المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 تموز/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.july29.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ

شَاوُل، شَاوُل، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ علَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ ٱلمِهْمَاز!. فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَا رَبّ ؟ . فقَالَ ٱلرَّبّ : أَنَا هُوَ يَسُوعُ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

ثورة نعيم عون على هرطقات عمه والصهر جبران محقة وعادلة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 29/7/2016

مصدر نيابي في «المستقبل» لـ»السياسة»: مصير الاستحقاق الرئاسي لدى «حزب الله» وأي كلام آخر مضيعة للوقت

مصادر وزارية لـ «السياسة»: مقبل أعطى إشارة التمديد لقهوجي

المعترضون في "التيار" سيبقون "أم الصبي" ولن ينشقّوا تجنب أخطاء أحزاب أخرى ولكن زمن الصمت انتهى/رضوان عقيل/النهار

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 29 تموز 2016

السيد نصر الله: المشروع السعودي لا مستقبل له.. والتطبيع بالمجّان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

من هو إسماعيل زهري الذي تكلم عنه نصرالله؟

الحريري عبر تويتر:السعودية تاج مرصع بالخير وعنوان لن ينكسر للدفاع عن قضايا العرب والمسلمين

فرنجية بعد لقائه بري: لن أنسحب من المعركة ما دام هناك من يؤيدني

الاحرار: لا أولوية تفوق ملء الشغور الرئاسي الكفيل بتفعيل المؤسسات وانتظامها

 حرب: لا معطيات تدل على حلحلة قريبة في ملف الرئاسة

 لقاء في عين داره منعا لتنفيذ معمل الاسمنت: لتقديم الطعون والتمسك بحق البلدية بعدم اعطاء رخصة الانشاءات دون سواها

جنبلاط عبر تويتر: البدع السخيفة في الجيش التمديد للبعض على حساب القانون

8 آذار ترد على "عريضـة 14 التهويلية" حــــول نســـف الطائــف: متمسكون به مع تعزيز صلاحيات المسيحيين.. ولو اردنا المثالثة لحصلنا عليها

الحراك الشعبي الى الشارع عشـــية الحوار وخلاله رافعـا لـواء "النسـبية": استعداد للتعاون مع القوى السياسية التي تؤيد القانون شرط إقرانها القول بالفعل

هل يستدعى نائب متني إلى المحكمة العونية قريبا؟/التيار يفصل نصــرالله وعـون وعبس "غيابيـا"

فادي عبود: إعطاء المعارضة العونية حقها في ابداء الرأي/ الحل الرئاسـي أقرب بفعل الانفراجـات الاقليميــة

هل يقود ميثاق الشرف الأمني عين الحلوة إلى الاستقرار؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ماذا يفعل قائد باسيج إيران في القنيطرة السورية؟

النصرة" تحاول حماية رأسـها وتخفيـف وطـأة الخنـاق المفروض عليـها/انفصال "الجبهة" للتكيف مع مستجدات الميدان وحجز موقع في مستقبل سوريا

تايمز": القاعدة تريد الاستيلاء على سوريا

"الجريدة": الاسد لـ نتنياهو: ساعدني فأضمن آمن اسرائيل

مقتل شرطي أميركي وإصابة آخر بالرصاص في سان دييغو

 وزير خارجية تركيا: الجيش التركي سيواصل مكافحة داعش

مقتل شرطي واصابة آخر بالرصاص في سان دييغو في الولايات المتحدة

الامم المتحدة تعرض الاشراف على الممرات الانسانية في حلب

اردوغان اتهم جنرالا اميركيا بالانحياز الى الانقلابيين

كلينتون قبلت رسميا ترشيح الديموقراطي لها لخوض انتخابات الرئاسة

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

محنة الديموقراطية في الأحزاب اللبنانية/نوفل ضو/جريدة الجمهورية

إحتضار تيّار/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

الرئاسة: هل التفاؤل في مكانه/علي حماده/النهار

نصرالله : بعد حلب مكة/احمد عياش/النهار

كل الأحزاب في الأزمة سواسية/جورج بكاسيني/المستقبل

فرنجية يرسم حداً لحملات الضغط المنافسة الاستحقاق النيابي بدأ يضيق الهامش الرئاسي/روزانا بومنصف/النهار

لبنان يعدّل سياسته حيال اللاجئين السوريين: هيئة عربية لدعم العودة وانتزاع اعتراف دولي بها/سابين عويس/النهار

العروبة المُحتجزَة/حسين الحسيني/النهار

العالم الاسلامي يلاحق الوحوش الافتراضية/غسان حجار /النهار

كنعان: لسنا في صفوف 8 آذار.. الرياشي: مصالحتنا مصالحة البيت الواحد/مستيكا الخوري/موقع القوات اللبنانية

هواجس "مستقبلية"/شارل جبور/ليبانون فايلز

سكان المربع الأمني في الضاحية: "حزب الله" نسينا/سارة حطيط/المدن

الدستور الإيراني والإرهاب/محمد الباهلي/الإتحاد

مسؤوليات النخب العربية إزاء مخاطر حرب الأديان وتشويه الإسلام/د. خطار أبودياب/العرب

تداركوهم قبل لبس الأحزمة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

صدق أو لا تصدق/غسان شربل/الحياة

تجويف القرار 2254/وليد شقير/الحياة

محاولة لاستعادة الفرصة الضائعة/حسام عيتاني/الحياة

معركة صعبة امام هيلاري ومزاج الاميركيين قد يأتي بترامب/راغدة درغام/الحياة

 ثلاث ملحوظات على تناولات عربيّة لتركيا/ياسين الحاج صالح/الحياة

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 زهرا في لقاء سياسي في جبيل: رئاسة الجمهورية مصادرة ومعلقة والقرار الإقليمي لم يتخذ بالإفراج عنها

جعجع امام وفد من تنورين: حزب الله غير جدي في ترشيح عون الى الرئاسة

مطران جبل لبنان للسريان الارثوذكس ثاوفيلوس جورج صليبا: زعم قتل السريان الارثوذكس 350 راهبا في دير مار مارون خرافة استنبطها اعداؤهم وتجن على التاريخ والحقيقة

كنعان في لقاء لمحازبي الوطني الحر في المتن الشمالي: لا تختاروا من لا يقدر على تحويل أحلامكم الى واقع

الراعي استقبل فتفت ومساعد البابا وترأس اجتماع مكتب التنسيق بين المؤسسات المرتبطة بالبطريركية المارونية

عون التقى سفير مصر ووزير العمل ومجالس بلدية قزي: لانتخاب رئيس ذي صفة تمثيلية والانفتاح على كل المفاوضات لاعادة النازحين

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ

إنجيل القدّيس لوقا12/من49حتى53/:قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ! وَلي مَعْمُودِيَّةٌ أَتَعَمَّدُ بِهَا، وَمَا أَشَدَّ تَضَايُقِي إِلى أَنْ تَتِمّ! هَلْ تَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ أُحِلُّ في الأَرْضِ سَلامًا؟ أقُولُ لَكُم: لا! بَلِ ٱنْقِسَامًا! فَمُنْذُ الآنَ يَكُونُ خَمْسَةٌ في بَيْتٍ وَاحِد، فَيَنْقَسِمُون: ثَلاثةٌ عَلَى ٱثْنَيْن، وٱثْنَانِ عَلى ثَلاثَة! يَنْقَسِمُ أَبٌ عَلَى ٱبْنِهِ وٱبْنٌ عَلَى أَبِيه، أُمٌّ عَلَى ٱبْنَتِهَا وٱبْنَةٌ عَلَى أُمِّهَا، حَمَاةٌ عَلَى كَنَّتِها وَكَنَّةٌ عَلَى حَمَاتِها!».

 

شَاوُل، شَاوُل، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ علَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ ٱلمِهْمَاز!. فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَا رَبّ ؟ . فقَالَ ٱلرَّبّ : أَنَا هُوَ يَسُوعُ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ

سفر أعمال الرسل . 26,1-2a.6-10.12-19/:"يا إِخوَتِي : قَالَ أَغْرِيبَا لِبُولُس: «يُؤْذَنُ لَكَ بِٱلْكَلامِ عَنْ نَفْسِكَ». حِينَئِذٍ بَسَطَ بُولُسُ يَدَهُ، وأَخَذَ يُدَافِعُ عَنْ نَفْسِهِ فَقَال: «أَيُّهَا ٱلمَلِكُ أَغرِيبَا، إِنِّي أَحْسَبُ نَفْسي سَعِيدًا، إِذْ أُدَافِعُ عَنْ نَفْسي أَمَامَكَ في كُلِّ مَا يَتَّهِمُنِي بِهِ ٱليَهُود، وٱلآنَ أَنَا وَاقِفٌ أُحَاكَمُ عَلى رَجَاءِ ٱلوَعْدِ ٱلَّذِي وَعدَ بِهِ ٱللهُ آباءَنَا، ويَرْجُو تَحْقِيقَهُ أَسْبَاطُنَا ٱلٱثْنَا عَشَرَ في مُوَاظَبَتِهِم عَلى عِبَادَةِ ٱللهِ لَيْلَ نَهَار. فَمِنْ أَجْلِ هذَا ٱلرَّجَاء، أَيُّهَا ٱلمَلِك، يَشْكُونِي ٱليَهُود. لِمَاذَا تَرَوْنَ غَيرَ جَدِيرٍ بِٱلتَّصْدِيقِ أَنَّ ٱللهَ يُقيمُ ٱلأَمْوَات؟ فَأَنَا كُنْتُ رَأَيْتُ مِنْ وَاجِبي أَنْ أُقَاوِمَ بِشَتَّى ٱلوَسَائِلِ ٱسْمَ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيّ. وهذَا مَا فَعَلْتُهُ في أُورَشَليم، فَقَدْ نِلْتُ سُلْطَانا مِنَ ٱلأَحْبَار، فَطَرَحْتُ أَنَا بِنَفْسِي في ٱلسُّجُونِ قِدِّيسينَ كَثيرين، وكُنْتُ مِمَّنِ ٱقْتَرَعَ على قَتْلِهِم. ولَمَّا كُنْتُ ذَاهِباً إِلى دِمَشْقَ بِسُلْطَانٍ وَإِذْنٍ مِنَ ٱلأَحْبَار، رَأَيْتُ ، أَيُّهَا ٱلمَلِك، على ٱلطَّرِيق، في مُنْتَصَفِ ٱلنَّهَار، نُورًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ يَفُوقُ لَمَعَانَ ٱلشَّمْسِ وقَدْ غَمَرَنِي أَنَا وٱلذَّاهِبينَ مَعِي. فَسَقَطْنَا جَمِيعُنَا على ٱلأَرْض، وسَمِعْتُ صَوْتًا يَقُولُ بِٱللُّغَةِ ٱلعِبْريَّة: شَاوُل، شَاوُل، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ علَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ ٱلمِهْمَاز!. فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَا رَبّ ؟ . فقَالَ ٱلرَّبّ : أَنَا هُوَ يَسُوعُ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. ولكِنْ قُمْ وَقِفْ على قَدَمَيْك، فقَدْ تَراءَيْتُ لَكَ لأَجْعَلَ مِنْكَ خَادِمًا وشَاهِدًا على مَا رَأَيْتَنِي فِيه، وعلى مَا سَوْفَ أَتَرَاءَى لَكَ فِيه. وأَنَا أُنْقِذُكَ مِنْ شَعْبِكَ ومِنَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ أُرْسِلُكَ أَنَا إِلَيْهِم، لِتَفْتَحَ عُيُونَهُم فَيَعُودُوا مِنَ ٱلظَّلامِ إِلى ٱلنُّور، ومِنْ سُلْطَانِ ٱلشَّيْطَانِ إِلى ٱلله، فَيَنَالُوا، بِإِيْمَانِهِم بِي، مَغْفِرَةَ ٱلخَطَايَا ومِيرَاثا مَعَ ٱلمُقَدَّسِين. ومِنْ ذَلِكَ ٱلحِين، أَيُّهَا ٱلمَلِكُ أَغْرِيبَا، مَا عَصَيْتُ ٱلرُّؤْيَا ٱلسَّمَاوِيَّة".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

ثورة نعيم عون على هرطقات عمه والصهر جبران محقة وعادلة

الياس بجاني/28 تموز/16

وضع نعيم عون ثورته الإعلامية والتعروية النوى والهوى على ما يسمى”التيار الوطني الحر: تحت عناوين ثلاثة هي:

المبدأ

الأخلاق

الجرأة

وبرر ما يقوم به من “نشر غسيل” وسخ ونتن وفاضح وكاشف ولابط ب 3 أهداف رئيسة هي:

ليعرف الناس أن الوفاء لم يمت

ليعرف الناس أن الخير لم يمت

ليعرف الناس أن العفو لم يمت

نحن ورغم اختلافنا الكلي والعضوي 100% مع كل خيارات نعيم عون الوطنية والسياسية لجهة تماهيه الكامل قولاً وأفعالاً مع تحالف عون-محور الشر وكل متفرعات هذا التحالف الذمي والتقوي والطروادي المناقضة لكل ما هو لبنان ولبناني ومسيحي ومسيحيين، وهي خيارات لم يحصد منها لبنان وأهله وتحديداً المسيحيين غي المصائب والكوارث، إلا أننا وبعد مشاهدة مقابلة نعيم الأولى مع تلفزيون الجديد وأمس مقابلته مع وليد عبود/ال أم تي في تكونت عندنا قناعة أن هذا الشاب هادئ ورصين ويحترم عقول وذكاء الآخرين. كما أنه متواضع وشجاع ومطلع ويتمتع بقدر كبير من المعرفة والأهم أنه صادق في ثورته ومحق بما يعترض عليه، وبالتالي من واجب كل لبناني سيادي أن يسوٌق لمقابلاته ولطروحاته وذلك ليعرف كل الشعب اللبناني حقيقة ميشال عون وصهره جبران وليدرك هذا الشعب بالمحسوس والملموس والمثبت كم أن شركتهما المسماة تيار وطني حر هي غير لبنانية، وغير مسيحية وزبائنية ومصلحية ونفعية وطروادية وأنها شركة تجارية هي أبشع بكثير من مغارة علي بابا والأربعين حرامي.

يبقى إن ثقافة كارثية شركة عون – باسيل العائلية والتجارية هي نفسها وربما 100 مضاعفة موجودة ومتأصلة في ثقافة وممارسات كل شركات أحزاب لبنان التي حقيقة لا علاقة ولا صلة لها بأي شكل من الأشكال بالأحزاب الموجودة في بلاد الغرب حيث الحرية واحترام الحقوق والديموقراطية والتناوب على السلطة.

في الخلاصة، إن أخطر ممارسات الزلم والهوبرجية وربع الزحف المنتمين لكل الأحزاب في لبنان هي أنهم يساهمون بفرح وهبل في عملية تحويل أصحاب شركات الأحزاب إلى أصنام .. ثم يعبدون هذه الأصنام ولكن عندما يعترض أي منهم على أي شأن له علاقة بهؤلاء الأصنام ينتهي المعترض مصاباً بكسور وجروح من جراء ضرب رأسه بالصنم.. والطبع النتيجة معروفة سلفاً وهي تتكرر باستمرار مع كل معترض من داخل شركة من شركات الأحزاب.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 29/7/2016

الجمعة 29 تموز 2016

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

مفردات عدة رائجة هذه الأيام، من شأنها أن تزداد لهيبا في شهر آب:

- فحلب قد تكون لممرات إنسانية بطلب روسي، لا تستكين له الادارة الاميركية، التي تحذر من تدمير التعاون.

- جبهة النصرة، والتحول الى جبهة فتح الشام، لم تنتزع بعد ارتياحا أميركيا لإمكان وضعها في مواجهة داعش.

- اليمن الذي تدفعه حركة الحوثي - صالح في إنشاء مجلس حكم قد يشهد في الساعات المقبلة موت المفاوضات في الكويت.

- الانتخابات الرئاسية الاميركية تشهد حماوة في مهرجانات كل من المرشحين كلينتون وترامب، وسط اتهام الديمقراطيين للجمهوريين بالتنسيق مع الرئيس الروسي.

كل هذه التطورات في الخارج، نتناولها في سياق النشرة بعد التوقف مع أبرز التحركات والمواقف المحلية.

البارز إعلان النائب سليمان فرنجيه من عين التينة أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي، وتأكيد اللقاء التشاوري على الاستثمار المربح في الأمن، والتحضيرات لعيد الجيش، وجولة الأمين العام لتيار المستقبل في البقاع.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طالب الحكومة بأن تبادر وتتخذ موقفا مما يجري في بلدة الغجر، في مواجهة الاجراءات الاسرائيلية لتثبيت هيمنتها على الجزء اللبناني. ودعا الى معالجة ما تم في التعاطي مع موريتانيا وما لحق بها من إساءة خلال انعقاد القمة العربية. واشار نصرالله الى الملفات الضاغطة والخطيرة ومنها تلوث الليطاني والقرعون، وشدد على عدم تغطية أحد واتخاذ إجراءات صارمة حقيقية تمنع التلوث وتحمي الناس، قائلا: أي تهاون يعني حماية القتل.

وتناول السيد نصرالله ملف المياه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

لا تغيرات سياسية داخلية، كل يستعد لحوار الاسبوع المقبل وفق قناعاته وثوابته، ولا سيما ما يتعلق برئاسة الجمهورية، هذا ما عكسه كلام النائب سليمان فرنجية بعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة، زعيم المردة تحدث عن استراتيجية واحدة ورؤية موحدة مع رئيس المجلس الى حد الاتفاق مئة بالمئة كما قال حول الاستحقاق الرئاسي.

فرنجية انطلق من بقاء مبادرة الرئيس سعد الحريري قائمة، فلا رئيس المستقبل بدل من طرحه ولا زعيم المردة قرر التخلي عن ترشحه، فكل تسريب في الاعلام حول نية انسحابه عار من الصحة، وحده الاتفاق الوطني والاجماع على أي شخص يفرض انسحاب فرنجية لا غير.

اجواء التيار الوطني الحر كانت على حالها كما قال ماريو عون على قاعدة اما عون رئيسا للجمهورية او عون رئيساً للجمهورية، الوزير السابق عكس جوا تفاؤلا الى حد حديثه عن استعداد نواب في المستقبل للتصويت للجنرال او اعطاء الحرية لهم، لكن اجواء التيار الازرق كانت مناقضة، فالاتفاق تم ولا تداول بامكانية تبني عون مرشحاً للرئاسة حصل، وعلى هذا الاساس كل يحمل ترشيحه الى طاولة الحوار في عين التينة على وقع انشغال عواصم العالم عن لبنان.

الامريكيون مهتمون بانتخاباتهم الرئاسية وبمشاريع اتفاقهم مع الروس، وموسكو تعطي الاولوية لسوريا في ظل تبدل وقائع الميدان لصالح الجيش السوري بدءا من حلب التي غيرت وجه معارك الشمال.

جبهة النصرة وصفت نفسها فتح الشام لكن الجوهر هو ذاته والالتزام العقائدي نفسه والدليل اذن ايمن الظواهري للجولاني بالتعديل، ما يعني ان تلك الجماعة القاعدية التي تعتمد على متشددي التنظيم من ايغور وقوقازيين وتركستانيين في كل معاركها السورية ستبقى هدفاً للاميركيين والروس والجيش السوري وباقي الحلفاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

كل المؤشرات الإيجابية تتراكم ... قبل أسابيع كنا وحدنا المتهمين بارتكاب جرم التفاؤل ... اليوم يبدو أننا نجحنا، على الأقل، في نقل العدوى ... صارت الأصوات القائلة بقرب الحل، أكثر عددا من تلك المائلة إلى نظرية الحائط المسدود ... والأهم أن المبشرين بالرئاسة صاروا أعلى رتبة ومرتبة وترتيبا ... من الناعين للدولة ... هكذا بات الفرز واضحا في البلاد ... كل الزعماء والأقطاب ... يسعون إلى حل.

يتشاورون حوله عشية خلوة آب، وحول مواعيد ما بعدها ... ففي النهاية، الحق وحده أكثرية. فكيف بأكثرية مع الحق ... الأكثرية والحق شرطان لمعالجة كل الأزمات. من الرئاسة وبناء الدولة وإقرار قانون انتخابات عادل ... وكل ما يشكل سلة التسوية الميثاقية ... وصولا إلى ملفات المواطن الملحة، من ماء وكهرباء وتلوث وهدر وسرقة ... وكل ما يشكل رزمة السرقة النفاقية، أو صورة البلدة المنهوب، كما وصفه السيد حسن نصرالله اليوم. ...

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من سنين عطاء ازهرت انتصارا وبكثير وفاء لتضحيات اثمرت عزة اطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله تكريما لفقيد الجهاد والمقاومة القائد اسماعيل زهري، من الزمن الجميل لابي خليل ورفاقه بدأ الامين العام والى الزمن العربي الرسمي السيء والهزيل وصل الى تفنيد ما آلت اليه الاحوال ، التطبيع مع الاسرائيلي بات بالمجان راى السيد، وزيارة الجنرال السعودي انور عشقي لتل ابيب اسوأ البدايات والاخطر هو التضليل الثقافي والفكري والفتاوى السعودية الجاهزة لترافق هذا المسار.

امام التطور السلبي في السلوك السعودي جدد السيد خيار المقاومة ، خيار الشهيد محمد الفقيه الذي واجه وحيدا مئات الجنود الاسرائيليين في بلدة صوريف الفلسطينية ، سلوك سعودي هو سلوك داعش والنصرة قتل وذبح ورفض للحوار من سوريا الى العراق فاليمن وصولا الى البحرين المحاصرة، وليأخذ الحكام السعوديون العبرة قال السيد نصر الله فوقائع سنة ونصف من العدوان على اليمن اكدت انهم عاجزون عن فرض الشروط وانجاز حلب اسقط المشاريع الاقليمية والاحلام الامبراطورية ولم يبق امام السعودية سوى فرصة لمراجعة حساباتها والقبول بالتفاوض والا الهزيمة.

لبنانيا، اطل السيد نصر الله على البلد الغرق في انهاره الملوثة لاسيما الليطاني العابر بافادته الى كل الطوائف والمذاهب ، الى البلد العالق بالياف الانترنت الغير الشرعي اضاع على الدولة اموالا كثيرة فلا زيادة على الضرائب تحت اي عنوان ومحاربة الفساد هو العنوان

ولادعياء السيادة والمتباكين عليها سؤال من الامين العام اين انتم مما يفعله الاحتلال في بلدة الغجر اللبنانية واين موقف الحكومة من مسؤولياتها؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

انا باق في المعركة الى اخر دقيقة ما دام هناك من يؤيدني، انه الموقف البارز الذي اعلنه النائب سليمان فرنجية من عين التينة بعد لقائه الرئيس نبيه بري، هو موقف يدحض كل ما تردد اخيراً عن امكان انسحاب فرنجية من السباق الرئاسي لمصلحة العماد عون، واللافت ان هذا التصريح تزامن مع نفي مستقبلي لما تردد عن امكان تأييد الحريري وصول عون الى بعبدا كما تزامن مع عدم تتطرق السيد حسن نصرالله الى الملف الرئاسي في كلمته اليوم.

تزامنا يعود الحراك الشعبي غدا الى الشارع بدعوة من حملة بدنا نحاسب وذلك تحت شعار المطالبة بالنسبية في القانون الجديد للانتخابات النيابية، وهو تحرك سيتواصل الاسبوع المقبل ليواكب جلسات الحوار الثلاث المزمع عقدها في الثاني والثالث والرابع من اب، عودة الحرارة الى الشارع يرافقها ارتفاع حرارة الطقس ونسبة الرطوبة ووصول رياح حارة اتية من الخليج، كلها عوامل توحي ان الايام المقبلة ستكون بحرارة مزدوجة طبيعية وسياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في غياب العرب وتيممهم بالشطر الإسرائيلي كان السيد حسن نصرالله أمينا عاما للقضية الفلسطينية مهاجما التطبيع مع إسرائيل بالمجان وفي غياب المحاسبة والدور الحكومي كان نصرالله أمينا عاما لمجلس الوزراء (من دون قياس أو تشبيه) فاتحا ملفات يقربها للمرة الأولى كالهدر في الإنترنت غير الشرعي الذي لامس مليار دولار وتلوث مياه الليطاني ورفع الغطاء عن أصحاب المرامل من قبل الأحزاب والمدن العطشى ورفض زيادة أي قرش على الضريبة قبل فتح ملفات الفساد واستعادة أموال الدولة المنهوبة: مال وماء وكهرباء وفساد وإنترنت وليطاني وقرعون حتى كاد نصرالله يسير بعبارة "وينيي الدولة".

الأمين العام على كل هذه القضايا تحدث بلغة الناس وحرك الحكومة للمبادرة واتخاذ موقف مما يجري في بلدة الغجر التي هيمنت عليها إسرائيل وإذا كانت رسائل نصرالله إلى الداخل مقرؤة فإن حروفه للخارج قد لا تغير في مسار التطبيع شيئا ما دام العرب قد فهموا عبارة زحفا زحفا حتى القدس على طريقتهم فأرادوها زحفا زحفا نحو تل أبيب والكنسيت الإسرائيلي وبدلوا وجهة القضية وقد انتقد نصرالله السعودية تحديدا على هذا المسار لكونها تقدم نفسها على أنها دولة الإسلام والمؤتمنة على أرض الانبياء دولة القرآن والحرمين الشريفين وهذا سوف يعطي بقية الدول العربية ذريعة للجنوح نحو التطبيع لأن المملكة فعلتها وانتقلت بالعلاقة مع إسرائيل من السر إلى العلن واعتبر نصرالله أن السعودية تصر على نهجها في الحروب وستهزم مؤكدا أن أهمية ما يجري في حلب اليوم يرتبط بإسقاط المشاريع الإقليمية والأحلام الإمبراطورية ورأى نصرالله أن الثقافة الارهابية هي نفسها وإن تغيرت وجوهها وعلى طريقة ترك ممرات آمنة للهرب فتح نصرالله نافذة عبور سياسي للملكة وقال إن أمام السعودية وحكامها فرصة للتدارك فاليمني جاهز للتفاوض والبحريني والسوري والإيراني والعراقي كذلك فكونوا شركاء في معالجة أوضاع المنطقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الاستحقاق الرئاسي الذي بات اسير رهانات حزب الله وفي السلة الايرانية التي تنتظر الوضع السوري وتجلياته اعاده اليوم الى الواجهة الكلام الذي اطلقه النائب سليمان فرنجية من عين التينة مؤكدا انه لن ينسحب من السباق الرئاسي إلا للاجماع الوطني والتوافق الكامل.

اما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فاكد ان حزب الله غير جدّي في ترشيح عون الى الرئاسة لافتا الى ان الحزب جزء من الاستراتيجية الايرانية التي تحاول ابقاء الرئاسة في لبنان معلّقة من اجل مقايضتها بثمن ما.

وبين كلام فرنجية وجعجع سجل موقف للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ابتعد فيه عن الاستحقاق الرئاسي واهميته محملا الحكومة مسؤولية الملفات المطروحة سواء على المستويات السياسية والاقتصادية.

وابتعاد نصر الله عن الخوض في الاستحقاق الرئاسي يطرح اكثر من علامة استفهام حول جدية حزب الله في انتخاب الرئيس رغم القنابل الدخانية المتعلقة بتمسكه بالعماد ميشال عون كمرشح للرئاسة.

في سوريا، القصف العنيف يتواصل على أحياء حلب المحاصرة فيما المبادرة الروسية المتصلة بالممرات الانسانية لا تزال تثير جملة مخاوف، في وقت حيث حذر وزير الخارجية الاميركية جون كيري من ان العملية الانسانية الروسية في حلب ستدمر التعاون الاميركي الروسي اذا ثبت انها مجرد حيلة.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

كربجة لعله المصطلح الاكثر دقة لتصوير الواقع لا سيما الرئاسي منه.

النائب سليمان فرنجية يعلن من عين التينة انه لن ينسحب من السباق الرئاسي سوى اذا جرى اجماع وطني، كاشفا ان السيد حسن نصرالله لن يطلب منه الانسحاب. الرئيس الاسد لن يطلب منه الانسحاب.

السيد نصرالله، القى خطابا شن فيه هجوما عنيفا على السعودية وانتقد الحكومة موجها انتقاده اول مرة الى رئيسها، لكن اللافت ان الخطاب الذي استغرق ساعة وبضعة دقائق لم يتطرق الى ملف الرئاسة ولو من بكلمة واحدة وهذا التجاهل يعني ربما ان الرئاسة ليس في هذه المرحلة اولوية لدى حزب الله ونشير الى موقف مفاجىء للنائب وليد جنبلاط غمز فيه من قناة ما يحكى عن التمديد لقائد الجيش، فقال في تغريدة له هذا المساء: البدع السخيفة في الجيش التمديد للبعض على حساب القانون.

 

مصدر نيابي في «المستقبل» لـ»السياسة»: مصير الاستحقاق الرئاسي لدى «حزب الله» وأي كلام آخر مضيعة للوقت

بيروت – «السياسة»:/30 تموز/16/تعليقاً على ما أعلنه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لبرنامج «كلام الناس»، بوجود قرار دولي يقضي بانتخاب رئيس جمهورية قبل نهاية العام الجاري، أوضح مصدر نيابي في «كتلة المستقبل» لـ»السياسة»، أن الكتلة ليست لديها أية معلومات جازمة بشان هذا الموضوع، وهي من أكثر المستعجلين لانتخاب الرئيس، لكنها لم تتلق وعوداً دولية تتعلق بإنجاز هذا الاستحقاق قبل نهاية العام الجاري، كما ورد على لسان المشنوق، ولو كانت لديه معلومات مؤكدة بشأن إنجاز هذا الاستحقاق في فترة قريبة، كان يجب أن يطلعنا عليها في اجتماعات الكتلة، لكنه على الأرجح قال ذلك من باب الرغبة والتمني، بإنهاء الشغور في الرئاسة، وهذه رغبة كل اللبنانيين. وذكر المصدر بما عبر عنه رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري مراراً وتكراراً، بشأن هذا الموضوع، بحيث كانت لديه رغبة واضحة لانتخاب رئيس جمهورية قبل نهاية العام الماضي، عندما أطلق مبادرته الشهيرة، بترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، أحد أركان فريق «8 آذار»، لكن تمسك «حزب الله» بترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون وعدم حسم موقفه حيال أحد المرشحين التابعين لفريقه السياسي، عون أو فرنجية، هو الذي أوصل البلد إلى هذا المأزق، لافتاً إلى التصريحات والمواقف الأخيرة التي صدرت عن قادة «حزب الله»، التي لا تشير إلى هذا الموضوع، لا من قريب ولا من بعيد.واعتبر أن مصير الاستحقاق الرئاسي، هو بيد إيران و«حزب الله»، وبالتالي فإن من يقول غير ذلك، لا يعرف شيئاً ويجهل نوايا «حزب الله» من وراء هذا التعطيل، متوقعاً شروطاً أكثر تشدداً، بعد الانتهاء من معركة حلب.

وكان الوزير المشنوق قال إن انتخاب رئيس للجمهورية بات قريباً وقبل بداية العام المقبل، وهو صديق للعماد ميشال عون، مشيراً إلى أنه لا يشجع على توقيع مراسيم النفط قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقال إن مخيم عين الحلوة لن يكون نهر بارد جديداً، كما أن مخيمات النازحين السوريين ليست مقراً لعمليات إرهابية في لبنان.

 

مصادر وزارية لـ «السياسة»: مقبل أعطى إشارة التمديد لقهوجي

بيروت – «السياسة»:/30 تموز/16/أكدت مصادر وزارية عليمة لـ»السياسة»، أن نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل أعطى إشارة الانطلاق للتمديد سنة إضافية للعماد جان قهوجي على رأس قيادة الجيش، لأنه كما تقول «الخيار الأفضل والأنسب للبنان والجيش في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد وفي ظل عدم وجود رئيس للجمهورية»، متوقعة أن يوافق مجلس الوزراء على التمديد لقهوجي بناء على اقتراح الوزير قبل في وقت قريب، رغم وجود اعتراضات على ذلك، لكنها لن تشكل عقبة أمام حصول التمديد. وكان الوزير مقبل التقى السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر، حيث جرى بحث في المساعدات العسكرية التي تقدمها بريطانيا للجيش، وتحديداً في ما يتعلق باستكمال إنشاء أبراج للمراقبة عند المناطق الحدودية الشرقية

 

المعترضون في "التيار" سيبقون "أم الصبي" ولن ينشقّوا تجنب أخطاء أحزاب أخرى ولكن زمن الصمت انتهى

رضوان عقيل/النهار/30 تموز 2016

لا يخفي الغيارى على هيكل القيادة في "التيار الوطني الحر" قلقهم من موجة التشظي التي يعيشها وحالات الفصل التي تستهدف وجوهاً من "الحرس القديم" في صفوف حزب انبثقت افكاره وتبلور مشروعه لإيجاد طبعة تختلف عن الاحزاب الاخرى في لبنان. ولا يقلل هؤلاء شأن الحركة التي يقوم بها نعيم عون وانطوان نصرالله وزياد عبس وآخرون يعترضون في الاعلام على النهج الذي يسلكه رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل والذي لا يرون فيه سوى طلب انضمام الى نادي الاحزاب التي تكون فيها الكلمة الاولى والاخيرة للزعيم، وان كل ما يمارسه "التيار" اليوم هو اشبه بقشور من الديموقراطية في اتخاذ القرارات ولا سيما في عملية تسمية المرشحين للمواقع التي تدغدغ العدد الاكبر من الحزبيين وهو الوصول الى الندوة البرلمانية والفوز باللوحات الزرق على سياراتهم. ومن يستمع الى المعارضين العونيين في الايام الاخيرة، يلاحظ انهم يتحدثون من موقع "أم الصبي" في "التيار"، وانهم لا يسعون الى التخلي عنه او العيش خارج الفضاء البرتقالي، وانهم لن يغادروا هذا المشروع الذي آمنوا به وقدموا التضحيات في سبيله ودخلوا السجون من أجله، وان لا نيات لديهم لتأسيس مشروع مضاد او اطلاق حركة تصحيحية على غرار ما اقدم عليه اللواء عصام أبو جمرا، ولا سيما ان جميع من خرجوا او استبعدوا من احزابهم لا تأثير لهم في الحياة السياسية عندما يلفظهم الزعيم. ويروي هؤلاء في حلقاتهم الضيقة انهم لا يريدون الوقوع في الاخطاء التي ارتكبتها احزاب اخرى ولا يقبلون ان يكون "التيار" نسخة عنها في البيئة المسيحية، اي بمعنى رفض "شخصنة القائد وعبادته"، وهذا ما يعمل عليه باسيل، وان الفرصة ما زالت متاحة امام هذا الفريق لايجاد مشروع مسيحي وطني لا يكون موازياً لمنظومة الاحزاب الاخرى، وان معركة هذه المجموعة ليست الفوز بالمقاعد النيابية التي يلاحَظ انها تغري مجموعات كبيرة من العونيين بينما تبقى هذه "الشهية" مضبوطة اكثر عند اطراف مثل "حزب الله" وحركة "أمل" والحزب التقدمي الاشتراكي بفعل القرار النهائي الذي يصدر عن القائد. وتنسحب هذه "الشهية المفتوحة" على "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" وإن غلّفت هذا الامر بترشيحات من قواعدها الحزبية. ومن الملاحظات على باسيل الذي نجح في الامساك بمفاصل الهيكل العوني ومفاتيحه الاساسية في مختلف مناطق انتشار "التيار"، انه يعمل على تصفية "إرث ميشال عون في حياته" والافادة من مرحلة وجوده. ويتهم المعارضون باسيل بأنه لا يريد شركاء معه و"تصفية" كل من يخالفه الرأي، وان هؤلاء لن يتراجعوا عن الابقاء على مشروع الجنرال قائماً ومستمراً وعدم السماح لباسيل بوضع قبضته على جسم "التيار". ويأخذ هؤلاء على باسيل ايضا انه ارتمى كثيراً في احضان "القوات" وان عينه تبقى على نجاحه في احد مقعدي البترون وسط البحث ايضاً في عملية نقل المقعد الماروني في طرابلس الى هذا القضاء اذا تحقق هذا الامر في قانون الانتخاب العتيد. ويكرر المعارضون ان لا نية لديهم لأي انشقاق ولا يريدون تقديم مثل هذه الهدايا المجانية لكل من ينتظر نهاية هذا المشروع السياسي العابر لحدود المسيحيين، وان ممارسة سياسة الصمت داخل اروقة "التيار" لم تعد تنفع ولا بد من رفع الصوت والتحدي قبل انهيار التنظيم، وان هذ الصرخات التي اطلقها نعيم عون وعبس ووجوه اخرى ستلقى الصدى الايجابي. وفي المقابل، ثمة من يرى ان كل هذه الاعتراضات على باسيل في ظل الانتخابات التمهيدية في "التيار" لن تؤثر في قرارات القيادة، ولن يكون لها اي انعكاسات في مسيرة "التيار" وآلية عمله الحزبية ما دام العماد عون على قيد الحياة من دون التقليل في الوقت عينه من الدور الذي اضطلع به باسيل في عملية تثبيت قواعد الحزب واطلاق ديناميته. ولن يستطيع المعترضون سوى إحداث ضجيج اعلامي أو تبدلات صغيرة في مناطقهم عند الجمهور العوني الذي لن يقبل في ساعات الجد الا بما تقرره وتعلنه القيادة في عملية الاقتراع من دون التدقيق في اسماء المرشحين. ويرجع اطمئنان هؤلاء الى صلابة "التيار" وحيوية كوادره، اضافة الى علاقته بالحلفاء والتي لن تتغير مع "حزب الله" الذي لا ينظر الى الاسماء العونية المرشحة والاقتراع لها في دوائرهما المشتركة، اضافة الى الاسلوب نفسه الذي سينتهج مع "القوات اللبنانية". ويبقى السؤال الكبير هو ان خوض الانتخابات من دون وصول عون الى قصر بعبدا شيء والتوجه الى الاستحقاق المنتظر من دونه شيء آخر ومختلف، لأنه في الحالة الاولى سيتم التعاون اكثر مع "القوات" التي ستقايض باسيل كثيراً في قضاء البترون، ومن دون التحالف معها والحصول على اصواتها لن ينجح في الحلول في مقعد غريمه الوزير بطرس حرب.وثمة رأي يقول بان من الافضل لباسيل عدم الترشح ليبقى في نادي رؤساء الاحزاب الكبار مثل سمير جعجع ووليد جنبلاط وحسن نصرالله وسليمان فرنجية ونبيه بري - مضطر للترشح لينتخب رئيساً للمجلس- الذين يصنعون نواباً. الا ان وزير الخارجية لم يتذوق بعد طعم "أفيون النيابة" على قول الاستاذ الكبير غسان تويني.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 29 تموز 2016

النهار

زيادة العزلة...

قال ديبلوماسي إن وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية سيزيد من عزلة لبنان العربية وينعكس سلباً على اللبنانيين العاملين في دول الخليج.

انعكاسات متوقعة...

تستبعد جهات أمنيّة انعكاسات للتطوّرات الجارية في حلب على أوضاع النازحين السوريّين في لبنان وتقول إن لبنان يتأثّر بالتطوّرات المباشرة قرب الحدود فقط.

اتصالات بعيدة عن الأضواء...

كشفت أوساط معنيّة أن اتصالات جارية بعيداً من الأضواء لمعالجة موضوع المناصب العسكريّة التي اقترب استحقاقها.

أسعار الشقق...

اكد خبير اقتصادي أن أسعار الشقق في لبنان مرشحة الى مزيد من التراجع لتبلغ نسبة %30 في الأشهر الستة المقبلة.

السفير

تردد أن بعض أعضاء اللجنة الوزارية للنفط لن يوافقوا على مرسوم تقاسم الإنتاج كما أعدته هيئة البترول واقترحوا الاستعانة بقانونيين أجانب لإعادة صياغة المرسوم.

ذُهل حزبيون خلال مشاركتهم في لقاء دعا إليه نائب متني قبل الانتخابات التمهيدية بسبب دخوله محاطا بعدد كبير من المرافقين الشخصيين، مع العلم أن اللقاء كان في منزله!

لم ينجح المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع بوقف الحملات المتبادلة بين قناتي "الجديد" و "ان. بي. ان".

المستقبل

يقال

إن النائب سليمان فرنجية نفى أمام زواره ما تردد في بعض وسائل الاعلام عن نيته الانسحاب من السباق الرئاسي قائلاً: هذا أمر غير مطروح.

اللواء

كشف دبلوماسي غربي، في مجلس خاص، أن روسيا قرّرت حسم الوضع في شمال سوريا قبل الانتخابات الأميركية!

طلب وزير بارز، من باب التمنّي، وقف الحملة التي تشنّها محطة ذات تأثير على جهة سياسية، انتقالاً إلى مرحلة المعالجة.

تابع مسؤول حزبي، بالواسطة، ما كان يكشفه تباعاً، ناشط في حزبه، عبر إطلالة علنية، لأول مرّة.

الجمهورية

لوحظ وجود سفير دولة ذات تأثير معنوي في العالم بشكل كثيف في منطقة تعرّضت لعمل إرهابي، حيث يشارك في كل النشاطات التي تحصل فيها.

شهدت إحدى الحركات السياسية سلسلة إتصالات لترميم بنيتها بعد الإنهيار الذي أصابها بعد موجة الترشيحات الرئاسية، لكنها لم تؤدِّ الى أي نتيجة تُذكر.

نُقل عن أحد الفاعليات الفلسطينية وهو على إتصال دائم بمطلوب للعدالة، أن الأخير يُعاني أوضاعاً نفسيّة صعبة وأنه هدّد بالإنتحار.

البناء

تعليقاً على التقرير الموسّع الذي قدّمه وزير الاتصالات بطرس حرب إلى مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة الأربعاء الفائت، قال وزير سابق: لقد ذكّرنا الوزير حرب بـ"فصول" الرئيس فؤاد السنيورة الذي يُعدّ الأمهر في اعتماد مثل هذه الأساليب، وهو حين يريد التعمية على مسألة معينة يلجأ إلى مثل هذه التقارير المطوّلة حتى لا يفهم أحد عليه شيئاً...!

 

السيد نصر الله: المشروع السعودي لا مستقبل له.. والتطبيع بالمجّان

موقع المنار/29 تموز/16/لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى ان فلسطين التي هجر الصهاينة الملايين من شعبها ويحاصرون غزة منذ سنوات اصبحت بالنسبة لبعض العرب قضية رفع عتب هزيل جدا ، مشيرا ان “اسرائيل” لم تعد عدوا للوضع العربي الرسمي وهذا ما عبرت عنه القمم العربية.

واكد السيد نصر الله في اطلالته في احتفال تكريمي للقائد الحاج اسماعيل زهري، ان اسوأ ما في الوضع العربي هو التطور في الموقف السعودي الذي بدأ ينتقل من العلاقة خلف الستار والتواصل مع الإسرائيليين في السر الى العلن، مشيرا ان هناك تطبيعا سعوديا مع اسرائيل يقدم اليوم بالمجان بلا اثمان وبلا مكاسب للفلسطينيين او العرب ، معتبرا ان المطلوب التمهيد للاعتراف باسرائيل وهذا اخطر ما ستقوم به السعودية. وشدد ان على الجميع ان يتخذ موقفا وهذا ليس موضع مجاملة فهذا السلوك سواء صدر من اي انسان يجب ان يكون موقع ادانة ورفض وشجب لانه يخدم العدو. وقال انهم لن يبدلوا مواقفهم ونحن لن نبدل خياراتنا ومع هذا المشهد العربي الهزيل نتمسك بمقاومتنا. واكد السيد نصر الله اننا اذا كنا نريد ان نبحث عن اسم للخيار الفلسطيني سنجد اسم الشهيد محمد الفقيه هو عنوان فلسطين وخيار فلسطين وشعبها لذلك نحن لسنا قلقين على القناعة والوعي لدى الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني والشعوب التي واجهت ولكن من حقنا ان نقلق على ثقافة الامة التي سيقومون بتضليلها. السيد نصر الله اعتبر ان السعودية ما زالت مصرة على مواصلة الحروب في كل الساحات ورفض كل الايدي الممدودة وعلى المستوى اليمني تستمر الحرب والهجوم على المناطق المختلفة وهناك اجرام  يحصل بحق أهل اليمن وهناك مجزرة ارتكبها “الدواعش” بغطاء سعودي في الصراري لان هذه ثقافة السعودية والوهابية و”داعش” و”جبهة النصرة” حتى لو تم تغيير اسمها”.

السيد نصر الله-واضاف انه في البحرين احتشد الناس الوفيون الفدائيون حول بيت الشيخ عيسى قاسم ومنعوا السلطة من ارتكاب حماقة او اعتقاله مشددا على ان صورة الشيخ قاسم انصع من ان يتمكن اصحاب العقول الظالمة من ان ينالوا منه، واضاف اننا نعلن وقوفنا وتضامننا الى جانب هذا الشعب وهذا القائد.

واعتبر سماحته ان وزير الخارجية السعودي نصب نفسه وليا على الشعب السوري متوجها اليه بالقول انت لست في موقع من يفرض الشروط ، والوقائع تقول للسعودي انك لن تفرض الشروط. ولفت الامين العام لحزب الله ان ما جرى في حلب اهميته لا ترتبط فقط بالازمة السورية بل بالوضع الاقليمي والمشاريع والمعادلات الاقليمية والاحلام الامبراطورية الاقليمية، وما سقط  في حلب قبل ايام احلام امبراطورية امام صمود ووعي الشعب. وتوجه للسعودية بالقول ان مشروعكم لا مستقبل له ، وحكام السعودية امام فرصة لتدارك كل الوضع في المنطقة ولديكم فرصة لتكونوا شركاء ويكون لكم حصة اما اذا استمريتم بنهج الحروب ستهزمون ومشروع آل سعود سيهزم وسيلحق به العار. كل المعطيات من كل الميادين تقول ان المنطقة تسير بهذا الاتجاه والقوى الكبرى غدا عندما تصطدم بمصالحها ستقول لكم اعقلوا وسينتهي التوظيف.

وقال ان اليمن جاهز للتفاوض والبحريني والسوري والايراني والعراقي، فلا تتكبروا ولا يعميكم الحقد بل كونوا شركاء في معالجة أوضاع المنطقة. على المستوى اللبناني طالب سماحته الحكومة اللبنانية ان تتخذ موقفا مما يجري الان في بلدة الغجر حيث الاسرائيلي ينفذ اجراءات لتثبيت الهيمنة على الجزء اللبناني من الغجر ولم يتكلم احد، والحكومة مطالبة ان تتحرك في هذا الموضوع. وتطرق الى ما حصل في الايام الماضية على هامش القمة العربية مشيرا ان موريتانيا بلد عربي مسلم نكن له التقدير ولا ننسى مواقفه الى جانب المقاومة داعيا من اساء في لبنان من سياسيين او اعلاميين او جهات رسمية الى موريتانيا ان يبادروا ويعتذروا. مهرجان القائد زهريوعلى الصعيد الاجتماعي اكد السيد نصر الله ان هناك ملفات اصبحت ضاغطة جدا لا تتحمل اي تأجيل والحكومة هي المسؤولة، منها تلوث الليطاني وبحيرة القرعون وهي هذه قضية وطنية تعني كل المناطق ويجب اتخاذ اجراءات لحلها وغير مسموح من احد من الاحزاب السياسية تغطية احد واي تهاون فيها هو شراكة في القتل. واضاف هناك ملف اخر ضاغط بقوة في هذه الايام هو ملف الماء وكثير من البلدات والمدن عطشى والحكومة مسؤولة وكذلك موضوع الكهرباء ، ودعا لضبط ملف الانترنت غير الشرعي مشيرا انه عندما يتم التعامل معه قانونيا بشكل جيد يدخل مئات ملايين الدولارات الى الخزينة. السيد نصر الله تحدث عن القائد ابراهيم زهري مشيرا انه كان صافيا متواضعا حنونا شجاعا مقداما حاضرا في الميدان وكان يتابع التفاصيل رغم المرض وكان صاحب علم ومعرفة، وقال ان الحاج ابو خليل كان من القيادات الأساسية في حرب تموز والذين ساهموا بالإنتصار مشيرا انه من أهم ضباط المدفعية في المقاومة الإسلامية. واكد اننا اذ نكرم الحاج اسماعيل زهري نكرم من خلاله كل اخوانه الذي مضوا والذين استشهدوا ونعاهد ان امانتكم ايها القادة والشهداء والمجاهدون والجرحى هي في ايدي بقية اخوانكم ولن يبدلوا تبديلا، وفي الذكرى العاشرة لحرب تموز، 33 يوما تشهد احداثها ان في هذه المسيرة رجال ونساء وكبار وصغار وقادة وزعماء وعلماء يصرون ويثبتون ويصمدون حتى في اصعب الايام وآتى صبرهم وصمودهم نصرا، وهذه الامانة يا ابا خليل عند اهل الامانة ان شاء الله وكن على ثقة ان ابناءك ورفاقك سيواصلون دربك حتى النصر الاتي ولن يتحقق على ايديهم الا المزيد من العز والكرامة والتحرير.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

من هو إسماعيل زهري الذي تكلم عنه نصرالله؟

جنوبية/29 يوليو، 2016/أطل الأمين العام لـ حزب  السيد حسن نصر الله بعد ظهر اليوم ليتحدث في تأبين القيادي  في الحزب إسماعيل زهري الذي توفي “بعد صراع طويل مع المرض” ، فمن هو إسماعيل زهري؟ يعتبر زهري من المؤسسين الأوائل في “حزب الله”، إنتسب إلى صفوفه عام 1982، وكان له دور كبير في العمليات الأولى .تدرج زهري داخل الأطر القيادية في الحزب، وكان مسؤولاً عن العمليات العسكرية في الجنوب وخاصة في إقليم التفاح والنبطية والريحان في فترة الإحتلال الإسرائيلي حتى التحرير. بعد عام 2000 إستلم زهري مسؤوليات واسعة في غرفة العمليات المركزية في “حزب الله”، وليستلم بعد ذلك ملف أساسي في إحدى الوحدات العسكرية بالغة الأهمية. بعد حرب تموز، تسلّم قيادة وحدة عسكرية أساسية، يُرجح أنها إحدى الوحدات الصاروخية النوعية. عانى زهري من مرض عُضال منذ العام 2010 الأمر الذي أبعده تدريجياً عن العمل العسكري والحزبي.

 

الحريري عبر تويتر:السعودية تاج مرصع بالخير وعنوان لن ينكسر للدفاع عن قضايا العرب والمسلمين

الجمعة 29 تموز 2016/وطنية - أكد الرئيس سعد الحريري أن "المملكة العربية السعودية تاج مرصع بالخير والمكرمات في التاريخ العربي، وعنوان لن ينكسر للدفاع عن قضايا العرب والمسلمين"، وقال في سلسلة تغريدات له عبر "تويتر": "هناك أشخاص يتقنون قلب الحقائق ويرمون سواهم بما يغرقون فيه من ممارسات وحروب ونزاعات أهلية ومذهبية". واعتبر أن "مواصلة التحامل على المملكة من بعض المواقع، علامة سوداء في تاريخ وحاضر الباحثين عن اي وسيلة لتعميم ثقافة الفتنة والحروب في العالم العربي"، وقال: "من تتلطخ يداه بدماء العرب في سوريا والعراق واليمن والبحرين والكويت ولبنان لا يحق له ان يعتلي منابر الاساءة للسعودية وقيادتها وشعبها. ومن يسمح لحزبه ومسلحيه بأن يكونوا أداة إيرانية لصناعة الفتن في المجتمعات العربية، لن يحصل على براءة ذمة مهما أبدع في التزوير السياسي".

 

فرنجية بعد لقائه بري: لن أنسحب من المعركة ما دام هناك من يؤيدني

الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، في حضور وزير المال علي حسن خليل، وجرى عرض للاوضاع الراهنة عشية الحوار.

وقال فرنجية بعد اللقاء: "في هذه الظروف التي يمر بها البلد، وخصوصا عبر طاولة الحوار، تداولت مع دولته كل الامور، وكانت جولة استطلاع بعد عودته من الخارج لنعرف أين تتجه الأمور، خصوصا في شأن الاستحقاق الاساسي، رئاسة الجمهورية. وكانت وجهات النظر متطابقة مع دولته، ولدينا استراتيجية واحدة ورؤية واحدة في موضوع الاستحقاق الرئاسي، ونتفق على الامور مئة في المئة".

سئل: ما هي هذه الامور؟

أجاب: "في كل الامور، موضوع الاستحقاق. وبالنسبة الينا، إن المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري ما زالت قائمة. هناك أجواء كثيرة وتسريبات في الاعلام أنه طلب مني أن أنسحب، وأنني أبلغت وزير خارجية فرنسا أنني سأنسحب، وأود ان اؤكد ان هذا الكلام عار من الصحة وليس موجودا او مطروحا. نحن في كل الاوقات ومنذ اليوم الاول قلنا لكم انه اذا حصل اتفاق وطني، وخصوصا اذا قال الذين ايدوني ان اجماعا قد حصل على شخص آخر، أكان الجنرال عون ام، غيره فإننا لن نقف امام الاجماع الوطني، ولكن اذا كان هناك نائب واحد من خارج كتلتي يؤيدني فسأبقى أقف على خاطره، ولننزل الى المجلس النيابي وليجر التصويت، فإذا فاز اي مرشح آخر نبادر الى تهنئته، وان ربحنا فهذه هي الديموقراطية، والديموقراطية هي الفيصل".

وسئل عن كلام الوزير نهاد المشنوق فأجاب: "أعتقد ان الرئيس سعد الحريري ليس من الذين يغيرون رأيهم من دون استشارة من تفاهم معهم، والجلوس معنا للتفاهم على كل شيء. وكما قلت، ما دام هناك نائب واحد يقف معنا فنحن مستمرون. وإذا حصل توافق وإجماع وطني على أي مرشح فنحن لا نقف امام هذا التوافق، ولكن اذا كان هناك من يقف معنا ومستمر بتأييدنا فإننا ننزل الى المجلس لإنتخاب الرئيس والاحتكام الى التصويت، فإذا نلنا صوتين تكون الديموقراطية هي التي فازت".

سئل: هل يعقل ان ينتظر سليمان فرنجية أن يقال له انسحب؟

اجاب: "أنا لا انتظر احدا، والاعلام يتحدث عن مقربين او اوساط او غير ذلك، مع العلم انني قلت لكم منذ اليوم الاول ان لا أحد يمون علي بالانسحاب، لا احد يمون علينا بأن ننسحب إلا الاجماع الوطني والتوافق الوطني الكامل، أما أي مناورة من هنا او لعبة من هناك فلا أحد يمون علي".

سئل: هل ينتظر أي نوع من هذا التوافق؟

أجاب: "لن يطلب حلفائي مني أن انسحب، وما يقال إن السيد حسن نصرالله سيستدعيني ويطلب مني أن أنسحب هو غير صحيح، وأقول إن السيد حسن لن يطلب مني ذلك، فليطمئن القريب والبعيد ان السيد حسن لن يطلب مني أن أنسحب. الرئيس بشار الاسد الذي يعتبرون أنه يمون علي لن يطلب مني ذلك أيضا. لم أبلغ دولا أو خصومي أنني سأنسحب، وانا لا ابلغ احدا انني سأنسحب، انا باق في المعركة الى آخر دقيقة ما دام هناك من يؤيدني".

سلامه

وكان بري استقبل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعرض معه الوضع المالي والمصرفي.

 

الاحرار: لا أولوية تفوق ملء الشغور الرئاسي الكفيل بتفعيل المؤسسات وانتظامها

الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية - رأى المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون "ان المطلوب على صعيد انتخاب رئيس الجمهورية المشاركة في تأمين النصاب لوضع حد للفراغ، وهذا سهل التحقيق إذ صفت النيات وقام النواب بواجبهم الدستوري. ويمكن أيضا التوصل الى ذلك في شكل خاص بأن يبادر المقاطعون وفي مقدمهم حزب الله الى إنهاء ممارساتهم السلبية التي يبغون من خلالها خدمة مصالحهم ومصالح ايران التي تمسك بواستطهم بالورقة اللبنانية لمقايضتها بمطالبهم التي تمر بسياسة الهيمنة التي يسعون اليها، وبإيجاد الحل للصراع السوري في شكل يمكنهم من تحقيق هدفهم بالإبقاء على النظام السوري وعلى رأسه الرئيس بشار الأسد. ومن هنا عدم تفاؤلنا باجتماعات الأسبوع الأول من آب القادم على أساس أن لا شيء حصل، وهو كاف لفصل قضية لبنان عن الصراع الإقليمي وبالتالي غياب القدرة على التصرف من منطلق الدفاع عن المصلحة اللبنانية. مع العلم أن لا أولوية تفوق ملء الشغور الرئاسي الكفيل بتفعيل باقي المؤسسات وانتظامها". ولاحظ الحزب، "عطفا على ما تقدم ، فشل اللجان النيابية المشتركة مرة جديدة في الاتفاق على قرار بشأن قانون الانتخاب وترحيله الى اجتماع هيئة الحوار الوطني. وإن دل ذلك الى شيء فإلى عقم هذه اللجنة وعجزها، رغم أنها تضم ممثلين لكل الكتل ، عن وضع اقتراح قانون يطرح على التصويت في الهيئة العامة على ان يؤدي الى تأمين المساواة والعدالة وصحة التمثيل. والخشية أن يكون الغرض من هذا الفشل المتمادي الإبقاء على قانون الستين أو قانون الدوحة فتصبح المعادلة القبول به لإجراء الانتخابات أو الذهاب الى تمديد جديد للمجلس الحالي. مع الإشارة تكرارا الى أن انتخاب رئيس الجمهورية يجب أن يسبق الانتخابات النيابية وإلا بقي الوضع على حاله من الدوران في حلقة مفرغة، سواء بالنسبة الى اعتبار الحكومة مستقيلة او بالنسبة الى إجراء المشاورات لاختيار رئيس الحكومة العتيد، والى ما هنالك من استحقاقات تفرض وجود رئيس البلاد ناهيك بالأمور الميثاقية التي ينعكس عدم احترامها على الكيان". ودعا الحكومة الى "اتخاذ القرار من مجمل المطالب العالقة وعدم تأجيلها لتفادي تداعياتها السلبية على الشؤون العامة، بدءا بموضوع النفايات مرورا بمعالجة تلوث الليطاني وصولا الى حسم معضلة الاتصالات والانترنت غير الشرعي. كل ذلك يستدعي حزما في المعالجة وترفعا عن الاعتبارات الضيقة. ومن القضايا التي تعتبر أولوية تلك المتعلقة بالغاز والنفط حيث يجب المبادرة الى تحريك هذا الملف من زاوية علمية بعيدا عن المحاصصة والتجاذبات السياسية الضيقة. ولا ننسى مطالب المياومين في شركة الكهرباء حيث يقتضي تحقيقها انطلاقا من الحقوق المعترف فيها. وأخيرا وليس آخرا موضوع بناء مصنع للاسمنت في عين داره الذي لا يراعي الشؤون البيئية والذي لا يجوز السكوت الرسمي عنه رغم اعتراضات البلدية والمواطنين. كما لا ننسى أهمية تأمين الاسواق لتصريف انتاج التفاح وباقي المنتجات الزراعية الصيفية

 

 حرب: لا معطيات تدل على حلحلة قريبة في ملف الرئاسة

الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية - عاكس وزير الاتصالات بطرس حرب تفاؤل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، بانتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية السنة، ورأى في حديث الى "صوت لبنان 100,3-100,5" ان "لا معطيات تدل على اي حلحلة قريبة في ملف الرئاسة". واعتبر ان "اجواء الحوار الثلاثي المرتقب ليست ايجابية، خاصة على صعيد قانون الانتخاب، حيث ان اللجان المشتركة تدور في الحلقة المفرغة نفسها"، مشيرا الى ان "الحل لازمة الرئاسة لا يكون بالتمنيات فقط بل يحتاج الى تنازل وتصويب للامور". وقال:"ليس هناك إقتناع بإنتخاب العماد عون رئيسا، ولا يجوز ان نكافىء من عطل الدستور لمصلحته"، لافتا الى ان "المصلحة الوطنية تستدعي البحث عمن يستطيع ان يكون على مسافة واحدة من كل اللبنانيين لان الرئاسة ليست صراعا سياسيا بل هي مركز قيادة البلد حيث يكون الرئيس قادرا على جمع الافرقاء المختلفين". وفي ملف الخلوي، اكد وزير الاتصالات "انه يعكف على تحضير التعديلات على دفتر شروط الخلوي مع الاخذ بالملاحظات البناءة التي ادلى بها الوزير روني عريجي، لعل الفريق المعترض يوافق عليها"، مشيرا الى "ان الجلسة المقبلة لمجلس الوزارء يوم الخميس، ستستهل بمداخلة له يرد فيها على كل الوقائع غير الصحيحة التي ساقها بعض الوزراء ضد التقرير الذي رفعه حول عمل الوزارة".

 

 لقاء في عين داره منعا لتنفيذ معمل الاسمنت: لتقديم الطعون والتمسك بحق البلدية بعدم اعطاء رخصة الانشاءات دون سواها

الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية - عقدت الاحزاب وفاعليات وهيئات المجتمع المدني والاهلي في عين دارة اجتماعا عاما في مبنى البلدية، بدعوة من رئيسها واعضائها، تم خلاله التداول في موضوع معمل الاسمنت في المنطقة. وأصدر المجتمعون بيانا اكدوا فيه "تمسكهم بحقهم في منع تمرير وتنفيذ معمل الاسمنت، معمل الموت والسموم". وتوقفوا عند التصريحات المتكررة والمهددة بتنفيذ المشروع بالقوة، غير آبهة بصحة الناس وسلامتهم". وقرر المجتمعون "تقديم الطعون لدى المراجع المختصة، والتمسك بحق بلدية عين داره بعدم اعطاء رخصة الانشاءات، دون سواها". كما قرروا "تشكيل خلية أزمة من بلديات واحزاب وهيئات المجتمع المدني والاهلي لمواكبة المستجدات"، مشددين على "التضامن مع اهالي عين داره والبلدات المجاورة وبلدات البقاع الاوسط في وقفتهم وتصديهم لهذا المشروع، لما يشكله من مخاطر بيئية وصحية واجتماعية، كونها متضررة من إقامة هذا المعمل". ورفض المجتمعون "استخدام السيد بيار فتوش للخطاب المذهبي والطائفي والتحريضي، ما يخدم اهدافه المبيتة"، موجهين "الشكر والامتنان الى وسائل الاعلام على اختلافها، لوقفتها مع حق الناس في الحياة الكريمة والبيئة النظيفة، رغم ما تتعرض له هذه الوسائل من ترغيب وترهيب". وقرروا عقد مؤتمر صحافي يحدد لاحقا. يذكر ان الاحزاب والفاعليات المشاركة هي: الحزب التقدمي الاشتراكي، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، الحركة اليسارية اللبنانية، الكتائب اللبنانية، الحزب الديموقراطي اللبناني، الحزب القومي السوري الاجتماعي، هيئة المبادرة المدنية، رئيس وأعضاء بلدية عين داره، وفاعليات وعدد من المحامين.

 

جنبلاط عبر تويتر: البدع السخيفة في الجيش التمديد للبعض على حساب القانون

الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية - أكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، في تغريدة له على حسابه عبر موقع "تويتر"، أن "البدع السخيفة في الجيش، التمديد للبعض على حساب القانون".

 

8 آذار ترد على "عريضـة 14 التهويلية" حــــول نســـف الطائــف: متمسكون به مع تعزيز صلاحيات المسيحيين.. ولو اردنا المثالثة لحصلنا عليها

المركزية- تنظر مصادر نيابية في فريق 8 آذار الى ما يتداول اعلاميا عن "عريضة وطنية لحماية الدستور والطائف" يعدها فريق 14 آذار ستنشر في وسائل الاعلام عشية جلسات الحوار الثلاثي الاسبوع المقبل، وما تسرب منها، على انها احدى حلقات مسلسل "الفزاعة" الذي يبثه تباعا هذا الفريق لابراز قوى 8 آذار بمظهر "الوحش الكاسر" الذي يريد القضاء على لبنان الدولة والسيطرة على مؤسساته ونسف نظامه ودستوره. وتوضح لـ"المركزية" ان المغالين في التهويل في الفريق الاذاري يرفعون شعارات لا تمت الى الواقع بصلة ويصورون مكونات 8 آذار وخصوصاً "حزب الله" على انها تسعى لنسف اتفاق الطائف وتكريس المثالثة عبر مؤتمر تأسيسي بُحّ صوت رئيس المجلس النيابي نبيه بري جراء ترداد عبارات النفي في شأنه والتأكيد ان لا توجه لدى اي مكون من الطائفة الاسلامية عموما لارساء المثالثة، منذ عهد الرئيس ميشال سليمان حينما اطلق رئيس المجلس في آخر جلسات هيئة الحوار الوطني في بعبدا عبارته الشهيرة " سمعتُ في الأمس كلام فخامة رئيس الجمهورية الذي يحذّر فيه من المثالثة ومن مؤتمر تأسيسي. وإنّي، باسم اللبنانيين عموماً وباسم المسلمين خصوصاً، أؤكّد أنّنا مع المناصفة وضدّ أيّ شكل من أشكال تغييرها ، ولا نرضى الا أن يكون للمسيحيين نصف المشاركة.."، ثم كرر الكلام نفسه منذ نحو شهرين فقال ما حرفيته "لا احد يفكر ان احدا يفكر او مسموح له ان يفكر بشيء تأسيسي( مؤتمر تأسيسي). الالتزام دائم وقائم باتفاق الطائف وهذا امر نهائي. هذا الكلام قلناه في الحوار وفي المجلس واكرره الان. وعندما ننهي كلامنا يقولون كلا ان وراء الاكمة ما وراءها . فلنخرج من هذه العقد . اتفاق الطائف ليس قرءآنا ولا انجيلا ولكن لا احد يفكر الآن بتغييره، لان افضل الموجود. هل نفذتم اتفاق الطائف ؟ نفذوا اتفاق الطائف وتعالوا بعدها وقولوا لنا اننا نريد ان نطوره او نحسنه او نعدله." وتضيف المصادر هنا : بعد هذا الكمّ من الكلام الواضح والمباشر في العلن من رئيس مجلس النواب ،أحد قطبي الثنائية الشيعية الموضوعة في دائرة "الاتهام"، الى ماذا يصبو فريق 14 آذار، خصوصا ان امين عام حزب الله لم يقل مرة انه يسعى الى مؤتمر تأسيسي بل حذّر من ان عدم انتخاب رئيس جمهورية قد يدفع البلاد الى مؤتمر من هذا النوع، كما ان ممثلي الحزب في طاولة الحوار لم يبادروا الى مجرد طرح فكرة من هذا النوع، علما انهم لو ارادوها لما استعصت عليهم والجميع يعرف مدى قدرة الحزب على السير نحو خيار من هذا النوع خصوصا في الظرف الراهن، الا ان عدم اقدامه لهو ابلغ دليل الى غياب اي رغبة في تبديل النظام او المس به. في المقابل، تؤكد المصادر ان حزب الله يتمسك بتعزيز صلاحيات الشريك المسيحي التي انتزعت منه في الطائف لكونها تشكل قوة دعم اضافية للفريق الشيعي الذي، ومن وجهة نظرها، يتطلع الى شراكة حقيقية وليس بالقول فقط على غرار ما يفعل بعض الشركاء في الوطن الذي يصادر دستور الطائف لمصلحة طائفته ، وهو أذكى من ان يطالب بانتزاع صلاحيات من طائفة لمصلحة أخرى لانه يدرك حجم الخطر الذي يعرض البلاد له من خلال السعي الى خطوة مماثلة قد تقود الى حرب اهلية. وتبعاً لذلك، تختم بالاشارة الى ان الوقائع ستدحض كل "تهويلات" 14 آذار بضرب النظام الذي دفع جميع اللبنانيين ثمنه من دمائهم وليس هذا الفريق فقط، كما كل ما يشاع عن سعي شيعي الى انشاء منصب نائب رئيس الجمهورية او نقل قيادة الجيش من الموارنة الى الشيعة.

 

الحراك الشعبي الى الشارع عشـــية الحوار وخلاله رافعـا لـواء "النسـبية": استعداد للتعاون مع القوى السياسية التي تؤيد القانون شرط إقرانها القول بالفعل

المركزية- من باب "قانون الانتخاب" العتيد، يعود الحراك الشعبي، بدعوة من حملة "بدنا نحاسب"، الى الشارع غدا في تظاهرة تحمل شعار "النسبية بتمثلني"، تنطلق عند الخامسة عصرا من ساحة البربير إلى ساحة رياض الصلح، في حين يعتزم المنظمون مواكبة الثلاثية الحوارية في 2، 3 و4 آب المقبل من الشارع أيضا. أولا، للدفع نحو اقرار قانون انتخابي يسمح بفرز طاقم حكم جديد و"يخلّصنا" من الوجوه التي تتكرر في كل مرة"، على حد تعبير المنظمين، وثانياً، للضغط على القوى السياسية لاعادة الحياة الى المؤسسات الدستورية. غير أن اللافت في النسخة الجديدة للحراك، هو ابداء القيمين عليه لا سيما في "بدنا نحاسب" ليونة إزاء التعاون مع القوى السياسية خصوصا تلك التي ترفع لواء "النسبية"، شرط أن "تظهر جدية في الضغط نحو اعتمادها لا ان يقتصر موقفها على الكلام فقط"، ولا مانع من ان تشارك في نشاطاتنا على الارض لكن "تحت العلم اللبناني لا سواه". والجدير ذكره في هذا السياق، أن حزب الله والتيار الوطني الحر، أبرز مؤيدي "النسبية"، فيما القوى السياسية الاخرى تجنح نحو خيار القانون المختلط الذي يجمع بين النظامين الاكثري والنسبي. وفي حين يجمع عدد من الدراسات العلمية على ان قانون الصوت الواحد او One Man One Vote، هو الافضل لتأمين تمثيل صحيح وعادل، توضح نعمت بدر الدين، من حملة "بدنا نحاسب"، لـ"المركزية"، أن ما نسعى اليه هو الوصول الى قانون يفرز أحزابا سياسية وأشخاصا صاحبة برامج، وهذا الامر لا يحققه قانون الصوت الواحد الذي يقوم على دوائر ضيقة جدا، بينما المطلوب دوائر واسعة. ولا تبدي بدر الدين تمسّكا مطلقا بـ"النسبي"، بقدر ما تظهر رفضا للابقاء على قانون الستين، وتضيف "نطالب بقانون عادل ليس القانون الحالي ولا الاكثري، بل قانون يعطي كل طرف حجمه الحقيقي ويضخ دما جديدا في عروق المجلس النيابي ويقطع الطريق امام المحادل والزعماء التقليديين الممسكين بزمام البلاد منذ عقود".

وفي وقت لم تكن تجربة الحراك الشعبي الاولى، اثر أزمة "النفايات" "موفّقة"، تقول بدر الدين "إننا متفائلون بانطلاقتنا الجديدة، فقد تعلّمنا من أخطاء الماضي وبتنا أكثر قدرة على تنظيم تحركاتنا وصفوفنا". وتتوقع مشاركة كثيفة في تظاهرة السبت التي نتمنى ان تكون فرصة "أمل" يغتنمها الشارع بقوة لايصال صوته، خصوصا أن النسبية "شعار يخاطب العقل". وفي موازاة المطلب "الانتخابي"، تشير بدر الدين الى "اننا سنطالب القوى السياسية بالعودة الى المؤسسات الدستورية، فطاولة الحوار "مسخرة" وليست من "أسسنا" الدستورية ولذا هي مرفوضة من قبلنا. فالشعب لم ينتخب متحاورين بل انتخبنا برلمانا".

ومن المجموعات المشاركة التي تواصلت معها "بدنا نحاسب": "الاساتذة المتعاقدون"، لجنة المستأجرين القدامى، "الحراك المدني الديموقراطي"، "الهيئة الوطنية للنسبية"، "الشعب يريد اصلاح النظام"، مجموعة "لهون وبس"، "المعارضة الشعبية"، "نبض النبطية"، "الاتحاد الديموقراطي"، كما من المتوقع ان تكون لاهالي العسكريين المخطوفين لدى "داعش" مشاركة في التحركات التي سترافق الثلاثية الحوارية. وتوضح بدرالدين ان عددا من الشخصيات الاعلامية والمدنية يشاركون في حملات دعائية للتحرك العتيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تم توزيع مناشير في مناطق عديدة لحث اللبنانيين على النزول الى الشارع.

 

هل يستدعى نائب متني إلى المحكمة العونية قريبا؟/التيار يفصل نصــرالله وعـون وعبس "غيابيـا"

المركزية- يبدو التيار الوطني الحر في دائرة الرصد السياسي اليوم أكثر من أي وقت مضى. فإلى جانب مواقفه من مختلف الأزمات السياسية، تترقب الأوساط نتائج الانتخابات التمهيدية التي يجريها التيار الأحد، التي من شأنها أن ترسم أولى ملامح المرشحين البرتقاليين للانتخابات النيابية المقبلة.

غير أن كل هذا لا يحجب الضوء عن الأزمة الداخلية التي يعيشها التيار راهنا. ذلك أن الحزب الغارق في ورشة تنظيمه الجديد ليتحول مؤسسة حزبية، وجد نفسه في مواجهة مع خط يمكن اعتباره "معارضا" لنهج وسياسة الرئيس الجديد للتيار وزير الخارجية جبران باسيل، حيث أحيل الكوادر الثلاثة أنطوان نصرالله، نعيم عون وزياد عبس إلى "المجلس التحكيمي" في التيار لمحاكمتهم بتهمة إثارة أزمات التيار الداخلية في الاعلام، في وقت يعزو كثيرون الأزمة و"المحاسبة الحزبية" إلى مخالفات ارتكبها نصرالله وعون وعبس في أوقات سابقة، بينها الانتخابات البلدية الأخيرة (وخصوصا في بيروت)، لا يعتبر المعنيون الثلاثة أنهم خالفوا النظام الداخلي للتيار، كما تدعي القيادة، ما يعني أن ما من سبب لإحالتهم إلى المحكمة الحزبية. وهنا تشير أوساط المتهمين لـ"المركزية" من مصادر حزبية إلى أنهم استعاضوا عن الحضور إلى الجلسة بمذكرة رفعوها إلى المحكمة طالبوا فيها بجعل المحاكمة علنية (أي أن يحضرها الحزبيون لابداء الرأي)، وبتحديد النصوص القانونية التي ستجري المحاكمة على أساسها، علما أن تلك التي يلحظها النظام الداخلي "ملتبسة".  وبحسب معلومات "المركزية"، فإن المجلس التحكيمي قفز فوق غياب المتهمين الثلاثة، وعقد جلسته التي كانت مقررة أمس وحكم على عون وعبس ونصرالله غيابيا بالفصل، على أن يتم إعلان القرار يوم الاثنين المقبل، أي بعد الانتهاء من الانتخابات التمهيدية المزمع اجراؤها الأحد. وبحسب أوساط المتهمين، فإن هؤلاء يرفضون التعليق على مضمون القرار، قبل أن يعلن رسميا مع بداية الأسبوع. وفي الانتظار، علمت "المركزية" أن مروحة المحاكمات الحزبية العونية قد تتسع لتشمل أيضا نائباً متنياً، على خلفية الاشكال الذي طبع الانتخابات البلدية في جل الديب. فيما تشير مصادر مطلعة إلى أن الحكم بالفصل صدر هو الآخر، على أن يبلغ به نائب المتن في وقت لاحق.

 

فادي عبود: إعطاء المعارضة العونية حقها في ابداء الرأي/ الحل الرئاسـي أقرب بفعل الانفراجـات الاقليميــة

المركزية- على رغم عاصفة الخلافات التي تضرب بقوة أروقة التيار الوطني الحر، وتهز صفوف كوادره وقواعده الحزبية والشعبية على السواء، يبدو التيار مصرا على تأكيد مضيه قدما في التحول إلى مؤسسة حزبية تعتمد أولا على المنضوين تحت لوائها لاشراكهم في اتخاذ القرارات الكبيرة، في إحدى أوضح تجليات نهج رئيس التيار الجديد، الوزير جبران باسيل. وفي أول ترجمة عملية لهذا النهج، يتجه حزبيو التيار إلى صناديق الاقتراع العونية الأحد لاختيار المرشحين المحتملين لانتخابات العام 2017 النيابية. تعليقا على الاستحقاق الحزبي، قال عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق فادي عبود (الذي لن يخوض المعركة الأحد) لـ"المركزية" أن "التيار الوطني الحر يخوض تجربة ديموقراطية رائدة تحصل لأول مرة في لبنان. أتمنى أن تصيب هذه العدوى سائر الأحزاب لتلجأ إلى العملية الديموقراطية. من المؤكد أن الحظ لن يحالف جميع المرشحين لخوض الانتخابات النيابية لأن هذا الأمر مرتبط بالتحالفات السياسية، لكنهم من خلال هذه التجربة، يؤكدون أنهم استطاعوا اقناع القاعدة الحزبية". وفي ما يتعلق بالأزمة العونية الداخلية، أكد عبود أن "لا مكان للمعارضة في الأحزاب التي لا تلحظ محاكمات حزبية، كما هي الحال مع الأحزاب العائلية على سبيل المثال. بات واضحا اليوم أن أي حزب يجمع أناسا قادرين على التفكير والمحاسبة، يضم بين صفوفه معارضين وموالين على السواء. وتاليا، فإن الحركة الديموقراطية التي يعيشها التيار صحية جدا، وقد رأينا نموذجا آخر في الحزب السوري القومي الاجتماعي. أنا أحترم المعارضة في التيار وأعتبر أن تعدد الآراء في أي حزب أمر جيد". وعن طريقة تعاطي القيادة مع هذه المشكلة، التي يعتبر البعض أنها تفتقر إلى الديموقراطية، أشار إلى أن "هناك صراعا يصعب نكرانه في التيار. غير أنه يجب ألا يقوم على قهر الآخرين، بل على العكس يجب إعطاء المعارضة حق إبداء الرأي. أما في ما يتعلق بجعل المحاكمة علنية، فتجب مراجعة النظام الداخلي الذي قد لا يسمح بـ"نشر الغسيل" خارج الكواليس الحزبية. سياسيا، وفي ما يخص الكلام عن أن الرئيس سعد الحريري سيوافق على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا خلال أسابيع، لفت إلى أن "الرئيس الحريري أعلن سابقا أن لا فيتو لديه على أحد، ما يعني أن لا شيء جديدا في هذا الكلام. غير أنني أعتقد أن الحل الرئاسي بات أقرب لأن محاولات تخفيف الاحتقان باتت تشمل المنطقة، أتمنى أن تنعكس على لبنان".  وعن مآل ملف طائرات اطفاء الحرائق، شدد عبود على أن جمعية "أخضر دايم" قامت بواجبها كاملا، بعدما أعدت تقريرا شاملا قدمته إلى وزير الداخلية بناء على طلب رئيس الحكومة، ولم يسجل أي جديد في هذا الشأن منذ ذلك الحين".

 

هل يقود ميثاق الشرف الأمني عين الحلوة إلى الاستقرار؟

المركزية- ابلغ مصدر اسلامي فلسطيني في مخيم عين الحلوة "المركزية" ان القوى الاسلامية في المخيم التي اجتمعت أمس مع الشباب المسلم "جند الشام وفتح الاسلام" وسواها من المجموعات المتشددة، توصلت الى ميثاق شرف ينص على عدم قيام المجموعات التكفيرية الارهابية في المخيم بأي عمل امني او عسكري في داخله او اي استهداف للجوار اللبناني المحيط بالمخيم او للجيش اللبناني ووقف عمليات التصفية والاغتيالات التي تقوم بها الجماعات الاصولية المتشددة ضد كوادر فتح ومؤيديها في المخيم . وأشار المصدر إلى ان هذا الاتفاق والميثاق ترك ارتياحا لدى سكان المخيم الذين كانوا يعيشون الخوف والحذر من تلك المجموعات ومشروعها المدمر، لافتا إلى أن الهدف من الميثاق يكمن في الحفاظ على حرمة المخيم وسكانه، مشيرا إلى أن ممثلا عن المشاركين نقل ميثاق الشرف الى اجتماع اللجنة الامنية الفلسطينية العليا التي انعقدت في المخيم برئاسة رئيسها مسؤول الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب وبحضور نائبه اللواء منير المقدح وقد رحبت اللجنة بالاتفاق.  من جهتها، لفتت مصادر فلسطينية متابعة في المخيم عبر "المركزية إلى أن الجماعات الاصولية لا يمكن الركون الى مواقفها لان لا امان لها فهي تخرق اتفاق الشرف، مؤكدا أن القوة الامنية الفلسطينية تقوم بدورها في المخيم ولديها صلاحيات استثنائية بالتصدي لكل من يريد العبث بأمن عين الحلوة واستقراره .

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ماذا يفعل قائد باسيج إيران في القنيطرة السورية؟

الجمعة 24 شوال 1437هـ - 29 يوليو 2016م/صالح حميد – العربية.نت

تناقلت وكالات ومواقع إيرانية صورا لزيارة العميد محمد رضا نقدي، قائد "الباسيج" الإيراني وهي قوات التعبئة الشعبية التابعة للحرس الثوري، وإلى نقطة حدودية في منطقة القنيطرة جنوب سوريا، فيما تضاربت الأنباء حول إصابة نقدي بجروح إثر غارة إسرائيلية، لم تؤكد تل أبيب صحتها. وتساءل مراقبون عن مغزى ودلالات هذه الزيارة في هذا التوقيت، لاسيما أن إيران تحشد ميليشياتها لمحاصرة مدينة حلب مع قوات النظام السوري، بينما وصف موقع " باسيج نيوز" والذي نشر صورتين للعميد نقدي الأربعاء، أن زيارة قائد قوات التعبئة لمنطقة القنيطرة، " تفقدية". من جهة أخرى، تناولت وكالات ومواقع عربية خبرا يفيد بإصابة نقدي بجروح أثناء هذه الزيارة، بينما لم تؤكد أي من المصادر الإيرانية أو السورية أو حتى الإسرائيلية صحة هذا النبأ. واستندت وسائل الإعلام تلك، إلى خبر مقتضب نشره موقع "موج نيوز" الإيراني الذي أفاد أن "قائداً عسكرياً إيرانياً أصيب بجروح في مدينة القنيطرة، جنوب غربي سوريا" من دون الإفصاح عن هويته ومنصبه.

من جهتها ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن الإسرائيليين أشاروا باستغراب إلى هذه الزيارة وأكدوا أن نقدي تعمد الظهور علنا في قلب منطقة القنيطرة على مقربة شديدة من الحدود وأن وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" نشرت خبرا عن الزيارة هي الأخرى، فبدا أنها تتحدى إسرائيل. ومع ذلك فإن إسرائيل لم تقم بقصف المنطقة". وبحسب الصحيفة، كان نقدي قد التقى عدداً من ضباط وجنود الفرق الحربية على الجانب السوري من الجولان. وراح يتفقد المواقع العسكرية لقوات الجيش السوري وما يسمى "حزب الله" واستمع إلى شروحات لهم". وكشف مسؤول عسكري في تل أبيب أن زيارة نقدي أثارت تساؤلات كثيرة في إسرائيل، إذ من كان يصل إلى هذه المنطقة عادة هو قائد فيلق "القدس" في الحرس الثوري قاسم سليماني وكان يحذر من الاقتراب من الحدود مع إسرائيل. وأضاف متسائلا: فهل تم استبعاد سليماني؟ وهل هذه الزيارة تأتي لفحص الرد على الغارات التي تقوم بها إسرائيل عادة، وآخرها قبل يومين عندما تم إطلاق قذيفتين باتجاه منطقة السيطرة الإسرائيلية؟ ولماذا اختار نقدي منطقة قريبة من حدود وقف إطلاق النار داخل هضبة الجولان السورية المحتلة؟ وهل هذه الزيارة بمثابة استفزاز أو توصيل رسائل؟". على الصعيد نفسه، حرصت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الإشارة إلى أن إسرائيل لم تقم بأي رد فعل عليها. ويعرف نقدي الذي كان قائدا سابقا لجهاز الأمن الداخلي الإيراني، بخطاباته الثورية الحادة وما يخصصها الإعلام الإيراني عادة لأغراض الدعاية وما تعتبره "الحروب النفسية"، وهي ما تعد استراتيجية لقوات الباسيج التي يقودها نقدي. وتشارك قوات الباسيج ووحدات الحرس الثوري في الحرب الأهلية السورية منذ 2011، وتقدم إيران دعما ماديا وعسكريا إلى الجيش السوري والميليشيات الموالية للنظام كما ترفض خروج الأسد من السلطة. ويعد محمد رضا نقدي ثالث أكبر قيادي عسكري يزور سوريا بعد سليماني وحسين همداني، الذي قتل نوفمبر الماضي في معارك جنوب حلب. من جهتها ذكرت مواقع سورية، أن" مدينة البعث مركز محافظة القنيطرة شهدت خلال الأيام القليلة الماضية حركة غير مسبوقة لقوات النظام وعناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني، وظهر الأمر على أنه تحضيرات لحضور شخصية مهمة إلى المدينة دون معرفة أي تفاصيل أخرى.يذكر أنه في يناير 2015، قتل الجنرال محمد علي الله دادي، القيادي في الحرس الثوري الإيراني و6 من مرافقيه من عناصر حزب الله اللبناني في غارة إسرائيلية بالقرب من الجولان السوري المحتل، أثناء تفقدهم منطقة القنيطرة. كما قتل في أكتوبر 2015 قيادي آخر في قوات الباسيج، وهو نادر حميد ديلمي، الذي لقي مصرعه متأثراً بإصابته في اشتباكات بسوريا مع المعارضة السورية في مدينة القنيطرة السورية.

 

النصرة" تحاول حماية رأسـها وتخفيـف وطـأة الخنـاق المفروض عليـها/انفصال "الجبهة" للتكيف مع مستجدات الميدان وحجز موقع في مستقبل سوريا

المركزية- لم يفاجئ خبر فك "جبهة النصرة" ارتباطها بتنظيم "القاعدة" أيا من مراقبي التطورات على صعيد الأزمة السورية. فالخطوة كانت متوقَّعة وقد دارت في شأنها اتصالات حثيثة في الاونة الاخيرة بين الجبهة والتنظيم الارهابي الابرز في العالم الذي أسسه أسامة بن لادن.

أما أسباب هذا الطلاق الذي تم برضى من الجانبين، فمرتبطة مباشرة، وفق ما تقول مصادر متابعة لـ"المركزية"، بمحاولة "النصرة"، التي باتت منذ الامس تحمل اسم "فتح الشام"، حماية رأسها وتخفيف الحصار المفروض عليها من قبل قوات التحالف الدولي، والذي بدأ يخنقها بقوة لا سيما اثر اتفاق واشنطن وموسكو على تصعيد جهودهما ضدها، على اعتبار ان الدولتين متفقتان ولو من حيث المبدأ، على ان "الجبهة" تماما كما تنظيم الدولة الاسلامية، منظمتان ارهابيتان. وقد أراد زعيم النصرة أبو محمد الجولاني أو أحمد حسين الشرع (وهو ابن درعا وقد درس الاعلام في جامعة دمشق، والشريعة في السعودية قبل ان ينتقل الى العراق حيث التحق بأمير قاعدة الجهاد في بلاد الشام أبو مصعب الزرقاوي)، من خلال اعلان انفصاله عن "القاعدة"، إبعاد صبغة الارهاب والتشدد عن الجبهة وإبرازها بصورة جديدة، علّ الاجراء يخفف من وطأة الاستهداف الذي تتعرض له اليوم.

واذا كان القرار جزءا من سياسات "النصرة" للتكيّف مع المستجدات في الميدان السوري، فان الجبهة تسعى ايضا من خلاله، حسب المصادر، الى صون وجودها ضمن الفصائل المسلحة المعارضة وتريد ان تحجز لها مكانا في المرحلة المستقبلية في سوريا، الامر الذي سيكون شبه مستحيل ان هي بقيت فرعا للقاعدة في البلاد. غير ان التبدّل الذي طرأ على شكل التنظيم لا يبدو سيبدّل في النظرة الدولية اليه والتي تُبنى على اساس ممارساته على الارض، حيث سارعت وزارة الخارجية الأمريكية الى التأكيد أن تغيير "جبهة النصرة" إسمها لا يعني تغيير سلوكها وأهدافها، مشددة على أن الإدارة الأمريكية لا تزال تعتبرها منظمة إرهابية، في حين رأى جيمس كلابر، رئيس الاستخبارات الوطنية الأمريكية، أن إعلان النصرة انفصالها عن القاعدة وتغيير اسمها يعتبر خطوة علاقات عامة، الهدف منها خلق صورة جديدة أكثر اعتدالا في محاولة لتوحيد ودعوة فصائل وجماعات أخرى تقاتل في سوريا". وفي السياق، لا تستبعد المصادر ان يكون الانفصال الذي تم بالتنسيق بين النصرة والقاعدة، حيلة للتقرب أكثر من جماعات مقاتلة أخرى بما يوسع قاعدة "الجبهة" و"القاعدة" الشعبية ويمكّنها تدريجيا من التغلغل في الاراضي العربية، ذلك ان هدفها الأساس يبقى الانتشار في بلاد الشام (لبنان، فلسطين، سوريا والاردن) لكن ليس كقوة معادية للعرب على غرار "داعش".

هذا على المستوى الاستراتيجي، أما في التكتي، فالخطوة تأتي بعد التقدم النظامي في حلب، وقد تكون ضرورية للنصرة لتتمكن من التأقلم مع هذا الواقع الجديد، حيث تسهّل عليها تحقيق التواصل مع الفصائل المسلحة الاخرى لتنسيق الجهود في ما بينها على الارض لفك الحصار الذي فرض على المدنية، ولا تستبعد المصادر ان تسعى "فتح الشام" الى قيادة العمليات العسكرية للقوى المعارضة.على أي حال، تعتبر المصادر ان الميدان السوري مقبل على تصعيد اضافي، ذلك أن الفصائل لن تقبل ببسط النظام السوري وحلفائه سيطرتهم على المنطقة الواقعة بين اللاذقية والجولان. كما ان واشنطن غير الراضية عن ممارسات موسكو التي سهّلت سقوط حلب في يد الجيش النظامي، قد تنكفئ عن الملف السوري في الأسابيع المقبلة، اذا لم تلمس جدية روسية في دفع خيار التسوية السياسية قدما، الامر الذي سيفتح الميدان أمام احتملات عديدة قد يكون أحلاها مرًّا.

 

تايمز": القاعدة تريد الاستيلاء على سوريا

المركزية- اشارت صحيفة "تايمز" البريطانية الى ان "الولايات المتحدة تعتقد ان تنظيم "القاعدة" يُخطط للسيطرة على سوريا والاستيلاء على المنطقة من الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم "داعش"، لإنشاء مركز سيطرة تبدأ من خلاله في شنّ الحرب على الغرب"، لافتةً الى ان "واشنطن تؤكد ان التنظيم بدأ بنقل غالبية قياداته الكبار إلى سوريا في انتظار اللحظة التي ينهار فيها نظام الأسد و"داعش". واوضحت الصحيفة ان "الإدارة الاميركية والاستخبارات المركزية "سي اي إيه" تعتبران ان الظهور الاول لقائد الجبهة ابو محمد الجولاني وإعلانه الانفصال عن تنظيم "القاعدة" ليس إلا تنفيذاً لمخطط من "القاعدة" لتعزيز السيطرة على المنطقة ومنافسة تنظيم "داعش"، مذكّرةً "بخطاب زعيم "القاعدة" ايمن الظواهري قبل نحو شهرين والذي دعا فيه المتطوعين للانضمام إلى "جبهة النصرة" لإسقاط الأسد ونظامه وتأسيس دولة إسلامية ثم إعلان خلافة في سوريا".

 

"الجريدة": الاسد لـ نتنياهو: ساعدني فأضمن آمن اسرائيل

المركزية- نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر ان "رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تلقى رسالة من الرئيس السوري بشّار الأسد تعهد فيها بأن يبقى الجولان منطقة منزوعة السلاح، وان تبقى سوريا ملتزمة بوقف إطلاق النار، بمعنى آخر قال الأسد لنتنياهو "ساعدني لكي اسيطر على مناطقي وانا اضمن الهدوء لإسرائيل من ناحية الجولان"، على الا تشارك إسرائيل في اي جهد او ترتيبات لإسقاط الأسد". وتعليقاً على الأنباء عن مسودة كلينتون حول الجولان، التي اعدّها مارتن إنديك، وهو المرشح لأن يكون المسؤول عن ملف التسوية الإسرائيلية–العربية في فريق هيلاري كيلنتون في حال انتخابها رئيسةً للولايات المتحدة الاميركية، اشارت "الجريدة" بحسب المصادر الى "ان إسرائيل تطلب تنظيم اتفاقية جديدة بحسب الوضع على الأرض فيما يتعلق بحدودها مع سوريا، إذا بقي الأسد في السلطة، تشمل ضمانات في شأن وضع "حزب الله"، مضيفة ان "الوضع الحالي في الجولان والقنطيرة، يختلف تماماً عن الظروف، التي تم التوصل بظلها إلى مسودة كلينتون".

 

مقتل شرطي أميركي وإصابة آخر بالرصاص في سان دييغو

الحياة/وكالات/29 تموز/16/افادت الشرطة الأميركية اليم (الجمعة) بمقتل شرطي وإصابة آخر بالرصاص أثناء عملية روتينية للكشف عن الأوراق على الطريق في سان دييغو جنوب كاليفورنيا.وقالت قائدة شرطة المدينة شيلي زيمرمان في مؤتمر صحافي، إن «الشرطيين اللذين كانا يتوليان مراقبة حركة المرور مساء الخميس اتصلا لطلب تعزيزات، وعند وصولها وجدوا الشرطيين مصابين بالرصاص، وتوفي أحدهما في المستشفى». وأضافت أنه تم توقيف رجل متحدر من أميركا اللاتينية عقب الحادث.وأشارت زيمرمان إلى أنه لا يزال من المبكر تحديد ما إذا كان الشرطيان وقعا في كمين، مؤكدة ان الشرطة بدأت عملية مطاردة إثر الواقعة. ويأتي هذا الحادث في أجواء من التوتر الشديد في الولايات المتحدة إثر مقتل خمسة شرطيين في دالاس (تكساس) وثلاثة في باتون روج بلويزيانا خلال الشهر الجاري. وفي الحالتين قام عسكري سابق أسود باطلاق النار على الشرطيين للانتقام من عنف الشرطة حيال السود.

وهذه الجرائم التي صدمت الرأي العام في الولايات المتحدة أتت إثر تجاوزات ارتكبها شرطيون ووقع ضحيتها مواطنون من السود في مينيسوتا ولويزيانا.

 

 وزير خارجية تركيا: الجيش التركي سيواصل مكافحة داعش

الجمعة 29 تموز 2016/وطنية - اعلن وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو، اليوم، ان "الجيش التركي سيواصل مكافحة تنظيم "داعش" وسيخرج اقوى من عملية التطهير الواسعة النطاق التي تجريها السلطة في اعقاب الانقلاب الفاشل". وفي لقاء مع الصحافة الاجنبية في انقرة، رد الوزير التركي بوصف هذه التصريحات ب"السخيفة" و"المؤسفة". واعتبر شاوش اوغلو ان "التشكيك في قدرة الجيش التركي على مكافحة هذه الجهات بعد الانقلاب "يكشف عن قلة معرفة ان لم يكن عن نيات سيئة". وقامت تركيا بعملية اعادة هيكلة جذرية لجيشها بعد محاولة الانقلاب ليل 15- 16 تموز. فقد سرحت الحكومة 149 جنرالا، اي زهاء نصف جنرالات الجيش، وضعوا قيد التوقيف الاحترازي. كما اوقف مئات الضباط، واتهموا جميعا بأنهم "على علاقة" بحركة الداعية الاسلامي فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة والذي تتهمه انقرة ب"تدبير" محاولة الانقلاب. ونفى الوزير التركي مجددا ان "تكون حملات التطهير الواسعة النطاق اضعفت الجيش"، مؤكدا انه "على العكس، اقتلاع هذه العناصر، سيجعل جيشنا اكثر ديناميكية وفاعلية".

 

مقتل شرطي واصابة آخر بالرصاص في سان دييغو في الولايات المتحدة

الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية - قتل شرطي اميركي واصيب آخر بالرصاص اثناء عملية روتينية للكشف على الاوراق على الطريق في سان دييغو في جنوب كاليفورنيا، وفق ما افادت الشرطة اليوم. وعلى الأثر، أوقف رجل متحدر من اميركا اللاتينية، حسبما افادت قائدة شرطة المدينة شيلي زيمرمان في مؤتمر صحافي. واوضحت زيمرمان ان "الشرطيين اللذين كانا يتوليان مراقبة حركة المرور مساء الخميس اتصلا لطلب تعزيزات. وعند وصول التعزيزات وجدوا الشرطيين مصابين بالرصاص. وتوفي احدهما في المستشفى". وقالت: "لا يزال من المبكر تحديد ما اذا كان الشرطيان وقعا في مكمن"، مشيرة الى ان "الشرطة بدأت عملية مطاردة اثر الواقعة".

 

الامم المتحدة تعرض الاشراف على الممرات الانسانية في حلب

الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية - عرضت الامم المتحدة، اليوم، الاشراف على "الممرات الانسانية" التي اقامها النظام السوري الى الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، للسماح لزهاء 250 الف مدني من الخروج منها. وقال الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "نرحب بأي مبادرة تهدف الى مساعدة السكان المدنيين في النزاعات وخصوصا في سوريا ونؤيد مبدئيا وعمليا الممرات الانسانية في الظروف التي تسمح بحماية المدنيين". وفتحت القوات السورية أمس 4 معابر انسانية للسماح للمدنيين والمقاتلين بالخروج من الاحياء الشرقية من مدينة حلب، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة وتحاصرها قوات النظام. وقال دي ميسورا: "نقترح ان تترك لنا روسيا الممرات التي فتحت بمبادرتها. الامم المتحدة وشركاؤها الانسانيون يعرفون ما ينبغي القيام به، لديهم الخبرة". وكرر الموفد الخاص الدولي الى سوريا طلبا قدمه رئيس العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين أمس في نيويورك، ودعا فيه الى "هدنات انسانية من 48 ساعة لاتاحة العمليات عبر الحدود وعبر خطوط الجبهة" في حلب. واكد اوبراين انه "يجب الا يجبر احد على الفرار، عبر طريق محددة او الى وجهة معينة".

 

اردوغان اتهم جنرالا اميركيا بالانحياز الى الانقلابيين

الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية - اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، اليوم، جنرالا اميركيا ب"الانحياز الى الانقلابيين" بعدما أعرب عن خشيته من "عواقب حملات التطهير" الجارية في البلاد على العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، وقال: "انتم تنحازون الى طرف الانقلابيين عوض الدفاع عن بلد افشل محاولة الانقلاب هذه".  وكان اردوغان يتحدث في كلمة بعد مراسم في مركز تدريب للجيش تعرض لقصف الانقلابيين ليل 15 الى 16 تموز في واحد من اكثر هجمات الانقلابيين دموية وقتل فيه 47 شخصا في تلك الليلة.  وصرح الرئيس التركي بان "الذي دبر الانقلاب يقيم في بلدكم وانتم تغذونه"، في اشارة الى الداعية فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة وتطالب انقرة بتسليمه. وكان الجنرال الاميركي جوزف فوتيل الذي يقود عمليات وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" في الشرق الاوسط لمح، في تصريحات نقلتها وسائل اعلام اميركية مساء أمس، الى ان "الاضطرابات في تركيا قد تؤثر على دورها في التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين".  وقال في مؤتمر نظمه مركز اسبن للابحاث انه يخشى من "التأثير  المحتمل لحملات التطهير الجارية في الجيش التركي على العلاقات بين واشنطن وافراد في القيادة العسكرية التركية".  وردا على سؤال عما اذا كان بعض محاوري واشنطن في الجيش التركي موقوفين على حد علمه، قال: "اجل اعتقد ان بعضهم في السجن". وشدد الجنرال الاميركي على "اهمية تركيا كشريك لبلاده في مكافحة تنظيم داعش، وخصوصا على مستوى تقاسم المعلومات الاستخبارية".

 

كلينتون قبلت رسميا ترشيح الديموقراطي لها لخوض انتخابات الرئاسة

الجمعة 29 تموز 2016/وطنية - قبلت هيلاري كلينتون مساء امس في فيلاديلفيا، ترشيح الحزب الديموقراطي لها لخوض الانتخابات الرئاسية في 8 تشرين الثاني المقبل، ما يعتبر سابقة بالنسبة الى امرأة في التاريخ السياسي الاميركي. وقالت السيدة الاولى السابقة وسط تصفيق حار "بتواضع وعزم وثقة لا حدود لها، اعلن قبولي ترشيحكم" لخوض الانتخابات الرئاسية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

محنة الديموقراطية في الأحزاب اللبنانية

 نوفل ضو/جريدة الجمهورية/السبت 30 تموز 2016

يعيش معظم الأحزاب اللبنانية حالاً من «الإنفصام السياسي» بين «المبادئ» والسلوكيات، بحيث تطغى التحالفاتُ الظرفية والتقلبات في المواقف على النظرة «الإستراتيجية» التي تُجاهر بها الأحزاب وتتغنّى بها. لا نبالغ في القول إنّ المشاريع السياسية للأحزاب غابت أو تراجعت الى ما دون المرتبة الأولى لمصلحة التكتيكات والمصالح التي باتت تتحكّم بالقرارات والتوجّهات، وفي كثير من الأحيان خلافاً لمساراتٍ تاريخية طبعت «نضالات» هذه الأحزاب و«تضحياتها». ويُعتبر «التخبّط» الذي رافق ولا يزال الترشيحات إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية واحداً من مجموعة أدلّة على صحّة الواقع المشار إليه.

فرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون الذي أطلَّ على الحياة السياسية اللبنانية في العام 1988 من باب عدم جواز وجود أيّ سلاح غير سلاح الجيش اللبناني على الأراضي اللبنانية، يتّكل على «حزب الله» صاحب السلاح غير الشرعي الذي يُصادر قرارات الدولة اللبنانية ويشكّل رديفاً للجيش اللبناني، للوصول الى رئاسة الجمهورية اللبنانية. ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي يعتبر «استراتيجياً» أنّ سلاح «حزب الله» هو المشكلة التي تمنع قيام الدولة في لبنان، رشّح إلى رأس الدولة النائب ميشال عون حليف «حزب الله» الذي يُغطّي بورقة التفاهم وبالمواقف اليومية سلاح «حزب الله» ودوره الإقليمي كامتداد للسياسة الإيرانية وأداة تنفيذية لاستراتيجيتها داخل لبنان وخارجه.

ورئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري الذي يرفع شعار «لبنان أوّلاً» ويُحمّل النظام السوري و»حزب الله» مسؤولية ما تعرَّض له الشعبان اللبناني والسوري ولا يزالان من عمليات اغتيال وجرائم جماعية وتدمير وتهجير، رشّح إلى رئاسة الجمهورية رئيسَ تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي يَصف نفسه بأنّه «شقيق بشار الأسد» والذي يعتبر نفسه «ابن خطّ الممانعة» الذي يُجسّده «حزب الله» في لبنان والنظام السوري وإيران على مستوى المنطقة. وفرنجية الذي يرى في ترشيح تيار «المستقبل» له إلى رئاسة الجمهورية فرصة تاريخية قد لا تتكرّر بسهولة، بات يعتبر الحريري «حليفاً» على الرغم من إدراج الحريري كلّاً من حليفي فرنجية الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصرالله في خانة الخصوم لا بل أكثر، وبات يعتبر عون «خصماً» على الرغم من التحالف الذي يُجاهر به عون مع حليفَي فرنجية نصرالله والأسد.

أما نصرالله فيعتبر عون مرشحاً ثابتاً للحزب إلى رئاسة الجمهورية ما لم يُعلن هو (أي عون) تخلّيه عن ذلك، على الرغم من أنّ عون يعتبر نفسه حليفاً لـ«8 آذار» وليس مكوِّناً تنظيمياً من مكوِّناتها. وفي المقابل، يرفض نصرالله ترشيحَ فرنجية إلى رئاسة الجمهورية على الرغم من أنّ فرنجية كان منذ ما قبل 8 آذار 2005 ولا يزال الى جانب نصرالله يوم كان عون لا يزال في ساحة «14 آذار». كلّ هذه الوقائع تشير الى أنّ الحياة الحزبية في لبنان باتت ترتكز على «مشاريع سلطة» لا على ثوابت سياسية ووطنية تناضل القوى السياسية لتحقيقها. فالسلطة يُفترض أن تكون وسيلة لتحقيق «المشروع السياسي»، في حين أنّ الأحزابَ السياسية في لبنان باتت تتصرّف وكأنّ الوصولَ الى السلطة هو المشروع السياسي بحدّ ذاته من دون اعتباراتٍ تُذكر للأهداف السياسية والوطنية التي قامت عليها هذه الأحزاب. فالتحالفاتُ باتت تُبنى على حسابات الربح والخسارة الإنتخابية ولو كانت مع جهاتٍ تختلف لا بل تتناقض في القناعات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتنموية والرؤى الوطنية على المستويات كافة. فالمتفقون في التوجّهات السياسية والإقتصادية يتواجهون انتخابياً، والمختلفون على الأسس والمبادئ ينتظمون في لائحة واحدة أو تحالف واحد في مواجهة حلفائهم الطبيعيين، وكأنّ همّ الأحزاب والقوى السياسية في لبنان لم يعد في مدى نجاحها في تحقيق رؤاها وتطلّعاتها ومشاريعها، وبات محصوراً في حجم كتلها النيابية والوزارية وفي حجم حصصها الإدارية والوظيفية والإقتصادية بمعزل عن «القناعات» التي على أساسها يجتمع من حولها محازبوها ومناصروها والرأي العام.

إنّ لبنان يعاني اليوم من محنة في الحياة الحزبية تجعل المحاصصاتِ السلطوية بديلاً عن تنافس المشاريع السياسية، وهو ما يدخل لبنان بفعل هذه السياسات الحزبية في عصرٍ من «الإنحطاط السياسي» يُرخي بثقله على الحياة السياسية في شكل عام، ويساهم في توجيه ضربة الى جوهر النظام الديموقراطي وآليات عمله وتكوين السلطة فيه. لقد بات إنقاذُ الديموقراطية اللبنانية، وبالتالي لبنان الكيان والدولة، في أمسّ الحاجة الى أن تُعيد الأحزابُ والقوى السياسية النظرَ في أدائها على قاعدة التخلّي عن سياسة «الغاية تُبرّر الوسيلة»، واستبدالها بالعودة الى منطق النضال السياسي في سبيل مشروعٍ واضح المعالم والأهداف، تُبنى التحالفات مع مَن يتقاطع معه وتكون الخصومات مع مَن يختلف معه، مع ما يعنيه ذلك من فرز فريقٍ في الحكم وفريقٍ في المعارضة لتحويل الديموقراطية اللبنانية من شعارٍ بلا مضمون الى جوهرٍ للنظام السياسي الذي على أساسه قامت الجمهوريةُ اللبنانية.

* عضو الأمانة العامة لقوى «14 آذار»

 

إحتضار تيّار

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/30 تموز/16

بعد أسابيع قليلة من انتخابات 2005 التي حصد فيها "التيّار الوطني الحر" 21 مقعداً نيابيّاً و73% من أصوات المسيحيّين، على أساس برنامجه الوطني المتقدّم والمعروف بالكتيّب البرتقالي "الطريق الآخر"، بدأت مرحلة الانحدار مع بدء التخلّي عن نصوص البرنامج وروحه ومبادئه، وكتبتُ آنذاك نصّاً نقديّاً في جريدة "النهار" بعنوان "الطريق إلى الآخرة". صحيح أنّ عوامل عدّة كانت وراء ذاك الإنجاز الانتخابي والسياسي، ليس أقلّها أنّ "التيّار" كان الضلع الخامس غير المنظور في "الاتفاق الرباعي" طرداً وعكساً مستفيداً من طابعه الإسلامي على خلفيّة سابقة "العزل" الشهيرة في قمّة عرمون 1975، واستغلّ عطفاً استثنائيّاً من الكنيسة والجيش وزيارة العماد ميشال عون إلى د. سمير جعجع في سجنه، وتراكم نضالات ناشطيه ميدانيّاً وإعلاميّاً وسياسيّاً على مدى 15 عاماً، بدون إغفال "شغل" المخابرات اللبنانيّة وذيول المخابرات السوريّة.

لكنّ خللَيْن طرآ على تلك الحالة السياسيّة الفريدة، وتسبّبا ببدء مسيرة الانحدار منذ ذلك الحين:

- الانحراف عن النهج السياسي والوطني السليم نحو تحالفات وارتباطات غير منطقيّة وغير طبيعيّة مع نقيضين هما "حزب الله" والنظام السوري وتوابعهما، بما جعل "التيّار" في غربة عن مبادئه وتاريخ نضاله.

- الاتجاه الواضح والمقرّر سلفاً بعدم استيلاد حزب سياسي ديمقراطي عصري، بل تكريس القرارات الفوقيّة فيه وتوريثه بأسوأ الأساليب وأبعدها عن حداثة الأجسام السياسيّة، مع إبقائه تيّاراً شعبويّاً قائماً على الانتساب العاطفي لحالة شخصيّة، وليس لقضيّة وطنيّة عامّة.

وقد تفاعل هذا الخلل عبر لعبة السلطة والمال، فتحوّل "التيّار" تباعاً، وبخطّة منهجيّة، من حركة سياسيّة وطنيّة واعدة إلى نادي أثرياء ورجال مال وأعمال، في نموذج أوليغارشي كليبتوقراطي (سلطة الفساد) في منغلقات المافيا الشهيرة.

ولا غرابة في ما يحدث الآن من صراع داخلي مرير. فقد كان هذا الصراع مكتوماً غالب الأحيان تحت قبضة المرجعيّة المطلقة التي جسّدها عون نفسه. وقد بدأ التبرّم من الانحراف السياسي والتعليب التنظيمي العائلي منذ 12 سنة، وخرج مؤسّسون وقادة رأي وناشطون مميّزون بعدما يئسوا من "الاصلاح والتغيير" في الداخل. وهناك عشرات الأسماء التي كانت سبّاقة في إدراك حقيقة الخلل وبؤس الخيار والأداء، وفي الخروج من المركب المتهاوي.

وقد تأخّر ناشطو اليوم في معرفة جوهر الخطّة الاستئثاريّة وفي رفع الصوت، وخير أن يأتوا متأخّرين من ألاّ يأتوا أبداً. لكنّ الثغرة التي تُضعِف حراكهم تكمن في اقتصار انتفاضتهم على الجانب التنظيمي الإداري، والتسليم الخاطئ بالالتزامات السياسيّة الخطيرة، وكأنها قدر لا يُردّ.

ولا يمكن لأيّ حركة اعتراضيّة أو تصحيحيّة أن تنجح إلاّ إذا شملت الخللين معاً، لأنّهما مترابطان متلاصقان، فلا تصويب للمسار التنظيمي طالما أن المسار السياسي نقيض الأسس التي نهض عليها "التيّار".

لكنّ الواقع يؤكّد أنّ الإصلاح والتغيير في الداخل باتا غير ممكنين، لأسباب كثيرة نلفت إلى أبرزها:

- هذا "التيّار" هو الجسم السياسي الوحيد في لبنان، بين الأجسام (الأحزاب) القائمة على أحاديّة الشخص القائد، يبدأ انحداره، وربّما انهياره، بوجود زعيمه على قيد الحياة. فالأحزاب هذه تضعف وتشيخ وتضمر أوتسقط عادةً بسقوط المؤسّس القائد وليس قبل رحيله.

- وهو "تيّار" لا ينتمي إلى ما يُعرف بالأحزاب العميقة التي دخل ناديها، مثل الكتائب والقوّات والتقدّمي الاشتراكي والسوري القومي... وهي أحزاب شكّلت قواعدها الصلبة في بيئاتها الحاضنة. بينما هو فعل العكس، فلم يحافظ على قاعدتيه العميقتين، الجيش والإكليروس، بل ذهب أفقيّاً في تجميع مؤيّدين غير متجانسين سرعان ما يتفرّقون ويتصادمون إلى حدّ التضارب والضغينة عند أوّل مصلحة خلافيّة، كما حدث مثلاً في الانتخابات البلديّة الأخيرة، في الأشرفية والمتن وسائر بقاع الانتشار.

وليس خافياً مدى تراجعه في مؤسسة الجيش التي بنى "مجده" عليها وكاد يختزل احتضانه لها في وقت سابق، وأسطع دليل عدد غير قليل من الضبّاط الكبار الذين تقاعدوا وأصبحوا ضدّه بعدما كانوا رؤوس حرابه. أمّا الإكليروس، فلا حاجة لإثبات الهوةّ التي تفصلهما، من بكركي إلى المطارنة، إلى كهنة الرعايا والرهبانيّات.

- وهو "تيّار" ذو وظيفة موضعيّة معيّنة ومحدودة في الزمان والمكان. فقد تبيّن منذ تأسيسه أنّه حاضنة لهدف زعيمه، بل متنه لبلوغ أعلى مركز في السلطة، الرئاسة. هكذا كان منذ أيّام "بيت الشعب"، قصر بعبدا، في نهاية ثمانينات القرن الفائت، وهكذا هو اليوم، مطيّة للوصول. وقد أحرق شعاراته تباعاً منذ الشعار الأوّل، سيادة حريّة استقلال، إلى شعار المشاركة الميثاقيّة والمناصفة الحقيقيّة. وقد كان هذا الأخير معرّضاً بدوره للاحتراق لولا تعويمه من "القوّات اللبنانيّة" في ورقتَي "النيّات" و"معراب" المعروفتَين.

وخلافاً لأحلام الأغرار من ناشطيه، ففي حال وصول زعيمه إلى كرسي الرئاسة (وهو في الحقيقة حلم ليلة صيف)، فإنّ "التيّار" ينتهي بأسرع ممّا لو بقي خارج القصر، لسبب بسيط هو اكتمال وظيفته. والأمر يختلف جذريّاً عمّا كان الرئيس الشهيد بشير الجميّل ينوي فعله لحلّ "القوّات" مع تسلّمه سدّة الرئاسة.

فـ"القوّات" كانت حينذاك، وهي دائماً كذلك، مقاومة مسيحيّة وطنيّة سياديّة وليست مجرّد مطيّة إلى السلطة، وكان بشير الجميّل قد قرّر حلّها لمصلحة بناء دولة شرعيّة قويّة وجيش وطني بقرار سياسي سيادي حرّ.

أمّا "التيّار"، وبعد المراس والتجربة، فليس سوى وسيلة، تنتفي الحاجة إليها بعد استعمالها. وهذا ما يفسّر عدم تحويله إلى حزب قابل للحياة، على أساس المحاسبة وإنتاج القرار ديمقراطيّاً. فقد نشأ تيّاراً واستمرّ تيّاراً وينتهي تيّاراً، على قاعدة الشعبويّات في تسلّق السلطة، والتخلّي عن سلالم الصعود. وليس في نهجه ما يدلّ على تفضيله الدولة على الدويلة والسلاح الشرعي على غير الشرعي. وتبريره الدائم والمتواصل لسلاح "حزب الله" في الداخل وحروب الخارج، منذ "تفاهم" 6 شباط 2006، خير دليل، سواء استُخدم هذا السلاح في غزو بيروت أو ضدّ إسرائيل أو معارك حمص وحلب ودمشق وبغداد واليمن...

- ولعلّ أسوأ ما أُصيب به "التيّار" أخيراً، هو هذا الاستعراض "الديمقراطي" المثير للغبار السياسي الكثيف ودهشة المراقبين وسخريتهم: انتخاب مرشّحيه إلى النيابة من قبل ناشطيه!

نعم، ينتخبون مرشّحيهم في "إنجاز" ديمقراطي غير مسبوق، لكنّ المساكين الذين يتمّ انتخابهم سيخضعون لـ"الاستطلاع" (وما أدراك ما هي شركات الاستطلاع وكيف تُموَّل وتُدار لتقديم نتائج غب الطلب)، ثمّ لاستنسابيّة رئيس "التيّار" وفقاً لتقدير ظروف المعركة ومقتضيات التحالف والضخّ المالي في نادي الاثرياء... وعلى المنتخَبين ديمقراطيّاً السلام!

ولا ينتبه مخترعو هذا "الانجاز" الديمقراطي إلى تناقضهم الخطير في ملفّ الانتخابات الرئاسيّة. فلنسلّم بأنّ عون هو الأوّل مسيحيّاً بعدما رفدته "القوّات" بشرعيّتها المسيحيّة وقاعدتها الواسعة. ولكن، وعلى قاعدة الترشيح داخل "التيّار" فلتُطبَّق القاعدة نفسها: المسيحيّون اختاروه، لكنّ انتخابه خاضع لمشيئة مجلس النوّاب بمكوّناته السياسيّة والطائفيّة المتنوّعة. هنا، داخل "التيّار" يخضع الناجح في النهاية لقرار رئيسه كي ينال حظوة الترشيح للنيابة، وهناك، في رئاسة الجمهوريّة، يخضع الناجح مسيحيّاً لإرادة مجلس النوّاب كي يحظى بكرسيّ بعبدا. السنّ بالسنّ والعين بالعين. المقياس نفسه والعدالة نفسها.

يبقى أنّ تيّاراً سياسيّاً بحجم "التيّار العوني"، بدأ مختلفاً ثمّ انتشر وتمدّد وتعملق، دخل مرحلة احتضاره، ليس الآن فقط، بل منذ انسلاخه عن مبدأ نشوئه وارتقائه. لقد تعدّدت أسباب الضمور، والموت واحد.

أمّا الورثة فكثيرون، ولعلّ أضعفهم وأقلّهم قدرة على الاستمرار هو الوارث العائلي.

وسيكون التيّار الوحيد من جنسه، يتفكّك ويحتضر، على عهد زعيمه.

 

الرئاسة: هل التفاؤل في مكانه ؟

 علي حماده/النهار/30 تموز 2016

لنفترض جدلا ان الرئيس سعد الحريري، وبالرغم من التصريحات الاخيرة للنائب سليمان فرنجية، قام بعملية "خلط جديدة للاوراق" فسحب تأييده ترشيح الاخير لرئاسة الجمهورية ونقله الى الجنرال ميشال عون، استنادا الى "سلة كاملة متكاملة" يتم طبخها على يدي الرئيس نبيه بري، وتتضمن الاتفاق على الرئاستين الاولى والثالثة، وعلى تشكيل حكومة العهد الاولى، وعلى قانون جديد للانتخاب بإدارة حكومة يرأسها الحريري، ولا تكون في خطوطها العريضة مختلفة عن الحكومة الحالية، ويكون التمديد لقائد الجيش الحالي جان قهوجي لثلاث سنوات اضافية جزءاً من الصفقة! يقال إن "افكارا" من قبيل ما تقدم يجري تداولها بين المعنيين بالملف الرئاسي محليا لم ترقَ بعد الى مستوى الصفقة، ولكنها موضوعة على الطاولة، والحديث بشأنها قائم بجدية، ومن دون تسرع. وبالرغم من ان كل المعطيات الراهنة تشير الى ان الشغور الرئاسي مستمر في المرحلة المقبلة، لكن دروس التاريخ تعلمنا انه متى تسارعت الاحداث فإن شيئا كبيرا يمكن ان يحصل في زمن قياسي. هل صحيح ان عون يعرض على الحريري رئاسة الحكومة في مقابل الرئاسة الاولى؟ نعم هذا صحيح، واكثر من ذلك يريد عون ان يوحي للحريري انه الباب الوحيد المضمون الذي يمكن ان يلجه الحريري للعودة الى السرايا الكبيرة ! ويوحي ايضا انه حتى لو وصل سليمان فرنجية الى الرئاسة فإنه قد لا يكون قادرا على ضمان عودة الحريري الى رئاسة الحكومة. واذا تمكن من العودة فإن عون سيعمل المستحيل ليحوّل حكومة يرأسها الحريري الى جحيم من دون ان يتمكن فرنجية صاحب الكتلة النيابية المتواضعة حاليا من حمايتها! بالطبع هناك من يضيف الى بنود "الافكار" المتداولة، موضوع النفط الذي يدرك الرئيس بري والجنرال عون انهما غير قادرين وحدهما على "فكفكة" عقده الكثيرة. كلام كثير يجري تداوله، وما يعزز تفاؤل البعض بقرب وصول عون الى بعبدا مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة التي اعتبر فيها ان الرئاسة اهم من الاسماء، بمعنى انه لا يهم من يصل، المهم ملء الشغور، لانقاذ البلاد من الانهيار المتسارع ! بعض الذين كانوا يعتبرون ان بري متمسك بتأييده فرنجية يضعون فكرة "السلة" التي طرحها لتكون مدار بحث في الاسبوع المقبل على طاولة الحوار، في سياق ايصال عون الآن، وضمان فرنجية في العهد المقبل! لماذا عون اليوم، وفرنجية غدا؟ لان عون متقدم في السن، وكل الطبقة السياسية تعتبر انه لو وصل الى الرئاسة لن يكمل الولاية! اكثر من ذلك الكل يعتبر ان عون رئيسا، سيكون رئيسا بروتوكوليا، وان صهره الوزير جبران باسيل سيكون الرئيس الفعلي للبنان! وربما هذا ما يعقد امر وصول الجنرال الى بعبدا. فالنادي السياسي يفضل التعامل مع سليمان فرنجية على جبران باسيل لاسباب كثيرة، اهمها ان الاخير وبالرغم من حصده مناصب كثيرة في كنف عون، لا يزال يعتبر دخيلا على النادي السياسي الحقيقي في لبنان! في مطلق الاحوال، ستنطلق جلسات "السلة" في مطلع الاسبوع المقبل، وسنرى اتجاه الريح!

 

نصرالله : بعد حلب مكة

احمد عياش/النهار/30 تموز 2016

لم يكن الامين لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ليفوّت فرصة ما انتهت اليه معارك حلب ليؤكد أبعاد "الانتصار" الذي أحرزه محوره هناك بفضل الغطاء الجوي الروسي وغض الطرف الاميركي. ومن هذه الابعاد ان ما كان يعد به منذ حرب تموز في لبنان والمنطقة تحقق. ولا داعي هنا للخوض في تفاصيل أكلاف حرب سوريا التي لا يزال الحزب يخوض غمارها حتى الآن وبلغت آلاف القتلى والجرحى فما هو مهم ان قائداً يعد بالنصر فيتحقق. تأتي معركة حلب التي وضعها نصرالله خلال مهرجان تأبين القيادي اسماعيل زهري في النبطية في اطار اقليمي وسط مواجهة ضارية سياسيا وميدانيا بين ايران والسعودية تتجلى الان في حرب اليمن التي انعطفت في الايام الماضية من المفاوضات السياسية في الكويت الى تصعيد المعارك على أكثر من جبهة، ولوّح قائد حركة "أنصار الله" عبد الملك بدر الدين الحوثي باحتمال فشل حوار الكويت. وترافقت هذه المواجهة بتوجيه مسؤول إيراني الاهتمام نحو الحرميّن مكة والمدينة .فقد دعا محمد جعفر أسدي مساعد دائرة التفتيش بالحرس الثوري وقائد القوات البرية السابق في الحرس الى اعلان حملة اسلامية "نقول فيها للمسلمين بان مدينتيّ مكة والمدينة هي ملك لجميع المسلمين... ويجب ألا تكون بيد من يخدم اليهود وغير المسلمين" .

بالطبع ما زالت أوراق حلب مفتوحة والتي تمثل انتصارا مهما لرئيس النظام السوري بشار الاسد اذا ما طويت .لكن ملكية الانتصار الفعلية تعود اولا الى القيصر الروسي الذي أهداه جزئيا الى طهران التي دفعت أثمانا باهظة قبل ان تقرر موسكو توفير الغطاء الجوي الحاسم للمعركة. فهل ستكتفي طهران بهذا النصيب من الانتصار؟ المؤشرات تدل على ان الحسابات الايرانية ما زالت تشمل الاقليم باسره.ولذلك سارع الناطق باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي الى القول أن تغيير اسم "جبهة النصرة" الى "جبهة فتح الاسلام" هو "ضرب من التلاعب بالالفاظ ... ومؤشر على الافلاس السياسي للجهات الداعمة للتطرف في المنطقة وعلى رأسها السعودية".وهذا الاتساع للمشروع الايراني عكسه نصرالله الذي شنّ هجوما غير مسبوق على السعودية بدءا مما وصفه بـ"التطبيع مع اسرائيل" مرورا باليمن والبحرين وايران وصولا الى حلب التي "سقطت فيها الاحلام والمشاريع الامبراطورية". وقال ان امام الرياض "فرصة" متاحة فيما يجري طبخه في المنطقة مهدداً بأن "مشروع آل سعود سيهزم" أو ان يكونوا "شركاء وبيطلعلكم حصة". لا جدال في ما جرى في تركيا والمستمر في تداعياته التي جعلت الرئيس التركي يلوذ بخصمه الروسي يمثل عنوانا للفراغ الكبير الذي تركه الانسحاب الاميركي من المنطقة ويزداد وطأة بالانتخابات الرئاسية. وبات ميزان القوى الذي تتولى موسكو اقامته راجحا لمصلحة الطغاة وفي مقدمهم الطاغية السوري. وكأن نصر الله يقول للسعودية اذا لم تدركوا ما جرى في حلب فانتظرونا في مكة.

 

كل الأحزاب في الأزمة سواسية

جورج بكاسيني/المستقبل/30 تموز/16

ليست المرة الأولى التي تمرّ فيها الأحزاب والتيارات والقوى السياسية اللبنانية بأزمات. لكنها ربما تكون الأولى حيث تساوت الأحزاب، كل الأحزاب ودفعة واحدة، بمواجهة الأزمات التي لم تنطلق بالضرورة في الآونة الأخيرة وإنما منذ سنوات، لكنها ظهرت في هذه الآونة بفعل الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة التي شكلت الاختبار الانتخابي الأول منذ العام 2009 لكل القوى السياسية. «حزب الله» يشهد أزمة متصاعدة، منذ انخراطه في الحرب السورية، ظهرت معالمها بوضوح في انتخاباته البلدية في البقاع والضاحية والجنوب. حركة «امل» يفكر رئيسها نبيه بري بعقد مؤتمر عام للمراجعة نتيجة مجموعة من المشكلات التي واجهها في الانتخابات. تيار «المستقبل» واجه ازمات متعاقبة بفعل غياب رئيسه سعد الحريري أكثر من أربع سنوات عن لبنان ظهرت نتائجها في الانتخابات البلدية في طرابلس. الحزب «التقدمي الاشتراكي» عانى ما عاناه في قضاءي الشوف وعاليه. التيار «الوطني الحر» شهد أزمات من نوع آخر ظهرت معالمها في نتائج الانتخابات البلدية والداخلية التنظيمية، وإن نجت «القوات اللبنانية» من معضلات مماثلة، إلا انها لم تحقق النتائج المرجوة في الانتخابات البلدية بما في ذلك في معقلها الرئيسي قضاء بشري. حزب «الكتائب» الذي تمثل بثلاثة وزراء في الحكومة الحالية استقال منها فبقي إثنان من أصل ثلاثة على مقاعد الحكومة. الحزب «السوري القومي الاجتماعي» انتخب منذ اسبوعين النائب اسعد حردان رئيساً لولاية جديدة وهو سيضطر الى انتخاب رئيس آخر بعد اسبوعين.. ما سرّ هذه الأزمات؟ وما هو سرّ هذه «المساواة» في الأزمة بين كل الاحزاب الأساسية؟ بالتأكيد هناك أسباب كثيرة، أوّلها ان الحياة السياسية والحزبية في المنطقة المحيطة بلبنان تتعرض لأقسى أنواع التحديات لصالح مرحلة عسكرية وأمنية وتكفيرية تأكل الأخضر واليابس، ويعلو فيها صوت القوة على صوت السياسة. والدليل على ذلك ان الميليشيات والفصائل المسلحة أصبحت أقوى من كل الاحزاب والتيارات السياسية، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن. ففي الدول التي تشهد حروباً، يتراجع دور المجتمع المدني، الذي تشكل الأحزاب جزءاً لا يتجزّأ منه. أما الدول التي تنعم بالسلم الاهلي كلبنان، فلا تستطيع كل القوى والاحزاب السياسية مجتمعة انتخاب رئيس للجمهورية، ولو استطاع تأمين أكثرية النصف زائداً واحداً في حال معارضة حزب مسلح كـ»حزب الله»، الذي انعكس أداؤه التعطيلي ليس على المؤسسات وحسب وإنما على الأحزاب أيضاً. معنى ذلك ان كل الاحزاب اللبنانية التي لم تعد قادرة على انتخاب رئيس وفقاً لأحكام الدستور من دون موافقة الحزب المسلح، أو التوافق على قانون الانتخابات او تشكيل حكومة بصورة طبيعية، أو.. أو.. اصيبت بعجز كلي، او نصفي، ما فتح الباب امام اعتراضات متفاوتة من مؤيديها. واذا كانت هذه الاحزاب شكلت لفترة طويلة من الزمن متنفساً لشرائح اجتماعية واسعة، مثلها مثل كل احزاب العالم، فان انسداد الافق السياسي الراهن وعجز الاحزاب عن احداث خروق في الجدران المسدودة، دفعا شرائح حزبية في كل الاحزاب (أو جمهورها) الى البحث عن متنفس جديد، تارة بواسطة «الفايسبوك» وطوراً بواسطة «الحراك المدني» أو الإعلام، او الانتخابات البلدية، للاعتراض على اداء احزابها محمّلة إيّاها مسؤولية هذا العجز. اذاً كل قوى وتيارات وأحزاب 14 و8 آذار في أزمة. كلها متساوية بالتمام والكمال في مواجهة معضلات اساسية وثانوية من «مراكز نفوذ» أو «محاور» او اخطاء في السياسة أو في التنظيم، وصولاً الى حروب «الإرث». ولعل اصدق تعبير عن هذه الصورة، المقابلة التلفزيونية التي أجراها الزميل وليد عبود قبل ايام مع نجل شقيق رئيس «تكتل «التغيير والاصلاح» نعيم عون، الذي أظهر وجود اعتراضات واسعة داخل التيار «الوطني الحر» لكنها بعيدة عن السياسة. هي مجرد اعتراضات تنظيمية، مرتبكة، غير متماسكة، طالت معارضين آخرين، من دون ان تقدم بديلاً جدياً، كما لو أنها جزء من معركة «حصر الإرث» لا أكثر ولا أقل.

 

فرنجية يرسم حداً لحملات الضغط المنافسة الاستحقاق النيابي بدأ يضيق الهامش الرئاسي

روزانا بومنصف/النهار/30 تموز 2016

تولّى النائب سليمان فرنجية خلال الزيارة التي قام بها لرئيس مجلس النواب نبيه بري وضع حد للضخ الاعلامي والسياسي الذي يبني على أن هناك جديدا في موضوع الانتخابات الرئاسية سيتبلور خلال شهر آب الجاري، على قاعدة اعادة الرئيس سعد الحريري النظر في موقفه من تأييد فرنجية في اتجاه دعم النائب ميشال عون. فهناك ماكينة سياسية واعلامية تمارس ضغوطا نفسية من أجل رمي كرة تعطيل الانتخابات الرئاسية من خلال تعطيل وصول العماد عون، على كاهل الرئيس الحريري، على قاعدة انكفاء النائب فرنجية او تراجع حظوظه في شكل كبير لقاء تقدم حظوظ زعيم التيار العوني، خصوصا على اثر تردد معلومات عن محاولة البطريرك الماروني تسويق دعم عون لدى الفرنسيين ومحاولة الحصول على مساهمتهم في الضغط في هذا الاتجاه. وعلى رغم ان غالبية الاوساط السياسية لا تفهم الاسباب او المرتكزات التي يبني عليها السياسيون في "التيار الوطني الحر" حساباتهم للجزم في موضوع انتخاب العماد عون في الوقت الذي لا يملك اي من هذه الاوساط هذه المعطيات نفسها، بدا ان فرنجية اخذ على عاتقه الرد على حملة الضغوط من خلال تأكيد استمرار ترشحه، بما يعني عدم تراجع الحريري من جهة، وهو اكد ذلك طوال المدة الماضية في أوج الضغوط التي تمارس، لكن لا تلبث ان تنسب معلومات الى قريبين منه تحاول ترجمة موقف معاكس له، وعدم البناء في الوقت نفسه على هذا التراجع استنادا الى ان فرنجية نفسه لم ينسحب من المعركة الانتخابية من جهة أخرى، مما يجعل من كل الضخ الاعلامي والسياسي في اتجاه احتمال دعم عون لا يتعدى اطار الحرب النفسية، وفق ما يعتبرها ديبلوماسيون أجانب في بيروت لا يرون التفاؤل نفسه الذي يعكسه البعض. والواقع أن تصريح فرنجية من شأنه أن يلجم لبعض الوقت تصاعد هذا الضغط النفسي والاعلامي، على قاعدة انه لم يتراجع هو أيضا امام العماد عون لكي تتوقف الامور عند قرار الحريري إعادة النظر في قراره لجهة دعم عون. ففي اللعبة السياسية الداخلية ثمة أهمية لهذه التفاصيل، ولو ان قرار انتخاب رئيس الجمهورية لا يتوقف فعلا عند هذه الممارسات والضغوط، وان كانت تحاول ان تخلق مناخا ضاغطا لدى الرأي العام من خلال الايحاء لهذا الاخير ان الكرة في ملعب الحريري الذي لا يزال يمنع وصول عون، علما أن مواقف بعض السياسيين ساهم ولا يزال في ضخ مثل هذه الأجواء. ولذلك لا تبدو العلاقات بين الحريري وحلفاء سابقين على أحسن ما يرام في ظل هذه المعطيات، لكن يمكن القول الى حد كبير ان الحملة النفسية والاعلامية نجحت في إعادة تسليط الضوء على ترشيح عون على أنه الابرز والاساسي، لقاء تهميش ترشيح فرنجية الذي عاد بعد لقاء بري الى تصويب هذا الانطباع من جهة، والعمل من جهة أخرى على أخذ الامور في منحى يبعد عن استمرار استهداف الحريري والضغط عليه في موضوع الرئاسة، خصوصا أن الاخير لا يزال يقول بتمسكه بدعم فرنجية، بحيث كان على الأخير أن يطل ليعطي هذا الدعم فاعلية ومضمونا عمليا.

ومع أن الوقت الفاصل عن موعد الانتخابات النيابية بات يضيق على الافرقاء السياسيين هامش عدم بت موضوع الانتخابات الرئاسية، فإن مصادر عليمة تؤكد انه سيكون صعبا جدا على الحريري في ظل هذه المعطيات تبديل موقفه. وقد بدا طريفا بالنسبة الى البعض التحدث عن تغيير أكيد في موقف الرئيس السابق للحكومة، خلال أسابيع او قبل نهاية السنة، انطلاقا من انه اذا كان سيفعل ذلك فلماذا انتظار اسابيع او بضعة اشهر اضافية، خصوصا انه سيرمى عندئذ اكثر فاكثر بكل الانتقادات الممكنة لكونه اخذ كل هذا الوقت الذي سيتجاوز السنتين ونصف السنة على الشغور الرئاسي من أجل الموافقة على قرار كان اسهل على البلد لو اتخذه في وقت سابق. أما جمهور "المستقبل" والطائفة السنية ككل فلا يبدوان متساهلين ازاء اي موقف للحريري في هذا الاتجاه، خصوصا ان "على الكتف حمال" كما يقال بالعامية. وتقول المصادر ان السيناريو الذي سيصعب أكثر تأييد عون أن يكون الرئيس الحريري رئيسا للحكومة هو ان الحكومة المقبلة في حال قيض لها ان تتألف بسرعة نتيجة توافقات مسبقة تسير في موازاة تأمين انتخاب عون ستكون فقط لبضعة اشهر، بحيث تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة، ومن غير المستبعد ان يتم الاستشراس من اجل اضعاف موقع الحريري في المعادلة السياسية بما قد يقضي على فرصه في رئاسة اي حكومة مقبلة بعد الانتخابات. وهذا في حال التسليم بأن هذه التفاصيل تعوق فعلا التوافق على العماد عون، في حين ان الاسباب اعمق واكبر وفقا لهذه المصادر على قاعدة انه تسليم بالخضوع لشروط فريق لا يزال يتحمل مسؤولية تعطيل البلد تحت شعار دعمه لمرشح معين، بحيث ينجح في نهاية الامر في فرض هذا المرشح المحدد مع ما يعنيه ذلك على واقع الامور في البلد كما على الصعيد الاقليمي.

 

لبنان يعدّل سياسته حيال اللاجئين السوريين: هيئة عربية لدعم العودة وانتزاع اعتراف دولي بها

 سابين عويس/النهار/30 تموز 2016

"لأن رعاية السوريين في أرضهم أقل كلفة على دول الجوار وعلى الجهات المانحة، وأفضل طريقة لوقف جريمة تشتيت الشعب السوري، يقترح لبنان تشكيل هيئة عربية تعمل على بلورة فكرة إنشاء مناطق إقامة للنازحين داخل الاراضي السورية وإقناع المجتمع الدولي بها". بهذه الكلمات توجه رئيس الحكومة تمام سلام إلى الأسرة العربية خلال قمة نواكشوط، مقترحا إجراء جريئاً جداً من شأنه إذا سلك طريقه أن يغير مسار اللجوء السوري ويطيح أي احتمالات أو تفكير أو توجه عربي أو دولي لتوطين السوريين في لبنان.

ليس الاقتراح جديداً، بل يجري منذ مدة تداوله داخل الكواليس اللبنانية، تمهيدا لبدء طرحه وتسويقه خارجيا. وكانت قمة نواكشوط المحطة العربية الاولى التي أطلّ منها سلام باقتراحه، في إطار برمجة تدريجية تذهب بالاقتراح إلى المحافل الدولية حيث ينتظر أن يكون للديبلوماسية اللبنانية دور في التسويق للطرح ووضع أطر تنفيذه. وتعوّل الحكومة في هذا المجال على تظهير الواقع المأسوي للاجئين من جهة والمخاطر المترتبة على المجتمعات المضيفة من جهة أخرى، وسيلة للتسويق لهذا الاقتراح ولإقناع الأسرة العربية بالتخلي عن فكرة التوطين والاقتناع بضرورة تأمين العودة للسوريين.

وبهذا، تكون الحكومة قد خطت أول خطوة جريئة وعملية على طريق إبعاد كأس التوطين وتخفيف مخاطر اللجوء عبر العمل على إعادة السوريين الى أراضيهم.

وتقول مصادر دبلوماسية إن العمل جار لانتزاع توقيع أممي ودولي وعربي بالاعتراف بحق العودة للسوريين الى مناطق لا تشهد نزاعات، تسمى مناطق إقامة، نظرا الى التعقيدات والالتباسات التي ستنشأ عن أي كلام عن مناطق آمنة. إذ يخرج عندها الموضوع عن سياقه الانساني والتقني ليدخل لعبة الصراع السياسي القائمة حول هذا الملف على خلفية أسئلة مثل من يحدد ما هي المناطق الآمنة، ومن يضمنها، وهل تحظى بغطاء عربي ودولي جوي وارضي من خلال قوة عسكرية تؤمن الحماية، وماذا سيكون موقف النظام الحاكم، ومن يفاوضه في لبنان على إقامة مثل هذه المناطق؟ وغيرها من الاسئلة المشككة التي تدخل الملف في زواريب سياسية لا تخلو من الفخاخ والمطبات. يدرك رئيس الحكومة ان الطريق نحو تحقيق هذا الاقتراح محفوف بالصعوبات. واللافت انه لم يحظ في نواكشوط بفرصة التسويق له، بما أن الوقت القصير للقمة والذي لم يتجاوز بضع ساعات لم يتح عقد لقاءات جانبية. ولكن لبنان كما تقول أوساط رئيس الحكومة جدي جدا في هذا الطرح ولن يتراجع عنه، وهو ينطلق من اقتناع بأنه مفيد للسوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم. ومفيد للبنانيين على السواء، وتحديدا للحكومة لتأكيد التزامها حيال مواطنيها بأن لا نية للقبول بالتوطين تحت أي مسمى كان، أو مجانا كما هو حاصل حاليا، حيث لم يحصل لبنان على أكثر من 50 في المئة من المساعدات الدولية المقررة له لدعم النازحين. ومن هذا المنطلق، ستعمل الحكومة على إقناع المجتمع الدولي باستراتيجيتها الجديدة القاضية بالانتقال من سياسة شحذ المساعدات لدعم النازحين في لبنان، الى سياسة تأمين مسار عودتهم الى بلادهم.

ولكن في الانتظار، وحتى توفق الحكومة في مهمتها المعقدة هذه، فإن التركيز سيكون على إنشاء صندوق لدعم المجتمعات المضيفة على تحمل أعباء اللجوء. وهو ما ورد كذلك في كلمة رئيس الحكومة الذي اتكل على دعم عربي مسبق لمثل هذه الفكرة، خصوصا ان الصندوق لن يقتصر عمله على دعم المجتمع اللبناني، بل سيشمل المجتمعات المضيفة الاخرى المتضررة، مثل الاردن خصوصا، تساعده السلطات الاردنية في الضغط في اتجاه إنشاء هذا الصندوق بما ان للبلدين المتضررين من أزمة النزوح، مصلحة مشتركة في هذا الاطار.

 

العروبة المُحتجزَة

حسين الحسيني/النهار/30 تموز 2016

في هذه اللحظات من مصير الوطن اللبناني، ومن مصير الدولة اللبنانية، ومن مصير المجتمع اللبناني، ومن مصير التجربة اللبنانية، ومن مصير المثال اللبناني. في هذه اللحظات، تتساوى الأمور جميعاً، وتتجلّى حقيقة واحدة:

فالحق الطائفي الآن لا يساوي شيئاً أقل من الحق الوطني، والحق الوطني لا يساوي شيئاً أقل من الحق القومي، فالحق المسيحي، أو الحق الإسلامي، هو الحق اللبناني، والحق اللبناني، هو الحق العربي،فالحق لأي طائفة خارج لبنان، ولا لبنان لطائفة واحدة، ولا معنى للعروبة اذا لم تكن تعني الاعتراف بالطوائف، وتعايش وتفاعل وتكامل الطوائف، ولا معنى للعروبة إذا لم تكن تعني قيام تأليف حسن، منتج حضارياً، بين هذه الطوائف، تأليف يقوم على تقديم نموذج متسامح من العلاقات بين البشر، لا يكون مداره مجرّد التسلّط. وبمعنى آخر، لا معنى للعربة اذا لم تكن دافعاً الى إحياء التجربة اللبنانية، وتجديدها، والحفاظ عليها،

ولا معنى للعروبة اذا انعدم المثال اللبناني. أين العروبة الآن؟ إنها تبدو بعيدة بائدة، والحق، إنها محتجزة في مفاهيم أو قضايا لم تعد صالحة لتحريك مسيرتها، والحقيقة، إنها هنا، في هذا التحدي الذي هو:

إحياء التجربة اللبنانية، والمحافظة على المثال اللبناني. إن عروبة لبنان، ليست صفة مضافة إليه، ونحن في غير حاجة الى تأكيد عروبة لبنان، نحن في حاجة الى لبنانية العروبة، لأن مقياس العروبة الآن، هو وحدة لبنان وتحرير أرضه، والموقف العربي الآن، هو الموقف الى جانب إحياء التجربة اللبنانية، والمحافظة على المثال اللبناني، وهذا ما وعته الشقيقة سوريا العربية، وتعمل من أجله. إن لبنان، وجود لبنان، وحدة لبنان، هذه هي لبنانية العروبة. والقضاء على لبنان، وعلى التجربة اللبنانية، وعلى المثال اللبناني، هو القضاء على إمكان أساسي من إمكانات العروبة.

أين لبنان الآن؟ إنه هنا، في تواجد الطوائف اللبنانية، وليس في عزلة طائفة واحدة أو أكثر، أو في احتجاز طائفة واحدة أو أكثر، لقضية لبنان.

كان يُقال وما زال: إن الكيان اللبناني هو من صنع الاستعمار، والحقيقة هي أن معظم الكيانات العربية القائمة قد ساهم في صنعها الاستعمار، فلما يكون الكيان اللبناني وحده المطالب بإثبات عروبته؟ ولماذا يبقى هذا الكيان سجين النيّة من إنشائه،

إن الحدث التاريخي يتعدّى دائماً نية من ساهم فيه، أو توسّط في حدوثه، والواقع، أن التجربة اللبنانية، في المستوى الحضاري، قد تعدّت ظروف إنشاء الكيان اللبناني، بدليل، ان المجتمع اللبناني كان أكثر المجتمعات العربية حيوية، في الدفاع عن فكرة العروبة، وفي افساح المجال أمام التيارات الشعبية المتصلة بقضايا العرب. وكان يُقال وما زال: إن النظام اللبناني، والمجتمع اللبناني، هما نظام ومجتمع طائفيان، وكأن في الأمر خطيئة مميتة!! فلنتحدث بصراحة، ان معظم المجتمعات العربية، هي طائفية من حيث تاريخها، ومن حيث واقعها الراهن. أليس من الأفضل أن

نعترف بهذا الأمر؟ وأن يكون الاعتراف شرط تجاوز الانقسام الاجتماعي على أساس طائفي؟ وشرط عدم تحجّر هذا الانقسام وكبته؟... وفي أي حال، إن تجربة المجتمعات العربية السياسية، تظهر لنا، كما كان من الأفضل الاعتراف بهذه الأمور بدلاً من كتبها، وكم كان من الأفضل السعي الى إزالة الحواجز الاجتماعية والسياسية بدلاً من تجاهلها، وكم كان من الأفضل الاستغناء عن الحلم بسلطة قوية واحدة، والبحث عن نموذج يكون فيه للآخر مكانه وحقوقه. إن العروبة تعني قبل أي شيء آخر، رفض التمييز العرقي أو الطائفي،

اما الاعتراف بوجود الاختلاف والفروق، فهو دليل تسامح ورقي، وهو غير الرياء والتستر بالوحدة بغية ممارسة الاستبداد وحيازة الامتيازات، سواء كان هذا الاستبداد أو هذه الامتيازات من عمل الأقلية أو من عمل الأكثرية... هكذا يجب أن يفهم الوفاق، وهكذا يجب أن تفهم العروبة:

الاعتراف بوجود الآخر، وما عدا ذلك تفاصيل... التفاصيل مهمة، البحث عن نوع النظام، عن صيغته القانونية، عن الممثلين الحقيقيين للقوى الفعلية، ولكن الحلول تبقى مستحيلة، أو قاصرة، أو عكس ما نريد، إذا لم تفهم على هذا الأساس: الوحدة وضرورة الآخر،

الاعتراف بالآخر،إيجاد الشروط والقنوات الفعلية لإقامة الحوار المستمر مع الآخر. • مقالة لرئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني كان كتبها بناء على طلب من مفتي الجمهورية الأسبق المرحوم الشيخ حسن خالد وصدرت في مجلة "الفكر الإسلامي" في كانون الثاني 1986.

 

العالم الاسلامي يلاحق الوحوش الافتراضية

غسان حجار /النهار/30 تموز 2016

يزداد العالم الاسلامي غربة وينشغل بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد في هذه المرحلة الصعبة من تاريخه حيث ينتشر الارهاب المتصل زوراً بالاسلام ليصيب كل العالم، ويصيب اكثر علاقة الاسلام بالغرب، وعلاقة المسلمين بمواطنيهم، وعلاقة المسلمين بعضهم ببعض، اذ ان حملات التكفير لا تنصبّ على ابناء الديانات الاخرى فحسب، بل تنطلق من التكفير ما بين المذاهب الاسلامية، فتحلل القتل والذبح والتفجير في كل الاماكن وصولا الى المساجد. واذا كان الصمت الواسع عن الارهاب هو السائد، وهذا امر مستغرب من دول عربية واسلامية، ومن هيئات ومنظمات ومراكز افتاء وتشريع، فان الاهتمام الاخير بلعبة "بوكيمون غو" على امتداد العالم الاسلامي يؤكد أن هذا العالم بات منفصلا عن العالم الواقعي ومرتبطا بفضاء الكتروني لا يفيد من حسناته وايجابياته بقدر ما يركز على قشوره وتفاهاته. فالعالم الاسلامي حاليا منشغل بلعبة البحث عن الوحوش الافتراضية، تاركا الوحوش الطبيعية متفلتة من كل ضبط او عقاب. وتأتي التحذيرات من ان لعبة "بوكيمون غو" تدنّس المساجد والاماكن المقدسة، فيما لا يرى هؤلاء المشرعون تدنيساً في اقتحام حقيقي للمساجد والكنائس، وتفجير بعضها، وقتل الابرياء فيها، من اعدام 24 مدنيا امس قرب منبج في سوريا، وذبح كاهن كاثوليكي يصلّي على مذبحه في فرنسا، واجتياح ابرياء كانوا يحتفلون باليوم الوطني الفرنسي قبل ايام ، وتفجير مناطق آمنة في العراق، ومنع الاقباط من بناء كنائس، بل واحراق ما ارتفع منها، الى تجاوزات وجرائم لا تحصى ولا تعد. في تركيا، دعت جمعية "ديانة شن" الدينية للائمة الى منع اللعبة لأنها تنطوي على "اهانة للاسلام". وقال رئيس الجمعية محمد بيرق توتار لصحيفة "هابر ترك" إن لعبة "بوكيمون غو" "تمس حرمة المواقع التي يصلي فيها الناس" نظرا الى ان بعض الوحوش في هذه اللعبة تم تحديد موقعها في داخل مساجد. وأضاف: "ادين هذا الامر. ارغب في منع ذلك في تركيا"، حتى انه لم يستبعد ان تكون هذه اللعبة مؤامرة غربية على الاسلام.

ودعت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية مستخدمي الأجهزة الذكية إلى أخذ الحيطة والحذر من الألعاب والتطبيقات الالكترونية التي تستخدم في تحديد المواقع الجغرافية أو تقوم باستخدام الكاميرا الموجودة في الجهاز مثل لعبة "بوكيمون غو". وصرحت هيئة كبار العلماء في المملكة بأن تحريم اللعبة يتطلب اصدار تحريم جديد، لان التحريم السابق يطاول النسخة القديمة من اللعبة. واعتبر احد اعضاء الهيئة ان الفتوى القديمة سارية المفعول "بحيث لا يجوز لعب "بوكيمون غو" لاشتمالها على محاذير شرعية". واكد عضو مجمع البحوث الاسلامية في الازهر الشريف ان اللعبة مكروهة، وانه اذا ترتب عنها تقصير في الواجبات الدينية تصبح محرّمة شرعاً. ولا يستبعد صدور التحريم قريباً. فهل يتخلى العالم الاسلامي عن واجباته في العالم الحقيقي؟

 

كنعان: لسنا في صفوف 8 آذار.. الرياشي: مصالحتنا مصالحة البيت الواحد

مستيكا الخوري/موقع القوات اللبنانية/29تموز/16

القسم: أخبار محإعتبر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” ملحم الرياشي أن المصالحة بين “القوات” و”التيار” لم تنعكس خلافاً مع تيار “المستقبل” إنما انعكست تباعداً وإشكالية سياسية معينة، ولكن هذا الأمر لم يفسد في الود قضية إذ هناك تحالف استراتيجي مع “المستقبل”، مشيراً الى أن “القوات” و”التيار” لم يدخلوا الاستحقاق البلدي ليلغوا احداً، دخلوا ليلغوا احتكار البعض لأحقية الآخرين بالمشاركة في التمثيل. من جهته، أفاد أمين سرّ تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ابراهيم كنعان بأن “التيار” لم ينكر يوماً وجود اتفاق الطائف الا ان لديه اعتراضات لا تزال قائمة وقد اوضح ذلك في ورقة اعلان النوايا.

وقال في مقابلة مشتركة والرياشي عبر “لبنان الحر”: “موقفنا من هذا الموضوع واضح فلا نحن اصبحنا “حزب الله” بتحالفنا معه ولا “القوات” اصبحوا تيار “المستقبل”. يوم كنا في معراب اردنا ان نقول لشركائنا ان رؤيتنا وطنية وغير طائفية فإنطلقنا من مسلمات وطنية بفعل مبادرة لم تأتِ من الدوحة ولا من طهران ولا من الطائف او الرياض او الفيليبين بل جاءت من قلب جبل لبنان ولبنان المسيحي لتعم كل الوطن”.

المقدمة:

من حرب التحرير الى حرب الإلغاء، وثم الى زنزانة ومنفى، ومنهما الى خصومة سياسية وحروب اعلامية وإنشقاق ونزف مسيحي… ثلاثون عاماً مرت ببطء على اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً في ظل عداوة اكبر حزبين مسيحيين على الساحة المحلية، “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”.

لكن، فكرة بالتقارب، مشاورات، ومن بعدها اجتماعات مغلقة، بوادر خير، ورقة اعلان النوايا، فإنعكاس للأجواء الإيجابية من القيادة الى القاعدة، فمصالحة في معراب واعلان رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ترشيح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية بمباركة عرابي المصالحة وضيفيَ في هذه الحلقة الخاصة امين سر تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” الاستاذ ملحم الرياشي. اذا من فكرة الى مصالحة، إنقلبت كل المعايير.

ولكن امام الاستحقاق البلدي، كثرت الاتهامات بسقوط معادلة تمثيل المصالحة ل٨٦ في المئة من الشارع المسيحي، وكذلك سؤال يطرح ذاته اليوم كيف تمت التحالفات وما تفسير التباينات التي وقعت فيها؟ وما مستقبل تحالفات عون وجعجع مع باقي الافرقاء في الوطن في ظل المصالحة المسيحية المسيحية؟

اسئلة اضعها برسم ضيفي وأعالجها معهما في محورين في حلقة بعنوان: “اوعا خيك… والوطن” مباشرة بعد هذا التقرير.

المحور الأول: الإستحقاق البلدي على ضوء “مصالحة معراب“

(كنعان):

بدءاً من زحلة، ذكرت السيدة ميريام سكاف مرات عديدة ان اجتماع الأحزاب هدفه إلغاء الآخرين، ما ردكم على هذا الاتهام؟ وهل كانت نوايا طرفي المصالحة إعطاء رسالة عن قوة الثنائي من زحلة الى كل لبنان؟

اولاً، اعتقد ان السيدة ميريام سكاف كانت تخوض حملة انتخابية وهدفها شد العصب، وفي المعارك الإنتخابية كل الأسلحة مشروعة. ولكن اليوم وبعد زوال غبار المعركة تبين ان الإنتخابات البلدية لم تكن مطلقاً محاولة لإلغاء احد بل هدف المصالحة المسيحية خلق رافعة للمسيحيين يستفيد منها الجميع. ولا حاجة لإعطاء رسالة عن قوة المسيحيين في الاستحقاق البلدي، إذ تم تصوير المعركة انها ضد الأحزاب، “دايماً بدك تقاتلي الكبير لتكبري”.

(الرياشي):

بعد الإنتصار في زحلة، اذا اردنا القاء نظرة سريعة على نتائج المعركة، نجد ان اللوائح المدعومة من سكاف وفتوش اذا ما جمع عدد المقترعين لها يفوق عدد المقترعين للائحة “انماء زحلة”، الا يشكل ذلك خذلاً لإجتماع الاحزاب؟ وماذا لو تحالفوا في الاستحقاق النيابي؟

كمعادلة علمية، عندما نجمع اللوائح تختلف قدرات التصويت بين لائحة واخرى، لذا هذه المعادلة غير قابلة للحياة. اما بالنسبة للشق الثاني،لا خوف على الأحزاب فهي لا تريد ان تلغي احداً، والخوف على مصير الافراد التي تأخذ على عاتقها مواجهة الأحزاب، التي لديها مشاريع تتخطى زحلة، مشاريع لكل لبنان وللإغتراب اللبناني. الأحزاب لا تتحمل النتائج إنما من يريد مواجهتها. للأحزاب برنامج سياسي إنمائي، تسعى للتوافق حيث يتوفر وتخوض المعركة عند انعدامه، وحتماً تنتصر. التجربة البلدية علمتنا ان نثقل العلاقات بين “القوات” و”التيار” وكيفية تفاعل الماكينات الإنتخابية مع بعضها.

 (كنعان):

 من زحلة الى جونية، كيف يمكن تفسير دعم الجنرال عون المطلق وزيارته عشية الإنتخابات لائحة “كرامة جونية”، التي خاضت الإنتخابات بوجه “القوات اللبنانية”، الا يشكل ذلك تحدياً للقوات بالدرجة الأولى؟ ولم يشكل لديكم قلقاً من اهتزاز التحالف؟

اولاً، بالمطلق وحتى لو تنافس “التيار” و”القوات” ذلك ليس ضد المصالحة ولا عكس اتجاهاتها، والبند الأساسي في ورقة اعلان النوايا مفاده “مطرح لي بنتفق بنصنع توافق ومطرح لي بنتنافس ما بنختلف وبننقسم” وهذا امر صحي جداً. ولكن في جونية كنا نسعى للتوافق بين عائلة فرام وعائلة حبيش، سعينا نحن و”القوات” ولم نستطع جمع اللائحتين مما خلق امرا واقعاً خضناه نحن الإثنين بكل شفافية وصدق واحترام والحرص لعدم تحول المعركة عونية – قواتية، وفي النهاية لا الجنرال ولا “القوات” متطفلين على كسروان، واخبرنا الدكتور جعجع ان ثمة محاولات لإلغاء العماد عون سياسياً في كسروان.

 (الرياشي):

النائب بطرس حرب إعتبر ان حرب إلغاء خيضت ضده في تنورين، وهذا الشعور تكرر من دير القمر حتى القبيات حيث إعتبر النائب هادي حبيش أنه وجه صفعة للثنائية عبر النتائج التي حققها، فيما النائب السابق فريد هيكل الخازن وفي مقابلة مع الزميل وليد عبود اعتبر ان “القوات” خانت والده الذي وقف الى جانبها،  بطريقة تعاملها معه في الاستحقاق البلدي، خلاصة هذا المشهد ان التقارب المسيحي الذي سعيتهما اليه، تحول بنظر بعضهم الى مزيد من الشرذمة؟

 “القوات” و”التيار” لم يدخلوا الاستحقاق البلدي ليلغوا احداً، دخلوا ليلغوا احتكار البعض لأحقية الآخرين بالمشاركة في التمثيل، لا يحق لأحد احتكار تمثيل الناس كما لو كانوا غنماً، للناس كراماتها ومواقعها وقيمها. “القوات” و”التيار” ربما اساؤوا إدارة بعض المعارك البلدية إلا انهم قالوا كلمة الناس الذين يريدون خيارات اخرى.

المحور الثاني: إنعكاس “المصالحة المسيحية” على تحالفات الحزبين

 (الرياشي):

هل انعكس اعلان الدكتور جعجع ترشيح الجنرال عون والتقارب العوني – القواتي  تباعدا بين “القوات” و”المستقبل”، هل نسفت “القوات” تحالفاً دام لسنوات مع تيار يشاركها المبادئ والخطوط العريضة لأجل المصالحة مع “التيار الوطني الحر” الذي لا يزال بعيداً نسبياً بتحالفاته تحديداً؟

 لم تنعكس المصالحة خلافاً مع تيار “المستقبل” إنما انعكست تباعداً وإشكالية سياسية معينة، ولكن هذا الأمر لم يفسد في الود قضية إذ هناك تحالف استراتيجي مع “المستقبل”، “نهار لي رشحوا النائب سليمان فرنجية، ما كنا مبسوطين بس ما رحنا معن عا مشكلة، ولما رشحنا نحنا الجنرال عون ما كانوا مرتاحين بس كمان ما راحوا معنا عمشكلة”. القوات لم تنسف تحالفها مع “المستقبل”، المصالحة المسيحية هي ذات بعد مختلف تماماً عن العلاقات مع الآخرين، فهي مصالحة ضمن البيت الواحد بالمعنى الدقيق والحقيقي والعلمي للكلمة. بعد 30 سنة من العذاب مروا ببطء كما لو كانوا 300 سنة، فكان لا بد ان يضع احد حدا لهذا الموضوع.

(كنعان):

 “التيار الوطني الحر” وقع على ورقة اعلان النوايا وفيها اعتراف واضح وصريح بإتفاق الطائف وهي المرة الأولى التي يقدم فيها التيار على هذه الخطوة بالاضافة الى نقاط سيادية عدة منها ضبط الحدود وحركة المسلحين، فكيف يمكن تفسير التناقض بين ذلك وبين التحالف مع “حزب الله” وهو المتهم بنسف اتفاق الطائف وبانتهاك السيادة وحرمة الحدود؟

اولا، لم ننكر يوماً وجود اتفاق الطائف الا ان لدينا اعتراضات لا تزال قائمة وكنا قد اوضحنا ذلك في ورقة اعلان النوايا. وموقفنا من هذا الموضوع واضح فلا نحن اصبحنا “حزب الله” بتحالفنا معه ولا “القوات” اصبحوا تيار “المستقبل”. يوم كنا في معراب اردنا ان نقول لشركائنا ان رؤيتنا وطنية وغير طائفية فإنطلقنا من مسلمات وطنية بفعل مبادرة لم تأتي من الدوحة ولا من طهران ولا من الطائف او الرياض او الفيليبين بل جاءت من قلب جبل لبنان ولبنان المسيحي لتعم كل الوطن.

(الرياشي):

 “اوعا خيك التاني” هاشتاغ اطلقه الوبسايت الرسمي لحزب “الكتائب” وتداوله ناشطون بمحاولة للدلالة على تهميشهم من قبل “القوات”، ما مصير العلاقة القواتية الكتائبية اليوم في الاستياء الكتائبي الواضح؟

استغرب ان ثمة إستياء كتائبي من المصالحة، والكتائب خاصة برئيسها الحالي النائب سامي الجميل كانوا اول من طالبوا بتوحيد المسيحيين والتوافق، لذا استغرب حقاً هذا الإستياء الذي لا مبرر له، ال1ي يجب استبداله بفرح داخلي وخارجي.

علاقاتنا مع حزب “الكتائب” علاقات اخوية يسودها التزامات سيادية موحدة، والتواصل مستمر حتى في اسوء الظروف يوم هاجمونا علناً ولاموا “القوات” لترشيح الجنرال في وقت لم يكن لديهم اي بديل، تلقينا اوامر مشددة من الدكتور جعجع بعدم التعرض لحزب “الكتائب”، إلا ان بعض الشباب “وعا فورة دمن بردوا” وعملنا على ضبط الموضوع واستطعنا ضبطه الآن تماماً.

(كنعان):

الصراع على الرئاسة انتقل من  الساحة المحلية الى داخل 8 اذار، اليس فشلاً ان يكون المرشحان لرئاسة الجمهورية من الفريق عينه ولا قدرة لإيصال اي منهما؟ الا يدل ذلك ان “حزب الله” لا يريد رئيساً للجمهورية؟

اولاً، نحن لسنا من 8 آذار، التحالف لا يعني اننا اصبحنا بموقع المتحالفين معه، نحن اساس 14 آذار، او من اساسات 14 آذار، لذا عندما نقول فشل مؤشحي 8 اذار التوصيف غير صحيح. نعم النائب سليمان فرنجية في صفوف 8 اذار. “التيار” يشكل جسر بين ما يمثل وبين 8 اذار التي حافظت برأينا على الإستقرار في فترة طويلة.

برأيي لم يعد هناك 8 و14 في الإستحقاق الرئاسي، وبعد مصالحة معراب التي غيرت كل المقاييس ثمة امر جديد ميثاقي دستوري اذ دعم جعجع عون وفق بنود جعلت لهذا الترشيح خارطة طريق، إذ طلبنا من الجميع ملاقاتنا الى نصف الطريق وفق قراءة حقيقية هي قراءة الدستور فيما يختص بالموقع الرئاسي الأول.

هذه المسألة تتعلق بوجودنا وكياننا وتفاهمنا الوطني، المطلوب من الجميع ان نعترف ونقر بمضمون الدستور، وفي الحقيقة لا استطيع تفهم سبب ابتعاد “المستقبل” عن طرح معراب وهو استحقاق وطني ذات طابع مسيحي فرئاسة الجمهورية استحقاق يهم المسيحيين بشكل خاص.

ما فعلناه في معراب تسوية وطنية قوامها احترام الدستور، الميثاق، التعددية، وتكريس حق المسيحيين ان ينالوا حقوقهم. ساعة التغيير دقت، ومتجهون الى معادلة وطنية جديدة.

 

هواجس "مستقبلية"

شارل جبور/ليبانون فايلز/29 تموز/16

تحدثت شخصية قريبة من تيار "المستقبل" عن الهواجس التي تشغل بال التيار في الآونة الأخيرة ربطا بالانتخابات الرئاسية وتحديدا لجهة قرار تبني ترشيح العماد ميشال عون، خصوصا ان هذا الترشيح كفيل مبدئيا بانتخابه، كما يفتح طريق السرايا الحكومي أمام الرئيس سعد الحريري.

ولفتت الشخصية القريبة من "المستقبل" إلى ان هواجس هذا التيار جدية وتتطلب تبديدا من قبل العماد عون وتتصل بالآتي:

أولا، الخشية من ان يطرح عون من موقعه الرئاسي تعديلات دستورية تتصل بتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية في خطوة منسقة مع "حزب الله" من أجل محاصرة رئيس الحكومة وتكبيله، الأمر الذي يدخل البلد في انقسام قديم-جديد كان يفترض أن يكون اتفاق الطائف قد أقفل هذا الباب نهائيا.

ثانيا، الخشية من ان يمارس عون سلطته مستندا إلى دستور ما قبل الطائف لجهة الإصرار على عقد كل اجتماعات مجلس الوزراء في بعبدا والتحكم بجدول أعمال الجلسات وتهميش دور رئيس الحكومة، وبالتالي ان يشكل انتخابه حصارا لرئاسة الحكومة.

ثالثا، الخشية من طغيان دور رئيس الجمهورية على رئيس الحكومة، خصوصا انه سيكون محاطا بكتلة وزارية كبرى ربطا بتمثيله النيابي في سابقة من نوعها منذ إقرار الطائف، فضلا عن محاولة توسيع صلاحياته بحكم الممارسة ومطاطية الدستور، الأمر الذي سيثير حساسية سنية كبرى.

رابعا، الخشية من إعادة عقارب الصراع السياسي إلى ساعة الجمهورية الأولى، حيث كان الصراع بين الموارنة والسنة، الأمر الذي يخدم "حزب الله" بحرف النقاش عن الأزمة الحقيقية في البلد والمتصلة بسلاحه ودوره.

خامسا، الخشية من ان يكرِّس انتخابه الثنائية المارونية-الشيعية التي حاول النظام السوري تكريسها مع انتخاب الرئيس إميل لحود.

سادسا، الخشية من ان يؤدي تبني "المستقبل" لترشيحه إلى مزيد من إضعاف التيار داخل بيئته، سيما ان الفترة الفاصلة عن انتخابه والانتخابات النيابية قصيرة جدا ولا تسمح باستيعاب غضب الشارع من تقلبات "المستقبل" وتبنيه لخيارات لا تعكس تطلعات بيئته وتوجهاتها.

سابعا، الخشية من إبعاد الحريري او من يسميه عن رئاسة الحكومة والتراجع عن تعهدات تكون قد قُطِعت في هذا المجال في استعادة لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي مع فارق ان الصراع الذي أعقب تكليف الأخير أدى إلى التفاف الشارع السني حول "المستقبل"، فيما اي مواجهة محتملة من هذا القبيل ستحوِّل "المستقبل" إلى "كتلة وطنية" بفعل تحميله مسؤولية خياراته ووجود قوة على يمينه جاهزة لاستيعاب نقمة الناس.

وقالت الشخصية القريبة من "المستقبل" انه على رغم أحقية الهواجس المثارة وجديتها، ولكن لا يجوز ان تبقى داخل الدوائر الضيقة القريبة من الرئيس الحريري، بل يجب مكاشفة العماد عون بها ومصارحته، لأن الحكم على النيات لا يجوز، كما الحكم على مسار معين إبان مواجهة سياسية لا يجوز أيضاً، فضلا عن ان الرجل في موقع المعارضة شيء وفي موقع رئاسة الجمهورية قد يكون مختلف تماماً، ناهيك عن ان العماد عون يريد، ربما، ان ينهي حياته السياسية في تجربة وفاقية لا خلافية من خلال إثبات قدرته على الجمع وان يكون الجسر بين السنة والشيعة في لبنان وعلى مسافة واحدة من اللبنانيين وتحويل عهده إلى عهد تاريخي. ورأت ان الخيار الوحيد المتاح اليوم مبدئيا للخروج من الفراغ يكمن بانتخاب العماد عون، وإذا كان خيار انتخابه يندرج، بالنسبة إلى "المستقبل"، في خانة السيء، فإن استمرار الفراغ الذي قد يطيح باتفاق الطائف يندرج في خانة الأسوأ، وبالتالي عليه ان يختار بين السيء والأسوأ.

ورفضت الشخصية القريبة من تيار "المستقبل" التقليل من فرضية ان "حزب الله" لا يريد عون رئيساً، سيما ان سياق الأحداث منذ ترشُّح عون إلى لحظة ترشيحه من قبل الدكتور سمير جعجع دل ان الحزب لا يريد انتخابه، ودعت "المستقبل" إلى التعويل على رئيس "القوات" في مفاوضاتها مع عون، لأن دوره يشكل الضمانة لـ"المستقبل" و"التيار الوطني الحر" معا.

 

سكان المربع الأمني في الضاحية: "حزب الله" نسينا

سارة حطيط/المدن/الجمعة 29/07/2016

لم يعد المربع الأمني لـ"حزب الله" موجوداً في المكان الذي اعتاده سكان الضاحية الجنوبية. فالقصف الإسرائيلي لمنطقة بئر العبد، في حرب تموز 2006، دمر تلك المساحة الأمنية بشكل كامل، ولم يُبقِ منها سوى الشجرة التي تتوسط تقاطعاً موصولاً بشارع يُفضي إلى المركز القديم للأمانة العامة للحزب.

الحواجز الأربعة

عشر سنوات مرّت، والحرب التي حولت المباني إلى ركام، محت ذكريات أيامٍ لن تعود. فمعالم المنطقة تغيّرت كلياً. الحواجز الأربعة التي تحدّ المربع الأمني، ما عادت موجودة. المكان الذي لطالما وصِف بمعقل المقاومة، تغيب عنه رايات ويافطات "النصر الالهي". الهدوء يُكبّل الشوارع التي يصفها الأهالي بـ"الميتة". لكن وحدها المباني التي عُلّقت عليها إعلانات "شقّة للبيع" أو "مستودع للإيجار"، تبدو واضحة للعيان بعد خلوّها من السكان.

يفتقد أطفال الحيّ إلى الأيّام التي كانوا يلعبون فيها الفوتبول. يكره حسين الوضع الحالي، لا بل يشعر أنه دخيل على هذه "البقعة". يسير في اتجاه الشارع الذي كان يتحول إلى ملعب كرة القدم، بسبب إغلاق المنطقة التي ضمت بيوت عدد من قادة "حزب الله"، ويتذكر لحظة وقوفه حارس مرمى. ويقول: "هنا، كنا نلتقي يومياً لتشكيل الفريق. أكثر ما كان يبسطنا نظرة الحراس إلينا وتوجيهنا للفوز على الفريق المنافس".

وما كان يفرح الأهالي قربهم من بيوت مسؤولي الحزب في منطقة "الشورى". فلحظة شيوع خبر وجود السيد حسن نصرالله في بيته، كانت تقف هدى وجيرانها على الشرفة ينتظرون خروجه لإستراق بعض النظرات. "وكنا نبقى سهرانين طوال الليل، ولا نرى شيئاً".

الضاحية أحلى؟

لكن تذكر سكان بئر العبد منطقتهم يحمل تناقضه. فما كان مهماً، عندهم، قبل حرب تموز، صار ماضياً غير مرحب به. فهم يعتبرون أن المنطقة في ما صارت عليه الآن "أجمل مما كانت". أو كما يقول شبان يجلسون في أحد المقاهي: "الضاحية صارت أحلى". ذلك أن إزالة المربع الأمني، كما يرى البعض منهم، سمح بافتتاح عدد من المحال التجاري وتحريك الأسواق. وبالنسبة إلى محمود، الذي يقطن في المنطقة منذ أكثر من 15 عاماً، فإن "الوضع الأمني السابق كان كارثياً"، مسترجعاً الإجراءات الأمنية "التي كان يتعرض لها الزوار. كالتفتيش المستمر والتدقيق في البطاقات، بالإضافة إلى حصول رجال الأمن على معلومات شخصية".

أما أكثر ما كان يزعجه، فهو منع التجمعات تحت المباني. فـ"لم يكن يسمح لنا، نحن السكان، بالوقوف مع جيراننا في المربع الأمني. ففي ظرف ثوان يطب علينا الحراس ليفضوا تجمعنا". غير أنّ الشعور بالرضى عن العيش في الضاحية الآن، يحمل تناقضه أيضاً. إذ يعبر السكان عن امتعاضهم من "لا-اجراءات" الحزب في المنطقة. أي ما كانوا يشكون منه في تذكرهم المرحلة السابقة على حرب تموز. فـ"في هذا المربع الذي كان محور اهتمام المقاومة وأكثر المناطق أمناً، أصبح آخر هم على قلبها"، يقول محمد، الذي يصف الوضع "بالمأساوي" في "حارة كل مين إيدو إلو". ويقاطعه علي قائلاً: "نحن بحاجة إلى الأمان. الدولة لا تسأل عنا. ويجب على حزب الله أن يستلم المنطقة مثل الخلق، ولتعود المقاومة إلى هنا". وحسين، الذي يملك مقهى إلى جانب المبنى القديم للأمانة العامة، ويصف الأحوال بـ"الممتازة بعد الحرب"، يشير إلى أنها سرعان ما تغيرت إثر إغتيال عماد مغنية في العام 2008. فـ"عندما كان ينام السيد حسن كان الحاج عماد يبقى ساهراً طوال الليل على أمننا". وهو منزعج تحديداً من تهاون "حزب الله" في تعامله مع الضاحية، حيث "لا حسيب ولا رقيب هنا. الكل يشهر سلاحه عند أي مشكلة تحصل. والمخدرات منتشرة بين الشبان، عدا عن وجود عدد كبير من العاطلين عن العمل". الشعور نفسه، يعبّر عنه أحمد، صاحب محل لبيع الساعات. إذ "حُرمنا من الأمان، والفلتان في كل مكان". وأحمد الذي يحن إلى إهتمام "حزب الله" بالمنطقة، يعتقد أن "انشغاله بالحرب في سوريا، أبعده عن أهله وسكان المربع الأمني". ويسأل اليوم بعد عشر سنوات على حرب تموز، وخمس على بدء الحرب في سوريا: "هل مازالت الضاحية الأبية معقل المقاومة؟".

 

الدستور الإيراني والإرهاب

محمد الباهلي/الإتحاد/29 تموز/16

يحتار المرء كيف يكتب عن النظام الإيراني، وكيف يمكن تفسير سلوكه وتوجهاته وسياساته؟ كيف يمكن فهم تهديداته وتصريحاته، خاصة عندما يكون الموضوع ضد الدول المجاورة؟ وللأسف هناك من يعانون انفصاماً في الشخصية أو اضطراباً في العقل يطالبون بالتقريب بين المذاهب لوحدة الأمة الإسلامية، لكنهم يعملون من وراء الستار على تفريق الأمة الإسلامية. إيران نفسها لم تعرف المذهبية قبل الثورة الخمينية، آنذاك كان هناك من يطالبون بالتعددية الثقافية والدينية والقومية، غير أن إيران الآن حسب كل التقارير دولة تمارس أشد أنواع التفرقة العنصرية ضد الأقليات القومية والمذهبية والدينية. هذه الأقليات تطالب بالاهتمام بالداخل، لكن النظام الإيراني يهرب إلى الخارج معللاً ذلك بأن المشكلة ليست في الداخل، بل في وجود عدو خارجي رغم أن كل التقارير تقول إن الشعب الإيراني يعاني مشاكل اقتصادية حادة، فقر وبطالة وزيادة في حالات الانتحار والإدمان، هجرة للعقول، أطفال يموتون بسبب التحسس من التلوث خاصة في الأهواز، كبار يموتون. وأول من أعلن عن الإرهاب في المنطقة هو الدستور الإيراني بنصه صراحة على تصدير الثورة لتحقيق «الحكومة العالمية العادلة»، وتحويل الثورة إلى أساس مبدئي في علاقة إيران الدولية، وهو موجود حسب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في كل حركات إيران بالمنطقة وتحديها وتجاوزها لكل القوانين والأعراف الدولية ودعمها لـ«حزب الله» وغيرها من المليشيات والمنظمات الإرهابية وتخطيطها وتدبيرها لكافة الجرائم الإرهابية.. التي وقعت في المنطقة وأماكن أخرى فهي مثلاً تدفع الأموال الطائلة لتأجير مرتزقة باكستانيين وأفغان يحاربون بالوكالة عن إيران في سوريا وفي بعض الدول وتأوي رجال القاعدة، وصلتها بداعش واضحة للجميع ولا تقتصر تدخلاتها حسب «عيسى الفاخر» عضو «حركة النضال العربي لتحرير الأهواز» على التدخل العسكري فقط، وإنما هناك تدخل آخر من خلال دعم الطائفية التي تستهدف نسيج المجتمع في الدول العربية والإسلامية. والمسؤولون الإيرانيون يصرحون ليل نهار حول دعمهم للمليشيات التابعة لهم (معتبرينها فخراً وعزة للمنطقة)، ويعلنون جهاراً ضرورة إلحاق البحرين بالدولة الفارسية. وتحليلي لهذا الأمر أنه عندما يُصاب النظام بحالة من الإحباط، ويرى نفسه على أعتاب ثورة داخلية، وأن النار التي أشعلها في المنطقة مثل فتيل الديناميت وصلت إلى حدوده، فإنه يُطلق مثل هذه الهلوسة والتضليل الممنوح والتصريحات المضحكة والمتناقضة والمتكررة إلى درجة تجعل الواحد منا، يكاد أن يفقد عقله لأن أبسط مبادئ علم السياسة تقول إن إيران، أو منذ بداية الثورة، تعمل على نشر الإرهاب وتفريق الأمة الإسلامية وفق اعتبارات طهران الاستراتيجية التي تهدف إلى تفكيك دول المنطقة والهيمنة عليها، وكان الأولى أن تركز على مشكلاتها الداخلية مثل التنمية والبطالة والفقر وبعض الأمراض المنتشرة والتعليم، وأن تحسن ظروف المعيشة الصعبة التي يعانيها الشعب الإيراني.

وبسبب ممارساتها غير المألوفة عن الإسلام واستغلالها للدين بشكل مسيء وممارسات المليشيات الإرهابية التابعة لها، والتي تتغطى باسم الإسلام والتيارات الأخرى المتشددة والإرهابية، والتي لا تتورع عن ممارسة القتل والتفجير وترويع الآمنين وتصوير الإسلام على أنه بهذه الصورة، أخافت الناس من الإسلام وساهمت بقوة في انتشار الإلحاد. إن تدخلات النظام الإيراني في كافة الجهات سواء في سوريا أو البحرين أو اليمن أو لبنان أو ليبيا أو دول أخرى عديدة تحمل رسالة واضحة وصريحة لجميع الأطراف بأن إيران دولة لا تريد العيش في سلام وأمن واستقرار مع جيرانها في المنطقة، بل تريد أن تمارس العنف والقتل والتدمير والهيمنة واحتلال أرض الغير، وكل ذلك باسم تصدير الثورة التي نص عليها الدستور الإيراني.

 

مسؤوليات النخب العربية إزاء مخاطر حرب الأديان وتشويه الإسلام

د. خطار أبودياب/العرب/30 تموز/16

لم تعد تكفي الإدانة بعدما بلغ السيل الزبى مع تواصل استشراء الحروب الفتاكة في العالم العربي، وضرب الاٍرهاب أكثر من مكان في العالم وأكثر من بلد أوروبي، وعدم وجود أفق للخروج من دورة العنف المفرغة لأن كبار اللاعبين الدوليين والإقليميين يتنصلون من مسؤولياتهم في صنع وتوظيف واستخدام الاٍرهاب، وعدم التوافق الفعلي على احتوائه ومكافحته، ولأن النخب العربية والإسلامية لا تزال خجولة في تصديها لظاهرة تشويه الإسلام وتاريخه، وهي الظاهرة التي يمكن أن تشكل ذريعة لتبرير الحروب الدينية والإقصاء.

آن الأوان لمراجعة السياسات الدولية، ولإنجاز مراجعات فكرية وعملية جريئة من قبل النخب العربية والمسلمة، المدعوة إلى وضع النقاط على الحروف، وعدم الاتكال على الآخرين في صياغة مستقبل الأوطان، وصياغة علاقة المسلمين بغيرهم من الأديان أو الأمم.

في صيف 2016 الدامي، يطارد شبح المـوت والإبـادة والتهجير والانتقـام السوريين والعراقيين وغيرهم من الذين تطحنهم آلة الفوضى التدميرية. في هذا الصيف الدامي أيضا تزايد انتقال لعنة التطرف وغسل الأدمغة إلى قلب أوروبا، إلى ألمانيا التي استقبلت في العام الماضي لوحـده مئـات الألـوف مـن اللاجئين المسلمـين، أو فرنسا التي يعيـش فيها الملايين من المسلمـين، والتي قدمت فيها كنيسة الكاهن المذبـوح قـرب مدينة روان أرضـا للمسلمين كي يبنوا مسجدا عليها، وذلك في العام 2000.

حيال هذا التفاقم وازدياد وتيرة المخاطر عبر العالم، تبرز مسؤولية الممسكين بالقرار العالمي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية التي تقود ما يسمى الحرب على الاٍرهاب منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، وكذلك دول الغرب الأوروبي، وروسيا الاتحادية منذ اكتساحها الشيشان إلى تدخلها في سوريا.

إنه السقوط المدوي لكل منظومات القيم، نلمسه مع الارتكابات الإرهابية البشعة والبربرية التي ترتكب زورا باسم الدين أو في استلهام الأسطورة الدينية، وفي هذا المضمار من الممارسات انغمس الكثير من الفرقاء في قتل الآخر وحتى قتل من هو مخالف بنظرهم، وفي بعض المرات من نفس الدين والملة.. هكذا يصح قول منسوب للسيد المسيح “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر”.

تحت نيران قصف طيران الولايات المتحدة الأميـركية، سقط العشرات من الأبرياء قرب منبج تحت ستار الحرب ضد داعش، ويقول التحالف الدولي إنه فتح تحقيقا، لكن ذلك يذكرنا بتحقيقات من دون نتيجة عند استهداف مستشفى في أفغانستان، أو عند الكثير من الأخطاء الدامية خلال استهدافات الطائرات من دون طيار.. وأيضاً تحت نيران المقاتلات الروسية سقط العشرات من إدلب وحلب وحتى في المخيمات قرب الأردن، وليس هناك من حسيب أو رقيب أمام مأساة شعب لا سابق لها… وفي هذه الأثناء يستمر شلال الدم من العراق واليمن إلى ليبيـا ويضرب الاٍرهاب من نيس الفرنسية، إلى ميونيخ الألمانية، وأخيرا في الاعتداء على حرمة كنيسة وذبح كاهن في فرنسا، لكنه ضرب كذلك وبشكل أكبر حجما في الفلوجة وفي حي الكرادة ببغداد إلى جوار منبج وحلب والقامشلي. إنها دورة العنف التي حمى وطيسها منذ صيف العام 2014 وصعود ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية.

بعد أكثر من سنتين على قيام تحالفات دولية في الحرب ضد تنظيم داعش الذي يؤرق صنـاع القرار العـالمي، وبعـد أكثر من ربع قرن على مرور الحـروب ضـد الاٍرهـاب، يتضح من دون لبس أن لا جدوى حاسمة من ضرب التطرف والإرهاب عبر الأساليب الكلاسيكية القديمة، أو عبـر صراعات النفوذ. ومن دون توافق وشراكات إقليمية ودولية سيستمر استخدام الاٍرهاب لمصالح سياسية. من هنا بغض النظر عن المصالح السياسية العليا المتحكمة في مواجهة الاٍرهاب والحروب ضده، تتوجب العودة إلى الجذور عبر إيجاد حلول عادلة للمشكلات المزمنة في بلاد الإسلام وإعادة بناء الدول على أساس التنمية المتوازنة، وبالطبع يتوجب خوض مواجهات ثقافية وأيديولوجية في مواجهة الفكر المتطرف والانحراف الديني. إذا كان يفترض بالنخب العربية العمل على بلورة مشروع نهضوي بديل، يبـدو ملحا أن تقوم النخب المسلمة الدينية والسياسية بتحمل مسؤولياتها في مقارعة التطرف، والبدء بنقاشات للوصول إلى إصلاح أحوال أقرب إلى الانحطاط. أمام مخاطر صعود خطاب القطيعة من كل الجوانب والتلويح بالحروب الدينية وما يمكن أن يواجهه الوجود المسلم في أوروبا والوجود المسيحي في الشرق، لا بد من تحرير العقول والذهنيات والعودة إلى تغليب المنطق ومقاربات الإسلام الوسطي الأصيل مع جمال الدين الأفغاني وعبدالرحمن الكواكبي وشكيب أرسلان ورشيد رضا، والاعتراف بالآخر واحترام إنسانية الإنسان.

 

تداركوهم قبل لبس الأحزمة 

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/29 تموز/16

الذي جرى في أوروبا جرائم كثيرة٬ إنما الفاعل واحد. منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى اليوم٬ شاهدنا سلسلة من الجرائم. في ذلك الشهر قتل الإرهابيون 130 شخًصا٬ الأكثر دموية في تاريخ العاصمة الفرنسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. بدت باريس ساحة حرب٬ الدماء من ملعب كرة٬ إلى قاعة احتفالات٬ وحي مكتظ بالمطاعم. بعدها٬ هاجموا بروكسل٬ قتلوا أكثر من ثلاثين شخًصا وجرحوا ثلاثمائة٬ رقم دموي تاريخي لعاصمة بلجيكا. تكررت الهجمات وكان أبشعها٬ وأكثرها إشاعة للرعب بين ملايين الناس٬ المسلح الذي قاد شاحنة ودهس 84 شخًصا وجرح مئات الناس العائدين من احتفالاتهم في مدينة نيس. وفي هذا الشهر أيًضا انتقل الهجوم إلى ألمانيا٬ حيث جرت خمس عمليات إرهابية٬ بينها طعن امرأة حامل٬ وقتل ركاب في قطار. ثم عاد الرعب إلى نورماندي الفرنسية بذبح كاهن في كنيسته.جرائم في منتهى الدناءة٬ والدول التي اختيرت أهدافا للمتطرفين صديقة وقريبة منا. فرنسا الدولة التي وقفت أكثر من غيرها سياسيا مع الشعب السوري ضد نظام الأسد٬ وساندت الدول العربية ضد إيران. وكذلك ألمانيا البلد الذي استقبل بالأحضان والبطانيات مليون لاجئ٬ تقريًبا كلهم مسلمون!لن ينطفئ الغضب بنهاية بث الأخبار٬ بل يؤسس لمزيد من الأزمات السياسية٬ داخلية وخارجية. أيًضا٬ لن يبالي أحد بالأعذار الواهية التبريرية التي يطرحهاَبعُضنا٬ لماذا يتجاهل الغرب هوية أو ديانة فاعل واحد؟ نحن أمام حرب إرهاب واسعة٬ بتوقيع فريق واحد٬ يحمل لواء الإسلام. وبدلاً من أن نتعلق بتفسير جريمة فردية هنا أو هناك يفترض أن نقف مع هذه المجتمعات المجروحة٬ فنحن شركاء فرنسا وألمانيا وبلجيكا في مآسيها٬ نحن نعاني من الجماعة نفسها٬ وعلينا أن نلاحق معهم أولاً المتسببين٬ دعاة التطّرف والمحامين عنه.كما يجب أن نتجاوز مرحلة الإنكار والتفتيش عن الأعذار. فقد سئم العالم من التبريرات التي تساهم فقط في التستر على الفاعلين.ففي البداية برروا للإرهاب بالفقر٬ وقيل لهم زعيمكم أسامة بن لادن مليونير. ثم تحججوا بالجهل ونقص التعليم٬ حتى قيل لهم في صفوف الجماعات الإرهابية أساتذةومهندسون٬ وزعيمهم أيمن الظواهري طبيب. ثم لاموا الاضطهاد السياسي في مناطقهم٬ ووجدنا بينهم قيادات مثل العولقي جاءت من دول حرة مثل الولايات المتحدة.وحاولوا ربط الإرهاب باحتلال إسرائيل لفلسطين٬ ولم يصدقهم أحد لأن «القاعدة» و«داعش» و«جبهة النصرة» لم تنجز عملية واحدة في إسرائيل. ربطوا الإرهاب بالأميركيين في العراق٬ قيل لهم «القاعدة» بدأت بسبع سنوات قبل الغزو واستمرت ست سنوات بعد خروجهم.والآن يبررون لإرهابهم في أوروبا بدعوى العنصرية والمعاملة٬ لكننا نرى ملايين المسلمين يريدون الذهاب إلى أوروبا هرًبا من أوضاع بلدانهم المزرية٬ ويتناسون أن معظم من يكتوي بالإرهاب بلدان إسلامية. سلسلة طويلة من تاريخ الإنكار لم تعد مقنعة٬ ولا بد من مواجهة السبب والنتيجة٬ الفكر المؤدي للإرهاب.الذي نفذ جريمة ذبح القس٬ عمره 19 عاًما٬ ومعظم الإرهابيين مثله في سن مبكرة٬ أي كانوا أطفالاً زمن أحداث سبتمبر (أيلول) عام ٬2001 وبالتالي هؤلاء ليسوا من جيل أشرطة فيديو بن لادن٬ بل جيل «تويتر» و«فيسبوك». اختلفت الوسائل وبقي السبب٬ كلا الجيلين من إنتاج الفكر المتطرف نفسه٬ الذي يؤهلهم لاحًقا لشروط التوظيف عند القاعدة» في اليمن٬ أو «داعش» في العراق٬ أو «جبهة النصرة» في سوريا٬ أو ربما ضابط مخابرات إيراني في مكان ما. كلها مجرد عناوين إلكترونية تتولى تكليف العقول المغسولة بالتفجير في عناوين حقيقية. وبالتالي٬ الذين يقومون بغسل عقول الأطفال والشباب مسؤولون مسؤولية أكبر من الذين يكلفونهم بالمهمة الأخيرة.بعض دعاة التطّرف ربما لا يفهمون ماذا فعلوا ببلدانهم وأهاليهم وبالعالم. هم يزرعون في الشباب مفاهيم من الغلو والتطرف٬ الصح والخطأ٬ الحلال والحرام٬ ثم يأتي بعدهم من يستخدمهم. تقريًبا كل الذين تورطوا في تنفيذ عمليات التحقوا بتنظيمات إرهابية فقط بعد أن أصبحوا جاهزين فكرًيا٬ ولم يدرسوا التطّرف عند «داعش». يسجل في صفوفه الجاهز الذي تم تحريضه. قيادة «داعش» في الرقة هي المحطة الأخيرة٬ تحدد لهم الدول والأهداف على الخريطة فقط. هذا على افتراض أن المراسلين الإلكترونيين حًقا من داعش» أو «القاعدة»٬ لكن لا أحد يدري من الذي يبعث بالرسالة إن كان فعلاً من الرقة أو طهران أو غيرها. صراحة هذا لا يهم لأن الجريمة تكون قد بلغت آخر مراحلها٬ فقط عندما يتوقف دعاة التحريض والتكفير والجهاد٬ أو يتم إيقافهم٬ لن يجد المجندون الإلكترونيون من يلبس حزاًما ناسًفا بعد اليوم.فقط عندما يتوقف دعاة التحريض والتكفير والجهاد٬ أو يتم إيقافهم٬ لن يجد المجندون الإلكترونيون من يلبس حزاًما ناسًفا بعد اليوم.

 

 صدق أو لا تصدق

غسان شربل/الحياة/29 تموز/16

جلس ابن الشرق الأوسط قبالة الشاشة. لن يتابع الليلة مسلسل «باب الحارة» أو «العشق الأسود» أو «حريم السلطان». عيناه الليلة على أميركا. يقولون إنها الداء والدواء. وإن سيد البيت الأبيض يكاد يكون رئيس العالم. وإنه مشكلة حين يكون قوياً ومأساة حين يكون ضعيفاً.  يخالجه شعور أن ما يجري هناك يعنيه في حاضره وفي مستقبل أطفاله. وأن اسم الفائز سيؤثر في ما تبقى من حلب. وما سيتبقى من الموصل بعد تحريرها. وسيؤثر أيضاً في أمواج النازحين واللاجئين. وفي «دولة البغدادي» أيضاً. إنه مؤتمر الحزب الديموقراطي. لماذا يقحم العربي نفسه في امتحانات غامضة يصعب الفوز فيها؟ رأى رجلاً اسمه باراك أوباما يتقدم بكامل فتوته إلى المسرح. ما زال شاباً وقد يكون قادراً على خوض مباراة في كرة السلة. كان يتحدث بصفته الرئيس الذي يجمع أوراقه استعداداً للرحيل لأن ولايته انتهت. بدأت معاناة المشاهد. كيف يقبل رئيس بانتهاء ولايته وهو في عزّ لياقته؟ هذا أمر لا يصدق. لم يحاول هذا الرجل تعديل الدستور. ولم يقل إن بلاده لا تستطيع العيش إلا في ظله. لم يهدّد بإحراق البيت الأبيض كي لا يرى رجلاً آخر يجلس في مكتبه.

هذا غريب. رئيس ينحني أمام نصوص الدستور ولا يناور لكسب ساعة واحدة في المكتب البيضاوي. لا يفكر ولا يجرؤ. غرق المشاهد في التفكير. وراح يتمتم. تصور لو أن صدام حسين أمضى ولايتين ثم أخلى المكان لرئيس آخر. وأن حافظ الأسد اكتفى بولايتين. تصور لو أن معمر القذافي أفرج عن ليبيا بعدما أمضت ولايتين في ظل كتابه الأخضر. ولو أن علي عبدالله صالح أنجز ولايتين ثم انصرف إلى كتابة مذكراته. تصور لو أن حسني مبارك اختصر إقامته المديدة وجنّب مصر ما ألمّ بها. ولو أن زين العابدين بن علي جمع أوراقه ورحل قبل عقد ولم ينتظر موعد طرده من القصر والبلاد معاً. لا يصدق ابن الشرق الأوسط ما يراه. تصور لو أن دونالد ترامب أصرّ على أنه المنقذ الوحيد للجمهورية وامتلك القدرة على فرض سياسة «أنا الرئيس المقبل أو لا أحد». وتخيل لو أنه نجح في إبقاء البيت الأبيض شاغراً بلا رئيس لمدة عامين على غرار قصر الرئاسة المؤلم في لبنان. يفرك ابن الشرق الأوسط عينيه. تصور لو ان نوري المالكي غادر مكتبه من دون ازمة كبرى ووضع رصيده في خدمة خلفه بدل ان يفخخ ايامه ويجبره على تكرار سياساته. ولو ان العماد ميشال عون اقتدى ببيرني ساندرز وأيّد وصول مرشح آخر «من خطه» إلى قصر الرئاسة.

هذا المسلسل اكثر إثارة من «باب الحارة» و»حريم السلطان». مسلسل محرج ومتعب ومخيف. اميركا بلد الأفلام. أصعب السياسات وأرقى الجامعات. أقوى الجيوش وأفضل المختبرات. تحالفنا وتنسانا. ترقص معنا ثم ترقص مع غيرنا. تغيب ثم تتذكرنا. نتذمر منها ثم نستجير بها. كأنها مشكلتنا. وكأنها وسادتنا.

كأن أميركا من كوكب آخر. تغرف من قاموس لا يشبهنا. يغادر سيد البيت الأبيض مكتبه من دون ان يقتل ولو معارضاً واحداً. هذا غريب. هذا فظيع. دائماً ترتكب سابقة. تربكنا. وتحرجنا. ونغرق في التحليلات. أعطت الأختام لأميركي من أصول إفريقية. انتخبته ثم جددت له الإقامة. وها هي تلوّح بارتكاب سابقة أخرى. صدق أو لا تصدق. الآلة العسكرية الأكثر تطوراً في التاريخ قد تكون قريباً في عهدة قائد أعلى هو امرأة. الحقيبة النووية ستكون خاضعة تماماً لقرار امرأة اسمها هيلاري كلينتون. وثمة من يعتقد بأن سيدة البيت الأبيض ستكون أكثر حزماً مع القيصر الروسي وخليفة ماو وحفيد كيم إيل سونغ والسلطان الساهر قبالة البوسفور. ابن الشرق الأوسط خائف مزمن وشكّاك. هل كان ما رآه حقيقياً أم خدعة درجت هوليوود على ارتكاب مثيلاتها؟ انتابته حالة صدق أو لا تصدق. دعا أوباما الأميركيين إلى انتخاب من كانت منافسته قبل ثماني سنوات. أطفأ التلفزيون وابتسم. فوز هيلاري لن يكون بسيطاً في عالم يضم أيضاً انغيلا مركل وتيريزا ماي. انتصارها يحرّض النساء ويرمي حجراً في بركة التوازنات العائلية.

 

تجويف القرار 2254

وليد شقير/الحياة/29 تموز/16

هل بات قرار مجلس الأمن الرقم 2254 الصادر في شأن سورية في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2015، أي قبل زهاء 8 أشهر، طي النسيان، وصار البحث بين الولايات المتحدة وروسيا في آليات إدارة الحرب في بلاد الشام، بديلاً منه، أم أن أولوية محاربة «داعش» لدى واشنطن، ومحاولة إنهاء سيطرته على الموصل والرقة وبعض المناطق السورية الأخرى تقود إلى تعليقه موقتاً إلى حين نضوج ظروف التسوية السياسية في بلاد الشام؟من يراجع نصوص القرار الأممي، ثم نصوص مشروع الاتفاق الذي عرضته واشنطن على موسكو حول إقامة «المجموعة التنفيذية المشتركة» لتنسيق الضربات الجوية على «داعش» و»جبهة النصرة» ولما سماه جون كيري تثبيت «وقف العمليات العدائية» الذي توصل إليه الروس والأميركيون في شباط (فبراير) الماضي، يستنتج أن القرار الدولي كمرجعية لمعالجة الأزمة السورية يتآكل ويفرغ من مضمونه. ليس هذا الانطباع وليد المحاولة الراهنة الجارية بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف للاتفاق على صيغة مشتركة للتدخل العسكري الجوي في سورية فحسب. فبعد كل من اللقاءات الثلاثة التي عقدها كيري منذ شباط الماضي مع الرئيس فلاديمير بوتين، كانت النتيجة سعي الولايات المتحدة وروسيا إلى معالجات موضعية وميدانية لوقائع الحرب الدائرة، واستدراكاً أميركياً للضجة التي يثيرها حلفاء واشنطن الأوروبيون والعرب، إزاء غياب أي رادع لانفلات آلة القتل التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة، وضد المدنيين ضحايا البراميل المتفجرة والقصف الجوي الروسي وحصار التجويع، والتغيير الديموغرافي، تحت ستار المحاربة المزعومة لـ «داعش». وللمرء أن يتصور ماذا كان حل بـ «داعش»، لو أن أطنان القذائف الجوية الروسية وبراميل النظام وقصف طائراته، والاقتحامات التي نفذها الإيرانيون وسائر الميليشيات المدعومة منهم و»حزب الله»، استخدمت في الرقة ودير الزور وغيرها من المناطق، بدلاً من داريا ودوما وغوطة دمشق وإدلب... وأخيراً ريف حلب وأحيائها الشرقية. فهذا التحالف اكتفى بتحرير تدمر وبطريقة استعراضية، تنسج الروايات الكثيرة حول كيفية انسحاب مقاتلي التنظيم باتفاق مسبق منها، لينسب أطرافه إلى أنفسهم نصراً على التنظيم الإرهابي، مقابل تخبط التحالف الغربي وواشنطن في محاولة طرده من منبج والحدود العراقية السورية مع «قوات سورية الديموقراطية» أو «قوات سورية الجديدة».

نجحت موسكو في تحويل الحاجة الأميركية إلى التخلص من «داعش» بعد تلكؤ منها، إلى ورقة على الإدارة الديموقراطية أن تدفع ثمنها، إذا أرادت أن تنهي سيطرة التنظيم في العراق قبل الانتخابات الرئاسية، لقطع الطريق على إفادة دونالد ترامب من تصاعد الهجمات الإرهابية في أوروبا وأميركا، على حساب هيلاري كلينتون. والثمن هو القبول بتمديد بقاء الأسد في السلطة، خلافاً لمرجعية قرار جنيف 2012 بقيام حكم انتقالي كامل الصلاحية، وتشريع التدخل العسكري الروسي عبر الاتفاق الذي يجري إنجاز تفاصيله بين كيري ولافروف، لتنسيق الغارات الجوية في سورية وتقاسم المعلومات مع موسكو حول خريطة انتشار كافة الفصائل المسلحة الميدانية. قد يرى البعض في التفاهم الثنائي على تقييد حركة الطيران التابع للنظام السوري عبر وجوب إبلاغ واشنطن مسبقاً بهذه الحركة، مكسباً يوقف القصف الإجرامي ضد المدنيين والمستشفيات، إلا أن جيش النظام لم يثبت في أي مرة التزامه بذلك، فضلاً عن أن هذا التقييد سيتم بعد تشديد الحصار على شرق حلب، تمهيداً لإخراج مقاتلي الفصائل المعتدلة منها وتحويل المدنيين إلى عامل ضغط على المعارضة. هكذا يتحول تنفيذ الفقرتين 12 و13 من القرار الدولي «بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة والإفراج عن المحتجزين»، و»بوقف الهجمات ضد المدنيين والمرافق الطبية»... منّة من الجانب الروسي والنظام. بدلاً من التقيد بالفقرة الخامسة التي «يسلم» فيها مجلس الأمن «بالصلة الوثيقة بين وقف النار وانطلاق عملية سياسية موازية» وبتكليف ستيفان دي ميستورا بالسعي إلى وقف النار... فإن المبعوث الدولي بات يعتقد أن «التقدم في تحسين الموقف على الأرض ليس شرطاً مسبقاً للمحادثات» وبالتالي فإن ربط استئناف التفاوض بوقف النار ليس واقعياً. في كل مرحلة تحصل تفاهمات أميركية روسية يجري غض النظر عن بند أو أكثر من بنود القرار 2254، بحيث يصبح رجحان كفة موسكو في إدارة الملف السوري استناداً إلى تطورات الميدان، نقيضاً لمقولتها التزام الشرعية الدولية. أما حجة إدارة باراك أوباما اللجوء إلى الغطاء الدولي لأي تدخل عسكري يهدد الأمن، بدل التدخل الأحادي الجانب، فتصبح تجويفاً للتوافقات على مستوى مجلس الأمن.

 

محاولة لاستعادة الفرصة الضائعة

حسام عيتاني/الحياة/29 تموز/16

ربما لم يمرّ زمن منذ ثلاثينات القرن الماضي عندما تكاتفت الفاشية والأزمة الاقتصادية لإنتاج الحرب العالمية الثانية، يشبه الزمن الحاضر لناحية الانسداد في الآفاق وتحطم الآمال وصعود النزعات العدمية. في منطقتنا، تغرق مصر في عجائبها اليومية ويزداد الاستعصاء عن فهمها وإدراك ما تنطوي عليه غرائب سياستها واقتصادها، فيما يستسلم العراق مرة جديدة للضغط الإيراني ويجعل من «الحشد» الطائفي جزءاً من منظومات الدولة مدشناً فصلاً جديداً من الحروب الأهلية المزمنة. وتنطفئ شعلة الثورة السورية بعدما أُغرقت في دماء ملايين السوريين وحولتها القوى الإقليمية إلى صراع جيو-سياسي. أما لبنان فيقف مشدوهاً متسائلاً عن معنى وجوده ودوره في ظل عامين ونيف من الفراغ في رئاسة جمهوريته وشلل مؤسساته واستيلاء ميليشيات الأمر الواقع على الحيز العام وظهور الفساد كمؤسسة وحيدة يجتمع من حولها كبار القوم وصغارهم. نحن عند مفترق طرق لم يعرفه المشرق العربي منذ أكثر من مئة سنة. وما يزيد عمق الأزمة أن كل الطرق المتاحة تحوم فوقها غيوم داكنة تنذر بعواصف لا قبل لأقدام أبناء هذه الشعوب المنهكة على تحملها والسير في الوحول التي ستنجم عنها. ينتهي عصر النفط نهاية سريعة فيما لا تزال عقلية الإنفاق من الريع النفطي على حالها. يحمل العالم على الإسلام ويتهمه بالدفاع عن القتل والسبي وكل ما يخطر على البال من ممارسات همجية من دون أن يتطوع أي من أركان المؤسسة الدينية لاعادة النظر في الأدبيات التي استغلها إرهابيون لا يربط بينهم سوى اليأس والرغبة في الانتحار، في نشر الموت والدمار. تتغير البنى الاقتصادية والسياسية في العالم بأسره في وقت يصر العرب على التمسك بسلوك وأفكار باتت تهدد بفقدان الحد الأدنى من التماسك الوطني والاجتماعي. صعود اليمين المتطرف الغربي المستفيد من الحال التي وصلت إليها عولمة جائرة فاقمت إلى حدود غير مسبوقة من التفاوت في مستويات المعيشة وفرص الحصول على رعاية صحية مناسبة ودمرت الحق في الحياة الكريمة والتهمت ملايين فرص العمل في بلاده على حساب استغلال وحشي لفقراء العالم الثالث، هذا الصعود انعكس في بلادنا تعميماً لخطاب الكراهية والهويات الطائفية والعداء للديموقراطية وانتظاراً للخلاص من قبل حاكم مُلهم أو مهدي منتظر.

تدعو إلى الإحباط المواكبة العربية لوقائع الانقلاب التركي الفاشل على سبيل المثال، حيث بدا من الصعوبة بمكان إدانة الانقلاب وإدانة استغلاله لفرض المزيد من التسلط والتفلت من ضوابط العملية الديموقراطية، على حد سواء. وتبدو فارغة أكثر من أي وقت مضى تلك الرهانات على «المدى الطويل» الذي ينبغي أن يجلب الرفاه والعدالة للفئات الاجتماعية الأكثر تضرراً من الوضع الكارثي الحالي. ولا بأس من القول أن الأعوام المقبلة ستشهد عواقب الإفشال الواعي للثورات العربية التي شكلت فرصة تاريخية (مفوتة) للانضمام إلى العصر، وأيضاً عواقب الانفكاك غير الواعي وغير المسؤول لكتل عريضة من المواطنين العرب عن الثورات والانكفاء إلى كهوف الحكومات العسكرية وبؤر تجار الدين. والمستقبل الذي أتيحت لنا فرصة ولو محدودة في رسمه وتلوينه عندما نزل الشبان إلى الشوارع ورفعوا رايات الحرية والعدالة والكرامة قبل أن تحطم قوى عاتية داخلية وخارجية هذه المحاولة النبيلة، سيكون شديد السواد على العرب قبل غيرهم، ما لم ندرك ضآلة فرص الصمود في عالم يزداد ضيقاً بالأكفاء من أهله، فكيف بالمقصرين.

 

معركة صعبة امام هيلاري ومزاج الاميركيين قد يأتي بترامب

راغدة درغام/الحياة/29 تموز/16

مزاج الأميركيين صعب في زمن القلق على المستقبل والانزعاج من «الآخر»، والقرف من السياسيين التقليديين، والخوف من الإرهاب، والهروب إلى الأمام عندما يتعلق الأمر بتعريف الدولة العظمى ومتطلبات تلك العظَمَة على الساحة الدولية. المزاج العام يعكس اللاثقة بمرشحة الحزب الديموقراطي للرئاسة، هيلاري كلينتون، التي انصبّ مؤتمر الحزب هذا الأسبوع على محاولة إعادة تسويقها بـ «أنسنة» لعلها تدخل قلوب الأميركيين الذين لا يرتاحون إلى «ميكانيكية» المرأة التي اجتهدت وصمّمت وعكفت على إدخال نفسها التاريخ «حسابياً» غير آبهة بافتقادها الجاذبية التي حرمها الله منها وسكبها في زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. إنها المرشحة ذات الخبرة المكتسبة والصعود إلى مواقع السلطة تدريجاً بتماسك وبحنكة سياسية قوامها تهذيب العلاقات مع أقطاب «المؤسسة» العسكرية والمدنية Establishment التي تحكم فعلياً في الولايات المتحدة. وهي عكس كل ما يمثله المرشح الجمهوري – رغم أنوف الجمهوريين التقليديين – دونالد ترامب الذي قفز إلى القطار المتوجه الى البيت الأبيض وسط استهزاء الطبقة السياسية، واستهتار المثقفين والمفكرين، وانصباب الإعلاميين على تغطية أخباره لأنها تسويقية ومسلية وعابرة – أو هكذا كانوا يعتقدون. فلقد انقلبت النكتة على الذين ضحكوا مليّاً. هكذا انتفضت الطبقة الغامضة على الطبقة التي صنّفت نفسها نخبوية لتثبت لها أن فوقيتها وتعاضدها مع «الموسسة» ليسا البوصلة الحقيقية. «غامضة» لأن اتباع دونالد ترامب مزيج من الغاضبين والخائفين، والمنزعجين من «الغريب»، والمتقوقعين، والراغبين في تلقين الدروس للسياسيين في واشنطن. هم من الطبقة الكادحة التي تتهم واشنطن بالتآمر عليها، يؤلهون ثراء دونالد ترامب كأنه كادح مثلهم علماً أنه تلقى معونة المليون دولار الأوّل من والده، ينبهرون بنجاحه المادي وإلصاق اسمه بالذهب فوق الأبنية وبزواجه بعارضات أزياء. لكن هناك شطراً آخر من الرأي العام الأميركي في الطبقة المتعلمة الذي سيصوّت لمصلحة دونالد ترامب لأنه لا يطيق هيلاري كلينتون ويرى فيها استمراراً لحكم باراك أوباما ولا يثق فيها أو في عودة زوجها معها إلى البيت الأبيض. ثم هناك من يرفض قطعاً إصدار تأشيرة لآل كلينتون ليصبحوا سلالة حاكمة في أميركا، خصوصاً أن آل بوش تم تجريدهم من أحلام كهذه. اعتبارات إيصال الرئيس الخامس والأربعين إلى البيت الأبيض، إذاً، هي ذات علاقة بالشخصية والطموحات والداخل الأميركي وليس بالسياسة الخارجية، حتى الآن. الملفت أن ترامب هو الذي يقحم الأمن القومي والإرهاب والهجرة في ذهن الناخب الأميركي لاعباً على أعصابه وتوتره، وها هو هذا الأسبوع يسجّل سابقة أخرى باستدعائه روسيا الى قرصنة البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون لكشف فضائحها. فدونالد ترامب يريد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكون ناخب «شرف» في الانتخابات الرئاسية ويغمز إليه تكراراً أنهما سيتفقان كثيراً على أكثر من مسألة. وهو يريد أن يؤجج الخوف من تنظيم «داعش» وأمثاله كي يقدّم نفسه الرئيس الذي سيغلق الأبواب أمام الهجرة ويحمي أميركا من «الغرباء» ويكون رئيساً اقصائياً للآخر يأخذ الانعزالية إلى مرتبة جديدة ومرعبة.

انعزالية باراك أوباما وإقصائية دونالد ترامب تفيدان فلاديمير بوتين لأنهما تضعانه في موقع القيادة في أكثر من مكان. الحظ يحالف بوتين منذ قرر أوباما أن ايران أولوية له لدرجة شراكة صامتة معها في سورية تحت عنوان محاربة «داعش» وأمثاله. هناك في الميدان السوري يعتلي بوتين عرش صنع القرار بعدما قرر التدخل عسكرياً للحسم العسكري – وبالتالي امتلاك أدوات الحسم السياسي. وهناك في الساحة السورية تقع شراكة صامتة بين الولايات المتحدة وبعض من ينتمي إلى «التحالف الدولي» وبين المحور الذي يضم روسيا وإيران والنظام السوري و «حزب الله» والميليشيات التابعة لإيران والأكراد. السعودية تعارض فيما الاستخبارات الأميركية والإيرانية تنسّق سرّاً في عواصم أوروبية وتتعاون خلسة في تقرير مصير سورية. وبوتين يراقب بغير ارتياح، إذ إنه لا يثق في الولايات المتحدة كمبدأ، وهو يختلف مع طهران في شأن مصير الجيش السوري وأركان النظام الذي يدعمه فيما إيران تفضّل حكم الميليشيات على نسق «الباسيج» كي تبقى أدوات التحكم في يديها.

لعل في ذهن دونالد ترامب أن يوكل إلى فلاديمير بوتين صلاحيات تمثيله في سورية، لأنه ليس مهتماً بمصير سورية وبكم تدفع روسيا ثمناً لحربها ضد «داعش» و «جبهة النصرة» وأمثالهما. ان وصفة ترامب لحماية الأراضي الأميركية والأمن القومي الأميركي من الإرهاب هي إقصاء المسلمين عن الأراضي الأميركية ومنع الهجرة إليها. إنه يلمح الى أنه يرحب بحروب الآخرين في أراضي الآخرين. فهذا آخر همّه. أما إذا تحوّلت الشراكة الاستراتيجية الروسية – الإيرانية في سورية إلى منافسة وتصادم، فهذه أخبار سارّة لترامب الذي يزعم أنه يختلف جذرياً مع باراك أوباما في شأن ايران، حيث يكاد أوباما يكون وقع في حبها بينما ترامب يوحي ويزعم أنه لا يطيقها.

هذا لا يعني أن الاستخبارات الأميركية ستتوقف عن التعاون أو التفاهم أو التنسيق سرّاً مع طهران – وهنا يدخل عنصر حكم الإدارة في واشنطن مقارنة بحكم المؤسسة التي تضم وزارات حيوية مثل الدفاع والأمن القومي والاستخبارات. الولايات المتحدة ليست مؤهلة للديكتاتورية، ولا شبه بين صلاحيات الرئيس الأميركي وتلك التي أهداها لنفسه الرئيس الروسي أو الرئيس التركي. في الولايات المتحدة مَن يشرف على ما يسمى بجردة حسابات Checks and balances عبر نظام لا يعطي صلاحيات قاطعة للهيئة التنفيذية التي تمثلها الإدارة المنتخبة ولا للهيئة التشريعية التي يمثلها الكونغرس. فللرئيس حق استخدام الفيتو على قرارات الكونغرس، والقضاء الأعلى Supreme Court يبقى سيداً في البلاد.

فإذا أصبح دونالد ترامب رئيساً، لن تنهار مؤسسة الحكم الجماعي ولن يصبح بين ليلة وضحاها رئيساً كامل الصلاحات الاستثنائية. ولكن لأي رئيس أميركي وطأة عالمية. فإذا كان اعتباطياً وانعزالياً وإقصائياً، ستهتز ركائز النظام العالمي برمتها من حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى الأمم المتحدة ووكالاتها الخاصة. وإذا كان استفزازياً جاهزاً لسحب المسدس من جيبه، فإن حال اللاإستقرار ستكون عالمية. وإذا بقي دونالد ترامب عدائياً واستفزازياً وإقصائياً واعتباطياً، فإن العالم كلّه سيدخل في متاهات جديدة غامضة بغموض حكاية دخول هذا الرجل إلى البيت الأبيض. والسيرة برمتها غريبة عنوانها ليس حصراً العملية الانتخابية الديموقراطية.

وفق ما يوحي به الآن، فإن أحد أهم عناوين السياسة الخارجية لترامب هو فلاديمير بوتين الذي يزداد الـ «دونالد» تمسكاً به. فبينهما ليس فقط الكراهية للإسلام السياسي وإنما أيضاً مشاريع تعاونية. والطريف أن «الإخاء» الذي يزهو في العلاقة بين وزيري الخارجية سيرغي لافروف وجون كيري (الديموقراطي) قد يميز العلاقة بين بوتين وترامب (الجمهوري) لا سيما إذا لبّى بوتين دعوة ترامب للتدخل في الانتخابات الرئاسية لمصلحته.

في أي حال، من الآن حتى تسلم الرئيس المنتخب مهماته في كانون الثاني (يناير) المقبل، سيكون بوتين نفّذ مشاريعه في سورية، مثلاً، حيث سيحسم عسكرياً معركة حلب لمصلحة محوره، بشراكة صامتة مع الولايات المتحدة وبذريعة القضاء على الإرهاب. بوتين المحظوظ سيجبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تلبية مطالبه داخل سورية – بما فيها بقاء بشار الأسد وقطع الإمدادات عن المعارضة السورية. فأردوغان في حاجة إلى بوتين الآن، وبوتين يعدّ لأردوغان قائمة مطالب منها داخل سورية ومنها في القارة الأوروبية ومنها ما يتعلق بالحركات الإسلامية داخل روسيا وفي جوارها.

فلاديمير بوتين ليس قلقاً، هذه الأيام. فإدارة أوباما تعطيه الصلاحية لرسم المستقبل السوري كما يرتأي بغض النظر عن تصريحات وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر التي تبدو متناقضة مع تلميحات زميله وزير الخارجية جون كيري الذي يستقتل لإرضاء لافروف كل مرة. هذه المرة، إن عنوان المرحلة الآتية هو الحسم العسكري ميدانياً في مناطق معينة، مثل حلب، وبدء الشراكة العسكرية العلنية الميدانية بين الولايات المتحدة وروسيا، ورسم معالم باهتة لعملية انتقال سياسي يبقى عبرها الأسد في السلطة لفترة مطوّلة بينما يتم، عملياً، إلغاء المعارضة السورية الممثلة بـ «الهيئة العليا للإئتلاف» لاستبدالها بمعارضة من صنع موسكو وشراكة ميدانية مع «قوات سورية الديموقراطية». ونقل زائر الى موسكو عن مسؤول روسي أن الروس يفضلون ترامب رئيساً لأنه سيكون «يلتسن أميركا»، إشارة الى الرئيس الروسي السابق الذي يعتبر أحد أبرز الرؤساء الروس الذين ساهموا بتهميش دور روسيا وإكمال تفكيك الاتحاد السوفياتي.

فلاديمير بوتين قد يفضل دونالد ترامب على هيلاري كلينتون، لأنه سيستفيد أكثر من عشوائية تفكيره وآنية قرارته. لكنه لن يخشى رئاسة كلينتون لأنه يكون شق الطرق التي أراد فرضها أثناء إدارة أوباما جاهزاً للحزم. هيلاري كلينتون كانت نظيرة سيرغي لافروف وهي تتهمه بالمراوغة والعلاقة بينهما تكاد تكون عكس علاقة لافروف – كيري الحبية. فلافروف يذكر لكلينتون دورها شخصياً في ليبيا عندما اتخذت إدارة أوباما قرار مجلس الأمن ذريعة للتدخل عسكرياً، فيما اعتبرته موسكو خيانة واستغلالاً وإهانة. وبوتين قد يكون تصالح مع أوباما، لكنه يخشى أن تكون المصالحة مع كلينتون أصعب. بوتين يذكر دعم أوباما وكلينتون لصعود الإسلاميين إلى السلطة في مصر وليبيا وتونس وسورية. تعايشه مع أوباما أتى عبر البوابة السورية حين قرر أوباما ترك القيادة لبوتين هناك. أما كلينتون، فإنها رقم صعب في الحسابات الروسية.

دونالد ترامب، في الرأي الروسي، حلقة أسهل من هيلاري كلينتون عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الدول الخليجية العربية. فهي قد تحاول ترميم العلاقات الأميركية – الخليجية وإصلاحها، فيما ترامب سيزيدها توتراً. روسيا راغبة في تعزيز علاقاتها الخليجية لكنها غير جاهزة أبداً لتنازلات في سورية أو في العلاقات الروسية – الإيرانية. ترى في ترامب شريكاً مواتياً في كراهيتها للراديكالية الإسلامية، وتجد فيه أيضاً استعداداً للمضي بما اعتمده أوباما ورؤساء قبله من تأجيج النيران المذهبية السنّية - الشيعية، فيما كلينتون قد ترتأي إخمادها. فروسيا بوتين أيضاً شريك في النيران المذهبية.

اللامعقول بات معقولاً، والمستبعد بات ضرورياً في الحسابات الواقعية. الرجل المزاجي البهلواني الذي بلغ السبعين قد يدخل البيت الأبيض رئيساً بلا خبرة في السياسة وصنع القرارات المصيرية والدولية. أي عملية لـ «داعش» أو أي منظمة إرهابية ذات روابط إسلامية أو عربية تقع داخل الولايات المتحدة ستضاعف من حظوظ وصول ترامب إلى الرئاسة لأن القاعدة الشعبية تتحوّل إلى انعزالية إقصائية عازمة على إغلاق الحدود – هكذا يسوّق ترامب بضاعته. إنما يبدو فلاديمير بوتين أيضاً ناخباً أميركياً ليس فقط لأن قرصنة الرسائل الإلكترونية للحزب الديموقراطي روسية المصدر، بل لأن دونالد ترامب يستنجد به شريكاً لحجب الرئاسة عن المرأة الأولى التي قد تصل إلى البيت الأبيض. مزاج الأميركيين قد يأتي بدونالد ترامب، ومزاجية ترامب قد توقظ الأكثرية الناخبة على أخطار رئاسة اعتباطية. أما الآن، وعلى رغم منطقية فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة، أمامها معركة ضارية وستحتاج إلى كل من يعاونها في «الأنسنة» والجاذبية وفي استرداد الثقة التي تبقى من أهم العوامل الانتخابية للرئاسة الأميركية.

 

 ثلاث ملحوظات على تناولات عربيّة لتركيا

ياسين الحاج صالح/الحياة/29 تموز/16

أثار الانقلاب التركي الفاشل، والإجراءات السياسية والقانونية التي اعتمدتها السلطات التركية على أثره، تفاعلات واسعة في وسائل الإعلام العربية، تنطلق هذه العجالة من بعضها للإدلاء بثلاث ملحوظات. تتصل الملحوظة الأولى بالشخصنة المفرطة للشأن التركي وتركيز الكلام كله حول أردوغان. جرى ذلك في الإعلام الغربي طوال أكثر من عامين قبل الانقلاب، على نحو يذكر بأبلسة صدام حسين في زمن سبق، وقبله بقدر ما جمال عبدالناصر. لا شيء من ذلك وقع في خصوص قاتل عصابي مثل بشار الأسد، قتل أو تسبّب في قتل نصف مليون سوري، وفي تأزم إقليمي، وفي صورة ما عالمي، مفتوح. وحين يكرر كتاب وإعلاميون عرب الأمر نفسه، يُدرجون أنفسهم في نظام للمعلومات والعلاقات الدولية ليس سجله في منطقتنا خالياً من النجاح فقط، وإنما هو منبع لكوارث متكررة. ويشاطر في الشخصنة موالون عرب للحكومة التركية يجدون كل ما يفعله أردوغان صائباً، ويبرئونه من كل ما لا يمكن إنكاره من مآخذ جدية، بما في ذلك إغلاق الحدود في وجه اللاجئين السوريين منذ مطلع هذا العام، ومقتل 11 لاجئاً سورياً على يد الجندرمة التركية في حزيران (يونيو) الماضي مثلاً، فضلاً عن أجواء عامة مشحونة في تركيا ذاتها. ليس أردوغان الشيطان العالمي الذي انهوس بتشريره الإعلام الغربي، حتى صار يعتبر مسؤولاً عن الصراع السوري بالذات، والتخلص منه أولى من التخلّص من قاتل عصابي مثل بشار الأسد. وليس الرئيس التركي البطل العظيم المعصوم على ما يراه إسلاميون عرب، يزايدون على مناصري أردوغان الأتراك بالذات. لا ريب في تصاعد نزعات تسلطية عند الرجل مع طول بقائه في السلطة، أبسط تعبير لها أنه صاحب القرار الفعلي في تركيا اليوم على رغم ما يفترض دستورياً من أن السلطة بيد رئيس الوزراء، وسعيه المعلوم إلى تعديل الدستور كي يصير النظام رئاسياً، كي يرتفع عنه أي حرج من أن يكون الرجل الرقم واحد في النظام السياسي التركي. لكن لا تصلح الشخصنة في أي من صيغتيها أرضية متسقة للاعتراض على التسلّطية. الشخصنة أصلح للأبلسة، وللانقلاب أو الحرب، وليس لدمقرطة أوسع للدولة والمجتمع في تركيا. الملحوظة الثانية المتواترة في خصوص ما يكتب عربياً عن الحزب الحاكم في تركيا، وعن أردوغان شخصياً، هي وصفه وحزبه بالإخوان المسلمين، من دون مزيد من توضيح أو استدراك. ولا يوضح أصحابنا الذي يصفون الحزب التركي بأنه إخوان مسلمون، مع شحنة عداء في التعبير، أنه إن كان كذلك، فهو مختلف جداً عن تنويعات الإخوان التي نعرفها. يعطون الانطباع بأن العدالة والتنمية مثل الإخوان السوريين والمصريين، وهذا بكل بساطة خاطئ. ما يميز الإخوان المسلمين في كل مكان، أولوية الأمة الدينية على الأمة السياسية، أو ببساطة، الإسلام على الوطن. الحزب التركي ليس كذلك بحال. الأولوية لديه لتركيا على الإسلام، وللأمة السياسية على الأمة الدينية، وهذا ليس حال إخواننا.

حزب «العدالة والتنمية» حزب قومي تركي محافظ، منفتح على تركيا المسلمة غير المرئية التي كانت تتعرض لتمييز عنصري بكل معنى الكلمة منذ تأسيس الجمهورية قبل نحو 9 عقود. هناك شعور عام بالانعتاق اليوم في هذه البيئات بعد طول تغييب. التعليقات العربية تسوق المرء إلى الاعتقاد بأن أي تنظيم يعرض انفتاحاً على الجمهور المحافظ اجتماعياً هو إخوان مسلمون، مرفوض تالياً، الأمر الذي يثير شكوكاً جدية في ديموقراطية المعنيين، ويطرح تساؤلات عن عنصرية مستبطنة في تصور للحداثة من صنف تصور الكماليين الأتراك واليمين الغربي.

وليست وصمة العثمانية التي يوصف بها أردوغان وحزبه أمتن أساساً من الصفة الإخوانية. هنا أيضاً يتم تحويل ملاحظة حقيقية، انفتاح أوسع على المجال العثماني السابق بعد طول انكفاء عنه وتوجه حصري نحو الغرب، إلى تبين خاطئ لنزعات سلطانية توسعية، بادر إلى الترويج لها الإعلام اليميني الغربي، المتمركز كلياً حول الغرب والمعادي لأية نزعات استقلالية خارجه، قبل أن يروج سوقها بيننا. وفي هذا الشأن أيضاً، نجد الوجه الآخر للعملة: الإخوان المسلمون العرب يرون حزب العدالة والتنمية من صنفهم. مخطئون جداً. تسنى لي قبل شهور أن أسمع إسلامياً سورياً ينسب كل ما هو إيجابي في تركيا إلى حزب العدالة والتنمية. هذا عناد وجهل. التنظيم التركي جزء من تاريخ بلده، وليس منتسباً إلى أي تنظيم دولي، وزعامته تطور نزعات تسلطية فعلاً، وتنشر في البلد أجواء متوترة فعلاً، والتوسع الديموقراطي الذي رافق فوز الحزب في الانتخابات البرلمانية عام 2003 يتآكل اليوم، ولعله بلغ أدنى مستوى له منذ ذلك الوقت. لكن يبقى العدالة والتنمية حزباً وطنياً تركياً، ينتمي إلى عالم حزب الشعب الجمهوري الكمالي، وحزب الحركة القومية الفاشي، وحزب الشعوب الديموقراطي، الكردي أساساً، وليس إلى عالم الإخوان السوريين والمصريين وغيرهم.

الملاحظة الأخيرة أعم نطاقاً، وتتصل بالصفة الماهوية (إسنشيالست) لأحكام معظم كتاباتنا عن الشأن التركي. يتعلق الأمر هنا بنفور متأصل أو بحس كاره أو باستعداد ميسور لرؤية ما يجري في إطار سلبي ثابت، ودوماً بانضباط متدنٍّ بالوقائع والمعطيات الفعلية. ما يحفِّز النقد هنا سابق على الأفعال أو السياسات، ينتمي إلى عالم الماهيات والجواهر الثابتة، والأفعال المنقودة تبدو ذرائع معززة لموقف لم يتولد عنها، مع انخفاض عتبة تصديق أشياء سلبية، من مثل أن أردوغان أذن لصلاة الفجر في قصره بعد الانقلاب بيوم أو يومين، وهي قصة مختلقة تماماً.

لكن هنا أيضاً الماهوية ليست صفة لمواقف عدائية وأصحابها، فهي شائعة بالقدر نفسه عند موالين عرب لتركيا أو لحكومتها الحالية، ممن يطلق عليهم في السياق السوري «منحبكجية أردوغان» (تيمناً بمنحبكجية بشار، أي الذين يوالونه في كل حال). الموقف هنا أيضاً ينصب على ما يكون الحزب الحاكم وليس على ما يفعل، وهو لذلك لا يتأثر بالأفعال، مهما تكن تسلطية أو مصدر توتر ومثار اعتراض في المجتمع التركي ذاته. مرة أردوغان هو الخطأ، فلا يمكن ما يفعله إلا أن يكون خطأ، ومرة هو يفعل الصح دوماً لأنه صح. الأفعال والسياسات خارج النقاش، أو يختار منها ما يدعم هوى سابقاً عليها. السياق غائب دوماً. وعلى هذا النحو، يُلام الرئيس التركي والحزب الحاكم في تركيا للأسباب الخطأ، ويثنى عليهما للأسباب الخطأ أيضاً. وليس في هذا ما يصلح شيئاً من حالنا أو حال الأتراك.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 زهرا في لقاء سياسي في جبيل: رئاسة الجمهورية مصادرة ومعلقة والقرار الإقليمي لم يتخذ بالإفراج عنها

الجمعة 29 تموز 2016

وطنية - نظمت دائرة كسروان وجبيل في مصلحة طلاب حزب "القوات اللبنانية" لقاء سياسيا مع عضو تكتل "القوات" النيابي النائب أنطوان زهرا، في "سنتر الميناتو" جبيل، في حضور منسق قضاء جبيل في الحزب شربل أبي عقل، رئيس مصلحة طلاب القوات جاد دميان، نائب رئيس مختاري قضاء جبيل فؤاد متى، مختار بلدة كفرمسحون شربل متى، وحشد من مسؤولي المناطق والقطاعات في حزب القوات ومحازبين.

إستهل اللقاء بالنشيد الوطني ثم القواتي، ثم كلمة ترحيبية لرئيس الدائرة رامي سابا، بعدها تحدث زهرا فلفت إلى أنه "انتهت في اللجان المتخصصة في مجلس النواب دراسة إقتراح قانون إنشاء محافظة كسروان وجبيل الذي تقدم به عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نعمةالله أبي نصر وساعدناه في إقراره، وقانون الإنتخاب العتيد إذا أبصر النور قد تكون كسروان وجبيل دائرة واحدة على صعيد القانون النسبي إذا قسمت محافظة جبل لبنان إلى 3 دوائر أساسية، وأعتبر أن جبيل والبترون جمعهما الله والطبيعة أضافة إلى تمركز القديسين في نطاقهما الجغرافي،القديسين شربل ورفقا ونعمة الله الحرديني درسوا اللاهوت في كفيفان، كما جمع جبيل والبترون إهمال الدولة والحرمان على مدى عقود".

أضاف: "كنت أتمنى أن أبدأ اللقاء بتهنئكم بإنتخاب رئيس للجمهورية يكون على قدر الجمهورية القوية منتخبا في المجلس النيابي بحسب الدستور، وأن أبشركم بأن مجلس النواب أقر موازنة متوازنة ومدروسة ولائقة بالشعب اللبناني الذي يستحق الحياة، وأيضا أن مجلس الوزراء يعمل متناغما وفريق عمل واحدا لا يتهم بعضه البعض بالفساد والصفقات والمحاصصة وكل شيء مخز ومعيب يحصل في هذا البلد، وكنت أريد أن نحتفل ب "24 ساعة كهرباء وطاقة متجددة وتصديرها إلى خارج لبنان، والفائض من المياه الذي أعطانا الله إياه هبة نبيعها للخارج ولا نشتريها لبيوتنا، وغيرها من الأمور التي كنت أريد أن أبشركم بها لكن للاسف كل هذا لن يحصل وستبقى أحلام مشاريع في البال اذا لم تكملوا النضال الذي بدأناه للوصول إلى الجمهورية القوية التي تحترم نفسها والفعلية والحقيقية ولا يوجد سلاح خارج عن سلطتها الشرعية، سلطتها ولا أحد ينازعها القرار على أراضيها ولا يضطر شعبها الى الهجرة للعيش بكرامته، ولبنان على مدى التاريخ ليس بلدا فقيرا بل بلد منهوك".

وتابع: "في هذه المرحلة التي نعيشها من دون رئيس للجمهورية، وحكومة "مرقلي تمرقلك" بإعتراف رئيسها هذا إذا "مرق" وإلا "عطلي تعطلك"، حكومة من دون وحدة رؤيا أو مشروع وطني أو إقتصادي أو مالي وإلى آخره، ومجلس نيابي نتيجة التركبية السياسية غير منتج، وكنت و نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان في جلسة اللجان المشتركة في المجلس النيابي أقترحنا التصويت على فكرة القانون المختلط من أجل أن نتقدم خطوة إلى الأمام، لكنهم لم يمشوا بالقانون، وهذا الأمر ناقشناه في حزب "القوات" واتفقنا على أنه يجب الخروج بعد جلسة نيابية بالموافقة على القانون المختلط من دون الدخول بالتفاصيل ولكننا لم نتفق على شيء، إن مجلسا نيابيا لا ينتخب رئيسا للجمهورية ولا يستطيع القيام بدوره التشريعي والرقابي بسبب التركيبة السياسية القائمة التي تشكل حكومات توافقية لا أحد يستطيع الثقة بوزير واستجواب وزارة، هناك إجماع لدى كل الشعب اللبناني أن المدخل لإصلاح الحياة السياسية والدستورية والوطنية قانون إنتخاب جديد وعصري يؤمن صحة التمثيل، لا نستطيع التقدم خطوة من أجل إقرار قانون إنتخابات؟ ألا يستدعي الأمر شعورا بالعيب على المستوى الشخصي وعلى مستوى مؤسسة مجلس النواب، أنا أقول لكم أنني أخجل اليوم أن أكون نائبا".

وأكد أن "حزب "القوات اللبنانية" هو الفريق السياسي الوحيد الذي لا غبار على آدائه على صعيد الوطنية والشفافية ونظافة الكف، نحن نخجل اليوم أن نكون وسط هذا الطقم العاجز عن تلبية طموح أي مواطن لبناني على كل الصعد وطبعا ليس الفساد هو الداء الوحيد، بل غياب سلطة الدولة اللبنانية عن أراضيها وهي ليست سيدة قرارها، وهناك جزء من اللبنانيين يمارس سياسة الأمر الواقع ويستقوي بالسلاح ليضرب كل مشاريعنا وآمالنا وأحلامنا التي من الممكن أن نحققها في المرحلة الحالية".

وتطرق زهرا إلى الوضع الإقتصادي ولفت إلى أن "لبنان الستينيات وبداية السبعينيات كان يوصف عن حق بأنه سويسرا الشرق، أول تجربة ديمقراطية في المنطقة، واحة الإختلاط الوحيدة والشراكة بين مكوناته الطائفية والمذهبية كافة بدون غلبة فريق على آخر، إقتصاد متطور، في حرب لبنان المتعددة الوجوه الخارجية أولا، ولاحقا حروب داخلية تراجع دور الإقتصاد اللبناني والريادة اللبنانية وقويت إقتصادات على ظهرنا وأخذت أدوارنا، قبرص أولا سوريا ثانيا ودبي ثالثا، نتيجة حرب لبنان وضعت دبي على سكة الحداثة، وسوريا تعرفت على الأسواق الخارجية من خلال لبنان واستفادت من حربه لتقوية إقتصادها، قبرص من أفضل البلدان سياحيا، الحرب في سوريا مع بداية الربيع العربي ونتيجة تورط حزب الله في هذه الحرب وباقي حروب المنطقة سبب نزوح مليون ونصف المليون سوري إلى لبنان أغلبيتهم من الطبقة الفقيرة وأصحبوا ينافسون التاجر اللبناني واليد العاملة اللبنانية، ويستهلكون الماء والكهرباء ما سبب تدني الاستهلاك الى مستوى 20 بالمئة والإستيراد إلى 11 بالمئة، بمعنى أن السوريين استفادوا من الحرب اللبنانية وبحربهم حملوا لبنان أثقالا لا يقوى عليها ولم نستفد منهم بشيء يذكر، وهذا ليس أن السوريين أرادوا ذلك بل لأن فريقا لبنانيا لا تعنيه مصلحة لبنان، تمويله وأوامره وعقيدته من طهران، ورطنا بحرب لا شأن لنا بها، وبدل أن تكون مرحلة إزدهار إقتصادي في لبنان، تراجع الإقتصاد والسياحة وأخيرا القطاع المصرفي بسبب الإجراءات الأميركية والعقوبات على حزب الله الذي إتهم المصارف بالعمالة لأميركا وإسرائيل وفجر بنك "لبنان والمهجر" من أجل إرهاب المصارف اللبنانية لعدم السير بالأجراءات الأميركية".

ورأى زهرا أنه "تم ربطنا بالتطورات الإقليمية، ورئاسة الجمهورية مصادرة ومعلقة حتى مع مبادرة القوات اللبنانية بترشيح العماد ميشال عون للرئاسة، لم يؤمنوا النصاب القانوني لإنتخاب عون ولم يضغطوا على حلفائهم لتأمين النصاب بالرغم من إعلانهم على مدى سنتين أن عون هو مرشحهم الوحيد، لكن تبين أن مرشحهم الفعلي هو الفراغ وغياب الدولة والمساءلة كذلك عدم مشاركة المكونات السياسية الأخرى بالقرار الذي يريدونه وهو لحسابهم وحساب إيران وعلى حساب بقية اللبنانيين".

وأكد "عدم الاستسلام واليأس لأننا حملة إرث تاريخي عشناه على حافة الخطر على مدى 1500 عام، وفي ظل تهديدات كيانية وقفنا في وجهها تاريخيا وانتصرنا عليها، في العام 75 وضعنا لم يكن أحسن حالا من اليوم، في الأمس القريب دافعنا عن أنفسنا بالرشاشات في بلدة القاع ، لكن في العام 75 تصدينا للخطر الغريب ببنادق الصيد، هكذا بدأنا بالدفاع عن أنفسنا من أجل الحياة ولبنان الواحد وعن الوجود المسيحي الفاعل والحر الذي يجسد حريته وفاعليته بقبول الآخر والتفاعل والإنتاج الحضاري".

وشدد على أن "الوجود المسيحي الحر في لبنان هو حاجة إسلامية أكثر مما هو حاجة مسيحية، لأنه لا مبرر للكيان اللبناني إلا بالحرية والتنوع، وعندما تفقد هذه الحرية وهذا التنوع يصبح شركاؤنا المسلمون في الوطن مجرد كميات صغيرة في الكيانات الإسلامية المجاورة لا تقيم لهم أي وزن، وفي هذه المرحلة من الصراع المذهبي السني الشيعي فإن لبنان هو حاجة دولية لأنه يبقى وحده من بين الدول التي تعترف بوجود الطوائف ولبنان بلد التلاقي الوحيد بين الطوائف الإسلامية والمسيحية وبين المذاهب الإسلامية بين بعضها البعض، وبالتالي وإن كان الإستقرار في لبنان هشا وبسيطا، وإستمرار لبنان الكيان والصيغة اللبنانية حاجة عالمية لأنه حاليا هو المساحة الوحيدة للتلاقي بين الأطراف المتنوعة".

ودعا زهرا إلى "رؤية الواقع لتحقيق الحلم الذي هو حقنا ودفعنا ثمنه دما وتضحيات وصراعا مريرا على مدى قرون أن يكون لدينا دولة مستقرة وقوية ومزدهرة ودولة حريات التي هي قيمة أولى وأساسية وحرية الفرد والجماعات هي أعلى من أي قيمة أخرى، والإيمان المسيحي قائم أساسا على تبني الله لنا وتجسد إبنه يعني مساواته لنا بالإنسانية لرفعنا إلى الألوهة ، ومن يعتبر نفسه عن حق أنه إبن الله ومساو له بالخلود لا يمكن له أن يقبل أن ينال أحد من حريته، وأنا المسيحي إذا لم ألتزم بقضايا الإنسان في كل مكان لا أكون مسيحيا ملتزما ، هذه مهمتنا سنعمل من أجلها على كل المستويات بالأمتناع عن التورط بقضايا الفساد، وأنا أستغرب كيف أن شخصا كنا سويا نشتكي من الفساد والمحاصصة، وعندما وصل إلى السلطة أصبح من أهل الفساد، لأنه ليس لديه مناعة أخلاقية التي أدعي أنها موجودة في القوات اللبنانية، دخلنا إلى الحكومة أكثر من مرة ولدينا تكتل نيابي من 11 عاما وأختبرنا وكما قال الدكتور جعجع بعد خروجه من السجن" أمتحنا بالنار ومن النار ذهبا خرجنا"، مؤكدا أن "رسالة القوات الأساسية هي إقناع الناس باعتناق قيمها وهي الحرية والكرامة والنزاهة ، ولا بد أننا سنصل إلى هذه القيم ولكن لا تزال أمامنا أيام من التعب والعرق وآمل ألا نضطر إلى بذل الدم إذا دعا داع أو داعش".

ودعا إلى "عدم تعليق الآمال على التسويات من خارج الدستور في جلسات الحوار المتتالية في شهر آب لأن المستكلبين على مصالحهم لن يحل عليهم الملاك ويتنازلوا لبعضهم، وليس واردا إنتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الحاضر لأن الفريق الذي يصادر الرئاسة لم يغير رأيه كما لن يتم الإتفاق على قانون للانتخاب والأمور تراوح مكانها، ولن يتخذ القرار الإقليمي بالإفراج عن الرئاسة الأولى وعن حياتنا الوطنية حتى ما قيل أنه إتفاق حول موضوع النفط والغاز لا يعدوا كونه إتفاق محاصصة، حصل ما يشبهه عند تشكيل هذه الحكومة لكنه لم ينفذ، وكنت آمل أن أبشركم بأنه أقر قانون للنفط والغاز يمنع كل الموجودين في السلطة أو أقاربهم من المشاركة أو إنشاء شركات تساهم في إستخراج النفط والغاز لنطمئن على ثروتنا الوطنية وليس نهبة إضافية لأصحاب الربط والحل في هذه الدولة".

بعدها أجاب زهرا على أسئلة الحاضرين فأكد أن "هدف ترشيح القوات اللبنانية للعماد ميشال عون لسدة الرئاسة الأولى هو لخرق الجمود الحاصل بتعطيل إنتخاب رئيس للجمورية من خلال القول ل"حزب الله" أذا كنت تريد فعلا العماد عون رئيسا للجمهورية فتفضل لإنتخابه بعدما تأمنت الأصوات اللازمة، وكانت ردة فعل حزب الله لتأكيد المؤكد بالنسبة إلينا حيث تبين أنه أنه لا يريد عون رئيسا".

أبي عقل

من جهته، أبي عقل في كلمته أن "جسم القوات اللبنانية في جبيل ولبنان بألف خير"، منوها "بالالتزام العميق للطلاب الذي سيبنى المستقبل على أكتافهم".

 

جعجع امام وفد من تنورين: حزب الله غير جدي في ترشيح عون الى الرئاسة

الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية - وصف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال استقباله وفدا شعبيا من تنورين، ملف رئاسة الجمهورية ب"الصعب والمعقد"، وقال:"ان النائب وليد جنبلاط أدرك ان الوضع على حقيقته وهو يفضل أي رئيس على الفراغ، وبما ان الأكثرية المسيحية اتفقت على العماد ميشال عون فهو مستعد للتصويت له، بينما التواصل مستمر مع الرئيس سعد الحريري في هذا الإطار". وأكد "ان حزب الله غير جدي في ترشيح العماد عون الى الرئاسة، فالحزب لا يحتمل خسارة عون والتيار الوطني الحر على صعيد التحالف السياسي ولكن في الوقت نفسه لا يريده رئيسا"، موضحا ان "حزب الله هو جزء كبير من الاستراتيجية الايرانية في المنطقة، وايران لديها مشاغل كثيرة في المنطقة من سوريا الى العراق وصولا الى اليمن، وهي تحاول ابقاء الرئاسة في لبنان معلقة من اجل مقايضتها بثمن ما، ألا وهو إبقاء بشار الأسد في سوريا، الأمر الذي ترفضه دول الخليج والغرب، عدا عن ان حزب الله أمام خيارين: إما جمهورية قوية وحزب ضعيف أو حزب قوي وجمهورية ضعيفة، لذلك يفضل بقاء الوضع على ما هو عليه كي يبقى دون محاسبة أو يفضل رئيس على قياس صغير ويتحكم به". وقال:"إن أكثرية العناوين التي أعطيت للمعركة الانتخابية البلدية في تنورين كانت خاطئة لأننا بكل بساطة لسنا ضد أحد ولكن في الوقت عينه لا يمكن لأحد أن يمنعنا أن نكون مع أنفسنا، باعتبار أنه في المنطق الديمقراطي كل شخص يرى المكان الذي يترجم فيه مشروعه السياسي ويصوت له". وأشار الى ان "العلاقة مع الوزير بطرس حرب على المستوى الشخصي كانت ولا تزال جيدة ولكن هذا شيء والنظرة على المستوى السياسي شيء مختلف تماما، ففي المجال السياسي نحتاج الى تغيير، ولكي نقوم بهذا التغيير يجب ان نملك كتلة نيابية وازنة في المجلس النيابي، فنائب أو اثنان لا يشكلان ضغطا داخل البرلمان بينما كتلة من عشرين نائبا تستطيع، ولكن للأسف البعض لا يزال يريد ممارسة السياسة وفق المنطق السابق، وهذه الطريقة بالتصرف لا تعطي اي نتيجة، فحتى حزب القوات منفردا أو التيار الوطني الحر بمفرده لا يستطيعان القيام بشيء بمفردهما، لذلك تكتلنا، وانطلاقا من هذه النظرة ارتأينا أنه لا يمكننا الاستمرار بانتخاب أشخاص منفردين يقررون لوحدهم ماذا يريدون أن يفعلوا، وإلا لن نتمكن من التقدم بأي شيء".

وأضاف:"من هذا المنطلق، خضنا نحن والتيار الوطني الحر المعارك البلدية وقد نجحنا في أماكن وأخفقنا في أخرى نظرا لطبيعة المعارك البلدية ولكنها مرحلة جيدة كتجربة أولية". ولفت الى أنه "لا يوجد محاسبة في لبنان، ففي أميركا مثلا إذا كان الرئيس من الحزب الديمقراطي، الناس يحاسبون هذا الحزب في الانتخابات والعكس صحيح، وفي فرنسا يحاسبون الاشتراكيين، بينما في لبنان لا إمكانية للمحاسبة، فالحكومة مؤلفة من مجموعة متناقضات تعارض بعضها البعض، والسلطة غير موجودة بل موزعة ومشتتة، لذا أهم ما يجب فعله هو تجميع السلطة لنتمكن من محاسبتها، بمفهومي يجب ان تكون الحكومة مؤلفة سواء من قوى 14 آذار أو من 8 آذار وعلينا محاسبتها على أعمالها". وقال جعجع:"بعض اللبنانيين فقدوا الأمل من التغيير في لبنان، ولكنني ضد هذه النظرية كليا لأن التغيير موجود بين ايدينا ويمكننا تحقيق كل ما نحلم به، فالدولة موجودة ولكنها تحتاج الى خيال يقودها، وفي ظل ما يدور من حولنا في المنطقة ولاسيما في سوريا والعراق واليمن، بقي لبنان صامدا رغم غياب رئيس للجمهورية وحكومة شبه مشلولة ومجلس نيابي لا يجتمع، عدا عن الصعوبات الاقتصادية والمعيشية الكبيرة، ولكن هذا دليل ان لبنان جذوره ضاربة في الأرض، وقد تبين للغرب ان لبنان ليس الحلقة الأضعف بل هو الحلقة الأقوى في هذا الشرق وبقي صامدا في أسوأ ظروف تمر عليه".

وتابع:"أما على الصعيد الأمني، فنحن أفضل بكثير من دول كبيرة جدا، مع العلم ان داعش على حدودنا، ولكن الوضع الامني هادىء بسبب وجود قرار سياسي للحفاظ على الاستقرار في لبنان". وحيا "قائد الجيش العماد جان قهوجي والجيش اللبناني بكل أفراده وعناصره الذين هم خط الدفاع عن لبنان بهدف حماية حدوده عدا عن اتخاذ قيادة الجيش قرارا بمنع أي إخلال بالأمن في الداخل". ودعا اللبنانيين "الى ضرورة معرفة من ينتخبون في الانتخابات النيابية لأننا في لبنان نملك القدرة لإيصال من نريد الى السلطة، والتغيير يبدأ بأنفسنا من خلال تغيير أنماط التصويت، فإذا صوتنا للشخص المناسب تكون النتيجة على قدر طموحاتنا وكما نريدها والعكس صحيح، وهنا جوهر القصيد".

ووصف ملف رئاسة الجمهورية بالصعب والمعقد، وقال:"ان النائب وليد جنبلاط أدرك الوضع على حقيقته وهو يفضل أي رئيس على الفراغ، وبما ان الأكثرية المسيحية اتفقت على العماد ميشال عون فهو مستعد للتصويت له، بينما التواصل مستمر مع الرئيس سعد الحريري في هذا الإطار"، مؤكدا "ان حزب الله غير جدي في ترشيح العماد عون الى الرئاسة، فالحزب لا يحتمل خسارة عون والتيار الوطني الحر على صعيد التحالف السياسي ولكن في الوقت نفسه لا يريده رئيسا".

وأوضح جعجع ان "حزب الله هو جزء كبير من الاستراتيجية الايرانية في المنطقة، وايران لديها مشاغل كثيرة في المنطقة من سوريا الى العراق وصولا الى اليمن، وهي تحاول ابقاء الرئاسة في لبنان معلقة من اجل مقايضتها بثمن ما، ألا وهو إبقاء بشار الأسد في سوريا، الأمر الذي ترفضه دول الخليج والغرب، عدا عن ان حزب الله أمام خيارين: إما جمهورية قوية وحزب ضعيف أو حزب قوي وجمهورية ضعيفة، لذلك يفضل بقاء الوضع على ما هو عليه كي يبقى دون محاسبة أو يفضل رئيس على قياس صغير ويتحكم به".

نبيل يونس

بدوره ألقى نجل النائب السابق مانويل يونس المحامي نبيل يونس كلمة قال فيها:"في تنورين لم نكن ضد بعضنا البعض بل كنا فكرة ضد فكرة، ونحن نمثل تنورين مجتمعا وليس قوة أحادية، فالعصبية العائلية موجودة ولكن مسار التاريخ يفرض التخلي عن الخيارات العائلية والتوجه نحو الخيارات السياسية الكبرى".

وأضاف:"نحن نشكرك دكتور جعجع وحزب القوات ونشكر الوزير جبران باسيل والتيار الوطني الحر لأنكم دعمتم فكرة تنورين مجتمعة لذا كانت لائحتنا بعنوان تنورين بتجمعنا. فتنورين كانت سياستها تقوم على مفاوضات وائتلاف ونصل في نهاية المطاف الى فرض رأي أحادي".

ولفت الى ان "هناك حملة لتصوير الأحزاب وكأنها سوسة في المجتمع، ولكن تفاهم اليتار والقوات بين انه تفاهم حقيقي لنكون متفقين على مواقف معينة ومختلفين في أخرى لأننا لسنا مجتمع عشائري بل مجتمع تعددي، على أمل أن نصل الى بناء دولة قوية واحدة موحدة ونأمل استمرار التفاهم بين الأحزاب".

حرب

أما رئيس مستشفى تنورين الدكتور وليد حرب فقال:"جئنا اليوم لنشكركم كعائلات تنورين لخوضكم كحزب القوات والتيار الوطني الحر معنا لهذه الانتخابات لأول مرة منذ خمسين عاما".

وأشار "الى ان هذه المعركة جمعت كل عائلات تنورين ونحن نؤمن ان الاحزاب موجودة في تنورين والمنتمين اليها هم من ابناء عائلاتنا"، ونتمنى "الاستمرار بهذا الاتحاد في الانتخابات النيابية لنتمكن من اعطاء الافضل لمنطقتنا".

 

مطران جبل لبنان للسريان الارثوذكس ثاوفيلوس جورج صليبا: زعم قتل السريان الارثوذكس 350 راهبا في دير مار مارون خرافة استنبطها اعداؤهم وتجن على التاريخ والحقيقة

الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية - قال مطران جبل لبنان للسريان الارثوذكس ثاوفيلوس جورج صليبا، في بيان اليوم: "كلما دنا موعد عيد مار مارون في 9 شباط من كل عام، تطالعنا وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة وسواها من الكتب والنشرات عن سيرة هذا القديس الجليل والناسك المتعبّد، وهو سرياني أصيل ابن انطاكيا العظمى وأحد أركان الرهبنة في المسيحية عامة.

وكذلك إذا دنا موعد 31 تموز من كل عام وبحسب الكلندار الماروني، يطالعنا هؤلاء الناس وسواهم ببدعة نكراء خلاصتها أن مار سويريوس الكبير بطريرك أنطاكيا وتاج السريان متهمينه بقتل 350 راهبا في دير مار مارون بواسطة "المونوفيزيين"، بحسب إصطلاحات واللقب الذي أطلقه الخلقدونيون من بيزنطيين ولاتين على الكنائس الأرثوذكسية الشرقية (السريان، الأقباط، الأرمن، الأثيوبيين، والهنود) الذين رفضوا مجمع خلقيدونيةالمنعقد عام 451 والذي كان سببا في انشقاق المسيحية، وبالتالي سبب مآسي المسيحيين في الشرق من وراء هذا المجمع الذي تبنى العقيدة النسطورية نكاية بمار كيرلس الأسكندري ومار ديوسقوروس الإسكندري البطريرك العظيم وأركان النصرانية أمثال مار يعقوب النصيبيني 338 ومار أفرام السرياني 373 ومار أثناسيوس الرسولي 373 ومار باسيليوس الكبير 379 ومار غريغوريوس اللاهوتي الثاولوغوس 389 ومار اسطاثيوس الأنطاكي رئيس مجمع نيقية المسكوني الأول 325، ومار ملاطيوس الأنطاكي رئيس المجمع القسطنطينية الثاني 381، ومار كيرلس الإسكندري رئيس مجمع أفسس المسكوني الثالث 431حيث لم لكرسي روما أي سلطة واعتبار في هذه المجامع المسكونية الثالث (نيقية - القسطنتينية - أفسس)".

وأضاف: "حتى يجد كرسي روما لنفسه مكانا في هذه المجامع، اتفق لاون أسقف روما مع الملك مرقيان الذي اغتصب السلطة من الأمبرطور تيودوسيوس الكبير بواسطة شقيقته بلخاريا الذي تزوجها مرقيان قائد جيش تيودوسيوس وصار امبراطورا متنكرا ومتنمرا لما كان يؤمن به تيودوسيوس وأسلافه من القياصرة العظام.

وبعدما حرم مجمع أفسس 431 نسطور بطريرك القسطنطينية لتطاوله على العذراء مريم والدة الإله وتبديله إيمان المجامع المقدسة الذي سبقته، فعقد المجمع الخلقدوني 451 وجاء الوبال الكبير على المسيحية".

وتابع: "إن المؤرخين الموارنة نالوا توجيهات من مدربيهم ومعلميهم البيزنطيين واللاتين الذين أوغروا صدورهم على رافضي مجمع خلقيدون وتعاليمه وقراراته، وافتروا على آباء هذه الكنائس المعترضة على إيمان خلقدون، لن أدخل في تاريخ الكنيسة المارونية من أي زاوية حاقدة أو مغرضة حبا لهؤلاء الذين يشتركون معنا في الدم والجنس والشهادة والتراث والإيمان لكلمة ربنا وإلهنا وملكنا بل مخلصنا وفادينا الأوحد.

لكنني أقول وألفت القراء الأعزاء إلى مقال كتبه ونشره الرئيس الفخري لنادي بيت الدين إميل أبي نادر عيد تلامذة مار مارون وعيد جيش لبنان في تاريخ 23/7/2016 في جريدة "النهار"، وفيه تجن على السريان الأرثوذكس الذي يسميهم المونوفيزيين والذين يتهمهم غلاة الموارنة والحاقدون بأنهم قتلوا 350 راهبا مارونيا في دير مار مارون وهذه تهمة نكراء ومرفوضة لأن مار سويريوس وكنيسته لم تكن بمقام من يضطهد بل كانت مضطهدة من الخلقدونيين والسلطة السياسية. وأتباع هذه الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والذين يسميهم أعداؤهم بالمنوفيزيين هم الذين يؤمنون (إن الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الإبن الكلمة هو إله كامل بلاهوته وإنسان كامل بناسوته) ومن هنا تدعوه الكنيسة الإله المتجسد (Incarnated God) بل هو الإله ألذي أخذ صورة آدم وصار مثلنا في كل شيء ماعدا الخطيئة، وله طبيعة واحدة من طبيعتين متحدتين ومشيئة واحدة من مشيئتين متحدتين وفعل واحد من فعلين متحدين وأقنوم واحد من أقنومين متحدين بدون استحالة وتبلبل ولا مبالاة بل إله حق من إله حق، والذي يخالف هذه العقيدة وهذا التعليم هو الهرطوقي والمبتدع".

وقال: "أما أن رهبان دير مار مارون ال 350 المزعومين فهي خرافة استنبطها أعداء الأرثوذكس الشرقيين ليزيدوا في كره هؤلاء والتجني عليهم قدر ما يستطيعون. ونحن لم نترك مناسبة في كل المقامات واللقاءات والإجتماعات العامة والمسكونية إلا وشرحنا لأحبائنا الموارنة هذه الحقيقة، وعلى الرغم من اقتناع كثيرين منهم ولا سيما المتمتعين برجاحة العقل وبعد النظر والأفق ورحابة الصدر، في الوقت نفسه، ينبري من وقت الىلا آخر أناس يتجنون على التاريخ والحقيقة بما يرضي نزعاتهم. وفي قلوبنا كل المحبة والتقدير للكنيسة المارونية العزيزة وأحبارها وإكليروسها ومؤمنيها، ترى هناك من يزيد الطين بلة في زرع الكراهية التي لا تنفعهم بحيث لا تضيء فتيلا ولا تنقع غليلا.

وللحقيقة والتاريخ، نلفت الى بيان أصدرته البطريركية المارونية في مناسبة انتهاء اجتماع المطارنة الموارنة في لبنان أنهم سيحتفلون في السنة المقبلة 2017 بعيد الشهداء الموارنة اعتبارا من عام 517 وإلى الوقت الحاضر، قاصدين بذلك شهادة 350 راهبا من دير مار مارون. هذا الأمر الذي يثير حساسية أكثر في صفوف مؤمنيها والذي نرفض أن يكون متداولا في الأوساط عموما وفي علاقة السريان بقوميتهم وتراثهم وتاريخهم الطويل".

وأضاف: "إذا تمعن القارئ الحصيف في التاريخ الكنسي عموما، سيجد حفرا كثيرة ومطبات عديدة وافتراءات متنوعة لحقت بهذه التواريخ، وندعو أصحاب الإختصاص والمهتمين الى أن يطالعوا كتب آبائنا والمؤرخين السريان الأرثوذكس خصوصا وهم من كبار مؤرخي الكنيسة، على سبيل المثال ولا الحصر: مار يوحنا الأفسوسي 587 والذي كان قريباً من عام 517، ومار ديونوسيوس التلمحري 845 وهو المؤرخ العظيم، ومار ميخائيل الكبير الذي كتب تاريخ العالم المدني والكنسي من بداية الخليقة وحتى عام 1193، ومار غريغورويوس يوحنا ابن العبري دائرة معارف القرن الثالث عشر ونور الغرب والشرق الراقد عام 1286، والذين كتبوا اعتبارا من القرن الرابع عشر حتى اليوم لم يتطرق أحد إلى هذه البدعة لا من قريب ولا من بعيد، ولا يوجد لها أثر في كتابات آبائنا وعلاقتنا ولو تلميحا".

وقال: "إننا نؤكد لكل الناس وللموارنة خصوصا، أن السريان الأرثوذكس لم ينعتوا الموارنة يوما بصفات لا تليق بالكنيسة، علما أن بعض مؤرخي الموارنة يطلقون على كنيستنا لقب البدعة اليعقوبية، وهي مرفوضة لأن مار يعقوب البرادعي الذي ينسبوننا إليه هو إبن الكنيسة البار وليس مؤسسها، وهو وريث مار أفرام السرياني ومار يعقوب السروجي ومار فيلوكسينوس المنبجي ومار سويريوس الأنطاكي ومار شمعون الأرشمي وسواهم، ولم يأتِ ببدعة لأنه يؤمن بعقيدة الكنيسة الجامعة وهي عقيدتنا وقد أشرنا إليها في هذا المقال".

وأضاف: "أقود القارئ إلى قراءة كتاب "الحجج الراهنة في إبطال دعاوى الموارنة" للعلامة الكبير اقليميس يوسف داوود مطران السريان الكاثوليك في دمشق، وكتاب "أصدق ما كان عن تاريخ لبنان"، و"صفحة من أخبار السريان" للعلامة في كونت فيليب دي طرازي السرياني الكاثوليكي، والبطريرك أفرام الأول برصوم بطريرك السريان الأرثوذكس 1957 في كتابه "تاريخ الأبرشيات السريانية واللؤلؤ المنثور". والبطريرك يعقوب الثالث 1980 في كتابه "تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية " الجزء الثاني، وفي كتابه "نفح العبير في سيرة مار سويريوس الكبير" عام 1970، وكتاب الدكتور العلامة متى اسحقموسى الذي طبعه بالإنكليزية وترجم إلى العربية وفيه تفاصيل تاريخ الموارنة، وكتابي أنا المطران جورج صليبا" مائدة أنطاكيا" في فصل السريان في لبنان، وتقرأ في هذه الكتب وسواها آراء غريبة وعجيبة حيث تقرأ. راجع أيضا البطريرك يعقوب الثالث "نفح العبير في سيرة مار سويريوس الكبير" 1970 دمشق، وأفرام برصوم"اللؤلؤ المنثور" ص 296 - 310، وقد جاء في "كتاب أنطاكيا" لمؤلفه خريسوستوموس بابادوبولوس استاذ التاريخ في جامعة أثينا، تعريب الأسقف استفانوس حداد ومنشورات النور 1984 ص348 بعد تذمره من معاداة مار سويريوس لمجمع خلقيدونية يقول: "كان قد ذبح 300 راهب في سوريا ذبحهم اليهود وحرموا الدفن، وأما غيرهم فأودعوا غياهب السجون " فتأمل المتناقضات في هذه الآراء والأقوال، ولكي نزيد القارئ معرفة ومعلومات جديرة بالإهتمام، أوجه عناية المهتمين إلى قراءة الدراسة المسهبة التي كتبها ونشرها في هذا الموضوع المثلث الرحمات مار اغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق الراقد عام 1980 وفيها عمق وخصوبة في المعرفة ومهمة جدا في نقض هذه الإفتراءات، وإني مستعد لنشرها كاملة إذا لم يتوقف المغرضون عن هذه الإفتراءات وإثارة الفتنة بين السريان والموارنة".

وتابع: "إنني شخصيا وبكل محبة لا أقصد ولا أشاء أن تكون هناك خصومات بين الموارنة والسريان بل بين المسيحيين عموما، لأن عصر المجادلات قد انتهى والعالم المسيحي اليوم يسير نحو الوحدة المسيحية في الحركة المسكونية المباركة التي يقودها مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان ومجلس كنائس الشرق الأوسط وسائر المجالس والمنظمات المسكونية التي تدعو إلى وحدة أبناء المسيح، وكم بالأحرى إلى وحدة سريانية مقدسة والتي هي أساس هذا الشرق بكنائسها اليوم السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك والموارنة والأشوريين والكلدان والروم الأرثوذكس والروم الملكيين الكاثوليك جذورها وأصولها وتراثها سرياني أنطاكي".

وختم: "نأمل أن تحرك هذه الكلمات ناشدي المحبة والوحدة المسيحية لا سيما في الظروف القاسية التي يتعرض لها المسيحيون للإبادة وقد اقتلع معظمهم من أرض آبائهم وأجدادهم في هذا الشرق، والسلام على من يفتح قلبه وأذنيه وعقله وعواطفه يسخرها لمسيحيتنا المقدسة السامية لنكون جميعا رعية واحدة لراعٍ واحد هو ربنا يسوع المسيح رأس الكنيسة وفاديها ومؤسسها".

 

كنعان في لقاء لمحازبي الوطني الحر في المتن الشمالي: لا تختاروا من لا يقدر على تحويل أحلامكم الى واقع

الجمعة 29 تموز 2016/وطنية - التقى أمين سر "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان محازبي "التيار الوطني الحر" في المتن الشمالي، في لقاء نظم على مسرح مدرسة الحكمة جديدة-المتن.

يونس

بداية كلمة وشهادة من الشاعر حبيب يونس عن "صديقي ابراهيم النائب المشرع"، تحدث عن "محطات نضالية منذ بعبدا مرورا بالمنفى ومن ثم العمل الرقابي من داخل المؤسسات"، ذاكرا ما وصفه "بنضال الكلمة بين لندن ولبنان لتمرير بيانات الحالة العونية والتيار في الصحف ووسائل الاعلام، وصولا الى الصولات والجولات التشريعية من خلال اقتراحات القوانين والعمل الرقابي في لجنة المال والموازنة، حتى لا تبقى حقوق اللبنانيين مهدورة، واموالهم مسروقة"، وقال: "يصح معكم القول متننا والجبل منبت للرجال".

ثم كان وثائقي من إعداد غبريال مراد عن "مسيرة 28 عاما منذ نضال بعبدا الى العمل من داخل المؤسسات".

كنعان

بعد ذلك تحدث كنعان متوجها الى الحضور، وعبرهم الى محازبي التيار في المتن قائلا: "أقف أمامكم اليوم، واحدا منكم، أمثل مدرسة لا تنكسر ولا تيأس، وأطلب منكم تجديد الوكالة لأننا حققنا الكثير وينتظرنا أكثر". أضاف: "الاحد، نحن على موعد مع استحقاق ديموقراطي، والمطلوب منكم اختيار الافضل، لا من اجل الشخص، بل من اجل استمرارية المشروع ومستقبل اولادنا، لأننا نحمل ارثا من التضحيات، بدأ مع عماد وجيش، واستكمل مع نضالات في لبنان والمنفى، واستكمل من داخل المؤسسات، بكباش وجهد ومثابرة ومتابعة لاسترجاع الحقوق الانمائية والاجتماعية والتمثيلية والميثاقية". وقال كنعان: "اليوم، بفضل ما نجسده مسيحيا ووطنيا، لا حلول من دوننا، ولا رئاسة من دون ميثاقية، ولا دولة من دون إصلاح، لأننا شهود على قيامتها، لا شهود زور على استمرار تآكلها". وتوجه الى محازبي التيار قائلا: "تحملون قضية لبنان الشراكة والتعددية والكرامة، وانتخاباتكم هي بمثابة الاستفتاء على ما تريدونه في المتن من تمثيل وانماء وتيار يجمع ولا يفرق، يحمل نهجا واحدا وتوجها واحدا، لا على غرار ما شهدناه في بعض المحطات، ومنها الاستحقاق البلدي، حيث تشتت أصواتنا أدى في أحيان كثيرة الى خسارة المشروع الاصلاحي الذي نحمل. واليوم، مع عملنا على اقرار قانون انتخاب جديد يؤمن صحة التمثيل في المجلس النيابي، في ضوء المعمول به، ثلاثون نائبا ينتخبون بالصوت المسيحي، وبالتالي، فالتحديات على المستويات كافة، تحتم عليهم ان يكونوا بحجم ال128 نائبا. من هنا، فالتيار امام مسؤولية ان يختار ويحسن اختيار القادر على تحمل المسؤلية والاعباء، لا يضعف امامها او يستسلم، بل يثابر ويتابع حتى تحقيق ما يصبو اليه من منحوه وكالة تمثيلهم". أضاف: "يتحدث البعض اليوم عن التغيير، فعن أي تغيير نتحدث؟ هل هو تغيير للاشخاص، لأن هناك من استحلى مقعدا او منصبا؟ ام هو تغيير للنهج الذي ادى في بعض الاحيان، بسبب التشتت، وخمسة هنا وخمسة هناك، الى ضياع الفرصة التغييرية والاصلاحية؟ من هنا، المطلوب التوحيد حول مشروع ورؤية، من اجل مستقبل التيار وقدسية القضية التي يحمل". وختم: "إياكم أن تختاروا بعد التضحيات والنضالات داخل المؤسسات وخارجها، غير القادر على تحويل احلامكم الى واقع. اليوم، اضع نفسي والنموذج الذي احمل امامكم لتختاروا واخضع لارادتكم لانني اتشرف بالاستمرار بثقتكم اذا ما اوليتموني اياها".

 

الراعي استقبل فتفت ومساعد البابا وترأس اجتماع مكتب التنسيق بين المؤسسات المرتبطة بالبطريركية المارونية

الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية - عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم في الديمان، مع النائب أحمد فتفت، الوضع العام في لبنان وموضوع طاولة الحوار التي ستنعقد مطلع آب المقبل لثلاثة ايام متواصلة، آملا ان "يتوصل المتحاورون الى اقرار قانون للانتخابات النيابية يرضي جميع اللبنانيين، والى تفاهم ينهي الفراغ الرئاسي ويعيد الحياة الطبيعية الى المؤسسات".

مساعد البابا

وكان الراعي استقبل صباحا، مساعد البابا تواضروس للعلاقات العامة مع كنائس الشرق الاوسط جرجس صالح يرافقه المحامي عبد الله مسلم، وقد نقل صالح رسالة شفوية من قداسة البابا الى البطريرك الراعي حول التحضيرات للجمعية العامة المقبلة لكنائس الشرق الاوسط، وعرض مع الراعي اوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط وقدم له هدية عبارة عن صليب عربون محبة وتقدير.

اجتماع

على صعيد آخر، ترأس البطريرك الماروني اجتماعا لمكتب التنسيق بين المؤسسات المرتبطة بالبطريركية، حضره المنسق العام انطوان ازعور وامين سر المكتب جورج عرب والمهندس عبد الله ريشا والمحامي وليد غياض، واطلع ازعور الراعي على استكمال هيكلية المكتب واعداد مركز خاص به في المجمع البطريركي الماروني في ذوق مصبح. ثم نوقشت خطة العمل الاولية القائمة على استجماع المعطيات الاحصائية عن المؤسسات وبرامج عملها القريبة والبعيدة المدى تمهيدا لاعداد المشاريع المشتركة والمبادرات العملية. ونوقشت عدة مبادرات انمائية مباشرة سوف يجري العمل على تنسيقها بين المؤسسات ذات الاهداف المشتركة، بالاضافة الى مبادرات تقارب قطاعات الاعلام وتمويل المشاريع وتعزيز المشاركة في الادارات العامة. وأثنى الراعي على جهود مكتب التنسيق، مشددا على "العمل بروح الانفتاح والتعاون بين جميع المؤسسات ضمن استقلاليتها توصلا الى مبادرات عملية تلامس هموم المواطنين وتطلعاتهم".

ازعور

وبعد اللقاء، اوضح ازعور ان "العمل متواصل ترجمة لقرارات اجتماعي اللقاء الموسع للمؤسسات البطريركية لجهة استكمال الهيكلية الادارية لمكتب التنسيق الذي سيضم مجموعة من الخبراء والاخصائيين والاداريين والمباشرة بالدراسات الاحصائية والانتقال من المرحلة التأسيسية التنظيمية الى مرحلة العمل الفعلي". وقال: "فور اعداد ورقة المبادرات المباشرة سوف نعود بأسرع وقت الى اللقاء الموسع واتخاذ القرارات التنفيذية بشأنها".

 

عون التقى سفير مصر ووزير العمل ومجالس بلدية قزي: لانتخاب رئيس ذي صفة تمثيلية والانفتاح على كل المفاوضات لاعادة النازحين

الجمعة 29 تموز 2016

وطنية - التقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، اليوم في دارته في الرابية، السفير المصري الدكتور محمد بدر الدين زايد وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وشؤون المنطقة.

قزي

ثم التقى العماد عون وزير العمل سجعان قزي، في حضور وزير التربية الياس بو صعب.

بعد اللقاء، قال قزي: "لا بد من الاستئناس برأي دولة الرئيس العماد ميشال عون في مختلف الاحداث الجارية، وهي احداث كبيرة يتعلق بها مصير لبنان. وكان لا بد من ان نتطرق الى موضوع الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية والاطلاع منه على المستجدات التي يحكى عنها ويمكن ان تحدث قريبا، وهذا ما نتمناه، بمعنى، اننا نريد انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقع ممكن، لان الشغور الرئاسي لم يعد شغورا دستوريا فقط انما اصبح شغورا وطنيا". واضاف: "من اجل حل الشغور الرئاسي يجب ان يكون الرئيس المقبل ذا صفة تمثيلية للنبض المسيحي وللفكر الوطني اللبناني. وهذا ما دار الحديث بشأنه. كما تحدثنا ايضا عن ضرورة العمل الحكومي لناحية تفعيله، وتمنينا ان تنجح هيئة الحوار في خلق ديناميكية جديدة تؤدي الى انتخاب رئيس جمهورية فعلي ذي صفة تمثيلية، لان فشل هيئة الحوار قد يضع كل المؤسسات الدستورية امام اعادة النظر بدورها وهذا امر لا احد يريده".

سئل: هل توافق على وصول عون الى سدة الرئاسة؟

اجاب: "هل تذكرين تصريحا قلت فيه اني أرفض العماد عون رئيسا للجمهورية؟".

سئل: هل هذا التفاؤل الموجود اليوم على الساحة اللبنانية والوعود بانفراجات سياسية حقيقي ام لتمرير الوقت، هل الافرقاء جميعا لديهم الاستعداد لملء الفراغ الرئاسي؟

اجاب: "اتمنى ان تكون التطورات ايجابية، علما ان المؤشرات الحالية لا توحي بذلك".

سئل: هل المؤشرات مرتبطة بالمعارك سوريا والانتخابات الرئاسية الاميركية؟

اجاب: "ليتها كانت مرتبطة بالمعارك في سوريا، اني اعتبر ان السبب الحقيقي لعدم انتخاب رئيس للجمهورية هو رغبة اطراف لبنانية تريد تغيير هوية لبنان ودوره وميثاقيته التي تأسس عليها سنة 1920 واستقل عام 1943 وازدهر في ما بعد في ظل رؤساء حكومات وصيغة وطنية اسلامية مسيحية كانت النموذج في هذا الشرق، هناك مشروع لاعادة النظر في هذا النموذج. لذلك الجمهورية لا تحتمل الا رئيسا قويا".

سئل: بعد خروجك من حزب الكتائب، هل ترغب بالانضمام الى تكتل التغيير والاصلاح؟

اجاب: "انا لم اخرج من حزب الكتائب، الكتائب أخرجوا أنفهسم مني. انا من مؤسسي النضال الكتائبي انا أخرج ولا أخرج".

سئل: سمعنا رئيس الحكومة تمام سلام يتحدث عن مناطق آمنة لعودة النازحين السوريين.

اجاب: "انا سعيد جدا بطرح الرئيس سلام في هذا الموضوع، واول من تحدث به كان الوزير جبران باسيل. نحن طرحنا موضوع الانتقال من تثبيت النازحين السوريين في لبنان الى منطق اعادتهم الى سوريا. طرحنا مبدأ تاسيس مشروع وتقنية لتأمين هذه العودة الى مناطق آمنة. عندما كنت اتكلم عن ذلك كان البعض يقول لي هذا خيال، اما اليوم فقد اصبح الخيال حقيقة ورئيس حكومة لبنان نفتخر به وبخطابه".

سئل: كحكومة لبنان، هل ستبدأ المباحثات مع الحكومة السورية الحالية في هذا الموضوع؟

اجاب: "هذه أمور تتقرر في مجلس الوزراء، وانا شخصيا قلت منذ البداية لست مغرما بالنظام السوري، وتاريخي نضالي ضد الاحتلال السوري. ولكني اليوم لست بصدد مقاومة الجيش السوري في الاشرفية او في عين الرمانة. انا اليوم في معرض البحث عن اعادة مليون ونصف نازح سوري من عين الرمانة والاشرفية. لهذا السبب يجب ان نكون منفتحين على كل المفاوضات مع اي طرف من اجل تحقيق هذا الامر".

بلديات

كما التقى عون مجلس بلدية فاريا وبلديات: كفرسلوان قضاء بعبدا، رأس بعلبك، عيمار الضنية وبحث معهم في قضايا انمائية.