المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 آب/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.august29.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

الرَّجَاءُ الَّذي يُرَى لَيْسَ رَجَاء. فهَلْ يَرْجُو أَحَدٌ مَا يَرَاه؟ أَمَّا إِذَا كُنَّا نَرْجُو مَا لا نَرَاه، فَبِالصَّبْرِ نَنْتَظِرُهُ. وهكَذَا فَٱلرُّوحُ نَفْسُهُ يَعْضُدُنَا في ضُعْفِنَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

دم سامر حنا، إجرام حزب الله، وموت ضمير عون/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مجلس الأمن يمدّد لـ«اليونيفيل» غداً

حزب الله أطعم القوات «الخبز»… فمتى الحريري على سفرة «أشرف الناس»/علي الأمين/جنوبية

حزب الله و«حرية» خصومه بتنفيذ أوامره/علي الأمين/جنوبية

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 28/8/2016

النهار: هل يسكب التيار مياها في نبيذه؟

قداس عن راحة أنفس شهداء القوات في قرطبا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان: «حزب الله» يواصل حملته على «المستقبل» ويُبشّر بأزمة طويلة

نظام الأسد يهدد بتصفية جنبلاط

التمديد الثالث للمجلس "من سابع المستحيلات"عند بري: إذا طُبقت "السلّة" فخذوا الرئيس في اليوم التالي/ر. ع./النهار

درباس: عدم اتفاق الأفرقاء يحول دون تعيين قائد جيش

كارثة تلوّث الليطاني... تفاصيل الحلول المطروحة وحال الطوارئ لم تعلن/أسرار شبارو/النهار

يازجي من قبرص: التعتيم على قضية مطراني حلب المخطوفين مستغرب

فاجعة موت الطبيب اللبناني نيكولا بعيون محبيه.. وهذه كلماته الأخيرة!

الرئيس سليمان تعليقا على حادث جبيل: ‘العودة الى الوطاويط الملثمين’

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

فرنسا تريد اصدار قرار في مجلس الأمن يدين استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا

إيران تنفذ الاعدام شنقاً بحق 12 سجيناً

قائد باسيج إيران: أوقفنا دبلوماسيين غربيين تجسسوا لداعش والخارجية الايرانية تنفي صحة تصريحات قائد الباسيج

"مؤتمر شعوب إيران" يدين تدخلات طهران في المنطقة

الجيش الحر ينتزع قرى من سوريا الديمقراطية في جرابلس

إيران مستمرة بإرسال سلاح ومقاتلين للأسد بطائرات مدنية

أفغانستان تعتقل ممثل خامنئي.. مُجنّد المقتالين لسوريا

أردوغان: سنقاتل الميليشيات الكردية وداعش بذات العزيمة

ولي ولي العهد السعودي يزور باكستان والصين واليابان

السبهان يرد على بغداد: سياسة السعودية لا ترتبط بأشخاص

شاهد التشابه بين الحوثيين وداعش

ليبيا.. مقتل 28 وإصابة 180 من حكومة الوفاق بسرت

مرج دابق": المعركة التي غيرت وجه الشرق الأوسط قبل 500 عام

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إذا ابتليتم بـ«حزب الله»/علي الحسيني/المستقبل

صرخة الأحدب تمزّق الحجاب عن مأزق الإسلام السياسي/جوزف باسيل/النهار

رسالة إلى الرئيس المنتخب للرهبانية اللبنانية المارونية/جورج صدقه/النهار

قال فؤاد شهاب "يا عدرا متل ما دخلت متل ما خرجت/عبد الرحمن عبد المولى الصلح/النهار

انها "لعنة" الانكشاف/نبيل بومنصف/النهار

تعطيل النصاب ليس لعبة/المحامي توفيق رشيد الهندي/النهار

أي وطن نريد وأي دولة/حسان يحيى/النهار

اللعنة كلمة غير ميثاقية/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

حوار لبناني - أميركي على «ضفاف» الرئاسة/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

تأجيل مؤتمر الدعم بطلب من لبنان وتوجُّه لعقده برعاية فرنسية في باريس/سابين عويس/النهار

الجيش مستنفر لمنع التسلل من الرقة تشاور لبناني - دولي لصدّ الإرهابيين/خليل فليحان/النهار

الدستور حصَّن الميثاقية بالمادة 65 فأوجب حضور الثلثين جلسات مجلس الوزراء/اميل خوري/النهار

من يُنزل الوطني الحر عن الشجرة/منير الربيع/المدن

مراجعة الصدرية السياسية/أحمد جابر/المدن

الانتحاريون الأطفال: «داعش» يُخفق هذه المرة/حازم الأمين/الحياة

بين جرابلس وداريا… مرورا ببغداد ودمشق/خيرالله خيرالله/العرب

كنا بشيعة إيران صرنا بشيعة تركيا/زيد الجلوي/السياسة

من صلاح جديد إلى بشار الأسد/خالد الدخيل/الحياة

المستفيدون من «داعش»/الياس حرفوش/الحياة

واشنطن لم تبع الأكراد/محمد برهومة/الحياة

من مع من في اليمن/جمال خاشقجي/الحياة

ثغرة سعودية في التفاهمات الإقليمية حول سوريا رفع الآمال التركية لا يبدد الشكوك حول الحل/روزانا بومنصف/النهار

العرب معنيّون وغائبون/علي بردى/النهار

النظام السوري لا يستطيع العيش يوماً واحداً من دون حرب/وسام سعادة/المستقبل

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

طلال المرعبي: نأسف لاستمرار محاولات تعطيل العمل الحكومي

حسن فضل الله: اننا في لبنان مبتلون بحزب المستقبل

فياض: على الأفرقاء إزالة فكرة التمديد للمجلس من قاموسهم وتفكيرهم

قاووق: تحرير داريا هو نهاية حلم السعودية بإسقاط النظام

نواف الموسوي: للتوقف عن سياسة الحرمان بحق التيار الوطني الحر ونشجع الحريري على المضي في مسار الانفراج باتجاهه

عمار الموسوي من بوداي: كل من يستهين او يستهتر بأمن وكرامة المنطقة منبوذ من عائلته وعشيرته

سليمان: نحن بالمرصاد لأي محاولة عبث بالأمن الوطني والتعطيل الحكومي ولن نسكت عن تجاوزات لم تعد مقبولة وسنواجه التكفير السياسي

شيخ الأزهر التقى سفير مصر الجديد في بيروت: لبنان يمثل رافدا حضاريا وثقافيا للمنطقة العربية بأسرها

حسين الموسوي: لطالما ناشدنا الرأي العام أخذ دوره بمواجهة الفاسدين لكن تجربة ما سمي بالحراك الشعبي لم تكن على مستوى المأمول

باسيل جال على القرى الحدودية في قضاء بنت جبيل: لن نغيب لا عن المؤسسة الدستورية ولا عن أي ساحة في هذا البلد

القوات نظمت لقاء في رمحالا عن المصالحات وكلمات شددت على طي صفحة الخلافات وتقديم نموذج بالعيش المشترك

الحاج حسن من طهران: حاكم مصرف لبنان أكد لي ان العقوبات الاميركية على ايران والضغوط على لبنان لا تمنع التحويلات

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

إنجيل القدّيس لوقا18/من09حتى14/:" قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَلَ لأُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين: «رَجُلانِ صَعِدَا إِلى الهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، أَحَدُهُما فَرِّيسيٌّ وَالآخَرُ عَشَّار. فَوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ يُصَلِّي في نَفْسِهِ وَيَقُول: أَللّهُمَّ، أَشْكُرُكَ لأَنِّي لَسْتُ كَبَاقِي النَّاسِ الطَّمَّاعِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاة، وَلا كَهذَا العَشَّار.

إِنِّي أَصُومُ مَرَّتَينِ في الأُسْبُوع، وَأُؤَدِّي العُشْرَ عَنْ كُلِّ مَا أَقْتَنِي. أَمَّا العَشَّارُ فَوَقَفَ بَعِيدًا وَهُوَ لا يُرِيدُ حَتَّى أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاء، بَلْ كانَ يَقْرَعُ صَدْرَهُ قَائِلاً: أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ! أَقُولُ لَكُم إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا، أَمَّا ذاكَ فَلا! لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»

 

الرَّجَاءُ الَّذي يُرَى لَيْسَ رَجَاء. فهَلْ يَرْجُو أَحَدٌ مَا يَرَاه؟ أَمَّا إِذَا كُنَّا نَرْجُو مَا لا نَرَاه، فَبِالصَّبْرِ نَنْتَظِرُهُ. وهكَذَا فَٱلرُّوحُ نَفْسُهُ يَعْضُدُنَا في ضُعْفِنَا

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة08/من18حتى27/:"يا إِخوَتِي : إِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ آلامَ الوَقْتِ الحَاضِرِ لا تُوَازِي المَجْدَ الَّذي سَوْفَ يتَجَلَّى فينَا. فإِنَّ الخَليقَةَ تَنْتَظِرُ بِفَارِغِ الصَّبْرِ تَجَلِّيَ أَبْنَاءِ الله؛ لأَنَّ الخَليقَةَ أُخْضِعَتْ لِلبَاطِل، لا طَوْعًا، بَل «بِسُلْطَانِ اللهِ الَّذي أَخْضَعَهَا»، ولكِنْ عَلى رَجَاءِ أَنَّ الخَليقَةَ نَفْسَهَا سَتُحَرَّرُ هيَ أَيْضًا مِنْ عُبُودِيَّةِ الفَسَادِ إِلى حُرِّيَةِ مَجْدِ أَوْلادِ الله. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الخَليقَةَ كُلَّهَا مَعًا تَئِنُّ وتَتَمَخَّضُ إِلى الآن. ولكِنْ لا هيَ فَحَسْب، بَلْ نَحْنُ أَيْضًا الَّذينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوح، نَحْنُ أَيْضًا نَئِنُّ في أَنْفُسِنَا، مُنْتَظِرِينَ التَّبَنِّيَ أَيْ فِدَاءَ جَسَدِنَا. فإِنَّنَا بِالرَّجَاءِ خُلِّصْنَا. والرَّجَاءُ الَّذي يُرَى لَيْسَ رَجَاء. فهَلْ يَرْجُو أَحَدٌ مَا يَرَاه؟ أَمَّا إِذَا كُنَّا نَرْجُو مَا لا نَرَاه، فَبِالصَّبْرِ نَنْتَظِرُهُ. وهكَذَا فَٱلرُّوحُ نَفْسُهُ يَعْضُدُنَا في ضُعْفِنَا، لأَنَّنَا لا نَعْرِفُ أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا يَنْبَغِي، لكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ لَنَا بِأَنَّاتٍ لا تُوصَف. والَّذي يَفَحَصُ القُلُوبَ يَعْرِفُ رَغْبَةَ الرُّوح، وهيَ أَنَّهُ يَشْفَعُ لِلقِدِّيسِينَ بِمَا يُوَافِقُ مَشِيئَةَ الله."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

دم سامر حنا، إجرام حزب الله، وموت ضمير عون

الياس بجاني/28 آب/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/08/28/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%8C-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D9%8A%D8%A8%D8%8C-%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%B1-%D8%AD%D9%86/

في مثل هذا اليوم من عام 2008 اغتال حزب الله عن سابق تصور وتصميم الطيار، النقيب، في الجيش اللبناني سامر حنا، بعد أن اسقط طائرته في الجنوب اللبناني.

قاتل سامر حنا لم ينل قصاصه القانوني العادل على ما اقترفه من إجرام، كما هو حال كل عناصر حزب الله الإرهابي والملالوي الذين قتلوا الرئيس رفيق الحريري وغيره العشرات من القيادات اللبنانية.

رفع حزب الله القتلة من أفراده إلى مرتبة القداسة ومنع اعتقالهم ومحاكمتهم وهو لا يزال يمارس بلطجته وإرهابه ويحمي بالقوة والسلبطة كل المجرمين والمهربين والقتلة والفاسدين وتجار المخدرات واللصوص والخارجين عن القانون .

يوم اغتال الحزب النقيب سامر حنا لام النائب ميشال عون الضحية وبرأ المجرم بقوله: “شو كان عم يعمل في الجنوب” ..

وعون هذا الطروادي الفاجر الواقع في كل تجارب الأبالسة لا يزال يغطي إجرام الحزب واحتلاله لوطن الأرز ويعطل عمل المؤسسات ويعيق استعادة الاستقلال والسيادة ويمنع انتخاب رئيس للجمهورية وراض بذل بدور الأداة لا أكثر ولا أقل.

أمثال ميشال عون من المخلوقات، هم ليسوا لا من خامة ولا طينة البشر، بل هم سرطان قاتل ولا يعرفون غير الأذى والكفر والجحود.

نشير هنا إلى عدالة الأرض لم تنصف الشهيد سامر حنا حيث تفلت قاتله العضو في ميليشيا حزب الله، مصطفى حسين مقدم، من العقاب وأفرج عنه بعد فترة توقيف لستة أشهر فقط وبكفالة مالية مقدارها عشرة ملايين ليرة لبنانية، وبتهمة غريبة ومغربة عن العدل والقانون هي “التسبب عن غير قصد بقتل النقيب حنا”… إلا أن عدالة السماء كانت للقاتل بالمرصاد حيث قتل وهو يحارب في سوريا دفاعاً عن المجرم وقاتل الأطفال، بشار الأسد.

يبقى أن كل من يتحالف مع أمثال ميشال عون الإسخريوتي والملجمي، ومع حزب الله الإرهابي، ومع محور الشر السوري-الإيراني، أو يسكت عن أجرامهم، ويتخلى عن القيم والمبادئ، ويستهين بدماء وتضحيات الشهداء، هو وطنياً وإيمانياً وعملياً وواقعاً شريكاً كاملاً لعون ولحزب الله  ولمحور الشر، ولكل أعداء لبنان في إجرامهم أكان في لبنان أو خارجه.

(“العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به: شركاء ثلاثة”. “العامل بفعل قوم كالدخل فيه معهم. وعلى كل داخلِ في باطل أثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به” (الإمام علي)

ومن عنده آذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ قبل فوات الأوان، وقبل يوم الحساب الأخير الذي لا هروب منه، حيث سيكون البكاء وصريف الأسنان، وحيث النار التي لا تنطفئ، والدود الذي لا يستكين.

بخشوع وتقوى نصلي من أجل راحة نفس الشهيد النقيب، الطيار، سامر حنا ومن أجل راحة أنفس كل الشهداء الأبرار مرددين بصوت عال مع النبي اشعيا (33/01و02):

ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك. يا رب، تراءف علينا . إياك انتظرنا. كن عضدهم في الغدوات. خلاصنا أيضا في وقت الشدة .”

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مجلس الأمن يمدّد لـ«اليونيفيل» غداً

المستقبل/29 آب/16/يصوّت مجلس الأمن الدولي غداً الثلاثاء على مشروع قرار فرنسي ينصّ على التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» سنة إضافية. وتجرى اتصالات بين بيروت ونيويورك وكافة الدول المعنية في مجلس الأمن لإخراج الصيغة المناسبة للقرار المرتقب.

ويُشار إلى أن ولاية «اليونيفيل» تنتهي غداً الثلاثاء، ويأتي التمديد في اليوم الأخير لولايتها لمدة سنة جديدة.

 

حزب الله أطعم القوات «الخبز»… فمتى الحريري على سفرة «أشرف الناس»؟

علي الأمين/جنوبية/28 أغسطس، 2016

ليس اللقاء حول طاولة طعام في أحد مطاعم الضاحية الجنوبية يدل على أنّ العلاقات في أحسن حالاتها. فلقاء النائب علي فياض القيادي في حزب الله مع النائب عن القوات اللبنانية شانت جنجينيان لا يعني بالضرورة أنّ العلاقة بين الطرفين إيجابية جداً، لكن هو اللقاء الأوّل بين الحزبين منذ التحالف الرباعي الشهير عام 2005 عندما تحالف الطرفان في الانتخابات النيابية في ذلك الحين. وهو يأتي بعد سيل من الاتهامات المتبادلة والتي جعلت العلاقة بين الحزبين متنافرة إلى حد العداء. لا سيّما أن حزب الله طالما اتهم القوات بالعلاقة مع اسرائيل وبالتآمر عليه، وظلت العلاقة بين الطرفين هي الأكثر حدة وتباعد بين الاطراف اللبنانية. يقال الكثير الكثير في هذا المجال لكن ما معنى هذا اللقاء اليوم؟ المعلومات المتداولة أنّ ما جرى هو نتيجة وساطة التيار الوطني الحر. والأرجح أنّ في حسابات التيار تعبيد الطريق للجنرال، القوات ليست بعيدة عن هذا الهدف، لكنها مهتمة بالعلاقة مع حزب الله كما أنّ حزب الله مهتم بأن يلعب دوراً محورياً في مشروع استقطاب المسيحيين في معركته مع التكفيريين وتوفير شروط الشرعية لهذا الدور لبنانياً، في سبيل توفير القبول الدولي لهذا الدور ومتطلباته في المرحلة المقبلة. ليست القوات اللبنانية من يقرر هذه الشرعية لكن هي طرف محوري مسيحي لا يمكن لحزب الله أن يتجاهله في مشروعه الجديد، ففي شعار مقاومة اسرائيل لا حاجة لشرعية مسيحية شاملة. في الحرب مع الأكثرية السنية الحاجة تصبح ملحة لشرعية مسيحية شاملة وإلى شرعية درزية تتكفل بها التهديدات التي يجري توجيهها لجنبلاط بأشكال مختلفة. الأرجح أنّ الدكتور سمير جعجع يرغب بعلاقة مع حزب الله، هو طالما شبه القوات بحزب الله من حيث البنية الحزبية والإجتماعية في عز العداء بينهما…حزب الله في المقابل يستثمر نفوذه لتوجيه رسائل للجميع ولا سيما سعد الحريري.. حلفاؤك صاروا أقرب إلينا أو يكادون عجل قبل أن تصبح وحيداً…أما سليمان فرنجية تعلم أنّه اقرب إلينا منك…فلا تبقى وحيداً وتعال إلى خيمة “المقاومة” التي تحميك أكثر من خيم آل سعود أو غيرهم من العرب.

 

حزب الله و«حرية» خصومه بتنفيذ أوامره

علي الأمين/جنوبية/28 أغسطس، 2016

لعبة حزب الله الرئاسية مملة بل باتت مدمرة للبلد ولم يعد مستساغاً رمي الكرة في ملعب الخصوم، ربما لم يعد هناك خصم له في الدولة بكل الأحوال الكل يدفع الجزية صاغراً، لكن رغم كل ذلك ثمّة إرادة ممنهجة للتدمير، الأمر ليس عفوياً أن يستباح كل ما له علاقة بالدستور والقانون وبالدولة.

ويستمر حزب الله بخوض المعارك في سورية محتفياً بإسقاط داريا التي “أنهت الخطر على نظام الأسد” كما قال القيادي في حزب الله نبيل قاووق معتبراً أنّ “تحرير داريا هو إنهاء لأحلام النظام السعودي بإسقاط النظام في سوريا، وتأكيد على انتصار الجيش السوري وهزيمة العصابات التكفيرية ميدانياً”.

يستطيع قاووق ان يفتخر بهذا الانجاز، وان يوزع صفة “التكفيري” كما يشاء حزب الله، ولكن يحتاج قاووق ان يقنع السوريين بأن الذين قاتلوا لأربع سنوات في داريا هم ليسوا أبناءها ولا أصحاب بيوتها ولا الذين ولدوا وترعرعوا فيها وقاتلوا من أجل حريتهم فيما ارتكب النظام، بدعم من حزب الله، أكبر مجزرة لا زالت مستمرة منذ أربع سنوات. أين منها مجزرتا صبرا وشاتيلا ومجزرة دير ياسين ومجزرتي قانا وغيرها، حتى باتت اسرائيل تشعر بتفوق “الممانعة” عليها في ارتكاب المجازر وعمليات القتل.  يدرك حزب الله إنّ هذا الاحتفاء بالنصر في داريا، كما النصر في “اليرموك” والقصَير والقلمون والزبداني، يجب أن يستكمل بوضع أنصبة في لبنان تشكل شاهداً على انجازاته في سوريا. ربما يحتاج حزب الله، في سبيل تأريخ لحظة زوال الخطر على الأسد في سورية، أن تسمى إحدى الساحات الكبرى أو الشوارع المهمة في لبنان “المقاوم” باسم “داريا الاسد” كخطوة تمجد هذه اللحظة الإستراتيجية كما وصفها قاووق، من دون أن يفوته وضع نصُب حيّ الوعر في حمص، على لائحة الانتظار بعد نصب داريا ونصبي القلمون والزبداني.

الانهماك بالانتصارات في سورية وإفراغ داريا من كل سكانها وثوارها، لا يعني أن يستمر اللعب بمستقبل اللبنانيين. إذ يستمر حزب الله بالشكوى من تيار المستقبل، كما قال النائب حسن فضل الله أمس: “نحن مبتلون في لبنان بحزب المستقبل الذي بداخله أفرقاء طبيعتهم المعاندة والمكابرة والمشاغبة والمزايدة والمنافسة فيما بينهم” وأنّه يأتمر بالسعودية. باعتبار أنّ اللبنانيين يجدون في حزب الله النموذج المبتغى لقيام الدولة واحترام الدستور والقانون ومستقل عن إيران. اللبنانيون سلموا له مرغمين بأنّه هو من يقرّر انتخاب رئيس أو لا يقرر. وأعطاه “المستقبل” حق أن يختار بين مرشحيه ميشال عون وسليمان فرنجية، ومارس فعل الابتهاج والحماسة للمرشح فرنجية، لكن حزب الله لا يريد رئيساً بالأصل. رغم ذلك يجب على اللبنانيين بعدما رضوا بمعادلة حق حزب الله عملياً بتحديد اسم الرئيس وتوقيت انتخابه صاغرين، أن يزيدوا من الإنحناء وأن يرددوا مقولة: “من يعطل انتخاب الرئيس هو تيار المستقبل”. ويجب أن يصدقوا أنفسهم ويقاتلوا في سبيل هذه “القناعة” ولو كانوا يرون زعيم المستقبل “قد زاد في الرقة..”. هذا لأن حزب الله، أسوة بالعديد من الأصوليات الدينية، يريد من خصومه “أن يدفعوا الجزية وهم صاغرون”. إذ ليس من اللائق ألاّ يتحمس خصوم حزب الله لقراره الرئاسي. بل عليهم، أن يزيدوا في الحمد والشكر له. ويجب ألاّ تغيب الابتسامة عن شفاههم. فحزب الله لا يجد في مبدأ الإكراه ما يتلاقى مع “الحكم الشرعي”. هو يريدهم أن يختاروا ما يشاء هو، لكن بحرية. وإن فشلوا فليعيدوا الكرة مرة وأخرى إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

هو اللّعب بأبشع صوره، اذا أحسنا النوايا. وهي سياسة تدمير الدولة والمجتمع، إذا أردنا ألاّ نجافي الحقيقة. لذا يحسن في هذه الحال أن يؤمّر في البلد الصغار، وأن يتقدم الجهلة إلى منابر الحكمة، وأن يسيطر المقامرون على السياسة ورقاب الناس، وأن يُحَكّم الفاسدون على خزائن الدولة والأملاك العامة… هذا تدمير منهجي وليس عفوياً للدولة. فالدول، مهما كانت من السوء، لها من القواعد والثوابت التي لا يجب الإخلال بها حتى لا تنهار وتخرب امور المواطنين ومصالحهم. لكن عندما تكون السياسات المدعوة “كبرى” لا تستند إلى ما توافق عليه اللبنانيون في دولتهم، فلا بد من تأمير الجاهل، والسارق، والمفسد، وهذا ما جعل من الصعب وصف أحد في لبنان بأنّه “رجل الدولة”. الإحتفاء بداريا كما القصير والقلمون وطريق القدس في الزبداني وحلب، هو ما يجب على اللبنانيين شكر حزب الله عليه. وأكثر: يجب أن يستيقظوا كل صباح وينظروا إلى كل خصم لبناني لحزب الله – هذا إذا كان موجوداً بعد – على أنّه هو من يعطل هذه الدولة.

الكارثة الوطنية تجاوزت حدود انتخاب الرئيس. الدولة يجب أن تكون في الحضيض ليبقى نموذج عابر للدستور والقانون… قبل الحدود، قادراً على أن يبقى ويستمر كما هو.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 28/8/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هل قاربت الرئاسة ان تكون شحطة قلم، في زمن انعدام الوزن وتلاشي المؤسسات الذي تعيشه البلاد؟ وفي خضم الخلافات حتى على المسلمات، ومراوحة الحلول المستعصية لمشاكل مزمنة دفعت بوزير الشؤون الاجتماعية، المعني الأول بالشأن الحياتي للمواطن، للقول: إن الحكومة الحالية حكومة أزمة لا يمكنها اجتراح الحلول، مشيرا إلى الثقل الاقتصادي لتدفق النازحين الذي ضاعف العجز والدين.

كلام الوزير درباس ل"تلفزيون لبنان"، قابله اعتبار منسقة الأمم المتحدة سيغريد كاغ ان الحلول ما زالت ممكنة في لبنان، وان على اللبنانيين استخراجها وليس انتظارها من الخارج.

وكلمة السر التي يسعى اليها رئيس المجلس نبيه بري، الذي يترقب الجميع اطلالته الأربعاء، هي التسوية، عبر ممر الحوار في جلسته المقبلة في الخامس من أيلول. والتسوية هي الكلمة السحرية لكل المطالبين بحل يعيد للحكومة فاعليتها، فيما تغيب جلستها الأسبوع الطالع، عل المواقف تتبلور أكثر بعد تجديد "التيار الوطني الحر" التلويح بالشارع، بقول الوزير باسيل خلال جولة جنوبية: سنمنعهم من التمديد بالشارع، وهذا الكلام ميثاقي لأن الميثاق يصنعه ناسه ويخل به أناس آخرون.

والحوار بوابة التسويات بنظر الرئيس بري، وفق تأكيد النائب علي خريس الذي يرى أن على الأفرقاء خصوصا "التيار الوطني الحر"، التفكير في جدول أعمال جلسة الحوار الوطني ومحاولة الخروج من الشغور الرئاسي.

في أي حال، الاتصالات المحلية تأخذ في الحسبان، بحسب أوساط مراقبة، التطورات والتحولات الإقليمية، ولاسيما منها على الساحة اليمنية، وفي سوريا وتحديدا في شمالها حيث تستمر عملية "درع الفرات" التركية.

التدخل التركي في سوريا أخذ بموازين القوى، وفق الدكتور محمد نور الدين الذي رأى أن أنقرة لن تقف عند حدود جرابلس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أقفل أسبوع لبنان السياسي على أزمتين: الأولى سياسية أصابت السلطة التنفيذية وامتدت شظاياها مواقف عالية النبرة وصلت إلى التحدي. والثانية بيئية، وعندما تقول بيئية لا داعي للتكهن، لأنها النفايات ودائما النفايات التي يبدو أن لعنتها ستلاحق اللبنانيين إلى الممات.

الأكياس الخبيثة دارت دورتها الكاملة، وانفلشت مجددا في الطرقات. أكياس من التجاذبات والسمسرات مغطاة بخطط كلسية مؤقتة لا تدوم سوى أيام، وسرعان ما تعود رائحتها النتنة لتغطي سماء بيروت وضواحيها.

الذاكرة السوداء التي استحضرت ذكرى مرور عام على اندلاع نفاياتنا في الشوارع، لم تغب في بلد يتخبط كل يوم بأزماته المتراكمة. حتى أن الصبر سر بقاء مباه غوتو (معمر اندونيسي) 145 عاما لم يعد ينفع مع اللبنانيين.

لكن ذاكرتنا ناصعة البياض، تستذكر بقوة تلك القامة الوطنية الكبيرة للامام السيد موسى الصدر، وهو أول من حذر من تجار السياسة الذين يثيرون النعرات الطائفية للمحافظة على وجودهم. أليس هو من قال: التنافس السياسي في بلدان العالم هو تنافس رياضي، إلا في لبنان هو حرب مصيرية.

لكن البقاعيين، عشائر وفاعليات وعائلات بعلبك- الهرمل، أبوا إلا أن يكرسوا نهج الإمام الصدر، أقوالا وأفعالا، فجددوا له البيعة، وأكدوا الوقوف مع الرئيس نبيه بري في خطواته الوطنية الهادفة لجمع الشمل وحل الأزمات السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عبور آمن لمؤسسات الدولة السورية إلى داخل داريا، تحمله الساعات المقبلة بعد عبور الشرعية اليها بتسوية أخرجت المسلحين وأطاحت بأحلام تطويق العاصمة بالنار والتهديد بإسقاطها، لينتصر التماسك السوري بوجه الارهاب الذي يهدد سوريا طولا وعرضا.

وبعرض عسكري وقصف جوي ومدفعي، يضرب الجيش التركي القوات الكردية في محيط جرابلس شمالي حلب. في برنامج أنقرة تثبيت واقع وأثمان وتحمية للميدان بالاصالة وليس بالوكالة، تغييرا لبعض الأجندات في الداخل وجرا لأجندات خارجية إلى مسار ما بعد الانقلاب.

لا انقلاب في المشهد اللبناني في الأفق المنظور، بل تقليب هواجس من زيادة التعقيد على مستوى الحكومة. التعقيد مصدره واضح، والجهة التي تمارسه باصرار معروفة باسمها وكسمها ولونها، وهي من سيتحمل مسؤولية جر البلد إلى الهاوية السياسية.

توجهات "التيار الوطني الحر" لمواجهة التهميش، أعلنها رئيسه الوزير جبران باسيل من الجنوب، مقدما خيار الشارع لاسقاط التمديد على اشكاله، وتحقيقا للمطالب والتمثيل الصحيح.

وتبقى العين على جلسة حوار أيلول، المحاطة بتحدي موعد الانتخابات النيابية وضياع شكل قانونها المفترض، لتبقى مسؤولية تأخير الحلول على عاتق المعطلين الممعنين تعطيلا في مفاصل الدولة ومؤسساتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

تلال الخلافات السياسية، ترتفع بوتيرة مقلقة. يقابلها غياب مدو لأي حركة توفيقية تخفيفية من شأنها منع انزلاق الوضع إلى الأسوأ. والخشية تتعاظم من إسقاط الحكومة في حفرة تصريف الأعمال. أبعد من ذلك يسمع همس في الكواليس ينصح بعطلة طويلة لطاولة الحوار، كي لا تسقط كإطار ولو هش لا يزال يجمع المتقاتلين.

أمنيا، أبلغ الوزير وائل أبو فاعور الـ mtv ان مخاطر حقيقية تتهدد النائب وليد جنبلاط، لكننا لسنا ممن يهربون وسفر رئيس "التقدمي" إلى الخارج مبرمج سابقا.

تلال النفايات الناجمة عن إقفال مطمر برج حمود، ترتفع أيضا بوتيرة قاتلة. في الاطار رصدت حركة بلدية متنية على خط "الكتائب"، لايجاد حل وسط يفتح المطمر، مع تحصيل حد أدنى من المطالب القابلة للتنفيذ. الوزير أكرم شهيب أبدى للـ mtv انفتاحا، لجهة رفع نسبة الفرز وتسهيل المراقبة قبل الطمر.

لجنة المال، التي دعا رئيسها ابراهيم كنعان نواب المتن وبيروت لبحث أزمة النفايات في المجلس الاثنين، ستفضي محصلة اجتماعها إلى اتجاهين، حل عقلاني أو تصعيد مفتوح للأزمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

غريب لبنان بكل تفاصيله. يتغير العالم، وتبقى أخباره هي هي. منذ عام، كانت عناوين نشرات الأخبار: نفايات، وشغور رئاسي، وأزمات حكومية. واليوم، تبقى العناوين عينها.

تمدد "داعش" في الشرق ثم انحسر، وأزماتنا على حالها. اختلفت تركيا مع روسيا وتصالحتا، وأزماتنا على حالها. تغيرات معالات ميادين المنطقة، وأزماتنا على حالها. انقلبت المعادلات السياسية في الاقليم، ونحن حيث نحن، ندور في دوامة العناوين والأخبار من دون ان ندرك كيف نخرج منها.

يمر العام تلو العام، ولا جديد. كرسي رئاسي شاغر، كلام على مبادرات، وتعنت يأتي ليسقطها، فيستمر الشغور. تعيينات آن اوانها، تقاطعات سياسية تسقط القانون وتطيح بالحق، فيتجدد التمديد. نافايات تتجمع، ثم تجمع، ثم تتعثر الخطط، فتعود النفايات إلى الشوارع في مشهد مكرر من مشاهد العام الماضي.

هيدا لبنان؟ طبعا لا، بل هيدا ما يريدونه للبنان: شغور ممدد، وأزمات ممددة، ونفايات تعود لتتمدد. على أمل الحل، يوما ما، كي لا تتكرر مشاهد اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بين حدي رفع النفايات من شوارع المتن وكسروان، والحؤول دون تحويل ساحل المتن إلى مطمر كبير، ستعقد لجنة المال والموازنة غدا، بحضور جميع المعنيين بملف النفايات في موسمها الثاني، ستكشف غدا كل الأوراق وتطرح كل الأسئلة: لماذا لم تنفذ الحكومة وعودها؟، أين خطة الفرز وأين معامل التدوير، وأين الأموال المخصصة للمشروع؟. لماذا الانقلاب المفاجئ على الخطة التي أقرها الجميع؟. ولماذا العودة إلى مشروع اللامركزية، وهل ما تخطط له بلدية بيروت من انشاء محرقة للنفايات فتح شهية باقي البلديات، علما ان ارقام الربح المنتشرة خيالية؟.

لن ينتظر اللبنانيون الأجوبة، بل سيترقبون الحلول، كما سيترقبون ما قد يحمله الأسبوع الطالع من لقاءات لتحلحل مأزق الحكومة العميق جدا، حسب وصف "حزب الله". فهل سيتلقف كل المعنيين خطورة الشلل الحاصل، أم ان الهروب إلى الأمام عبر البحث عن قانون انتخابي جديد يوضع في مدة شهرين، والدعوة إلى الفصل بين الشغور الرئاسي وعقد جلسة للهيئة العامة للمجلس النيابي سيزيدان الأمور تعقيدا؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لحن موحد وكلام ممجوج يعزفه ويغنيه نواب "حزب الله"، الذين يستمرون في اطلاق الاتهامات محاولين تضليل الرأي العام ومجافاة الحقيقة، باتهام تيار "المستقبل" بأنه يتحمل مسؤولية الشغور الرئاسي، علما بأن القاصي والداني يعلم بأن من يعطل النصاب ويقاطع جلسات الانتخاب هو "حزب الله"، انطلاقا من الأجندة الايرانية التي لا يجيد نواب الحزب وقادته إلا العمل وفق معاييرها، تعطيلا وتدخلا في الساحات العربية.

فالحزب الغارق في الدم السوري، ها هو يعمل على تنفيذ مهمة جديدة هدفها انجاز مشروع الفرز الديمغرافي في محطته الجديدة، داريا. في وقت تستمر العملية التي أطلقها الجيش التركي تحت عنوان عملية "درع الفرات"، مما أجبر تنظيم "داعش" الإرهابي على الانسحاب من قرى غربي مدينة جرابلس بريف حلب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على مشارف حوار أيلول، لعنات في السياسة ولعنات أوسع على السياسيين. فبراعتهم تتجلى في افتعال الأزمات والرد والحرب من فوق السطوح على بعضهم بعضا، لكنهم يعلنون العجز المدبر، عندما يتعلق الأمر بأزمة النفايات، وينقلبون على المتن والنائب سامي الجميل الذي تصدى لمافيات الزبالة. فالمتن ما عاد يرتفع عن سطح البحر إلا بمعدل النفايات المتكدسة بين طرقاته. سقطت المدن بكومة نفايات، عاشت خطة أكرم شهيب، وماتت الحكومة من دون مراسم تشييع.

وعلى أرض جنوبية صلبة، تبادل "حزب الله" و"التيار الوطني" اليوم غراما ميثاقيا لافتا، فأشاد الحزب بصبر التيار على الإقصاء السياسي المزمن. وأبرق جبران باسيل من بنت جبيل إلى شهداء الحزب في سوريا، برسائل شد العزائم.

وعلى مرمى حجر من رميش، جاءت التغذية بالتيار السياسي من عيناثا، عبر النائب حسن فضل الله، وإعلانه عن فريق لا يريد القبول بالشراكة الحقيقية، معلنا أن "حزب الله" ابتلى بحزب "المستقبل"، حيث ان من يعطل البلد اليوم هو عدم حسم أصحاب الاتجاهات في حزب "المستقبل"، من المعاندين والمكابرين والمزايدين والمنافسين والمشاغبين، لخيارهم في القبول بالمسار الطبيعي بانتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية، لاسيما أنه هو صاحب الحظوة الأكبر في الوصول إلى سدة الرئاسة.

وبدا أن "حزب الله" على خطاب واحد في يوم أحد. إذ تحدث النائب نواف الموسوي عن الإخوة الأعداء في تيار "المستقبل"، والذين يعطلون الحل. لكن الموسوي دعا الرئيس سعد الحريري إلى المضي في مسار الانفراج الذي بدأه تجاه الحزب، ومن دون إطالة.

والمفاجئ في مسار الانفراجات، "ميني حوار" بين الحزب و"القوات"، تمثل في عشاء على جسر عند ريف الضاحية. لكن النائب شانت جانجيان الذي التقى النائب علي فياض، وضع الإنفتاح هذا عند حدوده الدنيا.

 

النهار: هل يسكب التيار مياها في نبيذه؟

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - كتبت صحيفة النهار تقول: بمثل ما انتهت اليه صورة المشهد السياسي عقب الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء من تفاقم للسجالات الحادة التي اثارتها مقاطعة وزراء " التيار الوطني الحر " وحزب الطاشناق للجلسة ظللت هذه الاجواء نهاية الاسبوع فيما ليس هناك اي معطيات واضحة حول سبل الخروج من المأزق في الفترة الفاصلة عن الجلسة المقبلة في الثامن من أيلول . بل لعل اللافت في هذا السياق جملة مفارقات تبدو معها الامور متجهة نحو مزيد من التفاقم ما لم يسكب التيار الوطني الحر بعضا من المياه في نبيذ حساباته حيال الواقع الذي واجهه في مقاطعته للجلسة السابقة وتصليب نبرته في الايام التي تلتها . اولى هذه المفارقات ان معركة اسقاط التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي تبدو خاسرة سلفا لان التيار لا يملك استمالة مواقف قوى أخرى من حلفائه كما من خصومه في استجماع اكثرية الثلثين لتعيين قائد جديد الامر الذي يجعل تصعيد تحرك التيار تحت هذا العنوان محكوما باستعادة التجربة التي خاضها العام الماضي في مثل هذا الوقت تماما ولم تفض الى أي نتائج لمصلحته . المفارقة الثانية هي ان افتقاد الرؤية الواضحة لدى التيار في المضي في التصعيد الذي يهول به وزراء ونواب وسياسيون محسوبون عليه ويخلطون عبره الهدف الآني المعلن المتمثل بالاحتجاج على التمديد في التعيينات العسكرية بمسائل اكبر تتصل بالميثاقية والنظام وسواها فيما المعلوم لدى الجميع ان جوهر التحرك الاعتراضي العوني يتصل بازمة الرئاسة وبلوغ معركة العماد عون الطريق المسدود . اما المفارقة الثالثة التي استوقفت الاوساط المعنية فبرزت من خلال الحملة الحادة التي يشنها رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل منذ ايام والتي يكرر عبرها خطاب " لعن " الآخرين وتصوير الواقع الذي نشأ عن قرار مقاطعة التيار لجلسة مجلس الوزراء كأنه صنيعة مؤامرة لاقتلاع التيار ومن يمثل وحتى المسيحيين . وتقول الاوساط المعنية ان تصعيد النبرة بهذا الشكل لم يحجب تصاعد الارباك الذي أوقع التيار نفسه فيه وأشعل موجة سجالات وردود حادة مع أطراف وشخصيات عدة من دون طائل او مكاسب الا اذا كان يراد لهذه الحملة ان تبرر لاحقا احداث فرز بين القوى المسيحية تحديدا بين من يؤيد التيار ومن لا يماشيه وهو امر لن يكون ايضا لمصلحة التصعيد العوني . فالوزيرة أليس شبطيني التي ردت امس على باسيل قائلة " ملعون من يعطل انتخاب رئيس الجمهورية " قد تكون اختصرت ضمنا مواقف مسيحية لأطراف عديدين وليس للفريق الوزاري الذي تنتمي اليه فحسب . يضاف الى ذلك ان التساؤلات بدأت تتصاعد حول موقف القوة المسيحية الابرز التي يتحالف معها التيار اي القوات اللبنانية التي لا تبدو في وارد مماشاة التيار العوني لا في موضوع التصعيد احتجاجا على التمديد للعماد قهوجي ولا في التلويح بقلب الطاولة الحكومية ولو ان القوات ليست ممثلة في الحكومة بل من منطلق موقف مبدئي وواقعي لا يماشي هز الاستقرار الحالي الى حين التوصل الى حل للازمة الرئاسية . في أي حال الاسبوع المقبل يبدو مفتوحا على محاولات ستبذلها بعض الجهات من اجل استدراك اتساع المأزق فيما ستتجه الأنظار في منتصف الاسبوع الى الخطاب الذي سيلقيه رئيس مجلس النواب نبيه بري في مهرجان حركة امل في صور في الذكرى الثامنة والثلاثين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه اذ يتوقع ان يحمل الخطاب ملامح التصورات التي سيطرحها بري حيال الازمات المتعاظمة داخليا والأخطار التي تحدق بالبلاد في حال استمرار هذه الازمات من دون مخارج .

 

قداس عن راحة أنفس شهداء القوات في قرطبا

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - أقامت منسقية جبيل في حزب القوات اللبنانية - مركز بلدة قرطبا، في الذكرى السنوية لشهداء البلدة في الحرب اللبنانية، قداسا عن راحة أنفسهم في ساحة دير مار سركيس وباخوس قرطبا، تحت شعار "الإستشهاد رائحة الحب والوفاء لهم عطر الكرامة"، ترأسه الأب إيلي شليطا بمشاركة رئيس الدير الأب بطرس زيادة والمونسنيور يوسف السخن، وفي حضور منسق قضاء جبيل في الحزب شربل أبي عقل ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، الأمين العام لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، رئيس قسم كتائب قرطبا روبير كرم، ممثل هيئة "التيار الوطني الحر" في قرطبا إيلي بيروتي، نائب رئيس بلدية قرطبا غسان قسيس، رئيس النادي الرياضي الثقافي الإجتماعي - قرطبا جورج كرم، رئيس لجنة المهرجانات سيمون كرم، رئيس رابطة آل كرم في قرطبا جوزف اسعد كرم، القاضي كوبرت عطية، وحشد من الفعاليات والمخاتير وأهل البلدة والشهداء. وألقى شليطا عظة قال فيها: "تحت ظلال الأرز رمز الشموخ والصمود والخلود وبدعوة أصبحت سنوية من حزب القوات اللبنانية نلتقي مع بعضنا البعض في لقاء من الأخوة والمحبة حول مائدة القربان، لنقدم الذبيحة الالهية ونرفع صلاة البخور وفاء وإجلالا وافتخارا وراحة لأنفس أعزاء من البلدة سقطوا في الحرب، هؤلاء الأبطال الذين رووا بدمائهم تراب الوطن، وكان إستشهادهم رائحة الحب والعز والكرامة، نصلي من أجلهم لكي ينالوا الأجر العظيم في السماء وإكليل الراحة الأبدية، هؤلاء الشهداء من دماء المسيح الزكية التي هرقت على أعلى الصليب تعلموا قيمة الفداء والتضحية، آثروا الشهادة على العيش في الذل، إختاروا التضحية سبيلا لنحيا في عز وكرامة، هؤلاء آمنوا بقضيتهم فازدادو عشقا للفداء بالنفس في سبيلها، لم تردعهم صورة الموت عن النضال حتى الرمق الأخير، جهادهم جزء من ثقافة الحياة الأبدية، نعم شهداؤنا لا يموتون إنهم أحياء". ودعا إلى أن "نكون شهودا حقيقيين لميراث الإيمان الذي تركه لنا شهداؤنا، فلا نخف من النضال ولا نهرب منه ولا نستسلم أمام التجارب، فإيماننا وثقتنا ومحبتنا لا تثبت إلا في حمل الصليب وفي الصعوبات والظروف القاسية، الصلاة اليوم من أجل جميع الشهداء لكي يمنحهم الرب المكافأة الصالحة على صبرهم والآمهم وعذابتهم، ومن أجل الكنيسة كي تبقى كنيسة المسيح وتحمل مشعل المحبة والرجاء والمصالحة". وبعدها، ألقى رئيس مركز قرطبا هادي مرهج كلمة أكد فيها "التمسك بالأرض التي حارب من أجلها الشهداء"، معتبرا "أننا لا نستطيع أن نتفاوض على أرض استشهدنا من أجلها في أي بقعة من لبنان، ناضلنا في الحرب لكي نبقى مرفوعي الرأس وكرامتنا مصانة في أرضنا الطاهرة، شهداؤنا هم دائما معنا، خضنا الحرب من أجل أن يكون لنا دولة، والدولة القائمة اليوم مع كل سيئاتها لديها قضاء نحترمه ونثق به، ويجب أن تذهب الأمور إليه في حل كل القضايا العالقة". وختم: "إننا، كقوات لبنانية، ملتزمون بالقضية وبلبنان والمقاومة، في سبيل أن يبقى الوطن حرا سيدا مستقلا".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان: «حزب الله» يواصل حملته على «المستقبل» ويُبشّر بأزمة طويلة

بيروت – «السياسة»/29 آب/16/لا شيء يوحي بإمكانية حصول تغيير في المشهد الداخلي من شأنه إخراج لبنان من حالة الشلل والتسيب القائمة، في ظل مؤشرات تدل على ان الامور ذاهبة نحو الاسوء، بعد سلسلة مواقف لقيادات في «حزب الله» بشرت اللبنانيين بأن الازمة طويلة وأعطت النائب ميشال عون جرعة دعم اضافية للاستمرار في مشروعه التعطيلي وعرقلة عمل مجلس الوزراء، من دون أن تسفر الاتصالات الجارية عن أي تقدم لاعادة وزيري «التيار الوطني الحر» الى السرب الحكومي في مقابل اصرار رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على عقد جلسات الحكومة لتسيير شؤون الناس.

وأبلغت اوساط نيابية مشاركة في جلسات الحوار «السياسة» أن هناك تعويلاً على جلسة الحوار المقررة في الخامس من الشهر المقبل، لايجاد حل للازمة الحكومية ومعالجة ملف النفايات الذي عاد الى الواجهة مجدداً في ضوء ما ذكر عن بداية حلحلة متوقعة في الايام المقبلة اذا وافق حزب «الكتائب» على ازالة اعتصامه من أمام مطمر برج حمود. وأفادت المعلومات أن مدخل الحل في هذا الملف يعتمد على لا مركزية النفايات في منطقة المتن، حيث أثمرت الاتصالات بين حزب «الكتائب» والنائب ميشال المر واتحاد بلديات المتن الشمالي لناحية إنشاء معامل فرز متطورة وبمعايير اوروبية على مستوى اتحاد بلديات المتن، ومن ثم إيجاد أماكن لطمر العوادم، وهو ما تم التوافق عليه في الاجتماع الاخير الذي عقد في بلدية الفنار وأطلق مشروع معمل فرز لاكثر من 150 طناً من النفايات يومياً في كسارة في نهر الموت. في غضون ذلك، واصل «حزب الله» حملته على «تيار المستقبل» محملاً الأخير مسؤولية الازمة السياسية، حيث اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق ان الحكومة تواجه مأزقاً حقيقياً وجدياً وعميقاً، معتبراً ان الأزمة اليوم ليست عابرة إنما عميقة جداً، وإذا ما أصر البعض على الاستخفاف والاستهانة وتجاهل حقيقتها فإنهم يحكمون عليها بأمد طويل ويدفعون البلد نحو الهاوية.

أما النائب عن الحزل حسن فضل الله فاعتبر ان الازمة السياسية ناتجة عن طبيعة النظام والشغور الرئاسي بفعل عدم القبول الشراكة الحقيقية التي ينص عليها الدستور، «سيما أننا مبتلون في لبنان بتيار المستقبل». وقال ان «الكرة الآن في ملعب «المستقبل» حيث انه هو من يقرر إذا كان يريد حلاً لمشكلة البلد أو لا يريد، خاصة اننا نعلم ان هذا التيار ينتظر القرار من السعودية». وردت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» على فضل الله، فقالت ان الحزب يحاول التعمية على الحقائق وذر الرماد في العيون، لأنه يعلم من يتحمل مسؤولية البلاء الذي حل بلبنان بعد اصراره مع حليفه عون على تعطيل الانتخابات الرئاسية وشل مؤسسات الدولة.

 

نظام الأسد يهدد بتصفية جنبلاط

موقع القوات/28 ب/16/كشفت مصادر مطلعة أن جهات خاصة نصحت الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط باتخاذ أقصى الإحتياطات الأمنية والنظر إلى تهديدات بعض الموالين للنظام السوري بجدية في هذه المرحلة. وقالت المصادر نفسها لصحيفة “عكاظ” السعودية، إن التهديدات الأمنية للنائب جنبلاط والتي شارك فيها جهاز أمني عبر إدخال تنظيم “داعش”، هدفها تحييده عن أية تطورات سياسية وأمنية يمكن أن يشهدها لبنان في هذه المرحلة. وأكد عضو كتلة النائب جنبلاط البرلمانية النائب إنطوان سعد في تصريح إلى “عكاظ”، جدية هذه التهديدات. وقال إن جنبلاط لم ينس بعد تهديدات “القمصان السود” و”حزب الله” بالشراكة مع النظام السوري، معتبرا أن هذه التهديديات تهدف إلى ترهيب النائب جنبلاط الذي يقف مع الثورة السورية. وكان النائب جنبلاط غرّد عبر تويتر قائلاً: إن الكلمات تعجز عن وصف صمود مدينة داريا الأسطوري، مشدداً على أن أعمار الطغاة قصار. وأضاف أن كل العالم تآمر على الشعب السوري، وتُرِكَت داريا وحدها تواجه وتقاوم تحالف جهنم من كل حدب وصوب. وزاد “إن داريا اليوم هي الساحة الحمراء للشعوب المقهورة، أما الساحات الأخرى فهي ساحات الاستبداد والقهر، التحية كل التحية لك يا داريا”.

 

التمديد الثالث للمجلس "من سابع المستحيلات"عند بري: إذا طُبقت "السلّة" فخذوا الرئيس في اليوم التالي

ر. ع./النهار/29 آب 2016

في وقت "تزين" أكوام النفايات اكثر من منطقة في جبل لبنان،لا يزال الجدل يتصاعد حيال ما رافق الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، وتتجه الأنظار الى الجلسة المقبلة وإمكان سيرها على المنوال نفسه فيتغيب الوزراء الثلاثة من" تكتل التغيير والإصلاح" مرة أخرى. ويبقى الرئيس نبيه بري في موقع حارس المرمى عن السرايا الحكومية وهو يصد الضربات التي تتلقاها والذود عن رئيسها تمام سلام، ويتوقع ان تعود الحكومة الى سيرها الطبيعي وان لم تكن في الأساس عند مستوى الآمال المعهودة والمعلقة عليها، وسيتشاور الرئيسان في كل ما تعرضت له عند عودة سلام من اجازته. ولم تكن تجربة مقاطعة العونيين مجدية بحسب بري الذي يعول مرة اخرى على انطلاقة الحكومة من جديد. وعندما يسأله زواره عن علاقته بالنائب العماد ميشال عون يرد بأن أي جديد لم يطرأ عليها بمعنى أنها لم تتقدم الى الامام ولم تزدد سوءاً. ويبقى الموضوع الذي يشغل بري الموازنة التي تساعد الحكومة في تظهير صورتها امام اللبنانيين وانتظام عمل وزاراتها ومؤسساتها، وهي في رأيه أهم من النفط للحاجة إليها والضرورات التي يمكن جنيها عند إقرارها، ولا سيما بعدما قام وزير المال علي حسن خليل بالواجبات المطلوبة منه في هذا الشأن، وهو يقدمها للمرة الثالثة واصبحت في ملعب الحكومة من أجل درسها والعمل على اقرارها وارسالها الى مجلس النواب الذي يفترض ان يلتئم بغية مناقشتها، واذا تعذّر ذلك فتصدرها الحكومة بمرسوم. أما في موضوع استحقاق رئاسة الجمهورية المعطلة فيرد بري على المتشائمين حيال احتمال انتخاب رئيس في السنة الجارية والذين يرون أن اشهرها المتبقية سوف تنتهي فيما الشغور مفتوح، بالقول إنه يتعهد أمام الجميع وعلى مسؤوليته بأن تطبيق "السلة" في طاولة الحوار سوف يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في اليوم التالي "وخذوها مني". وفي خضم الخلافات التي يغرق فيها أكثر من فريق، أخذ الحديث بالتصاعد عن توجه الى التمديد للبرلمان مرة ثالثة. ويقول رئيس المجلس إنه لم يسمع من أي فريق سياسي أن هناك نية للتمديد سوى ما يقرأ في عدد من الكتابات الصحافية لا اكثر ولا أقل ولم يناقشه أحد في هذه النقطة. ومن المقرر ان يستقبل اليوم وزير الداخلية نهاد المشنوق- سيسأله بري عن سبب عدم حضوره جلسة الحكومة الأخيرة - الذي اعلن عن اجراء الانتخابات في موعدها. ويزيد بري ان هذا الاستحقاق سيتحقق، وانه لن يسير بالتمديد تحت اي ظرف او عنوان او اي ذريعة تطرح على سطح الخلافات من هنا او هناك. ويقول: "سجلوا أنني في المرة السابقة قبلت بالتمديد على مضض للأسباب المعروفة، ولم أكن شخصيا أهضمه وأستسيغه أو أحبذه. والتمديد هذه المرة سيكون من سابع المستحيلات"، علماً أنه سبق أن أعلن هذا الموقف قبل اسابيع. وعلى خط المسار النفطي، تسير الامور بحسب بري وفق الخطة المرسومة بتوافق مختلف الجهات في الحكومة، ويوضح أن الاتصالات مستمرة مع الجانب الاميركي للتوصل الى انجاز عملية ترسيم على قاعدة "خط أزرق بحري" بين لبنان واسرائيل وبرعاية " اليونيفيل" واشرافها. ويسجل للسيد حسن نصرالله في خطابه الاخير في بنت جبيل أنه لجم الإسرائيليين وتطلعهم إلى الإعتداء على حقوق لبنان وثرواته النفطية والغازية في البحر والبر. هذه المواضيع وغيرها من القضايا التي تقلق اللبنانيين سيتطرق اليها الرئيس بري في مهرجان الإمام موسى الصدر ورفيقيه في صور الاربعاء المقبل، لكن من دون توقع اطلاق مفاجآت من الوزن الثقيل، على اساس انه ليس ولّادة لإطلاق مبادرة كل يوم.

 

درباس: عدم اتفاق الأفرقاء يحول دون تعيين قائد جيش

المستقبل/29 آب/16/اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، أن «ما يحول دون تعيين قائد للجيش هو عدم اتفاق الافرقاء«، لافتاً الى أن «اسهل الامور يكمن بطرح وزير الدفاع لثلاثة أسماء، ولكن الصعب هو تأمين النصاب«.وأشار درباس في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» أمس، الى أن «البعض لا يستطيع التهويل بأن زمام الامور بيده ذلك أن معظم الوزراء اذا اتفقوا يمكنهم اسقاط الحكومة«، رافضاً «اتهام الحكومة باتخاذ قرارات غير ميثاقية«. وأعلن أن «كل القوى السياسية ضد تسريح الجنرال قهوجي والتيار الوطني الحر يعلن بعض المواقف غير المتناغمة مع حلفائه«، مؤكداً أن «رئيس الحكومة ليس كاتب عدل إنما هو وحده صاحب القرار المطلق بتعيين جلسة لمجلس الوزراء أو تأجيلها من دون الحاجة الى الرضوخ لمزاج أي فريق«. وشدد على ان «رئيس الحكومة يتبع الاصول وهو منسجم بالتفكير مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في الواقعية السياسية«، وقال: «لو كان الحل بيده لأعطاه وهو يتعرض لابتزاز غير منصف، والهجوم عليه لم يستهدف سوى صفاته الحسنة«. وعن جلسات الحوار رأى درباس أن «الرئيس نبيه بري يتكلم عن السلة ليس لتضييع الاصل انما لتمهيد الطريق للوصول الى الاصل وهو يعول على من يمارس سياسة الانكار لتغيير رأيه عند الوصول الى طريق مقطوع«. واعتبر أن «هذه المرحلة هي الأكثر جدارة للبنانيين لحماية كيانهم والا سيلتحق الكيان بفوضى عارمة والحنكة تكمن بإبقاء الدولة اللبنانية على قيد الحياة لحين انتهاء الازمة السورية، التي يمكن للبنان أن يلعب دوراً اساسياً في إعادة إعمارها«. ولفت الى أن «لبنان لا يشكل أولوية لدى الدول العربية والمحافل الدولية«، مطالباً بأن «تكون أولوية لأهله بحيث يحافظون على الحكومة«.

 

كارثة تلوّث الليطاني... تفاصيل الحلول المطروحة وحال الطوارئ لم تعلن!

أسرار شبارو/النهار/29 آب 2016

سنوات وهو يبتلع السموم من كل الانواع، العضوية، الكيميائية والصناعية لا بل حتى الرملية، من دون ان يلتفت اليه احد ويحاول انقاذه، على رغم انه شريان حياة للبنانيين ومصدر رزقهم، الى ان اكتفى من الاهمال فدخل في موت سريري. عندها تحرّك الاعلام وبعدها مجلس الوزراء في محاولة لانقاذه ومعاودة ضخّ النبض فيه، فتشكلت لجنة وزراية لمتابعة كارثته، واتخذت قرارات لرفع الملوثات عنه وحمايته، والى الآن لا يزال نهر الليطاني يئنّ متوجعاً من تآمر الجميع عليه. إنّه النهر الأطول والأكبر في لبنان اذ يبلغ طوله 170 كلم، وقدرته المائية تبلغ تقريباً 750 مليون م3 سنوياً وقدأقيمت عليه المشاريع والدراسات للاستفادة منه في إنتاج الطاقة الكهرومائية وتأمين مياه الريّ والشرب للبقاع والجنوب والساحل بهدف تنمية القطاع الزراعي والكهربائي والحدّ من النزوح والهجرة. هو الآن مهدّد بـ"الموت" ويعاني بحسب النائب علي فياض من مشكلتين، حيث شرح انه "يجب التمييز بين المشكلة التي ترافقه من النبع حتى بحيرة القرعون، وهي متفاقمة لأنه فعلياً لم يعد هناك نهر، بل مجرور كبير ينقل الملوثات العضوية والكيميائية والصناعية، فتتدفق الى بحيرة القرعون التي تواجه مشكلة الموت السريري وتحتاج الى مشروع معقد تقنياً لتنظيفها. وهذا المشروع يجب ان يتابع بأسرع وقت لأسباب عدة منها أعمال شق القناة 800 التي تمتد من البحيرة عبر أقبية الجنوب في البقاع الغربي، حاصبيا، مرجعيون، وصولاً الى قضاء بنت جبيل على طول 58 كلم، والتي اذا لم تنظف لا تتمّ الاستفادة منها".

"إجرام" المرامل

ويتابع فياض ان "القسم الثاني من النهر الذي يمتد من البحيرة حتى المصب في القاسمية (قبل صور) ويمرّ في أقبية البقاع الغربي، حاصبيا، مرجعيون، النبطية، صور، وهذا الشق من النهر يتعرض للتلويث من ناحيتين، من ناحية المرامل التي أدت الى ترسبات كبيرة في قاع النهر، موجودة في صورة أساسية في قضائي حاصبيا ومرجعيون، حيث توجد في بعض الأماكن قشرة الطمي تتراوح بين 10 و20 سنتم في قاع النهر، وفي بعض الأماكن تتجمع بالأمتار كما هي الحال في مشروع الطيبة، على رغم أن القسم الأكبر من المرامل أُوقف نتيجة الحملة التي قمنا بها، وتشكيل لجنة من الوزراء المختصين واتخاذ قرار يطلب من وزير الداخلية تنفيذه، ومع ذلك العكر في مياه نهر الليطاني لم ينتهِ كلياً". ولفت فياض الى انه "قبل القيام بحملة اقفال المرامل كان العكر 60 في المئة، انخفض بعدها الى 30 في المئة، في الاسابيع الماضية وسجلنا نسبة العكر 15 في المئة وهي نتيجة الطمي المترسب في قاع النهر والذي يحوّل لون النهر الى موحل من الصعب عودته الى صورته النقية والصافية المعروفة قبل سنوات. ولمعالجة هذا الأمر كلياً، علينا ان ننتظر فصل الشتاء لنرى ان كان النهر سينظف نفسه، ام ان الامر يحتاج الى معالجات تقنية بحثناها مع مجلس الانماء والاعمار في زيارة قمت بها الاسبوع الماضي".

مجارير الليطاني

المصدر الآخر للتلوث في هذه المنطقة بحسب فياض هي "شبكات الصرف الصحي ومجارير بعض القرى، التي حّوِّلت إلى النهر بدون إنشاء محطات لتكريرها أو المرور ببعض محطات التكرير المعطلة، فتتدفق الى النهر، بالاضافة الى مئات المجارير العائدة للمنتزهات المنتشرة على ضفاف النهر من البقاع الغربي الى صور، وكلها تصب مجاريرها في النهر مباشرة"، ولفت إلى أن "المنطقة الممتدة ما بعد البحيرة ليس فيها تلوث صناعي وكيميائي بسبب عدم وجود مصانع على ضفاف النهر أو في القرى التي تحيط به، مما يجعل المشكلة أقل تعقيداً مما هو قائم في البقاع". وأضاف: "نحن بصدد التحضير ليوم وطني لتنظيف نهر الليطاني وتحديدًا القسم الممتد من البحيرة الى البحر في قضاء صور، وستدعى نهار الاحد المقبل كل البلديات المعنية الى اجتماع، وسيطلب من كل بلدية تنظيف نطاقها العقاري المحاذي للنهر، اي مجرى النهر وضفافه، واعتقد أن هذا المشروع سينفذ في شهر ايلول، اذ لا نزال في اطار التحضيرات، كما سندعو البلديات الى وقف كل المجارير ان كان في المنتزهات او في القرى من التدفق في النهر والعودة الى الحلول التقليدية التي لا نعتبرها مثالية لكنها أقل ضرراً من التدفق الى مياه النهر وهي العودة الى الجور الصحية وهناك مواصفات لتنفيذها بطريقة علمية بالاستعانة بمجلس الانماء والاعمار لتحديدها".

حلول موقتة

بالنسبة إلى فياض"كل هذه الحلول هي موقتة ما لم يقرّ اقتراح القانون الذي ناقشته اللجان في مجلس النواب، والمتعلق بتنظيف حوض نهر الليطاني بكلفة الف ومئة مليار ليرة لبنانية اي 800 مليون دولار على مستوى الهيئة العامة في مجلس النواب، والذي يوفر حلولاً جذرية لحماية حوض النهر من خلال انشاء محطات تكرير متطورة تقوم على تقنية متقدمة من الدرجة الثانية، ومحطات تكرير وشبكات صرف صحي لكل القرى التي تحيط بالنهر او التي تصب اوديتها فيه، وتنفيذه مقرر على مدى 7 سنوات، وقد باشر مجلس الانماء والاعمار في تنفيذ بعض مراحله التي توفر تمويل لها، لكنه بحاجة الى اقرار من المجلس النيابي لتنفيذه على المستويات الأخرى". وماذا عن اللجنة الوزارية التي شكلت اجاب فياض"كلفت بمسألتين أولا اغلاق المرامل والمجارير بالتعاون مع النيابة العامة البيئية، وثانياً بلورة تصوّر يرفع الى الحكومة للمعالجة". وقد تمت الموافقة عليه في الأمس، وعما اذا كانت ستغلق كل المرامل؟ اجاب "القسم الاكبر منها اغلق، لكن لا تزال بعض المرامل لبعض النافذين تعمل كما في منطقة العيشية".

"تراكمات" قاتلة

من جانبه، وجه رئيس مصلحة الليطاني السابق ناصر نصرالله اصابع الاتهام الى أداء وزارة الاسكان في التسعينات والتي كما قال"منذ ان بدأت العمل في الصرف الصحي حولت مجارير كل البلدات الموجودة على حوض الليطاني الى الروافد والنهر، من دون تلافي الموضوع حكومياً او بلدياً او اداريًّا بحماية المياه، وما لبث أن أضيف إلى ما سبق الصرف الصناعي وصرف المستشفيات والمزارع والمعامل والمصادر التي بامكانها تلويث الليطاني، كاستعمال المواد الزراعية بشكل غير منضبط... كل ذلك ادى الى تراكمات الى ان تحركت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني عام 2002 حيث وضعت دراسة من شركة سويدية حددت كل مصادر التلوث، حينها كنت مدير عام المصلحة، اقمت دعاوى على كل مصادر التلوث امام النيابة العامة التمييزية، لكن عدم وجود قانون لمعاقبة المخالفين ووضع مخطط لرفع ملوثاتهم، أبقى الامور على حالها". فيما يتعلق بالمرامل قال نصرالله "يمكن منع رمي الرمل، لكن الخطورة من الملوثات التي لا تتحلل، كما ان الصرف الصحي المنزلي قضية سهلة كونه لا يحتوي على مواد كيميائية تتمثل خطورتها كونها تحمل طابع الاستمرارية". عملية الانقاذ ممكنة! "في عام 2013 انعقد مؤتمر في مجلس النواب ووضع اقتراح قانون من اجل وضع مخطط كامل لرفع التلوث عن كل حوض الليطاني بكلفة الف ومئة مليار ليرة ليس فقط لتنظيف النهر كما يتم الحديث، بل لتنفيذ كل الاجراءات على كل مصادر التلوث ومنعها من الصب في النهر"، وقال نصرالله "اليوم الامكانية متوفرة لوقف التلوّث كون وزراة الصناعة بامكانها ان تفرض على كل المصانع رفع التلوث ضمن نطاق استثمارها، والأمر مماثل لبقية المؤسسات، كما يجب وضع مخطط مدروس لمحطات الصرف الصحي في كل حوض الليطاني من النبع الى المصب، مع منع رمي النفايات الصلبة والحيوانات النافقة". اكتفى نهر الليطاني من الادانات والاستنكارات والتحركات التي تطلق من هنا وهناك فهو يحتاج الى عملية انقاذ سريعة كي لا يلفظ انفاسه الأخيرة. يمكن القول ان الحلول المطروحة تقليدية ولا ترقى الى اعلان حال الطوارىء!

 

يازجي من قبرص: التعتيم على قضية مطراني حلب المخطوفين مستغرب

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - تابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، زيارته إلى قبرص، فزار مساء أمس، دير ستافروفوني قرب نيقوسيا، وذلك برفقة أسقف كارباسيا خريستوفورس والوفد المرافق. ولدى وصوله قرعت الأجراس واستقبله رئيس الدير الأرشمندريت أثناسيوس وأخويته.

وبعد كلمة ترحيبية، ألقى يازجي كلمة نقل فيها "محبة كنيسة أنطاكية وقوة وإيمان شعبها رغم كل المحن". وطلب "الصلاة من أجل أرض وديار كنيسة أنطاكية التي تنوء تحت وطأة ما يجري في سوريا من أحداث وتستمد قوتها وتجذرها في أرضها من عراقة تاريخها وقوة إيمانها". وأكد أن "كنيسة أنطاكية تصلي وتعمل ليبقى شعبها في أرضه ويضيء نور المسيح في الشرق". وتوجه صباح اليوم برفقة رئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني إلى دير القديس نيقولاوس التاريخي في كاكوبتريا مقر المخيم الشبابي الذي تنظمه كنيسة قبرص، ويضم شبابا من كنائس الإسكندرية وأنطاكية والقدس وقبرص. وترأس البطريرك القداس في حضور رئيس الأساقفة وبمشاركة متروبوليت بافوس جاورجيوس وإسقف افسينوي الأسقف نكتاريوس. وفي نهاية القداس الذي نقل تلفزيونيا وبعد كلمة لرئيس الأساقفة شكر فيها قدوم البطريرك مثمنا زيارته ومؤكدا على وحدة الكنيسة الأرثوذكسية، ألقى يازجي كلمة أكد فيها "عمق العلاقة التي تربط الكنيستين الأنطاكية والقبرصية"، وشدد على "أهمية هذا النشاط الشبابي الذي تستضيفه كنيسة قبرص سنويا". كما تطرق إلى الوضع في المنطقة مؤكدا "ثبات المسيحيين وغيرهم في أرضهم رغم كل ما يجري". وفي لقاء صحافي بعد القداس، تحدث يازجي عن قضية مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم "التي تدخل عامها الرابع وسط تعتيم مطبق ومستغرب، وذلك في ازدراء واضح لحقوق الإنسان". وأكد على "طيب العلاقة التي تجمع المسيحيين والمسلمين في العيش الواحد"، منوها بأن "ما يجري من إرهاب وعنف وخطف هو غريب عن ماضي وحاضر بلدان الشرق الأوسط ومجتمعاته". هذا والتقى البطريرك المشاركين بالمخيم، وأثنى على جهود القيمين عليه، والتقى ببعض العائلات الأنطاكية التي توافدت إلى هناك.

 

فاجعة موت الطبيب اللبناني نيكولا بعيون محبيه.. وهذه كلماته الأخيرة!

 فاطمة حيدر - خاص "لبنان 24"  2016-8-28

بكلمات مؤثرة تعكس هول الفاجعة والحزن العميق، نعى أهل وأصدقاء الطبيب اللبناني الشاب نيكولا ابراهيم (36 عاماً)، الذي راح ضحية حادث صدم في ولاية فلوريدا الأميركية، كلٌّ على طريقته، نعوا الابن المتفائل والمحب للحياة، الزميل الطموح والشغوف في عمله، والصديق الذي لم يتوانَ يوماً عن الوقوف بجانب كل من يعرفه في وجه المصاعب، بحسب تعبيرهم.

من هو نيكولا ابراهيم؟

تخرج نيكولا (المولود في جونيه) من جامعة "القديس يوسف" كصيدلي، ثم سافر إلى باريس ليكمل مسيرته الدراسية والمهنية في جامعة "باريس 5 ديكارت"، لينهي تخصصه في جراحة التجميل في "سيول" عاصمة كوريا الجنوبية عام 2015. انتقل بعدها الطبيب الشاب إلى الكويت حيث عمل في مستشفى "دار الشفاء كلينك" المتخصصة في تقديم خدمات وعلاجات في التوليد والأمومة وأمراض النساء.

هكذا وقع الحادث وهذا آخر ما كتبه

وفي تفاصيل الحادث المفجع الذي أدى لوفاته منذ يومين، فقد أفيد أنه وأثناء ترجّل نيكولا من سيارة كان يقودها ليتولى صديقه الكويتي عبد العزيز العنزي (37 عاماً) القيادة، في طريق عودتهما من ميامي، صدمته شاحنة كانت تسير بسرعة فائقة، وفق ما أعلنت شرطة المرور في الولاية. قبل يوم من هذه الحادثة، كتب نيكولا على موقعه على "انستغرام": "إلتقينا لسبب ما.. فإمَّا أنت نعمة.. أو درس من دروس الحياة.."، كلمة كانت كافية لتنهال عليها التعليقات وكلمات النعي من كل من عرف هذا الشاب. أصدقاؤه المقربون نعوه على طريقتهم الخاصة، مستذكرين ذكرياتهم معه، تقول صديقته رباب الحاج حسن: "لما بلحظة الموت يخطف أكتر الناس تعلقاً وحباً للحياة.. ما عندي كلام قولو غير الله يرحمك.. الله يرحمك صديقي وطبيبي العزيز د. نيكولا إبراهيم في ذمة الله"، لتضيف ديما: "الله يرحمك يا دكتور، طموحك كان عالي كتير، كنت ناجح دائما، تعلمت منك قصص كتير، وعطيتني من خبرتك". وقالت ستيفاني حراك: "لقد علمتني كيف أكون صادقة وحقيقية، ستكون دائماً مثالي الأعلى، أنت الذكرى الجميلة التي سأبتسم في كل مرة أتذكرها، حتى لو لم تكن معي". وكان لصديقته المقربة التي نشرت صورة تجمعهما حديث مؤثر معه، إذ قالت وكأنها تناجيه: "ليت خبر مماتك كابوس أصحو منه الآن، لا أعلم كيف سأكمل حياتي من دونك، دون أن أرى وجهك، عزيزي، لقد علمتني كيف أواجه مصاعب الحياة ببساطة ومرونة، لكنك الآن لست معي لترشدني، كيف سأواجه الحياة من دونك، هذه المرة انت الذي رحلت".

"امك واخواتك كانوا موعودين بالاحفاد"!

أما خاله انطوان نادر فنعاه بكلمات أقرب إلى الشعر فيها الكثير من الآهات، قال: "يا عريس الأرض صوب السما كانوا عيونك طلوع! المسيح حلمك كان تشوفوا! لبيت حلمك فليت عالسما بكير! وتركت خلفك نزيف بقلوب الاهل والمحبين! ما في زمن بيكفي ينشف جروحوا! مبروك حلمك عالسما! بس تركت عالارض احلام كثير! امك واخواتك الصبايا عالارض! كانوا موعودين احفاد الك يشوفوا! (الله يبارك وجودك بدار الخالدين يا خالي.. الله معك). عندما تغدر الحياة، لا شيء يقف في وجهها، إنه القدر وقد يكون الموت نجاة أو ملاذاً أو مأساة أحياناً، ولعلّ أكثر ما يؤلم نيكولا في قبره انه توفي في أحضان الغربة وليس في أحضان وطنه، لذا لا يسع إلا القول "رحمه الله".

 

الرئيس سليمان تعليقا على حادث جبيل: ‘العودة الى الوطاويط الملثمين’؟

وكالات 28 أغسطس، 2016/علق الرئيس ميشال سليمان على عملية تشويه نصب “ساحة فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان” واستبدال اسمه بإسم رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون فتساءل: “العودة الى الوطاويط الملثمين؟”

يذكر أن عددا من انصار التيار الحرّ أقدموا على وضع علم “التيار” أمام مدخل منزل وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني، كما قاموا بوضع الطلاء باللون الأسود وكتابة شعارات على نصب “ساحة فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان” في المحلة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

فرنسا تريد اصدار قرار في مجلس الأمن يدين استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا

رويترز 28 أغسطس، 2016/قال وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرو إنه يضغط من أجل إقناع أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بما في ذلك روسيا بإدانة النظام السوري بعد صدور تقرير يفيد باستخدام قوات الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية.

وردا على سؤال عما إذا كانت روسيا ستؤيد القرار قال إيرو “لا أرى سببا يمكن أن يُطرح، أو ذرائع يمكن أن تقال، لعدم إدانة استخدام الأسلحة الكيماوية

 

إيران تنفذ الاعدام شنقاً بحق 12 سجيناً

الأحد 25 ذو القعدة 1437هـ - 28 أغسطس 2016م/صالح حميد– العربية.نت/نفذت السلطات الإيرانية، حكم الاعدام شنقا صباح السبت، بحق12 سجيناً متهمين بجرائم تتعلق بتهريب المخدرات، وسط تنديد أممي. وأفادت وكالة "هرانا" الحقوقية التابعة لمجموعة نشطاء حقوق الانسان الإيرانيين، أن هؤلاء السجناء نُقلوا منذ الأربعاء الماضي، إلى الزنزانات الانفرادية بسجن مدينة كرج، جنوب غرب طهران، تمهيداً لاعدامهم. وكان مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الانسان في إيران، الدكتور أحمد شهيد دعا السلطات في طهران، في بيان أصدره صباح السبت، إلى وقف تنفيذ تلك الاعدامات وذلك قبيل الاعلان عن تنفيذها بساعات.

ووصف شهيد الأحكام الصادرة بحقهم بـ"غير العادلة وغير المنصفة والمخالفة لجميع المواثيق والمعاهدات الدولية "، وقال: " من المؤسف جدًا أن الحكومة الإيرانية ما تزال تعدم الأشخاص وفق اتهامات وجرائم ليست خطيرة وفقًا لبنود ميثاق العهد الدولي". وأوضح شهيد أن "بعض المتهمين لم يتمكنوا من التحدث مع وكلائهم إلا لمدة 20 دقيقة، كما أن أحد المتهمين يدعى علي رضا مدد بور اعتقل قبل خمسة أعوام أثناء عمله كعامل نظافة في أحد المنازل وقامت الشرطة باعتقاله وضبطت 900 غرام من مادة الحشيش معه". يذكر أن الاعدمات في عهد رئاسة روحاني سجلت رقماً قياسياً، حيث قامت السلطات بإعدام 700 شخص خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2015 في مختلف سجون البلاد، بينما العدد الإجمالي للمعدومين في عام 2015 هو 969 حالة إعدام، وهو رقم قياسي منذ 25 سنة.

 

قائد باسيج إيران: أوقفنا دبلوماسيين غربيين تجسسوا لداعش والخارجية الايرانية تنفي صحة تصريحات قائد الباسيج

السبت 24 ذو القعدة 1437هـ - 27 أغسطس 2016م/العربية.نت- صالح حميد/زعم قائد قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد رضا نقدي، أن الاستخبارات أوقفت دبلوماسيين بريطانيين اثنين وآخر فرنسيا، بتهمة "التجسس على مراكز عسكرية إيرانية لصالح تنظيم داعش"، وسط نفي من الخارجية الإيرانية لصحة هذه الأنباء. ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن مصدر وصفته بالمطلع في وزارة الخارجية نفيه اعتقال دبلوماسييْن أوروربيين من السفارتين الفرنسية والبريطانية في إحدى مناطق محافظة كردستان غربي إيران، وذلك بعد صدور أنباء عن توقيف الدبلوماسيين وهما يلتقطان صورا في تلك المحافظة، بحسب مصادر في مبنى المحافظة وفي الحرس الثوري. وأشار المصدر ذاته إلى أن زيارة هؤلاء لتلك المناطق كانت بترخيص رسمي، وقد تم التنسيق لها من قبل، مضيفاً أنه تم إيقاف سيارتهما بالفعل من قبل السلطات المعنية في المحافظة، لكن بعد التحقق من هويتهما وأوراقهما أكملا طريقهما بشكل طبيعي، حسب قوله. لكن قائد الباسيج أصر في تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري بالقول، إن هؤلاء الدبلوماسيين تم توقيفهم في محافظة كردستان غرب البلاد، وهم يقومون بتصوير مراكز عسكرية حساسة لصالح تنظيم داعش"، على حد زعمه. وكانت وكالة "فارس" الإيرانية نقلت عن مساعد محافظة كردستان في الشؤون السياسية والأمنية، علي رضا آشناكر، قوله إن "الدبلوماسيين الأوروبيين كانوا يقومون بتصوير مواقع عسكرية وحدودية حساسة"، لكنه نفى اعتقالهم أو توقيفهم. وقال آشناكر إن الدبلوماسيين دخلوا المناطق الحدودية من دون ترخيص، وحينما كانوا يقومون بعملية التصوير تم إبلاغهم بأنه من غير المسموح لهم ذلك، لأنهم لم يحملوا ترخيصا". وأوضح المسؤول الإيراني أن مسارات عبور الدبلوماسيين كانت محددة ومدونة في التصريح الذي يحملونه، وأن المكان الذي كانوا فيه كان خارج المنطقة المسموح بها ". وحول هوية الشخصين، قال إن المستشار في السفارة الفرنسية سباستيان سورن، ومندوب السفارة البريطانية وارن والر، كانا يستقلان سيارة "باجيرو" بلوحة دبلوماسية ويقومان بعملية التصوير لضواحي مناطق مختلفة وأماكن حساسة. وأضاف أن الصور التي التقطاها هي لضواحي مراكز عسكرية وشرطية ووديان وجبال وأنهار ومسارات عبورهما، ولكن لا يستنبط منها أنها التقطت لأغراض خاصة". لكن قائد الباسيج أصر في حديثه لوسائل الإعلام بأن "الدبلوماسيين المذكورين كانوا يصورون المراكز الإيرانية العسكرية والحساسة لصالح داعش". وهاجم نقدي السفارة الفرنسية قائلا إنها "تعمل بشكل ممنهج لتدمير الثقافة والفن الإيرانيين، وتسعى لإفساد الفنانين والوسط الفني الإيراني برمته". وأضاف: "فرنسا وبريطانيا كانتا تعملان منذ القدم على تدمير إيران، وتسعيان دوما للسيطرة على هذه البلاد". وليست هذه المرة التي يهاجم فيها اللواء محمد رضا نقدي، السفارات الأجنبية، حيث سبق له أن اتهمها بـ"ترويج الفساد والانحلال في طهران". وكان نقدي قال في تصريحات سابقة إن "الغزو الثقافي من قبل الأعداء، يستهدف طهران بشكل واسع وأساسي، فإلى جانب وسائل الإعلام الأجنبية، هناك بعض السفارات الأجنبية تعمل على ترويج الفساد والانحلال الأخلاقي في هذه المدينة"، على حد تعبيره.

 

"مؤتمر شعوب إيران" يدين تدخلات طهران في المنطقة

الأحد 25 ذو القعدة 1437هـ - 28 أغسطس 2016م/فرانكفورت - رمضان الساعدي/عقد مؤتمر_شعوب_إيران_الفيدرالية مؤتمره السنوي تحت عنوان "أوضاع الشرق الأوسط وحاضر ومستقل إيران" في انكفورت في ألمانيا على مدى يومين (أمس السبت واليوم الأحد). ودان المؤتمر تدخلات إيران في المنطقة وتسييس الحج واستغلاله لأغراض سياسية. ولأول مرة حضرت المؤتمر أحزاب وشخصيات فارسية، معلنةً عن تضامنها مع حقوق الشعوب في تأسيس أقاليمها على أساس قومي جغرافي، كما أعلنت عن موافقتها المبدئية مع نظام فيدرالي بعد سقوط النظام الحالي في إيران. ومن هذه الشخصيات #شهريا_آهي وهو ناشط فارسي مستقل يميل إلى الملكية الدستورية، و عباس_خرسندي من الجبهة الديمقراطية في إيران، و رئوف_كعبي من "فدائيي الشعب" وشخصيات فارسية مستقلة أخرى. وقال مصطفى_هجري أمين عام "الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني" إن حزبه يبحث عن توسيع نطاق الكفاح ضد النظام_الإيراني لتشمل بقية المدن الإيرانية ولا تقتصر على إقليم كردستان_إيران ، على حد قوله. وأكد أن النظام الإيراني "لا يقبل أي معارضة حتى ولو خرجت من بطنه وسجونه مملوءة بالإصلاحيين من الداخل". وأكد هجري أن إيران ستشهد العنف في حال لم يستقر فيها نظام ديمقراطي يعترف بحقوق الجميع، خاصة مع ازدياد الوعي عند أبناء الشعوب غير الفارسية وتعرفها على حقوقها القومية. من جانبه، قال یاسین_الأهوازي القيادي في "حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي" في كلمته بمؤتمر فرانكفورت، إن نظام #طهران يسعى إلى تصدير مشاكله السياسية والاقتصادية إلى خارج حدوده من خلال خلق أزمات في الدول المجاورة عن طريق الطائفية.

وأضاف الأهوازي أن الولي_الفقيه أطلق عنان الحرس_الثوري لتشكيل ميليشيات جديدة تحت عنوان الجيش_الشيعي ، وهي بمثابة عملية توسيع لـفيلق_القدس التابع للحرس الثوري، مستغلا شعارا طائفيا لتلبية أطماعه التوسعية، ما يعني أن إيران لن تعير أي اهتمام بالقوانين الدولية والدعوات المطالبة بالأمن والاستقرار في المنطقة. ودعا الأهوازي المعارضة الفارسية بكل توجهاتها لتوحيد صفوفها أسوة بالأحزاب غير الفارسية المتمثلة بـ"مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية"، حيث يمكن بذلك تسريع إسقاط النظام وبناء نظام جديد مبني على مبادئ حقوق الإنسان، وأهمها حق الشعوب في تقرير مصيرها. وفي حديث لـ"العربية.نت"، قال الأهوازي إن المؤتمر أعد مسودة بيان يدين فيها الإعدامات الأخيرة في إيران بحق النشطاء الأكراد السنة والأهوازيين، وكذلك تدخلات طهران في المنطقة وتسيس مناسك الحج. من جانبه، أكد ناصر_بليده المتحدث باسم حزب_الشعب_البلوشي أنه في حال سقوط النظام الإيراني وبناء نظام فيدرالي على أساس قومي جغرافي ستتنفس المنطقة ودول الجوار الصعداء، حيث ستنتهي الطائفية والتوسعية الفارسية، ضاربا مثلا لذلك أن أقاليم #بلوشستان أو #الأهواز أو #كردستان في إيران لا تعنيها التدخل في العراق أو سوريا أو أي دولة مجاورة. وطالب شهريار_آهي ، وهو ناشط فارسي معروف على ساحة المعارضة_الإيرانية ، معارضة الشعوب غير الفارسية والأحزاب المعارضة الأخرى بـ"توحيد جهودها ورمي الأحجار في وقت واحد وبشكل جماعي وليس منفردا"، على حد وصفه. كما تحدث أكراد وفرس وبلوش وأتراك آذريين وتركمان في المؤتمر، وأدانوا القمع في داخل إيران وتدخلات طهران المخربة في المنطقة. وحضرت الشرطة الألمانية بشكل ملحوظ بلباس مدني وعسكري داخل وخارج مبنى مؤتمر فرانكفورت للحيلولة دون حدوث عملية اغتيال أخرى ضد النشطاء الأكراد، حيث كان قد تم اغتيال عبدالرحمن قاسملو، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، في 13 يوليو/تموز من عام 1989 بعد أن استدرجته طهران لمفاوضات في العاصمة النمساوية فينا في عملية لا تزال ملفاتها مفتوحة، وأكبر المتهمين فيها هما الرئيسان السابقان أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمود أحمدي نجاد. يذكر أن "مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية" يضم 13 تنظيما سياسيا غير فارسي، من بينهم الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي، وحزب كومولة الكردي، وأحزاب بلوشية وآذرية وتركمانية تدعو إلى اسقاط النظام في طهران وبناء نظام فيدرالي على أساس قومي وجغرافي.

 

الجيش الحر ينتزع قرى من سوريا الديمقراطية في جرابلس

الأحد 25 ذو القعدة 1437هـ - 28 أغسطس 2016م/العربية نت/أعلنت قوات الجيش السوري الحر سيطرتها على قرى في جنوب مدينة جرابلس وهم تلة العمارنة ودابس وبلابان وبئر كوسى والخربة والحجاج، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية. كما أفد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات من المعارضة السورية انتزعت السيطرة على قرى من قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا. من جهة أخرى، سيطرت قوات الجيش السوري الحر على قرية بالويران غربي جرابلس بعد اشتباكات مع تنظيم "داعش". كما سيطرت على قرية الشيخ يعقوب شرقي بلدة الراعي بريف حلب بعد اشتباكات مع التنظيم.

                                                                                                                            

إيران مستمرة بإرسال سلاح ومقاتلين للأسد بطائرات مدنية

الأحد 25 ذو القعدة 1437هـ - 28 أغسطس 2016م/صالح حميد – العربية.نت/حذر تقرير لمجلة "فوربس" الأميركية من بيع طائرات مدنية جديدة لإيران، حيث إن شركة "ماهان" الإيرانية للطيران المدني، لاتزال مستمرة في القيام برحلات سرية لنقل أسلحة ومقاتلين إلى النظام السوري. وبحسب التقرير، بينما تسعى طهران لإبرام صفقات كبيرة قد تحصل بموجبها على 500 طائرة مدنية من أميركا وأروبا، فإن شركة "ماهان" مازالت تستخدم أرقام رحلات مزيفة إلى دمشق لتزويدها بالسلاح والمقاتلين لدعم قوات الأسد. وشدد التقرير على أن إيران مازالت أشد الدول الرعاية للإرهاب في العالم، كما أنها ما زالت واحدة من الدول على مؤشر "بازل" لمكافحة غسل الأموال لعام 2016. وحذرت "فوربس" من استغلال إيران للاتفاق النووي من أجل تثبيت غاياتها المثيرة للقلق الدولي، ودعمها للإرهاب، خاصة أنها قامت وتقوم بدور خطير عبر طائراتها التجارية، حيث فاقمت الأزمة الإنسانية في سوريا، وأشعلت الحرب الدموية هناك، بحسب ما جاء في التقرير. وأكدت أن الطيران التجاري الإيراني ينتهك بشكل متواصل قواعد الملاحة الدولية بنقل الأسلحة والعسكريين إلى سوريا، محذرة من أن حصول إيران على طائرات سوف يعرض شركات صناعة الطائرات لخطر التواطؤ في مثل تلك الأنشطة". ينشر التقرير بالتزامن مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، التي أعرب فيها عن قلق أميركي تجاه نقل السلاح الإيراني إلى اليمن. وفتحت "فوربس"، أحد أكثر الملفات إثارة للجدل، وهو سجل "ماهان إير"، خط الإمداد الجوي الأهم لقوات الحرس الثوري في سوريا. وتتخوف أميركا من حصول شركات متعاونة مع الحرس الثوري مثل "ماهان" على طائرات من المفترض أن تشتريها الشركة الوطنية الإيرانية للطيران (إيران إير)، التي تقوم بشراء الطائرات وفق تقرير "فوربس". وتخطط شركة الطيران الإيرانية لشراء 118 طائرة "إيرباص"، كما يوجد اتفاق مبدئي بين طهران وشركة "إيه تي آر" الإيطالية الفرنسية لشراء 40 طائرة تجارية. وتجري إيران مفاوضات مع شركة "بومباردييه" الكندية و"إمبراير" البرازيلية لصناعة الطائرات من أجل تعزيز أسطولها الجوي. وتعد "ماهان" أول شركة إيرانية نظمت رحلات لسوريا من أجل نقل السلاح في 2011. وقالت وزارة الخزانة إن "ماهان إير" للطيران مدرجة على القائمة السوداء للعقوبات، لأنها لا تزال تدعم الإجراءات الحكومية الإيرانية لزعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال القيام بطلعات جوية إلى سوريا، من أجل نقل المقاتلين والأموال واتهامها بالتعاون مع فيلق "القدس" الإيراني. يذكر أن الجمهوريين في الكونغرس الأميركي يقودون حملة لعرقلة مساعي طهران لتحديث أسطولها الجوي عبر شراء 200 طائرة بقيمة 50 مليار دولار من عملاق الطيران بوينغ. ويشكك الجمهوريون في نوايا إيران من وراء هذه الصفقة، لافتين إلى أنها قد تستخدمها لأغراض عسكرية على غرار نقل مقاتلين لمناطق النزاعات كسوريا والعراق واليمن.

 

أفغانستان تعتقل ممثل خامنئي.. مُجنّد المقتالين لسوريا

الأحد 25 ذو القعدة 1437هـ - 28 أغسطس 2016م/العربية.نت - إيليا جزائري/قبل حوالي أسبوعين، اعتقل الأمن الأفغاني المسؤول عن توزيع "شهرية" المرشد الإيراني لطلاب الحوزة العلمية والعضو في هيئة الإشراف على حوزة "هرات" الشيعية، قربان غلامبور. وكتب نشطاء أفغان على مواقع التواصل الاجتماعي، أن غلامبور يتولى مسؤولية إرسال ميليشيات أفغانية شيعية للقتال في سوريا بالتنسيق مع السلطات الإيرانية، دفاعا عن نظام الأسد. وسائل إعلام أفغانية، ومنها وكالة "جمهور"، نشرت خبر اعتقال قربان غلامبور. وحسب التقارير، فقد اعتقلت قوات من دائرة الأمن القومي الأفغاني غلامبور في مكتبه في هرات ونقلته إلى العاصمة كابول. وتقول التقارير إن غلامبور مسؤول عن توزيع "شهرية" ثلاثة مراجع شيعة، ومنهم المرشد الإيراني علي خامنئي وعلي السيستاني. وأكد نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي أن غلامبور كان المسؤول عن إرسال ميليشيات أفغانية شيعية إلى الحرب في سوريا، واعتُقل لهذا السبب رغم أن السلطات لم تعلن شيئا رسميا عن الموضوع حتى الآن. ولكن المنظمات والإعلام المرتبط بالنظام الإيراني حاول أن يعطي للمسألة بعدا طائفيا. وأدان العضو الأفغاني لما يسمى "المجمع العالمي لأهل البيت" ومركزه طهران ويديره حسن أختري، السفير الإيراني الأسبق في سوريا والمقرب من خامنئي، اعتقال غلامبور، وطالب بالإفراج عنه سريعا. الإعلام الإيراني حاول أن يعطي للقضية بعدا طائفيا، حيث كتبت صحيفة "كيهان" التي يديرها ممثل خامنئي، أن اعتقال غلامبور كان للضعط على رجال الدين الشيعة في أفغانستان. ويستخدم الحرس الثوري الإيراني ميليشيات شيعية من عدة دول، منها أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان، في الحرب السورية دفاعا عن نظام الأسد. ولواء "فاطميون" هي ميليشیات أفغانیة شيعية تشكلت في عام 2014 لقتال المعارضة السورية، يتم تمويلها وتدريبها من قبل الحرس الثوري الإيراني. وتفيد تقارير بأن المقاتلين الأفغان الذين جندتهم يتلقون 500 دولار شهرياً.

 

أردوغان: سنقاتل الميليشيات الكردية وداعش بذات العزيمة

الأحد 25 ذو القعدة 1437هـ - 28 أغسطس 2016م/اسطنبول – فرانس برس/تعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحد، أن تقاتل بلاده متطرفي تنظيم داعش ومقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا "بالعزيمة نفسها"، وذلك في اليوم الخامس من العملية العسكرية التركية في سوريا، والتي أسفرت عن مقتل العشرات. وقال أردوغان في تجمع في مدينة غازي عنتاب جنوب شرق تركيا: "سنقدم كل أشكال المساهمة للعمل على إخراج داعش من سوريا". وأضاف "بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابي في سوريا، فإننا "سنقاتله" بالعزيمة نفسها"، وذلك في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل الجناح العسكري للحزب. وأكد أردوغان أمام الآلاف من أنصاره أنه "مستعد ومصمم على تطهير المنطقة من الجماعات الإرهابية". وأضاف "لن نسمح مطلقا بأي نشاط إرهابي على حدودنا أو قربها".

 

ولي ولي العهد السعودي يزور باكستان والصين واليابان

الأحد 25 ذو القعدة 1437هـ - 28 أغسطس 2016م/الرياض/إسلام آباد – العربية.نت/وصل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأحد، إلى جمهورية باكستان الإسلامية بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واستجابة لدعوة الحكومة الباكستانية. وكان الديوان الملكي السعودي قد أعلن في وقت سابق الأحد عن مغادرة الأمير محمد بن سلمان لزيارة كل من باكستان والصين واليابان، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس". وسيرأس ولي ولي العهد، وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة الـ20 التي ستعقد في الصين. وكان في استقبال ولي ولي العهد لدى وصوله مطار قاعدة "خورخان" الجوية بإسلام آباد وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف، وقائد منطقة روالبندي الفريق ظفر وكبار قادة الجيش الباكستاني كما كان في استقبال ولي ولي العهد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان عبدالله الزهراني والملحق العسكري السعودي في باكستان العقيد بحري ركن نواف المالكي. ووصل بمعية ولي ولي العهد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد السويل، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الأستاذ محمد آل الشيخ، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، ووزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان، ووزير الإسكان ماجد الحقيل، والمستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء أحمد الخطيب، والمستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع فهد العيسى، والمستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء ياسر الرميان، والمستشار بالديوان الملكي محمد الحلوة، والمستشار بالديوان الملكي رأفت الصباغ، والمستشار العسكري لوزير الدفاع اللواء ركن أحمد عسيري.

 

السبهان يرد على بغداد: سياسة السعودية لا ترتبط بأشخاص

الأحد 25 ذو القعدة 1437هـ - 28 أغسطس 2016م/دبي – العربية.نت/رد السفير السعودي في بغداد، ثامر السبهان، على مطالبة وزارة الخارجية العراقية باستبداله، قائلاً إن "سياسة السعودية ثابتة ولا ترتبط بالأشخاص، وهي لن تتخلى عن عروبة العراق". وأضاف السبهان خلال اتصال مع قناة "العربية" أن "العراقيين يعانون من ضغوط وأجندات معينة تفرض سياستها عليهم". وأوضح السبهان أن السعودية تتفهم "الضغوط التي يفرضها مستشارون عسكريون من دول أخرى على العراقيين"، في إشارة إلى التدخل الإيراني. وقال السبهان: "أعان الله العراقيين بسبب مجاورتهم لدولة عدوانية ضد جيرانها". وكانت وزارة الخارجية العراقية طلبت من نظيرتها السعودية استبدال سفيرها لدى بغداد، ثامر السبهان، إثر تصريحات وصفها الجانب العراقي بأنها "تجاوز للتمثيل الدبلوماسي". وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد جمال، إنه "تم توجيه طلب رسمي إلى الرياض، يتضمن استبدال سفيرها لدى بغداد، بسبب بعض التصريحات الإعلامية للسفير"، وفق المتحدث.

 

شاهد التشابه بين الحوثيين وداعش

الأحد 25 ذو القعدة 1437هـ - 28 أغسطس 2016م/دبي - محمد اليوسي/يحاول الانقلابيون في اليمن توثيق عملياتهم قرب الحدود السعودية في محاولة لتحقيق انتصار، ولو معنوي، يغطي على خسائرهم في الميدان. ويظهر هذا الفيديو محاولات حوثية للتسلل لبلدة الربوعة السعودية غير أن السلطات السعودية نجحت في القضاء على المتسللين. ويشبه النهج الإعلامي، الذي تتبعه الميليشيا في عملياتها كافة من توثيق إعلامي، إلى حد كبير، نهج تنظيمات إرهابية. فمعظم هذه التنظيمات، وخاصة "داعش"، تحاول البحث عن الشهرة والصدى الإعلامي من خلال عملياتها، ويتضح ذلك في الفيديوهات التي يتم تصويرها منذ التخطيط للعملية وحتى تنفيذها. كما أن جزءاً كبيراً من العمليات التي تحاول هذه التنظيمات تسويقها إعلامياً هو عبارة عن هجمات انتحارية ينفذها عناصر تعرضوا، بحسب خبراء أمنيين، لعمليات غسيل أدمغة. كذلك تجند هذه التنظيمات الانتحاريين عبر وسيلتين رئيسيتين إما عقائدية أو عبر تأثير المخدرات وحبوب الهلوسة، ما قد تدفع بالانتحاري لقتل والديه أو التقدم إلى الموت دون وعي، وهو النهج الواضح لدى أفراد ميليشيات الحوثي.

 

ليبيا.. مقتل 28 وإصابة 180 من حكومة الوفاق بسرت

الأحد 25 ذو القعدة 1437هـ - 28 أغسطس 2016م/سرت (ليبيا) – وكالات/أفادت قائمة أعدها مستشفى أن ما لا يقل عن 28 مقاتلاً ليبياً قتلوا وأصيب أكثر من 180، اليوم الأحد، لدى تقدمهم صوب المعاقل الأخيرة لتنظيم "داعش" في مدينة سرت الساحلية. وخلال الحملة المستمرة منذ ثلاثة أشهر تمكنت القوات المتحالفة مع الحكومة الليبية والمدعومة من الأمم المتحدة وتساندها ضربات جوية أميركية منذ الأول من أغسطس من إجبار الإرهابيين على التراجع إلى منطقة سكنية صغيرة في وسط سرت. واستؤنف القتال العنيف اليوم الأحد بعد توقف لمدة أسبوع. وكانت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، قد دخلت صباح اليوم الأحد، المعقلين الأخيرين لتنظيم "داعش" في سرت مع انطلاق "المرحلة الأخيرة" من عملية استعادة المدينة الساحلية، وفق ما أفاد متحدث باسم هذه القوات. وقال رضا عيسى لوكالة فرانس برس: "توغلت قواتنا في المعقلين الأخيرين لداعش في سرت، في الحي رقم 1 (شمال) والحي رقم 3 (شرق)"، مشيراً إلى أن "المرحلة الأخيرة من معركة سرت بدأت".وذكر المتحدث أن "نحو ألف مقاتل" من القوات الحكومية يشاركون في هذا الهجوم، مشيراً إلى أن دبابة تابعة لهذه القوات قامت في بداية الهجوم بتدمير "سيارة مفخخة حاولت استهداف قواتنا قبل أن تصل إلى هدفها".

 

مرج دابق": المعركة التي غيرت وجه الشرق الأوسط قبل 500 عام

ليبانون ديبيت/28 آب/16/ألقى تقرير لموقع "ناشيونال انترست" الأضواء علي ذكري مرور 500 عام على موقعة "مرج دابق" الحربية بين العثمانيين والمماليك الذين كانوا يحكمون مصر والشام، وانتصر فيها العثمانيون، مشيرا إلى أن هذه المعركة التي اندلعت قبل منذ خمسة قرون، شكلت معالم الشرق الأوسط الحديث. وقد مرّ 500 عام على معركة "مرج دابق" (8 آب 1516) التي انتصر فيها الجيشُ العثماني بقيادة السلطان "سليم شاه" على الجيش المملوكي بقيادة السلطان "قنصوه الغوري"، والتي كانت نقطة تحول في تاريخ المنطقة. ومن خلال سلسلة المعارك العثمانية ونتائج هذه المعارك، تشكلت السياسة في المنطقة، وتحددت العوامل الديموغرافية والدينية، وما تبعها من تطورات على المدى البعيد انتهت بهزيمة العثمانيين وتقسيمات "سايكس بيكو" للمنطقة. وأشار التقرير إلى حديث منسوب إلى النبي "محمد"، والذي أثير جدال حول تفسير تنظيم الدولة له، كمؤشر على أهمية هذه المعركة وأهمية مدينة "دابق". ويقول الحديث النبوي: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا، قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سُبُوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون لا والله لا نخلّى بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيُهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويُقتل ثُلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية".

ويحاول التقرير الربط بين الأزمة السورية الحالية، وتدخل تركيا وبين معركة "مرج دابق" كتعبير عن صراعات الماضي والحاضر في المنطقة، وما يعتبره البعض "المعركة الأخيرة في التاريخ" أو "حرب آخر الزمان". ففي ذلك الوقت، حول العثمانيون معاركهم ووجهتهم من أوربا باتجاه المشرق، كما تحولوا من أولوية الحشد ضد الدولة الصفوية الشيعية (إيران) إلى الحشد ضد الدولة المملوكية (السنية) في الشام ومصر، بعد اتهام الدولة المملوكية بأنها تحالفت مع الصفوية ضدهم، كما أن الأوربيين كانوا قد استعادوا بعضا من قوتهم في ذلك الحين. ومثلت معركة "مرج دابق" نقطة تحول تاريخية في طبيعة العلاقات الإقليمية منذ ذلك الحين. إذ أدت إلى القضاء على السلطنة المملوكية في الشام ومصر، وأصبح الشرق تحت السيطرة العثمانية، وانتقلت حدود وخطوط الصراع بين الفرس والترك إلى كردستان والعراق. وأدي التوسع السريع للإمبراطورية الصفوية الفارسية التي نشأت عام 1501 في منطقة شمال إيران الحالية، ممتدة إلى الكثير من بلاد فارس وأفغانستان والعراق، لتصادمها مع الإمبراطورية العثمانية. وقد أدي هذا إلى مواجهة العثمانيين للصفويين في معركة "جالديران"، في 23 آب 1514، حيث قاد العثمانيون السلطان «سليم ياوز الأول» في حين كان الصفويون تحت قيادة "إسماعيل الأول".

وانتهت المعارك بانتصار القوات العثمانية وسيطرتها على مدينة تبريز عاصمة الدولة الصفوية، وأدت إلى وقف التوسع الصفوي لمدة قرن من الزمان وجعلت العثمانيين سادة الموقف. وقد أدت المعركة، بالإضافة إلى الاستيلاء على تبريز عاصمة الدولة الصفوية، إلى سيطرة السلطان العثماني على مناطق من عراق العجم وأذربيجان ومناطق الأكراد وشمال عراق العرب، ثم توجهه صوب الشام حيث أكمل انتصاراته على المماليك حلفاء الصفويين في معركة مرج دابق. ومن ذلك الوقت أصبح الإسلام السني للدولة العثمانية هو المهيمن بشكل دائم في معظم أنحاء المنطقة، حيث هيمنت قبلهم سلطنة المماليك السنية لثلاثة قرون، على مصر والمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والقدس. وحين بدأ الغزو العثماني لسوريا تحت قيادة "سليم الأول"، كانت سلطنة المماليك مرتبكة وغير مؤهلة للحرب، وكان العثمانيون يسعون لمنع تحالف بين الصفويين المهزومين في "جالديران" والمماليك، فزحفوا على المماليك وانتصروا في مرج دابق، ليتحول الشرق الأوسط تماما للسيطرة العثمانية منذ ذلك الحين، وحتى هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 إذا ابتليتم بـ«حزب الله»...

علي الحسيني/المستقبل/29 آب/16

ربما بات على اللبناني، أن يتعايش منذ الآن وصاعداً، مع إزدواجية «حزب الله» وعبقريته النابعتين من فعله السياسي وطريقة تعاطيه مع المُستجدات والأحداث التي تطرأ على الساحتين الداخلية والخارجية، والتي جعلته يفقد «بوصلة» صوابه حتّى أصبح أشبه بمركب ضائع وسط بحر تتخبّطه الأمواج وتتقاذفه من جهة إلى أخرى. فمن جهة ما عاد الحزب يعرف مرساه ولا عاد قادرا على الخروج من المستنقعات التي أغرق نفسه فيها من جهة أخرى. وفي الحالتين، ليس هناك من مهزوم و»مقتول»، سوى الشعب اللبناني وتحديداً الطائفة الشيعية التي تصرخ من كثرة الموت وتتألم من جراح أبنائها.

يدعو إلى الشيء ويُمارس نقيضه. يُطالب بحلول وهو الغارق حتى اذنيه بمشاكله التي تعصف به. يتجاهل الدعوات إلى الحلول ويتعالى على الخصوم والحلفاء، وعند إشتداد الرياح من حوله، يهرب كعادته إلى لعبته المُفضلة، فيبدأ بصياغة جُمل تتعلّق بـ»الوحدة» و»العيش المُشترك» والدعوات إلى «إيجاد حلول تُرضي الجميع»..، ثم ما يلبث أن يعود إلى «معاصيه» لحظة مرور سحابات فصوله، وليبدأ بإستعادة نغمات التهديد والوعيد وإطلاق العنان لمُكابرته. هذا هو حال «حزب الله» اليوم الذي أخرج نفسه من دائرة «المُقاومة» بعدما حصرها في إطار مذهبي ميليشياوي، يأتمر من الخارج ويرهن مصير عناصره بـ»تكليف» لم يعرف منذ سنوات طويلة، سوى الموت طريقاً لهم.

آخر إزدواجيات «حزب الله» و»فنونه» أو «فهلويته» السياسية، جاءت بالأمس على لسان نائبه حسن فضل الله اختصر كل أزمات لبنان والتي يقف حزبه في الأساس وراءها، بوجود تيّار «المستقبل». يقول فضل الله: « إن الأزمة السياسية التي نعيشها اليوم ناتجة عن طبيعة النظام من جهة، وعن الشغور الرئاسي بفعل عدم القبول بالشراكة الحقيقية التي ينص عليها الدستور من جهة أخرى، لاسيما وأننا مبتلون في لبنان بحزب المستقبل، حيث يوجد بداخله أفرقاء طبيعتهم المعاندة والمكابرة والمشاغبة والمزايدة والمنافسة فيما بينهم، وبالتالي فإننا كلما تقدمنا خطوة لمعالجة الأزمة الداخلية، يأتي من داخل هذا الحزب من يصر على المكابرة ويعاند الحقائق، ويأتي آخر ويقوم بالمشاغبة والمنافسة من أجل التعطيل على شخص آخر هو من الفريق نفسه«.

للتاريخ وليس للتوضيح، فان تيّار «المُستقبل»، كان في طليعة الباحثين بشكل جدّي عن مخرح لأزمة الفراغ الرئاسي التي تطال لبنان كله وليس جزءاً منه، ومن باب حرصه على عدم تكريس الفراغ كأمر واقع في البلد، اختار حلاً كان من المُفترض أن يُرضي كل من يسعى إلى الهدف نفسه، لكن تعنّت «حزب الله» وإختياره طريق التعطيل من خلال تمسكه بمُرشح لم ينزل نوّابه مرّة إلى المجلس النيابي لإنتخابه، حال دون الوصول إلى تحقيق حلم اللبنانيين، بأن يكون لهم رئيس كما بقية البلدان السيادية والتي تحترم قوانينها ومواطنيها بالدرجة الأولى. والمؤكد أن الفراغ الرئاسي الحاصل ، يبقى الخيار الأفضل لحزب، يصول ويجول في البلاد بسلاحه وعناصره الامنية والعسكرية، من دون أي رادع ولا مُساءلة ولا مُحاسبة. وحتّى وإن تجرأ احد وسأل عن أفعاله وإرتكاباته، يُصبح عميلاً ومتآمراً على لبنان وعلى «المقاومة» وقد يصل الأمر الى حد اعتباره أحد أبرز ممولي تنظيم «داعش» أو عميلاً إسرائيلياً وجب الإقتصاص أو التخلّص منه.

يقول المثل الشعبي المعروف في مصر، «اسمع كلامك أصدقك، أشوف امورك أستعجب». مرّة يرفض «حزب الله» حصول انتخابات رئاسية قبل الإنتخابات النيابية، ومرّة يذهب إلى حد التهويل على اللبنانيين في حال اعتماد هذا الخيار، ومرة يدعو إلى «سّلة» متكاملة. مرّة يدعو المسيحيين إلى الإتفاق على رؤية موحّدة لقانون إنتخاب جديد للسير به، قبل أن يعود وينقض مطلبه هذا ويُطالب بالنسبيّة، ومرّة يدعوهم لاختيار شخصية والسير بها إلى رئاسة الجمهورية على أن يُلاقيهم هو في نصف الطريق. لكن حتّى اليوم لم يمد يده لا إلى حليفه الأولّ النائب ميشال عون، ولا الى حليفه الثاني النائب سليمان فرنجية، فقط يمد يده لإطالة عمر التعطيل وإغراق البلد بالفوضى والمتاهات، والهدف، الإبقاء على سلاحه، وإنضاج المرحلة الأخرى من حلم التوسع الفارسي، بعد مرحلة زرع الفتن المذهبية ونشر الفوضى والاقتتال في المنطقة العربية.

من عمق الأزمة التي تعصف بـ»حزب الله»، من جرّاء تخبطه في الحرب السورية التي وكما هو واضح، ذاهبة باتجاه استنزاف آخر ما تبقّى من رصيده، ومن الضياع الحاصل فيه، من جرّاء التلاعب بمصيره والقذف به من أزمة إلى أخرى، اختلط الأمر على النائب فضل الله، فراح يسوق الإتهامات لـ»المستقبل» ويتهمه بأن «الكرة الآن في ملعبه وأنه هو من يقرر إذا كان يريد حلا لمشكلة البلد أو أنه لا يريد». كما راح النائب نفسه يوسّع «بيكار» هذيانه السياسي بشكل أكبر وأوسع، عندما تراءى له أن «المستقبل ينتظر قراره من السعودية التي هي مشغولة الآن بحروبها في اليمن وضد المقاومة في سوريا«، وأن «الذي يعطل البلد اليوم هو عدم حسم أصحاب الاتجاهات في حزب المستقبل من المعاندين والمكابرين والمزايدين والمنافسين والمشاغبين لخيارهم في القبول بالمسار الطبيعي بانتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية». وبكلامه هذا، يكون فضل الله قد أكد للمرة الألف موقف حزبه، أن «لا قانون إنتخابات ولا رئاسة، ولا بلد مُعافى، إلا بالسير معنا». تهديد علني بإسقاط الحكومة في حال عدم الموافقة على إنتخاب عون رئيساً. هذا ما أعلنه فضل الله بقوله: «ندعو إلى الاستماع إلى مطالب الوطن وهواجسه والعمل على معالجتها بالتفاهم والحوار وإيجاد الحلول المقبولة من الجميع، لتبقى هذه الحكومة قادرة على العمل، والتي نريد لها أن تستمر في ظل هذا الشلل القائم، ولا نريد لها أن تسقط حتى لا يسقط كل شيء معها، فيكفي أن لا رئيس للجمهورية والمجلس النيابي معطل، وإذا سقطت الحكومة فإن كل شيء سيتعطل في هذا البلد المهدد أمنيا من الجماعات التكفيرية«. وهي ليست المرة الأولى ولن تكون الاخيرة التي يلجأ فيها «حزب الله» إلى التهديد بإسقاط حكومات، سواء في السياسة أو في الشارع، والجميع يذكر «القمصان السود». بعد كل ما تقدم من إتهامات وإفتراءات وتهويل بحق تيّار «المستقبل» والتي وصلت إلى حد إتهامه بتعطيل البلد، تظهر إزدواجية «حزب الله» بشكل واضح وملموس لكن هذه المرة على لسان نائب زميل لفضل الله في كتلة «الوفاء للمقاومة»، والذي يقول «نشجع رئيس تيار المستقبل على المضي في مسار الانفراج الذي بذله باتجاهه، ولكن بدون إطالة، لأن لبنان لا يتحمل وقتا أطول من الوقت الذي يتحمله«. وهنا تظهر الغرابة الفعلية في طريقة قراءة الحزب للواقع في لبنان والمنطقة، واللاغرابة في ذهابه بإرادته إلى مستنقعات الدم.

 

صرخة الأحدب تمزّق الحجاب عن مأزق الإسلام السياسي

جوزف باسيل/النهار/29 آب 2016

مجموعة صرخات وجّهها عبد الحميد الأحدب ضد الإرهاب، راجياً ألّا تكون في برّية، بل أن يتردّد صداها في الحواضر والبلدان، خصوصاً إذا تلقّفها الأزهر في مصر، وغيره من المرجعيات الإسلاميّة، وفي دول كثيرة تنظر ولا ترى الجرائم والمجازر وكل الموبقات التي حرّمها الإسلام تمارس باسمه، وتنصت ولا تسمع صيحات التكفير والتهجير، وعبارة "الله أكبر" تطلق عند ذبح البشر. توجّه إلى مسؤولين سياسيّين ودينيّين ومثقّفين مسلمين حاضّاً الهمم على المواجهة، ومحفِّزاً على التحرّك بقوّة وعدم الرضوخ أو الانصياع أو التفرّج، بعدما صار سكين التطرّف والتخلّف على رقابٍ ليست رقاب نعاج وليس دمها مباحاً ولا ذبحها حلالاً... إنها سكين أضاحي الوثنيات التي لا تفرّق في الإنسانية أو الدين أو العرق أو الجنسيّة أو القوميّة... الصرخة إذ تلاقيها صرخات تدوّي في لبنان أولاً، ولعلّ صداها يتجاوز الحدود، والمسافات قصيرة، واللغة واحدة، فلا مجال للغلط أو السهو، وعسى ألّا يكون الأمر سهواناً مقصوداً.

صرخة اسلامية من لبنان

مقالات جمعها في كتاب بعنوان "مأزق الإسلام السياسي - الإسلام اللبناني أمام التاريخ" (دار سائر المشرق)، إذ قرّر أن يخوض الحرب الفكرية "ضد القبح والتخلف والبربرية والكسل والقذارة والمال الحرام". كما قرّر أن يذهب على طريق "الإصلاح الديني والثورة الدينية التي تعيد الاسلام إلى حقيقته"، على خطى محمد عبده وعبدالله العلايلي وعبدالله القصيبي ونصر حامد أبو زيد - الذي يخصّه بالاعجاب - ومحمد اركون وصادق جلال العظم وفرح فوده وأدونيس ونوال السعداوي وغيرهم.

الصرخة الأولى للحرية "في وجه عالم عربي قابع في قناعاته ومستريح على مخدّاته وموزّع الولاء بين كأسه وسجادة صلاته، وبين رضى ربه ورضى زوجاته". وصرخة الحرية هذه تتطلّب جرأة متناهية ليست من شيم الصغار، بل الكبار الأحرار.

والصرخة الثانية للعقل، إذ يجب إنهاء الإجازة الطويلة التي أمضاها العقل العربي في الأكل والنوم واصطياد "الغزلان" والجلوس في المقاهي واللعب بالورق وارتشاف القهوة المرّة وتدبيج المدائح وتأليف المواويل".

منذ 11 قرناً أُقفل باب العقل - الاجتهاد و"صاروا يقولون لنا حاذروا أن تقرأوا أي كتاب فنحن نقرأ عنكم، وحاذروا أن تكتبوا أي خطاب فنحن نكتب عنكم! وسقط الفكر في النفاق السياسي...".

والصرخة الثالثة للوجع، صرخة الوجع من بيروت التي "تبقى المكان الوحيد الذي تستطيع فيه الحرية أن تصرخ قليلاً وتبكي كثيراً"، ويستطيع العقل أن يفكّر قبل أن يتوكّل، وإذا توكّل فعلى الله وليس على شياطينه.

عانى وجع الإرهاب

وجع الأحدب من الإرهاب يعود الى عام 1978، حين أصاب الجرح قلبه باستشهاد ابنته في تفجير كان يستهدفه، رفضاً لمواقفه السياسية اللبنانية، ومذذاك يصارع عواطفه بتربتها الندّية دوماً، إذ يناضل في وجه كل ارهاب، على اختلاف أنواعه، وأنّى ذرّ بقرنه في لبنان أو سوريا أو مصر أو العراق أو غير ذلك من دول العرب. يجرؤ الأحدب، فالإسلام ترك باب الجرأة موارباً للقادر، ومفتوحاً للعاقل إذا رغب في استعمال عقله، فأعيدوا تشغيله بالتفكير، وليس بالتكفير، واعبروا منه الى المستقبل، فالماضي مضى، فكونوا أبناء الآتي. واعبروا الى الحرية، فالعبودية قضت عليها مفاهيم العصر، ولم تعد تعشّش إلّا في التخلّف والانحطاط. يقول الأحدب: "الإسلام دين الحرية... إن قائمة محرّماته ضيّقة، إلّا ما نصّ عليه التحريم، والمحرّمات نكاد نعدّها على أصابع اليد الواحدة، فالأصل في الإسلام الإباحة، وهو يخطف اليوم على يد جماعات الكفر والتكفير". وحتى يكون ما يقوله واقعاً وليس رجاءً، نرجو أن يلطف الله بعباده، من عبيده الضاربين بسيفه!

من ألم يعتصر قلبه وهو ربيب إسلام عقلاني منفتح، ومجتمع متنوّع شرقاً وغرباً، ويكفي أن يكون المرء لبنانيّاً، كي يكون فيه من المسيحيّة شيء إذا كان مسلماً، أو يكون فيه من الاسلام شيء إذا كان مسيحياً، من هذا الألم يسأل: "لماذا ليس لدينا نحن المسلمين ما نقدّمه الى العالم والإنسانيّة ولباقي الطوائف هذه الأيّام سوى القتل والدماء؟ هكذا قال الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم في الصحافة الكويتية". وتساءل: "هل هناك طائفة في العالم غير الإسلام تؤمن أنّ قتل الناس بشكل جماعي، من الفقراء والنساء والأطفال، هو فعل من يرجو تقرّباً الى الله ورغبة في الجنّة؟". وإن قلتم ظاهرة شاذة، فكيف تكون، وقد جمعت عشرات الآلاف من الانتحاريين، ووراءهم مئات الآلاف من الأعوان، وخلفهم ملايين المؤيّدين؟ "هل رأيتم تحرّكاً من زعماء أو مشايخ من المسلمين لمحاصرة هذه الظاهرة، والبحث في العيوب والخلل في الفكر الإسلامي الذي أوصل أبناء الطائفة الى هذا "الشذوذ"؟".

خريطة طريق الى إسلام عصري

ووجد خريطة طريق الى إسلام حقيقي عصري يشكّل البداية لمسيرة الألف ميل، في بيان الرابطة الهاشمية الذي ورد فيه:

1- لا يجوز في الإسلام قتل النفس البريئة.

2- لا يجوز في الإسلام قتل الرسل "السفراء" (والمبعوثين)، وبالتالي لا يجوز قتل الصحافيين.

3- الجهاد في الإسلام دفاعي وهو منوط بسبب شرعي وأسلوب شرعي وغاية شرعية.

4- لا يجوز التكفير في الإسلام إلّا لمن صرّح بالكفر.

5- لا تجوز الاساءة الى النصارى بأي طريق أو ألى أهل الكتاب.

6- لا إكراه في الدين في الإسلام.

7- لا يجوز في الإسلام سلب حقوق النساء.

8- لا يجوز في الإسلام التعذيب.

9- لا يجوز في الإسلام اعلان الخلافة من دون اجماع الأمة الإسلاميّة.

10- الانتماء إلى الأوطان جائز في الإسلام.

من هذه المبادئ - المؤشرات يمكن بدء ورشة إصلاح كبيرة وطويلة لكل الموروث الديني الإسلامي، ارتكازاً على إنسانية الإنسان ببعديه الأساسيّين الكرامة والحرية. وعلى عقلنة المفاهيم الإسلامية وعصرنتها.

 

رسالة إلى الرئيس المنتخب للرهبانية اللبنانية المارونية

جورج صدقه/النهار/29 آب 2016

قدس الآباتي العام، إنّ انتخابكم على رأس الرهبانية اللبنانية المارونية هو حدث وطني يتخطّى البعد الكنسي والروحي للمناسبة، ولاسيما أنه يأتي في مرحلة تاريخية دقيقة يمرّ فيها الوطن، أقلّ ما يقال فيها أنها مرحلة صعبة، تحمل مخاطر كبيرة على مكوّنات الوطن وعلى الكيان. هذا يعني أنّ تحديات كبيرة تنتظركم، وأنّ الجزء الرئيسي من مهماتكم المرتقبة تتناول الشأن الوطني، بمعنى العمل على انقاذ لبنان من المخاطر الوجودية التي تتهدده والدفاع عن شعبه في وجه المؤامرات التي تحاك على المنطقة وعلى هذا الوطن الصغير. وسبق لبعض اسلافكم أن لعبوا هذا الدور الوطني. فأهمية الكنيسة المارونية يتجسّد في بعدها الوطني، ولبنان يجسّد أرض المارونية وتاريخها ومستقبلها، على رغم أنّ بكركي راحت، منذ المجمع البطريركي الماروني الأخير (2004)، تشدّد على بعدها العالمي وعلى انتشار الابرشيات المارونية في كل أصقاع الأرض. غير أنّ المارونية تستمد وجودها وقوتها من كيان وطني هو لبنان حيث ترسّخت ونمت وازدهرت وأنشأت كياناً سياسياً يحتمي به اللبنانيون على تعدد طوائفهم. وهذا ما اعطى الكنيسة المارونية خصوصيتها. كما بات متعارفاً عليه فإنّ المارونية هي مرادفة للحرية بكل أوجهها، وهي كانت دوماً شعار الكنيسة المارونية، وقد بذلت كل شيء في سبيلها وصولاً الى الاستشهاد.

هاتان القيمتان: الكيان والحرية، تبدوان اليوم مهددتين. فما هو دور الرهبانية اللبنانية المارونية حيال ذلك؟ إنّ الواقع اللبناني وواقع المسيحيين في لبنان والشرق يستوجب على الرهبانية إعادة رسم اهدافها وإعادة طرح الاسئلة التي تصوّب عملها ونشاطاتها. كأن تسأل: ما هي الاهداف الاولى لتأسيس الرهبانية؟ ما هو دورها الوطني؟ كيف تساهم في تحصين لبنان وفي المحافظة عليه؟ كيف يمكنها أن تؤدي دورها على كامل مساحة الوطن؟ ماذا يحتاج الشعب الذي انبثقت منه؟ مجموعة ثانية من الأسئلة تتناول المسيرة الرهبانية الداخلية من شأنها تصويب مسيرة الرهبانية وإعادة رسم اتجاهاتها، وهي مكمّلة للأسئلة الأولى:

- أما زلنا نحافظ على قيم القداسة على خطى شربل والحرديني أم ابتعدنا عنها؟

- هل مؤسساتنا تسعى الى مساعدة المحتاج والى خير المجتمع أم تسعى الى الربح المادي؟

- أما زلنا نعمل بروحية المجمع الماروني عام 1736 الذي أقرّ إلزامية التعليم ومجانيته للصبيان والبنات، وبروحية يعقوب الكبوشي لمساعدة المحتاج والعجوز واليتيم، أم ابتعدنا عن هذه التعاليم؟

- أما زالت النذور الرهبانبة في صلب حياة المكرّسين أم أنّ صخب الحياة أبعدهم عنها؟

إن كنّا نشدّد على المسيرة الرهبانية فلأنّ الكنيسة في لبنان تؤدي دوراً أساسياً على الصعيد الوطني والعام، ودور الرهبانيات يتخطّى إنشاء المدارس والجامعات وادارة المستشفيات، الى دور وطني لترسيخ المسيحيين في أرضهم وجمع مكوّنات الوطن بهدف المحافظة على الكيان السياسي الحاضن. لم يعد مقبولاً أن تستمر الكنيسة، كما المؤسسات الكنسية الأخرى، على اهتماماتها التقليدية. فما قيمة الكنيسة من دون شعب؟ وماذا يفيد غنى الكنيسة اذا ما افتقر شعبها وجاع وهاجر؟ وماذا يفيد بناء الاصرحة الدينية الفخمة إذا بقيت فارغة؟ وما تفيد المدارس الفخمة والجامعات الواسعة والمستشفيات المجهّزة اذا كانت حكراً على المتمولين؟ وما قيمة الاراضي الشاسعة اذا بقيت بوراً، فيما الشباب عاجز عن الاستحصال على سقف ليؤسس عائلة؟

قدس الآباتي العام الجديد، لقد أدت رهبانيتكم دوراً تاريخياً أساسياً في قيامة لبنان وفي المحافظة على مكوّنات شعبه، وفي توسّعه الى حدوده الراهنة، أنتم مدعوون اليوم الى تقييم مسيرة الرهبانية من أجل تفعيل دورها، لأنّ لبنان في خطر، ولأنكم مؤتمنون على هذا الوطن.

*عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية

 

قال فؤاد شهاب "يا عدرا متل ما دخلت متل ما خرجت!"

عبد الرحمن عبد المولى الصلح/النهار/29 آب 2016

المعادلة واضحة: كلما كثُر ملح الديموقراطية، كلّما قلّ فساد السلطة. والعكس صحيح. لكنّ السؤال الأساسي: إذا فسُد الملح، فبماذا يُملّح؟ وكان الراحل الكبير غسان تويني قد عبّر عن ذلك، في إحدى افتتاحياته حين كتب أنّ عدم الكشف عن الفساد هو شكلٌ من أشكال الديكتاتورية المقنّعة! مناسبة الكلام عمّا سبق المضمون الفاضح للتقريرين الذين نُشرا في "النهار". الأول يُشير الى أنّ الفساد في الجمارك يصل الى 1,9 مليار دولار من البضائع غير المصرّح بها، و195 مليون دولار رُشى للموظفين لتسهيل مرورها (2016/2017). والثاني – نقلاً عن وزير الاقتصاد المستقيل (ويا ليته لم يستقل في ضوء مؤهلاته ونزاهته...) بأنّ الفساد يكلّف الدولة اللبنانية 15 مليار دولار سنوياً، منها 5 مليارات خسائر مباشرة (13/08/2016) ثمّة ملاحظات حول الفساد في لبنان استعرضها بإيجاز في هذه العجالة:

1) أن قضايا الفساد في بلاد الأرز ومعظم الدول النامية – على عكس ما هو حال الدول المتقدمة الديموقراطية – تبدأ كبيرة ثم تأخذ بالانطفاء رويداً رويداً وكأن شيئاً لم يكن. ولعلّ أسطع مثال على ذلك، ما سُمي فضيحة الإنترنت غير الشرعي. فلقد خَفُتَ الحديث عنها بعد الضجيج الذي رافقها، علماً أنّ ما سُرّب من أسماء يُشير الى تورط كبار القوم. بالطبع هناك فضائح فساد مماثلة، لكنني أٌشرت الى آخر العنقود!

2) أنّ قضايا الفساد تكبروتزداد ككرة الثلج يوماً بعد يوم،من دون رقيب أوحسيب، بحيث أنّ موضوع الفساد أضحى، وياللأسف، أمراً طبيعياً ومقبولاً. لكن ما يشي بالأمل بروز جماعات مدنية، كحملة "بدنا نحاسب" وغيرها تُلاحق قضايا الفساد وتعلنها. وهذا مؤشر جيد بالرغم من محدودية تأثير تلك الجماعات.

3) الملاحظ أيضأ هو الانتقال من الفساد المستتر الى الفساد المعلن. ففي الزمن الغابر والحلو، كان الفاسد يخجل من إظهار ثرائه المفاجئ، أمّا اليوم فلا أحد يكترث.

4) أنّ دور وزارة الاصلاح الاداري لايزال (والغالب أنه سيظل!) هامشياً في التحكم بالمسارالاداري في لبنان وفي وضع الامورفي نصابها.

5) غيابُ تطبيق قانون الإثراء غير المشروع. فبالرغم من كثرة الحديث عن الفساد والفضائح فلم نسمع، على سبيل المثال، أنّ وزيراً قد أحيل الى المحاكمة بتهمة الإثراء غير المشروع، بإستثناء وزير النفط السابق شاهي بارسوميان (عهد الرئيس اميل لحود) والذي اُطلق لاحقاً ممّا أثار أكثر من تساؤل. ثمّ إنّ قوانين التطهير التي أقرّت في عهدي الرئيسين شارل حلو والياس الهراوي، لم تكن ناجعة للجم الفساد (المأخذ الأساس لقانون التطهير 1964 زمن الحلو أنه لم يلحظ حق المراجعة والنقد أمام مجلس الشورى) والمضحك المبكي، أنّ ثلاثة من الذين صرفوا من الخدمة بموجب قانون التطهير في عهد الرئيس شارل حلو، أصبحوا لاحقاً نواباً ووزراء. بمعنى أنّ الشعب كافأهم بانتخابهم! أورد على سبيل المثال لا الحصر، جوزف أبو خاطر (انتخابات زحلة 1968) عبد المجيد الزين (الدائرة الثانية بيروت 1968) وزكي المزبودي (الدائرة الثانية بيروت 1971) أمّا في الوقت الحاضر، فاللافت أنّ الوزراء والسياسيين الذين تحوم حولهم شبهات الفساد، تزيد شعبيتهم بدلاً من أن تنقص!

6) إن النهش في جسد الادارة اللبنانية وعدم الحرص على الموارد العامة، والذي تقابله محدودية دورأجهزة الرقابة أدّى الى إيجاد مايمكن تسميته "الميليشيات" الادارية التي تتحكّم بالموارد العامة. فالدولة تحكم،أمّا الميليشيات... فتتحكم!

7) أنّ الحلول التقنية لن تلجم وحدها الفساد الاداري. فالمسألة أبعد من ذلك بكثير وأعمق، واصبحت تتصل اتصالًا وثيقاً ببنية النظام وميكانيكية عمله. إنها مسألة أخلاق وثقافة. ثقافة ديموقراطية تؤدي بالنهاية الى آلية سياسية واضحة ينتُج منها حرصٌ دقيقٌ على تطبيق القوانين، إضافة الى المحاسبة والمُساءلة. فلا يختلف اثنان على أنّ التدهور الاداري لايلجمه إلا الاصلاح السياسي. وأساسه شفافية واضحةجلية وديموقراطية صحيحة. وهذا ما نفتقده. فديموقراطيتنا ديموقراطية مقّيدة بسلاسل تتشكل من "عقد" طائفية، مذهبية، مناطقية،عائلية واقتصادية...

أحد المفاصل الأساسية التي تكرّس التصميم على محاربة الفساد يقع في قمة السلطة ويتدرّج الى المناصب الأخرى من تشريعية وتنفيذية وإدارية. فإذا كان رأس السمكة فاسداً فلا أمل ولا رجاء. واللافت أنّ أول رئيس استقلالي تمت تنحيته من الحكم بثورة شعببية (1952) بعدما ضجت البلاد بقضايا الفساد، ومن الأسباب الرئيسية للخصومة السياسية بين الراحلين كميل شمعون وكمال جنبلاط، أنّ الأخير طلب محاكمة بشاره الخوري بتهم الفساد، فرفض شمعون ذلك قائلاً أنّه يرفض إحالة رئيس جمهورية ماروني الى المحاكمة كي لا يُشكّل سابقة! (راجع الحوار مع قائد الجيش السابق ابرهيم طنّوس، كتاب "وجوه وأسرار من الحرب اللبنانية"، نبيل المقدم، دار نلسن 2016). وإذا سلّمنا جدلاَ أنّ الرأس هو الأساس، والقدوة، فاللافت أنّ معظم رؤساء الجمهورية حين تركوا سدّة الحكم استقروا في قصور ومنازل فخمة، لا يُمكن تبرير كلفتها إذا تمّ الاعتماد فقط على مدّخرات رواتبهم. ولعلّ هذا أيضاً ينطبق على مسؤولين وسياسيين آخرين على اختلاف مراتبهم دون استثناء. وحده، الراحل الكبير الرئيس فؤاد شهاب كان الإستثناء. أخبرني أحد ضباط الأمن المتقاعدين، انّه كان أحد أركان فرقة المواكبة للرئيس الراحل الياس سركيس، والذي رغب بُعيد انتخابه أن يضع اكليلاً من الزهر على ضريح الرئيس شهاب وبزيارة عقيلته. الكلام للضابط: "حين دَخلتُ المنزل، افتكرت أنّ المنزل يملكه موظف متقاعد من الفئة الثالثة أو الرابعة! الأثاث كان بحالة يُرثى لها!". أمّا أحد كبار مساعديه والذي كان بجانبه حين غادر شهاب القصر الرئاسي في صربا، فأفادني أنّ شهاب وهو يغادر القصر، التفت الى تمثال صغير للسيدة العذراء وقال: "ياعدرا متل ما دخلتْ، متل... ما خرجتْ!". رحمك الله وندّى تربتك ... أيها الأمير!

 

انها "لعنة" الانكشاف

 نبيل بومنصف/النهار/29 آب 2016

من المألوف جدا ان تلازم صفة "اللعنة" المفردات الصحافية والشعبية في بلد اسمه لبنان من دون استفاضة في المسببات. لكن ليس مأثورا ان يغدو فعل اللعن العنوان المحدث في خطاب سياسي لوارث الزعامة العونية وحامل حقيبة وزارة الخارجية جبران باسيل الذي تطغى نبرة رئاسته لتياره على كونه رئيس الديبلوماسية اللبنانية بما تقتضيه من تحفظ وتقاليد صارمة في التعبير. ليس هذا الامر عابرا، ولا نثيره من باب التحرش بحرية أي سياسي في اختيار النهج التعبيري الذي يلائمه. وانما نراه بكل صراحة احد التعبيرات النموذجية الطارئة عن مأزق اداء سياسي للتيار الوطني الحر في الدوران على أنماطه من خلال لعن الآخرين وتعميم اللعنة. ولعلنا لا نجافي الحقيقة القاتمة في المقلب المسيحي ان عدنا الى معاينة مسألة المظلومية التي ترفع شعارا تبريريا للإخفاق في فرض معادلات سياسية على الشركاء غير المسيحيين لدى اصطدام الافرقاء المسيحيين بوقائع غالبا ما تكشف الفوارق الكبيرة بين تقدير الاحجام والأوزان والمونة على الحلفاء وقدرة الضغط على الخصوم. ليس الشركاء بطبيعة الحال ملائكة منزهون عن الشراهية في توظيف ازمة غياب رئيس الجمهورية والتي لا تبررها مقولة تحميل المسيحيين تبعة عدم التوافق الشامل على الرئيس. مثل هذه المقولة اذا كانت تصح من باب مراجعة المسؤولية المسيحية عن تمادي ازمة الفراغ الى حد التهديد بفقدان المنصب الاول في الجمهورية فهي لا تكفي لستر عورة الارتباطات الاقليمية الآسرة للشركاء المسلمين التي لعبت وتلعب الدور الاشد خطورة في اطالة الفراغ كما في تعريض النظام لخطر الاندثار. ومع ذلك ترانا مدفوعين بصراحة لا نظن ان غرف التخطيط لدى القوى المسيحية، وأقله معظمها، تتعامل بمثلها في طرح مسألة الاعتراض والاحتجاج والرفض والتعبير الممانع في ظروف غالبا ما تكون خاطئة وترتد سلبا عليهم. ليس التيار الوطني الحر وحده معني بذلك ولو انه يحمل غالبا قصب السباق في هذا النمط. كان لخروج حزب الكتائب من الحكومة بعضا من هذه الدلالات في ظرف يقتضي حضورا صارخا داخل السلطة التنفيذية ولم تكن الكتائب مقصرة فيه ابدا بل لعبت افضل ادءاتها من خلال ملفات حيوية. ثم ان الجاري الآن في ازمة النفايات بنسختها المستجدة ليس افضل تعبير ايضا عن اداء التعبير السلبي حتى لو امتلك المعترضون والمعتصمون والمتظاهرون كل الحق في الاعتراض. ولكن زحف النفايات مجددا في مناطق الجبل وبيروت قبل ضمان البديل يضع هؤلاء في موقع من كان يجب ان يتحملوا التبعة اساسا. انها مسألة التقدير الصح في المكان الصح والظرف الصح والضرب الصائب على الهدف من دون زوغان الأداء والاسلوب والنمط. ولا نعتقد ان استحضار "اللعنة" بمفهومها الميتولوجي والديني تقي من كل هذا الانكشاف.

 

تعطيل النصاب ليس لعبة

المحامي توفيق رشيد الهندي/النهار/29 آب 2016

يخيب أمل من يعتمد على موقع مجلس النواب الالكتروني لمتابعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية عندما يلاحظ أنّ لوثة التعطيل واللامبالاة أصابته أيضاً، لأنّ المعلومات الخاصة بهذه الجلسات التاريخية والمفصلية من حياة لبنان توقّف تحديثها منذ عام 2014، فيما يستمر الموقع في تحديث كل ما يتعلق بنشاطات رئيس المجلس يومياً، والمستغرب أنّ كل ذلك لم يثر فضول أو انتباه رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النيابية المفترض أنه الساهر والمتابع لكل ما يتعلق بالانترنت، خصوصاً أنّ مسالة الانترنت غير الشرعي، الذي كان مستخدماً في مكاتب المجلس النيابي وغيره، لم تنتهِ فصولها بعد، ما يدعو الى التساؤل عن كفايته لترؤس مثل هذه اللجنة . وفي العودة الى جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، فإنّ رئيس مجلس النواب يعتبر مسؤولاً مشاركاً في تعطيل النصاب، لأنّه يصر على ترك النواب يعبثون بالنظام ولا يتشدد في تطبيق المادة 61 من النظام الداخلي للمجلس الواضحة "لا يجوز للنائب التغيب عن أكثر من جلستين في أي دورة من دورات المجلس العادية أو الاستثنائية، إلاّ بعذر مشروع مسبق يسجل في قلم المجلس"، ولو فعل، لأجبر كل نائب على تبرير غيابه خطياً ، ولما تجرّأ الوزير جبران باسيل على القول عند زيارته النائب سليمان فرنجية عام 2015 ، من أنه يلعب لعبة تعطيل النصاب، وكأنّ عملية انتخاب رئيس الجمهورية أصبحت لعبة في ايدي أطفال لا يأبهون لكسرها أو ضياعها، بالرغم من التحذيرات المتكررة محلياً ودولياً، وأخيراً اعتبر الوزير المذكور أنّ عدم تأمين النصاب ( لعبة تعطيل النصاب بمفهومه) هو حق دستوري ولا أحد يمكنه أن يأخذه منا ! فاعادنا مجدداً الى مقولة اللعبة التي يتشبث بها الأطفال ولا يستطيع أحد أن يأخذها منهم! . حول هذا الموضوع نستشهد بدراسة تقنية جديدة للبروفيسور فايز الحاج شاهين بعنوان "مستقبل الصيغة والنظام في ضوء الازمة الراهنة" حيث أكد في سياقها على أهمية الدستور ومقدمته التي تجعل من "الموزاييك اللبنانية وحدة متماسكة"، وواجب النائب أن يحضر جلسة الانتخاب بإعتباره "نائب الأمة جمعاء ً (المادة 27 من الدستور) "مكلف بمهمة fonction "، "والمهمة هي مصدر واجبات وليست مصدراً للحقوق"، معدداً مهماته الواردة في المواد الدستورية ( 18، 74 فقرة 2، 37، 53 فقرة 2، 83 و المادة 73 الخاصة بمهمته انتخاب رئيس الجمهورية) وتطرق الى "بدعة تعطيل النصاب"، فاعتبرها " مرفوضة شكلاً ومضمونا"ً، وأنّ نص المادة 61 من الدستور" لا يفرّق بين الجلسات المخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية وبين سائر الجلسات، ولا يجوز التفريق حيث لم يفرّق المشترع"، واذا كان البعض يعتبر أنّ الامتناع عن حضور الجلسات هو حق، فإن النواب المقاطعين يرتكبون "تعسفاً في استعمال الحق droit et abuse de droit والتعسف مرفوض" . إنّ اقتراح سن تشريعات تلزم النائب حضور الجلسات، يعتبرمن قبيل لزوم ما لا يلزم، فالنائب لا يجوز له التغيب وإلاّ لكان المشترع استبدل لا يجوز بيمكن، وحتى الغياب يجب أن يكون مشروعاً ومبرراً، ما يعني أنّ المسالة ليست فالتة على غاربها، والنائب تم تقييده لهذه الناحية لكي لا يعبث ويتحكم بمسألة الغياب أو الحضورعلى مزاجه. في كل الأحوال إنّ التقليل من قيمة الدستور، وتتفيه رئاسة الجمهورية، بالامتناع عن انتخاب الرئيس باعتبار أنّ المسألة لعبة، بات ينعكس على هيبة الدولة التي بذل الكثير من الجهد والتضحيات في سبيلها، وأوصلنا الى درجة أنه بات في الامكان تحقير رئيس الجمهورية من دون خوف من أي ملاحقة لتعطل امكانية تطبيق المادة 384 من قانون العقوبات . فالى الذين يلعبون لعبة الروليت الروسية، نقول كفاكم 44 جولة طائشة، انزلوا الى مجلس النواب وانتخبوا الرئيس لئلا تبكوا ضياعه، والى الذين ملّوا حضور الجلسات، نقول إنكم تعطون المثل السيئ عن مفهوم النيابة ،غنجكم معيب، واجباتكم أن تحضروا الجلسات ولو بلغت 440!.

 

 أي وطن نريد وأي دولة؟

حسان يحيى/النهار/27 آب 2016

أثبتت الطوائف عبر تاريخها أنها غير مستقلة عن الخارج، هي تتوسله لتقوية مواقع ممثليها في مزاريب السياسة الداخلية. وقد أفشل حكمها لبنان في ابتداع نظام سياسي حضاري وسط غابة من الأنظمة السياسية المغلقة، وأجهضت مختبره اللاطائفي فلم يحمل راية السلام الحقيقي كنموذج سلمي غير عنصري.

يعلم الجميع أن الوطن اللبناني يقع في منطقة شقوق وتماسٍ للصراعات الإقليمية جعلته مقراً لحروب تدميرية دورية. وهو الوطن الذي خضع مفهوم الوطنية فيه الى تلاعب خبيث يُبقي البنية الطائفية محروسة من قبل الزعماء المذهبيين لتخليد سيطرتهم. فلم تتوسع حلقات التضامن المدنية خارج الطوائف والمناطق، ولم يتبلور لدى "المواطن" اللبناني حس وطني كياني متين. كما وأدت الحروب المتعددة والسياسات التي اعتُمدت إلى أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة دفعت، ولا زالت، طاقاته البشرية إلى الهجرة.

وفي ظل ما يحصل في سوريا والمنطقة وما يُرسم من خرائط عن لامركزيات إدارية تؤطرها أنظمة حكم هشة، لكن قوية في تحكمها على العباد،

وفي ظل عجز وإنقسام القوى السياسية المحلية، هل سيتمكن لبنان من المحافظة على كيانه؟ وكيف سيتبدى مستقبلاً شكل نظامه السياسي؟

إن الاتفاق على سقف وطني واحد أمر بديهي نظرياُ. لكن الطبقة السياسية لم تنجح في استثمار المناسبات التاريخية (تحرير عام 2000، خروج الجيش السوري عام 2005 أو حرب تموز 2006) في اتجاه بناء السقف الوطني بمعناه السيادي. ولا في اجتراح صيغة للحكم تتناسب مع الواقع الحقيقي لقدرات اللبنانيين، مقيمين ومغتربين. ولا بد من اتفاق ميثاقي لبناء الدولة التي توفق بين حق الأفراد في التمتع بمواطنية كاملة وحق المجموعات الطائفية في الإطمئنان إلى مشاركتها في تقرير القضايا المصيرية.

واليوم، صار لزاماً على الجميع التنازل (الطوعي) لصالح الدولة الواحدة، كي نخرج من الدوامة. لقد كان للبنان دور فصَّله الانتداب، وطرزته الشهابية. فُقد هذا الدور دون أن يُلتقط غيره. وهو يبدو كمن يستعطي حصة من هنا ودوراً من هناك، تاركاً قراره على غاربه.

لم تنته الحرب في وعلى سوريا بعد. ولم يتفق متزعمو الطوائف وقادة أجهزة الأمن ومخابرات السلطة وأصحاب النفوذ على محاصصة جديدة للنظام العقيم. والأزمة تمدد لنفسها دون رادع. ونقف أمام ذلك حائرين...

الدولة هي حاجة وطنية اقتصادية اجتماعية. دولة موحدة قوامها الفرد المواطن، ومن وظائفها حماية الأقليات المذهبية والطائفية من نفسها. دولة ترسو على القانون الذي يحمي الحريات والمساواة.

المنطقي المفهوم هو أن ننطلق من الدستور المنبثق عن الطائف، ونفرض على طاقم الحكم الحالي إقراراً متزامناً لقانون انتخابي عادل لمجلسَي النواب والشيوخ، مما يضع اللبنات الأولى، لتجاوز الطائفية عبر النسبية وانتخاب المغتربين والشباب، وعبر إقرار حق الإقتراع في مكان السكن في شؤون الإدارة المحلية. ومن أجل تخطي الولاءات النفعية، المولدة للفساد والفاسدين، لا بأس بفصل النيابة عن الوزارة وإلغاء طائفية الوظيفة.

من أسس مسيرة النهوض، إصلاح القضاء وتدعيم استقلاله، ووضع إستراتيجية شاملة للبيئة وللصحة العامة وللموارد البشرية والثروات الطبيعية، مساواة حقوق المرأة بالرجل، توسيع صلاحية البلديات وإعادة هيكلة الادارة، إصلاح النظام التربوي وتعزيز التعليم الرسمي...

أما في ما يتعلق بسياسة لبنان الخارجية، لا قيامة للبنان اذا ما انزوى في حي ضيق، بعيد كل البعد عن طموحات اللبنانيين، المقيمين منهم والمنتشرين في أصقاع الكرة الأرضية، ولا إذا كانت أبوابه مشرعة أمام أي طمّاع لئيم. ولا تنفع نظرية الحياد، لأنه غير ممكن أصلاً والحروب مستعرة. لكن، إذا استقرت المنظومة الإقليمية على هدنة طويلة، قد يصبح الحياد الإيجابي عنوان سياسة تبتعد عن الأحلاف العسكرية. وعلى القوى السياسية المحلية التي تتعاون مع أطراف خارجية، أن تلتزم بأولوية حماية لبنان فقط. وتبادر الى إقناع الحلفاء بهذه الأولوية الحصرية. وتستعمل في سبيل ذلك نفوذها، بسيطاً كان أو مؤثراً. على أساس أن لبنان قدم الكثير ولا زال يقدم ضريبة الالتزام بالقضايا العادلة، وأن قدرته على الاحتمال قبل الإنفجار المتشظي، باتت معدومة. حماية لبنان الجديد يضمنها الجيش القوي وتكون كل قوى المقاومة الشعبية في كنفه لكي يستطيع حماية الوحدة الوطنية والدفاع عن كامل الحدود البرية والبحرية والجوية من الغزوات والإعتداءات. وأراني كجزء من الرأي العام غير الطائفي، شبه مواطن حر ومستقل الرأي، أتطلع إلى حيوية لبنانية تبتكر علاقة خلاقة بين مواطِنية لبنانية عربية حديثة ومنفتحة على العالم، مواطنية قائمة على المصالح الإقتصادية والتعاطي الندي مع الأصدقاء والغرباء. وأعتقد أن موقع لبنان الجغرافي لا يزال يسمح بأدوار سياسية وديبلوماسية فاعلة وداعمة للقضايا العربية العادلة. ويمكن تخيل ذلك بيسر بعد أن ترسو الأوضاع في سوريا على سكة الح الحل السياسي. وأقف غاضباً مع الحائرين أمام الأزمة التي تمدد لنفسها دون رادع. ولا يتفق متزعمو الطوائف وقادة أجهزة الامن ومخابرات السلطة وأصحاب النفوذ على محاصصة جديدة للنظام العقيم . ولسنا بأي حال مع تسوية تجدد هكذا نظام مافيوي. لقد حان الوقت لمعالجة العطب البنيوي. كيف سيفرض الأحرار إرادتهم؟ وكيف نجبر الظالم على وقف ظلمه؟

 

اللعنة كلمة غير ميثاقية

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 29 آب 2016

«هُوَ مَلْعُونٌ: أَيْ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّه». هذا هو تحديد الكلمة في القواميس. هل كان يدرك كاتب «اللعنات» معنى هذه الكلمة قبل أن يورِّط بها جبران باسيل ابن البيت المسيحي، ورئيسَ التيار الوطني الحر ووزيرَ خارجية لبنان؟ إني واثق من أن زميلي ما كان ليتفوه بسلسلة اللعنات لو فَقِه معناها وأبعادها لأنه، وأياً يكن موقفه السياسي، فهو مسيحي مؤمن. اللعنةُ ملعونة في المبادئ الأخلاقية والآداب السياسية وفي التعاليم الدينية، ولاسيما في المسيحية والإسلام. فالمسيح أزال اللعنة عن كل البشر بالفداء في العهد الجديد فرفعها عنا كما محا الخطيئة الأصلية. وما عدا لعنة شجرة التين غير المثمرة، وليس كل أشجار التين، لم ترد هذه الكلمة لا في الانجيل ولا في أعمال الرسل. واتخذ المسيح ذاك الموقف الاستثنائي ليتم ما جاء في نبوءة ميخا (7 - 1): «ويلٌ لي فإني قد صِرتُ كَجَنَى الصيفِ كَخُصاصةِ القِطَافِ، لا عُنقُودَ للأكلِ وقد اشتهت نفسي باكورَةَ التِينِ». والكنيسة التي استبعدت «الحُرُم» من تقاليدها، وهو أدنى درجة من اللعنة، حرَّمت اللعنة بين الانسان وأخيه أكان الآخَر قريباً أم عدواً. حتى أن المتحدثَ باسم الفاتيكان أبدى تحفظه على فيلم «اللعنة «The Omen» الذي أنتجه سنة 1976 المخرج الأميركي «ريتشارد دونير»، ولعِب دوري البطولة فيه «غريغوري باك» و»لي ريماك». أما في الإسلام، فاللعنة قد تحل (بعكس هدفها) على الشخص الذي لعن بدلاً من الشخص المستهدَف في اللعن وذلك وفقاً لمشيئة الله الذي يختص وحده بإبطال أو تفعيل تأثير اللعنة أو عكس اتجاهها كما نجد في الحديث الشريف التالي نقلاً عن «أبي الدّرداء»: إن النبي محمد قال: «إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللّعنة إلى السّماء فتغلق أبواب السّماء دونها، ثُمّ تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثُمّ تأخذ يميناً وشمالاً، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لَعن، إلى قائلها». لا يعتبر الإسلامُ اللعن من صفات المسلمين لذلك حذَر منه سواء أكان موجهاً بحق مسلم (حياً أم ميتاً) أو بحق كافر (حياً) أو بحق أي شيء أو دابة كما ورد في الحديث الشريف حسب «ابن مسعود» و»الترمذي»: «قال محمد رسول الله (صلم): «ليس المؤمن بالطعّان ولا اللّعان ولا الفاحش ولا البذيء». وقال النبي: «لا يكون اللعّانون شفعاء ولا شهداء يومَ القيامة».

وحده الدين اليهودي لا يزال يتساهل مع مفهوم اللعنة لأنها وردت تكراراً في التلمود والتوراة. وأبرز لعنات العهد القديم هي:

1. لعنةُ الأفعى لأنها أغوت حواء.

2. لعنةُ قابيل، وهو أول إنسان لعنه الرب لقتله أخيه هابيل.

3. لعنة ذررية كنعان ابن حام لأن كنعان حفيد نوح سخر من وجه جده.

4. لعنة الأرض عندما يقل خيرها وتنتج شوكاً وحسكاً.

5. لعنة موسى على بني إسرائيل حسب سلوكهم عبر الفصول.

6. لعنة يهوه الذي كان ينبغي عليه بناء مدينة أريحا - فلسطين ولم يفعل.

7. ولعنة أطفال بيت إيل من قِبل إليشع أحد أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا دائماً يسخرون من الأنبياء.

بعيداً عن الأديان الثلاثة، لجأ كُهَّانُ فراعنة إلى اللعنة ليمنعوا المسَّ بمومياء ملوكهم؛ وأعاقت هذه اللعنة عالم الآثار البريطاني «هوارد كارتر» الذي اكتشف سنة 1922 قبر الملك الفرعوني «توت عنخ آمون» إذ كانت لعنة واضحة على قبره كتبها كاهن قديم مهدداً أي شخص ينتهك فناءه.

وفي عهد ملك فرنسا، لويس الثالث عشر، كان الوزير الملعون هو الوزير الذي «كرهه كل من تعرف إليه». وأخذ بعض المحيطين بالملك الفرنسي هذه البدعة من رواية شجرة الزقّوم في العهد القديم التي تنبت في جهنم حيث ورد أنه ملعون آكلها لأن كل من ذاقها لعنها».

وفي أوروبا الشرقية في القرنين السادس عشر والسابع عشر كانت السلطات الدينية أو المدنية تقطع لسان اللاعن. وسنة 1766، حكم البرلمان الفرنسي على أحد كبار النبلاء «لو شوفالييه دو لا بار» بالاعدام ثم الحرق بسبب الشتم واللعن. أما في المملكة العربية السعودية، فعقوبة القذف واللعن فهي 80 جلدة.

واضح أن من كتب خطاب اللعنات ما كان يعرف هذه المعطيات «الميثاقية» عن كلمة اللعنة»، إلا إذا تقصد توريط الوزير، صديقي جبران، الذي، أنا ضنين به، وأتوسم له مستقبلاً مفعماً بالبركات لا باللعنات.

 

حوار لبناني - أميركي على «ضفاف» الرئاسة!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 29 آب 2016

حوار لبناني - أميركي على ضفاف رئاسة الجمهورية في لبنان، جال على الأزمات المشتعلة في المنطقة، لكنه أبقى الصورة على غموضها! مفتاح الحوار، كان استفساراً لبنانياً عن الرئاسة، وهل ثمة مرشح معيّن تدعمه واشنطن؟

• الجواب الاميركي: «واشنطن لا تدعم مرشحاً بعينه ولا تضع «فيتو» على أحد، هي مع إجراء الانتخابات الرئاسية سريعاً، ثم إنّ هذا الامر شأن اللبنانيين، فليتفقوا في ما بينهم وينتخبوا رئيسهم ونحن نشجعهم على ذلك».

ولكن، هل تعتقد، في ظل الانقسام الحاد بين اللبنانيين، أن يتّفق هؤلاء على رئيس، تبدو هنا كَمن يطلب المستحيل؟

• الجواب الاميركي: لا نريد أن نملي على اللبنانيين، هم أدرى بمصلحتهم.

متى ستبادر الإدارة الاميركية الى مساعدة لبنان على انتخاب رئيسه، هل كان لكم دور في الحوار بين سعد الحريري وميشال عون؟ في الماضي دعم السفير ديفيد هيل حوار الحريري وعون، وبعده جاء القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز وبعد مشاورات أجراها فكّر أن يقترح على الادارة الاميركية أن تسعى الى تليين موقف السعودية من عون، لكنه عدل عن ذلك بعد الاشتباك الكلامي حول تصنيف «حزب الله» كمنظمة إرهابية بين جبران باسيل والسعودية في الجامعة العربية؟

• الجواب الاميركي: لا املك معلومات، نحن نريد ان نرى لبنان آمناً ومستقراً، ولذلك نشجع الحوار بين اللبنانيين.

ومع انتقال الحوار الى المنطقة، توالت الأسئلة اللبنانية؛ ماذا عن العراق؟ ماذا عن اليمن؟ ماذا عن سوريا و»الشراكة» الاميركية - الروسية؟ ماذا عن تركيا ومدى توغّلها العسكري في الاراضي السورية؟

• الجواب الاميركي قدّم الصورة التالية:

- الشرق على عتبة تحولات حقيقية، لكن ليس في المدى القريب إنما في المدى المتوسط.

- في اليمن، طال أمد الحرب، ولا نرى حكمة في استمرارها.

- في العراق، ربما كان هناك خطأ من البداية في «فرط» الجيش العراقي، ولكن، ما حصل قد حصل، وهذا البلد يسير حالياً نحو إعادة تثبيت وضعه، وقد حقّق إنجازات مهمة جداً في محاربة «داعش»، وبات على وشك إطلاق معركة تحرير الموصل، وربما خلال أسابيع قليلة جداً. فخطة تحرير المدينة جاهزة وبرعاية اميركية مباشرة، وتنتظر فقط تحديد ساعة الصفر.

• الجواب الاميركي، جزم بالحسم السريع لمعركة تحرير الموصل. إلّا سأل الجانب اللبناني: إن تمّ تحرير الموصل، ماذا تقدِّرون أن يفعل الارهابيون، والى أين يمكن ان يتوجهوا إن تركنا لهم ممراً ليخرجوا، وهل تخشون أن يتوجّهوا الى لبنان؟

الجواب اللبناني، جاء صريحاً ومبنيا على خلفية فهم العقلية العربية وفيه «إن تحقّق الانتصار في الموصل، فإنّ اكثرية المسلحين «الصغار» سيرمون سلاحهم، ويندمجون في المجتمع. لكنّ الرؤوس الارهابية الكبيرة، فإن لم تقتلوهم، سيهربون حتماً، ليس بالضرورة الى لبنان، بل ربما الى ليبيا، أو الى افريقيا التي صارت تشكل الملاذ الجديد لهم.

- في سوريا، هناك أولوية ثانية، أو المرحلة الثانية بعد الموصل، أي تحرير مدينة الرقّة من «داعش» وسائر المجموعات الارهابية، وهذا ما سيحصل، وحاليا يجري برعاية اميركية مباشرة، إعداد خطة تحريرها، لكنّ ذلك قد يتطلّب وقتاً، إنما ليس طويلاً.

التوجّه الاميركي نحو تحرير الرقة من «داعش»، أراح الجانب اللبناني فعَقّب بالآتي: «الرقّة «مستودع الارهاب»، وتشكل عاصمة «داعش»، والأهم للبنان أن يتم تحريرها والقضاء على الارهابيّين فيها او طردهم منها، خصوصاً أنها كانت وما زالت تشكل فتيل التفجير الدائم للبنان، وهي المورد الاساسي للارهابيين اليه، وكل ما تعرّض له لبنان من عمليات ارهابية تمّ إعداده فيها، وانطلق منها.

خصوصاً أنّ الطريق ما بينها وبين الزبداني والقلمون، ما زالت مفتوحة وحركة المسلحين الارهابيين مستمرة ذهاباً وإياباً، ولو لم تكن هذه الطريق مفتوحة لما استطاع الارهابيون البقاء في الجرود المقابلة للبنان».

يضيف التعقيب اللبناني: «تحرير الرقة، يريح لبنان الى المدى الأبعد؛ يزيل أولاً البنية التنظيمية للارهابيين فيها وينسف مقر إدارة خططهم. ويُفقِد مسلحي الجرود مورد تموينهم ودعمهم لهم بالسلاح والمسلحين والتموين والتمويل، وثانياً يزيل حالة القلق الدائم لدينا من أن يحاول الارهابيون في لحظة معينة تحقيق حلمهم في إقامة دويلتهم في لبنان، خصوصاً في الشمال وغيره، وأكثر من ذلك يتيح للجيش اللبناني القدرة اكثر على الامساك والتحكم بالحدود الشرقية والشمالية، والاطباق على الارهابيين وإقفال الحدود ومنعهم نهائياً من التسلل نحو لبنان.

كما يتيح للجيش والاجهزة الامنية التفرّغ اكثر لتنظيف الداخل من الخلايا الارهابية، خصوصاً في البيئة المتعاطفة معهم، مع العلم اليقين أنّ تحت كل خيمة للنازحين السوريين قرب الحدود، يوجد حزام ناسف، إن لم يكن خلية إرهابية».

هنا، يورد التعقيب اللبناني ملاحظة: «تحرير الرقة سيذيب حتماً عصب الارهابيين، وليس مستبعداً، إن خرجوا منها، أن يحاولوا الانتشار في مناطق سورية اخرى، وأن يتوجّه بعضهم الى الجرود المقابلة للحدود الشرقية، لكن ليس بالاعداد الكبيرة، والجيش بالمرصاد لهم. في الخلاصة هؤلاء إن وصلوا لا يشكلون الخطر الكبير، ذلك أنّهم. سيأتون الى منطقة مقفلة، لا منفذ لهم منها، وهنا مقتلهم».

التعقيب الاميركي: «ومن اجل ذلك، الادارة الاميركية مصمّمة على دعم الجيش اللبناني بما يحتاجه من سلاح، وستزيد من هذا الدعم».

على أنّ الكلام الاميركي شابَهُ إرباك واضح، عندما تلقى من الجانب اللبناني سؤالاً: «ماذا يجري في الحسكة... وما هي حقيقة وحجم الدور التركي والدخول الى الأراضي السورية، وأين هي الولايات المتحدة ممّا يجري؟

في الحقيقة لم نعد نعرف ماذا يجري في سوريا. في البداية اندلعت ثورة ثم تحولت الى معركة إرهاب، العرب دخلوا فيها وكل العالم، وما زالت مستمرة والجميع يقولون إنهم انتصروا.

حضر الروس وقاموا بعمليات حربية ويحاولون وربما نجحوا في أن يثبتوا أنهم رقم صعب في المنطقة. الأميركيون تارة على خلاف مع الروس، وتارة أخرى على اتفاق وشراكة كاملة معهم، كما أنّ الاميركيين ضد النظام ويقاتلون «داعش»، ومن جهة ثانية مع الاكراد ويسلّحونهم، وفي الوقت ذاته يدعمون اردوغان في حربه عليهم، وتركيا تقاتل النظام السوري وتدخل في تعاون مع روسيا وإيران اللتين تحميان النظام وتمنعان سقوطه، ثم تبدأ بمغازلة النظام وتعلن انها تقاتل «داعش»، وفي الوقت ذاته تفتح حدودها لمسلحي «داعش» للتوجّه الى سوريا... وهكذا، إنها بحسب التوصيف اللبناني «خبيصة» لا يُعرَف أولها من آخرها. ونحن على يقين أننا اذا ما أدخلنا هذه الوقائع في الكومبيوتر «فسينفجر»!

• أصغى الجانب الاميركي لهذا العرض المتداخل، فلم يعلّق، بل اكتفى برسم ابتسامة معبّرة.

 

تأجيل مؤتمر الدعم بطلب من لبنان وتوجُّه لعقده برعاية فرنسية في باريس

 سابين عويس/النهار/29 آب 2016

لفت إعلان المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ (عبر جريدة الحياة) أمس عن تأجيل إجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي كان مزمعا عقده في نيويورك الشهر المقبل على هامش الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، لما ينطوي عليه مثل هذا التأجيل من معان تتصل بالاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي للبنان. لم تحدد كاغ الموعد الجديد لانعقاد المؤتمر أو البلد المضيف، مما عزز الانطباع باستمرار تراجع أولوية لبنان على الأجندة الدولية لحساب تقدم أولويات إقليمية أخرى في مقدمها سوريا، في حين أن الأسرة الدولية منشغلة حاليا بالمرحلة الانتقالية التي تشهدها الساحة الأممية مع قرب انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة، فيما الانظار تترقب الإدارة الأميركية الجديدة التي ستتولى الحكم مع قرب انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة. وتكمن أهمية قرار تأجيل الاجتماع الدولي المخصص للبنان ودعمه في مواجهة أزمة النازحين، في أنه يؤجل بدوره صدور قرار دولي حاسم في شأن مسألة أساسية جدا بالنسبة الى لبنان ومقاربة الاسرة الدولية لها، هي مسألة انتزاع قرار دولي بعدم توطين السوريين، وذلك من خلال إقرار خطة العودة. وهذه مسألة باتت في يد الأمم المتحدة بما أن لبنان عاجز عن إدارة أي مفاوضات ثنائية مع السوريين (نظام أو معارضة؟) وهو يحتاج الى المظلة الأممية لتأمين الآليات التنفيذية والتمويلية للعودة.

لا تقلل مصادر حكومية من أهمية هذا الموضوع الحيوي والحساس بالنسبة إلى لبنان، والذي حسمت الحكومة أمرها في شأنه من خلال موقف رسمي واضح وصريح يرفض التوطين في كل أشكاله ويدعو إلى توفير العودة الآمنة للسوريين وإقامة مناطق لها. لكن المصادر تقلل في المقابل من أهمية تأجيل الاجتماع الدولي، كاشفة أن هذا التأجيل تم بناء على طلب الحكومة اللبنانية. وتعزو ذلك الى مجموعة من الاسباب، أولها وأهمها ازدحام أجندات وزراء خارجية الدول المعنية الكبرى بأكثر من مؤتمر واجتماع مخصص لمنح النازحين المساعدات الدولية المطلوبة لهم، منها الاجتماع الاول الذي سيعقد في 19 أيلول بدعوة من الامين العام للأمم المتحدة، يليه الاجتماع الرئاسي الذي دعا اليه الرئيس الاميركي باراك اوباما في 21 منه، ومن بعده دعت الحكومة الايطالية الى اجتماع مماثل في 22 منه.

ولا يريد لبنان أن يحشر قضيته ضمن هذه الزحمة من القمم والمؤتمرات، بحيث تنعقد مجموعة الدعم الدولية بتمثيل ضعيف، فلا يؤتي المؤتمر ثماره المرجوة. ولا تغفل المصادر الإشارة إلى أن الحكومة اللبنانية تعي أن لبنان لا يحتمل أي فشل في هذا المؤتمر، أو أي نتائج مماثلة لما كانت عليه نتائج المؤتمر الماضي، بحيث لم يخلص الى أي قرارات تنفيذية تخفف عن لبنان عبء الأزمة. في المقابل، يدرك المجتمع الدولي كما الأمم المتحدة أن لبنان لن يتوقف هذه المرة عند طلب المساعدة، بل سيطلق موقفا أكثر حزما في شأن دعوة الدول صاحبة القرار والشأن إلى استصدار موقف واضح في شأن العودة، إنطلاقا من السؤال هل الامم المتحدة - مدعومة من الدول الكبرى- راغبة أو مستعدة للسير في خطة إعادة النازحين إلى بلادهم؟ علما أن لا مؤشرات حسية او عملية وجدية في هذا الاتجاه حتى الآن. وإذ لا تخفي المصادر قلقها من تراجع الاهتمام الدولي بهذه المسألة، وهو ما يبينه التخلف عن دفع المساعدات المالية المقررة للبنان في مؤتمر لندن أخيرا، حيث لم يصل إلا نحو 30 في المئة أو ما يعادل 600 مليون دولار من أصل مليارين و480 مليون دولار (والنسبة غير مؤكدة ومشكوك فيها رسميا وحتى أمميا)، فهي تكشف أن لبنان يسعى مع الجانب الفرنسي إلى فصل مؤتمر الدعم عن اجتماعات نيويورك تمهيدا لعقده في باريس في الفترة الممتدة بين أواخر تشرين الاول ومطلع تشرين الثاني المقبل، بحيث يتولى الفرنسيون التنسيق مع الحكومة اللبنانية من جهة ومع الدول المعنية من جهة أخرى من أجل تأمين نجاح المؤتمر وتوفير مستوى تمثيل رفيع، بما أن المؤتمر في مثل هذه الحال سيكون برعاية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نظرا الى الجهود الكثيفة التي بذلها الجانب الفرنسي في هذا السياق.

 

الجيش مستنفر لمنع التسلل من الرقة تشاور لبناني - دولي لصدّ الإرهابيين

خليل فليحان/النهار/29 آب 2016

الجيش المنتشر على الحدود الشرقية للبلاد، مستنفر لمنع احتمال تسلل إرهابيين من سوريا بعد احتدام المواجهات العسكرية في الرقة، في ظل معلومات مخابراتية وردت الى اليرزة في هذا الصدد، وفي وقت بدأت تحضيرات "داعش" لما يبدو أنه سيكون من أصعب المعارك التي سبقت، وان الارهابيين الناجين سيحاولون التسلل الى الاراضي اللبنانية بسلاحهم، او كلاجئين. هذا الاحتمال يجري تداوله على مستوى عسكري، لبنانيا وأميركيا، وهو موضع متابعة بين جهازي مكافحة الاٍرهاب في كلا البلدين، لأن روسيا وحلفاءها مصممون على طرد "الدواعش" من الرقة كما حصل في داريا. وبعض الدول الأوروبية متوجّس من عودة مقاتلين أوروبيين كانوا يقاتلون حتى الآن في الرقة، إنقاذا لحياتهم. وفي المعلومات أن اتصالات ثنائية لبنانية واوروبيةً تجري على المستوى العسكري لأجهزة مكافحة الاٍرهاب من أجل تبادل المعلومات تحديدا في هذا الوقت، أي أثناء التحضير لمعركة الرقة لتزويد الأوروبيين أسماء العابرين من لبنان، إذا عبروا مطار بيروت أو أيا من الموانئ اللبنانية في طريق عودتهم الى بلادهم. وفي المعلومات أن جهاز الـ"يوروبول" لمكافحة الإرهاب مستنفر لرصد عودة أي مقاتل من سوريا، لأن لديه معلومات عن اندساس إرهابيين بين صفوف اللاجئين، كانوا وصلوا الى أوروبا.

وسألت "النهار" مسؤولا عن إمكان لبنان التصدي لمسلحي "داعش" الهاربين من الرقة الى الاراضي اللبنانية، فأجاب بأن الجيش يرصد الحدود، ولا شك في ادائه في مكافحة الاٍرهاب نظرا الى تفكيكه الكثير من الخلايا وإنقاذ البلاد من تفجيرات في أماكن سكنية ومن اغتيال سياسيين، أحدهم رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط. وتدارك أنه يمكن أن يحصل تسلل لإرهابيي "داعش" وسواهم مع اشتداد معركة الرقة، نظرا الى طول الحدود اللبنانية - السورية ووجود أماكن تتداخل فيها الحدود، مما يصعب مراقبتها، لكن القوات المسلحة وجهاز مكافحة الاٍرهاب قادرة على تعقب هؤلاء ومنعهم من تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق لبنانية لطالما خططوا لها.ولفت الى أن لبنان يكاد يكون ملتصقا بالأزمة السورية في شكل محكم، وقد اضطر الى استضافة ما يزيد على المليون ونصف المليون نسمة كلاجئين وميسورين هربوا لإنقاذ حياتهم، ورتّب اللاجئون منهم أعباء ديموغرافية ومالية وصحية وتعليمية على البلاد.

ورأى أن أخطر ما يتحمله لبنان من الازمة السورية هو اندساس إرهابيين في صفوف اللاجئين يمكنهم تنفيذ عمليات في اي منطقة، والأدهى أن هناك جبهة في جرود عرسال مفتوحة مع الجيش اللبناني الذي يقاتلهم عن بعد بالاسلحة الثقيلة من مدفعية وصواريخ، وأحيانا بقصف من الطوافات، وقد أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي الاسبوع الماضي ان فتح معركة مع الارهابيين في الجرود ممكن شرط إقفال الحدود مع سوريا الى حين انتهائها. ولفت الى أنه إذا قرر النظام وروسيا بدعم من ايران و"حزب الله" اقتلاع "داعش" من مناطق يحتلها، يصبح لبنان الوعاء المناسب لاستيعاب المسلحين الهاربين من الموت المحتم، وكاد الأمر يحصل لدى تنظيف داريا من "الدواعش"، فتقرر إبعاد 700 مسلح الى تركيا من طريق لبنان، إلا أن ذلك لم يحصل لظروف بقيت مكتومة. ووفق التقديرات العسكرية اللبنانية، ان مسلحي "داعش" الهاربين من الرقة بعد احتدام المعارك، ليس في وسعهم الوصول الى الأراضي اللبنانية نظرا الى الإجراءات العسكرية المتخذة على الحدود من كلا الطرفين، إضافة الى أنه يتعذر على هؤلاء الوصول الى الحدود اللبنانية لبعد المسافة.

 

الدستور حصَّن الميثاقية بالمادة 65 فأوجب حضور الثلثين جلسات مجلس الوزراء

اميل خوري/النهار/29 آب 2016

كأن لبنان لا تكفيه أزمات تشد عليه الخناق حتى يفتعل محبوه أزمة "الميثاقية" التي وضع رجال الاستقلال أسساً وطنية لها فتوزعت بموجبها الرئاسات الثلاث على الطوائف الكبرى. فكانت رئاسة الجمهورية للموارنة ورئاسة المجلس للشيعة ورئاسة الحكومة للسنّة، وقد التزم الجميع هذا الميثاق واحترموه برغم أنه غير مكتوب لأن كلمة الرجال كانت كلمة. ويمكن القول إن من خالف هذا الميثاق هم الذين قرروا مقاطعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ولا سيما منهم المسيحيون لان منصب الرئاسة الأولى يخصهم، فأحدثت هذه المقاطعة خللاً في هذا الميثاق الذي فقد ركيزته الأولى وهي رئاسة الجمهورية مخالفين بذلك الدستور الذي حدد موعداً لانتخابه احترمت المجالس النيابية المتعاقبة منذ العام 1943 قدسيته ولم يكن موضوع تلاعب وتفسيرات خاطئة أو مصلحية كما تفعل مجموعة نواب اليوم من هواة التعطيل.

وانتخبت كل المجالس السابقة الياس سركيس والشيخ بشير الجميل ورينه معوض والياس الهراوي رؤساء للجمهورية خارج مقر المجلس لظروف استثنائية وأحياناً تحت القصف المدفعي احتراماً لقدسية الموعد الدستوري وحرصاً على "الميثاق الوطني" الذي يعتبر رئاسة الجمهورية الركيزة الأساسية فيه، في حين أن مجموعة من نواب الزمن الحالي البائس لم تحترم لا موعد انتخاب الرئيس ولا آلية انتخابه كما حددها الدستور بوضوح ولا وجوب حضور الثلثين حرصاً على الميثاقية. والغريب أن النواب الذين خالفوا الميثاقية، بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، هم إياهم يبدون حرصهم عليها بالعمل على تعطيل جلسات مجلس الوزراء إذا غاب عنها ممثلو أي طائفة أو مذهب وتعطيل جلسات مجلس النواب بذريعة أن المجلس لا يتحوّل الى هيئة تشريعية الا بعد انتخاب رئيس للجمهورية وبعضهم يعطل انتخابه بالتغيّب عن جلسات الانتخاب وبدون عذر مشروع...

وكما فسر هؤلاء النواب تفسيراً خاطئاً نصوص الدستور خدمة لمصالحهم أو لمصالح خارجية، فإنهم يفسرون تفسيراً خاطئاً معنى الميثاقية، التي أقامها رجال الاستقلال على أسس وطنية وها ان سياسيين من هذا الزمن البائس يعطونها اليوم تفسيراً طائفياً أو يحاولون تسييسها، وينسون ان العماد عون استمر رئيساً لحكومة عسكرية مع ضباط مسيحيين بعدما انسحب منها الضباط المسلمون ولم يسأل عن الميثاقية. لقد حرص دستور الطائف على احترام الميثاقية عندما نص في المادة 65 على "أن يكون النصاب القانوني لانعقاد مجلس الوزراء اكثرية ثلثي اعضائه" ولم يحدد مذهبية أو طائفية هذه الاكثرية كما يحاول بعض "الغيارى" على "الميثاقية" تفسيرها. واحتراماً للميثاقية أيضاً حددت المادة ذاتها المواضيع الأساسية التي تحتاج الموافقة عليها الى ثلثي عدد أعضاء الحكومة المحدد في مرسوم تشكيلها وهي الآتية: تعديل الدستور واعلان حالة الطوارئ والغاؤها، الحرب والسلم، التعبئة العامة، الاتفاقات والمعاهدات الدولية، الموازنة العامة للدولة، الخطط الانمائية الشاملة والطويلة المدى، تعيين موظفي الفئة الأولى وما يعادلها، إعادة النظر في التقسيم الاداري، حلّ مجلس النواب، قانون الانتخابات، قانون الجنسية، قوانين الاحوال الشخصية، إقالة الوزراء. فإذا كانت هذه المواضيع غير كافية فلا مانع من إضافة مواضيع أخرى اليها يتفق عليها لمزيد من تحقيق الميثاقية".

الا ان جماعة أو مجموعة التعطيل لم تتخذ من الميثاقية ذريعة لتعطيل عمل المؤسسات فقط بل أبدلت ديموقراطية الأكثرية ببدعة الديموقراطية التوافقية واتخذت من الطائفية التي تسود البلاد حالياً سبباً لذلك، بحيث باتت الطائفية سبباً لاثارة أزمة الميثاقية، وازمة حكم لا يعتمد ديموقراطية الأكثرية بل الديموقراطية التوافقية التي أثبت اعتمادها فشل عمل الحكومات وقلة انتاجها، لا بل أصبح في استطاعة الاقلية ان تتحكم بالاكثرية وان يقوم خلاف على من يكون له الثلث المعطل داخل مجلس الوزراء ليحول دون اتخاذ أي قرار لا يعجبه أو لا يعجب من وراء هذا الثلث...

في محاضرة للرئيس الراحل صائب سلام بعنوان: "لبنان واحد لا لبنانان" في نيسان 1961 جاء فيها: "ان الميثاق الوطني قام على حقائق هي: ان لبنان لم يبق لطائفة أو طوائف معينة من أبنائه. وان لبنان مستقل بفضل الميثاق الوطني ونتيجة له وصار دولة حرة سيدة وأراضيه كل لا يتجزأ ولا يجوز لأحد أن يخرق حرمة حدوده، او يعبث بكيانه. أما عروبة لبنان فليست شرطاً عارضاً بل صفة ملازمة، وليست تسوية بل مصارحة وهي الصدر الذي يتنفس بالحياة، وهي أصل فيه لا بوحدة اللغة والعادات والتقاليد فحسب، بل بوحدة الحياة. واذا كان البعض يعيب على الميثاق الوطني أنه غير مكتوب فتلك ميزة كبرى من مزاياه بأنه ينبع من الصدور وانعقدت عليه الخناصر وكأنما الفريقان في غير حاجة الى كلام مكتوب لانهما متفاهمان ومهيئان لهذه الساعة التاريخية التي اجتمع عليها اللبنانان وانبثق منها لبنان الحديث بميثاق مترابط ومتلازم اذا اختل جانب منها اختلت الجوانب الأخرى وهدد الكيان بالانهيار أو التصدّع". أين رجال اليوم من رجال الأمس، فأولئك بنوا لبنان حجراً حجراً، واليوم فيه جماعة تهدمه حجراً حجراً، وتريد تعطيل كل شيء فيه...

 

من يُنزل الوطني الحر عن الشجرة؟

منير الربيع/المدن/28 آب/16

يقول قيادي من الحلفاء الإستراتيجيين للنائب ميشال عون إن الجنرال أمعن في الأخطاء السياسية مؤخراً. من شان ذلك أن يرتدّ عليه سلباً ويولّد مزيداً من العراقيل أمام مساعيه أو مراميه، ولاسيما أن الخطوة التي اتخذها تكتل التغيير والإصلاح في التعاطي مع الحكومة لم تكن مدروسة كما يجب، أو على الأقل انحسرت دراستها في مردودها الضيّق على التيار وقيادته الجديدة بمعزل عن الحسابات السياسية الأوسع. حشر عون الجميع في مقاطعة الحكومة، الحلفاء قبل الخصوم. وبما أنه اعتبر المقاطعة خطوة تحذيرية فإن الجميع يترقّب ما ستكون عليه الخطوة التالية. وإذا ما ستحمل مزيداً من الإمعان في الخطأ.

اختار عون المعركة في الساحة الخطأ، وفق القيادي. ما دفعه إلى إحراج نفسه قبل إحراج الجميع، لا سيما في ضوء سوء الرؤية الإقليمية والدولية. وهذا ما أدى بجميع القوى، بمن في ذلك الحلفاء، بأن يقفوا ضد تحرّكه. حاول حزب الله تمرير القطوع عبر السعي لتأجيل الجلسة ريثماتُهيّأ الأجواء لعقد جلسة أخرى تعيد التيار إلى رشده وتحجمه عن التصعيد. لكن بعض الحلفاء كالرئيس نبيه برّي، وكذلك الخصوم، لم يريدوا تمرير هذه الفرصة بلا توجيه الرسالة الأساسية إلى عون بأن البلد لا يسير على خاطرك. ولذلك، أصرّوا على عقد الجلسة. يبقى السؤال الأساس اليوم هو ماذا بعد الجلسة. الكرة في ملعب عون وفق الجميع. فهل سيعتبر أن ما جرى كان مطباً أو فخاً نصبه لنفسه ووقع فيه وحان وقت الإفلات منه، أم أنه سيصرّ على التصعيد؟ تتأرجح خيارات التيار، وفي وقت تُسدى النصائح من الضاحية إلى الرابية بضرورة الإكتفاء بذلك والعودة إلى الحكومة لعدم تفاقم الأمور، ثمة في التيار من يريد التصعيد أكثر لإيصال مزيد من الرسائل الرئاسية. حتى أن هناك من يضع هذا التصعيد في سياق آخر، وهو تعزيز الوزير جبران باسيل شرعية رئاسته للتيار بعد موجة الإعتراضات وفصل العديد من الناشطين. ولذلك، فإن باسيل يريد اللعب على الوتر المسيحي عبر الحكومة لاستعادة شرعيته المتأرجحة داخل التيار.

وهناك من يتحدّث عن تفاوت في وجهات النظر والإحتمالات الموضوعة على طاولة التيار. فإذا تقرّر التصعيد فإنه سيكون كبيراً ولن يقف عند حدود معينة، والمراد منه سيكون الإطاحة بالحكومة والذهاب إلى طرح جدّي لتعديل الدستور أو الذهاب نحو المؤتمر التأسيسي، أي الذهاب نحو نظام جديد. هذه الشعارات أو الطموحات الكبرى تجد من يكبحها داخل التيار وخارجه، ولاسيما عبر الرسائل التي يوصلها حلفاء عون إليه، بأن أي طرح من هذا النوع سيتطلّب دماً، ولا إمكانية لتعديل الدستور إلا بعد حدث أمني كبير. وهذا غير متاح حالياً. بالإضافة إلى أن الأرضية السياسية غير جاهزة لإجراء أي تعديل سياسي أو الذهاب نحو فرط الحكومة، لأن فرطها يعني الذهاب إلى نظام جديد حكماً. وتكشف مصادر متابعة عن إتصالات ورسائل عربية ودولية أبلغت إلى الرابية بأن هذه الحكومة يجب أن تبقى.

ولكن، ألا يستفيد حزب الله من فرط الحكومة والذهاب إلى مؤتمر تأسيسي؟ يأتي الجواب سريعاً بالنفي. الآن هذا غير ممكن وغير واقعي. ليس هناك أي أرضية لذلك لا سياسية داخلية ولا إقليمية. هناك ضباب سميك في المشهد السياسي، وكل فريق ينتظر الآخرين عند مفترق طريق. وهذا ما تبدى من خلال توجه بعض الوزراء إلى جلسة الحكومة، وبعضهم حاول إستفزاز عون لدفعه إلى الإستقالة أو الإعتكاف لإزاحته عن المشهد في هذه المرحلة، ولعزله أيضاً. هذه التحذيرات نقلت إلى عون وخصوصاً من حلفائه،. وتكشف المصادر أنه حين أبلغ عون حلفاءه بالخطوة التي يريد إتباعها، لم يكن موقف الحلفاء معارضاً، أو لم يطلب منه حلفاؤه الإقلاع عنها، رغم شرح حزب الله وجهة نظره المعترضة على ذلك التحرك. وهذا ما تعتبره المصادر أن الحزب أوصل رسالة إلى عون بأنه لا يمكنك فعل شيء بدوننا. وتكشف المصادر أن التوجه العام لدى التيار بدأ يتغيّر، بمعنى أنه جاهز للتراجع ولكنه يحتاج إلى من "ينزله عن الشجرة". وتفيد المصادر أنه أوصل هذه رسالة إلى حلفائه، لأنه يعلم أن أي خطوة سيقوم بها لن تُقبَل من أي طرف. فكيف سيتمّ ذلك؟ تجيب المصادر بأن مسألة التمديد لقائد الجيش محسومة، ولكن يجب التقريب خطوة في اتجاه العونيين كي يعودوا عن المقاطعة. كيف؟ تلتجيب المصادر بأن هناك العديد من الملفات التي يمكن التنازل فيها، ربما بقانون الانتخاب أو بمسائل أخرى تتعلق بإعادة تفعيل الحوار الرئاسي. وهذا ما ترجّحه المصادر أنه سيحصل لأن البلد ممنوع من التعطيل والحكومة ممنوعة من الوقوع. وهنا، تلفت المصادر إلى أن عون يتلقى نصائح بإعادة الحوار مع المستقبل للبحث عن حلول.

 

مراجعة الصدرية السياسية

أحمد جابر/المدن/الأحد 28/08/2016

لن يستقيم الأمر مع خطاب يستحضر اسم السيد موسى الصدر ويهمل إرثه

ذكرى اختطاف النظام الليبي السابق السيد موسى الصدر، تكتسب كل سنة اهتماماً إضافياً، وتقتضي مراجعة راهنة، مثلها مثل كل الحركات السياسية التي شهدتها الحياة اللبنانية منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، حتى الراهن من هذه الأيام السياسية. مصدر الاهتمام الإضافي له مستنده في حال الشيعية السياسية اليوم، فهذه الأخيرة باتت تحتل على صعيد الجغرافيا والديموغرافيا موقعاً أساسياً، وصارت، بحكم التطورات المهمة التي عصفت بالبنية اللبنانية منذ الاجتياح الإسرائيلي للأرض اللبنانية، في موقع التحكم الأساسي بسير الحياة الداخلية، وبربطها بمحاور إقليمية وعربية، وبجعلها أي الحياة السياسية، أداة استعمال واستخدام من أجل إنفاذ مشروع يتخطى الساحة اللبنانية، ترى الشيعية في نجاحه العام نجاحاً فئوياً خاصاً لها. بالعودة إلى ما ترمز إليه "الصدرية"، تطالع المُراجع حقيقة أن الصدر قد سعى أولاً إلى ربط الشيعية عموماً بالمركز، بعدما طال مكوث هذه الكتلة الشعبية في الموقع الطرفي، الذي لم تكن هي الوحيدة فيه، لكن عبئها الوطني الداخلي كان مزدوجاً. فهي تتقاسم وغيرها من المناطق الطرفية اللبنانية "الحرمان" والإقصاء، وتتحمل شبه منفردة أعباء الوجود على التماس مع القضية العربية الملتهبة، قضية فلسطين.

إزدواجية العبء الوطني هذا كانت واضحة منذ بدايات الحركة الصدرية. لذلك زاوج الصدر بين المطلبية الداخلية والمسؤولية اللبنانية حيال فلسطين. أي أنه لم يعتنق نظرية أحادية الجانب تفصل بين الوطني والعربي، بل أصرَّ على الربط بين البعيدين الآنفين. وهو حرص في الوقت ذاته على جعل مرجعيته المُطالَبَة بلائحة همومه "الدولة"، أو النسق الرسمي اللبناني بتوازناته المعروفة، وبإشكالياته وسماته التي كانت موضع وصف وتوصيف، من مجموع الأحزاب السياسية اللبنانية.

إذن، لقد قاد الصدر حركة الكتلة الشيعية صوب الدولة، ومنها طلب حصته التي تتلاءم وواقع الشيعية السياسية بعد سنوات من نيل الاستقلال، وبعد المستجدات التي طرأت على السيرة الاستقلالية. لقد كان تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى تجسيداً "لكينونة" مذهبية تتساوى مؤسساتياً، مع الطوائف والمذهبيات الأخرى. وكان السعي إلى الفوز بحصص وظيفية في مختلف مؤسسات الدولة، ترجمة لمنحى توزيع أكثر إنصافاً، بحيث لا تكون قنوات توزيع المغانم الطائفية دفّاقة في منطقة، وشحيحة و"بالقطارة" في منطقة أخرى.

كخلاصة أولى، كان الصدر لبنانياً وفق ما تعنيه اللبنانية الأهلية المعتمدة في السياق اللبناني. وكان لبنانياً عربياً، عندما اعتمد شعار "السلاح زينة الرجال". وكان في ظنه أن تظل وجهته فلسطين، وأن يكون تعبيراً شيعياً عن المساهمة في صياغة الموقع اللبناني من الصراع العربي- الصهيوني، وفي المساهمة في اتخاذ المواقف والممارسات الكفيلة بترجمة المساهمة عملاً ملموساً على أرض الواقع. تعزيزاً لهذه النظرة، كانت الصدرية جزءاً من الحركة المطلبية اللبنانية، فكان أن فرض على الحركة الوطنية اعتماد مصطلح المناطق المحرومة. كذلك كانت الصدرية جزءاً من البرنامج القومي للحركة الوطنية. فكان تحالفها مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح". وكانت حصيلة التطلع والتنسيق أفواج المقاومة اللبنانية "أمل".المطلبية كانت مسلك اعتدال لدى الصدرية، وكانت سياسة تدرُّج، وكانت سياسة طلب اندماج وتعايش مع الآخر، وكانت شخصية الصدر ترمز إلى هذه السياسة، وكان سلوكه تأكيداً دؤوباً لها. تأسيساً على ذلك، رفض الصدر الحرب الأهلية، واعتصم احتجاجاً ضدها، ونبه باكراً إلى مخاطرها. لقد خوصم الصدر بسبب من اعتداله، وكانت الظروف التي اجتمعت حول حركته في العام 1975 مانعة لاستكمال مسيرته. فمن جهة انغلاق النظام اللبناني على الحركة الشعبية الداخلية عموماً، ومن جهة برامج وسياسات الأحزاب التي ردّت على انغلاق النظام "الرجعي" بانغلاق يساري وقومي "تقدمي وثوري"،. فكان ما كان من نكبات الحرب الأهلية اللبنانية.

ما يلحّ بعد هذا الموجز في مناسبة اختطاف الصدر، هو طلب المراجعة من الذين يحتفلون بذكره اليوم، ومن الذين كانوا على الضفة الأخرى من السياسة الصدرية ذات يوم غابر. من يحتفل، عليه أن يجيب عن سؤال: أين صادرت الصدرية بعد غياب مؤسسها؟ وماذا عن اعتدال الشيعية السياسية وعن سعيها إلى أن تكون جزءاً طبيعياً من النسيج اللبناني الذي كان مشوَّهاً وما زال؟ كذلك، على من يتولى قيادة حركة الصدر اليوم، أن يعلن وبالوضوح اللازم أن الشيعية السياسية تمتلك خطاً آخر غير خط الخروج على الدولة ومن الدولة، ولها مسلك يخالف مسلك جعلها كتلة طافرة ونافرة، وأحياناً منفِّرة. وبعد هذا وذاك، على المؤتمن على "إرث" الصدر أن يطلق مبادرة تطلق لبنان الرسمي والشعبي من سجنه، هذا السجن الذي بنت الشيعية الحديثة كثيراً من جدرانه. لنعترف في ذكرى الصدر أننا مسجونون في السياسات الإقليمية، والرهانات التي تعود على الجميع بالخسران. ولعل هذا هو الدرس الأهم الذي خرج به كل ساعٍ إلى الاستئثار بمقومات "الكينونة" اللبنانية. لن يستقيم الأمر مع خطاب يستحضر اسم السيد موسى الصدر ويهمل إرثه، وسيغيب الصدق عن كلام يشير إلى اعتدال "السيد" السياسي، في ظل الاستغراق في سياسات اللاإعتدال. لذلك، ينتظر اللبنانيون كلمة "صدرية" سواء، تساهم في لملمة الرشد السياسي للشيعية ولسواها، بعد أن انخرط الجميع في حفلة المجون السياسي، واستمرأ سياسات "الجنون".

 

الانتحاريون الأطفال: «داعش» يُخفق هذه المرة

حازم الأمين/الحياة/28 أغسطس، 2016

إذا صح ما نُقل عن ضابط عراقي كان في عداد الفرقة التي ألقت القبض على الطفل الانتحاري في مدينة كركوك، شمال العراق، قبل أيام، وهو على الأرجح صحيح، فصراخ الطفل قبل تفجير نفسه وقوله «ابتعدوا عني سأنفجر» هو ما أدى إلى نجاة العابرين، وإلى إنقاذ الطفل من نفسه. والفيديو الذي صُور للطفل أثناء تفكيك الحزام الناسف عن جسمه كشف أنه كان خائفاً ومرتعداً وغير منضبط. فالطفل الذي أمضى وفق اعترافاته فترات تدريب تجاوزت الستة أشهر في معسكرات «داعش»، لم يتمكن التنظيم من نزع الخوف عن وجهه. والحال أنه وخلافاً لما يشاع عن نجاح «داعش» في تحويل أطفال معسكراته إلى انتحاريين لا يقيمون وزناً لحياتهم، فنسبة فشل العمليات التي كلف أطفال بتنفيذها تبدو أكبر من نسبة فشل تلك التي ينفذها بالغون، على رغم أن شروط نجاح الأطفال في تنفيذها تبدو متوافرة أكثر، لأن الشكوك والرقابة ستكون أقل في هذه الحال.

فقبل طفل كركوك ألقت القوات العراقية القبض على الطفل أسيد برهو قبل تنفيذه عملية انتحارية في مسجد في شمال العراق أيضاً، وأسيد هو من سلم نفسه قبل تنفيذ العملية للشرطة، كما جرت حادثة مشابهة في مدينة الفلوجة. وكل هذا لا ينفي أن ثمة أطفالاً نفذوا عمليات، وكان آخرها تفجير العرس في مدينة عينتاب التركية على يد طفل في الثانية عشرة.

حين يُقدم عنصر من «داعش» تجاوز مرحلة الطفولة على عمل انتحاري، فإخضاع فعلته لتفسيرات تسبق التحاقه بالتنظيم أمر ضروري لفهم كيفية نجاح التنظيم في توظيف قابلية هذا الشاب للانتحار وللقتل، أما إقدام أطفال على تنفيذ أعمال انتحارية، أو محاولتهم ذلك، فالتفسيرات يجب أن تتركز على ماضيهم القريب، ذاك الذي قضوه أثناء تجنيدهم. وهذا على الأرجح ما يُفسر فشل الكثير من عمليات الأطفال. القابلية للانتحار «العادي» لدى الشبان أعلى منها لدى الأطفال وفق النسب العالمية، ويصح ذلك على «داعش» الذي يستثمر لدى الشبان في قابلية سابقة على التجنيد، بينما لدى الأطفال فعليه أن يصنع القابلية، وهذه مهمة لا تلبيها كثيراً مساعيه في إلحاق الأطفال بصفوف التدريب والتلقين على ما تكشف الصور التي يبثها التنظيم على الانترنت.الانتحار امتداد لضعف ناجم عن إخفاقات وفصامات أحدثتها تجارب وخبرات، وليس لحظة إيمان أوانجذاب إلى فكرة أو فعلة. والضعف في هذه الحال يصيب من أتيح له أن يختبر ويُخفق وينشق عن نفسه. هذا كله قبل أن يأتي «داعش» ليقدم له عرضاً بموت «مشرف»، وأن يمنح لفصامه معنى وقيمة، فيذهب إلى موته متوهماً أسباباً غير الأسباب الحقيقية.

هذه المعادلة لا تصح في حال الأطفال الانتحاريين، فأولئك حين يُنفذون أو حين يفشلون يستعيدون ملامحهم السابقة لتجنيدهم، أو تصميمهم تنفيذ العملية. طفل كركوك، على ما كشف الفيديو، كان يستنجد بالشرطة من نفسه، واعترافاته وكذلك اعترافات الطفل أسيد برهو كشفت أنهما سيقا إلى المهمة زجراً، وما أن لاحت فرصة نجاة حتى تخليا عنها. ولعل ما قاله طفل أيزيدي هرب من معسكر تدريب لـ «داعش» في الموصل أكثر دلالةً على مقاومة الأطفال الفطرية لأشكال العنف الداعشي: «دربونا على أن الذبح يجب أن يتم من أسفل الحنجرة»، وهو قال ذلك من دون أن يُرافق قوله له علامات تأثر واستفظاعٍ. قاله كأنه يقول إنهم يُعلمون الأطفال على أفعال سيئة، لكن هذا السوء ما زال خارجه، ولم يتحول بعد إلى طاقة عنف وقتل. والأرجح أن ما أصاب الفتى جراء تعليمه على الذبح سيظهر لاحقاً عندما يُغادر طفولته، أما الآن فهو طفل لا طاقة له على الانتحار.

إقدام الطفل على قتل نفسه وغيره سيكون فعل لحظة مجردة من أي ماضٍ ومن أي خبرة وأي إخفاق. هو ضغط تقني على صاعق التفجير، جرى لأن ثمة من سيعاقب المنفذ إذا لم يفعله.

الأطفال بهذا المعنى أقوى من الشبان وأقل قابلية للموت «الإرادي»، ذاك أنهم يُدركون أنهم ذاهبون إلى حتفهم من دون توهم معانٍ لهذا الموت. يعرفون أنهم سيَقتلون ويُقتلون، لكن دافعهم إلى ذلك ضعيف وغير راسخ، والرحلة من المعسكر إلى الهدف كافية لتصديعه. هذا ما يُفسر أصلاً الرقابة الشديدة التي يضربها التنظيم حول رحلتهم إلى هدفهم، وإرساله متعقبين وراءهم، وخوفهم من هؤلاء المتعقبين هو ما يحثهم على متابعة المهمة، وما أن تلوح فرصة نجاة حتى يُسلموا أنفسهم. لكن ليس كل أطفال «داعش» انتحاريين، فمعسكرات الأطفال التي تضم وفق الأمم المتحدة نحو خمسة آلاف طفل من بينهم مئات الأيزيديين الذين سبيت أمهاتهم وأطفال «المجاهدين» القادمين من الغرب ومن شمال أفريقيا ونازحين سوريين وعراقيين، تتولى مهمة أخرى غير إعداد هؤلاء لموت وشيك. فعمر التنظيم في بعض مناطق العراق خمس سنوات، وعمر «دولته» في الموصل والرقة نحو ثلاث سنوات. الانتقال إلى المراهقة في معسكرات «داعش» أمر حدث لمئات الأطفال، وهؤلاء لم يعودوا محصنين بطفولتهم، وهم إذ نشأوا على قيم التنظيم وصاروا مراهقين، صارت دوافعهم للعنف مضاعفة. لقد سُلخوا عن بيئاتهم العائلية والعاطفية، وصاروا في عمر المراهقة، مع ما يحمله هذا من قابلية مضاعفة للعنف، وتدربوا على السلاح. هذه كلها عوامل ترشحهم للمهمات الأكثر قسوةً وخضوعاً لمشيئة التنظيم، الذي هو في عرفهم أب وعائلة وعشيرة. القول بأن «داعش» لجأ إلى المجندين الأطفال بعد نضوب أعداد الانتحاريين الشبان لا ينطوي على حكمة، فأعداد الانتحاريين تفوق الخيال، وقبل نحو شهرين نفذ ثمانية انتحاريين من «داعش» عملية في شرق لبنان قتلوا فيها خمسة عسكريين لبنانيين، أي أن عدد الضحايا نصف عدد المنفذين. هذا مؤشر على ضعف المنطق القائل بالنضوب. ربما كانت السهولة بالتنفيذ سبباً أكثر وجاهةً لتفسير الظاهرة، لكن علينا أن لا ننسى أيضاً أن أحد هموم «داعش» هو دفعنا إلى الذهول وإيصال قناعة بأن شيئاً لا يحد شهوته على القتل. ودفع الأطفال إلى العمليات الانتحارية هو امتداد للذبح والحرق وإلقاء الضحايا من الطوابق العليا.

 

بين جرابلس وداريا… مرورا ببغداد ودمشق

خيرالله خيرالله/العرب/29 آب/16

لا حاجة إلى بحث طويل عن صلة بين الأحداث التي مسرحها الشرق الأوسط والمناطق القريبة منه. من يبحث عن مثل هذه الصلة، يكتشف أن هناك بالفعل ما يربط بين هذه الأحداث. الرابط عمليات تطهير ذات طابع عرقي أحيانا، ومذهبي في معظم الأحيان، كما يجري في بغداد وبعض المحافظات العراقية القريبة منها… أو في دمشق ومحيطها وحمص والشريط الساحلي السوري. بقدرة قادر، منعت تركيا توسّع رقعة سيطرة الأكراد في سوريا. صار هناك إقرار روسي – إيراني – أميركي بحقهـا في التـدخل في جرابلس، الواقعـة داخـل الأراضي السورية، والتي كانت تحت سيطرة “داعش”. جاء التدخل العسكري التركي في وقت كان الأكراد على استعداد للاستيلاء عليها.تحرّكت تركيا عسكريا. قصفت جرابلس ومحيطها بالمدفعية، فجر الرابع والعشرين من الشهر الجاري، قبل أن يتدخل سلاح الجوّ التركي تمهيدا لدخول عناصر من “الجيش الحر” المدينة ذات الأهمّية الإستراتيجية الكبيرة. تعود هذه الأهمّية إلى قرب جرابلس من الحدود السوريةـ التركية، وإلى أنها تقع على الضفّة الغربية لنهر الفرات.

ما لبثت، بعد ذلك، أن تحرّكت دبابات وقوات تركية في اتجاه جرابلس لدعم “الجيش الحر”، الفصيل المعتدل في الثورة السورية، الذي عانى في الفترات الماضية من مشـاكل كثيرة في مقدّمها الامتنـاع عن تزويده بالأسلحة المطلوبة، أقلّه لردع الميليشيات المذهبية التابعة لإيران و”شبيحة” النظام السوري وبراميله المتفجرة التي تستهدف المدنيين… فضلا بالطبع عن سلاح الجو الروسي الذي يركّز في قصفه على المستشفيات والمدارس والتجمعات المدنية. خلاصة الأمر أنّه بات هناك اعتراف من الروس والأميركيين والإيرانيين بوجود منطقة نفوذ تركية في سوريا. من يحتاج إلى دليل إضافي على ذلك، يستطيع العودة إلى تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أكّد في أثناء زيارته الأخيرة لتركيا أنه ممنوع على الأكراد تجاوز الفرات في اتجاه الأراضي التركية. يدرك بايدن، مثلما يدرك الأكراد، بمن في ذلك “وحدات حماية الشعب”، أن الحماية الأميركية لهذه الميليشيات هي التي مكّنتهم في الثاني عشر من أغسطس من الاستيلاء على منبج التي لا تبعد كثيرا عن جرابلس. وضع نائب الرئيس الأميركي الأكراد في سوريا أمام أمر واقع. وضعهم عمليا في قاعة الانتظار. تبدو رسالته إليهم واضحة كلّ الوضوح. فحوى الرسالة أن لا مجال لتحركات سريعة على الأرض تفضي إلى قيام كيان كردي مستقل في سوريا يمكن أن يرتبط لاحقا بكيان آخر لأكراد تركيا…

ليس سرّا أنّ “وحدات حماية الشعب”، هي ميليشيات تابعة لحزب كردي في سوريا تابع بدوره لـ”حزب العمال الكردستاني” المحظور في تركيا. كان على تركيا التحرّك فتحرّكت. الثابت أن الكلّ يسترضي تركيا هذه الأيّام، خصوصا بعد اللقاء الذي انعقد في سانت بيترسبرغ بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان. يشمل استرضاء تركيا إيران التي يبدو أنّها قررت، بدورها، الحصول على اعتراف بنفوذها في سوريا من منطلق مذهبي. وهذا يفسّر إلى حد كبير ما حدث في داريا القريبة من دمشق، التي أصبحت بعد ترحيل أهلها منها مرتعا لـ”شبيحة” النظام والميليشيات الشيعية التابعة لإيران.

يبدو واضحا أنّ كلّ هذه الأحداث تصب في منطق توزيع سوريا على تركيا وإيران وروسيا بموافقة أميركية توفّرها المفاوضات التي تجري بين حين وآخر بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. صحيح أن على كيري الإعلان دائما أن لا اتفاق كاملا بعد مع روسيا في شأن سوريا، لكنّ الصحيح أيضا أنّه لا يترك فرصة أو مناسبة كي يعلن أن ليس هناك ما يشير إلى اعتراض أميركي في العمق على ما يقوم به فلاديمير بوتين، خصوصا في سوريا.

من وضع حدّ للتمدد الكردي في الشمال السوري، إلى متابعة تهجير أهل السنّة من دمشق والمناطق المحيطة بها ومن حمص، تتضح الخطوط العريضة للمشروع الروسي – الأميركي للشرق الأوسط الذي يحظى، في ما يبدو، بمباركة إيران وإسرائيل في الوقت ذاته. لا يمكن في ذكرى مرور عام على إرسال روسيا طائراتها إلى قاعدة حميميم القريبة من اللاذقية لمنع سقوط النظام، تجاهل أن كلّ خطوة أقدم عليها بوتين كانت بالتنسيق مع بنيامين نتانياهو. أكثر من ذلك، هناك غرفة عمليات مشتركة تتعاطى مع التفاصيل الدقيقة للوضع السوري منعا لأي احتكاك من أي نوع بين روسيا وإسرائيل!

يترافق الاعتراف بالنفوذ التركي في شمال سوريا والإقرار بالوجود الروسي على طول الساحل السوري مع توسّع إيراني في دمشق ومحيطها، وتطورات خطيرة في أماكن مختلفة من العراق من بينها بغداد. تتعرض بغداد لعملية تغيير في العمق تستهدف طبيعتها وتوزع السكان على أحيائها من منطلق مذهبي ليس إلّا، ليست إيران بعيدة عنه.

كيف دخلت تركيا إلى جرابلس، بكلّ هذه السهولة؟ أين السيادة السورية التي يتشدّق بها بشّار الأسد بين حين وآخر؟ كيف سقطت داريا في يد النظام وميليشيات إيران؟ كيف جرى ترحيل سكّانها من أرضهم بعدما صمدوا ما يزيد على أربع سنوات؟

الجواب عن مثل هذا النوع من الأسئلة لا يمكن عزله عن طبيعة المرحلة التي يمرّ بها الشرق الأوسط. الجديد أن عملية تفتيت سوريا دخلت مرحلة متقدّمة في ضوء ما حصل في العراق، حيث لم يعد الهمّ الأوّل استعادة الموصل من “داعش”، بل ماذا بعد استعادة الموصل من هذا التنظيم الإرهابي؟

يبقى سؤال أخير، إلى متى يبقى لبنان خارج حال المخاض التي يمرّ بها العراق وسوريا؟ هل يكتفي العالم بالتغاضي عن أنّ “حزب الله”، وهو لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، وضع الأسس للعلاقات الجديدة القائمة بين الدول العربية في الشرق الأوسط؟

تقوم هذه الأسس على أن الرابط المذهبي في المجتمعات العربية فوق الرابط القومي والوطني. ذهب الحزب إلى سوريا لحماية ما سماه قرى لبنانية داخل الأراضي السورية يقيم فيها شيعة. انتقل بعد ذلك إلى “حماية” المقامات الشيعية في دمشق وقربها. لا يزال هذا الحزب، الذي لديه وزيران في الحكومة اللبنانية، داخل الأراضي السورية. ماذا سيفعل في حال وضعت إيران يدها نهائيا على دمشق ومحيطها بمباركة روسية – أميركية – تركية – إسرائيلية؟ هل يكتفي بما يفعله الآن، أي بمنع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية… أم يذهب إلى أبعد من ذلك في جهوده الهادفة إلى تغيير طبيعة المجتمع في لبنان وتغيير النظام في الوطن الصغير بشكل نهائي، بما يتلاءم مع التغيير العميق الذي شهده العراق وتشهده سوريا؟

الكثير سيعتمد على صمود اللبنانيين واستمرارهم في مقاومة المشروع التوسّعي الإيراني الذي يعبر عن نفسه في الأراضي اللبنانية، بين حين وآخر، أكثر من أيّ مكان آخر.

 

كنا بشيعة إيران صرنا بشيعة تركيا

زيد الجلوي/السياسة/29 آب/16

ينص دستور المملكة الأردنية الهاشمية لسنة 1953، المادة الأولى منه على ان « المملكة … دولة عربية مستقلة»، ودستور الإمارات في المادة السادسة منه يقول« الإتحاد جزء من الوطن العربي الكبير»، ودستور مملكة البحرين المادة الأولى منه، « مملكة البحرين عربية إسلامية مستقلة»، ودستور الجمهورية التونسية 1959، المادة الأولى « والعربية لغتها»، والمادة الثانية منه « الجمهورية التونسية جزء من المغرب العربي الكبير»، والمملكة العربية السعودية دولة عربية …» في المادة الأولى من دستورها، وسلطنة عمان المادة الأولى منها، « دولة عربية إسلامية مستقلة»، والميثاق الوطني الفلسطيني في المادة الأولى منه،« فلسطين وطن الشعب العربي الفلسطيني…»، ودولة الكويت المادة رقم واحد منه، « الكويت دولة عربية مستقلة»، وهكذا كل الدساتير العربية. لذلك على الحكومات العربية والكتاب والمثقفين، توعية هذه الشعوب من خطورة إهدار القيمة القومية، والاتعاظ بالشيعة العرب ممن فرطوا فيها لصالح المذهبية الشيعية، التي تصرف شؤونها عالميا وحاليا الجمهورية الإيرانية، على حساب عروبة هؤلاء التي تندثر في صراعات طائفية، لن يكون فيها غالبا، بل عروبة مغلوبة. إن الحكومات العربية التي لم تتسخ بالطائفية بعد، وحتى التي إتسخت منها، ودت لو تطهرت. تواجه مشكلة الهيام الطائفي لدى شعوبها، بالمذهبية السنية التركية، والمذهبية الشيعية الإيرانية، يتشابه بها العرب السنة إلى حد بعيد، مع تقارب العرب الغساسنة للروم، مع فارق التشبيه بين تركيا الإسلامية، وروما المسيحية، ويقف بالجوار الأخر المناذرة العرب مع الفرس، مع فارق بطبيعة الحال بين فارس الإسلامية والوثنية.

وقد نبهنا من هذا التغليب المذهبي السني باتجاه تركيا على حساب عروبتنا، فهناك تحقير دستوري كبير للدساتير العربية، يجب سن قوانين رادعة، ومناهج قادرة على تنضيج الوعي بنسبة عالية، لا يمكن القبول بالتدمير الواضح للمكتسبات القومية، فهناك أرض عربية من المحيط للخليج، يدمرها الطائفيون ممن لا دين ولا عروبة لهم. هناك استغراب من الصمت الحكومي من ما يجري صراحة، إلا إذا كانت هناك ستراتيجية عظمى عالمية، ترى بأن إستقرار هذه المنطقة من العالم، لن يتحصل إلا بمعركة هرمجدون شيعية سنية، تأتي على الطائفيين من شعوب هذه المنطقة، بإعتبارهم الأغلبية الساحقة فيها.

 

من صلاح جديد إلى بشار الأسد

 خالد الدخيل/الحياة/28 آب/16

تبدو مفارقة مرة وعصية على الفهم أن سورية، التي ولد فيها أول وأهم حزب «قومي عربي» وحكمها، ولا يزال (شكلياً)، أكثر من نصف قرن، هي الآن مسرح لحرب أهلية تمزق أوصالها وتهدد وحدتها، أطلقها رئيس النظام نفسه بشار الأسد. ومع أن الأسد هو الأمين العام لحزب «البعث العربي الاشتراكي» فإن الحزب هو أكثر المغيبين في هذه الحرب! ففي أخطر لحظة حرجة من تاريخ سورية اختفى هذا الحزب فجأة عن الأنظار، ومعه اختفت شعاراته وقياداته وكوادره. قبل ثلاث سنوات لاحظ الصحافي اللبناني المعروف سمير عطاالله ذلك، يقول: إن مصطلح «القطر» لم يعد متداولاً أو حتى موجوداً، ولا عاد أحد يخاطب أحداً بلقب يا رفيق! حتى السيد الرئيس لم يعد يسبق اسمه ولقبه هذا التكريم. بدلاً من ذلك صارت مخاطبة الرئيس بـ«شبيحتك إلى الأبد». واستكمالاً لهذا التحول الكبير استعاض الأسد عن حزب البعث بحزب الله اللبناني، وهي ملاحظة ذكية من عطاالله (صحيفة الشرق الأوسط، الأربعاء 5 حزيران - يونيو 2013). مؤشرات الانحراف والتحول هنا أكثر وضوحاً من الوضوح نفسه. ففي مكان حزب البعث القومي العربي العلماني جاء حزب الله بهويته الدينية الطائفية، وبتبعيته لولاية الفقيه الإيرانية، وعدائه الأيديولوجي المحكم للقومية العربية، ولفكرة العلمانية.

لماذا لجأ الأمين العام لحزب البعث إلى هذا الانحراف والتخلي عن حزبه القومي، الذي جرى تحت ظله توريثه سلطة حكم سورية، لمصلحة حزب معادٍ لفكرة القومية العربية، وهو مستعد للمغامرة بوحدة سورية ذاتها إذا ما تطلبت مصالح إيران ذلك؟ بل لماذا اختار أن يقاتل شعبه بأحزاب وميليشيات وخبراء غالبهم ليسوا سوريين، وكثير منهم ليسوا عرباً، وجميعهم لا تعنيهم وحدة سورية، بل قد لا يعنيهم بقاء الأسد نفسه في الحكم؟ هل تكمن الإجابة في شهوة الحكم؟ هذه جبلة جبل الإنسان عليها ضمن أشياء أخرى. هي بذلك متغير طبيعي ثابت، ولا تمتاز به جماعة أو طائفة على أخرى. وبالتالي لا يمكن أن تكون بذاتها هي التفسير. لا بد من شيء أو أشياء أخرى إضافية، خصائص فردية أو اجتماعية تشكل معاً إطاراً سياسياً يعطي هذه الجبلة معنى وديناميكية معينة، ديناميكية تستجيب، أو تتأقلم مع متغيرات الأحداث والظروف.

أسجل هنا بعض ملاحظات من سامي الجندي، من كتابه اللافت، الذي يحمل عنوان الحزب نفسه «البعث»، وصدر عام 1969. والجندي أحد قيادات البعث السوري المبكرة، وتحديداً من قيادات الصف الثاني. كذلك من باتريك سيل، وهو صحافي بريطاني معروف ذو هوى سوري، اقترب من عائلة الأسد، وألف أهم كتابين عن تاريخ سورية، آخرهما بعنوان «Assad: The Struggle for the Middle East». وهو كتاب كبير الحجم عن سيرة الرئيس حافظ الأسد، صدر أثناء حياته (1988)، وكان هو أحد المصادر المهمة للمؤلف. يسجل سيل كيف أن معاناة العلويين من الفقر والتهميش والاستغلال، ومن شبهة علاقاتهم بالفرنسيين أثناء احتلالهم سورية، دفعتهم إلى التصميم على تعويض كل ذلك، وألا يكونوا خاضعين لأحد مرة أخرى. (ص 21-22). وهذا رد فعل طبيعي ومتوقع. الإشكالية أنه اتخذ لدى قيادات الطائفة شكلاً انتقامياً من منطلق طائفي، كما كشفت سياسات وتحالفات النظام السوري بعد الثورة عام 2011.

في السياق ذاته، وقبل باتريك سيل بأكثر من عقدين من الزمن، يقول سامي الجندي عن صلاح جديد، رجل سورية القوي قبل الإطاحة به على يد رفيقه حافظ الأسد في خريف 1970، إنه كان معروفاً عنه أنه «يكره الوساطات والشفاعات والتدخل في القضايا الفردية، ولكنك تلمس أثره في كل قضية فردية. عرف عنه أنه ضد العائلية، وبحثت في الأمر فلم أجد أحداً من عائلته بلغ الـ18 إلا وعين في وظيفة. معروف عنه أنه يساري متطرف، ولكن دراسة المخطط الذي سارت بحسبه السياسة السورية حتى الخامس من حزيران يناقض ذلك ويدحضه... يكره الرئيس عبدالناصر حتى الموت، ويعتبره مسؤولاً عن مقتل أخيه». ثم يضيف الجندي: «يتساءل الناس: هل هو طائفي أم لا؟ قد يكون، وقد لا يكون... لكنه مسؤول عنها (الطائفية). اعتمد عليها ونظمها وجعلها حزباً وراء الحزب». يقول الجندي إن صلاح جديد سأله يوماً: «كيف نعالج قضية الطائفية؟ قلت بحلول ثورية. قال: كيف؟ قلت: أفضل أن تعودوا إلى المشروع الذي بدأه الجيل العلوي الذي سبقكم. قال: ما هو؟ قلت: نشر الكتب السرية «للعلويين»؛ الطوائف الأخرى تسيئ الظن بكم... وأنا موقن أن ليس في كتبكم ما يخشى من نشره. قال: لو فعلنا لسحقنا المشايخ. أجبت: ثوري وتخشى المشايخ! كيف إذن نتعرض للمشكلات الكبرى»؟ ثم يضيف الجندي أنه علم في ما بعد أن جديد كان «يدفع الزكاة للمشايخ ويتقرب منهم» (ص 144- 145). ملاحظات الجندي، وبعده باتريك سيل، تتماشى تماماً مع سياق الأحداث، وتشير إلى أن مسار حزب البعث كان يأخذ منحى طائفياً منذ ستينات القرن الماضي. فاللجنة العسكرية التي تشكلت بعد الوحدة مع مصر في 1958 كان يهيمن عليها ضباط علويون، أبرزهم صلاح جديد وحافظ الأسد. وعلى يد هذه اللجنة عاد البعث إلى حكم سورية. ثم جاء انقلاب الأسد في 1970، وانتقل معه البعث إلى غطاء لحكم الطائفة. عندما استقر الأسد الأب على فكرة توريث الحكم لأبنائه أصبح البعث غطاء لحكم العائلة. كانت آخر الأعمال الكبيرة للحزب انتخاب بشار الأسد أميناً عاماً للحزب، والمصادقة على انتخابه رئيساً لسورية خلفاً لوالده، في حزيران (يونيو) عام 2000. وصل هذا المسار إلى ذروته بعد الثورة في شكل مكشوف ومعلن، وانتهى الأمر بحزب البعث بأن توارى عن المشهد تماماً؛ اختفى اسمه، ومعه اختفت قياداته وشعاراته وفكرته القومية. صارت سورية مسرحاً لقاسم سليماني وميليشياته، ومحمد جواد ظريف، وحسن نصرالله، بعد أن كانت مسرحاً لزكي الأرسوزي وأكرم الحوراني وصلاح الدين البيطار وميشيل عفلق وحافظ الأسد وحكمت الشهابي.

ينطوي سياق الأحداث ما بين 1963 و 2016 على فرضية أن الانتماء إلى حزب «البعث القومي العربي الاشتراكي» لم يكن انتماء حقيقياً لأيديولوجيا القومية العربية، ولا إيماناً بالفكر الاشتراكي. كان الانتماء إلى البعث بالنسبة إلى كثيرين سبيلاً للبحث عن مساواة طبقية، ولتخفيف الشعور بوطأة الانتماء إلى أقلية عرقية أو طائفية. لم يكن سبيلاً للتأسيس لدولة تقود المجتمع إلى الخروج من تاريخه الطائفي. الأسوأ أن هذا السياق انتهى بتشجيع إيراني إلى فكرة تحالف الأقليات وترسيخها، وليس لتقويض البنية الطائفية من أساسها في المجتمع. من هنا تعرت فكرة «المقاومة والممانعة» التي يحاول النظام السوري التلفع بها، وإلا فما هو مبرر أن تحل؟ يقول سامي الجندي: «لا تكفي صفحات هذا الكتاب لأقول كل ما أريد، فلا بد من كتابين آخرين؛ أحدهما يتناول عقيدة الحزب كما ولدت، وكيف تطورت تحت تأثير الأحداث حتى باتت غير بعثية». ثم يضيف: «لقد بنى البعث العربي الاشتراكي كل بريقه على القضية الفلسطينية، وانتهى به المطاف إلى أفدح وأذل هزيمة في التاريخ العربي عبر العصور» (ص 12). ماذا كان سيقول الجندي لو أنه أدرك المآل الذي انتهى إليه حزب البعث، وأن «ولاية الفقيه» حلت محل «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»، وأن أكثر من نصف مليون قتلوا، وأكثر من 12 مليوناً هجّروا، وأن مدن سورية دمرت تحت ظلال ولاية الفقيه، وأن عقيدة الحزب لم تكن بعثية حقاً.

 

المستفيدون من «داعش»

 الياس حرفوش/الحياة/28 آب/16

بحجة محاربة تنظيم «داعش»، وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الفرصة سانحة لاقتحام الحدود السورية. هكذا صارت المنطقة الآمنة على الحدود التركية - السورية، التي طالب بها أردوغان منذ بدايات الحرب السورية، والتي يقال أنها ستكون بعمق 40 كلم، مطلباً قابلاً للتحقيق. اقتحام الحدود السورية والهجوم على جرابلس كانا طبعاً بحجة الرد على التفجير الانتحاري الذي وقع في حفلة العرس في غازي عنتاب وأدى الى مقتل خمسين على الأقل، أكثرهم من الأطفال، وأعلن «داعش» المسؤولية عنه. لكن اقتحام الحدود وإبعاد «داعش» من جرابلس هما، في رأي كثر من المراقبين، رد تركي مباشر على سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» بأكثريتها الكردية، على مدينة منبج، قبل أسبوعين، وتقدّمها في الشمال السوري، ما أصبح يعني على الأرض احتمال منطقة حكم ذاتي كردية كاملة الأوصاف. ذلك أن «داعش» موجود في المناطق الحدودية منذ زمن، وعناوينه معروفة، مثلما هي معروفة طريقة وصول عناصره الى تلك المناطق.

لم يكن ممكناً أن يحقق أردوغان حلم اقتحام الأراضي السورية لولا أنه استخدم ذريعة القضاء على إرهاب «داعش» كحجة للقيام بذلك. فهو ما كان ممكناً أن يتصرف في الأراضي السورية المحاذية لحدوده، مثلما يفعل في المناطق الكردية في الجنوب الشرقي من تركيا. يمكن أردوغان أن يعتبر «داعش» في هذه الحالة «هدية من السماء»، تماماً مثلما وجد في الانقلاب التركي الفاشل «هدية» سمحت له بالانقضاض على خصومه في مختلف مؤسسات الدولة. وهو ما يدفع الى التساؤل عن «الصدف» التي توفر هذه «الهدايا» لأردوغان في الأوقات المناسبة. كما يدفع الى التساؤل أكثر عن طريقة خروج «داعش» من جرابلس من دون مقاومة تذكر، وهو التنظيم الذي لم تعرف عنه سلميته في المعارك ورغبته في الاستسلام بسهولة أمام أعدائه. للإنصاف، ليس «داعش» مفيداً لأردوغان وحده. في سياق الحرب السورية، استفاد الجميع من الرغبة الدولية في محاربة هذا التنظيم الإرهابي. بشار الأسد وضع الحرب على معارضيه جميعاً تحت خانة الحرب على الإرهاب. هل تذكرون نظرية «تنظيف المستنقعات من الجراثيم»، التي أطلقها رأس النظام السوري، حتى من قبل ولادة «داعش»، وصار ضرورياً لتحويلها الى واقع أن يتم جلب الجراثيم الى المستنقع، وهو ما نفذته أجهزة النظام الاستخبارية والأمنية بجدارة تسجّل لها؟!

أما معارضو بشار الأسد في «الجيش السوري الحر» وسواه من التنظيمات، فقد استفادوا هم أيضاً من التدخل التركي في شمال سورية للتقدم على حساب القوات الكردية في المناطق الواقعة غرب نهر الفرات، والتي تطالب تركيا، وتدعمها واشنطن، بإبعاد مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية» عنها. وبهذا، تصبح مناطق الشمال السوري المحاذية للحدود التركية مقسمة بين القوات التركية وحلفائها في المعارضة السورية، وبين القوات الكردية شرق الفرات. وهذا يعني إخراج القوات الكردية من منبج، وسيطرة الأتراك وحلفائهم على الجيب الممتد بين مارع وجرابلس، الذي يمكن أن تحوله تركيا مستقبلاً الى مخيم كبير يؤوي اللاجئين السوريين على أراضيها، والذين تجاوزت أعدادهم ثلاثة ملايين. في سياق المستفيدين من «داعش»، لا يمكن أن ننسى إيران وحلفاءها، هؤلاء الذين أصبح تدخلهم في الحرب السورية مسكوتاً عنه أميركياً وغربياً، بل مرضياً عنه، بحجة أن هذه القوى هي الوحيدة القادرة على الوقوف في وجه التنظيم الإرهابي. هذه هي المعادلة نفسها التي قلبت مطلب إبعاد بشار الأسد وتحديد المواعيد لرحيله، الى دعوة خجولة لإبقائه في السلطة لفترة «انتقالية» لا يعلم أحد مدتها، ولا الى أين سيتم «الانتقال»، إذا حصل! مصائب قوم عند قوم فوائد... «داعش» هو بالتأكيد مصيبة عربية مثلما هو مصيبة لصورة الإسلام حول العالم، لكن كثراً يعتاشون من هذه المصيبة، بل يستغلونها الى أبعد الحدود. ولائحة المستفيدين هي أطول من الأطراف التي اتسع لها هذا المقال.

 

واشنطن لم تبع الأكراد!

محمد برهومة/الحياة/28 آب/16

لا تسمح سياسة «إدارة التوازنات» التي تنتهجها واشنطن في الشرق الأوسط، وموافقتها على العملية العسكرية التركية شمال سورية، بالقول إنها باعت الأكراد لتظفر بالحليف التركي، الذي تشهد علاقته بالغرب فتوراً واضحاً ومتعمّداً منذ الانقلاب الفاشل منتصف تموز(يوليو) الماضي.

استثمرت أميركا الكثير في أكراد سورية وكانوا شركاء أساسيين في الحرب على «داعش» وأخرجوه من منبج، وأثبتوا كفاءة عالية كقوة محلية طموحة وفعّالة يمكن الاعتماد عليها. والأهم أنّ هذه القوة وفّرت الحضور العسكري الأميركي المباشر في شمال شرق سورية، حيث النفوذ والسيطرة الكردية على تلك المنطقة. وكان وجود مئات العسكريين الأميركيين والقوات الخاصة الأميركية لتقديم التدريب للأكراد، أشبه بقاعدة عسكرية أميركية في شمال سورية، ما مثّل رسالة ضغط قوية على تركيا، التي عرقلت غير مرة استخدام قاعدة إنجرليك الجوية في مهاجمة «داعش». لقد كان التعاون الكردي مع الأميركيين أساسياً في تجهيز مطار رميلان العسكري، حيث إنّ الحضور العسكري الروسي المباشر على الأراضي السورية، والوجود العسكري الإيراني بالطبع، استدعى الوجود العسكري الأميركي في سورية للحؤول دون استفراد روسيا بفرض الحل السياسي في هذا البلد.

ومع أنّ التحركّ العسكري التركي في جرابلس ضد «داعش» والمقاتلين الأكراد تمّ بتفاهم تركي- روسي مسبق قبل العملية، وبتوافق تركي- إيراني، فإنه في ظل «إدارة التوازنات» الأميركية حظي بقبول أميركي، إذ مع تمسّك واشنطن بالورقة الكردية وتمسكها بالشراكة مع «قوات سورية الديموقراطية»، فإن الولايات المتحدة أدركت أنّ الأكراد أخطأوا حينما تجاوزوا غرب الفرات، الأمر الذي مسّ حساسية تركية مفرطة، ومن هنا عدم عرقلة واشنطن مطالب أنقرة بعودة الأكراد إلى شرق الفرات. هذا يعني أنّ الولايات المتحدة لا تزال تدعم بقوة استمرار سيطرة الأكراد على المناطق الواصلة من القامشلي حتى شرق الفرات. ثمّ إنّ الاستدارات التركية الجديدة نحو موسكو وطهران ودمشق، ودخول أنقرة كلاعب مباشر على الأرض السورية، يعزز حاجة أميركا للأكراد، في ظل غياب شبه تام للجانب العربي، الذي ارتهن معظم حضوره الداعم للمعارضة السورية بمواقف ونهج أنقرة ما قبل الانقلاب الفاشل.

والواقع أنّ «إدارة التوازنات» لم تكن مجرد غض من جانب واشنطن عن العملية العسكرية التركية في جرابلس، بل رافقها دعم جوي أميركي اعتبرته أنقرة «مفيداً»، وقد أبلغ وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، نظيره التركي بأن الأكراد ينسحبون بالفعل نحو شرق الفرات. وقد كانت زيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، قبل يوم من بدء العملية التركية «أشبه باعتذار أميركي» عن ملابسات موقف واشنطن من الانقلاب التركي الفاشل، ومؤشراً إلى أهمية تركيا بالنسبة لأميركا، من دون أنْ يعني ذلك بيعاً للشركاء الأكراد. نهج «إدارة التوازنات» الأميركي سيستمر أيضاً في اليمن والعراق بأشكال وأدوات مختلفة، لأنّ الجامع والمشترك بين أزمات المنطقة أنّ معادلة «غالب-مغلوب» والحسم العسكري لمصلحة طرف على الطرف الآخر أثبتا صعوبتهما، فضلاً عن أنّ هذا النهج يعززه غياب أي إطار لتسوية شاملة واتفاق سياسي محكم، وذلك بسبب تناقض الأجندات الإقليمية والدولية، التي تجعل شروط وأسس التسوية المستدامة غائبة، في ظل عدم التوافق على النقاط الخلافية، بخاصة في سورية واليمن. ومن دون إرادة دولية حقيقية سيجد المتصارعون دوافع ومسوغات للقتال والقتل والاستنزاف، من دون اعتبارات للمسائل الإنسانية والأخلاقية، وقد كان الجدل بين المعارضة والنظام على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب: عبر الكاستيلو (الواقع تحت سيطرة النظام) أم الراموسة (الخاضعة لسيطرة المعارضة)، دليلاً على الإرادة الدولية العليلة، وعدم رغبتها أو قدرتها على منع الأوكسيجين عن النيران المشتعلة في المنطقة، لأنّ سياسة «إدارة التوازنات»، بكل تعقيداتها وتناقضاتها وضعف مضمونها القيمي والإنساني، تقول إنّ على أهل المنطقة أنفسهم أنْ يعبّدوا الطريق لذلك... وليس القوى الخارجية.

 

من مع من في اليمن؟

 جمال خاشقجي/الحياة/28 آب/16

كلما طالت الأزمات تعقدت أكثر، وتداخلت المواقف، وتبدلت التحالفات، وزادت الشكوك بين الفرقاء، وازدادت النيات غموضاً وخفية. هذا ما يحصل في اليمن وسورية اليوم. الآن، تقوم تركيا بعملية عسكرية في الشمال السوري، تدعم «الجيش السوري الحر» ضد «داعش». حتى الآن الصورة واضحة، ولكن الأكراد أكثر من احتج وهدد وتوعد الأتراك، وتحديداً «قوات الحماية الكردية»، فنددوا بها، وأيدهم في ذلك إخوانهم الأكراد الأتراك الممثلون في البرلمان بأنقرة، ولكن إخوانهم أكراد العراق سكتوا عن العملية في تأييد ضمني لها، إذ كان زعيمهم في العاصمة التركية قبلها بيوم، وليس سراً أن أكراد العراق غير متحمسين لأكراد تركيا وحزبهم الرئيس «العمال»، الذي يعد إرهابياً هناك، ولكن كل المحللين اعتقدوا أن هبّة الأكراد السوريين وتحقيقهم انتصارات عسكرية وتنمّرهم على جيرانهم العرب بغرب الفرات، وبدعم من الولايات المتحدة، ما هي إلا خطة، إما لتقسيم سورية وإما نواة لكردستان الكبرى، التي تمتد فوق أربع دول، هي إيران والعراق وتركيا وسورية، ولكن مرة أخرى كرد العراق غير متحمسين لمشاريع كرد سورية ومعادون لكرد تركيا، ويخافون من إيران، فلا يدعمون كردها.

في 15 آب (أغسطس) الماضي، أعلن الأتراك أنهم توصلوا إلى اتفاق مع الأميركيين، يقضي بانسحاب الأكراد السوريين من غرب الفرات، ولكن واشنطن تجاهلت هذا الإعلان، ففي تلك الفترة كان الأكراد يحققون انتصارات ضد «داعش» في مدينة منبج الواقعة غرب الفرات. فجأة اختصم الأكراد مع النظام السوري وميليشياته، فقام طيرانه بقصفهم، على رغم أنه استخدمهم يوماً ما ضد «الجيش الحر» والثوار السوريين، وقوامهم الغالبية العربية السنية التي تريد تغيير النظام وإقامة سورية جديدة أفضل تمثيلاً لواقعها الحقيقي. بدا ذلك كأنه تحالف أقليات، علويون يتحالفون مع أكراد، ففتحوا لهم مخازن السلاح، فتمدد الأكراد ومعهم «داعش» من دون اتفاق بينهم، على حساب الثوار، وأخرجوهم من كامل الجزيرة السورية، بل تمدد «داعش» حتى بلغ مشارف حلب.

لعل الأكراد اعتقدوا أن الساعة ساعتهم، فضربوا باتفاقهم مع النظام عرض الحائط، فبطشوا به في مدينة الحسكة، وتدخل الروس، الذين دعوا الفريقين إلى اجتماع في قاعدتهم الجوية بالساحل السوري، وفرض شروط سلام مهينة للنظام لوقف إطلاق النار. الأميركيون أيضاً تدخلوا وحذروا النظام من الإغارة ثانية على الحسكة ومواقع الأكراد، وبذلك فرضوا ما يشبه حظراً جوياً يتنعم به الأكراد ومن تحالف معهم من العشائر العربية، وبالتالي المدنيين المحتجزين وسط هذه الصراعات. إنهم الأميركيون أنفسهم الذين اعتذروا غير مرة عن إقامة منطقة آمنة أو حظر طيران يحمي المدنيين في المدن السورية الكبرى، الذين سقط منهم مئات آلاف القتلى جراء غارات النظام بالبراميل المتفجرة والنابالم وحتى الكيماوي في انتهاك فاضح لقوانين الحرب، قائلين: إن حظر الطيران مسألة معقدة، ولا يمكن أن تكون من دون توافق أممي! ما أغرى الروس بالمشاركة لاحقاً بكذا غارات مقابل هكذا تخاذل أميركي، ولكن واشنطن سارعت بإعلان الحسكة منطقة آمنة من القصف الجوي في خمس دقائق، عندما استُهدف حلفاؤها الأكراد! صحيح أن الأميركيين برروا ذلك بوجود عناصر من قواتهم الخاصة مع الأخيرين، ولكن الجميع استفاد من ذلك الحظر، بما في ذلك الأطفال الأبرياء في الحسكة، وهو ما لم يتنعم به الطفل عمران الذي أيقظت صورته الشهيرة في سيارة الإسعاف بحلب ضمير العالم وإعلامه يومين أو ثلاثة، ثم نسيه بسرعة.

كان يمكن لهذا التداخل بين الأطراف أن يتعقد أكثر لو استمر الوضع السابق ذكره، ولكن تركيا أطلقت فجر الأربعاء الماضي عملية «درع الفرات»، فتحلحلت بعض العقد، وتمايزت الصفوف. الأميركيون كانوا أول من عدّلوا في موقفهم، فتذكروا اتفاق سحب الأكراد إلى غرب الفرات، ليعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمره الصحافي - خلال زيارته أنقرة، المقررة مسبقاً لترميم العلاقة التي تعرضت لشرخ كبير بسبب الانقلاب الفاشل والشكوك التركية حيال دور أميركي فيه، ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بجواره - تأييده العملية، وزاد على ذلك مطالبة حلفائه الأكراد بالانسحاب إلى غرب الفرات، وإلا فسيفقدون دعم واشنطن. الروس عبروا عن خشيتهم على المدنيين! موقف متناقض مع ما يفعلونه يومياً في إدلب وحلب، ولكن المستفاد منه أنهم لم يعارضوا العملية. يبدو واضحاً أن ثمة اتفاقاً تركياً روسياً مسبقاً. عملية «درع الفرات» يمكن أن تتمدد الآن لتشمل كامل المنطقة بين ضفة الفرات الغربية إلى الجيب الكردي، عفرين في شمال حلب، لتكون منطقة عازلة يديرها السوريون وبحماية تركية، وبرضا الأطراف المتعددة «المتناقضة» النشطة في سورية، لتكون مفتاح حل للأزمة، هذا إذا لم تتغير النيات وتتبدل المواقف، فيسعى الروس، أو حتى الأميركيون لجعلها مستنقعاً تتورط فيه تركيا، لذلك ستتحرك أنقرة بحذر، فلا أحد يثق بأحد.

هذه الحال السورية المعقدة بات لها مثيل في اليمن، فرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي يعين وزراء ومحافظين لا يطيق بعضهم بعضاً. تدعم السعودية اجتماعات لعلماء وفقهاء اليمن، فيخرجون بميثاق يوحد صفهم ويجمع كلمتهم للتوافق على مستقبل بلادهم، بخاصة أن الدين والطائفية باتا عامل تفريق يضاف إلى السياسة في يمنهم، تبارك الحكومة الشرعية الاجتماع والميثاق، ويعلن في احتفال كبير بالرياض برعاية وزير الشؤون الإسلامية د. صالح آل الشيخ، فيخرج وزير الدولة هاني بن بريك، الذي بات أقوى زعيم متنفذ في عدن، له رجاله ومسلحوه خارج إطار الدولة، فيهاجم اجتماع الرياض ويتهم الموقعين، من خلال حسابه الرسمي في «تويتر»، بأنهم «دعاة إرهاب»، منهم من أفتى «باللحوق بالقاعدة وأفتى بالعمليات الانتحارية وحارب علماء السنة»، ثم يتساءل في تغريدة لاحقة بوقاحة: «من حقنا أن نعرف من الذي رفع لمعالي وزير الأوقاف السعودي (الصحيح أنه وزير الشؤون الإسلامية) أن هؤلاء علماء اليمن، ومنهم حزبيون يصنف حزبهم في السعودية والإمارات جماعة إرهابية»؟! وتمضي تغريداته مثل ما مضت تجاوزاته على النظام العام في عدن من دون أن يحاسبه أحد.

ومثلها تصريحات غريبة تنشر في صحيفة تطبع في عدن لوزير يتمنى استمرار الحرب في الشمال «حتى نستطيع ترتيب أوضاعنا في الجنوب»! فترد عليها صحيفة إلكترونية بأن التصريحات مفبركة، ولكن لا يتحرك أحد لمحاسبة الصحيفة! التلاسن وتبادل الاتهامات والتشكيك طاول الجميع في صف المقاومة، لا يعيّن أحد في منصب إلا وتثور الأقاويل لرفض هذه الدولة وموافقة تلك الدولة. يزيد الطين بلة كثرة التعيينات للمحافظين ووكلاء الوزراء والسفارات، وكأنها عملية محاصصة وإرضاء شتى الأطراف والأحزاب والدول، بينما بالكاد تستطيع الدولة «المغتربة» أن تغطي موازنة ما هو قائم حالياً، ناهيك بالحاجة الماسة إلى دعم المقاومين ومعالجة الجرحى ورعاية أسرهم. كنت على مأدبة غداء مع كبار رجال الدولة اليمنية، أشار مسؤول كبير إلى الشيخ سلطان العرادة محافظ مأرب وقائد مقاومتها وقال: «لولا الله ثم هذا الرجل لما استطاع ثلثا المحافظات اليمنية الاستمرار في المقاومة»، وروى لي كيف تقاسم مع بقية الجبهات 23 بليون ريال يمني وبليوني دولار، كانت في فرع البنك المركزي بمأرب ونجت من أيدي الانقلاب والحوثيين، ثم قال: «لولا الإصلاح (مشيراً إلى التجمع اليمني للإصلاح، الذي بات محل اتهام دائم) لما كانت هناك مقاومة في تعز وإب، وذمار، والبيضاء والحديدة»!

سألته: لمَ لا تقول ذلك للإعلام كي تتوقف عملية خلخلة الصف التي تشكو منها؟ ابتسم وقال: الذي يهمني أن يعرفوا هذه الحقيقة، وسكت.

فمن مع من في اليمن؟ لقد أنقذت الرياض اليمن بـ «عاصفة الحزم» في آذار (مارس) 2015، ولعل الوقت حان لعملية أخرى مشابهة، وأعتقد أنها لن تكون بعيدة، لكي تؤتي العاصفة أكلها، إذ غادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري جدة أول من أمس (الخميس)، بعد اجتماعه بالمسؤولين السعوديين وطرح مشروعه للحل و «السلام الدائم والعادل»، وفق تصريح الخارجية الأميركية، ولكن من دون أن يرفقه بعضلات، كدأب الإدارة الحالية، فبعد مفاوضات الكويت، التي صبرت عليها المملكة ودعمتها، وأجهضها الحوثيون وصالح، يجب أن ندرك أن أية مفاوضات ومشاريع سلام لن تنجح إذا لم تكن هناك قوة تصحبها وتلزم كل الأطراف بمقتضياتها.

 

ثغرة سعودية في التفاهمات الإقليمية حول سوريا رفع الآمال التركية لا يبدد الشكوك حول الحل

روزانا بومنصف/النهار/29 آب 2016

حين اعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم مطلع هذا الشهر "اننا اعدنا الامور الى مسارها مع روسيا وسنشهد تطورات جميلة في سوريا " واعقبه بالتبشير بحل قريب في سوريا حبس مراقبون كثر انفاسهم على وقع ترقب تطورات تراكمية يمكن ان تضيف الى التفاهم ( وليس الى الاتفاق) بين الولايات المتحدة وروسيا ما يمكن ان يضع الوضع السوري على خريطة الطريق الى حل على نحو قد يناسب دول ما يسمى محور الممانعة مع روسيا الراغبة في وضع الحل على السكة قبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي باراك اوباما ويناسب الادارة الاميركية في ترك ارث وضع اسسا سلمية للوضع السوري. الا انه وبعد مدة قصيرة لم يلبث المسؤولون الاتراك ان خففوا من الامال التي رفعوها في هذا الاطار عمليا من خلال دخول تركيا عسكريا ضد اقامة كيان كردي سوري على حدودها تحت عنوان محاربة تنظيم الدولة الاسلامية ومن خلال الحديث عن حل سوري يفترض ان يجمع الى الولايات المتحدة وروسيا وتركيا كلا من ايران والمملكة العربية السعودية. هذه النقطة اي غياب المملكة العربية السعودية تحديدا ومعها دول الخليج عن المشهد السوري في كل التحول الذي جرى اخيرا ان في التقارب التركي الروسي او التركي الايراني سلطت عليها الضوء في شكل اساسي زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري للسعودية فيما تركزت المحادثات التي اجراها في المملكة على اليمن واقتراحه افكارا لحل بات ملحا هناك ثم ما يمكن ان يحمله كيري الى لقائه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي كان محددا في جنيف في 26 الجاري حول الشأن السوري والذي لم ينته كما اعلن الى اتفاق بين الجانبين بل الى استمرار نقاط عالقة. وهو امر يقول المراقبون انه كان متوقعا اولا في ضوء عدم توقع اي تعاون خليجي او سعودي على قاعدة انه يصعب ان تنخرط المملكة في اي تسوية لاي من المسائل العالقة في المنطقة بما فيها سوريا في انتظار ان ترى مؤشرات حسن نية على تعاون اقليمي في اليمن، وهو الامر الذي لم يحصل حتى الان بل على العكس من ذلك، معطوفا على توتر تصاعدي بين المملكة وايران لم تظهر اي معالم او مؤشرات لتراجعه راهنا. ومن ثم فان المراقبين انفسهم يعتقدون ان كيري حاول انقاذ ما يمكن في ضوء تعهده منذ مطلع السنة ان شهر آب سيكون مفصليا لبدء مرحلة انتقالية او لانطلاق الحل السياسي في سوريا في حين ان الحلفاء الاوروبيين وان كانوا لم يعودوا او لم يكونوا مؤثرين كثيرا في الموضوع السوري، فان المسار الذي سلكته ادارة اوباما من اجل ايجاد توافق مع روسيا حول الشأن السوري لا يدفع للتفاؤل باعطاء الاميركيين شيكا على بياض في هذا الشأن خصوصا بالنسبة الى ادارة اميركية راحلة لم يتبق لديها سوى اشهر معدودة في الوقت الذي سلفت روسيا الكثير من الاوراق في موضوع سوريا. ونموذج الاتفاق الذي اجرته ادارة اوباما مع روسيا على نزع الاسلحة الكيميائية التي استخدمها النظام السوري ضد شعبه في العام 2013 فيما صدر تقرير اممي عن استخدام النظام هذا السلاح مجددا في 2014 و2015 يظهر ان ثمة ثغرات في الاداء الاميركي لا تشجع على المزيد من الرهانات على هذا الاداء في ما تبقى من وقت للادارة الاميركية الحالية.

خلاصة هذه التطورات افضت الى انطباعات اساسية في مقدمها ان تركيا قد تكون رفعت الامال وفقا لما يقول المراقبون المعنيون بحل قريب في سوريا تبريرا للتحول الكبير الذي احدثته في مواقفها والاستدارة الكبيرة التي جعلتها تساوم على مواقفها التي اعتمدتها خلال الاعوام الخمسة الماضية من عمر الازمة السورية تحت وطأة المخاوف من اكتمال عقد الكيان الكردي السوري على حدودها في الوقت الذي رغبت في توجيه رسالة الى الداخل التركي كما الى الخارج عن عدم تأثر الجيش التركي بالاجراءات التي اتخذها الرئيس رجب طيب اردوغان والتي افضت الى التخلص من عدد كبير من الضباط القياديين في الجيش بحيث ان هذه الاجراءات لم تضعفه وفقا للمنطق الذي عبر عنه حلفاء لتركيا ولا سيما الولايات المتحدة الاميركية. لكن التدخل التركي عبر في الوقت نفسه عن مرحلة جديدة من التموضع الذي باتت تمارسه دول الجوار السوري تحضيرا للمرحلة المقبلة خصوصا ما يتمثل بالانتخابات الاميركية المقبلة والتغييرات التي يمكن ان تحملها وحجز دول المنطقة خصوصا تلك المعنية مباشرة بالازمة حصة نفوذ في اي حل للحرب الاهلية السورية يطرح لاحقا. الخلاصات الاخرى تتصل بواقع ان ثمة فصولا ومتغيرات كبيرة تدخل على الشأن السوري لكن من دون ان يعني ذلك ان الحل اقترب بل ان الكثير من الاحراج يحمله استمرار الحرب التي تستنزف المزيد من الضحايا وقد اوقف تعدادهم منذ بعض الوقت ومنذ اقرار الامم المتحدة بان عدد هؤلاء تجاوز 470 الف قتيل مع بداية السنة السادسة للحرب. وتوقعات العارفين لا تزال تستبعد اي حلول في المدى المنظور على الاقل مع تدخل دول اضافية عسكريا على نحو مباشر في الوضع السوري ما يساهم في اضافة تعقيدات على هذا الوضع ولا يجعله اكثر سهولة.

 

العرب معنيّون وغائبون!

علي بردى/النهار/29 آب 2016

يقترع أعضاء مجلس الأمن اليوم، للمرة الثالثة بصورة غير رسمية، تمهيداً لاختيار الأمين العام المقبل للأمم المتحدة. يبدو العرب كأنهم مستقيلون ممن سيخلف بان كي - مون الذي تنتهي ولايته مع نهاية السنة الجارية. ليس ذلك لقلة في الملفات العربية في المنظمة الدولية، بل لأن العالم العربي غائب عما يعنيه كثيراً. كأنه مستغرق في غيبوبة. على رغم أن اختيار كبير الديبلوماسيين الدوليين لا يمكن أن ينجز من دون موافقة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، لأنها تحظى بحق النقض "الفيتو"، يمكن الدول العشر الأخرى غير الدائمة العضوية في المجلس - ومنها مصر - وبقية الدول الـ193 في الجمعية العمومية أن تؤثر في هذه العملية المعقدة. لم تعر القاهرة الامر اهتماماً يكفي لافتقار المجموعة العربية الى التنسيق الجدّي في هذه المسألة. أخفقت محاولاتها الديبلوماسية في اقناع المنضوين في حركة عدم الإنحياز بعدم التصويت سلباً لأي من المرشحين الإثني عشر لهذا المنصب. ليس صحيحاً أن لا كلمة للدول العربية أو غيرها. كيف حاولت بعض العواصم الغربية، كباريس ولندن، إضفاء بعض الشفافية على عملية الإختيار؟ لماذا دفعت في اتجاه اختيار امرأة؟ ما سبب إصرار موسكو على تكريس عرف المداورة الجغرافية لانتقاء شخصية من دول أوروبا الشرقية؟ سيأتي وقت تنكشف فيه بعض أوراق هذه اللعبة. العرب معنيون أكثر من سواهم بعملية اختيار من يُرتجى أن يكون ضمير العالم. هذا الذي تأتمنه المجموعة الدولية على ملفاتها الساخنة. وحدها المحن الأفريقية يمكن أن تُجاري المآسي العربية في ما يهدد الأمن والسلم الدوليين. سيتسلم الأمين العام التاسع ملف سوريا وهو الأخطر عالمياً منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. يتشابك مع مشاكل العراق. حوّلهما البعثان أرضاً غير موحدة خصبة للإستبداد الوحشي ثم لتنامي أسوأ الجماعات الإرهابية وأكثرها وحشية على وجه الأرض. تراجع أمامهما ملف فلسطين والنزاع المزمن من أجل تخليصها من الإحتلال الإسرائيلي. كذلك قادت التوتاليتارية القومية ليبيا الى الإحتلال والحرب وربما التفكك. انفصل جنوب السودان عن السودان بعد حرب طويلة بين مسلميه العرب ومسيحييه الأفارقة. لم تشف الجزائر من حرب السنين العشر مع الجماعات الإسلامية المتطرفة. لا يزال ملف الصحراء الغربية عالقاً في المغرب. دفعت الإنتفاضة الشعبية مصر الى غير ما يرتجي المصريون، واليمن الى عكس ما يبتغي اليمنيون. سيبقى ملف لبنان على الطاولة ما لم يعالج أهله تغييب منطق الدولة فيه. يبدو الصومال مثالاً يحتذى!بقي عشرة من المرشحين الإثني عشر بعد الجولتين الأولى في 21 تموز والثانية في 4آب الماضيين. يوجد بين هؤلاء أصدقاء معروفون للعالم العربي.

استيقظوا يا عرب، اصحي يا مصر!

 

النظام السوري لا يستطيع العيش يوماً واحداً من دون حرب

وسام سعادة/المستقبل/29 آب/16

ثلاث سمات أبرزتها السنوات الأخيرة للنظام الأسدي: فهو نظام صارت علاقته مع الحرب الأهلية كعلاقة السمكة بالماء، ليس بمستطاعه أن يعيش ليوم واحد من دون حرب. ليس بمستطاعه أن يتحمّل يوم هدنة واحداً بعد خروج الأنسجة الأهلية السورية عليه، وبعد كل ما ارتكبه ضدها، وبعد تضخم هويته الفئوية أو نفورها أكثر من أي وقت، وبشكل متصاعد الدموية. التوازن الكارثي بين قوى ومسارات الاطاحة به، التي لم تتمكن بعد من انجاز ذلك، وبين عدم تمكنه بأي شكل كان من «الحسم» أو «الإخماد» يحكم عليه بهذه الوضعية الاحترابية المحكومة بمزدوجة تدمير المجتمع وإنهاكه التصاعدي كنظام، وهو إنهاك يعود فيقلل منه التدخل الاجنبي لصالحه، من دون ان يكون بمقدور اي تدخل ان ينتشله من مأزقه، مأزق أنه لم يعد بإمكانه أن يتحمّل يوم هدنة جدياً واحداً.

وهو من الناحية الثانية، نظام نجح في توظيف ما يمتلكه: الرابطة الفئوية لضباطه الأساسيين، سلاح المدفعية، طائرات البراميل. ونجح في توظيف ما لا يمتلكه أخصامه، بفعل جنوحهم الى الحرب في المدن، بدلاً من محاصرتها وقطع مواصلات النظام وإرهاقه بالمسؤولية التمويلية وبالاستنزاف اليومي مع الأهالي، فكانت النتيجة نظاماً لم تبقَ منه تقريباً إلا «مواصلاته»، أي خطوط إمداده، ويعتمد تهجير الأهالي. لكن بقاءه هو قبل كل شيء نتيجة لتقاطع، بالصدفة، روسي ـ أميركي. الروس يريدون إطالة عمره لأقصى مدى ممكن، دون اي وهم بأنه سيقف على قدميه، وهم يثمنون ورقته، فطالما يجري عزلهم دولياً، وخصوصاً بعد أزمة القرم، فهم بحاجة الى بقائه كعنصر يكبح خيار «عزل» روسيا غربياً. أما الأميركيون، الذين حلوا الجيش في العراق، وكادوا يتعاطفون مع انشقاق الجيشين السوري بين «نظامي» و»حر» فانهم عادوا لفكرة ان حل الجيش النظامي كان خطأ في العراق، وبالتالي ينبغي عدم حله في سوريا، مع ان صدام حسين قادم من الجناح المدني للبعث، بخلاف حافظ الاسد القادم من البعث العسكري، والجيش النظامي العراقي حافظ نسبياً على نظاميته وانضباطيته، وظل متميزاً عن الحرس الجمهوري الحزبي - الصدامي، في حين انه لم تنوجد مؤسسة عسكرية نافر اطلاق صفة المؤسسة عليها، كـ»الجيش العربي السوري» الذي من الصعب اعتباره جيشاً نظامياً، لا سيما على صعيد العصبية المهيمنة داخله، وهشاشة التمييز بين «العسكري» و»المخابراتي». مع هذا ساد في ادارة باراك اوباما اعتقاد بأنه ينبغي الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، أي الجيش، جيش القصف الكيماوي للغوطة، والتهجير الطائفي لأهالي داريا والكثير من المدن والقرى قبلها، والعمالة للحرس الثوري الايراني. حل الجيش العراقي كان كارثة تسببت بها اميركا في العراق، و»الاتعاظ» من هذه الكارثة لدى ادارة اوباما، سوّغ لكارثة اخرى.

السمة الثالثة أنّه نظام استفاد من مناخات «مكافحة الارهاب» في العالم، وحاول حشر نسخته «الكيماوية البرميلية» من مكافحة السوريين بحجة الارهاب. لكنه في الوقت نفسه نظام يحكم على العالم بأن يظل غير قادر على التقدم جذرياً في ملفات معالجة الارهاب، طالما انه مستمر بالوجود كنظام. طالما بقي بشار الاسد في دمشق، لن يكون هناك اي خارطة طريق جدية وتراكمية لضرب الارهاب. مؤلم مشهد أهالي داريا يخلون بلدتهم للمحتلين والمرتزقة. بقدر ما هو مؤلم فهو يلخّص كل هذه السمات. نظام طالما استمر بأي شكل كان فلا معالجة ناجعة للارهاب. نظام يستفيد من دعم روسيا له لتحصيل مكاسب من اميركا، ومن تسويغ اميركي لبقائه، بحجة الاستفادة من «دروس العراق». نظام يمكنه انه ان يبقى لفترة، لكنه غير قادر على الحسم العميق في اي في فترة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

طلال المرعبي: نأسف لاستمرار محاولات تعطيل العمل الحكومي

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - أكد رئيس تيار القرار اللبناني الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، أن "الجيش وجميع القوى الامنية تقوم بجهود كبيرة للحفاظ على أمن الوطن، في وقت نسمع فيه كلاما عن امكانية تفجيرات أمنية"، داعيا المواطنين الى "مساعدة القوى الامنية لكشف وصد أي محاولة تهدف الى زعزعة الأمن والاستقرار". ولفت خلال جولة في قرى وبلدات عكار، الى أن هناك "قرارا دوليا بإبعاد لبنان عن أي اهتزاز أمني". وفي الشأن الحكومي، قال:"انه شيء مؤسف أن تستمر محاولات التعطيل للعمل الحكومي في ظل الشلل الحاصل في المؤسسات الدستورية، بدأ بالفراغ الرئاسي والشلل الحاصل في مجلس النواب، وعلينا المحافظة على الحكومة وألا تسود الجلسات الأجواء المتوترة، مع الاشارة الى أن لدينا تحفظات عديدة على أداء بعض الوزراء، وتمادي الفساد وتوزيع الحصص واستغلال السلطة للمحسوبيات والاتباع". أضاف: "إن ما قام به وزير المالية من رفع قانون الموازنة الى مجلس الوزراء لتحويله الى المجلس النيابي، "خطوة جيدة من شأنها أن تحرك عمل اللجان بالمجلس النيابي واقرار الموازنة قبل نهاية العام". ودعا المرعبي الحكومة الى "الالتفاتة الى عكار وإطلاق المشاريع الملحة فيها". وقال: "أين الدوائر والمصالح والاقسام المناطة بالمحافظة كما هو الحال في بقية المحافظات".

 

حسن فضل الله: اننا في لبنان مبتلون بحزب المستقبل

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، أن "الأزمة السياسية التي نعيشها اليوم ناتجة عن طبيعة النظام من جهة، وعن الشغور الرئاسي بفعل عدم القبول بالشراكة الحقيقية التي ينص عليها الدستور من جهة أخرى، لاسيما وأننا مبتلون في لبنان بحزب المستقبل، حيث يوجد بداخله أفرقاء طبيعتهم المعاندة والمكابرة والمشاغبة والمزايدة والمنافسة فيما بينهم، وبالتالي فإننا كلما تقدمنا خطوة لمعالجة الأزمة الداخلية، يأتي من داخل هذا الحزب من يصر على المكابرة ويعاند الحقائق، ويأتي آخر ويقوم بالمشاغبة والمنافسة من أجل التعطيل على شخص آخر هو من الفريق نفسه".

كلام فضل الله جاء خلال رعايته حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة عيناثا، في حضور عدد من رجال الدين، وفعاليات وشخصيات تربوية وثقافية واجتماعية، وحشد من أهالي المكرمين. وقال: "الكرة الآن هي في ملعب "المستقبل"، حيث أنه هو من يقرر إذا كان يريد حلا لمشكلة البلد أو أنه لا يريد، لاسيما وأننا نعلم أن هذا التيار ينتظر قراره من السعودية التي هي مشغولة الآن بحروبها في اليمن وضد المقاومة في سوريا، وبحروبها السياسية والإعلامية ضد إيران، ولا تعطي القرار لحلفائها بالداخل، وبالتالي فإن الذي يعطل البلد اليوم هو عدم حسم أصحاب الاتجاهات في حزب المستقبل من المعاندين والمكابرين والمزايدين والمنافسين والمشاغبين لخيارهم في القبول بالمسار الطبيعي بانتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية، لاسيما وأنه هو صاحب الحظوة الأكبر في الوصول إلى سدة الرئاسة". وأشار إلى "أننا قد دعونا حزب المستقبل سرا وعلانية وفي القنوات الخاصة والمعلنة إلى الجلوس مع الجنرال عون والتحاور معه لحل مشكلة رئاسة الجمهورية، لأنه لا يجوز أن يبقى البلد معطلا هكذا، ولكن حتى الآن هناك سياسة إدارة الظهر التي ندعو جميع مكونات الحكومة إلى عدم اعتمادها، بل الاستماع إلى مطالب الوطن وهواجسه والعمل على معالجتها بالتفاهم والحوار وإيجاد الحلول المقبولة من الجميع، لتبقى هذه الحكومة قادرة على العمل، والتي نريد لها أن تستمر في ظل هذا الشلل القائم، ولا نريد لها أن تسقط حتى لا يسقط كل شيء معها، فيكفي أن لا رئيس للجمهورية والمجلس النيابي معطل، وإذا سقطت الحكومة فإن كل شيء سيتعطل في هذا البلد المهدد أمنيا من الجماعات التكفيرية".

 

فياض: على الأفرقاء إزالة فكرة التمديد للمجلس من قاموسهم وتفكيرهم

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض "جميع الأفرقاء إلى إزالة فكرة التمديد للمجلس النيابي من قاموسهم وتفكيرهم، ولا سيما أننا مع إجراء الانتخابات النيابية في وقتها المقرر وفق قانون انتخابي جديد يجب أن تتضافر الجهود لإنتاجه". وقال خلال احتفال أقامه "حزب الله" في الساحة العامة لبلدة ميس الجبل، لمناسبة ذكرى الانتصار عام 2006: "المجلس النيابي سيناقش في الأسبوع المقبل في اللجان المشتركة موضوع اللامركزية الإدارية الموسعة التي نحن مع تطبيقها، وخصوصا أنها بند ورد في البنود الإصلاحية لاتفاق الطائف الذي نحن مع تطبيق كامل بنوده، وبالتالي فإن اللامركزية الإدارية تسهل متابعة مصالح المواطنين في الأطراف، وتتيح لهم إدارة شؤونهم الانمائية بأنفسهم، الأمر الذي يعتبر تطويرا لتجربة البلديات والاتحادات البلدية بوضعها سلطات منتخبة عبر إضافة مجالس أقضية منتخبة أيضا". واعتبر أن "أي خصوصية ضرائبية أو أي صلاحية تشريعية ولو كانت جزئية ومحدودة، تعني انتقالا من اللامركزية الإدارية إلى اللامركزية السياسية، وهذا في حال حصوله، سيكون مخالفا للدستور والطائف ومصالح اللبنانيين، وبالتالي نحن على استعداد للذهاب بعيدا في إنجاح تجربة اللامركزية الإدارية، ولكننا لن نتزحزح قيد أنملة باتجاه أي شكل من أشكال اللامركزية السياسية وخصوصا في هذه المرحلة التي تتعرض لكثير من المخاطر والمؤامرات، بما فيها السعي لإعادة رسم خرائط الجغرافيا السياسية للكيانات على مستوى المنطقة، وما علينا نحن كلبنانيين، رغم اشتداد الأزمات والمخاطر والتحديات والتي نتفهم ما تثيره من مخاوف وما تتطلبه من ضمانات، إلا أن نتمسك بوحدتنا ككيان ومجتمع ومكونات لكي نتمكن من تقطيع هذه المرحلة الشائكة من تاريخ لبنان والمنطقة بتعقيداتها الخطيرة". ورأى أن "لبنان كوطن يملك كل المقومات لكي يشكل نموذجا متقدما على مستوى المنطقة ويكون واحة استقرار وأمان وازدهار في محيط يخضع لاختبارات عنيفة وتحولات حادة، وهذا يوجب علينا بالضرورة أن نتمسك بلبنان واحد مستقل ومصان وذي نظام سياسي مركزي وفق اتفاق الطائف وأن ننتظم في إطار ديناميات الإصلاح السياسي التي حددها هذا الاتفاق". وفي الختام، قدمت فرقة البروج الانشادية باقة من الأناشيد التي تحكي عن انتصارات المقاومة وهزيمة جيش الاحتلال.

 

قاووق: تحرير داريا هو نهاية حلم السعودية بإسقاط النظام

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، على ان "هذه المرحلة الخطرة التي يمر بها لبنان تفرض على اللبنانيين جميعا تعزيز الوحدة الوطنية، وتحصين الاستقرار الداخلي، لاسيما وأن هناك من لا يريد أن يستشعر خطورة التحديات، ولا يريد أن يغلب المصلحة الوطنية، وإنما يريد أن يتمسك بنزعة الاستئثار والاقصاء والاستفزاز". واشار إلى أن "الحكومة اللبنانية اليوم تواجه مأزقا حقيقيا وجديا وعميقا، وبالتالي فإن الأزمة اليوم ليست عابرة، وإنما عميقة جدا، وإذا ما أصر البعض على الاستخفاف والاستهانة والتجاهل لحقيقتها، فإنهم يحكمون عليها بأمد طويل، ويدفعون البلد نحو الهاوية". كلام قاووق جاء خلال رعايته حفل افتتاح مجمع أهل البيت الثقافي في بلدة يانوح الجنوبية، بحضور عدد من القيادات الحزبية، ورجال دين، وفعاليات وشخصيات ثقافية واجتماعية وتربوية، وحشد من الأهالي. من جهة أخرى، رأى "أن حل الأزمة يكمن بمعالجة سببها، ألا وهو الفيتو السعودي على ترشيح الأقوى وطنيا وشعبيا لموقع سدة رئاسة الجمهورية، وبالتالي فإن اللبنانيين اليوم يدفعون الأثمان الباهضة نتيجة التدخل السعودي في وضع الفيتو على ترشيح الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وعرقلة وصوله لها". وفي الملف السوري، اعتبر "ان تحرير داريا السورية هو إنهاء لأحلام النظام السعودي بإسقاط النظام في سوريا، وتأكيد على انتصار الجيش السوري وهزيمة العصابات التكفيرية ميدانيا، وبالتالي فإن هذا الإنجاز هو استراتيجي ومفصلي وتاريخي، وسيكون له تداعيات على مسار المواجهات مع العصابات التكفيرية، ونتائج تتصل برسم مستقبل سوريا". اما في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، فقال قاووق: "ان الوطن والمقاومة اليوم يفتقدان هذا الإمام الذي يزداد حضورا في قلوبنا وعاطفتنا ومحبتنا، وبالتالي فإن الوفاء له يكون دوما بالعمل على نهجه، لاسيما وأن أعظم هدف كان يعمل لأجله قد تجلى اليوم ألا وهو هزيمة إسرائيل، وتتجلى أيضا روحه وفكره بالتحالف الاستراتيجي بين حزب الله وحركة أمل، الذي يرعاه بحكمة وشجاعة وتدبير دولة الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصر الله". وفي الختام، قص والحضور شريط افتتاح المجمع، قبل أن يقوموا بجولة في أرجائه.

 

نواف الموسوي: للتوقف عن سياسة الحرمان بحق التيار الوطني الحر ونشجع الحريري على المضي في مسار الانفراج باتجاهه

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي "الفريق الآخر الى التوقف عن سياسة الحرمان بحق التيار الوطني الحر، ونشجع رئيس تيار المستقبل على المضي في مسار الانفراج الذي بذله باتجاهه، ولكن بدون إطالة، لأن لبنان لا يتحمل وقتا أطول من الوقت الذي يتحمله".

وقال الموسوي في خلال رعايته حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة طيردبا، بحضور رئيس بلدية طيردبا حسين سعد، وعدد من رجال الدين، وفعاليات: "على ما يبدو أننا محتاجون إلى إعادة قراءة رواية الأخوة الأعداء للكاتب "فيودور دوستويفسكي"، لأنه في غياب الحزم من القيادة الدولية لتيار المستقبل، والقرار لدى القيادة الإقليمية لهذا التيار، يدور صراع الأخوة الأعداء في هذا التيار على من يكون رئيسا للحكومة، ولكن لبنان ليس معه الوقت الكافي لأن يواصل مشاهدة فصول رواية الصراع بين الأخوة الأعداء، وبالتالي فإن المعضلة الآن ليست عندنا، بل في ذاك التيار، لأن هناك من يتقاتل بصورة شرسة كي يمنع فلانا من الوصول إلى سدة الرئاسة، أو كي يفتح طريقه هو للوصول إلى رئاسة الحكومة، ولكن نحن لا نستطيع أن ننتظر كلبنانيين أن تطول هذه الرواية، أو أن تتكامل فصولها، وبالتالي فإننا ندعو تيار المستقبل وقيادته الدولية والإقليمية أن يقلصوا رواية الأخوة الأعداء بأهم فصل منها، والذي ننصح الجميع بقراءته، ألا وهو فصل المفتش الأعظم، ليعرفوا أن السبت جعل لخدمة الإنسان، ولم يجعل الإنسان لخدمة السبت". اضاف: "إن التيار الوطني الحر قد شنت عليه حرب ماحقة ساحقة في 13 تشرين الأول عام 1990، ونحن حتى في ذلك الوقت، قلنا إن هذا التيار لم ينته، بل سيكون أقوى وأشد في ما هو آت من السنوات، وتعاونا مع هذا التيار بعد خمس سنوات، وحققنا إنجازا عام 1996، واليوم نحن في عام 2016، إننا نسأل إلى متى ستستمر سياسة إلغاء التيار الوطني، أو السعي للقضاء عليه، أو العمل لحذفه وإحراجه من أجل إخراجه". واشار الى ان "لبنان يقوم على التعددية الفكرية والدينية والحزبية والسياسية وليس على آحادية الوجهة، وهذه التعددية لا تضيق ذرعا بالتيار الوطني الحر، ولا برئيسه الذي يمتلك حيثية شعبية، وبالتالي فإن الاستمرار في اضطهاد التيار الوطني الحر قد تحول إلى اضطهاد للمسيحيين في لبنان، ونحن جميعا ندرك أن الاضطهاد والحرمان يؤدي إلى هز مقومات الدولة والاستقرار". وختم الموسوي: "إننا في هذه الأيام التي نفتقد بها إمام المحرومين وقائد نهضتهم ومؤسس مقاومتهم الإمام السيد موسى الصدر، نعيد صرخته إلى الآذان مجددا، "لا تتركوا محروما واحدا في لبنان، لأنه لا هناء للبنان لو بقي محروم واحد فيه"، وبالتالي فإننا نطالب الفريق الآخر بالتوقف عن سياسة الحرمان بحق التيار الوطني الحر، ونشجع رئيس تيار المستقبل على المضي في مسار الانفراج الذي بذله باتجاه التيار الوطني الحر، ولكن بدون إطالة، لأن لبنان لا يتحمل وقتا أطول من الوقت الذي يتحمله. بدوره، القى رئيس بلدية طيردبا حسين سعد كلمة بارك فيها للطلاب نجاحهم في الامتحانات الرسمية، مشيرا إلى "أننا في بلدية طيردبا نحاول أن ننهض بهذه البلدة العزيزة على قلوبنا جميعا، حيث أصبح لدينا يقين راسخ نعمل به، بأن البلدية لا يقتصر إنماؤها أو ينحصر في مشاريع تعبيد الطرقات وبناء الجدران التجميلية، بل يجب أن تطال بالدرجة الأولى المجتمع وخدمته وتنميته بالعلم والرياضة والاجتماعيات والزراعة والبيئة والحضارة والثقافة".

وفي الختام، وزعت الشهادات التقديرية على الطلاب الناجحين.

 

عمار الموسوي من بوداي: كل من يستهين او يستهتر بأمن وكرامة المنطقة منبوذ من عائلته وعشيرته

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - رأى مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي، في كلمة ألقاها خلال احتفال تأبيني أقيم في بلدة بوداي- الحفير غربي بعلبك، أننا "مسؤولون عن انتظام المجتمع بيننا، وعن العلاقة بين الأفراد وتحويل العلاقة الى علاقة سوية". وقال: "في كل مرة، نسمع عن مشكلة حصلت هنا وهناك، ولماذا لا نتواصى بالحق والصبر ونحن نمر بظروف تاريخية؟ معتبرا أن "كل واحد منا مسؤول امام الله والتاريخ، ومن واجبنا ان نصون المنطقة ونحميها من الافات والإشكالات". وإذ سأل "أليس من حقنا ان نكون نموذجا، ونطلق صرخة عالية، ونداء عريضا لكي نقر عقدا اجتماعيا واخلاقيا، في ما بيننا، عملا بالآية: لا تزر وازرة وزر اخرى؟ وان نعمل من اجل حفظ كرامة وحقوق المنطقة وحقوق بعضنا بعض؟ ونعلن ان كل من يستهين او يستهتر بأمن وكرامة المنطقة، هو منبوذ من قبل عائلته وعشيرته؟ وان لا يكون له عائلة او عشيرة تحميه؟ وان ننبذ من بيننا من يستهين بكرامتنا وكرامة المنطقة؟"، أشار "نحن امام استفحال بعض المظاهر والظواهر، التي زادت من حجم المعاناة في منطقتنا وواقعنا وبيننا". وقال: "رأيت ان من واجبي ان اطرح ذلك، من اجل ان يكون كل منا مسؤولا عن نفسه وعن رعيته". كما القى مسؤول مؤسسة "الامداد" في البقاع المهندس عبد المنعم نون كلمة، دعا فيها الى "التحلي بالصبر والشجاعة وبما يرضي الله".

 

سليمان: نحن بالمرصاد لأي محاولة عبث بالأمن الوطني والتعطيل الحكومي ولن نسكت عن تجاوزات لم تعد مقبولة وسنواجه التكفير السياسي

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - أكد الرئيس العماد ميشال سليمان رفضه "تعطيل الحكومة ورئاسة الجمهورية والمؤسسة العسكرية والتلاعب بمصير الوطن، إكراما لصاحب المصلحة الخاصة"، داعيا من يريد الوصول إلى رئاسة الجمهورية "الترشح والقبول بالنتيجة ديمقراطيا، بدلا من انتظاره التعيين خارج المجلس النيابي". وقال في حديث تلفزيوني: "ان هناك مجموعة من الضباط، الذين تليق بهم القيادة، لكن التعطيل يخرجهم واحدا تلو الاخر"، كاشفا عن "سعي وزير الدفاع الوطني طرح الاسماء المرشحة للقيادة، قبل ان تتعرقل الجلسة". وتوجه إلى العماد قائد الجيش جان قهوجي بكلمة "مبروك على استمراره في سدة القيادة، طالما وزراء التيار الوطني الحر يستمرون في المقاطعة والتعطيل"، مؤكدا ان "الفراغ في المؤسسة العسكرية غير مقبول أيا كانت الاسباب". وردا على سؤال يتعلق ب"الحملة عليه وعلى وزيرة المهجرين أليس شبطيني"، توجه إلى قيادة التيار "الوطني الحر" متمنيا عليها "محاسبة من فقدوا الاخلاق في التصرف مع الوزيرة شبطيني، تماما كما حاسبوا من عارضهم في القيادة الحزبية". وختم "نحن بالمرصاد لأي محاولة عبث بالأمن الوطني والتعطيل الحكومي، ولن نسكت عن تجاوزات لم تعد مقبولة، سنواجه التكفير السياسي، والزمن الماضي انتهى".

 

شيخ الأزهر التقى سفير مصر الجديد في بيروت: لبنان يمثل رافدا حضاريا وثقافيا للمنطقة العربية بأسرها

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - ذكر موقع الأزهر الشريف، ان شيخ الأزهر الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، استقبل سفير مصر الجديد لدى لبنان نزيه النجاري، "في إطار التنسيق بين الأزهر وسفارة مصر ببيروت". وقد هنأ الطيب النجاري بتعيينه سفيرا جديدا لمصر لدى لبنان، مؤكدا دعمه الكامل له في عمله "باعتباره ممثلا لمصر وللأزهر في الخارج". وتمنَّى له المزيد من التوفيق والنجاح في مهمته الدبلوماسية الجديدة. وقال شيخ الأزهر إن لبنان "يمثل رافدا حضاريا وثقافيا له وللمنطقة العربية بأسرها، بما لديه من تاريخ في التعايش المشترك بين أطيافه ومكوناته كافة"، مؤكدا دعم الأزهر لوحدة الشعب اللبناني.

من جانبه، أعرب النجاري عن تقديره لدور الأزهر الشريف "في نشر ثقافة التسامح والاعتدال في مصر والعالم كله"، ولجهود شيخه الإمام الأكبر "في إرساء السلام العالمي"، مؤكدا حرصه "على التعاون والتنسيق الدائم والمتواصل مع مؤسسة الأزهر العريقة".

 

حسين الموسوي: لطالما ناشدنا الرأي العام أخذ دوره بمواجهة الفاسدين لكن تجربة ما سمي بالحراك الشعبي لم تكن على مستوى المأمول

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - رعى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي، حفل تخريج طلاب في بلدة حومين التحتا، الذي أقامه مجلسها البلدي. وألقى الموسوي كلمة استهلها بالقول: "بالعلم يعرف الله ويوحد وبالعلم المقترن بالأخلاق والمعنويات الروحية يقاوم الفساد والانحراف وظلم الحكام والإرهاب والطغيان. المصلحون الذين يخلصون شعوبهم، هم الطلاب الذين أحسن أهلهم تربيتهم، وشعروا بمسؤوليتهم في الثانوية ثم في الجامعة، وقرروا مع رفاقهم ومع إدارتهم الواعية المخلصة ومع أساتذتهم العقلاء، أن يغيروا ما بأنفسهم وواقع مجتمعهم، هؤلاء هم الذين سوف يتمكنون من إزاحة الفاسدين واستبدالهم بأهل الاستقامة والنزاهة، الذين يحكمون بالعدل ويؤدون الأمانات إلى أهلها". أضاف: "لطالما ناشدنا الرأي العام الوطني، أن يأخذ دوره في مواجهة الفاسدين، إلا أن تجربة ما سمي بالحراك الشعبي، لم تكن على مستوى المأمول. لذلك إننا نعلق أملا كبيرا على الطلاب الشرفاء في الثانويات والجامعات، أن يهيئوا أنفسهم ليقوموا بواجبهم تجاه الوطن وأبنائه، في وضع مليارات النفط في خدمة الاقتصاد الوطني بعيدا عن أطماع الجشعين، وأن يصونوا جمال لبنان وروعته من سماسرة الزبالة غير الوطنية".

 

باسيل جال على القرى الحدودية في قضاء بنت جبيل: لن نغيب لا عن المؤسسة الدستورية ولا عن أي ساحة في هذا البلد

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - تبنين - جال رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل على عدد من القرى الحدودية في قضاء بنت جبيل يرافقه وفد من منسقي التيار، وقد استهل زيارته بالمشاركة في قداس احتفالي في كنيسة السيدة ببلدة دبل، برئاسة المطران شكر الله نبيل الحاج عاونه كاهن الرعية الاب يوسف نداف والاب فادي فلفلة، وحضره رئيس البلدية ميلاد حنا وجمع من المؤمنين.

الحاج

والقى المطران الحاج كلمة اثنى في مستهلها على زيارة الوزير والتفاتته الطيبة والكريمة للمنطقة ودعاالى "الحفاظ على قيم الانجيل والسلام والتعاضد والتمسك بالأرض حتى يبقى بلد الرسالة والمحبة".

حنا

وكانت كلمة لرئيس البلدية شكر فيها زيارة الوزير والوفد المرافق لبلدة دبل وجوارها وتمنى عودته من جديد الى البلدة.

باسيل

بدوره أشاد الوزير باسيل بمواقف بلدة دبل واهلها وصمودها وقال: "نحاول ان نقيم دولة واذا وجدت، وجدت لكل الناس وتعطي كل انسان حقه والامور الانتمائية تأتي لجميع الناس، واجباتنا تجاهكم كثيرة، ولكم حق علينا في الامور الانمائية، وسنعمل على الاهتمام بصياغة قانون انتخابي عادل يوصل صوت كل لبناني اينما كان، وسنعمل لنكون سويا مع القوات والكتائب".

عين ابل

وانتقل الوفد الى بلدة عين ابل حيث كان في استقباله رئيس البلدية عماد اللوس ومختارها جورج خريش وكاهن الرعية الخوري حنا سليمان والاب جورج العميل وفاعليات البلدة. بعد وضع اكليل من الورد على نصب شهداء الجيش، انتقل الوزير باسيل والوفد المرافق والحضور الى المجلس البلدي حيث رحب اللوس بالحضور وتحدث عن تاريخ البلدة، ومطالبها الاجتماعية والانمائية وشكر لباسيل مبادرته بوضع اكليل على نصب شهداء الجيش الذين هم فخر لكل ابناء المنطقة لانه يحمل رفاة ابطال قدموا حياتهم دفاعا عن الوطن. وخاطب رئيس البلدية باسيل قائلا: "نشد على اياديكم بكل الامور الوطنية التي تنحازون لجانبها، ونحن بصدد اقامة مزار لأمنا العذراء "ام النور " في عين ابل وسيبدأ البدء ببنائه عما قريب، وقدم اللوس لباسيل درعا تقديرية كناية عن مجسم للمزار.

رميش

المحطة التالية في بلدة رميش حيث بدأها في افتتاح بئر ارتوازي في خراج البلدة، ثم انتقل الى حفل افتتاح مكتب جديد لهيئة قضاء بنت جبيل وصور في التيار الوطني الحر، حضره النائب امل ابو زيد، منسقو التيار في المناطق الجنوبية، وممثلون عن حركة "امل" و"حزب الله" و"الكتائب" و"القوات اللبنانية"، رئيس البلدية مارون شبلي والاباء انطونيوس الحاج، جورج نجيب العميل، شكر الله شوفاني، رؤساء بلديات ومخاتير، اجهزة امنية وعسكرية، ضباط من القوات الدولية وعدد من المحاربين القدامى في الجيش وفاعليات تربوية واجتماعية وحشد من الاهالي. بعد النشيد الوطني وتقديم من انطوان الخوري القى منسق بنت جبيل وسام العميل كلمة شكر في مستهلها الوزير باسيل والحضور وقال: "لطالما حرصتم على تسليط الضوء وعلى التزامكم تجاه قضية الاطراف، ويأتي افتتاح مكتب هيئة قضاء بنت جبيل وصور اليوم في رميش تأكيدا جديدا على هذا الالتزام، وتستحق هذه المنطقة ان يقدم لها، فهي التي قدمت التضحيات الجسام للحفاظ على لبنان، اكان في التاريخ القديم والحديث مع الشهداء الملازم اول بنوا بركات، المقدم ابراهيم سلوم، اللواء فرنسوا الحاج والنقيب سامر طنوس وغيرهم من رتباء وافراد.

باسيل

ثم القى باسيل كلمة استهلها بالحديث عن بلدة رميش والبلدات الحدودية "التي وقفت وصمدت بكل اطيافها وطوائفها، حمت الحدود والوطن"، مثنيا على "التعايش والاندماج الوطني في رميش ودبل وعين ابل وغيرها التي ترسم صورة لبنان الجميل بالمحبة والألفة والتعاون". ونوه "بجهاد رميش وبالنصر الكبير الذي حققه الجنوبي ودحر عدو لبنان الاول اسرائيل، وعبر عن صمود اهل هذه المنطقة وتشبثهم بأرضهم، الصمود الذي خلق معادلة في البلد وجعل منه منظومة اساسية مقابل منظومة استسلامية، فمنهم من استسلم للتوطين والنزوح واعتبر ان اسرائيل قوة لا تهزم عسكريا وعلينا ان نتعاطى معها سياسيا، والسياسة لم تنفع منذ العام 1948 الى العام 2000، وأيضا في الداخل اللبناني هناك من رضي بالواقع الموجود وسلم حصته المفروضة له، وهناك من رفض ويرفض هذا الواقع". ولفت الى ان "السياسة التي ننهجها هي التي تحمي المواطن الجنوبي، سياسة المواجهة مع اسرائيل بالإضافة الى ارادة شعب يقوم بالتضحيات والشهداء، وأن سياسة التفاهم مع حزب الله هي السياسة التي تحمينا وتحميه وتحمي شعبنا اللبناني، وهذه السياسة ناتجة عن قناعة كبيرة وليست بنت لحظة أو وليدة استحقاق أو موقف، وهذه السياسة تريد وطني قوي بمقاومته وشعبه وبإرادة بناء الدولة، وبهذه السياسة سنتغلب على كل الصعوبات

وهذا النهج اردناه حياة محبة وسلام مع رميش وكل القرى والبلدات المجاورة، واردنا ايضا أن تعيش رميش مع أهلها في الداخل بكل المحبة، فلهذا كان التفاهم مع القوات اللبنانية، وسنتابع بهذا المنطق كي ننتصر به على منطق الكراهية، وسنرفد من جميع المنسقيات الشباب الذين يحملون هذا المفهوم لكي نستمر ونبقى في خدمة التيار والقضية وخدمة الوطن". وأضاف: "وما افتتاح هذا المكتب إلا تأكيد بأن التيار معكم وسيبقى مع أهله، ونتمنى ان يعم افتتاح مكاتب التيار في جميع بلدات الجنوب"، وخاطب الشباب قائلا: "أنتم عصب التيار وقوته وهذه البلدات رميش، دبل وعين ابل يجب ان ترى اكبر نسبة من المنتسبين للتيار، لكي لا يشعر أحد بالتهميش لا في المناطق البعيدة ولا في غيرها، ويجب ان يكون عندنا مراكز ثقل، وبالقوة والنمو يكبر معكم التيار وتصبحون قوة تحدي، والتيار سيبقى يحافظ على رسالته". وتحدث عن موضوع المناصفة اذا اعطوا 33 نائبا من اصل 64، فقال: "المناصفة ليست على ال64 نائبا وانما هي على 128 نائبا، يريدون اعطاءنا نصف النصف، وعن الدستورية يتناسون أن مقدمة الدستور لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك، وعن الميثاقية هو العهد وهذا المكون الاساسي للبلد وهو أهم من الدستور والقانون وإذا مس لا يبقى شيء، ولهذا نحن ننبه ولنا الحق ان نعارض العمل المخالف للقانون الذي تمارسه الحكومة، والتمديد لقائد الجيش القصة اهم بكثير من ذلك ونحن ندرك بانه سيتم ذلك، ولكن الخوف من التمديد للمجلس النيابي، لقد مددوا للمجلس النيابي مرتين، واذا حاولوا التمديد للمرة الثالثة سنمنعهم ليس في مجلس النواب بل في الشارع". وتابع: "اسألوا شركاءنا في الوطن حركة أمل وحزب الله هل يعتبرون بان هناك ميثاقية اذا مثلهم عقاب صقر وغازي يوسف؟ وأيضا تيار المستقبل هل يعتبر اذا مثله النائب قاسم هاشم وكامل الرفاعي أو وليد سكرية يكون فيه ميثاقية"؟ اذا كنتم تعتبرون بهذا التمثيل ميثاقية، فنحن نرضى من الآن في الحكومة "الشبطيني ودوفريج "بان يعملوا ميثاقية في الحكومة، القصة ليست أناسا ولا اشخاصا مع كل الاحترام والتقدير لهم، القصة على من يمثل الناس". واضاف: "نحن على بضع ايام من ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر امام وطني كبير وبالرغم من تغييبه لم يزل حاضرا معنا في حضارته الوطنية، في ميثاقيته، في لبنانيته، هو الغائب الحاضر كان يقول "يوم المظلوم على الظالم،أشد من يوم الظالم على المظلوم"، نحن لم نفكر انفسنا مظلومين، ولكننا لا نرضى الظلم، ولكن هناك من يسعى الى تغييبنا ونحن حاضرون وهذا أصعب بكثير من الظلم، نحن لن نغيب لا عن المؤسسة الدستورية ولا عن أي ساحة في هذا البلد".وختم باسيل: "لم تكن القصة تمديد لضابط بل القصة تمديد لوضع لم نعد نستطيع ان نستمر به أو نتحمله، أن ما يجري لا يليق بحجم تضحياتنا ولا بحجم شهدائنا وهناك لبنانيون يموتون بمواجهة الارهاب، ونحن لم نزل نحرم بعضنا من حق الوجود، وكل هذا لم ننتبه الى ما يجري حولنا من مخاطر، من جهة الارهاب أو من جهة اسرائيل التي تتربص بنا الفرص، بدل ان نعمل على تقوية جبهتنا الداخلية ونتحد ونتوحد لا شيء يوحدنا الا المساواة، الظلم لا يوحد بل يشعل ثورة والثورة ستكون معنا لأننا نحن ابناء الثورة".

واختتم الاحتفال بتوزيع دروع تكريمية وبطاقات انتساب لعدد من المنتسبين الجدد الى التيار.

يارون

المحطة التالية كانت في كنيسة بلدة يارون في حضور المطران الحاج ورئيس بلديتها علي تحفي وإمام البلدة الشيخ حسين سليمان وكاهن البلدة الاب فادي زيادة. ثم زار المركز البلدي وبعدها انتقل الى المحطة الاخيرة في علما الشعب.

 

القوات نظمت لقاء في رمحالا عن المصالحات وكلمات شددت على طي صفحة الخلافات وتقديم نموذج بالعيش المشترك

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - رعى رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ممثلا بالامين العام المساعد لشؤون المناطق جوزيف ابو جودة، لقاء بعنوان "دور المصالحات في تعزيز الوحدة الوطنية"، نظمته منسقية عاليه في "القوات" - مركز بلدة رمحالا، وشارك فيه النائب آلان عون، مفوض الاعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" رامي الريس، رئيس جهاز التواصل والاعلام في "القوات" ملحم رياشي. وحضره النائب هنري حلو، ممثل النائب طلال ارسلان وليد العياش، المدير العام لوزارة الاشغال العامة والنقل طانيوس بولس، مستشار وزير الطاقة سيزار ابي خليل، رئيس اتحاد بلديات الغرب الاعلى والشحار رئيس بلدية رمحالا ميشال سعد، الرئيس السابق للاتحاد وليد العريضي، رئيسة الاتحاد "النسائي التقدمي" الدكتورة وفاء عابد، مسؤول التيار "الوطني الحر" في قضاء عاليه بول نجم، كاهن الرعية الاب عبدو نصار، نائب رئيس منسقية عاليه في "القوات" مارون وهبي، مسؤول الاعلام في المنسقية روبير بيطار وفاعليات اجتماعية وحزبية وعدد من اهالي البلدة والقرى المجاورة. بعد النشيد الوطني، ودقيقة صمت على روحي الفنان سمير يزبك وصهر النائب ابراهيم كنعان، الذي كان من المفترض ان يشارك في اللقاء، عرض فيديو عن الراحل سمير يزبك، ثم القى مسؤول مركز رمحالا في "القوات" فادي سعد كلمة أكد فيها "أهمية عقد مثل هذه اللقاءات لمواكبة المصالحات وتعزيزها وترسيخها"، متمنيا ان يكون اللقاء "دائما وليس عابرا".

بعد ذلك، ألقى المحامي ميشال ابي عبدالله قصيدة وأدار اللقاء.

عون

وألقى النائب عون كلمة قال فيها: "المصاب الذي أصاب زميلنا ابراهيم كنعان أعطاني الحظ ان أكون بينكم"، شاكرا "للقوات اللبنانية تنظيم هذا اللقاء"، منوجها التعازي ل"رمحالا ايضا بفقيدها الفنان سمير يزبك". أضاف: "ربما آخذ شيئا من حقي بمشاركتي في هذه الندوة، لانني كنت من السباقين في محاولة إرساء نوع من العلاقة بين رئيس القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر مع الراحل انطوان شويري، الذي بدأنا معه سويا مع النائب ايلي كيروز والنائب نعمة الله ابي نصر هذه الرحلة، إنما في الظرف السياسي لم يحالفنا الحظ، كان الحظ الى جانب زميلي وصديقي ملحم، اللذين استطاعا إيصال هذه السفينة الى الشاطئ الذي يجب ان تصله". وتابع: "المسار الطبيعي للعلاقة كان أن يصل الى هذا الحد. البعض حاول إطلاق النار على هذه المصالحة، انه حل معقول بعد كل هذا الخلاف وقساوته وبعد كل هذه الفاتورة تعودوا وتتفقوا، أكيد أفضل ان يتفقوا، ان تأتي متأخرة افضل من ألا تأتي، وكان مهما ان تتم هذه المصالحة، المصالحة أبعد بكثير من اي اتفاق سياسي وأهم منه، لانها تصون وحدة المجتمع والوطن. بإمكاننا الاتفاق بالسياسة وبإمكاننا أن نختلف إنما لا يجوز ان نبقى على جروحات الحروب، التي فرقتنا، خصوصا ان الصدام الذي حصل في لبنان كان بأكثريته صدام مرتبط بالظرف والسياسة والظرف الخارجي وعوامل أخرى خارجة عن ارادة اللبنانيين". وأردف "الانقسام هو اخطر شيء يصيب البلد، ورأينا فصول الانقسام كم هو خطير على وحدة اللبنانيين، ورأينا الحرب اللبنانية كيف صنعت خطوط تماس طائفية بين اللبنانيين وهددت وحدة لبنان، وكانت اخذتنا الى انقسام خطير، ورأينا كم ان الانقسام خطير على المجتمع، وهذا ما رأيناه نحن والقوات اللبنانية، وقت انقسامنا تحول الى صدام عسكري وقسم المنطقة، وتحول ايضا لانقسام على مستوى القواعد، ولكن هذا اصبح من الماضي "ينذكر وما ينعاد"، والمهم اننا اخذنا العبر، اخذناها لان هناك اناسا في لحظة معينة بقيت مؤمنة، بانه يجب ان تطوى هذه الصفحة، هذه الصفحة ساعدها الظرف السياسي اكيد، ولا أنكر ان هناك ظرفا سياسيا اليوم، هناك تجربة عشناها عشر سنوات، ووصلنا جميعا الى قناعة ان يدا واحدة لا تصفق وهناك امور وجودية تهددنا وتهدد القوات اللبنانية وكل اللبنانيين". وقال: "نحن داخل الحزب الواحد نقوم بالتنافس، وهناك عدة تجارب فكيف بالحري بيننا وبين حزب آخر؟ ان ثقافة التنافس لا تعني ان تحصل القطيعة والاحقاد، التي عشناها بمرحلة معينة. كان يجب ان تطوى هذه الصفحة ويجب ان تطوى بين كل لبناني ولبناني، واهم شيء نحن حققناه الآن، اننا عدنا وزرعنا من جديد نظرة مختلفة علاقة مختلفة داخل المجتمع".أضاف: "نتمنى أن نترجم ونطور التفاهم الى اكثر من ذلك والى اكثر من نوايا، الى افعال وتحالفات وهذا شيء طبيعي، والاهم اذا ترجمت تحالفات، بالسياسة نلتقي ونختلف ولكن اهم شيء الا نعود في حياتنا كلها للمرحلة التي كنا فيها، اعتقد هذا الانجاز الاكبر الذي تحقق وهذا سوف نورثه للاجيال الآتية، ان تعود وتتعلم ان التنافس لا يعني القطيعة، ولا يعني الاحقاد، وهذا اكبر شيء بامكاننا ان نهديه لمجتمعنا، طوينا صفحة ومسؤوليتنا جميعا على كل المستويات وفي كل القرى ان نبرهن هذا الشيء، ولو باستحقاق معين اختلفنا نحن والقوات، لا يجوز ابدا ان نعود الى مرحلة الاحقاد السابقة"، لافتا "نحن اليوم اتفقنا مع احزاب واختلفنا معها بالسياسة، انما لم نصل الى حالة الصدام، التي كنا موجودين فيها، المطلوب اليوم ان نحافظ على التفاهم جميعا، لاننا مؤتمنون عليه في التيار والقوات والمجتمع والبيئة التي نعيش فيها، والاكيد يجب ان نحافظ على هذا الشيء". وتابع: "الشيء عينه نقوله عن حرب الجبل، وحرب الجبل كانت اخطر لانها كانت تهدد وحدة الوطن اكثر من وحدة المجتمع، وكانت هذه نقطة سوداء في تاريخنا. ليس هناك حرب حلوة وأقل قساوة، ولكن هذه الحرب كانت الاقسى، والوقت كان كفيلا بأن نضمد الجرح والاهم هي المصالحة. منذ ايام ذكرنا مصالحة الجبل، التي حصلت وهذه المصالحة كانت اساسية، لأن لدينا مصيرا وتحديا مشتركا، والظروف التي أدت الى الصدام في حرب الجبل والتي كانت مرتبطة بعوامل كثيرة بالحرب اللبنانية الاسرائيلية السورية وبكثير من الظروف التي مر بها الجبل". وأردف "انما الظروف اليوم تغيرت، نظرة كل واحد منا تغيرت الى الآخر، نحن امام تحد مشترك، هناك شيء يجمعنا تحديدا مع الدروز، ونحن لدينا تحدي الاستمرارية كأقليات من ضمن تلك الاقليات والبحر الهائج حولنا، عندنا تحدي النجاح بالعيش المشترك للمحافظة على وجودنا واستمراريتنا، النجاح سويا كنموذج للعيش المشترك في الجبل دروزا ومسيحيين، والنجاح مع الآخرين على مستوى كل البلد مع الطوائف الاخرى، وهذا اصبح تحديا مشتركا جميعنا نشعر به". واستطرد "يجب الانتباه انه لم يعد لدينا ترف الاختلاف، لا اتكلم عن الاختلاف السياسي والتنافس، وليس هناك ترف ان نصل الى صدام يؤدي الى هجرة والى المراحل السابقة التي عشناها، ومسؤولية النجاح بالعيش المشترك تقع على الطرفين لتبديد هواجس بعضنا البعض، يجب ان تكون العودة حقيقية للجبل، الشعور بالطمأنينة والشراكة هذا شيء اساسي، اي عيش مشترك يتطلب حدا ادنى من شروط الشراكة المطلوبة وهذه المسؤولية تقع علينا وعلى الدروز، آمل ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم فيها".

وختم "مصيبة لبنان وخشبة خلاصه ان خمسة او ستة زعماء يختصرونه بقدرتهم الساحرة على التأثير على شعبهم، إذ عندما اختلفوا حصل صدام في البلد، وعندما اتفقوا كانت لديهم القدرة ان يعملوا مصالحة حقيقية بين ابناء هذا البلد، ونتمنى ان تكون خيارات الزعماء خيارات مصالحة ليجنبونا اي صدام في المستقبل".

حبشي

والقى رئيس جهاز التنشئة السياسية في "القوات" الدكتور انطوان حبشي كلمة، قال فيها: "مصالحة 4 آب 2001 جاءت حيث ان هناك جبلا كبيرا كالبطريرك صفير، قابل الجبل الآخر في الجبل لاعادة إمكانية استقلال لبنان، وهذه المصالحة رفعت السقف السياسي الذي جعل عملية الهيمنة الموجودة على لبنان، تفتح أفقا لإمكانية انتاج 14 آذار وللتأثير بثورة الاستقلال، وهذه المصالحة ما كانت لتتم لولا 18 كانون الثاني 2016 مع تفاهم معراب او مصالحة "اوعا خيك" وتفاهم معراب لا تعني تفاهما بين المسيحيين لاهداف سياسية مسيحية، هي تفاهم بين المسيحيين، وانما ليس تفاهما للمسيحيين، هو تفاهم لكل اللبنانيين، هو تفاهم بين المسيحيين في سبيل أهداف ومصلحة وطنية اسمها لبنان".

الريس

وأكد الريس ان "خيار المصالحة الذي انتهجه النائب وليد جنبلاط هو خيار استراتيجي ثابت يعلو فوق الحسابات السياسية الداخلية، وفوق التجاذبات التي يمكن ان تحصل على المستوى الداخلي والدليل هو سعيه الدؤوب طوال السنوات الماضية لتكريس الاستقرار والسلم الاهلي من خلال جملة من المواقف، التي كانت تصب في هذا المجال، بمعزل عن النتيجة السياسية والشعبية المباشرة لهذه المواقف سواء له او للحزب التقدمي الاشتراكي". وإذ ذكر "ببعض المحطات التاريخية، ولا سيما مصالحة الجبل سنة 2001"، وجه التحية الى "البطريرك صفير، الذي صنع هذه المصالحة بكل شجاعة وإقدام وجعل تخطي صعابه في رأس الاولويات السياسية"، منوها ب"السعي الدؤوب للنائب جنبلاط مع الرئيس نبيه بري لعقد الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله في عين التينة، الذي هو قناة الحوار المباشر المفتوح الوحيد في هذه المنطقة بين هذين المكونين، ويبقى ضروريا وملحا حتى لو لم تتمخض عنه نتائج ملموسة وبشكل مباشر، بالاضافة الى سعي النائب وليد جنبلاط مع الرئيس ميشال سليمان قبل انتهاء ولايته ومع الرئيس نبيه بري ايضا لانعقاد هيئة الحوار الوطني، التي رغم تدني سقوف التوقعات منها، الا انها تشكل إطارا مهما للحوار المفتوح بين اللبنانيين، وصولا الى افتتاح كنيسة المختارة وتجديد المصالحة التاريخية من خلال زيارة البطريرك الراعي الى المختارة في 6 آب 2016". وقال: "الاستعدادات جارية في المختارة لحدث هام، يصب ايضا في نهج المصالحات، انطلاقا من اقتناع النائب جنبلاط بحماية التعددية والتنوع، وهو افتتاح مسجد الامير شكيب ارسلان تكريما للسيدة الراحلة مي ارسلان جنبلاط، برعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وحضوره، ونؤكد أهمية هذا الحدث ودلالاته على مستوى الوحدة الوطنية والعيش المشترك". ولفت إلى ان "النائب وليد جنبلاط كان تلقف وبايجابية مصالحة معراب لانه رأى انها تصب في الخط الاستراتيجي ذاته، الذي سعى اليه وهو التصالح بين اللبنانيين، لا سيما ان اي تقارب بين اي حزبين لبنانيين، يساعد في تبريد الاجواء على المستوى الداخلي ويساهم في تكريس مناخات التفاهم والاستقرار، وهذه ثابتة من ثوابت النائب جنبلاط الذي بذل الكثير من الجهود لتكريسها على اكثر من مستوى". وتمنى "الا تستفحل الازمة السياسية في تعطيل الحكومة لانها المعقل المؤسساتي الدستوري الاخير الفاعل في البلد، وكل القوى السياسية مدعوة لتحمل المسؤولية الوطنية، كي لا يجر البلد الى ازمة مجهولة النتائج"، منوها ب"حكمة الرئيس تمام سلام وحرصه على الميثاقية الدستورية والسياسية". وشدد على أن "الطريق الاقصر للخروج من الازمات السياسية المتلاحقة ومن حالة الشلل والتعطيل هي في انتخاب رئيس للجمهورية، وهو الخيار الوحيد الذي يحفظ ما تبقى من هيكلية الدولة ويحاول دون سقوطها واضمحلالها بشكل نهائي". وختم مؤكدا ان "النائب وليد جنبلاط حريص على التعددية والتنوع في الجبل وهو ترجم ذلك وبشكل فعلي في الانتخابات البلدية الاخيرة، حيث كانت توجيهاته الدائمة لحماية التنوع في كل القرى المختلطة، وضرورة ان تكون المجالس البلدية تحمل الصفة التمثيلية لهذه المكونات جميعا"، وجدد القول ان "اي تباينات سياسية يجب الا تمس في جوهر المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية".

رياشي

من جهته، وجه رياشي "تحية للجميع وتحية الى الذي لم يستطع الحضور معنا، وكان حاملا ذاته معي واستطعنا ان نحول هذا الهم سويا الى مهمة مستحيلة ولكنها تحققت. في السياسة جميعنا يعرف ان المصلحة هي أساس السياسة ولكن المصلحة في معظم الاحيان تولد المصالحة اذا كانت مصلحة مشتركة، الاهم من هذا ان المصلحة تذهب والمصالحة تبقى، وهذا الذي حصل فعليا وواقعيا مع معظم الاطراف اللبنانيين وأخيرا بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر".وقال: "عندما نكون مختلفين مع بعضنا بعضا، نفقد قيمة وجودنا، ولا يعود لنا اي تأثير لا بالتاريخ المحلي ولا العالمي، لان قيمة لبنان وحضوره هي بحضور شخصيات لبنان بالعالم. المصالحة هي ملك الناس صحيح وهي هوية حقيقية للناس الرافضين ان يكونوا قبائل بعد اليوم، يتقاتلون ويقتلون بعضهم ويموتون، ويعودون ويتصالحون، هذه المهمة يجب ان تقف عند حدود الاختلاف، وحتى الاختلاف بين الاخوة يجب الا يتحول الى خلاف، البعض يعتقد ان المصالحة حضارة السلام، البابا بولس الثاني اسماها حضارة السلام وانا أضيف عليها ان المصالحة هي حضارة الحياة، وعندما نتصالح مع بعضنا تعود وتعمر قرانا، وترتفع كنائسنا ومساجدنا وصلواتنا ولكن عندما نتقاتل مع بعضنا العمارة تهبط". أضاف "فلسفة المصالحة هي فلسفة الحياة وشجعانها وهذا الخيار يكون عليكم وليس فقط علينا لاننا قمنا بمهمتنا على أكمل وجه، صحيح لا تزال هناك تفاصيل كثيرة، ولكن المهمة الاساسية أنجزناها، المصالحة أصبحت قضية. اذا لم نستطيع ان نستحق هذا الانجاز صحيح يكون بيتنا مزبلة التاريخ، أتذكر الجنرال عون بلقاءي معه في حضور كنعان، سألته: "هل هناك اي نسبة ان تتقاتل انت وسمير جعجع؟" قال لي: "اذا بعد بدي اتقاتل انا وسمير جعجع أعتقد ان الحياة لا تحرز ان تعاش". هذا الكلام مؤثر وبليغ وحقيقي جدا وبين سمير جعجع وميشال عون لن يقع اي خلاف من الآن الى أبد الآبدين". وتابع "نحن من الشعوب التي تحب النق وتعودنا عليها، ولكن الشعوب التي تنق بدون ان تعمل وتبادل نقها بعمل، يكون مصيرها الزوال، الشيء المميز بأهل الجبل انهم ينقون ولكنهم يعملون، والدليل ان الجبل يعمر وسوف يعمر اكثر، الاساس الا نترك بعضنا بعضا ونمتلك شجاعة الايمان ببعضنا بعضا ونعمل مع بعضنا، وعنوان واحد يجمعنا هو ثبات المصالحة". وأردف "المصالحة التي بدأت بين المسيحيين والدروز لم تكتمل الا بعد ان اختتمت المصالحة بين المسيحيين والمسيحيين، لان ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه؟ عندما تصالح جعجع وعون اكتملت المصالحة بين جعجع وعون ووليد جنبلاط، نحن نقول يعود ويخلق عندنا نعيمة والبستاني وخليل جبران وصلاح لبكي وكمال جنبلاط وبشير الجميل، يجب حماية المصالحة لانها هي الولادة الوحيدة للقيادات الكبرى، وكذلك للفكر والادب والعلم لكي نستطيع ان نعود ونعلم العالم بدلا من ان العالم يعلم علينا". واستطرد "على هذه الارض وبهذا الجبل سقط ناس وشباب كثر من المسيحيين والدروز، ولولا هؤلاء الشباب لم يكن احد منا جالسا هنا اليوم ليتصالح مع الثاني، وهؤلاء الشهداء يستحقون منا جميعا بهذه اللحظة أن نرفع يدنا اليمنى، ونوجه لهم التحية لانهم هم اصل الجبل واستمراره وبقاؤه، ووعد الا نتراجع ونتخاذل ولا نخاف، مهما اختلفنا بالرأي وعندما نخاف دروزا ومسيحيين ومسيحيين- مسيحيين ودروزا ودروزا، ولبنانيين من كل الطوائف نخاف اكيد على بعضنا".

وختم: "الوحدة الوطنية يمكن ان تتحقق اذا وحدة محققة، والجبل هو اصل لبنان وهو القاعدة الاساسية للوحدة الوطنية، وحدة الجبل وحدتنا جميعا هي تكون وحدة لبنان".

بعد ذلك، قدم فادي سعد وبيار نصار دروعا تقديرية لعون والريس والرياشي.

وأقام المهندس بيار نصار عشاء للمحاضرين والحضور في منزله في رمحالا، شارك فيه وزير الزراعة اكرم شهيب وفاعليات من البلدة، ورحب نصار بالحضور، مؤكدا ان "بمثل هذه اللقاءات نساهم في تثبيت وتعزيز هذا العيش الواحد المشترك قولا وفعلا، لما فيه ليس مصلحة الجبل فقط إنما مصلحة كل لبنان".

 

الحاج حسن من طهران: حاكم مصرف لبنان أكد لي ان العقوبات الاميركية على ايران والضغوط على لبنان لا تمنع التحويلات

الأحد 28 آب 2016 /وطنية - طهران - استهل وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن، زيارته الرسمية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية قبل ظهر اليوم، باجتماع موسع ضمه الى وزير الصناعة والمناجم والتجارة الايراني نعمت زاده، في حضور القائم بأعمال السفارة اللبنانية علي فرحات، المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون، المديرة العامة لمؤسسة المواصفات والمقاييس المهندسة لينا درغام، المدير العام التنظيم المدني المهندس الياس الطويل، مدير العلاقات الخارجية في مصرف لبنان خالد بحصلي، المدير المالي لمعهد البحوث الصناعية سليم كفوري، ومستشار وزير الاقتصاد جرجي الخوري، ونائب رئيس جمعية الصناعيين جورج نصراوي وعدد من الصناعيين ورجال الأعمال، كما شارك في الاجتماع كبار المسؤولين في الوزارة الايرانية. في بداية الاجتماع، رحب زاده بالحاج حسن والوفد المرافق، وقال: "يسعدنا ان نلتقي بأخوتنا اللبنانيين في الجمهورية الاسلامية الايرانية. يكن الشعب الايراني المحبة

والود والصداقة للشعب اللبناني. وهناك علاقات قديمة وتاريخية قائمة بين بلدينا". وذكر ان والده كان يملك محلا تجاريا في لبنان ويحدثه منذ طفولته عن الأبنية والآثار القديمة في لبنان، مستطردا "عندما قدرت لي زيارة لبنان، أعجبت بالجبال الشامخة وبالشواطىء الجميلة والأهم من ذلك كله بالشعب المضياف، فشعرت بأني بين أبناء بلدي". وخاطب الحاج حسن قائلا له: "تملكون سجلا كبيرا ومميزا من المسؤوليات التي توليتم في وزارتي الزراعة والصناعة وفي المجلس النيابي، ونستطيع من خلال هذه الامكانات والقدرات ان نعزز علاقات بلدينا الاقتصادية والتجارية".

ثم قدم شرحا عن الأشطة التي تشرف عليها وزارة الصناعة والمناجم والتجارة في ايران التي أصبحت على ما هي عليه اليوم بعد دمج أربع وزارات. وأوضح أن اجمالي انشطة هذه الوزارة تغطي ثلث الناتج المحلي العام الايراني. وان القطاع الخاص هو المعني بهذه الانشطة ودورها الاشراف عليها. وان جميع الصناعات الثقيلة والخفيفة والمعادن والواردات والصادرات باستثناء النفط والغاز تابعة لهذه الوزارة. وقال: "الانشطة الصناعية في ايران هي في طور التقدم والازدهار بفضل السياسات المتبعة في الجمهورية الاسلامية، ولقد حققنا نجاحات هائلة في المجال الصناعي والتكنولوجي والعلمي. ونحن على استعداد تام لوضع امكاناتنا بتصرف اخوتنا في لبنان. ونتمنى ان تقوم الاستثمارات المشتركة في البلدين بما يعود بالفائدة لهما. كما يمكن للبنانيين المغتربين وعددهم كبير جدا وهم منتشرون في انحاء المعمورة، ان يشاركوا في هذه المشاريع".

أضاف: "كنا ولا نزال نؤكد على ان يحل السلام في لبنان، ولكن مع الأسف تسجل تدخلات في شؤون لبنان الداخلية ونأمل ان تزول، وان يحل السلام في لبنان. كما هناك حالة من انعدام الامن في المنطقة تعرض لبنان للاضطراب، ونأمل ان تزول هذه الحالة التي تشهدها كل دول المنطقة".

وختم قائلا: "يملك اللبنانيون خبرات وتجارب عديدة ومهمة في القطاع التجاري والخدمات المصرفية، نتطلع الى الاستفادة منها. ونملك نحن في المقابل خبرات عالية وتقنيات حديثة في الصناعة يمكن ان نفيدكم منها".

الحاج حسن

ورد الحاج حسن بكلمة شكر، ووجه للوزير الايراني دعوة لزيارة لبنان. وحيا الجمهورية الاسلامية الايرانية قيادة ورئيسا وحكومة وشعبا "لوقوفهم الدائم الى جانب لبنان ودعمهم لبنان والجيش والمقاومة، وهذا ما ساعدنا على الانتصار في حروب عدة وآخرها حرب تموز 2006، والدعم مستمر في مواجهتنا الارهاب".

أضاف: "العلاقات بين لبنان وايران علاقات تاريخية قائمة على الاخوة والصداقة والمودة، واود ان اسجل اعجاب اللبنانيين بقدرة ايران على التطور رغم الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها، وخصوصا الحروب التي شنت عليها، والحصار الاقتصادي الظالم. ورغم ذلك، تمكنت ايران ان تحجز لها مكانا بين الدول المتقدمة وذات التأثير اقليميا ودوليا، وان تدخل النادي النووي وفرض رؤيتها لبرنامجها النووي السلمي، اضافة الى تحديث صناعاتها وتطويرها. لقد اثبتم من خلال هذا التقدم انكم دولة ذات حضارة وعلم وثقافة ومبادىء. وهم يتحاملون عليكم لأنكم دولة ذات مبادىء. نحن نفخر بكم لأنكم دولة ذات مبادىء. بالنسبة الى العلاقات الثنائية بين بلدينا، نريد ونأمل ونعمل من أجل تطويرها على كل الصعد، ولا سيما على صعيد: تعزيز التبادل التجاري، واعتماد لبنان مركزا لتصدير المنتجات الايرانية الى افريقيا والدول العربية، وكذلك اعتمادها في المقابل مركزا لتسويق منتجاته الى ايران والى دول آسيا الوسطى والمحيط، وكذلك تعزيز الاستثمارات المتبادلة، ما يمكننا بالتالي من فتح آفاق كبيرة في التعاون القائم على الارادة والرغبة والمصالح الاقتصادية".

واضاف: "يهمنا ان ندفع قدما لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين التي تعطي التفاضلية للسلع اللبنانية التي سوف تصدر الى ايران وبالعكس، الامر الذي يتيح للتجار والمصدرين ان يستفيدوا من التخفيضات الضريبية. ادعو الى تكليف لجنة مشتركة للعمل على هذه اللائحة التفاضلية".

وتطرق الى التعاملات المالية عبر المصارف، داعيا حاكم المصرف المركزي الايراني الى زيارة بيروت للقاء حاكم المصرف المركزي اللبناني والاتفاق على آلية التعاملات الصالحة في هذا المجال، وقال في هذا الخصوص: "قبل مجيئي الى طهران، سألت الحاكم رياض سلامة هل هناك عقبات قانونية امام التعامل مع ايران فأجاب بالنفي. وسألته أيضا هل العقوبات الاميركية على ايران او الضغوط على لبنان تمنع التحويلات، فأجاب بالنفي أيضا. ولذلك اعتقد ان الزيارة ضرورية لوضع خطة واضحة تمهد الطريق لافتتاح مصارف ايرانية في لبنان ومصارف لبنانية في ايران لتسهيل التعامل والتحويلات".

واخيرا تحدث عن اهمية قطاع التأمين لحماية الاستثمارات وضمانها وضمان الصادرات والنقل الذي ينبغي تطويره مع تطوير التجارة والتبادل، وكذلك عن المناطق الصناعية وخطة وزارة الصناعة بهذا الخصوص، طالبا مساهمة ايران في الدعم والتمويل.