المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 تموز/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.july24.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

رئيس العشارين زكا يستضيف يسوع في منزله ويتوب ويؤدي الكفارات

اذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله

 

عناوين  تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مجتمعنا المسيحي والماروني تحديداً مريض ومرضه جداً خطير/الياس بجاني

موضة الفصل بأحزاب لبنان الشركات العائلية والمافياوية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ضاحي خلفان: نصر الله زعيم تنظيم دولي للإتجار بالمخدرات

لبنان في القمة العربية مطالب بالاعتذار عن "الجرذان" ويواجه تحدي تصنيف "حزب الله" منظمة ارهابية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 23/7/2016

هكذا ردّ "التيّار" على عون وعبس ونصرالله

حلف رباعي اختياري في جبيل: أول تحالف انتخابي بين القوات وحزب الله منذ 2005

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 23 تموز 2016

تحفظ لبناني عراقي على إدانة إيران يقابله تحفظ خليجي على إدانة تركيا

مصادر فرنجية تنفي نيته الانسحاب لعون أو غيره

فتفت لـ”السياسة”: عون في حال انتخابه سيكون أسوأ من لحود

الخارجية: لا ضحايا لبنانيين في اعتداء ميونيخ

 دوريات مؤللة وراجلة للجيش في احياء عرسال وعند مداخل المخيمات

شمعون: كل ما يحصل على المستوى الرئاسي غير صحيح

عنقود "الوطني الحر" يفرط... "الحرس القديم" يواجه سياسة باسيل التطهيرية/خالد موسى/موقع 14 آذار

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ماذا يجري في التيار الوطني الحر؟

زهرا: لا افراج عن الرئاسة في المدى القريب

تداعيات قرارات رئيس بلدية جبشيت تتفاعل وهل تستطيع اي بلدة اعلان دولتها المستقلة؟

عشاء السفارة السعودية حُمّل أكثر مما يحتمل..والحريري على موقفه/14 آذار: تفاؤل الرابية الرئاسـي غير مبني على معطيات واقعيــة

اجرام" المانيا" عمل كلاسـيكي لمختل عقليـاً و"داعـش" بريء منـــه

تركيا بعد الانقلاب: 11160 موقوفا وطلب ترحيل غولن خلال 10 ايــام

تواصل قيادي بين التــيارين الازرق والبرتقالــي نتائجــه غير مثمرة

الوضع القاتم قد يتحول الـى سـوداوي اذا فشلت الخلوة الحوارية بانتخاب رئيس

المكتب السياسي "للمستقبل" يجتمع في آب لتصديق الوثيقة التنظيمية و"السـياســـية" رهـــن التطورات وانجــاز الرئاســـة

 هل تعلن القوى الاسلامية في عين الحلوة اسم قاتل البحتي؟ ودخـول الجيش الــى المخيم لحماية اهـله دونه عقبـات

حبيقة يحدّد إفادة الإقتصاد السوري من دروس لبنان: لقطاعاتنا التفاضلية خبرات هامة لإعـــادة الإعمار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

كلينتون تختار تيم كين مرشحاً لمنصب نائب الرئيس

80 قتيلاً في هجوم انتحاري تبناه «داعش» في كابول

ألمانيا: لا علاقة لمهاجم ميونيخ بداعش أو اللاجئين

شرطة ميونيخ: منفذ اعتداء ميونيخ الماني من اصل ايراني ونيته لم تتضح بعد

مرتكب "مجزرة ميونيخ" الإيراني الأصل معروف للإنتربول

تركيا.. توقيف ابن شقيق غولن

أردوغان، يغلق أكثر من 1000 مدرسة

خفايا علاقة أسامة بن لادن بإيران

أنقرة تسقط الجنسية عن أكثر من 10 آلاف تركي

 "فايننشال تايمز": جرائم الشرف في باكستان تزداد

 لماذا نجح الانقلاب في مصر وفشل في تركيا؟

قمة نواكشوط.. ملفات كثيرة وتفاؤل عربي محدود

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بلديات جنوب لبنان على خطى 'الدولة الإسلامية'/شادي علاء الدين/العرب

سجّل أنا لبناني عربي لا تركي ولا إيراني/أحمد الغز/اللواء

بين الشرعيّة العربيّة و"الشريعة" الإيرانيّة/الياس الزغبي/لبنان الآن

في الطريق الى «المؤتمر التأسيسي»/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

السنيورة والسعودية في حرب تموز/أحمد عدنان/العرب

عبرة تركية: التحرُّك السلمي يُعطِّل مفاعيل السلاح/نوفل ضو/جريدة الجمهورية

مَن يقنع عون وفرنجية بالإنسحاب/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

أخطاء شائعة بحق الدين/محمد علي مقلد/المدن

ما هي أبعاد استبعاد أسعد حردان عن رئاسة «القومي السوري»/فايزة دياب/جنوبية

أردوغان يستغل الانقلاب الذي شجّع عليه/سليم نصار/الحياة

«الممانعون» إذ يسيّسون الإرهاب/حسان حيدر/الحياة

انقلابيو تركيا جماعة «إخوانية»/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

تركيا.. فشل الانقلابيون وتحقق الانقلاب/طارق الحميد/الشرق الأوسط

بصيص أمل في اليمن/خيرالله خيرالله/العرب

الفقية والسلطان... التوظيف السياسي للدين في عهد عبد الناصر/كريم شفيق/موقع رصيف 22

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمقابلات والبيانات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي التقى مسيحيي ودروز العبادية وزار قتالة: المستقبل واعد رغم الظروف الصعبة وأؤكد وجود علامات دولية على ان لبنان يبقى اللؤلؤة

 كنعان دعا المستقبل لتصحيح الخلل الرئاسي والنيابي: أي حل للملف المالي يجب ان ينطلق من الدستور

المجلس الاعلى للروم الكاثوليك دعا الى تأمين المستلزمات الأساسية لتمكين أهالي القاع من الصمود

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

رئيس العشارين زكا يستضيف يسوع في منزله ويتوب ويؤدي الكفارات

إنجيل القدّيس لوقا/19/من01حتى10/:"دَخَلَ يَسُوعُ أَرِيْحا وَبَدأَ يَجْتَازُها، وإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ زَكَّا، كانَ رَئِيسًا لِلْعَشَّارِينَ وَغَنِيًّا. وكَانَ يَسْعَى لِيَرَى مَنْ هُوَ يَسُوع، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الجَمْعِ لأَنَّهُ كانَ قَصِيرَ القَامَة. فَتَقَدَّمَ مُسْرِعًا وَتَسَلَّقَ جُمَّيْزَةً لِكَي يَرَاه، لأَنَّ يَسُوعَ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ بِهَا. وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى المَكَان، رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وٱنْزِلْ، فَعَلَيَّ أَنْ أُقِيمَ اليَومَ في بَيْتِكَ». فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وٱسْتَقْبَلَهُ في بَيْتِهِ مَسْرُورًا. وَرَأَى الجَمِيعُ ذلِكَ فَأَخَذُوا يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئ». أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبّ: «يَا رَبّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ مُقْتَنَياتِي لِلْفُقَرَاء، وَإنْ كُنْتُ قَدْ ظَلَمْتُ أَحَدًا بِشَيء، فَإِنِّي أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ َضْعَاف».

فقَالَ لَهُ يَسُوع: «أَليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم. فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ».

 

إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس02/من17حتى22/:"يا إِخوَتِي، لَمَّا جَاءَ المَسِيحُ بَشَّرَكُم بِالسَّلامِ أَنْتُمُ البَعِيدِين، وبَشَّرَ بالسَّلامِ القَرِيبين، لأَنَّنَا بِهِ نِلْنَا نَحْنُ الاثْنَينِ في رُوحٍ وَاحِدٍ الوُصُولَ إِلى الآب. إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله، بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاء، والمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة. فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ، وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا تُبْنَونَ معًا مَسْكِنًا للهِ في الرُّوح."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مجتمعنا المسيحي والماروني تحديداً مريض ومرضه جداً خطير.

الياس بجاني/22 تموز/16

بتنا فاقدين للأمل من صحوة المنتمين للأحزاب المسيحية تحديداً لأن هؤلاء في غالبيتهم ارتضوا دور الزلم والمصفقين والهوبرجية ع عماها لأصحاب شركات احزابهم العائلية إن لم نقل المافياوية ويخونون ويؤبلسون كل من يوجه لهم نقداً ولوبنائاً وموضوعياً. هم صنعوا بأيدهم آلهة وهم يعبدون هذه الآلة التي هي أصحاب الشركات الأحزاب ويقدمون انفسهم ووطنهم قرابين على مذبح هؤلاء الآلهة الدجالين خدمة لمنافعهم ومصالهم وسرقاتهم وجنونهم السلطوي. من هنا نرى أن مجتمعنا المسيحي والماروني تحديداً مريض ومرضه جداً خطير.

 

موضة الفصل بأحزاب لبنان الشركات العائلية والمافياوية

الياس بجاني/22 تموز/16

لا أصوات تعلو في أي شركة حزب لبناني تجاري وعائلي على أصوات أصحابها. أصحابها وأصهرتهم وأولادهم وزوجاتهم وأولاد عماتهم وعماتهم واعمامهم والخالات هم آلهة على صورة بشر يفعلون ما يريدون ويلي مش عاجبوا يشرب من البحر ويفرجينا عرض كتافه. دارجي عملية الفصل بالأيام.. هودي مش شامين ريحة الأحزاب.. هودي وكلون ويعني كلون مافيات وبامتياز.. والتعتير يبقى في من يقبل أن يكون حزبياً في هكذا احزاب تجليط

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ضاحي خلفان: نصر الله زعيم تنظيم دولي للإتجار بالمخدرات

تويتر/23 تموز/16/اعتبر نائب قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان أن “حزب الله” يتاجر بالمخدرات على مستوى خطير”، مشددا على أنه “يجب على العرب أن يتخذوا قرارا بإنهاء هذا الحزب مهما كلف الأمر”. وأضاف في سلسلة تغريدات عبر حسابه على “تويتر” أن “الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله زعيم تنظيم دولي للإتجار بالمخدرات ويجب القبض على كل أعوانه ثم إلقاء القبض على زعيم العصابة”، مؤكدا أن “مصانع المخدرات يجب أن تقصف عند حسن نصر اللات، والأمور أصبحت واضحة مثل الشمس حسن تاجر مخدرات كبير”.

 

لبنان في القمة العربية مطالب بالاعتذار عن "الجرذان" ويواجه تحدي تصنيف "حزب الله" منظمة ارهابية

النهار/24 تموز 2016/للبنان موعد غدا مع اعمال القمة العربية التي تعقد على مدى يومين في العاصمة الموريتانية نواكشوط. وقد تسببت اخبار لبنانية عن الجراذين المنتشرة في الفنادق المضيفة وعدم رغبة الرئيس تمام سلام بالمبيت فيها، أزمة كادت ان تصبح ديبلوماسية، مع مطالبة معظم الصحف الموريتانية الصادرة صباح السبت لبنان بالاعتذار عن تلك الاخبار وتذكيره بأزمة النفايات والتلوث التي يعاني منها. اما سياسياً، فيتضمن مشروع القرار حول لبنان، والدعوة الى تجديد التضامن معه وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولمؤسساته الدستورية بما يحفظ الوحدة الوطنية واستقرار لبنان وسيادته على كامل اراضيه وتأكيد حق اللبنانيين في تحرير او استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر وحقهم في مقاومة اي اعتداء بالوسائل المشروعة، ودعم موقف لبنان في مطالبته المجتمع الدولي بتنفيذ القرار 1701. ثم الاشادة بالدور الوطني الذي يقوم به الجيش اللبناني والقوى الامنية في صون الاستقرار والسلم الاهلي ودعم الجهود المبذولة من اجل بسط سيادة الدولة اللبنانية حتى الحدود المعترف بها دولياً، ودعم موقف لبنان في رفض توطين اللاجئين السوريين على ارضه بعد شكره على استضافة هذا العدد الكبير منهم. وتشكل مشاركة رئيس الحكومة تمام سلام في اعمال القمة إطلالة على الاسرة العربية قد يغتنم خلالها الفرصة للقاء عدد من القادة العرب، علما ان لا مواعيد للقاءات ثنائية على اجندته في انتظار ما قد تحمله الساعات المقبلة، وتتكتم اوساط السرايا حوا ما اذا كان سلام طلب مقابلة زعماء عرب وجبه باعتذار ام انه لم يطلب وترك الامور لساعتها وظروفها. وعلم من اوساط السرايا الحكومية أن كلمة سلام ستركز على 3 محاور اساسية، حيث سيجدد التأكيد على ضرورة وقوف المجتمع العربي إلى جانب لبنان في مواجهة الاعباء الباهظة لأزمة اللاجئين السوريين، والتي فاقت وفق تقرير وزير المال علي حسن خليل الاخير الـ15 مليار دولار. اما الموضوع الثاني فيتمثل بتأكيد موقف لبنان الرافض للإرهاب وما يتعرض له العالم نتيجة الاعمال الارهابية. والمعلوم ان هذا الموضوع سيشكل بندا اساسيا على جدول اعمال القمة وسط مخاوف من أن تؤدي الانقسامات والتباينات العربية حيال الملفات الخلافية المطروحة على القمة إلى فشلها في الوصول إلى قرارات مهمة.

وفي المحور الثالث سيجدد موقف لبنان من التضامن العربي والتزامه الاجماع العربي في القضايا المطروحة. لكن سلام سيواجه موقفا حرجاً فيما لو عرض على التصويت بند بتصنيف "حزب الله" منظمة ارهابية ودعوة الحزب الى الخروج من سوريا وعدم التدخل في العراق واليمن، وهي مشاركة حربية اقر بها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عبر التلفزيون، ولا يمكن تاليا للبنان اللعب على الكلمات ومحاولة انكار الامر. وعلم في هذا الاطار ان لبنان سيتحفظ على اي قرار مماثل من دون اتخاذ موقف حاد.

الجرذان

من جهة ثانية، اثار الموقف الذي نُقل عن لسان وزير الصحة وائل أبو فاعور حول عدم استعداد موريتانيا لاستقبال القمة العربية من ناحية تردي الأوضاع الصحية في البلاد، غضب المواطنين الموريتانيي والصحافة المحلية التي طالبت لبنان بالاعتذار الرسمي.. وفيما نفى أبو فاعور لرئيس الحكومة تمام سلام، أن يكون هذا الموقف صدر عنه تبين ان ما يسمى "المفرزة السّباقة" التي تولت استطلاع الامكنة والحماية الشخصية لرئيس الحكومة نقلت تلك الصورة معززة بصور عبر الهاتف الى فريق عمل الرئيس سلام والى ابوفاعور. وبناء عليه قرر سلام عدم المبيت في نواكشوط ليل الاحد وانما في المغرب.

هذا الامر حمل الوزير ابوفاعور على اصدار البيات الاتي: في سياق تصريح سياسي وردا على سؤال عرضي، تحدثت عن برنامج زيارة رئيس الحكومة والوفد المرافق الى القمة العربية التي ستعقد في موريتانيا، فقام البعض عن حسن او سوء نية بعطفها على تسريبات معروفة المصدر وحتى تسجيلات مصورة عن أماكن الإقامة حفلت بها وسائل الاعلام ومن مصادر متعددة ليخلص البعض الى انني اسأت الى موريتانيا وشعبها. إنني اؤكد أنني لم أتلفظ او ألمّح الى أي كلمة تسيء الى موريتانيا وشعبها بل انني في كلامي العرضي حمّلت الدول العربية ونحن منها مسؤولية عدم الوقوف الى جانب موريتانيا وبكل وضوح فلست أنا بتربيتي السياسية مَن قد يسيء الى اي شعب فكيف اذا كان لشعب يقبض على عروبته كالقابض على الجمر ولا أكن له الا كل احترام وتقدير.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 23/7/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تتسلم موريتانيا رئاسة الدورة الجديدة لجامعة الدول العربية، من مصر، بعد غد الاثنين. ويشارك لبنان في القمة بوفد برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام.

وتجري في بيروت اتصالات، تستكمل مع عودة الرئيس نبيه بري من إجازته الخاصة في أوروبا.

وتنعقد جلسة مشتركة للجان النيابية يوم الأربعاء، إلا أن متابعين سياسيين لا يتوقعون ثمارا للجلسة في قانون الإنتخاب، بإنتظار أجواء ونتائج جولات الحوار الوطني في الثاني والثالث والرابع من آب.

والأسبوع المقبل أيضا، يتوقع ان ترتفع درجات حرارة الطقس في سياق أجواء الصيف. وهذه الأجواء حافلة بالمهرجانات، وفي مقدمها مهرجان بعلبك، وكذلك اهدن، وسط استقطاب الينابيع والأنهار في عكار حركة سياحية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مهرجانات الصيف تملأ الفراغ اللبناني، من دون ان تسجل أي اشارة سياسية لجلسات الحوار المقبلة بعد بضعة أيام في عين التينة.

انتظار وترقب، وعيون اللبنانيين ترصد المتغيرات الاقليمية والدولية، وسط قناعة شاملة بأن القمة العربية لن تقدم ولن تؤخر، سوى تسجيل مواقف تكرر نفسها، وتترجم تموضعات العواصم، والخشية من ازدياد مخاطر الارهاب.

وإذا كانت المانيا أعلنت ان منفذ الهجوم ليلة أمس مختل عقليا، إلا ان القلق بقي في أعلى مستوياته في كل الدول الاوروبية على القاعدة: من نفذ هجوم نيس وأرعب فرنسا، قادر على الاطلالة في أي مكان شرقا وغربا.

ومن هنا يجري تقريب المسافات الأميركية- الروسية لمحاربة الارهاب. الصحف الأميركية تحدثت عن مسعى واشنطن لتوثيق التعاون مع موسكو، من أجل ضرب "جبهة النصرة" إلى جانب "داعش"، رغم خطوات "النصرة" شكليا لفك الارتباط عن تنظيم "القاعدة"، وطمأنة الغرب بأن المعركة ليست مع دوله بل في سوريا.

لكن الأميركيين باتوا على قناعة ان تلك المجموعات تتدرج من ساحة إلى ساحة، فإذا تمددت ازدادت مخاطرها، والتجارب من أفغانستان إلى العراق وصولا إلى سوريا تثبت ذلك.

موسكو وحدها حددت خياراتها، وسلكت طريق التسويات حيث يجب، والحرب حيث تتواجد المجموعات الارهابية، ولهذا تبدو مقصدا دوليا، سرا وعلانية، وموضع ثقة شعبية على امتداد العواصم.

فماذا ستسمع من الرئيس التركي الذي أكمل معركة اقتلاع فتح الله غولن من المؤسسات والجمعيات والمدارس والمساجد، إلى حد اعتباره موظفا لدى الاستخبارات الاميركية، فتبدو معركة أنقرة مع واشنطن أولا، ولإستكمال خطة رجب طيب اردوغان الدستورية لتكريس النظام الرئاسي ثانيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ليس ضابطا سعوديا متقاعدا من زار تل ابيب، بل مفوض متعاقد مع الحكم السعودي لضبط ايقاع التواصل مع تل ابيب. على هذا الأساس، استقبل الصهاينة أنور عشقي الضابط السعودي العاشق، على غرار قادة من بلاده، ايجاد تخريجة رسمية للعلاقة مع تل أبيب، بعد ان تطابقت بعض الأهداف والرؤى وحتى الأساليب على مساحة الأحداث في العالم.

لم يأت عشقي بجديد، غير انه أعطى تأشيرة دخول للعلاقة بين الحكم السعودي والكيان العبري في مرحلة جديدة، فماذا حمل ووفده المرافق من أكاديميين واقتصاديين سعوديين؟، وماذا عن التوقيت؟. ماذا سيقول وفد الحرمين الشريفين لأولى القبلتين؟، ماذا سيقول لآل الدوابشة المحترقين بنيران المستوطنين؟، ماذا سيقول لأطفال جنين والخليل، للغزيين المشردين والمحاصرين، لآلاف المعتقلين في السجون الاسرائيلية الذين يخوضون معركة الامعاء الخاوية؟.

لعل الاجابة باتت بالدليل انها أمة خاوية باعت فلسطين بثمن بخس، مكاسب معدودات، مناصب وأمنيات بنيل رضى اسرائيلي شفيعا عند الأميركي، أو اتخاذه سندا قويا عله ينقذ من وحول اليمن وسوريا والعراق.

فليعلموا انها أوهام لن تحميها تل ابيب، كما لم تحم غيرها عند نظرائهم الذين باعوها فاسقطتهم شعوبهم قبل خصومهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

العالم تحت الصدمة، ففي أقل من 24 ساعة اعتداءان دمويان، الأول في ألمانيا نفذه شخص يعاني مشاكل نفسية، وأدى إلى سقوط تسعة قتلى. الثاني في أفغانستان استهدف تظاهرة لأقلية شيعية سقط فيه حوالي 64 قتيلا، وتبناه تنظيم "الدولة الاسلامية".

في الشكل لا ارتباط بين الاعتدائين، لكنهما في العمق أشرا إلى ان ثقافة العنف والارهاب وقتل الأبرياء، تتحكم في العالم اليوم كما لم تتحكم فيه من قبل.

في لبنان، السياسة في شبه اجازة، نتيجة وجود عدد كبير من المسؤولين في الخارج، إما في اجازة، أو للمشاركة في اجتماعات ومؤتمرات. ما يعني ان ملف الرئاسة سيبقى في الثلاجة رغم الصيف الحار.

توازيا، بدأت في موريتانيا الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية التي تنعقد يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. واللافت اعتذار الوزير علي حسن خليل عن عدم المشاركة في الوفد اللبناني، ما يدل على موقف سلبي من الرئيس بري تجاه رئيس الوفد الرئيس سلام، وذلك على خلفية عدم ادراج سلام ملف النفط على جدول أعمال مجلس الوزراء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بالطبع، ليس المختل العقلي من شغل العالم جراء أحداث ميونيخ. صحيح ان التقارير الرسمية للشرطة استبعدت فرضية "الدواعش"، وزكت سبب المرض العقلي لمرتكب المجزرة التي هزت ألمانيا والدنيا. إلا ان الصحيح أيضا، ان حال القلق والهلع جراء أحداث ميونخ، أثبتت ان "فوبيا" الارهاب باتت من يومياتنا، وان كل دولة باتت تتصرف كأن "داعش" من أهل بيتها، ليعلو الصوت بعد أي خلل أمني أو حادث أو طارئ، فيؤكد ان "داعش" مدانة، حتى اثبات العكس.

إلا ان السؤال يبقى عما إذا كان الخلل العقلي، يختلف عن الغسل العقلي الذي يعاني منه جيل ارهابي كامل، انساق خلف "دواعش" و"نصرويين"، جراء خلل اجتماعي، وخلل تربوي، وخلل ديني حتى، في ظل حملات تشويه الدين.

فبعد ليل ميونخ، تعددت الأسباب وبقي القلق واحدا. وفيما أوروبا ماضية في قلقها، اردوغان ماض في تشحيل أسباب القلق الذي طرق بابه منذ أسبوع. حملات التطهير مستمرة مع اصابع اتهام اوضح: هو يعلن ان غولن خلف محاولة الانقلاب، وقضاؤه يعلن ان غولن يعمل بايعاز من أميركا. ليبقى مسلسل الاتهامات مستمرا، فيطيل مسلسل الأحداث التركية.

وبين أنقرة وميونخ، يبقى لبنان منتظرا، لا جديد ولا خروقات ولا تطورات. نقف كالمتفرج، نرمي عينا على اداء اردوغان، ونراقب بالعين الأخرى أحداث المانيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لم يسبق، حتى في عز الحرب اللبنانية، ان كسر قرار قضائي أو تجرأ أحد على تحدي القضاء، في العلن على الأقل. هذا لأنه على مدى سنين الحرب، كانت هناك دولة ذات هرمية واضحة، سياسية وأمنية وقضائية. أما اليوم، فالدولة أحلام تتلاشى، من الرئاسة الأولى وصولا إلى الأحكام القضائية.

أحكام لا بد من احترامها، لأن بقاء القضاء بخير، يعني بقاء الدولة بخير، أو على الأقل منع انهيارها، هي المترنحة أصلا على زلزالي الفساد المتمدد في عروقها، والارهاب والحروب المتمددة في منطقتنا، والتي ستشكل صلب محادثات القمة العربية في نواكشوط.

قمة ستجمع تحت خيمة كبيرة مطلع الأسبوع المقبل، قادة الدول العربية. فيما يحضرها من لبنان وفد يرأسه الرئيس تمام سلام على الأكيد، ويغيب عنه على الأكيد حتى الساعة الوزيران علي حسن خليل ووائل ابو فاعور، فيما علمت الـ lbci ان مشاركة الوزير باسيل لم تحسم حتى الساعة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

البلاد في جو صيفي. مهرجانات تملأ مدن لبنان بالغناء والموسيقى والمسرح والرقص، فيما العالم من حولنا يرقص رقصة الخوف والرعب.

فقد بدأت تداعيات الانقلاب الفاشل في تركيا، تهدأ قليلا. إذ أعلنت السلطات الإفراج عن 1200 عسكري شاركوا قي الانقلاب. في حين، أمر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بإغلاق أكثر من ألف مدرسة خاصة مرتبطة بفتح الله غولن.

وليس بعيدا عن تركيا الأوروبية، كانت ألمانيا على موعد مع شاب مكتئب قتل عشرة أشخاص وجرح 27 في ميونيخ، خلال هجوم مسلح لم تعرف دوافعه بعد، لكنه أرعب ألمانيا وأوروبا.

الرعب الذي يلف الكوكب، تعيشه أيضا سوريا بمختلف قراها ومدنها، حيث يسقط يوميا عشرات القتلى والجرحى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ليس لميونيخ إلا عملية واحدة حملت القضية الفلسطينية إلى دورة الأولمبياد الصيفية عام 1972، وخرجت فدائيين مناضلين لن ينساهم أي زمن، وإن خطفوا طائرات واحتجزوا رهائن، وقدموا فلسطينهم للمرة الأولى على المسرح الدولي.

أما اليوم، فلم يجد هجوم ميونيخ أي صفة يتدارى خلفها، وتناثرت أهدافه بين الاكتئاب والاختلال العقلي وضيق الصدر بالنازحين. لم تجر ترقية العملية إلى المستوى الإرهابي، وإن حصدت أرواحا وخلفت رعبا لم ينته طوال الليلة الماضية، ووضعت ألمانيا على درجات التأهب العالية.

سواد ميونيخ لا يشبه أيلول الأسود، الذي بعد أربعة وأربعين عاما لم يبق منه إلا أبيض القضية، فيما اتشحت دول عربية بأسود العلاقات مع إسرائيل. ومن الخفاء والسر والتعاطي من خلف الأبواب الدبلوماسية، إلى المصارحة وبالإعلام على الملأ. وفي حضرة الذكرى العاشرة لحرب تموز، كشفت تل أبيب معلومات استخبارية كانت تقدمها الرياض إلى إسرائيل.

وإذا كانت أوراق العدوان سرية، فإن بعض الشخصيات العربية أصبحت اليوم تجاهر باللقاءات، ومنها زيارة وفد يضم أكاديميين ورجال أعمال يرأسه اللواء المتقاعد في الاستخبارات السعودية أنور عشقي. وبحسب "هارتس" فإن الوفد التقى في إسرائيل شخصيتين رسميتين وعددا من أعضاء الكنسيت. لكن العاقبة الإيجابية أن هؤلاء الأعضاء ينتمون إلى كتل المعارضة الإسرائيلية.

هذا التقارب الذي يترجم عشق بعض العرب لعدو العرب، ليس الأول من نوعه للواء عشقي، إذ سبق له أن التقى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، في حزيران الماضي في واشنطن. لكن الرجل بدوره لن يكون أول وأخر الفاتحين.

السلام العربي تجاه إسرائيل، سيكون حاضرا في قمة نواكشوط يوم الاثنين المقبل، حيث بدأت طلائع الوفد اللبناني بالوصول إلى المغرب تحضيرا للمشاركة في القمة، من الباب الخلفي.

مواقف لبنان في القمة، لا تشبه مواقف مطار بيروت المخطوفة حصرا لصفقة بين شركة الخرافي والرئيس نبيه بري، بتجاوز قرار مجلس شورى الدولة، واستعمال الوصاية السياسية على ديوان المحاسبة، واستخدام كل الطاقة المشغلة لوزير الأشغال غازي زعيتر، العامل ضمن إطار فريق الرئيس.

هذه هي حقيقة مواقف مطار بيروت، التي يسعى بري لتلزيمها لشركة خرافية تشغل تلفزيون ال "ان بي ان". وهذه هي الدولة التي لا يهزها مجلس شورى، ولا الأسعار الباهظة لل"باركينغ" الطائر.

سطوة الأحزاب في بلد الاحتكار والمحاصصة، لم تلق إلا بارقة أمل واحدة في الحزب "القومي"، الذي عاد إلى عراقته وجذوره في المحاسبة، واسترجع وصايا زعيمه أنطون سعادة في قتل التنين، فاستحق التنويه.

 

هكذا ردّ "التيّار" على عون وعبس ونصرالله

 موقع Mtv//السبت 23 تموز 2016/في وقتٍ ينشغل جمهور التيّار "البرتقالي" بانتخاباته الداخليّة، وهي، من حيث المبدأ، تجربة ديمقراطيّة حزبيّة فريدة، تسرق الخلافات الداخليّة داخل "التيّار" الأضواء من هذه الانتخابات، خصوصاً مع ارتفاع أصوات منتقدة، عبر الاعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي، لقيادة الحزب. وعلم موقع mtv أنّ العلاقة بين الناشطين في التيّار الوطني الحر نعيم عون، أنطوان نصرالله وزياد عبس من جهة وقيادة "التيّار" من جهة أخرى ستتخذ منحى تصاعديّاً، بعد رفض مجلس التحكيم في "التيّار" الاستجابة لشرط الثلاثة بالخضوع لجلسة محاكمة علنيّة.

وكان المجلس استدعى الناشطين الثلاثة لجلسة ستعقد يوم الأربعاء المقبل، إلا أنّهم اشترطوا أن تكون هذه الجلسة علنيّة، بهدف إطلاع الرأي العام عموماً ومناصري "التيّار" خصوصاً على مسار المحاكمة وما سيثار فيها. وتبلّغ الثلاثة، وهم من المعارضين لقيادة التيّار الوطني الحر، وخصوصاً لرئيسه الوزير جبران باسيل، مساء أمس قرار المجلس برفض علنيّة الجلسة. وتشير المعلومات الى أنّ عون ونصرالله وعبس يتجهون لمقاطعة الجلسة ومتابعة إطلالاتهم الإعلاميّة، في حين تتجه قيادة "التيّار" الى اتخاذ تدابير بحقّهم قد تصل الى حدّ الفصل من الحزب.

 

حلف رباعي اختياري في جبيل: أول تحالف انتخابي بين القوات وحزب الله منذ 2005

نهارنت/23 تموز/16/توصلت القوات اللبنانية وحزب الله الى أول تحالف انتخابي بينهما منذ العام 2005 يضم بالإضافة اليهما كلام من التيار الوطني الحر وحركة أمل. ويهدف هذا التحالف الى خوض انتخابات رابطة مخاتير قضاء جبيل المؤلفة من 106 أعضاء من بينهم 90 مختارا مسيحيا، و16 مختارا شيعيا. ويواجه التحالف الرباعي الجديد لائحة من المستقلين يدعمها منسق الأمانة العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد. ويذكر أن حزب الله كان قد أبلغ خلال مرحلة الإنتخابات البلدية والإختيارية التيار الوطني الحر باستحالة ترشيح أي من محازبيه على لائحة واحدة مع القوات اللبنانية وباستحالة منح أي من أصواته الى مرشحي القوات اللبنانية حتى ولو كان هؤلاء المرشحون متحالفين مع التيار الوطني الحر على لائحة واحدة. وكانت معلومات قد اشارت الى أن النائب ميشال عون يسعى الى اقناع حزب الله بتغيير موقفه من القوات اللبنانية في وقت أخذ رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على عاتقه محاولة إقناع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بالقبول بترشيح عون لرئاسة الجمهورية. ومعلوم أن المرة الأخيرة التي كانت فيها القوات اللبنانية وحزب الله على لائحة انتخابية واحدة كانت في الإنتخابات النيابية في العام 2005 عندما اجتمع مرشحا حزب الله مع مرشح القوات اللبنانية الدكتور إدمون نعيم على لائحة واحدة في قضاء بعبدا.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 23 تموز 2016

النهار

بلديات عدّة جديدة لا تزال متعثّرة الانطلاق إمّا بسبب خلافات في داخلها أو تأخير إجراءاتها الإدارية من المحافظين.

تجري حركة اتصالات واسعة لإعادة إحياء الحراك المدني وجمع القوى والشخصيّات المؤيّدة له في أيلول المقبل.

تؤكّد مصادر أمنيّة أن الوضع في عين الحلوة لا يزال ممسوكاً والأجهزة اللبنانيّة فاعلة فيه.

يستمر متعاقدون في برامج تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية من دون قبض مستحقّاتهم منذ مدّة بسبب تعثّر المعاملات مع وزارة المال.

يتولى شقيق مدير عام ادارة شركة خاصة تنفذ كل التعهدات الخاصة بالمديرية التي يتولاها شقيقه .

السفير

قال مرجع سياسي إنه سيستنفد الأسلحة القانونية لإطالة أمد توقيف أحد المقربين منه سابقا، برغم إدراكه أنه في أقصى الحالات لن يتجاوز التوقيف حدود الثلاث سنوات.

أجرى القضاء الحزبي في "التيار الحر" تحقيقا مع ناشط شمالي انتهى بالطلب منه توقيع تعهد بعدم التعرض لقيادة التيار مجددا، لكن الناشط رفض.

يجري الحديث عن "قطبة مالية ـ مصرفية ما" أدت الى اهتزاز العلاقة بين مرجعية مصرفية ووزارة سيادية.

المستقبل

يقال

إن الرئيس نبيه برّي لم يظهر تحسّساً عندما سأله أحد زوّاره عن تعليقه إزاء انزعاج الرئيس تمّام سلام بشأن اتفاق عين التينة النفطي بين الأول وبين الوزير جبران باسيل وقال: المسألة تحتاج إلى وقت.

اللواء

يُتوقّع أن يَحدث لقاء بين مرجعين قبل العودة إلى طاولة الحوار في 2 آب..

فُوجئ مقرّبون من موظف سابق غير مدني، تطوّره السريع، في إتقان الخطابة، وإجادة العلاقات السياسية.

انشغلت قوى حزبية وطائفية رفيعة المستوى وغيرها، بإنجاز تفاهم على المرشحين لمركز أول في مؤسسة وطنية!

الجمهورية

نُقِل عن أحد الوزراء أن ما شهدته جلسة أمس الأول أثار إمتعاضاً كبيراً لأنه يُفترَض بالوزراء أن يُمارسوا صلاحياتهم داخل وزاراتهم، وإن الملاحظات يجب أن تكون في إطار التحسين وليس في إطار العرقلة والكيدية.

زعمت مراجع سياسية أن ديبلوماسياً غربياً كبيراً لم يتحمّس لإتفاق عين التينة- الرابية، بعدما بلغته معلومات عن أن الإتفاق "صِيغ" في موسكو.

سألت جهات سياسية عن المصادفة التي دفعت برئيس حزب وسطي للسفر الى فرنسا في الوقت الذي يتواجد فيه قطب بارز في باريس، وعما إذا كان هناك من "طبق" يجري إعداده لتقديمه على طاولة الحوار الثلاثية.

البناء

لوحظ أنّ موفدين من التيار الوطني الحرّ يجولون على قيادات فاعلة في الاستحقاق الرئاسي للبحث في مستجدات هذا الاستحقاق، وذلك وسط إشاعة أجواء تفاؤل في أوساط فريق 8 آذار بارتفاع أسهم رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في الانتخابات الرئاسية العتيدة، مع آمال بإجرائها بعد جلسات الحوار الثلاث التي دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى عقدها في مطلع شهر آب المقبل.

 

تحفظ لبناني عراقي على إدانة إيران يقابله تحفظ خليجي على إدانة تركيا

السياسة/23 تموز/16/بدأت الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المزمع انعقادها في نواكشوط الإثنين المقبل، بتحفظ لبنان والعراق على بند «رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية»، فيما تحفظت دول خليجية على البند الخاص بطلب العراق «اتخاذ موقف عربي إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية». وذكرت مواقع إلكترونية أنه قبيل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر، أمس، للتمهيد لالتئام القمة الـ27، تحفظت دول عربية عدة على عدد من مشاريع القرارات، ولا سيما إعلان رفض التدخلات التركية في العراق ودعوتها لسحب قواتها من جهة، وانتقاد التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، إضافة إلى الآراء بشأن مصير مقعد سورية الشاغر بقرار عربي، من جهة أخرى. وأشار ديبلوماسي شارك في اجتماع المندوبين الدائمين، الخميس الماضي إلى «تباين في الآراء إزاء مقعد سورية في الجامعة، إذ طلب بعض الأطراف أن تشغل المعارضة المقعد، ما رفضته الغالبية، وأدى إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية». وأكد مصدر ديبلوماسي آخر أن المناقشات شهدت تحفظات من بعض وفود الدول العربية في شأن عدد محدود من القضايا، مثل تحفظ وفد لبنان على بند «التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية»، كما تحفظ العراق على البند نفسه. -

 

مصادر فرنجية تنفي نيته الانسحاب لعون أو غيره

بيروت – “السياسة”:23 تموز/16/نفت مصادر قريبة من رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية لـ”السياسة”، أن يكون أبلغ أحداً في لبنان والخارج نيته الانسحاب من المعركة الرئاسية، لا للنائب ميشال عون أو غيره، مشيرة إلى أن أحداً لم يبحث مع نائب زغرتا موضوع انسحابه من السباق الرئاسي، لا بل على العكس، فإن أصدقاء النائب فرنجية على مختلف انتماءاتهم السياسية طلبوا منه الاستمرار في ترشحه للرئاسة الأولى، لأن حظوظه كبيرة، بانتظار حصول توافق داخلي يوفّّر له الأجواء المؤاتية لانتخابه رئيساً للجمهورية. ولفتت الأوساط إلى أن النائب فرنجية لا زال يحظى بدعم قوي وكبير من رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري ومن أطراف سياسية وازنة في “8 و14 آذار” ومن نواب مستقلين، كاشفة أن خطوط الاتصال مفتوحة بين الحريري وفرنجية، لأن الرجلين يسعيان لإنهاء الفراغ وتفعيل عمل المؤسسات. وفي هذا الإطار، أكد نائب “تيار المستقبل” عاطف مجدلاني “أننا مستمرون في تأييد النائب فرنجية لرئاسة الجمهورية وليس هناك أي تغيير في هذا الموقف”.

 

فتفت لـ”السياسة”: عون في حال انتخابه سيكون أسوأ من لحود

بيروت – “السياسة”:23 تموز/16/لا يتوقع أن تحمل مشاركة رئيس الحكومة تمام سلام في القمة العربية الـ27، التي تفتَتَح في العاصمة الموريتانية نواكشوط غداً، أي معطيات قد تساعد على تذليل العراقيل التي تقف عائقاً أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بقدر ما ستكون مناسبة للرئيس سلام للقاء عدد من القادة العرب والبحث معهم في سبل تفعيل العلاقات والعمل على إعادة النظر في المواقف الخليجية من لبنان. وأكدت مصادر وزارية مرافقة لسلام إلى القمة العربية لـ”السياسة”، أنه ستكون لرئيس الحكومة بعض المواعيد مع عدد من الملوك والأمراء الخليجيين، حيث ستشكل مناسبة لشرح الأوضاع في لبنان ما تقوم به الحكومة لتحقيق ضمان الاستقرار الأمني، وتالياً دعوة القادة الخليجيين إلى إعادة النظر في القرارات الخليجية تجاه لبنان. وكان سلام وجه برقية تعزية إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بضحايا جريمة ميونيخ، فيما تبلغت وزارة الخارجية اللبنانية من سفير لبنان لدى ألمانيا مصطفى أديب أن لا ضحايا لبنانيين في الاعتداء الإرهابي الذي شهدته مدينة ميونخ. إلى ذلك، لم ير عضو “كتلة المستقبل” النيابية أحمد فتفت أي مؤشرات لتجاوز مأزق الانتخابات الرئاسية، طالما أن إيران ما زالت ممسكة بهذه الورقة.

وقال لـ”السياسة”، إن “المستقبل” لا يمكن أن يسير في دعم رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، لأن الأخير في حال انتخابه سيكون على مثال الرئيس الأسبق أميل لحود، إن لم يكن أسوأ، وبالتالي فإن النتائج ستكون كارثية على البلد وهذه قناعتي، ما يعني أن الفراغ أفضل من انتخاب عون، مؤكداً أن الكل يدرك أن “حزب الله” لا يريد رئيساً في لبنان، ولو كان يريد ذلك، لكان انتخب النائب سليمان فرنجية الذي لا زال خيار “تيار المستقبل” وحلفائه ونعتبره الأفضل. ورأى أنه من الطبيعي أن تحاول “القوات اللبنانية” الترويج لخيار عون، كونه مرشحها، لكن الأمور لن تؤدي إلى نتيجة، لأن موقف “المستقبل” معروف من هذا الموضوع، وهو الاستمرار في دعم النائب فرنجية للرئاسة الأولى، داعياً إلى عدم إيهام الرأي العام بأن “حوارية أغسطس” هي الفرصة الأخيرة، وإنما هي مرحلة انتظارية، باعتبار أن القرار الإقليمي ما زال بعيداً.

وفي السياق ذاته، أكد نائب “القوات اللبنانية” أنطوان زهرا أن هناك احتجازاً لرئاسة الجمهورية في لبنان منذ نحو سنتين، لافتاً إلى أن هذا الموضوع يعطل كل الحياة الدستورية ويجعلنا رهائن إلى أجل غير مسمى. وكشف أن “القوات اللبنانية” تحاول إقناع رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، بالتفاهم مع رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون وهذا ما نسعى له ونواظب على هذا العمل، مستبعداً انتخاب رئيس للجمهورية في أغسطس المقبل، لأن الموضوع مرتبط بالتطورات الإقليمية، وبالتالي لا إفراج عن رئاسة الجمهورية قريباً. في المقابل، اعتبر أمين سر تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ابراهيم كنعان أن التواصل مع “تيار المستقبل” موجود، والأهم من البحث هو الوصول إلى قواسم مشتركة. وقال إن أفق الحل ليس مغلقاً وهناك فرصة قابلة للتبلور سلباً أم إيجاباً في الشهرين المقبلين، أو ندخل في نفق لا نعرف نهايته. واعتبر أنه من غير السليم أن يقف “تيار المستقبل” في وجه القرار المسيحي بترشيح عون للرئاسة، مشدداً عل أن “المستقبل” مطالب بقرار جريء للوصول إلى قواسم مشتركة في الرئاسة وقانون الانتخاب. اقتصادياً، أكد النائب الأول لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين أن قانون حظر التمويل الدولي لـ”حزب الله”، الذي أقره الكونغرس الأميركي، يهدف إلى الحد من نشاط الحزب على الصعد كافة، مشيراً إلى فرض عقوبات على كل الأشخاص الذين يساهمون بمخالفة أحكام هذا القانون الذي حدد قناة “المنار” بشكل مباشر، إضافة إلى 99 اسماً آخرين.

 

الخارجية: لا ضحايا لبنانيين في اعتداء ميونيخ

السبت 23 تموز 2016 /وطنية - تبلغت وزارة الخارجية والمغتربين من سفير لبنان لدى ألمانيا مصطفى أديب ان لا ضحايا لبنانيين في الاعتداء الإرهابي الذي شهدته مدينة ميونيخ الألمانية مساء أمس.

 

 دوريات مؤللة وراجلة للجيش في احياء عرسال وعند مداخل المخيمات

السبت 23 تموز 2016 /وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش ان الجيش اللبناني يسير منذ ساعات الصباح الاولى دوريات مؤللة وراجلة داخل بلدة عرسال وفي احيائها وعند مداخل المخيمات. كما، ويتخذ الجيش تدابير شاملة وواسعة النطاق، ففي وادي الارنب يتخذ دوريات مؤللة وحواجز كذلك في وادي الحصن، اما في وادي عطا فيقوم بدوريات راجلة ومؤللة، ويقيم حواجز في منطقة وادي الرعيان. اما داخل البلدة في محلة الجمالة، وادي حميد والمصيدة، فيقيم الجيش حواجز تفتيش وتدقيق اضافة الى دوريات وحواجز تفتيش عند مداخل مخيمات النازحين السوريين.

كما ويعمل الجيش اللبناني على اقفال المعابر الحدودية.

 

شمعون: كل ما يحصل على المستوى الرئاسي غير صحيح

 وكالة 'أخبار اليوم”/23 تموز/16/اعتبر رئيس حزب 'الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون أن ملف الإنتخابات الرئاسية في لبنان أصبح متروكاً او محصوراً ببعض مَن يعتبرون أنفسهم 'الزعامات الكبيرة” في البلد، أما فنحن فلا نريد ان ندخل في هذه اللعبة كلها. وأكد في حديث الى وكالة 'أخبار اليوم” أن جميع الأمور التي تحصل على صعيد الرئاسة ليست صحيحة، ولا مكان للأمور الوسطية، والكلام في هذا الموضوع مضيعة للوقت. وأضاف: إن كل الذين يتعاطون في موضوع إنتخاب الرئيس لا يعيشون في الواقع وكل منهم لديه حلمه ويريد تحقيقه، ولو كان لديهم درهم جدّية لكانت المشكلة حلّت منذ فترة طويلة، لأن البلد ليس ملكهم كي يتركوا الفراغ يستشري الى هذه الدرجة. واعتبر أن جميع الأفرقاء لم يعد لديهم القدرة على حلّ أي مشكلة في لبنان، على عكس ما يعتقدون ان باستطاعتهم حلّ المشاكل، وبالتالي على هذه المرجعيات السياسية ان تعثر على مكامن الحلّ وتتوجه اليه، لأنهم نصّبوا أنفسهم أولياء على جميع 'البشر”. وسئل حول ترشيح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى الرئاسة الأولى بعد إدارته الجيدة للموضوع المالي والإقتصادي، قال: إذا انتخب سلامة رئيساً للجمهورية فلن يستطيع عندها ان يدعم الاقتصاد، مضيفاً: الأفضل أن يبقى حيث هو فرياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان يقوم بكل ما يجب، أما إذا اصبح رئيساً للجمهورية فإن المردود سيخفّ او ربما سيُخفف. ففي ظل الوضع الراهن لا يمكن لأي رئيس أن يفعل شيئاً.ورداً على سؤال، اعتبر شمعون ان كل واحد من هؤلاء الزعماء يعتبر نفسه عبقرياً، قائلاً: لدينا مجموعة من الـ 'أنشتاين” في لبنان… 'شي مهم كتير”.

 

عنقود "الوطني الحر" يفرط... "الحرس القديم" يواجه سياسة باسيل التطهيرية

 خالد موسى/موقع 14 آذار/23 تموز/16

يبدو أن "التيار الوطني الحر" لم يعد بخير منذ أن استلم الصهر وزير الخارجية جبران باسيل رئاسة الحزب، بالتوريث، خلفاً لعمه الجنرال ميشال عون وهي خطوة دفعت معارضين إلى الاعتراض، خصوصاً أنه كان هناك اسماء مرشحة لهذه المنصب وتطمح إليه من "الحرس القديم" أو الرعيل الأول المؤسس للحزب.

عند كل استحقاق "عوني"، يظهر الاختلاف في وجهات النظر، فتخرج عن الهيئات المختصة في التيار أو عن لسان عون نفسه، لوائح بأسماء حزبيين أو ناشطين يتم صرفهم لأسباب مختلفة، منها معارضة القرار الحزبي أو الإساءة للنظام. وجديد عمليات الإقصاء الحزبي داخل التيار الوطني الحرّ، القرار الصادر عن المجلس التحكيمي في التنظيم الأسبوع الماضي، والذي يشير إلى تعليق عضوية القيادي في التيار زياد عبس لمدة أربعة أشهر، على خلفية الخلاف الأخير الذي نشب بينه وبين الوزير السابق نقولا صحناوي بشأن الإنتخابات البلدية الأخيرة في بيروت وتصويت عبس للائحة "بيروت مدينتي". قبل هذا القرار كان صدر أيضاً قرار تجميد عضوية مماثلا في حق مسؤول دائرة بيروت الأولى في التيار جورج طاشجيان. القراران كان يمكن أن يمرا مرور الكرام لكنهما أتيا على مسافة أيام من الانتخابات الداخلية التمهيدية التي يفترض أن يجريها التيار في 31 تموز الحالي، بهدف التحضير للانتخابات النيابية ولكي يختار خلالها الحزبيون لخوض الانتخابات التشريعية المقررة العام المقبل. فتجميد عضوية عبس تضعه خارج التنظيم مرحلياً وخارج اللوائح الانتخابية مستقبلاً أيضاً.

محاكمة المعارضين الأربعاء المقبل

مصادر معارضة لسياسة باسيل داخل التيار، كشفت في حديث لموقع "14 آذار" أن "المحكمة الحزبية في "التيار الوطني الحر" قررت نهار الأربعاء الماضي، استدعاء القياديين الثلاثة نعيم عون (على خلفية إطلالته عبر شاشة "الجديد" يوم السبت الماضي)، زياد عبس (إطلالاته التلفزيونية الأسبوع الماضي) وطوني نصرالله (مقالته الأخيرة في "الجمهورية")، وتم تحديد الأربعاء المقبل للاستماع الى مرافعاتهم الدفاعية". وارتأت "المعارضة العونية" التي يقودها بشكل أساس نعيم عون، إبن شقيق النائب ميشال عون، والقياديون السابقون في التيار: أنطوان مخيبر، وزياد عبس، والمحامي طوني نصرالله، ورمزي كنج، الى أن يكون الأول من اطلق أولى الرصاصات معلناً اندلاع المعركة التصحيحية الداخلية، عبر إطلالة تلفزيونية له قبل أيام تحدث فيها عن "قمع ممنهج للأصوات المعترضة على أداء القيادة "، محملاً مسؤولية ما وصل اليه التيار في جزء منه لعمه والجزء الآخر لصهر عمه باسيل.

بيان توضيحي من مكتب عون شخصياً

وعلى أثر الأحداث المتسارعة داخل التيار، أصدر مكتب عون بياناً أوضح فيه الى أن "المشكلة ليست بين حزبيين في التيار بل بين بعض الحزبيين والتيار كحزب له نظامه الديموقراطي الواضح. كما أنه لا يوجد عونيون خارج توجهات التيار الوطني الحر ولا عونيون عكس التيار". وكان باسيل أصدر تعميمًا بإنشاء لجنة مركزية للانضباط، مهمتها تأمين الانضباط الحزبي أثناء اقامة النشاطات مركزيًّا وفي هيئات الأقضية، ترتبط برئيس التيار في شكل مماثل لباقية اللجان المركزية. وقد عُين، بموجب هذا التعميم، العميد الركن المتقاعد بولس مطر مستشارًا للرئيس لشؤون الأجهزة الأمنية والانضباط، والعميد المتقاعد بسام جبرين الخوري منسقًا للجنة الانضباط المركزية، وجوزف جرجي متى مساعد منسق، وطوني جان عماد أمين سرّ للجنة.

تطبيق إستنسابي للقانون

في هذا السياق، اعتبرت المصادر المعارضة أن "ما يجري داخل التيار هو وجود حركة اعتراضية كبيرة ضد القمع الذي يحصل واعتراض على عدم تطبيق القوانين والأنظمة وعلى الإستنسابية في تطبيقها"، مشيرة الى أن "هناك محاولات تضييق تجري ضد المعارضيين وهناك إستخداما للقانون بطريقة إستنسابية من أجل التضييق على المعارضيين". ولفتت المصادر الى أن "إجراء المحاكمات بحق المعارضين محاولة لإسكات الأشخاص المعترضين والذين يتحدثون عن التجاوزات التي تحصل داخل التيار"، موضحة أن "الأسباب التي دفعت الأشخاص الى الإعتراض هي عدم تطبيق الآليات الحزبية وإستخدام قانون الحزب وفقاً لمصالح وأهواء شخصية وعدم وجود طاولة تشريع وحوار داخلية في الحزب".

تراكمات

من جهته، اعتبر العضو المؤسس السابق في التيار "الوطني الحر"، وعضو المكتب السياسي في التيار المستقل المحامي لوسيان عون، في حديث لموقعنا، أن " ما يجري داخل التيار الوطني الحر تراكمات منذ زمن بعيد، والمعترضون هم من الكوادر وليسوا أشخاصا عاديين أو منتسبين جدد، فهؤلاء يعتبرون من الحرس القديم وهم من الحلقة الضيقة المحيطة بالعماد عون"، مشيراً الى أنه "ليست المرة الأولى التي يقصى ويفصل فيها كوادر معارضة من التيار، فعند عودة الجنرال عون الى بيروت وعودته بشروط جديدة وشعارات جديدة عوضاً عن الشعارات القديمة التي كنا نحارب لأجلها، تم إقصاء وفصل أكثر من 70 كادرا من التيار".

التغيير في نهج التيار

ولفت الى أن "هؤلاء الاشخاص الجدد التي تم فصلهم من التيار مؤخراً قاوموا في مرحلة ما بعد عام 2005 وحاولوا التغيير في نهج التيار ونحن كنا من عداد هؤلاء الأشخاص، وأنا تقدمت بإستقالتي في عام 2006 والشيء الذي وصلوا اليه اليوم إستقلت لأجله آنذاك "، مشيرا الى أنه "في عام 2006، حاولنا تأسيس تيار ديموقراطي ووطني ولكن الجنرال كان بوده أن يسلم هذه المقدرات الى صهره جبران باسيل، وكان آنذاك خلافات دائماً بيننا وبين الجنرال حول هذه النقطة بالتحديد عدا عن مواضيع أخرى، وبقى على محاربته لنا وكان يخطط لتسليم صهره باسيل كل شيء، وهذا ما لم يتقبله العديد من الأشخاص داخل التيار".

الإجراءات الأخيرة وسيلة للإنتقام

وأوضح عون أن "اليوم هناك جزءا بسيطا يقف الى جانب باسيل، في الوقت الذي هناك أشخاص كثر ضده ومن بينهم أشخاص مقربون جداً من عون يتركون التيار، فالعنقود بدأ يفرط حبة وراء أخرى"، مشدداً على أن "الإجراءات الأخيرة ليست سوى غطاء ووسيلة للإنتقام من الاشخاص الذين يعارضون وينتقدون بعض التصرفات التي تحصل داخل التيار، وهذه الإجراءات هي حجة لإبعاد هؤلاء الأشخاص".

قانون على قياس الحاشية

ولفت الى أن "قانون الحزب موضوع على قياس هذه الحلقة الضيقة والحاشية ومحيط عائلة العماد عون، وما قام به عون من اتفاقات من تحت الطاولة مع خصوم لنا، أثبت أننا على حق وأن هدف الجنرال الوصول الى رئاسة الجمهورية بأي ثمن ولو على حساب دماء وعرق من قاواموا داخل التيار الوصاية السورية آنذاك، وهو يريد تحقيق طموحاته وبرى أن جبران باسيل دون غيره يحقق له هذه الطموحات، حتى العميد شامل روكز، صهره الثاني، يخالفه في العديد من الأفكار والطروحات والشعارات التي ينادي بها ويرفعها الجنرال عون".

 

المتفرقات اللبنانية

ماذا يجري في التيار الوطني الحر؟

الأنباء الكويتية” – 23 تموز 2016

تتابع أوساط سياسية عن كثب ما يجري داخل التيار الوطني الحر من تجاذبات وخلافات، وتولي هذا الوضع المستجد أهمية نظرا لانعكاسه السلبي على وضع ودور التيار الذي يشكل وزنا وثقلا في معادلة الحكم والسياسة، وهذه الأوساط، بمن فيهم «حلفاء التيار»، تتوقف عند جملة ملاحظات واستنتاجات أبرزها:

١ ـ العماد ميشال عون حرص على تسليم الوزير جبران باسيل رئاسة التيار الوطني الحر وهو بعد مازال موجودا ومتمتعا بحيوية سياسية وشعبية، لضمان مستقبل التيار وتفادي حدوث انقسامات وتصدعات فيه. ولكن هذا التسليم أو «التوريث الحي» لم يحل دون حدوث ذلك في وجود الجنرال وتحت أنظاره.

٢ ـ يواجه باسيل تحديات لسلطته و«متاعب حزبية» من الآن، وفي ظل العماد عون الذي يستمد منه القوة والتغطية و»الشرعية السياسية»، فكيف سيكون عليه الحال مستقبلا عندما سيخوض باسيل منفردا تحدي البقاء وإثبات الوجود!

٣ ـ ترى هذه الأوساط الحليفة أن باسيل استعجل عملية السيطرة والإمساك بالتيار وقراره وحرق المراحل. ومثل هذه الإجراءات لا يقدم عليها رئيس حزب، أي حزب، إلا بعد سنوات من تمرسه وتثبيت سلطته وإمساكه بمفاصل القرار واللعبة.

٤ ـ هذه الاهتزازات الداخلية التي تشير الى وضع غير مستقر داخل التيار الوطني الحر تحدث في توقيت سياسي غير مناسب أو سيئ بالنسبة للعماد عون الذي يخوض أهم وآخر معاركه السياسية، معركة رئاسة الجمهورية التي لا تحتمل مؤشرات ضعف في بيته وبيئته وأوراقه التفاوضية.

فماذا يجري في التيار الوطني الحر؟! وأين تكمن المشكلة؟!

أربعة «تطورات محطات» ساهمت في تكوين المشكلة، وهي حسب الترتيب الزمني:

١ ـ تسلم الوزير جبران باسيل رئاسة التيار الوطني الحر بقرار ورغبة من العماد ميشال عون الذي شاء أن يحصل هذا الأمر «على أيامه»، وهذا القرار وفر على باسيل وقتا وجهدا واختصر له المسافة الزمنية والسياسية، ولكنه لم يمر من دون انتقادات وتساؤلات، لأن هذه الخطوة تضع التيار الوطني الحر في مصاف الأحزاب التقليدية التي يطبق فيها مبدأ الوراثة السياسية «العائلية»، ولأن باسيل ليس موضع إجماع عند العونيين ولا قادرا على ملء زعامة ومرجعية عون.

٢ ـ خروج العميد شامل روكز من التقاعد العسكري الى المعترك السياسي. ورغم تأكيدات روكز المتكررة أنه ليس في التيار الوطني الحر ولا يتحرك في إطاره، وأنه يفضل الحراك الشعبي على السياسي، ومن ضمن تيار شعبي متفلت من القيود التنظيمية وبطاقات الانتساب.

إلا أن وجود روكز وباسيل على أرض عونية واحدة وانتماؤهما العائلي المشترك كصهرين للجنرال، هو كاف لنشوء ثنائية يفترض أنها «تكاملية» ولكنها تتحول مع الوقت الى تنافسية، وحيث تتوافر إمكانية تحول روكز الى حالة أو مركز استقطاب لكوادر وعناصر التيار، وحيث من الممكن أن تترجم الثنائية الشخصية الى «ثنائية سياسية شعبية» بين «تياريين وعونيين».

٣ ـ الاتفاق بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الذي أعلن من معراب وكان بمثابة إعلان لـ«تحالف رئاسي» وتطويره لـ «ورقة النوايا» ونقلها من إطار المبادئ العامة الى الترجمة السياسية العملية التي بدأت في رئاسة الجمهورية وخاصة أول اختبار فعلي في الانتخابات البلدية.

«اتفاق معراب» التزم به التيار الوطني الحر، قيادة وقواعد، وأثبت عون أنه قادر على أن يأخذ تياره وجمهوره الى حيث يريد (كما حال جعجع مع حزبه وجمهوره)، ولكن لم يخل الأمر من تحفظات وتساؤلات عند البعض ممن كان صعبا عليهم التكيف مع الوضع الجديد بعد سنوات من الخصومة والقطيعة وتعاطوا مع اتفاق معراب على أنه يتكون من شقين وبعدين: «الشق المسيحي» المتعلق بالمصالحة وطي صفحة الماضي.

وهذا الشق موضوع تأييد من الجميع عند الفريقين ولا مشكلة فيه أو معه، و«الشق السياسي» المتعلق بكيفية إدارة علاقة سياسية وخوض استحقاقات انتخابية وتنظيم خلافات في ظل تعارض في التحالفات و«الاستراتيجيات» وتضارب في المصالح السياسية والحزبية. وهذا الجانب مازال موضوع غموض والتباس عند شريحة عونية يعبر عنها العميد روكز بتأييده المصالحة المسيحية من دون تحفظ من جهة، وبتحفظه على الاتفاق السياسي من جهة ثانية…

٤ ـ الانتخابات البلدية التي جرت في مايو الماضي وكشفت، كما الحال مع باقي الأحزاب والقوى السياسية، عن وجود ثغرات ومكامن ضعف وخلل في التيار الوطني الحر على مستويات الأداء والتنظيم في أول تجربة انتخابية يخوضها في ظل رئاسة باسيل.

أظهرت الانتخابات البلدية أن باسيل غير ممسك بالأرض والقواعد كما يجب، وأن هناك حلقة مفقودة بين القيادة والقاعدة. هذا ما ظهر بشكل خاص في الأشرفية حيث تواجه نقولا صحناوي المدعوم من باسيل وزياد عبس القيادي المعارض والمشاكس.

وفي جل الديب حيث خرج النائب نبيل نقولا على رأي وقرار هيئة التيار واختار اللائحة المدعومة من النائب ميشال المر. وفي جزين حيث لم يلتزم عونيون كثر في المدينة بالتصويت للائحة «خليل حرفوش». وفي جونية حيث اضطر العماد عون للتدخل شخصيا وإنقاذ الموقف، إلخ.

وفي وقت ما تزال صفحة الانتخابات البلدية مفتوحة، بادر باسيل الى فتح صفحة الانتخابات النيابية وخوض تجربة جديدة عندما دعا الى انتخابات تمهيدية داخلية لتحديد مرشحي التيار للانتخابات النيابية المقبلة.

وهذه الخطوة تعد «خطوة جريئة ومتقدمة» في مجال الممارسة الحزبية الديموقراطية ولم يسبق لحزب لبناني أن أقدم عليها، ولكنها فتحت أبوابا مغلقة وتسببت بمشاكل ومتاعب كان التيار ورئيسه في غنى عنها وليس وقتها الآن.

وما يحصل أن دائرة معارضي باسيل تتسع وتشمل أسماء بارزة لها وجودها وتاريخها في التيار مثل نعيم عون وزياد عبس وطوني مخيبر وأنطوان نصراهلة.

التيار الوطني الحر في وضع مأزوم وقابل لأن يدخل في «أزمة فعلية». وما يجري منذ فترة هو بمثابة إنذار مبكر… هذا الوضع المأزوم مازال حتى الآن تحت السيطرة ويتطلب تدخلا مباشرا واحتوائيا من العماد عون قبل أن يتطور الأمر الى انشقاقات وحالات انفصالية واستقالات جماعية.

 

زهرا: لا افراج عن الرئاسة في المدى القريب

السبت 23 تموز 2016 /وطنية - أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا أن "هناك احتجاز لرئاسة الجمهورية في لبنان منذ أكثر من سنتين"، لافتا إلى أن "هذا الموضوع يعطل كل الحياة الدستورية والديمقراطية ويجعلنا رهائن إلى أجل غير مسمى". ورأى زهرا في مداخلة عبر "صوت لبنان" الاشرفية ان "موقف القوات اللبنانية من الحوار ليس موقفا مبدئيا بل هو موقف عملي، لأنه لم يتم التعاطي مع الحوارات السابقة بجدية، ما اوصلنا الى قناعة بأن الحوارات لا توصل الى نتيجة وهي مضيعة للوقت واعطاء آمال واهية للبنانيين". وشدد على أنه "اذا لمسنا جدية فعلية بالوصول إلى نتائج من الحوار في آب نحن من أول المرحبين"، واستبعد ان يشارك رئيس حزب القوات اللبنانية في جلسات اب والكلام في هذا الموضوع مجرد تخمين اعلامي، لافتا إلى "اننا نعمل على اقناع رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري بالتفاهم مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، وهذا ما نسعى له ونواظب على هذا العمل". وختم زهرا باستبعاد ان "يتم انتخاب رئيس للجمهورية في آب، لأن الموضوع مرتبط بالتطورات الاقليمية، ولا افراج عن الرئاسة في المدى القريب".

 

تداعيات قرارات رئيس بلدية جبشيت تتفاعل وهل تستطيع اي بلدة اعلان دولتها المستقلة؟

المركزية- تتابع الاوساط الجنوبية تداعيات البيان الصادر منذ أيام عن بلدية جبشيت - النبطية القاضي بمنع اختلاط الشباب بالاناث في محال الانترنت والتسلية ويدعو اصحابها الى الاقفال وقت الصلاة وحتى انتهائها، معتبرة ان حتى في الجمهورية الاسلامية الايرانية لم يصدر اي بيان مماثل. واذا كانت بلدية جبشيت محسوبة على حزب الله الا ان ذلك لا يخولها اتخاذ مثل هذا القرار الذي يقيد الحريات الشخصية والعامة، لان ليس من سابقة في لبنان بلد التنوع الطائفي والمذهبي والسياسي ان اتخذت اي بلدية قرارا مشابها، خصوصا ان لبنان ليس دولة اسلامية ولا دينية بل دولة ديمقراطية نظامه برلماني حر قائم على الحرية الفردية وحرية الرأي والمعتقد.واكدت مصادر جنوبية لـ"المركزية" ان البيان حمل عنوانا موجها الى اصحاب محلات التسلية والكمبيوتر وفيه حرص مبالغ على راحة اهالي البلدة من الناحية الشرعية والاخلاقية، حيث طلب وبطريقة الامر الالتزام ب 7 بنود معظمها محق لكن بعضها مثير للاستغراب وابرزها "عدم السماح لزبائنكم بازعاج السكان والجيران من خلال اصدار اصوات عالية او استخدام الموسيقى العالية او التجمع امام المحال او رمي النفايات خارجها.

2- عدم السماح للدراجات النارية بالتوقف امام المحل.

3- عدم فتح المحل واستقبال الزبائن بعد الساعة الثانية عشرة ليلا.

4 – الاقفال في اوقات الصلاة لمدة نصف ساعة.

5- الاقفال يوم الجمعة من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وحتى انتهاء الصلاة.

6- عدم بيع او تداول الاقراص المدمجة غير الاخلاقية والاباحية تحت طائلة اقفال المحل والملاحقة القانونية

7 - مراعاة عدم اختلاط الذكور والاناث".

وذيل البيان بعبارة "نأمل منكم الالتزام بهذه الضوابط مع التأكيد على ان البلدية لها الحق في المتابعة واتخاذ الاجراءات المناسبة عند المخالفة".

وتوقفت الاوساط عند اللهجة الحازمة في البيان "البلدية لها الحق في اتخاذ الاجراءات المناسبة، مؤكدة ان ليس من صلاحيات البلديات تحويل اي بلدة الى دولة، فوزارة الداخلية هي المعنية والمسؤولة المباشرة عن البلديات والا فان البلديات الاخرى قد تتخذ قرارات مماثلة بمعزل عن رأي الوزارة والدولة اللبنانية.

وقالت الاوساط ان واجب البلدية خدماتي وانمائي وليس قمع الحريات الخاصة من خلال التحايل على القانون عبر تحديد فتح المحلات واقفالها، فهذا تحدده الانظمة المرعية الاجراء.

في المقابل فان رئيس بلدية جبشيت محمد جعفر فحص برر لـ"المركزية" البيان، وقال "ان البلدية معنية بتنظيم الامور في البلدة ووقف عملية اقلاق راحة المواطنين خصوصا خلال اوقات الصلاة للحفاظ على قدسيتها، مؤكدا ان البيان ليس قمعيا انما لمراعاة عدم الاختلاط لاننا نسعى ان نجعل من الفتاة أما ومن الشاب رجلا للمستقبل، وان معظم اهالي وابناء وشباب البلدة ايدوا قرار البلدية للحفاظ على تقاليدنا وأعرافنا الموروثة ابا عن جد".

 

عشاء السفارة السعودية حُمّل أكثر مما يحتمل..والحريري على موقفه/14 آذار: تفاؤل الرابية الرئاسـي غير مبني على معطيات واقعيــة

المركزية- تسود مناخات إيجابية غير مسبوقة أجواء الرابية في شأن نتائج السباق الى قصر بعبدا الذي تحول "ماراتونا" حقيقيا بعد ان تخطت فصوله العامين. فكل من يزور رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون أو يلتقي أحدَ المقربين منه، يلمس تفاؤلا واضحا إزاء الملف الرئاسي لناحية حظوظ "الجنرال" بالتربع على رأس الجمهورية. وتبني الرابية تفاؤلها على أكثر من عنصر محلّي واقليمي. على الصعيد الاول، تنطلق من الليونة المستجدة التي أبداها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط إزاء ترشيح العماد عون، كما تعوّل على التفاهم النفطي مع عين التينة مراهنة على أن يتطور ويتوسّع ليتحول الى تفاهم سياسي وربما رئاسي بين العماد عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. أما اقليميا، فتتوقع الرابية مرونة اضافية في الموقف السعودي من ترشيح العماد عون، وتعتبر توجيه سفير المملكة علي عواض عسيري، دعوة الى "الجنرال" للمشاركة في العشاء الذي أقامه في السفارة في أيار الماضي عاملا مشجعا في هذا المجال، معطوفا على تأكيد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير مرارا ان الرياض لا تضع فيتو على أي مرشح رئاسي. في المقابل، تنفي اوساط سياسية في قوى 14 آذار عبر "المركزية" ان يكون لمأدبة عسيري أي أبعاد سياسية او رئاسية وتؤكد ان لا يمكن ترجمة دعوة العماد عون الى العشاء، كرسالة دعم سعودية لترشيحه. واذ تستغرب تحميل "التيار" هذه المناسبة أكثر مما تحتمل، توضح ان ان دعوة عسيري جميع القوى السياسية الى العشاء، باستثناء حزب الله، أريد منها التأكيد ان المملكة لم تُعزل لبنانيا كما أشاع البعض، وأنها على مسافة واحدة من الجميع وعلى تواصل مع الاطراف كافة بمن فيهم حلفاء الحزب، الا انها تقاطعه وحيدا نظرا لدوره في الحرب السورية ولمشاركته في توتير أكثر من ميدان عربي تنفيذا لسياسات ايران. وقد شكّل العشاء التكريمي الحاشد الذي أقامه "مجلس العمل والاستثمار اللبناني" في السعودية على شرف السفير عسيري، منذ أيام، دليلا اضافيا الى متانة العلاقة التي لا زالت تربط لبنان بالمملكة.

في غضون ذلك، تشير الاوساط الى أن العماد عون اعتبر أن العشاء "الشهير" عبّد طريق زيارته الى السعودية بعد ان كان طلب في الاشهر الماضية موعدا لزيارة الدوائر القيادية في المملكة، لتؤكد أن هذا التحليل في غير مكانه. وتضيف "الرابية، وفي كتاب التحليلات عينه الذي تقرأ فيه، تراهن على تبدّل في موقف الرئيس سعد الحريري من ترشيحه. غير أن الاخير وخلال السحور الذي جمعه في الاسابيع الماضية مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أكد مضيّه في دعم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وهو ليس في وارد التخلي عنه أقلّه في المدى المنظور، مذكرة بمعلومات راجت اثر عشاء السفارة عن لقاء قريب لا بد أن يجمع العماد عون والرئيس الحريري، الا ان الامر لم يحصل". في المحصلة، تقول الاوساط ان لا مبررات فعلية للتفاؤل العوني الرئاسي، والضجة التي تثار في الاعلام حول تقدم حظوظ عون، التي ارتفعت بعد حركة الأخير في عطلة الفطر حيث زار الرئيس بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان كما اتصل بالسفير عسيري مهنئا، ليست مبنية على معطيات واقعية. وتختم "الحقيقة التي يجب ان يدركها "التيار" هي ان العقدة الرئاسية تكمن في طهران، لا في الرياض. وعليه، فإن انجاز الانتخابات ينتظر قرار ايران، وتاليا "حزب الله"، بالافراج عن ورقة الرئاسة".

 

اجرام" المانيا" عمل كلاسـيكي لمختل عقليـاً و"داعـش" بريء منـــه

تركيا بعد الانقلاب: 11160 موقوفا وطلب ترحيل غولن خلال 10 ايــام

تواصل قيادي بين التــيارين الازرق والبرتقالــي نتائجــه غير مثمرة

المركزية- دخلت البلاد في ثبات سياسي عميق فرضه غياب كبار المسؤولين عن الدولة، اما للمشاركة في مؤتمرات واجتماعات تعقد في الخارج او لقضاء اجازات الصيف قبل موسم حوارات آب، الثلاثية في الخلوة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 2 و3 و4 آب، والثنائية في 16 منه بين حزب الله وتيار المستقبل في جولتها الثانية والثلاثين. آلية اقرار الموازنة: وحتى موعد حلول الاستحقاقين الحواريين، ينشغل الداخل بحزمة الملفات الخلافية التي لا تجد سبيلا الى الحل بدءاً من قانون الانتخاب في جولات اللجان المشتركة الماراتونية لملء الوقت الضائع في انتظار اشارة الحسم فملف الانترنت غير الشرعي واستتباعاته الى موازنة الـ2017 التي تستمر فصول النقاش فيها في احدى جلسات مجلس الوزراء الاسبوع المقبل في ظل سباق محموم بين الرغبة في اقرارها والمطبات التي عرقلت إقرارها منذ آخر قانون للموازنة صدر لعام 2005، وليس اقلها راهنا مصير سلسلة الرتب والروتب وموازنة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي يصر فريق 14 آذار على ادراجها في الموازنة وغياب اي تسوية للإنفاق الذي يعتبره فريق 8 آذار غير مقونن في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بين عامي 2006 و2009، أو ما يُعرف بقضية الـ11 مليار دولار، علما ان العادة جرت أن يصادق مجلس النواب على قطع الحسابات بناءً على موافقة ديوان المحاسبة الموقتة في انتظار التدقيق في الحسابات وتنظيمها، لكنه لم يصادق على أي قطع حساب يعود إلى ما بعد سنة 2003، مما اوجد عقدة أساسية، إذ ينص الدستور وقانون المحاسبة العمومية على عدم جواز إقرار قانون الموازنة إلا بعد تصديق قطع حساب السنة التي تسبق سنة إقرارها.

وازاء هذا الكمّ من التعقيدات، لا تتوقع اوساط وزارية عبر "المركزية" الوصول الى اتفاق وشيك في هذا الشأن الا في حالة واحدة هي استعادة طرح المادة 86 من الدستور، أي إقرار الموازنة بمرسوم، وهو امر يحسمه رئيس مجلس النواب نبيه بري، اذا ما رغب بذلك وتأمن التوافق السياسي. وتشير الى ان الآلية المقترحة في هذا المجال، توجب على المجلس النيابي اقرارها قبل نهاية العام الجاري، وإذا لم يقرها لاي سبب يتعين على الحكومة كشرط لاصدارها بمرسوم فتح دورة استثنائية تستمر حتى نهاية كانون الثاني لمتابعة درس الموازنة وعليه، فإذا لم يُقرّ المجلس في العقد الاستثنائي المخصص لإقرار الموازنة، يمكن عندئذ للحكومة أن تصدرها بمرسوم، على ان تقدم قبل بداية العقد العادي بـ15 يوماً على الأقل. ولسلوك هذا المسار، تشدد المصادر على ان وزير المال يجب ان ينجز الموازنة في مهلة أقصاها مطلع أيلول المقبل.

ما بين التيارين: اما الملف الرئاسي الذي لم تفلح المساعي الداخلية المستمرة ولا الخارجية في استنباط حلول تفرج عن الاستحقاق، فاوضحت مصادر تتابع مسار الحراك المحلي الخجول لـ"المركزية" ان اتصالات تدور بين عدد من القوى السياسية وتحديدا من جانب التيار الوطني الحر ببعض كوادر تيار المستقبل لتبريد الاجواء المشحونة وتعبيد الطريق لعقد اجتماع بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون يعوّل عليه التيار لتوفير فرصة تربّع عون على كرسي الرئاسة الاولى في مهلة، يعتقد وفق ما تشير اوساطه الى انها لم تعد بعيدة. وقبيل عودة الحريري الى بيروت، اشارت المصادر ان اجتماعات عقدت بين معاونين للحريري ومقريبن من عون على هامش اكثر من مناسبة، حتى ان احدها عقد في جنيف منذ اكثر من شهر وتخلله نقاش في امكانية تأييد زعيم المستقبل للجنرال. وفي السياق، افادت المصادر الى ان التيار الوطني الحر يعلق آمالا على تساؤلات الحريري لجعجع في خلال سحور بيت الوسط عن الضمانات التي يمكن للعماد عون ان يقدمها خصوصا في شأن سلاح حزب الله وهو المتحالف معه ويتبنى مواقفه ويؤيد مشاركته في الحرب في سوريا وفي السياسة الخارجية. ويرى التيار فيها نافذة يمكن لعون ان يلج منها الى الرئاسة، بعد طمأنة الحريري المتوجس وتبديد هواجسه. ويعتبر التيار ان الحريري لو كان يرفض وصول عون ولا يريد تأييده ويستمر في دعم فرنجيه لما كان سأل عن الضمانات، حتى ان الاسئلة نفسها كررها احد معاوني الحريري خلال جلسة مع نائب في التيار الذي اعتبر الامر اشارة على عون تلقفها.

سوء فهم: في المقابل، شددت اوساط مستقبلية لـ"المركزية" على ان التيار اما اساء فهم تساؤلات الحريري او تلقفها خطأ وادرجها خارج اهدافها، فهي مثابة تأكيد على استحالة تأييد عون الذي لم يبدل قيد انملة في خطابه السياسي ومواقفه على رغم لقاء باريس الشهير بين عون والحريري واعلان الاخير استعداده تأييد عون اذا تمكن من اقناع حلفائه المسيحيين، الا ان الجنرال منذ ذلك التاريخ، لم يبذل اي جهد في اتجاه وصوله الى بعبدا اقله عبر المواقف، وهذا ما يؤكد صعوبة التغيير والتزامه بخط المقاومة ومشروع حزب الله.

القمة العربية: في مجال آخر، انطلقت في العاصمة الموريتانية نواكشوط اليوم اجتماعات وزراء الخارجية العرب قبيل القمة العربية التي تنعقد على مدى يومين في 25 و26 الجاري، على ان يتوجه رئيس الحكومة تمام سلام على رأس وفد وزاري خلال الساعات المقبلة الى المغرب قبل الانتقال الى موريتانيا الاثنين. وفي حين يمثل لبنان في اجتماعات وزراء الخارجية سفيره في الجزائر غسان المعلم كون باسيل يرافق رئيس الحكومة في عداد الوفد الرسمي الذي يضم الى جانبه، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وزير الصحة وائل ابو فاعور، اعتذر وزير المال علي حسن خليل بسبب تزامن القمة مع وجود الرئيس بري في الخارج. وفي وقت ادرج البعض اعتذار خليل في خانة سياسية تعكس عتب بري على سلام بسبب عدم ادراجه ملف النفط على جدول اعمال جلسات مجلس الوزراء، بعدما أخذ الاخير على بري ومن اجتمعوا في عين التينة عدم وضعه في اجواء الاتفاق النفطي، اشارت المعلومات الى ان وزير المال كان ابلغ الى سلام اعتذاره عن المشاركة لوجوب بقائه في لبنان في غياب بري، كونه معاونه السياسي وغير جائز غيابهما عن البلاد في الوقت نفسه.

تركيا: في المقلب الاقليمي، تواصل السلطات التركية حملاتها ضد المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشل مع دخول البلاد حالة طوارئ ستمتد 3 اشهر. واوضح الرئيس التركي رجب طيّب اردوغان ان "عدد الموقوفين في تحقيقات محاولة الانقلاب بلغ 11160 شخصاً". وتوقّع وزير الخارجية التركي، مولود جاويش اوغلو ان "تنجز تركيا خلال اسبوع او عشرة ايام ملف الطلب من الولايات المتحدة ترحيل المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بتدبير انقلاب عسكري فاشل".

اجرام المانيا... مختل عقليا: اما دوليا، فبقيت الانظار مركزة نحو المانيا التي شهدت فصلا اجراميا جديدا امس لم تتضح طبيعته بالكامل بعد، اثر الاعتداء بالرصاص على مركز تجاري في ميونخ ذهب ضحيته 11 شخصا وافادت الشرطة أنّ اطلاق النار ارتكبه شاب "مختل عقليا" لا علاقة له بالتيار الجهادي وبتنظيم "داعش". في حين اوضح ممثل النيابة في ميونيخ " ان الامر في هذه القضية عمل كلاسيكي لمختل عقلياً، تحرك بلا دوافع سياسية على ما يبدو، وليست هناك اسباب اخرى".

 

الوضع القاتم قد يتحول الـى سـوداوي اذا فشلت الخلوة الحوارية بانتخاب رئيس

المركزية- صورة الوضع في لبنان وعلى المستويات السياسية والاقتصادية والامنية تبدو قاتمة الآن اكثر من اي يوم مضى وتعكسها جملة من التحذيرات المحلية والخارجية التي تلتقي على ان حل المشكلات اللبنانية هو في يد اللبنانيين لو شاؤوا. ولا ضرورة هنا للتذكير بالمواقف الصادرة اخيرا عن قوى الثامن والرابع عشر من اذار والمعاكسة في مضامينها وطياتها للمواقف الدولية من اوروبية واميركية والمحذرة من خطورة الاوضاع في لبنان. اذ يكفي التوقف قليلا عند تصريحات المعنيين انفسهم بالأزمة وحلولها من وزراء ونواب المجمعة على تبديد الآمال المعلقة على امكانية خروج طاولة الحوار مطلع آب بحلحلة ما تسهم في ملء الشغور الرئاسي واعادة تفعيل المؤسسات الدستورية الرسمية. ولعل ما يؤشر لمآل الوضع ومسار الازمة كما تقول مصادر سياسية لـ"المركزية" كلام رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الداعي الى تجرع كأس الحلول المرة بانتخاب عون للرئاسة الاولى، لان استمرار ربط الوضع تارة بالازمة السورية وطورا بالخلاف السعودي الايراني سوف يؤدي تلقائيا الى رهن الامور بالانتخابات الاميركية ونتيجتها وتسلم الادارة الجديدة ملفات المنطقة بما فيها الملف اللبناني. ويتوقع جنبلاط هنا كما قال في حديث صحافي اخيرا فوز المرشح دونالد ترامب المؤيد لاسرائيل وسياستها التوسعية في المنطقة، متسائلا عن الضامن لبقاء سوريا والعراق وليبيا وغيرها من بلدان الشرق الاوسط في حدودها المعروفة ولافتا في هذا الاطار الى خطورة استمرار ربط الوضع اللبناني بالوضع السوري. وفي سياق غير منفصل عن الصورة السوداوية التي ترتسم معالمها في الافق، تحذر مصادر في قوى الثامن من اذار من تداعيات استمرار الوضعية الراهنة سياسيا واقتصاديا وامنيا. على الصعيد السياسي تقول المصادر لـ"المركزية" ان فشل طاولة الحوار التي دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري اركانها الى عقد جلسات ثلاث مطلع آب المقبل اضافة الى حتمية فشل اللجان النيابية المكلفة درس قانون الانتخاب على اساس صيغة تجمع بين النسبي والمختلط والعودة الى قانون الستين لانتاج التركيبة السياسية الراهنة من شأنه ان يعكر صفو الشارع ويعيد تحرك هيئات المجتمع المدني مع ما يرافق ذلك من محاذير على كل المستويات. اما على المستوى الاقتصادي والمالي والكلام للمصادر فان الصورة القاتمة التي رسمها وزير المال علي حسن خليل لوضعية مالية الدولة وارفق فيها موازنة العام 2017 وما تضمنته من توجهات لزيادة الضريبة على المشتقات النفطية وغيرها من المواد الكمالية قد تزداد قاتمة اذا ما استمر الوضع على حاله. وكما على المستويين السياسي والاقتصادي كذلك على الخط الامني العسكري، اذ لا احد محليا واقليميا ضامنا بعد لمآل الاوضاع ومستجداتها خصوصا السورية حيث يجمع المحللون والمترقبون للتطورات ان ما بعد معركة حلب لن يكون كما قبلها وان المندرجات العسكرية لا بد وان تتدحرج الى الداخل اللبناني خصوصا بعد تكشف ابعاد الانقلاب التركي الفاشل وارتباطاته وانعكاسها على مآل الامور في المنطقة ومنها بالطبع لبنان صاحب الساحة الخصبة لتلقف ازمات الخارج وولاداتها.

وتختم المصادر: لكل هذه الاسباب بات من المتعذر الحفاظ على الوضعية اللبنانية الراهنة مستقرة وعلى ما هي عليه خصوصا وان الازمات المحيطة بها لا تؤشر الى امكانية حل قريب بل الى استعار ومزيد من القتال والتشعب.

 

المكتب السياسي "للمستقبل" يجتمع في آب لتصديق الوثيقة التنظيمية و"السـياســـية" رهـــن التطورات وانجــاز الرئاســـة

المركزية- على رغم تركيز جهوده على إنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي دخل في نفق الفراغ منذ اكثر من سنتين، ومداولات قانون الانتخاب اضافة الى قضايا عدة، يواصل "تيار المستقبل" تحضيراته لعقد مؤتمره العام في تشرين الأول المقبل (16 و17)، وذلك بناء على القرار الذي اتخذه المكتب السياسي الذي اجتمع برئاسة الرئيس سعد الحريري (13 حزيران الماضي) عقب جلاء نتائج الانتخابات البلدية في ايار الماضي وما حملته من ارقام ورسائل في اكثر من منطقة. اروقة "التيار الازرق" التي تحوّلت الى خلايا نحل تتوزّع على لجان تحضيرية خاصة مهمتها اعداد وصياغة الورقة السياسية والتقرير التنظيمي طبقاً لمقررات المكتب السياسي، تواصل اجتماعاتها وعملها لاتمام الغرض من تشكيلها، وتتمحور التحضيرات والنقاشات في مجالات عدة (كل لجنة حسب المهمة الموكلة اليها) للخروج

بوثيقة تنظيمية- سياسية- اقتصادية سترفع الى المكتب السياسي.

وفي السياق، اوضح مصدر في "التيار" لـ"المركزية" ان "العمل على مسودة الوثيقة التنظيمية شارف على نهايته وسترفع الى المكتب السياسي الذي سيعقد اعتباراً من 15 آب المقبل اجتماعات عدة برئاسة الرئيس الحريري للتصديق على الوثائق، الا ان اللجنة المُكلفة وضع الوثيقة السياسية لم تبدأ بعد بصوغ نقاطها نظراً الى التطورات السياسية "اليومية" التي يشهدها لبنان والمنطقة، خصوصاً الاستحقاق الرئاسي الذي لم يُنجز بعد ونأمل انتخاب رئيس للجمهورية قبل انعقاد المؤتمر في تشرين الاول المقبل". وذكّر المصدر بالخطاب السياسي الذي طبع مسيرة "التيار" منذ دخوله المعترك السياسي وحتى اليوم، والذي يُركّز على اهمية التمسّك باتفاق الطائف والتزام مقرراته، وضرورة التمسّك بالمناصفة والعيش المشترك والاعتدال، والالتزام بعروبة لبنان، وهذه من "بديهيات" اي وثيقة سياسية ستصدر عن المؤتمر العام للمستقبل". واكد المصدر ان "الوثيقة السياسية ستتضمّن تحديد العلاقة مع الحلفاء، خصوصاً في قوى "14 آذار"، لكن هذا الامر سيتم بعد تواصل ولقاءات، خاصة على خط معراب – بيت الوسط"، مشدداً في هذا الاطار على ضرورة "عودة تحالف "14 آذار" كما كان منذ ولادته في العام 2005". وشدد المصدر على "اهمية توسيع دور الشباب في "التيار"، خصوصاً المتعلّم والمثقّف لتولي المناصب وتحمّل المسؤوليات، وهدفنا ان تكون "الكوتا" الشبابية-النسائية اكثر من 30%". واضافة الى الوثيقتين التنظيمية والسياسية، لفت المصدر الى "الوثيقة الاقتصادية التي يتولّى اعدادها اكاديميون ومتخصصون في الشأن الاقتصادي ستتضمن المبادئ التي يؤمن بها "التيار" في هذا المجال، اي النظام الاقتصادي الحرّ والمبادرة الفردية". اذاً، وبعد عامين من تأجيل فرضه غياب الرئيس الحريري عن لبنان، ما هي الا اسابيع ويبدأ العد العكسي للمؤتمر العام الثاني لتيار المستقبل بعد 6 سنوات على المؤتمر الاول الذي عُقد في العام 2010 ليُشكّل "فرصة" للمراجعة والتقييم والقراءة النقدية للخطوات والمبادرات التي جرت منذ العام 2010 وحتى اليوم، ليخرج بعدها "التيار" بحلّة جديدة تنظيمياً وادارياً تُحاكي الواقع وعصر التطور.

 

 هل تعلن القوى الاسلامية في عين الحلوة اسم قاتل البحتي؟ ودخـول الجيش الــى المخيم لحماية اهـله دونه عقبـات

المركزية- استكمالاً للجهود الفلسطينية بهدف تثبيت الامن في مخيم عين الحلوة بعد مقتل علي البحتي، عقدت اللجنة الامنية الفلسطينية العليا في لبنان اجتماعا طارئا في مقر القوة الامنية المشتركة في مخيم عين الحلوة برئاسة قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، حيث تم البحث في الوضع الامني في المخيم في ضوء حادثي اغتيال البحتي واطلاق النار على محمد حمدان من اتباع بلال بدر والتي فسّرت انها ردّ على اغتيال البحتي. وفي السياق، اوضحت مصادر فلسطينية لـ"المركزية" ان آل البحتي ينتظرون ان تُعلن اللجنة الامنية الفلسطينية اسم الجاني والجهة التي تقف وراءه، سيما وان التحقيقات التي تولتها لجنة التحقيق الخاصة بجريمة الاغتيال اضافة الى كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة اشارت بوضوح الى الجاني، الا ان العائلة تنتظر ان تعلن اللجنة العليا ذلك رسميا، علماً ان اللجنة لم تُعلن بعد انتهاء اجتماعها اسم القاتل، لانها وبحسب المصادر تُمهّد لاعلانه من قبل القوى الاسلامية برئاسة الشيخ جمال خطاب خشية ان تعلنه "حركة فتح" ويكون بذلك مقدمة لاعلان الاشتباك مع الجماعات التكفيرية في المخيم التي ارتكبت جريمة اغتيال البحتي". وكان سُجّل استنفار عسكري في حي الزيب في الشارع التحتاني لمخيم عين الحلوة حيث اقفلت بعض المحال التجارية تحسبا لأي تطور امني. واوضحت مصادر فلسطينية لـ"المركزية" انها لتأمين سلامة المشاركين في تقبل التعازي بالبحتي في ذكرى مرور ثلاثة ايام على اغتياله". ورفع اهالي الحي لافتات تطالب الجيش اللبناني بحمايتهم من القتل والغدر بعد عملية اغتيال "البحتي" وما اعقبها من توتر امني.

وكُتب على بعض اللافتات "الجيش اللبناني حبل النجاة لأهل مخيم عين الحلوة... إحمونا؛ العماد قهوجي. اللواء عباس إبراهيم. اللواء خضر حمود. إحمونا من القتل والغدر". ولفتت المصادر الى ان "المطالبة بدخول الجيش الى المخيم لحماية اهله ليست جدّية من قبل ذوي البحتي او غيرهم وهي عفوية اثر جريمة الاغتيال، كما ان هذا الامر يحتاج قراراً سياسياً لبنانياً غير متوفر في هذه المرحلة"، واشارت الى ان "ليس هناك اجماع فلسطيني على دخول الجيش الى مخيم عين الحلوة والامر دونه مخاطر كبيرة على الجيش وعلى الفلسطينيين". وذكّرت بانها "المرة الاولى التي تتم فيها مناشدة الجيش اللبناني بالدخول الى المخيم بهذه الطريقة، ما معناه ان الاهالي فقدوا ثقتهم ببعض الفصائل الفلسطينية التي لا تستطيع وقف مسلسل الاغتيالات والقتل الذي سيؤدي الى تدمير المخيم وتهجير اهله".

 

حبيقة يحدّد إفادة الإقتصاد السوري من دروس لبنان: لقطاعاتنا التفاضلية خبرات هامة لإعـــادة الإعمار

المركزية- تمر سوريا منذ سنة 2011 بأوضاع مشابهة لما حصل في لبنان بدءاً من العام 1975. هذه الحرب المدمرة مكلفة جداً على الإقتصاد والشعب والمنطقة العربية ككل. التكلفة لا تقتصر فقط على الماديات والبنية التحتية، إنما تتعداها الى التكلفة الانسانية والبشرية والاجتماعية وغيرها. ما هي دروس التجربة اللبنانية المعروفة سورياً وعالمياً، ولا بد من التذكير بها للمصلحة المشتركة والعامة؟ الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة لفت في حديث لـ"المركزية"، إلى أن "الخسارة الاقتصادية تكبر مع استمرار الحرب وتكلفة الاصلاح تكبر هي أيضا"، وقال: بعد أكثر من 25 سنة من اتفاق الطائف، لم نعدْ بعد الى مستويات سنة 1975 بسبب السياسة وشظايا الحرب السياسية لا تزال موجودة بقوة داخل المجتمع اللبناني. لو لم تحصل الحرب، لكان اللبناني أغنى بين 3 و 5 مرات عما هو عليه اليوم مما يشير الى حجم وعمق الخسارة المادية التي لن تعوّض. اذا أضفنا اليها هجرة الأدمغة تصبح التكلفة أكبر بكثير. واعتبر أن "لا أحد يهتم بلبنان أكثر من اللبنانيين، ولا أحد سيهتم بسوريا أكثر من السوريين. اذا لم يحصل هذا الوعي بل هذا التواصل الحتمي، ستستمر الحرب وترتفع الخسارة المادية والبشرية والانسانية الى مستويات أخطر وأكبر والتعويض سيكون مكلف أكثر بكثير". وتابع: كما في لبنان، إعادة بناء الحجر صعبة وحتى اليوم لم نبنِ كل ما خسرناه. لكن اعادة بناء الانسان أصعب بكثير وهذا ما زلنا نعاني منه حتى اليوم. من مظاهره عدم قدرتنا كمجتمع على انتخاب رئيس للجمهورية وعدم القيام بالمهمات التي يطلبها اللبناني العادي من كهرباء ومياه وبنية تحتية وقرارات عادية من تعيينات ادارية ضرورية. وقال رداً على سؤال: عندما تنتهي الحرب السورية سيشارك اللبنانيون في الإعمار، والإفادة من تجربتهم خصوصاً في القطاعات التي للبنان فيها ميزات تفاضلية، وفي طليعتها الخدمات المصرفية والتأمينية والتعليمية والاستشفائية وغيرها. يمكن الإفادة من القوانين الاقتصادية والمالية الجيدة التي أقرّت في العقود الماضية، كذلك يجب الإفادة من القدرات البشرية السورية واللبنانية الموجودة في المنطقة وعالمياً في مختلف المجالات والتخصصات والحقول. برغم الظروف الصعبة التي نمر بها اليوم، يجب التفكير في المستقبل، حتى عندما تأتي الحلول السياسية سنكون جاهزين للإعمار في أقصى سرعة وأدنى تكلفة ممكنة.

 

الأخبار الإقليمية والدولية

كلينتون تختار تيم كين مرشحاً لمنصب نائب الرئيس

الحياة/23 تموز/16واشنطن - أ ف ب /بدأت المرشحة الديموقراطية المرجحة لانتخابات الرئاسة وتيم كين السيناتور عن فيرجينيا الذي اختارته مرشحاً لمنصب نائب الرئيس حملة انتخابية مشتركة اليوم (السبت)، في أول اختبار للفريق مع دخول المعركة مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب مراحلها الأخيرة.

وباختيارها تيموثي مايكل كين صاحب السمعة الطيبة والمسيرة السياسية المثالية، نائباً محتملاً لرئيس الولايات المتحدة ليل الجمعة - السبت، قررت السيدة الأولى السابقة على ما يبدو تعزيز جدية ترشحها في مواجهة الجمهوري الصاخب دونالد ترامب. ويعتبر كين اختياراً آمناً في السباق الرئاسي القوي، ويصف نفسه مازحاً بانه «ممل». إلا أنه قد يساعد كلينتون في الحصول على أصوات الأميركيين من أصول لاتينية والناخبين في ولايته. ويعتبر كين السناتور عن فيرجينيا (شرق) وحاكمها السابق مكسباً حقيقياً لكلينتون في هذه الولاية الاساسية التي يمكن ان تصوت للديموقراطيين او للجمهوريين في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر). وكان ساهم في انتخابات 2008 التي فاز فيها باراك اوباما في دفع فيرجينيا الى المعسكر الديموقراطي للمرة الأولى منذ 1964. وتيم كين السياسي البالغ من العمر 58 سنة محامٍ درس في هارفرد. وكان اسمه يتردد منذ اسابيع على انه الشخصية المرجحة لهذا المنصب، خصوصاً بسبب خبرته السياسية الكبيرة وقدرته على ايجاد التسويات. ويتقن كين اللغة الاسبانية خصوصاً بعدما امضى بعض الوقت في مهمة في هوندوراس مع اليسوعيين، لذلك سيكون مكسباً مهماً ايضاً لجذب الناطقين بالاسبانية أكبر أقلية في الولايات المتحدة واصحاب الأصوات الحاسمة في الاقتراع. ومن المقرر ان تعمل كلينتون وكين على حشد دعم انصارهما في ميامي بعد ظهر السبت. واشاد عدد من الديموقراطيين باختيار كلينتون للرجل الذي قالت انه «كرس حياته للقتال من اجل الاخرين». ووجه الحزب الديموقراطي نداء لجمع الأموال السبت وقعه الرئيس باراك اوباما واصفاً فيه كين بأنه «متفائل» و«مقاتل تقدمي». وجاء في الرسالة ان كين «ابن معلمة وعامل في الحديد يفكر دائماً في الطبقة العاملة». وأضافت الرسالة انه «عندما قتل مسلح 32 شخصاً في كلية فيرجينيا تك (في 2007) كان تيم يعلم انه يتحمل المسؤولية كحاكم للولاية بتقديم ما هو اكثر من الصلوات الى المجتمع الذي شاركه احزانه، فرغم انه لا يملك سلاحاً الا انه وقف في مواجهة مجموعة الضغط المؤيدة للاسلحة نيابة عن سكان الولاية». وتربط كين أيضاً علاقات قوية بالاميركيين من اصل افريقي تعود الى فترة عمله محامياً للحقوق المدنية.وأشادت جماعات عمالية وموالية للديموقراطيين باختيار كلينتون لكين.

 

80 قتيلاً في هجوم انتحاري تبناه «داعش» في كابول

الحياة/23 تموز/16/أوقع اعتداء دامٍ أعلن تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) مسؤوليته عنه، واستهدف تظاهرة سلمية لأقلية الهزارة في كابول 80 قتيلاً، اليوم (السبت)، في أحد أكثر الاعتداءات دموية في العاصمة. ووقع الاعتداء فيما كان الالاف من الهزارة يحتجون على استثناء مناطقهم من مشروع خط توتر عال بقيمة ملايين الدولارات. وانتشرت الجثث المتفحمة في مكان الهجوم فيما كانت سيارات الاسعاف تحاول بصعوبة شق طريقها الى الموقع بعدما عمدت السلطات ليلاً الى اغلاق مفترقات طرق رئيسة بحاويات من اجل ضبط حركة المحتجين. واعلنت وزارة الداخلية الافغانية في بيان «نتيجة الهجوم استشهد 80 شخصا واصيب 231 بجروح». وأضاف البيان «بناء على معلومات اولية، نفذ الهجوم ثلاثة انتحاريين، وقامت قوات الامن بقتل المهاجم الثالث». وأعلنت وكالة «اعماق» التابعة للتنظيم أن «اثنين من مقاتلي الدولة الاسلامية فجرا حزاميهما الناسفين ضد تجمع للشيعة في منطقة دهمزتك في كابول». وقالت اجهزة الاستخبارات الافغانية ان «ثلاثة مهاجمين شاركوا في الهجوم لكن واحدا منهم نجح»، ما يعني ان الحصيلة كان يمكن ان تكون اكبر بكثير. واوضح المصدر نفسه ان الانتحاري «الاول فجر نفسه ونجح الثاني جزئيا لكن الانفجار قتله فيما قتل عناصر الاستخبارات (الانتحاري) الثالث». وكانت وزارة الداخلية افادت في وقت سابق ان «انتحاريا» فجر حزامه وسط حشد، الا ان الرئيس اشرف غني اشار في بيان باللغتين الانكليزية والدارية الى «العديد من الانفجارات« من دون اعطاء تفاصيل. ووقع التفجير في نهاية تظاهرة شارك فيها الاف الاشخاص وكانت مستمرة بشكل سلمي منذ الصباح. والاعتداء وهو الاول في العاصمة منذ 30 حزيران (يونيو) يبدو انه الاول بهذا الحجم الذي يتبناه التنظيم في العاصمة منذ بدء نشاطه في البلاد خصوصا في الشرق منذ العام 2015. واظهرت صور تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي جثث ضحايا شبه عارية ممددة على الارض وسط الركام.وقال جواد ناجي احد منظمي التظاهرة والشاهد في المكان «سمعت دويا بالقرب مني«، واضاف «هناك العديد من القتلى والجرحى من حولي، لم اعد ادري اين انا». وكانت المتظاهرون يسيرون في موكب تقدمته نساء بينما شارك اخرون على دراجات هوائية احتجاجا على استثناء مناطقهم في ولاية باميان (وسط) من مشروع لخط التوتر العالي. ويرى مسؤولون من اقلية الهزارة ان ترسيم خط التوتر العالي دليل جديد على التمييز الذي تعاني منه طائفتهم ومحافظتهم التي تعتبر الاكثر فقرا في البلاد. وفي بيان، اعرب الرئيس الافغاني اشرف غني عن «حزنه» وندد بـ«الارهابيين الذين تغلغلوا داخل تظاهرة سلمية لقتل العديد من المواطنين»، مضيفا ان بين الضحايا «عناصر من قوات الامن». ونفت حركة «طالبان» في بيان مسؤوليتها ونددت بالمحاولات «لاحداث انقسامات» في صفوف الشعب الافغاني.

 

ألمانيا: لا علاقة لمهاجم ميونيخ بداعش أو اللاجئين

السبت 18 شوال 1437هـ - 23 يوليو 2016م/ميونيخ – وكالات/نفت الشرطة_الألمانية اليوم السبت أي علاقة لمطلق النار في ميونيخ بتنظيم داعش أو اللاجئين . وصرح قائد شرطة ميونيخ هوبرتوس اندري: "وجدنا عناصر تدل على أنه يهتم بقضايا مرتبطة بالمختلين عقليا" الذين ارتكبوا عمليات قتل، خصوصا كتبا ومقالات في صحف. وأضاف أنه ليس هناك أدنى علاقة لمطلق النار بتنظيم "داعش". كما أكد قائد الشرطة أن الشاب الألماني الإيراني الذي أطلق النار في مركز للتسوق بميونيخ من مواليد المدينة وليس لاجئاً. وقال إن السلطات فتشت غرفة منفذ الهجوم الذي كان يبلغ من العمر 18 عاماً، ولم تجد أي شيء يدل على صلة له بداعش. كما أعلن قائد شرطة ميونيخ أن المحققين كشفوا "رابطا واضحا" بين إطلاق النار من جانب الألماني الإيراني مساء الجمعة والقاتل النرويجي اليميني المتطرف اندريس بيرينغ بريفيك الذي ارتكب مجزرة راح ضحيتها 77 شخصا. بدوره، أكد النائب العام توماس شتاينكراوس كوخ أن مطلق النار في ميونيخ كان يعاني اكتئابا، مضيفاً أن "المسألة تتعلق بمرض، وهو شكل من أشكال الاكتئاب"، لكنه أبدى في الوقت ذاته حذرا حيال معلومات تفيد بأنه تلقى علاجا نفسيا. في سياق آخر، أوضح قائد الشرطة أن هجوم ميونيخ أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 27 آخرين. وأشار إلى أن التحقيقات لم تتوصل إلى أي سبب يدعو للاعتقاد بوجود أكثر من مهاجم. وذكر أنه لا يوجد ما يستدعي تفادي الذهاب إلى ميونيخ أو إلغاء أي أحداث بالمدينة لاعتبارات أمنية.

 

شرطة ميونيخ: منفذ اعتداء ميونيخ الماني من اصل ايراني ونيته لم تتضح بعد

السبت 23 تموز 2016 /وطنية - اعلن رئيس شرطة ميونيخ اليوم، ان منفذ الاعتداء في هذه المدينة الواقعة بجنوب المانيا، "هو ألماني من اصول إيرانية يبلغ 18 عاما، وان دوافعه حتى الان لا تزال غير واضحة". اضاف رئيس الشرطة هوبرتوس اندرا خلال مؤتمر صحافي:ان "منفذ الاعتداء ألماني من ميونيخ، يتحدر من اصول ايرانية عمره 18 عاما، ولم يكن معروفا من قبل اجهزة الشرطة".

 

مرتكب "مجزرة ميونيخ" الإيراني الأصل معروف للإنتربول

السبت 18 شوال 1437هـ - 23 يوليو 2016م/العربية نت/لندن- كمال قبيسي/حين كان المئات في شوبنغ سنتر Olympia للتسوق بمدينة ميونيخ ، منهمكين عصر الجمعة بشراء ما يحتاجون لعطلة نهاية الأسبوع، فتح مراهق إيراني، عمره 18 سنة وألماني الجنسية، أبواب الجحيم الأرضي عليهم من حيث لا يحتسبون، وراح يستهدفهم برصاص عشوائي من مسدسين كانا بحوزته، فقتل 9 وأصاب 21 بجراح، منهم 3 بحالة خطر، ثم أبقى لنفسه رصاصة قتلها بها وانتحر. أثر الرصاصة الدموي وجدوه في رأسه، حين عثروا على جثته بعد ساعتين ونصف الساعة من ارتكابه لمقتلة، لا تزال دوافعها مجهولة للآن، وكانت #الجثة على بعد كيلومتر واحد تقريباً من الشوبنغ_سنتر ، على حد ما ذكره قائد شرطة المدينة Hubertus Andraes من معلومات، تضمنت شأناً منفصلاً ومهماً، وهو "وجود إشارة عنه لدى الإنتربول" وهذه المعلومة الخاصة بالإنتربول وجدتها "العربية.نت" في ما ذكرته صحيفة Correio da Manhã البرتغالية، ومصدرها لها هو قائد الشرطة نفسه.

 

تركيا.. توقيف ابن شقيق غولن

السبت 18 شوال 1437هـ - 23 يوليو 2016م/العربية.نت/أفادت وكالة أنباء الأناضول التركية السبت أن ابن شقيق الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب الفاشل، أوقف على ذمة التحقيق. وأوقف محمد سعيد غولن ابن أخ الداعية في أرضروم (شمال-شرق) في إطار التحقيق حول محاولة الانقلاب في كيا ليل 15-16 تموز/يوليو كما أضافت الوكالة بدون إعطاء المزيد من التوضيحات. وسينقل لاحقاً إلى العاصمة أنقرة بعد توقيفه في أرضروم التي يعتقد أنها تضم العديد من مؤيدي غولن الذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو.

وذكرت الوكالة أن محمد سعيد غولن أوقف على خلفية محاولة الانقلاب الذي تقول تركيا أن "منظمة فتح الله غولن" دبرته وهو ما ينفيه غولن بشدة. وأضافت الوكالة أنه مطلوب أيضاً بتهمة تسريب أسئلة من امتحانات الخدمة المدنية عام 2010. وفي أيار/مايو الفائت، أوقف ابن أخ آخر للداعية غولن المقيم في الولايات المتحدة في قضية على علاقة بمدارس تديرها حركته بحسب وسائل إعلام رسمية آنذاك.

 

أردوغان، يغلق أكثر من 1000 مدرسة

وكالات/السبت 23 تموز 2016/أمر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بإغلاق أكثر من 1000 مدرسة خاصة وتمديد الفترة المسموح بها لاحتجاز المشتبه بهم دون اتهامات في أول مرسوم يوقعه منذ إعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.

كما قرر المدعي العام الجمهوري في أنقرة إطلاق سراح 1200 جندي شاركوا في محاولة الانقلاب.

 

خفايا علاقة أسامة بن لادن بإيران

العربية.نت/23 تموز/16

كشفت الدفعة الثانية من خطابات أسامة بن لادن التي ضبطت خلال الغارة في أيار/مايو 2011 على المجمع الذي كان يقيم فيه في مدينة أبوت أباد الباكستانية، والتي نشرها مكتب مدير الاستخبارات القومية الأميركية عن وجود علاقة قديمة ومستمرة بين تنظيم القاعدة وإيران.

وأشار عدد من الخطابات بشكل مباشر إلى إيران باعتبارها أحد مصادر التمويل لتنظيم القاعدة. وأعطت الخطابات فكرة أوضح حول العلاقة التي تجمع بين "القاعدة" وإيران.

ففي خطاب عام 2007 بعنوان "خطاب إلى كارم"، يقدم بن لادن المبررات التي تستوجب عدم الهجوم على إيران قائلا: "إيران هي شرياننا الرئيس الذي يمدنا بالأموال والرجال وقنوات الاتصال، إضافة إلى مسألة الرهائن. لا يوجد ما يستوجب الحرب مع إيران إلا إذا اضطررت إلى ذلك".

وينهى بن لادن وبقوة عن أي هجوم ضد إيران، بل يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فيحض أي عناصر طموحة في التنظيم على طلب المشورة أو الإذن في أي مواجهة مع إيران.

تخطيط مشترك للعمليات

وأظهرت عدة وثائق قضائية، استند إليها قاضي محكمة نيويورك الفيدرالية في شهر أذار/مارس الماضي، التي أصدرت حكماً بتغريم إيران مليارات الدولارات تعويضاً لعوائل أميركيين قتلوا في هجمات 11 أيلول/سبتمبر، ولشركات التأمين التي تحملت أضراراً مالية، لدورها في تسهيل مهمة تنفيذ العمليات الإرهابية التي استهدفت نيويورك وواشنطن، مدى تورط إيران وعملائها في المنطقة، وبينها حزب_الله في هجمات 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية، التي أودت بحياة الآلاف من الأميركيين.

تلك الوثائق القضائية، وعددها ست، والتي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط"، أشارت بالدليل القاطع إلى أن إيران قامت بتسهيل انتقال عملاء #القاعدة إلى معسكرات التدريب في أفغانستان، وهو ما كان ضرورياً لتنفيذ عملية 11 أيلول/سبتمبر.

وبينت الوثائق أن عماد #مغنية - أحد قادة حزب الله اللبناني - زار المنفذين في تشرين الأول/أكتوبر عام 2000 ونسق سفرهم إلى إيران بجوازات سفر جديدة لتأمينهم قبل تنفيذ العمليات. كما أثبتت أن #الحكومة_الإيرانية أصدرت أوامر إلى مراقبي حدودها بعدم وضع أختام مُبَيِّنة على جوازات سفر المنفذين، لتسهيل عمليات تنقلهم.

واستمرت إيران في تقديم دعم مادي إلى "القاعدة"، بحسب الوثائق، بعد وقوع أحداث سبتمبر، كما قدمت ملاذاً آمناً لقيادات التنظيم.

وأشارت الوثائق إلى أن اجتماعاً عقد في الخرطوم عام 1993 ضم أسامة بن لادن زعيم "القاعدة" السابق، وأيمن الظواهري، الزعيم الحالي للتنظيم الإرهابي مع عماد مغنية ومسؤولين إيرانيين لإقامة تحالف للتعاون المشترك ودعم الإرهاب.

العلاقة مستمرة رغم الخلاف الاستراتيجي

وصدرت عن مؤسسة IHSلاستشارات الدفاع والمخاطر والأمن مقالة بعنوان "تحالف مستبعد: علاقة إيران السرية بتنظيم القاعدة" لدانيال بايمان، الأستاذ في برنامج الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، ومدير الأبحاث في مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط بمؤسسة بروكينجز. وتدور المقالة حول علاقة إيران بتنظيم القاعدة من حيث طبيعتها وتطورها ومظاهر التعاون والصدام فيها، وهي العلاقة التي أوضح بايمان أن إيران تضفي عليها نوعا من السرية، على عكس علاقتها بجماعات إرهابية أخرى تقدم لها دعما ماديا وعسكريا ولوجيستيا.

يرى بايمان أن إيران دائما ما كانت قادرة على تجاوز الخلافات الأيديولوجية لتحقيق مصالحها بالتعاون مع تنظيمات سنية، أبرزها #حماس وتنظيم القاعدة. هذا الدعم الإيراني لتنظيم القاعدة بدا واضحا في مساعدة إيران في تدريب بعض نشطاء التنظيم، وتسهيل مرور عناصر القاعدة إلى أفغانستان من خلال إيران قبل وبعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، والسماح لقادة التنظيم بالبقاء تحت إقامة جبرية شكلية في إيران، وهو ما رأته القاعدة ملاذا آمنا لها. ويمكن تلخيص المصالح الإيرانية وراء هذا الدعم للقاعدة في ثلاث نقاط رئيسية، هي على النحو التالي:

أولا: وجود عناصر تنظيم القاعدة في إيران تمنحها قوة تفاوضية، خاصة في علاقتها مع الولايات المتحدة، إذ يصبح بإمكانها أن تسهل من انتقال هذه العناصر إلى العراق أو أفغانستان، أو أن تزيد من الخناق عليهم، إذا ما أراضت ذلك تبعا لمسار المفاوضات مع الولايات المتحدة.

ثانيا: تستطيع إيران استغلال علاقتها بالقاعدة في القيام بعمليات ضد بعض الدول، في حال توتر العلاقات فيما بينها، وعلى رأسها السعودية، وذلك من خلال التعاون مع الجماعات المناهضة للنظام السياسي.

ثالثا: توفير الدعم اللوجيستي للقاعدة وتوفير ملاذ آمن لعناصرها، قد مكن إيران من حماية نفسها من أي هجمات محتملة يقوم بها التنظيم داخل الأراضي الإيرانية. وذكر الكاتب دليلا على ذلك، مشيراً إلى الخطاب الذي أرسله الظواهري لأبي مصعب الزرقاوي، والذي كان وقتها قائد القاعدة في العراق، يطالبه فيه بعدم التعرض للشيعة والإيرانيين، نظرا لوجود أكثر من 100 من أعضاء القاعدة تحت قبضة النظام الإيراني.

 

أنقرة تسقط الجنسية عن أكثر من 10 آلاف تركي

وكالات/23 يوليو، 2016/أفادت قناة “إن تي في” الفضائية التركية، الجمعة 22 يوليو/تموز، نقلا عن وزير الداخلية التركي، بأن نحو 11 ألف شخص قد سُحبت منهم جوازاتهم بعد مشاركتهم في محاولة الانقلاب الفاشلة. يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر، وذلك على خلفية محاولة انقلاب عسكري فاشلة يوم الـ 16 يوليو/تموز، ولقي 246 شخصا مصرعهم بسبب ذلك، كما أصيب 2185، عدا عن ضحايا المتمردين.

 

 "فايننشال تايمز": جرائم الشرف في باكستان تزداد

المركزية- اوضحت صحيفة "فايننشال تايمز" ان "جرائم الشرف في باكستان في تزايد"، معتبرة ان "الهوس بالعار يقضي على المرأة في باكستان"، ومشيرة إلى ان "على رغم ان الأمة نفسها غارقة في الفساد بعد 69 عاما من الحكم العسكري، وسيطرة النخب الحاكمة على ثروات البلاد، الا انها تراقب سلوك المواطن وطريقة عيشه وكلامه". ولفتت الصحيفة الى ان "الشرف اهم ما يملكه الشخص في باكستان، وهو ما يجعله يقاوم من اجل العيش في نظام قاس، تسود فيه العصابات وافراد الشرطة الفاسدون، وتغيب فيه الدولة لتحتّم على المواطن ان يقوم بنفسه بمهمة معاقبة انتهاك الشرف".وذكّرت "فايننشال تايمز" "بان 200 امرأة قتلت هذا العام باسم الشرف، وهو ما جعل مريم شريف، ابنة رئيس الوزراء، نواز شريف، تقول انه لابد من سنّ قانون يمنع جرائم الشرف".

 

 لماذا نجح الانقلاب في مصر وفشل في تركيا؟

المركزية- اشارت مجلة "Foreign Affairs" الأميركية الى ان "العوامل الفنية لفشل الانقلاب التركي تتلخص في النقاط الاتية:

- عدم تمكّن الانقلابيين من اعتقال الرئيس التركي رجب طيب ردوغان ووزراء الحكومة.

- عدم سيطرتهم على الاتصالات.

- بقاء المطارات تعمل.

ولفتت الصحيفة الى ان "في المقابل نجح الجيش المصري وعبد الفتاح السيسي الذي كان آنذاك وزيراً للدفاع في التعامل مع جميع هذه المهام بكفاءة نسبية ووضع جميع القادة المدنيين في البلاد تحت الحراسة من اللحظة الأولى، في المقابل ظهر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على شاشات التلفزيون ليعلن عدم شرعية التحركات العسكرية، مهدداً بمعاقبة المسؤولين عنها".واوضحت ان "ضباط الجيش المصري جمعتهم وحدة الهدف على عكس نظرائهم الأتراك المنقسمين بشدة ولم تعلم الغالبية بأهدافهم"، مضيفة ان "جميع اطياف المجتمع المصري رحّبت، في ظل ظروف اقتصادية متعثرة ووضع امني تدهور، بتدخل الجيش عام 2013 وذلك تعبيراً عن عمق مشاعر الامتنان تجاه قواتهم المسلحة".

 

قمة نواكشوط.. ملفات كثيرة وتفاؤل عربي محدود

العرب/24 تموز/16/نواكشوط - لا تثير القمة العربية التي ستعقد الاثنين والثلاثاء في العاصمة الموريتانية اهتماما كبيرا في الشارع العربي في ظلّ الصورة التي يحملها عن القمم العربية ككل، وخاصة هذه القمة التي ينتظر أن تشهد غياب قادة وزعماء بارزين كعادة القمم العربية. وربما يساهم وجود هذه القمة في موريتانيا في تقليص سقف التفاؤل خاصة بسبب موقفها من ملف الصحراء، وهو موقف لم يرض المغرب ولا الجزائر. كما أن الخلافات حول القضايا المهمة في المنطقة، وروتينية ملفات أخرى قد لا تشجع بعض القادة على الحضور ليكتفوا بإرسال من ينوبهم. وسيكون حضور زعماء الدول العربية المركزية وقادتها مقياسا للنجاح أو الفشل بالنسبة إلى القمة التي لا ينتظر أن تكون حاسمة في توضيح الموقف الجماعي من أغلب القضايا. وذكرت وسائل إعلام محلية أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لن يحضر قمة نواكشوط وأن رئيس الوزراء هاني الملقي سيترأس الوفد الأردني.وتقول السلطات الموريتانية إنها اتخذت كل الإجراءات اللازمة لإنجاح “قمة الأمل” بما فيها خطة أمنية تتضمن إغلاق منافذ العاصمة ابتداء من الأحد وفتح مطار دولي جديد إضافة إلى مطار نواكشوط الدولي. وتجعل الأوضاع الصعبة والدقيقة التي تمر بها المنطقة من إمكانية التفاؤل بتحقيق اختراق في أيّ من الملفات السابقة مسألة غاية في الصعوبة، خاصة أن الخبرات مع قمم عربية سابقة تفرض ضرورة كبح التفاؤل ليصبح تقليص مساحة الخلافات هدفا بحد ذاته. وستبدو الخلافات على أشدها في الملف السوري الذي يزداد تعقيدا بعد أن صارت مفاتيحه بيد روسيا والولايات المتحدة، وأصبح الدور العربي فيه محدودا.

ومع ذلك سينقسم الموقف العربي بين داعم للرئيس السوري بشار الأسد ومطالب بإعادة منحه مقعد بلاده في الجامعة العربية، وموقف آخر يميل إلى المعارضة ويرى أن رحيل الأسد سيخلق مناخا إيجابيا للحل. ويرجّح مراقبون أن يحوز الموقف من الملف اليمني على توافق أوسع من الملف السوري، حيث تعتقد دول عربية كثيرة أن الحل يكمن في العودة إلى القرار الدولي 2216 وإلى المبادرة الخليجية، بما يعني ذلك من تنحي الحوثيين عن السلطة وتسليم المدن والأسلحة إلى حكومة انتقالية ترعى حوارا سياسيا ينتهي بانتخابات رئاسية وتشريعية جديدة. وبنفس الدرجة من التوافق، ستطالب القمة إيران بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية خاصة أن الأمر لم يعد يعني دول الخليج. فإيران صارت تتدخل في شؤون بعض الدول الصديقة لها مثل الجزائر التي يشتكي مسؤولوها من شبكات التشيع التي تقف وراءها السفارتان الإيرانية والعراقية. وقد أعد الدبلوماسيون العرب بندا خاصا يستنكر “التدخل الإيراني في البحرين واليمن وسوريا” وسياسة طهران التي “تغذي النزاعات الطائفية والمذهبية” في دول الخليج. وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربي أحمد بن حلي إن القادة العرب سيستعرضون “كل الأزمات التي تعيشها الأمة العربية وجوانبها الأمنية” في إطار “مقاربة مناسبة وتوافقية”.

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بلديات جنوب لبنان على خطى 'الدولة الإسلامية'

شادي علاء الدين/العرب/24 تموز/16

الاختلاط بين الجنسين ممنوع وبيع الكحول ممنوع، والسهر إلى ما بعد منتصف الليل ممنوع، ويجب على المحلات التجارية إقفال أبوابها في أوقات الصلاة، هذه عيّنة من التدابير الاستثنائية التي اتخذتها بعض البلديات الجنوبية في لبنان وأبرزها جبشيت وعيترون بحجة “الدفاع عن الأخلاق والعادات”.

وسبقت ذلك عمليات إقفال قسرية لمحلات بيع الكحول في النبطية، وفي حولا وفي البازورية، قرية الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، كما أجبر الحزب بعض بائعي الكحول المسيحيين في المناطق المختلطة على إقفال متاجرهم.

يتماثل هذا المنطق تماثلا تاما مع منطق البيانات التي يصدرها تنظيم الدولة الإسلامية تحت عنوان “الأخلاق والدفاع عن قيم الإسلام”، فقد كان الشبه كبيرا بين عناوين البيانات التي أصدرتها البلديات اللبنانية، وبين بيانات داعش التي تصدر تحت عنوان منع الاختلاط بين الجنسين.

ودفع هذا الواقع المرير ببعض الناشطين إلى نشر تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، تسخر من عنوان محاربة التكفيريين الذي طرحه حزب الله لتبرير مشاركته في الحرب السورية. وتساءلت لماذا نذهب لمحاربة التكفيريين مادمنا نقتدي بهم، ونعيد إنتاج أفكارهم وقيمهم. ووصل الأمر بالبعض إلى الإعلان عن نشوء دولة “داعج” في جنوب لبنان ككناية ساخرة تجمع بين الأحرف الأولى من اسم تنظيم الدولة الإسلامية -داعش- وتدمجه مع الأحرف الأولى من اسم بلدتي عيترون وجبشيت. لم تأت قرارات بلدية جبشيت وبلدية عيترون في سياق خاص مرتبط ببيئة حزب الله، بل إن المفارقة تكمن في أن بعض الإجراءات المماثلة ظهرت في البيئات التي تناصب حزب الله العداء. فرئيس بلدية طرابلس السابق نادر غزال كان قد أصدر قرارات مماثلة تقضي بإزالة إعلانات الكحول من الأماكن العامة في المدينة وتحذير المواطنين من الجهر بالإفطار في شهر رمضان، وقد أعلن أحد الناشطين مؤخرا أن بلدية بيروت قامت بإزالة إعلان للبيرة في منطقة طريق الجديدة.

الجدير بالذكر أن عنوان العودة إلى الأخلاق كان العنوان الذي رافق نشوء حزب الله في الثمانينات، حيث راجت عمليات تفجير المحلات التي تبيع الكحول في الضاحية وفي مناطق الجنوب. وكذلك عمل الحزب على فرض الحجاب من خلال عمليات ترهيب عنيفة طالت الفتيات السافرات حيث كان يتم حرق وجوههن بماء النار. وكأن التاريخ يعيد نفسه على الدوام في بلاد الأرز بشكل مأساوي. فترة الثلاثين عاما التي مرت على زمن الترويع والرعب الذي رافق إعلان الحزب الذي كان وليدا آنذاك عن ظهوره بذلك الشكل الدموي لم تنتج وقائع جديدة، تجعل ذلك الزمان ذاكرة منسية وبلا حضور على أرض الواقع. وجلّ القوى الفاعلة في الحياة السياسية اللبنانية، والتي تدّعي التعبير عن مشاريع متناقضة، عملت على إعادة إنتاج ذلك المناخ المتطرّف بشكل يكاد يكون موحدا. رئيس بلدية جبشيت محمد فحص كان قد صرح مؤخرا للإعلام معتبرا أن القيم التي ينادي بها، والتي اتخذ القرارات على أساسها هي قرارات تنسجم مع طبيعة المجتمع الذي تطبّق فيه لأن هذا المجتمع في النهاية ليس مجتمعا علمانيا. وكان لافتا استشهاد رئيس البلدية التابع لحزب الله بتجربة أميركية في أحاديثه الإعلامية الأخيرة حيث حاول إثبات صحة قراراته بعقد مقارنة مع تجربة أميركية قائلا “أين المشكلة في منع الاختلاط، هناك جامعات في واشنطن خصص لها جورج بوش جائزة كونها قامت بفصل الذكور عن الإناث، في أميركا يعتبر الأمر حضاريا ونحن نتهم بأننا دواعش، كل ما سنقوم به تخصيص جناح للفتيات في أماكن التسلية والإكسبرس وليس منعهم من ارتيادها، ومع هذا أقول لبناتنا لا تقصدن تلك الأماكن”. الخطير في هذا المنطق أنه يبعد عن الساحة الصراع الفعلي القائم بين الحريات الخاصة والعامة، وبين الإجراءات التي تمس بها والتي تتخذ من عناوين الإجماع والتعبير عن الجمهور وتوجهاته حجة لتدمير الرأي العام والحريات، وإجبار الناس على قبول ممارسات لا تعبّر عن طموحاتهم وآمالهم، بوصفها صادرة عنهم. كل هذا يدل على تسارع دخول لبنان في عالم التطرف، لأن الحريات العامة وصيانتها المكرسة في الدستور اللبناني هي التي تتعرض للمس قبل كل شيء. فالمادة التاسعة من الدستور اللبناني تقول بوضوح إن حرية الاعتقاد مطلقة، ومقدمة الدستور تحدد لبنان بوصفه جمهورية ديمقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد. لا يمكن فصل ممارسات البلديات عن سياق سياسي أوسع يتصل بمشاريع ضرب اتفاق الطائف، والدعوات إلى مؤتمر تأسيسي وغيرها من العناوين. مهمة البلديات هي في الأساس إنمائية وليست سياسية أو تشريعية. هذه القرارات لا تتصل بالإنماء ولكنها تتصل بمشاريع سياسية كبرى، يسعى التطرف المتنامي في الوسط الإسلامي بشقّيه الشيعي والسني إلى تحقيقها على أرض الواقع. ولعل مناخ التعطيل الذي يضرب البلاد والذي أدى إلى شلّ قدرة المجلس النيابي على سنّ القوانين شجع البلديات على أن تصادر دور المجلس النيابي فتقوم بسن قوانين على مزاجها. فقرار منع الاختلاط مثلا ليس إجراء يقع ضمن صلاحية البلديات، وتعميمه وجعله نافذا يتطلب سنّ قانون في المجلس النيابي والمصادقة عليه، كما أنه يتناقض مع هوية البلاد المكرسة في الدستور والتي لا تعلن أن لبنان دولة إسلامية. تنشغل البلديات الجنوبية التي كان حزب الله ولا يزال يختار لرئاستها شخصيات أمنية، بمهمات مغايرة لمهمات البلديات، ففي حين تحفل وسائل الإعلام بأخبار التلوث الكبير الذي أصاب نهر الليطاني، والذي تبلغ كلفة معالجته حوالي مليار دولار، تقوم البلديات بالدعوة إلى تطبيق معايير الأخلاق وفرض عدم اختلاط الجنسين. ليس هذا السلوك البلدي مجرّد ممارسة فردية بل بات شبه ممارسة عامة تهدف إلى إعادة إنتاج البلاد على هيئة القوى المتصارعة والميّالة إلى التطرف، فالمعنى الذي تتخذه هذه الإجراءات هو التمهيد للقيام بعمليات تطهير داخلية في وسط كل طائفة، وطرد وإقصاء كل العناصر التي لا توالي المنظومة الحزبية الحاكمة داخل كل طائفة، وتحويلهم إلى مجموعة من الهامشيين والدراويش، بمعنى انعدام الفاعلية السياسية والاجتماعية. يمكن رصد هذا النزوع في ما أنتجته قرارات منع بيع الكحول في منطقة النبطية حيث حاول البعض في البداية الوقوف ضد هذه الموجة دون جدوى ورضخوا في النهاية إلى التهديدات التي وصلت إلى حدود التهديد بالقتل. لطالما كان العنوان الأخلاقي مدخلا مفضلا تستعمله الأصوليات لتدمير كل فعاليات الرفض الاجتماعي. ومن نافل القول إن التهميش الاجتماعي هو المدخل المناسب للتأسيس للتهميش السياسي.

 

سجّل أنا لبناني عربي لا تركي ولا إيراني

أحمد الغز/اللواء/23 تموز/16

لست معنياًّ بمن يحب ايران أو يكرهها.. أو من يحبّ تركيا أو يكرهها.. أنا معنيّ بوطني النهائي والوحيد لبنان عربيّ الهوية والانتماء. لست معنيّاً بتوطين النازحين أو إيواء النازحين.. أنا معنيّ بعودتهم الى بيوتهم وإعادة إعمار سوريا والعراق. لست معنيّاً بهذا الميدان أو ذاك.. أنا معنيّ بكل الضحايا الأبرياء على جانبي خطوط التماس في أي نزاع.. أنا معنيّ بسلامة الانسان أينما كان. أنا لست معنيّاً بهذا البطل أو ذاك من حملة السلاح.. أنا البطل عندي هو من تجرّأ على رفض استخدام السلاح في أي خلاف. أنا لا أحبّ الانتصارات على جثث الأطفال والشيوخ والنساء.. الانتصار عندي عندما يحمل الجميع الكتاب والقيثارة والعود والكمان، وألوان الرسم ومعول الفلاح وشاقول البناء. الأعياد عندي ليست مآتم ومقابر وجنازات.. الأعياد عندي هي مواسم تخرّج الشابات والشباب من المعاهد والجامعات.. أفرح بهم وأصفّق لهم وأحزن على كل من خاصم الحياة وحمل السلاح. الله محبةً ورجاء وأمان.. هكذا عرفته وأحببته.. الله عندي رحمةً وسلام.. لا أسلّم أمري إلاّ لمن يحترم إنسانيتي وحريّتي وعقلي ومشاعري ورغبتي في العيش بسلام.. ولا أستمع لمن يحاكي غرائزي ويجعل مني وحشاً وعدوّاً للإنسان.. أنا أصغي لمن ينير طريقي ويعظّم من وجودي بما أنا على صورة خالقي فاطر الأرض والسماء. أنا لا أحب السجالات ولا الخصومات ولا الاتهامات لأنّها قتلٌ وإلغاء وضوضاء.. أنا أحبّ الحوار والنقاش والإصغاء والابتكارات والإضافات.. أنا أبحث عن الذي يزيدني علماً ومعرفةً وصفاء وأمان.. أنا لست معنيّاً بهذا الرئيس أو ذاك.. أنا معنيّ بوطني وسكينتي لما تبقى من الأيام.. لقد أنهكتنا المهارات الجوفاء والادعاءات الفارغة والجرائم الفاضحة وأساطير الفسَاد. لا تهمّني تركيا أو ايران.. فأنا جريح الوجدان في بيروت والقاهرة ودمشق وبغداد والقدس وصنعاء.. ويملأني الشوق لنزار والسيّاب ولميعة ودرويش والبياتي وشوقي وحافظ ورامي والأخطل والمطران ونازك وفدوى والشابي والهادي آدم والفيصل وسعاد وأصدقاء العقل في الرباط.. أنا عربيٌّ من لبنان.. فَقدْتُ أوطاني وأحلامي، وفشلت في التكيّف مع التسطح والطغيان.. عام بعد عام وأنا أكتب رسائلي على صفحات اللواء الى فلان وفلان.. وأخاطبهم  بالعناوين والأسماء.. ولا حوارَ ولا جواب.. إنّهم غيابٌ غياب.. ونسَيْتُ وتناسيت حتى طغى النسيان على كلّ الذكريات. أحزن عندما تُعامَل الناس كالفئران البيضاء.. تُختَبر فيهم الأحداث والأسلحة والموضوعات.. ويستجيبون للاختبار بكل حماسة واندفاع.. هذا مع هذا وذاك مع ذاك.. ولا علاقة لهذا وذاك بمدارس أطفالهم وجامعات أبنائهم وفرص العمل للشابات والشباب.. إنّها هوايةٌ عجيبة لدى أهلي في لبنان.. حبٌّ هائل للدمار والانقسام والنزاع.. وكرهٌ مقيت للبناء والتقدّم والازدهار والاستقرار.. والكلّ يبحث عن فرصة ينتقم فيها من الكلّ.. بكلّ جرأة وإقدام.. والكلّ يريد أن يربح العالم ويخسر لبنان. بعد الاصطفافات الجديدة من هنا وهناك.. جاء من يطرق بابي ويسألني هل ما زلتُ على عهدي الذي كان.. فقلت: نعم لا أزال.. وسجّل أنا لبنانيّ عربيّ.. لا إيراني ولا تركي.. وبيروت عاصمتي.. وأقفل خلفك الباب.

 

بين الشرعيّة العربيّة و"الشريعة" الإيرانيّة

الياس الزغبي/لبنان الآن/23 تموز/16

لا غرابة في أن تُضاف إلى أزمات لبنان الداخليّة وفراغ مؤسّساته، أزمة غير بسيطة في علاقاته العربيّة، تطفو على السطح عند كلّ استحقاق عربي، سواء كان مؤتمر قمّة، أو وزراء خارجيّة، أو اجتماع على مستوى مندوبي الجامعة العربيّة. ذلك أنّ لبنان مأزوم في سياسته الخارجيّة العربيّة والدوليّة، لأوّل مرّة بهذه الحدّة، ليس فقط بسبب هبوط مستوى دبلوماسيّته منذ 10 سنوات على الأقلّ، وتعاقب وزراء خارجيّة قصيريّ النظر والباع، بل بفعل المشروع الإيراني القاضي بتغيير هويّته العربيّة، وربطه بميادين محور "الممانعة والمقاومة" ذي الصبغة المذهبيّة الفاقعة، في مواجهة العرب. والواضح أنّ هذه الأزمة استشرت واستفحلت، في غياب ضابط إيقاع السياسة الخارجيّة، رئيس الجمهوريّة، الذي يُشرف عليها بفعل موقعه وصلاحيّاته. ولعلّ أحد أخطر الأسباب الكامنة وراء تمديد الفراغ، هو هذا السبب بالذات، كي يكون مشروع تغيير هويّة لبنان طليق اليدين، بعيداً من رقابة رأس الشرعيّة. فما سبب إصرار "حزب الله"، بدفع إيراني واضح، على افتعال أسباب الاستمرار في خلوّ سدّة الرئاسة، برغم مآلها المحسوم لأحد حليفين من صلبه وعضده؟

الأكيد أنّ إيران ترتاح إلى "شبه الشرعيّة" اللبنانيّة القائمة راهناً، والتي تتمثّل في حكومة عاجزة وفاشلة، ومجلس نوّاب معطّل، ومؤسّسات مفكّكة. إنّها الحالة المثلى لمشروعها الذي يتغطّى بـ"قشرة شرعيّة" ملائمة تسمح لها بنظام التحكّم والإدارة. بينما وجود رئيس جمهوريّة على رأس الشرعيّة الدستوريّة، يعيد لبنان إلى الخريطة العربيّة، ويجدّد انتسابه للشرعيّة الدوليّة. وإيران تريد لبنان خارج الشرعيّتين، وداخل "شريعتها" وحدها. هنا يكمن مأزق لبنان العربي تحديداً. وليس عليه أن يلوم العرب، ويشكو بأنّهم يتركونه إلى قدره في مواجهة أزماته، وعلى رأسها أزمة النزوح السوري.

فليس من المنطق أن يتحمّل العرب، وتحديداً الخليج، نتائج كارثة تسبّب بها عدوّهم، سواء كان اسمه بشّار الأسد أو "الوليّ الفقيه". لقد تحمّل العرب طويلاً أوزار حروب عبثيّة، في لبنان وعليه، وكان آخرها حرب تمّوز 2006، وسارعوا إلى مساعدته ونجدته برغم تفرّد إيران بفتح تلك الحرب. لكنّ المسألة اليوم باتت وجوديّة، يكون العرب أو لا يكونون، في مواجهة الخطر الإيراني. وقد انتقلوا من وضع الساكت والقابل، إلى وضع الصارخ والرافض. وبدأوا يواجهون إيران بلغتها وأسلوبها. والمواجهة ليست فقط في اليمن، بل في الميادين نفسها التي فتحتها إيران، ولبنان أحدها. ولا تستطيع بيروت السعي فقط إلى الغنْم العربي بدون الغرم. والغرم هنا تتمّ ترجمته بموقف سياسي ودبلوماسي واضح ومحسوم ضدّ التدخّل الايراني وفلتان "حزب الله". ولم يعد جائزاً أن "ينأى" لبنان بنفسه عن الاجماعات العربيّة في مواجهة الأخطار التي تهدّد العرب. والتذرّع بخصوصيّة لبنان و"سلمه الأهلي" والتخوّف من الفتنة لم يعد يقنع أحداً. فتحت هذا الشعار يتفلّت "حزب الله" من كلّ الضوابط، ويشنّ حروبه يمنةً ويُسرى، ويجرّ لبنان إلى مصير قاتم خارج بيئته وطبيعة توازناته وصيغة حياته.فلذلك، تقدّم قمّة نواكشوط فرصة للبنان كي يستعيد سياسته العربيّة الإيجابيّة، ويُعيد إدخال نفسه في النسيج العربي وانتمائه التاريخي. ولا مبرّر لارتباك رئيس الحكومة على خلفيّة المسايرة لـ"حزب الله" هنا، أو وزير خارجيّته هناك. وما على لبنان إلاّ أن يلتزم بالصوت العالي مقرّرات القمّة، بما فيها التصنيف العربي لـ"حزب الله" والخطر الإيراني. سياسة النعامة لم تعُد تجدي نفعاً، ولم يحصد منها لبنان سوى المزيد من الانزلاق في الأزمات. وهو يخسر نفسه بدون أن يربح العرب والعالم.

 

في الطريق الى «المؤتمر التأسيسي»

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 23 تموز 2016

هل هو استدراج الى «المؤتمر التأسيسي»، يتساءل مراقبون حول الدعوة الموجّهة الى الاجتماعات الماراتونية للسلّة الموحّدة، والتي لا يُشتمّ منها إلّا التحضير لفرض أمرٍ واقع يجرّ الجميع الى البحث في إعادة تكوين النظام، والعبث بـ«اتفاق الطائف». السيناريو الذي سيتبع الفشل المتوقع للإجتماعات الحوارية هو تحديد موعدٍ ثانٍ لإجتماعات متتالية جديدة، وربما يتكرّر الأمر ليصطدم بعدها الجميع بتحديد مسؤولية الفشل، عندها سيخرج الداعون الى هذه الاجتماعات بخلاصة تقول لقوى 14 آذار إنها المسؤولة عن ضياع الفرصة التاريخية، للحل، وإنها هي مَن أوصلت الى المؤتمر التأسيسي. أمام هذا المشهد المغلق، لا تبدو القوى الجالسة الى طاولة الحوار، ولا سيما منها المعنية بوقف مشروع «القضم والانقلاب»، نفسها جاهزة أو قادرة على الوقوف في وجه حزب الله، فهذه القوى، وفي مقدمها تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، باتت أسيرة الخيارات التي ذهبت اليها، خصوصاً في الموضوع الرئاسي، إذ على رغم رفض حزب الله النزول الى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس الحليف، تستمرّ «القوات اللبنانية» و»المستقبل» في ترشيح كلٍّ من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، في ما يشبه الهروب الى الأمام، ولم تصدر أيّ إشارة فعلية الى مراجعة هذه

الخيارات، إلّا من حيث الشكل. وتقول المعلومات في هذا الاطار إنّ هذه الترشيحات نوقشت في الاجتماع الاخير الذي ضمّ الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، حيث سأل مستشار الحريري الدكتور غطاس خوري «بين الجد والمزح» جعجع، عمّا إذا كان مستعداً لإعلان سحب دعمه عون إذا ما سحب الحريري دعمه لفرنجية، فرفض جعجع الأمر، معلّلاً السبب بجملة معطيات، واوحى ذلك بأنّ التراجع عن دعم عون بات غير ممكن. وبعيداً من تحليل الأسباب التي تعوق مراجعة من هذا النوع، فإنّ العلاقة بين «المستقبل» و»القوات»، لم تعد صالحة لبناء موقف واحد من القضايا الاساسية، لا في الملف الرئاسي ولا في ملف القانون الانتخابي، ولا الاتفاق على حماية «إتفاق الطائف» والدستور. فكلّ ما تمّ الاتفاق عليه في اللقاء الأخير بين الحريري وجعجع، انحصر في تطبيق ما يشبه «معاهدة عدم الاعتداء»، أي منع المواجهة العلنية في الإعلام، وترك الامور تجري بما لا يؤدي الى حصول اصطدام، شبيه بما جرى في «بيال». لم يلتفت أحد في 14 آذار الى ما قاله النائب مروان حمادة الذي طالب بأن يكون نزول النواب الى جلسة انتخاب الرئيس مطلباً اساسياً على طاولة الحوار، كذلك لم يلتفت أحد الى ما كانت قوى 14 آذار قد التزمت به وتلاشى، وهو رفض البحث في أيّ موضوع قبل بتّ الاستحقاق الرئاسي، وهو ما هضمته طاولة الحوار وتجاوزته عبر مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى طرح السلة المتكاملة، التي تمهد للمؤتمر التأسيسي. في العام 2005 طرح بري مبدأ الحوار، فلبّى الجميع وكانت جلسات ماراتونية، انتهت بحرب تموز، واستؤنف الحوار في قصر بعبدا، ثمّ استعيد في المجلس النيابي، بعد تعذّر انتخاب الرئيس، وكان سبق للسابع من أيار أن قاد الى مؤتمر الدوحة، الذي فرض «الثلث المعطل» الذي جوّف نتائج انتخابات العام 2009، وفي رأي مصادر في 14 آذار أنه «بعد سنتين على الفراغ الرئاسي، يستعدّ حزب الله من خلال مبادرة السلة المتكاملة، الى جرّ الجميع الى طاولة تعديل «اتفاق الطائف»، من خلال تعطيل انتخاب الرئيس، واشتراط تشكيل الحكومة وقانون الانتخاب من خارج المؤسسات، وهذه كلها تشكّل رأسَ جبل الجليد، أما غير المعلن من هذه الأجندة فسيظهر تباعاً على طاولة البحث في السلة المتكاملة».

 

السنيورة والسعودية في حرب تموز

أحمد عدنان/العرب/24 تموز/16

أحيت وسائل الإعلام اللبنانية ذكرى حرب تموز التي مرّ عليها عقد من الزمن، سوّق ما يسمّى بحزب الله أنه انتصر في هذه الحرب، وكلامه صحيح، لكنه لم ينتصر على إسرائيل إنما على لبنان. حين راجعنا الأرقام المتعلّقة بتلك الحرب، كل الأرقام أشارت لمصلحة إسرائيل، خسائرها الاقتصادية والبشرية والعسكرية أقلّ بكثير من خسائر لبنان، لكنّ المحلل العسكري إلياس حنا كان له توصيف طريف “خسرت إسرائيل لأنها لم تنتصر، وانتصر حزب الله لأنه لم يخسر”. بعد مرور السنوات العشر لو وضعنا لبنان وإسرائيل تحت مجهر المقارنة فإن النتائج ستكون مؤسفة، في إسرائيل دولة آمنة بينما في لبنان دولة مشلولة ومعطلة، فمن انتصر ومن خسر؟ والمضحك المبكي أنّ ما يسمّى بحزب الله تفرّغ بعد تلك الحرب لحراسة الحدود الإسرائيلية ووجّه سلاحه ضد الدولة اللبنانية وضد سوريا والعراق واليمن والبحرين، انتهت العداوة بين حزب الله وبين إسرائيل، وانصبّ غضب الميليشيا الإيرانية على المملكة العربية السعودية.

بعد حرب تموز أصبح ما يسمّى بحزب الله يشبه إسرائيل أكثر من أيّ طرف آخر، فما مارسه حزب الله من قتل وتهجير وإرهاب وتعطيل ضد اللبنانيين والعرب فاق ما فعلته إسرائيل نفسها في فلسطين، لذلك ليس غريبا القول بأن الحزب الإلهي وسيدته الإيرانية أسوأ من الصهاينة، وهذه مذمة لإيران وميليشياتها لا ثناء لإسرائيل. ذاكرة العرب قصيرة للأسف، ما هي أسباب حرب تموز؟ لم تكن القضية تحرير الأسرى اللبنانيين كما زعم البعض، آنذاك كان الحديث الدولي دائرا حول العقوبات على إيران وليس مفاوضات إيران كما جرى في عهد أميركا أوباما. وقبيل اجتماع دولي حاسم، قامت ميليشيا حزب الله الإيرانية بالمطلوب لتشتيت الحدث الدولي وتغيير مساره وتحسين أوراق التفاوض الإيرانية. وكان اللبنانيون هم ضحايا ألعاب الجمهورية الإسلامية. ولا ننسى البعد الداخلي اللبناني، كانت القوى الاستقلالية تتمدد على حساب عملاء إيران وسوريا الأسد. وتعامل الممانعون مع ذلك بالاغتيالات وبالتفجيرات وبالتعطيل، وحين فشل كل ذلك جرّبوا إشعال الحرب. كانت المملكة العربية السعودية عبر أعلى مرجعيّاتها طالبت أمين عام حزب الله بعدم إفساد الموسم السياحي اللبناني للتخفيف على اللبنانيين بعد تداعيات اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وعد حزب الله بأخذ متاعب الشعب اللبناني في الاعتبار، لكنه -كالعادة- نكث بالوعد.

وهذه الأيام تقوم وسائل إعلام محور الممانعة، بالتشنيع على المملكة العربية السعودية وعلى رئيس الحكومة اللبنانية في ذلك الوقت فؤاد السنيورة، ويتمّ وصفهما على مدار الساعة بالمتآمرين أو بمن تخلّوا عن لبنان، وهنا لا بد من الردّ والتذكير.

بعد حرب تموز التي افتعلها نصرالله، منفردا، قدمت المملكة هبة إلى الدولة اللبنانية لمعالجة آثار الحرب تقدر بـ746 مليون دولار أنفقتها الحكومة، وفق مشيئة الواهب، على النحو التالي: إغاثة عاجلة (50 مليون دولار)، إعادة إعمار 208 قرية وبلدة (293 مليون دولار)، إعادة إعمار أبنية منها 36 عقارا في الضاحية الجنوبية بقيمة (32 مليون دولار)، إعادة إعمار البنى التحتية ومشاريع إنمائية (175 مليون دولار)، دعم قطاع التعليم (84 مليون دولار)، دعم الجيش وقوى الأمن (100 مليون دولار)، مساعدات للقاطنين في المخيمات (12 مليون دولار).

ومن خلال أرقام الحكومة اللبنانية الرسمية والمعلنة، فإن نسبة المساعدات السعودية في إطار مجموع المساعدات التي قدمت للبنان بعد الحرب 63 بالمئة منها، عالجت الأضرار العقارية والسكنية بما نسبته 44 بالمئة، وهذه الأرقام أغفلت الوديعة السعودية في البنك المركزي اللبناني التي تقدر بمليار دولار، ولم تحتسب مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي سددت رسوم الطلبة اللبنانيين في المدارس لعامين متتاليين.

الممانعون أغضبهم تصريح المملكة الشهير في 15 يوليو 2006 “إن المملكة العربية السعودية كانت، ولا تزال، تؤمن بحق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال في مقاومة هذا الاحتلال بجميع أشكاله، ورفض إجراءاته غير الشرعية الرامية إلى طمس الهوية وتغيير الوقائع على الأرض، ومن هذا المنطلق كانت المملكة تقف، دوماً، وبكل إمكاناتها مع المقاومة الفلسطينية المشروعة التي تستهدف مقاومة الاحتلال العسكري وتجنب إيذاء الأبرياء، ومن المنطلق نفسه وقفت المملكة بحزم مع المقاومة في لبنان حتى انتهى الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني.

المملكة إذ تستعرض بقلق بالغ الأحداث المؤلمة الدامية التي تدور الآن في فلسطين ولبنان، تودّ أن تعلن بوضوح أنه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية، وبين المغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة ومن وراءها، دون رجوع إلى السلطة الشرعية في دولتها ومن دون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية، فتوجد بذلك وضعاً بالغ الخطورة يعرّض جميع الدول العربية ومنجزاتها للدمار دون أن يكون لهذه الدول أيّ رأي أو قول. إن المملكة ترى أن الوقت قد حان لأن تتحمل هذه العناصر وحدها المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات غير المسؤولة وأن يقع عليها وحدها عبء إنهاء الأزمة التي أوجدتها”.

غضب الممانعون من توصيف حربهم الأنانية بالمغامرة غير المحسوبة، ويجدر تذكيرهم بأن أمين حزب الله -من دون أن يدري- أيّدَ توصيف المملكة ودقة حكمها في تصريحه المعروف بعد انتهاء الحرب مباشرة “لو كنت أعلم أن ردة فعل إسرائيل بعد خطف جنودها ستكون بهذا العنف لما خطفت الجنود”.

لو كانت السعودية أخطأت في حرب تموز فخطؤها كامن في عدم الالتزام الحرفي بتصريحها “مغامرات غير محسوبة” بتناسي محاسبة المغامرين، كان واجبا على المملكة أن تترك مسؤولية جمهور ما يسمّى بحزب الله على إيران وتستثنيه جغرافيا وبشريا من المساعدات، فها هو سيد الممانعة ينكر الجميل وينسبه إلى غير أهله، وهذا ليس مستغربا على من طعن اللبنانيين الذين آووه وحضنوا جمهوره في حرب تموز 2006 خلال أحداث مايو 2008 التي احتل خلالها ما يسمّى بحزب الله بيروت والجبل وروع أهلهما.

بثت إحدى القنوات الممانعة فيلما وثائقيا عن حرب تموز عماده رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود. وشنّ لحود في مقابلته هجوما شرسا على الرئيس فؤاد السنيورة. وقال لحود إن السنيورة أراد استثمار حرب تموز من أجل نشر الجيش في الجنوب ونزع سلاح حزب الله.

مشاهدة الرئيس لحود ممتعة جدا، فقد ذكر في الوثائقي أنه عارض في مجلس الوزراء نشر الجيش في الجنوب، وأبلغ بذلك وزير حزب الله في الحكومة، لكن حين عاد الوزير في اليوم التالي بموافقة الأمين العام وافق لحود، وللإحاطة هنا، فرئيس الجمهورية لا يحق له التصويت في الحكومة، كما أن اللافت في رواية لحود أننا لا نعلم هل هذه رواية رئيس جمهورية أو موظف في الحزب الإلهي؟ كيف يجرؤ شخص على إعلان رفضه انتشار جيشه في أرض بلده ويعتبر ذلك الحق الطبيعي والواجب أساسي مؤامرة على بلاده؟

يتميز الرئيس لحود في مقابلاته الإعلامية بأنه يدين نفسه من حيث لا يدري ويشيد بخصومه من حيث لا يدري أيضا. وليت الرئيس السنيورة قد نجح في استثمار حرب تموز من أجل نزع سلاح حزب الله. وهذه المحاولة تسجّل له كرجل دولة مخلص ومتبصّر، فما فعله السلاح بعد حرب تموز أكد خبث أغراضه وخسة رعاته، كما أنه لا يمكن لرجل دولة أن يقبل بوجود دولة أخرى في بلاده.

حكم الرئيس السنيورة لبنان بين (2005-2009) في أصعب سنوات لبنان، وتميزت حكوماته بغير إنجاز، كمشروع المحكمة الدولية والاهتمام بالشمال والصمود أمام حصار الميليشيات ودحر الإرهاب في مخيم النهر البارد وتجاوز حرب تموز بأقل الأضرار وقام بعبء إعادة الإعمار على أتمّ وجه، وبعض شعارات 8 آذار اليوم طرحها السنيورة منذ سنوات كمشاريع وعطّلتها قوى 8 آذار لأن هدفها هو المزايدة حصرا، كقانون انتخابي نسبي (قانون فؤاد بطرس) وقانون محاسبة المسؤولين بل واقتراح تعديل دستوري يمنع التوطين.

هناك حاجة ماسة لإعادة الاهتمام بحقبة الرئيس السنيورة وإنصافها في وجه خزعبلات الممانعة واتهاماتها وادعاءاتها، والأفضل إعادة السنيورة نفسه إلى السراي الحكومي، لكن ذكرى حرب تموز تعيدني إلى ما هو أهم، كيف كانت 14 آذار بهذه القوة وكيف أصبحت بهذا الضعف؟

 

عبرة تركية: التحرُّك السلمي يُعطِّل مفاعيل السلاح

نوفل ضو/جريدة الجمهورية/السبت 23 تموز 2016

لقي نجاح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في إسقاط الإنقلاب العسكري الذي استهدفه قبل أسبوع ترحيباً واسعاً قارب الإجماع لدى القيادات السياسية والروحية السنية كما لدى الرأي العام السني في لبنان، في وقت شهدت الساعات الأولى للإنقلاب ما يشبه الإحتفالات في البيئة الإعلامية والشعبية لـ«حزب الله» وحلفاء النظام السوري في لبنان الذين اعتبروا الإنقلاب صفعة لأردوغان وحلفائه الإقليميين ولسياساتهم الداعمة للمعارضة السورية. وشكّل هذان الموقفان المتباينان مادة نقاش سياسي وإعلامي ركزت على الاسباب والدوافع وغاصت في التحليلات والتفسيرات ذات الأبعاد المحلية والإقليمية.

فـ«حزب الله» الذي يقاتل الى جانب النظام في سوريا في مواجهة المعارضة السورية المدعومة من دول عدة على رأسها تركيا، رأى في الإنقلاب وسيلة لتغيير موازين القوى وفرض أمر واقع جديد داخل تركيا ينعكس إيجاباً لمصلحة الحزب وحلفائه الإقليميين في سوريا والمنطقة كلها.

أما القادة السياسيون والحزبيون والروحيون للطائفة السنية فشددوا على رفض مبدأ الإنقلابات العسكرية وأبدوا تمسّكهم بالديمقراطية ودعم السلطات المنتخبة المنبثقة عنها والمتمثلة بالرئيس أردوغان وحكومته، وأشادوا بنزول الشعب التركي الى الشوارع والميادين دفاعاً عن الديمقراطية ونتائج الإنتخابات ممّا أسقط الإنقلاب العسكري ومفاعيله السياسية. ويبدو واضحاً أنّ هذين الموقفين المتناقضين ممّا شهدته تركيا يعتبران امتداداً لسياستين متناقضتين يعتمدهما كل من حزب الله وتيار المستقبل على الساحة اللبنانية، حيث يسعى الحزب مستفيداً من فائض القوة المتمثّل بسلاحه الى فرض شروطه السياسية على اللبنانيين عموماً وعلى الطائفة السنية متمثّلة بتيار المستقبل خصوصاً، في حين تعتبر الطائفة السنية، وعلى رأسها تيار المستقبل، نفسها ضحية الإنقلابات العسكرية التي نفذها حزب الله في لبنان بدءاً بـ 7 أيار 2008 وصولاً الى إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري في كانون الثاني 2011 وما عرف بعدها بعملية القمصان السود التي منعت تسمية الحريري من جديد رئيساً للحكومة.

وإذا كان موقف «حزب الله» منسجماً في الشكل والمضمون مع سياساته المرتكزة على القوة العسكرية لتغيير الواقع السياسي ولو كان وليد انتخابات ديموقراطية، فإنّ موقف تيار «المستقبل» خصوصاً يبدو منسجماً مع سياسته في الشكل ولكنه يناقض ممارسته في المضمون.

فتيار «المستقبل» الذي أشاد بنزول الشعب التركي الى الشارع لمواجهة السلاح والإنقلاب دفاعاً عن الديموقراطية ونتائج الإنتخابات، يحاذر في لبنان اللجوء الى الشارع ومواجهة السلاح بحجة الحفاظ على السلم الأهلي والإستقرار.

والتيار الذي رأى في نزول الشعب التركي الى الساحات والميادين لإسقاط أية مفاعيل سياسية للسلاح أسلوباً يستحق الثناء، يتبنى في لبنان أسلوب محاورة «الإنقلابيين» من «الدوحة» برعاية قطر عام 2008 الى زيارة بشار الأسد برعاية سعودية في كانون الأول 2009 وصولاً الى «عين التينة» برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري في العام 2016. والتيار الذي يعتبر أنّ «عين» الشعب التركي تمكنت من مقاومة «مخرز» دبابات الإنقلابيين وطيرانهم وأسلحتهم المتنوعة، خسر في لبنان الكثير من قواعده الشعبية نتيجة لرفض محازبيه ومناصريه «الليونة» و»المساومة» و»المهادنة» في التعاطي مع حزب الله والتنازلات السياسية التي قدمها «استسلاماً» لشروط الحزب التي فرضها بقوة سلاحه بدءاً من تشكيل حكومة الرئيس ميقاتي وصولاً الى ترشيح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية. لقد سبق للقواعد الشعبية لتيار «المستقبل» خصوصاً وقوى «14 آذار» عموماً أن فرضت - بالقوة الشعبية السلمية - توازناً سياسياً في لبنان في مواجهة الجيش السوري والنظام الأمني اللبناني - السوري، ما أجبر الجيش السوري على الإنسحاب من لبنان، وَصبّت أصوات هذه القواعد في صناديق الإقتراع لمصلحة قوى « 14 آذار» في مواجهة سلاح حزب الله في العام 2009، لكنّ هذه القوى لم تتصرف كما تصرّف أردوغان يوم تعرّض للإنقلاب، فلم تدع الناس لمواجهة الإنقلاب بالنزول الى الشارع والتظاهر سلمياً كما فعلت في 14 آذار 2005 فخسرت سلاحاً كانت السبّاقة الى استخدامه، كما خسرت الكثير من قواعدها التي باتت تتعاطف في شكل أو في آخر مع «التطرف والمتطرفين» لا حباً بهم ولا قناعة بأساليبهم، وإنما بحثاً عمّن يواجه من يعتبرونه ظالماً وقاهراً ومصادراً لإرادتهم.

لقد تغنّى اللبنانيون لسنوات بأنّ «ثورة شعبية بيضاء» نزل فيها مليون لبناني الى ساحة الحرية في وسط بيروت أسقطت المفاعيل السياسية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولسنوات طويلة من الوصاية العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية السورية على لبنان، من دون أن تسقط فيها نقطة دم، والأهمّ من دون ايّ عملية انتقام على غرار ما يقوم به أردوغان اليوم، لكنهم وجدوا أنفسهم بعد 11 سنة يهنئون من نجح في الدفاع عن نفسه ووجوده باستخدام أسلوب كانوا السبّاقين اليه، في وقت تَخلّوا هم عن هذه السياسة في المواجهة مُستبدلينها بتنازلات لم يكونوا مضطرين لتقديمها.

 

مَن يقنع عون وفرنجية بالإنسحاب؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/السبت 23 تموز 2016

تحتاج الملفّات الجدّية التي يستلزم حسمها في خلوات الحوار، أي «السلّة المتكاملة»، لا إلى ثلاثة أيام، بل إلى ثلاثة أشهر أو ثلاث سنوات. وستقتصر «إنتاجية» الحوار الموعود على بضع ملفات على هامش الأزمة. ولكن، هل في استطاعة القوى المسيحية أن تجعل من مناسبة الحوار فرصة مؤكّدة لانتخاب رئيس للجمهورية؟ في اعتقاد بعض المتابعين، أنّ المدخل إلى تحقيق إنجاز في ملف الرئاسة خلال الحوار هو اقتناع العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية بأنّهما ليسا مرشّحين حقيقيين لرئاسة الجمهورية، وبأنّ كلّ القوى التي سمَّتهما - بلا استثناء- فعلت ذلك من باب التكتيك السياسي، وأنّ بعضها لا يريد من هذه التسمية سوى تعطيل الانتخابات. فعندما أعلنَ «حزب الله» دعم عون، ومعه مسيحيّو 8 آذار، كان يدرك أنّ وصوله مستحيل بسبب رفضِ 14 آذار. وعندما بدأ الرئيس سعد الحريري يراجع حساباته -تكتيكياً على الأرجح- في ملف الرئاسة، عمد فرنجية إلى سحب دعمِه لعون وتشبَّث بترشيح نفسه.

وعندما أعلنَت «القوات اللبنانية»- تكتيكياً على الأرجح- دعمَها عون، بدأت تلوح انشقاقات- تكتيكية أيضاً- في داخل «المستقبل»، ضد ترشيح عون. وهكذا، بقي مستحيلاً انتخاب أحد الرَجلين، وهذا هو المطلوب لدى البعض. كما بقي مستحيلاً انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا هو المطلوب لدى البعض الآخر.

في العمق، الجميع، من «حزب الله» إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى «المستقبل» وسواهم، لا يريدون عون رئيساً. وليس مضموناً أنّ فرنجية يَحظى أيضاً بدعم «المستقبل» والقوى العربية الداعمة له... إلّا إذا كانت هذه القوى قد اقتنَعت بتسليم الرئاسة في لبنان إلى الحليف الأشدّ حميمية للرئيس السوري بشّار الأسد. فليس وارداً على الإطلاق خروج فرنجية من هذا التموضع، خصوصاً أنّ الأسد باقٍ على سوريا أو غالبيتها حتى إشعار آخر.

إذاً، القطبان المارونيان المرشّحان للرئاسة، من 14 آذار، الرئيس أمين الجميّل والدكتور سمير جعجع، يبدوان اليوم وكأنّهما خارج المعركة. الأوّل بعدم حصول دعم له والثاني بانسحابه لعون. وهذا صحيح. لكنّ المؤكد أنّ المرشحين الآخرين، عون وفرنجية، هما أيضاً خارج المعركة واقعياً. وحظوظ الأقطاب المسيحيين الأربعة متساوية... عند نقطة الصفر! في المطلق، ربّما يكون فرنجية هو الأوفر حظاً لدى «حزب الله» لأنّه جزء أصيل من حلف «المقاومة والممانعة»، لكنّ إيصاله يقتضي أن يقتنع هذا الحلف بأنّ التوقيت قد حان لإنهاء الفراغ الرئاسي، وهذا الأمر لا يبدو وارداً قبل تبلوُر الصفقات الإقليمية التي يجري التحضير لها في سوريا والعراق، والتي يراد للبنان أن يكون فيها جزءاً من المقايضة.

يبدو ترشيح «حزب الله» لعون شبيهاً بشيك قيمتُه مليار دولار، لكنّه بلا رصيد، وسيَبقى بلا رصيد. وكذلك كان دعم 14 آذار للقطبَين المارونيَين في هذا الفريق. وأمّا بالنسبة إلى فرنجية، فقد يقرِّر «حزب الله» أن يدفعَ الحساب اللازم في البنك ليصبح الشيك قابلاً للصرف، إذا جاءت اللحظة المناسبة.

حتى ذلك الوقت، لا خلوات الحوار ستُنجب رئيساً ولا المساومات الجانبية التي تحطّ من قيمة زعماء الموارنة ومن قيمة موقع الرئاسة، لأنّها تجعلهم حجرَ شطرنج يجري تحريكه في عالم الوهم، وفي أيدي بيّاعي الوهم.

هل هذا العجز الماروني هو مسألة قدَرية أم يمكن تغييره وكسر السحر؟ ربّما تكون القدَرية هي تحديداً وجود أقطاب موارنة لا تَسمح لهم طموحاتهم الفضفاضة برؤية الوقائع على حقيقتها، وتدفعهم إلى الغرق في البحث عن السلطة والنفوذ في أيِّ مكان ولدى أيٍّ كان. وهذا ما يجعلهم ويجعل الرئاسة والمواقع المسيحية رهينة المصالح الصغرى والكبرى. وعلى رغم الإهانة التي يتعرّض لها الموقع الوطني الأول والمسيحي الأوّل، فإنّ المرشحين الموارنة لا يريدون تقديم أيّ تضحية شخصية بالتنازل والذهاب إلى اجتماع مسيحي عام، تتمثّل فيه كلّ القوى والفاعليات، وينتهي بتسمية مرشّح واحدٍ يتمتّع بالكفاية السياسية والأخلاقية، ويَحظى باحترام كلّ الفئات اللبنانية، بحيث لا يتجَرّأ أحد على مقاطعة جلسة انتخابه. ولكن، مَن يوقظ الزعماءَ الموارنة ويقنع عون وفرنجية بالانسحاب مدخلاً للمعالجة؟

المثير أنّ هؤلاء الأقطاب لا يكفّون عن التباكي على الدور المسيحي المهدور، ويتّهمون الآخرين بسلبِ الحقوق، ولا يريدون البحث عن سبيل واقعي لتصحيح الخَلل الوطني. وإذا استمرّ هؤلاء على هذا المنوال - وهذا يبدو محسوماً- فإنّهم سيَستسلمون للمتعة برتبة المرشّح الوهمي الدائم لرئاسة ماتت، ولجمهورية لم تعُد قائمة إلّا في أوهامهم!

 

أخطاء شائعة بحق الدين

محمد علي مقلد/المدن/السبت 23/07/2016

الوحش الداعشي الذي يحمل ساطور الذبح، والمقاتل البطل الذي يطلق النار على قوات الاحتلال، والتكفيري الذي يقتل أخاه في الدين، معتزلياً ضد أشعري أو شيعياً ضد سني أو سنياً ضد شيعي، أو عباسياً ضد أموي، والارهابي الذي يفجر نفسه في الطائرة أو في الحافلة أو في قاعة السينما، والسائق الذي يدهس المشاة بشاحنته... كلهم يهجمون مع صيحة الله أكبر. لكن العبارة تقال أيضاً في الصلاة وفي رفع الأذان وعند الاعجاب وفي حفلات الطرب الأصيل الكلثومية. يخطئ من يقتل، لأنه يقتل، ولأنه يقتل باسم الدين، ويخطئ من يحمل الدين مسؤولية القتل. النص الديني "حمال أوجه وهو لا ينطق بنفسه بل يحتاج إلى رجال"، على حد قول علي بن أبي طالب عن القرآن، وهو قابل للتكيف مع كل أنماط الانتاج الرعوي والخراجي والرأسمالي على حد قول الاقتصادي الماركسي سمير أمين.  تقلبت عليه وواكبته متغيرات بدأت من بداوة الجاهلية إلى حضارة الزراعة وصولا إلى اقتصاد السوق.

الماليزي والمغربي والتونسي والقاعدي والداعشي، كلهم يرفعون راية الدين، فيبدو هذا متسامحاً وذاك حقوداً، حتى يكاد يقول المجدفون أن الاسلام ليس واحداً بل متعدد، وهذا خطأ ثالث يرتكب بحق الدين.

يتسلح المؤمن بالنص ليعزز إيمانه بالجنة والنار والحلال والحرام، ويستعين المجرم بتأويل النص ليمارس القتل مع أن القرآن نص "لا يعلم تأويله إلا الله"(الآية). يغرف النحاة منه قواعد اللغة وسر الاعجاز ويتبحر الباحثون فيه لدراسة حكايات الأولين وتاريخهم، ويكتفي الجاهل منه بالاستماع إلى التجويد والتنغيم من غير أن يفهم منه حرفاً واحدا. الثابت الوحيد والأكيد أن مرتكبي الجرائم ليسوا من النحاة ولا من الفقهاء ولا من البحاثة ولا من المؤرخين، بل ينتمي جلهم إلى صنف الجهلة ممن يعززون جهلهم بعقد نفسية وبطالة وطيش وتسكع، ويتربون منذ الطفولة على الجريمة وانتهاك القوانين الوضعية والاخلاقية والاجتماعية.

مسؤولية النص غير مباشرة، فالآيات التي تنهى عن القتل منسوخة بآيات أخرى كثيرة تنطوي على دعوة معاكسة، لكن التأويل البشري هو الذي يبعثها بمضامينها القديمة قدم الدعوة وظروفها البعيدة مقدار ألفية ونص ألفية من الزمن، أمكن فيها للبشر أن يضيفوا من هلوساتهم إلى النص المقدس وأن يقتطعوا لأنفسهم جزءاً من القداسة، حتى إذا استعصت عليهم الاستعانة بنص من القرآن لجأوا إلى سواه من نصوص دسها بشر في متن الدين ونسبوها إلى أئمة مزعومين.

إذا لم يكن النص مسؤولاً فمن يكون المسؤول إذن؟

هي مسؤولية "الفلتان الفقهي والتأويلي". ذلك أن المؤسسة الدينية الرسمية في الاسلام السني تحصر همها بإدارة الأوقاف والأموال والممتلكات، بينما تتنافس المرجعيات الشيعية على تحصيل الزكاة وخمس "السادة" من أهل بيت الرسول وجمع التبرعات وإدارة الاستثمارات، وينشغل هؤلاء وأولئك بإدارة الخلاف على قراءة وقائع التاريخ والإمامة والعصمة وهلال شهر رمضان، ويستقوون بالسياسة وتستقوي بهم، تاركين للجهالة الجهلاء أن ترسم الحد الفاصل بين الكفر والإيمان، وتحاكم الفن والفنانين والفكر والمفكرين والعلم والعلماء، فتردي بعضهم كما فرج فودة وينجو بعضهم كما نجيب محفوظ ( من كفّر نجيب محفوظ على رواية "أولاد حارتنا" لم ير الرواية ولا قرأها)، ولا يتورع الجهلة عن تصويب سهامهم إلى أي مبدع في مجالات الفكر والفن، بل إلى أي فقيه متبحر في علوم الدين. المؤسسة الدينية سعيدة، من غير شك، بهذا الفلتان، وربما يمكن القول، مع بعض سوء الظن، أنها ترعاه لأنها، بالتشجيع على التملص من أحكام القانون تنال حصتها مردوداً مالياً وسلطة دينية وسياسية وثقافية. (من بين مكاسبها المالية إعفاؤها وكل المؤسسات الخيرية والتربوية والجامعية التابعة لها، وكل البضائع المستوردة باسمها، من كل أنواع الضرائب، وعدم خضوعها للرقابة المالية). وهي، فضلاً عن ذلك، تتبادل الخدمات مع السلطة السياسية، فيؤمّن كل طرف منهما التغطية اللازمة للطرف الآخر. إذا كانت المؤسسة الدينية مسؤولة عن الفلتان، فمطالبتها بالحل أمر مخالف للطبيعة، لأنها غير قادرة ولا راغبة ولا مؤهلة للقيام بمثل هذا الدور. حتى لو تنطحت لهذه المهمة فهي تحتاج إلى أدوات تنفيذية لا تملكها إلا السلطة السياسية. هذا ما تبينه تجارب التاريخ. نابليون هو الذي فرض على الكنيسة التراجع حتى حدود دولتها في الفاتيكان. السلطة السياسية في المغرب أو في ماليزيا على سبيل المثال هي التي فرضت الاصلاح على المؤسسة الدينية وهي التي حددت لها صلاحياتها وجعلت رجل الدين موظفاً حكومياً تابعاً لإدارات الدولة. حتى لو صحت الرواية عن الانقلاب التركي الفاشل، فهو لا يعدو كونه صراعاً بين تيارين دينين يحتاج كل منهما إلى سلطة سياسية تحمي برنامجه وتؤمن له الأدوات اللازمة  لتنفيذه. الحل الذي تملكه السلطة السياسية، بل الذي ينبغي عليها أن تبادر إليه، هو أن تعمل على حماية حرية الإيمان وحرية ممارسة الطقوس،  وحماية الدور الديني ، الديني فحسب، المنوط برجال الدين، وحصره  داخل المساجد والكنائس، وعلى إلغاء "الدويلات" التي يقيمونها على حساب الدولة، ملحقة المحاكم الشرعية بالقضاء المدني، فتعاملهم كمواطنين وتخضعهم لأحكام القانون على الصعيدين المالي والإعلامي، وتضع حداً لفوضى الألقاب الدينية والدراسية والرتب العلمية،  ولتكاثر الدعاة والأمراء والمعممين والأئمة، لأن وراء كل إرهابي أو انتحاري أو حامل حزام ناسف واحداً من هؤلاء المتكاثرين الذين يقدمون لمجنديهم وعوداً بالجنة وحور العين. البارحة في ميونيخ وقبلها في نيس وقبلها في أرجاء العالم الموصولة قاراته بكل وسائل التواصل والاتصال، براً وبحراً وجواً وعبر الأثير، وغداً في أي مطار أو مدينة أو ملهى أو قاعة سينما ، ما لم تبادر الحكومات الغربية والمحلية إلى معالجة الجذور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لظاهرة الارهاب الأعمى، وما لم تخرج الدين من بطن السياسة، وما لم تضع حدا لتحكم الجهل بمصائر الشعوب.

 

ما هي أبعاد استبعاد أسعد حردان عن رئاسة «القومي السوري»؟

فايزة دياب/جنوبية/23 يوليو، 2016

أصدر المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي أمس بيانا أشاد فيه باحترام الدستور الحزبي والالتزام بقرار المحكمة الحزبية بقبول الطعن وعدم التجديد لرئيسه النائب والوزير السابق أسعد حردان. هذا القرار اعتبر انتصارًا لحركة 8 تموز المعارضة لتعديل الدستور وانتخاب حردان لولاية ثالثة، غير ان ما حدث يطرح عدة أسئلة حول من يقف خلف هذا القرار "الجريء" الذي اتخذ لوضع حدّ لهيمنة الرجل الأقوى في الحزب على منفذياته طيلة السنوات الماضية. لم يمرّ شهرا على انتخاب الأمين أسعد حردان رئيساً للحزب السوري القومي الاجتماعي بعد تعديل الدستور والسماح له بالترشح لولاية ثالثة، حتّى صدر قرار المحكمة الحزبية وافقت فيه بالإجماع على الطعن المقدم امامها الرافض للتمديد لحردان لولاية ثالثة في رئاسة الحزب. قرار المحكمة جاء بعد قراءة هادئة خاصة بعد أن بلغ الحزب القومي شفير الانشقاق بسبب إستمرار هيمنة حردان على منصب الرئاسة طيلة الولايات السابقة، الأمر الذي دفع المجلس الأعلى لـ«الحزب السوري القومي الاجتماعي» أمس إلى الاجتماع الذي أعلن «إلتزامه بقرار المحكمة الحزبية قبول الطعن، وحدد المجلس 5 آب 2016 موعداً لانتخاب رئيس».

ونوّه المجلس الأعلى بموقف رئيس الحزب أسعد حردان، الذي «سيمارس واجباته ومسؤولياته عضواً منتخباً في المجلس الأعلى، مؤكداً التزامه قرار المؤسسات الحزبية»، إلاّ أنّه اعترض «على عقد المحكمة جلساتها خارج مركز الحزب خلافاً للنص الدستوري». وذكّر بأن قرار المحكمة «لا يشكل سابقة في تاريخ الحزب، فقد أبطلت المحكمة الحزبية انتخاب الأمين الراحل عبدالله سعاده رئيساً للحزب، الذي بدوره التزم بقرار المؤسسة وتم انتخاب رئيس آخر للحزب». ودعا المجلس الأعلى «السوريين القوميين الاجتماعيين إلى التمسك بمؤسسات الحزب».

وفي هذا السياق رفض عضو المجلس الأعلى في الحزب القومي السوري الإجتماعي قاسم صالح في حديث لـ«جنوبية» أن تكون حركة الاعتراض التي أطلق عليها حركة “8 تموز” التي حصلت داخل الحزب تتعلق بشخص حردان، بل ان اعضاء الحركة قرروا «الانتفاض» على تعديل دستور الحزب، التي تمّ إعلانه منذ 10 أيام من أمام ضريح المؤسس أنطون سعادة. وأضاف صالح «انتشر في الوسائل الاعلامية أنّه تمّ تعديل دستور الحزب القومي الاجتماعي، وهذا غير صحيح، إنّما ما حصل فعلاّ هو تعديل البند الخامس من المادة 13 التي تنصّ على أنّه يحق لرئيس الحزب أن ينتخب لولايتين متتاليتين كل ولاية لأربع سنوات، أمّا التعديل الذي طعن به فقد نصّ على أنّ رئيس الحزب يحق له التمديد لولاية اضافية ولمرة واحدة، وذلك بسبب الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها المنطقة، والتي تحتاج إلى تدابير استثنائية، خصوصًا مع مشاركة الحزب القومي في الحرب على الارهاب في سوريا..إذًا هناك مسائل عديدة حكمت لاتخاذ قرار التعديل».

الحزب القومي السوري

وتابع صالح «إلاّ أنّ قرار التعديل لم يرق لبعض القوميين، فقدّم أحد أعضاء المجلس الأعلى طعنا أمام المحكمة الحزبية التي تبتّ بالقضايا التي تمسّ بالدستور الحزبي. وبعد دراسة هادئة للطعن أصدرت المحكمة قرارًا بابطال التعديل وبالتالي الانتخابات الاخيرة التي فاز فيها حردان أصبحت ملغاة، وعليه يجب اعادتها. هذا القرار تمّ قراءته أمس في المجلس اجتماع المجلس الأعلى ومناقشته، وصدر قرار الالتزام بقرار المحكمة، وهذا دليل أنّ الحزب القومي هو حزب مؤسسات وليس أشخاص، يحتكم إلى الدستور والقوانين».

وشدّد صالح أنّ «الحركة الاعتراضية على التعديل خلفيتها عدم تقبل مخالفة الأصول في تعديل البند الخامس، ومخالفة الأصول الدستورية التي يعتمد عليها الحزب وهي الدسمقراطية وتداول السلطة».

وقبل صدور قرار المجلس الأعلى كان حردان قد أصدر بيانًا قال فيه أنّ أسباب قبوله التجديد هي «الظروف الدقيقة والحساسة، وخوض الحزب مواجهة كبيرة ضد الإرهاب، وحرص مؤسسات الحزب على انجاز الاستحقاقات الداخلية، وفقاً للمهل المنصوص عليها في الدستور». واعتبر أن حصوله «على أعلى نسبة أصوات، أي 87 في المئة من أصوات أعضاء المجلس القومي، كان إستفتاءً على الإدارة الصحيحة التي تولاها مدى دورتين متتاليتين»، مضيفا إنه عبر عن عدم رغبته في اجراء تعديل دستوري يتيح له تولي رئاسة الحزب لولاية ثالثة.

وفي النهاية وبعد ان اطيح بخالد حدادة عن الأمانة العامة للحزب الشيوعي اللبناني، تبدو ازاحة أسعد حردان عن رئاسة الحزب القومي كإجراء آخر بدأ باتخاذه معسكر 8 آذار لإعادة هيكلة تنظيماته اليسارية والقومية المنضوية في حلف الممانعة، وذلك بعد ان أخذت اهتراءاتها التظيمية تشكل عبئا ماليا وأمنيا واجتماعيا على الجهات الإقليمية الداعمة لهذا المعسكر، والتي بدأت بتطوير مواجهاتها وتوسيعها لتشمل أراض ودولا جديدة في منطقتنا المضطربة.

 

أردوغان يستغل الانقلاب الذي شجّع عليه!

سليم نصار/الحياة/23 تموز/16

يوم الأحد الماضي، سأل مذيع قناة «سي أن أن» وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عن مدى صحة الاتهامات التي وجّهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى فتح الله غولن، باعتباره الرأس المدبر لمحاولة الانقلاب. ولما أنكر كيري علم إدارة الرئيس أوباما بأي دور قام به اللاجئ السياسي غولن ضد النظام الحاكم في تركيا، عاجله المذيع بسؤال محرج يتعلق باحتمال تسليمه الى أنقرة، وفق ما طلب أردوغان. وأجابه كيري بأن تسليم رجل الدين غولن يقتضي من الحكومة التركية تقديم أدلة قانونية مرسلة من وزارة العدل. وفي حال استوفى الطلب المعايير القانونية الملائمة، فإن ذلك يُحال الى لجنة سياسية مختصة بشؤون اللاجئين السياسيين. وفسرت وزارة العدل الأميركية شروط «المعايير الملائمة» بألا يكون الإعدام هو القصاص، كما لمَّح الرئيس أردوغان. وكان غولن قد نفى للصحف الأميركية تورّطه في أي شكل من الأشكال في محاولة الانقلاب. ثم اتهم بدوره أردوغان بافتعال أزمة الانقلاب العسكري بغرض الانتقام من خصومه الذين يمانعون تعديل الدستور لمصلحة النظام الرئاسي.

لكن، هل هذا كل ما يطمح أردوغان الى تحقيقه من وراء افتعال عملية الانقلاب؟

خبير مركز الأمن الأميركي الجديد، أيان غولدنبرغ، رأى في الانقلاب مبرراً لزيادة قبضة أردوغان على الحكم في شكل مطلق. وقال إن هذا التحول سيزيد الغموض في علاقة تركيا بالولايات المتحدة. وهذا ما أكده مؤلف كتاب «اللعبة الطويلة» دريك شوليه، الذي وصف هذه العلاقة بأنها «ستتحول من سيئ الى أسوأ». وهذا يستدعي مراجعة سيرة الخصم الذي حاربه أردوغان بإخراج تمثيلية دموية يصعب على شكسبير إخراج واحدة مثلها. وهناك مَنْ يتصوّر أنها أعقد من مسرحية «يوليوس قيصر» التي كتبها المسرحي الإنكليزي للتدليل على أهمية الجماهير في تحريك مجرى الأحداث. أو لإظهار أهمية الكلمة في تغيير مجرى الأحداث. الخصم الذي نعنيه هو محمد فتح الله غولن، المولود في أرضروم (تركيا) يوم 27 نيسان (أبريل) 1941. ويقول علماء كشف الطالع في طبائع الشخص المولود في هذا اليوم وتحت هذا البرج، أنه إنسان مجتهد، يتحلى بالرؤية الثاقبة، والقدرة على اتخاذ القرارات الحكيمة. وهو مطبوع على حب المساكين والمهمشين، إضافة الى الرغبة في تحدي الصعاب وكل ما يعترض طموحاته. ويُستدَل من مراجعة السيرة الغنية لمحمد غولن، أن حياته حافلة بالجهاد، جعلته نسخة صحيحة لما وصفه به علماء كشف الطالع. وساعده على تنمية شخصيته والده رامز أفندي، الذي كسب عنه الابن حب العلم والأدب والدين. كذلك لعبت والدته رفيعة خانم دوراً بارزاً في تلقينه أصول الدين وحفظ القرآن الكريم. وبسبب حبّه للغات، قام والده بتدريسه اللغتين العربية والفارسية، الأمر الذي سهّل عليه حضور الجلسات التي كانت تعقد للعلماء والمتصوفين في تلك المنطقة. وفي صباه، درس البلاغة وأصول الفقه والعقائد، بإشراف أبرز فقهاء عصره عثمان بكتاش. وقد أهلته تلك الثقافة للتعرّف الى العلامة بديع الزمان سعيد النورسي، مؤسس الحركة التجددية ومؤلف كتاب «رسائل النور». وعندما بلغ غولن العشرين من عمره، عيّن إماماً في جامع مدينة أدرنة حيث قضى فيها نحو ثلاث سنوات، أمضاها في الزهد والتقشف وخدمة الناس.

بدأ عمله الدعوي في جامع أزمير. ومنه انطلق واعظاً متجولاً في كل أنحاء غرب الأناضول. وبعد أن لاقت دعوته الترحاب، ساهم في إنشاء عدد كبير من المدارس. كما حفّزته القيادات السياسية وشجعته على إصدار الصحف والمجلات، وشراء مطابع وتأليف كتب، وإنشاء محطة إذاعة وقناة تلفزيونية. وعقب انهيار الاتحاد السوفياتي، اخترقت أعماله دول آسيا الوسطى. والمؤكد أن أصداء هذه الأعمال الإنسانية ترددت في الفاتيكان، الأمر الذي دفع البابا يوحنا بولس الثاني الى توجيه دعوة خاصة له.

على عكس نجم الدين أربكان، الذي يعتبره الأتراك الأب الروحي للإسلام السياسي الذي غرف من أفكاره أردوغان الشيء الكثير، فإن الشعب التركي يرى في فتح الله غولن الأب الروحي للإسلام الاجتماعي. وتشبه منجزاته على الصعيد العالمي، منجزات «حزب الله» على الصعيد المحلي، أي تقديم الخدمات للمحتاجين.

وتعتبر «حركة غولن» أكبر حركة دينية داخل تركيا، وفي جمهوريات آسيا الوسطى والبلقان والقوقاز وروسيا والمغرب وكينيا وأوغندا. لهذه الأسباب وسواها، أطلق على هذه الحركة إسم «هيزمت» والتي تعني بالعربية «الخدمة». وبما أنه اعتاد على تقديم الخدمات، فقد تولى أتباعه في الولايات المتحدة إدارة شبكة واسعة من الجامعات والمستشفيات والجمعيات الخيرية والمدارس المجانية. ويبدو أن أردوغان كان يغار من صديقه القديم الى حد الهوس، ويحرص على عرقلة مشاريعه القائمة في أفريقيا والقوقاز والبلقان. من هنا استغراب الدول الكبرى من الاهتمام الزائد الذي ركزه على القارة الأفريقية التي افتتح فيها 25 سفارة على امتداد العشر سنوات الماضية. واللافت، أنه وصف أثناء زيارته الأخيرة لأفريقيا حركة «هيزمت» بأنها حركة «إرهابية» كونها تتحدى الدولة التركية، وتسرق دورها في ميادين الإعلام والثقافة وفتح المدارس.

وعملاً بسياسة الملاحقة والحصار لكل المواقع التي يدخلها غولن، رفع أردوغان ميزان استثمارات بلاده في السودان الى ستة بلايين دولار. ومن المتوقع أن يفتتح بعض رجال الأعمال الأتراك مكتباً في الخرطوم بهدف تسهيل إجراءات التنقل والاستثمار. في مؤتمر صحافي عقده في القرية الريفية التي يقطنها في ولاية بنسلفانيا، أعلن فتح الله غولن (75 سنة) تبرؤه من أي علاقة بالانقلاب العسكري. ووصف تصرفات الرئيس رجب طيب أردوغان بأنها مماثلة لتصرفات روبسبيار، المستبد الظالم الذي خطف الثورة الفرنسية. في زحمة التهليل لفشل الانقلاب، وبهجة المواطنين لانتصار حزب «العدالة والتنمية»، تجاهلت حكومة بن علي يلدريم تحذيرات رئيس نقابة المحامين علي أرسلان الذي طالب بضرورة الالتزام بمبدأ محاكمة الانقلابيين أمام العدالة. واعترض في أول تصريح له، على سرعة إصدار مذكرات الاعتقال بحق 140 عضواً من المحكمة العليا، و48 من أعضاء المجلس الدستوري، و2745 قاضياً ومدعياً عاماً. إضافة الى توقيف 18 ألف ضابط شرطة عن العمل، والقيام بحركة تطهير طاولت حوالى 60 ألف شخص.

كذلك تجاهل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو التساؤلات التي أطلقتها مجلة «دير شبيغل» الألمانية حول ضمانات المحاكمة العادلة. وقالت في افتتاحيتها إن حكم الخيانة صدر بسرعة فائقة قبل إجراء أي تحقيق مسبق يفرضه نظام العدالة. واللافت في هذا السياق، ما ذكره السفير صالح مطلوشن، ممثل تركيا لدى منظمة التعاون الإسلامي. ففي مؤتمره الصحافي الذي عقده في جدة، أعلن «أنه كان لدى الحكومة علم مسبق باحتمال وقوع انقلاب». ولم يسأله أحد من الحضور لماذا تركت الحكومة الانقلابيين ينفذون مؤامرتهم، إذا كانت فعلاً على علم مسبق بها. ثم استطرد ليفسر الطريقة التي تمت بها الاعتقالات، وقال: إن عدداً كبيراً من الانقلابيين يعملون في مؤسسات حكومية. ومعظمهم يسكن في منازل أمنتها لهم الدولة، الأمر الذي يوفر لها المعلومات عن عناوينهم وأماكن عملهم. وأضاف: هناك عدد كبير من المتورطين في محاولة الانقلاب تركوا وراءهم قوائم ومراسلات تفضح أسماء المتعاونين معهم في العملية الفاشلة. ويُستفاد من هذا كله أن خطة الانقلاب كانت جاهزة بكل تفاصيلها، وفق ما صممها ونفذها رئيس المخابرات هاكان فيدان، الذي يلقبه أردوغان بـ «كاتم أسراره»… في حين يصفه الشعب بـ «الثعلب».

وترى صحيفة «معاريف» أن التأييد الذي حصل عليه أردوغان في الداخل والخارج، يسمح له بإجراء تطهير عميق في الجيش، وتحييد خصومه في جهاز القضاء، وإحكام سيطرته على وسائل الإعلام. وترى جماعة غولن أن لوائح الانتقام وضعت مسبقاً، وأن «المتآمرين» تركوا بالصدفة أسماء المتعاونين معهم بحيث تستخدم في المحاكم كشهادات إثبات. وفي تصوّر هذا الفريق، فإن توقيت موعد الانقلاب اختير مع عطلة أردوغان في فندق ناء يقع في منتجع مرمرة. هذا كله كي يقال إن الأحداث جرت من دون علمه… وإنه فوجئ بوقوعها. الأندية السياسية في لبنان تتذكر أن «المكتب الثاني» في مطلع عهد الرئيس فؤاد شهاب، قام بمراقبة خطوط هواتف قادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، عندما بلغه أنهم يستعدون للقيام بانقلاب ضد نظام بدأ يميل نحو جبهة جمال عبدالناصر، لذلك حصل الحزب على تأييد القوى اليمينية المتطرفة ضد سياسة عبدالناصر. ويعترف المحامي والأديب عبدالله قبرصي، في مذكراته بأن أحد ضباط «المكتب الثاني» أبلغه أن خطه مراقب، وأن قيادة الجيش تنتظر ساعة الصفر. وبالمقارنة مع حركة الانقلاب في تركيا، فإن أردوغان كان على علم مسبق بالتوقيت، لأنه هو الذي هيأ الأجواء بواسطة استخباراته… ولأنه هو الذي افتعل المحاولة ضد فتح الله غولن. والهدف من هذا كله منعه من العودة الى تركيا، لأنه يرى فيه نسخة أخرى عن الخميني، وأن هذه العودة ستزعزع دعائم حكمه. الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لا ترى في معارضة غولن أمراً مستغرباً أو مستهجناً، وهي ترى في انتقاداته السياسية عملاً دستورياً يتيحه النظام الديموقراطي. والدليل أن حزب العمال البريطاني يملك جهازاً مساوياً في المراقبة والمسؤولية شبيهاً بجهاز الحكومة. وبما أن هذه الدول لا تعترف بنظام الحزب الواحد، فإن ما يخطط له رجب طيب أردوغان يُعتبر من بقايا الأنظمة الديكتاتورية… أو من بقايا نظام السلاطين!

 

«الممانعون» إذ يسيّسون الإرهاب

 حسان حيدر/الحياة/23 تموز/16

يسُوق منتمون الى جمهور «الممانعة» بمختلف تلاوينها القومية والدينية، مبررات متنوعة لما يرتكبه قتلة إرهابيون في انحاء مختلفة من أوروبا والعالم، سواء كانوا تابعين لتنظيمي «داعش» و «القاعدة» أو مجرد «ذئاب منفردة» تأثروا بدعايتهما، فيعيده بعضهم الى انعكاسات غزو العراق، والبعض الآخر الى المرحلة الاستعمارية، وربما الى الحروب الصليبية أو ما قبلها. ويشمت بعض ثالث، وبينهم بشار الأسد، صاحب الرقم القياسي في الجرائم ضد الإنسانية بعد هتلر، من «ارتداد الإرهاب على داعميه». لكنهم ينطلقون جميعاً في هذا الربط من موقع المتفرج على ما يحصل في مكان آخر ليس مكانهم، او يطاول أشخاصاً لا يعنيهم أمرهم، على رغم أن بين الذين يفتشون عن أسباب وذرائع للعنف الأعمى من يقيم على أرض المستهدَفين وبين ظهرانيهم، ويعيش في ظل نظامهم المؤسسي المنفتح الذي اتاح لهم هذه الفرصة ومنحهم ما لم يجدوه في دولهم. وهؤلاء يحرصون، حتى في لجوئهم، على إبقاء المسافة الفاصلة بين الـ «نحن» والـ «هم». وفي كل الحالات، ينقل جميعهم الفعل الإرهابي من خانة الجريمة الى خانة السياسة، كي يخففوا من وطأة جرمه وتناقضه مع أدنى مفاهيم الانسانية، ويهربون به من الأقلوية الى التعميم لإراحة ضمائرهم، ويدرجون قتل الأبرياء الذين لا يفوتهم استنكاره رفعاً للعتب، في إطار «الخسائر الجانبية» التي تحصل في الحروب والمواجهات والثورات وما شابهها. ولا يعيرون أدنى اهتمام للمسالمين الذين يتلقون العنف ويعيشون لحظات الهلع والذعر، فيما هم غير معنيين بتاتاً بكل هذا التاريخ من العداء الذي يلصق بهم، او بقرارات الحرب والتدخل التي اتخذتها دولهم، غالباً من دون العودة اليهم او على رغم معارضتهم. وقد لا يمضي وقت طويل قبل أن يصبح المبرّرون انفسهم ضحايا تبريراتهم. فهم ينأون بأنفسهم عن مرتكبيها على رغم الأسباب التخفيفية التي يمدونهم بها، وربما يأتي سريعاً اليوم الذي يتحملون فيه وزر ما يفعله الإرهابيون. لأن تعميم العداء وقرنه بالتاريخ والقومية والإثنية والعرق والدين، سلاح ذو حدين قد يصيبهم ايضاً. فالهدف الرئيس للتنظيمات العنفية، وهي اليوم تكاد تكون محصورة بالإسلاميين المتطرفين، إقامة حد فاصل بين «المؤمنين» و «الكفار» او بين «المظلومين» و «المعتدين»، وكأن هذه التصنيفات الفضفاضة تصح في كل زمان ومكان ويستحق من يُدرج تحتها العقاب او الثواب اللذين يعود الى الارهابيين تحديدهما، وبحيث لا يعود ممكناً التفريق، إذا صح أن هذه الصلاحية منوطة بأحد ما أصلاً، بين متورط وبريء وبين متشدد ومعتدل وبين مؤيد ومعارض وبين عنصري ومتسامح.

ويؤكد اقتراب مثل هذا الاحتمال ما يدور اليوم من نقاشات سياسية واجتماعية في دول ومدن كانت عرضة للإرهاب وتجسيداته الوحشية من تفجير ودهس وطعن، في شأن كيفية التمييز بين الاعتدال والتطرف، وتحديد منبع العنف وأصوله الاجتماعية والدينية والسياسية، وما يتخلل ذلك من أفكار ودعوات متشددة تطالب احياناً بالرد الجمعي على اتباع دين بعينه، وهم هنا المسلمون، أو جاليات بعينها من عربية وآسيوية، بلا تمييز، وصولاً الى قوانين تحد من الهجرة واللجوء او تمنعهما، وتقيد حقوق من حصلوا عليهما. لكن الأكثر مدعاة للقلق، هو أن رقعة التسامح والتعاطف الشعبية مع المجموعات «الأقل حظوة» تتقلص، وأن المواطن الغربي العادي بات أكثر قبولاً لأفكار واجراءات تتناقض مع ما نشأ عليه من مفاهيم في المساواة وحقوق الانسان، بعدما بات يخشى على نفسه وبلده من أي شخص ذي سحنة شرقية يلتقيه في الشارع او القطار او المطعم او الجامعة. ولن تنفع أحداً بعدها تبريراتٌ ولا ذرائع ولا تنظير ولا «ممانعة».

 

انقلابيو تركيا جماعة «إخوانية»

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/23 تموز/16

الذين استعجلوا إطلاق الأحكام، واختيار المواقف في الانقلاب التركي أمامهم فرصة ثانية لتأمل الوضع من جديد. فالذي حاول الانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب الطيب رجب إردوغان لم يكن الجيش كمؤسسة، ولا المعارضة العلمانية، بل جماعة فتح الله غولن الإسلامية: «الكيان الموازي»، كما يسميها الرئيس إردوغان، ويتهمها بالسعي للاستيلاء على الحكم. والجماعة أقرب شكلاً، ورسالة، وتنظيمًا إلى جماعة الإخوان المسلمين وإن لم يكن لها علاقة بها. في تركيا الآن مئات المحققين والأمنيين يقومون بمطاردة واسعة للتنظيم، الذي يعتبر أكبر جماعة إسلامية منظمة في تركيا وآسيا الوسطى. وزعيمها الشيخ فتح الله غولن هو المتهم الأول بتدبير محاولة الاستيلاء على الحكم عبر الانقلاب، وتطلب حكومة إردوغان من الحكومة الأميركية تسليمه. وبعد مفاجآت وقائع الأيام الماضية، وتفاصيلها الجديدة المهمة، أرى أن على الإخوة المنتسبين، والمتعاطفين من جماعات الإسلام السياسي، أن يفهموا الحدث التركي. فالذي خان إردوغان وحاول إسقاط الشرعية هو جماعة إسلامية مسيسة استخدمت بعض أعضائها المنتسبين لها سرًا ويعملون ضباطًا وموظفي حكومة، وحتى في مكتب رئيس الوزراء، واعتمدت على تنظيم سري ينتمي له طابور من القضاة والمدرسين.

المحققون الأمنيون في محاولة الانقلاب لا يبحثون عن الأسلحة في مكاتب المتهمين وبيوتهم، بل يفتشون عن كتب ومنشورات دينية لزعيم الجماعة تثبت ارتباطهم بالجماعة الإسلامية. كما أن أسئلة المحققين مع المتهمين تتمحور حول علاقتهم بها. وتقول وكالة الأنباء الرسمية «الأناضول»، إنه تم العثور على كتب دينية للجماعة عندهم. وذكرت أن أحد المتهمين، أستاذ مساعد، عثر في مكتبه في جامعة سكاريا على كتاب «تلال القلب الزمردية» لفتح الله غولن. ومن الملاحظ أن غالبية المعاقبين ليسوا العسكر بل من سلك القضاء وأساتذة الجامعات والمعلمين وتجاوز عدد الموقوفين ثلاثين ألفًا، أما العسكر فنحو تسعة آلاف. الرقم الكبير يُبين أن المتهم ليس الجيش بل الجماعة. كما أن العسكر المتورطين هم أعضاء في جماعة غولن مثل نائب رئيس هيئة الأركان لفنت تورككان الذي اعترف أنه مرتبط بها منذ سنوات. وجماعة غولن التركية جماعة إسلامية مسيّسة تشبه تنظيم الإخوان المسلمين العربي، الذي يعتمد هو الآخر على بناء كيان موازٍ للدولة ينافسها من خلال النشاطات الاجتماعية والتعليمية والبنكية للوصول إلى عمق المجتمع والسيطرة عليه. وجماعة غولن، مثل الإخوان، تمارس «التقية» عند ملاحقتها، تعمل سرًا من أجل التغيير وفي العلن تنفي أنها حركة تآمرية. وكان الشك يراود السلطات التركية منذ زمن بعيد حول نوايا الجماعة، وقبل خمسة عشر عامًا قررت إبعاد غولن من تركيا بسبب فيديو ظهر على «يوتيوب» يعترف فيه لجماعته، أنه يريد تغيير النظام العلماني التركي. وقد سعى الرئيس التركي الأسبق بولنت أجاويد لتخليص غولن من عقوبة السجن بتهمة التآمر، فطلب منه السفر خارج البلاد، فحط غولن رحاله في الولايات المتحدة، حيث يستقر حاليًا في ولاية بنسلفانيا.

وغولن مثل بعض الدعاة المسيسين لدينا الذين يزعمون أن الملائكة تنزل عليهم وتخاطبهم، يقدم نفسه كصاحب معجزات. يقول إنه حفظ القرآن وهو في الرابعة من عمره، وإن أمه كانت توقظه في منتصف الليل ليكمل حفظه. وقد أخلص غولن لمشروعه حيث أمضى نحو أربعين عامًا يعمل داعية بين المساجد في أنحاء الأناضول، وبنى منظمة عملاقة لها مئات المدارس الدينية في تركيا، ولاحقًا مد نشاطاته التعليمية والخيرية في جمهوريات آسيا الوسطى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وقد تسبب في أزمة مع حكومة كازاخستان التي اشتكته إلى الحكومة التركية بتهمة التنظيم والتآمر. في تركيا بنى غولن، ما يسمى «الكيان الموازي»، يتألف من جمعيات خيرية، ومؤسسات اقتصادية عملاقة، ومحطات إذاعة وتلفزيون وصحف. وصار له نفوذ واسع حتى أنه في الماضي أعان حزب العدالة والتنمية، وساند إردوغان في الانتخابات إلى ما قبل الأخيرة، لكن الرجلين اختلفا وافترقا قبل نحو ثلاث سنوات.

لقد نجح غولن في إحداث تغييرات في المجتمع التركي، وخلق قاعدة شعبية مستفيدًا من الحريات والانفتاح الاقتصادي الكبير الذي عّم البلاد منذ الثمانينات. واتضح أن الرئيس إردوغان، الذي يعرفه جيدًا، على حق، عندما عبّر مبكرًا عن توجسه من جماعة غولن السرية، حيث يبدو أنها نجحت في التسلل إلى عمق المؤسسة العسكرية، الأكثر تحصينًا.

 

تركيا.. فشل الانقلابيون وتحقق الانقلاب

طارق الحميد/الشرق الأوسط/23 تموز/16

مع بلوغ عدد المعتقلين٬ والمفصولين٬ الأتراك في القطاع العسكري٬ الشرطة والجيش٬ وكذلك القضاء والتعليم٬ ستين ألًفا٬ وإعلان تركيا حالة الطوارئ٬ عدا عن التوتر التركي ­ الأوروبي٬ يمكن القول إن الانقلابيين قد فشلوا٬ لكن نجح الانقلاب. من الطبيعي أن تكون ردة فعل الحكومة التركية على الانقلاب الفاشل جادة٬ إلا أن غير المفهوم هو تجاهل الحكومة٬ وتحديًدا الرئيس إردوغان٬ أن جميع الأحزاب التركية قد أيدت حكومته٬ وأيدت إردوغان نفسه٬ ووقفت ضد الانقلاب٬ وليس أنصار إردوغان وحدهم الذين أيدوه٬ وبالتالي كان يفترض أن تتعامل الحكومة التركية مع تداعيات الانقلاب في إطار جامع٬ موحد٬ وليس برد فعل يثير شكوك الداخل والخارج٬ ويعرض مكانة تركيا كلها للخطر. فقد كان بوسع إردوغان أن يكون حامي تركيا الجديدة٬ لكنه لم يفعل٬ حيث آثر الغضب على الحكمة! ولذا كان طبيعًيا أن يقول المتحدث باسم حزب الشعوب الديمقراطي التركي٬ إنه «لو نجح الانقلابيون لفعلوا نفس الشيء»٬ بحسب ما نقلته الكاتبة التركية إليف شافاق٬ في مقال لها في صحيفة «الفايننشال تايمز». وكان طبيعًيا أيًضا ما قاله النائب عن «حزب الشعب الجمهوري» المعارض أوزغور أوزيل٬ إن إعلان حالة الطوارئ هو «انقلاب مدني» على البرلمان٬ حيث اعتبر ذلك بمثابة الجحود تجاه كل النواب الذين تجّمعوا بمبنى البرلمان لمعارضة الانقلاب.

واللافت أيًضا٬ وهو ما كان سيفعله الانقلابيون لو نجحوا٬ إعلان الرئيس التركي عن إعادة هيكلة الجيش٬ مما سيفتح أبواًبا ربما من الصعب إغلاقها٬ وخصوًصا مع قول أحد المسؤولين إن منع المتدينين٬ وخّريجي المعاهد الإسلامية٬ من الانضمام إلى الجيش٬ لمَيُحل دون تغلغل جماعة فتح الله غولن فيه٬ معلًنا مراجعة ذلك٬ مما يعني احتمال السماح لطلاب المعاهد الإسلامية بالالتحاق بالجيش ضباًطا. كل ذلك يعني أن رد فعل الحكومة التركية على محاولة الانقلاب الفاشلة هو انقلاب مضاد٬ وبمثابة تغيير للقواعد السياسية هناك٬ بدلاً من تغليب الحكمة والعقلانية٬ وخصوًصا أن جميع القوى التركية المعارضة قد وقفت مع إردوغان ضد محاولة الانقلاب. وخطر ذلك أنه يهدد السلم الداخلي٬ كما يهدد المنطقة برمتها٬ فزعزعة استقرار تركيا ستكون مكلفة إقليمًيا. وعليه فلا يمكن الآن انتقاد من يقولون إنه لو نجح الانقلاب لفعل الانقلابيون ما تفعله الحكومة الآن٬ فمثلما تتهم الحكومة التركية الآن٬ مثلاً٬ من تقول إنه طيار محسوب على غولن بإسقاط الطائرة الروسية٬ كان من الممكن أن يقول الانقلابيون٬ لو نجحوا٬ إن محسوبين على إردوغان أسقطوا الطائرة. وكانوا سيقولون إن تركيا في حاجة لتطهير أجهزتها من أتباع إردوغان٬ وكانوا سيعطلون كل مظاهر الدولة المدنية٬ وكما يحدث الآن. ما يهمنا من كل ذلك هو أن ما يجري في تركيا يعني أنه من الصعب التفاؤل بخروج أنقرة من هذه الأزمة سريًعا٬ مما يعني أننا أمام تغيير خطر في موازين القوى الإقليمية٬ وهو ما يستدعي كل الحذر.

 

بصيص أمل في اليمن

خيرالله خيرالله/العرب/24 تموز/16

كان طبيعيا أن تعطي الكويت الوفدين اليمنيين اللذين يتفاوضان في شأن مستقبل البلد مهلة أسبوعين للتوصّل إلى تسوية، أي إلى حل سياسي يوقف المأساة التي يعيشها أفقر البلدان العربية وأكثرها خطورة على أمن الخليج. كان على أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، الذي لديه تاريخ طويل في التعاطي في الشأن اليمني، منذ كان وزيرا للخارجية منتصف الستينات من القرن الماضي، وضع اليمنيين أمام مسؤولياتهم وذلك بعدما أمضوا شهرين، قبل عيد الفطر، في أخذ وردّ لا فائدة منهما ولا طائل. ليس بالمماحكات التي لا جدوى منها يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه من اليمن. كشفت مفاوضات الشهرين اللذين أمضاهما الوفدان في قصر بيان في الكويت أن ليس بين المتفاوضين رجال دولة يستطيعون اتخاذ قرارات كبيرة في حجم المأساة التي يغرق فيها اليمن. يتصرّف الوفدان وكأنّ الوضع طبيعي في اليمن وأنّ في استطاعة كلّ منهما تحقيق مكاسب على الأرض من دون أيّ إدراك من أيّ طرف لواقع الحال.

يقول واقع الحال إن العملية السياسية في اليمن في طريق مسدود وإن كل يوم يمرّ، والوضع الراهن على ما هو عليه، يزيد من عمق المأساة ومن عذابات اليمنيين، خصوصا الأطفال والنساء. كذلك يزيد مرور الوقت الصعوبات التي تحول دون التوصل إلى مخرج.

ترافق الإنذار الكويتي الموجّه إلى اليمنيين مع اجتماع عقده وزراء الخارجية الأميركي جون كيري والبريطاني بوريس جونسون والإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد والسعودي عادل الجبير في لندن خصص للبحث في الوضع اليمني.

ضحايا حرب الكبار

عكس الاجتماع رغبة دولية وخليجية في اتخاذ موقف جديّ يؤدي إلى وقف النزيف اليمني. هناك وعي حقيقي لدى السعودية والإمارات بمدى خطورة الوضع اليمني ولأهمّية تضافر الجهود الخليجية والدولية للانتهاء من المأساة.

ليس سرّا أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أقدم على خطوات كان لا بدّ منها من أجل كسر الحلقة المغلقة التي يدور فيها الصراع في اليمن، خصوصا بعدما استقرّ الوضع العسكري عند خطوط معيّنة بات من الصعب تغييرها، أقلّه في المدى المنظور، اللهمّ إلّا إذا كان في الإمكان تحقيق قوات “الشرعية” اختراقا يصب في مصلحتها في تعز أو صنعاء.

من بين الخطوات التي أقدم عليها ولد الشيخ زيارة صنعاء وعقد لقاء مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي لا يزال موجودا في المعادلة بدليل أن لديه ممثلين في الوفد الذي يشارك في مفاوضات الكويت.. إضافة إلى امتلاكه لثقل عسكري في صنعاء ومحيطها وحتّى في تعز ومأرب.

إلى إشعار آخر، هناك للأسف تحالف بين علي عبدالله صالح والحوثيين. يسمح هذا التحالف بوجود قوة عسكرية قادرة على الوقوف في وجه “الشرعية” ممثلة بالرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن صالح، ورئيس الوزراء أحمد بن دغر.

يعكس البيان الأميركي ـ البريطاني ـ السعودي ـ الإماراتي قدرة على التعاطي مع الواقع من دون أوهام. يمكن تقسيمه إلى جزأين مرتبط كلّ منهما بالآخر بشكل عضوي. يتضمن الجزء الأوّل “دعم ولد الشيخ للوصول إلى حلّ سياسي بناء على المرجعيات المتفق عليها في شأن المفاوضات وتحديدا قرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2216 ومبادرة مجلس التعاون ومخرجات الحوار الوطني”.

أما الجزء الثاني فتضمن “إجماع الوزراء على ضرورة ألا يهدد الصراع في اليمن دول الجوار مع تأكيد أن إعادة تشكيل حكومة ممثلة للجميع هو السبيل الوحيد لمكافحة جماعات إرهابية مثل “القاعدة” و”داعش” بفعالية ومعالجة الأزمة الإنسانية والاقتصادية بنجاح”.

تبدو المعادلة المطروحة واضحة كلّ الوضوح. إنّها بين قبول القرار 2216 من جهة وتشكيل “حكومة ممثّلة للجميع” من جهة أخرى. ظاهرا، تبدو هذه المعادلة بسيطة، لكنّها في الواقع العملي في غاية التعقيد.

صحيح أنها تقول لجماعة علي عبدالله صالح والحوثيين، أي “أنصار الله”، إن ليس هناك من يريد إلغاءهم بشكل نهائي، لكنها تفرض عليهم قبول القرار 2216 الذي يتضمن بنودا يصعب عليهم قبولها في ظل موازين القوى القائمة.

ما يزيد الأمور تعقيدا أنّ هناك عداء كبيرا للإخوان المسلمين وأحقادا عليهم في مناطق واسعة من الشمال حيث لم يتمكن بعد الفريق علي محسن صالح المحسوب على هذه الجماعة من استعادة المبادرة، كما ظهرت حدود لما يستطيع أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر عمله لاستعادة مواقعهم في محافظة عمران خصوصا. لا شكّ أن “عاصفة الحزم” استطاعت كسر المشروع الإيراني في اليمن، كما أقامت واقعا جديدا على الأرض بعدما حالت دون سيطرة الحوثيين على كلّ اليمن.

كان البيان الذي رافق بدء “عاصفة الحزم” في آذار ـ مارس 2015 في غاية الصراحة عندما أكد أن الهدف من العملية العسكرية هو التوصل إلى “حلّ سياسي”. فالكلّ يعرف أن لا أحد يستطيع إلغاء أحد في اليمن. في المقابل، لا يستطيع “أنصار الله”، ومن خلفهم إيران التصرّف كأنّ شيئا لم يتغيّر في اليمن وأنّ في الإمكان العودة إلى مرحلة ما قبل “عاصفة الحزم” وذلك بغض النظر عمّا إذا كانت “الشرعية” قادرة وحدها على السيطرة على المناطق التي باتت تحت سيطرتها، خصوصا في عدن ومحيطها وفي محافظة حضرموت.. وفي محيط تعز وفي بعض المناطق التي لا تبعد كثيرا عن صنعاء.

وضع البيان الرباعي الخطوط العريضة لما يمكن أن يمهّد لتسوية سياسية تسمح أساسا بالانتقال إلى مواجهة التطرف والتخلّف اللذين ارتبطا بالإخوان المسلمين وما تفرّع عنهم من “قاعدة” و”داعش”، وذلك من دون تجاهل الدور الذي لعبه “أنصار الله”، ومن خلفهم إيران، في نشر الجهل والتزمت في الطرف الآخر من المعادلة. يبقى السؤال الأساسي هل في اليمن من يستطيع الاقتناع بالحاجة إلى تسوية حقيقية تأخذ في الاعتبار الحاجة إلى صيغة جديدة مبتكرة للبلد الذي دخل في مرحلة “ما بعد الصوملة”، وهي مرحلة لن تظهر نتائجها إلا بعد مرور بعض الوقت واكتشاف أنّ كلّ ما في اليمن انهار بشكل نهائي.. انهار إلى درجة صار هناك أطفال يموتون من الجوع.

بكل بساطة، هناك حروب أهلية تدور في اليمن. لا تنتهي الحروب الأهلية عادة إلّا بتسويات. ما يصعب التكهن به هل آن وقت التسويات، أم لا يزال لدى الحوثيين قناعة بأنّهم سيكونون قادرين في نهاية المطاف على اعتماد خيار قطاع غزّة المحاصر، انطلاقا من صنعاء، خصوصا أنّ علي عبدالله صالح لا يستطيع فكّ تحالفه معهم في المدى المنظور. كلّ ما يمكن قوله بعد البيان الرباعي أن الدول الأربع بذلت، بالتنسيق مع الكويت، جهدا لإيجاد بصيص أمل. ربّما مهّد ذلك لمرحلة ينضج فيها الوضع اليمني بما يسمح بتسويات تقوم على الصيغة الجديدة المطلوب البحث عنها في بلد تشظّى إلى حدّ لم يعد في الإمكان إعادة اللحمة إليه، لا في الشمال ولا في الجنوب ولا في الوسط. هل لا يزال من أمل في اليمن؟

 

الفقية والسلطان... التوظيف السياسي للدين في عهد عبد الناصر

كريم شفيق/موقع رصيف 22/23 تموز/16

http://raseef22.com/politics/2016/07/22/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b3%d8%a8%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b1%d9%86%d8%aa-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%aa%d8%b1%d9%81%d8%a7%d9%8b/

مثّل الدين أحد الروافد الرئيسية لأنظمة الحكم المتعاقبة في مصر، فمنه استمدت شرعيتها وشعبيتها وحصلت على سند معنوي يبرّر إجراءاتها السياسية، ويضمن لها التأييد. وبقدر ما تفاوتت سياساتها وانحيازاتها الاجتماعية والطبقية وتحالفاتها الإقليمية، تبدل موقع الدين وصيغته الرسمية المعتمدة، وتفسيراته الرائجة والمقبولة، سواء خرجت من يمين السلطة أو يسارها.

وعلى مدار التاريخ، كان الثابت الوحيد استمرار عملية التوظيف السياسي للدين. وبقدر ما حاول كل الحكام نفي هذه الممارسة عنهم كانوا يمارسونها بنفس الدرجة.

تحمل الدعاية المضادة للنظام الناصري إدانة صريحة لكونه علمانياً ومعادياً للإسلام وطبق الإشتراكية الإلحادية. وقد روّجت أدبيات جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي لذلك. فقد صرخ عبد القادر عودة أثناء محاكمته أن "الإسلام سجين".

وكانت أشد محن الجماعة في عهد عبد الناصر الذي شهد اعتقالات وتعذيب وإعدامات شملت أهم المفكرين الإسلاميين وعلى رأسهم سيد قطب.

وتراوح آراء السياسيين والمؤرخين بين القول إن عبد الناصر لم يخلط الدين بالسياسة، وبين اعتبار أنه لم يقطع مع الدين، وإنما قدم رؤية تثويرية وتنويرية له، مثلما يقول المؤرخ المصري يونان لبيب رزق الذي برأيه، "استطاعت الناصرية بمهارة أن توظف الوجه المضيء والحقيقي للدين لخدمة مواطنيها، بدلاً من جعله أداة للإرهاب والقهر والتسلط".

اعتمد عبد الناصر استراتيجية دينية تقوم على الاحتواء وتأميم المجال الديني، سعى من خلالها إلى بناء مشروعيته السياسية ومواجهة خصومة، سواء من الإخوان المسلمين في الداخل أو ما أسماهم بالرجعية العربية وعلى رأسها السعودية ودول الخليج.

أقوال جاهزة

بعض الأنظمة التقدمية العربية وجدت في الدين عكازاً تتكئ عليها في تهدئة الجماهير العربية وتغطية العجز والفشل...

كيف استغل عبدالناصر الإسلام لبسط سلطته؟

فالدين بالنسبة له ليس أيدولوجيا سياسية مستقلة إنما هو عنصر أساسي في نظريته السياسية "القومية العربية"، وجزء من عملية التعبئة الجماهيرية ضد الإستعمار وإسرائيل، وبمثابة العمود الفقري الذي تنتصب عليه عملية التنمية الإجتماعية التي يقوم بها.

وأوضح الدكتور سامح إسماعيل، الباحث في العلوم السياسية وفلسفة التاريخ، لرصيف22 أن فكرة سيطرة الدولة على المجال الديني كانت في مخيلة جمال عبد الناصر منذ اللحظة الأولى، رغم كل ما يتبادر إلى الأذهان من وجود تناقض حاد بين التوجهات التقدمية للدولة العلمانية الإشتراكية والأيديولوجيا الدينية.

وتابع أن أحداً لا يمكن أن يهمل الفعالية الوظيفية للدين في البنى السوسيولوجية، وكيف يمكن في حال السيطرة عليه أن يصبح أداة من أدوات السلطة السياسية.

وبرأيه، كان التحدي هو القدرة على احتكار العمل في المجال الديني، والظهور بمظهر الحامي والمحافظ على منطلقاته الروحية والطقوسية دون أن يجرف ذلك الدولة والمجتمع إلى تبني ايديولوجية دينية تحكم باسم السماء، بل وتوظيف الدين في خدمة ايديولوجية يسارية مغايرة قد تبدو في كثير من أطرها النظرية على النقيض تماماً.

وأضاف: "أوضح عبد الناصر في كتابه "فلسفة الثورة"، وهو يحدد الدوائر الثلاث التي تنطلق من خلالها مصر إلى فضاءات التنمية والعدالة، الدائرة الإسلامية كمصدر إلهام روحي وتاريخي لها، وكان لا بد أن تمسك الدولة الناصرية بزمام الظاهرة الدينية كي لا تنفلت من بين أيديها قواعد اللعبة، وهو ما تسبب في تنحي شيخ الأزهر محمد الخضر حسين الذي أزعجته قبضة الدولة على المؤسسة الدينية الأكبر التي باتت مصدراً من مصادر سيطرة الدولة على حقل الدين. وانتهى الصراع على السلطة بسحق حركة الإخوان المسلمين، أحد أبرز اللاعبين بورقة الدين في المجال السياسي، ومضت الدولة وحدها تمارس سلطة العمل في هذا السياق".

ومن بين المظاهر والإجراءات التي دشنتها الدولة الناصرية في محاولة استدعاء الدين في المجال العام السياسي والاجتماعي، قام عبد ناصر بجمع المصحف مرتلاً، وترجمته لكل اللغات، كما أنشأ إذاعة القرآن الكريم، وجعل الدين مادة إجبارية في المدارس، وتضاعف في عهده عدد المساجد، ونشط العمل في مجال جمع ونشر كتب التراث، فظهرت موسوعة جمال عبد الناصر للفقه.

وأسست مدينة البعوث الإسلامية ضمن خطة لتطوير التعليم الديني، وأغلقت بيوت الهوى وفرضت قيود على نوادي القمار، وأسست الدولة مقر الكاتدرائية المرقسية للاقباط، واحتفظ ناصر بعلاقات وطيدة مع البابا كيرلس السادس.

فكانت الرمزية الدينية فاعلاً مهماً في تكريس صورة القائد الملهم الذي وقف على منبر الأزهر إبان العدوان الثلاثي يعلن مضيه قدماً في طريق المقاومة والقتال حتى النصر.

استدعي عبد الناصر دور الأزهر في إطار ما يخدم رؤيته ويدعم توجهاته، فساندته المؤسسة الدينية الرسمية، التي دخلت دائرة الصراع السياسي المحتدم عام 1954، في ما عرف بأزمة الديمقراطية بين محمد نجيب وعبد الناصر. وخلالها أصدر شيخ الأزهر فتوى تقول إن "الزعيم الذي يتعاون ضد بلاده ويخذل مواطنيه فإن الشريعة تقرر تجريده من شرف الوطن".

وأعلنت هيئة كبار العلماء بالأزهر في بيان عام 1954 "انحراف هذه العصابة (تقصد جماعة الأخوان المسلمين) عن منهج القرآن في الدعوة". وجاء في البيان أنه "كان منهم من تآمر على قتل الأبرياء وترويع الآمنين وترصد لاغتيال المجاهدين المخلصين وإعداد العدة لفتنة طائشة لا يعلم مداها في الأمة إلا الله".

كانت إحدى الخطوات التي تجاسر على تنفيذها عبد الناصر هي السيطرة على جامع الازهر عام 1961، حيث أقر قانوناً بإعادة الهيكلة وأصبح تعيين شيخ الأزهر في يد رئيس الجمهورية.

وثمة تغييرات أجراها على المناهج الدراسية الأزهرية ومحتواها، فأدخلت مواد حديثة وكليات جديدة تشمل كلية الطب والهندسة، وذلك بهدف تقويض النخبة الدينية واستقطابها دون التخلص منها كقوة اجتماعية. وقام بإلغاء المحاكم الشرعية وتوحيد منظومة القضاء الوطني.

كما قام بعض علماء الأزهر أمثال محمد بن فتح الله بدران وعبد المغني سعيد والشيخ محمد عبد اللطيف السبكي رئيس لجنة الفتوي بالأزهر، بالذهاب إلى السجون وإلقاء الخطب والمحاضرات ومناقشة معتقلي الأخوان في المسائل الخلافية، التي يعتبرون فيها النظام خارجاً عن الدين وتصحيحها لهم أو تبريرها.

فقدم الشيخ السبكي دراسة يهاجم فيها كتاب سيد قطب "معالم في الطريق"، انتقد تجهيل قطب للمجتمع وتكفيره لهم حكاماً ومحكومين، واتهمه بأنه "متهوس وشبيه بإبليس ويقود الناس للمهالك ليظفر بأوهامه".

حقق الدين أغراضه كأحد الأسلحة النظرية التي اعتمد عليها النظام الناصري لتمرير سياساته وتمديد نفوذه الإقليمي خصوصا في الدائرة الإسلامية، لكن لم يكن المستهدف بالرغم من الطفرة الإجتماعية الإصلاحية التي شهدها المجتمع تعديل الفكر الديني وتقديم فهم مغاير لحقائق الدين يعتمد على العلم والمنهج العقلاني ويتوافق مع قيم الحداثة ودولة القانون ومبادئ حقوق الإنسان.

فظل الدين قائماً لم يمسه تغيير في بنيته وخطابه سوى ما كان يسعي إليه مكتب الشؤون الدينية في الاتحاد الاشتراكي، بإعداد البحوث التي تطابق بين الإسلام والاشتراكية، وتنفي عنها تهمة الإلحاد، فضلاً عن اجتماعاته الأسبوعية بشيوخ وأئمة المساجد ورجال الوعظ الإسلامي والمسيحي والمثقفين، لتنظيم محاضرات وتوزيع نشرات تشرح المفاهيم التنموية والإشتراكية وحقوق العاملين في الإسلام والرد على معارضيها.

فشريعة الله هي "شريعة العدل وهي شريعة المساواة، أما شريعة الرجعية فهي شريعة ضد الإسلام وضد الدين مهما تمسحت به"، والذي يريد أن يطبق الدين "لا يقسم الشعب إلى أسياد وشعب من العبيد. ده هو الكفر"، كما ردد عبد الناصر في أحد خطاباته عام 1961.

وفي هجومه على ملك السعودية قال: "بتطلع تقول لهم دي الاشتراكية ضد الدين، هم الناس مغفلين، الاشتراكية تكافؤ الفرص، والاشتراكية مساواة ما فيش أمير ولا فيش غفير، لا صاحب سمو ولا صاحب جلالة ولا فيش واحد بذقن ولا واحد مالوش، الاشتراكية ازاي تبقى ضد الدين إذا كنتوا يا أصحاب الدقون قايمين تتاجروا بالدين؟".

ويعد المفكر الماركسي أحمد عباس صالح من بين المثقفين الذي اعتمد عليهم عبد الناصر في محاولة تطويع نصوص الإسلام التي تدعم فكرة العدالة الإجتماعية وتبرز الصراع الطبقي في التاريخ الإسلامي، على أساس أن الرسالة المحمدية جاءت كضرورة لتأزم الوضع الإجتماعي وانسدادته التاريخية، وحل التناقض الطبقي وإعادة توزيع الثروة وتمكين المستضعفين في الأرض، وجرى الاستشهاد بتعبير الصحابي أبو ذر الغفاري الذي قال أن الناس شركاء في ثلاث "الماء والكلأ والنار".

وضع عباس صالح كتاباً بعنوان "اليمين واليسار في الإسلام"، اعتمد منهج التحليل الطبقي في عرض فصول التاريخ الإسلامي، وهدف من خلاله إلى "البحث عن النسب الحقيقي للثورة العربية الطليعية التي بدأت في مصر عام 1952، والتي تشير إلى انطلاق حضاري جديد واسع المدى"، إذ يؤكد أن "الدعوة الإسلامية لم تكن مجرد نحلة من النحل ولم تكن دعوة لنبذ الأصنام أو الاتجاه إلى التوحيد بل هي إلى جانب ذلك ثورة اجتماعية توفرت لها كل أسباب الثورة".

لكن ثمة منحى آخر يبرزه أحد خطابات عبد الناصر عام 1962، والذي يكشف عن وعي سطحي أو ربما خطاب شعبوي للعلاقة بين الدين والماركسية، يحصرها في نظرية الحادية أتباعها ينكرون الدين والرسل، وكأنه لا يتخطي التعريف الذي يروجه خصومه فيقع ضحية خطابهم ويتبنى مقولاتهم الشائعة والساذجة، ولايقطع الحبل السري بينه وبين الدين، الذي يبقي مرجعية سياسية وسلاح تكفير أو إيمان، يرسخه لدى المواطنين الذين يركن وعيهم إلى معاداة هذه النظرية التي تستفز إيمانهم وتحول بينهم وبين الله.

فيقول عبد الناصر: "الفرق الأول بيننا وبين الشيوعية هو ان احنا نؤمن بالدين وأن الماركسية تنكر الدين، وان احنا نؤمن بالرسل، والماركسية تنكر الرسل، أن الشيوعية تنكر الأديان، وتعتبرها أفيون الشعوب، واحنا بنؤمن بالله وحطينا ده ضمن المبادىء الأساسية، اعتبار الإيمان إيمان بالله لا يتزعزع".

ولكن في كل حال، كشفت هزيمة 1967 فشل عملية التحديث المحدود والجزئي الذي شمل عدة أنشطة وقطاعات، مثل زيادة عدد انشاء المدارس والمصانع، فالعناصر الجوهرية للدولة القديمة المتخلفة ظلت متماسكة لم يمسها جوهر التغيير، وظلت قيم الدولة الحديثة من المجتمع المدني وسيادة القانون والعلمانية والمواطنة غائبة ومغيبة عمداً.

ولم يكن النظام، في ظل تطبيقات ما عرف بالاشتراكية الناصرية، يهدف إلى تغييرات ثورية في بنية النظام الطبقي والإجتماعي المصري، ويدشن لوعي جديد قادر على استقبال تداعيات التغيير ويمتلك أدواته المعرفية وقيمه السياسية والإقتصادية الجديدة.

فكان نظام يوليو نفسه غير مؤهل لهذا المخاض بأي صورة ولا يملك آلياته وإنتاج كادر حداثي يصبح عضواً في الحضارة الحديثة بقيمها وإنتاجها المادي والعلمي.

وفي خضم هذه الأحداث والعوامل تكونت الحاضنة الأولى للمد الديني الإسلامي الذي شهدته مصر في سبعينيات القرن الماضي، من أحداث الفتنة الطائفية، وانتشار الحجاب بين الفتيات، وعدم الإختلاط بين الجنسين، ومنع الأنشطة الأدبية والفنية في الجامعات، ومن ثم سقطت شعارات النظام وتهاوت دعايته السياسية وقدم الإسلام السياسي نفسه بديلاً منافساً لما زعم أنهما سببا الهزيمة سواء الاشتراكية الملحدة أو القومية العربية.

وداخل هذه الصورة الملتبسة التي يتردد فيها موقع الدين بين عدة مواقع وأدوار تبدو متناقضة، يتكشف أن الإستخدام النفعي للدين يحصر الذهنية الدينية داخل الأساطير والإيمان بالغيبيات والحلول العجائبية، مهما بدا ثورياً وتقدمياً.

وبصورة أوضح يقول المفكر السوري صادق جلال العظم في كتابه "نقد الفكر الديني": "بعض الأنظمة التقدمية العربية وجدت في الدين عكازاً تتكئ عليها في تهدئة الجماهير العربية وتغطية العجز والفشل الذي كشفته الهزيمة عن طريق مماشاة التفسيرات الروحانية للانتصار الإسرائيلي والخسارة العربية".

ومن الأحداث التي رافقت الهزيمة كانت حادثة تجلي العذراء فوق إحدى كنائس ضاحية الزيتون عام 1968، والتي تبنتها وسائل الإعلام وروجت لها الصحافة باعتبارها ذات مغزى سياسي، وقالت الكنيسة في بيان: "سيكون هذا في نصرتنا لكي ترتفع الروح المعنوية لأن العذراء يحزنها ما جرى وهذا الظهور إشارة من السماء على أن الله لا يرضى عما يحدث في القدس وأن النصرة ستكون لنا بإذن الله".

واعتبر العظم أن ذلك هو إحدى المناورات التي استخدمتها الدولة "لتصفية آثار العدوان".

ووصف مؤلف "النقد الذاتي بعد الهزيمة" مأسوية هذا الحال بقوله إن تصوير الأطياف الروحانية وربط تحرير القدس والصمود في وجه العدو بظهور العذراء تجيء على لسان أجهزة إعلام بلد يعتبر نفسه ثورياً اشتراكياً كان يجب أن يضع إمكاناته الإعلامية في خدمة الشعب بغية تثقيفه لا بغية تضليله والشطط في متاهات الهلوسات الدينية وتزيين الخرافات بمظهر الحقائق العلمية.

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي التقى مسيحيي ودروز العبادية وزار قتالة: المستقبل واعد رغم الظروف الصعبة وأؤكد وجود علامات دولية على ان لبنان يبقى اللؤلؤة

السبت 23 تموز 2016

وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، العبادية وقتالة، في جولة راعوية يختتمها مساء في رأس الحرف، ويرافقه فيها راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، أمين سر البطريرك الخوري ايلي خوري ومدير المكتب الاعلامي المحامي وليد غياض.

بدأ الراعي جولته في العبادية التي وصل إليها عند الثانية من بعد الظهر، وقد رفعت في أحيائها صور كبيرة له، وكان في استقباله الأمين العام ل"حزب الوطنيين الاحرار" الياس ابو عاصي، رئيس بلدية العبادية عادل نجد وفاعليات البلدة.

ودخل البطريرك الماروني إلى كنيسة مار الياس، يرافقه كاهن الرعية الخوري ادمون ابو خليل. وألقى المطران مطر كلمة رحب فيها بالراعي قائلا له: "أهل البلدة كلهم، الموارنة والأرثوذكس والدروز يرحبون بغبطتكم، فهذه البلدة لها مركز خاص في الأبرشية لأنها عامرة بأهلها وهي تعمل من أجل الوحدة والسلام. نشكركم على هذه الالتفاته الأبوية، وندعو لكم ان يرعاكم الله لتقودوا سفينة الوطن الى شاطىء الامان في ما نتطلع اليه جميعنا".

وكانت كلمة للراعي شكر فيها لمطر ترتيب الزيارة، لافتا الى انها المرة الأولى التي يزور فيها البلدة "ولا سيما ان الزيارة جاءت لمناسبة عيد مار الياس الذي نلتمس منه الحماية وفيض النعم الالهية وقول الحق والدفاع عنه". وهنأ المجلس البلدي الجديد في البلدة، وقال: "باستطاعتنا اجراء الانتخابات النيابية وممارسة الديموقراطية والحفاظ عليها وما الانتخابات البلدية سوى الدليل على ذلك".

وتابع: "هذه الزيارة الراعوية واجب قانوني، على البطريرك ان يقوم بزيارة الابرشيات كل خمس سنوات، بمحبة كبيرة وفرح نقوم بهذه الزيارات في الداخل والخارج لنتعرف الى ابنائنا المؤمنين ونؤكد لهم انهم في قلبنا وفي صلاتنا. همومكم يحملها المطران الينا كدلالة على اننا جسم واحد متكامل رأسه يسوع المسيح والرباط الذي يجمعنا هو الروح القدس".

أضاف: "أزوركم اليوم تحت شعار خدمتي "شركة ومحبة" شركة في الله والاتحاد معه بصلاتنا ومن خلال الاسرار ولكن الملاحظ ان هذه العلاقة مع الله تشهد تغييرا للاسف، لذلك كان عزيزا على قلبي القيام بهذا العمل الراعوي التشديد على أهمية الارتباط بالله. لبنان بحاجة الى هذا الرباط، الخلافات والنزاعات فيه ادت الى الفراغ الرئاسي لان لا وحدة ونحن يجب الا نعيش في الخلافات بل بالوحدة والتكامل والتضامن، وما من وحدة نبنيها مع بعضنا من دون المحبة. بلدة العبادية متميزة بتعدد طوائفها وهنا لا بد من أن أشيد بزيارة سيدنا البطريرك (مار نصرالله بطرس) صفير منذ 15 سنة في اطار مصالحة الجبل ونحن نؤكد متابعة هذه المصالحة لكي تشمل كل الفئات".

وفي الختام، قدمت الرعية هدية تذكارية للراعي الذي توجه وسط الزغاريد والترانيم الى قاعة الكنيسة حيث التقى الاهالي.

قاعة البلدة

بعد ذلك توجه الراعي إلى قاعة البلدة، حيث التقى أبناء العبادية من طائفة الموحدين الدروز. وكان في استقباله ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن الشيخ غاندي مكاري، ممثل رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط هادي ابو الحسن، النائب حكمت ديب، النائب آلان عون، ممثل النائب طلال ارسلان نجله مجيد ارسلان، رئيس البلدية عادل نجد، عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ عماد فرج، رئيس اتحاد بلديات المتن الأعلى مروان صالحة، فاعليات سياسية وعسكرية ودينية وعدد من مشايخ البلدة والمنطقة والاهالي.

وقد رحب مقدم الحفل مروان النمر بالراعي والوفد المرافق، معددا مزايا البلدة "النموذجية". وقال: "يؤمن أبناء العبادية، في خضم موجة الارهاب التي تجتاح منطقتنا، ان صخرة الحياة لن تقوى عليها شياطين العالم، واننا اما ان نكون معا كجناحي طائر الفينيق او لا نكون، بمنطق الموروث الثقافي الحضاري لا بمنطق الثنائيات والاقليات".

ثم ألقى رئيس بلدية العبادية عادل نجد كلمة شدد فيها على أهمية زيارة البطريرك الماروني الى البلدة. وتوجه له بالقول: "بعد 9 عقود من الزمن على زيارة البطريرك مار انطونيوس بطرس عريضة، نعلن من العبادية، ونؤكد شراكتنا الكاملة الثابتة الدائمة معكم ومع رعيتكم. ان بلدتنا المتواضعة يا صاحب الغبطة تعايشت في ما بينها منذ بداية التاريخ كعائلة واحدة، ورغم الصعاب التي مر بها الوطن، وبعد المصالحة التاريخية، عاد الأبناء الى ربوعهم".

أضاف: "لقد دأب أبناء هذه البلدة، بعد نهاية الحرب، على تسهيل عودة اخوتهم. ولا زالوا بانتظار اكتمال هذه العودة افرادا ومؤسسات. وكنا نأمل من بعض الذين ولاهم الشعب ليتولوا مساعدته ان يكون لهم دور أكبر ومساهمة عملية في الوقوف على حاجات القرى التي لا زالت تعاني آثار الحرب. نشكركم على زيارتكم الكريمة".

وألقى الشيخ عماد فرج، كلمة مشايخ الموحدين الدروز وأهالي البلدة، فرحب بالحضور، خاصا بالذكر البطريرك الماروني والمطران بولس مطر. ونوه بالزيارة التي قام بها البطريرك انطون عريضة للبلدة العام 1936 "كدلالة على اهتمام البطريركية المارونية بالعبادية منذ القدم" وقال للراعي: "زيارتكم اليوم تضفي على بلدتنا رونقا، وتبارك وترسخ القيم التي عشناها على مر السنين. نتمنى عليكم دعوة الذين تركوا البلدة قسرا ان يعودوا اليها لأنها بحاجة لوجودهم".

وتابع مؤكدا للراعي ان "لقاء المصالحة التاريخي بين البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والنائب وليد جنبلاط، سيبقى محطة مضيئة في تاريخنا المعاصر، وانتم مستمرون بهذه المصالحة". وهنأه على تعيينه عضوا في المجلس الحبري للاعلام والتواصل من قبل البابا فرنسيس كدلالة على دوركم الفاعل، والكفاءة والثقافة التي تتمتعون بهما، وتأثيركم البالغ في المنطقة وفي الكنيسة".

وختم قائلا للراعي: "يؤسفنا، بما يخص الوطن، ان جميع نداءاتكم وتمنياتكم لم تلق آذانا صاغية من بعض نواب الأمة لانتخاب رئيس. ونحن نضم صوتنا إلى صوتكم ونقول لهم: إن سكت الشعب عجزا، فالتاريخ لن يسكت ولن يرحم".

بدوره، شكر البطريرك الماروني المتكلمين، وكذلك الحضور من ممثلي أحزاب ورؤساء روحيين، ورؤساء بلديات ومخاتير ومشايخ وآباء، وفاعليات مدنية وعسكرية، واهالي البلدة

وقال: "نعم، فرحي كبير اليوم بهذا اللقاء، في بلدة التعددية في الوحدة وصورة لبنان الحقيقية، انها أرض معطاء، تعرفنا إلى تاريخها الجميل ونتمنى ان تبقى ارض عبادة وتلاق. هذا ما نحن بحاجة اليه اليوم في بلدان الشرق، ولكن للبنان دور اساسي أكبر من غيره. تنوعنا نعيشه في هذه اللحظة، ليس من الناحية الدينية فحسب، بل من الناحية السياسية أيضا مع وجود كل أطياف المجتمع بيننا".

أضاف: "الشرق ممزق وهم يريدون من ذلك ان يقولوا انه لا يمكن للناس ان تتعايش. نحن نأسف للحرب المدمرة في سوريا والعراق واليمن، ولكن لبنان مدعو لكي يلعب دور الرسالة بهذا الشرق، لهذا يقتضي علينا المحافظة على هذا التنوع، كما انتم فاعلون. معكم نجدد قولنا من أجل حماية هذه التعددية لكي يكون عندنا رئيس للجمهورية، فالبلد من دونه كقصر من دون أبواب مشرع للسرقة والنهب".

وأردف قائلا: "كلنا نرى ان الاعتداء على خزينة الدولة يتزايد، ويتزايد معه فقر الشعب، ما دفع الكثير إلى الهجرة. وحفاظا على البلد والتنوع، نطالب السياسيين بانتخاب رئيس ليستمر لبنان كصاحب رسالة".

ووجه نداء إلى أبناء العبادية "ليعودوا إلى أرضهم الطيبة، فالقرية هي المدرسة التي تساعدنا على الحفاظ على طهارة ونقاوة شعبنا. من هنا أوجه نداء للبنانيين ان يحافظوا على أرضهم وممتلكاتهم ولا يبيعونها، الأنظمة السياسية تتغير وكل شيء يتغير ولكن مالك الأرض سيدها. حافظوا على ارضكم رغم كل الصعاب، ورغم وجود اخوة نازحين عددهم يغرق الشعب اللبناني، ولكن أؤكد لكم ان هناك علامات دولية تشير الى ان لبنان يبقى اللؤلؤة، لذلك يجب المحافظة على مؤسساته وشعبه وتراثه".

وختم مشددا على انه مهما تآمرت السياسات ومهما استعمل الحديد والنار، فلبنان سيواجه هذه التحديات ويبرهن انه قادر على تجاوزها".

وقدم رئيس واعضاء البلدية درعا تكريمية للراعي الذي بارك الحشود.

كنيسة مار جرجس

بعد ذلك زار كنيسة مار جرجس للروم الأرثوذكس، حيث استقبله كاهن الرعية الخوري متى السيقلي وابناء الرعية.

وبعد رفع الترانيم البيزنطية، رحب السيقلي بالراعي، معربا عن تقديره لهذه الزيارة، وقال له: "أهلا وسهلا بالأب الكنيسي لأنه أثبت انه لا يتفقد خراف كنيسته فقط وانما كل المؤمنين". وتمنى ان تتكرر هذه الزيارة.

ورد الراعي قائلا: "كنيسة مار جرجس هي كنيستنا أيضا، ونحن نلتمس شفاعته بفيض الخير والنعم على العبادية". وحيا بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي والمطران جورج خضر، ثم تسلم هدية تذكارية من كاهن الرعية.

كنيسة مار يوحنا المعمدان

ثم زار الراعي كنيسة مار يوحنا المعمدان، حيث استقبله كاهن الرعية ادمون ابو خليل، الذي رحب به وبالوفد، معتبرا ان الزيارة "تثبت الايمان بيسوع المسيح، والبقاء قلبا واحدا في أصالتنا. وقال له: "اليوم أنتم خليفة البطاركة، تحملون المحبة والعطف، ونؤكد شراكتنا مع الكنيسة كلها".

بدوره أشار الراعي إلى ان لهذه الجولة "أبعادا روحية ثقافية"، فهي "تندرح في إطار احتفالين: الأول، اليوبيل الفضي للمطران بولس مطر، والثاني مرور 15 سنة على مصالحة الجبل، مناسبتا فرح نعيشهما اليوم ونتجاوز من خلالهما الهموم والمشاكل التي نعيشها".

وقال: "تاريخنا غني بصعوباته ولكن شعبنا صمد في هذا الجبل، واستطاع بناء وطن نفتخر به. في العالم العربي، لبنان واحة رجاء ينظر اليه الجميع ويتنفسون به الحرية. الصعوبات التي نمر بها تقتضي منا التكاتف والتعاون للصمود أمام العاصفة التي لا بد ان تنتهي، تعبنا بالنتائج سنة 1948 وللأسف ننال اليوم نتائج ما يدور في هذا الشرق".

وختم بالقول: "نصلي على نية الكتل السياسية والنيابية، ليصلوا إلى تفاهم يؤدي إلى انتخاب رئيس للبلاد، لأن الفساد العارم لم يعد يطاق، وكذلك سرقة المال العام".

كنيسة مار بطرس

بعدها زار كنيسة مار بطرس، حيث كانت كلمة للمطران مطر نوه فيها بجهود ابناء البلدة "وسعيهم لتثبيت العيش المشترك". ووجه تحية لأبناء الرعية، داعيا إياهم إلى "تثبيت إيمانهم بربهم وببعضهم". وقال: "لبنان مريض ونحن من علينا ان نعالجه، لأننا مسؤولون".

بعد ذلك توجه الراعي إلى قتالة.

قتالة

ومن العبادية انتقل الراعي إلى قتالة، حيث أقيم له استقبال شعبي حاشد وسط عزف لفرقة كشافة الأرز، ودخل الى قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان التي هي قيد الإنشاء، ليمنح البركة للمؤمنين والحضور من فاعليات رسمية وإجتماعية.

وألقى المختار طوني أبو حيدر كلمة ترحيبية نوه فيها ب"الزيارة الأولى في تاريخ البلدة لبطريرك ماروني، والتي جاءت اليوم لتؤكد وجودنا المسيحي في هذه المنطقة، وتزرع الأمل والرجاء".

وسأل أبو حيدر الراعي "الدعم والبركة لإستكمال بناء الكنيسة"، شاكرا المطران مطر على اهتمامه بأبناء الرعية، وسأله العمل على "تعزيز الوجود المسيحي في قرى الجبل".

ثم ألقى كاهن الرعية منير عون كلمة أكد فيها "أن البلدة خالية من المشاكل ولا ينقصها الا الدعم لتشجيع أبنائها على العودة اليها". وقدم للراعي كتابا عن الفن الأيقوني.

ثم تحدث الراعي فثمن جهود المطران مطر لمساعدة أبناء رعيته على البقاء في الجبل والإهتمام بهم، وقال "قتالة بلدة صغيرة لكنها كبيرة بشعبها الذي بإيمانه أعاد إعمار بيوته".

ودعا أبناء البلدة إلى الحفاظ على أرضهم "لأن المستقبل واعد رغم الظروف الصعبة". وأكد "أهمية التعاون مع الكنيسة والمسؤولين للحفاظ على بلدنا". وشكر فوج كشافة الأرز على مرافقته وعزفه الأناشيد الترحيبية، آملا أن "تبقى هذه الأرض الطيبة علامة أمل ورجاء لأبنائها، لأنه ليس صدفة أن تتخذ منها مطرانية ببيروت مركزا لإستقرارها".

ويزور الراعي بعد ذلك رأس الحرف حيث يترأس قداسا في كنيسة السيدة، ثم يستقبل أهالي البلدة، ويلي ذلك عشاء في قاعة الكنيسة. وبعد محطة في دير مار الياس الكحلونية للرهبانية البلدية، يختتم جولته عند الساعة العاشرة مساء.

 

 كنعان دعا المستقبل لتصحيح الخلل الرئاسي والنيابي: أي حل للملف المالي يجب ان ينطلق من الدستور

السبت 23 تموز 2016 /وطنية - أكد أمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان أن "التيار الوطني الحر لا يراهن على اي تطورات خارجية، ومبادراته دائما لبنانية للوصول الى حل لبناني"، نافيا طرح موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، "فموقفنا مبدئي من كل تمديد بغض النظر عن رأينا بالاشخاص". ورأى أن "المطلوب معالجة ميثاقية دستورية صحيحة لملفات الرئاسة وقانون الانتخاب والمال"، مشيرا الى أن "هناك ازمة وجودية، ونحن ذاهبون الى الحوار لا للعتب وتحميل المسؤوليات بل للخروج بحلول جوهرية للازمة".

وقال كنعان في تصريح: "لسنا مفرطين في التفاؤل الرئاسي، لكن المتغيرات الداخلية والمؤشرات الخارجية تصب في خانة الحل الرئاسي كمفتاح لكل الحلول. والعماد ميشال عون هو المرشح الجدي لانهاء الشغور"، مضيفا: "اي حوار بالنسبة الينا يهدف للوصول الى تفاهم لا صفقة، ومن الطبيعي ان يحاول البعض رفع السقف قبل ثلاثية حوار آب. وبالنسبة الينا، موقفنا من قانون الانتخاب لا يزال مع الارثوذوكسي، لكننا منفتحون على النقاش دون تبني اي اقتراح آخر حتى الآن".

وتابع: "نحن منفتحون على حوار آب وفق الحلول الميثاقية، واللحظة الدولية مشجعة وتترافق مع اجواء داخلية. وهناك حرص فرنسي وتشجيع على الوصول الى قواسم مشتركة لبنانية - لبنانية. وموقفنا على طاولة الحوار سيكون مع حل رئاسي يحترم الميثاق وارادة المسيحيين والقواسم المشتركة مع الشركاء".

وأشار كنعان الى أن "تواصلنا مع "تيار المستقبل" موجود، والاهم من البحث هو الوصول الى قواسم مشتركة"، معتبرا أن "افق الحلول ليس مغلقا وهناك فرصة قابلة للتبلور سلبا ام ايجابا في الشهرين المقبلين او ندخل في نفق لا تعرف نهايته".

واعتبر انه "من غير السليم ان يقف المستقبل في وجه القرار المسيحي بترشيح عون للرئاسة"، مشددا على أن "المستقبل مطالب بقرار جريء للوصول الى قواسم مشتركة في الرئاسة وقانون الانتخاب حفاظا على الشراكة والميثاق".

وقال: "نحن لا نرفض تيار المستقبل كأكثرية في الطائفة السنية، ولا يمكن ان يرفضنا كممثلين للمسيحيين في المعادلة"، لافتا إلى أن "ما نقل من كلام عن موقف سلبي من رئيس المجلس النيابي نبيه بري من وصول العماد عون للرئاسة لم يصلنا رسميا".

وتطرق الى ملف النفط، فقال: "لم نضع ملف النفط في مقابل الرئاسة في اي لحظة ولسنا بهذا الوارد. والواقع، ان هناك تدرجا في العلاقة مع بري، بدأ بحل تقني لملف النفط، ونأمل في ان يدفع باتجاه توسيع رقعة التفاهم، من دون ان يكون هناك اي ترابط بين الملفات"، لافتا إلى أن "حل ملف النفط، هو اتفاق تقني يحرص على الشفافية والتنافسية المطلوبة والصدقية الدولية، على ان يطرح على مجلس الوزراء لاننا لا نختصر المؤسسات ولا الجميع".

وأكد كنعان أن "قانون الستين غير وارد بالنسبة الينا و"القوات"، وهناك اجتماعات لقواسم مشتركة على صعيد قانون الانتخاب، ونحن نبحث عن صيغة تؤمن المناصفة والبحث جدي للوصول الى حل. كما نحاول الجمع بين الواقعية والمبدئية للوصول الى صيغة مشتركة لقانون الانتخاب والمنحى ايجابي، وهناك بحث داخلي في تيار "المستقبل" حتى بأن النسبية مطلب الجميع". وعن الوضع الداخلي للتيار، قال: "التيار يخوض تجربته الاولى في التطور الديموقراطي الحزبي، والفرصة معطاة للقاعدة لابداء رأيها، والانتخابات التأهيلية تعطي الفرصة امام الحزبيين للتقدم والخضوع لاستفتاء القاعدة وخياراتها. واليوم، هناك مسؤولية على عاتقنا للاستمرار، لان اللبنانيين اولونا ثقتهم، وعلينا عدم الاستقالة من المهمة"، داعيا كل "الرفاق في التيار لحصر نقاشاتنا ووجهات نظرنا المختلفة داخل الاطر الحزبية، فالنقاشات عبر الاعلام ليست لمصلحة التيار، لاسيما ان هناك من يحاول استغلالها لاهداف سياسية لا علاقة لها بنا جميعا"، ومؤكدا أن "الاعتراض يكون داخل الاطر الحزبية واذا لم يصل المعترضون الى نتيجة عندها لكل حادث حديث". وفي الشق المالي، قال كنعان: "نطالب بالموازنة وندعم موقف وزير المالية (علي حسن خليل) على هذا الصعيد، كذلك نطالب بأن تحال الينا ما توصلت اليه الوزارة على صعيد الحسابات المالية. فلا يمكن الهروب الى الامام من واقع غياب الحسابات السليمة والمدققة. ونحن لم نتراجع يوما عن الاصلاح المالي وموقفنا نعبر عنه داخل المؤسسات وفي لقاءاتنا مع كل الكتل". وأكد "أن أي اتفاق سياسي يجب ان ينطلق من احترام الدستور والقانون وغير ذلك غير ممكن على الصعيد المالي"، مضيفا: "لبنان مطالب بتعديل قوانين لها علاقة بالسرية المصرفية او سيتم ادراجه ضمن اللائحة السوداء، وهناك متطلبات دولية كبيرة من لبنان والملف المالي يجب ان يوضع على طاولة الحوار ويسحب من التجاذبات. ونحن نعتبر أن الملف المالي يجب ان يعالج لمرة اخيرة وفق الدستور والخروج من الشرنقات ومراعاة مصلحة البلاد بشفافية".

وعما حققه الاتفاق المسيحي، قال كنعان: "الاتفاق المسيحي - المسيحي قد يكون الايجابية الوحيدة برأيي منذ العام 2005 حتى اليوم، بالاضافة الى تفاهم التيار مع حزب الله. وقد شكل قاعدة ميثاقية مقررة ومعترضة في المسائل الاساسية. وتمكنا من الدفع في اتجاه اقرار استعادة الجنسية، واطلاق الورشة التشريعية في قانون الانتخاب. واليوم، نحضر مع "حزب القوات" لسلسلة من الاقتراحات لطرحها وبحثها مع الكتل الاخرى. وقد خلقنا معه دينامية جديدة، وبدل لعن الظلام فليسهم معنا الجميع في اضاءة الشمعة".

 

المجلس الاعلى للروم الكاثوليك دعا الى تأمين المستلزمات الأساسية لتمكين أهالي القاع من الصمود

السبت 23 تموز 2016 /وطنية - عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك إجتماعا إستثنائيا في أبرشية بعلبك برئاسة نائب الرئيس الوزير ميشال فرعون وحضور الأمين العام العميد شارل عطا، النائب مروان فارس، الوزير السابق سليم جريصاتي والمطران الياس رحال والاعضاء.

وإستمعت الهيئة التنفيذية إلى شرح مسهب من رئيس بلدية القاع بشير مطر حول الأحداث الأليمة التي شهدتها البلدة وما أسفر عنها من سقوط شهداء وجرحى، كما استفسرت عن الأوضاع حاليا وحاجات الأهالي ومطالبهم التي تساعدهم على البقاء في أرضهم وتأمين حياة كريمة وآمنة لهم.

وبعد المناقشة، صدر عن المجتمعين بيان جاء فيه:

أولا: حيا المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك الوقفة البطولية المشرفة التي وقفها أهالي القاع في التصدي للإرهابيين، وإعتبر بلدة القاع من بلدات المواجهة وهي بحكم موقعها تعتبر خط الدفاع الأول عن لبنان ضد الإرهاب وهذا ما برهنته الأحداث الأخيرة وسقوط الشهداء والجرحى دفاعا عن كل الشعب اللبناني، وهو يدعو جميع مؤسسات الدولة للوقوف إلى جانبها وصرف المساعدات العاجلة لأهالي الشهداء والجرحى. كما يدعو مجلس الوزراء الى إحالة جريمة القاع الى المجلس العدلي.

ثانيا: إن قضية القاع ليست كاثوليكية ولا مذهبية، بل هي قضية وطنية بامتياز وتعني جميع اللبنانيين وتقع على مسؤولية الدولة بأجهزتها كافة، بدءا من الحكومة المطالبة بالقيام بواجبها تجاه هذه المنطقة والمناطق المجاورة لها والقريبة من الحدود السورية، والتي تدفع ثمنا باهظا بالنيابة عن لبنان كله.

ثالثا: رأى المجلس الأعلى أن التعاطف الواسع الذي جرى مع أهالي القاع يجب أن يترجم على أرض الواقع من خلال معالجة ما يعانيه الأهالي منذ سنوات وسنوات، وعلى رأس المطالب:

أ- ‌الإسراع في إتمام عملية فرز الأراضي ووضع حد للتعديات الحاصلة على أملاك أهالي القاع بخاصة في منطقة المشاريع.

ب- تأمين ايصال مياه الري -وهي من الحقوق التاريخية لأهالي القاع- عبر قساطل منعا للتعديات الحاصلة عليها على طول مجراها.

ت- تجهيز آبار خاصة بمياه الشفة وتأمين إستمرارية ضخ مياهه.

ث-‌ دفع مستحقات القاع من الصندوق المركزي للمهجرين والتي ما زالت تقبع في أروقة الوزارة منذ سنوات وسنوات.

ج- ‌تنظيم وجود وضبط حركة النازحين السوريين المتواجدين في مشاريع القاع.

ح- ‌إقامة ثكنة للجيش اللبناني في مشاريع القاع اذ في ذلك طمأنة للجميع.

رابعا: يطالب المجلس الأعلى الحكومة اللبنانية بإحداث مجلس خاص بمنطقة البقاع الشمالي شبيه بمجلس الجنوب، يعمل على تأمين المستلزمات الأساسية لتمكين أهالي المنطقة من الصمود في بلداتهم ومواجهة المتاعب والمصاعب التي يعانون منها على صعيد تجهيز البنى التحتية والخدمات الصحية وغيرها، وتوفير بيئة مؤاتية للإستثمار، بخاصة في مجال تصنيع الإنتاج الزراعي وتأمين تصريفه في الأسواق المحلية والخارجية.

خامسا: أكد المجلس الأعلى تصميمه على متابعة المطالب المذكورة أعلاه وصولا إلى تأمينها بكافة السبل المتاحة بدءا في دعم بلدية القاع المنتخبة حديثا بشريا وتجهيزيا للقيام بالمهام الملقاة على عاتقها قانونيا، والتعاون مع بلديات القرى المجاورة، ويوجه شكره إلى جميع اللبنانيين الذين تعاطفوا مع الأهالي ماديا ومعنويا".