المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 تموز/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.july18.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ألوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه".

الرسل وبولس في صور

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

مقابلة نعيم عون على الجديد..رغم ارتفاع النبرة وكشف الأخطاء والخطايا.. فلا جديد/الياس بجاني

فيديو مقابلة نعيم عون من تلفزيون الجديد/والمقابلة بالصوت فورماتWMA and MP3

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 17/7/2016

يا مار شربل/الأب سيمون عساف/فايسبوك

في اي بلد يحصل الانقلاب/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

ما زلت أحاول أن أفهم سبب هذه الحملات المجنونة من داخل "تيار المستقبل" ومحيطه على الزميل والإعلامي المتميز نديم قطيش/ايلي الحاج/فايسبوك

طرد إيلي الحاج والهجوم على نديم قطيش: من يحصر المستقبل في زاوية سنية؟/نسرين مرعب/جنوبية

لحزب الله: أمام «التعطيل السعودي»… إنتخب عون فوراً/علي الأمين/جنوبية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فارس سعيد لـ”السياسة”: الحريري لن يؤيد عون وإيران تريد لبنان خاضعاً لنفوذها ولا معطيات جدية لإمكانية تغير المشهد الرئاسي لمصلحة رئيس التغيير والإصلاح

عون يوسع مشاوراته باتجاه “تيار المستقبل” ويأمل نجاح جعجع بإقناع الحريري لانتخابه

وصول القائد الجديد لقوات اليونيفيل لتسلم مهامه خلفا لبورتولانو

الجيش اوقع جرحى في صفوف المسلحين في جرود عرسال ودمر اليات عسكرية

الجيش: زورق حربي معاد القى قنبلة مضيئة فوق المياه الاقليمية

مروان فارس وفاعليات وممثلو أحزاب في القاع: موقف البلدية السياسي لا يعبر عن الوجه السياسي الفعلي لبلدتنا

ما هو شرط جنبلاط للسير بترشيح عون!؟

جعجع: لبنان بألف خير ومصير المسيحيين بأحسن حال

 قاووق: لبنان لن يستقر والإرهاب يتخذ من سوريا مقرا أو ممرا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تركيا.. اعتقال 6000 شخص بينهم مساعد أردوغان

كيري: الادعاءات بتورطنا في انقلاب تركيا "كاذبة"

غولن لا يستبعد وقوف اردوغان نفسه خلف محاولة الانقلاب

الولايات المتحدة جددت دعوتها لرعاياها بعدم السفر الى تركيا

 مجموعة معارضة مسلحة تسيطر على مبنى للشرطة في يريفان وتاخذ رهائن

القضاء البحريني يحكم بحل جمعية الوفاق المعارضة

مقتل ثلاثة شرطيين بإطلاق نار في لويزيانا الأميركية

السفير الإسرائيلي الجديد يصل إلى القاهرة لاستلام مهام منصبه

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله» يفبرك الأضاليل.. ولا مَن يصدّقها/علي الحسيني/المستقبل

داعس بين “داعش” و”حزب الله”/تركي الدخيل/عكاظ

حزب الله في الإمارات/أحمد عدنان/الرؤية

معوقات انتخاب عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية/سيمون أبو فاضل/الشرق الأوسط

إدفع الجزية يا نديم/قاسم يوسف/بيروت اوبزارفر

الزينبيون».. عملاء إيران الجدد/عبدالله المدني/الإتحاد

أردوغان والانقلاب… وخلفيته الإخوانية/خيرالله خيرالله /العرب

أفول «الانقلابات العسكرية».. بخلاف «الأمنيّة»/وسام سعادة/المستقبل

خطر أردوغان والإخوان على العرب/أسعد البصري/العرب

أما وقد صرنا شركاء القاتل في نيس... هلمّوا إلى الموصل/حازم الامين/الحياة

انتصار لتركيا وليس لأردوغان/الياس حرفوش/الحياة

الملالي ومعارضوهم.. فصل جديد للرواية/سالم الكتبي/العرب

الإنقلاب الفاشل ومآلاته/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الإنقلاب الفاشل ومآلاته/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمقابلات والبيانات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في عيد القديس شربل:النواب يحرموننا من رئيس ومشرعين الأبواب أمام الفوضى والفساد في المؤسسات

نواف الموسوي: 90% من المشروع التكفيري وصل إلى طريق مسدود وحل الأزمة الرئاسية يبدأ بتحرير قرار كتلة نيابية من السيطرة السعودية

ممنع كرمت ابن بلدتها النائب الاوسترالي سيزار ملحم

كنعان: نريد رئيسا قائدا ومؤمنا بتغيير النهج لا مستسلما له ونحن الرقم الصعب وبتمتين تيارنا وتفاهماتنا نصنع التغيير

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

ألوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه".

إنجيل القدّيس متّى23/من13حتى15/:"قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاواتِ في وَجْهِ النَّاس، فلا أَنْتُم تَدْخُلُون، ولا تَدَعُونَ الدَّاخِلينَ يَدْخُلُون. أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه".

 

الرسل وبولس في صور

سفر أعمال الرسل21/من01حتى14/:"يا إِخوتي، أَقْلَعْنَا مِنْ مِيلِيتُسَ وَسِرْنَا سَيْرًا مُسْتَقيمًا إِلى جَزِيرَةِ كُوش، وفي ٱلغَدِ إِلى جَزِيرَةِ رُودُس، ومِنْهَا إِلى بَاتَرَة. ووَجَدْنَا سَفينَةً عَابِرَةً إِلى فِينِيقِيَة، فَصَعِدْنَا إِلَيْهَا وأَقْلَعْنَا.ولَمَّا ظَهَرَتْ لَنَا قُبْرُس، تَرَكْنَاهَا عَنْ يَسَارِنَا، وتَابَعْنَا بِٱتِّجَاهِ سُورِيَّا، وَنَزَلْنَا في صُور، حَيْثُ كَانَ عَلى ٱلسَّفينَةِ أَنْ تُفْرِغَ حُمُولَتَهَا. وَوجَدْنَا ٱلتَّلامِيذَ هُنَاك، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُم سَبْعَةَ أَيَّام. وكَانُوا يَقُولُونَ لِبُولُس، بِوَحْيٍ مِنَ ٱلرُّوح، أَلاَّ يَصْعَدَ إِلى أَورَشَليم. ولَمَّا قَضَيْنَا تِلْكَ ٱلأَيَّام، خَرَجْنَا، وَسِرْنَا، وكَانَ ٱلتَّلامِيذُ كُلُّهُم مَعَ ٱلنِّساءِ وٱلأَولادِ يُشَيِّعُونَنَا إِلى خَارِجِ ٱلمَدِينَة. فَجَثَوْنَا عَلى ٱلشَّاطِئِ وَصَلَّيْنَا. ثُمَّ وَدَّعْنَا بَعْضُنَا بَعْضًا، فرَكِبْنَا نَحْنُ ٱلسَّفينَة، وعَادُوا هُم إِلى بُيُوتِهِم. وَمِنْ صُورَ وَصَلْنَا في نِهَايَةِ ٱلرِّحْلَةِ إِلى بُتُولِمَايِس (أَي عَكَّا)، فَسَلَّمْنَا عَلى ٱلإِخْوَة، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُم يَوْمًا واحِدًا. وفي ٱلغَد، خَرَجْنَا فَذَهَبْنَا إِلى قَيْصَرِيَّة، وَدَخَلْنَا بَيْتَ ٱلمُبَشِّرِ فِيلِبُّس، أَحَدِ ٱلسَّبْعَة، وأَقَمْنَا عِنْدَهُ. وكانَ لهُ أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى يتَنَبَّأْنَ. وأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِدَّةَ أَيَّام، فنَزَلَ مِنَ ٱليَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ ٱسْمُهُ أَغَابُوس. وجَاءَ إِلَيْنَا، فَنَزَعَ حِزَامَ بُولُس، وقَيَّدَ بِهِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه، وقَال: «هذَا مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ ٱلقُدُس: إِنَّ صَاحِبَ هذَا ٱلحِزَامِ سيُقَيِّدُهُ ٱليَهُودُ هكَذَا في أُورَشَليم، ويُسْلِمُونَهَ إِلى أَيْدِي ٱلوَثَنِيِّين». ولَمَّا سَمِعْنَا ذلِكَ، أَخَذْنَا نتَوَسَّلُ إِلَيهِ نَحْنُ وَٱلإِخْوَةُ في قَيْصَرِيَّة، أَلاَّ يَصْعَدَ إِلى أُورَشَليم. حِينَئِذٍ أَجَابَ بُولُس: «مَا بَالُكُم تَبْكُون، وتَحَطِّمُونَ قَلْبي؟ فأَنَأ مُسْتَعِدٌّ لا لِلقُيُودِ فَحَسْب، بَلْ لِلمَوْتِ في أُورَشَليمَ في سَبيلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوع». ولَمَّا لَمْ يَقْتَنِعْ سَكَتْنَا، وقُلْنَا: «لِتَكُنْ مَشيئَةُ ٱلرَّبّ!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت مقابلة نعيم عون ع تلفزيون الجديد/تعليق على المقابلة للياس بجاني: رغم ارتفاع النبرة وكشف الأخطاء والخطايا.. فلا جديد

http://eliasbejjaninews.com/2016/07/17/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%86%d8%b9%d9%8a%d9%85-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b9-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af/

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة نعيم عون من تلفزيون الجديد التي اجريت أمس/17 تموز/16/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/naiem%20aoun16.07.16.mp3

 

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة نعيم عون من تلفزيون الجديد التي اجريت أمس/17 تموز/16/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/naiem%20aoun16.07.16.wma

 

فيديو مقابلة نعيم عون ع تلفزيون الجديد/تعليق للياس بجاني: رغم ارتفاع النبرة وكشف الأخطاء والخطايا.. فلا جديد/17 تموز/16

http://www.aljadeed.tv/EpisodeDetails.aspx?PageID=110&EpisodeID=8149

 

مقابلة نعيم عون على الجديد..رغم ارتفاع النبرة وكشف الأخطاء والخطايا.. فلا جديد

الياس بجاني/17 تموز/16

شاهدنا يوم أمس مقابلة على تلفزيون الجديد مع ابن شقيق ميشال عون، نعيم عون، في أسفل ملاحظاتنا الشخصية:

نعم وهو كما يعرف كل من عاصروا رحلة ما يسمى زوراً التيار الوطني الحر أن هذا الشاب نعيم، صادق ووطني ويتمتع بالشجاعة في الشهادة للحق وقد كان من أوائل الذين تم اضطهادهم خلال حقبة الاحتلال السوري.

ولكن، ولكن، ونشدد هنا على كلمة ولكن، فإن هذا الشاب ماشى عمه الجنرال المرّيض بوهم الرئاسة وبكل أعراض النرسيسية والسيكوباثية كما هو حال باقي الذين يؤلهونه على عماها وعلى خلفية أنه مرسل ونبي ورؤيوي وسابق الكل بمعرفته للأحداث قبل وقوعها.

نعم عون بسذاجة ماشي عمه في انحرافته الخطيئة باتجاه محور الشر السوري-الإيراني وكان من أكثر المشجعين لها والمفاخرين بنتائجها وبالتالي ارتكب كما عمه المعصية التي لا غفران لها وشذ عن كل ما هو وطني وماروني ونضال ومقاومة.

بين الحين والآخر كنا نسمع اعتراضات هذا الشاب على أمور تنظيمية داخل شركة عمه العائلية والتجارية والطروادية والذي على ما يبدوا لم يتمكن ولا بأي طريقة من الطرق من الاستفادة المالية ولا من تبؤ أي موقع متقدم ونافذ كتلك التي تنعم بها ابن أخت الجنرال (النائب الآن عون) واصهرته جبران باسيل وشامل روكز وروي الهاشم، إضافة إلى ربع التجار القوميين السوريين وجماعات الودائع السورية والإيرانية وتلك التابعة لحزب الله والمخابرات التي تحيط بالجنرال وتخنقه وتعد عليه أنفاسه.

حركة نعيم عون وزياد عبس محكومة 100% بالفشل لأنها لا تحاكي أساس انحرافة الجنرال عون وفجوره وإبليسيته واسخريوتيته وغرقه في مال ونفوذ وصفقات محور الشر السوري-الإيراني. وهنا لا بد من تذكير من لا يزال لديهم ذرة ضمير ووجدان أن ثروة عون النقدية فقط هي 90 مليون دولاراً أميركاً كما كان تقرير رسمي وموثق أفاد ولم يتجرأ لا عون ولا ربعه الفاسد من نفي الخبر أو حتى التعليق عليه.

أولاً، حركة نعيم عون فاشلة قبل أن تبدأ لأن لا وجود في مواقع قيادة شركة عمه الجنرال عون لأصحاب ضمائر وحس وطني، وإيمان ورجاء ومحاسبة ذاتية وخوف من الله.

وثانياً لأنه، أي نعيم، وكما ذكر في المقابلة أمس وبافتخار يؤيد حزب الله في حربه ضد الشعب السوري من خلال نظريات سخيفة ربطها "بهبل" وبسطحية فاقعة بتدخلات الدول الكبرى لحفاظها على أمنها القومي (برأيه الغريب والعجيب أن حزب الله بتدخله في حرب سوريا يحافظ على الأمن القومي اللبناني)، وبالتالي هو مع تحالف عمه مع الحزب وكل ثورته مقتصرة على أمور تنظيمية داخل الشركة لم يكن له فيها نصيب ولن يكون مع هيمنة الصهر الفاجر والوقح والجشع جبران باسيل على كل مفاصل ما يسمى عونية وتيار وطني حر.

أما رفيق نعيم في الثورة زياد عبس فهو يساري قلباً وقالباً ولا يعرف أو يعترف بالقومية اللبنانية ولا بالكيان اللبناني وكان من مهندسي ورقة تفاهم عون وحزب الله.. النكرة والخطيئة.

أجندة عبس السلطوية كانت وصوله إلى النيابة عن دائرة الأشرفية ولكن جاء من هو أكثر تمويلاً منه وشطارة وحربقة وسرق طموحاته وفرصه وانتهى به الأمر مطروداً.

ما قاله نعيم عون وما كشفه أمس عن ممارسات مافياوية وسرقات وسمسرات وتنفيعات وفساد وافساد ونتانة للتعاملات داخل شركة عون هي أمور موجود وربما بنسب أكثر في داخل كل شركات أحزاب لبنان العائلية والتجارية ودون استثناء واحد،وبالتالي هو لم يكتشف البارود ولا فضل ولا فضيلة له.

هو كان داخل الشركة وراضي وقابل وصامت عن كل هذا الكم من العهر والفجور والعمالة لمحور الشر الذي لم يحركه للاعتراض.

قبل نعيم عون اعترض وتقريباً بنفس الإطار والأسلوب الرجل الثاني في شركة عون، اللواء عصام أبو جمرة، ولأن اعتراضه كان على الأمور التنظيمية والمواقع والتوزير فقط، كما هي حال اعتراضات نعيم عون الآن، وليس على خيارات عون الإستراتجية والتحالفية والوطنية الجريمة فهو لم يصل باعتراضه إلى أي نتيجة ملموسة وفاعلة غير صدور بيان أسبوعي يتيم لا يقم ولا يؤخر.

إن من بقي مع ميشال عون أو التحق به بعد ورقة تفاهمه الجريمة مع حزب الله وبيعه الوطن والكيان والهوية والنضال والكرامة وتشويه ثقافة المجتمع الماروني تحديداً فهو تخدر ولن يكون مؤهلاً لا اليوم ولا في أي يوم لأي عمل وطني صرف.

يبقى أن شركة ميشال عون وطبولها وأبواقها والصنوج سوف يؤبلسون ويخونون نعيم عون رغم أنه ابن شقيق الجنرال...لأن حب المال وعشق السلطة لا حدود اخلاقية لهما ولا ضوابط اخلاقية أو إيمانية.

 وهنا تنتهي مشهدية اعتراضات نعيم عون إلى أن يأتِ آخر محتجاً على حصة أو حقيبة أو سمسرة.

في الخلاصة: لتنجح أي حركة تصحيحية داخل شركة عون العائلية والتجارية والمافياوية الغارقة في أوحال ومال محور الشر السوري –الإيراني يجب أن تكون حركة معترضة بجرأة على ورقة تفاهم عون مع حزب الله الجريمة الوطنية، وعلى الإستراتجية والتحالفات والخيارات الوطنية والعربية والقرارات الدولة الخاصة بلبنان وعلى مفاهيم الإرهاب العالمية وذلك من منطلق ثوابت الصرح البطريركي الماروني التاريخية والتي لا علاقة بها وبروحيتها لسيدنا البطريرك الراعي لا من قريب ولا من بعيد.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 17/7/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الخبر من الجولان اليوم، رغم احتدام الاشتباكات في حلب، وتقدم الجيش النظامي على محاورها، وبعد مقتل جنديين اسرائيليين وإصابة ثلاثة اخرين، أعلنت اسرائيل عن اطلاق صاروخي باتريوت على طائرة من دون طيار انطلقت من سوريا، لمحاولتها التسلل من الجولان باتجاه فلسطين المحتلة، كما أعلنت، مؤكدة عدم إسقاطها بسبب ارتطام الصاروخين ببعضهما البعض دون إصابة الطائرة، وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف" قبل قليل.

أما القراءة السياسية، فتركز على تداعيات الحدث التركي، مع تأكيد التقاطع الدولي على مقاتلة "داعش"، واعلان البنتاغون الأميركي استئناف عملياته ضد "داعش" انطلاقا من قاعدة انجرليك جنوب تركيا.

وقد أعلن الكرملين، ان الرئيس بوتين أجرى اتصالا بأردوغان، وتواعدا على لقاء شخصي في وقت مرجح الشهر المقبل.

وفيما أكدت السعودية التنسيق السياسي مع تركيا، طلبت واشنطن دلائل لتسليم السلطات التركية المعارض غولن، المقيم على أراضيها والمتهم بالتخطيط والتحريض للانقلاب الفاشل، بحسب اردوغان، الذي دعا أنصاره للبقاء في الشارع، لأن الأمر لن ينتهي بهذه السهولة.

أما فرنسا التي تلملم آثار الاعتداء الارهابي، فاعتبر وزير خارجيتها ان الانقلاب الفاشل التركي، لا يعطي أردوغان صكا مفتوحا، قائلا: يجب توجيه تساؤلات بشأن ما إذا كانت تركيا شريكا حيويا في الحرب على "داعش".

في الأمن المحلي، مناورات اسرائيلية في فلسطين المحتلة هذا المساء، ترددت أصداؤها في القرى الحدودية، وتحليق للطيران المعادي على علو متوسط قارب العاصمة وشمل المناطق، وتوجيه ضربات للمجموعات الارهابية في القرى الحدودية البقاعية، بقصف مدفعي ثقيل للجيش حقق إصابات مباشرة.

سياسيا، استبعاد الحديث عن خرق رئاسي نتيجة المسعى الفرنسي. وتركيز على محاولات تفعيل الحوار لاخراج التشريع من دوامة الانتظار، والحكومة من تشرذم الموقف للخروج بقرارات تتيح معالجة الأزمات المستعصية، وفي طليعتها النفط والوضع المالي الذي يستأثر بمناقشات جلسة الغد، لتطرح في جلسة الخميس بنود جدول الأعمال العادي.

الطائرة اللبنانية الأولى التي أقلت اللبنانيين العائدين من مطار أتاتورك، بعد ساعات عصيبة قضوها بانتظار استئناف الرحلات، حطت في مطار الرئيس رفيق الحريري بعد الظهر، والرحلات المكثفة توالت ليلا بشكل طبيعي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هل بدأت عملية جديدة لرسم الأدوار على مستوى المنطقة؟.

مرحلة ما بعد الانقلاب في تركيا، لن تكون كما قبلها. عادت تركيا إلى تركيا والحلم الأردوغاني بالتوسع سقط. لا تأشيرة شنغن لدخول الاتحاد الاوروبي، ولا ربيع عربيا يعيد أحلام السلطنة. حان وقت الانكفاء إلى الداخل لتصفير الأصوات المعارضة، ولتمتين حكم رجب طيب اردوغان الذي لن يجد فرصة أفضل مما حصل ليصدر فرماناته بحق كل من يعارضه في العسكر والقضاء والسياسة، وهو تخلى عن عواطفه وسيقدم على قرار اعادة الروح إلى أحكام الاعدام، وكفى الله الاردوغانيين كل شر.

الجيش التركي الذي وضع نفسه رهن الدولة والشعب، في بيان اليوم، هل سيهضم مشاهد اذلال عسكره وضباطه من قبل مناصري "حزب العدالة والتنمية، أم ستبقى ردة فعله كبركان خامد ولكنه حي؟.

تكبيل الجيش لن يقتصر على دوره كحارس لعلمنة الدولة أو كعمود فقري لها، وقد يصل إلى دوره الأطلسي بعد اعتقال قائد قاعدة انجرليك لاتهامه بالتورط بالانقلاب، وهي القاعدة التي تعيش تقنينا كهربائيا مقصودا، معطوفا على توجيه أصابع الاتهام نحو واشنطن الحاضنة لفتح الله غولن، بعلاقتها المكهربة مع أنقرة.

واليوم بدأ طيران الشرق الأوسط، باجلاء المواطنين الذين علقوا في المطارات التركية، وسط متابعة من المدير العام للمغتربين هيثم جمعة.

في الجولان السوري المحتل، اعترف جيش العدو الاسرائيلي بمقتل جنديين في انفجار عبوة شمال الهضبة، من دون كشف التفاصيل.

هذا في الصباح، أما مساء فدوت صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية في الجولان السوري، ولم تنجح القبة الحديدية بصواريخها في اعتراض جسم غريب حلق في سماء الأراضي المحتلة، تبين لاحقا أنه طائرة من دون طيار قادمة من سوريا.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، أظهرت نتيجة استفتاء أجراه برنامج Top Ten على قناة "الجديد" أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو الشخصية السياسية اللبنانية الأكثر شعبية في لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بمقدار ما تساءل العالم عن دوافع انقلاب تركيا، يسأل بعد فشله عن حجم اجراءات رجب طيب اردوغان. الرجل وحزبه أطلقا حملة تطهير في معظم مؤسسات الدولة، لاعادة ترتيب الأولويات والمسؤوليات، ولتجتاز البلاد المطبات المتوقعة، بحسب معظم المراقبين.

واليوم اجتاز مئات اللبنانيين المطبات الهوائية في الأجواء التركية، عائدين إلى بيروت وفي جعبهم شهادات حول رعب عايشوه لساعات طويلة في المطارات التركية، يوم الانقلاب وبعده.

في السياسة اللبنانية، تزداد الملفات تعقيدا. مع ارتفاع منسوب العرقلات على خط الانتخابات الرئاسية، ليبقى الأمل بحركة يطلقها الرئيس نبيه بري في ميدان مجلس النواب بعناوين الضرورة، ومنها تلوث نهر الليطاني الحاضر يوم الخميس على طاولة الحكومة، مسبوقا بنقاش بالملف المالي المتشعب يوم غد الاثنين.

اقليميا، الحدث البحريني إلى مزيد من التأزم، السلطات زادت جدران القمع سماكة، بحل "جمعية الوفاق الاسلامية" المعارضة، ضاربة عرض الحائط باتساع تمثيلها لها في الشارع البحريني، المنتفض على ممارسات التعسف والظلم منذ خمسة أعوام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

يدفع تمادي اردوغان في التعاطي بقسوة مع مفاعيل الانقلاب الفاشل، إلى سؤالين:

هل محاولة الانقلاب هي التي نفذتها المجموعة العسكرية التي ردعت واستسلمت، أم الانقلاب الحقيقي هو الذي ينفذه اردوغان الآن، من خلال سجنه مئات الضباط الكبار والقضاة والمدعين العامين؟.

هل سيحسن اردوغان استغلال الانقلاب لصيانة الديمقراطية، أم انه سيجنح نحو عسكرة مقنعة للحياة السياسية، يؤمنها له التأييد الشعبي عبر صناديق الاقتراع؟.

يدفع إلى هذين السؤالين الهبة الدولية العارمة التي رفضت الانقلاب العسكري، لكنها ترفض الانقلاب على الديمقراطية الذي شكل حلما طالما راود اردوغان.

لبنانيا، لا تزال الدولة أسيرة مفاعيل انقلاب 2008 الذي أعطب المؤسسات، فاللجان المشتركة تنفض يدها شيئا فشيئا من قانون الانتخاب، ومجلس الوزراء يتحاشى بحث الملفات الخلافية، رغم الجلستين اللتين سيعقدهما الأسبوع الطالع، ورئاسة الجمهورية مخطوفة، والكل يحيل الكل إلى طاولة الحوار مطلع آب رغم تجاربها الفاشلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

هل ان الانقلاب في تركيا كان ليل الجمعة- السبت، أو انه فعليا يحصل اليوم؟. سؤال يبدو مطروحا بقوة، بعد عمليات التطهير في السلكين العسكري والقضائي التي يقودها اردوغان، عبر اعتقال الآلاف، واقالة الآلاف من مناصبهم، في ما بدا كأنه حملة إقصاء لكل من يعارض السلطان التركي، وانقلاب يقوده الرئيس ضد كل من لا يدين له بالولاء المطلق في مفاصل الدولة وتركيبة مؤسساتها.

وبعد هذه الخطوات، يبدو ان اردوغان كان المنتصر الأوحد من محاولة الانقلاب، خصوصا ان الصوت بدأ يعلو من معارضي الرئيس التركي، على انها محاولة مدبرة من قبله، لاطلاق اليد بالكامل تحت شعار "الأمر لي".

خطوات اردوغان تلك أقلقت حتى الأصدقاء، فكان بارزا الموقف الباريسي المعتبر ان فشل الانقلاب لا يعني ان اردوغان بات يملك شيكا على بياض. في وقت استمرت القراءة بين سطور التصريحات التركية والأميركية التي تشي بواقع العلاقة بين الجانين، وسط التلميحات التركية إلى دور أميركي ما بالأحداث الأخيرة.

وفي خضم لعبة الأمم حول المسرح التركي، بدت تطورات انقرة مادة انقسام جديدة في لبنان. البلد عندنا بلا رئيس، فما المانع إذا في أن يملأ الجدل حول رئيس تركيا الفراغ في لبنان، بين مؤيد ومعارض، وكأن انقساماتنا الأساسية لا تكفينا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ضبط سلطان تركيا الانقلاب العسكري، الذي كاد يطيح بحكمه والذي أدى إلى سقوط 290 قتيلا وأكثر من 1440 جريحا وتوقيف أكثر من 6000 متواطئ في العملية حتى الساعة. لكن السلطان لم ولن يستسلم بسهولة، فهو دعا أنصاره إلى البقاء في الساحات العامة حتى يوم الجمعة. وطالب الولايات المتحدة بتسليم المعارض فتح الله غولن، قائلا "تركيا أعطتكم كل من طلبتم من ارهابيين، والآن اعطونا من هو على لائحتنا الارهابية".

كلام اردوغان رفع حدة التوتر مع واشنطن، التي أكدت ان لترحيل غولن شروطا. فيما برز موقف باريس التي تساءلت إذا كانت انقرة جديرة بالثقة في الحرب ضد "داعش". أصيب السلطان اردوغان بشظايا الانقلاب، فهل سينجو من تردداته، وهو متيقن ان كل خطواته تحت المجهر، من التعسف بالأحكام إلى إمكان إعادة عقوبة الاعدام.

هذا في تركيا، أما في لبنان فالجمود سلطان الملفات، باستثناء الأمنية منها التي سجلت ملاحقات وتوقيفات فككت الخلايا الارهابية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

أردوغان يتعهد بالقضاء على مدبري الانقلاب الفاشل، والجيش التركي يعلن ولاءه الكامل للحكومة والشعب.

على الرغم من مضي يومين على الانقلاب الفاشل في تركيا، فقد بقيت تداعياته الخبر الضاغط على المحافل السياسية العربية والدولية.

وفيما استعادت تركيا دورة الحياة الطبيعية، وسط اجراءات أمنية استثنائية وتحقيقات لكشف المتورطين، أصدرت القيادة العامة للجيش التركي بيانا أعلنت فيه إنتهاء محاولة الإنقلاب العسكري بالكامل، مؤكدة أنها لن تتلقى أوامر سوى من الحكومة الشرعية في البلاد.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، دعا انصاره للبقاء في الساحات العامة، مؤكدا ان وزارتي العدل والخارجية سترسلان طلبا للولايات المتحدة والحكومات الغربية، لترحيل مناصري فتح الله غولن إلى تركيا. في وقت كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ينفي الادعاءات بتورط واشنطن في الانقلاب الفاشل.

لبنانيا، متابعة لعودة المواطنين الذين علقوا في مطار اسطنبول، في ضوء ما رافق الانقلاب من أعمال عنف وفوضى، وتضامن في بعض المناطق مع تركيا ورئيسها.

أما في سوريا، فأنباء متضاربة عن السيطرة على طريق الكاستيلو. وبعدما أعلنت كتائب الأسد سيطرتها بالكامل على الطريق الواقع شمالي حلب، ذكرت المعارضة أن فصائلها المقاتلة استعادت السيطرة على كامل طريق الكاستيلو.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في مثل هذا اليوم، ومنذ عام بالتمام والكمال، أطلت أزمة النفايات برأسها، وبغطاء سياسي. تزامن انتهاء العقد مع الشركة الملزمة واتخاذ قرار بإقفال مطمر الناعمة، وما هي إلا أيام قليلة حتى اجتاحت النفايات الأقضية والمدن، وتحول لبنان إلى مكب كبير، وشوارع بيروت إلى مستوعبات نضحت بما فيها.

وصلت الزبالة المتراكمة، إلى أبواب السرايات والمقار، ولم تحرك ساكنا في طبقة سياسية حاكمة تواطأت مع الوقت، أهملت حل المشكلة بفتح أبواب مناقصات التلزيم لغاية في نفس تمديد لشركة تقف خلفها جهات سياسية معروفة وغير معروفة. وككرة الثلج كبرت الأزمة، وأدى خلاف السياسيين على تقاسم الصفقات والحصص، والطمع في تعبئة الجيوب، إلى التسريع في نضوج الكارثة. وفي الوقت نفسه، عاد النبض إلى الشارع، فكان الحراك الشعبي، وكانت انتفاضة الحملات بمختلف عناوينها.

شهور من الأزمة، والسلطة تهرب إلى الأمام. رئيس حكومة هدد بفضح النفايات السياسية، ولم يقرن القول بالفعل. وزير بيئة استقال من مسؤولياته. مسؤولون تورطوا بقتل الشعب على الريحة، وعملوا على إجهاض الحراك بالتكافل والتضامن.

وغداة الذكرى السنوية الأولى لأزمة النفايات، ست شركات سيفض مجلس الإنماء والإعمار عروضها الأسبوع المقبل، ومن بينها شركة جهاد العرب التي ما خرجت من طاقة العروض إلا لتدخلها من بابها الواسع، وما أدراك ما مجلس الإنماء والإعمار، بعدما تحول إلى "لويا جيرغا" الطوائف، وبات لكل زعيم سياسي متمول يمثله فيه، من رأس الهرم نبيل الجسر والمحسوب على سعد الحريري، إلى نائبه ياسر شقيق الرئيس نبيه بري، إلى البقية المتبقية في مجلس يحكمه خمسة "بارونات" انتهت صلاحيتهم منذ خمس سنوات.

وفيما أسبوعنا الطالع يشهد جلسات وزارية متلاحقة، لن تقدم ولن تؤخر في معالجة الملفات العالقة، فإن الأسبوع الاقليمي الذي انتهى على محاولة الانقلاب في تركيا، لم تنته مفاعيله بانتهاء انقلاب الساعات القليلة، فالرئيس رجب طيب أردوغان أعلنها حرب خطابات مفتوحة، بالتوازي مع حملة التطهير التي أعدها سلفا حتى وصل عداد الاعتقالات اليوم إلى ستة آلاف معتقل في الجيش والأمن والقضاء. بالتزامن مع حملة الاتهامات التي يقودها ضد المعارض البارز فتح الله غولن، بأنه العقل المدبر للانقلاب، والذي رجح في مقابلة تلفزيونية أن يكون أردوغان نفسه وراء الانقلاب العسكري بهدف تغطية نفوذه والقضاء على المعارضين.

 

يا مار شربل

الأب سيمون عساف/فايسبوك/17 تموز/16

يا مار شربل بالحما وغير الحما عامل عجايب مؤمنك فيها احتمى

بتِشْبع الجوع بترأف بتروي الظما بتشفي من الأمراض بتضوِّي العمى

ردّ الشبيبه ودِلها عالإنتما واشرحلها شرّ الدني فاض وطما

إبن الأرض بيضل بالو بالتراب وإبن السما بيضل بالو بالسما

النعمه هديه من الإله بتنسمى بغيابها بحضن البلا منوقع دُمى

الإنسان لما بعالمو الأرضي ارتمى هول الخطيه حطّ قدْرو ما سما

البيكون معموديتو واعيلها بيسهر عليها بالدموع وبالدِما

 

في اي بلد يحصل الانقلاب؟

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/17 تموز/16

الديموقراطية هي القاعدة الصلبة للعيش المشترك لدى معظم شعوب العالم٠هي النظام الأساسي لأكثر من مئة وستين دولة في العالم وحتى الأنظمة العسكرية والانقلابية اضطرت تحت الضغط الشعبي الى افساح المجال لقيام أنظمة تحفظ حقوق المواطن وكرامته في إطار ديموقراطي دستوري٠فقط بعض الدول العربية والإفريقية وبعض الأنظمة التي ترتكز على ايديولوجيات من زمن اخر بقيت تُمارس الاستبداد والتسلط وعبادة الفرد مقابل إنكار اي حقوق للمواطن وخصوصاً الحقوق السياسية٠

لم يعد اي عاقل يفكر بإنقلاب عسكري خصوصاً على الديمقراطية سوى بعض جنرالات الجيش التركي كما شاهدنا بالإضافة الى جنرال متقاعد لبناني اسمه ميشال عون ومعه حزب الله وجهابذة الممانعة وعلى رأسهم مع الأسف رئيس مجلس النواب وكلهم تعاونوا بالحيلة والارهاب على تعليق العمل بالدستور منذ اكثر من سنتين لأنهم يريدون تعيين رئيس بدلاً من انتخاب رئيس كما ينص الدستور٠هذا الانقلاب بدأمنذ يوم٧آيار المشؤوم عام ٢٠٠٨ وهو مستمر بقيادة البلد الى الانهيار والإلغاء تبعاًلخطة ايران في إدارة التوحش في المنطقة عن طريق إلغاء الدول في المشرق العربي وإحلال الفوضى والمذهبية مكانها٠

الانقلاب التركي عسكري ودموي اما الانقلاب في لبنان فهو ميليشيوي بدأ دموياً في السابع من أيار ثم بدأت عملية تغليفه بالتحايل على الدستور مرة عن طريق طاولات حوار تعطي شهادات حسن سلوك للإنقلابيين ومرة عن طريق اتفاقات مثل الدوحة واليوم بحديث عن سلة من التفاهمات تفرض إرادة السلاح والمرشد المحلي على البلد٠الإنقلاب اللبناني عنصري أيضاً لا يعترف بحقوق القسم الأعظم من اللبنانيين٠للبعض حق فرض الرئيس وللبعض الاخر فقط حق الاذعان٠

الأتراك اسقطوا الانقلاب خلال اقل من يوم واحد اما اللبنانيين فتركوه يحل محل الدستور فصار كلام المرشد وتوجيهاته هو الكلام الإلهي المطاع٠كل ما نطلبه اليوم مما بقي من روح ١٤ آذار هو عدم الاذعان وافشال أهداف هذا الانقلاب بالحفاظ على لبنان الوطن ضد مشروع ايرن اي قيام شيعستان (دولة شيعية من لبنان الى سوريا فالعراق يحكمها جنرال من قياس قاسم سليماني ) وضد مشروع مارونستان اي كانتون مسيحي في جزء صغير جداً من لبنان يحكمه شكلاً جنرال اسمه ميشال عون وربما الصهر الأصغر قامة

 

ما زلت أحاول أن أفهم سبب هذه الحملات المجنونة من داخل "تيار المستقبل" ومحيطه على الزميل والإعلامي المتميز نديم قطيش

ايلي الحاج/فايسبوك/17 تموز/16

ما زلت أحاول أن أفهم سبب هذه الحملات المجنونة من داخل "تيار المستقبل" ومحيطه على الزميل والإعلامي المتميز نديم قطيش. وصراحة لم تقنعني التبريرات المعلنة حتى الآن.

نديم قطيش والدكتور فارس سعيد، ولكن خصوصاً نديم قطيش. ألأنه كتب كلمة نقولها أحياناً بلا انتباه أو عمداً عن "حريم السلطان؟".

حريم السلطان وليس حريمهم هم.

الذين يهاجمونه ما دخلهم في رأيه وطريقة تعبيره كي يحاسبوه؟

ما هي صفتهم ؟

من عينهم شرطة أخلاقية على الناس، و"هيئة نهي عن المنكر؟".

ومن هم أصلاً، ما قيمتهم بين الناس؟

ومن أين يأتون بكل هذا الحقد،

الحقد والإنحطاط؟

صدقاً لم أكن منتبهاً أنني مسيحي عندما تجرأت على سؤال عن إمكانية إعادة النظر في بعض الآيات القرآنية، ولو انتبهت لردعت نفسي يمكن. كنت أسأل كإنسان، كحامل عقل لا ينفك يطرح أسئلة. قامت القيامة عليّ وتفهمت الوضع . قيل لي إن هؤلاء غير مثقفين وكان يجب أن أكتب "إعادة قراءة" وكان رأيي "كما تريدون". ولم أستغرب غضبهم ولا حفلة الجنون التي انتابت بعضهم. لا بأس أيام وينسون، ثم أنني أصلاً لم أقبض راتباً منذ عشرة اشهر ولم أفتح فمي مرة اعتراضاً. وحتى اليوم أنتظر أن يتمكن "تيار المستقبل" من جمع، التافهة رواتبي أصلا. ولم أنتظر اتصالاً للسؤال ولا اعتذاراً من أي مسؤول في "تيار المستقبل".

لا بأس إنها الحياة تأخذنا إلى حيث لم نكن نتوقع، تعرفنا إلى أناس لم نكن نعرفهم ، وهذا جمالها.

ألأنه شيعي، نديم قطيش ؟

وإذا كان شيعياً ؟ ماذا يعني ؟ الآن انتبهوا إلى شيعيته؟ ما عاد إنساناً يستحق التعامل معه بما يستحق من كرامة واحترام؟ (ولا أقول بحب ، فكل إنسان حر أن يحبه ويعجب ببرنامجه أو لا. شخصياً يعجبني ذكاءه وحضوره وأصفق لشجاعته).

إننا أمام حالة محيرة فعلاً. هل قرر "تيار المستقبل" في غفلة منا أن ينكفئ إلى مجرد حالة سنية، مثل "الجماعة الإسلامية"، أو "جمعية الأحباش"، وما شابه؟

هل سنرى تلويحاً بآيات قرآنية من جماعة جاهلة ومتعصبة في هذا "التيار" أفلت لها العنان لسبب مجهول ، في وجه أي شيعي وشيعية ومسيحي ومسيحية ودرزي ودرزية وعلماني وعلمانية وعلوي، بعدما صدّق وآمن أنه تيار وطني عابر للطوائف، تيار قائد في "قوى 14 آذار"، وارتضى العمل معه أو ضمن صفوفه تحت لواء "لبنان أولاً" ورفيق الحريري الجامع الكل؟

"حدا يخبرني" رجاءً ماذا فعل نديم قطيش، ولماذا هذه الحملة المسعورة، غير الإنسانية ضده؟

أريد أن أفهم.

 

طرد إيلي الحاج والهجوم على نديم قطيش: من يحصر المستقبل في زاوية سنية؟

نسرين مرعب/جنوبية/ 17 يوليو، 2016

عوامل رفض الآخر أصبحت واضحة المعالم داخل البنية التنظيمية لتيار المستقبل الذي يتجه بشكل ممنهج نحو الالتصاق حصراً بالهوية السنية، فيرفض اليساريين، والعلمانيين، كما يتعرَض عند أوّل موقف يعارضه لكل من المسيحيين والشيعة بحملات مذهبية واسعة تطالب بإقصائهم عن المؤسسة.

هذا النموذج المنغلق حزبياً لتيار المستقبل، والذاهب نحو الصفة الدينية، تجلّى واضحاً من خلال الحملات المتتالية التي يقودها موظفوه وناشطوه ضد أيّ موظف أو موالٍ لا يتقاطع معهم بالرأي.

ليحمل المستقبليون عبر صفحات السوشيل ميديا لواء الدفاع عن قداسة الدين وقداسة التبعية ضد أيّ متعدٍّ وإن كان من هذه المؤسسة، وليسوّقوا لحملات التشهير، والتجريح، والإهانة، بترند عنوانه “طرد من لا يشبهنا”.

المستقبل التيار المعتدل الوطني (كما أسسه الشهيد رفيق الحريري وكما يؤكد الرئيس سعد الحريري)، أخطأ ثلاثاً في المرحلة الأخيرة، ولأنّ الصمت “شيطانٌ”، ولأنّه لا يسمح لتيار وطني أن يتخذ التعصب طريقاً، والدينية هوية، لا بدّ من استعراض نقاطٍ كان خيراً له أن يترفع عنها.

ديانا مقلدفعناصر هذا التيار لم يعودوا منضبطين، وإنّما أصبحوا بين صفحات السوشيال ميديا فاعلين حدّ السلبية فخرج الانقسام إلى العلن، ليعكس بكثير من الأحيان ديكتاتورية منغلقة، أوّل من شملتهم هذه الموجة المستحدثة، هي الإعلامية ديانا المقلد.

المقلد بالرغم من تاريخها في هذه المؤسسة، إلا أنّ ديمقراطيتها لم تلتقِ والحزبية المخنوقة من شحّ المال، فدعم الإعلامية للائحة بيروت مدينتي في الانتخابات البلدية وإعلان حنينها لبيروت القديمة ترجم من المستقبليين بعدم الوفاء، ليصدر عن ناشطي وبعض موظفي المستقبل هاشتاغ “حلو الوفا”، مرتبطاً بانتقادات لم تترفع عن الشتائم!

أما ثاني “ترند”، استخدمه المستقبليون فكان لواء الدين والأسلمة، ومحاسبة الصحافي ايلي الحاج على ما دوّنه فيسبوكياً، هذا التيار الذي تضامن يوماً ما مع جريدة شارلي ايبدو ضد الأعمال الإرهابية التي استهدفتها بسبب رسوم مسيئة للنبي، حاكم الحاج فيسبوكياً، ولم يكتفِ بذلك بل أنهى عقده ممّا يعني أنّ قراراً تنظيمياً قد أيّد هذه الحملة التي أكدّت وصرّحت أنّ تيار المستقبل تيار اسلامي يحظر على العاملين به المس بالمقدسات.

“الترند” الثالث، هو ما ضجّت به مواقع التواصل يوم أمس ضد الإعلامي نديم قطيش على خلفية تغريدة لا تعدو كونها مزحة وإن كانت قاب قوسين “سمجة”، وعلى موقفه من أردوغان ومن حكمه.

تغريدة، كشفت الجمهور المتابع لقطيش أولاً، فتحوّل الكثير من المصفقين لشتّامين، والسخرية أنّ شتيمتهم (برأيهم) مبررة لأنّ نديم قد بدأ بالشتم!

كما أظهرت وجهاً أخراً لتيار المستقبل، فتضامن مع أردوغان “السني”، ومُنح نديم صفة الشيعية.

نديم قطيش لم يكن صائباً بما كتبه من شتيمة، والمزحة كانت زلّة، ولكن ما قام به وجوه التيار كان أكثر خطيئة، فلم يستذكروا مواقف قطيش من الحزب ولا الفاتورة التي دفعها، بل أصبحوا في مكان ما وجهاً من وجوه الممانعة.

مقاربة سريعة، بين شتائم هؤلاء والتي تتهم قطيش “بالقبض”، وتشكك بمصداقيته وبمواقفه وتكيل إليه الصفات المعيبة، وبين ما توّصفه به قوى الممانعة عند كل انتقاد منه لنصر الله ولحلفائه، تحيلنا لنتيجة أنّ خطاب الاثنين متساوٍ.

“ترند” قطيش ما زال فعالاً حتى اللحظة، وجوه بارزة في المستقبل تغذي هذه الحملة وتصطاد في خطيئة نديم.

مصادر متابعة تلفت لـ”جنوبية”، أنّ بعض المنتقدين هم من الأسماء التي طالب المستقبليون من الجمهور بتجميد دورها، لتجد بما كتبه قطيش فرصةً لإعادة التمركز”.

ببساطة، إحباط تيار المستقبل أصبح صورة علنية، والمعارك الالكترونية التي يخوضها مع دائرته لا تنعكس إلاً سلباً، أحد الناشطات علقت على سجال (مستقبل – قطيش) بـ” يا شماتة الحزب فينا”.

عبارة تختصر الواقع، قطيش وإن أخطأ، إلا أنّه ما زال المحارب الإعلامي الأوّل لحزب الله والمصوّب الدائم ضدّ كل زلاته، وما زال يدفع فاتورة دعمه للثورة السورية ولخيار الشعب.

نديم قطيش ليس داعماً للبوط العسكري كما يحاول البعض أن يرسخ، موقفه الرافض للانقلاب العسكري في مصر خير دليل.

تغريدات قطيش واضحة، لم يؤيد الانقلاب، انتقد أردوغان وعارضه… الشتيمة نتحفظ عنها، أما حرية الخيار السياسي فهي حق لنديم ومحاسبته عليها يضعنا ويضع تيار المستقبل في ماعون الأحزاب الشمولية!

أخيراً، لا بدّ للمستقبل من أن يستعيد عافيته، الحزبية المنغلقة تجعل منه صورة لحزب الله ولكن بلا سلاح، تيار العلم والثقافة والوطنية، يجب ألاّ ينجر لدرك اللغة المذهبية ولا الحسابات الطائفية، هموم الوطن أكبر من تغريدة ومغامرات حزب الله لا تواجه باستهداف نديم وسابقيه، على القضية أن تعود والوجهة السياسية أن تتضح، أو…. على المستقبل السلام.

ولعلّ الأزمة المالية وضياع البوصلة السياسة الجامعة هما اللذان دفعا بعض الموظفين لحمل لواء الغيرة على الدين، في مرحلة لم يعد من قضية جامعة يرسخها المستقبل في حاضنته.

 

لحزب الله: أمام «التعطيل السعودي»… إنتخب عون فوراً

علي الأمين/جنوبية/ 17 يوليو، 2016

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق أنّ “النظام السعودي في سياساته بالمنطقة إنّما يمثل كارثة على مستوى الأمة”، وأضاف: “ما هو أشدّ إيلاماً على اللبنانيين أنّ النظام السعودي يسلّح جبهة النصرة التي هي عدوة لبنان وتحتلّ أرضنا في البقاع وجرود رأس بعلبك وعرسال، فالسلاح الذي حجبته السعودية عن الجيش اللبناني يصل إلى جبهة النصرة في حلب”. فيما ناشد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي  “أصدقاء لبنان، والقوى السياسية اللبنانية، إلى أن تمارس تأثيرها على أصدقائها بتجاوز (عقبة موقف السعودية التي ترفض انتخاب العماد ميشال عون) التي تحول دون أن نستعيد مؤسساتنا الدستورية، من رئاسة الجمهورية إلى المجلس النيابي، لأننا في لبنان بأمس الحاجة إلى تفعيل هذه المؤسسات”.

خلاصة الكلام الذي يعبر عنه قاووق والموسوي أنّ هناك دولة اسمها السعودية هي دولة متآمرة على لبنان، وترسل الجماعات الإرهابية لتخريبه وتمنع انتخاب رئيس للجمهورية اسمه العماد ميشال عون.

نريد من موقعنا، كمواطنين منهكين من هذا الإنهيار لمؤسسات الدولة ومن تردّي الأوضاع الإقتصادية ومن التعدّيات على الأملاك العامة وسرقتها، ومن نقص المياه وأزمة الكهرباء وتلوث نهر الليطاني، أن نصدق ما قاله المسؤولان في حزب الله: السعودية هي أصل الأزمة وسبب استمرار الاستنزاف في الدولة. ولا نريد أن نحملّ حزب الله أيّ مسؤولية بسبب تورطه في الأزمة السورية. وبطبيعة الحال لا نريد في هذه اللحظات أن نبرئ السعودية من جرائمها اللبنانية بإلقاء المسؤولية على العدو الصهيوني فنقول أنّ اسرائيل تمنع انتخاب رئيس للجمهورية أو تمنع إقرار قانون انتخاب وتحول دون إجراء انتخابات نيابية.

كما لا نريد أن نتهم العدو الصهيوني بأنّه هو الذي يقف وراء عملية تلوث نهر الليطاني، أو هو الذي يشجع على التعدّيات على نهر الليطاني. ليس المرامل فحسب بل حتى المنشآت غير الشرعية ولا القانونية، التي تنتشر كالفطر على طول مجرى النهر، بحيث تحوّل النهر إلى ملكيات خاصة، تساهم في تلويث مجرى النهر ولا من يسأل. يمكن إحالة هذه الاوضاع المزرية إلى الجماعات التكفيرية وطبعاً من يدعمها أي السعودية.

كل هذه الأوضاع التي يعيشها لبنان اليوم، تشكل السياسة السعودية أحد أهم عقباتها التي تمنع عودة المؤسسات الدستورية إلى عملها الطبيعي. كما فهمنا من كلام النائب الموسوي. إزاء ما تقدم وإزاء القناعات التي وصل إليها حزب الله، من حق المواطن أن يسأل: لماذا السكوت على هذه السياسة السعودية التعطيلية؟ أليس من واجب حزب الله، الذي ليس له مهمة على هذه الأرض إلاّ الدفاع عن كرامة لبنان واللبنانيين، ألا يقف مكتوف اليدين في مواجهة مؤامرة سعودية لضرب الدولة اللبنانية؟ أليس من الأولى لحزب الله، الذي ذهب سورياً من دون أن يستأذن أحد لمواجهة التكفيريين ومن وراءهم، أن يواجه مشروعهم على الأرض اللبنانية؟ هل سيعجز السيد حسن نصرالله، الذي يتولى شخصياً مسألة الرئاسة كما قال الموسوي، في إقناع حلفائه والمتزلفين لسلطته في مجلس النواب أن ينتخبوا عون رئيساً للجمهورية؟

هل يريد لنا حزب الله أن نصدق أنّ تيار المستقبل يمكن أن يأتيَ برئيسٍ للجمهورية لا يسميه نصرالله؟ أقول “المستقبل” لأن الرئيس نبيه بري لا يمكن أن يختلف مع السيد نصرالله حول قضية استراتيجية كالتي يمثلها قرار مواجهة تخريب لبنان ومؤسساته. فكيف بالنائب سليمان فرنجية ووليد جنبلاط، الذي وجه أكثر من رسالة تودد واسترحام، مبدياً استعداده للسير في انتخاب عون؟ كما أنّ القوات اللبنانية باتت تزاود في حبّها للجنرال عون رئيساً للبلاد على وفاء المقاومة له. كل المؤشرات، وميزان القوة، تؤكد أنّ حزب الله إذا قرر أن يأتيَ بعون رئيساً فالطريق سالك، وإذا كان حزب الله يخاف من “أزمة ضمير” في عدم مساهمة تيار المستقبل بانتخاب عون، فإنّ هذا التيار قال أكثر من مرة انه مستعد للقبول بأيّ نتيجة تقررها صندوقة الإقتراع. وبالتالي حتى لا نتحدث في حسابات سياسية لا ترقى إلى المبادئ التي يضحي من أجلها حزب الله بالغالي والنفيس، فإنّ الحزب أمام قرار سعودي بضرب لبنان، ليس عليه إلاّ أن يردّ عن لبنان الخطر وينتخب الجنرال عون رئيساً، بالأكثرية التي يحوزها مع أصوات بري وحنبلاط وجعجع… وأن يتخفف من المناشدات. لأنّ تسيير المؤسسات الدستورية ليس ترفاً بل حاجة وجودية للدولة اللبنانية التي يقاتل حزب الله من أجل بقائها… في آخر المعمورة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فارس سعيد لـ”السياسة”: الحريري لن يؤيد عون وإيران تريد لبنان خاضعاً لنفوذها ولا معطيات جدية لإمكانية تغير المشهد الرئاسي لمصلحة رئيس التغيير والإصلاح

بيروت – “السياسة”18 تموز/16/خلافاً لما تروجه أوساط تكتل “التغيير والإصلاح” عن أن جلسة الانتخابات الرئاسية التي تحمل الرقم “43، ستشهد على الأرجح حصول تطور بارز على الصعيد الرئاسي، ربما يفضي إلى انتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، بعد زوال الفيتو السعودي عنه، وتوجه رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري لتأييده، فإن لا معطيات أمكن تسجيلها لدى الأوساط السياسية المعنية، توحي بإمكانية أن تشهد جلسة الثامن من أغسطس المقبل، نهاية الأزمة الرئاسية، خصوصاً أن المواقف لا زالت على حالها، وبالتالي لم يحصل أي تغيير أو تبديل لمصلحة عون أو غيره.

وبانتظار انعقاد ثلاثية الحوار المقررة أوائل أغسطس المقبل، التي ستبحث في اقتراحات رئيس مجلس النواب نبيه بري، استبعد منسق قوى “14 آذار” فارس سعيد إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة الانتخاب الرئاسي في الثامن من أغسطس المقبل، “بعدما كانت هناك محاولة من قبل إيران التي سعت لانتزاع مرحلة انتقالية يثبت خلالها بشار الأسد في سورية، مقابل الإفراج عن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وكلف الجانب الفرنسي حسبما أعتقد بتسويق هذه الفكرة، لكنها قوبلت بالرفض من قبلنا كلبنانيين ومن قبل جميع العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية”.

وقال لـ”السياسة”: إن “إيران ومن خلال انتخاب رئيس لها، تعتبر نفسها أن لبنان سقط في أيدي نفوذها”، مشدداً على أن “المعركة الحقيقية لا تزال سورية ولا يزال الأمل كبيراً، بأن يحقق الشعب السوري أمنياته، وفي اعتقادي أن هذا هو المفتاح الأساسي في المنطقة اليوم، ولا أرى أي تغيير على المسرح السياسي اللبناني قبل أن تنجلي الأمور في سورية”. ولفت إلى أن “رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون يروج بأنه سيصل إلى قصر بعبدا وهذا حقه، لكنه لا يمت إلى الواقع السياسي بأي صلة، لسبب بسيط، وهو أن النائب عون انتقل من موقع اللبناني إلى موقع الإيراني، ونحن لا نرفض عون الماروني، بل نرفض عون الإيراني”، مستبعداً أن يؤيد رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري خيار عون لرئاسة الجمهورية. وأكد أن “إيران تريد دولة تخضع لنفوذها في المنطقة ونحن نرفض أن نخضع لبنان للنفوذ الإيراني، لأننا لبنانيون أولاً وعرب ثانياً ونغلب المصلحة العربية على أي مركز نفوذ آخر”.

إلى ذلك، استحوذت محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تركيا على اهتمام الأوساط اللبنانية التي رحبت بإفشالها من قبل الجيش التركي، حيث اعتبر رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، أن سلامة تركيا وحماية المكتسبات التي تحققت لشعبها، هي ضمانة لكل شعوب المنطقة والعالم الإسلامي خصوصاً، مباركاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وللشعب التركي انتصار المسار الديمقراطي على الحركة الانقلابية العسكرية.وقال “هذه مناسبة لنعبر فيها عن تضامننا مع الشعب التركي وسرورنا بعودة الأمور إلى طبيعتها ونجاح أردوغان في قيادة تركيا إلى شاطئ الأمان”. ورأى الرئيس نجيب ميقاتي في اتصال أجراه مع رئيس الوزراء التركي بينالي يلديريم، أن الشعب التركي أثبت معارضة وموالاة أنه حريص على الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية بما يضمن حضور تركيا وتبوؤها مركزاً متقدماً في المسار الديمقراطي واحترام إرادة الشعب. ونفذت الجماعة الإسلامية في صيدا وقفة تضامنية مع تركيا، أمام المستشفى التركي في المدينة ورفعت صورة عملاقة للرئيس التركي مؤيدة له. كما نظمت تظاهرات في طرابلس، منددة بمحاولة الانقلاب الفاشلة وداعمة للرئيس أردوغان. وأكدت سفارة تركيا في لبنان، أن ما جرى في تركيا ليس سوى محاولة انقلابية على حكومة منتخبة، وواجه شعبنا بوحدته وتضامنه هذه المحاولة، كما أن رئيسي الجمهورية والحكومة مستمران في عملهما وهما على رأس مهامهما، وما حدث ليس بارتباك أو اضطراب أصابا صفوف القوات المسلحة التركية، إنما محاولة من مجموعة من داخل هذه القوات التي أعطاها شعبنا الرد اللازم.

 

عون يوسع مشاوراته باتجاه “تيار المستقبل” ويأمل نجاح جعجع بإقناع الحريري لانتخابه

بيروت – “السياسة”:18 تموز/16/على وقع تزايد حدة الانتقادات في بعض الأوساط داخل “التيار الوطني الحر” رفضاً لقرار رئيسه الوزير جبران باسيل إقصاء القيادي في التيار زياد عيسى والتهديد بتوسيع دائرة هذه الانتقادات، علمت “السياسة” أن التيار “البرتقالي” بصدد القيام بتوسيع مروحة اتصالاته ومشاوراته مع القوى السياسية، سيما “تيار المستقبل”.وفي ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي في إطار تأمين الأجواء المناسبة لانتخاب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وبعدما لمس “التيار” وجود تقبل من جانب رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط لانتخاب عون بالتوازي مع وجود محاولات حثيثة من جانب قيادة التيار “العوني” لدى حليفه الجديد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لإقناع رئيس التيار “الأزرق” سعد الحريري بانتخاب عون، في وقت أشارت المعلومات إلى أن جعجع الذي باتت لديه قناعة راسخة أن “حزب الله” لا يريد لا عون ولا أي شخص آخر للرئاسة حالياً، سيحاول عقد لقاء جديد مع الرئيس الحريري في المرحلة المقبلة، عله يتمكن من إقناعه في دعم انتخاب عون، بهدف حشر “حزب الله” وإحراجه لمعرفة موقفه الحقيقي في الاستحقاق الرئاسي المعطل منذ نحو سنتين. إلى ذلك، شدد البطريرك بشارة الراعي على أن الحالة الاقتصادية في تراجع مخيف يقابلها سرقة المال العام والفقر المتزايد، معرباً عن أسفه لكون الأسرة الدولية لا تبالي في ايجاد حلول سياسية للنزاعات القائمة. وقال: إن نواب الأمة الذين مددوا ولايتهم مرتين مخالفين الدستور ويكشفون يوماً بعد يوم عجزهم وفشلهم، ويفقدون مبرر وجودهم بل الحاجة إليهم، فيما يعطلون بأنفسهم المجلس النيابي وسلطتهم التشريعية، ويحرمون البلاد من رئيس منذ سنتين وشهرين، مشرعين هكذا الأبواب أمام الفوضى والفساد والتعثر في المؤسسات. واستغرب المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، الذي اجتمع برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان “اللامبالاة التي تبديها بعض القوى السياسية اللبنانية بالامتناع عن المشاركة في إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية”، معتبراً أن كل تأخير في الانتخاب يزيد عدد الأزمات المتراكمة في الأمور التي تتطلب أن يكون هناك رئيس للجمهورية. ودعا “كل القيادات السياسية المعنية إلى أن تستجيب للدعوات المتكررة لانتخاب الرئيس وأن تحسم هذا الموضوع في الجلسة المقبلة”، ومشدداً على أهمية استمرار الحوار بين القوى السياسية، خصوصاً في مجال إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية. ورأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” أنه “ليس من حقنا أن نسأل عن مصيرنا ولو أننا نواجه بعض الصعوبات وما دمنا نتمتع بعزم وقوة وايمان فمصيرنا في أحسن حال”.

وحض أهالي جزين، الذين زار وفد منهم “معراب” أمس، على “التشبث بأرضهم وعدم الإحباط، لأن وضع لبنان بألف خير ولو ان الأوضاع السياسية المعيشية صعبة في ظل الغياب القسري لرئيس الجمهورية وحكومة ومجلس نيابي شبه معطلين”، مؤكداً أن “حزب القوات يسعى جاهداً إلى ملء سدة الرئاسة باعتبار أنه لا يعمل لمصالحه الحزبية، بل ما يهمه هو المصلحة العامة”. على صعيد آخر، سيرت شركة “طيران الشرق الأوسط” ثلاث رحلات إلى مطار أتاتورك في اسطنبول أعادت البنانيين الذين كانوا عالقين في المطار في الأيام الماضية بفعل الانقلاب الفاشل في تركيا، علماً أن الخطوط الجوية التركية عاودت الرحلات عبر مطار الحريري الدولي، بدءاً من ليل أول من أمس، وسيرت أربع رحلات إلى مطار أتاتورك.

 

وصول القائد الجديد لقوات اليونيفيل لتسلم مهامه خلفا لبورتولانو

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - وصل إلى بيروت مساء اليوم، القائد الجديد لقوات "اليونيفيل" الدولية العاملة في الجنوب الجنرال الايرلندي مايكل بيري، آتيا من باريس، لتسلم مهامه خلفا للجنرال الإيطالي لوتشيانو بورتولانو. وكان في استقبال بيري في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، عدد من ضباط اليونيفيل. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قد أعلن في أيار الماضي تعيين بيري قائدا ل"اليونيفيل". وأشار بيان للمنظمة الدولية إلى ان بيري عمل في الجيش الايرلندي منذ عام 1975، وشارك في مهام خارجية عدة، منها في أفغانستان والبوسنة والهرسك والعراق ولبنان وأوغندا والصومال.

 

الجيش اوقع جرحى في صفوف المسلحين في جرود عرسال ودمر اليات عسكرية

الأحد 17 تموز 2016/وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية في بعلبك وسام درويش ان الجيش اللبناني واصل عمليات قصف المسلحين في جرود عرسال على السلسلة الشرقية بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ منذ صباح أمس حتى ساعات الفجر، مستهدفا تحركات مشبوهة لجبهة النصرة في عرسال الشرقية ومناطق وادي الخيل خربة يونين، وتمكن من تدمير اليات عسكرية ومحمولات بأسلحة ثقيلة ومتوسطة، وشوهدت السنة النيران تندلع من احدى الاليات العسكرية، وافيد عن سقوط جرحى في صفوف المسلحين.

 

الجيش: زورق حربي معاد القى قنبلة مضيئة فوق المياه الاقليمية

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "عند الساعة 23.02 من يوم أمس، أقدم زورق حربي تابع للعدو الإسرائيلي على إلقاء قنبلة مضيئة فوق المياه الإقليمية اللبنانية مقابل رأس الناقورة. وبتاريخه عند الساعة 3.12، أقدم زورق مماثل على خرق المياه الإقليمية اللبنانية مقابل رأس الناقورة لمسافة 333 مترا ولمدة ثلاث دقائق. وتتم متابعة الخرقين المذكورين بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان.

 

مروان فارس وفاعليات وممثلو أحزاب في القاع: موقف البلدية السياسي لا يعبر عن الوجه السياسي الفعلي لبلدتنا

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - الهرمل - اجتمع عدد من فاعليات وممثلي أحزاب من بلدة القاع، وتداولوا في شؤون البلدة، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدفها وأودى بخمسة شهداء من أبنائها وأوقع عددا كبيرا من الجرحى.

وأصدر المجتمعون بيانا أعلنوا فيه الآتي:

"1- إن القاع بلدة حزينة بفقدان خمسة شهداء، الذين فدوا بدمائهم بلدتنا، ونفتخر ونعتز بشهادتهم، كما نتمنى الشفاء للجرحى الأبطال، ونؤكد وقوفنا إلى جانب عائلاتهم ودعمهم.

2- إن موقف البلدية السياسي لا يعبر عن الوجه السياسي الفعلي لبلدتنا، والتي هي جزء من النسيج العام لمنطقة بعلبك- الهرمل، وهذه البلدية فازت بنسبة 40 في المئة من أصوات الناخبين فقط.

3- ندعم هذه البلدية إنمائيا وخدماتيا، وسنكون إلى جانبها للقيام بمشاريع تخدم البلدة وتعزز وجود الناس فيها، وإيجاد فرص عمل جديدة.

4- نرفض مقولة أمن المجتمع المسيحي أو الأمن الذاتي، ونرفض التسلح المنظم من أي جهة كانت، ونعلن أننا مع حماية الجيش اللبناني والقوى الأمنية لنا، وندعم التنسيق الأمني القائم مع المقاومة لحماية بلدتنا ومنطقتنا، ونحن تحت تصرف الجيش اللبناني وجاهزون للعمل والتنسيق معه تحت أية هيكلية يريدها.

5- نعلن وقوفنا جبهة موحدة لتصحيح وتصويب عمل البلدية، من خلال متابعة حاجات القاع الإنمائية والإجتماعية في الوزارات والمؤسسات الإنسانية كافة.

6- ندعو البلدية ونحثها على إيلاء مصلحة القاع العليا، العناية القصوى عن طريق الحوار والتواصل مع الأفرقاء والفاعليات في البلدة كافة".

وحمل البيان تواقيع: النائب مروان فارس، المهندس وديع ضاهر، ماجد عاد، المختار فياض رزق، المختار سمير عوض، رئيس البلدية الأسبق المحامي عبدالله عاد، رئيس البلدية الأسبق ميلاد رزق، منسق "التيار الوطني الحر" في القاع أنيس خوري، مدير مديرية "الحزب السوري القومي الإجتماعي" خليل التوم، قبلان مخلوف، المحامي ميشال عاد، سليمان عوض، مروان نصرالله، وليد مطر، صور التوم وأنطوان فاضل.

 

ما هو شرط جنبلاط للسير بترشيح عون!؟

النهار الكويتية 17 يوليو، 2016/رأى عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب أنطوان سعد ، أنه من واجب القوى السياسية تلقّف الدعوة الفرنسية وغيرها من المبادرات، التي تدفع الأمور إلى إنتاج تفاهم وطني على المواضيع الخلافية، وحماية البلد من الخروقات الأمنية، ووضع حد للانكشاف الأمني الذي يعرّضه إلى الكثير من المخاطر والهزّات، مستدركاً أن الوضع اللبناني ليس بيد فرنسا أو غيرها، خصوصاً في الشأن الرئاسي الذي يستلزم اتفاقاً أميركياً – روسياً – سعودياً – إيرانياً! وأكد سعد، أن جلّ ما يستطيع الحوار المرتقب في مطلع شهر آب تحقيقه في هذه المرحلة هو إيجاد مظلة أمنية وسياسية داخلية إضافية، من شأنها أن تخفف انعكاسات حمم البراكين المشتعلة في محيط لبنان وجواره، والتي من المستحيل أن يبقى لبنان بمنأى كامل عن نيرانها الحارقة، معتبراً أن مثل هذا الحوار كان لينجح في التوصل لاتفاق حول إنتخاب الرئيس ، لولا ان الوضع اللبناني مرتبط إلى هذا الحد بإيران من خلال سياسة “حزب الله”، ما جعل الناخب الأساس في الإستحقاق الرئاسي في لبنان هو الوضع الإقليمي بكل حيثيات متغيراته المتسارعة على أكثر من صعيد. سعد سئل: هل ما زال وليد جنبلاط على استعداد لإنتخاب العماد ميشال عون في حال تم التوافق عليه لموقع الرئاسة الأولى؟ فأجاب: همّ وليد جنبلاط هو تعبيد الطريق أمام أي تسوية يلاحظ أنها قريبة للواقع ومتّفق عليها من قبل جميع الفرقاء لحفظ الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في البلد، مشيرا الى أن جنبلاط عبّر أن لا مانع لديه من السير بأي تسوية تهدف لتحصين الأمن والإستقرار والوضع الاقتصادي في البلد بشكل خاص.

 

جعجع: لبنان بألف خير ومصير المسيحيين بأحسن حال

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - نظم مكتب الشؤون الإجتماعية في القوات اللبنانية - جزين رحلة للمسنين بدأت بسيدة حريصا لتنتهي في معراب حيث كان لقاء مع رئيس حزب القوات سمير جعجع في حضور رئيسة جهاز الشؤون الإجتماعية أنجيليك خليل ومنسق منطقة جزين جوزيف عازوري.

بعدما رحب جعجع بالضيوف، أعرب عن محبته لمنطقة جزين "التي تحتضن الشعراء والكتاب والسياسيين الكبار، الأمر الذي لمسته خلال زيارتي جان عزيز الجد، بحيث وجدت نفسي أمام تاريخ وجغرافيا صامد في تلك المنطقة". وتطرق الى الوضع المسيحي، مستغربا "بعض الذين يتساءلون عن مصير المسيحيين وكأن هؤلاء البعض لم يسمعوا أبدا عن تاريخ أجدادنا وما عانوه لزمن طويل واجتازوه بكل شجاعة وصبر حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم، وبالتالي ليس من حقنا أن نسأل عن مصيرنا، ولو اننا نواجه بعض الصعوبات، ما دمنا نتمتع بعزم وقوة وإيمان، فمصيرنا بأحسن حال". وحض "الجزينيين على التشبث بأرضهم وعدم الإحباط لأن وضع لبنان بألف خير ولو أن الأوضاع المعيشية والسياسية صعبة في ظل الغياب القسري لرئيس الجمهورية وحكومة ومجلس نيابي شبه معطلين". وأكد ان "حزب القوات يسعى جاهدا الى ملء سدة الرئاسة باعتبار انه لا يعمل لمصالحه الحزبية، بل ما يهمه هو المصلحة العامة". وأكد "أهمية ورقة التفاهم بين القوات والتيار الوطني الحر وما أسفر عنها من نتائج مثمرة على الأصعدة كافة، وضرورة الصمود أكثر فأكثر والنظر الى لبنان بصورة إيجابية لتمرير المرحلة الصعبة، فعلى الرغم مما تشهده المنطقة بأكملها ما زال لبنان آمنا وصامدا ولو انه يتعرض لبعض الرذاذ بين الحين والآخر".

 

 قاووق: لبنان لن يستقر والإرهاب يتخذ من سوريا مقرا أو ممرا

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "النظام السعودي في سياساته بالمنطقة إنما يمثل كارثة على مستوى الأمة، فهم يعترضون على التفجيرات داخل المملكة ويمولون ويشجعون التفجيرات داخل سوريا، وهم إنما يعلنون للعالم أجمع أنهم يستخدمون الإرهاب، وهذا فعل إرهاب، فحتى اليوم نجد أن السعودية تصر على استخدام جبهة النصرة في سوريا، وهي فرع القاعدة وإرهاب في التصنيف الدولي، وهم في المقابل لا يرتضون لأنفسهم أن يستهدفوا بالتفجيرات، ولكنهم يرتضون لسوريا ذلك، وفي هذا الإطار نقول لهم، إن ما لا ترضونه في تركيا من إسقاط للحكم بقوة السلاح، يجب ألا ترضوه في سوريا، أي إسقاط الحكم بقوة السلاح". وقال خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" للشهيد المجاهد سمير علي عواضة في حسينية شهداء بلدة الطيبة الجنوبية في حضور وزير المال علي حسن خليل وعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض: "ما هو أشد إيلاما على اللبنانيين أن النظام السعودي يسلح جبهة النصرة التي هي عدوة لبنان وتحتل أرضنا في البقاع وجرود رأس بعلبك وعرسال، فالسلاح الذي حجبته السعودية عن الجيش اللبناني يصل إلى جبهة النصرة في حلب، وهذه السياسات إنما تشكل خطرا حقيقيا على الاستقرار والوحدة الوطنية".

أضاف: "اللبنانيون باتوا يعرفون جيدا أن مستقبل استقرار وكرامة ووحدة لبنان يتوقف على مصير المعركة في سوريا، وأنه لا يمكن للبنان أن يستقر إذا ما بقي الإرهاب التكفيري يتخذ من سوريا مقرا أو ممرا، لذلك فإننا سنكمل هذه المعركة بكل ما تستلزم ولن نخذل أهلنا ولن نتراجع، ونحن نتطلع إلى نصر آت يكون أعظم من نصر تموز 2006". وتابع: "في ذكرى عدوان تموز على لبنان عام 2006، لم ننس أن الذي حرض على إطالة أمد الحرب هو النظام السعودي، ولا سيما أن إسرائيل ما عادت تخفي أن مفاجأتها السارة في تلك الحرب كانت رسائل النظام السعودي التي تطالبها بعدم إيقاف الحرب، وبتدمير الضاحية، واحتلال بنت جبيل، وأيضا نحن لا ننسى أنهم كانوا في الخندق الآخر، ويراهنون على موتنا وعلى هزيمة لبنان، وبالتالي هم إنما فضحوا أنفسهم عندما أشهروا وأعلنوا عداءهم للمقاومة". وختم: "النظام السعودي ومن معه لم يجدوا إرهابا في المنطقة إلا "حزب الله"، ولكن الأيام أثبتت كذب ودجل السياسات والتصنيفات والاصطفافات السعودية، لأن الإرهاب الذي يضرب المملكة والعراق وسوريا وصولا إلى باريس، هو إرهاب تكفيري، له منشأ من النظام السعودي وليس "حزب الله".

 

الأخبار الإقليمية والدولية

تركيا.. اعتقال 6000 شخص بينهم مساعد أردوغان

الأحد 12 شوال 1437هـ - 17 يوليو 2016م/العربية.نت – رويترز/أوقفت السلطات التركية مساعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للشؤون العسكرية، علي يازجي، بتهم المشاركة في الانقلاب. بدوره، أعلن الجيش التركي أن الشعب لعب الدور الأساسي في إفشال محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد الجمعة. نقلت قناة (إن.تي.في) التلفزيونية عن بيان للقوات المسلحة التركية الأحد قوله إنه تم تحييد محاولة الانقلاب على الحكومة وإن الجيش رهن إشارة الدولة والشعب. وأضاف البيان أن الشعب التركي لعب الدور الأكبر في إحباط محاولة الانقلاب. في السياق، نقلت القناة عن وزير العدل التركي، بكير بوزداج، قوله الأحد إنه جرى اعتقال 6000 شخص، حتى الآن فيما يتصل بمحاولة الانقلاب الفاشلة، ومن المتوقع اعتقال المزيد. ونسب التلفزيون إلى بوزداج قوله "ستستمر العملية القضائية بشأن ذلك". وقال مسؤول تركي كبير، لرويترز، إن الحكومة استعادت السيطرة على أنحاء البلاد، رغم أن مجموعات قليلة من مدبري الانقلاب لا تزال صامدة في اسطنبول لكنها لم تعد تشكل خطرا. وتابع قوله إنه لم يلق القبض بعد على بعض العسكريين المهمين، لكن يبدو من المرجح الإمساك بهم قريبا.

 

كيري: الادعاءات بتورطنا في انقلاب تركيا "كاذبة"

الأحد 12 شوال 1437هـ - 17 يوليو 2016م/لوكسمبورغ – رويترز/العربية.نت/أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم السبت أن الادعاءات بتورط واشنطن في الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا تضر العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان إن كيري حث تركيا على ضبط النفس واحترام سيادة القانون خلال تحقيقاتها في هذه المؤامرة. وأردف قائلا "لقد أوضح أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتقديم المساعدة للسلطات التركية التي تباشر هذا التحقيق ولكن التلميحات أو الادعاءات العلنية عن أي دور للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة كاذبة تماما وتضر بالعلاقات الثنائية بيننا".

 

غولن لا يستبعد وقوف اردوغان نفسه خلف محاولة الانقلاب

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - نفى الداعية التركي فتح الله غولن في مقابلة الاتهامات التي وجهها اليه الرئيس رجب طيب اردوغان بالوقوف خلف محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا، مؤكدا انه لا يستبعد ان يكون اردوغان نفسه من دبر هذه المحاولة. وغولن (75 عاما) الذي يعيش منذ 1999 في منفى اختياري في شمال شرق الولايات المتحدة ويندر ان يجري مقابلة صحافية يرأس حركة "حزمت" (الخدمة) التي تتمتع بنفوذ واسع في تركيا ولديها شبكة ضخمة من المدارس والمنظمات الخيرية والمؤسسات. واردوغان الذي كان هذا الداعية من اقرب حلفائه قبل ان يصبح من اشد خصومه، سارع فجر السبت فور عودته الى اسطنبول لاتهام غولن بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية، مطالبا الولايات المتحدة بتسليمه. وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز نشرت السبت قال غولن ردا عل سؤال بشأن ما اذا كان بعض من مناصريه في تركيا شاركوا في المحاولة الانقلابية "انا لا اعرف من هم مناصري".

 

الولايات المتحدة جددت دعوتها لرعاياها بعدم السفر الى تركيا

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - جددت الولايات المتحدة الطلب من رعاياها بعدم السفر الى تركيا، غداة محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي ذهب ضحيتها 265 قتيلا على الاقل. وقالت الخارجية الاميركية في بيان انها "تحذر المواطنين الاميركيين من تزايد تهديدات الجماعات الارهابية في جميع أنحاء تركيا وتنصحهم بتجنب السفر إلى جنوب شرق تركيا".

 

 مجموعة معارضة مسلحة تسيطر على مبنى للشرطة في يريفان وتاخذ رهائن

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - سيطرت مجموعة معارضة مسلحة على علاقة بزعيم معارض مسجون على مبنى للشرطة في يريفان واحتجزت رهائن، على ما اعلن جهاز الامن الوطني الارمني. وقال جهاز الامن في بيان "اقتحمت مجموعة من المسلحين مقرا تابعا للشرطة في يريفان وهي تحتجز رهائن". وافاد احد المهاجمين ان مساعد قائد الشرطة الوطنية بين الرهائن.

 

القضاء البحريني يحكم بحل جمعية الوفاق المعارضة

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - اصدرت محكمة بحرينية قرارا بحل جمعية الوفاق الوطني الاسلامية، التي تتهمها السلطات بتوفير "بيئة حاضنة للارهاب والتطرف والعنف". وقضت المحكمة "بحل الجمعية وتصفية اموالها" لصالح خزينة الدولة، بموجب الدعوى التي رفعتها بحقها وزارة العدل والشؤون الاسلامية في 14 حزيران، واتهمتها فيها بانها "تستهدف مبدأ احترام حكم القانون"، وبتوفير "بيئة حاضنة للارهاب والتطرف والعنف".

 

مقتل ثلاثة شرطيين بإطلاق نار في لويزيانا الأميركية

اشنطن – أ ف ب/18 تموز/16/قتل ثلاثة شرطيين وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في إطلاق نار في مدينة باتون روج (لويزيانا)، حيث كان أدى مقتل شاب أسود برصاص الشرطة مطلع يوليو الجاري، إلى موجة واسعة من الإدانات والتظاهرات. وذكر مكتب المسؤول عن الإدارة الأمنية المحلية (الشريف) في بيان، أن أحد مطلقي النار قتل، وهناك إثنان آخران «يمكن ان يكونا فارين». ولم تعرف الملابسات الدقيقة لإطلاق النار، لكن يبدو أن قوات الأمن تدخلت بعد عملية إطلاق نار أولى. وقال المتحدث باسم الشريف المحلي إنه «يبدو أنهم (الشرطيون) ردوا على إطلاق نار»، موضحاً أن العديد من عناصر شرطة باتون روج التابعين للشريف أصيبوا بجروح ونقلوا إلى مستشفيات محلية. وتاتي هذه الحادثة وسط مناح من التوتر الشديد في عاصمة لويزيانا التي كانت مسرحاً لتظاهرات عدة ضد عنف الشرطة.

 

السفير الإسرائيلي الجديد يصل إلى القاهرة لاستلام مهام منصبه

القاهرة – أ ش أ، الأناضول:18 تموز/16/وصل سفير إسرائيل الجديد لدى مصر دافيد جوبرين إلى القاهرة أمس، آتياً من تل أبيب لتسلم مهام منصبه الجديد. وقال مصدر أمني طلب عدم ذكر اسمه، إن السفير الإسرائيلي وصل على متن طائرة خطوط «إير سيناء»، وكان في استقباله مندوب من وزارة الخارجية المصرية ومسؤولون من السفارة الإسرائيلية. وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي وافق في أبريل الماضي، على تعيين غوبرين سفيراً جديداً لإسرائيل لدى مصر، خلفاً للسفير حاييم كورين.يشار إلى أن غوبرين (53 عاماً) حاصل على درجة الدكتوراه في تاريخ الشرق الأوسط ويتحدث العربية، وشغل قبل تعيينه مناصب عدة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، منها رئيس قسم الأردن في الوزارة، كما تولى منصب السكرتير الأول فى السفارة الإسرائيلية لدى مصر فى تسعينيات القرن الماضي.

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله» يفبرك الأضاليل.. ولا مَن يصدّقها

علي الحسيني/المستقبل/18 تموز/16

يتظهّر يوماً بعد يوم، أن ثمة ماكينة إعلامية ضخمة داخل «حزب الله» قد أُفرز لها جميع المتطلبات والاستلزامات التي تحتاجها عمليات التضليل الإعلامي وفبركة الحقائق وقلبها، هي التي تخوض معركة التجييش والحشد في الداخل والخارج بهدف حرف أنظار الرأي العام عن سياسة التمييع والتهرّب والإنكار التي يمارسها الحزب، وعن الوقائع الميدانية في سوريا والتي تُثبت حجم الخسائر الهائلة التي يتكبدها حلف «المُمانعة» هناك، والتي بدأت تنعكس «جنوناً» وتخبطاً داخل أوساطه السياسية بدءاً من إيران ثم مروراً بالعراق واليمن وسوريا، وصولاً إلى لبنان حيث التأثير الأكبر والهذيان الواضح في الأقوال والأفعال.

آخر موجة الإدعاءات والفبركات وحرف الحقائق عن موضعها، خرجت بالأمس على لسان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نوّاف الموسوي، الكتلة التي باتت مُتخصّصة بتركيب «مسارح» استعراض الخطابات «البهلوانية» التي كثرت في الآونة الأخيرة رغم التكرار الممل لهذه العروض. يقول الموسوي: ان ما نشهده من تطورات ومراجعات في السياسات التي كانت معتمدة، إضافة إلى أحداث جرت مؤخرا، يؤكد بأن الانتصار بات قريبا، وبات بإمكاننا القول، إن أذرع الثعابين التي امتدت إلينا لم تقطع فحسب، وإنما رؤوسها سائرة إلى القطع أيضا«.

يمكن التوافق مع الموسوي حول عملية قطع الرؤوس التي أصبحت سمة بارزة في تصرفات وأفعال عناصر «حزب الله» في سوريا بالتكافل والتضامن مع النظام السوري وشبيحته، لكن الحديث عن «النصر« يحتاج إلى من يؤكده خصوصاً وأن الكلام عنه والوعود به، قد تجاوز السنوات الخمس. وإذا ما نظر الموسوي جيّداً من حوله خلال إلقائه هذا الخطاب، فسوف يعلم جيّداً أن المناسبة التي كان يتحدث خلالها، تختص بشاب سقط في سوريا يحمل رقماً صعباً من ناحية تعداده ضمن صفوف قتلى «حزب الله» الذين يتساقطون في سوريا منذ العام 2011 من دون أن يكون هناك أفق أو حتّى نهاية واضحة لكل هذه النكبات.

يذكر الموسوي أن «حزب المستقبل، كان أول من بادر لإجراء حوار مع التيار الوطني الحر على أساس انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية، ولكن يعرف نواب المستقبل قبل غيرهم، أن الذي عطل الاتفاق بين رئيسهم، وبين الجنرال عون، كان الأمر السعودي برفض انتخابه». لكنه لا يذكر أن السعودية كانت فتحت أبوابها لعون للتشاور معه وتكثفت يومها اللقاءات بينه وبين السفير السعودي في لبنان علي عوّاض عسيري وبين الاخير وصهر عون الوزير جبران باسيل. كما تناسى أن اللقاء بين الرئيس سعد الحريري وعون، كان بهدف التقريب في وجهات النظر واراحة الشارع تماماً كما هو الحال بالنسبة في ما خص الحوار بين «المستقبل» و»حزب الله» ولم يصل الى حد تبني الحريري ترشيح عون. أمّا عن عملية تعطيل إنتخاب رئيس، فيُدرك الموسوي قبل غيره، أن حزبه من أوّل المُعطلين لهذا المشروع وكلام قادة «حزب الله» ماثل حتّى اليوم في أذهان المواطنين «إمّا عون وإما لا إنتخابات رئاسية».

وفي ما خص «المقاومة»، يعتبر الموسوي أنه «بمجرد وجودنا في القرى الجنوبية، وبمجرد أن يبني المرء منزلا فيها، وأن يحرث أرضه ويجتني ثماره، ويقوم بمزاولة أعماله على مسافة أمتار من العدو الإسرائيلي، فهذا أمر بحد ذاته مقاومة«. مُشكلة «حزب الله» دائماً هي أنه يوقع نفسه في مطبات سياسية وعسكرية من دون ان يكترث لحجم الأضرار التي يُمكن ان تلحق به من جرّاء هذا التعاطي الذي ينم في كثير من الأحيان عن تكبّر وتعال على الدولة والشعب. ففي السياق الذي أفرده نائب «حزب الله» عن الصمود في القرى الحدودية الجنوبية وهو أمر يعود لهم وحدهم ولإرادتهم الصلبة من دون المنة من أحد، إلا أن هناك تقارير تتحدث على الدوام عن الإستقرار الامني الذي تعيشه المستوطنات الشمالية للمرّة الأولى في تاريخ الصراع بين لبنان وإسرائيل، لدرجة أن الخصوم و»الحلفاء» يؤكدون انها النقطة الاكثر أماناً في العالم.

من المؤكد أن قيادة «حزب الله« تسير اليوم ضمن منهج يقوم على طبيعة التأقلم مع كل ما يحدث معها، وهي تستعيد من التاريخ عبارات وشعارات نسجتها عقول بشريّة، لتخدم موقفها الذي لا تُحسد عليه. فكل مجالس العزاء والمهرجانات، تحوّلت إلى منابر لتبرير الإنزلاق في القتل والموت من دون أن يكون هناك حدود للإفتراء والتطاول، وطالما أن هناك قتلى يسقطون خارج أرض الحق، ستبقى الشتائم والإتهامات توزّع يومياً، كما توزّع شهادات الموت على شبّان لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في بيئة اعتاد «المستولي» عليها، أن يبث فيها حكايات وروايات لا صحة لها ولا سند، تصب جميعها في خدمة «مشروع» التفرقة الذي تخوضه إيران في المنطقة. في سوريا، لم تعد الحرب التي يخوضها «حزب الله« محددة ببقعة، سواء أكانت قرية أو محافظة، إذ إن كل الجغرافيا السورية أصبحت مسرحاً لتدخله العبثي دعماً للنظام البعثي، ومعها تحوّل سقوط عناصره إلى خبر يومي، يمر بشكل اعتيادي على شاشات التلفزة وصفحات الجرائد ما عدا «ماكينة» الحزب الإعلامية والدعائية التي تقودها كتلة «الوفاء للمقاومة»، فالكتلة في واد وجمهورها في واد آخر. جمهور ينتظر إطلالة ما أو بيان ما يُعلن خلاله الإنسحاب التدريجي لأبنائه من الموت المُحتم أو أقله ينتظر خبراً يُثلج القلوب يتمثّل بعودة إبن أو أب أو شقيق إلى منزله لا إلى المستشفى، لكن النائب الموسوي كان كل همّه أمس، أن يتهرّب من نظرات الحاضرين السائلة عن جدوى الحرب السورية أو النهاية التي ستكون عليها هذه الحرب، ولذلك حاول قدر المستطاع أن يرفع تهمة العجز وقلّة الحيلة والإنجرار وراء أهواء الإيراني عن حزبه، فكان الهذيان بالخروج عن الواقع من خلال إدعاءات وفبركات أقل ما يُقال فيها إنها، كذب وإفتراء، وإنتقاص من دور دول ورجالات مشهود لهم بنظافة كفهم، سواء في بلادهم أو خارج حدودها.

 

داعس بين “داعش” و”حزب الله”!

تركي الدخيل/عكاظ/17 تموز/16

التفجير الإرهابي الغادر في مدينة نيس الفرنسية يعيدنا إلى نفس المربع التحليلي. الرئيس الفرنسي تحدّث عن “الإسلام المتطرف”.. ماذا يعني به؟! ثمة إرهاب سنّي وشيعي بنفس المستوى، فداعش التي تبرر الدهس بالشاحنات سبقها إلى هذا التكتيك “حزب الله”. أمين عام ميليشيا الحزب تحدّث قديما عن طريقة القتل عبر الدهس بالشاحنة، وكيف يكون القاتل مبتسما سعيدا لأنه ذاهبٌ إلى الجنة. الإرهاب كتلة واحدة تختلف فقط البراهين والحجج، لكنها على الأرض ذات ميادين مشتركة واستراتيجيات متوارثة بدليل أن ابن لادن نفسه أخذ طريقة “حزب الله” في نسف المباني بالثمانينات، وحرق السفارات، واستراتيجية الإغتيالات واعتمدها في تنظيم “القاعدة” بمساعدة عماد مغنية.  الإرهاب يتجاوز الموضوع الديني والطائفي، فالقتلة هم القتلة، من البغدادي وابن لادن إلى نصرالله ومغنية. الفكرة الأهم تأسيس ثقافة إسلامية معتدلة تتجاوز وتلفظ هذه الأحزاب والتنظيمات، وهذا لن يكون من دون تعاون دولي، وقيادة أممية لمشروع الحرب على الإرهاب فكريا. في أوروبا حيث الحرية بالتعبير تنشط أقاويل إرهابية خطيرة بالمحاضن والأماكن المتعددة، كيف يمكن للحكومات الرقابة عليها؟! إنها فاجعة كبرى، ومصيبة عظمى، هذا القتل البشع عبر استراتيجية الدهس أو (الدعس) كما ننطقها بالمحلية، التي بشّر بها “حزب الله”، أخذها “نسخا ولصقا” تنظيم “داعش”.

 

حزب الله في الإمارات

 أحمد عدنان/الرؤية/18 تموز/16

أتابع قضية خلية ما يسمى بحزب الله في الإمارات، وأنظر باحترام بالغ للأجهزة الأمنية والعدلية الإماراتية نظير كفاءتها ونزاهتها.القضية المنظورة راهناً أمام القضاء، تبت قرارها في اتهامات عدة منها تتضمن التجسس، وقد تصل إلى الإرهاب، وما يثير الإعجاب عدم جرأة خصوم الإمارات على التشكيك في إجراءات التقاضي وحيثيات القضية، وهذا وسام جديد استحقه القضاء الإماراتي رغم أنف الخصوم، حتى حزب الله نفسه لم ينبس همساً عن القضية، لأنه يعرف جريمته، وربما أدرك أن مؤامراته مهما تضخم حجمها تتلاشى أمام الحزم والعدل في الإمارات. أنوه عن هذه القضية لألفت النظر لغير ملاحظة، أولها أن الإعلام العربي والدولي لم يعط القضية حقها من التغطية رغم خطورتها، وهذا أمر يستحق الدرس والمعالجة. وهذه القضية تثبت أن الإمارات مستهدفة من كل تجار الدين أياً كانت طوائفهم (الإسلام السياسي)، لأنها نموذج ناجح للدولة الحضارية، وهذا النموذج هو الناسف لشعارات تجار الدين، التي تزدهر في الدول الفاشلة والفوضى، لذلك يستهدفون الإمارات، ولهذا يجب أن يلتف المخلصون جميعاً حول الإمارات حصن العروبة والإسلام المتحضر وقيمة الدولة. وأخيراً، اقتراح أرفعه للأجهزة الأمنية والعدلية، يتمثل في إصدار مذكرة توقيف محلية ودولية بحق أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، استناداً للقاعدة القانونية «مسؤولية المتبوع عن أفعال التابع»، لأن الأفعى لا تموت من دون قص رأسها، ولأن رئيس العصابة يستحق المحاسبة والعقاب كبقية عناصرها.

 

معوقات انتخاب عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية

سيمون أبو فاضل/الشرق الأوسط/الأحد، 17 يوليو، 2016

سبق الجلسة 42 لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية محاولة قوية لإحياء الملف الرئاسي اللبناني، قادها الفريق السياسي – الإعلامي للعماد ميشال عون، وترافقت الحملة مع عدّ عكسي لدخول الأخير قصر بعبدا، بحيث باتت المسألة مرتبطة بأيام معدودة، حيث صور فريق عون الواقع للرأي العام بأن معظم القوى السياسية مؤيدة له، باستثناء الرئيس سعد الحريري الذي لم يعد بإمكانه عرقلة انتخابه، نظرا لكونه المرشح الأقوى، ويرتبط دخوله القصر الرئاسي بوصول الحريري إلى رئاسة الحكومة، لا سيما أن البلاد لم تعد تتحمل تداعيات الفراغ القائم، وإطالة أمده يقع على عاتق رئيس تيار المستقبل ومن بعده القوى الإقليمية الرافضة لعون. وفي موازاة سعي التيار الوطني الحر إلى وضع الكرة في ملعب الحريري ومؤيديه، فقد زخمت مبادرة الدكتور سمير جعجع هذا المناخ الذي عاشته البلاد، إثر طرحه في اجتماعه بكل من الحريري والنائب وليد جنبلاط ضرورة انتخاب عون، ورد جنبلاط بعدم الاعتراض على ذلك، لكن على الحريري أن يؤيد الخطوة.

كانت انطلاقة جعجع أيضا، تهدف إلى حشر «حزب الله»، وتبيان مدى مصداقية دعمه لحليفه عون إلى رئاسة الجمهورية، كما قصد في حركته هذه إنهاء الفراغ المفتوح على مؤتمر تأسيسي بعد نسف اتفاق الطائف لإيصال البلاد إلى المثالثة، إذ اعتبر جعجع أن رئاسة عون للبلاد لن تضيف أسهما إلى حجم ودور «حزب الله» الذي فرضه بقدراته العسكرية، لكن في مقابل ذلك يمكن الحفاظ على الجمهورية حتى انجلاء توازنات إقليمية قد لا تكون لصالح المحور الإيراني، وذلك باستدراك السقوط في فخ المؤتمر التأسيسي الذي تحدث عنه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله.

لكن لقاء الحريري – جعجع لم يصل إلى تفاهم بين الرجلين رغم محاولة الأخير إقناع الأول الذي لخص صعوبة تأييده عون، بعدم إمكانيته التراجع عن ترشيحه فرنجية لاعتبارات أخلاقية، كما أن قاعدته الشعبية لا تتقبل انتخابه له بسهولة، وألا قدرة لأحد على ضمان أداء عون وردات فعله.

وإلى رفض تيار المستقبل انتخاب عون، موازاة مع عدم رغبة كل من الرئيس نبيه بري لوصوله إلى بعبدا، وعدم تدخل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله لسحب ترشيح فرنجية لصالح عون، فإن الجواب الذي انتظره جعجع من الحريري لم يحصل ولن يحصل.

وفي ظل هذا الواقع تكمن معوقات تقدم عون نحو بعبدا، وعدم تأييد الحريري له لأسباب عدة بينها:

– تمنى الحريري على عون، إثر زيارة الثاني له في باريس منذ 3 سنوات، الانتقال في أدائه ومواقفه إلى المنطقة الوسطية، واتخاذ مواقف تدعم قيام الدولة، وتؤكد أحادية دور الجيش اللبناني، لكن أيا من ذلك لم يتحقق ولم يعمد عون كمرشح رئاسي للتمايز عن حليفه فيما خص قتاله على أرض الإقليم، واندفع صهره وزير الخارجية جبران باسيل مرارا في مواقف غير مطمئنة لتيار المستقبل ولمجلس التعاون الخليجي.

– تمنى الحريري على عون أن يخفف من حدة مواقفه تجاه الطائفة السنية والدول العربية الداعمة للبنان.. لكن وزراء ونواب وقيادات التيار الوطني الحر استمروا في مواقفهم الحادة تجاه الطائفة السنية، واعتبارها منبع الأفكار التكفيرية والإرهاب الذي طال في الفترة الأخيرة المملكة السعودية التي تشن قيادتها حربا ضده.

لم يتفاعل عون مع القيادة الجديدة في السعودية في مقاربة الملفات كافة، واندفع أكثر في تحالفه مع محور إيران.

– رغم تطمينات عون حيال التزامه اتفاق الطائف، وحرصه أن يطبق وفق جوهر احترامه الشراكة، فإن القلق منه يكمن وفق مقولة «الطبع يغلب التطبع»، إذ لن يقبل عون بعد انتخابه رئيسا الإبقاء على الآلية الحالية لإدارة البلد، بل ثمة حذر من دعوته لدى معارضة أي قرار له أو تعيين ما من قبل القوى السياسية، بضرورة تعديل الدستور لاستعادة صلاحيات رئاسة الجمهورية، أو إعادة النظر بنصوص أخرى في غير مجال، بما سيعطي لـ«حزب الله» فرصة النفاذ من هذه الثغرة لاستثمار الخلاف والمطالبة بمؤتمر تأسيسي يسقط مناصفة الطائف، ويوصل البلاد إلى نظام المثالثة.

– إن انتخاب عون رئيسا للجمهورية معناه إهداء الرئيس السوري بشار الأسد حليفا، في وقت تعمل دول مجلس التعاون الخليجي على إنهاء دوره، وبذلك ستكون له مواقف داعمة للأسد و«حزب الله» من موقع رئاسي له وقعه المعنوي.

– أيضًا فرنجية حليف الأسد، لكنه حالة سياسية نيابية متواضعة، قياسا إلى حجم عون وتحالفه مع إيران، ثم إن فرنجية يؤيد علنا اتفاق الطائف، ومارس الإيجابية مرات عدة وتفاعل مع عدة تسويات داخلية وتشريعات قاطعها عون، ودفع بمؤيديه إلى الشارع وتصادموا مع القوى الأمنية.

لذلك فإن تصوير فريق عون الأمر بأن الرجل يقف على مدخل قصر بعبدا، ويحمل معه مفتاح باب السراي الحكومي، بحيث يشكل انتخاب الحريري لعون دخولهما معا إلى رئاستي الجمهورية والحكومة، هو واقع غير صحيح وتناقضه المعطيات والوقائع، ليس فقط لأن «حزب الله» لن يسهل الأمر، والدليل عدم تدخله لسحب حليفه فرنجية، ويفضل الفراغ حتى حينه الذي يوصل إلى مؤتمر تأسيسي، بل لأن إيران لا تريد أن ينتهي الفراغ دون مقابل – سياسي – في زمن التجاذب الدولي الإقليمي على ساحات الإقليم العربي.

 

إدفع الجزية يا نديم

 قاسم يوسف/بيروت اوبزارفر/17 تموز/16

أخطأ نديم قطيش. لا يختلق عاقلان حول هذه الخلاصة. وهو خطأ يندرج في إطار الذهاب عميقًا ضمن اللعبة التي يتقنها ويحترفها، حيث أن المقاربة المتسرّعة للمتحرك التركي لا تستوي مع طريقته التقليدية والساخرة في تناول التطورات الناجمة عن أساس ثابت. بمعنى آخر، التوتر السنيّ الشيعيّ على مستوى المنطقة لا يحتمل أي خروج مماثل في لحظة شعر فيها الجميع برهبة موصوفة ووجل غير مسبوق. لكن كبوة نديم تندرج حصرًا ضمن الإطار السياسي والتوقيت الخاطئ، وهو توقيت لا يحتمل أي نوع من الترف الفكري أو المناقشات الهادئة. فكل الأصابع على الزناد، والأنظار مشدودة نحو محصلة واحدة: إما أن ننزلق بلا قيامة إلى الأبد، وإما أن نخرج من المخاض بأقل الخسائر، أو لنقل بأفضل الممكن. لا مجال هنا لرأي آخر يقارب النزعة الاستبدادية أو دروس التاريخ والجغرافيا، ولا مجال أيضًا لتهكم سياسي بارد أو مشتعل. اللحظة أشبه بإصبع متفجّر، والكبسولة تتراقص في يد الجميع.

كانت الردود مفهومة ومتوقعة، رغم عنفها وخروجها المستفيض عن المألوف. لكن اللافت تجسّد في دخول مجموعات مُنظّمة ومسؤولة على خط الاستهداف والتحريض المُمنهج، ما بدا وكأنه محاولة مبيّتة لتعرية الرجل إنطلاقًا من غايات تتخطى إطار الأزمة الراهنة، وتتعداها إلى شخصنة الأمور وتصفية الحسابات الضيقة. وهذا ما بات واضحًا ولا لبس فيه، ودون ذلك شواهدٌ كثيرة لا مجال لتشريحها الآن. شكّل نديم قطيش، ضمن فترة لا بأس بها، رأس حربة في مشروع المواجهة، وساهم في صناعة رأي عام عبر مساحة بسيطة تفوّقت على كامل المنظومة الإعلامية لتيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار. وهذا ما انعكس بشكل مباشر على حياته وأمنه الشخصي، حيث اضطر، ولا يزال، إلى ترك لبنان والانتقال للعيش في بلد آخر بعيدًا من عائلته. كل ذلك لم يشفع له. فبدل أن يسارع البعض إلى تطويق الانفجار ولملمة الشظايا، أوغل خنجره عميقًا في خاصرة الرجل، وكأنها اللحظة التي انتظرها منذ أمد طويل.

ما هي الرسالة التي يجب أن نفهمها ويفهمها الجميع؟ هل تحوّل نديم اليوم إلى غريب يغرّد خارج السرب، وبالتالي لا بد من رجمه وكبحه وتذكيره مع مطلع كل صباح بالمعزوفة المذهبية المقيتة. هل يستحق المؤتمر العام كل هذا الصراخ والضجيج بعد صمت يُشبه صمت القبور؟ وهل بالفعل تكمن المصلحة في انتهاج خطاب شعبوي يدغدغ ظمأ الجمهور ويسوقه نحو الأمكنة الخاطئة؟ ثم ماذا عن التعددية والرأي الآخر والوفاء؟ هل ذهبت كل هذه القيم أدراج الرياح؟ أين كبار القوم من هذا العبث، وهل هناك بالفعل من أعطى الضوء الأخضر للدخول بقوة على خط التحريض وإثارة القلاقل؟

بالأمس ناصرت إيلي الحاج دون أي معرفة مسبقة بشخصه، شعرت بأنه أخطأ في التوصيف وفي التوقيت، لكن ذلك لا يستأهل الرجم أو الاختيار بين القتل وفرض الجزية، كذلك هي الحال مع نديم، الجميع يعرف بأن علاقتنا الشخصية ليست على ما يرام، لكن ذلك لن يحول دون رفع الصوت والقول بشكل مباشر: نعم. نديم أخطأ، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجمه بحجر.

 

الزينبيون».. عملاء إيران الجدد

عبدالله المدني/الإتحاد/17 تموز/16

اتضح أن النظام الإيراني أجبن من أن يخوض معاركه الطائفية بنفسه، لذا فهو يسخر الأموال المتأتية من مداخيله النفطية، لا لتنمية بلده وشعبه كما تفعل كل الأنظمة الحصيفة، وإنما لشراء المرتزقة من أصحاب المذهب الشيعي ودفعهم إلى أتون معاركه الخارجية. فمن بعد شراء خدمات «حزب الله» اللبناني العميل، و«الحوثيين» في اليمن، والأحزاب العراقية الطائفية للعمل نيابة عنه، هاهو يستغل أمية وفقر أتباع المذهب في باكستان وأفغانستان ويشكل منهم ميليشيات مسلحة، ويدفعهم إلى ساحات القتال في سوريا الجريحة. لا يهم النظام القمعي الحاكم في طهران كم من هؤلاء سيقتل، وكم جثة ستحترق وستتفحم، وكم عائلة ستتيتَّم وتتفرق، فالغاية عنده تبرر الوسيلة، وهذه الغاية ليست سوى الهيمنة الإقليمية. ومن أجل هذه الغاية ظهر على مسرح الأحداث في سوريا ما يسمى بـ«لواء الزينبيين»، وهو مكون من مجموعة من المقاتلين الباكستانيين، يديرهم الحرس الثوري الإيراني، ويتحدثون لهجات بشتونية خاصة متداولة في منطقة كورام القبلية التي تسكنها قبائل شيعية مثل «توري» و«بنجش»، علماً بأن هذه القبائل تمتعت بدعم إيران طوال السنوات التي كانت فيها حركة طالبان في السلطة، وبالتالي صارت لطهران دالة عليهم، فتأمرهم وهم يستجيبون، خصوصاً وأن طهران راحت تستخدم في عملية استمالتهم للسفر من باكستان إلى سوريا عبر أفغانستان وإيران والعراق عوامل مثل: تراجع التهديد «الطالباني» لهم، وتنامي التهديد «الداعشي» لمذهبهم، وضرورة بذل التضحيات من أجل الدفاع عن المراقد الشيعية المقدسة في سوريا والعراق، واعتبار سقوط نظام الأسد بمثابة كارثة لكل الشيعة حول العالم، ناهيك عن إغرائهم برعاية أسرهم ومنحهم الهوية الإيرانية إذا ما لقوا حتفهم في المعارك (أقر البرلمان الإيراني في 12 مايو 2016 مشروع قانون يمنح زوجة وأبناء ووالدي المقاتلين غير الإيرانيين ممن كلفوا من قبل إيران بمهام عسكرية أو خاصة في دولة أخرى الجنسية الإيرانية).

وهناك من ينفي أن يكون العامل المذهبي والعقائدي هو الدافع وراء انتقال هؤلاء إلى سوريا للدفاع عن النظامين الإيراني والسوري، قائلاً إن الدافع هو دافع مادي بالدرجة الأولى، بمعنى أنهم يبيعون خبراتهم القتالية التي اكتسبوها أثناء الحروب الأفغانية لنظام طهران مقابل المال الإيراني، خصوصاً أنهم وأسرهم يعانون من فقر مدقع ويفتقرون للخدمات الصحية والتعليمية، والحرس الثوري الإيراني ألزم نفسه بدفع رواتب لكل عنصر تصل إلى نحو 120 ألف روبية باكستانية (1100 دولار) كل ستة أشهر. أما رأينا فهو أن كلا العاملين حاضران في الظاهرة، وربما كان العامل العقائدي أقوى بدليل أن «الزينبيين» يميزون أنفسهم بشعار شبيه بشعار «حزب الله» اللبناني الإرهابي، ويطلقون على أنفسهم أحياناً اسم «حزب الله الباكستاني»، بل يشيدون في موقعهم الإلكتروني بمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي كزعيم «مقدس»، ويتحدثون طويلاً عن واجبهم المذهبي في الدفاع عن ضريح السيدة زينب، معربين عن اعتزازهم بحمل اسم «الزينبيين» تيمناً بحفيدة الرسول (صلى الله عليه وسلم). وعلى الرغم من مناشدة قطاعات باكستانية واسعة حكومتها التدخل لمنع استغلال طهران للباكستانيين في حروبها الإقليمية، فإن إسلام آباد بقيت صامتة وكأن الأمر لا يعنيها. ذلك أن أقصى ما فعلته هو رفض استلام جثث مواطنيها القتلى في سوريا، وهو ما أجبر طهران على دفنهم في أراضيها. وإذا كانت المصادر الغربية المطلعة تقدر عدد عناصر «لواء الزينبيين» بحوالي خمسة آلاف عنصر، فإن الميليشيات الأفغانية الشيعية التي جلبها الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا وأطلق عليها اسم «الفاطميين» للدفاع عن نظام الأسد يقدر عددها بنحو 15- 20 ألف عنصر، علماً بأن هؤلاء كان عددهم في البداية لا يتجاوز 3500 مقاتل من شيعة الهزازة المتحدثين بالفارسية والمتركزين في إقليم هيرات الأفغاني، لكنهم استمروا في التزايد كنتيجة لالتقاط الحرس الثوري الإيراني للمزيد منهم من بين اللاجئين الأفغان المقيمين في إيران، وإغرائهم برواتب شهرية تتراوح ما بين 500 - 600 دولار مع وعد لهم بتسوية أمورهم غير القانونية في إيران، وذلك بهدف التعويض عن الخسائر التي منيت بها قوات الأسد و«حزب الله». ومما قيل في هذا السياق إن أفغانستان لم تعرف طيلة سنوات حروبها الأهلية جماعة مقاتلة بهذا الاسم، وبالتالي فهي ميليشيات جديدة تولى الحرس الثوري الإيراني تأسيسها وتدريبها للقيام بالمهمات القذرة نيابة عنه، واختار عناصرها من أفغان كانوا يعملون في صفوف لواء «أبو الفضل العباس»، وأفغان لاجئين في إيران، وأفغان يقضون فترة عقوبتهم في السجون الإيرانية، وأفغان التقطتهم شبكات تجنيد إيرانية متخصصة عاملة من داخل أفغانستان.

ومما قيل أيضاً أن قائد «الفاطميين» السابق «علي رضا توسلي» ومعاونه «رضا بخشي»، اللذين قتلا العام الماضي في معارك مع الجيش السوري الحر، كانا مقربين من قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وأنهما عاشا لسنوات في مدينة مشهد حيث اكتسبا عضوية «الحرس الثوري» الإيراني. وعلى الرغم من هذا فإن التقارير الغربية وصفت «الفاطميين» بأرخص لحم تحرقه إيران في الجحيم السوري، وذلك في إشارة إلى ما يلاقونه من معاملة قاسية وتمييز لجهة الرواتب قياساً بحالة الميليشيات اللبنانية والعراقية العميلة لطهران.

وكما في حالة تعامل إسلام آباد مع «الزينبيين»، فإن كابول هي الأخرى لم تحتج لدى طهران على ما تفعله من حماقات بحق الأفغان الأبرياء، وظلت صامتة خوفاً، على ما يبدو، من إثارة النظام الإيراني صاحب التاريخ الحافل في زعزعة أمن جيرانه.

 

أردوغان والانقلاب… وخلفيته الإخوانية

خيرالله خيرالله /العرب/18 تموز/16

تغيّرت تركيا في العمق. الدليل على ذلك أن ما شهدته من إفشال للانقلاب العسكري المرتجل لم يكن انتصارا لرجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية وحزبه الذي ينتمي إلى مدرسة الإخوان المسلمين بكلّ تخلّفها، بمقدار ما أنّه انتصار للشعب التركي بكلّ فئاته وتوجهاته. هل في استطاعة الرئيس التركي استيعاب هذه المعادلة؟ تصدّى الشعب التركي للانقلاب العسكري، الذي كان أقرب إلى تمرّد من انقلاب نظرا إلى أنّه لم يحظ بتأييد أكثرية كبار الضباط الذين يستطيعون التحكّم في الجيش، كل الجيش، عبر التراتبية العسكرية. هناك جيوب في الجيش التركي تمّردت في ما بدا أنّه ردّ فعل يائس على الخطوات المتلاحقة التي قام بها أردوغان من أجل تحييد الجيش وإبعاده عن السياسة تمهيدا للسيطرة عليه في يوم من الأيّام. ليس سرّا أن الجيش التركي مؤسسة كبيرة جدا نظرا إلى أن عدده نحو ستمئة ألف عنصر بين جندي وضابط، إضافة إلى أنّه جيش محترف يمتلك أسلحة متطورة لعب طوال ما يزيد على أربعة عقود دور رأس الحربة لحلف شمال الأطلسي إبّان الحرب الباردة. كان طوال الحرب الباردة مستنفرا على الحدود مع الاتحاد السوفياتي، فإذا بباراك أوباما يكافئ هذا الجيش، بعد إسقاطه لطائرة “سوخوي” روسية فوق منطقة حدودية تركية-سورية، بانحيازه إلى الموقف الروسي وإلى نظريات فلاديمير بوتين. حصل ذلك بسبب السياسات غير المدروسة للرئيس التركي الذي قال كلاما كبيرا، كلاما في شأن سوريا وثورة شعبها، لم يستطع يوما ترجمته على أرض الواقع! كان الانقلاب مجرّد تمرّد لمجموعة من الضباط استبقت اجتماعا مقرّرا للمجلس العسكري الأعلى. كان مفترضا أن يحيل المجلس العسكري الأعلى على التقاعد مجموعة من نحو ثلاثمئة من كبار العسكريين وذلك بعد أسبوعين. كانت لدى الرئيس التركي شكوك في ولاء هؤلاء العسكريين أو بأنهم محسوبون على الداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي يعتبره أردوغان عدوه الأساسي هذه الأيّام.

أراد الشعب التركي توجيه رسالة إلى كلّ من يهمّه الأمر، فحواها أن زمن الانقلابات العسكرية ولّى إلى غير رجعة، وذلك بغض النظر عن أردوغان وأخطائه. ما يمكن قوله بعد الانقلاب الفاشل الذي نفّذته مجموعة من الضباط، التي ليس معروفا هل يختبئ خلفها ضابط كبير أو أكثر، أن صفحة طُويت من التاريخ التركي. هذا عائد إلى أنه لم تعد توجد في البلد مجموعة عسكرية متماسكة في شكل مجلس عسكري مستقل كلّيا عن القرار السياسي يمثل القوّة الفعلية في البلد، من دون أن يعني ذلك أنّ المؤسسة العسكرية ليست موجودة وليس لها ثقلها.

باتت هناك حياة سياسية طبيعية، إلى حدّ ما في تركيا، علما أنّها تواجه تحديات كبيرة في مقدّمتها المواجهة مع الإرهاب بكلّ أشكاله، خصوصا أن أردوغان لم يتخذ موقفا واضحا منذ البداية من التطرف الديني ومن جماعات مثل “داعش” وغير “داعش”. كان آخر تعبير عن تلك المواجهة ما حصل قبل أسابيع قليلة في مطار إسطنبول الذي تعرّض لعمل إرهابي كبير يعكس، من دون شك، حال الإرباك التي كانت تعاني منها حكومة أردوغان منذ أشهر عدة.

يبقى التمرّد بمثابة إنذار من المؤسسة العسكرية التي ستبقى من دون شك، مهما تعرّضت لعمليات تطهير، حامية للأسس التي تقوم عليها تركيا الحديثة التي أسسها أتاتورك. صحيح أن أردوغان مازالت تُلتقط له صور في خلفيتها صورة كبيرة لأتاتورك، لكنّ الصحيح أيضا أنّ هدفه في المدى البعيد هو إزالة أي أثر للأتاتوركية التي هي مرادفة للعلمانية ولتركيا الحديثة وأبواب التطوّر المفتوحة أمامها. جاء الانقلاب الفاشل إثر سلسلة من المواقف الغريبة التي أخذها أردوغان بدءا بالتخلي عن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي كان من أبرز القياديين في حزبه الحاكم، وذلك بعد وضعه على الرف شخصية أخرى نافذة في الحزب هي رئيس الجمهورية السابق عبدالله غول.

فوق ذلك كلّه، أعاد أردوغان العلاقات مع إسرائيل بعد فترة طويلة من التوتر تسببت بها رغبته في المزايدة فلسطينيا في موضوع حصار غزّة، كما مدّ الجسور مجددا مع روسيا ومع فلاديمير بوتين بالذات. حصل كلّ ذلك، فيما صدرت تصريحات اتسمت بالغموض في شأن الوضع السوري عن رئيس الوزراء الجديد بن علي يلدريم. لم توضح هذه التصريحات هل سيطرأ تغيير على مواقف تركيا من النظام السوري في ظل ما يقال عن وساطة إيرانية وأخرى جزائرية بين تركيا وبشّار الأسد؟ بدا أن أردوغان، الذي طرح في الوقت ذاته تجنيس سوريين في تركيا، ليس شخصا يمكن الاعتماد عليه في أي مجال من المجالات، وأنّه يمتلك أكثر ما يمتلك شبق الإخوان المسلمين إلى السلطة ولا شيء آخر غير السلطة. تطرح المحاولة الانقلابية في تركيا سلسلة من الأسئلة. في مقدّمة هذه الأسئلة هل سيتصرف أردوغان من منطلق أنّه ليس صاحب الانتصار على تمرّد العسكريين، وأن عليه أن يكون حذرا في تعاطيه مع القوى السياسية الأخرى في البلد ومع المؤسسة العسكرية… أم سينطلق في عملية تطهير واسعة تجعله في عداء كامل مع هذه المؤسسة التي لن تكون يوما خاضعة لحزب معيّن، بل ستظل محافظة على نوع من الخصوصية في بلد مثل تركيا، وذلك بسبب الانتماء إلى المؤسسة الأتاتوركية؟

الثابت أن أردوغان سيحافظ على موقفه المتحفّظ حيال الإدارة الأميركية الداعمة للأكراد، الذين يبقون هاجسا من هواجسه، خصوصا في ظل وجود فتح الله غولن في الولايات المتحدة من جهة، ورد الفعل الأوّلي لكلّ من الرئيس أوباما ووزير الخارجية جون كيري على المحاولة الانقلابية من جهة أخرى. ظهر واضحا أن أوباما وكيري تفاديا التنديد الفوري بالانقلاب. فضّلَا التريث. وهذا يعكس عدم ارتياحهما لأردوغان الذي يبدو أن انفتاحه على إسرائيل وروسيا مرتبط إلى حد كبير بالموقف الأميركي منه.

ليست تركيا وحدها التي دخلت مرحلة جديدة. أردوغان نفسه في مثل هذه المرحلة التي تفرض عليه إعادة النظر في الكثير من مواقفه، بما في ذلك موقفه المتذبذب من ثورة الشعب السوري في وقت تبدو روسيا وإيران على استعداد للذهاب بعيدا في معركة حلب المدينة السورية الأقرب إلى تركيا من أي مدينة أخرى.

من هذا المنطلق، يبدو أن التريث هو أفضل ما يمكن أن يلجأ إليه الرئيس التركي. والتريث يعني أوّل ما يعني استيعاب أن الشعب التركي الذي وقف بوجه الانقلابيين لم يفعل ذلك دفاعا عنه، بل من أجل تأكيد أن لا عودة إلى الماضي، أي إلى أيّام الانقلابات العسكرية. يستطيع أردوغان التريّث، كما يستطيع الذهاب بعيدا في اندفاعاته نحو الاستحواذ على السلطة كدكتاتور من دكتاتوريي العالم الثالث أو الرابع أو الخامس، لا فارق. ما الذي سيفعله؟ تصعب الإجابة عن هذا السؤال، لكنّ الأكيد أن ماضيه وخلفيته الإخوانية لا يشجعان على الكثير من التفاؤل.

 

أفول «الانقلابات العسكرية».. بخلاف «الأمنيّة»

وسام سعادة/المستقبل/18 تموز/16

فرنسياً وتركياً: حدثان يقطعان الأنفاس، كوابيس متسارعة، حيوية صاخبة على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن الخوالج والمكنونات بين الناس عما يجري أمامهم، سؤال متواصل عمّا تخبئه الأيام الآتية، وأين سينبّت «الحدث الخبر»، في أي أرض، وبأي فاتورة؟ فرنسياً: مجزرة «دهسية» للأبرياء، تصعيد في أسلوب التنكيل بالناس. تصعيد في «تصادم الزمنيات» في يوم الثورة الفرنسية. هذه الثورة عكف الفرنسيون بعد قرنين ونيف عليها على «اختصارها» في الذاكرة الى جملة مبادئ مشعة، وتنحية مآسيها ومجازرها الى حد ما، فكانت المجزرة في عيدها، لتطرح استفهامات مقلقة حول مآل الارهاب، لا سيما وأن السائق السفاح لم يكن مرّ بعملية «راديكاليزيشن»، اي تنشئة متطرفة عقائدية متدرجة، على ما هو رائج الخوض حوله بحثياً ونقاشياً في المعاهد والمحافل.

تركياً: عملية انقلابية فاشلة تثبت قبل كل شيء امراً أساسياً: عهد «الانقلابات العسكرية» يميل الى الانحسار، الا تلك التي يقوم بها الجيش في تراتبيته التقليدية، وحتى هذه. في المقابل، الأوان والقرن كله لـ»الانقلابات الأمنية». هذه الانقلابات الأمنية تفتش عن نقطة تحقق فيها ضربة موضعية أو كمين بعينه للامساك بالخصم، لتحكم جهاز ما بمفصل من مفاصل السلطة. أما «انقلاب عسكري» بمجلس عسكري، وجيش يحكم ويدير ويوزع الحصص بين الناس، فهذا صار من الماضي.

محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة كانت بلا رصيد «انقلاب امني» جدي يسندها، وبلا رصيد «تدبير سياسي» يعطيها حجة ولو ضئيلة لتجويز ما فعلته. كان للانقلابيين لحظة بدوا فيها مسيطرين، ثم اندثرت هذه اللحظة بسرعة البرق، بشكل كرتوني، بل بشكل ملهاتي.

لا يعني هذا ان مسيرة الديموقراطية في الشرق الاوسط بعد انهيار المحاولة الانقلابية على ما يرام. خيبات الربيع العربي ليست وحدها. المنطقة كلها أمام عملية تخلع بنيوي لنظمها. الأتراك واجهوا حصتهم الطارئة هذه بحيوية واستحقوا اعجاب وفرحة شرائح عربية واسعة.

لكن النقلة النوعية باتجاه الاستقرار الديموقراطي لمجتمعات الشرق الاوسط، بل لاي مجتمع منها، ما زالت نقلة بعيدة عن مداركنا. وفي مكان ما، كي تتأمن شروط النقلة، على العقل النقدي الحر ان يقيم مملكته، بوجه «التقدمي» اذا قتل شعبه، كما بوجه الظلاميين والغلاة من هذه الفئة، وبوجه الظلاميين الظالمين من تلك.

فرنسياً وتركياً: اللبنانيون نسوا السياسة الداخلية تماماً لبضعة أيام. لكن الاحداث التي شاهدوها وعاشوها ستفرض نفسها في ثيابها اللبنانية أيضاً: تحدي مكافحة الارهاب، تحدي مكافحة نزعات التسلط والانقلاب، تحدي صيانة المشاريع المعتدلة كي تكون معتدلة قادرة، ومعتدلة دافئة، تنطلق من اصالة التعددية في هذا البلد، وانه لا يحكم بغلبة فئة على فئة، وان المساواة القانونية فيه بين مواطنيه ومواطناته هي الاساس لكل دستور ولكل تشريع، وكل بحث عن تسويات آنية ومستدامة.

سائق شاحنة نيس ليس لوحده في هذا العالم. ثمة أشرار كثر. ثمة أشرار أغبياء وأشرار أذكياء.

الانقلابيون فشلوا، لكن التربص بالمسارات المؤسسية لن ينتهي في المنطقة ولا في العالم، لا سيما انه مع افول زمن «الانقلابات العسكرية« ستزدهر الانقلابات الامنية اكثر، وهي قادرة اكثر على التكيف مع روح العصر، وآلياته وشبكاته، ومع كل جديد.

 

خطر أردوغان والإخوان على العرب

أسعد البصري/العرب/18 تموز/16

السؤال الذي يحيرني في ما يتعلق بالشرق اليوم هو هل نحن نعيش هذه الانهيارات المتتابعة بالمصادفة؟ حريق الفلوجة وحريق الكرادة ومجزرة فرنسا وانقلاب في تركيا كل هذا في عشرة أيام، هل الشرق يمرّ بفوضى عادية وهي أحداث منفصلة عن بعضها البعض، أم سيظهر مؤرخ ومتفلسف مسلم قريبا بمستوى الفيلسوف الألماني هيغل، ليخبرنا بأن ما يجري في الواقع هو تشققات لتحول تاريخي وانهيار في الثقافة والجغرافيا؟ نحن لا نستطيع رؤية ذلك الشيء الذي شعر به هيغل وأطلق عليه “روح العالم”. أردوغان يمثل إحراجا فلسفيا عالميا لا يُطاق اليوم، فهو من جهة يقول للأوروبيين ارفعوا شروط التأشيرة لدخول أوروبا بالجواز التركي، وقدموا لتركيا تعويضات وبلادي ستعمل على توطين اللاجئين. ومن جهة ثانية يعد اللاجئين بجنسية تركية. هذا سلطان عثماني وليس رئيس دولة عادية، والاتحاد الأوروبي كان محقا حين قال بأنه لن يرضخ لشروط “السلطان”

لم يظهر مسلم منذ محمد علي باشا (توفي 1849) استطاع وضع الغرب أمام حقيقته المنافقة بهذا الشكل. وبالرغم من ذلك فأردوغان خبيث وماكر وخطر عثماني على وجود العرب، والغريزة القومية والوطنية تفرض على العرب محاربته. إنه خراب للدول العربية عموما.

أردوغان يقود دولة قوامها 90 مليون مواطن على مشارف أوروبا، ويطلب من كل فتاة تركية أن تكون أما وتنجب من 3 إلى 5 أبناء، ويؤكد في فكره العثماني على تفوق المسلم على المسيحي. يذكر في خطاباته خوف أوروبا وارتعادها في القرون الوسطى من اقتراب الجندي العثماني إلى أسوارها، وقد سبق له أن دخل السجن بسبب أبيات حماسية من التراث العثماني رددها في خطاباته. يقول إن على تركيا إحياء التراث العثماني الظافر، فتركيا معروفة بالحركة وليس لها عطاء في الفلسفة والفقه يعادل عطاءها في الإدارة والجندية، ويسمي الجندي بالمحمدي، وهذه كلمة من التاريخ العثماني حيث الجندي التركي هو الحامل لرسالة محمد. وهو يعرض تجنيس اللاجئين اليوم وهذا خطير لأن البارحة فقط كان الشاعر معروف الرصافي (توفي 1945) يتجول في عاصمته إسطنبول كمواطن عثماني ويكتب ذكرياته.

إن الواقع السياسي العراقي الحالي هو من صنع لاجئين سابقين في إيران وسوريا، واللجوء الحالي إلى تركيا الإسلامية، سيصنع واقعا آخر ربما في المستقبل. كل الدول العربية في خطر من هذا السلطان العثماني، ويحق للعرب الدفاع عن وجودهم ضده.

قرن ونحن نحصن شعبنا العربي ضد الولاء التاريخي للفرس والأتراك بالفكر القومي، وانتهت محاولاتنا بهتاف الشيعة اليومي باسم الخامنئي والسيستاني، وهتاف السنة الحالي باسم أردوغان؛ إن لم يمكنك أن ترى عودة للتاريخ في ما يجري فأنت أعمى.

الذي حدث للعرب هو مشابه تماما لما يحدث للبعض من الأسر الأميركية، حيث ينشغل الآباء بالصراعات الزوجية فتأتي الحكومة وتأخذ أبناءهم وتعطيهم لأسر قوية ومتماسكة ومستقرة. هكذا فقدت الحكومات العربية أبناءها إلى الفرس والأتراك، ومازال قادتها يتصارعون في ما بينهم وحيدين.

بين الإسلام التركي والإسلام الإيراني يعتبر داعش الإرهابي من الناحية الفلسفية آخر رفسة للإسلام العربي المحتضر. فما معنى مكافحة الوهابية بكافة أشكالها؟ ألا يعني فشل العرب في تقديم نسخة مقبولة للإسلام.

تأخذ هذه الحقيقة شكلا دمويا قبل أن تحتضر وتموت. العرب في شغل شاغل اليوم بالمناورات السياسية، ليس عندهم كاتب يخبرهم بالحقيقة.

إذا كانت المخابرات الأميركية قد قادت انقلابا فاشلا في تركيا كما يخبرنا السلطان أردوغان، فنحن نتفهم ذلك جيدا لأن أميركا أيضا تبحث عن حلول. فلا خلاص لنا كعرب إلا بضرب القلعتين التركية والإيرانية، وإلا فإن صعود الإسلام السياسي بهذه الطريقة التاريخية وبوجود داعش سيؤدي إلى التهام دولنا. فما هو الحل الذي تملكه أميركا سوى العمل على انقلاب في تركيا والتفكير في طريقة لتفكيك إيران؟

لماذا اعتبرت دول الخليج ومصر الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا؟ الشعب بحاجة إلى توضيح. كل عائلة اليوم فيها مَن يصلي ومَن لا يصلي، والناس تركض سعيا وراء الرزق. الإخواني يقول لك في البداية دعنا من السياسة، المهم هو الدعوة إلى الله وإصلاح الإنسان والاستقامة. بعد ذلك تصلي بك جماعة هل أنت مسلم أم لا؟ هل تصلي أم لا؟ بعدها يقيم علاقة مع الشاب لمعرفة مشكلاته الشخصية، وهكذا تتطور الأمور إلى أن يتحول الإنسان من رجل بسيط إلى مسلم عامل، ثم تبدأ مرحلة الإسلام الحي والإسلام الميت، وتسريب أفكار سيد قطب، وبعد فترة التنظيم تتحول إلى “أخ”.

هذا التنظيم يختلف عن الشيوعية والبعثية، إنه تنظيم مرتبط بالمسجد والصلاة والهوية الأساسية، بعدها أنت عرفت أشياء كثيرة، هناك إسلام حي وآخر ميت، وهناك أمة إسلامية وجهاد وهناك قرآن لإرشاد العالم وهناك صداقات منظمة وعالم داخل العالم، وهناك واجب على الإنسان هو الدعوة إلى الله، هذا النشاط بمجمله هو خطوة متقدمة قبل انتمائك إلى الإرهاب.ليس بالضرورة أن تحمل السلاح وتصبح داعشيا، بل شعورك بأستاذية العالم والتفوق بالإسلام ونشاطك ضمن تنظيم، ووصفك للناس بالعالم والجاهل اعتمادا على النصوص المقدسة وحفظها وتطبيقها، هذا هو الإرهاب الثقافي الأخطر من الإرهاب المسلح. انتبهت الدول العربية لهذه المشكلة وتم تجريم الإخوان وسلب هذا النشاط منهم. المجتمع كما عرفناه قبل التسييس كان كل واحد حر يلتزم أو لا يلتزم، ولا يؤثر ذلك في علاقة الإنسان بعائلته أو مجتمعه، القضية كانت شخصية، وستبقى شخصية وغير مسموح بالجدل فيها، والحكومات العربية ضربت الإخوان بيد من حديد للحفاظ على هذا السلم الاجتماعي. إن نشاط الإخوان يجعل من الإرهاب ممكنا، يسلحون المجتمع بثقافة دينية سياسية، هذا هو جوهر المشكلة. وليس غريبا ظهور وثائقي من قناة ألمانية مؤخرا يتحدث عن تسهيلات حكومة أردوغان لنشاط الدواعش وتسليحهم وعلاج جرحاهم وغض النظر عن المنظمات التي تحشد المتطوعين من جنوب الأناضول. إن موقف الدول العربية من الإسلام السياسي عموما سواء الإخوان أو داعش أو الميليشيات الشيعية هو موقف صحيح وتفرضه عليهم ضرورات السلم الاجتماعي والدفاع عن النفس. المهم هنا أن تصل تحذيراتي إلى الحكومة المصرية خصوصا، وإلى الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة الانتباه في المرحلة القادمة خصوصا، فمصر هدف الإخوان الأكبر والأهم في المنطقة. يجب أن تكون الرسالة العربية واضحة، إذا كان الإخوان يريدون الاحتفاء بأردوغان فليفعلوا ذلك ضمن حدود تركيا، ولكن لا مكان لهم في مصر والخليج العربي.

 

أما وقد صرنا شركاء القاتل في نيس... هلمّوا إلى الموصل

حازم الامين/الحياة/18 تموز/16

استمرت الشاحنة في دهس المواطنين على مسافة كيلومترين في مدينة نيس الفرنسية! ربما كانت هذه من المرات النادرة التي يُقاس فيها القتل بالكيلومترات. ولكن قبل ذلك بأقل من شهرين أقدمنا على قياس القتل بآلة الزمن، اذ إن قاتل أورلاندو عمر صديق استمر في قتل ضحاياه في ملهى المثليين على مدى ثلاث ساعات متواصلة. يقف خيال جامح حول نزوعنا إلى تفسير القتل على هذا النحو. قتل استمر لكيلومترين اثنين، وقتل تواصل ثلاث ساعات. الأرجح أن وراء هذا الجموح حقائق جديدة لابست الجريمة. فهذه جريمة مشهد، والمشهد يُقاس بالزمن وبالمسافة، و»داعش» وضعنا أمام حقيقة تحويله القتل مشهداً، واستدرجنا إلى جموح تصعب النجاة منه. ذاك أن واحدنا في التقاطه مشهد القتل صار جزءاً من الجريمة، ان لم نقل مشاركاً فيها. المشهد متشكل من ثلاثة عناصر لا يمكن للجريمة أن تتحقق من دونها. القاتل والضحية ومُتلقي الصورة. والأخير هو نحن، وبما أننا لسنا الضحية ولسنا الجاني الذي قُتل، يبقى أننا الجزء الذي ما زال حياً من مشهد الجريمة. ليس هذا هذيان المفجوع بمشهد شاحنة استمرت في دهس محتفلين على مسافة أكثر من كيلومترين فقتلت منهم أكثر من ثمانين وجرحت أكثر من مئتين. «داعش» أراد مشهداً، والعالم قَدّم له ما أراد. و «داعش» الذي ما زال على قيد الحياة، صار موجوداً في كل نقطة ضعف في هذا العالم. وفرنسا التي توهمت نفسها قوية إلى حد يُمكنها من هضم الضعفاء في نظامها، ها هي تكرر المشهد للمرة الخامسة.

لا مناص من الموت، والعودة إلى ألف باء «داعش» تفيد بأننا بصدد مزيد من المشاهد، ومن تكرار قاتل وممل لفعلة شاحنة نيس. ليس مهماً أن نعرف ما اذا كان خُطط لعملية نيس في سورية أو في العراق، وما اذا كان المنفذ زار «داعش» في دولة خلافته. سبق أن فعلنا ذلك في أعقاب هجمات باريس وبعدها بروكسيل، إلى أن جاء قاتل أورلاندو ليقول لنا إن الخلل جوهري أكثر من إمكان تفسيره بوقائع صارت رتيبة. قوة القتل تكمن في قدرة «داعش» على استدراجنا إلى أن نكون جزءاً من مشهد جريمته، وفي أن نكون شريكاً فيها طالما أننا لم نمت. القتل أسهل من أن نفسره بوقائع وحقائق معقدة. القتل شاحنة جعلتها الكاميرا رشيقة، ووحده «داعش» من يستطيع قيادتها.هل القاتل من العائدين من العراق أو سورية؟ لم يعد الجواب مهماً. هو تونسي وفق بطاقة الهوية التي عُثر عليها في الشاحنة. وهناك حوالى خمسة آلاف تونسي قاتلوا في صفوف التنظيم في سورية والعراق وليبيا. أي جديد يمكن أن يحمله تقصينا هذه الاحتمالات؟ نحن أمام قتل، وأمام إمعان في القتل استمر لأكثر من كيلومترين! الوقائع التي قادت المرتكب إلى الإقدام على هذا الفعل الرهيب تبدو عادية اذا أُعيدت إلى سياقها الجريمي. الجديد وغير العادي هو المسافة التي اقتضتها الجريمة حتى اكتملت، وهو الموت المستمر على طول تلك المسافة، وهو أن سائقاً راح يُراكم القتل ويُوسعه بحيث أن الأخير لم يعد لحظة منقضية ينتقل فيها القاتل من كونه مريضاً إلى كونه مجرماً. وهذا تماماً ما يعنيه «داعش»، أي في جعل الجريمة حقبة وحياة وموديلاً، وليس لحظة منقضية.

والحديث صحيح عن خلل هائل أصاب النظام الأمني الفرنسي والأوروبي ومكّن «داعش» من تنفيذ هذا الكم الهائل والمتلاحق من العمليات، لكنه جزئي، عاجز عن تفسير كل الجريمة. القاتل التونسي وفق الهوية التي عُثر عليها في الشاحنة استثمر في خلل ما في هذا النظام، لكن قوة عزيمته على القتل مستمدة من مصدر آخر غير هذا الخلل. ثم إن «داعش» في قدرته المذهلة على توظيف الفعلة في صورته، يدفع إلى مراجعة كل أدوات التفسير، وربما يردنا إلى ما قبل المعرفة، وإلى بديهة أن الإنسان يقتل أيضاً، تماماً كما يقود شاحنة وكما يُمضي ليلة صاخبة في نادٍ ليلي.

على الانسانية أن تُسارع إلى قتل «داعش» قبل أن نؤمن بأن ما يفعله هذا التنظيم المسخي هو جزء عادي من طبيعة الأشياء. ثمة مؤشرات حقيقية إلى هذا الاحتمال. فكثافة الصور الملتقطة من مسارح الجرائم جعلت المشاهد عادية. ثم أن هذه الجريمة ما كان يمكن أن تحصل، أو أن تتحقق لولا أن لـ «داعش» دولة يُمكن أن يُرد المشهد إليها. القضاء على «داعش» يُعفي الإنسانية من وجود جذر للجريمة غير الجذر الفصامي والإجرامي، ويسحب من القاتل عزيمة موازية لعزيمته الأصلية، وهذا على الأقل كان ليُقصّر مسافة الجريمة التي امتدت لأكثر من كيلومترين. فالشاحنة مدفوعة بجنوح مجرم، ستكون أقل عزماً مما اذا كانت مدفوعة بجنوح مسخ جماعي.

القضاء على «داعش» لم يعد يحتمل التأخير. عمر «دولة الخلافة» صار أكثر من أربع سنوات، وهذا وقت كاف لتحويل المرض إلى ظاهرة عادية، ولجعلنا نعتقد ونقتنع بأننا جزء من الجريمة. والأخطر أن «داعش» تحول إلى وجدان يُزود مواطنيه في كل أنحاء العالم، بعدة قتل سهل لا يمكن النجاة منها إلا عبر اقتفاء أثرها في «دولة الخلافة». جريمة نيس ما كان يُمكن أن تتحقق لولا أن العالم تقاعس في مهمة القضاء على «داعش»، بل أنه وعلى مدى أربع سنوات من عمر هذه «الدولة»، تعامل معها بـ «واقعية» غير أخلاقية وتاجر معها بالنفط والإسمنت والآثار، وأجّل استحقاق القضاء عليها معتقداً بأن هذه ليست مهمته الداهمة. وتفادياً لمولود جديد يعقب «داعش» بعد القضاء عليه، لن تكتمل المهمة من دون محاسبة من تلكأ بالمهمة. وبانتظار هزم التنظيم في دولته، علينا أن ننتظر بعداً ثالثاً للجريمة بعد بُعدها الزمني في أورلاندو وبعدها «المسافاتي» في نيس. وربما أذهلنا «داعش» بنوع من الجريمة المستمرة وغير المكتملة، بحيث تكون متواصلة ولا يمكن وقفها. فهلموا إلى القتال في الموصل قبل أن ينجح.

 

انتصار لتركيا وليس لأردوغان

الياس حرفوش/الحياة/18 تموز/16

انتصر الشعب التركي بأحزابه ونخبه السياسية لنظامه الديموقراطي، وخرج لنجدة رئيسه المنتخب ومؤسسات السلطة في وجه الانقلاب العسكري الفاشل. يجب أن يسجّل هذا الانتصار للأتراك ولأحزابهم، العلمانية والكردية والإسلامية، التي اختارت الوقوف الى جانب الحكم المدني، على رغم تحفظات معظم هذه الفئات والأحزاب على كثير من التصرفات الفوقية لرجب طيب اردوغان والمفتقرة الى الحس الديموقراطي. لكن هذا الانتصار يجب أن لا ينسينا كذلك أن تركيا اليوم لم تعد تركيا الثمانينات من القرن الماضي، التي كان يتاح فيها لجنرال في الجيش مثل كنعان ايفرين أن يحلّ الأحزاب ويمنع الانتخابات ويقمع الحريات ويلقي المعارضين في السجون. وهي مرحلة عانت منها كل الأحزاب، وعانى منها العمل السياسي في تركيا، ولا تزال عالقة في ذاكرة الكثيرين. لم تكن هناك أي فرصة لنجاح هذا الانقلاب العسكري، الذي تم تشبيهه عن حق بالمسرحية. ليس فقط لأن فئة قليلة داخل الجيش دعمت الانقلاب (حوالى 3 آلاف من أصل نصف مليون بين ضابط وجندي)، ولا لأن هذا الانقلاب الفاشل لم يحصل على أي غطاء من كبار قادة الجيش وهيئة أركانه، بل فوق ذلك لأن هناك إجماعاً شعبياً في تركيا على احترام العملية الديموقراطية، بصرف النظر عن الملاحظات على نتائجها، وهو الإجماع الذي كان وراء اندفاع قسم كبير من الذين نزلوا الى ساحات انقرة وإسطنبول وغيرهما من المدن التركية، رافعين علم بلادهم، واقفين في وجه الدبابات الانقلابية، ومعرّضين أنفسهم للموت في سبيل الدفاع عن موقفهم هذا.

لهذا يخطئ أردوغان كثيراً إذا أساء قراءة ما حصل ليل الجمعة الماضية، وإذا استنتج أن فشل الانقلاب هو انتصار لشخصه هو وليس لتركيا ولمؤسساتها وللتحول الديموقراطي العميق الذي حصل في مجتمعها. إذ إن الأحزاب المعارضة التي عانت كثيراً من أسلوب اردوغان التسلطي في إدارة الدولة، بل حتى قادة حزبه ذاته الذين يشكون من هذا الأسلوب، كما هي حال الرئيس السابق عبدالله غل ورئيس الحكومة السابق أحمد داود اوغلو، حتى هؤلاء لم يعتبروا الانقلاب فرصة لهم لابتزاز اردوغان أو للانتقام منه من طريق ممالأة العسكريين الانقلابيين.

كل ما هو معروف عن سلوك اردوغان وعن طريقة تصرفه في وجه الحركات المعارضة يوحي بأن الرجل سيسلك طريقاً آخر. في أول رد فعل على فشل المحاولة الانقلابية، اعتبر هذا الفشل «فرصة من الله» لتطهير صفوف الجيش، متوعداً هو ورئيس حكومته بن علي يلديريم الانقلابيين بدفع «ثمن غال»، حتى أن يلديريم هدّد بإعادة النظر في قانون العقوبات التركي الذي لا يتيح الحكم على هؤلاء بالإعدام. كما كان بين القرارات الأولى التي تم اتخاذها اعتقال عشرة من قضاة المحكمة العليا، وقد يتبعهم آخرون. وليس مستبعداً أن يستمر هذا النهج «التنظيفي» ليشمل الطبقة السياسية والقضائية والحزبية، وربما المؤسسات الصحافية والإعلامية أيضاً، فضلاً طبعاً عن الجيش، إضافة الى الحرب المفتوحة مع الأكراد، بحيث يحاول اردوغان الإفادة من الفرصة التي أتاحها فشل الانقلاب ليعتبرها ضوءاً أخضر لاستكمال مشروع سيطرته على الدولة وتوسيع صلاحيات منصب الرئاسة، بحيث يحول النظام التركي من نظام برلماني الى نظام رئاسي، وذلك انطلاقاً من شعوره بأنه الأب الذي يعرف مصلحة أبنائه الأتراك أكثر من أي سياسي آخر! طريق كهذا سيكون محفوفاً بالأخطار إذا سلكه الرئيس التركي، الذي لا يتوقع العارفون بعقليته وبطبيعة ردود فعله حيال منتقديه أن يسلك طريق الانفتاح والمصالحة. من مصلحة اردوغان ومن مصلحة تركيا أن يتحول الالتفاف الوطني الذي ظهر حول الشرعية والمؤسسات السياسية المنتخبة فرصة لتوفير أكبر قدر من الإجماع حول المصلحة العليا للدولة، لا حول مصلحة شخص واحد أو حزب بعينه. ذلك أن السلوك الانتقامي لن يؤدي سوى الى زيادة الشرخ داخل المؤسسات، والذي كان الانقلاب الأخير أحد عوارضه.

 

الملالي ومعارضوهم.. فصل جديد للرواية

سالم الكتبي/العرب/18 تموز/16

بعد نحو ستة أشهر تقريبا على زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى باريس، وحصوله على ما وصفته وسائل الإعلام بـ”سيل من الصفقات التجارية” بلغت قيمتها الإجمالية نحو 45 مليار دولار، استضافت العاصمة الفرنسية مؤخرا مؤتمرا حاشدا للمعارضة الإيرانية، بحضور شخصيات بارزة من دول عدة منها اليجو فيدال كادراس، النائب السابق لرئيس الاتحاد الأوروبي، وفيليب كروالي، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، ومارك غينسبرغ، السفير الأميركي السابق في المغرب، والمستشار السابق للرئيس الأميركي لسياسات الشرق الأوسط، وفرانسيس تونسند، المستشارة السابقة للرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، وهاوارد دين المرشح السابق للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي.

المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية ينظمه المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية، الذي يتخذ من فرنسا مقرا، وهو مؤتمر تقليدي معتاد ولكن دورته الأخيرة حظيت باهتمام إعلامي عالمي غير مسبوق، وتناقلت وكالات الأنباء تصريحات زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي ومطالبتها برحيل نظام الملالي في مفارقة مريرة للنظام الذي انطلق مؤسسه الخميني من باريس أيضا في سبعينات القرن العشرين داعيا إلى إسقاط الشاه، وكان العالم وقتذاك يعتبر أن دعوته مجرد ملء فراغ في الهواء الطلق.

وقد حظي المؤتمر باهتمام واضح من النظام الإيراني الذي تابع تحديدا الكلمات والتصريحات التي انطلقت من الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، التي صيغت بذكاء بالغ، وحرص خلالها على التفرقة بين النظام والشعب الإيراني، وقال إن العرب يكنون عظيم الاحترام للثقافة الإيرانية والإسهامات الفارسية، لكن إيران تصر على التدخل في شؤون دول الجوار وتأسيس منظمات طائفية. وأكد الفيصل “أن نظام الخميني لم يجلب سوى الدمار والطائفية وسفك الدماء ليس في إيران فحسب، وإنما في جميع دول الشرق الأوسط”، وأشار إلى أن “إيران تنتهك الدول بحجة دعم الضعفاء في العراق ولبنان وسوريا واليمن ودعم الجماعات الطائفية المسلحة، وأن دعمها يهدف إلى إشاعة الفوضى”، وبلغ الأمر ذروته حين رد الفيصل على هتاف الحضور في المؤتمر “الشعب يريد إسقاط النظام”، بقوله “وأنا أريد إسقاط النظام”.

بروز مريم رجوي زعيمة “مجاهدي خلق” في واجهة مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس رسالة قوية للنظام الإيراني من العالم أجمع، فالحشود الضخمة التي وصل عددها نحو مئة ألف من المشاركين في المؤتمر، قدموا من مختلف أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وكندا، كما أن المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية بلغ من النضج والرشد السياسي ما يؤهله لقيادة تيار واسع من الإيرانيين الرافضين لاستمرار حكم الملالي.

شخصيا، لست مع المهولين ولا مع المهونين من تحركات المعارضة الإيرانية في الخارج، ولكني أثق في تجارب التاريخ، وأدرك أن الشرارة عندما تنطلق في مثل هذه الحالات فستنتشر النيران حتما إلى بقية الغابة، ما يعني أن انعقاد المؤتمر هذا العام بهذه الكيفية والحيثية رسالة واضحة للنظام الإيراني، وهي ليست بالضرورة رسالة إنذار نهائية أو “بطاقة حمراء” يشهرها الغرب في وجه الملالي، ولكنها بالتأكيد رسالة ضغط وتحذير قوية، وهذا التحذير لا يعني أيضا أن الغرب يطالب إيران بما نطالبها به كدول وشعوب مجاورة في مجلس التعاون.

علينا أن نقرأ المشهد جيدا وبدقة وحذر، وعلينا ألا نبالغ في التحليل بالتمني، ففرنسا أو بقية دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ليست معنية بشكل كبير بعربدة إيران واستباحتها لأراضي دول مثل العراق وسوريا ما لم يكن هناك إضرار مباشر بمصالحها الاستراتيجية، وبالتالي علينا أن نكف عن المبالغة وبناء توقعات غير منطقية في هذه المسألة تحديدا.

علينا أيضا أن ندرك أن أحد أهداف الضغط الفرنسي تحديدا يكمن في انتزاع أكبر نصيب من “كعكة” المصالح الاقتصادية المتوقعة مع طهران خلال الفترة المقبلة، لذا أشهرت باريس سيف المعارضة الإيرانية ومنحت رجوي ورفاقها ضوءا أخضر لرفع الصوت عاليا والمطالبة بإسقاط نظام الملالي كي يرضخ ويقبل بتقديم ماهو مطلوب من صفقات تجارية واقتصادية خلال المرحلة المقبلة.

والمؤكد أن مشاركة الأمير تركي الفيصل في المؤتمر تمثل واقعة غير مسبوقة وتحولا نوعيا هائلا في نمط إدارة العلاقات بين ضفتي الخليج العربي، فإيران لم تكن تتوقع أن يستمر نهج المبادرة والمباداة والحزم العسكري وينتقل إلى المجال السياسي والدبلوماسي، فدول مجلس التعاون قد فاض بها الكيل حيال تجاوزات الجار الإيراني، الذي لم يعد يراعي أي قواعد أو أعراف دولية تنظم علاقات الدول بعضها ببعض، ويواصل تدخلاته الفجة في شؤون دول مجلس التعاون، ولا يكف قادته عن كيل الوعيد والتهديد لدول الجوار، لذا جاءت كلمات الأمير تركي الفيصل منذرة إيران بأن لدى دول مجلس التعاون أوراق ضغط صاعقة قادرة على ترجيح موازين القوى وخلط الأوراق في الداخل الإيراني.

على إيران أن تدرك أنها فتحت أبواب الجحيم على نفسها حين قررت مواصلة نهج التدخل في شؤون دول مجلس التعاون، فقد درجت منذ سنوات على تجاهل دعوات التحلي بمبادىء حسن الجوار والتزام قواعد القانون الدولي في هذا الشأن.

ورغم كل ما سبق، فإن مسارات وسيناريوهات المرحلة المقبلة في العلاقة بين الملالي والمعارضة والشعب الإيراني سيكتبها الإيرانيون بأنفسهم، فهم من دفعوا فاتورة أخطاء نظام الملالي وعانوا وتحملوا الكثير بسبب أخطائه وسياساته الطائشة التي استنزفت أموال الشعب الإيراني لمصلحة دعم تنظيمات الإرهاب والإنفاق على كسب نفوذ زائف في دول ومناطق عدة بدافع تحقيق أحلام وطموحات طائشة لسدنة النظام الإيراني.

 

الإنقلاب الفاشل ومآلاته

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/17 تموز/16

في الستة عقود الماضية جرت 457 محاولة إنقلاب في العالم٬ فشل منها 230 إنقلاًبا٬ معظمها جرى في دول العالم الثالث٬ ودول أنظمة شمولية مثل روسيا التي واجهتها مرة واحدة على الأقل. استقرار النظام السياسي هو الفارق بين الدول المتقدمة والدول الأخرى٬ وهو الهاجس الأول عند كل الشعوب.

 أثارت محاولة الإنقلاب التي قام بها فصيل عسكري في تركيا٬ قلًقا كبيًرا. كانت مفاجأة٬ لأن نظامها السياسي قطع مسافة طويلة نحو تثبيت أركانه. وقد ينظر إلى محاولة الإنقلاب هذه كمشكلة في بنية النظام وسلامة الدولة.

كانت هناك احتمالات ثلاثة مساء أول من أمس:

– الأول أن ينجح الانقلابيون وتعود تركيا إلى زمن حكم العسكر الكام.

أو تقع مواجهات وفوضى تدخل هذه الدولة الكبيرة إقليمًيا على خط الزلازل٬ وتنضم إلى العراق وسوريا وغيرها٬ وتتسع المخاطر على كل دول المنطق.

– والاحتمال الثالث٬ فشل الإنقلاب ٬ وهو ما صار.

ومع أن كثيرين أرجعوا الفضل لإجهاض الإنقلاب إلى تحرك الشارع التركي المعارض له٬ وهذا جزئًيا صحيح٬ لكن العامل الرئيسي في رأيي يعود للجيش نفسه. معظمه لم ينَسق وراء الضباط المتمردين٬ لهذا أخفقت المحاولة سريًعا. فالجيش التركي من الضخامة والحضور بما يمكنه من الاستيلاء على الحكم.

 وجود احتمال أن يقود ضابط دبابة في أي بلد في العالم ويهدد نظام الحكم واستقرار الدولة وسلامة الشعب٬ هو أمر خطير. ولا يمكن بناء حصانة لمؤسسة الحكم إلا من خلال تعميق ثقافة احترام المؤسسات والدستور٬ ورسم قواعد العلاقة بين قوى المجتمع والشراكة ضمن توازن دقيق بين مؤسسات الحكم الثلاث٬ فيه يصبح دور القوات المسلحة محصوًرا في مهام محددة٬ ووزارة الدفاع يتولاها مدني٬ والقائد الأعلى هو الملك أو الرئيس.

وإذا أردتم أن تعرفوا الفارق بين ديمقراطية عريقة مثل وست منيستر البريطانية وديمقراطية حديثة مثل أنقرة٬ يكفي أن تقارنوا بين حدثين تاريخيين بينهما يومان فقط؛ في بريطانيا٬ كاميرون رئيس الوزراء يستقيل بإرادته٬ وإردوغان٬ رئيس الجمهورية٬ يتعرض لمحاولة إقصائه بالقوة.

ديفيد كاميرون اختار أن يتخلى عن رئاسة الوزراء بعد أن قررت أغلبية الشعب البريطاني الانفصال عن الاتحاد الأوروبي٬ أي ضد رغبته. كاميرون قدم استقالته رغم أنه بقي له في المنصب نحو ثلاث سنوات. وقد وقف له أعضاء البرلمان٬ الموالون والمعارضون٬ احتراًما٬ وصفقوا له طويلاً.

أما في العاصمة التركية٬ ومدينة إسطنبول٬ فقد دخلتهما الدبابات تريد إسقاط الرئيس إردوغان. ويمكن أن نقول إن الإنقلاب كان امتحاًنا مهًما للنظام التركي جاءت نتيجته إيجابية٬ لكن وقوع المحاولة بذاتها يظل أمًرا يقلق المهتمين بقضية الصراع داخل تركيا. وستكون لمحاولة الانقلاب مآلات٬ لاحًقا٬ ستؤثر إيجاًبا أو سلًبا على مستقبل الدولة التركية. قد تسرع بمشروع إردوغان الذي يريد نقل تركيا من النظام البرلماني الحالي٬ المماثل لفرنسا٬ إلى نظام رئاسي مثل الولايات المتحدة.

بعد نجاة إردوغان ونجاحه صار الوقت ملائًما لطرحه٬ حيث يحصل الرئيس على صلاحيات كاملة٬ وتنتهي تعددية الرئاسات٬ هذا جانب “إيجابي”. أما الاحتمال السلبي٬ أن تعمق محاولة الانقلاب جروح الصراعات بين القوى السياسية التركية وتدور الانتقامات٬ في وقت تمر البلاد بمرحلة خطيرة.

فتركيا تخوض حروًبا متزامنة٬ واحدة مع الانفصاليين من أكراد تركيا الذين عادوا إلى العمل المسلح٬ مدعومين بحلفاء إيران. وحربا مع تنظيم “داعش” الذي تهدد عملياته الإرهابية بضرب الاقتصاد السياحي واستقرار الدولة. وهناك استمرار مخاطر الحرب في سوريا ونزاعاتها على جنوب تركيا وتخريب العلاقة بين مكونات المجتمع التركي. السؤال الأكثر إلحاًحا بعد صدمة محاولة الإنقلاب: هل لا يزال إردوغان يرغب في إكمال مشروع المصالحات الذي بدأته حكومته قبل أسبوع٬ مع روسيا٬ وإيران٬ وإسرائيل٬ ونظام الأسد٬ وكذلك مصر؟ لا نعرف كيف ستؤثر المحاولة الإنقلابية على رؤية إردوغان للعالم من حوله٬ وخاصة على سوريا. فمآلات محاولة الإنقلاب لن تتوقف عند اعتقال ومحاكمة ضباط الفصيل العسكري المتورط٬ بل أتوقع أن تتجاوزها. هل يوقف إردوغان مساعي مصالحته مع الروس أم يعجل بها؟ السبب أنه قد يختار الالتفات إلى مواجهة التهديدات الداخلية ضده٬ وفي المقابل التصالح مع نظام الأسد٬ وحليفيه الإيراني والروسي. هنا تكون محاولة الانقلاب فشلت في تغيير إردوغان ونجحت في تغيير سياسته. أو أنه يقرر رفع مستوى المواجهة في سوريا لتعزيز وضعه إقليمًيا بما يعزز وضعه داخلًيا٬ والأمور معلقة بقادم الأيام.

 

الإنقلاب الفاشل ومآلاته

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/17 تموز/16

في الستة عقود الماضية جرت 457 محاولة إنقلاب في العالم٬ فشل منها 230 إنقلاًبا٬ معظمها جرى في دول العالم الثالث٬ ودول أنظمة شمولية مثل روسيا التي واجهتها مرة واحدة على الأقل. استقرار النظام السياسي هو الفارق بين الدول المتقدمة والدول الأخرى٬ وهو الهاجس الأول عند كل الشعوب.

 أثارت محاولة الإنقلاب التي قام بها فصيل عسكري في تركيا٬ قلًقا كبيًرا. كانت مفاجأة٬ لأن نظامها السياسي قطع مسافة طويلة نحو تثبيت أركانه. وقد ينظر إلى محاولة الإنقلاب هذه كمشكلة في بنية النظام وسلامة الدولة.

كانت هناك احتمالات ثلاثة مساء أول من أمس:

– الأول أن ينجح الانقلابيون وتعود تركيا إلى زمن حكم العسكر الكام.

أو تقع مواجهات وفوضى تدخل هذه الدولة الكبيرة إقليمًيا على خط الزلازل٬ وتنضم إلى العراق وسوريا وغيرها٬ وتتسع المخاطر على كل دول المنطق.

– والاحتمال الثالث٬ فشل الإنقلاب ٬ وهو ما صار.

ومع أن كثيرين أرجعوا الفضل لإجهاض الإنقلاب إلى تحرك الشارع التركي المعارض له٬ وهذا جزئًيا صحيح٬ لكن العامل الرئيسي في رأيي يعود للجيش نفسه. معظمه لم ينَسق وراء الضباط المتمردين٬ لهذا أخفقت المحاولة سريًعا. فالجيش التركي من الضخامة والحضور بما يمكنه من الاستيلاء على الحكم.

 وجود احتمال أن يقود ضابط دبابة في أي بلد في العالم ويهدد نظام الحكم واستقرار الدولة وسلامة الشعب٬ هو أمر خطير. ولا يمكن بناء حصانة لمؤسسة الحكم إلا من خلال تعميق ثقافة احترام المؤسسات والدستور٬ ورسم قواعد العلاقة بين قوى المجتمع والشراكة ضمن توازن دقيق بين مؤسسات الحكم الثلاث٬ فيه يصبح دور القوات المسلحة محصوًرا في مهام محددة٬ ووزارة الدفاع يتولاها مدني٬ والقائد الأعلى هو الملك أو الرئيس. وإذا أردتم أن تعرفوا الفارق بين ديمقراطية عريقة مثل وست منيستر البريطانية وديمقراطية حديثة مثل أنقرة٬ يكفي أن تقارنوا بين حدثين تاريخيين بينهما يومان فقط؛ في بريطانيا٬ كاميرون رئيس الوزراء يستقيل بإرادته٬ وإردوغان٬ رئيس الجمهورية٬ يتعرض لمحاولة إقصائه بالقوة. ديفيد كاميرون اختار أن يتخلى عن رئاسة الوزراء بعد أن قررت أغلبية الشعب البريطاني الانفصال عن الاتحاد الأوروبي٬ أي ضد رغبته. كاميرون قدم استقالته رغم أنه بقي له في المنصب نحو ثلاث سنوات. وقد وقف له أعضاء البرلمان٬ الموالون والمعارضون٬ احتراًما٬ وصفقوا له طويلاً. أما في العاصمة التركية٬ ومدينة إسطنبول٬ فقد دخلتهما الدبابات تريد إسقاط الرئيس إردوغان. ويمكن أن نقول إن الإنقلاب كان امتحاًنا مهًما للنظام التركي جاءت نتيجته إيجابية٬ لكن وقوع المحاولة بذاتها يظل أمًرا يقلق المهتمين بقضية الصراع داخل تركيا. وستكون لمحاولة الانقلاب مآلات٬ لاحًقا٬ ستؤثر إيجاًبا أو سلًبا على مستقبل الدولة التركية. قد تسرع بمشروع إردوغان الذي يريد نقل تركيا من النظام البرلماني الحالي٬ المماثل لفرنسا٬ إلى نظام رئاسي مثل الولايات المتحدة.

بعد نجاة إردوغان ونجاحه صار الوقت ملائًما لطرحه٬ حيث يحصل الرئيس على صلاحيات كاملة٬ وتنتهي تعددية الرئاسات٬ هذا جانب “إيجابي”. أما الاحتمال السلبي٬ أن تعمق محاولة الانقلاب جروح الصراعات بين القوى السياسية التركية وتدور الانتقامات٬ في وقت تمر البلاد بمرحلة خطيرة.

فتركيا تخوض حروًبا متزامنة٬ واحدة مع الانفصاليين من أكراد تركيا الذين عادوا إلى العمل المسلح٬ مدعومين بحلفاء إيران. وحربا مع تنظيم “داعش” الذي تهدد عملياته الإرهابية بضرب الاقتصاد السياحي واستقرار الدولة. وهناك استمرار مخاطر الحرب في سوريا ونزاعاتها على جنوب تركيا وتخريب العلاقة بين مكونات المجتمع التركي. السؤال الأكثر إلحاًحا بعد صدمة محاولة الإنقلاب: هل لا يزال إردوغان يرغب في إكمال مشروع المصالحات الذي بدأته حكومته قبل أسبوع٬ مع روسيا٬ وإيران٬ وإسرائيل٬ ونظام الأسد٬ وكذلك مصر؟

لا نعرف كيف ستؤثر المحاولة الإنقلابية على رؤية إردوغان للعالم من حوله٬ وخاصة على سوريا. فمآلات محاولة الإنقلاب لن تتوقف عند اعتقال ومحاكمة ضباط الفصيل العسكري المتورط٬ بل أتوقع أن تتجاوزها. هل يوقف إردوغان مساعي مصالحته مع الروس أم يعجل بها؟ السبب أنه قد يختار الالتفات إلى مواجهة التهديدات الداخلية ضده٬ وفي المقابل التصالح مع نظام الأسد٬ وحليفيه الإيراني والروسي. هنا تكون محاولة الانقلاب فشلت في تغيير إردوغان ونجحت في تغيير سياسته. أو أنه يقرر رفع مستوى المواجهة في سوريا لتعزيز وضعه إقليمًيا بما يعزز وضعه داخلًيا٬ والأمور معلقة بقادم الأيام.

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في عيد القديس شربل:النواب يحرموننا من رئيس ومشرعين الأبواب أمام الفوضى والفساد في المؤسسات

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا لمناسبة عيد القديس شربل، في دير مار مارون - عنايا، عاونه فيه راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، رئيس الرهبانية المارونية العامة الاباتي طنوس نعمه، رئيس دير مار مارون عنايا الأب شربل بيروتي ولفيف من الكهنة، ومشاركة فرقة الصوت العتيق بقيادة رئيس دير المعونات الجامعي الأب ميلاد طربيه، وحضور الرئيس العماد ميشال سليمان، وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني،السفير البابوي في لبنان غابرييل كاتشيا، النواب: وليد الخوري وعباس الهاشم وسيمون ابي رميا، الوزير السابق ناظم الخوري، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، قائمقام جبيل نجوى سويدان، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، رئيس فرع مخابرات الجيش في جبل لبنان العميد جورج يوسف، قائد منطقة جبل لبنان في قوى الأمن الداخلي العميد جهاد الحويك، قائد سرية جونيه العقيد جوني داغر، امر فصيلة جبيل الرائد كارلوس حاماتي، مسؤول أمن الدولة في جبيل العقيد بسام ابو فرح، مسؤول الأمن العام في جبيل النقيب بيار افرام، مسؤول القوات اللبنانية في قضاء جبيل شربل أبي عقل، الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان الحواط، قائد فوج المغاوير السابق العميد شامل روكز، رئيس مؤسسة "انج" الاجتماعية إسكندر جبران، ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "الزرع الجيد هم أبناء الملكوت" (متى 13: 38)، ومما جاء فيها:"القديس شربل، الذي يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب، هو هذا "الزرع الجيد" الذي زرعه المسيح على مثاله في أرض لبنان. زرعه في بقاعكفرا، على مشارف الوادي المقدس، حيث عاش مسيحيته بالإيمان والصلاة والممارسة الدينية، في البيت وفي حياة الرعية وفي مجتمعه. وكانوا يلقبونه "بالقديس"؛ وزرعه في الكنيسة المارونية، فحافظ على روحانيتها المسيحانية المبنية على تجسد ابن الله إنسانا، والمستمدة من مجمع خلقيدونية (451) وعلى روحانيتها المارونية المستلهمة من مجمع أفسس 431؛ وزرعه في الرهبانية اللبنانية المارونية فتكرس لله وللكنيسة بالنذور الرهبانية الثلاثة: الطاعة والعفة والفقر، التي عاشها فضائل إنجيلية ببطولة، ثم في دير مار مارون عنايا مبتدئا، ثم في دير مار قبريانوس ويوستينا كفيفان دارسا الفلسفة واللاهوت على يد معلمه الأب نعمة الله الحرديني (القديس بعده)، وأخيرا من جديد راهبا في دير مار مارون عنايا. وعاش الحياة النسكية التقليدية في محبسة القديسين بطرس وبولس على جبل عنايا. وأضحى ذبيحة كاملة للمسيح في التقشف والإيمان والصلاة والعمل اليدوي في الحقل، حتى تماهى كليا مع المسيح الذبيح والفادي".

أضاف: "القديس شربل يجمعنا في يوم عيده، من قريب وبعيد، من لبنان والخارج، ويسكب نعم السماء على المؤمنين والمؤمنات بفضل شفاعته المقبولة لدى الله، الذي جعله عابرا للقارات، ويخاطب قلوب الناس في أوطانهم المختلفة، وأضحى مكرما على وجه الكرة الأرضية قاطبة. هذا هو معنى كلام المسيح الرب عن أبناء الملكوت الذين، إذا حافظوا على هذه البنوة بإخلاص وأمانة "يتلألأون في ملكوت الآب" الذي هو الكنيسة الممجدة في السماء، والكنيسة المجاهدة على الأرض".

وتابع: "يسعدني أن أحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية قرب ضريحه، وفي رحاب هذا الدير الذي ينشر فيه القديس شربل عطر قداسته، بمشاركة قدس الرئيس العام والآباء المدبرين العامين ورئيس الدير والكهنة الستة الجدد وسائر الآباء من أبناء الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة. إنني أهنىء الرهبانية العزيزة بعيد سليلها القديس شربل، وبالآباء الكهنة الجدد. والتهنئة صلاة نرفعها إلى الله، بشفاعة القديس شربل، ملتمسين فيض النعم السماوية على الرهبانية وأبنائها، وعلى جميع الذين يؤمون ضريحه المقدس. نرجو كلنا نوال نعمة الاقتداء بالقديس شربل في المحافظة على هويتنا المسيحية "كزرع جيد" زرعه المسيح فينا بالمعمودية والميرون. فبالمعمودية أصبحنا أبناء الله، وأعضاء في جسد المسيح السري. وبالميرون أصبحنا هيكل الروح القدس الفاعل فينا بمواهبه السبع: الحكمة والعلم والفهم لتثقيف الإيمان والعقل، المشورة والقوة لإنارة الإرادة وثبات الرجاء، التقوى ومخافة الله لإزكاء محبة الله في القلوب والسهر على مرضاته. لقد زرعنا في العائلة والمجتمع والدولة ويريد أن يكون حاضرا بواسطتنا في كل واحدة منها، لكي يقدسها ويرقيها". وقال: "نحتفل بعيد القديس شربل وفي القلوب غصة وألم من جراء الحالة السياسية والاقتصادية المذرية التي نعيشها في لبنان. فنواب الأمة، الذين مددوا ولايتهم مرتين مخالفين الدستور، يكشفون يوما بعد يوم عجزهم وفشلهم، ويفقدون مبرِر وجودهم بل الحاجة إليهم، فيما يعطلون بنفسهم المجلس النيابي وسلطتهم التشريعية، ويحرمون بلادنا من رئيس منذ سنتين وشهرين، مشرعين هكذا الأبواب أمام الفوضى والفساد والتعثر في المؤسسات. والحالة الاقتصادية في تراجع مخيف، ويقابلها دين يتآكل الخزينة، وسرقة للمال العام في كل مشروع تقره السلطة الإجرائية، وفقر متزايد يشد على خناق الشعب اللبناني ويدفع به إلى الهجرة، ولاسيما بعد إغراق البلاد بالنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين".

أضاف: "تؤلمنا الحروب الدائرة في سوريا والعراق وفلسطين وسواها وتنامي الحركات الأصولية والتنظيمات الإرهابية التي تهدم وتقتل وتشرد المواطنين الآمنين. أما الأسرة الدولية فلا تبالي، ومنظمة الأمم المتحدة لا تقوم بواجب إيقاف الحروب وإيجاد حلول سياسية للنزاعات القائمة التي باتت تشمل دولا إقليمية ودولية، وبواجب توطيد سلام عادل وشامل ودائم، وبواجب العمل الجدي والضامن لعودة جميع النازحين واللاجئين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم". وتابع: "آلمنا جدا العمل الإرهابي الوحشي الذي جرى أول من أمس في مدينة Nice بفرنسا، وأسقط أربعة وثمانين قتيلا ومئتي جريحا. فإنا نقدم التعازي لعائلاتهم ونصلي من أجلهم، بل نقدم التعازي الحارة للرئيس فرنسوا هولاند وكل الشعب الفرنسي الصديق وللسفارة الفرنسية في بيروت. وآلمنا ايضا سقوط قتلى وجرحى في تركيا من جراء الأحداث الداخلية أمس. فإننا نصلي الى الله كي يلهم المسؤولين السبل الفضلى لحل النزاعات القائمة ووضع حد لمسلسل التفجيرات الذي يزعزع الاستقرار في البلاد". أضاف: "إننا نضع كل هذه الآلام والهموم في قلب القديس شربل، لكي يسير بها إلى ما هو خير وعدالة وسلام. الكنيسة من جهتها تجدد التزامها بالمحافظة على شعبها، ومساعدته عبر مؤسساتها التربوية والاستشفائية والإجتماعية والإنمائية وتوفير فرص العمل له فيها وفي أوقافها وممتلكاتها؛ وتجدد الالتزام بالوقوف إلى جانب شعبها بعملها الروحي والراعوي، والمحافظة على وحدته وتضامنه. وفيما تقدر الكنيسة ما يقوم به المجتمع الأهلي من نشاطات ترفيهية ومهرجانات، لإخراج الناس من همومهم ويأسهم، فهي ترجو الاعتدال، وتجنب هدر المال، والأخذ بعين الاعتبار العائلات الفقيرة ومساعدتها في ظروفها الصعبة".

وتابع: "ملكوت السماء الذي يشرحه الرب يسوع في مثل الزارع والقمح والزؤان، هو حضور الله في الإنسان، وبواسطته في المكان الذي يعيش فيه. لقد فتح القديس شربل كيانه كاملا أمام الله لكي يلج إلى أعماقه، فأضحى كله حياة في الله بامتياز. لقد عاش اتحادا عميقا بالله في سر القربان، في قداسه اليومي الذي جعله محور حياته وكل أعماله ومصدر روحانيته. فكان يواصل اتحاده بالله وبذبيحة المسيح الخلاصية، بصمته المتواصل وانفراده العميق وإفناء ذاته في ذبيحته الشخصية حتى أنه وحد جسده وحياته كلها بذبيحة القربان عبر اتحاد متدرج، استمر سبعين سنة. وقد سقط أرضا بفالج صاعق وهو يرفع جسد الرب ودمه للمرة الأخيرة في ذبيحة القداس، فيما كان يتلو صلاة "يا أبا الحق هوذا ابنك ذبيحة ترضيك، فاقبله...". هكذا اكتمل اتحاد شربل بالله وبذبيحة الفداء". وقال: "أجل، كانت حياته اتحادا متدرجا بالله. وقد ظهر هذا الاتحاد المتدرج في زهده والتمرس بالأعمال الروحية، بالصلاة والصوم والإماتة وإخلاء الذات؛ بفضائل الطاعة والعفة والفقر والتواضع التي عاشها كاملة على خطى المسيح؛ بحريته الداخلية وتجرده من جميع خيرات الدنيا وحطامها؛ بإكرامه المحب للعذراء مريم وتلاوة ورديتها يوميا، راكعا منتصبا ويداه مضمومتان إلى صدره. فكان يجد في هذا الإكرام سلامه الداخلي. وكان يردد للزوار: "إذا أردتم أن تخلصوا بسهولة وأمان، فتعبدوا لمريم العذراء". وختم الراعي: "أيها القديس شربل، نسألك أن تشفع بنا لدى الله، وبوطننا وبمنطقة الشرق الأوسط الجريحة، التي أنت ابنها، كي يساعدنا بنعمته للمحافظة على طبيعة "الزرع الجيد" الذي فينا، على مثالك، ويهدي المسؤولين عندنا وفي العالم إلى طريق العدالة والسلام، من أجل الخروج من أزماتنا السياسية والامنية والاقتصادية. وإنا ننضم إليك في مجدك السماوي لنرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

تهاني العيد

بعد القداس، تقبل الراعي وعون ونعمه وبيروتي والكهنة التهاني في القاعة الجديدة لدير مار مارون.

 

نواف الموسوي: 90% من المشروع التكفيري وصل إلى طريق مسدود وحل الأزمة الرئاسية يبدأ بتحرير قرار كتلة نيابية من السيطرة السعودية

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "90 في المئة من المشروع المعادي التكفيري الأداة، والاستكباري الصهيوني السعودي التخطيط والإدارة، قد وصل إلى طريق مسدود، ونحن اليوم في الجزء الأخير من مواجهة هذه المؤامرة الكونية التي شكلت استمرارا لحرب العام 2006"، لافتا إلى أن "المقاومة تمكنت مع حلفائها في سوريا من إحباط الأهداف السياسية والعسكرية للذين كانوا يقاتلون هذه الدولة وما زالوا يقاتلونها". وقال الموسوي خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور 40 يوما على "استشهاد المجاهد خليل علي السيد حسن"، والذكرى السنوية لشهداء المقاومة الإسلامية في عيترون الجنوبية، في حسينية البلدة: "ان ما نشهده من تطورات ومراجعات في السياسات التي كانت معتمدة، إضافة إلى أحداث جرت مؤخرا، نستطيع أن نؤكد بأن الانتصار بات قريبا، وبات بإمكاننا القول، ان أذرع الثعابين التي امتدت إلينا لم تقطع فحسب، وإنما رؤوسها سائرة إلى القطع أيضا، ونحن اليوم نمشي باتجاه هذا النصر في سوريا الذي كتب بدماء شهدائنا، وبالتالي فإن جميع من تآمر على سوريا، بات لديه اليوم مشاكل لا يقوى على مواجهتها، وستزداد يوما بعد آخر، وسينشغل بلعق جراحه بأكبر مما هو قادر على مواصلة هجومه على المقاومة في سوريا، أكانت دولة أم شعبا أم مقاومة بحد ذاتها التي تقاتل هناك، ونحن على مقربة من النصر، والانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في ريف حلب الشمالي وفي مدينة حلب، هي مؤشر على ذلك"، داعيا "الجميع في لبنان إلى قراءة المعطيات جيدا، فنحن نريد في لبنان أن نتفادى وصول المخاطر التي تصيب الإقليم من حولنا".

وأضاف: "كان حزب المستقبل أول من بادر لإجراء حوار مع التيار الوطني الحر على أساس انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية، ولكن يعرف نواب المستقبل قبل غيرهم، أن الذي عطل الاتفاق بين رئيسهم، هو رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وبين الجنرال عون، كان الأمر السعودي برفض انتخابه"، داعيا "أصدقاء لبنان، والقوى السياسية اللبنانية، إلى أن تمارس تأثيرها على أصدقائها بتجاوز هذه العقبة التي تحول دون أن نستعيد مؤسساتنا الدستورية، من رئاسة الجمهورية إلى المجلس النيابي، لأننا في لبنان بأمس الحاجة إلى تفعيل هذه المؤسسات".

وتابع: "الكل يعرف أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو من يقرر موقف الحزب من رئاسة الجمهورية، وعندما يراجع البعض من القوى الدولية من أصدقاء لبنان إيران أو سوريا بخصوص موضوع الرئاسة، فإن الجواب يأتيهم دائما، أن موقف الحزب من رئاسة الجمهورية يحدده الأمين العام، لكن مع الأسف، فإن تيار المستقبل الذي هو شريكنا في المعادلة النيابية، يعرف الجميع أنه لا يمتلك استقلالية قراره السياسي، وأنه بسبب المشاكل التي يعاني منها، وآخرها وليس أخيرها، الأزمة المالية التي تضطره لتقديم تنازلات والخضوع أكثر من الخضوع في ما سبق، بات لا يمتلك حرية قراره باختيار رئيس الجمهورية، ونحن نؤكد أنه لو ترك الخيار لنواب المستقبل لانتخاب رئيس، لكان المجلس النيابي قادرا على انتخاب الجنرال عون رئيسا للجمهورية، وبالتالي، فإننا نوجه عناية أصدقاء لبنان، إلى أن حل أزمة الرئاسة يجب أن يبدأ بتحرير قرار كتلة نيابية من السيطرة السعودية والفيتو السعودي".

وأردف: "نعتقد أنه بمجرد وجودنا في هذه القرى الجنوبية، وبمجرد أن يبني المرء منزلا فيها، وأن يحرث أرضه ويجتني ثماره، ويقوم بمزاولة أعماله على مسافة أمتار من العدو الإسرائيلي، فهذا أمر بحد ذاته مقاومة، ونستطيع في هذا المجال أن نعتبر، أن الجنوبيين بأسرهم هم مقاومون، أكانوا في عتاد العمل العسكري أم في غيره، لأنهم في قيامهم وقعودهم هم مقاومون، وعليه، فإن المسؤولية تقع علينا جميعا أن نمكن أهلنا من أن يتجاوزوا العقبات الإنمائية التي يواجهونها بسبب أن قراهم هي قرى الأطراف والأرياف، وبالتالي، فإن التنمية في الأرياف تستلزم من الدولة تحمل مسؤولياتها، وفي هذا الإطار نتوقف عند أزمة تلوث مياه نهر الليطاني، لأن أزمة المياه يعاني منها قضاء بنت جبيل، وجزء من أزمة المياه في القضاء له علاقة بتلوث مياه الليطاني".

ولفت إلى "أننا أمام أزمتين جراء تلوث مياه الليطاني، الأولى هي التلوث البصري أي عوكرة المياه، والسبب يعود إلى قيام بعض المتعهدين والمقاولين بغسل الرمول التي يستخرجونها بمياه نهر الليطاني، ما يؤدي إلى قطع أرزاق أصحاب المنتزهات على ضفاف النهر، كما يمنع الجنوبيين من فرصة التمتع بنهرهم هذا، أما الأزمة الثانية فهي التلوث الكيميائي الجرثومي، ونحن نميز بين الأمرين لنقول، يجب أن يتوقف فورا التلوث البصري الناتج عن غسل الرمول، لأنه بمجرد أن يتوقف منتهكو القوانين عن مخالفة القوانين بالامتناع عن غسل الرمول في المياه، سيتمكن النهر من استعادة صفائه البصري على الأقل، فلا يخلطن أحد بين الموضوعين، ونحن نشعر أن هناك من ينزل عمدا بغية التمويه بين عوكرة مياه الليطاني وبين تلوث مياهه، فالعوكرة تحل بتوقيف هذه المرامل التي تغسل الرمول في المياه، وهذه مسؤولية القوى الأمنية، وعليها أن تبادر إلى منع ذلك، أما التلوث الكيميائي الجرثومي لمياه الليطاني، فهذه قضية منفصلة، ويجب معالجتها بخطة مدروسة واهتمام مباشر، وإقرار المشاريع والميزانيات اللازمة لذلك".

وقال: "اننا في المجلس النيابي حولنا اقتراح قانون كان يتعلق بتنظيف مياه بحيرة القرعون لوحدها، وعملنا على تطوير هذا الاقتراح، بحيث أصبح معنيا بتنظيف نهر الليطاني من المنبع إلى المصب من جميع شبكات الصرف الصحي، ومعامل معالجة النفايات، ومعالجة النفايات الصناعية والاستشفائية والطبية بعامة الممتدة حول حوض الليطاني، أي بمعنى خزانه الجوفي الذي يمتد كيلومترات، وتمكنا من تضمين اقتراح القانون التغطية المالية اللازمة، بحيث نكون قادرين على تنظيف هذا النهر، من بحيرة القرعون إلى القاسمية، وبالتالي، فإن اقتراح القانون يحتاج إلى الإقرار في المجلس النيابي، ولا بد أن تنعقد الجلسة التشريعية"، مشددا عى ضرورة أن تتوقف "المرامل التي تغسل الرمول في الليطاني، وبالتالي فإنه بعد أسبوع من وقف غسل الرمول، يستعيد نهر الليطاني صفاءه البصري، ويصبح متاحا للتنزه عليه، والاستفادة منه خصوصا من أصحاب المنتزهات الذين يعمل لديهم حوالي 2500 عامل، وهذا ينبغي أن يكون واضحا، لأننا لاحظنا أن هناك خلطا متعمدا يريد بصورة متقصدة أن يغيب مسؤولية أصحاب المرامل، وأن يربط ملف التلوث البصري بالتلوث الكيميائي الجرثومي، فهذا الملف غير ذلك الملف، فنحن أول من بادر إلى تسليط الضوء على ملف التلوث الكيميائي الجرثومي، ونحن من أضاف حوالي 450 مليون دولار التي ليس لها علاقة بالنهر، وإنما بشبكات الصرف الصحي، وبالقرى وبمحطات معالجة الصرف الصحي". وأضاف: "تمكنا طوال السنوات الماضية من تحقيق إنجازات وانتصارات، وكان السبب في ذلك حالة الوحدة والتضامن بين شعبنا ومجتمعنا، ونحن لا يمكن أن ننسى في أي وقت من الأوقات أنه في العام 2006 وقفت إمرأة ألا وهي الراحلة أم كامل سمحات، التي بوعيها ومن منطقة الأنقاض في حارة حريك، أثبتت أن اللبنانيين واعون للمؤامرة، وواعون لأهداف العدوان، وقادرون على كسره، وهذه الروح التي وحدتنا جميعا وعشناها في العام 2006، هي سبب انتصارنا في كل مرحلة، بحيث كان إذا قيل للمرء أن منزلك هدم هناك، ومنزلك الثاني هدم هنالك، كان جوابه فدا المقاومة وسيدها، وبالتالي يجب أن لا تغيب عنا هذه الروح، لا بسبب الانتخابات البلدية، ولا بأي سبب إشكال آخر، ويجب أن نطوي صفحة الانقسامات التي تحصل في الأسرة الواحدة بين أخ وأخيه، وأن نكون أصحاب وقفة واحدة في مواجه أعدائنا".

 

ممنع كرمت ابن بلدتها النائب الاوسترالي سيزار ملحم

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - أقامت بلدية ممنع في منطقة الجومة في عكار، احتفال تكريم إبن البلدة النائب الاوسترالي عن منطقةWestern Metropolitan Region في برلمان فيكتوريا سيزار ملحم، على أرض الملعب البلدي في البلدة. حضر الاحتفال الى جانب المكرم، ممثل المحافظ عماد اللبكي رئيس بلدية بزبينا طارق خبازي، رئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر، عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل محمد مراد، المنسق العام لتيار المستقبل في عكار عصام عبد القادر، ممثل رئيس الحزب القوات الدكتور سمير جعجع منسق الحزب في عكار الدكتور نبيل سركيس، رئيسة قلم نفوس بيت ملات جاندارك دعبول، الامين العام للجمعية اللبنانية للانماء الريفي المهندس جان موسى، الناشطة الاجتماعية والسياسية سهام سلوم وحشد من رؤساء واعضاء بلديات ومخاتير وفعاليات اجتماعية وثقافية وسياسية واهالي البلدة. بدأ الاحتفال بالنشيدين الوطنيين والاوسترالي، ثم كلمة ترحيب وتعريف من سركيس.

بربر

وألقى بربر كلمة قال فيها: "إن اللقاء في ممنع يعطي الصورة الحضارية عن عكار في أصالتها وقيمتها وعيشها الواحد"، معتبرا أن المكرم النائب سيزار ابراهيم ملحم "رفع اسم ممنع وعكار ولبنان عاليا في الاغتراب وفي اوستراليا، وحقق انجازا هاما في دخوله الى البرلمان الاوسترالي، وهذا تأكيد على قدرات ابناء عكار ونجاحاتهم في مختلف ارجاء الكون، ونحن فخورون بأبنائنا المميزين في شتى المجالات، والذين تألقوا وتميزوا وجعلوا لعكار الاسم اللامع والبراق أينما وجدوا". ووجه بربر من خلال النائب المكرم تحية الى كل المغتربين، "الذين حملوا اسم لبنان معهم، ولم ينقطعوا عن وطنهم الام، بل بقي في قلبهم ووجدانهم، واليوم نرى في العديد من بلداتنا بصماتهم ومساهماتهم في تنمية هذه البلدات والقرى". ودعا المغتربين الى "مزيد من النجاحات والتألق والتواصل مع لبنان، لأن الوطن بحاجة الى أبنائه". وتطرق بربر الى الاوضاع العامة، فاعتبر أنه "رغم كل ما يحكى عن أوضاع ضبابية في لبنان، إلا أن ايماننا في نهوض هذا الوطن ، الرسالة، كبير وسنبقى دعاة البناء والاعمار والانماء، وعلى أهل السياسة أن ينقذوا لبنان وأن يصار الى انتخاب رئيس للجمهورية بأقرب فرصة، والعمل على تفعيل المؤسسات الدستورية".

طنوس

وألقى رئيس البلدية يوسف طنوس كلمة رحب فيها بالحاضرين، معددا "مزايا المكرم، وقيادته للعمال في اوستراليا لتحقيق مطالبهم، كما تبوأ مراكز مهمة في حزب العمال الاوسترالي"، شاكرا له "دعمه لبلدته"، مؤكدا "العمل على مشروع توأمة بين بلدية ممنع واحدى بلديات المنطقة التي انتخب عنها نائبا، لأن بلدية ممنع بحاجة الى الكثير من الانماء".

ملحم

ثم ألقى المكرم كلمة رحب فيها بالحضور، وحيا أهالي بلدة ممنع الطيبين، هذه البلدة التي ولد فيها في العام 1965، شاكرا للبلدية هذا التكريم ، داعيا الى التكاتف من اجل تنميتها وازدهارها. وقال: "هاجرت الى اوستراليا من أجل حياة افضل، والسبب الرئيسي لكي يترك الانسان أهله، هو السعي لتأمين حياة أفضل له ولعائلته، وأفتخر بكوني اوستراليا من اصل لبناني، وفخور جدا ان اوستراليا أعطتني كل ما كنت أؤمن به، العمل في اوستراليا متوفر للجميع ، ليس بالضرورة أن تكون إبن بيك أو إبن شيخ أو إبن خوري، لكي تصل، العمل بضمير مرتاح من غير كذب ولا سرقة، هذه هي الحياة الاوسترالية، كثير من اللبنانيين في اوستراليا بنوا حياة جميلة جدا". واعتبر ملحم ان "للاغتراب دورا مهما في مساعدة اللبنانيين على مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة"، آملا عند قدومه الى لبنان في المرة الثانية "أن يكون هناك رئيس للجمهورية، لأنه بدون رئيس لا يمكن للبنان أن يتحسن، لأن دول العالم، والمستثمرون الذين يريدون العمل في لبنان، لا يقدمون على ذلك بغياب رئيس للجمهورية". وتمنى ملحم على مجلس النواب "أن يضعوا مصلحة لبنان فوق مصالحهم الشخصية، وألا ينتظروا لا ايران ولا السعودية ولا اميركا ولا أي دولة في العالم، على اللبنانيين أن ينتخبوا هم رئيس جمهوريتهم". واعتبر أن الشعب اللبناني قادر على التغيير، "في اوستراليا النواب في خدمة الشعب، وليس الشعب في خدمتنا، واذا لم نخدم الشعب فالمحاسبة تتم بعد أربع سنوات "وبيقوللنا باي باي"، وعلى الشعب أن يشجع النواب للعمل لصالحه، ولكن مشكلة لبنان مشكلة معقدة، وعمرها عشرات السنين، من التدخلات من الدول العربية والاجنبية".

ورأى "أن تكاتف اللبنانين مسيحيين ومسلمين يؤدي الى التغييير نحو الافضل"، آملا في "أن تنتهي الحرب في سوريا"، متسائلا: "نحن في لبنان ماذا فعلت بنا الحرب؟ مئات الآلاف ماتوا، والنتيجة أن المسلمين والمسيحيين يعيشون مع بعضهم".

 

كنعان: نريد رئيسا قائدا ومؤمنا بتغيير النهج لا مستسلما له ونحن الرقم الصعب وبتمتين تيارنا وتفاهماتنا نصنع التغيير

الأحد 17 تموز 2016 /وطنية - اكد امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان خلال تمثيله العماد مشال عون في عشاء هيئة برج حمود في التيار الوطني الحر، "ان التيار بات الرقم الصعب في المؤسسات والقوة الأولى في مناطقه ودوائره الانتخابية". اللقاء حضره النائبان غسان مخيبر ونبيل نقولا، وممثلون عن القوات اللبنانية، رؤساء وأعضاء مجالس بلدية ومخاتير برج حمود، الجديدة البوشرية السد، سن الفيل، الاشرفية المدور الصيفي والرميل، وفاعليات من بينها أدي معلوف، إبراهيم ملاح وجان بو جودة، وحشد من أبناء برج حمود.

وقال كنعان في كلمته: "نلتقي اليوم والتحديات على انواعها في تصاعد كبير لتتحول الى وجودية. وان كنا قد مررنا في تاريخنا باوضاع مصيرية، لكن ما نواجهه اليوم ادهى واخطر اذ انه يستهدفنا نحن بثلاثية ارادتنا وتصميمنا وقناعتنا والتي شكلت وتشكل عنصر القوة في نهج مواجهة الباطل وان كانت هذه المواجهة مستحيلة، مقابل نهج الاستسلام والخضوع والمساومة الذي اذا ما انتشر في جسمنا المقاوم شله وعطل ادواته ليؤدي لاحقا الى موتنا السريري".

واضاف: "التغيير مطلوب نعم ولكن أي تغيير؟ تغيير نهجنا من خلال تغييرنا نحن؟ أم تغيير النهج المساوم اضافة الى من يجسدوه؟ الذي ناضلنا وانتصرنا من اجله كان في مرحلة الوصاية التحرير لسيادة وحرية واستقلال كاملين لا انتقاص ولا اجتزاء في تحققهم وممارستهم، فكان استبسال الجيش في سوق الغرب والحدت والدوار وبيروت وغيرها من الجبهات وخطوط التماس التي فرضتها وقائع المعادلة الإقليمية والدولية العسكرية والسياسية على أرض وطننا الجريح والنازف". وتابع: "بعد 13 تشرين الاول 1990 انتقلت الشعلة من شهداء المواجهة والشرف والتضحية والوفاء الينا في المنفى اليكم في الداخل السجين، لتبدأ مرحلة القمع والاضطهاد والمقاومة السلمية بصدور عارية تكاملت فيها الارادات الصلبة والامكانات المتواضعة قاد خلالها الجنرال المعتقل، بفعل قوانين وتفاهمات اقليمية ودولية مرحلة العبور التاريخي من 13 تشرين الاول 1990 الى 7 ايار 2005 ليعود منتصرا مع شعبه ولتبدأ مرحلة استعادة الدولة والقرار".

وأكد كنعان "ان الشراكة الاسلامية - المسيحية والتوازن والدور المفقود منذ الطائف، كما الاصلاح ومكافحة الفساد من داخل المؤسسات لم تكن مجرد عناوين لتكتل التغيير والإصلاح، فكانت معاركنا في لجنة المال والموازنة وسلسلة الرتب والرواتب وضمان الشيخوخة وعائدات البلديات واستعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني والمعقلين وتعويضات المحررين من السجون السورية وعودة اللاجئين من اسرائيل كما فرض قانون الانتخاب على طاولة المجالس النيابي كأولوية تشريعية". أضاف: "أما ميثاقية الرئاسة القوية والقادرة وجعلنا وما نمثل، ممرا الزاميا لبنانيا ودوليا لأي حل حقيقي لازمة الحكم والنظام في لبنان، كانت واحدة من أبرز نضالتنا بعد العودة، لنلبنن الرئاسة ونعيد ما للخارج للخارج وما للشعب للشعب، فالرئاسة من دون شرعية شعبية كالجسد العاري في قلب عاصفة عاتية. وما يحدث اليوم في العالم من تغيير لسياسات واستراتيجيات من خلال إرادة الشعوب خير دليل. هذه هي مدرسة ميشال عون في 1990 وانتصاره في 2005 وتحقيق حلم اللبنانيين بالتغيير الآتي في 2016". وأكد كنعان "ان هذا ما جعل منا في المؤسسات الدستورية، رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في مناطقنا ودوائرنا الانتخابية، القوة الاولى ليكون الانماء من دون استعطاء والخدمة العامة للجميع من دون استثناء والفوز الانتخابي باصوات الاحرار من مجتمعنا لا بالرشوة والسلطة والتزوير". واعتبر "ان استراتجية التفاهمات التي عملنا لها داخليا ونجحنا، أكان بين المسلمين او المسيحيين من خلال تفاهم مار مخايل، أو بين المسيحيين أنفسهم من خلال تفاهم الرابية - معراب، فهي التي حفظت لبنان وسط الزلازل المدمرة وحروب التكفير الارهابي التي عصفت بالمنطقة من سوريا الى العراق مرورا باليمن وليبيا وتونس ومصر والخليج ولا تزال... وما نشهده اليوم من انهيار لتجمعات إقليمية وعالمية من أوروبا الى أميركا ولسياسات واستراتيجيات حكمت اداء الشرق والغرب لعقود طويلة تؤكد صوابية خياراتنا ورؤية تفاهماتنا فهل المطلوب التشكيك والتغيير لتكريس دولة المزارع والمصالح الشخصية والخاصة وسلسلة الخيبات الوطنية والحقوقية والمالية؟؟". وقال كنعان: "نريد جيشا قويا وفاعلا يحمي الارض ويواجه الارهاب ولبلوغ هذا الهدف نحن بحاجة لقيادة سياسية قوية ومؤمنة بدوره وقادرة على توفير الامكانات التقنية له من عديد وعتاد من خلال اعتمادات لطالما حرم منها".

وتابع: "نريد لامركزية ادارية ومالية موسعة تؤمن لمناطقنا ما تستحقه من مشاريع انمائية بنسبة مساهمتها بتغذية ايرادات الدولة وخزينتها. ونريد رئيسا قائدا ومؤمنا بتغيير النهج لا مستسلما له او متسكعا لدى أربابه. ونريد وطنا نعيش فيه بكرامتنا لا موقفا نفترش أرضه بانتظار التأشيرة".

وختم كنعان: "بعنادنا للحق والحقيقة وبمراكمة المواجهات المصيرية والخبرات وبتمتين تيارنا وتفاهماتنا نحقق المعجزات ونصنع التغيير". كما، كانت كلمات لوسام شهوان باسم هيئة قضاء المتن بالتيار وميشال ابي خليل باسم هيئة برج حمود، مشددا خلالها على "استمرار النضال الحزبي والوطني لاحداث التغيير والإصلاح المطلوبين، والوصول الى دولة قوية بمؤسساتها".