المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 آب/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.august08.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْها، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُم يُتْرَكُ لَكُم

إِنَّ اللهَ نُور، ولا ظُلْمَةَ فِيه. فَإِنْ قُلْنَا إِنَّ لنا شَرِكَةً مَعَهُ، ونَحْنُ نَسِيرُ في الظَّلام، نَكُونُ كاذِبينَ ولا نَعْمَلُ الحَقّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

ميشال عون الساقط في كل تجارب إبليس وسرقة تياره من لبنان وتسليمه لملالي إيران والأوباش/الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني/من أرشيفنا ل 07 آب/2001/قراءة إيمانية في مفاهيم المحبة/مواقف البطريرك الراعي المشبوهة/قراءة في ولمقالة للياس الزغبي ،"حقيقة 07 آب" التي تحكي حقيقة المؤامرة بين عون ونظام الأسد تتعلق باحداث 7 آب

أحداث 7 آب/2001/الياس بجاني

حقيقة "7 آب"/بقلم/الياس الزغبي

سراب ما بعد بعد آب/الياس الزغبي/لبنان الآن

التجارة بقضية فلسطين والتجار المنافقين من عرفات والتكفيريين حتى حسن نصرالله والملالي/الياس بجاني

منع الفريق الرياضي اللبناني الفريق الإسرائيلي من مشاركته نفس الباص في البرازيل هو عمل ولادي وسخيف وليس فيه رائحة البطولة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقتل قائد ميداني كبير لـ «حزب الله»

اقتراح أميركي لحزب الله: نحوّل الجنوب إلى هونغ كونغ

فارس سعيد: ايران راهنت على معركة حلب وتحقيق انتصار سياسي في لبنان

مقاتلو “حزب الله” وحدهم.. فحص: نصرالله وضع الشيعة في مهبّ الريح وسيدفعون الثمن

فتفت ينفي تصويت «المستقبل» على ترشيح عون

لقاء المختارة «الجامع» رسالة لانتخاب رئيس لبناني

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 7/8/2016

حزب الله ينعي شهداء في معركة حلب

نتوقف اليوم أمام حدث وذكرى: الحدث هو فك الطوق عن حلب الشرقية والذكرى هي 7 آب ذكرى قمع المنظومة الأمنية السورية/خليل حلو/فايسبوك

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المعترضون في «التيار»: قمع وطرد لمخالفي أوامر باسيل/صونيا رزق/الديار

مصنع الإسمنت ينذر بمزيد من المواجهات وجريح في أول "مناوشة" بين فتوش وأهالي عين دارة

أين هي الصورة المدنيّة للشيعة اللبنانيين؟/سلوى فاضل /جنوبية

الشكر لله وللأرض القبل/علي الأمين/جنوبية

ريفي: احداث 7 اب تذكرنا بصمود اللبنانيين في وجه النظام الامني السوري

ميشال معوض التقى سامي الجميل في اهدن

ابو فاعور: حصرم الرئاسة ما زال فجا

نضال طعمة: كلام الراعي عن الرئاسة يضعنا أمام مسؤولياتنا الوطنية

ماع دوي انفجار في مخيم عين الحلوة ناجم عن القاء قنبلة ولا اصابات

فضل الله يدعو الى الحوار مع عون لمعالجة ملف الرئاسة: معركة حلب مصيرية

مشاورات كثيفة بين عدد من رؤساء الكتل والزعامات سيشهدها الاسبوع المقبل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

اعدام عالم نووي ايراني ادين بالتجسس لحساب الولايات المتحدة

هل تقلب معركة حلب الموازين حقا

إسرائيل: الطائرة التي اخترقت أجواء الجولان قبل ثلاثة أسابيع روسية

البحرين: توقيف إمام مسجد بتهمة التحريض على الكراهية

رئيس وزراء بلجيكا: فتح تحقيق في محاولة اغتيال غداة الهجوم على شرطيتين في بلجيكا

واشنطن تنشر 'دليلا' لكيفية اختيار أهداف طائراتها بلا طيار

اسطنبول تشهد تجمعا حاشدا للاحتجاج على محاولة الانقلاب الفاشل

مصر: تشييع جثمان أحمد زويل بجنازة عسكرية

اختيار زعيم جديد لبوكو حرام يكشف انقسامات داخل الجماعة

حماس: لن نسمح لعباس بالعودة إلى غزة حتى عبر الانتخابات

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عشية سقوط الشرعية/نبيل بومنصف/النهار

أيلول شهر التحديات للبنان في نيويورك هل يُتّفق على الرئيس في "المجموعة الدولية"/خليل فليحان/النهار

هل تشقّ ذكرى مصالحة الجبل الطريق لمصالحة وطنيّة شاملة تبدأ بانتخاب رئيس/اميل خوري/النهار

مصالحة الجبل تذكّر سلام بانتخابات 1976: قادة تاريخيون توافقوا على الرئيس لفرَج البلاد/سابين عويس/النهار

الحوار المتعثِّر على إيقاع مفاوضات اليمن/روزانا بومنصف/النهار

لبنان... بلد القمم/ديانا ونّا خليفة/النهار

حقائب "الجمهورية القويّة"/ميشال هليّل/النهار

لكي يكتمل إنتصار السابع من آب/المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية

الليونة «الحريرية» تجاه عون هكذا بدأت... وهنا توقّفت/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

المسيحيون والدروز: الحربُ بين الضحايا/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

نظام مقبري ومقاومة حلبية «عمليّاتية»/وسام سعادة/المستقبل

07 آب 2001.. هل ننسى جلاديّ النظام الأمني/كارين بولس/موقع لبنان 369/06

العقوبات على "حزب الله" والنفط/البروفيسور جاسم عجاقة /المدن

 أوباما في ظاهرة الإرهاب/خالد الدخيل/الحياة

«البعث» نجح في دفعنا إلى الاختيار بينه وبين سوء آخر/حازم الامين/الحياة

السوريون في عين العاصفة التركيّة/أكرم البني/الحياة

خويف السوريين من التقسيم… ليبقى الأسد/علي الأمين/جنوبية

بوتين في سوريا… ضحية أوباما/خيرالله خيرالله/العرب

في أبعاد معركة حلب/ماجد كيالي/العرب

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

لحام ترأس جناز اربعين شهداء القاع: لحلف روحي وإيماني وانساني عالمي لاجل مستقبل أجيالنا

الراعي ترأس قداس الاحد والتقى وفد أكسرخوسية افريقيا وعائلة الشهيدين الفخري: كلام الرب يعطي معنى لحياتنا

بطريركية السريان الكاثوليك: نشجب تخاذل المجتمع الدولي وتاخره في تحرير اراضي الموصل ونينوى ونناشدهم الاسراع في انهاء محنة شعبنا المقتلع

النائب نقولا فتوش: شقيقي يعمل وفق تراخيص شرعية وتحت سقف القانون

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْها، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُم يُتْرَكُ لَكُم

إنجيل القدّيس لوقا13/من31حتى35/:"دَنَا بَعْضُ الفَرِّيسِيَّينَ وَقَالُوا لِيَسُوع: «أُخْرُجْ وٱمْضِ مِنْ هُنَا، لأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ!». فَقَالَ لَهُم: «إِمْضُوا وَقُولُوا لِهذَا ٱلثَّعْلَب: هَا إنِّي أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، وَأُتِمُّ الشِّفَاءَاتِ اليَومَ وَغَدًا، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَتِمُّ بِي كُلُّ شَيء! وَلكِنْ لا بُدَّ أَنْ أُوَاصِلَ مَسِيرَتِي، اليَومَ وَغَدًا وَبَعْدَ غَد، لأَنَّهُ لا يَنْبَغي أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ في خَارِجِ أُورَشَلِيم! أُورَشَلِيم، أُورَشَلِيم، يا قَاتِلَةَ الأَنْبِياء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِينَ إِلَيْها، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْها، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُم يُتْرَكُ لَكُم! وَأَقُولُ لَكُم: لَنْ تَرَوْنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيه: مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّبّ!».

 

إِنَّ اللهَ نُور، ولا ظُلْمَةَ فِيه. فَإِنْ قُلْنَا إِنَّ لنا شَرِكَةً مَعَهُ، ونَحْنُ نَسِيرُ في الظَّلام، نَكُونُ كاذِبينَ ولا نَعْمَلُ الحَقّ

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى01/من01حتى10/:"يا إِخوَتِي : ذاكَ الَّذي كَانَ مُنْذُ البَدْء، أَلَّذي سَمِعْنَاه، أَلَّذي رَأَيْنَاهُ بعُيُونِنَا، أَلَّذي أَبْصَرْنَاهُ ولَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، ذَاكَ الَّذي هُوَ كُلِمَةُ الحَيَاة، بِهِ نُبَشِّرُكُم؛ لأَنَّ الحَياةَ قَدْ ظَهَرَتْ، فَرَأَيْنَا ونَشْهَد، ونُبَشِّرُكُم بِالحَياةِ الأَبَدِيَّة، الَّتي كانَتْ عِنْدَ الآبِ وظَهَرَتْ لَنَا. فالَّذي رأَيْنَاهُ وسَمِعْنَاهُ، بِهِ نُبَشِّرُكُم أَنتُم أَيضًا، لِتَكُونَ لَكُم أَنْتُم أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنا، وشَرِكَتُنا إِنَّمَا هِيَ معَ الآبِ ومَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ المَسِيح. ونَحْنُ نَكْتُبُ إِلَيْكُم بِهذَا لِيَكُونَ فَرَحُنَا كامِلاً. وهذِهِ هِيَ البُشْرَى الَّتي سَمِعْنَاهَا مِنْهُ، وبِهَا نُبَشِّرُكُم: إِنَّ اللهَ نُور، ولا ظُلْمَةَ فِيه. فَإِنْ قُلْنَا إِنَّ لنا شَرِكَةً مَعَهُ، ونَحْنُ نَسِيرُ في الظَّلام، نَكُونُ كاذِبينَ ولا نَعْمَلُ الحَقّ. أَمَّا إِنْ كُنَّا نَسِيرُ في النُّور، كَمَا هُوَ نَفْسُهُ في النُّور، فتَكُونُ لنَا شَرِكَةٌ بَعضُنَا معَ بَعْض، ودَمُ يَسُوعَ ٱبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِن كُلِّ خَطِيئَة. إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا بلا خَطِيئَة، فإِنَّنَا نُضَلِّلُ أَنْفُسَنَا، ولا يَكُونُ الحَقُّ فينَا. أَمَّا إِذَا ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايانَا فإِنَّهُ أَمِينٌ وبَارٌّ يَغْفِرُ لنَا خَطايَانَا، ويُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ شَرّ. وإِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نَخْطَأْ، فَإِنَّنَا نَجْعَلُهُ كَاذِبًا ولا تَكُونُ كَلِمَتُهُ فينَا".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

ميشال عون الساقط في كل تجارب إبليس وسرقة تياره من لبنان وتسليمه لملالي إيران والأوباش

الياس بجاني/08 آب/16

ميشال عون الساقط في كل تجارب إبليس والإسخريوتي سرق التيار الوطني الحر 3 مرات. المرة الأولى عندما خان لبنان ودماء الشهداء والقضية ووقع ورقة الذل والإستسلام، "ورقة التفاهم" مع حزب الله الإرهابي والملالوي ، والمرة الثانية عندما ولى صهره العاطل والغبي والعجيبة جبران باسيل رئاسة تياره، والمرة الثالثة عندما طرد الشباب الحر والمناضل خدمة لصهره العجيبة.

تحية للشباب الذين طردوا من التيار ولماضيهم النضالي المشرّف رغم خلافنا العميق والجذري معهم فيما يخص خيارهم البقاء مع عون عندما انحرف عن القضية ورضي الإستتباع والتبعية لحزب الله ولمشروع الملالي الفرس.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/من أرشيفنا ل 07 آب/2001/قراءة إيمانية في مفاهيم المحبة/مواقف البطريرك الراعي المشبوهة/قراءة في ولمقالة للياس الزغبي ،"حقيقة 07 آب" التي تحكي حقيقة المؤامرة بين عون ونظام الأسد تتعلق باحداث 7 آب

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/07/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81%D9%86%D8%A7-%D9%84-07/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/من أرشيفنا ل 07 آب/2011/قراءة إيمانية في مفاهيم المحبة/مواقف البطريرك الراعي المشبوهة/قراءة في ولمقالة للياس الزغبي ،"حقيقة 07 آب" التي تحكي حقيقة المؤامرة بين عون ونظام الأسد تتعلق باحداث 7 آب/07 آب/2001

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias7august.11.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/من أرشيفنا ل 07 آب/2011/قراءة إيمانية في مفاهيم المحبة/مواقف البطريرك الراعي المشبوهة/قراءة في ولمقالة للياس الزغبي ،"حقيقة 07 آب" التي تحكي حقيقة المؤامرة بين عون ونظام الأسد تتعلق باحداث 7 آب/07 آب/2001

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias7august.11.wma

 

أحداث 7 آب/2001

الياس بجاني/07 آب/2011

تعود إلى الذاكرة اللبنانية اليوم أحداث 07 آب 2001 القمعية التي استهدفت يومها الأحرار والسياديين من التجمعات المسيحية من خلال حملة أمنية همجية غير مسبوقة والتي تبين فيما بعد بالوقائع والإثباتات أنها كانت حملة منسقة بالكامل بين ميشال عون والنظامين الأمنيين السوري واللبناني بهدف ضرب القوات اللبنانية وتظهير أنصار عون فقط بالضحايا والأبطال. في أسفل مقالة للياس الزغبي تحمل عنوان" حقيقة "7 آب" يكشف من خلالها تفاصيل وأهداف تلك المؤامرة العونية السورية.

 

حقيقة "7 آب"

بقلم/الياس الزغبي/07 آب/11

لا شيء يستطيع طمس قضيّة "7 آب" 2001، أو الغاءها من الذاكرة الوطنيّة، لا مرور الزمن، ولا انكار أو تنصّل مرتكبيها وضحاياها معا.

هي، في جوهرها، "بروفا" للمحاولة الانقلابيّة في 23 كانون الثاني 2007، والانقلاب الناقص في 7 أيّار 2008، والانقلاب الراهن في 13 حزيران 2011 (حكومة "حزب الله" – ميقاتي).

الأهداف هي نفسها: تثبيت النظام الأمني العقائدي القمعي (بعث أو "حزب الله"). والوسائل هي نفسها: استخدام السلاح ومنطق الغلبة (اعتقالات وتنكيل أو قطع طرق أو اجتياح مسلّح أو قمصان سود).

لكنّ الأهم والأشدّ اثارة أنّ القائمين بكلّ هذه الانقلابات هم أنفسهم!

نعم، وشهادة للحقيقة، وانصافا للأبرياء الذين دفعوا ثمن 7 و9 آب 2001، ومعظمهم ما زال ضحيّة جهله، على طريقة التواطؤ مع الجلاّد وتكريمه والالتحاق به، لا بدّ من الاضاءة على الواقعات والأشخاص والأهداف:

- في الوقائع، قضت الخطّة بوضع كوادر "التيّار العوني" في واجهة الاعتقال والقمع، والتعتيم ما أمكن على معتقليّ "القوّات"، لأسباب نوضحها مع الأهداف. وقضت كذلك بتكبير التّهمة الى حدّ العمالة والتخطيط لضرب الاستقرار، لمزيد من التوظيف السياسي، كما قضت بالترويج الاعلامي الى أقصاه، والاسراع في اطلاق سراح كوادر قريبة ولصيقة بالعماد عون، مع الشكر والاعتذار، واستغلال دموع بعض المعتقلين، لاسيّما الكبار منهم بالسنّ. وهناك واقعة أكّدت ضلوع "عونيّين" في القمع أمام قصر العدل، تبيّن أنّهم من "الأجهزة" أيضا (شراكة وشركة منذ ذلك الحين).

- في الأشخاص، لم تكن 7 و 9 آب 2001 من نتاج طرف واحد. المؤسف أنّها كانت نتاجا مشتركا بين قيادتي الضحايا والجلاّدين. سبقت عمليّة القمع والاعتقال اتصالات وعمليّة تنسيق بين الطرفين، واتفقا على تقاطع المصالح والأهداف، وحتّى التفاصيل التنفيذيّة، وكان أمامهم متّسع من الوقت بين زيارة البطريرك صفير للجبل والتنفيذ (3 أيّام). كانت العلاقة ممتازة في حينه (ولا تزال)، بين اليرزة وقيادة الأمن العام ومرجعيّتهما السوريّة من جهة، وشارع فالسبورغ – الدائرة 17 في باريس، من جهة ثانية.

الضحايا لم يكونوا على علم بما كان يُدبَّر لهم، والمحزن أنّهم ما زالوا غير مدركين ما اقترفت قيادتهم بحقّهم، بل ما زالوا يكيلون لها المدائح والتسابيح، وأحدهم بات نائبا يُشيد بقامعيه ووليّه، كمن يلعق دمه.

- في الأهداف، تلاقت مصلحتا طرفي الخطّة:

الأوّل سعى الى نسف نتائج مصالحة الجبل التاريخيّة، لأنّ استمراريّة الوصاية السوريّة تفرض الفصل وليس الوصل بين القوى والطوائف.

الثاني سعى الى مضاعفة العطف الشعبي، وهذا ما حصل بالفعل. وكان الطرف الأوّل يريد فعلا زيادة شعبيّة الثاني وتقليص شعبيّة "القوّات" وابقاء قائدها في السجن أطول مدّة ممكنة، بمعرفة واطمئنان مسبقين أنّه سيقطف شعبيّة عون لاحقا، على قاعدة تسمين الخواريف. وهذا أيضا ما تحقّق بعد الخروج العسكري السوري (ألم يقطف النظام 21 ثمّ 27 نائبا "عونيّا"، والتحاقا كاملا به، واستماتة في الدفاع عنه الآن؟).

لقد استثمر العقل المخابراتي السوري في آلام ضحاياه، ونجح. وهم اليوم يقفون في الصفّ الأوّل دفاعا عن نظامه. لا يهمّ كم تناقص عددهم، لكنّ الخطير أنّ من تبقّى منهم مغمضون، عاجزون عن رؤية الحقيقة.

انّهم مرشّحون لدور الضحايا مرّتين، مرّة مع صعود هذا النظام وأُخرى مع هبوطه، كأنّه قدر اغريقي مرصود. بينما تتمدّد قيادتهم وترتاح على معاناتهم، وهم لاهون. هي تشطب من ذاكرتهم 7 آب بعدما أعطت ثمارها، كما شطبت 13 تشرين وبرّأت فاعليها.. وهم غافلون. ألم يفعل النظام الوصي الشيء نفسه بشطب ذاكرة الاسكندرون؟

الوصي والموصى عليه من القماشة نفسها.

في التاريخ السياسي، هناك حقائق لا تنكشف الاّ بتراكم معطياتها مع الزمن.

اذا لم يكن في استطاعة ضحايا "7 آب" ادراك الحقيقة في وقتها، بفعل براعة اخفائها، فعلى الأقلّ أن يفتحوا عيونهم عليها اليوم، بعد اكتمال عناصرها. سبقهم متنبّهون الى اليقظة، فما بالهم يوغلون في في الغفلة والنوم؟

هل يصعب عليهم التأكّد من أنّ حلفاء 2001 (بل قبل ذلك بكثير)، هم أنفسهم حلفاء اليوم؟

وهل يصدّقون قائدهم في قوله: لا قمع في سوريّا بل دفاع عن النفس، وشرعة حقوق الانسان ماركة تجاريّة؟

اذا صدّقوه يعني أنّ النظام نفسه لم يقمعهم قبل 10 سنوات، بل دافع عن نفسه وهم المعتدون، وأنّهم كانوا يرفعون الشرعة فوق نضالهم كشعار تجاري! وليعتذروا، اذا، من شارل مالك في هدأة قبره.

قليل من الوعي، ولو متأخّرا، يُفرح قلوبهم.. وقلب لبنان.

الأحد 07 آب/2011

 

في اسفل مقالة الياس الزغبي لليوم وهي تتناول أيضاً أحداث 7 آب

سراب ما بعد بعد آب

الياس الزغبي/لبنان الآن/06 آب/16

لم يخب أمل اللبنانيّين بفشل طاولة “الحوار الوطني” والجالسين إليها، فما كانوا يتوقّعونه حصل، وما زرعته الطاولة حصده الناس، خيبةً وقرفاً وإدماناً لليأس. وما ترحيل الجلسة التالية إلى 5 أيلول سوى وعد إبليسي باللجان – المقابر التي لا تملك الطبقة السياسيّة غيرها كي تدفن الآمال والوعود. إنّها ذروة الخواء السياسي والوطني الذي لا يُنتج سوى دولة فاشلة وحطام وطن. ويراهن السياسيّون الخاوون والغاوون على ما بقي من غفلة اللبنانيّين وسذاجتهم وعجزهم، كي يستمرّوا في رقصهم على الحطام، وغالباً على رؤوس الثعابين. ولعلّ الخيبة الأشدّ ضربت أولئك البسطاء من أغرار الحزبيّين الذين حقنهم قادتهم بمنشّطات التفاؤل والأمل بمواعيد آب في القصور الخاوية. ولن يُعدم هؤلاء القادة وسيلة أُخرى لاحتواء الصدمة واختراع أمل جديد ومواعيد خريفيّة لاحقة، طالما أنّ مطلع أيلول بتسوية وهميّة مبلول! قد يكون الزعيم السياسي قادراً على تمديد الأمل لنفسه، فيبيت ليلته على تنظير تفاؤلي من بطانته، لكنّ الناس يبيتون لياليهم، إمّا على أمل مخدوع وإمّا على طويّة جوع. وشتّان ما بين متخَم بشهوة السلطة وجائع إلى الثقة بالحياة.

وقد يكون بين هؤلاء اللاعبين بالقدر الوطني، بعض الصادقين الأصحّاء العقول والقلوب، لكنّ أصواتهم لا تُسمع في طاحونة الطاولة الحواريّة، ولا في الحكومة الدائخة في دورانها الأبدي على نفسها، ولا في اللجان النيابيّة العالقة في أبراجها البابليّة، ولا في الأحزاب والتيّارت الغائصة في تصفياتها الداخليّة، ولا في الإدارات العائمة على الفساد وروائح الفضائح… هؤلاء الصادقون، وبينهم رئيس حزب أو أكثر، ووزير أو أكثر، ونائب أو أكثر، وقائد رأي أو أكثر، وناشط حزبي ومدني أو أكثر، ما زالوا في حلقات متباعدة، يسهل استفرادها وتشتيتها، كما حصل سابقاً في غير مناسبة وتظاهرة وحركة، وتبقى ناقصة الدور والتأثير والفاعليّة طالما هي كذلك. ولا بدّ من تبسيط المطالب والأهداف كي يمكن تحقيقها. فيجب أوّلاً الخروج من سلّة السلاطعين التي نصبها نبيه برّي للمتحاورين، وتناهشوا وتعاقصوا داخلها، وتقاذفوا محتوياتها، وأرجأوها شهراً كاملاً لالتهام بقاياها.

وقد تبيّن أنّها “مؤتمر تأسيسي” لتغيير النظام تحت تسمية مخفّفة، بعدما تأكّد الانقلابيّون من أنّ السعي إلى هذا المؤتمر دونه حواجز سياسيّة واستحالات وطنيّة وغياب رعاية إقليميّة ودوليّة. بعد ذلك، يجب الإمساك بهذه السلّة من فوق، من قبضتها، كي يمكن حملها، أي من رئاسة الجمهوريّة.

من هنا يبدأ البحث في السلّة، بدون ربط الرئاسة بأيّ مطلب أو مقايضة أو صفقة أو بازار. وحين يستوي الرئيس الجديد على سدّة الرئاسة يبدأ ملء السلال وقطف الغلال، ولا شيء آخر قبل ذلك. فمن الحكومة الجديدة وتوازناتها وحصصها، إلى قانون الانتخاب، إلى التعيينات الكبرى والموازنات، إلى معالجة الملفّات الخطيرة… كلّها تبدأ من الرأس. وعبثاً تأجيل مواعيد الحوار إذا لم يكن هناك رئيس للدولة. ولا يختلف اثنان بعد الآن على أنّ جهة بعينها ترعاها طهران ترتاح إلى لبنان بلا رأس في هذه المرحلة، كي يسهل التحكّم بأطرافه وأعضائه. فلا حاجة لإيران و”حزب الله” إلى شرعيّة لبنانيّة مكتملة، بل إلى شرعيّة شكليّة هزيلة، وصفناها مراراً ب”قشرة شرعيّة” يؤمّنها مجلسان عاجزان: مجلس الوزراء ومجلس النوّاب.

وعلى القوى الحيّة الباقية في لبنان، من سياسيّة ومدنيّة وإعلاميّة، أن تتوحّد حول هذه الأولويّة المطلقة، فلا تضيّع جهودها الآن في تفاصيل “السلّة”، ولو كان قانون الانتخاب أهمّها، لأنّ هذه الجهود ستذهب هباء كما حدث في السابق. يكفي اللبنانيّين ركضهم الخائب وراء السراب. ويكفيهم التلهّي بأذناب المشكلات بدلاً من رأسها. ولئلاّ يظلّوا لاهثين وراء سراب آب وبلل أيلول، وما بعد بعد الخريف، ويطووا فصلاً وراء فصل وموعداً بعد موعد، عليهم الإقدام والضغط لانتخاب رئيس للجمهوريّة. فلا منزل يأويهم بلا سقف، ولا وطن لهم ولا ودولة بدون رأس.

 

التجارة بقضية فلسطين والتجار المنافقين من عرفات والتكفيريين حتى حسن نصرالله والملالي

الياس بجاني/07 آب/16

إن الحقد والعداء ليسا من صفات أي انسان يحترم انسانيته وحرية وحقوق وواقع اختلاف الغير. نحن تربطنا بإسرائيل اتفاقية هدنة وهي تمنع كل الأعمال العسكرية على الحدود بين البلدين ..في حين أن كل العرب مصر والأردن ودول الخليخ والمغرب العربي اعترفوا بها وتصالحوا معها من كبيرهم حتى صغيرهم مباشرة أو مواربة. شعبنا في لبنان مبتلي بتجار المقامة والتحرير المنافقين وهي تجارة مربحة لهم لكنها تخرب لبنان وتضرب سيادته واستقلاله وتهجر شعبه وتبقيه تحت الإحتلال...احتلال تجار المقاومة والعداء والممانعة. في الخلاصة لا حل في لبنان قبل الإعتراف بإسرائيل وانهاء تجارة المقاومة والتحرير والغباء. .. ومن يريد محاربة إسرائيل فليحاربها من بلده وليس من لبناننا الحبيب...كفى نفاق وكذب واستغباء لعقول الناس.

 

منع الفريق الرياضي اللبناني الفريق الإسرائيلي من مشاركته نفس الباص في البرازيل هو عمل ولادي وسخيف وليس فيه رائحة البطولة

الياس بجاني/06/16/بدأت أبواق الهوبرجية من ربع كذبة التحرير والممانعة والمقاومة تهلل وتكبر لتصرف الفريق اللبناني الرياضي في البرازيل حيث منع الفريق الإسرائيلي من مشاركته نفس الباص للإنتقال إلى الملاعب. الرئيس لحود وغيره من المقاومين "التجليط" والنفاق والكذب أصدروا بيانات تهنئة للفريق اللبناني تعبر عن فرحتهم وكأن التصرف هو اخلاقي ووطني وانتصار ما بعده انتصار. لا يا ربع النحر وبقر البطون وقطع الأعناق والنفاق ليس في تصرف فريقنا ما يُشرّف أو يسر، بل فيه ما يُخجِّل لسخافته وبعده عن كل القيم والفكر والثقافة والإنسانية.

في هؤلاء المقاومين والمحررين الدجالين يصح القول: "يلي استحوا ماتوا"

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقتل قائد ميداني كبير لـ «حزب الله»

السياسة/08 آب/16/نعت ميليشيات «حزب الله» اللبناني قائداً عسكرياً كبيراً لديها قتل في معارك حلب. ونقل موقع «العربية نت» الإلكتروني عن موقع «التيار الوطني الحر»، وهو من حلفاء الحزب في لبنان، أن «القائد الميداني الحاج حسن محمود عيسى» قتل في معارك حلب، وأن الحزب نعاه أول من أمس. يشار إلى أن عدداً من المواقع الإخبارية اللبنانية أفادت بمقتل القائد العسكري في ميليشيات «حزب الله» بمعارك حلب.

 

اقتراح أميركي لحزب الله: نحوّل الجنوب إلى هونغ كونغ

علي شريفي/لبنان الجديد/07 آب/16/كشف عبدالله زيعور مسؤول هيئة التعليم العالي  لحزب الله عن تفاصيل لمقترح أميركي إلى الحزب يعد بتدشين مشاريع تنموية في جنوب لبنان. وقال الدكتور زيعور خلال مؤتمر " من النهضة الدستورية حتى الثورة الإسلامية" الذي عُقد في جامعة الفن الإسلامية بمدينة تبريز الإيرانية: عند ما انتبه الأمريكيون بأنهم لن يتمكنوا من إفشال المقاومة الإسلامية قدّم مقترحاً إلى حزب الله عبر الوسيط الياباني، وعدوه بتحويل الجنوب اللبناني اقتصاديا إلى هونغ كونغ ثان. وصرح الأمريكيون خلال هذا المقترح بأنهم سيوفرون جميع الامكانات اللازمة لتنمية الجنوب اقتصاديا وعبروا عن استعدادهم لدفع 5 ميليارات دولار كدفعة الأولى لمساعداتهم.  وعن توقعات الأمريكيين مقابل تلك الوعود والمساعدات أو الشرط المسبق لهذا المقترح فمن الواضح أن ثمن هذا الوعد هو تنازل الحزب عن مشروعه في المقاومة أمام الكيان الصهيوني، ويقول عبدالله زيعور بأن الأميركيين كانوا يطالبون في المقابل بأن حزب الله يخضع لنظام السلطة وينسى موضوع تحرير الأراضي والجهاد. كما لم يكشف عن التوقيت الزمني لهذا المقترح هل أنه كان قبل حرب تموز 2006 أو بعدها، فإن ما بعد تلك الحرب لم يكن كما قبلها، حيث إن إزعاجات حزب الله لإسرائيل انتهت بانتهاء تلك الحرب، ولم تحدث مواجهة بين الطرفين إلا خلال حالات عابرة وطفيفة. كما لم يكشف زيعور عن أن المقترح الأميركي مفتوح لحد الآن أم كان له مفعول في فترة زمنية محددة؟ واكتفى زيعور بأن المقاومة الإسلامية رفضت ذاك المقترح ومع مرور الزمن تجلت المقاومة الإسلامية كمثال لجميع مشاريع المقاومة وتمكنت من إنهاء السلطة العسكرية و السياسية والاقتصادية الأميركية.  واضاف زيعور بأن المقاومة عند ما تعرضت لهجوم أمريكي صهيوني استخدمت جميع قواها لرفض الاستسلام واضطرت لمواجهة قوى أهلية. وأكد زيعور على أن تلك الانتصارات الكبرى لم تكن تحصل إلا تحت قيادة الجمهورية الإسلامية التي تمكنت من إحباط المخططات الأميركية - الصهيونية. ولم يتطرق مسؤول هيئة التعليم العالي لحزب الله إلى موضع الإتفاق النووي بين إيران والغرب و تحفيف العداء بين إيران والولايات المتحدة

 

فارس سعيد: ايران راهنت على معركة حلب وتحقيق انتصار سياسي في لبنان

صحيفة الجمهورية/07 آب/16/اشار منسّق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ”الجمهورية”: “بعد نهاية الحوار، والانقلاب الذي حصَل في معركة حلب، نؤكّد أنّ الرهان الإيراني كان مبنيّاً على فرضية تحقيق انتصار عسكري في سوريا في معركة حلب، وتحقيق انتصار سياسي في لبنان من خلال إنجاح مبدأ السلّة.لكن في النهاية، لقد انقلبَت الأوضاع في حلب ولم يتحقّق هذا الانتصار، كما أنّ تمسّك قوى 14 آذار بتنفيذ وثيقة الوفاق الوطني والدستور اللبناني أيضاً أدّى إلى عدم تمرير أيّ انتصار سياسي يستفيد منه “حزب الله” في لبنان. وجاء لقاء المختارة في الأمس ليتوّج مبدأ واحداً هو أنّه عندما يجتمع اللبنانيون يصنعون المعجزات، وعندما يعود كلّ طرف منهم إلى مربّعه الطائفي يَربح أعداء لبنان”.

 

مقاتلو “حزب الله” وحدهم.. فحص: نصرالله وضع الشيعة في مهبّ الريح وسيدفعون الثمن

الشرق الأوسط/07 آب/16/تتابع البيئة الحاضنة لما يسمى “حزب الله” بقلق المعلومات الواردة من مدينة حلب السورية بعد إعلان فصائل المعارضة كسر الحصار عن الأحياء الشرقية٬ وشروعها بعملية تحرير المدينة بالكامل. وتشير آخر المعلومات إلى إرسال الحزب نحو 400 مقاتل خلال الساعات الماضية إلى الجبهة الشمالية بعد تدهور الأوضاع هناك بالنسبة إليهم بشكل دراماتيكي٬ ونعيهم أحد قادتهم الملقب بـ”أبو عيسى” خلال مشاركته بالقتال في حلب. ولفت ما أعلنه عضو الإئتلاف السوري أحمد رمضان عن أن عناصر الحزب “وجدوا أنفسهم شبه وحيدين في المعارك الدائرة في المدينة٬ بعد هروب عدد كبير من المقاتلين السوريين الجدد٬ ومغادرة نحو 57 ضابًطا رفيًعا سورًيا حلب باتجاه طرطوس٬ ما أّدى لتخلخل في صفوف قوات النظام”. وقال رمضان لصحيفة “الشرق الأوسط”: “كذلك انسحب المقاتلون تحت لواء الميليشيات العراقية والأفغانية ليبقى عناصر الحزب والحرس الثوري الإيراني وحدهم من يقومون بهجمات معاكسة في محاولة للحد من تقدم فصائل المعارضة”. وهذا ما أفاد به الناشط السياسي الشيعي المعارض لـ”حزب الله” مصطفى فحص أيًضا٬ متحدًثا عن معلومات واردة من حلب تفيد بأن “جماعات تنظيم الأسد والمقاتلين الإيرانيين٬ انسحبوا من الجبهة وتركوا مقاتلي “حزب الله” وحدهم في المعركة”٬ مبدًيا أسفه لأن أمين عام الحزب حسن نصرالله “وضع الشيعة في مهبّ الريح”. وإذ أكد في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، أن “هزيمة حلب ستفتح تساؤلات كبيرة عن مصير الشيعة ككل”٬ تساءل فحص: “بعد خمس سنوات عن تورط “حزب الله” في المستنقع السوري٬ وبعدما أثبتت المعركة أن انتصار إيران بات مستحيلاً٬ من سيدفع ثمن هذا الجنون؟”٬ مستطرًدا: “للأسف يبدو أن شيعة لبنان هم من سيدفع الثمن”. ويسيطر الارتباك على بيئة الحزب في لبنان٬ باعتبار أن أمينه العام حسن نصر الله شدد في إطلالته الأخيرة على كون حلب تمثل معركته الكبرى في سوريا٬ معلًنا أّنه سيزيد قواته في المدينة٬ ولافًتا إلى أن “المطلوب من الجميع أن يتحضر٬ لأن المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى هي معركة حلب”. كما أشار نصرالله بحينها إلى أن معركة حلب هي لـ”الدفاع عن سوريا بالكامل٬ وأنها ضرورية لإفشال مشروع إقليمي ودولي يستهدف إسقاط هذا البلد عبر استقدام المقاتلين الأجانب إليه”.

وبحسب فحص٬ فإن “نتائج معركة حلب٬ لن تكون هزيمة للحزب والنظام السوري٬ بقدر ما ستشّكل هزيمة مدوية لمحور إقليمي دولي عريض٬ وضربة قاتلة للمشروع الروسي للحل في سوريا”٬ معتبًرا أن “خطاب نصرالله الأخير الذي أعلن فيه أن انتصار مشروعه في حلب سيقرر مصير المنطقة٬ هو الذي أعطى معركة حلب هذا الزخم٬ فجاءت الانتفاضة العربية والإقليمية لوضع حّد للاستهتار الروسي٬ ومن خلفه العنجهية الإيرانية بالمصالح العربية والتركية”. ووصف فحص معركة حلب بـ”الانتفاضة العربية والإسلامية على التمّرد الإيراني”. وأضاف: “نصرالله كان يقول للشيعة (كما وعدتكم بالنصر سابًقا٬ أعدكم بالنصر مجدًدا)٬ اليوم حصل التحول الكبير”. وسأل: “هل يستطيع شيعة لبنان أن يتحملوا هذه الهزيمة؟٬ وأي نتائج سيحصدون بسبب عدائهم للشعب السوري؟”. تداولت مواقع إلكترونية في الساعات الماضية تسجيلاً صوتًيا٬ أكدت أنه لأحد عناصر ما يسمى “حزب الله” من داخل المعارك الدائرة في كلية المدفعية بحلب. ويتوجه عنصر الحزب في التسجيل٬ لأحد الأشخاص وُيدعى جاد مطمئًنا إياه بأّنهم لا يزالون بخير ويسيطرون على الوضع٬ إلا أنهُيقر بأّنهم محاصرون وسيحاولون فك الحصار. ويضيف العنصر: “سلم على الكل وسامحونا.. سلم على كل الشباب”.

 

فتفت ينفي تصويت «المستقبل» على ترشيح عون

المستقبل/08 آب/16/نفى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت في تصريح لـ «المستقبل»، ما ورد في النشرة الاخبارية لـ «المؤسسة اللبنانية للارسال» امس، من أن تصويتاً تم في كتلة «المستقبل» حول ترشيح رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

واستغرب أن تتضمن هذه المعلومات المغلوطة تقريراً يحتوي على مقابلة معه، مؤكداً أن التصويت المزعوم لا أساس له من الصحة. وأمل أن تستقي وسائل الاعلام المعلومات من مصدرها.

 

لقاء المختارة «الجامع» رسالة لانتخاب رئيس لبناني

الحياة/07 آب/16/تحولت الذكرى السنوية الخامسة عشرة للمصالحة المسيحية - الدرزية في جبل لبنان إلى محطة لإطلاق مواقف سياسية بارزة حيال أزمة الشغور الرئاسي التي تعصف بلبنان نتيجة مضي سنتين وشهرين ونيف عليه، من دارة آل جنبلاط في المختارة أمس، فوجه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي رسالة إلى اجتماعات هيئة الحوار الوطني التي شرعت في بحث عدد من المشاريع الإصلاحية بقوله: «ما الجدوى من طرح كل المواضيع قبل انتخاب رئيس للجمهورية وهو وحده الكفيل بقيادة طرحها والنظر فيها كلها، عبر برلمان هو المكان المخوّل طبيعياً وبسلطة للتشاور والتداول والتصويت واتخاذ القرار»؟ في حين تساءل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن «اثمان السلم والحرب». وجاء كلام الراعي هذا بعدما عجزت هيئة الحوار في اجتماعاتها على مدى 3 أيام، انتهت الخميس الماضي، عن التوافق على مخرج من الشغور الرئاسي، وأخذت تناقش موضوعي اللامركزية الإدارية وقانون إنشاء مجلس للشيوخ، فاعتبر أن «مبادرة انتخاب رئيس للجمهورية تحتاج إلى رجالات دولة كبار من هذا وذاك من الفرقاء، يدركون أن الحلّ يأتي من الداخل، بشجاعة التجرّد من المصلحة الذاتية... ومن هذا المنطلق، يمكن الذهاب إلى مصالحة وطنية تضع يدها على الجرح الحقيقي في الحوار، وتحمي دولة لبنان من الانهيار». وانتقد تعطيل البرلمان والحكومة «فتتوقف التعيينات، وتُستسهل عادة التمديد مع حرمان العديد من المستحقين». وتحدث البطريرك الماروني في احتفال - لقاء دعا إليه جنبلاط أمس لمناسبة تدشين كنيسة تاريخية من القرن التاسع عشر في بلدة المختارة، قام جنبلاط بترميمها، والتي صادفت مع ذكرى المصالحة التاريخية في الجبل كان رعاها عام 2001 مع البطريرك الماروني السابق نصر الله بطرس صفير. وقال الراعي: «عند مبادرة مصالحة الجبل كان رجلان كبيران جريئان قاما بها، البطريرك صفير والزعيم وليد بك جنبلاط. فلو انتظرا قراراً من الخارج، كما يجري حالياً، لما حصلت المصالحة حتى يومنا».

وجرى الاحتفال في حضور رئيسي الجمهورية السابقين ميشال سليمان وأمين الجميل وممثلين عن القوى والأحزاب السياسية اللبنانية والكتل النيابية كافة، وشيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن ومندوبين عن رؤساء سائر العائلات الروحية والسفير البابوي غابرييل كاتشيا وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، بعدما زار الراعي الكنيسة وترأس الصلاة فيها. وتمنى «المصالحة السياسية بين فريقي 8 و14 آذار والوسطيين، معتبراً أن بها «منوط إحياء الدولة ومؤسساتها الدستورية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية الذي هو الباب. فعبثاً نحاول التسلّق إلى الدولة من مكان آخر». وتمنى جنبلاط «أن تدر علينا الأيام المقبلة رئيساً للجمهورية لنحفظ جميعاً لبنان من الرياح العاتية، وأن تدر علينا حلولاً لمشاكلنا المعقّدة، فتستعيد المؤسسات المعطلة دورها المنتظر، تثبيتاً لمناخ المصالحات بين اللبنانيين ... وأثبتت كل التجارب السياسية والعسكرية أن أي أثمان تسدد في سبيل السلم أرخص بكثير من أثمان الحرب والقتل والدمار». واعتبر جنبلاط أنه «في الوقت الذي تخطى الإرهاب الحدود بين الدول، نؤكد إحياء مناخ المصالحة والتقارب بين اللبنانيين ونبعث برسالة إلى العالم، أن لبنان يقدم مثالاً فريداً في حماية التعددية والتنوع». واعتبرت مصادر سياسية شاركت في الاحتفال، أن الراعي رد بإصراره على أولوية انتخاب الرئيس، على الدعوات إلى ربط ذلك بسلة عناوين أخرى، معتبراً أن التوصل إليها يتم في البرلمان بدلاً من هيئة الحوار. وقالت مصادر مقربة من جنبلاط أن حضور القوى السياسية له رمزيته لجهة قدرة رئيس الاشتراكي على جمع الفرقاء المختلفين جميعاً من موقعه الراهن، فضلاً عن أنه يرمي من وراء المناسبة التأكيد أنه مقابل قيام المتطرفين بهدم الكنائس في عدد من الدول يجري في لبنان بناؤها وترميمها. على صعيد آخر قالت مصادر أمنية لـ «الحياة» أمس أن التحقيقات مع مجموعة «داعش» التي تمكن الجيش من إلقاء القبض عليها الخميس الماضي في بلدة عرسال البقاعية مستمرة بتكتم شديد على الاعترافات والوقائع التي يذكرها الموقوفون الثلاثة، وهم اللبناني طارق الفليطي واثنان من السوريين، بعد أن توفي اللبناني الآخر سامح البريدي إثر اشتباكه مع الجيش. وأكدت المصادر لـ «الحياة» أننا نبني على الاعترافات من أجل المزيد من أجل تعقب المزيد من الإرهابيين والموضوع أكبر من معرفة أين يخبئون أسلحة. وذكرت أن دور الفليطي والبريدي كان خطيراً جداً في مخططات «داعش»، لجهة الهجوم على مراكزه قبل سنتين والتفجيرات وإطلاق الصواريخ على المناطق اللبنانية وقتل قتيبة الحجيري بحجة تعاونه مع الدولة وتهديد رئيس بلدية عرسال بالقتل، لكن الاستنتاج الأهم هو أن المتابعة والرصد لهذه المجموعات ناجمان عن قرار كبير بأن كل من اعتدى على الجيش واحتل مراكز له وقتل عسكريين، سيتم توقيفه ومحاكمته.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 7/8/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لم ينجل بعد غبار المعارك في حلب، كي يرسو المراقب على خبر يقين، لا سيما فيما يتعلق بحجم ما أسمته المعارضة السورية الإنجاز الكبير، الذي تمثل بكسرها حصار القوات الحكومية على أحياء حلب الشرقية، وما إذا كان توجيه مفتي سوريا نداء يستنهض فيه الحلفاء للدفاع عن حلب، يشكل اعترافا حكوميا بصعوبة المواجهة في هذه الموقعة، التي عليها يتوقف الكثير من الرهانات الجيوسياسية في المنطقة، أو ما يحكى عن خارطة جديدة تبدأ بسوريا ولا تنتهي باليمن.

في جديد المواقف من الأزمة السورية، ما قاله الرئيس التركي اليوم، وعشية لقائه التاريخي نظيره الروسي الثلاثاء، إذ قال: لا يمكن حل الأزمة السورية دون مشاركة روسيا.

وإلى المعركة المصيرية في عاصمة سوريا الاقتصادية، لاحت في الأفق معركة العاصمة السياسية لليمن، إذ أطلق الجيش اليمني معركة مديرية نهم، التي تفضي لاحقا إلى اقتحام صنعاء.

محليا، ينطلق الأسبوع اللبناني متأثرا بأجواء المنطقة الملبدة، فلا ينتظر من جلسة انتخاب الرئيس الثالثة والأربعين غدا، أن تحدث جديدا على هذا الصعيد. ولا تفاؤل بأن الوقت الفاصل عن حوار أيلول، سيحمل جديدا يذكر. الخرق الوحيد لتلك المشهدية القاتمة، ما أوردته معلومات صحافية عن تبلور توافق بين الأفرقاء السياسيين على الاتجاه نحو التمديد لقائد الجيش.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

كر وفر في حلب، يفتح المعارك على كل السيناريوهات. المسلحون نجحوا في الوصول إلى الراموسة وكليات عسكرية، لكنهم وقعوا في مصيدة الجيش السوري الذي يتجه لمحاصرة المجموعات.

المعارك متواصلة، بانتظار ترجمة الخطة باء، التي تتوزع ما بين حصار المسلحين ومهاجمتهم. المجموعات زجت بقوات النخبة لديها في هذه المعركة الوجودية، وعين المسلحين على أحياء جديدة في حلب. لكن الجيش السوري وحلفاءه لن يكتفوا بالدفاع عن تلك الأحياء، بل بالهجوم المضاد.

وعليه تبقى العيون ترصد تطورات حلب، قبل حلول موعد المفاوضات السياسية نهاية الشهر الجاري.

عواصم العالم تتابع ما يجري، لكن اهتماماتها تنصب على ساحاتها الغربية بشكل عام والأوروبية بشكل خاص، بعد إزدياد مخاطر الإرهابيين وتبني تنظيم "داعش" لعمليات الطعن والتفجير والهجمات وضرب الاستقرار في أكثر من دولة، كما الحال في بلجيكا. بينما ذهبت بريطانيا إلى منع جنودها وضباطها من إرتداء ملابس عسكرية خلال عطلهم، خشية استهدافهم من قبل الإرهابيين.

في لبنان، عطلة نهاية الأسبوع هادئة سياسيا، بانتظار ما تحمله الأيام المقبلة من تحضير لاستكمال الحوار. وحده الجيش اللبناني يرابض على الحدود الشرقية، ويشن ضربات استباقية تمنع الإرهابيين من التفكير بأي هجوم باتجاه عمق الأراضي اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم ينجل غبار معركة حلب بعد. ولن يحسم التهويل والتهليل، نزالا يبدو ان مساره على المسلحين طويل.

علق التكفيريون عند ما سموه نصرا، بتحقيق خرق عسكري على طريق الراموسة، بعد سبع هجمات أو يزيد. ضخموا انجازهم إلى حد لم يستطيعوا تمريره عبر الشريان الصغير الذي فتحوه. عبر بعضهم الطريق، فسموه كسرا للطوق المفروض عليهم، وعندما أرادوا معاودة الكرة، لاقتهم نيران الجيش السوري وطائراته. فبكروا وجوقاتهم الاعلامية ومحركاتهم الاقليمية والدولية، رسم الصورة على قياس الأمنيات وليس الوقائع. وإذا ما جمعوا أسماء قتلاهم الموزعة على تنسيقياتهم، وانتشلوا جثثهم من تحت أنقاضهم، لعرفوا حقيقة أوهامهم.

أعاد الجيش السوري وحلفاؤه بعض تموضعاتهم، جنبوا قواتهم الاستنزاف بالعديد والعتاد، كبدوا المسلحين مئات القتلى والمفقودين، وظل الجيش محتفظا بالسيطرة النارية على الطوق الاستراتيجي الذي يحاصر المسلحين ورعاتهم الاقليميين.

انتهت جولة على قياس جوقاتهم الاعلامية، وما انتهت المعركة بأبعادها الاستراتيجية. حتى ان ما سموه نصرا لن يطول، والساعات المقبلة كفيلة بتوضيح مسار الأمور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد كر وفر استمر أكثر من شهر في حلب، تمكنت قوات المعارضة من حسم الأمور لمصلحتها، جزئيا وربما مؤقتا. فإثر معارك طاحنة خاضتها الفصائل المعارضة ضد قوات النظام، وسقط بها أكثر من 700 قتيل من الطرفين، تمكنت هذه الفصائل من فك الحصار على الأحياء الشرقية لحلب، لتحاصر بدروها الأحياء الغربية.

التطور الاستراتيجي الجديد، سيفرض نفسه في المفاوضات السياسية، ولاسيما ان جيش النظام تلقى ضربة موجعة، رغم الغطاء الجوي الذي يؤمنه له الطيران الحربي الروسي.

سياسيا، غدا جلسة جديدة من الجلسات الافتراضية لانتخاب الرئيس، وهي كالجلسات الافتراضية السابقة لن تنعقد. حتى ثلاثية الحوار التي كان يعّول عليها لاحداث خرق في الجدار الرئاسي المسدود، لم تحقق أهدافها، بل فتحت الواقع السياسي على سجالات جديدة من أبرز عناوينها استحداث مجلس الشيوخ.

وسط هذه الأجواء، تذكر اللبنانيون 7 آب وممارسات النظام الأمني اللبناني- السوري، متسائلين: هل هذه هي الدولة التي حلمنا وناضلنا من أجلها، يوم انتفضنا على الوصاية السورية وأدواتها؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

من اسطنبول إلى حلب إلى اليمن، قوس الأزمة يشتد ليطلق السهم في قلب التسوية السياسية في سوريا، وعلى رأس الحل المنتظر في اليمن.

اردوغان يحشد في ساحات اسطنبول. يأخذ نفسا عميقا من الحشود، قبل الغوص عميقا في أزمته المفتوحة على الغرب وأميركا والشرق. وفي سوريا، المعارضة تحشد في جبهات حلب، ومعارك طاحنة هي الأشرس منذ بداية الحرب في الشهباء وفي كل الأرجاء.

الحرب الباردة الأميركية- الروسية، تنفجر معارك ضارية على الأرض بين السعودية وايران في المنطقة، وبين الأسد و"حزب الله" مقابل "النصرة" و"داعش" وكل اللفيف الارهابي في سوريا. من يسيطر على حلب يربح الحرب، ومن يربح الحرب يحدد مصير المنطقة للمئة سنة المقبلة. تماما مثلما كانت معادلة باتريك سيل: من يسيطر على لبنان يسيطر على سوريا، ومن يسيطر على سوريا يسيطر على الشرق الأوسط.

مثلث برمودا العربي، يبتلع الحلول ويلفظ التسويات. الداخل مفقود والخارج مولود، وكل شيء مفقود حتى الساعة، بما فيه التسوية الشاملة والسلة المتكاملة في لبنان التي نعاها وئام وهاب اليوم. في وقت اقترب وائل ابو فاعور من نعي الانتخابات الرئاسية الآن، عندما قال إن حصرم الرئاسة ما زال فجا. في حين تحدث سجعان قزي عن امكانية البحث في أسماء خارج نادي الأربعة. وهو ما سبقه إليه غطاس خوري، حامل أخبار الحريري وفاشي أسراره، عندما أعلن من المختارة السبت ان الباب مفتوح للنقاش حول اسم آخر جديد أو قديم لا فرق.

الناخب الأول والأقوى، لم يبدل تبديلا حتى الساعة. والحليف المرشح على لائحة الحريري، لا يبدي أي رغبة أو ارادة في الانسحاب. وحليف الحليف على موقفه الذي يعرفه المعنيون تمام المعرفة، من دون تلميح ولا تصريح.

واليوم 7 آب، وخمسة عشر عاما على انتفاضة حفنة من الشابات والشبان الشجعان، في وجه طبقة ما زالت فاسدة، وطغمة ما زالت متحكمة، ولو تغير الأمر والوالي، فهؤلاء ما رغبوا من الدنيا إلا بحطام الكرامة. وما تعلموا من السياسة إلا فنون النخاسة. وما عنى لهم الوطن يوما إلا صفقة وسرقة. وما كانوا يوما الا لصوص هيكل، وليذهب الشعب إلى القبر أو الغربة أو الجحيم، برأيهم. أو، كما في تركيا، إلى الساحات لتوجيه رسائل، وتحسبا لانقلاب ثان يخشاه اردوغان هذه المرة ان يكون خاليا من الأخطاء المدروسة والمحسوبة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

غدا الجولة 43 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، من يتذكر؟.

تأتي جلسة الغد، بعد تعثر ثلاثية الرئيس نبيه بري والتي تضمنت بند الرئاسة. وإذا كان بند الرئاسة مرتبطا بطاولة الحوار، فهل يجب انتظار مطلع أيلول المقبل، موعد انعقاد الطاولة مجددا في عين التينة؟.

في انتظار الأجوبة، تسود حال من فوضى الملفات، خصوصا في ظل تعثرها ولو بنسب متفاوتة. فملف النفايات يخشى ان يكون قد تعثر مجددا. وملف الكهرباء يبدو ان مصاعبه وعراقيله أكبر من معالجته، وقد استفحل وضع الكهرباء مع ازدياد ساعات التقنين، ما طرح مجددا مسألة الاستعانة ببواخر توليد جديدة.

في الشأن السوري، لا تزال مدينة حلب في الواجهة. وفي جديد تطوراتها الميدانية، ترجيح ان تكون المعارضة فكت الحصار عن الجهة الشرقية منه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

كل الأطراف السياسية قالت كلمتها في ثلاثية الحوار في عين التينة، وتركت تدبير الأمور إلى لأيلول.

والتسويف لملفات الداخل، يطرح أكثر من علامة استفهام عن مستقبل المؤسسسات، وعن الاستحقاق الرئاسي، طالما ان "حزب الله" يضع في سلم أولوياته انغماسه في الحرب السورية، خصوصا معركة حلب.

فالحزب الذي حاصر إلى جانب نظام الأسد، الأحياء الشرقية لحلب، ها هو يراجع حساباته، بعدما أعلنت المعارضة فك الحصار بالنار، وبعد احتلالها لعشرات المواقع التي تعود لنظام الأسد ولحلفائه، على امتداد الطوق الذي فرض على الأحياء الشرقية للمدينة.

والسؤال، هل سيفرج "حزب الله" عن أسره لموقع الرئاسة اللبنانية، طالما تتوالى هزائمه في سوريا، ويدفع المزيد من الخسائر البشرية دفاعا عن نظام الأسد؟. وهل سينتقل الحزب إلى مصارحة حليفه النائب ميشال عون، بأنه لن يعير اهتماما لرئاسة الجمهورية، وبأن وعوده لعون ستبقى وعودا، في ظل رهاناته الخاطئة على نصرة نظام بائد؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بركلة من حافلة، نال وفد لبنان إلى الكوكب الأخضر، وسام الشرف برتبة كلنا مقاومة. وبضربة جودو، أطاحت جودي فهمي بلاعبة إسرائيلية، فانتزعت ميدالية برتبة فارسة مقاومة، برفضها المواجهة والانسحاب من البطولة. جودي سجلت في ريو دي جانيرو، أنها عربية ترفض مصافحة العدو ولو بضربة جودو رياضية، والأهم أنها سعودية أصيلة في زمن العشق الأسود الزاحف نحو التطبيع والارتماء في حضن الإسرائيلي.

في لبنان، وبعد اتهام عبد المنعم يوسف رأس ثان على لائحة المهدرين للمال العام في الانترنت غير الشرعي، سقط بالضربة القاضية على رأس مجموعة المر القابضة، وذلك مثبت في الدعوى القضائية التي رفعتها الدولة اللبنانية. حيث أظهرت حيثيات الدعوى محتويات صندوق آل المر الأسود في ستوديو فيجين. والملايين المسروقة للصالح الخاص بنسبة تفوق الخمسين في المئة، أهدرت من حق الصالح العام.

الدولة اللبنانية اتخذت صفة الادعاء الشخصي على المر وشركته، مطالبة بإنزال أشد العقوبات بهم، مع إعادة الأموال المهدورة. ميشال المر انضم إلى عبد المنعم يوسف، على أن ينضم المهدرون المجهولون إلى اللائحة تباعا، وللملف تتمة.

في حلب، معركة من الوزن الثقيل تدور في الكليات الحربية، حيث تحصن الإرهابيون، واستماتوا في فتح ثغرة في الطوق المفروض عليهم. وبحسب الأخبار الآتية من الميدان، فإن قلب الإرهابيين ليس على أبناء حلب المحاصرين، بل على ضباط أتراك، عرب وغربيين، حوصروا. ولإنقاذهم زج المسلحون بكل أوراقهم الإعلامية والعسكرية والانتحارية في المعركة، لفتح ممر.

لكن الممر إلى نهاية أزمة حلب، لم يبلغ خط نهايته بعد، في معركة كسر العظم التي سترسم معالم الاتفاقات المقبلة. وعلى هذه الحلبة جمهور يراقب شد الحبال الإيراني- السعودي- الأميركي- الروسي، في الوصول إلى حل سعيد في اليمن. تأجل الاتفاق شهرا، لكنه لم يسقط. وإعادة الأمل إلى "عاصفة الحزم"، دونها عقبات في الموازنات والدول المشاركة في التحالف العربي، وأبرزها السعودية التي ترزح تحت وطأة الكلفة الباهظة. ما دفع بمفتي الديار السعودية إلى المطالبة بالتبرع للجيش، في سابقة هي الأولى في تاريخ المملكة.

مشاورات الكويت أعطيت وقتا لمزيد من المشاورات. وما سيزرع في حلب سيحصد في اليمن. عندها سيطلق الحكم الدولي الأميركي- الروسي صافرة الانتهاء.

 

حزب الله ينعي شهداء في معركة حلب

ليبانون ديبايت/07 آب/16/يخوض حزب الله قتالاً عنيفاً جنوب حلب، متعاوناً مع الجيش السوري في مواجهة هجوم كبير للمسلحين بهدف كسر الحصار عن الأحياء الشرقية، وهو ما نجحوا به فجر اليوم الأحد. كسر الحصار الذي لم يصل إلى مستوى كسر الطوق عن مدينة حلب، تؤكد مصادر "ليبانون ديبايت" أنه جرى نتيجة صدمات هجومية قدر عددها بـ6 جرت على مدار ثلاثة أيام من القتال العنيف الذي شاركت فيه مقاتلات سلاح الجو الروسي والسوري التي حاولت إعماء المسلحين المهاجمين الذي قدر عددهم بالالاف. وبينما نجح هجوم تحالف المجموعات المسلحة الذي قدر بـ 9 مجموعات أساسية و6 ثانوية في فتح ثغرة نحو الأحياء الشرقية، نعى حزب الله شهيدين في عملية صد الهجوم ينحدران من بلدة حداثا الجنوبية وهما حسن محمود عيسى المعروف بأسم "أبو عيسى"، وأحمد علي دبوق وأسمه العسكري "كيان"، في وقتٍ يتحضر حزب الله لقلب السيناريو من عملية دفاع إلى عملية هجدوم نحو كلية المدفعية والتسليح.

 

نتوقف اليوم أمام حدث وذكرى: الحدث هو فك الطوق عن حلب الشرقية والذكرى هي 7 آب ذكرى قمع المنظومة الأمنية السورية

خليل حلو/فايسبوك/07 آب/16

نتوقف اليوم أمام حدث وذكرى: الحدث هو فك الطوق عن حلب الشرقية من قبل جيش الفتح بدعم عربي وتركي والذكرى هي 7 آب ذكرى قمع المنظومة الأمنية السورية (البعثية) - اللبنانية للبنانيين الذين كانوا يتظاهرون ضد الإحتلال السوري وتأييداً لمصالحة الجبل بين المسيحيين والدروز:

عملية فك الطوق عن حلب الشرقية في مرحلتها الأخيرة تطورت بأسرع مما توقعه المراقبون حيث (حتى هذه اللحظة) فتح المهاجمون ممراً بعرض 2 كيلومتر بين ريف حلب الغربي وحلب الشرقية، ولكن لا يعني ذلك أن طرق تموين حلب الشرقية أصبحت مؤمنة، وما زال مصير 250،000 مواطن فيها في خطر المجاعة والأوبئة وغيره. قوات الأسد وحلفائها من حرس ثوري إيراني (كما ظهر في الفيديوهات التي انتشرت على شبكات التواصل الإجتماعي) أخلت مواقعها تاركة ورائها ذخائر وأسلحة وفيرة من مختلف الأنواع ومن بينها مدافع ميدان وأخرى مدافع ذاتية الحركة ودبابات وجثث لمقاتليها من سوريين وآخرين من جنسيات مختلفة، وهذا يدل أن إخلاء المواقع جنوبي حلب كان أشبه بعملية تقهقر débandade أكثر مما هو إنسحاب retraite منظم، وذلك بغياب شبه كلي للطيران الروسي سوى هطلة salve واحدة لقصف جوي على قاعدة المدفعية جنوبي حلب أثناء سقوطها. هذا يدل أن موسكو التي ساهمت في تقدم قوى النظام والقوى الإيرانية نحو حلب منذ شباط 2016، تركت الأمور تأخذ مجراها في معركة الأسبوع الماضي، ورسالتها هي أنها تملك فعلاً سلطة القرار في سوريا وليس النظام ولا طهران اللذين تستثمرهما روسيا لأهداف إقليمية ودولية لا تتعلق فقط بسوريا. ولا نستبعد هنا الضغط الأميركي على موسكو من خلال تقاربهما مؤخراً والذي جعل روسيا لا تتدخل وتترك الأمور تصل إلى فك الطوق عن حلب الشرقية. ولكن تعودنا في الحرب السورية على تبدل المواقف العسكرية على الأرض خلال السنوات الخمس السابقة، ولو كنا لا نتوقع هذه المرة تغييراً جذرياً بسبب إفتقار الأسد وحلفائه الإيرانيين إلى العديد البشري الكافي لقلب المواقف، وبدون موسكو لن يتمكن من تحقيق أي شيء على الأرض.

أما الذكرى اليوم فهي الخامسة عشرة لقمع المنظومة الأمنية اللبنانية السورية بمباركة من رئيس الجمهورية في حينه إميل لحود، وبواسطة ضباط موالين لنظام دمشق، لشباب وشابات لبنانيين كانوا يتظاهرون ضد الإحتلال السوري وتأييداً للمصالحة الدرزية - المسيحية في الجبل، وإعتقالهم بالمئات في الأشرفية (بيروت) وأمام قصر العدل (2001) ... لا يمكن نسيان ذلك أو تناسيه، خاصة وأن نظام دمشق بعد انسحابه من لبنان في العام 2005 بقي يسعى جاهراً لإقناع الرياض وواشنطن بإستعادة دوره في بيروت ولإعادة نشر قواته في لبنان (لم ننسى ال س- س بين 2009 و2011) مقابل وقف إنتقال المتطرفين عبر الأراضي السورية إلى العراق ... وبالرغم من أطماع نظام دمشق لم تتردد بعض القيادات اللبنانية من مد الجسور معه منذ العام 2006. صنع السلام يتطلب مصالحات شجاعة وهذه المصالحات لا يمكن أن تتم بين طامع بالهيمنة وضحاياه بل بين أطراف حرّة من أي قيد وبإرادة واضحة من المتصالحين جميعاً، عل هذه المصالحات تعم لبنان بكامله وبدون قيود إقليمية ودولية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المعترضون في «التيار»: قمع وطرد لمخالفي أوامر باسيل

صونيا رزق/الديار/7 آب /ما كان يُحكى في كواليس «التيار الوطني الحر» من خلافات وانقسامات بات على كل لسان، لان الازمات تطوّقه بسبب اعتراض عدد من ناشطيه الذين أدوا دوراً بارزاً، ايام تصدّي التيار لكل ما هو مرفوض من وصاية واعتقالات وفساد، والى ما هنالك من نضالات ترافقت معهم.

اما اليوم وبحسب مصادر المعترضين فإن الكيل قد طفح بعد جنوح التيار نحو المصالح الخاصة، وسيطرة دخلاء يوزعون الاوامر يميناً وشمالاً، متناسين نضالاتنا قبل ان يولدوا هم . في حين كنا وما زلنا وسوف نتصّدى لكل ما هو بعيد عن مبادئ التيار الذي لطالما تحلى بها، وهي الارتقاء الى مستوى المؤسسات. لاننا نرفض الاوضاع الشاذة السائدة فيه منذ سنوات، بسبب وجود الاحادية في القرار وهي ازدادت مع توّلي جبران باسيل الرئاسة، خصوصاً ان فريقه هو الحاكم اليوم. معتبرين أن وضع «التيار الوطني الحر» بات اليوم على المحك، في ظل العاصفة التي تجري في داخله وارتداداتها على الكوادر والمحازبين، وما صدر إزاء ذلك قبل ايام عن المجلس التحكيمي من قرارات قضت بحسب بيان صادر عنه «بفصل كل من نعيم عون، زياد عبس، أنطوان نصرالله وبول ابي حيدر من «التيار الوطني الحر» سندا لأحكام المادة 2 من النظام الداخلي لثبوت ارتكابهم بشكل علني وفاضح مخالفات متكررة ومتمادية تتناقض مع أبسط قواعد الانضباط الحزبي، وتشكل إخلالا بالموجبات التي يفرضها ميثاق التيار ونظامه ، بالرغم من التنبيهات المتكررة الصادرة سابقا بهذا الخصوص».

وتابعت مصادر المعترضين بأن هنالك ناشطين سيطردون قريباً لان كل من يعترض ام يطلق موقفاً مغايراً عن موقف باسيل يجد نفسه بعد ساعات خارج التيار، بحيث بات الحاكم بأمره، سائلين عن الديموقراطية التي لطالما وعدنا بها...؟، ولفتت الى انهم سبقوا ونبهّوا الى ما يحصل من غياب للديموقراطية واسس الحوار والقمع والتهديد بالطرد لكل من يخالف الاوامر، خصوصاً في منطقة المتن ومن دون اي سبب جوهري. إضافة الى وجود ضغوطات غير معلنة على المحازبين لافتين الى ان القيادة الحالية هي السبب في كل ما يحصل اليوم وتشمل جبران باسيل ونائبه نقولا صحناوي وكل توابعهما.

ورداً على سؤال حول موقف العماد ميشال عون مما يحصل، اشارت الى ان الجنرال عون محاط بمجموعة لا تنقل له كل الحقائق، وهو بالتأكيد يصدّقهم لانه يعتبرهم من المقرّبين له، وهناك اشخاص يؤثرون فيه من هذه الناحية.

وعن القمع الذي يجري داخل «التيار»، اشارت الى الذي حصل لأمين السر طوني مخيبر الذي طرد من دون ان يعرف السبب؟، فهم استعملوا معه اسلوب الابتزاز من دون ان يذكروا له لماذا قاموا بهذا العمل الشائن لمسؤول حزبي، وهذا غير مقبول البتة، سائلة: «اهكذا يُكافأ كل مَن ضحى في سبيل التيار ولبنان؟، ونقلت عنهم طموحهم لمؤسسة حزبية ديموقراطية تحترم الناس وتؤمن بالحوار بين محازبيها، وهذا لم نعد نشعر به منذ إعلان العماد عون العام الماضي مواعيد الدورة الانتخابية لـ«التيار»، بعد إجرائه تعديلات جوهرية على النظام الداخلي، خلافاً لما كان يلحظه النظام المتفق عليه من قبل الهيئة التأسيسية، لناحية انتخاب رئيس التيار ونائبيه، واعضاء المكتب السياسي وقيادات المناطق، والى ما هنالك من مناصب، لكن النتيجة كانت تزكية لمصلحة باسيل والكل يعرف ذلك، وهو موعود بهذا المنصب منذ سنوات، والدليل بأن لا حكومة من دون باسيل وهذا يعني أن لا رئاسة تيار من دونه ايضاً. ما انتج استئثاراً بالقرار سوف يستمر الى ما شاء الله، أي طوال فترة توليّ باسيل الرئاسة، وهذا يعني أن كل الاقتراحات التصحيحية اللازمة سوف تبقى حبراً على ورق، وبالتالي لا حل بل مزيد من المعترضين، فيما المطلوب ان يُعطى هذا المنصب للرجل المناسب.

 

مصنع الإسمنت ينذر بمزيد من المواجهات وجريح في أول "مناوشة" بين فتوش وأهالي عين دارة

زحلة – "النهار/8 آب 2016/لا يزال مصنع الاسمنت الذي يعتزم السيد بيار فتوش شقيق النائب نقولا فتوش بناءه في منطقة الكسارات في ضهر البيدر موضع كرّ وفرّ بين القائمين على المصنع من جهة، وبين أهالي عين دارة من جهة ثانية، الرافضين إقامة المصنع في المنطقة التابعة عقارياً لبلدتهم.

وقد احتدمت المواجهة بين الطرفين عصر السبت، وأدت الى سقوط جريح في صفوف الاهالي الذين كانوا توجهوا الى ضهر البيدر بعدما بلغهم خبر استقدام مضخة باطون وجبالات الى الموقع المقرر لبناء المصنع. رئيس بلدية عين دارة فؤاد هيدموس روى لوسائل الاعلام ما حصل، مشيرا الى أن "مسلحين تابعين لفتوش هددوا عناصر مخفر الشرطة البلدية في ضهر البيدر، وقاموا بإمرار مضخة باطون وجبالتين الى موقع المصنع". بناء عليه، تنادى أهالي عين دارة وتوجهوا الى ضهر البيدر حيث منعوا مرور جبالتين أخريين. وأوضح هيدموس "أن ثمة مسلحين في سيارة كانوا يراقبوننا، ولدى اقترابنا منها خطف من كان فيها شابا واقتادوه، ومن ثم تركوه جريحا بعدما ابتعدوا عنا". هذه الحادثة زادت حدة التوتر، وتقاطر مزيد من الاهالي الى مكان الاعتصام، وعملوا على طرد جبالتين كانتا متوقفتين عند مدخل الطريق الترابية الى الكسارات، وقطعوا الطريق الدولية بضع دقائق قبل ان يعودوا ويفتحوها بناء على طلب رئيس البلدية، واستمروا في اعتصامهم متمسكين بمطلبين: مغادرة الآليات موقع انشاء المصنع، وتوقيف المسلحين. مع تأكيد من رئيس بلديتهم أنه "بقوة السلاح ممنوع أن تجرى أي أشغال، لا يمكنه أن يفرض أمراً واقعاً، السيد بيار فتوش لا يفهم أن مصنع الموت لن يمر في عين دارة".

وقد تحقق المطلب الأول للاهالي، اذ غادرت مضخة الباطون وعبرت بين المعتصمين من دون التعرض لها، على ما كانوا تعهدوا لقوى الامن الداخلي، لكنها وصلت اليهم محطمة الزجاج بعدما عمد من سمّاهم الأهالي "طابورا خامسا" الى رشقها بالحجار في طريقها نزولا من الجبل، ليفضّوا بعدها اعتصامهم بناء على وعد من رئيس فرع مخابرات جبل لبنان بأن أسماء المسلحين أصبحت في عهدة المخابرات وسيجري توقيفهم في غضون ساعات. ويتهم اهالي عين دارة قوى الامن الداخلي بالإنحياز الى فتوش عوض توقيفه عن العمل، لعدم حيازته رخصة انشاءات لبناء مصنعه، في ظل امتناع المجلس البلدي الحالي عن منحه اياها. وفي هذا الاطار، يروي جوزف يمين، وهو من أهالي البلدة، أنه توجه منفردا الى موقع بناء المصنع، حيث كان أربعة عناصر من قوى الامن الداخلي، اثنان منهم عند مدخل الموقع، وأبلغهما أنه يريد تصوير الاشغال القائمة لمصلحة وسائل الاعلام، لكنهما منعاه وطلبا منه المغادرة.

من جهة أخرى، أصدر المكتـب الإعلامـي لبيـار فتـوش بيانا نفى فيه "نفيـاً قاطعـاً الأخبـار المتداولة في وسائـل الإعـلام ومواقـع التواصـل الإجتماعـي عـن وجـود جماعـة مسلحـة لديـه، وعـن اعتـداءات مسلحـة مزعومـة قامـت بهـا"، مشيراً الى "أن المسلحـين كانـوا برفقـة المجموعـة التـي هاجمـت موقـع المقالـع والكسـارات، وكانـت بقيـادة رئيـس بلديـة عيـن دارة وأعضاء بينهـم العميـد المتقاعـد مـارون بـدر، وكانـوا يحملـون العصـي والسكاكيـن والأسلحـة المختلفـة، بمواكبـة عناصـر ميليشيـا تابعـة للحـزب التقدمـي الإشتراكـي ومشاركتها. وقـد قـام المهاجمـون بالإعتـداء علـى العامليـن لدينـا وعلـى السائقيـن الذيـن نقـل بعضهـم الـى المستشفيـات بعـد تحطيـم شاحناتهـم، والقـوى الأمنيـة شاهـدة علـى هـذه الغـزوة المسلحـة الجديـدة". ولفت الى "أننا إذ نحتفـظ بكامـل حقوقنـا القانونيـة بالعطـل والضـرر، نطالـب السلطـات القضائيـة والأمنيـة بوضـع حـد لهـذه الإعتـداءات المتكـررة التـي نتعـرّض لهـا، فالقانـون يجـب أن يكـون الحكـم والحامـي وليـس شريعـة الغـاب".

 

أين هي الصورة المدنيّة للشيعة اللبنانيين؟

سلوى فاضل /جنوبية/7 أغسطس، 2016/هل يمكننا إعادة النظر بالصورة التي قدّمها الشيعة اللبنانيون عن أنفسهم بعد عقود طويلة؟ هل يمكن إظهار الوجه المدنيّ لهذه الطائفة الغنيّة بالكوادر العلميّة والثقافيّة؟ هل لا زال ممكنا إزاحة من احتكر التحدث باسمنا عن الشاشات؟ يحتاج الشيعة في لبنان بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على نهضتهم بوجه الغبن، الى نهضة جديدة تسير بهم الى جادة المدنيّة، بعد ان صعدوا جادة التشدد الديني الذي لم ولا يتناسب إطلاقا مع تاريخهم العريق في جبل عامل. فطيلة عقود كان الزعماء الشيعة وعلماؤهم وسطيون. لكن صوت المعركة طغى وأسكت كل من أراد مساحة من حرية. وكانت المعركة حينها بوجه الصهاينة طبعا. وقد نبتت الفروع التي جاءت من بيئات وسطيّة في أحضان العلم والتعلم والقيادة والإدارة، فلم تعد بحاجة لإعتراف من بيئة كانت تنبذهم بطريقة من الطرق، غير الواضحة تماما. هذا النبذ أو الغبن هو الذي جرّهم الى نهر التشدد منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي وليس هذا بتبرير أكثر مما هو توصيف. فانخرطوا بداية مع الحركات اليسارية ثم اتجهوا صوب الحركات المذهبيّة، ومنها الى بحر التشدد الديني الغريب عنهم. لكن كل هذا الميل نحو أقصى الخيارات لم يمنعهم من مراجعة نقديّة أعادتهم – كما كثير من اللبنانيين- الى فكرة لبنان الوطن النهائي لجميع اللبنانيين. لدرجة ان جميع القيادات السياسيّة اللبنانية اعترفت بهذه المقولة رغم انها كانت قد قامت وبرزت على الترويج لنقيضها تماما عدا القوى المسيحية أو ما عُرف باليمنية آنذاك. واليوم ثمة حاجة للإضاءة على بعض الوجهاء والتيارات والنُجباء منهم لأجل إشاعة الجوّ المدنيّ لهذه الطائفة التي ظُّلمت مرتين، مرة في مرحلة الغبن الطويلة، ومرة في المرحلة الحاليّة، أي مرحلة الإحساس بفائض القوة فيها. صحيح ان حركة أمل تبدو للجميع أنها حركة غير متشددة دينيّا، وتعرّف عن نفسها أنها حركة “نحو الأعلى”، إلا أنها أظهرت بعد تسلّم مناصب الشيعة في الدولة اللبنانية -كما ينص العُرف السياسي- حجم الإنتقام من فكرة الدولة والمؤسسات، فعملت أقصى ما مكنّته أيدي منتسبيها على تهشيم صورة الدولة في ذهن أفرادها من خلال استباحتها.

وصحيح ان حزب الله حرّر الأرض من إسرائيل، لكنه همّش هذه الدولة في فكرتها كحاميّة للأرض والوطن، وأقصاها فعليّا وذهنيّا، متسلمّا السلطة الدفاعيّة عن كل القوى الأمنيّة والعسكريّة، وإن أبقى عليها شكليّا، سواء جنوبا أو شمالا أو داخلا. فمن هم الذين يمكن ان يعبّروا عن صوت الشيعة المدنيّ الذي لا يحارب الدولة وفكرتها، بل يدعمها للقيام بدورها ويدعم قواها الأمنيّة أيضا؟ من هم غير المثقفين والمتعلّمين والوسطيين الذين خَبروا الحرب، وخَبروا السلم، وخَبروا أوجه الصراع الإقليمي على أرضنا، وخَبروا أضرار انهيار السلطة، والتفلت، ومساوئ غيابها؟ هم الذين عاشوا مع الناس وبين الناس، عاشوا معاناتهم ومآسيهم، فنادوا بإنسانية الإنسان وحرّية الخيارات، والتفكير الحرّ، والإبتعاد عن العصبية، والدفاع عن المدنيّة بكافة أشكالها، وان الدين خيار شخصي وخاص، وليس من صفات المواطنيّة الصالحة وشروطها، كما هو حال الدولة الدينية؟ اليوم نرى إنموذجا حيّا لهؤلاء من أجل الترويج لأفكارهم التي ستساعدنا على الإنتقال من حالة التشدد والتطرف الى حالة الوسطيّة والمدنيّة وعلى رأسهم فقه المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله ومؤسساته التي خلّفها، والدكتور كامل مهنا بمؤسسته ايضا، وما كتبه السيد هاني فحص بتجربته التي رواها لنا، وبحبيب صادق الذي يكمل نهجه الثقافي المستقل، وبرباب الصدر بمؤسساتها، وبمؤلفات الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين التي اسست لإسلام حضاري، وبالفكر الديني المستنير للعلامة السيد محمد حسن الأمين،اضافة لعدد من الاساتذة الجامعيين المستقلين. فهؤلاء بتنوّعهم وصورهم المختلفة، ومواقفهم المتنوعة، يقدمون صورا، لا صورة واحدة مُطابقة عن الشيعة، صورة حقيقية تتطور. فيتكاملون معا كما أيّ جسم لا يمكنه الحياة في جزء دون الآخر.. وطبعا تنضم إليهم المؤسسات المدنيّة للأحزاب بعيدا عن إيديولوجياتها القاسيّة والمريعة مهما إدعت من ليبرالية.. فليس من الحق أن نُصنف أينما ذهبنا كمنتميّن الى جهة سياسيّة محددة تمثلنا طائفيا، وليس من العدل ان ندخل القالب فنخرج منه شكّلا واحدا بألوان وقياسات متنوعة.. هذه هي الأدلجة بحد ذاتها التي تلغي كل تنوّع.

 

الشكر لله وللأرض القبل

علي الأمين/جنوبية/7 أغسطس، 2016/ولاء الثوار للأرض وللناس والإنتصار ليس إلاّ منحة الثوار للشعب وهدية الشعب إلى التاريخ. هكذا ينحني الثوار ويلتقطوا النصر من روح الأرض ومن هذا التواضع لله. ليست الارض والناس وأهل حلب إلاّ مساحة حب، وحضن دافىء، وسلام يتلمس طريقه نحو فضاء سوريا.. الشكر والتواضع هما البداية، أوَ ليس الناس عيال الله وإقربكم إلى الله أقربكم إلى عياله؟ جبروت الأسد وحلفائه لن يهزمه إلاّ هذا التواضع، وهذه الإنحناءة لكل جميل، بل سجود على أرض أنبتت إرادة الحرية بدماء الأحرار والمظلومين. لكم تواضع الكبار ولهم جبروت فرعون وهامان .. لكم الله ومحبته ولهم مزبلة التاريخ وأحقاد شياطينه.

 

ريفي: احداث 7 اب تذكرنا بصمود اللبنانيين في وجه النظام الامني السوري

الأحد 07 آب 2016 /وطنية - رأى وزير العدل اشرف ريفي في تغريدة عبر تويتر: ان احداث 7 اب تذكرنا بصمود اللبنانيين في وجه النظام الأمني السوري، حيث واجه الشباب اللبناني القمع بشجاعة فحمى المصالحة التي أنتجت ثورة الأرز. ‏في ذكرى 7 آب ندعو الى التمسك بالعيش المشترك والدستور والوحدة الوطنية التي وحدها تحمي لبنان".

 

ميشال معوض التقى سامي الجميل في اهدن

الأحد 07 آب 2016 /وطنية - استقبل رئيس حركة "الاستقلال" ميشال معوض في دارته في اهدن رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، يرافقه الوزير آلان حكيم، رئيس إقليم زغرتا الكتائبي ميشال الدويهي، عضو المكتب السياسي الكتائبي عبدالله ريشا، حيث عقد لقاء حضره القياديون في حركة "الاستقلال" الأساتذة إدوار طيون، نصري معوض وطوني شديد، تم فيه البحث في التطورات الراهنة.

 

ابو فاعور: حصرم الرئاسة ما زال فجا

الأحد 07 آب 2016 /وطنية - راى وزير الصحة وائل ابو فاعور "ان المشهد الذي سعى اليه وحققه رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط في المختارة امس، هذا الخطاب الوطني المكتمل ليس فقط تاكيدا للمصالحة، بل هو لتحفيز مصالحة اخرى لا تزال مفقودة بين اللبنانيين، المصالحة الحقيقية بعدما فعلت فينا الحروب التي تحيط بنا ما فعلت وتركت فينا ما تركت من جراح وندوب". كلام ابو فاعور جاء في حفل توقيع كتاب بعنوان "وتحكي الكيمياء" لمؤلفه منجد صقر في بلدة الكفير، في حضور النائب قاسم هاشم، حسن علوش ممثلا النائب انور الخليل، ممثل المجلس المذهبي الدرزي الشيخ منير رزق وحشد من الفعاليات. واضاف: "وليد جنبلاط قرأ مزاميره على مسامع السياسيين في حضور وطني مكتمل النصاب، هل هناك من يسمعه، ولكن وليد جنبلاط يستطيع ان يصيح لكنه لا يستطيع ان يصنع وحده الفجر، لذا آمل في ان تلاقي صرخة وليد جنبلاط التي اطلقها في برية السياسة اللبنانية اليوم تلاقي صداها لدى القوى السياسية الحاضرة غير الحاضرة، في مصالحة حقيقية تصل الى مصالحة دستورية تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن وللأسف يبدو ان حصرم الرئاسة ما زال فجا ولم ينضج بعد، ربما على الرئاسة في لبنان ان تنتظر الصلح في اليمن لكي تتوفر لها اللحظة السياسية للإفراج عن هذه الرئاسة".

وكانت كلمات لكل من بهاء دلال ونعمان الساحلي، مدير كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية الدكتور رائد عز الدين، رئيس جمعية سيرات الثقافية وليد رافع، ثم قرأ صقر بعضا من كتابه.

 

نضال طعمة: كلام الراعي عن الرئاسة يضعنا أمام مسؤولياتنا الوطنية

الأحد 07 آب 2016 /وطنية - رأى النائب نضال طعمة أن "الكاردينال الراعي عندما يقول أن ملف الرئاسة في حاجة إلى رجالات تدرك أن الحل يأتي من الداخل، يضعنا بكلامه الواضح، مجددا، أمام مسؤولياتنا الوطنية، مسلطا الضوء على عيب التعطيل الذي يمارس ويضرب مصلحة اللبنانيين". وقال أمام وفود زارته في دارته في بلدة تل عباس الغربي - عكار: "إذ أتى هذا الكلام في ذكرى مصالحة الجبل فلنلتمس هوية لبنان الحقيقية، ودوره الحضاري، في نموذج العيش الواحد الذي يحتاجه العالم بأسره اليوم، كمثال ينقذ البشرية من شر التطرف الذي يضرب خبط عشواء هنا وهناك. هذا النموذج الرسالي هو الذي كرسته مدرسة الشهيد رفيق الحريري ويحاول أن يحافظ عليه، ويكرسه رغم كل أصوات التطرف دولة الرئيس سعد الحريري. من هنا نجد أنفسنا أم الصبي في دقة المواقف وجرأتها في المرحلة الراهنة، فمع تمسكنا بانتظام عمل المؤسسات، نؤمن بضرورة ديمومتها واستمراريتها، من هنا دعوتنا الدائمة لانتخاب الرئيس وفق المعادلة الديموقراطية الواقعية، داعين الجميع إلى العقلانية في مقاربة الملف". أضاف: "نقول لزملائنا في تكتل الإصلاح والتغيير، إن تنقلكم الدائم بين مهادنة الشيخ سعد ومهاجمته، لمحاولة حمله على موقف ما، ومحاولة الرهان على استرضاء المملكة العربية السعودية، عطفا على أملكم بتوافق إيراني سعودي محتمل، يؤكد نظرتكم إلى الدور الخارجي في بلورة شخصية الرئيس المقبل، ويكرس دور الخارج، ممعنا في طعن السيادة الوطنية ومصادرة قرار اللبنانيين الحقيقي. لذلك نناشدكم إعادة قراءة المعطيات إنطلاقا من الحاجة إلى وقف النزيف الاقتصادي والاجتماعي الذي يقض مضاجع الناس، ويؤخر قيام الدولة. أما وقد أصبح التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي شبه محسوم لدى معظم القوى السياسية، لضرورة الحفاظ على هيبة ودور وانضباط عمل الجيش، الذي يشكل حبل الخلاص الأخير لانتشال البلد من التهديدات والمخاطر التي تهدده من كل حدب وصوب، نجدد تضامننا الدائم مع المؤسسة العسكرية، ورهاننا على كل المؤسسات الشرعية كضامن وحيد لتمكين هذا البلد من استعادة المبادرة السياسية، وتأكيد دوره وحضوره في المنطقة". وختم: "إن إصرار اللبناني على الحياة، يميزه ويقدمه للعالم محبا للجمال وللقيم الإنسانية، وها هي مهرجانات الصيف في كل البقاع اللبنانية تؤكد ملكة الإبداع وإرادة إعلان الوجود، ولعكار موقعها في خريطة الفرح من خلال المهرجانات التي تحييها قراها، دون أن يجعلنا ذلك ننسى المطالبة الدائمة بإنصافها، وإعتاقها من دائرة الحرمان، مؤكدين وقوفنا بجانب أهلها الشرفاء واستمرارنا في رفع الصوت في كل الملفات الحياتية الملحة. آملين أن تحمل الأيام الآتية ما فيه الخير لعكار ولكل لبنان".

 

سماع دوي انفجار في مخيم عين الحلوة ناجم عن القاء قنبلة ولا اصابات

الأحد 07 آب 2016 /وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في صيدا حنان النداف انه سمع بعيد منتصف الليل دوي انفجار داخل مخيم عين الحلوة، ناجم عن القاء قنبلة في حي عكبرة في الشارع الفوقاني، ولم يفد عن وقوع اصابات.

 

فضل الله يدعو الى الحوار مع عون لمعالجة ملف الرئاسة: معركة حلب مصيرية

نهارنت/07 آب/16/رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن الحوار مع النائب ميشال عون هو المعبر الوحيد لمعالجة ملف الفراغ الرئاسي، معتبرا من جهة أخرى أن معركة حلب "لأنها مفصلية". وقال فضل الله في كلمة القاها في الاحتفال الذي نظمه "حزب الله" في ساحة بلدة عيناثا الجنوبية، لمناسبة ذكرى الانتصار، "ما تقوم به المقاومة اليوم في سوريا، وما هي عليه من استعداد دائم للدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي، هو الذي وفر مظلة الحماية والاستقرار لكل بلدنا، بما فيه أولئك الذي يعارضون المقاومة وينتقدونها، لأنه لولا هذه المظلة، لكان لبنان مثل باقي الدول على امتداد عالمنا العربي". واعتبر "أننا اليوم نقدم التضحيات في صلب المعركة في سوريا، من أجل أن نحمي المقدسات والأعراض ومشروع المقاومة ولبنان". أضاف "كما في تموز عام 2006 اجتمع الكثيرون على المقاومة من عرب ولبنانيين وبعض دول العالم، فاليوم يجتمع كثيرون أيضا على معركة حلب، لأنها معركة فاصلة، وتحدد مسار الحرب في سوريا". وفي الشأن الداخلي، لفت إلى "أننا في حزب الله نسعى لحل الأزمة السياسية من خلال الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، الذي هو بالنسبة إلينا العماد ميشال عون، الذي عليهم أن يتحاوروا معه كمعبر وحيد في حال أرادوا معالجة ملف الرئاسة". وإذ أكد ان حزب الله "سيظل يسعى إلى قانون انتخاب قائم على النسبية يؤمن العدالة في التمثيل" دعا فضل الله الحكومة إلى "القيام بمسؤولياتها". وتابع "هو ما سنبقى نطالبها به في إطار السعي لتحقيق الحد الأدنى من المطالب بجميع الملفات الموجودة في البلد، لأن القرارات المتعلقة بالأمور الحياتية والاجتماعية هي مسؤولية الحكومة ومؤسسات الدولة". وأشار الى أن "هناك جهودا كبيرة تبذل على مستوى القوى السياسية والبلديات للاسهام في حل بعض المشكلات، إلا أن ذلك لا يعفي الدولة من مسؤولياتها".

 

 مشاورات كثيفة بين عدد من رؤساء الكتل والزعامات سيشهدها الاسبوع المقبل

نهارنت/07 آب/16/ستشهد الاسابيع القليلة المقبلة مشاروات كثيفة ستكون أغلبها جانبية بين عدد من الزعامات ورؤساء الكتل النيابية في محاولة لدفع المنخات التوافقية على قانون للانتخابات النيابية. ورجحت أوساط وزارية في حديث الى صحيفة "النهار" هذه اللقاءات. ولفتت الى ان ملف الانتخابات النيابية ينافس الملف الرئاسي في التأثير على مجمل الواقع الداخلي. ورأت انه "ا لم يتحرك شيء جديد في الحقبة الفاصلة عن الخامس من أيلول فان تداعيات التسليم للجمود ستتخذ ابعادا يخشى ان تُجهض الحوار من اساسه ولو ان احدا لن يتطوع لوقف هذا الحوار". وانعقدت جلسات حوار على ثلاثة أيام متتالية في عين التينة لم تحدث اي خرق في الجمود السياسي الراهن سوى أنها تناولت مواضيع جديدة تتعلق بإصلاحات دستورية للطائف. ومن هذه الاصلاحات التي اقترحها راعي الحوار رئيس مجلس النواب نبيه بري على المتحاورين إنشاء مجلس شيوخ والبحث في شأن اللامركزية الادارية. اما "السلة الشاملة" التي سبق ان اقترحها فلم يتم التواصل الى اتفاق حولها وهكذا حال قانون الانتخابات الذي لا يزال معلقا. ودعا بري الى جلسة جديدة للحوار موعدها خمسة ايلول المقبل.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

اعدام عالم نووي ايراني ادين بالتجسس لحساب الولايات المتحدة

الأحد 07 آب 2016 /وطنية - اعدمت ايران العالم النووي "شهرام اميري" شنقا" اثر ادانته بنقل معلومات سرية الى الولايات المتحدة، على ما اعلن المتحدث باسم القضاء الايراني غلام حسين محسني ايجائي في تصريحات اوردتها وكالة "ميزان اونلاين" التابعة للسلطة القضائية. وكان اميري اختفى في حزيران 2009 اثناء تأديته مناسك الحج في السعودية، وظهر من جديد في تموز 2010 في الولايات المتحدة حيث طلب العودة الى ايران. وعند عودته استقبله مسؤولون ايرانيون ثم توارى ولم ترد اي اخبار عنه.

 

هل تقلب معركة حلب الموازين حقا

 ثائر الزعزوع /العرب/08 آب/16/في الوقت الذي كان فيه النظام وداعموه يسوقون أنفسهم باعتبارهم الطرف القادر على فرض الشروط التي يريدون فرضها على الأطراف الأخرى، لا على قوى الثورة والمعارضة المسلحة فحسب بل حتى على دول المنطقة الداعمة للشعب السوري في محنته، تغيرت تلك المعادلة بين ليلة وضحاها، فمن كان محاصرا بالأمس بات اليوم محاصِرا، ولم يعد النظام قادرا على لملمة قواته المسلحة التي تعرضت لضربات متلاحقة جعلها تتخلى عن مواقعها سريعا وتنسحب انسحابا كيفيا كما جاءتها الأوامر العسكرية، وقد تكبدت تلك القوات والميليشيات الطائفية الموالية لها خسائر وصفت بأنها الأكبر منذ بدء تورطها في الصراع السوري، وتحول الحصار الذي كان سلاحا بيد قوات النظام إلى سلاح ضده، إذ أعلنت فصائل الثورة والمعارضة المسلحة أنها لن تتوقف حتى تحرر كامل مدينة حلب، ما يعني أن المعارك ستمتد إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. وفق ما هو واضح حتى الآن على الأقل، فإن النظام ومعه القيادة الروسية ما زالا غير قادرين على اتخاذ خطوة ملموسة على الأرض، وربما سيكون علينا الانتظار كثيرا قبل أن نرى رد فعل حاسم يوازي الفعل الذي غيّر المعادلة، ومع اقتراب موعد العودة إلى طاولة المفاوضات، كما قال المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، فإنه ومع هذه الخسائر الفادحة سيكون وفد نظام دمشق مضطرا للقبول ببعض الشروط والمقترحات التي كان في الجولات السابقة يرفضها بل ويتعامل معها باستخفاف، ولعل إخفاقه في إقناع المجتمع الدولي بإدراج بعض الفصائل المعارضة ضمن قوائم الإرهاب سيحوّل دعايته عن قيامه بمحاربة الإرهاب تبدو هزيلة ولن يستطيع الترويج لها بسهولة، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن معركة حلب لم يخضها فصيل واحد، ولم يحاول أي فصيل من الفصائل التي شاركت فيها تصدّر المشهد والمقصود هنا “جبهة النصرة” والتي باتت تعرف باسم “جبهة فتح الشام”، والتي كان يمكن للنظام استخدامها ورقة لتخويف الغرب من الجماعات الإسلامية المتطرفة. ورغم التفاؤل الذي بات يتخلل المشهد القاتم، بل والتعويل على الانتصار في حلب بوصفه بداية انهيار كلي للنظام، إلا أن النظر بشكل واسع إلى الخارطة السورية المشتعلة سوف يحيلنا إلى معرفة أن النظام لا يكترث لأمر مدينة حلب والتي لا تدخل ضمن مخطط “سوريا المفيدة” الذي يسعى الأسد لجعله حقيقة على أرض الواقع، فهي لم تعد مفيدة اقتصاديا بالنسبة له بسبب الدمار الذي أحدثته قواته بفعل القصف المتواصل على أحيائها، كما أن جوارها التركي يحوّلها إلى مصدر قلق دائم بالنسبة له، دون أن ننسى أن حلب من المناطق التي قد يستمر الاقتتال فيها لفترة طويلة بين فصائل أخرى، إذ تشهد مناطق من ريفها صراعا بين تنظيم داعش من جهة، وبين قوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تلقى مساعدة من قوات التحالف الدولي، والتي يوافق النظام على وجودها لأنها تحقق له العديد من المكاسب أهمها أنها تشكل شوكة في ظهر عدوه التركي، كما أنه سيكون قادرا على مواصلة القصف الجوي عليها وتحويل أي شكل للحياة فيها إلى دمار طالما أن قرارا بفرض حظر جوي لم يتخذ وقد لا يتخذ في ما تبقى من ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما.ولأن جولات المفاوضات قد تستمر طويلا دون أن تصل إلى حل، طالما أن النظام مطمئن إلى أن المعارك تدور بعيدا عنه، وعن “سوريا المفيدة”، فإنه من المؤكد أن الأنظار ستتجه بعد حلب نحو دمشق لأن الحسم سيكون هناك.

 

إسرائيل: الطائرة التي اخترقت أجواء الجولان قبل ثلاثة أسابيع روسية

القدس – الأناضول/السياسة/08 آب/16/كشف مصدر إسرائيلي مسؤول أمس، أن الطائرة من دون طيار التي اخترقت المجال الجوي في مرتفعات الجولان المحتل قبل ثلاثة أسابيع «تتبع الجانب الروسي». وذكرت الإذاعة الإسرائيلية نقلاً مصدر إسرائيلي مسؤول (لم تسمه) قوله، إن «روسيا أقرت لإسرائيل بأن الطائرة من دون طيار التي اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي في هضبة الجولان قبل ثلاثة أسابيع كانت تابعة لها». وأشار المصدر إلى أن «موسكو أوضحت لإسرائيل أن الاختراق لم يكن متعمداً، وإنما نتيجة خطأ»، مضيفاً إن «رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحادث وأن اتصالات جرت بين قادة من الجيش (الإسرائيلي) وضباط كبار روس، بغية التنسيق تفادياً لتكرار مثل هذه الأحداث». وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 17 يوليو الماضي، إطلاق صاروخين من طراز «باتريوت» باتجاه طائرة من دون طيار كانت تحلق في الجولان.

 

البحرين: توقيف إمام مسجد بتهمة التحريض على الكراهية

السياسة/08 آب/16/قررت النيابة العامة البحرينية أمس، توقيف أحد الأئمة بعد تلقيها بلاغاً من مديرية أمن شرطة محافظة المحرق، مفاده قيام الإمام بالإساءة للنظام الدستوري لمملكة البحرين أثناء إلقائه خطبة الجمعة. وقال رئيس نيابة محافظة المحرق عبدالله الدوسري إن النيابة العامة تلقت بلاغاً من مديرية أمن شرطة محافظة المحرق بشأن قيام أحد الخطباء بالإساءة للنظام الدستوري للمملكة أثناء إلقائه خطبة الجمعة، مضيفاً إن النيابة باشرت التحقيق واطلعت على الخطبة واستجوبت المتهم بحضور محاميه وواجهته بما تضمنته خطبته. وأشار إلى أن النيابة أمرت بحبس الإمام سبعة أيام على ذمة التحقيق، بعد أن وجهت إليه تهمة التحريض على كراهية النظام الدستوري للمملكة، وجار استكمال التحقيقات.

 

رئيس وزراء بلجيكا: فتح تحقيق في محاولة اغتيال غداة الهجوم على شرطيتين في بلجيكا

الأحد 07 آب 2016 /وطنية - اعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال فتح تحقيق قضائي في "محاولة اغتيال ارهابية" غداة الهجوم الذي نفذه رجل بساطور على شرطيتين. وقال ميشال للصحافيين "بلغتنا النيابة العامة ببدء التحقيق على الفور في محاولة اغتيال ارهابية".

 

واشنطن تنشر 'دليلا' لكيفية اختيار أهداف طائراتها بلا طيار

العرب  [نُشر في 07/08/2016]/واشنطن - نشرت الولايات المتحدة وثيقة كانت سرية، تسمى "الدليل" وتكشف كيف يختار المسؤولون الأميركيون اهداف ضربات الطائرات المسيرة خارج مناطق النزاعات الكبرى ودور الرئيس الأميركي في هذه العملية. ونشر "الاتحاد الاميركي للحريات المدنية" السبت الوثيقة التي تقع في 18 صفحة وتحمل عنوان "تعليمات للسياسة الرئاسية". وهي تتضمن تفاصيل اكبر من تلك التي كشفتها الحكومة عن اجراءات الموافقة على ضربات الطائرات بدون طيار. وتنص الوثيقة على ان "اي اجراءات، بما فيها اجراءات قاتلة ضد اهداف ارهابية محددة، يجب ان تكون انتقائية ودقيقة قدر الامكان". وتشير الى انه "في غياب ظروف استثنائية"، يمكن توجيه ضربة بطائرة مسيرة في حال وجود "شبه تأكيد" من انها لن تؤدي الى مقتل اي مدني. كما تؤكد ان على الولايات المتحدة احترام سيادة الدول الأخرى عند اتخاذها قرارا بشن ضربات مماثلة. ويخضع كل اقتراح بشن ضربة لدراسة قانونية قبل ان يعرض على مجلس الامن القومي ثم الرئيس. ويفترض ان يوافق الرئيس الاميركي باراك اوباما شخصيا على اقتراحات شن ضربات ضد اشخاص يشتبه بتورطهم في الارهاب يتمركزون خارج مناطق الحرب التي تشارك فيها الولايات المتحدة رسميا. ومن هذه المناطق باكستان وليبيا والصومال واليمن.

اما الضربات التي توجه في مناطق عمليات مثل العراق وسوريا وافغانستان فتشرف عليها القوات المسلحة. وقال الناطق باسم مجلس الامن القومي نيد برايس ان "هذا الدليل" يتضمن حماية للمدنيين "اكبر مما ينص عليه قانون الحرب". واضاف ان "شبه التأكد" من وجود الهدف وعدم سقوط اشخاص غير مقاتلين في الضربة هو "اعلى معيار يمكننا تحديده". واضاف ان "الرئيس اكد ان الحكومة الاميركية يجب ان تتمتع باكبر قدر من الشفافية مع الشعب الأميركي بشأن عملياتنا لمكافحة الارهاب والطريقة التي تجري فيها ونتائجها". وتابع برايس ان "اعمالنا لمكافحة الارهاب فعالة وقانونية وافضل ما يدل على شرعيتها هو تقديم معلومات للجمهورية بشأن هذه الاعمال ووضع معايير لتتبعها الدول الأخرى". وكشفت الوثيقة التي شطبت مقاطع منها، بعد شكوى تقدم بها الاتحاد الاميركي للحقوق المدنية الذي يخوض معركة منذ فترة طويلة مع الحكومة بشأن برنامج الطائرات المسيرة. وقال مساعد المدير القانوني "للاتحاد الأميركي للحريات المدنية" جميل جعفر ان هذا الدليل "يقدم معلومات حاسمة حول السياسات التي ادت الى موت آلاف الأشخاص بمن فيهم مئات من غير المقاتلين، حول البيروقراطية التي اقامتها ادراة أوباما للاشراف على هذه السياسات وتطبيقها". وقد سلم محامو وزارة العدل مساء الجمعة هذه الوثيقة الى الاتحاد الذي نشرها السبت. وكانت ادارة اوباما نشرت الشهر الماضي تقديرات لعدد ضحايا 473 ضربة جرت بين 2009 و2015 خارج مناطق النزاعات الكبرى. وأكد مسؤولون ان ما بين 64 و116 مدنيا قتلوا في الضربات الى جانب عدد يصل الى 2581 مقاتلا. لكن المعارضين شككوا في هذه الارقام وقالوا ان الحكومة تقلل عدد المدنيين القتلى.

 

اسطنبول تشهد تجمعا حاشدا للاحتجاج على محاولة الانقلاب الفاشل

العرب  [نُشر في 07/08/2016/اسطنبول - يشارك مئات الآلاف من الأتراك في تجمع دعا اليه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في ختام ثلاثة اسابيع من التعبئة الشعبية من اجل الديمقراطية بعد محاولة الانقلاب التي وقعت منتصف الشهر الماضي. وقدم "التجمع من اجل الديموقراطية والشهداء" الذي يجري بمبادرة من الحكومة واحزاب المعارضة، رسميا على انه "تسلم لشهادة التخرج من مدرسة الديموقراطية". ويبدأ التجمع في اسطنبول، المعقل السياسي للرئيس رجب طيب اردوغان، اعتبارا من الساعة 17,00 (14,00 ت غ) ويتوقع ان يكون كبيرا. وستنقل وقائعه على شاشات عملاقة في المحافظات التركية الثمانين. ويفترض ان يشارك في هذا التجمع مئات الآلاف من الاتراك في ساحة ينيكابي على شاطئ بحر مرمرة، وقد يبلغ عددهم 3,5 ملايين كما ذكرت صحيفة حرييت. وستتخذ اجراءات أمنية مشددة في مدينة شهدت هجمات عدة من قبل. وسيحضر اردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلديريم وكبار قادة المعارضة التجمع في اسطنبول حيث سيرفع العلم التركي حصرا ولن يسمح باعلام الأحزاب السياسية التي ستلبي دعوة حزب العدالة والتنمية. ويفترض ان تشكل هذه التظاهرة خاتمة التظاهرات اليومية منذ الانقلاب الذي قام به جزء من الجيش وهز السلطات على مدى ساعات. واتهمت انقرة الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة بتدبير المحاولة الانقلابية، وتطالب واشنطن بتسليمه. وكان رئيس الدولة التركي دعا مؤيديه الى النزول الى الشوارع للتصدي للانقلابيين، معتمدا على الشعب الذي صدم بالمحاولة الانقلابية المباغتة. وادى الانقلاب الفاشل الى مقتل 273 شخصا وتلته حملة تطهير شملت الجيش والقضاء والتعليم والصحافة وقال اردوغان انها ليست سوى البداية. ومنذ ذلك الحين نجح اردوغان في تعبئة عشرات الآلاف من الاتراك كل مساء في ساحتي تقسيم في اسطنبول وكازيلاي في انقرة، وهم يرفعون علم تركيا ويهتفون اسمه. ودعي حزب الشعب الجمهوري اكبر احزاب المعارضة، وحزب العمل القومي اليميني الى التجمع الكبير الذي لم يدع اليه حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد. وقال الرئيس التركي السبت عبر التلفزيون ان "تجمع ينيكابي سيعزز وحدتنا"، معبرا عن "سروره لوجود القادة السياسيين" للمعارضة. وتردد زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو في الانضمام الى التجمع في اسطنبول لكنه قرر بعد ذلك المشاركة فيه بعدما تلقى "سيلا" من الاتصالات الهاتفية من قبل شخصيات بينها رئيس الوزراء، من اجل التعبير عن الوحدة السياسية، كما ذكرت صحيفة حرييت. من جهته، اعاد اردوغان وللمرة الاولى نشر تغريدة لكليتشدار اوغلو يؤكد فيها "سأقف الى جانب تركيا ضد الخونة". وقد تصل اصداء الخطب السياسية والاغاني في التجمع الكبير الى اسماع غولن. فقد قال اردوغان لمؤيدين في اسطنبول الجمعة ان "شاشة عملاقة ستنصب في مكان آخر. هل تعرفون اين؟...". وتابع "في بنسلفانيا. ستنقل الرسالة هناك". ويعيش غولن في ولاية بنسلفانيا شمال شرق الولايات المتحدة.

 

مصر: تشييع جثمان أحمد زويل بجنازة عسكرية

العرب  [نُشر في 07/08/2016/القاهرة - ودعت مصر الأحد في جنازة عسكرية العالم المصري-الأميركي أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء والذي توفي يوم الثلاثاء الماضي عن 70 عاما في الولايات المتحدة. وضع جثمان العالم الراحل على عربة مدفع تجرها الخيول وتقدمها جنود يحملون أكاليل الزهور والأوسمة التي نالها زويل على مدى حياته. ولف النعش بعلم مصر ووضع على عربة تجرها ستة خيول يحيط بها رجال يرتدون الملابس العسكرية لمختلف الاسلحة المصرية. وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي وأسرة زويل المشيعين في ساحة مسجد المشير طنطاوي بمنطقة التجمع الخامس في شرق القاهرة. وشارك في الجنازة جراح القلب العالمي مجدي يعقوب وشيخ الأزهر أحمد الطيب ورئيس مجلس النواب علي عبد العال ودبلوماسيون عرب. وعقب الجنازة تلقى اقارب زويل التعازي من رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل ووزير الدفاع صدقي صبحي ووزير الخارجية سامح شكري. وكان جثمان زويل وصل إلى القاهرة السبت من الولايات المتحدة لإقامة الجنازة ودفنه في مصر وفقا لوصيته. ولد أحمد زويل في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة عام 1946 وتخرج في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية عام 1967 ليسافر بعد ذلك إلى الولايات المتحدة ويكمل دراساته العليا هناك. حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 عن أبحاثه في مجال الفيمتو بعد أن ابتكر مجهرا يصور أشعة الليزر في زمن قدره فيمتوثانية وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية. كما كرمته مصر في نفس العام بمنحه قلادة النيل وهي أرفع وسام وطني.

 

اختيار زعيم جديد لبوكو حرام يكشف انقسامات داخل الجماعة

العرب  [نُشر في 07/08/2016/أبوجا - يكشف اختيار زعيم جديد لجماعة بوكو حرام وما بدا أنه رفض شخصية بارزة في الجماعة النيجيرية لقيادته انقسامات كبيرة في صفوف المتشددين وسط تعرضهم لضغوط من الجيش. وأعلنت ترقية أبو مصعب البرناوي في المجلة الأسبوعية لتنظيم الدولة الإسلامية. ويعتقد أن البرناوي يفضل شن هجمات موجهة بدقة أكبر على العنف بالجملة الذي كان ينفذه الزعيم الصوري لبوكو حرام أبو بكر شيكاو. وبايعت الجماعة التي شنت تفجيرات انتحارية كثيرة في مناطق مزدحمة تنظيم الدولة الإسلامية. لكن يبدو أن شيكاو رفض الدور الجديد للبرناوي الذي يقول خبراء إنه كان القائد العسكري للجماعة وكان تحت الرقابة منذ شهور بصفته قائد فصيل يفضل شن هجمات على الجيش النيجيري. وفي تسجيل فيديو مدته عشر دقائق نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أوضح شخص ورد أنه شيكاو حقيقة الانقسامات الداخلية بانتقاده وجهة النظر التي قال إن البرناوي يتبناها وهي أن المسلمين يمكنهم العيش بين غير المسلمين دون حمل السلاح. وقال شيكاو بلغة الهوسا المحلية "أنا أعارض مبدأ أن يعيش شخص وسط الكفار دون أن يعلن معارضته أو غضبه عليهم." وأضاف "أي شخص يفعل ذلك لا يعتبر مسلما بأية حال." وقال مصدر أمني غربي إن فصيل البرناوي يتمركز في شمال شرق مدينة مايدوجوري وهي عاصمة إقليم بورنو بشمال شرق نيجيريا ومركز النشاط المسلح الذي بدأته بوكو حرام قبل سبع سنوات من أجل إقامة خلافة إسلامية في المنطقة. وبذلك يكون الفصيل في موقع جغرافي يؤهله لإقامة صلات عبر الصحراء مع جناح تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا غير أن مدى العلاقات الفعلية العملية المباشرة بين الجماعتين غير واضح. ويقول العديد من الخبراء إن الصلات رمزية بدرجة كبيرة. وظهر شيكاو في الماضي في تسجيلات فيديو دعائية سابقة مدججا بالسلاح الآلي وأحزمة الذخيرة وهو ينتقد بحدة نيجيريا والغرب. وأثار غيابه عن مثل هذه التسجيلات منذ مارس الماضي تكهنات بأنه أصيب أو أنه مريض في حالة خطرة أو ربما توفي. ومن المرجح أن يثير اقتصار ظهوره على تسجيل صوتي شكوكا بشأن تقلص قدراته البدنية أو قدرته على قيادة العمليات من غابات سامبيزا في شمال شرق البلاد حيث يحاصره الجيش النيجيري. وتولى الرئيس النيجيري محمد بخاري وهو حاكم عسكري سابق السلطة العام الماضي بناء على برنامج انتخابي يتعهد باجتثاث الجماعة من جذورها. وقال المصدر الأمني "شيكاو وزمرته ما زالوا في سامبيزا حيث يتعرضون لضغوط كبيرة من حملة الجيش النيجيري على بوكو حرام." وأضاف "الأمر لا يهدد وجودهم بعد لكن لم تعد لديهم حرية الحركة التي كانوا يتمتعون بها سابقا." وعانت جماعة بوكو حرام -ويعني اسمها بلغة الهوسا "التعليم الغربي حرام"- من تراجع شديد في ثرواتها مقارنة بقبل 18 شهرا عندما كانت تسيطر على منطقة تعادل بلجيكا في المساحة وكان الجيش النيجيري في موقف ضعف. وفي ظل قيادة شيكاو قتلت بوكو حرام 15 ألف شخص وشردت أكثر من مليوني شخص وذاع صيتها على مستوى العالم عندما خطفت أكثر من 200 تلميذة من بلدة تشيبوك في أبريل نيسان عام 2014. لكن الجماعة منيت بالعديد من الهزائم منذ أوائل 2015 على يد جيوش نيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد التي كانت إما تعمل منفردة أو في إطار قوة إقليمية منسقة. وقال ربيع أبو بكر المتحدث باسم الجيش النيجيري إن ما كشفت عنه قيادة بوكو حرام مؤخرا "غير ذي صلة". وأضاف "نحن نركز فقط على القضاء على فلول المقاتلين المتناثرين." وتابع أن الصراعات على الزعامة هي مجرد "تصرفات جماعة آخذة في الذبول."

وقال البرناوي في حديث مع مجلة النبأ التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إن بوكو حرام "ما زالت قوة يحسب لها حساب" وأضاف أنها ما زالت تجند مقاتلين جددا. ويبدو أن الجماعة تستهدف الجيش النيجيري بدلا من المدنيين.

ويتناقض ذلك مع التفجيرات التي نفذتها الجماعة في أماكن عامة مزدحمة مثل الأسواق والمساجد ومخيمات النازحين وميزت أسلوبها في شمال شرق نيجيريا والنيجر والكاميرون العام الماضي. وقال فلان نصر الله المحلل الأمني المقيم في شمال نيجيريا "في فكر شيكاو يسمح بقتل النازحين في المخيمات." وأضاف أن مثل هذا العمل لم يكن مقبولا لدى الفصيل الذي يقره تنظيم الدولة الإسلامية. ويقول نصر الله إن أنصار شيكاو ما زالوا رغم انتكاساتهم يمثلون القسم الأكبر من الجماعة.

 

حماس: لن نسمح لعباس بالعودة إلى غزة حتى عبر الانتخابات

العرب  [نُشر في 08/08/2016)غزة – كشفت حركة حماس الفلسطينية عن نواياها المُبيتة وراء موقفها من الانتخابات البلدية والمحلية التي أعلنت المشاركة فيها، حيث أكدت أنها لن تلتزم بنتائجها، ولن تسمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة إلى غزة عبر الانتخابات المرتقبة أو غيرها. وأثار هذا الموقف استهجان القيادة الفلسطينية التي وصفته بأنه لا يُساعد على إنهاء الانقسام الأسود، الذي بات يهدد وحدة الشعب والوطن، لا سيما وأنه يأتي بعد مواقف مماثلة عبّرت عنها حركة حماس خلال الأسبوع الماضي. واختارت حركة حماس المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، صحيفة إيرانية هي “كيهان” للتعبير على هذا الموقف الذي جاء على لسان عضو مكتبها السياسي محمود الزهار الذي يُعد واحدا من أبرز قياداتها. وقال الزهار في حديثه لصحيفة “كيهان” الإيرانية، إن حماس “لن تسمح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبومازن) بالعودة إلى غزة عبر الانتخابات البلدية والمحلية مهما كلفها الأمر”.

وتابع قائلا إن محمود عباس “ليس رئيسا توافقيا ولا شرعيا، و”دكانته السياسية” أفلست وحركة فتح متشرذمة، ولن تستطيع أن تواجه حماس في أي انتخابات لا بلدية ولا تشريعية ولا حتى رئاسية”، على حد تعبيره.

ورفض محمود الزهار المحسوب على الجناح المُتشدد في حركة حماس، الإشارة إلى الطرق التي ستستخدمها حركته لمنع محمود عباس من العودة إلى غزة، إلا أن توقيت هذه التصريحات النارية، وما تخللها من اتهامات مباشرة للرئيس الفلسطيني، دفعت المراقبين إلى القول إن حركة حماس تريد من وراء ذلك التنصل مما تم الاتفاق عليه في القاهرة، والدوحة، وخاصة الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى الإعداد لانتخابات رئاسية وأخرى تشريعية تكون مقدمة لترتيب أوضاع البيت الفلسطيني ولطي صفحة الانقسام، بما يُعزز الوحدة الوطنية.

وكان الزهار الذي تُشير تصريحاته إلى أن حماس ماضية في البحث بكل الوسائل عن أدوات لزعزعة الأمن والاستقرار في الضفة الغربية، وسلخ قطاع غزة بعيدا عن الشرعية الوطنية الفلسطينية، فجر الخميس معركة جديدة مع القيادة الفلسطينية عندما اعتبر أن المصالحة “حبر على ورق”. وجدد خلال لقاء في غزة مع صحافيين أجانب من اتحاد الصحافيين الدوليين في إسرائيل، التأكيد على أن حماس لن تسمح للسلطة الفلسطينية وأجهزتها بالسيطرة على قطاع غزة حتى ولو كان ذلك عبر اتفاق الدوحة أو غيرها من العواصم. وانتقد أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، تصريحات محمود الزهار، التي “لم تكن كما في العادة، بمستوى المسؤولية التي نتوقعها منه في موقعه القيادي، وكعضو في المجلس التشريعي”. وقال مجدلاني “لم نفاجأ بتصريحات محمود الزهار، فهي تعكس ذات العقلية التي تخون الآخرين وتشكك بهم، بدءا من دعوته للمعلمين إلى العصيان المدني وعدم الانصياع للقانون والنظام وانتهاء بالهجوم على المصالحة الوطنية والتشكيك في نوايا الأطراف الوطنية التي تعمل على إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية”. واعتبر أن الزهار “لا يرى، كما هو حال الإخوان المسلمين وحركة حماس، في منظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، رغم إصرار العديد من الأجنحة الأخرى في حماس على أن تكون جزءا من المنظمة، لكنه يؤكد على أن حماس مشروع بديل للمنظمة، وأن الانقلاب الذي حصل في غزة هو انقلاب على النهج الديمقراطي الفلسطيني”. وبالتوازي مع ذلك، أكد حزب الشعب في غزة، على ضرورة حرص الجميع على أن تكون الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها رافعة على طريق إنهاء الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية وليس العكس.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عشية سقوط الشرعية

 نبيل بومنصف/النهار/8 آب 2016

لن يكون مستغربا بعد فشل آخر جولات الحوار وترحيلها الى موعد الخامس من أيلول ، ان تطلع في الايام المقبلة نغمات تردد معزوفات الربط بين اتجاهات الازمة الرئاسية وتطورات حلب مثلا لتغدو المعادلة الظرفية الجديدة " ما قبل حلب غير ما بعدها " بدلا من "ما قبل مجلس الشيوخ غير ما بعده " ! معنى ذلك ان الازمة الرئاسية والسياسية استنزفت من قوى التعطيل كل قدراتها على ابتداع الشعارات التخديرية على مشارف مرحلة ستكون فيها كل السيناريوات التصعيدية مفتوحة على الغارب. لن يجدي بطبيعة الحال الغرق مجددا في التعويل على اوهام حوار أيلول ولو ان احدا لا يمكنه تحمل اطلاق رصاصة الرحمة على الحوار. ولن يجدي كذلك ذَر رماد التخدير بربط الستاتيكو المأزوم بمعارك المد والجزر في حلب وسوريا عموما او حتى بانتظار الانتخابات الرئاسية الاميركية. كل هذه "التقاليد" السيئة في تبرئة ذمة القصور الداخلي عن وضع حد لأطول الازمات الرئاسية سقطت سقوطا مبينا وبات الجميع على مشارف الخريف المقبل امام مروحة الخيارات القاتلة التي سيفرضها بدء العد العكسي للانتخابات النيابية. ثمة اعتقاد يصح تثبيته هو ان ما حصل في جولات الحوار الاخيرة ربما يمكن استخلاص نتيجتين إيجابيتين ضمنتين منه. الاولى انه مع احياء بند مجلس الشيوخ ووضعه على طاولة المتحاورين ولو نظريا جرى واقعيا طي فزاعة المؤتمر التأسيسي باللجوء الى الطائف وبنوده غير المنفذة . والثانية ان التوغل الى الطائف من زاوية التزام تنفيذه كاملا يصح ان يشكل قاعدة توافقية لاعادة مقاربة المرشحين للرئاسة. وجهة نظر قد تكون معقولة اذا اقترنت بارادة المضي الى انقاذ البلاد قبل نهاية السنة، هذا الموعد الذي سيظلل الازمة في ابعادها الجديدة. ولكن من تراه يحمل شعار اختيار رئيس او التوافق على رئيس يكون عهده عهد تنفيذ الطائف بكامل مندرجاته؟ البطريرك الراعي قال من المختارة الكلام السوي الذي تمليه الذكرى الكبيرة لمصالحة الجبل . الرئيس هو الباب الى اعادة احياء الدولة ولا يجوز طرح المواضيع الكبيرة الا من خلال قيادته. ولكن البطريرك ايضا يجد نفسه في موقع مماثل للعجز السياسي ما دام يتجنب تسمية المعطل بالاسم الكامل وليس بالاحرف الاولى. وسيكون المتحاورون في أيلول بدورهم امام من سيسأل ماذا تراكم فاعلين من الآن وحتى ربيع الانتخابات النيابية ما لم يحصل كذا وكذا ...؟ لعلها السخرية القاتمة ان الازمة مقبلة على نفاد الذرائع والشعارات الالهائية والتخديرية ولكن من يدري ، ربما يكون هنا فقط باب النفاذ الى نقطة ضوء. لن يكون قليلا ان يضطر الجميع اما الى التسليم بجراحة طال انتظارها تتبدل معها كل مقاربة المرشحين واما مواجهة سقوط هيكل الشرعية عن الجميع.

 

أيلول شهر التحديات للبنان في نيويورك هل يُتّفق على الرئيس في "المجموعة الدولية"؟

 خليل فليحان/النهار/8 آب 2016

قضايا لبنان مطروحة في نيويورك في تواريخ زمنية متلاحقة. الأول ابتداء من 30 من الجاري، إذ سيمدد مجلس الامن لـ"اليونيفيل" لولاية جديدة من دون تعديل في المهمة والمهلة الزمنية، كما درجت الحال منذ مجيء تلك القوات الى الجنوب عام 1978. وسيتم التمديد ببقاء الدول المشاركة نفسها في عداد "اليونيفيل"، وعديد العناصر 11 ألفا في البر و2000 في البحر. وتجدر الإشارة الى أن تقارير الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون التي تسبق كل تمديد، أو تلك التي توضع لتقويم مدى تنفيذ القرار 1701، تؤكد أن الجبهة مع إسرائيل هادئة منذ اندلاع الحرب في سوريا.

أما الموعد الثاني المهم الذي سيشارك فيه لبنان، الى جانب أعمال الدورة، فهو المؤتمران الدوليان اللذان سيعقدان على هامش الدورة العادية الـ71، الأول لمناقشة أوضاع اللاجئين والمهاجرين في 19 أيلول المقبل، والثاني هو "حركة الانتقال والعمل بين دول العمل وليس في دول الشرق الاوسط للاجئين" في 20 منه. ويترأس الوفد الرسمي الرئيس تمام سلام، ويشارك الوفد نفسه في المؤتمر الثاني الذي سيترأسه الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأصدر بان في المناسبة بيانا دعا فيه مباشرة الى توطين اللاجئين حيث هم، ومن ثم ترجمة هذا المشروع عمليا في الدورة العادية للامم المتحدة الـ71 في أيلول المقبل. وكل متابع يذكر أن لبنان الرسمي رفض توجه بان، وأثار أكثر من مسؤول ذلك معه أثناء زيارته لبيروت، فنفى أن يكون لبنان هو المقصود، وتبيّن العكس، لأن لبنان العضو في الامم المتحدة، والذي يستضيف أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري، إضافة الى مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين، مقصود أيضا بهذا المشروع.

وكانت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك قد أبلغت وزارة الخارجية والمغتربين أن دوائر مختصة في المنظمة الدولية قد وضعت دراسة مرتكزة على قانون اللجوء الدولي الذي يشجع الدول على استقبال اللاجئين ودمجهم بالمجتمع وتوفير حقوق الطبابة والإقامة وفرص العمل والتعليم، وفقا لمعاهدة جنيف للاجئين التي صدرت عام 1951. ويتصدى لبنان لهذا المشروع ويعتبره "توطينا" للاجئين الذين يستضيفهم، وهذا ما لا يستطيع أن يتحمله لمخاطر ناجمة عنه ديموغرافيا وأمنيا واقتصاديا. وأكد لبان أن التبرير القانوني الذي ترتكز عليه هذه الدراسة لاحتضان اللاجئين، لا يسري على لبنان الذي لم يوقع معاهدة جنيف لأنه رفض وقتئذ توطين الفلسطينيين الذين لجأوا اليه عام 1948 حفاظا على حقهم في العودة الى ديارهم، وللسبب نفسه يرفض لبنان اللجوء الموقت لتأمين عودتهم الى بلادهم. وما يثير المخاوف من مؤامرة دولية تحاك للبنان، هو تقاعس الدول المانحة عن تقديم المساعدات التي يطلبها لبنان من أجل تقديم ما يحتاج اليه اللاجئون السوريون الذين يستضيفهم، كما ترفض تلك الدول تنظيم برنامج يقترحه لبنان لإعادة النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا والتي لم تشهد قتالا، أو تلك التي حررها النظام أخيرا. أما الموعد الأخير المهمّ للبنان فهو اجتماع "المجموعة الدولية لدعم استقرار لبنان السياسي والامني"، بدعوة من وزير خارجية فرنسا جان - مارك ايرولت، لعرض الاتصالات التي أجرتها باريس في محاولة للتوافق على رئيس للجمهورية ينهي الشغور الرئاسي. وسيتناول المشاركون أيضا تأمين المبالغ الإضافية المطلوبة للجيش وسائر القوى المسلحة لمواجهة الإرهاب الآتي من جرود عرسال ونشر الأمن في بقية المناطق.

 

هل تشقّ ذكرى مصالحة الجبل الطريق لمصالحة وطنيّة شاملة تبدأ بانتخاب رئيس؟

اميل خوري/النهار/8 آب 2016

يمكن القول إن الكلمة التي دلت على مكمن الداء في انتخاب رئيس للجمهورية هي التي قالها الوزير جبران باسيل بكل صراحة ووضوح لدى خروجه من جلسة الحوار، وهي أن للنائب حقاً منحه إيّاه الدستور وهو التغيّب عن جلسات الانتخاب وإنْ لتعطيل نصابها، وان هذا ما يقضي به "الميثاق الوطني"... فما نفع البحث إذاً بعد هذا الكلام في قانون للانتخاب وفي استحداث مجلس للشيوخ وفي اعتماد اللامركزيّة الإداريّة الموسّعة، إذا ظل الخلاف قائماً على حق النائب في التغيّب ساعة يشاء ومن دون عذر مشروع عن أي جلسة بما فيها الجلسات المخصّصة لانتخاب رئيس للجمهوريّة. فما لم يحسم الخلاف حول هذا الموضوع فإن انتخاب رئيس للجمهوريّة يبقى معرّضاً في كل استحقاق لخطر الشغور والفراغ، وكذلك انتخاب رئيس لمجلس النواب وإجراء استشارات لتسمية رئيس للحكومة. لقد بات حسم الخلاف حول هذه النقطة ملحّاً وضروريّاً لأن سلاح تعطيل جلسات الانتخابات الرئاسيّة إذا ظل في يد حزب أو طائفة أو خارج، فإنّه سلاح خطر يستطيع تعطيل عمل المؤسّسات وإدخال البلاد في فوضى عارمة في أي وقت. فلو أن هذا السلاح أُسقط من يد أي جهة لما كان في استطاعة أي حزب أو مذهب أو خارج أن يعطّل اليوم انتخاب رئيس للجمهوريّة، بل كان حضور النواب ملزماً والتنافس بين المرشّحين للرئاسة يقوم داخل المجلس وليس خارجه وربما في الشارع... فالمطلوب إذاً قبل أي أمر آخر حسم موضوع الخلاف على حق النائب في التغيّب عن جلسات انتخاب رئيس للجمهوريّة، خصوصاً أن غالبيّة رجال القانون أكّدت إلزامية حضوره جلسة الانتخاب لأن هذا واجب عليه ولا يحق له التخلّي عنه كونه يمثّل الأمّة جمعاء، وقد منحه الدستور حق انتخاب من يشاء رئيساً للجمهوريّة، وليس التغيّب عن الجلسة، وإلقاء ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع إذا لم يعجبه أي مرشّح للرئاسة.

إن المصلحة الوطنيّة باتت تقضي بحسم موضوع الخلاف على حق النائب في التغيّب عن جلسات انتخاب رئيس الجمهوريّة كما حسم الخلاف حول وجوب حضور ثلثي عدد النواب جلسة الانتخاب لتبدأ عمليّة الاقتراع، وإلّا ظلّ لبنان معرّضاً لخطر الشغور الرئاسي عند كل استحقاق. فإذا كان الوزير باسيل يرى في تعطيل النصاب حقاً له ولسواه تحقيقاً لمصلحة سياسيّة أو شخصيّة لحزبه، فإن تعطيل النصاب كل مرّة قد يكون في مصلحة حزب آخر أو طائفة أخرى أو خارج ينتظر عند الباب ليدخل منه وليتدخّل في شؤون لبنان الداخليّة. إن هذه سابقة لا يعرف الوزير باسيل ومن وراءه وخلفه مدى خطورتها خصوصاً على حقوق المسيحيّين التي يدّعي حزبه الدفاع عنها عندما يصبح التغيّب من دون عذر مشروع قاعدة. وإذا كان الوزير باسيل ومن معه لا يقدّرون خطورتها، فإن الأقطاب في لبنان، ولا سيّما منهم الموارنة، قدّروا خطورتها في الماضي عندما تجنّبوا استخدام سلاح تعطيل النصاب في جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة لأنّهم اعتبروا موعد انتخابه مقدّساً ولا يجوز التلاعب به لئلّا يشكّل تلاعباً بجوهر "الميثاق الوطني" الذي يقوم على ثلاث ركائز هي: رئاسة الجمهوريّة ورئاسة المجلس ورئاسة الحكومة، وإن الميثاق يختل إذا سقطت ركيزة من هذه الركائز. ولو أن تعطيل نصاب جلسات الانتخاب مسموح دستوريّاً لكان في استطاعة النواب الموالين للرئيس بشارة الخوري الحؤول دون انتخاب كميل شمعون رئيساً وذلك بتعطيل نصاب الجلسة لو أنّهم كانوا يفكّرون بعقلية نواب حاليّين يلجأون إلى التعطيل خدمة لمصالحهم، ولكان في استطاعة نواب "الحلف الثلاثي" المؤلّف من شمعون والجميل وإده تعطيل النصاب أيضاً للحؤول دون انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهوريّة، كما كان في استطاعة النواب الموالين للرئيس شمعون الحؤول دون انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهوريّة بتعطيل نصاب جلسة انتخابه، ولكان ظل لبنان بلا رئيس إلى أجل غير معروف. أمّا قول "التيار الوطني الحر" بوجوب انتخاب الأكثر شعبية لرئاسة الجمهوريّة، ولا سيّما في طائفته، فهو قول يناقض أحكام الدستور التي تدعو الى انتخاب الرئيس بالاقتراع السرّي وبالأكثرية النيابيّة المطلوبة، وليس بالأكثرية الشعبيّة، وإلّا لما كان وصل إلى سدّة الرئاسة شارل حلو ولا الياس سركيس. لقد وجد أقطاب الحوار على الطاولة هذه المرّة مجموعة "أرانب" علّها توصل الى اتفاق من خلال تبادل المكاسب والمحاصصة بعدما تعذّر الاتفاق على اقتسام أرنب الرئاسة وحده. وإذا بالمتحاورين يحورون ويدورون حول المواضيع التي طرحت بالجملة الى أن أصابهم الدوار من كثرة الحكي... لذلك فلا علاج لداء تعطيل نصاب جلسات انتخاب الرئيس إلّا باتفاق المتحاورين على تأمين نصابها بإلزام النواب الحضور كي يتم عندئذ انتخاب الرئيس حتى في جلسة واحدة، ولا تعود العلّة في الخلاف على انتخابه إنّما في تعطيل النصاب. فهل يدرّ تدشين كنيسة سيدة الدرّ في المختارة رئيساً للبنان وتشق ذكرى مصالحة الجبل الطريق لمصالحة وطنيّة شاملة تبدأ بانتخاب رئيس يكون أهلاً لتحقيقها؟

 

مصالحة الجبل تذكّر سلام بانتخابات 1976: قادة تاريخيون توافقوا على الرئيس لفرَج البلاد

سابين عويس/النهار/8 آب 2016

شكلت الذكرى الخامسة عشرة لمصالحة الجبل التاريخية وموقف البطريرك الماروني مار بشارة الراعي من انتخابات رئاسة الجمهورية، والتي تحدث فيها عن رجالات دولة كبار "من هذا أو ذاك من الأفرقاء"، مناسبة استذكر فيها رئيس الحكومة تمام سلام "رجالات كبارا ساهموا في انجاز استحقاق رئاسي في ظروف لا تقل صعوبة عن تلك التي نعيشها اليوم". وقد عاد أمام زواره الذين قصدوا دارته في المصيطبة أمس، الى الانتخابات الرئاسية عام 1976 والقيادات المسيحية التاريخية في حينها التي توافقت على مرشح من خارج دائرتها لتدعمه وتوصله إلى سدة الرئاسة. يقول سلام لدى سؤاله عن كلام البطريرك الراعي عن الرئاسة وتزامنه مع ذكرى المصالحة ومعانيها اليوم، انه "بحكم مرجعية البطريرك ومعاناته مع القيادات وتحديدا المسيحية منها، له الحق في أن يرفع الصوت ويشير إلى ملف الرئاسة الذي يتطلب مواقف وقرارات ورجالا كبارا"، مذكراً بالحالة الشبيهة التي واجهها لبنان عام 1976 "عندما اجتمع ثلاثة قادة في حينها، هم، مع الاحترام لجميع القيادات الحالية، قادة تاريخيون وليسوا فقط سياسيين، إن كان الرئيس كميل شمعون أو العميد ريمون إدة أو الشيخ بيار الجميل، وعندما أدركوا استحالة وصول أحدهم إلى سدة الرئاسة، اتخذوا قرارا بدعم مرشح من خارجهم، وهذا ما شكّل في حينها فرجا للبلاد. لذلك فإن كلام البطريرك واضح ويجب أن يؤدي هدفه". وبدا من كلام رئيس الحكومة اقتناعه بضرورة الدفع في اتجاه توافق القيادات المسيحية على مرشح من أجل تجنيب البلاد استمرار الشرور والمخاطر الناجمة عنه. ومن مصالحة الجبل إلى خلاصات جلسات الحوار التي انعقدت على مدى 3 ايام في عين التينة، يرحب سلام بكل حوار ويسأل: "هل من دون الحوار أفضل؟ سواء توصل إلى نتيجة أو لم يتوصل، تبقى البلاد قائمة على الحوار والتواصل، فإذا غاب الحوار، ما هي الخيارات الاخرى المتاحة غير المزيد من التدهور والانهيار والتراجع؟ الحوار ليس إلا امتصاصا للتشنج والتصادم السياسي الكبير الذي لا ينتج حلولا للمشاكل القائمة وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية".

وإذ يأمل رئيس الحكومة أن تستفيد القوى السياسية وقياداتها من هذا الحوار وتجد فيه تقدما لحماية البلاد، يرى أن الامور خارج الحوار متراجعة ومتعثرة، لعله يؤتي شيئا، إذا لم يكن اليوم فربما في الجلسات المقبلة، لكن المماطلة سيئة، وتبرز في هذا السياق سلبيات استمرار الشغور الرئاسي الذي ما فتئ سلام يحذر منه ومن مخاطره. ويقول: "لا يمكن أن نبقى من دون أمل والا نبحث عما يساعدنا، وليس في الافق المحلي أو الدولي ما يشي بأي أمر. وكل الجهود لحلحلة بعض القضايا ومنها قانون الانتخاب تبقى مشروطة بانتخاب رئيس للجمهورية. اما ملفات الحكومة، فترتبط ببعض القوى السياسية التي لا تريد للحكومة ان تنشط وتعمل بفاعلية". هل من خلفية وراء ذلك؟ يعزو سلام الأمر إلى رغبة البعض في ألا يكون العمل طبيعيا في غياب رئيس الجمهورية وشغور موقع الرئاسة، وكأن الظروف والاوضاع طبيعية، بل يجب ان تتعثر الامور وتتعطل وان يدرك الجميع ان الامور لا تستقيم بغياب الرئيس. وهذا التعطيل أمر أساسي تم التحذير منه ومن مخاطره. وعن التعيينات الأمنية، كشف سلام لزواره أن الأمور ستبحث في وقتها، وان مسألة التمديد لقائد الجيش تعود إلى ما سيطرحه وزير الدفاع في هذا الشأن أو الاسماء التي سيقترحها. وهو لم يطلع منه بعد على ما يفكر فيه، ولكن رئيس الحكومة مرتاح الى اللقاءات والمشاورات التي يجريها مقبل مع القيادات السياسية من أجل التوصل الى تفاهم. أما بالنسبة الى رئيس الاركان، فالامر مؤكد أن لا مجال للتمديد، وفي أي حال، لا يزال مبكرا طرح الموضوعين الآن قبل استنفاد المشاورات في هذه الشأن، وثمة متسع من الوقت الى أن يحين الاستحقاق في أيلول. وعن لقائه مقبل الاسبوع الفائت، وهل تفاهما على التمديد للعماد قهوجي، يرد زوار سلام بالقول ان الموضوع لم يطرح بهذه الطريقة، والاجتماع خصص لقضايا أخرى. وينتظر سلام حصيلة مشاورات مقبلة في هذا المجال. وفي ملف النفط، أكد الزوار ان الموضوع يتحرك، وثمة متابعة حثيثة له.

ولدى سؤاله عما ستحمله جلسة مجلس الوزراء هذا الاسبوع، أكد أنها ستقتصر على البحث في جدول الاعمال المؤجل من ثلاثة أسابيع.

 

الحوار المتعثِّر على إيقاع مفاوضات اليمن

روزانا بومنصف/النهار/8 آب 2016

قد تكون محض مصادفة ان يؤجل الحوار اللبناني شهرا كاملا حتى الخامس من ايلول المقبل بعد فشل ثلاثية حوارية جالت على كل المواضيع التي يمكن النفاذ منها الى حل ما او الى مزيد من شراء الوقت وان يعلن المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد السبت الماضي، بعد فشل المفاوضات اليمينة اليمنية الجارية في الكويت تأجيل الحوار شهراً على رغم انه كما الحوار اللبناني فان المواعيد الجديدة التي تحدد لاستئناف الحوار ليست الا من ضمن المساعي لعدم اعلان الفشل. والربط بين ما يحصل في لبنان والمفاوضات اليمنية ليس مجازياً اذ ليس خافيا ان سياسيين باتوا يرون المفاوضات المتعلقة باليمن مؤشرا اكان في الاتجاه السلبي او الايجابي لجهة امكان ان يشهد الوضع اللبناني حلحلة معينة استنادا الى ما يمكن ان تعبر عنه الايجابية من تفاهم سعودي - ايراني غير مباشر على انهاء الحرب في اليمن، فغدا الحوار اللبناني كأنه يجري على وقع مفاوضات اليمن وليس فقط تطورات الحرب السورية مما لا يساهم في محاولة تحديد سقف زمني لنهاية الازمة التي يواجهها لبنان. ومثار التشاؤم ان الازمة اليمنية وعلى عكس الحرب السورية التي لا يظللها قرار دولي صادر عن مجلس الامن تحت الفصل السابع هو القرار 2216 الذي صدر في نيسان من العام الماضي من اجل ان يلتزم الحوثيون وجماعة علي عبدالله صالح الشرعية اليمنية، تشهد عجزا دوليا عن تنفيذ قرار يفترض ان يكون ملزما ويفرض على المجلس تنفيذ اجراءات عقابية نتيجة لذلك. ولا ينفع في هذا الاطار استحضار عدم فاعلية مجلس الامن والتساؤلات حول عدم جدواه في ظل عجزه عن فرض تنفيذ التزام قراراته خصوصا ان تنفيذ اي قرار هو جزء من التقاء مصالح دولية وتفاهم اميركي - روسي في شكل اساسي يبدو واضحا عدم توافره ليس فقط في شأن سوريا او اوكرانيا بل في شأن جملة مسائل اخرى على غرار الحرب اليمنية. لكن هذا يشكل جزءا مهما واساسيا من المشكلة لجهة ان القرار الدولي الملزم حول اليمن يتم القفز فوقه شأنه في ذلك شأن القرارات التي اتخذها مجلس الامن حول سوريا لجهة وقف الاعمال العدائية ومحاولة ارساء هدنة عسكرية وسقوط مفاعيل او بالاحرى مضامين هذه القرارات من ضمن التفاوض الاميركي - الروسي حول سوريا سواء نجح هذا التفاوض ام لم ينجح. وهي امور تعيد الى الواجهة التساؤلات حول جدوى القرارات الدولية الملزمة او غير الملزمة، علما ان هذه التساؤلات ليست جديدة وكذلك الامر بالنسبة الى بقاء القرارات حبراً على ورق. ومع ان روسيا لم تشكل جزءا من الموافقة على القرار حول اليمن الذي ادرج تحت الفصل السابع بل امتنعت عن التصويت، فان القرار الاممي يبقى قرارا يشهد تنفيذه انحرافا في المقاربة وفي امتلاك القدرة على ممارسة الضغوط من اجل تنفيذه، علما ان القرار فرض عقوبات على القادة الحوثيين وعلي عبدالله صالح وحظر توريد السلاح، في حين ان هؤلاء ضربوا اكثر من مرة بعرض الحائط القرار الدولي، وتمثل ذلك اخيرا عبر تشكيل مجلس سياسي من هؤلاء لادارة اليمن. وهذا المسار الذي يعبر عن مزيد من التأزيم لا يعكس فقط عدم التوافق الاميركي - الروسي بل ان هناك خلطا للاوراق حصل بعد توقيع ايران الاتفاق النووي مع الدول الخمس الكبرى زائد المانيا وفق ما تؤكد مصادر ديبلوماسية. وهناك من جهة اخرى غلبة للصراع السني - الشيعي المتمثل في النزاع القائم بين ايران ودول الخليج العربي على روزنامة كل من الولايات المتحدة وروسيا بما يساهم في زيادة التعقيد على التأزم الروسي - الاميركي.

 

لبنان... بلد القمم

ديانا ونّا خليفة/النهار/8 آب 2016

لبنان كان اسمه مبعثاً للسرور منذ أقدم العصور، وأول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر اسمه، الجمال. جمال الطبيعة الخلّابة والجبال الخضراء والسهول الغنّاء. تغنّى به الأدباء والشعراء على مرِّ العصور. وكان فخر التاريخ وسويسرا الشرق، كما قالوا. أمّا الآن فأصبح لبنان: بلد قمم الجبال العالية وقمم النفايات. قمم العقول والأدمغة المفكِّرة، وقمم الهجرة لخدمة بلاد الاغتراب. قمم رؤوس الأموال وقمامة الرأسماليين الفاسدين المُفسدين في الأرض والبشر والحجر. قمم القداسة والقديسين، وقمم الشياطين وانعدام الضمير والأخلاق. قمم المضحّين الشهداء بحياتهم من أجله وقمم الأنانيين الطامعين الجشعين الناهبين.

لبنان الآن أصبح فقيراً، بل أفقر بلد في العالم بسكّانه وحكّامه. بيع الأرض وبيع القرار الى الخارج. بئس الأهل وبئس المواطنين والدولة وكل المسؤولين عن هذا البلد الفقير. أهم الأنباء كانت على القنوات الفضائية العربية والأجنبية تسونامي النفايات التي تجتاحه ناهيك عن تسونامي السياسات الفاشلة والرجالات الفاشلين والعاجزين. مسكين هذا البلد كم يتحمل من سيول وعواصف وتيارات وأنواع الكوارث السياسية والبيئية والأخلاقية والوطنية. فهل لكلمة الصمود من معنى في قاموسه بعد؟! مسكين هذا البلد الذي يجتاحه القاصي والداني. أصبح بؤرة للفساد والنهب والسلب والعمالة والإجرام، يعتقد أبناؤه الأعزاء الموهومون الحالمون أنّه بلد الحرية نعم، ولكن الحرية القاتلة المزيّفة فهو يحضن الجميع دون تمييز بين أبنائه وأبناء جيرانه وخلّانه دون تمييز في الحقوق والواجبات، ويشرّع اقامة الجميع على أرضه دون حسيب أو رقيب. أين حدود لبنان؟! أين حكومته؟! أين رئيسه؟! أين شعبه؟! هذا البلد يجتاحه الهمُّ والغمُّ، السلب والنهب، الخطف والقتل. انعدام السيادة والروح الوطنية. أين الدولة؟ أين الضريبة؟ أين التصاريح في بلد الفوضى العارمة والحرية القاتلة؟! أصبح مرتعاً للجميع يصول ويجول فيه كلٌ على هواه. كلُّ ما فيه يوحي الفوضى والضجيج والإحباط والسأم. ولكن كما قال المثل: كما أنتم يُولّى عليكم. وكلّ قوم يخلقون نيرونهم. فليشبع اللبناني بتشرذمه وانقسامه، بهذه الطبقة السياسية المهترئة الصدئة الفاسدة. وليشبع من رائحة النفايات كلَّ العام بعد أن كان ينامُ على عطر الزهور والورود. لأنّ هؤلاء كما يبدو صمّموا على افراغ لبنان من أهله وإغراقه في النفايات، لأنّ أرباح التخلص منها لم تصل إلى جيوبهم جميعاً لتُعبّئها. فما أرخصهم وما أرخصنا! يدفعوننا إلى الهجرة الجماعية، وهم يبيعونه كمستعمرة بالمزاد العلني لمن يدفع السعر الأعلى، إنه حقاً بلد القمم...

 

حقائب "الجمهورية القويّة"

ميشال هليّل/النهار/8 آب 2016

أكثر ما يُدهش في ترشيح العماد ميشال عون العلني أو الضمني للرئاسة منذ عام 1988 وما قبل هو الحديث عن هذا الترشيح، إيران تؤيّده قازاقستان ترفضه، حظوظه ارتفعت، حظوظه انخفضت، أيلول مناسب له، شباط يؤذيه، وأكثر ما يؤسف في هذا الحديث بعد السياسيين والصحافيين والمنجّمين، هو مواقف الأحزاب التي تدعم وتسحب الدعم، تُوالي وتعارض، تجاهر وتمالق، وأكثر من يلفت في هذه الأحزاب، الآن على الأقل ومنذ نحو عام، هو حزب القوات. حين نقرأ التصريحات أو البيانات أو الأحاديث الصادرة عن المسؤولين أو المستشارين أو القياديين، خصوصاً القياديين في القوات، نظن لوهلة أنها منسوبة زوراً إليهم، وأنّ هناك على الأكيد مُنتحلي صفة، وأنّ جماعة ما لغاية ما تعمد إلى تشويه صورة هذا الحزب. هذا ما نظنّه، لكن ما هو صحيح أن القوات ومنذ الكوكتيل الشهير في معراب، تتخبّط مثل مجموعة كشفية ضلّت في إحدى الغابات، وهي لا تتورّع عن التخلّص من التزاماتها والانقلاب على مواقفها، وكانت آخر محاولاتها الحديث المفاجئ لرئيس الحزب الذي نقلته أخيراً "النهار". يقول رئيس الحزب بعد سنتين من تعطيل العماد عون الانتخابات إنه مستعجل لانتخاب العماد عون، كلام في محلّه. الناخب في عجلة والمُرشح بطيء. الناخب المسكين يدخل المجلس ومعه بضعة نواب أيضاً مساكين، والمرشّح المنتفخ صاحب أكبر الكتل النيابية يدخل في غيبوبة. ويتابع "أدعو إلى إحداث خرق في موضع الرئاسة ولا أرى حلاً غير انتخاب عون"، الخرق من خلال عون، خرق من؟ وكيف؟ وماذا؟ الخرق من خلال من يمارس الخنق... نظرية جديدة في علم السياسة، الحل بواسطة المشكلة، التعمير عن طريق التخريب، والتعطيل، والتدمير، والتهجير والتفكيك من غير أن ننسى أنّ "المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار". ويضيف كما في كل تصريح، "المسؤولية تقع على حزب الله"، هو غير مسؤول، الجنرال غير مسؤول، فقط "حزب الله"، وماذا يفعل "حزب الله"؟ يرشّح العماد عون. وماذا تفعل القوات؟ ترشّح العماد عون، الاثنان لهما مرشّح واحد ويرفضان سواه، تلك هي الديموقراطية، مرشّح واحد كالحزب الواحد كالصف الواحد، مرشح سرق منه الرؤساء المتعاقبون على مدى ثلاثين عاماً عمره وشبابه ومستقبله، واليوم يسعى الى التعويض علينا، والقوات ستعوّض عليه. ويعترف رئيس الحزب بأنّ الحريري طرح عليه الذهاب الى مرشح ثالث "لكني رفضت، لأنّ ذلك سيأخذنا إلى الفراغ أكثر... ولأنّ الضمان إذا ما انتخب عون موجود في الدستور..." الفراغ الأكثر، لا الأوسط ولا الأبسط! والضمان في الدستور، والحل في الدستور، والخلاص في الدستور، هذا ما يقوله رئيس الحزب، إذاً لا مشكلة لأنّ لدينا دستور، ويختُم كلامه "عندما رشّح الحريري فرنجية... تحركنا". مسؤول يقول إنه يتحرّك حين يتحرّك الآخرون، يُرشّح حين يُرشّحون، يُحالف حين يُحالفون، وأبداً لا يجرؤ حيث لا يجرؤ الآخرون.فالقوات لم تكن تقول الحقيقة للناس ولا لمحازبيها ولا لمناصريها المستقلّين المخدوعين، لم تتحرّك عن قناعة، تحرّكت عن نكاية، بعد ثمانية أشهر أتى من يقول إن لقاء معراب كان لقاءً فولكلورياً لغسل الأيدي لا لغسل القلوب، فالانتخابات هي الهدف والمصالح والأنانيات وإليكم النهاية: "لأننا لو تأخرنا في التحرّك لكان عون مشى بفرنجية وكنا جهّزنا حقائبنا للسفر". القوات تتأخّر، عون يمشي، الحقائب للسفر. جملة بسيطة تضع فيها الكلمات حيث تشاء... عون يتأخر، الحقائب تمشي والقوات للسفر، أو نحن للسفر، أو عون، أو الحكيم... أحياناً تتمنّى أن يكون ما تقرأه ناتجاً من خطأ، وتفتش عن التصحيح، أحياناً تأسف وأحياناً تندم، وفي كل مرّة تتمنّى، أن يكون في لبنان دولة، ونظام دولة، ورجال دولة، ويكون من الأفضل أن تنتظر التصحيح.

 

لكي يكتمل إنتصار السابع من آب

المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية/الاثنين 08 آب 2016

السؤال الذي يطرحه المتابعون في الذكرى الخامسة عشرة لأحداث السابع والتاسع من آب 2001: ما أهمّية هذه الأحداث في المسار اللبناني؟ ولماذا تعطى كلّ هذه الضجّة الإعلامية؟ ولماذا ما زالت تحفر في ذاكرتنا ونتذكّرها ولو بأشكال مختلفة، خصوصاً أنّ تلك الاعتقالات لم تكن الأولى ولا الأخيرة التي قامت بها السلطة الحاكمة بكلّ أطيافها في تلك الفترة. شكّلت أحداث آب من العام 2001 الشرارةَ الأولى لانطلاق الصورة الجديدة للسياسة في لبنان، وذلك منذ السيطرة السوريّة على الملف اللبناني في العام 1990 بغطاء ودعم عربي ودولي كاملين. ففي ذلك التاريخ تمَّ اعتقال مئات الطلّاب والقياديين في حزبَي «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، وقد فاقَ عدد الموقوفين الـ 200، وجُلّهم من الكوادر والمسؤولين، إذ شَمل التوقيف محامين ومهندسين وأطبّاء وصحافيين وغيرَهم. وعلى الرغم من الاعتقال عاوَدت الأحزاب تحرّكها في التاسع من آب أمام قصر العدل لتقمعَها بوحشية القوى الأمنية... ويُعتقل عددٌ آخَر، مِن بينهم قياديون في «التيار الوطني الحر» وحزبَي «الأحرار» والكتائب. كان الاعتقال وما رافقَه من إجراءات وأحداث مؤشّراً واضحاً على التأزّم الذي تعانيه الساحة اللبنانية. أولى بشائر هذا التأزّم طفا على سطح الأحداث قبل نهاية شهر تمّوز 2001 بأيام قليلة، إذ بدأت ترتسم ملامح نكسة خطيرة نتيجة التجاذبات بين أجنحة السلطة.

ففي 26 تمّوز صوّتَ المجلس النيابي اللبناني بإجماع 81 نائباً على قانون أصول المحاكمات الجزائية الجديد كما وضعه المجلس مسقِطاً ردَّ رئيس الجمهورية للقانون ومن دون أن يأخذ في الأسباب الموجبة لهذا الرد.

كانت تلك الجلسة الفتيلَ الذي سيؤدّي مع سواه من عوامل أخرى إلى الانفجار وربّما إلى اعتقالات السابع من آب... علماً بأنّ الفتيل المباشر للانفجار اشتعلَ إثر الجولة التي قام بها البطريرك نصرالله صفير على جبل لبنان الجنوبي (الشوف وعاليه وبعبدا) وجزين، والتي امتدّت بين 3 و5 آب، وهي الجولة التي فتحَت باباً جديداً للعلاقة بين بكركي ووليد جنبلاط. بعد 12 يوماً فقط من جلسة مجلس النواب الأولى، وبعد اعتقالات السابع والتاسع من آب، عاد المجلس النيابي في خطوة تراجعية وسابقة تاريخية وصوّتَ في 13 آب على تعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية الذي رفضَه سابقاً وأدخلَ موادّ كان قد طالبَ بها رئيس الجمهورية، وكان من شأن هذه التعديلات توسيعُ صلاحيات المدّعي العام التمييزي في مرحلة التحقيقات الأوّلية. التصويت الأوّل على القانون سبقَ الاعتقالات، والتصويت الثاني أعقبَه، ما يثبت أنّ الانفجار تركَ أثرَه حتى في صلب عمل المؤسسات. كانت أحداث آب 2001 مؤشّراً واضحاً وصريحاً على المأزق الداخلي وعلى بداية تبدّل في هذا المشهد لاعتبارات كثيرة، أهمّها:

- المعارضة للوجود السوري، والتي باتت أكبرَ بحكم الانسحاب الإسرائيلي وصمود الداعين إلى خروج سوريا من لبنان.

- بداية تحالفات جديدة داخلية مع استعداد الجميع للانخراط في الانتخابات النيابية المزمَع عقدُها عام 2005 والتي ستُحدّد الأحجام والقوى، خصوصاً مع قرار العماد ميشال عون وتياره المشاركة بها.

- بدء الخلاف الأميركي السوري على ملفّات المنطقة، والذي سيتوسّع بعد الأحداث التي عرفتها الولايات المتحدة الأميركية في 11 أيلول 2001، والغزو الأميركي للعراق عام 2003، ليصلَ إلى ذروته عام 2005.

إذاً أهمّية أحداث آب 2001 تكمن في توقيتها وبأنّها كانت البابَ الذي سيُحدث تبديلاً كبيراً قي المشهد اللبناني... كلّ هذه التطوّرات أدّت إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان.

لكن ولكي يكتمل انتصار هذا الحدث، علينا العمل على مصالحة حقيقية عبر إقرار قانون انتخابي يتمثّل فيه الجميع من دون استثناء... مراجعةُ قانون أصول المحاكمات الجزائية الذي أقِرّ في تلك الفترة وعدمُ السكوت عن الشوائب التي فيه بحجّة أنّ القوى السياسية الجديدة تستطيع أن تُعيّن مدّعيَ عام التمييز... كما مراجعة قوانين ومراسيم عديدة وتطويرُها لنكون أمام دولة الحقّ لا دولة القمع... وأخيراً عدم إدخال الذكرى في العادات اللبنانية السيّئة والمتمثلة في المَثل القائل: «أطعِم الفم حتى تستحي العين»، فهذه الذكرى تستحقّ أكثرَ مِن حفل عشاء... .

 

الليونة «الحريرية» تجاه عون هكذا بدأت... وهنا توقّفت

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 08 آب 2016

هل يمكن القول إنّ موجة التفاؤل الرئاسي التي ضربت الرابية في الآونة الاخيرة قد انتهت أم أنها قد تتكرّر؟ يبدو أنّ موجة التفاؤل قد حجزت مكاناً لها على الرف، لاستراحة ربما تطول. الطرف «البرتقالي» غادر لحظة الانتعاش الرئاسي التي عاشها، وعاد الى التمركز في مربّع الانتظار، فيما يبدو أنّ الطرف الأزرق قرَر إطفاء محرّكات «مبادرته العونية». أمّا التواصل بينهما فمستمرّ ولغة الكلام على حالها بين نادر الحريري والوزير جبران باسيل، إمّا مباشرة، وإمّا عبر الهاتف، أو بالرسائل النصّية وخدمة «الواتساب». ما الذي حصل؟ من البداية، رُسمت خريطة طريق ما بين «بيت الوسط» والرابية. أدى الوزير نهاد المشنوق الدور الأساس في تظهير ليونة حريرية من تبنّي ترشيح العماد ميشال عون، ناقش نادر وجبران ما سُمّي «دفتر الشروط الرئاسية والحكومية» وقطعا مسافة لا بأس بها في بحث التفاصيل، وما هو ممكن القبول به، وما هو ممكن تجنّبه. النائب وليد جنبلاط كان في الأجواء، قال إنّه مع انتخاب أيّ مرشح، إرتاحت الرابية لهذا الموقف وقدَّرته، وقرأ المحيطون تحوّلاً في موقف جنبلاط وقبولاً بعون. في هذا الجو أصيبت الرابية بـ»نوبة انتعاش»، وبدأ المبالغون في التفاؤل يروّجون أنّ الأمور انتهت، والجنرال بدأ يحزم حقائبه للانتقال الى بعبدا. العونيون وضعوا «حزب الله» في الصورة، لكنّ الحزب أخذ جانب الحيطة والحذر. الطرف الازرق فاتحَ الحزب بهذا المُستجد في إحدى جلسات الحوار الثنائي بينه وبين تيار «المستقبل»، لم يعط جواباً مطمئناً، وهو كان قد سمع الطرح نفسه من السفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون الذي كشف طرحاً جدياً بتبنّي عون من قبل الحريري، شرط أن تتوافر ضمانات من «حزب الله»، والكلام نفسه كرّره وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت وجاء ردّ الحزب بما مفاده «عون مرشّح «حزب الله»، أمّا الضمانات فالحزب ليس الجهة المعنية التي يُفترض أن تقدّمها لا إلى الحريري ولا إلى غيره، إذهبوا واحكوا مع عون». والمعلوم هنا أنّ لتلك الضمانات بابَين:

الأول عبر «حزب الله»، فماذا يمكن أن يقدّم الحزب إلى الحريري؟ وهل يستطيع أصلاً أن يقدم له ما يريد، خصوصاً أنّ الحزب يعتبر الحريري منضوياً في محور مواجه له؟

الثاني عبر الحريري، فهل يستطيع أن يقدم شيئاً إلى «حزب الله»، وماذا يمكن أن يقدم الحريري إلى الحزب لكي يأخذ منه؟ وهل يستطيع أن يقدم ضمانة موافقة السعودية على عون؟ وهل يستطيع أن يقدم قانوناً انتخابياً جديداً على أساس النسبية؟

هل يستطيع أن يقدّم تنازلاً جوهرياً بالاستعداد لإعادة توزيع السلطة والشراكة الحقيقية في حكومة وحدة وطنية بثلث معطّل، وببيان وزاري أساسه ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ناهيك عن تنازلات جوهرية على صلة بالمحكمة الدولية والسلاح، ومشاركة الحزب في الحرب السورية، وحكومة غير معادية لسوريا ونظام بشار الأسد؟ في المقلب الآخر، كانت الصورة تغلي، تسريب أخبار ما سمّي بالتقارب الرئاسي بين «بيت الوسط» والرابية، أشعَر خصوم عون بالاستفزاز، وسؤال وحيد تردّد في الأرجاء: «ماذا يفعل الحريري»؟

لا جواب شافياً للخصوم، فقرّروا محاولة العثور عليه عند من يفترض أن يكون عالماً به. توالت الاتصالات بالسعودية من سياسيّين ورؤساء جمهورية سابقين، فتلقوا ما يفيد بأنّ المملكة ليست في الصورة، واسم عون ليس وارداً لرئاسة الجمهورية، وبالتالي لا موافقة سعودية على الجنرال... واستخلص هؤلاء أنّ المبادرة الحريرية العونية الاخيرة انتهت؟ سقطت الليونة الحريرية تجاه عون، ثقيلة جداً على بنشعي. إستاء النائب سليمان فرنجية، وبرزت الخشية من أن تتعرّض مبادرة الحريري لترشيحه الى النسف. مع ذلك قرّر انتظار التطورات متسلّحاً بالقول إنه لم يتبلغ شيئاً وليس معنياً بكل ما يقال أو بأية تحركات، بل هو معنيّ بمبادرة الحريري ويعتبر أنها ما زالت قائمة. في هذا الجو، كانت عين التينة تقارب هذا المُستجِد بواقعية، فلا شيء ملموساً لديها يؤكّد أنّ الأفق الرئاسي قد فتح، وزيادة على ذلك قال الرئيس نبيه برّي إننا ما زلنا في حاجة الى مزيد من الشغل، وقطع عهداً على نفسه بأن يشتغل للرئاسة ليلاً ونهاراً.

سافر برّي وعاد، مُطلقاً مزحة معبّرة «رجعت ولْقيت كل شي خالص وتمّ انتخاب عون في غيابي». علماً أنه ناخب أساسي لا يمكن تجاوزه في الاستحقاق الرئاسي، وبالتأكيد له مرشحه ولم يعلن يوماً أنه مع ترشيح عون. واللافت أنه على رغم الأجواء المكهربة مع عون، لم يتوقف السعي البرتقالي لنَيل تأييد برّي لترشيح عون، ولكن من دون جدوى. وثمّة حادثة معبّرة حصلت في ختام اللقاء النفطي الذي جمَع بري بالوزير باسيل. في ختام اللقاء، وعلى ذمّة الراوي، هَمّ باسيل بمغادرة مكتب رئيس المجلس، ولكنه ما إن وصل الى الباب حتى عاد وسأل بري: «متى يمكن أن نحكي بالموضوع الرئاسي»؟... ردّ برّي: «عندما أصبح شرعياً»؟

إستفسر باسيل: ماذا يعني ذلك؟ فأوضح برّي: «عمّك يقول إنّ المجلس النيابي غير شرعي، فكيف لمجلس غير شرعي أن ينتخب رئيساً يفترض أن يكون شرعياً؟». وانتهى اللقاء عند هذا الحد. إلتقى برّي فرنجية، تم استعراض كل الحكاية الرئاسية الجديدة، عرض فرنجية هواجسه، طمأنه برّي «أنا معك»، وخرج رئيس «المردة» مرتاحاً لموقف «ابو مصطفى». الأهمّ في هذا اللقاء أنه نَسف كل الآمال البرتقالية التي علّقها البعض على جلسة 8 آب، واكّد أنّ ما قيل عن كونها جلسة حاسمة، غير صحيح. لكنّ فرنجية ارتابَ أكثر من موقف الرئيس فؤاد السنيورة على طاولة الحوار عندما قال «طالما أنّ أيّاً من الخيارات المطروحة «مش ماشية» لنَمش بمرشّح ثالث». فزار بعد ظهر اليوم الأول لثلاثية الحوار «حزب الله»، وكان نقاش لم يخلُ من عتب، خصوصاً أنه قد بدأ ذلك على طاولة الحوار حينما قال: «السيّد حسن نصرالله يقول إنه وَفيّ لحلفائه في الدنيا والآخرة، يبدو أنّ الدنيا لغيرنا والآخرة لنا». الحريري لم يلتقِ فرنجية، بل قصد عين التينة واستعرض أمام برّي حال البلد والى أين وصلت الأزمة، وقال إنّ «البلد لم يعد يحتمل، ولا يستطيع أن يستمر على هذا النحو لا اقتصادياً ولا مالياً ولا سياسياً». ثم قال ما مفاده «إننا كنّا قد مشينا في خيار فرنجية، وتبيّن أنّ هذا الخيار «مش ماشي». وهذا ما دفع البعض في تيار «المستقبل» لكي يطرح أن نمشي بعون». لم يقدّم برّي إلى الحريري ما يُوحي بأنّه موافق على السير بعون، بل أكد الالتزام بفرنجية وسيصوّت له. وعلى هذه الخلاصة انتهى اللقاء، لم يأخذ الحريري من برّي ما يريده، وابلغ رئيس المجلس أنه ذاهب في سفرة طويلة لقضاء عطلة مع عائلته، وهناك من يقول انه سيزور مدينة نيس الفرنسية، وقد يلتقي هناك ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، من دون أن ينفي احتمال توجّهه الى المغرب حيث يمضي الملك سلمان الإجازة التقليدية. في خلاصة الليونة الحريرية الجديدة، يقول مرجع كبير إنّ الرسالة الرئاسية تقرأ من بعض العناوين، وأهمّها يَكمن في هجوم السيد حسن نصرالله على السعودية وكذلك في هجومها على «حزب الله»، فهذا معناه أنّ الامور ما زالت عند نقطة الصفر. وطالما أنّ طبقة الهجوم عالية على السعودية في خطاب نصرالله، فمن السذاجة الاعتقاد بأنّ رئاسة الجمهورية في لبنان يمكن ان تمر في هذا الجو.

 

المسيحيون والدروز: الحربُ بين الضحايا!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 08 آب 2016

من المؤكد أنّ هناك أهدافاً سياسية آنية سعى النائب وليد جنبلاط إلى تحقيقها في "استذكار مصالحة الجبل" مع المسيحيين. لكنّ إعطاءَ المناسبة هذه السنة أهمية استثنائية، خلافاً للأعوام الـ14 السابقة، يؤشّر إلى ما هو أبعد من "التكتكة" الجنبلاطية المعتادة.

كان يمكن جنبلاط أن يمرِّر تدشين كنيسة السيّدة في المختارة في إطار ديني - اجتماعي، وليس في ذكرى المصالحة مع المسيحيين. لكنه تقصَّد الطابع السياسي - الوطني، في هذا التوقيت، لضرورات عدة تكتيكية واستراتيجية:

1 - هذه المناسبة هي الأولى من نوعها في المختارة، التي تجمع البطريرك الماروني وقادة المسيحيين أو ممثليهم، منذ أن اتخذ جنبلاط قراره بتسليم تيمور- تدريجاً- زعامة آل جنبلاط. وتالياً، هي مناسبة للتعارف ولتأسيس التعاون ما بين تيمور وقادة المسيحيين، وستكون لها نتائجها المستقبلية سياسياً.

2 - يتقرّب جنبلاط من المسيحيين فيما انطلقت خلوات حوارية تناقش ملفات حسّاسة، ولا سيما منها قانون الانتخاب ومجلس الشيوخ. وكلا الملفين حيويان للدروز وجنبلاط وزعامته.

3 - يُدرك جنبلاط أنّ لبنان واقع في خضم النزاع السنّي - الشيعي، وأنّ المسيحيين والدروز أقليّتان لا تحظيان بدعم المحاور الخارجية. ولذلك، عليهم أن يتوافقوا على رسم مستقبلهم وتقرير مصيرهم لئلّا تجتاحهم تداعيات النزاع المذهبي وتمحو دورهم، بل تمحوهم عن الخريطة.

4 - يعرف جنبلاط أنّ الفراغ الرئاسي والشلل في المؤسّسات هما نتيجة خلل عميق في النظام، وأنّ هناك شيئاً ما جذرياً يجب أن يتغيّر لإعادة تسيير الأمور في شكل طبيعي. ومن الأجدى للمسيحيين والدروز، الشركاء في الجبل، أن يتفاهموا ويتعاونوا ليحفظوا الحدّ الأدنى من الدور، فلا يكونون "فرق عملة" في النزاع المذهبي العنيف.

5 - الأهم، هو أنّ لبنان سيتغيّر كما كلّ كيانات الشرق الأوسط. واستحقاق التغيير وطبيعته يتحدّدان بما يفرضه مسار الحرب في سوريا والعراق. وعند تغيير الدول "إحفظْ رأسَك". وعلى الفئات اللبنانية جميعاً أن "تَحفظ رأسَها" لأنّ كلاً منها مستهدَفٌ بمصيره بطريقة أو بأخرى.

لكنّ المجموعتين الأقليتين، المسيحيين والدروز، قد تكونان في حاجة إلى تدابير حماية أكبر. وهذا ما يقدّمه نموذج الأقليات الكردية والمسيحية واليزيدية والدرزية وسواها في سوريا والعراق.

في هذا المعنى، يمكن القول إنّ جنبلاط أراد من حدث المختارة أن يحمي نفسه وزعامته وطائفته بالمسيحيين، وهو لطالما اتّبع هذه القاعدة، بالمعنيَين السياسي والأمني. وعلى طاولة المفاوضات بين زعماء الطوائف، وفيما المسيحيون يميلون أكثر فأكثر للكفّ عن أن يكونوا ورقة يستثمرها السنّة أو الشيعة ليستقووا بها في مواجهة بعضهم بعضاً، يميل جنبلاط إلى تقارب أكبر مع المسيحيين.

وسيكون على المسيحيين أن يختاروا: إما أن يستمرّوا في لعبة "التبعية المزدوجة" للسنّة والشيعة، وإما أن يتخلّوا عن هذه التبعية و"يستقلّوا" ويفاوضوا بناءً على ما تقتضيه مصالحهم. وسيكون الدروز في وضعية مماثلة. فهل يبقى جنبلاط متأرجحاً، واضعاً رِجلاً في "الفلاحة" مع الشيعة وأخرى في "البور" مع السنّة لحماية نفسه؟

في العمق، يتشارك المسيحيون والدروز وضعية "توزُّع الأوراق" ما بين الشيعة والسنّة، من أجل الحفاظ على النفس. فالأقليات تعجز عن ضمان نتائج النزاع، وهي تخشى المراهنة على طرف دون آخر، فيما هي تجهل مَن سيكون المنتصر ومَن المهزوم في النزاع المذهبي؟

إذاً، الفكرة التي يشجعها احتفال المختارة هي أنّ المسيحيين والدروز معاً يستطيعون أن يثبتوا حضورهم الفاعل في المفاوضات المتوقعة على مستقبل لبنان، أي "المؤتمر التأسيسي"، أيّاً كان شكله والتسميات التي ستُطلق عليه.

بل إنّ تفاهم المسيحيين والدروز يمكن أن يكون الحلقة التي يفتقدها الشيعة والسنّة في لبنان، أي الرابط المفقود في الكيان اللبناني بين محورَين مذهبيَّين يتنازعان من الشاطئ الشرقي للمتوسّط إلى حدود الهند. فهل يستطيع المسيحيون والدروز أن يصيغوا لأنفسهم هذا الدور الخلاّق؟

حتى اليوم، لم يُثبت المسيحيون والدروز أنهم على قدر الاستحقاق الذي تفرضه عليهم دروس التاريخ. ويقول أحد الذين واكبوا احتفال المختارة: منذ 150 عاماً، يتشاطر المسيحيون والدروز، بعضهم على بعض، ويتبادلون الاتهامات، وينتقم كلٌّ من الآخَر عبثاً، ولا يهتدون إلى التوافق الذي يصونهم ويصون الجبل، قلب لبنان:

- مَن أخطأ قبل 1860، ومَن أخطأ فيها وبَعدها، المسيحيون أم الدروز؟

- مَن مِنهم أخطأ في المرحلة اللاحقة، من 1943 إلى 1975؟

- في العام 1977، انتقم الدروز من المسيحيين لأنّ كمال جنبلاط قد اغتيل... مع أنّ دمشق هي التي اغتالته!

- في العام 1982، ذهب المسيحيون إلى الجبل، مع إسرائيل، فانتقموا، ولكن ممَّن ولماذا؟

- في العام 1983، انتقم الدروز من المسيحيين في الجبل. ولكن ممّن ولماذا؟

- في مرحلة الوصاية السورية، بعد "إتفاق الطائف"، وفي غياب القوى المسيحية، بقيَ جنبلاط يسيطر على الجبل ومسيحييه، وشارك في الانتقام من زعمائهم.

- بعد عودة عون وخروج جعجع من السجن عام 2005، خاف جنبلاط من "تسونامي" عون في الجبل إلى حدّ التلويح بالحرب الأهلية.

- اليوم، يحاول كلّ من الطرفين، المسيحيين والدروز، أن ينقذ رأسه في أيّ تسوية آتية. فهل يأخذ في الاعتبار موقع الطرف الآخر ومصالحه؟

إنّ منطق الانتقامات المتبادَلة، بين طرفين أقليَّين يحاولان الحفاظ على الوجود في زمن التحوّلات الكبرى، ربما يقودهما مجدداً إلى الكوارث.

ولا أحد يعرف مَن المسؤول عن الكارثة الأولى ولا الكوارث التالية المتلاحقة، التي تنقاد إليها الأجيال، ما يجعل المسيحيين والدروز معاً "ضحايا قدَرية"، حيث الانتقام يجرّ الانتقام. ولذلك، أمام المسيحيين والدروز، بعد لقاء المختارة، استحقاق الانتصار على الذات أولاً، وفق قاعدة كمال جنبلاط الشهيرة "الحياة هي انتصار للأقوياء في نفوسهم، لا للضعفاء". و"في نفوسهم" هنا هي مغزى الانتصار.

يمكن للقاء المختارة أن يفتح مساراً لتسوية تاريخية في الجبل، هي "المصالحة الثانية والثابتة" بين المسيحيين والدروز. فإذا كان آب 2001 شهد إنهاء الحرب بين الجماعتين، فإنّ آب 2016 يجب أن يكرّس السلام الحقيقي. ويمكن لجنبلاط والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن يعمّرا المستقبل الآمن الدائم، بناءً على الركيزة التي أرستها مصالحة جنبلاط والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

ومناسبة هذا الكلام هي الآتية: "عند النقاش في مصير لبنان، قد يعتقد المسيحيون أنّ الفرصة التاريخية متاحة لهم لتسجيل انتقام سياسي في الجبل. وقد يقع الدروز في اعتقاد مماثل. لكنّ انقيادَ أيٍّ من المجموعتين إلى هذا الوهم سيوقِع في كارثة أو يؤسس لها. وعلى الجميع أن يدرك أنّ الجبل يكون سليماً إذا كانت سليمة إرادات أهله".

إنّ مسلسل الانتقامات التاريخية، الغامضة وغير المبرّرة، يؤشّر إلى أنّ المسيحيين والدروز هم "ضحايا أغبياء"، لأنهم ضحايا أنفسهم على أيدي أنفسهم. وقد آن الوقت لنهاية المهزلة.

قد يعترض كثيرون على هذا التوصيف، وقد يكون قاسياً على المسيحيين والدروز كمجموعتين، لكنه بالتأكيد عادلٌ جداً لمعظم زعمائهم الوارثين والمورِّثين

 

نظام مقبري ومقاومة حلبية «عمليّاتية»

وسام سعادة/المستقبل/08 آب/16

قبل عام بالتمام ارتفع التوقع بقرب سقوط النظام البعثي الأسدي حتى تقاسمه بعض من عملاء هذا النظام الذين أخذوا يستغيثون ويشتكون من أن دعم الحلفاء لهم غير كاف للصمود والبقاء. انقلبت الحال مع التدخل الجوي الروسي المكثف، الذي لم يخف قصده اطالة عمر النظام لأطول فترة ممكنة، وأراد في نفس الوقت الجمع بين قصد اطالة عمر النظام وبين عدم اطالة عمر التدخل الجوي نفسه، والسعي لبقائه جوياً بالأساس، ومرتبطاً بباقي الأجندات الروسية، وغير متوهم امكان احياء هذا النظام كنظام حكم لكل سوريا في أي يوم من الأيام الآتية، فهذه النقطة تبقى خلافية بامتياز بين روسيا وبين ايران والنظام.

استطاع التدخل الجوي الروسي أن ينقذ النظام ولا يزال يسند هذا النظام، في وقت ازداد فيه الطابع الاحتلالي لميليشيات الحرس الثوري، ومن بينها «حزب الله»، وصولاً الى تصادمات ميدانية «جانبية» مع كتائب الأسد في بعض الأحيان، هذا في حين صار بشار الأسد بحد ذاته تحت وصاية «الباسدران» الأمنية المباشرة، وأشبه ببنيتو موسوليني عندما حكّمه النازيون شمال ايطاليا، او ما عرف بـ»جمهورية سالو»، بعد نجاحهم في تحريره من اعتقال المنقلبين عليه. في الشمال الايطالي، تحوّل موسوليني من زعيم كان ينادد الألمان في يوم من الأيام الى صورة يحرّكوها كما أرادوا. التدخل الروسي جعل التدخل الايراني في سوريا أقل تصدراً للمشهد، كما ان التدخل الروسي هو الذي انقذ النظام من السقوط قبل سنة، غير ان التدخل الايراني هو الذي يستفحل اكثر سنة بعد سنة في سوريا، ويحكم وصايته على بشار الأسد بشكل مطلق واستتباعي له، وهو المرتبط عضوياً اكثر بحركة اعادة رسم المعطيات الديموغرافية في الواقع السوري.

ما ان اعلن الجانب الروسي انهاء تدخله الجوي مطلع هذا العام، حتى ظهر مجدداً ضعف النظام بازاء الفصائل المختلفة التي يتحارب معها، وكان هذا من جملة الاسباب التي دفعت موسكو سريعاً لتقنين الانسحاب المعلن عنه، ثم رفع درجة تدخلها الجوي مجدداً، بعد ان انخفضت مجدداً مؤشرات التسوية، فضلاً عن واقع الهدنة الذي تقلّص بسرعة. في حلب ظهر شيء أساسي: كل اندفاعة للنظام وحلفائه وعملائه نحو «الحسم» ستبوء بالفشل، رغم كل الدعم الروسي والايراني. يمكن للدعم الخارجي ان يبقي النظام في حالته هذه، كنظام مقبري، كنظام احتضار دموي، قائماً لسنة وسنتين وعشر، لكنه لا يمكن ان ينقذ هذا النظام يوم حسم واحد في معركة مركزية. الاداء الميداني المشترك بين فصائل مسلحة مختلفة سطّر نتائج ممتازة للمقاومة الحلبية ضد النظام، ويؤسس عليه مزيداً من التعاضد الكفاحي في ما بينها، خصوصاً وانها حين ترفع من مستوى التفاعل في ما بينها، فانها تفلت اذاك من منطق «استنزاف في مقابل استنزاف»، وتتجه نحو منطق «عملياتي»، بمعنى تشكل المعركة من مجموعة عمليات تنطلق من اماكن مختلفة، ولها بنوك اهداف وغايات عسكرية ميدانية مختلفة، انما تؤطر في عملية عسكرية واحدة. تطور الفعل العسكري للمقاومة الحلبية والسورية الى المنطق «العملياتي» في القتال من شأنه ان يفرض واقعاً جديداً ومهماً، يتجاوز السائد حتى الآن في الايديولوجيا القتالية ذات السمة الاسلامية التي تؤثر اما «ثنائية الكر والفر» واما «استنزاف مقابل استنزاف» واما ذهنية «الموقعة» أو «الغزوة»، واما ذهنية «الصمود البطولي في زاوية ما» حتى حصول ضغط يعرقل هجوم العدو. المنطق «العملياتي» اكثر تعقيداً وتطوراً، وهو النقلة الحلبية النوعية. المفارقة ان المدرسة العسكرية السوفياتية هي التي الفت كثيراً في المنطق «العملياتي» في الحروب، في حين ان الفصائل السورية ذات السمة الاسلامية بل السلفية الجهادية بالنسبة خصوصاً للمقاتلين في حلب هي التي تطورت باتجاه هذا المنطق.

المعركة في حلب لم تنته، لكن ما يجب ان يكون قد انتهى في العقول هو وهم «الحسم» في رأس النظام السوري وايران و»حزب الله«. في العام الماضي كان التوقع بقرب سقوط النظام في ذروته ثم تبدل الامر. الامور اكثر التباساً اليوم، لا يمكن التكهن الى متى سيبقى النظام، لكن يمكن التكهن بأنه طالما هو باق فهو باق على حالته الراهنة، كنظام مقبري تابع لحلفائه، ولا سيما للايرانيين الذين يحتلون اقساماً من الارض السورية.

 

07 آب 2001.. هل ننسى جلاديّ النظام الأمني؟!

كارين بولس/موقع لبنان 369/06 آب/16

من لا يتذكر يوم 7 آب 2001؟ يوم سقطت الديمقراطية تحت أقدام جلادي سلطة النظام الأمني السابق في عهد الرئيس اميل لحود، حيث ضرب النظام اللبناني - السوري ضربته؛ أوقف، اعتقل، نكّل ولاحق من عارض قمعه وظلمه وسعى إلى المصالحة طامعاً بوحدة لبنان واستقلاله.

لم يكتفِ هذا النظام الأمني بضرب المتظاهرين بل استكمل ممارسته الكيدية واعتقل عشرات القياديين في "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الوطنيين الأحرار"، وزجّ بهم في زنازين وزارة الدفاع حيثُ طرق التعذيب النفسي والجسدي أشبه بجلادي نظام بشار الأسد في سوريا.

تفاصيل هذا اليوم الأسود في صفحات التاريخ اللبناني، لاتزال راسخة بعد 15 عاماً، في ذاكرة الشباب المُناضلين. الناشط السياسي باتريك رزق الله الذي كان في صفوف طلاب "التيار الوطني الحرّ" في 7 آب 2001، أكدّ أنّه لا يندم على مشاركته في ذاك اليوم، وقال في حديث إلى موقع "Lebanon360"، "أنا شاركت في ذاك اليوم لأجل لبنان وليس لأجل العماد عون الذي قطعت حبل الصرة معه منذ زمن, نحن المناضلون لم نتغير بل ثابتون على ما نؤمن به من مبادئ وفي حال فُرض علينا 7 آب جديد جاهزون له".

أضاف "7 آب هي نقطة شرف زيّنت تاريخنا السياسي أثبتت أننا لا نلين ولا ننكسر بل زادتنا صلابةً وقوةً".  ورأى أنَّ "على القيادة أن تكون اليوم واعية في طريقة التصرف مع المُناضلين، فهي تصرفت معنا على أساس عاطفي وعشائري، في حين كان الأجدى أن تتصرف معنا على منهج المؤسسات وهذا مفروض على كل حزب ينتقل من مرحلة المؤسس إلى مرحلة المؤسسة، فالتيَّار "الوطني الحرّ" قام بأصعب خطوة في التاريخ، انتقل من المؤسس إلى المؤسسة، والمؤسس لا يزال على قيد الحياة. حتى الحزب الشيوعي لم ينتقل من المؤسس الى المؤسسة إلا بعد وفاة المؤسس".

وتابع "منذ 15 عاماً كنت ضمن طلاب "التيار الوطني الحر" واليوم أنا خارجه كمؤسسة، لكني مؤتمن على الفكر الذي أؤمن به والذي لن أحيد عنه قيد أنملة ومستعدّ أن أدافع عنه وأدفع الغالي والرخيص".

وإذ يتذكر تلك الأيام بحسرة، قال "رزق الله على تلك الأيام لم يكن لدينا لا كراسي ولا مراكز ولا مناصب تنكد علينا عيشتنا"، مُردفاً: "في إحدى عشوات التيار وقف الوزير جبران باسيل وقال أنتم قمتم بـ7 آب وانا في وزارتي كل يوم أقم بعشرة 7 آب، واليوم أقول له  أنت قُم بـ"نصف آب وما حدا قدك"".

رزق الله الذي ترشح عن المقعد النيابي الشاغر في جزين بوفاة النائب ميشال الحلو، وخاض الإنتخابات، الفرعية في جزين في وجه مرشح التيار أمل أبو زيد، توّجه بالكلام إلى رئيس التيار جبران باسيل، قائلاً "أنا كان لي شرف خوض انتخابات ديمقراطية وأن لا أعّين، العبرة ليست بكمية الاصوات التي نلتها العبرة بكمية البطاقات الحزبية التي انتخبتني في القضاء".   بدوره، رأى رئيس مصلحة الطلاب السابق في القوات اللبنانية سلمان سماحة، أنَّ يوم 7 آب ليس معزولاً عن الأيام التي سبقته، فهو واحدٌ من الأيام التي بدأت منذ 13 تشرين 1990  واستمرت حتى 26 نيسان 2005 تاريخ خروج الجيش السوري من لبنان؛ قانون الانتخابات في الـ1992 وتخطي المعارضة والمقاطعة الكبيرة، مداهمة مكتب مصلحة الطلاب في الأشرفية، اغتيال ضباط من الجيش، توقيف عدد من شباب التيار الوطني الحر واعتقال شباب القوات اللبنانية بتهمة البحث عن مخابئ الأسلحة، تفجير كنيسة سيدة النجاة وحلّ حزب "القوات اللبنانية"، اعتقال الدكتور سمير جعجع، كلها كانت 7 أب إنّما بأشكال مختلفة".  سماحة الذي قدم استقالته من رئاسة مصلحة طلاب "القوات اللبانية" في أيلول 2002، لفت إلى أنّ 7 آب هو مثل أيّ يوم عاشه في تاريخه النضالي، وقال "في ذاك اليوم أوقفت مع عدد من الرفاق، بعد مداهمة مكتب مصلحة الطلاب في انطلياس، غالبية الرفاق أطلق سراحهم بعد أسبوع أو اسبوعين وأنا ورفيقي (النائب) ايلي كيروز أعتقلنا لمدة 4 أشهر والدكتور توفيق الهندي 15 شهراً".  أما بالنسبة للمبادئ، فقال سماحة "في تلك الفترة الأولوية كانت تحرير لبنان من الجيش السوري، وهذه النقطة حققناها، وإن تبدلت الأولويات اليوم، غير أنّ روحية النضال لا تزال راسخة فينا لتحقيق الأهداف الباقية، فنحن ملتزمون بالقضية اللبنانية التي يتشعب منها ثلاث عناوين كبيرة: أولاً نهائية الكيان اللبناني في الحدود المعلن عنها اليوم، العنوان الثاني التوازن والشراكة الفعلية في المؤسسات الدستورية بين المسلمين والمسيحيين والعنوان الثالث الدفاع عن حريات الجماعات اللبنانية التي من حقّها أن تعيش حضارتها وثقافتها وأن تحافظ على أمنها بالشكل الذي تراه مناسباً". ورأى سماحة أنّ الاعتقالات التي تعرض لها السياديين في تلك الفترة، كان لها "رسائل عديدة في مختلف الاتجاهات،  فهي أتت رداً على زيارة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير إلى الجبل في إطار المصالحة بين الأطراف اللبنانية التي كانت تسير باتجاه الاستقلال ومن أبرزهم حينها الرئيس رفيق الحريري والنائب وليد جنبلاط ولقاء قرنة شهوان. كما أنّ الهدف منها كان ضرب الفريق السيادي في "القوات" الذي كان يتمثل بايلي كيروز في بشري وسلمان سماحة في مصلحة الطلاب وتوفيق الهندي في قرنة شهوان".

المصدر : Lebanon360 خاص

 

العقوبات على "حزب الله" والنفط

البروفيسور جاسم عجاقة /المدن/الأحد 07/08/2016

لا يُخفى على أحد أن العقوبات المالية الأميركية على "حزب الله" طُبّقت في لبنان بشكل كامل وذلك منذ ورود أول لائحة للخزانة الأميركية. وإذا كان لبنان في إنتظار لائحة ثانية قد تصل في أيلول المُقبل، إلا أن التحاليل تُظهر أن لهذه اللائحة علاقة وثيقة بالملف النفطي. الملف النفطي في لبنان في حالة جمود منذ عامين ونيف وينتظر إقرار مرسومين، الأول يطال تقسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة إلى رقع (بلوكات) بحرية، والثاني يحتوي على شروط التلزيم للشركات التي ستُنقّب عن الغاز والنفط في البحر اللبناني. الرأي العام السائد هو أن الأفرقاء اللبنانيين مُختلفون على حصصهم من هذه الثروة. لكن الواقع أن توزيع الحصص في ما يخصّ الثروة النفطية غير موجود، بل أن المحاصصة تتمّ على صعيد الشركات التي ستُشغّل كما وشركات الخدمات. من هذا المُنطلق، يبقى القول إن القضية محلولة باجتماع أو اجتماعين بين الأفرقاء لتوزيع الحصص، إلا أن الواقع مُعقدّ أكثر من هذا الطرح. المُشكلة في هذا الملف تكمن في أن الحدود البحرية مع إسرائيل وسوريا غير مُرسّمة، وبالتالي سيكون لهذا الأمر تداعيات على شهية الشركات النفطية في الإنخراط في العملية، خصوصاً أن التهديد العسكري الإسرائيل (ويبقى الأخطر) قد يُدمّر المنشأت البحرية للشركات. وهذا ما لا تُريده هذه الأخيرة.

عملياً، وبدون ضوء أخضر من إسرائيل، لا يُمكن بدء استخراج الغاز من البحر اللبناني. والسبب يعود إلى القدرة العسكرية التي تمتلكها الدولة العبرية والتي قد تفتعل إطلاق صاروخ من الأراضي اللبنانية لبدء عدوان مُشابه لعدوان تموز ٢٠٠٦. وبالتالي، تدمير البنى التحتية البحرية لإستخراج الغاز والنفط اللبناني.

هذا الأمر يعني بكل بساطة أن الطبقة السياسية اللبنانية لم تعد تملك أحادية القرار في ملفها النفطي. وبالتالي، هناك ثنائية تتمثّل بالولايات المتحدة وروسيا أصبح لها كلمة أساسية في الملف النفطي اللبناني.

على الحدود الشمالية، لا تقل المساحة التي قضمتها سوريا من المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة للبنان عن تلك التي قضمتها إسرائيل في الجنوب. والغريب في الأمر أن شركة روسية (Gasprom) هي التي كلفتها سوريا التنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة الاقتصادية التابعة لها وشركة أميركية (Nobel Energy) هي التي كلفتها إسرائيل التنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة الاقتصادية التابعة لها. وبالتالي، نرى أن لبنان عالق بين فكّي الكماشة السورية والإسرائيلية. وفق تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه برّي، طلبت أميركا من لبنان بدء استخراج الغاز من البلوكات التي لا توجد على الحدود مع إسرائيل. وزيارة الوزير على حسن خليل موسكو التي لم يتمّ معرفة فحواها، تُرجّح أن يكون قد قيل خلالها الموقف الأميركي نفسه عن البلوكات الشمالية مع الحدود مع سوريا. لذا، قد يكون اللقاء الذي جرى بين الرئيس برّي والوزير جبران باسيل قد تضمن الإتفاق على أن يتمّ البدء بالبلوكات الوسطى، وخصوصاً مقابل البترون. المعروف أن الولايات المُتحدة تُريد السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب. وموقف "حزب الله" من تطبيع العلاقات مع إسرائيل يُشكّل العقبة الأخيرة أمام الخطّة الأميركية. ويتناغم الموقف الأميركي مع الموقف الخليجي الذي يُحمّل "حزب الله" مسؤولية ما يجري في سوريا. وبالتالي، تصبّ كل هذه العوامل في اتجاه الضغط مالياً على الحزب وليس على الطائفة الشيعية، وفق نائب وزير الخزانة لشؤون الإرهاب. ويبقى الهدف هو الضغط على الحزب لحلحة موقفه مع إسرائيل وسحب قواته من سوريا.

اللائحة الأميركية الثانية التي من المُتوقع صدورها في أيلول المُقبل تبقى رهينة التطورات. وهناك سيناريوهان محتملان:

أولاً: لائحة شكلية تضم عدداً من الأسماء التي لا تملك بالأصل حسابات مصرفية. وهذه اللائحة ستكون نتاج إتفاق ضمني بين الأطراف المعنية على تطور العلاقة بين لبنان وإسرائيل مع رفع القيود على إستخارج الغاز والنفط من البحر اللبناني، ما يعني إقرار المراسيم في فترة زمنية لا تتعدى السنة.

ثانياً: لائحة تتضمن أسماء ذات وزن في الحياة الاقتصادية اللبنانية. وقد تطال رجال أعمال وشركات مُتهمة من جانب الولايات المتحدة الأميركية "بدعم حزب الله". في هذه الحال، سيكون من السهل الإستنتاج أن لا إتفاق بين الأفرقاء المعنيين وأن لا أمل في المستقبل القريب باستخراج الغاز والنفط من لبنان.

يبقى القول أن موقف الولايات المتحدة تجاه لبنان لن يتغير مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وهذا يعود إلى وجود إدارة أميركية لا تتغير مع تغير الرئيس إلا بعض المناصب العالية. وبالتالي فإن التخطيط الإستراتيجي لهذه الإدارة يبقى مُستمراً مع الوقت.

 

إسهام أوباما في ظاهرة الإرهاب

خالد الدخيل/الحياة/08 آب/16

كتب كثيرون، باللغة العربية وبلغات أجنبية، عن الجذور الفكرية الإسلامية للإرهاب، وتحديداً السلفية وما انبثق منها، مما بات يعرف بالسلفية الجهادية. ليس كل ما قيل من هذه الناحية صحيحاً أو دقيقاً. لكن أكثر ما يلفت النظر في هذه الكتابات، بخاصة الغربية منها، ميلها إلى التركيز الحصري على المنابع الفكرية الإسلامية لظاهرة الإرهاب، أو العامل الأيديولوجي الإسلامي، باعتباره الأول والأهم من غيره وراء استمرار هذه الظاهرة. آخر التعبيرات عن هذا التفسير ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمره الصحافي الخميس الماضي. أعاد الرئيس في هذا المؤتمر، تأكيد قناعته بحتمية هزيمة «داعش» (تنظيم الدولة) عسكرياً، إلا أنه يعترف بأن هذا ليس كافياً في حد ذاته. لماذا؟ لأن «أيديولوجية التنظيم المنحرفة لا تزال مستمرة (في فاعليتها)»، كما يقول. ما الذي يبقي على فاعلية هذه الأيديولوجيا (وهي منحرفة حقاً) أمام التفوق العددي والعسكري والتكنولوجي، بل والأخلاقي لدول التحالف، وأمام الهجمة الإعلامية الضخمة إقليمياً ودولياً ضد التنظيم؟ هذا هو السؤال الذي يتجاهله أوباما وإدارته بكل أعضائها ومستشاريها، ولا يرون أهمية له. على رغم ذلك، وهذه مفارقة، حذّر أوباما في المؤتمر الصحافي نفسه من اعتبار المعركة ضد «داعش» كأنها حرب ضد الإسلام. يقول: «وحتى يتسنى لنا في نهاية المطاف كسب هذه المعركة، يجب علينا تجنّب تصويرها على أنها صدام حضارات بين الغرب والإسلام». فهذا، يقول أوباما: «يقدم خدمة لـ(داعش) ولضلالاته، وتفسيره المنحرف للإسلام، ويضعف بالتالي موقفنا في المعركة».(موقع واشنطن بوست، مساء الخميس الماضي).

وجه المفارقة في كلام الرئيس هنا، وهي مفارقة صارخة، أنه لا يعكس سياسة إدارته في كل من العراق وسورية. إذا كان أوباما جاء إلى البيت الأبيض لتصحيح أخطاء إدارة بوش السابقة، فقد اقتصر التصحيح على عدم إرسال مقاتلين أميركيين إلى الحروب الدائرة في هذين البلدين. ما عدا ذلك واصل أوباما السياسة نفسها التي بدأت مع الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003. وتبدى ذلك بالتعايش مع تنامي النفوذ الإيراني هناك، والتغاضي عن تزايد الوجهة الطائفية للحكومة العراقية وتزايد أعداد الميليشيات الشيعية، التي تديرها وتمولها إيران في هذا البلد. آخر مؤشرات ذلك، إصدار هذه الحكومة قراراً يعتبر ميليشيا الحشد الشعبي قوة رسمية موازية للجيش، وبقيادة رئيس الوزراء. ما يعني أنها حكومة خاضعة سياسياً للنفوذ الإيراني، وتستند عسكرياً إلى الميليشيا، وليس إلى جيش وطني. لم تهمش هذه الحكومة المكون السني للمجتمع العراقي وحسب، وإنما باتت بميليشياتها، ومن ورائها إيران عملياً، في حال حرب معه. ولأن هذا المكون لا يملك ما يدافع به عن نفسه، ولا يجد من يدافع عنه إقليمياً ودولياً، ظهرت الميليشيات السنية لتتولى مهمة الدفاع عنه.

الاحتلال الأميركي هو من أطلق هذه الدوامة الجهنمية، التي كانت كامنة في بنية المجتمع العراقي وتاريخه. هنا يبدو وجه المفارقة الصارخة في سياسة أوباما، فهي تقول إنها تحارب الإرهاب ممثلاً بـ«داعش»، لكنها تتجاهل الجذور والأطر الطائفية للحرب الأهلية في العراق التي يمثل «داعش» أحد أبرز نتائجها وأطرافها. من ناحية أخرى، تصطف هذه السياسة إلى جانب الحكومة والميليشيات الشيعية وإيران في مواجهة «داعش». بعبارة أخرى، تحارب إدارة أوباما «داعش» السني من خلال التحالف عملياً مع إيران وأذرعها من الميليشيات الشيعية. وهذا يضع الإدارة ليس في حال حرب على الإرهاب، وإنما في حال اصطفاف في حرب أهلية تغذيها مظالم وأحقاد طائفية. ألا يدرك الرئيس ومستشاروه وخبراء إدارته أن محاولة هزيمة ميليشيا إرهابية بالتحالف مع ميليشيا إرهابية أخرى هي من حيث المبدأ محاولة خطرة، تنسف مفهوم الدولة الوطنية في العراق، وتشرعن الميليشيا منافساً للدولة، وتؤجج بالتالي الإرهاب والعنف بدلاً من تحجيمه وإنهائه؟

الأسوأ أن أوباما لم يكتف بما فعله في العراق. واصل استكمال دائرة الدوامة الجهنمية في سورية. فمع أن إدارته لم تتحالف مع الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته إيران والميليشيات الشيعية، التي جاءت للدفاع عنه، إلا أنها انتهت أيضاً بالاصطفاف عملياً في الحرب الأهلية السورية ضد غالبية الشعب السوري، وهي غالبية سنية. مرة أخرى تجد إدارة أوباما نفسها ضد هذا المكون في سورية، كما فعلت في العراق، وهذا واضح ومعلن في ثلاثة مواقف تتمسك بها الإدارة، الأول أنها ترفض تقديم أي مساعدة عسكرية إلى معارضي النظام السوري، إما لأنهم إرهابيون في نظر الإدارة، أو أنهم مجرد هواة من النجارين والأطباء والصيادلة والمهندسين أمام جيش النظام الكبير والمحترف، والمدعوم من ميليشيات تحترف الحرب (راجع أحاديث الرئيس أوباما، بخاصة حديثه المطول مع موقع «بلومبرغ فيو» الأميركي، في 27 شباط/ فبراير، 2014). ولعله من الواضح أن دعم الإرهابيين خطأ أخلاقي وسياسي، ودعم الهواة غير مجد سياسياً، ومضيعة للجهد عسكرياً. لكن أوباما لم يلتزم بهذا الموقف مع الطرف الآخر في الصراع، على العكس، وهذا ثانياً، صمت تماماً عن الميليشيات، التي تجندها إيران من أفغانستان والعراق ولبنان وترسلها إلى سورية. وصمتت إدارته عن استخدام إيران الأراضي والأجواء العراقية لإرسال السلاح والمقاتلين إلى سورية، ورفض أوباما بإصرار لافت إقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين، الذين قتل منهم على يد النظام حتى الآن أكثر من نصف مليون، وتم تشريد أكثر من 10 ملايين في حرب شرسة بات من الواضح أنها ستطول كثيراً.

وتبين في الأخير، أن معطيات أوباما وتحليلاته للحال السورية ليست دقيقة ولا صحيحة. فالجيش الكبير والمحترف، ومعه الميليشيات التي تحترف القتال، لم يقترب بعد أربع سنوات من الحرب من حسم الصراع، على العكس، أعلن الرئيس السوري نفسه في صيف 2015 أن جيشه لم يعد في إمكانه الدفاع عن كل المناطق، وهذا يعني أن رفض أوباما مساعدة المعارضة لم يكن على الأرجح للأسباب التي ذكرها، وإنما لأسباب أخرى. المهم أن استغاثة الرئيس السوري انتهت بالتدخل الروسي عسكرياً في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، لحماية النظام ورئيسه. ماذا كان رد فعل أوباما؟ هنا نأتي للموقف الثالث، حيث التزم الحياد والصمت. بعد أسابيع من ذلك، ندب وزير خارجيته، جون كيري، للتفاوض مع الروس لإيجاد مخرج سياسي، ولا تزال هذه المفاوضات، بعد جولات كثيرة، عاجزة عن تحقيق أي اختراق. حقيقة الأمر أن أوباما سلّم الملف السوري للروس من دون مقابل، وتفرغ هو للحرب على «داعش» في سورية بالتحالف هذه المرة مع الميليشيا الكردية في شمال سورية وشمال غربها. لا يبدو أوباما في عجلة من أمره للتوصل الى اختراق، على رغم تصاعد حجم وحدة الدمار للقصف الجوي الروسي على المدنيين، والمستشفيات والأسواق. تبدو المفاوضات الأميركية - الروسية كأنها غطاء للدور الروسي حتى الآن. السؤال: لماذا لا ترى إدارة أوباما في ظاهرة الإرهاب إلا «داعش»؟ وإذا كان «داعش» بهذه الخطورة، فهل هو الوحيد في ذلك؟ ثم لماذا يصر أوباما على محاربة هذا التنظيم من دون خطة أو استراتيجية متكاملة تجعل من هزيمة «داعش» وتدميره أولوية لها، لكنها لا تتوقف عنده، ولا تقتصر على الجانب العسكري والأمني لظاهرة الإرهاب؟ فشلت أميركا، بعد أكثر من ربع قرن، مما تسميه بالحرب على الإرهاب، في هزيمة «القاعدة» و«طالبان» في أفغانستان، وهي على الأرجح تكرر الفشل نفسه بالمنطلقات والمبررات ذاتها في العراق أولاً، وفي سورية ثانياً. واعترف أوباما في المؤتمر الصحافي نفسه، بأن هزيمة «داعش» ممكنة، لكن لا يمكن القضاء على الخلايا التي يفرخها، ولا يتوقع أن القضاء على «داعش» ممكن حتى في زمن الإدارة المقبلة التي ستسفر عنها الانتخابات الجارية حالياً. وهذا يعني شيئاً واضحاً، وهو أن سياسة أوباما تجاه المنطقة، كما كانت سياسات إدارة بوش التي سبقته، ساهمت كثيراً في تفاقم ظاهرة الإرهاب، وليس في القضاء عليها.

قبل ربع قرن، لم يكن العالم يواجه إلا تنظيم «القاعدة». الآن، العالم في مواجهة جيوش جرارة لميليشيات من كل حدب وصوب، تنتمي إلى مذاهب وقوميات مختلفة، تجوب مشرق العالم العربي ومغربه. ما قاله أوباما عن الحاجة إلى القضاء على الأيديولوجيا التي يوظفها «داعش» صحيح. لكن كيف يمكن القضاء على هذه الأيديولوجيا وإدارته ومن سبقه يعملون على إبقائها حية وفاعلة بسياسات تجعلهم طرفاً في حروب المنطقة الأهلية، وليس طرفاً يعمل على إطفائها؟.

 

«البعث» نجح في دفعنا إلى الاختيار بينه وبين سوء آخر

 حازم الامين/الحياة/08 آب/16

في ذروة المواجهة بين جماعة الإخوان المسلمين السوريين والنظام البعثي في السبعينات والثمانينات، لم يتحمل التنظيم آنذاك أن تُنسب إليه عملية مدرسة المدفعية في حلب، والتي أقدم خلالها نقيب في الجيش السوري اسمه ابراهيم اليوسف، مع مجموعة من الجنود، على إعدام ضباط علويين كانوا يتدربون في المدرسة، لا لشيء، بل فقط لأنهم علويون. نفى «الإخوان» أي علاقة لهم باليوسف، ومثلت العملية في حينه ذروة الشقاق بين الجماعة وتنظيم «الطليعة المقاتلة»، وهو أحد الانشقاقات الراديكالية عن «الإخوان» السوريين. مناسبة استعادة هذه الواقعة إطلاق «فيلق الشام»، وهو أحد تشكيلات «جيش الفتح»، اسم ابراهيم اليوسف على «مدرسة المدفعية» التي تدور حولها اليوم أعنف المعارك في مدينة حلب. وتبدو استعادة التسمية أقرب إلى بعث ضغينة قديمة وأصلية، وضمها إلى المأساة السورية. فمن جهة، نحن أمام نظام مجرم قتل حتى الآن ما يزيد على ثلاثمئة ألف سوري وهجّر أكثر من نصف السكان، ومن جهة أخرى أمام جماعات تكفيرية لن يكون مستقبل سورية، إذا ما أوكل إليها، أكثر إشراقاً من مستقبلها في ظل «البعث». والحال، أن السوريين من أمثالنا يتخبطون أيضاً بهذه المعادلة، فمهمة كسر حصار حلب تبدو لهم ولنا المخرج الوحيد لإنقاذ مئات الآلاف من المدنيين الذين تستهدفهم السوخوي الروسية والمدفعية الإيرانية بلا رحمة. وكم يبدو صعباً ومعقداً أن يجد المرء نفسه منحازاً ومنقاداً إلى هذه المهمة. وفي الوقت ذاته، وأثناء اندفاع المرء وراء مشاعره هذه، سيصطدم بعدد هائل من الوقائع غير المطمئنة. وربما تلخص العبارة التي كتبها ياسين الحاج صالح في صفحته على «فايسبوك»، النزاع بين المرء ونفسه حول ما يجري في حلب، إذ قال: «فيلق الشام أطلق اسم ابراهيم اليوسف على مدرسة المدفعية في حلب. بقدر غبطتي في انتزاع المدرسة من الدولة الأسدية المجرمة، بقدر ما أرى أن هذه التسمية إجرامية أيضاً». ولكن، ليست تسمية مدرسة المدفعية باسم مرتكب مجزرة هي وحدها ما يستدرج الحيرة والقلق، فالمؤشرات المنبعثة من المعركة كثيرة، بدءاً من تولي عبدالله المحيسني دوراً في الترويج لـ «الملحمة» وصولاً إلى دور الحزب الإسلامي التركستاني (الصيني) وانغماسييه فيها. وهذا علماً أن مشهد غير السوريين على طرفي الجبهة، يُلخص الكثير من الحقائق حول المعركة، ناهيك عما تثيره عبارة «الانغماسيين» المستعملة في بيانات الفصائل المقاتلة عن المعركة، من هلع في كل العالم.

ويبدو أن إضفاء مهمة كسر الحصار الذي يضربه النظام حول حلب، على الحرب الدائرة اليوم في المدينة، أمر يحتاج إلى بعض التدقيق، وإن كان من نتائجه المحتملة كسر الحصار. فخطوة «إحكام الطوق» على ما يحلو لإعلام النظام أن يسميها، جاءت في سياق القتل الذي بدأه النظام قبل خمس سنوات، لكن «كسر الطوق» باشرته قوى في سياق آخر تماماً، ولا يبدو أن إنقاذ المدنيين هاجس معظم هذه القوى. فالحرب في حلب تجري على وقع مختلف عن جريانها قبل سنوات في حمص مثلاً، وعن جريانها اليوم في الغوطة وفي ريف دمشق. ثمة مشهد سينعقد يوم الثلثاء بالغ القوة والغرابة، وبعيداً لمسافات طويلة من المدينة المحترقة. سيلتقي المتقاتلان الأصليان على المدينة في اجتماع دافئ، أي رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، ومن المرجح أن تكون حلب ملفاً بين ملفات يعتقد المراقبون أن ترتيبها بينهما سيكون ثالثاً أو رابعاً.

المشهد إذاً جلي، فمن منا لا يعتقد أن الحرب في حلب، هي أيضاً حرب بين بوتين وأردوغان؟ والرجلان سيلتقيان خلالها في سياق استئناف ود قطعته واقعة إسقاط الطائرة الروسية، واستأنفه اعتذار الرئيس التركي عن الفعلة. وسورية، وحلب خصوصاً، نقطة افتراق بين رجلين لا يرغبان في الفرقة ويبحثان عن مساحات التقاء. «الطوق» الروسي كان استباقاً للقاء، ووثبة الفصائل الإسلامية في أعقاب إحكام «الطوق» لا يمكن أيضاً استبعاد علاقتها بما سيجري في موسكو الثلثاء. حلب تختنق، والانحياز الى مهمة كسر الحصار عنها فعل بديهي وفطري وإنساني، لكن العودة إلى السؤال الأول عن الحرب الدائرة فيها مهمة لا يستقيم الانحياز من دونها. فهل «كسر الحصار» هو المهمة المنوطة بـ»الجهاديين» اليوم؟ الإجابة يجب أن تكون أعقد مما يميل مثقفون وكتاب سوريون الى الإتيان به، خصوصاً بعد هذه الخيبات والإخفاقات كلها. إذ لا يعقل أن نتهم النظام بأسلمة الثورة، وبالإفراج عن ألف «مجاهد» من سجونه لكي يحول سورية إلى بؤرة نشاط لهم، ولكي يُرعب العالم بهم، ثم نعود لنوكل الى هؤلاء مهمة كسر الحصار عن المدينة. فهؤلاء سيرسمون مشهدهم، وهو ليس مشهدنا إطلاقاً، إذ أن مستقبل مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين من النظام وحلفائه الروس والإيرانيين واللبنانيين، لن يكون هاجساً حقيقياً لهذه الجماعات التكفيرية.

لم يعد ما يجري في سورية صراعاً يمكن الركون فيه الى بداهة الانحيازات. فعناصر الحدث صارت مزيجاً مكثفاً من نزاعات العالم كله. لم نعد حصراً أمام نظام مجرم وقاتل، ففي مقابل هذه الحقيقة ثمة مصالح لا مكان فيها للأخلاق، وثمة مَن فتح سورية على أزمات ونزاعات بعيدة. وحلب اليوم ليست سورية، وما يجري فيها ليس محاولة لكسر الحصار، إنما سعي الى تغيير في المعادلة الميدانية بهدف مفاوضة أخرى، قد ينجم عنها كسر الحصار وقد لا ينجم. ولكن، هل تكفي معادلة «قد ينجم عنها كسر الحصار» لتجاوز حقائق ثقيلة سيمليها «النصر في حلب»؟

الأرجح أن علينا أن نعيد تشكيل وجداننا بما يساعدنا على تجنّب الانزلاق وراء رغبتنا الأصلية في إلحاق هزيمة بالنظام. أن ننشئ وجداناً مركّباً من حساسيات أكثر تعقيداً من المقارعة السقيمة مع نظام صار خارج كل القيم. إنّه وعي يُخرج «البعث» ونظامه من معايير انحيازاتنا، ويعيق مهمته المتمثلة في دفعنا إلى الاختيار بينه وبين سوء آخر. ربما كانت معادلة «قد ينجم عنها كسر الحصار» كافية ليندفع المرء وراء رغبته في انتصار «الجهاديين» في حلب، ولكن من الحكمة أن يبقي مخاوفه من الدخان الذي سينبعث من موسكو بعد غد.

 

السوريون في عين العاصفة التركيّة!

 أكرم البني/الحياة/08 آب/16

كما لو أنه حدث داخلي، انشغل السوريون، على اختلاف مواقفهم واصطفافاتهم، بالانقلاب العسكري في تركيا، ولم لا؟! أليست حقيقة أن نتائج ما يحدث في أنقرة ستنعكس بشدة على أحوالهم وعلى الصراع المستعر في بلدهم؟ أولم تكن تركيا البلد الأول الذي حضن المعارضة ومنحها فرصة التشكل التنظيمي والنشاط السياسي ثم الدعم اللوجستي لتجميع قواها العسكرية، فضلاً عن استقبال ملايين اللاجئين، وأهم الاستثمارات ورؤوس الأموال السورية الهاربة من أتون العنف؟ هو أمر مفسر أن يفرك أنصار النظام أياديهم فرحاً ويتغنون بالانقلاب العسكري، تحدوهم رغبة مزمنة في إسقاط حكومة «العدالة والتنمية»، والتشفي من دورها في الأحداث السورية، والمشهد، اشتعال فضاءات مدن بكاملها بالرصاص الحي، ترحيباً بالبيان الرقم واحد وابتهاجاً بما اعتبروه سقوط الديكتاتور أردوغان، ربطاً بمواكبة مكثفة من الإعلام الرسمي لهذا الحدث المفاجئ والاحتفاء به مرة، بما اعتبر النهاية الطبيعية لكل طاغية! ومرة ثانية كانتصار للعلمانية وهزيمة للحكومة الدينية، وتالياً للشعارات والصورة النمطية ذات الطابع الإسلامي التي بدأت تطغى سورياً! لكن الفرحة لم تكتمل، ولم يمضِ وقت طويل حتى رسمت هزيمة الانقلاب على الوجوه إمارات الصدمة وخيبة الأمل، وبعض العزاء بأن تكون الثالثة ثابتة، في تذكير بفشل محاولتي انقلاب ضد أردوغان.

في المقابل، لم تتأخر المعارضة السورية في تدبيج آيات الدعم لحكومة أنقرة ضد الانقلابيين، إن حرصاً على شروط حياة اللاجئين، وإن تقديراً للدعم الذي نالته منها، وإن خوفاً من عواقب نجاح الانقلاب في تمكين النظام وتعزيز تشدده السياسي والحربي. وهو لم يتردد في استثمار انشغال الأتراك بأوضاعهم كي يصعّد عسكرياً لمحاصرة مدينة حلب وسياسياً تجاه مفاوضات جنيف، وإن بدافع أيديولوجي لدى معارضين إسلاميين تمثلوا نموذج «العدالة والتنمية»، واعتبروا محاولة إسقاطه، هجوماً مقصوداً على الإسلام والمسلمين لإجهاض حلمهم بنهضة شاملة، ولا يغير الحقائق السابقة تسويق الجميع الأمر على أنه رفض للاستبداد العسكري ودعم للديموقراطية والمؤسسات المنتخبة.

من جهة أخرى، لم يتنفس سوريون الصعداء إلا بعد إعلان فشل الانقلاب. فاستمرار أردوغان في الحكم عند المتضررين من عنف النظام يشكل أحد أسباب العزاء والعون لهم في ما يكابدون، بخاصة أولئك الموجودين في المناطق المحاصرة والمدن التي خرجت عن سيطرة السلطة. يزداد الأمر وضوحاً لدى عموم اللاجئين السوريين في الشتات، بخاصة ما يقارب ثلاثة ملايين موزعين في تركيا بين مخيمات اللجوء والمدن، يحدوهم خوف على مستقبل شعب احتضنهم وشاركهم عيشه، والأهم خوف على مصيرهم، لا سيما وقد تقطعت بهم السبل، ولا يزال طعم مرارة التضييق على أمثالهم لاذعاً بعد نجاح إقصاء إخوان مصر!

«إن سقط أردوغان، انتهى أمرنا... علينا أن ندافع عن فرصة استمرارنا وعن شروط عيش اللاجئين»، عبارة تسمعها من أحدهم، مؤكداً معلومة تشير إلى تلبية آلاف السوريين نداء أردوغان بالنزول إلى الشوارع لدعم حكومة أنقرة في التصدي للانقلابيين، ثم خروج أسر بأكملها وعشرات ألوف السوريين إلى الساحات حاملين العلم التركي لمشاركة الشعب فرحته بانتصار الشرعية. والنتيجة، أن أوضاع السوريين في تركيا لن تكون كما كانت قبل الانقلاب، فقد باتت غالبيتهم تحسب على أردوغان وحزبه، ما يضيف بعداً سياسياً في التعاطي معهم قد يطغى على البعد الإنساني، وينعكس على سوية العلاقة معهم في مرحلة لا تزال حبلى بالمفاجآت والعواصف. وينسحب الأمر على المعارضة السياسية والعسكرية التي سيزداد قلقها، في ظل وضع تركي مضطرب وتقدم حسابات لأردوغان تتعارض مع ما ترجوه، بخاصة إن توسل المزيد من التنازلات الخارجية، وفي الملف السوري تحديداً، لتشديد قبضته الداخلية، والمثل تقاربه مع روسيا وإسرائيل.

ولكن، بين من رفع عقيرته مؤيداً للانقلاب ومهللاً بسقوط أردوغان، ومن أعلن تأييداً غير متحفظ لحكومة «العدالة والتنمية» وما تقوم به، تمكّنت العقلانية عند بعض السوريين من اختراق تلك الدوافع الانتقامية وذاك التعاطف الأعمى. فأظهر سياسيون ومثقفون تخوفهم من مرحلة سوداء تخلفها عادة الانقلابات العسكرية، في إشارة إلى مآسي سيطرة الجيش على السلطة وإجهاض ما راكمته مسيرة ترسيخ الديموقراطية، وأيضاً إلى ما يقوم به أردوغان من إجراءات استئصالية واستئثارية تؤدي إلى الديكتاتورية. صحيح أن ثمة مَن يحمّلون أردوغان مسؤولية ما حدث، منتقدين إفراطه في الاستئثار والتسلط كحافز للتحرك العسكري ضده، وصحيح أن الأحزاب السياسية التركية أجمعت على رفض الانقلاب والتمسك بالمؤسسات الدستورية المنتخبة، ما قد يشكل حصانة للديموقراطية. لكنّ ثمة أوساطاً سياسية وثقافية سورية ترجح أن يفضي الأمر إلى العكس، مشيرة بالبنان إلى ما يقوم به أردوغان من تكريس لنزعته الفردية وسلطة حزبه، وإلى الاعتقالات الواسعة التي طاولت معارضين لمجرد الشبهة، وإلى قرارات أطاحت آلافاً منهم في مواقع الأمن والقضاء والتعليم، معربين عن خشيتهم من أن تفتح، محاولات أردوغان تكريس انتصاره باستبداد ديني، الباب أمام الفوضى وانفلات الأزمات الداخلية، وأمام براغماتية تركية فظة، تزيد تعقيد الصراع السوري وصعوبة معالجته سياسياً.

لن تستقر تركيا على رغم فشل الانقلاب، يضيف بعضهم، فهذا الزلزال وما تمخّض عنه من تفاعلات سيظل محفوفاً بالأخطار المتصلة باحتمال تمزّق وحدة الشعب التركي، وتقدُّم الاستقطابات الحادة ونوازع التطرف والإقصاء على حساب التعاون والتشارك وخيار الدولة ومؤسساتها. ويعتقد هؤلاء بأن النموذج الديموقراطي والعلماني التركي بات على كف عفريت، وكذلك دور أنقرة في الأحداث السورية، ليس فقط نتيجة الانقسامات السياسية والثقافية الحادة التي بدأت تتكشف بحدة، وإنما أيضاً نتيجة ما يبيّته أردوغان لنصرة مشروعه الإسلامي. ولا تغيِّر هذه الحقيقة وعوده بالحفاظ على الحياة الديموقراطية، وعلى دعمه السوريين في محنتهم، ما دام نكث تعهداته مراراً، ومحا خطوطه الحمر تباعاً!

 

خويف السوريين من التقسيم… ليبقى الأسد

علي الأمين/جنوبية/ 7 أغسطس، 2016

الحرب التي يخوضها السوريون اليوم في مواجهة العالم، حملت الدمار والموت، لكنها أطلقت إرادة التغيير والخلاص من أنظمة الاستبداد سواء كانت باسم الطائفة أو باسم الدين أو باسم البعث... جريمة إطالة عمر النظام السوري برئيسه الحالي بشار الأسد، هي أساس جريمة استمرار الحرب في هذا البلد، وإيذان بالمزيد من القتل وباستمرار عمليات التهجير سواء إلى خارج سورية أو في داخلها. حتى احتمالات تقسيم سوريا التي أشار إليها نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم قبل أيام، ليست خياراً مستعجلاً. ولن يحقق التقسيم، فيما لو حصل، فرصاً للإستقرار، بل سيفتتح أبواباً جديدة للحروب والأزمات الاقليمية. إذ يكفي العنوان الكردي بذاته ليكشف حجم الاشتباك الإقليمي الذي يمكن أن يسببه أيّ مشروع انفصالي كردي على مستوى المنطقة. لعلّ المشهد الأبرز في خضم المواجهات الجارية أنّ السياسة في مجتمعاتنا باتت تنطلق من البعد المذهبي أو الطائفي أو الإثني. السياسات الوطنية وبناء الدول تستند إلى تراكم تاريخي على مستوى أنظمة الحكم لدى الشعوب والمجتمعات من جهة، وعلى خيار الإنحياز إلى النموذج الأقوى عالمياً على مستوى إدارة شؤون الدولة وتحديداً النموذج الديمقراطي من جهة ثانية. الأخير هو الذي فرض نفسه على مستوى النموذج الجاذب وكأحد أدوات العولمة.

التقدم الذي أحدثته فصائل المعارضة السورية في حلب لا يعني أنّنا أمام مشهد النهايات للأزمة السورية، بل ثمّة محاولة لإعادة التوازن الذي اختل خلال الأشهر الماضية لصالح النظام السوري وحلفائه. والأرجح أنّ عملية الاستنزاف، وإن كان الشعب السوري هو من يدفع أثماناً اجتماعية وإقتصادية واستراتيجية تتصل بالجغرافيا السورية وديمغرافيتها، غير أنّ حصيلة الخسائر الكبيرة التي طالت الدولة السورية، ترجح اليوم مساراً جديداً لميزان الخسائر. فالنظام السوري كشفت الوقائع الميدانية ولاسيما في حلب أخيراً، فقدان جيشه قدرته على الصمود والسيطرة من دون مستوى عالٍ ونوعي من الدعم الإيراني والروسي. وكل الخبراء العسكريين يؤكدون أنّ سلاح الجو الروسي نجح منذ صيف العام 2015، في إعادة الاعتبار للجيش السوري في الميدان، لكن هذا التفوق الجوي لم يستطع النظام استثماره من أجل بسط سلطته، وبدا، في كل المواجهات التي خاضها، عاجزاً عن الصمود أو تحقيق تقدّم من دون دعم إيراني وروسي.

ففيما كان الدخول الروسي العسكري يزداد ويشتد، كانت المعارضات السورية تعاني من تراجع الدعم العسكري لها من قبل تركيا والسعودية وقطر، بل منعت واشنطن استخدام أيّ صواريخ مضادة للطائرات في مواجهة الطيران الروسي والسوري. وهذه السياسة الأميركية لم تكن من أجل ترجيح كفّة النظام على المعارضة، بل منع انتصار المعارضة وحسم الصراع بإسقاط نظام الأسد. لذا فإنّ سياسة استنزاف أطراف الصراع المحليين والإقليميين هي الهدف. ولن تنتصر إيران في سورية ولن تتلقى هزيمة حاسمة. كما لن تنجح الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد، فيما نظام الأسد يستفيد فقط من قرار عدم إسقاطه فقط باعتباره عاجزاً تماماً عن حكم سورية مجدداً بإقرار الجميع. أوهام التقسيم هي بوابة لتفادي مخاطر أحدثتها شروخ الحرب السورية على المستوى المذهبي (السني – الشيعي) وفي نفس الوقت إعادة رسم خطوط تماس لا يمكن إلاّ أنّ تشكل عناصر تفجير حروب مذهبية وأهلية مستمر. يبقى أنّ سلاح الفرز والتقسيم يرفع دائماً في مواجهة نزعة الإستبداد والإلغاء سواء كانت نزعة دينية أو نزعة قومية إيديولوجية. وغالباً ما تتلاقى هذه النزعة مع حسابات السيطرة الإقليمية أو الدولية. لذا يظلّ الاستبداد والأنظمة الشمولية عموماً، عناصر أساسية في تفخيخ المجتمعات الوطنية بمثل هذه الهواجس أو الخيارات الإنفصالية أو التقسيمية. المجتمعات العربية والمجتمع السوري تحديداً انفجر من داخله، وملحمة الحرب التي يخوضها السوريون اليوم في مواجهة العالم، حملت الدمار والموت، لكنّها أطلقت إرادة التغيير والخلاص من أنظمة الاستبداد سواء كانت باسم الطائفة أو باسم الدين أو باسم البعث… هذا الإنفجار الهائل في المجتمع السوري هو حصيلة مصيبتين: قمع الخيارات التغييرية طيلة عقود حكم البعث من جهة، وانكشاف الممانعة وعجزها عن مواجهة المتغيرات العالمية إلاّ عبر تفجير المجتمع والانحياز للتقسيم.

 

بوتين في سوريا… ضحية أوباما

خيرالله خيرالله/العرب/08 آب/16

هل روسيا ضحية سياسة تقوم على عنجهية أوقعها فيها باراك أوباما من حيث لا يدري؟ يصح طرح مثل هذا السؤال بعد معركة حلب التي لا تزال مستمرة. يظهر، أقله إلى الآن، أن حلب ليست مدينة يمكن احتلالها بسهولة بمجرد وجود ميليشيات شيعية تابعة لإيران مثل “حزب الله” تشارك في الحرب على الشعب السوري من منطلق مذهبي ليس إلّا. تساند هذه الميليشيات ما بقي من قوات تابعة للنظام السوري، تتشكل في معظمها من مجموعات من “الشبيحة” الذين يعملون كمرتزقة في خدمة أشخاص مستفيدين من النظام يمتلكون امتيازات كبيرة منذ سنوات طويلة.

اعتقد فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف أن سلاح الجو الروسي كفيل بقلب المعادلة في حلب، خصوصا في ظلّ حال الارتباك التي تمرّ فيها تركيا. لذلك، نجد الطائرات الروسية تشارك في الحملة على حلب، وهي حملة تشمل دك أحياء في المدينة والقرى والبلدات المحيطة بها بهدف نشر الرعب في صفوف المدنيين خصوصا. لا فارق بين مدني وعسكري بالنسبة إلى الطيار الروسي الذي لا يعرف لماذا يشارك بلده في حرب تستهدف شعبا بكامله. كل ما يبحث هذا الشعب عنه منذ ما يزيد على نصف قرن، أي منذ وصول حزب البعث إلى السلطة في العام 1963، تمهيدا لقيام النظام العلوي، هو بعض من كرامة وحرّية.

من بين الحسابات الخاطئة التي قامت بها روسيا الاستخفاف بتركيا وأهمية حلب بالنسبة إليها، وذلك بغض النظر عن من يحكم تركيا. هل من يحكم رجب طيّب أردوغان أم غيره. عندما تجد تركيا أنّها مهددة انطلاقا من سوريا، من حلب تحديدا، ليس أمامها سوى التدخل. نسيت موسكو أن تركيا تدخلت في سوريا قبل وصول أردوغان إلى السلطة وذلك عندما أجبرت النظام على التخلي عن الزعيم الكردي عبدالله أوجلان أواخر تسعينات القرن الماضي. كان العسكر يتحكمون وقتذاك بالقرار التركي. كان كافيا توجيه إنذار إلى حافظ الأسد، كي يفهم بشّار الأسد، الذي لم يكن بعد رئيسا، أن لا خيار آخر غير التخلي عن أوجلان بالتي هي أحسن. أمّا في ما يخص معركة حلب الدائرة حاليا، هناك نقطتان فاتتا بوتين ووزير خارجيته. الأولى مدى أهمّية حلب لتركيا، والأخرى استعداد الشعب السوري لتقديم التضحيات والقتال حتى آخر رجل وطفل. وجدت تركيا نفسها، قبل المحاولة الانقلابية الأخيرة على رجب طيب أردوغان، مجبرة على الاعتذار من موسكو. كذلك أعادت تركيا العلاقات مع إسرائيل إلى طبيعتها بعدما اكتشفت أن ليس في استطاعتها لعب الورقة الفلسطينية، كما تفعل إيران، على الرغم من الرابط الإخواني القائم بينها وبين “حماس”. لم تكن لدى الروسي، وقبله السوفياتي، حسابات دقيقة في الشرق الأوسط، خصوصا في سوريا. كلّ من راهن على أن حلب لقمة سائغة ارتكب خطأ كبيرا. لا لشيء، سوى لأنّ في حلب وحولها آلاف المسلحين الذين يدافعون عن وجودهم وعن أرضهم. المسألة بالنسبة إلى هؤلاء مسألة حياة أو موت. لا يريد الروسي، ومعه الإيراني، أخذ علم بأن هناك رفضا كليا من أهل حلب، والمناطق المحيطة بها والقريبة منها، للنظام العلوي الذي ارتكب منذ أواخر سبعينات القرن الماضي سلسلة من المجازر في حق هؤلاء تحت ذرائع شتى. كان الهدف دائما تطويع أهل حلب والمناطق المجاورة لها، وصولا إلى دير الزور البعيدة عن المدينة. لن ينجح الروسي في ممارسة هذه المهمّة من الجو. لن ينجح الإيراني حيث فشل النظام الذي اعتقد في مرحلة معيّنة، بعد اندلاع الثورة السورية في آذار – مارس 2011، أن أهل حلب تعلموا من تجارب الماضي القريب دروسا في الانصياع لا يمكن أن ينسوها يوما.

ليس الاستخفاف بتركيا وأهمية حلب بالنسبة إليها، فضلا عن مدى الجهل بالسوريين، ما أوصل روسيا إلى أن تصبح عدوّا للشعب السوري. هناك عامل في غاية الأهمّية يمكن أن يكون أغرى موسكو في الذهاب بعيدا في مغامرتها السورية والرهان على استغلال نظام بشار الأسد بحثا عن موقع على خارطة الشرق الأوسط. هذا العامل هو العامل الأميركي. اعتبر فلاديمير بوتين، ومعه إيران، أن إدارة باراك أوباما فرصة لن تتكرر. سلّمت هذه الإدارة العراق كلّيا لإيران واعتبرت أن الملف النووي الإيراني يختزل كلّ مشاكل الشرق الأوسط. راعت إدارة أوباما الأطماع الإيرانية في سوريا إلى أبعد حدود. تجاهلت ماذا يعني وجود ميليشيات مذهبية تابعة لإيران في سوريا، ومدى الخطر الذي يمثله “حزب الله”، وهو لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، على وجود بلد مثل لبنان صار معزولا عن محيطه العربي.

أغرى الأميركي الروسي. لا شك أن نقطة التحوّل كانت في مثل هذه الأيام من العام 2013 عندما استخدم بشار الأسد السلاح الكيميائي في التعاطي مع السوريين. نسي باراك أوباما، وقتذاك، أنه كان وضع “خطا أحمر” لرئيس النظام السوري. اقتنع بنصائح فلاديمير بوتين الذي اقترح عليه الاكتفاء بنزع مخزون السلاح الكيميائي السوري وعدم توجيه ضربة عسكرية إلى النظام. مذ ذاك التاريخ، زاد التورط الروسي في سوريا وصولا إلى إقامة قاعدة في حميميم قرب اللاذقية تستخدم لشنّ غارات على فصائل مسلّحة سورية وعلى مواقع مدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، لإبقاء بشّار الأسد في دمشق. إذا كان من نتيجة لهذه السياسة الأميركية، فإنها تتلخص بدفع الروسي والإيراني إلى المزيد من التورط في سوريا… وهو تورط ليست إسرائيل بعيدة عنه ما دامت “الخطوط الحمر” التي وضعتها موضع احترام روسي وإيراني. وعندما يحصل خرق لأيّ “خط أحمر” تضرب إسرائيل ما تعتبره هدفا لها، من دون أن تجد من يردّ عليها. سهلت إدارة أوباما على بوتين السقوط في المستنقع السوري. لن يفيد في شيء اكتشاف الرئيس الأميركي أخيرا أنّ سوريا “سببت له الشيب” وأنّ لا حرب ناجحة على “داعش” والإرهاب من دون التخلص من النظام السوري الذي قارن حصاره لحلب بحصار الجيوش للمدن “في القرون الوسطى”.

يبقى سؤال واحد. ماذا سيفعل الرئيس الروسي في حال طرأ تغيير، ولو نسبي، على سياسة باراك أوباما تجاه سوريا وذلك خدمة للحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون؟ ثمّة مؤشرات على احتمل حصول تغيير ما في الموقف الأميركي في اتجاه المزيد من التشدّد حيال كلّ ما له علاقة بسوريا في الأسابيع القليلة المقبلة. هل يمتلك فلاديمير بوتين من الشجاعة ما يكفي للاعتراف بأن روسيا، ذات الاقتصاد الهشّ، ليست سوى نمر من ورق؟ كلّ ما تستطيع روسيا عمله، حتّى عندما كان الاتحاد السوفياتي في عزّه، هو التدمير وليس البناء. على من يريد دليلا على ذلك العودة إلى التعاطي الروسي مع سوريا منذ ما قبل حرب 1967 والكوارث التي أدت إليها، وصولا إلى السكوت عن كل ممارسات حافظ الأسد في سوريا ولبنان، وصولا إلى ما نشهده حاليا من تفتيت لسوريا بعدما صارت مستعمرة إيرانية ولا شيء آخر غير ذلك…

 

في أبعاد معركة حلب

ماجد كيالي/العرب/08 آب/16

يشكّل الصراع على حلب، المدينة أو العاصمة السورية الثانية، انعطافة كبيرة في مسار الثورة السورية، حصل ذلك في المرة الأولى في يوليو 2012 حين دخلت مجموعات من الجيش الحر إلى هذه المدينة وسيطرت على أجزاء واسعة منها، فيما بدا وكأنه تحول نحو اعتماد العمل المسلح بدل الكفاح الشعبي، وها هو يحصل مرة ثانية مع احتدام الصراع على المدينة ومع سيطرة جماعات المعارضة العسكرية على منطقة الراموسة الحصينة، التي تعتبر من أهم الركائز العسكرية للنظام في حلب، بل وفي منطقة الشمال السوري قاطبة.

ومن دون مبالغات في النظر إلى طبيعة الصراع على هذه المدينة، وتداعياته المتعلقة بالصراع على سوريا، فإن الأبعاد السياسية لهذه المعركة، في هذه المرحلة، يمكن تمثلها بالآتي:

أولا، لن تحسم معركة حلب مصير النظام السوري، لأن ذلك يتقرّر على نحو أكبر في منطقتين، أولاهما، دمشق، وثانيتهما، الساحل السوري، بمعنى أن المعركة في حلب ذات سقف محدود، مهما كانت أهميتها.

ثانيا، أن القوى الدولية والإقليمية مازالت تشتغل وفق مبدأ مفاده أن لا غالب ولا مغلوب في الصراع السوري، أي لا مهزوم ولا منتصر، لا النظام ولا المعارضة، بحيث يبقى التوازن الذي يديم الصراع، واستمرار استنزاف الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المتورطة.

ثالثا، معركة حلب بأن تفيد تركيا مازالت تضطلع بدور كبير في الحفاظ على التوازن في هذه المنطقة، وأنها رغم أوضاعها الداخلية الصعبة مازالت قادرة على أن تفرض أجندتها على الأطـراف الدولية والإقليمية في الصراع السوري، أو على الأقل في حدودها الجنوبية (الشمال السوري).

رابعا، هذه المعركة بيّنت أن روسيا باتت أكثر قدرة على التصرف في الملف السوري، إن لجهة فرض إملاءاتها على النظام، أو لجهة التوضيح لإيران أن دورها في الساحة السورية سيبقى محدودا ووفق الإطار الذي تحدده لها روسيا، وفقا لمصالحها وسياسـاتها؛ لذا يبـدو أن التباين في الموقفين الروسي ـ الإيراني سيبقى مرشحا للمزيد. ويمكن تعزيز هذه الفرضيات أو الاستنتاجات، من خلال ملاحظتنا أن المعارضة العسكرية السورية استطاعت بسرعة لافتة فكّ الحصار الذي فرض مؤخرا على المناطق التي تقع تحت سيطرتها في حلب، لا سيما بعد سيطرة النظام وحلفائه على طريق الكاستيلو الذي كان يتيح حرية الحركة بين مناطق المعارضة وتركيا، بما يشكله ذلك من إغلاق سيتسبب في وقف تدفق موارد الدعم للمعارضة وللمناطق المحاصرة.

ملاحظة أخرى ينبغي لفت الانتباه إليها في هذا السياق، تتعلق باستثمار التحولات الجديدة في الصراع السوري في التحضير للجولة المقبلة من المفاوضات السورية ـ السورية، المتوقع أن تستأنف هذا الشهر في جنيف، لا سيما بعد الإنجازات التي حققتها المعارضة في حلب، إذ أن المعارضة أثبتت أنها رقم لا يمكن تجاوزه. أخيرا، ربما يجدر الانتباه إلى أن ما حصل في حلب، من تحول لصالح المعارضة، بعد الانتكاسة التي كانت تعرضت لها في أكثر من مكان، ما كان ليمر لولا أن ثمة إرادة أميركية تريد أن تحافظ على الستاتيكو القائم، ولا تسمح بالإخلال به، في سبيل الدفع نحو الحل السياسي وفق المنظور الأميركي. في هذا التحول تريد الإدارة الأميركية أن توجه رسالة إلى روسيا بأنها هي التـي تتحكم بالملـف السـوري، وأن روسيا يفترض أن تضبط إيقاعها على هذا الأساس، وأن لا تتجاوز أو تلعب خارج هذا الإطار.

ولعل تسريب كلام أوباما لدى اجتماعه مع أركان الجيش والدفاع في البنتاغون يصب في هذا الاتجاه، لا سيما قوله “لست متأكدا أن في إمكاننا الوثوق بالروس وبوتين… ربما تكون روسيا غير قادرة على الوصول إلى ذلك (ضبط وقف القتال)، إما لأنها لا تريد ذلك، وإما لأنها لا تملك نفوذا كافيا على الأسد. وهذا ما سنقوم بتقويمه… لهذا السبب علينا أن نجري تقويما في شأن ما إذا كنا سنتمكن من الوصول إلى وقف فعلي للأعمال العـدائية”. أمـا بخصوص نظام الأسد عند أوباما فإن “وحشيته تدفع الناس إلى أذرع المتطرفين…”؛ هذا مع حديثه عن أن رؤية الإدارة الأميركية تتأسس على مواجهة الإرهاب والتحول الانتقالي في سوريا في آن معا، بدلا من التركيز على مواجهة الجماعات الإرهابية أولا، وفق الأجندة الروسية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

لحام ترأس جناز اربعين شهداء القاع: لحلف روحي وإيماني وانساني عالمي لاجل مستقبل أجيالنا

الأحد 07 آب 2016 Lوطنية - أقيم ظهر اليوم في كنيسة مار الياس في القاع، قداس وجناز لمناسبة ذكرى اربعين شهداء التفجيرات الارهابية التي استهدفت البلدة، ترأسه بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، في حضور ممثل رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء تمام سلام النائب مروان فارس، ممثل وزير السياحة ميشال فرعون العميد المتقاعد شارل عطا، النائب اميل رحمة، ممثلين عن قيادة الجيش والأجهزة الأمنية، فاعليات اجتماعية، سياسية، دينية وبلدية وحشد من أهالي القاع وقرى وبلدات البقاع الشمالي.

بعد استقبال حافل أمام الكنيسة بمشاركة فرق من الكشاف والموسيقى، أقيم القداس بمشاركة ممثل بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان المطران يوحنا بطاع، راعي أبرشية طرابلس وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، وحشد من رجال الدين والكهنة.

لحام

وألقى لحام عظة توجه فيها إلى الحضور بالقول: "إن ما حدث في القاع صبيحة يوم السابع والعشرين من حزيران الماضي 2016 هز مشاعرنا جميعا. وشعرنا اننا كلنا أبناء القاع، والسلطات اللبنانية على اختلاف درجاتها ومقاماتها تسابقت لتعبر عن تضامنها مع مأساة أبناء هذه البلدة الحبيبة. فأشكركم جميعا أنتم الذين تمثلون لبنان بسلطاته المختلفة، باسم كنيسة الروم الكاثوليك والشهداء والجرحى كلهم من أبنائها، وباسم ابناء وبنات القاع وباسم لبنان، لأن مأساة ومجزرة القاع أظهرت عمق محبة اللبنانيين ولهفتهم وصدق مشاعرهم". وتابع: "إن ما حدث في القاع، وما حدث ويحدث في عواصم ومدن العالم، وما يحدث وحدث في سوريا والعراق وسواهما من البلدان العربية، وما حدث ويحدث في فلسطين على مدى 68 عاما، يعبر عنه بولس الرسول قائلا: "إن سر الإثم يعمل في العالم". ان هذه الجرائم التي تغمر البشرية كسيل عارم سببها الخطيئة، سببها البعاد عن الله الذي خلق الانسان على صورته ومثاله. ونسي وتناسى الانسان ان أخاه الانسان هو صورة الله تعالى". أضاف إن "الانسان كل يوم يعيد مجزرة التاريخ الاولى: قايين يقتل أخاه هابيل او يتنصل من جريمته قائلا: "هل أنا حارس لأخي". سر الاثم، سر الخطيئة، الغياب عن الله. ولهذا نطلق في القاع هذا النداء الروحي الوجداني، داعين إلى حلف روحي، إيماني انساني، عامي شامل لأجل مستقبل أجيالنا، ولأجل مستقبل إيماننا وقيمنا الانسانية المقدسة. هذه الوقفة الإيمانية الروحية، والإنسانية العالمية، هي الكفيلة بان تؤمن السلام الذي تتوق اليها الشعوب بأسرها، ولا سيما شعوب شرقنا الحبيب". وخاطب أبناء القاع مؤكدا لهم "ان الكنيسة الى جانبكم معنويا وروحيا، سيادة أخينا المطران الياس رحال راعيكم، راعيناالموقر، واخي وابني الحبيب الغيور الاب اليان نصر الله، وانا سأبقى الى جانبكم لكي أدعم صمودكم وأقول لكم: انني احبكم، والمحبة لا تسقط ابدا".وختم: "لقاؤنا اليوم للصلاة اختصره في الطلبات الأولى من ليتورجيا القداس الالهي: بسلام إلى الرب نطلب، لأجل السلام العلوي وخلاص نفوسنا إلى الرب نطلب، لأجل سلام العالم أجمع، وثبات كنائس الله المقدسة، واتحاد الجميع، إلى الرب نطلب. لأجل هذه القيم نجتمع اليوم ونرفع الصلوات لأجل تحقيقها في حياتنا".

مطر

وألقى رئيس بلدية القاع بشير مطر، كلمة قال فيها: "ولنسلم جدلا ان ضيعتنا لم تكن مستهدفة، فهي تكون بذلك افتدت بدم شبابها وباقتصادها لبنان وشعب لبنان ودولة لبنان وجيش لبنان، الذين نقول لهم نحن قررنا ان نواجه ونصمد وندافع ونبقى ونستشهد من اجل حريتنا وايماننا وسيادتنا وأرضنا. قررنا أن نخوف لا ان نخاف. نطلب منكم ان تكونوا معنا لا علينا". وتابع: "حماية ارضنا واجب علينا كقاعيين وكبلدية، وسنقوم بهذا الواجب مهما كلف الامر ومهما كبرت التضحيات، ومن يعتدي على حقوقنا ليس صديقنا، والنازح السوري او غيره الذي يعتدي على امننا ويهدد وجودنا ويقتلنا هو عدونا، وباقي السوريين نحن مع الدولة ندافع عنهم ونحميهم ونرعاهم إلى حين عودتهم الى بلادهم". أضاف: "حقنا ان نعرف اين اصبح التحقيق وما هي هوية الانتحاريين ومن اين أتوا، ومن أرسلهم ومن ساعدهم، وهناك لبنانيون بينهم؟. وحقنا ان نطلب من الدولة ونعتب عليها: لماذا حتى الآن لم تحول هذه الجريمة على المجلس العدلي، لأنه ليس هناك سياسيون مستهدفي؟. وحقنا ان نطلب وان تنفذ مطالبنا وفي أسرع وقت: تحويل منطقة المشاريع الى منطقة عسكرية وتعزيز انتشار الجيش وانشاء ثكنة عسكرية فيها، وإعادة النظر بكل وضعها، ووضع خطة محكمة لعودتها تحت سلطة القانون والنظام والدولة، ومنع تحويلها إلى بؤر مصدرة للارهاب والارهابيين". وشكر "كل من واسانا وساعدنا معنويا وماديا"، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى. وختم متوجها إلى أرواح شهداء البلدة الخمسة، بالقول: "دمكم غال، وترابنا بعدما امتزج بدمكم صار أغلى وأغلى وأغلى، ولن نفرط به".

 

الراعي ترأس قداس الاحد والتقى وفد أكسرخوسية افريقيا وعائلة الشهيدين الفخري: كلام الرب يعطي معنى لحياتنا

الأحد 07 آب 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المونسنيور سيمون فضول، أمين سر البطريرك الأب ايلي الخوري ولفيف من الكهنة، في حضور حشد من المؤمنين ووفد من أكسرخوسية افريقيا. في بداية القداس، كانت كلمة لفضول قال فيها: "أتينا اليوم من أكسرخوسية افريقيا لأخذ بركة غبطة أبينا البطريرك ولنقول إننا أولاد الكنيسة أينما وجدنا في العالم وسقفنا هو البطريركية المارونية وكل عملنا المؤسساتي والكنسي في ظل رعاية سيدنا وبركته كي يكون كل عمل نقوم به ضمن الخط الكنسي، ونقول لكم يا صاحب الغبطة كل أبنائك المنتشرين في أفريقيا يحبون شخصكم ويحبون كنيستهم، وهم يعملون بفرح وعطاء لا مشروط وبمحبة غير مشروطة من أجل لبنان الكنيسة وتقدمها بشرا وحجرا، واليوم نقدم هذه الذبيحة على نية الاكسرخوسية خصوصا الاشخاص المرضى فيها، ولا سيما انه في هذه الايام الصعبة وهناك أزمة اقتصادية حادة في أفريقيا نسأل الرب أن تعبر عنا كي نستطيع مواصلة عملنا بارتياح".

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة رحب في مستهلها بفضول وأبناء الاكسرخوسية في أفريقيا، وقال:"الرب اليوم يدعونا لنسمعه في القلب، وعندما نسمع هذا الكلام يعطي ثمرة في أعمالنا وتصرفاتنا، مثل الزرع الذي يقع حبه في الارض الطيبة، يقول تعطي الحبة مئة، ويدعونا لنتجنب ثلاثة مواقف، إهمال كلام الله، السطحية في سماع كلام الرب وتجنب إعطاء الأولوية لشؤون الارض قبل كلام الرب، ونحن سعداء اليوم إنكم موجودون معنا أبناء الأكسرخوسية، تحيتنا كبيرة لكم ولعائلاتكم ، ونقول لكم انكم في بلدان افريقيا الموجودين تتحملون كل الصعوبات التي لا أحد يجهلها ، ومع هذا كله تحاولون تحقيق ذاتكم والعيش بكرامة، وما أقوله إنكم تشكلون وجه لبنان الحقيقي في المجتمع الافريقي المتنوع، حاملين معكم ثقافتكم اللبنانية وتقاليدكم المسيحية الى جانب مساهمتكم في إنماء المجتمعات الافريقية من خلال عملكم ونشاطكم اقتصاديا وانمائيا وتجاريا، ولدينا معرفة في هذا الوجود من خلال زياراتنا الراعوية التي قمنا بها الى أفريقيا". أضاف: "أحيي الاكسرخوس فضول ونشكره ونشجعه لانه يقوم بهذه الرسالة الكبيرة الضخمة انطلاقا من امكانيات ضئيلة جدا، ولكن هناك ايمان كبير وعزيمة قوية، والمونسينيور فضول نعرفه منذ زمان وهو الكاهن الجاهز وربنا أعطاه نعمة الجهوزية والتكامل ، وعندما نطلبه نجده حاضرا وليس لديه كلمة كلا، وهكذا عندما عينه قداسة البابا إكسرخوسا لأفريقيا الغربية والوسطى، قال نعم دون أي حساب، وأنتم أيضا أيها الابناء الاعزاء هكذا كل ابائكم وأجدادكم انطلقوا هكذا الى العالم المجهول من الصفر وصعدوا رويدا بكل تضحياتهم، ولكن الرب معك مونسينيور فضول ويبارك عملك أنت والكهنة المعاونين لك ومن بينهم الاب جورج كيروز الذي تعرض للخطف ولكنه حمل سبحته وعاد الى عمله متحديا ومتخطيا هذا الامر، فالرب يكون معك ومع جميع الآباء الذين يضحون في خدمة أبنائهم. ونحيي العروسين الجدد من آل الفخري وهي العائلة التي قتل فيها الوالد والام في بتدعي. وبعد الأسى والحزن لمدة سنتين أعطيناكم رابط الزواج بفرح كبير والاهل الموجودين في السماء وقتلوا استشهادا هما في السماء يتشفعان بكم، لا يمكن أن نبقى عائشين في زمن الحزن، بل يجب العيش في زمن الرجاء والفرح".

وتابع: "لا بد من التوقف عند كلام الرب في انجيل اليوم ، الذي يدعونا من كلامه وهو نور وحياة، حيث لا نستطيع العيش معه كيفما كان ، كلام الرب لا يسمع هكذا، إنما يسمع في القلب ويحفر فيه، ونتأمل فيه بالقلب كي تصبح لنا ثقافة الحياة ، وهذا الكلام الذي حملناه في قلبنا يتبين من خلال أعمالنا وتصرفاتنا ومسلكنا وبتعاطينا في شؤون هذا العالم ويعطي معنى لحياتنا في أوقات الصعاب يقوينا ويسعدنا وفي أوقات الحزن يعزينا وفي وقت الضياع يهدينا، لا يمكننا العيش بدون نور الشمس والكهرباء، ولا يمكننا العيش دون كلام الرب، لذلك يقول لنا يجب أن نقبل بقلوب مستعدة، كالارض التي تقبل الزرع وهي التي تعطي الثمار". وقال:" أنتم حاملين كلمة الله في قلبكم أينما كنتم، ونعرفكم ونعرف هذه الكلمة التي تساعدكم في صمودكم، وهنا أكرر التحية للاكسرخوس والكهنة الموجودين معكم من أجل نشر هذه الكلمة وتعليمها من خلال المواعظ والارشاد والسهرات الانجيلية وفي تربية أطفالنا وشبابنا كي تبقى كلمة الله تنزل في القلوب النيرة، والقلوب لا تتهيأ كيفما كان إنما تتهيأ مثل الارض التي نحرثها وجز العشب الذي يخنق الحب. القلوب بحاجة للتنقية من خلال الصلاة والتوبة والاتحاد مع الله، ولكي نسمع كلامه كالقديسين شربل ورفقا ونعمة الله .. هم أشخاص كلمة الله دخلت في قلوبهم فأثمرت. صلاتي معكم اليوم، ويا رب أنت الكلمة وأنت الحبة المزروعة بقلوبنا، نلتمس منك مساعدتنا كي تبقى قلوبنا مثل الأرض الطيبة".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين وعائلة الشهيدين صبحي ونديمة الفخري من بتدعي، وفد قناصل أفريقي مع كهنة الرعايا برئاسة المونسينيور فضول.

 

بطريركية السريان الكاثوليك: نشجب تخاذل المجتمع الدولي وتاخره في تحرير اراضي الموصل ونينوى ونناشدهم الاسراع في انهاء محنة شعبنا المقتلع

الأحد 07 آب 2016 /وطنية - اصدرت بطريركية السريان الكاثوليك الانطاكية بيانا لمناسبة عيد تجلي الرب يسوع على الجبل ومرور عامين على "درب جلجلة أبناء شعبنا المقتلع من سهل نينوى"، جاء فيه: "تمر بنا اليوم الذكرى السنوية الثانية للنكبة المفجعة وهي اقتلاع أبناء شعبنا المسيحي السرياني الكلداني الآشوري من أرض الآباء والأجداد في قرى وبلدات سهل نينوى: في قره قوش وبرطلة وبحزاني وبعشيقة وتللسقف والقوش وكرمليس وسواها، ليلة 6 و7 آب العام 2014، بعدما اقتلع إخوتهم وأخواتهم من مدينة الموصل في العاشر من شهر حزيران من العام عينه. أمام هذه المحنة التي تدمي القلوب وتضعف المعنويات وتسد الأفق على كل أمل ورجاء، فإننا نعود ونجدد صرختنا ونعلي الصوت على الملأ وأمام العالم بأسره، ونتوجه بخاصة إلى المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والدول الكبرى صاحبة القرار وجميع أصحاب الإرادات الصالحة، وكذلك الحكومة العراقية المركزية، شاجبين التخاذل والتباطؤ والتأخير في تحرير هذه الأراضي في الموصل وسهل نينوى، ومناشدينهم الإسراع بإنهاء محنة شعبنا المقتلع، فيعجلوا في تحرير أراضينا الغالية المغتصبة من قوى الظلام والإرهاب، داعش ومثيلاتها، ويوفروا سبل الحياة الآمنة والعيش الكريم، ليستطيع أبناؤنا وبناتنا حينذاك أن يعودوا إلى أرضهم وبيوتهم التي لطالما تعطشوا وتاقوا إليها لسنتين كاملتين، ويتابعوا حياتهم بالحرية والعدالة وبالمساواة التامة مع إخوتهم في الوطن، بالكرامة وروح المواطنة الحقة". وتابعت البطريركية في بيانها: "في الوقت عينه، نشكر كل من أسهم ولا يزال يسهم بدعم صمود أبناء شعبنا، سواء حكومة إقليم كردستان، وحكومات البلدان التي لجأوا إليها، والمنظمات الكنسية، والمؤسسات الرسمية والخاصة وسواها، والتي لم تنفك عن تقديم المساعدة والعون لهم. وها إن الرب قد عزى كنيستنا السريانية الجريحة في العراق الحبيب برسامة أربعة كهنة جدد شاؤوا أن يكرسوا ذواتهم للرب في هذه الأرض المباركة، وهم جميعا من أبناء أبرشية الموصل وكركوك وكردستان: واحد تكرس لخدمة أبرشية بغداد، وثلاثة لخدمة الأبرشية الأم في الموصل وكركوك وكردستان. يا لها من عطية عظيمة!، لقد تفقد الله شعبه في خضم المحنة. إننا في هذه الظروف الصعبة والعصيبة، نتوجه بالقلب والفكر والروح إلى أبنائنا وبناتنا الذين يعانون آلام الإقتلاع ونكبة النزوح والهجرة، وبخاصة أبرشيتنا الحبيبة، أبرشية الموصل وكركوك وكردستان للسريان الكاثوليك، بشخص راعيها سيادة أخينا الحبر الجليل مار يوحنا بطرس موشي الجزيل الإحترام، وكهنتها الأفاضل، وإكليروسها المبارك، ومؤمنيها الأعزاء، الذين أرغموا جميعا على تجرع مرارة الإقتلاع، فتبدد شملهم إلى كردستان ولبنان والأردن وتركيا، ومنهم من وصل إلى ما وراء البحار في أوروبا وأميركا وأوستراليا". وختمت بيانها: "إننا، وبعاطفة الأب الروحي، نشد على أياديكم، ونقدم صلاتنا حارة في هذا اليوم عيد تجلي الرب يسوع على الجبل من أجلكم. وكما صلى يسوع من أجل تلاميذه كي لا يفنى إيمانهم، ها نحن أيضا نصلي من أجلكم كي تبقى شعلة الإيمان والرجاء مضطرمة في قلوبكم، فلا تيأسوا أبدا ولا تحزنوا كالذين لا رجاء لهم (1 تسالونيكي 4:13)، بل ارجوا فوق كل رجاء، فإن الرب لا بد وأن يستجيب لكم ويسرع في يوم التحرير، كي تعودوا إلى متابعة شهادتكم لإله الرحمة وإنجيل المحبة والسلام من أرض الآباء والأجداد، رغم عظمة الصعوبات وجسامة التحديات. فهذه الأرض أرضنا وستبقى أرضنا، ولنا ملء الثقة بربنا ومخلصنا يسوع القائل: "ثقوا أنا قد غلبتُ العالم" (يوحنا 16: 33)".

 

النائب نقولا فتوش: شقيقي يعمل وفق تراخيص شرعية وتحت سقف القانون

الأحد 07 آب 2016 /وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي للنائب نقولا فتوش البيان التالي: "بتاريخ 6/8/2016 جرت غزوة مسلحة مبرمجة وعن سابق تصور وتصميم وعمد، فأقدمت عصابة مسلحة ومن الخارجين على القانون يقودها ضابط متقاعد شاءت صدف الزمن الرديء أن يكون رئيسا للبلدية، بهجوم وحشي على الشاحنات والآليات التي تعمل لدى السيد بيار فتوش، وأقدمت على تكسيرها وعلى ضرب السائقين بآلات حادة وفراعات، وعلى إطلاق الرصاص على إحدى السيارات لقتل من فيها، وكان نتيجة الحادث خمسة جرحى، إثنان منهم بحالة حرجة في غرف العناية الفائقة وثلاثة أشخاص في المستشفيات.

وكان قد سبق هذه الغزوة دعوات وتحريض عبر وسائل التواصل الإجتماعي للجمع والإعتداء. وقد اتصل شقيقي السيد بيار فتوش بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص طالبا الحماية، فأفاده بأن لديه أوامر من القيادة العليا بعدم التدخل بالموضوع مما يثبت التصميم الجرمي. فالدستور والقانون وحماية أصحاب الحقوق يخضع لها هو، اللواء بصبوص، ومن سماهم مراجع عليا. كما نسجل غياب وتغاضي قائد الجيش الذي يركز جهوده لتمديد بقائه بشكل غير قانوني، وسيكون لنا موقف من التمديد المخالف للقانون. إن شقيقي مالك للعقارات، والملكية محمية بالدستور والقانون، ولديه تراخيص قانونية أصبحت محصنة من كل طعن، ونافذة، وصادرة عن الوزارات المعنية وهي مسندة ومثبتة بأحكام قضائية نهائية ومبرمة. إنه يعمل تحت سقف القانون وعلى الجميع حمايته، ورئيس البلدية الموظف يخالف أحكام المادة 350 عقوبات وعليه أن يلتزم بالقانون وإلا ملاحقته وإسقاطه من الحقوق المدنية عملا بالمادة 378 عقوبات، ورغم جرائم رئيس البلدية المتمادية يمتنع ووزير الداخلية عن إعطاء الإذن بالملاحقة. إن شقيقي يعمل وفق التراخيص الشرعية، ووفق القانون، وتحت سقف القانون، ويقتضي ردع الميليشيا المعتدية على القانون. وعلى كل من يدعي حقا عليه أن يراجع القضاء وبالطرق السلمية والحضارية، لا أن تتم حماية المليشيات وهذه أفظع جرائم القانون. إن الحكومة أعطت التراخيص القانونية وملزمة بحمايتها وحماية أصحابها، لا غض النظر عن التصرفات المليشياوية وترك أصحاب الحقوق فريسة للمبتزين والخارجين على القانون. من المستهجن أن ترتكب العصابة المسلحة جرائمها على بعد 200 متر من مخفر الدرك ولا يحرك ساكنا. والقوى الأمنية موجودة بالقرب منهم، وبعيدة عن مواقع المقالع والكسارات العائدة لشقيقي أكثر من ثلاثة كيلومترات. إن استمرار التغاضي عن الجرائم والإفتراءات سيجعلنا نعتقد يقينا أن هناك من يتواطأ مع المجرمين لضرب السلم الأهلي. كما تم التهجم على مراسل الOTV وسحب آلة التصوير منه لمنعه من تصوير الحقيقة.

من هذا المنطلق، ندعو دولة رئيس مجلس الوزراء الى التحرك السريع لوقف الإعتداءات المشبوهة، كما نعتبر هذا الكتاب بمثابة إخبار للنيابة العامة التمييزية لملاحقة مرتكبي الجرائم والمحرضين والمتدخلين وعلى رأسهم رئيس البلدية فؤاد هيدموس، مارون بدر، سليمان يمين، زياد شيا، خضر غضبان وعبادي سليط ومن يظهره التحقيق، والمعتدين على الملكية وأصحاب الحقوق والعاملين في المشروع، وحمايتهم من حملة السلاح والعصي والسكاكين والفراعات، والمثيرين للفتن وأفعالهم تقع تحت أحكام المادة 317 عقوبات وغيرها من أحكام قانون العقوبات. إن شقيقي يعمل بملكه ووفق تراخيص قانونية، وتحت سقف القانون، فلتعمل الدولة وموظفوها وأمنها والمعتدون بأحكام القانون وتحت سقف القانون وإلا بردا على الحق وسلاما على القانون".