المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 أيلول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.september04.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَيَسْحَقُونَ أَوْلادَكِ فِيكِ، وَلا يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلى حَجَر، لأَنَّكِ مَا عَرَفْتِ وَقْتَ ٱفْتِقَادِ اللهِ لَكِ!».

وصَلُّوا بَعضُكُم مِن أَجْلِ بَعْضٍ لِكَي تَنالُوا الشِّفاء؛ لأَنَّ صَلاةَ البَارِّ الحَارَّةَ لَهَا قُوَّةٌ عَظِيمَة.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

دعوة د. جعجع لانتخاب عون الإيراني الهوى والنوى هي انقلاب صاحب الدعوة على كل تاريخه المقاوم والنضالي/الياس بجاني

سرطان حزب الله وجماعة لحس المبارد/الياس بجاني

الياس بجاني/ تغريدات اليوم تحاكي سرقة أراضي المسيحيين والمؤامرة الإيرانية

لبنان دولة مارقة، ونقطة على السطر/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حوار  5 أيلول الجاري/خليل حلو/فايسبوك

ماذا قالت دوللي غانم لـ"النهار" بعد قرار توقيفها عن العمل في "نهاركم سعيد"؟

أسرار شبارو/النهار

دوللي غانم: هل تذكرون اخبار اخر ساعة والصمود في الـLBC تحت القصف؟

بيار البايع/فريق موقع حصريّاً

شانون: حزب الله إرهابيون يحاربون إرهابيين

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 3/9/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 3 ايلول 2016

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

دار الفتوى: الإثنين 12 أيلول أول أيام عيد الأضحى

حوار "الاثنين" يحدد وجهة الازمة السياسيــــــة حكوميا ورئاسيا

صيغة عون - بري "الانتخابية" على بساط البحث..وباسيل "يحذر" سلام

النفايات "تراوح" وشهيب يلوح بـ"كلام آخر"..سوريا في صلب "العشرين"

الجبهة اللبنانية اسفت لما يعانيه لبنان من التدخل الايراني السلبي

سليمان بعد خلوة مع الراعي في الديمان: لا يجوز تعطيل انتخاب الرئيس وادعاء الميثاقية

جنبلاط حيا القضاء على قراراته في تفجيري مسجدي التقوى والسلام: مرة جديدة يثبت بالأدلة مدى إصرار النظام السوري على ممارسة الأعمال الإرهابية

كبارة ردا على باسيل: ندعوه الى أن يكون وزيرا لكل لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بوتين وأردوغان: ماضون في تحسين العلاقات بين بلدينا

نائب إيراني: خامنئي هو من منح قاعدة همدان للروس

الحرس الثوري الإيراني يتخبط: خسائر بشرية كبيرة في حلب

 النظام السوري يعترف بمقتل عميد طيار والمعارضة تؤكد قصفناه

إدخال بشار الأسد إلى المستشفى وضجة في القرداحة

عناصر ميليشيات ايرانية تقيم صلاة النصر على ارض داريا

الأزهر يوصف الطرح الإيراني بالفتنة: أبعدوا الطائفية عن موسم الحج

تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق: عن أيّة سوريا يتحدثون؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تغيير النظام اللبناني.. على هامش انتخاب رئيس/خيرالله خيرالله/العرب

الرئاسة الرهينة/الياس الزغبي/لبنان الآن

فخامة الرئيس 1559/أحمد الغز/اللواء

ما عساه يكون موقف «الرئيس المعين»؟/محمد مشموشي/المستقبل

حزب الله” يهدد جنبلاط علنا/أحمد عدنان/العرب

حزب الميثاقية “الإلهي”/بول شاوول/ المستقبل

هل دفعت عين التينة الرابية نحو الخطة “ب”/ميشال نصر/ الديار

جلب الأسد إلى لبنان/أحمد عياش/النهار

التضحية بأكراد سورية/الياس حرفوش/الحياة

زمن الوهن السني… زمن الفتنة/خالد الدخيل/الحياة

مصالحة أم تهدئة بين القاهرة وأنقرة؟/محمد هاني/الحياة

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الراعي من حديقة البطاركة: النور الإلهي كفيل بتوجيه السياسيين لانتخاب رئيس وإيقاف الفساد

الراعي في تدشين مركز منظمة فرسان مالطا في شبروح: ما يجري في لبنان والعالم غير مقبول تحت أي عذر ودليل على افتقاد المحبة في القلوب

جعجع في ذكرى شهداء القوات: الحل هو بوصول عون الى سدة الرئاسة وحليفنا سعد الحريري الى رئاسة الحكومة

قهوجي يدعو اللبنانيين في الخليج لعدم التعاطي بالشؤون السياسية للبلد الذي يحتضنهم

عدنان الراشد عمر حبنجر/الأنباء الكويتية

النائب السابق حسن يعقوب أطلق من بدنايل حركة النهج: شعارنا ثلاث الانسان والايمان ولبنان ومحظر على ثلاث العميل والفاسد والارهابي

فياض: لا يجوز على الإطلاق أن نرهن الإستقرار اللبناني بأي ملف آخر

باسيل: ليس مسموحا لاحد ضرب الميثاق وعلى سلام التنبه لخطورة استقامة ميثاقية الحكومة ب6% من مكون اساسي في البلد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

وَيَسْحَقُونَ أَوْلادَكِ فِيكِ، وَلا يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلى حَجَر، لأَنَّكِ مَا عَرَفْتِ وَقْتَ ٱفْتِقَادِ اللهِ لَكِ!».

إنجيل القدّيس لوقا19/من41حتى44/:"لَمَّا ٱقْتَرَب يَسُوعُ مِنْ أُورشَلِيم، رَأَى المَدِينَةَ فَبَكَى عَلَيْهَا، قَائِلاً: «لَيْتَكِ عَرَفْتِ أَنْتِ أَيْضًا، في يَومِكِ هذَا، مَا يَؤُولُ بِكِ إِلى السَّلام! ولكِنَّهُ حُجِبَ الآنَ عَنْ عَيْنَيْكِ! فَإِنَّهَا سَتَأْتي عَلَيْكِ أيَّامٌ يُحَاصِرُكِ فِيهَا أَعْداؤُكِ بِالمَتَارِيس، وَيُحِيطُونَ بِكِ، وَيُضَيِّقُونَ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَة،

وَيَسْحَقُونَكِ، وَيَسْحَقُونَ أَوْلادَكِ فِيكِ، وَلا يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلى حَجَر، لأَنَّكِ مَا عَرَفْتِ وَقْتَ ٱفْتِقَادِ اللهِ لَكِ!».

 

وصَلُّوا بَعضُكُم مِن أَجْلِ بَعْضٍ لِكَي تَنالُوا الشِّفاء؛ لأَنَّ صَلاةَ البَارِّ الحَارَّةَ لَهَا قُوَّةٌ عَظِيمَة.

رسالة القدّيس يعقوب05/من13حتى20/:"يا إِخوَتِي : هَلْ فيكُم مَنْ يُعانِي مَشَقَّة؟ فَليُصَلِّ! أَو مَسْرٌورٌ؟ فَلْيُرَنِّمْ! وهَلْ فيكُم أَحَدٌ مرِيض؟ فَلْيَدْعُ كَهَنَةَ الكَنِيسَة، وَلْيُصَلُّوا عَلَيْه، ويَمْسَحُوهُ بِالزَّيتِ بِٱسْمِ الرَّبّ! فَصَلاةُ الإِيْمَانِ تَشْفِي المَرِيض، والرَّبُّ يُقِيمُهُ، وإِنْ كانَ قَدِ ٱقْتَرَفَ خَطايَا، فَتُغْفَرُ لهُ. إِذًا فَٱعْتَرِفُوا بَعْضُكُم لِبَعْضٍ بخَطَايَاكُم. وصَلُّوا بَعضُكُم مِن أَجْلِ بَعْضٍ لِكَي تَنالُوا الشِّفاء؛ لأَنَّ صَلاةَ البَارِّ الحَارَّةَ لَهَا قُوَّةٌ عَظِيمَة. كانَ إِيلِيَّا بَشَرًا مِثْلَنَا، فصَلَّى بِحَرَارَةٍ حَتَّى لا يَنْزِلَ الْمَطَر، فلَمْ يَنْزِلِ الْمَطَرُ عَلى الأَرْضِ ثَلاثَ سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر. ثُمَّ صلَّى مِنْ جَدِيد، فَأَمْطَرَتِ السَّمَاء، وأَخَرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا.

يا إِخْوَتِي، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُم عنِ الحَقِّ، ورَدَّهُ أَحدٌ عَنْ ضَلالِهِ، فَٱعْرِفُوا أَنَّ الَّذي ردَّ خَاطِئًا عَن طَرِيقِهِ الضَّالّ، يُخَلِّصُهُ مِنَ الْمَوت، ويَسْتُرُ جَمًّا مِن الخَطايَا.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

دعوة د. جعجع لانتخاب عون الإيراني الهوى والنوى هي انقلاب صاحب الدعوة على كل تاريخه المقاوم والنضالي

الياس بجاني/03 أيلول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/03/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%AF-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84/

(د. جعجع: أدعو كل الكتل النيابية لدعم ترشيح عون بعيدا من كل مناورات وألاعيب وكل حساسيات أو حسابات لأن هذه خشبة الخلاص).

في أطار ومفاهيم ومعايير وأطر الحسابات البشرية والمنطقية والاستقلالية والبشيرية لا يمكن أبداً فهم مغذى ومعاني وأهداف وخلفيات هذه الدعوة المستنكرة  والمرفوضة.

 طبقاً لكل المعايير اللبنانية والاستقلالية والسيادية هي شرود مخيف وانحراف 180 درجة..

أما إذا كانت خلفية الدعوة المستغربة والغريبة والمبهمة إلهية طبقاً لمعايير الحزب اللاهي (حزب الله الإرهابي والمحتل) حيث عون يعمل بوظيفة أجير وأداة وبوق وكيس رمل ومتراس فيصبح مفهوم الدعوة مختلف كلياً.

في مفهومنا البشيري والمقاوم واللبناني والسيادي والاستقلالي هذه الدعوة مستنكرة  عملاً بكل ما في القاموس من مفردات استنكار، وهي ليست فقط مجرد غلطة، وتشاطر وتذاكي، بل خطيئة مميتة 100%، وعملياً تناقض كل تاريخ د.جعجع المقاوم وتنقلب عليه، تماماً كما انقلب النائب ميشال عون سنة 2006 من خلال ورقة تفاهمه مع حزب الله على كل ماضية وشعاراته وعوده ووعوده ورذله ودفنه حتى أمس ماضيه هذا يخجل من حاضره ويحسب مليون حساباً لمستقبله.

يبقى أن موقف د. جعجع  بدعم ميشال عون مرشح إيران الملالي التي تحتل لبنان هو عمل غريب ومستغرب وفيه اهانة لدماء الشهداء وتضحياتهم.. وهو تناقض كامل الأوصاف لكل ما هو مبادئ وقيم وصدق وشفافية واحترام لعقول وذكاء السياديين.

باختصار  أكثر من مفيد، خشبة الخلاص لا يمكن أن  تكون ميشال عون مرشح إيران وحزب الله.

أما الدعوة فهي لا تمت لصورة د.جعجع المبدئي  والمقوم التي عرفناه بها،  كما أنها سقطة رهيبة في التجربة الشيطانية الدعوة مستنكرة ومرفوضة مهما جُمّلت، ومهما برّرت لأنها ليست فقط غلطة بل خطيئة ووقوع مدوي في التجربة... ونقطة على السطر

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

سرطان حزب الله وجماعة لحس المبارد

الياس بجاني/03 آب/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/03/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d8%ad%d8%b3-%d8%a7/

عملياً وواقعاً وممارسات وثقافة وانفلاشاً وأخطاراً، فإن حزب الله الملالوي الذي يحتل لبنان، ويشارك الأسد الكيماوي والبراميلي في قتل الشعب السوري، وينفذ عن طريق الإرهاب والإجرام المخطط التوسعي الإيراني في كل الدول العربية، هو قيادة وأفراداً جماعة من المأجورين الخارجين عن القانون والإرهابيين  والمافيايويين طبقاً للمعايير الدولية القانونية كافة.

حزب الله جماعة ملالوية100% سلاحاً وتمويلاً وقراراً ومرجعية وقيادة وثقافة وتمذهباً ومشروعاً وماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

حزب الله هو حزب ميليشياوي ملالوي ليس لبنانياً ولا عربياً وإن كان أفراده يحملون الهوية اللبنانية.. وحالهم الطروادي الشاذ هذا هو حال كل المرتزقة في كل زمان ومكان.

الحزب هو أداة عسكرية مسيرة بأمرة قيادة الحرس الثوري الإيراني.. وينفذ عسكرياً مخططاً توسعياً إيرانياً على حساب لبنان، وبدماء شباب بيئته المخطوفة والرهينة.

وكما حال الحزب الطروادي هذا، كذلك هو حال ووضعية كل لبناني أكان في لبنان أو خارجه، ومهما كانت ثقافته أو مذهبه إن كان يماشي في ممارساته وخطابه ثقافة ومفاهيم الحزب العدائية والمذهبية المناقضة لكل ما هو أُسس دولة وقانون وشرعة حقوق إنسان وسلام وأمن واستقرار وحريات.

حزب الله عملياً هو سرطان قاتل ومدمر يضرب لبنان واللبنانيين دون استثناء، وهذا ليس رائياً أو تحليلاً، بل هو واقعاً تعيساً وإرهابياً معاشاً على الأرض اللبنانية برعبه ومخاطره وإجرامه.

إن أول ضحايا الحزب الملالوي والطروادي هذا هم أفراد بيئة الحزب أنفسهم المأخوذين رهينة بقوة السلاح والتمذهب والتخويف.. والأخطر عن طريق تغييبهم عن الدولة واستتباعهم للدويلة وبوضعهم في مواجهة كل الشعوب والمجتمعات في الدول العربية وخصوصاً الشعب السوري.

من المؤسف أن البعض في لبنان من أصحاب العقول السطحية والمسطحة يلحسون المبرد ويتلذذون بملوحة دمهائم.. وهذا البعض نشفق عليه وهو طبقاً لكل المعايير الطبية والاجتماعية السوية هو مريضاً نفسياً وعقلياً وبحاجة إلى علاج كائن من كان.

كما أن الربع الانتهازي واللاضميري واللا وجداني في لبناننا الحبيب يتوهم بعقلة المهووس أن الاستقواء بسلاح وإرهاب وسلبطة حزب الله قد يحقق مطامعه السلطوية والغرائزية.. فينتهي به الحال صنجاً وبوقاً وأداة رخيصة تماماً كما انتهى حال الساقط في كل تجارب إبليس، النائب ميشال عون، ومعه كل من يقول قوله ويفعل أفعاله.

في هجمته التوسعية حالياً يحاول حزب الله ومن ضمن المخطط الإيراني التهجيري والديموغرافي المعادي لكل ما هو لبناني وعربي، يحاول وضع يده بالقوة على مشاعات (الأراضي التي تملكها البلديات) القرى والبلدات المسيحية تحديداً وذلك عن طريق تزوير القوانين والتلاعب المزاجي والانتقائي بها وإرهاب وتخويف المسيحيين كنيسة وقادةً وشعبا، ولنا في المذكرة العقارية اللاقانونية والتهجيرية التي أصدرها قبل أيام وزير المال اللبناني علي حسن خليل التابع كلياً للمحور الإيراني حيث أراد بشخطة قلم مصادرة كل مشاعات جبل لبنان ونزع ملكيتها من البلديات وضمها لأملاك الدولة المحتلة والفاقدة لقرارها، ليتمكن الحزب بعد ذلك من الاستيلاء عليها، كما كان حال ومصير المشاعات في عموم الجنوب والبقاع التي سرقها الحزب وحولها إلى مستعمرات خارجة عن سلطة القانون والدولة.

تحت الضغط اضطر الوزير خليل للتراجع عن المذكرة إلا أنه تراجع مؤقت وآني  وذلك بانتظار الظروف الملائمة.

في الخلاصة، على كل اللبنانيين ادراك واقع حزب الله الاحتلالي ودوره الملالوي التدميري والمعادي.. ومواجهته بثبات وعزيمة  ووطنية وعلم وتعاضد، وإلا السلام على لبنان وكيانه وهويته وتميزه وتعايش بنيه والرسالة.

ملاحظة/ المقالة في أعلى منشورة اليوم في جريدة السياسة وفي أسفل رابطها/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%AF/

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

حالنا ومنذ العام 2011 لم يتغير بل يزداد سوءاً

الياس بجاني/02 أيلول/16

منذ 5 سنوات وفي مثل هذا اليوم كتبنا وأذعنا تعليقاً حمل عنوان "لبنان دولة مارقة، ونقطة على السطر". اليوم ولن حالنا لا يزال كما كان ، لا بل أسوأ وأخطر نعيد نشره وإذاعته لإلقاء الضوء على احتلال حزب الله وتبعية كثر من قادتنا خصوصاً وان هجمة حزب الله الاستعمارية والاستيطانية تتركز حالياً وبوقاحة غير مسبوقة على سرقة أراضي المسيحيين وتهجيرهم بعد أخصت وهمشت أو حيدت سياسياً ووطنياً غالبية قادتهم الروحيين والزمنيين.

 

من أرشيفنا العام 2011 لمثل هذا اليوم

لبنان دولة مارقة، ونقطة على السطر

الياس بجاني/02 أيلول/11

مؤسف ومحزن أن يصل حال وطننا الأم لبنان إلى هذا الدرك الميليشياوي والفوضوي والمأساوي والخطير على كل الصعد وعلى مختلف المستويات حيث أصبح بحكمه وحكامه ومسؤوليه وسياسييه ورجال دينه ومؤسساته غريباً عن أهله ولم يعد يشبههم بشيء ولا عاد على صورتهم ومثالهم بعدما تفشى سرطان حزب الله الإيراني القاتل في مؤسساته الحكومية والمدنية ونخر عظامها وحولها إلى هياكل لا حياة ولا روح فيها.

مؤسف والحال على ما هي عليه من خطورة بالغة أن نرى اللامبالاة العربية مستمرة بأبشع صورها وأن نعيش عصر التردد الغربي المخزي وكأن لبنان الرهينة يمكنه وحيداً ودون مساعدة فاعلة أن يفك أسره وينتصر على خاطفيه ويستعيد حريته واستقلاله وسيادته من محور الشر الإيراني والسوري وملحقاتهما الميليشياوية.

نعم، لبنان الوطن هو رهينة مخطوفة من دولتي محور الشر والإرهاب سوريا وإيران والمنظمات الإرهابية التابعة لهما مباشرة مثل حزب الله وغيره من أدوات القتل والفجور والمكر والجحود. نلفت العالم الحر إلى أننا لم نسمع بعد أن رهينة واحدة في أي مكان من العالم تمكنت من تحرير نفسها دون مساعدات كبيرة ومباشرة من المنقذين.

نسأل أين هؤلاء المنقذون، وأين هو الغرب وأين هي الدول العربية؟ ونسأل ماذا ينتظرون ولماذا لا يتدخلون عسكرياً ليحرروا لبنان وشعبه من حال الرهينة ويقفلوا دويلات ومعسكرات الإرهاب والأصولية السورية والإيرانية والفلسطينية المنتشرة في العديد من المناطق اللبنانية وهم بالتأكيد يعرفون جيداً ان خطر هذه البؤر الأمنية لا يقتصر على لبنان بل يهدد الأمن والاستقرار والسلام في العالم كله. فهل من يسمع ويتعظ؟

لبنانياً إن أمور خداع الذات ولحس المبارد والذمية والتقية والأنانية والجنوح نحو المصالح الذاتية والمنافع لم تعد تجدي نفعا كون وطن الأرز واقع عملياً بالكامل تحت نير الإحتلالين السوري والإيراني بواسطة عسكرهما الإرهابي والمجرم والغزواتي المسمى حزب الله، هذا الحزب المعسكر والدموي الذي لا يعرف الله ولا أية شرائع غير شريعة القتل ورفض الأخر وهو ينفذ أجندة إيران المذهبية والتوسعية في لبنان الهادفة دون أي خجل ووجل إلى إقامة جمهورية إسلامية فيه على شاكلة جمهورية الملالي الإرهابية القائمة في إيران.

نرى أنه واجب وطني وإيماني وإنساني يقع على عاتق كل من تبقى من المسؤولين والسياسيين ورجال الدين اللبنانيين في الخانة الاستقلالية فكراً وشجاعة وضميراً وإيماناً، وأجب أن يطلب فوراً من مجلس الأمن ورسمياً اعتبار لبنان دولة مارقة وغير قادرة على حكم نفسها بنفسها طبقاً لشرعة الأمم المتحدة التي لها الحق القانوني بالتدخل في شؤون وشجون أي دولة عضو فيها تصبح مفككة ومارقة وفوضوية وخطرا على السلم العالمي كما هو حال لبنان.

دون خجل وتعامي ومكابرة وعمى بصر وبصيرة نقول بصوت عال إن حزب الله يسيطر بالكامل على مجلسي النواب والوزراء وعلى موقعي رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وعلى كل المؤسسات الحكومية من عسكرية وقضائية ومدنية ولنا في حال وزارة الخارجية المزري ومخابرات الجيش والمحكمة العسكرية ومجلس النواب خير أمثلة فاقعة في الكفر والجحود والتبعية حيث تحولت كلها إلى مكاتب، مجرد مكاتب تابعة مباشرة للقرار السوري والإيراني.

أما القوى الأمنية والعسكرية والمخابرتية فحدث ولا حرج ونفس الحال المأساوي هذا ينطبق على كل مفاصل الدولة. من هنا المطلوب اليوم وليس غداً اللجوء إلى مجلس الأمن والطلب منه التدخل عسكرياً ليحكم وطننا المريض والمخطوف مباشرة وتأهيله ليصبح في المستقبل قادراً على حكم نفسه. أما في حال استمر الوضع الفوضوي على غاربه فالسلام على لبنان وعلى كل مقوماته من حرية وثقافة وانفتاح ورسالة وتعايش.

يشار هنا إلى أنه وبعد أن هيمن حزب الله بالقوة والإرهاب والبلطجة على حكم لبنان بالكامل عن طريق حكومة الميقاتي وجماعات المرتزقة لم يعد بمقدور السياديين في لبنان أن يقوموا بمفردهم بأي عمل إنقاذي فاعل والتالي بات من واجب الاغتراب اللبناني السيادي والحر المنتشر في كل أصقاع الدنيا أن يتدخل بقوة ليقوم بدور مؤثر لجهة إعلان لبنان دولة قاصرا من قبل مجلس الأمن.

باختصار إن قادة وفعاليات الاغتراب اللبناني السيادي هم اليوم أمام التحدي الكبير لأنه دون تدخلهم الفوري والجامع والمنظم والفاعل لن يتحرر وطن أبائهم وأجدادهم من وضعية الرهينة. إنهم الأمل الوحيد المتبقي للخلاص، فهل يتحركون بسرعة وقبل فوات الأوان؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حوار  5 أيلول الجاري

خليل حلو/فايسبوك/03 أيلول/16

رؤساء الأحزاب والكتل النيابية وغير النيابية يستعدون لجلسة حوار في 5 أيلول الجاري أي يوم الإثنين المقبل. طبعاً المواطنون من عمر 7 سنوات حتى 97 عاماً يعرفون أن هذه الجلسة كسابقاتها هي مضيعة للوقت طالما المواقف هي هي. ذلك لا يعني أن جميع المشاركين على قدم المساواة في مسؤولية فشل الحوار بل هناك من يريد فعلاً الحوار والقيام بتنازلات بينما هناك فريق يريد تقطيع الوقت بإنتظار إتفاق إقليمي يشمل سوريا والعراق ولبنان، تكون التنازلات والمكاسب من ضمنه، أي أنه بالنسبة لهذا الفريق يكون لبنان جزء من هذا الإتفاق وطبعاً سيكون تفصيلاً بسيطاً بالنسبة لما للعراق وسوريا من أهمية.

يا جماعة: بالنسبة للمصابين بالألزهايمر منكم والذين بحاجة لنظارات وسماعات، هذا تذكير مختصر للوضع الإقليمي وتحديداً السوري:

النظام السوري إنهار كلياً ومنظومته الإيديولوجية والأمنية والعسكرية والسياسية إنهارت، وأصبحت سوريا دويلات تتقاسمها طوائف ومذاهب وتيارات وأيضاً منظومات مافياوية عابرة للدويلات. هذا الواقع جعل الدول الإقليمية تتدخل أكثر وأكثر في سوريا وكذلك القوى العالمية ولا سيما الولايات المتحدة وروسيا.

في غياب التواصل السوري - السوري (على عكس ما كانت عليه الحال خلال الحرب اللبنانية حيث كان الأطراف اللبنانيون على تواصل دائم رغم صراعاتهم الحادة) التسوية في سوريا ستكون نتيجة لتفاهمات إقليمية ودولية في غياب إرادة أو إمكانية تكسير عظم بين هذه القوى. هذه التفاهمات لن تضر بالكبار وستقوم القوى الإقليمية بالتنازلات المتبادلة.

أما صغار اللاعبين أي السوريين واللبنانيين المشاركين في الحرب السورية فستأتي التسويات على حسابهم حتماً أو أقله على حساب قسم كبير منهم والمثل على ذلك هو ما يحل بالأكراد من جراء التفاهم الأميركي الروسي على دخول الجيش التركي إلى سوريا ...

أيها السادة المتحاورون العبرة لمن إعتبر ... ولكن المشكلة أنه إذا كان هناك من سيدفع الثمن لهذه التسويات من اللبنانيين فمن غير المقبول أن يدفع ذلك الثمن الشعب اللبناني أي نحن. نحن نعرف أن إرادتكم مكبلة وكذلك أيديكم ولكن كسر القيود ممكن بالإرادة والإيمان والإتكال على الشعب الذي برمته يرحب بتسوية لبنانية وفقاً لنصوص الدستور والقوانين. أما إذا ذهبت الأمور إلى الأسوأ في المنطقة فسنحرص أن يدفع الثمن المسؤولون بإرتهانهم وأحلامهم وتعنتهم وجهلهم وفشلهم وليس الشعب ... ليس نحن ... ليس نحن من سيدفع الثمن ولن يحميكم شيء من غضب الأرض والسماء في حال حصول ذلك. الثمن أنتم ستدفعونه أضعاف ما نلتم من فساد ونفوذ وقوة.

 

ماذا قالت دوللي غانم لـ"النهار" بعد قرار توقيفها عن العمل في "نهاركم سعيد"؟

أسرار شبارو/النهار/3 أيلول 2016 /لن تشارك دوللي غانم اللبنانيين بعد اليوم "نهارهم السعيد"، بعدما اتخذت ادارة "المؤسسة اللبنانية للارسال" قرار توقيفها عن العمل، منهية مسيرة مذيعة دامت 31 عاماً تنقلت خلالها على شاشة الـLBC كمراسلة ومقدمة أخبار ومعدة برامج ومحاورة.

ففي الوقت الذي كان فيه اللبنانيون يترقبون تنفيذ الخطة "المستقبلية" بصرف موظفين من "التيار" في مختلف المؤسسات التابعة له، لاسيما الاعلامية منها، وابلاغ الأسماء المستغنى عنها، استفاقوا على خبر توقيف غانم عن العمل، ما طرح تساؤلات، هل وصلت الأزمة المالية الى "المؤسسة اللبنانية للارسال"؟ أم ان وراء توقيف دوللي أسباباً أخرى؟ وهل ستنتقل الى شاشة جديدة وما هو تعليقها على القرار؟

أخبار ذات صلة

لهذا السبب... غادرت دوللي غانم "نهاركم سعيد"

"حزةّ في القلب"

تشعر غانم انها لم تغنم بعد كل هذه السنوات تقديراً لعطاءاتها، حيث اتخذ قرار فصلها فقط لكون هناك فائض في مقدمي برنامج "نهاركم سعيد" كما أبلغت، الأمر الذي "حزّ في قلبها"، كما قالت. غانم لفتت في اتصال مع "النهار" الى "ألا اسباب جوهرية للقرار الذي تبلغته في الأمس من رئيس مجلس الادارة الشيخ بيار الضاهر بل ادراية لا أكثر، مبرراً ذلك بأن البرنامج لم يعد يحتمل كل هذا العدد من المقدمين وبما انني الوحيدة المتعاقدة والباقون موظفون في قسم الاخبار، فقد ارتأوا توقيفي عن العمل وانهاء العقد معي". ليست المرة الاولى التي تستغني فيها الـLBC عن عاملين في مختلف الأقسام حتى بات شبح الاستغناء يطارد جميع الموظفين سواء في هذه المؤسسة او غيرها، بعد أن ضربت الازمة المالية اساسات الاعلام مزعزعة معظمها. دوللي التي كانت تملك شعوراً بأن "النهاية اقتربت مع وصول عدد مقدمي البرنامج الى خمسة"، لا تعلم ان كان سيتم توقيف غيرها عن العمل، قائلة "مبدئياً انا فقط".

سياسة

سياسة عدم الحاجة للمستغنى عنهم تثير علامات استفهام عن الاستقرار الوظيفي الذي بات من الاحلام لموظفي قطاع الاعلام خصوصاً بعد الأزمة الآخذة في التمدد. أنهى قرار الاستغناء مسيرة 31 عاماً لمذيعة شاركت المؤسسة انطلاقها ونجاحها، صامدة واياها في وجه العواصف التي ضربتها، مشاركة مشاهديها الاخبار بضحكة أحبها الجميع، لا بل انها تعرفت على شريك حياتها جورج غانم في عملها. ورغم صعوبة القرار بالنسبة الى مذيعة قدمت عطاءات وراكمت سنوات الخبرة، تضحك دوللي حين تتحدث عن الموضوع، ربما لأن شرّ البلية ما يضحك او للدرك الذي وصلت اليه أزمة الاعلام، قائلة: "من المبكر ان أفكر في الظهور على شاشة أخرى، هناك عروض أريد دراستها بتأنٍ، فكل ما احتاجه الآن اجازة وبعدها اتخذ قراري". أزمة حادة تعصف باعلام لبنان وصحافته، أسقطت الى الآن عدداً كبيراً من وجوهه، وأخرى لا تعلم متى تسقط ورقتها!

 

دوللي غانم: هل تذكرون اخبار اخر ساعة والصمود في الـLBC تحت القصف؟

بيار البايع/فريق موقع حصريّاً/03 أيلول/16

لم يشكل استغناء المؤسسة اللبنانية للارسال عن أبرز واجمل الوجوه الاعلامية التي طبعت ذاكرة اللبنانيين أي مفاجأة خصوصا ان المحطة تنكرت لتاريخها وقضيتها ومؤسسها وللأسف هي مستمرة بذلك والسبب بات معروفاً.

الـ LBC اليوم غير الـ LBC بالأمس… تلك المحطة التي اشرقت شمسها في 23 اب في ذكرى انتخاب بشير الجميل رئيسا للبنان غيرت سياستها وغيرت القضية لا بل باعتها بحفنة دولارات متناسية التضحيات والشهداء.

 المؤسسة التي استغنت عن جورج غانم وعظمته وعن مي شدياق وقدسية تضحياتها وعن جنود مجهولين كانوا السبب الاساس وراء نجاحها ها هي اليوم تستغني عن دوللي غانم حارسة ذكرياتنا منذ ثلاثين عاما مقابل مقدمات الاستعراض وعارضات الازياء في النشرات وبعضهم لا يستحق حتى لقب “قراية” .

ما حصل حتما عيب …وشرف كبير لدوللي غانم ان لا تكون في هذه البيئة المسمومة بشتى انواع السموم التي نعرفها جيدا وهي التي تخرجت من مؤسسة تعرف معنى النضال من اجل قضية ووطن لا بل هي كانت العامود الفقري لتلك المحطة التي ومهما طال الزمان ستشرق شمسها من جديد وستنظف نفسها بنفسها …وفي النهاية ما بصح الا الصحيح. الاستغناء عن دوللي غانم يذكرنا بالمثل اللبناني القائل:”يا بادل غزلانك بقرود”.

 

شانون: حزب الله إرهابيون يحاربون إرهابيين

الجمهورية 3 سبتمبر، 2016/أكد وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية توماس شانون إنّ اسمَ الرئيس الأميركي الجديد لن يؤثّر على السياسة الأميركية تجاه لبنان، واصفا الجيش اللبناني بـ ” شريك مميّز وبارز” للولايات المتحدة، والذي يقوم بواجبه في محاربة “داعش”.وعبر شانون عن اعجابه وتأثره بإنسانية الشعب اللبناني وكرَمه في قضية النازحين السوريين وفي طريقة تعاملِه مع اللاجئين. ولدى سؤاله عن مشاركة حزب الله في الحرب السورية، قال: ” حزب الله هم “إرهابيون يحاربون إرهابيين” و يدعم النظام السوري الذي يتصرّف بوحشية تجاه شعبه،مشيرا الى أنه ” لن يكون هناك تغيير في موقفنا من “حزب الله” ولا في العقوبات الأميركية عليه”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 3/9/2016

السبت 03 أيلول 2016 الساعة 22:47

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

كلام الميثاقية يسابق الدستور، والفراغ يكلل المؤسسات بالشلل، فيما النفايات المتراكمة على أبواب الشتاء شغل الناس الشاغل.

ويبقى الاثنين الحواري محك الاتصالات واحتمالات التفاهمات، التي قد تفتح أبوابا مقفلة في قوانين الانتخابات والعمل الحكومي. وفي معلومات ل"تلفزيون لبنان" ان "التيار الوطني الحر" قرر المشاركة في جولة الحوار الوطني بعد غد الاثنين، على أساس بند وحيد وهو الميثاقية. وقال أحد كبار مسؤولي التيار: نريد حسم هذا الموضوع قبل أي موضوع آخر.

تجدر الاشارة إلى أن الرئيس بري يقترح التفاهم على قانون الانتخابات النيابية وعلى الحكومة الجديدة، بما يسهل انتخاب رئيس الجمهورية.

وفيما يرى السفير الروسي في لبنان مؤشرات إيجابية خلال بضعة أشهر، تشير أوساط سياسية إلى أن المحافل المعنية تفسر كلام الدبلوماسي الأميركي توماس شانون، والمتعلق بأن الانتخاب الرئاسي شأن لبناني تدعمه واشنطن، على انه ضوء أخضر للمراجع السياسية اللبنانية للتحرك باتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وفي الشأن السوري، الأنظار متجهة إلى توافق أميركي- روسي، ومعلقة على لقاءات قمة العشرين، فيما برز لقاء أردوغان- بوتين اليوم.

الخبير العسكري- الاستراتيجي الجنرال ناجي ملاعب، يرى أن عملية "درع الفرات" لا تدل على نقاط قوة لتركيا، بل باتت أنقرة تحصر دورها بمنطقة آمنة. ملاعب لا يتوقع الكثير من تقارب روسي- أميركي، يتحدث عنه الرئيس بوتن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مشهد خال من مؤشرات على اختراقات للأزمات الضاغطة، يبدو جليا في لبنان، على مرمى يومين من بداية أسبوع حافل بثلاثة مواعيد سياسية مهمة: الموعد الأول الاثنين في الخامس من أيلول، مع جولة جديدة من الحوار الوطني في عين التينة. والثاني مع الجلسة الرابعة والأربعين لانتخاب رئيس للجمهورية. والثالث في السابع منه مع جلسة مجلس الوزراء في الثامن من أيلول.

قبل هذه الاستحقاقات، ثمة سباق بين مشاورات واتصالات لمحاولة ضمان الأرضية المناسبة لهذه المواعيد، وبين مواقف عالية النبرة من قبيل تلك التي حذرت اليوم من وصفته بإبن صائب سلام، بأن عليه التنبه لخطورة استقامة ميثاقية الحكومة بستة بالمئة من مكون أساسي في البلد، وكذلك تلك التي صدحت بأن الـ "لا" ستكون قريبة وسنكون على قدر المسؤولية في الشارع وسواه.

الشارع هذا، ما زالت تضيق جنباته بأكوام النفايات، وخصوصا في المتن وكسروان، بانتظار انجلاء الاعتراضات التي عرقلت الخطة الحكومية. فهل يتصاعد دخان أبيض بعد غد في اجتماع وزير الداخلية مع رؤساء اتحادات البلديات والبلديات المعنية؟.

بالانتظار، تفرعت عن أزمة النفايات الأم، مشكلة نفايات طبية من مخلفات المستشفيات، وذلك بعد توقف جمعية "ارك ان سيال" عن جمعها. أولى التداعيات ترجمت ضبط كمية من النفايات الطبية في الغبيري، ما استدعى استنفار البلدية في أكثر من اتجاه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بين المناقصات والمزايدات، تتمدد أزمة النفايات. وبدل طمر الملف بالطرق الصحيحة، باتت تتفرع عنه ملفات أكثر خطورة.

انها النفايات الطبية، التي ضاقت بها المستشفيات، وسبل العلاجات، فأراد البعض تحميلها للمواطنين الأبرياء، عبر اختراع مكبات. والمثال ما ضبطته اليوم بلدية الغبيري من نفايات طبية مهربة إلى قطعة أرض داخل نطاق البلدية. ولكي لا يطول أمد الأزمة ويزداد تشعبا، فإن وقفة جدية باتت واجبة من كل الجهات لانقاذ العباد، والبلاد المطمورة بمئات الملفات.

ملفات تترتب عشية طاولة الحوار في عين التينة، حيث الاعين إلى جدية ما تحمله من نقاشات في ظروف شديدة التعقيدات، فكت بعضها معلومات "التيار الوطني الحر" ل"المنار" عن مشاركتهم الاثنين المقبل عبر الوزير جبران باسيل، مع رزمة ملفات للبحث الجدي من الميثاقية إلى الشراكة، على ان استخلاص الاشارات من الحوار سيبنى عليها باتجاه الموقف من الحكومة وملف الرئاسة، كما قال الوزير سليم جريصاتي.

ما سيقوله قادة العشرين في بكين، قيد الانتظار. ومع ان الملفات موزعة بين التنمية والانحباس الحراري والضيق الاقتصادي، فإن الأزمات العالمية وأبرزها الأزمة السورية حاضرة في اللقاءات العامة والجانبية، مع الاشارات التي باتت تتحدث عن مؤشرات جدية لبلورة حلول سياسية بعد اذعان المكابرين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

رغم كل الأزمات والأزمنة الصعبة التي مر بها اللبنانيون، لم تصل الحال بهم إلى هذا المستوى المرتفع من اليأس وفقدان الأمل. فتاريخ لبنان القديم وتاريخه المعاصر، يخبران دوما عن عظماء ورجال دولة قادوا هذا الشعب على طريق الخروج من المحن، فيما يفتقدهم لبنان اليوم. وليس أقل الأمثلة بلاغة، ان لبنان خرج من مجاعة الحرب الكبرى، ليصبح كيانا سياسيا وجغرافيا ذا سيادة تعترف به الأمم، والمفارقة اننا هذه الأيام نحتفل بالذكرى الـ 96 لقيام دولة لبنان الكبير.

نورد هذه الوقائع، لنقول بان النفايات ليست أكبر من المجاعة التي قضت على الملايين، وانتخاب رئيس للجمهورية ليس أصعب من خلق الجمهورية، وجمع طاولة الحوار وانعقاد مجلس الوزراء ليسا أصعب من مؤتمر فرساي. ولعل الصور الأكثر تحفيزا للذاكرة، والوصفات الناجعة للخروج من الأزمة، أوردها الدكتور سمير جعجع في قداس المقاومة.

في الانتظار، لبنان يترقب جملة محطات دستورية وسياسية الأسبوع المقبل، لا تشير الوقائع حتى الساعة إلى ان أيا منها سيؤدي الغاية المرجوة منها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إلى أزمة النفايات المستعصية حتى الساعة على الحل، على رغم عجقة المبادرات والمشاورات، المتقاطعة حينا، والمتعارضة أحيانا، الميثاق الوطني عنوان وحيد على الساحة المحلية، في ضوء تكرار "التيار الوطني الحر" تمسكه بمضامينه، التي تشكل القاعدة التي لا غنى عنها حتى لا نفقد قناعتنا بلبنان، كما أعلن جبران باسيل أمس، مؤكدا أن موعد إسقاط معادلة 1990-2 005، التي كرست الفساد وهمشت جزءا كبيرا من اللبنانيين قد حان، فما نفع وصولنا إلى الرئاسة إذا كان الجميع راضين عنا، إذ عندها نكون قد بعنا أنفسنا للتسوية.

الميثاق الوطني عنوان وحيد رئاسيا، حيث كرست صلاة ممثل ميشال عون من معراب اليوم، على نية شهداء الجيش والقوات والقضية، مطلب الرئيس القوي. والميثاق عنوان وحيد على مستوى الحكومة، حيث على نجل صائب سلام أن يتنبه جيدا إلى خطر استقامة حكومة لا تمثل أكثر من ستة في المئة من المسيحيين. والميثاق أخيرا وليس آخرا، عنوان وحيد على مستوى قانون الانتخاب، حيث تشير معلومات ال"أو تي في" إلى أن البحث بات محصورا راهنا بين طرحي الرئيس نبيه بري والتيار، بعدما بات الاقتراح المشترك ل"المستقبل" و"الاشتراكي" و"القوات" خارج الصورة.

لكن، "وكل ما دق الخطر"، ما نفع السياسة؟، ما نفعها أمام الله، وأمام الصلاة من أجل شفاعة القديسين، الذين تنضم إليهم غدا أم المحبة تريزا، التي لم تنس لبنان يوما في الحرب، ولن تنساه أبدا في السلم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

سيشهد الأسبوع الطالع، اعتبارا من الاثنين، ثلاثة مواعيد مهمة، تنطلق مع طاولة الحوار في الخامس من أيلول، وجلسة الانتخابات الرئاسية في السابع منه، لتختتم في الثامن مع جلسة للحكومة.

حتى الساعة مشاركة "التيار الوطني الحر" في جلسة الحوار ضبابية. على عكس الوضوح التام في الاستراتيجية التصاعدية التي سيتبناها دفاعا عن ميثاقية يعتبرها آخر ما تبقى من الدولة.

وما الهجوم الذي شنه رئيس "التيار الوطني الحر" على رئيس الحكومة، سوى جرس الانذار قبل اطلاق ما سمي بالـ "لا" قريبا، هذه الـ "لا" يبدو انها لم تخرق أسوار السراي حتى الساعة، ولم يسمعها الرئيس سلام الغائب في اجازة، فجلسة مجلس الوزراء ستعقد في موعدها وجدول أعمالها وزع.

وسط شد الحبال، جاءت كلمة رئيس حزب "القوات اللبنانية" الذي ربط كل الحلول بمعادلة ميشال عون رئيسا للجمهورية وسعد الحريري رئيسا للحكومة، وبرسالة تطمين لمن يريد ان يسمع، وصول الأقوياء لا يخيف لأن الدستور للجميع.

وفيما ساعات التفاوض التي تفصل عن الاثنين تتقلص، تمددت النفايات اليوم من المتن وكسروان إلى شوارع بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

عشية استئناف جلسات الحوار الوطني في عين التينة، وجلسات مجلس الوزراء في السراي الكبير، فإن الانجاز الكبير الذي حققته شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بالكشف عن كامل تفاصيل جريمة مسجدي السلام والتقوى، تحول إلى قرار اتهامي، ما زال موضوع متابعة من فاعليات طرابلس، وأبنائها.

فالفيحاء التي تعيش أجواء إيجابية، عبرت عنه بإرتياح العديد من مرجعياتها، ارتياح ترافق مع متابعة تداعيات صدور القرار الاتهامي في جريمة المسجدين.

أهالي طرابلس، كما فاعلياتها الدينية والسياسية والاجتماعية، شددوا على ضرورة متابعة تنفيذ الأحكام الصادرة بحق المجرمين، كي تتحققَ العدالة، بكامل شروطها.

اقليميا، عبرت دبابات ومدرعات تركية الحدود إلى داخل الأراضي السورية، دعما للمعركة الجديدة التي اطلقها "الجيش السوري الحر" ضد تنظيم "داعش"، انطلاقا من بلدة الراعي، بعدما خسر التنظيم المتطرف بلدات جديدة في غرب جرابلس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على النفايات تبيت الملفات وتصحو، حيث لا نقاش يعلو فوق الرائحة. الشوارع المتنية تحولت إلى خطوط تماس خطرة بيئيا. لا حلول تتقدم على الطمر، فالنفايات أمامكم والبحر وراءكم، وهذا أفضل الممكن، كما يروج المعنيون. ووفقا للنائب سامي الجميل، فإن الحكومة تأخذ شعبها رهينة، لتفرض عليه بالقوة كارثة صحية وبيئية، وهو أشبه بممارسات العصابات الارهابية، تبعا لوصف رئيس حزب "الكتائب".

وعلى خطوط النار المشتعلة بالنفايات، يجري تواصل كتائبي- عوني باللغة الأرمنية. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن عددا من المخارج طرح على الجميل، وبينها تحسين شروط الخطة وتفعيل الفرز، مع تقصير المهلة من أربع سنوات إلى سنة واحدة، وبدء صرف أموال البلديات ومساعدتها على إنشاء معامل فرز. لكن هذا لن يلغي الطمر في البحر، بنوعية أفضل ورائحة أقل، ومن دون انتظار دراسة الأثر البيئي.

ووحيدا يجد سامي الجميل نفسه، أن عليه ان يقرر مصير البلد البيئي، من دون أن يشعر المعنيون بأنهم معنيون، لا بل يستلون سلاحا ضده، هو وجع الناس وقدرتهم على التحمل. ويضعون الرجل في مواجهة شعب قد يمل، ويطلب الخلاص بأي ثمن، ولو على حساب ردم البحر المتوسط برمته. لا أحد مسؤول، سواء من هو داخل الحكومة أم خارجها، ممن يرسلون إلى الجميل يسألون بتندر "شو بها الخطة؟".

وعند المصالح، تسمو خطط وترتفع تسويات، سواء محليا أم على المستوى الإقليمي، حيث المفاجآت تتوالى، وأبرزها يندلع من الجبهة السورية. وبناء على معلومات لوكالة "رويترز"، فإن اتفاقا أميركيا- روسيا حول سوريا، سيعلن غدا أو يتأخر إلى الاثنين. وهذا الاتفاق سيبدأ من حلب، مفتاح الحلول على بوابات المنطقة. وإذا كان الروس والأميركيون قد استعجلوا الاتفاق، فإن تركيا تسير وفق المعجل المكرر. وبناء على تصريحات ورغبات الأتراك، فإن أردوغان وصحبه قد يؤدون صلاة عيد الأضحى في الجامع الأموي في دمشق. وآخر المواقف التركية أعلنها رئيس الحكومة، مصحوبا بعبارة "إن شاء الله"، قال علي يلدريم: لقد اتخذت تركيا مبادرة جادة لتطبيع العلاقات مع مصر وسوريا. وكأن حربا لم تكن، فبدعم جيش "الله أكبر" دمرنا سوريا، وبمصطلح "الله أكبر" طبعنا العلاقات مع سوريا، والرحمة لمئات آلاف الشهداء.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 3 ايلول 2016

السبت 03 أيلول 2016

النهار

أعرب سياسي عن تخوّفه من استمرار الفراغ الرئاسي إلى ما بعد تسلّم الرئيس الأميركي الجديد مهمّاته وتسوية ملفّاته.

قال خبير إحصاءات إن أرقام السياح الوافدين إلى لبنان مغشوشة لأن معظمهم لبنانيّون ولا يمكن اعتبارهم سياحاً.

يؤكّد أحد المطّلعين أن تعيين مجلس إدارة جديد لتلفزيون لبنان لا يزال صعب المنال ودونه عقبات سياسية رغم التوافق المُعلن في لجنة الإعلام.

تردّد أن وزيرالشؤون الاجتماعيّة ألقى كلمة غير مكتوبة في اجتماع مجموعة دول المانحين لسوريا وقد فوجئ بذلك إعلاميّون طلبوا نسخة منها.

السفير

نُقل عن أعضاء في هيئة حيوية مطالبَة بالاعتذار عن خطأ بروتوكولي أنهم لا يعتذرون لنائب أو رئيس غير شرعي!

تجري مداولات ضمن حلقات اقتصادية ضيقة تحذر من مخاطر الوضع المالي والاقتصادي.

لم يكن قادة أحد الأحزاب المسيحية يتوقع أن يكون وحيداً في معركة مطلبية، بل بنى توقعاته على دعم أحزاب من طائفته.

المستقبل

يقال

إن مرجعاً نيابياً استغرب ما ورده من رسائل انزعاج من مسؤولين في النظام السوري بسبب دعمه لتوقيف هنيبعل القذافي الذي كان يحظى بحماية النظام رغم اتهام والده بتغييب الإمام موسى الصدر

اللواء

لم يشأ مرجع رفيع أن يستطرد في نقاش سياسي مع زائر أجنبي، بعدما تبيّن له أن لا مهمة سياسية للدبلوماسي الضيف..

يعتب قيادي في حزب مسيحي على مرجع سابق، على خلفية إفساح المجال لوزير بالإنضمام إليه..

تساءلت أوساط إقتصادية عن سبب إرتفاع أسعار المحروقات بالتزامن مع تراجع الأسعار عالمياً؟

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن المساعي المصريّة الأخيرة للدخول على خط الأزمة اللبنانية وتحديداً مسألة إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية لم يُكتب لها النجاح.

دعا مسؤول روحي الى أن تشكّل المناسبات المسيحية مناسبة لمراجعة نقدية بعيدة عن الأحقاد.

لم تحسم قوى سياسية حتى ساعات متأخرة مستوى تمثيلها في أحد الإحتفالات الحزبية نتيجة التباعد الحاصل بين الحلفاء.

البناء

رصد مصدر سياسي متابع إشارات أولية بدأت ترشح من "بيت الوسط" مفادها أنّ رئيس تيار المستقبل سعد الحريري فقد الأمل كلياً بأيّ مبادرة سعودية لمساعدته سياسياً ومالياً… بل انّ ما يحصل هو عكس ذلك تماماً، حيث تفيد المعلومات أنّ الحريري زار تركيا لطلب وساطة رئيسها رجب أردوغان لدى المسؤولين السعوديين الذين يريدون وضع اليد على حصص الحريري في شركة "سعودي أوجيه" بحجة الحفاظ على حقوق الموظفين والعمال، وبينهم أجانب تضغط دولهم على المملكة من أجل ذلك…!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

دار الفتوى: الإثنين 12 أيلول أول أيام عيد الأضحى

السبت 03 أيلول 2016/وطنية - أعلنت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية انه ثبت لديها "بالوجه الشرعي أن أول شهر ذي الحجة، هو اليوم السبت الواقع فيه 3 ايلول 2016، وعليه يكون يوم الوقوف بعرفة التاسع من شهر ذي الحجة، هو يوم الاحد الواقع فيه 11 ايلول، ويكون يوم الاثنين العاشر من ذي الحجة الجاري لعام 1437ه، هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، الموافق في 12 من ايلول 2016م".وهنأت الدار في بيان "حجاج بيت الله الحرام"، متمنية لهم "حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا". كما هنأت "المسلمين عامة بهذا العيد المبارك، سائلة "الله تعالى أن يعيده عليهم وعلى اللبنانيين جميعا بكل خير، وقد استعاد لبنان أمنه وسلامه واستقراره ونجاح مسيرته الوطنية".وأشارت إلى ان امين الفتوى الشيخ امين الكردي سيؤدي صلاة وخطبتي العيد عند الساعة السابعة صباحا في مسجد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين في وسط بيروت. ويعتذر مفتي الجمهورية عن استقبال المهنئين بسبب ادائه مناسك الحج.

 

 حوار "الاثنين" يحدد وجهة الازمة السياسيــــــة حكوميا ورئاسيا

صيغة عون - بري "الانتخابية" على بساط البحث..وباسيل "يحذر" سلام

النفايات "تراوح" وشهيب يلوح بـ"كلام آخر"..سوريا في صلب "العشرين"

المركزية- اذا كانت بورصة الأحداث التي حملها بحر الاسبوع الماضي، سجّلت "قنبلة" سياسية - قضائية فجّرها القرار الاتهامي في قضية مسجدي التقوى والسلام الذي أثبت بالادلة والبراهين ضلوع النظام السوري ومخابراته في التخطيط والاشراف على عملية تفجيرهما، اضافة الى خرق أمني تمثل في عبوة كسارة التي يرجح انها كانت تستهدف باصات مناصري حركة "أمل"، وسط رتابة سياسية لم تكسرها الا مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه وجولة وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية توماس شانون على المسؤولين اللبنانيين، فان الاسبوع المقبل حافل بمحطات سياسية على جانب من الاهمية، ستساهم مجرياتها في تكوين صورة عن مآل الأزمات الداخلية ولا سيما الحكومية منها والرئاسية وتلك الناجمة عن البحث الصعب عن قانون انتخابي جديد.

تفاوت الاولويات: أبرز هذه المحطات، التئام طاولة الحوار الوطني الاثنين المقبل، حيث يرتقب ان تشكل فسحة للبحث في جملة الملفات المحلية الشائكة. واذ ترجح ان يطرح الرئيس بري مجددا خلالها مبدأ "السلة" المتكاملة لانها في رأيه، السبيل الوحيد للخروج من المأزق السياسي عموما والرئاسي خصوصا، تقول مصادر نيابية عبر "المركزية" إن فريق 14 آذار سيجدد رفضه "ربط الاستحقاق الرئاسي بأي بنود أخرى أو اتفاقات مسبقة وسيطالب باعتماد الاصول الديموقراطية والدستورية لانجاز الانتخابات وبعدها، لكل حادث حديث"، ما يعني ان النقاشات على هذا الخط، ستبدو أشبه بأسطوانة تكرر "النوتات" المعروفة نفسها، وستدور في حلقة مفرغة وسط تفاوت في الاولويات".

مشاركة "التيار": وفي حين يحسم التيار الوطني الحر في الساعات المقبلة موقفه من حضور جلسة الحوار، حيث يشترط ان تخصص جزءا من مباحثاتها لشرح مبدأ "الميثاقية"، وقد سأل النائب ابراهيم كنعان أمس "ما نفع الحوار اذا لم يتضمن الإقرار بالميثاق والشراكة"، ترجح المصادر حضور الحزب البرتقالي وايجادَ مخرج يليّن موقفه في هذا المجال، خصوصا أن الاتفاق المبدئي الذي برز بين الرئيس بري والتيار حول صيغة لقانون الانتخاب العتيد قد يُعرض على المتحاورين لابداء الرأي، وربما ساعد في فتح كوة في جدار معضلة قانون الانتخاب يمكن النفاذ منها الى الاستحقاق الرئاسي.

الصيغة – المخرج؟: وفي السياق، تكشف المصادر ان الصيغة "المرضية" التي يعمل على تطويرها تجمع النظامين النسبي والاكثري وفحواها ان في المناطق التي تتواجد فيها فئات أقلوية ضمن أكثريات، تنتخب الشريحة الغالبة على الاساس "الأكثري"، أما هذه الاقليات فتنتخب على الاساس النسبي، ما يؤمن ثمثيلا صحيحا وعادلا للشريحتين.

باسيل يحذر سلام: على أي حال، وان شارك التيار الوطني الحر في الجلسة الحوارية، فانه سيبني على ما ستفرزه خصوصا على صعيد "الميثاقية"، توجهاته للمرحلة المقبلة، لا سيما في ما يتعلق بموقفه من الحكومة حيث لا تستبعد أوساطه وفق ما تقول لـ"المركزية"، أن يقاطع جلسة مجلس الوزراء المقررة الخميس المقبل، والجلسات التي ستلحقها اذا لم يؤخذ اعتراض وزيريه على التمديد للقيادات العسكرية في الاعتبار، محذرة من مغبة المضي في العمل الحكومي في غياب الممثلين الفعليين للمسيحيين، "الامر الذي قد يوصلنا الى خيار الشارع من جديد ويفتح الباب امام تصعيد أوسع وأشمل"... وكان وزير الخارجية جبران باسيل توجه خلال عشاء اقامته أمس هيئة الكورة في "التيار" الى رئيس الحكومة تمام سلام بكلام "تحذيري"، قال فيه "فلينتبه ابن صائب سلام جيدا الى الخطر الناتج عن قول اللبنانيين ان حكومة يرأسها لا تستقيم ميثاقيتها بوجود 6 في المئة من المسيحيين فيها". واعتبر ان "من العام 1990 حتى الـ 2005 قامت مرحلة على تهميش والغاء قسم من اللبنانيين. ومعادلة التسعين - 2005 نريد تهديمها ببنيانها الفاسد، وببنيانها الذي الغى اللبنانيين. واليوم اما هي تغلبنا او نحن نغلبها. ولا حل وسطا مع الدولة، فاما دولة او لا دولة".

لا تنازلات رئاسية: في غضون ذلك، تنضم جلسة انتخاب رئيس للجمهورية المقررة الاربعاء في 7 أيلول المقبل الى سجلّ الجلسات الفاشلة، فيما تبادل الاتهامات بتعطيل الاستحقاق مستمر. فحزب الله يدعو المستقبل الى التفاهم مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ولا يرى طريقا الى الانتخاب الا عبر هذا المخرج، فيما "التيار الازرق" يرى انه قدم من التنازلات ما يكفي، وما بقي على الاطراف الا الاحتكام الى اللعبة الديموقراطية، خصوصا ان المرشحين الرئاسيين من فريق 8 آذار. وفي حين تتكثف الدعوات الغربية والدولية للبننة الحل، وآخرها حمله شانون الى المسؤولين اللبنانيين، تقول مصادر "المستقبل" لـ"المركزية" ان عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت والمنتظرة في الايام المقبلة، قد تساهم في تحريك المياه الراكدة في مستنقع الاستحقاق، الا ان تحقيق تقدم في هذا المجال يستوجب فك بعض الجهات المحلية ارتباطاتها بأطراف اقليمية تستخدم الرئاسة اللبنانية ورقة ضغط لمحاولة تحسين موقعها في التسوية الشاملة التي يعمل على ارسائها في المنطقة.

"شهداء المقاومة اللبنانية": من جهة ثانية، تتجه الانظار الى معراب التي تحيي ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" في قداس الهي يرعاه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عند الخامسة عصرا. وستكون لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في المناسبة كلمة وصفت بالمهمة والشاملة، ستتطرق الى معظم القضايا المحلية من الشغور الرئاسي الذي سيحمّل جعجع حزبَ الله مسؤوليته، الى العلاقة مع التيار الوطني الحر حيث سيشدد على تعزيز المصالحة بين الحزبين والمضي قدما على طريق تمتينها، كما سيؤكد جعجع وفق مصادر قواتية على ضرورة حصر السلاح في يد القوى الامنية الشرعية، وسيجزم أن "المسيحيين ليسوا في حاجة الى حماية من أحد الا من الدولة، واذا تعذر ذلك في يوم من الايام، فانهم قادرون على ردّ الاخطار التي تتهددهم، بأنفسهم، كما فعلوا سابقا".

النفايات تراوح: على صعيد آخر، أزمة النفايات في المتن وكسروان على حالها وأكوامها كما الروائح تتصاعد وتعلو في معظم أحياء وشوارع القضاءين. وفيما تتواصل في العلن وخلف الكواليس الاتصالات بين الجهات المعنية بالكارثة البيئية، وأهمها التيار الوطني الحر والكتائب والطاشناق ووزير الزراعة أكرم شهيب الذي لوح بـ"كلام آخر في اليومين المقبلين"، بحثا عن حل مرض يعيد فتح مطمر برج حمود "مؤقتا"، من المقرر أن يعقد اجتماع لاتحادي بلديات المتن وكسروان في وزارة الداخلية الثلثاء المقبل، في حضور وزير الداخلية نهاد المشنوق وعدد من الوزراء والنواب المعنيين بالملف.

سوريا في "العشرين": اقليميا، تشهد كواليس قمة مجموعة "العشرين" التي انطلقت في الصين اليوم لقاءات واجتماعات بين زعماء العالم أهمها سيجمع الرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، وآخران مرتقبان بين الرجلين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قد تساعد وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" في تظهير مسار الامور في سوريا ومصير الجهود المبذولة لوقف اطلاق النار في الميدان واطلاق عجلة التسوية السياسية.

 

الجبهة اللبنانية اسفت لما يعانيه لبنان من التدخل الايراني السلبي

السبت 03 أيلول 2016 /وطنية - عقد "المجلس الوطني لثورة الأرز" - الجبهة اللبنانية، إجتماعه الأسبوعي في مقره العام برئاسة أمينه العام ومشاركة أعضاء المكتب السياسي، وإستعرض المجتمعون الشؤون السياسية والإجتماعية والأمنية والإقتصادية المدرجة على جدول الأعمال، وفي ختام الإجتماع أصدروا بيانا اسفوا فيه لما آلت إليه الأوضاع السياسية في لبنان بدءا من تعطيل الإستحقاق الرئاسي وصولا إلى إفراغ المؤسسات الشرعية المؤسسة تلو الأخرى من الموظفين. كما أسفوا لما يعانيه "لبنان من التدخل الإيراني السلبي في شؤونه الخاصة، إذ أن إيران بلغت الذروة في تخطي قواعد القانون الدولي الذي يرعى العلاقات بين الدول". واستنكروا "الأداء السياسي المسيحي العلماني والروحي"، واعتبروا "أن الأزمة الحالية وبكل تعقيداتها تتجاوز حدود غياب المشروع السياسي الإستراتيجي على حساب لعبة قذرة عنوانها التنافس على سلطة هشة، حجم الحضور فيها ما دون الصفر". واعتبروا "أن الأحزاب المسيحية القائمة حاليا رغما عن إرادة الرأي العام المسيحي تعاني من أزمة تنظيمية داخلية على علاقة بتكوين السلطة داخلها، وهي تعيش أزمة تنظيمية عميقة بسبب سياسة الإرتهان التي سلكها رؤساء تلك الأحزاب. واعتبروا أن "المشكلة في لبنان ليست ناجمة عن طبيعة القوانين المتبعة منذ إقرار وثيقة الوفاق الوطني بل هي ناجمة عن المخالفات المتمادية منذ وصاية السوريين التي كانت مغطاة من المجتمع الدولي، وفي ما بعدها التدخل الإيراني السافر، وهذا ناجم عن عجز القوى التي تمسك بالسلطة وخضوعها لإبتزازات متلاحقة تحت تهديد السلاح غير الشرعي لا سيما في المرحلة الحالية".

 

سليمان بعد خلوة مع الراعي في الديمان: لا يجوز تعطيل انتخاب الرئيس وادعاء الميثاقية

السبت 03 أيلول 2016/وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرئيس ميشال سليمان في المقر الصيفي في الديمان إثر مشاركته في الاحتفال السنوي لحديقة البطاركة، وعقد معه خلوة استمرت حوالى الساعة. وأكد سليمان أن "على السياسيين أن يقوموا بدورهم ولا يجوز أن نعطل إنتخاب الرئيس ونحن ندعي الميثاقية"، ودعا النواب ال128 للنزول الى المجلس وإنتخاب الرئيس في جلسات متواصلة، فالمكاسب التي يحاولون تحصيلها ستذهب كلها إذا إستمررنا بالرهان". وقال: "الجيش والقوى الأمنية يقومان بواجبهما على أكمل وجه. لبيت اليوم دعوة رابطة قنوبين للاحتفالية السنوية التي يقومون بها في حديقة البطاركة وتطورت من سنة الى سنة في حفظ التراث اللبناني وهنا أركز على التراث المسيحي اللبناني لأنه تراث لكل لبنان. وهذا التراث هو تراث بكركي ورابطة قنوبين اللذين يقومان بواجباتهما لحفظ هذا التراث وعلى السياسيين أن يقوموا بدورهم لأنه لا يجوز ان تبقى الجمهورية من دون رئيس ولا يجوز أن يعطل إنتخاب الرئيس وندعي أمورا أخرى مثل الميثاقية أو التمثيل الناقص أو التمثيل الزائد". وتابع: "القانون الديموقراطي يتكلم عن الديموقراطية ولبنان هو جمهورية ديموقراطية برلمانية ولا يوجد أي زغل في الموضوع، لذلك هذه الجمهورية البرلمانية تراعي الميثاق الوطني كما هو منصوص عنه ذلك، لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك. والدستور بحد ذاته حدد كيف يراعى ميثاق العيش المشترك في المناصفة سواء في النيابة أم في الوزارة وفي المراكز الكبرى وفي الرئاسات وفي تحقيق النصاب في مجلس الوزراء وكيفية إتخاذ القرارات بالثلثين أو في النصف زائدا واحدا، ومعظم الأمور الميثاقية وردت في الدستور ويجب تطبيقها، ولكن أن يصبح هناك تصنيف في ميثاقية هذا الشخص وأن يكون ميثاقيا إذا تم الاتفاق عليه وأن يصبح الآخر غير ميثاقي حتى لو أخذ العدد نفسه فهذا أمر خطير وسيودي بالجمهورية اللبنانية. ونحن نفتخر أن لبنان في ظل هذه الظروف في الدول المجاورة المضطربة قد حافظ على إستقرار نسبي ومعقول جدا وأن اللبنانيين متعلقون بالحياة والمشاركة في الحياة السياسية بينهم وأيضا لدينا جيش وأجهزة أمنية يقومون بواجبهم بشكل جيد جدا، وهاتان ركيزتان أساسيتان نستطيع ان نبني عليهما الدولة اللبنانية ولكن لا يمكن أن نستمر دون إستكمال تنفيذ الإستحقاقات الدستورية". وقال: "كانت لدي رغبة بلقاء البطريرك كما كل سنة أزور فيها الديمان لأتكلم مع غبطته عن كيفية مجابهة الوضع لأننا شعرنا بأن كل شيء إستقر دون رئيس للجمهورية وأن نبحث في أمور أخرى، ولا شك أن مع إنتخاب رئيس للجمهورية يصبح من الطبيعي الوصول الى قانون جديد للانتخابات النيابية، فحينا يقال لا يجوز إجراء إنتخابات نيابية أو لا يجوز حصول تعيينات قبل إنتخابات الرئاسة. هذا صحيح، الأمر الأسهل هو النزول الى المجلس النيابي وخلال ساعتين بإمكان ال 128 نائبا إنتخاب رئيس في الجلسة الأولى أو الثانية أو الثالثة كما يحصل في كل دول العالم. فلماذا نعمل نحن عكس ذلك؟"

وختم سليمان: "كل رهان يخالف هذا الإجراء والإكتفاء بالمكاسب التي يحققها هذا الطرف أم ذاك أو الساعين الى تعطيل الإنتخابات فإن في ذلك الخطر الأكبر، وليتحمل المراهنون مسؤولية تعطيل الإنتخابات الرئاسية".

 

جنبلاط حيا القضاء على قراراته في تفجيري مسجدي التقوى والسلام: مرة جديدة يثبت بالأدلة مدى إصرار النظام السوري على ممارسة الأعمال الإرهابية

السبت 03 أيلول 2016 /وطنية - توجه رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، في تصريح أدلى به مساء اليوم، بالتحية "للقضاء اللبناني وللقضاة الذين أصدروا القرارات القضائية التي كشفت تفاصيل التخطيط والتنفيذ لتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، والتي أدت إلى سقوط العشرات من الشهداء الأبرياء". أضاف: "هذه القرارات أثبتت أن القضاء اللبناني، إذا حزم أمره وتحمل مسوولياته وعمل بجدية، يملك القدرة على أن يصدر أحكاما بالغة الأهمية في قضايا خطيرة وحساسة دون مراعاة الحسابات السياسية أو الإعتبارات المصلحية من هنا وهناك".

وختم بالقول: "من جهة أخرى، مرة جديدة يثبت بالأدلة والبراهين مدى إصرار النظام السوري على التخريب وممارسة الأعمال الإرهابية والإجرامية التي ترمي لضرب الإستقرار والسلم الأهلي، وهو ما يستكمل مسلسل الإغتيالات والتفجيرات التي لطالما دأب النظام القيام بها طوال عقود في لبنان".

 

كبارة ردا على باسيل: ندعوه الى أن يكون وزيرا لكل لبنان

السبت 03 أيلول 2016 /وطنية - رد النائب محمد كبارة، في تصريح اليوم، على تصريحات وزير الخارجية جبران باسيل التي تناول فيها موضوع ميثاقية الحكومة، سائلا إياه: "أين ميثاقية لبنان وسيادته وإستقلاله وحضوره وأمنه وإستقراره في ظل وجود نظام على حدوده يمعن في قتل شعبه وتفجير المصلين في مسجدين بحسب ما جاء في القرار الاتهامي للمحقق العدلي القاضي آلاء الخطيب". وقال كبارة: "يطالعنا وزير الخارجية جبران باسيل كل فترة بخطاب ظاهره الحرص على البلد، وباطنه طائفي تحريضي، وآخر إبداعاته كانت طرح ميثاقية الحكومة في ظل ما يسميه وجود 6 بالمئة من مكون أساسي في لبنان ويعني بذلك المسيحيين". أضاف: "نحن إذ نطمئن معاليه بأننا حريصون على المناصفة، وعلى إتفاق الطائف، وعلى الوجود المسيحي فعلا وليس قولا، نسأله عن الدور الذي يلعبه كوزير للخارجية في حماية لبنان من العدوان المستمر الذي يتعرض له سواء من العدو الاسرائيلي الغاشم، أو من النظام السوري الدموي". وتابع: "ما هو موقف الوزير باسيل مما جاء في القرار الاتهامي حول ضلوع مخابرات النظام السوري في أبشع جريمة شهدها لبنان لجهة تفجير مسجدي التقوى والسلام، وإستهداف المصلين خلال صلاة الجمعة؟ وما هو موقفه من السفير السوري علي عبد الكريم علي القابع في سفارة هي عبارة عن غرفة عمليات لضرب إستقرار لبنان؟ ولماذا لم يقم بواجباته بصفته وزيرا للخارجية بارسال شكوى الى الأمم المتحدة بحق النظام الذي لم يشبع من دماء شعبه، فعاد الى لبنان بحثا عن مزيد من دماء الأبرياء لا سيما المصلين؟ وأين موقف تياره مما حصل في طرابلس وأثبته القرار الاتهامي؟ أم أن جريمة في مسجدين في طرابلس لا تعنيه، وما يعنيه فقط هو مناطق محددة وميثاقية محددة". وختم كبارة: "هذه الاسئلة نضعها برسم وزير الخارجية، وندعوه الى أن يكون وزيرا لكل لبنان، لا أن يحصر نفسه ضمن شعارات لا تتناسب مع الاسم الذي يتغنى به، كتيار وطني حر".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بوتين وأردوغان: ماضون في تحسين العلاقات بين بلدينا

السبت 1 ذو الحجة 1437هـ - 3 سبتمبر 2016م/عربية نت/دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إلى اتخاذ إجراءات تساعد على "المضي قدماً" في تحسين العلاقات بين بلديهما بعد المصالحة المفاجئة بينهما التي تمت في يونيو الماضي. وقال بوتين خلال لقاء مع أردوغان في هانغتشو (شرق الصين) عشية افتتاح قمة مجموعة العشرين: "لا يزال أمامنا الكثير من العمل لاستعادة التعاون الذي كان قائماً بين البلدين بشكل كامل في جميع الميادين. وسنتباحث في ذلك اليوم".وتابع بوتين: "إن تركيا تجتاز مرحلة صعبة فهي تكافح الإرهاب وتواجه جرائم إرهابية خطيرة". وأضاف وهو يوجه كلامه إلى أردوغان: "إلا أنني واثق بأنكم عندما ستطبعون الوضع في البلاد بشكل كامل، سيكون بإمكاننا المضي قدماً على طريق التعاون". من جهته اعتبر أردوغان أن عليه هو وبوتين أن يتخذا "بعض الإجراءات للمضي قدماً" في التعاون في مجال الطاقة إثر اتفاق البلدين مطلع أغسطس على إعادة تفعيل مشروع أنبوب الغاز "توركيش ستريم" بعد تجميد العمل به إثر الخلاف بين البلدين. وهو اللقاء الثاني بين بوتين وأردوغان في أقل من شهر بعد المصالحة بينهما في نهاية يونيو الماضي بعيد إعراب أردوغان عن أسفه لقيام الطيران التركي بإسقاط مقاتلة روسية قرب الحدود السورية، ما أدى إلى أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين. وزار أردوغان مطلع أغسطس سان بطرسبورغ، حيث التقى بوتين بعد 3 أسابيع من انقلاب فاشل في تركيا كان الهدف منه الإطاحة بأردوغان. وخلال لقاء سان بطرسبورغ وعد الاثنان بالعمل على رأب الصدع بين البلدين، ووعد أردوغان بأن يتحقق مشروع توركيش ستريم "في أسرع وقت ممكن". وسمحت روسيا مجدداً لشركات السفر بمعاودة إرسال السياح الروس إلى تركيا، كما استؤنفت رحلات الشارتر من روسيا باتجاه تركيا بعد أن كانت قطعت بسبب الأزمة الدبلوماسية.

 

محمد بن سلمان يستعرض أوضاع المنطقة مع الرئيس التركي

السبت 1 ذو الحجة 1437هـ - 3 سبتمبر 2016م/الرياض – العربية.نت/التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في مدينة هانغجو الصينية، اليوم السبت، رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، وذلك على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين، التي ستبدأ عمالها غداً الأحد.وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

 

نائب إيراني: خامنئي هو من منح قاعدة همدان للروس

السبت 1 ذو الحجة 1437هـ - 3 سبتمبر 2016م/صالح حميد - العربية.نت/كشف نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) مسعود بزشكيان، أن منح قاعدة همدان الجوية للروس تم بأوامر من المرشد الأعلى علي خامنئي نفسه، قائلاً في الوقت نفسه إن "قلب روسيا ليس مع إيران بل إنها تبحث عن مصالحها".ونقل موقع مجلس الشورى الإيراني عن بزشكيان قوله إنه "لا يمكن أن تتم هذه الخطوة دون موافقة المرشد الأعلى". وأكد نائب رئيس البرلمان الإيراني أن "التعاون العسكري بين إيران وروسيا تم بالتأكيد بإذن من المرشد الأعلى"، نافياً اجتماعا لهيئة رئاسة مجلس الشورى حول منح قاعدة "نوجيه" الجوية في همدان للروس، وقال إن "القضايا السياسية والأمنية من هذا النوع ترتبط بالمجلس الأعلى للأمن القومي وشخص المرشد الأعلى". يذكر أن منح قاعدة "نوجيه" للروس أثار جدلاً واسعاً داخل إيران، خاصة بين البرلمان والحكومة بعد انتقادات طرحها نواب تتمحور حول انتهاك السيادة الإيرانية، ومخالفة المادة 146 من الدستور الإيراني التي تمنع منح أي قاعدة عسكرية للأجانب حتى لو كانت لأغراض سلمية. وخلال الأيام الأخيرة تناقضت تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول ما إذا كانت القاعدة العسكرية دائمة أم مؤقتة، وسط جدل حول ماهية التحالف ما بين البلدين وإضعاف دور طهران في سوريا على حساب تحكم موسكو بكل أوراق اللعبة هناك، حسبما يقول محللون إيرانيون. وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس البرلمان الإيراني في تصريحاته بالقول إن "روسيا في إطار التعاون العسكري مع إيران تبحث عن مصالحها ولا نستطيع أن نقول بأن قلبها معنا، بل إن الروس يبحثون عن مصالحهم ونحن نبحث عن مصالحنا أيضاً".

يذكر أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، قال في تصريحات الثلاثاء، إن روسيا قد تعود لاستخدام قاعدة همدان الجوية إذا اقتضت الضرورة، لشن هجمات ضد المعارضة السورية المسلحة. كما أكد أنه يمكن لروسيا استخدام قاعدة "نوجيه" متى ما أرادت حسب اتفاق "غير مكتوب" بين طهران وموسكو. وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني، قال في وقت سابق، في تصريحات تلفزيونية، إن الطيران الروسي تدخل أخيراً في حلب بطلب من طهران لدعم العمليات البرية التي تنفذها القوات الإيرانية ضد الفصائل المعارضة.

 

الحرس الثوري الإيراني يتخبط: خسائر بشرية كبيرة في حلب

4 سبتمبر، 2016/وكالات/نقلت صحيفة عكاظ عن مصادر دبلوماسيبة غربية، خلافات يتخبط بها الحرس الثوري إثر خسائره الكبيرة في حلب وسقوط العشرات من جنرالاته لاسيما في خان طومان. وفتت الصحيفة أنّ اللافت هو نشر أسماء قتلى الحرس الثوري الذين سقطوا مؤخراً على صفحات مواقع موالية للنظام السوري وهم:: هادی باغبانی، غلام حسين، علي نظري، محمد حسن قاسمي، أحمد نيريماني، صادق محمد زادة، العميد أحمد غلامي، فرید کاویاني، محمود نریماني، أسد الله قرباني، ومحمد مرادي.

 

النظام السوري يعترف بمقتل عميد طيار والمعارضة تؤكد قصفناه

4 سبتمبر، 2016/أكدت الصفحات الموالية للنظام السوري مقتل العميد الطيار شرف علي الشنتة يوم أمس السبت (4 أيلول 2016) وذلك أثناء تنفيذه مهماته العسكرية في ريف حماة. بدورها أوضحت مواقع المعارضة أنّ العميد قد سقط في مطار حماة العسكري بعد سقوط صاروخ غراد على طائرته وتدميرها نتيجة قصف الثوار.

 

إدخال بشار الأسد إلى المستشفى وضجة في القرداحة

4 سبتمبر، 2016/وكالات/ضجت مدينة القرداحة مسقط رأس النظام السوري بعد إدخال الطفل بشار الأسد المستشفى إثر إصابة بيده. وبحسب ما أوردت “العربية نت”، فإنّ البعض قد التبس عليه الاسم فنقل أنّ “السيد الرئيس في المستشفى”، ولكن سرعان ما تدخلت المخابرات العسكرية ومعها ضباط ميليشيا الدفاع الوطني لوضع حدّ لهذه الإشاعة. من جهة ثانية نشر وسيم بديع الأسد والد الطفل فيديو صغير عبر صفحته يتضمن صوراً له ولابنه المصاب بيده لوقف الجدل الذي جصل إثر تشابه الأسماء. والجدير ذكره أنّ قرابة تجمع بين الاثنين، فوالد بشار الطفل هو من أبناء عمومة الرئيس السوري.

 

عناصر ميليشيات ايرانية تقيم صلاة النصر على ارض داريا

4 سبتمبر، 2016/وكالات/توقف موقع “سكاي نيوز” عند الصورة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي للميليشيات الإيرانية وهي تصلي في داريا صلاة جماعية بالقرب من مقام السيدة سكينة. وأكد الناشط الإعلامي مصطفى الدراني أنّ الصورة صحيحة بنسبة 90%.و اعتبر الناشطون أنّ هذه الصورة هي الخطوة الأولى في المخطط التي تقوم به الميليشيات وهو التغيير الديموغرافي

 

الأزهر يوصف الطرح الإيراني بالفتنة: أبعدوا الطائفية عن موسم الحج

4 سبتمبر، 2016/وكالات/رفضت هيئة كبار العلماء بالأزهر يوم أمس السبت 3 أيلول في بيان اصدرته، ما طرحته إيران من تدويل إدارة موسم الحج، وجاء في البيان أنّ “الطرح باب من أبواب الفتنة والمملكة هي المختصة بتنظيم أمور الحج”. كما دعا إلى “إبعاد الطائفية عن الشعائر الدينية”..

 

تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق: عن أيّة سوريا يتحدثون؟

فايزة دياب /جنوبية/3 سبتمبر، 2016/«سنطبّع العلاقات مع سوريا في المستقبل» تصريح ترك العديد من التساؤلات حول علاقة تركيا مع النظام السوري، وتراجع أنقرة عن المطالبة بمحاسبة بشار الأسد كما يشاع. شهدت السياسة الخارجية التركية بعد الانقلاب الفاشل الذي حدث في 15 تموز الماضي، تبدلاَ ملحوظا في العلاقات مع جارتيها ايران وروسيا إضافةً الى تحوّل بارز ميداني وسياسي بالنسبة للأزمة السورية. كما يلاحظ المراقبون أنّ موقف أنقرة المعلن من النظام السوري أصبح أكثر ليونةً مع غموض بالنسبة لمصير الرئيس السوري بشار الأسد، بعكس الموقف الواضح السابق المطالب برحيله قبل اجراء أيّة تسوية، وما عزّز هذا الغموض الموقف الذي أعلنه أمس رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم الذي قال فيه «طبّعنا العلاقات مع روسيا وإسرائيل وسنطبعها مع مصر وسوريا في المستقبل». المحلل السياسي ورئيس تحرير نشرة «المشهد التركي» الالكترونية ماجد عزام رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ «على أي مراقب للشأن التركي بشكل عام وتحديدًا فيما يتعلق بالثورة السورية لا بدّ له من الانتباه الى أمرين أساسيين، الأول حجم التضليل الذي تمارسه المنظومة الاعلامية لمحور الممانعة التي تتخذ من بيروت عاصمة لها إقليميًا وموسكو دوليًا، الأمر الثاني هو أن المصالحات التي أنجزتها تركيا بنيت على مصالح ثنائية متبادلة وحاجات مشتركة. ومع روسيا تحديدًا تركيا لم تعتذر كما يقول الحشد الشعبى الاعلامى، اردوغان أعرب عن حزنه واستخدم كلمة روسية “ازفيتنه” معناها الدقيق بالعربية لا تواخذونا وبالتأكيد لم ولن تدفع تركيا تعويضات عن اسقاط الطائرة كما قال نفس الاعلام أو روج لفترة طويلة».

وبالعودة إلى تصريحات يلدريم عن التطبيع مع مصر وسوريا أكّد عزام أنّ «يلدريم اكّد الاحتفاظ بالموقف المبدئي ضدّ الانقلاب دون الدخول بسجال إعلامى أو سياسى مع النظام المصري، ولكن عدم الوقوف فى وجه العلاقات بين الشعبين فى مستوياتها المختلفة القائمة على العلاقات التاريخية والثقافية والمصالح المشتركة، أي أنّ التطبيع مع مصر سيقتصر على علاقات بين القطاع الخاص وقيام مشاريع مشتركة تعود بالنفع على الجانبين. ولن نشهد أي تسوية أو اتفاقات كما هو الحال مع روسيا واسرائيل لأنّ لتركيا مطالب يصعب التراجع عنها كلاإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف سياسة اقصاء المعارضين..».

وتابع عزام «فيما يتعلق بالتطبيع مع سورية والعراق، كما كانت شروحات يلدريم نفسه، فالحديث أنه لابد من حكم أو ادارة تضم جميع الفرقاء والاتجاهات دون اقصاء أي طرف، وهذا يتحقق بتأسيس حكم غير طائفى مع التأكيد على عدم غضّ النظر عن الجرائم والابادات التى ارتكبت وترتكب فى سورية تحديدا».

أمّا عن مصير بشار الاسد قال عزام «اعتقد انه جثة سياسية والكل يفهم ذلك ما عدا الممانعين الجدد، وتركيا تعرف انّ مصير الاسد وحتى الحل السياسي في سوريا مؤجل لشهور، ولكن هى تتمسك ببيان أنّ لا وجود للأسد في مستقبل سورية بعد ما قتل 600 الف من مواطنيه وهجر وشرد الملايين كما جاء على لسان يلدريم نفسه». باختصار هناك تحديث ما للموقف التركي لكن ما من تغيير فى الجوهر كما اتضح من عملية «درع الفرات»، وحتى في معركة حلب التى كان لأنقرة دور بارز فيها لا يمكن تجاهله فى منع كسر المعارضة أو فرض الاستسلام عليها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تغيير النظام اللبناني.. على هامش انتخاب رئيس

خيرالله خيرالله/العرب/04 أيلول/16

هناك اليوم محاولة جدية لا يزال يقاومها اللبنانيون من أجل القضاء على ما بقي من مؤسسات الدولة اللبنانية. هناك بوضوح أكثر سعيٌ إيراني إلى السيطرة على البلد عن طريق تغيير النظام فيه والانتهاء من اتفاق الطائف وتحويل سلاح الميليشيا المذهبية المسماة “حزب الله” إلى “سلاح شرعي”، على غرار ما كان عليه السلاح الفلسطيني في الماضي القريب. ظهر ذلك جليّا من خلال الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس النوّاب نبيه بري في اليوم الأخير من آب ـ أغسطس الماضي، في ذكرى غياب الإمام موسى الصدر في أثناء زيارة لليبيا عام 1978. تحدّث برّي عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ولكن مع الاتفاق قبل ذلك على شكل الحكومة المقبلة وعلى نظام انتخابي جديد. مطلوب تغيير النظام لا أكثر ولا أقلّ وذلك على هامش انتخاب رئيس للجمهورية. بات واضحا أن النظام اللبناني في شبه انهيار. هذا ليس عائدا إلى وجود سلاح “حزب الله” الذي لم يتطرّق الرئيس برّي إلى خطورته على مستقبل البلد وأبنائه فقط. هناك أيضا شبه حال انهيار في البلد لسبب في غاية البساطة يعود إلى أنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية صار مرتبطا بشروط يسعى “حزب الله”، بالتفاهم مع رئيس مجلس النوّاب، الذي هو في الوقت ذاته رئيس حركة “أمل” الشيعية، إلى فرضها على البلد وأبنائه.

لم يعد طبيعيا، كما في البلدان التي يحترم فيها نص الدستور، انتخاب رئيس للجمهورية لدى انتهاء الولاية الدستورية للرئيس الموجود في قصر بعبدا. صار كلّ شيء في لبنان من النوع غير الطبيعي، بما في ذلك وضع شروط على انتخاب الرئيس.

لم تفهم القوى المسيحية في لبنان معنى هذا المأزق الذي غرقت فيه ولا أبعاده ولا النتائج المترتّبة عليه. ذهب المسيحيون ضحية التنافس في ما بينهم وغياب رجال الدولة القادرين على استيعاب ما يدور داخل البلد وفي محيطه.

ما لم يفهمه القادة المسيحيون في لبنان، والكلام هنا عن معظم هؤلاء القادة وليس عن جميعهم، أنّهم في مواجهة محاولة لفرض اتفاق القاهرة الجديد عليهم. لم يعرف اللبنانيون كيف التخلّص من اتفاق القاهرة القديم الموقع في العام 1969 مع الجانب الفلسطيني الذي جلب عليهم كلّ أنواع الويلات.

في التاريخ دروس وعبر

لذلك نجدهم اليوم يخوضون معركة مصيرية تزداد ظروفها تعقيدا مع تحوّل لبنان دويلة في دولة “حزب الله” الذي لا يعترف بحدود لبنان أوّلا، إضافة إلى أنّه يسعى إلى تغيير طبيعة النظام من أجل أن يصبح سلاحه، وهو سلاح مذهبي في خدمة إيران، سلاحا شرعيا. كيف ذلك؟ يكون ذلك عبر اتفاق القاهرة الجديد الناجم عن نظام جديد هو نظام ما بعد الانتهاء من اتفاق الطائف. يعتبر الحزب، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، الرابط المذهبي أهمّ بكثير من الحدود الوطنية للدولة وسيادتها. من يحتاج إلى دليل على ذلك، يستطيع التمعن في مغزى التدخل العسكري لـ”حزب الله” في سوريا والمشاركة في حرب على الشعب السوري يخوضها النظام العلوي هناك..

هل على اللبنانيين الاستسلام لـ”حزب الله” والقبول بشروطه التي يرّوج لها رئيس مجلس النوّاب بطريقة ناعمة؟ يفترض بهم التعلّم من تجارب الماضي القريب، خصوصا أنّه كلّما سنحت أمامهم فرصة، أكدوا بأكثريتهم الساحقة التعلّق بالدولة اللبنانية. حدث ذلك في العام 1982، لدى انتخاب الشيخ بشير الجميّل رئيسا للجمهورية في الثالث والعشرين من آب ـ أغسطس من تلك السنة.. في وقت كان الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية. ما لا يمكن الهرب منه أنّ المسيحيين دُفعوا وقتذاك دفعا الجيش في اتجاه إسرائيل، خصوصا عندما تبيّن أن النظام السوري قادر على استخدام المسلحين الفلسطينيين إلى أبعد حدود في غياب قيادات فلسطينية واعية تعرف أن لا مصلحة فلسطينية في تحوّل “الفدائيين” لجيش المسلمين في لبنان، مثلما لم تكن هناك مصلحة مسيحية حقيقية في إنشاء ميليشيات بحجة أن الجيش اللبناني لم يعد قادرا على تأدية الدور المفترض أن يؤديه على الصعيد الوطني.

كان دخول المسيحيين في لعبة الميليشيات من أكبر الكوارث التي حلّت بلبنان وكانت أكبر خدمة للنظام السوري الذي كان همّه محصورا في وضع اليد على البلد واستخدامه في مساومات ذات طابع إقليمي، على غرار ما تفعل إيران الآن.

توفّر ذكرى انتخاب بشير الجميّل رئيسا، قبل أربعة وثلاثين عاما من الآن، فرصة أمام المسيحيين وغير المسيحيين للتفكير مليّا في كيفية تفادي السقوط في أخطاء الماضي. وهذا يعني التفكير في الأسباب التي دفعت إلى اغتيال الرجل، وهي أسباب مرتبطة في أنّه صار في مرحلة معيّنة رمزا للالتفاف حول الدولة ومؤسساتها والإيمان بها. كان بشير في مأمن من الاغتيال عندما كان من رموز الحرب الداخلية والانقسامات اللبنانية. استُهدف عندما صار عامل توحيد بين اللبنانيين وعندما وضع مصلحة لبنان فوق مصلحة إسرائيل والنظام السوري.

بعد مرور كل هذه السنوات، أي أربعة وثلاثين عاما على اغتيال رئيس للجمهورية كان في الرابعة والثلاثين من العمر، لا يزال لبنان كدولة يواجه الخطر نفسه وذلك في وقت تنهار فيه الدولة السورية للأسف الشديد. من أراد القضاء على لبنان ولم ينجح، يعمل اليوم من أجل القضاء على سوريا.

قاوم لبنان ولا يزال يقاوم. صحيح أن مؤسسات الدولة اللبنانية اليوم أضعف بكثير مما كانت عليه قبل أربعة وثلاثين عاما، صحيح أن لا اهتمام عربيا بلبنان، كما كانت عليه الحال قبل أربعة وثلاثين عاما. لكنّ الصحيح أيضا أن هناك حاجة إلى تذكير اللبنانيين بأن الاستسلام لإيران التي تقف خلف “حزب الله” ليس قدرا.

لا تزال في البلد مؤسسات تعمل. لو لم يكن الأمر كذلك، لما كان وزير الداخلية نهاد المشنوق استطاع القول من طرابلس، عاصمة الشمال، في يوم ذكرى انتخاب بشير الجميّل إنه لولا وجود الدولة لما كان في الإمكان كشف المجرمين الذين ارتكبوا جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام قبل ثلاث سنوات.

لولا وجود النواة الصالحة في الدولة اللبنانية، لما كان في الإمكان توجيه الاتهام مباشرة إلى الذين يقفون وراء تلك الجريمة، أي للنظام السوري وحلفائه وأجهزته والتابعين لهذه الأجهزة.

تفاديا للسقوط في حال من اليأس في هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ فيها الوطن الصغير، من المفيد التذكير بأنّ لبنان لا يزال، بعد أربعة وثلاثين عاما على اغتيال بشير الجميل، موجودا على خريطة العالم، فيما دول قريبة منه دخلت مرحلة التفتيت.

من كان يصدّق أن لبنان سيصمد فيما سيحل بسوريا والعراق، على سبيل المثال وليس الحصر ما حلّ بهما. من يصدّق أن لبنان ما زال يقاوم اتفاق القاهرة الجديد الذي تحاول إيران فرضه عليه..

هل في استطاعة القيادات المسيحية استيعاب خطورة الظروف التي يمرّ فيها البلد، فتتفادى، على الرغم من ضعفها، الوقوع في الفخ الإيراني المسمّى اتفاق القاهرة الجديد، وهو فخّ لا يشبه سوى الوقوع في الفخّ العربي ـ الفلسطيني، أي في اتفاق القاهرة القديم الذي لم يكن من هدف له سوى تدمير البلد على رؤوس أبنائه.. كي يقول بعض العرب، الذين هُزموا في العام 1967 إنّ هناك من لا يزال يقاتل إسرائيل.. حتّى لو كان ذلك حتّى آخر لبناني!

 

الرئاسة الرهينة

الياس الزغبي/لبنان الآن/04 أيلول/16

لم تكن الذكرى الـ38 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه مناسبة لكشف حقيقة تغييبهم ضمن مثلّث برمودا الزعماء الثلاثة، معمّر القذّافي وآية الله الخميني وحافظ الأسد، بل لكشف حقيقة تغييب رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة وخطفها. وإذا كان القذّافي قد شكّل آنذاك الأداة التنفيذيّة لقرار اتّخذه الخميني والأسد الأب بهدف التخلّص من الإمام الصدر، فإنّ “حزب الله” وواجهته الرئيس نبيه برّي يشكّلان الآن أداة تنفيذيّة لقرار اتّخذه وريثا الخميني وحافظ، خامنئي وبشّار، باسترهان الرئاسة اللبنانيّة وعدم الإفراج عنها، إلاّ حين يقدّران الثمن ويقبضانه في سوريّا والعراق واليمن… ولبنان.

في هذه المعادلة، يكون الثنائي “حزب الله” وبرّي قد قام بدور القذّافي في عمليّة الخطف والإخفاء والتغييب لرئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة، على أمل ألاّ يكون مصيرهما كمصيره. لقد كان برّي صريحاً ومباشراً وفجّاً في خطابه الذي ألقاه في صور، فأعلن بالفم الملآن استمرار خلوّ سدّة الرئاسة إلى أن يتمّ الاتفاق على “سلّته” الشهيرة. ووضَع المعادلة السافرة: لا رئاسة بدون “سلّة”! أمام هذه الحقيقة العارية، لا يمكن لأيّ فريق سياسي أن يبحث في الزواريب الضيّقة عن حلول وحقوق وتعيين وتمديد وشراكة وميثاق. رأس المشكلة هو هنا في استرهان الرئاسة، وكلّ ما عدا ذلك تفاصيل، على أهميّته.

وعبثاً يبحثون عن إلهاءات هنا وهناك، تارةً في ميثاقيّة قرارات مجلس الوزراء وأصول التعيين وحقوق الطوائف وتمثيليّة قانون الانتخاب، وتارةً أُخرى في رمي المشكلة على عاتق آخرين وتحييدها عن مكانها الصحيح. وحتّى قضيّة المشاعات والعقارات في جرود جبل لبنان، على أهميتها وخطورتها الجغرافيّة والديمغرافيّة، لا ترقى إلى خطورة الرهينة الرئاسيّة. فكلّ العُقَد قابلة للحلّ حين تكتمل شرعيّة الدولة بدءاً برئاستها.  وما الإصرار على تغييب رئيس الجمهوريّة سوى دليل على استباحة الحقوق. وليست مسألة مسح الأراضي سوى نموذج صارخ للصيد في الفراغ. وفي هذا المأزق لا مجال للقراءة في النوايا. فالكلام القاطع الصادر عن نبيه برّي في الرئاسة، غير قابل للتفسير بحسن النيّات، وبإرادة الخروج من الأزمة. لقد قال للجميع: لا رئيس لكم إذا لم توافقوا على شروطنا، وشروطنا تفاجئكم في “السلّة”.

ورغم هذا الوضوح والحسم في موقف برّي – “حزب الله”، ينبري من “جماعة سبت الرابيه” مَن يبرّر لبرّي موقفه، بل يرى فيه دعماً لبلوغ قصر بعبدا. ويذهب بعيداً في التفسير فيجد أنّ شارع برّي و”حزب الله” سيلاقي شارع الطامع بالرئاسة لتحقيق الهدف، ولن يكون في مواجهته!

في الواقع، إنّ مثل هذا الأداء في الوسط المسيحي يشكّل أفضل وصفة للقضاء على الحقوق، وعلى الميثاقيّة التي يدّعون إنقاذها. إنّهم يصفّقون لمن يرهن رئاسة الجمهوريّة بأطماع في السلطة والنفوذ، ولا يُفرج عن رهينة بعبدا إلاّ بشروطه، ويكيلون التهم لمن رفع شعار الرئاسة أوّلاً ولبنان أوّلاً.

لقد آن لرافعي راية الحقوق والشراكة والميثاقيّة أن يدركوا أين يكمن الخلل، وقد كشفه برّي بالصوت والصورة، وحدّد ثمنه في “السلّة”، فهل يُمعنون في البحث عن “الكنز” في غير مكانه، ويحمّلون الوزر لغير مسبّبه؟

تحت شعار الاتفاق الاستراتيجي، يفعل محور برّي – “حزب الله” ما يشاء في الحكومة وخارجها، ولا يُقيم وزناً لمطالب “الحليف”، ولا يقف على خاطره في مسائل تقع ما دون الاستراتيجيا. ويقول بوضوح: تُعطينا وتغطّينا في القرار الاستراتيجي والسلاح والحرب في لبنان وخارجه، ولا نُعطيك ولا نغطّيك، لا في الإدارة ولا في السياسة ولا في الرئاسة. ألم تبقَ لهذا “الحليف” الأحاديّ الرؤية بقيّة من عزّة النفس والجرأة كي يرفع الصوت بالحق، ويقول كفى لمستغلّيه ومصّاصيّ حيويته؟ بئس هذا الزمن الذي يوزّعون فيه اللعنات يُمنةً ويُسرة، ويستثنون الجهة التي تستحقّ فعلاً لعنة الرئاسة الخاوية، ولعنة لبنان والتاريخ.

 

فخامة الرئيس 1559

أحمد الغز/اللواء/04 أيلول/16

صادف الأمس الذكرى الثانية عشر لصدور القرار ١٥٥٩ الذي صدر في ٢ أيلول ٢٠٠٤، أي في اليوم التالي للتمديد لإميل لحود في ١ أيلول. ويعتبر هذا القرار الحدث الأساس في التكوّن السياسي اللبنانيّ منذ ذلك التاريخ، اذ انقسم اللبنانيّون بين مؤيّد لهذا القرار ومعارض له، بالاضافة الى ما تبعه من تداعيات واغتيالات وحروب واصطفافات سياسية وقرارات دولية، ممّا أدّى الى انقسام عامودي على المستويين الاجتماعي والسياسي. استطاع اللبنانيّون تغليف خلافهم حول هذا القرار بالعديد من القضايا والموضوعات، بالاضافة الى الانتكاسات الأمنية والعسكرية مرّات ومرّات، مروراً بالخلاف حول القضايا الدولية والإقليمية والميثاقية والاقتصادية والاجتماعية، وجميعها لها أساس وحيد هو الخلاف على القرار ١٥٥٩، وتجاهل الجميع التقارير التي كانت تقدّم دورياً لمجلس الأمن حول تنفيذ لبنان للقرار. أعتقد أنّ معارضي القرار قد نجحوا الى حدّ بعيد في تغييب مضمون هذا القرار عن التداول، إذ صوّروا الخلاف حوله بالتمييز بين المقاومة والميليشيا، في حين أنّ القرار تضمّن بنوداً غاية في الوضوح ومنها خروج القوات الخارجية من لبنان، وهذا ما جعل السوريّين يعلنون بعد خروجهم من لبنان على أثر عملية الاغتيال الكبرى أنّهم انسحبوا تطبيقاً للقرار ١٥٥٩، ممّا يعني بوضوح أنّ هذا القرار وضع للتطبيق.

تناسى اللبنانيّون أنّ أصل القرار هو انتخابات الرئاسة وسيادة الدولة على كامل أراضيها، مما جعل طاولة الحوار الأولى عام ٢٠٠٦ تضع تقصير ولاية رئيس الجمهورية كبند أوّل، ثمّ البحث بالسلاح الفلسطيني خارج المخيّمات. وكانت هذه المواضيع حينها رسالة للمجتمع الدولي بأنّ لبنان يسعى الى تطبيق القرار ١٥٥٩، بالاضافة الى موافقة هيئة الحوار على المحكمة الدولية.

جاءت حرب تمّوز لتؤسس واقعاً سياسيّاً مغايراً، فكان القرار ١٧٠١ بمثابة اعادة تأكيد على القرار ١٥٥٩ الذي وضع الجنوب تحت الوصاية الدولية عبر قوات الطوارىء، وقد تضمّن القرار ١٧٠١ الإشراف على الحدود البحرية والبرية للبنان. وإن وجود ثلاثة عشر الف جندي دولي في الجنوب والبحر يؤكد ان القرار ١٥٥٩ هو للتطبيق. جاء الاستحقاق الرئاسي في العام ٢٠٠٧، وقد تمّ تعطيله سبعة أشهر انتهت بالذهاب الى الدوحة بعد أحداث أيّار الأمنية. وانتخب ميشال سليمان بحضور دولي إقليمي في مجلس النواب وعلى مستوى رفيع، إذ حضر كلّ من أمير قطر وأمين عام الجامعة العربية ورئيس البرلمان العربي ورئيس مجلس الامة الكويتي ومفوّض السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ونائبة رئيس البرلمان الاوروبي ومبعوث الاتحاد السويسري ومستشار الرئيس السوداني بالاضافة الى وزراء خارجية السعودية وايران وفرنسا وتركيا واسبانيا وايطاليا والكويت والاردن والبحرين وعمان، ممّا يؤكد أيضاً أن القرار ١٥٥٩ قد وضع لينفّذ. وها نحن الآن ندخل العام الثالث للشغور الرئاسي وقد استنفدنا كل المهارات والشطارات والمبادرات والانقلابات ولم نستطع حتى الآن انتخاب رئيس. ها نحن الآن في الذكرى الثانية عشرة لصدور القرار ١٥٥٩ مع ما تسبّب به من أكلاف وتضحيات وانهيارات سياسيّة وأمنيّة واقتصادية واجتماعية، بالاضافة الى المخاطر التي تهدّد لبنان من داخله وخارجه بسبب الحريق السوري الذي حوّل لبنان الى مخيّم كبير للّجوء الانساني، وأيضاً المخاطر الأمنية واستمرار التهديدات الاسرائيلية والشلل الحكومي والبرلماني والأمني والعسكري، مع عدم وجود إرادة وطنية إنقاذية لدى القوى السياسية. أمام هذا الواقع واحتمالاته المأساوية على الدولة والكيان، لا يسعنا الاّ أن ندعو جميع الأفرقاء الى التحلّي بالشجاعة الوطنية من أجل إنقاذ لبنان والحفاظ على الدولة الوطنية، والإسراع في انتخاب فخامة الرئيس ١٥٥٩ قبل وقوع الكارثة.

 

ما عساه يكون موقف «الرئيس المعين»؟

محمد مشموشي/المستقبل/04 أيلول/16

لم يكن ينقص اللبنانيين، في ظل أزماتهم المتعددة والبالغة التعقيد، الا أن يزورهم وفد من الانقلابيين الحوثيين في اليمن(لماذا يغيب عنه المخلوع علي عبدالله صالح؟)، وأن تكون زيارته هذه ضمن جولة تشمل بغداد وبيروت وطهران من دون غيرها من عواصم المنطقة، فضلا عن أن يكون هدفها المعلن أخذ موافقة لبنان على ما يسمى «المجلس السياسي» الذي شكلوه قبل أسبوعين، على الطريق لانتخاب «رئيس»(لهم وحدهم؟!) وتشكيل «حكومة»(لهم وحدهم كذلك؟!)في مواجهة حكومة اليمن الشرعية التي تعترف بها الأمم المتحدة والغالبية المطلقة من دول المنطقة والعالم. لم تتم الزيارة، لحسن الحظ، لكن لأسباب خاصة بالوفد واضطراره للانتقال من بغداد الى مسقط للقاء الموفد الأممي الى اليمن، بما يعني أن الوفد قد يحاول القيام بها في وقت لاحق. مع ذلك فأبعاد هذه الزيارة والخلفيات الكامنة وراءها، لا يجوز أن تغيب عن أحد من المعنيين في لبنان، لا محليا ولا بعد ذلك اقليميا ودوليا، لكن أولا وأخيرا لادراك كيف ينظر ما يسمى «محور الممانعة» بقيادة «الولي الفقيه» في ايران لهذا البلد. لبنان، من وجهة نظر هذا المحور، يعني «حزب الله» ولا شيء غيره. لا حكومة ولا مجلس نواب فيه، كذلك لا مؤسسات أو دستور أو حتى شعب، فضلا كما يعرف الكل عن رئاسة الجمهورية التي نجح هذا المحور في تفريغها طيلة عامين ونصف العام حتى الآن. ولأن «حزب الله» جزء من هذا المحور، ويقاتل باسمه وتحت قيادته في سوريا والعراق واليمن وربما في غيرها أيضا، فلا بد اذا من أن تشمل جولة الوفد الحوثي هذا لبنان. ليس ذلك فقط، انما أيضا(وستثبت الأيام ذلك اذا تمت الزيارة يوما ما) من مطالبته بالترحيب به، وحتى بالموافقة على مطلبه.

والحال أن الحوثيين ليسوا «غرباء» أبدا عن لبنان، اذ استضافهم «حزب الله» أكثر من مرة خلال الفترة السابقة، كما دربهم على السلاح وأنشأ لهم اذاعة في مكان ما من الضاحية، لكنها المرة الأولى التي يقومون فيها بزيارة معلنة من ضمن جولة «رسمية» لهم على دول يعتبرونها حليفة لهم، العراق ولبنان وايران، بعد أن اتخذوا قرارا بانشاء ما يسمونه «دولة» لهم خارج السلطة الشرعية في اليمن. ومن هنا أهمية الزيارة المفترضة من جهة أولى، وأبعادها السياسية والاقليمية والدولية على لبنان وعلى المنطقة من جهة ثانية.

وليس خافيا أن من يقف وراءها هو «الولي الفقيه» الايراني، لكن لا يمكن التقليل من مسؤولية كل من «حزب الله» في لبنان وحكومة حيدر العبادي في العراق...هذه الحكومة التي استقبلت الوفد على أعلى مستوى، بشخص العبادي نفسه، كما أشادت به وبالدور الانقلابي الذي يقوم به في اليمن.

لماذا؟. للقول بصوت عال، ولمن يسمع أو لا يسمع في العالم، ان لبنان(وليس «حزب الله» وحده) هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية ايران وسياساتها في المنطقة وفي العالم. لا يهم هنا ما تقوله حكومة لبنان، المعطلة بقرار لا يملك الحزب أو طهران أن يتبرأ منه، ولا ما يقوله أو يمكن أن يقوله مجلس نوابه، المعطل بدوره بقرار مماثل، ولا طبعا مكوناته الطائفية والمذهبية كما أحزابه السياسية والمجتمع المدني والرأي العام فيه، ما دام «الولي الفقيه» يريد للحوثيين أن يزوروا هذا البلد الآن، وربما أن يعلنوا منه «أخوة السلاح» من صنعاء الى طهران الى بغداد ودمشق وبيروت.

ولا يهم كذلك ما تقوله الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي، كما المجتمع الدولي كله، عن استقلال لبنان وسيادته الكاملة وقراره الحرّ، ولا قبل ذلك وبعده ما يردده المسؤولون في ايران وفي «حزب الله» نفسه عن احترامهم لـ «سيادة لبنان» وعدم التدخل في شؤونه الداخلية أو في علاقاته مع الدول الأخرى في العالم. ما يبقى، أنه بغض النظر(مؤقتا، على الأقل) عن الموقف الرسمي اللبناني من هذا الواقع، فان أسئلة وعلامات استفهام كثيرة تطرح نفسها حول مواقف الأحزاب والقوى والتيارات السياسية اللبنانية(الطائفية وغير الطائفية) التي لا تترك مناسبة الا وتردد فيها تمسكها باستقلال لبنان وسيادته وقراره الحرّ، وان كانت تحتفظ بعلاقات ملتبسة ومباشرة مع ايران، أو مع «محور الممانعة»، أو مع «حزب الله» فقط. لكن السؤال الذي ربما يحتاج الى جواب أكثر من غيره هو: ما عساه يكون موقف «رئيس الجمهورية المعين»، حتى اشعار آخر، لو أنه كان فعلا رئيسا للجمهورية اللبنانية في هذه المرحلة؟.

 

حزب الله” يهدد جنبلاط علنا

أحمد عدنان/العرب/04 أيلول/16

ليس المطلوب أن يحمل جنبلاط على عاتقه مواجهة عسكرية ضد حزب الله وإيران منفردا، لكن المطلوب أن يعود جنبلاط إلى موقعه الأصل، وهذه معركة وجودية فرضت نفسها على الموحدين الدروز. حين يكتب تاريخ لبنان الحديث، لن يغفل المؤرخون اسم الزعيم الوطني الكبير وليد جنبلاط. وسيرد اسم البيك الدرزي في صفحات كثيرة، خصوصا في أزمنة التحولات والانعطافات. سنراه يوما أول الشجعان. وفي يوم آخر سنجده أول الواقعيين. وهناك من قال ذات زمن “كمال جنبلاط يصرف من رصيده الدرزي لمصلحة رصيده الوطني، أما وليد جنبلاط فيصرف من رصيده الوطني لمصلحة رصيده الدرزي”، وهذه مقولة بحاجة إلى دراسة جادة ومنصفة لاتخاذ موقف نهائي منها. قبل أيام ليست بعيدة، نشرت صحيفة ناطقة باسم حزب الله تهديدا علنيا بالاغتيال لجنبلاط، والفزاعة الجديدة هي داعش. وهنا أمر غريب، فقبل الثورة السورية المجيدة، تفرغت إسرائيل لتصفية خصوم حزب الله وتحقيق أهدافه. وبعد الثورة انتقلت هذه المهام إلى داعش، هذا هو كلام حزب الله، فأيام 14 آذار اتهم حزب الله الإسرائيليين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه من شهداء ثورة الأرز، واليوم يرمي مشروع الاغتيالات التي تستهدف خصومه حصرا على الدواعش، فسبحان القادر على كل شيء. ووفق المختصين، فإن تهديد ما يسمى بحزب الله لجنبلاط له سببان، الأول إعلان جنبلاط عن استعداده للتصويت رئاسيا من أجل الجنرال ميشال عون، تابع حزب الله، فكان التهديد رسالة واضحة بأن الحزب ليس لديه مرشح إلا الفراغ، وأن عون أداة لا أكثر. أما السبب الثاني فقد جاء من سوريا، من منطقة السويداء تحديدا، فإيران تسللت إلى هناك، وتعمل على إعادة رسم المشهد الدرزي فيها من أجل موطئ قدم دائم يقدم لها نقطة تماس جديدة مع إسرائيل، ويمثل جنبلاط وأنصاره عقبة جدية أمام المشروع الإيراني. أيا كان سبب التهديد الذي يستهدف جنبلاط، فهو يعبّر عن وقاحة غير مسبوقة للحزب الإلهي، والسبب أنه ليس هناك من يتكلم فضلا عن غياب من يحاسب ومن يعاقب ومن يردع.

التقارب المستحيل

وفي رأيي المتواضع، أن سياق التهديد الجنبلاطي يجب تحليله بمنظور أوسع، فبعد انتخابات 2009 النيابية قام جنبلاط بانعطافة سياسية انسحب عبرها من تحالف التيار الاستقلالي (قوى 14 آذار) إلى منطقة قريبة من القوى الموالية لإيران وبشار الأسد (قوى 8 آذار)، وبعد أن أعاد تموضعه، أعاد تموضعه مجددا إلى موقع وهمي يسمى التيار الوسطي، يقول فيه إنه ليس 14 آذار وليس 8 آذار، وربما يكون التوصيف الدقيق لهذا الموقع هو: لا أحب حزب الله لكني عاجز عن مواجهته، ورغم كل ذلك، لم يتوقف الحزب عن تهديد جنبلاط كلما لاحت له ضرورة أو فرصة.

يجب أن يدرك جنبلاط، أن حزب الله وبشار الأسد لن ينسيا أبدا، أن جنبلاط هو بطل الاستقلال اللبناني الثاني. بدأت القصة من منابع عدة، مطالبة جنبلاط بإعادة انتشار القوات السورية بعد انتخابات الألفين، ومصالحة الجبل مع بطريرك لبنان مار نصرالله بطرس صفير، ثم تصعيده ضد التمديد لرئيس الجمهورية إميل لحود، وفوق ذلك المطالبة بالقصاص من قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أي حزب الله وبشار الأسد. لن يغفر الحزب الإلهي وطاغية دمشق لوليد جنبلاط أنه حمل مسؤولية 14 آذار على كتفيه في عامها الأول وبعض عامها الثاني، ربما كلما قرأ أمين الحزب السيد حسن نصر الله اسم جنبلاط تذكر التصريح الجنبلاطي “السيارة التي استهدفت الرئيس الحريري انطلقت -بعد تجهيزها- من الضاحية الجنوبية”، لن يسامح نصر الله جنبلاط على إصدار القرارين الشهيرين في مايو 2008، تفكيك شبكة الاتصالات غير الشرعية التابعة لحزب الله وإقالة مدير أمن مطار بيروت نظير اكتشاف كاميرات تابعة للحزب في حرم المطار.

ولن ينسى بشار الأسد كلمة جنبلاط في ساحة الشهداء “يا بيروت بدنا التار من لحود لبشار”. وفي هذا السياق يجب أن نؤكد أنه كما كانت لجنبلاط حسنات عظيمة في تلك المرحلة، كانت له أخطاء فادحة، كالحلف الرباعي في انتخابات 2005، وإصراره على تحييد سلاح حزب الله من النقاش الدولي، وهذه أخطاء ندفع ثمنها إلى اليوم. خلاصة هذا الحديث، أنه مهما حاول جنبلاط إعادة التموضع، فلن ينسى محور طهران-دمشق-الضاحية، مواقفه الوطنية التي أجهضت مشروعهم ذات يوم، ورغم تغول مشروعهم هذه الأيام نظريا، إلا أنهم يدركون تماما قدرة البيت الجنبلاطي على المواجهة، والدليل على ذلك دور جنبلاط المحدود والنوعي في الثورة السورية. أتمنى أن تكون هذه الحادثة فرصة لوليد كمال جنبلاط من أجل مراجعة مواقفه وسياساته كلها بعد سنة 2009، فمكان جنبلاط الطبيعي، ومن ورائه طائفة الموحدين الدروز الكريمة، هو في قلب معركة العروبة، وفي صلب مسيرة الاستقلال اللبناني المختطف من ميليشيا إيرانية.

ليس المطلوب أن يحمل جنبلاط على عاتقه مواجهة عسكرية ضد حزب الله وإيران منفردا، لكن المطلوب أن يعود جنبلاط إلى موقعه الأصل، وهذه معركة وجودية فرضت نفسها على الموحدين الدروز، ولنا فيما يجري للعلويين في سوريا المثل والعبرة، فرغم الحلف المتين والقديم بين بعض العلويين وبين إيران، إلا أن دولة الولي الفقيه تسعى لتشييعهم، وتدمر مصيرهم ومستقبلهم باستعمالهم وقودا ضد السنة وضد العرب، وفي رأيي أن هذا ما يحاك للسويداء إضافة إلى الأهداف السياسية الانتهازية. في سيرة القادة والعظماء، يركز التاريخ على الصفحات الملحمية، وليد جنبلاط قائد 14 آذار الذي انزوى بعد 2009 شكل تراجعه خسارة للبنان الدولة والوطن قبل أي تحالف إقليمي أو محلي، وحين يعود جنبلاط سيتنفس لبنان الموجوع والجريح والمختنق.

 

حزب الميثاقية “الإلهي”

بول شاوول/ المستقبل/04 أيلول/16

قامت حروب السابق (المتواصلة) تحت شعارات كانت تتحول أحياناً على مدار الساعة، أو على مدار المناسبات والمتطلبات التي تعمل على إدامة الانقسامات بصنوفها الشتى. نتذكر نظريات وقراءات ذرائعية مبتدعة مثل “المشاركة” و”الامتيازات” و”استئثار طائفة” بها دون الأخرى. والأخرى كانت طبعاً طبقة المحرومين: الطوائف المحرومة. ثم اتحفنا بعض اليساريين برؤيا اهليليجية سموها “الطبقة الطائفة” التي تخفي وراءها عنصرية دفينة تهدف إلى توريط من لم يتورط من هذه الفئة أو تلك المجموعة في الحروب، أو في المسارات الدموية. ماو تسي تونغ “اله الصين” غير المنازع من سائر الالهة حتى لينين وستالين، اطلق على من استهدفهم صفة “اعداء الطبقة” واذا نظرنا حولنا اليوم، فمسميات المجازر والحروب هذه لا تزال جارية على قدم وساق عند ورثة هذه المآسي الفكرية والسياسية، لا سيما عند “حزب الله”! اعاد الأسطوانة المشروخة (مع حلفائه) بمفردات جديدة مستهدفاً خصومه: “اعداء الميثاقية” لإدامة مناخات التشنج من جهة، وتمديد مختلف الفراغات واشكال التعطيل التي ارتكبها من تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية إلى تعطيل البرلمان، فالحكومة. فاذا كانت الميثاقية هي بمثابة “عقد اجتماعي” أو “عروة وثقى” فان “الآخرين” ويقصد الحزب خصوم طغيانه “المستقبل” وآخرين بفرط هذا العقد لماذا؟ لأن الحزب، ولكي يُقنّع قرار تعطيله بذرائع “مهزلة” ها هو ينزع عنه هذه “التهمة” المشهودة ويلصقها بالآخرين. أكثر: لكي يذر غباراً في العيون، لتغطية ممارساته، في العقدين الماضيين. فالكانتون يفرض مفهوم “ميثاقيته” الفريدة ليلغي هذه الميثاقية للكانتون الدويلة قوانينه الخاصة، ودستوره الخاص، وجيشه الخاص وسراياه الخاصة وقراراته الخاصة… المنفصلة عن كل ما يكوّن الدولة وعلاقة الناس بها، من “أعراف” (الميثاقية” ووشائحها الاجتماعية). فهذا الحزب المنفصم عن كل ما يربطه بلبنان، والمتصل بكل ما يربطه بإيران، والذي وعلى امتداد عقدين يعتبر نفسه اعلى من كل العلاقات والمواثيق يحاضر في ضرورة التمسك “بالدولة” (يقصد دويلته) وبالميثاق (ميثاقيته) ويرسم حيثيته المتميزة “بإعلانه انه بكل بساطة حزب ايران لا حزب لبنان” وكما عين ماو تسي تونغ الشعب الصيني “عدواً”. فها هو الحزب وباسم الميثاقية يعين اللبنانيين اعداءه! فالميثاق يعني اعتبار كل من لا ينتمي إلى “منابِتِه” الفارسية ضد الميثاق. وكل من لا يعطل البلد عدواً للميثاق. وهو متحرر من كل التزام بإرادة الناس ومستلزمات الدولة التي من المفترض التزامها… هذا التحرر من عبء تحمل مسؤولياته في حدودها الدنيا جعله الحزب اللاميثاقي “الأندر” في تاريخ لبنان والمنطقة. نعم! “ميثاقي شئتم أم أبيتم يا أعداء الميثاقية”.

الانتصار الإلهي

ولكي يطبق هذا “الانتماء” بقضّه وقضيضه، ها هو “ينتصر” في الجنوب، وينسحب العدو الاسرائيلي منه. رائع! انه حزب التحرير اذاً! والتحرير انبل معاني التمسك بالسيادة والاستقلال. وَمَنْ أجدر منه بذلك؟ والدليل الدامغ انه “حرّر” الجنوب من احتلال اسرائيلي واحد، ليسلمه إلى احتلالين سوري وإيراني. وانها “لعمري” ارفع أنواع احترام الميثاقية السيادية. وبعد الانتصار الالهي، شمّر الحزب عن ساعديه ليبرهن للبنانيين انه “لبناني”، حتى العظم، والنخاع والدماغ والخلايا والجلد واللون… واللغة. عال!: طوّب الجنوب المُحرّر كانتوناً يمتد إلى الضاحية وبعض البقاع بالمعنى الاحتلالي الخالص، والهيمنة الفئوية المحضة. فابن الميثاقية “الشاطر” شطر هذه المناطق عن لبنان بحيث تباهى أربابه في ايران بأن لبنان وبيروت صارا “ولاية” إيرانية. ومن قال إن ذلك يخالف الدستور والمواثيق: فالذي حرّر الجنوب يحق له ان يحتل ما حرره لينشئ دويلته المتكاملة واقتصاده الخاص وشعبها الخاص وتقاليدها الخاصة أي محاولة محو كل ما كان قائماً قبل التحرير في هذه المناطق” انه الماضي فلننسفْه. فكل ما سبق انشاء الدولة الإيرانية يجب تدميره.

(هذا ما فعله ماو تسي تونغ وبول بوت… وستالين).

وانطلاقاً من هذه الميثاقية “التحريرية” الباهرة رأى ان يكون له ما ليس لغيره من أهل الدولة والحكومة والمؤسسات: فهذه كلها من ارث الماضي. وتأكيداَ لذلك ها هو يستفرد كل مؤسسة ويدمرها: تكون لنا أو لا تكون: وتكون لإيراننا الحبيبة أو لا تكون. وهذا البلد يكون لنا أو لا يكون. وهذا الشعب يكون لنا أو لا يكون.. ميثاقية وطنية من الطراز الرفيع! رائع! رؤياه صافية كعين الديك الهندي: فصل كانتونه عن كل ما يربطه بالجمهورية “الأخرى” والغاء كل عقبة تحول دون تحقيق هذه المهمة: بالاغتيالات. أو بالحروب. أو بالإرهاب. أو بالتخوين. فعليك ان تغسل دماغك بأفخر أنواع المساحيق الفارسية لتنقيته من ادران الماضي، لتدخل إلى ملكوت دولتنا….

ثورة الأرز

وها هو في محطة ميثاقية استثنائية، يتهم ثورة الأرز بالخيانة وبالارتباط بإسرائيل وأميركا… خوّن أكثرية شعبه (وهو مصدر الميثاقية) وامتدح الوصاية السورية نظاماً وشعباً ودولة عند انسحابها من لبنان بعد ثورة الأرز. وهو على حد علمي، أول حزب في العالم يشكر دولة وصية أو محتلة على بلاده ارتكبت كل أنواع الانتهاكات والتسلط والاستبداد. والسؤال المحير: كيف “يفتخر” هذا الحزب بتحريره الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، ويمتدح وصاية احتلالية خارجية لبلاده: بارنويا، فصام شيزوفرانيا، جنون؟ لا! فالحزب اصلاً هو تركيبة خارجية من أوله إلى آخره. وهذا ما أكده “سيد المقاومة” حسن نصرالله عندما قال “نعم! نحن مع إيران: هي تعطينا كل شيء، المال والسلاح والمأكل والمشرب..” ولمَ لا المواقف! بل “انا جندي في جيش ولاية الفقيه”.

جبل الميثاقية

فموقفه هذا هو “ذروة” الميثاقية، وجبلها وشوامخها! أو حزب مجانين؟ لا! ونعم! مجانين حقد على بلدهم ومجانين ارتهان للخارج… فلمَ لا تكون الميثاقية صحوة بين الجنونين وبين الانفصامين….؟ لا! وها هو يُمعن في احترامه للآخر في محيطه وفي جواره وأبعد منهما: فبعد تخوين الذين حرروا لبنان من الوصاية السورية ها هو مُتهم باغتيال الحريري، أحد أعمدة الميثاق الوطني والزعيم الأهم لشريحة كبرى في لبنان: ثم اتهم باغتيال أو بالمشاركة في اغتيال رموز من 14 آذار: فهؤلاء خرجوا على “الميثاقية” وعلى كل “خائن” ان يعاقب بالإعدام (ما عدا طبعاً عملاء اسرائيل وعلى رأسهم فايز كرم) . أكثر: خوّن المحكمة الدولية وصورها دمية اسرائيلية وأميركية. بعدما وافق على انشائها! وعلى اساس “ميثاقيته” اخفى المتهمين الأربعة بقتل الحريري، وطوبهم قديسين، انها العدالة. والعدالة اليوتوبية أكبر من القوانين… تخدم “المقاومة” وليس العكس! بل تخدم القضية المركزية… بل تخدم الاله الواحد!

 المسلسل

ومسلسل ميثاقية الحزب لا ينتهي: فها هو الحزب يقرر (أقصد تُقرر إيران وبشار الأسد) اختراق الخط الأخضر واختطاف جنود اسرائيليين. انها الحرب “الميثاقية” ان تلحق العدو إلى أرضه وتستدرجه إلى أرضنا. رائع! وعلى هذا الأساس انفرد بالقرار وبالتنفيذ، من دون علم الدولة والجيش والحكومة ورئيس الجمهورية والبرلمان. وانها من اروع تجليات الميثاقية ان يتفرد حزب بشن حرب على دولة خارجية. ذلك لأنه حزب “استقلالي” (وان مرتهناً للخارج) وسيادي في أعماله (وان كان عميلاً للخارج) فاذا كانت كل هذه الدولة، بمتعرجاتها ومندرجاتها لا “تملأ عينيه” وهو أكبر منها، واذكى من كل رجالاتها واعظم من شعبها فلماذا عليه ان يأخذ منها إذناً. فهذا الإذن بالذات منافٍ للميثاقية! والفصل الثاني من مسلسله “الحربي” وانتصاره الالهي”. ولتغطية حماقته ومغامراته التي تسببت “بدمار مخيف” للبنان، وبـ 3451 بين قتيل وجريح، ها هو يدين كل من آوى النازحين من أهالي الجنوب والضاحية … وصولاً إلى القصير (بعد ذلك!) خوّنهم! …. وخوّن الحكومة التي وصفها الرئيس بري اثناء حرب إيران بوكالة الحزب، بانها حكومة “ديبلوماسية المقاومة!” وترسيخاً لميثاقية هذه الظاهرة السرطانية في لبنان، ها هو يشنّ حرباً شارونية (شبهت بالغزوة الصهيونية عام 1982) على بيروت والجبل في 7 أيار طلباً هذه المرة لانتصار الهي على أهله! فالسلاح الذي “قاتل” به اسرائيل ها هو يوجه اليوم (باسم الميثاقية) على اللبنانيين” فكأنه من ناحية يتساوى مع شارون في همجيته البربرية، ويساوي من ناحية أخرى بين الاسرائيليين واللبنانيين: فهما باتا “الأعداء”: الأوائل ما عادوا من أولوياتنا، أي اسرائيل اما الآخرون (أي اهله) فهم باتوا من أولوياتنا: سنعلمهم كيف تكون ميثاقية الدم (ماو تسي تونغ عندما افلت سراياه وحرسه الأحمر ليثير فتنة بين الصينيين سمى ذلك “عقد الدم” أي تلوث أيدي الجميع بالدم)… انه حقاً حزب ميثاقي. فلسان حاله يقول: “أو ليس باسم الميثاقية صوت مجلس النواب اللبناني على “اتفاق القاهرة” وكرس “فتح لاند! أوليس باسم الميثاقية اخترقت منظمة التحرير الشعب فقسمته في حروب أهلية؟ أوليس باسم الميثاقية دخل الجيش السوري إلى لبنان لينقذ فئة تعارض ميثاقية عرفات؟ ونحن ولولا كل هذه الميثاقيات السابقة أكنا اسّسنا حزبنا “الميثاقي”؟ وكما أيدت شرائح من اللبنانيين وجود السلاح الفلسطيني والمقاومة والجيش السوري وحتى الجيش الاسرائيلي فلماذا لا نكون نحن الميثاقيين الجدد برعاية إيران؟ أو في أدنى الحدود “مجدّدي المواثيق القديمة”؟ لكن، لكل تلك الممارسات، ها هو الحزب، وبقرار إيراني، ينتقل لمحاربة الشعب السوري العربي. فاذا كان الحزب استجر اسرائيل إلى لبنان فها هو يستجر مقاتليه إلى الخارج (انه عقد الدم) وفي المناسبتين ذروة الميثاقية. ومن اجل تعزيزها رفع شعاراً طائفياً “حماية مقام السيدة زينب”! وبهذا الشعار نقل الحروب السورية بين شعب يريد اسقاط نظام طاغٍ إلى حرب أهلية بين السنة والشيعة، وبين العرب والشيعة. “عَرْبَن” ميثاقيته ثم دوّلها! وكلنا يذكر تصريحات سيد الحزب وأبواقه “نحن لا نحتاج إلى اذن من أحد”، و”لا نكترث لرأي أي أكثرية ولا لإجماع”. أي القفز فوق كل الإرادات والقوانين والأعراف… واعلان حرب على شعب عربي شقيق امتد إلى شعوب أخرى في العراق واليمن والبحرين. إذاً الميثاقية اللبنانية انتقلت من لبنان ذي وجه عربي إلى لبنان ذي وجه فارسي…

الانتخاب

لكن المحطة المعبرّة أيضاً ظهرت أولاً في عدم التجديد للرئيس ميشال سليمان على غرار بطل المقاومة والممانعة إميل لحود… ثم تعطيل انتخاب رأس جديد. هذه “المبادرة” الرائعة، هي أيضاً من مظاهر الميثاقية. البلد الوحيد في العالم الذي ليس فيه رئيس للجمهورية. لكن من قال ان الحزب يدق مساميره في نعش الدولة! لا! فالحزب تمسكاً منه بالدولة لا يريد أن يكون لها رأس: الذريعة جاهزة “انتخاب” الجنرال عون او لا رئيس. هنا بالذات نستشف دور السيد حسن نصراالله “المرشد” (على غرار مرشده الإيراني) فهو عيّن مؤخراً كل طاقم الدولة: عون رئيساً، وبري رئيساً للبرلمان، والحريري اقتراح مشروط. يعني ذلك انتخاباً بلا انتخاب. او انتخاباً بلا تصويت. فالمرشد المحلي هو يختار البرلمان والحكومة والرئاسة. وها هو الحزب يفلت “أبواقه” : “المستقبل” يدمر الميثاقية لأنه لا ينتخب عون الذي عينه هو. يعني رئيساً وعليك ان تخضع وتصوت له لكي تكون ميثاقياً. أكثر: انه ايضاً حامي الدستور فكل ما ارتكبه في العقدين الماضيين يعزز دستورية القوانين! كل ذلك لإبقاء الرئاسة رهينة عند إيران، هي التي تقرر تحريرها او اعدامها! كل ذلك التشبث المفتعل الشكلي بعون ما هو سوى ذريعة للتعطيل. فلا هو يريد عملية الانتخاب ولا انتخاب عون نفسه. حزب واحد يعطل كل شيء في البلاد، ويتهم سواه بالتعطيل. حزب واحد يبرئ ايران من هذه الجريمة الميثاقية ويلصقها بالسعودية واسرائيل (حليفته الأثيرية) واميركا شريكة مرشده في الغزو الأميركي للعراق والآن شريكته في الحرب على العراق… انها لعبة مكشوفة لا توحي بقوه هذا الحزب بل بهشاشته، لا سيادته بل بخضوعه . فكل حزب عميل هو هش لأنه مرحلي (اين هي كل تلك الميليشيات الطائفية التي دمرت لبنان وقسمته!) انه حزب “العابرين” (على قولة محمود درويش عن اسرائيل). ونظن انه كما شهدنا نهاية كل الميليشيات والاحتلالات والوصايات، فها بدأت نذائر نهاية الحزب. انها من اعراض الخسوف. وها هي إيران في الصفوف الخلفية في سوريا بعد روسيا. والحزب في مؤخرة المؤخرات بات دوره كدور حملة الطبول في الحروب القديمة. مع هذا، فهو متشبث بعقدته اللبنانية: ربما لن يبقى لنا سواه، لكي ننتقم لكل هزائمنا الالهية. فلمَ تكون “الانتصارات الهية، ولا تكون الانكسارات مثلها؟”.

لبنان وطن نهائي

وعلى هذا الأساس، ومن خلال هواجس الشر والتدمير الذاتي والسادية والمازوشية يُبقي لبنان في عنق الزجاجة المكسورة. رهينة مخطوفة ترافق احتجازه اهازيج وهللويا ودفوف تمتزج فيها الأصوات بالدماء، ونعوش الموتى ومشاعر الخوف على البلد كله. فالبلد مؤجل “وموَّقت” ومحرّم ومنكوب بحزب تغطي جنونه الاستئثاري التسلطي شعارات “الميثاقية”. وأخيراً نقول للحزب “وجودك بالذات هو تدمير كل ميثاقية ودستور وارادة شعب وتقدم ونهضة وازدهار وتنوير! فالحزب الذي يعتبر نفسه ممثلاً “للميثاقية الإلهية” هو الحزب الذي يتنافى وجوده مع كل القيم الحضارية والوطنية والسياسية والديموقراطية.

فأهلاَ بحزب الميثاق الالهي الذي “يموثق” بالخراب كل الأعراف والعلاقات والوشائج والانتماءات الوطنية… وحتى الدينية! .. وأخيراً لا آخراً أهلاً بالحزب الذي آمن بالميثاقية الأساسية التي أجمع عليها اللبنانيون في “الطائف” والتي تتمثل بأن “لبنان وطن نهائي” لكل أبنائه! أو وطنك الميثاقي هو لبنان النهائي… أو لبنان المبيع أو المستعار… أي إيران بمشاريعها الصهيونية التوسعية؟

 

هل دفعت عين التينة الرابية نحو الخطة “ب”

ميشال نصر/ الديار/04 أيلول/16

لا شيء يوحي حتى الساعة بأن المخارج للازمات التي تعاني منها البلاد باتت قريبة، مع سقوط كل المبادرات المطروحة، وآخرها اعادة احياء طرح السلة من صور، حتى كادت كل الحركة الداخلية والزيارات الخارجية تندرج في إطار تمرير الوقت في انتظار القرار الدولي-الاقليمي القادر على إعادة تركيب الخريطة السياسية اللبنانية المبعثرة والحل والربط في الامور العالقة. واذا كان حجم المشاركة الجماهيرية الحاشدة واضحا لا يحتاج الى تحليل ولا الى تأويل فان ما قاله استاذ عين التينة شرحت مضمونه القوى السياسية والتقطت شيفراته، كل على هواها رامية الكرة في ملعب غيرها. فلا التيار الوطني الحر اعتبر نفسه معنيا بالكلام، اقله علنا، ولا تيار المستقبل رأى في الحديث حول الدلع السياسي انه المقصود، رغم اصابة خطاب صور لاكثر من تيار واضعا الجميع امام مسؤولياتهم عشية جلسة الحوار الوطني وما يرافقها من تهديدات.

فقنبلة “الدلع السياسي”، كانت كفيلة في خلق جدلية بين الفريقين المعنيين به، برتقاليون اعتبروه موجه للزرق، بدليل الاتفاق بين الرابية وعين التينة على قانون انتخابات نيابية ينطلق من المختلط طارحا تحسين بعض المقاعد المسيحية، في مقابل تيار المستقبل التي وجدها تنطبق على المعطل والمهدد بالنزول الى الشارع، رغم اقراره بأن خلاصة كلام بري أن لا افراج عن الرئاسة من دون مكاسب سياسية. البرتقاليون الذين فوجئوا “بخرق” الاستاذ لاجواء التهدئة مع الرابية، والتي عمل على خطها وزير التربية، عبر اعادة طرحه “سلة التوافق الثلاثية” لحلّ الأزمة الرئاسية،الساقطة اساسا مسيحيا وسنيا، ولا تحظى بغطاء دولي وفقا لاولوياتها، انتقلوا الى الهجوم في “المعركة المصيرية” التي يخوضونها، عبر فتح ابواب التواصل مع معراب على مصراعيها، لانتزاع الموافقة القواتية على التحرك التصعيدي الذي يزمعون المضي به في الأيام المقبلة، من جهة، ولحشر الحلفاء في زاوية اتفاقهم على مشروع قانون انتخاب واحد، محصنين بذلك خاصرتهم المسيحية، التي دعا الحكيم الى تعزيز مصالحاتها، قبل الشروع في الخطوات المقبلة، وان كان الموقف الذي حمله رياشي الى الرابية متحفظاً عن المواجهة التي يخوضها عون ضد التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي.

بري الذي تحاشى مهاجمة مباشرة او مداورة، لم يحل دون “ان تنعر مسلته الباط العونية، ما اعاد تفعيل محركات الحارة من جديد، املا في “احباط” “الرغبة العونية بإسقاط طاولة الحوار الاثنين، تمهيدا لتحويل الحكومة الى حكومة تصريف أعمال عشية سفر رئيس الحكومة تمام سلام الى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة، ما قد يسبب ضررا بالغا لجهة ما قد يحصل عليه لبنان من مساعدات في موضوع اللاجئين السوريين، وهو ما سمعه المسؤولون اللبنانيون بوضوح من المبعوثين الدوليين، رغم ان مصادر التيار تؤكد ان لا مقاطعة للحوار بل مشاركة واصرار على اولوية طرح مبدأ الميثاقية وتفسيره الدقيق كبند اساسي على الطاولة، على ان يبنى القرار بالنسبة للاستقالة من الحكومة في ضوء نتيجة الطعن المقدم لدى الجهات القضائية المختصة، واستنادا لطريقة تعامل الاطراف في الجلسة المقبلة.

من هنا تكشف مصادرالمستقبل انه على رغم من ان الهدف من السلة قد يكون اخراج المأزق الرئاسي من عنق زجاجة الرابية التي تحتجزه من خلال مكاسب سياسية تقدم لـ “الجنرال” مقابل انتقاله الى الخطة “ب” غير الواردة في اعتباراته حتى الساعة، الا ان تيار “لن يُلدغ من الجحر مرتين” وليس في صدد القبول بالعروض التي يقدمها قادة هذا الفريق، والا كيف تمكن قراءة عرض السيد نصرالله الاخير بالتساهل في قبول عودة الرئيس الحريري الى السراي في مقابل القبول بوصول العماد عون الى بعبدا مع ثبات عين التينة للرئيس بري، كاشفة ان اي تنازل قد يستخدم في بازار المصالح الاقليمية لن يقدم بعد اليوم، فضلا عن ان انتخاب الرئيس لم يكن يوما مرتبطا بأي استحقاق آخر لانه سيّد الاستحقاقات ووضعه في سلة تربط مصيره بأمور اخرى ادنى اهمية يسدد ضربة للدستور الذي لا تحتمل نصوصه الشديدة الوضوح اي تأويل. في المبدأ مرت كلمة الرئيس بري برداً وسلاماً على السياسة في لبنان. فلا الرابية ولا بيت الوسط معنيون بالانتقادات التي وجهت، ليبقى السؤال الابرز: هل هناك قدرة لاحد على اجتراح حلول بالمفرق؟ فلماذا اذن نفشل في انتخاب رئاسة الجمهورية؟ ولماذا تتأخر ولادة القانون الانتخابي؟ الاكيد ان لا قدرة اضافية للبلد على تحمل المزيد من التعطيل ولا رهن مساراته المؤسساتية بالتسويات الاقليمية.

 

جلب الأسد إلى لبنان

أحمد عياش/النهار/04 أيلول/16

لولا تخاذل إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في قضية إستخدام نظام بشار الاسد السلاح الكيميائي بحق الشعب السوري قبل أعوام لكان الاسد اليوم خلف قضبان سجن العدالة الدولية. وحتى هذه اللحظة لا يزال هذا النظام متورطا في جرائم موصوفة كان آخرها قبل أيام عندما دعت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الى فرض عقوبات على دمشق بعدما أكد التحقيق أن جيش الاسد شنّ هجومين كيميائيين في عاميّ 2014 و2015 على بلدتين في محافظة إدلب هما تلمنس وسرمين. وكالعادة برز الفيتو الروسي في مجلس الامن ليحمي القاتل.

في الساعات الماضية، أصدر القاضي آلاء الخطيب القرار الإتهامي في قضية تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس وقد تضمن القرار تسمية ضابطين في المخابرات السورية المخططين والمشرفين على عملية التفجير وهما النقيب في فرع فلسطين في المخابرات السورية محمد علي علي والمسؤول في فرع الامن السياسي في المخابرات السورية ناصر جوبان. وليس هناك من حاجة للتفتيش عمن يجب أن يوجه اليه الاتهام لإصداره الامر بتنفيذ الجريمة المزدوجة والتي أدت الى إستشهاد أكثر من 45 وجرح 500 آخرين في 23 آب 2013 على رغم ان القرار الاتهامي للقاضي الخطيب يقول "ان الامر قد صدر عن منظومة امنية رفيعة المستوى والموقع في المخابرات السورية". في السجن يقبع الوزير السابق ميشال سماحة في قضية نقل متفجرات لتنفيذ مخطط أرهابي في الشمال أيضا. أما البطل الحقيقي للمخطط فهو اللواء السوري علي المملوك الذي يداوم خلف مكتبه في دمشق. لكن في كلتا قضيتيّ المسجدين وسماحة نحن امام الاسد الذي يتحمّل المسؤولية مباشرة. في تغريدته امس عبر حسابه على تويتر قال الرئيس سعد الحريري: "... سنتابع جهود القاء القبض على المتهمين من أدنى قتلتهم إلى رأس نظامهم المجرم". والطريق الى هذا القصاص العادل معروف في كل الشرائع الدولية. ولنا شاهد هنا، هو المطالبة المستمرة بالاقتصاص من الرئيس الليبي معمّر القذافي جراء إرتكاب أجهزته إخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه قبل 38 عاما على رغم ان القذافي أصبح تحت التراب. قبل أيام كشف النائب مروان حمادة أن وزير الاشغال السوري حسين عرنوس بعث اليه ببطاقة دعوة لحضور معرض إعادة إعمار سوريا في 7 أيلول الحالي بدمشق في حين كان حمادة يتلقى سابقا مذكرات جلب بحقه من النظام السوري. لا ضير في أن يخطو القضاء اللبناني خطوة في إتجاه إصدار مذكرة توقيف وجاهية بحق الاسد. وإذا كان هناك من وسيلة لتنفيذ المذكرة فلتكن على شاكلة بطاقة دعوة الى حضور جلسة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية على ان يكون القضاء اللبناني في إنتظار الاسد لتوقيفه. قد يكون هذا الكلام ضربا من الخيال، لكن الواقع هو ان الطغاة يتساقطون والاسد لن يكون إستثناء وهو من دمّر سوريا.

 

التضحية بأكراد سورية

الياس حرفوش/الحياة/04 أيلول/16

هل كانت معركة تحرير منبج من تنظيم “داعش” هي الفخ الذي وقعت فيه التنظيمات الكردية المقاتلة في سورية، والذي دفع القوى التي كان صعباً أن تأتلف على شيء في مواقفها من الأزمة السورية، الى الائتلاف ضد الأكراد؟ منبج فتحت الطريق الى معركة جرابلس. ومثلما كانت معركة منبج كردية بامتياز، بغطاء أميركي، وبقوات كردية في معظمها، من “سورية الديموقراطية”، كانت معركة جرابلس معركة عربية بامتياز، وبغطاء أميركي أيضاً، وبقوات من المعارضة السورية، في مقدمها “الجيش السوري الحر”، الذي حظي علناً هذه المرة بدعم تركي، وعلى لسان رجب طيب أردوغان نفسه. حصل هذا كله بعدما رفعت الولايات المتحدة الغطاء عن حزب “الاتحاد الديموقراطي” و”وحدات حماية الشعب”، ودفعتهما الى الانسحاب الى ما وراء شرق نهر الفرات، في تجاوب كامل مع الرغبات والمخاوف التركية من الكيان الكردي على حدودها الجنوبية، الذي تخشى أنقرة أن يكون صالحاً لنقل العدوى الى ما وراء الحدود.

ليست المرة الأولى التي يطلع فيها الأكراد “من المولد من دون حمّص”، كما يقول المثل العربي، الذي لا بد أن له ترجمة كردية. كانوا في طليعة من حارب “داعش”، بدءاً من كوباني، التي يفضل العرب أن يسمّوها “عين العرب”. كان ذلك في وقت كان “داعش” من فبركة النظام السوري وإنتاجه، ولم يكن كثر مهتمين باقتلاعه من المواقع التي كان يتحصّن فيها ولا يزال، وفي مقدمها بالطبع “العاصمتان”، الرقة والموصل. كانت إدارة أوباما تعتبر الأكراد الحصن المنيع في وجه هذا التنظيم، وكان يمكن أن يُسمح لهم بالاستمرار في القيام بهذه الوظيفة المفيدة للجميع، لولا شعور دول الإقليم ومعها كلّ من الولايات المتحدة وروسيا، بأن الزرع الكردي في الشمال السوري لا بد أن ينتهي الى موسم حصاد، على صورة حكم ذاتي في أبسط الأحوال، أو استقلال كامل، في أكثر الأحوال مبالغة. وهذا ما أيقظ أردوغان، الذي لم تقلقه من قبل معركة كوباني، ولا أقلقته مواجهات الحسكة بين الأكراد والجيش السوري والتقدم الكردي في تلك المنطقة، غير أنه بعد انتصار الأكراد على “داعش” في منبج وتقدّمهم في اتجاه جرابلس، وجد أردوغان نفسه مضطراً الى الدخول مباشرة في المعركة مع التنظيم الإرهابي، فقد اعتبر أن هذه المواجهة هي الثمن الذي لا بد من دفعه لتحجيم الأحلام الكردية داخل سورية، وبالتبعية داخل تركيا كذلك.

من كان يتوقع أنه في غفلة عن الأكراد، يمكن أن يأتلف كلّ من الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا ونظام الأسد، وسط صمت عربي، بحجة مواجهة “داعش”، كأن الأكراد هم الذين كانوا يعيقون هذه المعركة، مع أن الإشادات كانت تنهال عليهم في السابق لأنهم حرروا مدناً من التنظيم وعملوا على إعادة أهلها إليها، بل إنهم في معارك سنجار التي وقع فيها الإيزيديون، أطفالاً ونساء ورجالاً، ضحايا التنظيم الإرهابي، كانوا هم الذين فتحوا بيوتهم لمن تمكنوا من النجاة من تلك الجرائم والأهوال. فتح الأكراد طريق المصالحة بين أنقرة وموسكو، كما سهّلوا قبول رجب طيب أردوغان بإقامة لبشار الأسد، قد تطول أو تقصر، في قصر المهاجرين. وفتحوا طريق التفاهم الروسي – الأميركي على تسوية في سورية، ستكون على حساب أحلامهم، كيفما حصلت. وهذا كلّه لأن إعادة رسم الخرائط في المنطقة قد تشمل تفكيكاً لمكوناتها الداخلية، وكيانات ذاتية على قواعد طائفية أو مذهبية، لكن من المستبعد أن يتيح هذا التفكيك احتمال كيان كردي على أية صورة. فهذا البعبع ما زال يخيف دول الإقليم. وباستثناء الظروف الخاصة للتجربة الكردية في شمال العراق، يصعب تصوّر ما يماثلها في الظروف الحاضرة، في كل من سورية وإيران، ولا بالتأكيد في تركيا. على هذه النقطة يلتقي الجميع على التضحية بالأكراد، بل والتآمر عليهم إذا اقتضى الأمر.

 

زمن الوهن السني… زمن الفتنة

خالد الدخيل/الحياة/04 أيلول/16

هل هناك وهن سنّي؟ ولماذا سنّي تحديداً؟ وإذا سلمنا بذلك فما علاقته بالفتنة؟ علامات الوهن السنّي باتت واضحة، وتبدو مقلقة لمن ينظر هذه الأيام إلى الوضع العربي والإسلامي، سواء من زاوية دينية، أم زاوية سياسية علمانية. من هذه العلامات أن الدول العربية تتعرض لهجمات متتالية، من الداخل والخارج، ومع ذلك تبدو عاجزة ومرتبكة فكرياً وسياسياً. هذه الدول، التي تحكم غالبيتها مجتمعات غالب أهلها من السنّة، في حال انقسام سياسي صامت، لكنه عميق ومربك. ويأتي هذا الانقسام في أحرج لحظة يمر بها العرب في تاريخهم الحديث، فالمجتمعات العربية تواجه انفجارات آيديولوجية وسياسية وإرهابية من الداخل، وهجمات من الخارج، دول تنهار ومهددة بالتقسيم، وأخرى تقاوم حال خوف تزحف إليها! في مثل هذه الحال يصبح الانقسام أكثر إرباكاً ومدعاة إلى القلق، لأنه يفرض نفسه فرضاً في لحظة حرجة أول وأهم متطلباتها وضع الاختلافات ومسببات الانقسام جانباً إلى ما بعد تجاوز العاصفة. العلامة الأخرى، أن المؤسسات الرسمية للفكر السنّي تبدو في حال جمود وشلل واضحين. كأنها فقدت القدرة على المبادرة والتجديد. في مقابل ذلك، ونتيجة له جرى اختطاف هذا الفكر من تيارات وميليشيات متطرفة صارت لها أسماء وكيانات لا يمكن تجاهلها، لكنها كلها تقع بمسمى “الجهادية السلفية السنّية” مقابل الجهادية الشيعية. العلامة الثالثة أن هناك مواقف نقدية حادة أحياناً ضد السلفية، والجهادية السلفية، وضد “الإخوان” على نطاق واسع، بعضها رسمي، وبعضها الآخر ليس رسمياً، لكنها مواقف لم تتجاوز مستوى الهجاء، فشلت في أن تتمخض عن أطروحات متينة تقدم بديلاً عن هذا الفكر الذي أشبعته هجاء، أو مخرجاً للانسداد الفكري الذي انتهت إليه السلفية ومعها “الإخوان”. والأرجح أن السبب الرئيس وراء هذا العجز، أو التلكؤ في تقديم البديل هو سبب سياسي قبل أي شيء آخر. ولأن تبني بديل فكري بحجم ما هو مطلوب الآن يتطلب بالضرورة مراجعات واستدراكات وتنازلات سياسية من الجميع، وهذا المطلب متعذر الآن، يمكن القول إن هذا العجز يمثل بحد ذاته علامة رابعة على حال الوهن المشار إليها. العلامة الخامسة هي تعمق حال الارتباك بين العروبة والإسلام عما كانت عليه قبل المرحلة الحرجة، وبين الوطنية والعروبة، والإسلام والوطنية، وبالتالي بين الدولة والدين، وبين الطائفة بوصفها منتمى مذهبياً والدولة بوصفها منتمى مدنياً، وبين هذه الطائفة والإسلام باعتباره منتمى حضارياً يتسع للجميع. وأكثر المرتبكين هنا هي الدولة العربية بمؤسساتها السياسية والدينية والثقافية. وعندما ترتبك الدولة يرتبك الجميع. آخر مؤشرات الوهن ما صدر عن المؤتمر الذي عقد الأسبوع الماضي في غروزني الشيشانية، وتحديده أهل السنّة والجماعة عقدياً بالأشعرية والماتريدية، وفقهياً بالمذاهب السنية الأربعة، وإخراج المدرسة السلفية و”الإخوان” من هذا التحديد. وهذا في حقيقته موقف سياسي مشبوه، يعبر عن سذاجة باذخة من حيث أن من يعتبرون أنفسهم ينتمون إلى أهل السنّة والجماعة يتبرعون بتذرير جماعتهم على أسس مذهبية بما يفاقم حال الانقسام ويغذي الفتن بين أهلهم أولاً، ومع الجماعات الأخرى ثانياً.

لعل أفضل من تناول هذا المشهد وأكثر من كتب ويكتب عنه باستمرار هو المفكر اللبناني العربي رضوان السيد. ففي ورقة طويلة له (أكثر من تسعين صفحة) لم تنشر بعد، يجمل صورة للمشهد استخرجها، إلى جانب ما تقوله الأحداث والتطورات، من أدبيات ستة مؤتمرات إسلامية، ما بين آذار (مارس) ونيسان (أبريل) 2014، على النحو الآتي:

1- أنّ الإسلام (السنّي) انفجر في أيدي السلطات والمؤسَّسات الدينية معاً.

2- أنّ هذا الانفجار مضى ويمضي في اتجاهين: التشدد والتطرف والعنف، بعنوان السلفية (الجهادية)، والإسلام السياسي.

3- أنّ ذلك تزامَنَ مع هجمة إيرانية على العرب والمسلمين الآخرين، استُخدمَ فيها التشيُّع (العربي)، الذي يقود جماعاته المسلَّحة “الحرس الثوري” الإيراني.

4- أنّ هذه الظواهر وضعت الإسلام والمسلمين في مواجهة مع العالم، فصار الإسلامُ مُرادفاً للإرهاب. وزاد الطين بِلَّةً تبرع إيران للمجتمع الدولي بمساعدته في مكافحة الإرهاب (السنّي التكفيري) الذي تقاتله الآن في العراق وسورية واليمن ولبنان!

5- أنّ المطلوب أن تتدخل الدول، بالتعاون مع القيادات الدينية، لحماية المجتمعات وصَون الاستقرار، وإعادة العلاقات بالعالم إلى سويتها، والتصدّي لإيران التي تتغوَّل في المجتمعات العربية، مستهدفة وحدتها واستقرارها من طريق تلك المجموعات المسلَّحة باسم المذهب.

يقترح الدكتور رضوان مخارج عدة من هذه الحال، أحدها إعادة بناء المؤسسات الدينية، التي كما يقول: “ضعُفت كثيراً في المرحلة الماضية، لوقوعها بين الأنظمة العسكرية والأمنية من جهة، والأصوليات من جهة ثانية”. لذلك ظهرت هذه المؤسسات بعد ثورات الربيع “في إحدى ثلاث حالات: حال الضعف الشديد إلى حدود الاختفاء، مثل سورية والعراق وليبيا والجزائر والسودان والصومال. وحال القوة المتوسطة والقليلة الفعالية، مثل تونس ولبنان والأردن وموريتانيا وجيبوتي. وحال سلامة البنية، مع وجود عوائق كثيرة، وافتقاد روح المبادرة والرسالة، وهذه الحال تنطبق على الأزهر والمؤسسة الدينية السعودية والمؤسسة الدينية المغربية. لقد أظهرت مؤسسة الأزهر قدرات معينة على الفعالية والفعل عبر بياناتها ومبادراتها. وتنشط المؤسسة الدينية المغربية في شتّى الاتجاهات، وهي تهدف إلى التسكين المجتمعي، والتحديات، التي واجهتها لهذه الناحية، أقلّ من تلك التي واجهها الأزهر. أما المؤسسة الدينية السعودية – على رغم ضخامتها وإمكاناتها – فإنها تبدو مقسَّمة الروح، ولا تسعى الى أهدافٍ واضحة، في هذه الفترة على الأقلّ. إنّ المؤسسة الدينية السعودية ضد التطرف على وجه القطع. لكنها لا تتحرك من أجل الإنقاذ والتغيير”.

ما يقوله السيد عن حال الضعف التي باتت تعاني منها المؤسسات الدينية الرسمية لأكبر الدول العربية، علامة أخرى، لافتة، على حال الوهن السنّي في هذه المرحلة. كانت هذه المؤسسات في الماضي هي الأكثر نشاطاً وفعالية. وكانت تمثل مرجعيات يصعب جداً تجاوزها أو الاصطدام بها. والسؤال: ما الذي حصل لهذه المؤسسات؟ وهل لتراجعها الآن علاقة بالحال السياسية التي تمر بها الدول العربية؟

أعود إلى السؤال الثاني الذي طرحته في مستهل هذه المقالة: لماذا السنّي تحديداً؟ ألا ينطوي هذا على منحى طائفي؟ هذا يعتمد على زاوية الرؤية. فمن ناحية بات الصراع الطائفي جزءاً من واقع الحال الإسلامية. ولتغيير حال هذا الواقع المزري لا بد من مواجهته كما هو، ومن السذاجة تفادي ذلك. كل محاولات تفادي مواجهة هذا الواقع شكلت غطاء ساعد في تفاقمه. صحيح أن إيران نجحت في الدفع بالأمور في هذا الاتجاه. لكن الطرف العربي ساهم أيضاً سياسياً بوهنه وانقساماته، الأمر الذي فتح الباب أمام تفشي الأصوليات التي تعمل على مواجهة الطائفية الإيرانية بطائفية مقابلة. وهذا طبيعي، فتراجع دور الدولة وترددها يشجع الانقسام والأطروحات الطائفية. إذا كانت المساهمة العربية جاءت من خلال الانقسام وضعف الدولة، فالإسهامات الإيرانية جاءت من خلال وحدة الدولة والمذهب، وليس بالضرورة قوة الدولة. هل يقتضي هذا التوحد العربي مذهبياً؟ طبعاً لا. التعددية مزية. أهل السنّة ليسوا طائفة، وحجمهم الديموغرافي والتاريخي الكبير يؤهلهم للخروج من حال الجمود والشلل الفكري والسياسي، وسحب الورقة الطائفية من يد إيران بمشروع وطني لدولة مدنية جامعة تفعّل مزية التعددية، وتعطل قدرة هذه التعددية على الانقسام والارتباك. غياب هذا المشروع تسبب في الشلل الذي ساهم في ظهور الفتنة وتماديها.

 

مصالحة أم تهدئة بين القاهرة وأنقرة؟

محمد هاني/الحياة/04 أيلول/16

جدّدت تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، عن “محاولة جادة لتطبيع العلاقات مع مصر وسورية”، التكهنات بمصالحة قريبة بين القاهرة وأنقرة ترمّم العلاقات المتدهورة منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في العام 2013. هذه التكهنات عززتها انعطافة أنقرة الحادة، دولياً وإقليمياً، في أعقاب الانقلاب الفاشل في تموز (يوليو) الماضي، والتي تجسدت ذروتها في الاعتذار لروسيا عن إسقاط طائرتها ومشهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الكرملين بعد أسابيع من التراشق الحاد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما جعل تكرار اللقطة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يبدو أمراً وارداً. كما أن تصريحات يلدريم عن العلاقات مع مصر سبقها تصريح مماثل له قبل الانقلاب وتصريحات لمسؤولين أتراك كرروا المعنى نفسه في الشهور الماضية. بل إن التهدئة مع القاهرة كانت مطروحة في نقاشات داخل حزب “العدالة والتنمية” الحاكم منذ العام 2014 بعد انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، على ما كشفت رسائل داخلية للحزب سرّبها “ويكيليكس” في تموز الماضي. هذا بخلاف رفض المعارضة التركية التي يسعى أردوغان إلى التقارب معها بعد محاولة الانقلاب، طريقة تعاطيه مع مصر، خصوصاً حزب “الشعب الجمهوري” الذي زار وفد من نوابه القاهرة في آذار (مارس) الماضي، بقيادة نائب رئيسه أوزتورك يلماز.

على أن هذه العوامل لا تكفي للدفع باتجاه مصالحة شاملة يبدو ثمنها أكبر من قدرة الطرفين على تسديده. فالمصالحة التركية مع روسيا كانت ضرورة فرضتها حاجة أنقرة الملحّة إلى ضوء أخضر لا غنى عنه من موسكو الممسكة بزمام الأمور في سورية، قبل إطلاق عملية “درع الفرات” لوقف تمدّد الأكراد. وحتى الإشارات التركية باتجاه النظام السوري تنطلق من رغبة في معالجة أزمة داخلية ضاغطة في المقام الأول. أضف إلى هذا، أهمية أثر العقوبات الروسية التي أعقبت سقوط الطائرة، في الشراكة الاقتصادية الكبيرة مع تركيا، بدءاً من السياحة مروراً بالتبادل التجاري وصولاً إلى مشروع خط نقل الغاز.

لا تتوافر هذه الشروط في حالة العلاقات المصرية – التركية، فالقاهرة لا تملك أوراق تأثير قادرة على تغيير التوازنات في أي من الملفات الإقليمية المهمة لتركيا، باستثناء الملف الليبي الذي لم يعد أولوية ملحّة لأنقرة المنشغلة بترتيب الأوضاع داخلياً وعلى الحدود مع سورية.

وبالمثل، ليست لدى أنقرة أدوات ذات أهمية للضغط على النظام المصري الذي تمكن شيئاً فشيئاً من انتزاع اعتراف دولي بشرعيته بعد إطاحة حكم “الإخوان”، ما يعني تجاوز أهمية الاعتراف التركي به، وهو ما قد يفسر استقبال القاهرة حديث التطبيع من أنقرة بفتور واضح.

وبخلاف إلغاء مصر اتفاق “الرورو” الذي كان يمنح البضائع التركية فرصة للالتفاف على دفع رسوم العبور من قناة السويس في طريقها إلى الخليج وأفريقيا، وهو اتفاق لا أفق لعودته حتى إذا تصالح البلدان، كان لافتاً أن العلاقات التجارية لم تتأثر بالخصومة السياسية. وحافظت تركيا على حصتها من الصادرات لمصر قرب مستوى 2 في المئة من إجمالي صادراتها، وهي نسبة لا فرصة لزيادتها في ظل أزمة مصر الاقتصادية التي جعلت تخفيض الواردات عموماً هدفاً رئيساً لخطتها للتعافي.

ليس لدى مصر وتركيا ما يمكن أن يقدمه أحدهما للآخر ثمناً للمصالحة في الوقت الحالي، فالقاهرة غير مستعدة لتلبية مطالبات أنقرة المتكررة بالإفراج عن قادة “الإخوان المسلمين”، وتعتبرها تدخلاً غير مقبولاً في شؤونها. كما لا توجد مصالح ضاغطة قد تدفع تركيا إلى تلبية طلب مصر طرد قادة الجماعة وإغلاق قنواتها التلفزيونية التي تبث من اسطنبول. بكلمات أخرى، لا دوافع ملحّة لدى القاهرة وأنقرة لمصالحة شاملة على النمط الروسي – التركي، ما يعني أن “المحاولة الجادة” التي أعلنها يلدريم قد لا تسفر سوى عن تهدئة فاترة توقف التراشق الكلامي وتضمن استمرار العلاقات الاقتصادية عند مستوياتها، وترضي المعارضة التركية الرافضة مقاربات أردوغان الإقليمية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 الراعي من حديقة البطاركة: النور الإلهي كفيل بتوجيه السياسيين لانتخاب رئيس وإيقاف الفساد

السبت 03 أيلول 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفال السنوية الثالثة عشرة لحديقة البطاركة في الديمان، الذي نظمته رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وشارك فيه الرئيس ميشال سليمان، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف ممثلا النائبين ستريدا جعجع وإيلي كيروز، العميد وليام مجلي ممثلا النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس، السيدة ماري مادلين الخازن ممثلة زوجها الوزير السابق وديع الخازن، الوزير السابق إبراهيم الضاهر، رئيس الرابطة المارونية النقيب أنطوان اقليموس ونائبه توفيق معوض، المدير العام للاسكان روني لحود، رئيس اتحاد بلديات قضاء الكورة كريم بو كريم، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا الزعني خير، رئيس اتحاد بلديات قضاء البترون مرسيلينو الحرك، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت أفرام، المدير العام للقصر الجمهوري الدكتور أنطوان شقير، مدير المراسم لحود لحود، رئيسة المشروع الأخضر غلوريا أبي زيد، رئيس المجلس الأعلى للخصخصة زياد الحايك، القاضي فادي النشار، رئيس المجلس الأعلى للتنظيم المدني الياس الطويل، مدير مكتب النائب السابق جبران طوق حنا طوق، المحاميان بطرس سكر وروي عيسى الخوري، رئيس "حركة الأرض" طلال الدويهي، رئيس مركز الانتشار اللبناني المحامي لوران عون، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي وحشد من أصدقاء الرابطة ورؤساء بلديات ومخاتير وأبناء المنطقة والجوار.

بداية الاحتفال مباركة مدخل حديقة البطاركة التراثي المنجز تقدمة بنك SGBL، في حضور السيد جورج صغبيني ممثلا رئيس مجلس إدارة البنك أنطون الصحناوي، فإلى ساحة كنيسة مار إسطفان حيث وضع البطريرك الحجر الأساس لمبنى اقامة جماعة Mission De Vie الرهبانية فجولة على مبنى معرض الوادي المقدس (تقدمة جوزف غصوب)، مبنى متحف الوادي المقدس (تقدمة سليم الزعني)، ثم بارك الراعي محطة مار يوحنا مارون، المحطة الثانية من سمبوزيوم الوادي المقدس (تقدمة اتحاد بلديات قضاء زغرتا برئاسة الزعني خير).

بعد ذلك وضع الحجر الأساس لمبنيي استراحة المسنين والمشغل الحرفي اللذين تقدمهما رابطة قنوبين، ثم نزولا الى داخل حديقة البطاركة حيث إزاحة الستارة عن تمثال البطريرك مخايل الرزي للنحات نصري طوق، تقدمة فارس دانيال، الذي ألقى كلمة حيا فيها البطريرك الراعي ومواقفه. وتعهدت عائلة طوني دانيال اقامة التمثالين الآخرين للبطريركين سركيس ومخايل الرزي. ثم كانت جولة في محطة الإنتشار الماروني (تقدمة ريتا غصن) اطلع خلالها الراعي على أعمال استكمال المحطة وتوسيعها وتأهيل واحات لإقامة رموز أبرشيات الإنتشار.

بعد ذلك احتفل الراعي بالقداس يعاونه المطرانان مطانيوس خوري ومارون العمار، الأباتي أنطوان ضو، الآباء بطرس عازار ونادر نادر وخليل عرب وطوني الآغا، رئيس عام الجماعة الرهبانية المارونية Mission de vie.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة حيا فيها جهود المطران العمار ورابطة قنوبين لجهة تحقيق أول وأكبر مشروع في تاريخ الكنيسة المشرقية هو مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، ولجهة عنايتها وتطويرها موقع حديقة البطاركة. وقال: "يسوع المسيح نور العالم، ونور كل إنسان فيه، أيا يكن دينه أو عرقه، وأيا يكن عمره وموقعه وحالته. فهو كالشمس للأرض ولجميع مكوناتها. هو نور كل واحد وواحدة منا: نور بشخصه وكلامه وأفعاله وآياته. فبمقدار ما نعرفه، ننفتح لنوره الذي يبدد كل ظلمات الحياة ويقينا من العثرات".

أضاف: "تحتفل الكنيسة اليوم بعيد الشهيد القديس ماما الذي إستشهد بسن الصبا، إذ كان يرعى الماشية ويناجي الله من خلال جمال الطبيعة التي هي صنع حكمته ومحبته. واحتفلنا أمس في الكرسي البطريركي في بكركي باليوم العالمي للصلاة من أجل حماية الطبيعة وخلائقها وبيئتها. هذه كلها تشكل المصدر الأول لمعرفة الله، وقد أرادها شهادة له مستدامة، توجب علينا أن نعرفه ونحبه ونستنير بكلامه، ونحافظ على جمال الخلق. يؤكد بولس الرسول في رسالته إلى الرومانيين: "إن معرفة الله ظاهرة فيهم، وإن خفيات الله، منذ إنشاء العالم، وقوته وألوهيـته الأبدية تراها مخلوقاته بالعقل، حتى لا يكون لهم عذر، لأنهم عرفوا الله، ولم يؤدوا له المجد والشكر، كما يجب لله. لكنهم ضلوا بأفكارهم، وأظلم قلبهم لئلا يفهم" (روم1: 19-21)".

وتابع: "يسعدنا اليوم، ككل سنة، أن نحتفل بالقداس الإلهي في "حديقة البطاركة" في الديمان، على مطل الوادي المقدس وكرسي سيدة قنوبين البطريركي حيث عاش أكثر من خمسة وعشرين بطريركا فيه، في عهد السلطة العثمانية، حوالي أربعماية سنة، من عام 1440 إلى 1823، حفاظا على الأغليين: الإيمان الكاثوليكي والإستقلالية في الجبل اللبناني. من بين هؤلاء البطاركة، البطريرك ميخائيل الرزي من قرية بقوفا، قرب إهدن، الذي نحتفل اليوم بإزاحة الستارة عن نصبه، والذي دامت خدمته من سنة 1567 إلى 1581. وتميزت بتطبيق تعاليم المجمع التريدنتيني الذي أجرى إصلاحا شاملا في الكنيسة. وطد هذا البطريرك علاقة الشركة مع البابا غريغوريوس الثالث عشر الذي منح زوار سيدة قنوبين الغفران الكامل ببراءة أصدرها في 3 أيار 1580، والذي أسس المدرسة الحبرية المارونية في روما سنة، 1584 في عهد شقيق البطريرك مخايل، البطريرك سركيس الرزي (1581-1597)".

ووجه "تحية شكر وتقدير للنحات نصري طوق الذي حقق نصب البطريرك، ولمقدمه السيد فارس دانيال. كافأهما الله. ونعرب عن الامتنان والتقدير لرابطة قنوبين للرسالة والتراث على إحياء هذا الاحتفال الثالث عشر منذ إنشاء "حديقة البطاركة"، وبخاصة على تجميل هذه الطبيعة والبيئة سنة بعد سنة، بتماثيل البطاركة، بالإنجازات التراثية والثقافية والجمالية والإنمائية، التي تتحفنا بها الرابطة في كل سنة، بفضل محسنين ومحبين يسخون بمالهم في تنفيذها. فلهم جميعا شكرنا ومحبتنا وصلاتنا".

وأشار الى "ما تحقق من إنجازات هذه السنة: من تبريك مدخل حديقة البطاركة التراثي المنجز، تقدمة بنك SGBL، فإلى ساحة كنيسة مار اسطفان. ووضع الحجر الأساس لمبنى إقامة جماعة Mission De Vie الرهبانية. وتفقد مبنى معرض الوادي المقدس (تقدمة السيد جوزف غصوب). وتفقد مبنى متحف الوادي المقدس (تقدمة السيد سليم الزعني). إضافة الى إفتتاح محطة مار مارون، الأولى من سمبوزيوم الوادي المقدس (تقدمة المجلس العام الماروني برئاسة معالي الشيخ وديع الخازن. وتبريك محطة مار يوحنا مارون، المحطة الثانية من سمبوزيوم الوادي المقدس (تقدمة اتحاد بلديات قضاء زغرتا برئاسة الزعني خير). ووضع الحجر الأساس لمبنيي استراحة المسنين والمشغل الحرفي".

وقال: "نقدم هذه الذبيحة الإلهية على نية جميع المحسنين وأعضاء رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وكل المساهمين بشكل أو بآخر في تجميل هذه الحديقة التي تكشف لنا جمال الله الخالق، ودعوة الإنسان لإكمال الخلق بالمحافظة عليه وبتجميله. لكن الإنسان لا يستطيع ذلك إذا لم يكن جميلا في داخله: في روحانيته وأخلاقيته، في عقله المنزه عن الكذب والازدواجية، وفي إرادته المنزهة عن فعل الشر والميل إليه، وفي قلبه المنزه عن البغض والحقد والضغينة، وفي لسانه المنزه عن الكلام المسيء. هذا ما كشفه لنا قداسة البابا فرنسيس في رسالته العامة عن البيئة بعنوان "كن مسبحا، مبينا أن الخطيئة تدمر البيئة الطبيعية والإنسانية والاجتماعية والوطنية؛ وإن تلوث هذه البيئة المتنوعة من تلوث الإنسان الروحي والأخلاقي، ومن تلوث أنانيته وكبريائه، ومن تلوث جشعه وماديته وطمعه، ومن تلوث فساده ورشوته.هذه هي حالنا اليوم في لبنان، وبكل أسف. وهذه هي حال بلدان الشرق الأوسط التي تتآكلها الحروب والنزاعات، وتدمرها الأسلحة الفتاكة حجرا وبشرا، ثقافة وحضارة ووجودا، من أجل مكاسب اقتصادية وسياسية واستراتيجية. فلا بد من أن يرجع الجميع إلى نور المسيح، نور كلام الله، الذي يبدد كل هذه الظلمات، وينقي جميع أنواع التلوث".

أضاف: "هذا النور الإلهي، الذي ينير العقول والإرادات والقلوب، كفيل وحده بأن يوجه الكتل السياسية والنيابية عندنا إلى الاستنارة بالدستور، فيهتدوا إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي إلى تحقيق ما يلزم من إصلاحات، وإلى تفعيل الحياة السليمة في المؤسسات الدستورية والعامة، وإيقاف الفساد والرشوة وهدر المال العام، وحل الأزمات الاجتماعية والمعيشية، والنهوض بالإقتصاد الوطني، وإعادة الثقة إلى المواطنين وبخاصة إلى شبابنا اللبناني. هذا النور الإلهي يهدي المسؤولين إلى إحترام القانون وتطبيقه ولاسيما في ما يختص بالشؤون العقارية والملكيات الخاصة والعامة تجنبا للنزاعات والعداوات السياسية والمذهبية. هذا النور الإلهي قادر وحده على اختراق ضمائر رؤساء الدول المعنية والسير بهم نحو إيقاف الحروب في المنطقة، وإيجاد الحلول السياسية لها، وإحلال سلام عادل وشامل ودائم، وإعادة جميع النازحين والمهجرين واللاجئين والمخطوفين إلى أوطانهم وبيتوهم وممتلكاتهم، وضمانة حقوقهم كمواطنين، أيا يكن دينهم أو مذهبهم أو لونهم السياسي".

وختم: "من "حديقة البطاركة" التي تعكس جمال الخالق، نصلي لكي يعود جماله إلى كل إنسان وشعب وأرض ووطن، جمال الحقيقة والمحبة والعدالة والسلام، جمال الحرية وقدسية الحياة وكرامة الشخص البشري. وليكن مسبحا دائما الله الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس وزع كتيب الأباتي انطوان ضو عن البطريرك مخايل الرزي، ثم كان عرض مصور للخرائط الهندسية لأبنية: رعاية المسنين، المشغل الحرفي، بيت الجماعة الرهبانية Mission De Vie، وقد وضعتها مؤسسة عريضة للبناء ومكتب أرشيكو Archico. وتحدث امين عام رابطة قنوبين المحامي جوزف فرح في مضامين اتفاقية العمل والتعاون مع الجماعة الرهبانية في موقع حديقة البطاركة. وأعلن عضو الهيئة الفخرية في رابطة قنوبين باخوس ناصيف التبرع بكلفة بناء بيت الجماعة الرهبانية والسعي لتأمين تمويل إقامة مبنيي رعاية المسنين والمشغل الحرفي.

ثم سلم الراعي ايقونة قنوبين للمنتسبين الجدد للرابطة السادة كريم بو كريم، مرسيلينو الحرك، القاضي فادي النشار، وليد الراسي وفارس دانيال.

وكان عرض لما تحقق من مواثيق الشراكة والتعاون التي وقعت السنة الماضية مع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، لبرنامج "قنوبين في مدارسنا"، ومع شركة alfa لجهة اصدار كتاب "دروب القديسين الى قنوبين" العلمي التاريخي المصور بست لغات، وإعداد مشروع التجهيزات السمعية لحديقة البطاركة، ومع المؤسسة اللبنانية للارسال حول إنتاج فيلم "البطريركية المارونية"، ومع المجلس العام الماروني لاقامة المحطة الاولى من سمبوزيوم الوادي المقدس محطة مار مارون، بالاضافة الى إصدار كتاب "الوادي المقدس في حياة وكتابات الدويهي" للدكتور طانيوس نجيم تقدمة فريد زغيب، وإعداد المهندس طوني البطي دراسة ترميم دير مار أبون في عمق الوادي، والمهندس نصري طوق دراسة ترميم وتأهيل بيت رعية وادي قنوبين. ثم كان توقيع مواثيق التعاون بين رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث والرابطة المارونية والجماعة المارونية Mission De Vie وإتحاد بلديات قضاء زغرتا وإتحاد بلديات قضاء الكورة وإتحاد بلديات قضاء البترون والمؤسسة المارونية للانتشار ومركز الإنتشار اللبناني الذي شرح رئيسه المحامي لوران عون آلية عمله لجهة نقل التراث من لبنان الى بلدان الإنتشار.

 

الراعي في تدشين مركز منظمة فرسان مالطا في شبروح: ما يجري في لبنان والعالم غير مقبول تحت أي عذر ودليل على افتقاد المحبة في القلوب

السبت 03 أيلول 2016 /وطنية - بارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم القسم الجديد لمنظمة فرسان مالطا في شبروح، بقداس أقيم في المركز، في حضور رئيس المنظمة في لبنان مروان صحناوي وسفيرها السابق في الأردن وليد الخازن وحشد كبير من اعضاء المنظمة، ممثلة رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عقيلته ماري مدلين الخازن، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد وفاعليات سياسية واجتماعية.

وكان في استقبال الراعي عند مدخل المركز مروان صحناوي ووليد الخازن وأعضاء فاعلون في المنظمة. وبعدما بارك الدار والكنيسة، جال البطريرك الماروني مع مستقبليه على الغرف والاقسام، مطلعا من صحناوي على الخدمات التي تقدمها الدار للمسنيين من ذوي الحاجات الخاصة، ودور المتطوعين والمتطوعات من لبنانيين وأجانب يعملون في اطار خدمة المقيمين في الدار. ولفت صحناوي إلى ان الدار يستقبل مجموعات صغيرة كل أسبوع من المتطوعين الأجانب، على مدار السنة، "يقومون على خدمة المسن ومنحه الحب والاهتمام والرعاية والترفيه، ما يجعل المقيمين في الدار يتحسسون معنى الرعاية والمحبة والرحمة الحقيقية".

كما استمع الراعي والحضور من المشرف على أعمال الترميم المهندس باتريك جبر، شرحا عن تفاصيل المشروع الذي يحمل اسم "بيت تعليم المحبة"، ومن شارك في تمويله. وقبل بدء القداس، قلد صحناوي باسم الرئيس الأعلى للمنظمة العالمية لفرسان مالطا الأخ ماتيو فاستينغ، الراعي، وسام أعلى رتبة في المنظمة العاملة ضمن الفاتيكان وتعرف بال "bailli". وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "قريبه الذي عامله بالمحبة"، تناول فيها حكاية السامري الصالح، متحدثا عن دور المسيح وتضحياته لأجل الآخرين، معطيا بذلك دروسا متعددة في "قرابة الرحمة والمحبة". وتوقف عند أهمية المحبة بين البشر، معطيا دلالات على ذلك من خلال الأعمال التى قام بها القديسون من أمثال الأب يعقوب الكبوشي، والأم تريزا "وغيرهما كثر في التاريخ المسيحي من الذين قدموا التضحيات وعملوا لخدمة المتألم والمعوز والمهمل من الناس، لاسيما اصحاب الحاجات الخاصة". وقال "خدمة المسيح هي خدمة المتألم والمهمل والمعوز ومنحهم المحبة والرحمة، وهي من صلب الثقافة المسيحية". وشكر الراعي لصحناوي ومن خلاله الاخ الأكبر للمنظمة على "لفتتهم الكريمة" بتقليده الوسام "الذي اعتبره وساما لكل اللبنانيين". ودعا إلى الصلاة "من أجل العائلات التي أصبحت متفككة او التي تسير نحو التفكك، بسبب ما يجري على صعيد التطور لاسيما التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأمور". وتطرق إلى ما يجري في المنطقة والعالم "من أحداث مؤلمة، ومن قتل وتدمير وتهاون في مصير الوطن والمواطن". وقال: "السياسيون عندنا هم أكثرنا حاجة إلى الصلاة، لأن ما يجري عندنا في لبنان والعالم غير مقبول تحت أي عذر أو حجة كانت، ودليل على افتقاد المحبة في القلوب".وختم بالقول: "ما يتصرف به السياسيون اليوم، دليل على حاجتهم إلى المحبة من اجل الخير العام، أي خدمة المحبة والرحمة، مدرسة الاخلاق والمحبة".

 

جعجع في ذكرى شهداء القوات: الحل هو بوصول عون الى سدة الرئاسة وحليفنا سعد الحريري الى رئاسة الحكومة

السبت 03 أيلول 2016 /وطنية - أحيا حزب "القوات اللبنانية"، الذكرى السنوية ل"شهداء المقاومة اللبنانية"، بقداس احتفالي في باحة المقر العام للحزب في معراب، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتحت شعار "وكل ما دق الخطر"، في حضور: الرئيس أمين الجميل والنائب سامي الجميل ممثلين بوزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم، الرئيس ميشال سليمان ممثلا بوزيرة المهجرين أليس شبطيني، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلين بالنائب ابراهيم كنعان، الرئيس فؤاد السنيورة ممثلا بالنائب عاطف مجدلاني، الرئيس سعد الحريري ممثلا بالنائب جمال الجراح، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ حسن مرعب، وزراء: الطاقة والمياه أرتور نظاريان، الاعلام رمزي جريج، السياحة ميشال فرعون، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ممثلا بالعميد جان تالوزيان، والعدل أشرف ريفي ممثلا بالقاضي محمد صعب.

كما حضر النواب: ستريدا جعجع، جورج عدوان، انطوان زهرا، طوني ابو خاطر، ايلي كيروز، جوزف المعلوف، فادي كرم، شانت جنجنيان، الآن عون، باسم الشاب، غسان مخيبر، نعمة الله ابي نصر، يوسف خليل، محمد الحجار، نديم الجميل، فريد الياس الخازن، سيمون ابي رميا، النائب وليد جنبلاط ممثلا بالنائب هنري حلو، النائب أغوب بقرادونيان ممثلا بعضو اللجنة المركزية في حزب "الطاشناق" رافي اشكاريان، النائب دوري شمعون ممثلا بالأمين العام لحزب "الوطنيين الاحرار" الدكتور الياس بو عاصي، النائب محمد الصفدي ممثلا بزوجته فيوليت الصفدي، النائب رياض رحال ممثلا بنجله زياد رحال، الوزراء السابقون: روجيه ديب، وديع الخازن، يوسف سلامة، جو سركيس، سليم وردة، مروان شربل، طوني كرم، ونقولا الصحناوي، والنواب السابقون: منصور البون، صولانج الجميل، فارس سعيد، مصطفى علوش.

وحضر أيضا: قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعميد سعيد قزح، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلا بالعميد ساسين مرعب، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بالعميد فادي الهاشم، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعقيد روجيه صوما، قائد الدرك جوزف الحلو ممثلا بالعقيد جوني داغر، رئيس هيئة الأركان في قوى الأمن الداخلي نعيم الشماس، ممثل مدير المخابرات الكولونيل بيار بو عساف.

كذلك حضر رئيس حركة "التغيير" ايلي محفوض، رئيس الحركة "اللبنانية الحرة" بسام خضر آغا، نائب رئيس حركة "التجدد الديمقراطي" الدكتور انطوان حداد، نائب رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" روبير خوري، رئيس الاتحاد "الآشوري العالمي" سارغون ماروكيل، رئيس جبهة "الحرية" غسان ابو جودة، نائب رئيس حزب "الهانشاك" مارديروس جامغونيان، رئيس حركة "الاستقلال" ميشال معوض، رئيس الحركة "اليسارية" اللبنانية منير بركات، رئيس حزب "الاتحاد السرياني" ابراهيم مراد، مؤسسة العرفان التوحيدية ممثلة بالشيخين حمزة كوكاش وراجح عبد الخالق، أسقف بيروت للكلدان المطران ميشال قصارجي ممثلا بالعقيد توماس تيغو، نقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم، وحشد من الفاعليات السياسية والديبلوماسية والنقابية والقضائية والاقتصادية والعسكرية والدينية والاعلامية والفنية ورؤساء بلديات ومخاتير وأهالي الشهداء.

ترأس الذبيحة الإلهية مدير جامعة سيدة اللويزة- فرع الشوف الأب المدبر حنا الطيار ممثلا البطريرك الراعي، وعاونه لفيف من الكهنة، وخدمته جوقة سيدة اللويزة برئاسة الأب خليل رحمة، كما تولى التنظيم مئتا شابة وشاب من "كشافة الحرية".

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الطيار عظة قال فيها: "شرفني وكلفني غبطة البطريرك بأن أحتفل بذبيحة الشكر والتقديس هذه، في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، الذين هم جزء من شهداء لبنان، الذين غادرونا في سبيل الدفاع عنه وعن كل منا. فكل الشكر لنيافة الكاردينال غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك لبنان وسائر المشرق. وأشكر كذلك كل الحاضرين فردا فردا بدون تسمية، خصوصا لمن أتاح لي اللقاء بكم اليوم حضرة الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية وكل من يعاونه، ومن انتدبني لأحتفل بذبيحة الشهادة هذه".

أضاف مخاطبا جعجع: "ليس عن عبث دعيتم يا حضرة الدكتور بالحكيم، فحضرتك مدعو أن تكون الحكيم في الحرب كما في السلم، من خلال اتخاذ القرارات الحكيمة لإنقاذ المسيحيين واللبنانيين والدفاع عن حقوقهم في هذا البلد، فكيف إذا ما اقترنت حكمتكم بحكمة الله كما سمعنا بولس الرسول في الرسالة؟ ودير مار عبدا دير القمر شاهد على نضالكم في مرحلة أليمة من تاريخ الجبل، وقد ولت من دون رجعة"، مردفا "أنا اليوم آتيكم من دير مار عبدا بالذات لأبشركم بصفحة جديدة عريقة مشرقة لهذا الدير، مبنية على ما سعيتم إليه دائما ونسعى إليه نحن كذلك: التعايش، والانفتاح والمحبة، والرسالة المسيحية؛ صفحة خطتها الثقافة. فثقتنا كبيرة بكم وبكل من يسعى إلى إرساء السلم الأهلي".

وتابع "هذه هي دعوة إنجيل اليوم، ماذا ينقص حيث يوجد الحب؟ وأي شيء ينفع حيث لا يكون الحب؟ الشيطان يؤمن؟ لكنه لا يحب. لا حب بلا إيمان. من لهم الحب المتبادل يكون الله نفسه هدفا للحب. هؤلاء بالحق يحبون بعضهم بعضا، وغاية محبتهم لبعضهم البعض هي حبهم الله. لا وجود لمثل هذا الحب بين البشر، إذ قليلون هم من لهم هذا الدافع لحبهم الواحد للآخر، وهو أن يصير "الله الكل في الكل".

وأردف "لقد مات مسيحنا على الصليب من أجل مضطهديه كما من أجل محبيه. لم يقف الأمر عند بذل ذات المسيح عن كل منا، وإنما أقام عهدا معنا لنصير أحباءه، فنحن لسنا بعد عبيدا لأحد ولن نقبل أن نكون أجراء. ليس من وجه للمقارنة بين العبد والصديق: فقد يحب السيد عبده ويترفق به، لكنه لا يسمح له بمشاركته أسراره الخاصة. العبد يتقبل الأوامر الصادرة من سيده، وليس له حق الحوار بل يلتزم بالتنفيذ. لا يعرف العبد ما وراء هذه الأوامر من هدف في ذهن سيده، له أن يطيع طاعة عمياء. فلنطبق قول المسيح ونكف عن التصرف كأجراء، ولنعامل بعضنا بعضا كما يعاملنا المسيح. كأحباء له. لم يقدم لنا الله الوصايا من عرشه، بل تأنسن ليتحدث إلينا، فندرك أننا في قلبه، لنا مكانتنا الخاصة في أعماق ألوهته. هكذا رفعنا وجدد خليقتنا لنصير أيقونته، لنا حق التمتع بمعرفة الآب، وإدراك أسراره الإلهية والتمثل بابنه حتى الموت. فلهذا، إن الاستشهاد المسيحي هو برهان عملي على صحة قول المسيح: "إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (إنجيل يوحنا 12: 24)."

ولفت الى ان "شهداءنا الأبرار ماتوا لتثمر شهادتهم كرامة الوطن وأبنائه. فلا يزايدن أحد على هؤلاء الشهداء. فمن هو أكثر شهادة منهم؟ فالشهيد الحقيقي هو من يستشهد أولا في سبيل إيمانه والدفاع عنه وعدم نكرانه. يسوع المسيح نفسه كان الشهيد الأول. فهو علق على الصليب لأنه شهد للاله الحي وللحق، ولأنه شفى المرضى والبرص والعميان والمقعدين وأقام الموتى. فأي إنسان يمكنه أن يقوم بهذه الأعمال غير الله وحده أو من أراد الرب بأن تتم هذه الاعمال على يده؟ وتاريخ المسيحيين ليس سوى صورة عن تاريخ معلمهم".

وقال "بكافة الأحوال ليست المرة الأولى في تاريخنا، التي يستنفر فيها شعبنا في هذا الشرق من تلقاء نفسه كلما دق الخطر ويهب للحفاظ على حرياته وكرامته وإيمانه. فعبر التاريخ، منذ أيام يوحنا مارون وحتى تاريخنا هذا، كان شعبنا صاحب نخوة. لقد دفع شهداؤنا في هذا الشرق ثمن التعايش والمحبة والانفتاح وصاروا ضحية الآخرين. لم تكن شهادتهم وليدة الصدفة بل كانت قرارا لا يتخذه إلا الأبطال. رحلوا وعلى رؤوسهم أكاليل المجد. والشهيد الحقيقي هو الذي يستشهد للحفاظ على قدسية أرضه ووطنه وكل حبة تراب امتزجت بدم هؤلاء الشهداء. فأرض لبنان مقدسة لأن الرب بنفسه قدسها عندما وطأت قدماه صور وصيدا. ألم يصبح موطئ قدمي المسيح أرضا مقدسة يزورها الحجاج من أقاصي الأرض؟ وأرض قرانا مقدسة لأن آباء أوفياء وقديسين عاشوا فيها وامتزجت دماؤهم بتربتها ليصبحوا أيقونة الشهادة. فنعم الشهيد الذي يموت فدى تراب بلده وعار على كل من يفرط بشبر من أرض هذا الوطن. لبنان وطن قدسته قصائد سعيد عقل وجبران. لبنان "صخرة علقت بالنجم" و"كلمة علوية تهمسها الأرض في أذن الفضاء".

أضاف "فحرام أن نحولها وكر منازع ومستنقع مصالح. والشهيد الحقيقي هو من يستشهد في سبيل الآخرين، في سبيل عائلته وأحبائه. يموت هو ليحيوا بكرامتهم. أما مات المسيح من أجلنا محققا ما قاله في إنجيله المقدس "وما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه" (يو15: 13). فإذا ما زلنا اليوم على قيد الحياة، فلأنهم استشهدوا. لقد سبقونا ليبقى لبنان وطنا لجميع أبنائه ولنبقى، رحلوا لنستمر. فتحية إجلال لكم أيها الشهداء لأنكم افتديتم لبنان وأهله في الوقت ذاته. تحية إجلال لكل شهيد مات ضحية مؤامرة الآخرين على أرضنا وعلينا".

وتابع "ها نحن اليوم، نؤكد لكم أيها الشهداء بأنكم ستبقون في ضمائرنا وفي حياتنا، في وجداننا وفي كياننا، في ذاكرتنا وفي تاريخنا. أرقدوا بسلام على رجاء الدينونة والقيامة. وسامحونا إن أهملنا ذكراكم يوما وعانقنا النسيان. سامحونا لأننا بخلافاتنا صغرنا الوطن وجعلناه بحجم مصالحنا. سامحونا لأن أنانيتنا دنست طهر دمائكم الشريفة".

وأردف "مناسبة اليوم أيها الإخوة الأحباء، دعوة إلى العودة إلى الوحدة والتلاقي لجميع أبناء هذا الوطن. هي ترسيخ لجميع المصالحات والصلاة عن راحة أنفس من سقط شهيدا على أرض لبنان. هي مباركة للقاء الإخوة من التيار والقوات. هي دعوة لجميع الأفرقاء الآخرين للبناء على أساس ما هو مشترك، وحل النزاعات ورمي السلاح والحقد والأنانية جانبا، والتسلح بالقيم والإيمان ومحبة هذا الوطن واحترام ذكرى الشهداء الذين سقطوا على أرض هذا الوطن دفاعا عن قضية سماها كل فريق اسما مختلفا، ولونها كل حزب بلونه، إلا أنها قضية واحدة: لبنان وبقاؤه".

وإذ سأل "فإذا كنا كلنا لله وكلنا إليه راجعون" فلماذا نتمادى في التقاتل وإلغاء الآخر وحقوقه في هذه الأرض؟" قال: "علمتنا الحروب في لبنان أن في الحرب لا رابحين. في الحرب كلنا خسرنا، لكن الخاسر الأكبر هو الذي ظننا أننا نقاتل لأجله، الخاسر الأكبر كان لبنان. ألم يحن الوقت لنتعلم أن نعيش من جديد بسلام حرمناه منذ ولادتنا؟ فمن حق كل منا أن يعيش وأن ينمو على مثال المسيح "بالحكمة والقامة والنعمة". من حق كل أم وأب وأخت وأخ أن يعلم مصير المفقودين منذ عقود. من حق كل لبناني أن يطمئن على عودته إلى أرضه وإلى موطنه سالما. فمتى تأتي تلك الساعة؟ سمعنا الكثير ووعدنا بالكثير. ألم يحن موعد تنفيذ الوعود والعيش في موطن الرسالة؟".

وناشد ب"دماء الذين صارت دماؤهم خمرا على مذبح الوطن، بدموع كل أم ثكلى تعدها أمومتها بأن فقيدها سيعود يوما (وأمي واحدة منهم) وهي لا تدري إذا كان ابنها حيا وهو ميت أو ميتا وهو ما زال على قيد الحياة، بطفولة سلبها اليتم أحلامها...أن ارتقوا بالوطن فوق غاياتكم ومصالحكم ولا تسمحوا أن يموت الشهداء مرتين". وختم "أرح يا رب أنفس جميع شهداء المقاومة اللبنانية، ونفس كل من استشهد في سبيل إيمانه المسيحي، أو عائلته أو وطنه في ملكوتك، في دنيا الخلود، بشفاعة أمك وأمنا مريم العذراء، سيدة لبنان، وخلص لبنان. آمين".

بعد القداس، عرض ريبورتاج عن "نشيد الشهداء" وصدحت مع انتهائه أصوات الأطفال مع مشهدية عكست مضمون الكلمات ومعنى الشهادة. وهو من ألحان وتوزيع المايسترو ايلي العليا وكلمات الشاعر نزار فرنسيس. كما تم عرض ريبورتاج ثان عن الشهداء.

جعجع

وفي الختام، ألقى جعجع كلمة استهلها بتحية وكلمة وجدانية الى شهداء المقاومة اللبنانية، فقال: "شهداء المقاومة اللبنانية، شهداء القضية الوطنية، شهداء الجمهورية اللبنانية، أنتم وجدان لبنان وكل حبة تراب من الـ10452 كلم2، من عين الرمانة، الى الأشرفية، الى عينطورة، الى عكار وشكا وقنات، الى دير الأحمر والقاع والبقاع الشرقي والغربي، الى عيون السيمان، الى صنين، الى زحلة، الى الجنوب والى العاصمة بيروت، الى ساحة الشهداء، ساحة الحرية التي لن تركع في أي يوم من الأيام. شهداءنا الأبرار: لو لم تختاروا تلبية النداء، لكنتم اليوم معنا، جالسين بيننا، شباب لامعون في أعمالهم ووظائفهم، تعيشون حياة هانئة مع عائلاتكم وأولادكم وأحفادكم، تشاركون الأحباء أفراحهم وأتراحهم. لو لم تحملوا أوسمة الشهادة، لكنتم اليوم من أصحاب النجاحات وحملة الشهادات. فمن يصل الى الاتحاد بقضيته الى حدود الاستشهاد، لن تمنعه أي صعوبات من تحقيق ذاته في حياته الشخصية".

أضاف "كان بإمكان كل واحد منكم اليوم، ان يكون شخصا آخرا في زمان آخر ومكان آخر، ولكن تأكدوا أن لبنان الذي نعرفه اليوم، ما كان ليكون هذا اللبنان، بل كان ليكون وطنا آخر، لشعب آخر، بزمان آخر، وكنا سنكون لاجئين ومشتتين في أصقاع الدنيا الأربعة. كل شهيد سقط على أرض لبنان حول هذا الوطن الى وطن للانسان في هذا الشرق الذي لا يزال بعيدا عن الإنسانية. فكل نقطة دم بذلتموها تحولت حربة ضد الشر والظلم والظلامية. معكم، شهداءنا، صرنا قوات، قوات ترفع لها الرايات، ويضرب لها في ساحات المواجهة الف حساب وحساب. أنتم الجنود غير المجهولين، لأنكم في وجداننا راسخون. وجوهكم لا تغيب عنا وتضيء ليالينا وأيامنا. في حضرتكم تلتقي الأرض بالسماء، وتحضر أرواح أسلافنا الكبار. أي رهبة تضاهي هذه الرهبة التي تظللنا في هذا الإحتفال، وبكل إحتفال بذكراكم؟".

وتابع "شهداءنا الأبرار: يوم جربوا إخضاعنا بسلاح المحتل والغريب، قلتم وقلنا: "لا أهلا ولا سهلا بالمحتل، غريبا كان أم قريبا". وعندما خيرونا بين الوزارة والنظارة، كان خيارنا: "وزارة في الذل لا نرضى بها، نظارة في العز أفخر منزل"، وتحولت السلاسل في إيدينا مسابح صلاة تشفعت بلبنان من نير الإحتلال، وتحولت قضبان السجون الى مشاعل أشعلت ثورة الحرية في لبنان. نحن أولاد هذه المدرسة بالتحديد، بالأمس، اليوم، وغدا، والى أبد الآبدين. تبدلت موازين القوى في المنطقة أو لم تتبدل، تغيرت الخرائط والتوازنات أو لم تتغير، إيماننا هو هو، وثوابتنا هي هي، الأرض يمكن ان تهتز من تحتنا لكنها لن تقع أبدا! المصدر الذي نستمد منه صلابة صمودنا ومشروعية وجودنا هو قوة الحق والروح، لا قوة محور من هنا ولا توازنات سياسية من هناك. أما أنتم يا أعداء لبنان، فمهما كانت هوياتكم وأسماؤكم، حدقوا جيدا في لائحة شهدائنا... ولا تجربوننا مرة أخرى".

وأردف "كل ما دق الخطر...وبالفعل كل ما دق الخطر...بالأمس، ما لبث ان دق الخطر على أبواب القاع، هبت البلدة بكاملها وتصدت له وبلحظة قضت عليه. صحيح كان الثمن غاليا جدا: ماجد وهبه، جوزيف ليوس، جورج فارس، فيصل عاد وبولس الأحمر. ولكن أنقذ القاع، وأنقذ البقاع، وحمى لبنان. بالفعل عندنا في لبنان "ما بينعسوا الحراس". إنتحاري واحد في دول كبيرة في العالم لديها كل الإمكانيات وكل التقنيات ينجح في تخريب الكثير ويزهق أرواح الكثيرين. أما في القاع، 8 إنتحاريين دفعة واحدة، على ضيعة صغيرة على الحدود وبإمكانيات متواضعة تماما، لم يتمكنوا من التقدم خطوة! هذا كله لأن في لبنان ما بينعسوا الحراس...ما بينعسوا الحراس، ولا رح ينعسوا الحراس، وكل ما دق الخطر، كلنا فدا لبنان...قوات!".

وأكد "إننا قوات ليس فقط في قضايا السيادة والحرية والاستقلال، نحن قوات في كل شيء يتعلق بلبنان. بكل بساطة ووضوح، اليوم الصورة سوداء: سنتان ونصف من دون رئيس جمهورية. حكومة تناقضات شبه مشلولة. مجلس نيابي معطل بحكم التعطيل الرئاسي والوزاري. حياة سياسية معدومة. سلسلة أزمات لا تنتهي، من أزمة النفايات الى أزمة الإتصالات وما بينهما من وضع اقتصادي ومعيشي صعب جدا مع كل ما يستتبعه من تعقيدات في الحياة اليومية".

وقال: "أما المواطن فصابر، صامد، محروم من أبسط حقوقه، حقوقه بحياة كريمة، بمأكل وملبس، بمسكن وبسرير في المستشفى إذا مرض. الشباب الناجح لا يجد مكانا له ولا بيئة ملائمة ليفجر طاقاته ومواهبه، فيضطر الى الهجرة بحثا عن فرصة عمل وعلى أرض أحلام ثانية. الفقر يزداد ويتوسع، والاقتصاد يعاني يوما بعد يوم، يحاول أن يقاوم، ولكن الى متى؟ المؤسسات والشركات ترزح تحت مشاكل وضغوط تجبرها الاعتماد على استراتيجية صمود كأننا في "إقتصاد حرب"، تطرد موظفين، وتخفض المعاشات، وفي بعض الأحيان تقفل نهائيا. وبالإضافة الى كل ذلك، هناك أزمة نزوح سوري صارت عبئا ثقيلا على الدولة ومواردها وبناها التحتية. والأسوأ من كل ذلك، أن أحدا لا يرى شيئا في الأفق، وكأننا في حفرة لا يمكن الخروج منها، كثر من هم في حالة قرف، وآخرون في حالة يأس، وسواهم في حالة ضياع لا يعلمون ماذا يفعلون".

أضاف "أود الوقوف هنا لأقول ان توصيف الواقع كما تراه أكثرية الناس صحيح، والصعوبات التي نواجهها حقيقية، والأفق شبه مقفل. النقطة الوحيدة غير الصحيحة في كل هذه الصورة هي أن هذا السواد يجب أن يدفعنا الى مضاعفة جهودنا أكثر فأكثر لنحاول ان نخرج من هذه الحفرة، وليس العكس أن نستسلم ونغرق أكثر فأكثر. هذا كله يجب ان يدفعنا الى الوعي والنشاط وخلق الحلول ولو من تحت سابع أرض، هذا كله يجب ان يجعلنا كخلية النحل لا تهدأ لا ليل ولا نهار بحثا عن معالجات لأزماتنا المتفاقمة، فليست البطولة أن تهتم بأمك وأبيك حين يكونا في صحتهما، بل البطولة ان تهتم بهما حين يمرضان ويصبحان بحاجة لإهتمامك. وكلما ساءت حالتهما، كلما عليك مضاعفة جهودك من أجلهما، وليس العكس".

وتابع "وطننا وبلادنا هما أمنا وأبونا، وأنا اليوم، أمام المتواجدين معنا، وغير المتواجدين معنا ونحتفل بذكراهم، أناشد كل مواطن لبناني للتشبث بأهله، وبيته، وأرضه ووطنه أكثر من أي وقت مضى، لأنهم الآن بأمس الحاجة إليه، وأكثر من أي وقت مضى. أنا اليوم أدعو المواطنين اللبنانيين، وبالرغم من كل آلامهم وجروحاتهم وأوجاعهم، الى الصمود أكثر فأكثر لأننا بحاجة الى الصمود، واقول لهم لا تفقدوا أملكم ولا لحظة، بالرغم من كل الذي تعيشونه، وتذكروا بكل ما مررنا به في السابق، وكيف عدنا وخرجنا منه. وفي المقابل أؤكد لكم أننا لن نوفر جهدا، وسنبقى نضحي بالغالي والرخيص، كما فعلنا حتى الآن، ولن نترك شيئا يمكن القيام به إلا وسنفعله لنحاول الخروج من الواقع الذي نعيشه الى واقع أفضل، وسنخرج منه بإذن الله. فكلما كثرت علينا الصعوبات، كلما تماسكنا أكثر فأكثر. هكذا كنا وهكذا سنبقى، وفي نهاية المطاف، ستزول الصعوبات وسنبقى نحن ويبقى لبنان".

ورأى ان "الخطوة الفعلية الأولى المطلوبة للخروج من أزمتنا الحالية، هي لا طاولة حوار جربناها مرارا وتكرارا، ولا سلة متكاملة جربنا في السابق البحث عنها ولم نجدها، ولا انتخابات نيابية: فإذا وصلنا الى موعد الانتخابات النيابية وليس لدينا رئيس، ولو أننا مع إجرائها في موعدها المحدد وضد التمديد، سنكون حينها نقوم بخطوتين الى الوراء، فبدل ان تكون الإنتخابات النيابية خطوة الى الأمام، تؤدي هذه الانتخابات بدون رئيس الى فراغ حكومي يضاف الى الفراغ الرئاسي، الأمر الذي يعقد الأزمة أكثر بعد ، فالخطوة الفعلية المطلوبة هي انتخاب رئيس للجمهورية".

وقال: "نستطيع أن ننظم شعرا في هذا الخصوص من اليوم حتى السنة المقبلة، كما نحن فاعلون منذ سنتين ونصف الى الآن، ولكن كل ذلك لم ولن يوصل الى أي نتيجة، فإنطلاقا من التعطيل المفروض على انتخابات الرئاسة، من الداخل والخارج، وللأسباب المعلنة وغير المعلنة، وفي طليعتها عدم رغبة البعض بقيام جمهورية فعلية في لبنان إنطلاقا من معادلة "جمهورية قوية- حزب ضعيف، جمهورية ضعيفة- حزب قوي"، لا يبقى أمامنا عمليا سوى حل واحد للوصول الى انتخابات رئاسية، من خلال دعم ترشيح العماد ميشال عون الى الرئاسة".

أضاف "ربما لدى البعض تساؤلات حول برنامج العماد عون أو تحالفاته أو أدائه، لكن في المقابل ليعطنا البعض بدائل قابلة للصرف، فبدائل نظرية يوجد الكثير منها، ولكن بدائل قابلة للتطبيق وكما بات واضحا منذ سنتين ونصف حتى الآن، وبالرغم من كل المحاولات المتكررة في الإتجاهات المختلفة، طبعا لا يوجد. نحن، من جهتنا، وبكل صراحة، نجد ان الحل هو بوصول العماد عون الى سدة الرئاسة وحليفنا سعد الحريري الى رئاسة الحكومة. أما الاعتراضات أو التساؤلات التي يطرحها البعض حول وصول الأقوياء الى المواقع الدستورية الأولى، فهي ليست بمحلها، وبالتالي لا تخدم المصلحة الوطنية بشيء. ففي نهاية المطاف، لدينا دستور، وعلينا كلنا الالتزام به، وهو الذي يوزع المسؤوليات بين المواقع الدستورية في البلد. فيا أيها الخائفون: الدستور لنا جميعا، الدستور معنا جميعا، فلا مبرر للخوف".

وتابع "في هذه المناسبة أذكر الجميع، صحيح أن الشراكة من دون سيادة لا معنى لها، ولكن في الوقت عينه السيادة من دون شراكة، لا معنى لها أيضا. فالوضع الذي خلفه عهد الوصاية في لبنان يجب أن ينتهي. لهذه الأسباب كلها أدعو كل الكتل النيابية، وفي طليعتها الكتل الحليفة للعماد عون، الى دعم ترشيحه، بالفعل وليس فقط بالكلام، بعيدا عن كل المناورات والألاعيب، بعيدا عن كل حساسيات أو حسابات ضيقة أو واسعة، لأنه فعليا هذا هو الطريق الوحيد، الذي يمكن أن يوصلنا الى إنتخابات رئاسة جمهورية، باعتبار أنها خشبة الخلاص الوحيدة المتبقية لنا، اذ لا جمهورية من دون رئاسة جمهورية".

وأردف "في كل الأحوال، في ظل إنتخابات رئاسية أو بدونها، سنصل الى إنتخابات نيابية. من الآن أقول: إجراء إنتخابات نيابية من دون قانون جديد، نكون بالظاهر نجري إنتخابات نيابية، ولكن نكون فعليا نمدد للمجلس النيابي الحالي، بكل علله، التمثيلية وغير التمثيلية. فكل البلد صار بحاجة الى قانون انتخاب جديد، لم يعد لدينا من الوقت الكافي للوصول الى قانون جديد سوى الفترة المتبقية حتى آخر هذه السنة. أما كيف سنتوصل الى قانون جديد، فالمسألة سهلة إذا صفت النيات: إما أن تؤدي الحوارات الثنائية التي تحصل الى قانون جديد، إما من خلال دورة مجلس النواب العادية في الخريف حيث تطرح كل إقتراحات ومشاريع القوانين، أو التي اختارتها اللجان المشتركة، على الهيئة العامة للمجلس النيابي، التي تختار بدورها عبر التصويت تفاصيل القانون الجديد المطلوب".

واعتبر ان "التذاكي والتأجيل والتسويف في موضوع قانون الإنتخاب ما عادت تفيد بشيء، وممكن أن تنقلب على اصحابها. نحن من جهتنا، ولا بأي حال من الأحوال سنتراجع عن مطلبنا ومطلب أكثرية كبيرة من الشعب اللبناني بقانون جديد، مهما كان الثمن ومهما طال الزمن".

وقال: "لنفترض ان الإنتخابات الرئاسية حصلت، ومن بعدها جرت الإنتخابات النيابية وفق قانون انتخاب جديد، فبالرغم من كل ذلك لن تكون القصة قد انتهت هنا، بل تكون قد بدأت، لأن الدولة في العقود الأخيرة ضربت بعطب استراتيجي كبير، كرسحها تقريبا، وجعلها تكون أقرب الى دولة صورية منها لدولة فعلية حقيقية"، سائلا "فما فائدة ان يكون لدينا رئيس جمهورية لا يستطيع ممارسة صلاحياته؟ ما الفائدة ان يكون لدينا رئيس مجلس وزراء ومجلس وزراء صلاحياتهما الرئيسية مصادرة؟ ما الفائدة ان يكون لدينا مجلس نواب صوته مخنوق، تجنبا لمشكلة في البلد؟".

وأكد أن "بعض الأمور في هذه الدنيا لا تتحمل أنصاف حلول ولا تتحمل الإختزال. فالدولة إما تكون دولة، أو لا وجود لنصف دولة وربع دولة. في هذه الحالة تتحول الدولة الى شيء ثان، وهذه بالفعل مصيبة لبنان الكبرى في العقود الأخيرة. ان الدولة في لبنان لم تعد دولة وتحولت الى نوع من سلطة محلية. فحين لا يعود القرار الاستراتيجي بيد الدولة، كيف ستكون دولة؟ وحين لا تعود الدولة قادرة على السيطرة على سياستها الخارجية، لا تعود الدولة دولة. وحين تطبق الدولة قوانينها بشكل استنسابي، تسقط عنها صفة الدولة. فإذا قاتل مواطن لبناني مع النظام في سوريا يكون بطلا يحارب الإرهاب، بينما مواطن آخر إذا قاتل ضد النظام يكون مجرما يستحق العقاب! إذا مواطن، أهله، وليس هو، تعاطوا سابقا، مكرهين وبحكم الأمر الواقع معيشيا مع أطراف عدوة، يوضع إسمهم على لائحة حمراء ولا يعود لهم الحق بالسير على الطريق في لبنان. أما إذا مواطن ثان، كان ينقل حوالي 100 كلغ من المتفجرات ليقوم بعمليات تفجير في لبنان لصالح المخابرات السورية، فللحظة كان سيخرج براءة. كيف ستقوم دولة بهذا الشكل؟ وكيف سيبقى لدى اللبنانيين إيمان بدولتهم ووطنهم؟ هدفنا الأول يجب أن يكون، قبل الإنتخابات الرئاسية وبعدها، وفي كل الأوقات، وبأفضلية على كل الأهداف المتبقية، هو أن نتخلص من هذا العطب الاستراتيجي حتى تعود الدولة دولة، وليعود لبنان وطنا فعليا لكل ابنائه".

ورأى أنه "الى جانب العطب الاستراتيجي الذي تحدثنا عنه، ابتلت الدولة اللبنانية، خصوصا في الفترات الأخيرة، بفساد ما بعده فساد، بات يهدد بالقضاء عليها وعلينا. لم يعد بإمكان الدولة أن تستمر على هذا المنوال، الفساد ينخرها تقريبا في كل مفاصلها، وينخرنا معها. فالأجهزة الرقابية في الدولة إما غائبة تماما أو فاسدة تماما. لا يوجد قضاء فعليا، باستثناء بعض القضاة الذين يواجهون لوحدهم قدر استطاعتهم، فالدولة لاتستطيع بأي شكل من الأشكال الاستمرار هكذا".

وغذ كشف أن "البعض يسأل: أين القوات من مسائل الفساد ولماذا هي صامتة؟ إذا رأيت نيوب الليث بارزة، فلا تظنن أن الليث يبتسم"، قال: ا"إن لقوات صامتة الآن لأنها لا تحب الكلام الفارغ، ولا تحب بيع الناس كلاما من دون نتيجة، ولا تحب توزيع شعارات وشعارات شمالا ويمينا قبل أن تتمكن من تغيير الواقع الذي نشكو منه. كلنا يعي، وليس خافيا على أحد، مستوى وحجم الفساد الموجود بالأكثرية الساحقة من إدارات الدولة، لذا كلام على كلام لا يفيد بشيء، فما يفيد بالفعل هو الخطة الفعلية التي نحضر لها لطرحها حين تسمح الظروف، ولو بالحد الأدنى، مثلا مع تشكيل أول حكومة فعلية بعد الانتخابات الرئاسية، لنضعها موضع التنفيذ، وطبعا أول طلائع هذه الخطة هو مشروع الحكومة الإلكترونية الذي أصبح جاهزا لعرضه على المجلس النيابي في جلسته الأولى. فالكلام الآن لا يغير لأن أكثرية الأجهزة الرقابية معطلة بشكل أو بآخر، وأكثرية القضاء للأسف معطل أيضا، وآخر أمثلة أمامنا هي ملفات النفايات والإتصالات. فبالرغم من كل الكلام، ومن كل الضجة، ومن كل المطالبات، وبالرغم من كل الأدلة، ما زلنا حتى الآن لم نتوصل الى أي نتيجة ملموسة ولو صغيرة على صعيد أي واحد من هذه الملفات".

وأكد ان "القوات هي من الفرقاء القلائل جدا في البلد، التي لا تضم في صفوفها أحدا ملطخا بأي ملف من ملفات الفساد المعروفة وغير المعروفة. ويبقى أنه ولا يوم من الإيام كانت القوات للكلام، كانت دوما للفعل، بالفعل! لذا، انتظروا منا حربا بلا هوادة على كل شيء إسمه فساد في لبنان. فالذي توصل الى إخراج السوريين من لبنان، لن تصعب عليه القضاء على الفساد في الدولة اللبنانية".

واعتبر أنه "وسط كل هذه الصورة السوداء، برزت في الفترة الأخيرة نقطة واحدة مضيئة، وهي نجاحنا مع التيار الوطني الحر بوضع حد لحقبة سوداء من تاريخ العلاقة بين الحزبين، لا بل حقبة بشعة من تاريخ لبنان ككل".

وذكر أن "الحرب اللبنانية انتهت الى غير رجعة. فالمصالحات بدأت بمصالحة الجبل- تحية كبيرة للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير وللنائب وليد جنبلاط- بعدها استمرت بالمصالحة الكبيرة في 14 آذار- فتحية كبيرة لروح الرئيس رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز- والآن استكملت بمصالحة القوات والتيار. هذا التطور الأخير لن تنحصر إيجابياته بالقوات والتيار، بل ستطال الحياة السياسية اللبنانية ككل".

واشار إلى أنه "من حق البعض أن يفكر أن هذا اتفاق مصالحة فقط، ولكن في الحقيقة الى جانب المصالحة، وضع هذا الإتفاق أول مداميك إتفاق سياسي أشمل، ظهرت معالمه بشكل واضح من خلال النقاط العشر، التي على أساسها تبنت القوات ترشيح العماد عون. من حق البعض أن يفكر أن هذا إتفاق له علاقة فقط برئاسة الجمهورية، ولكن في الحقيقة هذا الإتفاق بدأ بموضوع رئاسة الجمهورية، وسيذهب أبعد وأعمق وأشمل من الرئاسة. من حق البعض التفكير أن هذا الإتفاق هو على حساب أحد أو لإلغاء أحد، ولكن أقصى تمنياتنا أن نتفاهم نحن وكل الباقين انطلاقا من هذا الإتفاق. وفي هذه المناسبة، أوجه نداء الى كل الباقين وفي طليعتهم الأصدقاء في حزب الكتائب كي نبدأ بخطوات فعلية على هذا الصعيد. فهذا الإتفاق لم يحصل كي نجمع من جهة ونشرذم من جهة أخرى، بل هدفه جمع كل الجهات أينما كانت. سويا أقوى بكثير، سويا لبنان أقوى! من حق البعض التفكير أن هذا الإتفاق حصل على حساب تحالفنا مع تيار المستقبل، بينما في الواقع أتى ليكمل تحالفنا مع تيار المستقبل لأن منطلقاته السياسية التي تجسدت بالنقاط العشر هي مشتركة تماما بيننا وبين تيار المستقبل. وبكافة الأحوال، أقول في هذا السياق: ما جمعته ثورة الأرز لن يفرقه إنسان. وما جمعته الشهادة، خصوصا شهادة بشير الجميل ورفيق الحريري، لن يفرقه إنسان أيضا".

ولفت إلى أنه "على أثر التفاهم القواتي- العوني، حاول البعض التشكيك بصوابية تصرف القوات ومدى ملائمته لثوابت 14 آذار. هنا اسمحوا لي، وبكل تواضع، ولكن في الوقت عينه بكثير من الموضوعية والروح العلمية، وتبعا لكل الذي شهدناه منذ 40 سنة الى الآن، اسمحوا لي ان أقول: عا طول مطرح ما كانت القوات، كانت روح 14 آذار!".

وتطرق الى الوضع العام في المنطقة، فقال: "طبعا لبنان ليس جزيرة معزولة بالمكان والزمان، بل يتأثر بالأحداث التي تجري من حوله. أقول للأسف في المرحلة الحالية لم تبق الأمور عند حدود التأثر العادي، بل تخطتها لمفاعيل سلبية جدا نتيجة إصرار البعض في لبنان (حزب الله) على الإنغماس حتى الموت بأزمات المنطقة، الأمر الذي أثر على المصلحة اللبنانية العليا بشكل سلبي كبير، وما كانت أقل مظاهره الإجراءات الخليجية والعربية والغربية ضد مصالح لبنان. كل هذا الإنغماس في أزمات المنطقة يحصل من خارج الدولة، ومن دون رضى ولا موافقة ولا رأي اللبنانيين، بالعكس كله يحصل خلافا لرأي الأكثرية الساحقة من اللبنانيين".

أضاف "أكثر شعار يطرح بصوت عال هو محاربة الإرهاب، ونقطة على السطر، وكأن كل أزمات المنطقة سببها بالأساس الإرهاب. طبعا يجب علينا جميعا محاربة الإرهاب، ومن دون هوادة، ولكن حرام أن يستعمل أحد محاربة الإرهاب لتنفيذ أجندة ثانية ليس لها علاقة بالإرهاب، أو حتى في بعض الأوقات تخدم وجود الإرهاب على المدى المتوسط والبعيد. وافضل مثل على هذا الصعيد هو سوريا، حيث ان البعض يحاربون منذ 5 سنوات لصالح نظام بشار الأسد تحت شعار محاربة الإرهاب، في الوقت الذي نحن كلبنانيين أكثر من يعلم أن نظام بشار الأسد هو الإرهاب بعينه، ومن جهة ثانية هو أكثر من يرعى ويغذي المجموعات الإرهابية على أنواعها منذ أيام أبو مصعب الزرقاوي الى إيام داعش اليوم، خدمة لأغراضه".

وإذ سأل "كيف يمكننا أن ننسى سلسلة الشهداء الذين سقطوا على يد هذا النظام بالذات بدءا من: كمال جنبلاط، الى بشير الجميل، الى المفتي حسن خالد، الى رينيه معوض وصولا الى رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز، وآلاف وآلاف من اللبنانيين الأحرار غيرهم؟ كيف يمكننا أن ننسى المحاولة الاجرامية مع ميشال سماحة، التي لو لم تكتشف لكانت أدت الى مئات من الضحايا؟ هذا اسمه ارهاب أو ماذا؟ بالأمس تحديدا، صدر القرار الاتهامي بتفجيري مسجدي التقوى والسلام عن المحقق العدلي وفيه اتهام واضح وصريح مدعم بأدلة ملموسة عن مسؤولية المخابرات السورية مباشرة بتفجير المسجدين والذي سقط ضحيته اكثر من 50 مصليا بريئا بالإضافة الى المئات من الجرحى. هذا اسمه إرهاب أو ماذا؟"، قال: "البعض يعتبر حليفه مهما فعل قديس، حتى لو فجر مسجدين بمصلين أبرياء، وحتى لو استعمل أسلحة كيميائية ضد بشر مدنيين عزل وقتل الآلاف منهم بلحظة واحدة، بينما خصمه، ولو كان "خيرة الأوادم" مثل محمد شطح، يعتبره إرهابيا ويهدر دمه".

وذكر ب"التقرير الصادر عن لجنة خاصة شكلتها الأمم المتحدة حول استعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا، والتي أظهرت بالأدلة الحسية الملموسة بأن النظام استعمل أقله مرتين الأسلحة الكيميائية بين عامي 2014 و 2015، بينما داعش استعملها مرة واحدة"، سائلا "فمن يكون إرهابي أكثر من من؟ وبالرغم من ذلك، بنظر البعض في لبنان والمنطقة: عنزة ولو طارت".

وقال: "أستعرض أمامكم 4 أسماء من سوريا لنرى إذا كان هناك إرهاب أكبر من هذا الإرهاب: حمزة الخطيب، إيلان الكردي، عمران الحلبي وحمزة التدمري. كلهم أطفال، كبيرهم لم يتخط الـ13 عاما: واحد منهم مات تحت التعذيب، والثاني ابتلعه البحر، والثالث كاد ان يموت جراء القصف، والرابع كاد أن يموت بالنابالم. وما زال البعض يقنعنا أنه في سوريا يحارب الإرهاب!"، مشيرا "لا شك أن المجموعات الإرهابية في سوريا والعراق مصيبة كبرى، ولكن مما لا شك فيه للحظة أنهم إفرازات الأزمة، وليسوا هم الأزمة. الأزمات في سوريا والعراق بالأساس هي أزمات سياسية بإمتياز تحولت تباعا لصراع أهلي نتج عنه إفرازات عديدة، واحدة منها المجموعات الإرهابية".

ورأى ان "التحالف الدولي بات على قاب قوسين من القضاء على داعش في العراق وسوريا، ولكن هل هذا يعني أن الأزمة هناك قد انتهت؟ طبعا لا، لأنه، ولنتذكر جميعنا، حين بدأت الأزمة في هاتين الدولتين، لم يكن هناك من وجود لداعش ولا لأحد من أخواتها. في المنطقة"، معتبرا أنه "بقدر ما هناك حاجة لمحاربة الإرهاب، هناك حاجة أيضا لنظرة ثاقبة للأمور تؤدي بالفعل للقضاء على الإرهاب مرة لكل المرات من خلال حل الأزمات السياسية وأزمات الحكم التي تتخبط فيها هذه الدول. فطالما المعالجات سطحية، طالما النتائج ستبقى سطحية. ففي العام 2008، اعتقد العالم ان الإرهاب انتهى في العراق بعدما تم القضاء على تنظيم القاعدة هناك. ولكن تبين في ما بعد أن تنظيما ثانيا، أشد فتكا من القاعدة، ظهر على الساحة، لأنه تم القضاء على القاعدة من دون حل الأزمة السياسية، التي استحكمت بالعراق. والآن أيضا الأمر سيان".

ودعا دول المنطقة والقوى الإقليمية والدولية الى "عدم ارتكاب الغلطة ذاتها التي حصلت في العراق، بل بالعكس ان تعمل على ايجاد حل حقيقي، ليس فقط حلا عسكريا سطحيا لبعض المجموعات الإرهابية، بل حل حقيقي، عسكري من جهة، إنما يكون سياسيا بالدرجة الأولى يمنح كل شعوب المنطقة ومجموعاتها حقوقها، حتى نصل بالفعل الى أوضاع سوية عادلة مستقرة لا تسمح بظهور مجموعات إرهابية كما شهدنا مع داعش وأخواتها في سوريا والعراق في السنوات الأخيرة. هذا كله ننادي به إنطلاقا من قناعتنا الدائمة والتي لا تتزعزع بأن: إنسان واحد، قضية واحدة في كل زمان ومكان".

وتوجه الى "الشهداء الأبرار" بالقول: "يبقى الكلام، كل الكلام لكم. إن رياح التغيير التي هبت على العالم العربي وأطاحت في طريقها رؤوسا كبيرة، ستهب على لبنان لتغير في الوضع القائم. إن من يحاول التحايل على الناس والتاريخ لتحنيط الزمن وتجميده في ثلاجة مصالحه الشخصية فيعتقل روح شعب تواق للتغيير، إنما هو يحفر حفرة عميقة ليقع فيها. إن شعبنا شبع مصادرة لقراره وتقزيما لدولته وخوضا لحروب الآخرين على حسابه. إن شعبنا شبع فسادا واهتراء وشللا وتقنينا وكسارات وتلوثا ونفايات وتدميرا للحياة البيئية والاقتصادية، ولن يقف مكتوف اليدين أمام هذا الواقع المزري طويلا. إني أرى بذور ثورة تتكون، ونحن مستعدون لملاقاتها، لأن القوات تحمل بحد ذاتها بذور ثورة دائمة. القوات ثورة تعرف أبناءها، وأبناؤها يعرفونها، لأنها قبل كل شيء ثورة على الذات. إنها ثورة لتحرير الحياة السياسية من عنق زجاجة التخلف والتقليد والزبائنية والفساد. ثورة شبابها اليوم قادة اليوم، وأطفالها اليوم قادة الغد".

أضاف "شهداءنا الأبرار: نحن لا نصلي اليوم لأجلكم، وإنما نتضرع اليكم لكي تشفعوا لنا لدى الآب السماوي حتى يسدد خطانا باتجاه تحقيق وطن فعلي من دون فساد، وطن الحق والحرية والإنسان. أنتم للقضية رسلها الأمناء، وللايمان جنوده الأوفياء، وللبنان قواته في السماء. ولا غرو إن قلنا ان شفاعتنا قد ازدادت اكثر في السماء بانضمام خمسة شهداء جدد من القاع الى قافلة الشهداء. فلهم تحية إكبار ووفاء. افرحوا وتهللوا أيها الشهداء، لأنه عندما دعا داع في العام 1975 كنتم للمقاومة جاهزين، وعندما عاد ودعا داعش في العام 2016، هب ابطال مثلكم على خطاكم، ولم يموتوا إلا واقفين".

وختم "إن صراعنا على هذه الأرض منذ الأزل، قد قدر له دائما، ان يكون صراع النور مع الظلمة، والتنوير مع الظلامية. فكونوا دائما ابدا متأهبين، واعلموا ان الحق منتصر ولو بعد حين. هكذا نحن منذ مئات السنين، وهكذا سنبقى الى أبد الآبدين. آمين. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، عاشت المقاومة اللبنانية، ليحيا لبنان".

 

قهوجي يدعو اللبنانيين في الخليج لعدم التعاطي بالشؤون السياسية للبلد الذي يحتضنهم

عدنان الراشد عمر حبنجر/الأنباء الكويتية/04 أيلول/16

يكاد الجيش اللبناني ان يكون المؤسسة الوحيدة النابضة بالحياة والحركة في بلد التريث والانتظار، ومثله القوى الأمنية الشقيقة على اختلاف وظائفها، وسط تداعي أو همود مؤسسات الدولة الأخرى، تشريعية كانت ام تنفيذية، ما تطلب جهدا بالغا رأينا حصاده بسيطرة الجيش على زمام الأمور الأمنية في اكبر بؤرتين عرضة للإرهاب: جرود عرسال ورأس بعلبك، ومخيم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة. في العالم العربي كما في لبنان، ثمة متابعة بإعجاب، لما حققه ويحققه الجيش اللبناني، في مواجهة التنظيمات الإرهابية بدءا من “الضنية” مرورا بمخيم النهر البارد، وصولا الى مخيم عين الحلوة.

والفضل في هذا الى العقد المتين في عقيدة الجيش، الذي يربط المؤسسة العسكرية ببيئتها الوطنية ويجعل الجيش متماسكا خلف قيادته، بوجه إرهابين، إرهاب التطرف وإرهاب إسرائيل. ويضيف العماد جان قهوجي الى ذلك بحسب ما نقل زواره عنه “عدم استهتارنا بأمننا، ودعم الأصدقاء والأشقاء لنا، الذين يوصوننا بالمحافظة على الجيش، وعلى مؤسسات الدولة، ريثما تمر العاصفة”. وخلال جولته الاميركية، قال له الأميركيون: حافظوا على استقرار بلدكم، مشيرا الى وجود قرار اميركي كبير بتلبية احتياجات الجيش اللبناني، ومن أسلحة وذخائر، انهم مهتمون بدعم كل طرف يظهر الاستعداد للإمساك بزمام أمر بلده.

ونقل زوار العماد قهوجي عنه اقتناعه بالحكمة القائلة: “ما حك جلدك مثل ظفرك” ومن العبارات التي يرددها دائما، مثل شعبي لبناني قديم “احفظ رأسك عند تغيير الدول” ويفضل تغيير “قطش قريّعة” اي اخفض “قرعتك” عند هبوب العاصفة، وثمة من شبّه العماد قهوجي بطائرة “الاواكس” او الرادار الطائر، الذي يغطي مئتي هدف في الوقت ذاته، في القيادة وفي الميدان، في التمويل والتسليح، فهو رغم فيض الاسلحة الاميركية المدعومة بالذخائر، حاضر لتسلم اي هبة سلاح من اي جهة شرط غياب الشروط، مع أفضلية الاسلحة الغربية الصنع المعتمدة في لبنان، وغالب الأسلحة المقدمة للجيش تأتي كهبات، بمعظمها من الدول الغربية والعربية. وعن الأسلحة الروسية، نقل الزوار عنه ان الأسلحة الروسية لدى الجيش محدودة، دبابات وراجمات صواريخ، وبعض المدافع. ونستورد منهم قطع غيار لهذه الأسلحة لقاء بدل. وبالمناسبة يُذكر ان الرئيس الروسي بوتين أبلغ الرئيس سعد الحريري عام 2008 قوله: لا حدود لما يمكن ان تقدمه روسيا للجيش اللبناني. ولفتوا الى تقديمات الأسلحة من الأردن، على اختلافها، ومنها ناقلات جند بحجم كتيبة، والتواصل مفتوح بين القيادتين العسكريتين اللبنانية والأردنية، كما هو الحال مع الاشقاء في دول الخليج.

وبالسؤال عن مضمون الزيارة الاخيرة لقائد القيادة الاميركية الوسطى الى لبنان مؤخرا، ولقائه العماد قهوجي دون سواه، ما أوحى بعمل عسكري ما على مستوى المنطقة، ينقل الزوار: قلنا لهم لا نريد عداء مع أحد، لكن لن نسمح بتمدد الفوضى الى داخل الحدود.

ويؤكدون اهتمام الأميركيين البالغ بالمحافظة على الاستقرار في لبنان، لكننا نعتقد أنه مادام الجرح السوري مفتوحا سينزف باتجاه حدودنا وبالتالي علينا متابعة الجهود، كي لا يحصل عندنا ما نراه عند سوانا، ومن جهتنا نحن لن نشكل خطرا على الأمن السوري، وما يهمنا هو المحافظة على الاوضاع اللبنانية، وعلاقتنا جيدة مع إيران. وهناك دعوة رسمية للعماد قهوجي لزيارة طهران، كما هي العلاقة جيدة، مع الجيش التركي، خصوصا على صعيد التدريب. وعن العلاقة مع الدول الخليجية، نقل زوار العماد قهوجي، حرصه على أفضل العلاقات مع الدول العربية الخليجية التي تحتضن آلاف اللبنانيين، وحدد السعودية والكويت والامارات وقطر، مذكرا بما قدمت للبنان في أزماته. وأضاف الزوار نقلاً عنهم: لا نريد مقاطعة أحد، ولا التدخل في شؤون أحد، وقد دعوت اللبنانيين العاملين في البلدان الخليجية الى عدم التعاطي بالشؤون السياسية للبلد الذي يحتضنهم، فالخليجيون، والكويتيون خصوصا، يعتبرون لبنان بلدهم الثاني، ونحن ندرك حجم محبتهم له وحدبهم عليه، وعلى استقراره، واللبنانيون يضمرون لهم نفس المشاعر. وعن التحرك المصري، ينقل زوار العماد قهوجي ارتياحه لأي دور تلعبه مصر ذات الاهتمام الدائم بلبنان، وأشار الى زيارة وزير الخارجية سامح شكري الى بيروت، متوقعا أن تكون نتائجها بحجم التوقعات، بحكم تواصل القاهرة مع دمشق ومع أكثر من عاصمة إقليمية، وهو ما يمكن أن ينعكس إيجابا على الاستقرار اللبناني.

وعن الأوضاع في جرود عرسال بعد سلسلة العمليات الاستباقية للجيش يقول الزوار: لقد تحولت التنظيمات الارهابية، “داعش” و”النصرة” بعد تلك العمليات، من الهجوم الى الدفاع، وبات الوضع في عرسال أفضل، تبعا لوضع الجيش المتماسك واحتضان الأهالي له، وحين تقطع الطريق عن المسلحين من الداخل السوري، نستطيع أن نهاجمهم في الجرود اللبنانية، ونحن نضرب أي تحرك لهم بما يتوافر من أسلحة، لكننا نأخذ بالاعتبار وضع أهالي البلد، مع وجود مائة ألف نازح سوري أضيفوا اليهم، ولا يمكننا نشر آلاف الجنود في البلدة الواحدة.

وبالنسبة للجرح السوري النازف، كما يصفه العماد قهوجي، فاعتقاد القيادة العسكرية اللبنانية، أن العودة الى المفاوضات الجدية، تبدأ مع بلورة الأوضاع العسكرية في مدينة حلب.

وحول ما تردد عن شروط أميركية على طبيعة استخدام الجيش للأسلحة الاميركية، يقولون: شرط واحد، يضعه الأميركيون على مبيعات أسلحتهم، هو ألا تستهدف مدنيين، أو بالأحرى غير المتحاربين، ولا شيء غير ذلك، وهذه أيضا سياسة الجيش اللبناني، المهم ألا يتعرض المدنيون أو غير المعنيين للخطر.

وأوضاع المخيمات الفلسطينية لا تقلق قيادة الجيش، كون القيادات الفلسطينية واعية لكل المخاطر، والتسوية الأخيرة التي اعتمدت مبدأ ان يسلم المطلوبون المختبئون داخل بعض أحياء مخيم عين الحلوة أنفسهم للقضاء اللبناني فرّجت الأجواء داخل المخيم، وفي محيطه، ولا شيء الآن يثير المخاوف.

يبقى عامل التوتير الإسرائيلي في مزارع شبعا، هنا ينقل عن قهوجي أن الإسرائيليين يدعون أنهم يشقون الطرق في المزارع لحماية أنفسهم، وكان ردنا أن هذه أرض لبنانية محتلة.

فأجابوا، بل هي أرض أخذناها من سورية، وبالتالي المراجعة بشأنها يجب أن تأتي من سورية!

ومعلوم أنه لا ترسيم لحدود لبنان الشرقية والشمالية حتى اليوم، ما جعل الحكومة تعتمد على المراجعات الديبلوماسية عبر الأمم المتحدة.

في تقييم الجيوش، المعادلة ثابتة، من وحدة عسكرية صالحة ووحدة عسكرية رديئة، بل هناك قيادة صالحة وحكيمة، وقيادة رديئة ومتهورة.

من هنا، قد يصح القول إن الحرص الاجماعي على تأخير تسريح العماد ميشال قهوجي، قائد الجيش، ليس مجرد حيثية دستورية أملاها غياب رئيس الجمهورية، بل أيضا قناعة تامة بأن الاستقرار الذي هو ديدبان أصدقاء ومحبي لبنان، بحاجة للمتابعة الدائمة من بُناته.

 

النائب السابق حسن يعقوب أطلق من بدنايل حركة النهج: شعارنا ثلاث الانسان والايمان ولبنان ومحظر على ثلاث العميل والفاسد والارهابي

السبت 03 أيلول 2016 /وطنية - أحيت عائلة الشيخ محمد يعقوب، الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر وأخويه الشيخ يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، بمهرجان في دارة العائلة في بلدة بدنايل، تحت شعار "إحياء النهج ومنع التغييب"، حضره ممثلون للرئيس إميل لحود ولرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون وللجمهورية الإسلامية الايرانية، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، عائلة الشهيدين صبحي ونديمة الفخري على رأس وفد من بتدعي ودير الأحمر، شخصيات سياسية وقيادات أمنية وعسكرية، وفود حزبية، رجال دين من مختلف الطوائف، ممثلو منظمات دولية في لبنان، ممثلو هيئات أهلية واقتصادية واجتماعية وثقافية ونقابية، رؤساء مجالس بلدية واختيارية، ووفود شعبية.

يعقوب

بعد بآيات من الذكر الحكيم، بدأ المهرجان بالنشيد الوطني، ثم ألقى عريف المهرجان عباس رعد كلمة قدم بها النائب حسن يعقوب الذي ألقى كلمة العائلة، واستهلها: "سيدي الإمام ووالدي الشيخ والسيد عباس: سئمتم منبر المديح والقامات البهية والعيون الزرقاء والعواطف المهترئة والشعر و الإنشاء والإنشاد...اليوم اللقاء معكم بعد 38 سنة والفضيحة تختلف عن كل لقاء. سادتي: بعد أربعة عقود، العمل الوحيد هو اعتقال ابنكم صاحب القضية في بلده لبنان وبقضية والده. عشت معكم سبعة أشهر ونيف، كم هي صغيرة وبسيطة أمام تضحياتكم وقضيتكم المقدسة".

وتابع: "سألت رجال الدين المسيحيين وبحثت عن جواب، هل إن الذين عذبوا السيد المسيح (ع) وصليبه محمولا على ظهره كانوا يعرفون أنه المسيح المخلص؟ أجابوا طبعا، تجار الهيكل الحاخامات وهيرودوس يعلمون. اعتقادي وايماني أنه بطرفة عين، يستطيع أن يخسف الارض بهم ويزيلهم من الوجود. لماذا لم يفعل؟ حتى تظهر الحقيقة وتحصل الفضيحة ويظهر الأشرار. والإمام الحسين (ع) كانوا يعلمون أنه ابن بنت رسول الله (ص) وبقية الله وعترة رسوله، لم فعلوا به ما فعلوا؟ ولماذا أصر الإمام، على اصطحاب الاطفال والنساء والأصحاب والأهل وهو يعلم، والكثير يعلمون أن رسول الله أودع أم سلمة قبل خمسين عاما ترابا وقال لها: عندما يتحول هذا التراب الى دماء، يكون قد قتل ولدي الحسين".

وأردف: "اليوم، عندما أمرتم أدواتكم في السلطة بالإعتقال وشردتم الأطفال وسبيتم النساء في مسجد الصفا في البرد القارس وعلى الطرقات، وأمام المجلس الشيعي، الذي بناه المغيبون في هجير الحر وفي شهر رمضان المبارك وليلة القدر، وكانت فضيحة العصر والأجر عند الله خير من الف شهر. كنتم تعلمون أننا أهل القضية وأهل بيت الطائفة ولبنان، واصحاب الحق، ولا يملك علينا أحد غطاء فنحن الغطاء، فلم فعلتم هكذا مع هذه العائلة المقاومة المؤسسة؟ ويحكم أهؤلاء تعضدون وعنا تتخاذلون. أجل والله غدر فيكم قديما وشجت عليه أصولكم وتأزرت فروعكم. وكان الجواب مع الدمعة من الأم الصابرة الزينبية: ما رأيت إلا جميلا".

وقال: "بعد الوقوع في شر الأعمال والفضيحة، ارادوا إسكات الناس، هددوا الأنصار، جندوا السلطات، بثوا العيون، اسكتوا الإعلام، شدوا الوثاق على الأرزاق والأعناق وانتظروا الإستسلام والخضوع، وبثوا الإشاعات الدنيئة عن الأموال والمآرب. لكن حقدهم بإطالة أمد الإعتقال وما قاله في التحقيقات إبن القذافي، على أنه لم يسأل إلا عن المغيبين، فضح شائعاتهم وكشف الخداع والتضليل، ولو لم يستشهد الإمام علي (ع) في المحراب لبقي في اذهان أهل الشام خديعة أنه لا يصلي. وسوقوا بين الناس التخويف والترهيب، وأن ابن الشيخ محمد يعقوب نعتقله دون رادع".

وفي قضية هنيبعل القذافي، قال: "انه إبن معمرالقذافي الثاني من الأحياء بعد سيف الإسلام وابن العائلة الحاكمة. الكابتن، قائد القوات البحرية وعضو اللجنة الأمنية العليا. هو ليس ذلك الطفل البريء ابن السنتين. وانه موقوف أمام القضاء اللبناني بتهمة كتم معلومات حتى الآن. كان يأتي الى لبنان عبر المعابر الشرعية ومتزوج من لبنانية، وأخوه سيف الإسلام ومعه حماية أمنية لبنانية. وأحمد قذاف الدم يأتي إلى لبنان ويستقبل رسميا في القصر الجمهوري وغيره".

وسأل "لماذا لم يتحرك القضاء لتوقيفه واستخراج المعلومات منه ومن شقيقه؟ والأجهزة الأمنية ترفع التقارير إلى المراجع العليا، والقضاء هو هو، والمجلس العدلي هو هو، والقضية هي هي؟ ولماذا لم يتحرك القضاء ولم يستطع خلال 38 عاما، أن يأخذ الحق ويرجع المغيبين، وخمس سنوات لم يقر أن القذافي مات أمام عيون كل العالم، ولكنه يستطيع الإعتداء شبهة على أصحاب القضية لأجل القذافي؟".

وإذ أكد أنه "يتبين أن هناك أنصارا للقذافي و محامين أكثر مما لديكم يا سادتي المغيبين"، قال: "ليس المهم مدة توقيف هنيبعل القذافي، بل المعلومات التي يمتلكها. تلك التي تورط والده وأزلامه مثل عبد السلام جلود، الذي قضى أشهرا يتحدث مع المغيبين في مكان قريب من طرابلس الغرب مثلا. والمهم أيضا الضغط على عائلة القذافي للتعاون بإعطاء المعلومات"، سائلا "ولماذا أجبر الوفد الليبي الذي قدم يحمل معلومات ليقدمها مقابل الإفراج عن هنيبعل القذافي وتم تخويفه وغادر دون نتيجة؟"، مشيرا "هناك الكثير الكثير لنقوله فيما بعد".

وقال: أولا: يجب أن يكون ملف هنيبعل القذافي بحث قضائي وليس لمآرب خاصة.

ثانيا: نحن كمدعين، نطالب بتغيير المحقق العدلي زاهر حمادة والإتيان بمحقق عدلي آخر محايد، والأفضل أن لا يكون شيعيا (مع احترامي للقضاة الشيعة) حتى يعمل بشكل جدي وسريع للوصول إلى نتيجة.

ثالثا: نكرر إعلان عدم ثقتنا باللجنة الرسمية لمتابعة القضية، لأننا لا نعرف ماذا تفعل، ولأنها لم تحقق حتى الآن، اي نتيجة واضحة بعد كل هذه السنوات.

رابعا: لم يعد مقبولا ما يجري من مماطلة في المجلس العدلي، والأشهر الطويلة بين الجلسات، وعدم إصدار القرارات الحاسمة".

اضاف "كنت أعرف أنكم ضعفاء، ولكن ليس لهذا الحد، فلا يحتاج للظلم إلا الضعبف ومن يخاف الموت. لقد جربتمونا قبل الإعتقال وبعده، وجربناكم 38 سنة. والخاتمة وضعها الإمام علي (ع) الذي قال: إذا رأيت الظالم مستمر بظلمه، فاعرف أنها نهايته، وإذا رايت المظلوم مستمر في صموده فاعرف أنه منتصر".

ووجه يعقوب كلمة إلى "اهل الجنوب"، فقال: "سمعت والدي الشيخ محمد يعقوب يقول إنه يجب نقل كل المؤسسات الى الجنوب، لانه خط الدفاع الاول عن لبنان والعرب والمنطقة جمعاء. وان المخطط الاسرائيلي كان تحويل اهل الجنوب بعد نهر الاولي حدود قمة الرياض الى مهجر او عميل. وكما تحدث الوالد بشرح على المنابر لنظرية الجدار الطيب".

أضاف: "كل التراب الجنوبي مروي بدماء اللبنانيين جميعا، خاصة ابناء الجنوب والبقاع، والبلد الاول في عدد الشهداء ضد العدو الاسرائيلي تراتبيا: الهرمل، بريتال، النبي شيث وعلي النهري، فالانماء والخدمات ليستا منة من احد وليستا للاستزلام والتبعية ولا رشوة المتعهدين والمحسوبيات والاملاك البحرية حقكم والمياه حقكم والكهرباء حقكم والطرقات حقكم. ولا يجوز ان يكون اغلى كيلومتر اوتوستراد في العالم هو في الجنوب. لمن هذه الاموال؟ والاهم من كل ذلك، هو ان تحبوا اخوتكم في البقاع. لدي دراسة تفيد ان البقاع لم ينل منذ الطائف من موازنة الدولة سوى 2%، وهو يمثل 45% من مساحة لبنان".

كما وجه كلمة الى "اهل البقاع"، قال لهم فيها: "يا ابطال بعلبك الهرمل والبقاع. هذا ما قاله الامام الصدر يوم القسم قبل 42 عاما. نعم، انتم ابطال، التاريخ يشهد، العثماني والفرنسي والصهيوني والتكفيري بذلك لكم. لماذا القوا باسكم بينكم؟ ولماذا وجود حالة طوارئ منذ 18 سنة؟ لماذا 50 الف مطلوب؟ ولماذا 50 الف اسرة مريضة بوجودهم؟ لقد أقفلوا الأفق وغيبوا العدالة واستعملوا القسوة والشدة".

ورأى ان هناك "تسعيرا للخلافات العائلية والعشائرية. فمن يريد وظيفة يدفع حسب الدرجة. الوضع متوتر دائما. غياب للانماء وتشتيت للجهود مع هدر للطاقات. تخويف اللبنانيين من البقاع. تصنيف الاراضي، الضم والفرز، الوظائف، الاستزلام والاخطر على الاطلاق هو تصاعد الشعور بالفرق بين البقاعي والجنوبي"، معتبرا أن "هذا الأمر يمثل مشروعا اسرائيليا، وليس جشعا لسلطة او مال".

ثم خاطب اللبنانيين جميعا بالقول: "يكفي ان هذه المنظومة الفاسدة استطاعت ان تجعل غاية آمال اللبنانيين وطموحاتهم رفع النفايات. لا يوجد مطالب لاربعة ملايين لبناني غير هذا. انظروا الى مستوى احتقار الناس من هذه الطغمة الحاكمة"، مضيفا "لذلك وبعد هذا الانحراف الكبير، وبعد ازدياد المحرومين والمناطق المحرومة رغم محاولات المسؤولين اليائسة للمساعدة وبعد تمدد الطائفية والمذهبية واستشراء الفساد، وهذا الحوار من اجل عدم سقوط السقف على الجميع، لان سقوطه سيحرمنا من الكهرباء والماء والانماء والاصلاح وبناء المؤسسات واحترام الدستور والقوانين وسيمنع دفع الرشاوى والخوات".

وأعلن "اطلاق حركة النهج، نهج المحرومين والمضطهدين والمعذبين. بابا لنضال كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين ومن كل المذاهب. شعارنا ثلاث:الانسان والايمان ولبنان ومحظور على ثلاث: العميل والفاسد والارهابي"، مستطردا "ربما نتعرض لما تعرض له والدي والامام الصدر عندما تحدث عن تاسيس المقاومة".

وتوجه إلى موظفي الدولة مدنيين وعسكريين: "ليس لأحد سلطة عليكم الا القانون ولا يملك احد زمام التحكم بكم"، وإلى الحراك المدني: "أحسنوا تصويب البوصلة، الفساد ليس في وزارة البيئة ولا في التفتيش المركزي. المشكلة في منظومة السياسة الفاسدة، والتغيير يبدأ من هنا. حاربوا الفساد. اما عن الغاء الطائفية فسيقولون ان اي حركة في الاطار الوطني، لن يكتب لها النجاح في زمن التطرف والطائفية والمذهبية، ولا في بناء المؤسسات والدولة في ظل المزارع والمحاصصة والأزلام. الى كل الأحزاب والقوى السياسية: سيكون عملا محاصرا، التعاون مع الجميع ضمن القواسم المشتركة".

وختم ب"ما قاله الامام الصدر في بدنايل عام 1974: هذا عهدي معكم. الكلمة التي اقولها. انما اريد بها تغيير هذا الفصل المخزي، فنصل الى الحق كراما صادقين. وتأكدوا أن جميع الأخوة اللبنانيين والشرفاء في هذا البلد يؤيدون حقوقكم ومطالبكم".

 

فياض: لا يجوز على الإطلاق أن نرهن الإستقرار اللبناني بأي ملف آخر

السبت 03 أيلول 2016 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، خلال رعايته إحتفالا لتكريم الطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية أقامته بلدية صير الغربية في حضور شخصيات وفاعليات، أن "المنطقة تمر بمرحلة جديدة تجري فيها بعض القوى الإقليمية مراجعة لمواقفها تجاه الأزمة في سوريا"، آملا "أن يتقدم هؤلاء خطوة إلى الأمام باتجاه ملاقاة كل من يسعى إلى حل سياسي متوازن للأزمة في سوريا". وقال: "إذا كان البعض يراهن على تغييرات كبيرة لصالحه، ويؤخر مواقفه بما يتعلق بالحلول اللبنانية من موقع من يراهن على هذه التحولات، فإننا نقول له إن رهانه خائب، وليس في محله، حيث لا يجوز على الإطلاق أن نرهن الإستقرار اللبناني بأي ملف آخر، فالوطن يعيش أزمات في مقدمها الشغور الرئاسي والقانون الإنتخابي". ودعا إلى "إستغلال الفرصة لحل الملفات العالقة في الخامس من أيلول يوم إنعقاد طاولة الحوار الوطني وللتقدم إلى الأمام في ما يتعلق بإيجاد حل لمشكلة قانون الإنتخاب"، مجددا موقف "حزب الله" من هذا الموضوع "ودعمه للنسبية الكاملة كونها تعبر عن طبيعة المجتمع اللبناني وتركيبته والنظام السياسي في لبنان، وتستجيب لموقف حيادي بالكامل، وليست منحازة لفئة أو طائفة، لكننا وعلى الرغم من إيماننا بذلك، كنا دائما في موقع من يسعى إلى الإستماع إلى مواقف القوى الأخرى بهدف البحث عن حل لهذا الملف يرضي الجميع، فحزب الله لا يدعو إلى قانون إنتخابي يرضيه فقط بل يبحث عن قانون يرضي جميع اللبنانيين، ويفتح الأبواب أمام التمثيل النيابي الصحيح وأمام نظام إنتخابي عادل يوفر صحة التمثيل وفاعليته، ويساعد في نقل البلد الى مناخ سياسي أكثر إيجابية وأكثر إنفراجا".

 

باسيل: ليس مسموحا لاحد ضرب الميثاق وعلى سلام التنبه لخطورة استقامة ميثاقية الحكومة ب6% من مكون اساسي في البلد

السبت 03 أيلول 2016 /وطنية - نظمت هيئة الكورة في التيار الوطني الحر حفل عشائها السنوي في اميون، برعاية وزير الخارجية والمغتربين رئيس التيار جبران باسيل وحضوره. شارك في العشاء كل من النائب فادي كرم، النائب السابق سليم سعادة، منفذ عام الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي جورج البرجي، مسؤول الحزب الشيوعي في اميون مرسال حاوي، ممثل حركة "أمل" بسام سلامة، الامين العام السابق للتيار بيار رفول، عضو اللجنة التنفيذية جورج عطالله، منسق التيار في الكورة جوني موسى، رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، رئيس بلدية اميون مالك فارس، رؤساء بلديات ومخاتير، وفاعليات.

بعد النشيد الوطني، ألقى عضو الهيئة سابا سابا كلمة ترحيبية، قال فيها: "نغني في التيار لكل اهلك يا لبنان، ولتكن لنا سماء واحدة فوق ارض واحدة. نتفتح حبا، ويقرع التيار جرسه ويؤذن مآذنه حتى يهرب الحوت فلا يبتلع القمر". ثم أكد موسى ان" للكورة مع التيار حكاية وتاريخ، فهي في قلبه كما هو في قلبها. فكل ملحمة نضالية للتيار كان للكورة وابنائها دور فعال في تحقيقها. كما كان للتيار وقيادته الفضل في تحقيق مشاريع الكورة الانمائية بعد عقود من الحرمان". واعتبر ان "لا شرعية ولا مشروعية لاي قرار حكومي من دون التيار، واننا لن نتوانى عن مواجهة اي قرار من هذا القبيل بشتى الطرق القانونية والقوة الشعبية والمشروعية الجماهرية لاي قرار حكومي يتناقض مع ميثاق العيش المشترك".

باسيل

ثم ألقى باسيل كلمة جاء فيها: "يتم التلاعب كل يوم بوجودنا ومصيرنا وكرامتنا في هذا البلد، لذلك لما يلتقي ابناء التيار الوطني الحر، فهم يلتقون على قضيتهم، لا على زواريب ومفاهيم سياسية صغيرة. ولقاؤنا اليوم في ذكرى قيام دولة لبنان الكبير يستوقفنا للتفكير، ما معنى لبنان الكبير، وما معنى قيام لبنان عندما اردنا انشاء الوطن؟"، مضيفا "ان خياراتنا اللبنانية كانت موزعة بين شرق وغرب، وبين احدهم يريد الوطن المسيحي، واخر يريد الامة الاسلامية. ونحن في لبنان الكبير جئنا نقول لا. اذ يمكننا انشاء ميثاق وطني يعيش فيه اللبنانيون، مسيحيون ومسلمون مع بعضهم، ويتشاركوا مصيرهم الواحد".

وتابع: "نسترجع بعض كلمات وعبارات لرجال عظام من لبنان، للتأمل، بدءا من شارل حلو ورشيد كرامي والشيخ مهدي شمس الدين، وصولا لما قاله الرئيس صائب سلام، من ان لبنان لا يساق بحكم الارقام ولا يستقيم امره وتبنى حياته الوطنية الا بروح القناعة المشتركة".

وقال: "أريد ان اقول اليوم هذا الكلام لنجل الرئيس صائب سلام، الذي عليه ان يتنبه جيدا للخطر الكبير حينما يقول لنا ان الحكومة - وهو رئيسها- ان ميثاقيتها تستقيم بستة في المئة من مكون اساسي في البلد"، مشيرا إلى انه عندما "يقبل نجل صائب سلام ان يسير بحكومة ممثلة لستة في المئة من المسيحيين، فهو يسقط عن بعض اللبنانيين القناعة المشتركة لمفهومنا بالبلد. وكل هذا يعني بان نكون على قناعة نحن وسائر اللبنانيين بوجوب المحافظة على الميثاق ورسالة لبنان ومعنى وجوده". واضاف: "لن اتوقف عند كل المحطات التاريخية التي مررنا بها، من عقدة الظلم والمظلومية عند بعض اللبنانيين، الى عقدة الدور والموقع عند البعض الاخر، الى عقدة الصورة عند البعض ايضا، ولا اريد ان اعود الى كل واحد استقوى بالخارج، اما لرفع المظلومية عنه او لتثبيت دوره. ففي الحالتين الاثنين اخطأوا بتقديم الخارج على الداخل". وسأل باسيل: "ماذا تعني الميثاقية؟، هل هي المكون الاساسي لاناس اتفقوا على العيش مع بعضهم؟، أو هي عقد اجتماعي؟، ام ان الميثاق هو تعايش المكونات الوطنية مع الحفاظ على قدسية كل منها؟"، مؤكدا أن "لا احد يلغي احد او لا احد يذوب باحد، بل علينا ان نبني وطنا قوامه المساواة بين بعضنا كلبنانيين". واعتبر اننا "كتيار علماني نتوجه للذهاب الى دولة علمانية، ولكن طالما نحن في هذا النظام الطائفي البغيض والعالم كله يتوجه لنظام طائفي، نأسف ان تتقاتل الناس باسم الدين وتقتل بعضها باسم الله. ونعتقد ان الامور لا تستقيم الا بالتعايش وميثاقنا الوطني ممكن ان يكون نموذجا لكل الشرق، ويعمم على كل الشرق وهذا هو دور لبنان اليوم. وليس مسموحا لاحد من اللبنانيين اليوم ان يضرب الميثاق الذي هو نموذج للتعايش"، متسائلا: "ما هو خيارنا الثاني؟، التقسيم؟، لا يمكن، لن نقبل به، ولا يمكن ان يعيش في لبنان. ولا خيار لنا الا الوحدة الوطنية. فلماذا يشكك معظم اللبنانيين بالقناعة المشتركة، ويتساءلون هل هذا هو وطني؟، وهل من احد منا الا ويتساءل خلال تربيته لاولاده اين هو مستقبلهم وما هو مصيرهم؟، وهل من احد الا ويفكر ويتساءل هل مستقبلنا هو في هذا البلد؟. هذه القناعة المشتركة تجعل البلد يقوم على التوازن، الذي يؤدي الى مفهوم الديموقراطية التوافقية التي لا تهمش احدا ولا تلغي احدا. وهذا لا يعني انه لا يحق لاحد ان يرفض امرا. فنحن لا نتكلم عن اجماع وطني في كل شيئ، انما نتكلم عن ستة في المئة. فغازي كنعان خجل ان يؤسس عليها. ومضى باربعة عشر في المئة. الم يستطيعوا ان يصلوا لنصف رقمه؟، هل يعقل ان ننحكم بمعادلة؟".

وتابع: "من العام ال1990 حتى 2005 قامت مرحلة على تهميش والغاء قسم من اللبنانيين. ومن الجيد ان السوري خرج من لبنان وانتهت وصايته، واستبدلت بالتحالف الرباعي، ومددت بمدة اضافية، وسقط التحالف الرباعي واليوم نسال ما هي الصيغ التي علينا انشاءها لنمدد لمعادلة لبنانية اساسها فساد لن نسمح ببقائه، معادلة التسعين - 2005 نريد تهديمها ببنيانها الفاسد، وببنيانها الذي الغى اللبنانيين. واليوم اما هي تغلبنا او نحن نغلبها. ولا حل وسط مع الدولة، فاما دولة او لا دولة".وأردف: "نريد ان نبقى التيار الذي هو راديكالي بوطنيته، ومحاربته للفساد، واليوم التيار هو حارس الميثاق الوطني. ونريد ان نفهم دورنا ونعرف اننا نرد السلطة لجميع الناس. ولسنا خجولين بذلك". واشار الى اننا "اليوم من ارض الكورة علينا مسؤولية مضاعفة، يمكننا ان نختلف قدر ما نشاء بين بعضنا، انما يجب ان نكون جسر عبور بين اللبنانيين لنحفظ الوطن. فكيف يمكن الوصول الى رئاسة الجمهورية وهناك خلافات بين اللبنانيين؟، وما هي اهمية الوصول الى رئاسة الجمهورية في ظل الخلافات؟" وشكر باسيل شباب الكورة الذين نظموا اللقاء، متوجها لهم بالقول: "مسؤوليتكم كبيرة، كما ننهض بالتيار على مستوى كل لبنان، انتم بالكورة مسؤوليتكم مضاعفة وعليكم واجب الجمع بين ابناء المنطقة حتى لا يكون التفاهم مع احد على حساب احد، ولا نريد ان نلغي احدا. لذلك دعونا الى اعتماد القانون النسبي لان الجميع يكون ممثلا من خلاله". وقال: "يكفي البلد ظلما، والاستحقاق الانتخابي مؤجل اربع سنوات، وما زلنا محرومين من قانون انتخاب عادل. فهل تريدون نظام طائفي؟، فقد سبق ووافقنا على القانون الارثوذكسي، انما جاء الرفض كذلك في قانون النسبية، والدائرة الواحدة، والمحافظات، وهنا نقول فليكن ما تريدونه، لان البلد واهله يستحقون التعامل معهم بالمساواة وفق معيار واحد"، مضيفا: "اننا جاهزون لاي قانون انتخابي عادل وبمعيار واضح. ومسؤوليتنا تقتضي بان نرفع دوما صوت الحق. ونعمل معا يدا واحدة لنكون قوة واحدة".

واعتبر ان "لدينا استحقاق آت، وعلينا ان نعمل عليه حتى لا يمددوا للفساد وللوصاية التي تبقى باشخاصها وحكامها، لقد ذهب الاصيل وبقي البديل. كما يجب ان نعيد للتيار في الكورة مجده وقوته وعزته. وعندما يجري التيار الانتخابات هذا ليس بالامر السهل، انما نضحي بانفسنا لنقدم تجربة جديدة، بان تكون الكلمة لكم بالدرجة الاولى. وهذه ليست المرة الاولى التي ندفع فيها الثمن. واثبتنا اننا على قدر هذه التجربة. لقد ضحينا كثيرا ايام الوصاية والاحتلال، واستفاد الاخرون. واليوم بقناعاتنا وبمسيرتنا المشرفة - لكوننا اوادم - ندفع ثمن الفساد الذي نواجهه ونؤكد اننا سنبقى كذلك".

وأردف: "سنستمر بمد يدنا لغيرنا لبناء الوطن معا.وقد اقمنا وثائق تفاهم مع "حزب الله"، ونوايا تفاهم مع "القوات اللبنانية"، وسنقوم باكثر واكثر من ذلك. ولا تعتقدوا ان ذلك بضعف منا، فنحن اقوياء ونحارب الفساد، وسنبقى نمد ايدينا ونتشارك لنقوى ونقوي البلد. ولا يجب ان يكون لدينا عقدة خوف والا لن نصل لمكان. فنحن نتطور ونحل المشاكل ونتعلم من مشاكلنا ومشاكل غيرنا. وهذه هي الطاقة الايجابية التي يجب ان نقدمها لمجتمعنا ولبلدياتنا ولبلداتنا في كل يوم، لنقدم كل ما هو ايجابي".

وتابع: "بهذه الروحية نلتقي اليوم، وانتم واقفون على ارض صلبة، وقضيتنا كبيرة، تيارنا نفتخر به. في كل بلدة تيار وطني حر وفي كل بلد، واننا نبني التيار لاجل لبنان، ولاننا نحبه نريد ان نبني مؤسسات قوية فيه".

وختم: "ليس لدينا أي شيء مخفي. فمن يخاف ويخبئ يكون يخبئ عوراته، ويعتقد أن لا احد يراه. قوتنا هي بشفافيتنا. واننا نتكلم بكل شيء ولا شيء مخفي رغم التشويه الموجود. فحافظوا على قوتنا لنحافظ على لبنان سويا".