المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 آب/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.august26.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُوم، أَمْطَرَ اللهُ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَهُم أَجْمَعين

إنْ كُنْتُم تُحابُونَ الوُجُوه، فإِنَّكُم تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَة، والشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُم بِٱعْتِبَارِكُم مُخَالِفِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

النهار: ماذا تقول أوساط مسيحية مستقلة في أدبيات التصعيد العوني/الياس بجاني: ميشال عون غريب ومغرب عن الثوابت المسيحية والوطنية والإستقلالية التاريخية

ميشال عون غريب ومغرب عن الثوابت المسيحية والوطنية والإستقلالية التاريخية/الياس بجاني

ماذا تقول أوساط مسيحية مستقلة في أدبيات التصعيد العوني ؟ استغراب للخفة حيال الطائف المطروح وصفة لصراعات المنطقة/النهار

قراءة في مصداقية في حلقة كلام الناس لليوم: غطاس خوري وابراهيم كنعان هما طينة وخامة الإنتهازيين وركاب البوسطات/الياس بجاني

سرطان حزب الله ومن ثم حزب الله ومن ثم حزب الله/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مجلس الوزراء أكد خطة النفايات والثقة بوزير الزراعة لمتابعتها

رسائل الجلسة ستدرسها الرابية بعناية برّي لـ"النهار": أي فائدة لتعطيل الحكومة/رضوان عقيل/النهار

كيف قرأ المقاطعون مواقف الأفرقاء والمتغيبين؟ علامات فارقة طبعت جلسة مجلس الوزراء/ألين فرح/النهار

اليونيفيل: بيري ترأس الإجتماع الثلاثي في الناقورة واكد العمل معا لبناء شراكة قوية وإيجاد أرضية مشتركة والاستفادة من الهدوء

حزب الله والتيار الوطني الحر: حسابات حكومية متناقضة/شادي علاء الدين/العرب

 مقدمات نشرات أخبار المسائية ليوم الخميس في 25/8/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 25 آب 2016

المفهوم الغريب الذي يتم الترويج له للميثاقية يعني أن كل ماروني غير ميشال عون فقد حقه بالترشح لرئاسة الجمهورية/نوفل ضو/فايسبوك

مشاعات برج رحّال طارت…برعاية النائب والمقاول ورئيس البلدية/فايزة دياب/جنوبية

“حزب الله” يترك عون وحيدا

هل ينتهي “الزواج” الذي جمع “الوطني الحر” و”حزب الله” منذ العام 2006؟

هل يسحب “حزب الله” قواته من سوريا؟

د. فارس سعيد عن النداء الموجه الى طاولة الحوار: مقتنعون بإمكانية استعادة المبادرة الوطنية لاحياء النموذج اللبناني

المقاطعة العونية تجمّد مجلس الوزراء اسبوعين والمعالجـــات انطلقت

مشروع الموازنة الى الحكومة خلال ساعات متضمنا سلسلــــة الرتب

كيري يواصل لقاءاته الخليجية ويبلغ اوغلو انسحاب الاكراد الى شرق الفرات

من يحمـي "حماة الديار" وهـل يحتــاج الجيـش الـى مسـاندة؟/مصادر عسكرية تدعو الى عدم التضخيم: استقبلوا كأي جمعية مدنية/لا ارتباط عضويا ولا برنامج تدريب ممنهجـاً وهذا سـقف القضيــة

الوطني الحر" يدرس خياراته.. قلب الطاولة وارد ومحطة 7 ايلول مفصلية/ تحالف عون– حزب الله: أجندات متباعدة وفراق عند الاستحقاقات الكبـرى

حراك أميركــي – روسـي "إيجابي" لتوسيـع شـبكة التفاهمـات مساع لإنجاز تسوية "شاملة" بعد الحل السوري.. تحمل رئيسا للبنان؟

قاطيشا: جعجع يحاول التواصل مـع "حزب الله" و"القوات" تتوسط بين "التيار الوطنــي" وسـلام

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

إشكال في وادي الزينة بين آل الحاج وسرايا المقاومة

مقتل سائق سوري لم يمتثل لحاجز الجيش وحاول الفرار في راس السرج في عرسال

جعجع: ليفسر لنا البعض لماذا يحارب جزءا من الارهاب ويدعم الجزء الآخر

الحريري التقى اردوغان ويلدريم في انقرة ويشارك غدا في افتتاح جسر السلطان سليم الاول في اسطنبول

سامي الجميل لبى دعوة السفير اللبناني في موسكو إلى عشاء

جنبلاط عبر تويتر: يا له من عالم متموج تتغير فيه التحالفات كل يوم بين السلاطين والقياصرة والرؤساء

النيابة المالية إستأنفت قرار العنيسي بتخلية سبيل حيصو

وزير الداخلية سيطلع سلام على اسباب غيابه عن جلسة مجلس الوزراء

تجمع للحراك المدني أمام مكب برج حمود طالب بمعالجة فورية لجبل النفايات

رئيس رابطة مخاتير المتن الشمالي: نرفض المطمر العشوائي والحل في لامركزية النفايات

شهيب: موقف الطشناق صوت العقل وبديل خطة الحكومة النفايات في الشوارع

رئيس تحرير مجلة شؤون جنوبية محمد عقل: الثنائي الشيعي يسيطر على البلديات بـ30% من الأصوات فقط

بيان تأسيسي للقاء لبنان الإنسان

إحياء الدستور لإنهاء الفراغ الرئاسي: مبادرة مواطنية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تركيا تجري محادثات "غير مباشرة" مع الأسد حول المصالحة

رئيس وزراء كندا يدعم مرتديات البوركيني.. وهذه دوافعه

آيرولت دعا مجلس الأمن الى التحرك ردا على استخدام دمشق أسلحة كيمائية

 تشوركين: موسكو ستتعاون مع واشنطن في قضية التحقيق حول هجمات كيميائية في سوريا

وزير الدفاع التركي: تركيا لها كل الحق في التدخل في حال لم تنسحب الوحدات الكردية الى شرق الفرات

وزير التموين المصري استقال على خلفية قضية فساد في توريد القمح

نجاة زعيم ابرز حزب معارض تركي من هجوم على موكبه

مجلس النواب العراقي صوت بالغالبية على إقالة وزير الدفاع

المانيا تدرس امكان سحب طائراتها من تركيا على خلفية التوتر مع انقرة

 قائد القوات البرية العراقية: السيطرة بالكامل على بلدة القيارة الاستراتيجية جنوب الموصل

الامم المتحدة طالبت بتحقيق دولي حول انتهاكات حقوق الانسان في اليمن

الشرطة الأوسترالية: لا دليل على تطرف الفرنسي منفذ عملية طعن البريطانيين بالسكين

مؤتمر دولي من أجل عالم خال من السلاح النووي في أستانا في 29 الحالي

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان اعتاد تدخّل الخارج في الانتخابات الرئاسية لكنه لم يعتد تدخلاً يعطّل عمل مؤسساته/اميل خوري/النهار

الانشغال في الزواريب عنوان "الدراما" اللبنانية استعادة أزمة التعيينات نموذجاً في إقليم لاهب/روزانا بومنصف/النهار

التكفيريون والدين الإسلامي/علي الحسن/النهار

ليَستعِدْ المسلمون التقدّميون السيطرة على إيمانهم/هافنغتون بوست"

الرابية «خائبة» والصفقة مع الحزب «خَسّيرة»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ماذا قال عمران بصمته؟/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

سفير سعودي جديد في بيروت/أحمد عدنان/العرب

تقاسم النفوذ في سوريا.. ولبنان ضمن مشروع إيران للغاز/منير الربيع/المدن

أنا إثنا عشري .. أبرأ إلى الله من عقيدة الثلاثة عشرية/عباس حطيط/فايسبوك

ميشال المر جمع أسعد حردان وسامي الجميّل ووضعا الخطّة/إيميه الحلو/25 آب/16 الديار

من «مضايا» إلى «حلب».. «التنكيل الشرعي» غبّ الطلب/علي الحسيني/المستقبل

هل حافظ الرئيس بري على أمانة الصدر/عماد قميحة/لبنان الجديد

عن الحوار وشجونه ومآلاته نحو ائتلاف مدني ديموقراطي واسع/سعود المولى/لبنان الجديد

نهاية 'الربيع العربي' حيث بدأ/خيرالله خيرالله /العرب

موسكو – طهران: سر الأيام الستة/محمد قواص/العرب

روسيا وإيران: خداع متبادل/حسان حيدر/الحياة

من حقيبة النهار الديبلوماسية - فشل خطة بوتين في سوريا/عبد الكريم أبو النصر/النهار

الجميع يناور في سورية تمريراً للوقت الأميركي الضائع/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

التآمر الدولي ضد الشعب السوري: إلى أين؟/عبدالعزيز التويجري/ الحياة

الروس والقاعدة الإيرانية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

ماذا يدور حقيقة على الساحة التركية؟/المحامي محمد أمين الداعوق/اللواء

المعركة في حلب والصراع في إيران!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري استقبل سفير مصر وهيئات سليمان: الميثاقية الاساسية هي انتخاب رئيس

أبي رميا: نعلن المقاومة السياسية تمهيدا لمرحلة تأسيسية

الوفاء للمقاومة حذرت من تهميش مكون أساسي في البلد: نحمل الفريق التعطيلي في المستقبل مسؤولية اجهاض الحلول

بدروس افتتح أعمال سينودس الأرمن الكاثوليك والمشاركون دعوا لانتخاب رئيس وفتح صفحة جديدة قوامها الشركة والمصالحة والعدالة

وزارة الخارجية تطلق حملة جنسيتك هويتك جنسيتك وطنك قانون استعادة...لبنان المنتشر وموقع الكتروني بخمس لغات

وزير المالية علي حسن خليل: نحن في اسوأ مرحلة سياسية في حكومة أقل من تصريف أعمال وسلسلة الرتب مطروحة في موازنة 2017

وداع رسمي وشعبي للفنان سمير يزبك في رمحالا وكلمات اشادت بمسيرته الفنية وايمانه وصيره على الآمه

جريج ل"الوطنية": تصريح بو صعب بفشل الحكومة اعتراف بالذنب من يشل مجلس الوزراء هو من يعطل انتخاب الرئيس

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

يَوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُوم، أَمْطَرَ اللهُ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَهُم أَجْمَعين

إنجيل القدّيس لوقا17/من26حتى30/:"قالَ الربُّ يَسوع: «كمَا كانَ في أَيَّامِ نُوح، هكذَا يَكُونُ في أَيَّامِ ٱبْنِ الإِنْسَان: كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة. فَجَاءَ الطُّوفَانُ وأَهْلَكَهُم أَجْمَعِين. وكَمَا كانَ أَيْضًا في أَيَّامِ لُوط: كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَشْتَرُونَ وَيَبيعُون، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُون. ولكِنْ يَوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُوم، أَمْطَرَ اللهُ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَهُم أَجْمَعين. هكَذَا يَكُونُ يَوْمَ يَظْهَرُ ٱبْنُ الإِنْسَان".

 

إنْ كُنْتُم تُحابُونَ الوُجُوه، فإِنَّكُم تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَة، والشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُم بِٱعْتِبَارِكُم مُخَالِفِين

رسالة القدّيس يعقوب02/من01حتى13/:"يا إِخْوَتِي: لا يَكُنْ في إِيْمَانِكُم بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، رَبِّ المَجْد، مُحابَاةٌ لِلوُجُوه. فَإِنْ دَخَلَ مَجْمَعَكُم رَجُلٌ في إِصْبَعِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَب، وعَلَيهِ ثِيَابٌ فَاخِرَة، ثُمَّ دَخَلَ فَقِيرٌ علَيهِ ثِيابٌ رَثَّة، فَٱلْتَفَتُّم إِلى لابِسِ الثِّيَابِ الفَاخِرَةِ وقُلْتُم لَهُ: «إِجْلِس أَنْتَ هُنَا في صَدْرِ المَكَان»، وقُلْتُم لِلفَقِير:» قِفْ أَنْتَ هُنَاك»، أَو: «إِجْلِسْ عِندَ مَوطِئِ قَدَمَيَّ»، أَفَلا تَكُونُونَ قَد مَيَّزْتُم في أَنْفُسِكُم، وصِرْتُم قُضَاةً ذَوِي أَفْكارٍ شِرِّيرَة؟ إِسْمَعُوا، يا إِخْوتِي الأَحِبَّاء: أَمَا ٱخْتَارَ اللهُ الفُقَراءَ في نَظَرِ العَالَم لِيَجْعَلَهُم أَغْنِياءَ بالإِيْمَان، ووَارِثِينَ لِلمَلَكُوتِ الَّذي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟ وأَنتُمُ ٱحْتَقَرْتُمُ الفَقِير! أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ هُمُ الَّذِينَ يَقْهَرُونَكُم، وهُمُ الَّذِينَ يَجُرُّونَكُم إِلى المَحَاكِم؟ أَلَيْسُوا هُمُ الَّذِينَ يُجَدِّفُونَ على الٱسْمِ الحَسَنِ الَّذي دُعِيَ عَلَيْكُم؟ فَإِنْ كُنْتُم تُتِمُّونَ الشَّرِيعَةَ المُلُوكِيَّةَ الَّتي نَصَّ عَلَيْهَا الكِتاب، وهِيَ: «أَحْبِبْ قَرِيبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ»، فَحَسَنًا تَفْعَلُون. ولكِنْ إنْ كُنْتُم تُحابُونَ الوُجُوه، فإِنَّكُم تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَة، والشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُم بِٱعْتِبَارِكُم مُخَالِفِين. فَمَن حَفِظَ الشَّرِيعَةَ كُلَّهَا، وزَلَّ بِوَصِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنْها، صارَ مُذنِبًا في الوَصَايَا كُلِّهَا. فالَّذي قَال: «لا تَزْنِ»، قالَ أَيْضًا: «لا تَقْتُلْ». فَإِنْ كُنْتَ لا تَزْنِي، ولكِنَّكَ تَقْتُل، فَقَد صِرْتَ مُخَالِفًا لِلشَّرِيعَة. هكَذا تَكَلَّمُوا، وهكَذَا ٱعْمَلُوا، كأُنَاسٍ سَيُدَانُونَ بِشَرِيعةِ الحُرِّيَّة؛ لأَنَّ الدَّينُونَةَ لا تَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَم. والرَّحْمَةُ تَغْلِبُ الدَّينُونَة".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

النهار: ماذا تقول أوساط مسيحية مستقلة في أدبيات التصعيد العوني/الياس بجاني: ميشال عون غريب ومغرب عن الثوابت المسيحية والوطنية والإستقلالية التاريخية

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/25/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%B7-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A9-%D9%81/

 

ميشال عون غريب ومغرب عن الثوابت المسيحية والوطنية والإستقلالية التاريخية

الياس بجاني/26 آب/16

من له الجلد والصبر وقوة التحمل ويتابع ممارسا ت ميشال عون السياسية والوطنية وفي نفس الوقت يجازف ويشاهد ويقرأ ويسمع ما يصدر عنه من تصريحات ومواقف وتفسيرات وهرطقات لا يمكن أن يرى في الرجل إلا شخصاً موهوماً، ومصاباً باهتي الغرور والنرسيسية ولا يقدر عواقب أفعاله وأقوله. معاييره الدستورية دائماً في خدمة أطماعه الرئاسية وهي متقلبة ومتبدلة. أما تحالفاته فانتهازية الهوى وهو يبدلها بين ليلة وضحاها إن لم تتماهى مع أوهامه.. فمثلاً مجلس النواب شرعي إذا انتخبه رئيساً وغير شرعي إن لم ينتخبه، وتيار المستقبل يشاركه 99% من أطروحاته إن انتخبه رئيساً وإن لم يفعل فهو وهابي وسعودي ومختلس وتطول القائمة. هو لا يمثل المسيحيين لأن كتلته النيابية جاءت بها معسكرات حزب الله وألحقت به نواب ودائع من هب ودب. هو لا يمثل لا الكنيسة ولا المؤسسات المسيحية ولا ثوابت بكركي ولا الوجدان ولا الضمير المسيحي. وبالتالي هو لا يمثل حتى نفسه لأنه فقد  حرية قراره وانقلب على ذاته 180 درجة بعد توقيعه ورقة التفاهم مع حزب الله. شخصياً نحن نرى أن أكبر خطر وجودي قد يتعرض له لبنان الكيان والدولة والمؤسسات والاستقلال والسيادة هو وصول ميشال عون لموقع رئاسة الجمهورية... ربي أحمي لبنان وشعبه من الذين يدعون زوراً تمثيل المسيحيين.

 

ماذا تقول أوساط مسيحية مستقلة في أدبيات التصعيد العوني ؟ استغراب للخفة حيال الطائف المطروح وصفة لصراعات المنطقة

المصدر: "النهار"/26 آب 2016

http://newspaper.annahar.com/article/455102-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%B7-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%AF%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D9%84%D8%AE%D9%81%D8%A9-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81

تبدي اوساط مسيحية مستقلة واكثرها يدور في فلك قوى 14 آذار استغرابها الشديد للمناخ الذي عاد يواكب التحرك التصعيدي لـ"التيار الوطني الحر " سياسيا وحكوميا واعلاميا في محاولاته لتعبئة رأيه العام وقواعده والتأثير على القوى المسيحية قاطبة بحجج تعتبر هذه الاوساط انها باتت مكشوفة لفرط الامعان في توظيفها تبعا لظروف المعركة الرئاسية التي يخوضها العماد ميشال عون . ولعل اكثر ما يثير الاستغراب لدى هذه الاوساط ان يعود "التيار " والحلقات المحيطة به الى الضرب على وتر الميثاقية من جهة والطائف من جهة أخرى لانتزاع مشروعية مفقودة للتصعيد المستحدث الذي بدأه "التيار " البارحة بمقاطعة جلسة مجلس الوزراء، منذرا بمرحلة جديدة ومستعادة من هذه الانماط التي توصله يوما الى تعبيد الطريق الى قصر بعبدا او تبديل صورة المأزق الذي صنعه "التيار " وحلفاؤه في تمادي أزمة الفراغ الرئاسي . وتوقفت هذه الاوساط في هذا السياق طويلا عند الادبيات التي عادت حلقات عونية وزارية او نيابية او اعلامية الى تردادها في الايام الاخيرة لا سيما منها تلك التلميحات التي تربط مصير اتفاق الطائف والنظام الدستوري الناشئ عنه بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية في ما يكمل الطعن في الصفة التمثيلية لكل الآخرين ممن لا يماشون انتخاب عون او يناهضون سياساته التعطيلية لانتخاب رئيس الجمهورية ما لم ينتخب هو رئيساً. تقول الاوساط نفسها ان ثمة عدم تبصر مقلق للغاية في كل مرة يعود فيها الضرب على وتر النظام والطائف من هذه الجهة المسيحية التي وان كان احد لا ينكر واقعها التمثيلي فانها لا تمتلك حق احتكار التحدث عن المسيحيين في مسألة تفترض انها ملكها الحصري وخصوصا متى اثبتت انها تقدم خدمات جلى للجهات المتربصة بالطائف والنظام والساعية بوضوح الى تبديل النظام بما لا يخفى على احد . وتتساءل الاوساط هل يأخذ الذين يلوحون بخفة بفتح معركة المواجهة مع النظام اذا فشلت اساليبهم في الضغط على حلفائهم كما على خصومهم لانتزاع مكاسب ظرفية واقع اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا حيال الظروف المخيفة التي تحاصر لبنان ؟ وهل يدرك هؤلاء ما يرتبه الاتجاه الى اللعب بالطائف والنظام وقت ترسم في سوريا خرائط تبديل الدول ومحو ما ارسته سايكس – بيكو بالدماء والنار وبحروب الدول والمصالح وصولا الى صفقاتها الكبيرة لاحقا؟

تشير الاوساط المسيحية المستقلة نفسها الى ان ثمة مبالغة غير متخيلة لدى اصحاب الكلام المبسط على الطائف متى اقحموه في متاهات حسابات فئوية وحزبية وشخصية على غرار ما يحصل راهنا . اذ يتعين على هؤلاء ان يتريثوا كثيرا في تقويم هذا النوع من المغامرات لدى معرفتهم بان حسابات حلفائهم بالذات بدأت تتبدل حيال اي مفاتحات في الطائف والنظام بعدما تبين ان الاتجاهات السائدة لدى الدول الكبيرة والمؤثرة في الصراعات الاقليمية تتركز على استحضار وصفات لهذه الحروب على انماط الطائف اللبناني على رغم كل العلل التي تشوب تنفيذه والسياسات التي عطلت اكتمال تطبيقه تطبيقا كاملا . ثم ان الاوساط تلفت الى نقطة جوهرية اخرى تتصل بواقع المسيحيين في لبنان الذين عليهم الادراك بعمق ان ميزان القوى لا يسمح لهم باي مغامرات من نوع العبث بالطائف ناهيك عن محاذير الانزلاق الى فتح مسارات مجهولة وغامضة فيما جميع الشركاء الآخرين يحاذرون هذه الانزلاقات وسط صراع مذهبي هائل يحرق المنطقة برمتها . اما في البعد الداخلي الآخر فان الاوساط بدأت تثير تساؤلات عما اذا كان "التيار الوطني الحر " في تلويحه بمواجهة مع النظام قد انتزع براءة ذمة مسيحية واسعة من شركائه المسيحيين وتحديدا من "القوات اللبنانية " التي تشك الاوساط شكا عميقا في امكان قبولها او تسامحها حيال اي انزلاق مسيحي نحو المس بالطائف والنظام . وتعتقد الاوساط تبعا لذلك ان هذا التصعيد الظرفي لن يحتمل الاطالة في الضرب على هذا النوع من الادبيات لان ظروفه وحيثياته تبدو اقرب الى الرغبة في تحقيق مكاسب سياسية سريعة منها الى خوض صراع غامض محفوف بالمغامرات وحسابات الخسائر فيها تغلب سلفا على حسابات الربح . واذا كان عنوان رفض التمديد للقيادات العسكرية املى العودة الى اختبار الحلفاء والخصوم في الحكومة بمثل ما حصل امس في جلسة مجلس الوزراء فان السؤال الذي اعقب الجلسة وتردد على السنة الكثيرين هو ماذا قرأ المقاطعون في ابعاد التمسك بالحكومة على ايدي حلفاء "التيار" اكثر من خصومهم؟ وماذا ستكون عليه نتيجة هذه القراءة؟

 

قراءة في مصداقية في حلقة كلام الناس لليوم: غطاس خوري وابراهيم كنعان هما طينة وخامة الإنتهازيين وركاب البوسطات

الياس بجاني/25 آب/16

ما اضرب من غطاس خوري العضو السابق والفاعل في تجمع خلية حمد السورية الإستخبارتية، إلا النائب الإنتهازي والوصولي إبراهيم كنعان الذي كان ضد عون في الإنتخابات الوطنية التي جاءت بغبريال المر نائباً في حقبة الاحتلال السوري.

من هنا لا البوق المسحوب من لسانه ابراهيم كنعان وطني وصادق ومقاوم شريف، ولا غطاس خوري الذمي والتقوي المزروع مستشاراً لسعد الحريري هو شخص ممكن الوثوق به..

الجوز، كنعان وخوري هما من ركاب البوسطات واقتناص الفرض.. أما الثبات على المواقف والمبادئ فحدث ولا حرج.

 

سرطان حزب الله ومن ثم حزب الله ومن ثم حزب الله

الياس بجاني/24 آب/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/24/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D9%85%D9%86-%D8%AB%D9%85-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

بكل وضوح وبكل شفافية وبراحة ضمير وعن قناعة كاملة نقولها كما دائماً أن مشكلة لبنان الأساس هي الاحتلال الإيراني بواسطة جيشه الإرهابي والمجرم والمذهبي المسمى حزب الله.

ومن هنا فإن أي علاج أو تعاطي مع أي وضعية أو مشكلة أو خلافات وأزمات وصعاب أكانت كبيرة أو صغيرة من مثل أزمات القمامة أو الكهرباء أو الماء أو القضاء أو التقديمات أو الأمن فهي كلها تبقى مضيعة للوقت وتلهي عقيم ما لم يتم أولاً وقبل كل شيء التعاطي بجدية ومن ضمن خطط ممنهجة وبجرأة ودون تقية أو ذمية وانتهازية مع الاحتلال هذا وفضحه والمطالبة بإنهاء دوره ودويلاته وميليشياته وسلاحه وهيمنته والفجور. والأهم تعرية أدواته الرخيصة والطروادية من أمثال الفاجر ميشال عون والحربائي نبيه بري وكل من هم من خامتيهما وفجعهما وفكرهما وثقافتهما النفعية والانتهازية.

إن كل ما نراه ونعاني من عواقبه في وطن الأرز والرسالة والحرف والحضارة من فوضى وغزوات وسرقات وإجرام وخطف وتعهير وتعديات على كافة الصعد والمستويات الحكومية والخدماتية والنيابية والشعبية والحزبية هي كلها مجرد أعراض وفقط أعراض لسرطان الاحتلال الإيراني واللاهي.

من المعروف طبياً وعلمياً أن العلاج لا يكون شافياً ومفيداً وناجحاً لأي مرض إن لم يُعالج المرض الأساس نفسه وليس فقط الأعراض.

إن ما نراه في وطننا المحتل ومنذ خروج الجيش السوري النازي والمجرم سنة 2005 هو للأسف تلهي بالأعراض وتغاضي عن المرض الأساس وتجابن وقلة إيمان وخور رجاء في مواجهة المحتل الإيراني وترك الحرية المطلقة لأدواته القذرة “العونية والنبيه برية” وال 8 آذارية بكافة تلاوينها وأطيافها ومذاهبها للاستمرار في تنفيذ مخطط إيران التدميري الهادف إلى اقتلاع لبنان الكيان وإسقاط نظامه وتهجير أهله وتحويله إلى دولة ملحقة به وبنظام الولي الفقيه.

في هذا السياق إن كل الوقائع تبين ودون أدنى شك أن 14 آذار وهو التجمع السيادي تنقصه الجرأة والرجال الرجال والخطط والنوايا، وهو تجمع للأسف هجين وعاجز يكتفي بردات الأفعال وغير قادر على حمل مشعل الحريات والاستقلال كون عدد كبير من أفراده أما جبناء ومخصيون وتجار، أو تبعيون وطرواديين، وجلهم أصلاً كانوا من صناعة وتسوّيق المخابرات السورية ومن ثم الإيرانية.

أما رجال الدين الكبار وخصوصاً في كنيستنا المارونية والتي من المفترض أن يكون بطريركها ضميراً للوطن وصوته الصارخ وحارسه الأمين، فحدث ولا حرج حيث كل الممارسات والمواقف والتحالفات والمقاربات منذ بدأ حبرية البطريرك الراعي هي ترابية ومصلحية وبعيدة كل البعد عن تاريخ ودور وثوابت صرحنا البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان. إن ملح بطريركتنا وبطريركها فسد وهو لم يعد صالحاً، والباقي تفاصيل لا تقدم ولا تؤخر.

أما الأحزاب المصنفة سيادية فجلها كوارث وشركات تجارية وعائلية وشخصنة وانتهازية هم أصحابها عبادة تراب الأرض والربح والسلطة وآخر همهم الوطن والمواطنين وكل ما هو سيادة واستقلال وكرامات وهوية وكيان ووجود.

في الخلاصة، لبناننا الحبيب للأسف هو محتل 100% وبلد حكامه وحكمه وساسته هم في وضعية الفشل التام كما الغالبية العظمى من مفكريه وإعلاميه وكبار رجال أديانه.

ولأن فاقد الشيء لا يعطيه بات من الضرورة القصوى إعلان لبنان بلداً فاشلاً طبقاُ لأنظمة وقوانين وضوابط منظمة الأمم المتحدة وجلس أمنها.

وحيث لبنان دولة عضو في هذه المنظمة يجب أن تتولى هي المسؤولية الكاملة وتركها أن تقوم باستلامه وإعادة تأهيله عملاً بأنظمتها الدولية، وما عدا هذا هو مضيعة للوقت وترك المحتل يستمر في إجرامه والكفر وفي قهر وإفقار وتهجير اللبنانيين.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكترونيPhoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مجلس الوزراء أكد خطة النفايات والثقة بوزير الزراعة لمتابعتها

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية اليوم في السراي الكبير برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام. وفي نهاية الجلسة التي استمرت أربع ساعات، تلا وزير الإعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية:

"بناء على دعوة رئيس مجلس الوزراء، عقد المجلس جلسته الأسبوعية عند الساعة العاشرة والنصف من يوم الخميس في الخامس والعشرين من شهر آب 2016 في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس، وجريا على عادته في مطلع كل جلسة جدد دولة الرئيس الدعوة الى الإسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية لإعادة التوازن الى المؤسسات الدستورية. وأمل دولة الرئيس أن تكون الأجواء السياسية التي أحاطت بجلسة اليوم عابرة، مشيرا الى أنه يأخذ في الاعتبار المواقف التي عبر عنها بعض الوزراء، كأفراد أو كقوى سياسية، لكن هذه المواقف يجب ألا تكون سببا لمزيد من التعثر في عمل مجلس الوزراء.

وقال دولة الرئيس: إذا كان هناك انطباع بوجود قرار دولي أو إقليمي بالمحافظة على لبنان، فالحري باللبنانيين أنفسهم أن يكونوا حريصين على بلدهم وعلى استقراره وتماسكه في هذه المرحلة الصعبة.

وأعرب دولة الرئيس عن استعداده للتعاون مع الجميع لإيصال البلاد الى بر الأمان، داعيا كل الأطراف الى الابتعاد عن المماحكات وتغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبار آخر.

وتمنى دولة الرئيس على الوزراء مباشرة درس جدول أعماله وإتباع القاعدة المعتمدة في الجلسات والقاضية بتأجيل المواضيع الخلافية. واعتبر أن إنتاجية الجلسة تعطي إشارة سياسية بأن الحكومة ماضية في تحمل الأمانة الوطنية الموكلة إليها.

بعد ذلك جرت مناقشة عامة أبدى خلالها الوزراء وجهات نظرهم بشأن المواضيع المعروضة، ثم انتقل المجلس الى البحث في المواضيع الواردة على جدول أعمال الجلسة، فتمت مناقشتها، وبنتيجة التداول اتخذ مجلس الوزراء القرارات اللازمة بشأنها، وأهمها:

أولا: الموافقة على تقرير اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة تلوث مجرى نهر الليطاني وعلى إقتراحاتها على أن تعرض الصعوبات المستجدة في حينه.

ثانيا: الموافقة على مذكرة تفاهم بين رئاسة مجلس الوزراء اللبنانية ورئاسة مجلس الوزراء الفلسطينية تتعلق بمشروع التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.

ثالثا: الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تعديل خريطة المرسوم النافذ حكما رقم 955 تاريخ 21/11/2007 المتعلق بإشغال أملاك عمومية بحرية في منطقة كفرعبيدا العقارية وفقا لرأي وزارة المالية.

رابعا: الموافقة على مشروع قانون يرمي الى تخصيص محامين عامين وقضاة تحقيق لشؤون الصحة العامة.

خامسا: الموافقة على مشاريع مراسيم ترمي الى نقل إعتمادات من إحتياط الموازنة العامة الى موازنات بعض الوزارات للعام 2016 على اساس القاعدة الإثني عشرية تلبية لبعض حاجاتها.

سادسا: الموافقة على مشروع قانون يرمي الى الإجازة للحكومة بزيادة مساهمة لبنان في المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص.

سابعا: تأكيد الخطة التي أقرها مجلس الوزراء بخصوص موضوع النفايات وتأكيد الثقة برئيس اللجنة وزير الزراعة، وإعطاؤه الحق بالتفاوض مع من يريده من الجهات المعنية لضمان حسن تنفيذ الخطة كي لا تعود النفايات الى الشوارع".

 

رسائل الجلسة ستدرسها الرابية بعناية برّي لـ"النهار": أي فائدة لتعطيل الحكومة؟

رضوان عقيل/النهار/26 آب 2016

كان من المتوقع ان تنعقد جلسة الحكومة أمس رغم غياب وزيري "التيار الوطني الحر" نظرا الى تصميم الرئيس تمّام سلام على انعقادها بعدما تلقى دعماً كبيراً من الرئيس نبيه بري الذي يعتبر التئام مجلس الوزراء أمراً أكثر من طبيعي، وخصوصا في مثل هذه المرحلة التي تمر بها البلاد.

وسيطر موضوع الميثاقية على الجلسة، ولا سيما من طرف الوزراء المسيحيين المشاركين الذين لا يلتقون بالطبع مع زملائهم المقاطعين، ما عدا الوزير ميشال فرعون الذي عمل على مراعاة الطرفين في الحضور ثم في الانسحاب. وكان للوزير رشيد درباس مطالعة تميزت بصراحته المعهودة عندما ترحم في البداية على المرجعيات السنية الراحلة، بدءا من الرئيس رشيد كرامي. وخاطب الوزراء، بعدما استأذن سلام، بأنه وزميله محمد المشنوق لا يمثلان "درجة تمثيل أولى" لدى السنّة، ولا سيما في غياب الوزيرين نهاد المشنوق وأشرف ريفي، في إشارة الى "تيار المستقبل". وخلص الى القول، ممازحاً، إن الميثاقية السنية غير موجودة، وليسمح لي وزراء التكتل بالحجج والاعتراضات التي يقدمونها". ومن هنا تأمل جهات عدة في الحكومة عدم تكرار العونيين هذه التجربة في الجلسات المقبلة، وتتوقف عند مشاركة حليفهم "حزب الله" في الجلسة، ولو تغيب وزيراه لكان هناك كلام آخر. وترى أن ما فعله الحزب قبيل الجلسة كان من باب رفع العتب لا أكثر ولا أقل، وقد ساهم مع الآخرين في عدم إصدار قرارات كبيرة بحجم تعيينات إدارية أو سواها. أما على ضفة بري، فيبدو انه مرتاح الى ما حصل، علما أنه ليس مسرورا بتغيب مكون عن أي جلسة في السرايا. وينطلق من مبدأ استمرار الحكومة التي تنتظرها جملة من الملفات والمواضيع تشغل المواطنين وحياتهم اليومية. وعندما كان يتناول هذه النقطة، حضر الى عين التينة وفد من المتطوعين في الدفاع المدني، فأجرى على الفور اتصالات سريعة للعمل على وقف اعتصاماتهم المتنقلة في المناطق ومباشرة متابعة ملفهم. ويبقى هذا الملف العالق في الحكومة عيّنة عن مواضيع لم تبت في مجلس الوزراء ولم تصل الى البرلمان بفعل الشلل الذي يلفه. وكان من الملاحظ ان بري لا يريد تضخيم ما تواجهه الحكومة أخيرا، الا انه يوضح لـ"النهار"، ويطرح سؤالاً: "اخبروني ما هي الفائدة التي يمكن ان تُجنى من تعطيل الحكومة سوى وقف أعمال المواطنين وقضاياهم الحياتية اليومية التي لا تعالج بالشكل المطلوب بسبب الخلافات؟". وفي هذا السياق، يعتبر الحكومة واستمرارها "القشرة الاخيرة" لوجه الدولة. ولسان حال بري أنه ما دام يرفض الشغور في قيادة الجيش، فمن الاحرى الحفاظ على الحكومة لتستمر في تنفيذ الحد الادنى من المهمات المطلوبة منها والمسؤوليات الملقاة على عاتقها.

أما على خط العونيين، فيبدو أنهم يسيرون بخطة متدرجة ويخوضون معركة لا تقوم على المساومة ولا المقايضة، إلا إذا حققوا ثمناً سياسيأ كبيراً، من دون التقليل من أخطار فتح اشتباك سياسي مع "تيار المستقبل"، وان "حزب الله" سيبقى في موقع تجسير العلاقة بين "التيار الوطني الحر" والحكومة، وسيعمل في الايام المقبلة على التوفيق في السرايا، ولا سيما بعد إنجاز التمديد للعماد جان قهوجي على رأس المؤسسة العسكرية. وفي موازة ذلك، يستغرب العونيون تقدم بري المدافعين عن الحكومة، ليأتيهم الرد من عين التينة: "هل من الاجدى اغراق الحكومة في داء الشلل ايضا؟". في أي حال، رسائل يوم أمس ستدرسها الرابية بعناية، بدءاً من مشاركة "حزب الله" وصولا الى حماسة بري الحكومية، مع ادراكها جيداً ان المفتاح الداخلي لرئاسة الجمهورية يبقى في جيب رئيس المجلس.

 

كيف قرأ المقاطعون مواقف الأفرقاء والمتغيبين؟ علامات فارقة طبعت جلسة مجلس الوزراء

ألين فرح/النهار/26 آب 2016

الخطوة الاعتراضية التحذيرية التي لوّح بها "التيار الوطني الحر"، نفذها، فغاب وزيراه عن جلسة مجلس الوزراء أمس، وتضامن معهما وزير الطاشناق، علماً أن الاعتراض ليس فقط على تأجيل تسريح القادة الأمنيين، بل الأساس لغياب الشراكة الفعلية وعدم احترام الميثاق والدستور وعمل المؤسسات، مما يرجح أن يزيد الوضع السياسي تأزماً. ثمة علامات فارقة سجلت في جلسة مجلس الوزراء أمس، بمعزل عن الميثاقية التي يصرّ فريق على أنها غابت عن الجلسة بغياب مكوّن منها هو المكوّن المسيحي بأغلبيته الساحقة، بمعايير التمثيل النيابي، أي مقاطعة "التيار" والطاشناق واستقالة الكتائب وعدم مشاركة "القوات اللبنانية" أصلاً في الحكومة. وفق قراءة سريعة لمصادر قريبة من مقاطعي الجلسة، فإن أبرز هذه العلامات الفارقة هي الآتية:

- غياب وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي سدد سهامه الى "سرايا المقاومة"، الذي فسر انه تقيّد بقاعدة عدم الاشتباك مع المسيحيين عموماً، وبذلك أبدى حرصاً لم يبدِه زعماء سياسيون في سائر الطوائف. وسجّل نقطتين، الأولى تمايزه داخل فريقه عبر حرصه على الميثاق، والثانية أنه استعاد لرئيس فريقه سعد الحريري حيثية ربط النزاع مع "حزب الله" من باب "سرايا المقاومة" وليس من باب آخر كتدخل الحزب في سوريا.

- غياب المكوّن الأرمني، وهو طائفة مؤسسة بعد الطائف، ما دام شارك في وضع وثيقة الوفاق الوطني، أي الطائفة المؤسسة السابعة، وبالتالي غابت طائفة بأكملها عن الجلسة.

- غياب الطائفة الكاثوليكية بانسحاب الوزير ميشال فرعون التي تسجّل له، بعد استقالة الوزير آلان حكيم. وهو، أي فرعون، سعى جاهداً كي يتمّ تأجيل الجلسة، وجاء انسحابه منسجماً مع موقفه بعدم طرح أي بند خلافي في غياب مكوّنين أساسيين.

- مشاركة "حزب الله"، وهي بمفهوم بعض الحلفاء، ولا سيما "التيار الوطني الحر" ليست مسألة خلافية بقدر ما هي إثبات، على ما قال الوزير محمد فنيش نفسه، أن لكل من الفريقين، أي "التيار" والحزب المرتبطين بمذكرة تفاهم، مساحة وطنية يملأها اقتناعه الوطني وحساباته. بدليل أن الحزب شارك في التمديد لمجلس النواب وموقفه من التمديد لقائد الجيش، واليوم المشاركة في الحكومة، بعكس موقف "التيار"، من دون أن يفسد ذلك في الود قضية، لأن الخيارات الاستراتيجية بقيت كما هي، العماد ميشال عون مرشحه لرئاسة الجمهورية، مع الحفاظ على البيت الشيعي وعدم تبعثره. ويرى الحزب أنه إذا سقطت الحكومة فإن البلد يدخل في الفراغ الذي يحمل كل المخاطر بالنسبة اليه، بينما هو سعى جاداً الى تأجيل الجلسة.

من ناحية أخرى، وفي القراءة عينها للمصادر المتابعة، سُجّل للرئيس نبيه برّي أنه زاد التيه تيهاً في مفهوم الميثاقية. فأين معيار الميثاقية؟ وكيف تتوافر أو لا تتوافر؟ هل هو ردّ من الرئيس برّي على كلام قاله العماد عون في عشاء السفير المصري ان مجلس النواب غير شرعي، بانعقاد الجلسة؟

أما المفارقة الأخيرة، فهي أنه في ظل انعقاد الجلسة رغم غياب هذه المكونات المسيحية الوازنة ورمزية غياب الوزير المشنوق، هل ثمة رسالة أريد توجيهها، مؤداها أنه إذا اعتكف وزراء "التيار" والطاشناق أو استقالوا بعد استقالة الكتائب وغياب "القوات"، ان الحكومة تستمر من دونهم؟ من هنا نفهم ضرورات الخطة المتدرجة التي لم يعلن عنها رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل.

تختم المصادر بالتساؤل: "في ظل كل هذه الأجواء، ألم يحن الوقت كي نرسي حكم الأقوياء ونحرّر سعد الحريري "الصادق" من أسره؟".

 

اليونيفيل: بيري ترأس الإجتماع الثلاثي في الناقورة واكد العمل معا لبناء شراكة قوية وإيجاد أرضية مشتركة والاستفادة من الهدوء

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - اعلنت قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" في بيان اليوم، ان "رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال مايكل بيري ترأس اليوم الإجتماع الثلاثي الأول له مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي في موقع للأمم المتحدة على معبر رأس الناقورة". واشار البيان الى ان "المناقشات تركزت على قضايا متعلقة بتنفيذ ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701، والانتهاكات الجوية والبرية، والوضع على طول الخط الأزرق وعملية وضع العلامات المرئية الجارية على الخط الأزرق، إلى جانب مسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال قرية الغجر". وقال بيري في تصريح: "نتطلع الى متابعة العمل الجيد لهذا المنتدى التاريخي في أجواء بناءة"، معربا عن سروره "بالجو البناء في الاجتماع، وأنا أعول على شراكتكم ودعمكم سواء داخل هذه الغرفة أو خارجها فيما نمضي قدما لازالة العقبات وإيجاد حلول مقبولة ضمن ولايتنا حول القضايا الخلافية على طول الخط الأزرق". وتابع: "أنا واثق أنه يمكننا العمل معا لبناء شراكة قوية وإيجاد أرضية مشتركة والاستفادة من هذا الهدوء لما فيه خير جميع المجتمعات". وعن لقاءاته الأخيرة مع المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين بعد توليه المسؤولية في اليونيفيل، قال بيري انه "تشجع بعباراتهم التي عكست العزم على الحفاظ على السلام والاستقرار، وكذلك بالتزامهم القوي ببنود القرار1701". وعن التطورات الأخيرة في منطقة مزارع شبعا إلى الجنوب من الخط الأزرق والتي أدت إلى ارتفاع في التوتر في منطقة شمال الخط الأزرق، أوضح بيري أن "الأولوية بالنسبة لليونيفيل تتمثل في منع التوتر والتصعيد، وفي لجم حالات النزاع التي يحتمل أن تكون خطرة على الأرض"، داعيا "الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال الأحادية الجانب التي يمكن أن تعرض الهدوء والاستقرار في المنطقة للخطر". وقال بيري: "أشجع الأطراف على الإستفادة القصوى من هذه الآلية القائمة التي تواصل عملها وأثبتت فعاليتها في احتواء الحوادث أو الانتهاكات وتهدئة الوضع في اللحظات الحرجة"، مشددا على "أهمية ترتيبات الارتباط والتنسيق". واذ أشاد ب"المستوى غير المسبوق من الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان"، حث الأطراف على "الاستفادة القصوى من المساعي الحميدة لليونيفيل"، وقال: "أعتقد جازما أنه لدينا إمكانيات هائلة لنمضي بالأمور قدما بفضل التزام الأطراف الحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق". واضاف: "تعقد الاجتماعات الثلاثية بانتظام تحت رعاية اليونيفيل منذ نهاية حرب عام 2006. وقد أصبحت هذه الاجتماعات آلية أساسية لإدارة الصراع وبناء الثقة بين الأطراف. ومثل هذه الاجتماعات الثلاثية هي المنتدى الوحيد الذي يجتمع فيه ممثلون لبنانيون وإسرائيليون". وختم بيري: "هذا المنتدى الثلاثي ساهم الى الآن في إحلال عقد تاريخي من الهدوء، وهذا انجاز لا يستهان به في السياق الإقليمي المتوتر حاليا. لدينا فرصة للمضي قدما، وأنا أقترح أن نبادر الى العمل طالما يسمح الوضع في ذلك".

 

حزب الله والتيار الوطني الحر: حسابات حكومية متناقضة

شادي علاء الدين//العرب/26 آب/16

بيروت- انعقدت جلسة مجلس الوزراء اللبناني بمشاركة حزب الله خلافا للمتوقع، حيث كان من المرجح أن يعمد الحزب إلى دعم موقف التيار الوطني الحر الداعي إلى مقاطعتها. وسبقت الجلسة، المثيرة للجدل، محاولات عديدة بذلها حزب الله لتأجيلها، ولكنه لم يلمس ميلا إلى السير معه في هذا الاتجاه، لا من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا من تيار المستقبل فاتخذ خياره بالمشاركة بناء على شبكة مصالحه التي ظهر أنها تختلف عن التيار الوطني الحر. وقال المحلل السياسي نوفل ضو “من الواضح أن حزب الله يميز نفسه عن التيار الوطني الحر في كل ما له علاقة بالشأن الداخلي، وهو يريد أن يتبعه التيار في قراراته وليس العكس”. وأكد في تصريحات لـ”العرب” أن “حسابات حزب الله تختلف تماما عن حسابات التيار، فالحزب له استراتيجية تنطلق من قراءة خاصة للوضع الدولي والإقليمي، كونه يسعى لكي يكون له دور في التوازنات والتسويات التي يمكن أن يفرزها، في حين أن حسابات التيار محلية ومحددة”.

وذكّر ضو بأنه سبق للحزب أن تبنى مواقف مغايرة لمواقف التيار في مفاصل عديدة من قبيل اتفاق الدوحة، وكذلك موقفه المؤيد للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. وفي ما يخص تأثير مشاركة حزب الله في جلسة الحكومة على العلاقة بينه وبين التيار يقول ضو “أعتقد أن التيار الوطني الحر أضعف من أن يتخلى عن تحالفه مع حزب الله لأنه يحتاج إليه. فإذا خرج من هذا التحالف فإنه سيكون معزولا على الرغم من تحالفه مع القوات اللبنانية”. وبدوره يرى النائب عن تيار المستقبل أحمد فتفت أنها ” ليست المرة الأولى التي يمتنع فيها الحزب عن مساندة التيار الوطني الحر وذلك يعود إلى كون الحزب يشعر أن التيار لا يستطيع التمرد عليه”. ولفت إلى أن “حزب الله يحتاج إلى هذه الحكومة ولا يستطيع تحمل تبعات انهيارها، ولا نتائج هذا الانهيار على كافة المستويات، خصوصا مع انشغاله بالحرب في سوريا”. ولا يعتقد فتفت أن موقف حزب الله سيؤثر على العلاقة بينه وبين التيار الوطني الحر، لأن الحزب يعتبر أنه ممسك بالجنرال ميشال عون عبر تأييد ترشيحه للرئاسة الأولى. وفي ما يخص عنوان الميثاقية الذي يرفعه التيار الوطني الحر للنيل من شرعية الحكومة، يقول النائب عن كتلة المستقبل “هذا العنوان استعمل منذ خروج وزراء حركة أمل وحزب الله من الحكومة أيام حكومة فؤاد السنيورة التي أطلق عليها آنذاك لقب ‘الحكومة البتراء'”. وهذا العنوان غير دستوري ويعمد البعض إلى استخدامه بشكل عشوائي، متسائلا لماذا لم يتم الحديث عن غياب الميثاقية إبان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والتي غيبت تمثيل مكون أساسي في البلد هو المكون السني؟ وجدير بالذكر أن جلسة مجلس الوزراء عقدت من دون حضور الأحزاب المسيحية، فإضافة إلى التيار الحر قاطع حزب الطاشناق الجلسة، فيما سبق أن أعلن الكتائب عن الانسحاب من الحكومة، أما القوات فرفضت دخول الحكومة من البداية.

 

 مقدمات نشرات أخبار المسائية ليوم الخميس في 25/8/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إن حكى بعد جلسات مجلس الوزراء فانه يتكلم بلغة ناعمة تقلص حجم الخلافات وان حكى خارج الجلسات ولم يكن في موضع الناطق باسم الحكومة فإنه يشفي غليله وغليل اللبنانيين ويعبر عن ضيق شديد داخل الجلسات بسبب المناكفات والمناحرات التي لا تعطي نتيجة.

وزير الاعلام رمزي جريج صريح جدا أمام اللبنانيين وهو ناطق باسمهم ان تحرر من مهمته بعد جلسات مجلس الوزراء فهو يقول ان الرئيس تمام سلام حريص على ان جلسات مجلس الوزراء ليست المكان الصالح لحل الخلافات السياسية ويحرص تماما على تفريج المشاكل الحياتية والاجتماعية والاقتصادية وعلى حفظ الاستقرار الأمني غير أن الاجواء في الجلسات لا تعكس ذلك.

ويؤكد وزير الاعلام ان من يشل مجلس الوزراء هو من يعطل انتخاب رئيس الجمهورية. الوزير جريج بعد جلسة مجلس الوزراء اليوم كعادته استعمل اللغة الناعمة لكنه بعد الجلسة وفي وقت لاحق صارح اللبنانيين.

في ظل اعلان الوزير بطرس حرب ان حكومة تصريف اعمال افضل من حكومة مشلولة.

الوزير جريج وبصراحته تحدث للوكالة الوطنية للاعلام.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

بعد جلسة مجلس الوزراء سقطت كل التفسيرات الدستورية ميثاقية او غير ميثاقية لم تعد هي المسألة، لقد دخلت الحكومة عطلة طويلة ستتجاوز فيها امتناعها المبرر عن الاجتماع الخميس المقبل بسبب مشاركة رئيسها في الجمعية العامة للامم المتحدة والعطلة ستتواصل الى ما بعد طاولة الحوار في الخامس من ايلول والى ما بعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في الثامن منه، وتقول مصادر في التيار الحر اذا لم تصلح طاولة الحوار اسباب التعطيل فعلى حكومة سلام السلام .

مما تقدم الفسحة المتاحة حكوميا هي لاخذ العبر والتصحيح اما على ضفة التحالفات فالتيار الحر ينتظر من حزب الله خطوات تتجاوز التمييع والاختبار يكمن في اي موقف سيتخذه من تاجيل تسريح قائد الجيش.

بيئيا، النفايات بدات ترتفع اكوامها في الشارع بسبب اقفال مطمر برج حمود، اما اقليميا فواصلت واشنطن توزيع جوائز الترضية في المنطقة معتمدة قاعدة لا يموت التركي ولا يفنى الكردي ولا يحيا الاسد ولا تربح طهران ولا تزعل السعودية ولاقتها موسكو في ربع الطريق .

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

بعناية آلهية اجتمعت الحكومة واقتصرت الأضرار على الماديات. رافعة الرئيس ميشال سليمان أمنت الميثاقية.. مشاركة حزب الله شكلت حضورا وغيابا تحت سقف جلسة واحدة.. فتم تقطيع المرحلة من دون تجاوز الأزْمة التي قد يفجرها التيار الوطني على مستوى الشارع. الميثاقية المصطنعة أصبحت نسبية.. تروح وتجيء بحسب التيار.. سلاح يستخدم استنسابيا علما أن أي متصفح لمواد الدستور لن يعثر على هذا المصطلح الذي وضع لخدمة السياسيين... داخل الجلسة رعب وزاري من اتخاذ أي قرار يغضب عون.. وخارجها اعتصامات تحتج على أصل الأداء الحكومي سواء في زيادة الميكانيك أو معالجة أزْمة النفايات التي باتت تتخذ من اعتصام الكتائب رمزية جدية وحيدة. وفيما يستمر الاعتصام للأسبوع الثالث على التوالي فإن تحريك عجلاته لن يكون إلا عبر مواجهة جديدة للنائب سامي الجميل.. ولدى رئيس الكتائب فرصة وفرها الوزير أكرم شهيب عندما تحدث عن اعتماد اللامركزية في النفايات.. وإذا ما لحق الجميل هذا التصريح على باب الدار فما عليه سوى إعلان جاهزية بلديات المتن. وكل يعالج نفاياته بعد توفير الأموال اللازمة. عندئذ نتكتشف أن ادعاء منتحل صفة وزير البيئة ما هو إلا كلام في الهواء.. وأن اللامركزية لو أريد لها أن تطبق لنفذت على بلدية بيروت التي تمتلك في خزينتها نحو مليار دولار... في اللامركزية الإقليمية فإن الأميركيين هم "الأشطر" في لعبة الشطرنج وإهداء المدن ثم سحبها.. ودعمهم للاكراد نموذجا قبل أن يعود الأميركي ويحطم حلم الدويلة فوق رؤوسهم وينتزع منهم ما سيطروا عليه من جغرافيا سورية. تخلى الأميركيون عن الأكراد .. دعموا الأتراك الذين يخوضون حرب داعش ضد داعش.. واليوم فإن العين الأميركية على اليمن الذي حمل جون كيري مفاتيح حله إلى السعودية.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

نجت الحكومة اللبنانية من مطب الخميس، وفعل خبيث دفع اليه البعض خلال الجلسة، محاولا تسعير الازمة، فماذا بعد؟ ماذا ستعد السلطة السياسية لتلأم جراحها وتصوب مسارها، وهي التي لامست شفا الجرف الهار، الذي قد ينهار بالوطن واهله..

عقدت الجلسة الحكومية بلا ملفات حساسة، وحضر التيار الوطني الحر بمطالبه وان غاب وزراؤه.. فكانت جلسة بلا قرارات، ضيقت على مسعري الازمة بعض الخناق.. فاستقطعت مهلة جديدة لعلها ترمم الحكومة بعدما حاول تكسيرها الكيد السياسي.. انتهت الجلسة باقل الاضرار الممكنة، مع ضرورة ان تعي كل مكونات الحكومة وتتنبه لمخاطر التهميش لمكون اساسي في البلاد، لا يمكن ان تنهض او تستقر الحياة السياسية من دون مشاركته بحسب كتلة الوفاء للمقاومة..

في المنطقة وبحسب الحركة الامريكية الكثيفة وما تحمله من طروحات وتصريحات، فانها تعمل على استنقاذ حلفائها من وحولهم وضيق خياراتهم..

فقبل ان يكمل جو بايدن مهمته التركية، جاء جون كيري لانقاذ السعودية من وحولها التي رمتها بها عواصفها الواهية وتلك الخائبة. وللحد من خسائرها بهيبتها العسكرية والسياسية وسمعتها الدولية.. طيب كيري للسعوديين الكلام، واوضح للعالم ببعض الكلام: يجب الحل السريع للازمة اليمنية، والحوثيون جزء من الحل..

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

وجهت كتلة "حزب الله" بيانا شديد اللهجة إلى "حزب الله". إذ اعتبرت أن الأزمة السياسية في البلاد قد بلغت حدا خطيرا يتهدد هيكل الدولة بالسقوط على الجميع وهو ما يتطلب حسا عاليا من المسؤولية الوطنية، وخروجا من دائرة المكابرة والمعاندة.

إلى هنا "حلو الكلام"، كما يقال في مصر. لكن التكرار يعلم الشطار. فكيف يمكن اتهام كتلة المستقبل بالتعطيل، مادام المرشحان 2 لرئاسة الجمهورية، من فريق 8 آذار؟ ومادام المرشحان ونوابهما لا يحضرون جلسات الانتخاب؟

كتلة "حزب الله"، التي يهدد إعلامها بخمسين ألف مقاتل من "سرايا المقاومة" لديهم مهمات داخلية، وبآلاف من مقاتلي حماة الديار، هذه الكتلة التي لا تحضر جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، بأي عين تتهم تيار المستقبل بإجهاض الحلول لإبقاء البلد في دائرة الشلل بانتظار الأوامر الخارجية؟ ألم يعد هناك مكان للعقل؟ ولا مكان لاحترام المنطق؟

كتلة "حزب الله" نفسها نبهت من أخطار التهميش لمكون أساسي في البلاد، لا يمكن أن تنهض أو تستقر الحياة السياسية من دون مشاركته. لكن أليس "حزب الله" من شجع التيار الوطني الحر ليلا على مقاطعة جلسة الحكومة، ونهارا شارك بوزيريه في الجلسة نفسها، بحجة أنه لا يريد إدخال البلاد في أي تصعيد أو استفزاز؟ ثم إن عدم تهميش مكون أساسي في البلاد، أليس "حزب الله" هو من يعطل وعن سابق تصور وتصميم انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

قديما كان الطعن في الظهر. أما الآن فالطعن بين العيون، ولا مكان للخجل.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

جلسة تاريخية لا ميثاقية لمجلس الوزراء، تاريخية لانها اعتمدت مقاييس فريدة لاستحضار الميثاقية، غاب التيار فلم يرف لرئيس الحكومة جفن، وقبل التيار غابت الكتائب فلم يرف لرئيس الحكومة جفن، وغاب مع التيار اليوم الطاشناق فلم يرف لرئيس الحكومة جفن ايضا، هذا اذا اضفنا الغياب الطوعي منذ تشكيل الحكومة للقوات اللبنانية، وغاب الوزير ميشال فرعون بعدما وجد نكوثا بالوعد ان الجلسة لن تكون فيها قرارات، وحتى غياب الوزير نهاد المشنوق لم يكن تقنيا بل غياب سياسي وليس مستبعدا ان يكون الوزير نهاد المشنوق يريد بغيابه عن جلسة اليوم ان يسلف العماد عون موقفا.

هكذا التيار والكتائب والطاشناق لا يملئون عيني رئيس الحكومة ليفكر مرتين بل اصر على عقد الجلسة، اما لماذا وكيف؟ فلأن الرئيس بري يريد الجلسة، فكان له ما اراد، فالرئيس سلام لا يزعل الرئيس بري حتى ولو زعل التيار والكتائب والطاشناق، انها النيو ميثاقية او الميثاقية غب الطلب، والسؤال المعكوس ماذا لو وزير واحد من المكون الشيعي لوح بوجوب عدم عقد الجلسة؟ هل كان لرئيس الحكومة ان يدعو اليها؟

لنتذكر كيف ان رئيس الحكومة وضع ملف امن الدولة على الرف على رغم ان كل المكونات المسيحية في الحكومة طالبته اكثر من مرة بمناقشتها ومعالجتها، لكن كلمة واحدة من الرئيس بري كانت كافية لسحب الملف عن طاولة مجلس الوزراء ففضل ارضاء الرئيس بري حتى ولو استفز كل المكونات المسيحية، مجدداً انها النيو ميثاقية، ونشير قبل الدخول في تفاصيل النشرة ان قائد الجيش العماد جان قهوجي وفي دردشة مع الـ LBCI اعلن انه ليس بطامح لشيء ولبنان بالنسبة اليه في رقبة المؤسسة العسكرية.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

جلسة منتجة بقرارات خالية من اي استفزاز عقدها مجلس الوزراء وسط غياب وزيري التيار ووزير الطاشناق، بين الميثاقي والسياسي تنوع النقاش في بداية الجلسة التي سرعان ما سلكت بشكل آمن طريق جدول الاعمال.

مواد تمس الحياة اليومية للمواطن اقرت او جرت متابعتها من تقرير اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة تلوث مجرى الليطاني الى خطة النفايات التي حظيت بتاكيد متجدد معطوف على ثقة حكومية بالوزير اكرم شهيب لمتابعة هذا الملف مع منحه حق التفاوض مع من يريد لضمان حسن تنفيذ الخطة كي لا تعود النفايات الى الشارع.

الشارع نفسه نزل اليه اليوم قطاع النقل البري رفضا للزيادة على المعاينة الميكانيكي.

في الميكانيك التركي لم تكد انقرة تزيت محركاتها العسكرية تجاه دولة داعش في الظاهر وضد المشروع الكردي في الاساس حتى طرأ تطوران. الاول ايراني بعدما رأت ايران ان العملية العسكرية التركية في الشمال السوري يجب ان تتم بالتنسيق مع دمشق، اما التطور الاخر فهو محاولة اغتيال زعيم المعارضة التركية كمال تلتشدار التي دفعت انقرة الى اطلاق عملية امنية داخلية ضد حزب العمال الكردستاني بعد توجيه اصابع الاتهام اليه بمحاولة الاغتيال ليصبح التحرك العسكري التركي سلة كاملة ضد الاكراد ضمن حدود تركيا وخارجها.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

كما كان متوقعا، حكومة الستة في المئة من المسيحيين التأمت اليوم ... وزراء حزب الله وحركة "أمل" سجلوا موقفهم المبدئي حرصا على الميثاق. سايروا بداية، ثم اعترضوا... نهاد المشنوق، الوزير الكياني، كما يسميه عارفوه، قاطع وغاب... ميشال فرعون حاول، واحتمل، ثم انسحب... الباقون، استنسخوا تجربة غازي كنعان. طبق الأصل... فيوم كان أحرار لبنان يقمعون في الشوارع والساحات، كان المهمين الغازي يقول لحكوماته الدمى: "هذه أفضل معادلة لنحكم البلد... هم يقولون ما يريدون. ونحن نفعل ما نريد"... تمام صائب سلام، بدا اليوم من مقلدي أبو يعرب ... قال لجماعة لبنانية مؤسسة كاملة: أنتم تصرخون من ألمكم كما تشاؤون... وأنا ألعب بالدستور والميثاق كما أشاء... وبين الألم واللعب، لم يكن ينقص غير "نوعية" أليس شبطيني، ليظهر وريث التفهم والتفاهم، كأنه يقول: على العيش المشترك السلام! لكن، ماذا بعد جلسة اليوم؟ تكتل التغيير والإصلاح يستعد للطعن في جلسة اليوم. قضائيا طبعا... وشعبيا بالتأكيد... رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، سيكون له موقف مما حصل، هذا المساء... لكن الأهم، ما سيكون موقف الناس... أولئك الذين منعوا من إيصال رئيس ميثاقي... والذين حرموا من انتخاب نوابهم... والذين قهروا عبر تفريغ مؤسساتهم بالتمديد والتأبيد... هؤلاء ماذا سيقولون غدا وبعد غد؟ قبل أن نستعرض ما حصل في حكومة الستة بالمئة اليوم، مجرد تذكير لمن نسي أو تناسى، أنه بعد خمسة عشر عاما من معادلة الوصاية، في النهاية الغازي هو من انتحر، وشعب لبنان هو من انتصر... كل ما تبقى مجرد تفاصيل، عن جلسة الستة بالمئة، في تقرير ضمن نشرة الـ OTV.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 25 آب 2016

النهار

تجربة حكومة السنيورة...

ذكّر وزير سابق بأن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة تابعت أعمالها بعد انسحاب الوزراء الشيعة منها.

بعد منتصف أيلول...

سمع زائر من العماد عون أنه سيتخذ موقفاً من الانتخابات الرئاسيّة في النصف الثاني من شهر أيلول.

مقبول هنا مرفوض هناك...

سأل رئيس جمهورية سابق: لماذا يكون التمديد لمجلس النواب مقبولاً في حين يكون التمديد لقيادات عسكرية مرفوضاً؟

تحريك مناقلات قضائية...

تجرى محاولات لتذليل العقبات السياسية في وجه إجراء حركة مناقلات قضائية مجمّدة منذ أكثر من خمس سنوات.

السفير

منع وزير التربية دائرة الأوقاف في طرابلس من استخدام بعض المدارس الرسمية خلال الصيف لإقامة دورات دينية للطلاب.

يقول مرجع مشارك في الحوار أن ثمة رباعياً مكشوفاً يتولى وضع العصي في الدواليب أثناء مناقشات طاولة الحوار.

تبين لمرجع ديني قام بتأجير رجل أعمال مكتبة عائدة لمؤسسة دينية رسمية، أن الأخير يقوم بإدخال كتب ومنشورات لحزب ديني متشدّد اليها.

المستقبل

يقال

إن وزيراً واسع الاطلاع يؤكد في مجالسه الخاصة ان لا انتخاب لرئيس جديد للجمهورية قبل توافق سعودي ايراني كفيل بايجاد صيغة مُرضية للنائب ميشال عون.

اللواء

تتأرجح التكهّنات حول حقيقة موقف دولة كبرى من مشروع دولة كردية في سوريا؟!

سوّيت المشكلة التي وصفت بأنها "غيمة صيف" بين وزير سيادي ومحافظ مدينة كبرى، وعادت الأمور إلى مجاريها..

تخوّف مصدر نيابي في 14 آذار من إدخال البلاد في نفق أزمة جديدة، على خلفية تصعيد تيّار حزبي معروف..

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية مُراقِبة أن التحركات والدعوات للنزول الى الشارع باتت مُعمّمة وتشمل كل القضايا، بما يوحي بوجود كلمة سر في هذا الإتجاه.

أبلغت سفيرة إحدى الدول الكبرى مسؤولاً لبنانياً رفيعاً أن قرار بلادها إستراتيجي بدعم المؤسسة العسكرية ولا يرتبط بالتغيّرات الداخلية في بلادها.

يحرص أحد المسؤولين الروحيّين المنتخب حديثاً على إجراء أكبر قدر من المشاورات واللقاءات مع الفعاليات قبل المباشرة في عمله.

البناء

رأى سياسي بارز على صلة بمواقع القرار في أكثر من كتلة أنّ اشتداد حالة الانسداد والاستعصاء على المستوى السياسي، ووصولها إلى هذه السقوف العالية جداً من التصعيد، من شأنه أن يفتح كوة ما في جدار الأزمة، على قاعدة "اشتدّي أزمة تنفرجي"، مما يجعل الأفرقاء يضعون بعض الماء في كؤوسهم، ويقدِمون على خطوات قد يسمّونها "تنازلات" لبعضهم بعضاً...

 

المفهوم الغريب الذي يتم الترويج له للميثاقية يعني أن كل ماروني غير ميشال عون فقد حقه بالترشح لرئاسة الجمهورية

نوفل ضو/فايسبوك/25 آب/16

على أصحاب التفسير الهمايوني للميثاقية الذين يستندون في سعيهم لاحتكار السلطة على الفقرة "ي" من مقدمة الدستور التي تنص على أن "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، أن يقرأوا الفقرة "ج" التي تنص على "المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل".

المفهوم الغريب الذي يتم الترويج له للميثاقية يعني أن كل ماروني غير ميشال عون فقد حقه بالترشح لرئاسة الجمهورية ... وكل مسيحي لا ينتمي الى التيار الوطني الحر او أحد الأحزاب الكبرى لا يحق له أن يكون وزيرا ... وكل مسيحي لا ينتمي الى حزب كبير لا يحق له ان يكون مديرا عاما او موظفا من الفئة الأولى مهما علت شهاداته وكبرت كفاءاته ... فأية ميثاقية هذه التي تحرم غير المنتمين الى الأحزاب من حقوقهم السياسية والوظيفية وتجرد المستقلين او المنتمين الى أحزاب "صغيرة" من حقوقهم المدنية؟ وأي دستور أو قانون أو منطق أو حق أو عدل يقول بذلك؟

ألا تلاحظون ان بعض الفكر المسيحي في لبنان بات يشبه الفكر البعثي حيث لا وظيفة ولا منصب إلا للمنتمين الى الحزب؟

 

مشاعات برج رحّال طارت…برعاية النائب والمقاول ورئيس البلدية!

فايزة دياب/جنوبية/25 آب/16

مشاعات أميرية مساحتها 450 دونم في بلدة برج رحال، استولى عليها أحد النافذين المدعومين من حركة أمل وعلى مرأى من الناس ومن البلدية ورئيسها والنائب ممثل الشعب، الذين لم يحرّكوا ساكنا، مع العلم ان تلك المشاعات كان قد جرى توظيفها انتخابيا لإنجاح المجلس البلدي بالتزكية.

«على عينك يا دولة» تتم سرقة مشاعات أميرية تصل مساحتها إلى 450 دونم في بلدة برج رحال الجنوبية في قضاء صور، هذه المشاعات التي استخدمها ابن البلدة النائب عن حركة أمل علي خريس ورئيس البلدية الحاج حسن حمود – لثلاث دورات متتالية – من أجل إقناع ابناء برج رحّال لتجديد العهد له لولاية جديدة عام 2010، بالتزكية دون أن يترشح أي من أبناء البلدة لمواجهة اللائحة التي يترأسها المدعومة من «حركة أمل». روى أحد أبناء بلدة برج رحّال الذي فضّل عدم ذكر اسمه تفاصيل وعود رئيس البلدية، وسرقة المشاعات في حديث لـ«جنوبية» فقال: «قبل الانتخابات البلدية لعام 2010، وعندما أشيع عن نية البعض الترشح ضدّ اللائحة التي يشكلّها رئيس البلدية حسن حمود المدعومة من حركة أمل، بعدما فاحت رائحة قضايا الفساد أثناء ولايته الأولى، التقى حمود مع أبناء البلدة، ومعه النائب علي خريس وأخبرهم أنّه يعمل منذ سنة ونصف مع وزارة الداخلية والبلديات لتحويل المشاعات الأميرية في الجبل المقابل لمهنية محمد سعد في برج رحال إلى مشاعات تابعة للبلدية، ومن ثم سيتمّ توزيعها على شباب البلدة ليحصل كلّ شاب على 500 متر مربع. وحينها طلب حمود وخريس من أبناء البلدة أن لا يترشّح أحد ضدّ اللائحة كي تنجح اللائحة بالتزكية، فوافق الأهالي».

وأضاف المصدر « لم يكفنا ان وعود رئيس البلدية لم تتحقق، حتى تفاجأنا قبل عامين بقيام أحد النافذين في البلدة بالتعدي على المشاعات التي تصل إلى 450 دونم، فبعدما قام شقيق المقاول الذي يتعهد مشاريع بنية تحتية في الجنوب بدعم من حركة أمل، ويدعى حسان عيد بشراء عقار تصل مساحته إلى ثماني دونم يقع على حدود المشاعات، ليبدأ بقضم المشاعات والتعدي عليها، فبنى منزلين في أراضي المشاع، وبئر ماء وبستان..وكل هذا من دون أن تحرك البلدية ساكنا». وتابع المصدر «وعندما توجهنا الى البلدية لنخبرها بالتعدي على الأراضي التي وعدت بتوزيعها على شباب البلدة، اعترفت البلدية بأنّ عيد استولى فقط على 32 دونم في حين ان كل ما يحصل من انشاءات في المشاعات يؤكّد أنّه استولى على 450 دونم، لأنّ البلدية تمنع أي من أبناء البلدة من بناء منزل أو مشروع استثماري في المشاعات وتحاول ارضاءهم بترخيص مقهى داخل البلدة أو بتسجيل إبنهم في المدرسة مجانًا…وعندما يسأل أبناء البلدة عن التعدي على المشاعات يأتي جواب البلدية أنّها قامت برفع دعوى قضائية ضدّ عيد». ولفت المصدر أنّ «القانون اللبناني يثبت حيازة المتعدي للمشاع الأميري في حال رفعت الدعوى عليه من قبل البلدية، أي بحكم “وضع اليد” على العقار، وهي بذلك ستكون إفادة لعيد واثباتا لحق لا يملكه،فيصبح استيلاؤه على مشاعات الدولة شرعيا، بقوّة الأمر الواقع».

 

“حزب الله” يترك عون وحيدا

موقع القوات اللبنانية/25 آب/16/يستطيع “حزب الله” التمايز عن العماد ميشال عون في قضية التمديد للعماد جان قهوجي، وهذا بديهي ومن حقه، ولكن ما هو غير مفهوم عدم تضامن الحزب معه في مقاطعة الجلسة الحكومية وتركه وحيدا “يقلع شوكه بإيده”، سيما ان هذا التضامن لا يعني الموافقة على موقف “التيار الوطني الحر”، خصوصا ان جلسة مجلس الوزراء لن تتطرق إلى مسألة التمديد، وبالتالي يكون الحزب بذلك قد قوّى موقف حليفه وأنقذ ماء وجهه في قضية خاسرة كون التمديد حاصل حتما. فاللجوء إلى الميثاقية يفترض ان يكون آخر الخيارات في ظل التحالفات الوطنية القائمة ومن ضمنها التحالف بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، حيث ان المأخذ الأساس للتيار يجب ان يكون على الحزب قبل اي مكون آخر، لان موقف الأخير كان كفيلا بإبقاء القضية ضمن الإطار الوطني لا المسيحي. ولكن من الواضح ان “حزب الله” فضل تسجيل نوع من تحرك شكلي على طريقة رفع العتب، علما انه لا يفترض ان تكون مصلحته في إضعاف تكتل “الإصلاح والتغيير”، ولا في أخذ البلاد إلى مزيد الفوضى والشلل والفراغ، بل كان بإمكانه التضامن معه في جولة شكلية لا تقدم ولا تؤخر، إنما تمنح التيار المزيد من الوقت لتوسيع “كوعه” ومحاولة إقناعه من قبل الحزب بتليين موقفه. ولا شك انه لو تضامن “حزب الله” مع “التيار الحر” لكان تبدل موقف الرئيس تمام سلام ومكونات حكومية أخرى، وذلك في رسالة من قبل الحزب تهدف فقط إلى تفهم موقف العماد عون وعدم تحديه ومنحه الوقت لتخريج موقفه او تدوير الزوايا، ولكن “حزب الله” قرر مجددا ترك العماد عون وحيدا، وهذا الموقف لا يختلف في جوهره عن دعم الحزب رئاسيا للعماد عون، هذا الدعم الذي لم يخرج عن سياقه الشكلي، حيث لم يجر اي محاولة جدية لإقناع مكونات ٨ آذار بالسير في هذا الخيار، الأمر الذي يؤكد رفضه وصول عون إلى بعبدا. وإن دل موقف “حزب الله” من الجلسة الحكومية على شيء، فعلى انه إما يريد جر البلد إلى مواجهة جديدة، وإما إيصال رسالة إلى “التيار الوطني الحر” بعناوين مختلفة.

 

هل ينتهي “الزواج” الذي جمع “الوطني الحر” و”حزب الله” منذ العام 2006؟

وكالة الأنباء المركزية/25 آب/16/كشفت مصادر سياسية في “14 آذار” حقيقة بات من الصعب على التيار البرتقالي تجاهلها، الا وهي ان أجندته لم تعد تلتقي وأجندة حليفه “حزب الله”. فالطرفان يفترقان عند كل استحقاق مفصلي، ولم يجار حزب الله يوما التيار الوطني الحر في توجهاته التصعيدية ولا سانده في أي من المعارك السياسية التي خاضها، الا في الموقف. فكان ان حارب “التيار” التمديد لمجلس النواب في المرتين الاولى والثانية وحيدا، واعترض على التمديدين الاول والثاني لقائد الجيش العماد جان قهوجي وحيدا أيضا، في حين آثر “حزب الله” خيار تأجيل التسريح على “الفراغ” في المؤسسة العسكرية، الامر المرجح ان يتكرر مع التمديد المرتقب الثالث لقهوجي في الايام المقبلة. واضافت المصادر لـ”المركزية”: “يبدو “التيار” الذي يلوّح بالعودة الى الشارع وحتى بالعصيان المدني، احتجاجا على نظام الحكم القائم الذي يهمّش المسيحيين، سيجد نفسه في أرض هذه المعركة المصيرية في رأيه، متروكا من حليفه الاول “حزب الله”، مجددا”.

واشارت المصادر الى علامات استفهام بدأت ترتسم داخل صفوف “التيار” حول جدوى التحالف هذا ما دام طرفاه يبتعدان عند كل مفترق. وتابعت: “حتى ان دعم “الحزب” المطلق لترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، لم يعد يكفي بعض الكوادر البرتقالية التي بدأت تشكك في حقيقة هذا الموقف، حيث ترى ان الحزب لو أراد جديا انتخاب الجنرال عون، لكان يمكنه ان يتدخل أولا لدى حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولدى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية او لدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، لتليين موقفهم من ترشيح رئيس التكتل، خصوصا بعد ان تعززت حظوظ العماد عون الرئاسية بدعم قواتي اثر تفاهم معراب، الا ان ذلك لم يحصل أقله حتى اليوم”. أمام هذا المشهد، وفي حين تنقل مصادر “14 آذار” عن أوساط برتقالية “خيبتها من أداء تيار المستقبل الذي أخلّ بوعده بدعم ترشيح العماد عون متى اتفق معه “القوات اللبنانية”، تقول المصادر ان “التيار الوطني الحر” يدرس حاليا خياراته بتأنّ وهي لا تستبعد امكانية ان يقلب الطاولة على الحلفاء والخصوم في المرحلة المقبلة، اذا لم يلمس تبدلا جديا في التعاطي معه ومع مطالبه الميثاقية، وقد يكون 7 أيلول، موعد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية، مفصليا على هذا الصعيد، فهل ينتهي اثره “الزواج” الذي جمع التيار والحزب منذ العام 2006 وتوصلهما الحسابات السياسية المتباعدة وأبرزها في الملف الرئاسي الى “الطلاق”؟

 

هل يسحب “حزب الله” قواته من سوريا؟

وكالة الأنباء المركزية/25 آب/16/ تسري في الاوساط والاندية السياسية وخصوصا تلك التي تدور في فلك المقاومة وحزب الله معلومات ان الحزب سيقدم قريبا وفي مهلة لا تتعدى الاسابيع على قرار جريء ستكون له مفاعيل ايجابية على الساحة اللبنانية.

وتفيد أوساط عليمة في قوى الثامن من آذار ان حزب الله سيعمد قريبا الى تخفيف عديد قواته التي دفع بها الى المعارك التي يخوضها النظام في سوريا لدعمه في معركة الصمود والبقاء للسنة الخامسة على التوالي وذلك مقدمة لسحب تلك العناصر كاملة بعد اتخاذ قرار في ذلك.

وتعدد المصادر جملة من الاسباب التي دفعت الحزب الى اتخاذ مثل هذا الموقف الذي لطالما تمسك بعدم التخلي عنه على رغم ما اصابه نتيجة من خسائر مادية ومعنوية وبشرية وفي مقدم هذه الاسباب الآتي:

1- التقاء المصالح وتشابكها بين القوى المتصارعة سواء على النفوذ في المنطقة او على الارض والتي بدأت ترتدّ سلباً على القوى والتنظيمات المشاركة في القتال ومنها قوات حزب الله التي منيت بخسائر بشرية كبيرة.

2- تدحرج الحركة الاعتراضية داخل الطائفة الشيعية وحتى لدى عائلات واهالي الشهداء الذين قضوا في سوريا وتحولها الى كرة ثلج تكبر في كل يوم بدأت تنسحب تداعياتها على الحزب ككل بأجنحته السياسية والعسكرية حيث تحولت تلك الحركة الاحتجاجية الى حديث متداول بين الناس.

3- اعتقاد البعض ان مشاركة الحزب في القتال الدائر على الارض السورية لما كانت الادارة الاميركية ذهبت بعيدا في تصنيفه ارهابياً ومن ثم اتخاذها الاجراءات والقرارات المالية التي اصابت كامل ابناء الطائفة الشيعية وليس عناصر الحزب والمقاومة فقط، وبالتالي انسحاب هذه الاجراءات سلباً على الحركة التجارية والاقتصادية لدى ابناء الطائفة ككل.

4- تفرد النظام السوري ومن ورائه روسيا في اتخاذ قرارات سياسية وعسكرية على مستويات عدة من دون العودة الى قيادة الحزب والمقاومة لسؤالها ومعرفة رأيها في العديد من المواقف والقرارات التي اتخذت في الآونة الاخيرة.

5- صرامة القرارات الروسية والسورية التي بدأ يتلقاها قادة الحزب والفرق العسكرية المشاركة في القتال على الارض وتحول الطلبات على هذا الصعيد الى شبه اوامر عسكرية تتخذ طابع الحدة وتخلو من التمني الذي كانت تتسم به سابقاً.

6- غياب التنسيق العسكري بين القوى الداعمة للنظام وقواته على الارض الامر الذي أدى الى ارتكاب اخطاء كان من الممكن تفاديها، لو كان ما يجري سابقا من تعاون واعلام ساري العمل والمفعول، ما ادى الى وقوع عناصر الحزب في العديد من الكمائن وارتكاب اخطاء عدة ادت الى وقوع هذا الكم من الضحايا.

 

د. فارس سعيد عن النداء الموجه الى طاولة الحوار: مقتنعون بإمكانية استعادة المبادرة الوطنية لاحياء النموذج اللبناني

25 آب/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/25/%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9/

أصدر منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد بيانا جاء فيه: 'يحاول العماد ميشال عون ومن خلفه 'حزب الله” إقناع المسيحيين بأن الأولوية الطائفية والمذهبية تعلو على الأولوية الوطنية لأن مشروع الوطن المرتكز على العيش المشترك هو مشروع معلق إلى أجل غير مسمى في حساب الجماعات الطائفية، خاصة في ظل تعقيدات المنطقة التي تتجه وفقا لتقديرهم، إلى مزيد من الشرذمة حتى حدود الفصل بين الطوائف والإثنيات المتنوعة.

ومن خلال هذه المعادلة يكتسب وصول عون إلى الرئاسة مثلا، أهمية طائفية كبيرة ولو كان وصوله هذا ضمانة لسلاح غير شرعي، أو مقدمة للاطاحة بإتفاق الطائف والدستور الذي ينظم العلاقات اللبنانية – اللبنانية على قاعدة قوة التوازن، بعيدا عن موازين القوى العددية أو الإجتماعية أو السياسية.

كما أن دفع المسيحيين في هذه الظروف إلى إعلاء 'أولوياتهم المسيحية” على حساب الدستور والقانون يبرر الأولوية الطائفية التي يعلنها 'حزب الله” ويحاول بدوره إقناع طائفته بأن الجماعة الشيعية هي في خطر وبحاجة ماسة لسلاحه وارتباطاته الإقليمية، أو أن هذا السلاح سيمكن الطائفة من إنتزاع ضمانات دستورية وقانونية وسياسية لصالحها! وإذا ما التحق الموارنة بالشيعة في وضع أولوياتهم الطائفية على حساب الأولوية الوطنية فليس هناك من مبرر أن لا تحذو الطوائف الأخرى، بالتحديد السنية، النهج نفسه.

وفي النتيجة الحتمية تنكفئ الطوائف إلى داخل حدودها في مرحلة أولى من أجل الإستعداد للاصطدام مع بعضها البعض في مرحلة ثانية، لأن الحياة الوطنية المبنية على موازين القوى هي حياة تتقلب مع تقلبات هذه الموازين، خاصة تلك التي ترتبط بتقلبات المنطقة.

لماذا وصلت الأمور إلى هذا التردي الوطني بعد أن نجحنا في إنتفاضة الاستقلال في توحيد اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، حول مطلب لبناني يندرج في سياق إتفاق الطائف، وهو خروج جيش النظام السوري من لبنان؟ لماذا يتخلى الموارنة عن أولويتهم المفضلة، والمتمثلة بالدفاع عن إستقلال لبنان وسيادة دولته، بدليل وقوفهم في وجه السلاح الفلسطيني والسوري في السابق، لصالح أولوية فرعية متمثلة بوصول أحد رموزهم إلى سدة الرئاسة؟ وما هي الأثمان التي سيدفعها الموارنة، ومعهم كافة اللبنانيين، إذا خسروا لبنان وجمهوريته وربحوا رئيسا لجمهورية محكومة بنفوذ ايراني!! ولماذا لا يحتفظ 'حزب الله” بهامش لبناني في التعاطي مع حليفه الإقليمي، على غرار ما فعل كمال جنبلاط مع أبو عمار ومن ثم مع حافظ الأسد ودفع حياته ثمن حريته اللبنانية؟ وقد فعل مثل ذلك أيضا بشير الجميل مع جيش الاحتلال الاسرائيلي عندما رفض الإنصياع لمطالب غير واقعية تناقض ميثاق العيش المشترك اللبناني!

هي أسئلة كثيرة نطرحها على أنفسنا وقد نختلف في مقاربتها، إذ لكل منا إعتبارات قد تصلح له ولا تصلح لغيره. ولكننا في الاعتبارات الوطنية نؤكد على ما يلي:

1- إن مشاريع الغلبة التي مارستها الطوائف كافة، لم ولن تؤدي إلى بناء وطن يتساوى فيه اللبنانيون أمام القانون، لأن هذا من شأنه إفساد الشراكة الوطنية وضرب العيش المشترك.

2- لقد حاول الجميع وفشلوا في إبتكار صيغ لتثبيت مشروع غلبة على الآخرين. فتجربة الحركة الوطنية والاسلام السني مع منظمة التحرير الفلسطينية أدت إلى دخول لبنان في حرب أهلية طائفية، وتجربة التحالف بين القوات اللبنانية وإسرائيل أدت إلى إجتياح بيروت وإستشهاد بشير الجميل وإنهيار الاحلام الطائفية، واليوم يمارس 'حزب الله” جاهدا وخلفه ايران التجربة السابقة نفسها وهو يتجه نحو خسارة أكيدة لأن حدود قوة الطائفة في لبنان تقف عند حدود الطوائف الأخرى.

3- عندما يتخلى الموارنة عن دورهم في الدفاع عن سيادة وإستقلال بلدهم ويصبح 'حزب الله” هو جيش الموارنة للدفاع عنهم في وجه داعش، أو من أجل إيصال زعيمهم إلى مرتبة موصوفة، فإنهم يفقدون قيمتهم في هذه المنطقة إذ أن دورهم الثقافي والسياسي هو دور رائد إذا أحسنوا قراءة ما يجري، وإذا لم يفعلوا فسيتحولون إلى أقلية تافهة تبحث عن حماية مشبوهة من هنا أو هناك.

4- إن السنة اللبنانيون الذين التحقوا بالمشروع اللبناني منذ بداية القرن الماضي وثبتوا أقدامهم فيه مع إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مدعوون اليوم للوقوف في وجه التيارات الشمولية التي تغلب الانتساب إلى الهوية المذهبية السنية على حساب الهوية اللبنانية، وإلى التمسك بإتفاق الطائف نصا وروحا بوصفه إتفاق الخيار وليس إتفاق الضرورة كما يحلو للبعض تصويره.

لقد وقع حوالي 200 شخصية لبنانية نداء تحذير وجهوه إلى طاولة الحوار وتمسكوا بإتفاق الطائف والدستور. وفي قراءتنا المتأنية لأسماء الموقعين ومشاربهم المتنوعة، ما يعزز قناعتنا بإمكانية إستعادة المبادرة الوطنية الرامية إلى إحياء النموذج اللبناني، بوصفه حلا لأزمات كثيرة في مجتمعات تعددية وليس مصدرا للأزمات على ما يتوهم البعض

 

المقاطعة العونية تجمّد مجلس الوزراء اسبوعين والمعالجـــات انطلقت

مشروع الموازنة الى الحكومة خلال ساعات متضمنا سلسلــــة الرتب

كيري يواصل لقاءاته الخليجية ويبلغ اوغلو انسحاب الاكراد الى شرق الفرات

المركزية- قذفت مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق معطوفة عليها استقالة الوزير الكتائبي وانسحاب وزير السياحة اعتراضا على بحث مواضيع تم الاتفاق على تأجيلها، اجتماعات مجلس الوزراء أسبوعين، علّ المدة الزمنية الفاصلة عن 8 أيلول موعد الجلسة المقبلة، تساهم في تبريد احتقان التيار البرتقالي، مع ان الاخير يبدو مصمما على التصعيد اذا لم يتم تعيين قائد جديد للجيش. وفي الانتظار، ستنطلق في العلن وخلف الكواليس سلسلة اتصالات لمنع تعطيل الحكومة، سيخوضها حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام مع التيار الوطني، يصعب التكهن مسبقا بنتائجها...

الجلسة بلا التيار: وكانت الجلسة الحكومية انعقدت في السراي في غياب وزراء "التغيير والاصلاح" وحضور وزيري حليفه حزب الله، وخيمت عليها ظلال الموقف "العوني". وعليه، أمل سلام "ان تكون الأجواء السياسية التي أحاطت بجلسة اليوم عابرة،" مشيراً الى أنه يأخذ "في الإعتبار المواقف التي عبر عنها بعض الوزراء، كأفراد أو كقوى سياسية، لكن هذه المواقف لا يجب أن تكون سبباً لمزيد من التعثر في عمل مجلس الوزراء".

تسجيل موقف: و استحوذت مسألة الميثاقية على المناقشات، فتعددت الآراء حولها وأدلى كل طرف بدلوه في هذا السياق. ومع بدء مناقشة بند تجزئة التلزيمات في وزارة الأشغال، انسحب وزير السياحة ميشال فرعون من الجلسة احتجاجا على طرح "مواضيع أساسية" في غياب مكونات حكومية اساسية، أما وزيرا "حزب الله" فاكتفيا بالاعتراض "كلاميا" على البحث في هذه القضايا، في خطوة رأت فيها اوساط وزارية مجرد "تسجيل موقف لحفظ ماء وجه تحالفه مع التيار"، ولم يقدما على مغادرة الجلسة. في الاثناء، بحث المجلس بنود جدول الاعمال العادية، ولم يتم طرح اي من المسائل الشائكة أو الحساسة، وهو ما كان اتفق عليه امس بري وسلام. وفي محصلة النقاشات، أقر المجلس مجموعة بنود أبرزها "التأكيد على الخطة التي أقرها مجلس الوزراء بخصوص موضوع النفايات وتأكيد الثقة برئيس اللجنة وزير الزراعة وإعطائه الحق بالتفاوض مع من يريد من الجهات المعنية لضمان حسن تنفيذ الخطة كي لا تعود النفايات الى الشوارع".

الحزب يصوب على المستقبل: وفي انتظار موقف "التيار" من المجريات الحكومية بعد ان أعلن أن اي قرارات ولو كانت تعنى بقضايا "عادية" هي غير ميثاقية في ظل غياب مكون رئيسي عن الجلسة، دعت كتلة "الوفاء للمقاومة" بعيد اجتماعها عصرا "كل مكونات الحكومة الى الحذر من تهميش مكوّن اساسي في الحكومة"، وحمّلت "الفريق التعطيلي في حزب المستقبل مسؤولية اجهاض الحلول".

التحالف على المحك؟: غير ان مصادر سياسية مستقلة تحدثت عبر "المركزية" عن حقيقة بات من الصعب على التيار البرتقالي تجاهلها، الا وهي ان أجندته لا تلتقي وأجندة حليفه "حزب الله". فالطرفان يفترقان عند كل استحقاق مفصلي، ولم يجار حزب الله يوما التيار الوطني الحر في توجهاته التصعيدية ولا سانده في أي من المعارك السياسية التي خاضها وابرزها ضد التمديد المزدوج لمجلس النواب ولقائد الجيش، الا في الموقف.

وقالت المصادر ان "التيار الوطني الحر" يدرس حاليا خياراته بتأنّ وهي لا تستبعد امكانية ان يقلب الطاولة على الحلفاء والخصوم في المرحلة المقبلة اذا لم يلمس تبدلا جديا في التعاطي معه ومع مطالبه "الميثاقية"، وقد يكون 7 أيلول، موعد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية، "مفصليا" على هذا الصعيد.

الموازنة الى الحكومة: في المقابل، أكدت مصادر وزارية لـ"المركزية" أن تعطيل مجلس الوزراء في هذا الوقت دونه محاذير ومخاطر ليس أمنيا وسياسيا فحسب، انما اقتصاديا ومعيشيا أيضا، كاشفة في السياق ان وزير المال علي حسن خليل سيحيل مشروع موازنة العام 2017 الى الحكومة في الساعات القليلة المقبلة، متضمنا مشروع سلسلة الرتب والرواتب، الامر الذي يحتم على مجلس الوزراء الانعقاد والاجتماع لاقرارها، أما سوى ذلك، فيعني كشف الواقع الاقتصادي اللبناني أمام مزيد من التهديدات.

الجيش وعين الحلوة: في مجال آخر، وفي حين غابت اليوم عن واجهة المشهد عملية تسليم مطلوبين من مخيم عين الحلوة انفسهم لمخابرات الجيش اللبناني، افادت مصادر عسكرية " المركزية" ان لا اتفاقات بين الجيش وهؤلاء لا فوق الطاولة ولا تحتها، فالمؤسسة العسكرية لا تساوم على دماء شهدائها. وروت ان بعض من في المخيم مرتبطون بمنظمات ارهابية وكانوا يعدون لعمليات ارهابية، فوصلت رسالة الى قيادات المخيم محذرة مما سيقبل عليه اذا ما مضى نحو مئة من هؤلاء في مشروعهم الارهابي وما سيجرون اليه من ويلات لاكثر من مئة الف فلسطيني يعيشون في عين الحلوة. وتبعا لذلك، مورست عملية ضغط فلسطينية على هؤلاء ولعبت قيادة "فتح" دورها الى جانب جهد كبير بذلته قيادتا الجيش والامن العام بهدف منع التعدي على السيادة اللبنانية والمحيط. فحسم الفلسطينيون خيارهم وبدأت عملية تسليم المطلوبين من الدرجة الثانية والثالثة انفسهم، وكرت السبحة خصوصا ان الجهات التي كانت تحمي هؤلاء كانت تفرض عليهم خواّت مقابل حمايتهم، وان التعاطي اللبناني معهم جاء استنادا الى منطق المؤسسات فيحالون الى القضاء للبت في اوضاعهم ليطلق من هو غير متورط ويتخذ المناسب في حق المرتكبين. واكد ان الجيش تلقف مسلسل التسليمات بايجابية ما رفع منسوب تسليم المطلوبين انفسهم . واكدت المصادر ان القضاء يبت في مصير من يسلمون انفسهم وان اي ضمانات لا يمكن ان تكون الا تحت سقف القانون. وفي ما يتصل بالمطلوبين من الدرجة الاولى، وعددهم ليس مرتفعا، اوضحت المصادر انهم يجب ان يسلموا انفسهم، مشددة على ان خطوة من هذا النوع ليست صعبة ولا مستحيلة، عليهم حسم خياراتهم وتسليم انفسهم لحل مشكلتهم وتجنيب المخيم المخاطر الناتجة عن وجود ارهابيين فيه.

كيري في الخليج: اقليميا، وبعدما أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس محادثات مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استمرت ثلاث ساعات تناولت سبل إنهاء الصراع في اليمن واستئناف محادثات السلام بين الجانبين المتحاربين، التقى اليوم وزراء خارجية السعودية والإمارات العربية المتحدة ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، على ان يلتقي العاهل السعودي الملك سلمان في وقت لاحق اليوم للبحث في سبل إنهاء الصراع المستمر منذ 16 شهرا في اليمن.

 فقط من اطلاق أنقرة عملية "درع الفرات"، سيطر مئات من مقاتلي المعارضة السورية بدعم من الطيران والدبابات التركية على جرابلس الواقعة في شمال سوريا. الى ذلك، وتزامنا مع زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن تركيا، أكدت مصادر الخارجية التركية أن كيري أبلغ نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو بأن وحدات حماية الشعب الكردية السورية تتراجع إلى شرق نهر الفرات. وأضافت المصادر ان الوزيرين أكدا في اتصال هاتفي صباح اليوم أن قتال تنظيم داعش في العراق وسوريا سيستمر في الوقت نفسه.

هدنة انسانية: على صعيد آخر، وافقت روسيا اليوم على هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في مدينة حلب السورية للسماح بايصال المساعدات. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا "نريد هدنة مدتها 48 ساعة والاتحاد الروسي قال "نعم" وننتظر من الآخرين أن يحذوا حذوه".

 

 من يحمـي "حماة الديار" وهـل يحتــاج الجيـش الـى مسـاندة؟/مصادر عسكرية تدعو الى عدم التضخيم: استقبلوا كأي جمعية مدنية/لا ارتباط عضويا ولا برنامج تدريب ممنهجـاً وهذا سـقف القضيــة

المركزية- بقيت القنبلة الصوتية التي اطلقها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من دار الفتوى في طرابلس لمناسبة ذكرى تفجير مسجدي السلام والتقوى في شأن سحب ترخيص حركة "حماة الديار" تتفاعل بقوة في الاوساط السياسية والشعبية، وفي دائرة الضوء والمتابعة الاعلامية، خصوصا انها تزامنت مع كتاب ارسله وزير العدل المستقيل اشرف ريفي إلى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، للتحقيق في صحة المعلومات عن قيام مجموعة "حماة الديار" بتشكيل نواة لتنظيم مسلح طالبا إجراء المقتضى القانوني اللازم ومع صور ومقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعمليات تدريب على السلاح ومشاهد لتجمعات أشخاص يرتدون بزات عسكرية، الى جانب تصريحات منسوبة لقائد الحركة رالف شمالي يعلن فيها الجهوزية للتصدي لخطر الإرهاب القادم برأيه من المخيمات الفلسطينية وتجمعات النازحين السوريين في لبنان وتأكيده ان التدريبات لعناصرها، تتم بموافقة وإذن من قيادة الجيش داخل احدى الثكنات. وفيما يذهب البعض لاسيما في الشارع الاسلامي الى اعتبار الحركة التي ترفع لواء مساندة الجيش وجدت من اجل إشعال الفتنة بين مكونات المجتمع اللبناني وتوصيفها بـ"الحشد الشعبي اللبناني" و"الفصيل الشقيق لسرايا المقاومة" المدعومة من حزب الله، تسأل اوساط سياسية متابعة عما اذا كان الجيش اللبناني بحاجة الى حركات مماثلة لمساندته وهو الذي يتصدى للارهاب على الحدود ويمنع تمدده الى الداخل، وهل هو حقا في وارد القبول بطروحات من هذا النوع ام ان خلف "الاثارة" استهدافا سياسيا؟ مصادر عسكرية ردت على ما يطرح في هذا الشأن بالقول لـ"المركزية" "ان الجمعية مرخصة بعلم وخبر من وزارة الداخلية كما بات معلوما، وقد تقدمت بطلب كما سائر الجمعيات والجامعات والمدارس لزيارة مراكز عسكرية، فوافقت القيادة بهدف تنمية الحس الوطني والولاء للوطن وتمت الزيارة وامضى الاعضاء نهارا كاملا تماما كما اي كشاف او طلاب جامعة، لم يتخلله كما اشيع تدريبات ممنهجة او برامج تدريبية. وشددت على ان لا ارتباط عضويا بين الجيش والجمعية. اما ما نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فهو عبارة عما صوروه خلال هذا اليوم وهو ما يجري داخل اي ثكنة تستقبل جمعية مدنية او طلابا او كشافا بناء على طلب قانوني. هذا سقف القضية ولا تحتمل اكثر من ذلك. فلا يقحمنّ احد الجيش وقيادته في ما ليس لهما فيه وخصوصا زواريب السياسة الضيقة. لكنّ الصور والفيديوهات المنشورة تظهر اعضاء الجمعية داخل ثكنة الجيش يحملون السلاح، فكيف يفسر الامر؟ تقول المصادر انهم خلال النهار طلب البعض منهم ممن يملكون رخص سلاح اخذ صور بالسلاح، فكان لهم ما ارادوا، هذا كل ما في الامر. لقد تم تحميل القضية اكثر مما تحتمل خلافا للواقع ومجافاة للحقيقة، وغير مقبول الايحاء بأن الجيش يدربهم على السلاح بطريقة ممنهجة ومبرمجة. وفي حين تدرج مصادر مراقبة ما يثار في خانة التوظيف السياسي خصوصا ان الاعتراض جاء من فريق سياسي معين، تقول اوساط تتابع الملف عن كثب لـ"المركزية" ان الحركة قد لا تتعدى اطار الوقوف الى جانب الجيش ودعم قائده، كاشفة ان كلام المشنوق وغيره من قيادات "المستقبل" يبدو فعل فعله فاستتبع بموجة من الاستقالات من الحركة واقفال مكاتبها في بيروت وطرابلس.

 

"الوطني الحر" يدرس خياراته.. قلب الطاولة وارد ومحطة 7 ايلول مفصلية/ تحالف عون– حزب الله: أجندات متباعدة وفراق عند الاستحقاقات الكبـرى

المركزية- طالب "حزب الله" رئيس الحكومة تمام سلام أمس بتأجيل جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم "لإفساح المجال أمام الاتصالات بين مختلف مكونات الحكومة"، الا ان الجلسة انعقدت في موعدها، فقاطعها "التيار الوطني الحر" في حين حضرها "الحزب" الى جانب المكونات الحكومية الاخرى. وفي وقت انسحب وزير السياحة ميشال فرعون اعتراضا على اتخاذ المجلس قرارات في ظل غياب المكونات المسيحية الاساسية، اكتفى وزيرا "حزب الله" بالاعتراض ولم يخرجا من الجلسة. تسرد مصادر سياسية في فريق "14 آذار" هذه الوقائع لتكشف عبر "المركزية" عن حقيقة بات من الصعب على التيار البرتقالي تجاهلها، الا وهي ان أجندته لم تعد تلتقي وأجندة حليفه "حزب الله". فالطرفان يفترقان عند كل استحقاق مفصلي، ولم يجار حزب الله يوما التيار الوطني الحر في توجهاته التصعيدية ولا سانده في أي من المعارك السياسية التي خاضها، الا في الموقف. فكان ان حارب "التيار" التمديد لمجلس النواب في المرتين الاولى والثانية وحيدا، واعترض على التمديدين الاول والثاني لقائد الجيش العماد جان قهوجي وحيدا أيضا، في حين آثر "حزب الله" خيار تأجيل التسريح على "الفراغ" في المؤسسة العسكرية، الامر المرجح ان يتكرر مع التمديد المرتقب الثالث لقهوجي في الايام المقبلة. وعليه، يبدو "التيار" الذي يلوّح بالعودة الى الشارع وحتى بالعصيان المدني، احتجاجا على نظام الحكم القائم الذي "يهمّش المسيحيين"، سيجد نفسه في أرض هذه المعركة "المصيرية" في رأيه، متروكا من حليفه الاول "حزب الله"، مجددا. وتبعاً لذلك، تتحدث المصادر عن علامات استفهام بدأت ترتسم داخل صفوف "التيار" حول جدوى التحالف هذا ما دام طرفاه يبتعدان عند كل مفترق. حتى ان دعم "الحزب" "المطلق" لترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، لم يعد يكفي بعض الكوادر البرتقالية التي بدأت تشكك في حقيقة هذا الموقف، حيث ترى ان الحزب لو أراد جديا انتخاب الجنرال عون، لكان يمكنه ان يتدخل أولا لدى حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولدى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية او لدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، لتليين موقفهم من ترشيح رئيس التكتل، خصوصا بعد ان تعززت حظوظ العماد عون الرئاسية بدعم قواتي اثر تفاهم معراب، الا ان ذلك لم يحصل أقله حتى اليوم. أمام هذا المشهد، وفي حين تنقل مصادر "14 آذار" عن أوساط برتقالية خيبتها من أداء تيار المستقبل الذي "أخلّ بوعده بدعم ترشيح العماد عون متى اتفق معه "القوات اللبنانية"، تقول المصادر ان "التيار الوطني الحر" يدرس حاليا خياراته بتأنّ وهي لا تستبعد امكانية ان يقلب الطاولة على الحلفاء والخصوم في المرحلة المقبلة، اذا لم يلمس تبدلا جديا في التعاطي معه ومع مطالبه "الميثاقية"، وقد يكون 7 أيلول، موعد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية، "مفصليا" على هذا الصعيد، فهل ينتهي اثره "الزواج" الذي جمع التيار والحزب منذ العام 2006 وتوصلهما الحسابات السياسية المتباعدة وأبرزها في الملف الرئاسي الى "الطلاق"؟

 

حراك أميركــي – روسـي "إيجابي" لتوسيـع شـبكة التفاهمـات مساع لإنجاز تسوية "شاملة" بعد الحل السوري.. تحمل رئيسا للبنان؟

المركزية- تشهد المنطقة حركة سياسية ناشطة تتخللها اتصالات حثيثة بين القوى الفاعلة دوليا واقليميا، ما يوحي وفق مصادر دبلوماسية غربية، بقرار حاسم أميركي – روسي، بدفع قطار تسوية الازمات ولا سيما السورية، قدما، قبل فوات الاوان، ذلك ان وضع الحلول سيزداد صعوبة بعد دخول واشنطن وباريس مدار انتخاباتها الرئاسية مطلع الخريف المقبل. أبرز محطات "الدينامية" الدبلوماسية المستجدة في المنطقة والتي تصفها المصادر عبر "المركزية" بالمشجعة والايجابية، يتمثل من جهة في اللقاءات التي أجراها نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف في طهران والرياض ودول عربية أخرى، وقد تركزت في شكل خاص على الملفين السوري واليمني، ومن جهة ثانية في المحادثات التي يجريها اليوم وزير الخارجية الاميركية جون كيري في جدة مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في حضور المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، علما انه اجتمع أمس بنظيره السعودي عادل الجبير وبولي ولي العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان، حيث تلفت المصادر الى ان رئيس الدبلوماسية الاميركية يحمل معه الى المنطقة، أربعة ملفات تعنى باليمن وليبيا والعراق وسوريا. وتكشف في السياق عن مساع تبذل لايجاد مخارج للنزاعات التي تشهدها تلك البلدان في الأشهر القليلة المقبلة، بالتزامن مع بلورة تفاهم روسي – تركي- سوري - ايراني حول سوريا ليست الولايات المتحدة بعيدة منه، على خطوط عريضة قد تسهل العودة الى المفاوضات قوامها "مبدئياً" رفض الكانتونات وأبرزها الكانتون الكردي، وتخطي عقدة مشاركة الرئيس بشار الاسد في المرحلة الانتقالية، وضرورة التعاون لمحاربة الارهاب. ويأتي الحراك الاميركي- الروسي في المنطقة لتعزيز أسس هذا التفاهم وضم أكبر عدد من اللاعبين الاقليميين الفاعلين اليه، وعلى رأسهم دول الخليج، حيث تقول المصادر ان تحقيق خرق في الملف السوري لا بد ان يسهل ولادة حلول للنزاعات الاخرى في المنطقة، فتشهد اليمن والعراق وليبيا تباعا تسويات لأزماتها مطلوب تحقيقها قبل أواخر العام الجاري.

وتدعو المصادر الى ترقب نتائج محادثات وزيري الخارجية الاميركية والروسية جون كيري وسيرغي لافروف في جنيف غدا، والزيارة التي قد يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء المقبل الى تركيا، وتلك المرتقبة للرئيس التركي الى ايران، متوقعة ان يتمخض عنها في الايام المقبلة "جديد" ما على صعيد التسوية السورية، يمهّد للتسويات الاخرى المنشودة. في غضون ذلك، لا تستبعد المصادر ان يستفيد لبنان من المناخ الايجابي هذا والذي قد يحمل اليه رياحا دافئة تلفح الاستحقاق الرئاسي. وتشير في السياق، الى ان الجهود المحلية قد تتكثف مطلع ايلول المقبل لوضع حد للشغور عبر "تسوية" يكثر الحديث عنها في الآونة الاخيرة حيث يطالب بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ويريدها "شاملة"، كما اشار اليها مستشار الرئيس سعد الحريري غطاس خوري منذ أيام، كاشفا ان التيار الازرق لا يعارض تسوية يشارك فيها الجميع، ولافتا الى ان عودة رئيس المستقبل الى بيروت مطلع الشهر المقبل ستساهم في تحريك عجلة الاتصالات الداخلية على هذا الصعيد.

 

قاطيشا: جعجع يحاول التواصل مـع "حزب الله" و"القوات" تتوسط بين "التيار الوطنــي" وسـلام

المركزية- الى المقاطعة...در. "التيار الوطني الحرّ" خارج حكومة "المصلحة الوطنية" احتجاجاً على ملف التعيينات الامنية الذي فُتح على مصراعيه بعد تأجيل تسريح امين عام المجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير السبت الماضي كمحطة اولى انطلق منها قطاع التمديد ليصل الى محطته الاخيرة قيادة الجيش نهاية ايلول المقبل. وفي حين نشطت حركة الاتصالات على خط الرابية لثنيها عن خطوة المقاطعة لتجنيب الحكومة هزّة جديدة بعد سلسلة الهزّات التي ضربتها على خلفية ملفات عدة، اوضح مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد وهبة قاطيشا لـ "المركزية" اننا "نحاول لعب دور الوسيط بين "التيار الوطني الحر" ورئاسة الحكومة من اجل تقريب وجهات النظر، لكن للاسف هناك "تصلّب" من الجهتين"، معتبراً ان "ملف التعيينات الامنية من "الهوامش"، لان رئاسة الجمهورية هي الازمة الكبرى، وإنجازها اولوية"، محمّلاً "حزب الله" مسؤولية استمرار الفراغ، فهو "قائد الاوركسترا" لفريق الثامن من آذار".

ولفت الى اننا "على تنسيق وتواصل مع التيار"، الا انه لم يُلمّح الى الخطوات المستقبلية و"العملية" بعد مقاطعة جلسة الحكومة اليوم، وإحتمال النزول الى الشارع قد يكون وارداً من جانبه". ورداً على سؤال عن موقف "القوات" من ملف التعيينات، اعلن اننا "مع تجديد المؤسسة العسكرية عبر تجديد قياداتها وعناصرها وهذا مبدأ عام، لكن في ظل غياب رئيس الجمهورية ينتفي هذا المبدأ"، مؤكداً ان "لا شيء سيُزعزع التحالف القائم بيننا وبين "التيار". ولفت الى ان نزول "القوات" الى الشارع ليس بالامر السهل، فعندما نُقرر ذلك فهذا معناه ان لا رجوع من الشارع قبل تحقيق مطالبنا".الى ذلك، اوضح قاطيشا ان "لا تواصل مباشراً بين "القوات" و"حزب الله" في شأن الازمة الرئاسية، علماً ان لا عقدة لدينا للتواصل مع ايٍ كان حتى لو لم نكن حلفاء في السياسة، والدكتور جعجع حاول ولا يزال التواصل مع الحزب، لكن من دون نتيجة حتى الان، ربما لانهم سيُحرجون من داخل بيئتهم اذا فتحوا اي قنوات تواصل مع "القوات اللبنانية"، الا انه اكد في المقابل "اننا نسعى للتواصل مع الافرقاء السياسيين لتأمين دعمها ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون". واسف لان "البلد ينهار وبعض المسؤولين فيه لا يُفكّرون الا بمصالحهم الخاصة، لكن هذا لا يعني اننا سنتوقف عن النضال حتى تحقيق قيام الدولة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

إشكال في وادي الزينة بين آل الحاج وسرايا المقاومة

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن إشكالا وقع في وادي الزينة بين آل الحاج وسرايا المقاومة، وتدخل الجيش لفض الاشتباك.

 

مقتل سائق سوري لم يمتثل لحاجز الجيش وحاول الفرار في راس السرج في عرسال

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - بعلبك - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" وسام درويش، عن مقتل سائق سيارة (سوري) عند حاجز الجيش في راس السرج في عرسال. وفي التفاصيل، ان عناصر الجيش عند حاجز راس السرج اطلقوا النار باتجاه سيارة لعدم امتثال سائقها للحاجز بعدما طلب اليه التوقف، فاصيب السائق السوري عند محاولته الفرار عبر قفزه من السيارة، وما لبث ان توفي .

 

جعجع: ليفسر لنا البعض لماذا يحارب جزءا من الارهاب ويدعم الجزء الآخر

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر حسابه على موقع "تويتر": "بكثير من الوضوح وبأدلة دامغة لا تقبل الشك والجدل، أثبت تقرير الأمم المتحدة الذي صدر في 24-8-2016 أن النظام السوري وداعش استعملا الأسلحة الكيميائية في السنتين الأخيرتين في الحرب الدائرة في سوريا. وبالتالي أصبح واضحا من هو الإرهابي في سوريا، فهل يستطيع البعض أن يفسر لنا لماذا يحارب جزءا من هذا الارهاب ويدعم الجزء الآخر منه؟"

 

الحريري التقى اردوغان ويلدريم في انقرة ويشارك غدا في افتتاح جسر السلطان سليم الاول في اسطنبول

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - عقد الرئيس سعد الحريري مساء اليوم في انقرة، لقاءين مع رئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء بينالي يلدريم. وكرر الرئيس الحريري خلال اللقائين "تضامنه مع تركيا وشعبها وديمقراطيتها في مواجهة محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، كما في مواجهة الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها". وافاد المكتب الاعلامي للرئيس الحريري، انه جرى خلال اللقاءين "استعراض التطورات في المنطقة وما يتعلق منها بالازمة السورية بشكل خاص وسبل حماية لبنان من تداعياتها الخطيرة. كما تم عرض الجهود الجارية لوضع حد للشغور في رئاسة الجمهورية اللبنانية بصفته المدخل لانتظام عمل الدولة ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المتفاقمة". واستبقى الرئيس اردوغان الرئيس الحريري حتى الغد لمشاركته في افتتاح جسر السلطان ياوووز سليم (سليم الاول) في اسطنبول، والعشاء الرسمي الاحتفالي للمناسبة، اضافة الى لقاءات اخرى.

 

سامي الجميل لبى دعوة السفير اللبناني في موسكو إلى عشاء

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - لبى رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل دعوة السفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصار إلى عشاء أقيم على شرفه في مقر السفارة اللبنانية في العاصمة الروسية، شارك فيه السفراء العرب.

 

جنبلاط عبر تويتر: يا له من عالم متموج تتغير فيه التحالفات كل يوم بين السلاطين والقياصرة والرؤساء

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - غرد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط عبر "تويتر" قائلا: "يا له من عالم متموج تتغير فيه التحالفات في كل يوم، بين السلاطين والقياصرة والرؤساء".

 

النيابة المالية إستأنفت قرار العنيسي بتخلية سبيل حيصو

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم أن النيابة العامة المالية إستأنفت اليوم قرار قاضي التحقيق في بيروت فادي العنيسي، حول تخلية سبيل توفيق حيصو الموقوف في ملف "غوغل كاش"، وبالتالي يبقى حيصو موقوفا الى حين البت بقرار الاستئناف لجهة الموافقة على تخلية السبيل أو عدمها.

 

وزير الداخلية سيطلع سلام على اسباب غيابه عن جلسة مجلس الوزراء

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - نفى المكتب الاعلامي لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في بيان، ان "يكون الوزير المشنوق قد ادلى باي تصريح حول جلسة مجلس الوزراء اليوم، وهو سيضع في تصرف رئيس مجلس الوزراء فقط اسباب غيابه، وذلك عندما سيقابله".

 

تجمع للحراك المدني أمام مكب برج حمود طالب بمعالجة فورية لجبل النفايات

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - تجمع عدد من أهالي برج حمود والمتن الشمالي ومجموعات من الحراك المدني، منها "بدنا نحاسب"، أمام مكب برج حمود، رفضا لفتح المكب ومن أجل فرض حلول بيئية سليمة وصحية لمشكلة النفايات، بعد أن انطلقوا من مستديرة الدورة بمسيرة شبابية وشعبية، رافعين لافتات كتب عليها: "لا لمطمر الموت". وألقى كارنيك أصفهاني بيان "تحرك برج حمود"، وقال: "نحن هنا اليوم لنرفع الصوت، ونقول إن أهالي برج حمود والمتن عانوا لاكثر من 20 سنة من جبل النفايات، ونرفض اليوم ان ندفع مرة ثانية ضريبة الفساد. إن الروائح الكريهة تذكرنا كل يوم بالمخاطر على صحتنا وصحة أولادنا". وتوجه إلى بلدية برج حمود متسائلا: "كيف انتقلنا من الرفض للمطمر وشعار برج حمود خط أحمر إلى فتح المكب مرة ثانية؟ وكيف انتقلنا من قرار طمر العوادم فقط إلى طمر أكثر من ألف طن في اليوم من النفايات من دون فرز، فيتحول الموقف الموقت لمشروع جبل ثان. وكلنا نعرف أن الموقت يصبح دائما". أضاف: "من حق أهالي برج حمود أن يلقوا أجوبة على هذه الأسئلة، ومن حقنا كأناس أن نعيش في بيئة صحية، ومن واجب الحكومة أن تجد الحلول المناسبة للمواطنين. صحتنا وصحة أولادنا ليست لعبة، وعلى الاحزاب أن توقف الاتجار بنا. اليوم ليس فقط أهالي برج حمود من يتضررون من المكب، بل ساحل المتن ولبنان كله يتضرر. برج حمود ليس مزبلة، لبنان كله ليس مزبلة، والشعب ليس لعبة بين ايديكم". وطالب البلدية والحكومة ب"معالجة فورية لجبل النفايات في برج حمود، وعدم نقل أي نفايات إلى برج حمود خصوصا غير المفروزة، وإقامة دورات تدريب وتوعية على الفرز من المصدر، إضافة إلى حماية حقوق الصيادين وأن تكون الاولوية لصحة الناس".

 

رئيس رابطة مخاتير المتن الشمالي: نرفض المطمر العشوائي والحل في لامركزية النفايات

الخميس 25 آب 2016 /وطني - تفقد رئيس رابطة مخاتير المتن الشمالي سعيد متري على رأس وفد من المخاتير خيم الاعتصام في برج حمود تضامنا مع المعتصمين. وشدد متري على ان "رابطة المخاتير تدعم النائب سامي الجميل وهي مع القرار الصائب الذي اتخذه"، مضيفا: "يريدون ان يبقى المواطن موبوءا ومريضا، نحن هنا لنقول كلمة واحدة وهي رفض المطمر العشوائي". اضاف: "ابتلعنا هذه الرائحة على مدى 40 عاما، والنائب ميشال المر ورئيس بلدية الجديدة انطوان جبارة اقترحا انشاء معمل للفرز لكن الجهات السياسية رفضت الامر نظرا لسمسراتهم". واشار الى ان "الحل النهائي هو في لامركزية النفايات"، مشددا على ان "الرابطة مع الفرز المتبع عالميا"، وقال "نحن مع تنظيم هذه العملية ونستطيع العمل لوحدنا لكي يرى العالم قدرة شباب المتن الشمالي". وتزامنت زيارة رابطة المخاتير مع زيارة اللجنة المركزية في حزب الكتائب للاطلاع على آخر تطورات الاعتصام الذي يقيمه الحزب هناك.

غانم

وقال الأمين العام لحزب الكتائب رفيق غانم: "نؤيد ثورة المخاتير الذين اتوا ليدافعوا عن صحة اهالي المتن وانطلاقا من هنا عقدت اللجنة المركزية اجتماعها في المطمر لأنهم كلما صعدوا مواقفهم كلما كنا أصلب وامتن فنحن كتائب لا نتراجع عن مواقف حقيقية لمصلحة الناس"، واضاف:" كلما وقفوا في وجهنا كلما وقفنا بوجههم ونحذرهم من ألا يقفوا في وجه الكتائب".

الهراوي

من جهته قال رئيس اقليم المتن الكتائبي ميشال الهراوي: "لسنا في مكب برج حمود للوقوف بوجه احد، نحن هنا للدفاع عن صحتنا"، مضيفا: "عليهم ألا يخيرونا بين شم الرائحة على الطرقات او في المطمر"، متمنيا ان "تتكثف الاتصالات للوصول الى نتيجة مرضية للجميع".

 

شهيب: موقف الطشناق صوت العقل وبديل خطة الحكومة النفايات في الشوارع

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - أكد وزير الزراعة أكرم شهيب أن "ما صدر عن حزب الطشناق وبلدية برج حمود هو صوت العقل"، وقال: "نتمنى رسالتهم الواضحة والراقية أن تكون وصلت للمعنيين كي لا ندخل في أزمة بغنى عنها". ولفت في تصريح من السراي الحكومي قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، إلى أن "النفايات في الشوارع والبديل هو تنفيذ خطة الحكومة، الا أن المشكلة هي في السياسة والحفاظ على المؤسسات هو الحل الاوحد".

 

رئيس تحرير مجلة شؤون جنوبية محمد عقل: الثنائي الشيعي يسيطر على البلديات بـ30% من الأصوات فقط

خاص جنوبية 25 أغسطس، 2016

عقدت مجلة "شؤون جنوبية" و"تجمّع لبنان المدنيّ" ندوة تحت عنوان "مشاركة شهادات حيّة لشابات وشباب ضيوف شاركوا في هذه الانتخابات"، في البداية كانت كلمة الافتتاح لرئيس تحرير مجلة شؤون جنوبية محمد عقل وهذا ما جاء فيها.

في قراءة سريعة نسجلها بعد جولة ميدانية لمندوبينا في محافظتي الجنوب والنبطية وسننشرها في العدد المقبل من المجلة نختصرها بالوقائع والأرقام كالآتي:

على مدى أربع محطات انتخابية (1998 – 2004 – 2010 – 2016) سجل الثنائيّ الشيعي (حزب الله – حركة أمل) فشلاً ذريعاً على المستوى الإنمائي في القرى التي تسلّم بلدياتها على مدى 18 سنة متواصلة. وتبين للناس أن الثنائيّ مارس أنعم وأقسى حالات إقصاء الصوت الآخر ومصادرة الرأي. فتمثل في الثنائيّ تحالف المحاصصة والفساد وهدر الأموال البلدية التي هي أموال عامة. وقد أبْعد الثنائيّ في اتفاق مشترك كلّ الحزبيين الذين كانوا أعضاء سابقين في المجالس البلدية من حزب الله – أمل، لتفادي السُّخط الشعبي والنّفور العام اللّذين أحدثهما وجود هؤلاء طيلة أكثر من 10 سنوات، وكانوا عجافاً مثالاً للفساد والسّمسرات.

المشاركة والتمثيل

هذا الواقع انعكس في انتخابات 2016 حالاً من التململ الشعبي وعبّر عن نفسه بندرة الإقبال على الانتخابات، وتلحظ تقارير وزارة الداخلية إن نسبة المشاركة في الاقتراع لم تصل إلى 50% إلا نادراً في بعض القرى. وهذا يعني أن نسبة المقاطعة تعدّت الـ50%.

أكثر من 20% شاركوا من المعارضات ليقولوا: (لا) كما حصل في بعلبك والبقاع الغربي وبلدات جنوبية كثيرة وفي الضاحية الجنوبية مع احتمال وجود نسبة من الأوراق البيضاء تعدّت 5%. وليس هنا قوة أو تقنيّة مراقبة تعرف أعدادها في لبنان.

وهذا يعني أن نسبة الثنائيّ الواضع يده على بلديات محافظتي الجنوب والنبطية هي أقل من 30%، ويتحكّم بأكثر من 70% من الجنوبيين.

فإذا كانت الفترة الحالية ستعكس صورة طبق الأصل عن سابقاتها، فالثنائيّ الشيعي يأخذ المجتمع الجنوبي نحو المواجهة. لأنّ شعار: اسكتوا إننا نواجه العدو الإسرائيلي لم يعد مجدِياً، بل هو غير موجود بعد أن تغيّرت وجهة حزب الله في المواجهة كلياً وصار العدو الحقيقي في مكان آخر.

كل هذا يعني أن الأحزاب اللبنانية وخصوصاً الطائفية تعيش أزمة حياة سياسية. إنه الجمود والموت يسري في شرايين هذه الأحزاب وعلى مستوى القيادات الوسطى. وتأبيد القيادات التي تعدّت في الثنائي الشيعي النصف قرن في أمل، والثلث قرن في حزب الله. وهذا انعكس فراغاً في الرئاسة وتمديداً في المجلس وتعطيلاً في الحكومة.

نتائج تدخلات الثنائيّ

دخل الثنائيّ بقوة تحت مسمّى “الوفاق والتنمية”. وتعاطى مع كل حال على حدة. فسيطر حيث يجب، وصارع حيث اختلف في الداخل والخارج، وسلّم أو عطّل حيث لاحظ ضعفه، وتراجع أمام الخدمات في بعض مناطق الخصوم. وخرج من المعركة غير المتكافئة. كالآتي:

1 – السيطرة: واعتمدها الثنائي في الحواضر وعواصم المحافظات مثل النبطية، كفررمان، حولا، جويا، فتم وضع اليد عليها بكل الأساليب المتاحة. فكانت البرامج واضحة ومظاهر الفساد والسلطة واضحة أيضاً.

2 – الصراع: برز بقوة بين جناحي الثنائيّ وبينه وبين الآخرين في بلدات عديدة، مثل جبشيت، (نموذجاً حياً). فوصل الصراع داخل حزب الله إلى تأليف لائحتين مضادتين من داخل الحزب. وإصدار بيان نفي من القيادة، قابلته انتخابات على الأرض. إضافة إلى الصراع مع “أمل” كما حصل في عدلون، عدشيت، البيسارية، حارة صيدا، المنصوري.

3 – التسليم: حاول الثنائي التعطيل، ولكنه سلّم في مناطق تناقصت فيها شعبيته خصوصاً حين كان الأمر يتعلق بالاختلاف المذهبي، أو الولاء السياسي المناقض والرافض لوجوده مثل: شبعا، وغيرها..

4 – الخدمات: هناك قوى أو فعاليات قدّمت خدمات فرضت نفسها مثل: حاريص، ديرانطار، راشيا الفخار، فنجحت تحالفات وفعاليات مؤثّرة بخدماتها فاستبعدت الثنائي علناً.

5 – الخروج: لقد خرج الثنائي نهائياً من مناطق جنوبية واسعة تختلف معه مذهبياً ولها ولاءاتها التي تمثلها حال: كفرشوبا، حاصبيا، الهبارية، كفرحمام، وقرى: كفرديس والماري، فكان مراقباً فحسب.

حصص أحزاب السلطة

أظهرت أحزاب السلطة تناغماً في تقاسم جبنة البلديات ونتائجها. فيما بقايا الأحزاب الوطنية ذابت، واستمرّ الحزب الشيوعي يفاوض ويسكت إذا أُعطيَ حصّة، ويقبل بالثنائي، أو يعارضه إذا رفضه الأخير. فيما حاولت منظمة العمل الشيوعي الترشّح بلوائح تجمع بين الحزبيين والمستقلّين، أو دعم لوائح مستقلّة، أو اختيار الأصلح من المرشّحين. أما التابعون والمستقوون بالثنائي فاعتبروا أنفسهم ملحقين وارتاحوا مثل: الحزب القومي.

شؤون جنوبية

أما المعتدلون وفي مقدمهم تيار المستقبل فتركوا هامشاً للمناورة طبقاً للمصلحة وتعاملوا مع الثنائي أو رموزه بشكل غير مباشر (كما كانت الحال في شبعا مثلاً). أما المستقلون ومسمّى: العائلات، فقد لعب الكل على شرذمتهم باعتماد ما سُمّي بـ”التوافق” وزرعَ الثنائي بينهم المرشحين – الألغام، الذين يسحبهم أو يستخدمهم وقت الحاجة، ما انعكس تشرذماً وفوضى بين العائلات وخلافات بين الفعاليات والوجاهات في المجتمع المحلّي. فانسحبوا أو سكتوا.

المطلوب

إن هذه القراءة السريعة تظهر بما لا يقبل الجدل، أن هذه المنظمات المذهبية تستولي على مقدّرات الحكم والإدارات المحليّة وتعمل بقوة للحلول مكان الدولة. فهي في تحالفاتها تصادر القانون، ولا تحترم الاتفاقات ولا المواثيق التي توقّعها ولا تراعي مبدأ “حق الاختلاف”.

وعلى الشعب اللبناني وهيئات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية أن تعرف هذه الحقائق وترفضها عبر مقاومة مدنية شاملة. وأن التلكؤ في معالجة استفحال هذه الظاهرة تعني قيام دولة ضمن دولة، لمنظمات ذات طابع أمني – عسكري، وتوظيفه في المعالجات للأوضاع السياسية الداخلية. وهو ما يهدّد مشروع الدولة المدنية. والإجهاز على ما تبقّى من النظام السياسي اللبناني برمّته.

وبات المطلوب بإلحاح الآن، تأمين شروط وقواعد قانونيّة لضمان حريّة الناخب، وحمايته من المال السياسي، والانتخابي. لأنّ المشكلة ليست في طبيعة ومواصفات القانون الانتخابي، بقدر ما هي حماية النّاخب وتطبيق القوانين وهذا لا يُلغي المطالبة بقانون انتخابي يؤمّن صحّة التمثيل. ومطلوب أيضاً الضغط المتواصل لحصول الانتخابات النيابية في موعدها، وأن تكون خارج القيد الطائفي، لإمكانية تغيير سياسي باتجاه الدولة المدنية. وإقرار إصلاحات مهمة مثل: بطاقة الانتخابات الخاصة، وتخفيض سن الاقتراع إلى 18 عاماً، وإقرار الانتخابات البلدية بحسب الإقامة وليس بحسب الهويّة. وإلغاء النظام الأكثري وقانون الستّين. وإلا فنحن ننتج الأزمات المفتوحة. ونلغي بيدنا النظام الديموقراطي البرلماني الحر.

 

بيان تأسيسي للقاء لبنان الإنسان

بيان تأسيسي للقاء

لبنان الإنسان

 عقدنا لقاء تشاورياً نهار الأربعاء 3 آب 2016 في بيروت هدفه ضمّ أصواتنا الى أصوات الكثيرين من اللبنانيين التائقين الى خطاب جديد في الحياة العامة، وتفعيله في خيارات عمليَّة للحدّ من الأحوال الهشة المتردية الطاغية والخروج من المآسي المرافقة لها على مستوى الوطن.

ولتفعيل هذا الصوت المغاير أنماطٌ مختلفة للتحرك، أوّلها البناء على نتنوّعنا وتنوّع اهتماماتنا في فلسفة واحدة تتخطى الإنتماءات المناطقية والطائفية والجيلية والجنسية والثقافية، وتوحّد رؤى النظر المختلفة في ما نرسُمُه من مقاربة إنسانية وطنية جامعة، نستقيها من أفضل ما في الشرق والغرب من تراث حضاري إبداعي لاعنفي اجتمع في لبنان و المنطقة عبر العصور الغابرة، ولا يزال مكرّساً -رغم هفواتنا وأخطائنا وحروبنا- بمثال عالمي للعيش المشترك، يرفض الإندحار المتصاعد كونياً الى فجوات دينية وطائفية مليئة بالعنف والكراهية.

ولتصدير هذه الرؤيا اللبنانية الإنسانية، رأينا ضرورة الإلتفاف، في التنسيق المضاعف فيما بيننا وفي المجتمع اللبناني الأوسع، كما في روافده الإقليمية والعالمية، حول مشروع سميناه مرحلياً «لبنان الإنسان»، نسعى الى تطويره في اتجاهات تطبيقية ثلاثة:

(1) التحرك على مستوى المجتمع لإحياء الحياة العامة، والعمل على إنهاء التعطيل المستشري، والحفاظ على المكونات الإقتصادية والإجتماعية، لاسيّما لضرورة الإستجابة الملحّة في الإقتصاد لمطالب الناس، وفصله عن مساوىء السياسة، والحفاظ على القطاع المصرفي وتفعيله وطنياً ودولياً.

 ويتم هذا التحرك في الأيام والأسابيع المقبلة بإطلالات إعلامية وتحركات ميدانية تربطنا بآلاف اللبنانيين نظائرنا في هذه القناعة الراسخة في الانسان وطموحاتها.

(2) كما رأينا جدوى إنشاء مركز للبحوث اللبنانية والدولية، ينبثق من جهودنا وجهود أصحابنا ويرافق أعماله، ويكون هدفه استقصائياً وتحليلياً لشتى المواضيع المهمة لأهداف لقائنا اللبناني في نظرة إنسانية في تجلياتها العلمية المدروسة.

(3) كما وفي اتجاه ثالث أكثر طموحاً رأينا المضي قدماً في دراسة الطرق المفيدة قد تؤدي الى تأسيس حزب وطني جامع متى ازداد الأعضاء وتيسّرت المكونات وتوضَّح الميثاق والعمل المفيد مع الاكثرية الغالبة من المواطنين والمواطنات المشاركين في القناعات والرؤية.

وفي تفعيل لهذه الإتجاهات الثلاث بوتيرة تصاعدية هادفة، عزمنا أيضاً على البحث في ترتيب انتخابات تمهيدية تربط قطاعات واسعة من المجتمع اللبناني بآلية قد توفّر بديلاً رئاسياً و/أو لائحة نيابية وطنية شاملة للخروج من التعطيل الملازم لمؤسساتنا المنتخبة، كما توفير الدراسات والآليات والتغطية الكفيلة لنجاح هذه الآلية وإخراج لبنان من دوامة العُقْم الداخلي والإرتهانات الإقليمية والدولية المنافية لرسالته.

ونشترك مع سائر اللبنانيين الذين يعملون في هذه الروح البناءة قناعة بسمو القانون الذي يقرّه ممثلو الشعب في انتخابات دورية حرة قوامها التداول في السلطات المنتخبة وفي المراكز الادارية العليا ، والمحاسبة على الجريمة والفساد والتعطيل.

ويسرّنا في هذا البيان الأولي لعمليتنا الطموحة والشفافة، أن نعلن للبنانيين نشأة «لبنان الإنسان»، (بالفرنسية  Liban Humaniste و الانكليزية Humanist Lebanon ) وهو الإسم الذي نعتمده مرحلياً لمتابعة عملنا على درب الفلسفة الإنسانية التي تجمعنا، أملاً في اهتمام اللبنانيات واللبنانيين الجديّ بمبادرتنا، ومؤازرتنا والإنضمام الينا، ومتابعة جهودنا بالإنفتاح على ميصرنا الواحد والنقد المبدع له في السراء وفي الضراء.

بيروت، في مطلع آب 2016

 

إحياء الدستور لإنهاء الفراغ الرئاسي: مبادرة مواطنية

19 آب 2016

يتفق الجميع على أهمية ملء الفراغ المتمادي في رئاسة الجمهورية. ويتمّ التأكيد على الأمر في لبنان حتى الابتذال، وكذلك في المنتديات الدولية. هذا كان الهدف الرئيسي لزيارة فرنسوا هولاند، وبعدها زيارة وزير خارجية فرنسا. حتى أولئك الذين يستمرون في رفض النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس أقرّوا أخيراً بهذه الأولوية، مع التمسك بشرط واحد: أن ينتخب مرشحهم فقط دون سواه. طبعاً لا ينصّ الدستور على شرط تحديد شخص سلفاً لإنتخابه رئيساً. أما بالنسبة الى الحجج الأخرى، فالنصوص الدستورية دقيقة بصورة لافتة في لبنان. وللتذكير:

المادة 34: "لا يكون اجتماع المجلس قانونياً ما لم تحضره الأكثرية من الأعضاء الذين يؤلفونه".

المادة 49 - فقرة 2: "ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى".

المادة 49 - فقرة 2: "يكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي".

مع التذكير بالباب الخاص الذي خصّصه الدستور للحؤول دون الفراغ في الرئاسة، من ضمنه، المادة 74: "إذا خلت سدّة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو استقالته أو سبب آخر فلأجل انتخاب الخلف يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون". وأيضاً المادة 75: "إنّ المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر".

النصّ الدستوري متكامل وواضح ودقيق. في حال خلو سدة الرئاسة يجتمع المجلس فوراً (المادة 74) ولا يستطيع القيام بأي عمل آخر سوى انتخاب الرئيس (المادة 75). يجب على غالبية النواب أن يحضروا الى المجلس ليتمّ الانتخاب (المادة 34)، وينتخبون رئيساً بغالبية الثلثين (المادة 49). إذا فشلت العملية في الدورة الأولى، يعاودون الاقتراع على أساس الغالبية المطلقة، أي النصف زائداً واحداً من الأصوات (المادة 49).

إنّ الشروط الأخرى المتذرّع بها للتعطيل بالامتناع عن حضور جلسات الانتخاب هي أيضاً غير موجودة في الدستور. أي دستور في العالم يجيز لنواب الأمة التهرب من أداء واجبهم على امتداد عامين؟ وهذا الوضوح حتّم على ممارسي التعطيل الدستوري ابتكار مفاهيم جديدة لتبرير سلبيتهم، فتكاثرت التبريرات لتعطيل الرئاسة أبرزها: (أ) عدم دستورية مجلس النواب الحالي بسبب تمديده لنفسه، (ب) الدعوة الى انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، و(ج) التوافق على رئيس من خلال "الحوار".

(‌أ) عدم دستورية التمديد لمجلس النواب الحالي يشكّل حجة جدّية في نظرنا، لكن المجلس الدستوري رفضها رسمياً عندما طُعن فيها، وباتت الحجة خارج الموضوع، لأنّ الأمر يتعلق برئاسة تستفحل الأزمة من فراغها المستمر بلا نهاية، وليس الموضوع دستورية المجلس. فالدستور لا يشكّك في المجلس النيابي الحالي سواء أكان ممدداً لنفسه أم لا، وإلاّ فوجود الجمهورية كلهاعرضة للزوال.

(‌ب) الدعوة الى انتخاب رئيس مباشرة من الشعب يتطلب تعديلاً دستورياً، في عملية طويلة ومعقدة ليست ممكنة أصلاً من دون الرئيس. ومثلها مثل الدعوات المماثلة لتغييرات جوهرية فهي تنطوي على زيف ومماطلة بفتح أبواب مغلقة على الشّرور من كل نوع، بما فيها عقد مؤتمر دستوري يشكّل سيفاً مصلتًا على الجمهورية، أو "السلات"المعقدة بمواضيع شتى، وجميعهايصطدم بقواعد التعديل الدستوري التي لا تلحظ في أي حال مؤتمراً تأسيسياً أو انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب.

(‌ج) أما في ما خصّ التوافق الرئاسي على طاولة الحوار، فهو تجاهل لحقيقة عدم وجود "الحوار" في الدستور اللبناني، وذلك لسبب وجيه. إنّ الحوار يتمّ طبيعياً وكل يوم داخل حرم المجلس النيابي، وبين السلطتين التنفيذية والاشتراعية، كما في الساحة العامة. ليس إنشاء طاولة الحوار سوى وجه آخر لنسف المؤسسات وأول ضحية له تغييب دور البرلمان دستورياً.

هذا هو تشخصينا للأزمة الرئاسية. إنّ التعطيل مردّه أساساً الى انحرافات دستورية تتجاهل النصوص الواضحة. المهم هو إقناع الرأي العام اللبناني بالعودة الى الدستور الذي هو القانون الأساسي الذي يرعى خلافاتنا، والخلافات هي أصلاً من طبيعة أي نظام ديموقراطي.

آلية انتخاب الرئيس محدّدة بوضوح في المواد المذكورة، وهي بسيطة وسليمة: تتوجه غالبية النواب الى البرلمان وتنتخب بغالبية الثلثين رئيساً للجمهورية. وفي حال عدم النجاح في الدورة الأولى، يعاودون الكرة، ولكن على أساس الغالبية العادية. وهم لا يأتون أي عمل آخر قبل ملء الفراغ في رأس الدولة. من شأن كل قراءة أخرى أن تعطّل الرئاسة الديموقراطية القائمة على التنافس بنفقٍ يؤدي الى الـ 99 في المائة من الأصوات للرئيس، في دستور ممسوخ ليس إلا عنواناً آخر للديكتاتورية.

نطرح مجدداً على المواطن مناقشة علنية للتذكير بهذه الفكرة البسيطة، وهي أنّ الدستور موضوع للتسهيل لا للتعطيل. وإنكفاء التعطيل لا يمرّ بإيران أو بالسعودية، ولا بمعركة حلب أو الانتخابات الأميركية. هذه الذرائع كلها واهية. يزول التعطيل بتفعيل قراءة رشيدة وايجابية للدستور.

هذه المبادرة نتابعها في الأسابيع المقبلة ببعض الأفكار العملية لإزالة التعطيل، وجميعها تحتاج الى العودة الى الفهم الدستوري السليم، فلا يُجتهد في موضع النص ولا يكبّل بقراءات تعطيلية وابتكارات لا فائدة منها سوى التسويف والفراغ . في هذا الفصل الأول من إعادة النظر الى بديهيات دستورنا ، ندعو الرأي العام، ونوّابَنا، الى قراءة رشيدة للدستور اللبناني، وإحيائه بالعمل به.

هذه الوثيقة من نتائج لقاء عقد في بيروت في الثالث من آب المنصرم بين مجموعة من المواطنين والمواطنات للتفكير والعمل براية"لبنان الانسان". وهذا النص هو الأول في سلسلة مبادرات مواطنية للمشاركين وزملاء لهم.

ومن الموقعين الأوائل على هذه الوثيقة : جويل أبي راشد، أنطوان قربان، جينا ديوان، جبور دويهي، يوسف حيدر، ميشال حاجي جورجيو، سمير خلف، شبلي ملاط، سعود المولى، سليم مزنر، بلال أورفلي، توفيق صافيه، سناء الصلح، رونيه شاموسي، جهاد الزين، نايله كرامي - مجدلاني، شريف مجدلاني.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تركيا تجري محادثات "غير مباشرة" مع الأسد حول المصالحة

الخميس 22 ذو القعدة 1437هـ - 25 أغسطس 2016م/العربية.نت - صالح حميد/كشف الدبلوماسي التركي السابق والنائب الحالي لرئيس "حزب الوطن" التركي إسماعيل حقي تكين، عن وجود مفاوضات "غير مباشرة" بين بلاده، ونظام الرئيس السوري #بشار_الأسد حول المصالحة بين البلدين.

وأكد تكين في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" الخميس، ما تردد عن مباحثات بين أنقرة ودمشق وعن دور إيراني في هذه المباحثات التي تجرى على أكثر من مستوى. وقال تكين: ذهبنا بصفتنا (حزب الوطن) إلى دمشق خمس مرات منذ مايو الماضي والتقينا عددا من المسؤولين السوريين وعلى رأسهم رئيس النظام السوري بشار الأسد". وأضاف أن مباحثاته ووفد حزبه في دمشق ركزت على أكثر من محور، حيث تم تناول القضايا الأمنية والسياسية والتعاون الاقتصادي والتجاري. وتابع: "أعتقد أن اللقاءات مستمرة الآن على مستوى أجهزة المخابرات، وأحدها يستمر في طهران". وعما إذا كانت جميع هذه الاتصالات تهدف في النهاية إلى الوصول إلى نقطة التطبيع الكامل للعلاقات بين تركيا وسوريا، قال: "الوصول إلى هذه النقطة صعب لكنه ليس مستحيلا"، مشيرا إلى أنه "إذا تقدمت تركيا خطوة واحدة نحو الأسد، سيتقدم الأسد 4 خطوات". وكانت مصادر إيرانية تحدثت عن أن تكين أجرى سلسلة لقاءات في دمشق شملت الرجل الثاني في حزب البعث عبد الله الأحمر، ورئيس مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك، ووزير الخارجية وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد". ونقل موقع " آفتاب"، المقرب من الرئاسة الإيرانية الاثنين الماضي، عن مصدر مطلع قوله إن تكين أبلغ المسؤولين السوريين أن أنقرة لا تزال ترفض بقاء الأسد في السلطة، لكنها بنفس الوقت ترفض تقسيم سوريا وتشكيل نظام فيدرالي، وهو الأمر الذي يسعى إليه الأكراد لتحقيقه في سوريا". يذكر أن الجنرال بكين، هو أحد أبرز الدبلوماسيين الأتراك، والذي أشرف على اتفاقية أضنة المبرمة مع أنقرة عام 1998، بين سوريا وتركيا، إبان أزمة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، المسجون منذ 17 عاما بجزيرة إيمرالي التركية والتي تنص على التعاون بين دمشق وأنقرة على "مكافحة الإرهاب" و"منع تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني "ب ك ك" على الأراضي السورية". وكان تكين قد تولى منصب مساعد رئيس المخابرات التركية وتم سجنه من العام 2011 الى 2013، بعد اتهامه بالتورط في مؤامرة "ارغينكون" الفاشلة للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية. وبحسب المصدر الإيراني، فقد زار الجنرال التركي دمشق في 27 مايو الماضي، وكانت المحاولة الأولى التركية لفتح قناة تواصل مع دمشق، بالإضافة الى محاولة أخرى جرت في الجزائر، مع مسؤول سوري كبير، وأحد جنرالات المؤامرة نفسها". وتزامن نشر هذه المعلومات مع تصريحات لينة لمسؤولين أتراك تجاه الأسد، حيث أقر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، في تصريح نادر السبت الماضي، بدور للأسد في المرحلة الانتقالية، فيما دعا في تصريحات أخرى أمس الاثنين، الدول الكبرى، مثل روسيا والولايات المتحدة، وتركيا وإيران إلى العمل معاً من أجل فتح "صفحة جديدة" بشأن الأزمة في سوريا دون إضاعة الوقت"، على حد تعبيره. كما تأتي هذه التطورات والتصريحات في أعقاب التغييرات التي تشهدها السياسة التركية إزاء سوريا والأسد بعد الانقلاب الفاشل.

 

مجزرة الكيماوي: أميركا تطالب رسمياً بمحاكمة النظام السوري

حلا نصرالله 25/جنوبية/ أغسطس، 2016

عاد ملف الضربة الكيماوية على مدينة الغوطة الشرقية عام 2013 إلى الضوء، وذلك بعد اعادة الحديث عنها من قبل فرنسا وأميركا مترافقا مع وابراز اعلامي لقضية المجزرة التي راح ضحيتها 1466 سورياً وتسببت في تسمم 3500 شخص. جاء التصعيد الأول باتجاه اعادة الحديث عن مجزرة الكيماوي التي اقترفها النظام السوري، من قبل وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو صباح اليوم بمناسبة الذكرى الثالثة للمجزرة، فاتهم النظام السوري بتنفيذها مستنداً إلى نتائج تحقيق المشترك للأمم المتحدة وهيئة الرقابة الدولية على الأسلحة الكيماوية، وشدد ايرو على ضرورة التحرك السريع من قبل مجلس الأمن الدولي وعدم التهرب من دوره لمحاسبة الدولة السورية على جريمتها. وبالتوازي مع ما قاله رئيس الدبلوماسية الفرنسي، قال المتحدث بإسم مجلس الامن القومي الاميركي نيد برايس أنه بات مستحيلاً إنكار ان النظام السوري إستخدم مراراً غاز الكلور كسلاح ضد شعبه، وستعمل أميركا على محاسبته أمام مجلس الامن الدولي. وسلمت اللجنة المشتركة في التحقيق بمجزرة الكيماوي الملف إلى مجلس الامن الدولي، وتنتظر اللجنة قرار مجلس الأمن في مطلع الأسبوع القادم. بالعودة إلى تاريخ المجزرة فقد تسببت إرتدادتها موجة إتهامات بين النظام السوري وقوات المعارضة السورية لتحديد الجهة المسؤولة عن الجريمة، فبحسب رواية الإئتلاف السوري المعارض فإن اللواء 155 التابع للجيش السوري وجه 16 صاروخاً محملين برؤوس كيماوية على مدينة الغوطة بينما حاول النظام التملص من العمل عبر توجيه الإتهامات على مجموعات تابعة للثورة السورية بأنها قامت بالضربة لإرباك النظام وإحراجه أمام المجتمع الدولي.

ولإبعاد الشبهة أُجبر النظام السوري بطلب من روسيا والصين على تسليم ترسانته العسكرية الكيماوية ووضعها تحت مراقبة المجتمع الدولي، ورضيت أميركا بسلوك النظام السوري المتجاوب بعد أن كانت قد وجهت له تهديدات لضربه. وبعد مجزرة الغوطة حاول النظام السوري توجيه اصبع الإتهام إلى التظيمات الإرهابية وقد أصر بشار الجعفري أكثر من مرة على إمتلاك التنظيمات الإسلامية الناشطة على الاراضي السورية أسلحة كيماوية وهو ما أكده تقرير الامم المتحدة الأخير عبر إثباته ضلوع تنظيم الدولة بإستخدام أسلحة كيماوية خلال عملياته العسكرية.

وعلى ضوء المجزرة صدرت عدة تصريحات تصب لمصلحة الأسد خصوصاً تصريح رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم بأن بشار الأسد ليس غبياً كي يقوم بمثل هكذا عمل.

ولكن منظمة هيومن رايتس ووتش أفردت عدة تقارير عن قيام النظام السوري بإستخدام غازات سامة وكلور على معاقل المعارضة السورية وعبر تحقيق موسع بجرائم الحرب في مدينة أدلب أشارت المنظمة إلى قيام النظام السوري عام 2015 بمزج مواد المتفجرة التي يستخدمها في براميله مع مواد كيماوية قاتلة، وتم إلقاء عدد منها على أحياء سكنية وأسندت إتهاماتها إلى شهادات حية حصلت عليها من مقاتلين معارضين أصيبوا بنوبات إرتعاش لا إرادية وإختناق وصعوبة في التنفس لساعات طويلة بعد تعرض مواقعهم لصواريخ النظام. والآن لم يعد كافياً إدانة النظام السوري فقط بمجزرة الغوطة في ظل تراكم المقابر الجماعية للضحايا السوريين الذين سقطوا منذ خمس سنوات إلا الان، هذا ما عدا الإهمال الواضح لمصير ملايين اللاجئين ونصف مليون سوري قتلوا بأعنف نزاع دموي شهدته المنطقة في عصرها الحديث. ويشكل الفيتو الروسي المدعوم بالفيتو الصيني رأس العراقيل أمام محاولات بعض الدول الأروبية ومعهم أميركا بإحالة ملف جرائم الحرب المرتكبة من كلا طرفي النزاع بسورية إلى محكمة الجنائية الدولية.

مجزرة الكيماوي سوريا

وتتخوف روسيا من إتخاذ خطوات دولية لإدانة النظام الأسد، على الرغم من توثيق مئات الجرائم له بالادلة والبراهين، كان أخرها الملف الكامل لمنظمة العفو الدولية يتناول قضية القتل المنظم المنفذ على يد اجهزة الأمن السورية داخل سجن صيدنايا تحت التعذيب ووضعت المنظمة نموذجاً توضيحياً لحياة السجناء داخل السجن الاسوأ سمعة بين سجون النظام السوري. ففي السابق خضعت روسيا بملف جرائم ميلوسفيتش مرتكب التطهير العرقي بحق بوسني صربيا وتمت محاسبة الضباط والقيادات الصربية بقتل ما يزيد عن 3000 مسلم ورأى البعض بالإنجاز إنتصار جديد يسجل لمحور أميركا على روسيا بعد تفتيت الإتحاد السوفياتي وإنهاء الحرب الباردة بتقسيم الإتحاد إلى دول صغيرة قومية. ويبدو أن الدوافع السياسية الاميركية والفرنسية في ممارسة الضغط على روسيا أعظم من الدوافع الإنسانية القاضية بتحقيق العدالة التي يحلم بها ضحايا الحروب بعد ذهابهم إلى قبورهم مرغمين. قبل يومين أحيا السوريون في مختلف الدول الذكرى الثالثة على المجزرة، وطالبوا خلالها مجلس الامن والمحكمة الجنائية الدولية بالتعامل مع الملف بجدية قسوة وإقتصاص العدالة للضحايا وأهاليهم. ولكن روسيا لن تقبل بإحالة ملف جرائم سوريا إلى أي محكمة تطال الاسد مباشرة. وعلى خلفية إرتباط كل طرف سوري بعدة دول، وما تشكله سوريا من أهمية في تحديد مصير الشرق الأوسط يبقى مصير محاكمة الأسد ومختلف الفصائل الضالعة بالجرائم مجهولاً ذلك أن خسارة حجر من أحجار الشطارنج في اللعبة السورية سيفتح الصراع السوري مجدداً.

وقد يكون قول نعوم تشومسكي في احد المرات صحيحاً، لقد قال، «الخوف، في أن تتحول جرائم الحرب في سوريا إلى هياكل عظمية.»

 

رئيس وزراء كندا يدعم مرتديات البوركيني.. وهذه دوافعه

الحرة ووكالات/أغسطس 23, 2016/في الوقت الذي يشتد فيه النقاش حول البوركيني في فرنسا، يدافع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن الحريات الدينية التي تضمن حق ارتداء لباس البحر الإسلامي، معتبرا أنه رمز لـ"قبول الآخر في مجتمع منفتح". وقال ترودو المدافع عن التعددية الثقافية، في مؤتمر صحافي إن "القبول بشخص ما يعني تقبل حقه في الوجود، لكن شرط ألا يأتي ويسبب الكثير من الإزعاج لنا". وردا على سؤال حول الجدل الدائر في فرنسا حول البوركيني، دعا ترودو إلى "احترام حقوق الأفراد وخياراتهم"، وهو مبدأ "يجب أن يحتل المقام الأول في خطاباتنا ونقاشاتنا العامة"، على حد قوله. وتابع رئيس الوزراء الكندي "نعم، بالتأكيد، هناك جدل هنا وهناك، كما هو الحال دائما، والنقاشات ستتواصل"، مشددا في المقابل على أنه "في كندا يجب أن نذهب إلى ما هو أبعد من التسامح".

انتعاش مبيعات البوركيني

من جهتها أكدت المصممة الأسترالية التي ابتكرت لباس البحر الإسلامي البوركيني عاهدة الزناتي الثلاثاء أن الجدل الناشئ عن قرار عدد من البلديات الفرنسية حظره أدى إلى زيادة كبيرة في مبيعاته. وقالت المصممة الزناتي التي تعيش في سيدني "هذا جنون"، مضيفة "الأحد تلقينا 60 طلبية عبر الإنترنت كلها من أفراد غير مسلمين"، مشيرة إلى تلقي 10 إلى 12 طلبية في العادة أيام الأحد. وفيما تعذر عليها تحديد عدد الطلبيات الواردة في الأسبوع الفائت، أكدت تلقي رسائل دعم كثيرة منذ قرار عدة بلديات على الساحل الفرنسي منع هذا الزي على الشواطئ. وأوضحت الزناتي اللبنانية الأصل أنها صممت البوركيني قبل 10 سنوات في سيدني كوسيلة اندماج تجيز للمسلمات الاستمتاع بالشاطئ. وقالت إن "عددا كبيرا من اللواتي راسلنني من المصابات بسرطان الثدي، وأوضحن أنهن لطالما بحثن عن لباس مشابه". وحظر عدد من رؤساء البلديات في فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة السباحة بلباس البحر الإسلامي، وهي خطوة دعا نواب كنديون إلى تطبيقها في كيبيك باسم مبدأ العلمانية.

 

آيرولت دعا مجلس الأمن الى التحرك ردا على استخدام دمشق أسلحة كيمائية

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - باريس - دعا وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي جان ـ مارك آيرولت، في تصريح اليوم، "مجلس الامن الدولي الى القيام بتحرك يكون على قدر خطورة استخدام دمشق أسلحة كيميائية مرتين ضد السوريين ومرة من داعش"، كما جاء في تقرير أممي صدر أمس. وحيا "عمل آلية المراقبة التابعة للأم المتحدة لأنها سمت، للمرة الأولى ومن دون أي غموض، الجهات الضالعة في الهجمات الكيميائية في سوريا". ولفت إلى أن التقرير الذي صدر أمس "يؤكد أن نظام بشار الأسد إستخدم مرتين على الأقل الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري في في نيسان 2014 ومرتين في آذار 2015. وهناك هجوم آخر قامت به "داعش" في مارع في آب 2015". وشدد على أن "استخدام الأسلحة الكيمائية هو أمر فظيع يلقي الضوء على الدور الفادح الذي يؤديه نظام دمشق في التدهور المستمر للوضع في سوريا". أضاف: "هناك 3 حوادث أخرى جرت في كفر زيتا في نيسان 2014 وكميناس وبيننش في آذار 2015 أحصاها الفريق الأممي وهو على وشك أن ينتهي من درسها ويحمل فيهاالنظام المسؤولية، شرط إجراء تحقيقات مكملة". وختم: "إن كل ذلك يستدعي تحركا متزايدا في نهاية المطاف من أجل فتح أفق للسلام في سوريا فيما تتواصل أعمال العنف في حلب، وأصبح ملحا وعاجلا أكثر من أي يوم مضى تنفيذ وقف فعلي للأعمال الحربية، إذا، لن يكون هناك أي حل عسكري في سوريا، وبالتالي إستئناف المفاوضات السياسية يفضي إلى الانتقال السياسي على أساس قرار مجلس الأمن الرقم 2254".

 

 تشوركين: موسكو ستتعاون مع واشنطن في قضية التحقيق حول هجمات كيميائية في سوريا

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - اعلن السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين، اليوم، ان "بلاده ستتعاون مع الولايات المتحدة، بعدما خلص تحقيق للامم المتحدة، الى ان القوات الحكومية السورية، شنت هجومين كيميائيين في سوريا عامي 2014 و 2015".

وقال للصحافيين: "لدينا مصلحة مشتركة في منع حصول أشياء كهذه وتجنب حصولها حتى في ظل الحرب".

 

وزير الدفاع التركي: تركيا لها كل الحق في التدخل في حال لم تنسحب الوحدات الكردية الى شرق الفرات

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - اعلن وزير الدفاع التركي فكري ايشيك اليوم ان تركيا "لها كل الحق في التدخل" في حال لم تنسحب الوحدات الكردية سريعا الى شرق الفرات، بعيدا عن الحدود التركية-السورية. وقال ايشيك لشبكة "ان تي في" في اليوم الثاني لهجوم شنته فصائل المعارضة السورية المدعومة من انقرة بدعم من الجيش التركي ادى الى طرد تنظيم داعش من جرابلس (شمال): "حتى الآن لم ينسحبوا، نتابع بانتباه كبير هذه العملية. هذا الانسحاب مهم بالنسبة الينا".

 

وزير التموين المصري استقال على خلفية قضية فساد في توريد القمح

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - اعلن وزير التموين المصري خالد حنفي، في مؤتمر صحافي بعد ظهر اليوم، استقالته من منصبه على خلفية قضية فساد في توريد القمح، تسببت في اهدار للمال العام قدرته النيابة العامة بأكثر من 500 مليون جنيه، أي قرابة 55 مليون دولار.

وقال في المؤتمر الصحافي الذي بثه التلفزيون الرسمي: "اعلن وبكل الرضى عن تركي موقعي لكي تختار الدولة من يتحمل ويكمل مسيرة العطاء والاصلاح، الذي رفعت رايته قيادتنا السياسية بكل شجاعة".

 

نجاة زعيم ابرز حزب معارض تركي من هجوم على موكبه

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - تعرض موكب رئيس حزب الشعب الجمهوري، ابرز احزاب المعارضة التركية، لهجوم اليوم في ارتوين، لكنه نجا ولم يصب بأذى، حسبما اعلنت وزارة الداخلية. وقال وزير الداخلية افكان آلا "تعرض موكب كمال كليش داروغلو لهجوم" موضحا ان الهجوم وقع في "منطقة معروفة بنشاط حزب العمال الكردستاني فيها". وكان الزعيم المعارض في سيارة حين اطلق مسلحون النار على موكبه. ووقع تبادل لاطلاق النار تاليا بين قوات الامن والمهاجمين، بحسب وكالة انباء الاناضول شبه الحكومية. وقال السياسي المعارض في اتصال هاتفي مع قناة "سي.ان.ان تورك": "نقلت من منطقة الاشتباك واتخذت الاجراءات الامنية الضرورية". واصيب ثلاثة جنود اتراك احدهم اصابته خطرة، بحسب وزير الداخلية. وقال رئيس كتلة الحزب المعارض في البرلمان اوزغور اوزيل للتلفزيون: "ان سائق عربة عسكرية اصيب بجروح". وقد وصل القيادي المعارض الى هذه المنطقة القريبة من البحر الاسود للمشاركة في تجمع يلقي فيه كلمة، بحسب وكالة "دوغان" الخاصة. وقالت قناة "سي.ان.ان تورك": "ان الرئيس التركي رجب اردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم اتصلا بزعيم حزب الشعب الجمهوري، تعبيرا عن دعمهما له".

 

مجلس النواب العراقي صوت بالغالبية على إقالة وزير الدفاع

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - صوت مجلس النواب العراقي، اليوم، بالغالبية على اقالة وزير الدفاع خالد العبيدي بعد سلسلة اتهامات بملفات فساد قدمها ضده نواب. وجرت عملية اقتراع سري على الورق، صوت خلالها 142 نائبا مع سحب الثقة في مقابل 102 نائب ضد الاقالة، بحسب النائب احمد السلماني. ويأتي سحب الثقة من احد ابرز حلفاء رئيس الوزراء حيدر العبادي من الحكومة، في الوقت الذي تستعد القوات العراقية لشن هجوم لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش". واقالة العبيدي هي آخر التطورات الذي جاء بعد تبادل الاتهامات مع رئيس البرلمان سليم الجبوري التي اندلعت مطلع الشهر. واستجوب البرلمان قبل اسابيع وزير الدفاع في خصوص ملفات فساد، لكنه فاجأ المجلس باتهام رئيس البرلمان بالوقوف وراء ملفات فساد وابتزازه.

 

المانيا تدرس امكان سحب طائراتها من تركيا على خلفية التوتر مع انقرة

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - ذكرت صحيفة "دير شبيغل"، اليوم، ان الجيش الالماني يعد سيناريو لسحب طائراته للاستطلاع التي تشارك في التحالف المناهض لتنظيم "داعش" وتنشر في تركيا بسبب التوتر المتزايد بين برتين وانقرة وخصوصا بسبب الاعتراف بابادة الارمن. واشارت الصحيفة الالمانية في نسختها الالكترونية الى ان "الجيش الالماني يستعد للانسحاب من تركيا، يتم حاليا درس امكان نشر طائرت "التورنيدو" وطائرات التموين في قبرص او الاردن". وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع للصحيفة: "نود مواصلة مهمتنا في تركيا في اطار التحالف ضد داعش، لكن هناك خيارات في قاعدة انجرليك، من دون تأكيد بدء التحضيرات تمهيدا للانسحاب". ودعا مسؤول برلماني كبير في الحزب الاشتراكي-الديموقراطي العضو في الائتلاف الحكومي بزعامة انغيلا ميركل الى سحب الجيش الالماني من القاعدة، اذا استمرت تركيا في منع النواب الالمان من التوجه اليها، ردا على تبني قرار برلماني في حزيران يعترف بابادة الارمن. وقال رينر ارنولد المكلف قضايا الدفاع في الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي-الديموقراطي للصحيفة: "اذا لم نتمكن من زيارة الجنود الالمان في تركيا فلن يتم تمديد المهمة". وتنتهي ولاية المهمة الالمانية في كانون الاول 2016، وعلى النواب اتخاذ قرار بشأن تمديدها. ومن الصعب التوصل الى غالبية في غياب الحزب الاشتراكي-الديموقراطي.

 

 قائد القوات البرية العراقية: السيطرة بالكامل على بلدة القيارة الاستراتيجية جنوب الموصل

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - اعلن قائد القوات البرية العراقية الفريق رياض جلال توفيق الخميس استعادة السيطرة على بلدة القيارة الاستراتيجية الواقعة على بعد 60 كيلومترا جنوب الموصل من ايدي تنظيم "داعش". وقال توفيق لمراسل "وكالة الصحافة الفرنسية" الذي يرافق القوات العراقية في القيارة: "أحكمنا السيطرة على المدينة من كل الجوانب، واستطعنا، في وقت قياسي، القضاء على الجيوب الموجودة داخلها، وتعمل الهندسة العسكرية حاليا على تمشيط المدينة من العبوات الناسفة". وكانت القوات الامنية العراقية وابرزها قوات مكافحة الارهاب بدأت أول من أمس عملية اقتحام القيارة جنوب الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى واخر اكبر معاقل داعش في العراق. من جانبه رحب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بهذا التقدم معتبرا اياه "خطوة مهمة نحو استعادة الموصل". وقال في بيان نقله مكتبه الاعلامي: "حققت قواتنا البطلة اليوم نصرا كبيرا وخطوة مهمة على طريق تحرير الموصل وألحقت هزيمة منكرة بعصابة داعش الارهابية". واضاف "بهذا الانجاز والنصر الباهر، أتقدم بالتهنئة الى أبناء شعبنا العراقي الكريم بتحرير ناحية القيارة الاستراتيجية والمناطق المحيطة بها، والذي يأتي بعد تحرير قاعدة القيارة العسكرية". واعتبر ان ذلك "يعني تقريب المسافة نحو الهدف الكبير المتمثل باستعادة مدينة الموصل ومحافظة نينوى عموما وانقاذ اهلها من جور العصابات الظلامية المجرمة وجرمها، واعادتها الى حضن الوطن". وشاهد مراسل الوكالة نفسها عددا من جثث عناصر التنظيم عند المدخل الجنوبي للمدينة، لكنه اكد "عدم وجود أي اشتباكات منذ صباح اليوم". وتحولت سماء المدينة الى سوداء اثر كثافة الدخان بسبب قيام تنظيم الدولة الاسلامية بحرق جميع الابار النفطية. واكد ان "السكان في المدينة، لزموا منازلهم ولم ينزحوا"، وشاهد الاطفال امام منازلهم.

 

الامم المتحدة طالبت بتحقيق دولي حول انتهاكات حقوق الانسان في اليمن

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - طالبت الامم المتحدة اليوم بانشاء هيئة دولية مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في اليمن الذي يشهد نزاعا اوقع اكثر من 6600 قتيل منذ 17 شهرا. وقال مفوض الامم المتحدة الاعلى لحقوق الانسان زيد رعد الحسين :ان "المدنيين في اليمن يعانون بشكل لا يحتمل في ظل غياب اي شكل من المحاسبة والعدالة، فيما يسود الافلات من العقاب للاشخاص المسؤولين عن الانتهاكات"، مطالبا "بتحقيق دولي مستقل".

 

الشرطة الأوسترالية: لا دليل على تطرف الفرنسي منفذ عملية طعن البريطانيين بالسكين

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - أعلنت الشرطة اولأسترالية اليوم أنه ليس هناك أي مؤشرات تدل على التطرف لدى الفرنسي الذي قتل بريطانية طعنا بسكين وجرح بريطاني آخر منذ يومين. ونقلت قناة (سكاي نيوز) الإخبارية عن مسؤول شرطي قوله :"لا نستبعد شيئا، لكن ما يمكن أن نقوله في هذه المرحلة هو أنه ليس هناك أي مؤشر إطلاقا على تطرف المتهم". وأوضح المسؤول أن "المحققين يسعون لمعرفة ما إذا كان لهذه القضية طابع عاطفي"، مؤكدا أن "لا شيء حتى الآن يشير إلى علاقة عاطفية بين الضحية والمتهم". وأشار إلى "السلوك العنيف جدا للمشتبه فيه خلال نقله من مستشفى خضع فيه لفحوص نفسية إلى مركز الشرطة". ومن المفترض أن يوجه الاتهام رسميا إلى الرجل البالغ من العمر (29 عاما) بعدما طعن شابة بريطانية (21 عاما)، في فندق ببلدة "هوم هيل" الريفية في جنوب مدينة "تاونسفيل" شمالي ولاية "كوينزلاند"، كما أصيب بريطاني (30 عاما) أيضا بجروح خطيرة في ذلك الهجوم الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي.

 

مؤتمر دولي من أجل عالم خال من السلاح النووي في أستانا في 29 الحالي

الخميس 25 آب 2016/وطنية - ينعقد في أستانا، عاصمة كازاخستان في التاسع والعشرين من شهر آب الحالي، مؤتمر دولي بعنوان "من أجل عالم خال من السلاح النووي"، بدعوة من الرئيس نور سلطان نازاربييف، يشارك فيه رؤساء دول وممثلون عن الأمم المتحدة وبرلمانيون من العالم ومن الدول العربية يتعاونون مع شبكة "برلمانيون من أجل عدم انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح" الدولية التي كانت أطلقت مبادرة "شرق أوسط من دون نووي". كما يشارك فيه خبراء في منع التسلح وقيادات دينية وجمعيات أهلية دولية. ويشارك من لبنان النائب الدكتور فادي كرم. سيتم في المؤتمر عرض تقارير دولية عن خطورة انتشار السلاح النووي والتشاور في كيفية الحد منه. كما يزور المشاركون مواقع التجارب النووية في سيميبالاتينسك والمتحف هناك، ليروا بأعينهم آثار التجارب على الناس والأرض. وتحتفل كازاخستان مع العالم بذكرى ربع قرن على تخليها عن الترسانة النووية السوفياتية لتتذكر أيضا آلاف الضحايا الذين سقطوا جراء التجارب النووية التي كان يجريها الاتحاد السوفياتي على مدى قرابة نصف قرن على أراضيها، في مقاطعة سيميبالاتينسك، ليس بعيدا عن متحف الروائي الروسي العالمي فيودور دوستويفسكي. إلا أن وراء هذا اللقاء الدولي قصة معقدة قد لا يعرفها البعض. فمنذ خمس وعشرون سنة، أدى انهيار الاتحاد السوفياتي إلى إنهاء زمن المواجهة النووية. وصارت مفاهيم التفوق النووي أو ما كان يعرف ب "العصا النووية" من مفردات التاريخ والحرب الباردة. وأدى تفكك المعسكر الشيوعي إلى نشوء دول مستقلة في أراضي أكبر دولة نووية، وهي روسيا و كازاخستان وأوكرانيا وبيلاروسيا. ووجدت هذه الدول المستقلة حديثا نفسها في مواجهة مسألة صعبة وهي كيفية التصرف بهذه التركة الخطيرة. ولا شك أن قرار كازاخستان بتفكيك الترسانة النووية ووقف التجارب في سيميبالاتينسك كان قرارا استراتيجيا صعبا ومعقدا. وأدى إلى تقاسم السلاح النووي بين كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، التي كرسها إعلان ألماتي الصادر في شهر ديسمبر من عام 1991 الوريث الشرعي للاتحاد السوفياتي. وعاشت كازاخستان، الدولة المستقلة حديثا، مرحلة انتقالية دقيقة وصراعا بين خيار الاحتفاظ بسلاح متطور تسعى معظم دول العالم للحصول عليه بأغلى الأثمان، مقابل التخلي عنه والاستفادة من نتائج هذا القرار بتحييد نفسها عن شعاع الصراعات الدولية واستثمار مكاسبه في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية وبناء الدولة. وتعقيدات القرار نجمت عن ضخامة الترسانة النووية المتمركزة داخل أراضي كازاخستان والتي كانت تضم صناعات اليورانيوم ومصانع لتدوير اليورانيوم وتصنيع الوقود لمختلف المنشآت النووية، ومفاعلات نووية صناعية وبحثية إضافة إلى قاعدة علمية وتقنية كبيرة. وكانت مخازن الأسلحة النووية في كازاخستان تحتوي على 104 صواريخ من طراز إس إس-18 ذاتية الإطلاق وتحمل 1216 من الرؤوس النووية، إلى جانب قاعدة ضخمة لإنتاج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.

ويصف رئيسها نازاربايف في كتابه "قلب العالم" مرحلة كان يتنازع فيها تياران: واحد يبرر الاحتفاظ بالسلاح النووي لأنه يضع كازاخستان في صف الدول العظمى ويشكل ضمانا للأمن ورادعا لمطامع الأخصام في ظل الثغرات في الأسلحة التقليدية، إضافة إلى أهميته العلمية والتقنية المتطورة. وتيار معاكس يدعو إلى التخلي عن النووي لأسباب عدة منها النفقات المادية الضخمة التي كانت ستتحملها كازاخستان إضافة إلى التبعات الجيوسياسية المعقدة في محيط آسيا المركزية ومنظومة الأمن الشامل.

إلا أن احتفاظ كازاخستان بمخزونها الذري كان من شأنه أن ينسف نظام حظر انتشار الأسلحة النووية التي تشكل على مدار عقود طويلة وأن يرتب على الدولة عواقب سياسية خطيرة. واتخذ نازاربايف قرارا بالتخلي عن الترسانة النووية ووقف التجارب في سيميبالاتينسك، معتبرا أنها ستضر بالدولة المستقلة حديثا أكثر مما ستنفعها. كما إنه استند إلى المبادئ الإنسانية العامة، وإلى نظرته الخاصة في ما يتعلق بالأمن الدولي بقوله إن "أنصار الاحتفاظ بالسلاح النووي لم يكونوا مع ذلك على حق، لأن الفوائد التي يخيل كسبها من وراء امتلاك السلاح النووي هي وهم، إذا تذكرنا ما تكبدته كازاخستان من جراء امتلاكها لهذا السلاح. فقد عانت بلادنا من آثار التجارب النووية ربما ما لم يعانيه أي بلد آخر على وجه الأرض. لذلك لم يكن لدينا مجرد الحق في أن نواصل تدمير شعبنا و أرضنا بالتفجيرات النووية". وأبدت الولايات المتحدة الأميركية اهتماما بموقف كازاخستان من الترسانة النووية، فزارها وزير الخارجية جيمس بيكر عام 1991 توصل خلالها إلى تفاهم متبادل بين البلدين ساعد في تحقيق تطور إيجابي في العلاقات الثنائية. بعد مناقشة سبل التعاون مع المجتمع الدولي في ظل المستجدات الجيوسياسية. و قد أظهر هذا القرار خطأ أنصار السلاح النووي المعتبرين أنه الضامن للأمن، بعدما أثبت مبدأ نهج سباق التسلح كمبدأ أساسي لضمان الأمن عدم جدواه في بداية التسعينات. وبين الواقع أن رفع القدرة العسكرية لم يعد يكفل أمن الدولة بل أصبح واحدا من عوامل عدم الاستقرار.

وحظي إعلان القرار الجمهوري مساندة شعبية عارمة كان أبرزها الدور الكبير الذي لعبه الشاعر أولجاس سليمانوف في نشر أفكار مكافحة انتشار السلاح النووي وهو شخصية ثقافية بارزة.

وأنضمت بذلك كازاخستان إلى الجهود التي يبذلها المجتمع العالمي من أجل تدعيم الأمن الدولي. وقد حقق هذا الإعلان نتائج إيجابية جمة منها توقيع بروتوكول خماسي في لشبونة عام 1992 ضم كل من كازاخستان وروسيا البيضاء وأوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية، يحدد مسؤولية هذه الدول في تنفيذ بنود معاهدة الأسلحة الإستراتيجية الهجومية بالنسبة للأسلحة النووية الإستراتيجية الموجودة داخل أراضي الجمهوريات الأربعة الذي صادق عليه البرلمان عام 1993 وشمل تعهد كل من روسيا البيضاء وأوكرانيا وكازاخستان بالانضمام إلى معاهدة حظر انتشار السلاح النووي كدول لا تمتلك أسلحة نووية، وقد فعلت ذلك بعد فترة قصيرة ثم وقعت عام 1995 اتفاقية ضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبما أنها تمتلك داخل أراضيها منشآت تدخل ضمن معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ، اتخذت الجمهورية قرارا بالدخول طرفا في المعاهدة والمشاركة بصورة منتظمة في دورات اللجنة الاستشارية الدائمة والمشاركة في صياغة الاتفاقيات بشأن تكيف المعاهدة مع المستجدات السياسية".وتطلق كازاخستان على مدار السنة مجموعة دراسات ومبادرات دولية تحث على التخلي عن الاسلحة النووية في العالم وإنشاء مناطق منزوعة السلاح، ومن أهم هذه المبادرات "مشروع أتوم-الذرة-" الذي كانت هذه الدولة أطلقته منذ ثلاث سنوات. وتتركز مبادرة "أتوم" على إظهار الآثار البشرية الكارثية للتجارب النووية والدعوة الى وقفها، ويقول كاريبيك كويوكوف وهو السفير الفخري لهذه المبادرة "أنا لا أملك ذراعين لأضمكم لكن قلبي كبير مثل فضاء كازاخستان المفتوح لضم عالم مسالم وخال من الأسلحة النووية". وقد ولد كويوكوف من دون ذراعين جراء الإشعاعات النووية التي خلفتها التجارب على أرضه.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان اعتاد تدخّل الخارج في الانتخابات الرئاسية لكنه لم يعتد تدخلاً يعطّل عمل مؤسساته

 اميل خوري/النهار/26 آب 2016

يعاني لبنان منذ التدخل الايراني السلبي في شؤونه الداخلية العليا ما كاد يجعله يترحم على التدخل السوري ويتوق للتدخل المصري وكل تدخل سابق فرنسي وبريطاني وأميركي. ذلك أن التدخل الايراني لم يكن ايجابياً في اي مرحلة كما كان تدخل دول اخرى بل كان سلبياً بحده الأقصى. ففي الانتخابات الرئاسية مثلاً لم يكن تدخل ايران من أجل تغليب مرشح على آخر، أنما من اجل الحؤول دون انتخاب اي رئيس للبنان ليبقى معرضاً لخطر الفراغ الشامل الذي فتح عليه ابواب الشر والفوضى العارمة التي لا خروج منها الا باعادة النظر باتفاق الطائف وربما بالصيغة اللبنانية ذاتها، فإما تبقي لبنان الكبير بدستور جديد أو إعادته صغيراً كما كان في زمن المتصرفية بأكثرية مسيحية خصوصاً اذا صار خلاف على الدستور الجديد. لقد اعتاد لبنان تدخل الخارج في شؤونه الداخلية منذ الاستقلال. فتدخل بريطانيا في الانتخابات الرئاسية جعل الشيخ بشارة الخوري يفوز على منافسه اميل اده الذي كان مدعوماً من فرنسا، وسقط عهد التجديد للشيخ بشارة الخوري بثورة شعبية بيضاء كانت يد بريطانيا الخفية خلفها، وفاز الرئيس كميل شمعون برئاسة الجمهورية بعدما انسحب له المرشح حميد فرنجية بتدخل سوري، وتم الاتفاق بين أميركا ومصر عبد الناصر على أن يكون اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية وكان يفترض أن يتم انتخابه بالتزكية لكن العميد الراحل ريمون اده ابى الا ان يستمر في الترشح لا ليفوز عليه بل ليجعل الديموقراطية تفوز في لبنان ولا يُقال كما جاء في كلمته بعد اعلان فوز اللواء شهاب: "إن الرئيس شهاب فاز في ظل الاسطول السادس الأميركي الذي كان يرابط عند شاطئ بيروت، وقد طلب صبري حمادة وكان رئيساً للمجلس شطب هذه العبارة من محضر الجلسة. وفاز الرئيس شارل حلو بالرئاسة بتوافق داخلي وخارجي وفاز سليمان فرنجية على الياس سركيس بانتخابات ديموقراطية حرة وان ببعض الدعم السوفياتي الخفي رداً على اتهامه بخطف طائرة الميراج. وفاز رؤساء الجمهورية في ظل الوصاية السورية بالتعيين ولكن بغطاء انتخابي داخلي شكلي، وظنّ اللبنانيون أنهم سيعودون الى ممارسة حرية انتخاب رئيس لهم بعد زوال هذه الوصاية ولم يكونوا يتوقعون أن يخضعوا لوصاية ايرانية غير مباشرة من خلال سلاح "حزب الله" الذي فتح الباب من خلال أحداث 7 أيار الشهيرة لتدخل خارجي جعل مؤتمر الدوحة يترجم هذا التدخل اتفاقاً مخالفاً للدستور تسهيلاً لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بعد أزمة دامت ستة أشهر، وجعل قانون الستين معدلاً أساساً لاجراء انتخابات نيابية وشكّل حكومة وحدة وطنية وزّع فيها الحصص على القوى السياسية الأساسية في البلاد. أي أن هذا الاتفاق حل محل رئيس الجمهورية ومجلس النواب والرئيس المكلّف في استخدام الصلاحيات المجددة لهم في الدستور. أما تدخل ايران في لبنان فليته كان مثل تدخل سوريا التي منعت حصول شغور في أي سلطة بتسمية من تريد رئيساً لها، أو كان مثل التدخل المصري الايجابي عندما استجاب طلب لبنان وهو ان تنصب خيمة اللقاء بين الرئيس عبد الناصر والرئيس شهاب على حدود الدولتين وليس داخل الحدود السورية فقط، وان يدعو الرئيس المصري الموالين له في لبنان بالوقوف مع شهاب وتسهيل مهمته في ادارة شؤون البلاد والامتناع عن أي عرقلة، واحترام سيادة لبنان واستقلاله وقرارات الدولة اللبنانية، في حين ان التدخل الايراني في شؤون لبنان كان مختلفاً عن اي تدخل خارجي سابق، فقد عطّل اجراء الانتخابات الرئاسية بالايعاز الى نواب "حزب الله" ومن معهم بالتغيّب عن جلسات انتخاب الرئيس. وحاول الدكتور سمير جعجع وقف لعبة التعطيل الخطرة بترشيحه العماد عون للرئاسة ورشّح الرئيس الحريري من جهته وللغاية ذاتها النائب سليمان فرنجية للرئاسة علّ ايران توعز بانتخاب أحدهما كونهما من خطها السياسي، لكن ايران ردّت على ذلك بالايعاز لنواب "حزب الله" ومن معهم باستمرار التغيّب عن جلسات الانتخاب، لأنها تريد إحداث انقلاب سياسي في لبنان لن تظهر ملامحه الا بعد أن تظهر ملامح الحل في سوريا لتعرف عندئذ كيف ستتصرف في لبنان. هل تمضي في تنفيذ مخطط إحداث فراغ شامل عندما يحين موعد اجراء انتخابات نيابية فلا يكون قد انتخب رئيس ولا صار اتفاق على قانون جديد للانتخاب فيواجه لبنان عندئذ احد حلّين كلاهما مر: أما التمديد للمجلس مرة ثالثة وإما اجراء انتخابات على اساس قانون الستين وكلا الحلّين قد يثير ثورة شعبية لا تتوقف الا بعد الاتفاق على دستور جديد للبنان او صيغة جديدة له.. فهل يدرك القادة في لبنان ولا سيما المسيحيون منهم خطورة ما يعملون بتعطيل جلسات انتخاب الرئيس والى اين يذهبون بوطنهم؟.

 

الانشغال في الزواريب عنوان "الدراما" اللبنانية استعادة أزمة التعيينات نموذجاً في إقليم لاهب

روزانا بومنصف/النهار/26 آب 2016

قد يكون اكثر ما يعبر عن فظاعة او درامية الوضع الذي يعيشه لبنان راهنا مقدار الهامشية التي يغرق فيها وتفويته فرصا لاعادة بعض الحضور الى وجوده ومعناه السياسي داخليا وعلى الصعيد الخارجي في ظل انشغال افرقائه عمدا في زواريب اثارة مسائل اساسية ولكن غير جوهرية من زاوية المصالح الشخصية والحزبية الضيقة في حين تغيب عنهم محاولة معرفة او الاطلاع على ابعاد التطورات الخطيرة المتسارعة في المنطقة. ولولا الزيارة التي قام بها امس الرئيس سعد الحريري الى انقرة مثلا في الوقت الذي بدأت تركيا انخراطها المباشر والعملاني في الحرب على الارض السورية او حتى ربما زيارة النائب سامي الجميل الى موسكو في هذا التوقيت ايضا لبدا ان لبنان يعيش في قارة اخرى ولا علاقة له بما يجري في دول الجوار. فلا ينشغل باستقصاء ما يحصل ولا بمحاولة بحث سياسي جانبي على الاقل وليس اساسيا في انعكاسات كل ذلك علما ان لبنان ليس في منأى عما يدور من حوله كما ان بعض المواقف او المواقع لدول اقليمية شهدت تغييرات جذرية بنسبة 180 درجة عما كانت عليه سابقا او ينشغل بمحاولة اقحام نفسه في اي اتصالات اقليمية في ظل انشغالات دول الجوار في حجز حصة لها في اي تسوية مقبلة بدلا من ان تأتي اي تسوية على حسابها كما يمكن ان يحصل بالنسبة الى لبنان مثلا. وهذا امر كارثي وفق ما يراه سياسيون وديبلوماسيون كثر وكذلك وفق ما يراه رأي عام لا يجد اجوبة على تساؤلاته ازاء القلق الوجودي الذي تثيره تطورات تركت ولا تزال تترك انعكاسات سلبية على لبنان ويزيد منه الامعان في الغرق في المشاكل والصراعات الداخلية من دون الالتفات الى ما يجري وان كان ثمة من يجد اعذارا في واقع انتظار لبنان ومن خلال رهانات افرقائه على نتائج التطورات في المنطقة. فليس هناك من تقدير تظهره غالبية الافرقاء السياسيين لخطورة ما يرسم للمنطقة وفيها ولا يظهرون مقدارا من المسؤولية يوحي بامكان ثقة الناس ان في امكانهم قيادة لبنان في هذه المرحلة او التنازل نسبيا من اجل انقاذ البلد او منع انزلاقه الى ما هو ادهى. واذ تستعيد ازمة التعيينات العسكرية لاسيما منها المتصلة بتعيين قائد جديد للجيش اللبناني مكان العماد جان قهوجي سيناريو التفاصيل نفسها التي عاشها لبنان العام الماضي في مثل هذا الوقت لدى اثارة الموضوع على طاولة مجلس الوزراء فانما تظهر اولا ان معطيات الازمة الداخلية على حالها على غير ما هي المعطيات المتصلة بالوضع الاقليمي الذي يشهد تغييرات متسارعة كان اخرها ما دخل عبر بوابة تركيا ومنها الى التحالفات الاقليمية ومن هذه التحالفات الى سوريا، وثانيا ان تجميد الوضع عند ما هو عليه سيبقى قائما خصوصا في ظل المتغيرات الكبيرة التي ترسم فيها معالم المنطقة من جديد وليس هناك من يمكن ان يولي لبنان اي اهتمام في هذه المرحلة ولا استعداد لان يكون هناك اي ملمح او مؤشر يهز الاستقرار على القاعدة نفسها ما لم يكن اي تغيير ممكن حصوله في ظل توافق داخلي لا يفتعل المزيد من الازمات.

تبعا لذلك لم يتخل احد من الافرقاء عن مقاربته لموضوع التعيينات في قيادة الجيش علما ان الموضوع خاضع ايضا للحسابات المحلية وليس للحسابات الخارجية فحسب. لكن مع اختلاف عنصر اساسي بين واقع هذا الموضوع العام الماضي وواقعه اليوم، فان غياب العامل الشخصي لدى الزعيم العوني الذي قارب الموضوع العام الماضي من زاوية رغبته في تعيين صهره العميد شامل روكز في قيادة الجيش كان يمكن ان يجد من يبحث عن مقاربة توفيقية لولا مقاربة خطيرة بات يراها سياسيون كثر. اذ ليس خافيا ان هناك من يرى ضرورة محاولة تنفيس الاحتقان الذي يثيره التيار العوني على خلفية مطالبته برئاسة الجمهورية من دون النجاح في الوصول اليها في ما يرى كثر خطورة في ان يضمر اقتراح الامور من جانب التيار تحت عنوان الميثاقية استمرارا او سعيا لحصر التسمية للمواقع المسيحية الرئيسية في الدولة في يد التيار الوطني الحر. وهو الامر الذي قد يجهض اي مساع لايجاد جامع مشترك يتفق عليه جميع الافرقاء في حال التسليم جدلا بان هناك استعدادا لتسوية ما من خارج التسوية التي يمكن ان تتضمن بداية انتخاب رئيس للجمهورية.فالباب الذي بات يفتحه التيار العوني على صعيد الميثاقية يفجر مسائل خطيرة لا تقل عن القانون الارثوذكسي الذي طلب اعتماده للانتخابات النيابية من خلال اسباغ طابع طائفي يعتقد كثر ان المواقع الاساسية في الدولة لا يجب ان تخضع لها. الا انه في الوقت نفسه يثير البعض تساؤلات اذا كانت هذه المقاربة للامور تثار من زاوية مصالح شخصية مباشرة موجودة وقائمة ويدور عليها صراع منذ سعى العماد عون الى الرئاسة في العام 1988 او هي تثار من زاوية مواكبة ما يعتقد انه ما قد يرسم للمنطقة على نحو مبكر وسابق لنتائج ما ترسو عليه الاوضاع في كل من سوريا والعراق وان ذلك ربما يجد تشجيعا ما من اجل تشجيع المسيحيين على البقاء في المنطقة بحيث يمكن توظيفه من اجل تسجيل المكاسب التي يتم السعي اليها.

 

التكفيريون والدين الإسلامي

علي الحسن/النهار/25 آب 2016

يريد العارفون والعاديون من الناس حلولاً سحرية لما يجري الآن، كما يتوجسون مما ستؤول إليه الأمور ويضعون علامات استفهام كبيرة إلى أين نحن سائرون: المنطقة بأكملها تعيش هذا الجو المخيف والذي انتقل إلى أنحاء العالم. وكلنا سيبقى في عين الزلزال، حيث أن المستقبل يُصنعُ كل يوم. كما أننا لا نستطيع الاختباء وراء ستائر واهية، إذ أن حروبنا اليوم هي أخطر وأدهى مما مرّ علينا وعلى عالمنا العربي من نكبات واجتياحات وتدمير. حتى الحروب الإسرائيلية المتكررة والحروب الصليبية والأهلية، وغيرها كان هناك عدو له مطامع متعددة في أرضنا أو ديننا، أما اليوم فإن خطر التكفيريين طَعَنَ العقيدة من داخل العقيدة، ففُهِمَ الإسلام كأنه عدو البشرية. منذ أكثر من عشرين عاماً كتب صموئيل هوتنغتون: "الصراع المقبل بعد الحرب الباردة صراع مع الإسلام. حدود الإسلام هي حدود دامية".

لقد عرفت المجتمعات الأوروبية في القرون الوسطى "داعشيات" ربما كانت أدهى وأخطر مما نراه اليوم، "صراع البابوات الدامي"، محاكم تفتيش لا ترحم، مجازر بين الكاثوليك والبروتستانت حيث كان القتل حلالاً وكانت كل فئة تعتبر نفسها الناطقَ والمعبر عن الدين المسيحي، وأن لها وحدها الحق بأن تحكم باسم الله. وانتهت هذه الحروب بـ"فصل الدين عن الدولة" وترك التعاليم الدينية، تعاليم الكتاب المقدس، لأهل الدين والمؤمنين، وهكذا استمر تقدم الدول الأوروبية وازدهارها. أما عالمنا، وتحديداً الشرق أوسطي، ففيه استمرت الحروب وقتل الأبرياء وهدمُ معالم الدين والمعالم التاريخية والأثرية التي تحكي عن تاريخ الأمم.

ولدت الحركات التكفيرية من رحم مجتمعات عربية تسود فيها ثقافة موروثةٌ وفقه وُضِع في زمن الرسول والخلفاء الراشدين. وأتت كُتب لتقطف ما يناسب موقفها ومصلحتها وفهمها، بطريقة اجتاحت فيها عقول المؤمنين والطيبين بتفاسير بعيدة عن الدين أحياناً، بل بطريقة تجعل الشاب المسلم يُقدم على العمل الإرهابي لأنه الممر إلى الجنة والنعيم، حيث شكلت دُور العبادة موئلاً لهم بالوعود التي يطلقها الخطيب عن الجنة ولقاء الرسول بحيث يجعل الشاب المسلم، وخاصة الذي ظلمته "الحياة الدنيا" من فقر وحاجة وعوز، يُقدِمُ على العمل الإرهابي لأنه الممر إلى الجنة والنعيم.

ونظرة عاجلة إلى تاريخ العنف والحروب في عالمنا الإسلامي تجعلنا نتساءل ما هي "المشروعية الدينية" التي يرتكزون إليها، حيث كانت أيام الرسول "الحفاظ والدفاع عن الرسالة". ولكنها بعده استمرت وبعنف أشد. ولكن كيف نفسر السبب بأن تنال حتى من خلفاء الإسلام الذي أتوا لإتمام الرسالة. أين "المشروعية الدينية" في اغتيال ثلاثة من الخلفاء الراشدين؟ أين المشروعية الدينية في مجازر بين المسلمين أنفسهم. ولننظر إلى العهود والإمارات والدول والحكام من العهد الأموي إلى العهد العباسي، إلى كل آخر العهود بأكملها، حيث الانزلاق إلى القتل والترويع بما لا يتصوره العقل الديني والإنساني. إنه مخيف وعار ومخز، من قتل أحفاد الرسول أطفالاً ونساء وأبرياء، من حمل رأس الإمام الحسين على رؤوس الرماح لأمير المؤمنين في الشام... الله أكبر... كلهم كانوا يدينون بدين الإسلام. والآن وبعد ما يقارب الأربعة عشر قرناً ما زال الفتك: المسلم يفتك بالمسلم...

كان الإسلام في عهوده الأولى يشرّع قتل الكافرين والمنافقين، وها نحن إلى يومنا هذا نعاود الكرة، وبقناعات دينية؟ نعاودها في وطننا الإسلامي، بقناعة "مشروعية دينية"، واليوم نعيش ونرى أعمال التكفيريين بأشكال لا تفرق بين مؤمنٍ وكافر، بين مسيحي ومسلم... بين... بين إلخ. كل هذا هزَّ كياني وأخذني إلى نوع من الضياع، لا الشك، لا سمح الله! وأخذت أطرح على نفسي، ورغم إيماني العميق أتساءل: الإسلام لكل زمان ومكان؟! هل نحن خير أمة أُخرجت للناس؟! كيف يغفر الله لأبناء دين بقتل الأبرياء والمؤمنين. هل يرضى ضميرنا بذلك. و"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ" "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" و"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا". من شرَّع لهم قتل الآمنين والمسلمين وغير المسلمين الذين يعتقدون في أحد لقاءاتي الكثيرة مع سماحة السيد المجتهد محمد حسين فضل الله: سألته ممازحاً: "المخترع فليمينغ، مخترع الأدوية والطب الحديث الذي أنقذ مئات الملايين من البشر، سيدخل النار لأنه مسيحي، بينما شيخ القرية المجاورة يدخل الجنة لأنه يقوم بواجباته الدينية". وأجاب سماحته بابتسامة قائلاً: "بالتأكيد لن يدخل النار بل سيدخل الجنة ربما قبلي وقبلك". وأضاف "أن حروبنا في هذه الأيام: "ليست حرب المسيحية على الإسلام، بل إن اعتبار ذلك كارثة وخطراً مصيرياً فخٌ ينصبه لنا الصهاينة والمستعمرون القدماء والجدد".

إن "أفضل الجهاد كلمة حق تُقال". فنحن علينا أن نحفظ ونتعلم أن الله أوصانا حتى بالمشركين وأضافت الآية الكريمة "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُون". فكيف نحرَّف ديننا!

ولنعد معاً لنقطة أخيرة، وهي الاكتشافات العلمية الحديثة بدءاً من الكهرباء والطائرة وصولاً إلى الذرة (لا القنبلة الذرية) التي أحدثت خرقاً لمفهومنا، في التقدم الذي نشهده اليوم، حيث تساءل بعض الفلاسفة وكثير من المثقفين لعدم ذكر الكتب الدينية لها، من توراة وإنجيل وقرآن! إنها في الحقيقة مهزلة، فالكتب الدينية رسما الحياة السعيدة والهانئة والطريق إليها. القرآن الذي نعتقده وغيره، ليس قاموساً أو فهرس كتاب لما سيأتي... إن الله "عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".

وأود أن أختم بهذا الموضوع وأتذكر ما قاله السيد فضل الله: "إذا تعارض الدين مع العلم، فعلى الدين أن يراجع أوراقه".

إنها دعوة كريمة من مجتهد يتمنى لكل مسلم أن يتعامل مع العلم وأن يفهم الله وكتابه بعقله وقلبه، انها دعوة لرجال الدين والعلماء والفقهاء والمخترعين، كما خطباء المساجد والمدارس المدنية والدينية أن يجتمعوا ويناقشوا ويعملوا ليس لأجل الإسلام بل البشر بأسرها، هدانا الله إلى المعرفة والإيمان بالله وبكتبه للتعويض عما مضى، للحؤول دون دفع جيلنا الجديد إلى الشك أو الحيرة لنا.

واستطراداً بالنسبة إلى تربية أولادنا، على الأقل في عدم السقوط إلى الهاوية، أردد بعض الذي يزخر به عقلي وقلبي:

1- إن الله لم يوكَّل أحداً بعد الرسول بمنح صكوك الغفران للناس.

2- إن مقاييس الله تختلف عن مقاييس المتاجرين بالدين.

3- إن الصديق المسيحي لن يدخل النار فهو مؤمن بإله واحد.

4- أن نعلم أولادنا أن الله أرحم وأعدل من فقهاء الأرض مجتمعين.

5- إن حروبهم الدينية في هذه الأيام وبعد الرسول وخلفائه، هي حرب فناء للإسلام، إنها تفيد عدونا لضرب الدين والإخلاف بل وضرب المجتمع العربي.

**عضو اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي - المسيحي

 

ليَستعِدْ المسلمون التقدّميون السيطرة على إيمانهم

المصدر: عن "هافنغتون بوست" - ترجمة نسرين ناضر وليد البناوي/النهار/25 آب 2016

يقلقني أنه في نظر الغرب، أصبح الإسلام من دون شكل واضح. مع الزيادة المستمرة في "إلقاء اللوم" على الإسلام على خلفية التشدد والأصولية والهجمات "الإرهابية"، ومنها أكثر من عشرين هجوماً نُسِبت إلى تنظيم "داعش"/"الدولة الإسلامية"، يبدو أنه في كل مرة يقع فيها حادث مروّع، يُحمَّل تنظيم "الدولة الإسلامية" على الفور مسؤولية العنف الدموي قبل التوصّل إلى أي استنتاجات ذكيّة، وبدوره، يجد الإسلام نفسه في مرمى الصدمة والاشمئزاز العالميين.

إلا أنه من الواضح أنه بسبب تصرّفات قلّة، نسبياً، ترغب في اختطاف الإسلام واستغلاله والإساءة إليه تحقيقاً لمآرب العدوان الخبيث الذي تشنّه، يصبح تأثيرُ ممارساتها على سمعة المنطقة والنظرة العالمية إليها سلبياً أكثر فأكثر.

مع انتماء نحو ربع سكان العالم إلى الدين الإسلامي، من الواضح تماماً أن نسبة مئوية ضئيلة تستخدم الإسلام وسيلةً لتطبيق أجنداتها السياسية الخاصة. لكن قبل أن نترك الإسلام يُربَط حصراً، بسبب وقوفنا مكتوفي الأيدي، بالموت وسوء النية، من المهم أن نفصل كلمات "إسلام" و"إسلاموية" و"إسلامي" عن كلمة "إرهابي / إرهابيين". قال عضو الكونغرس آل غرين في كلمة أمام مجلس النواب الأميركي: "الحطُ من قدر الإسلام عبر إضافة توصيف إرهابي إليه هو إجحاف بحق الديانة. الإسلام دين مسالم. لا يجيزُ أي دين قتل الأبرياء عمداً. لماذا لا نسمّيهم على ما هم عليه: أشخاص يرتكبون أعمالاً دنيئة. إذا كنت تفعل ذلك باسم دين ما، فهذا لا يجعل ما تقوم به جزءاً من ذلك الدين. لا يجب تحميل الأشخاص ذنب انتمائهم إلى دين معيّن".

لكن من أجل التأكيد على نقطة غرين، علينا التمعّن أكثر في الإسلام، وفي أسس الديانة، وتطوّرها لتصبح ما هي عليه اليوم.

مذاهب الفكر الإسلامي الخمسة المقبولة من جميع المسلمين هي الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والجعفرية. تتبع كل هذه المذاهب الخمسة تعاليم القرآن الكريم الذي تُحدَّد فيه "قواعد" الإسلام. لكن أياً من هذه المذاهب لا يروّج أو يشجّع الطبيعة الإكراهية المتزمّتة التي سُمِح لها بالانتشار لدى بعض العناصر حول العالم، والتي انطلقت منها حفنة من المتعصّبين لتحريف كلام القرآن، فيما يرفع تقدّميون آخرون لواء السلام.

من المهم الإشارة إلى أن مفكّرين إسلاميين اتّخذوا في الآونة الأخيرة خطوات لمحاولة التخلص من هذه النزعة التي تدفع بالغرب إلى اتخاذ موقف سلبي من الإسلام. جودت سعيد فقيه إسلامي ريادي في القرن العشرين من أنصار اللاعنف، وهو في شكل خاص مرجع في مسألة استخدام مصطلح "الجهاد" في الإسلام، والذي لا يحمل في الغرب سوى معانٍ عنفية وعدوانية. غير أن "الجهاد" يؤشر أيضاً، في الإسلام، إلى ممارسات غير عنفية – إنه صراع روحي داخلي ("الجهاد الأكبر") وصراع جسدي خارجي ضد أعداء الإسلام ("الجهاد الأصغر"). يسارع سعيد إلى الإشارة إلى الفارق بين المعنيَين، على ضوء تعاليم القرآن الكريم: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". (القرآن، سورة المدينة، الآية 32).

جودت سعيد مؤلف الكتاب الذائع الصيت "حتى يُغيّروا ما بأنفسهم" (Until They Change What Is In Themselves) الذي صدر عام 1972 ويركّز على الآية القرآنية: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"، في إشارة إلى أنه لا يستطيع أحد أن يؤثّر في الآخرين أو يتأثّر بهم، بل إن أولوية التغيير وسلوك الصراط المستقيم تبدأ من باطن الإنسان.

أرغب في التوقّف في شكل خاص عند هذه النقطة. في حين أن البعض قد يعتبرون أن هناك ركوداً في نمو الإسلام وفي فهمه بطريقة تقدّمية وتفسيره بصورة إيجابية، أخذت قلّة على عاتقها أن تشرح للآخرين معنى الإسلام الحقيقي. من هذا المنطلق، يمكننا أن نلمس مصدر العناصر الأكثر سلبية في الإسلام الذين جعلوا الدين أقرب إلى الصورة التي تُرسَم عنه بأنه دين الإرهاب والتعصّب والأعمال الشريرة.

قال الفيلسوف الفرنسي ميشال دو مونتاين: "من يبني حجته على الضوضاء والأوامر يُظهِر أن منطقه ضعيف"، ما يقوِّض أكثر فأكثر المنطق وراء الاندفاع الشديد لدى بعض المسلمين إلى بث الكراهية والتسلُّط. علينا نحن المسلمين نتذكّر الآية القرآنية: "لَا إِكْرَاهَ في الدين".

كلما استمررنا نحن المسلمين في الإصغاء إلى رجال الدين المتشددين مع فتاويهم الجامحة التي تدعو إلى إعدام الكافرين؛ وفي تصديق دعواتهم إلى الجهاد؛ وفي السماح بأن نكون ضحية التلاعب من الآخرين وبأن نقع تحت تأثيرهم، كلما توغّلت هذه المخالب السامة عميقاً في ديانتنا ولفترات أطول.

إذا كانت الرحمة في صلب الإسلام – نقرأ في سورة الفاتحة: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"– كيف سمحنا بأن يُختطَف الإسلام على أيدي متطرّفين يزعمون أنهم يتحدثون باسم جميع المسلمين؟ يقع على عاتق المسلمين التقدّميين أن يرفعوا أصواتهم ويستعيدوا السيطرة على إيماننا، وإلا يواجهون خطر وقوع انقسامات أوسع وأعمق. من الواضح إذاً أن الإسلام ليس ديناً إكراهياً على الإطلاق. بل إنه دين التسامح والتعدّدية والروحانية والتعاطف الشديد، هذا هو الإسلام الذي يتطلّع إليه عدد كبير من المسلمين، وأنا منهم، والذي لم يسمع به بعض أبناء الغرب في الآونة الأخيرة.

*مؤسس شركة JISR Venture Partners

 

الرابية «خائبة» والصفقة مع الحزب «خَسّيرة»!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 26 آب 2016

يتكرَّس الانطباع في الرابية بأنّ التحالف مع «حزب الله» كان «صفقة خاسرة» في تحقيق أهداف العماد ميشال عون، وأبرزها رئاسة الجمهورية، ولو كان صفقة رابحة في «تكبير الأحجام» والمكاسب في المجلس والحكومة. لكنّ قدَر الرابية أن تدرك هذه الحقيقة... وتبقى صامتة!

يراجع عون حساباته مرّة أخرى، بعد 10 سنوات على «ورقة التفاهم»، ولا يقول شيئاً. لكن في الرابية مَن يقول: «ذهب «الجنرال» إلى «التفاهم» عندما يئس من «14 آذار» باكراً ووجد أنها خاضعة لثنائية الحريري- جنبلاط اللذين يتصرّفان فئوياً لا 14 آذارياً «عند الحشرة»، وأنّ هذا الفريق يخشى «حزب الله» ويقدم له التنازلات التي لا قعر لها. واستنتج عون أنّ التسويات يصوغها الرجلان دائماً بشراكة الرئيس نبيه برّي، لكنّ الثابتة الوحيدة هي أنّ شيئاً لا يمرّ إلّا بتوقيع حزب الله».

لقد قرّر عون الذهاب مباشرة إلى صفقة مع «الحزب» تريحه من كلّ شيء. وأراد مِن تحالفه معه أن يُحقّق 3 أهداف معاً:

1 - إنهاء الاستئثار الحريري - الجنبلاطي بالحصة المسيحية الذي تكرَّس خلال المرحلة السورية. وهذا يعني إمكان «الثأر» من «اتفاق الطائف» الذي يعتبره عون علامة انهزامه في المواجهة العسكرية - السياسية التي خاضها في نهاية الثمانينات من القرن الفائت.

ففي تقدير الرابية أنّ الشيعة يمكن أن يتفهّموا الشعور بالظلم الذي ينتاب المسيحيين نتيجة الاتفاق، إذ كان الميزان السنّي راجحاً في صياغته، وعلى حساب المسيحيين لا سواهم.

وفي الخلاصة، قفز عون إلى «حزب الله» عندما وجد أنّ الحريري وجنبلاط يبيعان الشريك المسيحي في التسوية كلما اقتضت مصالحهما أن يقوما بذلك. فقرّر أن يكون موجوداً كمُحاور إلى الطاولة لا مادة مساومة عليها.

2 - إنّ اللجوء إلى «حزب الله»، شريك برّي في الثنائي الشيعي، من شأنه أن يعدِّل في الاتجاه التسووي الثلاثي الذي يقوده برّي عادة مع الحريري وجنبلاط ليشمل قطباً رابعاً هو عون. وفي حسابات الرابية أنّ «حزب الله» سيكون مضطراً إلى مراعاة الحليفين معاً، بري وعون، وهذا مكسبٌ أساسي.

3 - إنّ التحالف مع «حزب الله» من شأنه أن يفتح الأبواب لعون على دمشق ما ينهي الحال الصدامية التي كلّفت المسيحيين كثيراً في مرحلة الوصاية السورية، والتي استثمرها الآخرون للاستقواء على المسيحيين.

وجد «حزب الله» ضالّته في التحالف مع عون. فهو حصل على تغطية مسيحية ثمينة ساعدته على التخفيف من صورته كقوة فئوية في لحظة خروج سوريا وطرح ملف السلاح على الطاولة وخلال حرب 2006 وانطلاق المحكمة الدولية وفي الحرب السورية ومحطات كثيرة. وإذ رغب عون في التطبيع مع دمشق، أراد «الحزب» الاستفادة من التحالف مع قطب مسيحي بهذا الحجم لتحسين صورته في الغرب.

اليوم، ينمو انطباعٌ في الرابية بأنّ الأهداف العميقة التي أرادها عون لم تتحقّق: التسويات ما زالت تُعقد بين القوى إياها، وتستثني عون والقوى المسيحية الأخرى، ولم يحصل أيّ تصحيح في الخلل الذي أرساه «إتفاق الطائف».

أما دمشق التي كانت صاحبة كلمة نافذة عند إبرام ورقة التفاهم في 2006 فمنشغلة بنفسها. بل إنّ صورة عون كحليف لـ«الحزب» والرئيس بشار الأسد ضربته في السعودية وزادت في تعطيل فرصه لبلوغ قصر بعبدا. لكنّ «الحزب»، في المقابل، استفاد من تغطية عون المسيحية داخلياً وخارجياً، ليكون مرتاحاً في مواجهاته المفتوحة على مدى سنوات.

في مراجعة الرابية لمسار التحالف مع عون، ما الأرباح وما الخسائر؟

الانطباع السائد هناك هو أنّ الصفقة كانت «خسّيرة». ويهمس البعض بالقول: حصلنا على المكاسب الجانبية، وعلى تكبير الأحجام في المجلس النيابي والحكومة، لكنّ ذلك لم يترجم لا بالوصول إلى بعبدا ولا حتى إلى اليرزة ولا بتصحيح الخلل الميثاقي، ولا سيما قانون الانتخاب. ولا يُسمَع صوت المسيحيين في أيّ ملف، وحتى الصفقات الكبرى باتت تُدار في منأى عنهم.

في الرابية، يتردّد «أنّ «حزب الله» لم يحزم موقفه لانتخاب عون رئيساً للجمهورية، على رغم أنه يملك الرصيد الذي يتكفّل بتحقيق ذلك، وأنه سار في التمديد للمجلس النيابي مرتين على رغم اعتراض حليفه المسيحي، وأنه لا يجاريه فعلاً لا في قانون الانتخاب ولا في الملفات الحسّاسة».

ويُقال أيضاً في الرابية: «في المسائل التي يعلن فيها الرئيس برّي موقفاً مخالفاً لموقف «التيار الوطني الحر»، يقف «الحزب» إما إلى جانب الشريك الشيعي وإما في «نقطة رخوة»، كما هو الأمر اليوم بالنسبة إلى انعقاد مجلس الوزراء، إذ هو لا يشارك عون مقاطعة الجلسة.

وجاء اتفاقُ معراب ليحوِّل الشكوك يقيناً في الرابية. فليس سهلاً الاقتناع هناك بأنّ «حزب الله» ليس قادراً على إقناع النائب سليمان فرنجية بالانسحاب لعون. فعلى الأقل هو يستطيع أن يقول له: «أترك المجال لـ«الجنرال» الآن، وسيكون لك متسّع من الوقت لتحظى بكلّ دعمنا في جولات لاحقة!».

اليوم، يستعدّ عون للتصعيد أكثر من أيّ يوم مضى بعدما ضاقت الفرص أمامه تماماً. ولأنه لم يعد يمتلك كثيراً ليخسره، فقد يقوم بما ليس متوقعاً من اليوم وحتى موعد خطابه السنوي في ذكرى 13 تشرين الأول.لكنّ «حزب الله» سيكون في المرصاد لتنفيس احتقان عون، بحيث لا يبلغ الانفجار.

وعلى الأرجح سيقتنع عون بنصائح التهدئة فيبقيها مضبوطة لئلّا يصل بخلافه مع «الحزب» إلى حيث لا يريد طرفا «التفاهم»، ولئلّا يسجّل عليه أحد أنه ساهم في إسقاط الحكومة، في ظلّ شغور موقع الرئاسة وشلل المجلس النيابي.

العلاقة بين عون و«حزب الله» تبدو كالعلاقة بين زوجين يدرك كلٌّ منهما أنّ الآخر يقيم علاقاتٍ مع شركاء آخرين خارج الزواج الشرعي، لكنهما يحاذران الطلاق لإدراكهما أنّ أكلافه أكبر من أكلاف الحفاظ على الزواج... مهما كانت كبيرة ومريرة.

 

ماذا قال عمران بصمته؟

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/الجمعة 26 آب 2016

«بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي فجودا فقد أودي نظيركما عندي بني الذي أهدته كفاي للثرى فيا عزة المهدي ويا حسرة المهدي» ابن الرومي

قد لا يكون هناك شيءٌ أبلغ تعبيراً من صمت عمران وهدوئه الأسطوري وهو يجلس في ذاك الكرسي الأحمر، معفراً بتراب منزله المدمر، أو ربما ببعض من أشلاء أقرباء أو جيران أو أقران. لا أظن أنّ عمران، في تلك اللحظة الأسطورية، يهمّه لا من قريب أو من بعيد كم حظيَت وستحظى صورته من شهرة عبر العالم، فتعابير وجهه الذابل ويداه المحايدتان وصمته يشبه إلى حدٍّ كبير إيلان زميله في كونه خلق وعاش في ظلّ وحش إسمه الأسد. سوف تبكي صورة عمران الملايين عبر العالم، وقد يأتي مَن يحنّ قلبه ليتبرّع بتبنّيه وإزالة الغبار عن جسده، ومسح الدماء عن وجهه، وإعطائه ثياباً نظيفة ملوّنة، ووعاءً فيه حساء ساخن، وكوبَ حليب وقطعة حلوى، وربما لعبة على شكل دب يحضنها في سرير ناعم ودافئ، وربما قد يبتسم الحظ له فتضمّه أنجلينا جولي إلى قبيلة أطفالها الذين انتشلتهم من بين معذبي الأرض، وقد تكون تلك خاتمة مأساته الشخصية! ولكن، هل يعلم الباكون بصدق على عمران الجالس على الكرسي أنّ أخاه مات؟ وهل يعلمون كم عمران لم تصوّره وسائل الإعلام؟ وكم من عمران دفنته تحت الأنقاض طائراتُ السوخوي القيصرية؟ وكم من عمران مزقته براميل الوحش المتفجرة؟ وكم من عمران نخرت جسده رصاصات الولي الفقيه الطائفية؟ هذا الجزءُ الذي قاله صمت عمران عن أقرانه، ولكنّ لائحة الصمت تتحدث عن الآباء والأمهات، والأخوة والأخوات الذين اختفوا في سجون الموت في صيدنايا وفي أقبية فرع فلسطين أو المخابرات الجوية، وسيبقى حتماً هذا أسيرَ عالم الأساطير «فلا عين تقشع ولا قلب يوجع»، على الرغم من عشرات آلاف الوثائق التي تضع بشار الأسد في مصاف الديناصورات آكلة اللحم، فلا إحساس ولا ندم ولا حتى شعور بالشبع. ما لم يقله عمران هو أنّ الحل والعدالة لعمران وآل عمران هو نفسه اليوم كما كان منذ خمس سنوات أو عشر أو عقود عدة، هو قتل الوحش أو رميه في قفص حديدي ليشمت به الناس.

 

سفير سعودي جديد في بيروت

أحمد عدنان/العرب/26 آب/16

بسبب الإجازة الطويلة التي يقضيها السفير علي عواض عسيري خارج لبنان، تكاثرت الشائعات وتوالدت، فهناك من زعم أن المملكة ستخفض تمثيلها الدبلوماسي، وهناك من تحدث عن سفير جديد. الحديث عن تخفيض التمثيل الدبلوماسي غير صحيح مبدئيا ونظريا ما لم يصدر بذلك إعلان رسمي صريح. لكن جرت العادة أن يتولى القائم بالأعمال (نائب السفير) رئاسة البعثة لحين تعيين سفير جديد، أي أن ما ظنه البعض تخفيضا للتمثيل هو في حقيقته إجراء تقني روتيني، هذا في حال صح أصلا رحيل السفير الراهن. وحسب ما تواتر من أخبار، فإن وزير الخارجية عادل الجبير عين بالفعل قائما جديدا بالأعمال هو وليد بخاري، وكان المنصب شاغرا بسبب وفاة شاغله السابق (ماجد الشراري) قبل أشهر. هل سيغادر السفير عسيري أصلا؟ نظريا يفترض أن ينتهي التمديد الخاص به قريبا، وقد بدأت بعض الأوساط في التكهن بهوية خليفته، وبدأت قائمة المرشحين بوزير الزراعة السابق وليد خريجي، وهو سفير المملكة في هولندا (2002 – 2009)، تولى وزارة الزراعة في الشهر الأخير من عهد الملك عبدالله، وهو الآن عضو مجلس الشورى. وورد كذلك اسم السفير رائد قرملي، وهو سفير المملكة في إيطاليا ومن أكثر الشخصيات قربا من الأمير الراحل سعود الفيصل. وورد أيضا اسم السفير عادل مرداد، وهو سفير المملكة في تركيا. وتضمنت القائمة اسم سفيرين ارتبطا بباكستان، عبدالعزيز الغدير سفير المملكة السابق، وعبدالله الزهراني السفير الراهن الذي وصل إلى باكستان من لبنان. وآخر الأسماء، الأستاذ رحاب مسعود الذي يعد اليد اليمنى للأمير بندر بن سلطان. وكل اسم في هذه اللائحة فيه إيجابيات لافتة، مع ضرورة لفت النظر إلى مفاجآت صاحب القرار السعودي الذي يقلب الطاولة، في نهاية المطاف، على كل التوقعات ليفاجئنا باسم مغاير تماما.

ما أريد قوله أن اسم السفير لا يؤثر بقدر تأثير سياسة الدولة التي يمثلها، فالدولة هي الأساس والشخص المختار عامل مساعد. يتحدث لبنانيون وسعوديون كثيرا عن الفترة الذهبية للسفير عبدالعزيز خوجة في لبنان، وهم بذلك ربما يظلمون السفير عسيري، فالظرف الذي جاء فيه خوجة مغاير تماما للظروف التي عاينها عسيري، وطريقة المملكة بين السفيرين اختلفت في التعامل مع الظروف المتباينة. لا يمكن إنصاف فترة السفير عسيري من دون قراءة نقدية للسياسة الخارجية السعودية نفسها. في زمن خوجة كانت المملكة متفرغة لمواجهة إيران وعملائها في لبنان، ولا يمكن إنكار أن المملكة حققت انتصارات ساحقة في تلك المرحلة. وفي عهد عسيري تراجعت أولوية لبنان في السياسة السعودية بسبب اشتعال الربيع العربي وتفجر الحدود المحيطة بالمملكة مباشرة، لكن الخطأ الفادح الذي ارتكبته المملكة أنها أهملت لبنان بشكل شبه كامل، وهو ما ندفع ثمنه اليوم.

هناك نزعة لمستها في الصحافة السعودية وعند البعض من الصفوف المتوسطة من صناع القرار السعوديين، مضمونها معاداة الاهتمام بلبنان بذريعة أن هناك ما هو أهم، والحقيقة أن هؤلاء لا يفقهون في السياسة شيئا، وسأتناول الموضوع من زاوية مصلحية صرفة، فما دام هناك ميليشيا إرهابية معادية للمملكة تسمى (حزب الله) تتخذ من بعض لبنان مقرا لها، فلا بد من استهداف هذه الميليشيا في عقر دارها، والاستهداف المقصود أمني وسياسي معا، ما الفائدة من قرار تتخذه الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي يصنف الحزب الإلهي منظمة إرهابية من دون ترجمته إلى سياسة هجومية تلاحق الحزب في كل مكان، وأهم مكان هو لبنان، والدليل على ذلك هو حديث وزير الخارجية عادل الجبير قبل أشهر، بأن تفجير الخبر في تسعينات القرن الماضي ساهمت في تنفيذه عناصر من حزب الله انطلقت من لبنان، وهذه الأيام يشهد القضاء السعودي محاكمة شبكة تجسس وإرهاب تتبع إيران والحزب الإلهي. هذا البعض مما حصل والحزب الإلهي لا يسيطر على لبنان كله، فما بالكم لو سقط لبنان بالكامل في يده؟ في الماضي كنا نشكو بأن حزب الله دولة داخل الدولة، واليوم، بسبب أخطاء البعض من السـاسة المحليين، وبعض الإهمال السعودي، ابتلع الحزب الإلهي جزءا من الدولة اللبنانية، ونحن ندفع ثمن ذلك في غير مكان. عناصر بحزب الله تثير القلاقل في البحرين وفي سوريا وفي العراق، والبعض من تلك العناصر يقاتل جنودنا ويستهدف أرضنا من اليمن، بل أقول بصراحة، إن إهمال المملكة للمواجهة الشاملة ضد حزب الله هو من أسباب الصعوبات التي تواجه السياسة السعـودية الداعمة للثـورة السورية، وهي سياسة تتحرك في نفس السياق المقصود، استئصال النفوذ الإيراني. لاحظوا أنني لـم أتحدث عن العلاقة التاريخية التي ربطت بين المملكة ولبنان، أو بين المملكة وسنة لبنان خصوصا، فهذا الإنشاء العاطفي لا يحظى عندي بالاعتراف، لكني أود طرح سؤال على أعداء الاهتمام السعودي بلبنان: إذا لم يتمتع لبنان بمكانة إستراتيجية في معركة الصراع على العالم العربي والشرق الأوسط، فلماذا تغدق عدوتنا إيران عليه كل الاهتمام وهي أبعد جغرافيا عنه منا؟ وأضيف فوق ذلك، روسيا أبعد جغرافيا من الجميع ومع ذلك تبذل المال والدم من أجل موطئ قدم شرق البحر المتوسط، وحبذا لو أدرك أعداء الاهتمام اللبناني أننا يجب أن نكون حيثما تكون إيران، وبما أننا بدأنا انتهاج سياسة هجومية في غير ملف، فلنتوجه للعمل على استئصال أهم الأدوات الإيرانية، مع ضرورة التأكيد على أن الهدف مواجهة حزب الله وإيران، لا معاقبة لبنان. من المهم الإشارة إلى أن السفير علي عواض عسيري تولى سفارة لبنان في أصعب ظرف لبناني وأدق ظرف سعودي، وفي ظل هذه المعطيات قدم كل ما أتاحت له قدراته ومناخاته المحيطة والأدوات المتوفرة، وهذه شهادة من شخص عاصر الحضور السعودي في لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى تاريخه بصورة لم تتح لغيره. لقد اضطرت المملكة إلى دخول لبنان بعد اغتيال الحريري، ولم تكن وحدها، بل كانت ممثلة لإجماع عربي وخليجي لم يستثن غير قطر التي اختارت في لحظة سياسية خاصة الاصطفاف بجوار بشار الأسد وأحمدي نجاد ورجب طيب أردوغان الذين اختاروا جميعا، في ذلك الوقت، استهداف العرب والخليج من البوابة اللبنانية. ومن الضروري التأكيد على أننا حققنا انتصارات ساحقة ومتتالية غير مرة، من ذلك إخراج البعث السوري من لبنان وإنشاء المحكمة الدولية والانتصار في انتخابات 2005 و2009 وتكبيل حزب الله إلى حد كبير، بالتأكيد حصلت أخطاء في تلك المرحلة، إذ لا وجود لمعصوم من البشر، لكنها لا تقارن بالأخطاء التي تراكمت بعد عام 2011 وتكاثرت في العامين الأخيرين. ما أتمناه حقيقة أن نفخر بسياستنا الخارجية وبانتصاراتها بدلا من تحطيمها، وفي الوقت نفسه يجب ألا نساوي بين خسارة معركة وخسارة حرب. يجب ألا نكون كلاعب إذا اهتزت شباكه بهدف أو أكثر خرج من الملعب، فالمباراة مستمرة وصعبة وقاسية وتطال أمننا ووجودنا، والبعض من الأهداف سجله الخصم في مرمانا والبعض الآخر سجلناه نحن في أنفسنا. يجب أن ندرك أن عوامل انتصارنا تتفوق بكثير على عوامل فوز خصومنا، المسألة ليست لبنان بحد ذاته إنما الصراع العريض مع إيران التي تحتل عالمنا العربي أصالة ووكالة. باختصار ربما لا يهم استمرار السفير عسيري أو تقاعده، لا يهم اسم خليفته وخبرته وقدراته، المهم هو السياسة السعودية نفسها.

 

تقاسم النفوذ في سوريا.. ولبنان ضمن مشروع إيران للغاز

منير الربيع/المدن/ الخميس 25/08/2016

 لم يهضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعاطي الاميركي مع حكومته بعد الإنقلاب الفاشل. اتخذ من ذلك فرصة لاستدراج الأميركيين إلى ما يريده، وهو إحياء المنطقة الآمنة على الحدود التركية السورية. طالب بتسليم الداعية فتح الله غولن. وسارع إلى شكر إيران وروسيا في تلويح تقاربي مع البلدين لإثارة أميركا. استجمع أوراقه. التقى نظيره الروسي، فيما توجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنقرة. في اليوم الذي وصل فيه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنقرة أعلن التوغل التركي في سوريا لقطع الطريق على الدويلة الكردية. قبل ذلك، استقبل أردوغان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برازاني.

شيء ما يتغيّر، يترافق مع مساع لتوحيد كبرى فصائل المعارضة السورية في الشمال السوري. كما يأتي ذلك بعد معارك خاضتها المعارضة في حلب بدعم تركي. حصل أردوغان على موقف أميركي إيجابي للتدخل، وإن كان على شاكلة الإستدراج أو الإستحياء، فيما هناك من يعتبر أن واشنطن قد تغض الطرف عن ذلك مقابل أن يغض أردوغان الطرف عن تورطها في محاولة الإنقلاب والإستمرار في المطالبة بتسليم غولن.

لا شك أن التدخل التركي لا ينفصل عن ترتيبات معينة بين الدول الفاعلة والمؤثرة في سوريا. ويذهب البعض إلى الحديث عن اتفاق روسي تركي إيراني على ترتيب الوضع في الشمال ومعارضة قيام أي منطقة كردية تعتبر فيما بعد دويلة، تمتد من عين العرب إلى عفرين مروراً بمنبج وجرابلس. وتعتبر مصادر متابعة أن تركيا وإيران أكثر من يتضرر من قيام دويلة كهذه، لأن ذلك سينعكس على الأمن القومي للبلدين، فيما روسيا تدعم خيارهما على قاعدة أخرى: أولاً مواجهة النفوذ الأميركي وتوسيع وجودها وتحالفاتها بشكل يضمن لها توفير أسواق جديدة للطاقة وخصوصاً للغاز الذي تريد إيصاله إلى تركيا عبر البحر الأسود.

وتعتبر المصادر أن التحرك التركي لن يقف عند حدود جرابلس، فيما ستقوم فصائل المعارضة بعمليات لتحرير تلك المناطق من داعش والأكراد. وترى المصادر أن تركيا ستوجه الضربة الثالثة من خلال فصائل المعارضة كما وجّهت الضربة الأولى من خلالها في حلب.

هنا، لا بدّ من العودة إلى الفترة التي سبقت معركة حلب، آنذاك كان حزب الله على استعداد للإنتقال إلى الشرق السوري وتحديداً إلى دير الزور، لكن بعد فتح معركة حلب، كانت الرسالة واضحة بأنه ممنوع على الحزب والإيرانيين التوجه إلى الشرق والشمال. والآن، تقول مصادر قريبة من الحزب، أن لا نشاط على الإطلاق في تلك المناطق. أما في حلب، فإن النشاط يقتصر على تثبيت بعض المواقع الدفاعية. وتتوقع المصادر أن تشن فصائل المعارضة هجوماً واسعاً في الفترة المقبلة في حلب.

 تختلف القراءات حول هذه التطورات. من هو في محور الممانعة يعتبر أن إيران هي التي فوّضت تركيا بالتدخل لتحقيق هدف إستراتيجي بالنسبة إلى طهران، وهو إجهاض المسعى الكردي. فيما هناك من يذهب أكثر معتبراً أن التدخل هو خطوة على طريق التطبيع بين تركيا والنظام السوري. الأمر الذي ينفيه الأتراك بشكل قاطع، مؤكدين أن لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا، وكل ما يحكى عن تقارب ووساطات هو أضغاث أحلام من قبل النظام، وهو يحاول الإستفادة من كل هذه التطورات كعادته للإيحاء بأنه جزء من التسوية.

ولكن، يبقى السؤال الأساسي ليس عن موقف واشنطن، بل عن دول الخليج وخصوصاً المملكة العربية السعودية. لا جواب واضحاً حتى الآن. لكن الأكيد هو أن السعودية تفضل الوجود التركي على الإيراني. وهي مع وحدة الأراضي السورية، ولا مكان للأسد في مستقبل سوريا بالنسبة إليها. اما همها الأساسي فهو تقويض النفوذ الإيراني في سوريا. وهذا ما يحصل بحسب ما ترى مصادر مطّلعة، لافتة إلى أن روسيا هي التي تقود العمليات في سوريا. والآن روسيا وتركيا. وبالتالي، إن دور إيران يتراجع. وطالما أن المعارضة السورية تسيطر على إدلب وأجزاء واسعة من حلب، وتركيا تقيم المنطقة الآمنة على الحدود، وتتدخل لإجهاض الحلم الكردي، مقابل وجود روسيا على الساحل السوري، يعني أن النفوذ الإيران إلى انحسار. وهنا، يذهب بعض المتفائلين إلى القول إن إيران وحزب الله يقاتلان في سوريا ليس للسيطرة عليها بل لأجل الإحتفاظ بالأوراق التفاوضية وبالورقة اللبنانية.

إلا أن ذلك، سيدفع إيران إلى التمركز أكثر في الوسط السوري وفي محيط العاصمة دمشق. وهذا ما تستعد له السعودية. وهي تريد الردّ عليه في القلمون الشرقي أو في الغوطة. وكانت أولى الخطوات بهدف ذلك، توحيد فصائل الغوطة وإرساء التنسيق بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن.

في الكواليس يجري الحديث عن خريطة يتم على أساسها توزيع النفوذ في المنطقة، ولبنان من ضمنها. قد يقرأ ذلك من خلال إتفاق الهدنة الذي أرسته روسيا في الحسكة، وبموجبه سينسحب الجيش السوري من هناك، وربما ذلك يستتبع إقامة منطقة حكم ذاتي للأكراد وفقاً لمفهوم الدولة الفيدرالية في سوريا التي طرحها الروس في وقت سابق. ولكن، بشرط أن تكون على تنسيق تام مع البرازاني وليس حزب الاتحاد الديمقراطي. فيما يكون الشمال السوري وتحديداً حلب وإدلب وجزء من ريف حماه مناطق نفوذ للمعارضة. لتبقى المعركة الأساسية على وسط سوريا، وتحديداً حمص، القلمون، دمشق وريفها. وهذه المنطقة التي تريد إيران إبقاء السيطرة عليها بحكم الأمر الواقع، تؤثر بشكل مباشر على لبنان. لذلك، فإن حزب الله سيعزز نفوذه في تلك المناطق.

أمام ذلك ثمة من يقول: "إبحث عن النفط والغاز"، لأن ذلك هو الدافع لهذه الإتفاقات والترسيمات، خصوصاً أن لدى إيران مشروعاً لتمرير الغاز المسال إلى أوروبا عبر الأنابيب الموصولة من العراق إلى لبنان، وعبر المتوسط إلى تركيا.

 

أنا إثنا عشري .. أبرأ إلى الله من عقيدة الثلاثة عشرية !!

عباس حطيط/فايسبوك/25 آب/16

تشهد الساحات الشيعية في هذه الأيام موجة عجيبة من الإنحراف العقائدي الذي بات يدمر العقيدة الشيعية الإثني عشرية ببدع ينسبها صانعوها إلى التشيع نفسه !!

نحن الشيعة وبكل بساطة، نؤمن بإثني عشر إماما معصوما، فقط لا غير، أولهم علي وآخرهم المهدي، وقد تمت تسميتهم من قبل النبي (ص) في حياته، وأمرنا بطاعتهم "حصرا" بشكل مطلق . أما غيرهم من أولياء الأمور، فقد أمرنا هؤلاء المعصومون الإثنا عشر (ع) أن نطيعهم "فيما وافق الحق" فقط لا غير، حتى ولو كان أولياء الأمور هؤلاء قد تم تعيينهم من قبل الأئمة المعصومين "شخصيا"، كالولاة الذين كان يعينهم الإمام علي (ع) أثناء تسلمه دفة الحكم بعد مقتل عثمان .

وقد نبهنا وحذرنا الأئمة (ع) من "الطاعة المطلقة العمياء" لغيرهم ممن يمكن أن يكون قرارهم غير موافق للحق كونهم ليسوا بمعصومين عن الخطأ، وهذا التنبيه الخطير يوجب علينا التدبر في كل ما يصدر عن هؤلاء غير المعصومين، ويعني عدم شرعية التعامل مع قراراتهم على أنها حجة مطلقة لا تناقش . ونبهونا (ع) إلى أنهم ليسوا مسؤولين عما يصدر عن غيرهم، ولو كان "مزينا" بكلمات منمقة لكنها جوفاء، إلا إذا كان العمل بهذه القرارات يتم بعد دراستها من قبل كل مكلف والنظر فيها فيما إذا كانت مطابقة للحق أم لا .

إلا أنه نشهد في هذه الأيام سلوكا غريبا وشيطانيا في آن . فإن هناك من بات ينسب لنفسه من السياسيين ورؤساء الأحزاب "غير المعصومين" بل غير الفقهاء أصلا، صلاحيات الإمام المعصوم، وهذا أمر كارثي بكل المقاييس، حيث أن هؤلاء وأتباعهم باتوا يتصرفون مع باقي الشيعة على أنهم "ناقصوا الإيمان" !! . فترى هؤلاء يغتابون ويشتمون ويحرضون ويؤذون كل من لا يوالي رئيس حزبهم من الشيعة الإثني عشرية الأبرار، بعد أن أعلن هذا الصنم نفسه بطرق إلتفافية ماكرة "إماما ثالث عشر" وأهدر اتباعه كرامة كل شيعي لا يؤمن بإمامهم المزعوم !! ، مع أنك لا تعرف -أصلا- عاقبة "إمامهم الثالث عشر" عند الله، لا في الدنيا ولا في الآخرة .

وهذا تمزيق وتفريق شيطاني وعدواني للمذهب وأتباعه، وافتراء على الله فيما يزينون به دعوتهم هذه، من مقولات تصب في النهاية في أن هؤلاء لم يعودوا شيعة إثني عشرية، بل باتوا مذهبا جديدا يكفر ويزندق كل من لا يؤمن برئيس حزبهم الذي أعطوه مقام "الإمامة" تحت عنوان "ولاية الفقيه" التي لم يعطها الإمام الخميني (قده) نفسه كل صلاحيات الإمامة، كما يزعم هؤلاء الجهال المرتزقة، أوالباحثين عن زعامة بأي وسيلة !!

من يتحمل مسؤولية هذه الموبقات التي يرتكبها أتباع هذه العقيدة الخطيرة والخبيثة والتي ماااا أنزل الله بها من سلطان، والتي فرقت بين الأب وابنه وبين الأخ وأخيه وبين المرء وزوجه وبين الجار وجاره، وصارت سببا ﻹيذاء المؤمنين الشيعة الأبرار وعلمائهم الطيبين، لمجرد أنهم لا يبايعون إمامهم "الثالث عشر" المزعوم . من يتحمل كل ذلك أمام الله تعالى ؟!

أيها الشيعة، نحن لنا إثنا عشر إماما، فقط لا غير، تجب طاعتهم على الإطلاق، وكل غيرهم من أولياء الأمور نطيعه "فيما وافق الحق" فقط لا غير، طبقا لما أمر به أمير المؤمنين (ع) أهل مصر أن يتعاملوا مع قرارات حتى الوكيل الشخصي للإمام علي وواليه "الشخصي" على مصر الذي هو العظيم "مالك الأشتر" الذي وصفه أمير المؤمنين بأنه "سيف من سيوف الله" !!

إن هؤلاء يدعون الإمامة لأنفسهم، وهم لا يملكون شيئا من صفات الإمام التي "خصه الله" بها ليكون قادرا على إدارة الأمة، والتي بسبب هذه الصفات أعطاه الله تلك الصلاحيات !!

يقول الإمام الصادق (ع) : إنه لتعرج بأرواحنا ليلة كل جمعة إلى السماء لنتزود، ولولا ذلك لنفد ما عندنا !!

فإذا كان الإمام المعصوم ووارث علم النبيين، ينفد ما عنده لولا التزود من السماء كل ليلة جمعة، فكيف يجرؤ أحد ممن تعلم "بعض" العلوم التي أساسا هي علوم ظنية وصلت إليه عبر قرون وعبر عشرات من الوسائط، أن يدعي لنفسه ما للإمام المعصوم من صلاحيات، مع أنه ليس مجتهدا فقيها بالأساس، ويزعم أن ما يدعيه لنفسه من "إمامة" إنما هو من فقيه آخر، مع أن هذا الفقيه الآخر رغم إجلالنا له، فإنه ينطبق عليه ما ينطبق على هذا ؟!

اللهم إني أبرأ إليك من عقيدة "الإمامية الثلاثة عشرية" التي ابتدعها هؤلاء الذين ليسوا سوى طالبي زعامة بإسم الإمامة، وأسألك اللهم حسن العاقبة ...

 

ميشال المر جمع أسعد حردان وسامي الجميّل ووضعا الخطّة

إيميه الحلو/25 آب/16 الديار

يوم زار رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون معراب لتوقيع ورقة إعلان النيات مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وقعت صورة الزعيميْن كارثة في بكفيا. في 18 أيلول عام 1988، يوم كان الرئيس أمين الجميّل في دمشق يحاول طرح التمديد لنفسه كحلٍ وحيد لعدم شغور الرئاسة الأولى، اجتمع الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون في وزارة الدفاع في اليرزة ورفضا أي تمديد وأي مسعى قد يقوم به الرئيس الجميّل في سوريا. كان الرئيس أمين الجميّل مجتمعاً بالرئيس السوري حافظ الأسد حين دخل أحد الموظفين مسلّماً الرئيس الأسد ورقة صغيرة كُتب عليها “جعجع يجتمع بعون في وزارة الدفاع باليرزة”. بدا الرئيس الجميّل عندها غير ممسك بزمام الأمور في المنطقة الشرقية، انتهى الإجتماع عند هذا الحد، عاد الرئيس الجميّل أدراجه ولم يجد غير حكومة عسكرية يسلّمها صلاحيات الرئاسة. وفي الثالث من شهر تشرين الأول، أي بعد عشرة أيام، نفّذت القوى العسكرية في القوات اللبنانية بمباركة من العماد عون – رئيس الحكومة يومها – عملية عسكرية في منطقة المتن الشمالي، رافقها تهديد للرئيس أمين الجميّل أدّى إلى نفيه اثنتيْ عشرة سنة خارج لبنان وخسارته حزبه وأنصاره الذين التحق جُلّهم بزعامة ميشال المر في المتن. تذكّر رئيس الحزب الحالي النائب سامي الجميّل يوم شاهد صورة الزعيميْن أيام النفي، يوم اضطرّ إلى البقاء في باريس إلى جانب والده، تذكّر كل الملفات التي فُتحت أو تحدّث الإعلام عنها مثل ملف الـpuma، تذكّر كيف انتُزع “حزب الكتائب” من العائلة ليتبوأ رئاسته أشخاص من عائلات “متواضعة نسبياً” مثل جورج سعادة، منير الحاج وكريم بقرادوني.

قرّر أنه لن يجعل التاريخ يعيد نفسه ولو استعان بـ”الشيطان”.

سامي يعود إلى سياسة بقرادوني

في مكان غير بعيد عن بكفيا وفي عين التينة تحديداً، عُقد لقاء برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري بين دولة الرئيس ميشال المر ورئيس “الحزب السوري القومي الإجتماعي” أسعد حردان، وفي رأس الرجليْن أي المر وحردان نفس الهاجس: الخوف على المصير في ظل التحالف العوني القواتي.

ذُلّلت بعض الإختلافات بين المر وحردان وبدأت الإتصالات بينهما خصوصاً مع اقتراب الإنتخابات البلدية. هنا، همس المر في أذن حردان عن فكرة الإتصال بسامي، وافق حردان على الفور وهو الذي لا عُقد عنده في السياسة.كان الهاجس الأهم هل سيوافق سامي الجميّل على الإتصال والتواصل مع “الحزب السوري القومي الإجتماعي”؟ الرئيس سامي الجميّل لا يترك مناسبة إلا ويهاجم الحزب القومي متّهماً إياه بقتل الرئيس بشير الجميّل، بشير ذاك الرمز الذي يطيب للمحيطين بسامي تشبيهه به. بشير، ذاك العنوان الذي ما يزال بعد أربعة وثلاثين عاماً يجتذب الشارع المسيحي، وسامي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لبشير، والمستحق بنظره لهذه الوراثة أكثر من ابن بشير نديم الذي احتفل بكل براءة بذكرى انتخاب والده رئيساً للجمهورية.

لكن بالطبع، تهديد ورقة النوايا أكبر بكثير من كل عبارات الوفاء لبشير!

وبالفعل، جرت الإتصالات وفُتح التواصل بين سامي الجميّل وأسعد حردان على قاعدة التحالف التدريجي

أعطى رئيس حزب الكتائب أوامره بالتحالف مع القومي الإجتماعي حيث يمكن ذلك دون أضرار بليغة، وهو يهيّئ نفسه لخوض معركة المتن متحالفاً مع المر والقومي وربما الطشناق، فالأولوية عنده هي انتخابات المتن الشمالي. لم يلتقِ الحزب “السوري القومي الإجتماعي” مع حزب “الكتائب اللبنانية” إلا لفترة محدودة في العام 1958 إبان الثورة أواخر عهد الرئيس كميل شمعون، ولم يكن القومي يومها متّهماً بقتل الرئيس الشهيد بشير الجميّل. المفاجأة الكبرى أنهما يلتقيان اليوم ويتحالفان في وجه التحالف العوني القواتي ولكن هل سيتقبّل الكتائبيّون تحالفهم مع الحزب القومي؟ هل سيتناسون المطالبة بمحاكمة قتلة بشير؟ هل سيتراجعون عن عقيدتهم اللبنانية الصرفة المعادية لعقيدة الحزب القومي السوري الإجتماعي؟ هل سيعتذر رئيس الحزب سامي ممّن نسب إليه تُهم التقارب مع أحزاب يعتبرها معادية وفصله من الحزب لهذا السبب؟ والسؤال الأبرز والأهم: هل سيتذرّع سامي مرّة جديدة بحجّة مفادها أنّ التحالفات الإنتخابية لا علاقة لها بالتحالفات السياسية؟ يبدو أن سياسة الرئيسيْن السابقيْن لـ”حزب الكتائب” جورج سعادة وكريم بقرادوني في الزمن السوري هي الأنجح للرئيس الحالي.

 

من «مضايا» إلى «حلب».. «التنكيل الشرعي» غبّ الطلب

علي الحسيني/المستقبل/25 آب/16

 لا تزال بلدة «مضايا» في ريف دمشق والمُحاصرة على يد النظام السوري و»حزب الله»، منذ عام ونصف العام تقريباً، تئن تحت وطأة الجوع والعطش والنقص في الدواء والغذاء، على الرغم من مرور أحد عشر شهراً على اتفاق الزبداني ـ الفوعة بين النظام و«حزب الله« من جهة، وبين الفصائل السورية المُسلحة من جهة أخرى، حيث قضى الاتفاق يومها، بإدخال المساعدات إلى «مضايا« المحاصرة، مقابل إخراج جرحى ومرضى من «الفوعة» و»كفريا»، لكن حتّى اليوم، لا تزال البلدة تخضع لكل أنواع القهر والجبروت من قبل الحزب على وجه التحديد، بعدما تكفّل مع وليّ أمره الإيراني خلال المفاوضات، بتولّي كيفية إخراج الأهالي. الأوضاع المُزرية التي تعيشها «مضايا»، أصبحت تتطلب عناية دولية خاصة لا سيما بعد ظهور حالات خاصة لأكثر من ثلاثين طفلاً يعانون من أمراض متعددة بسبب نقص في المناعة لديهم نتيجة سوء التغذية وغياب العلاج اللازم. وقد بث أمس عدد من الناشطين، مقطع فيديو يظهر استخدام الكادر الطبي في «مضايا«، أضواء الهواتف المحمولة في محاولة منهم لإنقاذ الشاب «علي الدالاتي» الذي استشهد قنصاً برصاص «حزب الله« عند أطراف البلدة. وحالات القنص هذه تحوّلت إلى طبق رئيسي على مائدة «حزب الله» اليومية في «مضايا»، لكنه طبق مصنوع، من دماء الأهالي ودموع العجائز وصرخات الأطفال وأنينهم. يستمر «حزب الله» في منع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية وإخراج الحالات المستعصية من البلدة، فضلاً عن تفشي العديد من الأمراض المستعصية، التي تعجز الإمكانات الطبية المحدودة والموجودة لدى الكوادر الطبية فيها، عن توفير علاجات ملائمة لها. ومن هذه الحالات عيّنات صغيرة عبارة عن أطفال يفوق عددهم الخمسة عشر، صغار السن، يتلوون على فراشهم من شدة الوجع مصابون بأمراض أقلها خطورة، مرض «التهاب السحايا»، ما زالت تعجز الهيئات الإنسانية والصحية عن نقلهم إلى خارج البلدة لتلقي العلاج، بسبب قناصة «حزب الله» الذين يتصيّدون الرؤوس والأجساد بمجرد لمحها سواء بالعين المُجرّدة، أو من خلال مناظير بنادقهم المتطورة والتي تُستعمل عادة في حروب الجيوش الكبيرة، وليس في «عملية» حصار الأطفال والمرضى. على الرغم من الحصار الذي بدأ يحصد أرواح الصغار والكبار في «مضايا»، إلّا أنّ «حزب الله» وشريكه في القتل النظام السوري، ما زالا يتعاملان مع الموضوع وكأنّه تفصيل ثانوي وجب تحويره أو التلاعب به وبالتالي تحويله من قضية عادلة إلى عنوان للمؤامرة على «المقاومة» يُمكن أن يصل إلى حد العمالة، ما يعني أن القتل في هذه الحالة، أصبح يندرج ضمن «التكليف الشرعي» وبالتالي يُصبح دور القناصة عديم الجدوى في حال لم توجّه فوهتها باتجاه القلب، أو الرأس.

ومن باب حرف الأنظار عن الجريمة التي يرتكبها «حزب الله» والنظام السوري بحق مدنيي «مضايا« من أطفال ونساء وشيوخ، أطل إعلام الحزب خلال اليومين المنصرمين على العالم بلعبة جديدة ابتكرتها قبله جيوش الظلم وأنظمة القمع والاستبداد، تُسمّى «الدروع البشرية«. يقول هذا الإعلام إن المسلحين في مضايا هم الذين يفرضون الحصار على المدنيين ويستعملونهم كدروع بشرية لقلب سير المعركة التي يُتحف الحزب جمهوره بها منذ عام تقريباً بأنها انتهت وأنه لم يتبقّ سوى بضعة كيلومترات وينتهي من «الإرهاب». لكن هذا الإرهاب الذي تُمارسه «الممانعة» في كل البقاع السوريّة، بالإضافة إلى محاولات التعمية على الحقائق والوقائع الميدانية من خلال بث الأضاليل وفبركة الأخبار وقلبها، كشفه العالم كله بالأمس، من خلال مقطع فيديو يُظهر طفلاً صغيراً يُدعى أحمد، وهو يُطالب من تحت الركام، بشربة ماء ويقول: «عطشان جيبولي ميه»، بعدما حوّلت طائرات السفاح بشار الأسد منزله، إلى مُجرّد ذكرى وقتلت والده ووالدته وشقيقته وجدّته. غلوّ ومكابرة يُمارسهما «حزب الله» وإعلامه بحق بلدة بدأ سكانها يصطفّون بالطوابير استعداداً للموت. حزب يزرع الحقد بين جمهوره ويوهمه بقدسية حرب سوف تحصدهم رياحها في حال لم يقطفوا «ثمارها» عند أوّل فرصة، والثمار بالنسبة إلى هذا الحزب اليوم في «مضايا«، هي أجساد أطفال ينهش الجوع من لحمها الحيّ ويزرع فيها موتاً قبل أوانه. فمن إيلان إلى عمران ومروراً بطفل مجهول الاسم توعّد قبل مقتله بغارة على منزله، السيد حسن نصرالله وبشّأر الأسد بأنه «سيُخبر الله بكل شيء»، ووصولاً إلى أحمد ومن سيليه، هناك حكاية واحدة عنوانها: «أطفال سوريا سيُخبرون الله كل شيء«.

 

هل حافظ الرئيس بري على أمانة الصدر ؟؟

عماد قميحة/لبنان الجديد/ 25 آب 2016

لم تعد تليق بمناسبة 31 آب من كل عام لتكون مساحة للندب والتذكر والوقوف على أطلال ذكرى عظيم من عظماء لبنان فقط، وصار لزاماً على اللبنانيين بشكل عام وعلى الشيعة بالخصوص الإنتقال إلى مرحلة ما بعد الإمام الصدر، وهذا ليس من باب طي صفحة الوفاء للإمام بقدر ما هو تحويل ذكرى الإمام من قضية خطف وتغييب بخلفيتها القانونية والتي يعلم القاصي والداني والقريب والبعيد أن لا إمكانية لرفع الستارة عن تفاصيل مجرياتها وفضح مرتكبيها . فعشية الذكرى الـ 38 لتغييب الإمام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين لم يعد الحديث عن العودة أو الحياة، أو استشهاد الإمام هو الأساس، فلو عاد اليوم الإمام الصدر فإن هذا الرجل التسعيني ( مولود 1928 ) لن يكون لحضوره الجسدي ذلك الأثر المرجو، مع الأخذ بعين الإعتبار أن قيمة الحضور الحقيقي للعظماء أمثال الإمام الصدر إنما يكون بما زرعه من مفاهيم وقيم ورؤية وطنية وإنسانية، وما الحاجة إلى الحضور الجسدي إلا من أجل إشباع الجانب العاطفي ومشاعر المحبة ليس إلا.  قد يكون عند القيمين على القضية وفي مقدمتهم الرئيس نبيه بري من المبررات المنطقية والظروف القاهرة تحول دون الإفصاح عن ما لديهم من معلومات ومعطيات تضع حداً نهائياً لهذه المأساة، وهذا حقه، أما حقنا نحن المواطنين أن نسأل عن الأمانة التي تركها الإمام الصدر ومصيرها وإلى الأحوال التي آلت إليها، فإذا كان الجانب "الشخصي" للإمام الصدر هو من وظيفة عائلة الصدر والرئيس نبيه بري حصراً، فإن أمانة الإمام هي ملك لكل اللبنانيين ومن حق الإمام علينا أن نحميها بأشفار العيون .

وحتى لا يبقى الكلام عن "الأمانة" مجرد حكي سريالي بعيدا عن الواقعية، فإن "الأمانة" الكبرى التي تركها الإمام ليست هي حركة أمل ولا هي الطائفة الشيعية وليست هي حقوق الطائفة كما يحاول بعض صغار النفوس أن يفهموها ولا هي "المقاومة" كما يحاول البعض الآخر أن يسخّر قضية الإمام لمصالحه، فمن يعرف الإمام الصدر ومن قرأ بمدرسته واطلع على فكره يعرف تماماً أن "الامانة" هي لبنان، بدولته ومؤسساته وجيشه وقواه الأمنية وحدوده وشعبه واقتصاده وعدالته الإجتماعية وجماله وسيادته وكل ما يتعلق بهذا اللبنان كوطن نهائي لجميع أبنائه .

وعليه فإننا عندما نسأل الرئيس بري الآن عن "أمانة" الإمام الصدر فإننا نسأل عن لبنان الذي نشهد ويشهد على انحداره وما وصل إليه من ترهل لم يشهده منذ قيامه قبل 73 عاما إلى الآن، فلا رئيس للمجمهورية ولا تفعيل للمجلس النيابي وها هي الحكومة قاب قوسين أو أدنى من فرطها بسبب جشع البعض أو حماقة آخر!  فإذا ما كانت مرحلة الإحتلال الإسرائيلي ودخوله إلى بيروت كانت من أخطر المراحل التي مرت على لبنان إلا أن تلك المرحلة وبالرغم من فداحتها حافظت على الهيكلية الرسمية للبنان عبر انتخاب رئيس جمهورية ولو بالأسلوب الإحتلالي، وبعدها شهدنا مرحلة الإحتلال السوري الذي هو الآخر لم يمس بشكل مباشر بالمؤسسات الرسمية وحافظ على استمرارها،وكذلك كانت الحال طيلة مرحلة الحرب الأهلية . وإذا كان الرئيس بري قد قاوم الإحتلالين بما تيسر له من أساليب وبما اقتضته المصلحة اللبنانية الكبرى وساهم بشكل كبير بالمحافظة على المؤسسات الرسمية وهذا ما يشهد له الخصم قبل الصديق، فإننا اليوم وتحت قبضة الوصاية الإيرانية نشهد كل هذا التدهور للأسس الوطنية بما لا يبشر بالخير. فإننا الآن نطالب الرئيس بري بوقفة تاريخية، ولا يجوز له الإستمرار بموقف المشاهدة وهو أكثر من يعرف أن البلد على شفير الهاوية، مما يعني أن أمانة الإمام الصدر الآن أكثر ما تحتاج إليه، وكلنا أمل بأن الرئيس بري لن يسمح أن يكتب التاريخ بأن لبنان قد انهار أو انتهى بعد 38 سنة من اختطاف الإمام الصدر فيما بري كان حاضراً يترقب، فقد علّمنا الإمام الصدر أن حفظ الأمانة يتطلب الوقوف بوجه أي خطر على لبنان حتى وإن كان إيرانياً .

 

عن الحوار وشجونه ومآلاته نحو ائتلاف مدني ديموقراطي واسع

سعود المولى/لبنان الجديد/ 25 آب 2016

 ابتدأت مسيرة الحوار الإسلامي المسيحي في العام 1984 في اجتماع عقدته مجموعة عمل مسيحية من مجلس كنائس الشرق الأوسط ضمت طارق متري وغابي حبيب وجورج ناصيف وجيروم شاهين (ولعل غيرهم كان معهم أيضًا ولا أعرفه) اجتمعت في قبرص وقررت بدء حوار مع المسلمين في قضايا المجتمع والدولة والعيش المشترك والمواطنة والعدل (صدر عنها ورقة عمل: "نحو برنامج خاص بالإسلام وبالعلاقات الإسلامية المسيحية"، حزيران 1984)... وتتالت اجتماعات قبرص في ليماسول وبافوس ثم في أيانابا حيث كان مركز القسيس السوري رياض جرجور ضمن مجلس الكنائس العالمي... وكنت مع عدد آخر من المسلمين (قليل جدًا جدًا) نحضر عددًا من هذه الاجتماعات ونشارك في الكثير من الحوارات... ومن هذه الاجتماعات ما بين عامي 1985 و1990 ولدت عدة مجموعات حوارية أولها لقاء الحوار اللبناني (رامز سلامة ومنح الصلح وطارق زيادة وحسين ضناوي وسعود المولى وغيرهم) التي صارت لاحقًا بقيادة جماعة مسيحية دولية اسمها حركة التسلح الخلقي... ثم مجموعة الهيئة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم (التي أسسها أنطوان مسرة ورفاقه خصوصًا ابراهيم طرابلسي والقضاة حسن قواص وواصف حركة وغيرهم)... ثم الهيئة الاسلامية للحوار التي شكلها الشيخ محمد مهدي شمس الدين وضمت سعود المولى وهاني فحص ومحمد السماك وسليمان تقي الدين ووجيه كوثراني (وبعض الأصدقاء الشيعة والسنة والدروز)... ثم جاءت مرحلة التسعينيات وأسسنا اللجنة الوطنية للحوار 1992 ممثلة للمرجعيات الروحية الرسمية في لبنان وضمت: سعود المولى ومحمد السماك وحارث شهاب والمطران سليم غزال وغابي حبيب وسليمان تقي الدين وجان سلمانيان. ثم انضم لاحقًا عباس الحلبي (محل تقي الدين) وكميل منسى (محل المطران غزال) وميشال عبس (محل غابي حبيب)، وتحولت لاحقًا الى هيئة بروتوكولية لا قيمة لها منذ وفاة شمس الدين 2001. ثم شكلنا الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي في عام 1992 (سعود المولى وهاني فحص ومحمد السماك وطارق متري وجورج ناصيف وغابي حبيب من لبنان ومحمد سليم العوا وطارق البشري وسمير مرقس من مصر وفاروق جرار ووليد سيف من الأردن، وبعدها انضم في عام 1995 رياض جرجور وعباس الحلبي وحارث شهاب وكميل منسى من لبنان وحسن مكي من السودان ومهدي عبد الهادي ورفيق خوري وموسى درويش وجريس خوري من فلسطين ويوسف الحسن وعز الدين ابراهيم من الإمارات ، وغيرهم)... في حزيران من العام 1992 دعا البابا يوحنا بولس الثاني لعقد سينودوس خاص من أجل لبنان... يومها لم يتجاوب معه من المسلمين اللبنانيين غير الشيخ شمس الدين... رفض القادة السياسيون والدينيون المسلمون السينودوس واتهموا البابا بالإعداد لحرب صليبية جديدة وقال نعيم قاسم يومها إن السينودوس سيكون مؤتمر كليرمونت فيران جديد (منه انطلقت الدعوة للحملات الصليبية)... وحين ذهبنا إلى السينودوس كوفد اسلامي بتغطية ودعم من شمس الدين، خرج نعيم قاسم نفسه ليتهمنا بأننا لا نمثل المسلمين... ومع ذلك لم نهن ولم نتهاون وواصلنا المسيرة...

في كانون الثاني 1993، وفي مواجهة تلزيم المخابرات الأميركية لبنان للهيمنة والوصاية السورية والانقلاب على الطائف، وفي قمة الاحباط المسيحي الذي تجسد في مقاطعة انتخابات صيف 1992، أطلقنا المؤتمر الدائم للحوار اللبناني(سمير فرنجيه وهاني فحص وسعود المولى وفارس سعيد ومحمد حسين شمس الدين ورشيد الجمالي وحسين ضناوي وأحمد السنكري وخالد لطفي وحمزه عبود ونزيه درويش وشوقي داغر وسمير عبد الملك وقيصر أبي اللمع وجان حرب وميشال خوري ومياد حيدر وعصام عقيل وحسين حميه وحسن بزيع وحسن محسن وعلي ابراهيم وهشام ابراهيم وحسين بعلبكي... وغيرهم)... حظي المؤتمر برعاية ودعم الشيخ محمد مهدي شمس الدين والبطريرك مار نصر الله بطرس صفير في محاولة لإنشاء قاعدة شعبية لاتفاق الطائف وعلى أساس أن الأولوية هي لإعادة بناء دولة وطنية تحفظ السلم الأهلي وتحمي التعددية. وقد أصدر المؤتمر في أعوام 1993-1998 نشرة أسبوعية باسم (قضايا الأسبوع) ثم مجلة شهرية باسم (قضايا الحوار) وكتابًا دوريًا باسم (قضايا لبنانية)... شارك في تحريرها ونشرها إضافة الى مؤسسي المؤتمر نخبة من ألمع مثقفي لبنان أبرزهم طارق متري وخالد زياده وجورج ناصيف ونصير الأسعد وسليمان تقي الدين وموسى وهبه ومحمد أبي سمرا وسمير قصير وعقل العويط وطوني فرنسيس وداوود صايغ ومحمد السماك والياس عطالله والعشرات ممن صاروا لاحقًا أبرز أقطاب وكوادر حركة المجتمع المدني... وخلال مسيرتنا الحوارية بمختلف أشكالها ولقاءاتها ومؤتمراتها وأعمالها وخصوصًا لجهة الدفاع عن المظلومية المسيحية والمطالبة بتطبيق اتفاق الطائف (بعد مرحلة ما سمي بالإحباط المسيحي صدرت وثيقة اللجنة الوطنية 1995 التي وافقت عليها القيادات الروحية بضغط من شمس الدين وفيها موقف واضح من المطالب المسيحية بالتوازن والمشاركة ومن الوصاية السورية)؛ لم يتعامل حزب الله مع أي معطى حواري بجدية أو بوضوح... كان رفض الحوار هو السمة الغالبة وكانت الكيدية وعقلية الغلبة والتحالف الاستراتيجي الكامل مع سوريا وضرب الوجود المسيحي في لبنان هو السياسة الرسمية... وحين صدر بيان المطارنة الشهير في أيلول 2000 قامت قيامة الحزب وجماعة سوريا ضدي لانني كتبت مقالة أيدت فيها البيان والموقف الذي عبر عنه بشجاعة بطريرك لبنان مار نصر الله بطرس صفير... ثم تشكل لقاء قرنة شهوان وحركة التجدد الديموقراطي والمنبر الديموقراطي ووقف الحزب وكل ما صار لاحقًا 8 آذار موقفًا معاديًا ومحرضًا...

في العام 2001 وبعد أشهر على وفاة شمس الدين قررنا في الفريق العربي للحوار والمؤتمر الدائم للحوار اللبناني تشكيل هيئة حوارية تضم حركة أمل وحزب الله وقرنة شهوان (بعد مظاهرة السواطير الشهيرة)... يومها اجتمعنا في مونترو بسويسرا (30 شخصية من كل الطوائف والاتجاهات) وشكلنا اللقاء اللبناني للحوار... كان حزب الله بحاجة للحوار وللتواصل مع المسيحيين... وطوال 4 سنوات اشتغل اللقاء على موضوعات الطائف والدولة المدنية إلى أن كان اغتيال الرئيس الحريري (وقبلها محاولة اغتيال مروان حماده) ثم تشكيل 8 آذار كتيار سوري- إيراني في لبنان (شكرًا سوريا) فقرر الحزب والحركة تعطيل اللقاء وهكذا كان... طبعًا كنا نجتمع كمستقلين في اللقاء ولكن اللقاء مات بموت الحاجة التي دعت الى تشكيله وهي فكرة إيجاد تواصل وحوار دائم بين حزب الله وقرنة شهوان... وحين تشكلت هيئة الحوار الرسمية عام 2006 كان حزب الله هو الذي أنهاها وقضى عليها... ثم كانت الحرب على الشعب السوري وانتهت اللقاءات المدنية الحوارية لتحل محلها طاولة حوار في عين التينة يردفها حوارات ثنائية مثل الحوار بين المستقبل وحزب الله، والحوار بين تياري جعجع وعون ...إلخ.

لكن اليوم انتهى هذا الزمن وانتهت معه كل الحركات الحوارية والمبادرات المماثلة. فالثورة السورية 2011 خلقت وضعًا جديدًا في كل المنطقة تطور إلى انطلاق حراكات مدنية خارج الاصطفافات القديمة خصوصًا بعد فشل تجربة المجلس الوطني لمستقلي 14 آذار. والحال أن المطلوب اليوم هو التجديد والتقدم وعدم التطلع إلى الوراء إلا للدرس والتعلم. إن السلم الأهلي والمصالحة الوطنية والتسوية العادلة المتوازنة هي أسس العقد الاجتماعي اللبناني ما يعني نبذ لغة التخوين والتكفير وعمليات نبش الذاكرة واستحضار الماضي استنسابيًا. والمطلوب مراجعة نقدية حقيقية للتجربة الماضية عنوانها الحقيقة والعدالة. والمطلوب تأسيس ذاكرة وطنية جديدة وثقافة وطنية ديموقراطية تستوعب تجارب الماضي وتستفيد من دروسه ومحنه.

وقد صار من الواجب اليوم أيضًا العمل على تأسيس تيارات وكتل سياسية جديدة تستفيد من تجربة الحراك المدني الأخير ومن كل التجارب السابقة وتضع نصب أعينها إقامة كتلة تاريخية صلبة أو جبهة وطنية عريضة من أجل السلم الأهلي والمصالحة الوطنية والإصلاح وذلك على طريق بناء الدولة المدنية الديموقراطية. أي بلغة السياسة والنظرية الثورية إنها مرحلة "الديموقراطية الوطنية الجديدة". فلا يجوز حرق المراحل، كما تعلمنا من خبرتنا الطويلة، وإلا احترقنا واحترق معنا البلد. ولا يجوز التأخر عن دعم الحراك المدني بكل أشكاله وإلا شاركنا في الاستحمار والاستغلال.

أدعو أصدقائي وصديقاتي في كل التجمعات المدنية والديموقراطية التي نشأت منذ العام 2001 وتلك التي خرجت على أحزابها وجماعاتها؛ ولعل بعضها كان أفضل وأرقى من تجربتنا: أدعوهم وأدعوهن إلى حوار منتج خلاق مجدد يستهدف تشكيل ائتلاف سياسي مدني ديموقراطي جديد (مؤتمر للحوار والمواطنة والدولة المدنية) على غرار حزب المؤتمر الهندي أيام غاندي ونهرو يكون فيه تمثيل مناطقي وطائفي وجندري وعلماني ويتشكل ضمنه منابر فكرية متعددة (يسارية ويمينية، ليبرالية وثورية...إلخ) تناقش أفكارًا جديدة وبرامج جديدة لزمن جديد. مؤتمر ديموقراطي تعددي يستوعب تجارب الجميع ويحترم الجميع ويطرح مبادرات لإنقاذ الوطن وبناء الدولة. مؤتمر يكون فيه مكان للروح الثورية والتقدمية التي ألهبت وتلهب حركاتنا الشبابية الاحتجاجية، وللعقلانية الديموقراطية الليبرالية السياسية التي عليها أن توجه كيفية التعامل مع اختلافاتنا، وللاشتراكية الاجتماعية الإنسانية التي هي أساس تحقيق العدالة بين الناس.

 

نهاية 'الربيع العربي' حيث بدأ

خيرالله خيرالله /العرب/26 آب/16

انتهى “الربيع العربي” حيث بدأ. بدأ في تونس، ويبدو أنه انتهى في تونس. لا حاجة إلى تعقيد الأمور أكثر من اللازم. تونس ليست في وضع أفضل مما كانت عليه عندما كانت في عهد زين العابدين بن علي الذي فقد في السنوات التي سبقت اضطراره إلى التخلي عن السلطة القدرة على معرفة نبض الشارع من جهة، وعمق النقمة على تحول زوجته، ليلى الطرابلسي، وأفراد عائلتها إلى ما يشبه العائلة الحاكمة والمتحكمة بجزء كبير من اقتصاد البلد من جهة أخرى. أين فشلت “ثورة الياسمين”؟ فشلت على أرض الواقع في حين نجحت نظريا، خصوصا عندما أطلقت الحريات العامة، ولكن من دون ضوابط، وأقرّ المواطنون دستورا حديثا بكلّ معنى الكلمة لم يتضمن أي تنازلات تذكر للإخوان المسلمين الذين كانوا يطمحون إلى إقامة نظام جديد على قياسهم. يتبين كلّ يوم أن القوانين الحديثة والمتطورة شيء، فيما يبقى التطبيق شيئا آخر. يمكن الإتيان بأفضل القوانين في العالم وأكثرها حداثة، لكن مشكلة بلد ما لا يمكن أن تُحلّ من دون وجود الأجواء التي تسمح بالاستفادة من هذه القوانين ومن دستور حديث لا يعني وجوده أو عدم وجوده شيئا للمواطن العادي الباحث عن لقمة العيش أوّلا.

فشلت “ثورة الياسمين” على أرض الواقع نظرا إلى أنها لم تحافظ على أي من المقومات التي ميّزت تونس منذ الاستقلال إن على صعيد ضمان الأمن للمواطن العادي، أو على صعيد تحقيق تقدم في المجال الاقتصادي… أو في مجال المستوى التعليمي والمحافظة على حقوق المرأة وعلى نمط معين للحياة في المجتمع. كلّ ما هناك أن الإخوان المسلمين في تونس، الذين يدَّعُونَ الآن أنّهم مع الدولة المدنية، مازالوا ينتظرون الفرصة المناسبة للانقضاض على السلطة إما مباشرة وإمّا بطريقة غير مباشرة، وذلك في ظل التدهور الذي يضرب كل القطاعات بدءا بالمجتمع ومستوى الرقيّ فيه على كلّ صعيد، خصوصا لجهة العادات اليومية والملبس والتصرف في الأماكن العامة… يعرف الإخوان المسلمون، الذين يسمون أنفسهم “النهضة” أن الوقت لم يحن بعد لتسيير أمور البلاد على نحو مباشر. الأهمّ من ذلك أن زعيمهم راشد الغنّوشي يدرك أنه ليست لديه حلول لأي من المشاكل المطروحة، لا على الصعيد السياسي ولا على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو الأمني. لماذا، إذا، الغرق في مشاكل تونس التي لا حلول لها في المدى المنظور في حين يمكن الاكتفاء بالاستفادة مما يمكن أن توفره السلطة من مكاسب على كل المستويات، وإلقاء مسؤولية أي فشل على الآخرين في الوقت ذاته؟

يبدو أن إلقاء المسؤولية على الآخر، خصوصا على “نداء تونس” ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، في أساس إستراتيجية “النهضة” التي بات في استطاعتها استغلال الحال السائدة في البلد كي تتابع عملية التسلل إلى المجتمع، خطوة خطوة، بهدف ترويضه وتغيير تطلعاته. هناك ثروة في تونس اسمها ثروة الإنسان. هذه الثروة مكنت التونسيين من تطوير بلدهم في ظروف مختلفة وصعبة، معتمدين قبل أي شيء على مجتمع منفتح، وعلى برامج تعليمية متطورة أهلتهم ليكونوا على تماس مع ما يدور في العالم المتحضر، خصوصا في أوروبا.

ليس صدفة أن إعلان يوسف الشاهد عن أسماء أعضاء حكومته الجديدة ترافق مع مطالبة “الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان”، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بإلغاء اتفاق يبيح للواعظ والإمام العمل في المراكز المتخصصة برعاية الطبقات المهمّشة. هذا الطلب الذي تقدمت به هذه المجموعة يكشف مخططات “النهضة” والتنظيمات المتطرفة التي نشأت في كنفها. الهدف، بكل بساطة، نقل التونسيين من متعلقين بثقافة الحياة، إلى عالم الارتباط بثقافة الموت والبؤس.

في عهد حكومتيْ “النهضة”، أي عهد حكومتي حمادي الجبالي وعلي العريض، اغتيل سياسيان تونسيان معاديان للتطرف الديني بكل أشكاله. اغتيل شكري بلعيد، وكان العريّض وزيرا للداخلية، واغتيل بعد ذلك محمّد براهمي. أين نتـائج التحقيق، علما أنّ الجهات التي غطت الاغتيالين معروفة؟

ساءت الأمور في مرحلة ما بعد “ثورة الياسمين” إلى أبعد حدود. من حسنات زين العابدين بن علي أنّه حافظ على البعض من إرث الحبيب بورقيبة باني الدولة الحديثة في تونس. كان يكره بورقيبة لأسباب ذات طابع شخصي مرتبطة بعجزه عن فرض هيبته من دون اللجوء إلى القمع، أو إلى الاستعانة بشخصيات ضعيفة لا تعرف من قاموس السياسة والتعامل مع رئيس الدولة غير كلمة واحدة هي كلمة “نعم”.

يروي زميل لي مقيم حاليا في تونس أن كلّ شيء صار أسوأ في تونس. الاقتصاد أسوأ، الأمن أسوأ، الأداء السياسي أسوأ. ولكن أسوأ ما في الأمور أن التونسي لم يعد يحبّ العمل. إنّه يتوقع من الدولة أن تأتي إليه براتبه الشهري من دون أن يكون مستعدا لبذل أي جهد في المجال الوظيفي. يقول هذا الزميل إن عمال النظافة أضربوا من أجل تحويلهم إلى موظفين مثبتين بعدما كانوا مجرد مياومين. عندما كان هؤلاء مياومين كانوا يقومون بالمطلوب منهم. عندما أصبحوا مثبتين صاروا يكتفون بقبض مرتبهم من دون وجود من يحاسبهم أو من يجبرهم على أداء المطلوب منهم.

يضيف هذا الزميل أنّ الأمن كان سائدا في عهد بن علي. صحيح أن الشرطي كان يرتشي، لكنه كان يؤدي مهمته في مجال المحافظة على الأمن. كان الأمن هو القاعدة والرشوة هي الاستثناء. الآن، صار الشرطي يرتشي فقط… أمّا تأمين الأمن للمواطن فهو آخر همومه!

هناك انسداد كامل في تونس على كلّ المستويات، خصوصا في ظلّ وجود رئيس للجمهورية هو الباجي قائد السبسي اقترب من التسعين من العمر. لن يملأ الفراغ الناجم عن غياب الشخصية المحورية في البلد أي دستور من أيّ نوع كان، مهما كان عصريا. في النهاية لا مفرّ من التساؤل كم عدد المستثمرين الأجانب في تونس منذ “ثورة الياسمين”؟ كم عدد فرص العمل التي خلقتها “الثورة”؟ كم ارتفع المستوى التعليمي؟ كم زادت مساحة الأراضي المخصصة للزراعة؟ كم زاد عدد السيّاح؟ ماذا عن الصناعات التحويلية التي كانت عماد الاقتصاد التونسي والقطاع الأكبر فيه قبل السياحة والزراعة؟

سيل الأسئلة لا يتوقف عند حدّ معيّن. في عهد بن علي، افتقدت تونس بورقيبة. في عهد “نداء تونس” و“النهضة”، تفتقد تونس بن علي. هذا أمر مؤسف. كيف يمكن لبلد فيه كل هذه الحضارة، بدءا بجامعة الزيتونة، التي تعتبر من أقدم الجامعات في العالم، وثمة من يقول أقدمها، أن يشهد مثل هذه التحولات التي يشهدها الآن؟ لم يعد اسم تونس مرتبطا سوى بالفساد والمحاصصة السياسية وما يعتبر أخطر من ذلك كلّه، أي تدهور المجتمع في ظل التطرف والإرهاب. هل نقول وداعا لتونس… أم لا تزال فيها نواة صالحة قادرة على مواجهة التخلف انطلاقا من إرث بورقيبة ودولة المؤسسات التي بناها، والتي ساهمت في جعل المجتمع يتصدى للمحاولات المستمرّة للإخوان المسلمين من أجل إخضاعه؟

 

موسكو – طهران: سر الأيام الستة!

محمد قواص/العرب/26 آب/16

في الـ16 من الشهر الحالي أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية انطلاق قاذفات إستراتيجية من نوع توبوليف 22 من قاعدة “نوجه” في منطقة همدان غرب إيران باتجاه أهداف لتنظيميْ داعش والقاعدة في سوريا. تولت الماكينة الإعلامية الروسية الدفع بمعلومات تقنية حول الحاجة للانطلاق من إيران ومخاطر الإقلاع من قاعدة حميميم في سوريا والحاجة إلى ارتقاء الهجمات الروسية من خلال القطع الإستراتيجية، على ما يفسّر ويبرر “خيار همدان” (للمفارقة القاعدة أقيمت لضرب الاتحاد السوفييتي أيام الحرب الباردة). ألحقت موسكو بأخبار همدان معلومات عن طلب من إيران والعراق لفتح أجوائها لمرور الصواريخ المجنحة من طراز “كاليبر”، فيما تولّت المنابر الإيرانية الإسهاب في الحديث عن “الحلف الإستراتيجي” و“التنسيق المشترك” و“الأهداف المشتركة للبلدين”، وراحت المنابر الإعلامية الناطقة بالعربية التابعة لإيران تتحدث عن تحوّل إستراتيجي كبير سيرسم خارطة جديدة للمنطقة برمتها.

من 16 وحتى 21 من الشهر الحالي صدّعت إيران وتوابعها رؤوس المراقبين بالتطبيل للحدث الجلل، لكنها اكتشفت بعد 6 أيام “حساسية” غزت كيانها، فخرج وزير الدفاع العميد حسين دهقان مزمجراً غاضبا يطلق تصريحات يختلط داخلها الحرص على دوام الودّ مع روسيا والعتب المائل إلى الزجر بها.

وللأمانة، صدق الوزير الإيراني في وصف السلوك الروسي بالإعلان عن قضية قاعدة همدان بالاستعراضي، وربما غاب عن بال دهقان أن كل ما أرادته موسكو من حكاية القاعدة الجوية الإيرانية هو لدواعي الاستعراض، والاستعراض فقط، ولم تقتنع عيون الدول الكبرى المصوّبة على منطقة الشرق الأوسط بالمسوّغات الموضوعية الطارئة التي استدعت دفع القاذفات الإستراتيجية الروسية إلى قلب المعركة في سوريا. وصدق الوزير الإيراني حين استنتج بعد 6 أيام أن موسكو تمنّي النفس بالتفاتة أميركية على تطوّر أُريد له أن يكون انقلابيا، غير معنيّة بما هو تحول إستراتيجي هللت له منابر طهران.

وللأمانة أيضا، فإن طهران، ومن خلال وزير دفاعها، وهو واحد من كبار جنرالات الحرس الثوري، أرادت الردّ على الافتتاح الاستعراضي لحدث همدان بنهاية استعراضية تئد بها خيبتها وتفجر من خلالها حنقاً سابقاً على توقيت انطلاق الـ”توبوليف”. فالسلوك الروسي في الإعلان عن أمر همدان كان بالإمكان معالجته، بين الحلفاء، في هدوء وصمت وخلف الكواليس، لكن الحاكم في إيران، على لسان وزير دفاعه، ارتأى اللجوء إلى الاستعراض للخروج من حرج غامض ومن “سوء تفاهم وتقدير” ارتكبه الحليف الصديق بحقّ سيادة إيران وكرامتها.

في مطالعة الجنرال حسين دهقان الاتهامية ردح ملتبس يعكس تخبطا في إخراج “العراك” الواجب مباشرته مع “أصدقائنا في روسيا”. يتهم الرجل الروس بأنهم “يريدون إظهار أنفسهم كعنصر مؤثّر في ميدان العمليات في سوريا”. غاب عن بال الرجل أن روسيا هي دولة عظمى من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي من الدول التي تمتلك ترسانة نووية كانت تقارع بها القـوة النووية للغرب بأجمعه في عهد الاتحاد السوفييتي، وهي، ومنذ بدء عملياتها العسكرية في سوريا (30 سبتمبر 2015)، ليست فقط عنصراً مؤثّراً، بل العنصر المؤثّر الأول في المآلات السورية، وباعتراف وتوكيل دوليين لا شك فيهما. وعليه فإن موسكو لا تحتاج إلى “إظهار نفسها” بكونها تلعب دوراً يحظى بتواطؤ دولي كامل.

لكن الوزير الإيراني يذهب أكثر من ذلك حين يتّهم الروس بأنهم، من خلال المناورة الاستعراضية، يرومون “تحسين مواقعهم في المفاوضات مع الأميركيين وضمان حصتهم في مستقبل سوريا السياسي”. فجأة، وبعد أعوام من تدخل إيران وحرسها الثوري وميليشيات العراق ولبنان وأفغانستان الشيعية التابعة لها، وبعد تدخّل قوة كبرى حليفة كروسيا بعتادها وسلاحها وترسانتها المتقدمة وقاذفاتها الإستراتيجية، تستسلم إيران لحقيقة أن مستقبل سوريا السياسي ما زال رهن الإرادة الأميركية التي تسعى موسكو لنيل بركتها لتوطيد نفوذ طموح لها في سوريا. واللافت في استياء طهران من كشف موسكو لنشاط قاعدة همدان، هو احتجاجها على إفشاء سرّ تعرفه كل أجهزة المخابرات الدولية، والتي تراقب ليل نهار بشكل روتيني حركة المقاتلات الروسية (وطائرات العالم أجمع)، كما لا يبدو أن واشنطن كانت جاهلة بأمر ذلك. ثم إذا كانت إيران تجاهر بحلفها الإستراتيجي مع روسيا فما المخجل من استخدام الحليف لقواعد الحليف، ومن هي الجهة التي أرادت طهران منع تلك “الفضيحة” عن مسامعها؟ تنافست كل الشخصيات التي تتحدث باسم النظام في إيران (لاريجاني، ولايتي، بروجردي، شمخاني.. إلخ) قبل “غضب” حسين دهقان على تأكيد أن إيران لم تقدم أي قاعدة لروسيا، وأن كل ما في الأمر هو استخدام عرضي مؤقت للتزود بالوقود، وأن لا اتفاق روسي بين الدولتين حول مسألة القواعد، وأن روسيا نفسها لم تطلب أساسا الاستقرار في أي قـاعدة عسكرية إيرانية، ومع ذلك اختصر الجنرال الإيراني الأزمة، التي لم تعد صامتة “لن نقدم أي قاعدة في أراضينا مهما كانت الظروف وهم لن يبقوا هنا”.

ويجوز السؤال عن سرّ الأيام الستة التي أُعلن في سابعها عن انتهاء العمليات الإستراتيجية الروسية من قاعدة همدان، وعن سر التحول في المزاج الإيراني من غبطة وحبور إلى حنق ووجوم. لكن كلمات دهقان لا تخفي سرّا وهي تعبّر عن خلاف حاد بين الدولتين في الشأن السوري على الرغم من جهد دبلوماسي تجميلي يوحي بعكس ذلك. وكان سبق لجنرالات في الحرس الثوري أن أفرجوا عن غضب من تقاعس روسيا عن مواكبة الجهد العسكري الإيراني في سوريا ما تسبب بنكسات موجعة لقوى إيران العسكرية في الميدان. وسبق لمحيطين بحزب الله أن جاهروا بتوجيه اللوم لروسيا على تصاعد أعداد قتلى الحزب هناك. لكن تعبيرات الامتعاض وصلت إلى حدّ انتقاد الرئيس الإيراني حسن روحاني نفسه للأداء الروسي في مارس الماضي والتشديد على أن طهران “لا توافق على أي خطوة تقوم بها موسكو في سوريا”.

ولا ريب في أن الخيبة الإيرانية من روسيا تتناسل من خيبة العقم الذي وصل إليه الاتفاق النووي الشهير. عوّلت طهران على أن تفتح لها “عقيدة أوباما” الباب واسعاً أمام شراكة أميركية إيرانية في المنطقة، فإذا بتلك الشراكة باتت أميركية روسية تستخدم إيران وقواتها وقاعدتها في همدان وقودا. وفيما روّجت طهران لاقتراب من موسكو يثير غيرة واشنطن، بدا أن الخيار التركي لفلاديمير بوتين بات أكثر جذبا على ما يمكن أن يراعي هواجس أنقرة في سوريا على حساب تصورات طهران هناك.

تلعثمت طهران في إدارة “العتب” إزاء موسكو. عجّلت بعد قصائد دهقان في إطلاق التصريح ونقيضه حول رحيل الطائرات الروسية عن القاعدة الإيرانية وتأكيد بقائها، ثم بشّرت بتكلّف مبالغ فيه بأن طائرات روسية تدخلت في سماء حلب استجابة لطلب إيراني.

تعاملت روسيا مع الغضب الإيراني ببرودة وروية أُريد منهما تبريد التوتر واستيعاب شططه. حتى أن كافة المحللين السياسيين الروس الناطقين بالعربية أجمعوا، وكأنهم تلقوا كلمة سرّ مركزية، على انتقاد السلوك الروسي الذي “لم يراع الحساسيات الإيرانية”.

إلا أن اللافت في ألعاب الاستعراض الروسي الذي سكت عنه الإيرانيون 6 أيام، ما صدر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، تعليقاً على استخدام روسيا قاعدة جوية إيرانية “الأمر مؤسف لكنه غير مفاجئ”.

خاب الاستعراض الروسي ولم تجد إيران فيه إلا ضجيجا صبيانياً لا تحتمله ذائقة الوزير دهقان وقومه.

 

روسيا وإيران: خداع متبادل

حسان حيدر/الحياة/25 آب/16

قرار طهران بوقف استخدام إحدى قواعدها الجوية لتزويد القاذفات الروسية بالوقود في غاراتها على المعارضة السورية، بعد استيائها من «قلة كياسة» موسكو، ليس مجرد تشتيت لإحراجات إيرانية داخلية فحسب، بل يعكس أيضاً مزاجية العلاقة بين الدولتين وهشاشتها، وما تنطوي عليه من خداع متبادل، على رغم تشديد الطرفين على بعدها الاستراتيجي والمصالح الطويلة الأمد التي تخدمها، والتي تبقى محل تقييم. انتظرت إيران أياماً قبل أن تستفيق على «وقاحة» الروس وانفرادهم بالإعلان المتلفز عن نشر طائراتهم، في استهانة واضحة بها. والسبب الذي قدمته لامتعاضها أن الروس نقضوا اتفاقاً بالحفاظ على السرية التي تنتهجها هي استراتيجية دائمة منذ وصول رجال الدين إلى السلطة قبل نحو أربعة عقود. فالعمل في الخفاء تقليد معتمد لدى طهران التي رفعت طويلاً، على سبيل المثال لا الحصر، شعارات العداء للولايات المتحدة فيما كانت تفاوضها في السرّ. أدركت طهران أن إعلان موسكو الصاخب كان استدراج عروض للأميركيين يستهدف إقناعهم بالدخول معها في اتفاق شامل حول سورية، بدلاً من الاعتراف المتدرج البطيء بدورها ونفوذها. فبوتين قد يكون مستعجلاً للحصول من باراك أوباما على أقصى ما يمكنه، قبل وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض، ربما بات مقتنعاً أنه لن يكون «صديقه» دونالد ترامب. لكن سكوت طهران عن الإعلان الروسي أسبوعاً، كان أيضاً يستهدف الضغط على الأميركيين قبل الانتخابات لتسريع إلغاء العقوبات الذي لا يزال يطبق بالقطارة، والاعتراف الواضح بنفوذها الإقليمي، وخصوصاً في العراق حيث تتشدد واشنطن في شروط ما بعد استعادة الموصل من «داعش» وفي دور الميليشيات الموالية لإيران في المعركة المنتظرة وفي مستقبل بلاد الرافدين، بما فيها إقليم كردستان الإشكالي.

وقد يكون حديث وزارة الدفاع الروسية عن احتمال توقيع اتفاق مع إيران مماثل لذلك الموقّع مع سورية، أثار حفيظة طهران المعتدّة بنفسها، والتي تعرف تماماً أن الاتفاق الذي سمح لروسيا بتوسيع انتشارها العسكري والتحكم بغرفة العمليات المشتركة مع الجيش النظامي السوري، تضمن انتهاكاً فاضحاً للسيادة الوطنية، وجاء مذلاً للحكم في دمشق، وأظهره مجرد تابع ينفذ الأوامر، إلى حد استدعاء بشار الأسد إلى القاعدة الروسية لتلقي تعليمات وزير دفاع موسكو. أما إيران فتعتبر نفسها لاعباً مهماً في المنطقة على قدم المساواة مع روسيا، إن لم تكن أهم منها، بسبب القرب الجغرافي والتاريخ المشترك.

وبالتأكيد فإن أحد الأسباب التي دفعت طهران إلى التراجع عن الاتفاق، هو أن القصف الروسي لم يغير عملياً الكثير على الأرض، لا سيما في منطقة حلب، حيث لم يتمكن الجيش النظامي والميليشيات الإيرانية من توظيف تكثيف الغارات في تغيير الواقع الميداني. بل أن الخطوة الروسية قد تكون السبب في اتخاذ الأميركيين إجراء مقابلاً يتناقض مع سياستهم بعدم التدخل المباشر، عندما أرسلوا طائراتهم لحماية مستشاريهم العسكريين العاملين مع «قوات سورية الديموقراطية»، في تلويح باحتمال إقامة منطقة حظر جوي تطالب بها المعارضة السورية منذ سنوات، وقد تشمل الطيران الروسي. فإذا قاست إيران مدى نجاح الخطوة بنتائجها تبين لها أن النتائج جاءت عكس ما ترغب، لأن توسيع التدخل الدولي في سورية أياً كان حجمه يأكل من دورها ونفوذها. وفي حين تتصرف روسيا باعتبارها دولة كبرى تأخذ في حسابها تجاذباتها في شكل خاص مع الأميركيين والأوروبيين، في مناطق أخرى مثل أوكرانيا، ولا تجد حرجاً في التلميح إلى أن مصلحتها في استمرار منفذها على البحر المتوسط عبر سورية أهم من مصير الأسد على المدى الطويل، أو من تحويل سورية إلى كيان فيديرالي، تعتبر إيران أن تغيير النظام السوري أمر غير خاضع للنقاش، وأنها تخوض في سورية معركة «حياة أو موت» وتدافع عن نظام «الجمهورية الإسلامية» نفسه.

وثمة في طهران من يرى أن الإيرانيين يقدمون «التضحيات» في سورية من مالهم وجنودهم وميليشياتهم، فيما يقطف الروس وحدهم «الانتصارات» السياسية والخبطات الإعلامية.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية - فشل خطة بوتين في سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار/26 آب 2016

"الانطباع السائد لدى الكثيرين هو أن روسيا ربحت معركة سوريا وانها سيدة الموقف وتملك مفاتيح الحل وقادرة على مواصلة الحرب وتحقيق السلام، وأن الولايات المتحدة خسرت هذه المعركة ورضخت ضمناً للمطالب والشروط الروسية. لكن الحقائق والوقائع المجرّدة والصلبة تنسف هذا الانطباع السريع وتظهر ان خطة الر ئيس فلاديمير بوتين في سوريا فشلت في تحقيق أهدافها الأساسية على رغم النفوذ العسكري الكبير لموسكو في هذا البلد، وأن التعاون الروسي – الايراني لم يمنع وجود خلافات وتجاذبات بين الطرفين حول مسألة استخدام الروس قاعدة همدان لتوسيع نطاق عملياتهم الحربية وحول مسائل أخرى". هكذا اختصر مسؤول أوروبي بارز معني بالملف السوري الوضع وقال: "خلافاً للانطباع السريع السائد فإن ادارة الرئيس باراك أوباما لم ترضخ للمطالب والشروط الروسية بل نفّذت استراتيجية تقوم على رفض التورّط عسكرياً مباشرة من أجل إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وترك الروس والايرانيين يتورّطون أكثر فأكثر في حرب ليست لها نهاية وغير مجدية من غير حل سياسي حقيقي شامل للأزمة، وليست لديهم القدرة على وقفها وتحقيق النصر. وتعمل الإدارة الأميركية في الوقت عينه علناً وسراً بوسائل متنوّعة من أجل تغيير النظام وإبعاد الأسد عن السلطة وإحباط الخطط الروسية، وقت تمتنع واشنطن عن المواجهة مع موسكو وتواصل الحوار والتنسيق معها من أجل محاولة انجاز تفاهم ما يساعد على حل الأزمة ولكن من غير جدوى حتى الآن".

وأوضح المسؤول الأوروبي أن خطة بوتين في سوريا ترتكز على العناصر الأساسية الآتية:

أولاً، الحرص على التعاون في وقت واحد مع أميركا وايران على رغم تناقض مواقف هذين البلدين وأهدافهما من أجل تعزيز الدور الروسي وإنجاز حل للأزمة مناسب لموسكو.

ثانياً، التعاون مع ايران من أجل منع انهيار نظام الأسد وتعزيز مواقعه عسكرياً والتمسّك به سياسياً وديبلوماسياً، والعمل على إضعاف قوى المعارضة الى اقصى حد وخوض معارك مشتركة مع النظام والايرانيين ضد المعارضين والثوار والمدنيين على حد سواء، ألحقت خسائر بشرية كبيرة ودماراً وخراباً واسعين وزادت حجم الكوارث في هذا البلد.

ثالثاً، التعاون مع أميركا من أجل اطلاق عملية التفاوض في جنيف استناداً الى شروط وأسس تحددها موسكو وتختلف جذرياً عن التفاهمات الأميركية – الروسية والقرارات الدولية. فالقرارات والتفاهمات الدولية التي شاركت موسكو في صوغها وإقرارها وتبناها مجلس الأمن تنص على أن الحل السياسي الحقيقي للأزمة السورية يتطلب نقل السلطة الى نظام جديد تعددي، الأمر الذي يعني ضرورة إنهاء حكم الأسد. لكن القيادة الروسية تخلت عملياً عن هذه القرارات والتفاهمات وركزت جهودها على محاولة اقناع أميركا بدعم عملية تفاوض تؤدي الى الانتقال من نظام الأسد الى نظام يقوده الأسد، من طريق تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم "معارضين" مقربين من موسكو ومن النظام، وتنظيم انتخابات يشارك فيها الأسد وتشرف السلطات السورية وليس الأمم المتحدة على اجرائها.

وفشلت خطة بوتين في تحقيق أهدافها الأساسية اذ أن الإدارة الاميركية رفضت هذه المطالب والشروط الروسية ولم تستطع القيادة الروسية اقناع واشنطن وحلفائها بقبول بقاء الأسد في السلطة والتفاوض معه على حل الأزمة، كما لم تستطع إلغاء المعارضة السورية الحقيقية المعتدلة أو تقليص دورها في المفاوضات. واستناداً الى المسؤول الأوروبي فإن بوتين يواجه خيارين أساسيين بعد فشله في تحقيق أهدافه الأساسية: الخيار الأول هو العمل جدياً بالتعاون مع ايران على وقف العمليات العسكرية في حلب ومناطق أخرى وإرسال المساعدات الانسانية الى المحاصرين في إشراف الأمم المتحدة، وإطلاق مفاوضات جدية في جنيف بين النظام والمعارضة من أجل تنفيذ القرارات والتفاهمات الدولية وتحقيق التغيير الكبير في سوريا، والخيار الثاني هو السعي الى فرض "السلام الروسي" بالقوة على المعارضين والدول الداعمة لهم. لكن هذه مهمة بالغة الصعوبة والتعقيد ولن تؤدي في أي حال الى انقاذ سوريا من كوارثها والى تسوية مشكلاتها الهائلة، بل ستطيل الحرب وتزيد تورّط روسيا في الساحة السورية ولن تحقق لها تالياً أي مكاسب مهمة. تبقى الحقيقة الأساسية وهي أن خطة بوتين في سوريا فشلت في إنجاز اهدافها الأساسية على رغم كل ما يُقال علناً في هذا الشأن

 

الجميع يناور في سورية تمريراً للوقت الأميركي الضائع

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/25 آب/16

مهمٌّ جدّاً أن تكون «وحدة سورية أرضاً وسيادة» المبدأ الأول في «التفاهم الثلاثي» الروسي – الإيراني – التركي، مهمٌّ أيضاً أن تكون «محاربة الإرهاب» هدفاً لجميع المتدخّلين في سورية، ومهمٌّ أكثر فأكثر أن تكون عودة المهجّرين واللاجئين الى مواطنهم في طليعة أهدافهم… لكن الأهمّ معرفة مَن يخدع مَن في عملية تغيير التحالفات هذه، وبالتالي مَن سيكون الرابح أو الخاسر فيها، خصوصاً أن هذه الأطراف الثلاثة وشريكها الرابع، نظام بشار الأسد، لم تتحدّث في غمار ترتيب تقارباتها عن «وقف الحرب» أو حتى عن «هدنة»، بل استهدفت الأكراد مفتتحةً حرباً أخرى داخل «الحرب على الإرهاب».

أين الولايات المتحدة مما يجري؟ هو السؤال الذي يتردّد حالياً، وجوابه أن «البطّة العرجاء» دخلت في غيبوبة الانتخابات الرئاسية. لم تتوصّل الى تنسيق متقدّم مع روسيا، لا عسكرياً ولا استخبارياً ولا سياسياً، ولم تظهر على الشاشة إلا لإنذار نظام الأسد بوقف هجمات طيرانه على قوات «حزب الاتحاد الديموقرطي» (الفرع السوري لـ «حزب العمال الكردستاني») في الحسكة. لم يكن لديها موقف واضح لتهدئة هواجس تركيا حيال طموحات هذا الحزب الكردي ومشاريعه. والواقع أن الحراك الإقليمي الراهن، بإشراف روسي، هو نتيجة مباشرة وطبيعية للغموض أو اللاسياسة الأميركيَّين. فإدارة باراك أوباما قادت «حلفاءها» من سوريين وعرب وأتراك وأوروبيين الى المجهول، بعدما بالغت في منعهم من بناء أي توازن مع الحلف الروسي – الإيراني، وبالتالي كانت تُضعِف «الحل السياسي» أو ترجّحه لمصلحة الأسد وحلفائه.

لذلك، فإن صمت واشنطن حيال «التفاهم الثلاثي» الناشئ قد يكون مباركةً له طالما أن «التنازلات» الرئيسية لروسيا وإيران لم تأتِ منها بل من تركيا، مطمئنةً الى أن التنازل التركي العلني يتناغم عملياً مع التنازل الأميركي السرّي وإنْ لم يتمّ بالتنسيق مع واشنطن ولم يجيّر لمصلحتها بل لمصلحة روسيا واستراتيجيتها في إدارة الأزمة السورية. لكن الصمت قد ينطوي على انزعاج أميركي من تركيز أطراف «التفاهم» على زعزعة «الورقة الكردية» التي لعبتها واشنطن تحت راية «محاربة داعش»، ولم تكترث للقلق الذي أثارته لدى أنقرة أولاً ولدى طهران ودمشق لاحقاً، ما أدّى الى تقاطع مصالح هذه العواصم. وعلى رغم أن تفاهماً مع الأميركيين دفع الروس أيضاً الى الانفتاح على الأكراد وعرض المشاركة في تسليحهم وحتى دعم اعتمادهم النظام «الفيديرالي» وفرضه على أي حل سياسي، وصولاً الى فتح ممثلية لهم في موسكو، إلا أن استمالة تركيا استحقّت تجميد أو التظاهر بتجميد هذا التفاهم.

بين الأسباب التي كانت أقنعت روسيا باستقطاب أكراد الفرع السوري لـ «بي كي كي»، أن هؤلاء ظلّوا طوال الأعوام الخمسة الماضية متعاونين مع حليفيها النظامين الإيراني والسوري، وتم توظيفهم (كما وُظّف «داعش» في بداياته) في إضعاف سيطرة المعارضة والحدّ من انتشار «الجيش السوري الحرّ»، كما في مناكفة تركيا وإثارة أكرادها وحض الـ «بي كي كي» على استئناف عملياته ضد الجيش والشرطة التركيين. غير أن نفوذ طهران ودمشق لدى أكراد صالح مسلم راح يتراجع تدريجاً مع تطوّر علاقة هؤلاء مع الأميركيين الذين أشعروهم بأن قتالهم ضد «داعش» يمكن أن يُكافأ بإقليم كردي في شمال سورية وفقاً لسيناريو الإقليم الكردي في شمال العراق، على رغم اختلاف الظروف. وبما أن روسيا تتصرّف في سورية وفقاً لحاجاتها، فقد أخذت في الاعتبار خشية حليفيها الإيراني والأسدي من انقلاب «الورقة الكردية» ضدّهما، وبعد مصالحتها مع أنقرة وجدت الفرصة سانحة لمقايضة تجميد انفتاحها على الأكراد وتقديم «ضمانات» لمنع إنشاء كيان كردي على حدودها (وهي ضمانات تلكّأت أميركا في توفيرها) لقاء تغيير تركيا مقاربتها الأزمة السورية وتخلّيها عن مطلب «رحيل الأسد»، وبالتالي دعمها حلاً سياسياً يبدأ بـ «حكومة وحدة وطنية» تضم معارضين تحت رئاسة الأسد لمرحلة انتقالية وصفتها إعلانات بن علي يلديريم الترويجية بـ «القصيرة».

لا شيء يضمن ثبات الموقف الروسي لأن الأولوية عند موسكو تبقى لمصالحها وللتفاهم حيثما أمكنها ذلك مع الولايات المتحدة، وإذا اقتضت القبول بإقليم كردي سوري فإنها لن تعرقل قيامه. وفيما دخل الروس وسواهم مرحلة انتظارالإدارة الاميركية المقبلة وخياراتها، فإن ذلك لا يمنع موسكو من استغلال الوقت الضائع بمزيد من الإذلال لإدارة أوباما بتجريدها من الحليف التركي أو بتقاسمه معها، أقلّه في المعادلة السورية. لذلك، قد يكون في مصالحة فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان جانب استراتيجي أبقي بعيداً من الأضواء وشكّل قاعدة صلبة للتغيير التركي، الذي لم يظهر منه حتى الآن سوى العناوين. فخطورة المسألة الكردية هي داخلية بالنسبة الى تركيا قبل أن تكون على الحدود مع سورية، وبالتالي فإن «الضمانات» التي تطلبها تتعلّق بأمنها القومي وثبات كيانها الجغرافي وبوقف عملية «تصحيح سايكس – بيكو» لإنصاف الشعب الكردي.

لم يرَ الإيرانيون ضرورة لإبراز «وحدة سورية» إلا في سياق اجتذاب تركيا الى المحور الذي يضمّهم مع روسيا ونظام الأسد، وتفعيلاً للتوافق الذي نشأ مع الأتراك في مواجهة الخطر الكردي. قبل ذلك، كانت طهران طرحت نفسها شريكاً لأي قوة دولية تريد تغيير خرائط المنطقة، وعندما كانت تحقق «انتصارات» ميدانية في سورية، لم يتردّد بعضٌ من مسؤوليها وأبواقها في التفاخر بأن إيران هي التي تقود «تصحيح سايكس – بيكو» بخريطة جديدة من ابتكاراتها. وبعد التوقيع على الاتفاق النووي، ظنّ الإيرانيون أنهم تموقعوا جيداً لإدارة المنطقة كقوة ثالثة بين روسيا والولايات المتحدة، لكن هذا الشعور بفائض القوة راح يتقلّص بعدما اضطر المرشد علي خامنئي لطلب التدخّل الروسي في سورية، وبعد سلسلة خسائر بشرية في العديد من الجبهات، ثم باضطراب مناطق الكرد داخل إيران، وأخيراً بإعارة قاعدة همدان الجوية للروس وما استتبعها من تداعيات. بل يبدو أن طهران أدركت أن موسكو ذهبت بعيداً في ضماناتها لمصالح تركيا في شمال سورية، لكنها لم تبدِ حماسة لضمان المصالح الإيرانية، ففي نهاية المطاف يعطي الموقع الجغرافي لتركيا ميزات وإمكانات للعب دور عسكري لا تملكها إيران للعب دور مماثل.

الأكيد، أن خطب ودّ أنقرة يستدعي قبول نفوذها في شمال سورية، وهو ما أوحت به روسيا وإيران، وما باشرت تركيا ممارسته في منطقة جرابلس التي طالما اعتبرتها «خطاً أحمر» لأمنها القومي، سواء لضرب «داعش» وطرده منها، أو لمنع الأكراد من الوصول الى عفرين، غرب الفرات، تحت غطاء «قوات سورية الديموقراطية». هذا لا يعني أن روسيا وإيران ونظام الأسد تخلّوا عن هدف استراتيجي آخر هو إضعاف المعارضة السورية بل تصفيتها للتمكّن من فرض «حل سياسي» بشروطهم. والمطلوب من تركيا أن تنخرط في هذا المسار الذي سينعكس بالضرورة على دعمها الفصائل، ولذلك تباطأت الحملة للسيطرة على حلب كاملة. فليس متاحاً لتركيا أن تنال مصلحتها وأن تواصل الحرب على النظام كما في السابق، وقد تحاول إقناع حلفائها الجدد بإبقاء خطوط التماس على حالها الراهنة لتمرير استئناف التفاوض في جنيف، لكن يصعب أن تنجح في ذلك لأن الأجندات الاخرى تعاكس رغباتها ومناوراتها.

من الطبيعي أن تكون للتوجّهات التركية الجديدة انعكاسات سلبية أيضاً على التنسيق مع جهات عربية عدة في دعم المعارضة. ومع افتراض أن الجانب العربي، الذي خاض مراهنتين خاسرتين على الولايات المتحدة وروسيا، سيحافظ على الحدّ الأدنى من المراهنة على تركيا، فإنه لن يستطيع تقبّل تصفية المعارضة وانفراد الأطراف الدولية والإقليمية بتقرير مصير سورية وشعبها، خصوصاً أن المبادئ المطروحة لـ «الحل السياسي» تبدو صفقة خداع أكثر مما هي مشروع لإنهاء الصراع.

 

التآمر الدولي ضد الشعب السوري: إلى أين؟

عبدالعزيز التويجري/ الحياة/25 آب/16

 محت القوات الروسية والأسدية والإيرانية مدينة حلب الجميلة من فوق الأرض وسوّتها بها، أو كادت. فما يجري في سورية ليس حرباً على الإرهاب يخوضها ما يعرف بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي يبدو أن التوصيف الواقعي له هو التحالف لتدمير سورية وقتل شعبها وتهجيره ومحو المدن وإبادة البشر والحجر والشجر. فظاهر الأمر يدل على أن تنظيم «داعش» غير مستهدف فعلياً بضربات التحالف، فهو يَتَعَاظَمُ شأنه ويَتَفَاقَمُ خطره وتتقوَّى شوكته، بينما تستهدف تلك الضربات الثوار الأحرار والمواطنين العزل الذين يقاومون كل هذا الحشد الإجرامي المتعدد الجنسيات والعقائد.

سورية تباد اليوم إبادة كاملة أمام مرأى من العالم ومسمعه، ولنقل بعبارة أدق، أمام الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية اللتين هما القوتان العظميان القابضتان على زمام مجلس الأمن، الذي صار خاضعاً لهما، فاقداً مصداقيته، ولم يعد كما كان يراد له أن يكون «حكومة العالم»، تضطلع بمسؤولية حفظ الأمن والسلم في العالم، وحماية القوانين الدولية من الانتهاك والعبث بها. وهي إبادة حقيقية وليست مجازية إطلاقاً. إن السؤال الذي ينبغي أن يطرح: هل كل من يحمل السلاح في سورية ويحارب النظام الطائفي، هو من الإرهابيين؟. هذا ما يقوله النظام ومعه روسيا وإيران وتوابعها، وهم كثر. وعلى هذا الأساس، تتضافر جهود هذه الأطراف المتحالفة، لتطهير سورية من شعبها الذي يحمل السلاح في وجه النظام لإسقاطه. الملاحظ أن داعش لا يحارب النظام السوري. صحيح أن هذا التنظيم قد اكتسح مناطق شاسعة من التراب السوري، واحتل مدناً وقرى، لكنه لا يدخل في معارك مع قوات النظام. وإنما المسألة بخلاف ذلك تماماً، فداعش يحارب فصائل المعارضة السورية ويضربها في مقتل، ثم ينسحب من المناطق التي يحتلها ويتركها تحت وابل القصف الهمجي الذي يدمر كل شيء، ما يجوز معه القول إن هذا التنظيم الإرهابي يتصدى لأعداء النظام السوري، ويعمل لحسابه.

إنها المأساة الإنسانية المرعبة التي تفضح التواطؤ بين القوى العظمى في تنفيذ مؤامرة دولية، هي بكل المقاييس، إنذار شديد القوة بإفلاس النظام العالمي وبوار السياسة الدولية، وبدخول العالم مرحلة من الفوضى التي يُنتهك فيها ميثاق الأمم المتحدة، ويتعرض الأمن والسلم الدوليان لأخطار شديدة. وإذا لم يبادر المجتمع الدولي بإزالتها، ستزداد الكوارث المدمرة في المنطقة التي يتحمَّل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية اللاعبون الكبار بالنار، والعابثون بحقوق الإنسان، والمتاجرون بأرواح البشر، في هذه المرحلة العصيبة التي يعيشها العالم، والتي وصل فيها التهديد للسلام العالمي درجة لم يصلها من قبل. إن السياسات المنافقة واللاأخلاقية التي تنتهجها القوى العظمى في تعاملها مع الأزمة السورية، من شأنها أن تزيد في خطورة الأوضاع، ليس في سورية فحسب، وإنما في المنطقة بأسرها، إلى درجة أن بعض المحللين العارفين بخفايا الأمور، يذهبون إلى القول بأن الحرب العالمية الثالثة، إذا ما كانت ستقوم، فستندلع من الأراضي السورية. ونحن لا نرى في هذا الاحتمال مبالغة ما، لأن كل ما يجري في سورية اليوم يسير نحو هذا الاتجاه. لكن الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية ومعهما إيران بأحقادها وأطماعها الطائفية في المنطقة العربية، هي المسؤولة عن تدهور الحالة في سورية إلى هذا المستوى المأسوي.

وفي ظل الوضع الجديد في تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي بدأت معالم من دبرها ودعمها تتضح يوماً بعد الآخر، والتي من أهدافها تقليص الدعم التركي للثوار السوريين، يستمر قتل الشعب السوري وتدمير بلاده في إطار سياسة طائفية مقيتة تهدف إلى القضاء على المواطنين السنة، أو تهجيرهم ليهيموا في أقطار الأرض، وإحلال الشيعة في مناطقهم تستقدمهم إيران من بلدان عدة. وهذا مخطط بالغ الخطورة لا يعرف أحد كيف سينتهي ولا إلى أين يتجه. وما يزيد من تعقيد المسألة ومن خطورة الوضع في سورية، أن ما يجري على الأرض هو نتيجة للتوافق بين القوى العظمى ومعها إيران، هذا التوافق الذي هو القاعدة في التآمر ضد العرب والمسلمين جميعاً، وليس فقط ضد الشعب السوري. والعرب والمسلمون جميعاً، لا يمكن إعفاؤهم من تلك المسؤولية، فالخطر يتهددهم، والتآمر يستهدفهم، وهم أصبحوا في قلب الأحداث، حتى وإن بعُد بعضهم منها جغرافياً. فها هي إيران تعد جيشاً طائفياً متعدد الجنسيات، لتنفيذ خطتها التوسعية جهاراً نهاراً. ولذلك يتوجّب على منظمة التعاون الإسلامي أن تتحرك في اتجاه إنقاذ الشعب السوري من الإبادة الجماعية، وحماية معالم الحضارة الإسلامية في هذا البلد المنكوب، وحماية العالم الإسلامي من حمى الطائفية المقيتة التي تنفخ في نارها إيران ومن يخدم سياساتها.

فالوضع جد خطير، ولا يقبل التأخير.

 

الروس والقاعدة الإيرانية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/25 آب/16

اللغط الذي رافق الإعلان عن اتفاق تمنح إيران بموجبه روسيا قاعدة همدان الجوية العسكرية٬ بعضه لا يستحق أن يناقش بجدية رغم انشغال وكالات الأنباء بتداوله٬ مثل القول بأن البرلمان عارض وعطل الاتفاق. فالبرلمان في إيران لا يستطيع منع مثل هذه الاتفاقيات٬ وما يقال حوله مجرد هراء.

من يعرف تراتبية القرار الحقيقي في سلم الحكم الإيراني يعلم جيًدا أن القرارات العليا فوق سلطة البرلمان٬ والوحيد القادر على منعها هو آية الله خامنئي. وبرلمان إيران٬ مثل معظم برلمانات منطقة الشرق الأوسط٬ جزء من الديكور السياسي. وما اعتذار رئيس الأمن القومي علي شمخاني٬ والمسؤول عن العلاقات مع روسيا٬ عن تصريحاته٬ التي قللت من أهمية اعتراض البرلمان٬ إلا لأنه أحرج النظام السياسي عندما قال الحقيقة. وبعد أن نبهه رئيس البرلمان إلى «آداب الحكم» صحح الوزير لغته وقال إنه لم يقصد إهانة المجلس التشريعي. الخلاف مجرد زوبعة في فنجان٬ والبرلمان ليس من أعاق الاتفاق الاستراتيجي مع موسكو.

الأميركيون يقولون لا الروس ولا الإيرانيون صادقون٬ فالتعاون والقاعدة الجوية والعمل يسير كما كان.

إذا افترضنا أن التراجع صحيح فما الذي حدث؟

يقول رئيس البرلمان علي لاريجاني إن روسيا توقفت عن استخدام قاعدة همدان٬ وأنهت نشاطاتها العسكرية فوق التراب الإيراني٬ وهي رواية من الهين إثباتها أو نفيها٬ لأن الأميركيين يرصدون قاعدة همدان وسينشرون صور وجود القاذفات الروسية عليها إن وجدت٬ خلال الأسابيع القليلة المقبلة٬ مثلما فعلوا في المرة الماضية عندما أعلنت موسكو أنها سحبت معظم قواتها الجوية في سوريا٬ واتضح أنها زادتها. فإن تأكد بأن الروس حًقا أوقفوا تعاونهم العسكري الكبير حينها نكون أمام تبدل إيجابي مهم. أما إن أظهرت الصور تزايد القوات العسكرية الروسية في إيران٬ هنا قد تكون الحكاية أخطر مما نظن.

إن كان تراجع الروس٬ أو الإيرانيين٬ عن الاتفاق الاستراتيجي٬ صحيح٬ فالأرجح أنه قد يعود لاستشعار موسكو خطأ توسيع العلاقة إلى تحالف مع طهران. فقد تشكل تكتل كبير من الحكومات العربية نتيجة مواقف الرئيس الأميركي باراك أوباما السلبية٬ وتوجه إلى رفع مستوى علاقاته مع حكومة فلاديمير بوتين٬ مثل السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت ومصر والمغرب والأردن. جميعها اتجهت شرًقا بعد أن قرر أوباما التصالح مع إيران على حساب أمن هذه الدول ومصالحها٬ ولم أذكر بقية الدول العربية لأن علاقاتها مع روسيا جيدة قبل ذلك.

هذا التكتل العربي يحاول موازنة العلاقة مع نظام طهران٬ ومع أن معظمه يختلف مع روسيا في حربها في سوريا٬ وضد تقاربها مع إيران٬ فهو يسمح بهامش من الاختلاف الضروري في مناخ العلاقات الدولية المعقد. إنما عندما تصبح موسكو حليًفا عسكرًيا رئيسًيا لإيران من المتوقع أن يقلص من تقاربه٬ ويعيد النظر في حساباته وعلاقاته.

المعادلة السياسية بسيطة٬ من يقترب من إيران يبتعد عن العرب.

ولإيران٬ أيًضا٬ حساباتها٬ فقد سبق أن استخدمت التقارب مع موسكو وسيلة لإقناع الأميركيين بأهمية دورها في المنطقة. أما لماذا يحرص الإيرانيون على واشنطن أكثر من موسكو٬ التي ساندتهم في زمن الحصار الغربي٬ فلأنهم تعلموا بأنه يستحيل عليهم تطوير قدراتهم الإنتاجية البترولية دون التقنية الغربية٬ ولا يمكنهم وقف انهيار اقتصادهم دون التداول بالدولار الممنوع عليهم٬ وليس بوسعهم التوسع سياسًيا وعسكرًيا وإقليمًيا دون تحييد الأميركيين. هذا ما يفسر تناقض الإيرانيين في علاقاتهم مع القطبين٬» عين في الشحمة وعين في اللحمة»٬ كما يقول المثل الشعبي.

التقارب الروسي الإيراني سيتسبب في عودة المجموعة العربية إلى واشنطن بعد الانحراف قصير الزمن٬ وسيرفع من وتيرة القلاقل في المنطقة٬ في وقت قد لا يكون حماس الروس هنا سوى تأمين للعبة الأكبر في مناطق نفوذهم الرئيسية في آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية.

 

ماذا يدور حقيقة على الساحة التركية؟

المحامي محمد أمين الداعوق/اللواء/25 آب/16

 ما الذي يدور حقيقةً، على الساحة التركية؟

هل كان الانقلاب العسكري الأخير، هو الانقلاب الأول الذي عرفته تركيا في عهد الرئيس أردوغان؟ أم سبقته جملة من التدابير شبه الانقلابية على صعيد الداخل والخارج؟ هل كانت التغييرات التي استجدت قبل أشهر على مواقع القيادة هي طلائع تلك الانقلابات الداخلية المصغّرة التي دسّت أنفها بتمهل وتؤدة، ثم أحدثت تغييرات ملموسة على مستوى أكثر من موقع قيادي، وفي الطليعة رئاسة الوزراء؟ هل كان إسقاط الطائرة الروسية فوق الأراضي التركية أمراً مدبراً من قِبَل المجموعات العسكرية التي أطلقت الانقلاب، مما دفع الى كل تلك التطورات الدراماتيكية التي أسهمت في قلب الأوضاع؟ وهل تكويعة أردوغان بالاتجاه الروسي، والمصالحة مع مقدماتها الاعتذارية، كانت الجزء الأول، الظاهر والمعلن في الحركة الإنقلابية الأردوغانية أعقبها ذلك التوجه المفاجئ باتجاه اسرائيل، بما أعاد العلاقات الدبلوماسية والسياسية والأمنية والاقتصادية معها إلى سابق ما كانت عليه من أوضاع مستقرّة ومستتبة ومتعاونة مع الحكم التركي؟

هل كان الانقلاب العسكري التركي جزءا لا يتجزأ من مجموعة الأحداث المتتابعة التي استهدفت حكم الرئيس أردوغان، بدفع أساسي من الولايات المتحدة وملحقاتها المستقرّة في بنسلفانيا، وباستهداف أميركي منزعج من عودة الأوضاع إلى طبيعتها ما بين روسيا وتركيا، وما استلحق ذلك من تطورات على الساحة السورية تناولت اللعب بالورقة الكردية العابا خطرة ومتناقضة ومهددة لأوضاع الشعوب ومصائرها وبأرواح السوريين وبوحدة الأرض السورية؟

هل يشكّل تصريح رئيس مجلس الوزراء التركي الأخير الذي لحس مواقف تركيا السابقة واستدار على مواقفه مائة وثمانين درجة، حيث صرّح الرئيس يلديريم «بأنه يمكن أن يكون للرئيس الأسد دور في المرحلة المقبلة لأنه شئنا أم أبينا فإنه أحد اللاعبين هناك»، بينما كان الموقف التركي السابق قائما ومتمركزا على رفض أي دور للأسد سواء في المرحلة الانتقالية أم في المراحل الأبعد المتعلقة بمستقبل الدولة السورية، وهل حرب النظام ضد الأكراد في «الحسكة» هي الثمن المطلوب من الأسد لإبقائه على سدّة الحكم؟

هل التحالف الروسي – الإيراني – الأميركي، بات يشكل جزءا لا يتجزأ من المخططات التركية، أم أنه مجرد مرحلة تكتيكية متداخلة مع متطلبات الحرب السورية بكل أوجهها واتجاهاتها، وهل أن الترتيبات الأمنية القائمة ما بين الولايات المتحدة والأكراد من جهة والنظام السوري من جهة أخرى، وكذلك الحرب القائمة بين الجيش السوري الحر وبعض الفصائل الداعشية، يشكل جزءاً لا يتجزأ من ذلك الاختلاط الغريب العجيب ما بين الوقائع والمصالح الإقليمية والدولية؟ والممتزجة في مطلق الأحوال بدماء السوريين، وما هي الأسباب الحقيقية التي جعلت من العلاقات الأوروبية – التركية حمماً مستعرة يهدد كل من فريقيها الفريق الآخر بشتى أنواع المجابهات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية فضلا عن تلك المتعلقة بالتهديد بإعادة تركيا إلى توجيه أفواج المهاجرين السوريين نحو البلدان المختلفة مضاعفة بذلك المخاطر التي باتت تلك البلدان تستخلصها من تلك المستجدات المهددة لاستقرارها السياسي والاجتماعي والأمني؟

أسئلة تتقاذفها في هذه الأيام العصيبة، جملةٌ من الأحداث والتطورات والتداخلات المصلحية المتعلقة بالدول العظمى والكبرى وأحيانا المتوسطة والصغيرة، وجميعها تصب في شكل خاص، في منطقتنا العربية، وأغلبيتها جاءت بتحريك وتخطيط من جملة من المواقع المخابراتية في العالم، مع تواطؤ واضح وخبيث مع إدارة أوباما سيئة الإدارة والسمعة، والتي ازدادت مؤخرا نسبة رفض سياستها الخارجية من قبل الشعب الأميركي حيث باتت 43% بدل نسبة سابقة كانت تناهز الـ50%.

نشير هذه التساؤلات، ونحن ندرك سلفا أن ما يسيّر الدول في سياساتها الخارجية خصوصا، هو مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية، وندرك بشكل خاص أن المخاطر الكردية بالنسبة للدولة التركية هي قضية جوهرية يرتبط بها الكيان التركي نفسه، مهددة إياه بأفدح الأخطار، كما ندرك بشكل خاص حقيقة وأهمية الروابط الاقتصادية التي تربط روسيا بتركيا، بما فيه تلك المطامع الاقتصادية الروسية بالنفط والغاز السوري المتوقع وجوده في الأرض وفي الشواطئ السورية، والذي تقدّره دراسات دولية أخيرة بنسبة 2.5% من احتياط العالم من النفط و0.1% من احتياط العالم من الغاز، الأمر الذي دفع بالدب الروسي إلى كل هذا الاستقتال بالسعي للاستقرار في سوريا وشفط الحصص الاقتصادية الرئيسية الناتجة عن هذه الثروة المتوقعة، مشفوعة بالمطامح والمطامع الاستراتيجية. وماذا بعد؟ هل استقرّت تركيا على هذا الموقع المستجد والمترجرج ما بين مصالح «ومخاطر» تربطها بأكثر من جهة وأكثر من موقع ولأكثر من سبب؟ هي الأيام والتطورات العملانية على ارض الواقع ينتظرها الجميع، لعل توقعاتها المخيفة تستثني بلادنا ولو جزئيا من هذه الحروب العالمية الحديثة.

 

المعركة في حلب والصراع في إيران!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/25 آب/16

من المؤكد أن إيران كانت تفضل سياسة «التقية» ولم تسعد بإعلان روسيا أنها تستعمل قاعدة عسكرية داخلها٬ فهذا أشعر الإيرانيين بالإحراج؛ إذ لم يكن يجب أن يعرف العالم٬ فإذا بوزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين تفاجئان إيران٬ لكن من أجل حماية حليفها الأسد لا وقت أمام إيران لاستعراض عضلاتها على روسيا٬ فطيران الأخيرة ضروري لحماية النظام في سوريا كما القوات الإيرانية وحلفائها٬ لذلك فإن الطائرات الروسية ستعود لاستعمال القاعدة الإيرانية إنما بعد إيجاد إخراج أفضل لا يحرج «الثورة المكتفية ذاتًيا»٬ وبعد تهدئة البرلمان والشارع. بسبب بشار الأسد٬ فإن سوريا واقعة بين ناري دولتين؛ واحدة يشدها جنون استرجاع الماضي٬ وأخرى فاقدة المصداقية. روسيا تشعر أن الوقت مناسب لتحقيق طموحات سابقة٬ رغم أزمتها المالية والاقتصادية. بعد القاعدة العسكرية في إيران٬ قال مصدر في وزارة الدفاع الروسية إن حاملة الطائرات (الوحيدة) «الأدميرال كوزنتزوف» تخضع لإصلاحات حتى تكون جاهزة في نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل لعمليات طويلة المدى على الساحل السوري. أيًضا دعت موسكو أنقرة لتوفير منفذ لها في قاعدة إنجيرليك٬ في محاولة لتوسيع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط. القاعدة التابعة للحلف الأطلسي تحتوي على ما لا يقل عن 50 رأًسا نووًيا يحمل كل منها مائة ضعف القدرة التدميرية لقنبلة هيروشيما.

إيغور موروزوف٬ عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ٬ قال: «القاعدة الثانية ستكون إنجيرليك٬ وسيكون هذا انتصاًرا آخر لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين».

(صحيفة «إيزفستيا» ­ 20 أغسطس/ آب الحالي). وقال سيناتور آخر٬ هو فيكتور أوزيروف (لوكالة «نوفوستي»): «قد لا تحتاج روسيا لإنجيرليك٬ لكن هذا القرار يكشف نيات تركيا في العمل مع روسيا لمكافحة الإرهاب». وبالنسبة إلى إيران٬ ففي وقت تحاول فيه كل من روسيا وإيران تقليل الطموحات الإقليمية٬ إلا أن مراقبين سياسيين يرون في الأفق استراتيجية روسية أبعد. يقول مصدر روسي: «هناك إمكانية لتوسيع الغارات الجوية الروسية بحيث تشمل العراق». سوريا مهمة٬ لكن هناك ما هو أكثر من ذلك. روسيا تريد بسط نفوذها على كامل المنطقة٬ وأن تكون لها قواعد في كل مكان.. تريد دفع الأميركيين خارًجا لتصبح القوة المهيمنة في المنطقة. يوم الاثنين الماضي أعلن ناطق باسم الخارجية الإيرانية وقف التحرك الروسي من الأراضي الإيرانية٬ ورًدا على سؤال حول عدم إعلان إيران أولاً عن الوجود الروسي٬ ظهر وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان مرتبًكا٬ وقال: «الروس مهتمون بإظهار أنهم قوة عظمى٬ ويريدون ضمان حصة لهم في المستقبل السياسي لسوريا». دهقان نفسه كان قال في مؤتمر صحافي يوم السبت الماضي إن إيران مستعدة لأن توفر قاعدة جوية ثانية لروسيا. ودافع بشكل قاطع عن استخدام الروس قاعدة همدان على أنه يأتي وفًقا للمعايير الدولية في الحروب التقليدية. وأعلن دهقان في محاولة لتهدئة المعارضين الإيرانيين في البرلمان كما في الشارع٬ أن بلاده تسلمت كامل صفقة صواريخ «إس­ 300 لكن وسائل إعلام إيرانية قريبة من «الحرس الثوري» أشارت إلى أن القوات المسلحة الإيرانية «اشترت» من روسيا رشاشات «إيه كيه ­ 103«٬ والمعروف أن الأسلحة الصغيرة لا يشملها بالمنع القرار الدولي «2231.«

وتمادى دهقان في شرح الإقدام الإيراني٬ فقال إن بلاده «تقود التحالف الذي انضمت إليه روسيا٬ والآن من الممكن لتركيا العودة عن سياساتها الخاطئة والعدائية تجاه سوريا والانضمام إلى التحالف».

يقول مصدر روسي: «فوجئت بإعلان وزارة الدفاع الروسية أننا في إيران. اعتدنا على سرية المؤسسة العسكرية الروسية. أعتقد أن الإعلان كان سياسًيا لنثبت للعالم أن روسيا وإيران عسكرًيا مًعا». القاعدة الإيرانية مهمة لروسيا٬ لأن مزيًدا من القصف يعني مزيًدا من الأراضي. وقال مسؤول إيراني إن الترتيب الروسي – الإيراني حدد سوريا٬ لكنه كان استراتيجًيا٬ وتحذيًرا للدول التي تدعم الإرهاب والتي تريد الإطاحة بالأسد. تبعد القواعد الروسية 3 آلاف كيلومتر عن سوريا. في حين أن انطلاق الطائرات من همدان يقلص المسافة إلى 700 كيلومتر٬ وهذا يعني أن طائرات «توبوليف ­ 22« تستطيع زيادة حمولتها.. من روسيا تحمل ما بين 5 و8 أطنان من الذخيرة٬ بينما من إيران تصل الحمولة إلى 22 طًنا. ثم إن طائرات «سوخوي ­ 34 «لا تستطيع أن تصل  إلى سوريا من روسيا من دون التزود بالوقود في الجو. لا يعطي محدثي الغربي أهمية لكل هذه التفاصيل٬ بل يقول إن التوقيت متصل بالوضع المهترئ للأسد وتقدم الثوار في منطقة حلب٬ مما تطلب استجابة فورية. وقد يكون التوقيت نابًعا من الخسائر التي تكبدها «الحرس الثوري» والقوات البرية الإيرانية ومقاتلو «حزب الله» في سوريا٬ ودفع هذا إلى شكوى الإيرانيين من أن التغطية الجوية الروسية غير كافية. لكنه يرى تحسًنا للعلاقات بين روسيا وإيران٬ خصوًصا في تعاونهما لإنقاذ نظام الأسد. ثم إن ميخائيل بوغدانوف٬ الممثل الخاص لبوتين في الشرق الأوسط وأفريقيا٬ التقى أخيًرا محمد جواد ظريف٬ وزير الخارجية الإيراني٬ وتباحثا حول تعزيز التعاون الإقليمي. كما أعلن عن أن بوتين سيزور طهران في شهر نوفمبر تشرين الثاني) المقبل.

يتوقع محدثي ألا تطول القطيعة الإيرانية لروسيا. ويقول إن روسيا الآن في خضم مناورة كبيرة في البحر الأبيض المتوسط وبحر قزوين٬ والإيرانيون يشاركون في جزء من مناورات قزوين.

إن العلاقة بين روسيا وإيران٬ حتى بعد ضجة همدان التي كشفت عن عمق الخلافات داخل القيادات الإيرانية٬ لا يمكن ترجمتها بتحالف أو معاهدة٬ فالدولتان مصالحهما متعارضة وأهدافهما مختلفة والشكوك متبادلة بينهما٬ حتى عندما يتعلق الأمر بسوريا٬ والتحسن في العلاقات بينهما لا يعكس أكثر من صفقات مالية. التعاون الآن تستغله الدولتان لتوجيه رسالة إلى الولايات المتحدة والغرب والخليج العربي بأنهما الأقوى تأثيًرا في المنطقة٬ وأنهما تلعبان دوًرا محورًيا في تشكيل النظام الجديد. أميركا وصفت الخطوة بالمؤسفة إنما غير المستغربة٬ ومخالفة للقرار الدولي.

خلاًفا للتقارير٬ فهذه ليست المرة الأولى التي تستعمل فيها روسيا قاعدة همدان؛ إذ كشفت الأقمار الصناعية في ديسمبر (كانون الأول) 2015 عن قاذفات روسية في القاعدة ذاتها. وفي الشهرين الماضيين جرت اجتماعات رفيعة المستوى بين إيران ومسؤولين روس٬ حيث ناقش الجانبان «سوريا»٬ وزيادة التعاون الثنائي٬ وشارك علي شمخاني٬ مسؤول الأمن القومي الإيراني٬ في الاجتماعات التي جرت بين وزيري الدفاع الروسي والإيراني في طهران في شهر يونيو (حزيران) الماضي٬ وكان وزير الدفاع السوري شارك في جزء منها. وأتبع شمخاني ذلك برحلة إلى موسكو٬ حيث التقى كبار مسؤولي وزارة الدفاع. وكان شمخاني أكد للإعلام الإيراني خبر استعمال الطائرات الروسية للقاعدة الإيرانية٬ ووصف التعاون الروسي ­ الإيراني ضد الإرهاب بأنه «عمل استراتيجي»٬ وأشار إلى أن إيران ستضع كل منشآتها تحت تصرف روسيا «في حربها ضد الإرهاب»٬ وقال إن «التعاون الموسع سيستمر حتى القضاء الكامل على الإرهاب». بعد إعلان دهقان وقف استعمال روسيا القاعدة الإيرانية٬ عاد شمخاني ليؤكد أن التعاون مع روسيا استراتيجي وأبعد من الإرهاب. في هذه الزحمة من التصريحات الإيرانية المتناقضة٬ اختفى صوت الجنرال قاسم سليماني. إن التعاون الروسي ­ الإيراني مستمر٬ ويعني أيًضا أن الدولتين لن تخففا من دعمهما للأسد٬ وأنهما على استعداد لتعزيز تعاونهما العسكري بطرق جديدة إذا لزم الأمر. الحرب في سوريا في لحظة حرجة٬ قوات النظام والقوات والميليشيات الموالية له٬ وقوات المعارضة٬ تتصارع من أجل السيطرة على حلب. وقرار إيران السماح علًنا بقوات أجنبية فوق أرضها٬ دليل على رغبتها في تحقيق مكاسب استراتيجية٬ وألا تذهب التكلفة المالية العالية لتورطها في الحرب السورية سدى٬ حيث خسرت أيًضا أكثر من 400 من «الحرس الثوري» وعدًدا من الجنرالات. من جانبها٬ تريد روسيا ترجيح كفة المعركة لصالح حليفها الأسد. معركة حلب لن تحسم٬ إنما انفجر الصراع الداخلي في إيران بين علي شمخاني وقاسم سليماني٬ والذي أشعل النار بينهما هو الرئيس حسن روحاني الشمخاني الميول.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري استقبل سفير مصر وهيئات سليمان: الميثاقية الاساسية هي انتخاب رئيس

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة الرئيس ميشال سليمان، وعرض معه الأوضاع الراهنة. وبعد اللقاء قال سليمان: "زيارة الرئيس بري هي للتشاور في المواضيع المطروحة، وكلما تشتد الصعوبات من الضروري أن نتشاور معه نظرا الى الدور الذي يلعبه، وخط الاعتدال الذي ينتهجه. وقد بحثنا اليوم مواضيع عديدة وخصوصا ما يتعلق بمجلس الوزراء وبالتعيينات عموما والعسكرية خصوصا. المشكلة في نظري هي كما في الانجيل "مرتا مرتا انك مهتمة بأمورة كثيرة والمطلوب واحد". ميثاقية ميثاقية، فاذا نقل موظف نحكي بالميثاقية، واذا طرح أحد مشروعا استثماريا نحكي بالميثاقية. عظيم، لكن كل هذه الامور تحل بالميثاقية الاساسية التي هي انتخاب رئيس الجمهورية، فعندما ينتخب رئيس الجمهورية يسهل تحقيق كل الاستحقاقات الدستورية وغير الدستورية من دون تعب. ولكن القول إن هناك مسيحيين يمثلون ومسيحيين لا قيمة لهم، مبالغ فيه. أتمنى على كل الاطراف السياسية أن يحترموا الآخر، فعندما وقعت مرسوم الحكومة ثبت ان كل الذين فيها ميثاقون، وعندما نالت الحكومة ثقة مجلس النواب، أصبح كل وزير فيها ميثاقيا واصبح يمثل، لأنه نال ثقة 128 أو 120، بمعنى أن المجلس النيابي أعطاه الشرعية الميثاقية. لو كان هناك حكومة تكنوقراط، وكان هذا يحصل، وهو يحصل كثيرا، فهل يعني انها لا تكون ميثاقية لانه ليس معها نواب؟ إذن فلنخرج من هذه المسألة". وأمل أن "يكون هناك شيء من التواضع في الطروحات. أما في شأن المقاطعة، فإن المقاطعة عمل غير ديموقراطي، أكان في انتخاب الرئيس أم في حضور جلسات مجلس النواب أم جلسات مجلس الوزراء. فقد نشأت فكرة الحكومات في الماضي لجلب المعارضين الى مكان يبدوا اراءهم فيه، والمطلوب العودة الى الأسس الديموقراطية، والميثاقية لا تبتعد عن الديموقراطية أبدا، فإذا قاطعت انتخابات الرئيس فالرئيس هو من طائفة معينة، أو اذا قاطعت استحقاقا آخر. إذن يجب ان تقوم كل الطوائف بواجباتها الدستورية لكي تحافظ على الميثاقية".

أضاف: "إما في شأن التعيينات العسكرية فإن أهم شي هو استمرار المسؤولية في الجيش. لقد قدم وزير الدفاع ملفاته لكي لا يقول أحد إنهم تركوا الامور الى ان حان موعد تقاعد بعض الضباط لكي يستغلوا الوضع، قدم ملفاته ولكن تعطيل الحكومة ادى الى تأجيل البحث في هذه التعيينات، والوقت يمر وهناك من ستنتهي خدمته بعد يومين او ثلاثة". وقال ردا على سؤال: "إذا أردنا أن نراجع ما حصل في لبنان فعلينا ان ندق على الخشب ونقول الحمد لله. الوضع جيد جدا بالنسبة الى ما يحصل عند غيرنا. الشعب راض بالشراكة وبالعيش المشترك وبالعقد الاجتماعي، والقوى الامنية تقوم بدورها بشكل جيد للغاية، وبالتالي هذه كلها حسنات ولا يجب ان نتوقف عند امور اخرى لنعلق الرئاسة بها. ومن ينجح ينجح ولا احد اعترض سلفا، وهذه اسس الديمقراطية وهي ان تقبل بالنتيجة سلفا".

سفير مصر

وكان بري استقبل ظهر اليوم في عين التينة السفير المصري محمد بدرالدين زايد في زيارة وداعية.

وقال زايد بعد اللقاء: "تشرفت بزيارة دولة الرئيس بري، وهي زيارة عمل وداعية لمناسبة قرب مغادرتي للبنان نهاية الاسبوع المقبل. جرى خلال اللقاء عرض نتائج وزير الخارجية سامح شكري الاسبوع الماضي للبنان، والخلاصات التي أوضحتها هذه الزيارة. كما أحطت دولته علما بتقييمنا لما جرى، وفي اطار نشاطه تحدث الوزير شكري مع نظيره الفرنسي حول عدد من الموضوعات وكان على رأسها خطوات المشاورات المصرية الدولية والاقليمية في شأن لبنان وكيفية دعمه في هذه المرحلة". اضاف: "انتقل الحديث ايضا الى موضوع العمل الحكومي والقضايا المطروحة حاليا على الساحة اللبنانية، واكدت لدولته موقف مصر الثابت بأن الشعب اللبناني لا يجب ان يدفع ثمن الفراغ الرئاسي، وانه من مصلحة لبنان ان يستمر العمل الحكومي، وعلى الحكومة برئاسة الرئيس سلام مواجهة الكثير من التحديات والصعوبات، ومن الضروري ان لا يؤدي اي وضع الان الى توقف عمل الحكومة او تعطيلها بما يضر مصلحة الشعب اللبناني. وأكدنا ضرورة احتواء الامور والتهدئة من أجل تهيئة المناخ لحوارات سياسية افضل ولتقارب وجهات النظر بما يؤدي الى انهاء التحديات الرئيسية".

المجالي والشوابكة

كما استقبل بري بعد الظهر رئيس الحكومة الاردنية السابق عبد السلام المجالي والامين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة.

برقية

من جهة أخرى، أبرق بري الى رئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا، والى رئيس الحكومة ماتيو رينزي ورئيسة مجلس النواب لورا بولدريني معزيا بضحايا الزلزال الذي ضرب ايطاليا.

 

أبي رميا: نعلن المقاومة السياسية تمهيدا لمرحلة تأسيسية

الخميس 25 آب 2016/وطنية - اعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سيمون أبي رميا، في بيان وزعه مكتبه الاعلامي عن مقابلة له على شاشة ال"أو تي في" ، أنه "منذ عام 2005 هناك تماد كارثي ومقصود بهدف تهميش الدور المسيحي في لبنان". وقال ابي رميا: "إذا كنا قد اعتبرنا أن هذه الحالة كانت فقط حكرا خلال الوصاية السورية، فوجئنا بأن نفس النمط والنهج اعتمد من قبل القوى السياسية اللبنانية بعد خروج الجيش السوري من لبنان". وتابع: "التيار الوطني الحر قدم تنازلات كثيرة بهدف الحفاظ على المصلحة العامة، وقرارنا اليوم بمقاطعة جلسات الحكومة وهو باكورة خطوات تصاعدية ناتج عن تراكم عدم احترام الميثاقية والإرادة المسيحية، والمقاطعة غير مرتبطة فقط بالتعيينات العسكرية وموظفين في الفئة الأولى". ورأى "أن تبني "القوات اللبنانية" ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية كسرت رهان الأفرقاء السياسيين المتمتعين بقناعة أن المسيحيين لا يتفقون"، مؤكدا ان "على الأفرقاء الالتزام بهذا القرار وذلك احتراما للإرادة المسيحية"، ومشددا على ان "التعاطي الاستهزائي والاستخفافي بالقرار المسيحي لم يعد مقبولا". ولفت أبي رميا "أن العماد عون دفع 15 عاما نفيا وابعادا من عمره وذلك بسبب مواقفه السياسية، ومستقبل لبنان لا يمكن أن يؤمنه شخص إلا العماد عون، والتراجع عن ترشيحه دليل استسلام ورضوخ وهذا ما لم نعد نقبل به". وعن المرحلة المقبلة، أكد أبي رميا ان "التيار الوطني الحر" لا يطلب الانقلاب على الطائف بل تطبيقه تحديدا في ما يخص المناصفة، وقال: "الفيدرالية غير موجودة في قناعاتنا ولا حتى في قاموسنا الدستوري اللبناني، وفي هذه المرحلة ملتزمون بشعارنا وهو عدم الرضوخ والاستسلام". وأعلن "أن التصعيد مرتبط بقرارات جلسة مجلس الوزراء اليوم وبطابعها، فإذا كان لقاءا تشاوريا نتعاطى معه ضمن هذا الإطار وإذا كان تقريريا فسنتحرك قضائيا وشعبيا"، متمنيا "العودة إلى الذات اللبنانية وعدم الخضوع للقرارات الخارجية". وقال: "انطلاقا من هذا الواقع، سيادة لبنان ومصلحته تتخطى كل مصالح العالم". وختم أبي رميا معلنا "المقاومة السياسية في لبنان وذلك تمهيدا لمرحلة تأسيسية تحترم فيها الميثاقية والشراكة الوطنية".

 

الوفاء للمقاومة حذرت من تهميش مكون أساسي في البلد: نحمل الفريق التعطيلي في المستقبل مسؤولية اجهاض الحلول

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري، في مقرها في حارة حريك بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها، واصدرت بيانا قالت فيه: "مع اقتراب الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لجريمة تغييب سماحة الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي الاستاذ عباس بدر الدين، رأت الكتلة مجددا أن القامة الوطنية والعربية والاسلامية التي يمثلها الامام الصدر، لم يستطع أهل البغي تغييب حضورها وفاعليتها مع مرور الزمن. فها هي صرخة النهوض التي أطلقها للدفاع عن الوطن وتحقيق العدالة بين أبنائه، لا تزال تحرك وجدان ومسار كل المناهضين للظلم والمقاومين للاحتلال وتهديداته والمناضلين من اجل الحرية والكرامة، ولا يزال حضوره يتوقد في عقول الملتزمين وقلوبهم بنهجه السياسي النزيه الذي يرسم معالم النظام المتوازن والمجتمع الوطني والانساني المتماسك. ولا تزال القدس مهوى أفئدة الاحرار في الامة، وقبلة مقاومتهم التي تستعيد رجع صدى مواقفه الاستراتيجية الصادقة والشجاعة. وتبقى العبرة في هذه القضية أن يتهاوى السجن ويندحر السجَّان فيما الامام الصدر يتألق حضورا وحيوية وانتصارا للانسان فوق مساحات الزمن والأوطان". بعد ذلك، توقفت الكتلة عند "الموقف الاحتجاجي والتحذيري الذي أعلنه "تكتل التغيير والاصلاح" والذي ينذر بتداعيات متدحرجة ينبغي تداركها بسرعة، على المستوى الوطني العام والعمل بمسؤولية وجدية لمعالجة أسبابها. وفي هذا المجال، تدعو الكتلة كل مكونات الحكومة، الى التنبه لأخطار التهميش لمكون أساسي في البلاد، لا يمكن أن تنهض أو تستقر الحياة السياسية من دون مشاركته".

ثم خلصت الكتلة بعد مناقشة بنود جدول أعمال جلستها إلى ما يأتي:

"1 - إن الأزمة السياسية في البلاد قد بلغت حدا خطيرا يتهدد هيكل الدولة بالسقوط على الجميع وهو ما يتطلب حسا عاليا من المسؤولية الوطنية، وخروجا من دائرة المكابرة والمعاندة التي يصر عليها حزب "المستقبل" رغم ما جرته عليه وعلى البلاد من ويلات يدفع ثمنها اللبنانيون منذ العام 2006، وهو لم يستطع تلقف الفرصة التي أتاحتها دعوة سماحة السيد حسن نصر الله لايجاد المعالجات للأزمة التي تعصف بها البلاد.

إن الكتلة اذ تجدد تأكيد البعد الوطني للايجابية التي ابداها سماحته، فإنها تحمل الفريق التعطيلي في "المستقبل" مسؤولية اجهاض الحلول لابقاء البلد في دائرة الشلل في انتظار الاوامر الخارجية.

2 - تصر الكتلة على مواصلة تنبيهها الى أخطار التباطؤ المريب في محاسبة المتورطين في قضية الانترنت غير الشرعي بخاصة بعد انكشاف كل خيوطها ومعرفة الجهات المسؤولة عنها وتدعو، في هذا المجال، القضاء الى استكمال التحقيقات واجراء التوقيفات اللازمة في حق المرتكبين ليصار الى اصدار الاحكامه بالسرعة المطلوبة صونا لهيبة الدولة وحفظا لأمنها الوطني وحقوقها المالية وتؤكد الكتلة انها ستتصدى لأي محاولة لتمييع القضية ولفلفتها.

3 - تثبت التطورات والمستجدات في سوريا أن الارهاب التكفيري هو اداة في مشروع أميركي يستهدف منطقتنا بالتفتيت والشرذمة، وإن هذا المشروع لا يزال يتلاعب بأدوار المنخرطين فيهخدمة لمصالح الادارة الامريكية وحملاتها الانتخابية

ان اولوية مكافحة هذا الارهاب في سوريا يجب أن تكون عبر الدولة السورية وسيادتها الوطنية وتحت سقف الحفاظ على وحدة أراضيها واستقلالها ودورها المقاوم.

إن الكتلة إذ تحذر من أبعاد المخطط الأميركي الرامي الى استهداف وحدة شعوب أمتنا، ومحاولة زرع الشقاق بينها بعناوين طائفية وقومية، تدعو الى وعي ابعاد هذا المخطط والتصدي له بتعزيز الوحدة الوطنية في كل بلد, والتلاحم بين مختلف أطياف شعوب المنطقة.

4 - تدين الكتلة العدوان الاسرائيلي على غزة - فلسطين، وترى أن الوهن الذي تعيشه معظم الدول العربية نتيجة السياسات الرعناء لحكامها يشكل الفرصة المؤاتية للعدوان الاسرائيلي من أجل فرض معادلات جديدة وتزخيم حركة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

اننا إذ نشد على أيدي شعبنا المقاوم في غزة وفلسطين، نؤكد أن الصمود هو الخيار الذي سيفرض على العدو وعلى العالم الاقرار بحق الشعب الفلسطيني في أرضه والحفاظ على هويته

5 - إن المشهد المذهل الذي أظهرته تظاهرة الشعب اليمني في صنعاء تأييدا للمجلس السياسي الأعلى لإدارة البلاد، يؤكد فشل العدوان السعودي - الأميركي وعبث الرهان على ارغام اليمنيين للتخلي عن تقرير مصيرهم والاذعان لإرادة المعتدين وشروطهم".

إننا اذ نندد مجددا بالمجازر الوحشية والقصف الذي يطاول عن قصد المدارس والمستشفيات في اليمن، فإننا نحيي صمود الشعب اليمني وإباءه واصراره على رفض التبعية والخضوع لسياسات العدوان ومشاريعه".

 

بدروس افتتح أعمال سينودس الأرمن الكاثوليك والمشاركون دعوا لانتخاب رئيس وفتح صفحة جديدة قوامها الشركة والمصالحة والعدالة

الخميس 25 آب 2016 Lوطنية - افتتح كاثوليكوس الأرمن الكاثوليك البطريرك كريكور بدروس العشرون، أعمال السينودس المقدس للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، المنعقد في مقر الكرسي البطريركي من 25 آب حتى 2 أيلول، في دير سيدة بزمار، كسروان، في حضور السفير البابوي في لبنان المونسنيور غابريللي كاتشا، العاشرة من صباح اليوم محاطا بآباء السينودس. وتلا اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك المطران كريكور اوغسطينوس كوسا بيانا اشار فيه الى انه "في بدء الاجتماع الاول رفع الآباء المشاركون الصلاة، بشفاعة العذراء مريم والطوباوي الشهيد إغناطيوس مالويان، متضرعين الى الثالوث الأقدس ليمنحهم نعمة الإصغاء لإلهاماته السماوية والخضوع لها في كل ما هو خير الكنيسة عامة والكنيسة الأرمنية الكاثوليكية خاصة، لمواجهة التحديات التي تعترض سبيلها. وهنأ الأساقفة الكاثوليكوس البطريرك كريكور بدروس العشرين بمناسبة مرور سنة على اعتلائه السدة البطريركية وتمنوا له رسالة خصبة.

ويشارك في جلسات السينودس أصحاب السيادة رعاة أبرشيات أرمينيا وأوروبا الشرقية ولبنان وإسطنبول وحلب والقامشلي ودمشق وبغداد ومصر والسودان وإيران وفرنسا وأوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا والأرجنتين وأميركا الجنوبية، واليونان، والقدس والأردن، والنائب البطريركي لجمعية كهنة دير سيدة بزمار البطريركية". اضاف: "وفي هذه المناسبة رفع اباء السينودس برقية لقداسة البابا فرنسيس شاكرين أعماله لنشر السلام في العالم وبخاصة في الشرق الأوسط في سوريا والعراق. واعلان سنة الرحمة لمساعدة الفقراء ومساندة الضعفاء. ومشاركة الشبيبة الأرمنية الكاثوليكية مع أساقفتهم وكهنتهم وراهباتهم في الأيام العالمية للشبيبة في كراكوفيا من 26 الى 31 تموز". واعلن البيان ان آباء السينودوس سيتطرقون الى الموضوعات التالية: "أولا: متابعة أعمال اللجنة المختصة بدعاوي شهداء الابادة الارمنية 1915، لتتمكن الكنيسة الجامعة تطويبهم في ذكرى المئوية واعلان قداسة الطوباوي المطران الشهيد اغناطيوس مالويان.

ثانيا: دراسة الارشاد الرسولي لقداسة البابا فرنسيس حول الأسرة وكيفية تقديمه وشرحه للمؤمنين بالأخص للشباب والشابات منهم، الذي جاء نتيجة أعمال سينودس الأساقفة الذي انعقد في روما في شهر تشرين الأول سنة 2015.

ثالثا: تحديث وسائل الاعلام المسموع والمقروء والمنظور والانترنت لمواكبة تعاليم الكنيسة والارشادات الرسولية والرسائل الرسولية والراعوية ونشرها على أبناء الطائفة في أرمينيا وفي بلاد الاغتراب.

رابعا: دراسة النشاطات في الأبرشيات والرعايا لأخذ القرارات الراعوية المناسبة دفعا للخدمة الكنسية والاجتماعية والتربوية والثقافية، آخذين بعين الاعتبار الظروف الراهنة المأسوية التي تمر فيها بلدان الشرق الأوسط وشعوبها".

وأخيرا أخذ الآباء علما بما قامت به الطوائف الكاثوليكية والارثوذكسية والانجيلة والمؤسسات الخيرية لمساعدة الأخوة والأخوات المنكوبين واللاجئين في سورية والعراق والأردن وأرمينيا ولبنان.

وفي هذه المناسبة، رفع آباء السينودس صوتهم عاليا أمام الدول الكبرى وهيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية والمجالس الدولية لحقوق الانسان لرفض الارهاب والعنف وعودة المهجرين الى بيوتهم ومدنهم وأوطانهم متمنين للعالم اجمع السلام الدائم وللبلاد العربية الوئام والوحدة، وللبنان الاستقرار في سياسته والتفاهم بين الأحزاب لانتخاب رئيس للجمهورية من أجل بدء عهد جديد مشرق، ولكي تفتح أمامه صفحة جديدة في تاريخه الحديث قوامها الشركة والشهادة والمصالحة الوطنية والعدالة الاجتماعية والأخوة الانسانية".

وختم البيان: "نوجه نداءنا الى الكهنة والرهبان والراهبات والشعب المؤمن كي يرفعوا معنا صلاتهم بشفاعة العذراء مريم سيدة بزمار العجائبية وسلطانة السلام، والطوباوي اغناطيوس مالويان، ليبارك الرب الآب القدير على كل شيء أعمال السينودس ويلهم الجميع، سياسيين وروحيين، وأصحاب السلطة والقرار، ان يتحلوا بروح المسؤولية الملقاة على عاتقهم ليقفوا بجرأة وقفة ضمير أمام التحديات المحدقة بالبلاد وليسجلوا في تاريخ الكنيسة ولبنان وبلدان الشرق الأوسط وخاصة سوريا والعراق، صفحات ناصعة ملؤها روح المحبة والرجاء والوئام صونا لحقوق مواطنيهم أجمعين".

 

وزارة الخارجية تطلق حملة جنسيتك هويتك جنسيتك وطنك قانون استعادة...لبنان المنتشر وموقع الكتروني بخمس لغات

الخميس 25 آب 2016 /تحقيق كاتيا شمعون/وطنية - أطلقت وزارة الخارجية والمغتربين، حملة "جنسيتك هويتك جنسيتك وطنك"، وهي حملة وطنية وعالمية موجهة الى كل المنتشرين والمتحدرين من أصل لبناني بهدف إعادة التواصل مع بلد أبائهم وأجدادهم، والمطالبة باستعادة جنسيتهم اللبنانية، للاستفادة من أحكام القانون رقم 41 الذي أقره مجلس النواب اللبناني بتاريخ 25 تشرين الثاني 2015. وللحملة شقان، شق إعلامي - إعلاني، إذ قامت الوزارة بإنتاج عدد من الافلام الدعائية باللغات العربية والفرنسية والانكليزية والبرتغالية والاسبانية سيتم عرضها على وسائل الاعلام المحلية وعبر وسائل الاعلام اللبنانية في دول الإنتشار وعلى صفحات التواصل الاجتماعي العائدة لها، وصفحات التواصل الإجتماعي للسفارات والقنصليات اللبنانية. كما تسعى الوزارة الى إشراك المراكز الروحية والدينية والنوادي والجمعيات اللبنانية المنتشرة في دول العالم، وسيتم نشر وتوزيع منشور على كل السفارات والمؤسسات الإجتماعية والدينية في دول الاغتراب وفي مجلة الـCedar Wings التي يتم توزيعها على متن طيران الشرق الأوسط. أما الشق الثاني فهو الموقع الالكتروني الذي تم إطلاقه باللغات الخمس، وهو www.lebanity.gov.lb أو www.libano.gov.lb، وضعته الوزارة بتصرف المتحدرين من أصل لبناني، بهدف تسهيل عملية التسجيل والتواصل مع السفارات ومع وزارة الخارجية والمغتربين. يشرح هذا الموقع أهمية استعادة الجنسية اللبنانية وشروطها ومفاعيلها القانونية، كما يسمح لكل شخص يرغب في استعادة جنسيته اللبنانية بالبدء بمعاملته من أي مكان، ويمكنه، بالتعاون مع البعثة اللبنانية ذات الاختصاص، استكمال طلبه والحصول على ما ينقصه من معلومات ومعرفة المستندات المطلوبة.

دويهي

وتحدث عن آلية عمل الموقع، المستشار الديبلوماسي في مديرية شؤون المغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين جيمي دويهي، وقال: "على من يرغب في تقديم طلب عبر الموقع الالكتروني أن يملأ استمارة eligibility form، وتتضمن المعلومات الضرورية عنه، فضلا عن المعلومات المتوافرة لديه عن أصوله الذكور اللبنانيين، كما يمكنه تحميل ما يتوافر لديه من مستندات (بطاقة هوية قديمة أو جواز سفر قديم أو إفادات صادرة عن السلطات اللبنانية أو الفرنسية في حينه أو عن السلطات الدينية...) ثم يرسل الطلب مباشرة وبصورة تلقائية (بناء على العنوان الذي أدخله مقدم الطلب) الى البعثة التي يقيم في نطاق صلاحياتها مقدم الطلب والى وزارة الخارجية والمغتربين والمديرية العامة للأحوال الشخصية. بدورها تقوم هذه الإدارات، بمراجعة الملفات الموجودة لديها بهدف البحث عن أصول مقدم الطلب في السجلات اللبنانية". أضاف: "بناء على نتائج البحث، يرسل بريد الكتروني أوتوماتيكي الى صاحب العلاقة يبلغه فيه عن القانون الذي يطبق على طلبه ويحدد له المستندات المطلوبة لاستكمال ملفه. يتضمن هذا البريد الإلكتروني أيضا عنوان السفارة الأقرب التي يجب أن يتوجه اليها، فضلا عن رابط يوجهه الى صفحة تسمح له بالاطلاع على طلب استعادة الجنسية واستكماله وطباعته، وضم المستندات المطلوبة منه والتواصل مع أقرب مركز للبعثة اللبنانية المختصة. كما تقوم البعثة اللبنانية المعنية باستقبال الطلبات الواردة اليها وإرسالها الى وزارة الخارجية بعد المصادقة على المستندات المرفقة وترجمتها (ترجمة غير رسمية) من دون استيفاء أي رسوم، لكون معاملة استعادة الجنسية اللبنانية مجانية، وترسلها الى دائرة الأملاك والقيد في وزارة الخارجية والمغتربين". وتابع دويهي: "يقسم عمل دائرة الأملاك والقيد الى قسمين، قسم يعنى بالطلبات الواردة والتي يطبق عليها القانون الجديد، وقسم يعنى بالملفات الواردة بحسب القانون القديم والذي لا يزال مرعي الاجراء، تقوم هذه الدائرة بقسميها بإرسال الطلبات الواردة اليها في مدة أقصاها 5 أيام من تاريخ ورودها اليها، الى المديرية العامة في وزارة الداخلية والبلديات، وتتابع معها سير هذه المعاملات".

وقال: "فضلا عن الموقع الالكتروني، أطلقت وزارة الخارجية والمغتربين تطبيق Mobile Application يتم تحميله على الهواتف الجوالة، ويمكن للراغب في تقديم طلب استعادة الجنسية استعماله لهذا الهدف، كما يمكنه عبر هذا التطبيق متابعة سير المعاملة ومعرفة مآلها".

ومن يستفيد من هذا القانون؟ يجيب الدويهي: "القسم الاول من المستفيدين هم من يحق لهم الحصول على الجنسية، أي من ترد أسماؤهم أو أسماء أهلهم على لوائح الشطب، والقسم الثاني هم الذين لحظهم القانون الجديد رقم 41 الذي أقره مجلس النواب في 25 تشرين الثاني 2015، والذي سمح لهم باستعادة الجنسية، وهم متحدرون من أصول لبنانية هاجرت في نهاية القرن التاسع عشر. هؤلاء الاشخاص هم بحاجة الى إثبات عن جذورهم وإن اسم جدهم مسجل على السجلات اللبنانية. في معظم الأحيان يكون هذا الاثبات غير متوفر لديهم إنما يكون متوفرا في سجلات السفارات، لذلك قمنا بخلق الموقع الالكتروني كي نقول لكل شخص من أصول لبنانية إنما لا يعرف اين هي أصوله وجذوره أن يلجأ إلينا ونحن نقوم بعملية البحث ونجد الاثبات اللازم له الذي يمكنه من استعادة الجنسية. إن هذه العلمية ستتمَ من خلال التواصل مع كل الجهات المعنية ان كان من جهة مع الوزارات والادارات المعنية في لبنان او مع بعثاتنا في الخارج. ونحن بهذا الامر نشجع الجميع على التقدم بطلبات حتى لو يكن لديهم كل المستندات المطلوبة، وأغتنم هذه الفرصة لأوجه الشكر الى وزارة الداخلية على تنسيقها المستمر معنا".

وشدد دويهي على "أن هدف إطلاق الحملة اليوم إشراك المجتمع الأهلي والجمعيات الأهلية والمرجعيات الدينية والسياسية، كي يكونوا السند لنا، ونشر هذه الدعوة أينما وجدوا من أجل استقطاب العدد الاكبر من المتحدرين وتشجيعهم على استعادة حقهم في جنسيتهم".

وهل دوائر الخارجية مجهزة بشريا ولوجستيا لمشروع كهذا، يوضح دويهي: "قدمت وزارة الخارجية والمغتربين كل المعلومات اللازمة، وستكون مسؤولة عن كل الإجراءات والمسار الذي ستأخذه المعاملة منذ تعبئتها إلكترونيا الى حين انتهائها. كما ستكون على تواصل مع سفاراتنا وبعثاتنا في الخارج ومع كل الوزارات والادارات المعنية لتأمين حسن سير الأمور، وتكون نتيجته تسجيل أكبر عدد من اللبنانيين. وبتوجيه من الوزير جبران باسيل بدأنا بسؤال سفاراتنا وبعثاتنا في الخارج التي تحتاج الى عدد أكبر من الموظفين للتكرس لموضوع ملفات استعادة الجنسية. لقد أعطى الوزير باسيل إذنا لفتح باب التوظيف، هذه كانت الخطوة الاولى، والخطوة الثانية هي في مقر الوزارة حيث تم استحداث مكتب في مديرية الشؤون الاغترابية لمتابعة هذا الموضوع. إن دورنا في وزارة الخارجية هو استقبال الطلبات ودراستها وإرسالها بالسرعة اللازمة الى وزارة الداخلية والتعاون معها من أجل إيجاد الأصول اللبنانية في حال لم تكن متوافرة لدى مقدم الطلب او السفارة، ونحن قادرون على استقبال الطلبات، على كثرتها، لمراجعتها ودرسها، وسوف يتم تعيين موظفين جدد بالسرعة الضرورية في حال اقتضى الامر ذلك، والسفارات لديها التوجيهات نفسها".

افرام

وعن حملة إطلاق قانون استعادة الجنسية يقول رئيس "المؤسسة المارونية للانتشار" نعمة افرام: "تكمن أهمية الحملة اليوم في أنها تطرح قضية وجودية نعتبرها من أهم القوانين التي أنتجها مجلس النواب. كنا نأمل أن يكون الى جانبه أيضا قانون الانتخاب او قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص او قانون اللامركزية الادارية. نحن نعتبر أن هذه القوانين الأربعة هي قوانين بنيوية للبنان الجديد، وهي بأهمية انتخاب رئيس للجمهورية، كي نعيد الحركة الى بلدنا التي بدورها سوف تنتج السلطة". وأشار افرام الى أن "لدينا فقط عشر سنوات من أجل تطبيق قانون الجنسية، وبعدها يقفل الباب، وحتى الآن، وبعد مضي نحو ثمانية أشهر على إقراره، لم نستطع تسريعه كما ينبغي وكما نأمل. لذلك ما حصل اليوم مهم جدا، إذا استطعنا ترجمته بالأرقام اللازمة، أي عمليا. رأينا أن المسار الصعب التي تأخذه المعاملات التي تحصل ضمن ادارات الدولة اللبنانية، يحفزنا على تطبيق مشروع الحكومة الالكترونية، اولا في هذا المشروع، أي من السفارات الى وزارة الخارجية الى وزارة الداخلية فالأمن العام ثم دوائر النفوس، وتعود بها الى السفارة والشخص المعني. هذه الدورة واهمية ما حصل اليوم انه تم الربط إلكترونيا بين كل هذه الجهات، واصبح هناك مراكز متخصصة في هذا الشأن في كل الوزارات، وهي ايضا على اتصال بالتطبيق الذي سوف يتم تنزيله على هواتف المعنيين". وسأل افرام: "هل ستستطيع الدولة استكمال المطلوب منها؟ نحن يمكننا ان نساعد في كثير من الأمور، إنما لا يمكننا أن نحل مكانها، ولا مكان المراكز التي تم استحداثها لمتابعة ملفات استعادة الجنسية. هذه المراكز تكون جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لاستقبال الأعداد الكبيرة المتوقعة من الطلبات". وأشار الى أن "عدد الطلبات اليوم قليل نسبيا، إنما يتوقع ان يرتفع، وعلينا ألا ننسى الظروف التي يمر بها البلد. فاسم لبنان وصورته تراجعا عالميا خلال السنة الماضية نظرا الى أزمة النازحين والنفايات. لقد استطعنا لفترة من الزمن المحافظة على الصورة الجيدة عن جمال لبنان ونوعية الحياة فيه، وما نقوم به اليوم من خلال المؤسسة المارونية للانتشار واندفكو غروب هو دعم وزارة الخارجية، إنما من المهم معرفة انه في المقابل يجب أن تترافق هذه الخطوة مع خطوات أخرى، إن كان على الصعيد الإعلامي بهدف تحسين صورتنا، أو على صعيد تحفيز وتنشيط الادارة اللبنانية والمراكز التي تم استحداثها كي تدرك أنها بجهدها هذا تخلص لبنان". وعن الخطوات العملية للوصول الى هذه المرحلة قال افرام: "على الوزراء المعنيين بهذا الموضوع تحريك المراكز التابعة لهم وإدخال نهج جديد للعمل، ففي نهاية المطاف هذا ما هو مطلوب اليوم من أجل تغيير لبنان، وليس أقل من ذلك. التغيير الجوهري في قلب كل معني. هذه الصرخة العملية القائمة على مسار مؤلف من محطات عدة نأمل من خلالها أن نصل الى النتيجة المرجوة". وختم: "إن استعادة الجنسية لمن يعتبر نفسه أن لديه جذورا لبنانية، أمر مهم جدا، لأن هذا الامر له علاقة بهويته الخاصة، وعلى الصعيد العملي يمكنه الاستفادة من حيث تأسيس عمل أو الحصول على تركة أو إرث".

 

وزير المالية علي حسن خليل: نحن في اسوأ مرحلة سياسية في حكومة أقل من تصريف أعمال وسلسلة الرتب مطروحة في موازنة 2017

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - اعتبر وزير المالية علي حسن خليل، في لقاء مع ممثلين عن المنظمات الشبابية في عدد من الأحزاب، "اننا اليوم في أسوأ مرحلة من مراحل حياتنا السياسية في لبنان، فلا يعقل أن نجلس كقوى وتيارات منتظرين دون أن نبتدع صيغا للحلول". وقال: "ان رئيس مجلس النواب نبيه بري طرح أكثر من فكرة يمكن لها أن تحدث اختراقات في جدار الأزمة، لكننا لم نبرهن عن مسؤولية في حل أزمتنا ونعزي أنفسنا اننا نلقي الأمر على الخارج حيث لا توافق في الخارج وهذا أسوأ توصيف". وسأل: "إذا كنا كطبقة سياسية غير قادرين على أن ننتخب رئيسا للجمهورية، هل نعمل على تعطيل المجلس النيابي ولا نقر مجموعة من القوانين الأساسية التي تهم حياة الناس؟ كيف نعطل عمل الحكومة ونحن نعرف انه ليس لدينا أي مؤسسة قائمة في البلاد؟ وماذا إذا سقطت ولم تعد قادرة على أن تعمل أكثر من تسيير أعمال الناس؟ نحن نعرف ان هناك آليات خاطئة في عملها لكن لا بدائل وعلينا أن نحافظ على البلاد". ورأى "أننا اليوم في حكومة تصريف أعمال، وحين يستطيع كل منا أن يعطل ويضع فيتو ويقاربها بأشكال مختلفة نكون في حكومة أقل من تصريف أعمال". وعن قانون الانتخابات النيابية، قال خليل: "علينا ألا نرجع في أي ظرف من الظروف إلى قانون الستين، إذ لا يجوز بعد كل ما شهدنا من أزمات سياسية دلت ان الأساس فيها قانون الانتخابات، أن نعود ستين عاما إلى الوراء". اضاف: "علينا أن نطور قانون الانتخابات لنتطور نظامنا السياسي، ونحن كجهة سياسية نضغط بكل قوتنا ونلتقي مع "حزب الله" ونتكلم مع "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل" للوصول إلى قانون لا نسبية فيه بالمطلق، رغم اننا نرى فيها الأمثل وليس بالتأكيد قانون الستين ونعمل على هذا الأساس". وتابع: "لم نسمع احدا على طاولة الحوار يقول انه ضد النسبية، بل سمعنا عن نسبة النسبية والدوائر، وهذا أمر قابل للبحث".

وعن الربط بين النسبية والسلاح، اعتبر خليل "انه نوع من استغباء الرأي العام".وإذا أبدى وزير المالية "بعض التفاؤل حيال امكانية التوصل الى صيغة قانون"، قال: "نتحاور في هذا الشأن، وليس لدينا خيارات عديدة. نحن ملزمون أن نتفق، فبعد رأس السنة الجديدة نكون قد دخلنا فترة الانتخابات ولن يكون هناك تمديد للمجلس تحت أي ظرف من الظروف ولا يجب أن نكرر عملية التمديد التي هي أسوأ الخيارات". وسأل: "من المستفيد من الوضع السيء الذي نمر به"، معتبرا "أن اللبنانيين يمارسون عملية انتحار، فكل الحلول هي تسووية وقائمة على التوافق، فلا يمكن لأي جهة أن تفرض ما تريده على الآخر فقدرنا التوافق وعلينا أن نعمل عليه، ونحن نسأل لماذا نذهب دائما إلى التوافق بعدما نكون قد أضعنا الفرص ودفعنا الثمن من اقتصادنا وحياتنا؟ علينا جميعا أن نعيد النظر وان نتراجع خطوة إلى الوراء وفي ذلك مكسب وطني أكثر مما فيه خسارة على أحد"، مذكرا "أن الرئيس بري كان ولا يزال يردد ان قدرنا ان نكون سواء". وعن الاستحقاق الرئاسي والحديث عن مبادرة، قال خليل: "لا شيء الا النقاش على طاولة الحوار ولا شيئ مشجعا في الموضوع الرئاسي"، لافتا إلى "أن الخطر كبير اذا استمرينا في هذه المراوحة". وقال: "تبين ان لرئيس الجمهورية دورا محوريا في انتظام العملية الدستورية، فهو ضابط ايقاع فعلي في عمل المؤسسات وحارس حقيقي لانتظام عملها، وعلينا أن نسرع في انتخاب رئيس الجمهورية باعتبار ان ذلك هو الأسلم للبلاد من كل المبررات السياسية والمبدئية التي يجري الحديث عنها". وفي موضوع الموازنة، كشف انه "خلال الساعات المقبلة ستكون موازنة العام 2017 في تصرف مجلس الوزراء للمباشرة بنقاشها"، وقال: "طلبت من مجلس الوزراء تحديد جلسات نقاش لها لننتهي من المراوحة التي نعيشها". وكشف انه "طرح من ضمن الموازنة سلسلة الرتب والرواتب"، معتبرا أنها "خطوة جريئة وعلينا أن نكون جريئين في مقاربتها". وفي موضوع الانترنت، لفت إلى أن "الهدر كبير جدا بمئات ملايين الدولارات نتيجة عملية استمرت لسنين عديدة، وتبين أن هناك لصوصا وسارقين ويجب القبض عليهم". وكان خليل تطرق في اللقاء الشبابي إلى سلسلة مواضيع حول دور الشباب المحوري في تحريك قضايا مجتمعية ووطنية، كما تطرق إلى أبعاد انتصار حرب تموز 2006.

 

وداع رسمي وشعبي للفنان سمير يزبك في رمحالا وكلمات اشادت بمسيرته الفنية وايمانه وصيره على الآمه

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - ودعت بلدة رمحالا والجبل ولبنان الفنان سمير يزبك، في حضور رسمي وفني وشعبي حاشد، حيث رفعت اللافتات في مناطق عاليه كافة. ونظم للجثمان استقبال من أهالي منطقة غرب عاليه على دوار قبرشمون.

وأقيم قداس وجناز لراحة نفس الفنان يزبك في قاعة كنيسة مار ميخائيل رمحالا ترأسه راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر ممثلا الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام محافظ جبل لبنان المهندس فؤاد فليفل، وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب ، النائب فادي الهبر ممثلا الرئيس أمين الجميل، المهندس سيزار أبي خليل ممثلا العماد ميشال عون، وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب، ميشال معيكي ممثلا وزير الثقافة روني عريجي، الوزير السابق جو سركيس ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، النائبين هنري حلو وفؤاد السعد، ممثل النائب طلال ارسلان خالد سعود على رأس وفد من الحزب الديمقراطي اللبناني، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد البير حبار، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العقيد حنا اللحام، ممثل المدير اعام للدفاع المدني زهير تمراز، رئيس اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار رئيس بلدية رمحالا المحامي ميشال سعد، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وعدد كبير من الفنانين والمطربين الذين أدى بعضهم اغاني الراحل سمير يزبك، اضافة الى عائلة الفقيد ومشايخ من المنطقة وحشد من الأهالي والمواطنين من مختلف المناطق اللبنانية.

البركة الرسولية

بعد تقبل عائلة الفقيد العزاء في صالون الكنيسة أقيمت مراسم الجناز والدفن حيث تليت البركة الرسولية، وجاء فيها: " تشمل أبناءنا وبناتنا الأعزاء حنان ميشال نصار، زوجة المرحوم سمير ميشال يزبك، وابنه وابنته، وشقيقته، وعمته، وأولاد المرحومة عمته، وسائر ذويهم وانسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين.

تلقينا، ونحن في زيارة كنسية لمدينة روما، نبأ انتقال فقيدكم الغالي، الفنان الكبير سمير يزبك الى بيت الأب السماوي، عن سبع وسبعين سنة زخرت بالايمان العميق والعطاء في حقل الفن الرفيع، فشق علينا الخبر، ونحن نشاطركم الأسى على فقده، والصلاة لراحة نفسه، سائلين الله أن يسكب على قلوبكم تعزياته الأبوية.

إنه إبن عائلة مسيحية مؤمنة من عائلات رمحالا العزيزة، تربى فيها على يد والدين فاضلين زرعا في قلبه وقلب شقيقته بذور الايمان والمحبة لله وللناس، وكان للمرحومة والدته ذات الصوت الرخيم، الفضل في اكتشاف صوته الجميل وتشجيعه على تنمية موهبته الموسيقية. فدخل المعهد الوطني للموسيقى "الكونسرفاتوار" حيث تعلم العزف على آلة العود، وصقل الصوت وأصول التلحين والتأليف الموسيقي. وفي الوقت ذاته كان يعمل في أحد صالونات التزيين حيث أتت يوما السيدة فيروز، وبينما كان يسرح شعرها قال لها أود أن اسمعك صوتا جميلا، وأسمعها صوته فأعجبت به جدا وقدمته الى الرحابنة الذين ضموه الى الكورال الذي كان يرافق السيدة فيروز، ثم ما لبث أن أعطي أدوارا في بعض مسرحيات الرحابنة، فبدأ مسيرته الفنية وهو في السادسة عشرة من عمره. وكان في ما بعد يفتخر بهذه المرحلة، ويقول عنها قد أفادتني جدا وأثقلتني صوتا وموسيقى.

وبعد مدة تعرف الى الملحن روميو لحود وتعاون معه سنوات عدة، وأصبح بطل مسرحياته في مهرجانات بعلبك، والأرز، وبيت الدين، وإهدن، وبيروت وغيرها. وتعامل مع كبار الفنانين من أمثال السيدة فيروز وصباح، وغنى مع الفنان الكبير وديع الصافي، ومع نصري شمس الدين، وجوزف عازار وعصام رجي وغيرهم، وصاغ لنفسه دربا موسيقيا خاصا حيث اشتهر بالمواويل وأبو الزلوف، والعتابا، والأغنيات الوطنية، ومنها " يا مصور صور لبنان" وتجمع لديه حوالي ستين أغنية مشهورة وأكثر من مئة موال، وفي طليعتها ذاك الموال الذي كتبه له الوزير جوزف الهاشم عندما ابتدأ يلازمه الألم، وهو بعنوان "موجوع"، الذي ما زال يحتل المراكز الأولى في كل الاذاعات، وتقديرا لموهبته وعطاءاته الفنية، قد تم تكريمه في لبنان عدة مرات، ونال عددا من الأوسمة من وزارتي الثقافة والتربية الوطنية. كما أقيمت له احتفالات تكريم في كل من سوريا، والاردن، والعراق، والامارات العربية، وإيران.

واقترن في سر الزواج المقدس بشريكة حياته الفاضلة السيدة حنان نصار، وعاشا معا حياة زوجية رضية، وتعاونا على تربية ابنهما وابنتهما تربية مسيحية ووطنية صالحة، ووفرا لهما ثقافة عالية فتحت أمامهما أبواب النجاح في المجتمع. وأحب ضيعته ومسرح طفولته رمحالا، وغنى لها وتغنى بها، وكان نجم مهرجاناتها، ومن مؤسسي ناديها المعروف. كما أحب بلدة الناعمة التي له فيها أقارب وذكريات، ويكن حبا كبيرا وتقديرا عاليا لابن الناعمة سيادة اخينا المطران بولس مطر رئيس اساقفة بيروت السامي الاحترام الذي كان يقول عنه دائما هذا قريبي ونسيبي.

وكان المرحوم سمير يتمتع بثقافة موسيقية واسعة، فكان عازف عود ماهرا، وملحنا، ومؤلفا موسيقيا، ومدربا، واستاذا تتلمذ على يده العديد من الفنانين المعروفين. وقد تميز في الوسط الفني باخلاقه العالية ومحبته للجميع، وتعاليه عن الصغائر، وتقبله النقد والاساءات بكبر نفس ومسامحة. وذلك انه كان رجلا مؤمنا ومصليا، وملتزما حياة الكنيسة وتعاليمها، ومثابرا على قراءة الانجيل المقدس والتأمل في تعاليمه، ومطالعة الكتب الروحية والادبية، حتى تكونت لديه ثقافة دينية عميقة، وسعي دؤوب لفهم الانجيل ومحاولة تطبيقه في حياته. والى ذلك فقد تألم كثيرا في حياته، اذ لازمته الامراض والاوجاع منذ اكثر من ثلاثين عاما فالفها واصبحت جزءا من حياته، وامتنع عن السفر وعن اقامة الحفلات اثناء الحرب وبعدها، وبقي ملازما بيته، مصليا، متقبلا تلك الاوجاع بايمان وصبر جميل، وكان مواله الشهير " موجوع " اصدق تعبير عما كان يعانيه.

وفي سنواته الاربع الاخيرة اشتد عليه المرض واصابه في اعز واثمن ما لديه: اوتاره الصوتية التي اضطر الاطباء الى استئصالها بعملية جراحية فاخذ يصارع المرض بعزيمة لا تلين، وبايمان لا يفتر، والبسمة لا تفارق ثغره، ومسبحة الوردية تلازم انامله، وعيناه معلقتان بالمصلوب امامه، وشفتاه تتمتمان بصمت " مع الامك يا يسوع، ولتكن مشيئتك يا رب " وكان يخفف من اوجاعه ما لقيه من شريكة حياته وافراد عائلته من عناية واهتمام ومحبة واحترام. اما سعادته الكبرى فكانت في حفيدته الصغيرة التي تقضي معه الساعات الطوال، تغمره بذراعيها الصغيرتين، تقبل يديه، تطرح عليه سيلا من الاسئلة، وتفهم عليه ما يقوله بالاشارة او بتمتمة الشفاه. وفي اسبوعه الاخير اصبح القربان المقدس يشكل كل غذائه اليومي، وفي هذا الجو العائلي الحميم والممزوج بالصلاة، اسلم الروح مطمئن البال، تاركا ذكرا طيبا، ومصحوبا بالدعاء الى الله ان يتغمد روحه بوافر الرحمة، وينيله جزاء المؤمنين المخلصين.

وبهذا الرجاء، واكراما لدفنته، واعرابا لكم عن عواطفنا الابوية، نوفد اليكم سيادة اخينا المطران بولس مطر رئيس اساقفة بيروت السامي الاحترام، ليترأس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه، وينقل اليكم جميعا تعازينا الحارة".

بعد القداس والجناز القى رئيس البلدية ميشال سعد كلمة البلدة فقال "رمحالا في حداد على صنوبرها الاخضر بشارات سوداء وفي ينابيعها والعيون دموع وحنين. وفي جنائنها الغناء غناء حزين وانين لياليها الملاح فقدت الربابة وصاحبها فصمت الوتر وغص النغم وانكفأ الزمن الجميل".

اضاف سعد "سمير يزبك خسرته رمحالا اولا وهو من شب في ربوعها وعرف دروبها والف بيوتها واجب ناسها واحيا حفلاتها. وهي من كانت له الام الملهمة تحن كما سمعته ينادي "حني حني يا حنوني" وقد صنعت بعض هويته وتباهت بما بلغه قامة فنية شامخة وصوتا ذهبيا شجيا يخرج من جورة الذهب هذه، ويحتل فضاء النجومية الارحب".

وتابع سعد "رمحالا في حداد لأنها ام الصبي، اوجعها غيابه وهو الموجوع والعاشق والتائق الى تراب امه. وها هو يعود اليها خيالا ينزل عن صهوة حصانه بعد ان جال في ميادين الفن وصال، وقد غنى واغنى واستغنى عن مقابل او مردود او التفاتة وان رمزية في الوطن الذي احب، انه قدر اهل الفن والابداع في بلادي. يعطون ولا ينتظرون وهمهم وهمنا ان يعود الى لبنان مهرجانه الحقيقي وفرحه والسلام الذي انشده سمير ورفاقه وننشده كلنا".

وختم سعد "نشكر كل من شارك رمحالا المها، وكلنا يعيش الم الغياب وامل رؤية وطن سمير يعود من جديد متمنين ان يجود الزمان بمثل هؤلاء الكبار".

كلمة العائلة

والقى المحامي ميشال ابي عبدالله كلمة العائلة فقال "نودعك اليوم مع كل المحبين عائدا كبيرا الى نعيم ربك انسانا حانيا تقبلت الوجع وعشت معه كنعمة وليس كنقمة، ادميت الوجع وادماك فضحت المرض وتحديته، عشت وغنيت واطربت وانت تسكن على صفاف الجراح. لم تكن يوما شريطا مسجلا بل مجموعة من الاصوات المتداخلة في انخفاضها وارتفاعها في حزنها وكآبتها، في حضارتها وعفويتها، في عافيتها ومرضها حتى سبقك صوتك منذ اربع سنوات الى فراديس السماء".

وختم ابي عبدالله بشكر اصحاب الدولة وغبطة البطريرك الراعي والمطران مطر والقوى الامنية وبلدية بسوس واهالي قبر شمون والجوار والوزير وائل ابو فاعور ومستشفى قلب يسوع وكل المشاركين في حزننا".

بعدها تلقت العائلة التعازي ثم ووري الجثمان في مدافن العائلة.

قبرشمون

وكانت بلدة قبرشمون ودعت الفنان الكبير واستقبلت جثمانه بأجواء من الحزن والأسى، ووسط حشود من أبناء منطقة الغرب والشحار وقيادات وكوادر الحزب التقدمي الإشتراكي يتقدمهم وكيل داخلية الغرب زاهي الغصيني ومدير فرع الحزب في قبرشمون ناجي الحسنية.

وبعد استقبال النعش الذي حمل على الأكتاف، والكلمات المعبرة التي تحدثت عن مزايا الراحل ونجاحاته التي يعتز بها كل لبنان، توجهت الحشود في مسيرة كبيرة نحو بلدة رمحالا للمشاركة في مراسم الدفن في كنيسة مار مخايل.

 

جريج ل"الوطنية": تصريح بو صعب بفشل الحكومة اعتراف بالذنب من يشل مجلس الوزراء هو من يعطل انتخاب الرئيس

الخميس 25 آب 2016 /وطنية - لفت وزير الاعلام رمزي جريج في حديث خاص الى "الوكالة الوطنية للاعلام" الى "أن الدور الذي يقوم به كناطق باسم الحكومة بعد انتهاء جلسات مجلس الوزراء والذي يقتصر على تلاوة مقررات مجلس الوزراء، ليس من شأنه أن يشفي غليلي أو أن يجعلني مرتاحا لأداء مجلس الوزراء. فعمل المجلس كهيئة دستورية متعثر بسبب التناقضات القائمة بين مكوناته الأساسية والتي تعكس الانقسام السياسي العميق بين الأطراف المتصارعة على الحكم. وما اللجوء إلى هيئة الحوار إلا دليل دامغ على عجز الحكومة عن التصدي لتلك المشاكل".

وأشار الى "ان رئيس الحكومة تمام سلام "كان يعتقد أن مجلس الوزراء ليس المكان الصالح لحل الخلافات السياسية، وانما في مقدوره تسيير شؤون البلد العادية وفرض الأمن ومعالجة القضايا الحياتية التي تهم الناس والتصدي للأمور الإقتصادية والإدارية، التي تكفل استمرار الدولة في القيام بواجباتها الأساسية. غير أن الحكومة، حتى على هذا الصعيد، لم تحقق النجاح المطلوب. فإذا استثنينا الموضوع الأمني، حيث ننعم باستقرار مقبول مقارنة بما يحصل في المنطقة وذلك بفضل الجيش والقوى الأمنية، بإشراف رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والداخلية، نرى أن الأمور الحياتية والشؤون الإدارية لم تعالج بصورة مجدية. ولعل أزمة النفايات وما رافقها من مناقصات ومشاريع ترحيل وخطة معتمدة أخيرا لا تأخذ في الاعتبار المتطلبات البيئية، هي المثل الصارخ عن عجز الحكومة عن ايجاد الحلول المرضية".

عدم وقف مناقصتي الميكانيك والمطار خطر

أضاف: "أما بالنسبة الى عمل بعض الوزارات، فهناك تساؤلات كثيرة يطرحها الرأي العام وأدت مؤخرا إلى اعتراضات وتحركات من قبل هيئات المجتمع المدني كتلزيم المواقف في المطار والمناقصة المتعلقة بمراكز المعاينة الميكانيكية. ففي ما يتعلق بهذين الملفين، وبقطع النظر عن المخالفات التي أثيرت حولهما، يهمني الملاحظة أن الوزارة المعنية بملف مناقصة المواقف في المطار لم تتقيد بقرار وقف تنفيذ المناقصة الذي أصدره رئيس مجلس شورى الدولة. وهذا الأمر هو في منتهى الخطورة، لأن أولى مرتكزات دولة القانون، هي وجوب احترام القرارات القضائية الملزمة. ولا جدوى من وجود مجلس شورى لمراقبة عمل الإدارة إذا كانت هذه الأخيرة ترفض الإنصياع لقراراته". وفي ما يتعلق بملف المعاينة الميكانيكية، رأى أن "تغييب الجهاز الرقابي الأهم في الدولة وهو هيئة التفتيش الإداري قد أدى إلى تفلت الإدارة المعنية من أي رقابة فعلية وإلى طرح بعض التساؤلات حول هذا الموضوع".

وقال: "في ملف الاتصالات فإننا نشاهد، كلما جرى التطرق اليه، مبارزة "بترونية"، أقرب الى تصفية الحسابات منها الى النقاش الايجابي والموضوعي". وتابع: "الحقيقة أن تعثر عمل الحكومة يعود إلى الآلية المعتمدة منذ الشغور الرئاسي والمخالفة للمادة 65 من الدستور. فعندما تنتقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء بسبب الشغور الرئاسي، فإنما تنتقل إليه، وفقا لصراحة النص، كهيئة دستورية ولا تنتقل إلى الوزراء كأشخاص طبيعيين. وعلى هذه الهيئة أن تمارس تلك الصلاحيات وفقا لنظام عملها، أي التوافقي، وإذا تعذر ذلك فبالتصويت بأكثرية الحضور في المواضيع العادية أو بثلثي أعضاء الحكومة في المواضيع الأساسية المحددة حصرا في الدستور".

التضامن الحكومي لم يعد له أي معنى

وأوضح أن "الآلية المعتمدة الآن تتيح لمكونين في الحكومة تعطيل أي قرار في مجلس الوزراء يعترضان عليه، مما يعني أن أربعة وزراء يستطيعون شل مجلس الوزراء ومنعه من اتخاذ أي قرار في مواضيع عادية بسيطة. وهذا الأمر أدى ويؤدي إما إلى التعطيل عند اختلاف المصالح بين المكونات الأساسية في الحكومة أو إلى مقايضات ومساومات عملا بقاعدة "مرقلي تمرقلك"، عند تطابق المصالح بينها. ولعله من باب الاعتراف بالذنب أن يصرح الوزير الياس بو صعب منذ يومين أن الحكومة فاشلة ولا تنجح في معالجة المواضيع التي تتناولها بسبب ارتباط أعضائها بقوى سياسية خارجة عنها. فهذا التصريح، إذا دل على شيء، فإنما يدل على أن هذه الحكومة ليست فريق عمل ينفذ البرنامج الذي نال الثقة بالإستناد إليه، وإنما هي مجموعة أضداد، وإن مبدأ التضامن الحكومي لم يعد له أي معنى لدى معظم أعضائها. وإن هذا التصريح وما شابهه من تصاريح يدلي بها بعض الوزراء تذكرني بقول للوزير الفرنسي السابق جان بيار شفينمان: "الوزير إما أن يصمت واما أن يستقيل". وقال: "ليس من باب الصدفة أن يكون الفريق الذي يستطيع شل مجلس الوزراء هو الفريق نفسه الذي يعطل انتخاب رئيس جمهورية بعدم حضوره جلسات مجلس النواب المدعوة لإنتخاب الرئيس. لقد استطاع هذا الفريق، الذي لم يمنح الثلث المعطل عند تأليف الحكومة، ان يستحصل عليه بصورة غير مباشرة بفضل الآلية غير الدستورية المعتمدة للتصويت في مجلس الوزراء". وردا على سؤال عما اذا كان فكر بالاستقالة والجدوى من بقائه في الحكومة، قال: "سألت نفسي اكثر من مرة: ماذا أفعل أو ماذا يفعل وزير مستقل مثلي في هذه الحكومة، طالما أنه لا يمكن أن يؤثر في اتخاذ قرار مناسب أو أن يحول بصوته دون اتخاذ قرار سيء. لذلك فكرت احيانا بالإستقالة وخصوصا عندما قرر حزب الكتائب الخروج من الحكومة باعتبار أنني تفهمت جيدا الأسباب التي بررت خروجه منها، غير أن ما منعني ويمنعني عن اتخاذ مثل هذه الخطوة هو اقتناعي بأن وجود الحكومة، بكامل صلاحياتها، أمر ضروري في ظل الشغور الرئاسي. فالوكالة الممنوحة لمجلس الوزراء عند خلو سدة الرئاسة لا تجيز للوكيل، سياسيا ودستوريا، وضع حد لها بالاستقالة، لأن ذلك يؤدي إلى الإطاحة بآخر معقل للسلطة الشرعية، فيحل محلها الفراغ الكامل في كل المؤسسات، وتنهار آخر معالم الشرعية، الامر الذي يضر بالوطن سواء في الداخل أم تجاه المجتمع الدولي. ان الشغور الرئاسي وما رافقه من شل لعمل مجلس النواب يجعل من الحكومة آخر حصن للشرعية ويفرض بقاءها لغاية انتخاب رئيس للجمهورية". أضاف: "فضلا عن ذلك، إن شغور منصب رئيس الجمهورية يحول دون امكان صدور مرسوم قبول الإستقالة. وهذا ما حصل في ما يتعلق باستقالة كل من الوزيرين أشرف ريفي وآلان حكيم. وإذا كنت قد اخترت البقاء في الحكومة تلبية لما أعتبره واجبا وطنيا، فإني أحاول مع بعض الزملاء دعم مواقف الرئيس تمام سلام، عنوان التجرد والحكمة، والذي يتحلى بالصبر الطويل ويغلب المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة شخصية، ولسان حالي بهذا الشأن قول الشاعر:

"مشيناها خطى كتبت علينا، ومن كتبت عليه خطى مشاها".

تقييم عمله الوزاري

وعن تقييمه لعمله في وزارة الإعلام والإنجازات التي تحققت خلال توليه مهامه فيها، قال: "ليس لدي ميل إلى تضخيم ما أقوم به، إذ أراني دائما مقصرا عما أطمح إلى تحقيقه. فإذا أردت أن أقدم كشف حساب مختصر عما تم انجازه في وزارة الإعلام يمكنني قول ما يلي: لقد حاولت تفعيل وتطوير عمل مختلف وحدات الوزارة بمعاونة المسؤولين فيها وعلى رأسهم المدير العام للوزارة، فالوكالة الوطنية للإعلام تقوم عبر مندوبيها في كل مناطق لبنان وفي الخارج بنشاط كبير، يعترف به الجميع. وهي اليوم المصدر الرئيسي للأخبار التي تزود بها كل وسائل الإعلام. وقد تم فتح مكاتب جديدة للوكالة في لبنان والخارج. أما اذاعة لبنان، فقد حققت نقلة نوعية، إذ باتت تغطي الجزء الأكبر من الأراضي اللبنانية وأعادت النظر ببرامجها، التي تلاقي استحسانا كبيرا لدى المستمعين. كذلك فإن مركز المنشورات والدراسات يقوم بنشاط واسع على الصعيد الأكاديمي. ولسوف أكلفه، بالإتفاق مع المجلس الوطني للاعلام، برصد دائم لأداء محطات التلفزيون والإذاعات بغية التحقق من التزامها بالموجبات المترتبة عليها بمقتضى القانون افساحا للمجال لمساءلتها في حال مخالفتها لتلك الموجبات". أضاف: "يبقى تلفزيون لبنان، الذي استحوذ على كامل اهتمامي، فرفعت تقريرا إلى مجلس الوزراء بصدده، وحاولت وأحاول تعيين مجلس إدارة جديد له يحل محل الإدارة الموقتة الحالية ويقوم بوضع استراتيجية واضحة للأهداف التي يجب أن يسعى إليها. غير أن تضارب المصالح في مجلس الوزراء حالت لغاية تاريخه دون تعيين هذا المجلس. لكنني لن أستسلم وسأواصل جهدي من أجل تعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة جديد ينهض بتلفزيون لبنان، مع الإشارة إلى أن تلفزيون لبنان قد أحرز، حتى في ظل الإدارة المؤقتة الحالية، تقدما ملموسا، لا سيما على صعيد نشرة الأخبار وبعض البرامج السياسية". وقال: "إلى جانب ذلك وإزاء الأزمة التي تعاني منها الصحافة الورقية، وضعت مشروعا رفعته إلى مجلس الوزراء بغية مساعدة تلك الصحافة على تجاوز الأزمة المالية التي تعاني منها. ولقد لاقى هذا المشروع تجاوبا لدى المرجعيات التي اتصلت بها من أجل هذا الغرض ولا سيما لدى الرئيس نبيه بري الذي يعتبر أن الصحافة الورقية هي واجهة لبنان الحضارية وأنه لا بد من دعمها لتستمر في تأدية رسالتها، وإنني متفائل بالتوصل إلى حلول عملية تؤدي إلى الحفاظ على تراثنا الصحافي العريق. كذلك شاركت في لجنة الإعلام والإتصالات بوضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون جديد للاعلام يتميز بشموليته إذ يرعى جميع وسائل الإعلام بما فيها المواقع الإلكترونية، ويكرس مبدأ الحرية الإعلامية، التي نحرص عليها كل الحرص، باعتبار أنه معترف بها في الدستور اللبناني وأنها تشكل احدى ميزات النظام اللبناني. وحسبي في هذا المجال أنني لم اقدم منذ تولي مهامي في وزارة الإعلام على اية ملاحقة بحق أي وسيلة اعلامية أو إعلامي، مفضلا "الفوضى الإعلامية" التي أشكو منها أحيانا على التعرض للحرية الإعلامية التي ننعم بها في لبنان". وختم: "إذا كنت قد قصرت بشيء فعذرا على التقصير، وإذا كنت قد نجحت في بعض الأشياء فالحمدلله على ذلك".