المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 آب/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.august19.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيرْذُلُ الآخَر

كُلُّ مَنْ يتَعَدَّى تَعْلِيمَ المَسِيح، ولا يَثْبُتُ فيه، لا يَكُونُ اللهُ مَعَهُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

حزب الله يحتل الشوف ويغير ديموغرافيته في مواجهة لا مبالات درزية ومسيحية وسنية/الياس بجاني

بالصوت والنص من إذاعة الشرق مقابلة مع محمد عبد الحميد بيضون يعري فيها نفاق عون وتبعيته المطلقة لمحور الشر ويلقي الضوء على رزم  دجل بري وأطروحات نصرا لله الإحتيالية الأخيرة

من عناوين مقابلة محمد عبد الحميد بيضون مع إذاعة الشرق/تلخص وتفريغ الياس بجاني/بتصرف كامل

ملخص مقابلة محمد عبد الحميد بيضون/صفحة محمد عبد الحميد بيضون على الفايسبوك

 

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تعليقاً على خطاب السيد نصرالله الأخير كتب محمد عبد الحميد بيضون تحت عنوان: سيد في فن التحنيط

محمد عبد الحميد بيضون/فيسبوك

انتخاب ام تعيين/محمد عبد الحميد بيضون/فيسبوك

وادي قنّوبين ينتقل من لبنان إلى ولاية ماساتشوستس الأميريكية. هل يكون القديس الأميريكي الأوّل ماروني/هيثم شلومو/أليتيا

إسرائيل تفنّد خطاب نصرالله... جنرالات حرب تموز أُقيلوا أو سجنوا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 18/8/2016

مجلس الوزراء وافق على تعيين أساتذة تعليم ثانوي واقتراح مقبل تعيين 3 ضباط لم ينل الأكثرية

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 18 اب 2016

الخوف» الإسرائيلي كوسيلة تشجيع لمزيد من غرف حزب الله في الحرب السورية/علي الأمين/جنوبية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

كلينتون- إسرائيل: من احتواء حزب الله إلى تدميره/سامي خليفة/المدن

الزواج المدني خيار لبنانيين ... و850 عقداً في قبرص سنوياً/فيرونيك أبو غزاله/الحياة

مروان حمادة: زيارة شكري استطلاعية ونحذر من تحويل مدخل الشوف الى معسكر جديد

ماروني : ما يحصل في برج حمود كارثة بيئية وصحية

عائلة الصدر: لا صحة لما تدلي به وكيلة هنيبعل القذافي السابقة

معلولي: اللامركزية الادارية الموسعة خلاص لبنان

نواف الموسوي: ظروف انتخاب عون رئيسا آخذة في الاكتمال

فتفت: لانتخاب الرئيس قبل الوصول الى قانون انتخاب جديد

لهذا السبب قاطع وزير خارجية مصر جنبلاط…

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خامنئي طلب من بوتين التدخل في سورية

إقليم كردستان يرفض دعوة العبادي إلى وقف تقدم «البيشمركة» في اتجاه الموصل

روسيا تشن ضربات جوية على سورية انطلاقا من إيران لليوم الثالث على التوالي

غارات سورية على الأكراد... والمشروع الفيديرالي

النيابة العامة التركية امرت بمصادرة املاك 187 رجل اعمال يشتبه بصلتهم بغولن

اليونان: تلقينا طلبا رسميا من تركيا لتسليم 8 عسكريين فروا إلينا عقب محاولة الانقلاب

الشرطة المالية التركية قامت بعملية واسعة النطاق ضد الاوساط المقربة من غولن

دو ميستورا: قوافل المساعدات لم تدخل المناطق المحاصرة في سوريا منذ شهر

الرئيس الاوكراني لا يستبعد غزو روسيا لبلاده

الاتحاد الاوروبي دعا الى وقف فوري للقتال في حلب

مقتل 3 جنود اوكرانيين واصابة 6 آخرين في مواجهات شرق البلاد

كيف سيؤثر تحالف موسكو - طهران على العالم

منظمة العفو توثق "روايات مرعبة" في السجون السورية

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله" يتفرّج على أرباحه ولا يجمعها عن الطاولة التضحية بـ"الحركة الإستقلالية" تبيّن أنها بلا مقابل/ايلي الحاج/النهار

ماذا سمع شكري في الرابية ومعراب؟ حلّ الأزمة الرئاسية هو عون نفسه/ألين فرح/النهار

إحياء الدستور لإنهاء الفراغ الرئاسي: مبادرة مواطنية/النهار

رسالة الى عون وجعجع/المهندس جون جبر مفرج/النهار

الحريري - عون: والحائط المسدود/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

المسيحيون إستسلموا أم ينتظرون شيئاً ما/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

صدمة القاعدة الروسية في إيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 الأطفال ينتصرون على «الأسد».. بالدم والصورة/علي الحسيني/المستقبل

من حقيبة النهار الديبلوماسية - أردوغان لبوتين: رحيل الأسد أولاً/عبد الكريم أبو النصر/النهار

 «المرشد» يستسلم لـ«القيصر»/أسعد حيدر/المستقبل

حلف روسي ـ إيراني لا أفق له/خيرالله خيرالله/العرب

بين أنجرليك وهمدان: إيران المربكة/محمد قواص/العرب

أعيدوا غزة إلى مصر/أحمد عدنان /العرب

استعراض القاذفات الروسية يفضح ارتباك حلفاء الأسد/حسان حيدر/الحياة

لا «صفقة» روسية ناجحة لتسويق «بقاء الأسد»/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

مائدة سورية المسمومة/محمد علي فرحات/الحياة

الديكتاتور العادل» وأزمة الحكم في العالم العربي/رغيد الصلح/الحياة

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرياشي: “حزب الله” مرتبط بإيران… ويقاتل في سوريا بشباب لبناني/موقع القوات اللبنانية

سامي الجميل: الحلول الجيدة ممنوعة في لبنان لماذا يخيروننا بين موتين فإما نموت من رائحة المكب وإما من رائحة النفايات في الشارع؟

شهيب لسامي الجميل: الله يثبت العقل والدين

قهوجي تفقد موقع صور العسكري والوحدات المنتشرة في مرجعيون: سنتصدى لأي اعتداء اسرائيلي يستهدف لبنان

قاسم: خيارنا لبنان الوطن لا المزرعة والمقاومة كسرت مشروع الشرق الأوسط الجديد

بري استقبل وزيرا هنديا وكاغ مخزومي: لاقرار قانون للانتخابات يعتمد النسبية

السعودي أمجد عشقي يؤكد استعداده للعودة إلى إسرائيل.. والرياض لم تخضعه للتحقيق/هافينغتون بوست عربي | وعد التركي

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيرْذُلُ الآخَر

إنجيل القدّيس لوقا16/من13حتى17/:"قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالمَال». وكَانَ الفَرِّيسِيُّون، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَال، يَسْمَعُونَ هذَا كُلَّهُ، وَيَتَهَكَّمُونَ عَلَيْه. فَقَالَ لَهُم: «أَنْتُم تَتَظَاهَرُونَ بِالبِرِّ أَمَامَ النَّاس، ولكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُم؛ لأَنَّ الرَّفِيعَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رَجَاسَةٌ أَمَامَ الله. دَامَتِ التَّوْرَاةُ وَالأَنْبِياءُ حَتَّى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذلِكَ الحِينِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ الله، وَكُلُّ إِنْسَانٍ يَغْصِبُ نَفْسَهُ لِيَدْخُلَهُ. ولكِنْ لأَسْهَلُ أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ التَّوْرَاة."

 

كُلُّ مَنْ يتَعَدَّى تَعْلِيمَ المَسِيح، ولا يَثْبُتُ فيه، لا يَكُونُ اللهُ مَعَهُ

رسالة القدّيس يوحنّا الثانية01/من01حتى13/:"يا إِخوَتِي : مِنَ الشَّيخِ الكَاهِنِ إِلى السَّيِّدَةِ المُخْتَارَةِ وأَوْلادِهَا الَّذِينَ أُحِبُّهُم في الحَقّ، لا أَنَا وَحْدِي، بَلْ جَميعُ الَّذِينَ عَرَفُوا الحَقّ، لأَنَّ الحَقَّ ثَابِتٌ فِينَا، ويَبقَى مَعَنَا إِلى الأَبَد: لِتَكُنْ مَعَنَا النِّعْمَةُ والرَّحْمَةُ والسَّلامُ مِنْ لَدُنِ اللهِ الآبِ ويَسُوعَ المَسِيحِ ٱبْنِ الآب، في الحَقِّ والمَحَبَّة!

لقَد فَرِحْتُ جِدًّا لأَنِّي وَجَدْتُ بَعْضَ أَوْلادِكِ سَالِكِينَ في الحَقّ، بِحَسَبِ الوَصِيَّةِ الَّتي تَسَلَّمْنَاهَا مِنَ الآب. والآنَ أَسأَلُكِ، أَيَّتُهَا السَّيِّدَة، لا كَأَنِّي أَكْتُبُ إِلَيْكِ بوَصِيَّةٍ جَدِيدَة، بَلْ بِالوَصِيَّةِ الَّتي كَانَتْ لنَا مُنْذُ البَدْء، وهيَ أَنْ نُحِبَّ بَعضُنَا بَعضًا. وهذهِ هِيَ المَحَبَّة، أَنْ نَسْلُكَ بِحَسَبِ وَصَايَاه. وهذِهِ هِيَ الوَصِيَّة، كَمَا سَمِعْتُم مُنْذُ البَدْء، أَنْ تَسْلُكُوا في المَحَبَّة. فإِنَّ مُضَلِّلِينَ كَثِيرِينَ ٱنْتَشَرُوا في العَالَم، وهُم لا يَعْتَرِفُونَ أَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ أَتى في الجَسَد، هذَا هُوَ المُضَلِّلُ والمَسِيحُ الدَّجَّال. إِنْتَبِهُوا لأَنْفُسِكُم لئَلاَّ تَخْسَرُوا مَا قَدْ عَمِلْتُم، بَلْ لِتَنَالُوا أَجْرًا كامِلاً. كُلُّ مَنْ يتَعَدَّى تَعْلِيمَ المَسِيح، ولا يَثْبُتُ فيه، لا يَكُونُ اللهُ مَعَهُ. ومَنْ يَثْبُتُ في تَعْلِيمِ المَسِيح، يَكُونُ مَعَهُ الآبُ والٱبن. إِذَا جَاءَكُم أَحَدٌ لا يَحْمِلُ هذَا التَّعْلِيم، فلا تَقْبَلُوهُ في بُيُوتِكُم، ولا تُلْقُوا علَيهِ السَّلام. فَمَنْ يُلْقِي عَلَيْهِ السَّلامَ يُشَارِكُهُ في أَعْمَالِهِ الشِرِّيرَة. إِنَّ عِنْدِي أَشْيَاءَ كَثيرةً أَكْتُبُ بِهَا إِلَيْكُم، ولكِنِّي لا أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَهَا بِحِبْرٍ ووَرَق، بَلْ أَرجُو أَنْ آتِيَ إِلَيْكُم، فَأُكَلِّمَكُم مُشَافَهَةً، لِيَكُونَ فَرَحُنَا كامِلاً."

يُسَلِّمُ عَليْكِ أَوْلادُ أُخْتِكِ المُخْتَارَة. آمين.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

حزب الله يحتل الشوف ويغير ديموغرافيته في مواجهة لا مبالات درزية ومسيحية وسنية

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/17/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D9%81-%D9%88%D9%8A%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%88%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%AA%D9%87/

حزب الله يحتل الشوف ويغير ديموغرافيته في مواجهة لا مبالات درزية ومسيحية وسنية

في اسفل تقرير مخيف نشرته اليوم جريدة النهار. أداة الإحتلال والتغيير الديموغرافي هذه المرة سوف يكون مجلس الوزراء الذي سيشرع هيمنة وإرهاب الحزب

التقرير

مشروعا الدبية وحارة الست أمام مجلس الوزراء

“النهار”/18 آب 2016/على جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم بندان مهمان جداً للحفاظ على العيش المشترك، الاول هو “رفع عامل الاستثمار في منطقة الدلهمية – الدبية” او البند 27 الشهير، الذي يطلب رفع عامل الاستثمار في المنطقة او في مشروع آل تاج الدين “ميدار” المثير للجدل من 2 في المئة الى 40 في المئة، ونجحت الضغوط وموقف وزراء “التيار الوطني الحر” في وقفه وإحالته على بلدية الدبية لدرسه من جديد، وهذا ما حصل، ولكن يبدو ان اعضاء مجلس بلدية الدبية، ونتيجة غياب أي دعم سياسي مسيحي لهم، لم يبادروا الى درس الموضوع والرد عليه خلال مهلة الـ20 يوماً القانونية، وبادروا الى طلب تشكيل لجنة من المهندسين لدرس الموضوع، مما أعاد الملف الى مجلس الوزراء الذي يبدو انه يتجه الى اقرار رفع عامل الاستثمار، غير مبال بملاحظات الاهالي على المشروع. علماً أن زيادة عامل الاستثمار تنطوي على تحايل على القانون، خصوصاً في منطقة محمية ملعب الغولف التي تبلغ مساحتها 140000 متر مربع، والتي يقوم البند 27 بإزالتها من الوجود ونقل مساحتها الخضراء الى الوديان والمرتفعات التي لا يمكن البناء عليها وفيها، على أن تتحول المحمية المطلة على البحر الى غابة من الاسمنت العشوائي بسبب زيادة عامل الاستثمار. والسؤال الكبير الآن هو برسم وزراء الحزب التقدمي، فماذا سيكون موقفهم من المشروع عند ساحل الشوف؟.أما البند الثاني أمام مجلس الوزراء فهو شق طريق في منطقة حارة الست يؤدي عملياً، بحسب رئيس “حركة الارض” طلال الدويهي، الى قيام مجمعات سكنية ضخمة تخل بالتوازن الديموغرافي، وذلك بعد اعتراض المجلس البلدي وقيامه بطلب وقف الاعمال، مما دفع بالشارين الجدد الى التقدم بطلب شق الطريق من مجلس الوزراء مباشرة، متجاوزين دور البلدية. واستغرب الدويهي تجاوز دور البلديات وتحويل طلبات معينة تخفي في طياتها مشاريع كتل طائفية سكنية تخل بالعيش المشترك، رغم اعتراض بلدية حارة الست..

 

بالصوت والنص من إذاعة الشرق مقابلة مع محمد عبد الحميد بيضون يعري فيها نفاق عون وتبعيته المطلقة لمحور الشر ويلقي الضوء على رزم  دجل بري وأطروحات نصرا لله الإحتيالية الأخيرة

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/18/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D8%B0%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D9%85/

بالصوت من إذاعة الشرق/فورماتWMA/ مقابلة مع محمد عبد الحميد بيضون يعري فيها نفاق عون وتبعيته المطلقة لمحور الشر ويلقي الضوء على رزم  دجل بري وأطروحات نصرا لله الأخيرة/18 آب/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/baydoun18.08.16.wma

بالصوت من إذاعة الشرق/فورماتMP3/ مقابلة مع محمد عبد الحميد بيضون يعري فيها نفاق عون وتبعيته المطلقة لمحور الشر ويلقي الضوء على رزم  دجل بري وأطروحات نصرا لله الأخيرة/18 آب/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/baydoun18.08.16.mp3

 

من عناوين مقابلة محمد عبد الحميد بيضون مع إذاعة الشرق

تلخص وتفريغ الياس بجاني/بتصرف كامل

18 آب/16

*خطاب نصرالله الأخير هو اهانة لكرامة الشعب اللبناني.

*في خطابة الأخير قال نصرالله نحن نسيطر على رئاسة الجمهورية وعلى رئاسة مجلس النواب ونريد أيضاً الهيمنة على رئاسة الوزراء.

*الحريري وفريقه يتعرضون ليس فقط للضغوطات بل أيضاً للتهديد.

*الرئيس سعد الحريري هو حاجة للبنان في حين أن كل ربع طاولة الحوار ليسوا كذلك.

*بري يعمل عند حزب الله وهو كان من قادة 08 آذار الذين اسقطوا حكومة الحريري.

*اتفاقية الطائف تفرض علاقة ممتازة ومميزة مع الشعب السوري وليس مع المخابرات السورية ونظام الأسد.

*عون لا يمثل المسيحيين وكتلته النيابية هي من صناعة أصوات ثكنة حزب الله العسكرية وليس من الشيعة الذين لا يؤيدونه ولا يريدوه.

*وصول عون للرئاسة يعني تحويل لبنان إلى محافظة إيرانية يحكمها المرشد حسن نصرالله ويهيمن عليها ملالي إيران.

*وصول عون للرئاسة يعني سلخ لبنان عن الدول العربية وتحويله إلى قاعدة لحكام إيران.

*وصول عون للرئاسة يعني مقاطعة الدول العربية للبنان وتعريض مصير اللبنانيين العاملين في الدول العربية لأخطار كبيرة.

*أتحدى عون أن يتلقى أي دعوة من أي دولة عربية لزيارتها.

*عون هو أسوأ إنسان ممكن أن يتولى رئاسة لبنان.

*المطلوب من الرئيس سعد الحريري عدم الرضوخ للضغوطات وبالتالي الاستمرار في رفضه انتخاب عون.

*نبيه بري مجرد عامل مكلف خدمة مصالح حزب الله وراعيته إيران.

*عون وبري يضربان مفاهيم وأطر ومعاني الميثاقية الوطنية وقد جعلا منها أداة طائفية خدمة لمصالحهما الطائفية.

*عون يحرض المسيحيين من خلال خطابه الطائفي والتجيشي الشعبوي وكذلك يفعل بري وحزب الله وكل ربع 08 آذار. هذا العمل الهرطقي هو جريمة حرب ويجب محاكمتهم.

*لا حزب الله ولا عون ولا بري يريدون تنفيذ اتفاقية الطائف وهم ضدها 100%.

*عجائز الاحتيال على الميثاقية، عون وبري يريدان تصويرها على أنها تحاصص طائفي في حين أنها عكس ذلك.

*النظام الإيراني خرّب لبنان وسوريا والعراق واليمن ويحاول ضرب كل الدول العربية.

*النظام الإيراني خائف من خسارة مدينة حلب ولذلك تخلى عن سيادته وأعطى الروس قاعدة جوية لطائراتها.

*روسية دولة إمكانياتها محدودة واقتصادها هش وهي لا تستطيع الاستمرار في حروبها خارج بلادها وخصوصاً في سوريا.

*روسيا تسيطر الآن على قرار الحكم السوري وقد همشت الدور الإيراني فيها إلى درجة كبيرة.

*دور إيران الإقليمي أصبح مرتبطاً بالنفوذ والدور الروسي.

*حزب الله هو الذي عمل على التجديد للمجلس النيابي سنة 2013 واسطوانة النفاق مفضوحة ومعروفة لأنه متورط في حربه داخل سوريا وهو سوف يكرر نفس السيناريو إن لم يكن وضعه العسكري جيد هناك أو إذا ضمن ربحه للانتخابات.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

ملخص مقابلة محمد عبد الحميد بيضون

صفحة محمد عبد الحميد بيضون على الفايسبوك /18 آب/16

أكد النائب محمد عبد الحميد بيضون في حديث لإذاعة الشرق أنه لا يمكن إنتشال شعب من أزماته إلا عبر قيادات تتمتع بمستوى تاريخي وثقافي كبير ومعرفة بالعالم وقادرة على إتخاذ القرار وليس قيادات مرتهنة تابعة وهزيلة .

أما عن عرض السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير رأى بيضون أن العرض جاء متأخراً جداَ، لا بل هو مناورة اكثر منه عرضاً، فعندما دعا الرئيس بري إلى طاولة الحوار وجهت الدعوة للبحث في موضوع رئاسة الجمهورية ، في حين ان خطاب السيد نصر الله ثبّت رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس بطرحه "العجائز" للرئاستين ويريد الآن أن يفاوض على منصب رئاسة الحكومة ليثبت فيه عجوزاً ثالثاً، هذا الطرح حسب بيضون هو تجاوز لمنطلقات طاولة الحوار، بحيث انه عندما تمت الدعوة إلى الحوار وافق جميع الأطراف على البحث في موضوع رئاسة الجمهورية وكيفية البحث عن الآلية من اجل إنهاء الفراغ الرئاسي .

كما واعتبر النائب بيضون أن طرح نصرالله بتنصيب عون رئيساًبالتعيين والتجديد للرئيس بري هو إستهزاء بالمؤسسات وإهانة للشعب اللبناني ولحقوقه وكرامته

وحول مبرر التفاؤل بالقبول بالجنرال ميشال عون رئيساَ شرح بالقول : في ٨ آذار يعتبرون ان هيمنتهم على البلد تزيد كلما طالت الحرب في سوريا , وهم يضعون الرئيس سعد الحريري تحت الضغط والتهديد، وجميعهم يتنصّلون من المسؤولية،فتصرف بري من جهة وجنبلاط من جهة وجعجع من جهة تصرف يعطي إشارة لحزب الله أن العقدة هو الحريري ويكررون الأمر نفسه بالنسبة لجماعة عون , والواقع ليس كذلك..وأضاف بيضون إنّ سعد الحريري هو حاجة للبلد والبقية ليسوا حاجة للبلد وقول بري أنا مع الحريري ليس كرم أخلاق منه تجاه الحريري، ولو كان كذلك لماذا لم يقل بري هذا الكلام عام 2011 عندما إنقلبوا على حكومة الحريري وكان هو جزءاَ من هذا الإنقلاب ولماذا لم يتجرأ على قول هذا الكلام عندما جاءت حكومة سلام ؟ هم يريدون القضاء على إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري واليوم بري يعرف بوجود أزمة إقتصادية يمكن أن توصلنا إلى الإنهيار وأن الأمن ليس مضموناَ كفاية لذلك يريدون أن يأتوا بسعد الحريري من أجل ترتيب الوضع الإقتصادي ويبقون هم يهيمنون على البلد , ورأى أنّ الرئيس الحريري يجب أن يكون في موقف من يضع الشروط وليسوا هم ، هذا من ناحية، اما من الناحية الثانية وفيما تعيين ميشال عون رئيساَ سيدخل لبنان في عزلة عربية كبيرة وهذا يعني أن الإقتصاد في لبنان سيتدهور لأنه قائم على علاقات مع العرب وإقتصادنا مشبوك ومرتبط معهم خاصة مع دول الخليج , واصفاَ طرح ميشال عون للرئاسة بأنه أسوأ طرح للخروج من الأزمة الإقتصادية وفي ظل أن يكون ميشال عون رئيساَ والرئيس الحريري رئيساَ للحكومة سيكون الحريري عاجزاَ عن تقديم أي إجراءات يمكن أن تحسّن الإقتصاد لأن العزلة العربية ستكون خانقة ويمكن أن يتعرّض لبنان للعقوبات أكثر من أي وقت مضى لأن عون عزل نفسه عربياَ وتقرّب من الولي الفقيه وغيره , مشيراَ إلى أنّ الرئيس الحريري يعرف هذا الأمر جيداَ

وعن إصرار خطاب التيار العوني على قضية الميثاقية والرئيس القوي، بداية أكد بيضون ان الميثاقية لا علاقة لها بالطائفية فالميثاق الاول عام ١٩٤٣ ارتكز على مبدأ ان لبنان ليس مقرا للاستعمار ولا ممرا للتآمر على العالم العربي كما ركز على إلغاء الطائفية السياسية، أما الميثاق الثاني اي اتفاق الطائف بجوهره إلغاء الطائفية السياسية وليس تكريسها، ويمكن تلخيص قواعد هذا الميثاق بالمبادئ الأربعة التالية: أولاً ، الهوية العربية للبنان مع ما تعنيه من تضامن مع القضايا العربية الكبرى ومن علاقات مميزة مع الشعب السوري وليس مع المخابرات السورية، ثانياً إلغاء الطائفية السياسية ، ثالثاً، ادخال إصلاحات مؤسساتية على النظام السياسي، رابعاً، تحرير الجنوب من خلال الشرعية الدولية وكافة الوسائل المتاحة.

روح الميثاقية هي إلغاء الروح الطائفية، بينما تفسير بري وعون الميثاقية على انها محاصصة طائفية فهو انقلاب حقيقي على الطائف والميثاق، وفي كل الحالات فان ارتباط جماعة ٨ آذار من احزاب وحركات وتيارات بالوصاية الايرانية هو انقلاب على الميثاقية وعلى السيادة.

كما وأكد أن ميشال عون لا يمثل المسيحيين بل ركبوا له كتلة برمانية بالضغط السوري والضغط الإيراني وبأصوات حزب الله وليس بأصوات الشيعة فهم لا يؤيدون ميشال عون ويدركون أن مجيء ميشال عون رئيساَ يعني خراب البلد

أما عن القول إن ميشال عون يمثل البيئة المسيحية فقال الوزير السابق د بيضون : إنّ الناس الذين يعتبرون أنفسهم زعماء طوائف هم يخوفون الطوائف ويحرّضونها على بعضها وهذا ملاحظ في الخطاب العوني معتبراَ هذه الممارسة جريمة حرب يجب محاكمة المسؤولين عنها

. أما إقليمياَ وبالنسبة للقرار الروسي إستخدام قواعد إيرانية رأى بيضون في ذلك مصادرة روسيا دور ايران كلاعب إقليمي في المنطقة فلم تعد وحدها على الساحة وعمليات ايران خسرت استراتيجياً لتربح تكتيكياً بمعركة حلب، تخوف إيران من نتائج معركة حلب دفعها الى التنازل عن سيادتها لروسيا , أما في الداخل الروسي فهناك حسب بيضون رأي أن روسيا تقوم بإستعراض كبير أمام الشعب الروسي كما أنها تعيش إنهياراَ إقتصاديا .

وختم قائلاَ في موضوع التمديد للمجلس النيابي وإجراء الإنتخابات النيابية فقال : ربما يكون هناك تمديد آخر إلا إذا ضمن الفريق الآخر نتائج الإنتخابات في أن تكون لصالحه , لافتاَ إلى أنّ رفضهم لقانون الـ 60 لأن فريق 14 آذار ربح الإنتخابات وفق هذا القانون , لكن اليوم إذا تحالف جعجع مع عون يمكن لفريق 8 آذار أن يربح وفق قانون الـ 60 ليتفضلوا لتُجرى الإنتخابات وفق قانون الـ60

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تعليقاً على خطاب السيد نصرالله الأخير كتب محمد عبد الحميد بيضون تحت عنوان: سيد في فن التحنيط

محمد عبد الحميد بيضون/فيسبوك/15 آب/16

التحنيط تقليد فرعوني لم يذهب بذهاب الحضارة الفرعونية بل ان طموح الفرعون الى الخلود والأبدية انتقل الى المجال السياسي خصوصاً في بلادنا العربية وايضاً المزعومة إسلامية٠

كل حاكم يريد ان يبقى في الحكم الى الأبد، فرعوناً ولو محنطاً، مومياء أنما على الكرسي وكل حاكم يريد ان يصبح البلد محنطاً مثله٠

لا تعنيه الأجيال الشابة ولا يعنيه التقدم والازدهار ورفاه الشعوب٠

ما يهمه في أحسن الحالات هو التوريث: من فرعون الى فرعون، من مومياء الى مومياء حتى يصبح البلد بدون روح وبدون حياة.

الحياة والخلود للفرعون اما الشعب فهو مكرّس لعبادة الفرعون اي بتعابيرنا الحالية عبادة الشخصية او عبادة الفرد وهي بالمناسبة اهم عادة تحكم السياسة اللبنانية منذ تسلط الطائفيون والمذهبيون والميليشيات على الدولة والحكم وفرضوا على الشعب ثوباً وهوية ولغة تنكر عليه المواطنية وتحبسه في ثوب وخدمة زعيم الطائفة او فرعون الطائفة ولكل طائفة فرعونها المعبود٠

مناسبة هذا الكلام هو الخطاب الأخير لامين عام حزب الله حيث انه من موقعه السامي فرض علينا محنطاً اول للرئاسة الاولى ومحنطاً ثانٍ للرئاسة الثانية والمح الى انه ينتظر ان يتقدم المومياءات او المحنطين من المرشحين للرئاسة الثالثة بأوراق اعتمادهم الى مقامه السامي لينظر في الامر ويقرر ما يراه مناسباً لمصالح من يوالي ويمثل٠هؤلاء المحنطين امضوا في التسلط على البلد اكثر من خمسة وثلاثين سنة عملوا فيها على تدمير الدولة ومؤسساتها وعلى اغراق البلد في الحروب والدمار وتعميم الفساد وبدل محاسبتهم عن ما اقترفت أيديهم نرى انه يريد تثبيتهم وتحنيطهم على الكراسي والاستزادة منهم٠

بالنسبة للامين العام لحزب الله البلد يجب ان يبقى أسير المحنطين اي أسير الفوضى والفساد والفجور بينما الأجيال الشابة يجب ان تستمر اسيرة الواجب الجهادي ااي ان تموت في سبيل المحنطين والمومياءات محرومة من ابسط حقوقها ليس بتولي المراكز القيادية إنما بالحياة بقليل من الحرية والكرامة٠

المهم ينتظر الأمين العام ان تتقدم اليه اسماء من المحنطين للرئاسة الثالثة حيث ان صعوبات الحريري المالية جعلت شهيات الكثيرين من طائفته وحتى تياره تنفتح على كرم الأمين العام وتتسابق على تقديم الخدمات له ولحزبه٠

فيا أصدقائي ينتظر منكم الأمين العام ان تقدموا له الأسماء التي ترونها مناسبة لإكمال لائحة الرئاسات ولإستكمال تحنيط البلد والمؤسسات … المهم ان لا تتأخروا

 

انتخاب ام تعيين

محمد عبد الحميد بيضون/فيسبوك/11 آب/16

اخر رئيس منتخب للبنان هو الرئيس سليمان فرنجية وقد تم انتخابه بفارق صوت واحد اي انه حصل على خمسين صوتاً مقابل تسعة واربعين لمنافسه والاهم ان البلد كله كان يحبس انفاسه بإنتظار النتائج التي حددت مصير الشهابية او بالأحرى نهاية الشهابية التي شوهتها الممارسات الأمنية وتجاوزات المكتب الثاني اي الأجهزة ٠ هذا ما كان عام ١٩٧٠ اي منذ ستة واربعين سنة وبعدها كل رؤوساء لبنان جاءوا بالتعيين وليس بالانتخاب٠عينتهم سلطة الوصاية او سلطات الوصاية المتنوعة وكان كل واحد منهم مرتهناً في ممارسته وقراراته لهذه الوصاية ومصالحها٠

كان الرئيس المعيّن يتصل أسبوعياً بالوصي ويأخذ منه التعليمات والتوجيهات ويترجمها في قرارات مجلس الوزراء او في السياسة الخارجية او في مسائل الدفاع والأمن ٠عرفنا كل انواع الرؤساء بالتعيين ولم يكن اي منهم قوياً للبنان بل كانوا اقوياء على لبنان ودولته وسيادته لمصلحة الوصاية وسيد الوصاية٠

اليوم يقولون لنا ان ميشال عون قوي في بيئته وان على اللبنانيين قبوله كرئيس للجمهورية ولن يكون هناك جلسة انتخاب الا اذا تم القبول بعون سلفاً ودون اي مرشح اخر اي ان عون سيكون رئيساًبالتعيين وليس بالانتخاب وهو سيكون خادماًً أميناً للوصاية التي يمثلها سلاح حزب الله المرتبط بمكتب المرشد والغارق في الحرب المذهبية على مستوى المنطقة٠عون سيكون خادماً لهذا السلاح وحروبه وللنفوذ الإيراني ولمشروع تفكيك الدولة لمصلحة الميليشيا٠

لن يكون عون رئيساً قوياً بل سيكون في أحسن الحالات بنفس مستوي ضعف الذين سبقوه في التعيينات الرئاسية السابقة وكانوا مجرد دمى وأدوات في تدمير الدولة و السيادة ونشر الفساد وسرقة المال العام والخاص٠

خلاصة القول ان الرئيس القوي هو الرئيس المنتخب ديموقراطياً وليس الرئيس المعيّن٠عون هو المدلل لدى الوصاية ووصوله الى الرئاسة سيكون نذيراً بإنهاء الدولة والحضور اللبناني لمصلحة المشروع المذهبي ولمصلحة تعميم الفساد على حساب الهوية الوطنية ولقمة عيش الشعب اللبناني٠

 

وادي قنّوبين ينتقل من لبنان إلى ولاية ماساتشوستس الأميريكية. هل يكون القديس الأميريكي الأوّل ماروني؟

  هيثم شلومو/ أليتيا/28 ديسمبر,2015

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/17/%d9%88%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%82%d9%86%d9%91%d9%88%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d9%86%d8%aa%d9%82%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%85/

ماساتشوستس / أليتيا (aleteia.org/ar) – من كان يعتقد أنّ في “بترشام” في ولاية “ماساتشوستس” الأميريكية سيكون للموارنة ديرا يستحبسون فيه على طريقة رهبان قنوبين متّبعين الطقس الماروني في صلواتهم ومستخدمين اللغة السريانية؟

هؤلاء الرهبان ليسوا لبنانيين، بل أميريكيين، أرادوا الغوص في حياة النسك ناقلين عيش أجدادنا في وادي قنوبين إلى براري ماساتشوستس.

إنّه الأباتي وليام، بنعمة الرب وإلهام الروح القدس تعرّف على الموارنة وتحديداً الأسقف الماروني السابق على أميريكا سيادة المطران فرنسيس زايك الذي توفاه الله داعياً إياه إلى اتباع المذهب الماروني وكان ذلك في عام 1978.

إيمانهم إيمان بطرس وإيمان بطرس إيمانهم، كنيستهم كنيسة بطرس وكنيسة بطرس كنيستهم. إنّهم الموارنة وهذا ما دفع هؤلاء الرهبان الأميريكيين إلى اتباع الطقس الماروني في صلواتهم ساجدين لساعتين يومياً أمام القربان فأطلقوا على أنفسهم تسمية “ألرهبان الموارنة لدير الثالوث الأقدس أو رهبان التعبّد”.

إنّ تزايد عدد الرهبان وتعمّقهم في اللغة السريانية والليتورجية المارونية، هو دليل على نموّ الكنيسة المارونية في العالم وتنوّعها. فهي التي انطلقت من الشرق واستقرّت ونمت في لبنان، ها هي اليوم تنمو وتتكاثر في العالم، من الولايات المتحدة الأميريكية إلى كندا فأستراليا وسواها.

من كان يعتقد أنّ في إحدى أبعد الولايات الأميريكية عن العاصمة سيكون لحياة النسك موطىء قدم روّاده الموارنة.

ماذا نستشفّ من هذا؟

إذا سافرتم إلى الولايات المتحدة تعرفون أنّ المسيحية على اختلاف طوائفها ينقصها عيش الزهد والنسك في عاصمة الحضارة والتكنولوجيا العالمية. وتنامي الدعوات في ذاك الدير، هو علامة على أنّ الروح القدس يريد إنبات قديسين في ذاك البلد الذي قديسيه هم من أصول لاتينية، فهل يكون القديس الأميريكي الأوّل ماروني؟ لما لا؟

هؤلاء الرهبان يعيشون حياة نسك كاملة ويصلّون جميع الصلوات كما الرهبان الموارنة في العالم أجمع، وعلى الرغم أنّ اللغة السريانية ليست بسهلة على الأميريكيين، فقد أتقن هؤلاء الرهبان اللغة ويصلون ايضاً باللغة الإنغليزية حيث استطاعت الكنيسة المارونية في الولايات المتحدة ترجمة الصلوات إلى الإنغليزية وهذا ما جعل آلاف الأميريكيين يتوجّهون إلى الكنائس المارونية للمشاركة في ليتورجية الكنيسة المارونية السريانية الرائعة.

للتعرّف أكثر على هؤلاء الرهبان، إليكم هذا الفيلم الرائع/اضغط هنا لمشاهدة الفيلم

https://www.youtube.com/watch?v=sblQHzGBwIo

 

إسرائيل تفنّد خطاب نصرالله... جنرالات حرب تموز أُقيلوا أو سجنوا

ترجمة: سارة عبد الله /موقع لبنان 24/18 آب/16

بعد مرور أيّام على خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بمناسبة الذكرى العاشرة لحرب تموز 2006، نشر موقع "المونيتور" مقالاً للمعلّق الإسرائيلي والكاتب الصحافي البارز بين كاسبيت، والذي رأى فيه أنّ "حزب الله" بدأ يلجأ إلى تكتيكات جديدة لمحاربة إسرائيل، ليحول دون فتح صراع كبير.

وقال كاسبيت إنّ خطاب نصرالله في بنت جبيل كان نمطيًا وتضمّن محاور معتادة عن أنّ الإسرائيليين فقدوا الثقة بمؤسسات الدفاع لديهم، وأنّ حرب تموز زادَت من التشكيك في قدرة إسرائيل على البقاء، كما أشار إلى أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإسرائيل تعبوا من الدفاع عن أنفسهم.

لكن في الوقت الذي كان نصرالله يلقي خطابه كشفت وكالة الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية "الشين بيت" تفاصيل عن جهود "حزب الله" لفتح جبهة جديدة لتشغيلها داخل إسرائيل، حيثُ لفتت إلى أنّ الجبهة يديرها ناشطون من الحزب عبر استخدام موقع "فيسبوك" وصور زائفة على وسائل التواصل الإجتماعي ورسائل مشفّرة عبر الإنترنت.

وأشار إلى أنّ الجهاز الأمني كشفَ أسماء 8 فلسطينيين مشتبهًا بهم من الضفة الغربية ينتمون إلى ثلاث خلايا تمّ إنشاؤها لشنّ هجمات في إسرائيل. ورأى أنّ "في هذا الصراع الخفي الذي بدأ منذ سنوات، يحاول نصرالله إنشاء بصمة جديدة ضد إسرائيل، عبر تشكيل خلايا مرتبطة بطريقة غير مباشرة بـ"حزب الله"، وذلك لتجنّب أي إعتداء إسرائيلي مقابل". وقال: "حزب الله" لا يستطيع إطلاق هجمات من وراء الخط الأزرق لأنّ الردّ الإسرائيلي سيكون قاسيًا، كذلك لن يسمح بتدهور الأوضاع مع انغماسه في الحرب السورية".

ولفت المحلّل الإسرائيلي إلى أنّ نصرالله يحاول إنشاء جبهة جديدة ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان من دون أن يتحوّل إلى صراع كبير، في الوقت الذي تؤكّد مصادر غربية أنّ إسرائيل مستمرة في قصف شحنات الأسلحة المنقولة من سوريا إلى بيروت.

وقال: "من الواضح أنّ نصرالله غيّر أسلوبه عبر إنشاء شبكات لشنّ هجمات داخل إسرائيل. والخلايا الجديدة التي كُشفت يديرها ناشطان في الحزب، أحدهما يدعى بلال ويعيش في لبنان وقد جنّد فلسطينيين عبر "فيسبوك" مستخدمًا حسابًا أطلق عليه إسم "فلسطين الحرة". أمّا الثاني فهو من سكان غزة ويدعى محمد فايز أبو جديان، ولديهما نفس التكتيكات ويطلبان من الفلسطينيين الذين يظهرون ميولهم إلى الجهاد فتح بريد الكتروني خاص كي يتمكنوا من التواصل معهم حتى لا تكشفهم إسرائيل، كما أرسلا برامج تشفير خاصة من أجل إجراء محادثات آمنة".

وأضاف: "في بعض الأحيان حوّل الحزب أموالاً للمجنّدين من أجل تمويل نشاطاتهم. ووصلت المبالغ إلى 8 آلاف دولار. وكانت هناك جهود لتجنيد عرب من حاملي الجنسية الإسرائيلية".

وتابع: "أنشطة "حزب الله" التي كشفتها إسرائيل ليست سوى غيض من فيض. وإسرائيل تعمل لوضع حد لتحركات الحزب ومنعه من أن يصبح قويًا، في الوقت الذي يحاول "حزب الله" عدم الدخول في صراع جديد".

ورأى أنّ "نصرالله كانَ على حق في مسألة واحدة في خطابه عندما أشار إلى القادة الإسرائيليين الذين كانوا إبّان حرب 2006 حيثُ أنّ معظمهم عُزل من الخرائط التاريخية والسياسية"، وفنّد الكاتب ما قاله مشيرًا إلى أنّ رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت باتَ في السجن، وزير الدفاع عمير بيريز أُجبر على الإستقالة، كذلك فقد إستقال رئيس الأركان دان هالوتز والذي كانَ قائد القطاع الشمالي أثناء حرب تموز.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 18/8/2016

الخميس 18 آب 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

سوريا في الواجهة مجددا.. غارات جوية روسية كثيفة على حلب.

والاتحاد الاوروبي يطالب بوقف فوري لاطلاق النار ودي ميستورا يطلب هدنة لثمان واربعين ساعة وروسيا توافق.

وما زاد الاهتمام الدولي بهذا التطور تطور آخر تمثل بشن الطيران الحربي السوري غارات على مواقع كردية في الحسكة في وقت قال الرئيس التركي: لا فارق بين داعش وحزب العمال الكردستاني. وتجدر الاشارة الى ان اردوغان سيزور طهران الاسبوع المقبل.

اما محليا فجلسة الخير لم تمر على خير. فوزير الدفاع عرض في مجلس الوزراء ثلاثة اسماء للتصويت واختيار امينا عاما للمجلس الاعلى للدفاع غير أن هذا الاقتراح فشل بفعل عدم التوافق بين الوزراء الأمر الذي سيجعل الوزير المختص يصدر قرارا بتأجيل تسريح اللواء محمد خير لمدة سنة. وقد برز قول وزير الداخلية نهاد المشنوق ان التعيينات الأمنية يجب ان تتم بعد انتخاب رئيس للجمهورية.

وبعد جلسة مجلس الوزراء حمل الوزير جبران باسيل على الحكومة التي هو عضو فيها. وترافقت الجلسة مع مؤتمر صحافي لرئيس الكتائب سامي الجميل الذي جدد رفضه لمطمر برج حمود وطالب باعتماد فيدرالية النفايات. ورد الوزير اكرم شهيب بانه لا يدري إذا كان كلام النائب الجميل يخدمه في الانتخابات النيابية في المتن.

جلسة مجلس الوزراء وافقت على طلب وزارة التربية بتعيين الف وسبعمائة وواحد وسبعين معلما عن طريق مباراة في مجلس الخدمة المدنية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

كلام عالي النبرة عن ملفين، ملف التعيينات العسكرية وملف مكب برج حمود، في قضية التعيينات العسكرية سار وزير الدفاع في السيناريو المعهود ، طرح ثلاثة اسماء للمجلس الاعلى للدفاع فلم ينل اي منها الموافقة الوزارية وعندها سيستعمل وزير الدفاع القانون وهذا يعني ان التمديد للواء خير سيتم والمسألة مسألة وقت.

موقف وزير الدفاع لقي ملاحظتين الاولى في الجلسة وعبر عنها الوزير روني عريجي حين اعتبر اننا مع مبدأ التعيين شرط ان لا يكون طرح الاسماء في اللحظة الاخيرة لاننا نحتاج الى وقت لدرس ملفات الذين تطرح اسماؤهم، اما الملاحظة الثانية والاقسى فكانت من الوزير جبران باسيل وبعد الجلسة حيث غرد قائلا: كيف تطلب حكومة من الناس احترام القانون عندما لا تحترمه هي ولا تحترم نفسها.

من السراي الى الصيفي رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل فند في مؤتمر صحفي الكارثة البيئية من جراء مكب برج حمود، واعلن ان حزب الكتائب ماض في المواجهة حتى ايجاد البديل. وكشف الجميل جملة من المعطيات الفضائحية المتعلقة بالمطمر.

كلام الجميل استدعى ردا من الوزير المكلف ملف النفايات اكرم شهيب فاعتبر ان كلامه خلفيته انتخابية متوعدا بفتح كل الملفات. ملف النفايات ليس الملف الفضائحي الوحيد، في مطار بيروت مؤشرات الى فضيحة تتعلق بالتجهيزات التقنية الامنية. اما الملف الفضائحي الآخر فهو مسألة المحارق وتحديدا محرقة بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

غادر وزير الخارجية المصري لبنان كما جاء بلا مشروع رئاسي او مبادرة ومن دون ان يزيد الى مخزونه العرفي عن الواقع اللبناني المازوم اي معلومة ولان الامر كذلك عاد مجلس الوزراء الى الضوء من بوابة الخلافات المزمنة بين مكوناته حول التعليمات في قيادة الجيش فتكرر المشهد، وزير الدفاع عرض اسماء ثلاثة ضباط لاختيار احدهم لملء موقع اللواء خير لم يحظ اي منهم بثلثي الاصوات ما يطلق يد وزير الدفاع لتأجيل تسريحه وسط غضب عوني لا يلبث ان يهدأ.

تزامنا، معركة كتائبية اشتراكية حول مطمر برج حمود بدأت بيئية وانتهت بيئية سياسية اذ هاجم النائب سامي الجميل القرارات التي اتخذها الوزير أكرم شهيب واتهمه بأنه يكيل بمكيالين فهو يعارض قيام معمل فتوش للاسمنت في عين دارة حرصا على الناس والبيئة فيما لم يعتمد المعايير نفسها في برج حمود وعزز الجميل مطالعته بأمثلة من تشدد الوزير ابو فاعور في تدابير سلامة الغذاء ما استدرج ردين تمهيديين عنيفين من الثنائي الاشتراكي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لم ينجح مجلس الوزراء في التوافق على تعيين أمين عام جديد للمجلس الاعلى للدفاع بعدما لم ينل اقتراح وزير الدفاع سمير مقبل تعيين ثلاثة ضباط الاكثرية المطلوبة من الاصوات ما يعني تأكيد منحى اصدار مقبل قرارا داخليا لتمديد ولاية اللواء محمد خير لمدة عام خلال الساعات المقبلة.

وفيما تعكف القوى السياسية على دراسة الافكار التي حملتها الحقيبة الديبلوماسية المصرية زحمة سير متبادلة على خط موسكو-انقرة-طهران تأشيرتها الاساسية سوريا.

بعد القمة الروسية التركية وما تلاها من لقاءات ايرانية قام بها وزير الخارجية محمد جواد ظريف في انقرة يتوجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاسبوع المقبل الى طهران. كل المؤشرات تدل على ان ما قبل الانقلاب الفاشل في تركيا لن يكون كما بعده على صعيد علاقة انقرة بواشنطن، الاتراك حانقون والاميركيون متوجسون من التقارب الحاصل بين الخصم الروسي ودولة اطلسية كانت تستعمل سابقا للتصويب على موسكو وباتت اليوم لا تستبعد التعاون العسكري مع الروس بسبب تهرب النيتو من التعاون مع أنقرة سعيا للتوصل الى حل مستدام في سوريا.

هذا الكلام ليس قراءة بل موقف لوزير الخارجية التركي الذي ذهب الى حد القول ان محاولات الغرب ترهيب او اذلال روسيا غير عقلانية وغير واقعية فكيف ستتعاطى واشنطن مع هذه المعطيات الجديدة؟

في الميدان السوري استعاد الجيش زمام المبادرة وانتقل الى موقع الهجوم في جنوب غرب حلب مستهدفا ارتال امداد المسلحين بالتوازي مع اشتباكات عنيفة متواصلة على جبهة الكليات العسكرية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

كل الملفات عصية على الحكومة اللبنانية.. الكهرباء، الانهار والبحار الملوثة، مياه الشفة المتعفنة، النفايات والاتصالات، فكيف بالتعيينات؟

ولان عنوان الهروب الى الامام لا يصلح مع كل الملفات، وقفت الحكومة على مفترق استحقاق التعيينات الامنية.. فكان الاخراج عبر مسرحية فاشلة بحسب الوزير الياس ابو صعب، والنتيجة: لا توافق على اي من اسماء ثلاثة ضباط طرحت لتكون ممرا ادى الى تأجيل الزامي لتسريح الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير عاما كاملا ".

اما ما لا يحتمل التأجيل، فاكتمال طوق الكوارث البيئية التي تحاصر لبنان وحكومته من كل مكان.. بعد أزمة الليطاني الذائعة الصيت، وطمر النفايات غير الصحي، بحر الاوزاعي في وضع كارثي.. بحر بات عبارة عن مصب للصرف الصحي، ولمغاسل الرمال المعلومة المصدر والفاعل المجهل.. بحر بحاله ومحوليه، كما ستظهر كاميرا المنار، يختصر واقعنا البيئي والسياسي والاقتصادي وحتى الاخلاقي..

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

لو أن جلسة مجلس الوزراء التي عقدت اليوم، كانت منقولة مباشرة على الشاشات، لانتحر اللبنانيون ... أو هاجروا... أو طمروا ثلثي حكومة المصلحة الوطنية، بكل ما أوتوا من عوادم وسوائل ... مهزلة غير مسبوقة ... مسخرة لا معادل لها ... مسرحية سخيفة سمجة بليدة، أخرجها بطل معتقلات صدام حسين، وشاركه فيها، بصفة كومبارس، أكثر من دزينة وزراء، يقبضون رواتبهم ومخصصاتهم وأموال مكاتبهم ومواكبهم وحاشياتهم وعراضاتهم ... من جيوبنا وضرائبنا وأموالنا وشق أنفاسنا ... جاء سمير مقبل إلى الجلسة، مثل دمية محركة. طرح ثلاثة أسماء لثلاثة ضباط مرشحين للتعيين في موقع أمين عام المجلس الأعلى للدفاع ... سأله زميل عن صفات المرشحين الثلاثة ... فأجاب: "كلن فيهن خير وبركة" ... طرح الموضوع للبت. فاعترض تمام سلام، متذرعا "إنو الهيئة مش ماشي الحال". سأله جبران باسيل: "كيف مش ماشي الحال وبعد ما بحثنا الموضوع؟". سكت رئيس حكومة المصالح الشخصية. سكتت معه دزينة من الأصوات المكتومة ... أصر البعض على طرح الموضوع على التصويت: سبعة وزراء أنقذوا شرفهم وشرف الدستور والجيش. فيماكانت المفاجأة أن الذي جاء بأسماء الضباط لم يصوت... الذي يفترض أن يكون مؤتمنا على سمعة المؤسسة العسكرية لم يسمع صوته... والذي يفرض عليه الدستور أن يكون حاميا للقانون، احتمى بالبكم والخرس، كما كل ساكت عن الحق... هي إهانة لكل مواطن. ولكل ضابط. وللجيش. وللدولة. وللوطن. هي إهانة لن تطول. ولن يتأخر تغييرها وإصلاحها، مهما تكلست صنادق كيمياء البعض، ومهما لوثوا بيئة المؤسسات ... اليوم سقطت حكومة المصالح القبلية والمقبلية في آخر مطبات انعدام وزنها...

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

قبل أن تدخل البلاد في عطلة آب السياسية، التي لن تخرج منها حتى أوائل أيلول، كانت الزيارة المصرية تنتهي كما انتهت زيارات فرنسية وأممية كثيرة، أمام حائط التعطيل الذي يبنيه حزب الله يوما بيوم، مانعا الأوكسيجين عن جسم الجمهورية المعطل.

العطلة السياسية حاول حزب الكتائب تحريكها من زاوية النفايات. فبعد الخيمة الاعتراضية على باب مطمر برج حمود، رفع النائب سامي الجميل سقف الاعتراض مطالبا بلامركزية النفايات بدلا من طمرها، وتناول الوزير اكرم شهيب الذي سارع الى الرد عليه قائلا: الله يثبت العقل والدين.

وحده قرار صدر عن مجلس الوزراء، بإدخال 1771 أستاذا إلى الملاك، أنعش قلوب البعض، ومثله التمديد للأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، بانتظار التمديد لقائد الجيش في نهاية أيلول.

وليس بعيدا عن يومياتنا، هاجمتنا هذه الصورة من حلب، لطفل يختصر في لحظات قليلة خمس سنوات من الفاجعة السورية. طفل خارج من تحت ركام القصف، يبحث عن يد تحتضنه، وعن مسعف يطببه، وعن رأي عام يستمع إلى الجروح التي في قلبه، قبل الجروح التي في رأسه.

 

مجلس الوزراء وافق على تعيين أساتذة تعليم ثانوي واقتراح مقبل تعيين 3 ضباط لم ينل الأكثرية

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قبل ظهر اليوم الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء.

وبعد الاجتماع الذي دام نحو خمس ساعات قال وزير الاعلام رمزي جريج: "بناء على دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء عقد المجلس جلسته الأسبوعية عند الساعة العاشرة والنصف من يوم الخميس الواقع فيه الثامن عشر من شهر آب 2016 في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس.

في مستهل الجلسة جدد دولة الرئيس كما في كل جلسة، المطالبة بضرورة انتخاب رئيس جمهورية بأسرع وقت، لأن استمرار الشغور الرئاسي يشكل عبئا كبيرا على البلاد وينعكس سلبا على عمل سائر المؤسسات الدستورية.

ثم تمت مناقشة الإعتداءات والخروقات الإسرائيلية الجارية في الجنوب وفي منطقة شبعا، فتقرر أن تتابع الحكومة هذا الأمر وتجري الاتصالات اللازمة لإيقافها ووضع حد لها.

بعد ذلك انتقل المجلس الى بحث المواضيع الواردة على جدول أعمال الجلسة، فتمت مناقشتها، وأبدى الوزراء وجهات نظرهم بصددها، وبنتيجة التداول إتخذ القرارات اللازمة بشأنها وأهمها:

أولا: الموافقة على طلب وزارة التربية والتعليم العالي تأمين حاجة المديرية العامة للتربية- مديرية التعليم الثانوي لتعيين أساتذة تعليم ثانوي من الناجحين في المباراة التي يجريها مجلس الخدمة المدنية بعدد 1771 استاذا بمن فيهم 1223 استاذا موافق سابقا على تعيينهم من مجلس الوزراء، على أن يستكمل العدد من الناجحين لاحقا في مباراة مواد اللغة الفرنسية والفلسفة والتربية بقرار لاحق من مجلس الوزراء.

ثانيا: الموافقة على مشروع قانون بتعديل القانون رقم 122 تاريخ 9/3/1992 وتعديلاته المتلق بإفادة المتقاعدين والموظفين السابقين من تقديمات تعاونية موظفي الدولة.

ثالثا: الموافقة على طلب وزارة الداخلية الموافقة على إعتماد المطبوعات الأمنية في إصدار إخراجات القيود ولواحقها وتنظيم العقد اللازم لذلك.

رابعا: الموافقة على مشاريع مراسيم ترمي الى نقل اعتمادات من احتياط الموازنة العامة الى موازنة بعض الوزارات والإدارات للعام 2016 على أساس القاعدة الإثني عشرية تلبية لبعض حاجاتها.

خامسا: الموافقة على طلب بعض الوزارات قبول هبات مقدمة لصالحها من قبل بعض الأفراد والهيئات.

سادسا: الموافقة على طلب بعض الوزارات المشاركة في مؤتمرات في الخارج وانتداب ممثلين عنها للسفر لأجل هذا الغرض.

سابعا: الموافقة على مراسيم ترمي الى تصديق التصميم التوجيهي والنظام التفصيلي العام العائد لبعض المناطق والبلدات.

ثامنا: الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تنظيم كيفية إدارة وتسيير الصندوق الخاص بالآثار والمنشآت التراثية والتاريخية.

تاسعا: الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تنظيم الصندوق الخاص بدعم الأنشطة والصناعات الثقافية.

عاشرا: الموافقة على تفويض دولة رئيس مجلس الوزراء تأليف بعثات الحج الرسمية للعام 2016.

وسئل: ماذا حصل في نهاية الجلسة بالنسبة إلى التعيينات العسكرية، فأجاب: "لقد طرح وزير الدفاع اقتراح تعيين ثلاثة ضباط للامانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع، وطرح هذا الاقتراح على التصويت، ولم ينل الأكثرية المطلوبة".

سئل: ماذا عن التعيينات العسكرية الأخرى، فأجاب: "كل شيء في وقته، فعندما يقترح وزير الدفاع تعيينات أخرى وفقا لصلاحياته ربما تنال موافقة مجلس الوزراء، المبدأ عند الجميع هو التعيين إذا تمكنا من التوافق على اسم، وإلا يلجأ وزير الدفاع إلى الصلاحيات المعطاة له قانونيا".

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 18 اب 2016

النهار

"اللّهم إلاّ.."

أكّد مرجع رسمي لمحدّثيه قول الرئيس سلام إن لا ظروف مهيّأة لأي مواجهة في البلد "اللّهم إلاّ..".

إفقار الشعب ...

قال نائب أن أحد الأحزاب العقائديّة يُساهم في إفقار شعبه لإحكام السيطرة عليه من باب الحاجة.

عون أميركا ...

وصف مرشّح رئاسي لبناني المرشّح الأميركي دونالد ترامب بـ"عون أميركا".

الكتائب وحيدا ...

لوحظ أن تحرّك الكتائب في برج حمود لم يحظَ بأي دعم نيابي أو بلدي أو حزبي.

السفير

تعمد مرجع نيابي لبناني خرق "البروتوكول الإنساني" وتعامل مع خروج نجل أحد الزعماء السياسيين من إحدى المناسبات كأنه يتعامل مع أحد الرؤساء!

حاول زوار نفطيون لبنانيون للعاصمة الفرنسية استدراج أحد الخبراء النفطيين واستمالته بعناوين ومسميات مختلفة!

أعد تنظيم إسلامي وسطي ورقة خاصة لترتيب الأوضاع على الساحة السنية في لبنان وتم عرضها على سفارة دولة خليجية كبرى.

المستقبل

يقال

إنّ ما نُقل عن لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال زيارته لبيروت ينفي بشكل قاطع ما تردّد عن تقدّم الاتصالات والمساعي لتحسين العلاقات بين بلاده وتركيا.

اللواء

تساءل نواب عن الأسباب التي تقف وراء تشاؤم برّي في الوصول إلى تسوية قريبة للأزمة الرئاسية.

تجاوزت اتصالات تجري حالياً بين حليفين جديدين الأزمة الرئاسية إلى أزمة التعيينات العسكرية.

يحرص نواب حزبيّون على التواجد أسبوعياً في دارة رئيس الحزب لتلقّي التوجيهات والملاحظات.

الجمهورية

لاحظت الأوساط السياسية إرتفاع نبرة مرجع روحي حيال قانون الإنتخاب بعد الأجواء التي وصلته بأن لا بديل عن قانون "الستين".

وضع أحد النواب زيارته الى البقاع ولقاءَه مسؤولين في حزب منافس في إطار التواصل مع الحلفاء على رغم الخلافات المستشرية.

قال أحد الوزراء إن جلسات الحكومة محكومة بالإستمرار على رغم الخلافات لأن الضغط الدولي لا يسمح بإنهيارها.

البناء

استغربت أوساط "8 آذار" الهجوم الذي شنّه تيار "المستقبل" على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من دون سبب وتحريف كلامه عن انفتاحه على أي طرح يتعلق برئاسة الحكومة المقبلة وتساءلت كيف يقبل تيار "المستقبل" التحاور حول رئاسة الجمهورية وتحديد مواصفات الرئيس كما جرى في هيئة الحوار الوطني ويرفض السماح لأي جهة سياسية البحث معه في موضوع رئاسة الحكومة، علماً انها كرئاسة الجمهورية شأن وطني يهمّ جميع اللبنانيين.

 

الخوف» الإسرائيلي كوسيلة تشجيع لمزيد من غرف حزب الله في الحرب السورية

علي الأمين/جنوبية/ 18 أغسطس، 2016/لطالما يردد الإعلام التابع لحزب الله والقريب منه مقولة تكررها الصحافة الإسرائيلية وعلى لسان قادة في الجيش وفي الموساد بأنّ حزب الله يكتسب مهارات عسكرية جديدة في سورية. يكرر مسؤولو حزب الله ذلك وبشيء من الاعتزاز ومحاولة الإيحاء بأنّ قتال حزب الله في سورية يقلق اسرائيل. واسرائيل لا تتوقف وبخبث عن إبداء القلق من تنامي قدرات حزب الله وحزب الله وإعلامه ينتشي من هذا التخوف ويتحمس أكثر لمزيد من القتال في سوريا. هذا الخوف المدعى وهذا الإنتشاء الفارغ يخفي حقيقة مرة وهي أنّ ثمة من لا يزال يريد أن يروج للكذب وللشعارات الفارغة. تعرف القيادة الإسرائيلية أنّه كلما زادت الحروب العربية الداخلية وكلما زاد الشروخ في المجتمع العربي فهذا بحد ذاته يخفف من احتمالات الخطر من الخارج على اسرائيل وحزب الله الذي عادى نصف السوريين في حساباته وكل السوريين في حسابات الكثيرين، فقد أهمّ دعامة له في مواجهة اسرائيل هي الالتفاف حوله. يدرك حزب الله اليوم أنّ أيّ عدوان اسرائيلي عليه سيلاقي ترحيباً عربياً واسعاً ولا أقول الحكومات فحسب بل من الشعوب… ببساطة مهما بلغت كفاءة حزب الله في سوريا فهي لا معنى لها إزاء الكراهية والعداء اللذين خلقهما انخراطه في الحرب السورية، تكفي هذه النتيجة لتفتقد الكفاءة العسكرية أيّ معنى أو أيّ تاثير في أيّ حرب تشنها اسرائيل على الحزب… لقد خسر الحاضنة العربية وهذا هو المعيار في حساب الانتصار والهزيمة…حزب الله صار بندقية للإيجار على امتداد الحروب الأهلية العربية وهنا برز تفوقه وتميزه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

كلينتون- إسرائيل: من احتواء حزب الله إلى تدميره

سامي خليفة/المدن/ الجمعة 19/08/2016

مع استمرار الحملات الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية وظهور الأرقام التي تشير إلى تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في السباق نحو البيت الأبيض، نشر الديمقراطيون معلومات عن اتفاق بين كلينتون وإسرائيل لضرب حزب الله، بالتزامن مع إعلان تل أبيب الكشف عن خلية لحزب الله في الضفة الغربية.المعلومات المُسربة عن اللجنة الوطنية الديمقراطية تشير إلى أن كلينتون ستبقي على عدد قليل من المستشارين من عهد جورج بوش الابن وغيرهم ممن استقالوا في عهد باراك أوباما احتجاجاً على سياسته الخارجية، بهدف تعديل سياسته الضعيفة والخاطئة في الشرق الأوسط، لاسيما في ما يتعلق بالأزمة السورية وحزب الله. وسيكون اللوبي الإسرائيلي داعماً لكلينتون بعد إبرام اتفاق معها على ما يُسمى حماية إسرائيل إلى الأبد. ووفق المعلومات فإن المرشحة الديمقراطية كسبت أتباعاً في وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع، معتمدة على مستشارين مثل دينيس روس الذي يعتبر "اتفاق الهدنة" بين واشنطن وموسكو "نقطة ضعف"، وليون بانيتا وزير الدفاع السابق، الذي طالب الرئيس المقبل بزيادة القوات الأميركية الخاصة في سوريا وتوجيه ضربات جوية لدعم "المعتدلين" الذين يقاتلون النظام وحزب الله.

وستركز كلينتون في سياستها على التدمير الكامل للحزب بدلاً من مجرد الاحتواء كما يصر أوباما في اجتماعاته مع مجلس الأمن القومي. أي أنها ستتطابق مع رؤية نتنياهو بـ"إعادة تشكيل المنطقة". وهذا ما عبر عنه عاموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في إسرائيل، وأحد أهم مستشاري كلينتون بالقول إن "إسرائيل ستدمر حزب الله بمساعدة أميركية". وارتباطاً بالمعلومات المذكورة، ووفق أحد الموظفين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، تم تجهيز تقرير بمئات الصفحات تحت عنوان "إيران في سوريا: من حليف للنظام إلى قوة احتلال"، يتناول الدور السياسي والإقتصادي، الذي يلعبه كل من حزب الله وإيران منذ آذار 2011، في أعقاب اندلاع الصراع السوري، ويتم تداوله الآن في الكونغرس والاتحاد الأوروبي كمقدمة لمواجهة الحزب بشكل أكبر.

وفي سياق متصل بالمعلومات المُسربة، أعلن الشاباك القبض على خلية تابعة لحزب الله في بداية حزيران 2016 في الضفة الغربية كانت تعمل على تجنيد الشباب لضرب أهداف أمنية. وكشف التحقيق أن الحزب حاول تجنيد العرب في الضفة الغربية عبر عدد من صفحات فايسبوك المؤيدة للفلسطينيين بعدما راقبتها أجهزة الأمن الإسرائيلية. وعثر على الخلية الأولى في مدينة قلقيلية ومهمتها تنفيذ هجوم ضد دورية للجيش الإسرائيلي في المنطقة. ويرأس الخلية شاب يُدعى مصطفى كمال الهندي (18 عاماً) جنده الحزب في العام 2015 من طريق مجموعة فايسبوك "فلسطين الحرة" المعادية لإسرائيل، والداعمة لحركة الجهاد الإسلامي. وقام الهندي بتوظيف عدد من الشبان في قلقيلية وهم: عضو حركة حماس محمد داوود، طاهر نوفل (22 عاماً) الذي يستورد المواد المتفجرة لاستخدامها في العبوات الناسفة، وإسلام شعيب (21 عاماً) الذي جمع معلومات عن الدوريات الإسرائيلية في منطقة قلقيلية. وبراء حامد (19 عاماً) الذي ساعد في تجهيز العبوات الناسفة. وفي الوقت نفسه، أعتقل في الضفة الغربية محمد فايز أبو جديان، الموصوف بأنه عنصر حزب الله في قطاع غزة. وقد قام بتجنيد عدد من الشباب بشكل منفرد، من بينهم أسامة نجم الذي عمل جنباً إلى جنب في غزة مع لؤي سلامة، وكان على اتصال مع يوسف حجار، أحد نشطاء الجبهة الشعبية في سوريا. وشرعوا معاً في إقامة خلية للجبهة في منطقة سومر في الضفة الغربية. وقُبض على نجم في آذار 2016 قبل تنفيذ هجومهم. ولاحقاً تم تجنيد مؤمن نشرتي من مخيم جنين الذي طالب بمبلغ 30 ألف دولار لتنفيذ هجوم، وأعتقل في 31 أيار. كذلك اعتقل مصطفى بشرات من بلدة طمون شرق جنين، وهو سجين سابق من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جنده أبو جديان أيضاً.

 

الزواج المدني خيار لبنانيين ... و850 عقداً في قبرص سنوياً

لارنكا – فيرونيك أبو غزاله/الحياة/18 آب/16/مع كلّ طائرة تحطّ في مطار لارنكا آتية من بيروت، يتوافد عشّاق جدد إلى جزيرة قبرص رغبة في تثبيت حبّهم قانونياً بعقد زواج مدني، بعدما سدّت الأبواب أمامهم بسبب الانتماء الطائفي وهي الحالات الأكثر شيوعاً، أو بكلّ بساطة إيماناً منهم بأهمية الزواج المدني وأنّه الأكثر قدرة على حماية حقوق كلّ من الزوجين على رغم إمكانية الزواج الديني، ورغبة في توجيه رسالة حول أهمية إقرار قانون مدني للأحوال الشخصية في لبنان. واستقبال اللبنانيين القادمين للزواج بات أمراً بديهياً بالنسبة إلى القبارصة، بعدما تعدّت عقود الزواج السنوية المسجّلة نحو 850 عقداً. فسياحة الزواج في قبرص مشهورة وعليها إقبال كبير ليس فقط من اللبنانيين بل من مختلف الدول المجاورة التي لم تقرّ الزواج المدني، وتعتمد عليها الفنادق والوكالات السياحية أيضاً. لكن هل يُعتبر الزواج المدني في قبرص سهلاً كما يُصوّر له في الإعلانات المروّجة؟ «الحياة» رافقت زوجين في مسيرتهما لعقد زواجهما في لارنكا بين العوائق التي واجهاها والتسهيلات التي قُدّمت لهما.

إقناع الأهل

فكرة الزواج المدني لا تزال في لبنان عبارة عن «تابو»، ويحتاج الزوجان إلى بذل الجهود بهدف إقناع الأهل حول أهميتها بعد أن يكونا قد عانيا الأمرَين للوصول إلى مرحلة الارتباط في حال كانا من طائفتين مختلفتين. وغالباً ما تصل الأمور لأن يرفض الأهل هذا النوع من الزواج، فيسافر الحبيبان وحدهما أو مع أصدقاء إلى قبرص. لكن في حالة نور وسمير اللذين شاركانا بمسيرتهما، تفهم الأهل حبّ ولديهما ولو من طائفة أخرى ورضيا السفر إلى لارنكا لكن مع تكفّل العروسين بالمصاريف والنفقات بدلاً عن الزواج في لبنان وإقامة حفلة زفاف لا يمكن أن تقلّ كلفتها عن 10 آلاف دولار. وحين نسألهما عن السبب وراء عدم اتباع خطوات أزواج يعقدون زواجهم مدنياً حالياً في لبنان، يأتي الردّ بأنّهما يسمعان كثيراً عن العراقيل التي تواجه المتزوجين ضمن هذه الفئة والتلكؤ في تسجيل عقد القران، لذا فإنّ اللجوء إلى قبرص هو خيار أفضل وأكثر أماناً مع عدم التقليل من شأن ما يقوم به الشباب في لبنان على صعيد خوض معركة القانون المدني للأحوال الشخصية.

نصف ساعة كافية

حين رسا القرار على السفر إلى قبرص، بدأ سمير ونور بالسؤال في الوكالات السياحية والتي اتضح أنّ أسعارها مبالغ بها مقارنة بتلك التي يمكن إيجادها إلكترونياً لبطاقات السفر والفندق وكلفة الزواج هناك. لذلك عمل الحبيبان للحصول على أفضل العروض، خصوصاً أنّهما يصطحبان الأهل على نفقتهما. لكن ما طمأنهما هو السؤال مباشرة عن كلفة الزواج في بلدية لارنكا التي تبين أنها منخفضة جداً على عكس ما يروّج له أي نحو 500 دولار لتسجيل الزواج والحصول على صور مصدّقة عن الوثيقة والمعاملات اللازمة الأخرى. وقد احتاجا إلى الأوراق الأساسية المطلوبة من لبنان لعقد الزواج، والتي أنجزاها خلال أيام قليلة بمساعدة صديق. رحلة السفر كانت سلسة، وعند الوصول ارتاح الأهل والعروسان في الفندق ليوم كامل ليتوجهوا في اليوم التالي إلى دار البلدية حيث تمّ عقد الزواج خلال نصف ساعة فقط، مع تلاوة التزامات الشريكين على بعضهما. وبعدها لا بدّ من التوجّه إلى السفارة اللبنانية لملء أوراق تُرسل ضمن ملف إلى وزارة الداخلية في بيروت.

هذه هي قصّة زواج سمير ونور، نصف ساعة فقط وأصبحا متزوجين مدنياً. بعدها دعيا الأهل والأصدقاء إلى المطعم للاحتفال وبكلفة معقولة جداً. وانطباعهما بعد إنجاز معاملات الزواج أنّ الأمور كانت مسهّلة جداً ولم تعترضهما عوائق فعلية، خصوصاً أنّ القبارصة كانوا متعاونين جداً وودودين. لكن مع قرب موعد العودة الى لبنان، يستعد الزوجان لمواجهة سيل من الأسئلة من المحيطين بهما عن سبب اختيار الزواج المدني وهل زواجهما «مبارك» دينياً، وهـــما يدركان أنّ الأمور لن تكون بسيطة في بلدهما، خصوصاً مع إنجاب أول طفل والأمور التي ستتوالى بعد ذلك كطريقة تربيته وقدرته على الاندماج مع طائفتي والديه والمجتمع المحيط بهما. فالزواج المدني ليس إلا الخطوة الأولى، أما الزواج الفعلي فيبدأ مع العودة إلى لبنان ومواجهة مجتمع بأكمله لا تعترف غالبيته إلا بالانتماءات الطائفية.

 

مروان حمادة: زيارة شكري استطلاعية ونحذر من تحويل مدخل الشوف الى معسكر جديد

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - أكد النائب مروان حمادة انه لا يعول كثيرا على دور مصر في الاستحقاق الرئاسي "لأن نفوذها قد تقلص في المنطقة". وأشار حمادة في حديث الى "صوت لبنان 100,3-100,5" إلى أن "زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى لبنان كانت إستطلاعية فقط وبإقرار منه، إذ جال على رؤساء الأحزاب اللبنانية واستمع إلى وجهات نظرهم التي سمعناها للمرة الألف". وعن لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالبابا فرنسيس في روما والبحث بأزمات لبنان، اعتبر حمادة أن "لهذا البابا نفوذ على البلاد والمنطقة"، متمنيا "ان يكون له نفوذ بين القيادات المسيحية وحتى المسلمة".

أضاف: "إن طرح الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله عن الرئاسة ورئاسة الحكومة ليست مبادرة وجواب تيار "المستقبل" كان واضحا بهذا الشأن". واعتبر أن الامين العام ل"حزب الله" السيد نصر الله "تخطى كل الدستور والاتفاقات والمواثيق وهذا غير مقبول ولن يمر". وعن زيادة عامل الاستثمار في الدبية، دعا حمادة الى "الحذر من تحويل مدخل الشوف الى معسكر جديد لأي قوة".

 

ماروني : ما يحصل في برج حمود كارثة بيئية وصحية

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - رأى النائب ايلي ماروني "ان ما يحصل في برج حمود كارثة بيئية وصحية"، مشيرا الى ان "الكتائب تتصدى عبر الرفاق المتواجدين أمام المطمر بصورة مستمرة لمشروع تلويث البحر والجو وبالتالي إلحاق الاذى بسكان المنطقة". واكد ماروني في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5":ان "الكتائب منفتحة على اي اتصال أو حوار مع جميع الافرقاء المعنيين بهذا الموضوع لتبديد الهواجس". وقال :"نحن مع إقامة مطامر صحية وبيئية لكن في مناطق اخرى تكون بعيدة عن المنازل، ونحن سنستمر في الدفاع عن المواطن وانقاذه من الكارثة التي تحيط به"، معتبرا ان "من مهمة الدولة خدمة الوطن لا تدمير بيئته وبشره"، ومشددا على "ان الكتائب مصممة على المضي برفض مشروع طمر النفايات في برج حمود".وختم ماروني: ان "اي تقدم يحصل بإتجاه إنقاذ الوضع سنتقدم نحوه بخطوات أكبر، لان ما نريده هو سلامة المواطن اللبناني".

 

عائلة الصدر: لا صحة لما تدلي به وكيلة هنيبعل القذافي السابقة

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - صدر عن السيد صدر الدين موسى الصدر، باسم عائلة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، البيان الآتي:

"إن كل ما تدلي به وكيلة هنيبعل القذافي السابقة، السيدة بشرى الخليل، لا أساس له من الصحة إطلاقا، وهي تعرف ذلك تماما. لذا، على القضاء ونقابة المحامين في بيروت وسائر المرجعيات المعنية، وضع حد لما تقوم به الخليل من إساءات خطيرة لقضية الإمام وأخويه".

 

معلولي: اللامركزية الادارية الموسعة خلاص لبنان

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - رأى نائب رئيس مجلس النواب الاسبق ميشال معلولي في بيان ان "الاسباب التي حالت دون تطبيق الطائف بمجمل بنوده واهمها اللامركزية الادارية الموسعة معروفة للجميع وتتلخص في تضارب مصالح الذين توالوا على السلطة منذ اقرار وثيقة الوفاق الوطني عام 1989 اي منذ 27 سنة. ومن اهم هذه البنود اللامركزية الادارية الموسعة اي ما يعرف بالفدرالية، اي اعطاء الادارات المحلية صلاحيات اساسية في ادارة الشان العام كانت تمارسها المركزية الادارية" . اضاف: "وبكلام اوضح ان تطبيق اللامركزية الادارية الموسعة تحرم اصحاب السلطة ما يزيد على 70 بالمئة من صلاحياتهم. فكيف لمن كان رئيسا او وزيرا او نائبا ان يقبل باللامركزية الادارية الموسعة التي تجرده من معظم مهامه؟". وتابع: "واليوم نرى ان معظم الدول التي تضم طوائف ومذاهب متعددة تذهب الى الانظمة اللامركزية التي تحمي استقرارها وسلامها، وسويسرا هي المثال على ذلك، فبعد حروب داخلية استمرت مئات السنين اصبحت مثال الاستقرار والسلام بعد انشاء الكانتونات". وختم معلولي: "وهكذا فان المطلوب من مجلس النواب اقرار برنامجا زمنيا لتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة التي هي طريق الخلاص الاوحد للبنان".

 

نواف الموسوي: ظروف انتخاب عون رئيسا آخذة في الاكتمال

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - النبطية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "ما صدر بالأمس من بيانات هو محاولة لاستدراجنا إلى سجال هو في الحقيقة ليس معنا"، موضحا أن "البيانات التي صدرت تحاول إخفاء حقيقة أن سجالها هو في داخل فريقها، وهو إنعكاس لتردد لدى قيادتها الخارجية، لذلك لن ندخل أنفسنا في سجال مع هؤلاء". وقال في ذكرى أسبوع أحد عناصر حزب الله قاسم شميساني في حسينية مدينة النبطية: "إننا نقوم بما يجب أن نقوم به من أجل إخراج لبنان من أزماته، ولا سيما بالنسبة الى أزمة الشغور الرئاسي، وإن على الفريق الآخر أن يحسم قراره لتحرير لبنان من اعتقال رئيس الجمهورية الذي أجمعت الآراء عليه، ألا وهو الجنرال ميشال عون"، معتبرا أن "ظروف انتخاب الجنرال عون رئيسا للجمهورية آخذة في الاكتمال".

 

فتفت:لانتخاب الرئيس قبل الوصول الى قانون انتخاب جديد

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - أكد عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت في حديث الى اذاعة "لبنان الحر"، ان "تيار المستقبل لا يزال على موقفه"، مضيفا: "لدينا اقتراح قانون مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي والمستقلين، فنحن اقترحنا المختلط وكذلك الرئيس نبيه بري لديه اقتراحه الخاص، الا ان الافرقاء الآخرين لم يقوموا بأي جهد للوصول الى قانون". واعتبر ان "المطلوب اليوم ان تقوم الاطراف الاخرى بجهد للتقرب من الآخرين"، مشيرا الى ان "الوصول الى قانون يرضي الجميع يتطلب منهم الاعلان عن مواقفهم". ورأى ان "لا تقدم في هذا الملف"، قائلا: "حتى هذه اللحظة، لا أرى تقدما ولا المس اي تحسن فعلي في ما خص قانون الانتخابات". واكد فتفت "ضرورة انتخاب الرئيس قبل الوصول الى قانون انتخاب جديد"، معتبرا ان "كل ما هو عكس ذلك يعد امر خاطئ". وقال:"اذا استطعنا التوصل الى قانون انتخاب جديد قبل انتخاب الرئيس فسنشهد تلكؤا في هذا الملف وبالتالي سنواجه مأزقا سياسيا ودستوريا كبيرا".

 

لهذا السبب قاطع وزير خارجية مصر جنبلاط…

جنوبية/19 أغسطس، 2016/أفادت مصادر صحفية أنّ مقاطعة الوزير المصري لرئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، وعدمُ إدراجه ضمن جدول لقاءاته، وكذلك عدمُ إدراجه لا هو ولا مَن ينوب عنه في عشاء العمل الذي أقامه في منزل السفير المصري في لبنان محمد بدر الدين زايد تمّ التذرع به بسبب شاركة الإعلامي المصري باسم يوسف في مهرجانات بيت الدين. وأضافت المصادر أنّه كان لهذه المقاطعة المصرية، الأثرُ السلبي لدى فريق جنبلاط، وقد تمّ التعبير عن ذلك في الاعتذار عن المشاركة في الغداء الذي دعا إليه وزير الخارجية جبران باسيل على شرَف نظيره المصري.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خامنئي طلب من بوتين التدخل في سورية

الحياة/18 آب/16/طهران – محمد صالح صدقيان/اختلفت الأوساط الإيرانية في تفسيرها ما أقدمت عليه الحكومة في وضع قاعدة همدان الجوية تحت تصرف القاذفات الروسية التي تستهدف مواقع الحركات المعارضة في سورية والتي تصفها طهران بأنها «حركات إرهابية»، علی خلفية تفسيرات لنص دستوري يحظر منح قواعد عسكرية لجهة أجنبية وفق المادة 146 من الدستور الإيراني. وتقول مصادر إيرانية أن دعوة روسيا للتدخل في الأزمة السورية جاء بطلب من مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، حمله مستشاره للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي قبل أيلول (سبتمبر) من العام الماضي وسلمه شخصياً الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية النائب المحافظ حشمت الله فلاحت بيشه في جلسة مجلس الشوری الأربعاء، ان تفويض إعطاء مثل هذه التسهيلات لطائرات أجنبية لا تندرج في اطار صلاحية مجلس الأمن القومي الإيراني حسب الفقرة الأولی من المادة 176. ولا تحمل الذاكرة الايرانية صورة «مشرقة» عن الدور الروسي مع ايران خلال المئة عام الأخيرة، خصوصاً أن الاتحاد السوفياتي السابق سلخ عدداً من الجمهوريات الايرانية واتبعها الى سيادته، اضافة الی وقوف روسيا مع جميع قرارات مجلس الأمن الدولي التي فرضت العقوبات الاقتصادية علی خلفية البرنامج النووي الإيراني.وانتقد فلاحت بيشه «السياسة الروسية غير المستقرة حيال إيران» وتعاطيها المتذبذب مع الدول الغربية خلال الأعوام 1990 و1991. لكن رئيس مجلس الشوری علي لاريجاني رد بأن إيران لم تمنح أي ترخيص بإقامة قاعدة عسكرية في إيران الى أي جهة أجنبية وقال: «إن القضية لا تتعدی تعاوناً مع حليف لنا في القضايا الإقليمية مثل سورية وهذا لا يعني أننا وضعنا قاعدة عسكرية تحت تصرف الجانب الروسي وإني أنفي أية معلومات أخری تناقلها بعض وسائل الإعلام». وطالب فلاحت بيشه بتفسير «ماهية الضمانات التي تعطی لإيران في هذا المجال، والی أي مدی يمكن الثقة بالسياسة الروسية المتذبذبة حتی يتم منحها الأجواء الإيرانية». وحذر السفير الإيراني السابق في اذربيجان أفشار سليماني من مغبة السماح لصورايخ «كروز» الروسية بعبور الأجواء الايرانية بعد السماح لطائراتها استخدام القواعد الايرانية. وأعرب عن اعتقاده بأن لا يمكن الحديث عن تعاون استراتيجي شامل مع روسيا في الوقت الذي لم تتعاون في حل المشكلات العالقة معها كقضية النظام القانوني لبحر قزوين. من ناحيته، اعتبر علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلی ان استضافة قاعدة همدان الجوية للطائرات الجوية «غير مفاجئ» وانه جاء بناء علی تفاهمات سابقة مع الجانب الروسي، وان ايران وروسيا عقدتا اتفاقات عدة في الشهور الماضية تشمل التعاون الدفاعي». وقال إن بلاده تنظر الی علاقاتها مع روسيا من زاوية استراتيجية وشاملة «وان العلاقات الاستراتيجية تتطلب التعاون في مكافحة الإرهاب» مشيراً الی ان لايران رؤية جديدة للشرق تتطلب علاقات استراتيجية مع دول مثل روسيا والصين. ورای ولايتي ان التعاون الروسي - الايراني لا يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي «وإن کل خطوة تقدم عليها إيران تفسرها واشنطن بما يحلو لها وهو ما نرفضه نحن جملة وتفصيلاً». الی ذالك، رأی رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي «أن القاذفات الروسية تتزود بالوقود في قاعدة همدان العسكرية وفقاً لقرار المجلس الأعلى للأمن القومي»، مشيراً الی أن هذه الخطوة تأتي في إطار التعاون الرباعي بين إيران وروسيا وسورية والعراق. ونفى معلومات إسرائيلية تحدثت عن نصب منظومات صواريخ «اس 400» روسية في قاعدة همدان الجوية وقال: «أنها أخبار كاذبة لا صحة لها».

 

إقليم كردستان يرفض دعوة العبادي إلى وقف تقدم «البيشمركة» في اتجاه الموصل

 أربيل – باسم فرنسيس/الحياة/18 آب/16/رفضت حكومة إقليم كردستان دعوة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى وقف تقدم «البيشمركة» والبقاء في مواقعها خلال معركة استعادة الموصل، وأعلن البدء بتوسعة «الحشد الشعبي» في محافظة نينوى بضم مقاتلين من الأقليات.

وقال الناطق باسم حكومة الإقليم سفين دزيي، رداً على دعوة العبادي إلى وقف تحرك «البيشمركة» مع انطلاق عمليات تحرير الموصل، وأكد أن هذه القوات «ستستمر في تقدمها، وستواصل تحرير كل المناطق الكردستانية (المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد) في نينوى»، وجدد رفض الإقليم «سحب قواته من تلك المناطق التي تم تحريرها أو التي ستحرر في المستقبل». وقال نجاة علي، قائد قوات «البيشمركة» في محور مخمور جنوب شرق الموصل إن «تصريحات العبادي تبدو متناقضة وطابعها سياسي أكثر من كونه عسكرياً، لأن من دون قوات البيشمركة لن يكون بمقدور الجيش اقتحام الموصل، والمناطق التي حررناها خلال اليومين الماضيين تصب في صالح الجيش الذي بإمكانه العبور وفتح جبهات جديدة». وأصدر رئيس الإقليم مسعود بارزاني أمس تعليمات تلزم قوات «البيشمركة» المحافظة «على حياة المدنيين وعدم ارتكاب تجاوزات أو التطاول على الأملاك، ومنع اعتقال أي شخص خارج السياقات القانونية، أو نقل مواطنين من مناطقهم المحررة إلى مناطق أخرى من دون أسباب قانونية أو عسكرية، ومنحهم حرية الحركة والانتقال باستثناء مناطق التماس مع داعش»، مشيرا إلى أن «أي شخص أو طرف يخالف هذه التعليمات سيتعرض لتحقيق قضائي».

وأجرى رئيس ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي وبارزاني محادثات في أربيل حول «الانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة في المعارك الأخيرة، والتطورات السياسية، فضلاً عن الاستعدادات الجارية لتحرير الموصل والتحديات العسكرية والإنسانية والسياسية لهذه العملية»، على ما جاء في بيان لرئاسة الإقليم، وشدد الجانبان «على ضرورة وجود اتفاق سياسي مسبق بين الأطراف والمكونات حول إدارة المحافظة قبل تحريرها لضمان تحقيق الاستقرار». وكان العبادي أعلن خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس عقب اجتماع مجلس الوزراء، أن «الحشد الشعبي في محافظة نينوى سيتم توسيعه لضم أبناء المكونات الأقليات إليه»، وحذر من أن «داعش يعمل على تخويف العراقيين من الحشد والأجهزة الأمنية»، مؤكداً أن «نينوى لن تواجه التقسيم وستسلم إدارتها إلى أهلها بعد عملية التحرير، ونحن اتفقنا مع إقليم كردستان على عدم التقسيم، وتجنب الدخول إلى الموصل، وهذا لا يعني عدم مساعدتهم القوات الأمنية والحشد الشعبي لتحريرها، ولكن على البيشمركة أن تبقى في مواقعها مع بدء الهجوم». وترافق التحضيرات لاستعادة الموصل مخاوف من نشوب صراعات على النفوذ والحدود الإدارية بعد طرد «داعش»، إذ يرفض الأكراد الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها «البيشمركة»، فيما تخشى القوى السنّية من نوايا دخول قوات «الحشد الشعبي» لبسط نفوذها على المناطق ذات الغالبية الشيعية، إلى جانب فصائل عسكرية تابعة لحزب «العمال الكردستاني». من جهة أخرى، أفادت حركة «النجباء» في بيان أمس، بأن زعيمها أكرم الكعبي بحث مع الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري في «التشكيلة الجديدة لهيئة الحشد الشعبي والاستعداد للمشاركة في عمليات تحرير الموصل»، وزاد أن «الجانبين اقترحا تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع القوات الأمنية لإدارة معركة التحرير، وجددا رفضهما دخول القوات الأجنبية إلى العراق».

 

روسيا تشن ضربات جوية على سورية انطلاقا من إيران لليوم الثالث على التوالي

موسكو - رويترز //18 آب/16/قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الخميس) إن قاذفات روسية شنت ضربات جوية على متشددين في سورية، انطلاقاً من قاعدة جوية إيرانية لليوم الثالث على التوالي. وذكرت الوزارة أن قاذفات من طراز «توبوليف-22 ام3» بعيدة المدى وقاذفات مقاتلة من طراز «سوخوي-34» ضربت أهدافاً لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محافظة دير الزور السورية. وأضافت أن القاذفات انطلقت من قواعد في روسيا وإيران ودمرت ستة مواقع قيادة وعدداً كبيراً من المعدات العسكرية، مشيرة إلى أن جميع الطائرات الروسية عادت إلى قواعدها بعد الضربات.

 

غارات سورية على الأكراد... والمشروع الفيديرالي

الحياة»، رويترز، أ ف ب - /18 آب/16/قصف الطيران السوري للمرة الأولى منذ بدء الأزمة، مناطق تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، الأمر الذي اعتبرته «وحدات حماية الشعب» الكردية «عداوناً سافراً» وتوعدت بالرد عليه مقابل اعتبار دمشق الغارات رسالة لوقف مشاريع كردية لإقامة فيديرالية بين أقاليم سورية»، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعدادها لهدنة لمدة يومين الأسبوع المقبل، الأمر الذي قابلته دول غربية بتشكيك في نيات موسكو. وطالبت في ان تكون الهدنة تحت رقابة جهات انسانية محايدة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس بأن «الطائرات السورية استهدفت الخميس ستة مواقع على الأقل للقوات الكردية في مدينة الحسكة» في شمال شرقي سورية، تتوزع بين ثلاثة حواجز وثلاثة مقار لوحدات حماية الشعب الكردية والشرطة التابعة لها». وقال مراسل لوكالة «فرانس برس» في المدينة انه تمكن من رؤية الطائرات وهي تشن ضربات على مواقع عدة في المدينة التي تشهد منذ ليل أول من أمس معارك عنيفة بين قوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة السورية وقوات «أسايش» الكردية على خلفية اتهامات بتنفيذ حملة اعتقالات متبادلة. وهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران السوري مواقع تحت سيطرة الأكراد، منذ بدء النزاع الذي تشهده سورية منذ منتصف آذار (مارس) 2011، وفق ما أوضح مصدر أمني سوري و «المرصد». وأضاف ان القصف تجدد بعد ظهر أمس وسط اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح 25 شخصاً بينهم عشرة أطفال. وأكد ناطق باسم الإدارة الذاتية الكردية في شمال سورية تعرض مواقع كردية في المدينة لضربات جوية من القوات النظامية. وأوضح مصدر حكومي في المدينة لـ «فرانس برس» أن اجتماعات عقدت بين الطرفين في وقت سابق «لاحتواء التوتر وحل الخلاف سلميّاً، لكن الوحدات الكردية طالبت بحل قوات الدفاع الوطني» في المدينة. وقال إن هذه «الضربات الجوية هي بمثابة رسالة للأكراد للكف عن مطالبات مماثلة من شأنها أن تمس بالسيادة الوطنية». من جهتها، قالت: «وحدات حماية الشعب» الكردية في بيان: «لن نصمت على تلك الهجمات الهمجية السافرة ضد شعبنا وسنقف بحزم لحمايته. كل يد ملطخة بدماء شعبنا ستحاسب على ذلك بكل الوسائل المتاحة والممكنة». وأبدت روسيا الخميس استعدادها لإعلان هدنة انسانية اسبوعية لمدة 48 ساعة «اعتباراً من الأسبوع المقبل» في مدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف: «نحن مستعدون لإعلان هذه الهدنة الانسانية اعتباراً من الأسبوع المقبل من أجل إفساح المجال أمام إيصال المساعدات الى سكان حلب». واعتبر ان ذلك يشكل «مشروعاً رائداً» يهدف الى «التأكد من وصول التموين الى المدنيين بكل أمان». وقال كوناشينكوف ان «الموعد والوقت الدقيقين سيحددان بعد تلقي الأمم المتحدة المعلومات حول تحضير القوافل والضمانات من جانب شركائنا الأميركيين بأنها ستنقل بأمان». وهذه الامدادات تتعلق وفق قوله بالأحياء الشرقية في حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل والقسم الغربي الخاضع لسيطرة القوات النظامية عبر استخدام طريقين مختلفين. إحدى القوافل ستنطلق من مدينة غازي عنتاب التركية عبر طريق الكاستيلو وصولاً الى القسم الشرقي من حلب، والثانية ستسلك الطريق شرق المدينة وصولاً الى حندرات ثم طريق الكاستيلو لتبلغ الأحياء الغربية. وكان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا دعا الى هذه الهدنة الانسانية الاسبوعية لمدة 48 ساعة في حلب. وأعلن الخميس عدم تمكن اية قافلة انسانية من دخول المدن المحاصرة منذ شهر بسبب المعارك. وقوبل إعلان روسيا وقف القصف في حلب لمدة ٤٨ ساعة بتشكيك غربي وبتأكيد المطالبة على ضرورة أن تكون الهدنة «تحت إشراف جهات إنسانية محايدة وتؤدي غرضها بإيصال المساعدات من دون معوقات»، وفق ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن. وأكد المصدر نفسه أن «إعلان روسيا مواقف من هذا النوع لن يعفيها من مسؤوليتها عن وقف القصف على حلب وبقية المناطق السورية وممارسة نفوذها على الحكومة السورية كي توقف قصف المدنيين وينهي استخدام الحصار وسيلة حرب». وشدد الديبلوماسي الغربي على أن «الأفعال، لا الأقوال، هي من يحدد جدية روسيا في هذا الإعلان، وهو أمر سنتابعه عن كثب». وجدد الدعوة الى «العودة الى وقف الأعمال القتالية في شكل فعلي وكامل بما يسمح بإيجاد بيئة مواتية لإدخال المساعدات الى كل المحتاجين في حلب وسواها من المناطق السورية، والتمهيد لإعادة إحياء المفاوضات السياسية بين الأطراف السوريين».  وأكدت الأمم المتحدة أنها على «اطلاع على الطرح الروسي وننتظر المزيد من التفاصيل حوله». وقال الناطق فرحان حق إن دي مستورا «كان على علم بما أعلنته موسكو، ونحن نأمل بأن يتم تطبيقه بفعالية وبأن يوافق عليه كل الأطراف في النزاع».

 

النيابة العامة التركية امرت بمصادرة املاك 187 رجل اعمال يشتبه بصلتهم بغولن

الخميس 18 آب 2016/وطنية - امرت نيابة اسطنبول اليوم بمصادرة املاك 187 رجل اعمال ملاحقين ويشتبه بصلتهم بالداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات التركية بتدبير الانقلاب الفاشل في منتصف الشهر الماضي، وفق ما افادت وسائل اعلام محلية. وقالت وكالة دوغان للانباء انه "تم توقيف 60 مشتبها فيهم بينهم رؤساء مؤسسات كبرى اثناء عملية واسعة للشرطة المالية في اسطنبول ومدن اخرى".

 

اليونان: تلقينا طلبا رسميا من تركيا لتسليم 8 عسكريين فروا إلينا عقب محاولة الانقلاب

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية اليونانية اليوم أنها تلقت طلبا رسميا من أنقرة لتسليم ثمانية ضباط فروا إلى أثينا في أعقاب محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا الشهر الماضي. وقالت وزارة الخارجية - حسب ما نقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية - إنها "تلقت الطلب أمس، وأحالته إلى وزارة العدل اليونانية في اليوم ذاته للنظر فيه". وقد فر مهندسان وستة طيارين إلى شمال شرق اليونان بواسطة طائرة هليكوبتر عسكرية الشهر الماضي، وتطالب تركيا بتسليمهم لمحاكمتهم بتهمة المشاركة في محاولة الانقلاب. وينفي الضباط الثمانية المشاركة في محاولة الانقلاب، وتقدموا بطلبات لجوء إلى اليونان حيث أوضحوا أنهم يخشون على سلامتهم في حالة عودتهم إلى تركيا بسبب عمليات الاعتقالات واسعة النطاق التي تقوم بها السلطات التركية حاليا.

 

الشرطة المالية التركية قامت بعملية واسعة النطاق ضد الاوساط المقربة من غولن

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - باشرت الشرطة المالية التركية باكرا صباح اليوم عملية واسعة النطاق في اسطنبول، العصب الاقتصادي للبلاد، وفي محافظات اخرى ضد شركات يشتبه بتمويلها الداعية الاسلامية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات بتدبير محاولة الانقلاب في منتصف تموز، على ما افادت وسائل الاعلام المحلية. واصدر المدعون 187 مذكرة توقيف في اطار هذه العملية، وهي الثانية منذ بداية الاسبوع، وتستهدف تحديدا رجال اعمال معروفين، بحسب شبكة "سي ان ان ترك".

 

دو ميستورا: قوافل المساعدات لم تدخل المناطق المحاصرة في سوريا منذ شهر

الخميس 18 آب 2016/وطنية - قال مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا، اليوم، ان قوافل المساعدات الانسانية لم تتمكن من دخول اي من المناطق المحاصرة في سوريا منذ شهر بسبب المعارك. واضاف لوسائل الاعلام في جنيف: "خلال شهر، لم تصل اي قافلة الى المناطق المحاصرة". وشدد على القول "لم تصل اي قافلة. لماذا؟ بسبب المعارك". واوضح دو ميستورا ان "المساعدة الانسانية لم تصل منذ 30 نيسان، أي منذ 110 ايام، الى مدينتي مضايا والزبداني اللتين يحاصرهما القوات الحكومية في محافظة دمشق، والى منطقتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المقربتين من النظام في محافظة ادلب اللتين تحاصرهما فصائل المعارضة المسلحة". وتابع: "لذلك كان الاجتماع الاسبوعي لمجموعة العمل حول المساعدة الانسانية الذي يعقد كل خميس قصيرا، ولم يستمر اكثر من ثماني دقائق". وقال: "قررت، مستخدما صلاحيتي بصفتي رئيسا للجنة العمل، ان اعلن ان لا سبب يحملنا على عقد اجتماع حول المساعدة الانسانية ما لم يحصل تحرك على الصعيد الانساني في سوريا". واشار الى ان "هذه المبادرة رمزية ودلالة على الاحترام"، في ما يصادف الجمعة اليوم العالمي للاغاثة الانسانية. لكنه اوضح ان "اجتماع الاسبوع المقبل ما زال مدرجا في جدول الاعمال". ودعا مجددا الى "هدنة انسانية لمدة 48 ساعة في حلب".

ومن المقرر عقد اجتماع لمجموعة العمل حول وقف الاعمال العسكرية في قت لاحق اليوم، وهدفه الاساسي التوصل الى "وقف الاعمال العسكرية مدة 48 ساعة في حلب".

 

الرئيس الاوكراني لا يستبعد غزو روسيا لبلاده

الخميس 18 آب 2016/وطنية - اعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشينكو، اليوم، انه لا يستبعد غزوا روسيا "على نطاق واسع"، في حين تصاعدت التوترات بين كييف وموسكو خلال الايام الاخيرة بسبب شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا. وقال بوروشينكو: "ان المتمردين الموالين لروسيا زادوا بشكل كبير عدد الصواريخ التي يطلقونها على مواقعنا في شرق البلاد". اضاف: "ان احتمال حدوث تصعيد للنزاع مرتفع جدا. ونحن لا نستبعد غزوا روسيا على نطاق واسع. نحن مستعدون". وتشهد اوكرانيا منذ عامين نزاعا بين القوات الحكومية ووموالين لروسيا تقول سلطات كييف وجهات غربية انهم يتلقون دعما عسكريا من موسكو، الامر الذي تنفيه روسيا. واوقع النزاع منذ اندلاعه في نيسان 2014 اكثر من 9500 قتيل ولا تزال المواجهات تتكرر على خط الجبهة على رغم العديد من اتفاقات الهدنة. وتزايد التوتر في الاونة الاخيرة بين اوكرانيا وروسيا في شأن القرم. واكدت موسكو انها احبطت "اعتداءات" دبرتها كييف في القرم التي انضمت الى الاتحاد الروسي في 2014، ما ادى الى مقتل عنصر من الاستخبارات الروسية وجندي. وبعد اكثر من عامين من ضم القرم اثر استفتاء لم يعترف به الغرب، ادت الاتهامات الروسية الى تعزيز موسكو وكييف قواتهما في المنطقة ما يهدد جهود البحث عن حل سلمي للازمة الاوكرانية.

 

الاتحاد الاوروبي دعا الى وقف فوري للقتال في حلب

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - دعا الاتحاد الاوروبي، اليوم، الى "وقف فوري للقتال في مدينة حلب السورية"، لافساح المجال امام وصول المساعدات الانسانية والطبية الى زهاء 1,5 مليون مدني عالقين فيها. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بيان: "ان الاتحاد الاوروبي يدعو مع الدول الاعضاء فيه الى وقف فوري للقتال في حلب لافساح المجال امام اجلاء حالات طبية وايصال المساعدات واصلاح البنى التحتية الاساسية من مياه وكهرباء".

 

مقتل 3 جنود اوكرانيين واصابة 6 آخرين في مواجهات شرق البلاد

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - قتل 3 جنود اوكرانيين واصيب 6 آخرون بجروح في مواجهات جديدة بين قوات كييف والمقربين من روسيا في شرق اوكرانيا، وفق ما اعلن متحدث عسكري اوكراني اليوم. وقال المتحدث الكسندر موتوزيانيك: "في الساعات الاربع والعشرين الماضية تكبدنا للاسف خسائر، اذ قتل 3 جنود اوكرانيين واصيب 6 آخرون بجروح". واضاف "بالامس (الاربعاء) تدهور الوضع مجددا في منطقة عمليات مكافحة الارهاب (التسمية التي تطلقها كييف على النزاع في شرق البلاد)، وضاعف المتمردون تقريبا هجماتهم على مواقعنا". وختم: "كانت آخر مرة شهدنا فيها اطلاق نار بهذه الكثافة مع استخدام اسلحة ثقيلة، قبل عام".

 

كيف سيؤثر تحالف موسكو - طهران على العالم؟

نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرا للكاتب سكوت بيترسون، يقول فيه إن التعاون الروسي الإيراني في سوريا، الذي يمثل تعاونا غير مسبوق بين إيران وقوة أجنبية، يخفي وراءه هدفا أخر أكبر. ويقول الكاتب إن "انطلاق الطائرات الروسية من القاعدة العسكرية في همدان جنوب غرب العاصمة طهران، يكشف عن تعاون غير مسبوق بين الدولتين، وكان الكرملين أعلن عن قيام مقاتلات (سوخوي- 34) بضرب مواقع تابعة لتنظيم "داعش"، وجماعات أخرى معارضة للرئيس بشار الأسد، الذي يحظى بدعم كل من موسكو وطهران". ويضيف بيترسون أن "التعاون الوثيق بين البلدين يعمل من جهة على استهداف معارضي الأسد، ومن ضمنهم جماعات مدعومة من الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى، فإنه يرسل رسالة إلى الولايات المتحدة في وقت وصل فيه القتال في مدينة حلب المقسمة إلى نقطة الحسم". ويعلق الكاتب قائلا إن "قرار إيران السماح لقوات أجنبية بالعمل على أراضيها للمرة الأولى منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، وبالنسبة للروس فهي المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، هو تعبير عن رغبة إيرانية للتأكد من إنجاز استراتيجي في سوريا، التي استثمرت فيها المال، والقوى البشرية، بما في ذلك مقتل 400 من الحرس الثوري، بينهم جنرالات كبار، حتى لا تضيع هذه الجهود هباء".

ويجد التقرير أنه "بالنسبة لروسيا، فإن نشر مقاتلاتها في قاعدة شهيد نوجه الجوية غرب إيران، يؤكد حساباتها المتعلقة بتعزيز وجودها العسكري قبل عام تقريبا من القاعدة الجوية في اللاذقية، وأنه مهم في حرف ميزان الحرب لصالح الأسد".

وترى الصحيفة أن التعاون القريب بين البلدين يساعد على كسر العزلة التي فرضتها الولايات المتحدة والغرب عليهما، ويؤدي إلى توسيع تأثيرها الإقليمي، من خلال القوة العسكرية.

وينقل بيترسون عن المحلل العسكري في صحيفة "نوفيا غازيت" الصادرة في موسكو بافل فيلغينهور، قوله: "هذا يعني أن بقاء الأسد في السلطة مهم لإيران وللمتشددين الإيرانيين أيضا، خاصة أنهم يسمحون لجيش دولة كافرة بالعمل على ترابهم المقدس"، ويضيف فيلغينهور أن "الأهداف الروسية الإيرانية في سوريا تبدو أكثر قربا من الأهداف الأميركية الروسية هناك"، مشيرا إلى أنه شعر بالدهشة من الصراحة التي أعلنت فيها وزارة الدفاع الروسية "أننا في إيران، خاصة أن الجيش الروسي يتسم بالسرية، وهو ما يشي بأن قرارا سياسيا يظهر للعالم أن روسيا وإيران تتعاونان عسكريا".

ويشير التقرير إلى أن الطائرات الروسية تقوم منذ تشرين الثاني بطلعات من قاعدة موزدوك الجوية في جنوب روسيا، حيث كانت الرحلة تقطع 650 ميلا إلى حلب ثم تعود إلى قاعدتها، وهي رحلة أطول من رحلة شن غارات من قاعدة همدان الجوية، مستدركا بأنه ينبغي على الطائرات الروسية تجنب تركيا، وأهداف في شرق سوريا والعراق، في حال قرر الروس استهداف مواقع تنظيم "داعش"، ومن هنا فإن وجودهم في إيران يساعدهم، وفق التقرير.

ويلاحظ فيلغينهور أن التحليق من إيران يعني حمل المقاتلات المتفجرات في قدرتها القصوى، أي 24 طنا، وهو أكثر من الحمولة التي تحملها الآن في الرحلة الطويلة من روسيا إلى سوريا، ويعلق قائلا: "هذا أمر مهم طبعا؛ لأنهم يقومون بقصف سوريا بشكل شامل، فكلما كان معك قنابل استطعت تغطية مناطق"، ويضيف فيلغينهور: "من المهم في هذه المرحلة المحورية في معركة حلب زيادة روسيا لقدرات حمل القنابل؛ لتقوم بضرب المعارضة السورية". وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤول إيراني بارز قوله إن الترتيبات الجديدة متعلقة بسوريا فقط، مستدركا بأنها "استراتيجية"، وفيها "تحذير للدول الداعمة للإرهاب"، في تلميح مبطن للولايات المتحدة وحلفائها الساعين إلى الإطاحة بالأسد، ويقول رئيس مجلس الأمن القومي علي شمخاني إن التعاون الإيراني الروسي جعل الحياة صعبة بالنسبة "للإرهابيين"، إلا أن التعاون الجديد "سيتواصل حتى يتم سحقهم بالكامل".

ويلفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة عدّت هذا التطور "مؤسفا"، ويأتي في وقت صرح فيه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن بلاده دخلت في "مرحلة نشطة" مع الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بمدينة حلب، مشيرا إلى حساسية موضوع الوجود الروسي في إيران، حيث عارضت الثورة الأيديولوجية النفوذ السوفييتي والتاثير الأميركي في أثناء الحرب الباردة، ومن هنا ذكر رئيس البرلمان النواب علي لاريجاني يوم الأربعاء أن الدستور يحرم بناء قاعدة عسكرية أجنبية على التراب الإيراني، وأن إيران لم "تقدم القاعدة للروس"، وقال إن التعاون الإيراني الروسي هو نتاج "لأزمة الإرهاب، التي خلقتها بعض الدول المدمرة في المنطقة والولايات المتحدة، وعليه فإننا نرى أن الروس عثروا على الحل الصحيح للمنطقة".

ويفيد التقرير بأن مدير معهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في طهران كيهان بيرزجر، نفى أن يكون التحالف الجديد موجها لطرف ثالث، وأكد طبيعته الظرفية، وقال إنه "ليس تحالفا ضد دولة ثالثة، مثل الولايات المتحدة، أو السعودية، أو تركيا"، وأضاف بيرزجر: "صحيح أن أخذ زمام القيادة في قتال تنظيم "داعش" وتدميره في سوريا سيترك آثارا جيوسياسية واسعة على الدول المنافسة، إلا أن موسكو وطهران لم ترغبا أبدا باستبعاد اللاعبين الآخرين عن المشهد السوري"، وأشار إلى أن "التعاون العسكري يهدف إلى زيادة فرص الحل السياسي، لا ربح الحرب بطريقة حاسمة، وعليه يجب ألا تشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها، إن كانوا مهتمين بهزيمة تنظيم "داعش"، بالقلق حول التداعيات الاستراتيجية طويلة الأمد". وتنوه الصحيفة إلى أن العلاقات الإيرانية الروسية اتسمت بالبرود والدفء والبراغماتية في معظم الأحيان، بناء على الأجندات المتقلبة والعلاقات مع الولايات المتحدة، حيث ساهم الروس ببناء المفاعل النووي الوحيد في بوشهر، الذي تأخر سنوات بسبب الاختلافات المتكررة على الدفعات المالية، التي لا تظهر إلا عندما تحاول روسيا التقرب من الولايات المتحدة. وبحسب التقرير، فإن إيران لم تدعم المقاتلين الشيشان ضد الروس في التسعينيات من القرن الماضي، مع أنها قدمت الدعم لمقاتلين في مناطق أخرى، ومع ذلك فقد صوتت روسيا لصالح فرض العقوبات التي أقرها مجلس الأمن؛ بسبب نشاطات إيران النووية، منوها إلى أنه في بداية هذا العام، ومع بدء تخفيف شروط العقوبات، وافقت روسيا على بيع نظام مضاد للصواريخ "أس-300"، وقالت تقارير صحافية إيرانية إن النظام الصاروخي المهم لحماية المنشآت النووية قد تسلمته إيران.

وتختم "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرها بالإشارة إلى توقع فيلغنيهور إمكانية "توسيع الحملة الجوية الروسية في العراق"، وقال إن "هذا الأمر ليس متصلا بسوريا فقط، فهي مهمة، لكن هناك أمرا آخر مهما، وهو أن روسيا تريد نشر تأثيرها في المنطقة كلها، وإقامة قواعد في المنطقة كاملة، وإخراج الأميركيين، وأن تصبح هي القوة المهيمنة فيها". نقلاً عن موقع لبنان24

 

منظمة العفو توثق "روايات مرعبة" في السجون السورية

(أ. ف. ب)/18 آب/16/وثقت منظمة العفو الدولية الخميس، ظروف وفاة أكثر من 17 ألف معتقل خلال خمس سنوات في السجون السورية، متحدثة عن "روايات مرعبة" حول التعذيب الذي يتنوع بين السلق بالمياه الساخنة، وصولا إلى الضرب حتى الموت. وأحصت المنظمة في تقرير حول التعذيب والموت في السجون الحكومية، أصدرته الخميس، وفاة "17723 شخصا أثناء احتجازهم بين آذار 2011، وكانون الأول 2015"، أي بمعدل أكثر من 300 شخص شهريا، مقارنة مع "ثلاثة إلى أربعة أشخاص في الشهر" خلال السنوات العشر التي سبقت عام 2011، حيث بدأت حركة الاحتجاج السلمية ضد النظام. ورجحت المنظمة أن يكون عدد القتلى أكثر من ذلك. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه يوجد حاليا أكثر من مئتي ألف شخص بين معتقل ومفقود في السجون السورية منذ 2011. وقال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، فيليب لوثر: "في الوقت الراهن، يستخدم التعذيب في إطار حملة منظمة وواسعة النطاق ضد كل من يشتبه في معارضته للحكومة من السكان المدنيين، وهو يعدّ بمثابة جريمة ضد الإنسانية". واستندت المنظمة في تقريرها على شهادات 65 ناجيا من التعذيب. وخصّت بالذكر سجن صيدنايا العسكري، أحد أكبر السجون السورية وأسوأها سمعة، فضلا عن الفروع الأمنية التي تشرف عليها أجهزة المخابرات. ونقلت عن ناجين من السجون قولهم، إنهم "شاهدوا سجناء يموتون في الحجز، وذكر آخرون أنهم احتجزوا في زنازين إلى جانب جثث المعتقلين". ولخص لوثر "الروايات المرعبة" التي يعيشها المعتقلون منذ لحظة توقيفهم بالقول: "كثيرا ما تكون هذه الرحلة مميتة، حيث يكون المعتقل عرضة للموت في كل مرحلة من مراحل الاحتجاز".

"غرفة الموتى"

وأول ما تحدث عنه المعتقلون الناجون هو ما يسمى "حفلة الترحيب" فور وصولهم إلى مركز الاحتجاز، وهي عبارة عن ضرب مبرح "بقضبان من السيليكون أو بقضبان معدنية أو بأسلاك كهربائية". ونقل التقرير عن سامر، وهو محام قبض عليه قرب مدينة حماة، قوله: "كانوا يعاملوننا مثل الحيوانات (...) كنت أرى الدماء تسيل بغزارة كالنهر". وأضاف: "لم تكن لديهم أي مشكلة في أن يقتلونا هناك آنذاك". وأثناء التحقيق معهم في فروع المخابرات وفق التقرير، يتعرض المعتقلون لشتى أنواع التعذيب، بينها الصعق بالصدمات الكهربائية ونزع أظافر الأيدي والأرجل، والسلق بالمياه الساخنة. وروت بعض المعتقلات، بحسب التقرير، ما تعرضن له من اغتصاب واعتداء جنسي. ويعاني المعتقلون أيضا من "الاكتظاظ، ونقص في الطعام والرعاية الطبية". وروى زياد (اسم مستعار)، وهو أحد المعتقلين سابقا في أحد فروع المخابرات العسكرية في دمشق، أن سبعة أشخاص توفوا خنقا في إحدى المرات، حين توقفت أجهزة التهوية عن العمل.

وقال: "بدأوا يركلوننا ليروا من منا لا يزال على قيد الحياة، وطلبوا مني ومن الناجين أن نقف (...) وعندئذ أدركت أنني كنت أنام بجوار سبع جثث". ويصف جلال، وهو معقتل سابق أيضا، الأمر بالقول: "كان الأمر أشبه بالتواجد في غرفة الموتى".

"الهدف هو الموت"

وبعد فروع المخابرات، يواجه المعتقلون محاكمات سريعة "فادحة الجور" أمام المحاكم العسكرية، وفق منظمة العفو الدولية، قبل أن ينقلوا إلى السجون، وعلى رأسها سجن صيدنايا. ويقول عمر، المعتقل السابق في صيدنايا: "في فرع المخابرات يكون الهدف من التعذيب والضرب إجبارنا على الاعتراف. أما في صيدنايا، فيبدو أن الهدف هو الموت". وروى سلام، وهو محام من حلب أمضى عامين في صيدنايا، كيف ضرب حراس السجن مدربا لرياضة الكونغ فو حتى الموت، بعدما اكتشفوا أنه كان يدرب آخرين في الزنزانة. وفي رواية أخرى، قال عمر: "في إحدى المرات، أجبر أحد الحراس اثنين من المعتقلين على خلع ملابسهما، وأمر أحدهما باغتصاب الآخر، وهدده بالموت إن لم يفعل". وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن تعذيب وحشي في السجون السورية. وسبق لمنظمات حقوقية أن أكدت وجود "أدلة دامغة" على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله" يتفرّج على أرباحه ولا يجمعها عن الطاولة التضحية بـ"الحركة الإستقلالية" تبيّن أنها بلا مقابل

 ايلي الحاج/النهار/19 آب 2016

لا يزال لبنان فاقداً توازنه منذ انحلال الجبهة الوطنية والسياسية التي شكلتها "انتفاضة الاستقلال" في 14 آذار 2005 من دون نشوء بديل منها وبفعل ارتكاب أطراف أساسيين فيها عدداً من الأخطاء الكبيرة.

يكفي لتبيان المدى الذي ذهبت إليه التضحية بالحركة الإستقلالية، من غير طائل ولا مقابل، تذكير بترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية من دون تحسب للعواقب وأيضاً من غير قدرة على إيصاله إلى قصر بعبدا، وهو من هو بالنسبة إلى النظام في سوريا و"حزب الله". وبعده ترشيح النائب العماد ميشال عون لا بل التحالف معه من دون توقف عن المجاهرة بالتصدي لـ"حزب الله" ومخططاته، وهو الحليف الأوثق للحزب نفسه، ومن دون قدرة على إيصاله أيضاً.

جعل هذان التطوران "حزب الله" يتفرج على أرباحه المكدسة على الطاولة ولا يكلف نفسه عناء جمعها، مرتاحاً إلى وضع يشعر في ظله الأمين العام لهذا الحزب السيد حسن نصرالله بأنه قادر إذا شاء، ليس على تسمية من يكون رئيساً للجمهورية اللبنانية ومن يكون رئيساً لمجلس النواب فحسب، بل أيضاً على استدراج عروض لتسمية من سيكون رئيس الحكومة أيضاً. في مرحلة ما بعد بعد هذه التسميات يمكنه أن يعرض ما يناسب الحزب في تشكيلة الحكومة وبيانها الوزاري، وأي قانون للإنتخابات النيابية يتوجب اعتماده للإنتخابات المقبلة.

ربما لم يتح لأحد امتلاك هذه السلطة الكاملة على الدولة اللبنانية منذ أيام المفوضين السامين الفرنسيين. ولكن رغم هذه النعمة التي هبطت عليه لا يستخدم "حزب الله" نفوذه الإستثنائي لتركيب سيبة حكم تلائمه. بل يعتمد تطويل مدة بقاء الدولة ومؤسساتها معلقة إلى أجل غير مسمى.

لماذا كل هذا التمهل والأوضاع الاقتصادية في لبنان تترنح وكل الناس تشكو بمن فيهم "شعب حزب الله" طبعاً ؟

الأرجح أن "حزب الله" لا يريد أن يلزم نفسه التعامل مع أي رئيس للجمهورية في الظروف الحالية، فأي حل منطقي للأزمة اللبنانية يتطلب البدء بانتخاب الرئيس في مجلس النواب، ومن ثم تشكيل حكومة تضع قانوناً للإنتخابات النيابية وبعده تُجري الإنتخابات وتتشكل حكومة جديدة.

يفضل الحزب المسلّح والغائص في مستنقعات الحرب في سوريا جلاء الصورة التي سيرسو عليها البلد المجاور قبل أن يحدد أين تكمن مصلحته ويقرر ما يناسبه في لبنان، خصوصاً أنه يشرف عملياً على إدارة الأوضاع، والحكومة الموقتة برئاسة الرئيس تمام سلام تؤدي المطلوب منها بما يوافق "حزب الله" تماماً.

غني عن الشرح في السياق هذا أن بقاء النظام السوري- إذا بقي- يستتبع في حسابات الحزب تركيبة مختلفة للبنان تختلف عن التركيبة الممكنة في حال سقوطه. وبقاء سوريا موحدة شيء وعدم بقائها موحدة شيء آخر. وانتخاب رئيس اليوم، أي رئيس حتى لو كان الحليف الموثوق به العماد عون، سوف يكون تثبيتاً للنظام اللبناني الحالي، حين الأفضل لـ"حزب الله" ترك كل الخيارات والأبواب مفتوحة أمامه، حتى أكثرها راديكالية مثل الدعوة إلى إعادة نظر شاملة في النظام وإدخال تعديلات أساسية عليه، سواء تحت سقف "اتفاق الطائف" بعد تفريغه من مضمونه، أو من خلال مؤتمر تأسيسي وإن باسم مختلف. "مؤتمر حوار وطني شامل" أو ما شابه. تغطي هذه السياسة التعطيلية للدستور حيلٌ وحملات تحمّل الطرف الرافض انتخاب النائب الجنرال عون المسؤولية عن الفراغ الرئاسي وما يتولد عنه، ولا سيما "تيار المستقبل" المطلوب منه أن يستسلم نهائياً لمطالب "حزب الله" وإلا اعتبر هو المعرقل لانتخاب الرئيس وليس الطرف الذي يمنع اكتمال النصاب القانوني لجلسة انتخابه. والأسوأ أن "حزب الله" لا يقبل بإسناد رئاسة الحكومة بعد انتخاب عون إلى الرئيس سعد الحريري. كلام السيد نصرالله في خطابه الأخير السبت الماضي على رئاسة الحكومة كان موجهاً بحسب هذا المنطق إلى حليفه عون من أجل إرضائه، هو المستعجل موافقة "المستقبل" على انتقاله من الرابية إلى بعبدا، والملحّ في طلب نجدة من الحزب على أمل إغراء بمقابل للتيار الأزرق لعلّه يعيد النظر.

 

ماذا سمع شكري في الرابية ومعراب؟ حلّ الأزمة الرئاسية هو عون نفسه

ألين فرح/النهار/19 آب 2016

تتسارع وتيرة حركة "الثنائي المسيحي" على خط تحقيق خرق ما في الأزمة الدستورية والجلسات التقويمية لموضوع الرئاسة وقانون الانتخاب والتمديد لقائد الجيش، وتزامنت هذه الحركة مع لقاء العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع بوزير الخارجية المصري سامح شكري، كل على حدة، في عشاء السفارة المصرية.

أفادت مصادر متابعة لجولة شكري، وخصوصاً في الرابية ومعراب، أنه سمع كلاماً لناحية تأكيد جعجع لضيفه عدم إضاعة الوقت في البحث عن رئيس غير العماد عون، لأنه يشكّل الحلّ للازمة الرئاسية، وما يمكن العمل عليه هو طمأنة الآخرين لناحية هذه الخطوة والعمل على تأمين الضمانات المطلوبة، لكسر "الجليد" الرئاسي ولإحداث خرق في جدار الأزمة. وطرح الوزير المصري على جعجع أسئلة عدة عن وضع البلد استراتيجياً إذا ما وصل العماد عون الى سدة الرئاسة، فكان جواب جعجع "ما حدا اختلف مع عون قدّي وضميري مرتاح في القول إن عون مش عند حدا، عون عند عون"، مؤكداً أن ما يمكن جعجع القيام به هو المساهمة في توضيح الصورة والمواقف، وذكّر باتفاقه مع العماد عون في 18 كانون الثاني وتضمينه 10 نقاط تعتبر مشروعاً رئاسياً وطنياً لـ 8 ولـ 14 آذار. وبالتالي إذا استمر الوضع على ما هو فسيكون وضع البلد أكثر هشاشة، ويعرّضه لأخطار أكبر في ظل البركان في المنطقة والحروب الدائرة في الاقليم، والحل يكون بانتخاب رئيس قوي له دعم من أطراف متحاربة، ثم مباشرة الاصلاحات أو بالأحرى تنفيذ ما لم ينفذ وتصحيح الخلل. كذلك سمع شكري كلاماً مفاده ان ليس "حزب الله" فقط من يدعم عون للرئاسة، بل جعجع ايضاً، وهو أحد صقور 14 آذار. وبالتالي إذا كان رأس حربتي 8 و14 آذار يلتقيان حول عون، يعني ان هذا الأمر لا يعتبر خياراً غير مدروس. في الوقت عينه، كان عون ايجابياً وأعطاه البعد الميثاقي والدستوري والوطني لعملية تصحيح الخلل في النظام عبر النقلة النوعية من الطائف الى اليوم، وذلك عبر طمأنة جميع المكونات وخصوصاً المكوّن المسيحي لإعادته الى قلب الدولة والنظام كشريك فاعل.

واللافت أن جعجع اعتبر في عشاء السفارة المصرية ان الاصلاحات التي طرحت على طاولة الحوار ومنطق السلة ملهاة، بينما الأساس انتخاب رئيس قوي يباشر الإصلاحات الواردة في الطائف، خوفاً من أن نصبح في النهاية من دون رئيس ولا سلة.

هذان البحث والنقاش أخذا الثنائي المسيحي الى الاستنتاج أن المسيحيين يعرفون للمرة الأولى منذ 30 عاماً ماذا يريدون، ويملكون رؤية للوضع، وهم منفتحون على كل المكونات. أما عن خطواتهما المستقبلية، فالهدف احداث خرق في قانون الانتخاب الذي يريدانه على المستوى الوطني وليس على القياس المسيحي فقط، وبالتالي ضرورة التفاهم مع المكونات الأخرى: السنّي والشيعي والدرزي، وهذا الأمر يتطلب حركة مكثفة سيقومان بها في الأيام المقبلة قبل الحوار. وفي الخطوة الثانية رئاسياً، تقول مصادر متابعة إنه رغم كل مواقف الرئيس السنيورة وبعض نواب "المستقبل"، فإن خيار العماد عون مطروح عند الرئيس سعد الحريري، لكن الأخير غير قادر على الإقدام على الخطوة لأسباب عدة، أبرزها وضعه الدقيق بعد ترشيحه النائب سليمان فرنجية و"المعارضة" داخل تياره والأوضاع الاقليمية. لكنه خيار موجود لديه. ما المطلوب مسيحياً من الجميع، وخصوصاً من العماد عون، لمساعدة الحريري حتى يتخذ قراره؟ سبق لجعجع أن قال في إحدى المقابلات إنه يشجع الرئيس الحريري على إجراء عملية "كومندوس"، وأن يأتي في اتجاه العماد عون ويقوم بخطوة تثبيت وضعه، والساحة المسيحية تساعده وتسانده في ذلك. والنقطة الثالثة مدار البحث بين الثنائي هي التعيينات في قيادة الجيش، فتأكيد منهما أنهما مع مبدأ التعيين، لكن بالنسبة الى "القوات اللبنانية"، في حال عدم التمكّن من التعيين فهي ترفض الشغور على مستوى القيادة. أما "التيار الوطني الحر" فيقول إن لا شغور في القانون العسكري بوجود التكليف في "القاموس" العسكري... وللبحث صلة.

 

إحياء الدستور لإنهاء الفراغ الرئاسي: مبادرة مواطنية

النهار/19 آب 2016/يتفق الجميع على أهمية ملء الفراغ المتمادي في رئاسة الجمهورية. ويتمّ التأكيد على الأمر في لبنان حتى الابتذال، وكذلك في المنتديات الدولية. هذا كان الهدف الرئيسي لزيارة فرنسوا هولاند، وبعدها زيارة وزير خارجية فرنسا. حتى أولئك الذين يستمرون في رفض النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس أقرّوا أخيراً بهذه الأولوية، مع التمسك بشرط واحد: أن ينتخب مرشحهم فقط دون سواه. طبعاً لا ينصّ الدستور على شرط تحديد شخص سلفاً لإنتخابه رئيساً. أما بالنسبة الى الحجج الأخرى، فالنصوص الدستورية دقيقة بصورة لافتة في لبنان. وللتذكير:

المادة 34: "لا يكون اجتماع المجلس قانونياً ما لم تحضره الأكثرية من الأعضاء الذين يؤلفونه".

المادة 49 - فقرة 2: "ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى".

المادة 49 - فقرة 2: "يكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي".

مع التذكير بالباب الخاص الذي خصّصه الدستور للحؤول دون الفراغ في الرئاسة، من ضمنه، المادة 74: "إذا خلت سدّة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو استقالته أو سبب آخر فلأجل انتخاب الخلف يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون". وأيضاً المادة 75: "إنّ المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر".

النصّ الدستوري متكامل وواضح ودقيق. في حال خلو سدة الرئاسة يجتمع المجلس فوراً (المادة 74) ولا يستطيع القيام بأي عمل آخر سوى انتخاب الرئيس (المادة 75). يجب على غالبية النواب أن يحضروا الى المجلس ليتمّ الانتخاب (المادة 34)، وينتخبون رئيساً بغالبية الثلثين (المادة 49). إذا فشلت العملية في الدورة الأولى، يعاودون الاقتراع على أساس الغالبية المطلقة، أي النصف زائداً واحداً من الأصوات (المادة 49).

إنّ الشروط الأخرى المتذرّع بها للتعطيل بالامتناع عن حضور جلسات الانتخاب هي أيضاً غير موجودة في الدستور. أي دستور في العالم يجيز لنواب الأمة التهرب من أداء واجبهم على امتداد عامين؟ وهذا الوضوح حتّم على ممارسي التعطيل الدستوري ابتكار مفاهيم جديدة لتبرير سلبيتهم، فتكاثرت التبريرات لتعطيل الرئاسة أبرزها: (أ) عدم دستورية مجلس النواب الحالي بسبب تمديده لنفسه، (ب) الدعوة الى انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، و(ج) التوافق على رئيس من خلال "الحوار".

(‌أ) عدم دستورية التمديد لمجلس النواب الحالي يشكّل حجة جدّية في نظرنا، لكن المجلس الدستوري رفضها رسمياً عندما طُعن فيها، وباتت الحجة خارج الموضوع، لأنّ الأمر يتعلق برئاسة تستفحل الأزمة من فراغها المستمر بلا نهاية، وليس الموضوع دستورية المجلس. فالدستور لا يشكّك في المجلس النيابي الحالي سواء أكان ممدداً لنفسه أم لا، وإلاّ فوجود الجمهورية كلهاعرضة للزوال.

(‌ب) الدعوة الى انتخاب رئيس مباشرة من الشعب يتطلب تعديلاً دستورياً، في عملية طويلة ومعقدة ليست ممكنة أصلاً من دون الرئيس. ومثلها مثل الدعوات المماثلة لتغييرات جوهرية فهي تنطوي على زيف ومماطلة بفتح أبواب مغلقة على الشّرور من كل نوع، بما فيها عقد مؤتمر دستوري يشكّل سيفاً مصلتًا على الجمهورية، أو "السلات"المعقدة بمواضيع شتى، وجميعهايصطدم بقواعد التعديل الدستوري التي لا تلحظ في أي حال مؤتمراً تأسيسياً أو انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب.

(‌ج) أما في ما خصّ التوافق الرئاسي على طاولة الحوار، فهو تجاهل لحقيقة عدم وجود "الحوار" في الدستور اللبناني، وذلك لسبب وجيه. إنّ الحوار يتمّ طبيعياً وكل يوم داخل حرم المجلس النيابي، وبين السلطتين التنفيذية والاشتراعية، كما في الساحة العامة. ليس إنشاء طاولة الحوار سوى وجه آخر لنسف المؤسسات وأول ضحية له تغييب دور البرلمان دستورياً.

هذا هو تشخصينا للأزمة الرئاسية. إنّ التعطيل مردّه أساساً الى انحرافات دستورية تتجاهل النصوص الواضحة. المهم هو إقناع الرأي العام اللبناني بالعودة الى الدستور الذي هو القانون الأساسي الذي يرعى خلافاتنا، والخلافات هي أصلاً من طبيعة أي نظام ديموقراطي.

آلية انتخاب الرئيس محدّدة بوضوح في المواد المذكورة، وهي بسيطة وسليمة: تتوجه غالبية النواب الى البرلمان وتنتخب بغالبية الثلثين رئيساً للجمهورية. وفي حال عدم النجاح في الدورة الأولى، يعاودون الكرة، ولكن على أساس الغالبية العادية. وهم لا يأتون أي عمل آخر قبل ملء الفراغ في رأس الدولة. من شأن كل قراءة أخرى أن تعطّل الرئاسة الديموقراطية القائمة على التنافس بنفقٍ يؤدي الى الـ 99 في المائة من الأصوات للرئيس، في دستور ممسوخ ليس إلا عنواناً آخر للديكتاتورية.

نطرح مجدداً على المواطن مناقشة علنية للتذكير بهذه الفكرة البسيطة، وهي أنّ الدستور موضوع للتسهيل لا للتعطيل. وإنكفاء التعطيل لا يمرّ بإيران أو بالسعودية، ولا بمعركة حلب أو الانتخابات الأميركية. هذه الذرائع كلها واهية. يزول التعطيل بتفعيل قراءة رشيدة وايجابية للدستور.

هذه المبادرة نتابعها في الأسابيع المقبلة ببعض الأفكار العملية لإزالة التعطيل، وجميعها تحتاج الى العودة الى الفهم الدستوري السليم، فلا يُجتهد في موضع النص ولا يكبّل بقراءات تعطيلية وابتكارات لا فائدة منها سوى التسويف والفراغ . في هذا الفصل الأول من إعادة النظر الى بديهيات دستورنا ، ندعو الرأي العام، ونوّابَنا، الى قراءة رشيدة للدستور اللبناني، وإحيائه بالعمل به.

هذه الوثيقة من نتائج لقاء عقد في بيروت في الثالث من آب المنصرم بين مجموعة من المواطنين والمواطنات للتفكير والعمل براية"لبنان الانسان". وهذا النص هو الأول في سلسلة مبادرات مواطنية للمشاركين وزملاء لهم. ومن الموقعين الأوائل على هذه الوثيقة : جويل أبي راشد، أنطوان قربان، جينا ديوان، جبور دويهي، يوسف حيدر، ميشال حاجي جورجيو، سمير خلف، شبلي ملاط، سعود المولى، سليم مزنر، بلال أورفلي، توفيق صافيه، سناء الصلح، رونيه شاموسي، جهاد الزين، نايله كرامي - مجدلاني، شريف مجدلاني.

 

رسالة الى عون وجعجع

المهندس جون جبر مفرج/النهار/19 آب 2016

هل أنّ قدر المسيحيين أن يعانوا الظلم والغبن، وأن يراكموا الخسائر سنة بعد سنة بسبب غياب الرجالات الكبار القادرين على قيادة السفينة نحو شاطىء الأمان؟ هذا السؤال مطروح في الشارع المسيحي منذ الثمانينيات، حين بدأت تظهر ملامح الوهن والهزائم في المجتمع المسيحي مع اندلاع الصراعات الداخلية التي مزّقت هذا المجتمع فصيّرته لقمة سائغة. قمة هذه الصراعات تُوَّجت بـ"حرب الالغاء" بين عون وجعجع. في تلك المرحلة لا أحد ينفي أنّ يداً خارجية دخلت على الخط، ودفعت نحو هذا الصراع الدموي الداخلي المدمّر، لكن ذلك لا ينفي مسؤولية القيادات المحلية التي كانت تملك القرار.

منذ تلك الحقبة السوداء، لم تتوقف مسيرة الانحدار بالنسبة الى المسيحيين في لبنان. وقد تولّى النظام السوري مهمة القضاء على حقوق المسيحيين من خلال القضم الممنهج. وعندما انتهى زمن الوصاية السورية عام 2005، ساد الاعتقاد في الشارع أنّ حقبة الهزائم المتتالية للمسيحيين قد انتهت، وأنّ صفحة جديدة فُتحت. هذه الآمال تبدّدت تباعاً بعدما تبيّن أنّ حقبة الصراعات الدموية عادت من جديد من خلال الصراع الثنائي على الزعامة بين عون وجعجع. ورغم أنّ المجتمع المسيحي كان متشوقاً لعودة الرجلين، من المعتقل والمنفى، إلاّ أنّ هذه الفرحة تبدّدت بدورها بعدما اكتشف المسيحي أنّ الرجلين عادا الى ممارسة دورهما السابق في "التقاتل" على الجبنة. هكذا نجحا، من حيث يعلمان أو لا، في استمرار هدر الحقوق المسيحية، وفي مواصلة السماح بسلب المسيحيين معنوياتهم وحقهم في الشراكة الكاملة في الدولة اللبنانية بكل مفاصلها السياسية والاقتصادية والوظيفية... في هذا المناخ، أدّى صراع الرجلين الى ترشحهما الى انتخابات رئاسة الجمهورية، وساهم كل منهما في تعطيل اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، أو في أحسن الاحوال، ولئلا نحمّلهما اكثر مما يحتملان، ساهما في تأمين التغطية الداخلية لقرار خارجي بتأجيل إجراء الانتخابات الرئاسية. اليوم، قرر الرجلان إنهاء صراعهما العلني، ووقعا "تفاهم معراب"، الذي ينص على التنسيق، وطي صفحة "التقاتل"، والانتقال الى حقبة من التنسيق والتعاون السياسي. هل أصبح الوضع المسيحي أفضل في حقبة المصالحة بين الرجلين؟ الجواب ليس واضحاً تماماً، لأنّ الملف الرئيسي الذي يؤثر في الوضع المسيحي لا يزال عالقاً. وحتى الآن لا مؤشرات واضحة على أنّ انتخاب رئيس للجمهورية سيتم في وقت قريب. ماذا يعني هذا الوضع؟ وهل الانتخابات الرئاسية ستجرى أم لا؟ هناك همس مفاده أنّ الانتخابات الرئاسية قد لا تجرى، وان الانتخابات النيابية المقرّرة في الربيع المقبل لن تجرى أيضا، وفي الوقت نفسه لن يتم التمديد للمجلس النيابي، بما يزيد في منسوب الفراغ في البلد، وصولاً الى المؤتمر التأسيسي الذي سيغيّر وجه لبنان. سواء أكانت هذه المعلومات دقيقة أم لا، فإنّ مسؤولية عون وجعجع كبيرة في التصرّف بحكمة لئلا يخرج المجتمع المسيحي بكارثة جديدة. وهما قادران من موقعهما الحالي، على المشاركة في صناعة الحدث بدلاً من التفرّج عليه، وانتظار ما سيحصل في المستقبل. مسؤولية الرجلين الاولى حالياً، تقضي بأن يعملا على وصول رئيس للبلاد قادر على قيادة السفينة، ومن واجبهما الدفع في هذا الاتجاه، والتخلي عن نظرية أنا أو لا أحد، لأنهما اذا راجعا ضميرهما سوف يكتشفان أنّ هناك رجالاً قادرين على تولي موقع رئاسة الجمهورية خارج الاصطفافات السياسية الحالية ، وعلى إعطاء لبنان، والمجتمع المسيحي الكثير، وهذا هو الموقف الوحيد الذي سينقذ لبنان والدور المسيحي فيه، والذي قد يكون بمنزلة تعويض يقدمه عون وجعجع الى المسيحيين لتعويضهم ما عانوه طوال سنوات من كوارث صراعاتهما غير المبرّرة. فهل يُقدِم الرجلان على هذه الخطوة بشجاعة، أم انهما سيبقيان سجيني الماضي وعقلية الهيمنة والأوهام؟!

 

الحريري - عون: والحائط المسدود

«بيل هيثم/جريدة الجمهورية/الجمعة 19 آب 2016

ثمّة حلم يراود بعض السياسيين، بالوصول الى رئيس جمهورية «صُنع في لبنان». وتحقيق هذا الحلم يقدم دليلاً للعالم أنّ اللبنانيين بلغوا سنّ الرشد السياسي، وصار في إمكانهم أن يختاروا مَن يرَونه مناسباً لقيادة جمهوريّتهم.

هذا الحلم مشروع في نظر بعض الطاقم السياسي ولذلك تراه يراهن على إمكان تحقيقه في لحظة ما، أو حينما يأذن الله بمعجزة يسقطها على الواقع اللبناني.

لكنه في نظر بعض العاقلين من أهل السياسة، بمثابة حلم يقظة، ومجرّد تمنّ لا أكثر، خصوصاً وأنّ نظرة سريعة على تاريخ لبنان تبيّن أنّ رئاسة الجمهورية ما قبل الطائف وبعده لم تُصنَع إلّا خارج لبنان إذا ما استثنينا انتخاب الرئيس سليمان فرنجية.

واضحٌ أنّ «الحلم الرئاسي» بشقّيه الداخلي والخارجي لا يبدو ممكن التحقيق، في الداخل انقسامٌ حاد يشي باستحالة التوافق على رئيس صُنع في لبنان. نبيه بري له مرشحه، ولا يتردّد في إعلان تأييده لسليمان فرنجية، وليد جنبلاط يلتقي مع بري، سمير جعجع مع ميشال عون، ولا يتفق مع حزب الله، حزب الله، أولويّته وصول عون باعتباره خط الدفاع عن المقاومة والمسلمات والثوابت، وسعد الحريري مع سليمان فرنجية ويحاور عون، وتيار المستقبل أكثريّته مع فرنجية وبعضه مع عون.. مشهدٌ مُربك يشي بعدم الاستقرار على مرشح.

أكثر من ذلك، ها هي المبادرة الحريرية المتجدّدة تجاه عون تتعثّر وتصطدم بالحائط المسدود، لا بل انتهت الى الفشل وعادت الأمور الى نقطة الصفر، كما يقول مصدرٌ مطّلع على تفاصيلها.

ولسبب بسيط هو أنها كانت مضيعة للوقت. قد يُقال إنّ مبادرة الحريري عادت الى ضفة الالتزام بترشيح فرنجية، لكنّ تواصل الحريري عون خلق ندوباً و»نقزة» بين بيت الوسط وبنشعي.

وأما في الخارج، فالمشهدُ واضح لا لُبس فيه؛ كلّ الخارج العربي والغربي منصرف عن لبنان الى أزماته وأولويّاته واهتماماته الداخلية والخارجية:

- الفاتيكان، وكما ينقل زواره أخيراً، يشجع على إتمام الرئاسة، وأن يدرك اللبنانيون مصلحة بلدهم. ولأنّ المشهد اللبناني منقسم على ذاته، وغير قابل للتقارب، لا توجد لدى الفاتيكان أية مبادرة. ويكتفي بتشجيع بكركي على الحث على إجراء الانتخابات الرئاسية.

- فرنسا، دخلت على الخط، وفشلت في إخراج أية صيغة رئاسية. ثمّ سرعان ما انكفأت الى داخلها لتحصين نفسها من الإرهاب الذي ضربها ويهدّدها.

- إيران تبدو منكفئة، لكنها مسلّمة كلّ الأوراق الرئاسية الى «حزب الله»، وملتزمة بما يقرّره حيال هذا الأمر.

- مصر، راغبة في لعب دور رئاسي، لكنها لا تملك مبادرة في هذا الشأن، حضر وزير خارجيّتها وغادر خالي الوفاض، حاول تجميع الأوراق، فكانت محاولة ناقصة بتمنّعه «الإطلاع» على ورقتي «حزب الله» ووليد جنبلاط. قطع وعداً بالمساعدة، ولكن كيف سيفي به، طالما أنّ الورقة الرئاسية السحرية بعيدة عن متناوله، ومخبّأة أو محجوزة في أدراج اللاعبين الدوليين الكبار.

- السعودية عينها على داخلها، وقد رسّمت حدود أولويّاتها (اليمن، سوريا، العراق، البحرين، مواجهة إيران و»حزب الله»).

لذلك، هي لم تحرّك ساكناً حيال بعض الأفكار التي طُرحت أخيراً على الخط الرئاسي، ولم تقدّم ولو إيماءة أو إيحاء بأنها معنيّة بالتواصل الأخير بين الحريري وعون، كما أنها لم تعطِ أية إشارة من قريب أو بعيد حول إمكان تدخّلها سلباً أو إيجاباً، لا بالملف الرئاسي وشخصية الرئيس ومواصفاته، ولا بالملف الحكومي وموقع الحريري فيه.

كما أنّ أيّاً من السياسيين اللبنانيين، سواء أصدقاء المملكة أو خصومها، لم يلاحظوا أنها بصدد فصل ملف لبنان عن ملفات المنطقة، أو أنها غيّرت موقفها، سواء تبنّي ترشيح فرنجية أو رفض عون للرئاسة. في الخلاصة يبدو أنّ كلّ الحراك الأخير بين بيت الوسط والرابية قد جرى خارج الصحن السعودي.

- الولايات المتحدة الأميركية، منشغلة بانتخاباتها الرئاسية، ولا مكان للبنان في جدول اهتماماتها في هذه المرحلة. ولأنّ أولويّتها داخلية، فإنّ موقفها من الرئاسة اللبنانية، لا يعدو أكثر من تاكيد متكرّر بأنها توافق على ما يتفق عليه اللبنانيون.

المتصلون بالإدارة الأميركية يلمسون أنّ الرئاسة في لبنان هي آخر ما يهمها، ولا يبدو أنها معنيّة بكلّ ما يدور حولها، وتبعاً لذلك ليست في وارد القيام بأية مبادرة على الصعيد الرئاسي في هذه المرحلة، وبالتالي هي لا تمانع لا بوصول عون، ولا فرنجية، ولا حتى أيّ اسم آخر.

وفي الوقت ذاته يريحها وصول سعد الحريري الى رئاسة الحكومة في لبنان، لكنها تفضل ألّا تدخل في هذه التفاصيل مع أيّ طرف لبناني، أو إقليمي، علماً أنّ شخصيات لبنانية تمنّت على الإدارة الأميركية لعب دور في هذا المجال.

أكثر من ذلك، حدّد ديبلوماسيون أميركيون أمام شخصيات لبنانية، أولويات الإدارة الأميركية راهناً، كما يلي:

- الاستقرار الدائم في لبنان، وإبعاده عن كلّ المسببات التي تمسّ به.

- تقوية الجيش اللبناني ومدّه بما يحتاجه من سلاح وعتاد الى الحدّ الذي يجعله ينتصر في حربه على الإرهاب. وفي هذا السياق تمّ إبلاغ قائد الجيش العماد جان قهوجي بأنّ المخازن الأميركية مفتوحة أمام الجيش لمواجهة المجموعات الإرهابية «اضربوا الإرهابيين قدر ما تشاؤون، ولا تقلقوا على السلاح».

- واشنطن تدرك التركيبة اللبنانية والموازين القائمة فيها، ورغم أنها ما زالت تعتبر «حزب الله» منطمة إرهابية، إلّا أنها ليست في وارد الدخول في اشتباك مباشر أو غير مباشر معه في لبنان وتحت أيّ عنوان، خصوصاً أنّ الحزب في نظرها لا يشكل فقط قضية لبنانية، بل هو قضية إقليمية ودولية.

- الإدارة الأميركية منهمكة بأمور أكبر بكثير ممّا يتصوّر العرب واللبنانيون، هي تحارب سياسياً وانتخابياً لكي لا يصل دونالد ترامب الى الرئاسة الأميركية، وفي الجانب الآخر أمامها، وأمام الإدارة الأميركية المقبلة حرب أخطر هي الحرب على الإرهاب، والتي ستكون أشمل وأكثر فعالية من أيّ وقت مضى.

 

المسيحيون إستسلموا أم ينتظرون شيئاً ما؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 19 آب 2016

هناك انطباعٌ يترسّخ لدى المسيحيين في لبنان بأنهم يفقدون القرار والقدرة على المشاركة تدريجاً. ويقول بعضُهم: «دلّونا إلى مسألة واحدة يُعطي فيها المسيحيون رأيهم ويُؤخذ به»! يُبدي الرئيس سعد الحريري رأيه في مواصفات رئيس الجمهورية العتيد ويتمسّك بترشيح النائب سليمان فرنجية. ولكن، عندما يحدِّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مواصفاتٍ لرئيس الحكومة العتيد، تعلو احتجاجاتُ «المستقبل»: ليس لـ»حزب الله» الحقّ في تحديد مواصفات الموقع السنّي الأوّل في السلطة. وأساساً، تصدّى نصرالله بقوة للرئيس فؤاد السنيورة عندما رمى للتداول- قصداً أو مناورةً- فكرة أن يكون النائب محمد رعد رئيساً للمجلس النيابي المقبل. فتلك المحاولة للّعب داخل «البيت الشيعي» انطفأت في مهدها. «روح خيِّط بغير هالمسلّة»! ولكن، في ملف رئاسة الجمهورية، يجزم نصرالله بأنّ مرشح «الحزب» لرئاسة الجمهورية هو العماد ميشال عون. طبعاً، لم يخرج قادةُ المسيحيين ليحتجّوا على التدخّل في «البيت المسيحي»، على غرار ما يفعل المسلمون. فبعض القادة المسيحيين هم مرشحو الرئاسة ويُطربون للدعم الكلامي الذي يتلقّونه هنا وهناك، ولو بقي كلامياً.

إذاً، ممنوعٌ على أحدٍ أن يمسّ بالقرار الشيعي الموحّد في ملف رئاسة المجلس. وفي مستوى أدنى، ممنوعٌ على أحد المسّ بالقرار السنّي شبه الموحّد

في ملف رئاسة الحكومة. لكنّ الشيعة والسنّة معاً يتجاوزون القرار المسيحي في ملف رئاسة الجمهورية.

الشعار المرفوع هو أنّ الموقعَين الشيعي والسنّي يحملان صفة ميثاقية، ولذلك لا يجوز أن تختار طائفة ممثلَ طائفة أخرى. ولكن، عندما يتعلّق الأمر بالموقع الميثاقي المسيحي، أي رئاسة الجمهورية، يُرفَع شعارٌ مطّاط هو أنّ «الرئيس أبٌ للجميع ويجب أن يكون توافقياً بين الفئات كافة».

في هذا المعنى، واقعياً، هناك فارقٌ في درجة التمثيل الميثاقي: الشيعة مرتاحون، السنّة وضْعُهم مقبول، أما المسيحيون ففي وضع سيّئ. ومن البديهي أن يكون رئيسا المجلس والحكومة ممثّلين لطائفتيهما أكثر بكثير ممّا هو رئيس الجمهورية. وإمعاناً في ذلك، أبقى «إتفاق الطائف» البابَ مفتوحاً لشغور موقع الرئاسة بحيث تكون الحكومة وريثة لها إلى أجل غير مسمى، فيما موقع رئيس المجلس مكفول ورئيس الحكومة يبقى في موقعه يصرِّف الأعمال مهما تأخَّر تأليف حكومة جديدة.

ونموذج الخلل الميثاقي في موقع الرئاسة يترجِم خللاً شاملاً على مختلف مستويات النظام والسلطة ومؤسساتها. فأمن الدولة مستهدَف لأنه موقع مسيحي، ولو كان لطائفة أُخرى مثلاً هل كان يجرؤ أحد على المسِّ به؟

والمواقع المسيحية الأولى في الإدارات، باستثناء قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان، عرضة لضغوط مستمرة. والنماذج كثيرة في الوزارات والإدارات والمرافق العامة. ومن السخرية أنّ صفقات الفساد لم تعد تشمل المسيحيين غالباً، لا لأنّ مستوى النظافة عندهم أعلى، بل لأنّ الأقوياء هم الذين يتوزّعون الجبنة عادة ولا يتركون للآخرين إلّذا الفتات. وهذا الخلل ناتج عن تعقيدات متراكمة بدأت مع الظروف والتوازنات التي رافقت ولادة «الطائف» عام 1989 واستمرت في مرحلة الوجود العسكري السوري وعُقبها. فالقوى التي استثمرت العداء بين سوريا الأسد والمسيحيين لإضعافهم ووراثة دورهم، تبدو أكثر تشبّثاً بالمكاسب التي حققتها على حسابهم. وما زالت القوى إياها- المسلمة - تسعى إلى قانون انتخاب يأتي بنواب المسيحيين في «البوسطات» التي تقودها. وسيبقى القادة المسيحيون في الانتظار العبثي لقانون انتخاب مناسب. والخلل في التمثيل النيابي هو الذي يستولد الخللَ التمثيلي في موقع رئاسة الجمهورية وفي تطبيق الدستور

والتشريع والتمثيل في الحكومة وسوى ذلك.

في فترات سابقة، كان اللومُ يُلقى على الوصاية السورية. ولكن تبيّن أنّ الأمر «ليس دقيقاً». فالخلل الميثاقي، بعد 11 عاماً من خروج سوريا العسكري، بات أكثر شراسة. فأين هي ملفات صلاحيات رئيس الجمهورية والجنسية والمغتربين وقانون الانتخاب العادل مثلاً؟

كما تبيّن أنّ مراهنة المسيحيين جميعاً على تصحيح الخلل تحت راية «14 آذار»، في مطلع «انتفاضة الاستقلال»، لم تكن في محلِّها. فقد غلبت «الأنانيات» الشخصانية والفئوية على غالبية جماعات «14 آذار»، بكلّ تلاوينها، وأطاحت «المشروع».

واليوم، لا فاعلية لمواقف القادة المسيحيين، إجمالاً، قبولاً أو اعتراضاً. فكلمتهم غير مسموعة في الحكومة، سواء شاركوا فيها أو خرجوا منها. ولا أحد يأخذ بآرائهم، سواء شاركوا في الحوار أو قاطعوه. وإذ ينزل بعضهم إلى الشارع في ملف النفايات، فإنه يبدو وحيداً، وتتعاطى السلطة معه باستضعاف واضح وبسلوك يدعم الانطباع بأنّ مكب برج حمود سيبقى وحده العامل بعد التعطيل الهادئ لـ»الكوستا برافا». والمثير هو أنّ قادة المسيحيين يلتزمون في هذه الفترة أكبر مقدار من الصمت، ما يطرح أسئلة عن السبب:

هل وصل هؤلاء إلى اليأس من المطالبة واقتنعوا باستحالة الوصول إلى نتائج في المطلق، أم إنّ هذا الصمت يترجم فترة الانتظار التي ستأتي بالتحوّلات السياسية بعد تبلور المعطيات الإقليمية، والتي في ضوئها يتقرّر مصير البلد بكلّ مكوِّناته؟

أيّاً يكن الجواب، فإنّ في الأوساط المسيحية مَن يحمِّل غالبية القادة المسيحيين أنفسهم مسؤوليةً عن وقوع الخلل. والنموذج الأبرز هو ملف الشغور الرئاسي المستمر منذ أكثر من عامين. فلو أجمع المسيحيون، بمَن فيهم المرشحون، على مرشح واحد يمثّلهم جميعاً، ويحظى بتأييد القوى السياسية والروحية كافة، لكانوا فرضوا الانتخابات الرئاسية على الجميع وبدأت الهوّة تتقلّص في كلّ المواقع تباعاً.

يعتقد المتفائلون أنّ مستقبل المسيحيين في لبنان سيكون مضموناً، كما سائر المجموعات، لأنّ القوى الدولية والإقليمية الراعية للاستقرار لن تدع لبنان يسقط ولن تترك فيه خللاً يؤسس للمأزق مجدّداً. وهذه النظرة المتفائلة ليست بعيدة عن الواقع. وعلى رغم كلّ شيء، يبقى الأميركيون والفرنسيون والفاتيكان والمجموعة الخليجية ومصر مهتمون بمنع سقوط لبنان، والحفاظ على دور المسيحيين وسائر المكوّنات فيه.

ولكن، على المسيحيين أن يحافظوا على جهوزية تتيح لهم الإفادة من أيّ ظرف إقليمي- دولي مناسب لضمان مصيرهم الآمن واستقرارهم لسنوات وسنوات آتية سيتغيّر فيها الشرق الأوسط بكامله. فهل المسيحيون جاهزون لتحمّل المسؤوليات الكبرى التي تفرضها عليهم تحوّلات المنطقة؟

إنّ تعاطي معظم القادة اللبنانيين، بمَن فيهم المسيحيون، مع التحوُّل الاستراتيجي الأهمّ في لبنان خلال العقد الفائت، أي خروج سوريا العسكري، لا يشجع على التفاؤل في أنهم مستعدون للتعاطي المناسب مع التحوّلات الناتجة عن «الربيع العربي».

إذا كان هذا الخوفُ في محلِّه، يتراجع منسوبُ التفاؤل، ويصبح مشروعاً الكلام على الخطر الذي يتعرض له لبنان... والمسيحيون فيه!

 

صدمة القاعدة الروسية في إيران!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/19 آب/16

وفرت إيران على القاذفات الروسية مسافة طيران قدرها ألف كيلومتر تقريًبا٬ عندما منحت الروس أول قاعدة عسكرية في تاريخ البلاد٬ لكن معناها السياسي في تطور العلاقات بين البلدين أكبر وأهم٬ والذي يوصف بالحدث التاريخي. وألف كيلومتر ليست بالمسافة الهائلة حتى تعزز القاعدة قدرات القوات الروسية وترفع فعاليتها٬ بخلاف الأميركيين عندما يستخدمون قواعدهم في قطر وتركيا لتنفيذ عملياتهم في العراق وسوريا٬ حيث يقلصون المسافة بفارق هائل٬ نحو ستة آلاف كيلومتر. الدهشة والصدمة في عواصم غربية وعربية٬ بعد إعلان الروس عن أول قاعدة عسكرية لهم على التراب الإيراني٬ تعبران عن سوء التقدير لطبيعة العلاقة بين طهران وموسكو وعمقها ونياتها المستقبلية. لخمس سنوات والحكومة الأميركية تقلل من خطورة التغلغل الإيراني في العراق وسوريا واليمن والبحرين٬ ولم تكترث أبدا بالتأييد الروسي المتزايد لطهران٬ والأسوأ من هذا كله أنها صدقت خرافة أن نظام آية الله في طهران بدل جلده وصار مستعًدا للتحول إلى دولة مدنية مسالمة وصديقة للغرب٬ فوّقعت معها اتفاقيات تخدم في معظمها طهران٬ وتعزز تحالفها الاقتصادي والعسكري مع الكرملين. هل يفترض أن نغضب لتأسيس أول قاعدة عسكرية روسية في إيران؟ في رأيي٬ لا ينفع الغضب٬ فالتعاون الروسي الإيراني مرت عليه فترة طويلة٬ ونتيجته في سوريا تشريد 12 مليون إنسان.. رقم مريع يعبر عن نفسه٬ وستعبر تداعياته بنفسها على أمن الشرق الأوسط وأوروبا والعالم. الحلف الإيراني الروسي موجود منذ عقد ونصف بشكل واضح٬ في بناء المفاعلات النووية٬ والعقود العسكرية٬ والمقايضة التجارية في فترة العقوبات الدولية على إيران. بناء قاعدة روسية في إيران٬ وتحالف البلدين العسكري في الحروب يعيد المنطقة إلى زمن الحرب الباردة وتقسيماتها٬ ورغم ما ستعنيه من توسيع دائرة التوتر وزيادة العسكرة في المنطقة فإنها قد تقنع الغرب بمراجعة حساباته حيال إيران وأزمات المنطقة. حّذر عدد من السياسيين الأميركيين من أن ثقة الإدارة في نظام طهران ومنحه كل هذه التسهيلات ورفع القيود الاقتصادية كلها خطوات متعجلة مبنية على حسن نية في غير محلها. كما نبه الخليجيون٬ وكذلك الإسرائيليون٬ الإدارة الأميركية من الإفراط في تصديق وعود القيادة في طهران بالانفتاح ونهاية العقلية الثورية. لم يتغير في إيران شيء حقيقي حتى نعتقد تغيرا في النيات والسياسة؛ المرشد الأعلى هو المرشد الأعلى٬ والقيادة السياسية العليا هي نفسها مع تبديل للوجوه٬ والقيادات العسكرية في الجيش والحرس الثوري والباسيج هي نفسها٬ وخطب الجمعة التهديدية هي نفسها. الذي تغير أن إيران زادت من مغامراتها العسكرية في الخارج٬ وإنفاقها على الحروب. ورغم الغضب الذي سببه رفع درجة التعاون الروسي الإيراني إلى مرتبة التحالف فإنني أرى فيه شيئا إيجابًيا واحًدا على الأقل٬ إنه يفضح حجم العلاقة وعمقها بين قم والكرملين. لا يستطيع أن يتهمنا الرفاق في واشنطن بالبارانويا٬ ولا بأننا نغلق على أنفسنا الصندوق٬ ونرفض التعاون وأننا أسرى مفاهيم قديمة باتت من زمن الحرب الباردة. حرب اليمن٬ وحرب سوريا٬ ومواجهات العراق٬ كلها معارك إيرانية تريد تغيير خريطة المنطقة٬ حيث إن أسراب السوخوي الروسية تساند قوات الحرس الثوري البرية. التحالف الروسي الجديد هو امتداد للعلاقة السابقة المستمرة٬ حيث يشعر الروس أنهم يستخدمون الإيرانيين لتوسيع نفوذهم٬ ومحاصرة المناطق المتحالفة تقليدًيا مع الغرب. أما ما أغراض ونهاية اللعبة؟ قد تكون أكبر مما نراه اليوم

 

 الأطفال ينتصرون على «الأسد».. بالدم والصورة 

علي الحسيني/المستقبل/19 آب/16

لم يبكِ الطفل عمران دقنيش إبن السنوات الخمس، كسائر الأطفال، عندما يرون الدماء تُغطي وجوههم جرّاء إصابتهم بجروح، بل راح يتأمل راحة كفّه الصغيرة التي غطتها الدماء، بعدما ظنّ بداية الأمر أنها آثار غبار خلّفتها طائرات النظام السوري بعد الغارة التي شنّتها على أحد المباني في مدينة «حلب»، بل راحت عيناه تلاحقان الكاميرا التي كانت تُلاحقه وهو يجلس داخل سيارة الإسعاف قبل أن تقله إلى أحد المشافي القريبة، لكن من دون أن يُلاحظ وجود والديه أو أقارب له قربه. هو مقطع فيديو لا تتجاوز مدته الدقيقة، لكنها كانت كافية لكي تُعبّر عن وجع مُستمر يعيشه الشعب السوري وتحديداً الأطفال، منذ عمر الحرب في سوريا. وقبل أن تُدير الكاميرا عدستها نحو أطفال آخرين أجلسهم رجال الإنقاذ إلى جانبه، نظر عمران الى الكاميرا نظرة لوم ثم قام بمسح يديه الممزوجتين بالدماء والغبار، بالمقعد الذي يجلس عليه ظنّاً منه ومن خلال براءته التي تسكن وجهه المُلطّخ بالدماء، أنه ربما ارتكب «غلطة« تفوق الإجرام الذي مارسه النظام السوري بحقه وبحق الإنسانية. أمس، أضاع عمران لعبته، تماماً كما بالنسبة إلى الأطفال الذين يسكنون المبنى نفسه مع عائلاتهم، لكنه لم يسأل عنها ولا عن أي شخص آخر. وفي المقلب الآخر، بدت صورة إجرام النظام الذي يتحكّم بمصير حياة هذا الطفل الذي اختصرت مشهديته، صورة أطفال سوريا، واضحة للعالم بأسره، نظام لم يتوان مرّة عن التعبير عن إجرامه بأبشع الصور والاعتراف بقتله الآمنين في منازلهم في «الغوطة» و»دوما» و»حلب» و»إدلب»، والباحثين عن لقمة عيشهم في أماكن عملهم ورزقهم وخصوصاً أمام الأفران. بالأمس انتصر الطفل عمران للملاك إيلان الكردي، الطفل الذي ابتلعه البحر وقذفه على الشواطئ التركية بعد هروب عائلته من بطش جزار سوريا.

الحليف الأبرز للنظام السوري، أي «حزب الله«، لم يخرج إعلامه بالأمس ليتحدث عن مجزرة هزّت الرأي العام، وهو بكل تأكيد لن يفعل. هنا على الشاشة «الصفراء»، تُصبح الجرائم والمجازر خاضعة للتقويلات والتحليلات. حتّى الإدانة تغيب في مثل هذه الأوقات. والأنكى من عدم الاستنكار والإدانة، يكون عادة بتوجيه اتهامات للمعارضة السورية بوقوفها وراء المجازر رغم التقارير الدولية والإعلامية التي تؤكد بالصوت والصورة مسؤولية حليفه عن أكثر من تسعين في المئة من المجازر التي ارتكبت منذ بداية الحرب السورية. لكن هذا كلّه يُقابله الحزب بردود فعل لا تتعدى مقولة «ليس هناك حرب نظيفة«.

جرائم النظام السوري وغضّ طرف «حزب الله» عنها، لم تقتصر على عمليات الإبادة التي يشنها الطيران أو قصف المدنيين بقنابل تحمل أنواعاً من المواد القاتلة، بل تصل إلى حد قتل مساجين تحت التعذيب على الرغم من الدعوات التي يُطلقها نظام الأسد، بدعوته المسلحين إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم، مع وعود بمعاملتهم بشكل لائق وإخضاعهم لمحاكمات عادلة. وتأكيداً على إجرامه هذا، كشفت منظمة العفو الدولية «أمنيستي» في تقرير لها أمس، أن «ثمانية عشر ألف شخص تقريباً، قضوا تحت التعذيب في سجون النظام منذ العام 2011 وحتى العام 2015، إثر تعرضهم للضرب المبرح والاغتصاب في السجن«، مؤكدة أنها «وثّقت تلك الأرقام من خلال مقابلات مع خمسة وستين شخصاً من الناجين من التعذيب، إذ قدموا وصفاً للاعتداء المروّع في السجون ومراكز الاعتقال التابعة للنظام«. كل هذا و»حزب الله» يُمارس صمته كالعادة، ربما لدواعٍ تتطلّب منه هذا السكوت، لكن في مكان ما، فإن هذا الصمت يتحوّل إلى شراكة فعليّة في القتل والتنكيل وهو أمر لا يتطابق مع الحملات التي أدارها بعد مجزرة «قانا« خلال العدوان الإسرائيلي في العام 1996، فيومها رفع شعارات «انتصار الدم على السيف« وسط تأييد عربي ودولي واسع أدى لاحقاً إلى إسقاط الحكومة الإسرائيلية. بينما يقف اليوم عاجزاً حتى عن الاستنكار، حتى يبدو الأمر وكأن إدانة المجازر بالنسبة إلى الحزب، تخضع لشروط أهمها أن لا يكون القاتل حليفاً. اليوم وبفعل مشاركته نظام القتل في حربه ضد المدنيين، تحوّل «حزب الله« إلى ساكت عن الحق، فعندما يعجز عن إحراز أي تقدم في «حلب» وغيرها أو إخضاعه أهالي «مضايا» لجبروته الظالم، يلجأ إلى تدمير الأولى فوق رؤوس أهاليها وإلى إحراق الثانية ومحاصرتها. وهذا النوع من التعاطي الذي يُمارسه الحزب والذي يصل إلى درجة الاستخفاف بدماء الأبرياء والتغاضي عن جرائم حلفائه، سيجعل أطفال سوريا يتساءلون يوماً ما، ماذا تبقّى في وجدان «حزب الله» وجمهوره، على أراضٍ حوّلت «مقاومته« زرعها وبساتينها إلى مقابر جماعية لا تنبت أرضها سوى روائح البارود والموت؟.

أمس، ومن خلال مشهد الطفل عمران الذي بثه «مركز حلب الإعلامي« على موقع «يوتيوب»، استعاد العالم مشهد جثث الأطفال والنساء الممددة على الأرض بعد تنشقهم غاز «السارين« من جراء قصف نظام بشار السفّاح الغوطة الشرقية بصاروخين فريدين من نوعهما يحملان «هدايا« الموت الخانق في داخلهما لمدنيين عُزّل لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في بلد باعه حُكّامه بأبخس الأثمان لقاء ضمان انتقال السلطة فيه من والد قاتل مأجور إلى ولد مجرم مأمور.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية - أردوغان لبوتين: رحيل الأسد أولاً

عبد الكريم أبو النصر/النهار/19 آب 2016

"لن تشهد المنطقة تشكيل تحالف روسي – تركي – إيراني لأن الرئيس رجب طيّب أردوغان حريص على اقامة علاقات طبيعية مع روسيا والحفاظ في الوقت عينه على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة والدول الغربية وابقاء تركيا عضواً في حلف شمال الأطلسي، على رغم التوتر بينه وبين الغرب منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة. لكن اقتراحاً محدداً لحل الأزمة السورية قدمه أردوغان الى الرئيس فلاديمير بوتين خلال محادثاتهما الاسبوع الماضي هو الآن محور مشاورات جدية روسية – تركية – ايرانية. وينص اقتراح اردوغان على اعطاء الاولوية لضمان رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة والتفاهم على بديل منه، الأمر الذي يشكل منطلقاً لحل الأزمة السورية". هذا ما أدلى به الينا مسؤول أوروبي مطلّع على هذه المشاورات وقال: "لقد تعمّد أردوغان كشف مضمون اقتراحه هذا في مقابلة مع صحيفة "الموند" الفرنسية نشرت عشية محادثاته مع بوتين وهو اقتراح يتضمن النقاط الأساسية الآتية:

أولاً، ليس ممكناً ايجاد حل للأزمة السورية ما دام الأسد في السلطة بل يجب أن يرحل. ثانياً، بعد رحيله يمكن البحث عن شخص آخر يخلفه ويكون مقبولاً لدى الجميع. ثالثاً، يمكن حينذاك تنظيم انتخابات من غير أن يشارك فيها الأسد وتنفيذ الانتقال السياسي أي انتقال السلطة الى نظام جديد.

رابعاً يجب أن نسمح للشعب السوري بأن يختار الحاكم الذي يريده وهذا هو الحل الوحيد للأزمة. خامساً، يجب أن تنخرط روسيا وأميركا وتركيا وايران والسعودية وقطر جدياً في العملية التفاوضية وان تتعاون في ما بينها من اجل انجاز الحل السياسي للأزمة السورية.

وأوضح المسؤول الأوروبي أن عوامل عدة دفعت أردوغان الى طرح اقتراحه هذا أبرزها ما يأتي:

أولاً، طرح أردوغان هذا الاقتراح ضمن نطاق عملية تحسين العلاقات وتطبيعها مع روسيا في مجالات حيوية عدة ولو كان يعتقد أن بوتين سيبدي انزعاجاً من مضمونه لما كان كشفه علناً في مقابلة صحافية ثم ناقشه بالتفصيل مع الرئيس الروسي.

ثانياً، الجميع متفقون على أن حل الأزمة السورية لن يكون عسكرياً بل سياسياً ومن طريق المفاوضات.

ويدرك أردوغان أن بوتين ليس منتصراً في سوريا وأنه يخوض معركة بالغة الصعوبة والتعقيد يستند فيها الى نظام الأسد الضعيف الذي فقد القدرة على الإمساك بالبلد وحسم المعركة لمصلحته على رغم الدعم الكبير الذي تقدمه له روسيا وإيران والميليشيات المسلحة اللبنانية والعراقية والافغانية المرتبطة بطهران.

ثالثاً، يهدف أردوغان من طريق طرح اقتراحه الى مساعدة حليفه الجديد بوتين على الخروج من الورطة السورية بطريقة تحقق مكاسب لموسكو اذ أنه يرى أن من الخطأ ربط مصير دور روسيا واستراتيجيتها بمصير شخص خصوصاً أنه ليس ممكناً أو واقعياً بناء سوريا الجديدة بعد انهاء الحرب بالتعاون مع الأسد.

رابعاً، يدرك أردوغان تماماً أن أياً من التكتلين الأساسيين المتصارعين في سوريا، أي تكتل روسيا وايران وحلفائهما وتكتل أميركا والدول المتحالفة معها، لن يستطيع أن يحقق النصر ويفرض على التكتال الآخر شروطه ومطالبه. وعلى هذا الأساس يقترح أردوغان تعاون هذين التكتلين من أجل تطبيق الحل السياسي وانهاء الحرب وتسوية الأزمة على أساس أن ينطلق هذا الحل من ضرورة حسم مصير الأسد وإبعاده عن السلطة قبل أي شيء آخر.

خامساً، استناداً الى المسؤول الأوروبي المطلع ستؤيد أميركا والدول الحليفة لها وتدعم اقتراح اردوغان هذا اذا وافقت عليه روسيا لأنه ينسجم مع مطلبها الأساسي القاضي بالتمسّك برحيل الأسد عن السلطة ولأنه مطابق لقرارات مجلس الأمن وللتفاهمات الدولية التي تطالب بالانتقال الى نظام جديد تعددي في سوريا يضمن الحقوق المشروعة للشعب السوري بكل مكوناته من أجل إنهاء الحرب وتسوية الأزمة واحلال السلام والاستقرار.

وخلص المسؤول الأوروبي الى القول: "ليس متوقعاً أن تعلن روسيا أو إيران موقفاً من اقتراح أردوغان في هذه المرحلة لأنه يتناقض مع مواقفها المعلنة ولأن الموضوع يحتاج الى نقاشات معمقة ومفصّلة تساهم فيها الدول المعادية للأسد والمؤثرة في مستقبل سوريا. لكن مجرّد الموافقة الروسية والايرانية على التشاور في شأن هذا الاقتراح الذي يعطي الأولوية لضرورة رحيل الأسد عن السلطة تعكس مدى صعوبة أوضاع النظام وحلفائه".

 

 «المرشد» يستسلم لـ«القيصر»

أسعد حيدر/المستقبل/19 آب/16

خسر المرشد آية الله علي خامنئي، حتى لو بقي بشار الأسد رئيساً الى الأبد، وربح «القيصر» فلاديمير بوتين، لأنه مهما خسر فقد حقق ويحقق ربحاً عظيماً لروسيا. أخيراً استقر «الدب الروسي» وتمدد على شاطئ البحر المتوسط، وأصبح يطل على مياه الخليج الدافئة، ويمنّي نفسه بالنزول فيها. «القيصر» لعب «الشطرنج»، أما المرشد فلم يلعب. لقد وضع لنفسه هدفاً كبيراً، ولم ينظر حوله ولم يدرس إمكاناته مهما فعل ومهما تنازل، أصبح الطرف الضعيف في الحلف سواء كان ثنائياً مع موسكو أو ثلاثياً مع موسكو وأنقرة. قرار «مجلس الأمن القومي الايراني«، السماح للجيش الروسي استخدام قاعدة همدان، ضد سوريا باسم محاربة الارهاب، إعلان صارخ ومدوٍّ للهزيمة، بعد خمس سنوات من الحرب في سوريا. المرشد أدرك وقبِلَ واستسلم للوقائع الميدانية، التي خلاصتها أن الجنرال قاسم سليماني فشل في الحصول على انتصار، وأنه إذا استمر في القتال على الوتيرة نفسها، فإن الخسارة ستكون كارثية. الجيش السوري و»الحرس الثوري» و«حزب الله« وميليشيات الأفغان والعراقيين والباكستانيين والطيران السوري والروسي، لم يتمكنوا ولن ينجحوا في انتصار يخلو من ألغام الهزيمة والتراجع. قرار المجلس الأعلى للأمن القومي، بفتح قاعدة همدان الجوية أمام الطيران الروسي هو قرار من المرشد وهو يتحمل مسؤوليته مباشرة. اختار أعضاء المجلس ومن بينهم رئيس الجمهورية حسن روحاني الصمت، في هذا الوقت الدقيق. نائب واحد وجد لديه الجرأة، فرفع «انذاراً دستورياً» في وجه رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، النائب الذي سيسجل اسمه في تاريخ الجمهورية الاسلامية في ايران هو حشمت الله فلاحت بيشه.

فقد أكد «أن الدستور الايراني لا يسمح وفقاً للمادة 146 بمنح قواعد عسكرية لأية جهة أجنبية حتى لو تم استخدام القاعدة لأغراض سلمية». علي لاريجاني نفى منح قاعدة للروس. لكن ميدانياً، فإن أصغر جندي إيراني سواء كان في الجيش أو الحرس الثوري يعرف أن هبوط طائرات استراتيجية كانت أو مقاتلة، في أي مطار تحتاج الى جهاز عسكري لوجستي وقوة دفاعية وقوة استخباراتية للمحافظة على أسرار هذا الطيران. لذا فإن قوة روسية يجب أن تبقى متأهبة في المطار وحوله وهذا ما لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية، أي حتى الشاه رضا بهلوي لم يجسر يوماً على أخذ مثل هذا القرار الذي «يقضم» من السيادة الإيرانية.

«القيصر» بوتين، لم يحصر تمدده من سوريا الى القاعدة الجوية في همدان. لقد نزل الى الأرض باسم «المتطوعين». أصبح مؤكداً أن العشرات من الروس قتلوا في المعارك الأخيرة، وأنه يتم تأطير آلاف عدة من الروس الشيشانيين لإرسالهم الى سوريا. بذلك ينقل بوتين الحرب من الشيشان الى سوريا، ليتقاتل الشيشانيون وليصفّي بعضهم بعضاً بعيداً عن «روسيا الأم».

ما يجري من تطورات على الأرض السورية، يؤشر الى مرحلة جديدة لـ»فتنمة» سوريا. مع توجه نحو تعقيدات أكبر. في فيتنام قاتل الفيتناميون وحدهم في حين أن السوفيات والصينيين قدموا الدعم العسكري. في سوريا الجميع نزل على الأرض تحت مسميات مختلفة. حتى الصينيون قرروا دخول «الميدان» تحت بند تدريب الجيش السوري. الأميركيون كانوا وما زالوا الغائبين الحاضرين، «أصبح لهم على الأرض عدة آلاف من الجنود وهم دعموا علناً الأكراد في منبج، ويقال إنهم أقاموا شريطاً أو جداراً عسكرياً وعدة مطارات على طول الحدود الشمالية لسوريا حتى الأتراك لا يستطيعون اختراقه ولا تعريض الأكراد للخطر إذا قرروا الانسحاب«. «فتْنَمَة» سوريا، لن تترك لأحد مجالاً ليربح الحرب عكس فيتنام حيث انتصر الفيتناميون سياسياً وخسروا عسكرياً، حتى «القيصر» لن يربح وإنما سيجمع النقاط والمواقع للمفاوضات. يطمح «القيصر» بالتعاون مع المرشد، الى وضع الرئاسة الأميركية الجديدة بعد باراك أوباما أمام واقع جديد في سوريا يمكنه من الحصول على أفضل ما يريد. مشكلة بوتين أنه يسابق الوقت، وكأن «الكاوبوي» الأميركي أصبح «عارياً» و»مستسلماً».في الواقع هذا «الكاوبوي» تراجع وانكفأ لكنه لم يتخلَ عن «مسدسه وحصانه». وهو مازال في اللحظة التي تضرب فيها المؤسسات في النظام الأميركي «يدها على الطاولة« وتقرع «الجرس» «للدب الروسي» لتذكّره أن كل تقدم غير محسوب له حسابات مختلفة تحوله الى غوص في الرمال المتحركة، على غرار أفغانستان. بين «الفتنمة» و»الأفغنة» خيط رفيع. الروس يعرفون أكثر من غيرهم دقة الوضع. يقال إن الجنرال بوريس غراموف الذي أنجز الانسحاب السوفياتي من أفغانستان هو الذي يقود الآن «المتطوعين» الروس في سوريا. سوريا لن تعيد للجنرال غراموف شرفه العسكري الذي خسره في أفغانستان. سوريا ليست «لقمة سائغة». واشنطن طرف مباشر وهي قادرة في أي وقت على تحويل سوريا الى «أفغانستان» جديدة لروسيا القيصرية. لذلك فإن «القيصر» يعرف متى يبيع ومتى يقايض، ومتى يضحي حتى «بالقلعة» ليتسلم «الملك» على رقعة الشطرنج التي تمتد من سوريا الى إيران، وفي كل ذلك فإن مصلحة روسيا فوق الجميع. أما المرشد فإنه شرب في همدان «كأس السم» السوري على وقع هدير القاذفات الاستراتيجية الروسية.

 

حلف روسي ـ إيراني لا أفق له

خيرالله خيرالله/العرب/19 آب//16

منذ صيف العام 2013، عندما استخدم بشّار الأسد السلاح الكيميائي بشكل سافر في حربه على شعبه، وربّما منذ اليوم الأوّل لاندلاع الثورة الشعبية في سوريا، تعطي إدارة باراك أوباما كلّ الإشارات الخطأ في كلّ الاتجاهات. كانت الإشارة الأخيرة في هذا المجال الاكتفاء بـ”الأسف” لقصف الطائرات الروسية الأراضي السورية انطلاقا من قاعدة همدان الإيرانية. لم يعد لدى الإدارة الأميركية الحالية سوى لغة الاعتراض والأسف والحديث عن خرق روسي لقرارات مجلس الأمن مثل القرار 2231، فيما روسيا وإيران مندفعتان في اتجاه تدمير كلّ ما تقع عليه يدهما في سوريا.

تدمّران المجتمع ومدنا عريقة، مثل حلب، وأريافا بهدف القضاء نهائيا على البلد في غياب القدرة على القضاء على إرادة الشعب السوري. هذا الشعب الذي لا يزال يقاوم منذ خمس سنوات ونصف سنة كلّ تلك القوى التي تكالبت عليه مستخدمة أعتى أنواع الأسلحة وصولا إلى الميليشيات المذهبية التي شكلت وما زالت تشكل القوة المساعدة والداعمة لأرهاب “داعش” وأخواته وإخوانه. سيغادر باراك أوباما البيت الأبيض والشرق الأوسط في وضع أسوأ من ذلك الذي كان سائدا لدى دخوله إليه. هذه نتيجة طبيعية لسياسة تقوم على الانكفاء من جهة، والاكتفاء بالتركيز على الملف النووي الإيراني من جهة أخرى. أدت هذه السياسة إلى نهاية العراق. هذا أمر صار مفروغا منه في ضوء وضع إيران يدها على البلد وسيطرة الميليشيات المذهبية الموالية لها المسمّاة “الحشد الشعبي” على مفاتيح السلطة، بما في ذلك الجيش العراقي. جاء الآن دور الانتهاء من سوريا التي تشهد مأساة لم يشهد بلد شبيها لها في القرن الواحد والعشرين.

من الطبيعي أن تستغل كل من روسيا وإيران قرب نهاية عهد أوباما لمحاولة خلق واقع جديد على الأرض، خصوصا في سوريا. هناك قبل كلّ شيء إعلان عن حلف عسكري جديد يستفيد من العلاقة السيئة بين تركيا والولايات المتحدة. وهناك تركيز روسي ـ إيراني على حلب. يظهر ذلك من خلال نوع القصف الروسي لحلب والمناطق المحيطة بها. هذا القصف يمهّد إمّا لتدمير المدينة نهائيا وتهجير سكانها، وامّا لعملية عسكرية برّية كبيرة.

في كلّ الأحوال، يبدو واضحا أن إدارة أوباما فرصة لن تتكرّر لا لـ”المرشد” الإيراني علي خامنئي، ولا للقيصر الروسي فلاديمير بوتين. هناك إدارة في واشنطن تكتفي بالكلام، وعندما يأتي دور الأفعال، تختلق لنفسها كلّ أنواع الأعذار للعودة عن التهديدات والتحذيرات التي أطلقتها في شأن سوريا، بما في ذلك مسألة بقاء بشّار الأسد في موقعه. كم مرّة قال باراك أوباما أن “لا مكان” لبشار الأسد في سوريا؟ بقي كلامه مجرّد كلام. صار النظام السوري في مزبلة التاريخ. هذا صحيح، لكنّه لا يزال يُستخدم في عملية لا هدف لها سوى القضاء على سوريا، وما بقي منها.

يمكن، من الآن فصاعدا، الكلام عن حلف روسي – إيراني في المنطقة، فيما تشكو تركيا، التي كانت في مرحلة معيّنة رأس حربة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، من سلسلة الخيبات التي تعرّضت لها، خصوصا منذ إسقاطها القاذفة الروسية في تشرين الثاني – نوفمبر من العام الماضي. هناك شعور تركي واضح بالخيبة من طبيعة العلاقة بحلف الأطلسي الذي خذل أنقرة على كلّ المستويات. هل انتهى حلف شمال الأطلسي مع انتهاء الحرب الباردة؟

يكشف الحلف الجديد بين روسيا وإيران أن موسكو صارت صاحبة اليد العليا في سوريا. هناك اعتراف من طهران بالعجز عن متابعة مشاركتها في الحرب على الشعب السوري من دون روسيا. للمرّة الأولى منذ الإعلان عن قيام “الجمهورية الإسلامية” في العام 1979، هناك قوات أجنبية تعمل انطلاقا من قواعد في الأراضي الإيرانية. إنّه تطور مهمّ على الصعيد الإقليمي يعطي فكرة عن مدى التراجع الأميركي على كلّ صعيد، ولكن من دون أن يعني ذلك أنّ روسيا وإيران في وضع مريح في سوريا.

يظل السؤال في نهاية الأمر هل من أفق لهذا الحلف الروسي – الإيراني في الوقت الذي ليس أمام روسيا سوى التنسيق مع إسرائيل في سوريا في شأن كلّ شاردة وواردة؟ اللافت للانتباه أنه بات على إيران التنسيق الكامل مع الطرف الذي ينسق مع إسرائيل بعدما فتحت أراضيها لروسيا وطائراتها! ما كان سرّا صار حقيقة وواقعا لا أكثر! هناك، بكلّ بساطة، فراغ ناجم عن الغياب الأميركي في الشرق الأوسط. تدخلت أميركا في الماضي، وكانت لتدخلها نتائج كارثية. يحصد العراقيون اليوم نتائج هذا التدخل الذي استهدف نظام صدّام حسين. الأخطر من ذلك، أن المنطقة كلّها تحصد نتائج تسليم العراق على صحن من فضّة إلى إيران، وما استتبع ذلك من خلل كبير على صعيد التوازن الإقليمي.

عاجلا أم آجلا سيتبيّن أن لا أفق للحلف الروسي ـ الإيراني. في استطاعة هذا الحلف التدمير في كلّ مكان وفي كلّ مجال، خصوصا في سوريا حيث لا همّ للنظام سوى القضاء على كلّ أثر للبلد. ليست لدى هذا الحلف أيّ حلول لأيّ مشكلة، لا في سوريا ولا في العراق… ولا في لبنان. ستستخدم إيران روسيا للقول أنّها ما زالت لاعبا في سوريا. وستستخدم روسيا إيران نظرا إلى أنها قادرة على زجّ مقاتلين لبنانيين وعراقيين وأفغان في سوريا من منطلق مذهبي ليس إلّا. ليست لدى روسيا قوات برّية ترسلها إلى سوريا، فضلا عن أنها تعرف أن قدرة النظام السوري على تجنيد المزيد من “الشبيحة” باتت محدودة إلى حدّ كبير، فيما الجيش السوري يعاني من نقص كبير في الرجال. سيسعى الحلف الجديد إلى تحقيق ما عجزت إيران عن تحقيقه منذ اليوم الأوّل لاندلاع الثورة السورية. سيفشل في ذلك على الرغم من أن التنسيق الروسي – الإسرائيلي في مرحلة متقدمة وعلى الرغم من أن إدارة أوباما ليست في وارد القيام بأي خطوة لمصلحة الشعب السوري. سيظل همّها محصورا في حماية الاتفاق النووي مع إيران… الذي يختزل كلّ ملفات الشرق الأوسط. تدخلت أميركا في عهد بوش الابن، فحصلت كارثة. قرّر باراك أوباما أن لا يتدخل، فحصلت كارثة أكبر. لم تعد المسألة هل تتدخل أميركا أم لا تتدخل. المسألة هل لا يزال في واشنطن أشخاص يعرفون شيئا عن الشرق الأوسط وعن النتائج التي ستترتب على التدخل وتلك التي ستنجم عن عدم التدخل؟ في حالي التدخل وعدم التدخل، تغيّرت المنطقة كلّيا. لن ينقذ الشرق الأوسط حلف جديد ينتمي طرفاه إلى دول العالم الثالث، بغض النظر عن وجود مشروع توسّعي إيراني واضح المعالم، وامتلاك روسيا لأسلحة متطورة.

ليس كافيا وجود المشروع التوسعي ولا الأسلحة المتطورة لتغيير الشرق الأوسط نحو الأفضل بأي شكل من الإشكال، في ظلّ البناء على الانكفاء الأميركي.لو كانت إيران قادرة على تطوير نفسها لكانت خفضت نسبة السكان الذين هم تحت خط الفقر فيها. لو كانت روسيا قوة عظمى بالفعل لكانت خرجت من اعتماد اقتصادها على النفط والغاز وحدهما. ليس هكذا تبنى الأحلاف، وليس هكذا تعمّر الدول… لا في ظل التدخل الأميركي ولا في ظلّ غيابه.

 

بين أنجرليك وهمدان: إيران المربكة

محمد قواص/العرب/ 19 آب//16

بين القاذفات الإستراتيجية الروسية التي تنطلق من قاعدة همدان الإيرانية والودّ الطارئ الذي هبط بين موسكو وأنقرة، تتصرّف طهران بارتباك وتلعثم وارتجال لا صلة له بالغرور الذي أصابها قبل عام فقط حين بشّرت العالم بأن إيران أصبحت إمبراطورية عاصمتها بغداد. يوم الخميس الماضي أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، دون داع لذلك، أن زيارة الوزير محمد جواد ظريف إلى أنقرة (الجمعة) تأتي تلبية لدعوة وجهها له نظيره التركي مولود جاويش أوغلو. لا تنفي أنقرة ذلك ولا تؤكده، لكن ما الذي يجعل طهران محرجة إلى درجة تدعوها للتفتيش عن مبرر يقف وراء استعجال وزيرها في السفر إلى تركيا بعد ثلاثة أيام على القمة الروسية التركية في سانت بطرسبرغ؟ نعم ارتبكت القيادة التركية من هذا التحوّل الذي تعد به اجتماعات فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان. يظهر هذا الارتباك جلياً في ذلك الإفراط غير المتزن في الترحيب الذي أبداه ظريف بتقارب “الحليف” الروسي من “الخصم المنافس” التركي. بدا أن الابتسامات الفجّة التي وزعها على الصحافة وكأنه يلج عرسا، تخفي في ثناياها فاجعة الخروج من المأتم. أكثر الضيف والمضيف من الكلام عن الاقتصاد والتبادلات التجارية والتعاون المرصّع بالأرقام. نسي وزير الخارجية الإيراني أنه ليس وزيراً للطاقة ولا وزيراً للتجارة، وأن الاجتماعات المغلقة والطويلة جدا التي جمعته بنظيره التركي، كما بالرئيس التركي، لم تتناول إلا شؤون السياسة التي يفترض أنها من صلب اختصاصه. تبادل الطرفان على منابر أنقرة النفاق حتى بدا أن العرض مرتجل متعجل وأن الإخراج ركيك لا يمكن لأي مراقب إلا أن يلحظ الضيق في مضمونه.

لم يذهب ظريف إلى موسكو لاستطلاع تفاصيل النسخة الصادرة حديثا للعلاقات الروسية التركية المقبلة. خَبرَ الإيرانيون روايات الروس وأيقنوا الرشاقة التي يتحرك بها بوتين وفريقه في إدارة العلاقة مع طهران، لا سيما في الميدان السوري. عرف الرجل قبل أن يفكر بالتعريج على العاصمة الروسية أن أهل البلاد سيكرمونه بالمعسول من الكلام، فيما لم يعرف الإيرانيون وميليشياتهم التابعة خسائر تنزل بهم بهذا الحجم إلا حين تدخلت الآلة العسكرية الروسية في سوريا قبل أكثر من عام.

“من الآخر”، تريد أن تفهم طهران من أنقرة ما الذي ينتظرها وينتظر أجنداتها جراء “الحنان” الطارئ الذي لامس علاقات روسيا وتركيا. وربما في القلق الإيراني وما تمتلكه القيادة الإيرانية من معلومات ومعطيات ما جعلها تستنج جدّية بنيوية مقلقة في التوجهات الجديدة للبلدين الجارين. تحدث الروس عن بناء “السيل التركي” الذي سيسوّق الغاز الروسي إلى أوروبا عام 2019. على هذا تصبح تركيا ممراً إستراتيجيا حيوياً للاقتصاد الروسي نحو العالم. هذا يعني أن موسكو أسقطت خيار أوكرانيا، لكن هذا يعني أيضاً أن روسيا أسقطت خيار سوريا كممر للغاز، وبالتالي خفضت مستوى سوريا في سلم أولوياتها المتعلّقة بتجارة الهيدروكاربونات. تأكدت إيران من أن “السيل التركي” خيار نهائي بالنسبة إلى روسيا إلى درجة أن ظريف، وبلغة تجار السوق العتيق، اكتشف فجأة أن تركيا تشكّل لإيران ممراً لشبكات الكهرباء والغاز بين بلاده وأوروبا. كان واضحاً أن رجل الدبلوماسية الأول في إيران هرول إلى أنقرة لدخول السوق والسعي إلى الالتحاق بما يمكن أن يرفع ربحاً ويخفف خسارة، ليس في عالم الاقتصاد، فهذا متاح ومنطقي ولا موانع دونه، بل في مسائل السياسة التي استدعت إغلاق الأبواب وبحث المقايضات طَوال ساعات طِوال.

منذ أن أوكل العالم أمر سوريا إلى فلاديمير بوتين فهمت طهران أن خياراتها في سوريا لا يمكن أن تمر إلا بمباركة روسية. خيّل للجنرال الشهير قاسم سليماني أن حنكته أقنعت الحاكم في الكرملين بالتحرك عبر النار في سوريا. وخيّل لبشار الأسد في دمشق أن أمر الصراع آيل إلى نصر يعيده زعيماً على ما يتجاوز “سوريا المفيدة”. بيد أن الجنرال والرئيس لما ينتظرا كثيرا ليكتشفا أن لبوتين أجندة تُحدد في موسكو ولا هدف لها إلا مصالح روسيا، وبالتحديد مصالحه في روسيا. وتلك المصالح هي التي تقرر مدّ الغطاء الجوي لإسقاط تدمر مثلا وحظر ذلك الغطاء بما يكشف عورات القوات البرية في طوز خورماتو قبل أشهر وفي الراموسة قبل أسابيع. لكن تجاوزاً للتفاصيل الميدانية، فإن طموحات إيران في تغليب أجندتها الداعمة للنظام ورئيسه من خلال الحلف مع روسيا، ستصاب بنكسة قاتلة إذا ما مال مزاج موسكو في سوريا إلى توليفة مع أنقرة تحرس خطوط الغاز المارة في تركيا.

ولا شك أن ما عبّرت عنه منابر النظام السوري من تفاؤل بالتقارب الروسي التركي في “إرساء السلم في المنطقة”، يعبّر عن قلق يشاطر القلق الإيراني، من تحوّلات روسية بشأن الموقف من دمشق، حتى لو تواكبت مع تحوّلات تركية بشأن الموقف من المعارضة السورية. وإذا ما كانت لغة المصالح والأرقام التي طغت على مداولات سانت بطرسبرغ ستفرض على روسيا وتركيا الاهتمام بمصالحهما الثنائية، بغضّ النظر عن أجندات حلفائهما، فإن من حقّ دمشق وطهران أن يقلقا على مصير نظام يمتلكانه أكثر من قلق المعارضة التي مهما بلغت خسارتها ستكون رابحة في تصدّع مشروع بقاء النظام في شكله السابق والراهن.

ورغم أن طقوس زيارة ظريف لأنقرة بدت مرحة فرحة ودودة، بيد أن موقف تركيا بدا راعيا للمعادلة السورية المقبلة، أولاً من حيث الشكل، أي بقيام ظريف بالزيارة الاستطلاعية وليس العكس، لكن أيضا من خلال الدعوة التي وجهها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لطهران إلى “اتخاذ مواقف إيجابية لإيجاد حل عادل في سوريا”، بما فهم منه، ولو عن غير قصد، أن في الأمر تلميحا لدور سلبي مارسته طهران حتى الآن لإعاقة تسهيل إنتاج الحل السوري. وفي إمكانات طهران لاجتراح المواقف الإيجابية ما لمّحت إليه (حسب حسين أمير عبداللهيان) بعد ساعات على عودة ظريف إلى بلاده من أنها سبق وأن دعت مرتين بشار الأسد وعائلته لزيارة طهران، بما أوحى أن لا مانع من دعوته مرة ثالثة، يوما ما، وهو ما ذهب إليه السيد حسن نصرالله في الدعوة إلى “مصالحات وتسويات”.

أعاد البلدان في أنقرة تكرار لازمة “الحفاظ على وحدة الأراضي السورية”. فالموقف الثنائي من أي مشاريع فيدرالية (دعت إليها موسكو) أو تقسيمية (تنبأت بها واشنطن) هو حقيقي وجدي لمنع الـ”بيجاك” وصحبهم في إيران و”ب ي د” في سوريا من الطموح إلى قيام كيانات تابعة للـ”بي كا كا” في تركيا.

وفي التكرار الممل التحدث عن تبادلات تجارية وطموحات اقتصادية مشتركة لم تتوقف أساساً رغم الحرب التي يخوضونها بالوكالة وبشراسة في سوريا. بيد أن الرتابة التقليدية التي وسمت علاقات طهران وأنقرة من حيث فصل السياسي عن الاقتصادي، لا يمكن إلا أن تسقط فتعاد قراءتها وفق تموضعات داهمة تفرضها “سانت بطرسبرغ” بانتظار التموضع الكبير للولايات المتحدة الأميركية بعد دخول رئيسها المقبل عتبة البيت الأبيض.

قد يخفف الإعلان الأخير عن اعتماد روسيا قاعدة همدان الجوية في إيران قاعدة لانطلاق قاذفاتها الإستراتيجية شيئاً من الارتباك الإيراني، وقد يجد الحاكم في طهران في الأمر تفضيلاً روسياً للخيار الإيراني عن ذلك التركي المطلّ حديثاً. لكن احتفال طهران بالحدث على ما أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، يمثّل توقاً لإرضاء موسكو ويُخضع الأجندة الإيرانية لتلك التي يحددها سيد الكرملين. وفي الذاكرة الإيرانية أن الأتراك كانوا قد عرضوا على روسيا أوائل يوليو الماضي استخدام قاعدة أنجرليك قبل أن يتراجعوا، وأن التآلف الروسي التركي هذه الأيام قد يجدد العرض التركي عربوناً لتلك الصداقة الجديدة، بحيث تدخل موسكو إلى قاعدة عسكرية هي من صلب المنظومة الأطلسية. يجري هذا الضجيج بين روسيا وتركيا وإيران ليتحدد مستقبل العالم العربي، وسط ذهول وصمت ملتبس لعواصم العرب.

 

أعيدوا غزة إلى مصر

أحمد عدنان /العرب/ 19 آب//16

لا يمكن كتابة تاريخ غزة بمعزل عن التاريخ المصري، وهذا أمر قديم، فأول ذكر للمدينة كان في مخطوطة للفرعون تحتمس، بل إن غزة كانت عاصمة لمصر في الماضي السحيق، وغالبا من حكم مصر حكم غزة أيضا، وهناك استثناءات، فالعثمانيون ألحقوها بمتصرفية القدس، والانتداب البريطاني ألصقها بفلسطين ككل. أهم من كان يدرك ذلك، هو الرئيس المصري جمال عبدالناصر، وله مقولته الشهيرة التي ربطت بين الأمن القومي/ الوطني المصري وبين غزة، ومن نافلة القول التذكير بعودة غزة إلى “الإدارة” المصرية أو الحكم المصري عام 1948، واتفاق الهدنة كان واضحا في احتفاظ مصر بغزة، واستمر ذلك حتى “نكسة” 1967، والمعنى أن غزة تصنف ضمن الأراضي التي احتلتها إسرائيل سنة 1967 لا سنة 1948، وهذا له دلالته. في عام 2004 أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، آرييل شارون، انسحابه من قطاع غزة، وفي رأيي أن قراره لم يكن مجانيا أو عشوائيا أو عبثيا، فمن وجهة نظري أراد شارون أن يحول الصراع بين إسرائيل وأهل غزة إلى صراع بين غزة ومصر، وللأسف يبدو أن طموحات شارون قد تحققت، ويعود الفضل في ذلك إلى حركة حماس للأسف أيضا. اليوم، أوضاع غزة، مدينة وقطاعا، ربما تكون الأسوأ في العالم، 50 بالمئة من السكان لا يستطيعون الحصول على المياه بانتظام، تنقطع الكهرباء عن المستشفيات نحو 12 ساعة يوميا، بينما تنقطع عن المدارس نحو 8 ساعات يوميا، وفوق ذلك اكتظاظ طلابي رهيب مقابل شح المدارس، فضلا عن أن غزة ربما تكون الأرض الأعلى كثافة سكانية في العالم بالنسبة إلى المساحة، وهذا غيض من فيض. بسبب حماس وإسرائيل مجتمعتيْن، خرجت غزة من قطار السلام المتعطل، واستظلت براية الإرهاب المتفجر. من المؤسف، حقا، أن تكون حركة حماس شريكا رئيسا في توترات سيناء، وهذا أمر لا ينكره أحد، تقيم إسرائيل حصارا خارجيا على غزة، وتشاركها حركة حماس برفض وضع معبر رفح تحت إدارة السلطة الفلسطينية الشرعية، ومن الطبيعي أن تتحفظ مصر على نشاط المعبر، لأنها وقعت اتفاقية تنظيمه مع السلطة الشرعيـة لا مع الميليشيـا، وهذا هـو منطق الدولـة الغائب عن حماس.

للرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، تصريح لم يفهم في وقته “إسرائيل تستثمر جهل الناس بقضية غزة لصرف النظر عن القضية الفلسطينية”، شنعت حماس على مبارك مع أنه تغاضى، تماما، عن الأنفاق التي تربط بين سيناء وغزة لتأمين احتياجات الغزاويين، والخلاصة بعد مرور هذه السنوات، أن الناس نسوا فلسطين وانشغلوا بغزة، وربما لو حق لي تصحيح تصريح مبارك لقلت: غزة – بسبب حماس – أصبحت عبئا على القضية الفلسطينية. ربما تكون أوضاع غزة قبل الانسحاب الإسرائيلي أفضل من أوضاعها بعده، وكما أن تاريخ غزة وحاضرها مرتبطان بمصر، فمستقبلها كذلك ليس منفصلا عنها، فمصر – بفضل الجغرافيا – هي ربطة العنق بالنسبة لغزة. قبل ثورة 25 يناير، قام مركز السادات – بيغن للسلام التابع لجامعة بار إيلان الإسرائيلية باقتراح حل نهائي للصراع العربي – الإسرائيلي مفاده اقتطاع جزء من سيناء لغزة واقتطاع جزء من الأردن للضفة، وهذا الاقتراح سيضاعف الكارثة ولن يحلها، لذلك فإن ما أراه هو العكس تماما. علينا أولا أن نحدد ما هي المشكلة، وهي باختصار الاحتلال الإسرائيلي، ومشروع الدولة الفلسطينية هو أحد أوجه الحل لكنه ليس الحل الوحيد، فلو استطعنا معالجة الاحتلال بمعزل عن إقامة الدولة الفلسطينية، فليذهب الاحتلال غير مأسوف عليه.

لا يمكن حل أزمة غزة من دون سيناء، لذلك فإن الحل هو عودة الفرع إلى أصله، أي عودة غزة إلى سيناء وبالتالي عودتها إلى مصر، وفق منطق التاريخ والجغرافيا معا. جغرافيا، لا يمكن ربط غزة بمعاهدة أوسلو، ومحاولات لي عنق الجغرافيا، أفضت إلى أزمة غزة اليوم، وما يؤلم حقا أن إسرائيل موجودة في غزة، وتركيا موجودة في غزة، وإيران موجودة في غزة، الكل في غزة إلا العرب.

غزة تشبه مصر وسيناء أكثر مما تشبه الضفة، ورغم كل التوترات التي نعيشها اليوم على الصعيدين الغزاوي والسيناوي، بكل مسبباتها الداخلية والخارجية، إلا أنه لا مفر من عودة التاريخ إلى مجراه واتصال الجغرافيا بالسياسة. سيناء بحاجة إلى مشروع تنموي عظيم وكذلك غزة، والحقيقة أنه لن يبني غزة وسيناء إلا أهل غزة وسيناء، وأوضاع مصر اليوم ليست معيارا، إنما مستقبلها هو المعيار، وأعتقد أن مبادرة بحل أزمة غزة تستحق ثمنا دوليا قيمته المشروع التنموي العظيم، فتنصبّ موارد الدولة المصرية وكوادرها على غرب قناة السويس. لو خيرت الغزاوي بين حصار إسرائيلي أو بين مواطنة مصرية، يفترض أن يختار مصر، ولو خيرت المواطن المصري بين سيناء آمنة ومزدهرة وبين سيناء المشتعلة، يفترض أن يختار الأمان والاستقرار والازدهار. لذلك لا بد من انسحاب غزة من معاهدة أوسلو وإلحاقها بكامب ديفيد، لتعزز مصر موقعها الإستراتيجي بين القارتين، وتكسب مساحة جديدة على البحر الأبيض المتوسط، وهذا ما يعني أرباحا اقتصادية وسياسية ثمينة، في حين ستربح غزة مكاسب إنسانية لا تقدر بثمن، وأهمها الخلاص من الكابوسيْن الإسرائيلي والحمساوي. المتضرر الوحيد من هذا المشروع هو حركة حماس. فحل مشكلة غزة يعني، باختصار، نهاية حماس، وعودة غزة إلى مصريتها يعني نهاية حماس أيضا، لكن المطلوب ألا لا ننظر إلى مصلحة أفراد وميليشيات، إنما إلى مصلحة الإنسان والأوطان. شهدنا مؤخرا قرارا سياسيا يصحح اعتداء التاريخ على الجغرافيا، وهو قرار استعادة المملكة لجزيرتي تيران وصنافير، ولا بد من إكمال السياق بعودة غزة إلى مصر، وهذا مشروع صعب بحاجة إلى نفس طويل يجب أن تتحمله الدولة المصرية، والدول العربية كافة، والشعب الفلسطيني النبيل. فلنجرب لعلنا نغير بيدنا ما اعتدنا أن يجبرنا عليه الآخرون.

 

استعراض القاذفات الروسية يفضح ارتباك حلفاء الأسد

 حسان حيدر/الحياة/18 آب/16

الخطوات العسكرية المتباعدة التي تتخذها روسيا والولايات المتحدة، الأولى في إيران وسورية والثانية بالقرب من الصين وكوريا الشمالية، تعكس الافتراق الكبير في اهتمامات الدولتين الكبريين، وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط. ففي حين مدّ الروس انتشارهم العسكري إلى إيران، في سابقة منذ العام 1941، وأرسلوا إلى إحدى قواعدها قاذفات استراتيجية لقصف مواقع يتبع معظمها للمعارضة السورية المعتدلة، كان «البنتاغون» يعلن حشد قاذفات أميركية مماثلة في جزيرة غوام في المحيط الهادئ، على بعد آلاف الأميال من سورية، حيث يسود توتر بين القوى الإقليمية نتيجة النزاع على الموارد.

رد فعل واشنطن الذي كشف علمها المسبق بالخطوة الروسية، على رغم أنها «فوجئت» بالتوقيت، جاء ليؤكد أن ما فعلته موسكو لم يتخطّ حدود الاتفاق على تلزيم «الحل» في سورية إلى الروس. فالأميركيون المنكفئون لديهم أولوية وحيدة: دحر تنظيم «داعش»، من دون اهتمام فعلي بما سيحصل لاحقاً، وهم سيتعاطون مع الوقائع المستجدة في وقتها، مثلما يفعلون في العراق، وقد يوافقون على الطرح الروسي الذي قبلته تركيا بتشكيل حكومة «وحدة وطنية» في سورية تشمل الأسد، على رغم ميلهم الى وجوب رحيله. ومن الواضح أن إسرائيل أيضاً كانت على علم مسبق بالإجراء الروسي، وإلا لكانت رادارتها ستعتبر القاذفات «المجهولة» المنطلقة من إيران باتجاه سورية عبر العراق تهديداً مباشراً لأمنها، ولأطلقت صافرات الإنذار في مدنها. لكن هل لنشر القاذفات الروسية الذي أكدت إيران أنه ليس دائماً، تأثير كبير على سير المعارك في سورية، وخصوصاً في منطقة حلب المستعصية على خطط موسكو وطهران؟

من المفترض أن تكون موافقة إيران على هذا الخرق الطوعي للسيادة الوطنية، ولو كان موقتاً، أملتها أسباب تفوق بأهميتها قرار السماح بنشر قوة أجنبية على أراضيها. صحيح أن هناك مصالح كبيرة مشتركة بدأت تتبلور بين موسكو وطهران بعد رفع العقوبات الدولية عن الأخيرة، لكنها لا تبرر وحدها مثل هذه الخطوة، إلا إذا كان الإيرانيون يستشعرون خطراً وشيكاً يتهدد ما يعتبرونه «معركة مصير» في حلب التي يستهدفها القصف الروسي بشكل خاص. والواقع أن القوات الإيرانية، من «حرس ثوري» وميليشيات شيعية متعددة الجنسية، تلقت صفعة قوية في حلب قبل نحو أسبوعين عندما نجح المعارضون السوريون في فك الحصار عن شرق المدينة، ويواصلون هجماتهم في مناطق أخرى منها متوعدين بتحريرها بالكامل. وعنى ذلك أن القيادة الإيرانية لمعركة حلب تواجه صعوبات تدفعها إلى الاستعانة أكثر بالدعم الجوي الروسي، مع ما يستلزمه ذلك من القبول بمطالب روسية بينها استخدام القواعد الإيرانية، علماً أن خبراء عسكريين غربيين يعتقدون جازمين بأن هذا الانتشار لا يشكل فرقاً كبيراً على الصعيد العسكري، لأن القصف الروسي متاح من قاعدة حميميم ومن السفن المنتشرة قبالة الساحل السوري، ومن جنوب روسيا نفسها، ولم يمنع مقاتلي المعارضة من التقدم. من الواضح أن نتائج معركة حلب أربكت حلفاء نظام الأسد، كونها فضحت عجز مرتزقة طهران، ودفعت موسكو الى استعراض مسرحي لقوتها بعدما عجز طيرانها وصواريخها عن حسم المواجهة، ذلك أن هدفها الفعلي تقديم دعم معنوي إلى إيران ونظام الأسد، وتوجيه رسالة إلى العالم بأن روسيا هي التي تدير معركة سورية، وأنها الطرف الأقدر على ملء الفراغ الأميركي في المنطقة.

 

لا «صفقة» روسية ناجحة لتسويق «بقاء الأسد»

 عبدالوهاب بدرخان/الحياة/18 آب/16

كان الخصام الناشب حالياً بين تركيا والولايات المتحدة سبباً وجيهاً لتزخيم احتضانٍ روسي ثم إيراني لرجب طيب أردوغان، بعدما أشعرته موسكو في الخريف الماضي، بعقوباتها وإشهارها العداء له غداة إسقاط «السوخوي»، بأنها في صدد شطب تركيا من أي معادلة نفوذ إقليمية خاصة بسورية. خلال تلك المحنة، بخسائرها الاقتصادية المحققة وتداعياتها السياسية غير القابلة للضبط، لم يبذل «الحليف» الأميركي أي جهد لطمأنة أنقرة ولم يخرج «الناتو» عن تضامنٍ معنوي غير مجدٍ. لم تكن تلك المرّة الأولى التي يشعر فيها الأتراك، منذ بدء الأزمة السورية، بأن واشنطن تخذلهم وتعرقل كل خططهم مع حلفائهم العرب، وفيما تكبّل أي دعم للمعارضة السورية بكمٍّ هائلٍ من الشروط إلا أنها تتعايش مع كل التدخّلات الأخرى أو تشجّعها، سواء كانت روسية أو إيرانية أو إسرائيلية. ومع أن أنقرة لم تتبنَّ بعد رواية علنية متكاملة لـ «الدور الخارجي» في المحاولة الانقلابية، إلا أنها مقتنعة على الأقل بأن روسيا وإيران كانتا خارج «المؤامرة». ولعل وقوع المحاولة بعد أسبوعين على توقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل حال دون الاشتباه بالأخيرة رغم اتهامات سابقة لها بعلاقات مع جماعة فتح الله غولن. لذلك بقيت فرضية الدور الأميركي قوية، شرط التوصل الى إثباتها، وبالأخص تحديد دوافعها وأهدافها. خلافاً للعواصم الأوروبية التي اشتبكت سياسياً وإعلامياً مع أنقرة على خلفية حملة «التطهير» العسكرية والمدنية لـ «الغولنيين» المفترضين واحتمال معاودة العمل بعقوبة الإعدام، التزمت واشنطن لهجةً نقديةً غير مستفزّةٍ لعلمها بأن البلدين مقبلان على مرحلة شائكة وأن الأفضل احتواء الصعوبات ديبلوماسياً بدل مفاقمتها بالمساجلات العلنية. ويكفي أن أردوغان قصد سانت بطرسبرغ للقاء فلاديمير بوتين، وسط تصاعد مشاعر العداء لأميركا في الشارع التركي. هل يكفي ذلك لافتراض أن هذا اللقاء حصل فعلاً عند مفترق طرق لتركيا؟ هناك من ذهب بعيداً في المقارنة بين اللحظة الأردوغانية الراهنة واللحظة التي اتجه فيها جمال عبد الناصر نحو الاتحاد السوفياتي، رغم اختلاف الظروف، وحتى اختلاف الرجلَين. فمهما بلغت المرارة عند الرئيس التركي، فإنها لا تحجب براغماتيته، ثم أن مصالحته مع بوتين كــانت دخلت صلب سياسته الجديدة قـــبل محاولة إطاحته، ولا شك في أنه يعرف ماذا يريد من روسيا وماذا يريد بوتين منه، وعلى افتراض أنه يــــرغب في إحداث تغييرٍ ما في خيارات تركيا إلا أنه لا يستطيع المـــقامرة بمصالحها مع الغرب لقاء مكاسب لن يقدمها بوتين مجرّدة من التوظيف الاستقطابي.

عدا استعادة التبادل التجاري وإحياء المشاريع الكبرى مع روسيا، وهذان فيهما مصلحة للطرفين، وعدا تبعات المحاولة الانقلابية التي يمكن أن تكون لدى موسكو معطيات استخبارية مفيدة في شأنها، فلا شك في أن الهمّ الرئيسي الذي يشغل أردوغان له عنوان معروف: المسألة الكردية. وبات الشأن السوري يأتي بعدها أو في سياقها. وفي الاثنين، لم يكن الأميركيون واضحين ولا مطمئنين ولا متعاونين، بل على العكس بالغوا في اللعب بـ«الورقة الكردية» سورياً الى حدّ ساهم في إشعالها تركياً، حتى أن معيار «الإرهاب» الذي أشهرته أميركا واوروبا ضد «حزب العمال الكردستاني» (بي كي كي) لم يعد قائماً رغم العمليات التي ارتكبها في العديد من المدن. وقد انتقدت أنقرة مراراً الدول الغربية واعتبرت أنها تكيل مواقفها من الإرهاب بمكيالَين. لكن القلق التركي تحوّل هلعاً مع ظهور توافق- وأحياناً تنافس أميركي - روسي للاعتماد على الأكراد كطرف وحيد صالح لمحاربة «داعش».

لم تكن تركيا وحدها التي استشعرت الخطر. فإيران ونظام بشار الأسد كانا استخدما «بي كي كي» وفرعه السوري لمناكفة تركيا، ونسّقا تحركاته مع انتشار تنظيم «داعش» لضرب المعارضة، إلا أنهما وجدا هذه الورقة تنزلق من أيديهما لتستقرّ عند الأميركيين في استخدامهم الأكراد لضرب «داعش». ثم وجدا أن موسكو فتحت خطّاً مع الأكراد، ورمت فكرة «الفيديرالية» لتعرب عن انفتاحها على مشروع الإقليم الكردي، كما وافقت على ممثلية لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» وتبنّت بإصرار تمثيله في وفد المعارضة الى مفاوضات جنيف رغم علمها بأن لا موقع له في المعارضة التي تقاتل النظام.

وبعدما أدارت طهران ودمشق فرع «بي كي كي» السوري لإضعاف المعارضة أولاً، ثم لتوظيف «إقليمه» المفترض كقاطرة للتقسيم وفقاً لرؤيتهما، إذ بهما الآن يتقاسمان المخاوف نفسها مع تركيا، وإذ بالتوافق على «وحدة سورية» يصبح أبرز رسائل زيارة وزير الخارجية الإيراني لأنقرة. ولعلها مرّة أولى ونـــادرة تُظـــهر فيها إيران اهتـــماماً رسمياً بـ «وحدة» بلد يواصل فيه حليفها الأسد مع ميلــيشياتها، خصوصاً «حزب الله»، تنــفيذ مشاريع لاقتلاع السكان والتغيير الديموغرافي.

هل يعني ذلك أن إيران تخلّت نهائياً عن اللعب بالورقة الكردية؟ ربما. لكن ماذا عن روسيا، فهل تستطيع توفير ضمانات لتركيا بمعارضة إقامة إقليم كردي على شريطها الحدودي مع سورية، وهل تستطيع احترام ضمانات كهذه مع علمها بأن أميركا تريد مكافأة الأكراد على محاربتهم «داعش»، وبالتالي إذا قرّرت وضع «فيتو» على الإقليم فمقابل ماذا؟... ثمّة أولوية روسية الآن، وهي عدم الفشل في سورية. لكن تجربتها خلال عام لم تأتِها سوى بمؤشّرات نجاح ضئيلة تدين بمعظمها لتواطؤ- تعاون أميركي. صحيح أنها من نوع الدول التي تقتل المدنيين بدم بارد وتدمّر المستشفيات والمدارس والمخابز بلا تردّد، ولا تهزّها اتهامات بجرائم حرب، إلا أن كل ذلك يورّطها أكثر مما يسهّل مهمتها. والمؤكّد أنها لم تعد ترى إمكاناً للنجاح بالاعتماد على قوات النظام المتهالكة أو على ميليشيات مهووسة بالأجندة الإيرانية. وحتى حصار حلب، الذي ساهمت فيه بعدما كانت ترفضه، ارتدّ على حلفائها في شكل أتاح لأردوغان المجيء الى اللقاء مع بوتين واثقاً وليس صاغراً. مع ذلك، شكّل ذلك اللقاء فرصة لمعاينة إمكان استقطاب تركيا سورياً، فهي كانت خفّضت منذ تنصيب حكومتها الحالية من حدّة مطالبتها بـ «رحيل الأسد»، وأبدت استعداداً لشيء من الانفتاح على نظامه. وقبل ذلك، كانت تركيا لبّت كل الشروط الأميركية سواء بحجب الأسلحة النوعية عن المعارضة «المعتدلة» أو بالضغط لمنعها من توسيع رقعة سيطرتها الى مناطق حسّاسة مذهبياً أو حتى للتعامل بمرونة مع محدّدات للتفاوض وللحل السياسي تعتبرها المعارضة مجحفة. وبما أن هذه الشروط كانت منبثقة أساساً من التفاهمات الأميركية - الروسية، فإن أي «تنازلات» إضافية، ومنها خصوصاً عدم الخوض بـ «مصير الأسد» رحيلاً أو بقاءً، أو تأجيله أو حتى تجاهله، تستطيع موسكو المساومة عليها مع واشنطن أو أنقرة أو سواهما، ولا يمكنها إجبار المعارضة على قبولها. كانت روسيا تصوّرت، أو صوّر لها النظام والإيرانيون، أن حصار حلب كافٍ لتصفية المعارضة وتمرير «حلّهم» السياسي المنشود. وقد تكون المداولات الأخيرة مع الأميركيين، والليونة المستجدّة في مواقف تركيا (قبل زيارة أردوغان)، ساهمت في تشجيع الروس على هذه المغامرة. لكن إذا كان الأميركيون يخذلون المعارضة السورية تفادياً لأي تنازل لروسيا في مكان آخر (اوكرانيا مثلاً)،فإن الأتراك لا يملكون خياراً كهذا لأن التخلّي عن المعارضة أو التورّط بتصفيتها يعني خروجهم من المعادلة بإرادتهم مع وجود أكثر من مليونَي لاجئ سوري لديهم. وعدا أن الروس يتجاهلون أطرافاً معنيّة أخرى، عربية وغير عربية، فإنهم بإصرارهم المحموم على بقاء الأسد يفتقدون لأبسط قواعد التسويق، اذ ليست لديهم حتى الآن أي «صفقة» يعرضونها على الآخرين لقبول بقاء هذا الرجل ونظامه، وليست لديهم صيغة خلاقة لحل سياسي متوازن. فتارة يعرضونه لقاء «محاربة الإرهاب»، وتارةً أخرى لقاء «هدنة 3 ساعات»، وطوراً لقاء إطلاق المفاوضات أو إدارة مرحلة الاستنزاف في انتظار الإدارة الأميركية المقبلة. وعندما تكون السلعة مضروبة، فلا عجب أن يكون الإتجار بها فاشلاً.

 

مائدة سورية المسمومة

 محمد علي فرحات/الحياة/18 آب/16

قرار أميركي ثابت: لا لبقاء بشار الأسد رئيساً لسورية، ولا تغيّر هذا القرار براغماتية تميّزت بها السياسة الأميركية. أقصى ما يمكن هو أن يكمل الأسد ولايته، وإذا تمكّن التعاون الأميركي الروسي من وقف النار وعقد مفاوضات جديدة في جنيف، فسيقود المرحلة الانتقالية مجلس عسكري متوافق عليه من القوتين العظميين ومن القوى الإقليمية ممثلة بتركيا والمملكة العربية السعودية وإيران. وخلال المرحلة ربما يبقى الأسد بصلاحيات رمزية. لا تزال واشنطن مهتمة بسورية وإن اقتصر وجودها العسكري على مستشارين محدودي العدد. ومن باب الخرافة ما يروّج من أن الولايات المتحدة ستترك المنطقة العربية لتنشغل بالشرق الأقصى. أميركا باقية ليس فقط لحماية ممرات النفط وإنما ايضاً لحماية أوروبا وإسرائيل من تهديدات محتملة إذا سيطر المتشدّدون. ولأن سورية مائدة مسمومة تحاذر واشنطن الانخراط فيها وتتحرك من مناطق قريبة بضغوط اقتصادية وسياسية، وإذا اضطرت فالقليل من الضغط العسكري عبر قوى معارضة من العرب أو الأكراد. تترك واشنطن المائدة لموسكو التي أحضرت طائرات وجنوداً إلى الساحل السوري، ولطهران التي جنّدت شيعة من لبنان وأفغانستان وباكستان يقودهم مرشدون إيرانيون. ويتحلّق حول المائدة ايضاً الآلاف من المتطرفين الإسلاميين الذين أغواهم «داعش» و «القاعدة» فاعتبروا سورية أرضهم الموعودة ومنطلقهم لاستعباد المسلمين ومن بعدهم شعوب العالم. هؤلاء المتطرفون أسدلوا الستار على المعارضة السورية لتصبح صورة من الماضي قد تعجز الذاكرة عن استحضارها، وربما تستعين بكتابات معارضين تتناسل من سماء الكلام لا من أرض الواقع. إنه الحنين وقد وجد تعبيره في مقالات سياسية لا في الشعر ولا في الموسيقى.

وتركيا ما بعد الانقلاب الفاشل يتغيّر حضورها حول المائدة السورية لكن ملامحه لم تتبلور بعد. وهي كانت منخرطة في الحرب السورية ووسيطاً لمنخرطين آخرين، حتى إذا حدث الانقلاب الفاشل اكتشفت انها لن تستطيع تصدير مشاكلها الداخلية إلى الخارج كما تفعل طهران وموسكو. إن الجهد الأكبر لرجب طيب أردوغان يتركّز في الشأن الداخلي، ولن تقبل المعارضة التي تضامنت معه ضد الانقلابيين وفتح الله غولن، بحال طوارئ إلى ما لا نهاية. تطفو مشاكل تركيا الداخلية على السطح بدءاً من طموح أردوغان الى نظام رئاسي وليس انتهاء بعمليات قضم النظام العلماني الأتاتوركي التي يقوم بها الحزب الحاكم. ولن تكتفي المعارضة بأطروحات أردوغان في مديح العلمنة، إنما تريد تطبيقاً في سياسات الحكومة الداخلية. وإذا قبلت عرض أردوغان بأن تكون السياسة الخارجية قراراً وطنياً تشارك فيه الى جانب حزب أردوغان، فهي لن تقبل اعتبار المشاركة رشوة للسكوت عن قضم العلمانية. تركيا غير مهيّأة لحلف مع روسيا وإيران حول القضية السورية، فثمة فوارق كثيرة تفصلها عنهما، أولها عضويتها في الحلف الأطلسي، وثانيها مراعاتها مصالح الأكثرية العربية السنّية في سورية، وثالثها الرغبة بالحفاظ على علاقة جيدة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج. وربما يتيح «الانسحاب الجزئي» لتركيا من الجبهات السورية، إعادة تموضعها داخلياً وإقليمياً ودولياً، فقد تفاهمت مع روسيا على وحدة سورية وأن لا يقتصر الحكم بعد الأسد على طائفة أو فئة بل يشمل الأطياف الاجتماعية كافة، وأن يتعاون الجميع لعودة النازحين السوريين، خصوصاً أولئك الذين نزحوا إلى بلاد مجاورة. هذه التفاهمات تكتفي بها تركيا حالياً لتنصرف الى معالجة قلقها من حليفها الأميركي الذي يتهمه سيئو الظن بالتحضير لفوضى عبر نصف انقلاب يؤدي الى نصف دولة. هذا هاجس أردوغان في وجهه الوطني التركي لا في وجهه «الإخواني» الذي رفع تركيا عالياً في برج الوهم ثم ألقى بها من أعلى الطوابق. مائدة سورية المسمومة يتحلق حولها كثيرون فيما الشعب السوري يدفع الثمن أرواحاً وممتلكات، أو يذهب به اليأس إلى هجرة بلا عودة، أو يتخلى عن سلوكه الحضاري لينخرط في كيانات عسكرية تحتل وطنه باسم الثورة أو باسم النظام.

 

«الديكتاتور العادل» وأزمة الحكم في العالم العربي

 رغيد الصلح/الحياة/18 آب/16

بعد أن تراجعت فكرة الديكتاتور العادل بخاصة خلال المرحلة الأولى من الربيع العربي، تعود هذه الفكرة الى التداول من جديد. تترافق عودة مفهوم «الديكتاتور العادل» مع استمرار الحروب والنزاعات المسلحة في المنطقة ومع انهيار محاولات كثيرة لإنهائها سواء بالحلول العسكرية الحاسمة او من طريق المفاوضات والمساعي السلمية. يأتي الترويج لهذا المفهوم في بعض الأحيان من بين مؤيدي الأنظمة السابقة. فهؤلاء ينتقدون مصطلح الربيع العربي وما يثيره من انطباعات خاطئة عن طبيعة المتغيرات التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة. ويركز هؤلاء انتقاداتهم ايضاً على «النظام الديموقراطي» الذي يؤكدون مجدداً انه «لا يصلح للعرب وأن العرب ليسوا مؤهلين لتطبيقه». إن تحفيز الشعور بأن الانظمة السابقة تبقى، على علاتها، أفضل من الواقع الراهن، يبطن هو ايضاً دعوة مناهضة للتطلعات الديموقراطية. ولكن الذين يشاركون في مثل هذه المقارنات، ومنهم من كان معارضاً للنظام السابق او حيادياً تجاهه، يسعون الى عقد صفقات مع انصار النظام السابق. تنعقد هذه الصفقة في ظل الموقف المشترك ليس من الوضع الراهن فحسب، وانما ايضاً من فكرة التغيير الديموقراطي. فالأرجح ان الفريقين، اي فريق الموالين للنظام السابق، والفريق غير الموالي لذلك النظام، هما من مؤيدي مفهوم «الديكتاتور العادل» مع التشديد على الشق الأول منه والتساهل في تطبيق الشق الثاني من المصطلح. إن البيئة التي تتشكل من الفريقين المشار اليهما أعلاه تتوسع جنباً الى جنب مع اتساع رقعة المعارك، وتنتشر مع تفاقم الأهوال في المجتمعات العربية، ومع تنامي اليأس والشعور بالعجز فيها. وبينما كان الهدف المشترك بين المشاركين كافة في الربيع العربي والمتجاوبين معه في الأقطار العربية هو استبدال النظم الديكتاتورية بالانظمة الديموقراطية، بات الهدف المشترك اليوم بين كثرة المواطنين في دول الجحيم العربي هو إعادة الاستقرار والوحدة الترابية الى المنطقة من طريق الحكم القوي. هذا التغيير مؤشر، في نظر الآخذين بمقاربة «الاستبداد الشرقي» لمسألة الديموقراطية في المنطقة العربية على صواب هذه المقاربة، فهل هذه النظرة في محلها؟ قد تكون هذه المقاربة في محلها لو ان الاستبداد صفة لصيقة بالمجتمعات العربية دون غيرها، ولو كان من المستبعد والمستحيل عقد مقارنات بين ما يجري في الدول العربية اليوم، وما ألم ببعض المجتمعات المتقدمة بالأمس او ما يمكن ان يتكرر فيها في المستقبل اذا تعرضت الى ضغوط وتعقيدات تشبه ما تتعرض اليه المنطقة العربية في هذه الأيام. في هذا الصدد من المستطاع مقارنة احوال البلدان العربية بأحوال الدول والمجتمعات الأوروبية عند نهاية الحرب العالمية الأولى.

لقد درج المؤرخون ان يعتبروا نهاية الحرب خلال عام 1918 مرحلة فاصلة في تاريخ اوروبا والعالم، ولكن المؤرخ روبرت غيرواتش، مدير معهد الدراسات العسكرية في جامعة دبلن في ايرلندا، يتجاوز هذا الحاجز النظري، ويحاول ان يجيب عن السؤال الذي عنون به كتابه الجديد «لماذا استمرت الحرب العالمية الأولى؟». ويركز غيرواتش في كتابه هذا على استمرار الحروب والنزاعات في القارة الأوروبية. ويقول المؤرخ الإيرلندي انه خلال المرحلة التي سبقت الحرب، استخدمت القوى الامبريالية الاوروبية جيوشها في غزوات ونزاعات عسكرية خارج القارة بحيث جنبت القارة نفسها اهوال الاقتتال. ولكن عندما توقفت الحرب العالمية خارج اوروبا، فإنها ما لبثت ان انتقلت اليها حيث ولدت فيها ومن خلالها «ثقافة العنف». ولقد طغت هذه الثقافة على اوروبا بعد ان انتشرت في أرجاء القارة الاوروبية (في روسيا، المانيا، بولندا، النمسا، المجر الخ...) الحروب الاهلية والعسكرية التي استمرت حتى منتصف العشرينات تقريباً.

إن خفوت أصوات المدافع في القارة الأوروبية لم يفضِ الى اختفاء ثقافة العنف وتجلياتها. بالعكس، في السنوات الأولى من العشرينات، شهدت القارة صعود أهم رموز هذه الثقافة في التاريخ الأوروبي المعاصر، اي ادولف هتلر وبنيتو موسوليني. لقد جسد كل واحد، في نظر انصاره ومؤيديه، مفهوم «الديكتاتور العادل». في مناقشته شخصية هتلر، يقتبس المؤرخ ارتشي براون في كتابه «اسطورة القائد القوي» عن الزعيم النازي تصوره لذلك القائد. ويعتقد براون ان هتلر كان يصف نفسه - وربما موسوليني- عندما كان يتحدث عن القائد القوي في كتاب «كفاحي» قائلاً: ان اجتماع صفات المفكر، المنظم والقائد، في شخص واحد لهو من أندر الأحداث التي يمكن تحققها في العالم، وهذا ما يمكن ان يجعل المرء شخصاً عظيماً. وقد احتل هذا المفهوم مرتبة اساسية في البنية الفكرية للحركتين النازية والفاشية اللتين انجبتا هتلر في المانيا وموسوليني في ايطاليا.

شهدت القارة الأوروبية صعود الديكتاتورين في الفترة نفسها التي تراجعت لغة الحروب في دول القارة، فكانت مأسسة لغة العنف بإدماجها واستخدامها في المبارزات الايديولوجية استمراراً للمناخ الفكري والسياسي الذي ساد القارة خلال سنوات الحرب العالمية الأولى. كما كانت مأسسة لغة الاقتتال خير وسيلة لتحضير الأوروبيين للأجواء التي ستصطبغ بألوان الحرب واعمال الدمار التي اقتحمت أهم مدن اوروبا ومناطق العمران فيها. وكان من أوجه تلك المأسسة إطلاق عبادة الشخصية في المانيا وايطاليا كوسيلة تعبوية للحرب في البلدين.

لقد فسر سقوط النظام الديموقراطي في كل من المانيا وايطاليا انه يعود الى انهما تأخرا في الانتقال من المجتمعات الزراعية حيث لا يستغرب ان تنمو فيها الأحزاب والمنظمات التي تقوم على عبادة الشخصية وتأليه الدولة. ولكن هذا لا يفسر قيام النظامين في وسط اوروبا بينما كان شمال اوروبا، اي الدول الاسكندنافية وبخاصة السويد، تطبق الديموقراطية الاجتماعية بنجاح كبير. ولئن كانت المجتمعات الاسكندنافية تختلف عن حال المجتمع الايطالي فان تركيبها لم يبتعد كثيراً عن المجتمع الألماني، فلماذا نجحت الدول الاسكندنافية في الحفاظ على النظام الديموقراطي بينما فشلت التجربة في المانيا؟

يحاول العديد من المؤرخين وعلماء السياسة الدولية الإجابة عن هذا السؤال. ولكن هذا المسعى يبقى محصوراً بفئة محدودة من أهل المعرفة. وقد يبدو بعيداً عن احوالنا اليوم: عن احوال اوروبا وبخاصة عن احوال البلاد العربية، ولكن الواقع هو غير ذلك. فالقارة الاوروبية قد تقع مرة اخرى في يد أحزاب اليمين المتطرف، اي في يد قوى مناهضة للديموقراطية. وهذا ما يهدد بتكرار المآسي التاريخية التي نجمت عن وصول تلك القوى في الماضي الى الحكم في وسط اوروبا. ان المساهمة الحية في هذا المسعى الهادف الى تصحيح فهمنا لتلك الحقبة من التاريخ تفيد على صعيدين مهمين:

الأول، هو تقديم إدراك أوسع وأكثر نزاهة ودقة للصعوبات التي تعترض نشر الديموقراطية على الصعيد الدولي وبخاصة انتشارها في المنطقة العربية. فأين الاستبداد الهتلري، مثلاً، من «الاستبداد الشرقي»؟ على هذا الصعيد هناك متابعات لموضوع مآل الديموقراطية في اوروبا جديرة بالاهتمام، مثل ما جاء في كتاب شيري بيرمان، الأكاديمية الأميركية، حول فشل النازيين في اسقاط النظام السويدي الديموقراطي. وتجيب بيرمان على هذا التساؤل بالعودة الى الظروف السياسية التي أدت الى وصول الفاشيين والنازيين الى الحكم في المانيا والفارق بين هذه الظروف التي سبقت ظروف ونجاح تجربة الديموقراطية الاجتماعية في الدول الاسكندنافية. كان الفرق بين الحالين هو عجز احزاب يسار الوسط في المانيا وايطاليا عن تكوين تحالفات في ما بينها لمواجهة مناهضي الديموقراطية، بينما حقق الديموقراطيون الاجتماعيون نجاحاً تاريخياً على هذا الصعيد في السويد. الثاني، هو التأهب لاحتمال وصول احزاب اليمين المتطرف الى الحكم في اوروبا، وتداعيات هذا الحدث على مصير المهاجرين العرب في القارة الاوروبية وعلى صعيد العلاقات الاوروبية-العربية. ان اليمين المتطرف يستهدف في كافة نشاطاته وحملاته التحريضية: الإرهاب والهجرة، وكلاهما يهيئان لثقافة عنف جديد موجه بالدرجة الأولى ضد العرب. وللحيلولة دون استفحال هذه الظاهرة فإنه لا بد ان ندرس بعناية مسألة حوافز التفاهم الاوروبي-العربي والتعاون بين الطرفين في نشر وتأصيل الديموقراطية على شواطئ المتوسط وفي العمقين العربي والاوروبي، وان يسعى العرب وبخاصة في المهجر الأوروبي الى نجاح كل مبادرة على هذا الصعيد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرياشي: “حزب الله” مرتبط بإيران… ويقاتل في سوريا بشباب لبناني

موقع القوات اللبنانية/19 آب/16

اكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” انه ينظر الى دار الفتوى تماماً كما ينظر الى بطريركية الروم الكاثوليك وكذلك الى بكركي، وقال: “اعتبر لدار الفتوى دور اهم بالتوجه الى المسيحيين في لبنان والمشرق، ودور كبير في نشر الإسلام الحقيقي إذ ان المسعى كبير لتشويه صورة الإسلام في المشرق وشيطنته في العالم العربي. واضاف في مقابلة عبر إذاعة “القرآن الكريم”: “عقيدتنا تشبه عقيدتكم في محاربة الشيطان، إلا اننا في صلواتنا لا نردد ذلك بالقدر الذي ترددونه انتم، وهذا دليل قاطع على محاولتهم تشويه الإسلام بضرب مقدمة اي صلاة. من هنا، دور مهم لدار الفتوى كما هناك دور مهم جداً للمسيحيين لأن دور لبنان النموذج في لقاء حضارات السلام بين الإسلام والمسيحيين، ان يقدم هذا النموذج الى الشرق المتفجر اليوم الذي يرينا صوراً بدائية لبعض الشيعيين والسنيين الذين لا يبتون بصلة الى الإسلام الحقيقي والتوجه للغرب وإعطاء الصورة الحقيقية للحياة المسيحية المسلمة الحقيقية من خلال لبنان”.

واشار الى انه لا يمكن الوصول الى اي نتيجة من دون مصالحة وسلام بين اي متخالفين، فلحظات المخالفة تمتلئ بالضجيج والأحكام المسبقة على الآخر، وبعد المصالحة تولد نظرة ومقاربة جديدة للآخر وطريقة تفكيره، والأسباب والموجبات التي ادت الى تفاقم الخلاف، مردفاً: “لا يتفق المتصالحون على كل شيء، فالهدف ليس التشابه والتتابع، إنما للقدرة على التفاهم والتفاعل، على سبيل المثال: نحن و”التيار الوطني الحر” لا نتفق على كل شيء إذ ثمة متغيرات فعلى يميننا الرئيس سعد الحريري وعلى يمينهم السيد حسن نصرالله، وهناك خلاف لكننا قررنا ان ننظر الى الأمام معاً وبناء نموذج وعمارة جديدة للآخرين فعندما بتصالح المسيحيين من واجبهم ان يسعوا لمصالحة المسلمين”. وتابع: “متفقون والجنرال عون على موضوع العلاقة بين الرابية وبيت الوسط، واهميتها بالنسبة لـ”القوات اللبنانية” وللبنان بشكل عام، نحن و”التيار” لا نريد شريكاً في الوطن يشبه داعش ولا يشبه الإسلام، نريد ان يكون شريكنا مشابهاً للرئيس سعد الحريري ومن يشبهه، فإن كان مخالفاً لذلك سنخسر الوطن، وعلى الرغم من التناقضلات والإختلافات بيننا إلا ان ذلك يجسد الغنى في التكامل “.

واعتبر ان من الضروري تثمير الأمور المتفق عليها والتقدم فيها، مؤكداً ان كل الأطراف اللبنانيين وفريقي 8 و14 آذار حريصين على الإستقرار في لبنان وبلعبون في هذا الخصوص دوراً هاماً، وشعبنا شعب مسيس ويدرك جيداً اهمية تحييد لبنان وعدم تحويله العوبة داخل الأكذوبة الكبيرة التي يعيشها الشرق ولا تشبه لا المسيحيين ولا المسلمين.

ولفت الى ان الثورة السورية كانت سلمية وانطلقت على مدى ستة اشهر بدون “ضربة كف” إلا من قبل النظام بحق الثوار، ونرى النتيجة اليوم ويتحملها جزء كبير من العالم الغربي الذي يدعي الحريات.

وشدد الرياشي على ان المصالحات هي حضارة بحد ذاتها، ولا قدرة لشعب إبراز حضارته من خلال الخلافات بل من خلال المصالحات، وادبها وثقافتها القادرة على إنتاج حضارة قائمة بحد ذاتها، والخلاف بين اهل لبنان لا يقدم في حركة التاريخ بل النشاط الفكري  والحضاري كفيل بذلك. الدليل على ذلك ان لبنان حضر يوم اخترع الحرف واخترع عصر النهضة، حضر يوم ولد اشخاصاً امثال نجيب العازوري، بطرس البستاني وعبدالله العلايلي الذين نشروا الفكر اللبناني القائم على قبول الآخر المختلف.

ودعا المسيحيين والمسلمين الى التفكير بإيجابيات المصالحة،  فأي مصالحة هي فكرة وحالة حضارية وايجابياتها تفوق سلبياتها بدرجات، وهي التي تكرس حضورنا على حركة التاريخ، بينما حضورنا بالعنف يقضي على وجودنا وحضارتنا، واعتبر ان العالم اصبح في مكان آخر وعلينا ان نلحق به بعيداً عن العنف والتقوقع لا بل يجب الإنفتاح وقبول الآخر.

واردف: “لدينا عجز بالقيام بمهمة اتخاذ قرارتنا داخلياً، والسبب في ذلك ان البعض مرتبط بحسابات إقليمية تكبله فـ”حزب الله” مثلاً بجزء كبير منه لبناني لكنه مرتبط بإيران ويقاتل بسوريا ويموت في القتال شباب لبنانيين، في وقت من غير الواضح مدى مثالية هذه القضية للحزب”، مؤكداً ان الأهمية تكمن ان لبنان محيد عن هذا الصراع.

وندد بخرق شرعة حقوق الإنسان في الشرق يومياً، معتبراً ان علينا ان ننتج شرعة جديدة للتواصل بين الأديان في المشرق إذ ان طابع الصراع ديني في وقت الصراع جغرافي إقتصادي، وتلك الشرعة قادرة على حماية لبنان وإنقاذ الشرق، وتوسيع هامش الحرية لدى الطوائف.

واكد ان موضوع رئاسة الجمهورية موضوع اقليمي لا محلي، فإيران تمسك بالورقة اللبنانية  من خلال “حزب الله”، وتمنع وصول رئيس للجمهورية عبر تعطيل الإنتخابات وربطها ربطاً عضوياً برئاسة الجمهورية في سوريا، وقال: “وزير الخارجية الايراني محمد ظريف عندما التقى هولاند وكذلك نواب الإلمان قاموا بإبلاغنا بنسيبان الرئاسة لأن ايران لا تريد رئيساً ولا حتى الجنرال ميشال عون وقد وضعنا هذه المعلومات برسم الرأي العام”.

وتابع:”لا نتدخل بعلاقة الجنرال بـ”حزب الله” وهو يؤكد دائماً انه قادر على الإهتمام بوضع الحزب نتيجة تحالفهما”.

واعتبر ان “حزب الله” يمكنه التوجه الى المجلس النيابي ليكرس دعمه للجنرال، وإنتخابه رئيساً بأصوات “القوات”، “التيار”، “حزب الله” و”التقدمي الإشتراكي”، متساءلاً: “لماذا على الحريري ان يقدم دائماً الخطوات”، مشيراً الى ان “القوات” مؤكدة ان الحريري قدم الكثير لصالح الكرسي الرئاسي، واكد الحريري للحكيم انه سيؤمن النصاب للجلسة ولن يسمح بالمساس بالميثاقية، لكنه وحتى الساعة غير مقتنع بتبني ترشيح عون.

وكشف انه اذا لم يتم تقارب سعودي ايراني على صعيد رئاسة الجمهورية لن يكون هناك رئيس، فالإرادة اللبنانية غير كافية بمفردها لإنتاج رئيس.

استبعد الرياشي ما قاله وزير الداخلية السابق مروان شربل من كلام خطر بأنه يخشى من معركة حلب أن ينتقل الاقتتال السوري – السوري إلى الأرض اللبنانية لأنه لو اضطر إرسال الجيش من أوروبا إلى لبنان لن يسمحوا بالاقتتال على الأراضي اللبنانية لأن الاستقرار في لبنان يحمي أوروبا من آلالف اللاجئين في أوروبا، معتبرا ان عددا من الشعب السوري كما اللبناني لا يريد الاقتتال وسيضطر للرحيل، ويعيش السوري اليوم مع اللبناني في معظم القرى والأذية التي يمارسها السوري في لبنان نسبتها قليلة أو تضاهي تلك التي قد يقترفها اللبناني أمنيا.

وأضاف:” لقد أشار وزير الداخلية السابق مروان شربل أنه ليس هناك أي حادث أمني يمكن أن يعوّل عليه أي انفجار كبير واعتقد أن الشعب السوري ذكي وعظيم ومظلوم وأؤيد الثورات وأعتبر أن ما حصل بداية للثورات وستكون لها مراحل أخرى، إذ كما هناك من يعتقد أن الثورة الفرنسية حصلت في الـ1789 إلا أنها قد بدأت في هذا التاريخ وقد وضعت مبادئ الإيخاء والعدالة والمساواة والحرية ولكن الثورة قد استغرقت 100 سنة حتى استقرت الثورة في فرنسا، في حين أننا في الدول العربية فالثورة لم تجتاز الأربع سنوات، والثورة السورية في الأربع سنوات ما زالت بالحد الأدنى قادرة الوقوف أمام القبضات الحديدية وأمام تخلي كل العالم عنه وأمام كل الصراعات الموجودة على أرض سوريا وهو موجود ومخبئ إلى حين صراعات أهل الثورة وقيامة الشعب السوري وهذا اليوم سيأتي حتما وسيكون لسوريا شكل قد نحسدها عليه كلبنانيين لأننا على رغم من  ديموقراطيتنا التي لا تشبه ديموقراطية أحد فإننا سنحسد ديموقراطية سوريا”.

ولفت إلى أنه بنتظر أن يكون للرئيس السوري ذكاء كما للرئيس السوفيتي الأخير غورباتشوف الذي كان رئيسا عظيما للاتحاد السوفياتي لأنه منع حرب الأهلية في روسيا بيريسترويكا وفشل والدور الذي لعبته زوجته ونهضة روسية، رأى أن الوضع خطر وقرر أن يرحل إلى بيته، ولو لم يفعل ذلك فإنه كان بإمكانه من خلال علاقاته مع المخابرات والفيالقة الروسية أن يشعل الحرب الأهلية وألا تنتهي حتى اليوم علما أن الجيش الروسي هو ثاني أكبر جيش في العالم، معتبرا أنه لو تصرف غورباتشوف مثل الأسد لكان ساهم  مثله في تدمير شعبه كما حصل في سوريا وشعبه ورفضه للحركة السلمية ولم يتجاوب معهن وكان من المفترض أن يقف أمام حدود الجولان 300 ميل بعيدا عن الجولان، والمستفيد الأكبر مما يحصل هو كما يعتبره الكثيرون اسرائيل”.

واعتبر أن معركة حلب هي بأهمية منطقة اليرموق سنة 630/33م  التي قادها خالد بن الوليد وغيرت الشرق إذ بعدها انتشر الاسلام  وتغيرت وجهة الشرق، لافتا إلى أن الذي سينتصر في معركة حلب سينصر في كل المنطقة، كما يمكن ألا تؤدي إلى انتصار أي طرف بل تنتهي إلى مفاوضات وتسويات.

وأكد الرياشي حتى إشعار آخر بعيد لبنان بمنأى عن الحرب السورية لمجموعة أسباب أولها الجيش وثانيها الشعب اللبناني وثالثا الإرادة والمظلة الدولية التي تريد إبقائه بمنأى عن أي صراع ليس حبا بلبنان بل لمصالحها.

ورأى أن هناك تواصل مشتركة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر لأن هناك قواسم مشتركة إذ هناك شعب لديه قواسم مشتركة ولا بد من ترك نقاط الخلاف كعقد لطريق المصالحة لإيجاد الحل، مشيرا إلى أن الجسم اللبناني مريض، وإذا كان المريض يصرخ من الوجع فإنه يعطى مسكنا للألم وبعدها تتم المعالجة، والمصالحات هي الحل الوحيد للجسم اللبناني المريض، وقاعدة المصالحة قائمة على المضادات الحيوية الوحيدة التي تحمي لبنان وهي المصالحة.

وأكد أنه يؤيد المصالحات بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” مع الأشارة إلى أنه لا يعلم ما يحصل في الكواليس، لافتا إلى أن هذه اللقاءات مهمة ويجب أن تكون للمصالحة والتي قاعدتها المصارحة والمصالحة ولكن الأهمية أن المصلحة تنتهي وتبقى المصالحة وقد مارس هذا الأمر في العام 2000 بين الدكتور مخيبر والنائب ميشال المر وقد عمل على المصالحة من طرف مخيبر، وقد كملا المصالحة وانتهت المصلحة.

ولفت إلى أن الدور في الصراعات بالمنطقة سني – شيعي في حين أن دور المسيحي ثانوي، مشيرا إلى أنه على الصعيد اللبناني إن هناك تواصل حتى ولو لم يكم كافيا بين كل من تيار المستقبل و”حزب الله ” .

وأضاف:” أن أهمية لبنان ليس فقط لوجود التعدد الطائفي السني والشعي والمسيحي بل لأن الفرقاء يعيشون كلهم مع بعض”.

 

سامي الجميل: الحلول الجيدة ممنوعة في لبنان لماذا يخيروننا بين موتين فإما نموت من رائحة المكب وإما من رائحة النفايات في الشارع؟

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - أعلن رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل خلال مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، أن "حزب الكتائب أوقف السير بمطمر برج حمود لأنه مؤذ، وسيؤدي إلى كارثة ستمتد لسنوات، وستنتج منها أضرار بيئية وصحية"، وقال: "إن البديل سهل، وهو بالعودة إلى خطة الوزير اكرم شهيب التي تقضي بلامركزية النفايات". وإذ أكد أن "أذى هذا المشروع سيمتد من كسروان الى بيروت"، دعا أهالي المتن إلى "استيعاب حجم الكارثة"، ووعدهم بأن "حزب الكتائب سيكمل هذه المعركة لايجاد حل دائم للمشكلة"، مشددا على "ضرورة عدم تحويل هذه المنطقة الى مزبلة كبيرة". وحيا "شباب الكتائب وأهل المنطقة وحملة لبنان نظيف، الذين يواجهون مع حزب الكتائب مشروعا مدمرا لصحة الناس"، وقال: "كل طن نفايات يحتوي على نسبة 35% من المواد القابلة للتدوير (أي البلاستيك، الزجاج، الحديد، الكرتون والورق)، فحل هذا الجزء من النفايات سهل، فبالامكان فرزه وارساله الى معامل مستعدة لدفع ثمنها لاعادة تدويرها". أضاف: "بمجرد الفرز ننتهي من نسبة 35% من النفايات. هناك أيضا نسبة 45% من النفايات عبارة عن مواد عضوية كالفواكه والخضار واللحوم يتم ارسالها الى معامل تسبيغ لتنشيف هذا الطعام ومعالجته لاعادة استعماله كمواد للزراعة، وبالتالي بمجرد فرز المواد العضوية والمواد القابلة للتدوير نكون قد انتهينا من 80% من النفايات. وتبقى نسبة 20% من النفايات أي العوادم (كفرش المنازل والكراسي والمحارم) فيمكن معالجتها، وهي لا تلوث البيئة. لذا، يمكن طمرها من دون إحداث أي ضرر بيئي. وبالتالي يمكن استخدامها لاعادة تأهيل الجبال التي تشوهت بسبب الكسارات".

وتابع: "هذا الحل البيئي تطرحه كل الجمعيات البيئية، ومنها حزب الخضر، وهو الحل الانسب للخروج من الازمة التي نحن موجودون فيها اليوم".

وأردف: "إن شركة سوكلين، وبحسب آخر تقرير أصدره مجلس الانماء والاعمار، تفرز 4% من طن النفايات، وتبيع مواد قابلة للتدوير وتربح منها الاموال، وبالتالي هي تلف 96% من النفايات بما يسمى "البالة" مما يعني أنها تخلط المواد العضوية والبلاستيك والحديد والزجاج مع العوادم، وكان يتم طمر النفايات في الناعمة سابقا. واليوم، يتم تكديسها في برج حمود تمهيدا لطمرها في البحر. سوكلين تريد طمر 96% من طن النفايات، مع ما يترافق ذلك من ترسبات وروائح واوبئة، فكل الانبعاثات السيئة ستطمر كما هي، و"البالة" البيضاء التي تلف فيها النفايات ستتمزق، وعندما يحين وقت الطمر ستفتح الاكياس وتنبعث الروائح التي نتخوف منها وكانت موجودة عندما كانت النفايات على الطرق". وتوقع "أن يتوقف مشروع الشويفات بسبب الطيران المدني الذي سيعترض على وجود الطيور التي ستتجمع بسبب النفايات، وبالتالي سيتوقف مشروع الكوستابرافا، مع العلم أنه تم تجهيز المطمر وصرفت الاموال المخصصة له هدرا. إذا نفايات بيروت وجبل لبنان ستطمر في برج حمود". أضاف: "نعرب عن تضامننا مع حزب الطاشناق بضرورة معالجة جبل النفايات في برج حمود، الذي ما زال ينبعث منه الدخان والغازات، لأن النفايات لم تفرز قبل طمرها. سيتم طمر النفايات على مدى 4 سنوات متتالية، وسيتم فلشها، ثم طمرها، أي المناطق المجاورة ستعوم بالروائح والامراض والتلوث الهوائي والصحي، مما سيؤثر على الاولاد وكبار السن والحوامل. كما سيتم انشاء حاجز بحري في برج حمود، بمساحة 577 الف متر مربع يمتد من مجمع السيتي مول، وصولا الى مرفأ بيروت أي بمسافة 3 كلم".

وتابع: "بحسب التعويضات التي أقرت في مجلس النواب للمتضررين من مطمر الناعمة، اعتبر الوزير اكرم شهيب أن هذه التعويضات تشمل كل من يعيش في محيط المطمر لمسافة 4 كلم. وبالتالي، أقر أن المطمر سيؤدي إلى أمراض وضرر. وإذا أردنا تطبيق الامر نفسه على مطمر الجديدة وبرج حمود، فنحن نتحدث عن اكثر من 350 الف نسمة تعيش حول المنطقة حيث يوجد المطمران. وبناء على ذلك، نحن نزلنا واوقفنا السير بهذا المشروع لانه مؤذ".

وأردف: "إن البديل سهل، وهو بالعودة الى خطة الوزير شهيب التي تقضي بلامركزية النفايات، وبالتالي في كل قضاء على اتحاد البلديات او كل تجمع بلديات ان ينشئ معمل فرز كالذي تم انشاؤه في بكفيا، ومعمل تسبيغ صغير للمواد العضوية والعوادم التي لا تضر البيئة، وعندها يصبح بالامكان طمرها في اي كسارة، فهناك كسارات مهجورة منتشرة في كل المناطق اللبنانية". وقال: "إن كلفة معامل التسبيخ تصل الى قرابة 4 ملايين دولار، بينما كلفة المشروع الحالي 120 مليون دولار، اضافة الى ذلك سيعلو جبل على ارتفاع 15 مترا عن سطح البحر غير قابل للاستعمال والاستثمار، وبعد ايقاف الطمر هم بحاجة إلى 10 سنوات للتخلص من الغازات والمواد السامة التي ستكون مدفونة تحت المطمر، وهذه الغازات التي ستنبعث إما يجب احراقها وإما تركها، وبالتالي ستنتشر في المنطقة وتسبب الاضرار".

وسأل: "هل المطلوب ان يبقى الملف محصورا بيد الطبقة المافيوية التي يستفيد منها جزء كبير من السياسيين في لبنان؟ لذا تسمعون صوتنا فقط في حين يجب ان ترتفع اصوات الجميع".

وتابع: "حزب الكتائب يواجه عملية المباشرة بالحاجز البحري، تمهيدا لانشاء المطمر، اذا نحن نوقف المشروع بمهده. أما الحلول فسهلة بدل صرف 115 مليون دولار لانشاء المطمر من دون احتساب تكاليف التعويضات للاهالي التي ستكلف بدورها مئات ملايين الدولارات، وهي محقة لان اراضيهم باتت قرب مطمر نفايات. وانطلاقا من هنا، نتحضر من خلال هذا المشروع لكارثة ستمتد ل10 سنوات على الاقل من الروائح والضرر".

وأردف: "الوزير أكرم شهيب اعتبر حزب الكتائب ابواقا تزايد، وكل ما قلناه من دون جدوى. نحن لن نجيب بقلة تهذيب كما توجه إلينا، بل بكلام صدر عن شهيب نفسه حول معمل عين دارة الذي وصفه بمعمل الموت في جبال عين دارة، قرب اكبر محمية طبيعية في الشرق هي محمية ارز الشوف، وقرب منابع مياه، وأنه لن يمر مهما كان الثمن، ولا تجبرونا على الذهاب نحو الابعد".

وسأل الجميل: "ما الاهم غابة الارز أو 350 الف شخص يعيشون هنا؟ هل تخافون على المياه الجوفية هناك ولا تخافون على المياه الجوفية في البحر الابيض المتوسط وعلى كل بحر ساحل جبل لبنان؟ لا نفهم هذا التعاطي بمعيارين، نحن معكم بعين دارة، فلماذا لا تقفون معنا في المتن؟. كيف تعترضون على مشروع عين دارة وتقبلون بمشروع برج حمود؟ انتم طرحتم الحل البديل عبر لامركزية النفايات، فلماذا يغطي اذا من يريدون السير بهذا المشروع؟ أذكرك يا معالي الوزير بمناقصة مطمر برج حمود والكوستابرافا، عندما اكتشفتم الفرق بالسعر وكم كان السعر مرتفعا بالكوستابرافا عندها انخفض السعر 12 مليون دولار وربح المناقصة المتعهد نفسه. يا معالي الوزير انت تشتم رائحة الصفقات، ومجلس الوزراء ومجلس النواب والاحزاب كلها تشتم رائحة الصفقات. معالي الوزير كنت وزير بيئة، فهل تقبل بإنشاء مشروع بهذه الخطورة، مع العلم ان هذه هي النفايات التي تحضر للطمر لا تفرز؟ وهل تقبل بمباشرة المشروع من دون دراسة الاثر البيئي؟".

وأشار إلى أنه "عندما اعترض حزب الكتائب داخل الحكومة على المباشرة بالمناقصات قبل دراسة الاثر البيئي، اجابنا رئيس الحكومة "بعدين الاثر البيئي".

وتوجه الجميل إلى وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور وقال: "تبحث عن اصغر مطعم فيه نسبة بكتيريا في اللحمة، فهل ما سيخرج من المطمر مطابق للمواصفات الصحية؟ على الاقل يمكن أن يأكل المواطن في منزله، لكن هذه الروائح سنشمها بمجرد فتح النافذة".

وسأل: "إذا كانت المنطقة موبوءة، فهل نجعلها موبوءة أكثر؟ أم يجب أن نعمل على اصلاحها وتحويلها إلى منطقة سياحية؟".

وردا على سؤال حول حزب الطاشناق، قال الجميل:"ان الحزب موعود بإزالة جبل النفايات وفرزها ونحن معه. لقد قامت قيامة الاهالي في سرار والسلسلة الشرقية ومنعوا اقامة مطامر، وبعدما رفضوا كل هذه الاماكن تم الاتفاق على اكثر منطقة اكتظاظا في لبنان لطمر النفايات".

وردا على سؤال حول شركتي "سوكلين" و"سوكومي"، قال: "بحسب تحليلي، فإن أكثر من 70% من ارباح الشركتين كانت توزع على الشخصيات النافذة التي كانت تغطي الجريمة على مدى سنوات. في السابق، لم يحصل فرز لان بعد الفرز تقل كمية النفايات التي ستطمر. وبالتالي، ستقل الاموال".

وسأل: "لماذا يخيروننا بين موتين، فإما نموت من رائحة المكب وإما من رائحة النفايات في الشارع. أما خيار عدم الموت فغير موجود". وردا على سؤال، قال الجميل: "هناك معمل للتسبيخ أقفل لأنهم لا يريدون استعماله بدل العمل على توسيعه، ونتمنى لو تتوقف الحكومة عن اتخاذ القرارات السيئة والمضرة باللبنانيين عندها سنكون بألف خير". أضاف: "على وزارة الداخلية، إرشاد رؤساء البلديات ووضع بتصرفهم أراض لانشاء معامل فرز، لان البلديات لا تملك القدرة والامكانات. كما على الدولة ككل أن تضع نفسها بتصرفهم. ولقد وعدنا منذ سنة بتشكيل لجنة تقنية تساعد البلديات على القيام بهذا الامر".

وردا على سؤال، أكد الجميل "البقاء على الارض حتى إشعار آخر وإلى حين ايجاد بديل"، مبديا استعداده "للمشاركة بأي بديل شرط عدم فرض كارثة على اللبنانيين"، وقال: "سنقوم بواجبنا وأكثر، لكننا نحتاج إلى أن يقف الناس والأحزاب بجانبنا".

 

شهيب لسامي الجميل: الله يثبت العقل والدين

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - صدر عن مكتب وزير الزراعة أكرم شهيب البيان الآتي: "بعدما تناول النائب سامي الجميل بالشخصي وزير الزراعة ورئيس اللجنة الفنية المكلفة متابعة ملف النفايات أكرم شهيب، وذهابه بعيدا في هجومه غير العلني وغير الفني وغير المنطقي على خطة النفايات، رد الوزر شهيب: "نحترم هذا البيت الكريم والعريق، لكن يقال مثل عنا في الجبل "الله يثبت العقل والدين".وبعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، قال شهيب في معرض رده على ما أورده الجميل في مؤتمره الصحافي من "مغالطات": "إن وزراء الكتائب كانوا في الجلسة التي أقرت فيها الخطة، وإذا كان كلام الجميل والعمل الذي يتم على الأرض سيفيده بانتخابات المتن المقبلة، ندعمه، أما إذا كان عكس ذلك فسنتكلم بموضوع البيئة ونفتح جميع الملفات".

 

قهوجي تفقد موقع صور العسكري والوحدات المنتشرة في مرجعيون: سنتصدى لأي اعتداء اسرائيلي يستهدف لبنان

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي قبل ظهر اليوم، موقع صور والوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة مرجعيون، حيث جال في مراكزها واطلع على إجراءاتها الدفاعية والأمنية، ثم اجتمع بالضباط والعسكريين وزودهم توجيهاته للمرحلة المقبلة. وأثنى على "الجهود المبذولة لحماية الحدود الجنوبية والحفاظ على استقرارها بالتعاون مع القوات الدولية"، لافتاإلى أن "مهمة الجيش الأساسية في الدفاع عن الجنوب ضد العدو الاسرائيلي، تتكامل مع مهماته الأخرى في مواجهة الإرهاب على الحدود الشرقية، والحفاظ على الأمن في الداخل"، مشددا على أن "الجيش سيتصدى بكل الإمكانات المتوافرة لديه لأي اعتداء اسرائيلي يستهدف لبنان"، مذكرا "العسكريين بمعركة المالكية التي خاضها الجيش ضد هذا العدو في العام 1948"، مؤكدا "التمسك بالقرار 1701 بمختلف مندرجاته". وأكد على أن "هذه المنطقة تنعم بالاستقرار والتعايش بين مختلف أطياف المجتمع اللبناني، وذلك بفضل الجهود العائدة للوحدات المنتشرة فيها، والتعاون القائم مع القوات الدولية". ودعا قهوجي العسكريين إلى "مزيد من الجهوزية واليقظة، والبقاء إلى جانب المواطنين لتعزيز صمودهم في أرضهم، وضمان أمنهم واستقرارهم".

 

قاسم: خيارنا لبنان الوطن لا المزرعة والمقاومة كسرت مشروع الشرق الأوسط الجديد

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها في حفل متفوقي مدارس المصطفى الذي اقيم في نادي "الفاميلي هاوس" في المشرفيةان "تفوق مدارس المصطفى هو ميزة وطنية وإسلامية، لأن التنافس يحصد في مناهج التعليم الوطني وأنتم تتفوقون في هذا الميدان، وفي ميدان الالتزام الإسلامي الذي يؤكد على الدفع دائما باتجاه الأفضل والأحسن والتفوق في كل شيء، سواء بالنسبة أو بالدرجات. من هنا علينا أن نحمل مسؤولية المحافظة على هذا المسار. بكل وضوح نحن لا نقبل أن يكون الواحد منا مجرد ناجح، بل يجب أن يسعى ليكون أول الناجحين، إذا لم يتوفق على الأقل في درجة من الدرجات". واكد ان "الإرهاب التكفيري المدعوم من الإرهاب الإسرائيلي هو الأزمة المركزية في المنطقة، لأن هذا الإرهاب يقدم صورة ويريد أن يحقق نموذجا ويعمل من أجل السيطرة حتى يكون الوحيد الواقع في حياة شبابنا وشاباتنا وأمتنا من الآن وإلى المستقبل القادم. لاحظوا معي كيف يدعم المسؤولون الإسرائيليون هذا الإرهاب التكفيري بالتصريحات والمواقف والطبابة وفتح الحدود والمساعدة بإطلاق النار، بل صرحوا بأنهم لا يتمنون هزيمة داعش، لأن البديل هو الحق والخير والاستقلال والكرامة وهم لا يريدونها لنا. وكذلك نجد أداء أمريكا أداء يطيل الأزمة فهم يتحدثون عن مواجهة داعش ولكن لا يمارسون أي مواجهة حقيقية، وهم يملكون الإمكانات والقدرات خوفا من أن تسقط داعش فيكون البديل هؤلاء الذين آمنوا وقالوا ربنا الله واستقاموا". اضاف: "لقد حددنا مكمن الخطر على الأمة وعرفنا أنه هذا الإرهاب بفرعيه التكفيري والإسرائيلي، وأدركنا أن علينا الاعتماد على أنفسنا بعد التوكل على الله تعالى، فلن نستجدي من أحد ليخلصنا من هذا الإرهاب، بل سنعمل بكل ما أوتينا من قوة ونربي أجيالنا لمواجهة هذا الإرهاب التكفيري لننتصر عليه إن شاء الله بالتعاون مع كل المستعدين للمواجهة لأن المسؤولية والخطر يقعان على الجميع". وتابع: "التكفيري خطر على الهوية الإسلامية، وخطر على الوجود الإنساني، وخطر على مستقبل الأجيال، ولا يمكن مواجهة هذا الخطر بالتمنيات بل بالعمل والسعي والتصدي، ومن كان يقول أنه ضد هذا الإرهاب التكفيري فليرمه بحجر، أما من يقف متفرجا ومنظرا فهذا لا يقدم شيئا، ولكن أقول لكم بكل طمأنينة بأن المستقبل القادم إن شاء الله تعالى ليس فيه قدرة وفعالية لا لداعش ولا لغيرها بسبب جهود محور المقاومة والتضحيات التي يقدمها". وقال: "لطالما قلنا بأن المقاومة هي الحل، لا لأننا نريد التغني بإنجاز محدد أو بفكرة طوباوية بل لأن الوقائع على الأرض أثبتت أنها الحل الناجع لقضايانا، هذه المقاومة هي التي حررت الأرض وصدَّت العدوان وحمت الحدود الجنوبية والشرقية وعطلت إمارات التكفير ومنعت إسقاط سوريا المقاومة، وانجزت إنجازات كثيرة. هذه المقاومة هي التي استطاعت أن تحقق لنا حضورا وقرارا نستطيع من خلاله أن نبني بلدنا ومستقبلنا بإرادتنا، هذه المقاومة هي التي كسرت مشروع الشرق الأوسط الجديد، ومنعت استغلال ضعف لبنان، ونقلت لبنان من حالة ضعف إلى حالة قوة، أقول بكل جرأة وفخر: حزب الله كان ولا يزال دعامة مركزية للاستقرار في لبنان، ولولا هذه الدعامة لذهب لبنان في مهب ريح الأزمات المتنقلة في منطقتنا".

اضاف: "نحن ندعو إلى الموقف في كل قضايانا، لا يمكن أن نقبل بالمواقف الرمادية التي هي لا مع ولا ضد، لأنها لا تحقق إنجازا بل تسبب أضرارا "والساكت عن الحق شيطان أخرس". علينا أن نختار: مع المقاومة أو ضدها، مع الاستقرار أو ضده، مع المشروع التكفيري أو ضده. مع السيادة والاستقلال أو مع الاحتلال والتبعية، لا بد لكل واحد منا أن يختار، وكلها تحتاج إلى قرارات شجاعة وعمل مدعوم بالقوة التي تحمي خياراتنا".

وتابع: "لقد ولى زمن الضعف الذي نكون فيه أدوات لمشروع الغرب، اخترنا المقاومة لحماية خياراتنا، اخترنا المقاومة لنكون أقوياء في لبنان والمنطقة، لأن صاحب الحق لا يحصل عليه إلا مع قوة، إذ أننا في زمن لا تقيم الدول ولا الجماعات ولا تعطى الحقوق إلاَّ لمن يملك قوة يدافع عن نفسه من خلالها ويستطيع أن يأخذ حقه من بين أيدي الذئاب الدولية التي تعمل لتدمير العالم لمصالحها". واردف: "خيارنا لبنان الوطن لا المزرعة، ولبنان السيد لا الخاضع، ولبنان المقاومة لا الذي يرتمي تحت الاحتلال، ولبنان القوي لا الضعيف، وأملنا بالله تعالى أن نحقق هذا الإنجاز". وختم: "استغل المناسبة لأرسل تحية خاصة للجيش اللبناني الذي يقف متصديا لاحتلال عرسال من قبل بعض الجماعات الخارجة عن القانون الحق في العالم من التكفيريين الذي عاثوا في الأرض فسادا فأضروا العباد والبلاد، وإن شاء الله نحقق معا نجاحات على كل الأصعدة ونكون متفوقين في كل ما نعمل له".

 

بري استقبل وزيرا هنديا وكاغ مخزومي: لاقرار قانون للانتخابات يعتمد النسبية

الخميس 18 آب 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندية مبشر أكبر والوفد المرافق، وتم عرض للتطورات الراهنة والعلاقات الثنائية.

كاغ

ثم استقبل بري المنسق العام للأمم المتحدة في لبنان السيدة سيغريد كاغ وعرض معها للاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.

مخزومي

واستقبل بري بعد الظهر، رئيس حزب "الحوار الوطني" المهندس فؤاد مخزومي، وتم البحث في الأوضاع العامة. وإذ جدد مخزومي في تصريح بعد اللقاء تثمينه ل"رعاية الرئيس بري الدائمة والمستمرة للحوار، خصوصا أن طاولة الحوار ضمانة لاستقرار الشارع وأمن البلد"، حث الأفرقاء السياسيين على الخروج من حال المراوحة"، مؤكدا "أن الوقت ليس في مصلحة لبنان". ودعا مخزومي إلى "ملء الشغور في رئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها في ربيع 2017"، لافتا إلى أنه "تمنى على الرئيس بري العمل على إقرار قانون للانتخابات عادل يعتمد النسبية". وأكد أن هذه الخطوات الضرورية هي أمور عاجلة في الظرف الإقليمي الصعب حيث المجتمع الدولي والإقليمي منشغل في حلول قد تتجاوز مصالح بلدنا الصغير وتستبق ترف الانتظارات المحلية لمختلف الأفرقاء". وشدد مخزومي على "أن المسارعة لأخذ الأمور بأيدينا فرصة لا يعقل ألا نستغلها"، لافتا إلى "أن الخلافات حول المواقع والحصص الجارية حاليا واستشراء الفساد وهشاشة مؤسسات الدولة تستنزف اقتصاد البلد ومعيشة اللبنانيين ومستقبل لبنان في المنطقة".

 

السعودي أمجد عشقي يؤكد استعداده للعودة إلى إسرائيل.. والرياض لم تخضعه للتحقيق

هافينغتون بوست عربي | وعد التركي- الرياض

تم النشر: 17/08/2016

إذا كان المسؤول السابق بالمخابرات السعودية أنور عشقي قد أثار غضباً وجدلاً بزيارته المفاجئة -الأولى من نوعها لسعودي إلي داخل إسرائيل، فإنه يكشف الآن أنه يخطّط لتكرار الزيارة مؤكداً لنا أن أحداً لم يحقق معه بعد الرحلة الأولى، وأنه وإن كان لا يمثل الدولة إلا أن آراءه تسير ضمن حدود المبادرة العربية التي أعلنها العاهل السعودي السابق عام 2003.

وكشف عشقي في حوار مع “هافينغتون بوست عربي” تفاصيل دخوله إلى الضفة الغربية وإمامته للصلاة بمسؤولين فلسطينيين قبل أن يلتقي بممثلين للمعارضة الإسرائيلية ثم بمسؤول في الخارجية كان يعرفه قبل أن يتولى منصبه الرسمي.

ورصدت “هافينغتون بوست عربي” ردود الأفعال على ما قام به عشقي، كما استعلمت من مسؤول سعودي -رفض ذكر اسمه عن الكيفية التي يستخدمها بعض السعوديين للوصول إلى داخل إسرائيل في أراضي 48 أو في الأراضي الفلسطينية ولا سيما في الضفة الغربية دون أن يتم كشف أمرهم وغالباً ما يبدأ ذلك برحلتهم إلى الأردن.

كيف دخل وأين ذهب؟

في حواره معنا حرص عشقي على التأكيد أنه لم يحصل على الفيزا ولم يختم جواز سفره بالختم الإسرائيلي، كما لا يوجد ما يثبت أنه دخل الأراضي المعترف بها دولياً كجزء من دولة إسرائيل، ولكنه دخل الأراضي الفلسطينية عن طريق الأردن واقتصرت زيارته على مدن محتلة من رام الله إلى القدس التي ليست رسمياً جزءاً من إسرائيل.

وقال إن السلطة الفلسطينية كانت قد طلبت منه قبل سنوات زيارة رام الله، وكان يتردد كثيراً، ولكنه وافق مؤخراً وذهب إليهم في هذه الزيارة، حيث صلى بهم إماماً في مسجد عمر بن الخطاب، الذي يقع في المهد ببيت لحم.

هدف الزيارة وفقاً لعشقي هو “نصرة القضية الفلسطينية، وليشعر أبناء الضفة الغربية أن لهم إخوة من العالم العربي يشعرون بهم ويسألون عن أحوالهم، وفي رحلتي تلك زرت جامعتين، ومراكز دراسات استراتيجية في الضفة الغربية، واجتمعت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وبأسر شهداء ومعتقلين فلسطينيين، وحضرت زفاف نجل النائب المعتقل مروان البرغوثي” .

الاجتماع بالمعارضة الإسرائيلية

وأضاف عشقي “اقترح علينا الفلسطينيون الاجتماع بالمعارضة الإسرائيلية في رام الله، وفعلت حيث تحدثنا عن المبادرة العربية -التي قدمها العاهل السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز في العام.. -، ثم تلقيت دعوة على العشاء من قبل المسؤول الإسرائيلي دوري غولد، وكنت أقابله سابقاً في بعض المؤتمرات دولية، حينما كان رئيساً لمركز الدراسات الاستراتيجية، وذلك قبل أن يعينه الرئيس الإسرائيلي مديراً عاماً للخارجية، ولبيت الدعوة وتناقشنا أيضاً في موضوع المبادرة العربية، وأكدت له أن لن تكون هنالك علاقات عربية إسرائيلية مالم يعط الفلسطينيون كافة حقوقهم وتطبق بنود المبادرة العربية بالكامل.

مصداقية ما نشرته الصحافة الإسرائيلية

عشقي يرى أن غالبية السعوديين تناولوا الموضوع متأثرين بما نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، والتي تعتبر كل الأراضي الفلسطينية تابعة لإسرائيل، وتعتبر بيت المقدس إسرائيلياً، لذلك عنونت أخبارها بأني ذهبت لإسرائيل، وأضافت الصحيفة أموراً كثيرة لم تحدث، وتبعتها الصحف العربية، ولم تكلف واحدة من هذه الصحف نفسها بالسؤال والاستفسار عن مصداقية ما نشرته الصحف الإسرائيلية.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد قالت أنه ليس بإمكان هذا الضابط السعودي السابق زيارة إسرائيل دون موافقة سلطات المملكة، حيث تأتي إسرائيل في قائمة الدول المحظور على المواطن السعودي السفر إليها، وتعتبرها دولة احتلال وترفض التطبيع معها قطعياً.

وقدمت مجلة “إنسايد مجازين” الدكتور أنور عشقي على أنه مستشار للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، كما ذكروا بأنه الرجل الذي يقود المحادثات بين السعودية وإسرائيل.

لست مستشاراً للملك

إلا أن عشقي نفى ماجاء به الإعلام الإسرائيلي، قائلاً: “لست مستشاراً للملك سلمان، ولست مبعوثاً رسمياً من المملكة، لكني صاحب مركز دراسات استراتيجي هو مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، وأسدي النصح للمسؤولين في المملكة بشكل اختياري في وضع الحلول للمشاكل المحلية والعالمية، شأني شأن أي مركز من المراكز”.

يضيف: “أنا أيضاً لا أقود محادثات مع إسرائيل، بل أجريت حواراً من خلال المنتديات الدولية، عارضاً رؤية المركز ورأيي الشخصي في حل هذه المشاكل ومن أهمها المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية”.

واعتبر أن “ما قالته – إنسايد مجازين – يمثل فرضيات بنتها على معطيات عدة، لكنها لا تقوم على حقائق ثابتة، فالفرضيات عادةً ما تسقط أمام الحقائق، فهل كان يائير هيرشفيلد الذي أجرى محادثات في أوسلو مبعوثاً رسمياً من رئيس الحكومة الإسرائيلية أيام إسحق رابين؟”.

توجهاتي لا تخالف سياسة السعودية

ويؤكد أن زيارته لإسرائيل لا تخالف في آخر الأمر سياسة السعودية، يقول: “لقد عملت في القوات المسلحة وعملت في السفارة السعودية وأنهيت حياتي الوظيفية بعد 18 عاماً، باللجنة الخاصة لمجلس الوزراء، فحصيلتي التاريخية تؤهلني لأعرف سياسة المملكة العربية السعودية، وهذا لا يعني أني أمثلها”.

المساءلة والتحقيق الحكومي

وأكد عشقي أنه لم يتعرض للمساءلة والتحقيق من قبل السلطات السعودية، حيث إنه سار وفق توجهاتها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حسب قوله

وقال “كل الحلول التي تضمنتها المبادرة العربية، كان قد وضعها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وذكر أنه إذا قبلت إسرائيل بالمبادرة وطبقتها، فإن المملكة والدول العربية والإسلامية سوف تطبع العلاقة مع إسرائيل”.

واعتبر أن الشعوب العربية تتعامل بعاطفتها مع إسرائيل رغم أنها باتت أمراً واقعاً، لكن ذات الشعوب تتغير قناعاتها حينما ترى أن السلام أصبح واقعاً، فتقبله كما تقبلته تركيا، حسب قوله.

ويضيف “أنا فرد من أبناء الشعب السعودي، قبل أن أذهب إلى الولايات المتحدة لأدرس وأعمل، كنت أشد كرهاً لإسرائيل واليهود ولكن بعدما تعاملت مع يهود تأكدت أن كل إنسان فيه الخير والشر. فإذا تعاملنا مع عنصر الخير كان خيراً وإذا تعاملنا مع عنصر الشر كان شريراً، لهذا يجب أن نتعامل مع عنصر الخير في كل إنسان وكل شعب”.

إيران العدو المشترك بين السعودية وإسرائيل

ويقول عشقي: “إيران هي العدو المشترك لإسرائيل والمملكة، لكننا لا نتشارك مع إسرائيل في مواجهتها فلنا أسلوبنا ولهم أسلوبهم، ولنا استراتيجيتنا ولهم استراتيجيتهم، لهذا لا توجد علاقة بين الدولتين، ولا تنسيق، والمملكة تختلف مع إسرائيل في ممارساتها ضد الفلسطينيين، لأن إسرائيل اعتادت أن تقابل العنف بالعنف، فتقفل باب الحوار مع الفلسطينيين”.

مقارنة أخرى بين إسرائيل وإيران تأتي أيضا لصالح إسرائيل -حسب عشقي- فهو يرى أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، هو رجل “قوي ذكي”، في حين يفتقد مرشد الثورة الإيرانية علي خامئني، إلى بعد النظر.

يقول عن الأول: “نتنياهو قادر على الاعتراف بالمبادرة وتحقيقها، وأثبت أنه ذكي حينما استطاع أن يصل إلى سدة الحكم في إسرائيل، لكني أيضاً وصفته بأنه متردد، ويزور الحقائق”.

ففي كتابه “تحت الشمس” قال إن النبي صلى الله عليه وسلم هو من خرق صلح الحديبية، بينما كانت قريش من فعل ذلك، وقد ألفت كتاباً كاملاً لأوضح فيه الحقائق. وكذلك افترى على الشيخ أمين الحسيني وقال إنه نصح هتلر بحرق اليهود في حين أن الحسيني لم يقابل هتلر إلا بعد الجريمة”.

أما خامنئي -حسبما يرى- فسياسته تؤدي إلى تدمير إيران من الداخل؛ فهو يدعو إلى الهيمنة الفارسية مما يعجل باستقلال القوميات الأخرى التي انسلخت من أساسها القومي مثل أذربيجان، كردستان، عربستان، بلوشستان، تركمانستان، كما أن تدخله في شؤون الدول العربية ودعم الأذرعة والميليشيات الإرهابية أفقر إيران وأسقط قيمة التومان ورفع نسبة الفقراء في إيران إلى 60% فلم يثبت التاريخ أن الإيرانيين كانوا يتسولون في الحج إلا في عهده.

تكرار الزيارة لإسرائيل

وأكد عشقي أن زيارته لإسرائيل قد تتكرر مستقبلاً، مشيراً إلى أن اهتمام إسرائيل بالزيارة، دليل على الرغبة لديهم لوضع حل للصراع، وكسر العزلة في الشرق الأوسط، معتبراً بأن هذه البوادر ظاهرة صحية رغم أنها جعلته في دائرة النقد، لذلك فهو سعيد بها.

كيف يخفون زيارتهم لإسرائيل؟

وعن إمكانية سفر السعوديين لإسرائيل دون الحصول على التأشيرة الإسرائيلية، أوضح مصدر بوزارة الخارجية السعودية – رفض ذكر أسمه – بأن هنالك بعض السعوديين ممن تربطهم مصالح تجارية واجتماعية في فلسطين، يذهبون لإسرائيل عبر عدة طرق “مخادعة ” بحسب وصفه.

وأوضح المصدر لـ “هافينغتون بوست عربي” بأن دول منطقة الشرق الأوسط لا تعترف بإسرائيل، بأستثناء تركيا ومصر والأردن، لذلك قد تعرقل بقية الدول دخول المسافر إليها إن اتضح ذهابه لإسرائيل قبل الوصول إليها، لذلك يقوم البعض بالطلب من موظف الجوازات الإسرائيلي عدم ختم جواز السفر والاكتفاء بختم ورقة خارجية تفي بالغرض.

وأشار إلى أنه يمكن دخول إسرائيل والخروج منها عن طريق

الأردن أو مصر دون أن يختم جواز السفر، بحيث يبدو أن المسافر قضى كامل الفترة السابقة في الأردن أو مصر.

وكشف المصدر أن بعض الشخصيات البارزة السياسية أو من تربطهم علاقات تجارية بفلسطين، يملكون جواز سفر فلسطينياً يسهل عليهم مهمة الدخول لإسرائيل والخروج منها، كما أن هنالك بعض من رجال الأمن يحملون جوازين للسفر، وهذا يعتبر غير قانوني بالسعودية، وكل من يتم اكتشافه يتعرض للتحقيق والمساءلة.

الموقف الرسمي والشعبي من الزيارة

” هافينغتون بوست عربي” التقت بعدد من المحليين السياسين، للنظر حول الأبعاد السياسية لزيارة أنور عشقي لـ فلسطين المحتلة.

مدير عام قناة العرب الأخبارية جمال خاشقجي، اعتبر بأن أفضل تعليق على زيارة الدكتور أنور عشقي لإسرائيل، هو رد مندوب السعودية بالأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي، وذلك بمقال نشره في صحيفة المدينة المنورة، موضحاً الرفض السعودي الشعبي والرسمي لزيارته لإسرائيل ولقائه بموظفين إسرائيليين بالخارجية هناك.

وكان المندوب السعودي، قد شن هجوماً قاسياً في مقال بارز له ضد من وصفهم بـ” المطبعين المطبلين” منتقداً إقحام اسم السعودية واستغلال الرتب العسكرية الشرفية في تنظيم لقاءات مع الإسرائيليين.

الإحراج السعودي للشعب والدولة

ويقول خاشقجي في حديثه لـ “هافينغتون بوست عربي”، “أعتقد أننا أُحرجنا كسعوديين وكذلك الدولة بهذه الزيارة غير المهمة من شخصيات غير مهمة”.

وأشار إلى مقال الكاتب السعودي علي الموسى بصحيفة الوطن، والذي قال في سياقه أنه “لو زار إسرائيل أبسط راعي غنم سعودي والتقى بموظفين في خارجيتها لاحتفت به ونفخت في الزيارة لتجعلنا جميعاً نرتدي طاستها وفضيحتها”.

“تخبيص في تخبيص”

وأكد خاشقجي أن زيارة عشقي ليست “مبادرة” ولا “جس نبض” داخلي أو خارجي وإنما هي “تخبيص في تخبيص” بحسب وصفه.

ويضيف خاشقجي “الزيارة رفضها كل الشعب السعودي، ولم يؤيد د. عشقي فيما ذهب إليه غير ثلة باتوا حتى يتحرجون من قول ذلك في مجالسنا”.

جدلية الزيارة وعلاقتها بالسعودية

وقال المستشار والباحث في العلاقات الدولية سالم اليامي في تصريح لـ “هافينغتون بوست عربي” إن الزيارة أثارت جدلاً كبيراً في المملكة.

وتابع “مطلوب من السعوديين في هذه المرحلة تصديق البيانات الصادرة من الجهات الرسمية ومنها وزارة الخارجية وغيرها من الوزارات، وفي ذات الوقت يجب التعاطي بواقعية مع الزيارة كأمر تم في الواقع”. حسب قوله

التنسيق مع لوبي تركي الفيصل

“زيارة الدكتور أنور عشقي ومن رافقه لإسرائيل لم تكن بمبادرة شخصية منه، وربما كانت بإيعاز وتنسيق مع لوبي تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق الذي وصفه بعراب التطبيع مع إسرائيل”، هذا ما قاله الكاتب والباحث السياسي الدكتور عبدالمجيد الجلال في حديثه لنا.

واعتبر الجلال أن”الزيارة تدخل مع الأسف الشديد في سياق الخدمات المجانية التي تقدم لإسرائيل، إلى درجة وصف المجتمع الإسرائيلي بالمحب للسلام والحياة، في حين أن إسرائيل مستمرة في سياستها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، بل تتحكم بالقرار الإسرائيلي حكومة يمينية هي من أكثر الحكومات الإسرائيلية تشدداً واستهتاراً بالمواثيق والمعاهدات الدولية، وتمارس سياسة الاستيطان بأبشع صورها، ومنها سياسة تهويد القدس”.

ويرفض الجلال تبريرات عشقي للزيارة بأنه ناقش خلالها المبادرة العربية للسلام، يقول “الحديث عن ذلك يستوجب أن يكون في محافل دولية، وضمن أطر محددة، لا أن تشد الرحال إليهم وتتبادل القبلات وتتحدث إلى إعلامهم، فأنت بسلوكك هذا تطبع معهم دون أن تحصل على مقابل، ولاشك بأن التطبيع المجاني هو من أسوأ أنواع التطبيع وهو سلوك أقرب إلى الغباء والحمق ولا أقول الخيانة “.

وتابع “المبادرة العربية لم تعد مطروحة حالياً للبحث على الصعيدين الإقليمي والدولي وقد لا أبالغ إذا قلت بأن الزيارة تندرج في سياق التطبيع المجاني الذي تتبناه بعض النخب الليبرالية العربية وتتخذ من المبادرة العربية للسلام قنطرة لتحقيق أهدافها من السلام”.

تصرف فردي لا يعكس سياسة السعودية

من ناحيته يرى الباحث السياسي الدكتور نايف الفراج أن زيارة عشقي، لإسرائيل تصرف فردي لا يعكس سياسة السعودية، ولا تمثل موقف حكومة المملكة الرسمي.

وأشار الفراج لتأكيد وزارة الخارجية السعودية أن عشقي مع مجموعة أخرى، ليس لهم علاقة بأي جهة حكومية، ولا يعكسون وجهة نظر حكومة السعودية، وأن آراءهم تعبر عن وجهات نظرهم الشخصي.

تصرفات متسرعة وارتجالية

وقال الفراج “عشقي رغم كبر سنه (٧٤ عاماً) إلا أن تصرفاته تتسم بالتسرع والارتجال بالإضافة إلى أن حضوره الإعلامي باهت ومداخلاته مع القنوات الإخبارية باللغتين العربية والأنجليزية ركيكة غير مقنعة، وكونه رجل استخبارات سابق، أظن أنه استفاد من علاقاته السابقة مع النشطاء السياسيين مما سهل له دخول القدس ورام الله والأراضي المحتلة على رأس وفد يمثلون المركز الذي يديره”.

واستغرقت الزيارة إلى رام الله خمسة أيام بداية من 17/7/2016 وحتى 22/7/2016 ، أما زيارة بيت المقدس فلم تصل إلى أكثر من أربع ساعات.

وبحسب صحيفة الحياة اللندنية، فقد قالت وزارة الخارجية السعودية، إن زيارة مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات، العقيد المتقاعد أنور عشقي، إلى إسرائيل تمثله شخصياً ولا علاقة لها بالمملكة.

وقالت الصحيفة بأن الوزارة لم تعلق على زيارة عشقي الأخيرة، واكتفت بتذكير ببيان سابق لها عن الموضوع.

 http://www.huffpostarabi.com/2016/08/17/story_n_11572758.html?ncid=tweetlnkarhpmg00000001