المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 آب/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.august12.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أُخْرُجْ إِلى الطُّرُقِ والسِّيَاجَات، وَأَجْبِرِ النَّاسَ عَلَى الدُّخُول، حَتَّى يَمْتَلِئَ بَيْتِي. فإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَذُوقَ عَشَائِي أَحَدٌ مِنْ أُولئِكَ المَدْعُوِّين

أُنْظُرُوا أَيَّ مَحَبَّةٍ مَنَحَنَا الآب، حتَّى نُدْعَى أَولادًا لله، ونَحْنُ أَولادُهُ حَقًّا. لِذلِكَ فَالعَالَمُ لا يَعْرِفُنَا لأَنَّهُ مَا عَرَفَ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

من أرشيفنا لعام 2015 لمثل هذا اليوم/عون مهووس وكل من يشاركه هوسه عليه مراجعة طبيب أمراض عقلية/الياس بجاني

ديوانيات الإستيذ نبيه كل أربعاء هي قمة في استغباء ذكاء وعقول وعلم اللبنانيين/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لاسا ولباسا وحلاسا/ميرفت سيوفي/الشرق

هولاند: فرنسا حاضرة دائما لضمان امن لبنان

انتخاب ام تعيين/ صول عون الى الرئاسة سيكون نذيراً بإنهاء الدولة والحضور اللبناني لمصلحة المشروع المذهبي ولمصلحة تعميم الفساد على حساب الهوية الوطنية/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

الفاعل المعروف..."مجهول"/أحمد الأسعد

لاسا تحرّك خطط البطريركيّة: للصبر حدود/جنى جبور/الجمهورية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 11/8/2016

مروحيات الجيش تستهدف تحركات الارهابيين في جرود عرسال

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 11 اب 2016

مجلس الوزراء يقر "هيئة سلامة الغـذاء" ويكلف لجنة لمتابعة خطة معالجة النفايات

سمير فرنجية وفارس سعَيد في كليمنصو بالصورة والتغريد

لا لجان مشتركة لقانون الانتخاب قبل 5 أيلول الحوار "قفز" فوق الصيغة المختلطة فهل أطاحها/منال شعيا/النهار

قبل مجلس الشيوخ وهيئة الغاء الطائفية 5 بنود لم تطبَّق في الطائف الحسيني: هيئة الحوار سلطة منحلَّة للإلهاء وتمديد عمر الأزمة/هدى شديد/النهار

08 آذار ترد على "عريضـة 14 التهويلية" حــــول نســـف الطائــف: متمسكون به مع تعزيز صلاحيات المسيحيين.. ولو اردنا المثالثة لحصلنا عليها

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الرهان على تطـورات الاقليم لانجاز الرئاسـة من موعد الى آخر.. بلا نتيجة واستعجال غربي للانتخاب.. قبل بلوغ نيران المواجهة العربية - الايرانية لبنان؟

رسائل خارجية ليقظة داخلية تمنـــع اهتزاز الاسـتقرار

لجنة وزارية جديدة لنفايات بيروت واعتصـــام كتائبي

اصرار أممي على استئناف مفاوضات جنيف قبل نهاية آب

"المستقبل" يسير بحلول "منطقية" للانتخاب وضمن التوازنات اللبنانية وخروج مناقشات الحوار عن جدول الاعمال مؤشّر الــى عدم تقدّمه

جرائــم الشـــرف ألغيــت وانعاشـها غيـــر مبــرر و"لبنان يحتال على المجتمع الدولي في ما يخص حقوق الإنسان"... متى الاعتبار؟

مجدليا "عاليه" تغضب و تثور ... عاملان سوريان يغتصبان طفلا في ١١ من عمره

احتجاز 64 لبنانيّاً في إيران... وهذه قصّتهم

جعجع زار دير سيدة بزمار وتشديد على أهمية الوحدة على الساحة المسيحية

نديم الجميل : نرفض إنشاء محرقة في الكرنتينا

ريشا في اعتصام مصلحة الطلاب في الكتائب: لعدم البدء بردم البحر قبل دراسة المشروع كاملا وبطريقة صحية

خاطفو ريان سليمان اطلقوه وهو في مخفر بيت شاما

مقتل قاض متقاعد في جريمة في بيت الشعار وانتحار الجاني

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الشرطة الكندية قتلت مؤيدا لداعش كان يستعد لتفجير عبوة

فتاة إيزيدية تروي بشجاعة تفاصيل قصتها المؤلمة مع داعش

زويل آخرهم.. هذه هي أبرز فتاوى "التكفير"

البيشمركة: مقتل "وزير نفط داعش" بعملية إنزال بالقائم

دي ميستورا: سنبحث مع الروس تمديد الهدنة في حلب

ايرولت: فرنسا قلقة لهجوم كيميائي محتمل في حلب

برلماني روسي: روسيا ستحول مطار حميميم في سوريا الى قاعدة جوية دائمة

وزيرا الخارجية الروسي والبريطاني يأملان في تطبيع العلاقات الثنائية

وزير الماني اقترح اسقاط الجنسية عن المتطرفين الحاملين جنسيتين

ترامب: أوباما أسس داعش مع كلينتون المحتالة

هل باعت إيران أسلحة لداعش في سيناء؟

تركيا تمسـك العصا من نصفهــا بين واشـنطن وموسـكو وإردوغان يوظف اوراق الانقلاب لتعزيز الموقع والدور الاقليمي

غارديان": على ماي "الانتباه" من بوتين

"فايننشال تايمز": بوتين استفاد من انقلاب تركيا ولن يثق بأردوغان

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان بحماية واشنطن: التأرجُح بين الحياة والموت/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الوعود بالنصر.. حتى آخر عنصر/علي الحسيني/المستقبل

هل ستكون الرئاسة اللبنانية أولوية للإدارة الأميركية/ثريا شاهين/المستقبل

ثنائية عون والمستقبل/أحمد عدنان/العرب

ثرثرات في الإصلاح اللبناني/خالد غزال/الحياة

كميل شمعون.. البطريرك العملاق/إميل العلية/الجمهورية

حضرة المسؤولين هل انتم منشغلون بمستقبل لبنان واللبنانيين/مروان اسكندر/النهار

الذكرى المئويـة" لمعاهدة سايكس بيكـو/المحامي بسام أمين الحلبي/النهار

دلالات مواقف البابا فرنسيس تجاه الإسلام/وليد محمود عبدالناصر/الحياة

في الفشل المزدوج/علي نون/المستقبل

من حقيبة النهار الديبلوماسية - لا قرار دولياً يعترف بالأسد/عبد الكريم أبو النصر/النهار

اليمن .. والحاجة إلى كسر موازين القوى/خيرالله خيرالله/المستقبل

بوتين: «قيصر» الشرق الأوسط/أسعد حيدر/المستقبل

إذا أرادت هيلاري كلينتون إثبات جديتها/خيرالله خيرالله/العرب

مصالح موسكو وأنقرة السورية/ وليد شقير/الحياة

الصراع الشيعي - السنّـي بين الحسابات الأميركية والإخفاق الذاتي/عبدالباسط سيدا/الحياة

عادية السنّة واشتهاء «داعش»/حسام عيتاني/الحياة

السلطان والقيصر في حاجة إلى بعضهما البعض/راغدة درغام/الحياة

ايران: القوميات بدأت القتال.. و«المجاهدون» قادمون/صالح القلاب/الشرق الأوسط

لا سلام في سوريا إلا بتقسيمها/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

بوتين يلجم حماسة أردوغان/حسان حيدرم/الحياة

كسر حصار حلب إذ يكشف هشاشة النظام/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع اطلع شهيب في اتصال على عراقيل تصريف موسم التفاح زايد: لانهاء الفراغ الرئاسي ودعم الجهود للتوافق الوطني

حركة فتح: علاقتنا مع إخوتنا اللبنانيين قائمة على الاحترام المتبادل

الوفاء للمقاومة: الحوار نافذة ضوء ونأمل إنهاء الشغور الرئاسي قريبا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أُخْرُجْ إِلى الطُّرُقِ والسِّيَاجَات، وَأَجْبِرِ النَّاسَ عَلَى الدُّخُول، حَتَّى يَمْتَلِئَ بَيْتِي. فإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَذُوقَ عَشَائِي أَحَدٌ مِنْ أُولئِكَ المَدْعُوِّين

إنجيل القدّيس لوقام14/من16حتى24/:"قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ: «رَجُلٌ صَنَعَ عَشَاءً عَظِيمًا، وَدَعَا كَثِيرين. وسَاعَةَ العَشَاء، أَرْسَلَ عَبْدَهُ يَقُولُ لِلْمَدعُوِّين: تَعَالَوا، فَكُلُّ شَيءٍ مُهيَّأ! فَبَدَأَ الجَمِيعُ يَعْتَذِرُونَ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَة. قَالَ لَهُ الأَوَّل: إِشْتَرَيْتُ حَقْلاً، وَأَنَا مُضْطَرٌّ أَنْ أَذْهَبَ لأَرَاه. أَسْأَلُكَ أَنْ تَعْذِرَنِي! وقَالَ آخَر: إِشْتَرَيْتُ خَمْسَةَ فَدَادِين، وَأَنَا ذَاهِبٌ لأُجَرِّبَها. أَسْأَلُكَ أَنْ تَعْذِرَني! وَقالَ آخَر: تَزَوَّجْتُ ٱمْرَأَةً، وَلِذلِكَ لا أَقْدِرُ أَنْ أَجِيء. وَعادَ العَبْدُ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ بِذلِكَ. فَغَضِبَ رَبُّ البَيْتِ وقَالَ لِعَبْدِهِ: أُخْرُجْ سَرِيعًا إِلى سَاحَاتِ المَدِينَةِ وَشَوارِعِها، وَأْتِ إِلى هُنَا بِالمَسَاكِينِ وَالمُقْعَدِينَ وَالعُرْجِ وَالعُمْيَان. فَقالَ العَبْد: يَا سَيِّد، لَقَدْ نُفِّذَ مَا أَمَرْتَ بِه، وَبَقِي أَيْضًا مَكَان. فَقَالَ السَيِّدُ لِلعَبْد: أُخْرُجْ إِلى الطُّرُقِ والسِّيَاجَات، وَأَجْبِرِ النَّاسَ عَلَى الدُّخُول، حَتَّى يَمْتَلِئَ بَيْتِي. فإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَذُوقَ عَشَائِي أَحَدٌ مِنْ أُولئِكَ المَدْعُوِّين!».

 

أُنْظُرُوا أَيَّ مَحَبَّةٍ مَنَحَنَا الآب، حتَّى نُدْعَى أَولادًا لله، ونَحْنُ أَولادُهُ حَقًّا. لِذلِكَ فَالعَالَمُ لا يَعْرِفُنَا لأَنَّهُ مَا عَرَفَ الله

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى03/من01حتى10/:"يا إِخوَتِي: أُنْظُرُوا أَيَّ مَحَبَّةٍ مَنَحَنَا الآب، حتَّى نُدْعَى أَولادًا لله، ونَحْنُ أَولادُهُ حَقًّا. لِذلِكَ فَالعَالَمُ لا يَعْرِفُنَا لأَنَّهُ مَا عَرَفَ الله. أَيُّهَا الأَحِبَّاء، نَحْنُ الآنَ أَولادٌ لله، ولَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ مَا سَنَكُون. إِنَّمَا نَعْلَمُ أَنَّنَا، عِنْدَمَا يَظْهَرُ المَسِيح، سَنَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنا سنُعَايِنُهُ كَمَا هُوَ. فكُلُّ مَنْ لَهُ هذَا الرَّجَاءُ في المَسِيح، فَلْيُطَهِّرْ نَفْسَهُ، كَمَا أَنَّ المَسِيحَ هُوَ طَاهِر. كلُّ مَنْ يَفْعَلُ الخَطِيئَةَ يَفْعَلُ الإِثْمَ أَيْضًا، لأَنَّ الخَطِيئَةَ هِيَ الإِثْم. وتَعْلَمُونَ أَنَّ المَسِيحَ ظَهَرَ لِيَرْفَعَ الخَطايَا، ولَيْسَ فِيهِ خَطِيئَة. كُلُّ مَنْ يَثْبُتُ فِيهِ لا يَخْطَأ، وكُلُّ مَنْ يَخْطَأُ فَهُوَ مَا رآهُ ولا عَرَفَهُ. أَيُّهَا الأَبْنَاء، لا يُضَلِّلْكُم أَحَد. إِنَّ مَنْ يَعْمَلُ البِرَّ هُوَ بَارٌّ كَمَا أَنَّ المَسِيحَ هُوَ بَارّ. مَنْ يَفْعَلُ الخَطِيئَةَ هُوَ مِنْ إِبْلِيس، لأَنَّ إِبْلِيسَ مُنْذُ البَدْءِ خَاطِئ. لِهذَا ظَهَرَ ٱبْنُ الله، لِيَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيس. كُلُّ مَولُودٍ مِنَ اللهِ لا يَفْعَلُ الخَطِيئَة، لأَنَّ زَرْعَ اللهِ ثَابِتٌ فِيه. ولا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْطَأ، لأَنَّهُ مَولُودٌ مِنَ الله. بِهذَا يَظْهَرُ مَنْ هُم أَولادُ اللهِ ومَنْ هُم أَوْلادُ إِبْلِيس. فَكُلُّ مَنْ لا يَعْمَلُ البِرَّ لا يَكُونُ مِنَ الله، وأَيْضًا مَنْ لا يُحِبُّ أَخَاه."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

من أرشيفنا لعام 2015 لمثل هذا اليوم/عون مهووس وكل من يشاركه هوسه عليه مراجعة طبيب أمراض عقلية

الياس بجاني/11 آب/15

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/11/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%87%d9%88%d9%88%d8%b3-%d9%88%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%83%d9%87-%d9%87%d9%88%d8%b3/

باختصار ودون لف أو دوران أو حجج أو تبريرات فإن ميشال عون وعملاً بكل مقاييس العلم السياسي، والإيمان بكل تشعباته، والوطنية بكل أشكالها، ومعها مفاهيم المقاومة والمعارضة، والتعقل بكل مكوناته، وقيم وقواعد المصداقية والوفاء والشفافية كافة، فإن ميشال عون كسياسي ونائب ورئيس حزب وعامل بالشأن العام، وإنسان انتهازي وحاقد، هو إهانة وتحقيراً لنا نحن الموارنة تحديداً، وتقزيماً لكل تاريخنا وتهميشاً له، لا بل هو بهوسه وأوهامه والنرسيسية والشعوبية العوراء، بالإضافة إلى غباء وغنمية أتباعه من جماعات صغر وقلة العقل ومركبات العقد وعبدة الأشخاص والمرتزقة والوصوليين، هو يعطي الآخرين في لبنان وإيران وسوريا والسعودية وغيرها من البلدان والجماعات المحلية والإقليمية كل ما يحتاجونه من وسائل ومبررات لإلغائنا سياسياً وديموغرافياً ووجوداً وتحويلنا إلى أتباع وأهل ذمه وإبعادنا جسدياً عن لبناننا الحبيب.

هذا العون الذي لا عون ولا رجاء منه أو فيه هو واقعاً أداة طيعة ورخيصة وبشعة وسرطانية بيد محور الشر الإيراني، والمحور هذا يستعمله كما يريد ومتى يشاء وفي أي وقت يبتغيه، وكل ما يعطيه إياه بالمقابل هو غنائم مالية ومواقع سلطوية زائلة وآنية تدر مالاً فقط، وفي المقابل يصادر ويفترس وإلى غير رجعة بالقضم التدريجي والممنهج دورنا الماروني والمسيحي ويلغي استقلاليتنا في كل المواقع، ويضع اليد على أرضنا ويهجرنا دون من يسأل أو يحاسب، خصوصاً وأن بطريركنا بشارة الراعي هو في غير عالم ومنسلخ عن كل ما هو مارونية بثوابتها وقيمها ودورها وواجباتها، ويعيش في قوقعة من الاستكبار وغارق كما عون في النرسيسية وثقافة المؤامرة ومركبات أرضية بعيدة عن روحية المحبة والتواضع.

أما باقي قيادتنا المارونية تحديداً فمنهم من يتوهم أنه “شاطر وذكي”، وبالتالي يتشاطر ويتذاكى في عمله السياسي والشعبوي والتحالفي طبقاً لمفاهيمه الوهمية، إلا أنه دائماً ودائماً يقع في شر وسجون تذاكيه وينقلب سحره عليه دون أن يتعلم من تجاربه أو يتعظ.

ومنهم من هو قناص فرص عالمي، وضميره مخدراً ووجدانه مقتولاً وكرامته معروضة للبيع، وهو دائماً حاملاً للسلال والمناجل وعلى أهبة الاستعداد 24/24 للانقضاض على غلال وحصاد الغير حين يرى الفرص متاحة أو يتهيأ له أن لا حماة ولا نواطير لها، مع العلم أنه لا يشارك لا في حراسة ولا رعاية المحاصيل التي كاللص يريد سرقتها. وهذا المخلوق المسخ أيضاً دائماً “بتطلع سلته فارغة”، وينتهي مهمشاً وإن أعطي أي دور يكون غير ذي أهمية.

هذا النماذج المارونية الأربعة التعيسة والمهترئة، عون وحالته المهووسة، والراعي الذي لا يرعى، والمتذاكي، وقناص الفرص، هي نماذج مفضوحة ومكشوفة حتى التعري للآخرين من مثل حزب الله والنائب وليد جنبلاط والرئيس بري وتيار المستقبل وإيران والسعودية والأسد وغيرهم. وهؤلاء يستغلونها غب حاجاتهم ومصالحهم، وننتهي نحن الموارنة تحديداً والمسيحيين عموماً ومعنا الدولة والكيان والسيادة والإستقلال في خانة الخاسرين.

إنه مسلسل ماروني تعيس واسخريوتي يتكرر ويتكرر دون أن تتعلم  شرائح كبيرة من أهلنا منه شيئاَ.

“ومن هون وبالرايح”،  لا داعي ولا ضرورة للخوض في حيثيات “نتاق وهرار”، المهووس عون الذي وسخ اليوم من خلال مؤتمره الصحافي الفضيحة والعار والكارثة و”الزقاقي”، وسخ أكثر وأكثر الأجواء اللبنانية والتي منذ 25 يوماً تفوح منها روائح الزبالة. يعني كلام عون اليوم هو زبالة فوق زبالة.

في الخلاصة، نحن نرى أن كل عنتريات المهووس عون “ونتاقه وهراره”  لن تترجم أعمالاً في حال كان أسياده في إيران ووكلائهم في دويلة الضاحية في غير إتجاه ولا تخدمهم، وبالتالي المهووس هو بوق وصنج ومداح وقداح بالإجرة ونقطة على السطر. أما من لا يزال واهماً من أهلنا أن عون هو المخلص أو أنه في نهجه وثقافته وممارساته أي شيء لبناني أو أي قيم مسيحية فعليه مراجعة أقرب طبيب للأمراض العقلية والنفسية.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيPhoenicia@hotmail.com

 

ديوانيات الإستيذ نبيه كل أربعاء هي قمة في استغباء ذكاء وعقول وعلم اللبنانيين

الياس بجاني/10 آب/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/10/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d9%8a%d8%b0-%d9%86%d8%a8%d9%8a%d9%87-%d9%83%d9%84-%d8%a3/

مما لا شك فيه أنه من أكثر الظواهر البشعة والمهينة في زمن المّحل والاحتلال الإرهابي والملالوي التي تضرب المجتمع اللبناني هي ظاهرة، بل مسخرة ديوانيات الإستيذ نبيه بري كل يوم أربعاء حيث يتحوكم حوله في عين التينة، المقر الرسمي لرئاسة مجلس النواب، عدداً لا بأس به من "النوائب-النواب" الخانعين والممتهنين الذمية والتقية والطروادية وكافة فنون تمسيح الجوخ.. يتحوكمون حوله كالأطفال البلهاء والمعاقين ويستمعون دون أن يتفوهون بكلمة إلى مواعظه والحكم..

ثم يخرجون من قاعة الاجتماعات ليصرحوا لوسائل الإعلام بنّعم الدرر والجواهر الأفلاطونية والثقافية والوطنية التي تنازل وتواضع وتكرم وزودهم بها "الحكيم" و"الواعظ" وسليمان حكيم زمانه وملك القبعات والطرابيش والأرانب، الإستيذ نبيه.

عجيب غريب أمر هؤلاء النوائب البهدلة والتعتير!!

ألا يدركون أن الناس تحتقرهم وتسفههم وتهزأ بهم ولا تكن لهم أي نوع من الاحترام وأنها لا ترى فيهم غير "قرطة" من الزقيفة والزلم والأبواق والصنوج الرخيصة والذميين والفجعانين مال وسلطة؟

بربكم ما هي الانجازات الوطنية التي يمكن أن تلصق بالإستيذ غير تزويره الفاضح والإجرامي والدائم للدستور وللقوانين ولكل الأعراف اللبنانية التاريخية .. كما تجويف الممنهج عن سابق تصور وتصميم ونوايا سيئة لكل مقومات مجلس النواب وخصي دوره التشريعي وتبعيته العمياء لحزب الله وللملالي ولنظام الأسد؟

وبربكم هل فعلاً الإستيذ نبيه هو فيلسوف عصرنا وخلاق ومبتكر وقيمة وطنية ومؤمن بلبنان وكيانه وتعايش مكوناته مجتمعه المتنوعة؟

عملياً وفي الواقع الإحتلالي المعاش على الأرض فإن هذا الرجل ومنذ 25 سنة هو متربعاً سعيداً على كرسي رئاسة مجلس النواب من خلال قوة وسلبطة وإرهاب الإحتلالين السوري والإيراني..

ومنذ 25 سنة وهو يخدم أسياده الفرس والبعثيين الأسديين في حين بوقاحة يعادي كل ما هو لبنان ولبناني ودستور وتشريع واستقلال وسيادة.

في إطار زمن المّحل والبؤس والاحتلال فإذا كان من سبب أساسي لفشل جماعة 14 آذار السياسيين والأحزاب "البهدلة" فهو خضوعهم الغبي والولادي والمصلحي واللا ضميري واللا وطني واللا أخلاقي لإملاءات وهرطقات الإستيذ نبيه.

في الخلاصة: نحن نرى إن ظاهرة الإستيذ المرّضية ومعها هرطقة ديوانيات التعموية هما من أكثر ظواهر أعراض زمن المّحل والبؤس التي يعاني منها مجتمعنا اللبناني.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لاسا ولباسا وحلاسا!

ميرفت سيوفي/الشرق/11 آب/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/11/%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%81%d8%aa-%d8%b3%d9%8a%d9%88%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%a7-%d9%88%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d8%a7-%d9%88%d8%ad%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%a7/

في أواسط القرن التاسع عشر، وتحديداً في عام 1863، اشترت الكنيسة المارونية معظم أراضي لاسا، اشترت ثلاثة ملايين متر مربع من أصل أربعة ملايين تشكل المساحة الاجمالية لأراضي القرية، ومن ضمن ما اشترته الكنيسة المارونية ودفعت ثمنه مصلى صغير كانت تصلي فيه سيدات آل حمادة.

ربما لم ينسَ كثيرون الحادثة الشهيرة التي وقعت في لاسا عام 2001 فوجئت الكنيسة بالشيخ محمد علي قاسم العيتاوي يدخل الى كنيسة السيدة الاثرية في لاسا والتي جرى بناؤها عام 1963، معلنا ان هذه الكنيسة متنازع عليها عقاريا وهي مصلى لآل حمادة الذين كانوا يسكنون المنطقة منذ مئات السنين وأنه يريد إعادتها الى آل حمادة»، ووضع الشيخ في الكنيسة سجادا ومصحفاً واضعاً بذلك يده عليها… وسيبقى الوضع في لاسا على حاله إلى حين يتمّ تغيير «حلاسا ولباسا».

ليس بخافٍ أنّ حزب الله يسعى إلى تغيير الهوية الديموغرافيّة في أماكن كثيرة في لبنان سعياً للسيطرة على مناطق السنّة والشيعة، وغلب على سلوك الشيعة طوال سنوات الحرب اللبنانية، وما يزال، وضع اليد على أراضي الغير بقوّة السلاح، أو بحجّة التهجير، وهنا علينا التذكير بحديث أمين عام حزب الله حسن نصرالله ، قبل أن يصبح أميناً عامّاً: «إن لبنان وهذه المنطقة هي للإسلام والمسلمين، ويجب أن يحكمها الإسلام والمسلمون [السـفير في 12 تموز 1987]، هذه عقيدة ثابتة عند حزب الله وإن أخرجها حالياً من السياق، يوماً ما سيخرجها من كمّه ويدّعي أنّه سكت حفاظاً على السّلم الأهلي، يعتقد حزب الله يقيناً أنّ «بلاد كسروان وجبيل كانت بلاد شيعة»…

سيبقى حزب الله ومن معه يسعى لفرض أمرٍ واقع ليس في لاسا وحدها بل في بلاد جبيل كلّها، ولكن للعبرة والتاريخ ـ مع أن حزب الله لا يعتبر ـ ننقل عن موقع شهادتنا، توثيقاً لمعركة تاريخية أسماها «معركة برج الفيدار» وهي من أهمّ المعارك في تاريخ المقاومة اللبنانيّة، والتي للمفارقة كانت دائماً «مقاومة مسيحيّة» ـ وهذا أمر علينا الإعتراف به كمسلمين ـ  وفي تفاصيل تلك المعركة التي وقعت عام 1293 أنها عرفت بمعركة  المثلث «الفيدار – جبيل – المدفون»، حين جمع السلطان المملوكي قلاوون حوالى 100 ألف جندي وقرّر مهاجمة بلاد جبيل من محورين: محور من بيروت باتجاه جبيل بستة آلاف جندي، ومحور طرابلس باتجاه المدفون بأربعين ألف جندي، وكان أمام أهالي جبيل خياران: إما الاستسلام وتسليم المدينة لأنّ جيشهم مع المقدّمين المردة الجراجمة لا يتجاوز ثمانية عشر ألف جندي، وإما المقاومة والصمود، وكان اختيارهم المقاومة فقسّموا جيشهم إلى قوّتين، قوة تتمركز في منطقة المدفون، والقوة الثانية تتمركز في منطقة برج الفيدار وعلى التلال التي تشرف على مدينة جبيل (بلاط، حبوب…).

هاجم المماليك من المحور الأول بيروت – جبيل بحوالى ستين ألف جندي فرصدتهم القوة المتمركزة على تلال جبيل، ولم تعترضهم، وتركتهم ليدخلوا المدينة، بعدما طلب قادة المقاومة المسيحية من النساء والأطفال أن يغادروا المدينة وأن يتركوا محاصيلهم في المخازن ويصعدوا في المراكب ويبحروا بمحاذاة الشاطئ الجبيلي. وبعدما دخل الجيش المملوكي الى مدينة جبيل رأى السكان في مراكبهم في البحر فظنّ أنّهم هربوا، فبدأوا ينهبون ويأكلون ويشربون احتفالاً بالنصر، فتضعضع وضعهم التنظيمي. وعند المساء هاجمتهم «القوات المسيحية» المتمركزة على تلال جبيل وتمكنّت من قتل قسم كبير منهم ووصلت الى القيادة وقضت عليها، وعندما حاول من تبقى من الجيش المملوكي الهروب جنوباً، كانت قوة من المردة الجراجمة بانتظارهم في منطقة الفيدار وقضت عليهم.

وعلى المحور الثاني، وعندما وصل الجيش المملوكي وتعداده أربعين ألف جندي إلى المدفون وصلته أخبار تقهقر جيشه على المحور الأول فقرر عدم دخول المعركة والانسحاب، الاّ أن «القوات المسيحية» استمرت في ملاحقة الهاربين وقتلهم في منطقة المدفون ويقال إن اسم هذه المنطقة يعود الى تلك الحقبة حيث قتل عدد كبير من الجيش المملوكي».

لتذكير البطريركية المارونية فقط، حتى لا تتكل على البحث عن حلّ بين بطريركها بشارة الراعي والشيخ عبد الأمير قبلان، نضع هذا التصريح لقبلان بين يدي القارىء والذي تناولناه في مقالة نشرت في تموز العام 2011 وحملت عنوان لاسا والتصريحات المستفزة ، «في العقد الماضي من الألفية الثالثة استفزّ الشيخ عبد الأمير قبلان اللبنانيين جميعاً والبطريركية المارونية بشكل خاص في تصريح شهير له قال فيه: «الشيعة هم أهل لبنان قبل أن يأتي أحد من حلب واسطنبول، نحن متجذرون في الأرض من أب وأم لبنانيين لم نترك لبنان لقمة سائغة أمام الأعداء ودافعنا عنه بأرواحنا وأجسادنا وسنحفظه بكل جهدنا ودمائنا وسيتبين للجميع إن أبناء الطائفة الشيعية في لبنان هم من حافظوا وحفظوا لبنان».

 

هولاند: فرنسا حاضرة دائما لضمان امن لبنان

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اليوم، ان فرنسا ستكون "حاضرة دائما لضمان امن لبنان"، مشددا على "التعبئة الخاصة" من جانب باريس "من اجل مسيحيي الشرق". وقال خلال تدشين مستثمرين لبنانيين فندقا فخما في ارنا بومبادور في وسط فرنسا: "في كل مرة تتعرض فرنسا لهجوم، يقف اصدقاؤنا اللبنانيون الى جانبنا، وفي كل مرة يهاجم لبنان، وقد حصل ذلك في الايام الاخيرة، نحن بدورنا الى جانبه". اضاف: "سنكون دائما حاضرين لضمان امن لبنان"، مذكرا بان جنودا فرنسيين "موجودون في لبنان عبر قوة اليونيفيل" الموقتة التابعة للامم المتحدة في جنوب هذا البلد.

واعتبر ان على البلدين "اللذين يضربهما الارهاب" و"يكافحان هذه الافة" ان "يظهرا تضامنا كبيرا". ورأى ان "الرهان" يكمن في "الحفاظ على وحدة لبنان ووحدة اراضيه"، وقال مخاطبا عائلة نجم التي اعادت تأهيل قرية قديمة تابعة ل"كلوب مديترانيه" الذي اغلق العام 2014: "تعلمون حرص فرنسا على لبنان". واذ تطرق ايضا الى "تعبئة خاصة من اجل مسيحيي الشرق في مواجهة معاناتهم"، شدد الرئيس الفرنسي على ان وجود هؤلاء "لا غنى عنه لانهم يساهمون تحديدا في توازن" المنطقة. اضاف: "اعلم ان البابا ملتزم تماما عدم نسيان مسيحيي الشرق في هذه الازمة الرهيبة، ولكنني وددت ان اقول لكم ان فرنسا بدورها ملتزمة" هذا الامر".

 

انتخاب ام تعيين/ صول عون الى الرئاسة سيكون نذيراً بإنهاء الدولة والحضور اللبناني لمصلحة المشروع المذهبي ولمصلحة تعميم الفساد على حساب الهوية الوطنية

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/11 آب/16

اخر رئيس منتخب للبنان هو الرئيس سليمان فرنجية وقد تم انتخابه بفارق صوت واحد اي انه حصل على خمسين صوتاً مقابل تسعة واربعين لمنافسه والاهم ان البلد كله كان يحبس انفاسه بإنتظار النتائج التي حددت مصير الشهابية او بالأحرى نهاية الشهابية التي شوهتها الممارسات الأمنية وتجاوزات المكتب الثاني اي الأجهزة ٠ هذا ما كان عام ١٩٧٠ اي منذ ستة واربعين سنة وبعدها كل رؤوساء لبنان جاءوا بالتعيين وليس بالانتخاب عينتهم سلطة الوصاية او سلطات الوصاية المتنوعة وكان كل واحد منهم مرتهناً في ممارسته وقراراته لهذه الوصاية ومصالحها٠

كان الرئيس المعيّن يتصل أسبوعياً بالوصي ويأخذ منه التعليمات والتوجيهات ويترجمها في قرارات مجلس الوزراء او في السياسة الخارجية او في مسائل الدفاع والأمن.

عرفنا كل انواع الرؤساء بالتعيين ولم يكن اي منهم قوياً للبنان بل كانوا اقوياء على لبنان ودولته وسيادته لمصلحة الوصاية وسيد الوصاية٠

اليوم يقولون لنا ان ميشال عون قوي في بيئته وان على اللبنانيين قبوله كرئيس للجمهورية ولن يكون هناك جلسة انتخاب الا اذا تم القبول بعون سلفاً ودون اي مرشح اخر اي ان عون سيكون رئيساً بالتعيين وليس بالانتخاب وهو سيكون خادماً أميناً للوصاية التي يمثلها سلاح حزب الله المرتبط بمكتب المرشد والغارق في الحرب المذهبية على مستوى المنطقة٠

عون سيكون خادماً لهذا السلاح وحروبه وللنفوذ الإيراني ولمشروع تفكيك الدولة لمصلحة الميليشيا٠

لن يكون عون رئيساً قوياً بل سيكون في أحسن الحالات بنفس مستوي ضعف الذين سبقوه في التعيينات الرئاسية السابقة وكانوا مجرد دمى وأدوات في تدمير الدولة و السيادة ونشر الفساد وسرقة المال العام والخاص٠

خلاصة القول ان الرئيس القوي هو الرئيس المنتخب ديموقراطياً وليس الرئيس المعيّن>

عون هو المدلل لدى الوصاية ووصوله الى الرئاسة سيكون نذيراً بإنهاء الدولة والحضور اللبناني لمصلحة المشروع المذهبي ولمصلحة تعميم الفساد على حساب الهوية الوطنية ولقمة عيش الشعب اللبناني.

 

الفاعل المعروف..."مجهول"!

أحمد الأسعد/11 آب/16

عندما تصل القضايا الأمنية السياسية في لبنان إلى طريق مسدود، فهذا يعني أن المجرم محصّن سياسياً. وعندما يبقى الفاعل مجهولاً، فهذا يعني أن هويته معروفة. وعندما لا يتم الإمساك بأي مشتبه به، فهذا يعني أن الجهة السياسية التي ينتمي إليها تمسك بالبلد. نقول هذا الكلام لأن التحقيق في متفجّرة بنك لبنان والمهجر في فردان دخل غياهب النسيان على ما يبدو، ويتجه إلى مثل هذه النهاية، أو...اللانهايات. معظم الجرائم السياسية في لبنان تتكشف خيوطها، ويتم توقيف مرتكبيها وتجري محاكمتهم، باستثناء تلك التي يحوم فيها الشك حول جهة سياسية معينة، فإما ألاّ يسفر التحقيق عن نتيجة، أو إذا حدث وتم تحديد المتهمين، كما في حالة المحكمة الدولية، فسرعان ما يتم اخفاؤهم، تهريباً أو قتلاً أو بأية وسيلة أخرى. نحن في الإنتماء اللبناني، عشنا هذه التجربة مِن كثب. فالتحقيق في جريمة قتل رفيقنا هاشم السلمان لا يزال إلى اليوم من دون نتيجة، رغم أنها حصلت أمام عدسات الكاميرات وعيون الناس.

وهكذا، فإن المعطيات التي قيل إنها متوافرة في التحقيق بمتفجرة لبنان والمهجر، لم تُفضِ حتى الآن إلى نتيجة. والخيط السياسي الذي كان واضحاً وضوح الشمس، لم يتم تتّبعه على ما يبدو، وعلى الأرجح لم يكلّف أحد نفسه عناء استطلاعه.

إن الاستمرار في هذا التجهيل غير مقبول، وعلى القوى السياسية أن تطالب بكشف ملابسات هذه الجريمة الخطيرة، وأن تضع قضية لبنان والمهجر...تحت المجهر.

 

لاسا تحرّك خطط البطريركيّة: للصبر حدود

جنى جبور/الجمهورية/11 آب 2016

«الساكت عن الحق شيطان أخرس»، لا يستطيع أحد الوقوف مكتوفاً وجاره يريد ابتلاع أرضه غصباً عنه. ورغم أننا في القرن الحادي والعشرين، لكنّ عقلية الإستئثار ما زالت مسيطرة. تستمرّ قضية أراضي البطريركية المارونية المغتصبة في لاسا بالتفاعل. وبعدما أسف بعض الأهالي المسيحيين على تراخي البطريركية في هذا الموضوع، تبدي الأخيرة حدّية في موقفها، رافضةً التخلي عن شبر واحد من أراضيها، راسمةً خططاً مستقبلية هادفة لإنماء البلدة، وجعلها تنبض بالحياة. لم تتأخر البطريركيّة في التحرّك، لذلك عقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع القيّم على أملاك الأبرشية البطريركية المارونية في لاسا الأب شمعون عون والمحامي اندريه باسيل إجتماعاً امس في الديمان للبحث في ملف أراضي لاسا. ويؤكد عون لـ«الجمهورية» أنّ «بعد تعدّي الشيخ محمد العيتاوي على أرضنا ومنعنا من العمل بها، رفعنا هذه التفاصيل الى الراعي، الذي كان قد اتصل منذ 4 أيام بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان عارضاً عليه حلّ المشكلة، وداعياً الى التكلم مع العيتاوي لوقف الاعتداءات على أرض الكنيسة». البطريركية المارونية أبدت تعاوناً واضحاً، واضعةً خطواتٍ عملية من شأنها حلّ المشكلات المزمنة التي تتعرّض لها لاسا، ويقول عون إنّ «ملكيتنا ثابتة والتعدي واضح، لذلك ستطلب بكركي من قوى الأمن الداخلي والجيش القيام بواجباتهما في البلدة، وأن يساعدونا على حماية أراضينا، ومساندتنا لتحصيل حقوقنا المنتهَكة، كما ستتواصل مع وزيرَي الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والمال علي حسن خليل، للمطالبة بوضع نقطة للدرك في لاسا للحدّ من التعديات، ولإعطاء أمر لفرقة المساحة لتقوم بمسح نهائي، لأنه لا تزال هناك أراض غير ممسوحة، وعندها فليأخذ كلّ انسان حقه قانونياً». وعلى صعيدٍ آخر، يطالب عون بـ»الاتصال «بحزب الله» وحركة «أمل» ليمونا على الشيخ العيتاوي والأهالي المسلمين المؤيّدين لهذين الحزبين ويطلبان التزام القانون». تتغيّر نبرة عون لتصبح حادّة وغاضبة في آن واحد، عند سؤاله إذا كانت هذه الخطة المرسومة تجدي نفعاً عملياً، خصوصاً أنّ قضية لاسا ليست جديدة وتطوّراتها لا تبشر بالخير، فيقول: «بدّو يطلع بإيدنا... من هلأ لمليون سنة هل أرض إلنا مش إلن»، ولو كان عكس ذلك، لما كنا سكنّا فيها. صحيحٌ أنهم حاولوا منعنا من وضع الشقلات، لكننا نثق بالقانون الذي لن ينصفهم»، جازماً: «لن نرتدّ وسنستمرّ في الدفاع عن هذه الأرض والحفاظ عليها، وسنستثمرها وسنأجِّرها، ولو أنهم يحاولون تعطيلنا لن نيأس وسنكمل، متسلّحين بكلّ الوسائل الشرعية، وإذا اضطرينا الى وسائل غير شرعية، أي «على طريقتهم» بهدف الحفاظ على كلّ شبر من أرض الكنيسة، سنفعل ذلك». يُبدي عون ثقة كبيرة في الاتصالات التي سيجريها الراعي، ويأمل أن يساعده المعنيّون من أجل تنفيذ القانون، مؤكّداً «استمراره في هذه القضية، ولن أدع أحدٌ يبتلع حقنا في الأرض». للصبر حدود، هذا ما يؤكّده القيّم على أملاك الأبرشية البطريركية المارونية في لاسا، فلا سطوة السلاح ولا الأصوات العالية ستؤثر في عزيمته، وهو لم يعتدِ على أرض أو حق أحد، لكنه لن يقبل الذلّ رافضاً الخنوع والخضوع. من هنا ضرورة تحرّك المعنيين للاحتكام إلى القانون قبل أن «يبلغ السيل الزبى».

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 11/8/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تعطلت لغة الكلام السياسي في البلد وتقدمت عليها متابعات الناس لأخبار تبدو عادة عادية لكنها أصبحت مميزة في ظل الفراغ السياسي القائم ليس على مستوى الشغور الرئاسي فحسب وإنما ايضا على مستوى عدم الانتاجية الوزارية وفرملة الجلسات النيابية.

ففيما جلسة مجلس الوزراء اليوم لم تتخذ أي قرارات على مستوى التعيين او التمديد او البت في ملفات الضرورة انصرف اللبنانيون إلى ملاحقة جريمة مزدوجة في بيت الشعار عن طريق قتل سائق لقاض سابق ثم انتحاره.

وشمل حديث الناس اليوم تصادم شبان كتائبيين مع القوى الأمنية أمام مطمر برج حمود.

وإلى كل هذا برز كلام خبير نروجي ل "تلفزيون لبنان" على هامش مؤتمر هيئة قطاع النفط يحذر فيه من أن الافادة من الغاز والنفط في لبنان مستحيل إلا اذا توقف السياسيون عن خلافاتهم واعتمدت طرق مكافحة الفساد مع إعتماد الشفافية أيضا.

كل هذا في الداخل اللبناني أما في الخارج فهناك تدقيق سياسي بكلام دبلوماسي قاله السفير التركي في روسيا وهو ان انقره توافق على دور للقيادة السورية في الانتقال السياسي للنظام.

بداية من بيت الشعار مباشرة مع الزميل نبيل الرفاعي حول القاضي السابق المقتول والقاتل الذي انتحر.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

الخميس هو عز الاسبوع عمليا لكن في الدولة المعطلة هو اشبه بنهاية الاسبوع، فالحكومة اجتمعت وقررت شؤونا وملفات عادية ولم تتطرق الى الملفات الخلافية، ولكسر الرتابة كانت "خناقة" بين الوزيرين دو فريج وباسيل على خلفية رفض الاول اتهامات الثاني لرفاقه في الحكومة بتسييس كل شيء.

اما الملف الرئاسي ففي الثلاجة الاقليمية، لكن يسجل لبعض المرجعيات تفاؤلها رغم غياب المعطيات الملموسة بانه سيكون للبنان رئيس قبل نهاية السنة.

وفي الاطار لا يكتفي الوزير نهاد المشنوق بالكلام عن ضغوط كبرى لاخراج الرئاسة من عنق الزجاجة بل يتحدث عن نقاشات عميقة في دوائر القرار في دولة اقليمية معنية جدا بتعطيل الاستحقاق الرئاسي قد تفضي الى تليين موقف احد حلفائها اللبنانيين بما يسهل ولادة رئيس.

مطلبيا، فالى جانب اعتصام بعض الاساتذة، تحرك كتائبي على الارض رفضا لاقامة مطمر في برج حمود تخلله مشادة وتضارب مع قوى الامن التي حاولت منع المتظاهرين من دخول الموقع حيث تتم عملية الردم.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

لبنان بالانتظار لكن تحولات تجري على مساحة المنطقة ترسم معالم المرحلة المقبلة، بعد القمة الرئاسية التركية الروسية في بطرسبرغ يحط وزير الخارجية الايرانية غدا في انقرة ويزور نائب وزير الخارجية الروسية طهران الاثنين المقبل، الحراك بكل

الاتجاهات بين الروس والايرانيين والاتراك لكن المحور هي سوريا.

في حلب تطورات ميدانية متسارعة بتقدم الجيش السوري في الريف الجنوبي، لم تطل فرحة المسلحين بالدخول الى حلب الشرقية فحصارهم متواصل، على الارض جيش سوري يتقدم وفي الاجواء طيران روسي استعاد نشاطه بقوة رغم اعلان موسكو عن هدنة يومية تصل الى ثلاث ساعات.

المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا تحرك من جديد رافضا الاعتماد على الحل العسكري في الشهباء، لكن ذلك لا يصرف لا لدى المسلحين ولا الجيش السوري وحلفائه.

وحدها المحادثات التي تجري في طهران وانقرة توحي بتسويق مبادرة ما هي تكملة لما جرى نقاشه في القمة الروسية التركية قبل ايام، فماذا يعد لسوريا؟ وهل يركب الروس والايرانيون والاتراك معا حلا مشتركا تقبل به دمشق بعد الوقفة الايرانية والروسية الى جانب اردوغان اثناء الانقلاب الفاشل؟

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

قدم الأميركيون البيعة للجيش اللبناني.. فضرب العسكر "جو ليل" وحقق ما لا تنجزه تحالفات دولية في حربها الاستعراضية. قطف الجيش من الإرهاب تلة.. هو أبو خالد مساعد أبو مالك التلي. وإذا ما استمرت المساعدات الأميركية الفعالة للمؤسسة العسكرية.. فإن الجيش على جهوزية تامة لنزع الرؤوس الإرهابية مع "طاقياتها" مهما ارتفعت تلالها... ضربة قاضية في بيوت الإرهاب وجرودها عسكريا.. وضربة لقاض في بيت الشعار المتنية الآمنة.. حيث قتل القاضي السابق دياب بركات على أيدي شخص من آل لبكي أطلق النار على نفسه.. بعدما ترك القاضي جثة مضرجة بالدماء على الأرض... جريمة المتن الشمالي ذات الدوافع المالية تلاقيها جريمة المتن الجنوبي الجنسية.. والسورية الجنسية.. إذ تشهد بلدة مجدليا نقمة وغضبا عارمين بعدما أقدم قاصران سوريان على اغتصاب طفل مداورة والاعتداء عليه بالضرب... وعلى متن كل هذه الجرائم فإن الفضائح الإدارية والمالية أصبحت ترتقي إلى مستوى اغتصاب الدولة على طريقة سفاح القربى.. أي إن من يسرق هو من يحكم أو يشكل غطاء له... بعد قطاع الاتصالات والسطو على موقف المطار بقوة التلزيم.. يجد اللبنانيون أنفسهم أمام سرقة موصوفة في الميكانيك.. وعليهم أن يدفعوا ثلاثين دولارا إضافية عن كل سيارة.. كما يدفعون يوميا سبعة آلاف ليرة أجرة موقف المطار لدقائق معدودات. وتذهب هذه الأموال إلى جيوب مافيا الحكم المرتزقة على حساب الناس.. محرومين كانوا أم ميسورين. وعن التلزيمات غب الطلب السياسي إبحثوا عن مجلس الإنماء والإعمار العامل دوما في خدمة مافيات السلطة.. الذي وصفه النائب طلال أرسلان بأنه مجلس الفاسدين. وما لم يدل به المير اسميا أصبح في حكم المشاع بين الناس.. حيث إن مهمة هذا المجلس: إنماء آل بري، وإعمار تفليسة الحريري، وترميم دفاتر جنبلاط المالية.. إلى آخر الأسماء السياسية غير الحسنى.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

التباعد بين اللبنانيين في مقاربة الملفات السياسية الساخنة محليا واقليميا يقابله حرص خارجي على وحدة لبنان الدولة الامنة في مواجهة الارهاب. وهذا ما تجلى في كلام للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال تدشين مستثمرين لبنانيين فندقا فخما في إرنا بومبادور بوسط فرنسا.

وقال: "إن فرنسا ستكون حاضرة دائما لضمان أمن لبنان مشددا على التعبئة الخاصة من جانب باريس من أجل مسيحيي الشرق". وأضاف: "سنكون دائما حاضرين لضمان أمن لبنان، لافتا الى وجود جنود فرنسيين في جنوب لبنان ضمن قوة اليونيفيل المؤقتة التابعة للأمم المتحدة". واعتبر أن على البلدين اللذين يضربهما الإرهاب ويكافحان هذه الآفة، أن يظهرا تضامنا كبيرا.

هولاند قال: "انه يعلم بان البابا ملتزم تماما بعدم نسيان مسيحيي الشرق في هذه الأزمة الرهيبة، مؤكدا ايضا ان فرنسا بدورها ملتزمة بهذا الأمر".

سياسيا، وفيما تستمر الملفات الساخنة معلقة على معطيات الوضع الاقليمي انعقد مجلس الوزراء في جلسة عادية فحضرت خطة النفايات في صلب المناقشات من زاوية الطلب الذي تقدمت به بلدية بيروت لمعالجة نفاياتها بالتفكك الحراري.

وبالتزامن، كان طلاب حزب الكتائب ينفذون اعتصاما امام موقع مطمر النفايات في برج حمود اعتراضا على المباشرة بردم الشاطئ في المنطقة مطالبين بوقف المشروع وملوحين بتصعيد تحركهم.

سوريا، تصعيد في المواجهة العسكرية بين قوات النظام وفصائل المعارضة في حلب، فيما اعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، إن التحقيق جارٍ لمعرفة مدى صحة التقارير التي تحدثت عن هجوم شنه النظام بغاز الكلور في حلب.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

لا يرتوي الفساد في لبنان، ولا حدود لمخالفة القوانين على يد من يفترض فيهم حماية القوانين، أما المواطن العادي فمتروك الى قدره، والموظف الشريف يدفع ثمن آدميته وتفانيه.

عنوان القفز فوق القوانين مطار بيروت الدولي، فبعد فضيحة باركينغ المطار التي لم يستطع وزير الوصاية غازي زعيتر إخفاءها أو تبريرها، ها هو يعمد الى تغطية الفضيحة بفضيحة، من خلال إجراء كيدي في حق موظفين من دون اي مسوغ قانوني، ولم يكتف بمخالفة واحدة بل عمد الى مخالفة ثانية تمثلت في تعيين موظف بديل لا يستوفي الشروط.

في فضيحة باركينغ المطار تصدى للوزير زعيتر رئيس مجلس شورى الدولة شكري صادر في فضيحة التوظيف من سيتصدى له؟

في ملف فضائحي آخر، فضح حزب الكتائب ان الاعمال في مركز تجميع النفايات الموقت في برج حمود متواصلة، فدخل الى الموقع بعد محاولات منع من القوى الامنية التي استخدمت العصي ضد القائمين بالتحرك على عكس أدائها حيال المياومين امس الذين لم يكتفوا بتصعيد بل بتعطيل أعمال الذين علقوا في الطريق.

ملف بيئي يطرح اكثر من علامة استفهام: لماذا استثناء بيروت من الخطة المستدامة لمعالجة النفايات؟ هل هذا الاستثناء يمهد الطريق الى محرقة العاصمة؟ وهل اعتمد مكان وضعها؟ اذا كانت المحارق متاحة في العاصمة، فلماذا قامت القيامة حين تم اعتمادها في ضهور الشوير؟ قبل كل هذه التفاصيل، البداية من مكان آخر، قاصران سوريان غررا بفتى وعمدا الى اغتصابه، ماذا في التفاصيل؟

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

رياح حلب في غير وجهة اعدائها.. استعادت زمام المبادرة.. فتقدم جيشها والحلفاء نحو مواقع التكفيريين، الذين اوقعوا في خنادق الدفاع، بعد موجاتهم الهجومية، التي افقدتهم مئات المقاتلين، من دون كسب يذكر..

دخل الجيش كتل ابنية جديدة في مساكن 1070، زاد من خنق التكفيريين، ورعاتهم الاقليميين والدوليين..

الطائرات القادمة من المطارات العسكرية السورية، ومعها نظيراتها الروسية القادمة من مدارج حميميم في اللاذقية، استهدفت تجمعاتهم ولاحقت فلولهم، رافعة من خسائرهم.. طائرات زاد من عصف صواريخها الاعلان الروسي عن اتفاق مع السوري لتحويل مطار حميميم الى قاعدة جوية دائمة.. خطوة اعتبرت لجنة الامن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي أنها ستحطم الهيكلية التي صاغها الاميركيون في المنطقة، ولم يعد بوسعهم احداث اي تغييرات في سوريا..

في لبنان جلسة حكومية لم تستطع ان تغير شيئا في مشهد الرتابة السياسية.. جلسة بلا ملفات التعيينات، ولا الانترنت ولا المطامر ولا الكسارات، جلسة بلا طعم ولا لون، باتت كمثيلاتها عبئا دوريا على الوزراء..

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

لننس رئاسة الجمهورية للحظة... ولنتأمل أحوال الجمهورية ... لنأخذ مثلا جردة بوقائعها في يوم واحد. إليكم نتيجة هذا النهار، في 11 آب 2016: اغتيال قاض سابق ومقتل شخصين آخرين في ظروف غامضة.

إطلاق نار وجرح مواطنين في ست مناطق مختلفة من الجمهورية اللبنانية، إطلاق سراح الموقوفين الثلاثة في ملف اغتصاب القاصر ابتسام، بعدما تبين أنهم ليسوا مغتصبين وأنها ليست مغتصبة.

الاعتداء على قاصر في منطقة عاليه، إطلاق سراح الموقوفين في ملف وفاة الطفل كيفن بعدما تأكد أن شيئا لا يرد ذلك الملاك إلى الحياة.

اعتقال أم بتهمة إدخال سيجارة حشيشة واحدة إلى جهنم ابنها المسجون، مخطوف يعرف خاطفيه المديون لهم والدولة لا تعرفهم ولا تتعرف عليه ولا على خطفه.

رئيسة لجنة ثقافية في مخفر درك، لأن أحدهم ارتدى زيا غريبا في مهرجان، فاعتبره البعض حربا على الأديان.

مصادرة 326 دراجة نارية في محلة واحدة في لحظة واحدة، والباقي أكثر من مليون دراجة بكثير، والباقي معها مليون مخالفة ومليون مخالف ومليون مشروع أزعر ومشكل ومقتل.

في ختام النهار، أعلن مجلس الوزراء أنه قرر التعاقد مع اختصاصيين في الأحوال الشخصية، فيما المطلوب ربما اختصاصيون في الأحوال النفسية أو العقلية. بعد جردة كهذه، هل نسأل لماذا نريد رئيسا رئيسا؟ البديل قد يكون وحيدا: أدوية الأعصاب وهو ما يبدو أن شعبنا بدأ يدمن عليه.

 

مروحيات الجيش تستهدف تحركات الارهابيين في جرود عرسال

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - بعلبك - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" وسام درويش، ان الجيش يستهدف في هذه الاثناء، بالمروحيات تحركات الارهابيين في جرود عرسال، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 11 اب 2016

الخميس 11 آب 2016

النهار

الفاتيكان-إيران

نقل عن مسؤول في الفاتيكان أن الكرسي الرسولي فعّل اتصالاته مع إيران أخيراً أملاً في التوصّل إلى حل للرئاسة اللبنانيّة.

الرئاسة بين بري وباسيل ...

قال أحد السياسيّين إنه كلّما نفى الرئيس برّي والوزير باسيل تناولهما الموضوع الرئاسي كلّما تأكّد له أنّهما ناقشاه بعمق.

المنفذ مجهول ...

لم يُسفر التحقيق حول متفجّرة بنك لبنان والمهجر عن معرفة الفاعلين رغم التعرّف إلى السيارة التي وضعت المتفجرة ومتابعة وجهة سيرها.

السفير

تساءل معنيون عن كيفيّة السّماح لقاضٍ بالاختلاء بموقوفين بارزين من دون أخذ رأي القضاء المعني على اعتبار أنّ هؤلاء موقوفون لمصلحة القضاء العسكري، خصوصاً أنّ عدداً من هؤلاء الموقوفين غير مستجوب في بعض الملفّات سابقاً!

أوقفت مؤسسة روحية المساعدات المدرسية التي كانت تمنح لموظفيها، ما يزيد الأزمة بعد توقف المساعدات الاستشفائيّة الآتية من دولة خليجيّة.

تردد ان الإجراءات التي اتخذتها أجهزة أمنية وعسكرية في منطقة لبنانية ناتجة من ورود معلومات من أجهزة غربية عن تحركات متوقعة لمجموعات متطرفة.

المستقبل

يقال

إن النظام السوري نعى 72 ضابطاً قتلوا في المعارك الاخيرة في حلب معظمهم علويون من اللاذقية وطرطوس، بينهم خمسة عمداء وعقيد ومقدم وثلاثة برتبة رائد ابرزهم العميد الركن المظلي محمود عزيز حسن من صفيتا.

اللواء

يُواجه إقرار المراسيم التنظيمية لاستخراج النفط عقبة عدم وجود قانون استقرار ضريبي يتمشى مع مطلب الشركات.

رفض مرجع حزبي التعليق على أخبار نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي عن تزايد عدد المعترضين على السياسة المعتمدة من قبل قيادة الحزب.

يفكّر رئيس حزب معروف جدياً بإحداث حركة تغيير واسعة في المراكز القيادية في الحزب.

الجمهورية

توقّفَ مرجع كبير باهتمام عند تعاظمِ الدعم الأميركي للجيش اللبناني بالسلاح والذخيرة والعتاد، معتبراً أنّ واشنطن حلّت مكان الرياض وباريس، بعد إلغاء هبة أربعة المليارات التي كانت مخصّصة للمؤسسة العسكرية.

توقّفَت مصادر سياسية متابعة عند الزيارة التي قام بها رئيس حزب "الكتائب" إلى بنشعي، وسط حديث عن تقارُب بين "الكتائب" و"المردة" نتيجة العلاقة بين طوني فرنجية وسامي الجميّل.

سُئل مرجع سياسي عن سبب علاقته المتوتّرة دائماً بمسؤول كبير، فقال: "إنّه كالزيبق... لا تعرف من أين يدخل، ولا أين يستقرّ ولا من أين يخرج".

البناء

تمنى سياسي بارز أن يظلّ اللبنانيون قادرين على تمرير مرحلة "إدارة الفراغ" بأقلّ الخسائر الممكنة، لا سيما لجهة عدم اهتزاز الاستقرار الأمني، حتى ولو تفنّنوا باستمرار في اصطناع أزمات على النطاق المحلي تشغلهم ويملأون بها الوقت الضائع، من دون أن يتجاوزوا الخطوط الحمر، في انتظار الحلول الكبرى الموعودة في المنطقة.

 

مجلس الوزراء يقر "هيئة سلامة الغـذاء" ويكلف لجنة لمتابعة خطة معالجة النفايات

المركزية-11 آب 2016/ أقرّ مجلس الوزراء تعيين رئيس ومجلس ادارة الهيئة اللبنانية لسلامة الغذاء ووافق على طلب وزارة التربية تكليف متعاقدين في المدارس الرسمية في بعض البلدات النائية بمراكز ادارية لعدم وجود اساتذة في الملاك، وعلى تكليف اللجنة التي تتابع البحث في خطة مستدامة بشأن معالجة النفايات.وأحال طلب بلدية بيروت لمعالجة النفايات بالتفكك الحراري إلى لجنة مختصة. ولم يبحث في ملف الاتصالات لوجود الوزير بطرس حرب خارج لبنان ولم يبت موضوع زيادة عدد الأساتذة الثانويين بسبب غياب وزير المال.

عقد المجلس في العاشرة والنصف من قبل الظهر جلسته الأسبوعية في السراي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وبعد ثلاث ساعات من المناقشات تلا وزير الإعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية:

" كرر رئيس الحكومة في مستهل الجلسة، كما في كل جلسة، المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، باعتبار ان استمرار الشغور الرئاسي أثر ويؤثر بشكل سلبي على عمل سائر المؤسسات الدستورية.

بعد ذلك انتقل المجلس الى البحث في المواضيع الواردة على جدول أعمال الجلسة، فتمت مناقشتها من الوزراء الذين أبدوا وجهات نظرهم بصددها، وبنتيجة المناقشة والتداول إتخذ المجلس القرارات اللازمة بشأنها وأهمها:

أولا: الموافقة على طلب وزارة الداخلية والبلديات شراء خدمات ثمانية متقاعدين من ذوي الخبرة في الأحوال الشخصية لغاية 31/12/2016.

ثانيا: الموافقة على طلب وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي تكليف متعاقدين مهمات ذات طابع إداري في بعض المدارس الرسمية في القرى النائية لعدم وجود مدرسين في الملاك.

ثالثا: الموافقة على مشروع قانون يرمي الى الإجازة للحكومة إبرام إتفاق باريس الملحق باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المصادق عليها بموجب القانون رقم 35 تاريخ 1/8/1994 والذي وقع عليها لبنان في نيويورك بتاريخ 22/4/2016.

رابعا: الموافقة على تكليف اللجنة التي تتابع الخطة المرحلية إجراء بحث إضافي في ما يتعلق بالخطة المستدامة والعودة برؤية واضحة مبنية على معطيات وعرضها على مجلس الوزراء بناء على طلب بلدية بيروت استثناءها من الخطة.

خامسا: الموافقة على إطلاق آلية تعيين رئيس ونائب رئيس وأعضاء مجلس إدارة الهيئة اللبنانية لسلامة الغذاء الملحوظة في قانون سلامة الغذاء وذلك عن طريق وزارة التنمية الإدارية ومجلس الخدمة المدنية.

سادسا: الموافقة على طلب وزارة الداخلية والبلديات تأليف لجنة لدراسة موضوع التعويضات المترتبة من جراء إشغال اللاجئين الفلسطينيين لبعض العقارات الخاصة على الأراضي اللبنانية".

مواقف بعد الجلسة: وبعد الجلسة أوضح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه "تم خلال الجلسة مناقشة بند واحد من خارج جدول الأعمال هو ملف الأساتذة الثانويين".

إضافة الى إحالة طلب بلدية بيروت لمعالجة النفايات بالتفكك الحراري إلى لجنة مختصة.

بدوره، كشف وزير السياحة ميشال فرعون لدى خروجه من الجلسة أنه "تم تأجيل البت بنفايات بيروت".

ولفت وزير الزراعة اكرم شهيب الى ان "المحرقة مطروحة بعد اربع سنوات وسنرى إذا ما كانت ستؤثر على الحل المستدام المطروح لكل المناطق من خلال اللجنة التي اترأسها".

وقبيل الجلسة: وكانت قبيل الجلسة تصريحات لبعض الوزراء. حيث أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج ردا على الموضوع المتعلق بنفايات بيروت أن "كل بلدية بإمكانها ان تعمل على التخلص من نفاياتها عبر المحارق لتوليد الطاقة واذا لم تستطع فخطة مجلس الوزراء واضحة على مدى اربع سنوات وتتجه نفايات بيروت الى الكوستابرافا وبرج حمود". وأكد وزير العمل سجعان قزي أن "الجلسة ستكون عادية وأن لا تعيينات اليوم لأن وزير الدفاع سمير مقبل ليس موجودا". وأوضح وزير البيئة محمد المشنوق أن "الموضوع المتعلق بمعالجة النفايات بالتفكك الحراري غير مكتمل بعد وسنبحث بالمبدأ". وقال وزير التربية الياس بو صعب ان "تعيينات الجامعة اللبنانية ستكون في اسرع وقت ان شاء الله. وفي مجلس الوزراء سنؤكد حاجتنا لـ 3 آلاف استاذ في التعليم الثانوي وذلك وفق حاجات العام 2016". وقال وزير الزراعة أكرم شهيب: "هناك معاناة لدى مزارعي التفاح وسنعمل على مساعدتهم وكذلك أصحاب مزارع الدواجن ويحق لهم بتعويضات، كما أن قضية المداومين يجب حلها".وأعلن وزير السياحة ميشال فرعون: "سأقترح إرجاء فتح المدارس لما بعد عطلة عيد الأضحى من أجل إطالة أمد الموسم السياحي".

 

سمير فرنجية وفارس سعَيد في كليمنصو بالصورة والتغريد

االنهار/12 آب 2016/استضاف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى مائدة عشاء في منزله في كليمنصو، أول من أمس، النائب السابق سمير فرنجية ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، ونشر على الأثر عبر حسابه على "تويتر" صورة تجمعهم، مع تغريدة : "سمير فرنجية وفارس سعيد رفيقا نضال قديم في معركة احترام الدستور وسيادة لبنان واستقلاله". وهذه المرة الأولى يلتقي فيها جنبلاط النائب السابق سعيد منذ أن غادر الزعيم الإشتراكي صفوف "قوى 14 آذار" بعد الإنتخابات النيابية صيف 2009، في حين حافظ على علاقة صداقة قديمة تربطه بفرنجية، فاستثناه من انتقادات لاذعة وجهها مراراً إلى شخصيات " انتفاضة الإستقلال" وقواها، واصفاً "البيك الأحمر" بأنه "مرتّب". وتحفظ المشاركون في العشاء عن كشف الغاية من إعادة ربط ما انقطع، أو مواضيع الأحاديث، لكن متابعين لمواقف النائب جنبلاط توقفوا عند تقصده الإعلان عن اللقاء من خلال نشر الصورة والإشادة بضيفيه وبماضٍ نضالي جمعه بهما "في معركة احترام الدستور وسيادة لبنان واستقلاله"، وهذا تعبير "14 آذاري" لافت في ذاته. ووضعوا الأمر في إطار توجه رئيس الحزب التقدمي إلى تكريس الصورة التآلفية بين اللبنانيين، على غرار ما فعل في كلمته في المختارة لمناسبة ذكرى مصالحة الجبل والاحتفال بترميم كنيسة سيدة الدر فيها. ومعلوم أن النائبين السابقين فرنجية وسعَيد كان لهما دور رئيسي بدءاً من سنة 2000 في التنسيق بين النائب جنبلاط وبين البطريرك الماروني السابق نصرالله صفير و"لقاء قرنة شهوان" تالياً، وصولاً إلى "مؤتمر البريستول" وما تلاه من تطورات ومواقف في وجه النظام السابق، خصوصاً بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، حتى إعلان جنبلاط انسحابه من "14 آذار" ووقوفه في الوسط بينها وبين "حزب الله".

 

لا لجان مشتركة لقانون الانتخاب قبل 5 أيلول الحوار "قفز" فوق الصيغة المختلطة فهل أطاحها؟

منال شعيا/النهار/12 آب 2016

5 ايلول المقبل: وحتى يحين الموعد، يبدو ان البلاد دخلت في اجازة صيفية، لا لجان فيها ولا انتخاب ولا حوار. في الاساس، الفراغ الرئاسي بات عنوانا اعتياديا في المرحلة الاخيرة، ومجلس الوزراء بالكاد يجتمع ويقرر. اما مجلس النواب، فلا يشرّع ولا يراقب ولا ينتخب رئيسا.

على هذا النمط، يسير البلد منذ اكثر من عامين، ولا افق ايجابيا حتى الساعة يغيّر من المعادلة الجامدة. اما اذا كانت ثلاثية الحوار الاخيرة قد فشلت، على رغم عدم الاعلان الواضح والصريح، فانه حتى يحين الموعد الجديد للحوار في 5 ايلول المقبل، يأخذ الاطراف السياسيون نوعا من الاجازة، حتى وإن لم يعلنوا ذلك ايضا، ويحاولون ان يغطوا الوقت الضائع بعبارة كلاسيكية: "نتابع المشاورات مع مختلف الافرقاء". انما يبدو ان لا مشاورات ولا تقدم. اذ كما هو معلوم فان ثلاثية الحوار خرجت في يومها الثالث الاخير، بالاتفاق على التحضير على ورش عمل او لجان لمناقشة مجلس الشيوخ، المزمع تأليفه بعد اكثر من 25 عاما انتظارا. اتفقوا على لجان، وهي لطالما كانت "مقبرة المشاريع".

وحتى يحين 5 ايلول، ماذا يفعل افرقاء الحوار؟

حزب الكتائب كان الاشد رفضا لاستباق اي حلول على حساب الانتخابات الرئاسية. هو لم يرفض العناوين الاصلاحية، بل رفض ان تقر قبل الرئاسة. والسؤال: هل ستشارك الكتائب في هذه الورش او اللجان، وما موقفها من الجلسة الحوارية المقبلة؟

يفضل اكثر من نائب داخل الكتلة عدم استباق الامور، وتقول اوساط نيابية لـ"النهار" انه "حتى الساعة، لا جديد ملموسا على صعيد ورش العمل واللجان التي تقرر تأليفها. في الاساس، لم يحصل شيء بعد"، وتكتفي بالقول: "بالتأكيد سيكون للكتائب رأي واضح، وفي الوقت المناسب".

وسبق للكتائب ان قاطعت طاولة الحوار، يوم كانت النفايات تطوف في الشوارع وتغرق المناطق والجبال، فهل يمكن ان تعود وتسلك المقاطعة؟

لا شيء حاسما حتى اللحظة. نحو شهر فاصل، وقد "يخلق الله ما لا تعلمون". اما على صعيد "تكتل التغيير والاصلاح"، فتفيد اوساطه "النهار" ان "التكتل منفتح على كل الخيارات، ومقبل على الحوار والمشاورات ايضا، تماما، كما قال رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في جلسات الحوار الاخيرة ان لا مشكلة عند التيار من اين نبدأ، من قانون الانتخاب ام من الرئيس ام من مجلس الشيوخ. لا يهم من اين نباشر الحل". وحدها "القوات اللبنانية" تبقى مرتاحة من هذا "الهمّ"، فهي عبر مقاطعتها للحوار، انقذت نفسها من هذه الدوامة. هذه هي باختصار خريطة القوى المسيحية من الحوار المؤجل. وحتى الساعة، ليس ما يؤشر الى ان ثمة حلحلة على صعيد الملف الرئاسي، واكثر من نائب يلمح الى ان الاشهر الثلاثة المقبلة ستكون فترة وقت ضائع، بانتظار تاريخ 8 تشرين الثاني موعد الانتخابات الاميركية الرئاسية، لانه مرة جديدة، يتأكد ان الملف الرئاسي ليس لبنانيا - محليا.

وحتى يحين موعد 5 ايلول، بدا لافتا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يدع بعد الى جلسة للجان النيابية المشتركة التي كانت تكب على مناقشة الصيغة المختلطة لقانون الانتخاب، ويفترض الا يدعو قبل 5 ايلول المقبل. في الاساس، كيف ستستكمل اللجان جلساتها، وطاولة الحوار "قفزت" فوق الصيغة المختلطة بأشواط، وكادت ان تطيّرها؟ ثم اي نقاش او حظوظ سيحظى بها القانون المختلط بعد، وكل الجلسات التي عقدتها اللجان حتى الان، وصلت الى حدود المقارنة بين الاقتراحين، لا اكثر، من دون التوصل الى اي تقارب او قواسم مشتركة؟ في الحصيلة، وفي المدى القريب، لن يكون هناك رئيس للجمهورية، ولا مجلس للشيوخ ولا قانون انتخاب جديد. معنى ذلك، ان قانون الستين هو القانون الوحيد الساري المفعول. وبما ان لا تمديد ثالثا لمجلس النواب، فلا خيار الا الستين. عناوين كثيرة هي فقط من اجل تعبئة الفراغ السياسي، واكثر من يجيد ملء هذا الفراغ هو رئيس المجلس نفسه. تارة بسلّة متكاملة، وطورا بثلاثية من الحوار، وصولا الى ورش عمل عن مجلس شيوخ، ولجان نيابية لدرس اللامركزية الادارية. وحتى يحين الموعد المطلوب، سننتظر الفرج. تارة من ايران، او واشنطن او سوريا... عندها، قد تحلّ عقدتنا المزمنة.

 

قبل مجلس الشيوخ وهيئة الغاء الطائفية 5 بنود لم تطبَّق في الطائف الحسيني: هيئة الحوار سلطة منحلَّة للإلهاء وتمديد عمر الأزمة

هدى شديد/النهار/12 آب 2016

خمسة هي أبرز البنود التي لم تُطبَّق في "اتفاق الطائف" كما يعدًدها حافظ أسرار الطائف ومحاضره رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني مستعيداً المراحل التي مرّ بها "اتفاق الطائف" منذ إقراره، مروراً بتحوّلات إقليمية ودولية ادّت الى تبدّل الدور السوري من دور مساعد في حلّ الازمة اللبنانية الى دور المشارك في ادارة الازمة اللبنانية من دون حلّها، ونقل الملف اللبناني - السوري من الرئيس حافظ الأسد شخصياً الى لجنة برئاسة نائبه عبد الحليم خدام الذي استسهل ادارة الازمة من طريق ميليشيات "الاتفاق الثلاثي".

والبنود الخمسة التي عُلّق تطبيقها هي:

١- قانون الانتخاب الذي يؤمّن برلمانية النظام والمراقبة والمحاسبة باعتبار أن لا سلطة بلا مسؤولية.

٢- نقل السلطة من رئيس الجمهورية الشخص الى مجلس الوزراء المؤسسة التي تنعقد برئاسة رئيس الجمهورية ساعة يشاء، وله في النظام اللبناني صلاحيات وسلطات كابحة عدة تضمن حسن سير العمل في مؤسسات الدولة، ولم ينقلها الدستور من رئيس الجمهورية الشخص الى رئيس مجلس الوزراء الشخص، بل الى مجلس الوزراء المؤسسة.

٣- قانون السلطة القضائية المستقلة المقررة في الدستور، حيث النظام يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها.

٤- قانون الدفاع الوطني وفقاً لأحكام الدستور الذي ينصّ على ان رئيس الجمهورية يرأس مجلس الدفاع الأعلى، أي أنه أصبح مؤسسة دستورية وفقاً للدستور ومن المتوجّب وضع قانون وتبيان صلاحياته بوضع نظامه.

٥- خطة التنمية الشاملة التي خصّها الدستور بمبدأ أساسي في مقدمته وفي "الميثاق الوطني" ، "وهي لم تطبّق لا هنا ولا هناك".

يفلّش الرئيس الحسيني صفحات كتابيَ الدستور و"وثيقة الوفاق الوطني" ليظهّر "هذه البنود الخمسة التي لم تطبّق لتكون لدينا مؤسسات شرعية تستطيع إتمام المسيرة التي تبدأ بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، والتي تحتاج ايضاً إلى قانون تطبيقي يبيّن مواصفات شخصياتها، وهي وفق المادة ٩٥ من الدستور، الى رئيس الجمهورية ورئيسيْ مجلسيْ النواب والوزراء شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية. وعند إتمام هذه الهيئة مهمتها بوضع خطة مرحلية لإلغاء الطائفية السياسية وانتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي، يُستحدٓث مجلس الشيوخ وفق المادة ٢٢ من الدستور، وتتمثّل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية، وكان يفترض وضع قانون يحدّد آلية عمل هذه الهيئة".

و"مكلّف الأشياء عكس طباعها متطلّب في الماء جذوة نار"، ببيت الشعر هذا يصف رئيس مجلس النواب السابق طلب سلطة يصفها بـ"غير الشرعية والمغتصبة" تطبيق الدستور في المواد التي تمّ نبشها في "اتفاق الطائف" كمجلس الشيوخ والهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية واللامركزية الادارية، معتبراً "ان فاقد الشيء لا يعطيه، والقانون كي يطبّق يجب ان يستحوذ ثقة الناس، والسلطة التي تقرّر مثل هذه القضايا هي سلطة غير شرعية، فالطاقم الحاكم لبنان منذ ١٩٩٢ رتّب أموره بواسطة حكمه للدولة وتنكّر للنظام الديموقراطي البرلماني وأقام نظام المحاصصة بين الميليشيات وأركان "الاتفاق الثلاثي"، فأنشأ لكل ميليشيا سواء مالية أم مسلّحة صناديق لتمويل استمراريتها بدءاً بـ"مجلس الإنماء والاعمار" و"الهيئة العليا للإغاثة"، و"مجلس الجنوب" و"صندوق المهجرين"، و"كارتيل النفط"، (لأن هؤلاء هم أولياء الشركات التي تستورده للسوق اللبناني)، وما يفعلونه اليوم بشأن تقاسم ثروة نفطية قبل استخراجها، هو الأسلوب نفسه في الحكم الخارج عن الدستور والذي أدّى الى عبء دين عام يفوق الـ ١١٠ مليارات دولار".

من وجهة نظر الرئيس الحسيني "أن من طبيعة نظام كهذا خلق الأزمات وافتعال تراكمها والعجز عن معالجتها كالكهرباء والمياه والنفايات وكل الأزمات الأخرى القائمة والتي لا يمكن معالجتها في غياب المؤسسات".

ولم يغيّر الرئيس الحسيني رأيه في "هيئة الحوار" لا بل يعتبر "ان خمس شخصيات أو ستاً تربط البلد بإرادات متناحرة في الخارج وتلهي الناس بمثل هذه الحوارات التي لا طائل منها وليس من شأنها سوى تمديد عمر الأزمة التي اصبحت ازمة حكومة وأزمة حكم، بما في ذلك الفراغ في رئاسة الجمهورية، وأزمة نظام وصولاً الى وضعنا اليوم أمام أزمة كيان".

لذلك، يرى الحسيني "انهم يحتاجون الى مجلس نيابي منتخب وشرعي ليقرّر بشأن مجلس الشيوخ وإلغاء الطائفية السياسية واللامركزية الإدارية، وليس الى سلطة منحلّة كطاولة الحوار". وهو أعطى مثلاً "إعلان بعبدا" الذي لم يلتزمه أحد، سائلاً: "ما هي صلاحيات هيئة الحوار؟ من أنشأها؟ وما هو محلها في الدستور؟". ورأى "أنها طاولة إلهاء وحرف أنظار عن الأمور الأساسية فيما أرضنا لا تزال محتلة في الجنوب، وما زلنا عرضة لكل الأخطار، ولا وجود لأي سلطة مسؤولة (وشرط السلطة ان تكون مسؤولة)". واستحضر جملة من خطاب استقالته في مجلس النواب في العام ٢٠٠٨ عندما قال: "كأننا نريد دولة بلا مؤسسات ووطناً بلا مواطنين"، مضيفاً: "ورغم ذلك يدعوننا الى واجب تقديم الشكر على بقائهم في سلطة يغتصبونها ويهدّدوننا بالحرب الأهلية...". وختم: "وما زلنا في مؤتمر الدوحة الشهير الذي علّق قيام الدولة وألغى مؤسساتها". الا انه مصرّ وبتفاؤل على " أننا لا يمكن ان نذهب الى مؤتمر تأسيسي، بل قد نصل الى قانون شعبي يقرّر النظام النسبي للانتخابات النيابية وفرض هذه الانتخابات لاستعادة الشرعية لمؤسساتنا الدستورية، إذ إن الشعب هو السلطة الشرعية القائمة الآن".

 

08 آذار ترد على "عريضـة 14 التهويلية" حــــول نســـف الطائــف: متمسكون به مع تعزيز صلاحيات المسيحيين.. ولو اردنا المثالثة لحصلنا عليها

المركزية/11 آب/16/تنظر مصادر نيابية في فريق 8 آذار الى ما يتداول اعلاميا عن "عريضة وطنية لحماية الدستور والطائف" يعدها فريق 14 آذار ستنشر في وسائل الاعلام عشية جلسات الحوار الثلاثي الاسبوع المقبل، وما تسرب منها، على انها احدى حلقات مسلسل "الفزاعة" الذي يبثه تباعا هذا الفريق لابراز قوى 8 آذار بمظهر "الوحش الكاسر" الذي يريد القضاء على لبنان الدولة والسيطرة على مؤسساته ونسف نظامه ودستوره. وتوضح لـ"المركزية" ان المغالين في التهويل في الفريق الاذاري يرفعون شعارات لا تمت الى الواقع بصلة ويصورون مكونات 8 آذار وخصوصاً "حزب الله" على انها تسعى لنسف اتفاق الطائف وتكريس المثالثة عبر مؤتمر تأسيسي بُحّ صوت رئيس المجلس النيابي نبيه بري جراء ترداد عبارات النفي في شأنه والتأكيد ان لا توجه لدى اي مكون من الطائفة الاسلامية عموما لارساء المثالثة، منذ عهد الرئيس ميشال سليمان حينما اطلق رئيس المجلس في آخر جلسات هيئة الحوار الوطني في بعبدا عبارته الشهيرة " سمعتُ في الأمس كلام فخامة رئيس الجمهورية الذي يحذّر فيه من المثالثة ومن مؤتمر تأسيسي. وإنّي، باسم اللبنانيين عموماً وباسم المسلمين خصوصاً، أؤكّد أنّنا مع المناصفة وضدّ أيّ شكل من أشكال تغييرها ، ولا نرضى الا أن يكون للمسيحيين نصف المشاركة.."، ثم كرر الكلام نفسه منذ نحو شهرين فقال ما حرفيته "لا احد يفكر ان احدا يفكر او مسموح له ان يفكر بشيء تأسيسي( مؤتمر تأسيسي). الالتزام دائم وقائم باتفاق الطائف وهذا امر نهائي. هذا الكلام قلناه في الحوار وفي المجلس واكرره الان. وعندما ننهي كلامنا يقولون كلا ان وراء الاكمة ما وراءها . فلنخرج من هذه العقد . اتفاق الطائف ليس قرءآنا ولا انجيلا ولكن لا احد يفكر الآن بتغييره، لان افضل الموجود. هل نفذتم اتفاق الطائف ؟ نفذوا اتفاق الطائف وتعالوا بعدها وقولوا لنا اننا نريد ان نطوره او نحسنه او نعدله." وتضيف المصادر هنا : بعد هذا الكمّ من الكلام الواضح والمباشر في العلن من رئيس مجلس النواب ،أحد قطبي الثنائية الشيعية الموضوعة في دائرة "الاتهام"، الى ماذا يصبو فريق 14 آذار، خصوصا ان امين عام حزب الله لم يقل مرة انه يسعى الى مؤتمر تأسيسي بل حذّر من ان عدم انتخاب رئيس جمهورية قد يدفع البلاد الى مؤتمر من هذا النوع، كما ان ممثلي الحزب في طاولة الحوار لم يبادروا الى مجرد طرح فكرة من هذا النوع، علما انهم لو ارادوها لما استعصت عليهم والجميع يعرف مدى قدرة الحزب على السير نحو خيار من هذا النوع خصوصا في الظرف الراهن، الا ان عدم اقدامه لهو ابلغ دليل الى غياب اي رغبة في تبديل النظام او المس به. في المقابل، تؤكد المصادر ان حزب الله يتمسك بتعزيز صلاحيات الشريك المسيحي التي انتزعت منه في الطائف لكونها تشكل قوة دعم اضافية للفريق الشيعي الذي، ومن وجهة نظرها، يتطلع الى شراكة حقيقية وليس بالقول فقط على غرار ما يفعل بعض الشركاء في الوطن الذي يصادر دستور الطائف لمصلحة طائفته ، وهو أذكى من ان يطالب بانتزاع صلاحيات من طائفة لمصلحة أخرى لانه يدرك حجم الخطر الذي يعرض البلاد له من خلال السعي الى خطوة مماثلة قد تقود الى حرب اهلية. وتبعاً لذلك، تختم بالاشارة الى ان الوقائع ستدحض كل "تهويلات" 14 آذار بضرب النظام الذي دفع جميع اللبنانيين ثمنه من دمائهم وليس هذا الفريق فقط، كما كل ما يشاع عن سعي شيعي الى انشاء منصب نائب رئيس الجمهورية او نقل قيادة الجيش من الموارنة الى الشيعة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الرهان على تطـورات الاقليم لانجاز الرئاسـة من موعد الى آخر.. بلا نتيجة واستعجال غربي للانتخاب.. قبل بلوغ نيران المواجهة العربية - الايرانية لبنان؟

المركزية-11 آب 2016/كثرت الرهانات اللبنانية على التطورات الاقليمية لإخراج رئاسة الجمهورية من خرم الابرة العالقة فيه منذ سنتين ونيف، بعد أن سلّم معظم القوى السياسية المحلية باستحالة إنجاز الاستحقاق بمعزل عن المعادلات المتحكمة بالمنطقة، خصوصا في ظلّ رفض جزء منها الرضوخ لأصول اللعبة الديموقراطية وقواعدها، على حد تعبير مصادر سياسية مستقلة لـ"المركزية". فكان أن هلل فريق للتدخل الروسي في سوريا واعتبره سيوصل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، كون خطوة موسكو تصب في صالح النظام السوري، المدعوم من حزب الله، المتحالف بدوره مع التيار الوطني الحر. الا ان الانتخاب لم يتم وانتقل التعويل الى المسعى الفرنسي الذي تنقل بين ايران والسعودية لمحاولة تقريب وجهات النظر بينهما علّ هذا التقارب ينقذ الرئاسة، الا انه سقط أيضا. مؤخرا، رصد اللبنانيون تطورات حلب، وبعد محاصرتها من قبل النظام وحلفائه، اعتبر من يدورون في فلك "محور الممانعة" أن تقدّم الاخير في الميدان السوري سيرفع أسهم الجنرال عون مجددا وذهبوا الى حدّ الترويج لفكرة أنه قد ينتخب في آب الجاري، الا ان جلسة 8 آب الرئاسية مرت عقيمة كسابقاتها والحصار على حلب، فُكّ... اليوم يقول البعض، وفق المصادر، ان أيلول قد يكون طرفه بالرئاسة "مبلول"، في حين يعتبر أكثر من طرف سياسي ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الاستحقاق سيحصل حتما قبل نهاية العام.

واذ تنفي علمها بما اذا كان كلام "عراب الحوار" تمنياً أم مبنيا على معطيات ومعلومات توافرت لديه، تعتبر المصادر ان هذا "الموقف" الرئاسي قد تكون له مبرراته، قبل أن تكشف عن ضغوط دبلوماسية غربية ودولية كثيفة تمارس على لبنان راهنا، لاستعجال الانتخابات الرئاسية وإستكمال عناصر جسمه السياسي تحصينا لمناعته واستقراره، وذلك في أسرع وقت، مشيرة الى ان هذه الرسالة نقلها أكثر من دبلوماسي في الأسابيع القليلة الماضية الى المسؤولين اللبنانيين.

وتضيف المصادر ان هؤلاء تحدثوا مع من تواصلوا معهم من القادة المحليين، عن خشية كبيرة على الوضع الامني في ضوء تدهور العلاقات العربية الايرانية عموما والسعودية - الايرانية والمنحى التراجعي الذي تسلكه منذ مدة، وقد تجلى في تعثر المفاوضات اليمنية واستفحال المواجهات السورية، محذرين من انتقال لهيب الكباش السني – الشيعي الى الداخل فيضرب الاستقرار من جهة ويزيد التعقيدات السياسية من جهة أخرى، داعين اللبنانيين الى ايجاد أرضية تفاهم تخرج الرئاسة من شباك المناكفات قبل فوات الاوان. وفي هذا الاطار، ترى المصادر ان غياب عدد من الدبلوماسيين العرب والخليجيين عن الساحة اللبنانية في هذا الوقت بالذات، قد يكون متعلقا بحسابات سياسية وأمنية، وإن قيل علنا ان هؤلاء غادروا لتمضية عطلة الصيف خارجا. وفي مقابل التحذيرات والنصائح الغربية ووسط المخاوف من أن يكون آب "لهّاباً" أمنيا، تعرب المصادر عن أسفها لكون اللبنانيين يستكملون رقصهم على حافة الهاوية، معتبرة ان المواقف التي سجلت في الساعات الماضية لا توحي بالخير، بل تدل الى مزيد من التصلب السياسي، متوقفة في السياق عند الكلام الذي صدر عن أكثر من مسؤول في التيار الوطني الحر ولوّح فيه بالتصعيد، وبتغيير أسلوب المواجهة، اذا لم ينتخب العماد عون رئيسا قبل أيلول المقبل.

 

رسائل خارجية ليقظة داخلية تمنـــع اهتزاز الاسـتقرار

لجنة وزارية جديدة لنفايات بيروت واعتصـــام كتائبي

اصرار أممي على استئناف مفاوضات جنيف قبل نهاية آب

المركزية-11 آب 2016/وسط العواصف العاتية التي تضرب بلدان المنطقة وترسم ملامح جديدة لمساراتها ومستقبلها، لا يخلو الهدوء المخيم على المناخ السياسي اللبناني بفعل الجمود المتحكّم بالوضع العام من غبار زوابع محلية منها السياسي ومنها الحياتي والخدماتي، تنشط حكومة "المصلحة الوطنية" في محاولة تبديده، وقد أقرّت اليوم حزمة من بنود جدول الاعمال المنتقل اليها بـ"الوراثة" من جلسات سابقة لمجلس الوزراء منذ اسابيع، بعدما حالت البنود الضاغطة لا سيما السجالات المالية وملف الاتصالات العالق دون طرحها على بساط البحث.

رسائل الخارج: وفي ظل انعدام الآمال المحلية بامكان احداث اي تغيير في المشهد السياسي المعلّق على حبال التسويات الدولية للازمات الاقليمية وخصوصا السورية، قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان الاهتمام الدولي بلبنان يقتصر راهنا على ابقائه في منأى عن حمم بركان الجوار المشتعل في ظل تزايد المخاوف من ان تطال ساحته مع استعار نيران التوتر العربي- الايراني والمواجهة التي لا تعرف سبيلا الى النهاية ، مؤكدة ان أكثر من دبلوماسي غربي نقل الى المسؤولين اللبنانيين اخيرا رسائل– نصائح بوجوب التيقظ الى الحد الاقصى لمنع محاولات قد يبذلها بعض الاطراف الاقليميين لزج لبنان في أتون النيران، وان هؤلاء شددوا توازيا على دور خارجي في مجال ابعاد هذا الشبح عن لبنان نسبة لحساسية الوضع فيه وكون المواجهة اذا وقعت ستضع دول المنطقة برمتها في قلب المواجهات المذهبية وهو أخطر ما يمكن ان يحصل. وادرجت في السياق مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري التحذيرية المتكررة، وما نقله عنه بعض الزوار من ضرورة انتخاب رئيس قبل نهاية العام لان المرحلة التالية قد تكون بالغة الصعوبة. لذا، اشارت المصادر الى ضرورة التنبه في هذه المرحلة بالذات، وعدم الوقوع في افخاخ قد تُنصب للبنان لاستدراجه الى الصراع الاقليمي، بعدما لم يُفلح لعب ورقته سياسيا في تحقيق أهداف يتطلع اليها البعض لتحقيق مصالحهم والحصول على قطعة جبن في بازار توزيع المصالح والمغانم في دول الشرق الاوسط.

بين ايلول ونهاية العام: أما الملف الرئاسي الذي سلّم اللبنانيون حاله المستعصية الى العناية الخارجية وبات ورقة تتجاذبها الرياح الاقليمية والحسابات الدولية، فيبدو موضوعا في الثلاجة الى أجل غير مسمى. واذا كان التيار الوطني الحر يلوّح بالتصعيد اذا لم ينتخب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيسا ويضع أيلول حدا أقصى للانتخاب، فان رئيس مجلس النواب نبيه بري يبدو واثقا ان الرئاسة ستنجز قبل نهاية العام، ومثله وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الواثق من كلام بري "صمام الامان".

استعجال غربي: وفي هذا الاطار، واذ تنفي علمها بما اذا كان كلام "رئيس المجلس" تمنٍّ أم مبنيا على معطيات ومعلومات توافرت لديه، اعتبرت مصادر سياسية مستقلة ان هذا "الموقف" الرئاسي قد تكون له مبرراته، وكشفت عبر "المركزية" عن ضغوط دبلوماسية غربية ودولية كثيفة تمارس على لبنان راهنا، لاستعجال الانتخابات الرئاسية وإستكمال عناصر جسمه السياسي تحصينا لمناعته واستقراره، في أسرع وقت. ودعت اللبنانيين الى ايجاد أرضية تفاهم تخرج الرئاسة من شباك المناكفات قبل فوات الاوان، مشيرة الى ان غياب عدد من الدبلوماسيين العرب والخليجيين عن الساحة اللبنانية في هذا الوقت بالذات، قد يكون متعلقا بحسابات سياسية وأمنية، الى جانب تمضية عطلة الصيف خارجا.

استثناء بيروت من الخطة: في غضون ذلك، عقد مجلس الوزراء جلسة عادية غابت عنها الملفات الخلافية كلها من ملف الاتصالات (بسبب وجود الوزير بطرس حرب خارج البلاد) الى التعيينات العسكرية، واتسمت بهدوء لافت. وحدها، خطة النفايات حضرت في صلب المناقشات من زاوية الطلب الذي تقدمت به بلدية بيروت لمعالجة نفاياتها بالتفكك الحراري اي عبر المحارق، فكلف مجلس الوزراء اللجنة التي تُتابع خطة النفايات المرحلية، بإجراء بحث إضافي في ما يتعلق بالخطة المستدامة، والعودة برؤية واضحة مبنية على معطيات وعرضها على مجلس الوزراء بناء على طلب بلدية بيروت استثناءها من الخطة.

اعتصام كتائبي: وليس بعيدا، نفذ طلاب حزب الكتائب اعتصاما امام موقع مطمر النفايات في برج حمود اعتراضاً "على المباشرة بردم الشاطئ في المنطقة وتحويل ساحل المتن الشمالي الى مكب تفوح منه الروائح والأمراض"، مطالبين بوقف المشروع وملوحين بتصعيد تحركهم اذا استكملت الاعمال. ولم يخل التحرك من التشنج حيث سجل تدافع وضرب بالعصي بين قوى الامن ومعتصمين حاولوا الدخول الى المطمرللتأكد من وقف الاعمال، وسمح لهم بذلك، بعد مفاوضات مع القوى الامنية اثر الاشكال الذي اوقع اصابات طفيفة.

الجيش يستهدف المسلحين: أمنيا، شهدت بلدتا عرسال ورأس بعلبك اليوم قصفا مدفعيا ورشاشا نفذه الجيش استهدف نقاطا وتحركات للمسلحين المتمركزين في الجرود. واذ أفيد عن سقوط اصابات في صفوف عناصر جبهة النصرة، تحدثت معلومات صحافية عن مقتل مساعد ابو مالك التلي في غارة للجيش على جرود عرسال.

..ويوقف "داعشيين": في الموازاة، تمكنت دورية من مخابرات الجيش من توقيف عشرة سوريين كانوا دخلوا الاراضي اللبنانية خلسة خلال توجههم الى بلدة عرسال، بعد ان مكثوا في بلدة غزة في البقاع الغربي لأيام عدة. وعثر في حوزة البعض منهم على بطاقات صحية وتلقيح تحمل شعار تنظيم "داعش" من منطقة الرقة.

دي مستورا: سوريا، استمرت الاوضاع الميدانية في حلب على حالها ولم تجد المساعدات الانسانية بعد طريقها الى المدنيين. وفي حين وافقت روسيا على الجلوس مع الأمم المتحدة اليوم وغدًا سعيا لوقف للقتال "قابل للتطبيق" لايصال المساعدات الى المدينة، أكد المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا ان الشروط المسبقة تجهض محادثات السلام، مضيفا "نحن مصرون على استئناف مفاوضات جنيف نهاية الشهر الجاري". وفي حين لفت الى ان هدنة الثلاث ساعات التي اعلنتها موسكو غير كافية لادخال المساعدات، أوضح ان "الوضع الإنساني صعب في مضايا بسبب حصار ميليشيا "حزب الله" والنظام".

موسكو تدعو تركيا: في غضون ذلك، قتل 30 شخصا واصيب سبعون آخرون بجروح اليوم، في قصف جوي روسي عنيف على مدينة الرقة ومحيطها، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي اطار المصالحة بين موسكو وأنقرة، دعت تركيا روسيا الى عمليات مشتركة ضد داعش في سوريا، وفق ما اعلن اليوم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، وقال: "سندرس كلّ التفاصيل. لطالما دعونا روسيا الى عمليات مشتركة ضد تنظيم داعش"، محركا مجددا الاقتراح الذي قدمته انقرة قبل الخلاف مع موسكو.وبعيد القمة بين رئيسي الدولتين وما اعقبها من اجتماعات امنية ومخابراتية ، لم يستبعد السفير التركي لدى روسيا عقد لقاء مجددا بين بوتين وأردوغان على هامش قمة "العشرين" التي تنعقد في مدينة هانجو –الصين مطلع ايلول المقبل.

 

"المستقبل" يسير بحلول "منطقية" للانتخاب وضمن التوازنات اللبنانية وخروج مناقشات الحوار عن جدول الاعمال مؤشّر الــى عدم تقدّمه

المركزية-11 آب 2016/على عكس اوضاع المنطقة التي لا تجد الحوارات والتسويات فيها سبيلاً للحل، يحاول اهل السلطة في لبنان من خلال طاولات الحوار ان على مستوى "الموسّع" او الثنائي" إحداث ثغرة ولو بسيطة في جدار الازمة يُمكن البناء عليها لمد جسور التواصل بين مختلف القوى السياسية من اجل الوصول بالبلاد الى برّ الامان. وعلى هذا الاساس، يواصل الحوار الشامل في 5 ايلول المناقشات التي كان بدأها في "ثلاثية" الجلسات التي عقدها اوائل الجاري في عين التينة والتي كان "نجمها" مجلس الشيوخ. وفي السياق، استبعد مصدر في "تيار المستقبل" عبر "المركزية" ان "تشهد جلسة 5 ايلول اي تطوّر، فللاسف لا نزال "مكانك راوح"، خصوصاً ان ازمتنا الداخلية مرتبطة بتطورات الوضع الاقليمي"، معتبراً ان "خروج مناقشات طاولة الحوار عن جدول اعمالها التقليدي المتضمّن بندين: ازمة رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب، يؤشّر الى انها لن تتقدّم خطوات الى الامام ولن تعالج الازمة المُستفحلة بالبلد". ولفت المصدر الى ان كلام وزير الخارجية جبران باسيل الاخير عن "استعداد "التيار الوطني الحرّ" للبحث في خيار رئاسي غير رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون شرط ان تكون له حيثية شعبية"، يصبّ في خيار العماد عون، فهو يريد تغيير الدستور وتعديل اتفاق الطائف لاجراء انتخابات رئاسية مباشرة من الشعب"، مذكّراً بمداخلة الوزير باسيل في جلسات الحوار الثلاثية الاسبوع الماضي، حيث اكد اننا مستمرون بتعطيل نصاب انتخاب رئيس الجمهورية الى حين القبول بخيارنا الرئاسي، ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي وافقه على ذلك، وهذا اعتراف بتعطيلهما استحقاق رئاسة الجمهورية". وعن موقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي كرر فيه تفاؤله بانتخاب رئيس الجمهورية قبل نهاية العام، اجاب المصدر "دور السياسي احياناًَ بثّ اجواء التفاؤل واحياناً اخرى قول الحقيقة كما هي". وعن عدم تحديد جلسة جديدة للجان النيابية المشتركة لاستكمال البحث في قانون الانتخاب، اوضح المصدر ان "نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري "ينتظر" مناقشات الحوار الشامل، فاذا لمس تطوراً في مواقف القوى السياسية سيدعو الى جلسة للجان"، مؤكدأً اننا "نرحّب بأي تواصل بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" على خط صيغة القانون المختلط، فهذا من شأنه تسهيل التوافق على صيغة موحّدة لقانون الانتخاب"، ومؤكداً ان "اي محاولات لايجاد حلول "منطقية" وضمن التوازنات اللبنانية، نسير بها". من جهة اخرى، وفي سياق المعلومات التي اشارت الى ان "السفير السعودي علي عواض عسيري غادر لبنان لاسباب امنية وان التمثيل الدبلوماسي السعودي في لبنان سينخفض الى مستوى القائم بالاعمال، اكد المصدر ان السفير عسيري سيعود نهاية الجاري لاستكمال مهمامه كالمُعتاد الى حين تعيين بديل منه الشهر المقبل لانتهاء مهامه الدبلوماسية".

 

جرائــم الشـــرف ألغيــت وانعاشـها غيـــر مبــرر و"لبنان يحتال على المجتمع الدولي في ما يخص حقوق الإنسان"... متى الاعتبار؟

المركزية–11 آب 2016/على وقع الحكم المخفّض على قاتل منال عاصي، قُتلت ميمونة أبو العائلة في طرابلس على يد زوجها قبل يومين وبالطريقة البشعة نفسها. "فورة الغضب" المنصوص عليها في المادة 252 عقوبات كانت الذريعة لصدور الحكم المخفّض في حق قاتل عاصي، إذ هو برأي القضاء ثائر غاضب انتقم لشرفه فقتل زوجته، وبذلك تكون جريمة الشرف التي ألغيت من القانون اللبناني عادت بطريقة مبطّنة وملتبسة لحماية قتلة النساء أو ما يمكن أن نسميه بعد اليوم "الذكور الغاضبة". في هذا الخصوص يوضح مدير المفكرة القانونية نزار صاغية في حديث لـ"المركزية" أن حجة القضاة في ما سمّوه فورة غضب بأنه التفاف على التشريع، يقول: "ألغى المشرع اللبناني جريمة الشرف ولا يمكننا إعادة إنعاشها اليوم، فالغضب المتصل بالشرف يعتبر لاغيا ولم يعد مشروعاً ولا يمكن الاستفادة من المادة 252 ولا يمكن الاستناد إليها لتبرير قتل النساء. وتالياً هذا مخالف لما تعهّد به المشرّع وأقرّه عام 2011 حين ألغى جريمة الشرف ولا يمكن الأخذ بأي عذر متصل بها". ويضيف "القضاة تقليديون جداً وعبّروا في حكمهم عن قيم موروثة وكأنهم لم يستوعبوا التغيير التشريعي الذي حصل في لبنان والعالم". وبما أن القانون اللبناني مأخوذ عن القوانين الفرنسية، يؤكد صاغية أن النص المرتبط بما يسمى ثورة الغضب عدّل في القانون الفرنسي واستثنيت منه النساء بما يعني أنه لا ينطبق على مسألة الشرف أو المواضيع المتعلقة بالمرأة. ويسأل: "فما جدوى إلغاء جريمة الشرف إذا كانت جريمة الغضب بسبب الشرف ستعاد إلى الواجهة؟". وقد رفع "المجلس النسائي اللبناني" عريضة لـ"إنصاف منال عاصي" إلى كلّ من النيابتين العامتين الاستئنافية والتمييزية ووقعتها نحو 157 جمعية للمطالبة بتمييز الحكم المخفّف الصادر بحق زوج عاصي. ويرى صاغيّة أن "هذه إرادة الرأي العام والنيابات الاستئنافية تمثل نفسها والناس وعليها أن تصغي لإرادة الناس وللخوف الذي تعبّر عنه النساء وعليها اتخاذ التدابير اللازمة. القضاء يمثل المجتمع والرأي العام يلعب دوراً أساسياً في إعادة النظر في حكم قاتل كي لا يستفيد منه أي مجرم جديد". ولدى سؤال صاغية عن إمكان إدانة المجتمع الدولي وجمعيّات حقوق الإنسان للبنان في حال الاستمرار في إصدار أحكام كهذه، يجيب صاغيّة: "فاخر لبنان في الأمم المتحدة خلال المراجعة الدولية لحقوق الإنسان بأنه ألغى جريمة الشرف، لكن اليوم إذا لم يستأنف القضاء الحكم فيحقّ للرأي العام أن يقول للدولة أنها تحتال على المجتمع الدولي وغير صحيح أنها ألغت جريمة الشرف خصوصاً إذا نفذ القضاة الحكم ولم تستأنفه النيابة العامة ولم تلغِه محكمة التمييز".

أما المتحدّثة الإعلامية باسم جمعية "كفى" مايا عمار، فتعبّر في حديثها لـ"المركزية" عما آل إليه وضع النساء المعنّفات في لبنان، تقول: "عليهم إعادة البحث في الحكم على قاتل منال عاصي كي لا يصبح مبرماً إذ تنتهي مهلة إعادة البحث في 14 آب الجاري، خصوصاً أن شروط المادة المتعلّقة بفورة الغضب الآنيّة لا تنطبق على مقتل عاصي لأن زوجها عذّبها لساعات". واعتبرت "أن الأحكام المخففة استرخاصٌ لحياة النساء وتساهم في عدم ردع المجرمين". وعن تغيير حقّقته جمعيات حماية المرأة، تردف "حدث تغيير لدى الرأي العام والإعلام وبعض قضاة العجلة وأهل الضحايا الذين خرجوا عن صمتهم لكننا ما زلنا نصطدم للأسف بعقليات ذكورية موجودة لدى المجتمع والقضاة أو من يملكون قوّة القرار". وعن انتفاء دور الجمعيات نفسها بعد أن تصبح المرأة جثّة هامدة، تقول "دورنا في مساعدة المرأة على المواجهة وتوكيل محام كي لا تقع الجريمة، لكن في حال حدث القتل نحاول تأمين الدعم القانوني والإعلامي لأهلها".

أما في ما يخصّ الإحصاءات السنويّة في عدد الضحايا من النساء وإذا كانت النسبة إلى ازدياد أو تراجع، تؤكد "أن الجمعية بدأت توثيق الحالات منذ2010 حيث يسجّل سنوياً بين 7 و10 ضحايا من النساء". أي مسار ستسلكه محاكمة قاتل ميمونة ابو العائلة بعد تصريح أهلها بأخذ حقهم بيدهم إذ لم يتحرك القضاء؟ وهل يُستأنف الحكم على قاتل منال عاصي؟ تقول العمّار: "يهمنا ألا يكون المسار بسيطاً والأهل لديهم رد فعل متوقّع خاصة أن الأرضية جاهزة لتأخذ الناس حقّها بيدها". وتختم: "يضاف إلى حجة الغضب مسألة إسقاط الحق الشخصي في حال ضُغط على الأهل لسحب شكواهم"، الأمر الذي لو رضي به الأهل لن يقبله الرأي العام اللبناني

 

مجدليا "عاليه" تغضب و تثور ... عاملان سوريان يغتصبان طفلا في ١١ من عمره

11 آب/16/صوت الجبل/جريمة جديدة وفي وضح النهار لذئبان بشريان جردوا من كل القيم الأخلاقية والانسانية .. ذئاب بشرية لاهثة جائعة تنتظر اللحظة المناسبة لتنهش جسد الفريسة .. هذه الفاجعة المؤلمة تدور تفاصيلها هذه المرة في بلدة مجدليا – قضاء عاليه والتي تعدت في تفاصيلها جميع الخطوط الحمر.

عاملان سوريان أقدما ليل أمس  على إغتصاب طفل صغير يبلغ من العمر 11 عاما دون أي رحمة أو شفقة لبراءة الأطفال.  وفي التفاصيل قام الشاذان بملاحقة الطفل منذ لحظة خروجه من البيت حتى وصوله الى المتجر القريب من منزله .. لم يكن يدري بكل براءته أن أيادي الحقد تتربص به وان أحلام الطفولة الملونة ستتغير الوانها الى كوابيس مخيفة قد يمتد شبحها الى مستقبل مجهول المعالم. أحد السوريين استدرج الطفل وأخذه معه الى مكان أستفرد به وهناك مارس عليه الاستغلال الجنسي قبل أن ينضم صديقة الشاذ ليكملو طقوس الشيطان بحق ملاك السماء. هدد الطفل بالقتل في حال أخبر أحد أفراد الأسرة ولكن الأهل اكتشفو الجريمة وما هي الا لحظات حتى أنفجر بركان الغضب في مجدليا .. الشباب الحانق وفوران الدم .. أحد الجناة القي القبض عليه بينما لاذ الأخر بالفرار ولا يزال متواريا عن الأنظار حتى اللحظة .. القوى الأمنية تتابع التحقيقات وسنوافيكم بالتفاصيل تباعاً.

 

احتجاز 64 لبنانيّاً في إيران... وهذه قصّتهم

11 آب/16/عن "الأخبار" بتصرّف/64 زائراً لبنانياً لـ"العتبات المقدّسة" في إيران محتجزون في أحد الفنادق في مدينة مشهد. منذ ليل أول من أمس، يسري هذا الخبر، كسريان النار في الهشيم، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المجموعات على تطبيق "واتس آب". في تفاصيله، يفيد الخبر بأنّ "بعض الفنادق في مدينة مشهد، وكذلك الأمر في مدينة قم، تحتجر جوازات سفر 64 زائراً لبنانياً، بسبب عدم دفع المستحقات المستحقة لهم على ما يسمّى حملة الزهراء الطاهرة لصاحبها حسن فارس". وهذا ما أشار إليه بيان "تجمع حملات لبنان". كان كافياً ورود هذا التفصيل، حتى تنهال التعليقات من كل حدب وصوب لرواية ما يحصل. فهنا، في الخبر الذي لا يحمل عناصر كافية لبناء قصّة، تكفّل المعلّقون لتركيب "رقعة البازل" قطعة قطعة لتكوين "خبرية"، لا تزال إلى الآن في طور التحقيق والتدقيق. تعددت الروايات. مع ذلك، يصحّ أن تكون البداية مع أحد الزوار، الذي احتجز جواز سفره قبل أن "يُحرّر" ويعود إلى لبنان. يقول هذا الأخير إنّه سمع عن حملة الزهراء التي تتقاضى من الراغبين في الزيارة إلى إيران والعراق أيضاً مبلغ 300 دولار أميركي. هذا المبلغ زهيد جداً بالمقارنة مع أسعار الحملات الباقية التي تتقاضى ما بين 800 و1000 دولار أميركي، أغري الرجل "فذهبت معهم وكانت معاملتهم جيدة"، إلا أنّه في النهاية جرى حجز "جوازات سفر حوالى 300 زائر وقد سمعنا أنّ الأمر يتعلق بمستحقات الحجوزات في الفنادق". وفي المحصلة "بعد احتجاز الجوازات والتواصل مع صاحب الحملة، أرسل الأخير مبلغاً من المال للوسيط (broker)، فأبقى على ستة رهائن فقط". وبانتظار "وضوح الرؤية"، يشير بعض المتابعين للملف إلى أنّ الرجل "كان يعمل وفق طريقة غبية، حيث كان يسدّد بدلات الرحلات التي يسيّرها مما يدفعه الزوار المفترضون للرحلة المقبلة، وقد راكم الديون عليه للفنادق وشركات الطيران والوسطاء". أما السيناريو الآخر فهو "المخطط" الذي يتحدث عنه البعض الآخر من أنّه كان ينوي "أخذ الأموال، وخصوصاً أن هناك حجوزات لستة أشهر إلى الأمام وإعلان إفلاسه كما فعل صلاح عز الدين أو البرازيلي". بعيداً عن تلك القصة التي لم تكتمل تفاصيلها إلى الآن، ثمة جملة من التساؤلات لا يمكن العبور فوقها، وهو كيف يمكن لصاحب حملة أن يتقاضى 300 دولار بدل تكاليف رحلة الزائر، فيما سعر بطاقة السفر وحدها تبلغ 425 دولاراً أميركياً إلى إيران؟ وماذا عن حكاية المتبرّع؟ من هو؟ ولماذا يتبرع بكل تلك المبالغ لهذه الحملة بالذات؟ ومسؤولية مَن الترخيص لهذه الحملات؟ والأهم من كل ذلك، من يبرّر هذا الفارق ما بين 300 دولار أميركي و1000 دولار أميركي؟ أيهما "الحرامي"؟

 

جعجع زار دير سيدة بزمار وتشديد على أهمية الوحدة على الساحة المسيحية

الخميس 11 آب 2016/وطنية - زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع دير سيدة بزمار بمناسبة الذكرى ال 15 لتطويب الطوباوي الشهيد المطران اغناطيوس مالويان (2001-2016) وتدشين قاعة على اسمه في الدير، فالتقى بطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوار بطرس العشرين غبرويان، في حضور المطران جورج أسادوريان والنائب البطريركي ورئيس دير سيدة بزمار باتريك موراديان. وتطرق المجتمعون خلال اللقاء بحسب المكتب الاعلامي لجعجع الى "الاوضاع العامة في لبنان وما تشهده المنطقة من احداث أمنية وإرهابية"، وشددوا على "أهمية التضامن والوحدة على الساحة المسيحية خصوصا، وعلى الساحة اللبنانية عموما"، مؤكدين "ضرورة حماية وحدة لبنان وصيغته الفريدة في ظل ما تشهده المنطقة من تهديدات جدية". ودعا البطريرك غبرويان جعجع الى القيام بجولة على كنائس الدير وعلى أقبية النبيذ الذي يصنع في الدير. كما أهدى البطريرك رئيس القوات أيقونة العذراء (سيدة بزمار) كذلك قدم له رئيس الدير زجاجة من النبيذ المعتق تعود الى العام 1957.

 

نديم الجميل : نرفض إنشاء محرقة في الكرنتينا

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - رفض النائب نديم الجميل "طرح موضوع إنشاء معمل للتفكك الحراري أي محرقة لمعالجة النفايات في منطقة الكرنتينا على مدخل العاصمة بيروت"، متسائلا "عما سيؤول اليه المعمل بعد مرور بضع سنوات على التشغيل". وقال: "أتساءل أولا كيف يطرح نقل هذا المشروع من مجلس الانماء والاعمار الى بلدية بيروت، ولماذا الاسراع في إقرار المشروع في مجلس الوزراء اليوم خصوصا انه لم يتم أي بحث جدي وعلمي مع نواب العاصمة وهيئات المجتمع المدني والخبراء المحليين، وان أي قرار يتخذ على عجل في مجلس الوزراء دون استشارة أحد يدخلنا بعملية مشكوك بأمرها ونتائجها". وتابع: "وأسأل بالتالي ، هل ان بلدية بيروت بجهازها الفني والتقني ستتمكن من مواكبة هذا المشروع وتأمين جميع المعايير الصحية والبيئية، أم أن هذا المعمل سيتحول تدريجا الى مصدر لإنبعاث الروائح والدخان كما يحصل بكل المشاريع التي تتبناها الدولة وأجهزتها المحلية، وسيغطي التلوث العاصمة وسيعرض أبناءها والسكان فيها الى أبشع الأمراض". اضاف:"نعرف تماما ما هو مصير المعمل بعد مرور بضع سنوات على تشغيله، ونعرف تماما كيف ستتم صيانة هذا المعمل من قبل المعنيين رغم المعايير الدولية المذكورة في دفتر الشروط ، والأمثلة العديدة بمحيطنا لا تدعو الى التفاؤل".

 

ريشا في اعتصام مصلحة الطلاب في الكتائب: لعدم البدء بردم البحر قبل دراسة المشروع كاملا وبطريقة صحية

الخميس 11 آب 2016/وطنية - تحدث نائب الامين العام لحزب الكتائب باتريك ريشا في خلال الاعتصام الذي نفذته مصلحة الطلاب في حزب الكتائب وحملة "لبناني نظيف" وأهالي منطقة المتن الشمالي، بعد ظهر اليوم امام موقع مكب النفايات في برج حمود، رفضا لتمرير قرار طمر شاطئ البحر بالنفايات، فشدد على "ضرورة عدم البدء بردم البحر في المنطقة، قبل دراسة المشروع بالكامل وبطريقة صحية"، معلنا "أنهم إذا بدأوا الأعمال في موقع الطمر، سننزل في المقابل إلى الموقع لنقفله". وشرح ريشا طبيعة الاشكال بين المعتصمين والقوى الامنية، فقال:"الاشتباك سببه أنه كلما حاول رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب انطوني لبكي الدخول الى المكب كانت قوى الأمن تمنعه"، مؤكدا "ان اي اقتحام لم يحصل"، وسأل: ماذا يتوقعون من الشباب أن يفعلوا؟ هل يقفون متفرجين؟ وأكد اننا نريد التهدئة والدخول من خلال وفد شكلناه". وقال:" لا شيء يحصل بالقوة ولأن وسائل الاعلام كانت تمنع من الدخول، فاننا نريد أن تدخل وسائل الاعلام لتصوير كمية الاضرار الحاصلة، مضيفا: التوتر سببه الاشتباك الذي حصل والأمور تتجه نحو التهدئة".

حنكش

بدوره، عضو المكتب السياسي في الحزب الياس حنكش، وتعقيبا على الاشكال الذي حصل بين المعتصمين والقوى الامنية وادى الى اصابة 4 من المتظاهرين، أكد "ان قوى الامن مولجة بتهدئة الاوضاع وليس بضرب المعتصمين بعصي الأعلام التي يحملونها"، مشددا على "أننا سنستخدم كل الوسائل المتاحة لمنع طمر شاطئ المتن بالنفايات".

 

خاطفو ريان سليمان اطلقوه وهو في مخفر بيت شاما

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - بعلبك - أفادت مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" وسام درويش أن خاطفي اللبناني ريان يوسف سليمان أفرجوا عنه، وهو حاليا يخضع للتحقيق في مخفر بيت شاما

 

مقتل قاض متقاعد في جريمة في بيت الشعار وانتحار الجاني

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين أن ابراهيم لبكي قتل في بلدة بيت الشعار المتنية قاضيا متقاعدا من آل بركات، وأطلق النار على نفسه ما لبث أن فارق الحياة بعد نقله الى المستشفى. وانتقل المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي سمير غانم لمعاينة موقع الجريمة. وباشرت الاجهزة الامنية والقضائية تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الجريمة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الشرطة الكندية قتلت مؤيدا لداعش كان يستعد لتفجير عبوة

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - قتلت قوات الامن الكندية مساء امس في بلدة صغيرة في اونتاريو (وسط) شابا كنديا قالت انه مؤيد لتنظيم داعش ومرتبط مباشرة "بتهديد ارهابي محتمل" تحدثت عنه قبيل ذلك. وكان الشاب البالغ من العمر 24 عاما اوقف العام الماضي بسبب تأييده للتنظيم الذي عبر عنه على شبكات التواصل الاجتماعي. وقالت سائل الاعلام المحلية انه افرج عنه في شباط الماضي ووضع تحت مراقبة قضائية صارمة. وقال احد افراد اسرته لشبكة التلفزيون العامة "سي بي سي": انه قتل عندما كان يستعد لتفجير عبوة ناسفة"، موضحا ان "هذا ما قالته الشرطة".

 

فتاة إيزيدية تروي بشجاعة تفاصيل قصتها المؤلمة مع داعش

الخميس 8 ذو القعدة 1437هـ - 11 أغسطس 2016م/دبي - العربية.نت/برغم مسحة الحزن التي غطت محياها والشرود الآني، الذي ينتابها بين حين وآخر، إلا أن ناديا مراد الإيزيدية الناجية من "داعش" بمعجزة بعد أن هربت في ليلة مظلمة من يد سجانها، تمكنت من أن تضع حداً لعذاباتها وتتخلص من أسرها وسجنها الذي استمر أشهرا، بمساعدة عائلة عراقية مسلمة رعتها وأخرجتها من سجنها وهربتها من #الموصل ، غير مبالية بإمكانية افتضاح أمرها من قبل داعش. بدت ناديا_مراد عند لقاء "العربية" بها ضمن برنامج "نقطة نظام" قوية الإرادة، تحاول التماسك رغم هول ما رأت في الأسر. ولا تزال تلك المرأة الجبارة تؤكد أن ضوءاً ما في نهاية النفق سيعيدها إلى سنجار، وسيرجعها تلك الفلاحة البسيطة التي ترعى الغنم في سفوح جبال سنجار موطن قومها الإيزيديين الذي جردهم داعش من جنة عيشهم وقتل المئات منهم وسبى أكثر من 5 آلاف امرأة وطفل وباعهم في سوق النخاسة بلا رحمة وبلا أي شعور بالمسؤولية الإنسانية. بالقرب منها تنتابك لحظات من الأسى، وأنت تراها تستذكر توسلاتها لأولئك الرجال القساة التي لم تحلم يوما بأنها ستعرفهم أو تلتقيهم، أولئك الإرهابيين الذين انتهكوا حرمة طفولتها وعملوا على انتهاك كل ما تملك من حلم فتاة طموحة كانت تسعى لإكمال مدرستها الثانوية والعيش بهناء.

أصرخ نيابة عن آلاف السبايا

أما اليوم فتفخر ناديا بأنها تصرخ كما تقول "نيابة عن 6 آلاف امرأة وطفل أضحوا سبايا عند "داعش" لم يوصلوا صوتهم إلى العالم". وتقول: الذي يؤلمني أن هناك أمهات إيزيديات ناجيات يخجلن من رواية حكاياتهن مع "الدواعش" الذين تاجروا بهنّ. وتحزن حين تستذكر أصواتهن وهنّ يتوسلن لآسريهم قائلات إنهن "أمهات "يخجلن أن ينتهكن أمام أطفالهن . وتضيف: "كل ما أطلبه من العالم أن يحول دون مواصلة #داعش الاتجار بالبنات والأطفال ".. بتلك العبارة البسيطة تناشد ناديا العالم ليضع حدا لمآس عايشتها عن قرب. وتواصل: "قابلت عدداً من المسؤولين في العالم لأعرض لهم الجرائم التي شهدتها حين كنت سبيّة عند عناصر "داعش" الذين لم يتخيلوا يوما أني سأهرب وأفضحهم أمام العالم. كما تشير إلى أنها: "كانت سعيدة بمقابلة رؤساء وبرلمانيّين لفضح داعش الذي ما كان يتوقع أن أقوم بذلك وأسعى إلى إيصال رسالتي إلى الشباب المسلم كي يدينوا الفكر الداعشي". وتعاود استذكار ما حدث قائلة: حين هجم داعش علينا لم يساعدنا أحد وتُركنا وحدنا تحت رحمة التنظيم، وما زلنا نحن #الإيزيديين نطالب بمحاسبة جميع المسؤولين الذين تولّوا حماية سنجار، ونطالب بحماية دولية وبإدارة ذاتية للإيزيديّين بعدما فقدنا الثقة بحماية الدولة ". وتفخر ناديا بأن مواطنيها تحملوا وزر إطلاقها وتحريرها قائلة: المسلمون في الموصل هم مَن ساعدوني أثناء هروبي من داعش، ولكني لا أستطيع شكرهم علناً وبالاسم خشية على حياتهم، واحتمال كبير معاقبة داعش لهم. وتتذكر: "قال لي أب العائلة المسلمة الذي خبأني أياماً مع بناته: اعذرينا يا ابنتي لأننا لم نضيفك جيداً، فقر الحال حال دون ذلك." وتخلص مؤكدة على ضرورة محاسبة الجناة الذين ساعدوا "داعش" من أيّ طرف كانوا.

 

زويل آخرهم.. هذه هي أبرز فتاوى "التكفير"

الخميس 8 ذو القعدة 1437هـ - 11 أغسطس 2016م/العربية/الرياض - هدى الصالح/أعاد ردّ مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية على تكفير الداعية المصري وجدي غنيم، والمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين للعالم المصري الراحل الدكتور أحمد زويل إلى الواجهة من جديد حرب "الفتاوى التكفيرية". واعتبرت دار الإفتاء المصرية أن ما قاله "غنيم" - عبر إحدى الفضائيات - عودة لاستخدام التكفير كسلاح من قبل المتطرفين - بهدف النيل من خصومهم وتشويه صورتهم وتبرير الاعتداء عليهم، واغتيالهم مادياً ومعنوياً - إلى الواجهة من جديد عبر بوابة "فتاوى التكفير."، لتظل تهم الهرطقة والزندقة والتكفير - والتي عادة ما تنتهي بعمليات اغتيال وتصفية جسدية، تطال رموزاً فكرية وأدبية وقيادات سياسية ومجتمعية، كمحاولة الاغتيال الفاشلة الأخيرة التي طالت المفتي المصري السابق الدكتور علي جمعة - سلاحاً ناجحاً وعلى مدار قرون للفتك بالخصوم الثقافية والأدبية والسياسية والسلاح الأوحد لمواجهة المناوئين والمعارضين.

ديوان الزنادقة

تاريخياً اتسعت "بوابة التكفير" من قبل حركات المعارضة العباسية والأموية، فكان منها على سبيل المثال ما سمي بـ(ديوان الزنادقة) والذي قام على تأسيسه الخليفة العباسي الثالث "المهدي" لملاحقة مخالفيه، الأمر ذاته كان من قبل الأمويين. لتشمل تهم الزندقة في العصور الإسلامية عدداً من العلماء والأدباء المسلمين منهم "ابن رشد" و"أبي حيان التوحيدي" و"ابن سينا" و"الجاحظ" وغيرهم. لم تقتصر دوافع ومبررات التكفير على جانب محدد وإنما ظل سلاحاً مسلطاً في كافة المعارك السياسية والثقافية والاجتماعية، كما ولم يكن حصرا على دين دون غيره فكان للمسيحية واليهودية نصيب منها.

الهرطقة

فبدأ زخم الكلمة اليونانية "الهرطقة" أو ما قد تعني بـ"الزندقة" (والتي يقصد بها كل الأفكار غير المتوافقة وفق المعتقد المبدئي للخصوم) بوصف وتفنيد مناوئي المسيحية الأرثوذوكسية في بدايات الكنيسة المسيحية، فوصفت البروتستانتية بالهرطقة، بينما ترى جماعات أخرى أن الكاثوليكية "ردة كبرى".

التكفير لم يتوقف حتى العصور الحديثة فقد طال رفقاء الأمس من الجماعات وأحزاب الإسلام السياسي، كما كان مع الشيخ الأزهري علي عبدالرازق - مؤلف كتاب "الإسلام وأصول الحكم" - الذي صدر في عام 1925 محدثاً ضجة كبيرة في مصر جراء نقضه فكرة "الخلافة" والدعوة إلى مدنية الدولة، وقامت هيئة كبار العلماء في الأزهر بمحاكمته وإخراجه من زمرة العلماء وفصله من العمل كقاضٍ شرعي. ذلك كان على صعيد الخلاف الديني، أما في جانبه الثقافي والأدبي فتجلت صوره باغتيال فرج فودة، الذي شارك في أول مناظرة علنية حول الدولة الدينية والدولة المدنية، وكانت قد شنت جبهة علماء الأزهر هجوماً كبيراً عليه حينها. وأصدرت ندوة علماء الأزهر في عام 1992 بـ"جريدة النور" بياناً بكفره.

اغتيالات في مصر

في يونيو من العام نفسه بادر شابان من الجماعة الإسلامية المصرية "أشرف سعيد" و"عبدالشافي رمضان" بإطلاق النار عليه، واعترف الجانيان بأنهما استنداً على فتوى لعمر عبدالرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل فودة، والتي أصدرها عام 1986، ليتم تكليفهما بالاغتيال من قبل صفوت عبدالغني القيادي في الجماعة الإسلامية. وكان فرج فودة قد شارك في تأسيس حزب الوفد الجديد، قبل أن يقدم استقالته منه لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين، لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري لعام 1984. في أكتوبر 1995 كانت محاولة الاغتيال الفاشلة لنجيب محفوظ بطعنه في عنقه على يد شابين قررا اغتياله بتكليف من قبل الجماعة الإسلامية، لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة، بسبب روايته المثيرة للجدل "أولاد حارتنا" والتي طبعت في لبنان عام 1962، ومنع دخولها إلى مصر، كذلك محاولة اغتيال الصحافي مكرم محمد أحمد، حينما كان رئيس تحرير لمجلة المصور 1987 إلى جانب محاولة اغتيال وزيري الإعلام صفوت الشريف في أبريل 1993.

الاغتيال السياسي

الاغتيال السياسي كان له دور أيضا ضمن سلسلة حملة الاغتيالات، وفق فتاوى "تكفير" الحاكم إلى تكفير المجتمعات، وصولا إلى تكفير الأفراد والتي كان أتباع نظرية "الحاكمية" و"الجاهلية" هم أبطالها مسجلة ازدهارها ونشاطها في العصر الحديث، منذ السبعينيات وحتى التسعينيات الميلادية، بدأ بعملية اغتيال الرئيس المصري أنور السادات على يد تنظيم الجهاد عام 1981 ثم حادثة اغتيال رئيس مجلس الشعب المصري رفعت المحجوب في أكتوبر 1990 على يد الجماعة الإسلامية، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية حسن الألفي في أغسطس 1993، ورئيس الوزراء عاطف صدقي. هذا ولخطورة استخدام سلاح فتوى "التكفير" و"التفسيق" واستخدام الدين في الصراعات، شددت دار الافتاء المصرية على ضرورة الكف عن توظيف الفتاوى الدينية في النيل من الخصوم، والذي تعتبره وسيلة لجلب الخراب والدمار للمجتمعات الإسلامية والعربية، عبر العنف المدجج بالفتاوى الدينية لاغتيال وتصفية الخصوم معنويا وجسديا.

 

البيشمركة: مقتل "وزير نفط داعش" بعملية إنزال بالقائم

الخميس 8 ذو القعدة 1437هـ - 11 أغسطس 2016م/بغداد - فرانس برس/أعلنت السلطات في كردستان العراق عن عملية إنزال مشتركة مع القوات الأميركية في منطقة القائم قرب الحدود العراقية السورية الخميس حيث قتلت قياديا في تنظيم داعش. وأكد مجلس الأمن في إقليم كردستان في بيان القيام بعملية "مشتركة بين المديرية العامة لمكافحة الإرهاب التابعة للإقليم وقوة أميركية خاصة في منطقة القائم قرب الحدود العراقية السورية". وأكد أن القوة تمكنت من "قتل سامي جاسم محمد الجبوري الذي فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليه ضمن 15 آخرين، كونه يشرف على عمليات تمويل تنظيم داعش من خلال بيع النفط والغاز".ولم يحدد البيان بدقة الموقع الذي تم استهدافه. ويبعد قضاء القائم مسافة 200 كلم عن أقرب نقطة انتشار لقوات البيشمركة. والعملية التي لم يؤكدها الجيش الأميركي ليست الأولى من نوعها، ما قد يزيد من الخلافات السياسية الداخلية في العراق. وكانت القوات الأميركية والكردية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني نفذت العام الماضي عملية إنزال في محافظة كركوك الخاضعة لسيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني المنافس. وينفذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية ضد المتطرفين الذين سيطروا على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية في منتصف 2014، كما يقدم هذا التحالف الاستشارة والتدريب للقوات العراقية. وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما عدم مشاركة أي جندي على الأرض في قتال تنظيم داعش، لكنه أرسل قوات خاصة لاستهداف المتطرفين الذين تمكنوا حتى الآن من قتل ثلاثة جنود أميركيين.

 

دي ميستورا: سنبحث مع الروس تمديد الهدنة في حلب

الخميس 8 ذو القعدة 1437هـ - 11 أغسطس 2016م/دبي - العربية.نت/قال المبعوث الأممي إلى #سوريا ستيفان #دي_ميستورا اليوم الخميس خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف إن الأمم المتحدة ستبحث مع الروس تمديد هدنة الـ3 ساعات في حلب، لأنها غير كافية لإيصال المساعدات، مشيراً إلى أن الفريق المعني يركز على مرور المساعدات من خلال طريق الكاستيلو. وأكد أن الأمم المتحدة مصممة على استئناف مفاوضات_جنيف نهاية الشهر الجاري. كما لفت إلى أن هناك أدلة كثيرة" على أن هجوما بالغاز وقع في #حلب وإذا تأكد فستكون جريمة حرب." إلى ذلك أشار إلى أن تركيا تلعب دوراً مهماً في التوصل لحل للأزمة السورية.وعن بلدة #مضايا السورية أكد أن هناك العديد من المدنيين المحاصرين من قبل النظام وميليشيات حزب الله.

 

ايرولت: فرنسا قلقة لهجوم كيميائي محتمل في حلب

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرولت، اليوم، ان بلاده "قلقة حيال معلومات" عن وقوع هجوم كيميائي في مدينة حلب السورية في العاشر من آب اسفر عن 4 قتلى وعشرات الجرحى. وندد وزير الخارجية في بيان "بشدة بكل الهجمات على المدنيين، وخصوصا حين يتم استخدام اسلحة كيميائية". وقال: "ان منظمة حظر الاسلحة الكيميائية اتيح لها في الماضي تأكيد وقوع هجمات بغاز الكلور ضد السكان السوريين انطلاقا من مروحيات تملكها قوات النظام من دون سواها، في انتهاك صارخ للقانون الدولي". واشار ايرولت الى انه "سيولي اهتماما خاصا بخلاصات تحقيقات الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي ستعلن نهاية اب حول هجمات كيميائية محتملة في 2014 و2015". واعتبر ان "المأساة التي يعيشها الشعب السوري منذ اكثر من خمسة اعوام والهجمات المشينة التي يتعرض لها هي نتيجة الموقف السيئ للنظام وداعميه الذين يمنعون أي حل سياسي في سوريا".

 

برلماني روسي: روسيا ستحول مطار حميميم في سوريا الى قاعدة جوية دائمة

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - تخطط روسيا لتحويل مطارها العسكري في حميميم في شمال غرب سوريا حيث تتمركز طائراتها المستخدمة في توجيه ضربات ضد المتطرفين، الى قاعدة جوية دائمة، على ما اعلن عضو في مجلس اتحاد روسيا، الغرفة العليا في البرلمان، اليوم. وقال النائب الاول لرئيس لجنة شؤون الدفاع والامن في المجلس فرانتس كلينتسيفيتش، لصحيفة "ايزفيستيا"، "بعد تحديد وضعها القانوني، ستصبح حميميم قاعدة عسكرية روسية. سنشيد فيها بنية تحتية مناسبة، وسيعيش عسكريونا في ظروف كريمة". ولم يستبعد بعد ذلك امكان زيادة عدد الطائرات العسكرية الروسية المتمركزة في سوريا، لكنه اكد انه "لن يتم نشر اسلحة نووية وقاذفات ثقيلة بصورة دائمة" في سوريا. وقال: "ان الدعم في مجال الاستخبارات والضربات التي يشنها سلاح الجو الروسي، يسمحان للجيش السوري بتأدية مهماته بنجاح". واضاف: "روسيا تتفهم انه اذا لم تتخذ اجراءات، فإن تهديدا ارهابيا واسع النطاق قد يصل ايضا الى حدودها". قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الاسبوع الى مجلس الدوما (مجلس النواب) مشروع قانون في شأن التصديق على اتفاق مع الحكومة السورية لنشر مجموعة طائرات روسية في حميميم "لفترة غير محددة".

 

وزيرا الخارجية الروسي والبريطاني يأملان في تطبيع العلاقات الثنائية

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية الروسية ان وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره البريطاني بوريس جونسون اعربا خلال اتصالهما الهاتفي الاول، اليوم، عن املهما في "تطبيع" العلاقات الثنائية. وخلال هذا الاتصال الذي بادرت لندن الى اجرائه، وفق الخارجية الروسية، "اعرب الطرفان عن املهما في تطبيع العلاقات الروسية-البريطانية"، بحسب بيان للوزارة. وشدد لافروف وجونسون ايضا على رغبتهما في "تكثيف الحوار السياسي على رغم المشاكل في العلاقات الثنائية وعلى الأهمية الكبيرة" لهذه العلاقات في المجالات الاقتصادية والديبلوماسية والانسانية. وتطرق الوزيران ايضا الى النزاع في سوريا، كما افاد البيان.

 

وزير الماني اقترح اسقاط الجنسية عن المتطرفين الحاملين جنسيتين

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - اقترح وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير، اليوم، اسقاط الجنسية عن المتطرفين الذين يحاربون في الخارج اذا كانوا يحملون جنسية مزدوجة، وهو تدبير رئيسي ضمن مقترحات اخرى بعد سلسلة الهجمات التي شهدتها المانيا في تموز. وقال خلال مؤتمر صحافي: "الالمان الذين يشاركون في المعارك في الخارج لحساب ميليشيا ارهابية ويحملون جنسية اخرى، يجب ان يخسروا في المستقبل جنسيتهم الالمانية". وتوجه 820 متطرفا من المانيا الى سوريا والعراق وفقا لتعداد لاجهزة الاستخبارات الالمانية في ايار. عاد ثلثهم الى المانيا وقتل زهاء 140 منهم. ولا يزال 420 في سوريا والعراق. ومن التدابير الاخرى المقترحة اليوم "ادراج تهديد الامن العام، سببا للاعتقال السريع للاجانب الذين يشتبه في انهم يحضرون لهجمات". ويتعلق الامر ايضا بحسب الوزير بالاسراع في اجراءات الطرد. واقترح الوزير عقوبة جنائية على "أي تعبير عن التعاطف مع الاعمال الارهابية".

 

ترامب: أوباما أسس داعش مع كلينتون المحتالة

"فرانس برس" - 11 آب 2016/اتهم المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب مساء الأربعاء الرئيس الأميركي باراك أوباما "بتأسيس" تنظيم داعش. كما اتهم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بأنها "شريكة في تأسيس" هذه الجماعة الإرهابية أيضاً. وفي تجمع انتخابي في فورت لودرديل في ولاية فلوريدا "جنوب شرق"، اتهم الملياردير أولا أوباما بأنه زرع "الفوضى" في الشرق الأوسط، ثم قال إن تنظيم داعش "يكرم الرئيس أوباما". وأضاف: "إنه مؤسس داعش في العراق وسوريا." وكرر "إنه المؤسس! أسس الدولة الاسلامية في العراق وسوريا".  "المحتالة هيلاري" وتابع ترامب "وأقول إن الشريكة في التأسيس هي هذه المحتالة هيلاري كلينتون". وكانت كلينتون رأت الأربعاء أن منافسها الجمهوري دونالد ترامب قد بالغ بدعوته مؤيدي حيازة السلاح في الولايات المتحدة إلى مقاومتها في حال وصلت إلى البيت الأبيض في نوفمبر . وقالت في دي موين (ولاية أيوا) "أمس، كنا الشهود على آخر التعليقات من سلسلة التصريحات التي تخطت الحدود". وتطرقت المرشحة الديمقراطية إلى "قسوة" خصمها حيال عائلة جندي أميركي مسلم قتل في العراق في 2004، وانفتاحه إلى دعوة دول أخرى لحيازة أسلحة نووية، والآن "تحريضه على العنف". وقالت "كل من تلك الحوادث تظهر أن دونالد ترامب لا يملك الشخصية المطلوبة ليكون رئيسا وقائدا أعلى للولايات المتحدة".

 

هل باعت إيران أسلحة لداعش في سيناء؟

"العربية" - 11 آب 2016/نفت الخارجية الإيرانية صحة تقرير لمجلة إسرائيلية مختصة في الشؤون العسكرية، حول بيع إيران أسلحة لتنظيم داعش في صحراء سيناء المصرية. وكانت مجلة "إسرائيل ديفينس"، ذكرت في تقرير لها الثلاثاء، أن "أسلحة إيرانية الصنع ظهرت بحوزة مقاتلي تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش" الإرهابي، خلال تدربهم على القنص في أحد المعسكرات بمحافظة سيناء". وذكر التقرير أن" إيران تزود مقاتلي التنظيم الإرهابي بأسلحة متعددة خاصة سلاح القنص من طراز "AM-50". وتحت عنوان "إيران تبيع أسلحة لولاية سيناء"، قالت المجلة إن "هذا السلاح الذي ظهر بحوزة مقاتلي التنظيم يحاكي بندقية القنص النمساوية (شتاير إتش إس 50) التي تعتبر من أقوى بنادق القنص في العالم". وأشارت إلى نفس نوعية السلاح هذه قامت إيران بتزويد تنظيم حزب الله ، و جيش النظام السوري ، والتنظيمات الفلسطينية الحليفة لها في غزة بها". من جهته، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الايرانية الأربعاء، إن تلك المزاعم حول بيع بلاده أسلحة لداعش في صحراء سيناء "مثيرة للسخرية وكاذبة".

 

تركيا تمسـك العصا من نصفهــا بين واشـنطن وموسـكو وإردوغان يوظف اوراق الانقلاب لتعزيز الموقع والدور الاقليمي

المركزية- 11 آب 2016/على وتر "زكزكة" واشنطن من بوابة استئناف العلاقات التركية – الروسية وما انتجت قمة سان بيترسبورغ وما تلاها من اجتماعات دبلوماسية امنية – استخباراتية افضت الى اتفاق على آليات عمل في شأن الازمة السورية، تلعب انقرة ورقة تحسين وتحصين دورها اقليميا ودوليا، مستفيدة من "انقلابها الفاشل" لتوجه من خلاله سهام اتهام الولايات المتحدة بتغطية وايواء فتح الله غولن الذي تعتبره المسؤول الاول عما جرى، وقد سلمت الى واشنطن بحسب ما اعلن الرئيس رجب طيب اردوغان صناديق من الأدلة على تورطه في محاولة الانقلاب. واذا كانت الادارة الاميركية تلقفت جدياً الرسائل التركية وسارعت الى "تبرئة ساحتها"، مؤكدة مدى اهمية العلاقات مع تركيا، الا انها بحسب ما يقول مصدر دبلوماسي غربي لـ"المركزية"، تحاول على ما يبدو الإمساك بالعصا من نصفها، اذ في حين اشار وزير الخارجية جون كيري في اعقاب محاولة الانقلاب والاجراءات الردعية التي اتخذتها انقرة الى ان لتركيا الحق في مقاضاة من شاركوا في الانقلاب، فانه في المقابل حذرها من التمادي في العقوبة متذرعاً بمخاوف على حقوق الإنسان والديمقراطية والحفاظ على الاستقرار في دولة رئيسية من أعضاء الحلف الأطلسي، وهو ما وضع العلاقات بين الدولتين تحت ضغط كبير وتوتر عززته ترسبات ناتجة عن اختلاف في الأولويات لدى الدولتين في ما يتصل بالملف السوري ومستقبل البلاد، اذ في حين تريد أنقرة إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد باعتباره خطراً محدقاً عند حدودها، اقتصرت اهداف واشنطن على محاربة تنظيم "داعش"، وسط خشية لدى كلا الدولتين اذا ما تبنت أهداف الأخرى ان تهمّش أهدافها الرئيسية الخاصة، كل ذلك معطوف على الدعم الأميركي العلني لأكراد سوريا الذي يستفز تركيا. لكن في الوقت نفسه، يفيد المصدر ان واشنطن تدرك تماما مدى التهديد الوجودي الذي يشكله "داعش" على تركيا بما يجعلها "تفكر مرتين" قبل الاقدام على اي خطوة قد تؤدي الى نسف العلاقات مع واشنطن، ذلك ان التنظيم ينتشر على حدود تركيا البالغة نحو 900 ميل مع العراق وسوريا، بما يبقي الحاجة التركية إلى الولايات المتحدة قائمة من أجل التصدي بفاعلية للاسد و"داعش" على حدٍّ سواء. ويؤكد المصدر ان حجم الفجوة في العلاقات بين أنقرة وواشنطن مرشح للتقلص كون الحاجات والمصالح المشتركة التي ما زالت تجمع الدولتين أقله في ما يتصل بالازمة السورية أكبر من أن تفرقها محاولات تركية لاعادة وصل ما انقطع مع روسيا، خصوصا ان عنصر الثقة بين الرئيسين فلاديمير بوتين واردوغان غير مكتملة عناصره والتجارب السابقة غير مشجعة، كما ان كيري اوضح ان بلاده تحترم ديمقراطية تركيا وإرادة شعبها وإذا ثبت أن غولن اشترك في تنفيذ هذا الانقلاب ستسعى الولايات المتحدة لتسليمه فورا، وهو موقف يوضح رغبة أميركا بعدم التصعيد مع تركيا. اما ما يثار عن ان تركيا قد تنتقل من الضفة الاميركية الى الروسية، مستندة الى ان موسكو تمتلك اليد الطولى في المعادلة الاقليمية، فيعتبر المصدر انه في غير محله، فاردوغان يدرك تماما ان موسكو تتقاطع مصالحها مع تركيا اقتصاديا ونفطيا، وقد تلقفت الفرصة الثمينة بتدهور العلاقات التركية مع ادارة الرئيس باراك اوباما وتحسن علاقاتها مع اسرائيل لتعزز موقعها وتكسب الى جانبها حلفاء واشنطن، وهو ما تعتبره من دون شك نقطة لصالحها في سياق تثبيت نفوذها المستجد في المنطقة، ليس من خلال الانفتاح عليهما فحسب بل محاولة تقديم بديل. ويختم المصدر ان مجمل هذا المشهد ظاهر بوضوح للعيان والرهان على انهيار العلاقات بين انقرة وواشنطن في غير محله، لكن اردوغان يوظف كل الفرص المتاحة لتثبيت قدميه في الميدان الاقليمي وفرض نفسه لاعباً اساسيا "تلهث" خلفه الدول الكبرى.

 

غارديان": على ماي "الانتباه" من بوتين

المركزية- 11 آب 2016/اعتبرت صحيفة "غارديان" البريطانية ان "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصية قاسية لا ترحم، لذا فإنه يتوجب على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التعامل معه بجدية، والانتباه منه لانه لا يتعاون مع احد". واشارت الصحيفة الى ان "ماي تحدثت مع بوتين لأول مرّة الثلاثاء الفائت، وتبعاً للكرملين فإن الحديث كان ناجحاً، إذ عبّرا عن عدم رضاهما عن أداء التحالف"، موضحةً ان "كل الإشارات تدل الى ان ماي مستعدة لإحياء العلاقات مع روسيا ومواجهة التهديد من الإرهاب"، ولافتةً الى ان "من المقرر ان يلتقي بوتين وماي الشهر المقبل على هامش قمة دول العشرين في الصين". وذكّرت الصحيفة بأن "العلاقات الروسية-البريطانية لطالما اتّسمت بالضبابية لا سيما منذ تشرين الثاني عام 2006، اي منذ مقتل المعارض الروسي الكسندر ليتفينكو"، واشارت الى ان "التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يفتح العديد من الأبواب لموسكو، ويقوّض الوحدة الأوروبية في زمن يزخم بالأزمات الدولية".

 

"فايننشال تايمز": بوتين استفاد من انقلاب تركيا ولن يثق بأردوغان

المركزية-11 آب 2016/ اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية ان "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المُستفيد من تداعيات الانقلاب الفاشل ضد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان"، مجرية مقارنة بين القوات الخاصة الروسية "السبتناز" التي تعتبر من اقوى واقسى القوات الخاصة الحديثة في العالم وبين لعب اردوغان دوراً مشابهاً للدور الذي تلعبه هذه القوى فيما يسمى المعسكر الاستبدادي". ولفتت الصحيفة الى ان "عملية التطهير التي قام بها اردوغان بعد الانقلاب الفاشل الذي تعرّض له وتصميمه على القضاء على اعدائه، لتوطيد حكمه، تعدّ من مظاهر الاستبدادية التي يعمل بها"، مشيرةً الى ان "امراً واحداً مختلفاً بين بوتين واردوغان، وهو ان تركيا عضو في "الناتو" وفي "المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان"، لذا فإن تصرفات اردوغان ستكون تحدياً للمبادئ الغربية". وجزمت "فايننشال تايمز" بأن "الرجلين لن يثقا ببعضهما البعض لأن الحكام المستبدين يحبذون زرع الشك والريبة في نفوس اعدائهم الأجانب".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان بحماية واشنطن: التأرجُح بين الحياة والموت

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 12 آب 2016

الأكثر تفاؤلاً لا يتوقّعون شيئاً من الحوار، لا «سلّة» رئيس مجلس النواب نبيه برّي ولا حتى أجزاءَ منها. ولكن، في المقابل، الأكثر تشاؤماً لا يتوقّعون أن ينتهي الحوار بانفجار سياسي أو أمني. إنّه اللغز اللبناني بين اللاحلّ واللاإنفجار، أي بين اللاموت واللاحياة! لن تَظهر ملامح حلٍّ مستدام في لبنان قبل تبلوُر الحلّ المستدام في سوريا. ولا تسوية مرحلية في لبنان قبل تبَلور التسوية المرحلية في سوريا. ولأن لا وقت في سوريا للتسويات أو الحلول حتى إشعار آخر، بل الوقت للحروب، فالرهان على أيّ من المخارج السياسية في لبنان ليس في محلّه... حتى إشعار آخر. فتسوية الطائف 1989 وتسوية 2005 وتسوية الدوحة 2008 جرت كلّها قبل أن تندلعَ الحرب في سوريا. أمّا اليوم، فلبنان متورّط سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في النزاع السوري، ولا هدفَ له حاليّاً إلّا البحث عن سبيل إلى منعِ انتقال الحرب السوريّة وانعكاساتها إليه، لا أكثر. والأفرقاء المشاركون اليوم في طاولة الحوار ليسوا منخدعين ببلوغ «السلّة» المرتجاة، لكنّهم جميعاً مضطرّون إلى حوار الحدّ الأدنى، الذي يُتيح تقطيعَ المرحلة، لا بالتسويات بل بمنع الانفجار وتجنُّب سقوط السقف على الجميع.وما يُثير القلقَ هو التحذيرات التي دأبَت أوساط وزارية معنية، في الأسابيع الأخيرة، على إبلاغ القوى السياسية بها، وهي تتضمَّن إشارات إلى أنّ الأوضاع في لبنان تتّجه إلى الأسوأ أكثرَ فأكثر، نتيجة التعثّر السياسي وتعطيل المؤسسات أو إفراغها، والإرباك إزاءَ كلّ الملفات الساخنة.وتتداول هذه الأوساط معلومات خطيرة جداً عن حجم الكارثة التي يقترب منها لبنان إذا استمرّ تفاقمُ الأزمة على مختلف المستويات ولم يسارع الجميع إلى تطويقها، والتي قد تصل بالبلد إلى الانهيار. ففي ظلّ تعطيل المؤسسات، يقف لبنان على ركيزتين: عسكرية - أمنية يوفّرها الجيش، وماليّة - اقتصادية يوفّرها مصرف لبنان. ولذلك، يتحرّك الجميع في شكل طارئ لسَدّ الثغرات التي قد تعتري الوضعَين العسكري والمالي، ما يهدّد بوقوع المحظور:

1- على المستوى العسكري، سيُصار إلى حلّ مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي بلا ضجيج سياسي، فيما يتلقّى الجيش وقائده دعماً أميركياً وأوروبّياً واضحاً وحاسماً بالسلاح والذخائر والمعلومات، تترجمه العمليات النوعية التي ينفّذها في بقعة عرسال - القاع - رأس بعلبك في مواجهة الإرهاب.

2- على المستوى المالي، تلقّى لبنان إشارات جديدة من المؤسسات الدولية بضرورة إقرار عددٍ مِن التشريعات والتزام القوانين والقواعد الدولية في مجالات الشفافية وتبادُل المعلومات الضريبية، على غرار ما فعلَ في كانون الأوّل الفائت، عندما تمّ التوافق الداخلي على عقدِ المجلس النيابي جلساتٍ تشريعية وإمرار تشريعات كان مطلوباً إقرارُها دولياً، شرطاً لاستمرار دعم لبنان.

إذاً، مِن شأن جلسات الحوار التي يرعاها بري بدءاً من مطلع آب الجاري، أن تمرِّر بعضَ الملفات الملحّة بالتوافق، خصوصاً مع اقتراب المجلس النيابي من العقد التشريعي العادي الثاني (أوّل ثلثاء بعد 15 تشرين الأوّل). ولن يتمّ إنجاز أيّ تسوية في ملفَّي رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب، لكن مجرّد نجاح برّي في عقدِ طاولة الحوار يكرِّسه راعياً لا بديل منه لأيّ تسوية، عندما يأتي أوان التسويات.

ولذلك، يقتنع الجميع بأنّ انعدام التوصّل إلى تسويات سياسية في لبنان خلال الخريف المقبل سيعني أن لا حلول متوقَّعة قبل عامٍ كامل على الأقلّ. وبهذا يمكن تفسير ما قاله الوزير الياس بو صعب من أنّ المعطيات التي ستتحكّم بلبنان في المرحلة المقبلة ستكون أشدَّ تعقيداً من تلك القائمة حاليّاً.

على الأرجح، سيترقّب لبنان تبَلورَ الصورة في سوريا، وهذا الترقّب سيَطول بسبب عدم نضوج الوضع والتعقيدات الإقليمية والدولية المتشابكة هناك.

وساهمَ في التعقيد خروج الرئيس باراك أوباما من اللعبة باكراً، وانتظار انتخاب الرئيس الأميركي العتيد وانطلاقه على رأس إدارته في رسم سياسة خارجية جديدة. وهذا الأمر يَستغرق تقريباً مجملَ السَنة الأولى من الولاية الرئاسية الأميركية.

وفي اعتقاد بعض المطّلعين أنّ الولايات المتحدة ليست عاجزةً عن فرضِ انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، ولو من فئة «الوسطيّين» المعروفة، وكان ممكناً أن تساومَ طهران على هذه الخطوة في الأعوام الثلاثة الفائتة وتتمكّن من إنهاء الفراغ الرئاسي، لكنّها لم تكن متحمّسة في هذا المجال لأسباب عدة، ويبدو أنّها لم تجِد في الفراغ مشكلةً خطرة ما دامَ الدستور يوفّر البديل، وما دام الفراغ لا يهدّد لبنان بالانهيار.

فالخطّ الأحمر بالنسبة إلى واشنطن هو انهيار «الستاتيكو» اللبناني، لأنّ ذلك سيخلق معطيات مفاجئة وعناصر يَصعب ضبطها، قد تخلّ بالمعادلات في الشرق الأوسط ككل:

1- سيهدّد الانهيار بوقوع فتنة مذهبية مفتوحة يَصعب ضبط مفاعيلها.

2- سيؤدّي إلى حال من الفوضى تشكّل خطراً على حدود إسرائيل الشمالية، سواء سيطرَ «حزب الله» على السلطة أو تمكّنَت التنظيمات الإرهابية من تحويل لبنان «ساحة جهاد» لها.

3- هناك حِرصٌ دولي في الوقت الحاضر على أن يبقى لبنان واحةً آمنة جاذبة للّاجئين السوريين والفلسطينيين. فهل سيتحمّل الغرب خروجَ نحو مليونَي نازح من لبنان ليزيدوا الضغط على أوروبّا التي تعاني الإرهاب؟

وهكذا، لا يبدو أنّ لبنان سيمضي خطوةً جديدة قبل أن تتحدَّد الخطوات في سوريا. وفي الانتظار، يقف عند الخط الفاصل بين طموحات تسوية لا تتحقّق وهواجس انفجار ممنوع، أي متأرجحاً ما بين الموت والحياة.

 

الوعود بالنصر.. حتى آخر عنصر

علي الحسيني/المستقبل/12 آب/16

إثنا عشر يوماً على معركة «حلب» والحالة على حالها بالنسبة إلى النظام السوري وحلفائه في «حزب الله» و»الحرس الثوري الإيراني» والميليشيات العراقية، إذ لا جديد على صعيد «المعركة الفاصلة» التي يتحدث عنها النظام وحلفاؤه، سوى الحشود المتزايدة، التي يبدو وكأن المعركة ستكون معركة «العمر» أو التي يُمكن أن تُحدد إمّا بقاء طاغية الشام أو الإستعداد للإنتقال إلى مرحلة مقبلة من المفاوضات، قد لا يكون طرفاً فيها. أمّا الأبرز في الموضوع، فهو إرتفاع أعداد القتلى في صفوف الحلف «المُمانع» وقد وصل عدد القتلى في صفوف ضبّاط النظام وحده، إلى ما يُقارب الخمسة والسبعين ضابطاً. حتّى الساعة، لا وعود تحقّقت لجهة إستعادة زمام المبادرة في «حلب» على يد «الممانعة» على الرغم من أن الطيران الروسي، والسوري، لم يغب عن سماء المدينة ومناطق اخرى في «إدلب» و»حماه» و»حمص» و»الغوطة» الشرقيّة! بالإضافة إلى حملات الإعتقال الواسعة للذكور الذين تراوح اعمارهم بين الثامنة عشرة والأربعين، التي يقوم بها نظام الأسد بهدف التعويض عن الخسائر البشرية التي لحقت بقواته خلال الفترة الماضية. حتّى أن «تلّة المحروقات» الإستراتيجية التي قال إعلام النظام بأنه استردها، عادت المعارضة وأكدت أن النقطة المذكورة، «ما زالت تخضع لعمليات كرّ وفرّ بين الجهتين». والمؤكد أن «الممانعة» التي عملت طيلة فترة عام وأكثر، للسيطرة على «الكاستيلو»، قد تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة من تحريره خلال أقل من ثمان وأربعين ساعة، بالإضافة إلى أكبر وأهم نقطة عسكريّة لقوات النظام في «حلب» وهي «مدرسة المدفعية».

وأبعد من عمليات الكرّ والفرّ، تلقّى النظام ضربة موجعة بعد خسارته ما لا يقل عن إثنين وسبعين ضابطاً قُتلوا خلال أقل من يومين في «حلب»، ومعظمهم من الطائفة العلوية، غالبيتهم الساحقة تنحدر من اللاذقية وطرطوس، وهي قائمة اعترف بها موالو النظام تباعاً بالأسماء والأرقام والوحدات العسكرية التي يخدمون فيها، بالإضافة إلى البلدات التي ينتمون اليها. وقد ذكر الإعلام السوري المعارض، أن مذهب هؤلاء الضباط القتلى، يؤكد المعيار الذي يتخذه النظام السوري في تعيين ضباطه والوحدات والمناطق التي يخدمون فيها.

وبما أن يوم غد السبت هو موعد إطلالة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله والذي سيتحدث فيها عن «إنتصارات» حرب الـ 33 يوماً في تموز 2006، بدأ «حزب الله» صباح أمس، بتكثيف قصفه على بلدة «داريّا» في الجنوب الغربي من مدينة دمشق محاولا التقدم بالعمق فيها، علّه يتمكن من تحقيق «إنجاز« نوعي قبيل الإطلالة «المنتظرة»، خصوصاً أن أمراً كهذا يُمكن أن يستغلّه نصرالله أمام جمهوره خلال الاطلالة، بعد «النكبة« التي أصيب بها الحزب في «حلب»، كما أوعز عناصر الحزب الى أهالي «داريّا» عبر مكبرات الصوت ليل أمس، بضرورة إخلاء منازلهم والتوجه إلى خارج البلدة، أطفالاً ونساء وشيوخاً. من بين الجراح التي تُعاني منها بيئة «حزب الله»، والدماء التي تنزف من عناصره في سوريا، عاودت كتلة «الوفاء للمقاومة» أمس، إطلاق الإتهامات في كل الإتجاهات وتحريف الحقائق عن موضعها، ومُستعيدة «معادلات» لم توضع إلّا بهدف الحد من قدرة الجيش وإخضاع الشعب وتشريده، فراحت تتحدث عن بطولات وهميّة وسيادة وطنية لم يتوان الحزب عن إستباحتها حتّى اليوم، وعن حوارات تنصّل منها مرّات ومرّات، وعن فراغ رئاسي يملؤه بسلاحه وبتهديداته العلنية وبأسماء هو في الأصل لا يرتضيها. والمُضحك المُبكي في بيان كتلة الحزب، حديثها عن «الجديّة والصدقيّة المطلوبتان للتوصل الى تفاهم ينهي الشغور الرئاسي»، ودعوتها الى «النهوض بمؤسسات الدولة وأجهزتها».

أن تتحدث كتلة «الوفاء للمقاومة» عن ملفات الهدر والمخالفات في قطاع الاتصالات والانترنت غير الشرعي»، لهو أمر يدعو إلى الإستنتاج بأن هؤلاء قد أهداهم الله إلى سبيل الحق، وقرّروا التخلّي عن إقامة مشروع دويلتهم الخاصة، وإقفال مؤسساتهم التي أقاموها على أنقاض الدولة، وإعلان حالة «الطوارئ» في صفوف حزبهم، للقبض على جميع المُرتكبين والمُهربين والسارقين والمطلوبين من تُجّار مخدرات ومُتهمين بجرائم قتل، وتسليمهم إلى القضاء المختص. ومُقابل كل هذا، لا بد للبناني أن يحمد الله على أن «الكتلة» «مرتاحة لأداء المؤسسات والأجهزة الامنية والعسكرية كافة وفي مقدمتها الجيش اللبناني ومخابراته خصوصاً في مجال ملاحقة الارهابيين التكفيريين وحماية الوطن والمواطنين من شرورهم وجرائمهم»، وإلا لكانت أيامهم كلها، «قُمصان سود«. وكعادتها، لم تترك كتلة «حزب الله» في بياناتها مكاناً فارغاً، إلا واستغلته للتهجم على المملكة العربية السعودية واتهامها بـ»انتهاك سيادة اليمن وارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية وتعطيل عملية التفاوض بين اليمنيين»، وكأن وجوده هناك وتسليحه وتدريبه للجماعات المسلحة، أمر قد أقرته له «شرعة حقوق الإنسان» والمنظمات الدولية وعلى رأسها «الأمم المتحدة». وعلى وقع «تباكي» الحزب على اليمن وشعبه، يُمكن رصد إمعانه وإستمراره في قتل الشعب السوري بالعين المُجرّدة، وتهجيره الأحياء منهم من أرضهم. وفي قراءة مُختصرة للدور الذي يقوم به «حزب الله»، يتبيّن أنه قنّاص فرص بإمتياز، فمرة يستغلّ قضيّة فلسطين ومرّات يُحرّض في البحرين ويزرع الشقاق المذهبي في العراق وسوريا وصولاً إلى اليمن. والأنكى، أنه في كل مرّة يُعلن «مظلوميته» ويتباكى على ما فاته من مغانم وتقاسم حصص سواء في السياسة أو العسكر.

تبرير قادة «حزب الله» لجمهورهم الضربة التي تلقاها الحزب في حلب، تحوّل بالنسبة اليهم إلى هاجس يُلاحقهم في خطاباتهم اليومية. بالأمس رأى رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين أن الجيش السوري وحلفاءه يمسكون بزمام الأمور في حلب بعد أن سدوا الثغرة البسيطة التي تمكن الإرهابيون من فتحها»، لافتاً إلى أن «الضجة الإعلامية التي رافقت معركة حلب كانت أكبر بكثير من الوقائع». هذا الإستهتار بالجمهور وعدم احترام عقله ودموعه على فلذات أكباده، يدفع إلى السؤال عن هذه الثغرة التي أوقعت ما لا يقل عن ثلاثمئة قتيل في صفوف حلفه خلال أقل من اسبوع، وأدت إلى سقوط العديد من المراكز العسكرية والمواقع الإستراتيجية؟. أمّا الطامة الكبرى، فقد تمثلت بشرح لقيادي في الحزب حول معركة «حلب»، حيث شبّه الوضع بـ»دائرة كبيرة، تم اختراقها بدبّوس» صغير»، ثم خلص الى القول «هذا هو الوضع في حلب».

 

هل ستكون الرئاسة اللبنانية أولوية للإدارة الأميركية؟

ثريا شاهين/المستقبل/12 آب/16

تشير الترجيحات الديبلوماسية إلى أن فوز المرشحة الديموقراطية في الولايات المتحدة هيلاري كلينتون سيحصل في الانتخابات الرئاسية في الرابع من تشرين الثاني المقبل، وأن هذا الفوز سيسهّل وضع السياسات الجديدة تجاه ملفات المنطقة التي باتت تنتظر هذا الاستحقاق. ويقول ديبلوماسيون بارزون إن كلينتون تدرك جيداً مشاكل المنطقة وظروفها ولن يستغرق وضع خطة للتعامل مع هذه المشاكل وقتاً طويلاً، في حين ان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب سينعكس تأخيراً في وضع خطة إدارته خصوصاً وأنه لا يملك خبرة في شؤون المنطقة. مع الإشارة إلى أفكاره الغريبة لكن إذا فاز قد تعمد جماعته إلى تطويقه لكي يتخذ أداؤه مساراً يرضي حزبه. إنما كلينتون ستتمكن إذا فازت من اتخاذ قرارات لا سيما حيال الأزمة السورية بشكل أسرع وهي مدركة لها كما أن لها مواقفها منها. إذا فاز ترامب، هناك تخوف دولي من أفكاره العنصرية والمتطرّفة والتي لا تمتْ بصلة للواقع السياسي. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صديقه، إنما ليس واضحاً كيف ستتجه الأمور معه في السياسة الخارجية وما إذا كان سيأخذ الولايات المتحدة إلى التطرف. هناك رغبة من قِبَل النظام السوري بالاستفادة في الفترة الراهنة من الآن وحتى آذار المقبل حيث شبه غياب للإدارة الأميركية عن الأحداث. في الاساس الإدارة لم تكن تريد أن تقوم بشيء ملموس في سوريا، وبالتالي النظام يجد فرصة له ما بين السبعة أشهر أو الثمانية سعياً لتغيير الوقائع على الأرض قبل الإدارة الجديدة. لكن لا يمكن له الانتصار والمسألة ستبقى بين كرّ وفرّ، لا سيما وأن الدول الداعمة للمعارضة لن تقبل بهزيمتها. هذا يعني أن الأزمة السورية طويلة الأمد وأن اللاجئين السوريين سيبقون مكانهم ولا حلحلة.

وبغض النظر عن اسم الرئيس الذي يفوز، لا خطة للإدارة قبل آذار. وكل الأطراف في المنطقة تسعى إلى إعادة التموضع وفق هذا الاعتبار، وكل طرف يعمل وفق ما يرى مصلحته للاستفادة من الأشهر الفاصلة. في الموضوع اللبناني كل الدول المهتمة تريد الاستقرار وعدم تدهور الوضع في انتظار التطورات الأميركية والاقليمية. الوضع اللبناني مستقر أمنياً ولكنه سياسياً على حافة الهاوية. ليس هناك من ضغوط دولية وأميركية تحديداً على إيران في الملف اللبناني، لا شك أنه يتم بحث دولي معها حول تسهيل الموضوع اللبناني لكن لا توجد حركة دولية ضاغطة في هذا الاتجاه. وتؤكد المصادر انه من المبكر لأوانه وضع تحديدات زمنية لحصول الاستحقاق الرئاسي اللبناني مع امكان حصوله بعد تسلم الإدارة الجديدة الحكم في واشنطن أي في مرحلة الربيع المقبل. لكن لا أحد يمكنه الجزم ان الموضوع اللبناني سيكون من اولويات الإدارة الجديدة، أولاً، وثانياً لا أحد يمكنه الجزم بأن الإدارة الجديدة ستقوم بالضغوط الكافية على إيران لتسهيل إنجاز هذا الاستحقاق. كل الدول حالياً تقول انه من الأفضل أن يكون هناك رئيس للبنان ما يحسّن أداء المؤسسات ويعزز الثقة السياسية والأمنية بالبلد، وأن غياب الرئيس يعرقل أموراً كثيرة. إنما لم تحصل ضغوط لإيجاد حلحلة، وإلا لكان ذلك ظهر على طاولة الحوار الأخيرة. إذا حصل في لبنان حدث كبير أمني أو نزاعات كبرى، لا سمح الله، يصبح لبنان من الأولويات، إنما طالما يحافظ على حد من الاستقرار يكون ذلك جيداً. الولايات المتحدة تدرك تماماً أنه لم يكن هناك دفع للحوار مع إيران في ملفات المنطقة. ومن غير الواضح أن الحوار سيكون من أولويات الإدارة المقبلة، التي ستتبلور أمور كثيرة في ظل عهدها. هذا الحوار لم يكن من الأولويات الأميركية والأوروبية والإيرانية على حد سواء. قد تؤدي دوراً مهماً في هذا المجال، كذلك في مجال العلاقات الخليجية مع إيران، تمهيداً لوصول الإدارة الجديدة ووضع خطتها. إيران في الملف اللبناني لن تبادر، إذا لم يبادر اللبنانيون، وهي تعتبر أن القادة المسيحيين عليهم الاتفاق أولاً، وهي لا تتدخّل في الملف الرئاسي، وقد أوكلت الأمر إلى «حزب الله» ورئيس مجلس النواب نبيه بري. الأرضية الخارجية مجتمعة غير مناسبة لإنهاء الملف اللبناني، لكن المهم أن يكون أولوية لدى الإدارة المقبلة. العلاقة مع إيران ستكون حتماً بين أولويات الإدارة الجديدة، لكن السؤال كيف ومن أي منظار؟ مع إيران هناك ملفات عديدة ينتظر بحثها، وهناك فارق كبير بين التعامل الأميركي حيال إيران والتعامل مع «حزب الله».

 

ثنائية عون والمستقبل

أحمد عدنان/العرب/12 آب/16

لا حديث في بيروت هذه الأيام سوى عن مفاوضات تجري بين تيار المستقبل بزعامة الرئيس سعد الحريري وما يسمى بالتيار الوطني الحر بزعامة الجنرال ميشال عون، والنظرية بسيطة جدا، وربما تكون مجرد شائعات، عون في قصر بعبدا الرئاسي والحريري في السراي الحكومي، وشعار “التسوية” معروف سلفا، إنهاء الفراغ. ولهذه النظرية، وجه آخر كذلك، عون في بعبدا لا شك في ذلك، لكن مقابله في السراي الحكومي هو وزير الداخلية العتيد نهاد المشنوق، وكلا الصيغتين تعني باختصار: ثنائية عون وتيار المستقبل.

هذه النظرية بحاجة إلى نقاش، فوصول عون إلى بعبدا يعني، باختصار، نجاح النهج الذي سار عليه منذ عودته من المنفى بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تعطيل الدولة وتعـزيز الميليشيا، ومباركة هذا النهج تعني، باختصار، أنه لن يبقى مسيحي واحد في 14 آذار وسيرتمي كل مسيحيي لبنـان والعرب في الحضن الإيراني. وهنا أكشف سرا ربما لم يذع من قبل، قبل قيام حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه الدكتور سمير جعجع بترشيح عون رئاسيا، وقبل مبادرة الحريري – فرنجية، قام الحزب الإلهي بتوجيه رسالة إقليمية عبر نائب مسيحي سابق “إذا وافقتم على سليمان فرنجية نسير به في الغد”، وهنا أشير إلى حادثة أعرف أطرافها جيدا، المرسل والرسالة والوسيط والمرسل إليه، وبعد أن أدى النائب السابق واجبه بأسابيع، بدأ تداول اسم فرنجية لكنه تعطل بسبب الاصطدام السعودي – الإيراني.

إذن، القضية باختصار، أن الجنرال عون لا يريد استيعاب أن حزب الله لا يريده رئيسا للجمهورية، لو أراد ذلك فعلا، لجمع مكونات تحالف 8 آذار وأعلنوا ترشيح عون، لا يعقل أن الحزب الإلهي يستطيع إقناع حليفه الرئيس نبيه بري بتعطيل النصاب حتى لا يصل رئيس غير عون، لكنه غير قادر على إقناعه بالتصويت لعون، والحقيقة أن الرئيس بري أراحنا كليا، فقد أعلن في طاولة الحوار مشكورا أنه لن يرشح عون مطلقا، ومعنى ذلك ببساطة أن حزب الله لا يريد عون في بعبدا مطلقا.

وفي نفس السياق، كان بإمكان الحزب الإلهي “التحاور” مع زعيم تيار المردة سليمان فرنجية و“إقناعه” بالانسحاب لمصلحة عون، أي أن حزب الله لا يبذل أي جهد يوصل عون إلى حلمه الذي دمر من أجله الدولة والمسيحيين، كيف يطالبون تيار المستقبل، وهو من قوى 14 آذار، بالتصويت لعون الذي لا يجد الإجماع داخل حلفائه من قوى 8 آذار؟ والأهم من ذلك أن عون ليس بحاجة إلى أصوات تيار المستقبل كي يصبح رئيسا، فمجموع أصوات حزب الله وملحقاته وحركة أمل والتيار العوني والقوات اللبنانية وكتلة وليد جنبلاط – الذي لم يمانع التصويت لعون – كافية جدا لتنصيب عون رئيسا.

المسألة وما فيها، أن حزب الله يرتهن الموقع المسيحي الأول الوحيد في العالم العربي، ويرتهن الدولة اللبنانية لمصلحة حساباته الإقليمية، هو الآن يريد الفراغ رئيسا لتمرير الوقت المرتبط بأحوال سوريا، لكنه بعد الفراغ، غالبا، سيسير بفرنجية أو بشخصية توافقية إلى قصر بعبدا.

لذلك ليس أمام عون، إذا أراد دخول قصر بعبدا حقا، أن يطرق بابين، الأول هو بيت الوسط في بيروت، والثاني هو قصر عرقة في الرياض، وما كانت لتتاح له هذه الفرصة – أصلا – لولا قيام القوات اللبنانية بتبني ترشيحه الرئاسي.

المشكلة أن مشاكل عون لا تعد ولا تحصى، بداية هو يريد الرئاسة الأولى للزعيم المسيحي الأول، لكنه تآمر على الرئاسة الثانية وتآمر على السني الأول بإسقاط حكومته، ويريد الاستمرار في التآمر بالعبث في قانون الانتخابات، ومشكلته الثانية أنه كبعض السياسيين اللبنانيين، يحاول التذاكي على المملكة العربية السعودية وعلى العرب، لا يمكن أن تكون عربي الانتماء وإيراني الانتماء في آن واحد.

علاقة المملكة لن تكون جيدة بأي سياسي لبناني، ما لم تكن علاقة هذا السياسي جيدة بالسنة، وعون منذ رجع من المنفى وهو لا يفعل شيئا إلا ضرب السنة مباشرة، أو تغطية حزب الله في ضربه للسنة، وبعد ترشيحه من القوات اللبنانية لم يتغير عون، سلوكا وخطابا، قيد أنملة، بل ربما ازداد سوءا، لذا عليه أن يدرك أن الدول والطوائف لن تتغير، المطلوب أن يتغير هو. إنني أتمنى ألا تكون صيغة التفاوض المتداولة صحيحة، فدخول عون إلى قصر بعبدا حدث لـن يتحقق إلا عبر قرار حريري أو سني، لذلك، وحيث أن حزب الله لا يريد عون رئيسا، يجب أن يدفع عون ثمنا حقيقيا، وقد أراحتنا ورقـة التفاهم العونية – القواتية من كلام كثير أهمـه الالتزام والتمسك باتفاق الطائف، لكن هناك نقاط أهم لا بد من حسمها، منها: حكومة بلا ثلث معطل قبل الانتخابات النيابية وبعدها، قانون انتخابي أكثري يراعي المناصفة، تجديد الالتزام بالمحكمة الدولية وبإعلان بعبدا، قيادة البنك المركزي، إيقاف “الزكزكات” حول قيادة الأمن الداخلي وشعبة المعلومات تعيينا وعملا. إن محاولة تكييف صيغة أخرى لثنائية عون والمستقبل، بأن يكون عون في بعبدا والوزير نهاد المشنوق في السراي يجب استبعادها كليا، ومن أسباب ذلك تراجع شعبية المشنوق السنية بعد اجتماع وفيق صفا الشهير وحادثة الموقوفين الإسلامويين وهجومه على المملكة، فضلا عن أن هذا الثمن يمكن دفعه في أي وقت، بينما القضية الأساس الآن هي تمحيص النوايا وترسيخ الأسس، هل مشروع عون مازال ضد السنة أو تغير، وعليه لن يقتنع أحد بشخصية سنية إلا من الصف الأول، كزعيم تيار المستقبل أو كالرئيس فؤاد السنيورة، أما بعد الانتخابات النيابية فلتقل الكتلة السنية الأكبر كلمتها أو فلتتوافق مع البقية.

ومن حيث الشكل، أعتقد أن مفاوضات ثنائية بين المستقبل وبين العونيين خطأ كبير، إذ كنت أتمنى أن تتم بين المستقبل وبين الثنائية المسيحية (القوات والعونية) فيشكل هذا ضغطا على مسببي الفراغ، وفي نفس الوقت تتكشف كل الملفات فوق الطاولة مع حظوظ أكبر للحل.

 

ثرثرات في الإصلاح اللبناني

 خالد غزال/الحياة/11 آب/16

لم يكن مستغرباً خروج هيئة الحوار الوطني التي انعقدت لثلاثة أيام، بخواء أسوة بالاجتماعات التي عقدت سابقاً. لكن الجديد الذي اخترق الهيئة هو اضطرارها إثارة قضايا أساسية تمس واقع البلد وتحتاج الى مبادرات إصلاحية فعلية، على رأسها إقرار قانون للانتخاب وملء الشغور الرئاسي الذي يمثل المدخل لأي طرح إصلاحي. اصطدم المتحاورون بحجم القضايا الضاغطة على البلد، سواء منها ما يتصل بالصعيد السياسي من قبيل تعطيل المؤسسات الدستورية، التنفيذية منها والتشريعية، او بحجم المعضلات الاقتصادية والاجتماعية التي بات الشعب اللبناني يئن بقوة من العجز عن إيجاد حلول لها. هذه القضايا جعلت بعض المتحاورين يتحدثون عن وجوب الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكأنهم اكتشفوا «البارود»، فدخلت المزايدات من هنا وهناك، وعلت التصريحات الفارغة، وكأن كل واحد من المتحاورين يخاطب التاريخ ويسجل لنفسه مآثر اكتشاف ضرورة الإصلاح السريع لمعضلات البلد.

من المفارقات ان طرفاً مثل «حزب الله» بدأ يتحدث عن الحاجة الى الإصلاح، وهي كلمة جديدة في قاموسه، في وقت يمارس تعطيل الإصلاح في حلقته المركزية أي منع انتخاب رئيس للجمهورية. سائر القوى ترمي المطالب في وجه الآخرين في سبيل الإحراج. لا يبالغ المرء اذا ما اتهم المتحاورين المتحدثين بالإصلاح، بأنهم يفهمونه صفقات وتقاسم حصص بين بعضهم البعض، من قبيل الادعاء بالعودة الى وثيقة الطائف التي تنص على إنشاء مجلس شيوخ، وهو ما جعل السجال ينفجر فوراً حول الطائفة التي يجب ان تؤول اليها رئاسة المجلس، هل هم الدروز ام الروم الكاثوليك، وهو ما ينطبق عليهم المثل الشعبي بأنهم يريدون «تقاسم جلد الدب قبل صيده». لم تغب سائر الفضائح المتصلة بحصص النفط ومعامل الكهرباء وصفقات الالتزامات من بعض السجال.

لعل أبرز المفارقات في الثرثرة حول الإصلاح هو النقاش المستعصي حول قانون الانتخاب، وهو نقاش لم يتوقف منذ سنوات وعجزت الطبقة السياسية عن إنجازه. لا شك في أن هذا العجز عن إنتاج قانون انتخابي يرتبط بفهم كل طرف طائفي لما يعطيه إياه القانون على حساب الأطراف الأخرى. ناهيك بأن نقاش القانون أفرز أكثر الأفكار تخلفاً وتزمتاً وفئوية عبرت عنها جميع الأطراف السياسية المتحاورة من دون استثناء. إذا كان اتفاق الطائف قد كرّس المحاصصة الطائفية في جميع المواقع السلطوية، فإن أسوأ ترجمة لهذه المحاصصة كانت ولا تزال في نقاش مشاريع قوانين الانتخاب التي وصلت الى العشرات، تغيب فيها جميعاً الوصول الى تمثيل شعبي فعلي يراعي مصالح المجموعات التي يتكون منها البلد.

ما يدعو الى الدهشة ان المتحاورين، بعد أن داروا وتساجلوا حول الإصلاح السياسي ومدخله عبر التمثيل الشعبي من خلال قانون الانتخاب، وجدوا أنفسهم أمام عودة لاستحضار بعض ما ورد في برنامج الحركة الوطنية الصادر عام 1975. هذا البرنامج الذي تتحمل الطبقة الحاكمة، المتحاورة راهناً مسؤولية رئيسة في إجهاض محاولة إصلاحية تحديثية لم يعرفها لبنان الحديث إلا في بعض محطات عهد فؤاد شهاب. عاد المتحاورون الى اقتراح الحركة الوطنية بإنتاج قانون انتخاب قائم على جعل لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية المطلقة فيه.

يجري استنساخ هذا القانون خارج سياقه التاريخي، عندما اقترحت الحركة الوطنية هذا القانون، كانت تصدر فيه عن واقع وجود قوى شعبية عابرة للطوائف تمثل حوالى أربعين في المئة من الشعب اللبناني وفق مجموع الأصوات التي نالها ممثلو الأحزاب والقوى الديموقراطية في انتخابات العام 1972. أدت الحرب الأهلية المتوالية عقوداً الى تآكل هذا الموقع الشعبي لصالح هيمنة الطوائف على البنى اللبنانية وعلى الشعب اللبناني على السواء. تحولت الاستقطابات الطائفية الى قوى طاغية فيما تراجعت الى هامش الهامش القوى العابرة للطوائف، بحيث باتت الدعوة الى لبنان دائرة واحدة تضمر هيمنة طائفية عددية على المجلس النيابي القادم. لذا ليس مستغرباً ان تكون الشيعية السياسية المتمثلة بحركة أمل و«حزب الله» أكثر القوى حماسة وتشديداً في طلب قانون انتخاب على أساس لبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبية المطلقة.

مما لا شك فيه أن البلد في حاجة الى مبادرة إصلاحية، ومن المؤكد أن هذه الطبقة الحاكمة والمتحاورة ليست مؤهلة بالمطلق لإطلاقها. فهل ينتج عجز ممثلي الطوائف في مواجهة قضايا البلد الضخمة فرز قوى جديدة تحمل على عاتقها إطلاق مبادرة إصلاح سياسي متجدد؟

 

كميل شمعون.. البطريرك العملاق

إميل العلية/الجمهورية/11 آب 2016

منذ أيام مرّت الذكرى السنوية لرحيل الرئيس كميل شمعون في 7 آب 1987، وللمناسبة دعا حزب «الوطنيين الأحرار» إلى المشاركة في القداس الإلهي لراحة نفسه وزوجته زلفا تابت نهار الجمعة 12 آب 2016 في كنيسة سيدة التلة العجائبية في دير القمر الساعة السادسة مساءً. 7 آب ليس يوماً عادياً لكلِّ مَن آمن ويؤمن بلبنان الوطن والدولة، فلبنان الوطن والدولة والشعب بعد كميل شمعون ليس كما كان أيام كميل شمعون، هذا بشهادة التاريخ وكثيرين من أولئك الذين أحبّوه أو لم يحبّوه. من سخرية القدر أو من دلائل انحطاط هذا الزمن الرديء أنّ كثيراً من السياسيين أو المتعاطين في السياسة عندنا يحلو لهم بين الوقت والآخر تشبيه هذا السياسي أو ذاك بكميل شمعون، تشبيهاتٍ عشوائية تثبت أنّ أيّاً مِن مطلقيها لا يعرف شيئاً عن شخصية ذلك العملاق الذي فهم السياسة والعملَ الوطني بطريقة تختلف جوهرياً عمّا يفهمه كثيرٌ من أولئك الذين «يشتغلون» في السياسة هذه الأيام.

لستُ هنا في وارد سَرد صفات ذلك العملاق. فكميل شمعون الشاهد أبداً للحق لم يتخلَّ عن هذا المبدأ يوماً. كان مِن أوّل وأشرس المدافعين عن القضية الفلسطينية يومَ خذل هذه القضية كثيرٌ من الأشقاء العرب الى درجة أنه عُرف يوماً بفتى العروبة الأغر، وكان أوّل وأشرس الواقفين في وجه القيادة الفلسطينية يوم رأت هذه القيادة أنّ طريق القدس تمرّ في الدامور وجونيه الى درجة أنه كان المقاوم اللبناني الأمرّ. مدّ كميل شمعون يدَ الصداقة الى الأشقاء السوريين على أمل أن يبادلوا اليد الممدودة بيد ممدودة وأن يكون تعاملهم مع لبنان تعامل الشقيق مع شقيقه لا تعامل السيد مع عبده، وعندما أصرّوا على أنّ لبنان محافظة سورية وبادلوا اليد الممدودة بيد غادرة صافعة وقف في وجههم وعلّمهم أنّ العين اللبنانية الثاقبة تقاوم المخرزَ السوري الأعمى.

صادق كميل شمعون المجتمعَ الدولي وسخّر صداقاته في خدمة هذا الوطن الصغير، فأصبح لبنانُه محورَ الأحداث في المنطقة. لم يدخل لبنان في سياسة المحاور كما يحلو للبعض تزوير التاريخ، لكنّه آمن بحياد لبنان وعمل طوال حياته لتأمين هذا الحياد الإيجابي.

في السياسة الداخلية، لكميل شمعون صولاتٌ وجولاتٌ فهو بطريرك السياسة الذي وزّع حرمانَه على كثير من السياسيين الخطأة، فأدخلهم جحيم النسيان حيث البكاء وصرير الأسنان ونثر بركاته على متفانين في العمل الوطني فأدخلهم معه ملكوت التاريخ.

صاغ تحالفاته على أساس مصلحة بلاده أوّلاً، فأنبت قياداتٍ هنا عملت للبنان وشذّب قيادات هناك لمّا لفحها هوى آتٍ من الخارج فأعمى بصرها وبصيرتها. وفي زمن الديكتاتوريات والشمولية وهيمنة الرأي الواحد، أسّس كميل شمعون وفي هذا الشرق المنكوب بإنقلابييه المتغطرسين حزباً ليبرالياً عمل من خلاله على نشر الفكر الليبرالي في بيئة بعثية على قومية على ناصرية الى ما هنالك من شعارات بقيت نتيجتها واحدة تأليه الشخص و«عصمنته». ومَن ينسى موقف كميل شمعون سنة 1980 حين رفض أن يرفع نموره سلاحهم في وجه أخ لهم في الدين والوطن، فأبعد عن مسيحيّي لبنان كأس الانتحار التي ما لبثوا أن تجرّعوها لاحقاً بعد رحيله ليثبت للجميع أنّ الكبارَ يصنعون التاريخ وليس التاريخ مَن يصنع الكبار. لكميل شمعون كثيرٌ من المحبين ينتشرون في أرجاء الوطن وبين جميع أبناء طوائفه يعرفون جيداً ما قدّم هذا العملاق للبنان ويفتقدونه في زمن الأقزام.

ولكميل شمعون أيضاً أعداء يعادونه بقدر عدائهم للبنان وقد حاربوه وهو حيّ بيننا، فحاولوا اغتياله مراراً وتكراراً وما كلّوا ويكاد كميل شمعون يكون صاحب الرقم القياسي في التعرّض لمحاولات الإغتيال. وحتّى بعد غيابه لم ينسَ الأعداءُ حقدَهم على كميل شمعون واشبعوا غليلهم من دماء ابنه داني، فاغتالوه مع عائلته في ما يمكن وصفه بأبشع جريمة عرفها الإغتيال السياسي في لبنان. نعم لبنان واللبنانيون بعد كميل شمعون ليسوا كما لبنان واللبنانيين مع كميل شمعون، السياسة تغيّرت، مفهوم العمل الوطني تغيّر، اللون العنفواني باخ، الهوى الوطني لم يعد ينسّم، الأنانية الضيقة تعملقت والأنا الوطنية تقزّمت.

بعد كميل شمعون نكبنا الله بزعماء دمى جعلوا لبنان وشعبه لعبة تتقاذفها المصالح والرياح الخارجية. بعد كميل شمعون الزمن تغيّر حتى أخضر الأرز لم يعد كما عرفناه.

 

حضرة المسؤولين هل انتم منشغلون بمستقبل لبنان واللبنانيين؟

مروان اسكندر/النهار/12 آب 2016

الجواب بالتأكيد كلا، والبرهان الاسطع يتضح من المعلومات الآتية:

افسحت قبرص في مجال التعاقد مع شركات نفطية للتنقيب عن النفط والغاز في مياهها الاقليمية، وقد حصلت على عروض شركات مهمة للبحث في ثلاث مناطق بحرية مرقمة 6، 8، و10. ومن الشركات المشاركة في المناقصة Exxon Mobil كبرى شركات النفط الأميركية في العالم، Statoil الشركة النروجية الحكومية ونروج بلد مصدر للغاز المسيل، Total الشركة الفرنسية التي تركز اهتمامها على توسيع دورها في تجارة الغاز، ENI الشركة الايطالية التي تولي الغاز اهتماماً كبيراً وتعمل حالياً على التعجيل في انتاج حقل الزهر في المياه الاقليمية المصرية الذي اكتشفته في أيلول 2015، وشركة قطر للنفط التي هي شركة حكومية. كما شاركت في المناقصة شركة اسرائيلية واخرى أوسترالية. جدير بالملاحظة ان الشركات الكبرى التي تقدمت للمناقصة كانت في ما بينها مشاركات، في حين أن الاصطفاف للمشاركة في لبنان يشمل شركات صغرى مع شركات كبرى.

عام 2011 اكتشف حقل افروديت Aphrodite في المياه الاقليمية القبرصية وظهر ان احتياطه يبلغ 8 تريليون قدم مكعب أي ما يكفي حاجات قبرص من الغاز لتوليد الكهرباء مدى 50 سنة.

لننظر الى لبنان والى العجز البارز لدى الحكم والحكام.

العجز الاكبر في بنود الموازنة اللبنانية يعود الى حاجات ضبط العجز في حسابات مؤسسة كهرباء لبنان، وهذا العجز يعود في المقام الاول الى كلفة استيراد المازوت، التي كانت ولا تزال غالبة، علماً باننا استوردنا الغاز لدير عمار خلال فترة قصيرة من مصر، ومن بعد توقف الاستيراد لان مصر بدأت تعاني عجزاً. وسوريا تمنعت عن ضخ الغاز عبر الخط الممتد من مصر والاردن الى سوريا ولبنان عندما تذرعت في حزيران 2005 بانها تحتاج الى الغاز لحاجاتها.

لقد حازت مؤسسة كهرباء لبنان من جيوب المواطنين ومن العجز المتراكم منذ عام 1997 وحتى الفصل الاول من 2016 مبالغ وازت 17.850 مليار دولار (سبعة عشر ملياراً وثمانمئة وخمسين مليون دولار). واذا احتسبنا ان هذا العجز لحق به الفوائد التي ندفعها عن ديون الخزينة بمعدل 6 في المئة على الاقل، نكون قد تحملنا نحو 8 مليارات دولار من الفوائد، وتالياً كلفنا عجز الكهرباء، حضرة الحكام، منذ 1997، 26 مليار دولار، فكفى متاجرة بما يسميه البعض فضيحة الـ11 مليار دولار.

ثم لننظر الى خبرة بلدان أخرى قريبة من لبنان، والى المبادرات التي حققتها قبل ان نغوص في التفاصيل.

مصر كانت البلد الثاني في منطقة شمال افريقيا بعد الجزائر من حيث حجم صادراتها من الغاز المسيل، كما كانت تصدر الغاز في خطين الى اسرائيل من جهة، ثم بعد الى الاردن وسوريا ولبنان. لكن صادرات الغاز المسيل توقفت لان الانتاج تدنى لسوء ادارة الحقول البرية بصورة خاصة، وارتفاع الاستهلاك الداخلي بشدة، وألغي التصدير الى اسرائيل بسبب انخفاض الاسعار المتعاقد عليها وفي الوقت ذاته تعرض خط التصدير لاعمال تخريبية متتالية. وحققت اسرائيل حققت اكتشافات مهمة من الغاز منذ عام 1999 وتوجت اكتشافاتها باكتشاف حقل Leviathan العملاق (18 تريليون متر مكعب) عام 2010، وهي اليوم تسعى الى انجاز عقود تصدير للغاز المسيل خلال سنتين الى سنوات.

ومصر التي عانت انقطاع الكهرباء، نظراً الى ان محطاتها تعمل بصورة رئيسية على الغاز، عقدت اتفاقين لاستئجار بواخر تستطيع استقبال الغاز المسيل، وتحويله الى غاز للاستعمال في محطات الكهرباء أو الصناعة. ومصر بدأت محادثات لاستئجار باخرة ثالثة كهذه بحيث تستطيع تأمين كل حاجاتها في انتظار انتاج الحقل المكتشف في أيلول 2015، وبعد تطوير هذا الحقل الضخم والذي تعهدت شركتا ENI وSaipam الايطاليتان توفير 6 مليارات دولار لتطويره، لن يكون كافياً لكفاية حاجات مصر المتعاظمة.

أضف أن مصر التي كانت تحظى بموقع متقدم في انتاج الغاز وتسييله وتصديره والتي حققت اكتشافات كبيرة في مياهها الاقليمية، وجدت من الضروري التعاقد على استيراد الغاز المسيل واستقباله ببواخر معدة لتحويله الى غاز طبيعي للاستعمال، وكل ذلك بهدف منع استهلاك المعونات المالية الخليجية لإطفاء عجز الكهرباء. وتشكو مصر من تدني واردات السياحة لاسباب سياسية وتفجيرات ارهابية كما تعاني ضغوطاً لكفاية الحاجات المعيشية.

الاردن البلد الصغير نسبياً والذي يتحمل عبء المهجرين السوريين كما لبنان، احتاج لتعويض خسارته مستوردات الغاز المصري، الى تجهيز نفسه بباخرة لاستقبال الغاز المسيل وحصل على قرض لهذا الغرض من الصندوق الكويتي وباشر استقبال الغاز المسيل منذ عام 2015 ولا يشكو من انقطاع الكهرباء وهو لا من تعاظم دينه الى المستوى الذي بلغه لبنان. ومصدر الغاز المسيل للاردن هو قطر التي كانت عرضت على لبنان تزويده حاجاته من الغاز منذ عام 2005 وابتعدت عن هذا الالتزام لكثرة الوسطاء. واليوم تبحث قطر عن اسواق للغاز المسيل لان اليابان خفضت مستورداتها من الغاز المسيل القطري ما لم تخفض الاسعار بنسبة 50 في المئة.

في المقابل، ماذا فعل لبنان، بل ماذا قرر المسؤولون في لبنان، وزراء ونواباً، بالنسبة الى معضلة الكهرباء، واستعمال الغاز في انتاجها لتحقيق الوفورات ومنافع البيئة".

منذ عام 2013 ودراسات الاعماق متوافرة، وعلى عاتق الشركات المختصة التي أنجزت الدراسات المعنية، ومناطق الاستكشاف مرسومة ومحددة، وامكانات كل منطقة معروفة، ومع ذلك فإن الخلافات السياسية تحول دون تحريك موضوع اتفاقات البحث والتنقيب جدياً، واسعار النفط والغاز انخفضت بما بين 40 و50 في المئة بحيث باتت الرغبة في البحث والتنقيب اخف مما كانت، وان هي على ما يبدو لا تزال قائمة، فهذه قبرص تستقطب عدداً من الشركات العالمية والاقليمية للبحث والتنقيب في مياهها.

والانكى من كل ذلك ان وزارة الطاقة اقترحت استئجار بواخر لاستقبال الغاز المسيل واستعماله لانتاج الطاقة في انتظار توافر الغاز من الاكتشافات المرتقبة، ولم تكن ثمة استجابة للاقتراح. وكل ذلك يعود الى اهمال المسؤولين للشأن العام، واعتبارات العجز، وصحة الناس، حيث ان استعمال الغاز في انتاج الكهرباء اقل تلويثاً للبيئة من الفيول أويل الاكثر تلويثاً، والمازوت الذي هو مادة ملوثة وان بنسبة أقل من الفيول، انما أكثر بكثير من الغاز.

ماذا كان تأثير اغفال حاجات لبنان من الغاز وتوفير الكهرباء للبنانيين؟ انتشار المولدات الخاصة الصغيرة والكبيرة نسبياً بحيث باتت طاقة هذه توازي 1500 ميغاوات أي ما يساوي طاقة الانتاج المتوافرة من المعامل القائمة والبواخر المستأجرة، أو يضعفها خلال فترات التعطيل التقني وخسارة اللبنانيين وازت سنوياً خلال السنوات الاربع المنصرمة مليار دولار سنوياً أو أربعة مليارات دولار خلال فترة السنوات الاربع، وهذه الخسارة لا تشمل عجز مؤسسة كهرباء لبنان الذي بلغ خلال الفترة نفسها خمسة مليارات دولار.

ايها السادة، انتم المسؤولون عن تعجيز لبنان، وعن اقفال فرص العمل في وجه الشباب اللبناني، وانتم غافلون أيضاً عن كوارث البيئة، ويبدو اننا على مشارف ازمة نفايات أخرى.

استفيقوا على كوارث اهمالكم، ولا تدعوا انكم تمثلون اللبنانيين من المواطنين العاملين بكد وجهد على كفاية حاجات عائلاتهم.

 

الذكرى المئويـة" لمعاهدة سايكس بيكـو

المحامي بسام أمين الحلبي/النهار/12 آب 2016

حتى الأمس القريب كنا نعتبر أنّ معاهدة سايكس بيكو، الموقّعة عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا، هي مؤامرة إستعمارية بريطانية فرنسية حيكت في وجه الحركة القومية العربية التي بدأت بالتبلور مع ثورة الشريف حسين بن علي في 2/ حزيران /1916، أمير الأسرة الهاشمية في الحجاز، الذي أراد التخلص من السلطنة العثمانية وبسط السيادة العربية على الأراضي التي تحتلها، وهي سوريا الطبيعية والجزيرة العربية. وفي الحقيقةا أراد بسط السيادة الهاشمية على هذه الأراضي، بالتعاون مع الإستعمـار البريطاني الثابت تاريخياً من مراسلات الشريف حسين مع مكماهون الحاكم البريطاني في مصر، وبالدور الرئيسي الذي قام به ضابط المخابرات البريطانية الشهير "تي. أي. لورنس" بمشاركته الفعّالة في تلك الثورة . وعام 1917 وعلى أثر إستيلاء بولشفيك حزب العمل الإشتراكي الديموقراطي الروسي على الحكم، والذي عُرف تاريخياً بإسم الحزب الشيوعي السوفياتي، كشف هؤلاء هذه المعاهدة التي تم التوصل إليها بين فرنسا التي فاوض عنها الديبلوماسي الفرنسي فرنسوا جورج بيكو، وبريطانيا التي فاوض عنها مارك سايكس، وهو عسكري وديبلوماسي، وتوّصل الإثنان إلى توقيعها. وصرنا الآن ندافع عنها ونخشى عليها من الإنهيار.

ودون الدخول في التفاصيل التي انتهت إليها الثورة العربية تقاسم المستعمران، تركة السلطنة العثمانية التي حملت إسم "الرجل المريض". ولا نستطيع مساءلة انظمة الدول التي أنشأتها هذه الإتفاقية عن الفترة منذ إنتهاء الحرب العالمية الأولى وحتى نهايات الحرب العالمية الثانية كونها كانت في تلك الفترة خاضعة لنظام الإنتداب. ومن يتأمل الآن هذه المعاهدة يجد أنّ العيب الذي شابها هو التآمر على ثورة الشريف حسين، فالتقسيم الذي افتعله، خلافاً للوعود المعطاة للشريف، كان من الممكن تجاوزه لو حكمت الدول الناشئة عنه أنظمة حضارية مستوحية القومية العربية بشكلها العلماني، أو للعروبة، كما كان يعتنقها أمير الشهداء كمال جنبلاط. ويمكننا القول إنّ ما نحن عليه اليوم في الشرق الأوسط بكامله ليس نتيجة إتفاقية سايكس بيكو، بل هو نتيجة فساد الأنظمة التي حكمت الدول التي انشأتها، من تاريخ إستقلال كل منها وحتى بداية انهيارها بالحرب اللبنانية التي اشتعل فتيلها عام 1967 و انفجرت عام 1975 ومنذ ذلك التاريخ توالت الإنفجارات . الدولتـان الكبيرتان، بريطانيا وفرنسا، ولاحقاً وريثتهما في الشرق الأوسط والعالم، الولايات المتحدة الأميركية، كانت مصلحتها الإبقاء على أنظمة حكم إستبدادية فاسدة لا تسعى إلى إقامة أي دولة تتمتع بالحريات الديموقراطية ولها أيديولوجية قومية سمحة، إذا جاز التعبير، ذلك أنّ السماحة القومية تؤدي إلى نزع أي عصبية عن هذه القومية وجعلها مستوعبة لكل الشعوب المنضوية تحت لوائها، ومن هنا طرح أمير الشهداء كمال جنبلاط العروبة، بإعتبارها "حضارة وثقافة" مشتركة بين الشعوب المُشَكِّلة للدول موضوع معاهدة سايكس بيكو، وكان مثاله على ذلك الأكراد في العراق ودول شمالي أفريقيا ومصر العليا والسودان، وكان يقول إنّ ما يجمعنا بهذه الشعوب هي الحضارة والثقافة العربية المشكلة للعروبة وليس القومية .وكان الإستعمار الحديث، شأن القديم يعي خطورة مثل هذه الأنظمة العلمية، فسعى باستمرار الى قيام أنظمة فاسدة خالية من أي مفهوم لمصلحة الدول العربية التي تشكّل الممر الرئيسي بين الشرق والغرب والتي أنعمت عليها الطبيعة أهم ثروات العالم في باطن أرضها .

بعد الحرب العالمية الثانية وبدء نيل هذه الدول إستقلالها الصوري من الدول المنتدبة التي بقيت ، والمستعمر الجديد، تسلّط أنظارها على هذه المنطقة، وكانت النكبة الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل هي الإمتحان العسير الذي مرّت به دول سايكس بيكو، والذي أثبت أنّ هذه الأنظمة ليست إلاّ أداة في يد المنتدب الذي أعطاها الإستقلال واستمر بإستغلاله عن طريق حكامها، إمّا الجهلة وإمّا الفاسدين .

ومن نتائج النكبة الفلسطينية عرفت المنطقة حركة إنقلابات عسكرية بهدف إستيلاء الجيوش على الحكم بنتيجة هزيمتها في فلسطين وتحميل الحكام العرب مسؤولية هذه الهزيمة. وأبرز الانقلابات في سوريا، والتي أدت في النهاية إلى قيام حزب البعث العربي الإشتراكي الذي يمكن إعتباره الهبة الأكبر للإستعمار، هذا إذا لم يكن صنيعته، فتسلّم الحكم في سوريا و العراق. وقام الجيش المصري بإنقلاب 23 تموز الذي تحوّل أهم حركة تحرر شعبية وتنموية إجتاحت أفكارها كافة القارات من أفريقيا إلى كوبا وكافة أرجاء أميركا اللاتينية وآسيا، التي احتضنت في باندونغ هذه الدول الفتية وفي طليعتها مصر، وأنشأت التكتل الشهير الذي عرف بإسم "دول عدم الإنحياز". أما في لبنان فنتج عن هذه النكبة إسقاط دولة الفساد التي قامت منذ الإستقلال، وتغيّر الحكم سنة 1952 واحتل مركز الرئاسة كميل شمعون الذي حاول إقحام لبنان في الأحلاف الغربية وأعلن العداء للثورة المصرية التي أصبحت في ذلك الحين القائد الطليعي الحامل للواء القوة العربية ووحدة دولها .

كان قيام هذه الحركات التحررية المعادية لسايكس بيكو باسم القومية العربية هو ما أدّى بالرئيس أيزنهاور إلى التعبير عن إنزعاجه مباشرة من حكم العظيم جمال عبد الناصر ببرقية وجهها إلى وزير خارجيته جون فوستر دلاس الذي كان يحضر إجتماعاً يعقد في باريس لوزراء حلف شمال الأطلسي بتاريخ 12/11/56، وجاء فيها حرفياً "اننا نرى ضرورة الشروع سراً وعلى مستوى أركان الحرب لوضع سياسات وخطط يستطيع الغرب بمقتضاها العمل على جعل الشرق الأوسط آمناً من التغلغل السوفياتي. ويحدوني اعتقاد مستمر أنّ من بين الإجراءات التي يتعيّن علينا إتخاذها أن نقيم بديلاً عربياً لناصر، والإختيار الطبيعي هو على ما يبدو يتمثل في الرجل الذي طالما تحدثت أنا وأنت عنه". والنصّ أورده الدكتور ممدوح أنيس فتحي في مؤلفه مصر من الثـورة إلى النكسة ( مقدمات حرب حزيران 1967، الصفحة 144 منه) وأوضح في الحاشية رقم 47 من هذه الصفحة أنّ البرقية هي من المستندات السرية التي تنشر بعد مرور ربع قرن على تاريخها وتحمل الرقم CS/E 1256-0017-776. أمّا الرجل الذي يفكرون في إحلاله محل عبد الناصر فهو الملك سعود، كما صرح بذلك أيزنهاور بعد انتهاء ولايته، كما أوضح ذلك في الحاشية رقم 48 .

شعرالإستعمار الحديث بالخطر من إنتشار الفكر العروبي، خصوصاً بعد نكسة حرب 1967 ، وتضامن الأحرار مع المقاومة الفلسطينية، وكان القدر بموت عبد الناصر شريكاً للمستعمر، وكذلك حزب البعث الذي اغتال أمير الشهداء فكان بذلك القضاء على الخطوة العربية الأولى لتحويل دول سايكس بيكو قوة عالمية تجمعها العروبة كحضارة وثقافة وليس القومية . كما تمكّن الإستعمار من إيقاظ الشعور الديني والتعصب كونه بذلك يقسّم المقسم ويقضي نهائياً على فكرة إقامة قوة تقدمية وطنية متحدة، فيقيم بدلاً من دول سايكس بيكو دولاً طائفية يسهل السيطرة عليها بالغريزة والتخلف وتكون الحامي الديني ليهودية إسرائيل .

من هنا أنطلق من فكرة الدفاع عن إتفاقية سايكس بيكو كون الدول الناشئة عنها يمكن متابعة النضال فيها من المرحلة التي توقفت فيها عروبتها ووطنيتها منذ سبعينيات القرن العشرين حين ابتلت العروبة بأنور السادات وحزب البعث، أما الدول التي ينتجها تقسيم سايكس بيكو فإنّ النضال سيبدأ فيها منذ ظهور أحمد بن حنبل في القرن الثامن . فالدفاع عنها، لأنّ القضاء عليها بالعروبة العلمانية اسهل .

 

دلالات مواقف البابا فرنسيس تجاه الإسلام

وليد محمود عبدالناصر/الحياة/11 آب/16

وسط حالة من الظلام تزداد عتمتها يوماً بعد يوم في مواقف فئات عدة في العالم غير الإسلامي، خاصة في الغرب، تجاه الإسلام والمسلمين، على خلفية أعمال عنف تعلن المسؤولية عنها تنظيمات تنسب نفسها إلى الإسلام، صدرت مواقف تستحق التحليل، كما تستحق الإشادة، تجاه الإسلام والمسلمين، من جانب البابا فرنسيس، وخاصة التصريح الذي أدلى به لدى عودته من رحلته الأخيرة إلى بولندا، وجاء بمثابة ضوء شمعة وسط ليل دامس وبصيص أمل عبر ظلام حالك. أكد البابا رفضه القاطع لإلصاق تهم الإرهاب أو العنف أو التحريض على أي منهما بالإسلام كديانة وعقيدة ورسالة، وفنَّد إلقاء تلك التهم جزافاً على المسلمين في مجموعهم أو حتى على السواد الأعظم منهم، ودان الربط بين ديانة الشخص أو عقيدته وبين قيام ذلك الشخص بارتكاب جريمة. ونفى البابا كذلك اقتصار ارتكاب أعمال العنف أو الإرهاب على أبناء ديانة واحدة أو عرق في حد ذاته، وهو الدفع نفسه الذي حاولت دوائر منصفة في العالم غير الإسلامي في السابق الترويج له، ولكن لم يكن لأي منها الوزن الذي يتمتع به الحبر الأعظم. وزادت أهمية تلك التصريحات في ضوء توجيهها انتقادات للسياسات التي تتبعها دول غربية تجاه مواطنيها أو المقيمين على أراضيها من المسلمين، بل الذهاب إلى حد تحميل تلك السياسات جزءاً كبيراً من المسؤولية عن انحراف بعض الشباب المسلمين، سواء في تفكيرهم أو في أفعالهم، ما ينتج عنه القيام بأعمال عنف أو إرهاب وإيجاد المبرر لذلك. ولم يفت البابا تأكيد أن من يتبع نهج العنف والإرهاب ممن يدعي الانتماء للإسلام يتبنى تفسيرات غير صحيحة تتعارض مع جوهر الإسلام السمح.

لا أعتقد أن هناك من المنتمين للإسلام أو الغيورين عليه من أبنائه وعلمائه من كان يمكنه أن يصيغ هذه السلسلة المترابطة من الأفكار والطروحات المدافعة عن الدين الحنيف والنافية أي صلة حقيقية بينه وبين العنف أو الإرهاب، وبذلك النسق الذي ينم عن فهم للعقلية الغربية، وبخاصة الأوروبية، وقدرة على مخاطبتها من الزاوية التي تهم تلك العقلية في الأساس، بالقدر والدرجة والمهارة التي قام بها البابا فرنسيس.

وتأتي أهمية تلك التصريحات من جانب آخر، إذا قارنا بينها وبين تصريحات للبابا السابق بنديكتوس السادس عشر، كانت تقف على النقيض تماماً من تصريحات خَلَفِه. فالبابا السابق تعرض لانتقادات حادة من داخل العالم الإسلامي وخارجه عندما تضمنت محاضرة له في ألمانيا عبارات تم فهمها على نطاق واسع بأنها توحي ضمنياً بوجود علاقة عضوية بين نصوص دينية في القرآن والسُنَّة النبوية وسوابق في التاريخ الإسلامي من جهة وبين أعمال العنف والإرهاب وممارستها والحض عليها من جهة أخرى من جانب بعض المسلمين. وهذا الاختلاف الظاهر للعيان بين تصريحات البابا السابق والبابا الحالي، له جذوره التي تفسره أيضاً والكامنة في الانتماءات الفكرية والأُطُر المرجعية لكل منهما. فالبابا السابق كان ألمانياً وانتمى إلى الدوائر ذات التفسيرات المحافظة داخل صفوف الكنيسة الكاثوليكية عامة، والألمانية على وجه الخصوص، متأثراً بسنوات الحرب الباردة وتعبئة الدعم للتوجهات المحافظة وعدم إبداء المرونة إزاء المنتمين للعقائد الأخرى عموماً، وإن مثَّلت مواقفه تجاه اليهود استثناءً لتلك القاعدة، وكذلك عدم وجود أي قدر من التسامح تجاه أصحاب التفسيرات المغايرة داخل السياق العام للكنيسة الكاثوليكية، بخاصة من ذوي التوجهات الدينية التقدمية أو الليبرالية. وبالمقابل، يقف البابا الحالي بثبات منذ يومه الأول في الكرسي البابوي مرتكزاً على أرضية تستمد شرعيتها من خلفيته القادمة من الكنيسة الكاثوليكية في أميركا اللاتينية وتأثرها الكبير بظهور وتطور «لاهوت التحرير» في بلدان القارة اللاتينية. وهو انتماء بدا جلياً من خلال مواقف سابقة أعلنها وتبناها تجاه مسائل حيوية ليس فقط للكاثوليك، بل لمجمل البشر، وفي مقدمها قضايا غياب أو عجز اعتبارات المساواة ومتطلبات العدالة الاجتماعية، ووجود تحديات الفقر والجهل والمرض، وموضوعات الحرمان عموماً، وقضايا ذات طابع اجتماعي/ إنساني، وعالمي في الوقت ذاته، مثل إشكالية اللجوء واللاجئين وكيفية التعامل معها، ومسائل متعلقة بالتسامح تجاه الأقليات والفئات المهمشة والمستضعفة مجتمعياً على الصعيد العالمي.

هذه المواقف التي تعتبر الأكثر تحرراً وتقدماً تجاه الإسلام وأتباعه، ربما في تاريخ المواقف البابوية، تستوجب البناء عليها من جانب العالمين العربي والإسلامي عبر جهد منظَّم، وعمل ممنهج، وتخطيط يأخذ في الاعتبار المدى القصير والمتوسط والطويل على حد سواء، ومن خلال رؤية واضحة المعالم تتسم بالتناغم والتجانس وتتضمن تقسيماً تكاملياً، من دون تداخل أو تكرار، للأدوار بين مختلف الأطراف الفاعلة على ساحة العمل لتحسين صورة العرب والمسلمين، وصورة الإسلام ذاته، في المجتمعات غير الإسلامية خاصة، ولكن من دون الاقتصار على المجتمعات الغربية.

ومثل هذا الجهد والعمل سيكون له بالضرورة أكثر من مستوى من مستويات المردود الإيجابي، منها ما يتصل بالعلاقة بين العالم الإسلامي وبقية مناطق العالم، وبخاصة مع الغرب، وأوروبا على وجه التحديد، والحاجة لمعالجة متأنية ومتعمقة ولكن شجاعة وواضحة في الوقت ذاته، للجدليات المعقَّدة والمتشابكة لتلك العلاقة من منطلق محاولة استعادة جذور الثقة المفقودة بين الجانبين، وذلك نتاج قرون، وليس مجرد عقود، من بناء تراكمي للشكوك المتبادلة والعداوات الافتراضية أو الحقيقية بين الطرفين. وذلك من خلال إبداء النوايا الحسنة وربطها بخطوات إيجابية محددة ومبادرات بنَّاءة متواصلة وقابلة للتنفيذ، بما يؤكد صدق تلك النيات وعدم ظرفيتها أو طابعها الاعتذاري المحض أو كونها مجرد رد فعل نمطي أو تقليدي على حادث عنف هنا أو فعل إرهابي هناك. ويخص المستوى الثاني الجاليات العربية والإسلامية في بلدان المهجر، والتي تلقى عليها مهمة ثقيلة، ولكنها حتمية وتاريخية في آن، وهو ما يتمثَّل في التوصل إلى ذلك الخيط الرفيع وتلك الصيغة المثالية، ولكن التي تتصف بالعملية والقابلية للتحقق على أرض الواقع، للجمع بين الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لتلك الجاليات، بما في ذلك تعليم اللغة العربية والدين الإسلامي، أو الديانات الشرقية الأخرى كالأرثوذكسية القبطية مثلاً، وكذلك الحفاظ على منظومة القيم والعادات والتقاليد النابعة من الثقافة الوطنية لدى البلدان التي ورد منها هؤلاء المواطنون أو المقيمون في المقام الأول، وتوريثها من جيل إلى آخر من جهة، وبين تحقيق القدر المطلوب من الاندماج الوطني في البلدان غير الإسلامية، بما يحقق الحد اللازم من الانصهار المجتمعي وشعور جميع المواطنين والمقيمين بوجود روابط مشتركة من الولاء والانتماء تجمعهم، من جهة أخرى. من المهم أن يلتقط المفكرون والمثقفون والدوائر المؤثرة في الرأي العام في العالمين العربي والإسلامي، الخيط من تصريحات البابا فرنسيس الإيجابية والبنَّاءة تجاه الإسلام والمسلمين، ولو حتى كمجرد مدخل لإعادة النظر في المناهج المتبعة حتى الآن في الدفاع عن الإسلام، ديناً وحضارةً وتاريخاً، ليس من منطلق «الدفاع المطلق»، بل على أرضية «الدفاع الرشيد» الذي لا يعيبه في مواقف معينة أن يمارس النقد الذاتي ويقر بوجود إشكاليات في الفكر والخطاب والسلوك يتعين التصدي لها بشجاعة بهدف معالجتها وتقويمها. كما أنه دفاع يتعين أن يتسم بالمنطق وبفهم العقل الذي يخاطبه ومرتكزاته وأطره المرجعية، ومحاورته على أرضيته وبخطاب مفهوم لديه وبمفردات تكون قريبة منه ومتداولة لدى أتباعه، من دون إغفال واقع أنه يجب تنبيه الطرف الآخر أيضاً إلى أوجه النقص أو القصور لديه والتعبير بصراحة، ولكن في شكل سلمي وحضاري، عن تحفظات أو انتقادات تكون موجَّهة إلى بعض سياساته أو مواقفه أو حتى توجهاته.

 

في الفشل المزدوج

علي نون/المستقبل/12 آب/16

لا يقدم المسؤولون الإيرانيون في هذه الفترة شيئاً في أدائهم يختلف عن المألوف فيه، لكن الجديد هو ملاحظة ارتفاع منسوب التوتر عندهم في الإجمال وغياب الفوارق في تصريحاتهم التي كانت تدلّ في الشكل على تمايز في المضمون. كان طبيعياً ولا يزال أن تصدر التصريحات النارية الطابع والمؤدلجة، عن ضباط الصف الأول في «الحرس الثوري» وعن رموز المحافظين وعن مستشاري «المرشد الأعلى»، ثم عن «المرشد» نفسه الذي يُعتبر صاحب «المشروع الإمبراطوري» والمعني الأول والمباشر بكل الأداء الإيراني، داخلياً وخارجياً.. وموقفه إزاء أي قضية يُعتبر حُكماً قاطعاً لا يُردّ ولا يُناقش. وكان طبيعياً في المقابل، أن تصدر التصريحات «الملطّفة» والديبلوماسية الطابع والمؤسساتية الغلاف، عن الثنائي رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف.. وقبلهما عن الشيخ هاشمي رفسنجاني، المعتبر أحد أبرز رموز «الثورة» ثم أبرز «الراغبين» بإنهائها لصالح الدخول في «الدولة»! لكن الحاصل في هذه الأيام، أن تلك الازدواجية الرسمية، التي لا مثيل لها سوى في الدول «غير التامة» (لبنان مثلاً؟!)، وصلت إلى خواتيمها تحت وطأة استمرار تصدّع المشروع الإمبراطوري على المستوى الإقليمي والدولي، وانعكاس ذلك على الداخل من خلال تصعيد «المرشد الأعلى» من وتيرة اصطفافه، و«اضطراره» إلى إلغاء أو تعليق العمل بالموقف الوسطي الذي اتخذه، بين المحافظين والمعتدلين.

وذلك الاصطفاف كانت فرضته في كل حال، «ظروف» الفشل المزدوج داخلياً وخارجياً، وليس ابتعاد «المرشد» عن جذريته، أو اقترابه مواربة أو مباشرة من منطق رفسنجاني أو الإصلاحيين، أو شروط عالم اليوم: داخلياً من خلال العجز عن ملاقاة متطلبات وشروط التنمية. وتراجع الأداء الاقتصادي والمالي جراء العقوبات القاسية، وتنامي أكلاف العسكرة والتعبئة المستدامة، ثم عجز البيان الإيديولوجي عن تقديم وصفات حديثة لأمراض العصر.. وخارجياً من خلال انكسار مشروع القنبلة النووية وضياع ثروات وجهود ومعارك ونزالات حقيقية على كل المستويات وعلى مدى عقدين من الزمن، من دون أي مردود يُذكر!

والفشل ولاّد أزمات، مثلما أن النجاح ولاّد ادعاءات وأُبوّات! ومن علامات الفشل، أن تجد إيران نفسها أمام حقيقة تقول إن قوسها الناري (المذهبي) الذي أرادته أو حاولت أن يكون عنوان «إمبراطوريتها» الواسعة ونفوذها المدّعى و«عظمتها» المشتهاة، صار أو يكاد، عنواناً لانكسارها وانكسار جموحها الفتنوي.. ثم مدخلاً لارتداد بضاعتها إلى داخلها! حيث «يُعاد النظر» من قبل مكوّنات إيرانية كثيرة، أولها الأكراد، بقضية الحقوق والواجبات! والمصائر والحريات!

والواقع أن إيران تستمر في اعتماد تكتيكات قديمة في عالم يتغير.. ارتاحت إلى اختراق جوارها بكل ما أوتيت من قدرات وشعارات، لكنها لم تحسب تماماً حساب ردّ فعل المستهدفين بنيرانها وخروقاتها وسياساتها ومشاريعها الاستحواذية والفتنوية، إلى أن اصطدمت بذلك الرد، من اليمن حيث فشلت محاولتها الانقلابية في السيطرة على ذلك البلد والتحكم به. إلى العراق الذي سيفاجئها بأنه «سيبقى عربياً». إلى سوريا التي صارت مطحنة استنزافية مفتوحة لرجالها وأموالها وشعاراتها. إلى البحرين التي لجمت باقتدار محاولات العبث بأمنها واستقرارها. إلى لبنان الذي لم تستطع تطويعه حتى وإن استطاعت تأزيمه بالتعطيل وازدواجية السلاح!

.. كان مفاجئاً أن يخرج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس بتصريح يهاجم السعودية و«سياساتها التي لا تقوم بها دولة عاقلة» على حد تعبيره، لكن موقفه هذا هو تحديداً وتماماً ما يدلّ على عمق ذلك الفشل الذي أصاب سياسات بلاده منذ أكثر من عقدين من الزمن، والذي أوصل إلى تبخير «الازدواجية الرسمية»، ودفع رجل مثله موصول بالعالم وحقائقه بحكم وظيفته وكثرة أسفاره! إلى أن يكون وزيراً لخارجية «الحرس الثوري».. وإيران دفعة واحدة!

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية - لا قرار دولياً يعترف بالأسد

عبد الكريم أبو النصر/النهار/12 آب 2016

سلّط مسؤول غربي معني بالملف السوري الضوء على حقيقة أساسية هي أنه "لم يصدر عن مجلس الأمن منذ انطلاق الثورة الشعبية في آذار 2011 اي قرار دولي يعترف بنظام الرئيس بشار الأسد على انه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري ويدعو تالياً الى التفاوض والتفاهم معه من أجل وقف الحرب وتسوية الأزمة في سوريا، ولم تنجز الدول المعنية بالأزمة والمؤثرة فيها وعلى رأسها اميركا وروسيا أي تفاهم دولي على ضرورة حل النزاع من طريق التفاوض والتعاون مع نظام الأسد وحده والتعامل معه على أساس أنه مفتاح الحل والسلام في سوريا. وقد فشلت روسيا وايران في اقناع الدول المؤثرة الأخرى بالتعامل مع نظام الأسد على أساس أنه الطرف الوحيد الذي يجب التفاوض والتفاهم معه من أجل حل الأزمة السورية". وقال المسؤول الغربي في لقاء خاص في باريس إن كل القرارات والتفاهمات الدولية تشدد على أن تسوية الازمة تتطلب التفاوض والاتفاق بين النظام والمعارضة المعتدلة وتركز على ثلاثة أمور أساسية هي الآتية:

أولاً، ضرورة التعامل مع المعارضة المعتدلة المعترف بها دولياً واقليمياً على نطاق واسع على أساس انها هي التي تمثل الشعب السوري المحتج ويجب تالياً منحها دوراً أساسياً في الجهود الديبلوماسية والسياسية الهادفة الى تسوية الأزمة.

ثانياً، بناء سوريا الجديدة في مرحلة ما بعد الحرب يتطلب قيام نظام جديد مختلف جذرياً بتركيبته وتوجهاته عن نظام الأسد ويكون تعدّدياً وشاملاً وغير طائفي ويحقّق الأهداف والمطالب المشروعة لكل مكونات الشعب ويمنح السوريين حق تقرير مصيرهم بأنفسهم في انتخابات نيابية ورئاسية تعددية حرة وشفافة تنظم في إشراف الأمم المتحدة، الأمر الذي لم تشهده سوريا منذ العام 1963. ثالثاً، التشديد تالياً على ضرورة الانتقال السياسي من نظام الأسد الى النظام الجديد التعددي من طريق مفاوضات تشرف عليها الأمم المتحدة بين ممثلي النظام والمعارضة تؤدي الى تشكيل هيئة حكم انتقالي استناداً الى القرارات والتفاهمات الدولية تمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتحكم البلد موقتاً وتصوغ دستوراً جديداً وتنظم الانتخابات التعددية الحرة والشفافة.

وأوضح المسؤول "ان هذه الأسس والشروط التي حددتها القرارات والتفاهمات الدولية لوقف الحرب وحل الأزمة السورية ترفض التفاوض والتفاهم مع نظام الأسد وحده والخضوع لمطالبه وشروطه وتطلب تقاسم السلطة والمسؤوليات بين ممثلي النظام والمعارضة من أجل الانتقال الى مرحلة السلام. وهذه الأسس والشروط تنطلق من واقع تدركه كل الدول المعنية باستثناء ايران وهو أن نظام الأسد يستطيع تفجير الحرب ومواصلتها لكنه عاجز عن انجاز السلام وتحقيق الأمن والاستقرار وتوحيد السوريين في ظل حكمه والأمساك فعلاً بالبلد وتسوية المشكلات الهائلة التي يواجهها. وهذا هو الأساس ومعيار الحكم". واضاف: "يرفض الأسد هذه المعادلة الدولية من طريق عرقلة مفاوضات جنيف ومواصلة تفجير الأوضاع وتدمير البلد والتهرّب من تنفيذ المطالب الدولية لكنه لن يستطيع مهما فعل الغاء هذه المعادلة وفرض شروطه ومطالبه على السوريين وعلى الدول المؤثرة". واعطى المسؤول الغربي ثلاثة أمثلة بارزة على رفض الدول المؤثرة أي تفاهم أو تعاون مع الأسد هي:

أولاً، تتفاوض أميركا مع روسيا وهي تتمسك بضرورة رحيل الأسد عن السلطة وترفض عقد أي اتفاق مع الروس يشمل بقاء الأسد في الحكم على رغم النفوذ العسكري الروسي الواسع والكبير في سوريا.

ثانياً، الدول الأوروبية لم تعقد صفقة مع الأسد من أجل المساهمة في تسوية مشكلة اللاجئين والنازحين السوريين ذات التداعيات الخطيرة عليها بل عقدت صفقة مع تركيا الدولة المعادية للنظام السوري.

ثالثاً، إن الائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة أميركا يرفض اي تفاهم أو تنسيق مع نظام الأسد في الحرب ضد تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية الاخرى وينفذ عملياته العسكرية في سوريا من غير الحصول على موافقة النظام.

وخلص المسؤول الغربي الى القول: "الاسد أوقع نفسه وبلده وشعبه في حرب ألحقت الكوارث وليست لديه القدرات والامكانات الضرورية للخروج منها منتصراً عسكرياً أو سياسياً. وتظهر التطورات الميدانية ان الانجازات العسكرية للنظام وحلفائه مؤقتة وان الثوار والمعارضين يملكون إرادة القتال ويبذلون اقصى التضحيات من اجل تحقيق التغيير الكبير في سوريا وهم يحصلون على دعم عسكري من دول مؤثرة بينها تركيا والسعودية واميركا من أجل انجاز هذا الهدف".

 

اليمن .. والحاجة إلى كسر موازين القوى

خيرالله خيرالله/المستقبل/12 آب/16

لا يمكن إلّا العمل على كسر الحلقة المغلقة في اليمن. لذلك لم يعد من مجال آخر سوى الحسم العسكري الذي بات خياراً مطروحاً في ظلّ تصعيد واسع باشرته القوات التابعة للشرعية بمرافقة تغطية جويّة من التحالف العربي الذي يعمل تحت تسمية «إعادة الأمل». ففي ظلّ موازين القوى القائمة وفي غياب حسم عسكري يغيّر الموازين، لا يمكن لأي مفاوضات يمنية - يمنية ان تسفر عن أي نتائج ذات طابع إيجابي تفضي الى تسوية من أيّ نوع. كلّ ما هنالك أن الحلف القائم بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين، أي «انصار الله» سيحاول خلق وقائع على الأرض معتمداً على وجود تجربة «ناجحة» هي تجربة قطاع غزّة في ظلّ حكم «حماس». يمكن اعتبار هذه التجربة «ناجحة» من زاوية وحيدة هي ان «حماس» موجودة في موقع يسمح لها بالسيطرة الكاملة على غزّة منذ منتصف العام 2007.

هل يمكن تكرار تجربة «حماس» في قطاع غزة ونقلها الى اليمن، الى صنعاء والمنطقة المحيطة بها تحديدا؟ بعد اقلّ من سنة، سيكون في استطاعة «حماس»، وهي جزء لا يتجزّأ من حركة الاخوان المسلمين، الاحتفال بالذكرى العاشرة لطرد السلطة الوطنية من القطاع وفرض امر واقع، ليس ما يشير الى ان اسرائيل تعترض عليه. ظاهراً، تخوض إسرائيل حروباً مع «حماس». عملياً، تخدم هذه الحروب إسرائيل و»حماس» في الوقت ذاته، نظراً الى ان الهمّ الاول لإسرائيل التذرع بتلك الحركة وشبقها الى السلطة للتهرّب من أي مفاوضات جدّية تنهي الاحتلال في الضفّة الغربية. امّا «حماس»، فلا يهمّها نشر البؤس في قطاع غزّة المحاصر ما دام ذلك يضمن لها الاستحواذ على السلطة. هل إسرائيل أصلاً ضدّ افقار الفلسطينيين وجعلهم يصبحون شعباً متخلّفاً؟ ما مشكلة إسرائيل مع المجتمع الدولي عندما تكون «حماس» واجهة الشعب الفلسطيني واطلالته على العالم؟

في اليمن، تجسّد التحالف بين الرئيس السابق و»انصار الله» بقيام «المجلس السياسي الأعلى» الذي يطمح الى حكم اليمن او قسم منه، خصوصاً صنعاء وشمال الشمال. تشكل المجلس من ممثلين للجانبين وأعاد الحياة الى مجلس النواب السابق الذي يقف على رأسه يحيى الراعي وهو من القريبين من علي عبدالله صالح. ضمّ المجلس شخصيات جنوبية وأخرى من تعز، فضلاً بالطبع عن ممثلين لمناطق في الشمال، بينها مأرب. بغض النظر عمّا اذا كان هذا التحالف قابلاً للحياة ام لا، هناك واقع يحاول الجانبان فرضه على الأرض. ما يمكن ان يحول دون فرض هذا الواقع هو تغيير موازين القوى، بما يجعل الجانبين المتحصنين في داخل صنعاء يعيدان النظر في موقفهما والعودة الى طاولة المفاوضات في ظل رغبة في الخروج من المأزق الذي يعاني منه اليمن واليمنيون.

ترافق الاعلان عن فشل المفاوضات اليمنية - اليمنية التي استضافتها الكويت مع تصعيد عسكري. حقّقت القوات التابعة للشرعية تقدماً في منطقة نهم الاستراتيجية، وهي منطقة جبلية لا تبعد كثيراً عن صنعاء صعبة على الجيوش. ترافق ذلك مع اشتباكات في الجوف وفي تعز وتصعيد في اتجاه الحدود السعودية. في نهاية المطاف، اذا استثنينا ما حصل في نهم، حيث سيطرت الشرعية على تلّة استراتيجية في غاية الاهمّية، إضافة الى تقدّم في اتجاه صنعاء من محاور معيّنة، لا يمكن الكلام عن تغيير كبير على الأرض، اقلّه الى الآن. هل يمكن ان تحمل الايّام القليلة المقبلة جديداً؟ ليس ذلك أمراً مستبعداً في وقت بدأ التحالف العربي الذي يقود «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل» يدرك ان المطلوب كسر الحلقة المغلقة في حال كان الهدف الخروج من صيغة التفاوض من اجل التفاوض التي تخدم «أنصار الله» أوّلاً.

لعبت الكويت بقيادة امير الدولة الشيخ صُباح الأحمد دوراً مشكوراً في مجال السعي الى الخروج من المأزق اليمني. لكنّه تبيّن ان لا شيء يمكن ان يؤمّن مخرجاً غير الحسم العسكري او تلبية مطالب محددة لعلي عبدالله صالح والحوثي. تختزل تلك المطالب الشراكة في السلطة الجديدة عن طريق حكومة وحدة وطنية وتعديل القرار 2216 الصادر عن مجلس الامن التابع للأمم المتحدة تحت الفصل السابع. تضمن هذا القرار فرض عقوبات على شخصيات يمنية معيّنة من بينها قيادات حوثية والرئيس السابق ونجله احمد الموجود خارج اليمن منذ فترة طويلة.

هل الحسم وارد؟ تصعب الإجابة عن هذا السؤال. سيبقى الكثير مرتبطاً بما كانت قوات الشرعية قادرة على تشكيل جيش كبير وفعّال يستطيع الوصول الى صنعاء بغطاء تؤمّنه «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل».

لكن من السهل الإجابة عن سؤال آخر مرتبط بإيجاد صيغة تضمن عودة الشرعية الى صنعاء مع تعديل القرار الصادر عن مجلس الامن وتشكيل ما يسمّى «حكومة وحدة وطنية». الجواب، بكل بساطة، ان هذا الخيار ليس وارداً. ولذلك، لن تكون مفاوضات حقيقية من دون حسم عسكري يعتمد على امرين. الاوّل استمالة القبائل التي في محيط صنعاء والآخر قدرة الفريق علي محسن صالح نائب رئيس الجمهورية على تشكيل جيش كبير يستطيع الانتصار على الحوثيين وعلى القوات التي لا تزال موالية للرئيس السابق.

يأمل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ احمد بعودة اليمنيين الى طاولة المفاوضات في غضون شهر. لن تكون لهذه العودة، في حال تحقّقت، فائدة تذكر ما دام الوضع الراهن قائماً... وما دام «خيار غزّة» متوافراً لعلي عبدالله صالح والحوثيين. لا شكّ انّ «عاصفة الحزم» حقّقت نجاحاً كبيراً على صعيد تحطيم المشروع الايراني في اليمن. حالت العملية العسكرية التي قادتها المملكة العربية السعودية دون سقوط اليمن في يد ايران. هناك مناطق كثيرة خرجت من تحت سطوة الحوثيين الذين كانوا يريدون البقاء في عدن وباب المندب. كذلك، لعبت قوى عربية دورها في مجال اخراج «القاعدة» من المكلا، عاصمة حضرموت. لكن ما الذي يضمن استكمال الجانب الآخر من «عاصفة الحزم»، أي تحقيق حل سياسي في اليمن؟ ثمّة حاجة الى قوّة يمنية تؤدي هذا الغرض وتوصل الى هذا الهدف. في غياب ذلك، سيظل «خيار غزّة» مطروحاً مع ما يعنيه ذلك من مزيد من الغرق اليمني في البؤس والفقر والتفتيت... في مرحلة ما بعد الصوملة التي يشهدها البلد الذي يبدو الحل السياسي فيه مؤجلاً الى اليوم الذي تتغيّر فيه موازين القوى القائمة على نحو جذري.

 

بوتين: «قيصر» الشرق الأوسط!

أسعد حيدر/المستقبل/12 آب/16

العالم يتغير. الشرق الأوسط في قلب هذا العالم، ومركز التغيير. حاول الرئيس باراك أوباما تجاهل هذا الشرق، فعاد وذكره من سوريا بأهميته وخطورته وخطره على العالم بما فيها الولايات المتحدة الأميركية. تحاول القوى الدولية والإقليمية ألا تغيب لحظة عن كل ما يجري، حتى لا تخسر مقعدها عند التوقيع على الاتفاقات. في أسبوع واحد، ثلاث قمم: الأولى بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان في موسكو. الثانية، قمة باكو الثلاثية بين بوتين وحسن روحاني والهام عليياف. واليوم يلتقي جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو. كل هذه القمم واللقاءات وما سيستتبعها تُعالج سؤالاً فضفاضاً حول التعاون وتمتين العلاقات الاستراتيجية في ما يشبه مقدمات إنشاء تحالفات واسعة تأخذ في الاعتبار التكامل الاقتصادي والتفاهم السياسي. سوريا في قلب كل هذه اللقاءات والقمم. مستقبل سوريا، في صلب المباحثات الآنية والمستقبلية. متى عرفت «القطبة السورية» المخفية في التفاهمات عَرف كل طرف موقعه «وحصته» في الاتفاقات النهائية. ما زال على الجميع العمل الجاد والطويل النفس للوصول الى النهاية، كل ذلك يجري على وقع التصعيد العسكري المحتوم. من الآن وحتى تنتهي المفاوضات، تستمر معارك الكرّ والفرّ. من ينتصر اليوم ينهزم غداً والعكس صحيح. في الأساس، ممنوع الانتصار الكامل وممنوع الهزيمة الشاملة. لكن معركة حلب هي أقسى المعارك وأطولها لأن تركيا واردوغان في قلبها. لن تسلم أنقرة حلب لأنه لن تبقى بيدها ورقة تؤكد بها وجودها على طاولة المفاوضات. ما يحصل من حروب متمددة من حلب الى عدن، ليس الهدف منه حتى الآن تغيير الحدود وإنما تغيير حجم النفوذ. قبل مائة عام رسم اثنان هما سايكس وبيكو حدود البلدان ونفوذ كلٍ من بلديهما فرنسا وانكلترا. اليوم دخلت الدول الإقليمية على مساحة رسم النفوذ. كل واحدة منها تعمل على رفع رصيدها وحدها أو بالشراكة مع القوى الأخرى. تركيا دفعت باتجاه التغيرات الانقلابية، فسارع الآخرون إلى التصعيد لمواجهة التغيرات.

لا شك أن تركيا ما بعد الانقلاب هي غيرها ما قبل الانقلاب. «السلطان» وجد نفسه وحيداً، وحتى لا يندم انقلب على سياسته الخارجية، حتى يأخذ له ولتركيا ويضمن لها وله مواقع تتناسب وحجمها وطموحاته. صالح «القيصر» فلاديمير بوتين وعمل على حماية «خاصرته» الإيرانية وهو يعلم أن الإيرانيين أيضاً بحاجة إليه لحماية إيران في خاصرتيها الضعيفتين في كردستان وبلوشستان الإيرانيتين. وهدد واشنطن بالذهاب بعيداً نحو موسكو وهو يعلم جيداً أنه غير قادر على «الطلاق» لأن زواجه مع واشنطن «كاثوليكي» بينما زواجه مع موسكو سيبقى زواج مصالح.

هذه الحاجة المتبادلة تصوغ العلاقات التركية الإيرانية، رغم عمق الخلاف حول سوريا. في لحظة التوقيعات، ستبقى المصالح القومية العليا لطهران وأنقرة، فوق الخلاف حول مستقبل بشار الأسد. الضمانات المتبادلة المتفاهم عليها دولياً تعوض هذه الخسارة أو تلك. لأنه إذا خسرت إيران الأسد، فإن تركيا مضطرة لتقديم تنازل يتناسب مع التضحية الإيرانية ودائماً بالتفاهم مع «القيصر». في غياب الموقف الأميركي من الأسد ومن إيران، والاكتفاء ببعض التصريحات المتناقضة بين يوم ويوم. وبعد التسليم بالحل الروسي حول السلاح الكيماوي الأسدي، تمدد فلاديمير بوتين في سوريا وأصبح سيّد القطع والوصل، والربط والحسم في سوريا وعبرها على كامل القرار في الشرق الأوسط. بوتين حالياً هو «قيصر» الشرق الأوسط. وهو سيستمر في ذلك وسيعمل على استثمار كل لحظة في ظل الغياب الأميركي. بلا تردد سيستخدم «القيصر» كل أوراقه وقوته قبل نهاية العام للتوصل الى حل يرضيه في سوريا يثبّت «أقدامه» و»نفوذه» في الشرق الأوسط، مع أخذه في الاعتبار مصالح حليفته إيران، وتفاهماته المتدرجة مع تركيا. أما إذ لم ينجح في هذا، فإنه مضطر لإعادة حساباته مع الرئيس الأميركي الجديد.

واشنطن في العشرين من كانون الثاني من العام القادم، ستكون حكماً غير واشنطن «الأوبامية». هيلاري كلينتون متى انتخبت رئيسة للولايات المتحدة الأميركية، لن تنقلب على السياسة الأوبامية» لتنفيذ سياسة «بوشية»، لكن على الأقل ستعمل على ترك بصماتها على السياسة الأميركية خصوصاً في الملف السوري الذي تعرف تفاصيله غيباً. أما إذا انتخب دونالد ترامب فإن لكل حادث حديث. مرة أخرى، حتى ولو جرى إغراء «حزب الله» بأنه أصبح «حزباً إقليمياً«، فإنه لن يجلس إلى طاولة المفاوضات. يكفي أن واشنطن لن تقبل به لذلك سيبقى ملتزماً بإيران التي مهما أصرّت على أخذ ضمانات مستقبلية للحزب، فإن لها حسابات تتجاوزه لأنها تتفاوض على ما يتعلق بأمنها القومي.

 

إذا أرادت هيلاري كلينتون إثبات جديتها

خيرالله خيرالله/العرب/12 آب/16

هل يمكن للسياسة الخارجية الأميركية أن تتغيّر في عهد المقيم الجديد في البيت الأبيض الذي بات مرجّحا أن يكون هيلاري كلينتون؟ ثمّة مؤشرات كثيرة إلى أن تغييرا ما سيطرأ، علما أنّه ليس معروفا ما الذي ستؤول إليه أوضاع المنطقة العربية في ظلّ نفض الولايات المتحدة يدها منها، وحصر اهتمامها باسترضاء إيران على حساب كل ما هو عربي في الشرق الأوسط والخليج. كان آخر دليل على ذلك الكشف عن إرسال إدارة باراك أوباما لأربعمئة مليون دولار، نقدا، إلى طهران في إطار تسوية قضايا عالقة بين البلدين منذ سنوات طويلة. يبدو أن المبلغ كان ثمنا لأربع رهائن أميركية أطلقت من السجون الإيرانية في أعقاب توقيع الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني! يُحتمل أن يطرأ تغيير على السياسة الأميركية، لا لشيء سوى لأنّ هيلاري كلينتون مختلفة عن باراك أوباما من جهة، وإلى أنّ الولايات المتحدة لا تستطيع، من جهة أخرى، إبقاء نفسها بعيدة لفترة طويلة عن الشرق الأوسط على الرغم من أن اعتمادها على النفط الآتي من الخليج خفّ إلى حدّ كبير. ليس ما يشير، أقلّـه إلى الآن، إلى أن هنـاك ما سيحول دون وصول هيلاري كلينتون إلى الرئـاسة. من بـين نقاط الاختلاف بينها وبين الرئيس الحالي، اعتقادها أن لا حاجة إلى مسايرة إيران في أي مكان من العالم ثمنا لالتزامها الاتفاق النووي. تؤمن كلينتون بأنّ من مصلحة إيران احترام بنود الاتفاق وليس ما يدعو إلى التغاضي عما ترتكبه لا في العراق ولا في سوريا ولا في البحرين واليمن… ولا في لبنان.

لا يمكن للسياسة الأميركية إلا أن تتغيّر في اتجاه موقف أكثر إنسانية، خصوصا في سوريا حيث يتبيّن كلّ يوم أن الشعب فيها عانى الكثير بسبب سياسة قائمة على مراعاة إدارة أوباما لإيران، واعتقاد الرئيس الأميركي الحالي أنّ في استطاعته التعاون مع الرئيس فلاديمير بوتين للقضاء على الإرهاب الممثل بـ“داعش”. لم ير أوباما سوى “الإرهاب السنّي” الذي يرمز إليه “داعش”. لا يريد أن يرى “الإرهاب الشيعي” الذي ترمز إليه الميليشيات المذهبية التابعة لإيران والمنتشرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وكادت تصل إلى البحرين وحتّى إلى دولة مسالمة مثل الكويت.

من بين المؤشرات التي تدعو إلى بعض التفاؤل، أن أوباما اعترف أخيرا أن ليس في الإمكان التخلص من “داعش” من دون التخلص من النظام السوري. ما هذا السرّ الخطير الذي كشف عنه الرئيس الأميركي في وقت لا يوجد طفل في بلد مثل سوريا أو لبنان لا يعرف أن النظام السوري يعتبر، منذ قيامه، المتاجرة بالإرهاب علّة وجوده وغطاء لممارساته الطائفية والمذهبية التي أخذت بُعدا جديدا بعد انتصار “الثورة الإسلامية” في إيران والتعاون الجدي بين الجانبين في هذا المجال. في الواقع، كشفت الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات عمق هذا التعاون بعدما أصبحت سوريا القاعدة الخلفية لإيران طوال تلك الحرب التي استنزفت دول المنطقة. كانت تلك الحرب أفضل تعبير عن العقم الذي عانى منه النظام الذي أقامه صدّام حسين في العراق من جهة، ومدى تورط النظام الإيراني الجديد الذي أقامه آية الله الخميني في الرهان على اللعبة المذهبية والاستثمار فيها من جهة أخرى.

يظل السؤال عن مدى التغيير الذي سيطرأ على السياسة الأميركية. هل سيكون تغييرا في العمق أم مجرد تغيير شكلي؟

إذا كانت هيلاري كلينتون، التي ستستفيد إلى حد كبير من الانقسامات داخل الحزب الجمهوري للانتصار على دونالد ترامب، جدّية في انتهاج سياسة مختلفة، ولو نسبيا، في الشرق الأوسط بدل تركه فريسة للميليشيات الإيرانية التي تمنع حتّى بقوة السلاح انتخاب رئيس للبنان، فإن نقطة البداية واضحة كل الوضوح. لا يمكن التفريق بين ميليشيا وأخرى في الشرق الأوسط كلّه وصولا إلى ليبيا، أي إلى ما هو أبعد من المشرق العربي. بكلام أوضح، لا يمكن أن تكون هناك حرب ناجحة على الإرهاب من دون وضع كل المنظمات الإرهابية، بما في ذلك “الحشد الشعبي” في العراق، في سلّة واحدة.

هناك، بكل بساطة، مشروع توسّعي إيراني يقوم على الاستثمار في إثارة الغرائز المذهبية وتوظيف الميليشيات خدمة لهذا المشروع الذي قضى على العراق وقضى على سوريا ويكاد يقضي على لبنان، لولا صمود أكثرية الشعب اللبناني ومقاومتها سلاح “حزب الله”.

هل تبدأ هيلاري كلينتون من حيث يجب أن تبدأ، أي من المباشرة برفض التفريق بين إرهاب وآخر، كما يفعل باراك أوباما؟ في النهاية، إذا كانت روسيا معنيّة فعلا بالحرب على الإرهاب، سيكون عليها أن تختار بين بقاء بشار الأسد ورحيله. لا يمكن قصف مدارس حلب ومستشفياتها تحت ذريعة التصدّي للإرهاب “السني”. لا يمكن بأي شكل تجاهل الدور الذي لعبه النظام السوري في خلق “داعش”، ولا المساعي الإيرانية للاستفادة من هذه الظاهرة الإرهابية لتغيير الوضع القائم في العراق عن طريق عمليات تطهير ذات طابع مذهبي لمناطق معيّنة بدءا من بغداد. لم تعد لبغداد علاقة بتلك العاصمة التي تضمّ عراقيين من كلّ الطوائف والمذاهب والطبقات الاجتماعية. بعد قرن على توقيع اتفاق سايكس – بيكو، ستتغيّر المنطقة في العمق. هذا ما ستدركه روسيا أيضا وستسعى إلى الاستفادة منه. ستتغيّر الخرائط. العراق الذي عرفناه انتهى، كذلك سوريا. لبنان مهدّد شئنا أم أبينا. لا يمكن الاستخفاف، بأي شكل، بأن التغييرات ستشمل الأكراد، الشعب الوحيد الذي حرم من دولة… إلى جانب الشعب الفلسطيني طبعا. لا شكّ أن الموضوع الكردي كان من بين الأسباب التي دعت الرئيس رجب طيّب أردوغان إلى الذهاب لملاقاة فلاديمير بوتين. لا شكّ أيضا أن مستقبل بشّار الأسد كان موضع بحث بين الرئيسيْن الروسي والتركي.

أي أميركا في عهد هيلاري كلينتون؟ هل تلعب دورا في إعادة بعض التوازن إلى الشرق الأوسط عبر سياسة لا تفرّق بين إرهاب وإرهاب، أم تبقى أسيرة سياسة باراك أوباما وسذاجة وزير الخارجية جون كيري الذي لا يريد أن يرى أن ابتسامة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ليست سوى قناع لسياسة أقل ما يمكن أن توصف به أنّها تعبير عن خبث واحتقار للعرب ليس بعدهما خبث واحتقار… الجواب بكل بساطة أن التغيير سيحصل، لكنّ أحدا لا يستطيع التكهن بمداه، علما أن روسيا التي تشعر بأنّ هذا التغيير قادم، بدأت روسيا تعد نفسها له. تفعل ذلك عن طريق الانفتاح على تركيا وبدء العمل مع دول مهمّة في المجموعة العربية من أجل تثبيت مواقعها في المنطقة مستفيدة من أنّ سياسات إدارة باراك أوباما فرصة لن تتكرّر!

 

مصالح موسكو وأنقرة السورية

 وليد شقير/الحياة/11 آب/16

لا تشذ العلاقات الروسية- التركية عن القاعدة التي تتحكم بمسار التعاون أو الافتراق بين سائر الدول في الحوض الشرقي للبحر المتوسط: الموقف الميداني في سورية التي باتت ساحة الاختبارات، والمناورات والضربات العسكرية، والمفاوضات حول مصير هذه البقعة. فمنذ تدويل الصراع في سورية وعليها، بعد أن أدخل نظام بشار الأسد عن سابق تصور وتصميم إيران وميليشياتها العراقية والأفغانية واللبنانية وروسيا، إلى الميدان لمساعدته على الفتك بشعبه، لأنه قرر عدم التنازل قيد أنملة عن سيطرته الكاملة على السلطة، واستمراره في استبداده بالسوريين، باتت الدول المتدخلة في الملعب السوري تقيس أدوارها بموقعها في هذا الملعب. زاد نجاح هذا المحور في تظهير دور «داعش» وإجرامه من تعقيدات الحرب المفتوحة في الميدان السوري وفي العالم برمته. أيهما له الأولوية، القضاء على الإرهاب أم التخلص من الأسد؟ لا يلغي ذلك البعد الاقتصادي الاستراتيجي لاستعادة العلاقة التركية- الروسية حرارتها التي «ستأخذ وقتاً» كما قال فلاديمير بوتين عند استقباله رجب طيب أردوغان الثلثاء الماضي. فالمصالح المشتركة على هذا الصعيد تقاس بعشرات بلايين الدولارات على صعيدي التبادل التجاري ومشاريع إمدادات النفط والغاز الروسيين، إلى أوروبا، عبر الأنابيب من طريق الأراضي التركية. والدولتان تحتاج إحداهما إلى الأخرى، في ظل الحاجة إلى الأسواق والاستثمارات، أمام ارتباك علاقة كل منهما بالغرب: موسكو بسبب العقوبات عليها بفعل الأزمة الأوكرانية، وأنقرة بسبب تأزم تحالفها مع أوروبا وأميركا عقب الانقلاب الفاشل ضد حزب «العدالة والتنمية». إلا أن المصالحة بينهما لم تكن لتزيل اختلافهما في سورية. توقع الكثيرون انضمام تركيا إلى التمسك الروسي والإيراني ببقاء بشار الأسد، بحجة تفضيله على «داعش» والإرهابيين، وإلى الموقف السلبي حيال «المعارضة المعتدلة» التي تنسج القيادة التركية تعاوناً استثنائياً معها. لكنها توقعات أقرب إلى الأمنيات منها إلى الواقع، وإلى التبسيط المجافي للجغرافيا السياسية، وللمعادلات الدولية والإقليمية.

فمع حاجة أردوغان إلى موسكو، بعد دورها الاستخباري في إحباط الانقلاب، لإحداث توازن مقابل اضطراب علاقته بالغرب، من الصعب تصور انقلاب في السياسة الخارجية التركية وارتباطها بحلف «الناتو» وبالعلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة، بين ليلة وضحاها.

وفي الميدان السوري ثمة عوامل تستبعد ما يمكن وصفه التحاقاً بالسياسة الروسية، لدولة تقوم أهميتها الاستراتيجية على كونها جسراً بين أوروبا وآسيا. ومن هذه العوامل:

1- أن التسليم بالسياسة الروسية في سورية يعني إفقاد أنقرة بوابتها الآسيوية الطبيعية التي كانت وراء إقحامها في الحرب السورية، وتحديداً تحالفها مع المعارضة في حلب. وعليه من السذاجة التصور بأن نجاح الفصائل المسلحة السورية في كسر الحصار الروسي- الإيراني- الأسدي- «الحزب اللهي»، تم من دون المساعدة التركية المباشرة، بالتنسيق مع الدول العربية الداعمة لهذه الفصائل.

2- تدرك موسكو أن دور أنقرة في الشمال السوري احتياطي مساعد على جذب الفصائل المقاتلة إلى طاولة الحل السياسي عندما يحين أوانه. ولهذا منفعة الحد الأدنى إذا كان يصعب عليها جذب العامل التركي إلى سياستها.

3- أن الأهم بالنسبة إلى أردوغان في الميدان السوري، هو السعي إلى تحييد روسيا عن الاتجاه الأميركي إلى تأييد كيان كردي سوري على الحدود التركية. تتقاطع مصلحته في ذلك مع مصلحة الحليف الإيراني لبوتين، ومع انزعاج الأخير من نجاح واشنطن في تنويع مواقع نفوذها في بلاد الشام، عبر رعايتها «قوات سورية الديموقراطية» التي عمادها الميليشيات الكردية، فالمنافسة الأميركية الروسية على هذا النفوذ تحت سقف «التعاون» لمواجهة الإرهاب ورعاية الحل السياسي الموعود، تشتد وتخفت وفقاً لوقائع الميدان.

4- القيصر الروسي يحسب حساباً جوهرياً للحاجة إلى العلاقة الحسنة مع الدول الإسلامية السنية، في مواجهة ارتدادات خوضه الحرب في سورية ضد المعارضة ذات الأكثرية الساحقة السنية، على ملايين المواطنين السنّة الموزعين في بعض جمهوريات الاتحاد الروسي (تتراوح أرقام هؤلاء بين 25 و30 مليوناً)، فضلاً عن أعدادهم في جمهوريات آسيا الوسطى ودول الاتحاد السوفياتي السابق. وبعض هؤلاء يتحدر من القومية التركية الذين اندمجوا بالإمبراطورية الروسية قبل قرون... ويحرص بوتين على تفادي انتشار عدوى التطرف في صفوفهم من طريق هذه العلاقة مع الدول العربية ومع أنقرة أردوغان.

5- أن القيادة الروسية، وتحت سقف التحالف الاستراتيجي مع إيران، تترك مساحة لحاجتها إلى قدر من التوازن في الميدان السوري مع اندفاع الدور الإيراني الذي يخرج في كثير من الأحيان عن حسابات القيصر ويربكه.

 

الصراع الشيعي - السنّـي بين الحسابات الأميركية والإخفاق الذاتي

عبدالباسط سيدا/الحياة/11 آب/16

ما نعيشه راهناً من تناغم بين إدارة الرئيس أوباما والنظام الإيراني في مختلف القضايا التي تهم المنطقة، ليس بالأمر الجديد المقتصر على هذه الإدارة وحدها، بل هو امتداد لحزمة تفاهمات، بدأت بصورة ملموسة في الفترة التي سبقت إسقاط حكم «طالبان» (خريف 2001)، وربما قبلها، واستمرت في ما بعد في العراق، قبل وبعد إسقاط حكم صدام حسين (ربيع 2003). ويبدو أن الاستراتيجيين الأميركيين الذين توقفوا مطولاً عند ظاهرة «القاعدة» وغيرها، تحليلاً وتفسيراً واستشرافاً، خرجوا بجملة مقترحات استهدفت المصادرة على الأخطار الخارجية لتلك الظاهرة، بخاصة بعد أن وصلت عملياتها إلى العمق الاقتصادي الأهم في الولايات المتحدة الأميركية نفسها. ويظهر أن التوافق حصل حول اتخاذ جملة إجراءات وخطوات من شأنها تفجير العالم الإسلامي، إذا جاز لنا استخدام هذا المصطلح، من الداخل على مستوى المجتمعات والدول. والحالة الأفغانية ربما لا تستوقف كثيراً، لأن الوضعية العامة في أفغانستان كانت منهكة أصلاً قبل الدخول السوفياتي إلى البلد، وبعد خروجه، ووصول «طالبان» بدعم من «القاعدة»، ومن ثم الغزو الأميركي للبلد الذي ما زالت نتائجه تتفاعل، سواء في الداخل الأفغاني، أم في جواره الإقليمي.

ولكن ما حصل في العراق كان المقدمة لخلخلة البنية المجتمعية والسياسية في المنطقة. وكان من البيّن أن هناك سياسة غض نظر أميركية حول الدور الإيراني - السوري في العراق في مرحلة ما بعد صدام، وذلك من جهة دفع الأمور نحو الفوضى العارمة عبر ميليشيات مذهبية قوموية، ومجموعات ارهابية تبادلت الأدوار في ما بينها، ووضعت الجميع أمام واقع حرب أهلية مذهبية مقيتة بدّدت إمكانات العراق، وكلّفت العراقيين أرقاماً فلكية على صعيد الضحايا البشرية والتكاليف.

ومع الانسحاب الأميركي من العراق لأسباب شتى، بدأت المرحلة الحاسمة من التغلغل الإيراني في مفاصل ودقائق الدولة والمجتمع العراقيين على مختلف المستويات. ويبدو أن سلاح الإفساد المالي كان وسيلة لشراء ذمم أعضاء الطبقة السياسية العراقية من مختلف الانتماءات والاتجاهات، حتى بات الجميع مداناً.

ولم تقتصر سياسة غض النظر الأميركية تجاه السياسات والامتدادات الإيرانية في المنطقة على الساحة العراقية وحدها، بل شملت الساحة اللبنانية أيضاَ، التي شهدت سلسلة اغتيالات لنخبة من المثقفين والسياسيين المنتقدين للسياسات السورية والإيرانية في لبنان، والمطالبين بضرورة احترام استقلالية القرار اللبناني. وقد بلغت تلك الاغتيالات الذروة مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري؛ ورغم التطورات الدراماتيكية التي أعقبت عملية الاغتيال، وخروج النظام السوري العسكري العلني من لبنان مرغماً، بعد الجهد اللافت الذي بذله الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك على صعيد تشكيل موقف ضاغط مطالب بمعاقبة الجناة عبر محكمة دولية خاصة، وجدنا تراجعاً في الحماس أميركياً، واستمرارية في سياسة غض النظر. وهذا ما تجلى من خلال تحوّل المحكمة التي تشكلت للتحقيق في قضية الاغتيالات إلى حديث مناسباتي، أو مجرد أداة للذكرى قد تستخدم في وقت ما، لكنها لم تعد تلك الورقة الضاغطة التي اعتقد الجميع بأنها ستكون المدخل لمحاسبة النظام السوري وشركائه على جرائمهم، وللحد من تغلغل النفوذ الإيراني في لبنان وسورية.

أما في سورية، فكان هناك غض نظر يستوقف في مواجهة التدخل الإيراني السافر، بل تم التعامل مع هذا التدخل المتصاعد باستمرار وكأنه غير موجود. بينما كان الحديث يتمحور حول خطر الإرهاب الأصولي السني تحديداً، حتى أن بعضهم ذهب إلى حد القول بضرورة تفضيل الإرهاب «الشيعي المنضبط»، على الإرهاب «السني المنفلت». الأمر الذي فُسّر بأنه ضوء أخضر للنظام الإيراني وأذرعه في المنطقة، يمنحهم حرية التصرف والحركة ضمن المساحات المتفق عليها. ولعل هذا ما يفسر جانباً من جوانب خطابات حسن نصرالله التعبوية، والتهديدات والتبجحات التي يطلقها المسؤولون الإيرانيون من حين إلى آخر.

النظام الإيراني هو المتحكّم بإرادة سورية - الموالاة وهذا ليس بالسر غير المعروف. فبشار الأسد قد سلّم الراعي الإيراني المفاتيح جميعها، بخاصة بعد عملية اغتيال الحريري. وقد تشخّص ذلك في تغييب الكثير من الأسماء ضمن الدائرة الضيقة المحسوبة عليه، وذلك من باب المحافظة على الولاءات المطلقة المضمونة الجانب، ومصادرة على احتمالات قد لا تكون نتائجها محمودة. ولعل مثال تغييب غازي كنعان واحد من الأمثلة القوية التي تستدعي التأمل في هذا المجال.

الوقود الذاتي الذي يُستخدم في تدمير إمكانات المنطقة، وتمزيق نسيجها المجتمعي هو الصراع المذهبي الشيعي - السني بكل أسف. هذا الصراع الذي أسس له النظام الإيراني منذ بدايات المرحلة الخمينية، لكنه أصبح فاعلاً مؤثراً نتيجة الأخطاء الكبرى التي ارتكبها النظام السياسي العربي الرسمي، الذي تنازل عن واجباته تجاه مواطنيه الشيعة، وتجاهل دلالات وأهداف الإصرار الإيراني على إضعاف المرجعيات الشيعية الوطنية، مقابل سعي منه لاحتكارها في ذاته، حتى غدت الغرائز القطيعية هي الموجهة للسلوكيات، وردود الأفعال العصوبية هي النوذج المهيمن.

الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول الكبرى لها مصالح وحسابات في إدارة الأزمات والتحكّم بها، والاستفادة من تناطح القوى. لكننا نحن أصحاب المنطقة، والمصير يخص أجيالنا المقبلة. والصراع المذهبي الذي يهددنا جميعاً هو صراع غير مسبوق، لا يهدّد فقط تمظهرات وجودنا، بل يهدّد هذا الوجود نفسه، هذا ما لم تُتخذ خطوات جادة لإيقافه، وإبطال مفاعليه. أما أن نتحوّل من جانبنا، وبمفعول رجعي، إلى أدوات في مشروع طائفي عدمي مجنون، فهذا فحواه أن المأساة قد تمكّنت منا، واننا قد سهّلنا بإمكاناتنا الذاتية مهمات المتربصين، ومنحناهم الفرصة الذهبية لتمرير ما نعتقد انه مشاريع لا تحمل لنا أية بشائر توحي بربيع قادم. الزلازل التي تشهدها المنطقة لن يسلم منها أحد، وهذا مؤداه أن الجميع ومن دون أي استثناء، بخاصة على مستوى النخب المجتمعية، مطالب بالعودة إلى الموضوعية الحكيمة، الموضوعية التي تعطي الاعتبار الأول لمصالح تعايش الأجيال ومستقبلها بصرف النظر عن انتماءاتها وتبايناتها.

 

عادية السنّة واشتهاء «داعش»

حسام عيتاني/الحياة/11 آب/16

ليس لدى العرب السنّة ما يجذب اهتمام العالم. ليسوا أقلية في أغلب البلدان التي يقيمون فيها، وليست لديهم معابد على رؤوس الجبال أو طقوس غامضة ورجال دين محجوبون. ولا يشكلون مادة لدراسة علماء الانتروبولوجيا الغربيين الفضوليين، ولم يتخصصوا في مهنة ولم يتحصنوا في منطقة مقفلة أمام غيرهم ولا حصروا أنفسهم في المدينة دون الريف أو العكس. تراهم منتشرين على امتداد المشرق والمغرب من دون أن يحظوا بانتباه خاص. ذلك أن تاريخهم ودينهم وفقههم ومذاهبهم قد دُرست واستوعبت منذ مئات السنين ولم يكن لديهم أصلاً ما يخفونه أو يخافون إعلانه بسبب طول بقائهم في السلطة واعتبار هذه الأخيرة حقاً طبيعياً لهم. هذه «العادية» التي أعقبت تعامل الغرب المديد معهم أثناء الحروب الصليبية وفي الأندلس وفي مواقع أخرى، أخرجتهم من دائرة الاهتمام الغربي (ثم العالمي)، خصوصاً بعدما حمل العثمانيون لواء الحضارة الإسلامية، وكان نصف امبراطوريتهم تقريباً يقوم على الأراضي الأوروبية، أو ما عُرف بـ «الروملّي»، إضافة إلى الصفويين في فارس وامبراطورية المغول المسلمين في الهند، بعد انسحاب العرب من التاريخ. ولم ينجُ العرب السنّة من الأحكام المسبقة التي وسمت ثقافتهم واجتماعهم بالتخلف، وهي الأحكام التي أفضت إلى التعامل معهم ككمّ مهمل أثناء تقاسم إرث السلطنة العثمانية، على سبيل المثال، ثم حملت الغرب على اعتبار أنظمة الاستبداد الممثل الحقيقي لهم وأنهم ليسوا من طلاب العدالة والحرية ما داموا قانعين بحكوماتهم القمعية. هذه التصورات تفسر جزئياً الإهمال الشديد الذي تُقابل به المذابح التي تنزل بالجماعة العربية السنّية في الأعوام الماضية. الضجة الهائلة التي أحاطت بمأساة الإيزيديين أو الأشوريين أثناء تقدم «داعش» في العامين 2014 و2015، أو حتى بالصخب الذي أثير عند احتلال المعارضين السوريين بلدة كسب الأرمنية، لا يُقارنان بالفتور الذي لاقته الصور الآتية من مضايا والزبداني واليرموك وحمص لأطفال يتضورون جوعاً، ناهيك عن اللامبالاة حيال التدمير والقتل المنهجيين في مدن أخرى.

في المقابل، قدّم تنظيم «داعش» كل ما يشتهيه الباحث والسياسي والإعلامي الغربي من إثارة. يتجاوز الاهتمام المذكور مجرد العمل على دراسة ظاهرة جديدة وغامضة وفهم خلفياتها الاجتماعية والسياسية وما شاكل، ليصل إلى مستوى الفضول الذي تلاقيه الجماعات الشرقية الغامضة والسرية. فـ «داعش» الذي قدم نماذجَ من الوحشية والعنف تفوق تصور أكثر المستشرقين جموح خيال وسوء طوية، أحيا تقاليد الطوائف الشرقية السرية، ليس بانتمائه إلى عالم القرون الوسطى بل لانتمائه العضوي إلى ما بعد الحداثة وتعبيره عن سلسلة من الاستعصاءات في المشرق العربي وفي الغرب ذاته.

وفي الوقت الذي يعبر «داعش» عن تعمق الانشقاق داخل الجماعة السنية بين الإسلام الجهادي الذي تدفعه «الدولة الإسلامية» إلى حدوده القصوى، وبين ما يوصف بـ «الإسلام المعتدل» والمستمر منذ سبعينات القرن الماضي، وفيما تعجز المؤسسة الدينية التقليدية عن إبداع طرق جديدة لإحباط اندفاعة «داعش»، يكتفي التيار العريض من وسائل الإعلام الغربية بالمقاربة السطحية للظاهرة والتركيز على طابعها الغرائبي وتقديمها كدليل إضافي على لا عقلانية الشرق وانعدام قدرته على التطور واللحاق بالعصر. المفارقة تكمن في أن هذه الصورة تفيد جميع الأطراف المعنية. «داعش» الذي يرسم نفسه بألوان الخلافة الإسلامية والحكومات العربية التي تبرر قمعها باستمرار الحرب على الإرهاب، والغرب الذي يلقي على تصاعد عنف الإسلام الجهادي تبعات أزمات داخلية وتناقضات سبقت دخول «داعش» وأخواته إلى المسرح، بأعوام طويلة.

 

السلطان والقيصر في حاجة إلى بعضهما البعض

راغدة درغام/الحياة/11 آب/16

غيّرت معركة حلب موازين المقايضة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، وجعلت السلطان والقيصر في حاجة متساوية الى بعضهما البعض بعدما كان أردوغان ضعيفاً وبوتين مستقوياً. اختلفت استدارة أردوغان في أعقاب تطورات المعركة في حلب، لذلك بدا بوتين أكثر حذراً بعد استقباله أردوغان في سان بيترسبورغ وأكثر رغبة في التدريجية مقارنة مع ضيفه الذي اكتسب فجأة جرأة الإقدام. الغوريللا التي تزن طنّاً الحاضرة الغائبة في لقاء الرجلين كانت الولايات المتحدة. ذلك أن لا بوتين مستعد للتضحية بكامل العلاقة التنسيقية مع الولايات المتحدة في سورية ولا بالتفاهمات الضمنية معها في أكثر من مكان، ولا أردوغان جاهز فعلاً لرمي موقعه المميز لدى الولايات المتحدة جانباً، مهما لعب أوراقه العلنية التصعيدية لتعزيز موقعه داخلياً في أعقاب محاولة الانقلاب عليه. كلاهما في حاجة الى الحفاظ على خصوصية علاقاته مع الولايات المتحدة، وكلاهما في حاجة الى الآخر لإنقاذه من ذلك المستنقع أو تلك الورطة التي تتربص له في سورية أو في تركيا. لدى أردوغان دور كبير في إنقاذ بوتين من مستنقع يتربص به في حلب، وهناك أصوات ترتفع داخل روسيا تطالب بوتين بوقف النزيف الروسي في سورية والتوصل إلى تفاهمات مع تركيا وإيران والسعودية وغيرها لتنسيق الجهود الديبلوماسية من أجل الحل السياسي بدلاً من الاستنزاف العسكري. ولدى بوتين دور ينقذ أردوغان من الحصار الإعلامي العالمي عليه ويدعمه وهو يستأثر بالقرار والسلطة داخل تركيا، وذلك عبر البوابة الدولية والإقليمية. لكن المسألة السورية المهمة للقائدين لا تقتصر على الرجلين، بل إن كليهما مقيَّد ومسيَّر بآخرين. فأردوغان ليس من غيّر معايير معركة حلب بمفرده بل إنه نسَّق بالضرورة مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ومع دول خليجية. فالسلاح الذي وصل إلى المعارضة السورية أميركي وتمويله خليجي وممره تركي، وهكذا انقلبت المعادلة الميدانية في حلب. أما بوتين، فإن حساباته في حلب لم تنطبق أساساً على الحسابات الإيرانية هناك، إذ إن روسيا ليست جزءاً من طموحات إيران الإقليمية ذات الامتداد المذهبي. عندما كان الانتصار وارداً، غضّت موسكو النظر عن الاختلافات وركّزت على كسب معركة حلب. أما وأن الإمدادات العسكرية للمعارضة باتت واضحة بوضوح الجديد في القرار الأميركي، فإن للموضوع حديثاً آخر تفرضه الساحة العسكرية. الأوراق التفاوضية جزء من الحديث وكذلك المحاور المتضاربة والمتشابكة بين اللاعبين الإقليميين والدوليين.

لنبدأ بالسيناريو الذي يقوم على قراءة التطورات الأخيرة الممتدة من حرب حلب إلى العلاقة الروسية – التركية الجديدة بتفاؤل وإيجابية. يقول المقتنعون بأن الأيام والأسابيع المقبلة ستكشف عن صفقة في شأن سورية، أن تلك الصفقة ستكون روسية – أميركية – تركية، وأن إيران أيضاً لن تعارضها لأنها بدورها تخشى الانزلاق بمفردها إلى ورطة حلب لتكون فيتنامها. أما إذا ارتأت طهران أن الصفقة لا تعجبها، فلن تتوقف موسكو عند رغبات إيران وإنما ستنظر إلى مصالحها في الدرجة الأولى، وفي طليعتها عدم السقوط في مستنقع عسكري في حلب لا سيما على ضوء وضوح الإصرار الغربي – العربي على قلب الموازين العسكرية، أو أقلّه إطالة معركة الاستنزاف. ما قدّمه أردوغان إلى بوتين في إطار المسألة السورية هو إعلانه أن روسيا أساسية للحل السياسي في سورية. بذلك، أعطى الرئيس التركي روسيا مفتاح حل مشكلة سورية. وهذا تطوّر مهم إذا قيس بالمواقف السابقة التي قامت على استبعاد الآخر وإقصائه عن الحلول السياسية بسبب تباعد الرؤى والغايات. بكلام آخر، لعل أردوغان حمل ضمناً إلى بوتين أن القرار عائد إليه: إما أن يكون قائد الحل السياسي أو أن يكون المسؤول عن التورط العسكري وتبعاته.

تفاصيل الصفقة تكاد تكون بديهية تنطلق من استئناف المفاوضات مع بقاء بشار الأسد في السلطة لفترة موقتة بلا صلاحيات.

واضح أن كلاً من بوتين وأردوغان تعمّد إحاطة المفاوضات في شأن سورية بالسرية وعقداها في حضور كبار أركان الأجهزة الأمنية ووزارة الدفاع إلى جانب وزارة الخارجية. وللأمر أهمية ميدانية وليس فقط تجميلية. ما يقول الطرفان أنهما يلتقيان حول عدم تقسيم سورية، فتركيا تخشى التقسيم خوفاً من بذور نشوء دولة كردية، وروسيا تريد سورية بنظام وجيش كحليف استراتيجي تمون عليه. يلتقيان حول محاربة «داعش» لكنهما يختلفان في شأن تعريف من هي المعارضة التي تقاتل كي تكون طرفاً في التسوية السياسية وتلك التي تنتمي إلى منظمات إرهابية.

كلاهما يتفاهم على دور إيران في أية تفاهمات مستقبلية وتسويات في الشأن السورية ولكل منهما تحفظاته الخاصة به على المشاريع الإيرانية لسورية في إطار التوسع الإقليمي الممتد من العراق إلى سورية إلى لبنان.

كل منهما يريد علاقات، وله علاقات جيدة مع إسرائيل، وهو حريص على أن تكون راضية عما يقوم به داخل سورية وفي المنطقة ككل. بل إن هناك من يتحدث عن نوع من «محور» تنسيق ثلاثي روسي – تركي – إسرائيلي لا يتعارض مع «محور» ثلاثي آخر من التفاهمات قد يبرز في سورية ويضم روسيا وتركيا وإيران. فسورية باتت محطة المناقصات والصفقات.

العنصر الخليجي ليس غائباً عن الساحة السورية، السياسية والميدانية، وما يبرز من «محاور» عابرة أو دائمة للتنسيق أو التفاهم يشمل حالياً تلاقياً أميركياً – خليجياً – أوروبياً على دعم المعارضة السورية على نسق «قوات سورية الديموقرطية» وغيرها لمحاربة «داعش» ولإيقاف زحف النظام في دمشق وحلفائه على حلب ومدن أخرى باتت مصيرية لكل الأطراف. روسيا حريصة أقله شكلياً في العلاقة الروسية – الخليجية على التواصل مع دول مجلس التعاون الخليجي وعبر منتدى التعاون العربي – الروسي الذي يبدو أنه سينعقد في دولة الإمارات السنة المقبلة بعدما كان انعقد في موسكو هذه السنة. لكن المصادر المطلعة في روسيا تقول أن التنسيق يكاد يكون معدوماً بين موسكو والعواصم الخليجية، وأن موسكو غير مرتاحة للموقف الأميركي – الخليجي – الأوروبي وتصعيده الميداني والسياسي وتتهمه بتجميد العملية السياسية.

المصادر الخليجية تقول أن أردوغان ذهب للقاء بوتين مُحصَّناً بعزم خليجي وتحوّل أميركي في معركة حلب، ولذلك كان واثقاً من نفسه. فلقد أدرك أردوغان أن معركة حلب أضعفت بوتين وسلبته بعض الأوراق التفاوضية. أدرك أنه يخاطب صديقه اللدود من موقع قوة ويتحدث من منطلق أن حلب مدينة سنّية كبرى.

فلاديمير بوتين يفهم لغة الواقعية ويتقن لغة البراغماتية. لذلك أدرك بنفسه أن معركة حلب أضعفته، وأن مَن حوله لا يريد التورط في حرب مع السُنَّة في عقر دارهم لتصبح موضع انتقام واسع. بوتين يقرأ جيّداً تفاصيل أهمية العلاقة التي أقامها مع الولايات المتحدة والشراكة التي توصل إليها معها في سورية. فهذه مسائل يُؤخذ حسابها في العلاقات الثنائية وفي المعادلات الدولية. ربما يجد فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في حلب موقعاً لحلحلة الوضع في سورية بتفاهمات إقليمية ودولية تفيدهما، فتنقذ بوتين من ورطة سورية وأردوغان من ورطة داخلية في تركيا. ربما يلعبان أوراقهما بحذر ويستفيدان من آفاق المساومة بلا إغراءات الانتقام والابتزاز. أما إذا عاند بوتين في سورية وقرر الرهان على كسب معركة حلب بشراكة إيرانية لتثبيت النظام فوق الركام من دون تنازلات، فإن الثمن سيكون غالياً لأن ذلك الخيار يدفن الحل السياسي ويجعل الحل العسكري رمالاً متحركة لأقدام الروس وحلفائهم على السواء.

إذا عاند أردوغان وقرر أن في وسعه ابتزاز الولايات المتحدة عبر الممرات إلى المعارضة وابتزاز أوروبا عبر تدفق اللاجئين إليها، فإنه يكون كمَن يطلق النار على قدميه. فهو ما زال هشاً مهما نفخت معركة حلب بريشه واختال أمام الطاووس المكسور الجناح في سان بيترسبورغ. فكل المعادلات في سورية موقتة وكل المساومات عابرة وكل الصفقات تُطبَخ على أشلاء السوريين الأبرياء. اعتقد بعض الروس، وفق استقرائهم للوضع، أن أردوغان مضطر للانكفاء إقليمياً كي يعزز أوضاعه الداخلية، وبالتالي اعتقدوا أنه سيكون أكثر جاهزية لتنازلات خارجية في مسألة سورية وغيرها. أتت عليهم المفاجأة في معركة حلب فوصل أردوغان للقاء بوتين بعيداً من الانكفاء الإقليمي وأقل جاهزية للموافقة على الشروط الروسية. هذا لا يختزل حاجة أردوغان إلى بوتين وإصراره على صياغة علاقة جديدة نوعية بين البلدين واستعداده لأكثر من الاعتذار الذي تقدم به. فهو يريد أن يمتلك الأوراق الانتقامية التي يحتاجها في تموضعه مع الأصدقاء الغربيين القدماء الذين يتهمهم بالتآمر عليه، وروسيا تبقى بوابته الرئيسية للثأر عند الاضطرار.

 

ايران: القوميات بدأت القتال.. و«المجاهدون» قادمون!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/11 آب/16

هناك مؤشرات كثيرة٬ تدعمها حقائق فعلية٬ تدل على أن إيران باتت تعيش سلسلة من الأزمات الطاحنة؛ أولها الصراع المحتدم بين أجنحة النظام مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي من المفترض أنُتجرى في نهايات مايو (أيار) المقبل٬ والتي سيخوض غمار معركتها المتشددون المحيطون بالولي الفقيه علي خامنئي٬ و«المعتدلون» الذين يمثلهم حسن روحاني بدعم من محمد خاتمي وأيًضا من هاشمي رفسنجاني وحسين موسوي وغيرهم. إن هذه هي الأزمة الأولى. أما الأزمة الثانية الطاحنة فعلاً فهي أَّن هذا النظام المصاب بكل عقد التاريخ القريب والبعيد قد استغل التخاذل الأميركي في عهد هذه الإدارة البائسة فعلاً٬ وبادر إلى احتلال دولتين عربيتين هما سوريا والعراق٬ وهذا بالإضافة إلى التدخل في الشؤون الداخلية لليمن ولبنان ومملكة البحرين٬ مما أوصل إيران إلى أزمة اقتصادية حقيقية يبدو أنه لا شفاء منها على المدى القريب٬ وذلك في حين أَّن حتى العرب الشيعة في بلاد الرافدين باتوا ينظرون إليها بوصفها دولة توسعية باغية لم تأِت إليهم وإلى بلدهم إلا بالفقر والفساد والتناحرات الدموية والأزمات الداخلية التي دخلت مرحلة الانفجار.

ثم ولأَّن التمدد «الاحتلالي» في هذه المنطقة بات يشكل عبًئا ثقيلاً على إيران فقد أصبحت تواجه مأزًقا فعلًيا في ظل ارتخاء قبضة المرشد العام ­ الولي الفقيه٬ وفي ظل احتدام الصراعات الداخلية بين أركان الحكم ورموزه٬ مما جعل طهران تحت ضغط هواجسها الكثيرة تلجأ إلى سلاح الإعدامات الذي كانت لجأت إليه بعد انتصار ثورة فبراير (شباط) 1979 بنحو عام٬ عندماَنصبْت أعواد المشانق٬ وقامت بحملات الإعدام الشهيرة التي تمت ضد الأكراد في كرمنشاه.

إَّن إعدام العالم النووي الإيراني (الكردي) شهرام أميري مثله مثل إعدام عشرين كردًيا من بينهم أطباء ورجال دين من الطائفة السنية قد جاء وبهذه السرعة لقطع الطريق على استئناف الثورة المسلحة٬ إْن في المناطق الكردية في كرمنشاه وإيلام ومهاباد٬ وإْن في المناطق العربية في الأحواز وعربستان٬ وإْن في بلوشستان على الحدود الإيرانية- الباكستانية٬ وحقيقة فإن مثل هذا كان قد حصل في عامي 1980 و1983 وقبل ذلك بكثير٬ أي في عام 1878 في عهد الدولة القاجارية٬ عندما تم إعدام الشيخ عبد الله النقشبندي ومعه نحو عشرة آلاف من أبناء شعبه الكردي٬ ولاحًقا عندما تم إعدام قاضي محمد رئيس دولة مهاباد الشهيرة في عام ٬1946 ومعه نحو ألٍف ومائتين من الذين شاركوا في إقامة تلك الدولة القصيرة العمر.

وهكذا واستناًدا إلى مسيرة أصبح عمرها الآن أكثر من سبعة وثلاثين عاًما٬ فإن إشهار نظام الولي الفقيه لسلاح الإعدامات الكيفية السريعة٬ يعني أن هناك ثورة مسلحة قادمة على الطريق لا محالة٬ وهنا وللتذكير فإن هذا كان قد حصل وبأرقام فلكية وصلت إلى مئات الألوف عندما اضطر «مجاهدين خلق» بقيادة الرمز الإيراني التاريخي المقاوم مسعود رجوي إلى حمل السلاح بعد انقلاب الخميني عليهم٬ وَرْفِض مطالبهم التي تمثلت٬ بعد انتصار ثورة فبراير (شباط) عام ٬1979 في الديمقراطية والدولة المدنية والاحتكام للانتخابات في كل شيء٬ وإعطاء الأقليات حقوقها التي تصل إلى الحكم الذاتي وأكثر.

كان هذا الحزب الديمقراطي الكردستاني ­ الإيراني الذي استأنف القتال مؤخًرا٬ بعد توقف دام لنحو سبعة وعشرين عاًما٬ قد أعلن وقف إطلاق النار في عام ٬1989 وانتقل زعيمه عبد الرحمن قاسملو إلى فيينا على رأس وفٍد قيادي لملاقاة وفٍد رسمي من طهران٬ للتفاوض لحل مشكلة الأكراد الإيرانيين٬ الذين يقال: إن عددهم قد تجاوز الاثني عشر مليوًنا٬ في حين أن هناك من يقول: إن الرقم الفعلي يدور حول الملايين السبعة٬ وعلى أساس الحكم الذاتي الحقيقي في إطار دولة فيدرالية ديمقراطية مدنية وتعددية٬ الاحتكام فيها لصناديق الاقتراع والانتخابات الحرة.

لكن ما إن وصل هذا الوفد «المفاوض» الذي أرسلته طهران إلى العاصمة النمساوية حتى تحول إلى مجموعة من القتلة٬ وقام باغتيال هذا الرمز الكردي الكبير٬ عبد الرحمن قاسملو٬ في الثالث عشر من يوليو (تموز) عام ٬1989 ومعه اثنان من رفاقه٬ وحيث ساد اعتقاد في ذلك الوقت٬ وبقي سائًدا حتى الآن٬ أن الذي اتخذ هذا القرار٬ وأيًضا قرار اغتيال قائد الحزب الديمقراطي الكردستاني ­ الإيراني الجديد صادق شرفكندي الذي كان قد جاء بدوره إلى برلين في سبتمبر (أيلول) من هذا العام نفسه للتفاوض ومعه ثلاثة من مساعديه كان مصيرهم مثل مصيره٬ هو هاشمي رفسنجاني٬ ومعه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

وهذا يدل على أن هذا النظام الإيراني٬ الذي هو من أحبط اتفاًقا واعًدا كان قد أبرمه أكراد العراق مع الحكومة العراقية في عهد حكم حزب البعث٬ لا يمكن أْن يقبل بأي صيغة تعطي للأقليات القومية في إيران حق الحكم الذاتي ولو في حدوده الدنيا٬ وتعطي للإيرانيين٬ بدل هذه الدولة الاستبدادية التي يحكمها رجل واحد هو الولي الفقيه٬ الحق  في أن تكون دولتهم جمهورية ­ مدنية٬ وأن يكون نظامهم ديمقراطًيا٬ وأن تكون مرجعيتهم إلى هذا كله صناديق الاقتراع٬ مما يعني أَّن الشرارة التي أطلقها حزب العمال الديمقراطي الكردستاني ­ الإيراني٬ واستأنف في إطلاقها «الكفاح المسلح»٬ لنيل حقوق شعبه بعد توقف استمر منذ عام ٬1989 سوف يشمل وقريًبا الأقليات القومية في إيران بمعظمها إْن ليس كلها٬ ومن بينها عرب الأحواز الذين اضطروا إلى حمل السلاح مؤخًرا بعد معاناة طويلة٬ والبلوش والأذاريون٬ وكثير من المجموعات الأخرى الصغيرة.

لقد حاول نظام الملالي الاستبدادي والمتخلف بترحيل هذه الأزمة المتفاقمة٬ أزمة الأقليات القومية المطالبة بحقوقها المشروعة٬ إلى الخارج٬ عندما بادر إلى غزو العراق واحتلاله٬ وعندما ذهب بعيًدا٬ وبادر إلى هذا التدخل الاحتلالي السافر في الشؤون الداخلية السورية واليمنية وأيًضا اللبنانية والبحرينية٬ وكل هذا بالإضافة إلى نزعته التوسعية التي تستند إلى ادعاء مزعوم يعتبر أن من حق إيران٬ التي أصبحت دولة إقليمية رئيسية٬ أن تتمدد في هذه المنطقة التي هي منطقة عربية٬ وأن تستعيد ما تعتبره أمجاد فارس القديمة!!

ويبقى أنه لا بد من القول للذين يتساءلون عّما إذا كان «مجاهدين خلق» سيستمرون بأسلوب معارضتهم الِّسلمية الحالي٬ بعدما تلقوا تلك الضربة القاصمة بعد الغزو الأميركي للعراق في عام ٬2003 واحتلال نظام الملالي بلاد الرافدين؛ إَّن مؤتمر باريس الأخير الذي انعقد بحضور شعبي إيراني غير مسبوق٬ وبحضور عربي ودولي مميز٬ بالإمكان اعتباره خطوة فعلية على طريق العودة إلى العمل العسكري٬ مما يعني أَّن المقاومة الإيرانية سوف تستأنف القتال بمجرد استكمال ترتيب أوضاعها وإقامة التحالفات المطلوبة والضرورية جًدا لهذه الانتقالة القريبة المتوقعة.

 

لا سلام في سوريا إلا بتقسيمها!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/11 آب/16

مع قرب انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما٬ لا يبدو أن أزمات الشرق الأوسط شارفت على نهايتها. وفي تقييم لأوضاع المنطقة قال مسؤول غربي كبير إن أوهاًما كثيرة لن تبقى أو تستمر٬ أبرزها وهم أن الولايات المتحدة ستكون دائًما جاهزة لإنقاذ الدول كما في السابق٬ هذا انتهى ولن يحصل.

وقد بدأت الدول العربية تدرك ذلك وتتطلع إلى توجهات جديدة لدعم استقرارها. يقول إن الأميركيين لن يخوضوا أي حرب وإن أميركا لن تتحمل المسؤولية «لكن لا بديل عنها». الوهم الثاني٬ أن العالم ستتم قيادته عبر المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن أو المجموعة الأوروبية فهذه فشلت في سوريا وستفشل. الوهم الثالث٬ أنه مع حل مشكلة فلسطين سيصبح الشرق الأوسط أفضل. الوهم الرابع: «الربيع العربي»٬ اعتقدوا أن الشرق الأوسط يسير على طريق أوروبا. هذا وهم كبير لأسباب تاريخية وثقافية ودينية. قد يستمر الشرق الأوسط في دواماته 30 عاًما على الأقل.

يقول: إن إسرائيل تراقب التغيير في الشرق الأوسط إنما ليست قلقة. في السابق كانت تحيطها جيوش ضخمة٬ الآن تحيطها «منظمات غير حكومية»٬ وواهم من يعتقد أن حزب الله» (50 ألف مقاتل) يهدد إسرائيل أو وجودها. الخطر الوحيد على وجودها هو إيران نووية٬ لذلك هي في حالة استعداد دائم للقيام بـ«العمل القذر»٬ وكل ما كسبته الآن هو الوقت. يضيف: أن قرار إيران بعد الثورة عام ٬1979 تغيير وضع الأقلية الشيعية غّير الشرق الأوسط. وما دام أن هناك احتكاًكا شيعًيا سنًيا فالحرب ستستمر في العراق وسوريا.

بالنسبة إلى الأخيرة٬ كل طرف إما يكسب كل شيء أو يخسر كل شيء. وكانت دراسة صدرت الأسبوع الماضي عن مؤسسة «راند للأبحاث» في أميركا بعنوان «مصالح إسرائيل وخياراتها في سوريا» جاء فيها أن أكثر ما يقلق إسرائيل هو النفوذ الذي تمارسه إيران بالقرب من حدودها. ورغم أن المتطرفين السنة قد يوجهون تطرفهم ضد إسرائيل في مرحلة ما٬ فإنهم حتى الآن مهتمون بتوسيع نفوذهم في العالم العربي٬ وبمقاتلة بعضهم٬ وبزعزعة الأنظمة العربية التي يرونها غير شرعية٬ وباستعباد من ليس منهم٬ وبمقاتلة النظام في سوريا. أما الحرب المتعددة الفئات الدائرة في سوريا فإنها تهدد استقرار حلفاء الولايات المتحدة تركيا والأردن والعراق٬ وتهدد أوروبا بموجات النازحين.

تقول دراسة «راند»٬ إن استمرار الجمود على المدى القصير قد يخدم مصالح إسرائيل٬ أكثر من بروز منتصر واضح قد يضطر إلى مقاتلة إسرائيل لبناء شرعية له. من المخاوف الإسرائيلية الرئيسية في سوريا هو النفوذ الإيراني٬ سواء من خلال نشر قوات إيرانية أو من خلال الدعم الإيراني الواسع النطاق لـ«حزب الله» الذي حتى يونيو (حزيران) عام 2015 كان قد نشر ما بين 6 إلى 8 آلاف مقاتل في سوريا. تقول الدراسة إن لإسرائيل الكثير من الأهداف الرئيسية في الصراع السوري منها تقليص النفوذين الإيراني والروسي٬ ومنع نقل أسلحة متطورة إلى «حزب الله»٬ ومنع سوريا وإيران من تهديد إسرائيل تهديًدا جدًيا. أيًضا تقويض شرعية المطالب السورية على مرتفعات الجولان ومنع المتطرفين السنة من إقامة بنى تحتية٬ أو قواعد عسكرية على طول الحدود الإسرائيلية٬» لكن ليس لإسرائيل القدرة الكبيرة على التأثير على الأحداث في سوريا٬ الأمر الذي لا يعزز تحقيقها لأهدافها».

على المدى الطويل تود إسرائيل لو أن سوريا تحكمها حكومة مركزية معتدلة تقاوم التدخل الإيراني وتكون أضعف من أن تهدد إسرائيل عسكرًيا. لكن من المستبعد تحقيق ذلك نظًرا للجهات المتعددة الفاعلة في الصراع السوري٬ واعتماد النظام السوري على إيران٬ وأنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سلام فإن سوريا ستقسم إلى عدة مناطق يختلف النفوذ على كل منها٬ مع سلطة مركزية ضعيفة. لذلك٬ فإن استمرار الوضع على حاله بمعنى التقاتل بين متطرفين وسوريين من جهة٬ وبين قوات النظام وإيرانيين و«حزب الله» من جهة أخرى هو الوضع الأفضل لإسرائيل. وتستشهد الدراسة بطرح الكاتب البريطاني بن جودا٬ بأن إسرائيل ترحب بالفوضى على حدودها. إن قدرة إيران على النفوذ في شرق البحر المتوسط وتهديدها لإسرائيل يعتمدان على قدرتها المستمرة في نقل الأموال والأسلحة والمواد عبر سوريا إلى «حزب الله». وقدرة الحزب على قصف شمال إسرائيل بالصواريخ التي توفرها طهران٬ تمكن الأخيرة من الضغط على إسرائيل بحيث تكون رادًعا ضد أي هجوم إسرائيلي على منشآت النفط  الإيرانية. تقول الدراسة: إذا سقط نظام الأسد في سوريا٬ فسيتم عزل إيران وتحييد «حزب الله». ومن أجل بقائها في سوريا تبذل إيران أقصى ما تستطيع لدعم نظام الأسد٬ وقد ضغطت على «حزب الله» لنقل الآلاف من مقاتليه إلى سوريا.

إن تورط «حزب الله» نيابة عن إيران في الحرب السورية٬ وزع قدراته ويمكن على المدى الطويل أن ينعكس لمصلحة إسرائيل. تكبد الحزب خسائر كبيرة في سوريا٬ ويضطر باستمرار إلى إرسال تعزيزات من لبنان إلى سوريا لدعم قواته٬ كما عمد إلى تخفيض السن إلى الحد الأدنى للمجندين تلبية لمتطلبات المعارك خصوًصا بعدما تردد في معركة حلب عن انهيار الجيش السوري٬ وهرب الإيرانيين والأفغان من ساحات المعارك والمواجهات.

الدراسة ذاتها تذكر أن حجة الحزب التي كانت قائمة على أساس أنه يدافع عن لبنان في وجه إسرائيل٬ قوضت كثيًرا بسبب قرار إيران إرسال آلاف اللبنانيين للقتال في سوريا. ثم إن تورط الحزب في سوريا دفع الميليشيات السنية التي تقاتل في سوريا لشن هجمات على مناطق الحزب في البقاع اللبناني. وتضيف الدراسة أنه عندما ينقشع الغبار في سوريا (أو حتى قبل ذلك)٬ سيظهر «حزب الله» كقوة ضعيفة في لبنان٬ مع انخفاض قدرته على تهديد إسرائيل. هدف إسرائيل الثاني منع روسيا من إقامة وجود عسكري لها في سوريا يكون أبعد من طرطوس. وبرأيها أن المساعدة الروسية تبقي الأسد واقًفا على رجليه٬ وتساهم بإطالة الصراع الذي يبقي الإيرانيين و«حزب الله» منهمكين فيه. لكن إذا ساهمت روسيا بجعل الأسد يكسب على الأرض٬ فقد يساعد هذا على زيادة النفوذ الإيراني في سوريا٬ وبالتالي يشكل تهديًدا استراتيجًيا لإسرائيل. بحسب دراسة مؤسسة «راند»٬ فإنه لا قدرة حقيقية لإسرائيل في التأثير على القرار الروسي بدعم الأسد وطهران٬ خصوًصا أن موسكو تهدف إلى زيادة نفوذها٬ ووصولها إلى كل من سوريا وإيران. هدف إسرائيل الثالث هو التأكد من بقاء نظام الأسد ضعيًفا إلى درجة أنه لا يمكن أن يهدد إسرائيل٬ لكن لا تريد إسرائيل تعزيز انهيار النظام السوري٬ الأمر الذي قد يؤدي مجاًنا» إلى تسلم المتطرفين٬ لأن من مصلحتها أن يظلوا على قتال بحيث ينسون توجيه ضرباتهم لها. برأيها إذا سقط الأسد٬ فيمكن لمجموعة أو تحالف٬ مثل «داعش» أو مجموعة مدعومة من قوة خارجية مثل روسيا٬ أو تركيا أو حتى الولايات المتحدة أن تسيطر على جزء كبير من الأراضي السورية. في ظل هذا السيناريو فإن الإطاحة بالأسد قد تؤدي إلى كيان علوي تسيطر عليه إيران٬ وسيبرز نظام سوري جديد معاد لإسرائيل. من هنا٬ هناك بعض المنطق في أن تفضل إسرائيل بقاء «شيطان» تعرفه٬ إنما ضعيف٬ من بروز «شيطان» لا تعرفه. هدف إسرائيل الرابع هو زعزعة شرعية مطالبة سوريا بفرض سيادتها على الجولان٬ فهي ترى أنه بعد اضطرار الأسد إلى سحب 20 ألف جندي من الجولان للدفاع عن دمشق عام ٬2013 فقد القدرة على تقديم وعد موثوق لإسرائيل٬ بحدود آمنة. الهدف الخامس٬ تقييد المقاتلين السنة٬ فإسرائيل ليست قلقة٬ على المدى البعيد من تهديدات المتطرفين في سوريا مثل «داعش» و«النصرة» المشغولين بمحاربة نظام الأسد وبعضهم البعض. في النهاية أشارت الدراسة إلى أن أبرز أهداف إسرائيل التأكد من أن الغرب لن يكون شريًكا لإيران٬ ولا أن يقبل بطموحاتها النووية أو بفرض نفوذها إقليمًيا٬ بحجة أن هذا جزء من الجهود الرامية إلى محاربة «داعش».

 

بوتين يلجم حماسة أردوغان

 حسان حيدرم/الحياة/11 آب/16

الرغبة المشتركة التي عبّر عنها رئيسا روسيا وتركيا في إعادة العلاقات بين بلديهما الى سابق عهدها، بعد فترة قصيرة من الجفاء والإجراءات الانتقامية والمرارات الشخصية، لم تكن كافية لإخفاء الاختلال في ميزان القوى بينهما لمصلحة الأول. ولأنه لا عداء ثابتاً ولا صداقة دائمة في سياسات الدول، فإن المصالح وحسابات الربح والخسارة هي التي تتحكم بدفء العلاقة أو برودها. كان واضحاً خلال المحادثات أن بوتين هو الطرف الأقوى في المعادلة، وأنه يعرف أن «صداقة» تركيا المتجددة وراءها رغبة في كسر الطوق الذي بدأ يرتسم حول نظام أردوغان، سواء في الجوار الأوروبي أو عبر المحيط الأطلسي، أو في المشرق العربي، وأن استعجال أنقرة العودة بالعلاقات، وخصوصاً الاقتصادية، الى مستواها السابق، يكشف ضعف «السلطان» الذي لم يخرج بعد من حالة التجاذب الداخلي. ولهذا قرر «القيصر» أن يلجم حماسته ويكتفي بالتلويح له بـ «جزرة» التطبيع بانتظار أن يظهر المزيد من المرونة في الملفات العالقة ويثبت حسن نواياه، مشدداً على أن استعادة التعاون الذي كان، تتطلب عملاً شاقاً وتحتاج الى وقت. كان لاعب الشطرنج الروسي يدرك أن ضيفه يواجه وضعاً داخلياً شديد التوتر والصعوبة، على رغم فشل انقلاب دبره بضعة جنرالات، وألقى بالمسؤولية عنه على الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والتي يطالبها أردوغان بتسليمه. ويعرف أيضاً حجم الانقسام السياسي والاجتماعي الذي تثيره حملة التطهير الواسعة التي شنها أردوغان وكان واضحاً أن خطتها رسمت قبل المحاولة الانقلابية بكثير، بل إن البعض يؤكد أن المحاولة جاءت لاستباقها بعدما تسربت أنباء عن قرب تطبيقها.

وهو بالتأكيد تابع كيف اضطر الرئيس التركي في خطاب أمام تظاهرة مليونية في اسطنبول قبل أيام الى «إعادة الاعتبار» الى مؤسس تركيا العلمانية مصطفى كمال، فيما استراتيجية حزبه كلها تقوم على إلغاء «جمهورية اتاتورك» وإحلال جمهوريته الإسلامية مكانها.

وكان اقتراب الأكراد السوريين من احتمال إعلان اقليمهم، ومراوحة المعارك في سورية وعدم تحقق الرغبة التركية في رحيل بشار الأسد، دفعت أردوغان، قبل المحاولة الانقلابية، الى اتخاذ قرار غير متوقع بإنهاء التوتر مع إسرائيل وروسيا اللتين تتشاركان مع بلاده ودول أخرى في إدارة الصراع الدموي المحتدم في سورية. ولعبت إسرائيل في هذا المجال دور «الصديق المشترك» الذي لا تستطيع موسكو وأنقرة تجاوزه في أي تسوية للحرب السورية، بسبب تورطهما السياسي والعسكري فيها، ونتيجة التزام الأميركيين والأوروبيين المصالح الإسرائيلية نفسها من دون تحفظ. ثم جاء الانقلاب الفاشل ليزيد من اندفاعه، بعدما لاحظ «تردداً» أميركياً وأوروبياً في إدانة الانقلابيين، وعبر أكثر من مرة عن «خيبة أمله» من مواقف حلفائه الغربيين «المتخاذلة» في دعمه، واستيائه من انتقاداتهم لإجراءاته السلطوية المُبالغ فيها. وبدا كأنه يريد الانتقام من حلفائه برغبته في تفعيل سريع للعلاقة مع موسكو التي تمكنت من فرض نفسها شريكاً للأميركيين في بعض أزمات المنطقة. لكن أردوغان منح بذلك بوتين تفوقاً إضافياً في المفاوضات معه. أما المسألة السورية الشائكة التي خصها الطرفان باهتمام زائد، فلا تزال موضع خلاف يصعب تذليله من دون «تنازلات» متبادلة. وقد يكون الحل الذي وجداه يكمن في التركيز على نقاط الالتقاء بدلاً من الاختلاف، أو في تبادل الأوراق، كأن تتوقف أنقرة عن المطالبة بتغيير النظام (وهو ما حصل الى حد ما) في مقابل تخفيف الدعم الروسي والإسرائيلي لقيام كيان كردي شبه مستقل عند الحدود التركية. وقد يظهر الحل أيضاً في «مقايضة» ما في حلب الخاضعة لمد وجزر قد يطولان. ويناسب ذلك بوتين الذي يفاوض من جانبه الأميركيين على حلب، بعدما تبين أن دعمه الجوي للقوات النظامية والميليشيات الإيرانية ليس كافياً لتحقيق انتصارها. ويحاول بوتين أيضاً التغلب على مشكلة اوكرانيا، الممر الإلزامي لتطبيع العلاقات مع أوروبا ولإمدادات الغاز اليها. فعودة العلاقات مع أنقرة قد تسمح له بإحياء مشروع «تركستريم» لنقل الغاز الى الأوروبيين عبر تركيا، ما يوفر عليه تقديم أي تنازل في الملف الأوكراني، موقتاً على الأقل، ويسمح له بتعويض جزء من الخسائر الناجمة عن العقوبات الأميركية والأوروبية على بلاده بعد احتلالها شبه جزيرة القرم وضمّها.

 

كسر حصار حلب إذ يكشف هشاشة النظام

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/11 آب/16

هناك ظاهرتان تتكرّران كلّما تعرّض نظام بشار الأسد لانتكاسة. أمّا الأولى فيصار فيها إلى تلفزة المفتي أحمد بدر حسّون مستنهضاً الهمم للدفاع عن النظام، لكنه هذه المرّة، بعد كسر الحصار على حلب، مسقط رأسه، سُمع يستنهض «الأصدقاء» ولا سيما الروس و»حزب الله» على رغم أن وجودهم في معركة الكليات العسكرية لم يُحدث أي فارق. وأمّا الثانية فيُسجَّل فيها، مجدّداً، استخدام المواد الكيماوية والغازات السامة، كما حصل في سراقب قبل أيام بعد غوطة دمشق (عام 2013) وكما تكرّر في حلب لتمكين النظام وحليفه الروسي من اتهام فصائل المعارضة بأنها ترمي الغاز على مناطقها ثم على مناطق النظام. كان واضحاً أن الروس عمدوا الى قصف وحشي لسراقب انتقاماً لقتلاهم الخمسة في واقعة إسقاط مروحية كانت تقوم بـ «مهمة إنسانية»، وشارك النظام في هذا الانتقام مستنهضاً احتياطه الكيماوي. وبذلك أصبح معروفاً كيف يريد النظام وحلفاؤه الردّ على هزائمهم، وبأي سلاح يخطّطون لحسم الصراع في سورية.

كان تحقيق «سيناريو الأحلام» بالنسبة إلى الأسد بدأ يقترب منذ لحظة إطباق الحصار على حلب. إذ حُدّد موعد أواخر آب (أغسطس) لاستئناف المفاوضات السورية كي يتزامن مع انتهاء قوات النظام والميليشيات الايرانية من استعادة السيطرة على أحياء حلب الشرقية. وكان ستافان دي ميستورا أعلن هذا الموعد بعد اجتماعه في جنيف مع الموفدَين الاميركي والروسي الخاصَّين بسورية. وفي الأثناء كانت اتصالات جون كيري - سيرغي لافروف مستمرّة للتوصّل الى اتفاق يشمل تعاوناً عسكرياً واستخبارياً لم يبدُ محسوماً من جانب البنتاغون، وتفاهماً على صيغة حل سياسي بدا فيها البيت الابيض متساهلاً بالنسبة الى «مصير» الأسد. شكّل هذا التنازل الأميركي، مع الحصار المفروض على حلب، مُعطيَين مشجّعَين لنائب المبعوث الأممي رمزي عزالدين رمزي، صديق النظام، كي يلبي دعوة خاصة من الأسد ويقنع دمشق بأن تلعب بـ «ايجابية» لعبة المفاوضات، لأن الظروف مواتية لاستثمار التطوّرات العسكرية في توجيه التسوية السياسية، وتجاوبت دمشق مؤكّدة مشاركتها في المفاوضات، باعتبار أن الموقف الدولي حُسم لمصلحتها وأصبح رهن مواءمة «انتصاراتها» العسكرية مع اطروحاتها السياسية. وفيما جرى الترويج لـ «هدنة» يناقشها الروس والأميركيون، ولـ «ممرات انسانية» تبنّاها الروس بعدما أعلنها النظام متبرّعاً بـ «عفو خاص» عن المقاتلين الذين يلقون السلاح ويسلّمون أنفسهم، راح دي ميستورا يتظاهر بالتشدّد في ضرورة تسليم «الممرات» للأمم المتحدة. ومع علمه أن ذلك لن يحصل، إلا أنه وجده مناسباً للتغطية على تفاهمات اميركية - روسية «متقدّمة» تلبّي مطالب النظام وحلفائه، وعلى كون «الهدنة» المقترحة تعزّز عملياً الحصار وتثبّته، لكن أيضاً للإيحاء بأن الأمم المتحدة لا تتساهل في الجانب الإنساني الذي تلحّ عليه المعارضة.

على هذه الخلفية بدأت فصائل المعارضة في حلب معركة كسر الحصار، غير معنية بكل ما يُتدَاوَل عن الهدنة و»الممرات الإنسانية» والإغاثات، لكن تحركاتها على الأرض اخترقت الكواليس الديبلوماسية، أكثر مما فعلت في مراحل سابقة. فكل ما بني على أساس أن تصفية المعارضة صارت مسألة أسابيع قليلة، وأن المفاوضات يجب أن تُستأنف «من دون شروط مسبقة (من المعارضة)»، انهار في غضون ساعات قليلة ما استغرقته المرحلة الأولى من المعركة، ثم تأكد انهياره في غضون أيام قليلة عندما بلغت قوات المعارضة مواقع الكليات العسكرية التي لم تكن تهاجمها سابقاً ولم تتوقّع يوماً أن تسيطر عليها... قد يبدو الحدث وكأن فيه لغزاً، خصوصاً أن المواقع المقتَحَمَة لم تحاول صدّ الهجمات ولم تقاتل، لكن أهم ما برهنته المعركة أن للأرض منطقها الذي يجهله المتدخلون الخارجيون سواء كانوا دولة عظمى كروسيا أو «حرساً ثورياً» ايرانياً أو ميليشيات مذهبية استوردتها ايران.

لم يكن واقعياً أن تذهب القوى الخارجية، بما فيها الولايات المتحدة، بعيداً في استسهال الاعتقاد بأن فصائل المعارضة باتت جاهزة للتصفية أو الاستسلام. بل انها بالغت في التقليل من توقّعات الردّ على الحصار وإمكان استخدامه للضغط على المعارضة السياسية واستدراج استسلامها. هذه حسابات كانت يقينية وينبغي الآن تغييرها جذرياً، ليس نتيجة انتصارات المعارضة فحسب، بل لانكشاف تشوّش مساعي إنهاء الصراع وتأرجحها بين مشاريع عدّة، اميركية - روسية، روسية - إيرانية، إيرانية - أسدية، وروسية - أسدية... وهي مشاريع متناقضة كلّما اقترب أصحابها من التلاقي في نقطة وسط يتبيّن لهم أنها غير واقعية، إذ يتحايلون على بعضهم بعضاً ويتلاعبون بالحل السياسي لمصلحة العسكري، وبالقرار 2254 لمصلحة حلول الأمر الواقع. فالساحة المتاحة والمستباحة تغريهم بالعبث، بمن فيهم نظام الأسد الذي يتصرّف منذ اليوم الأول كطرف خارجي غير معنيّ بسورية ولا بشعبها.

فما يريده النظام وإيران لا يسهّل مهمة روسيا ولا يتيح لها استثمار تدخلها للحصول على تنازلات اميركية خارج سورية. وليس واضحاً تماماً ما يريده الروس لكن غرقهم في خطط تحقّق أهداف النظام وإيران لا يمكّنهم من «بيع» هذه الأهداف إلى الأميركيين، ويحول بالتالي دون تفاهم روسي - أميركي شامل. فموسكو تتفاوض مثلاً على الهدنة والحل السياسي فيما يقتل طياروها المدنيين في حلب وسراقب والأتارب ويدمّرون المستشفيات تفعيلاً للحل العسكري. وحين تفاوض واشنطن على تنسيق لضرب «داعش» و»جبهة النصرة» لا تتردّد في «بيع» أي شيء يتعلّق بمصلحة الشعب السوري لأن إدارة باراك أوباما لم تكن يوماً معنية بهذا الشعب بل بالفرص المتاحة لها لاستغلال قضيته. وإذا كان هناك طرف واحد مستفيد في الحالين، أي من اتفاق الروس والأميركيين أو حتى من خلافهم، فلا شك في أنه التحالف الأسدي - الإيراني، لأن الأفكار المتداولة (بقاء الأسد في منصبه، حكومة تضم معارضين، معالجة الأزمة باعتبارها مواجهة بين النظام ومجموعات ارهابية...) تبقى جميعاً تحت سقف الشروط التي وضعها هذا التحالف وتتكفّل روسيا بتسويقها.

ما الذي توقّعه الروس من محاصرة حلب تحت غطائهم الجوي، تلبية لرغبة الأسد والإيرانيين الذين صوّروا إسقاط المدينة بأنه نهاية المطاف، بل مفتاح الحسم سورياً وإقليمياً؟ كان ذلك خطأً معلناً حتى قبل حدوثه، ليس بسبب تشدّد تطرّف «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) بل لأن الفصائل الأخرى، المصنّفة «معتدلة» اميركياً، أكثر تشدّداً في ما يتعلّق بمسار «ثورة الشعب» ومصيرها. أراد الحصار وضع هذه الفصائل أمام خيارات الاستسلام أو الموت بالتقاتل في ما بينها أو انتظار الموت على يد النظام والميليشيات، لذلك بدا خيار توحيد الصفوف والجهود هو الأجدى. ظلّت الفصائل متحفّظة في توقّعاتها حتى بعد شروعها في المعركة، وهي في أي حال كانت تنفّذ خططاً وُضعت سابقاً وكان يُفترض أن تطبّق غداة سقوط ادلب في ربيع 2015 لكنها جُمّدت بضغوط «صديقة» ولإتاحة فرص للحلول السياسية، ثم مُدّد تجميدها لتفادي استفزاز روسيا على رغم أن طيرانها ذهب الى أقصى الإجرام في استهداف المدنيين. إلا أن الحصار أسقط كل الضغوط والتحفّظات، وعلى رغم تخوّف المؤيّدين والمتعاطفين من الغطاء الجوي الروسي إلا أنهم كانوا متيقنين بإمكان نجاح الفصائل في أي مواجهة برّية مع قوات النظام والميليشيات، وإذا بها تفجّر الصدمة وتفاجئ الجميع.

في الأساس كان حصار حلب وإسقاطها هدفاً للأسد والإيرانيين، فمنذ منتصف 2012 أدركوا أن الخطر الحقيقي على دمشق يكمن في حلب، وبدءاً من 2014 حاولوا مراراً محاصرتها واختراقها ولم يفلحوا، الى أن منحهم الروس فرصة يصعب تكرارها لأن معركة كسر الحصار كشفت للحلفاء مدى هشاشة النظام، حتى أنهم يصفون قواته بأنها «مهزومة داخلياً». ليس للروس أن ينساقوا الى مطامع الإيرانيين وإلا فإن كلفة تورّطهم في حرب مذهبية ستفوق تصوّراتهم، ومن شأنهم أن يتذكّروا أن المعادلة الميدانية الراهنة هي الحد الأدنى الذي يتيح حلّاً سياسياً وأي محاولة لتغييرها تقوّضه. وفي كل الأحوال لن يستقيم أي حل من دون تنازلات تتعلّق بمصير الأسد ورموز نظامه.

 

 تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع اطلع شهيب في اتصال على عراقيل تصريف موسم التفاح زايد: لانهاء الفراغ الرئاسي ودعم الجهود للتوافق الوطني

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب سفير جمهورية مصر العربية الدكتور محمد بدر الدين زايد، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي. وعرض المجتمعون المستجدات على الساحتين اللبنانية والاقليمية بالإضافة الى تصريف موسم التفاح اللبناني لهذا العام. عقب اللقاء الذي استغرق ساعتين، قال زايد: "تأتي الزيارة في إطار التشاور المستمر والعلاقة الوثيقة التي تربط مصر وتربطني شخصيا بالدكتور جعجع، وقد تناقشنا في الأوضاع في لبنان والأوضاع الاقليمية". أضاف: "من الطبيعي أن نتناقش في ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية والتفاعلات الجارية في لبنان منذ أشهر عدة حوله، ونحن في مصر نؤكد دوما على ثوابت موقفنا ألا وهي ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي ودعم الجهود اللبنانية لأننا في النهاية يهمنا أن يتوصل لبنان الى توافق وطني ينهي هذه الأزمة التي تشل وتعطل الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان". وعما اذا كانت مصر ستستورد قسما من الانتاج اللبناني للتفاح لهذا العام، أجاب زايد:"ان مصر تأخذ 75% من صادرات لبنان من التفاح وهي لن تتوقف عن دعم الاقتصاد اللبناني واعطاء أولوية لصادرات لبنان من التفاح، لأن جمهورية مصر يهمها ألا يتعرض الاقتصاد اللبناني لأي ضغوط إضافية"، مشيرا الى ان "هناك بعض المشكلات التي استمعنا إليها وسنعمل بإذن الله على تذليلها". بعد اللقاء، اتصل جعجع بوزير الزراعة أكرم شهيب وأطلعه على مضمون اجتماعه مع السفير المصري في لبنان، شارحا له "العراقيل التي تحصل بين لبنان ومصر حول تصريف موسم التفاح. ووعد شهيب بتذليل هذه العراقيل فورا وبأن السوق المصرية سوف تفتح مجددا أمام انتاج التفاح اللبناني.

 

حركة فتح: علاقتنا مع إخوتنا اللبنانيين قائمة على الاحترام المتبادل

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - أكدت حركة "فتح" في بيان اليوم، أن "الأخبار حول خلافات داخل حركة فتح في لبنان هي أخبار خبيثة وشريرة يقصد منها إثارة الفتنة والبلبلة داخل المخيمات". وأشارت الى أن "الحركة هي الحاضنة لكل العمل الوطني الفلسطيني بكل مكوناته، وهي الحركة التي ستبقى راعية للوحدة الوطنية الفلسطينية والمحافظة على الامن والاستقرار والسلم الاهلي في المخيمات والجوار". وشددت على "ضرورة الحذر من هذه الاخبار المدسوسة على بعض المواقع المشبوهة"، مؤكدة "عمق العلاقة الاخوية التي تربطنا بإخواننا اللبنانيين على كافة المستويات السياسية والامنية، والتي نقدر لها مواقفهاالتي صدرت مؤخرا عبر التصريحات المسؤولة والايجابية للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد خضر حمود حول الوضع في مخيم عين الحلوة". وختمت: "علاقتنا مع إخوتنا اللبنانيين قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، بما يخدم الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني".

 

الوفاء للمقاومة: الحوار نافذة ضوء ونأمل إنهاء الشغور الرئاسي قريبا

الخميس 11 آب 2016 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها.

افتتحت الجلسة بتلاوة سورة الفاتحة لروح النائب السابق عضو الكتلة الدكتور ابراهيم بيان.

وتوجهت الكتلة "الى أسرته الكريمة والى الزملاء النواب واساتذة وطلاب الجامعة اللبنانية وكل أصدقائه ومحبيه، ولا سيما في بعلبك - الهرمل بأحر التعازي والمواساة"، معربة عن "عميق حزنها من جهة، وعن بالغ تقديرها للجهود المخلصة والدؤوبة التي بذلها الفقيد الراحل خدمة لشعبه وحفظا لوحدته ووفاء لنهج المقاومة وللثوابت الوطنية من جهة أخرى، راجية من الله عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويتقبله بقبوله الحسن".

وقالت في بيانها: "على عتبة الرابع عشر من آب، حيث الذكرى العاشرة للإنتصار التاريخي للبنان على اسرائيل في حربها العدوانية الغاشمة، تجدد الكتلة اعتزازها بالمقاومة وأبطالها وشهدائها وجرحاها، وتحيي الجيش اللبناني وشهداءه وكل التضحيات التي قدمها أهلنا الصامدون، وتؤكد ان معادلة الشعب والجيش والمقاومة هي التي صنعت الانتصار وهي المعادلة الوطنية الراسخة التي نراهن عليها لحماية السيادة الوطنية وتحقيق المزيد من الانتصارات ضد الصهاينة المحتلين وداعميهم".

وناقشت الكتلة "جملة من القضايا والهموم الوطنية وفي مقدمها الشغور الرئاسي وتداعيات الانقسام السياسي وسير عمل هيئة الحوار الوطني".

وخلصت في ختام مناقشاتها الى ما يأتي:

"- ان الحوار الوطني المستمر بالرعاية المسؤولة من دولة الرئيس نبيه بري هي مبعث ثقة اللبنانيين وأملهم بإمكان وضع البلاد على مسار الاستقرار وإيجاد الحلول، وهذا الحوار يبقى نافذة الضوء الضرورية والمتاحة للتفاهم حول المخارج السياسية المؤاتية سواء على الصعيد الرئاسي أو على صعيد إنجاز قانون انتخاب عادل أو على صعيد اعادة النهوض بالدولة.

وإذ تتابع الكتلة بإيجابية تامة الاتصالات واللقاءات الجارية بين مختلف المعنيين بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، فإنها تأمل أن تتوافر الجدية والصدقية المطلوبتان للتوصل سريعا الى تفاهم ينهي الشغور الرئاسي ويتيح الفرصة للشروع في تفعيل عمل السلطات الدستورية والنهوض بمؤسسات الدولة وأجهزتها كافة وفق الدستور والقوانين المرعية الإجراء. ولا يسع الكتلة في هذا السياق إلا أن تبدي أسفها الشديد لخروج البعض عن مسار المعالجة المنهجية المسؤولة، عبر تصريحات كيدية متعمدة لا تهدف إلا الى التخريب والاستفزاز وإثارة الفتن.

- على الرغم من اكتمال عدد من ملفات الهدر والمخالفات في قطاع الاتصالات والانترنت غير الشرعي، واحالتها على القضاء المختص، فإن التباطؤ في متابعة هذه الملفات لم يعد مفهوما ولا مبررا. ولذلك تجدد الكتلة دعوتها القضاء المعني كي يتحمل مسؤوليته في هذا المجال ويقول كلمته بحزم ودون أي تردد.

- تعرب الكتلة عن ارتياحها لأداء المؤسسات والأجهزة الامنية والعسكرية كافة، وفي مقدمها الجيش اللبناني ومخابراته، خصوصا في مجال ملاحقة الارهابيين التكفيريين وحماية الوطن والمواطنين من شرورهم وجرائمهم.

وتعتبر الكتلة ان تكامل الجهود بين الشعب والجيش والمقاومة كفيل بدفع الاخطار عن البلد وحماية الاستقرار الأمني فيه, خصوصا في هذه المرحلة التي تشهد فيها منطقتنا العربية الكثير من الاهتزازات والتفجيرات الارهابية على أيدي التكفيريين الذين امتد خطرهم ليطال شعوب ودول المنطقة كلها والعالم.

- تحيي الكتلة صمود الشعب السوري وجيشه الباسل بوجه التآمر الدولي والاقليمي الذي يستخدم الارهاب التكفيري كذراع تخريبي مدمر لحياة الشعوب والمستنزف لقدرات الدول المستهدفة.

وعلى الرغم من اتساع حجم التواطؤ واستمرار الدعم الدولي والاقليمي للارهابيين من قبل الادارة الاميركية وكل أدعياء مكافحة الارهاب، والحرص على حقوق الانسان، فإن مسار الصمود والمقاومة في سوريا استطاع أن يدمر قدرات هذا الارهاب الى حد كبير ويحبط كل هجماته ويمنعها من تحقيق أهدافها المرسومة، الأمر الذي يعزز قناعتنا بقدرة سوريا جيشا وشعبا وقيادة على الحاق الهزيمة بالارهابيين التكفيريين واسقاط المشروع العدواني لمشغليهم، وصولا الى حل سياسي وطني يضمن وحدة وسيادة سوريا ويحفظ حق شعبها في تقرير خياراته ويضع حدا للمحنة في هذا البلد الشقيق.

- إن استمرار النظام السعودي بانتهاك سيادة اليمن وارتكابه جرائم حرب ضد الانسانية وتعطيله لعملية التفاوض بين اليمنيين، يشكل فضيحة تاريخية للامم المتحدة التي باتت رهينة للفساد والرشى ومحكومة بالانحياز الى المعتدين.

إن الكتلة إذ تؤكد ادانتها للعدوان السعودي الامريكي على اليمن وشعبه لا يساورها شك في أن الارادة الحرة لأبناء اليمن السعيد ستنتصر رغم كل التصعيد الاجرامي. ولن يستطيع التاريخ ان يمحو الصورة العدوانية البشعة للنظام السعودي.

- تنبه الكتلة الى مخاطر الممارسات القمعية المدانة التي يرتكبها النظام في البحرين ضد شعب هذا البلد ومكوناته، وتستهجن الصمت الدولي المريب ازاء اعتقال علماء الدين الأجلاء واسقاط جنسية البعض منهم وتدعو الى اوسع حملة تضامن مع الصوت الحر للشعب البحريني المظلوم".