي اتخذت طابعا طائفيا واهليا في مقلبها الآخر بعد الموجات الاولى من مقاومة المسيحيين للدويلة الفلسطينية . لا ضير في عز ما يشهده لبنان الراهن من استعادة بعض ما تعنيه مصالحة الجبل ما دمنا امام انهيار دستوري وسياسي يشارف حدودا كارثية فاذا بوقفة ستحصل غدا في المختارة تأتينا كجرعة إنعاش لوصفة نجحت على نحو نادر في اعادة الجبل قلب الحيوية اللبنانية .هي حقيقة لا تحتمل جدلا ان ما قام به البطريرك الماروني الذي يعد القامة الاكثر حفرا في وجدان المسيحيين واللبنانيين مار نصرالله بطرس صفير في تلك الجولة التاريخية على المختارة والجبل قبل 15 عاما لم تكن الا المتمم الإجرائي لاشعاله انتفاضة عارمة على كوارث الحرب وأثارها من جهة كما على الوصاية السورية الآسرة من جهة أخرى . حمل البطريرك عصاه المرصع بتاريخ العصور الذهبية العريقة لبكركي في اقامة لبنان الكبير على يد سلفه الحويك ، ولكنه اتكأ ايضا باليد الثانية على الزعامة الجنبلاطية التاريخية التي شاء وارثها وليد جنبلاط ان تبدأ " كل القصة " في المقلب الجديد الطالع من مصالحة الموارنة والدروز في قلب لبنان . لا نزاع البتة في كون ذاك الحدث الذي انطلق من حضور مبهر للبطريرك صفير الى دارة المختارة شرارة الحدث الاكثر إشعالا لثورة من قلب الداخل اللبناني على سطوة الوصاية السورية كأنما اريد له ان يبدأ بخط العصر الاستقلالي الذي ستتردد تداعياته في طول الجبل وعرضه منذرة باشعال انتفاضة 14 آذار 2005 بعد اربعة اعوام فقط من مصالحة الجبل . وقائع كأنها حصلت البارحة في وجدان اللبنانيين الذين يقفون اليوم عند مشارف جمهورية لا يكفيها الحنين الى احداث جليلة مماثلة تنتشلها من هذا الهبوط الوطني المخيف . قبل 15 عاما وقف ناشطون باللحم الحي يواجهون الوصاية السورية و" النظام الأمني " البائد في هجمة قمعية انتقامية .امتلأت السجون بمئات المنتفضين على وقع المصافحة الأشهر بعد الحرب بين البطريرك الذي كتب التاريخ انه شكل رأس الحربة اللبنانية ضد الوصاية والزعيم الجنبلاطي الذي صار ايضا احدى رؤوس الحراب في ثورة 14 آذار . ذكرى "جزيلة الاحترام " لانها لم تقف عند حدود التاريخ وتتمادى عمقا في حاضر يلح كل شيء فيه على شعلة ما توقف الاستنزاف الآخذ بتهديد لبنان من دواخله هذه المرة .

 

هل يستمر الشغور الرئاسي في لبنان إلى أن تتبلور صورة الوضع في المنطقة؟

اميل خوري/النهار/5 آب 2016

هل يمكن القول إن استمرار الشغور الرئاسي ليس سببه الخلافات الداخلية بين القوى السياسية الاساسية في البلاد إنما أيضاً الخلافات بين الدول الكبرى المعنية بأوضاع منطقة الشرق الأوسط، وأي خريطة جديدة ترسم لها وأي نظام يكون للدول فيها؟ الواقع أن المنطقة تغلي على نار التغيير، ولا بد من انتظار تظهير الصورة التي ستكون لها، وقد يكون لبنان من بين الدول التي عليها الانتظار لمعرفة أي لبنان جديد سيقوم ليكون له الرئيس المناسب. والسؤال الذي لا جواب عنه حتى الآن هو: أي صورة ستكون لدول المنطقة؟ هل هي صورة تقسيمها دولاً مذهبية وعرقية، أم هي صورة تقاسم النفوذ على نحو يكون بديلاً من خريطة "سايكس - بيكو"؟ هل تقوم دول المنطقة على أساس نظام فيديرالي أو كونفيديرالي يمنع تقسيمها ويجعلها دولاً اتحادية؟ إن رسم خريطة جديدة للمنطقة يتوقف على مدى توصّل الدول الكبرى ولا سيما أميركا وروسيا، الى اتفاق على رسمها. فروسيا تعارض تقسيم المنطقة دولاً مذهبية وعرقية لأنها قد لا تبقى مستقرة، وتفضّل اعتماد النظام الفيديرالي اذا كان لا بد منه ليكون المانع للتقسيم اذا تعذّرت اقامة انظمة ديموقراطية تحكم فيها الاكثرية والاقلية تعارض، لأنه يُخشى أن تأتي الاكثرية بالمتطرفين سياسياً أو مذهبياً أو عرقياً فتسود الانقسامات والقلاقل في كل دولة.لذلك لا يمكن معرفة صورة النظام في لبنان اذا كان لا بد من تغييره قبل تبلور صورة النظام في دول أخرى في المنطقة ولا سيما سوريا، ولا يمكن بالتالي انتخاب رئيس للبنان قبل معرفة أي نظام سيكون له. فهل الانتظار هو ما يبرر استمرار الشغور الرئاسي وتحمّل استمرار حكم حكومة غير منتجة الى ان تُرسم صورة لبنان الجديد؟

لقد بات واضحاً أن أي دولة في المنطقة قد لا تبقى على ما هي، وهو ما تتفق عليه الدول الكبرى ولا سيما أميركا وروسيا، لكنها لم تتفق بعد على صورة البديل منها. فالعيش معاً داخل كل دولة مزقتها الحروب السياسية والمذهبية والعرقية بات صعباً إن لم يكن مستحيلاً، ولا بد من البحث عن صيغة تحقق العيش الدائم والثابت، وقد تكون الفيديرالية هي الأصلاح والانسب. وهذا يطرح سؤالاً حول أي صورة ستكون للبنان وهو لا يزال بلد العيش المشترك ولم تؤثر في صورته هذه لا حروب داخلية ولا توترات مذهبية؟

يقول مسؤول سابق إن لبنان قد يكون البلد الوحيد في المنطقة الذي يستطيع المحافظة على العيش المشترك بين مختلف العائلات فيه ويبقى نموذجاً يحتذى سواء عندما كان يُحم في إطار ميثاق 43 ومن ثم في اطار اتفاق الطائف، وسوف يستمر في اطار اي اتفاق آخر، أو بتعديل ما ينبغي تعطيله في هذا الاتفاق تعزيزاً للعيش المشترك والسلم الاهلي ليستطيع لبنان بنموذج عيشه المشترك أن يكون مؤهلاً للقيام بدور الوسيط والموفق بين الشيعة والسنّة كي يسود السلام والوئام في ما بينهم، وان يحترم كل منهم حقوق الآخر ولا يقع اعتداء او تعدٍ عليها من قبل أي طرف، لأن استمرار التوتر المذهبي يفيد اسرائيل وأول ما يضر بالوجود المسيحي في المنطقة، وهو وجود لا يستمر الا في اجواء الأمن والاخاء والسلام وإلا كانوا أول من يدفع ثمن حروب الآخرين هجرة وتهجيراً. إن فترة انتظار لبنان انتخاب رئيس له تتحدد في حوارات الاقطاب ونتائجها، فإما يتفقون على انتخابه وعلى قانون جديد للانتخابات النيابية حتى اذا دعي الناخبون يكون لهذا القانون وجود، وإلا واجه الرئيس الجديد مشكلة استمرار الخلاف عليه أو مشكلة الخيار بين الفراغ وقانون الستين. الى ذلك، يمكن القول إن مسؤولية اخراج لبنان من أزمته تقع على اقطاب الحوار، فإذا اتفقوا سجّل التاريخ لهم عملهم، واذا لم يتفقوا أخرجهم التاريخ من صفحاته وحمّلهم مسؤولية عجز اللبنانيين عن ان يحكموا أنفسهم بأنفسهم، واكدوا أنهم لم يبلغوا سن الرشد بعد، وانهم لا يزالون في حاجة الى وصي، الا اذا كان الحوار تقطيعاً للوقت الذي يسمح بانتخاب رئيس قبل نهاية السنة كما قال الرئيس نبيه بري وقبله الوزير نهاد المشنوق، وإن كان لكل منهما معطيات مختلفة.

 

15 عاماً على مصالحة الجبل: صفير قال لي يومها: "شكراً"

إميل أبي نادر/النهار/5 آب 2016

كان ذلك مساء الثالث من آب 2001 في ساحة بيت الدين، وصل موكب غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، قادماً من المقر الصيفي في الديمان، في زيارة تاريخية، تحت عنوان تثبيت مصالحة الجبل وتعزيزها. وكان الموكب انطلق صبيحة ذلك اليوم من أيام حرّ آب، مجتازاً مسافة تقارب المائتي كيلومتر على تعرّجات جبال وشواطئ وسهول.هذا الحبر الجليل، الثمانيني يومها، تجشّم مشقات السفر من أفياء أرز الرب إلى ظلال أرز الشوف، تغلّف كيانه وتسكن قلبه روح رسولية، تحلّى بها قبله خمسة وسبعون بطريركاً، ورست على منكبيه أمرة قيادة سفينة الموارنة، تمخُر عباب الزمن والتاريخ، والبحر بين هدوء وهيجان، منذ البطريرك الأول. حملها كلّها إلى أرض بيت الدين في ختام يوم سفر طويل تخلّلته محطات عديدة، توقف فيها في البيت الأرسلاني العريق، إلى الدامور الى كفرحيم إلى دير القمر، معاصر بيت الدين، فساحة بيت الدين، حيث كان في استقباله جمهور غفير من أهالي البلدة وبلديتها والجوار.

ترجّل غبطته في ساحة بيت الدين وفي طريقه الى كنيسة مار مارون، تقدّمتُ لمصافحته وتقبيل يده، تعرّف إليّ في خضمّ الحشد المرصوص، وأنوار المصابيح الخافتة، بالكاد تكسر سواد الليل، وقال لي: "شكراً". اعتراني شيء من الذهول وتساءلت: شكراً على ماذا؟

هذه الزيارة التاريخية لبطريرك الموارنة للجبل، أتت بعد حوالى قرنين على زيارة أولى لبطريركهم إلى بيت الدين، مع ما حملته من معانٍ وأبعادٍ روحية ووطنية ورسالية وما رافقها من مشقات وصعاب، وجاءت في خواتيمها عبارة "شكراً"، قالها بوجه باسم عطوف ونظرة محبة صافية.

هذه العبارة استحضرت في ذهني، بل أوقدت في خاطري كلمة في الليتورجيا من وحي الانجيل: "... سيدي، لست مستحقاً ولا مستاهلاً أن تدخل تحت سقف بيتي، لكن قُلْ كلمة واحدة، تحيا بها نفسي".

واقع الأمر، أنّ صحيفة "النهار" الغرّاء، كانت قد أولتني قبل يوم من موعد الزيارة ("النهار" 2 آب 2001) شرف نشر كلمة في المناسبة عنوانها: "بيت الدين من البطريرك يوسف حبيش إلى البطريرك نصرالله بطرس صفير". إشارة الى الزيارة الأولى للبطريرك يوسف حبيش لبيت الدين عام 1833 في عهد الأمير بشير، حيث دشّن كنيسة على اسم القديس مارون، ولم يخطر لي قط أنّ مجرد ربط واقعة تاريخية بأخرى جرت في بلدتي، بفارق مئتي سنة يستحق الشكر من غبطة الحبر الجليل وهو الذي جسّد واختزل ستة عشر قرناً من تاريخ الموارنة ولبنان.

أجل! ما أجمل وأبلغ ما كتب غبطته في مقدمة كتاب "البطريركية المارونية تاريخ ورسالة"، "... صفحات وصور منتقاة للتعرف بالبطاركة الموارنة من خلال تلالٍ نصبوا عليها خيامهم في يانوح. والزمن في إقبال، وأودية قبعوا فيها والزمن في إدبار، وما رأوا في مقرّها السحيق إلاّ وجه الله، حاولوا التطلّع إليه من كوة في قنوبين، زرقاء انفتحت عليهم في السماء فرفعوا إليها مع عطور البخور والصلوات ما انبلج في نفوسهم من هموم، وما ساورهم عن القطيع الصغير من مخاوف، تغلبوا عليها بما عمر صدورهم من إيمان ينقل الجبال وما أوتوه من إرادة قدّت من صخور، نشدوها الرزق الحلال، وكان للملحمة أن تتجدّد... تكرّ القرون وتتكثف الثقافات وراية الجهاد أبداً مرفوعة في سبيل كنزين هما الأغليان، الأبقيان: صفاء العقيدة ونشوة الحرية بدونهما ترخص الحياة...".

إنّ العلاقة بين الأمير بشير وبطريرك الموارنة، ترقى الى ما قبل عام 1833، على عهد البطريرك يوحنا الحلو (1808 – 1823)، يومها كانت مطرانية صيدا بعيدة الأطراف إلى حدود عريش مصر، وكانت نيابة بطريركية تابعة للسيد البطريرك نفسه... في ذلك الحين، رغب الأمير بشير إلى البطريرك يوحنا الحلو أن يكون قربه رجل دين... فنزل غبطته عند طلب الأمير، واختار عبدالله البستاني المولود في الدبية عام 1780، وسامه كاهناً ووكيلاً عنه في أبرشية صيدا وصور، وقد بنى المطران عبدالله مركزاً لإقامته بجانب كنيسة ما مارون الرعائية في بيت الدين. فأحبّه الأمير وقرّبه إليه، واستعان به لمساعدته ومساعدة كل من يأتي من طوائف الجبل دون تمييز بينهم. (من مخطوطة للمونسنيور يوسف ملحم البستاني 2001). استمرت هذه المساعدة واستمر التعاون لاحقاً، فكانت ربوع الجبل وربوع الشوف واحة تميّزت بتعايش كريم، بين أهلها، على تنوع مكوناتهم العقيدية، ولا سيما بين الموارنة والدروز. تعايش يرقى لأكثر من ثلاثة عشر قرناً، وإن عكّرته أحياناً خلافات، تبدأ فردية ومعزولة، فتتطور وتتسع على وقع اختلاف انتماءات الفرقاء العقيدية، ثم لا تلبث أن تنطفئ فيعود الصفاء والوئام الى سابق عهده، طاوياً آثار دماء أهدرت وأرواح زُهقت، مثلما يحصل حتى ضمن العائلات ذات النسيج الاجتماعي والتكويني الواحد.

حلّ غبطة البطريرط صفير ضيفاً على مطرانية صيدا في بيت الدين، وهي أصلاً أحد قصور الأمير، كان اشتراه المطران بطرس البستاني بعد وفاة البشير من امرأته الست حُسُن جيهان، وكانت قد عرضت للبيع مع قصر الأمير أمين، لحاجة العائلة إلى المال (المرجع السابق).

تخلّلت أيام الزيارة الثلاثة زيارة صاحب الغبطة قصر المختارة التاريخي، حيث استقبله الأستاذ وليد جنبلاط بحفاوة بالغة يحيط به حشد من القيادات والفاعليات والمشايخ الأجلّاء، فكانت حدثاً تاريخياً مضيئاً على دروب مصالحة الجبل، وكانت استعادة منقّحة لعلاقة دهرية بين السلطتين الروحية والزمنية من عهد الامير بشير والبطريرك يوحنا الحلو.

استعادة تجمع كل مكونات الوطن الأساسية وطوائفه في مسيرة كيانية واحدة جامعة منذ عهد البطريرك الأول مار يوحنا مارون. وبعد المختارة أكمل الموكب طريقه إلى جزين، المدينة العريقة الصامدة التي أطل منها إلى رحاب الجنوب المقاوم الغالي، وحتى عريش مصر.

وفي اليوم الأخير من الزيارة التاريخية، ترأس قداساً احتفالياً تحت قبة سيدة التلة في دير القمر في عيدها السنوي، قرب سرايا فخر الدين، في حضور رئيس الدولة العماد إميل لحود وعلى التلة الأخرى من الدير، طيف "فتى العرب الأغر".

وبعد 25 سنة لتبوئه مقام السدة البطريركية، وخمسين سنة لتسلّمه عصا الأسقفية يسلم غبطته الأمانة، بإيمان ومحبة، بوداعة وكِبَر في آن إلى البطريرك السابع والسبعين مار بشارة بطرس الراعي، في زمن القيامة المجيد، علامة أكيدة لقيام الوطن تحت شعار "شركة ومحبة"، باقياً إلى جانبه، تسكنهما روح رسولية واحدة، ترعاها وترعى لبنان من قمة جبل حريصا سيدة لبنان، أمنا العذراء مريم. وبالعودة إلى كلمة: شكراً. أسأل بأية عبارات شكر نتقدم بها نحن بدورنا، بل يتقدم بها كل لبنان من مقامكم السامي الجليل على عمر مديد كرستموه بأكمله، وإلى سنين عديدة بعد، في خدمة الإنسان، كل إنسان وكل الإنسان في بلد الإنسان: لبنان.

أية أحمالٍ من باقات عطر الوفاء وصلوات الشكر يمكنها أن تكفي، لتشكر إنساناً كبيراً عاش، بل صنع فصلاً مشرقاً من سفر تكوين وصيرورة وطن الأرز لبنان على وقع قرون كرّت وثقافات تكثفت ومرّت.

*مدير عام وأستاذ جامعي سابق/الرئيس الفخري لنادي بيت الدين

 

هل يصح "تنبؤ" شارل مالك في أوضاع العالم العربي ومصير لبنان؟

جوزف باسيل/النهار/5 آب 2016

في 15 آب 1949 أرسل شارل مالك الوزير المفوّض في الولايات المتحدة الأميركية ومندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة، تقريراً من ثلاث نسخ الى رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس مجلس الوزراء رياض الصلح ووزير الخارجية فيليب تقلا، يعرض فيه وجهة نظره في أوضاع المنطقة آنذاك ومستقبلها، وفي حال العرب ومستقبلهم بعد قيام اسرائيل عام 1948، ودورها في المنطقة بمساعدة أميركا. وصف غسان تويني التقرير بأنّه "وثيقة من أخطر الوثائق الديبلوماسية العربية"، وبأنه "تنبؤ ولو بالشؤم"، قائلاً: "إن قراءة متن التقرير ستكون على حد سواء مدعاة شغف واستغراب، نظراً الى ما فيه من "الموضوعية الرؤيوية".

دار تقرير مالك على محور فلسطين، كما غيره من تقارير أرسلها خلال أربع سنوات سابقة، لأن فلسطين "هي مرآة صادقة للوضع العربي، كونها أخطر قضية عربية على الاطلاق، وبالتالي مآلها هو مآل العالم العربي بكامله". وتوقّع ما يحصل حالياً بقوله: "كل ما حصل حتى الآن، (تحديداً نكبة 1948 وتداعياتها) وبصددها ليس سوى بداية، أمّا الخاتمة فقد تكون، إمّا محق العالم العربي واستعماره من قبل اليهود أو نهوضه من جديد عالماً عصرياً محترماً ومشتركاً مع الحضارات الحية في خلق القيم وصيانتها". وها نحن نشهد على محق العالم العربي من محيطه الى خليجه. ويحيل الى أقوال اليهود: "إن إسرائيل قد بزغت من حربها (الأولى) مع الدول العربية أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط"، وأنه "سيكون في العالم، بعد خمسين سنة دولتان فقط، الولايات المتحدة واسرائيل". أليس هذا ما تتجه اليه الأوضاع في العالم. هناك قوة واحدة وقوة إقليمية واحدة هي الأقوى والاكثر أماناً في منطقة النزاعات والحروب، هي إسرائيل التي تتفرج على المقتلة العربية مطمئنة البال. ولو بفارق بضع سنوات عن الخمسين سنة.

ورأى وضع اسرائيل في العالم العربي، ضمن ثلاث حقائق:

1 – أن العالم العربي لن ينام على الضيم، وقد وقع به ضيم في فلسطين.

2 – أن العالم العربي لن يتمكن من محق اليهود في فلسطين، واسرائيل لن تتمكن من محقه.

3 – أن طبيعة الحركة الصهيونية وثّابة، وعلاقتها بالعالم العربي محتمة، عليها أن تكون وأن تظل دائماً وثابة كذلك. وهي لذلك ستنزع حتمياً وطبيعياً نحو إحدى نتيجتين: إما اكتساح العالم العربي والسيطرة عليه، أو انكسارها هي "وكبّها في البحر". مقضي على الصهيونية، وقد استقرت وسط العالم العربي، أن تتغلب او تُغلب، أن تبقى بقاء السيطرة أو تفنى. أما السلام بينها وبين محيطها العربي، والتفاهم الصادق، فلا امكان لقيامهما.

إن تاريخنا في المئة سنة المقبلة هو بالضبط تفاعل هذه الحقائق الثلاث، أي أن هذه الحقائق الاخيرة هي مبادئ التاريخ العربي في القرن المقبل. وكتب "سيأتي يوم وقد يكون قريباً إن لم يكن حاضراً، لا يحل فيه ولا يُربط في العالم العربي شيء، إلا برضى اليهود... وسيأتي يوم يصبح فيه مصيرنا مربوطاً بالدرجة الأولى باليهود، بعد أن كان في ما مضى مربوطاً بارادتنا وارادات الدول الغربية، فيظهر أننا على عتبة العهد اليهودي في الشرق الأوسط. وسيأتي يوم يثبت فيه اليهود للغرب أنهم هم ناقلو الحضارة الغربية الى الشرق الادنى، وانهم هم حملة مشعال التقدم وهم منفذو التعمير فيه. وسينجحون في اقناع الغرب، وبعض سياسيينا ومفكرينا، أنهم هم واسطة الاتصال بين الغرب والشرق الادنى، في الاقتصاد والعمران، في الثقافة والفكر، وفي السياسة، وأنهم هم الجديرون بتمثيل الشرق الادنى، في مصالحه وإرادته وقواه، لدى الغرب. ولقد بدا اليهود بالفعل منذ اليوم يتغنون بهذا المصير، ويعلنونه محتّم القيام". الا تنحو الأمور هذا المنحى؟ ألسنا قابي قوس أو أدنى من هذه الحقيقة؟ حين نشر هذا التقرير قام من القومجيين أنظمة وأحزاب من يبخّس به ويتهم صاحبه بالعمالة للاستعمار، وبأنه يعمل على تقويض البنيان الفكري العربي وتهشيم النفسية العربية المتوثبة! فيما يبدو أن التقرير كان يستشرف المستقبل. وأضاف: "وسيأتي يوم، إن لم يكن قد حضر تصبح فيه اسرائيل بمحض وجودها وبطبيعة اتجاهاتها ومصالحها – عقبة تحول دون قيام المشاريع السياسية والعسكرية التي من شأنها وقاية مصالح الشرق الادنى".

وحذّر من الظن أن الاستفادة من المادة الرابعة من بيان ترومن تتم باستقلال عن الإرادة اليهودية، أو أنها تتم لمصلحة العرب دون اليهود. وإنّ الكثيرين من محبي العرب أيضاً، بين الاميركيين الاحرار يخشون على العرب الوقوع في هذه الحبائل.

"... وأخيراً قد يأتي يوم تتألب فيه الصهيونية ودول شرقية أخرى – كتركيا مثلاً - متآمرة على العالم العربي. وأني ألمح من الآن دلائل واضحة لقرب وقوع ذلك اليوم. وما دام اتكالنا في الدرجة الأولى على غيرنا وعلى الظروف، فليس شيء مستحيل الوقوع أو بعيد الحصول". ويلفت الى أن تخلّف العالم العربي سيسمح لاسرائيل بالسيطرة، فكتب: "ما دام العالم العربي قانعاً بوضعه الحاضر من التأخر في العمران والنظم الابتدائية في الاقتصاد والحرمان المادي الشنيع لأربعة أخماس أهليه، والهلهلة في تركيب الدولة، والتفكك في إرادات حكوماته وعدم الاتحاد في سياساتهم العليا، وما دام العالم العربي في عزلته الروحية والعقلية والكيانية، منكمشاً على نفسه، غارقاً في ماضيه، لا يريد أن يفيد أو يستنير، وما دام العالم العربي مغلوباً على أمره سياسياً وغوغائياً وعاطفياً وخيالياً ولغوياً، وما دام لا ينهض فيه سيد قوي محرر يطلب العز والوجود والنور والحياة ويغدقها جميعاً بسخاء على شعوبه التعسة: فليس من قوة على الاطلاق تستطيع أن تقيمه من الانهيار، أو ان تصونه من سيطرة اليهود عليه".

هذه ليست عقدة من اليهود، بل هو لسان حالنا جميعاً نردّده، ويردّده من كانوا قبلنا منذ مطلع القرن العشرين.ونحن نرى أنّ العالم العربي ليس قابعاً في تخلفه فحسب، بل يكثر من التخلف.

وأضاف: "أني أزن كل كلمة أقولها، وأني مسؤول عن كل مفهوم أعنيه. وأني متأكد من كل ما ذكرته فوق من تنامي الخطر اليهودي على العالم العربي". فالخلاص لا يراه مستحيلاً، لكن بـ"ثورة اجتماعية سياسية تفي بمقتضيات الساعة". "في انتفاضة العالم العربي بقيادة أمينة نيّرة، نحو الحياة الحرة الصحيحة الطالبة الكيان الحقيقي فوق أي شيء آخر، أمله الوحيد بالخلاص من الخطر اليهودي. أمّا تقاعسه عن هذه الانتفاضة فسقوط أكيد في الهوة التي يعدّها له اليهود". كلام شريف ومستشرف. تأملنا خيراً في ما سمّي "الربيع العربي"، لكنه صار "خريفاً" منذ لُزّم أميركياً - واسرائيلياً الى الاسلاميين بكل فروعهم.

وهو دعا الى قيام حركات تحرّرية تحقق اصلاحات جوهرية: تلغي الاقطاع، وتقصي عادات ونظماً كالحجاب مثلاً، وتنتفض على الحواجز المذهبية، وتدخل تعديلات أساسية على النظم الحكومية، وتتمثل الاصلاحات في مشاركة الشعب في تقرير شؤون بلده، ورفع الحرمان والتأخر عنه، وادارة شؤونه، وأن يكون مسؤولاً عن قراراته. وكتب أنّ الحرمان "هو التربة الخصبة لانتشار الايديولوجيات الداعية الى الفوضى، وبالتالي التمهيد لقلب الاوضاع بصورة ثوروية فنائية متخبطة عمياء. إنّ خطر الظلمة تترعرع فيها اكثرية شعبية وتتغذى حقداً وكراهية وبغضاً ونهماً للانتقام، لأبلغ بكثير مما يزعم أنّه خطر النور يوقظ الضمائر ويعرّف الشعب بحقوق له مهضومة أو بأوضاع تحوطه فاسدة". ولا يستقيم الحكم "إن لم يشعر الشعب أن حكومته منه وله، وأنّها مسؤولة نحوه مبتغية خيره، وأنّه هو مساهم في تركيبها قيم على أعمالها فعبثاً ننتظر منه أن يشعر أنّ فشلها فشله، وأن مسؤوليتها هي أيضاً مسؤوليته، وأنّ المهمات التي تواجهها هي مهماته فينطلق للمساهمة في مواجهتها مضحياً بكل ما لديه من غالٍ ورخيصٍ.

لذلك لم يستقم الحكم ولم يستقر لا في لبنان ولا في أي دولة عربية ولن يتم ذلك، إلا إذا عملت السلطات بنصائح مالك.

مصير لبنان

رأى أنّ لبنان جزء لا يتجزأ من العالم العربي، و"مصيره ليس مستقلاً عن مصيره"، لذلك "إن بسط اليهود سلطتهم على البلاد العربية وأسسوا العصر اليهودي في الشرق الأدنى، فمن الوهم أن يظن اللبنانيون أن هذا السلطان لن يشملهم".

غير أنّ لبنان "يجب أن يظل مستقلاً سياسياً تمام الاستقلال. فلبنان لا يحقق رسالته المتواضعة لنفسه وللعالم العربي وللعالم أجمع، إلاّ في حرية واستقلال سياسيين تامّين". وحذّر من أن الضغط سيتزايد سياسياً واقتصادياً لإذابة لبنان في سوريا، وقال: "بقاء لبنان حراً مستقلاً يقيس نضج العالم العربي السياسي وبعد نظره، ومحاولة محوه اعتباطياً تقيس ابتدائيته وعدم نضجه". لكن لم يصِّح معه أنّ العالم العربي سيهبّ لنجدة لبنان اذا هددته اسرائيل واعتدت عليه، فهذا لم يحصل في عدوان اسرائيل عام 1982، ولاعام2006 ، لكن ما صح معه أن اسرائيل ستحدث فوضى في لبنان تجرّ الى تدخل سوري عربي، فتدخل اسرائيلي، وبالتالي الى حرب جديدة. "ولن يكون لبنان الكاسب فيها على الاطلاق".

أما لبنان فينقذ نفسه بأن "يقوّي أسباب العقل والروح فيه، اذا عرف عنه أنه يعبد الحرية الحقة والعقل والروح فيه ، وكان هو بالفعل كذلك، فإني اضمن بقاءه".

إنّ دوره في العالم العربي أن "يحقّق اقتصاديات علمية غربية. ويؤسس صناعات فذّة في الشرق كله. ويحرّر اجتماعياته تحريراً تاماً بحيث يضرب به المثل في الشرق والغرب"، وقال: "لبنان مدعو لأن ينتج علماً ونقداً أو فلسفة ولاهوتاً لا مثيل لها في الشرق على الاطلاق. وأنا أؤمن أنّ هذه الدعوى العقلية أخطر دعواته كلها". وأضاف: "ما ينقص لبنان هو إيمان بنيه به. والايمان لا يمنح إلاّ الى الذات الفذة القيمة. أما ذات لبنان الفذة... فتتألف من امكانات الفكر والعقل والروح الحرة الايجابية فيه". ما هو العمل الممكن في تقرير مصير لبنان؟

أن تخصص الحكومة كل سنة خُمس ميزانية الدولة في سبيل المشاريع والمؤسسات العقلية: لتنظيم اقتصادات واحصاءات علمية دقيقة، لتأسيس المعاهد العالية، لتشجيع التأليف والنشر، لخلق حركة فنية عقلية حرة صاخبة لا عهد للبنان ولا للعالم العربي لها منذ الأزل. كل هذا ممكن. فليس بالسياسات يصير لبنان ويبقى، بل بالعقل النير الحر المتصل بالتراثات الاصيلة المجسد فعله في مؤسسات وحركات، المنظم للمادة والحياة، المتفجّر معرفة وحقيقة وجمالاً، المحب الهادئ الشامل الوديع".

وأرى مناسباً أن أختم بما كتبه: "اني لا أصف هذه الاخطار المحتملة عن روحية انهزامية في نفسي، ولا اتكهن بها كأنها أخطار محتملة الحصول، بل اني أنذر منها، أولاً لأني أدرك أيضاً أن تحقيق اليهود هذه الامنيات ليس مستحيلاً، بل ليس عسيراً، ما دام العالم العربي على الحال التي هو فيها الآن".

 

سامي الجميّل المعترض في الحوار العبثي "إنها الكارثة المارونية" قال مشارك في الجلسة

ايلي الحاج/النهار/5 آب 2016

يروي أحد المشاركين في جلسات الحوار أن صمتاً رانَ لحظة على الصالة عندما طلب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الكلام قبيل ختام جلسة أمس وقال:" أتحفظ عن كل ما يحصل هنا، فقرار تشكيل لجنة في الجلسة المقبلة لدرس صلاحيات مجلس الشيوخ وطريقة انتخابه سيعطي كل الناس انطباعاً أننا بدأنا درس عملية تطوير النظام السياسي في غياب رئيس الجمهورية، وفي ظل السلاح الذي نصّ "الطائف" على تسليمه إلى الجيش اللبناني...". على الفور شعر الجميع بأن الحوار برمته عاد إلى نقطة الصفر. وعلّق سياسي متشدد من قوى 8 آذار بكلمتين: "الكارثة المارونية!". فأجابه الجميّل :" دعني أكمل"، وأكمل.

كان رئيس مجلس النواب نبيه بري بذل جهداً كبيراً في جلسات الخلوة الثلاثية لأخذ الحوار في اتجاه اتفاق متكامل، ولكنه مترابط، لتسهيل مهمات رئيس الجمهورية بعد أن يصل من عالم الغيب إلى بعبدا. ما الذي يمنع – قال مراراً - أن نتفق حول هذه الطاولة على حل عقد أساسية وتحضيرها فيتسلمها جاهزة ولا تقرّ وتنجز إلا بعد انتخابه؟ بهذا المنطق انتقل من موضوع انتخاب الرئيس إلى البحث في قانون الانتخابات النيابية المتعثر في اللجان النيابية، والمهدد دوماً باعتماد "قانون الستين" مجدداً لانتخابات الربيع المقبل، إلى البحث في فكرة إنشاء مجلس الشيوخ المنصوص عنه في اتفاق الطائف، وشرحه مراراً والغاية منه: أن يكون ضماناً لحقوق الطوائف وطمأنة لها، في مقابل أن تعطي الطوائف في مجلس النواب قانوناً أكثر وطنية (خارج القيد الطائفي بحسب "الطائف") مع المحافظة على المناصفة. ولجلستين تقريباً لمس بري إيجابية تفاوتت بين فريق وآخر، ودارت مناقشات طويلة على الموضوع وقدم الرئيس فؤاد السنيورة عرضاً مستفيضا أمس لرؤيته إلى صلاحيات مجلس الشيوخ التي يجب أن تكون محصورة في قضايا رئيسية محددة والمسائل المصيرية، كقرارات الحرب والسلم والانضمام إلى تحالفات سياسية، ولكن خصوصاً الحفاظ على العيش المشترك من خلال نظر مجلس الشيوخ في التشريعات النيابية التي يمكن أن تمس به، من غير أن يكون هيئة تشريعية تنافس البرلمان، واقترح أن يكون عدد أعضائه بين 40 و50 . تمادت الاقتراحات والتصورات لمجلس الشيوخ، والرئيس بري يشرح ويلاقيه الرئيس السنيورة مذكراً بمبادرة الرئيس سعد الحريري التي عرض فيها على المسيحيين إنشاء مجلس الشيوخ على أساس ما سمّي بـ"القانون الأرثوذكسي"، ولكنه ارتأى أن تنتخب كل طائفة ممثليها في مجلس الشيوخ في معزل عن القيد المذهبي، فتدخل الرئيس بري مستعجلاً تسجيل الاتفاق على انتخاب مجلس الشيوخ بقانون لبنان دائرة واحدة، وبالنسبية والتساوي بين المذاهب بلا فرق بين كبير وصغير عددياً. متفقون؟

وتكلم متجاوبون وقدموا اقتراحات مثل الاستعانة بدستوريين واقترح رئيس المجلس مجددا تشكيل ورشة عمل لمجلس الشيوخ وورش لغيره. سيسرّ الجميّل لأحد القريبين منه لاحقاً بشعوره أنه كان أمام مشهد من الأعمال الفنية العبثية، كأنه حوار من مسرحية "في انتظار غودو". كان صادماً الموقف الذي أعلنه بهدوء ولكن بوضوح أنه لا يستطيع الموافقة على مناقشة أمور كهذه حول طاولة الحوار وبالتفاصيل في غياب رئيس للجمهورية. فلكل شيء زمان ومكان، ولدينا في لبنان دستور يحدد من يحق له بحث كل موضوع. هناك مجلس نواب ومجلس دستوري وهذا اختصاصهما. و"مع انفتاحنا على الحوار إلى أقصى حد، ما يحصل هو في رأيي هرب من الأمور التي يفترض أن نبحث فيها، وأولها انتخاب الرئيس. الربط بين البحث في إنشاء مجلس الشيوخ وبين التوصل إلى قانون جديد للانتخابات يعني رمي الموضوع إلى أجل غير محدد . وهل نحن أوقفنا مجلس الشيوخ ؟ مضت 25 سنة ولم يقرّ إنشاؤه. لماذا اليوم وفي هذه الحشرة؟".

 

الشيخ نعيم.. «اللئيم» 

ميرفت سيوفي/الشرق/04 آب/16

يستخفّ نائب الأمين العام لحزب الله عندما يبلغنا وبلؤم شديد: «إذا أرادوا حلاً في لبنان، يمكن إنجازه خلال 24 ساعة عليهم أن يختاروا الرئيس عون الممثل في طائفته وبلده، والذي يمكنه أن ينجز اتفاقات مع الأطراف المختلفة ويلتزم بها وأن يعطي وجهاً سيادياً واستقلالياً مهمّاً للبنان»، والشيخ نعيم «لئيم» حينما يقول: «عندما ينجز هذا الأمر نستطيع انتخاب رئيس، وأي بحث خارج هذه الدائرة هو إضاعة وقت(…) إذا لم يسلكوا هذه الطريق يعني أن البلد سيبقى في حال شغور إلى ما شاء الله»!! »عن جدّ.. لئيم الشيخ نعيم»، فـ»أحجية» الاتفاق على الجنرال ميشال عون رئيساً  ليست أكثر من أكذوبة يستثمر فيها حزب الله الوقت اللبناني المهدور والوقت المهدور أيضاً من عمر الجنرال ميشال عون، لو كان حزب «الوليّ الفقيه» صادقاً في وعده لميشال عون لنزلت كتلة الوفاء للمقاومة ـ وعددها 12 نائباً ـ أول الكتل إلى المجلس النيابي ولسحبت معها بيدها كتلتها الحليفة، كتلة الإنماء والتحرير، التي أعلن رئيسها الرئيس نبيه بري إنه لن يدخل المجلس إلا يداً بيد مع حليفه حزب الله، إلا إن كانت «تقيّة» توزّع الأدوار بين الحليفيْن بين الحليف نبيه بري الذي لا يريد الجنرال رئيساً ويخفي حزب الله موقفه الحقيقي وعدم رغبته في وصول عون للرئاسة في كمّ رفض الرئيس برّي له، وهنا الأوْلى والأجدى أن يضغط الحزب على شريكه الرئيس نبيه بري ليقبل بعون رئيساً بدل الاختباء تارة وراء اتهام تيار المستقبل أو السعودية بأنهم لا يريدون ميشال عون رئيساً!! »إذا أرادوا حلا في لبنان، يمكن إنجازه خلال 24 ساعة»، حسناً فلتتفضل كتلة نواب حزب الله بالنزول إلى ساحة النجمة ومعها شريكتها في التعطيل كتلة الرئيس نبيه بري، وكلّ الكتل والنواب ستنزل معها حينها لتقوم بمهمتها الكبرى في انتخاب رئيس للبلاد… كتلة القوات اللبنانيّة مرشّحها ميشال عون، وكتلة الإصلاح والتغيير مرشحها ميشال عون، وكتلة النائب وليد جنبلاط لا تمانع انتخاب ميشال عون رئيساً، وكتلة المستقبل وإن كانت ترشح سليمان فرنجية، وهي تعرف أنّه مرفوض كليّاً من معظم قواعدها الشعبية، نتمنّى أن تنزع قناع الكذب عن وجه حزب الله وتسحب مبادرتها في ترشيح فرنجيّة، فتفضح بهذه الخطوة «أكاذيب حزب الله» والوعود الموعودة والعهود المعهودة للجنرال ميشال عون، وكتلة المستقبل من أكبر الكتل النيابيّة، وهي تواظب على حضور كل جلسات الانتخاب الضائعة، لا يحتاج الأمر إلا لوقفة شجاعة من الرئيس سعد الحريري تقلب الطاولة على رأس حزب الله وأكاذيبه، وسيخترع عندها مئات الأكاذيب لتعطيل انتخاب ميشال عون رئيساً!! حان الوقت لوضع نهاية لكلّ أكاذيب وألاعيب حزب الله، كل ما يريده الحزب هو تضييع الوقت اللبنانيّ لحساب الدور الإيراني في سوريا ومجرى المعركة فيها الذي سيسمح له إعلان دولتها في لبنان ولاحقاً في سوريا، بعدما أصبح «الحشد الشيعي» في العراق نموذجاً عن «الحرس الثوري الإيراني»، والدّور الآن على لبنان!! وقد يكون أفضل ما يفعله تيار المستقبل هو سحب مبادرته لترشيح سليمان فرنجية، فهي حتى لم تصل حدّ الترشيح، وإبعاد المستشار الصديق لجيلبير شاغوري صاحب الفكرة «الرئاسيّة ـ النفطيّة»، كانت فكرة فاشلة وماتت قبل أن تولد، فعلام التمسك بها لا أعلم!! يكذب حزب الله وبوقاحة على اللبنانييّن عندما يتّهم المملكة العربيّة السعوديّة بتعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة، مجدداً بالأمس تكرّر هذا الاتهام على لسان نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم فقال: «إذا وافقت السعودية على انتخاب الرئيس غدا يحصل الرئيس لأن حزب المستقبل في لبنان لا يستطيعون اتخاذ قرار من دون موافقة سعودية خصوصاً أن الڤيتو سابقا كان ڤيتو سعودي»، هذا كلام فيه استخفاف بعقولنا، عن أيّ ڤيتو يتحدّث والمملكة منشغلة بقضايا كبرى وأكثر أهميّة من لبنان بكثير.

 

قيادي مفصول من التيار شبه الانتخابات بسباق الحمير

اسكندر شاهين/الديار/04 آب 2016

«شبّه قيادي مفصول حديثا من «التيار الوطني الحر» العملية الانتخابية الداخلية لاختيار المرشحين الحزبيين الى الانتخابات النيابية المقبلة بـ« سبق الحمير» لان القيادة الحالية ستعمد الى ازاحة من تريد ساعة تشاء تحت حجة التحالف مع اصدقاء التيار او بعض الحلفاء» وفق ما ورد على موقع LEBTIME الالكتروني ما يشير الى ما آلت اليه اوضاع التيار البرتقالي الغارق في وحوله الداخلية حتى اشعار اخر وفق اوساط المعارضة داخل التيار، واذا كان وزير الخارجية جبران باسيل الذي نال ارث قيادته على طبق من المصاهرة قد وصف متباهيا بان العملية الانتخابية سابقة حضارية متقدمة اجترحها التيار على حلبة الاحزاب السياسية فان مجريات العملية الانتخابية شكّلت اخر نكتة في السوق الديموقراطية كون ما حصل هو عملية استكمال اقصائىة لمن حاول او سيحاول رفع صوته في وجه القيادة الحزبية، علما ان التيار ليس حزبا انما ظاهرة شعبوية غالبا ما طغت عليها الغوغائىة فكريا وتنظيميا، وربما هذا الامر يشكل مصدر راحة لقائد الحزب الذي قد يستهل كلامه في المناسبات البرتقالية القادمة بـ «يا شعب التيار العظيم».

وتضيف الاوساط نفسها ان الذين شكلوا جسرا لوصول العماد ميشال عون الى السلطة عبر نضالاتهم وكانوا طليعة من تمت تصفيتهم في الحقبة الباسيلية بدأوا اعادة حساباتهم في جدوى استمرارهم بتحييد الجنرال عن المجريات والفصل بين قيادته السابقة للتيار وقيادة صهره كونه لا فرق بين الاثنين بهذه «العصية من تلك العصا» وفق كلام ابي سفيان والد معاوية في وصفه لزياد بن ابيه عندما سمعه خطيبا، فالفلسفة الالغائىة الاقصائىة تقول الاوساط المعارضة لم يخترعها باسيل انما ورثها عن الجنرال كعدة شغل في العمل السياسي، فعون عبر مسيرته العسكرية التي دفع ثمنها المسيحيون غاليا شن «حرب الإلغاء» المشؤومة لاقصاء «القوات اللبنانية» عن الحلبة وبقيت تداعياتها تتردد على الساحة المسيحية زهاء ربع قرن تقريباً وجهد النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والاعلام في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي لطي الصفحة السوداء بين الطرفين عبر «ورقة النوايا» وتوجت بتبني رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشيح عون للرئاسة الاولى.

وتشير الاوساط الى ان باسيل الذي يقود فلول ما تبقى من البرتقاليين يسير بامانة على خطى الجنرال، فاقصاء زياد عبس وطوني نصرالله ونعيم عون نسخة معدلة عن اقصاء الجنرال للوائين عصام ابو جمرة، ونديم لطيف وبقية «حكماء التيار» كونه لا يستسيغ اصحاب الاصوات العالية، انما يؤثر عليها هدوء الحملان وخنوع المتسلقين الطارئين على التيار مدججين بالتبعية والنفعية وفتات الموائد في الادارات والوزارات، ولعل ابرز معالم الديموقراطية في الانتخابات الحزبية التي شكل زياد عبس نقطة فارقة فيها حيث حصد نصف الاصوات في الاشرفية 184 صوتا اعتبرت «ملغاة» ديموقراطيا، فماذا بقي من الديموقراطية البرتقالية وعن اية ديموقراطية حضارية تغنى بها باسيل الذي فاز بالتزكية في البترون لكن هذه التزكية لن توصله الى مجلس النواب تقول الاوساط المعارضة، كون القواعد الشبعية في القضاء المذكور سبق وقالت كلمتها به في الاستحقاق النيابي الاخير فتم التعويض عليه من قبل الجنرال بباقة من الحقائب الوزارية وابرزها وزارة الطاقة حيث لا ينكر المواطنون افضاله كونه وفى بوعده «الكهرباء 24 الى 24 في خريف 2015»، وبالعودة الى الديموقراطية الباسيلية اجتراح المرحلة الثانية ممن فازوا بالانتخابات الحزبية كمرشحين محتملين اي اجراء استفتاء شعبي لمعرفة مدى قبولهم او رفضهم في مناطقهم وهنا بيت القصيد اي فتح الباب واسعاً لاقصاء من يرد اقصاءه... وتصبحون على برتقال.

 

هشام حداد لجبران باسيل: يا أخي لا أحد يطيقك!

بتول خليل/المدن/الخميس 04/08/2016

هشام حداد لجبران باسيل: يا أخي لا أحد يطيقك! حداد: “تمّ فصلي من التيار لأحرز شرف الانضمام إلى قافلة الذين رفضوا الظلم و مصادرة الإرادة”

عدم تقبّل الآراء الإعلامية المنتقدة أو المعارضة ومحاولة تهميشها وإسكاتها، تحوّل مع الوقت إلى قاعدة ثابتة تنتهجها سياسة العم والصهر البرتقاليين، ضمن مسار عملهما السياسي والحزبي، الزاخر بأحداث طرد صحافيين وإسكات مراسلين والتعرّض لآخرين بالصراخ والشتائم، من منطلق “النزق السياسي” مع كل من يخالفهم الرأي. ويبدو أنه يتم تكريس مفهوم عوني بأن الخلاف في الرأي يُفسد للود كل القضايا التي يُفترض اندراجها ضمن أخلاقيات التعاطي والتواصل.

وفي حين جرت العادة أن يكون الرد على المختلف في الرأي من الصحافيين بالإسكات والطرد، تطوّرت الذهنية القمعية لابتكار أسلوبٍ أكثر عدوانية وشراسة، فوصلت إلى حدّ الفصل والتنحية بعدما ضاق صدر الرئيس المستجد للتيار بالأصوات المعترضة عليه من داخل العائلة الحزبية نفسها، كان آخرها إقصاء الإعلامي هشام حداد عن عضويته الحزبية، بعدما جرى استدعاؤه من قبل المحكمة الحزبية تمهيداً لفصله من التيار، ضمن موجة الفصل الأخيرة التي طاولت العديد من القياديين والناشطين بتهمة اعتراضهم على جبران باسيل، والتي جرى إلحاقها بمندرجات “مخالفة النظام الداخلي”.

ولمّا كانت تصفية الحسابات الشخصية أكثر ما يعبّر عن خلفية القرار المتخذ في حق المعترضين على “الأسلوب السافر” للسياسة الباسيلية في التعاطي “مع مناضلي التيار وقيادييه وكوادره”، حسبما كرر هؤلاء في أكثر من تصريح صحافي، فإنّ عزل الصوت الإعلامي، المتمثل في هشام حداد، قد يحمل إلى جانب الخلاف الممتد معه منذ لحظة اعتراضه على توّلي جبران باسيل رئاسة التيار الوطني الحر قبل عام، رسالة تصوّب أسهمها في أكثر من اتجاه، مترافقاً مع ما تشهده قناة “أو تي في”، حالياً، من تمرّد لمراسلي المناطق اعتراضاً على عدم دفع مستحقاتهم منذ أكثر من عام، بعدما توجّهوا بالطلب للعماد ميشال عون للنظر في قضيتهم، وغمزهم من قناة أن صبرهم يعود لإخلاصهم للمحطة والتزامهم بالنهج الذي تسير عليه.

على أنّ أزمة المراسلين، مضافة إلى تصاعد الاعتراضات على رئاسة جبران باسيل للتيار وأداءه وسياسته، قد يجعل من فصل هشام حداد تحذيراً لكل من قد تسوّل له نفسه أن يحيد عن الخط الجديد أو يبدي اعتراضه على أي أمر يمسّ بالتيار ورئيسه وأزلامه المتخبطين في أزمة الفرز العامودي عقب نتائج الانتخابات الداخلية الأخيرة، ما جعل إجراءات الفصل السابقة لا تعدو كونها رداً عقابياً موحّداً على الأصوات المعترضة سواء تمثلت في مطلب حقوقي أو سياسي أو تغييري مرتبط ببنية التيار الحديثة. وتعتبر الأصوات المعارضة أنّ شعار الحرية وممارسة الديموقراطية هو ما افتقده التيار بعدما تحوّل إلى مؤسسة ووُضع له نظام داخلي، في حين أن النزعة الإلغائية التي تحرّك جبران باسيل بعد توليه رئاسة التيار من دون انتخابات، قادته إلى إقصاء عدد من الرموز المؤسسة للحالة الشعبية والسياسية العونية، والذي يعدّ هشام حداد واحداً منهم. فالرجل لطالما فاخر بعونيته عبر أكثر من منبر، خصوصاً في ظهوره التلفزيوني وعروضه المسرحية، حين كانت أغلب إطلالاته بالزي البرتقالي، والتي لم يتوانَ خلالها عن التأكيد على انتمائه السياسي وإن بقالب كوميدي.

وبالرغم من مغادرته العام الماضي قناة “أو تي في” بعد 8 سنوات من العمل فيها، وتوجهه للعمل في برنامجه “لهون وبس” في “إل بي سي”، فإنّ ظهوره عبر واحدة من قنوات الصف الأول، يحمل في أحد وجوهه بُعداً إيجابياً يخدم صورة التيار وجمهوره، ويحمل دلالات القدرة على الاندماج مع محطة تلفزيونية ذات بيئة سياسية مختلفة والانفتاح على شريحة أوسع من المشاهدين الذين تستقطبهم “إل بي سي”. بهذا المعنى كان من المفترض من التيار التمسّك بالنموذج الذي يقدّمه هشام حداد، خصوصاً أن برنامجه استطاع تحقيق نجاح جماهيري ونسبة مشاهدة عالية، تفوّقت على برامجه السابقة في “أو تي في” مثل “لول” و”حرتقجي”.

لكن العلاقة تدهورت، بين حداد والقيادة الجديدة للتيار البرتقالي، وظهرت ملامح التردّي منذ لحظة الغاء الانتخابات في التيار وفرض جبران باسيل لرئاسته، الأمر الذي رفضه حداد وكثيرون معه معتبرين أنه “احتكار لصوتهم” ومعلنين العصيان على القيادة الجديدة فقط دوناً عن قيادة العماد ميشال عون الموجود بالنسبة إليهم “في موقع القداسة”. وفي حين أخذت الأمور لاحقاً طابع الخلاف الشخصي الحاد بين حداد وباسيل، لم يتوان خلالها حداد عن التعبير عن موقفه تجاه باسيل في أكثر من مناسبة وحدث، بدءاً من إعلانه رفض المشاركة في التظاهرة العونية في ساحة الشهداء في أيلول/سبتمبر2015، مروراً بوصفه باسيل بـ”الوزير المهرّج”، ووصولاً لإطلاقه مؤخراً هاشتاغ #يا_خيي_فهام_ما_حدا_بطيقك، في معرض تأكيده خبر فصله من التيار وقوله “تمّ فصلي لأحرز شرف الانضمام إلى قافلة الذين رفضوا الظلم و مصادرة الإرادة”.

 

سوريا على خطى العراق…

خيرالله خيرالله/العرب/05 آب/16

كم يشبه اليوم البارحة، كم يشبه الوضع السوري الآن ما مرّ به العراق. لم تقدم الولايات المتحدة الأميركية على احتلال العراق وإسقاط النظام فيه إلا بعدما تأكدت من أنّه لن تقوم للعراق قيامة في يوم من الأيّام. تسير سوريا هذه الأيّام، خصوصا في ضوء ما نشهده في حلب، على خطى العراق. هناك عملية تفتيـت للبلد وللمجتمع تنفّذ على مهل، وذلك من أجل ضمان الانتهاء من البلد. بعد احتلال العراق للكويت في مثل هذه الأيّام من صيف العام ألف وتسعمئة وتسعين، انتظرت الولايات المتحدة ثلاثة عشر عاما قبل دخول بغداد في عهد جورج بوش الابن. فعلت ذلك من دون حسابات من أي نوع تأخذ في الاعتبار أن الرابح الوحيد من الحرب على العراق سيكون إيران. إنها الجار الذي يمتلك حسابا قديما يريد تصفيته مع النظام العراقي ومع العراق نفسه في الوقت ذاته. كان في استطاعة الجيش الأميركي متابعة رحلته إلى بغداد لدى تحرير الكويت في شباط ـ فبراير من العام ألف وتسعمئة وواحد وتسعين. امتلك جورج بوش الأب، الذي كانت لديه مجموعة من المستشارين في مستوى جيمس بايكر، وزير الخارجية وقتذاك، والجنرال برنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي، ما يكفي من الحكمة والفهم لتعقيدات الشرق الأوسط لوقف تقدّم القوات الأميركية عند الحدود الدولية المعترف بها بين العراق والكويت.

المضحك المبكي في أيّامنا هذه أمران. الأوّل أن النظام السوري لا يريد أن يتعلّم شيئا من التجربة العراقية. هل هي المدرسة البعثية ذاتها التي تعتبر أن لا مكان في العالم إلّا لسياسة إلغاء الآخر التي لم يعثر النظـام السـوري على بديـل منها، حتّى عنـدما يكون الأمر متعلّقا بالشعب السوري؟

أمّا الأمر الثاني المضحك المبكي، فهو أنّ الولايات المتحدة في عهد باراك أوباما لن تكون في حاجة إلى تدخل مباشر ولعملية عسكرية كبيرة من أجل الانتهاء من سوريا، تماما كما انتهت من العراق. هناك نظام في دمشق ينفّذ كل ما هو مطلوب منه في مجال القضاء على سوريا عن طريق تفتيتها بطريقة منهجية. لو لم يكن الأمر كذلك، لما استعان النظام في حربه على الشعب السوري بإيران، ثم بروسيا التي تنسق بدورهـا مع إسرائيل في شـأن كلّ خطـوة تقدم عليها في الأراضي السورية.

تأتي معركة حلب الدائرة حاليا لتؤكد أن البعث السوري لم يتعلّم شيئا من تجربة البعث العراقي. تفوّق بشّار الأسد على صدّام حسين في العجز عن فهم التعقيـدات الإقليمية والدولية. لكنّ ما يجمع بينه وبين صدّام أن كليهما يخدم إيران على طريقته. الفارق الوحيد أن الرئيس العراقي السابق كان يفعل ذلك عـن غيـر قصد. كـان يخـدم إيران بسبـب سذاجته السياسيـة التي ليسـت بعدها سذاجة. أمّا بشار، فإنّه يسير في هذا الاتجاه عن سابق تصـور وتصميم من منطلق إيمانه بحلف الأقليات الذي سيعود بكل نوع من المصائب على المنطقة ودولها. كيف يمكن لرئيس النظام السوري تصوّر أنّه ستكون في استطاعته في يوم من الأيّام العودة إلى حكم البلد بعد كلّ ما ارتكبه من جرائم؟ كيف يمكن أن يعود إلى حلب يوما متجاهلا أن في المدينة ومحيطها ما يزيد على خمسة وأربعين ألف مسلّح، فضلا عن أن حلب هي بمثابة منطقة نفوذ تركية. سقوط المدينة يعني سقوط تركيا التي لا تزال تعالج نتائج المحاولة الانقلابية التي استهدفت رئيسها رجب طيّب أردوغان. كلّ ما يستطيعه بشّار الأسد هو لعب الدور المرسوم له في مجال تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ ليس إلّا. لن يستطيع الانتصار يوما في حلب، وفي غير حلب. كلّ ما يستطيعه هو خدمة المشروع الإيراني والمشـروع الروسي والمشـروع الإسرائيلي، في وقت تجد تركيا نفسها في وضـع لا تحسد عليه بعدما تبيّن أن معالجة وضع المؤسسة العسكرية ليست مسألة سهلة بأي شكل. في حال كان من مغزى لمعركة حلب، فهذا المغزى يتمثّل في أنّ ليست لدى أي طرف القدرة على تحقيـق انتصار حاسم في سوريا. كلّ ما هناك أنّ القوى التي تعمـل على تقسيـم سـوريا وتفتيتهـا والانتهـاء منها ستخرج منتصرة. سيكـون هناك انتصار كبير على الشعب السوري. أليس مثل هذا النوع من الانتصارات ما تبتغيه جماعة “المقاومة” و”الممانعة” التي وضعت نفسها، في كلّ وقت، في خدمة إسرائيل ومشروع حلف الأقلّيات الذي لم تتردد يوما في دعمه.

رفعت جماعة “المقاومة” و“الممانعة” في الماضي شعار التصدي للمشروع الأميركي في المنطقة. لا يتردد الأمين العام لـ“حزب الله” السيد حسن نصرالله في ترديد مقولة أنّ أميركا هي الخطر على المنطقة. هل لدى أميركا بالفعل مشروعها للمنطقة، أم كلّ ما في الأمر أن التحالف الإيراني ـ الروسي ـ الإسرائيلي يستفيد من غياب مثل هذا المشروع لتقاسم سوريا لا أكثر ولا أقلّ… بعدما فعل كلّ ما فعله بلبنان؟ فعل هذا التحالف فعله الذي بدأت تظهر نتائجه الآن على الأرض اللبنانية، وذلك منذ ملء إيران الفراغ العسكري الذي خلفه الانسحاب العسكري السوري بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل أحد عشر سنة وبضعة أشهر، ومنذ حصول ذلك التواطؤ مع إسرائيل كي تنتهي حرب صيف العام ألفين وستة بانتصار ساحق ماحق على لبنان واللبنانيين. دمّرت إسرائيل، وقتذاك، نحو ثلث البنية التحتية اللبنانية وذلك كي يتمكن “حزب الله” من نشر المزيد من الفقر والبؤس بين اللبنانيين. بعد تلك الحرب، رفع حسن نصرالله علامة النصر وهو يقف على ما بات أقرب إلى جثة أكثر من أيّ شيء آخر… أي على ما بقي من مؤسسات الدولة اللبنانية التي صارت بفضله وبفضل أولياء أمره في طهران، جمهورية من دون رأس لا أكثر ولا أقلّ! المؤسف أن مصيرا أسوأ بكثير من مصير لبنان ينتظر سوريا والعراق حيث مهّد البعثان لتدمير كلّ ما يمكن تدميره في البلدين، وصولا إلى ما نشهده هذه الأيام من نفوذ إيراني فيهما، في ظل اعتماد الإدارة الأميركية موقف المتفرّج على مأساتين ذهب ضحيتهما شعبان كانا مؤهلين لدور طليعي في تطوير الشرق الأوسط كلّه، بدل إغراقه في برك الدم…

 

حلّ الملف اللبناني لا يؤثر على علاقات إيران الدولية

ثريا شاهين/المستقبل/05 آب/16

النقاش الدائر بين الغرب وايران حالياً، يتركز وفقاً لمصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، على مسؤولية ايران في جذب الاستثمارات العالمية اليها، ما بعد البدء بتنفيذ الاتفاق النووي ورفع العقوبات المتصلة به، وهذا هو موقف الغرب، ويتركز ايضاً على موقف ايران الذي يقول بضرورة حصول تسهيلات غربية اكبر تشجيع المستثمرين للذهاب اليها، لاظهار فائدة الاتفاق للمتشددين الذين لم يكونوا معه. وعدم تلمس الفائدة يسهل فوزهم في الانتخابات الرئاسية السنة المقبلة حيث يمكنهم ان يعتبروا انه لم تحصل نتائج ملموسة للاتفاق. لذلك يبلغ الغرب ايران، ويشدد عليها، من اجل مراجعة دورها في المنطقة لان ذلك هو السبيل الوحيد لجذب الاستثمارات، ووقف خوف المستثمرين وقلقهم على استثماراتهم اذا بدأوا بها في ايران في ظل مفاعيل الاتفاق النووي وحصول مفاجآت سلبية في السياسة. وايران لا تزال تجيب الغرب، بأنه اذا لم يتحسن الاقتصاد سيفوز المتطرفون الذين رفضوا الاتفاق، وهم وراء التجارب النووية والصاروخية الاخيرة. من هنا تؤكد المصادر، ان التطبيق الافضل للاتفاق ولمفاعيله يتم في ظل حلول سياسية في المنطقة ودور ايراني ايجابي في ملفاتها وعلاقة جيدة لايران مع الخليج. الامر الذي يخلف ظروفاً مؤاتية للاستثمار، واجواء مفيدة تؤمن ثباته. اذ لا يمكن لايران اذا ارادت ان تطور اقتصادها ان تستمر في دعم منظمات «ارهابية» كما يعتبرها الغرب، وان تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وان تؤدي دوراً سلبياً ازاء ما يطلبه الغرب في مجال التعاون السياسي لحلحلة كافة الملفات. هناك آلية من الاتفاق النووي تجعل رد العقوبات على ايران ممكناً بسهولة، اذا خالفت بنوده. حتى ان العلاقات الايرانية مع الخليج لا تزال صعبة ومعقدة، وليس هناك في الافق ما يوحي بحلحلة ما. عندما اجتمع وزراء خارجية دول الخليج في بروكسل مع نظرائهم الاوروبيين اخيراً، ظلوا مصرين على شرط ان توقف ايران تدخلها في المنطقة من اجل تحسين العلاقات معها، ولم يسمع الاوروبيون منهم وجود حلحلة ما.

وتفيد المصادر، ان ايران ومن اجل القبول بالمطالب الغربية منها في المنطقة تريد مقابلاً، وهي تحجم حتى عن المساهمة في حلحلة الملف اللبناني لا سيما وانه الاسهل بين ملفات المنطقة الخاضعة للعرقلة.

وتشير المصادر، الى ان ايران قد تكون تعتبر ان الحلحلة على صعيد لبنان قد لا تؤثر في المستثمرين الدوليين. حتى انه اذا كان هناك مصرف اوروبي مثلاً متردد في التعامل مع ايران، او فتح فرع له هناك، قد لا يغير رأيه اذا تم حل ملف لبنان. في ذهن ايران ملف لبنان مربوط بوضع المنطقة وبملفي سوريا واليمن وملف لبنان اذا حل ينعكس ايجاباً في ارتياح الوضع الداخلي، والانتخابات الرئاسية تنعكس ايجاباً في تحسين الاقتصاد والثقة بالمؤسسات الدستورية. ولا يؤثر وفقاً للمصادر على اي مسار له صلة بالعلاقات الاقليمية الدولية.

وآخر الاتصالات الفرنسية مع ايران حول الملف الرئاسي، كان نتيجته ان لا تغيير في الموقف الايراني، وان ايران اعادت التأكيد انها تساند الحل السياسي من ضمن وحدة لبنان وحريته وسيادته واستقلاله. وان الحل هو لدى الاطراف المسيحية والداخلية، وهؤلاء هم الذين يجب ان يجدوا الطريق الافضل لحل الملف. وان الملف السوري اساسي، وهو الذي يؤثر في حلحلة الملف اللبناني. وايران، بحسب المصادر، تريد حالياً، ان تستكمل الحرب في سوريا لفرض وقائع على الارض لصالحها. وفي موازاة ذلك هناك فعلاً بطء في الفوائد التي كان يمكن لايران ان تجنيها من الاتفاق النووي. هناك اجراءات ثقة مطلوبة منها. ودورها في المنطقة الذي لم تقتنع بعد بتغييره لا يساعدها في بناء الثقة، هذا. مع الاشارة الى اجراءات عديدة اتخذتها الدول الغربية لعدم تأثير العقوبات التي لا تزال مفروضة على ايران والمتصلة بالارهاب وحقوق الانسان، في مرحلة تنفيذ الاتفاق النووي وازالة العقوبات ذات الصلة به. انما الدول لا يمكنها ان تفرض على المؤسسات والمصارف المترددة ان تساهم في ايران حتى ان مصارف لبنان تنظر الى الامر، بالمنطق ذاته، الذي تتبعه المصارف العالمية. هناك وفود مصرفية ايرانية ستزور اوروبا لدراسة طريقة ما للتعاطي المصرفي بين الطرفين في ظل القوانين الدولية، لكن ايران لا تريد تغيير السياسة حالياً.

 

تلازم الانتخابات الأميركية والإيرانية

أسعد حيدر/المستقبل/05 آب/16

سؤال كبير يدور داخل إيران وخارجها: هل سيُسمح للرئيس حسن روحاني بالفوز بولاية رئاسية ثانية، أم يخفق ليكون أول رئيس للجمهورية الإسلامية، تنتهي ولايته بدورة واحدة؟ إسقاط حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية ليس مسألة مبرمجة، أو كما يُقال «وصفة طبية يتم استحضار الأدوية فيها من أقرب صيدلية». مثل هذه الواقعة، نجاحاً أو إخفاقاً، ستكون نتيجة صراعات طويلة وواسعة في قلب «إيران العميقة» وصولاً الى الدوائر الشعبية الواسعة. باكراً بدأت الحملة، بعد تقديم موعد الانتخابات شهراً كاملاً، حيث ستجري رسمياً في التاسع عشر من أيار 2017 بدلاً من نهاية حزيران من العام نفسه. استكمالاً لهذا، تُجرى بسرعة عملية فرز للمواقف، وكأن كل ذلك استكمال لمعركة الانتخابات التشريعية ومجلس الخبراء. عدم وضوح بيان تشكّل موازين القوى، ساهم في التعجيل في فتح المعركة. «الأصوليون« الذين لا يريدون التجديد للرئيس حسن روحاني يحاربونه بكل قواهم مستهدفين من خلاله التحالف القوي الذي يُشكل روحاني فيه «قمة جبل الجليد» الضخم المُشكّل منه ومن الرئيسين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي (الزعيم الحقيقي والفعلي للإصلاحيين، في حين أن محمد عارف الذي ترشح لرئاسة مجلس الشورى وأخفق يشكل الوجه الرسمي والعلني لهم). كما كان الاتفاق النووي والمفاوضات حوله، في قلب الحملة لضرب روحاني وفشلت، فإن هذا الاتفاق وما نتج عنه في صلب الحملة على روحاني ومَن معه. عودة الخطاب العدائي للولايات المتحدة الأميركية بعد هدنة قصيرة تميزت بإسقاط لقبها «الشيطان الأكبر» هو الأقوى حالياً. موقف المرشد آية الله علي خامنئي يصب الماء في «طاحونة» الأصوليين. خامنئي صاغ خطابه العدائي على بند ونتيجته:

*عدم رفع «العقوبات الظالمة»، يجعل الخلافات بين إيران وواشنطن «غير قابلة للحل».*عدم ظهور «تأثير ملموس للاتفاق في حياة المواطنين» ومن الواضح تحريض المرشد للشعب على روحاني، بالعزف على الوتر المعيشي الحسّاس للإيرانيين.

طبعاً روحاني لا يقف «مكتوف اليدين» أمام هذا الهجوم الأصولي الخامنئي. لذلك رد بسرعة على المرشد في لقاء تلفزيوني طويل فقال: «لو لم ينفّذ الاتفاق النووي لما كنا قادرين على بيع النفط. حالياً نحن نبيعه باليورو ولدينا أربعمائة مصرف نتعامل معها، كما أزلنا حالة الخطر عن الضمان والملاحة وصناعات البتروكيماويات والسيارات والمعادن«. تبادل «الكرات» بين المرشد والرئيس، وضع الحملة على نار حامية. من جديد جرى تعويم أحمدي نجاد والتهديد بإعادة ترشحه وفوزه في الانتخابات الرئاسية، وهو بعد أن أغرق الاقتصاد الإيراني خلال رئاسته، يتساءل الآن بأسف عن «عدم امتلاك إيران نموذجاً لإدارة الاقتصاد رغم مرور قرابة أربعة عقود على الثورة». ما لا يُقال علناً، شائع في الأوساط الإيرانية، وهو أن جميع القوى من «أصوليين« و«وسطيين« و«إصلاحيين« تركز خطاباتها على الداخل، وعيونها متوجهة الى الخارج وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية. الجميع يعمل وفي حساباته نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية في مطلع تشرين الثاني المقبل. ويتفق الإيرانيون، على أن فوز هيلاري كلينتون بالانتخابات سيدفع الجميع في إيران من المرشد الى الناخب العادي الى انتخاب حسن روحاني رئيساً لولاية ثانية، إذ لا يمكن انتخاب متشدد سواء كان أحمدي نجاد أو حتى الأصولي المعتدل علي لاريجاني رئيساً للجمهورية، لأنه ليس وارداً نقل المواجهة من الخطابات الى الميادين، إضافة الى أنه بعد الاتفاق النووي لا يمكن مواجهة كلينتون «النصف أوبامية» أو أكثر أو أقل، برئيس إيراني متشدد. بالعكس يمكن لحسن روحاني الرئيس، الحوار الهادئ والمنتج كما فعل ونجح في المفاوضات النووية.

أما إذا انتخب دونالد ترامب فإن مواجهته ولو لإقامة توازن متكافئ مع خطابه تكون في انتخاب أصولي من نوع وحجم أحمدي نجاد. في جميع الأحوال فإن أمام القيادة والقوى الإيرانية ستة أشهر من متابعة ترامب «الرئيس» لتحديد الموقف منه أو معه. ويبدو واضحاً رغم غرابته، ورغم العداء الخطابي، أن الأصوليين قبل الوسطيين والإصلاحيين يصوغون حركتهم على وقع «الكراسي الموسيقية» الأميركية. الترابط والتكامل بين الانتخابات الأميركية والإيرانية ونتائجهما، قائمان في تشكل مسارات الحروب والحلول في الشرق الأوسط. لذلك تبدو كل المسارات حالياً جامدة ومعلّقة على محاولات رسم للحدود بمزيد من التصعيد السياسي والحربي من دون الأخذ في الاعتبار الخسائر الإنسانية والاقتصادية والتنموية.

 

«المنشطات» الروسية والقلق الإيراني

 وليد شقير/الحياة/05 آب/16

يكرر القادة الإيرانيون القول إنهم يمتنعون عن التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية على الأزمات الإقليمية، باعتبار هذا التفاوض ورقة في يدهم، نظراً إلى ما تمكنت طهران من تأسيسه من نفوذ خلال عقود من الاستثمار في عدد من الدول بالمال والسلاح والرجال والتعبئة الأيديولوجية والدينية.

آخر المواقف في هذا الصدد جاء على لسان الرئيس حسن روحاني قبل يومين حين قال إنه «لو طبق الأميركيون الاتفاق النووي بحسن نية، وحالوا دون خلق العقبات، لربما كنا أبدينا استعدادنا للتفاوض في مواضيع أخرى من الممكن أن تصب في مصلحة الولايات المتحدة، ومصلحتنا، ومصلحة المنطقة».

واقع الأمر أن طهران هي التي كانت طرحت البحث في الحلول لأزمات المنطقة على هامش المفاوضات على النووي خلال الأعوام الماضية، لأنها، كما أبلغت الأميركيين، بإمكانها المساهمة في التهدئة والاستقرار فيها. وفيما كان الأميركيون يتجنبون أحياناً الخوض في هذه الاقتراحات، كانوا يعودون إلى العرض الإيراني أحياناً أخرى، لكن طهران كانت تتراجع عن الفكرة لسبب يتعلق بمراهنتها على أن تستفيد من رفع العقوبات أولاً، ثم تغوص في ما تعتبره تقاسم النفوذ مع واشنطن المتجهة إلى الانكفاء عن الإقليم. هذا فضلاً عن أن المكابرة الإيرانية وفائض الثقة الذي يطبع حكام طهران كان يحول دون أي مرونة في هذا المجال.

إلا أن الجانب الأميركي ميّز على الدوام بين رفع العقوبات عن إيران بسبب ملفها النووي، وبين رفعها تلك التي تقررت من الإدارة أو من الكونغرس لأنها «دولة داعمة للإرهاب» ولأنها «تقوض استقرار جيرانها».

لكن السبب الرئيس الذي يستدعي العنجهية الإيرانية في هذا المجال هو افتراض أن الاتفاق على النووي والانفتاح الدولي على طهران بعد رفع العقوبات الدولية، سيدفع دول الإقليم إلى التسليم بنفوذها. لا يترك المسؤولون الإيرانيون (آخرهم رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي من بيروت) ومعهم الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، مناسبة إلا ويعبرون عن غضبهم حيال امتناع الدول العربية، لا سيما السعودية، عن قبول الحوار، فيظهر التوتر والغيظ والحنق عليهم عندما يثيرون هذا الامتناع ويتوعدون بالويل والثبور كما فعل نصرالله في خطابه الأخير قبل أسبوع. وهو يكرر هذه المواقف منذ أكثر من سنتين، وخصوصاً بعد أن اجتاح الحوثيون بدعم من «الحرس الثوري» و «حزب الله» اليمن العام الماضي. لم تقنع «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية، والتي حالت دون تحويل اليمن قاعدة لإيران، الأخيرة بأن الحروب بالواسطة التي تخوضها باتت تلقى المواجهة المكشوفة ميدانياً وعلى المستوى السياسي. وفي كل مرة حققت طهران تقدماً ميدانياً في سورية مع قوات النظام، وكلما تشدد الحوثيون في المفاوضات التي كانت قائمة في الكويت أو صعّد الانقلابيون الحصار على مدينة تعز أو قصفوا الأراضي السعودية، كان نصرالله يكرر تهديداته للسعودية إذا لم تقبِل على الحوار.

يخفي الاستعجال الإيراني التفاوض مع الدول العربية الرئيسة قلقاً يخالف الاطمئنان إلى «الصبر الاستراتيجي» كما يصفه نصرالله، فطهران لا تريد التسليم بأن الحرب المديدة التي يديرها الكبار في سورية، لا تعني أن سياسة القضم ثم التفاوض هي الوحيدة السائدة، وأن هناك في المقابل أسلوب الكر والفر في القتال بالميدان السوري، بحيث لا يمكن أي إنجاز اليوم أن يبقى مؤثراً غداً. ولم تدرك أن التحالفات الدولية التي نسجتها لتحقيق استراتيجيتها تقابلها حالة من التكيف العربي مع التحولات الدولية أيضاً، ليست حصرية على الدهاء الإيراني. تخشى طهران أن ينتهي مفعول «المنشطات» الروسية بالقصف الجوي في كل مرحلة من مراحل الحرب. فللمنشطات تاريخ صلاحية لا يدوم. وتخشى أن تسبق أي تسوية روسية- أميركية بمشاركة إسرائيلية، أيَّ اتفاق ترغب في التوصل إليه مع جيرانها العرب، وتخاف أن يسابق الاتجاه الأميركي نحو تشديد الضغوط عليها، الاعتراف لها بمكاسبها الإقليمية، فحتى إدارة باراك أوباما الموصوفة بالتساهل مع طهران في العراق، بحجة التعاون للتخلص من «داعش»، تشهّر بإيوائها الإرهاب، فتصدر وزارة الخزانة (في 20- 7- 2016 ) عقوبات على قادة من «القاعدة» بالأسماء، بعضهم يقطن طهران منذ عام 2006، وتعدد المهمات التي يقومون بها.

القلق الإيراني طبيعي مع توقيع إقليم كردستان العراق بروتوكول تعاون عسكري (ضد «داعش») مع واشنطن، في وقت يتحرك أكراد إيران. وهو طبيعي أكثر مع تنامي الحركات الاحتجاجية في بلوشستان والأحواز الإيرانيتين، فهي على محدوديتها تسببت بعشرات الإعدامات. فما دور واشنطن في كل ذلك؟

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية معركة حلب لن تنقذ الأسد

عبد الكريم أبو النصر/النهار/5 آب 2016

"معركة حلب بكل تطوراتها وتداعياتها لن تقرر مصير سوريا ولن تغير مسار الأوضاع وموازين القوى في هذا البلد وفي المنطقة. ويستطيع الرئيس بشار الأسد، مدعوماً من الروس والايرانيين، أن يفرض سيطرته عسكرياً وأمنياً على هذه المدينة وعلى مناطق أخرى، لكنه لن يستطيع أن يكسب الحرب وأن ينتصر فعلاً اذ انه لن يستطيع أن يفرض نفسه ونظامه على الشعب السوري وعلى الدول الاخرى المعنية بهذه القضية والمعادية له، ولن يستطيع ان يعالج المشكلات الهائلة المتراكمة في سوريا وان ينهي الأزمة البالغة التعقيد وان يعيد بناء البلد وإعماره وأن يحقق الأمن والاستقرار فيه. فمعركة حلب لن تبدل المعطيات الجوهرية في هذا النزاع ولن تغيّر الحقائق الأساسية في سوريا ولن تعيد عقربي الساعة الى الوراء. فالمعركة التي تحدد مصير سوريا أكبر من قدرات الاسد ونظامه واكبر من معركة حلب وأوسع نطاقاً منها. اذ انها مرتبطة بوقائع وحقائق مهمة تفرض ذاتها على الجميع في الساحة السورية، ومرتبطة بصراعات اقليمية ودولية وبمآس ضخمة يعانيها السوريون وبكوارث ليس لها سابق أصابت هذا البلد. وهذا هو المأزق الذي يواجهه الأسد وحلفاؤه والذي يمنعهم من الانتصار الحقيقي ومن حسم الصراع لمصلحتهم ومن الامساك مجدداً بالبلد".

هكذا اختصر مسؤول دولي معني بالملف السوري أبعاد معركة حلب. وقال في لقاء خاص في باريس: "يركز الأسد وحلفاؤه في تصريحاتهم ومواقفهم العلنية على أن معركة حلب ستحقق النصر الحاسم والكاسح للنظام وستكون هي المعركة الكبرى الأخيرة الفاصلة في هذا النزاع والتي ستسمح للرئيس السوري بأن يستعيد شرعيته الداخلية والاقليمية والدولية وتدفع الدول المعادية له والمؤثرة الى اعادة النظر في حساباتها والاعتراف به مجدداً والتعامل والتفاوض معه من أجل انقاذ سوريا من الجحيم. وحسم هذه المعركة سيمنح روسيا وايران انتصاراً سياسياً وديبلوماسياً كبيراً. لكن رهانات الأسد وحساباته هذه خاطئة وتتناقض مع الحقائق الصلبة ومع مواقف الغالبية الكبرى من الدول المعنية بهذا النزاع". وأضاف المسؤول الدولي: "إن مصير سوريا لن يحدده الأسد بل سيتحدد على طاولة المفاوضات وفي المشاورات والمساومات الاميركية – الروسية – الدولية – الاقليمية. ومعركة حلب هي في الواقع محاولة جديدة من الأسد للإفلات والتهرّب من متطلبات الحل السياسي للأزمة المتفق عليه دولياً والمدعوم من مجلس الأمن، وللتنصل من أسس عملية التفاوض في جنيف والتي تنص على أن الحل يتطلب نقل السلطة الى نظام سياسي جديد تعددي يحقق المصالح المشروعة لكل مكونات الشعب السوري ويضمن حقوقه الاساسية. ومعركة حلب هي محاولة اخرى تدعمها روسيا من اجل تحسين شروط التفاوض مع أميركا أياً يكن الثمن الباهظ الذي ستدفعه المدينة مع سكانها. لكن معركة حلب، أياً تكن نتائجها، لن تعزز مواقع الأسد على طاولة المفاوضات ولن تبدل شروط التفاوض ولن تؤدي الى اسقاط القرارات والتفاهمات الدولية التي وافقت عليها روسيا رسمياً وخطياً، والتي تنص كلها بوضوح على ضرورة قيام نظام جديد بعيداً من الأسد في سوريا من أجل انهاء الحرب واحلال الأمن والاستقرار والسلام في هذا البلد". وخلص المسؤول الدولي الى القول: "الأسد يواجه في مفاوضات السلام التي يحاول نسفها أو تجاوزها، في وقت واحد، المعارضة السورية المعتدلة التي تفرضها طرفاً أساسياً في عملية حل النزاع القرارات والتفاهمات الدولية، ويواجه أيضاً الدول المؤثرة بقيادة أميركا المتمسكة بضرورة رحيله وانهاء حكمه وقيام نظام جديد في سوريا الجديدة. وبالنسبة الى هذه الدول فإن دور الأسد يقتصر أساساً على تسهيل تنفيذ عملية انتقال السلطة الى النظام الجديد من طريق مفاوضات جنيف. ويرفض الأسد طبعاً الاضطلاع بهذا الدور من أجل انقاذ سوريا، ويحاول الهروب من هذا الواقع من طريق معركة حلب ومواصلة الحرب. لكن معركة حلب لن تبدل هذا الواقع ولن تنقذ الأسد ونظامه".

 

أردوغان جاهز للثأر من أميركا وأوروبا عبر البوابة الروسية

 راغدة درغام/الحياة/05 آب/16

عندما يلتقي «القيصر» فلاديمير بوتين بـ «السلطان» رجب طيب أردوغان الأسبوع المقبل في موسكو في أول زيارة خارجية له بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، سيختال الرئيس الروسي كالطاووس منتصراً أمام الديك التركي الذي ينتف ريشه بنفسه ثأراً. كلاهما خائف، ضمناً، على سلطته وسلطويته القاطعة وكل منهما يخشى ذلك «المستنقع» الذي يتربص له: أردوغان في التصفيات الانتقامية داخل تركيا وبوتين في مغامراته السورية. حلب ستكون حاضرة حيثما يجتمع بوتين وأردوغان، فمعركتها مفصلية ومستقبلها سيكون مرهوناً – جزئياً – بالصفقة بين العدوّين اللذين تحوّلا إلى صديقي الحاجة الموقتة. إنما مفاعيل معركة حلب الأخرى أيضاً مهمة تشمل إيران وميليشياتها، والنظام في دمشق وأدوات إخماده المعارضة، والعواصم الخليجية وخياراتها بعد استدارة أردوغان نحو روسيا وعلى ضوء استمرار التلكؤ الأميركي في مد المعارضة السورية بالمعونات الضرورية لبقائها – وإلاّ زوالها بعد معركة حلب. فما هي ماهية معركة حلب لكل من اللاعبين فيها، لا سيما أن هذه المدينة العريقة تُعَّد من أهم المدن السنّية وأكبرها؟

إسقاط المدينة واحتلالها ليسا أمرين سهلين، بل قد يكونان الورطة التي توقع بروسيا كما بإيران. ربما الهدف هو تحويل المكاسب الميدانية إلى أوراق تفاوضية، ولعل تحقيق تلك المكاسب العسكرية بات أسهل نتيجة تنازلات أردوغان المرتقبة أمام مطالب بوتين السورية. إلا أن هناك الآن توتراً في العلاقة الأميركية – الروسية ناتجاً من تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأميركية وإفراطها في القفز على ظهر وزير الخارجية الأميركي جون كيري وتفاهماته المبهمة مع نظيره سيرغي لافروف حول سورية. ثم إن واشنطن تراقب الاستفادة الروسية من أردوغان الجديد ما بعد المحاولة الانقلابية، وترى في ذلك خسارة ورقة كانت في يدها في المعادلة مع روسيا: ورقة تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي كان لواشنطن نفوذ فيها استخدمته في المحادثات الأميركية – الروسية في شأن سورية. اليوم، اختلفت المعايير والتحالفات، لكن بعض الاستراتيجيات لم يتغير، وحلب في صميمها.

بتاريخ 19 شباط (فبراير) الماضي في هذه الزاوية تحت عنوان «موسكو للعرب: إيران أول حلفائنا»، نقل المقال عن مصادر روسية رفيعة المستوى إصرار موسكو على مركزية الفوز في معركة حلب مهما كان الثمن وإصرارها على حسم المعركة لمصلحتها ولمصلحة النظام في دمشق: «لا توقف عن الغارات ولا تردد في أية إجراءات عسكرية برية بالشراكة مع النظام وحلفائه من ميليشيات، إلى حين تأمين الفوز بحلب وقطع الطريق على التواصل مع تركيا. هذه الاستراتيجية عسكرية لا تراجع عنها تحت أي ظرف كان»، وموسكو ترى أن «إعادة سيطرة النظام السوري على حلب ترفع معنوياته وتمكنه من خوض بقية المعركة الروسية ضد التنظيمات الإسلامية التي تصنفها إرهابية».

إذاً كان واضحاً منذ مطلع السنة أن حلب محطة حيوية في الاستراتيجية الروسية ولن تتوقف عن قصفها لا من أجل «عملية فيينا» السياسية التي ولّدتها روسيا، ولا خوفاً من ردود الفعل الأوروبية المعنية بتدفّق اللاجئين إليها أو الأميركية التي بدأت تشتم أخيراً رائحة المناورة الروسية.

هناك من يقول – ويصرّ على قوله – إن إيران هي المحرك الأساس وراء معركة حلب، وليس روسيا، وأن طهران هي التي أقنعت موسكو أخيراً بخوض معركة حلب المصيرية للغايات الإيرانية الاستراتيجية.

الجديد هو عنصر الاستدارة التركية المهمة وتأثيرها في سورية بعامة ومعركة حلب خصوصاً. هناك كلام عن محور ثلاثي جديد نتيجة الاستدارة التي بدأت مع اعتذار رجب طيب أردوغان إلى فلاديمير بوتين قبل المحاولة الانقلابية وستتوّج بالزيارة لموسكو. فإلى جانب هذه الزيارة المهمة، اجتمع نائب وزير خارجية تركيا مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هذا الأسبوع، في ما يبدو أنه بذور محور تركي – روسي – إيراني يتم إعداده على ضوء التحوّلات اللافتة في السياسة التركية ما بعد المحاولة الانقلابية.

فوضع رجب طيب أردوغان غيّر المعادلة في سورية ذلك أنه سيضحي بسورية لضمان سيطرته على تركيا وهو جاهز للثأر من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية عبر البوابة الروسية. فثأره وانتقامه عارمان على الصعيد الداخلي كما على صعيد العلاقات مع أوروبا وأميركا. وهو يعتقد أنه يمتلك أدوات الثأر ولن يسقط في مستنقع الانتقام.

بكلام آخر، إن أردوغان جاهز لتقديم خدماته الانتقامية إلى فلاديمير بوتين، ومعظمها أدوات سورية، منها: أولاً، قطع طرق الإمدادات إلى المعارضة السورية التي طالما رفضت أنقرة اعتبارها إرهابية، إلا أنها مضطرة اليوم لإعادة النظر بما يلبي المطالب الروسية. ثانياً، الدخول كشريك ميداني في المحور الروسي – الإيراني في معركة حلب ليتحوّل المحور من ثنائي إلى ثلاثي. ثالثاً، التفاهم على بشار الأسد بدلاً من اشتراط تنحيه كما كان الموقف التركي سابقاً. رابعاً، استخدام ورقة اللاجئين لإغراق أوروبا بالمشكلات الداخلية، لا سيما إذا تم فتح أبواب تركيا على أوروبا بلا تدقيق كامل بمن هو لاجئ مسكين ومَن هو الإرهابي المختبئ في ثياب المسكنة. خامساً، التصعيد ضد الولايات المتحدة واحتمال وقف التعاون مع التحالف الذي تقوده ضد «داعش» في سورية والعراق. وهناك أكثر من أداة لن يتردد أردوغان في استخدامها لضمان بقائه في السلطة. فهو على رغم تعاليه على الدستور وإهانة جيش الدولة وتحقيره حملة التصفيات والاعتقالات المذهلة، فإن الرجل قلق، وقلق جداً. إنه خائف، وخائف جداً. إنه يواجه الآن الانقلاب الحقيقي الذي يصنعه بنفسه ضد نفسه. وقد لا يدوم الرجل في السلطة حتى لسنة إذا استمر على هذا النمط – بل قد يكون فات الأوان على إصلاح نفسه من الثأر وإنقاذ مصيره من الانتقام.

إنما، من الآن وحتى ذلك الموعد، على جميع المعنيين والمتأثرين بالإجراءات والتداعيات المترتبة على استدارة أردوغان، أن يدققوا بوقعها على استراتيجياتهم الثنائية والإقليمية بالذات في العراق وسورية خصوصاً، والدول الخليجية في الطليعة. فإذا تم توطيد محور تركي - روسي – إيراني في سورية، فإن للأمر أهمية بالغة تتطلب التفكير الجدي وإعادة النظر.

بغض النظر إن اعتقد البعض أن مصير بشار الأسد ورقة تفاوضية عند الروس، أو أن مصير رجب طيب أردوغان هش وغير دائم ولم يعد مهتماً بطموحاته الشرق أوسطية، أو أن إيران وميليشياتها لن تتعافى من معركة حلب حتى لو انتصرت عسكرياً، إن ما يحدث في سورية عبر بوابة حلب مفترق طريق مصيري لسورية ولجميع الأطراف المتورطة في معركة حلب.

فكلفة هذه المعركة عالية جداً للجيش الروسي الذي يخوض للمرة الأولى ضد كتلة عربية سنّية كبرى حرباً مكشوفة، فيقاتلها في مدينتها ويقصفها في عقر دارها. مثل هذا الاستثمار مكلف جداً لا سيما إذا أثبتت معركة حرب أنها في عداد المعارك المعهودة على المدن الكبرى واستحالة كسبها في نهاية المطاف.

إيران أيضاً ستدفع ثمن معركة حلب إذا ارتسمت في أذهان العرب كجيش إيراني شيعي دخل مدينة عربية سنّية كبرى وسط مذابح ودماء مستعيناً بميليشياته للتغطية على تدخله المباشر. فكلفة ذلك كبيرة بغض النظر إن استحال الانتصار القاطع أو وقع التورط في مستنقع معارك المدن الكبيرة.

بالطبع، إن وزن روسيا أهم من وزن إيران في معركة حلب، إنما ما هو الهدف الروسي منها وما هو الهدف الإيراني من ورائها؟ طهران تسعى وراء الحسم العسكري القاطع تنفيذاً لاستراتيجيتها التوسعية التي تربط بينها والعراق وسورية ولبنان. ماذا تريد روسيا من معركة حلب: الحسم العسكري تثبيتاً للنظام ومحورها مع إيران؟ أو تسجيل الفوز العسكري المحدود كورقة تفاوضية لفرض تصوّرها للحل السياسي في سورية؟ ثم هل أصبح في وسع روسيا فرض الحصار الاستراتيجي بالسلاح على ضوء التحوّلات الجذرية في تركيا أردوغان؟ وماذا سيكون تأثير ذلك في العلاقات الأميركية – الروسية؟

هذه التساؤلات كلها أساسية لفهم ما هو آتٍ إلى سورية بالذات عبر متاهات معركة حلب أو ورطة حلب. زيارة رجب طيب أردوغان لعدوه السابق فلاديمير بوتين ستجيب بالطبع عن بعض هذه التساؤلات المصيرية. إنما من واجب القيادات الخليجية أن تتوقف جدّياً أمام التطورات الآتية من تركيا لتدرس خياراتها الواقعية كي لا تقع، سهواً، شريك الأمر الواقع لمحاور تحاك على حسابها أو تغيب، عمداً، عن مسؤولية مصيرية لحلب وسورية.

 

إيران تنقلب مجدداً على التسويات

حسان حيدر/الحياة/04 آب/16

لا تتصرف إيران بوصفها دولة. فذلك يتطلب التزام التعهدات والمواقف المعلنة والاتفاقات المعقودة واحترام الذات والآخرين وحداً أدنى من الثوابت. أما هي فأقرب إلى المرابين والسماسرة ووسطاء الصفقات الذين يعتمدون الخداع مبدأً والتحايل وسيلةً، ولا يهمهم سوى تحصيل أكبر ربح ممكن مهما كانت الكلفة الأخلاقية عالية، وحتى لو أضر ذلك بشركاء أو أتباع تستخدمهم لنصب المكائد. وإذا نظرنا إلى سلوك نظامها منذ الانقلاب الديني في 1979، لعثرنا على خيط ناظم من المراوغة معتمد في مختلف مستويات السلطة، بدءاً من أزمه رهائن السفارة الأميركية وصولاً إلى الاتفاق مع الدول الغربية حول البرنامج النووي.

وكانت طهران دأبت طوال مرحلة التفاوض على الاتفاق الأخير على تأكيد التزامها تنفيذ ما يتم التوصل إليه، لا سيما الشق غير المعلن منه. وتوالت آنذاك تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي تؤكد أن الإفراج عن ودائعها المجمدة وعودتها إلى المجتمع الدولي وفك الطوق عن اقتصادها لن تجعلها تزيد من اندفاعاتها الإقليمية المسببة عدمَ الاستقرار، بل إنها مستعدة للتعاون والتنسيق بحثاً عن حلول وتسويات. لكن تبين أن هذا كله كان جزءاً من شباك الخديعة التي نصبتها لإقناع مفاوضيها بوهم استعدادها للخروج من صف الدول المارقة وتغيير سلوكها التخريبي في المنطقة والعالم، إذ سرعان ما عادت إلى سياسة المماطلة والتراجع والتلطي خلف ذرائع وحجج تتفنن في ابتكارها، متفوقة على الإسرائيليين في تلبس دور الضحية الساعية إلى الإنصاف.وبعدما تخلت طوال فترة التفاوض عن شعار «شيطنة أميركا» و «موت إسرائيل» الذي طالما استخدمته للمزايدة على العرب والمسلمين ولتبرير تدخلاتها في المنطقة تسليحاً وتمويلاً، وانتقلت إلى «مهادنة» واشنطن والإشادة بحكمة إدارتها، ووزع مسؤولوها ابتساماتهم المصطنعة على المصورين وهم يتحدثون عن فتح صفحة جديدة في كتاب التاريخ، ها هي إيران تنقلب مجدداً على ما سبق وأعلنته، طمعاً في المزيد من الربح، ولأن «تنازلاتها» لم تكن صادقة أصلاً وليست في صلب استراتيجيتها البعيدة الأمد الهادفة إلى مد النفوذ وبسط السيطرة. هكذا، تعتبر اليوم أن إدارة أوباما التي لم يبق لها سوى شهور قليلة لم تصدق وعدها، وسقطت في «الاختبار» الذي خاضته معها، ممهدة لبدء مفاوضات جديدة مع الإدارة المقبلة أياً تكن هويتها السياسية. فما حصلت عليه شكل الحد الأقصى الذي تستطيع الإدارة المنصرفة منحه، ولا بد من تحصيل المزيد من الآتي إلى البيت الأبيض إذا كان راغباً في انتزاع تعهدات شفوية جديدة منها. هكذا أيضاً، ينقلب أتباعها الحوثيون على التسوية اليمنية بعد ثلاثة أشهر من المفاوضات أبدى خلالها الوفد الحكومي حداً أقصى من المرونة رغبة منه ومن الدول الخليجية الراعية في وضع حد للحرب في بلد يقف على شفير الانهيار. وفي السياق نفسه، يصعد الإيرانيون بتلاوينهم المختلفة الحرب في سورية بمحاولتهم إسقاط حلب، وبدعم روسي انتهازي، ليس فقط لتحسين وضع حاكم دمشق التفاوضي، بل أيضاً لإحكام الطوق على لبنان المحتضر والمنتهَكة سيادته، فيما يبالغ تابعها «حزب الله» في تهجمه على العرب من أصدقاء هذا البلد، طمعاً في إبعادهم عنه نهائياً. هذه إيران التي لا يمكن الوثوق بها ولا الركون إلى وعودها وتعهداتها. لذا، لم تبالغ الرياض حين قالت أنها جربت معها كل الوسائل وأتاحت لها كل الفرص، لكن عبثاً، على رغم تصريحات ديبلوماسيي طهران المنمقة.

 

حول ذبح الأب جاك هامل في النورماندي

المحامي محمد أمين الداعوق/اللواء/04 آب/16

الكاهن الأب جاك هامل الذي أسلم الروح إلى بارئها منذ بضعة أيام، مذبوحاً بأيادٍ آثمة ومجرمة على مذبح كنيسة في النورماندي الفرنسية… لست أدري لماذا صورَتُهُ التي نشرتها وسائل الإعلام قبل عملية الذبح الوحشية، ما زالت تراودني بإلحاح، وأذكرها صبح مساء، للقريب والبعيد، هذا الكائن المُسنّ الوقور البالغ ستة وثمانين عاماً من العمر لم يشفع له عمره ولا مبادراته ومبادرات كنيسته الخيّرة تجاه المسلمين حيث سبق لتلك الكنيسة أن قدمت قطعة أرض عائدة إليها لبناء مسجد أمّن حاجاتٍ ملحة ومباركة لمسلمي تلك المنطقة لممارسة إيمانهم وطقوسهم الدينية وأداء فرائض العبادة الإسلامية، صورته تلحّ على تفكيري: هل لأنه ذُبِحَ وهو في نفس عمر والدي المرحوم سماحة الشيخ محمد الداعوق وفي نفس السن الذي توفي فيه؟ هل لأن معالم وجهه تشبه معالم والدي في الشكل وملامح الشيخوخة وآثار العمر المديد التي كان عليها قبل وفاته؟ هل لأن رسالة ذلك «الأب» المسيحي تتشابه في إطاراتها العامة مع رسالة «أبي»، الشيخ المسلم؟ هل لأنني مؤمن مثله بتقارب الأديان السماوية ورسالاتها الداعية إلى المحبة والتلاقي والتسامح، وإلى انتمائها إلى ذلك الإله الواحد، إلهنا جميعا، والمبادىء الأساسية التي تجمعها الإنسانية الواحدة بكل خصائصها وطبائعها ومنابعها الداعية إلى الإيمان والتوحيد والهادفة إلى إصلاح المجتمعات وتصويب نهجها، ومنعها من التصرفات الشريرة وأعمال البغي والعدوان.

تعاودني صورة هذا الأب- الشيخ، وقد تم نحره نحر الخراف، وحمداً لله أن والدي كان قد توفاه الله منذ زمن بعيد، حيث أسلم الروح وسط عائلته وأولاده، وتلامذته ومريديه، دون أن يتسنى له مجرد السماع بما باتت عليه أوضاع الدين الحنيف في هذه الأيام الفاحشة. أذكر كيف أن المرحوم العلامة النائب أنور الخطيب، الذي كان أستاذا للقانون في الجامعة اللبنانية، كيف أطلعني ذات يوم على ثلاثة أحكام قضائية، أصدرها المرحوم والدي خلال رئاسته للمحاكم الشرعية وأوردها ضمن مجموعة الأحكام المدنية والشرعية التي كان قد أعدّها للتداول والمناقشة ضمن دروس الأعمال التطبيقية للأحكام واعتبرها اجتهادات في تقارب المذاهب والأديان واختارها لهذا السبب لتكون نبراساً لطلبته، مسلمين ومسيحيين، ينتهجونها في حياتهم العامة والخاصة، خاصة في هذا البلد متعدد الأديان والمذاهب. وأذكر زيارة مفاجئة قام بها سماحة الأمام موسى الصدر لوالدي، في منزله، وكنت حاضرا لتفاصيلها التي بدأت زيارة تعارف بروتوكولية، وانتهت إلى زيارة توافقا فيها على بذل جهود مشتركة لمعالجة القضايا الإسلامية الواحدة في إطار وطني بعيد عن العنعنات المذهبية الصغيرة، التي مهما بلغت في تلك الايام من حدود، فهي لم تكن لتصل إلى حدود هذه المرحلة المؤسفة والبالغة في الإعوجاج والخروج عن المبادىء الإسلامية الأصيلة. ولكن عملية الإخفاء التي طاولت سماحته، سبقت الجميع إلى تلك الجريمة التي أفقدتنا إماماً واسع الأفق، لمّاحا بتطلعاته التوحيدية والدعوة إلى التواصل والتلاحم بين المذاهب الإسلامية، الأمر الذي تشتد حاجاتنا إليه في هذه الأيام المدلهمّة بشتى أنواع المخاطر.

وتعود صورة هذا الأب – الشيخ، المذبوح ظلما وعدوانا في مذبح كنيسته في النورماندي، وأنتفضُ رفضا واستنكارا واستبشاعا لسلسة الجرائم الفظيعة التي يرتكبها أولئك التكفيريون بحق الأبرياء، قتلا ونسفا ودهسا وحرقا، حيثما كان وفي كل مكان، في بلادنا وخارجها، وصولا إلى قلب أوروبا مطاولةً خلاصة أبريائها الذين لا ذنب لهم، إلاّ أنه صودف أن كانوا في موقعٍ دفعهم حظّهم العاثر إلى أن يكونوا فيه، وهم في ذلك يتعادلون ويتساوون، مع أبريائنا في الأماكن والمدن العربية والإسلامية لا فرق بين مجني عليه في بيروت أو في الضاحية الجنوبية أو في طرابلس أو في بغداد أو في دمشق أو في السعودية، وبين أولئك المجني عليهم في باريس وبلجيكا ونيس وبرلين ونيويورك. هو الجنون… هي الجريمة… في أوجها، بخروجها عن كل منطق وكل تبرير وكل مجافاة لحقيقة الإسلام مبادىءَ ونهجاً وروحاً وآيات وقواعد. إنه الإجرام الجنوني وقد انتشر حيثما كان، وقد آن الأوان أمام العالم أجمع، بكل فئاته الواعية والخيّرة والبعيدة عن المنافع والمصالح واختلاق المنظمات المخابراتية الدولية، متعدّدة الجنسيات والإستهدافات، آن الأوان للبحث بجدية وعمق وموضوعية وإنسانية عن الأسباب والمسببات التي أطلقتها إلى الوجود بمثل هذا الإنتشار والثعلبة الجماعية والمنفردة، وبالتالي عن إيجاد الحلول الشفائية لهذا المرض الإرهابي المتفشي حتى ليكاد أن يهدد العالم بأسره بأفدح الأضرار والأخطار.

 

التقسيم صفقة نتنة لا تنضج إلا بإطالة الصراع

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/04 آب/16

 لم تغب عن الأذهان سوريالية قرار قمة نواكشوط عقد القمة العربية المقبلة في اليمن، على رغم إجرائيته وحتى رمزيته التي تنطوي على تمنٍّ بأن تنتهي الحرب في أقرب الآجال. ونظراً الى الوتيرة المتسارعة للصراعات في الدول الأربع المأزومة، قد تكون الجامعة العربية مدعوة الى التفكير في أن قمة نواكشوط ربما تكون الأخيرة التي تنعقد ولو صوَرياً بـ «22 دولة»، وهي عملياً 21 بسبب المقعد الخالي لسورية. فالعدد مرشحٌ لأن يتزايد من دون أن تكون للجامعة ودولها إرادةٌ في التوسّع، على غرار ما حصل للسوق الأوروبية المشتركة التي حوّلت نفسها الى اتحاد أوروبي لتستوعب الدول الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1989.

والفارق أن السوق في أوروبا الغربية كانت واعية ومواكبة، بل مساهمة في ذلك الانهيار ومستعدّة للتعامل مع تداعياته وفقاً لسياسات مرسومة ومدروسة مسبقاً، أما الجامعة فبدت وفق بيانات القمة الأخيرة كأنها بالكاد لديها علمٌ وخبرٌ بكوارث ما هو جارٍ في سورية والعراق واليمن وليبيا و… و… من تفكيك للدولة وتمزيق للمجتمعات. لا يعني ذلك أن الجامعة أو بالأحرى دولها تجهل الأخطار، لكنها ترضخ لحقيقة أن قوى أخرى دولية أو إقليمية تتصرف الآن بمصير هذه الدول وشعوبها، وستتصرّف بدول وشعوب أخرى مرشّحة للاضطراب، وما على الجامعة ودولها سوى انتظار المحصّلة النهائية التي قد تفرّخ ما لا يقلّ عن عشر الى اثنتي عشرة «دولة» جديدة، إذا كان في الإمكان تسميتها دولاً.

الفارق أيضاً، أن مدير وكالة الاستخبارات الأميركية يستطيع أن يضع في التداول فكرة أن «عودة سورية موحّدة» لم تعد مؤكّدة، ومعها أيضاً فكرة أن سورية التالية، المجزّأة، لم تتضح معالمها النهائية بعد، ويعوّل اللاعبون الخارجيون على الحرب المستمرّة لتساعدهم في رسم الخرائط الجديدة. في المقابل، لم يُسجّل أي رد فعل عربي على جون برينان، ولا حتى من النظام السوري الذي يحرص رئيسه على الظهور كرئيس للبلاد وعلى الإكثار من الحديث عن «السيادة» و«استعادة السيطرة». ولا شك في أن تصريحات مدير الـ «سي آي إيه» تفيد بأن واشنطن عليمة بمشاريع التقسيم ومنفتحة عليها، وبما أن الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط تراجعت عندها، فإنها تتخذ من التقسيم وسيلة لتوزيع الأدوار ومناطق النفوذ. صحيح أن موسكو لم تنسّق تدخلها مع واشنطن، إلا أنها مدركة أن مستقبل دورها في سورية يتطلّب تعاوناً وقبولاً أميركيين، ما ينطبق أيضاً على دورَي إسرائيل وإيران.

وعلى رغم أن «التقسيم» لا يرد في الخطاب الروسي، إلا أن «وحدة سورية» لا تظهر فيه إلا نادراً، وهو ما يتّسم به الخطابان الإسرائيلي والإيراني. كانت تركيا الأكثر وضوحاً في التشديد على سورية الموحّدة، لخشيتها من انعكاس التقسيم سلباً عليها، لكنها أصبحت أخيراً خارج الصفقات، فسيكون لها دورٌ ولن يكون لها نفوذ. هناك أربع قوى متكالبة حالياً على توزّع النفوذ وتقاسمه في سورية، وبصيغٍ متقاطعة ومتنافرة تحاول إدخال العراق ولبنان في الحسابات، كما تحفّ بها إشكالات سياسية مرتبطة بمستقبل العلاقات بين هذه الدول تحديداً (الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل وإيران) مقدار ارتباطها بالهدف المنشود من أي تقسيم. في 1916، تفاهمت بريطانيا وفرنسا على التحكّم بصيرورة المنطقة العربية بعد انهيار الدولة العثمانية، وتوصّلتا الى اتفاق سايكس – بيكو وخرائطه التي اهتمّت أولاً بتقليص تركيا وعدم تمكينها لاحقاً من إحياء إمبراطوريتها، وثانياً بتبديد التوجّه الى إقامة دولة عربية موحّدة من الكيانات الخارجة من السيطرة العثمانية، لذا رُسمت الدول على الورق وتبيّن بعد مئة عام أنها لم تستطع أن تصبح في الواقع دولاً بما تعنيه الكلمة.

وفي 2016، يتبيّن أن هاجس «التحكّم» لا يزال سائداً منتقلاً هذه المرّة الى روسيا والولايات المتحدة، لكنه احتفظ بالظروف ذاتها (غياب العرب) وبالدوافع ذاتها كما يتبدّى من تحجيم تركيا وتكسير أجنحتها، لا بسبب إسلاميتها المتصاعدة أو «سلطانية» أردوغان فحسب، بل كذلك بسبب تنامي تنسيقها مع دول عربية في شأن أزمتَي سورية والعراق. ولعل ما افتقده مارك سايكس وفرنسوا جورج بيكو عام 1916 يتوافر الآن لجون كيري وسيرغي لافروف، إذ يمكنهما الاستناد في عملية «التحكّم» تلك الى دولتين مصطنعتين أيضاً وتدينان بوجودهما لإرادة خارجية. الأولى موجودة وهي إسرائيل التي شكّل «وعد بلفور» (02/11/1917) وثيقة ولادتها، والأخرى دولة كردية في صدد التشكّل برغبة أميركية – روسية يتم تسويغها بأن الجهة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها في محاربة إرهاب «داعش» هي الأكراد. وكما أقيمت إسرائيل كرمز لبقاء الاستعمار وزعزعت استقرار الدول العربية حديثة النشأة والاستقلال، فإن مباركة إنشاء دولة أو حتى مجرد أقاليم كردية متّصلة باتت في مثابة إعلان مسبق بأن جغرافية أربع دول (تركيا وإيران وسورية والعراق) ستتغيّر. خلافاً لحال إسرائيل التي لم توجد في المنطقة، ينبغي الإقرار بأن ثمة ظلماً وقع على الأكراد الموجودين تاريخياً في المنطقة، لكن واجب إنصافهم طرح تساؤلات مشروعَة، منها: هل يمكن تصحيح الخطأ التاريخي بتفكيك دول قائمة، وهل تستقيم إزالة ظلم بإنتاج مظالم جديدة، وما انعكاسات ذلك مستقبلاً؟

تتظاهر الدول الأربع الساعية الى تقسيم سورية والعراق، وربما الى العبث بالكيان اللبناني، بأنها مجبرة ومضطرّة. فما الحلّ إذا كان السوريون، وكذلك العراقيون، مصممين على التقاتل. وما العمل إذا كانوا استعادوا موروث الضغائن المذهبية لإضفاء مشروعية على تناحرهم. وما الخيار إذا كانت صراعاتهم تمخّضت عن مولود إرهابي شرير اسمه «داعش» أو «القاعدة». وما السبيل الى معالجة نظام استبدادي لا يهمه تاريخه ولا ماذا أنجز لوطنه وشعبه بل كم قتل ودمّر؟.. الدول التي تطرح هذه التساؤلات لا تسأل لماذا حصلت المحنة السورية، لأنها ساهمت في صنعها وقادتها الى ما أصبحت تسمّيه اليوم واقعاً تقسيمياً، وهي نفسها التي منعت الحل العسكري كلّما شكّلت المعارضة تهديداً للنظام، وهي التي تمنع الحل السياسي بعدما جاء الروس لمساندة النظام والإيرانيين في أعمال القتل وتدمير المستشفيات والمدارس.

تذرّعت الدول الأربع جميعاً بالإرهاب منذ ما قبل ظهور «داعش»، وامتطته للعب أدوارها وخوض حروبها القذرة. لروسيا حربها الخاصة في سورية، كذلك لإيران وإسرائيل، ولأميركا حربها أيضاً. حروب من أجل أجنداتها ومصالحها، من أجل مواقعها في الإقليم، وبالطبع حروب أيضاً في ما بينها. كانت أميركا تقول أن نظام بشار الأسد هو مَن اجتذب الإرهاب وصنّعه، لكنها اختزلت المسألة السورية ومعالجتها بالخيار بين وحشيّتَين: «داعش» ونظام الأسد، ولا مفاضلة بين الاثنين. وكانت روسيا تقول أن ما يهمها هو الحفاظ على الدولة والجيش، وإذا بها تجعل من سورية حقل تدريب لطياريها وتجارب لأسلحتها الجديدة وموطئ قدم دائمة على المتوسّط وسوقاً ابتزازية للعرب في سورية وللأوروبيين في أوكرانيا. أما إيران فانبرت منذ اللحظة الأولى لمشاريع التغيير الديموغرافي وتعميم نفوذها المذهبي في الإقليم. وأما إسرائيل، فتتعامل مع سورية على أنها جائزتها الكبرى، المجانية وغير المتوقعة، وتبحث من خلال موقعها في الأزمة عن مشروعية لاحتلالاتها وعن النهاية التي رسمتها لقضية الشعب الفلسطيني.

إذا كان التقسيم مدار البحث الجدّي على أكثر من مستوى، فلا أحد يتوقّع من المعنيين به أن يكشف أوراقه، والأهم أن أحداً منهم لا يستطيع القول أنه، من خلال التقسيم، يبحث عن حل سياسي للأزمة، أو يسعى الى إنهاء العمليات القتالية. فالتقسيم صفقة نتنة لا تنضج إلا باستمرار الصراع وانسداد الآفاق أمام كل الحلول، ولا أثر فيها للأخلاقيات والمبادئ. وفي ضوء ذلك، يمكن تخيّل أسباب التقارب والتجاذب، العناق والتنافر، والتصالح والتخاصم والتخادع، التي تنتاب لقاءات كيري – لافروف. إذ يوحيان بأنهما مهمومان بتأمين هدنة ثابتة أو بالبحث عن ممرات للإغاثة أو أفضل صيغة لحل سياسي… هل هذا ما يشغلهما فعلاً أم الخلافات على الحصص؟.

 

السيطرة على دمشق تقوّي الأسد على الصعيد الوطني

فابريس بالونش/معهد واشنطن/04 آب/16

من المقرر أن تبدأ هذا الشهر الجولة القادمة من مفاوضات السلام السورية في جنيف، ولكنّ قبضة الرئيس السوري بشّار الأسد المشددة مؤخراً على دمشق قد وضعت بالفعل المعارضة السورية في موقف صعب. وفي الواقع، إنّ التركيز على المعركة في حلب حيث تقدّمت أيضاً قوّات النظام مؤخراً (انظر "القوات الكردية تدعم الأسد في حلب")، قد صرف الإنتباه عن إستعادة الجيش السوري بشكل بطيء بل مؤكّد، لضواحي العاصمة السورية التي كانت تحت سيطرة المتمردين.

خلق توازن ديموغرافي مواتي للنظام

منذ السبعينيات، كان هناك حضوراً قوياً للجيش السوري في منطقة دمشق، يشمل قواعد عسكرية كبيرة متمركزة في جنوب وغرب العاصمة. ورسمياً، كان هذا الموقف العسكري يهدف إلى حماية دمشق ضدّ اسرائيل، نظراً لأنّ جبهة الجولان تقع على بعد حوالي خمسين كيلومتر. غير أنّ الهدف "غير الرسميّ" من هذا الإعداد الّذي صمّمه الرئيس السابق حافظ الأسد كان السيطرة على دمشق بشكل أفضل. لقد آمن والد بشّار أنّ كل من يسيطر على دمشق يسيطر على سوريا. وكان جزء من هدف جهود الأسد الأب للسيطرة على دمشق بعد إستيلائه على السلطة في انقلاب عسكري في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1970 هو تمركز عشرات الآلاف من القوّات، بالإضافة إلى مسؤولين علويين وعائلاتهم، في المدينة. وفي حين كان هناك 300 علوي فقط يعيشون في دمشق (من أصل حوالي 500,000  نسمة في منطقة العاصمة) في عام 1947، ارتفع هذا العدد ليصل إلى أكثر من 500,000  (من بين حوالي 5 ملايين نسمة في منطقة العاصمة) بحلول عام 2010، أو بعبارة أخرى ربع المجتمع العلوي في سوريا. وبالتالي، فاق عدد العلويين في دمشق عددهم في أي مدينة سورية أخرى.

وإبتداءً من السبعينيات، سعى النظام أيضاً إلى توزيع العلويين استراتيجياً في جميع أنحاء المدينة. ولا يزال مسؤولون في النظام يعيشون وفقاً لهذا الترتيب في حي "المالكي"، حول منزل الأسد الخاص، في حين أنّ موظفين مدنيين من رتب أدنى يعيشون في "مزة 86"، وهي منطقة واسعة تطلّ على الأحياء الغنية من مزة. فضواحي المدن الدرزية- المسيحية أساساً تجذب العلويين أيضاً (على سبيل المثال، "جديدة عرطوز" و"جرمانا" و"صحنايا")، التي تقدّم أنماط حياة أكثر استدامة من المناطق السنيّة المحافظة في الغوطة (على سبيل المثال، دوما وداريا وزملكا) - التي أصبحت معاقل التمرد.

ومنذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة، سمح النظام السوري أيضاً للأحياء العلوية والدرزية والمسيحية بالتوسع والإقتراب من المحاور الاستراتيجية التي تربط دمشق ببقية أنحاء البلاد ولبنان، في حين تعيق أيضاً "الهلال السنّي" في المدينة. وهذه هي الحالة في ضاحية جرمانا الواسعة التّي تمّ إنشائها إبتداءً من الثمانينيات، فضلاً عن الطريق المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، الأمر الذي ناسب خطة النظام الاستراتيجية للفصل بين الضواحي السنية في المدينة، أي بين شرق الغوطة وغربها.

التخطيط للأمن في المدينة

في شمال شرق المدينة، يعيش في الغالب مسؤولون وموظّفون في القطاع العام للأعمال الصناعية من غير السنة، وذلك في وحدات سكنية عامة في "ضاحية الأسد" و"معرة محمود" و"عدرا"، وهي أحياء موالية تساعد في دعم الدفاع عن مدخل المدينة الشمالي الشرقي. وبالتالي، فنظراً لأنّ الطريق المباشر من دمشق إلى حمص يتعرض لنيران المتمردين منذ نيسان 2012، فقد تمّ تغيير مسار حركة المرور إلى الطريق الدائري الشمالي، الّذي يصل إلى الطريق السريع ما بين دمشق وحمص. وفي جنوب غرب المدينة، تسهّل الثكنات العسكرية والمجتمعات الدرزية-المسيحية المكتظة فيها، حماية الطرق المؤدية إلى بيروت والقنيطرة ودرعا. أما المناطق السنيّة مثل معضمية وداريا ومخيم اليرموك للاجئيين الفلسطنيين الّذي يعتبر رسميّاً ضاحية في دمشق، بالإضافة إلى منطقة بابيلا، فيحدّها من الجنوب الحزام الدرزي-المسيحي المعزّز منذ السبعينيات بأعداد كبيرة من العلويين، فضلاً عن الطريق الدائري الجنوبي الّذي أصبح خطّ دفاعٍ مهمّ لدمشق ضدّ الضواحي التي يسيطر عليها المتمردون.

وبالنسبة إلى المدينة ككلّ، فيحيطها طريق دائري كبير وتقطعها طرق واسعة تخلق فواصل في المناطق الحضرية. ولم تُصمّم هذه الشوارع في السبعينيات من أجل تسهيل تدفق حركة المرور، وهذه مسألة واضحة وخاصّة عندما يأخذ المرء بعين الاعتبار أنّ عدداً قليلاً من السوريين امتلكوا سيارات خاصّة في ذلك الوقت ولم يتوقّع المصمّمون أن تزداد ملكية السيارات الخاصّة إلى درجة كبيرة. وبالأحرى، كان ذلك مثالاً كلاسيكياً على التخطيط الأمني، فالهدف من مخطط هذا الطريق كان انتشار المركبات المسلّحة من أجل ردع أي حدثٍ كبيرٍ. وفي أواخر السبعينيات، وقعت "مدينة دمشق القديمة" ضحيّة لهذه الاستراتيجية عندما تمّ هدم جزء من أسواقها لإفساح الطريق لإقامة منطقةَ للتسوّقٍ مع شوارع عريضة تتقاطع في زوايا قائمة. ولم يُنشئ النظام طرقاً واسعة في كلّ مكانٍ، بل سمح بإنتشار ضواحي غير رسمية خارج المدينة، تتميز بشوارع ضيّقة وأشبه بمتاهةٍ. وفي النهاية، أصبحت هذه الضواحي معاقل الإنتفاضة.

تطويق الضواحي التي يسيطر عليها المتمردون

يمكن أن يعزى سبب فشل المتمردين في دمشق بشكل رئيسي إلى عدم قدرتهم على توحيد الغوطة الغربية والشرقية وقطع الطريق المؤدّي إلى المطار الدولي. لقد دافع الجيش السوري ولاسيّما أعضاء محليون دروز من "قوات الدفاع الوطني" الموالي للنظام عن جرمانا بكلّ قوّة. كما قاوم السكان هجمات المتمردين، التّي شملت سيارات مفخخّة وهجمات صاروخية. وبذلك، وسّع الجيش السوري نطاق سيطرته من جرمانا إلى جهتي طريق المطار، مطوّقاً الجزئين السنيّين لمنطقة الغوطة.

ويرافق الحصار العسكري على مناطق المتمردين حول دمشق حظراً على المواد الغذائية وغارات جوية تهدف إلى تخويف المدنيين. فالمبدأ الأساسي لمكافحة التمرّد، الّذي يهدف إلى فصل المدنيين عن المتمردين، يطبّق هنا بشكل بدائي، كما كان عليه الحال في حلب. ووفقاً للأمم المتّحدة، بقي في داريا 4000 شخص فقط من أصل 80,000  مقيم في عام 2010. ويهدف هذا الحصار أيضاً إلى تشجيع مناطق المتمردين الأخرى بقبول تسوية مؤقتة مع النظام. ولذلك أبرمت مناطق "بابيلا" و"معضميّة" و"قدسيا" و"القابون" و"برزة" اتفاقات وقف إطلاق النار مع الجيش السوري لمنع تدميرها وتجويع سكانها.

ومنذ ربيع عام 2016، استعاد الجيش السوري ثلث "شرق الغوطة" وتستمرّ قوّاته في التقدّم من الشرق. وقد أدت الصراعات بين الجماعات المتمردة «فيلق الشام» و«جيش الفسطاط» (بقيادة «جبهة النصرة») و«جيش الإسلام» إلى مساعدة النظام على القيام بهذا الهجوم. ومنذ عام 2012، كان «جيش الإسلام» يمارس سيطرة كاملة تقريباً على "شرق الغوطة"، ولكن مقتل مؤسسه زهران علوش في 25 كانون الأوّل/ديسمبر 2015 قد أضعف الميليشيا. كما مثّل مقتل علوش نكسةً كبيرة للمملكة العربية السعودية نظراً لأنّه كان قد رقّي إلى منسّق المعارضة السورية في محادثات جنيف. وكانت هذه المرة الأولى التي توحّدت فيها المعارضة السياسية والعسكرية. ولم يكن خليفة علوش، شقيقه الأصغر محمّد علوش، قادراً على القيام بهذه المهمة، سواء محليّاً أو دوليّاً، فتمّ تهميشه بسرعة في جنيف لصالح رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب.

إنعكاس عسكري، منذ عام 2012

في أعقاب الهجوم الّذي وقع في 18 تموز/يوليو 2012 وأودى بحياة الكثير من مسؤولي النظام، من بينهم زوج شقيقة بشّار الأسد آصف شوكت الطموح، بدا المتمردون على وشك الإستيلاء على دمشق. وبعد أربع سنواتٍ، أصبح وضع دمشق العسكري مغايراً كليّاً. فالجيش السوري والميليشيات الشيعية المتحالفة معه يطوّقون الآن مناطق المتمردين حول دمشق. بالإضافة إلى ذلك، فقد المتمردون الأمل في أن ينقذهم تدخّلٌ خارجي لأنّ "مركز العمليات العسكرية" في عمان، الّذي يساعد في تنسيق أعمال المتمردين لم يعد يعطي أولوّيته إلى دعم هجوم ضدّ النظام السوري بل ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية». كما أن إمكانية إبرام الولايات المتّحدة وروسيا إتفاق تعاونٍ ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» قد تزيد من حدة الشعور بالتخلّي بين المتمردين، وبالتالي تُشجّع العديد من الجماعات على التفاوض مع النظام أو الإنضمام إلى الجهاديين.

وفي دمشق، يتم دعم النظام بقوة من قبل «حزب الله» وإيران. ويعود سبب هذا الدعم إلى أنّ العاصمة السورية وخصوصاً مطاراتها هي البوابة الرئيسية لوصول الأسلحة الإيرانية إلى «حزب الله». كما يعتبر تدفّق المقاتلين الشيعة إلى دمشق جزءاً من جهدٍ للدفاع عن ضريح "السيدة زينب" وهو موقع حج شيعيّ أساسيّ كان يستقبل، قبل عام 2011 ، مئات الآلاف من الزّوار كلّ عام. وفي كلّ مرّة يقع فيها صاروخٌ في منطقة "السيّدة زينب" أو تنفجر سيارةٌ مفخخة في تلك المنطقة، تتردد أصداء الخبر في جميع أنحاء العالم الشيعي، مما يساعد في جذب مقاتلين جدد إلى الجبهة. أمّا بالنسبة لإيران، فلا يمكن السماح لضريح "السيّدة زينب" بمواجهة نفس مصير "ضريح العسكريين" [ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء] الّذي دُمّر في هجومٍ من قبل تنظيم «القاعدة» في شباط/فبراير 2006.

اليقين الذاتي للأسد

بالمقارنةً بـ [مناطق] غرب حلب الواقعة تحت سيطرة الحكومة، والّتي يقصفها المتمردون بالصواريخ، تُعتبر العاصمة السورية هادئة نسبيّاً. فالخدمات العامة تعمل بشكلٍ طبيعيّ وتبدو الحرب بعيدة باستثناء صوت المدفعيّة من "جبل قاسيون" وهي تقصف مناطق المتمردين. وفضلاً عن ذلك، يعمل المطار الدولي من جديد، كما أن الطرق الرئيسية التي تؤدي إلى حمص ودرعا وبيروت آمنة. ولا يمكن لهذه التطورات إلاّ طمأنة الأسد. وبالرغم من عدم سيطرته حتى الآن على معظم أنحاء البلاد، وبالكاد يحافظ جيشه على المكاسب الأخيرة على الأرض التّي سهّل تحقيقها تدخل سلاح الجو الروسي، يشعر الأسد أقل تهديداً لأنّه يسيطر على دمشق. وبما أنّه لم يعد يحتاج إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكي يدافع عن مجال دمشق الجوّي، يقلّ احتمال رضوخه للضغوط الروسية، ناهيك عن الضغوط الدولية الأخرى، للتخلّي عن السلطة. وفي دمشق، ما زال الأسد بحاجة إلى استمرار الدعم العسكري الدفاعي القويّ من إيران ووكيلها «حزب الله» والميليشيات الشيعية العراقية. وكما هو الوضع الآن، فمن دون وجود تهديدٍ عسكري حقيقي على دمشق، فلن يوافق الأسد أو إيران على  حصول انتقالٍ سياسيّ في سوريا حتّى لو قبلت روسيا بذلك.

فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن.

 

المبررات لضرب الأسد أخيراً

دينيس روس و أندرو جيه. تابلر/"نيويورك تايمز"/04 آب/16

تريد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحد من العنف والمعاناة في سوريا، وسحق التنظيمات الجهادية فيها في الوقت نفسه. ولهذا السبب يروّج البيت الأبيض حالياً لخطةٍ تتمثل بتعاون الولايات المتحدة مع الجيش الروسي في سوريا، عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الضربات الجوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» التي تدور في فلك تنظيم «القاعدة». وفي المقابل، تقوم روسيا بإرغام حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على التوقف عن استخدام البراميل المتفجرة وشن ضربات جوية على المناطق التي تخلو من عناصر كلا التنظيمين.

ولا يُخفى أن القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا يعتبر هدفاً مهماً. فبعد سنوات من الموت والدمار قد يُرحَّب بأي اتفاقٍ بين الفصائل المتحاربة في البلاد أو بين الجهات الراعية لها. إلا أن الخطة التي تطرحها إدارة أوباما والتي يعارضها الكثيرون في "وكالة الاستخبارات المركزية" ووزارتي الخارجية والدفاع في الولايات المتحدة هي خطة شائبة. فهي لن تكتفي بتحصين الحصار الذي تفرضه حكومة الأسد على مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة، بل ستدفع كذلك التنظيمات الإرهابية واللاجئين إلى تركيا المجاورة. وعوضاً عن ذلك، يجدر بالولايات المتحدة استغلال هذه الفرصة لاتخاذ موقفٍ أكثر صرامة من الأسد وحلفائه.

ويأمل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن يسهم هذا التفاهم مع روسيا في تحقيق تقدم في مسائل أخرى، من بينها استئناف الهدنة الجزئية لـ "وقف الأعمال العدائية" التي بدأت في شباط/فبراير وتداعت في أيار/مايو، والعودة إلى المفاوضات بشأن عملية الانتقال السياسي. وهذه الأهداف منطقية، وقد كرّسها أيضاً قرار مجلس الأمن الدولي الذي اعتُمد في كانون الأول/ديمسبر الماضي.

إلا أن النص المسرّب من الاتفاقية المقترحة مع روسيا يُظهر أنها حافلة بالثغرات الخطيرة. فالممثلون من الجانبين الأمريكي والروسي يعملون حالياً على رسم حدود المناطق التي يعتبر فيها وجود «جبهة النصرة» "كثيفاً" أو "ملحوظاً"، والمناطق التي تُهيمن عليها جماعات المعارضة الأخرى، مع "بعض الوجود المحتمل لـ «جبهة النصرة»". وبذلك سيبقى الأسد وداعموه الإيرانيون والروس قادرين على ضرب المعارضة من غير «جبهة النصرة» في تلك المناطق، فضلاً عن إحكام قبضة الحكومة السورية على السلطة.

ولكن ما هو أكثر مدعاة للقلق أن حكومة الأسد تفتقر إلى القوة البشرية اللازمة للسيطرة على المناطق السنية الريفية وبالتالي ستعتمد على «حزب الله» والميليشيات الشيعية الأخرى للقيام بذلك. ومن المرجح أن تقوم هذه الجماعات الطائفية الوحشية بإجبار «جبهة النصرة» وغيرها من المتمردين السنة على الارتحال إلى تركيا حيث سيصبحون - ومعهم خطر العنف المتشدد - أقرب من الغرب. وبالمثل، سيؤدي القتال إلى نزوح المدنيين السنة، وبالتالي سيحاول المزيد منهم شقّ طريقه نحو أوروبا.

قد تكون مبادرة الإدارة الأمريكية مع روسيا وليدة أمل أو يأس، ولكنها بالتأكيد ليست وليدة خبرة. فخلال الهدنة الجزئية، استغلت روسيا ثغراتٍ مماثلة سمحت لها ولحكومة الأسد بمواصلة قتال الجماعات المعارضة من غير «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية». وقد أتاحت هذه الانتهاكات للأسد وحلفائه كسب الأراضي ومحاصرة حلب.

ويبدو أن إدارة أوباما تعتقد أن الرئيس فلاديمير ف. بوتين يبحث عن وسيلة للحدّ من انخراط روسيا في الحرب الأهلية السورية. ولكننا نشك في ذلك. فالرئيس بوتين أكثر اهتماماً في إثبات أن روسيا وأصدقاءها ينتصرون في سوريا والولايات المتحدة تخسر. وهو لن يغيّر نهجه إلا إذا اقتنع أن منهجيته أصبحت مكلّفة للغاية. ولكن بما أن الرئيس بوتين يعلم أن الولايات المتحدة لن تتخذ أي إجراء بحق روسيا عقاباً على دعمها لحكومة الأسد، فمن المرجح أن يتعامل هو والرئيس الأسد مع هذا الاتفاق الناشئ بطريقة لا تختلف عن تعاملهما مع سابقاته.

غير أن هناك بديلاً آخر وهو معاقبة الحكومة السورية على انتهاكها الهدنة عبر استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة لضرب مطارات وقواعد الجيش السوري ومواقعه المدفعية التي ينعدم فيها وجود القوات الروسية.

ويقول معارضو هذه الأنواع من الضربات المحدودة أنها ستحث روسيا على تصعيد النزاع وإقحام الولايات المتحدة بشكل أعمق في سوريا. إلا أن هذه الضربات لن تنفَّذ إلا إذا تَبيّن أن حكومة الأسد خرقت الهدنة نفسها التي تعلن روسيا التزامها بها. ولعلّ إخطار روسيا بهذا الرد يمكن أن يردع أي انتهاكات مماثلة للهدنة وللاتفاق العسكري المقترح مع موسكو. وعلى أي حال، سيشير للرئيس بوتين أن حليفه السوري سيدفع الثمن إذا لم يلتزم بالاتفاق.

إذا كانت روسيا ترغب في الحد من دورها في سوريا، يفترض أن التهديد بتوجيه ضربات محدودة سيقنعها على إجبار الرئيس الأسد على إحسان التصرف. وعلى العكس من ذلك، إذا صحّ قول المتشككين إن الرئيس بوتين لن يتعامل بجدية مع أي حلٍّ سياسي إلا إذا وجد أن تكاليف دعم الحكومة السورية تتعاظم، فمن المرجح أن يشكل التهديد بهذه الضربات السبيل الوحيد لبدء عملية سياسية لإنهاء الحرب.

ولطالما قال الرئيس أوباما ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأنه لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا. ولكن للأسف يبدو أن روسيا وإيران تؤمنان بوجود هذا الحل - أو تؤمنان على الأقل بأنه لا يمكن التوصل إلى أي نتيجة سياسية مقبولة دون تقليص عدد المتمردين وتقوية الحكومة السورية. ولذلك حان الوقت لكي تتحدث الولايات المتحدة بلغةٍ يفهمها كلٌّ من الأسد وبوتين. دينيس روس هو مستشار وزميل "وليام ديفيدسون" المميز في معهد واشنطن، وقد شغل منصب كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط في الفترة 2009-2011.

*أندرو تابلر هو زميل مارتن جي. غروس" في برنامج السياسة العربية في المعهد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة لتنظيم اقامة المخيمات الصيفية واستكمال البحث في أوضاع الاتصالات في ضوء التحقيقات القضائية

الخميس 04 آب 2016 /وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية، عند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم، في السراي الكبير برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام. وعلى أثر الجلسة التي استمرت نحو أربع ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية: "بناء على دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء، عقد المجلس جلسته الاسبوعية عند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم الخميس الواقع فيه 4 آب 2016 برئاسة دولة الرئيس. وفي مستهل الجلسة، كرر دولة الرئيس، كما في كل جلسة، المطالبة بضرورة انتخاب رئيس جمهورية بأقرب وقت، مشيرا إلى أن هذا الموضوع هو في طليعة المواضيع التي يتم بحثها في هيئة الحوار الوطني المنعقدة هذين اليومين، وآملا أن يؤدي ذلك الى تحريك هذا الملف ووضع حد نهائي للشغور الرئاسي. بعد ذلك، أثار وزير التربية حادثة وفاة طفل في أحد المخيمات الصيفية، مطالبا بضرورة تنظيم إقامة هذه المخيمات. وبعد التداول بهذا الموضوع، تقرر تشكيل لجنة من ممثلين عن الوزارات المعنية لدراسة هذا الموضوع ووضع تنظيم لاقامة هذه المخيمات وادارتها، حفاظا على سلامة الاطفال الذين يقيمون فيها. ثم أحاط دولة الرئيس الوزراء علما بأنه باشر الاتصالات اللازمة لأجل تشكيل هيئة سلامة الغذاء، تطبيقا للقانون ذي الصلة.وعلى الأثر، انتقل المجلس الى متابعة البحث في أوضاع وزارة الاتصالات، فأجاب وزير الاتصالات على الأسئلة التي كان بعض الوزراء قد طرحها خلال الجلسة السابقة، كما أبدى الوزراء وجهات نظرهم بصدد هذه الاجوبة. وبنتيجة المناقشة والتداول، قرر مجلس الوزراء استكمال البحث في أوضاع قطاع الاتصالات في ضوء نتائج التحقيقات القضائية المرتبطة بهذا القطاع والاقتراحات التي سيقدمها وزير الاتصالات بهذا الخصوص".

 

ندوة في الكاثوليكي للاعلام عن الحد من انتهاكات الرموز الدينية ودعوة الى تشكيل لجنة للمراقبة والتدقيق

الخميس 04 آب 2016 /وطنية - عقدت ظهر اليوم ندوة في المركز الكاثوليكي للاعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، عن "الحد من انتهاكات الرموز الدينية". شارك فيها مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم، نقيب المحررين الياس عون، إمام جامع سد البوشرة الشيخ محمد علي الحاج العاملي، نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام ابراهيم عوض، في حضور القسيس نقولا أيوب، الأب سافر خميس، الأب انطوان يوحنا لطوف، والمحامي رشيد جلخ وإعلاميين.

أبو كسم

بداية قال أبو كسم: "نجتمع اليوم كوكبة من الإعلاميين لنعلي الصوت أمام ما يجري من تجاوزات وانتهاكات لرموزنا الدينية، إن من خلال بعض المشاهد، أو من خلال بعض المنتجات الإستهلاكية والتي توضع عليها صورة الصليب، أو صورة السيدة العذراء، في أماكن غير لائقة".

اضاف:"وإزاء ما يحصل يهمنا أن نعلن للرأي العام ما يلي:

أولا: إننا لنسا ضد الفن، ولا أحد ضد اهل الفن، ولا في مواجهة مع الفنانين، إنما نحن نسلط الضوء على أخطاء قد تحصل ربما من دون قصد بجب أن التنبه لها.

ثانيا: لسنا ضد السياحة ولا أي نوع من الصناعات السياحية، لا بل على العكس إننا نشجع وندعم كل ما يظهر وجه لبنان الحضاري.

ثالثا: لسنا من أهل التذمت والتعصب، إنما نحن مع تعزيز الحريات التي تبرز كرامة الإنسان والمرأة، وتدعو إلى الانفتاح على الآخرين دون أن يعني ذلك أن نتغاضى عن خطأ حصل ولا نشير إليه بهدف إصلاحه وعدم الوقوع فيه مجددا".

وتابع: "نحن هنا لدق ناقوس الخطر، ورسالتنا المحافطة على الحريات العامة والقيم والمبادىء، وبناء ثقافة السلام وثقافة بناء الإنسان، هناك الكثير من البرامج التلفزيونية تمس بالإخلاق من أجل الربح، الفساد مستشر وعلينا المحافظة على الإنسان اللبناني والمحافظة على رموزنا الدينية التي تدعو إلى السلام والمحبة والإهتمام بالشأن الإنساني، من هنا ندعو الجميع لتشكيل لجنة للمراقبة ولتحمل هذه المسؤولية".

وختم: "ندعو المعنيين إلى مزيد من الرقابة والرقابة الذاتية، والعمل على تجنب الإنزلاق إلى ما يسيء إلى رموزنا، ونسأل الله أن يلهمنا جميعا لما فيه خير الإنسان في لبنان وخير الوطن والسلام".

العاملي

وتلاه العاملي فقال: "آن الآوان لإنسان هذا العصر أن يوجد الآليات للتفريق بين الحرية والتفلت. الحرية وحرية الرأي أمر مقدس، وقطعا يجب ألا يمس على الإطلاق هذا المفهوم، لكن في الكثير من الأحيان وباسم الحرية نرى هناك اساءة لنفس هذا المفهوم".

واشار الى ان "الإساءة الى الرموز الدينية والمقدسات، هي من أسوأ الأمور أن تكون تحت غطاء الحرية، فالحرية هي أسمى، وللأسف الشديد مع كل التطور والتقدم الذي تشهده البشرية في كثير من البلدان لا نرى هناك تمايز ما بين الحرية والتفلت".

أضاف: "ليس فقط مطلب حق أن يكون هناك نوع من الرقابة على أي شخص يسيء إلى أي من الرموز الدينية أو غير دينية أيضا، بل هذا أمر واجب، إذا أرادت بلادنا الحد من الفتن فيها، فمن المفروض ايجاد آليات للرقابة إذا أساء فرد إلى فرد، ومن باب اولى إذا كان هناك فرد يسيء إلى مجموعة، وبطبيعة الحال أيضا احترام خصوصيات الآخرين من رموز دينية أو غير دينية، وهذا يدل على رقي عند البشر، واحترام، وحس مرهف، والسلطات كافة في بلادنا وغير بلادنا يجب أن تجد الرقابة لمنع الإعتداء على كل رموز البشر واحترام خصوصيات الآخرين".

عون

بدوره قال عون: "على مؤسسات الدولة معالجة هذه الأمور من مراكز الشرطة، الأمن العام، المجلس النيابي ومجلس الوزراء، وعلى القيمين على الدولة والمؤسسات متابعة الأمور والقيام بواجباتهم على أكمل وجه، وعلى رجال الدين أن يقوموا بواجباتهم".

عوض

وأيد عوض تشكيل "لجنة متخصصة بالتدقيق والبحث في ما هو آت إلينا من فن وأعمال فنية واستعراضات، إلى ما هنالك، ولا بد من أن تقوم الدولة بهذا الدور، وها نحن نتحرك لنبدأ بتشكيل اللجنة، ونطلب من القيمين على من يأتون بأعمال فنية أو باستعراضات تحت شعار تشجيع السياحة أن يدققوا أكثر في ما يأتون به إلينا". وأضاف: "لا نريد أن نعدد، النماذج كثيرة، وبما أنني في المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع أعتقد أن المس بالرموز الدينية لا نراه فقط على المسرح، بل نراه أيضا على شاشات التلفزة وفي الكتابات، يجب التوقف عن المس بالرموز الدينية في كل المؤسسات الإعلامية المرئية المقروئة والمسموعة، فلنضع الدين جانبا، وكفانا ما نحن فيه من مهاترات داخلية".

 

حركة 8 تموز:المجلس الأعلى للقومي فاقد للأهلية والمخرج بتسلم المحكمة الحزبية المركزية قيادة الحزب لفترة إنتقالية

الخميس 04 آب 2016 /وطنية - أعلنت "حركة 8 تموز"، في بيان اليوم، انها "عقدت إجتماعا ضم عددا كبيرا من الرفقاء والأمناء من مختلف المناطق في الكيان اللبناني، بحثت خلاله في الخطوات الواجبة لجبه نهج التفرد والتعنت القائم على مستوى قيادة الحزب، وبعد التشاور مع عدد من الرفقاء في الوطن وعبر الحدود، قررت أن إستمرار المجلس الأعلى "الفاقد الأهلية"، في السير بعملية إنتخاب رئيس للحزب، ضاربا بعرض الحائط كل الإعتراضات والمناشدات التي تدعوه الى الإستقالة، والأخذ في الإعتبار ما تقتضيه مصلحة الحزب، هو عمل يهدم المؤسسات ويتحمل المجلس الأعلى كامل المسؤولية الناتجة منه".

واعتبرت الحركة أن "جميع المرشحين لمنصب رئاسة الحزب يعملون من حيث يدرون أو لا يدرون، على إضفاء الشرعية على المجلس الأعلى، الذي سقط في إمتحان الأهلية، منذ إقدامه على التعديل اللادستوري الذي أبطلته المحكمة الحزبية". ودعت الحركة "المحكمة الحزبية المركزية إلى إتخاذ الإجراءات في حق المسؤولين الحزبيين، الذين سمحوا للسيد ناصر قنديل بتوجيه الإتهامات المباشرة للمحكمة الحزبية وأعضاء الحزب على صفحات جريدة "البناء" التي يفترض بها الدفاع عن الحزب وخطه". ورأت أن "المخرج المتاح لهذه الأزمة التي سببتها تصرفات المجلس الأعلى "الفاقد للأهلية" ورئيس الحزب السابق "الأمين" أسعد حردان، هو أن تتسلم المحكمة الحزبية المركزية قيادة الحزب لفترة إنتقالية تقوم خلالها بالدعوة إلى مؤتمر دراسي فعلي من أجل تحديد أسباب تعثر الحزب وأزماته والوصول إلى حزب سوري قومي إجتماعي واحد موحد". ولا ترى الحركة "أن انتخاب رئيس للحزب من هذا المجلس "الفاقد الأهلية" هو نهاية المطاف"، ودعت "جميع الرفقاء إلى رص الصفوف لنتمكن من السير سويا خطوات إضافية إلى الأمام وصولا إلى إستعادة الحزب وحدته وعودته إلى خطه الفكري وغايته التي تعاقدنا على تحقيقها مع المؤسس".

 

الراعي حمل سالم تحياته الى اليازجي واستقبل وفد الجامعة الثقافية كساب: المغتربون خائفون من أي إستثمار بسبب الوضع السياسي غير المستقر

الخميس 04 آب 2016/وطنية - نقل رئيس جامعة البلمند الوزير السابق ايلي سالم، تحيات البطريرك يوحنا العاشر اليازجي الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وذلك في مستهل اللقاء الذي عقد ظهرا في الديمان بمشاركة عدد من عمداء جامعة البلمند، وتناول البحث شؤونا جامعية اكاديمية وتربوية عامة اضافة الى الاوضاع العامة على الساحة المحلية، وحمل البطريرك الراعي الوزير سالم تحياته الى البطريرك يوحنا العاشر .

اللبنانية الثقافية في العالم

وكان البطريرك الراعي استقبل وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الياس كساب الذي اطلع البطريرك الراعي على اوضاع اللبنانيين في بلدان الانتشار، كما عرض الرئيس السابق للجامعة ميشال الدويهي اوضاع المغتربين اللبنانيين في اوستراليا.

واشار كساب بعد الاجتماع الى ان "الوفد وضع البطريرك في اجواء التحرك الدولي الذي ستقوم به الجامعة في ايلول المقبل دعما للبنان وسعيا لعودة امنة وسليمة للاجئين السوريين الى بلادهم". وقال:"أتينا في زيارة رسمية من قبل الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وأنا كرئيس عالمي ومعي نائب الرئيس الرئيس العالمي السابق ميشال الدويهي والأمين العام ومجموعة من الشباب يمثلون كل القارات لقد تشرفنا بهذه الزيارة ووضعنا صاحب الغبطة بأجواء التحرك الذي قررته الجامعة بعد إنتهائها من مؤتمرها في لبنان بأننا سوف نقوم بهذا التحرك في 19 أيلول وإعتبرنا أن هذا النهار سيكون تحركا دوليا من أجل لبنان وسنكون في الأمم المتحدة، خصوصا وإننا أعضاء في الأمم المتحدة كمنظمة غير حكومية وسندافع عن موقف لبنان المتعلق باللاجئين السوريين في لبنان وسيكون تحركا في كل دول العالم ومقابلة كل الحكومات في هذه الدول للتركيز على موضوع أساسي بأن لبنان لا يمكن أن يحتمل أي تأخير وأي سوء إئتمان من قبل المنظمة العالمية خصوصا أن تجربتنا مع المنظمة العالمية لم تكن جيدة بموضوع اللاجئين الفلسطينيين سابقا والذي أدى الى حرب أهلية في لبنان وعلى الأقل نحن فخورون جدا اليوم بأن اللبنانيين جميعا مجتمعون حول هذا الموضوع وموحدون حول هذه القضية ويريدون جميعهم الحفاظ على السلام والوئام وضد الإرهاب".

وعن موضوع عودة اللاجئين قال: "بالتحديد نحن ضد المقولة بالعودة الطوعية الى بلادهم نحن مع العودة الآمنة، حيث يوجد في سوريا مساحات شاسعة وآمنة ببعض الأماكن وهذه مسؤولية الحكومة السورية أولا قبل مسؤولية الحكومة اللبنانية".

وعن موضوع الرئاسة قال: "أعربنا لغبطته عن شديد الأسف أن المسؤولين السياسيين لغاية اليوم لم يأخذوا المبادرة لإنتخاب رئيس وأعربنا له عن تخوفنا حتى إنعكاس هذا الشيء على الوضع الإقتصادي. المغتربون اللبنانيون اليوم خائفون من القيام بأي إستثمار في البلد بسبب الوضع السياسي غير المستقر ونحن لدينا هذا الهاجس أنه هل من المعقول أن تفرغ مؤسسات لبنان بهذا الشكل. هذا معيب جدا".

ومن زوار الديمان وفد من راهبات السانت تريز في حدشيت.

 

باتل اختتمت زيارتها لبنان: دعم جديد ب 60 مليون جنيه استرليني لبرنامج توفير التعليم لجميع الأطفال

الخميس 04 آب 2016 /وطنية - أشارت الوزيرة البريطانية للتنمية الدولية بريتي باتل بعد انتهاء زيارتها للبنان، أن "المملكة المتحدة ستستمر بدعمها استقرار لبنان وأمنه الاقتصادي خلال إدارته لتداعيات الأزمة السورية". وأكد بيان صادر عن السفارة البريطانية أنها "الزيارة الأولى التي تقوم بها الوزيرة باتل للخارج منذ توليها مهامها كوزيرة للتنمية، وقد التقت عددا من نظرائها اللبنانيين للبحث في المساعدات التي تقدمها المملكة المتحدة والعلاقة الوثيقة التي تجمع البلدين". وشكرت الحكومة اللبنانية وشعبها "لاستمرار دعمهم واستضافتهم لأكثر من 1,5 مليون نازح سوري. وأعلنت عن برنامج جديد قيمته 60 مليون جنيه استرليني على مدى الأربع سنوات المقبلة لدعم برنامج توفير التعليم لجميع الأطفال في لبنان بمرحلته الثانية، مع التركيز على تأمين حماية للطفل وتعليم غير رسمي لأكثر الأطفال حاجة تحضيرا لحصولهم على تعليم في مدرسة رسمية". وقالت الوزيرة باتل: "كان مهما لي أن أزور لبنان في جولتي الأولى الى الخارج كوزيرة للتنمية الدولية لأجدد التزام المملكة المتحدة بالشراكة القوية مع لبنان ووقوفها جنبا الى جنب مع الشعب اللبناني في مواجهة تداعيات الأزمة السورية بما فيها الشراكة الحيوية الهادفة إلى حصول كل أطفال لبنان على التعليم". ورأت أن "استقرار لبنان وازدهاره على المدى الطويل هما في المصلحة الوطنية للمملكة المتحدة ولبنان معا. ونحن نعمل يدا بيد للحرص على أن يفي المجتمع الدولي أجمع بالتزاماته التي نتجت عن مؤتمر لندن". أضافت: "لقد شاركت المملكة المتحدة لبنان في تقوية قطاع التعليم منذ العام 2013 وللحكومتين الهدف نفسه "لا لجيل ضائع" عبر إيصال التعليم إلى أولاد لبنان كافة. وقد التزمت المملكة المتحدة لتاريخه بمبلغ 300 مليون جنيه استرليني يستثمر في دعم النازحين والمجتمعات المضيفة منذ بداية الأزمة السورية". وزارت باتل تجمعا لخيم النازحين ومدرسة في منطقة البقاع للاطلاع على كيفية دعم المملكة المتحدة للبنان بالتعاون مع الشركاء الدوليين والمحليين. وقد رافقها في جولتها وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، ممثلة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، ممثلة اليونيسف في لبنان تانيا شابويزا والسفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر. وقد التقت باتل خلال زيارتها تلامذة من النازحين السوريين ضمن برنامج التعليم المسرع لتعويض أعوام التعليم الضائعة وتحضيرهم لدخول المدارس بحسب مستواهم التعليمي الصحيح. والتقت شبانا من النازحين السوريين الذين شاركوها تجربة النزاعات والتهجير وأملهم ببناء مستقبل أفضل عبر تحسين تعليمهم ومهاراتهم.

جيرار

وقالت جيرار: "لقد قدمت المملكة المتحدة، منذ اندلاع الأزمة، تمويلا سخيا ساهم في تأمين المساعدة الضرورية والحيوية للأشخاص الذين هم في أشد الحاجة إليها، فبفضل الدعم المقدم من الحكومة البريطانية، تمكنت المفوضية من تقديم المساعدة إلى الأسر اللاجئة الأكثر عرضة للخطر لكي تتمكن من تلبية احتياجاتها الأكثر إلحاحا، وإعادة تأهيل الملاجىء، مثل تلك التي قمنا بزيارتها اليوم، ومساعدة اللاجئين على الصمود خلال فصل الشتاء وتمكينهم من الحصول على الرعاية الصحية الأساسية. فالمملكة المتحدة هي من الداعمين الرئيسيين لبرامجنا في لبنان وزيارة اليوم تعكس التعاون الوثيق القائم بيننا لدعم اللاجئين السوريين، فضلا عن دعم المؤسسات اللبنانية والمجتمعات المحلية المضيفة".

شابويزا

بدورها، قالت شابويزا: "إن الغالبية العظمى من ال 340,000 طفل خارج المدارس في لبنان بحاجة الى دعم تعليمي كبير لمساعدتهم على العودة إلى -والبقاء في -المدرسة. لهؤلاء الأطفال تمثل فرص التعليم غير النظامي شرايين الحياة التي تضمن لهم امكانية الانضمام إلى المدارس الرسمية والحصول على التعليم الذي يحتاجونه لبناء مستقبل أفضل لأنفسهم وأسرهم. كما يحتاج الكثير منهم إلى الدعم النفسي لتضميد جراح حرب لا هوادة فيها وحمايتهم من العنف والاستغلال والإيذاء. لقد كانت، ولا تزال، المملكة المتحدة شريكا حريصا على حماية مستقبل هؤلاء الأطفال. واستمرار هذه الاستثمارات في الأطفال هي السبيل الوحيد للتخفيف من العواقب الطويلة الأمد لهذه الأزمة التي يمكن أن تطال سوريا والمنطقة". والتقت باتل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل وعقدت مؤتمرا صحافيا مع وزير التربية الياس بو صعب وزارت المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي الذي تدعمه الحكومة البريطانية هدفه دعم المعرفة الاقتصادية اللبنانية.

 

ريفي: القوي هو صاحب القرار المستقل وسنقاوم محاولة السيطرة الايرانية على لبنان

الخميس 04 آب 2016/وطنية - رأى وزير العدل اللواء أشرف ريفي أن (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) "نصر الله هو مجرد أداة لتنفيذ سياسة التوسع الإيراني في العالم العربي وهجومه الأخير مرتبط بفشل الحوار اليمني، وبما يجري في حلب". وشدد على أن "ما تقوم به السعودية من دعم للشرعية في اليمن ودعم للشعب السوري في وجه الاحتلال الايراني، هو الحد الأدنى من الخطوات للحفاظ على العالم العربي". ولفت ريفي في حديث الى جريدة "الراي" الكويتية إلى أن "توقيت هجوم نصر الله على المملكة العربية السعودية هو توقيت إيراني، فنصر الله يحاول ان يصور نفسه دائما انه شريك في القرار مع ايران لكنه في الحقيقة مجرد اداة لتنفيذ سياسة التوسع الإيراني في العالم العربي". وقال: "نصر الله ينفذ ما يطلب منه وتستعمله ايران كمنبر لتظهير سياساتها وموقفه يعبر عن الموقف الايراني المعادي للعالم العربي وللسعودية التي تقود في اليمن وسوريا حملة مواجهة التوسع الايراني".

وأشار ريفي إلى أن "دور الاداة الذي يلعبه نصر الله وحزبه قديم جدا ويعود الى بداية تأسيس حزب الله الذي كلف بخطف الرهائن في لبنان لمصلحة ايران والنظام السوري، كما نفذ عمليات تفجير ارهابية في السعودية، كعملية الخبر".

وقال: "بالأمس القريب سلمنا الى المملكة احد ابرز مخططي هذه العملية احمد المغسل الذي كان يتنقل محميا بين ايران ولبنان بجواز سفر ايراني". وردا على سؤال حول ما إذا كان الخطاب بالسقف العالي الذي أطل به نصر الله له علاقة بما كان عليه الوضع في حلب وارتداد الحوثيين على مفاوضات الحل السياسي في اليمن، وأشبه برسالة الى السعودية، أجاب: "عندما شكلت السعودية التحالف العربي لحماية الشرعية في اليمن ومنع ايران من السيطرة على هذا البلد العربي، كان نصر الله اول من خرج مهاجما السعودية. لقد ارادت ايران ان تظهر ان هناك صوتا عربيا في وجه السعودية، كي تخفي الدور الذي تقوم به في اليمن، وطبعا هذا لم ينجح لأن الجميع في العالمين العربي والاسلامي بات يعرف أن نصر الله والاسد والحوثي والحشد الشعبي ما هم إلا ادوات تستعملها لاختراق العالم العربي وتفكيك دوله، وتعميم الصراع المذهبي ولغة الدم والعنف والانقلاب".

وأكد أنه لا يستبعد "ان يكون هجوم نصر الله مرتبطا بفشل الحوار اليمني وبما يجري في حلب"، وقال: "لكن الملفت أنه وفي سياق هذا التصعيد يعرض على المملكة صفقة لتقاسم النفوذ مع ايران في العالم العربي، وهذا يعبر تماما عن هوية المتكلم وحجمه. فماذا لو قبلت السعودية بهذه الصفقة؟ سيصمت نصر الله عندها بطلب من الايرانيين، وسيبتلع كل هذه الاتهامات، وربما سيشيد بالمملكة، ولهذا أقول انه مجرد أداة".

وعن دلالات "ما انطوى عليه الهجوم الكلامي لنصر الله من دعوة واضحة للسعودية لالتقاط فرصة أن يكون لها مكان كشريك في معالجة أوضاع المنطقة"، رد قائلا: "هم يعرضون على السعودية ان تغض النظر عن التدخل الايراني في الشأن العربي، لاستكمال سيطرتهم. سياسة الاحتواء الهادئ التي كانت تقوم بها السعودية لهذا التوغل الايراني حتى الامس القريب قد انتهت. لقد وصلت ايران الى حد ابتلاع اليمن، وفتت العراق، ودمرت سوريا، ولم يعد هناك اي امكانية لمهادنة سياسة التوسع الايراني، الذي فرض على المنطقة حربا دموية ونشر العنف، وهدد سيادة واستقرار الدول العربية".

ولفت إلى أن "ما تقوم به السعودية من دعم للشرعية في اليمن ودعم للشعب السوري في وجه الاحتلال الايراني، هو الحد الادنى من الخطوات للحفاظ العالم العربي". وردا على سؤال حول ما إذا كانت موازين القوى في المنطقة تتيح لنصر الله مخاطبة الآخرين من موقع قوي، أجاب: "القوي هو صاحب القرار المستقل الذي يحافظ على بلده واهله، ولا يكون جنديا في المشروع الايراني. من ليس قراره بيده ليس قويا بل مجرد صوت صارخ على منبر". أضاف: "بالأمس تحدث عن انتصار في حلب، فأين هو هذا الانتصار؟ حلب اسقطت وستستقط أوهام السيطرة الايرانية، ومهما فعلت ايران لن تستطيع ابقاء هذا النظام. الحرب يمكن ان تكون طويلة، لكن الشعب السوري يقاوم وسينتصر، لأنه يقاتل لاسترداد أرضه والحفاظ على كرامته، أما نصر الله فلأي هدف يقاتل؟ هذا قتال المرتزقة والاستتباع لمشروع ايران. لو كان مستقلا في قراره لدعوناه الى الانسحاب من سوريا وتركها لأهلها، لكن القرار في طهران".

وعن زيارة المسؤولين الإيرانيين للبنان وتأكيدهم بأنهم لا يتدخلون بالشؤون الداخلية اللبنانية رد ريفي: "ايران تتعاطى مع لبنان باعتباره خاضعا لسلطة ولاية الفقيه، وزيارات مسؤوليها تأتي في هذا الإطار". وختم قائلا: "إيران تتوهم أن نصر الله بات مرشد الجمهورية اللبنانية، ونحن نقول لهم انتم مخطئون. ما تتعامل به ايران مع لبنان لا يختلف عن تعاملها مع العراق وسوريا واليمن، فهي تريد السيطرة، وما كلامهم عن السيطرة على اربع عواصم عربية ومنها بيروت إلا تجسيد لما لهذه السياسات العدوانية، التي لن تنجح، وسنقاوم محاولة السيطرة الايرانية على لبنان".

 

وقفة لجمعيات مدنية أمام السراي الحكومي للمطالبة بتشكيل الهيئة اللبنانية لسلامة الغذاء

الخميس 04 آب 2016/وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى زبيب أن جمعيتي "فرح العطاء" و"حماية المستهلك" والمفكرة القانونية" و"تجمع وحدتنا حياتنا"، نفذت للاسبوع الثاني، وقفة أمام السراي الحكومي من جهة زقاق البلاط، لترفع مطلبها إلى الحكومة المجتمعة لتشكيل الهيئة اللبنانية لسلامة الغذاء. واعتبر رئيس جمعية "حماية المستهلك" زهير برو أن "طاولة الحوار أنهت اجتماعها بنقاش حول شؤون اللبنانيين وشجونهم، إلا أنها لم تتوصل إلى أي نتيجة". وتوجه إلى الحكومة قائلا: "إن شؤون الناس الأساسية هي الماء والكهرباء والنفايات الليطاني وسلامة الغذاء".ودعا المجتمعين مجددا إلى "تشكيل الهيئة لأنها الوحيدة القادرة على متابعة كل هذه الملفات"، وقال: "نأسف للمعلومات التي وصلتنا عن أن هناك خلافات سياسية حول الهيئة، ويبدو أن هناك جوا لهيئة محاصصة". أضاف: "نريد هيئة وطنية مستقلة تتشكل من كفاءات، ولا مانع لدينا من احترام التوزيع الطائفي، لكن على ألا تتدخل زعامات للدفاع عن مصالحها في الهيئة". وأكد "الاستمرار في التحرك حتى تشكيل الهيئة"، وقال: "هناك دعم من 18 وزيرا، وهذا كاف لتشكيلها".

قزي

وكان وزير العمل سجعان قزي ترجل خلال توجهه الى السراي الكبير من سيارته لدقائق قليلة، وتوقف عند مكان الاعتصام، معلنا تضامنه مع المعتصمين. وقال قزي: "أولا انا معكم وثانيا زوجتي طلبت مني أن أكون معكم". أضاف: "لو كانت القضية بيدي أو بيد وزير الصحة لكانت تمت منذ زمن، لكن المشكلة بيد اكثرية مجلس الوزراء. أنا وعدتكم انني سأصوت مع تشكيل الهيئة ان حصل التصويت. وهذا الامر ليس اكراما لكم وحسب بل اكراما لي ولاولادي، اصبحنا اليوم لا نختار بين القمح والشعير، بل بين القمح والحيوانات".