المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 آب/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.august17.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم

كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ يَكُونُ مَوْلُودًا مِنَ الله، وكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الوَالِدَ يُحِبُّ المَوْلُودَ مِنْهُ أَيضًا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

إسرائيل: حزب الله جند فلسطينيين عبر 'فيسبوك'

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 16/8/2016

مستشار ترامب اللبناني د. وليد فارس يرد على نصرالله: حزب الله بموقف صعب

ليفني: يجب العمل مع السعودية لمواجهة حزب الله

مسؤولو "حزب الله" يسرقون ويلصقون التهم بآخرين

ايها النواب الموارنة المقاطعون لجلسات إنتخاب الرئيس/خليل حلو/فايسبوك

المحسوبية والولاء/صلاح حركة/فايسبوك

نصرالله…والتسوية مع داعش

اليونيفيل: الوضع مستقر على طول الخط الأزرق

الجلسة ال33 لحوار حزب الله المستقبل في عين التينة: تأكيد الحاجة للاسراع في اقرار قانون الانتخابات النيابية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

أهالي عين دارة مستمرون في قطع الطريق الترابية في ضهر البيدر

حماده: لا حل الا بالعودة للدستور ولا بد من التمديد لقهوجي

الرئيس أمين الجميل حذر من استمرار العقم السياسي: لمشروع متكامل لمعالجة النفايات دون استنسابية وانتقائية

الحجيري: الجيش يمثل كرامتنا والإعتداء عليه هو إعتداء علينا

هيدموس: بيار فتوش بدأ بتنفيذ تهديداته السابقة

التيار المستقل : لانتخاب رئيس والافضل ان يكون من خارج 8 و14 آذار

فتفت: لا أرى رئيساً للجمهورية في القريب العاجل

القاضي زاهر حمادة استمع الى حبيش في شأن تورط هنيبعل القذافي في اختطافه في ليبيا

الراعي من المطار: لانهاء الحروب وعودة النازحين لأن لبنان لم يعد يحتمل

قانــون الانتخـاب يفتـح الطريـق لبقيـة الحلـول وبري يبحث عن نقاط مشتركة تلتقي حولها الكتل الكبرى

انشقاق في حزب وئام وهاب وسري الدين يحمل على سرايا المقاومة/نسرين مرعب/جنوبية

زيارة الحريري إلى السعودية ستطول

مصادر في "14 آذار" تردّ على رعد.. مناورات اعلاميّة!

لبنان بلا سياح.. والخليجيون يبيعون ممتلكاتهم

حزب الله" يرفع "الفيتو" عن مستشفى شبعا

الاسم الذي يخبئه العونيون بديلا عن عون؟!

بين الرابية وبكركي: رئاسة وطائرات خاصة/ملاك عقيل/ليبانون فايلز

 مناخات "مشجعة" حملت شكري الى لبنان والزيارة للاستطلاع والنصح وعلاقات مصر الاقليمية والدولية تخوّلها تحقيق خرق في الملف الرئاسي

مصر تحيي جهودها لبنانيا: ايجابيات مشجعة للمبــادرة ام مجرد استطلاع؟

"جديد" نصرالله في الحوار الثنائي مساء و14 اذار ترى تراجعا في مواقفــه

نفايات المتن تعود الى شوارعها غدا ومواجهة سياسية بين الكتائب والاشتراكي

 "سوكلين" تلوّح بوقف جمْع النفايات في المتن وكسروان اعتباراً من الغد و"الكتائب" ماضٍ في قرار المنع "لوجود حلول علمية أخرى غير مضرّة"

قانــون الانتخـاب يفتـح الطريـق لبقيـة الحلـول وبري يبحث عن نقاط مشتركة تلتقي حولها الكتل الكبرى

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الولايات المتحدة تستعين بالامارات لإعادة تأهيل سجناء غوانتانامو

 موقـع مقرب مـن الحرس الثـوري: وفد عسكري أميركي زار طهران سراً

روسيا نشرت قاذفات بقاعدة جوية إيرانية لتوجيه ضربات في سوريا

مثول رجل من نيويورك أمام القضاء اليوم في مقتل إمام ومساعده

ايران اعلنت قتل 4 اشخاص يشتبه في انتمائهم الى داعش

تركيا تدير ظهرها لواشنطن والاطلسي وتكرّس موقعها نفطياً والادارة الاميركية تتلقف الرسالة وتوفد بايدن لتصحيـح الخلل

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

للمرّة الألف أريد أن أنام/عقل العويط/النهار

"حزب الله" والتصالح مع "داعش"/عبد الوهاب بدرخان/النهار

المشروع التغلّبي لـ «حزب الله» أضعفته الكبوة اللبنانية/وسام سعادة/المستقبل

الخاصرة الرخوة " .. وهم/نبيل بومنصف/النهار

ثلاثية روسيا وطهران وتركيا حول سوريا هل تراكم على التفاهم الأميركي – الروسي/روزانا بومنصف/النهار

عناوين التسوية بين سطور خطاب نصرالله/نوفل ضو/جريدة الجمهورية

هل يمكن الرهان على «دوحة» مصريّة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

جعجع لـ«الجمهورية»: سنكون على رأس الثورة الشعبية إذا حصلت/مقابلة

ذكرى انتصار 'حزب الله' على لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

الكولونيل شربل بركات يرثي ابن عمه القاضي دياب شكرالله دياب/موقع المنسقية

ابن العم العزيز الدكتور دياب/نصر الله:مصالحة بعد فتنة/ساطع نور الدين/المدن

القاهرة تحاول استعادة دورها من بوابة بيروت/منير الربيع/المدن

حزب الله" من الهجوم إلى الدفاع في حلب/منير الربيع/المدن

حسن نصرالله يستعيد ذكرى انتصار من ورق/عديد نصار/العرب اللندنية

نصرالله والمصالحة مع “داعش”.. توأمة الإرهاب والطائفية/زياد عيتاني/عكاظ

العراق مقبرة النظام الإيراني/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

من حرب تموز إلى حرب سورية: انحراف البوصلة/الحياة

عن حقيقة إنفكاك «النصرة» عن «القاعدة»/ أكرم البني/الحياة

ولاية الفقيه في إيران: التباس سياسي وتفسير متناقض للإسلام/سيّد أحمد غزالي/رئيس وزراء الجزائر الأسبق/العرب

بوتين في أنجرليك «الخليجية»/ زهير قصيباتي/الحياة

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

كنعان بعد اجتماع التكتل: لتعيين قائد للجيش في أي لحظة والحلول الجزئية في ملف الرئاسة وقانون الانتخاب تجاوز للقانون والميثاق

كتلة المستقبل: نصرالله لا يمكنه أن يفرض عون مرشحا وحيدا لرئاسة الجمهورية

يازجي من وارسو: نحمل في قلبنا جرح كنيسة أنطاكية وغصة بلدانها كنا في ارضنا في المشرق وسنبقى فيها مهما قست الظروف

دريان استقبل وزير خارجية مصر وشكر له اهتمام بلاده بمساعدة لبنان

شكري من عين التينة: مصر تتطلع الى دور إيجابي في الاستحقاق الرئاسي

شكري من السراي: نعمل على توفير أرضية لمزيد من التفاهم كونه السبيل للخروج من الازمة

باسيل في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري: الشرعية الشعبية ممر وحيد للبنان للخروج من أزماته شكري: لا تفضيل لأي مرشح على آخر

حركة الارض كرمت السفير البلجيكي وشديد ناشد اوروبا الحفاظ على المسيحيين في لبنان والتصدي لاي تغيير ديموغرافي

دريان التقى نائب رئيس مجلس النواب التونسي وروكز مورو: لمقاومة الإرهاب وبسط أجنحة التيار القائم على الوسطية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم

إنجيل القدّيس لوق16/من01حتى08/:"قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيل. فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَنَّهُ يُبَدِّدُ مُقْتَنَيَاتِهِ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَدِّ حِسَابَ وِكَالَتِكَ، فَلا يُمْكِنُكَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً. فَقَالَ الوَكِيلُ في نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَل؟ لأَنَّ سَيِّدي يَنْزِعُ عَنِّي الوِكَالة، وأَنَا لا أَقْوَى عَلَى الفِلاَحَة، وَأَخْجَلُ أَنْ أَسْتَعْطي! قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَل، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ مِنَ الوِكَالَةِ يَقْبَلُنِي النَّاسُ في بُيُوتِهِم. فَدَعَا مَدْيُونِي سَيِّدِهِ واحِدًا فَوَاحِدًا وَقَالَ لِلأَوَّل: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدي؟ فَقَال: مِئَةُ بَرْمِيلٍ مِنَ الزَّيْت. قَالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! إِجْلِسْ حَالاً وٱكْتُبْ: خَمْسِين. ثُمَّ قَالَ لآخَر: وَأَنْتَ، كَمْ عَلَيْك؟ فَقَال: مِئَةُ كِيسٍ مِنَ القَمْح. فَقالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! وٱكْتُبْ: ثَمَانِين. فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم."

 

كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ يَكُونُ مَوْلُودًا مِنَ الله، وكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الوَالِدَ يُحِبُّ المَوْلُودَ مِنْهُ أَيضًا

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى05/من01حتى12/:"يا إِخوَتِي: كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ يَكُونُ مَوْلُودًا مِنَ الله، وكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الوَالِدَ يُحِبُّ المَوْلُودَ مِنْهُ أَيضًا. وبهذَا نَعْرِفُ أَنَّنا نُحِبُّ أَولادَ الله، إِذَا كُنَّا نُحِبُّ اللهَ ونَعْمَلُ بِوَصَايَاه. فهذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ الله، أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاه، ووَصَايَاهُ لَيْسَتْ بِثَقِيلَة؛ لأَنَّ كُلَّ مَولُودٍ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ العَالَم. والغَلَبَةُ الَّتي تَغْلِبُ العَالَمَ إِنَّمَا هِيَ إِيْمَانُنا. ومَنِ الَّذي يَغْلِبُ العَالَمَ إِلاَّ الَّذي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ الله؟ هذَا هُوَ الَّذي أَتَى بِالمَاءِ والدَّم، إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيح، لا بِالْمَاءِ فَحَسْب، بَلْ بِالْمَاءِ والدَّمِ أَيْضًا. والرُّوحُ هُوَ الَّذي يَشْهَد، لأَنَّ الرُّوحَ هُوَ الحَقّ. والَّذِينَ يَشْهَدُونَ في السَّمَاءِ ثلاثَة: الآبُ والكَلِمَةُ والرُّوحُ القُدُس، وهؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم وَاحِد. والَّذِينَ يَشْهَدُونَ في الأَرْضِ ثَلاثَة: أَلرُّوحُ والمَاءُ والدَّم، وهؤُلاء الثَّلاثَةُ هُم في وَاحِد. إِنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاس، فشَهَادَةُ اللهِ أَعْظَم، وهذِهِ هِيَ شَهَادةُ الله، أَنَّهُ شَهِدَ لٱبنِهِ. مَنْ يُؤْمِنُ بِٱبْنِ اللهِ فَلَهُ في نَفْسِهِ تِلْكَ الشَّهَادَة. ومَنْ لا يُؤْمِنُ بِٱللهِ فقَدْ جَعَلَ اللهَ كاذِبًا، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتي شَهِدَهَا اللهُ لٱبنِهِ.

وهذِهِ هِيَ الشَّهَادَة، أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة، وهذِهِ الحَيَاةُ هِيَ في ٱبْنِهِ. مَنْ لَهُ ٱلٱبنُ لَهُ الحَيَاة. ومَنْ ليسَ لَهُ ٱبْنُ اللهِ لَيْسَتْ لَهُ الحَيَاة."

https://wolfpangloss.wordpress.com/2008/05/19/hizballah-symbology/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

إسرائيل: حزب الله جند فلسطينيين عبر 'فيسبوك'

العرب/17 آب/16/القدس - أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بت) الثلاثاء، أنه اعتقل شبكة من الفلسطينيين جندهم حزب الله اللبناني عبر فيسبوك، من أجل مهاجمة إسرائيليين. وقال في بيان “بجانب أوامر لتنفيذ هجمات إطلاق النار وتفجيرات انتحارية ضد أهداف إسرائيلية، أمر المجندون بالمساعدة في استقطاب المزيد (من الفلسطينيين) لأنشطة المنظمة”. وبحسب البيان، فإن حزب الله في إحدى هذه الحالات، استخدم موقع فيسبوك لتجنيد فلسطيني من قلقيلية (شمال الضفة الغربية المحتلة)، والذي قام بدوره بتجنيد أربعة آخرين من مدينته. وادعى أن الخمسة بدأوا بجمع معلومات حول أنشطة الجيش الإسرائيلي في المنطقة وإجراء تدريبات عسكرية قبل اعتقالهم في يونيو. وذكر أيضا أن فلسطينيا من غزة تم تجنيده من قبل الحزب، قام باستقطاب 3 فلسطينيين من الضفة بدأوا بإجراء التدريبات والتخطيط لشن هجمات. وأدين الفلسطينيون التسعة من قبل محكمة عسكرية في الضفة، بحسب بيان جهاز الأمن الداخلي.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 16/8/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تحرك كثيف لرئيس الدبلوماسية المصرية في لبنان وسامح شكري أكد استعداد بلاده لبذل الجهد من أجل توافق الأطراف اللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية موضحا أن لا تفضيل لمرشح على آخر. وترافق ذلك مع إعلان كتلة المستقبل أن من حق الأمين العام لحزب الله تأييد أي مرشح للرئاسة شرط عدم فرضه على الجميع.

وفيما عارض تكتل التغيير والإصلاح تمديد عمل قائد الجيش بحث الرئيس تمام سلام مع وزير الدفاع في شغور مراكز مرجعيات عسكرية. وينتظر أن يتم قبل يوم الاثنين تأجيل تسريح الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير عن طريق مجلس الوزراء بعد غد أم عن طريق قرار للرئيس سلام بصفته نائبا لرئيس المجلس وباقتراح من وزير الدفاع.

أما التمديد لمهمة قائد الجيش فهناك متسع من الوقت لأن العماد جان قهوجي تنتهي مهمته آخر الشهر المقبل وعمره في الخدمة ثلاثة وأربعون عاما وبالإمكان الإستمرار في عمله سنة إضافية بعد.

وبالنسبة الى تعيين رئيس للأركان فهناك أيضا متسع من الوقت لأن تسريحه آخر أيلول كذلك.

إذن وزير الخارجية المصري يتحرك في لبنان في إطار المساعدة في الإنتخاب الرئاسي. وأيضا في إطار هدف استعادة الدور المصري الإقليمي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

زيارة وزير الخارجية المصرية لبنان اثارت جملة اسئلة، اولا هل يطلق سامح شكري مبادرة تفضي الى انتخاب رئيس ام سيظل في اطار استمزاج الاراء وهي معروفة؟ ثانيا ما هي مرتكزات هذه المبادرة خصوصا ان لا مؤشرات اقليمية او دولية توحي باسقاط الحرم الرئاسي عن لبنان، ثالثا كيف لهذه المبادرة ان ترى النور وقد اعلن شكري ان الجيوش الوطنية وحدها تستطيع قهر الارهاب والتغلب على التكفير في استدراج مبكر لغضب حزب الله صاحب الرأي في الملف الرئاسي.

في الانتظار، انشغالات لبنان تتركز في مكان اخر، فقواه السياسية والحكومية تتهيأ لنزال في مجلس الوزراء بين التيار الوطني الحر وبقية المكونات الحليفة والخصمة حول ملف تعيينات كبار القادة في الجيش، اما "الخناقة" الاخرى فتدور حول مطمر برج حمود بين الكتائب والوزير شهيب ومجلس الانماء والاعمار، والمخاطر الاولى المعلنة تتلخص بتهديد سوكلين بالتوقف عن جمع النفايات بدءا من الاربعاء ما يهدد بعودة تلال الزبالة الى عدد من مناطق جبل لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

تطلع مصري للعب دور ايجابي في معاونة الاطراف اللبنانيين كافة للتوصل الى تسوية للاستحقاق الرئاسي هو خلاصة ما يحمله وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بيروت مع السعي الى توفير ارضية مناسبة ليصر التفاعل والتفاهم اللبنانيين.

على صعيد رصد ردود الفعل المتعلقة بالخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله لم يصدر اي موقف حتى الان عن الرئيس سعد الحريري فيما كانت كتلة المستقبل برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة تصنف كلام نصرالله في خانة المسجل خطرا لناحية ان مسألة انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس لمجلس النواب او اختيار رئيس لمجلس الوزراء هي امور وطنية وليست خاضعة لبت كل مجموعة طائفية او مذهبية بما تظن انه منصب يتعلق بحصتها اكثر مما يخص غيرها.

كتلة المستقبل رأت انه من حق السيد نصرالله التمسك بالعماد ميشال عون مرشحا من قبله للرئاسة ولكن هذا الحق لا يخوله ان يفرضه مرشحا وحيدا.

قضائيا، استمع المحقق العدلي في قضية اخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الى الشاهد الدكتور حسين حبيش في شان تورط هنبيعل القذافي في مسالة اختطافه في ليبيا على يد جماعة مسلحة تابعة للقذافي وتبعا لما ادلى به الشاهد حبيش أحال القاضي حمادة الاوراق الى النيابة العامة التمييزية للنظر في الادعاء على هنبيعل وضابط ليبي سابق في هذا الخصوص.

وفي شأن متصل عزل القذافي رسميا المحامية بشرى الخليل من وكالتها عنه وكالة من نوع آخر منحتها طهران لحليفتها موسكو سمحت بموجبها للقوات الجوية والفضائية الروسية باستخدام منشآت بنيتها التحتية في الحرب ضد الارهاب في سوريا وبالفعل فقد وصلت قذيفات من طراز 222m3 الى مطار همدان الايراني وبدأت بتوجيه ضربات لداعش والنصرة في حلب ودير الزور.

في المقابل تعاون مشروط عبرت عنه واشنطن التي اعلنت السعي للتعاون مع الروس في سوريا لتحقيق اهداف مشتركة لكن في حال فشله فان الادارة الاميركية مستعدة لاتخاذ خطوات لاطالة امد النزاع.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

على غرار العائلات السياسية التي يخرج منها نواب ووزراء وسفراء ولو بانتخابات واستشارات وامتحانات مقنعة هكذا في لبنان اصبحت هناك عائلات لمناقصات ومزايدات ترسو عليها الاشغال ولو بمناقصات او مزايدات مقنعة.

المناقصات والمزايدات الفائزة تكون من حظوظ العرب وازعور وعيتاني وغيرها، توضع دفاتر الشروط على قياس شركاتهم، فلا ترسو المناقصة او المزايدة الا على شركاتهم، هكذا عرفت نتيجة مناقصة الكوستابرافا انها سترسو على شركة جهاد العرب حتى قبل فض العروض، وهكذا عرف ان مناقصة برج حمود سترسو على شركة ازعور حتى قبل فض العروض، تماما عرف ان مناقصة جوازات البيوميتري ودفاتر السوق سترسو على شركة هشام عيتاني.

انها جمهورية الشفافية المسبقة التي تعرف المتعهد والمقاول قبل فض العروض، وبعد، هل من شك ان مجلس الانماء والاعمار يحكم مجلس الوزراء؟ وان هناك من يحكم مجلس الانماء والاعمار؟ هناك منظومة من مستشارين وأمناء عامين سابقين وحاليين يطبخون القرارات والمناقصات ودفاتر الشروط ويوزعون الحصص على مختلف القطاعات في بلد يئن من سبعين مليار دينا واكثر.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

آب اللهاب قد يلتهب أكثر قريبا.

وزير خارجية مصر سامح شكري يقوم بدورة سياسية كاملة في بيروت. مصر دخلت على خط الازمة الرئاسية، في محاولة تقريب وجهات النظر، لعلها تسفر عن انتخاب رئيس للجمهورية.

وعلى خط الالتهاب خبر من الأمم المتحدة، حيث أعلن مندوب إسرائيل احباط عملية لقوة خاصة من حزب الله كانت تتحضر لتنفيذ هجوم داخل إسرائيل.

لكن الأبرز هو الانفراج الطبي الاجتماعي، بعد جهد سياسي وإعلامي من جمهور تيار المستقبل وأهالي العرقوب، وقد تمخض عن افتتاح مستشفى شبعا، الذي بني بهبة كريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بثمن مرتفع هو موت عدد من أهالي المنطقة على الطريق إلى مستشفيات بعيدة. وذلك بعد سنوات من عرقلة حزب الله هذا الافتتاح لأسباب سياسية وكيدية.

حزب الله نفسه كان محط رد من كتلة المستقبل النيابية التي اعتبرت أن الكلام الذي صدر عن أمينه العام السيد حسن نصر الله عن التمسك بالعماد ميشال عون مرشحا من قبله، هو من حقه لكن هذا الحق لا يخوله أن يفرضه مرشحا وحيدا لرئاسة الجمهورية ويدعي بالتالي لنفسه الحق الدستوري بتعطيل جلسات مجلس النواب إن لم تستجب رغبته، وشددت الكتلة على أن انتخاب رئيس للجمهورية أو رئيس مجلس النواب او اختيار رئيس مجلس الوزراء هي أمور وطنية بامتياز رافضة تجاهل الدستور أو إهمال اتفاق الطائف كما يحاول السيد نصرالله أن يروج ويعمل له ويجر البلاد اليه.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

ماتت منال ثانية بضربة قاضية لا طعن في العقوبة المخففة بحق الزوج القاتل ولا رادع بعد اليوم يمنع الرجال المعنفعين من التعامل مع نسائهم عبر طنجرة الفاصوليا وراس "الأرغيلة" وما توافر من سلاح منزلي.

يعطي القضاء اللبناني هدايا لكل قاتل بدلا من أن يسجل ولو لمرة استثنائية حالة عقاب واحدة تكف اليد وتخصي رجولة واهمة تتجاسر وتتمرجل على المرأة أصل الحياة وعطرها لم تمتلك النسوة اليوم إلا حق الاعتصام والتظاهر ورفع الصوت تحت عبارة ترسم الواقع: شرف تضحية وفاة.

وكما في المراجل الأسرية تسطع المرجلة الدبلوماسية مع زيارة وزير خارجية مصر سامح شكري لبيروت حيث يعرض الرجل ما لا يملك كلام كثير يشبه دبلوماسيات العرب الفارغة وتصريحات لا تغني ولا تثمن عن رئيس فالوزير شكري يعود ريعه السياسي إلى منظومة الدفاع المشترك المصري الإسرائيلي وبشكل علني لا يقبل أي إحراج أو تخفي لا بل إن أي ضربة تسيء إلى إسرائيل سوف يكون لها حساب مصري حتى ولو كانت ضربة جودو وهذا اللاعب إسلام الشهابي حصد ميدالية توبيخ شديدة اللهجة من اللجنة الأولمبية الدولية ومن مصر بعدما رفض مصافحة منافسه الإسرائيلي على أرض الريو وقد جرى ترحيله لتناقض تصرفه مع قواعد اللعب النظيف وليت سامح شكري اصحطب معه اللاعب المصري إلى بيروت لوجد بعض من يصفق له تعويضا عن اللعب السياسي غير النظيف في المرمى اللبناني والعربي وإلى ألعاب القوى الإقليمية ورفع الأثقال الروسية حيث استخدمت موسكو قاعدة في مطار همدان الإيراني لشن الهجمات على مراكز داعش في سوريا ومن دون اعتراض أميركي على اعتبار أن واشنطن وموسكو أصبحتا سمنا على عسل لاسيما بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو اقتراب روسيا والولايات المتحدة من إطلاق عملية مشتركة لمحاربة الإرهابيين في حلب.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

من قاعدة همدان العسكرية في ايران انطلقت مرحلة جديدة مع القاذفات الروسية المحملة بذخائر استراتيجية قاذفات اصابت اهدافا دقيقة للتكفيريين في سوريا واخرى ابعد منها سياسية على خارطة المنطقة، اول طائرة عسكرية اجنبية اقلعت من مدرجات الجمهورية السالامية الايرانية منذ انتصار الثورة سمع هديرها في غير مكان مبطلا مفاعيل كل تأويل او تحليل عن العلاقة بين طهران وموسكو فاختصرت الكثير من المسافات في الحرب على الارهاب وقبت الاهداف اكثر بين الدولتين الفاعلتين.

فعالية الغارات الروسية انها زخمت المشهد من جديد بعد تلك التي انطلقت ذات يوم وتركت على الاسطر السياسية مزيدا من مواثيق التعاون التي بدأت اليوم من مجلسي الامن القومي باستعداد الطرفين لمزيد من التعاون العسكري الاستراتيجي لمواجهة الارهاب.

في لبنان الذي يواجه موجات من التجمد السياسي حطت على مدرجه اليوم طائرة مصرية مخترقة جدار الصمت العربي تجاه لبنان، وزير الخارجية المصري سامح شكري في بيروت متطلعا الى دور ايجابي على خط الاستحقاق الرئاسي، تطلع تعرف الديبلوماسية ان دورته يجب ان تراعي المشهد السياسي اللبناني بقواه الرئيسية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

قد تغرقنا اليوميات في تفاصيل واحداث، فننسى أن الاساس هو المفقود في بلادنا، ومشكلتنا في المبادئ، لا في باقي الملفات المتشعبة... اذا انطلقنا من هذه القاعدة، لادركنا ان ما نفقده اليوم هو الحق والعدل...عندها مثلاً، ندرك لماذا لما نعرف ان ننتخب رئيساً، فننتظر وزيرا مصريا يحمل اسئلة اكثر مما يحمل مبادرات، محاولا استكشاف كيفية المساعدة، وآملا بتكامل بين دوره وبعض الادوار الاوروبية...عندها مثلا، نعرف ان كل الكلام على تمديد لقيادة عسكرية لا يبرره تكتل خصوم وحلفاء، واجتماع اضضاد ومتنازعين، جمعهم الباطل ضد حق قانوني ودستوري...عندها مثلا، ندرك ان كل الفساد الذي يغرقنا ليس ملفات تتراكم، تعود الى الواجهة يوما، وتختفي بسحر ساحر في اليوم التالي، بل هو في الاساس، غياب العدل الذي يردع المرتكب، وينصر المظلوم...غريبة لعبة المفاهيم عندنا، كيف تقلب الصورة، فتجعل العدل على قياس المجتمع، لا المجتمع تحت قبة العدالة... وكيف يصبح الحق بالحياة نسبيا، ويشرع الحق بالقتل، تماما كما هو الحال في قضية منال..

 

مستشار ترامب اللبناني د. وليد فارس يرد على نصرالله: حزب الله بموقف صعب

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/16/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AF-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D9%8A%D8%B1%D8%AF-%D8%B9/

وكالات/16 آب/16/ردّ مستشار المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، وليد فارس، على كلام أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير بعد أن استشهد بكلام ترامب عن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هو من صنع تنظيم "داعش"، وقال: "ترامب قال مازحا ان اوباما اوجد داعش، ولكن كما شرح في خطابه، هو لمح الى ان السياسات الرديئة في ليبيا والعراق وسوريا اعطت الفرصة للجماعات الجهادية كداعش للبروز، وهذا الموضوع يختلف عن الوهم الذي يحاول حزب الله وايران تكراره عن ان الرئيس الاميركي أعطى الاوامر لتأسيس داعش"، مضيفاً: "أخطاؤه (اوباما) اوصلت الى داعش لا اوامره".

وعن تأثير كلام نصرالله عن تصريحات ترامب على مسيرة المرشح الجمهوري، أكد أنه "على الاطلاق لن يؤثر، ومن الممكن ان تجذب هذه القضية الانتباه في لبنان وبعض وسائل الاعلام بالعالم العربي، ولكنها وسائل الاعلام الوطنية في الولايات المتحدة لن تعيرها انتباها".

وأوضح فارس، في تصريح صحافي، أن "القضية الاساسية لدونالد ترامب هي مواصلة توعية وتثقيف الرأي العام الاميركي عن الخطرين الاستراتيجين اللذين يهددان الولايات المتحدة، والمنطقة، وهما النظام الايراني وجماعة الإخوان المسلمين، وسيظهر للرأي العام الاميركي ان "اوباما وكلينتون أضرا بالسياسة الخارجية الاميركية في المنطقة وذلك من خلال شراكتهما مع الاطراف غير المناسبة والتخلي عن الشركاء الحقيقيين". واعتبر فارس أن "حزب الله يمر بموقف صعب في سوريا وخصوصا في حلب ومواقع اخرى، وربما ارادوا (الحزب) لفت الانتباه نحو قضايا اخرى بما فيها الانتخابات الاميركية التي تعتبر الموضوع رقم واحد في العالم". وأوضح أن "اللوم لا يقع على حزب الله وقصته السريالية بل على الاعلام الذي نشرها"، مشيراً إلى أنها "قصة من نظريات المؤامرة لا مصداقية لها على الصعيد الدولي، واي وسيلة اعلامية تنشرها ستفقد مصداقيتها".

 

ليفني: يجب العمل مع السعودية لمواجهة حزب الله

وكالات/16 آب/16/قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة وعضو الكنيست الحالية تسيبي ليفني أن "حزب الله منظمة ارهابية وكذلك ايضا حماس، ولا يوجد طريق لصنع السلام معهما، لأنهما لا يقبلان بوجودنا، لكن هناك فرص ينبغي استغلالها والعمل عليها". وقالت في مقابلة لها مع القناة العاشرة "مثلا عندما نتحدث عن حزب الله فان السعوديين ودولا عربية معتدلة تتعامل معه كعدو، ويوجد لدينا اليوم الطريق لعقد تحالفات معهم، لكن من دون أن نخدع الجمهور، ان التحالف مع الدول العربية المعتدلة، يمر عبر خطوات يجب القيام بها الآن امام الفلسطينيين، شرط ان لا تمس بالامن الاسرائيلي".وأضافت ليفني أن "حزب الله ونصر الله هم عدو ولديهم الكثير من الصواريخ،" زاعمة أن "اسرائيل ليست في اولويات حزب الله الآن لأنه غارق في المسألة السورية الى جانب الروس وعدد من الحلفاء". وتساءلت ليفني "لماذا نحن نتأثر ونحدث هذه الضجة كلما خرج نصر الله من مخبئه"، واشارت الى ان "التقدير في اسرائيل وهذا مسؤولة عنه الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان) وجهات التقدير في اسرائيل، ينبغي ان يكون خارج ما يقوله نصر الله علانية". واضافت "يجب ان نكون مستعدين، يجب أن نعد الجيش الاسرائيلي والجبهة الداخلية باعتبارها احد العبر المستخلصة من حرب لبنان الثانية، للمواجهة المقبلة، وكما قلت بدلا من ان نكون لوحدنا في هذه الجبهة، يوجد فرصة كبيرة جدا، يجب أن نسمع ما يقوله السعوديون وغيرهم اليوم عن حزب الله، هم أعلنوا عنه منظمة ارهابية، ويجب العمل معهم امام هذه التهديدات وامام ايران".

 

مسؤولو "حزب الله" يسرقون ويلصقون التهم بآخرين

 ايلاف/16 آبق/16 /أكد مصدر مطلع لـ"إيلاف"، أن الملقب حركيّاً بـ «محمد فضل الله»، وأحد المسؤولين الماليين في حزب الله، قد ضُبط في قضية اختلاس مليون دولار من مالية الحزب، لكن القضية مرت من دون محاكمة، وبتكتم شديد، بسبب علاقته العائلية بأحد كبار قادة الحزب. أضاف المصدر: "بدأت تتكشف الاختلاسات وسرقات الأموال والأملاك ومحاولات هرب بعض المتنفذين إلى أوروبا حاملين أموالًا طائلة نُهبت من الحزب أو من الدولة اللبنانية، باستغلال نفوذ الحزب الذي لا يتورع عن استخدام القوة لحماية أفراده، حتى لو سرقوا المال العام".

تزوير واختلاسات

بحسب المصدر نفسه، زوّر المدعو محمد فضل الله فواتير، وتلقى مبالغ كبيرة لقاء هذه الفواتير المزورة، تجاوزت مليون دولار. وبعدما انكشف أمره في حزب الله، خضع للتحقيق، ثم وجّهت إليه تهمة أخرى، وسُجن أشهراً عدة. وقد امتنع حزب الله حتى الآن عن إعلان الأمر درءًا للفضيحة، خصوصًا أنه يعاني اليوم ضائقة مالية، بسبب العقوبات الأميركية والإجراءات العقابية التي اتخذتها ضده الدول العربية، إضافة إلى شحّ الدعم الإيراني، بسبب الحروب في العراق وسوريا واليمن. وتابع المصدر: "يغطي حزب الله سرقات أفراده ومناصريه واختلاساتهم من أموال الدولة، فمثلًا اتهم ابن أحد رؤساء بلديات الجنوب باختلاس مبالغ مالية ضخمة من المال العام ومن شركات تابعة للدولة بتزوير فواتير ومستندات دفع وسندات قبض، لكن عائلة المتهم مقربة من قادة في الحزب، فضغطوا لإلصاق التهمة بشخص آخر، وتبرئة ابن رئيس البلدية". وكانت عائلة رئيس البلدية قدد هددت قادة حزب الله باللجوء إلى السلاح، فألصِقت التهمة بشخص آخر، كما يؤكد المصدر نفسه، متابعًا: "يحرص الحزب على تغطية هذه القضايا ولفلفتها تحت مسميات أخرى تجنبًا للحرج العلني أمام المناصرين، ومحاولًا الظهور بمظهر الحريص على الأموال العامة وأموال الأيتام والثكلى وعلى مساعدة المحتاجين".

موارد مستنزفة

تتحدث المصادر عن فضائح مثيرة للجدل داخل صفوف الحزب، تتعلق باختلاسات ملايين الدولارات من أموال الحزب، ومن أموال المؤسسات التابعة له، كما من الدوائر الرسمية والوزارات التي يسيطر عليها في لبنان.

بدأت هذه الفضائح المتتالية تُقلق أمينه العام حسن نصرالله، الذي لم يجد متسعًا من الوقت حتى الآن لمعالجة الأمر، بسبب تكبده الخسائر الكبيرة في سوريا، وخصوصًا في حلب، التي وعد أنصاره أن تقلب سيطرته عليها ميزان القوى السوري، وبسبب تفاقم أزمته المالية، وثقل وزن المتورطين في الاختلاسات داخل صفوفه، كما تفيد المصادر من لبنان. إضافة إلى ذلك، تزيد الإجراءات التي تنفذها المصارف اللبنانية لتجفيف موارد حزب الله المالية، الطين بلة، خصوصًا أن هذه الموارد مستنزفة أصلًا بسبب تورط الحزب في الأتون السوري، واضطراره إلى دفع مبالغ طائلة تعويضًا للعائلات التي يعود أبناؤها في النعوش، كي يسلم من نقمتهم التي تتزايد، وكي يحافظ على سطوته داخل الشارع الشيعي اللبناني.

 

ايها النواب الموارنة المقاطعون لجلسات إنتخاب الرئيس:

خليل حلو/فايسبوك/16 آب/16

أنتم أكثر بكثير من سواكم تتحملون مسؤولية الفراغ في رئاسة الجمهورية، نعم أنتم أكثر من سواكم. الشرق الأوسط يعيش اسوأ أزمة في تاريخه ومصير شعوبه يرسم الآن على طاولات القوى الإقليمية والدولية، وأنتم تتصرفون وكأننا في جمهورية أفلاطون وتقاطعون وتقولون أن هذا حقكم الدستوري وكأننا في السويد أو في النروج. نحن ندري أن إنتخاب الرئيس لن يحل الأزمات المتراكمة بعصا سحرية ولكن على الأقل سيسمح حتماً بإدارة الشأن اليومي بأقل أضرار ممكنة، ألا ترون أنكم تماديتم إلى حد الجريمة؟ ألا ترون أن مقولة أنا أو لا أحد يدمر ما تبقى من الكيان اللبناني؟ في مطلق الأحوال هذا الكيان قائم ليس لأنكم نواباً ولا لأنكم مشترعين من الطراز الأول ولا لأنكم بذلتم أنفسكم من أجل لبنان ... أنتم لكم رواتبكم مدى الحياة ولا لزوم لتبذلوا أي مجهود لتستحقوا هذه الرواتب، وسياراتكم مؤمنة ومرافقوكم موجودون علماً أن لا أحد يريد إغتيالكم لأن ذلك لن يغير المعادلات القائمة.

لبنان مستمر بفضل النزهاء من الموظفين الذين يذهبون إلى عملهم يومياً ويقومون بواجباتهم رغماً عن الضائقة وسوء الأحوال. لبنان قائم بفضل النزيهين والمهرة من أصحاب المهن الحرة الذين يمارسون أعمالهم يومياً رغم الصعوبات. لبنان قائم على ربات المنازل اللواتي يبذلن أنفسهن لعائلاتهن. لبنان قائم لأن هناك بالآلاف من يؤمن به فعلاً ويعمل لأجله ولم ولن يرحل عنه أو يهاجر أو يدير ظهره لأهله. لبنان قائم بفضل جهود قواه الأمنية والعسكرية الشرعية دون سواها، فلبنان حتماً ليس قائماً عليكم أنتم الذين لا تقوقمون بواجبكم ولا تنتخبون رئيساً ولا تشترعون القوانين ولا تقومون بالمجهود اللازم لدفع لبنان إلى الأمام.

عار عليكم أن تساهموا في تدمير لبنان البطريرك الحويك وميشال شيحا ورياض الصلح وغيرهم ممن بنوا هذه الدولة بعد مئات السنين من عدم وجودها. عار عليكم ولا ولن ينفعكم الصراخ الإعلامي وتعمية الحقائق وتخويف الناس وممارسة الرياء والتذاكي على المواطنين. وإذا تجدون أنه ليس في اليد حيلة أمامكم خياران لا ثالث لهما:

أما الإستقالة من أحزابكم التي تقيد حرية رأيكم وهكذا تتحرروا مما كان يسكتكم وتجاهروا الناس بالحقائق

أما الإستقالة من مجلس النواب لأنكم فشلتم في الحفاظ على السيادة وعلى مقومات الحكم

وعدا ذلك فأنتم ستبقوا تتحملون المسؤولية التاريخية والمعنوية وربما العدلية للفراغ والإنحدار الحاصلان.

 

المحسوبية والولاء

صلاح حركة/فايسبوك/16 آب/16

الى جانب مرض الاِحتكار السابق هناك مرض اًخر اِسمه : المحسوبية والولاء.

1- أكثر الوظائف في القطاع العام محكومة بالمحسوبية وهذا يضعف أجهزة الدولة ومؤسساتها.

2- أكثر عقود الدولة تسير على نفس النسق مما يحمٌل الدولة أعباء اِضافية نتيجة الفساد والهدر.

3- بالتالي خدمات الدولة لا تقدم للمواطن الًا اِذا كان له ضهر أو عنده واسطة حسب التعبير اللبناني الدارج.

أكبر مثل : الاِستشفاء، عادة لا أماكن على حساب وزارة الصحة في المستشفيات، لكن حين يتصل الزعيم تحل المشكلة ويخلق السرير الشاغر. علما أن هذا حق للمواطن ومن المفترض أن يحصل عليه بدون منٌة من أحد.

كل ذلك يعطل الدورة الاِقتصادية ويعطل فعالية أجهزة الدولة ومؤسساتها ويؤدي الى هجرة اصحاب الكفاءات وبالتالي يضعف اِمكانية الحصول على فرص العمل.

 

نصرالله…والتسوية مع داعش!

خاصّ جنوبية/16 آب/16 /دعا السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير في ذكرى إنتصار حرب تموز العقلاء من الإسلاميين الذين يقاتلون في سوريا للدخول في تسوية، وذلك في رسالة هي الأولى من نوعها إلى عناصر داعش لوقف الفتنة والإمتناع عن قتل أخوانهم في الإسلام، وقد طالبهم بإلقاء السلاح. شدد نصرالله على ان المجموعات الجهادية التي تقاتل في سوريا تخدم مصلحة أميركا حين قال «أنتم تم استغلالكم خلال خمس سنوات لتهديد محور المقاومة وشعوب المنطقة لتقوم أنظمة مكانكم عميلة خانعة للأميركي والإسرائيلي.» في عام 2011 إنطلقت الثورة السورية في سوريا ولم يتحمل حزب الله مشهد تداعي النظام الذي يعتبره ركناً اساسياً في محور المقاومة فسارع حينها إلى وصف السوريين الثائرين بأتباع الأجندات الخارجية، وبدأ موقف الحزب من الثورة السورية يجنح إلى أماكن مختلفة تماماً عن خطاب الخيانة والعمالة. عام 2012 دخل الحزب الأراضي السورية للمشاركة بالقتال إلى جانب النظام وأثار حمية جمهوره بشعارات طائفية،  كحماية المراقد الشيعية المهددة من قبل المجموعات السنية المتطرفة، وحماية القرى الشيعية الحدودية من الإعتداءات التي قد تطالها من القوى الطائفية بحسب وصف الحزب. وتلقى حزب الله ضربات قاسية في معركة حلب التي إنطلقت في شهر اب الحالي، وكان نصرالله قد أعلن في واحد من خطاباته على أن المعركة إستراتيجية وان الإنتصار فيها يؤسس لصمود محور المقاومة والممانعة بوجه أميركا وإسرائيل. وتستمر المعارك إلى الان، ويحاول جيش النظام السوري المدعوم بغطاء جوي روسي ومن حزب الله الذي إرسال عناصر من فرقة الرضوان وهي فرقة النخبة لديه، ان يسترجع مواقعه التي خسرها في المدينة دون جدوى. ويقول مراقبون ان دعوة نصرالله للمجموعات الجهادية أتت في سياق التقارب الروسي ـ التركي من جهة، والإيراني ـ التركي من جهة ثانية. ولم تستجب اي من القوى المعارضة إلى دعوة السيد نصرالله، علماً انه في بداية النزاع السوري كانت المعارضة السورية قد دعته أكثر من مرة إلى الإحتكام للعقل والضغط على الرئيس السوري للإستجابة إلى المطالب الشعبية المحقة التي خرج من أجلها السوريين للتظاهر قبل خمس سنوات. وخلال الست سنوات الماضي، لم يقم حزب الله ولو لمرة واحدة بمحاولة فصل الشعب السوري والمجموعات المسلحة التابعة للجيش الحر وهيئة الأركان السورية عن المجموعات المتطرفة المصنفة إرهابياً، وتعامل الحزب مع كل القوى المعارضة التي تقاتل على الأرض على أنهم تكفيريين وإرهابيين ويجب القضاء عليهم بأي ثمن. ولعبت المكينة الإعلامية لمحور المقاومة والممانعة دوراً مهماً في تشويه صورة المعارضة السورية عبر إتهامها بالإرهاب والتطرف. من جهة اخرى، لم يلحظ أي تفاعل من جمهور حزب الله مع الدعوة التي أطلقها السيد نصرالله للجماعات المسلحة، وإكتفت صفحات التواصل الإجتماعي التابعة له بالتركيز على النقاط المتعلقة بإسرائيل والحرب القادمة معها. من جهة اخرى وقع حزب الله فريسة الإنتقادات من قبل معارضيه، فإستهزأ البعض بالكلام الصادر عن السيد، ورأى المعارضون في كلامه أنه يندرج ضمن محاولة حزب الله إنقاذ نفسه من ورطة إنهيار الجيش السوري على الجبهات في حلب، التي اخذت في الآونة الاخير تصب لصالح كفة الثوار على الأرض.

 

اليونيفيل: الوضع مستقر على طول الخط الأزرق

الثلاثاء 16 آب 2016/وطنية - صور - أوضحت قيادة "اليونيفيل" في الناقورة ردا على سؤال ل"الوكالة الوطنية للاعلام" عن أعمال الجيش الإسرائيلي في المحيط العام لبركة النقار جنوب الخط الأزرق على الجانب الإسرائيلي، أنه تم تكثيف عدد دورياتها وحضورها في الموقع لمراقبة الخط الأزرق لمنع حصول اي خرق محتمل له، وان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال مايكل بيري على اتصال دائم بالطرفين لإيحاد حل وتجنب اي سوء تفاهم قد يزيد التوتر في تلك المنطقة. وشدد بيري للأطراف على أهمية اعتماد المساعي الحميدة ل"اليونيفيل" وآلية الإرتباط والتنسيق الحالية توصلا الى حل يتوافق عليه الجميع نظرا الى حساسية المنطقة. وأضاف: "ان اليونيفيل ترى انه من المهم التوصل الى حلول متفق عليها مع كلا الجانبين حول الإجراءات العملية لتخفيف حدة مختلف مصادر التوتر وخفض مدى وقوع أي سوء تفاهم محتمل وبناء الثقة بين الأطراف". وختم مشيرا الى أن "الوضع مستقر على طول الخط الأزرق وفي كل انحاء منطقة عمليات اليونيفيل".

 

الجلسة ال33 لحوار حزب الله المستقبل في عين التينة: تأكيد الحاجة للاسراع في اقرار قانون الانتخابات النيابية

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - انعقدت جلسة الحوار الـ 33 بين "حزب الله" و "تيار المستقبل"، مساء اليوم، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل. كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل. وبعد الجلسة صدر البيان التالي: "ناقش المجتمعون التطورات السياسية، والاستحقاقات الدستورية وقانون الانتخابات النيابية، وأكدوا الحاجة إلى الاسراع في اقراره".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

أهالي عين دارة مستمرون في قطع الطريق الترابية في ضهر البيدر

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - عاليه - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" مي العلي، ان أهالي عين داره مستمرون في قطع الطريق الترابية في ضهر البيدر المؤدية الى المكان المؤدي الى معمل الإسمنت المزمع انشاؤه. وكان الاهالي قطعوا الطريق ليلا بالسواتر الترابية بعد محاولة ادخال معدات الى المكان المذكور.

 

حماده: لا حل الا بالعودة للدستور ولا بد من التمديد لقهوجي

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - اعتبر النائب مروان حماده في حديث لاذاعة "صوت لبنان - 93,3 "ان ما يحل الأزمة اللبنانية هو العودة الى الدستور". وسأل حماده "طالما يصر حزب الله على العماد عون، لماذا لم يجرب حظه مع التكتل المسيحي ويأتي الى مجلس النواب لمبارزة ديمقراطية؟"، مضيفا:"عندئذ قد يكرس العماد عون رئيسا أو قد يكون هناك مفاجآت، أو قد يفتح المجال لشخصيات أخرى من المؤهلين للرئاسة". وفي معرض تعليقه على الكلام الأخير للسيد حسن نصرالله، قال حماده: "عندما يعلن نصرالله قبوله بالرئيس الحريري في رئاسة الحكومة يكون كمن يلغي الدستور واتفاق الطائف وكمن يضع شروطا على الحكومة المقبلة ويكون بذلك يريد رئيسا للحكومة تحت سيطرته وهذا الأمر مرفوض من قبلنا، ونحن نقول: لا عون للرئاسة بهذه الشروط". وعدد حماده أسماء كثيرة يراها مؤهلة لرئاسة الجمهورية منها بطرس حرب، روبير غانم، رياض سلامة، جان قهوجي، زياد بارود، جان فهد وجان عبيد. ورأى "ان لا محال من التمديد لقائد الجيش، فالوقت الراهن ليس وقتا للتغيير".

 

الرئيس أمين الجميل حذر من استمرار العقم السياسي: لمشروع متكامل لمعالجة النفايات دون استنسابية وانتقائية

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - حذر الرئيس أمين الجميل من "استمرار نظام العقم السياسي والسجالات غير المفيدة التي من شأنها إطالة أمد الفراغ وبلوغ الانتخابات النيابية المقبلة من دون تحقيق انجازين: انتخاب رئيس للجمهورية اولا، وإقرار قانون عصري للانتخابات ثانيا". ورأى أنه "من الترف الدخول في ملهاة جديدة اسمها مجلس الشيوخ الذي من شأن طرحه في لحظة الفراغ صرف النظر عن موضوع رئاسة الجمهورية واستيلاد عامل اضافي لتمييع الإنتخابات". وقال في بيان: "إن مجرد طرح مجلس الشيوخ نظريا بدأ يثير اللعاب المذهبي لرئاسته فكيف الحال لاحقا بشأن صلاحياته في ضوء نظام المجلسين".

ودعا الجميل اهل الحوار الى "تنقية البنود المطروحة على الطاولة، والتركيز على العناصر التي من شأنها ترشيد القوى السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية والتي تتقدم على اي بحث آخر مهما علا شأنه". واذ حيا "الجهود التي يبذلها الرئيس نبيه بري لخلق مناخ سياسي مناسب"، دعا في المقابل الى "بذل الجهد الاكبر وربما الاوحد لانتخاب رئيس للبلاد، بالاحتكام الى الدستور وبعيدا من سياسة الاملاء". في موضوع النفايات، قال الجميل: "ان ما يجري في ساحل المتن هو واحد من مشروعين او الاثنان معا: فإما نحن امام مشروع تهجير، او امام ثورة شعبية، وفي الحالتين نحن في معرض ازمة يجب تدارك نتائجها".

واعتبر انه "يؤيد حلا شاملا وعلميا للنفايات، وهذا يفترض دراسة الاثر البيئي والتشدد في نسب الفرز قبل بدء العمل بالمطامر والمكبات".  ووجه نداء الى وزير الصحة وائل ابو فاعور "لتشكيل لجنة طوارىء من اهالي المنطقة ومن اصحاب الاختصاص لدراسة الاثر الصحي لمطمر برج جمود-الجديدة، اذ لا يجوز ان تكون النفايات وانبعاثاتها المرضية طبقا على مائدة اهل ساحل المتن وزائرا غير مرحب به في منازلهم". ودعا الحكومة الى "طرح مشروع متكامل لمعالجة النفايات دون استنسابية وانتقائية، ودون اختصار المراحل العلمية والصحية والبيئية وكأنها أكسسوار في حين هي الاساس الذي يوجه الى الحل الصحيح".

 

الحجيري: الجيش يمثل كرامتنا والإعتداء عليه هو إعتداء علينا

صوت لبنان/16 آب/16/أكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، أن الوضع في عرسال جيد والأمور عادت إلى طبيعتها بعد إنتشار الجيش وعملياته بالأمس، مشدداً على أن “الاعتداء على الجيش مرفوض بكل أشكاله”. وفي حديث لصوت لبنان، جدد الحجيري تأكيده الوقوف خلف الجيش بمواجهة الاعتداء الذي حصل، مشيراً إلى أن “الجيش يمثل كرامتنا والإعتداء عليه هو إعتداء علينا”، مؤكداً أن “عرسال بلدة وطنية وهي حاضنة للجيش اللبناني”. وعن التهديدات التي تلقاها، أوضح الحجيري، أن كل شخص يعمل على إعادة عرسال إلى مسارها المدني هو معرض للتهديد والإعتداء.

 

هيدموس: بيار فتوش بدأ بتنفيذ تهديداته السابقة

صوت لبنان/16 آب/16/أعلن رئيس بلدية عين دارة فؤاد هيدموس في حديث لصوت لبنان  الى ان السيد بيار فتوش بدأ بتنفيذ تهديداته السابقة بإستعمال القمصان السود والسلاح لفرض انشاء معمل الاسمنت بالقوة. واوضح هيدموس ان فتوش استقدم عند العاشرة ليلا اربعة عشر مسلحاً، وادخلوا بعض المنشات الى المعمل بالقوة رغماً عن شرطة البلدية.واذ جدد التأكيد على رفض كل اهالي عين دارة والجوار للمعمل، اشار هيدومس الى ان البلدية اتخذت موقف أولي بإقفال الطريق المؤدي الى معمل عين دارة بالاتربة على ان يكون لها موقف في نهاية الاسبوع

 

التيار المستقل : لانتخاب رئيس والافضل ان يكون من خارج 8 و14 آذار

الثلاثاء 16 آب 2016/وطنية - اعلن المكتب الياسي للتيار المستقل في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة اللواء عصام ابو جمرة انه "بحث الوضع العام في لبنان والسبل التي تساعد على تطوير التيار المستقل وتفعيل انتشاره على ضوء ما يجري على الدولة من ثورات هادئة بالحراك الشعبي، وعلى قيادة بعض الاحزاب من تمرد هاديء واهتزازات ناتجة عن :عدم التقيد بالدستور وعدم تطبيق القوانيين التي قامت عليها الدولة وعدم التقيد بالانظمة التي تأسست عليها الاحزاب". واشار الى "الفساد المتفشي وبشكل سافر في المؤسسات الرسمية والخاصة بالاساليب التالية : سرقة المال العام دون خجل او وجل حتى من النفايات، المحاصصة بين القادة في توزيع مقدرات الدولة دون وجهة حق، الاحتكار العائلي للقيادات والقدرات المالية فيها للمنفعة الخاصة، الوصولية في التصرف باسم الميثاقية لتبوء المراكز العليا على حساب الاخرين، الدكتاتورية والتفرد بالقرارات لتخطي الديموقراطية المفترضة". وتساءل التيار "عن اسباب دعوة السيد نصرالله داعش والنصرة لوقف القتال، وحزب الله يخوض المعارك الشرسة معها في منطقة حلب .فهل هي كالتي دفعته لتوجيه ذات الطلب لها خلال معركة الزبداني؟"، متمنيا للحزب "العودة السالمة الى دياره في اقرب وقت، والمشاركة في انتخاب رئيس الجمهورية الافضل من خارج 8 و14 آذار، وانتخاب مجلس نواب جديد وتأليف حكومة جديدة فاعلة لتسيير عجلة الدولة وتحقيق الاستقرار في لبنان ومع محيطه".

 

فتفت: لا أرى رئيساً للجمهورية في القريب العاجل

صوت لبنان/16 آب/16/أشار النائب أحمد فتفت في حديث لصوت لبنان الى ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غير مؤهل لإعطاء اي تكليف واي توصيف لرئاسة الحكومة، لأنها مسؤولية المجلس النيابي والاكثرية النيابية، ورئاسة الحكومة هي نتيجة استشارات نيابية ملزمة لرئيس الجمهورية الموجود الذي يحدد ويكلف من تقرره الاكثرية النيابية، وليس للسيد نصرالله أي صفة بهذا الموضوع. وحول التقوقعات المتفائلة بقرب إيجاد مخرج للرئاسة، اوضح فتفت ان الجميع يحللون الامور على الساحة الاقليمية وتحديداً في الموضوع السوري. واضاف: انا اعتقد ان الموضوع سيطول جداً ولا أرى رئيساً للجمهورية في القريب العاجل. ونفى فتفت اطلاعه على اي مباردة رئاسية يحملها معه وزير الخارجية المصري  وقال: اهلا وسهلا بأي ضيف يأتي الى لبنان، وسنستمع لما لديه، ولكن الجميع يعرف ان هناك قرار ايراني ينفذه حزب الله لتعطيل انتخاب الرئيس وتعطيل النصاب في المجلس النيابي. وعن تضمين نصرالله خطابه الاخير دعوة للمصالحة مع الجماعات التكفيرية في سوريا، قال فتفت: الان نصرالله يتوجه للجماعات المتطرفة بخطاب مختلف وغريب جداً ولا نعرف ما اذا كان ذلك نتيجة المعارك التي يخوضها الشعب السوري ما يضطر حزب الله للاعلان عن تحالفه الفعلي مع القوى المتطرفة كما يفعل النظام السوري. واضاف فتفت: كلام نصرالله اعتراف بوجود التكفيريين والسيد حسن لم يتوجه ابدا الى الشعب السوري فاذا كان يريد المصالحة فيجب ان يقيم مصالحة مع الشعب السوري وليس التكفيريين، واذا كان يريد الخروج من المأزق السوري عليه ان يقبل بان الشعب السوري هو صاحب القرار كما الشعب اللبناني صاحب القرار في لبنان. وشدد فتفت على ان “بعض المراهنين مخطئين جداً اذا اعتقدوا اننا في تيار السمتقبل او ان الرئيس الحريري يمكن ان يتنازل عن المبادىء الاساسية في عمله فهذا غير وارد عند احد.” واضاف: الرئيس بري يحاول ايجاد حلول في هذه المرحلة ، وهو مشكور لانه يحاول ان يبث التفاؤل، ولكن الحقيقة في مكان اخر، و الجميع يعلم ان الحلول مرتبطة كلياً بالوضع الاقليمي وقرار التعطيل الايراني.

 

القاضي زاهر حمادة استمع الى حبيش في شأن تورط هنيبعل القذافي في اختطافه في ليبيا

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - استمع المحقق العدلي في قضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، القاضي زاهر حمادة، اليوم إلى الشاهد الدكتور حسين حبيش في شأن تورط هنيبعل القذافي في مسألة اختطاف حبيش في ليبيا على يد جماعة مسلحة تابعة للقذافي. وأحال القاضي حمادة، تبعا لما أدلى به الشاهد حبيش، الأوراق إلى النيابة العامة التمييزية للنظر في الإدعاء على هنيبعل القذافي وضابط ليبي سابق بهذا الخصوص.

 

الراعي من المطار: لانهاء الحروب وعودة النازحين لأن لبنان لم يعد يحتمل

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي متوجها الى روما في بداية زيارة له تشمل ايضا كوريا الجنوبية، وتستمر لنحو أسبوعين، يشارك خلالها في حضور مؤتمر دولي يعقد في سيول بمشاركة وفد من الكرادلة والمطارنة حيث سيكون البطريرك الراعي المتحدث الرئيسي فيه وهو بعنوان "السلام والمصالحة"، وفي روما سيشارك في حضور مؤتمر للمشرعين الكاثوليك. ويرافقه في الزيارة مسؤول الإعلام في بكركي وليد غياض. وكان في وداعه في المطار المطران بولس صياح، الأباتي انطوان خليفة، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو ابو كسم والدكتور الياس صفير.

وعن طبيعة الزيارة تحدث البطريرك الراعي في المطار، فقال: "سأشارك في حضور المؤتمر الدولي الذي سيعقد في سيول الذي ينظمه سنويا رئيس أساقفة سيول، وهذه السنة يعقد بعنوان "السلام والمصالحة"، وقد أراد أن يكون هناك صوت من الشرق الأوسط ليعطي الخبرة عن السلام والمصالحة في الشرق الأوسط، ونحن في إمكاننا التحدث عن لبنان وتجربته لأنه اتخذ خطوة بعد الحرب من أجل المصالحة والسلام بعد انعقاد الطائف وانطلقوا من جديد والآن يكملون طريقهم على الرغم من كل الصعوبات، وإنما المهم هنا هو ان الشعب اللبناني استطاع طي الصفحة والعودة الى بلداته ومناطقه، علما ان كل واحد يعرف كيف اعتدى على الآخر. يسعدنا أن نقول ان المصالحة والسلام في لبنان هي من صميم النظام اللبناني والثقافة اللبنانية". أضاف: "أما بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط فمع الأسف، لا يوجد فيها اختبار السلام والمصالحة، ولكنني سأطرح طريقة الحلول للأزمات التي نعيشها انطلاقا من فلسطين الى سوريا والعراق، فهناك حلول لمنطقة الشرق الأوسط إذا وجدت الإرادات الدولية". وعن الزيارة الى ايطاليا، قال الراعي: "سنشارك في المؤتمر السنوي الذي يعقده المشرعون الكاثوليك الدوليون، وليست المرة الأولى التي نشارك فيها، وعلى مدى ثلاث سنوات يتم التحدث فيه عن السلام في الشرق الأوسط، وسوف نعطي مساهمتنا تجاه المجتمع الدولي بأهمية وجودنا في هذا الشرق، وخصوصا لبنان، وان الحضور المسيحي في هذا الشرق والعيش المسيحي - الإسلامي أننا لا نريد أن نخسر أحدا لا مسلما ولا مسيحيا، لأننا بنينا حضارة مع بعضنا البعض، وكل ما نراه من داعش والقاعدة والمرتزقة فهذا لا أعتقد أن له علاقة بالإسلام في حد ذاته، وهم يشوهون حضارة بنيناها ولو بصعوبة، إذ إن الحياة الزوجية تشوبها صعوبة مع انها تكون مبنية على الحب، ولكننا نصر على المحافظة على ثقافة العدالة والإنفتاح التي بنيناها سوية منذ 1400 سنة في هذا الشرق الأوسط". وردا على سؤال قال: "في لبنان مجتمعان مع الأسف، المجتمع المدني والمجتمع السياسي، فبالنسبة للمجتمع المدني تصالح، وتصالح بسهولة وطوى الصفحة، وعاد الناس الى مناطقهم، إنما المجتمع السياسي لم يتصالح وما زال يقسم البلد الى قسمين والبرهان على ذلك انهم لا يستطيعون انتخاب رئيس للجمهورية ولا اتخاذ أي قرار لأنهم لم يتصالحوا، وإن كانوا تصالحوا بالنسبة لغداء أو عشاء فقط، ونراهم كذلك في كل مكان، وإنما كل واحد منهم متشبث ومتمسك بمصالحه". وتابع: "طبعا نحن في حاجة لمصالحة سياسية جديدة، وهذا يتم عندما يضع كل السياسيين عندنا مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، أي عندما يخرجون من مصالحهم الشخصية التي هي على حساب الخير العام، عندها تتم المصالحة الكبيرة، فعلى المستوى الإجتماعي المصالحة تمت، وعلى مستوى المجتمع المدني تمت ايضا، إنما نأمل من المجتمع السياسي أن يخطو خطوة الى الأمام وليس فقط ان يتصالح باللقاءات وإنما يتصالح بانتخاب رئيس للجمهورية وبإعادة الحياة الى المؤسسات في الدولة وان لا تكون الدولة سائبة لمصالح شخصية تدب فيها الفوضى والفساد، فهذا شيء مرفوض كليا وغير مقبول". وأكد أن "الطريق الأسهل هو أن يحضروا الى المجلس النيابي وبالتشاور والإقتراع يتوصلون الى نتيجة".

قانون الانتخاب

وعن استمرار الخلافات حول قانون الإنتخابات قال: "منذ ثماني سنوات على الأقل وهم يعملون على إيجاد قانون للانتخاب، وفي رأيي ان لا شيء يمشي في البلد إذا لم يتم انتخاب رئيس، فرئيس الجمهورية هو الباب الذي ندخل فيه الى البيت، وبعد الدخول الى البيت نرتبه، لكنهم يريدون أن يفعلوا كل شيء من الخارج من دون رئيس". وسأل: "أي قانون يصدر من دون وجود رئيس للجمهورية؟ ومن يعطي انتظاما لمؤسسات الدولة غير وجود رئيس للجمهورية؟ ولماذا وضع مشروع المرحوم فؤاد بطرس في "الجارور"؟ ولماذا لم يقر مشروع القانون الذي قدمه الوزير مروان شربل؟ الموضوع ليس موضوع قانون انتخاب، إنما اسمحوا لي أن أقول إن هذا كله هو هروب من الواجب الأساسي ومن المدخل الأساسي لكل شيء ألا هو انتخاب رئيس للجمهورية".

الجيش

وعن تعليقه لما تعرض له الجيش بالأمس من استهداف في عرسال؟ قال: "أوجه التحية الى الجيش لأنه لولا الجيش ما كان في استطاعة أحد العيش بأمان في لبنان، فالجيش هو سياج الوطن وهو موجود في الجرود في الصيف والشتاء، معرضين لأصعب الظروف، نحن ندعمه وكل الشعب يدعمه أيضا، وإنما الجيش لا يمكنه أن يكون مكسر عصا لأحد، لذلك نحن كلنا مدعوون لكي نسانده ونكون الى جانبه ومعه كلنا درع واحد". وعن التمديد لقائد الجيش لتلافي الوقوع في فراغ عسكري بعد الفراغ الرئاسي؟ أجاب: "نحن كنا ضد التمديد للمجلس النيابي، وكنا ضد التمديد لرئيس الجمهورية، لأن الدستور يقول ذلك. فالتمديد بالإجمال هو علامة كسل، ويدل على انني لا أريد أن أتخذ أي قرار، فما هو المبرر للتمديد للمجلس النيابي لمرتين وبأي حق وبأي قانون، وإنما حينما يستسهلون التمديد في كل مكان، هذا لا يجوز". أضاف: "على الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها وتجري التعيينات عندما يكون ذلك مطلوبا، وان وجب اتخاذ غير تدبير فعليها أن تتخذه وعليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم، فلا يجوز ان نستمر على هذه الحال، وأنا لاأريد أن أعلن موقفا في هذا الموضوع لأنه موضوع يعني الحكومة، لكنني أتكلم بالمبدأ، ولماذا نريد الإستمرار في المخالفات ونستسهل هذه المخالفات للدستور؟ ومتى سيأتي اليوم الذي نحترم فيه الدستور ونحترم كل الناس؟ وبرأيي، ان الحكومة هي مسؤولة عن تشريد الشعب المسكين من أرضه وممتلكاته، نحن متضامنون مع كل النازحين واللاجئين وكل الأشخاص الذين هم ضحية الحروب التي هي مصالح كبيرة بين الدول ان كانت مصالح سياسية أواقتصادية أواستراتيجية، إنما لماذا على لبنان أن يكون ضحية الحرب في سوريا والمنطقة؟ لماذا علينا نحن في لبنان أن نتلقى كل نتائج هذه الحروب؟ فاقتصاديا الطرقات مقفلة علينا، سياسيا نحن في نزاع كبير جدا في لبنان حيث أننا من دون رئيس منذ أكثر من سنتين ونحن أيضا نعاني من وجود أعداد كبيرة من اخوتنا السوريين الذين أصبح عددهم يقارب المليونين الى جانب نصف مليون فلسطيني، ونحن نطالب العالم كله بإنهاء الحرب لكي يستطيع هؤلاء الناس العودة الى اراضيهم، أما في حال استمرار الحروب، فلبنان ليس باستطاعته تحمل المزيد، إنما يجب أن يكون هناك تدبير آخر ان يتمكنوا إيجاد أمكنة آمنة في ارض سوريا يستطيع أن يعيش الشعب السوري فيها الى حين التمكن من العودة إلى أرضه وبيوته وإلا فإننا ذاهبون الى كارثة اقتصادية، اجتماعية، إنسانية، ثقافية، سياسية ومذهبية، لبنان لا يتحملها". وكان البطريرك الراعي تلقى مساء أمس اتصالا هاتفيا من قائد الجيش العماد جان قهوجي تمنى له خلاله التوفيق في سفره.

 

قانــون الانتخـاب يفتـح الطريـق لبقيـة الحلـول وبري يبحث عن نقاط مشتركة تلتقي حولها الكتل الكبرى

المركزية- يسعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى احداث خرق في جدار الازمة المتشعبة ايمانا منه بأن مثل هذا الخرق لو حصل من شأنه ان يفتح الطريق امام بقية الحلول. وعلى رغم انسداد افق الحل امام ملء الشغور الرئاسي الذي تخطى العامين والدعوة الى جلسة رقمها 44 لانتخاب الرئيس بعدما باءت كل الجلسات بالفشل بفعل عدم اكتمال النصاب والانقسام العمودي الحاد القائم حول شخص الرئيس يحاول بري، على ما تقول مصادر نيابية اليوم، العمل على فك طلاسم قانون الانتخابات الذي شكل لجنة من الكتل النيابية للتوفيق بين المشاريع والصيغ المطروحة. وتضيف في وقت تلقى رئيس المجلس موافقة تيار المستقبل على الصيغة التي يقترحها (بري) والمرتكزة الى القانون المختلط اي الجمع بين الاكثري والنسبي، شرط ان تكون مناصفة 64 اكثري و64 نسبي، فهو يعمل اليوم على خط الوصول الى نقاط مشتركة في صيغة المشروع المختلط تلتقي حولها الكتل النيابية الكبرى خصوصا بعدما ضمن موافقة "المستقبل" الذي كان رفضه يشكل عقبة رئيسة امام الوصول الى قانون انتخابي جديد بديل لقانون الستين الذي من شأنه اعادة انتاج التركيبة السياسية الراهنة فيما لو جرت على اساسه الانتخابات النيابية في الربيع المقبل بعد انتهاء الولاية الممددة للمجلس النيابي الحالي. وفي اعتقاد بري كما تقول المصادر ان ظواهر المواقف والامور من الصيغة المقترحة (المختلط) المشروع المعروف بمشروع بري الذي كان تقدم به عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي بزي تبشر بالخير وامكانية تلاقي الكتل والفرقاء على هذا المشروع، ولكن في رأيه الشياطين تكمن في التفاصيل لذا وكما تقول المصادر ان بري باشر وبعد تلقيه موافقة "المستقبل" بإجراء اتصالات شخصية وعبر وسطاء وموفدين مع التيار الوطني الحر اثمرت حتى الساعة عن لقاء جمعه مع رئيس التيار الوزير جبران باسيل وآخر مع وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب افضيا ايضا الى ايجابيات تستوجب الاستكمال سيما وان "التيار الحر" يربط موافقته النهائية على مشروع قانون الانتخاب ببنود اخرى من السلة (الحل) التي كان بري طرحها على طاولة الحوار لاخراج البلاد من مأزقها الراهن. علما ان اركان التيار على مختلف مواقعهم كانوا اعلنوا في اكثر من موقع وموقف موافقة تامة على مبدأ النسبية الذي اجرى التيار نفسه انتخاباته الحزبية والداخلية على اساسه لاختيار مرشحيه للانتخابات النيابية في دورتها المقبلة. وتختم المصادر ناقلة عن بري ان صيغة (المختلط) تشكل نقطة التقاء بين الكتل النيابية، واذا صفت النيات فإن الوصول الى صيغة جامعة يقرها المجلس النيابي لا يبدو متعذرا او مستحيلا خصوصا اذا بقيت الاوضاع المحلية والاقليمية تدفع باتجاه التلاقي والحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما يجري في سوريا والمنطقة وهذا ما زال يحظى بموافقة اقليمية ومباركة دولية.

 

انشقاق في حزب وئام وهاب وسري الدين يحمل على سرايا المقاومة

نسرين مرعب/جنوبية/16 آب/16

انتشر شريط فيديو نشره مجموعة من الشباب المنتمين لحزب التوحيد العربي الذي يرأسه الوزير السابق وئام وهاب، وهو أحد أحزاب 8 آذار المتحالف مع حزب الله، اعلن فيه هؤلاء استقالتهم من الحزب. فما هي أسباب هذه الاستقالة وخلفيتها؟ في الشريط الذي تمّ نشره بتاريخ 11 آب قبل خمسة أيام عبر صفحة مفوض الشوف وعضو المكتب السياسي في حزب التوحيد أمير سري الدين، فيه إشارة للحرب السورية، إذ لفت أنّ نصف الأسلحة التي تستعمل في سوريا لو تمّ رميها على اسرائيل لكان تمّ محوها عن الخريطة، كما تطرق إلى السويداء وإلى تهديد أهلها بداعش من الشرق وبالأفغان من الجنوب، وضربها بالهاون لتهويل المواطنين وإجبارهم على موالاة النظام ومقاتلة الشعب السوري. كما اعترض سري الدين علناً على العداء الذي خلقته بعض الأحزاب مع دول الخليج لا سيما “وأنّ هنالك 50 الف مغترب بهذه الدول”، وطالب “برفع الغطاء عن سرايا المقاومة لأن وجودها غير مبرر، لا في الشوف ولا في حاصبيا ولا في أيّ من مناطق الجبل.” فماذا يقول سري الدين لـ”جنوبية“، وما هي تحفظاته؟ وما الخطوات القادمة؟ أمير سري الدين وفي حديث لـ”جنوبية“، أكّد انّ “الاستقالة جاءت على خلفية ممارسات الحلفاء، وقد تم ّتجميد النشاط في الحزب بتاريخ (25-3) وتسليم المركز ثم توقف النشاط بعدها بشكل نهائي ولم نعد نتابع الأمور الحزبية، إلى أن وصلنا لهذا القرار بعدما رأينا ماذا يحدث في سوريا، إضافة إلى ممارسات الحلفاء هنا، والهجوم على دول الخليج والتضييق على العديد من الشباب”.

مضيفاً “نحن كمجموعة شباب لم نعد نجد أنّ هذا مكاننا”. وعلّق سري الدين على موضوع الحرب السورية قائلاً “نحن اسمنا حزب التوحيد العربي، بينما في سوريا هناك ميليشيات ايرانية روسية قواعد بريطانية أمريكية لحماية السيادة، فأين هي العروبة؟ هناك 12 مليون مهجرا، حان الوقت لنقول كفى، 90% من سوريا أغلى من مجموعة صغيرة حاكمة”. وتابع “لقد اتخذت الحرب السورية طابع حماية الأقليات، ولكن الواقع مختلف، في السويداء حدث ولا حرج، ويومياً هناك مشاكل. ووفيق ناصر يتحكم بالأهالي، كما أنّ هناك رسائلا يومية للقيادة السورية من أبناء السويداء لتغيير وفيق ناصر دون أيّ استجابة، إضافة إلى أنّ أهالي السويداء حينما يطالبون بأي من حقوقهم يهددونهم بداعش والأفغان، ببساطة، اللعبة مكشوفة ولن نكون شهود زور”. وعن موضوع سرايا المقاومة، أشار”هذا الموضوع لا نحمله لحزب التوحيد مباشرة وإنما نحمله لحليفه حزب الله، الذي لا يستطيع تحت حجة الحلفاء فرض سرايا المقاومة، وهو إن أراد قتال اسرائيل هناك طريق الجنوب حدود فلسطين المحتلة ليتمركزوا هناك”. مؤكداً “بالشوف هناك سرايا مقاومة، هناك عمليات تنسيق لسرايا المقاومة نعلم بهذا الشيء وعرض علينا هذا الشيء عبر اوساط معينة”. أما فيما يتعلق بالمرحلة المقبلة، وعلاقتهم بالحزب الاشتراكي، أوضح سري الدين “انا والشباب الخمسة الذين قدموا استقالتهم لدينا العديد من المناصرين وسوف نتجه لتشكيل جمعية اجتماعية شبابية تضم الجميع للعمل الاجتماعي، نحن قد نتقاطع مع الحزب الاشتراكي بالعديد من الخطوط العريضة ولكن لدينا تحفظ عليه بموضوع الإنماء في الجبل، ونفضل أن نبقى مستقلين”.

مردفاً “بالنسبة لي أقله سوف أظلّ أبدي رأيي بالسياسة، لأن قناعاتنا نحن هي بالعروبة الاساسية وليس العروبة المطعمة من نظام المالكي أو النظام السوري أو ايران، حتى من تركيا لن نقبل بهذا الأمر”. وعن ردّة فعل حزب التوحيد العربي بعد الاستقالة وإن كان قد تواصل معهم بشأنها، أشار “معي أنا لم يتواصلوا، تواصلوا مع صديقي شادي غندور، وبطريقة التساؤل، وكان هناك جانب من التهديد ببعض الملفات”. مضيفاً “نحن قدمنا الاستقالة بـ (4-8)، ليصدر بحقنا في اليوم التالي قرار طرد، الأول بحق الأخ شادي وهو بسبب النصب والاحتيال كما ادعوا، والثاني هو بحقي بسبب علاقات مشبوهة واتصالات بجهات اخرى، وأنا حقيقة لم أفهم ماذا يقصدون بجهات أخرى وإن كنت برأيهم عميل عليهم أن يسلموني لا أن يفصلوني”. وختم سري الدين موضحاً “قرار الطرد صدر على خلفية ردود الفعل، وطلبوا منّا أن لا نتجه للإعلام واّنهم سوف يصعدون، غير أننا قررنا المتابعة حتى النهاية”.

 

زيارة الحريري إلى السعودية ستطول

 ليبانون ديبايت/16 آب/16/علم أن زيارة الرئيس سعد الحريري ستطول لبعض الوقت، كونها تنحصر بإنهاء ملف "سعودي أوجيه" وإتمام صفقة بيع هذه الشركة إلى السعودية، على أن يتفرّغ بعد ذلك إلى القضايا السياسية.

 

مصادر في "14 آذار" تردّ على رعد.. مناورات اعلاميّة!

ليبانون فايلز/16 آب/16/في جديد المواقف السياسية، ما أعلنه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، من أن حل أزمة الرئاسة يصبح قريباً عندما يشعر اللبنانيون أنهم محكومون بالشراكة، معتبراً أن الطريق أصبحت ناضجة، وآملاً أن تحل الأزمة في القريب العاجل. وقال إنه متفائل بانتخاب رئيس للجمهورية من الآن وحتى آخر السنة. وردت مصادر نيابية في قوى "14 آذار" على كلام النائب محمد رعد، بالتأكيد، على أنه إذا كان "حزب الله" جاداً في ما يقول، فما عليه إلا أن يحزم أمره ويطلب من نوابه حضور جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة في 7 أيلول المقبل، لطي الأزمة الرئاسية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وما عدا ذلك يبقى مجرد مناورات إعلامية من جانب الحزب وحلفائه، بهدف استمرار الفراغ وإطالة أمد الشغور الذي يخدم هذا الفريق في مشروعه لتفريغ المؤسسات الدستورية اللبنانية.

 

لبنان بلا سياح.. والخليجيون يبيعون ممتلكاتهم

الشرق الأوسط//16 آب/16/برز غياب لافت للسياح الخليجيين هذا الصيف من مدن وبلدات جبل لبنان، حيث افتقدت البلدات الجبلية مئات العائلات التي كانت ترتاد سنويا مناطق الاصطياف اللبناني، فيما بدا أنه أحد التداعيات لأزمة العلاقة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، مدعومة ببيانات غير رسمية عن أن 70 في المائة من المواطنين الخليجيين الذين يمتلكون عقارات في جبل لبنان، باعوا ممتلكاتهم خلال الفترة الماضية. وبدا الغياب الخليجي عن مدن وبلدات عاليه وبحمدون المحطة وصوفر وبرمانا في جبل لبنان، مدوًيا في الموسم السياحي الحالي، علًما بأن هناك مواطنين خليجيين يمتلكون عقارات ومنازل في هذه المناطق، وذلك لأول مرة منذ فترة ما بعد الحرب اللبنانية مطلع التسعينات من القرن الماضي. ويأتي ذلك إثر تحذيرات من دول مجلس التعاون الخليجي لرعاياها من القدوم إلى لبنان حفاًظا على سلامتهم. ويرى متابعون أن الحرب السورية والحملات السياسية المحلية الجائرة على دول الخليج هي ما أصابت السياحة اللبنانية، وخصوصا على خط حضور الرعايا الخليجيين الذين يشكلون تاريخيا عصب السياحة والاصطياف في لبنان. وفي استطلاع لبلدات الاصطياف من مدينة عاليه الملقبة بـ«عروس المصايف»، مروًرا ببحمدون المحطة وفالوغا وحمانا، وصولاً إلى المتن الشمالي، حيث بدت المناطق خالية من حركة السياح. وبدا الاستياء عارًما لدى أصحاب المحال التجارية والمؤسسات السياحية من الموسم المترّنح، ولا سيما على خط الغياب الخليجي الذي سبب أزمات اقتصادية ومالية، ناهيك عن غياب فرص العمل في هذه القطاعات. وانعكست أزمة المقاطعة السياحية الخليجية للبنان على القطاع العقاري، إذ أشار إيلي رزق، رئيس هيئة تنمية العلاقات اللبنانية ­ السعودية، إلى أن مواصلة بيع الخليجيين لأملاكهم في لبنان وصلت إلى نسبة 70 في المائة عقارًيا في المناطق الجبلية، و34 في المائة في وسط بيروت؛ واصًفا هذه الأرقام بـ«المخيفة»، إضافة إلى أن عدد إيجار السيارات انخفض من 18 ألفا إلى 7 آلاف، والأمر عينه إلى تدني نسبة إشغال الفنادق وانخفاض الأسعار والأيام في حجوزات الأعياد. وأوضح رزق أن «الأزمة برزت على نطاق واسع في فترة عيد الفطر، وصولاً إلى الموسم السياحي حالًيا، حيث اقتصرت السياحة على اللبناني في بلدان الانتشار، وسياح من جنسيات إيرانية وعراقية وأردنية ومصرية»، مشدًدا على أن ذلك «لا يعوض إطلاًقا الحضور الخليجي ولا سيما السعودي الذين لهم باٌع طويل في دعم الموسم السياحي والاصطياف في الربوع اللبنانية». كما لفت إلى أن الأزمة «أصابت قطاع المطاعم والمقاهي ومجمل القطاعات السياحية، ما يعني أن هناك كارثة بكل معنى الكلمة نتيجة هذه السياسات المتبعة والحملات المتواصلة على المملكة ودول الخليج، وبالمقابل استمرار الحكومة متفرجة إزاء ما يحصل». ويشكو رؤساء بلديات المناطق السياحية من تراجع الموسم السياحي، مؤكدين على حسن العلاقة مع السياح الخليجيين.

 

"حزب الله" يرفع "الفيتو" عن مستشفى شبعا

الحياة/16 آب/16/وأخيراً، بعد طول انتظار، يوقع اليوم اتفاقٌ بين وزير الصحة وائل أبو فاعور وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان حمد سعيد الشامسي، في حضور رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية أمين محمد الداعوق، للبدء بتشغيل مستشفى رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد في بلدة شبعا في قضاء حاصبيا. وعلم أنه مضى على تعطيل تشغيل المستشفى سنوات، وكانت الجهود السياسية أفضت إلى رفع «الفيتو» الذي وضعه «حزب الله» على البدء بتشغيله بذريعة أن لديه مخاوف من ربطه بالنزاع الدائر في سوريا، واحتمال استقبال الجرحى من المعارضة فيها ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وصولاً الى تحويل المنطقة الى «عرسال ثانية». كما علمت بأن البدء بتشغيله أُثير في أكثر من لقاء حواري بين تيار «المستقبل» و «حزب الله» برعاية مباشرة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ممثلاً بمعاونه السياسي الوزير علي حسن خليل.

كما أثاره رئيس الحكومة تمام سلام مع وزيري «حزب الله» محمد فنيش وحسين الحاج حسن على هامش اجتماعات مجلس الوزراء. إضافة إلى أن تشغيله كان الهمَّ الأول لرئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، وأيضاً وزير الصحة وائل أبو فاعور في لقاءاتها مع قيادة الحزب. ناهيك عن الدور الضاغط للرئيس بري الذي لعب دوراً في الاتصالات التي أسفرت عن إطلاق الضوء الأخضر للبدء بتشغيله، إضافة الى الدور الذي لعبه قائد الجيش العماد جان قهوجي في توفير الضمانات الأمنية للحفاظ على استمرارية العمل في المستشفى، وأبرزها تكليف قوة من الجيش بتأمين الحراسة الدائمة له لمنع وصول الجرحى إليه من داخل الأراضي السورية. حتى أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قام بتحرك لدى قيادة حزب الله من أجل تسهيل عملية البدء بتشغيله.بدوره، تولى السفير الشامسي مواكبة جميع الاتصالات، وأحياناً بعيداً من الأضواء، لأنه يرغب في تحييد كبرى المؤسسات الصحية والإنسانية في الجنوب عن التجاذبات السياسية، لأن لا طائفة للخدمات الصحية التي يقدمها، وبالتالي تشمل جميع الذين هم في حاجة الى العلاج. كما أن «حزب الله» اقتنع في نهاية المطاف بأن لديه مصلحة في تشغيل المستشفى، خصوصاً وأن الكرة أصبحت في مرماه ولم يعد في وسعه سوى المساهمة في مهمة نزع «الألغام» السياسية التي تعترض البدء بتشغيله، إضافة إلى أن قيادته تعتبر أن الظروف التي أملت عليها التريث في موافقتها على تشغيله لم تعد قائمة وأن الوضع الميداني في المناطق السورية تبدّل، بذريعة ان النظام في سوريا تمكن من السيطرة عليه. وقال السفير الشامسي إن «المستشفى في شبعا هو مشروع إنساني وصحي بامتياز، ونحن من جانبنا كدولة الإمارات العربية المتحدة، كنا نراهن على النيات الحسنة للأطراف السياسية التي دفعت في اتجاه تبديد كل الهواجس التي كانت تعترض تشغيله». ولفت إلى أن دولة الإمارات برعاية مباشرة من رئيسها الشيخ خليفة بن زايد «حرصت منذ وضع المستشفى فور تجهيزه على أهبة الاستعداد لاستقبال المرضى، على توفير المال اللازم لصيانة معداته وغرف العمليات فيه وتأمين الحراسة له». ورأى أن تكليف جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في لبنان بالإشراف على تشغيله وإدارته ينطلق من أن لديها خبرة في هذا المجال، وهي تدير المستشفى الذي يحمل اسمها في بيروت. وقال إن هذا المستشفى يُعتبر من أهم المستشفيات الموجودة في لبنان وهو يضم عدة عيادات مجهزة بأحدث المعدات الطبية وغرف عمليات جاهزة لاستقبال المرضى، ومبنى إدارياً وآخر سكنياً للأطباء والممرضين. وأن هناك لجنة عليا تتشكل منه ووزير الصحة ومدير مؤسسة رئيس الدولة خليفة بن زايد، محمد الخوري للإشراف على إدارته بالتنسيق مع جمعية المقاصد. إضافة الى وجود سلطة مشغلة له ومجلس إدارة يعينه مجلس الوزراء بناء لاقتراح وزير الصحة. وإلى أن يصار إلى تعيين مجلس إدارة للمستشفى، ستقوم هيئة انتقالية بالإشراف على تشغيله، بالتعاون مع اللجنة العليا، كما قال الوزير أبو فاعور منوهاً بتجاوب جميع الأطراف مع بدء تشغيل هذا «الصرح الصحي الذي أنشأته دولة الإمارات، التي عودتنا على مد يد العون للبنان لمساعدته في التغلب على أزماته».

 

الاسم الذي يخبئه العونيون بديلا عن عون؟!

ناصر زيدان | الانباء الكويتية/16 آب/16

مجموعة من المؤشرات السياسية قد تنفتح كوَّة في جدار الانسداد السياسي في لبنان، وربما تؤدي الى عقد جلسة نيابية كاملة في السادس من سبتمبر القادم، ينتخب خلالها رئيس جديد للجمهورية. كلام وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عند انتهاء اجتماع تكتل التغيير والاصلاح الثلاثاء الماضي، حمل اشياء جديدة لم نتعود سماعها من قيادات التيار، خصوصا على لسان باسيل ذاته، وهو أقرب القيادات الى العماد ميشال عون المرشح الابرز لرئاسة الجمهورية. باسيل قال حرفيا «لن نتمسك بالعماد عون للرئاسة، وأي خيار ميثاقي آخر للشعب سنوافق عليه».

يمكن تحميل كلام باسيل مجموعة من التفسيرات، ومنها اعادة تكرار سيناريو قديم يتحدث عن الميثاقية، او عن الشخصية الأكثر تمثيلا في البيئة المسيحية، او عن الذي يرأس اكبر كتلة نيابية... إلخ. رغم كل ذلك، لا يمكن تجاهل صدور كلمة غير متمسكين «بالعماد عون» عن باسيل، لأن القضية واضحة منذ البداية، وقالها اكثر من مسؤول في حزب الله «اما ميشال عون او الفراغ». عندما يخرج باسيل من الشخص الى المبدأ، يعتقد الكثير من المحللين: ان في ذلك تطورا طرأ على مسار الازمة، او ان التيار شعر بانه يتهالك في اجواء تنظيمية ضاغطة، وبالتالي لم يعد قادرا على تحمل مسؤولية تعطيل انتخابات الرئاسة. قبل كلام باسيل وبعده، حصلت عدة معطيات سياسية من النوع الوازن الذي لا يمكن تجاهله. في «جمعة» المختارة المتنوعة السبت الماضي، قيل كلام كبير لا يمكن الاستخفاف به، وهو يعبر عن الاجواء الجارفة في البلد. وهذه الاجواء ممتعضة من الفراغ الرئاسي، ومن سياسة التعطيل.

فالبطريرك بشارة الراعي قال: ان رجلين كبيرين صنعا مصالحة تاريخية عنوة عن الارادة الخارجية في 4 اغسطس 2001 (ويقصد البطريرك نصر الله صفير والنائب وليد جنبلاط) والبلاد اليوم تحتاج لرجال شجعان يخرجونها من المأزق.اما رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط فقال في المناسبة ذاتها: عسى ان يدر علينا تدشين كنيسة الدر في المختارة رئيسا للجمهورية، والمهم انهاء شغور في الموقع بصرف النظر عن الاسم. وعلى جوانب هذه المعطيات ـ او في صميمها ـ انتهت طاولة الحوار التي استمرت لثلاثة ايام بدعوة من الرئيس نبيه بري في عين التينة من دون نتائج واضحة، ولكن اللافت كان الحوار الذي اعقب انتهاء طاولة الحوار، وهو بداية تفاهم بين التيار الوطني الحر ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قيل انه شمل موضوع تعيين قائد جديد للجيش ورئيس جديد للجامعة اللبنانية. والموضوع الاول يبدو مفصليا بالنسبة للتيار العوني، اما الموضوع الثاني فهو من ابرز اهتمامات رئيس المجلس، لكون رئاسة الجامعة اللبنانية أسندت في السنوات الاخيرة للطائفة الشيعية، من ضمن سلة توزيع مناصب الفئة الاولى. الرئيس سعد الحريري المنشغل بترتيب ملفاته الخاصة، ليس بعيدا عن اجواء المعطيات الجديدة، وهو حاضر للتعامل مع اي مؤشرات جديدة، لاسيما عندما يقرر الفرقاء الآخرون الحضور الى مجلس النواب لانتخاب رئيس، على اعتبار ان تيار المستقبل لم يقاطع جلسات الانتخاب على امتداد 43 دورة سابقة لم يكتمل فيها النصاب. وعندما تتوافر ظروف اكتمال النصاب، فهو جاهز للمشاركة، بصرف النظر عن شخص الرئيس الفائز، والذي سيحظى بمباركته ايا كان اسمه. إشارة الوزير باسيل الى توافر الميثاقية، وعدم التمسك باسم العماد عون، جديد يمكن البناء عليه لفتح كوة في جدار الانسداد السياسي في لبنان. ولكن من هو الاسم الذي يخبئه العونيون بديلا مقبولا عن العماد عون؟

 

بين الرابية وبكركي: رئاسة وطائرات خاصة...

ملاك عقيل/ليبانون فايلز/الثلاثاء 16 آب 2016

حلّ الوزير الياس بو صعب منذ أيام ضيفا على البطريرك بشاره الراعي في مقرّه الصيفي في الديمان. وفق المعلومات، تشعّبت الاحاديث في أكثر من اتجاه من بعض الملفات التربوية وصولا الى رئاسة الجمهورية والحلول الممكنة والمتاحة لأزمة الازمات. وكانت مناسبة لالتقاط بو صعب صورا تذكارية الى جانب البطريرك وأخرى تعكس فرادة وروعة هذا المعلم التاريخي والكنسي. الزيارة تمّت بطلب من الراعي الذي استضاف بو صعب على طاولة الغداء، ثم دعاه الى قضاء ويك اند في الديمان يكسر من خلاله روتين العمل الوزاري والسياسي.

وبعد يومين برزت زيارة النائب ابراهيم كنعان العلنية للبطريرك في الديمان حيث أكد الاخير على "التواصل المستمر" القائم بين الجانبين مؤكّدا "ما نلتقي عليه مع بكركي ويشكل اولويتنا كتكتل والمتمثلة بتصحيح الخلل الوطني الميثاقي من الطائف الى يومنا على مستوى رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والحلول المجتزأة التي لم تعد تنفع واصابت كل المواقع في الدولة، ومن بينها التمديد ورفض الارادة المسيحية كما الوطنية باحترام الدستور". بالتأكيد أتت زيارة بو صعب وكنعان خارج سياق العلاقة "الناشفة" هذه الايام بين الرابية وبكركي. في الاونة الاخيرة لم تلتقط اي صورة لموفد عوني في البطريركية. أما الزيارات القليلة البعيدة عن الاعلام لبعض المقرّبين من عون الى بكركي فلم تأت إلا ضمن إطار الحرص على عدم قطع الخيط الرفيع مع رأس الكنيسة المارونية والمتابعة الضرورية لملفات مسيحية محض تعني أكبر تكتل مسيحي تماما كما تعني البطريركية.

كل الكلام قيل من الجانبين في الموضوع الرئاسي. البطريرك الماروني لا يكفّ عن الدعوة الى انتخاب الرئيس من دون أن يعير انتباها للشروط التي تضعها الرابية لتأمين انتخابات توصل "المستحِق" الى قصر بعبدا، أما ميشال عون فصامد في موقعه رافضا التنازل عن حقوق مكتسبة يستحيل لاي تسوية سياسية ان تطيح بها. أكثر من مرة كرّر الراعي دعوته  لنزول المقاطعين الى مجلس النواب والقيام بواجبهم الدستوري. لم يكن البطريرك بحاجة الى "مرشد" ليبلغه  هوية الجهات السياسية التي لن تنزل الى ساحة النجمة إلا بشروطها "الميثاقية". "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" والرئيس نبيه بري لم "يقفّوا" جلسة، وبعد ترشيح سعد الحريري لسليمان فرنجية ثم ترشيح سمير جعجع لميشال عون، ضبط "بيك زغرتا" أعصابه ولازم منزله ليس قناعة منه بمبدأ المقاطعة إنما تفاديا لعدم إحراج فريقه السياسي.  إذا، من يرفض تجاوز عتبة الهيئة العامة لمجلس النواب معروف بالاسم وبالانتماء السياسي. هذا الفريق، على رأسه ميشال عون وخلفه "حزب الله، لن يسمح بانتخاب يتجاوز معايير الانتخاب  الميثاقي كما يردّد. عند هذا الحدّ تتشعّب أحاديث عونيين عن بطريرك يعشق الاحتفالات التي تضعه في الواجهة أكثر من العمل على "تنظيم" الاحتفال المسيحي الاول بانتخاب الأكثر جدارة لتولي مهام رئاسة الجمهورية.  إن كان احتفالا لتدشين كنيسة او تلبية دعوات للغداء او جولات في المناطق او كسرا للمسافات بين بكركي ومطارات العالم... الراعي، برأي هؤلاء، "لا يضغط كفاية باتجاه إعادة السكة الرئاسية الى مكانها المفترض. مواقفه، وكأنها لا مواقف، طالما أنها تستخدم أسلوب تعميم المسؤوليات عن أزمة الفراغ"،  وصولا الى اتهام مقاطعي المجلس "إمّا بخيانة وظيفتهم، وقد وكّلهم المواطنون الذين انتخبوهم لهذا العمل الشريف، وإمّا بالخوف على مصالحهم الشخصية".  والاعتراف، يضيف هؤلاء، بكون الطائرات الخاصة الموضوعة تحت تصرّف الراعي من قبل رجال الاعمال هي الاكثر نشاطا بين بيروت وعواصم العالم لا يعني ان هذا الجهد البطريركي يصرف في المكان "الصحّ". الرابية تتوقّع موقفا بطريركيا تاريخيا من الرئاسة ولا تزال تنتظر... "فمواقف المجاملة لا تطعم خبزا، والمطلوب ضغطا كنسيا يساهم في وضع اللبنة الاولى في مسار تصحيح الخلل المسيحي والميثاقي بوصول ممثل المسيحيين الى سدّة الرئاسة".

 

 مناخات "مشجعة" حملت شكري الى لبنان والزيارة للاستطلاع والنصح وعلاقات مصر الاقليمية والدولية تخوّلها تحقيق خرق في الملف الرئاسي

المركزية- ليس الدخول المصري الى حقل "الالغام" السياسية اللبنانية، الاول من نوعه. فالقاهرة حاولت مطلع العام الجاري الاضطلاع بمسعى لبناني - اقليمي لحل أزمة الشغور الرئاسي، بالتعاون مع فرنسا، الا انه انطفأ قبل ان يبصر النور، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، بعد ان لمست مصر من خلال جولة سفيرها في لبنان محمد بدر الدين زايد آنذاك على المسؤولين اللبنانيين ومن خلال اتصالاتها الدولية، أن الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد. أما اليوم، فيحط وزير الخارجية المصرية سامح شكري في لبنان حيث يمضي 3 أيام، وهذه الزيارة حسب المصادر، في هذا التوقيت بالذات، ليست صدفة، ولا بد ان تكون نتيجة تجمّع عوامل ايجابية شجعت القاهرة على تشغيل محركاتها مجددا. وتتابع "الزيارة لن تكون مخصصة فقط لتجديد القاهرة وقوفها الى جانب لبنان، بل لا شك انها تأتي لإحياء الجهود المصرية على خط ملء الشغور".

وتكشف المصادر ان جزءا واسعا من لقاءات شكري مع المسؤولين اللبنانيين سيكون استطلاعيا حيث سيستمع الى وجهات نظرهم في شأن الاستحقاق الرئاسي والسبل الكفيلة بإنجازه. الا انه سيحمل اليهم في المقابل، تحذيرا من مغبة استمرار الشغور وتداعياته السلبية على استقرار لبنان السياسي والامني والاقتصادي، وسيدعوهم الى الاسراع في بلورة تفاهم داخلي على حل للازمة الرئاسية بما يواكب رياح التهدئة التي يتوقّّع ان تلفح المنطقة في الاشهر القليلة المقبلة. فبعد ان بلغ التصعيد أوجه في سوريا واليمن والعراق، ستعود الاطراف المتنازعة كلّها الى طاولة المفاوضات، وعلى لبنان ان يكون بدوره جاهزا لمرحلة التسويات، حيث سينقل شكري استعداد بلاده لتقديم المساعدة اللازمة لتسهيل الحل المنشود. وتنظر المصادر بتفاؤل الى التحرك المصري، وترى ان القاهرة يمكن ان تكون أكثر الدول الاقليمية قدرة على تحقيق خرق في الازمة اللبنانية، اذا ما توافرت المناخات المناسبة في المنطقة. فشبكة علاقات مصر مع محيطها والعالم واسعة ومتينة، حيث القنوات مفتوحة بينها وبين الخليج كما بينها وبين طهران ما يسمح لها بالتواصل بسهولة مع الجانبين المؤثرين في الملف اللبناني. من دون ان ننسى انفتاحها على الولايات المتحدة وفرنسا، وتعاونها معهما لا سيما في ملف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين حيث تضطلع القاهرة بدور الوسيط بين طرفي النزاع. انطلاقا من هنا، وبدلا من تفاهم يبدو حتى اللحظة مستحيلا بينها وبين السعودية، تلفت المصادر الى ان ايران ربما باتت مستعدة لنسج تسوية "ما" مع مصر في شأن لبنان، نظرا الى ثقلها السني وحجمها ودورها في المنطقة، لا سيما بعد أن فقدت طهران ورقة "حماس" في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وورقة الحشد الشعبي في العراق، وتكاد ورقة الحوثيين تسقط منها في اليمن. وعليه، قد تلجأ ايران الى التعاون مع مصر لايجاد حل يحفظ لها مكسب "حزب الله" في لبنان قبل فوات الاوان. وتختم مشيرة الى ان مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة الانفتاحية تجاه الرئيس سعد الحريري وتبشير النائب محمد رعد بعده باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، توحي بتبدل ايجابي طرأ على موقف طهران، فهل قررت فك أسر الرئاسة وتسليم مفاتيح أغلالها الى القاهرة؟

 

مصر تحيي جهودها لبنانيا: ايجابيات مشجعة للمبــادرة ام مجرد استطلاع؟

"جديد" نصرالله في الحوار الثنائي مساء و14 اذار ترى تراجعا في مواقفــه

نفايات المتن تعود الى شوارعها غدا ومواجهة سياسية بين الكتائب والاشتراكي

المركزية- دخلت الساحة اللبنانية أسبوعًا جديدًا من المراوحة القاتلة في الملفات العالقة بفعل انقسام اللبنانيين إزاء كيفية مقاربتها، فيما التطورات الاقليمية تمضي بوتيرة متسارعة، لاسيما السورية مع تنفيذ قاذفات روسية عمليات جوية على مواقع للتنظيمات الارهابية في حلب ودير الزور وإدلب بعدما انطلقت للمرة الاولى من قاعدة مطار همدان في ايران، في موازاة مفاوضات سياسية يجريها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع معارضين سوريين من خارج "الهيئة التفاوضية العليا" في الدوحة، رجحت المعلومات ان تكون مع الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب، حيث يعرض لنتائج محادثاته في ايران وتصوره لتوصل روسيا وتركيا وإيران إلى اتفاق على ثلاثة مبادئ لحل الأزمة السورية بينها الحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة الوطنية السورية، تشكيل "حكومة وحدة وطنية موسعة" و"ترك الشعب السوري يقرر مصيره"، علما ان معاون وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري سيزور أنقرة بعدما حطّ فيها وزير الخارجية محمد جواد ظريف للتشاور، مع المسؤولين الأتراك حول الوضع السوري كما ستكون زيارة لمعاون وزير الخارجية التركي أوميت يالتشين الى طهران للتشاور "بين اللاعبين المؤثرين في الأزمة السورية.

محاولة خرق مصرية: وفي حين يؤشر مسلسل الزيارات المتبادلة الى تبدلات اساسية في المشهد الاقليمي عموما والسوري في شكل خاص، لا يبدو المشهد اللبناني مقبلاً على تغييرات مهمة على رغم محاولة "اقتحام" مصرية لباب الجمود الموصد باحكام على الاستحقاق الرئاسي، ترجمتها زيارة وزير الخارجية سامح شكري التي جاءت لتبرز مرة اخرى الدور المحوري الذي تضطلع به القاهرة في مجال تسهيل الحلول اقليميا ولبنانيا من خلال شبكة علاقاتها المتشعبة الاطراف. وفي وقت لم توحِ مواقف شكري في اعقاب جولته التي شملت في اليوم الاول من زيارته الثلاثية الايام رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل، بجديد يعوّل عليه، اوضحت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان الزيارة في هذا التوقيت بالذات، ليست صدفة، ولا بد ان تكون نتيجة تجمّع عوامل ايجابية شجعت القاهرة على تشغيل محركاتها مجددا، وهي لن تكون مخصصة فقط لتجديد القاهرة وقوفها الى جانب لبنان، بل لا شك انها تأتي لإحياء الجهود المصرية على خط ملء الشغور"، وكشفت ان جزءا واسعا من لقاءات شكري مع المسؤولين اللبنانيين استطلاعي حيث يستمع الى وجهة نظرهم في شأن الاستحقاق الرئاسي والسبل الكفيلة بإنجازه. الا انه يحمل اليهم في المقابل، تحذيرا من مغبة استمرار الشغور وتداعياته السلبية على استقرار لبنان السياسي والامني والاقتصادي، ويدعوهم الى الاسراع في بلورة تفاهم داخلي على حل للازمة الرئاسية بما يواكب رياح التهدئة التي يتوقّّع ان تلفح المنطقة في الاشهر القليلة المقبلة.

وكان شكري أكد "اننا نعمل في إطار سعينا لدعم علاقاتنا والتواصل مع كافة المكونات السياسية اللبنانية وتوفير أرضية لمزيد من التفاهم لأنه السبيل للخروج من الازمة الحالية، وتوفير الدعم لهذا المسار في إطار توافق وتفاهم مُنطلِق من خصوصية الاوضاع. هدف زيارتي تأكيد إهتمام مصر بالشأن اللبناني وتوثيق العلاقة بين البلدين ، ومصر تعمل دائما لتحقيق مصلحة مشتركة بعيدا من ممارسة اي نوع من الضغوط او النفوذ لأنها متصلة بوضع ومكونات سياسية لا بد ان تصل الى نقطة تفاهم في ما بينها لتحقيق المصلحة". كما ابدى قلق بلاده ازاء الازمة اللبنانية الرئاسية المرهونة بالتوافق نظراً لخصوصية لبنان". من جهته، اكد باسيل انه عرض وشكري ثلاثة مواضيع النزوح السوري والصراع مع اسرائيل ومواجهة الارهاب مشددا على ان "الجيوش الوطنية وحدها تستطيع قهر الارهاب والتغلب على الفكر التكفيري".

وليس بعيدا، اشارت مصادر متابعة الى ان شكري سيجتمع مساء الى عدد من القادة السياسيين في لقاء يعقد في السفارة المصرية، لاستطلاع ارائهم في شأن الازمة الداخلية وتصورهم للحل.

النفايات في شوارع المتن؟ في المقلب الآخر، يبدو ملف النفايات العائد بقوة الى المسرح الداخلي عبر مواجهة مطمر برج حمود، دخل حلبة الصراع السياسي بين حزبي الكتائب والاشتراكي،بعدما اقدم شبان كتائبيون على قطع الطريق امام مدخل المكب مانعين الشاحنات من الدخول اليه وحاولت القوى الامنية اقناعهم بضرورة فتح الطريق فحصلت مواجهات. ونصْب هؤلاء خيمة دائمة في المكان لردع أي تحرّك يؤشر إلى استكمال أعمال الطمر، ما دفع وزير الزراعة أكرم شهيّب إلى التأكيد أنه "لا يجوز أبداً تعطيل أعمال المتعهّد في المكبّ وهو يعمل بقرار صادر عن مجلس الوزراء وبمناقصة فاز بها"، محذراً من أن "توقف العمل فيه سيؤدي مع الأسف إلى عودة النفايات الى منطقة المتن وساحله وكسروان وبعبدا، وهذا ضرر صحي وبيئي وسياسي يدمّر مَن يدعو إلى التعطيل". وتبعا لهذه الوقائع، أفادت مصادر عليمة "المركزية" أن شركة "سوكلين" قررت التوقف عن جمْع النفايات من مناطق كسروان والمتن الشمالي والجنوبي، اعتباراً من الغد بسبب منعها من تفريغ حمولاتها في مكبّ برج حمود والإعتداء على آلياتها.

موفد الراعي لبري: من جهة ثانية، غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بيروت متوجها الى روما في بداية زيارة تشمل ايضا كوريا الجنوبية، وتستمر لنحو أسبوعين، يشارك خلالها في حضور مؤتمر دولي يعقد في سيول . واذ دعا خلال المغادرة لانهاء الحروب وعودة النازحين لأن لبنان لم يعد يحتمل، اكد "اننا في حاجة لمصالحة سياسية جديدة، وهذا يتم عندما يضع كل السياسيين عندنا مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، أي عندما يخرجون من مصالحهم الشخصية التي هي على حساب الخير العام. وكان الراعي اوفد نائبه العام المطران سمير مظلوم الى عين التينة حيث التقى الرئيس بري.

الحوار 32: على خط آخر، تعقد مساء اليوم جولة جديدة من الحوار الثنائي تحمل الرقم 32 بين تيار المستقبل وحزب الله يفترض ان تحضر على مائدته مواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله التي اطلقها السبت الماضي ودعا عبرها المستقبل إلى انتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، في مقابل استعداد الحزب لابداء ايجابية في ما يتعلق برئيس الحكومة المقبل، بعد انتخاب الرئيس العتيد. وقالت أوساط في فريق 14 اذار لـ "المركزية" أن لا جديد في إطلالة نصرالله. ذلك أنه لا زال مصرا على إحكام سيطرته على الرئاستين الأولى والثانية، عن طريق دعم وصول العماد عون إلى بعبدا، من جهة والتمسك بالرئيس بري في سدة رئاسة مجلس النواب من جهة ثانية، في وقت يدعونا فيه إلى التفاوض على رئاسة الحكومة، وهذا مرفوض. واشارت إلى أن كلمة نصرالله أظهرت تراجعا في مواقف حزب الله، مرده إلى التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الاقليمية.

استهداف الجيش: في الجانب الامني، وبعد حملة التوقيفات الواسعة التي طالت قياديين في صفوف تنظيمي "داعش" و"النصرة"، استهدف المسلحون آلية عسكرية تابعة للجيش اللبناني بعبوة ناسفة انفجرت بعد مرور الجنود، ما أدى إلى إصابة خمسة منهم بجروح طفيفة. في المقابل، استمر مسلسل تسليم أنصار الشيخ أحمد الأسير أنفسهم للأجهزة الأمنية اللبنانية، فسلم اثنان منهما نفسيهما الى مخابرات الجيش عند حاجز التعميرعلى مدخل عين الحلوة.

 

 "سوكلين" تلوّح بوقف جمْع النفايات في المتن وكسروان اعتباراً من الغد و"الكتائب" ماضٍ في قرار المنع "لوجود حلول علمية أخرى غير مضرّة"

المركزية- هل قصدها "حزب الكتائب" "منيحة" فجاءت "قبيحة"؟ سؤال يصلح طرحه فيأزمة مكبّ برج حمود الذي تفاعلت تطوراته مع تصعيد الحزب تحرّكه الرافض إنشاء مطمر في تلك المنطقة "لغياب الآلية العلمية والتخوّف من تلويث بيئة المنطقة ومياه لبنان" على حدّ حيثيات احتجاجه المعلنة.

فبعد أن ترجم "الكتائب" سخطه على إنشاء المطمر، بمنع الشاحنات من العمل ونصْب خيمة دائمة في المكان لردع أي تحرّك يؤشر إلى استكمال أعمال الطمر، أفادت مصادر عليمة "المركزية" أن شركة "سوكلين" قررت التوقف عن جمْع النفايات من مناطق كسروان والمتن، الشمالي والجنوبي، اعتباراً من الغد بسبب منعها من تفريغ حمولاتها في مكبّ برج حمود والإعتداء على آلياتها. هذه الوقائع دفعت بوزير الزراعة أكرم شهيّب إلى التأكيد أنه "لا يجوز أبداً تعطيل أعمال المتعهّد في المكبّ وهو يعمل بقرار صادر عن مجلس الوزراء وبمناقصة فاز بها"، محذراً من أن "توقف العمل فيه سيؤدي مع الأسف إلى عودة النفايات الى منطقة المتن وساحله وكسروان وبعبدا، وهذا ضرر صحي وبيئي وسياسي يدمّر مَن يدعو إلى التعطيل". ماروني: وعلى وقع هذا التحذير وتصاعد المطالبة بعدم تعطيل الأعمال في برج حمود، ودعوة الرافضين للمكبّ إلى "تكليف مجموعة خبراء لمراقبة أعمال الطمر ومتابعتها يومياً، عوض تهديد العمال و"توريط" اللبنانيين بأزمة ذاقوا منها الأمرّيْن"، سألت "المركزية" النائب إيلي ماروني عن سبب هذه المعركة التي يخوضها الحزب بدل انتظار أن يبتّ مجلس الإنماء والإعمار بالأمر طالما أن الحل موقت، في حين سُجّل لحزب الكتائب

لجوؤه إلى القضاء لمحاسبة "سوكلين"، فقال: لا نية لدينا بالتصادم مع القوى الأمنية لأننا نعمل باستمرار على تعزيز دورها وحفظ سيطرتها على كل الأراضي اللبنانية، لكن الإستهتار بحياة الناس وكرامتهم شيء، والموقف المبدئي شيء آخر. حاولنا عبر مجلس الوزراء الوقوف في وجه هذا المشروع، وتحدثنا علمياً عن أضراره، لم يؤخذ بوجهة نظرنا. فقدّمنا استقالتنا من الحكومة نظراًَ إلى إصرارها على المضي في إنشاء مطمر برج حمود – الدورة. صحيح أننا لجأنا إلى القضاء في هذا الشأن، لكننا قد ننتظر أربعة أجيال لصدور الحكم. وتابع: أصبح المكبّ أمراً واقعاً، ما يؤدي إلى قتل شاطئ البحر اللبناني، وانتشار الحشرات، وتضرّر صحة المواطنين، وتشوّه واجهة جبل لبنان. فقررنا التصعيد الميداني لمنع تنفيذ المشروع. وإذ سأل "أين القيادات المسيحية الأخرى من المشروع؟"، اعتبر أن "تحويل ساحل جبل لبنان إلى مكبّ نفايات، أمر معيب وجريمة لا تُغتفر". وعن موقف "سوكلين" التوقف عن جمْع النفايات في مناطق المتن وكسروان، قال: الشركة حرة في اتخاذ أي قرار، علماً أننا تقدّمنا بشكوى قضائية ضدّ أدائها. هناك حلول علمية عديدة على الحكومة اختيار أحدها.

 

قانــون الانتخـاب يفتـح الطريـق لبقيـة الحلـول وبري يبحث عن نقاط مشتركة تلتقي حولها الكتل الكبرى

المركزية- يسعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى احداث خرق في جدار الازمة المتشعبة ايمانا منه بأن مثل هذا الخرق لو حصل من شأنه ان يفتح الطريق امام بقية الحلول. وعلى رغم انسداد افق الحل امام ملء الشغور الرئاسي الذي تخطى العامين والدعوة الى جلسة رقمها 44 لانتخاب الرئيس بعدما باءت كل الجلسات بالفشل بفعل عدم اكتمال النصاب والانقسام العمودي الحاد القائم حول شخص الرئيس يحاول بري، على ما تقول مصادر نيابية اليوم، العمل على فك طلاسم قانون الانتخابات الذي شكل لجنة من الكتل النيابية للتوفيق بين المشاريع والصيغ المطروحة.

وتضيف في وقت تلقى رئيس المجلس موافقة تيار المستقبل على الصيغة التي يقترحها (بري) والمرتكزة الى القانون المختلط اي الجمع بين الاكثري والنسبي، شرط ان تكون مناصفة 64 اكثري و64 نسبي، فهو يعمل اليوم على خط الوصول الى نقاط مشتركة في صيغة المشروع المختلط تلتقي حولها الكتل النيابية الكبرى خصوصا بعدما ضمن موافقة "المستقبل" الذي كان رفضه يشكل عقبة رئيسة امام الوصول الى قانون انتخابي جديد بديل لقانون الستين الذي من شأنه اعادة انتاج التركيبة السياسية الراهنة فيما لو جرت على اساسه الانتخابات النيابية في الربيع المقبل بعد انتهاء الولاية الممددة للمجلس النيابي الحالي. وفي اعتقاد بري كما تقول المصادر ان ظواهر المواقف والامور من الصيغة المقترحة (المختلط) المشروع المعروف بمشروع بري الذي كان تقدم به عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي بزي تبشر بالخير وامكانية تلاقي الكتل والفرقاء على هذا المشروع، ولكن في رأيه الشياطين تكمن في التفاصيل لذا وكما تقول المصادر ان بري باشر وبعد تلقيه موافقة "المستقبل" بإجراء اتصالات شخصية وعبر وسطاء وموفدين مع التيار الوطني الحر اثمرت حتى الساعة عن لقاء جمعه مع رئيس التيار الوزير جبران باسيل وآخر مع وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب افضيا ايضا الى ايجابيات تستوجب الاستكمال سيما وان "التيار الحر" يربط موافقته النهائية على مشروع قانون الانتخاب ببنود اخرى من السلة (الحل) التي كان بري طرحها على طاولة الحوار لاخراج البلاد من مأزقها الراهن. علما ان اركان التيار على مختلف مواقعهم كانوا اعلنوا في اكثر من موقع وموقف موافقة تامة على مبدأ النسبية الذي اجرى التيار نفسه انتخاباته الحزبية والداخلية على اساسه لاختيار مرشحيه للانتخابات النيابية في دورتها المقبلة. وتختم المصادر ناقلة عن بري ان صيغة (المختلط) تشكل نقطة التقاء بين الكتل النيابية، واذا صفت النيات فإن الوصول الى صيغة جامعة يقرها المجلس النيابي لا يبدو متعذرا او مستحيلا خصوصا اذا بقيت الاوضاع المحلية والاقليمية تدفع باتجاه التلاقي والحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما يجري في سوريا والمنطقة وهذا ما زال يحظى بموافقة اقليمية ومباركة دولية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الولايات المتحدة تستعين بالامارات لإعادة تأهيل سجناء غوانتانامو

العرب  [نُشر في 16/08/2016]/واشنطن- أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الاثنين أن 15 معتقلا في سجن غوانتانامو العسكري الذي فتح بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001، نقلوا إلى الامارات العربية المتحدة. وقال البنتاغون في بيان أن واشنطن "تعرب عن امتنانها لحكومة الامارات العربية المتحدة لهذه اللفتة الانسانية لاستتعدادها لدعم الجهود الاميركية المتواصلة لإغلاق معتقل غوانتانامو". وبذلك يبقى في هذا المعتقل الواقع في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا 61 معتقلا، بعدما نقل حوالى 780 سجينا الى هذا السجن العسكري. وذكرت وزارة الخارجية الاميركية أن 12 من المعتقلين الذين تم نقلهم الى الامارات يمنيون، والثلاثة الاخرين افغان. وكانت وزارة الدفاع الاميركية بذلت جهودا كبيرة لايجاد دولة تقبل باستقبال المعتقلين اليمنيين لأنه لا يمكن اعادتهم الى بلادهم التي تشهد نزاعا داميا. ويتم عادة الافراج عن المعتقلين في غوانتانامو شرط ان يبقوا تحت المراقبة ويخضعوا لبرامج تأهيل لاعادة دمجهم.

ورحبت منظمة العفو الدولية بهذا الاعلان معتبرة انه مؤشر الى ان الرئيس باراك اوباما جاد في مساعيه لاغلاق المعتقل المثير للجدل قبل ان يغادر منصبه. وقال نورين شاه المدير المكلف بملفي الامن وحقوق الانسان بمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة، "انه نفي واضح لفكرة أن (معتقل) غوانتانامو سيبقى مفتوحا الى ما لا نهاية". واحد الذين تم نقلهم افغاني يدعى عبيد الله وقالت السلطات الاميركية انه خبأ الغاما ارضية في 2001. وقد احتجز 14 عاما بلا محاكمة، وهو اكبر عدد من المعتقلين يتم نقلهم في وقت واحد في عهد ادارة اوباما الديموقراطية. وقال السفير لي وولوسكي الموفد الخاص لاغلاق معتقل غوانتانامو إن "استمرار عمل منشأة الاعتقال يضعف أمننا القومي عبر استنزاف الموارد والحاق الاضرار بعلاقاتنا مع حلفاء وشركاء اساسيين، ويعزز موقف المتطرفين العنيفين". واضاف ان "دعم اصدقائنا وحلفائنا - مثل الامارات العربية المتحدة - ضروري لانجاز الهدف المشترك".

ويريد اوباما اغلاق المعتقل بسرعة قبل مغادرة البيت الابيض مطلع العام المقبل، لكن الجمهوريين الذين يشكلون الاغلبية في الكونغرس، يعرقلون كل مبادرة في هذا السياق. الا ان الولايات المتحدة سرعت في الاشهر الاخيرة وتيرة الموافقة على الافراج عن المعتقلين، وعندما تولى اوباما مهامه الرئاسية كان هناك 242 معتقلا في غوانتانامو. ومع اعلان الاثنين، يفترض ان يتم نقل 19 معتقلا آخرين تمت الموافقة على الافراج عنهم. اما الباقون وهم الاخطر، فيريد اوباما سجنهم في الولايات المتحدة، لكنها مهمة طويلة نظرا لمعارضة الجمهوريين. وكان الرئيس الاميركي قدم الى الكونغرس خطة جديدة لاغلاق معتقل غوانتانامو ونشر تقريرا رفعت السرية عنه، بشأن 107 معتقلين حاليين وسابقين يتحدث عن ماضيهم الارهابي. ويفترض ان تحدد الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر مصير السجن الشهير، بما ان المرشح الجمهوري دونالد ترامب اكد انه ينوي ملئ غوانتانامو "بالاشرار". واضاف انه "سيعيد العمل بما هو اسوأ بكثير من تقنية الايهام بالغرق". وحتى اليوم، هناك عشرة معتقلين فقط سيواجهون محاكمة جنائية بينهم المتهمين الخمسة بتدبير اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وعلى رأسهم خالد شيخ محمد المتهم بانه نظم هذه الهجمات.

 

 موقـع مقرب مـن الحرس الثـوري: وفد عسكري أميركي زار طهران سراً

المركزية- كشف موقع "نسيم أونلاين"، المقرب من دوائر الحرس الثوري الإيراني، عن زيارة سرية قام بها وفد عسكري أميركي إلى طهران خلال الأيام الماضية. وقال الموقع إن الوفد المكون من تسعة أشخاص، وصل إلى مطار طهران، تحت غطاء زيارة سياحية. وأوضح أن الوفد ضم خبراء حقوقيين واقتصاديين، إضافة الى اثنين من جنرالات الجيش الأميركي. واضاف "نسيم أونلاين" ان هناك "بعض علامات الاستفهام حول المفاوضات التي يجريها الوفد الأميركي مع الحكومة الإيرانية في طهران". وشكك الموقع، المعروف بقربه من الأجهزة الأمنية الإيرانية، بالرواية التي تروج لها حكومة روحاني، وهي أن "الهدف من زيارة الوفد الأميركي بصورة سرية إلى طهران هو البحث والمفاوضات في ملف شراء إيران لمئة طائرة ركاب من شركة بوينغ الأميركية".وأوضح "نسيم أونلاين" شكوكه قائلا إن "الصورة والطريقة التي وصل من خلالها الوفد الأميركي إلى طهران، وكأنهم سياح أميركيون يثير شكوكا عديدة حول ماهية المفاوضات التي تجري بين الوفد الأميركي والحكومة الإيرانية في طهران»، مضيفا أن «انضمام جنرالات من الجيش الأميركي إلى الوفد الذي وصل إلى طهران بصورة غير معلنة يزيد مخاوفنا وشكوكنا حول الأهداف غير المعلنة من المفاوضات التي تجري في طهران مع الأميركان". وتابع "هناك مخاوف حقيقية في إيران بأن المفاوضات التي تجري مع الوفد الأميركي في طهران قد تأخذ مجرى ومنحى آخر نحو طرح ملفات وقضايا غير مرتبطة بصفقة شراء طائرات بوينغ من أميركا، لأن طبيعة الوفد الأميركي تؤكد ذلك". وانتقد "نسيم اونلاين" صمت الإعلام الرسمي الأميركي والإيراني على زيارة الوفد الأميركي إلى طهران، معتبراً انه "خطوة غير مريحة بالنسبة للمحافظين الأصوليين في طهران"، مؤكدا حصول الزيارة نقلا عن مصادر مطلعة، في ظل صمت مريب حول أهدافها.

روسيا نشرت قاذفات بقاعدة جوية إيرانية لتوجيه ضربات في سوريا

الثلاثاء 16 آب 2016/وطنية - ذكرت قناة "روسيا 24" التلفزيونية اليوم أن روسيا نشرت قاذفات توبوليف -22 في قاعدة جوية في مدينة همدان الإيرانية للاستعانة بها في توجيه ضربات للمتشددين في سوريا. وقالت القناة نقلا عن تقارير إعلامية إيرانية وعربية :إنه "من غير الواضح عدد القاذفات التي أرسلتها روسيا للقاعدة".ونشرت القناة لقطات غير مصحوبة بعبارات توضيحية تظهر ثلاث قاذفات على الأقل وطائرة نقل عسكرية روسية وإن لم يتضح أين أو متى التقطت هذه اللقطات.

 

مثول رجل من نيويورك أمام القضاء اليوم في مقتل إمام ومساعده

الثلاثاء 16 آب 2016/وطنية - اعلنت شرطة نيويورك انه من المتوقع أن يمثل رجل من نيويورك اليوم أمام القضاء في اتهامات بقتل إمام ومساعده بالرصاص في مطلع الأسبوع. وصدرت الاتهامات ضد أوسكار موريل (35 عاما) أمس بعد بضع ساعات من خروج المئات لتشييع جنازتي الرجلين. وهزت جريمة القتل حي كوينز الذي يسكنه عدد كبير من أبناء بنغلادش. وقال متحدث باسم إدارة شرطة نيويورك :إن "موريل اتهم بارتكاب جريمتي قتل من الدرجة الثانية بقتله الإمام مولاما أكونجي (55 عاما) ومساعده ثراء الدين (64 عاما)". وقالت الشرطة :إن "موريل محتجز ومن المتوقع أن يستدعى للمثول أمام محكمة في وقت لاحق اليوم".

 

ايران اعلنت قتل 4 اشخاص يشتبه في انتمائهم الى داعش

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - قتلت ايران اربعة اشخاص يشتبه في انتمائهم الى تنظيم "داعش" قرب حدودها مع العراق، كانوا أعضاء في خلية خططت لشن هجمات داخل البلاد، كما قالت احدى وسائل الاعلام الحكومية. وقال محافظ كرمنشاه الحدودية اسد الله رازاني لمحطة التلفزيون "ايريب" ان "المجموعة التكفيرية الارهابية كانت تنوي القيام بعمليات ارهابية داخل ايران". وتستخدم ايران كلمة "التكفيريين" في الحديث عن المتطرفين. واضاف ان افراد الخلية العشرة كانوا يخضعون لمراقبة الاستخبارات الايرانية قبل دهمهم أمس. وتابع ان "عضوا مهما في داعش كان مسلحا ويرتدي سترة مفخخة قتل واوقف 6 آخرون". وأوضح ان الثلاثة الآخرين "اعتقلوا خلال دهم مخبأ استأجروه في كرمنشاه، في وقت مبكر اليوم. وظهر في تسجيل فيديو بثه التلفزيون المنزل وقد اصيب بعيارات نارية. وفي صور اخرى عرضت جثتان قال التلفزيون "انهما لاثنين من القتلى". وتحدثت معلومات مرات عدة عن ناشطين سنة يحاولون التسلل الى ايران في الاشهر الاخيرة، معظمهم من العراق وكذلك من باكستان.

 

تركيا تدير ظهرها لواشنطن والاطلسي وتكرّس موقعها نفطياً والادارة الاميركية تتلقف الرسالة وتوفد بايدن لتصحيـح الخلل

المركزية- تتخذ زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن على رأس وفد الى تركيا في 24 الجاري بعداً مهما في ضوء التطورات الدولية والاقليمية المتسارعة منذ محاولة الانقلاب التركي الفاشلة وما تلاها من توتر على خط العلاقات الاميركية- التركية على خلفية اتهام واشنطن بايواء المعارض الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بتدبير محاولة الانقلاب، وترفض اي تسوية حول تسليمه معتبرة بحسب ما جاء على لسان رئيس وزرائها بن علي يلدريم ان "العنصر الرئيسي الذي يتوقف عليه تحسين علاقاتنا مع الولايات المتحدة هو تسليم غولن، او لن يكون ثمة مكان للمفاوضات".

ويقول مصدر دبلوماسي لـ"المركزية" ان زيارة بايدن بدل وزير الخارجية جون كيري الذي كان يفترض ان يزور أنقرة، وقد يزورها في تشرين الاول المقبل، تدل الى مدى الاهتمام الاميركي بعدم "كسر الجرة" مع تركيا، وسبقتها اكثر من اشارة تعكس الرغبة الاميركية من بينها قول يلدريم أخيرا "ان الموقف الأميركي من ترحيل غولن شهد تحسنا". وتتطلع واشنطن التي ستدخل خلال ايام مدار انتخاباتها الرئاسية الى امساك زمام القرار في المنطقة، بعدما اثار الاتفاق التركي- الروسي استياء البيت الابيض وادى الى انقطاع الاتصال السياسي مع الكرملين. ويضيف المصدر: لم يكن وقع الاعلان عن الاتفاق التركي- الروسي عن انشاء عمليات مشتركة لمحاربة داعش جيدا على الاميركيين، بخاصة بعدما كان المبعوث الرئاسي الاميركي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة داعش بريت ماك غورك اعلن صراحة عدم قبول ادارته بانضمام الروس الى التحالف، وها نحن اليوم نشهد ترحيبا ظاهريا بأي تحرك في اتجاه محاربة التنظيم الارهابي، وتصف الخارجية الاميركية تركيا بالحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة معلنة ان التواصل مستمر بشكل وثيق بينهما. ويعزو المصدر نفسه التطور التركي في اتجاه روسيا الى انزعاج انقرة الشديد من دول الحلف الاطلسي التي وصفت اجراءات الرئيس رجب طيب اردوغان في اعقاب الانقلاب بالتعسفية ووضعتها في اطار إحكام قبضته على السلطة لقمع معارضيه وتطهير البلاد منهم. هذا التوتر في العلاقات مع الناتو دفع انقرة بحسب المصدر الى الارتماء في حضن بوتين على رغم الخلاف الحاد الذي نشب بينهما في اعقاب اسقاط تركيا مقاتلة روسية في تشرين الثاني الماضي قرب الحدود السورية. وبرر الاتراك هذا التقارب عبر القول بضرورة توسيع رقعة التعاون الدفاعي والاممي من خارج اطار الناتو، ما يعني ان تركيا تتجه الى التسلح من روسيا والتخلي عن حليفها الاميركي، وهو ما اثار غضب الادارة الاميركية وجعل الرئيس باراك اوباما يقرر ارسال وزير خارجيته ثم استبداله بنائبه على وجه السرعة الى تركيا لنقل رسالة واضحة الى الاتراك مفادها ان الولايات المتحدة هي المنتج الرئيسي للسلاح لبلدان الحلف الاطلسي ولن ترضى بأي تعاون للتسلح من خارج الحلف. ويؤكد المصدر ان تركيا التي تدرك تماما اهمية موقعها الجغرافي كممر استراتيجي للنفط من دول الشرق الى اوروبا وكبديل لروسيا عن اوكرانيا التي تفرض شروطها على موسكو لتمرير نفطها، ومع قرب موعد انتهاء الاتفاق الروسي– الاوكراني بشأن امدادات الغاز، توجه عبر تحالفها النفطي مع روسيا واسرائيل رسائل لواشنطن ودول الاطلسي في آن، بأن موقعها يتيح لها لعب دور رئيسي في المنطقة والكل يتطلع الى الشراكة معها وباتت قادرة على فرض شروطها حيث تريد. ويختم المصدر بأن الادارة الاميركية تلقفت جيدا الرسالة التركية ولم تعد بعيدة على ما يبدو من تسليم غولن لأنقرة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

للمرّة الألف أريد أن أنام

 عقل العويط/النهار/17 آب 2016

للمرّة المئة أنا نائم. للمرّة المئة، أو الألف، أريد أن أنام أكثر. الأشغال التي أتولاّها في اليقظة يئستْ تقريباً من القدرة على تصحيح ما يلمّ بي يوميّاً من خللٍ وجوديّ. يتعبني هذا الشرط البشريّ الفظّ، حتى لأجدني أقول مستنتجاً على طريقة أهل الديالكتيك: عبثاً أستيقظ. عبثاً أشرب ركوةً تلو ركوة، من القهوة القويّة المرّة التي لا يخالط نقاءها شيءٌ البتّة. وعبثاً أُوهِم نفسي بأنّي أعمل. أو بأنّي صالحٌ لأمورٍ تُسعد البشر التعساء.

صباح أمس، اشتغلتُ في الحقل. سقيتُ الأرض، ثمّ نكشتُها، لأزرع أربع شجيرات، أغلب الظنّ أنّها لن تعيش، لأسبابٍ شرحها لي الجنيناتي القدير، المعلّم بطرس بن جرجس بن يوسف سابا. ليس الوقت وقت شروح، لكنّي كنتُ أريد أن أُشعِر الأرض برغبتي في القيام بعملٍ جيّد. فتحتُ القنّ، وسرّحتُ ما فيه من دجاجٍ وديكة، متأمّلاً سعيها الدؤوب في الأرض، بحثاً عن رزق، ومتوقّفاً عند اعتزاز صاحب العرف بذاته. أريد أن أُحدِث ارتباكاً لذيذاً في هذا الحرّ المميت. لن أكتب بالطبع في بهتان هذا التأمّل ولن أنشر مقالاً في هذا الشأن، لأنّه سيكون مضحكاً ولن يعني أحداً. أكتفي برصد النسيم الناعس الخجول، وأحياناً بالتمدّد على البلاط، لأستشعر برودةً تخفّف غلواء اليأس البشريّ.

لا يعنيني ما جرى في الأسبوع الفائت من حوارٍ سياسيّ، نتائجه ستكون في رأيي السقيم، أشبه بنتائج حوارٍ، أطرافه صمٌّ بكمٌ. أعتذر الاعتذار الشديد من هؤلاء الأصدقاء، لاستخدامي هذا الوصف. ذلك لأنّي أحمّلهم وزر علّةٍ كامنةٍ في تكوينهم الجسمانيّ ليسوا هم سببها، ولا هي تُنقِص من مكانتهم الإنسانيّة. أبحث عن أرنبٍ، أو عن ضوءٍ في الحوار، فلا أعثر على شيء. في أحيانٍ نادرة، يخرج من بين السياسيين أشخاصٌ يعتزّ المرء بعبورهم الشبيه بالبروق. لكنْ، يا للهول. ليس ثمّة الآن بروقٌ في ليلنا السياسيّ والوطنيّ البهيم.

عند حلول العتمة القرويّة، هناك مَن يدعوني إلى جلسة عرَق، لإحداث اختراقٍ متواضعٍ ما، في مفهوم الحتميّات المتربّصة بأحوالنا اللبنانيّة، وبالأحوال الشخصيّة. هؤلاء أصدقاء قرّاء، مثقفون، عارفون بالشجون، وملمّون بالمعنى، تعنيهم المعايير، والكبرياء والكرامة، وأفكار الجلوس الأنيق. هؤلاء يشرّفني أن أسمّيهم نبلاء.

صدِّقوني، ليس عندي أشغالٌ أذهب إليها سوى النوم. فيه، أعثر على بقايا هاربة منّي. وقد أعثر على ما ليس في مستطاع أيّ قهرٍ أن ينال من شعريّته الحالمة. للمرّة الألف، لا أشغال تعنيني، وليس بي رغبةٌ سوى أن أنام.

 

"حزب الله" والتصالح مع "داعش"

 عبد الوهاب بدرخان/النهار/17 آب 2016

كلّما تكلّم غلط. دعوه إذاً يتكلّم أكثر ليغلط أكثر. فالأمين العام لـ "حزب الله" يبحث عن "مصالحة" مع تنظيم "داعش". حتى طهران لم تذهب علناً الى هذا الحدّ. فهي وميليشياها اللبنانية تجدان استحالة في طرح أي مصالحة مع الشعب السوري. لذلك، يبدو التوجّه الى "داعش" و"جبهة النصرة"، فيما هما مأزومان باشتداد الحملة الاميركية عليهما، أكثر سهولة - وجدوى؟ - من أجل "مصالحات وتسويات"، فهذا ما فعلته ايران عام 2001 عندما استقبلت فلول "القاعدة" الهاربة من افغانستان. وتبدو دعوة السيد حسن نصرالله بمثابة تذكير للتنظيمين بأن رفاقاً لهم لا يزالون في ملاذهم الايراني ينتظرونهم متى أرادوا الالتحاق بهم.

يشير نصرالله الى "شيء" من الاسلام و"حب النبي" والعلاقة بالقرآن ليحرّك وجدان "الدواعش"، محدّداً في سوريا والعراق واليمن وليبيا وسيناء، كي يوقفوا "هذا القتال لمصلحة اميركا". أي: تعالوا الى القتال لمصلحة ايران التي راعتكم وساعدتكم ولا تنساكم في محنتكم. بل يقول لهم "أنتم تمّ استغلالكم خلال خمس سنوات لتدمير محور المقاومة ولتدمير شعوب المنطقة وآمالها على أنقاض أنظمة ضعيفة خانعة...". والترجمة الفورية: "تعالوا شاركوا ايران، فهي تمارس تدميراً هادفاً ومنهجياً للدول والجيوش والمؤسسات، لكنه تدمير مضاد للتدمير الاميركي، ونحن في حزب الله نُستغل فيه أيضاً منذ خمس سنوات وأكثر". ومن أجل "داعش" يستحثّ نصرالله جهود العلماء والعقلاء "لوأد الفتنة القائمة في الامة والمنطقة"... لكن لا هو ولا ايران ولا جميع المقاومين والممانعين لديهم الحرص نفسه على سوريا وشعبها، بل انهم يتطلّعون اليوم الى التصالح مع "داعش" بمقدار ما يأملون بهزيمة الشعب السوري في حلب وغيرها.

كل ذلك يناقض مجمل تبريرات "حزب الله" لذهابه الى سوريا، إذ دأب على القول إنه "لمحاربة التكفيريين" وهو يسعى اليوم لإرشادهم الى عنوان لوجهتهم التالية، فقد استُغلّوا لمرحلة تقترب من نهايتها ويمكن أن يكونوا صالحين للاستخدام الايراني في مراحل مقبلة، وطالما أنهم سيُطردون من سوريا والعراق فلا شك أنهم بحاجة الى كنف حنون يحتضنهم. ويأمل نصرالله بأن يكون مقنِعاً - وحكيماً - في استمالة "داعش" وتعقيله، لكن الواقع أن مجريات الصراع السوري تدور على نحوٍ غير مريحٍ لإيران، فهي باتت مدركة أن حسابات الربح المضمون في سوريا تحوّلت الى حسابات الحدّ من الخسائر المضمونة.

قاعدة الكلام والغلط تنسحب أيضاً على الشأن اللبناني برئاسته المعطّلة وحكومته المشلولة وضحالته السياسية التي أشعلت النقاش على "ايجابيةٍ" افتراضية أبداها نصرالله، أو على "مبادرة" أعاد فيها عجن أفكار قديمة كانت ولا تزال خادعة. كل ما في الأمر أنها أعانته على الظهور كمَن يوزّع المناصب الثلاثة الأعلى (المنتخبة!) في الدولة، ليقول في النهاية إنها دمى طوع أصابعه.

 

المشروع التغلّبي لـ «حزب الله» أضعفته الكبوة اللبنانية

وسام سعادة/المستقبل/17 آب/16

«حزب الله« هو المشروع التغلّبيّ الفئوي الجديّ الأخير في هذا البلد، بعد أن أدّت جميع المشاريع التغلّبية الفئوية قسطها للعلى في العقود المنصرمة، بصرف النظر عن المكابرات النوستالجية التي تبدر بين الحين والحين. يتميّز التغلّب الذي يقوده «حزب الله« عمّا سبقه في أنّه «الأكثر تحديثاً« لأدواته التنظيمية والتعبوية والدعائية، ويحتكم على موارد مادية ومعنوية وبش_رية أوسع بكثير من المشاريع التغلبية السابقة. لكن التغلب الذي يقوده الحزب هو في الوقت عينه «الأكثر معاداة للحداثة«، من زاوية مرتكزات وقيم التنوير، والحريات العامة والخاصة، كما من زاوية تبني منطق الدولة الأمة، ومرجعية الدستور، وحاكمية القانون، لا يعني ذلك أن أخصامه من فئة تنويرية تقدمية تقرن أقوالها بالأفعال في ما خصّ حاكمية القانون، كما لا يعني ذلك أنّ مرجعية الدستور مقوّضة بسبب الحزب وحده في بلد تقلّصت فيه الدعائم، الهشّة أساساً، لما كان يقوم مقام العقد الاجتماعي، أي لما كان عقداً اجتماعياً عجيباً، لا مكان أساسي للمواطنة الفردية فيه، ولا مكان فيه في نفس الوقت للتكلم بشفافة ووضوح ومن دون عقد عن الاختلافات الفعلية بين الجماعات اللبنانية. هذا المشروع التغلّبي للحزب في الداخل اللبناني وصل الى ذروته عام ألفين وأحد عشر، أكثر بكثير مما وصل اليه في غزوة السابع من أيار. إطاحته صلح الدوحة كانت لحظة الذروة وليس إبرام هذا الصلح قبل ذلك بثلاث سنوات، تحت الضغط الأمني المسلح الذي فرضه، والذي لطفت منه المفاوضة والرعاية العربية لها. جاء اندلاع الأزمة السورية لـ «خربطة« حسابات الحزب. لا يمكن لأحد ان يجيب بدقة عمّا كانت لتكون عليه حال البلد لو انّ إطاحة الحزب صلح الدوحة لم يتبعها، مصادفة، انتقال مركز الأحداث بالنسبة اليه خصوصاً، من الداخل اللبناني الى الداخل السوري، وانزلاقه بشكل متسرّع الى هذا الداخل.

دخل هو في حرب الاستنزاف بسوريا، التي يدفع ثمنها مباشرة، بسبب من تدخله، الكثير من السوريين واللبنانيين، فيما دخل لبنان في كبوة. فترة برئيس من دون حكومة، إنما بقصر جمهوري يستهدف بالصواريخ. ثم فترة، صارت عهداً بكامله، من الفراغ الرئاسي، وحيث بات المرشحان المعلنان الرئيسيان من حلفاء الحزب، دون ان يمكن الحزب ايا منهما من الوصول إلى السدة، في حين انفجرت تركة «الاستقلال الثاني« بين الترشيحين، بشكل «لن يجبّرها« الا حدث تأسيسي قادم، إن أتى.

لكن تغلّبية الحزب اصطدمت بحالة من الانسداد والإقفال، بسبب من الاستنزاف في سوريا، كما بسبب من الكبوة العامة في لبنان، كبوة الدولة والمجتمع المدني والمجتمع بشكل عام، وتحوّل الأخبار المحلية الى شريط ملهاة مضحكة مبكية. بالطبع، قوة الحزب ترجع الى حد كبير لمكامن الضعف عن أخصامه. لكن ضعف أخصامه عندما وصل الى مرتبة عبثية، صار ينعكس عليه، وعلى مشروعه التغلّبي، الذي صار يظهر عبثياً أكثر من ذي قبل. أساساً، كي ترجّح نزعتك التغلّبية على بقية الجماعات، عليك ان تظهر السمة الكيانية التي يمكن ان تطرح على أساسها تغلّبك الفئوي كتغلّب جامع في مكان ما. أما تغلّب خارق للحدود، والكيانية اللبنانية، فهو تغلّب يهدر نفسه بنفسه. لا يمكن انتظار اللحظة التي سيقرّ فيها الحزب بأن التغلّب وصل الى طريق مسدود. لن تحصل الامور هكذا. بالتوازي، فإن المبادرة رأساً للتفكير في واقع لبنان الدستوري والسياسي والاجتماعي بعد ان نضبت او ترنحت كل المشاريع التغلبية، هي مبادرة مشروعة ومرغوبة. ومن دونها، ستضيع الفائدة العملية من سؤال: ما العمل بعد «عودة« الحزب من سوريا؟

 

" الخاصرة الرخوة " .. وهم !

 نبيل بومنصف/النهار/17 آب 2016

تعيدنا آخر موجات المناورات السياسية بين الافرقاء اللبنانيين الى "قواعد الاشتباك " المتبعة في مراحل هذه الازمة والتي ربما تكون الموجة الاخيرة أضافت اليها تحديثا جديدا . تولى " حزب الله " هذه المرة اطلاق ضخ المناخ المتصحر بجرعة إنعاش ولو من مغامرة اغراء الزعيم الخصم الرئيس سعد الحريري بفتح مسالك السرايا امامه مشروطا بتسليمه بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية . نظريا ليس في العرض ما يستوجب الاستهجان او شيطنة العرض ما دامت اللعبة السياسية وقواعدها تدور غالبا حول الحيثيات السياسية والشخصية والزعاماتية . ولكن الجديد في حالة هذا العرض بات في مكان آخر لا يمكن "حزب الله " الا ان يجري مراجعة له بعد تبديد عرضه . هذا الجانب عومل به الحزب سابقا . انها مسألة الرهان على ضعف الخاصرة لدى الخصم التي تبادل افرقاء النزاع رمي الكرة الرئاسية وغير الرئاسية في مرماهم . منذ بداية تورط الحزب في الحرب السورية راهن فريق 14 آذار طويلا وربما بعضهم لا يزال يمتلك هذا الوهم بان استنزاف الحزب سيدفعه الى تسهيل الانتخابات الرئاسية والنزول عن شجرة املاء الشروط المعطلة للاستحقاق وفشل الرهان اقله بعد مضي اكثر من سنتين وثلاثة اشهر من الفراغ . ومنذ نحو سنة بدأ الرهان المضاد على تراجع أوضاع الرئيس الحريري بدءا بقراءة تموضعه في ترشيح النائب سليمان فرنجية مرورا بأزمته المالية ووصولا الى انفكاك عرى قوى 14 آذار كتحالف متماسك . مآل هذا الرهان بدأ يترنح بقوة ايضا ولكن مع ميزة اضافية راهنا تتمثل في خطأ استعادة تصوير مسألة رئاسة الحكومة المقبلة نقطة مركزية في قواعد الاشتباك بما كان يؤمل منه تحوير مسار الازمة عن مسبباتها الحقيقية الاساسية المتصلة اولا وأخيرا بعدم نضج الظروف الاقليمية للحل اللبناني اي الارتباط الآسر بالصراع الايراني - الخليجي . لعل ما يفاجئ في الموجة الاخيرة ان المناخات الحقيقية للخصم ، أي تيار "المستقبل" تحديدا ، لم تحتسب تماما لدى " حزب الله" بما يتصل بتعطيل اللجوء الى هذه الورقة قبل بت الأساس المتعلق بتعطيل الرئاسة . ولعل افضل ما يقدم عليه الرئيس الحريري ان يسقط الرهان على مبدأ الضغط على الخواصر الرخوة واعادة الاعتبار بالكامل الى صلب الازمة بلا اي وسائط من خلال سد المنافذ على تبديل تراتبية الاولويات علما ان هذا التبديل ليس حرفا عابرا في عمقه السياسي بل هو اختراق اضافي للأصول الدستورية التي يستحيل ان تسلم سلفا بتسمية طرف للرؤساء الثلاثة من موقع توظيف ميزان قوى مختل . ولا بأس والحال هذه ان قام ميزان قوى آخر يسقط الرهانات المضخمة على ضعف الخصم لان هذه القاعدة تصح تماما حين يغدو الصراع ملبننا بالكامل وليس قبل ذلك .

 

ثلاثية روسيا وطهران وتركيا حول سوريا هل تراكم على التفاهم الأميركي - الروسي؟

روزانا بومنصف/النهار/17 آب 2016

تستقطب الدينامية التي دخلت على خط التلاقي التركي مع كل من روسيا وطهران على أثر زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لروسيا يوم الثلثاء في التاسع من شهر آب الجاري، وزيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لتركيا على الاثر، قبل ان يبدأ تنشيط لقاءات متسارعة على خط هذه الدول الثلاث تحت عنوان اساسي ومحوري لكل منها هو الحرب السورية، اهتمام المراقبين والمتابعين من جانبين: أحدهما ما يوحي بإمكان ان يركب بين هذه الدول من مصالح مشتركة حول سوريا قد تساهم في اضافة تفاهم اقليمي الى التفاهم المبدئي القائم بين روسيا والولايات المتحدة على قاعدة ان هذا الاخير لم يكن ولن يكون كافيا، أيا تكن أهميته، تماما على غرار اتفاق الطائف اللبناني الذي انطلق من تفاهم دولي ثم اقليمي قبل ان يرسو على قواعد او ترجمة داخلية، ولو ان ذلك لا يعني ان الحلول محتملة في المدى المنظور انطلاقا من واقع ان مسار الامور لا يزال طويلا. لكن التحركات الديبلوماسية بدت لافتة جدا، الى حد انقلابي مفاجئ قياسا على تداعيات كانت منتظرة لمعركة حصار حلب وانتصار المحور الداعم للنظام، فحصلت عمليات مضادة أدت الى فك الحصار وتم الانتقال على نحو سريع واستيعابي للحل السياسي على وقع مظهرين: أحدهما الدينامية التي اطلقتها تركيا في اتجاه روسيا وطهران، والثاني، وهو مظهر اقل اهمية بالمعطى الاقليمي لكن له دلالاته في خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي اعتمد لغة مختلفة كليا عن خطابه في 29 تموز، وهي لغة لا يعتقد كثر انها كانت سترد في هذا التوقيت لولا الفشل في السيطرة على حلب، على رغم اعتبار هؤلاء ان الشق "التصالحي" نسبيا في اتجاه الداخل كان "تنفيسيا" تحت سقف الازمة المستمرة. والاشارة الى هذا العامل الاخير ليست إلا للدلالة على ارتباط للداخل اللبناني بأدنى تطورات المنطقة، وعلى استمرار التعقيدات المحيطة بأزمة الاستحقاقات الدستورية نتيجة عدم الوضوح الإقليمي. يشير المراقبون في هذا الاطار الى وتيرة التسارع التي فرضتها التطورات التركية، والتي قد يكون الانقلاب شكل محركا أساسيا لها، من دون ان يكون محركها الوحيد. إذ إن القلق التركي من كردستان غربية في سوريا يتنامى، خصوصا مع مكتب تمثيلي للاكراد السوريين في روسيا، كما ان انقلاب السحر على الساحر في موضوع اتاحة تركيا العبور للجهاديين عبر حدودها الى سوريا وارتدادها عليها شكلا عاملين مهمين ساهما في تغيير السياسة التركية في الاشهر الاخيرة. ذهب رئيس الوزراء التركي بن علي يلديرم الى درجة التبشير في الايام الاخيرة بحل قريب في سوريا مبني على خريطة طريق من ثلاثة محاور، كما قال، لكن ما عدده كان محاور عامة ومبدئية لا تجيب عن النقاط التي يتردد أنها لا تزال موضع خلاف بين طهران وموسكو حول موقع الرئيس السوري بشار الاسد في الحل، وبأي صلاحيات يمكن ان يبقى في المدة التي سيبقى فيها. وما يجري على خط الدول الثلاث ليس بقليل، ويتعدى في رأي المراقبين الكثير من الحساسيات التي نشأت، ليس فقط قياسا على تقديم اردوغان اعتذاره للروس عن اسقاط طائرة السوخوي قبل أشهر، بل أيضا قياسا على انسحاب الرئيس الايراني حسن روحاني في 15 نيسان الماضي في اثناء تلاوة البيان الختامي الصادر عن القمة التي عقدت في اسطنبول على خلفية ما تضمنته من إدانة للتدخلات الايرانية والاعتداء على السفارة السعودية في طهران، ليعود الروس والإيرانيون، من اوائل، بل الوحيدين اللذين كانا على تواصل مستمر مع اردوغان وحكومته بعد الانقلاب. ولكن هل كانت تداعيات فشل الحصار على حلب ما ساهم في اعطاء دفع لهذه الدينامية والمرونة لدى مختلف افرقاء المحور الذي بدا انه يتشكل؟

الجانب الآخر يكمل المعطيات السابقة من خلال اعتقاد بوجود برودة واضحة بين تركيا والدول العربية، والخليجية منها تحديدا. فمشهد التواصل التركي - الايراني - الروسي الكثيف يجب أن يكون مقلقا ومزعجا في الوقت نفسه، قياسا على محاولة تركيب محور يثبت مصالحه حول سوريا، على رغم انه محور لن يكون قابلا لان يعيش من دون الدول العربية، لكنه سيضغط عليها في الوقت الذي لم تحصل زيارات مسؤولين عرب لتركيا، كما فعل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي كان بقي على تواصل مع اردوغان ليلة محاولة الانقلاب. وقد حصلت تسريبات تطاول تورط المملكة السعودية في محاولة الانقلاب، لم يلبث المسؤولون الاتراك ان نفوها، لكنها لم تكن من دون دلالات لجهة تعبيرها عن حال توتر شأن ما حصل بين تركيا والولايات المتحدة واوروبا ايضا. وعدم الارتياح ازاء الاندفاع التركي مرده الى أنه يساهم في تغيير المعادلات القائمة في المنطقة وخصوصا حول سوريا وجملة ملفات اخرى، ويحفزه في الوقت نفسه استكمال ايران اشعال النار تحت حرب اليمن بعد فشل المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين في الكويت من خلال دعمها المجلس السياسي الذي انشأه هؤلاء، وانعقاد البرلمان اليمني ولو من دون اكتمال النصاب. وهو الامر الذي يؤشر لاستمرار تردي العلاقات السعودية - الايرانية على نحو يلمح الى صعوبة اكتمال حلقات تفاهم اقليمية محورية حول سوريا في ظل هذه المعطيات، مع اشارة الى اتصال لروسيا بفئات معارضة سورية في الدوحة هي غير المعارضة التي اتفقت تحت الرعاية السعودية.

 

عناوين التسوية بين سطور خطاب نصرالله

نوفل ضو/جريدة الجمهورية/الأربعاء 17 آب 2016

في الخطاب الأخير للأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله أكثرُ مِن قطبة مخفية تَستدعي التوقّف عندها، لِما تحتويه من رسائل وأبعاد سياسية، من شأنها أن تلقي الضوء على نظرة الحزب إلى الواقع اللبناني، وطريقة تعاطيه مع الملفات العالقة، وفي مقدّمها الحلول التي يقترحها لتسوية مسألة تكوين السلطات الدستورية، لا سيّما موضوع رئاسة الجمهورية. فالذين اعتبَروا قول نصرالله بأنّ التزام «حزب الله» بترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية يعود إلى ما قبل حرب تمّوز 2006، بمثابة تجديد لتمسّكه بترشيح عون دون غيره، رأوا في هذه العبارة أحد أوجه الحقيقة، ولم يرَوا الآخر منها.

فالوجه الآخر لِما قاله نصرالله يَكمن في أنّ «حزب الله»، على الرغم من التزامه بترشيح عون منذ أكثر من 10 سنوات، نقضَ هذا الالتزام في العام 2008 وتخلّى عنه وقبلَ بتسوية وصَل بموجبها قائد الجيش يومها العماد ميشال سليمان إلى رئاسة الجمهورية، على الرغم من أنّ هذه التسوية جاءت في وقتٍ كان حزب الله في موقع قوّة، نتيجةً لمبادرته إلى فرض أمر واقع عسكري على الأرض في 7 أيار 2008 عندما احتلّ بيروت وحاصَر رئيس الحكومة يومها فؤاد السنيورة في السراي الكبير والرئيس سعد الحريري في منزله في قريطم.

وبالتالي فإنّ لا شيء يَدفع بقارئي خطاب نصرالله إلى استبعاد أن يكون ما جاء على لسانه في هذا المجال رسالة فحواها الاستعداد للبحث في تسوية شبيهة بتلك التي حصلت في العام 2008، فيتخلّى حزب الله عن عون في مقابل سلّة سياسية متكاملة، خصوصاً أنّ وضعَ حزب الله اليوم ليس أفضل ممّا كان عليه في العام 2008، ووضعَ قوى 14 آذار اليوم ليس أسوأ ممّا كان عليه في 7 أيار 2008.

ولأنّ التناغم السياسي قائم في الجوهر والأساس بين حزب الله والرئيس برّي بمعزل عن بعض التفاصيل والشكليات، فإنّ برّي عادةً ما يأخذ على عاتقه مِن موقعه كرئيس لمجلس النواب إيجادَ الإخراج السياسي والتسويق الدستوري لِما يطالب به السيّد حسن نصرالله.

من هنا، فإنّ دعوة برّي إلى «دوحة لبنانية» وتذكيره قبل أيام بأنّ التسوية تقتضي تفاهماً على السلة المتعلقة بقانون الانتخاب وتركيبة الحكومة المقبلة وليس فقط على إسم رئيس الجمهورية، وبأنّ الاتفاق على ترشيح العماد ميشال سليمان في العام 2008 كان شِبه منجز قبل الذهاب إلى الدوحة لكنّ ملءَ الفراغ الرئاسي لم يتمّ إلّا بعد الاتفاق على قانون الانتخاب والتركيبة الحكومية، يمكن أن يشكّل إشارةً إلى رافضي ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية بأنّ أبواب التسوية الرئاسية ليست مقفَلة على أيّ صيغة في حال التوصّل إلى اتّفاق على السلة الحكومية – النيابية، لا سيّما إذا ما ربطت تلميحات بري بتلميحات نصرالله عن الاستعداد للبحث بإيجابية في موضوع رئاسة الحكومة. أمّا قول نصرالله بأنّ مرشّح حزب الله لرئاسة مجلس النواب هو الرئيس نبيه بري «أياً تكن نتائج الانتخابات النيابية» فدليل على أنّ ما يريده حزب الله هو تسوية سياسية لمسألة إعادة تكوين السلطة في لبنان يتمّ إخراجها دستوريا في وقت لاحق. بمعنى أنّ رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة في نظر حزب الله لا يمكن أن تُملأ بأصوات الأكثرية النيابية، وإنّما باتفاق سياسي مسبَق يكون لحزب الله فيه الكلمة الفصل. فالانتخابات الرئاسية والنيابية «إخراج تقني» لموازين قوى يتمسّك حزب الله بفرضها، واسم رئيس الحكومة مرتبط باتفاق مسبَق على موازين القوى داخل الحكومة في انتظار الظروف التي تسمح للحزب بإدخال ما يراه مناسباً لحجمه ودوره من تعديلات على النظام السياسي في لبنان.

 

هل يمكن الرهان على «دوحة» مصريّة؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 17 آب 2016

في اللحظة الحرجة التي يجتازها الحوار، جاءت المهمة المصرية الطارئة. فهل ينجح سامح شكري في إحداث الخرق الممكن، حيث كلّ المعطيات الأخرى توحي بالتعثُّر؟ لعلّ المؤشّر الأوّل الذي يمكن التعويل عليه في زيارة وزير الخارجية المصري هو أنها تستغرق ثلاثة أيام وتشمل مجمل المسؤولين وقادة الأحزاب والتيارات. وهذا يعني أنّ زيارة الرجل ليست عابرة، وأنه يرغب جدّياً وبهدوء في تكوين تصوُّر معيَّن لتسوية لبنانية، تساهم فيها القاهرة. ويمكن أيضاً أن يكون في جيب شكري مشروع تسوية، بالخطوط العريضة، وقد جاء إلى بيروت للبحث في تفاصيله. وتنسجم مهمة شكري تماماً مع الاتجاه الذي تسلكه القاهرة، منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، والرامي إلى استعادة الدور المصري الإقليمي. فمنذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، كانت معادلة القوة في الشرق الأوسط العربي وأنظمته قائمة على التوازن ما بين مصر وسوريا، كقوتين سياسيتين وعسكريتين، والسعودية والمنظومة الخليجية كقوة مالية. لكنّ تحوُّلات «الربيع العربي» أضعفت الثلاثي العربي مصر- سوريا- السعودية في آن معاً، ورفعت مستوى التدخّل الذي يمارسه الثلاثي الإقليمي (إسرائيل، إيران، تركيا)، وطبعاً الولايات المتحدة وروسيا. اليوم، يقيم السيسي توازناً في علاقة القاهرة مع المحورَين العربيّين المتصارعَين: دمشق والرياض، وفق ثوابت الحفاظ على «الستاتيكو» الذي كان قائماً قبل اندلاع الحروب العربية الداخلية. وهذا يقتضي صيانة استقرار سوريا والعراق والأردن ولبنان وليبيا واليمن والخليج العربي، ومنع سقوط الأنظمة بالقوة وتفكُّك هذه الدول، والتحضير لتسويات سياسية. ومن هنا يُفهَم الموقف العنيف الذي عبَّر عنه شكري أخيراً ضد التدخّل التركي في شؤون مصر، وتحفُّظ السيسي عن الانخراط في الحلف السعودي- التركي في بعض المراحل، والسعي لدى إسرائيل لإقناعها بألّا يكون تقاربها مع أنقرة مَطيّة لتركيا كي تدعم «الإخوان المسلمين» في مصر و«حماس» في غزة، فيما المصلحة المصرية- الإسرائيلية المشترَكة تقتضي التنسيق في هذا المجال.

واستطاعت مصر في عهد السيسي أن تحظى برصيد مقبول لدى السعودية وإيران في آن معاً، وهو ما تحاول الانطلاق منه للعب دور في إطفاء الأزمات العربية، ولاسيما سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان، حيث يعلن حلفاء إيران تشجيعهم للدور المصري الذي يفوق الدور السعودي حياديّة.

ولا يرقى الشكّ إلى كون مصر مرجعية أساسية للطائفة السنّية في لبنان، وهي لذلك اضطلعت بدور فاعل في التسوية التي أوصلت شخصية دينية تمتاز بالاعتدال هي الشيخ عبداللطيف دريان إلى دار الفتوى.

وفي الأشهر الأخيرة، تكثّفت الاتصالات بين قوى ومرجعيات أساسية في فريق 8 آذار مع القاهرة لتشجيعها على الاضطلاع بدور في ابتكار تسوية لبنانية. لكنّ السخونة العالية التي تميَّز بها الملف السوري، سياسياً وعسكرياً، كانت تلفح أيّ محاولة للتسوية في لبنان. وتبيَّن أنّ أحداً لم يكن مستعداً لتقديم التنازلات، انتظاراً لما ستؤول إليه المعادلات في سوريا، فيبني التسوية على أساسه. اليوم، يدرك الجميع أنّ الوضع السوري وصل إلى مرحلة يعجز فيها أيّ طرف عن الحسم. ولذلك، بات ضرورياً اقتناع الجميع بالتسوية. ويتوقع المتابعون أن تلعب القاهرة دوراً في هذا المجال، ولاسيما بعد تبلور النتائج التي ستفرزها معركة حلب.

وأما في لبنان، فالمهمة التي تؤدّيها القاهرة تصبّ تماماً في مصلحة الحوار. وجولة شكري الاستطلاعية تسبق جولة الحوار الثانية المقرَّرة في 5 أيلول المقبل. ولذلك، إنّ المستفيد الأوّل من الحراك المصري هو الحوار الذي يدور في حلقة مفرغة، فيما لا يبدو في الأفق ما يوحي بالخروج بالتسوية المطلوبة، أي ما يسميه الرئيس نبيه بري «السلّة المتكاملة». ووفقاً لبعض المتابعين، إنّ الوزير المصري لا يحمل صيغة جاهزة للتسوية، بل أفكاراً معيّنة قابلة للتطوير والتفاوض، ويمكن أن تشكّل أساساً يرضى به الجميع. وأمامه مهلة الأيام الثلاثة للحصول على أجوبة في شأنها.

وفيما يستعجل الرئيس بري تحقيق تسوية قبل الخريف لأنّ ذلك سيؤخِّر التسوية إلى مدى غير محدّد، يستعجل المصريون تحقيق إنجاز يكرّسون فيه انتصاراً ديبلوماسياً يعيدهم بقوة إلى المعادلة الشرق أوسطية، عن طريق «دوحة لبنانية» جديدة، ربما تولد في بيروت أو في مصر.

ويكشف بعض المطلعين أنّ التصوُّر المصري للتسوية يقوم على انتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بمكانة مرموقة وقادر على محاورة الجميع ويحظى بدعمهم واحترامهم، وعلى إنعاش المؤسسات الدستورية بدءاً بالمجلس النيابي والحكومة، ضمن معيار توافقي لا تشعر فيه أيّ فئة بالتحدّي. وقد يعني ذلك أنّ الرئيس اللبناني العتيد ليس من الأقطاب، وكذلك رئيس الحكومة. ويمكن القول إنّ المهمة المصرية تحظى بنصف ضوء أخضر في لبنان، وربما يستلزم إنجاحها مزيداً من الجولات والمشاورات على خط بيروت- القاهرة، بالتزامن مع جولات الحوار اللبنانية. لكنّ السؤال المطروح: هل ستسمح المحاور الإقليمية المتصارعة للقاهرة بتحقيق هذا الإنجاز في لبنان وتجييره إلى رصيدها السياسي؟

 

جعجع لـ«الجمهورية»: سنكون على رأس الثورة الشعبية إذا حصلت

الجمهورية/17 آب/16/خلال الحوار مع أسرة «الجمهورية» (جوزف برّاك)

لم يلمس رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع إيجابيات في الخطاب الأخير للأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله، مؤكّداً أنّ القوات والحزب نقيضان لا يلتقيان، وأنّه شخصياً عندما سمعَ خطاب نصرالله شعر بأنه غريب عن كلّ ما قاله. ووصَف جعجع حوار عين التينة بأنه مضيَعة للوقت، مؤكّداً على شعار «الرئاسة أوّلاً»، محمِّلاً «حزب الله» مسؤولية عدم إجراء الانتخابات الرئاسية وعرقلتها، لأنّه لا يريد انتخابات رئاسية في هذا الوقت. على أنّ اللافت للانتباه هو أنّ جعجع حدّد سبيلاً لإنقاذ الرئاسة، قائلاً إنّه بالرغم من مواقف الحزب، الرئيس سعد الحريري يستطيع إنقاذ الرئاسة، لكنّه سيَدفع أثماناً باهظة لا أعرف إذا كان يستطيع أن يدفعها. وقال: أعتقد أنّه إذا قرّر الحريري أن ينفّذ عملية كومندوس ويعلن تأييدَ العماد ميشال عون، فستجري الانتخابات. وممّا لا شكّ فيه أنّها عملية مكلفة شعبياً. وإذ أكّد أنّ العلاقة مع الحريري مستمرّة كما يجب على المستوى الشخصي، لكنْ هناك خلاف كبير حول المرشّح لرئاسة الجمهورية، قال إنّ البديل عمّا يطرحه هو ثورة شعبية كبيرة على الوضع القائم، و»القوات» ستكون على رأس هذه الثورة إذا حصَلت. مواقف الدكتور جعجع هذه، جاءت في حوار مع «الجمهورية»، وفي ما يلي وقائعه:

•كيف قرأتَ مواقف الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله الأخيرة؟

- خطابه غني، شملَ أحداث المنطقة ومفهومه للمقاومة وصولاً الى الملفات الداخلية، لكنّني شعَرت بأنني غريب عن هذه الأجواء وأنا أستمع إليه، لأنّنا اليوم لا نملك ترَف المناقشات الفكرية في موضوع المقاومة.

فالأساس يبقى انتخابات رئاسة الجمهورية، حيث كنت أتمنى من السيد نصرالله، ولو كنّا على طرفَي نقيض لكنّه زعيم كبير وليس شخصاً عادياً، أن يُحافظ على جدّيته بصرفِ النظر عن الموقف الذي سيتّخذه. هو يريد أن يقنعني بأنه مع العماد ميشال عون «وبَس». فهل هو موقف شاعريّ؟

أريد أن أقارن ما يحصل، بمرحلة سابقة شهدنا فيها وضعيّة مماثلة لكنّها أصعب بكثير من اليوم. عام 2010 عند تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، يومها مَن كان يحقّ له أن يأتي رئيساً للحكومة لأنّه ركن أساسي في قوى «8 آذار»، كان الرئيس عمر كرامي، إلّا أنّ السيّد نصرالله ارتأى أنّ من مصلحة فريقه أن يكون الرئيس ميقاتي رئيساً للحكومة للأسباب المعروفة، فجَلس مع الرئيس كرامي وقال له إنّنا نمثّل خطّاً وقضية وهما يستلزمان أن يكون ميقاتي رئيساً للحكومة، وعلى هذا الأساس سُمّيَ ميقاتي رئيساً للحكومة وصوَّت له عمر كرامي.

فهل يُريدون إقناعي بأنّ السيد نصرالله غير قادر على الجلوس مع النائب سليمان فرنجية وأن يقول إنّ الكلام الذي قلته بكَ لم يقله مالك في الخمرة وأنتَ منذ ثلاثين عاماً مع المقاومة ومع هذا الخط، والمصلحة تقتضي بانتخاب العماد عون، فهل سيقول له فرنجية كلّا لا أريد. حتى إشعار آخر لا يمكنني أن أصدّق

وبالتالي تبقى النقطة الأساسية هي انتخاب رئيس للجمهورية، بصرف النظر عن الشخص، أكُنّا نحبّ الجنرال عون أو لا. لكن إذا أردنا الوصول إلى الانتخابات الرئاسية علينا الذهاب الى هذه النقطة. أمّا إن كنّا لا نريد الوصول الى انتخابات رئاسية فيمكننا أن نفعل كما يفعل كل الفرقاء

• هل أنت مقتنع بأنّ «حزب الله» يريد انتخابات رئاسية؟

- لا يريد لأسباب عدة، أهمّها الوضع الإقليمي، فالحزب جزءٌ لا يتجزّأ من الحركة الايرانية في المنطقة، ويكفي أن تستمع إلى السيد نصرالله لتلمسَ عمق التزامه ومعه الجميع في «حزب الله»، لدرجة أنه حتى لو غيّرَت إيران في مواقفها فهو لن يُغيّر، قد نجد براغماتية في إيران في التعاطي مع الأمور انطلاقاً من التاريخ الفارسي، لكنّ هذا الأمر غير موجود مع «حزب الله».

وانطلاقاً من التزامه الى هذه الدرجة بهذا المشروع وإيمانه به، بصرفِ النظر إنْ كنّا مع المشروع أو ضدّه، فهو يوظف كلّ شيء ويستثمره لمصلحة هذا المشروع، وهذا أمر أفهمه جيداً. الحزب ليس من أصحاب المكاسب الصغيرة أو المراكز أو وظيفة من هنا وهناك، بل هو صاحب مشروع كبير يتناقض مع صلب وجود لبنان.

ومِن الجملة رئاسة الجمهورية في لبنان، فالحزب منخرط في الأزمة السورية بشكل مباشر الى درجة أنه يَبذل دماً فيها. في العراق والبحرين واليمن هو منخرط بأشكال مختلفة من التوجيه والتثقيف العقائدي وصولاً الى التدريب، وبالتالي الرئاسة ليست قضية بحدّ ذاتها إنّما هي تدخل في إطار ما يحصل. وما نُميَ إليّ أكثر من مرة من أكثر من مصدر ديبلوماسي يوحي وكأنّ المعادلة تقضي بالسير في الانتخابات الرئاسية في لبنان في مقابل مساعدتنا على الإبقاء على بشّار الأسد في سوريا. وأنا لديّ قناعة بهذا الأمر، ما يُبرّر أنهم لا يريدون انتخابات رئاسية في هذا الوقت.

الحريري ودعم عون

بمعزل عن كلّ شيء، هل تعتقد شخصياً أنّ الانتخابات الرئاسية ستجري في مدى منظور أو بعيد؟

-«حزب الله» يتحمّل مسؤولية عدم إجراء الانتخابات الرئاسية وعرقلتَها، لأنّ مرشّحه المعلن هو العماد عون الذي يستطيع تأمينَ أكثرية عدديّة لكنّ الحزب لا يذهب الى الانتخابات. إلّا أنّ هناك من يستطيع إنقاذ الرئاسة في لبنان رغم مواقف الحزب لكنّه سيَدفع أثماناً باهظة لا أعرف إذا كان يستطيع دفعَها وهو سعد الحريري. هذه هي المعادلة

إذا قرّر الحريري اليوم أن يقوم بتنفيذ عملية كومندوس ويعلن تأييد عون، ستجرى الانتخابات بصرف النظر عن كلّ المعادلات

• هذا يعني أنّكَ لا تُصدّق الطروحات الأخيرة لجهة أنّ الحريري سار بعون تمهيداً ليكون رئيساً للحكومة؟

- سعد الحريري «ما بدّو جميلة حدا» ليكون رئيساً للحكومة. فهو لديه 26 نائباً سنّياً وتمثيلاً سنّياً، ولا يحتاج منّةً مِن أحد، أو أن يأتي أحد ليمنّنَ الرئيس نبيه برّي برئاسة مجلس النواب. إنّها عملية مكلفة شعبياً لكنّني أشجّعه عليها، ومحادثاتُنا في الأشهر الأخيرة ركّزت على هذا الأمر.

ليس من واجبات سعد الحريري أن يوصل عون إلى رئاسة الجمهورية، فهذه واجبات حلفائه. لكن هل سيُقدم على هذه الخطوة رغم تكلفتِها الكبيرة؟ لا أعلم، فهذا أمر تُظهره الأيام المقبلة. لكن إذا قال الحريري اليوم أنا مستعدّ لدفع الثمن فسيُنتخب عون إلّا إذا دخلت عوامل أخرى

• هل ترشيح العماد عون كان مكلفاً لـ«القوات اللبنانية» وإلى أيّ مدى أنتم مستعدّون للذهاب في سبيل الرئاسة؟

- شعبياً ليس مكلفاً، لكنّنا مهَّدنا منذ أشهر في صفوف «القوات» لهذا الأمر رغم كلّ الأسئلة التي واجَهناها. ولم يكن الأمر سهلاً. نحن لا ندعم ترشيح العماد عون فقط إنّما نحن رأس حربة في محاولة إيصاله

• لكنّه لا ينزل إلى مجلس النواب؟

- هو لا ينزل إلى المجلس لأنّ المعادلة كما هي اليوم توصِل سليمان فرنجية إلى الرئاسة. هذا بحثٌ آخر

هل العماد عون كان متأكّداً من موقف «حزب الله» قبل أن تعلنوا ترشيحه، هل أعطى ضمانات؟

- مِن الأحاديث التي كانت تدور بيننا، نعم. وكنتُ أنتظر أنّه بعد 48 ساعة من إعلان دعمنا العماد عون أن يعلن فرنجية انسحابَه وأن يقول الحزب فلنذهب إلى الانتخابات، لكنّ توقّعاتي لم تكن دقيقة.

 عون ليس «حزب الله»

• هل أصبحَت «القوات» في موقع إمّا الالتزام بمرشّح وحيد أو لا انتخابات رئاسية؟

- في المبدأ موقفُنا واضح ممّا قبل انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس، وما بعدها كنّا نحضر جلسات الانتخاب وندعو الجميع إلى حضورها. لكن على أرض الواقع هناك خيار واحد أمامنا، يمكن أن تقول إنّه من الخطأ أن يُقاطع «حزب الله» وعون حتى إجبارِنا على انتخاب عون، هذا حكم أخلاقي وبَحث آخر، لكن هذا لا يوصلنا الى إنتخابات رئاسية، أمّا ما يوصلنا الى انتخابات فهو معرفة المسالك التي يمكن أن نسلكها والمكان الذي تنظر منه. إذا نظرنا إلى أرض الواقع هذا ما يظهر، مع فارق بسيط أنّ عون ليس «حزب الله». إنّه عون، ولا يعني أنّك أوصلت «حزب الله» إلى الرئاسة

• هل هناك خطة «ب»؟

- لا يوجد «خطة ب» لأننا لا نريد وضعَها، بل لأن لا وجود لهذه الخطة على أرض الواقع. طالما موازين القوى والمعادلات باقية على ما هي عليه، لا «خطة ب» ويجب أن تكون خياراتنا على هذا الأساس. أعلم أنّ الوضع قسري لكن هذا هو الواقع، مع التمييز أنّ عون حليف لـ»حزب الله» وليس «حزب الله»

هل تكلّمَ العماد عون مع «حزب الله» في هذا الموضوع أو سأله عن أسباب عدم نزوله إلى المجلس النيابي لانتخابه؟

- هذا سؤال يُطرح على العماد عون، السيّد نصرالله يستطيع إقناع فرنجية بالانسحاب، والعماد عون هو مرشّحنا، و«القوات» تبنَّت هذا الترشيح وعلينا السير في العماد عون

كان العماد عون يقول أنْ لا أحد يتدخّل بينه وبين الحزب وأنّه هو يتواصل مع الحزب، ألم تنتهِ هذه المهلة؟

- إنتهت المهلة... لكن ماذا نفعل. هذا الموضوع لا يحلّ المشكلة. ما نفكّر فيه هو طريقة الخروج من الأزمة. هناك مئة طريق لنحشر خصومنا وحلفاءَنا، لكن ليس هذا المطلوب

• ماذا تفعل «القوات» لتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية؟

- أحاول جمعَ أكبر لوبي ممكن. النائب وليد جنبلاط كان مقتنعاً قبل أن أزورَه، وهذه القناعة تعزّزت عنده. والحريري ناقشتُ الموضوع معه خلال جلسات عدة، لكن ماذا يمكنني أن أفعل أكثر. أمّا «8 آذار» فعند الجنرال عون؟

 لا قاسم مشتركاً مع «حزب الله»

• لماذا لا تتحاور مع «حزب الله» بعيداً عن المشروع؟

- «حزب الله» لم يقبل في أيّ وقت من الأوقات. بادرنا في السابق من العام 2005 حتى العام 2009. هذا السبب المباشر لكنّنا أصحاب قضية وهم يعلمون هذا الأمر، وهذا موضوع غير قابل للأخذ والرد، وهم أصحاب قضية غير قابلة للبحث.

هناك مشروعان متناقضان لا علاقة لهما بعضُهما ببعض، ولا يمكن أن يكون هناك قاسم مشترك، خصوصاً إذا كنتَ تنظر الى لبنان على أنه وطن وأمّة، وهو ينظر إليه على أنه محافظة أو جزء من كلّ. فأنا لا أفكّر ولو لحظة بإرسال لبنانيّ للقتال ثلاثة أمتار بعيداً من الحدود، فكيف إذا كان يقاتل في حلب؟ مشروعُنا مغاير، فحساباتُنا مبنية على سلامة لبنان واستقراره ووضعِه الاقتصادي، أمّا حساباتهم فمبنية على القضية بصرف النظر عن انعكاسها على لبنان.

عام 2006 اعتبَر «حزب الله» وفقَ حساباته أنّه حقّقَ انتصاراً إلهيّاً، أمّا في حساباتنا نحن وغيرنا من اللبنانيين فإنّها كانت خسارةً كبرى للبنان لجهة عدد القتلى والجرحى والخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة. أمّا هم فنظروا إلى ما حصل، بأنّهم خاضوا معركةً أظهرَت أنّ الأمّة تستطيع مواجهة إسرائيل في كباش مقبول وهذا انتصار، أمّا مفاهيمُنا فمختلفة.

 الحوار »مضيعة للوقت«

• لماذا لا تشارك «القوات اللبنانية» في طاولة الحوار ضمن هذه الطبخة التي يمكن أن تنتج رئيساً؟

- هذه الطبخة لا يمكن أن تنتج رئيساً. في مكان ما تضييع الوقت بهذه الطريقة أفضل من تضييعه بطريقة أخرى، لكنّ «القوات» لا يمكن أن تلعب هذا الدور. طاولة الحوار الأولى انعقدت عام 2006 واليوم نحن في العام 2016، ماذا نتج عن هذا الحوار أو تحقّق منه إلا أنه أفضل من الحوار على الطريق؟

• ماذا عن جلسة 5 أيلول وجدول الأعمال المطروح والأجوبة التي ينتظرها الرئيس برّي في ملف مجلس الشيوخ، هل هي طبخة بحص؟

- هناك بحص بلا طبخة. وإلّا فهل كانت «القوات» تغيِّب نفسها عن إطار منتج يبحث في قضايا أساسية؟

• أي إطار تراه «القوات» مناسباً للمشاركة فيه؟

- هذا الأمر بعيد. لا يجب أن نضعضع جهودنا بل أن نركّز على موضوع أساسي ونُنجزه قبل الانتقال الى أي أمر آخر، وهو رئاسة الجمهورية

• هذه نظرة تشاؤمية؟

- لست متشائماً. لكن يجب الانتهاء من رئاسة الجمهورية لأنّه إذا لم ننجزها خلال الأشهر المقبلة سندخل في أجواء الانتخابات النيابية التي لا مفرّ منها هذه المرة وسيتوقف البحث في الانتخابات الرئاسية. ستُجرى الانتخابات النيابية وسيأتي مجلس جديد وفور انتخابه تُعتبر الحكومة مستقيلة، لكنّ الإشكالية أنّ المعادلة في ما يتعلق برئاسة الجمهورية ستبقى على حالها، أي لن يكون هناك رئيس لإجراء الاستشارات لتأليف حكومة جديدة

• هل هذا يعني أننا دخلنا في فراغ كبير؟

ليس كبيراً، لأنّ الحكومة حتى لو كانت مستقيلة تبقى حكومة تصريف أعمال شبيهة بوضعيتها الحالية لكن بدرجة أقلّ. فالحكومة «تَعرج على المَيلتين» وليست فعّالة لكنّ وجودها في هذه المرحلة أفضل من عدم وجودها. لكننا نكون قد أجرينا الانتخابات النيابية إلّا أننا عدنا خطوتين الى الوراء، لهذا يجب بذل كل الجهد لإنجاز الانتخابات الرئاسية ونحضّر أنفسنا لإجراء انتخابات نيابية للوصول الى حكومة جديدة وتبدأ الحياة السياسة تأخذ مداها، وبعدها نبحث في جنس الملائكة ومجلس الشيوخ وغيره من المسائل.

يطرحون عناوين يحتاج كلّ منها إلى سنوات عمل. فمجلس الشيوخ سيواجه مشكلة كبرى لناحية توزيع الصلاحيات بينه وبين مجلس النواب. حتى لو انتخبنا مجلس الشيوخ على أساس القانون الأرثوذكسي كيف ستُقسّم الصلاحيات؟ لماذا نطرح هكذا موضوع في هذا التوقيت؟ من هنا يجب التركيز على رئاسة الجمهورية  للأسف «حزب الله» لأسباب استراتيجية كبرى لا يريد انتخابات رئاسية، فهل يقف الباقون متفرّجين؟ البعض يقول: لنختر مرشحاً ثالثاً، هم لا يَسيرون في مرشّحهم فكيف سيسيرون بغيره؟

إذا وصلت الى قمة إفرست ولم تغرس العلم هل هذا يعني أن تنزل؟ بل على العكس إبقَ مكانك على أمل أن تغرسه لأنه إذا نزلت لن يمكنك غرسه مجدداً.

 لا فيتو سعودياً

• هل هناك فيتو سعودي على مرشح معيّن؟

- لا أرى فيتو سعودياً على أحد، فالجميع يعلم كم نحن أصدقاء مع المملكة ونحن نؤيّد الجنرال ولم يحدث شيء. ليس صحيحاً أنّ الانتخابات الرئاسية تنتظر تفاهماً سعودياً - إيرانياً لأنّ القضية داخليّة، فهل يُعقل أن ننتظر دائماً أن «يكبسنا» أحد من الخارج لنجري انتخاباتنا؟

• لماذا لم تزر الرئيس نبيه بري ضمن حملة التمهيد لعون؟

-  لأنني أعرف «مْعَزّتو» للجنرال عون، ما في لزوم حَدا يحكي»، فقلت لمَ تضييع الوقت؟ فلأذهب الى «14 آذار»

 إسترخاء «14 آذار»

• أين سمير جعجع من «14 آذار»؟ ومن حلفائه؟

- 14 آذار هي مشروع واضح المَعالم قبل أن يكون تكتل قوى، والشعب اللبناني في غالبيته مع هذا المشروع. لكن نتيجة عوامل عدة إبتعد البعض، إلّا أنّ ذلك لا يمنع أنّ كل القوى التي انطلقت من «14 آذار» ما زالت عملياً ضمنها. الجيش مثلاً يكون حاضراً على الجبهات وقت القتال، لكن في غياب المعارك فإنّ الجميع يكون مسترخياً، و»14 آذار» حالياً تشبه الجيش الذي ليس عنده مواجهة مباشرة أو معركة فورية.

أضف الى ذلك اختلاف النظرات حيال ملف رئاسة الجمهورية خصوصاً بين طرفين رئيسين هما «القوات» و»المستقبل»، وهو ما بَرّد قليلاً من الهمّة، لكن كل هذه العوامل لن تؤثر في مشروع «14 آذار» والفرقاء المكوّنين له.

• ماذا عن العلاقة مع الرئيس الحريري؟

- العلاقة مستمرة كما يجب على المستوى الشخصي، لكنّ هناك خلافاً كبيراً حول المرشح لرئاسة الجمهورية

• ألم تستطع إقناعه بعون؟

كلا، لكي يسير الحريري بعون فإنّ ذلك يتطلّب قفزة كبيرة جداً في مكانٍ ما، في ما يتعلق بقاعدته، في المجهول. أنا أنصحه بالإقدام على هذه الخطوة لكن لا يمكنني التغاضي عن الواقع كما هو. البعض يقول على سبيل المزاح، علماً أنها تعكس الكثير من الحقيقة، إنّ الحريري بترشيحه فرنجية خسر نصف شعبيته، وبالتراجع عن فرنجية وتَبنّيه لعون سيخسرها كاملة

لكن عندما سألك هل تضمن له عون، أجبته أن الدستور يضمنه؟

- أعتقد أنّ من يضمن الجميع هو طبيعة اللعبة السياسية في لبنان والقوانين في الدستور. لنفترض أنّ عون أصبح رئيساً وقرر تعيين قائد جيش، فإنه يحتاج إلى ثلثي مجلس الوزراء وهو سيؤمّنهم من «المستقبل» و«القوات» و«الاشتراكي»، و«أمل» و«حزب الله». الضمانات موجودة في اللعبة السياسية، ولا يمكن لشخص التفرّد بلبنان

• هل تعتقد أنّ الجنرال يتنازل عن الرئاسة لأحد؟

- عليكم طرح هذا السؤال عليه

• الرئيس الحريري عرض خلال أحد اجتماعاتكم سحب ترشيح فرنجية في مقابل سحب ترشيحكم لعون؟

- هذا الطرح غير واقعي. لنفترض أننا عدلنا عن ترشيح فرنجية وعون نظرياً، سنعود الى الوضعية التي كنّا فيها قبل 6 أشهر

• لماذا لا تقترحون على «حزب الله» اختيار رئيس لتوافقوا أنتم عليه أو ترفضوه؟

- بالتأكيد سيرشحون إسماً غير عون

• لماذا تحميل الحريري مسؤولية تعطيل الرئاسة كونه لا يرشّح عون؟

- لم أحمّل الحريري لحظة ولا أحمّله عرقلة الانتخاب لأنّ انتخاب عون ليس من مسؤوليته فهو لم يكن حليفه يوماً، كما أنّ الجنرال «كَفّى ووَفّى» في ما يتعلق بسعد الحريري وآل الحريري، إنما موضوعياً هو الذي يمكنه إخراجنا من هذه الأزمة بغضّ النظر عن المسؤول عنها.

الحريري ليس مسؤولاً عن التعطيل فهو يحضر كل الجلسات، وقد طرح مرشحين عدة وبادَر الى الحل مرات عدة، ومن المفترض أن يطلب نصرالله من فرنجية الانسحاب ويطلب من «8 آذار» التصويت لميشال عون بما أنه مرشّحهم الرسمي

• لكن «حزب الله» يحتاج الى ثَمن ليقول هذا الكلام، والثَمن هو رئاسة الحكومة، فمن هو رئيس الحكومة الذي قد يقبل به «حزب الله»؟

- من هو رئيس الحكومة الذي يريده الجميع أو أكثرية الفرقاء السياسيين؟

• لكن كلام السيد نصرالله يوحي كأنه قال للحريري نحن نقبل بك في المبدأ كرئيس للحكومة لكن ضمن دفتر شروط؟

- أنا ضد هذه المقاربة، فرئيس الحكومة يأتي ضمن المعايير التي يأتي على أساسها أيّ رئيس للحكومة. البديل عمّا أطرحه هو ثورة شعبية كبيرة على الوضع القائم، و»القوات» ستكون على رأس هذه الثورة إذا حصلت. لكن هل يكون خيارنا الثورة في خِضمّ ما تشهده المنطقة؟ خياراتنا ليست كثيرة هذه الأيام.

 قانون الانتخاب

• ما هي صيغة قانون الانتخاب التي قد تقود الى انتخابات نيابية؟

- القانون المختلط كما أثبتت كل التجارب، فهو قريب جداً من الكثير من الفرقاء، وأكبر دليل أننا و«المستقبل» و«الإشتراكي» قدّمنا القانون المختلط، وكذلك الرئيس برّي. ليست هناك فروق هائلة بين القانونين، بل إنها تكمن في بعض التفاصيل.

وأعتقد أنه بمفاوضات عادية يمكننا الوصول الى الدمج بين المشروعين، فنحن لا نتحدث هنا عن مجلس شيوخ بل عن تفاهمات عادية، لذلك لست متشائماً في ما يتعلق بقانون الانتخاب، ولكن لا نريد تضييع الجهود والعمل على هذا الملف، فالرئاسة أولاً

من لا يريد رئاسة، هل يريد قانون انتخاب؟

- نعم، فهذا لا يعرقل ذاك، كما أنّ الذي لا يريد رئاسة يعتبر أنّ أيّ قانون بعيداً عن الستين يخفّض عدد نواب «المستقبل» يسير به.

 مع التمديد لقائد الجيش

• ما هو موقفك من التمديد لقائد الجيش وتعيين رئيس أركان؟

- هذا أمر تقني بحت، لكن في الوقت الحاضر من الأفضل ترتيب الأمور بالتي هي أحسن من دون خضّات كبيرة، وإذا أردت أن أشهد للحق، فإنّ الجنرال جان قهوجي استطاع «مَسك» الأمور جيداً، أكان في ما يتعلق بحدود لبنان أو بالوضع الأمني الداخلي.

فغالبية الذين استلموا قيادة الجيش، إن لم نقل جميعهم، كانوا يقولون إنّ الجيش هو للحدود ولا نتدخّل في أي شيء داخلي لأنّ الجيش ينقسم ويجب إبقاء الجيش في الثكنات، أمّا قهوجي فهو القائد الوحيد الذي قال إنّ مسؤولية الجيش هو الأمن الداخلي بقدر ما هي الأمن الخارجي وطَبّقها بالفِعل، لذلك لم نشهد على المستوى الداخلي قلاقِل مُسلّحة في عهده، وأعتقد أنّ الحل الأسهل راهناً هو التمديد له.

 المشهد الإقليمي

• كيف ترى المشهد الإقليمي وما هو تأثيره في لبنان؟ هل هناك حسم أو تقسيم أو لعبة أمم كبرى بدأت ولا نعلم متى تنتهي؟

- للأسف الوضع في المنطقة قاتم، لا أرى نهاية قريبة لمأساة المنطقة، بدءاً من سوريا مروراً بالعراق وصولاً إلى اليمن. عوامل التفجير عديدة والقوى التي دخلت اللعبة أكثر من عديدة وبات الوضع معقداً.

حتى العراق الذي من المفترض أنه وصل الى عتبة الحسم ضد «داعش» في الموصل - علماً أنّ الانتهاء من «داعش» وهو أمر ضروري جداً - فهذا لا يعني انتهاء للأزمة، لا للعراق ولا غيره. فمنذ 5 سنوات لم يكن هناك «داعش» في العراق وكانت الأزمة مُستفحلة.

من هذا المنطلق لا أرى أنّ الخلاص قريب في المنطقة، وعلينا كلبنانيين تحضير أنفسنا على هذا الأساس وأن نستعجل انتخاب الرئيس لتعود الحياة السياسية لطبيعتها وأن نبني اقتصادنا على فترات طويلة، على أساس وَضع المنطقة كما هو، فلا يمكننا انتظار أن تفتح طريق البَر في وجه منتجاتنا الزراعية، فحياة مزارعينا معلّقة لأنّ طرقات البَر معلّقة، لذلك يجب التفتيش عن حلول جذرية لأنّ هذا الوضع مستمر

هل صحيح أنّ رئاسة الجمهورية أصبحت في الخارج؟

- ليس صحيحاً، لأنّ المشكلة أنّ هناك حزباً يشكّل كمية وازنة مثل «حزب الله» رَبطَ نفسه بإرادته بمشروع إقليمي كبير جداً وربطَ معه مجموعة صغيرة من القوى السياسية. شاءت الظروف أن لا يكون تيار «المستقبل» في هذه المرحلة على أفضل حال ليكون لديه المناعة المطلوبة لكي يواجه هذه الوضعية، لذلك هناك عوامل عدة مجتمعة

  ألا ترى أّن هناك خطورة على المشروع السياسي لـ«14 آذار» خصوصاً أنّ هذه القوى تعيش أسوأ أيامها وتيار «المستقبل» ضَعفَ في مناطق كثيرة؟ وفي حال حصول انتخابات نيابية ألا تخافون أن يربحها «حزب الله» وحلفاؤه وأن يضعوا أيديهم على مجلس النواب بعدها ويأتوا برئيس من فريقهم وبرئيس الحكومة والحكومة التي يريدون؟

- لا، لم أشعر لحظة بهذا الخوف. ألم يكن الوضع مماثلاً بين عامي 1990 و2005 وهو ما أدى الى انفجار كبير عام 2005، أي أنّ أكثرية كبيرة في لبنان لا ترضى بهذه الوضعية وستعبّر عن نفسها في شكل من الأشكال.

«حزب الله» وصَل الى أقصى ما يمكن أن يصل اليه على مستوى اللعبة الداخلية. إذا نظرت ولم ترَ شيئاً فهذا لا يعني أنه ليس موجوداً بل لأنّ الناس لا تُعبّر عن نفسها اليوم لكن عندما تجرى الانتخابات النيابية ستظهر النتيجة، وفي أسوأ الحالات سيأتي مجلس نيابي شبيه بالمجلس الحالي، أمّا في أحسن الحالات فمشروع «14 اذار» سيعبّر عن نفسه بأشكال مختلفة بشكل أفضل وليس لديّ هذا الخوف مطلقاً

• ماذا عن زيارة وزير الخارجية المصري الى لبنان؟

- إنها زيارة غير تقليدية، ومصر تحاول مساعدة لبنان على الخروج من أزمته

• ماذا عن العلاقة بين الكتائب و«القوات»؟

- العلاقة باردة قليلاً لكنها موجودة. والشيخ امين الجمّيل يحبّ إغاظَتي «مِن باب المَحبّة». بعد تأييدنا العماد عون إعتبروا وكأنّ هذا الأمر كان على حسابهم، وهذا أمر غير صحيح

• ماذا عن لجنة الحوار بين «المردة» و«القوات»؟

- خطوط الاتصال موجودة.

هل ممكن أن تكون الرئاسة «صنع في لبنان»؟

-بالتأكيد.

  •ما هو الكلام الذي توجّهه الى اللبنانيين في هذه المرحلة؟

لا أحبّ الكلام الشاعِري والمُسايرة. لديّ كلام وحيد أوجّهه الى «حزب الله»، فمرشّحهم هو ميشال عون والحياة السياسية متوقفة منذ سنتين عند انتخاب رئيس للجمهورية، هناك فرصة كبيرة اليوم لانتخاب الجنرال عون رئيساً، فليقوموا بما هو مطلوب منهم ولنذهب سوياً الى مجلس النواب لننتخب الرئيس، وبعدها تعود الحياة السياسية الى طبيعتها، وهذا الأمر سيكون في مصلحة الجميع. أمّا إذا اعتبروا أنّ العرقلة ستصبّ في مصلحتهم فهم مخطئون جداً، لأنّه إذا كان لبنان بخير فسيكونون بخير أكثر بكثير ممّا إذا لم يكن لبنان بخير.

بين بشرّي ومعراب

كان حافلاً استقبال معراب لفريق «الجمهورية» الذي أمضى قرابة الساعتين برفقة الدكتور سمير جعجع، الذي استفاض في التذكير بالماضي والتحذير من المستقبل، فيما انعكسَ جوّ الأرز وهواؤه على وجه جعجع وقوامِه، فبدا بصحّة جيّدة.

هذا الارتياح تحدّثت عنه مطوّلاً أنطوانيت جعجع، مديرة المكتب الإعلامي لجعجع، فاستفاضَت بسردِ المشاهدات والوقائع المؤثّرة التي حصَلت مع «الحكيم» في بلدته الأحبّ بشرّي حين فاجَأ أهلَ قريته مشياً وقام بزيارات مفاجئة تأثّروا بها كثيراً، وقد تخطّى كلَّ المخاطر في جولاته العفوية، وعلّقت على تصرّفه: «إنّ الحكيم يقول إذا كان الخطر سيقدم من بشرّي فمرحباً به».

 

ذكرى انتصار 'حزب الله' على لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/17 آب/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/16/%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/

كانت حرب صيف العام 2006 التي افتعلها “حزب الله”، من أجل تغطية جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، هزيمة للبنان الذي نزل مواطنوه إلى الشارع، بعد شهر من تلك الجريمة، وأخرجوا القوات السورية من أراضيه. ففي الذكرى العاشرة لانتهاء “حرب تموز” وصدور القرار رقم 1701 عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا يزال زمن الانتصارات على لبنان مستمرّا.

من يرى حال لبنان هذه الأيّام يتأكّد من شيء واحد هو أن المطلوب الانتصار على البلد وليس الانتصار على إسرائيل. هذه هي الخلاصة الوحيدة التي يمكن التوصل إليها بعد عشر سنوات من الكوارث المتلاحقة التي حلّت بلبنان، من بينها رفض “حزب الله” وتوابعه النزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية.

من نتائج “حرب تمّوز” أن الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله صار في استطاعته أن يلقي خطابا يعلن فيه من يجب أن يكون رئيسا للجمهورية، في حال شاء ذلك، ومن يكون رئيس مجلس النوّاب. صار يسمح لنفسه بالقول إنّه مستعد للتساهل مع اللبنانيين عموما ومع السنّة خصوصا، في شأن من يكون رئيسا لمجلس الوزراء، معبّرا عن ازدراء ما بعده ازدراء للدستور ولمجلس النوّاب ولأهل السنّة في الوقت ذاته.

بعد عشر سنوات على “حرب تمّوز”، تثير شوارع بيروت الحزن والشفقة قبل أي شيء آخر. الشباب اللبناني يبحث عن مكان يهاجر إليه، فيما الوضع الاقتصادي في حال مزرية وفيما لا كهرباء ولا ماء في بلد صار معزولا عن محيطه العربي. لا وجود لسائح عربي في بيروت والجبل. إذا كان هناك من سائح، فقد بات هذا السائح عملة نادرة ليس إلّا.                            

مرّة أخرى، تكفي جولة في شوارع بيروت وزيارة لأحد مراكز الاصطياف اللبنانية لاكتشاف حجم الكوارث التي حلّت بلبنان بسبب “حرب تمّوز” المفتعلة. لم تكن تلك الحرب، في واقع الحال، سوى محاولة أخرى، بل جريمة أخرى، للتغطية على ما ارتكبه “حزب الله” في حقّ لبنان واللبنانيين.

كانت “حرب تمّوز” حلقة في المسلسل الانقلابي الهادف إلى تحويل لبنان مستعمرة إيرانية لا أكثر، أي مجرّد تابع لإيران. لا يزال لبنان يعاني إلى اليوم من نتائج تلك الهزيمة التي لحقت به والتي يسمّيها الأمين العام لـ”حزب الله” “نصرا إلهيا”. كيف يمكن للبنان أن يكون انتصر على إسرائيل في تلك الحرب بعدما لحقت به هزيمة ساحقة ماحقة لم يفق منها إلى يومنا هذا، هل أخذ حسن نصرالله علما بأن كلّ شيء متوقف في لبنان، خصوصا في المجال العمراني منذ “الانتصار الإلهي” الذي تحقق صيف العام 2006؟

إذا كان يحقّ لحسن نصرالله الكلام عن “انتصار”، فإنّ هذا الانتصار هو انتصار لـ”حزب الله” الذي وقف على جثة اسمها لبنان رافعا علامة النصر، فيما عملت إسرائيل على القيام بعملية نقد للذات بغية البحث عن نقاط الضعف التي عانت منها في “حرب تمّوز”، واستخلاص العبر التي يمكن أن تفيدها في أي حرب مستقبلية.

لم يستخلص “حزب الله” أي عبرة من “حرب تمّوز”. على العكس من ذلك، انطلق من نتائج هذه الحرب لمتابعة حملته الهادفة إلى تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية من جهة، ونشر البؤس في المجتمع اللبناني من جهة أخرى. من الواضح أن الهمّ الوحيد للحزب، وهو لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، القضاء على لبنان عن طريق إفقاره وتهجير أكبر عدد من اللبنانيين من البلد. كيف يمكن تفسير تعطيله الحياة السياسية والاقتصادية في البلد؟ كيف يمكن تفسير رفضه تسليم العناصر، المتهمة باغتيال رفيق الحريري، إلى المحكمة الدولية؟

حسنا، كيف يمكن تفسير غزوة بيروت السنّية والجبل الدرزي في أيّار – مايو 2008؟ وكيف يمكن لحزب مهاجمة ما يسمّيه “المشروع الأميركي في المنطقة”، فيما هو متحالف مع الطقم الحاكم في العراق، وهو طقم مذهبي تابع لإيران وصل إلى السلطة على دبابة أميركية؟ كيف يمكن لـ”حزب الله” المشاركة في الحرب على الشعب السوري في ظلّ تنسيق روسي – إسرائيلي على كلّ المستويات؟ كيف يمكن لـ”حزب الله” الدفاع عن رئيس النظام السوري الذي يوسّط الكرملين كي تبقى إسرائيل حامية لنظامه؟

من يرى حال لبنان هذه الأيام يتأكد من أن المطلوب الانتصار على البلد وليس الانتصار على إسرائيل. هذه هي الخلاصة الوحيدة التي يمكن التوصل إليها بعد عشر سنوات من الكوارث التي حلت بلبنان

قليل من الحياء يبدو ضروريا بين حين وآخر. الحياء يعني الامتناع عن الاستخفاف بذكاء اللبنانيين خصوصا والعرب عموما. لم يفعل “حزب الله” منذ حصول جريمة اغتيال رفيق الحريري إلّا السعي إلى تغطيتها بجريمة أخرى. كان من بين هذه الجرائم افتعال “حرب تمّوز”، ثمّ الاعتصام في وسط بيروت بغية توجيه ضربة قاضية إلى الاقتصاد والانقضاض بعد ذلك على أهل السنّة، وصولا إلى تشكيل حكومة برئاسة نجيب ميقاتي وضعت اللبنة الأولى لمنع الخليجيين من المجيء إلى لبنان والاستثمار فيه.

ليس “حزب الله” سوى أداة إيرانية تنفّذ مهمات معيّنة. لم ينته الحزب من حربه على لبنان واللبنانيين بعد. لكنّ ذلك لم يمنعه من الانتقال إلى سوريا للمشاركة في الحرب ذات الطابع المذهبي التي يشنّها النظام على شعبه. أمس، عندما كانت حلب محاصرة، اعتبر حسن نصرالله أن معركة حلب أمّ المعارك. اليوم، عندما فكّ الثوار وأهل المدينة الحصار، غابت معركة حلب عن الخطاب!

اكتفى حسن نصرالله بالقول إن مقاتليه باقون في حلب. من أجل ماذا البقاء في حلب؟ هل من أجل سقوط المزيد من الضحايا في صفوف أبناء الطائفة الشيعية الكريمة… إرضاء للرغبة الإيرانية ليس إلا؟ هل يدرك حسن نصرالله أن حلب لا يمكن أن تسقط وأن بين أسباب ذلك أنّها خط الدفاع الأوّل عن رجب طيب أردوغان الذي تعمل إيران كلّ شيء هذه الأيّام من أجل استرضائه؟

صار حسن نصرالله يريد أخذ الناس إلى فلسطين، علما أنّ الطفل يعرف أن طريق فلسطين لا تمرّ بحلب ولا تمرّ بأي مدينة سورية أخرى، لا بحمص ولا بحماة ولا بدمشق. أكثر من ذلك، إن الفلسطينيين يعرفون ما هو “حزب الله”، وما دوره في المتاجرة بهم وبقضيتهم.

نعم، بعض الحياء ضروري. والحياء يعني احترام عقول الناس الطبيعيين قبل أيّ شيء آخر. لبنان واللبنانيون في أسوأ حال. من بين الأسباب “حرب تمّوز”. هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع الذي لا بد أن يعترف به كلّ من يمتلك حدا أدنى من الحس الوطني والرغبة في التعاطي مع الواقع، بدل الهرب منه من أجل أن يكون لبنان ورقة إيرانية في لعبة تستهدف استرضاء “الشيطان الأكبر” في كلّ وقت، و”الشيطان الأصغر” متى كانت لبشار الأسد مصلحة في ذلك.

 

الكولونيل شربل بركات يرثي ابن عمه القاضي دياب شكرالله دياب: ابن العم العزيز الدكتور دياب

16 آب/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/16/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%8a%d8%b1%d8%ab%d9%8a-%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d8%b9%d9%85%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7/

في وداعك يا ابن العم تقف عين إبل اليوم بكل أهلها محزونة على أحد بنيها الذي وصل بجهده الشخصي إلى أعلى المراتب. فقد حصلت على دوكتورا دولة من أحسن جامعات فرنسا يوم كان الحصول على الفلسفة يعد انجازا، وكنت تعمل أثناء الدراسة لسد المصاريف المترتبة على ذلك. وأصبحت معلما للاجيال، لا مدرسا في المدرسة المتوسطة أو الثانوية بل بروفيسورا في الجامعة اللبنانية. والتحقت بسلك القضاء، لا كقاضي منفرد في إحدى المحاكم الصغيرة بل كمستشار في اعلى مجلس للقضاء في لبنان – مجلس شورى الدولة. ولكنك مع كل هذا الكم من الانجازات والمراتب والألقاب بقيت متواضعا قريبا من الصغار والكبار، لا بل أخالك لم تنسَ ذلك الولد البريء الذي لم يكبر فيك، فاستمريت على ما أنت وبلغت بدون عقد وتعاملت مع القضايا الكبرى والصغرى بكل بساطة، وقد تكون هذه بالذات نقطة ضعفك التي سهّلت الحدث المريع.

الحبيب واصف

وهو الاسم الذي عرفناك به دوما، وقد يكون العم شكرالله أطلقه عليك، وعلى عادته، تيمنا بصديق محب، وهو الذي كان المغامر الأول في كل أعماله والصديق الأمين والمخلص في كل علاقاته، ولكنك حملت رسميا اسم العائلة الكبرى التي بها نعتزّ وكنت خير من يمثلها في مجالات عدة.

الريّس دياب

وهو اللقب الذي رافقك في القضاء لم يزدك إلا ثقة بأن "كبيركم هو خادمكم" فكنت الخادم الأمين الذي لم ينسَ المحتاج أو الفقير من حوله في زمن كثر فيه الفسق والعهر والمتاجرة بكلام الله، أما أنت فقد تبعت الوصية "أن أحبب قريبك كنفسك" فكان بيتك مخزنا لمواد غذائية توزعها على من تعرف من المحتاجين وكأنك منظمة انسانية بحد ذاتك، ولم تفاخر ببناء القصور أو السكن في الفلل الجميلة ولا حدّثت عن معارفك في المجتمع المخملي أو اقتنيت السيارات الفاخرة، بل كان حديثك دوما ومنذ الصغر عن زيارة فقير هنا واكتشاف محتاج هناك ومساعدته بقدر امكانياتك، وكأنك ترى به حقيقة صورة ربك الذي قال "زرتموني وأنا مريض وأطعمتموني وأنا جوعان... وما تعملوه لأحد هؤلاء الصغار فلي عملتموه".

منذ أربع سنوات كان الموت يحاول قطفك في ذلك الحادث الرهيب حيث لم تزل زوجتك تعاني حتى اليوم من آثاره، ولكن على ما يبدو كانت يد الرب لا تزال تريد منك عملا أخر لم نسمع عنه ككل أعمالك التي "لا تدري يمينك ما تصنعه شمالك" فانت تعمل بالخفاء ولم تطلب أبدا مكافأة على عمل ولا شكرا على ما اعتبرته واجبا.

اليوم تنتقل إلى السماء وهل أفضل من هذه المناسبة "عيد انتقال السيدة العذراء" التي تعبّدت دوما لها وأحببت أن تكون لك رفيقة، وها أنت تواكبها وعين إبل تعجّ بأولادها القادمين من كل حدب وصوب وهي صححت مسارها بالتكاتف والتجمّع يدا واحدة لتسير في دروب التقدم والبناء وتستحق أن تودعك بكل حفاوة وفخر.

ابن العم العزيز

قد يحاول البعض أن يجد في مقتلك الغامض وما حوله مجالا للشماتة أو الانتقاص من سيرتك النبيلة، ولكن هل تكون أعظم من معلمك الذي بالرغم من كل ما عمل لهم رفعوه على الخشبة وألصقوا به تهم العار؟

فهنيئا لك حياتك المليئة بأعمال الخير وموتك الذي قد يتشبه إلى حد ما بموت المعلم ولا شك بأنك قلت لربك قبل أن تلفظ النفس الأخير "أغفر له..."

فإلى الزوجة أمال وأولادك الأعزاء، وإلى الأخوة الأحباء عفيف والمختار مارون وبركات وعائلاتهم، وإلى الأخوات مريم وكليو وعائلاتهم وعائلة المرحومة عفاف، وإلى العم عبدو والعم وديع وعائلاتهم وعائلات الاعمام والعمات جميعا، وإلى عائلة بركات والعائلة الكبرى عائلة دياب وإلى كل ابناء عين إبل المحزونين على فقدك، نرفع العزاء راجين من الله عز وجل أن يستقبلك حيث الأبرار والصدّيقين "فقد كنت أمينا على القليل وسأقيمك على الكثير... أدخل فرح سيدك..."

شربل بركات/كندا

 

نصر الله:مصالحة بعد فتنة

ساطع نور الدين/المدن/الثلاثاء 16/08/2016

لم يؤخذ تلميح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى "مصالحات وتسويات" مع تنظيمي داعش والنصرة على محمل الجد. ُنسب ذاك الموقف المفاجىء فقط الى الانكسار على جبهات حلب، مع انه أخطر وأبعد مدى، ويمكن ان يؤسس لتحول جذري في العلاقة بين التنظيمات الثلاثة التي تتصارع في ما بينها، وتتنافس على إختزال الفتنة المذهبية الاسوأ في التاريخ الاسلامي الحديث، وعلى مصادرة الجهادية السلفية بأسوأ صورها وأعنفها، وأشدها إثارة لنفور عامة السنة والشيعة على حد سواء. لم يكن نصر الله فقط يتحدث على خطوط الجبهة، والارجح ان مقاتليه الموجودين في سوريا لم يستسيغوا تلك الرسالة المواربة التي وجهها الى داعش والنصرة، وكذا الامر بالنسبة الى جمهور الحزب ومريديه الذين عبئوا لسنوات طويلة على نبذ التنظيمين السنيين الأكثر تطرفاً وعلى وسمهما بالارهابيين التكفيريين..من دون ان يصل الامر طبعا الى حد تكفيرهما وإخراجهما من الدين، وهو ما لم يجروء عليه أحد من السنة أصلاً.

الانطباع الاول الذي أراد ان يخلفه نصر الله، في دعوته افراد التنظيمين الى القاء السلاح وانهاء هذه الفتنة، التي يتبرأ منها الحزب دائما مع أنه شريك فيها، هو انه ينفي الهزيمة الثابتة على جبهات حلب وغيرها، ويتحدث من موقع قوة، يعرض على خصومه الاستسلام ويفتح أمامهم طريق المصالحة التي تحولت الى نهج رسمي سوري- ايراني يهدف الى إختراق صفوف المعارضة السورية ومناطق سيطرتها..لكنها لم تنجح في الكثير من الحالات ولم تتمكن من ازالة أسباب الفرقة والريبة بين الجانبين.

في هذه الحالة يطرح السؤال عما اذا كان عرض نصر الله إجتهاداً فردياً أملته ظروف الاحتفال بالذكرى العاشرة لحرب تموز 2006 ، ام أنه موقف رسمي مدروس ومنسق مع كل من طهران ودمشق، اللتين لا يبدو انهما في وارد الصلح ولا حتى التعايش مع داعش والنصرة، ولم تصدر عنهما حتى الان اي اشارة الى مثل هذا الاستعداد للجلوس حول طاولة تفاوض مع التنظيمين. وهو ما يرجح الاحتمال الاول الذي تدعمه جاذبية فكرة ان يبادر رجل دين شيعي بالذات الى مخاطبة داعش والنصرة، باسم الاسلام والقرآن والنبي وغيرها من القواسم المشتركة التي تحضر للمرة الاولى. وهو ما يمثل منعطفا في تعريف الحزب لنفسه بوصفه حركة مقاومة للعدو الاسرائيلي تسمو على جميع الخلافات والصراعات والفتن الداخلية، ولا ترى في الحرب السورية إلا عدوانا خارجيا (اميركياً اسرائيلياً سعودياً تركياً..) على النظام الاسدي، وترفض  حتى الان اي شكل من اشكال المساواة او المقارنة بينها وبين التنظيمين السنيين.

هو، من دون شك، إنقلاب جوهري في عقيدة الحزب وخطابه. لكنه لن يكون مغرياً لداعش والنصرة، لاسيما في صيغته الحالية وفي ظروفه الاستثنائية التي يميل فيها الميزان العسكري السوري تحديداً لصالح التنظيمين السنيين او أحدهما على الاقل، اي النصرة او جبهة "فتح الشام" حسب المسمى الجديد.. وهو ما كان يمكن ان يركز عليه نصر الله خصوصا وانه سبق للحزب أن تواصل وتفاوض وتوافق مع النصرة على أكثر من جبهة واكثر من معضلة أمنية او انسانية. وكانت النتائج مرضية بل مغرية للجانبين. لم يكن كلام نصر الله عبثاً، سواء كان عفوياً فردياً، او كان منسقاً سلفاً مع طهران ودمشق. لعل الامين العام لحزب الله كان يقرأ هذه المرة في كتاب المستقبل المفتوح أمامه، ويبحث في إحدى صفحاته عما ينبىء بذلك اللقاء التاريخي المرتقب بينه وبين ابو بكر البغدادي(اذا كتبت له النجاة) وابو محمد الجولاني يبتسمون لكاميرات الاعلام ويتبادلون الانخاب.. فتنطفىء نار الفتنة، وتُفتح طريق الجنة، ويُرمى بالباقين من السنة والشيعة في الجحيم.    

 

القاهرة تحاول استعادة دورها من بوابة بيروت

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 16/08/2016

القاهرة تحاول استعادة دورها من بوابة بيروت في العام 2008 كانت مصر أول من أعلن إسم ميشال سليمان للرئاسة

تأتي زيارة وزير الخارجية المصرية سامح شكري إلى بيروت، بعد مواقف صدرت من الأفرقاء اللبنانيين تتوقع إنفراجاً قريباً للأزمة الرئاسية. فبعد موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي دعا بشكل جدي إلى بحث إمكانية تبنّي إنتخاب النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، جاء موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعي إلى حل الأزمة متخوفاً من مخاطر محدقة بلبنان. ثم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي اعتبر أن التسوية الرئاسية تقترب. وأخيراً، كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في مهرجان ذكرى انتهاء حرب تموز، ومفاده أن مرشحَي الحزب للرئاسة ولرئاسة المجلس معروفان (النائب ميشال عون وبري)، فيما الحزب منفتح على البحث في رئاسة الحكومة. وهذا ما اعتبره البعض رسالة إيجابية إلى الرئيس سعد الحريري تعني أن لا فيتو عليه، ولكن طريق السرايا تمرّ بانتخاب عون وبالاتفاق على السلّة. تعتبر مصادر متابعة أن كلام نصرالله يشكّل نقطة في أول طريق الضمانات التي يبحث عنها الحريري للوصول إلى الرئاسة الثالثة، لكنها غير كافية حتى الآن بالنسبة إليه. وهنا تكشف المصادر عن مباحثات سرّية بين الحريري و"حزب الله" للوصول إلى تسوية، خصوصاً أن "المستقبل" و"حزب الله" ينظر كلٌّ منهما إلى الآخر على قاعدة أن الأول ضرورة لوجود الثاني.

يأتي المسعى المصري، وفق ما تقول مصادر لـ"المدن"، بعد تنسيق مع فرنسا وروسيا والمملكة العربية السعودية. وتحمل الزيارة أفكاراً جديدة في ما يتعلق بكيفية التفاعل مع الشأن اللبناني، وستكون بداية تحريك جديد للملف. ويعلن شكري أن "الزيارة تهدف إلى تحضير الأجواء لانتخاب رئيس على قاعدة التوافق بين الأفرقاء. فهذا التطور ضروري للبنان الذي يحتاج إلى رئيس أكثر من أي مرحلة سابقة، والمشهد الاقليمي أثبت أنه لا يمكن الانتظار بعد. وبالتالي، نحن سنبدأ هذه العملية ونأمل أن تسفر عن النتيجة المطلوبة".

ولا تخفي مصادر متابعة أن هناك صعوبة في إنجاز أي أمر على هذا الصعيد، لكنها تكشف أن المصريين يسعون إلى تحضير لقاء للبنانيين في شرم الشيخ، على أن يتقرر ذلك بعد جولة وزير الخارجية. فيما تعتبر مصادر أخرى أنه من المبكر أن يجري تحديد هذا موعد اللقاء في هذه المرحلة، فتحديده يحتاج إلى مزيد من الوقت. وثمة من يعتبر أنه في ظل إنكفاء السعودية عن متابعة الوضع في لبنان، فإن مصر تسعى إلى الدخول على هذا الخط، بالتنسيق مع السعودية. والمفارقة هنا، أنه قبيل انتخاب الرئيس ميشال سليمان كان أول من ألمح إلى حصول التوافق وبدأ بالترويج لإسم سليمان في حينها، كان الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وجريدة "الأهرام" فيما بعد، وبعدها وافقت القوى اللبنانية على هذه التسوية.

تريد مصر من خلال تحركها هذا تعزيز موقعها في المنطقة كلاعب إقليمي بعد اضطلاعها بدور مهم في إطار مبادرة فرنسا إعادة احياء المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل. وثمة من يعتبر أن مصر قد تكون قادرة أكثر من غيرها على إيجاد ثغرة معينة في هذا الجدار إنطلاقاً من علاقتها الجيدة مع إيران و"حزب الله" الذي زار وفد منه قبل فترة القاهرة للتعزية بوفاة الصحافي محمد حسنين هيكل وأجرى لقاءات سياسية وأمنية بعيدة من الإعلام. لكن المصادر تستبعد إمكانية تحقيق أي خرق على هذا الصعيد في ظل التشدد في المواقف وإنتظار مآلات الأمور والتطورات الإقليمية، لافتة إلى أن "حزب الله" والنائب ميشال عون سيقولان لشكري إن أي نجاح لمبادرته يجب أن يقترن بالتوافق على انتخاب عون رئيساً للجمهورية. هذه النظرة تلتقي مع وجهة نظر المشنوق، الذي دعا "المستقبل" إلى بحث خيار عون، لوقف الخسائر والإقلاع عن حالة الإنتظار التي تزيد منسوب الخسائر، لافتاً إلى ضرورة إجتراح تسوية تعيد "المستقبل" إلى حيويته السياسية، بالإضافة إلى التمسّك بالطائف بالتوافق مع عون. وعليه، لا يمكن فصل وجهة نظر المشنوق عن المسعى المصري. في المقابل، ينظر الرئيس برّي بإيجابية إلى المسعى المصري، خصوصاً أن مصر تطل على أزمات المنطقة بعد إرساء الإستقرار على أراضيها. ويعتبر أن التشديد المصري يتركز إلى ضرورة إتفاق اللبنانيين على انتخاب الرئيس، من دون التسويق إلى اسم معين. ويعتبر برّي أن الحراك الدائر إقليمياً يأتي تتمة للحوار الذي دعا إليه، مشدداً على ضرورة التمسّك بالسلة، أو الدوحة اللبنانية، وبمعزل عن الإختلاف على العناوين، فالهم هو انتخاب رئيس للجمهورية، والإتفاق على الحكومة المقبلة وقانون الانتخاب.

 

"حزب الله" من الهجوم إلى الدفاع في حلب

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 16/08/2016

الجميع يريد صرف شيكات الميدان الحلبي في الحسابات السياسية والتفاوضية. يسعى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى عقد جولة مفاوضات جديدة في جنيف نهاية آب، لإعادة تفعيل البحث عن الحلّ السياسي. ما كان قد اتفق عليه سابقاً بين موسكو وواشنطن سقط بمفاعيل الميدان، وبالنتائج التي حققتها فصائل المعارضة. قبل إطلاق المعارضة معركة فك الحصار عن حلب، كان النظام السوري وإيران وروسيا مستعدين للذهاب إلى جنيف على وقع محاصرة المعارضة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب. اليوم، تغيّرت المعادلة. انتقل "حزب الله" من الهجوم إلى الدفاع في مدينة حلب، خصوصاً في عدد من النقاط المهمة والأساسية. وقد سعى إلى شنّ هجمات على بعض المواقع التي خسرها بهدف استعادتها، لكن فصائل المعارضة استطاعت صدّ الهجمات. وفي وقت فتحت المعارضة معركة حي جمعية الزهراء ومعمل الإسمنت اتخذ الحزب موقع الدفاع. وبعيد إعلان فصائل المعارضة السيطرة على معمل الإسمنت وتحقيقها إصابات مباشرة في صفوف الحزب هناك، شنَّ الحزب هجوماً مضاداً فجر الإثنين وتمكّن من استعادة السيطرة على المعمل. وتلفت مصادر قريبة من الحزب إلى أن المعارضة لم تستطع السيطرة بشكل كامل على المعمل، رغم إعلانها ذلك، حتى أنها لم تستطع دخوله بل كانت الإشتباكات على أطرافه. ولا تخفي المصادر أن الوضع سيء هناك والموقع قابل للسقوط في أي لحظة، لافتة إلى أن المعارك ستستمر كرّاً وفرّاً، معتبرة أن حتى الآن طريق الراموسة الأساسي غير آمن بشكل كامل بالنسبة إلى المعارضة، إذ أن الحزب لا يزال يسيطر على كتلة أبنية قريبة من معمل الإسمنت تكشف الطريق وتستطع قطعه بالنار. وفي وقت يجري الحديث عن إختلاف في الأولويات بين فصائل المعارضة في معركة حلب المقبلة، هناك من يذهب إلى اعتبار أن الإختلاف أوسع وأشمل من ذلك. فلا يمكن إغفال الإختلاف في الأولويات داخل البيت الواحد، أي بين الإيرانيين و"حزب الله" من جهة، والنظام السوري والروس. وتعتبر مصادر ميدانية أنه في وقت يبرز توجه لدى النظام والروس في الإنسحاب من بعض الأماكن يرفض الحزب ذلك. ما يجعله وحيداً في المواجهة. وهذا ما يتسبب في سقوط العديد من الإصابات في صفوفه وينعكس سلباً على مسار العلاقة الميدانية مع الجيش السوري.كلّ ذلك تردّه المصادر إلى ما يجري في الكواليس السياسية والإتصالات الدولية، ولاسيما أن الجميع ينتظر نتائج اللقاء التركي الروسي وانعكاسه على مدينة حلب ذات أهمية الاستراتيجية بالنسبة إلى تركيا، والتي تعتبر أن سقوطها خطّ أحمر ومسّ في أمن تركيا القومي.

وتكشف المصادر أن التفاوت في الآراء الروسية والإيرانية لا يزال قائماً، خصوصاً أنها تعتبر أن هذه المواقف خاضعة للمفاضلة بين موقف كل من روسيا وإيران، إذ في وقت تقوم الوجهة الروسية بإنجاز تسوية سياسية، تتمسّك إيران بمعادلة الميدان لفرض التسوية، بمعنى أن إيران تريد فرض الحلّ عسكرياً، وهذا يتطلّب في هذه المرحلة الصمود أكثر. هذا الصمود هو ما يريد "حزب الله" تكريسه في المرحلة المقبلة، أي الحدّ من الخسائر في حلب، والإحتفاظ بالمواقع التي يسيطر عليها حالياً إلى حين حصول تبدّلات سياسية تنعكس في الميدان. كل ذلك ينتظر النتائج السياسية. وهذا ما يفرض على الحزب حالة دفاعية غير هجومية، رغم التحضير للثانية وإطلاقها حينما تسنح الفرصة.

 

حسن نصرالله يستعيد ذكرى انتصار من ورق

عديد نصار/العرب اللندنية/16 آب/16

“كَشاتِبين” جمع كُشتُبان، وهو ما يشبه كوبا صغير الحجم مصنوعا من المعدن، يضعه الخياط في إصبعه ليقيه وخز الإبر، وبالمناسبة، فكلمة كشتبان فارسية الأصل. أما “لعّيب” الكشاتبين فعدّته ثلاثة منها وحبّة حمّص وسطح أملس، وخفة ورشاقة في تحريك “الكشاتبين” الثلاثة على شكل دوّامة ليطلب إلى من يتحدى بدقة نظره وهو يتابعه، أن يعرف تحت أي كشتبان توجد حبة الحمص، التي، وربما بخفة غير ملحوظة، ربما تكون قد حذفت تماما من المشهد، ما يعني أنك لو قلبت الكشاتبين الثلاثة فلن تجدها. ولكن اللعبة تقتضي أن تقلب واحدا منها فقط. فلعّيب الكشاتبين قادر على تجريدك من آخر فلس دون أن تتمكن من الفوز عليه ولو مرة واحدة.غير أن للعّيب الكشاتبين شركاء لا يعرفهم أحد. يحيطون به ويبادرون إلى التحدي وغالبا ما يكسبون بإشارة متفق عليها بينهم وبين اللعّيب. فينساق المتواجدون من متسكعي الشوارع والمارة إلى التحدّي حين يرونهم يكسبون، لكن هؤلاء المستهدفين يخسرون الرهان مرات ومرات ويعودون خائبين. ومنهم من يستمر في الرهان حتى آخر فلس في جيبه. *9، الذين يقلدون شركاء “لعّيب الكشاتبين” إياهم، لكنه يفتقد إلى الخفة التي تميّز اللعّيب الرشيق. وهو، أكثر من ذلك، كشاتبينه الثلاثة والأربعة وأكثر، غير متطابقة الشكل لتغدو لعبته مفضوحة تماما حتى للأعين التي غشي بصرها. ولا تمرّ إلا على من يتعمد التغاضي أو على ذوي المصالح التي لا فكاك لهم فيها من قبول هذه اللعبة رغم رداءة اللعّيب وافتضاح كشاتبينه.

في خطابه الأخير الذي أطلقه من بنت جبيل، تعمد الشاطر حسن أن يحذف واقعة حلب من المشهد، وأن يغطي عليها بانتصار إلهي وهمي مرّت عليه عشر سنوات، كانت من نتائجه العملية وقفُ كل العمليات الموجهة ضد العدو الصهيوني والمنطلقة من الجنوب اللبناني، وبالتالي تأمين حدود فلسطين المحتلة تماما من الجهة اللبنانية وبرعاية دولية يضمنها خمسة عشر ألفا من قوات الأمم المتحدة، فرض قرار مجلس الأمن رقم 1701 تواجدهم على الحدود وفي الجانب اللبناني حصرا كما فرض جلاء قواعد حزب الله بشكل كامل إلى شمالي نهر الليطاني. لا شك أن اللبنانيين، مقاومين وعسكريين ومدنيين ضحوا وصبروا وصمدوا وقدموا التضحيات الجسام في مواجهة الحرب الصهيونية عليهم في تموز 2006، وتحملوا الكثير من الويلات، ولا شك أن العدوان الصهيوني الذي استمر أكثر من شهر لم يتمكن من كسر مقاومتهم، ولكن التوظيف السياسي لهذا الصمود لم يكن في صالح اللبنانيين طالما كان في مقدور “حزب الله” وحيدا أن يسخره حصرا لمصلحة نظام المافيا الإيرانية في محاولتها للهيمنة على الشرق، وفي مصلحة مجموعة قيادية لديه تغولت إلى أن باتت مافيا محلية تتضخم مصالحها على حساب آلام وصبر وصمود اللبنانيين.

أما القول بمسؤولية الولايات المتحدة والنظامين الإقليمي والدولي في خلق “داعش” و”النصرة” وفي تسهيل وصول الآلاف من مقاتليهما إلى سوريا والعراق كما في تسهيل مرور السلاح والأموال إليهما فهذا ليس بالاكتشاف العبقري الجديد، لأن ثوار سوريا الذين يقاتلهم “حزب الله” هم أول من قال هذا الكلام وهم أول من تصدّى بالإمكانيات المتواضعة لتنظيم “داعش” وهم أول من أجلى هذا التنظيم من مناطق شاسعة شمال وشمال غرب سوريا، فلِمَ لم يتحدث الشاطر حسن بكلمة واحدة عن واقعة واحدة حدثت بين حزبه وبين هذا التنظيم؟ وهل تنفي مساهمة النظامين الإقليمي والدولي في نشوء داعش والتنظيمات الشبيهة، مساهمة النظام الأسدي والنظامين العراقي والإيراني في ذلك؟

لم يحدثنا الشاطر حسن عن قيادات تنظيم “القاعدة”، الذي كان للولايات المتحدة الدور الأبرز في تشكيله، والمقيمين في إيران والذين أعلنت الإدارة الأميركية مؤخرا عن فرض عقوبات مالية عليهم. وإذا كان الشاطر حسن حريصا هذا الحرص على الشعبين اللبناني والسوري ليطالب تنظيم “داعش” وجبهة “النصرة”، إكراما لكتاب الله ومحبة في رسوله، أن يلقوا السلاح كي يتوقف هذا النزيف، فما الذي تستمر قواته فيه بسوريا غير محاصرة المدنيين وقصفهم وتجويعهم حتى الموت؟ ألم تمرّ بباله مضايا؟ وداريا؟ هل لتنظيم داعش تواجد في هاتين المدينتين؟ ولماذا لا يترجم هذا الحرص في إعادة أبناء بلدة القصير النازحين إلى عرسال وغيرها من مناطق لبنان إلى بلدتهم وأرضهم؟ وحتّامَ يستمر في إرسال الشباب والفتية والمراهقين اللبنانيين إلى الموت المحتم في حلب وما بعد حلب ليعودوا جثثا إلى ذويهم؟ الشاطر حسن يتحدّى إسرائيل! ورجال “المقاومة” يَقتلون ويُقتلون في سوريا! وسوريا التي يقاتلها الشاطر حسن باتت ركاما، وشعبها تشرد أكثر من نصف تعداده في جهات الأرض الأربع. الشاطر حسن يتحدّى إسرائيل، والشعب الفلسطيني الذي شرده الصهاينة إلى سوريا وأقام في مخيماتها يُقتل بالبراميل الأسدية المتفجرة وتحاصره ميليشيات الشاطر حسن وتقتله جوعا ومرضا ليعود فيتشرد ثانية في جهات الأرض الأربع.

الشاطر حسن يريد ملء الشغور الرئاسي في لبنان المستمر منذ سنتين وثلاثة أشهر، ولكن ديمقراطيته لا تسمح إلا للجنرال ميشال عون بالوصول إلى كرسي الرئاسة. الشاطر حسن غربل جميع المرشحين إلى هذا المنصب تماما كما يغربل الولي الفقيه مرشحي الرئاسة في إيران، ولكن لم يبق في غرباله إلا الجنرال عون. بين الشاطر حسن و”لعّيب الكشاتبين” مشترك واحد وهو الرغبة في خداع الناظر أو المتلقي. ولكن بين الشاطر حسن وبين لعّيب الكشاتبين مسافة أبعد من حيفا وأبعد من حلب. فقدْ فقدَ رشاقة الحركة وحصافة الرأي والقدرة على التضليل بالإيحاء وتعابير الصوت والصورة.

 

نصرالله والمصالحة مع “داعش”.. توأمة الإرهاب والطائفية

زياد عيتاني/عكاظ/16 آب/16/من الغرابة أن يتفاجأ البعض، خصوصا من هم في مواقع المتابعة والتحليل من العرض بالمصالحة، الذي قدمه حسن نصرالله لتنظيم داعش في إطلالته الأخيرة بذكرى “حرب تموز”. الذاكرة خانت كما يبدو الكثيرين، إذ تناسوا أن نصر الله نفسه عرض في العام 2012 على داعش وأخواتها اتفاقا، محذرا إياهم من الغرب الذي يستهدفهم كما يستهدف حزب الله كما قال. كما خانت الذاكرة الكثيرين كيف وقف نصر الله نفسه محذرا، في العام 2007 الحكومة اللبنانية من الهجوم على تنظيم فتح الإسلام الإرهابي في مخيم نهر البارد، إذ قال كلمته الشهرة «نهر البارد خط أحمر”. لم يكن نصرالله شفافا في يوم من الأيام كما كان وظهر في خطابه الأخير، فالشفافية والصدق إن وجدا في الإطلالة الأخيرة لهما أسباب كثيرة، تبدأ من هزائم الميدان لحزبه وحلفائه في حلب، وصولا إلى التحول الروسي في الرؤية لخريطة الحلّ في الملف السوري. نصرالله بعرضه المصالحة على داعش يعود إلى المربع الذي لطالما انطلق منه أولياء أمره ونعمته في إيران، فالنظام الإيراني ومنذ نشأته مع قدوم الخميني من باريس إلى طهران قام على فكرة تصدير الثورة، والتي كانت بتوضيح للمصطلح «تصدير الإرهاب»، وذلك عبر التنظيمات الإرهابية المنتشرة على مساحة خريطة العالم الإسلامي، فكان التركيز بداية على القضية الفلسطينية، حتى تم بنجاح السطو على شعار محاربة إسرائيل، رغم كل التعاون الذي يربط إسرائيل وإيران في المجالين الأمني والعسكري وذلك شاهد كبير في فضيحة ايران غيت عام 1985 ثم تطور هذا الأمر مع لجوء قيادات من تنظيم القاعدة الإرهابي إلى طهران، إثر طردهم من أفغانستان عام 2012، إذ قدم لهم الملجأ والدعم المالي للتواصل مع خلايا التنظيم الإرهابي في كل العالم. نصرالله بعرضه المصالحة على داعش في خطابه الأخير هو في الحقيقة يعرض ما هو أكثر من المصالحة، فالمصالحة تجري بين طرفين متخاصمين وهذا ما ليس موجودا بين حزب الله وداعش في سورية، كما أثبتته الوقائع والمعارك في أكثر من جبهة موقع، بل هو يعرض الانتقال الى الخطة (ب) لمواجهة الخطة (ب) الموضوعة من قبل أصدقاء سوريا، هو يعرض التحالف المعلن مع داعش، معلنا انتهاء التحالف المبطن.

 

العراق مقبرة النظام الإيراني

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/16 آب/16

عندما غزا صدام حسين إيران عام 1980 من سذاجته كان يظن أن الفوضى، التي صاحبت وصول آية الله الخميني للحكم، فرصة ليستعيد ما أجبره عدوه الأول شاه إيران على التنازل عنه بالقوة. الرئيس العراقي الأسبق رفض كل الدعوات الإقليمية والدولية لوقف الحرب واثقا من الانتصار.

بعد أقل من ثلاث سنوات من اندلاع الحرب تقهقرت القوات العراقية إلى الداخل، واستعاد الإيرانيون زمام الهجوم، ونجحوا في طرد العراقيين من غرب إيران. عادت الوساطات الدولية تحث الطرفين على وقف الحرب، إلا أن طهران أصبحت هذه المرة هي التي ترفض. في الخمس سنوات التالية ارتفعت حدة الحرب، صارت طاحنة ومجنونة. مني الإيرانيون فيها بخسائر بشرية ومادية رهيبة، ومع هذا رفضت القيادة الدينية دعوات المصالحة اعتقاًدا منها أن الانتصار يتطلب المزيد من التضحيات البشرية، فصارت ترسل حتى الأطفال إلى جبهات الحرب، لكن في الحروب التفوق العسكري أهم كثيًرا من الاستعداد للموت.

وهكذا كان التفوق الجوي العراقي يحارب التفوق البري الإيراني إلى أن رضخ الخميني في عام 1988 وقبل بوقف الحرب مرغًما.  اليوم، يعيش العراق الفصل الثاني من الحرب مع إيران، حيث يسعى نظام طهران للهيمنة على جاره الغني، العراق، مستخدًما نفس استراتيجية نظام حافظ الأسد في هيمنته التامة على جاره لبنان، وهي التدخل بدعوى إنقاذه من الحرب الأهلية ثم مواجهة إسرائيل. في الحقيقة كلها حروب لفرض النفوذ والاستغلال. تحت مبرر إنقاذ العراق من تنظيم داعش دخل البلاد الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس من الحرس الثوري، والآن يتدخل في النزاعات بين القوى العراقية. وهي، على الرغم من خلافاتها، لا تجهل الأخطار المحدقة من وراء تدخل ممثلي النظام الإيراني في إدارة شؤون بلادها، وتعي وجود مشروع للهيمنة على قرار دولتها، لكنها مثل الزعامات اللبنانية، تلهيها تفاصيل النزاعات.

وهناك قيادات سياسية أخرى، مثل نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق، تنخرط في عملية إضعاف متعمدة للسلطة المركزية تريد العودة للسلطة بأي ثمن. حيدر العبادي ومنذ أن أقسم اليمين قبل سنتين، لم يتمكن، بعد، أن يمارس وظيفته رئيًسا للوزراء إلى الآن. السبب أن أشقياء، مثل المالكي، ومعهم إيران، أغرقوا الدولة في الفوضى، سلسلة من المظاهرات والتهديدات وتعطيل الإدارات الحكومية. وأخطر ما فعله الإيرانيون أنهم بنوا ميليشيا موازية للجيش اسمها «الحشد الشعبي»، تتشكل في معظمها من جماعات للمتطرفين دينًيا بينها «قوات وعد الله» و«عصائب الحق»، و«سرايا الجهاد»، و«سرايا عاشوراء»، و«فرقة العباس» وغيرها.

ولا تقل تطرًفا عن الجماعات السنية في العراق مثل «القاعدة» و«داعش». وقد قامت بجرائم طائفية من حرق قرى سنية إلى عمليات إعدام للمشردين من مناطق القتال إيران تستخدم قادة هذه الميليشيا لتهميش الجيش العراقي. حتى وزير الدفاع، خالد العبيدي، سني من الموصل، منشغل بالصراع مع قيادات سنية، وهو نفسه حضوره تلفزيوني ووزير بلا صلاحيات حقيقية.  قد يرى البعض أن الأغلبية الشيعية العراقية لا تمانع في حضور إيراني قوي على الساحة العراقية في المرحلة المضطربة الحالية، إنما هذا ليس صحيًحا. هذه أغلبية وتدير الدولة وليست في حاجة إلى قوة خارجية لأنها هي القوة المهيمنة، خاصة مع انكفاء الأكراد إلى داخل إقليمهم. لماذا يحتاج قادة عراقيون مثل مقتدى الصدر، أو عمار الحكيم، أو العبادي إلى النظام الإيراني؟ مواجهة «داعش»؟ الحقيقة أن معظم الدعم الاستخباراتي واللوجستي يصلهم من الأميركيين، ومعظم القتال يقوم به عراقيون. هل تقدم لهم إيران أي دعم مادي؟ العراق حالًيا، ورغم الفوضى هو في وضع مالي أفضل من إيران؟ ويصدر العراق نفًطا أكثر.  بتزايد نشاط المخابرات الإيرانية، وزيادة عدد أفراد الحرس الثوري الإيراني الذين عبروا الحدود للعراق، وإمعان القيادات الإيرانية في التدخل في شؤون بغداد، فإننا نرى العراق سيتجه في الأخير إلى الصدام مع إيران.

شهية القيادات العسكرية والدينية الإيرانية لم يعد لها حدود، صارت تتوسع خارجًيا، وتخلت عن سياستها القديمة بالاتكال على «البروكسيز»، لإدارة معاركها بالوكالة، وانخرطت مباشرة في القتال في سوريا والعراق، وبشكل غير مباشر في لبنان واليمن. وضع لا يمكن أن يستمر. أما في العراق فإن الخاسر الأكبر من وراء الهيمنة الإيرانية اليوم هم الشيعة، لأن القوى السنية أصلاً خارج اللعبة.

 

من حرب تموز إلى حرب سورية: انحراف البوصلة

الحياة/17 آب/16/مرت عشر سنوات على حرب تموز (يوليو) 2006. خلال هذه الأعوام، حصلت تطورات كثيرة لعل أبرزها انخراط المقاومة وحزب الله تحديداً، في الحرب السورية. عشر حقائق يجب تسجيلها تشير الى انحراف بوصلة المقاومة الى غير الأهداف التي قامت من أجلها. الحقيقة الأولى، أن حرب تموز كانت فعلين متوازيين: حرب أميركية - إسرائيلية ضد سورية وإيران، وحرب إيرانية - سورية ضد إسرائيل. أي لم تكن فعلاً ورد فعل. الأطراف جميعها استخدمت الأرض اللبنانية لتصفية الحسابات، و استُخدم حزب الله في خوض الحرب. الحقيقة الثانية، أن المقاومة وحزب الله خاضا معارك بطولية في وجه العدو الإسرائيلي، بما كبده خسائر لم يتكبدها في حروبه العربية. وهذه صفحات مجيدة ومضيئة في تلك الحرب، من حق اللبنانيين والعرب الفخر بها. الحقيقة الثالثة، إعلان حزب الله أنه حقق نصراً إلهيا في تلك الحرب، وهو إعلان بعيد من الحقيقة أولاً، ويهدف الى منع النقاش في الأسباب التي جعلت الحزب يتورط في الحرب ويشكل أداة لسورية وإيران. هدف الحزب من»الإلهية» في النصر منع المحاسبة وشد عصب البيئة التي ينتمي إليها لتخفيف آلام الخسائر.

الحقيقة الرابعة، أن لبنان، ومعه المقاومة، أصيبا بهزيمة كبرى في هذه الحرب. إذا كان الانتصار في تكبيد خسائر للداخل الإسرائيلي، إلا أن واقع الهزيمة تجلّى في حجم الخسائر اللبنانية، حيث سقط حوالى ألف وخمسماية قتيل، وحوالى عشرة آلاف جريح، وتدمير البنى التحتية اللبنانية، والحصار البحري والجوي والبري الذي فرض على البلد، وصولاً الى فرض قوات طوارئ دولية على الحدود وإجبار المقاومة على الانكفاء الى ما بعد حدود نهر الليطاني. الحقيقة الخامسة، أن الحرب حققت معظم الأهداف الإسرائيلية، لعل أهمها إعادة المقاومة الى الداخل اللبناني وإغراقها في وحول الحرب الأهلية، بما يضفي عليها طابع المذهبية ويضعها في عداء مع مكونات المجتمع الأخرى. لا معنى لكلام حزب الله عن فشل إسرائيل في إنهاء المقاومة وتصفيتها، فهذه جزء أساسي من النسيج اللبناني، حيث يستحيل اقتلاعه ولو بعشرات ومئات الحروب.

الحقيقة السادسة، أن انحراف بوصلة المقاومة قد خطا خطوات كبيرة وسريعة في الغوص بالحرب الأهلية اللبنانية، وتحوّله طرفاً أساسياً في مسارها، ومن موقع طائفي – مذهبي، ترك أثراً سلبياً في موقعها. هذا الانخراط وجد ترجمته في التعطيل المتمادي لمؤسسات البلد، وفي تنفيذ اجتياح بيروت عام 2008، الذي حسم في معاداة أقسام واسعة من الشعب اللبناني ضد المقاومة. الحقيقة السابعة، أن وظيفة سلاح المقاومة بعد تلك الحرب باتت داخلية تهدف الى تعديل موازين القوى المحلية، وتفرض شروطاً على مسار البلد وأزماته. بات السلاح أداة الهيمنة الفئوية المذهبية للحزب على الوضع اللبناني بمجمله.

الحقيقة الثامنة، أن انحراف البوصلة سيجد ترجمته الكبرى في انخراط الحزب في الحرب السورية، ومن مواقع مذهبية صافية عبّر الحزب عنها بوضوح. إضافة الى أن الحزب ذهب ليدافع عن أعتى نظام ديكتاتوري في العالم العربي، وهو المسؤول الأول عن توليد الإرهاب خصوصاً تنظيم «داعش». هذه الحرب التي كانت أهدافها الإسرائيلية والأميركية جلية في ضرورة تدمير سورية، جيشاً ومجتمعاً وبنى... حتى لا تشكل في يوم من الأيام مصدر خطر على إسرائيل. وقد نجحت في ذلك، وساهم الحزب في هذه المهمة. والأسوأ، كان مشاركة المقاومة في الحرب الأهلية الدائرة في العراق واليمن، ومن موقع طائفي – مذهبي أيضاً.

الحقيقة التاسعة، أن التشدق بمحاربة المشروع الأميركي في المنطقة بات مملاً ويشكل استخفافاً بعقل الجماهير العربية. منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، كان المشروع الأميركي موظفاً في خدمة ما يدعى بمعسكر الممانعة. دخلت إيران الى العراق وهيمنت على مؤسسات البلاد على حاملة الدبابات الأميركية. وفي سورية، يخوض معسكر الممانعة حربه على ما يسمى بالإرهاب تحت العباءة الأميركية وبقيادة التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة. ولم يكن في إمكان قوات النظام والميليشيات التابعة لإيران أن تحقق نصراً على الأرض من دون المساعدة الأميركية وحلفائها. أما الحليف الجديد المتمثل بروسيا، والذي أدخل ضمن معسكر الممانعة، فهذا الحليف الجديد لا يطيق وجوداً لميليشيات إيران ومنها حزب الله. ولم يعد خافياً الدور الذي لعبته روسيا في تصفية بعض قيادات المقاومة ومنها مصطفى بدر الدين. الحقيقة العاشرة والأخيرة، أن هذا المسار للمقاومة يعمق خسارة موقعها الوطني الذي امتازت به لسنوات، والذي كان له الفضل الأساس في تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي. يدفع الحزب والطائفة التي ينتمي إليها أثماناً باهظة من الضحايا المجانية التي تسقط يومياً في سورية، خدمة لنظام الأسد وتنفيذاً لأوامر إيران. خسائر الحزب هي خسائر لبنانية وتعني جميع مكونات هذا المجتمع من دون استثناء. لا خلاص من هذا المستنقع إلا بالخروج من سورية.

 

 عن حقيقة إنفكاك «النصرة» عن «القاعدة»!

 أكرم البني/الحياة/17 آب/16

لم يهدأ الجدل حول إعلان زعيم «جبهة النصرة» الانفكاك عن تنظيم «القاعدة» واعتماد «جبهة فتح الشام» اسماً جديداً، بل ازداد حدة وعمقاً بعد التقدم العسكري الذي حققته المعارضة المسلحة في مدينة حلب، ربطاً بالوزن والدور الكبيرين لجبهة فتح الشام في ذلك، وما نالته من سمعة وتعاطف في أوساط شعبية سورية.

وجهة النظر الأولى تجد أن الانفكاك شكلي وأشبه بلعبة أو مناورة، والدوافع كثيرة، تبدأ بالتفاف «جبهة النصرة» على تصنيفها، كمنظمة إرهابية، في محاولة للتغلب على تصاعد التحديات السياسية والعسكرية، التي تواجهها بعد تقارب أميركي مع روسيا، يشجع على خصها بضربات جوية مثل «داعش»، مروراً بالاستجابة لضغوط بعض رعاتها الإقليميين لتسهيل تمرير دعمهم لها، وتسويغ حضورها في المستقبل السياسي السوري، وإنتهاءً بتوسل الاسم الجديد لمعالجة تردي علاقاتها مع جماعات من المعارضة المسلحة تحسب على الاعتدال، وصلت في بعض مناطق إدلب وحماة إلى صدامات عسكرية، بما في ذلك الحد من ردود الأفعال الشعبية الرافضة لتسلطها واستئثارها ولتعديها على أهم الناشطين المدنيين والإعلاميين، كما حال التظاهرات المناهضة لها في مدينتي مورك ومعرة النعمان.

وتساق لإثبات صورية الانفكاك أدلة كثيرة، أهمها إحجام المولود الجديد عن إعلان انفصاله فكرياً وعملياً عن نهج السلفية الجهادية العنفي، ومجاهرته بموقف رافض للديموقراطية وشرعة حقوق الإنسان، مؤكداً التزامه بجوهر الأهداف والأساليب التي يدعو إليها تنظيم «القاعدة»، مثل العمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه، والسعي الى خدمة المسلمين والوقوف على شؤونهم، عبر حماية الجهاد الشامي ورص صفوفه لتحرير أرض الشام، فكيف الحال إن صحت الرواية بأن إعلان الانفكاك تم نتيجة مشاورات مسبقة بين قيادتي «النصرة» وتنظيم «القاعدة»، ليتم الاتفاق على العبارات التي توحي بفك الارتباط، من دون أن تطاول المقاصد الشرعية والتنسيق الضمني بينها؟! وجهة النظر الثانية تعتبر الانفكاك جدياً وتدرجه في إطار انفصال تنظيمي وسياسي حقيقي عن «القاعدة»، حتى لو احتفظت «جبهة فتح الشام» بالخلفية الإيديولوجية وبقنوات دعم خفية مع الجهادية العالمية.

ولتأكيد الجدية يستند أصحاب هذا الرأي إلى عوامل داعمة، منها أن «جبهة النصرة» تمثلت بلا شك دروس ماضٍ مرير لتنظيم «القاعدة»، مثقل بالعجز والتخبط وعدم الجدوى، ربطاً بثقل المشهد المأسوي السوري، والثمن الباهظ الذي دفعته القطاعات الشعبية السنية من سياسات التصعيد الجهادي، ومنها أن جل العناصر المنضوية في «جبهة النصرة» من السوريين، وهم أقرب إلى العمل المحلي والوطني منه إلى الأممي، وغالبيتهم أكرهت على الالتحاق بالنصرة لتفادي عنف النظام وحماية أنفسهم وتأمين الدعم المادي والعسكري، الأمر الذي يفسر حذر «النصرة» من الاندماج بخطط «القاعدة»، وإحجامها عموماً عن القيام بأية عملية إرهابية خارج البلاد ضد أطراف إقليمية ودولية معادية له. واستمراراً للجدل السابق تصاعد السجال أيضاً في صفوف المعارضة السياسية السورية حول خيار التعاطي، سلباً أم إيجاباً، مع «جبهة فتح الشام»، كاشفاً ثلاثة آراء متباينة.

ثمة من ينظر إلى الأمر من زاوية أولوية إسقاط النظام، ويدعو إلى التعاون مع «جبهة فتح الشام»، حتى وإن كانت تضمر غير ما تظهر، والغرض شد أزر المعارضة المسلحة في لحظات ضعفها وتمكينها من مواجهة جيش نظامي تتنامى قوته مدعوماً من حلفاء مخلصين، مشيراً إلى أهمية دورها في معركة فك حصار مدينة حلب، ومكرراً لازمة طالما حكمت مواقفه بأن لا مستقبل للتيارات الجهادية في المجتمع التعددي السوري، وأنه لن يمضي وقت طويل بعد سقوط النظام، حتى يخسر الجهاديون ما جنوه جراء الرفض العام لطرائقهم المتطرفة في تطبيق الشريعة ولفقدانهم برنامجاً تنموياً قادراً على تلبية حاجات الناس، ويعزز هؤلاء رهانهم بفكرة تقول، إن تداعيات إعلان الانفكاك، ستكره «جبهة فتح الشام» على التعاطي السياسي وأخذ مصالح حلفائها بالاعتبار، ما يعزز وزن المعتدلين في صفوفها، ممن يهمهم نيل رضا الناس وقبولهم.

وفي المقابل، ثمة من يحذر من أخطار تمرير هذه الخطوة ويطالب بفضحها وكشف صوريتها، على قاعدة رفضه لكل الجماعات الاسلامية التي تحمل مشروع سلطة دينية واصطفاء تلك التي ترفع شعارات وطنية تهم عموم السوريين، مذكراً بمثالب تغطية المعارضة السياسية لـ «جبهة النصرة» عند نشوئها، وما خلفته من أضرار شوهت ثورة السوريين ومكنت أعداءها منها، ومنتقداً من يستهين بوزن «جبهة فتح الشام» ومستقبلها، التي باتت تمتلك اليوم الكثير من القوى وحوافز الاستمرار وتعتاش على مناخ حاضن يتميز بتفاقم الصراع المذهبي في المنطقة وبتراجع ملموس للسياسة على حساب تقدم العنف، وبعجز قوى التغيير الديموقراطي عن كسب ثقة الناس والتقاط زمام المبادرة، فكيف الحال، إن شكلت جبهة فتح الشام، ملاذاً لبقايا المتطرفين المنضوين في داعش، إذا صحت التصريحات الأميركية باقتراب هزيمته؟! ويتساءل هؤلاء، إذا كان فك الارتباط جدياً وحاسماً، ألا يتطلب خطوات تتجاوز الكلمات المرصوفة إلى إحداث تبدلات جوهرية في بنية «جبهة فتح الشام» وأفكارها وشعاراتها؟! هل يمكنها التنازل مثلاً، عن هدف إقامة دولة إسلامية، وتبني شعار السوريين في دولة ديموقراطية ديدنها الحرية والعدالة والمساواة؟! وهل تتجرأ على التخلي عن المجاهدين الأجانب الذين لا يزالون يؤثرون في قراراتها، والوقوف نقدياً من ممارساتها القمعية السابقة، كاغتيال واعتقال وتهجير أهم قيادات تشكيلات المعارضة وكوادرها، ثم أساليبها في الإخضاع والاضطهاد والقصاص بحق سكان المناطق التي تسيطر عليها؟! وبين هذا الرأي وذاك يتساءل معارضون بحسرة عما حل بثورتهم؟ أين أصبحت شعاراتها الوطنية الجامعة؟ هل مصيرها أن تغدو رهينة المفاضلة بين استبداد واستبداد، أو بين تيار إسلاموي وآخر؟ هل قدرها أن تستباح في لعبة الأمم؟ وألا تكفي التضحيات التي قدمها الشعب السوري المنكوب لكسر هذه الدورة من المعاناة والألم؟!

 

ولاية الفقيه في إيران: التباس سياسي وتفسير متناقض للإسلام

سيّد أحمد غزالي/رئيس وزراء الجزائر الأسبق/العرب/17 آب/16

لا ريب أن فهمنا للدين الإسلامي الحنيف يتناقض تماما مع نظرة الملالي والمتطرفين على شاكلته من الأنظمة والمنظمات والأحزاب. ويمتاز هذا الفهم بأن ديننا لا يتناقض مع العلم بل على العكس تماما، والدليل على ذلك أن الإنجازات العلمية الحديثة تأتي مؤيدة للعقائد الدينية الثابتة. علما بأن هناك ثوابت لا تتغير في القرآن والحديث النبوي وهي “المُحكَمات”، إلى جانب وجود بعض الأحكام التي من شأنها أن تتغيّر في ضوء هذه المحكمات، وهي التي يشار إليها في القرآن الكريم بـ”المُتشابهات”.

وفي تأييدهم لعدم التناقض بين الدين والعلم يرى كل الذين يتناقضون مع فهم الملالي وممارساتهم في الآية الواردة في سورة سبأ خير دليل على هذه الحقيقة، إذ يقول سبحانه وتعالى “وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد”.

وهذا يعني لمن أُوتي نعمة العلم والمعرفة أن تطوّر العلم لدى الإنسان ليس ضد المنزلات الإلهية، بل يعني في حقيقته أنه كلما تقدّم هذا الإنسان في كشف رموز الكون من خلال الإنجازات العلمية، كلما يقترب من الحقائق المنصوص عليها في الكتب السماوية.

وتأكيدا على موقفهم هذا، يرون في القرآن الكريم ديناميكية خاصة. فهو الكتاب الأخير الذي جاء به خاتم الأنبياء، ويضم مجمل الحقائق الأصيلة في الكون.

لكن الظلاميين المتزمتين يرون في كتاب الله وكأنه مجموعة من السور والآيات الجامدة التي لا تقبل التطوير ولا التغيير وفق الظروف، حتى ولو كان ذلك لا يتناقض مع الثوابت. مع أن هذه الرؤية الضيّقة تعني أنه إذا كانت هذه حقيقة مضمون القرآن فإنه لا يمكن، والحالة هذه، أن يكون الكتاب الأخير المُنزَل بدليل أن القرآن ذاته قد أكد على ذلك من خلال تنوّع الآيات القرآنية بين المحكمات والمتشابهات، إذ جاء فيه “هو الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ”.

الرجم والإعدامات التي يقوم بها النظام يهدفان إلى خلق الرعب بين الناس تماما كما يفعل تنظيم داعش الإرهابي

وفي ضوء هذه الرؤية المناقضة لرؤية الملالي وما ينفذونه على الأرض، جاء موقف مجاهدي خلق الرافض لعقوبة الرجم المطبّقة من قبل النظام الحاكم في إيران، انطلاقا من اعتبارها عقوبة ضد الإنسانية بأسلوب همجي بشع.

أمام هذين الموقفين المتناقضين في فهم روح الإسلام يبدو هذا الموقف واضح الأبعاد المتّسمة بالديناميكية والتكيّف في التعامل مع التطور إلى جانب الالتزام الدائم بالجوهر.

ويعود ذلك في نظرهم إلى أن الدين الإسلامي ليس شريعة جافة، ذلك لأنه لو كان عائدا إلى القرون الماضية ويقف عندها بنصّه الحرفي وليس بروحه الثابتة مع الزمن، لما بقي هناك دافع للإيمان بأنه لكل زمان ومكان مع أنه كذلك.

وهنا يستوجب طرح السؤال التالي على أركان نظام الملالي وأتباعه: كيف توفقون بين استفادتكم من فتح باب الاجتهاد، وتسمحون لأنفسكم بالتحكم فيه على صعيد إقرار الحلال والحرام كما تشاؤون لكي يصب لصالحكم، بينما تتجاهلون إمكانية هذه الاستفادة في ما يتعلق بإعادة النظر في عقوبة الرجم علنا على سبيل المثال؟ أليس بإمكان الذي يجتهد على صعيد تحليل المحرم وتحريم المحلَل (سواء كان نظاما أم تنظيما سلفيا) أن يجتهد أيضا في النظر إلى موضوع استمرار تنفيذ عقوبة الرجم غير المنصوص عليها في كتاب الله، كي تجري الاستعاضة عنها بما يُقدّره القانون في هذا الزمان من عقوبة لهذا الجرم أو ذاك؟

الملالي وداعش

معروف لدى الجميع أن الملالي ينفذون على الدوام عمليات الإعدام والرجم والجلد علانية أمام العالم باسم الإسلام وتحت غطاء الدين، وأنهم يهدفون من وراء ذلك إلى خلق أجواء الرعب بين الناس بالدرجة الأساس، تماما كما يفعل تنظيم داعش الإرهابي وسائر المنظمات الموغلة مثله في ممارسة أبشع أساليب الإجرام تحت نفس الغطاء. هناك فارق بين مواقف وممارسات نظام الخميني وبين كل المقاومين له الذين واجهوا العدوانية باسم الإسلام فإذا كان هذا هو الإسلام وهذه هي تطبيقاته “الشرعية” في نظرهم، فما هي الجاهلية إذن؟ وكيف تكون قسوة القلوب وأساليب العقاب الخالية من الإنسانية مثل فقء العيون وقطع الأيدي وغيرهما من التي ينحدر أصلها إما من الأحبار منذ غابر الأزمـان وإما تكمن جذورها في قوانين تلمود؟ سؤال آخر يُطرح في هذا السياق متناقض الأوجه: كيف يمكن أن يُفسِّر الملالي أخذهم بآخر الإنجازات العلمية والتقنية والاختصاصية في بداية القرن الواحد والعشرين إلى جانب إصرارهم على تنفيذ صنوف من العقوبات وأحكام القصاص رغم عدم النص الصريح عليها في القرآن الكريم والتي تعود إلى ما قبل الآلاف من السنين؟إذا كان جوابهم على ذلك أنها إنجازات علمية وتقنية ليس إلّا، فكيف يفسّرون إذن استخدامهم للصواريخ بعيدة المدى والمتوسطة، والأسلحة الكيميائية والنووية والجرثومية، واستمرار البحث عن أحدث أدوات الدمار الشامل، بدل استخدام المنجنيق والخيول والسهام والتروس وما شابه ذلك؟ ثم لماذا يستخدمون- بتحديد أكثر دقّة – كل ما يخدمهم ويخدم استمرار نظامهم، وينفذون كل ما يفرض سيطرتهم على “الرعيّة” ويُرهبها مهما بلغت درجة وحشيته (مثلما تقلّدهم في ذلك منظمات الإرهاب أيضا) كبتر الأيدي وإلقاء المحكوم عليه حيا من مكان عال على الأرض تنفيذا لقانون القصاص و”العقوبات الإسلامية” الذي يُعتبر مناقضا للمبادئ الإسلامية؟

داعش صناعة إيرانية

فاعلية تطور القرآن

حتما لن يصدّق الكثيرون أن هؤلاء الملالي كانوا حتى السبعينات من القرن الماضي يعتبرون حلق اللحية حراما، وهذا ما كان يصرح به الخميني علنا. وكيف أن عدداً منهم كانوا يعتبرون حتى الهاتف والسيارة والقطار وكذلك الراديو والتلفزيون من المحرمات، قبل أن تُصبح رغما عنهم “حلالا” من ضرورات الحياة.

هذا المثل على التغيير، رغم عدم إيمانهم بإمكانية التغيير، يُعيدنا إلى الحديث عما ينطبق على الأحكام “المتشابهة” التي يجب أن تنطبق مع الظروف دون أن تتناقض مع الروح، حيث تحضرنا العديد من الأمثلة على ما يمكن التطوير والتغيير فيه تبعا لتغيّر الظروف وظهور بعض المستجدات، وهذا ما لا يعترف ملالي طهران به ولا سائر جماعات الإرهاب السائرة على نهجهم. نرى أبرزها ما حصل في عهد النبي الكريم الذي شهد وقتها ثورة كبرى تتعلق باعتبار المرأة والرجل متساويين، ثم اعتباره العبد متساويا في الحقوق من حيث الأساس مع الحُرّ، ورفضه وجود نوعين من البشر وفق مقاييس خارج إطار اعتبار التقوى هي المقياس الوحيد للإيمان والكرامة والتحرّر نزولا عند قوله تعالى “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.

إلى جانب ذلك، وفي مثل ذلك الوقت وتلك الظروف التي كانت فيهما سائر القوانين بدءا من قانون روما وحتى قوانين إيران تنصّ على تفضيل الرجل على المرأة، وأفضليّته لتولي الولاية والسلطة المطلقة باعتبار ذلك قانونا أزليا، قام الإسلام باجتثاث جذور التمييز الجنسي والعنصري والعرقي والقومي، محققا ثورة عظمى بين البشر وعلى صعيد الحقوق المدنية من خلال اعتباره النساء اللواتي كُنّ مستبعدات عن حلقة الإنتاج صاحبات حقّ في الإرث والشهادة بنسبة تساوي نصف ما يحق للرجل.

أمام هذه الحقيقة التاريخية، وطالما أن إرادة الخالق عز وجلّ قد ساوت بين بني البشر من حيث المبدأ، ولم تُفرّق بين أحد منهم في الحقوق، وأن أي تغيّر تفرضه الظروف وفق الأحكام المتشابهة دون أن يتناقض مع الروح ممكن، فهل من المنطق أن يبقى مُقرّرا إلى الأبد أن حق المرأة في الإرث والشهادة يعادل نصف حق الرجل حتى بعد تغيّر الظروف والأحوال، وبعد أن دخلت حلبة النضال والإنتاج بالتكافؤ جنبا إلى جنب مع الرجل؟

طبعا، لم يعد أمرا واردا من حيث المبدأ وطبقا لتغيّر الظروف أن تكون حصة المرأة في هذه الأيام نصف حصة الرجل، بينما كانت تتمتّع في عصر الإسلام بحق سياسي متساو مع حق الرجل، وبحق الملكية الاقتصادية المستقلة خلافا لقوانين الملكية في الدول الغربية مثل فرنسا التي لم تكن تعترف حتى منتصف القرن العشرين بحق المرأة في التملك والتصرف المستقل.

وهذا هو الاجتهاد في إحقاق الحق تبعا لتغير الظروف دون المساس بروح الثوابت، وهو الذي ألمسه في آراء المجاهدين، بينما كانت رؤية الخميني والملالي التابعين من بعده أنه ليس أكثر من باب للمراوغة والتحايل والانتهازية. إذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكننا أن نفسّر موقف الملالي الذين كانوا يردّدون في عهد الشاه، أن الغناء والموسيقى حرام، ثم ما لبثوا بعد أن وصل الخميني إلى السلطة وأحكم سيطرته على الإذاعة والتلفزيون أن رأى أنه لا يمكن إدارتهما في ظلّ تحريم الموسيقى، فاضطر إلى إصدار فتوى تحللها وتعتبرها مباحةَ؟

لا يمكن القول إن الاجتهاد يعني إصدار الأحكام حول كيفية الصلاة والصيام لأنها واضحة على الدوام، فما هو الهدف من ورائه إذن؟

وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، يتوجّب التنويه هنا إلى أن حلاقة اللّحية وسماع الأغاني ولعب الشطرنج كانت جميعها من المحرّمات وفق الرأي السابق للملالي من أتباع الخميني، وقد أصبحت الآن كلها حلالا زلالا في شريعتهم وهذا هو النفاق بعينه. وإلّا فكيف يعتبرون إعدام النساء المجاهدات الحوامل شنقا أو رميا بالرصاص حلالا مثلما يحللون ممارسة أكثر من مئة وسبعين أسلوبا بشعا من التعذيب الهمجي، في تناقض صارخ مع قول الإمام علي الذي يتشدقون بطاعته “إياكم والمثلة (أي التمثيل بالجسد) ولو بالكلب العقور”.

وعليه، لا يمكن القول إن الاجتهاد يعني إصدار الأحكام حول كيفية الصلاة والصيام لأنها واضحة على الدوام، فما هو الهدف من ورائه إذن؟ ولماذا كل تلك الخلافات حوله خصوصا في ما يتعلّق بنظرة أهل الحكم في إيران الملالي ومن هم على شاكلتهم المتحجرة؟ وما هو هدفهم من وراء التشدق بإطاعة الإمام علي بينما يرتكبون في ظل شريعة الخميني كل ما يُناقضه، ومن ذلك تجارة الرقيق وامتلاك العبيد؟ أليست الأحكام والحقوق المتعلقة بإطلاق سراح الرقيق والعبيد في عهد النبي الكريم (ص) توجها نحو القضاء على هذه الظاهرة وإلغائها؟

بين الظلامية والتعايش

يشار هنا إلى أن تجارة الرقيق قد ألغيت في أميركا خلال القرن التاسع عشر، وقد كان من قبل أرسطو، مؤسس الفلسفة اليونانية الذي سيطرت أفكاره على عالم العلم والثقافة، يصف العبد في كتابه الذي يحمل عنوان “السياسة” بأنه “أداة ذات حياة”، وليس إنسانا متساويا مع سائر بني البشر. ولكن موقف القرآن من هذه الظاهرة مختلف تماما حيث يفضل العبد المؤمن على الحر المشرك. أي أن الله سبحانه وتعالى يُفرّق بين أولئك الذين يتميزون بصدور رحبة ورؤية واضحة وفهم عميق للإسلام، وبين الظلاميين والسلفيين قساة القلوب. وهو الفارق الظاهر أمام العالم بين حكم الملالي ومعارضيه والمقاومة الإيرانية. وهذا ما يُفسّر لماذا كان الخميني عدوّا لمجاهدي خلق إلى أقصى حد. لهذا أصدر الفتوى بحرقهم وهدر دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وفي ذلك تفسير لوجود موقفين متناقضين تماما من الإسلام بينهما.

هناك فارق كالبُعد بين الأرض والسماء بين مواقف وممارسات نظام الخميني وبين كل المقاومين له الذين دفعوا الكثير على طريق مواجهة التطرف

وللوقوف على أسباب هذا الحقد وأبعاده واستيعاب مدى فهم عموم المقاومة الإيرانية للإسلام، يحضرني هنا جانب مما سمعته على لسان السيدة مريم رجوي بقولها “في ما يتعلق بجوهر العقائد الإسلامية فإن الاسلام والقرآن يقدمان السلام والتعايش والأخوة لأتباع جميع الأديان، فمن أين تأتي المشكلة إذن (في العراق مثلا)؟ إنها تأتي من حكام مجرمين يعملون من أجل تكريس الطائفية والعداء بهدف حفظ عروش سلطتهم”.

وتوقفت رجوي باستغراب أمام الذين يلتزمون الصمت حيال أبشع فظائع هذا النظام مع أن الإسلام قد جاء من أجل التسامح والتعايش بين مختلف الأديان والمذاهب والقوميات، واستشهدت على ذلك بقول القرآن الكريم “إِنَّ الّذينَ آمَنُواْ وَالّذينَ هادُواْ وَالنَّصارى وَالصّابِئينَ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيوْمِ الْآخِرِ وعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ اَجْرُهُمْ عند رَبِّهِمْ”. ثم تساءلت عن سرّ هذه الحرب بين الشيعة والسنة التي هي ديدن الخميني ويغذّيها أتباعه في العراق بارتكاب الجرائم ضد أهل السنة وحرمانهم من حقوقهم السياسية والاجتماعية، عدا عن قيامهم داخل إيران بسجن وإعدام عدد كبير من أهل السنة الإيرانيين. بينما لا يزال العشرات منهم يقبعون في السجون رهن تنفيذ أحكام الموت بحقهم.

خلاصة القول، هناك فارق كالبُعد بين الأرض والسماء بين مواقف وممارسات نظام الخميني وبين كل المقاومين له الذين دفعوا الكثير على طريق مواجهة التطرف والحروب العدوانية وإراقة الدماء باسم الإسلام، مع أن القرآن الكريم قد شدّد في العديد من الآيات على عدم التفرقة بين المعتقدين لمختلف الأديان وأن لا فرق بين الرسل بقوله “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله”. كما أن الآيات تشير إلى أن الأساس هو الإيمان والعمل الصالح بغض النظر عن ماهية الدين، كقوله تعالى “إِنَّ الّذينَ آمَنُواْ وَالّذينَ هادُواْ وَالنَّصارى وَالصّابِئينَ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيوْمِ الْآخِرِ وعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ اَجْرُهُمْ عند رَبِّهِمْ ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. هذا هو الفارق الأساس في نظري بين الوجه الشرعي الأصيل ونقيضه القائم على التحايل والتحريف وتصدير الإرهاب.

 

بوتين في أنجرليك «الخليجية»

 زهير قصيباتي/الحياة/17 آب/16

فارق «بسيط» بين قتال الفصائل المسلحة المعتدلة في سورية بأسلحة متواضعة وبلا غطاء جوي، و «نضال» الروس ضد مَن تسمّيهم موسكو «عصابات إرهابية»، من دون أي تمييز بين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، ومَنْ كانوا في «جبهة النصرة»، ومَنْ لا يزالون في صفوف «داعش».

فارق «ضئيل» بين قذائف «الهاون» في أيدي الفصائل والقاذفات الروسية الاستراتيجية التي اقتربت من مواقع «الإرهابيين التكفيريين» في سورية، باتفاق مع إيران، بعدما ارتضت فتح كل منشآتها للروس، لحسم المعركة في حلب. هكذا بات القيصر في الخليج، ومن بحر قزوين إلى المتوسط يدشّن عرض عضلات نادراً منذ الحرب الباردة، فيما الأميركيون منهمكون بمعاركهم في حملة الانتخابات الرئاسية. وإذا صحّ القول أن الرئيس باراك أوباما اختار لتفادي التورُّط بالمستنقع السوري، «تلزيم» الحرب والحل إلى القيصر، فيصدق كذلك استنتاج صفعة قوية وجّهها الكرملين أمس إلى إدارة أوباما وسياسته «الناعمة»، حين كشف نشر قاذفات من طراز «توبوليف 22» في قاعدة جوية إيرانية، باشرت قصف مواقع في سورية. في المشهد الأولي، تقتدي موسكو بواشنطن التي تستخدم قاعدة انجرليك التركية لقصف «داعش» في سورية. وإن باتت إيران تحت المظلة الجوية الروسية إلى حين، بذريعة خفض زمن طلعات الطيران الروسي الذي يستهدف مسلّحي التنظيم في الأراضي السورية، فما لا يحتاج إلى أدلة هو توافق موسكو وطهران على سحق كل معارضة للنظام السوري ترفع السلاح في وجهه. الأهم، عشية بدء عمليات «توبوليف 22» من القاعدة الجوية الإيرانية، هو توافق موسكو وطهران على طمأنة أنقرة، وتحييد مصير الأسد عن أولوياتها، في مقابل سحب ورقة التشجيع الروسي لإدارة كردية في شمال سورية، بما يرضي تركيا وإيران معاً، وعدم ممانعة الرئيس رجب طيب أردوغان في درس تدويل الرقابة على الحدود التركية- السورية. الهدف الواضح هو قطع شرايين التسليح والتمويل، ولكن، مرة أخرى يجدر التساؤل عن المتضرِّر الأول والثاني، «داعش» وحده أم كذلك «جبهة فتح الشام» والفصائل التي كسرت حصار النظام السوري للأحياء الشرقية في حلب؟ بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، تبدّل موقع أنقرة في حسابات «التسوية» السورية، انطلاقاً من التقارب الروسي- التركي الذي شجّع أردوغان على قبول سيناريو «حكومة الوحدة الوطنية» في دمشق، والتي لا تقصي الأسد، ضمن مهلة محددة. باتت وحدة سورية أولوية، باتت معادِلة لوحدة تركيا التي حرص الأميركيون على تسريب «مخاوف من حرب أهلية» فيها، و «قلق» على مصير أسلحة نووية مخزّنة في قاعدة إنجرليك.

وقبل الحديث عن المبادئ الثلاثة للحل في سورية، وعن التوافق بين موسكو وطهران وأنقرة، كانت التلميحات التركية الى «مفاجآت»، بعد نفي توجُّه أنقرة الى التطبيع مع نظام الأسد. «توبوليف» في همدان أم «المفاجآت» التي تطلق يد القيصر فلاديمير بوتين في رسم ما يعتبره ملامح لنظام دولي جديد، فيما واشنطن منكفئة الى قوتها «الناعمة». وبين غرفة عمليات روسية- إيرانية- عراقية، وتنسيق روسي- إيراني- تركي، و «قاعدة» قرب همدان بعد طرطوس وحميميم، يستعجل القيصر حسم المعركة. إنها الخريطة الجديدة لنفوذ الكرملين، عدّل أول خطوطها في شبه جزيرة القرم، قبل استنساخ الأرض المحروقة في الشيشان لملء الفراغ «الأميركي» في الشرق الأوسط. لا تتعفف طهران عن «تلزيم» موسكو مهمة سحق معارضي الأسد، ما دامت اعتبرت سورية محافظة إيرانية، لكنّ العرّاب الروسي الذي أدخلها «نفق» التفاوض مع الغرب لطيّ الملف النووي، مثلما قايض بقاء الأسد بنزع الترسانة الكيماوية السورية، يثبت بجدارة أنه تلقّف رسالة «تصدير الثورة» الإيرانية، وأرخى مظلة روسية على «الهلال الشيعي»... ليستعيد المبادرة في مواجهة «زحف الحلف الأطلسي» إلى شرق أوروبا. صواريخ «مجنّحة» روسية في أجواء العراق وإيران، لضرب «الإرهاب» في سورية. لا مواجهة بين كبار الحرب الباردة، وما يتطلع إليه بوتين بات أبعد بكثير من استئصال دولة «داعش» بين دجلة والفرات. صواريخ وبوارج وقاذفات تفتح أجواء المنطقة العربية ومياهها للقيصر العائد بخيبات أوباما. ولن يكون مفاجئاً أن يدعم الدور الإيراني في اليمن، فيما لا تفوّت الأمم المتحدة فرصة إلا وتشكّك في شرعية تحرُّك التحالف العربي في مواجهة الانقلاب على الشرعية.

بداية النهاية؟ الصراع على النظام العالمي الجديد في بداية فصل آخر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

كنعان بعد اجتماع التكتل: لتعيين قائد للجيش في أي لحظة والحلول الجزئية في ملف الرئاسة وقانون الانتخاب تجاوز للقانون والميثاق

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي في الرابية برئاسة النائب العماد ميشال عون. وعقب الاجتماع، تحدث أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان فقال: "إن ما يحكى عنه من حلول جزئية في ملف الرئاسة وقانون الانتخاب وملفات أخرى ليست بحلول، لأنها تتجاوز منطق القانون والميثاق، فموقف التكتل واضح في هذا السياق بالعودة الى الدستور والقوانين واحترام الشراكة والمناصفة والتمثيل الصحيح، وتداول السلطة في كل المواقع في الإدارة والأجهزة الأمنية والعسكرية". أضاف: "هذه المواقف يجب أن تكون مواقف كل الكتل، وليست موقف تكتل التغيير والإصلاح وحده، فالقوانين والميثاق في الجمهورية اللبنانية لم توضع ليتم تجاوزها. وإذا كان المواطنون يشتكون من إقفال الأفق امام الحلول الدستورية وانتظام عمل المؤسسات، فلأنه لم يتم احترام القانون والدستور". على الصعيد المالي، قال كنعان: "إن العجز في الموازنة وميزان المدفوعات وغياب الحسابات المدققة والصحيحة هو نتيجة المخالفات المرتكبة، ولا يزال الإصلاح الفعلي هو مطلب التكتل على هذا الصعيد، لا اللجوء إلى المعالجات الجزئية، فالتكتل يرى أن هناك تخبطا في كل الملفات المطروحة من التلزيمات إلى ضبط المشاريع وتنفيذ الخطط في النفايات، ولناحية عائدات البلديات أو لجهة الاعتمادات لمشاريع إنمائية كفيلة بزيادة فرص النمو ومعدلاته، وهي مسائل لا تتحقق، الا بالالتزام بقانون المحاسبة العمومية والموازنات والمحاسبة لا المحسوبيات". أضاف: "هذه المواقف ثابتة للتكتل، الذي لم يتخذ موقفا منذ عام 2005 وحتى اليوم، إلا وفقا لهذا المنطوق. واليوم أكثر من أي وقت مضى، لبنان في حاجة إلى احترام هذه الأصول، وما من إمكان للمناورة وتجاوزها لان مثل هذا الامر يعني الانتحار". وتابع: "الحل معروف، وهو يحتاج إلى شجاعة الموقف والجرأة من البعض بالعودة إلى الأصول والمبادىء التي يجب أن تتحكم بمواقف كل الأطراف". وردا على سؤال عن قيادة الجيش، قال كنعان: "نحن مع التعيين في أي لحظة، وهو المبدأ الدستوري والإداري السليم. أما ما يمكن أن نقوم به في حال حصول العكس، فمتروك لحينه للتكتل، والاهم بالنسبة الينا هو ضرورة أن يعلم الجميع أن العودة الى الدستور والميثاق هي باب الحل أمام عودة المؤسسات إلى عملها الصحيح".

 

كتلة المستقبل: نصرالله لا يمكنه أن يفرض عون مرشحا وحيدا لرئاسة الجمهورية

الثلاثاء 16 آب 2016/وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" اجتماعها في "بيت الوسط" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها. وأصدرت بيانا تلاه النائب عمار حوري، تناول فيه "معاني الذكرى العاشرة للعدوان الإسرائيلي عام 2006"، وقال: "توقفت الكتلة عند معاني ودلالات الذكرى العاشرة لانتهاء عدوان إسرائيل على لبنان في تموز 2006. والكتلة في هذه المناسبة تستذكر مع الشعب اللبناني دماء الشهداء الذين سقطوا، وعذابات ومعاناة اللبنانيين نتيجة ذلك العدوان الهمجي المدمر الذي لم يوفر لا البشر ولا الحجر، واستهدف المدنيين العزل والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية من جسور وكهرباء واتصالات ومياه والمؤسسات الإنتاجية ودور العبادة والمباني السكنية. هذا العدوان دمغته إسرائيل بتوقيعها بتنفيذها جريمة متكررة ضد الإنسانية لا تمحى من سجلها الأسود عبر ارتكابها لمجزرة قانا الثانية على مرأى ومسمع من العالم أجمع. والمؤسف أن جريمتها هذه ظلت من دون عقاب رادع، ما يدل على ان المجتمع الدولي، وبقواه الأساسية، ما يزال يتعامل مع الدم اللبناني والدم العربي باستخفاف كبير ولاسيما عندما تكون إسرائيل هي المرتكبة للجريمة. والدليل المستمر على ذلك، أن إسرائيل ماتزال ترتكب الممارسات ذاتها في الأراضي العربية المحتلة من دون رادع أو تردد". أضاف: "في هذه المناسبة أيضا، فإن الكتلة كما الشعب اللبناني تستذكر بسالة وتضحيات ودماء شهداء المقاومة، الذين تصدوا لإسرائيل ومنعوها من تحقيق ما كانت تطمح له من انتصار وأفشلوا مخططاتها الخطيرة تجاه لبنان وشعبه البطل. وتستذكر الشعب اللبناني الذي قدم الكثير من التضحيات، وأعطى بصموده وتضامنه النموذج الحي لاحتضان بعضه بعضا للحفاظ على الوحدة الوطنية وبالتالي الإسهام فعليا في إفشال مخططات العدو الإسرائيلي". واستذكرت الكتلة أيضا "الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة المقاومة السياسية بالتناغم مع المقاومة والمواطنين اللبنانيين، ما مكن لبنان من الصمود والنجاح في تغيير الرأي العام الدولي من جهة واقتراح المخارج عبر إنجاز النقاط السبع واستصدار القرار الدولي 1701، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب وتعزيز قوات اليونيفيل الدولية على الحدود الجنوبية وتأمين الحماية للبنان، وتأمين الاستقرار الذي ينعم به الجنوب ولبنان منذ ذلك التاريخ حتى الآن. لقد مكن تضافر تلك التضحيات والجهود من منع إسرائيل من تحقيق أي انتصار وسمح للحكومة اللبنانية أيضا في إنجاح أكبر عملية إغاثة وإعمار لما تسبب به العدوان الغاشم من خسائر وأضرار. ولقد نجحت الحكومة في تأمين عودة كريمة للمهجرين الى قراهم وإعادة إعمار هذه القرى والمنازل في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية. ولقد كانت للجهود التي بذلها لبنان وبذلتها الحكومة في تدبير الدعم العربي والدولي لإعادة الإعمار وحيث يبرز هنا الدور الكبير الذي قامت به المملكة العربية السعودية ودول قطر والكويت والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والعراق وإيران، والتي سمحت مساهماتها بتأمين التمويل اللازم أو الإسهام في البناء المباشر لإنجاز إعادة الإعمار للمناطق اللبنانية التي دمرت أو تضررت بسبب الاجتياح".

واشارت الى انه "بعد مرور عشر سنوات على الاجتياح، يستذكر اللبنانيون كم كان من الاجدر آنذاك وبعد وقف العمليات العدائية البناء على الإنجازات التي تحققت لدى اللبنانيين بإفشال عدوان إسرائيل وتحقيق الوحدة الوطنية والتضامن فيما بينهم. فلقد كان يجب عندها الانطلاق مما تحقق لتدعيم وحدة لبنان وسلمه الأهلي وتعزيز دور الدولة وتمكينها من بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، بدلا من تفتيت تلك الوحدة من خلال الحملات المتجنية على قسم كبير من اللبنانيين، وذلك على عكس ما قام به حزب الله في صباح اليوم التالي لإنهاء العدوان بإطلاق اتهامات التخوين مما أسهم في زيادة الانقسامات في لبنان وخدم إسرائيل من دون أن يدري، إذ إن تلك الحملات خدمت المخططات الإسرائيلية التي كانت تعمل لتفريق الصف الداخلي".

واعتبرت الكتلة أن "الإنجازات التي حققها لبنان في تلك الأيام تعود بالدرجة الأولى الى الالتزام بالأولويات الوطنية، فإن سلاح المقاومة كان موجها في حينه صوب العدو الإسرائيلي وليس الى صدور أشقاء عرب أو مواطنين لبنانيين. كما أن الحكومة عملت بصدق وحزم وتفان وفق المصالح الوطنية العليا".

وكررت "الدعوة الصادقة لحزب الله لإعادة النظر بسياسته الحالية لجهة وضع حد سريع لتورطه في الحروب العربية من سوريا الى العراق وصولا الى اليمن. فالحزب مدعو للعودة إلى إعادة الاعتبار للمصلحة اللبنانية الوطنية وللدولة اللبنانية والتخلي عن سلاحه غير الشرعي لمصلحة السيادة الوطنية وتمكين الدولة من بسط سلطتها الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية بما يسمح بإخراج لبنان من مآزقه". وتوقفت عند "الكلام الذي صدر عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مهرجان بنت جبيل الأخير، والكتلة ترى ان السيد نصرالله يعود مجددا في كلامه السياسي الداخلي لتجاوز الدستور وما ينص عليه من أحكام في أصول تكوين المؤسسات الدستورية إن لجهة انتخاب رئيس الجمهورية أو انتخاب رئيس المجلس النيابي أو اختيار رئيس مجلس الوزراء. وفي هذا المجال فإن الكتلة تكرر الدعوة لاحترام الدستور والالتزام بأحكامه ومواده في كل خطوات تكوين السلطة في لبنان ولا يمكنها أن تقبل بتجاهل الدستور أو إهمال اتفاق الطائف كما يحاول السيد نصرالله أن يروج ويعمل له ويجر البلاد اليه. وهذا للمناسبة ما أكد عليه المجتمعون في هيئة الحوار الوطني في إعادة الاعتبار والاحترام الكامل للدستور".

واشارت الى ان "مسألة انتخاب رئيسٍ للجمهورية أو انتخاب رئيس مجلس النواب او اختيار رئيس مجلس الوزراء هي أمور وطنية بامتياز وليست مسائل لتبت كل مجموعة طائفية أو مذهبية بما تظن أنه منصب يتعلق بحصتها أكثر مما يخص غيرها. وقد نص على ذلك الدستور بشكل واضح وأكد المجتمعون، في جلسات الحوار الوطني التي انعقدت مؤخرا، على الالتزام به بأن هذه المواقع الأساسية هي قضايا وطنية عامة وليست مسائل طائفية أو مذهبية وعلى وجه الخصوص مسألة انتخاب رئيس الجمهورية الذي هو وحسب الدستور رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن والمؤتمن بقسمه على حماية الدستور والذي يشكل أيضا نقطة تقاطع المصالح الوطنية الشاملة على حساب المصالح الفئوية. وهذا أيضا ما أكدته جلسات الحوار الوطني من ضرورة العودة إلى الدستور".

ولفتت الى ان "اختيار رئيس الجمهورية في لبنان قد حددت مواصفاته هيئة الحوار وهو الشخصية التي تحظى بتأييد ودعم من بيئتها وكذلك الدعم والتأييد من البيئات الأخرى من الشعب اللبناني وهي مسألة استراتيجية ذات أبعاد وطنية عامة لا تحدها شروط أخرى".

واعتبرت ان "الكلام الذي صدر عن السيد نصرالله في ما يتعلق بإعادة التمسك بالعماد ميشال عون مرشحا من قبله، هو من حقه، ولكن هذا الحق لا يخوله أن يفرضه مرشحا وحيدا لرئاسة الجمهورية ويدعي بالتالي لنفسه الحق الدستوري بتعطيل جلسات مجلس النواب إن لم تستجب رغبته. إنه بذلك يؤكد تسببه باستمرار أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، الضاربة بالوطن ومؤسساته والمهددة بضياعه".

وأكدت أن "انتخاب رئيس الجمهورية يظل هو الأولوية الوطنية الكبرى، والذين يعطلون عملية الانتخاب معروفون، وهم حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاؤهم، أما إلقاء التهم جزافا ضد تيار المستقبل والمملكة العربية السعودية، والاعتقاد أن هناك بالداخل الوطني أو الخارج، من يصدق هذا الاتهام أو ذاك التبرير يشكل سخرية بعقول الناس، واستهتارا بالمصلحة الوطنية العليا".

واستنكرت الكتلة "أشد الاستنكار الاعتداء الذي تعرضت له دورية للجيش اللبناني في محيط منطقة عرسال، والكتلة تدعو الجيش مواصلة ردع المعتدين والدفاع عن عرسال وأهلها".

ونوهت ب"أهمية خطوة السفير الاماراتي حمد بن سعيد الشامسي بتفقده مبنى مستشفى الشيخ زايد في شبعا واعلانه العمل على فتح المستشفى في الأول من أيلول المقبل، وهو المستشفى الذي تكرمت دولة الإمارات العربية وعبر مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد ببنائه في هذه المنطقة المحرومة من لبنان". واعتبرت ان "افتتاح المستشفى في شبعا للعمل بعد طول تعطيل وانتظار هو حاجة ماسة وضرورية لأهالي المنطقة"، وطالبت "الحكومة بإعطاء الموضوع أهميته المطلوبة لحاجة الأهالي والمنطقة اليه والى خدماته الطبية في هذه الظروف". وشكرت "دولة الإمارات العربية المتحدة على كل ما قدمته وتقدمه للبنان من مساعدات ودعم في مختلف الظروف الصعبة التي مر ويمر بها". كما نوهت ب"جهود سعادة السفير الشامسي التي تلاقي جهود بلاده الخيرة وحاجات اللبنانيين على أكثر من صعيد".

وطالبت الحكومة "باتخاذ الاجراءات الضرورية والفورية لحفظ حقوق أهالي شبعا من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وحماية الارض اللبنانية، ولاسيما في منطقة المزارع وبركة النقار".

 

يازجي من وارسو: نحمل في قلبنا جرح كنيسة أنطاكية وغصة بلدانها كنا في ارضنا في المشرق وسنبقى فيها مهما قست الظروف

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - غادر البطريرك يوحنا العاشر يازجي مطار بيروت إلى وارسو على رأس وفد كنسي ضم المطران سلوان أونر (بريطانيا) والأسقف كوستا كيال، في إطار زيارة يقوم بها لكنيسة بولونيا. وكان في استقباله والوفد المرافق المتروبوليت سابا، متروبوليت وارسو وسائر بولونيا ومطارنة وكهنة من الكنيسة البولونية والقائم بأعمال السفارة السورية في وارسو إدريس ميا. وبعد وصوله إلى المطار، توجه البطريرك إلى كنيسة مريم المجدلية لإقامة صلاة الشكر وكان في استقباله عدد من الأنطاكيين ومن أبناء كنيسة بولونيا. ودخل مع المتروبوليت سابا وأقام صلاة الشكر. وفي نهاية الصلاة، رحب المتروبوليت بالبطريرك مشيدا ب"العلاقة التي تربط الكنيستين منذ أيام البطريرك غريغوريوس الرابع الذي رسم سنة 1913 متروبوليت وارسو ذيونيسيوس وعاد والتقاه 1927". ودعا البطريرك مصليا الى "إحلال السلام في سوريا".

يازجي

بدوره رد البطريرك يازجي بكلمة جاء فيها: "نوافيكم اليوم من كنيسة أنطاكية، من كنيسة الرسولين بطرس وبولس، من الكرمة الأولى التي سقتها يمين الرب وأتعاب الرسل وطبعتها ذكرى القداسة والقديسين. نوافيكم من أنطاكية لوقا وإغناطيوس وثيوفيلوس ويوحنا الذهبي الفم ورومانوس المرنم ويوحنا الدمشقي. نوافيكم من أنطاكية الحاضر، من الأرض الأولى التي التحفت أولا باسم يسوع وصبغت الرسل والتلاميذ باسم مسيحيين ولفت الدنيا وزنرتها بحقيقة تجسد الرب يسوع المسيح. نحمل في قلبنا جرح كنيسة أنطاكية وغصة بلدان أرضها. نحمل هموم المشرد والمخطوف والمهجر واليتيم. نحمل وجع حلب التي تنتظر راعييها المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ أكثر من ثلاثة أعوام وسط تفرج العالم. نحمل في قلبنا غصة ذاك الشرق. نحمل كل محن سوريا وضيقاتها وهواجس لبنان وكل بقعة في الشرق والعالم تفتقد نور سلام يسوع المسيح له المجد، والذي ومع كل هذا، نرمي وإياكم كل هذه الهموم أمام صليبه الكريم ونثق بقوة قيامته ليزيح عن قلبنا ثقل الحجر".

في الاكاديمية اللاهوتية

وبعد صلاة الشكر، توجه البطريرك والوفد المرافق إلى الأكاديمية المسيحية اللاهوتية في وارسو التي منحته شهادة الدكتوراه الفخرية في اللاهوت، في حضور سفراء ورؤساء بعثات ديبلوماسية وعميد الاكاديمية وأساتذتها. وبعد تلاوة مرسوم منح درجة الدكتوراه وكلمة عميد الأكاديمية ومتروبوليت وارسو، ألقى البطريرك يازجي كلمة قال فيها: "منذ أكثر من 5 أعوام انطلقت الأزمة في سوريا تحت مسميات لا تمت لها بصلة. ونحن كمسيحيين مع غيرنا من الناس ندفع من دمنا ومن دم أولادنا ثمنا باهظا لزيف الباطل. ندفعه تشريدا وتهجيرا لأبنائنا وقتلا وخطفا وعنفا وإرهابا أعمى وهزا لاستقرار دول قامت على تضحياتنا وتضحيات غيرنا. ندفعه كنائس ومساجد تحرق وأوابد تسوى بالأرض ومطارنة وكهنة وشيوخا يقتلون ويخطفون تحت أفعال الله منها براء. ولعل قضية أخوينا يوحنا ابراهيم وبولس يازجي مطراني حلب هي واحدة من أكثر القضايا التي تختزل ولو بشيء من الاختصار معاناة إنسان ذلك المشرق، وهما المخطوفان منذ أكثر من ثلاث سنوات وسط سكوت الجميع واكتفاء ذوي القرار بالإدانة التي تقارب حد الصمت". وختم: "نحن بينكم الآن وقلبنا في سوريا وفي لبنان وفي كل بقعة من أرضنا في المشرق كنا وسنبقى فيها مهما قست الظروف. بلادنا تغلي دمارا ومحنا ونحن نغلي تجذرا فيها وقوة أصالة وانتماء. وكل ذلك نستمده من قوة إيماننا لأن أجدادنا كانوا في أرضهم منذ ألفي عام وهم الذين سمعوا وقع أقدام الرسل وأسمعوا بشارة يسوع المسيح إلى الدنيا بأسرها".

 

دريان استقبل وزير خارجية مصر وشكر له اهتمام بلاده بمساعدة لبنان

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، وزير خارجية مصر سامح شكري يرافقه السفير المصري الدكتور محمد بدر الدين زايد، وتم البحث في الشؤون اللبنانية وأوضاع المنطقة العربية. وشكر المفتي دريان للوزير شكري "اهتمام مصر بلبنان ومساعدته في أزمته الصعبة التي يمر فيها"، وشدد على "أهمية العلاقة المميزة بين لبنان ومصر في شتى الامور التي تهم البلدين"، وأثنى على "دور الازهر الشريف في نشر الفكر الاسلامي المعتدل في شتى أنحاء العالم".

 

شكري من عين التينة: مصر تتطلع الى دور إيجابي في الاستحقاق الرئاسي

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة وزير الخارجية المصري سامح شكري والوفد المرافق والسفير المصري الدكتور محمد بدر الدين زايد، وتناول الحديث التطورات في لبنان والمنطقة، والتحرك المصري حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني. وقال الوزير المصري بعد الزيارة: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري واستمعت الى رؤيته للاوضاع الداخلية والازمة الخاصة بالاستحقاق الرئاسي اللبناني. كما عبرت له عن تطلع مصر الى أن تلعب دورا إيجابيا في معاونة الاطراف كافة للتوصل الى تسوية لهذا الاستحقاق، والخروج من هذه الازمة. مصر لها تراث وتواصل تاريخي مع لبنان، ولها اهتمام بتعزيز الاستقرار والامن للشعب اللبناني وضرورة العمل للتوصل الى تسوية من خلال التواصل والتفاهم بين كل العناصر والاطياف السياسية. وأي دور تقوم به هو بالتعاون والمشاركة مع كل العناصر السياسية الفاعلة، ونعمل بذلك لتحقيق الاستقرار ليس فقط للبنان، ولكن ليعم الاستقرار المنطقة بشكل متكامل ولتعزيز الوحدة والتضامن العربي والخروج من الازمات الطاحنة التي تواجه الدول العربية في هذه المرحلة". وأضاف: "التحديات مشتركة لكل الدول العربية وعلينا مواجهتها بمزيد من الجهد والعمل والتفاهم، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون في ذلك بقدر التواصل والتفاهم الذي ينشأ ويزداد قوة وفاعلية لتحقيق المصالح المشتركة". وعن العناصر التي تعتمد عليها مصر في تحركها أجاب: "الشأن اللبناني يحظى باهتمام من كل الدول، وما تقوم به هو تأكيد للحرص الذي توليه مصر على الاشقاء في لبنان وتواصلها التاريخي مع كل المكونات اللبنانية، ونسعى الى توفير قاعدة مناسبة تيسر التفاعل والتفاهم بين كل هذه العناصر". ثم استقبل بري النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم موفدا من البطريرك الماروني، والامين العام للجنة الحوار المسيحي-الاسلامي حارس شهاب، وتناول الحديث الاوضاع الراهنة.

 

شكري من السراي: نعمل على توفير أرضية لمزيد من التفاهم كونه السبيل للخروج من الازمة

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام صباح اليوم في السراي وزير الخارجية المصري سامح شكري يرافقه سفير مصر الدكتور محمد بدر الدين زايد. وقال الوزير المصري بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء الرئيس سلام حيث كانت فرصة ثمينة في بداية زيارتي الى لبنان الشقيق، ونقلت لدولته تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء شريف اسماعيل، وأكدت له دعم مصر لإستقرار لبنان وتجاوزه التحديات التي يتعرض لها سواء كانت سياسية او اقليمية، ومصر على استعداد دائم لتوثيق علاقاتها الثنائية مع لبنان وللعمل المشترك على تجاوز التحديات".

وأضاف: "الظروف في المنطقة العربية تتطلب المزيد من التضامن وإدراك أهمية الحفاظ على الدولة وقدرتها على توفير الاستقرار والأمن وسلامة اراضي الدول العربية، والعمل على توثيق التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية ما يتطلب منا تكثيف جهودنا وتضافرها لتحقيق كل هذه الاهداف بشكل يؤدي للحفاظ على الخصوصية السياسية في كل الدول العربية، في وقت يتم التفاهم فيه على ان التوافق والتفاهم يؤديان الى تحقيق مصلحة الشعوب ما يجعلنا نسير الى الامام لنحقق طموحات كافة الشعوب العربية". أضاف: "نحن نتطلع خلال زيارتنا الى التأكيد من جديد على مدى اهتمام مصر وحكومتها بالاوضاع في لبنان وادراكنا للتأثيرات التي تنتج عن الصراعات القائمة في سوريا والضغوط التي نتجت عن ذلك والعبء الذي يتحمله لبنان وضرورة العمل على رفع هذه الأعباء والعمل على استقرار الاوضاع في المنطقة بشكل يتيح استمرار العمل للوفاء بالاستحقاقات في الوضع السياسي". وختم: "أنا سعيد بهذه الفرصة، وأتطلع الى المزيد من التواصل مع الأطياف السياسية اللبنانية المسؤولة كافة، وأتمنى أن تكون بداية لمزيد من التواصل والتفاعل بين مصر ولبنان على كل الأصعدة". وعن عنوان الرؤية المصرية التي قد تتبلور في مرحلة لاحقة الى مبادرة؟ أجاب: "نحن نعمل في إطار سعينا لدعم علاقاتنا والتواصل مع كل المكونات السياسية اللبنانية وتوفير أرضية لمزيد من التفاهم لأنه السبيل للخروج من الازمة الحالية والاستقرار، وتوفير الدعم لهذا المسار في إطار توافق وتفاهم منطلق من خصوصية الاوضاع. هدف زيارتي هو لتأكيد إهتمام مصر بالشأن اللبناني وتوثيق العلاقة بين البلدين بخاصة ان هناك إرثا تاريخيا من هذا التواصل، ومصر تعمل دائما لتحقيق مصلحة مشتركة بعيدا عن ممارسة اي نوع من الضغوط او النفوذ لأنها متصلة بوضع ومكونات سياسية لا بد ان تصل الى نقطة تفاهم فيما بينها لتحقيق المصلحة".

وزير الصحة

والتقى الرئيس سلام وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور وبحث معه المستجدات السياسية الراهنة على الساحة الداخلية.

مارو

واستقبل نائب رئيس مجلس النواب في تونس الشيخ عبد الفتاح مارو يرافقه النائب عماد الحوت وتم عرض للأوضاع اللبنانية والعربية.

قباني

ومن زوار السراي المدير العام لمؤسسات دار الايتام الاسلامية الوزير السابق خالد قباني.

 

باسيل في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري: الشرعية الشعبية ممر وحيد للبنان للخروج من أزماته شكري: لا تفضيل لأي مرشح على آخر

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نظيره المصري سامح شكري في حضور السفير المصري الدكتور محمد بدر الدين زايد، والأمين العام لوزارة الخارجية السفير وفيق رحيمي. بعد اللقاء عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا استهله باسيل بالقول: "أرحب بالضيف العزيز على لبنان الأخ الصديق معالي وزير الخارجية السيد سامح شكري، ومصادفة هذه الزيارة مع الذكرى السنوية العاشرة لانتصار لبنان في حرب تموز على العدو الإسرائيلي. نحن أمام فرصة جديدة للتعاون الدائم والممتاز بين لبنان ومصر ولإبراز دور مصر الساهر على المصالح العربية. للبنان مصلحة استراتيجية وحاجة استراتيجية في أن تستعيد مصر دورها القيادي والرائد في المنطقة العربية، لأنها تبقى تمثل لنا واحة اعتدال في المنطقة، وهي ولبنان يتبادلان الدور الإيجابي الذي يمثل الامتداد العربي الذي نفخر به في اتجاه ثقافات وحضارات وأديان العالم كله. هذا الدور وهذه الصورة نحتاج اليهما لمكافحة الإرهاب وإعطاء الصورة الحقيقية عن شعوبنا وبلداننا". أضاف: "تناولنا أيضا التحديات التي تواجه منطقتنا وعرضت للوزير شكري ثلاثة مواضيع أساسية يواجهها لبنان، وهو في حاجة الى دعم مصر السياسي في ما يخصها، أولا: الموضوع الإسرائيلي، إذ تصر إسرائيل على الاعتداء على لبنان برا وبحرا وجوا، وعلى عدم التزامها الشرعية الدولية. في المقابل يصر لبنان على حقوقه وعدم التنازل عنها، وعلى تحقيق صموده بفضل مقاومته ومقاومة شعبه ومؤسساته وكل بنيان الدولة اللبنانية، ورفضه هذه الممارسات الاسرائيلية وإصراره على رفض التوطين الفلسطيني في لبنان والطلب الدائم لحق الشعب الفلسطيني في العودة الى دياره.

ثانيا: موضوع النزوح السوري، وقد أعربنا مجددا عن أن النزوح واللجوء أمر مرفوض في الدستور اللبناني، وأن الحل الوحيد الممكن للنازحين السوريين هو عودتهم الى بلدهم لأن في بقائهم في لبنان خطرا عليهم وعلى التركيبة اللبنانية القائمة على التوازن والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وعلى عدم قدرة لبنان على استيعاب أي شعب على أرضه بسبب قلة مواردنا وطبيعة اقتصادنا. ومن باب الحفاظ على أمننا القومي طلبنا أيضا مساعدة مصر لتفهم أكبر عربي ودولي لموقف لبنان وضرورة مشاركته في تحمل الأعباء الاقتصادية وتقاسم الأعداد، لأن ما سجله لبنان حتى اليوم من وجود 200 نازح في الكيلومتر المربع الواحد هو أمر لا يمكن أن يحتمله أي بلد آخر في العالم، ولكان انهار منذ زمن طويل. وبالتالي فإن أي رهان لاستعمال النازحين السوريين كورقة سياسية من الخارج في ظل المرمى السياسي والوصول الى أهداف سياسية في سوريا، هو أمر يرفضه لبنان وسيقاومه حتى النهاية.

ثالثا: موضوع التحدي الأمني المتمثل في الإرهاب، وطبعا فإن مصر خير من عانى هذا الموضوع وواجهه بعسكره وجيشه المصري الباسل، ولكنها واجهته أكثر من خلال المجتمع المصري الرافض للارهاب. وهذا ما نتشابه به مع مصر. إن المجتمع اللبناني يرفض الإرهاب، وليس هناك بيئة حاضنة له، ولدينا جيش مقدام وبطل يواجه في الصفوف الأمامية الإرهابيين على حدودنا، ويمنعهم من التوغل أكثر في الداخل اللبناني. إن حاجتنا هنا الى مصر هي بالتشديد على أهمية دور الجيوش الوطنية في محاربة الإرهاب، وحدها الجيوش الوطنية على الأرض هي التي تستطيع قهر الإرهاب وتتغلب الشعوب العربية على الفكر التكفيري الذي يحاول التغلغل. إن التسميات الإرهابية لا تتغير، فالإرهاب لا أسباب تخفيفية له ولا أسماء متغيرة له، أو مخففة، ولا قبول للإرهاب بأي شكل من الأشكال، ولا تخفيف ولا تفسير له. وهنا قوتنا بأننا لا نجد اعتدالا ضمن الإرهاب، فالإرهاب إرهاب، والصوت العربي يجب أن يرتفع بصوت أعلى من قرقعة السلاح ومن القتل الذي يعتمده الإرهابيون. يجب أن يرتفع صوتنا الى درجة يعلو فيها أيضا على الأصوات المتطرفة التي تأتي من الغرب، وبهذا نستطيع التغلب على الإرهاب ونشعر بأننا نتحمل مسؤوليتنا لمواجهته، لأن المسؤولية الأولى تقع علينا وليس على أحد غيرنا، وإن لم نقم بهذا الأمر فيجب أن نتوقع أن يأتينا تطرف مقابل التطرف الذي يخرج من منطقتنا".

وتابع باسيل: "كانت أيضا مناسبة تطرقنا خلالها الى العلاقات الثنائية، وشددنا على أهمية التبادل التجاري بين مصر ولبنان والمصلحة الكبرى لبلدينا في أن يكون هناك أولوية لمصر بالنسبة الى لبنان، ولبنان بالنسبة الى مصر في التبادل التجاري، ولا سيما في ما يتعلق بالمنتجات الزراعية، كالتفاح من لبنان في اتجاه مصر، والبطاطا من لبنان في اتجاه مصر وغيرها من المنتجات الغذائية التي لدينا مصلحة كبرى في المحافظة على التبادل التجاري في ما بيننا، ونأمل أن يتطور الى تبادل على صعيد الطاقة في ظل اكتشاف حقول الغاز في مصر، والاستعداد اللبناني للدخول في مجال استكشاف الغاز والنفط في مياهنا وصولا الى التبادل الثقافي الذي هو أغنى ما لدينا".

وختم: "سمعنا من الأخوة المصريين حاجتهم الى لبنان مستقر وقوي، ونحن ندرك أن هذا اللبنان القوي يكون بالحفاظ على استقلاله وسيادته واستمداد قوته الشرعية من قوة شعبه. إن الشرعية الشعبية هي الأمر الذي مرت به مصر لتخرج من أزمتها، إنها الممر الوحيد للبنان للخروج من أزماته الداخلية السياسية. إن الممر الوحيد هو الشرعية الشعبية المعطاة للسلطات الدستورية في لبنان، هذا ما يؤمن الاستقرار وديمومة الحل السياسي، وهذا ما يجعل من لبنان قويا هو حاجة لشعبه وللمنطقة وبلدانها واستقرارها".

شكري

بدوره، قال وزير شكري: "أشكر معالي الوزير باسيل على استقبالي وعلى حسن ضيافته والمشاورات المثمرة التي عقدناها، وكنت التقيت صباح اليوم دولة رئيس الوزراء تمام سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري واتفقنا خلال زيارتي على مواصلة اللقاءات مع الرموز السياسية اللبنانية كافة لتكثيف التواصل المصري على المستوى الرسمي والسياسي مع الأشقاء في لبنان. لقد أتيح لنا الآن عرض العلاقات الثنائية بين البلدين، ونحن نتطلع الى تعزيزها وتوثيقها في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وهذا هو الإرث التاريخي الذي يربط بين البلدين والشعبين، وتحرص مصر على مواصلته. تحدثنا عن تفعيل الأطر المرتبطة بالعلاقات الثنائية سواء كانت اللجنة الاقتصادية واللجنة القنصلية أو إعادة تفعيل وتنشيط اللجنة العليا المشتركة باعتبارها الإطار الجامع لاستكشاف مواضع التعاون والتضامن في ما بيننا، ونأمل أن يكون هناك تفعيل لكل هذه الأطر بما يعود بالمصلحة المباشرة على علاقاتنا وشعبينا".

أضاف: "تحدثنا بإسهاب عن ثلاثة مواضيع ذات اهتمام بالنسبة الى سياسة لبنان الخارجية والتحديات التي تواجهه، ونحن نتفق معكم، ولدينا رؤية مشتركة إزاءها، وسوف نكثف التنسيق بيننا على المستوى الثنائي وعلى المستوى المتعدد وفي اطار المنظمات الدولية لمراعاة هذه المشاغل والمعاونة في مواجهتها، لأننا نرى أن التحديات التي تواجه الامة العربية والدول العربية ممثلة في كثير من المواضع، ولا بد أن يتم التعامل معها ومواجهتها من خلال تكثيف التواصل والتفاهم والعمل المشترك في ما بيننا حتى نستطيع ان نبذل كل ما في وسعنا لدرء هذه المخاطر والقضاء عليها".

وقال: "إن الوضع الملتبس المليء بالمخاطر الذي تشهده الساحة العربية من صراعات وانتشار لظاهرة الإرهاب ومن شقاق وانقسام، كل هذا يحتم، حتى نستطيع ان نلبي طموحات شعوبنا، أن نتجاوزها ونتصدى لها ونرتقي الى المسؤولية التي يفترض أن نضطلع بها لتحقيق الاستقرار وإطلاق القدرات لشعوبنا. إن إرادة الشعوب العربية هي ارادة قوية، وهي طبعا اساس أي عمل واي جهد تضطلع به السلطات المسؤولة، وهي كما ارتكزنا عليها في مصر، نحن نثق في قدرة الارادة الشعبية في كل الدول العربية ان تكون هي المحرك والمرشد لتحقيق هذه المصالح. بالتأكيد نحن نشعر بقلق مما يعانيه لبنان الشقيق من أزمة سياسية مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي، وهذا الامر مرتبط باستقرار لبنان، وكما تفضل الوزير باسيل، إن هذا الامر مقرون بالتوصل الى توافق وتفاهم بين الأطياف السياسية وعناصر المجتمع اللبناني، وللبنان خصوصيته وضرورة احترامها".

وأكد شكري أن مصر "دائما على استعداد ولا توفر أي جهد ودعم يسهم في التوصل الى هذه التفاهمات، ونتطلع الى أن يكون هناك خلال هذه الزيارة المزيد من تبادل الرأي والتواصل من أجل تحقيق هذه المصلحة المشتركة، ليس في إطار علاقاتنا الثنائية، ولكن في إطار استعادة الاستقرار في المنطقة العربية والشرق الاوسط، بما يعود بالنفع على الشعوب العربية والحفاظ على الامن القومي والهوية العربية التي يتم الضغط عليها من خارجها، سواء على المستوى الاقليمي او الدولي. ويجب ان نتنبه جيدا أننا نحن من يحدد إطار مصلحتنا ومسارنا، وهذا هو الضمان لتحقيق الارادة الشعبية التي تحدثنا عنها".

وختم: "نحن نتطلع الى أن تستمر ثقافة التواصل في ما بيننا، والى زيارتكم القاهرة قريبا".

أسئلة

سئل: هل من مبادرات أو أفكار مصرية طرحتها على المسؤولين حول الملف الرئاسي؟

أجاب: "نحن هنا نبذل كل جهد في تقريب وجهات النظر والعمل معا وبذل كل جهد وفقا للتفاهم من خلال الرموز والقيادات السياسية، وفقا لإرادة مكونات الشعب اللبناني الشقيق. فدورنا هو دور ميسر ويتوقف على الإرادة المتوافرة لدى الاطراف".

سئل: هل تؤيدون المرشح الاكثر ميثاقية وشعبية، أم أن لديكم مرشحا جديدا؟

أجاب: "ليس لدينا أي نوع من التفضيل او التوجيه او تزكية لطرف على حساب آخر. فنحن نتعامل مع كل الاطراف بالتطلع نفسه، وان يكون هناك تواصل وتفاهم، ونوفر ما لدينا لتقريب وجهات النظر وفقا لما ترتضيه الاطراف. فليس لدينا أي نوع من التدخل أو الأثقال، إنما نهتم بهذا الأمر نظرا الى اهتمامنا باستقرار لبنان".

سئل: هل من متابعة لزيارتك للبنان والسعودية وإيران؟

أجاب: "نحن هنا في إطار اهتمامنا الثنائي وعلاقتنا بلبنان الشقيق، والحوار القائم بيننا هو حوار مصري-لبناني، وهذه هي الحدود".

سئل: هل تفضل مصر أن يكون للرئيس الجديد أبعاد أمنية أو وجه أمني نظرا الى المرحلة الأمنية المقبلة في المنطقة؟

أجاب: "أحب ان اؤكد ان مصر ليس لديها اي تفضيل في اي اتجاه، وانما تفضيلها هو ان ينعم لبنان بالاستقرار وان يتجاوز هذه العقبة، وان يؤدي استكمال مؤسسات الدولة الى ترسيخها والمحافظ على سلامة الاراضي اللبنانية واستقرارها. إننا نعيش في اجواء تستهدف فيها قدرة الدولة ومؤسساتها، بحيث يتم العمل على شرذمة الدول العربية وتفتيتها. من هنا تأتي أهمية قيام الدولة المركزية القادرة وتثبيت كل مؤسساتها".

سئل باسيل: هل من خطة لدمج مشكلة النازحين السوريين في المجتمعات المضيفة؟ وهل سنبقى ندور في الحلقة المفرغة ونطلب الدعم من هنا وهناك، أم أن هناك استراتيجية عربية لمعالجة مشكلة النزوح السوري وبالتالي تحويل لبنان الى مخيم للجوء؟

أجاب: "هناك توجه دولي واضح يجب ألا يختبئ أحد وراءه ويقول انه في انتظار الحل السياسي في سوريا. على الدول المضيفة للنازحين السوريين وكل حركة النزوح القائمة في العالم ان تستوعب هذه الحركة، وتدمجها وصولا الى توطينها او إعطائها الجنسية.

إن الحل الوحيد هو عودة أهل سوريا الى أرضها، فإذا كان لبنان غير قادر سياسيا على تحقيق هذا الامر فإنه يأمل بمساعدة أصدقائه وأشقائه، وتحديدا جمهورية مصر العربية، وان يتم التعامل مع لبنان من خلال خصوصيته، بمعنى ان يتم استبعاده عن هذا التوجه لأن له خصوصية في تركيبته ودستوره وميثاقه ومساحة أرضه، وقدرته الاستيعابية غير المتوافرة، وعلى هذا الاساس يجب أن يكون للبنان حيز خاص في موضوع النزوح. لقد نجحنا في مسعانا الديبلوماسي أخيرا في أن يكون لنا فقرات خاصة في التقارير الدولية، ونأمل الاستمرار في هذا التوجه لتحقيق مصلحة لبنان ودول المنطقة".

 

حركة الارض كرمت السفير البلجيكي وشديد ناشد اوروبا الحفاظ على المسيحيين في لبنان والتصدي لاي تغيير ديموغرافي

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - اقام ممثل حركة الارض في بروكسيل ريمون مكاري غداء تكريميا على شرف السفير البلجيكي في لبنان اليكس لينايرتس ، في اهدن، حضره وفد من الحركة ضم رئيسها طلال الدويهي وكل من بيار عطالله وزياد الاصفر ونبيل شديد. كما شارك في التكريم، النائبان احمد فتفت وعلي عسيران، النائب السابق جواد بولس، والوزير السابق يوسف سعادة، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، توفيق معوض نائب رئيس الرابطه المارونيه، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وبعد كلمة ترحيب من امين سر حركة الارض زياد الاصفر، تلا مسؤول العلاقات العامه والبروتوكول نبيل شديد، كلمة الحركة باللغة الفرنسية، فقال متوجها الى لينايرتس: "حضوركم اليوم خير دليل على متانة العلاقات البلجيكية - اللبنانية، وهي ليست بجديدة، فبلجيكا واكبت ولا تزال تواكب لبنان بمختلف القطاعات وعلى كافة الأصعدة" . ولفت شديد الى ان "الدور الذي تقوم به بلجيكا اليوم في الإتحاد الاوروبي على صعيد التنمية الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والإنسانية هو دور محوري ينعكس بشكل تلقائي على البلاد الآخرى وخاصة لبنان". واضاف: "اننا على قناعة أن رجالات سعت وتسعى الى نشر الانفتاح والسلام والتقدم بين الشعوب هي رجالات تكرم عند الله"

وتابع: "كما يجمعنا التاريخ والصداقة، تجمعنا التطلعات والتحديات والمستقبل، فنحن جميعا مدعويين للعمل سويا ولتظافر الجهود والمساعي لخلق غد أفضل". واسف شديد "للأعمال الإرهابية التي لم تعد محصورة بمنطقة او مجتمع أو بلد، وقد أصابت بلجيكا إحدى شظاياها، وهنا نتقدم باحر التعازي لذوي الضحايا ونتمنى الشفاء للمصابين". واشار شديد الى "مشكلة النازحين واللاجيئين التي أصبحت عبئا على الدول المضيفة لما لها من إنعكاسات سلبية على التركيبة الإجتماعية والدورة الإقتصادية لتلك الدول نظرا لما قد تسببه من تغيير ديموغرافي للشعوب، وبالتالي الحفاظ على التراث والمعتقدات والأصالة والتنوع أصبح عملة صعبة في زمن يجتاح فيه التطرف الديني المدن والقرى، فيسعى الى تغيير وجه الأرض والبشر معا". وقال "من قلب تلك التحديات العامة، ينبثق عمل "حركة الأرض"، وهي حركة تسعى للحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان عبر الحفاظ على الأرض والتصدي لأي تغيير ديموغرافي مبرمج و ممنهج". واضاف: "هذا التصدي هو معركة وجود وليس تعدٍ، هذا التصدي هو لإستعادة الحقوق المهدورة، هذا التصدي هو دفاع عن العيش المشترك". وشدد على ان "عملنا كجمعية غير حكومية لا تبغى الربح، يهدف الى ابقاء لبنان منارة للشرق وصلة وصل بين الغرب والشرق، وقناعتنا هي أن تلك الأهداف لا تتحقق الا ببقاء المسيحيين في هذه الأرض. وبقاؤهم ليس منة من أحد بل هم متجذرون في هذه الأرض منذ ما قبل التاريخ".  وتابع: "كما دافع اجدادنا و بطاركتنا عن هذا الوجود أمام الضغيان والإحتلالات، فاننا اليوم نحمل المشعل ونسير على الدرب ذاتها". واشار الى "اننا لقد إستطعنا وبصعوبة وبجهود طوعية من قبل أعضاء الجمعية أن نظهر أهمية عملنا وأهدافنا في المجتمع اللبناني، على الصعيد الرسمي والشعبي، وهذا ما مكننا بمساعدة بعض الجمعيات والبلديات وبعض الرجالات أصحاب الايادي البيضاء من إستعادة آلاف أمتار الأراضي لا بل ملايين الأمتار الى أصحابها المسيحيين، بعد ما إستشعرنا أن فقدان تلك الممتلكات قد تشكل خطرا حقيقيا لوجودنا". وشدد على ان "تلك النجاحات التي تحققت حتى يومنا هذا، لا تشكل سوى الخطوة الأولى على درب الاف ميل، ولا تزال أمامنا عراقيل عدة أكان على صعيد القوانين أو التشريعات أو على صعيد الدعم المعنوي أو المادي". وقال: "للأسف الشديد دولتنا - بوزرائها و نوابها- غائبة بشكل كلي عن هذا الموضوع، اما كنيستنا فغارقة بنوم عميق، والمجتمع الدولي -عن قصد أو غير قصد - لا يبدي الإهتمام اللازم لهذه المشكلة".واكد "اننا نرغب أن يسمع صوتنا في كل العالم وتحديدا في أوروبا، فنوجه لهم نداء من القلب لنقول: حافظوا وإدعموا بقاء المسيحيين في هذا البلد، فوجودهم ضمانة لكم لأنهم أبناء المسيح أبناء المحبة".

وتمنى شديد ان "يلقى هذا النداء الدعم الشخصي من السفير البلجيكي"، قائلا: "فتحملون همومنا و تطلعاتنا الى بلدكم والى اوروبا". وختم: "اكيد أنكم لن تبخلوا بدعمنا معنويا وبمساعدتنا بشتى الطرق المتاحة لما فيه خير مجتمعنا". وفي ختام الاحتفال قدم الدويهي، باسم حركة الارض، درعا تكريميا للسفير لينايرتس.

 

دريان التقى نائب رئيس مجلس النواب التونسي وروكز مورو: لمقاومة الإرهاب وبسط أجنحة التيار القائم على الوسطية

الثلاثاء 16 آب 2016 /وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، نائب رئيس مجلس النواب التونسي، نائب رئيس حركة النهضة التونسية الدكتور عبد الفتاح مورو، والنائب الدكتور عماد الحوت.

مورو

بعد اللقاء، قال مورو: "زيارتي للبنان لا تكتمل الا بزيارة دار الفتوى وسماحة المفتي الذي تعودنا ان نطلعه على واقعنا في تونس، وما يمكن ان يكون قد انجز فيها في فترة عصيبة، في صدد بناء مؤسساتها. أعلمناه بذلك، وتزودنا منه بالنصائح اللازمة، وشعرنا باهتمامه الكبير بقضية تونس وما يحصل فيها. الهم الذي يحدونا جميعا هو مقاومة الإرهاب، وبسط اجنحة التيار القائم على أساس الوسطية. وما زال سماحته يرشد الى انتهاج الطريق الأقوم لتنفيذه. ابلغناه اننا في تونس نقاوم ايضا التيار القائم على أساس نشر الإرهاب وإعطاء صورة سيئة عن المسلمين والإسلام، واتفقنا على ان نأخذ بتوجيهات سماحته لمواصلة العمل في هذا الاطار".

اضاف: "اكدنا لسماحته انه سيبقى دائما وابدا مرجعا لأهل السنة، وسندا لهذه الكتلة الكبيرة من أبناء الوطن اللبناني، يجمعهم لصالح الوطن. فهو يمكن ان يكون قادرا على إدارة حوار وطني تتحقق فيه وحدة الوطن لصالح هذا الوطن العظيم الذي ننظر اليه من تونس نظرة اعجاب ونظرة اكبار، لبنان يبقى دائما وابدا مثال الوئام والفكر الحر والصحافة الحرة والعمل لصالح العروبة ولصالح الإسلام، فليبق الله تعالى سماحته سندا لكل من يسترشد ويبقيه سندا للبنان العظيم".

الجماعة الاسلامية

وأعلن المكتب الاعلامي للجماعة الاسلامية في بيان وزعه عن زيارة الشيخ مورو للمفتي دريان، انه "جرى خلال اللقاء التركيز على دور وأهمية الوسطية والاعتدال في حياة أمتنا لاسلامية، وضرورة نبذ الغلو والتطرف الذي وقع فيه البعض، مع التأكيد والتشديد على ضرورة إعطاء الشعوب حقها بالحرية وصون كرامتها عن الامتهان. كما جرى التأكيد على ضرورة تمكين الشعوب من المشاركة في صناعة مستقبل أوطانها دونما إقصاء لأحد. وكانت المناسبة فرصة وضع الشيخ مورو مفتي الجمهورية في صورة الوضع العام في تونس، كما استمع منه لشرح عن الأوضاع في لبنان".

كما استقبل مفتي الجمهورية العميد شامل روكز في زيارة تعارف.