المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 أيلول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.september08.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله

قال آشَعْيَا النَّبِيّ: «يَا رَبُّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَنْ أُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

ميثاقية المصاهرة المسخ ودور عون التدميري/الياس بجاني

الياس بجاني/رابط مقالتي الجديدة المنشورة في جريدة السياسة/ميثاقية المصاهرة المسخ ودور عون التدميري/08 أيلول/16

جبران باسيل زنديق ومارق/الياس بجاني

واجب محاكمة جبران باسيل بتهمة الخيانة والتحريض الطائفي والمذهبي/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تغريدات الدكتور فارس سعيد لليوم

مراقبين: أن سكوت بكركي عما يطال المسيحيين ومسؤوليتها في معالجة الملفين العقاري والاداري في ظل تقاعس القوى المسيحية وتراجعها عن دورها الوطني هو بمثابة دق المسامير في نعش الحضور والدور المسيحي/سيمون أبو فاضل

سابقة خطيرة.. لهذه الأسباب ألغت بكركي اجتماع مجلس المطارنة/سيمون أبو فاضل/

لوفيغارو": مغنية اغتال الحريري من دون علم نصرالله ومــــاهر الأســـــد قضــــى عليـــه

القبس": 1600 قتيل لـ "حزب الله" في سوريا

حزب الله” يمنع عناصره من الحج تنفيذاً لأوامر “الولي الفقيه” الإيراني

 “التيار العوني” إلى الشارع ومخاوف على الاستقرار في لبنان

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء في 7/9/2016

صفقة تبادل بين موسكو ودمشق و"حزب الله " وأنقرة 4 أتراك وسوريان مقابل جثث الطيارين الروس و4 للحزب

جلسة مشاورات منزوعة القرارات كما يريدها العونيون سلام مدعوماً من الحزب وبرّي لا يرى سبباً للتأجيل/سابين عويس/النهار

تصعيد كلامـــي غير مسبـــوق بين ايران والسعوديــــة لا رئاسة في ظل التوتر الاقليمي وطهران لا تحبذ الحريري في السراي

الجلسة الحكومية في موعدها والرئاسة الى 28 ايلول وبري" فليفتشوا عني"

محركات الوساطات تنطلق بين عين التينة والمصيطبة وكليمنصو والضاحية

الحوار الثنائي صامد وحرب المواقف الايرانية- السعودية فـــي ذروتها

عون وباسيل.. والطاعة للحليف القوي حزب الله/فايزة دياب/جنوبية

ميثاقية العونيين»: حق يراد به باطل/حلا نصرالله/جنوبية

الجسر: الدستور على الرفّ بسبب تلطّي البعض بمظلة الميثاقية والحوار الثنائي "صامد" لان اصحابه لا يملـكون "ترف التشـاطر"

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جلسة مجلس الوزراء في موعدها ًاذا لم يطـرأ أي جديـد يبدل المشـهد

بري اراد تكبير الحجر في وجه المتراشقين وليتهيبوا خطــورة ترك البلاد للمجهول

الحاج حسن: مصير مشروع الموازنة يتعلق بالتطورات السياسية و"ولوج إيران القطاع المصرفي اللبناني سيكون ضمن القوانيــن"

اجتماع "الداخليــة" لا يشفي غليل الكتائب/بكفيا: نغيّر موقفنا إن تغيرت خطة الحكومة

محاولة قواتية لانشـاء تحالف مسـيحي بعنوان وطني يفتـح ابواب بعبـدا وجعجع يشغّل محركاته لتذليل العقبات: اقناع عون وتصحيح العلاقة مع بنشعي

لقاءات قيادية ثنائيـة داخل "8 آذار" للجم التدهور ووقف التصعيد وهل تحتّم السخونة عودة الموفدين الدوليين دعما للمرشح الحيادي؟

عبود: حضورنا الحكومي معلق والميثاقية وحدها تعيدنا إلى الحوار وخسـارة المعركـة تعنـي نهايـة الوجـود المسـيحي العـادل

هندسـات مصرف لبنان محط إشادة محلية وأميركيـة منحت الدولة استقراراً نقدياً وعزّزت الإحتياطي النقدي

رحيمي يمثّل لبـنان فـي اجتماعات القـاهرة وباسيل يشارك في الوفد الرسمي الى نيويورك

كـرم لـ كبارة وللمرة الاخيـرة: اسوأ ما في العملاء صحوة العمالة

الناصريون الأحرار ينددون بتصريحات خامنئي/العجوز:آن الأوان لمواجهة النظام الفارسي وأذنابه في كل المنطقة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

التزاماً بالعقوبات الدولية بنوك إيرانية توقف التعامل مع الحرس الثوري!

"التطبيع العلمي".. الوجه الآخر لعلاقة إيران وإسرائيل

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: إيران تسعى لامبراطورية وسيناريو لبنان لن يتكرر باليمن

طهران تحاول تسييس الحج وتدعم “القاعدة” وسجلها حافل بالضلوع في هجمات إرهابية حول العالم

الشعب السوري لا يستطيع قبول الأسد على رأس السلطة والمحادثات الأميركية – الروسية متواصلة

“الخليجي” يستنكر بشدة الاتهامات الإيرانية الباطلة ضد السعودية

الزياني: مواقف خامنئي تحريض مكشوف الأهداف ومحاولة يائسة لتسييس الحجح

خليفة بن سلمان: المملكة تشكل عمقاً ستراتيجياً للعرب والمسلمين ومكانتها تجعل الجميع ينبرون للدفاع عنها

قمة بحرينية- روسية تبحث في العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة

بوتين والملك حمد بن عيسى شهدا توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين

مساعٍ لفرض "هدنة الأضحى" في انتظار نضوج قرار وقف إطلاق النار وورشة اعادة إعمار سوريا: لبنان أول المستفيدين اذا أحسن الاستعداد

رؤية المعارضة السورية من 3 مراحل... تبدأ بهيئة انتقالية وتنتهي بانتخابات رئاسية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الشركة بمفهوم "حزب الله" "الثلث المعطّل" و"الميثاقيّة" بمفهوم "التيّار" الأقوى طائفيّاً/اميل خوري/النهار

رسالة تهدئة لافتة في الكلام الأخير لقاسم توجه "التيار" نحو الشارع يُحرج الحلفاء/روزانا بومنصف/النهار

"حزب الله" والموارنة/أندرو حبيب- باحث/النهار

أخطاء استراتيجية "مسيحية" (1988 – 2005/سركيس نعوم/النهار

حكايةُ الوضع اللبناني و"أَلغازهُ"/الياس الديري/النهار

مقارنات ومفارقات/علي نون/المستقبل

عون يرفع البطاقة الحمراء في وجه لبنان/ربى كبّارة/المستقبل

هل جرّبت أن تكون مسيحياً/سليمان بختي/النهار

نعيم قاسم لـ"المدن": الحلول متأخرة والطائف هو الحد الأدنى/منير الربيع/المدن

تفجير الحوار اللبناني/زهير قصيباتي/الحياة

سعد الحريري لن ينتهي/إيلـي فــواز/لبنان الآن

اتفاق النفط السعودي – الروسي/رندة تقي الدين/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

إرجاء انتخاب الرئيس الى 28 الحالي السنيورة: كلام باسيل خطير عدوان: ضرورة استمرار الحوار

مجلس كنائس الشرق الأوسط تابع أعماله في عمان والبطاركة التقوا العاهل الاردني

قهوجي تفقد الوحدات في رياق والبقاع الأوسط: التجاذبات لن تؤثر على دور الجيش

سامي الجميل اجتمع مع رؤساء بلديات من المتن وكسروان واجماع على المباشرة بتطبيق اللامركزية بدءا من النفايات

سلام خلال إطلاق لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تقريرها: لانتخاب رئيس ومواجهة الازمة المستفحلة

سليمان يحذر من خطورة التسعير المذهبي وتأجيـج الخلافـات على قاعـدة فئويـة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

اعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس05/من01حتى07/:”يا إِخْوَتي، كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللهِ كأَوْلادٍ أَحِبَّاء. وَٱسْلُكُوا في المَحَبَّةِ كَمَا المَسِيحُ أَيْضًا أَحَبَّنَا، فَبَذَلَ نَفسَهُ عَنَّا قُربَانًا وذَبيحَةً لله، طيِبًا ذَكِيَّ الرَائِحَة. أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛ ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان. إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله. لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان. فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء.”

 

قال آشَعْيَا النَّبِيّ: «يَا رَبُّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَنْ أُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبّ

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من37حتى43/:”صَنَعَ يَسُوعُ أَمَامَ اليَهُودِ تِلْكَ الآيَاتِ كُلَّهَا، فَمَا كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ، لِتَتِمَّ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا آشَعْيَا النَّبِيّ: «يَا رَبُّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَنْ أُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبّ؟». لِهذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا لأَنَّ آشَعْيَا قَالَ أَيْضًا: «لَقَدْ أَعْمَى عُيُونَهُم، وقَسَّى قُلُوبَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم». قَالَ آشَعْيَا هذَا، لأَنَّهُ رَأَى مَجْدَ يَسُوعَ وتَحَدَّثَ عَنْهُ. غَيرَ أَنَّ كَثيرينَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَنْفُسِهِم آمَنُوا بِهِ، ولكِنَّهُم بِسَبَبِ الفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَجْهَرُوا بِإِيْمَانِهِم، لِئَلاَّ يُفْصَلُوا عَنِ المَجْمَع. فَقَدْ فَضَّلُوا مَجْدَ النَّاسِ عَلى مَجْدِ الله”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

ميثاقية المصاهرة المسخ ودور عون التدميري

الياس بجاني/08 أيلول/16

نحن الموارنة اليوم نُعاقب ونُذل ونُهان في هويتنا ووجودنا وتاريخنا ودورنا الريادي والحضاري، وذلك من خلال هرطقات وفجور وموت ضمير وغرائزية وجشع سياسيين أوباش وطرواديين وأقزام وجهلة وتجار دم ومذاهب وأوطان وكرامات.

سياسيين مرتزقة يدعون باطلاً وزوراً تمثيلنا فيما حقيقة هم أعدائنا وأعداء الإنسانية، وأعداء وطن الرسالة، وأعداء ثورة الأرز، وأدوات وأبواق للمحتل الإيراني الملالوي، وخدّم لحزبه الإرهابي عندنا، كما هو تحديداً حال ووضعية ودور النائب ميشال عون وطاقم أصهرته، وفريقه من الودائع النواب النوائب، ومعهم وفي قاطعهم كل ماروني أكان مواطناً أو سياسياً أو اعلامياً أو رجل دين أو مثقفاً أو ناشطاً يقبل بممارسات عون ويقول قوله، أو يماشيه على خلفية التذاكي والحربقة، ويؤيده لموقع رئاسة الجمهورية ويسوّق له وهو يدري أنه بعمله المستنكر هذا ينقلب على كل ما هو لبناني، ويهين ويناقض كل تضحيات الشهداء والقيم والمبادئ والثوابت.

عملياً، عون هذا سمم ودنس وعهر عقول ومفاهيم وأخلاق كثر من شبابنا وشيابنا وأوقعهم في تجاربه التي هي ابليسية أكثر من تجارب إبليس نفسه بمئات المرات.

عون ضلل كثر من أهلنا ويسوقهم كالأغنام إلى الأبواب الواسعة التي نهايتها كما يعلمنا إنجيلنا المقدس هي جهنم ونارها التي لا تنطفئ ودودها الذي لا يستكين.

عون الجاحد هذا العامل بوظيفة بوق وكيس رمل وأداة لدى المحتل الإيراني مكلف ملالوياً بتدمير النظام اللبناني، وبتعطيل كل مؤسسات الدولة، وبإفقار اللبنانيين، وبتهجيرهم، وبالتغاضي عن سرقة أموالهم وممتلكاتهم وأرضهم، ودفعهم إلى أوحال وفخاخ التعصب والمذهبية، وتقليبهم غرائزياً ومذهبياً ضد بعضهم البعض لتعم حالة الفوضى والتقاتل وتسود ثقافة شرعة الغاب.

المحتل الإيراني المعادي للبنان ولكل الدول العربية يسعى من خلال طرواديين من خامة وثقافة عون وكل من يقول قوله ويفعل أفعاله لتعميم حالات الفوضى والغرائزية والتقاتل المذهبي لخلخلة ومن ثم إسقاط كل الأنظمة العربية وإقامة الإمبراطورية الفارسية على أنقاضها.

إن ما يجري في لبنان ويجري أيضاً في سوريا والعراق واليمن وغزة، وفي العديد من دول الخليج العربي يأتي في سياق المؤامرة الإيرانية الدموية والإرهابية الممنهجة والواضحة الأهداف والمرامي.

أما الميثاقية المسخ التي يحمل لوائها جبران باسيل صهر عون المدلل وهو الذي رفض أهل "البترون" انتخابه نائباً أكثر من مرة وأسقطوه ورذلوه، فهي غير الميثاقية الدستورية التي يعرفها شعبنا ويحترمها... إنها ميثاقية المصاهرة  والنفاق والانتقائية المصلحية والعهر السياسي لا أكثر ولا أقل.

باسيل يهدد بالميثاقية ويستغلها غب فرمانات المحتل الإيراني بهدف إثارة النعرات الطائفية خدمة لمصالح هذا المحتل.

الميثاقية التي ينادي بها باسيل لا تمت للموارنة تحديداً بصلة وهي مقتصرة فقط على ميثاقية مصاهرته لعون وليس لأي شرعية أخرى.

باختصار، فإن لا عون ولا طاقم أصهرته التجار يمثلون الموارنة تحديداً، ولا المسيحيين عموماً، وبالتالي لا يحق لهم التكلم باسمهم أو التهديد بهم.

يبقى، المطلوب من القيادات المسيحية اللبنانية الزمنية والدينية السيادية ومن أهلنا الأحرار والسياديين أن يوقفوا مهازل ومسرحيات عون وأصهرته ويضعوا حداً لهرطقاتهم والطروادية ويفضحون ويعرون خدعة وكذبة تمثيلهم للمسيحيين.

الياس بجاني/رابط مقالتي الجديدة المنشورة في جريدة السياسة/ميثاقية المصاهرة المسخ ودور عون التدميري/08 أيلول/16

http://al-seyassah.com/%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AE-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D9%85/

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

جبران باسيل زنديق ومارق

الياس بجاني/07/16

جبران باسيل انسان مارق لا قيم ولا مبادئ ولا اخلاق لديه. هو عملياً وخطاباً وتحالفات وأهداف وإبليسية يمثل المشروع الإيراني في المنطقة، لا بل هو كيس رمل لهذا المشروع كما هي حال عمه المهووس والطروادي عون الساقط في كل تجارب ابليس واخوانه. كما أن باسيل الفاجر والتاجر والوقح لا يعرف المسيحية ولا المسيح ولا يفقه الف باء المسيحية التي هي محبة وتسامح وغفران وتواضع.. وبالتالي المسيحيين في لبنان ونحن الموارنة تحديداً براء من هذا الزنديق ومن كل هرطقات وجنون عمه الواهم والموهوم.

 

واجب محاكمة جبران باسيل بتهمة الخيانة والتحريض الطائفي والمذهبي

الياس بجاني/07 أيلول/16

إن الإناء ينضح بما فيه.. وجبران أداة إيرانية رخيصه ومارق وسخيف وحاقد ومحرض طائفي ومجرد من كل الأخلاق والقيم ويفتقد لكل مقومات احترام الذات والفهم السوري عقلياً. لو كان هذا المخلوق المسخ في أي بل آخر يحترم الدستور والقانون لكانت تمت محاكمته بتهمة التحريض الطافي واثارة النعرات. نطالب القانونيين الأحرار والسياديين في لبنان تحضير ملف قانون لمحاكمة هذا الزنديق الذي يدعى زوراً تمثيلنا في حين هو العدو وكيس الرمل الإيراني.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تغريدات فارس سعيد لليوم

08 أيلول/16

نتمنى على غبطة البطريرك الراعي كلاما صريحا حول الاعتداءات على ارض لاسا و مذكرة الوزير خليل و الميثاقية في غياب اجتماع مجلس الموارنة.

تطير طاولة الحوار شيء و تطير الحكومة التي تؤمن غطاء شرعيا لحزب الله شيء آخر و تصعيد التيار العوني بلا أفق اذا تمسك الحزب بالحكومة.

هل تهدد عدم مشاركة حزب الله في جلسة الغد حكومة سلام؟.

تضامن حزب الله مع التيار العوني يدفعه الى المزيد من التصعيد حتى الوصول الى الشارع الله يستر لبنان.

استسهال الكلام حول الطلاق بحجة عدم انتخاب هذا او ذاك يؤكد ان من يتولى مسؤولية السياسة لا يقدر خطورة الوضع العربي و الاسلامي و اللبناني.

الميثاقية على قياس المصالح تفسد الشراكة و تطيح بالميثاق في مرحلة خطيرة من تاريخ المنطقة حيث معروض على المسلمين هويات مذهبية تتجاوز لبنان.

خطورة موقف عون يكمن بالتالي:اذا ربح من خلال التصعيد سيربح لوحده و اذا خسر يعطي الانطباع ان الخسارة مسيحية التمايز عنه اصبح ضرورة.

 

مراقبين: أن سكوت بكركي عما يطال المسيحيين ومسؤوليتها في معالجة الملفين العقاري والاداري في ظل تقاعس القوى المسيحية وتراجعها عن دورها الوطني هو بمثابة دق المسامير في نعش الحضور والدور المسيحي.

سابقة خطيرة.. لهذه الأسباب ألغت بكركي اجتماع مجلس المطارنة

سيمون أبو فاضل/الأربعاء، 07 سبتمبر، 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/07/%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D9%81%D8%A7%D8%B6%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA-%D8%A8%D9%83%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D8%B9%D9%85%D8%A7-%D9%8A/

في سابقة لم تشهدها بكركي عبر تاريخها إلا في حال سفر البطريرك الماروني أو مرضه الشديد، لم ينعقد مجلس المطارنة والأساقفة الموارنة برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الأربعاء الماضي، حيث بررت أوساط بكركي عدم انعقاد المجلس بوجود 8 مطارنة خارج لبنان موزعين بين الفاتيكان والأردن.

إلا أنّ غياب الموقف الشهري لبكركي إثر عدم انعقاد الاجتماع لا يعود إلى غياب 8 مطارنة من أصل 48 يشكلون مجلس الأساقفة بل لسببين ولكل واحد منهما جواب رافضاً للسبب غير المقنع وهما:

الأوّل، فضل البطريرك الراعي عدم إعلان موقف مما يحصل من تعدي على أرض الكنيسة في بلدة لاسا وكذلك لعدم إصدار موقف من المذكرة التي أصدرها وزير المالية وطالت مشاعات بلدات مسيحية عدة بينها العاقورة واثارت سجالات سياسية – مذهبية تبعها تطويق بلدة العاقورة من قبل مسلحي حركة أمل اثر إنتشارهم بأسلحتهم وآلياتهم على تلال البلدة ما استدعى تدخل الجيش البناني. إذ إن الراعي يزور أعالي جبيل يوم الجمعة المقبل وبينها بلدة العاقورة وقبلها يعد له استقبال من قبل القرى الشيعية، فأراد عدم تعطيل الاحتفالات بمروره وبالتالي عدم انعقاد المجلس وتضمن البيان موقفا رافضاً للتعديات كما كان وعد وفود المنطقة ابان زيارتها له مؤخراً شامية مما يطال المسيحيين

لكن الجواب على محاولة البطريرك الراعي هذه تلاقيها مواقف بأنه ليس المطلوب منه شن الحرب، بل اعلان موقف مسهب يطالب الدولة بتطبيق القانون والعدالة، وحماية ممتلكات المواطنين لا اكثر، لا سيما ان التعديات طالت ارض الكنيسة وأحد الكهنة الذي تعرض لاعتداء في مقابل صمت وعدم استنكار من بكركي والكنيسة المارونية.

الثاني، فضل البطريرك الراعي عدم اتخاذ موقف من السجال الحاصل حول الميثاقية في ظل التباين المسيحي والإسلامي حول هذا الموضوع بحيث لا يريد ان يستفيد اي فريق من مضمون البيان الشهري على حساب الفريق المقابل.

لكن الجواب على هذا الموقف هو ان مجرد مطالبة البطريرك الراعي باحترام اتفاق في سابقة خطيرة، يكون قد حدد موقف الكنيسة من ضرورة تمسك الفرقاء بهذه الصيغة التي أمدت على المناصفة واحترام الدستور، بدلاً من أن تغيب بكركي عن موقفها الوطني ودورها الذي لم تتنازل عنه في أحلك الظروف وتمسك به الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي واجه ضغوطات زمن الاحتلال السوري ولم يتورع عن إطلاق المواقف سواء عبر احاديث مقتضبة ام من خلال بيانات مجلس المطارنة حيث شكل أحدها وهو البيان النداء من الديمان في أيلول العام ٢٠١٥ محطة محورية في تاريخ لبنان.

وفي قناعة مراقبين أن سكوت بكركي عما يطال المسيحيين ومسؤوليتها في معالجة الملفين العقاري والاداري في ظل تقاعس القوى المسيحية وتراجعها عن دورها الوطني هو بمثابة دق المسامير في نعش الحضور والدور المسيحي.

 

"لوفيغارو": مغنية اغتال الحريري من دون علم نصرالله ومــــاهر الأســـــد قضــــى عليـــه

المركزية- ذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية ان "القيادي في "حزب الله" الراحل عماد مغنية، الذي قُتل في سوريا، اغتال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريرمن دون علم الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله، ثم عاد قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري ماهر الأسد واغتال مغنية في دمشق".

واعتبرت الصحيفة ان "احباط نصر الله يعود إلى حالة التخبّط في الحزب، وعدم وضوح الرؤية، وإلى سلسلة من خيبات ومواقف متناقضة يعاني منها ظهرت إلى العلن اخيراً"، ونقلت عن مراقبين ان "بدلا من التهديد المتكرر لخصومه، بات نصر الله يرفع صوته وبعصبية خلافاً للهدوء الذي ميّز خطاباته سابقا".

واشارت الصحيفة الفرنسية الى ان "نصرالله يشعر بأن حلقات في الحزب تفلت من يده، ولا يستطيع التحكم بها، كما ان الحزب يعاني من التشظي والاختراق من قبل المخابرات الأميركية والإسرائيلية، وهو يحقق حالياً مع نحو110 من كوادره للاشتباه بالتعامل مع المخابرات الأميركية، بينهم مصطفى ابن عماد مغنية، الذي تعرّض لمحاولة اغتيال اخيراً في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت". ولفتت "لو فيغارو" الى ان "الحزب يعاني من تراجع مداخيله المالية بعدما خفضت إيران %25 من الدعم الذي تقدمه له، والبالغ 350 مليون دولار سنوياً، وكذلك تراجع الأموال التي تحول إليه من اشخاص شيعة حول العالم بسبب الرقابة الأميركية المشددة على عمليات التحويل".

 

"القبس": 1600 قتيل لـ "حزب الله" في سوريا

المركزية- نقلت صحيفة "القبس" عن رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي آفي ديختر في مقال نشره موقع "أن آر جي" ان "حزب الله" خسر في سوريا 1600 من مقاتليه، فيما اصيب ما بين خمسة وستة آلاف عنصر بجروح". واضاف "ان ذلك يعني ان عدد قتلى "حزب الله" في الحرب السورية يفوق عدد قتلاه في حروبه ضد إسرائيل طوال ثلاثين عاما"، معتبراً ذلك اخباراً إيجابية لإسرائيل". وافاد ديختر بحسب موقع "أن آر جي" "بأن إسرائيل باتت ترى في سوريا ساحة تدريب قتالية للمنظمات المعادية، وان سوريا انزلقت إلى حالة من الحرب التي لا يبدو انها في طريقها إلى الحل قريباً"، واصفا ما يحصل في المنطقة من تطورات ميدانية "بأنه يشبه هزة ارضية بقياس تسع درجات على مقياس "ريختر".

 

حزب الله” يمنع عناصره من الحج تنفيذاً لأوامر “الولي الفقيه” الإيراني

 “التيار العوني” إلى الشارع ومخاوف على الاستقرار في لبنان

بيروت – “السياسة” والوكالات/08 أيلول/16/منعت ميليشيات “حزب الله” اللبناني، المرتبطة بإيران، قياداتها وعناصرها من أداء الحج هذا العام، في خطوة تؤكد سعي طهران وأذرعها الخارجية إلى تسييس هذه الفريضة الدينية. وكشفت معلومات أن الحزب أصدر “للمرة الأولى قراراً تنظيمياً يمنع فيه كوادره ومحازبيه من أداء فريضة الحج لهذا الموسم تحت طائلة الفصل بذريعة مخالفة التكليف الشرعي”. وقال مصدر مقرب من الحزب لوكالة “الأناضول” التركية إن الحزب “قرر منع قيادته وعناصره من أداء فريضة الحج لهذا العام، تماشيا مع إحجام الإيرانيين عن المشاركة بموسم الحج الحالي”. وأضاف إن “الحزب أصدر قراراً تنظيمياً داخلياً منع بموجبه قياداته وكوادره وعناصره من التوجه الى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة حج هذا العام”، و”أنذر من يخالف القرار بالفصل” وأوضح أن قرار الحزب جاء “تطبيقا للتكليف الشرعي للولي الفقيه الإمام الخامنئي في إيران، وتماهيا مع قرار طهران، التي أحجمت عن مشاركة مواطنيها في حج هذا العام بسبب خلافات مع السعودية”. ولم يستبعد المصدر أن “يكون للقرار أبعاداً أمنية مرتبطة بقيادات وكوادر وعناصر حزب الله”. وبحسب مصادر مراقبة، فإن محاولة إيران تسييس الحج لم تجد صداها، على ما يبدو، إلا عند الحزب الذي يرسل عناصره خارج لبنان للقتال وقتل المدنيين ويحرمهم، في المقابل، من أداء ركن الإسلام الخامس. وعلى ضفة الأزمة السياسية المتفاقمة في لبنان، أكدت مصادر مطلعة أنه إذا عقدت جلسة الحكومة المقررة اليوم ولم يصر الى تأجيلها بسبب استمرار “التيار الوطني الحر” على موقفه المقاطع حضور الجلسات، فإنها ستكون مجرد اجتماع تشاوري لن يتخذ أي قرارات.

وأشارت إلى أن الحكومة فقدت قدرتها على القيام بأدنى مسؤولياتها جراء السياسة التعطيلية التي ينتهجها “التيار العوني” بذريعة حرصه على الميثاقية التي يضربها في الصميم، من خلال اصراره على كسر نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وهو ما حصل امس للمرة الـ44 توالياً، فتم التأجيل الى موعد جديد في 28 الجاري، على وقع تزايد المخاوف من اطالة أمد الفراغ وانقطاع الحوار نهائياً هذه المرة مع ما لذلك من تداعيات على الاستقرار، خاصة أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يدعو الى حوار جديد إذا لم يحصل على موافقة جميع الاطراف للمشاركة فيه، وخاصة “التيار العوني”.

وبعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام حيث تمنى عليه تأجيل جلسة الحكومة، لفت وزير السياحة ميشال عون الى انه “مازال عند رأيه بوجوب تأجيل الجلسة وفي حال انعقادها فيجب ألا تناقش قرارات هامة”، ما يؤكد انزعاج فرعون من الاستمرار في عقد جلسات للحكومة بغياب “التيار الوطني الحر” وحزب “الكتائب”. وفيما يتحضر “التيار العوني” للقيام بمزيد من الخطوات التصعيدية تحت عنوان رفضه المس بالميثاقية والتي ستتوج بتظاهرات واسعة في عدد من المناطق اللبنانية في ذكرى 11 أكتوبر المقبل، أكدت مصادر مقربة من النائب سليمان فرنجية ان ممارسات عون تشكل إساءة بالغة للمسيحيين قبل سواهم وانه بهذه الطريقة يستحيل ان يجمع النائب عون حوله الاصوات النيابية المطلوبة لانتخابه باعتبار انه من خلال السياسة التعطيلية التي يتبعها يزيد من الانقسام الوطني ومن حجم المعترضين على سياسته.

وقال مصدر بارز مشارك في جلسات الحوار لـ”السياسة” ان “الوضع السياسي اليوم في اسوأ حالاته”، مستغرباً إصرار عون على تعطيل الحوار والمؤسسات. وتساءل “كيف يمكن القبول به رئيساً للجمهورية ومن يدري ماذا سيفعل إذا أصبح رئيساً”.

وإذ رسم صورة قاتمة للوضع القائم في لبنان وسط تطورات المنطقة المتسارعة، حذر المصدر من أن تكون الخطوات التي سيقوم بها “التيار الوطني الحر” قفزة في المجهول وأن تكون مبنية على أوهام، لأن المواقف شيء والواقع شيء آخر، آملاً ان يساعد اللقاء المرتقب بين عون والأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله على تهدئة الامور وإبقائها في اطارها الطبيعي قبل ان تفلت من عقالها. وأشار إلى أن كلام بري بشأن ما صدر عن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل له دلالات كثيرة لا يعرفها إلا الذين عاشوا ويلات الحرب الأهلية وإفرازاتها، ونصرالله يعرف جيداً ما يعنيه بري في كلامه، ما يحتم عليه دعوة حليفه عون الى التهدئة وسلوك طريق التعقل والحوار مجدداً.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء في 7/9/2016

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

مجلس الوزراء ينعقد غدا وهو امانة عند الرئيس تمام سلام وفق ما أكد.

وتستمر الاتصالات هذا المساء ليكون هناك حضور ومشاركة لجميع الوزراء، في سياق مخرج للجميع، على أن تكون القرارات عادية.

وتركز الاتصالات مع التيار الوطني الحر على دقة الوضع السياسي وضرورة حماية الحكومة لئلا تقع في مأزق التعطيل النهائي للمؤسسة الضامنة لمسار الدولة.

وإذا ما انعقدت جلسة مجلس الوزراء بمشاركة جامعة أو بحضور مبتور، فان الاتصالات السياسية تتناول ايضا ضرورة العودة الى طاولة الحوار الوطني لحماية الاستقرارين الأمني والنقدي في البلد.

ولقد شدد الرئيس نبيه بري على ان الحوار هو التورية لتعطيل الحكومة، محذرا من تعطيل المؤسسات.

إذن الجلسة الرابعة والاربعون لانتخاب رئيس للجمهورية سجلت في خانة الفشل المتواصل، والجلسة الخامسة والاربعون تعقد في الثامن والعشرين من ايلول الحالي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

للمرة الثانية في غضون اسبوع سينعقد مجلس الوزراء في حضور كل مكوناته وبغياب وزيري التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق، وللمرة الثانية في خلال اسبوع سيؤمن حزب الله الرافعة الحقيقية للجلسة التي وزع جدول اعمالها على ان لا تناقش ملفات خلافية، اصبح واضحا ان الحفاظ على الحكومة خط احمر، كما اصبح واضحا ان التمديد لقائد الجيش حاصل لا محال حتى التيار الوطني الحر حتى الطاشناق يدركان ذلك وما المفاوضات المستمرة منذ ليل امس وحتى الساعة بين التيار الوطني الحر وحزب الله والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم سوى محاولة لايجاد ارضية صالحة تخفف من حدة التوتر السياسي في البلاد على ضوء ما حصل على طاولة لحوار. فهل يقتنع المقاطعون بضرورة عدم الذهاب بالصدام الى اقصى الاعماق ام ان قرار المواجهة قد اتخذ، وصوب من ستوجه سهام التصعيد ، صوب الحليف، ام صوب الجهة التي تختصر الازمة السياسية برفض الموافقة على الاتيان بالعماد عون رئيسا للجمهورية ام صوب الجهة التي لا تقيم للشريك المسيحي اي اعتبار لا من خلال مشاركته ولا من خلال مقاطعته الحكم ممعنة بحسب مصادر في التيار بمخالفة الدستور وعقد الشراكة الوطنية المتمثل بالميثاق.

وفيما الكل متخوف من الآتي الاعظم لاسيما على المستوى الاقتصادي طغت التهديدا باغتيال النائب وليد جنبلاط المريبة في توقيتها ومصدرها على ما عداها من الاخبار لاسيما مع توقيف عدد من المتهمين في القضية لدى المحكمة العسكرية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

جلسة الحكومة قائمة غدا ولكن اي قرارات يتخذها مجلس الوزراء، الاتصالات مفتوحة لتحديد مسار الجلسة في ظل دعوات لان تكون منتجة لا تختصر على التشاور كما حدث في الجلسة السابقة كي لا يدخل البلد في مطار التعطيل الشامل.

ومن هنا كان اعتبار النائب وليد جنبلاط الرهان على الجمود بانه انتحاري ذاتي سينعكس على لبنان مزيدا من الاهتراء السياسي والاقتصادي واصفا ما يجري بالموت البطيء.

زعيم التقدمي اكد ان التيار الوطني الحر يهمش نفسه بسبب عناده واصراره على شروط معينة فيما الشغور الرئاسي هو بحد ذاته هو التهميش الاكبر للمسيحيين، لا خوف على الحكومة هذا ما طمأن به الرئيس نبيه بري الذي اعطى الاولوية للحفاظ على المسألة الامنية.

رئيس المجلس كان واضحا بقوله ان الكرة لم تعد في ملعبه بل عند الآخرين فهو كان يبادر يطرح افكارا ويبحث عنهم لكنهم سيبحثون عنه من الآن وصاعدا فتوقف الحوار كسر لبننة الحل وصار اللبنانيون ينتظرون الخارج المشغول الآن بتطورات اقليمية وخصوصا حول سوريا فهل يتم الاتفاق الاميركي الروسي كما يتوقع السعوديون ام ان النتائج النهائية للتسويات مرهونة بوصول الادارة الاميركية ؟؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هو لواء المخطوفين ومفاوض الخاطفين.. نجح في المهمات الصعبة من أعزاز إلى معلولا فجرد عرسال مروراً بتشيكيا عدا الملفات السرية لكن اللواء عباس إبراهيم قد وضع اليوم أمام أصعب الرهائن ودخل وسيطا على خط حل الأزْمة السياسية التي تسير ومساعي يقوم بها حزب الله تؤسس لعودة التيار إلى التغذية الحكومية. أجواء السرايا اليوم دلت على رغبة وزارية في عقد جلسة الغد على شكل "دايت" أي منزوعة الدسم في القرارات.. أما بند قائد الجيش فيترك إلى وزير الدفاع الذي يلجأ إلى استخدام صلاحياته المنصوص عنها في قانون الدفاع وهي تتيح له التوقيع على تأجيل التسريح وعلى ضفة عين التينة سرح الرئيس نبيه بري جلسات الحوار.. وأعلن أنه لن يدعو إليها وعلى الآخرين أن يفتشوا عنه بعد اليوم . وفي حوار النفايات فإن الكرة وضعت من جديد في ملعب الكتائب الذي لم يعط موافقته على الخطة الموضوعة بعد.. لأن السم دس في عسل الحل. الكتائب التي تدرس خياراتها بمسؤولية عالية تدرك أن الوزير أكرم شهيب رمى في طريقها أصعب القرارات وأن خطته المعلنة تحتوي على ألغام عدة ولف ودوران ولا تلغي حقيقة أن الطمر في البحر واقع في النهاية ومن دون فرز أما وعود شهيب بأموال البلديات فلن تصرف بعدما حجزها وزير المال علي حسن خليل رهينةً يفاوض عليها في سوق النفايات السوداء لمصلحة السادة الكبار صكوك في السماء أعطيت لرؤساء البلديات وهم لم يستحصلوا على أموالهم منذ سبعة أشهر شهيب يفرز الحل سياسيا وعلى مقاس الطبقة المستفيدة.. ووزير المال يلاقيه عند مفارق الحزينة فيمنع التمويل عن البلديات.. ورؤساء البلديات يقعون تحت الترغيب لكن صناديقهم ستبقى فارغةً لأن تمويلهم سوف يعني حجب الرزق عن مافيا الحكم . حل من البعيد وصل عبر وزير التربية الياس بو صعب الذي كشف للجديد أن الاتحاد الأوروبي على كامل الاستعداد لتمويلنا بإنشاء معامل فرز في المتن وكسروان.. وقال إن مسؤولين أوروبيين أبلغوه في بروكسل أنهم كانوا على استعداد لمنح لبنان الأموال اللازمة لهذه المعامل.. وأن الدولة اللبنانية كانت تمتنع عن التنفيذ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

تعطل الحوار الوطني فحرد الرئيس بري من دون ان يعتكف وقال "فليفتشوا عني بعد اليوم" بما يفهم منه انه ان عادوا عن مطالبهم يعود الى الحوار لكنه سيصوم عن تفقيس المبادرات.

في المقابل سجل سعي جاد لمنع انتقال الحكومة من الشلل النصفي الى الشلل التام والاتصالات على اشدها لاعتماد خطوة من اثنين جلسة لمجلس الوزراء الخميس غير تقريرية او لجوء الرئيس سلام لعدم عقد الجلسة لتنفيس الاحتقان علما ان الخيار الاول هو الارجح ان لم يكن قد صار شبه مؤكد.

الحل الثاني يسعى اليه الوزير ميشال فرعون والمعلومات المسربة تفيد عن ليونة لدى رئيس الحكومة واستعداد لتخريجة منطقية لا تظهر الحكومة في موقع المنكسر امام النزوات التعطيلية.

في ظل هذه الفوضى مرت الجلسة الرابعة والاربعون لانتخاب رئيس بلا انتخاب رئيس ولم يذرف احد دمعة على الدستور المغتصب في وقت تعلو فيه النبرة العونية المطالبة بالميثاقية وبحق المسيحيين بشراكة حقيقية اما رفع كابوس النفايات فينتظر موقف الكتائب من خطة الحكومة التي اعيد تدويرها امس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

لم يعتبر تمام سلام أن شيئا ما في البلد يستحق التوقف عنده أو التأمل في أبعاده أو التحوط لتداعياته... يستمر "نائب نائب رئيس الحكومة" في التصرف، وكأنه يعيش وحده في أفضل العوالم الممكنة، كما تقول المسرحية الفرنسية الشهيرة ... لم يسأل جبران باسيل - بما يمثل تيارُه في البلد- لماذا بلغ الأمر بكم حد التساؤل عن معنى الميثاق ... ولم يتداول حتى مع صديقه الرئيس نبيه بري، في السبب الذي جعل رئيس المجلس يقول أن ما سمعه هو أخطر كلام قيل منذ الحرب الأهلية ... ولم يتوقف عند تأكيد سمير جعجع - وهو الحليف على رأس حزب كبير آخر- أن السيادة بلا شراكة لا معنى لها ... وأنه يرى بذور ثورة تتكون، ونحن مستعدون لملاقاتها ... لم يطرح تمام سلام أي سؤال ... تماماً وفق قاعدة كونفوشيوس، بأن غياب السؤال جنون أبدي ... استمر في رتابة سراياه، Business as usual. حتى أنه دعا غداً إلى جلسة جديدة لحكومةٍ، أخطأنا يوم وصفناها بحسب الأرقام والإحصاء والدقة الفائقة، بأنها حكومة الستة بالمئة من المسيحيين ... لأن تمام سلام، مصصم على النجاح في جعلها حكومة الستين سنة وسبعين يوماً على الميثاق وعلى الوطن ... ففي النهاية، الذي وقف متفرجاً على فضيحة شينوك النفايات - لا بل كان أكثر من متفرج - لا يُنتظر منه أكثر، في موضوع الشراكة والتساوي والمناصفة والعدالة ... غداً، قد يكون سلام أمام مفاجأة ... وفي ما سيأتي بعد غد، مفاجآت ... ماذا سيحصل في الحكومة؟ سؤال نطرحه مباشرة، لكن بعد محاولة الإجابة، بحسب الأولويات، عما سيحصل للنفايات التي ملأت شوارع المتن وكادت تغرق أهله ...

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لبنان يعيش في خضم الحرائق الملتهبة على امتداد المنطقة وفي البلاد من يلعب على حافة الهاوية.

الصورة هذه رسمتها جملة مواقف سياسية انطلقت بعد تعطيل الحوار الوطني ومحاولات شل الحكومة.

وما زاد من سوداوية المشهد الجلسة 44 لانتخاب الرئيس وتأجيلها الى الثامن والعشرين من الشهر الحالي وذلك نتيجة تعطيل النصاب من قبل نواب حزب الله والتيار الوطني الحر .

في الشأن الحكومي، اكدت مصادر وزارية لتلفزيون المستقبل ان جلسة مجلس الوزراء ستعقد غدا بإصرار من الرئيس تمام سلام الذي اجرى سلسلة اتصا?ت تمهيدا لعقدها.

وأشارت المصادر الى ان الهم الاول للرئيس سلام ان لا يكسر الحكومة وان لا يتركها رهينة اي طرف سياسي.

ولفتت المصادر إلى ان تأجيل البنود الخلافية هو دليل حسن نية وسيتم إقرار البنود المتفق عليها على غرار البند المتعلق بكفرعبيدا والذي أقر في الجلسة السابقة وان الوزير باسيل كان موافقا في السابق عليه وأكد ذلك الوزير بطرس حرب.

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد حذر من مسار تعطيل المؤسسات معتبرا أن تعطيل الحوار هو التورية لتعطيل الحكومة.

اقليميا، طرحت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رؤيتها للمرحلة الانتقالية في سوريا.

واكدت انها سترفض أي اتفاق روسي – اميركي إذا كان مختلفا عن رؤيته وشددت على ضرورة ان يترك رئيس النظام بشار الأسد السلطة بعد ستة أشهر من بدء المفاوضات في شأن تشكيل حكومة انتقالية

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

مساع تسابق الشلل التام يستعان خلالها بكل الامكانات حتى خبرة التفاوض التي يملكها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم كما علمت المنار.

قبل خطوة من الجلسة الحكومية غدا يحاول البعض تجريدها من كل فتائل تفجيرية بعد تعثر محاولاتهم لتأجيلها بمبررات الخوف من تعطيل الحكومة مع تعليق الحوار سياسيا وغياب اي اختراقات رئاسيا.

فرسا المشهد اللبناني على صراع الحد من الخسائر مع أزمة مستفحلة طالت ولا تنبأ بفرج قريب بحسب رئيس الحكومة تمام سلام لكنه فرج ممكن اذا ما دخل الجميع من باب الحل الالزامي اي رئاسة الجمهورية عبر المرشح الاكثر جدارة كما وصفه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اي العماد ميشال عون.

وحتى يقضي الله امرا لبنانيا فان امر الحرمين الشريفين مازالت تتحكم به فتاوى التكفير ومصداقها ما طالعنا به مفتي السلطة السعودية الذي اخرج منتقديها عن الدين الاسلامي وهو انتقاد لممارسات موثقة لستة الاف ضحية او يزيد في منى العام الماضي وجدده اليوم الامام السيد علي الخامنئي امام اهالي شهداء فاجعة منى معتبرا ان آل سعود وان لم نقل انهم تعمدوا وقوع هذه الكارثة فانهم يتحملون سوء ادارة الحج وتجب مسائلتهم اما الصمت على جرائمهم فمصيبة كبرى وبلاء للامة الاسلامية كما اكد الامام الخامنئي

 

صفقة تبادل بين موسكو ودمشق و"حزب الله " وأنقرة 4 أتراك وسوريان مقابل جثث الطيارين الروس و4 للحزب

عباس الصباغ/النهار/8 أيلول 2016

على قاعدة استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، تحبك خيوط صفقة معقدة للتبادل بين "محور الممانعة" من موسكو الى حارة حريك مروراً بدمشق من جهة، وبين أنقرة والجماعات الارهابية المسلحة التي تحظى بدعمها من جهة أخرى. المعلومات الشحيحة المسربة عن تلك الصفقة التي تشبه صناعة سجادة إيرانية، تشي بأن المداميك الاولى قد وضعت، ولكن العبرة في التنفيذ، علماً أن مثل تلك المفاوضات عادة ما تكون معقدة في ظل استعار النار السورية، وخصوصاً على الحدود السورية - التركية. تكمن بنود صفقة التبادل في إطلاق أربعة أسرى من "حزب الله" لدى الجماعات المسلحة، هم محمد مهدي شعيب (27 عاماً) من بلدة الشرقية (النبطية)، وحسن نزيه طه (30 عاماً) من الهرمل، وموسى محمد كوراني (32 عاماً) من ياطر (بنت جبيل)، وقعوا في الاسر في تشرين الثاني 2014 وظهروا في فيديو لـ"جبهة النصرة" في شباط الفائت، إضافة الى أسير من عائلة ترمس و7 جثامين لعناصر من الحزب سقطوا في خلصة جنوب مدينة حلب في المواجهات الأخيرة، وتشمل الصفقة جثث 5 طيارين روس كانت أسقطت مروحيتهم فوق إدلب في الاول من آب الفائت. أما على الضفة المقابلة، فسيطلق أربعة ضباط أتراك أسرهم الجيش السوري قرب الحدود داخل الاراضي السورية، إضافة الى مئات المعتقلين في السجون السورية.

وبحسب مصادر مواكبة، فإن عملية التفاوض بدأت عبر وسيط عربي. ولفتت الى أن "حزب الله" أسر عدداً لا بأس به من عناصر "النصرة" في الأشهر الأخيرة، مما يشكل ورقة ضغط وازنة لإنجاز عملية التبادل التي تشبه تلك التي أنجزها الحزب، وأفضت في 25 تشرين الثاني 2014 الى الإفراج عن أسيره عماد عياد مقابل الإفراج عن عنصرين من "الجيش الحر" كان يعتقلهما، هما مرعي مرعي ومرهف عبد الغني الريس، وتمت عملية التبادل في منطقة القلمون مع "الجيش الحر". ويذكر أن "حزب الله" لم يسبق أن أعلن عن تفاصيل عمليات التبادل التي أنجزها، سواء كانت مع تل ابيب عبر الوسيط الألماني، أو مع الجماعات المسلحة، ولم يعلق على تلك المعلومات. وسبق أن قالت مصادره إن عناصره لدى "النصرة" وقعوا في الاسر بعدما ضلّ الدليل الطريق خلال المواجهات، ثم وجدوا أنفسهم في مناطق تسيطر عليها الجماعات التكفيرية.

 

جلسة مشاورات منزوعة القرارات كما يريدها العونيون سلام مدعوماً من الحزب وبرّي لا يرى سبباً للتأجيل

سابين عويس/النهار/8 أيلول 2016

وسط الضبابية التي تحيط بالمشهد السياسي المأزوم، نتيجة التصعيد العوني الاخير الذي أطاح طاولة الحوار الوطني وبات يهدد الحكومة بميثاقيتها وفاعليتها ويحولها إلى تصريف الأعمال، يعتصم رئيسها بالصمت وعلامات الانزعاج والقلق جلية على وجهه. على مسافة ساعات من موعد جلسة مجلس الوزراء التي دعا اليها قبل أسبوعين، مفسحا في المجال أمام سلوك التهدئة للنفوس المضطربة إثر تعليق وزيري "التيار الوطني الحر" مشاركتهما في الجلسة، يلمس زوار الرئيس تمّام سلام أن الرجل حسم أمره لعقد الجلسة ما لم يطرأ أمر مستجد أو تتمنى عليه القوى السياسية التأجيل. ليس الرجل من محبذي خيار التأجيل، على قاعدة أنه لن يحلّ المشكلة. فلو كان الأمر كذلك لأمكن الوزير جبران باسيل أن يطلب تأجيل الجلسة، ولكان سلام نزل عن رغبته لو رأى أن في التأجيل جدوى أو منفعة تقي البلاد الأزمة. لكن ما فائدة التأجيل بالنسبة إليه وهو الذي اختبر تعطيل مجلس الوزراء العام الفائت لنحو 3 أشهر بسبب التعطيل العوني وللأسباب عينها: التمديد لقائد الجيش؟ تتكرر التجربة اليوم، مع فارق أنه في العام الماضي، وفي موازاة التعطيل الحكومي، كان ثمة طاولة حوار تسعى إلى احتواء الأزمات وتذليل الاحتقان. أما اليوم، فقد أُطيحت طاولة الحوار ولم يبق أمام القوى السياسية إلا الحكومة.

ليس سلام في موقع تحدي أي فريق، ولكنه ليس وحده في مواجهة الأزمة المستجدة، علما أن هذه الأزمة لا تستهدفه حصرا. وقد بدا ذلك جلياً في الجلسة الأخيرة للحوار، وعلى أثر اقتراح النائب أسعد حردان عقد خلوة بين سلام ورئيس التيار البرتقالي. إذ رد باسيل فورا بأن الموضوع أكبر وأعمق ولا يستهدف رئيس الحكومة، بما معناه أن مثل هذه الخلوة لا تجدي نفعا. إلى جانب سلام، يقف رئيس المجلس نبيه بري، كما "حزب الله". موقف الوزراء المسيحيين المترددين مبرر في ظل المزايدات التي يتعرضون لها في وسطهم وشارعهم.

أما بالنسبة إلى الحزب والحركة، فالأمر محسوم، الحكومة خط أحمر ولم تنتف الحاجة اليها بعد لتعطيلها. إذاً، تنعقد الجلسة اليوم ولكل مكون فيها مبرر لحضوره أو غيابه أو حتى انسحابه. والكل متفهم بما أن الجلسة قد تكون الأخيرة قبل سفر رئيس الحكومة إلى نيويورك، بعدما ألغى سفره الى فنزويلا حيث كان مقررا أن يمثل لبنان في قمة دول عدم الانحياز. والاهم أنها الاخيرة قبل انتهاء ولاية قائد الجيش في 30 أيلول الجاري. إذ ينتظر أن يتمدد التصعيد العوني حتى انقضاء هذه المهلة بحيث يتم التمديد من دون غطاء عوني، لينزع هؤلاء صفة شهود زور عن مثل هذا الاجراء.

يعمل العونيون اليوم على الشحن والتعبئة حتى استحقاق 13 تشرين المقبل. ويعمل سلام على عقد جلسة عادية لمجلس الوزراء اليوم، مستندا إلى دعم الثنائي الشيعي.

وتنفي أوساط السرايا استعداد رئيس الحكومة للتراجع أو التنازل عن صلاحياته في عقد الجلسة. يدخل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم على خط الوساطة مع "التيار الوطني الحر" لدفع وزيريه الى حضور الجلسة، لكن وساطته تصطدم بشرطين لا يبدو سلام في وارد الخضوع لهما، وإن يكن لم يفعل خلافهما.الشرط الأول هو إلغاء قرارات الجلسة السابقة واعتبارها لم تنعقد، وبالتالي عدم توقيع مراسيمها وعدم إصدارها. والشرط الثاني أن تكون الجلسة للمشاورات وليس لاتخاذ القرارات، بحيث تطرح مسألة ميثاقية قراراتها انطلاقا من التوافق المرن الذي سبق لرئيس الحكومة أن اقترحه، والرامي إلى عدم إصدار أي قرار يرفضه مكونان في الحكومة، فكيف الحال إذا كانت القرارات الاخيرة صدرت من دون موافقة 3 مكونات هي الكتائب و"التيار" والطاشناق؟ هو المنطق الذي يفاوض به "التيار". لكنه ليس المنطق الذي سيدير به سلام الجلسة. لكن الأكيد أن الجلسة لن تشهد بنودا أساسية، وإن بند التمديد لقهوجي لن يطرح على هذه الجلسة، كما أن سلام لم يوقع بعد أياً من القرارات التي صدرت في الجلسة الماضية. فهل تنجح الاتصالات في دفع وزيري "التيار" إلى الحضور؟الاوساط العونية تجيب بالنفي، لأن الهدف اليوم ليس الدخول في المماطلة بل التصعيد ضمن خطة مدروسة ومبرمجة تخالف الانطباع السائد أن العونيين يخوضون معارك خاسرة.

 

تصعيد كلامـــي غير مسبـــوق بين ايران والسعوديــــة لا رئاسة في ظل التوتر الاقليمي وطهران لا تحبذ الحريري في السراي

المركزية- في سابقة هي الاولى منذ قرابة الثلاثين عاما، يغيب الحجاج الإيرانيون عن مراسم الحج الى مكة في السعودية والمرتقبة الأسبوع المقبل مع حلول عيد الاضحى الاثنين. أما السبب، فتعذّر اتفاق القوتين الابرز في المنطقة، على صيغة تنظّم الحج هذا العام، في أعقاب حادثة التدافع في "منى" التي أودت بنحو 2300 شخص من بينهم 464 إيرانيا، السنة الفائتة. الامر الواقع هذا يترافق مع تدهور خطير في العلاقات السعودية - الايرانية يتجلى في تصعيد في لهجة التخاطب بينهما. فالرئيس الإيراني حسن روحاني دعا اليوم "العالم الإسلامي إلى معاقبة السعودية على "جرائمها" في موقف اتسم بنبرة ايرانية غير مسبوقة تجاه المملكة منذ نحو عقدين، مضيفا "لو أن المشكلة مع الحكومة السعودية اقتصرت على الحج، لكنا توصلنا ربما إلى حل، لكن للأسف هذه الحكومة ومع الجرائم التي ترتكبها في المنطقة ودعمها للإرهاب، تريق دماء المسلمين في العراق وسوريا واليمن". كلام روحاني سبقته انتقادات لاذعة ساقها مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي ضد الرياض حيث قال "على العالم الإسلامي أن يعرف حكامَ السعودية ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم الهتاكة غير المؤمنة التابعة المادية". في المقابل، رد المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ معتبرا أن ما أدلى به خامنئي "أمر غير مستغرب"، مضيفا "يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين". أما دول مجلس التعاون الخليجي فاعتبرت اليوم مواقف خامنئي "تحريضا مكشوف الأهداف". وإزاء تردي العلاقات بين الرياض وطهران وتوترها، تستبعد مصادر نيابية مستقلة عبر "المركزية" إحراز أي تقدم في الملف الرئاسي، وترى ان تحقيق خرق في جدار الاستحقاق يتطلب تفاهما ولو بالحد الادنى بين السعودية وايران، ذلك ان القوى المحلية في معظمها مرتبطة ارتباطا وثيقا بهاتين القوتين الاقليميتين، وطهران ترفض في الوقت الراهن الافراج عن الرئاسة اللبنانية وتستخدمها ورقة للضغط على القوى الدولية وتوظفها لمحاولة تأمين موقع لها في التسويات التي يعمل الاميركيون والروس على نسجها لأزمات المنطقة. وفي حين كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طرح منذ أسابيع معادلة "رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد عون في بعبدا - الرئيس سعد الحريري في السراي"، ترى المصادر ان هذا العرض قد يكون فقد صلاحيته وبات غير قابل للحياة، في أعقاب موجة التصعيد الاخيرة بين السعودية وايران. وليس بعيدا، تستبعد أوساط مقربة من فريق 8 آذار عبر "المركزية" عودة الحريري الى السراي في ظل الاوضاع القائمة محليا واقليميا.وتشرح ان خطوة مماثلة تعني ادخال النفوذ السعودي مجددا الى الساحة اللبنانية ومن الباب العريض، مستبعدة ان ترضى طهران بهذه الحقيقة بعد أن تمكنت من اضعاف التأثير السعودي لبنانيا وتقليصه الى حدوده الدنيا منذ العام 2011. وعليه، تقول المصادر إن ايران تفضل حتما رئيس حكومة حياديا أو ليّنا على غرار الرئيس تمام سلام يمكن أن "تأخذ وتعطي" معه حيال سلاح حزب الله وانسحابه من سوريا وغيرها من الملفات الدسمة. أما اذا كان لا بد من تسليم مفاتيح الحكومة المقبلة الى الرئيس الحريري، فإن حزب الله ومن ورائه طهران سيجهدان لتطويقه بجملة قيود وشروط مسبقة تعيده الى الحكم مكبّلا وضعيفا، تختم المصادر.

 

الجلسة الحكومية في موعدها والرئاسة الى 28 ايلول وبري" فليفتشوا عني"

محركات الوساطات تنطلق بين عين التينة والمصيطبة وكليمنصو والضاحية

الحوار الثنائي صامد وحرب المواقف الايرانية- السعودية فـــي ذروتها

المركزية- فرضت مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ تعليق جلسات الحوار نفسها لاسيما قوله "فليفتشوا عني بعد اليوم"، مؤشراً قياسيا لمآل المرحلة المقبلة على لبنان والمشهد السوداوي المرتقب، اذا لم تتوصل الوساطات الى تذليل حزمة العقد التي تحكم مصير الحوار الوطني وحكومة "المصلحة الوطنية" في آن، وسط تساؤلات واسعة عما يمكن ان يفضي اليه اخفاق محتمل لهذه الوساطات في ضوء المخاض العسير الذي تمر به البلاد.

ظلال قاتمة أرخت بثقلها خلال الساعات الماضية على الواقع السياسي عموما، بعدما استعصت عقدة شروط التيار الوطني الحر على المعالجة، بفعل المواقف الحاسمة والنارية لرئيسه الوزير جبران باسيل من موضوع الميثاقية والتمثيل المسيحي، وإصرار الرئيس تمام سلام على عدم اخضاع جلسات مجلس الوزراء لاهواء القوى السياسية، من دون ان ينجح تحرك "حزب الله" حتى الآن في تدوير الزوايا الحادة للعقد العونية وترميم العلاقات المتصدعة بين اهل البيت الاذاري.

إرجاء جديد: اما حال جلسات رئاسة الجمهورية، فطبعة منقحة عن الوضع السياسي المعطّل بتعقيداته، فالجلسة 44 لانتخاب رئيس مرت مرور الكرام وانضمت الى سابقاتها العقيمات بفعل تعطيل نصابها من قبل نواب "حزب الله" والتيار الوطني الحر و"المردة"، فأرجأها الرئيس البري الى 28 ايلول الجاري. وفي حين رأت مصادر نيابية مستقلة عبر "المركزية" أن السجال الذي دار بين رئيس التيار ورئيس المردة النائب سليمان فرنجية خلال جولة الحوار الاخيرة، دل الى تشبث كل من الطرفين بموقعه في السباق الرئاسي، اعتبرت ان هذا الواقع يبين صعوبة تحقيق خرق في جدار الاستحقاق وسط هذا التمترس، ما يعني ضمنيا ان ترشيحي رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد عون والزعيم الزغرتاوي قد يلغيان بعضهم بعضا.

لا رئاسة: وليس بعيدا، استبعدت مصادر سياسية مطلعة إحراز أي تقدم في الملف الرئاسي وسط التوتر الذي تمر به أخيرا العلاقات السعودية - الايرانية، ورأت ان إنجاز الاستحقاق يتطلب تفاهما ولو بالحد الادنى بين الرياض وطهران، ذلك ان القوى المحلية في معظمها مرتبطة ارتباطا وثيقا بهاتين القوتين الاقليميتين. وفي وقت كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طرح منذ أسابيع معادلة "رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في بعبدا - الرئيس سعد الحريري في السراي"، اعتبرت المصادر ان هذا العرض قد يكون فقد صلاحيته وبات غير قابل للحياة، في أعقاب موجة التصعيد الاخيرة بين السعودية وايران.

"جرائم السعودية": وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني دعا اليوم "العالم الإسلامي إلى معاقبة السعودية عن "جرائمها" في موقف اتسم بنبرة ايرانية غير مسبوقة تجاه المملكة منذ نحو عقدين، مضيفا "لو أن المشكلة مع الحكومة السعودية اقتصرت على الحج، لكنا توصلنا ربما إلى حل، لكن للأسف هذه الحكومة ومع الجرائم التي ترتكبها في المنطقة ودعمها للإرهاب، تريق دماء المسلمين في العراق وسوريا واليمن". كلام روحاني كانت سبقته انتقادات لاذعة ساقها مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي ضد الرياض حيث قال "على العالم الإسلامي أن يعرف حكامَ السعودية ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم الهتاكة غير المؤمنة التابعة المادية".

الجلسة قائمة؟: في غضون ذلك، أشارت مصادر وزارية الى ان جلسة مجلس الوزراء المقررة غدا لا تزال قائمة، متحدثة عن مشاورات تدور في الكواليس يشارك فيها رئيسا مجلس النواب والحكومة والحزب التقدمي الاشتراكي و"حزب الله" لاتخاذ القرار الانسب في شأن الجلسة وكيفية إدارتها لتمريرها بأقل أضرار سياسية ممكنة اذا لم يتم تأجيلها، وهو الخيار المرجح. وفي الموازاة توقعت مصادر سياسية مطلعة عبر "المركزية" ان يعقد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اجتماعات ثنائية مع كل من عون وفرنجية وبري خلال الايام القليلة المقبلة.

سلام يدرس الوضع: والتطورات السياسية الأخيرة حضرت في السراي في لقاءات الرئيس سلام الذي اجتمع مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يضطلع بدور الوساطة، والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، اضافة الى وزير السياحة ميشال فرعون الذي طالب على غرار المرة السابقة بتأجيل الجلسة للحفاظ على الأجواء التوافقية"، مشيرا الى أنه وكما حصل المرة الماضية سيحضر الى الجلسة و"سأنسحب إذا تم البحث في أي مرسوم يستدعي التوقيع عن رئيس الجمهورية". وأوضح ان "سلام يدرس الوضع ويتشاور مع القوى وهو واع لدقة المرحلة ولمطلب التأجيل الذي تقدمت به والذي طالب به أيضا حزب الله، والقرار النهائي عنده إضافة الى مسألة البند المتعلق بقيادة الجيش والذي يقوم الرئيس سلام بدراسة توقيت طرحه في مجلس الوزراء".

بري يحذر: وعشية الجلسة الوزارية المفترضة، دق الرئيس بري ناقوس الخطر، محذرا من "مسار تعطيل المؤسسات" ومعتبرا أن "تعطيل الحوار هو التورية لتعطيل الحكومة". ولفت في لقاء الاربعاء الى ان ذلك "سيزيد من التعطيل والشلل في البلد مع أن الحوار يشكل شبكة أمان واطمئنان بصورة عامة". وجدد تأكيده أن "دعوته للحوار مرتبطة بالجوهر وليس بالشكل، واذا ما لمس امكانية تحقيق نتائج ملموسة فمستعد للدعوة لجلسة جديدة ومن دون ذلك لا ضرورة لانعقادها".

"الثنائي" صامد: من جهة ثانية ومع تعليق جلسات الحوار الى حين حصول تغيير في الشكل والمضمون كما قال بري، ووسط خشية من انتقال عدوى التعليق الى الحوار الثنائي، اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لـ "المركزية "ان "لا بد من الحوار الثنائي بين "التيار" و"حزب الله" حتى لو لم يخرج بنتائج ملموسة وعملية، لانه "تنفيسة" للبلد كي لا نصل الى المحظور"، لافتاً الى ان "الجولة المقبلة للحوار في 20 الجاري ستتابع البحث في جدول الاعمال التقليدي الذي يتضمّن بندين: ايجاد حلّ لازمة رئاسة الجمهورية وتنفيس الاحتقان المذهبي، واي موضوع يطرأ على الساحة الداخلية سيكون على بساط البحث كما نفعل عادةً في كل جولة". واذ اسف "للخطاب الطائفي المتصاعد المُسيطر على البلد ودخوله اخيراً الى مجلس الوزراء والحوار الوطني"، تخوّف من "ضبابية الوضع"، مشدداً على اننا "لا نملك "ترف" التشاطر واللعب على حافة الهاوية".

الكتائب مستمرة : في المقلب الحياتي، وغداة اجتماع اتحاد بلديات المتن وكسروان إلى الوزيرين أكرم شهيب ونهاد المشنوق، والذي أعيد خلاله التأكيد على خطة الحكومة حلا وحيدا لأزمة النفايات، أكدت أوساط الكتائب لـ "المركزية" أن "ما جرى أمس لا يغير موقفنا، ما دامت خطة الحكومة على حالها. وما دامت الحال هذه، فإننا مستمرون في اعتصامنا وإن كرروا طويلا أن الخطة الحكومية هي خشبة الخلاص الوحيدة، علما أن ما يجري يعد ابتزازا تمارسه الدولة على المواطنين، في وقت يجب أن تكون الحكومة هي المسؤولة عن صحة المواطنين وحريصة عليها، لا الأحزاب السياسية.

 

عون وباسيل.. والطاعة للحليف القوي حزب الله

فايزة دياب/جنوبية/ 7 سبتمبر، 2016

بعد التصعيد العوني الأخير وتفجير طاولة الحوار، بات السؤال هل مواقف التيار الوطني الحرّ متناسقة مع سياسة حزب الله؟

بعد تعليق جلسات الحوار الوطني تتجه الأنظار الآن الى الحكومة اللبنانية بعد قرار المقاطعة من قبل التيار الوطني الحرّ. فبعد سنتين ونصف من الفراغ الرئاسي والمقاطعة لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية، والتعطيل المتكرر لمجلس الوزراء، وتلويح بالشارع وصولاً الى التهديد بفرط العيش المشترك، السؤال هو هل مواقف التيار الوطني الحرّ فعلا حرّة أم انها تخضع لوصاية حليفه القوي حزب الله؟ مصدر مطلع رأى لـ«جنوبية» أنّ «مواقف ميشال عون التي يورثها إلى صهره بمباركة من حزب الله، هي لا ترتقي لأكثر من دور أراد حزب الله توكيله للتيار الوطني الحر لتنفيذ مشروعه داخل لبنان، فعون ليس غبيا كي لا يدرك تمامًا أنّ من يعطّل وصوله للرئاسة هو حزب الله وليس تيار المستقبل، ويعرف تمامًا أنّ اتهام تيار المستقبل وتحميله مسؤولية التعطيل هو اتهام زور يستخدمه لتضليل الرأي العام، ولكن ارتباطه الوثيق بحزب الله والاتزام معه وطمعه ان تتغيّر الظروف فيساعده على تحقيق حلم رئاسة الجمهورية بحسب توقيت الحزب المناسب يجعل من عون ينفذ سياسة التي أوكلها اليه السيد حسن نصرالله عن وعي وخيار، وذلك منذ توقيع “ورقة التفاهم” في كنيسة مارميخائيل بعد عزل عون من قبل قوى 14 آذار في العام 2005».في المقابل رأى المحلل السياسي نوفل ضوّ لـ«جنوبية» أنّه «من الواضح أنّ مواقف باسيل الأخيرة أو مواقف التيار الوطني الحر على المستوى التكيتيكي الداخلي لا تتلاقى مواقف حزب الله، فالحزب ضدّ توقيف الحوار وتعطيل عمل الحكومة، وهذه المواقف معلنة وليست مخفية». وأضاف «ولكن التيار الوطني الحرّ يدعم سياسة حزب الله الاستراتيجية ويعطيها غطاء مسيحيا مقابل إعطاء الحزب غطاء للتيار في السياسة الداخلية، إلاّ أنّ حزب الله يساير التيار في الشكل، ولكن في المضمون الحزب ينفذ السياسة التي يريدها من دون أن يظهر استياءه من ما يفعله التيار من أجل تعزيز موقعه الداخلي». وختم ضوّ «سياسة التيار الوطني الحالية ليست جديدة وهي البوصلة التي انتهجها العونيون من العام 1988، فانتهاج سياسة التصعيد مرتبطة بامكانية الوصول الى الرئاسة، فإذا وصل التفاوض الى طريق مسدودة يلجأ العونيون الى التصعيد، وإذا كان هناك أفق لضمان كرسي بعبدا يخف وهج التصعيد ويستتب الهدوء، إذاُ ميزان الحكم في التيار الوطني الحر هو موضوع لرئاسة». مصدر آخر مطلع يؤكّد أنّ مواقف التيار الوطني الحر وخصوصًا الأخيرة منها التي تتعلق بـ«الميثاقية» و«حقوق المسيحيين» بدأت معروفة الأهداف فهي تتحرك ضمن أهواء المصالح الشخصية وتغطية على سلسلة من الفشل السياسي والفساد المالي المتهم به قادته، فأين حقوق المسيحيين الذين تعرضوا للطرد من أرزاقهم في دول الخليج بسبب مواقف باسيل في الخارجية؟ وأين حقوق المسيحيين عندما ينقطع عنهم التيار الكهربائي وتسرق أموالهم؟»

 

ميثاقية العونيين»: حق يراد به باطل

حلا نصرالله/جنوبية/ 7 سبتمبر، 2016

يكرر الوزير جبران باسيل دائماً حديثه عن الميثاقية، وأثار كلمه في جلسة الحوار الأخير عن تهاوي الشراكة الإسلامية – المسيحية توتراً في أوساط حلفاءه. في الأشهر السابقة سجل المسيحيون انتصاراً عندما فرضوا على مجلس النواب إقرار قانون إستعادة الجنسية لأصحاب الأصول اللبنانية في دول الإغتراب. واليوم يخوض العونيون معركة من نوع اخر شعارها “الشراكة مع المسلمين” و”الميثاقية” ويبدو انهم لن يعودوا عنها، وفي حال إستمروا بذلك فهذا مؤشر ينذر بخطر يمس ثقتهم بحليفهم الشيعي حزب الله. وفي محاولة لإقناع كافة الأطراف المسيحية بأحلام التيار الوطني الحر، وتمديده فترة الأزمة العالق بها لبنان، رأى النائب وليد جنبلاط في كلام له مع صحيفة “السفير” بأن الرهان على التعطيل والفراغ هو إنتحار ذاتي، ومن يريد الإنتحار فلينتحر لوحده. وكذلك فإن تصرفات باسيل تزعج نبيه بري الذي إعتبر أن الكلام الآن حول الاستغناء عن الشراكة الإسلامية أخطر كلام يمكن سماعه منذ إنتهاء الحرب الأهلية وينذر بعودتها مجدداً. ولهذا إن افق الازمة مغلق، وفي الوقت نفسه يغيب الدعم الدولي أو اية رعاية إقليمية لدعم المبادرات اللبنانية للخروج من ازمة الملفات المكسوة بغبار التعنت وصلافة المواقف مع إصرار بعض الأفرقاء اللبنانيين على البقاء في نفق مظلم وسيزداد ظلاماً إلى اجل غير مسمى.

العونيون الذين يريدون كرسي رئاسة الجمهورية بلون البرتقال فقط، دون مراعاة الشريك المسلم الذي بدا الأول من أمس انه يستفَز من قبل جبران باسيل. يغيب عنهم ان الدستور اللبناني يرى في رئيس الجمهورية اللبنانية الجامع الأسمى لكافة اللبنانيين على مختلف مذاهبهم، ويتجاهل عن قصد إتفاق الطائف الذي يلزم بإلغاء الطائفية السياسية. قميص عثمان “الميثاقية” يمسك بها تيار الوطني الحر لإخضاع الحلفاء قبل الخصوم في ملف رئاسة الجمهورية والتعيينات العسكرية ترسم حدود جديدة لنزاع السلطة، العونيون تقدموا هذه المرة مشهد السياسة بتلميحات إلى الفدرالية.

الخبير الدستوري والمحامي ماجد فياض رأى انه قبل الحديث عن الميثاقية يجب معرفة الأسس التي خرج منها الميثاق الذي يعود لعام 1943. الميثاقية اللبنانية غير مكتوبة وهي عقد إجتماعي بين اللبنانيين عموماً والمسلمين والمسيحين خصوصاً، وجاء كبديل لمرحلة “اللبنانيّن” وإنبثق من الميثاق لبنان واحد. وأصبح البنية الأساسية التي قام عليها إتفاق الطائف الذي فض الحرب الاهلية اللبنانية. وعن تذرع العونيين بالميثاقية أضاف فياض أن الحديث عن الميثاقية اليوم يأتي بأسلوب «حقٍ يراد به باطل»، لأن الممارسة السياسية الحالية تناقض مفهوم المواطنة التي قام عليها الميثاق وتناقض مفهوم الدولة الواحدة الجامعة لكل مكوناتها وتراعي مساواة الحقوق بين مواطنيها والتي كان مقرراً قيامها بعد إتفاق الطائف. وشدد فياض على أن المشكلة الأساسية العالق بها لبنان منذ مدة طويلة هي «في معاملة المواطنين كرعايا تابعين للطائفة». وقال «إن العونيين يتخذون الرئاسة بملمح طائفي لا وطني، لذلك يجب التذكير أن موقع رئاسة الجمهورية وإن كانت بيد المسيحيين فهي موقع يمثل تساوي المسلمين والمسيحين في محطة إجماع للبناني».

 

الجسر: الدستور على الرفّ بسبب تلطّي البعض بمظلة الميثاقية والحوار الثنائي "صامد" لان اصحابه لا يملـكون "ترف التشـاطر"

المركزية- مع انضمام طاولة الحوار الوطني الى المؤسسات الدستورية التي اصابها الشلل والتعطيل بداءًا من رئاسة الجمهورية المعلّقة على حبال المصالح الفئوية والحزبية الضيّقة والتطورات الاقليمية، مروراً بمجلس النواب المُغلق امام التشريع ووصولاً الى حكومة "المصلحة الوطنية" التي تتقاذفها امواج الميثاقية والتعيينات والنفايات وسبحة ازمات معيشية وحياتية، تتجه الانظار الى الحوار الثنائي بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" الذي يعقد جولته الـ33 الثلثاء 20 الجاري، وما اذا كان سيُصاب بداء الشلل الذي يفتك بالدولة المقطوعة الرأس. عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر اكد لـ"المركزية "ان "لا بد من الحوار حتى لو لم يخرج بنتائج ملموسة وعملية، لانه "تنفيسة" للبلد كي لا نصل الى المحظور"، لافتاً الى ان "الجولة المقبلة للحوار ستتابع البحث في جدول اعماله التقليدي الذي يتضمّن بندين: ايجاد حلّ لأزمة رئاسة الجمهورية وتنفيس الاحتقان المذهبي، وأي موضوع يطرأ على الساحة الداخلية سيكون على بساط البحث كما نفعل عادةً في كل جولة". واذ اسف "للخطاب الطائفي المتصاعد المُسيطر على البلد ودخوله اخيراً الى مجلس الوزراء والى الحوار الوطني"، تخوّف من "ضبابية الوضع"، ومشدداً على اننا "لا نملك "ترف" التشاطر واللعب على حافة الهاوية". واعتبر ان "اي "خربطة" للاجواء في البلد من شأنها ان تدخلنا في تطورات المنطقة، فأين مصلحتنا في ذلك"؟ املاً الا "يذهب البلد الى مزيد من التصعيد"، الا انه ذكّر في المقابل ان "لبنان بلد الغرائب والعجائب، فعندما نشعر بأننا وصلنا الى حائط مسدود تُفرج بعدها وسريعاً". ودعا الجسر رداً على سؤال "التيار الوطني الحر" ورئيسه الوزير جبران باسيل الى "العودة الى ضميره، لان حديثه عن الميثاقية واتّهام "المستقبل" بضربها مجرّد افتراءات، فلا احد حافظ على الميثاقية وعلى البلد اكثر من "تيار المستقبل"، وهذا امر اكل من رصيدنا الشعبي، لان جمهورنا يريدنا الكفّ عن تقديم المزيد من التنازلات". واعلن اننا "متمسكون بأولوية انجاز الاستحقاق الرئاسي"، مشدداً على اهمية "النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس سريعاً، فلا يجوز "التلطّي" وراء الميثاقية او اي حجج اخرى لعدم انتخاب رئيس"، سائلاً "هل الميثاقية بفرض الرأي"؟ وآسفاً لان "الدستور وُضع على الرفّ لان البعض يتلطّى "بمظلة الميثاقية" التي اخذوها الى غير مكانها".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جلسة مجلس الوزراء في موعدها ًاذا لم يطـرأ أي جديـد يبدل المشـهد

المركزية/07 أيلول/16/على رغم المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد والتي تستدعي الحذر الى ما يمكن ان يؤدي اليه ايّ قرار متهوّر يضع البلد على شفير الإنهيار المؤسساتي، خصوصا بعد الأجواء المتأزمة التي نتجت عن تعليق جلسات الحوار الوطني في عين التينة، وتأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لن يبادر إلى أي حوار إلا اذا ضمن النجاح المسبق له، يبقى مصير جلسة مجلس الوزراء غدا على محك اتصالات التهدئة. وتتجه الانظار الى القرار الذي سيتخذه رئيس الحكومة تمام سلام في هذا الصدد. وذلك اثر مواصلته حتى اللحظات الأخيرة التي تسبق الجلسة، مشاوراته على محاور عدة، حيث يستمع الى آراء الوزراء ممثّلي بعض المكوّنات الحكومية، والبحث في سبل استعادة الحكومة الحد الأدنى من التضامن ووَقف الجدل القائم حول مهمتها بعيداً من لغة التهديد والوعيد التي لا تفيد احداً، مؤكدا إصراره على تحمل المسؤولية الوطنية في الظروف السياسية المعقدة والصعبة واستمرار العمل الحكومي إذا ما ضمن مواقف جميع الأطراف التي شاركت في جلسة الخميس الماضي. وفي هذا الإطار، أفادت مصادر متابعة "المركزية" ان المشاورات التي يجريها الرئيس سلام تؤكد "ان جلسة مجلس الوزراء غداً لا تزال في موعدها إلا إذا طرأ جديد ما قد يبدل في المشهد السياسي، موضحة انه عند انسحاب واحد أو اثنين من الحكومة من الطائفة نفسها فهذا لا يعني افتقاد الميثاقية، ما دامت هناك مكونات اخرى تمثل الطائفة لا تفقد الميثاقية قيمتها في مجلس الوزراء، وكل ما يقال غير ذلك خارج عن الدستور" مؤكدة ان "الميثاقية لا يختزلها فريق سياسي او حزبي انما غياب مكوّن طائفي بالكامل".

ميقاتي: وفي السياق، أبدى الرئيس نجيب ميقاتي تخوفه"من أن يؤدي التوتر السياسي الحاصل الى شل عمل المؤسسات الدستورية كافة، لا سيما منها مجلس الوزراء، مع ما يسببه هذا الامر من تهديد النظام اللبناني برمته، في لحظة اقليمية ودولية حرجة نحتاج فيها الى لملمة اوضاعنا وتحصين مؤسساتنا قدر الامكان".

فرعون: من جهته، قال وزير السياحة ميشال فرعون بعد لقائه رئيس الحكومة: "قراري اليوم كما كان في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء هو تأجيل الجلسة للحفاظ على الأجواء التوافقية التي حمت المؤسسة الدستورية الحكومية في ظرف صعب جدا كما حصل السنة الماضية حين تم تعليق الجلسات لأسبوعين او ثلاثة وبسبب ازمة النفايات واستطاعت الحكومة الاستمرار لأنها حاجة وليس لأننا نريدها ان تستمر، بالتأكيد الأهم هو انتخاب رئيس للجمهورية لنعود الى المسائل الدستورية الأساسية اما اليوم الآلية او الهامش في الآلية هو التوافقية التي جعلتنا نستمر، فإذا ذهب البعض الى أخذ مراسيم وقرارات بغياب وبمعارضة معلنة من مكونين او ثلاثة لجلسات مجلس الوزراء فأنا أعتبر ذلك إنتفاء للتوافقية حتى ولو كانت دستورية أو ميثاقية، إضافة الى علامة استفهام حول تمثيل رئيس الجمهورية في توقيع هذه المراسيم وأنا كما في آخر مرة سأحضر الى الجلسة وبالتأكيد سأنسحب إذا تم البحث في أي مرسوم يستدعي التوقيع عن رئيس الجمهورية"..

* "ماهو موقف الرئيس سلام من طلبك تأجيل الجلسة؟

- "الرئيس يدرس ويتشاور مع القوى وهو واع لدقة المرحلة ولمطلب التأجيل الذي تقدمت به والذي طلبه أيضا حزب الله، والقرار النهائي عنده إضافة الى مسألة البند المتعلق بقيادة الجيش والذي يقوم بدراسته توقيت إمكانية طرحه في مجلس الوزراء.

عريجي: واكد وزير الثقافة روني عريجي أن "كل تشنج لا يخدم الوضع اللبناني، واذا لم يكن لبنان بخير فالمسيحيين ليسوا بخير"، متمنّيا ان "تخفّ اللهجة التصعيدية ونعود للحوار". وأوضح انه "لغاية الآن، الجو مرجح لانعقاد جلسة الحكومة غدا بجدول اعمالها"، مؤكدا "مشاركة تيار المردة فيها، فالوضع السياسي مأزوم والاتصالات كثيرة"، ومؤكدا انه "لم يسمع ان هناك نية لدى رئيس الحكومة بالاستقالة، وهذا الامر يجب الا يطرح لانه يؤدي الى تأزيم الوضع اكثر".

طورسركيسيان: بدوره، أسف النائب سيرج طورسركيسيان، "لفشل طاولة الحوار"، محذرا من "خطورة المواجهات السياسية"، ومعتبرا أن "استمرار عمل الحكومة ضرورة حتى في ظل عدم انتاجيتها".

الساحلي: وقال النائب نوار الساحلي ان العمل يجري على تأجيل جلسة مجلس الوزراء ومنع تعطيل اخر مؤسسة دستورية واذا انعقدت سنحضر.

"أمل": كذلك أكد نواب حركة "أمل" المشاركة في جلسة مجلس الوزراء في حال انعقدت.

سليم عون: في المقابل اعرب النائب السابق سليم عون عن استغرابه انه اذا غاب التيار الوطني الحر عن طاولة الحوار تفقد الميثاقية بينما اذا غاب عن جلسة لمجلس الوزراء تبقى الميثاقية، معتبرا ان الوصاية الداخلية اشد مرارة وخطورة من الوصاية الخارجية، مشددا على ان المسيحيين هم اساس تكوين هذا البلد وشركاء حقيقيون، ولنا حق ونريد ان نأخذه وسنأخذه بايدينا. وقال: اننا اصبحنا نطالب بتطبيق اتفاق الطائف في الوقت الذي من جاء به اصبح يهرب منه.

 

بري اراد تكبير الحجر في وجه المتراشقين وليتهيبوا خطــورة ترك البلاد للمجهول

المركزية/07 أيلول/16/ترك اعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري عجزه عن لبننة الاستحقاق وإيجاد الحلول للمشكلات العالقة اكثر من علامة استفهام حول مآل الأوضاع المأزومة في البلاد ومصير الاستحقاق، وتالياً ما تبقى قائماً من مؤسسات دستورية وسلطات تشريعية وتنفيذية في ظل الشغور الرئاسي الذي تخطى السنتين وتعطيل عمل المجلس النيابي والحكومة المهددة راهناً بانفراط عقدها وتحولها الى تصريف الأعمال. وعلى رغم نفض الرئيس بري يده من التفتيش عن المعالجات وقوله: فليفتشوا عني بعد اليوم بعدما كنت أتولى هذه المهمة"، تقول أوساط مقربة من عين التينة، كانت على اتصال معها خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية ان رئيس المجلس أراد بعد الفشل الذي اصاب طاولة الحوار والتهديد بفرط عقدها، ان "يكبّر الحجر" علّ المتراشقين على الطاولة وخارجها ليتهيبوا الموقف ويعودوا الى صوابهم، خصوصاً ان الاوضاع المحلية والاقليمية لا تبشر بالخير بل تنذر بالخطر ان لم نعمل على مواجهتها متضامنين وموحدين.

وتكشف الأوساط ان الاهتمام الدولي وتحديداً الأميركي والأوروبي بلبنان يقتصر راهناً على الحفاظ على ديمومة الأوضاع القائمة خصوصاً في جانبها الأمني، وهو ما أبلغه وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية توماس شانون وسواه من الموفدين والدبلوماسيين المعتمدين في لبنان الى المسؤولين، حتى ان بعض هؤلاء مضى الى أكثر من ذلك، اذ ربط صراحة بين استمرار بلاده في تقديم العون المالي والدفاعي للبنان وبين الحفاظ على المؤسسات الأمنية بقياداتها الراهنة وفيها بالطبع المؤسسة العسكرية. وتضيف: اما الأوضاع السياسية، فهي وبتأكيد السلك الدبلوماسي الأجنبي والعربي باتت مربوطة حكماً بمسار الأوضاع الاقليمية والدولية ومحطاتها المفصلية، وهو ما أراد رئيس المجلس التأكيد عليه للمتحاورين واللبنانيين، ما يعني ان عدم لبننة الحلول يفترض انتظار الخارج والتسويات التي سيمليها على المنطقة سواء في سوريا أو العراق وغيرهما، وهذا يعني ايضاً ترك لبنان للمجهول واطماع الدول الكبرى التي ستتقاسم دول المنطقة بحسب نفوذها ومصالحها، خصوصاً وان الحديث يتعاظم اليوم عن قيام حدود وكانتونات جديدة في المنطقة.

                                                                                                                              

الحاج حسن: مصير مشروع الموازنة يتعلق بالتطورات السياسية و"ولوج إيران القطاع المصرفي اللبناني سيكون ضمن القوانيــن"

المركزية/07 أيلول/16/أكد وزير الصناعة حسين الحاج حسن لـ"المركزية"، أن لا محظورات لولوج السوق الإيرانية، "لا من الناحية السياسية ولا الإقتصادية ولا التقنية"، معتبراً أنها "من الدول الصديقة والقريبة من لبنان ولديها علاقات ومصالح تجارية مع كل دول العالم، وتتمتع بكل المواصفات التي تمكنها من دخول أسواق العالم، واستقطاب البلدان إلى أسواقها".  وعن موعد ترجمة نتائج المباحثات التي أجراها مع الجانب الإيراني أخيراً، قال: وضعنا برنامجاً تنفيذياً، فالمواضيع متعددة، منها تحويل الأموال، الإتفاق التجاري، الإستثمارات المشتركة، تبادل الخبرات...إلخ، وسيتم وضع خطة لكل تلك المحاور، للمباشرة بالتنفيذ.  وعن تعليقه على تخوّف البعض من موطئ قدم إيراني في المصارف اللبنانية، قال الحاج حسن: أي موطئ قدم إيراني في المصارف اللبنانية سيكون من ضمن القوانين اللبنانية المرعية، إذ أن أي شخص يرغب في فتح حساب في أحد المصارف اللبنانية، يفعل ذلك ضمن الأنظمة والقوانين اللبنانية. فيحق لكل الدول التعامل مع الدول الأخرى من ضمن القوانين المرعية. من هنا، إن هذا التخوّف ليس في محله، لا مع إيران ولا مع غيرها. إلا إذا كان لأحدهم موقف سياسي، فهذا موضوع آخر، وهو حرّ في رأيه. وكرر رداً على سؤال أن "لا محظورات لولوج السوق الإيرانية، لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا تقنياً"، سائلاً "لماذا هذا النقاش في ظل تواجد وفود من مئات رجال الأعمال الفرنسيين والألمان والبريطانيين؟"، نافياً أن يكون التساؤل اللبناني هذا نابعاً من "نقزة"، بل وضعه في الخانة السياسية البحتة. السلسلة والموازنة: وعن مصير سلسلة الرتب والرواتب، لفت إلى أن وزير المال علي حسن خليل وضعها ضمن مشروع الموازنة التي يقتصر مصيرها أيضاً على "المآل السياسي وتطورات الأوضاع السياسية".

 

اجتماع "الداخليــة" لا يشفي غليل الكتائب/بكفيا: نغيّر موقفنا إن تغيرت خطة الحكومة

المركزية/07 أيلول/16/مرة جديدة، قفز المعنيون بملف النفايات فوق الاعتصام الكتائبي في مكب برج حمود، وبحثوا الملف في غياب ممثلين عن الحزب. غير أن الحصيلة النهائية للاجتماعين اللذين خصصا لمناقشة هذه القضية الشائكة، وإن اعترفت باللامركزية الادارية أساسا للحل، كما يطالب الكتائبيون، إلا أنها لم تشف غليل المعتصمين منذ أسابيع في موقع مكب برج حمود احتجاجا على ما يعتبرونه "كارثة بيئية وصحية " قد يسببها المكب. ذلك أن المجتمعين عادوا إلى العزف على وتر الخطة الحكومية حلا وحيدا لأزمة النفايات المستجدة. كل هذا يجعل الأنظار تتجه إلى بكفيا لرصد الخطوات المقبلة، بعدما طبع التصعيد والتصميم تحركاتها السياسية التي بلغت حد الخروج من الحكومة. وفيما قرأ البعض في اجتماع الأمس تخليا شبه تام عن الكتائب في معركتها الصحية- البيئية - الاقتصادية، تؤكد أوساط الكتائب لـ "المركزية" "أننا كنا وحدنا في ساحة المعركة لأننا نعرف أن باقي الأطراف إما تعتبر نفسها غير معنية أو أنها مستفيدة مما يجري، وهذا ما دفعنا إلى اتخاذ القرار الذي ينسجم قناعاتنا، فيما نرى أن هناك خطرا على منطقة وصحة سكانها. وتاليا، فإن ما جرى أمس لا يغير موقفنا، ما دامت خطة الحكومة على حالها. وما دامت الحال هذه، فإننا مستمرون في اعتصامنا وإن كرروا طويلا أن الخطة الحكومية هي خشبة الخلاص الوحيدة، علما أن ما يجري يعد ابتزازا تمارسه الدولة على المواطنين في وقت يجب أن تكون الحكومة هي المسؤولة عن صحة المواطنين وحريصة عليها، لا الأحزاب السياسية. وتشدد الأوساط على أن "رأينا قد يتغير إذا تغيرت خطة الحكومة لأنها تحمل ضررا بيئيا واقتصاديا، في وقت نحن نطالب بالحياة ونرفض اقتيادنا إلى الموت بالسرطان". وفي وقت لا ترى الجهات الرسمية حلا إلا من بوابة ما سمي "خطة شهيب"، يكبر اللوم الملقى على عاتق الكتائب باعتبار أنها تعيق حلا موقتا من دون تقديم البدائل، تكتفي أوساط الحزب بالتذكير بأنه "يعد الوحيد الذي قدم حلولا لهذه الأزمة منذ بداية الكلام عنها. وقد اجتمعنا مرارا مع وزير البيئة محمد المشنوق، ومجلس الانماء والاعمار، وعرضنا هواجسنا إلى جانب اقتراحنا عددا من المخارج القائمة أولا على اللامركزية. التي تعني أولا تحرير الأموال العائدة إلى البلديات لتتمكن من إقامة المصانع. وحتى ذلك الحين، نريد ايجاد الأراضي الكفيلة بتأمين الحلول الموقتة".

إلى جانب كل هذا، سدد الوزير أكرم شهيب سهاما مباشرة أمس في اتجاه الكتائب، معتبرا أن المدة الزمنية التي يقترحونها لإطلاق العنان للامركزية غير كافية. وردا على هذا الموقف، تلفت المصادر إلى أن "الجميع يستطيع وضع العصي في دواليب الحل قدر ما يشاء، ونحن نعرف تماما كيف تصبح الأمور عند تدخل الدولة التي علمتنا التجارب السابقة معها أنها تحول الموقت إلى دائم. وهذا كله يعود إلى أن بعض الجهات تستفيد من مركزية النفايات لتمويل نفسها". وفي ما يتعلق بموقف الطاشناق الذي عاد وقبل بالخطة الحكومية، بعدما علا صوت النائب أغوب بقرادونيان رفضا لاستقبال أي طن من النفايات في برج حمود، تلفت المصادر الكتائبية إلى أننا "نفهم ونتفهم الطاشناق وهاجسهم الأساسي الذي يكمن في معالجة جبل برج حمود، وهذا أساس خطة الوزير شهيب، ما يفسر إلى حد بعيد مقاربة الدولة للملف على طريقة: "إما الخطة بكاملها وإما لا شيء"، علما أنها تعرف أن للطاشناق مصلحة في معالجة جبل النفايات في برج حمود. ونحن اليوم على تواصل مع الطاشناق وسنبحث في السبل الآيلة إلى ايجاد أرضية مشتركة بيننا للخروج بخطة مستدامة، بدلا من العودة إلى التخبط الرسمي لهذه القضية، والقائمة على المصالح وغياب الشفافية".  وختمت مصادر الكتائب: "الاعتصام مستمر حتى توفير طرح منطقي يتناسب واقتناعاتنا. وبغض النظر عن الآخرين ومواقفهم ومحاولاتهم قلب الطاولة علينا، نحن مستمرون لأننا نقوم بما تمليه علينا قناعاتنا، وهذا ما يفسر اطمئناننا إلى رصيدنا الشعبي ودعم قاعدتنا الشعبية لتحركنا".

 

محاولة قواتية لانشـاء تحالف مسـيحي بعنوان وطني يفتـح ابواب بعبـدا وجعجع يشغّل محركاته لتذليل العقبات: اقناع عون وتصحيح العلاقة مع بنشعي

المركزية- لا تعكس السكينة التي تخيم على معراب منذ مدة غير قصيرة، في ما يشبه النأي بالنفس عن مناخ الاحتقان المعتمل بين اكثر من فريق سياسي، واقع الحال في المقر الجبلي الهادئ، اذ تؤكد اوساط قريبة من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لـ"المركزية" ان "الزعيم المسيحي" الذي حدد خياراته ورسم الخطوط العريضة لتطلعات الحزب وتوجهاته للمرحلة في خطابه في قداس الشهداء السبت الماضي، لا يستكين، وان ابتعاده عن مسرح السجالات يخفي خلفه عملا دؤوبا وسعيا متواصلا في اتجاه ارساء حلول للازمات الوطنية المتراكمة وفي مقدمها رئاسة الجمهورية التي قدم لاجلها التنازل الاكبر بتخليه عن ترشحه لمصلحة حليفه الجديد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، في اطار المصالحة المسيحية الكبرى بما انتجت من ايجابيات على المستويين السياسي والشعبي. وتكشف الاوساط ان جعجع وسّع في الاونة الاخيرة مروحة اتصالاته مع القوى السياسية عموما وفي شكل خاص المسيحية منها في اطار محاولة لتوحيد الموقف المسيحي على المستوى الوطني، بعدما استشعر مدى الخطورة التي نحت في اتجاهها الامور بحيث بات المسيحيون اول الخاسرين في السياسة واصبح دورهم شبه مغيّب بفعل تفككهم وانعدام رؤيتهم السياسية في اتجاه ما يدعّم موقعهم السياسي. وتبعا لذلك، يعتزم رئيس القوات بعد تأمين خطوط التواصل بين القوى المسيحية وترميم العلاقات المهتزة بين بعضها البعض تشكيل حالة مسيحية سياسية جديدة او شبه جبهة مسيحية عناوينها وطنية بامتياز قد تفضي الى الاتفاق على رئيس جمهورية، اذا ما تأمنت الظروف والمناخات التي يسعى في اكثر من اتجاه من اجل توفيرها.

بيد ان الطموح القواتي دونه اكثر من عقبة، وفق ما ترى مصادر مسيحية مستقلة، خصوصا بعد التوتر الذي أنتجه حوار عين التينة الاخير، يتوجب على "سيد معراب" وفريق عمله تذليلها قبل تحقيق الهدف ابرزها:

-اقناع حليفه المرشح الرئاسي الجنرال عون بالعدول عن قرار الترشيح، لمصلحة رئيس حيادي يخرج البلاد من حال الفراغ والعقم، وهي مهمة ما زالت حتى الساعة عصيّة ليس على القوى السياسية المحلية فحسب، بل على الخارج الذي بذل اكثر من محاولة في هذا الاتجاه باءت كلها بالفشل نتيجة تمترس "الجنرال" خلف ترشحه من دون ان يترك مجالا للامل بالاقدام على الخطوة في المدى المنظور، حتى ان قناعته بانتخابه قريبا تترسخ وفق ما ينقل بعض زوار الرابية الذين تسنى لهم الاجتماع به، مراهناً على ان حظوظه التي ارتفعت الى الحد الاقصى ستقوده الى بعبدا في وقت قد لا يتعدى الشهر المقبل، وربما في جلسة 28 ايلول التي حددها الرئيس نبيه بري اليوم لانتخاب رئيس، مستندا الى عبارة يرددها امام الزوار " باتوا مجبرين على انتخابي".

- اعادة المياه الى مجاريها بين الرابية وبنشعي، كونهما قطبين مسيحيين تفترض مشاركتهما في الجبهة اذا ولدت، والخطوة لا تقل صعوبة عن الاولى، في ضوء ما أصاب العلاقة من ندوب جراء العبارات القاسية التي تم تبادلها بين باسيل وفرنجية في الحوار وبلغت حد التجريح الشخصي من خارج الادبيات السياسية التي تحكم التعاطي بين القادة السياسيين عادة. والى العقبتين اعلاه، تضيف المصادر ان العلاقات بين فريق المسيحيين المستقلين التي شهدت توترا حاداً على اثر اعلان التحالف بين معراب والرابية تفترض بدورها التصويب والترميم لتكتب لجهود معراب النجاح.

                                                                                                                              

لقاءات قيادية ثنائيـة داخل "8 آذار" للجم التدهور ووقف التصعيد وهل تحتّم السخونة عودة الموفدين الدوليين دعما للمرشح الحيادي؟

المركزية- أما وقد انكسرت جرة العلاقات بين بنشعي والرابية ولم يعد من امكان لاعادة لحمها بعد انفجار السجال الناري بين رئيسي التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وتيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي علّق الحوار الوطني على حبال الميثاقية والتمثيل المسيحي، وثبت بالعين المجرّدة ان أيا من المرشحين الرئاسيين في فريق 8 آذار ليس في وارد التنازل للآخر، فان بوصلة الترشيحات الرئاسية باتت متجهة حكما كما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" نحو مرشح الحياد الذي تحدث عنه اكثر من زائر سياسي عربي وغربي للبنان، كأحد مخارج الازمة، مع ابداء الرغبة بالمساعدة اذا ما تم التوصل الى اتفاق داخلي حوله.وتعزز هذا الاتجاه مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري التي اكدت "ان لبننة الحوار اصبحت أصعب والأمور في انتظار الخارج"، معطوف عليها تفكك جبهات التحالف في 8 و14 آذار على السواء، ما يؤشر الى ان المرحلة الجديدة قد تشهد ولادة جبهات بعيدة من الفريقين من شأنها ان تؤسس لمشهد لبناني جديد مطلوب داخليا وخارجيا لمواكبة التحولات الكبرى في المنطقة يدفع بعض القوى السياسية المحلية في اتجاهه. وتؤكد المصادر ان حليفي التيار الوطني الحر في 8 آذار لم يكونا بعيدين من اجواء ما جرى على الطاولة الحوارية قبل انعقادها لان كل المؤشرات "العونية" كانت تصب في خانة التصعيد، حتى ان الوزير باسيل كان أعدّ الموقف سلفا بدليل انه كان يقرأ ورقة مكتوبة، وعلى رغم ذلك لم يبادر حزب الله ولا الرئيس بري الى ترطيب الاجواء قبل انعقاد الجلسة لتجنب ما جرى. الا انها تشير الى اتصالات تدور بعيدا من الاضواء بين الضاحية والرابية من جهة والضاحية وبنشعي من جهة اخرى لمحاولة رأب الصدع وشد العصب الاذاري مجددا، ولو ان الجميع بات يدرك ان المهمة صعبة جدا. وتفيد ان اجتماعا قد يعقد في الايام القليلة المقبلة بين امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بطلب من الاخير على ان يليه آخر بين نصر الله وفرنجية في وقت لاحق، وان الاتصالات تشمل عين التينة ايضا لترطيب الاجواء مع الرابية. ويحرص حزب الله، كما تقول المصادر، على تهدئة الاجواء وعدم دفع الامور في اتجاه مزيد من السخونة قد تنفجر في الشارع اذا لم تعالج اسبابها ودوافعها، ويتوقع في هذا المجال ان يتمنى نصرالله على عون وقف التصعيد لعدم الانزلاق الى الفتنة التي حذر منها الرئيس بري بتوصيف ما يجري بانه مدخل للحرب الاهلية، ومحاولة ترتيب العلاقة ولو بالحد الادنى مع فرنجية، على الاقل في العلن وعلى المستوى الشعبي اذا تعذر ترميمها في السياسة. ولا تستبعد المصادر طبقا لهذا المشهد، ان تشهد الساحة اللبنانية عودة للموفدين العرب والاجانب الذين استطلعوا في زيارات سابقة اراء القوى السياسية في الملف الرئاسي، ومن بينهم وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت ونظيره المصري سامح شكري الناشطين على خط تذليل العقبات الرئاسية، خصوصا بعد التعثر الحواري واتجاه الامور نحو منحى خطير يوجب تدخلاً من الخارج لوقف اندفاع الدولة نحو الانهيار، في ضوء القرار الدولي بابقاء مظلة الاستقرار مفتوحة فوق الساحة اللبنانية خصوصا مع دخول الدول الكبرى الراعية للبنان مدار انتخاباتها الرئاسية التي لن تفسح لها المجال للاهتمام بلبنان وشجونه الى حين انتهاء استحقاقاتها في الربيع المقبل.

 

عبود: حضورنا الحكومي معلق والميثاقية وحدها تعيدنا إلى الحوار وخسـارة المعركـة تعنـي نهايـة الوجـود المسـيحي العـادل

المركزية- بعد اتهامه طويلا بتعطيل انتخاب الرئيس، يواجه التيار الوطني الحر تهمة التسبب بتعليق جلسات الحوار، على خلفية السجال الذي طبع الجلسة الأخيرة بين الوزير جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية. غير أن هذه الصورة القاتمة لا يبدو أنها ستؤدي إلى تراجع الفريق العوني عن تصعيده في إطار معركته لاستعادة ما يسميها "الشراكة والميثاقية وحقوق المسيحيين"، والتي ستطاول شظاياها الحكومة والحوار، على السواء، من دون استبعاد خيار العودة إلى الشارع من بوابة ذكرى 13 تشرين ورمزيتها في الوجدان العوني.

وتعليقا على هذه الأجواء، لفت عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق فادي عبود في حديث لـ"المركزية" إلى أن "كل وسائل الاعلام ركزت على المشادة بين باسيل وفرنجية، بدلا من الحديث عن المشكلة الأساسية التي نطرحها، وهي الميثاقية. وهذا يعود إلى أن أحدا لا يريد الرد على هذه المشكلة. في اشارة إلى أن للفريق الآخر قدرة على إلهاء الناس بالقشور. وفي ما يخص سجال فرنجية- باسيل، والذهاب إلى حد تعليق جلسات الحوار، أشار عبود إلى أن "الفريق الآخر نجح في دق الاسفين بين مجموعتين حليفتين أساسا. غير أن فرنجية أوضح أنه موافق على موضوع الميثاقية، لكنه يعترض على أسلوب الطرح. لذلك، نتمنى ألا تكون الأساليب السياسية سببا في إلهائنا عن الموضوع الأساسي، ذلك أن جميع مسيحيي لبنان يعتبرون اليوم أن خسارة المعركة التي تخاض راهنا تعني خسارة المعركة الوجودية العادلة بينهم وبين الشريك الآخر في الوطن، علما أن كل المواضيع التي تبحث على هامش الشراكة تعني أن الفريق الآخر يستعمل كل الأساليب المتاحة ليمنع تحقيق الشراكة". وعن احتمال العودة العونية إلى طاولة عين التينة للتعبير عن الهواجس المسيحية، كشف "أننا على كامل الاستعداد للعودة إلى طاولة الحوار إن كانت الميثاقية وتفسيرها ومفهومها الواضح الملف الأساسي على بساط البحث. وأنا أعتبر أنهم استغلوا سجال باسيل- فرنجية لوقف البحث في هذا الملف، وليقولوا إن هناك خلافا مسيحيا- مسيحيا" . وفي ما يتعلق بالجلسة الحكومية المزمع عقدها غدا، أكد "أننا لن نشارك في جلسة الغد، وقد جمّدنا حضورنا الحكومي حتى حل موضوع الشراكة وتعريف الميثاقية، ونعتبر أن أي قرار تتخذه الحكومة غير شرعي".

وعن احتمالات العودة إلى الشارع في إطار التصعيد العوني المنتظر، لفت إلى أن "التصعيد مرتبط بردات الفعل، وخيار الشارع وارد في حال وصولنا إلى حائط مسدود، علما أننا سنستخدم كل أساليب المعارضة التي يتيحها القانون والدستور، بما فيها التظاهرات في الشارع".

وعن مواقف الحلفاء من الخطوات التي تنوي الرابية الاقدام عليها، نبه إلى "أننا لا نجبر حلفاءنا على اعتماد طرقنا، ونحن قد لا نشارك في تحركات حلفائنا لأننا لا نوافق عليها. وتاليا، لا نطلب من حلفائنا أكثر مما يستطيعون إعطاءنا، ونؤمن بعلاقتنا الاستراتيجية بهم".

وفي ما يخص العلاقة على خط الرابية بنشعي على وقع السجال الأخير، شدد عبود على "أن على رغم الخلاف الرئاسي بيننا، غير أننا لا نزال نعتبر فرنجية حليفنا، ولا نية لدينا لألغائه ولن نسمح للآخرين بدق الاسافين بيننا.

 

هندسـات مصرف لبنان محط إشادة محلية وأميركيـة منحت الدولة استقراراً نقدياً وعزّزت الإحتياطي النقدي

المركزية- بعد أيام معدودة على زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية توماس شانون لبنان، أجمعت القراءات والتحليلات على تشديد الزائر الأميركي خلال لقاءاته المسؤولين والشخصيات المعنية، على أهمية مكانة الإستقرار الأمني والإقتصادي والمالي لدى واشنطن، خصوصاً أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أعلن أمس "متانة الوضع النقدي والمالي اللبناني بدرجة ممتاز"، مقارنة بالدول التي تشهد حوادث أمنية وأزمات سياسية. مصادر مالية متابعة أكدت لـ"المركزية"، أن لقاء شانون مع سلامة لم يتناول العقوبات المالية على "حزب الله"، وكون "الملف ليس من اختصاصه بل من مسؤولية وزارة الخزانة الاميركية"، إنما اطّلع منه "على الإجراءات والهندسات التي يقوم بها لتحصين العملة الوطنية وأداء القطاع المصرفي اللبناني، إضافة إلى إجرءات دعم للإقتصاد الوطني"، كاشفة أن "تلك الهندسات والإجراءات كانت محط إشادة من جانب المسؤول الأميركي، وموضع ثقة واطمئنان إلى مجريات الأمور". وعما يحكى عن أسماء جديدة ستُدرج على لائحة "أوفاك" المرتقبة في أيلول الجاري، لفتت المصادر إلى أن شانون "لم يعلن عما ستدرجه اللائحة، كما أنه لم يلفت من جهة أخرى، إلى أي خفض لتصنيف لبنان كما يخشى البعض، والدليل أن وكالة "ستاندرد أند بورز" عدّلت قبل أيام، نظرتها المستقبلية للبنان إلى "مستقرة" نظراً إلى متانة النظام المالي وتدفق الودائع التي ستزيد بما يكفي لدعم متطلبات الإقتراض الحكومي. وأكدت المصادر ذاتها أن المسؤول الأميركي لم يتطرق إلى "الهندسة" الأخيرة لمصرف لبنان، "علماً أنها منحت لبنان استقراراً نقدياً لفترة لا تقل عن ثلاث سنوات، كونها عزّزت الإحتياطي النقدي لمصرف لبنان بنحو 6 مليارات دولار، بما يمكّنه من تغطية الإحتياجات التمويلية للدولة إذا عجزت عن تسديد استحقاقات الآجال عندما يحين الوقت". وأشارت إلى أن "هندسة "المركزي" الأخيرة التي استمرت نحو شهرين، بقيت مفتوحة من دون سقوف، فنال المصرف الذي يملك أكبر قدر من السيولة، حصة الأسد من الأرباح"

 

رحيمي يمثّل لبـنان فـي اجتماعات القـاهرة وباسيل يشارك في الوفد الرسمي الى نيويورك

المركزية- يشارك الامين العام لوزارة الخارجية السفير وفيق رحيمي في اعمال الدورة العادية الـ 146 لمجلس جامعة الدول العربية التي تنعقد غدا في مقرها في القاهرة على مستوى وزراء خارجية الدول الاعضاء. ويرأس رحيمي الذي يغادر اليوم الى العاصمة المصرية وفد لبنان الذي ينضم اليه القائم بأعمال السفارة اللبنانية في القاهرة المندوب الدائم للبنان بالوكالة لدى الجامعة المستشار الديبلوماسي انطوان عزام. وفي هذا الإطار، أفادت أوساط الخارجية "المركزية" ان مستوى تمثيل لبنان في الإجتماع الوزاري انخفض بعدما عدل وزير الخارجية جبران باسيل عن الذهاب إثر الخلاف في مجلس الوزراء وعلى طاولة الحوار.

وإذ أكدت الأوساط ان لا عراقيل أمام إقرار مشروع القرار اللبناني هناك وان التنسيق تم بين باسيل ورحيمي لاتخاذ الموقف المناسب لدى مناقشة البنود، استبعدت عدول باسيل عن التوجه الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في عداد الوفد اللبناني الرسمي برئاسة سلام، كون البرنامج المعد له لا يقتصر فقط على مرافقة رئيس الحكومة في الإجتماعات الرسمية في داخل الجمعية وعلى هامشها، بل يتعداها الى المشاركة في مؤتمر وجولة اغترابية لوزير الخارجية في أميركا الشمالية.

 

كـرم لـ كبارة وللمرة الاخيـرة: اسوأ ما في العملاء صحوة العمالة

المركزية- لليوم الثاني، تواصل السجال الكلامي بين من يفترض انهم "حلفاء" في السياسة. فبعدما طالب النائب محمد كبارة امس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بالطلب من حليفه رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل كي يطلب من حليفه الرئيس السوري بشار الاسد تسليم الضابطين المتهمين بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، وردّ عليه عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم داعياً اياه الى عدم "الدخول بيننا وبين اخوتنا السنّة"، ردّ كرم اليوم وللمرة الاخيرة وفق بيان صادر عن مكتبه على كبارة بالقول "اسوأ ما في العملاء حين تستيقظ في نفوسهم النتنة صحوة العمالة... والسلام".

 

الناصريون الأحرار ينددون بتصريحات خامنئي/العجوز:آن الأوان لمواجهة النظام الفارسي وأذنابه في كل المنطقة

عقد مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار اجتماعه الدوري برئاسة الدكتور زياد العجوز حيث تم التطرق الى أهم المستجدات على الساحتين المحلية والعربية والإقليمية. وعلى أثر انتهاء الإجتماع صرح رئيس مجلس القيادة الدكتور زياد العجوز  قائلا، لقد تمادى العهر والسفور للنظام الفارسي الإيراني بإطلاق خامنئي سلسلة تهديدات للمملكة العربية السعودية مع بدء موسم الحج ،ويهمنا نحن في حركة الناصريين الأحرار أن نضيء على تلازم المسار الصهيوني والفارسي الذي يقضي بمحاربة العرب وأهل السنة.. واننا اليوم كأمة عربية نتعرض لمواجهة فرضت نفسها علينا من خلال حروب متنقلة يعمل عليها نظام ولاية الفقيه بالوكالة في معظم البلدان العربية ،وما نراه اليوم هو حلقة في مسلسل طويل يعتمد على غطاء أميركي روسي لبسط نفوذ وهيمنة النظام الفارسي على المنطقة ضمن تنسيق شامل ومتكامل مع العدو الصهيوني.

وتابع، ثقتنا كبيرة اليوم بقيادة التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لدحر هذا المخطط الذي سيواكبه كل عربي مخلص من المحيط الى الخليج.. فاليوم هو يوم الدفاع عن الأرض والعرض.. هو يوم الدفاع عن الكرامة والوجود.. فلن تخيفنا تهديدات خامنئي وعصاباته ولن ترهبنا التحالفات الهجينة للنظام الفارسي..فلا ما يسمى حزب الله يرعبنا ولا عصابات الحشد الشعبي ستكسرنا والحوثيون وكل أذناب النظام الفارسي سيكون مصيرهم مزبلة الحاضر والمستقبل والتاريخ.

ونقول لحزب الله الذي جعل من بيروت مقرا ومستقرا لعصابات وميليشيات ايران من العراق واليمن وسوريا بأنكم مهما تجبرتم  وزاد طغيانكم فمصيركم ومصير أسيادكم كمصير كسرى..فلا تهددوا وتتوعدوا..ومخططاتكم لزعزعة أمن واستقرار المملكة العربية السعودية في موسم الحج باتت مكشوفة وسبنال كل من تسول له نفسه اللعب بالنار سينال عقابه المحتوم  حتما..

وتوجه العجوز من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومن ولي عهده الأمير محمد بن نايف ومن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتحية عز وإكبار ومبابعة لنهج الحزم الذي بات قريبا أن يطرق أبواب لبنان ،قائلا لقد آن الأوان لمواجهة النظام الفارسي وأذنابه في كل المنطقة.

 بيروت في 7 أيلول 2016

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

التزاماً بالعقوبات الدولية بنوك إيرانية توقف التعامل مع الحرس الثوري!

إعداد جنوبية 7 سبتمبر، 2016/نقلت قناة (اي بي سي) عن صحيفة كيهان الإيرانية يوم السبت الثالث من أيلول، أنّ مصرفين إيرانيين قد أوقفا تعاملهما مع الحرس الثوري الإيراني. وفي التفاصيل، فإنّ كل من مصرف «ملت» و «سبه» أوقفا التعامل مع مؤسسة “خاتم الأنبياء” التابعة للحرس الثوري، وهي عبارة عن شركة مقاولات تنفذ مشاريع ضخمة في إيران وقد تأسست بأمر من المرشد الأعلى علي خامنئي وذلك بعد الحرب الإيرانية العراقية. وفي حين رفض مصرف «ملت» في الشهر الماضي نقل أموال بالعملة الأجنبية لهذه المؤسسة، لم يوافق مصرف «سبه» على خطاب ضمان مرتبط بشركة تابعة لها.

أما عن أسباب هذا الموقف فقد نقلت مصادر إعلامية منها “إرم نيوز”، أنّ المصرفين يلتزمان بالقرارات الدولية التي تحظر التعامل مع مؤسسات تابعة للحرس الثوري. في حين هاجمت صحيفة “جوان” التابعة للحرس الثوري القرار موصفة اياه بالرضوخ، كما توقع رئيس تحريرها “عبد الله كنجي” أن تتخذ مصارف إيرانية أخرى القرار نفسه. إقرأ أيضاً: معارك حلب وحماة تكبّد الحرس الثوري أكبر خسائره وإيران ترد بصاروخ «سليماني» موضحاً أنّ الالتزام بالقرارت سيحظر 200 مؤسسة مالية واستثمارية إيرانية من التعامل مع المصارف المحلية، وهي المؤسسات التي شملتها العقوبات الدولية . في السياق نفسه أوردت صحيفة “الحياة” نقلاً عن مصادر أنّ خامنئي راسل الحكومة طالباً منها معلومات تفصيلة عن مبادرة “فاتف” وانعكاساتها إثر انضمام إيران إليها. وقد تمّ عرض ملف المبادرة على مجلس الأمن القومي لمناقشته قبل الرد. بدوره أوضح النائب محمد جواد أبطحي أنّ المساوئ من الدخول في المبادرة أكبر من عدمه، إذ أنّه سيمكن الدول الغربية من تخطي السيادة الوطنية والإطلاع على كل الحسابات المالية والتدقيق بها. من جهته أكدّ النائب السابق غلام علي حداد عادل أنّه لن يتم القبول بهذا الإذلال والتدخل. و”فاتف” هي مبادرة عربية أوروبية لمكافحة تبيض الأموال.

 

"التطبيع العلمي".. الوجه الآخر لعلاقة إيران وإسرائيل

المدن - ميديا | الأربعاء 07/09/2016/الخلافات السياسية، والتهديدات المتواصلة بالحرب بين اسرائيل وأعدائها، لا يمنع "التطبيع العلمي". هذا المصطلح، يمكن استنتاجه إثر تسريب خبر في وسيلة اعلام اسرائيلية، عن تعاون علمي بين علماء اسرائيليين وايرانيين وباكستانيين، وأراك وقبرصيين، واردنيين مصريين وآخرين من البحرين، لتطوير مسرّع جسيمات جديد خاص بالشرق الأوسط بتكلفة 100 مليون دولار، يعمل على تسريع حركة الذرات لتصل الى سرعة الضوء. والمشروع الذي عُرف بانه "ضوء السنكروتون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها"، أو أطلق عليه اسم "سيسامي"، يستخدم لاغراض علمية مدنية، ويطال تطوير حركة الذرات النووية ايضاً. ولم تعرف وجهة استخدامه المباشرة، رغم أنه مشروع علمي ضخم، يحتاج الى مساحة كبيرة تناهز مساحة ملعب كرة قدم، وسيتم انشائها في الاردن في منطقة تبعد عن عمان مسافة 30 كيلومتراً. ومصطلح "التطبيع العلمي"، هو الاستنتاج الادق لاجتماع أطراف متصارعة، وبينها لا تعترف بأطراف أخرى، كما في حالة ايران وباكستان، وذلك لأهداف علمية. ويأتي في ظل الرفض الكامل لـ"التطبيع الثقافي" و"التطبيع الفني" و"التطبيع الاكاديمي" الذي يثير الكثير من الجدل في العالم العربي. أما التطبيع العلمي، فلم تظهر ملامحه سوى بهذا المشروع. وقد اشارت وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية الى ذلك، من خلال الاشارة الى ان المشروع يجمع تناقضات. صحيفة "تايمز اوف اسرائيل"، قالت ان الدول الأعضاء في مشروع "سيسامي" هي إيران وباكستان وإسرائيل وتركيا وقبرص ومصر والسلطة الفلسطينية والأردن والبحرين، مضيفة انها "مجموعة تنتشر فيها التوترات الدبلوماسية"، موضحة: "إيران وباكستان لا تعترفان بإسرائيل، على سبيل المثال، وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا التي لا تعترف بقبرص". وأفاد تقرير أن علماء إسرائيليين يشاركون مع زملاء لهم من باكستان وإيران ومصر والأردن في العمل على مشروع لتطوير المسرع. ويجري العمل على بناء الموقع، الذي من المقرر افتتاحه رسميا في الربيع المقبل في محافظة البلقاء، شمال غرب عمان، ومن المتوقع إجراء أولى التجارب هذا الخريف، بحسب ما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية. وقالت "الغارديان" ان "مشاركة إيران استمرت حتى بعد اغتيال اثنين من علمائها المشاركين في المشروع، عالم الفيزياء الكوانتية مسعود المحمدي وعالم الذرة ماجد شهرياري، واللذين تم إغتيالهما في عملية تم تحميل الموساد الإسرائيلي مسؤوليتها". وقال جورجيو باولوتشي، المدير العلمي لمشروع "سيسامي" للصحيفة: "نحن نتعاون معا بشكل جيد للغاية. هذا هو الحلم"، مضيفاً: "لا أعرف كم من الأماكن هناك حيث يكون لكل الحكومات ممثلين لديهم الفرصة في الحضور والتحدث مع بعضهم البعض".

وذكر التقرير أن إحراز التقدم في العمل على مسرع الجسيمات يتم من خلال اجتماعات بين مسؤولين حكوميين، حيت تتم مناقشة الجوانب الفنية ويتم التوصل إلى إتفاقات، من دون أي تأثير للعداء الذي يشعرون به خارج قاعات المؤتمرات. "سياسمي"، هو سنكروتون، أي جهاز كبير يقوم بتسريع الإلكترونات حول أنبوب دائري، بتوجيه مغناطيس ومعدات أخرى، بسرعة قريبة من سرعة الضوء. يخلق ذلك إشعاعا تتم تصفيته ويتدفق من خلال أنابيب طويلة يتم فيها وضع أدوات لجمع الإشعاع وإجراء تجارب. هدف المشروع، بحسب ما يشير الموقع الرسمي لـ"سيسامي"، يتمثل في "تعزيز التفوق العلمي والتكنولوجي في الشرق الأوسط والدول المجاورة، ومنع أو عكس هجرة الأدمغة في المنطقة من خلال تمكين بحث علمي على مستوى عالمي في مواضيع تتراوح بين علم الأحياء وعلم الآثار والعلوم الطبية من خلال خصائص أساسية لعلم المادة والفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة". ويهدف أيضا إلى بناء "جسور علمية وثقافية بين مجتمعات مختلفة، والمساهمة في ثقافة سلام من خلال تعاون دولي في مجال العلوم".

 

*وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: إيران تسعى لامبراطورية وسيناريو لبنان لن يتكرر باليمن

* طهران تحاول تسييس الحج وتدعم “القاعدة” وسجلها حافل بالضلوع في هجمات إرهابية حول العالم

* الشعب السوري لا يستطيع قبول الأسد على رأس السلطة والمحادثات الأميركية – الروسية متواصلة

لندن – وكالات/السياسة/08 أيلول/16

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن إيران تسعى لخلق “امبراطورية فارسية” في المنطقة ولتخريب الدول المجاورة لها، مشدداً على أن المملكة لن تسمح لها بذلك، كما لن تسمح بتكرار السيناريو اللبناني في اليمن، في إشارة إلى إمكانية إقامة الحوثيين دويلة داخل الدولة على غرار “حزب الله” اللبناني.

جاء ذلك في لقاءات صحافية عقدها الجبير، أمس، في السفارة السعودية في لندن مع عدد من الصحافيين والإعلامين البريطانيين والعرب، وتطرق فيها إلى مجمل التطورات في المنطقة ومواقف المملكة منها.

اليمن

وبشأن الوضع في اليمن، أكد الجبير أن الحوثيين أقلية تسعى إلى حكم أغلبية، مشدداً على استحالة أن توافق السعودية على مثل هذا الأمر و”لن نسمح بتكرار الوضع اللبناني في اليمن”.

وأوضح أن التحرك السعودي في اليمن جاء وفقاً للمادة 51 من البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن الحرب لم تبدأها المملكة، بل بدأها الحوثيون وعلي صالح الذين استولوا على سلطة شرعية، وخرقوا الاتفاق الذي تم التوصل إليه من خلال الحوار الوطني اليمني، كما انتهكوا قرار الأمم المتحدة 2216.

وإذ لفت إلى أن الحرب هي حرب دفاعية لحماية الشرعية اليمنية وردع التهديد عن حدود المملكة، أكد الجبير أن السعودية دعمت المفاوضات اليمنية لكن الحوثيين وعلي صالح هم من رفضوا المقترح الذي طرحه الممثل الخاص للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد.

ونفى بشكل قاطع المزاعم عن استهداف التحالف العربي المستشفيات والمدارس أو المدنيين، مشيراً إلى أن المملكة لا تريد إيجاد عداء مع الشعب اليمني.

وشدد على أن اليمن تم اختطافه من مجموعة قليله لاتتجاوز 50 ألفاً من مجموع الشعب اليمني، متسائلا “هل يعقل أن يسيطر هذا العدد القليل على اليمن بالقوة؟”.

إيران

وبشأن العلاقات مع إيران، أكد الجبير أن على إيران احترام القانون الدولي الذي يمنع إيواء الإرهابيين، متهماً إياها بالسعي لـ”خلق إمبراطورية فارسية”.

وأضاف ان “إيران تسعى إلى تخريب الدول المجاورة لها وتصدير ثورتها”، مؤكداً أن “بلاده لن تسمح بذلك وأنها ستتحرك لحماية أمنها وأمن مواطنيها”.

وعن التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأخرى، قال الجبير “إن بيان قمة منظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد في اسطنبول في شهر ابريل الماضي دان تدخل إيران في شؤون المنطقة ودعم المنظمات الإرهابية، كما دان ما يسمى بحزب الله، واستخدام إيران للطائفية وهو البيان الذي صوتت عليه أكثر من خمسين دولة، وهذا مايوضح عزلة إيران في المنطقة فكثير من الدول قطعت علاقتها مع إيران مثل الصومال والسودان وجيبوتي وغيرها من الدول ويعطي رسالة واضحة لإيران بأن تتوقف عن تصرفاتها”.

واضاف أن “إيران تحاول تسييس الحج من أجل تحقيق مكاسب سياسية وهو الشيء الذي يرفضه العالم الإسلامي”، مشيرا في هذا الصدد إلى “رفض إيران توقيع اتفاقية الحج مع التسهيلات التي قدمتها حكومة المملكة مما أضاع على الحجاج الإيرانيين الذين ينوون الحج لهذا العام ويوجد مشاكل للذين ينوون الحج في الأعوام القادمة”.

وعن استشراف العلاقات السعودية – الإيرانية، قال الجبير إن “المملكة العربية السعودية لم تغتل ديبلوماسيين إيرانيين ولم تقتحم السفارات الإيرانية ولم تهرب الأسلحة إلى الداخل الإيراني لدعم الأقليات ولم تتدخل في دول الجوار ولم تدفع بالطائفية، وفي المقابل ومع توقيع الاتفاق النووي، صعدت إيران من لهجتها العدائية، وهذا مشاهد في لبنان وسورية واليمن والبحرين، إضافة إلى تهريب الأسلحة إلى داخل المملكة والكويت، فيما لا يوجد دليل واحد يشير إلى علاقة المملكة العربية السعودية بالإرهاب أو دعمه رغم مايشاع من مزاعم”.

وشدد على ان “إيران تدعم الإرهاب وتدعم تنظيم القاعدة”، متسائلاً “لماذا لا تهاجم الجماعات الإرهابية مثل “داعش” و”القاعدة” إيران؟”.

وأضاف “لعل الأوراق التي حصلت عليها أميركا بعد مقتل أسامة بن لادن تشير إلى إيران، كما أن وجود قيادات “القاعدة” في إيران وعدم تسليمها لهم يدل على علاقة التنظيم بطهران”، مشيراً إلى أن “السجل الإيراني يحفل بضلوعها في تنفيذ هجمات في أوروبا وأسيا وأفريقيا وحتى أميركا اللاتينية وقتل الجنود الأميركيين والبريطانيين في العراق، كما أنها استمرت في خرق جميع القوانين الدولية”.

وأكد أن “السعودية دولة براغماتية، ولا تطلعات خارجية لها”.

سورية

وبشأن الأزمة السورية، أشار الجبير إلى أن “الشعب السوري لايستطيع قبول بشار الأسد على رأس السلطة بعد القتل والتهجير والتدمير الذي ألحقه بالبلاد وأن الشعب السوري هو الذي يقرر بدء فترة انتقال سياسي التي يجب أن تكون من دونه”، مشددا على أن إعلان “جنيف 1 دعا إلى انتقال السلطة من بشار الأسد ومغادرته الأراضي السورية.

ولفت إلى أن المعارضة السورية قدمت رؤية جدية لحل الأزمة السورية تشمل انتقال السلطة وتكريس العملية الديمقراطية، فيما لم يطرح النظام السوري في المقابل أي خطة بديلة للوصول إلى حل، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية لاتدعم أياً من الأطراف إلا من خلال قوات التحالف وبحسب قرارات الأمم المتحدة التي سبق أن حددت “داعش” و”جبهة النصرة” منظمات إرهابية.

وبشأن المحادثات الروسية – الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية، أوضح أن المحادثات بين الطرفين الأميركي والروسي لا زالت جارية وهناك احتمالات للتوصل إلى تفاهم بشأن هذا الشأن، التي يتحدد بعدها جدية بشار الأسد وحلفائه في مبدأ وقف إطلاق النار.

العراق

وفي الشأن العراقي، اعتبر الجبير أن مشكلة العراق هي إيران وتدخلها في الشؤون العراقية وإدارة الميليشيات الشيعية المسؤولة عن كثير من المجازر التي وقعت في العراق الذي أدى بدوره إلى تصاعد الصراع الطائفي مما أتاح المجال لتنظيم “داعش” الإرهابي أن يتنامى والتحاق كثير من أهل السنة بالتنظيم بسبب المجازر التي ارتكبت في الفلوجة وغيرها، وإذا لم يتم السيطرة على هذا الانشقاق الطائفي الذي تتزعمه إيران فلن يتم حل المعضلة العراقية.

روسيا

وعن العلاقات السعودية – الروسية، قال الجبير إن البلدين يتمتعان بعلاقات تتعدى الإطار السوري ويحاول البلدان تطويرها وتعميقها وتقويتها على الرغم من الخلاف بشأن الوضع في سورية، ولدى البلدين تفاهمات حتى لا يؤثر هذا الخلاف على العلاقات بينهما.

 

“الخليجي” يستنكر بشدة الاتهامات الإيرانية الباطلة ضد السعودية

الزياني: مواقف خامنئي تحريض مكشوف الأهداف ومحاولة يائسة لتسييس الحجح

خليفة بن سلمان: المملكة تشكل عمقاً ستراتيجياً للعرب والمسلمين ومكانتها تجعل الجميع ينبرون للدفاع عنها

الرياض، طهران – وكالات/السياسة 08 أيلول/16/أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن “شجبها واستنكارها” لما تضمنه البيان الصادر عن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، قبل يومين، من “اتهامات باطلة ومشينة” تجاه السعودية، معتبره إياه “تحريضاً” ومحاولة “لتسييس الحج”.

وأعربت دول مجلس التعاون في بيان، أمس، “عن استغرابها مما تضمنه البيان من عبارات غير لائقة وأوصاف مسيئة لا ينبغي أن تصدر من قلب أو لسان أي مسلم، فضلاً عن زعيم دولة إسلامية”.

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني، أن دول المجلس تعتبر ما ورد في بيان المرشد الإيراني بشأن الحج “تحريضاً مكشوف الأهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الإسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الإسلامية في هذه الأيام المباركة على أرض الحرمين الشريفين”.

وقال إن “العالم الإسلامي يدرك تماماً الجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعباً، من أجل تنظيم شعيرة الحج وتسهيل استضافة حجاج بيت الله الحرام وتأمين سلامتهم”، مشدداً على أن دول مجلس التعاون “ترفض الحملة الإعلامية الظالمة والتصريحات المتوالية لكبار المسؤولين الإيرانيين تجاه المملكة العربية السعودية ودول المجلس”.

وأضاف ان “هذه الحملات بما تتضمنه من اتهامات وادعاءات تتنافى تماماً مع قيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الألفة والمحبة والتآخي، وتتعارض مع مبادئ سياسة حسن الجوار ولا تساعد على بناء علاقات بناءة بين الدول الإسلامية”.

في سياق متصل، أكد رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان أن “المملكة العربية السعودية الشقيقة تشكل عمقاً ستراتيجياً للعرب والمسلمين، ولها مكانتها السياسية والدينية التي تجعل الجميع ينبرون في الدفاع عنها والوقوف صفا واحدا ضد من يحاول اطلاق الاتهامات الباطلة والتحريض المكشوف الأهداف للنيل من إنجازاتها في مختلف المجالات، وفي مقدمة ذلك تنظيمها الناجح والمُقدر عربيا واسلاميا لموسم الحج”.

وشدد خلال استقباله السفير السعودي في المنامة الدكتور عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ على أن “مملكة البحرين كباقي الدول العربية والإسلامية تنظر بإعجاب للنجاحات المتوالية التي تحققها المملكة العربية السعودية الشقيقة في موسم الحج وما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من خدمات للتسهيل على ضيوف الرحمن وهي جهود لا ينكرها إلا جاحد”.

وقال الأمير خليفة “إن للمملكة العربية السعودية الشقيقة مكانة خاصة في قلوب جميع العرب والمسلمين، فمبادرات قيادتها الحكيمة لا تحصى في نصرة القضايا العربية والإسلامية”.

بدوره، أكد رئيس مجلس النواب البحريني أحمد بن إبراهيم الملا ثقة وتقدير دول وشعوب العالم الإسلامي للجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي تبذلها السعودية في حسن تنظيم شعيرة الحج واستقبال ورعاية ضيوف بيت الرحمن وتأمين سلامتهم.

وأعرب عن رفضه واستنكاره لما تضمنه بيان خامنئي “من اتهامات باطلة وعبارات مسيئة تجاه المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهو تحريض سافر واستمرار واضح للحملات الإيرانية المغرضة من أجل تسييس شعيرة الحج، وبث الفتنة والفرقة بين المسلمين في هذه الأيام المباركة”.

وشدد على أن “المحاولات الإيرانية اليائسة والحملات المظللة تجاه المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، تكشف للعالم أجمع أهداف وغايات النظام الإيراني في محاولة زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة، بكافة الوسائل في كل المناسبات، من دون أدنى اعتبار للمواثيق الإنسانية والمبادئ الدولية والحرمات الدينية”، مؤكداً أن “دول وشعوب العالم الإسلامي يقفون صفا واحدا مع المملكة العربية السعودية، ويثقون كل الثقة بقدرة وجاهزية السلطات السعودية في إدارة وتنظيم موسم الحج وكافة الشعائر في أرض الحرمين الشريفين”.

يشار إلى أن الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف انضما لخامنئي في حملة الافتراءات ضد السعودية، خلال اليومين الماضيين، على خلفية عدم مشاركة الايرانيين في الحج لهذا العام، بسبب الشروط التي وضعها نظام طهران وهي تخالف مقصاد الحج وتعرض أمن الحج والحجاج للخطر

 

قمة بحرينية- روسية تبحث في العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة

بوتين والملك حمد بن عيسى شهدا توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين

موسكو – وكالات/السياسة 08 أيلول/16/عقد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محادثات رسمية في قصر الكرملين بالعاصمة موسكو. وفي بداية اللقاء، مساء أول من أمس، رحب بوتين بالعاهل البحريني، قائلاً “أتمنى أن تكون زيارتكم إلى المعرض العسكري (الجيش 2016) مفيدة، كما يسعدني اطلاعكم على الإمكانيات العسكرية والتقنية والفنية الروسية”. وأضاف بوتين إنه شارك في اجتماع مجمكوعة العشرين، وتحدث مع شركاء البحرين في منطقة الخليج العربي بشأن مجالات التعاون الثنائي المشترك، مؤكداً أن زيارة العاهل البحريني لروسيا مهمة وجاءت في الوقت المناسب. من جانبه، أعرب العاهل البحريني عن شكره وتقديره لبوتين على دعوته لزيارة روسيا، وعلى حسن الاستقبال والحفاوة التي قوبل بها. وأشاد بما شاهده في المعرض العسكري الروسي (الجيش 2016) من عروض عسكرية حديثة، مبدياً اهتمام مملكة البحرين بالمنظمة الدفاعية المتطورة، منوها بعرض روسيا التعاون في مجال علوم الفضاء. وأكد أن زيارته تأتي استمراراً لما بنيناه سابقاً من علاقات مشتركة طيبة، وأن ما اتفقنا عليه في السابق في طريق التنفيذ. وأكد اهتمام البحرين بتطور علاقاتها مع روسيا في جميع المجالات بالشكل الذي يحقق تطلعات البلدين والشعبين ومصالحهما المشتركة. وأشار إلى أن التعاون الثنائي شهد نمواً مطرداً خاصة في ما يتعلق بالمجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والدفاعية والثقافية والسياحية وشؤون الطاقة في ضوء برامج العمل المشترك الموقعة بين الجانبين. ووصف العاهل البحريني محادثاته مع بوتين بأنها بناءة ومفيدة وستنعكس آثارها الإيجابية على صعيد توثيق علاقات البلدين الصديقين، مشيراً إلى أن اللقاء كان فرصة طيبة لتبادل وجهات النظر بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واستعرض الجانبان خلال لقائهما العلاقات الثنائية وسبل تنميتها ودعمها في المجالات كافة في ظل روابط الصداقة المتميزة والتعاون المتنامي بين الجانبين.

وبحثا في الأحداث المستجدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. وجددا تأكيد أهمية صون الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والحفاظ على الأمن والسلم العالميين ومكافحة الإرهاب والتطرف. وحضر الجانبان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وهي، اتفاقية انشاء اللجنة الحكومية المشتركة حول التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، واتفاقية بشأن التعاون العسكري، ومذكرة تفاهم بين الشركة القابضة للنفط والغاز بمملكة البحرين وشركة غازبروم الروسية بشأن التعاون في مجال الغاز المسال، ومذكرة تفاهم الروسية بشأن الشراكة في مجال أعمال المسح الجيوفيزيائي لأغراض استكشاف وإنتاج النفط والغاز. وأشاد الجانبان بالتوقيع على هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستسهم في تعزيز وتطوير علاقات البلدين وتنمية مجالات التعاون الثنائي المشترك بما يعود بالخير والمنفعة على البلدين والشعبين الصديقين.

في سياق متصل، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة، خلال مؤتمر صحافي، إن المحادثات التي عقدها العاهل البحريني وبوتين كانت بناءة ومثمرة وايجابية حيث تطرق الجانبان الى العلاقات الثنائية المشتركة التي تربط البلدين الصديقين والسبل الكفيلة بتطويرها وتنميتها في جميع المجالات لكل ما فيه خير البلدين وشعبيهما الصديقين. وأضاف الشيخ خالد بن احمد إن البحرين ترحب بالنتائج المهمة التي تم التوصل اليها بين السعودية وروسيا خلال الاجتماع الذي عقد على هامش مجموعة العشرين بين لي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز والرئيس فلاديمير بوتين وما تم التوصل اليه من نتائج مهمه بشأن النفط والتي تعتبر خطوة ستراتيجية لدعم جهود التنمية في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح أن العاهل البحريني وبوتين استعرضا مجمل التطورات السياسية في المنطقة. وتطرق إلى الوضع في سورية، قائلاً “اننا ندعم بشكل كامل وحدة اراضي سورية ولا نسمح بالتدخل الاقليمي فيها، ونريد أن نحافظ على سورية بكل حدودها، كما ندعم التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا في سبيل استقرار المنطقة وابعادها عن التوترات والصراعات”. كما تطرق الى الاتفاقيات التي تم توقيعها، قائلاً إن العاهل البحريني أبدى اعجابه الكبير بالمنظومات الصاروخية الدفاعية الروسية.

 

مساعٍ لفرض "هدنة الأضحى" في انتظار نضوج قرار وقف إطلاق النار وورشة اعادة إعمار سوريا: لبنان أول المستفيدين اذا أحسن الاستعداد

المركزية- صحيح ان القمة التي جمعت الرئيسين الاميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الصين لم تفلح في إحياء قرار وقف الاعمال القتالية في سوريا تمهيدا لجلوس المتنازعين على طاولة المفاوضات مجددا، إلا انها كرست اتفاقا حاسما بينهما على ضرورة الحل السياسي للأزمة، ما يعني ان "الهدنة" لا بد منها وأنها مقبلة الى الميدان السوري، عاجلا أم آجلا. وفي انتظار تذليل العقبات التي لا تزال تحول دون إبرام تفاهم نهائي بين واشنطن وموسكو في شأن سوريا، والتي قد يعرض لها وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف في لقاء يتوقع ان يجمعهما الجمعة، تتضافر الجهود الدولية والاقليمية للتوصل الى وقف لاطلاق النار، ولو مؤقت، في سوريا وفي المناطق الساخنة في شكل خاص وأبرزها حلب. وينشط على هذا الخط كل من أميركا وروسيا والسعودية وتركيا، آملة في أن تدخل حيز التنفيذ مع حلول عيد الاضحى الاثنين المقبل، على ان يلتزم بها النظام السوري وقوى المعارضة، وتشكل فرصة لادخال المساعدات الى السكان المحاصرين. وفي السياق، تحدث وزير الخارجية السعودية عادل الجبير أمس عن "إمكانية للوصول إلى تفاهم في شأن وقف اطلاق النار في سوريا، في الساعات الأربع والعشرين المقبلة أو نحو ذلك، الامر الذي سيختبر جدية بشار الأسد في الالتزام". أما المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين فلفت الى أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان شدد في اجتماعين منفصلين عقدهما أمس في اللحظة الأخيرة قبل مغادرته الصين مع الرئيسين أوباما وبوتين، على ضرورة الإسراع في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حلب، قبل حلول عيد الأضحى، وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات إلى المحتاجين"، مضيفا "ننتظر الاتفاق النهائي. تلقينا خطوطا عامة، لكننا نتوقع اتفاقا على ورق يمكن تطبيقه"، مشيرا الى ان "إردوغان أبلغ بوتين بأن سكان حلب يحتاجون إلى هدنة بمناسبة عيد الأضحى الذي سيُحتفل به في 12 أيلول." وقال كالين "إن وقف إطلاق النار يمكن أن يبدأ بهدنة لمدة 48 ساعة يتم تمديدها وتلتزم بها القوات السورية والفصائل المسلحة". هذه المعطيات التي يجد فيها "السلم" صدى - ولو ضئيلا- وسط ضجيج آلة الحرب، تُحوّل الانظار نحو مستقبل سوريا وتحديدا الى مرحلة إعادة إعمارها التي ستنطلق فور سكوت المدفع وإطلاق عجلات الحل السياسي. وفي وقت يفتتح في دمشق اليوم معرض "اعادة اعمار سوريا" في حضور ممثلين عن شركات عالمية غربية وعربية تعنى بالبناء، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، إن لولب هذه الورشة المنتظرة هو لبنان. فجار سوريا الاصغر سيلعب دورا حيويا في اعادة الاعمار المرتقب وسيكون أول المستفيدين منه، اللهم اذا جهّز نفسه جيدا للعب هذا الدور. من هنا، فإن المساعي التي انطلقت في الأسابيع الماضية لإحياء سكك الحديد من الضروري استكمالها، خصوصا تلك التي تتحرك على خط بيروت – ضهر البيدر - دمشق، وتلك التي تذهب من العاصمة شمالا نحو سوريا، ذلك ان السكك تشكل وسيلة سريعة وفعالة لنقل البضائع والمعدات ومطلوب الاستعجال في تفعيلها. واذ تلفت الى ان مرفأي بيروت وطرابلس سينتعشان بقوة مع انطلاق اعمال بناء سوريا، تشدد المصادر على أهمية تجهيز ميناء عاصمة الشمال وتطويره ليواكب الحركة التي سيشهدها. وتتفاءل المصادر حيال تأثير انتهاء الحرب في سوريا على لبنان، حيث تتوقع أن يشهد نهضة اقتصادية لافتة، مشيرة الى ان كلام حاكم مصرف عن وضع الليرة القوي والذي سيزداد متانة أكثر في المستقبل رغم الظروف السياسية، له ابعاده ومعانيه ومبرراته ولم يأت أبدا من عدم.

 

رؤية المعارضة السورية من 3 مراحل... تبدأ بهيئة انتقالية وتنتهي بانتخابات رئاسية

الحياة/08 أيلول/16/يشارك وزير الخارجية الأميركي جون كيري تلفزيونياً في المؤتمر الوزاري لــ «النواة الصلبة» في مجموعة «أصدقاء سورية» في لندن بعد ظهر اليوم، المخصص لدعم الرؤية السياسية التي يقدمها المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب في مركز أبحاث صباح اليوم.

وتتألف الرؤية السياسية من ثلاث مراحل: تفاوضية تمتد ستة أشهر بين ممثلي المعارضة والنظام، وانتقالية تمتد 18 شهراً «تتطلب رحيل» الرئيس بشار الأسد وتتضمن تشكيل هيئة انتقالية من المعارضة والحكومة والشخصيات وتشكيل مؤسسات بينها مجلس عسكري، ونهائية تنتهي بانتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية، مع ضمان «استمرارية المؤسسات ووحدة سورية». ويمثل مساعد الوزير طوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي في المؤتمر الوزاري في مقر الخارجية البريطانية بعد الظهر. وبعد إلقائه محاضرة في «تشاتام هاوس»، يشارك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر «أصدقاء سورية» مع نظرائه البريطاني والتركي والقطري والإيطالي ومسؤولة الخارجية الأوروبية. كما قرر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت المشاركة لعقد لقاء ثنائي مع حجاب، في حين يمثل نواب وزراء خارجية الأردن والإمارات وألمانيا دولهم في المؤتمر الذي دعا إليه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون. ولوحظ أن جونسون، الذي كان يدعو إلى التحالف مع الرئيس الأسد في الحرب ضد «داعش» بعد استعادة القوات النظامية مدينة تدمر من التنظيم المتطرف قبل أشهر، بدأ يعبر عن رأي المؤسسات البريطانية القائم على ضرورة «تشكيل حكم تمثيلي قادر على استعادة الاستقرار والوحدة والاعتقاد أنه بقاء الرئيس الأسد في مستقبل سورية لن يؤدي إلى استعادة وحدتها واستقرارها». وعبر عدد كبير من المؤسسات البريطانية عن هذا الرأي لدى طلب رئيسة الوزراء تيريزا ماي مراجعة سياسة بلادها إزاء سورية.

على هذا الأساس، وافق جونسون بعد تسلمه حقيبة الخارجية خلفاً لفيليب هاموند، على توفير منصة لـ «الهيئة التفاوضية» كي تقدم رؤيتها السياسية في هذه المرحلة الانتقالية التي تشهد الأشهر الأخيرة من عمر إدارة الرئيس باراك أوباما وسعيها إلى عقد اتفاق مع روسيا وبين الرئيس الأميركي الجديد الذي يشكل فريقه في ربيع العام المقبل للقول إن «هناك معارضة معتدلة تقدم للشعب السوري والمجتمع الدولي رؤية سياسية عقلانية مستعدة للتفاوض مع الحكومة لتشكيل هيئة حكم انتقالية تضمن استمرار مؤسسات الدولة»، بحسب قول مصدر مطلع.

واشتغلت «الهيئة التفاوضية» منذ بضعة أشهر على صوغ رؤيتها للحل السياسي وبعثت مسودات سابقة إلى قادة فصائل مسلحة وكتل سياسية ونشطاء في مجالس محلية في مناطق المعارضة قبل إقرارها في اجتماعات «الهيئة التفاوضية» في الرياض قبل أيام. كما أرسلت المسودة الأخيرة، للملخص التنفيذي والوثيقة، إلى وزراء خارجية «أصدقاء سورية» المشاركين في مؤتمر اليوم. وجرى التفاهم على تشكيل وفد من «الهيئة التفاوضية» المنبثقة من مؤتمر المعارضة في الرياض نهاية العام، ويضم الوفد ممثلي معارضة الخارج بينهم رئيس «الائتلاف الوطني» أنس العبدة والداخل بينهم المنسق العام لـ «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم القادم من دمشق، إضافة إلى القيادي في الجبهة الجنوبية لـ «الجيش الحر» أبو أسامة الجولاني وقائد «تجمع صقور جبل الزاوية» حسن حج علي من جبهة الشمال. كما ضم الوفد مستشارين وديبلوماسيين منشقين وإعلاميين.

وفي صباح اليوم، يقدم حجاب في «مركز الدراسات الاستراتيجية» الرؤية السياسية وملخصها التنفيذي القائمة على مبادئ عامة لسورية المستقبل وعلمانيتها ووحدة أراضيها، إضافة إلى ثلاث مراحل للحل السياسي: مرحلة تفاوضية تمتد ستة أشهر، ومرحلة انتقالية تمتد 18 شهراً، ومرحلة نهائية لسورية المستقبل.

وقال العبدة، في بيان لـ «الائتلاف»، إن الرؤية «ستقدم طريقاً واضحاً للانتقال السياسي في سورية، ولا يمكن لأحد يريد حلاً سياسياً عادلاً أن يرفضه». ونقل عن الوثيقة قولها انه «لا مكان (للرئيس) الأسد في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سورية. نحن متمسكون وملتزمون بثوابت الثورة السورية، وبالاستناد لهذه الثوابت نقدم طريقاً واضحاً للحل». وإذ طرح صحافيون أسئلة عن مدى علاقة هذه الوثائق بالواقع الميداني خصوصاً في الفترة الأخيرة وتقدم الجيش السوري وفرضه حصاراً على الأحياء الشرقية في حلب والدعم الجوي الروسي والميداني الإيراني، قال مقربون من «الهيئة» إن هناك «تطوراً» في هذه الوثيقة قياساً إلى سابقاتها من أنه بات يجري طرح الموقف كموقف تفاوضي وليس شرطاً مسبقاً مع الاستعداد لدخول المفاوضات وصولاً إلى حل وتسوية مقبولة في نهاية العملية التفاوضية. وأوضح المصدر أن الحل المطروح هو تشكيل هيئة انتقالية بمؤسسات عدة بينها مجلس عسكري وهيئة مصالحة وحكومة انتقالية وهيئة إعمار لتوفير شروط الحوار الوطني والدستور الجديد وصولاً إلى انتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية في نهاية المرحلة الانتقالية بعد 18 شهراً، لافتاً إلى أن الرؤية تضمن «استمرارية المؤسسات واستقرار البلاد».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الشركة بمفهوم "حزب الله" "الثلث المعطّل" و"الميثاقيّة" بمفهوم "التيّار" الأقوى طائفيّاً

اميل خوري/النهار/8 أيلول 2016

بالأمس أثار "حزب الله" موضوع "الشركة الوطنيّة" وطالب بإعطاء مفهوم حقيقي لها كي لا تظل أقليّة أو فئة تستأثر باتخاذ القرارات المهمّة وباسم أكثريّة ليست شعبية بل نيابية... مما أثار مشكلة عند تأليف الحكومة تحقيقاً لهذه "الشركة" بمفهومها الجديد، إذ أن كل حزب وكل تكتّل أخذ يسمّي وزيره فيها وحتى الحقائب، فبات لا دور لرئيس الحكومة في عملية التأليف سوى دور ضابط اتصال أو ساعي بريد، ولا دور بالتالي لرئيس الجمهورية مع أن الدستور ينص على أن تأليف الحكومة يتم بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. لا بل أن مفهوم "الشركة" ذهب تفسيره المصلحي أبعد من ذلك وهو ابتداع ما يسمّى "الثلث المعطّل" الذي أصبح موضوع خلاف وتنافس للحصول عليه ولمن يعطى هذا "الثلث"، هل لهذا الفريق السياسي أو ذاك؟ هل لرئيس الجمهورية كونه حكماً في الخلافات؟ وهكذا تحوّلت "الشركة الوطنية" بمفهومها الجديد مشاكسة وصدامات داخل الحكومة بين اضداد، وبات تأليف الحكومة بهذا المفهوم يستغرق أكثر من سنة وتكون غير منتجة لأن أعضاءها المتنافرين لا يتفقون أحياناً حتى على المواضيع العادية.

واليوم يثير "التيار الوطني الحر" موضوع "الميثاقية" يطلب إعطاء مفهوم واضح لها وينسى أنه هو أوّل من أخلَّ بهذه "الميثاقية" بتعطيله انتخاب رئيس للجمهورية يشكل انتخابه الركيزة الأساسية فيها.

إن "الميثاقية" هي التي تجعل كل المذاهب ممثلة في مجلس النواب وفي الحكومة مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، والقرارات المهمّة لا تتخذ إلّا بحضور ثلثي عدد الوزراء أو النواب كي لا تستأثر طائفة كبرى أو حزب كبير في اتخاذ هذه القرارات. هذا ما نص عليه الدستور لكنه لم ينص على تركيبة الثلثين وهل تتألف من أقطاب في كل مذهب أو ما يسمّى الصف الأول، وليس من الصف الثاني أو الثالث. وهذا التصنيف بين الوزراء والنواب يثير الخلاف، في حين أن الدستور نص على "أن النائب يمثل الأمة جمعاء" ولم ينص على أن تكون له مواصفات معينة كي يستحق وصفه بذلك وإلّا كان على الأكثرية النيابية التي تفوز بالانتخابات اعتبارها لا تمثل أكثرية شعبية إذا لم يكن من أقطاب فيها، فيصبح في المجلس نواب درجة أولى ونواب درجة ثانية، وكذلك الوزراء. والحكومة التي تفوز بثقة الأكثرية النيابية يصير مطلوباً معرفة نوع هذه الأكثرية وهل تتألف من نواب عاديّين ومن الصف الثاني أو الثالث أو من أقطاب ومن الصف الأول. وهذا يطرح سؤالاً: بصوت مَنْ فاز سليمان فرنجية بالرئاسة؟ هل بصوت نائب عادي أم بصوت قطب من الأقطاب كي يكون فوزه صحيحاً وشرعياً؟!

إن الدستور لا يحتمل تطبيقه تفسيرات خاطئة ومصلحية أو ظرفية بحيث يكون مجلس النواب غير شرعي إذا صار التمديد له. أما إذا انتخب هذا المرشّح أو ذاك فيصبح شرعياً، ولا يعود ثمة خلاف على مفهوم "الميثاقية"... والحكومة، أي حكومة، سواء كانت مؤلّفة من أقطاب أو من غير أقطاب، من داخل المجلس أو من خارجه، فهي حكومة شرعيّة وقانونيّة عندما تنال ثقة الأكثرية، وعندما لا تنال هذه الثقة لسبب من الأسباب فإنّها تستقيل. لقد خلق "حزب الله" مشكلة في تفسير "الشركة الوطنية" وتطبيقها عندما فرض تحقيقاً لهذه "الشركة" تمثيل الأكثرية والأقليّة فيها ليصبح تأليف كل حكومة مشكلة خصوصاً بوجود الثلث المعطّل فيها، وأفقد نتائج الانتخابات النيابية أي معنى وقيمة عندما تتساوى الأكثرية بالأقليّة والرابح بالخاسر. وها ان "التيار الوطني الحر" يخلق مشكلة جديدة بطلب تفسير معنى "الميثاقية" عندما يريد أن تكون للأحزاب الكبيرة والكتل الكبيرة الكلمة في اختيار الوزراء ليصبح التمثيل في الحكومة تمثيلاً صحيحاً. وهذا يعني أن لا رئيس الجمهوريّة ولا رئيس الحكومة في استطاعته تعيين أي وزير ما لم يحصل على موافقة هذا الحزب أو ذاك وهذا التكتّل أو ذاك، وهو ما واجهه الرئيس فؤاد السنيورة عندما استقال وزراء شيعة من حكومته لتعطيل إقرار النظام الأساسي للمحكمة الدولية وتعذَّر عليه تعيين بدائل منهم إلاّ بموافقة "حزب الله" ومن معه. فإذا أصبح كل ذلك قاعدة باسم "الشركة الوطنية" أو باسم "الميثاقية" فلا تعود ثمة صلاحيات نص عليها الدستور لا لرئيس الجمهورية ولا لرئيس الحكومة المكلّف تأليفها، بل تصبح في حاجة الى "قاموس" يفسّر كل عبارة في الدستور. الواقع أن المرشّح الذي يفوز برئاسة الجمهوريّة بأكثرية الأصوات المطلوبة هو رئيس "ميثاقي"، والحكومة التي تنال ثقة الأكثرية النيابية هي حكومة "ميثاقية"، والمواضيع التي تقر بالتوافق أو بأكثرية الثلثين هي "ميثاقية"، وكل سجال خارج هذا المفهوم لا معنى له، وهو يدور بين من لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا لغايات سياسية أو مصلحية.

 

رسالة تهدئة لافتة في الكلام الأخير لقاسم توجه "التيار" نحو الشارع يُحرج الحلفاء؟

روزانا بومنصف/النهار/8 أيلول 2016

استوقفت اوساط سياسية متعددة دعوة نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الى لقاء صحافي اعلن فيه موقفا من التطورات الاخيرة على اثر تعليق جلسات الحوار وانتقال البلد الى مرحلة متقدمة من الازمة السياسية، اذ تعتبر هذه الاوساط انه موقف حمل مقدارا من التعقل السياسي ربما يهدف الى تحديد ضوابط لرهانات قد تذهب بعيدا على ضوء تصعيد مرتقب في الايام المقبلة على الصعيد السياسي. وبدا ان ابراز الموقف المطلوب من الحزب لا ينتظر على الارجح اجتماع كتلة الوفاء للمقاومة في ظل احتقان يعلو منسوبه العلني على رغم تحرك الاتصالات والمساعي في اكثر من اتجاه. وقد دحض الشيخ قاسم عبر موقفه من هذه المرحلة، وبصرف النظر عما اذا كان الحزب يستبطن اهدافا اكبر في الصورة الاكبر، وجود مصلحة لديه في وقف الحوار او في اطاحة الحكومة مع عدم اهماله ان لا جديد محتملا على صعيد الاستحقاقات الداخلية قبل موعد الانتخابات الاميركية، وهي انتخابات موعدها في 8 تشرين الثاني المقبل ( هل هذه النقطة رسالة ضمنية الى "التيار الوطني الحر" عن استنفاد القوة في الوقت الضائع، يسأل البعض). ومن الواضح بالنسبة الى الاوساط المعنية ان الرسالة التي يوجهها الحزب تتصل باستمرار تمسكه بالاستقرار في هذه المرحلة واضطلاعه بدور بارز على هذا الصعيد. ولا يجوز الاستهانة بهذه الرسالة التي هي برسم الداخل والخارج على السواء وان يكن هناك من يعتقد ان الحزب مدرك جدا الخطورة التي آل اليها الوضع والتي قد يكون ساهم فيها تدخله العسكري في سوريا مع عدد ضخم من اللاجئين السوريين في لبنان والمخاوف من الفتنة تبعا لذلك ازاء اي تطور يمكن ان يقود اليها. لا بل ان هذه الاوساط تسجل ان الامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله وإن كان حافظ على نبرة خطابية عالية في مواقفه اخيرا فانها لا تنفي بداية التمهيد، اقله في قراءة هذه الاوساط، لمرحلة تفاوضية بدت الاشارة اليها في الكلام على الاستعداد للتعامل بايجابية مع رئاسة الحكومة بصرف النظر متى تبدأ هذه المرحلة. اذ هو يدرك جيدا مفاعيل ما يحصل في سوريا وقد يكون من المفيد بالنسبة اليه ان ينحسر دوره عن الواجهة بعض الشيء هناك في ظل دول كبرى تلعب الادوار التي تخدم مصالحها، فيما يتعين عليه ان يحمي موقعه في الداخل من الارتدادات السلبية. لذلك يبدو مهما معرفة ما اذا كان الحزب سيخفف اندفاعات "التيار الوطني الحر" الى استخدام الشارع وفق ما يتردد من نية لدى "التيار" للقيام به كخطوة استكمالية للضغط على الحكومة وعلى الافرقاء السياسيين، لان الحزب الذي لن يتخلى عن حليفه قد يحرج بأي مظهر قد يتخذ بعدا طائفيا وقد يؤدي الى الفتنة على رغم ان مسألة الشارع ستحرج ايضا الحليف الاخر للتيار اي "القوات اللبنانية" لجهة المطالب "المسيحية" او "الميثاقية" التي يرفع شعاراتها التيار في الوقت الذي كان الدكتور جعجع اغفل ذكر هذه المطالب في خطابه في ذكرى شهداء "القوات". اذ حتى الان يبدو اللجوء الى الشارع التحدي الابرز الذي سيضع حلفاء التيار قبل خصومه أمام ازمة لا تختلف ثقلا وتأثيرا عن ازمة تعطيل الحكومة خصوصا متى كان هؤلاء لا يوافقونه الرأي في موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يتخذ منه "التيار" السبب المباشر للازمة الراهنة. وبالنسبة الى "القوات" ثمة احراج اذا كان هناك مسعى من "حزب الله" الى عدم ترك حليفه وحده في الشارع وذلك في ضوء تجربة العام الماضي، علما ان التيار لم يكن يواجه اعتراضات وانقسامات داخلية كما هي الحال راهنا، كما احراجا قد ينشأ عن شارع يجمع فريقين مسيحيين مع احتمال دعم من الحزب بحيث يتحول الشارع في وجه طائفة معينة.

وكان لافتا في المقلب الآخر بالنسبة الى الاوساط نفسها البيان الاسبوعي لكتلة "المستقبل" بعد اجتماعها الثلثاء بحيث حافظت الكتلة بدورها على مقدار الحد الادنى من التعليق على التطورات التي آلت الى تعليق جلسات طاولة الحوار من دون ان تغيب عنها لجهة التمسك بالدستور مع بروز حرص على عدم افساح المجال لاي ردود او جدل ينشأ عن موقفها من التطورات الاخيرة. ما تجدر ملاحظته في هذا السياق ان الموقفين الهادئين والمهدئين نأيا بعيدا من تصعيد سعودي ايراني تجدد في الايام الاخيرة على نحو يتوقع كما يحصل دوما ان يجد انعكاسا له بطريقة ما في المواقف السياسية اللبنانية. وهذا الامر الاخير ليس بقليل قياسا على مدى الخطورة التي يستشعرها الافرقاء السياسيون على الوضع والذي لا يحتمل مخاطر كبيرة يرغب "التيار" ان يتم السعي الى تجنبها عبر تلبية مطالبه، لكن قد تلتقي مصلحة اكثر من طرف على تركه يتحملها ما دام اخذ على عاتقه ان يلعب هذا الدور.

هل هي المرحلة الاخيرة من السباق او من التنافس على السلطة والتي سيشكل الشارع احد ابرز معالمها قبل حسم موضوع ترشيحات معينة الى الرئاسة نهائيا بحيث ان المراوحة لن تكون سيدة الساحة مجددا كما في السنتين والنصف من عمر الشغور الرئاسي ؟ يغلب حتى الآن القلق والمخاوف الكبيرة على الوضع اقتصاديا وسياسيا وحتى امنيا، لكن ذلك لا يمنع الاعتقاد بان هذا ما سيتم الدفع في اتجاهه، اي ان تكون هذه المرحلة هي المرحلة الحاسمة.

 

"حزب الله" والموارنة

أندرو حبيب- باحث/"النهار"/7 أيلول 2016

بين "نواة #حزب_الله" القيادية الأساسية، أو "مجتمعه النقيض" (استلهامًا لقراءة وضاح شرارة)، المحصّن خلف حدود الدوائر الأمنية والعسكرية والاجتماعية والإدراية المحيطة به، وبين البيئة اللبنانية والاجتماع اللبناني، علاقة تمرّ عبر الدوائر الخارجية التي تستر النواة، وتحكُمها (أي تحكم العلاقة) في حال البون المفترض بين الطرح الظاهر وبين العقيدة النواتية عند الولوج إلى السياسة اليومية، "أحكام الضرورة". وخطوات الحزب تجاه الموارنة، أو قُل "بعض الموارنة"، ذات الظاهر المطَمْئن والإيجابي أحيانًا، أوّل ما تُرَدّ إليه هو خانة المصلحة السياسية، كي لا يُقال إلى خانة التقيّة السياسية، إنْ كنّا سنأخذ بما قاله الحزب عن نفسه، وبما صرّح به قادته ومسؤولوه في زمنٍ مضى. وللكلام الذي مضى، مصداقية اللحظة ومصداقية ما بعدها، بمعنى أنّه تعبير حقيقي عن هذه "الظاهرة التاريخية" المسمّاة "حزب الله"، وهو الصادر في فترات حربٍ وتعبئة، عن "مجتمع قائم على الحرب والتعبئة" وعلى لسان قادة عقائديين مؤمنين بمشروعهم إلى ما بعد حدود الإيمان، وعن جماعة عملت على "استيلاد أمّتها" بشكل واعٍ ومُخطط له. وهذا الكلام اليوم، ليس فِعلَ تذكّرٍ ولا نكءًا لجراح، بل هو غربلةٌ لرمادٍ يطوف على السطح، قد يكون الجمرُ كامنًا تحته، وقد لا يكون. ولا شكّ أن إشكاليات أراضي البطريركية المارونية في لاسا، وتعطيل "حزب الله" العملي لانتخابات رئاسة الجمهورية، هي من الظواهر المرتبطة بالمسألة، لكنها ليست الدافع وراء كتابة هذه الأسطر. إن الالتباس الذي ساد ويسود العلاقة بين "حزب الله" والموارنة - أو قُل بين الطرح "الحزب اللّهي" المتكامل الأصيل وبين الطرح الماروني التاريخي والسياسي الأصيل - هو التباس متجذّر يتعلّق بمسائل ثلاث وثيقة الارتباط بعضها ببعض: الكيانية اللبنانية وعلاقة "حزب الله" بِـ "لبنان الموارنة" (أي لبنان كما يراه الموارنة) وبالتأريخ الماروني للبنان؛ المشروع الإسلامي الذي حمله ويحمله "حزب الله"؛ و"المحرومية" الشيعية كأداة لإحياء الثورة المستمرّة – رغم السلطان السياسي والسطوة العسكرية اللذين أمسيا بيد الحزب وبيئته – وكخطاب رُفع بوجه "الطائفة-الطبقة" المارونية و"كومبرادوريّتها".

نظرة مستمرة

في المسألة الأولى، أي الكيانية اللبنانية وعلاقة "حزب الله" بِـ "لبنان الموارنة" وبالتأريخ الماروني للبنان، لم تُخفِ قيادات الحزب في السابق نظرتها، ولو أنها تجهد اليوم لستر ما هو مستمرّ من هذه النظرة. فخطاب السيد حسن نصرالله في الثمانينيات لا يزال ماثلًا في الأذهان حين قال إنّ "جبيل وكسروان مناطق المسلمين وقد جاءها المسيحيون غزاة، وقد جاءت بهم الامبراطورية البيزنطية ليكونوا شوكة في خاصرة الأمة"، وفي هذا افتئات على التاريخ وعلى الوجود المسيحي في لبنان الذي سبق الفتوحات الإسلامية بزمن ليس بقليل، مع العلم أن الكلام عن "تاريخ شيعي" في لبنان ذي صيغة واضحة ومستقرّة لم يبدأ إلا بُعيد النصف الثاني من الألفية الثانية. النظرة "الحزب اللهية" تلك، قد تكمن إعلاميًا، وتستتر وراء الحجب، ولكنها مستمرّة برغم كونها مجهولة للسواد الأعظم من اللبنانيين. وأحدث مثال عميق عليها، هو احتضان "حزب الله" للمؤرخ الشيعي سعدون حمادة، وإقامة ندوات في مراكز الحزب حول كتابه الأخير "تاريخ الشيعة في لبنان" (الصادر عام 2012 عن دار الخيال)، والذي ينقض فيه تأريخ البطريرك الدويهي لجبل لبنان ويعتبره رواية وهمية حول صورة الأمير الشوفي كحاكم حقيقي فريد على لبنان، وحول البناء الدرزي-الماروني المشترك للجبل وللبنان من بعده، وينتقد اعتماد النظام التربوي اللبناني هذه الرواية "الدويهية" في كتب التاريخ المدرسي.

وفي ما خصّ الميثاقية اللبنانية، والصيغة المتولّدة عن ائتلاف جماعات، حمل الحزب– وكل الطرح السياسي الشيعي بالإجمال– على "طائفية سياسية" كانت في البدء ضمانةً للمسلمين الآتين إلى دولة-أمة (لبنان الكبير) لم يعهدوها في تاريخهم وهم المنضوون تحت لواء السلطان-الخليفة زهاء أربعة قرون. هذا مع العلم أن حضور الشيعة، داخل نظام تعدّدي، كمجموعة تحظى بوجود وتمثيل سياسيين وكجماعة ذات هويّة قائمة بذاتها ومستقلّة عن باقي الفرق الإسلامية، بدأ أول ما بدأ في كل المنطقة العربية، في متصرّفية جبل لبنان، وعلى يد البطريرك الماروني (الذي كان له الرأي المؤثّر في مفاوضات بروتوكول المتصرفية). نقد النظام اللبناني هذا، تردّد على لسان شيعةٍ من غير حزب الله، ككلام الشيخ محمد مهدي شمس الدين مثلًا في مهرجان أقامته حركة "أمل" في النادي الحسيني لبلدة معركة بتاريخ 16/8/1987 حيث قال: "وليعلم الجميع أننا نرفض الإصلاح السياسي ونعتبره إعادة إنتاج لهذا النظام الشرير، وإن أطروحتنا هي أطروحة التغيير الكامل والانقلاب الشامل في هذا النظام ولهذا النظام، وعلى قاعدة الديموقراطية العددية القائمة على مبدأ الشورى". إلا أن الحزب يمثل استمرارًا تامًّا لهذه الطروحات، بمثالثته المستترة المطلب أحيانًا، والمقنّعة التنفيذ أحيانًا أخرى، وبالصيغ الانتخابية التي يسعى وراءها، وبمصادرة القرار الاستراتيجي وتغيير وجه لبنان وتحويله إلى "مجتمع حرب" دائم.

المشروع الاسلامي

أما في المسألة الثانية، والمتعلقة بالمشروع الإسلامي الذي حمله ويحمله حزب "الثورة الإسلامية في لبنان"، فهذه نقطة التباس أساسية في العلاقة مع الموارنة. فعلى لسان السيد نصرالله سمعنا أن "المشروع التوحيدي الأول والوحيد في هذا الكون هو مشروع الدولة الإسلامية"، وأنّ "مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنّى غيره كوننا مؤمنين عقائديين هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحقّ الولي الفقيه". وهو القائل أيضًا "لا أبقى لحظة واحدة في أجهزة حزب الله لو لم يكن لديّ يقين وقطع في أن هذه الأجهزة تتصل عبر مراتب إلى الولي الفقيه القائد المبرئ للذمة الملزم قراره". وفي خطاب قديم في الزرارية للشيخ أحمد طالب سمعنا عن النظام اللبناني وأهله قوله: "هذه الأصنام التي تتحرك يجب أن نحاربها بكل سلاحنا، يجب أن نعلن أمامهم أن الاصنام التي حطمها رسول الله تتجدّد اليوم فيهم... نعلن صراحة أن لاحكم إلا للإسلام ولا مقاومة إلا بالاسلام وعلينا مواجهة إسرائيل وأذنابها". أما السيد إبرهيم الأمين السيّد، وفي كلمة له بمناسبة اختتام أعمال المؤتمر السنوي للطلاب المسلمين في الخارج في آب 1987، قال "إن أي تسوية في الداخل تعيد الموارنة بأي نسبة إلى السلطة، وأي تسوية لأميركا وإسرائيل موقع فيها، هي تسوية ضد الإسلام والمسلمين". هذا المشروع الإسلامي وحده يكفي لإحلال الالتباس في العلاقة مع الموارنة، فماذا لو أضفنا إليه التزام الحزب العقائدي بأوامر وقرارات وفتاوي الولي الفقيه، والتي منها فتوى للخميني نصّت على أن "النظام اللبناني غير شرعي ومجرم" وتبعها فتوى من خامنئي (في 1986) قضت بـ "ضرورة تسلّم المسلمين الحكم في لبنان كونهم يشكّلون أكثرية الشعب"*؟

"المحرومية" الشيعية

وفي المسألة الثالثة، أي "المحرومية" الشيعية، فهي رُفعت كخطاب بوجه "الطائفة-الطبقة" المارونية و"كومبرادوريّتها"، ليس فقط استلهامًا لفكر مهدي عامل (حسن حمدان) بل لكونها أداةً أصيلة بيد "الحزب اللهيّين" لإحياء الثورة المستمرّة، رغم السلطان السياسي والسطوة العسكرية اللّذَين أمسيا بيد الحزب وبيئته، ولتحميل الموارنة مسؤولية الحرمان الذي طال الشيعة. خذ مثلًا ما ورد في نص البيان الختامي الصادر عن المؤتمر السنوي للطلاب المسلمين الذي ذكرناه أعلاه: "إن المعاناة الاقتصادية التي يعيشها الناس في لبنان،... عائدة إلى مساوئ النظام السياسي القائم، وتخبطه في أزمات ناشئة عن ارتهانه للنفوذ الأميركي-الصهيوني عبر فئة متصهينة متحكمة في رقاب الناس تجد في الضغط الاقتصادي وتجويع الشعب وسيلة لإضعاف شوكة المقاومين وإسقاط نهج المقاومة الإسلامية حتى يتسنى لها تمرير مشاريعها السياسية التي تحافظ على امتيازات المارونية-الصهيونية وتكرس هيمنة الصهاينة في هذا البلد وتحفظ أمنهم وتحقق أطماعهم في أرض جبل عامل ومياهه. إن حل هذه الأزمات وإنقاذ الشعب من ويلات هذاالنظام، لن يتمّا إلا بالاعتماد على نهج المقاومة الاسلامية في التعامل مع الصهاينة وعملائهم، وذلك من خلال حسم المعركة مع أخطار المارونية-الصهيونية حتى يتم إسقاطهم وتحرير البلاد من تسلطهم".

بين حزب الله والموارنة التباس من هذا الحجم، لا تكفيه لا أوراق تفاهم ولا طبع كتيّبات بعنوان "مريم سيّدة نساء العالمين" وتوزيعها في جوار بعلبك، لكي يجد علاجًا له. المسألة بحجم الكيان والتاريخ والوجود... المسألة بحجم معنى لبنان، وبحجم فحوى استمراره وجدواها... المسألة بحجم قيمة الحرية في هذا الشرق. وتعطيل رئاسة الجمهورية المعقودة على ماروني، وعدم الذهاب حتى لانتخاب الحليف "الذي لديه دين عند الحزب إلى يوم القيامة"، هي تفاصيل بسيطة. هل يمكن لـ"حزب الله" ردم هذه الهوّة وتصحيح هذا الالتباس؟ وهل يمكن الكلام عن هذين الردم والتصحيح، قبل انفكاك "حزب الله" الفعلي عن مشروع تصدير الثورة؟ وهل يستطيع "حزب الله" فعلًا الانفكاك عن هذا المشروع؟ *من حواشي كتاب وضاح شرارة (دولة حزب الله): "أنظر تذكير السيد صادق الموسوي بالفتويين، تعليقًا على مؤتمر "حزب الله" في أيار 1993، في مقالة نشرتها الشراع في عدد 17 أيار 1993. وصادق الموسوي، الإيراني الأصل، هو جامع البيانات والآراء المؤيدة لإقامة "جمهورية إسلامية" بلبنان في الحال، ومن غير إرجاء، في مجلدين من 1300 صفحة".

 

أخطاء استراتيجية "مسيحية" (1988 - 2005

سركيس نعوم/النهار/8 أيلول 2016

توحّد المسيحيّون بعد انشقاق مسيحيّي الشمال عنهم ومارسوا وحدتهم عسكريّاً وسياسيّاً حتى انتخاب النائب أمين الجميّل رئيساً للجمهوريّة. من يومها اختلف أبناء "البيت" الواحد. فهو أراد تصفية الحسابات مع "القوّات"، و"القوّات" مرّت في مرحلة انعدام وزن بعد غياب "مؤسّسها" وبسبب اختلافات قادتها على السلطة داخلها، وبسبب نجاح سوريا الأسد في استمالة (الراحل) إيلي حبيقة. وفي أثناء رئاسته اقْتَتَلَ "القواتيّون". وربح سمير جعجع بسبب الموقف السلبي لأمين من "الاتّفاق الثلاثي" الذي وقّعه حبيقة مع الزعيمين نبيه برّي ووليد جنبلاط برعاية دمشق، وبسبب تنفيذ قائد الجيش العماد ميشال عون تعليمات الرئيس، كما بسبب عدم رضى واشنطن في حينه عن الاتّفاق. وفي أثناء رئاسته أيضاً اندلعت حرب الجبل بين الدروز والمسيحيّين. وكان السبب الأوّل لها استفزاز بشير الدروز بإرسال مقاتليه إلى قراهم. وكان السبب الثاني تهاون الرئيس الجميّل في معالجة هذا الموضوع أو ربّما عدم قدرته على ذلك. أمّا السبب الثالث والأهمّ فكان قرار إسرائيل معاقبته على عدم توقيعه اتّفاق 17 أيار ومعاقبة "القوّات" لإخفاقهم في فرض التوقيع، بل معاقبة المسيحيّين عموماً لأنّهم لا "يُؤتمنون". ولا تزال إسرائيل على تقويمها هذا لهم. نفّذت العقاب بزيادة شحن الدروز الذين يتمتّعون بإحساس عالٍ بالكرامة ويرفضون الذل والقهر، وبافتعال الحوادث بينهم وبين "القوّات" والمسيحيّين. ولم تعترض على التدخّل الواسع لسوريا والفلسطينيّين دعماً للدروز عندما وقعت الحرب. وكانت نتيجتها تهجير مسيحيّي الجبل أو معظمهم. لكنّهم توحّدوا موقّتاً قبل ذلك بسبب رئاسة الجمهوريّة. فأميركا والأسد اتّفقا على "ترئيس" النائب مخايل الضاهر، وكلّفا موفد الأولى ريتشارد مورفي إبلاغ قياداتهم ذلك بعد تحذيره الشهير "إمّا الضاهر وإمّا الفوضى". فالتقى في بكركي وبرعاية سيّدها البطريرك صفير العماد عون وجعجع ورفضوا الضاهر. وتسبّب ذلك، مع فشل مسعى التجديد الذي قام به الجميّل مع الأسد، في فراغ مُلئ نظريّاً بتحويل المجلس العسكري حكومة برئاسة عون مهمّتها إجراء إنتخابات رئاسيّة. لكن خطوته قَسمت البلد، المقسّم جغرافياً، حكومياً. إذ حكم "الشرقيّة" مسيحيّو الحكومة وعددهم ثلاثة، وحكم الثانية رئيس الحكومة سليم الحص مع معظم أعضائها. والأدهى من ذلك أن وحدة المسيحيّين المُشار إليها كان هدفها التعطيل بدليل الحرب التي شنّها عون على المسلمين وحلفائهم بهدف "تحرير لبنان" من سوريا، ثم الحرب الأهليّة التي نشبت بينه وبين "القوّات" التي حاول توظيفها لإقناع الأسد بترئيسه لبنان. لكنّه أخفق في الحربَيْن وتدمّرت المنطقة المسيحيّة، ولاحقاً تسبّب عناده ورفضه "الطائف" بهزيمة ساحقة للمسيحيّين في 13 تشرين الأول عام 1990، إذ أنهت قوّات سوريا تمرّده بموافقة أميركيّة وعربيّة، واحتلّت وزارة الدفاع واستولت على "ملفّات لبنان" فيه وسيطر الأسد عليه بكليّته. أمّا ما حصل بعد انتهاء الحروب عام 1990 على الصعيد المسيحي فمعروف. الأفرقاء المسيحيّون كلّهم ساروا بالطائف ووافقوا عليه باستثناء عون طبعاً. لكن ذلك لم ينفعهم، ليس فقط بسبب الأهداف الفعليّة لسوريّا وربّما للمسلمين، بل أيضاً بسبب عدم حكمتهم. فمقاطعتهم أول انتخابات بعد الحرب كانت خطأً استراتيجياً إذ رافقتها استقالة عمليّة من مؤسّسات الدولة بالاعتكاف عن الانخراط فيها. وخلق ذلك فراغاً يستحيل استمراره فملأه الآخرون، وإصرار "قوّات" جعجع، التي دفعت ثمن "الطائف" دماً، على أن تكون الممثّل الوحيد لمسيحيّي كفرشيما – المدفون أخرجه منه عمليّاً. وتسبّب ذلك لاحقاً باعتقال جعجع لاتّهامه بتفجير كنيسة "سيدة النجاة" عام 1994 وبإخراج "قوّاته" من الساحة. علماً أن هناك اقتناعاً مسيحيّاً شبه عام وربّما مسلماً بأن العملية "فُبركت" للتخلّص منه.

أمّا الكتائب، وبعد وفاة رئيسه جورج سعادة، فدخل مرحلة تدجين سوري فعلي لم يخرج منها إلّا بعد تصدّي الشيخ بيار حفيد مؤسّسه لاستعادته. ونجح في ذلك. لكنّه لم يشفَ حتى الآن من آثار الحقبة السابقة بحروبها وبسلمها "السوري". بقي عون. فهو أسّس تيّاره في المنفى. ونَشط مناصروه في لبنان ضد سوريا والنظام الذي أقامته فيه. كما نَشط آخرون من "القوّات" وغيرهم، لكنّهم لم يغيّروا شيئاً. إذ استمرّت سوريا حاكمة بواسطة المسلمين سنّة وشيعة رغم الإنزعاج السنّي أحياناً، ومسيحيّي الشمال بزعامة فرنجية الحفيد سليمان وعدد من المسيحيّين المستقلّين والحزبيّين.

ماذا عن المسيحيّين بعد خروج سوريا عسكريّاً فقط من لبنان عام 2005؟

 

حكايةُ الوضع اللبناني و"أَلغازهُ"!

الياس الديري/النهار/8 أيلول 2016

واقعيّاً وفعليّاً، مشكلة لبنان الكبرى مصدرها تعدديّته التي تميّزُه ويتباهى بها عن سواه، وفي الوقت ذاته تشكِّل العنصر الأساسي في معظم الأزمات والحروب التي اجتاحته منذ الاستقلال "التام" و"الناجز" إلى يومنا هذا... حيث أصبح "كما خلقتني يا رب": لا رئيس جمهوريةّ. لا دولة. لا مؤسّسات. لا حكومة حقيقيّة. ولا مجلس نواب يقوم أعضاؤه بأكثر من قبض رواتبهم، وممارسة "هواياتهم" المتعدّدة في بحور الخدمة العامة. وأزمة الزبالة، بفصولها المرئيِّة والخفيّة، أكبر شاهد ودليل على نشاط أعضاء المجلس المرشّح لتمديد إضافي لأعضائه الممدَّد لهم سابقاً لاحقاً...كل الوضع اللبناني، كل المشكلة اللبنانيّة الحقيقيّة، كل ما يشكو منه اللبنانيّون منذ سنتين وثلاثة أربعة أشهر، محشور في زاوية الفراغ الرئاسي، الذي ليس في مقدور أي عُرَمْرَمي، أو أَيِّ تجمُّعٍ، تكتُّلٍ نيابي بشري، فكَّ أسره وإطلاق سراحه. أمّا في ما يخصُّ الباقي من المشاريع الوهميَّة، والاقتراحات الوهميَّة، والاصلاحات الوهميّة، ومعالجات الأزمات والقضايا الوهميّة، أمّا هذا كلّه وما عداه، وسواه، فإنه لا يتعدَّى بـ"هوله" ملء الفراغ الفعلي بفراغ وهمي. والحوارات التي لم تنتج منذ بدأت إلى أن عُلِّقت على رفٍّ أو صخرة أو نافذة، ليست بدورها سوى وهم لا يملأ حتى مجال الوهم. مثلاً، كي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر...مثلما ليس في إمكان حكومة كل وزير حكومة بحالها، أزمته معه ومعها، أن تجتمع إلاّ بعد موجاتٍ من تقبيل اللحى، والمساعي الحميدة، والوعود بتمرير ما لا يجوز قانوناً تمريره، ولا حتى إدراجه على جدول أعمال، كذلك الأمر بالنسبة إلى مجلس النواب، ووفقاً لجدول أعمال وهمي... في انتظار اكتمال النصاب لعقد جلسة انتخاب رئيس جمهوريّة غير وهمي: في يوم، في شهر، في سنة، سنتين إضافيّتين، الله أعلم. كل النقارات السياسيَّة التي يعيشها لبنان الأخضر وقطعة السما تدور حول الاستحقاق الرئاسي، والمتعطّشين إلى الإقامة في قصر بعبدا حيث كان الرئيس ميشال سليمان آخر مُقيم في جنّة الحكم والسلطة والنفوذ... وما يتوق إليه بعضهم بحرقة قلبٍ وشوقٍ عظيمين.

ولكن، كما ورد في إحدى قصص ألف ليلة وليلة حول وجود الحسناء الخارقة الجمال في مكان مجهول وغير قابل للتحديد، داخل سبعة بحار، وسبعة حواجز، وسبعة أبواب، فسبعة حراس سود من ذوي القامات الفولاذيَّة... هكذا، على نحو هذه الصورة، هو وضع الاستحقاق الرئاسي المخطوف...

إلى أن يحضر من يُتقن فنون فكِّ ألغاز السحر، وفكِّ ألغاز السياسة الإيرانيّة.

 

مقارنات ومفارقات

علي نون/المستقبل/08 أيلول/16

لا تخلو من واقعية دسمة «الرؤية السياسية» التي قدمتها المعارضة السورية في مؤتمر لندن بالأمس، خصوصاً لجهة القبول ببقاء مرحلي للرئيس السابق بشار الأسد في مكانه، قبل الشروع في الفصل الانتقالي الممهد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.. الموقف المذكور على واقعيته الملموسة يدلّ على مدى تأثير القوى الداعمة للمعارضة على قرارها، في مقابل خضوع الأسد لإملاءات الإيرانيين والروس تماماً، وضمور قدرته على اتخاذ أي قرار ميداني أو سياسي خارج إرادة هؤلاء.. حتى وإن تنافر هؤلاء إزاء «قضايا مشتركة» كثيرة! والواقع هو أن دعم الخارج للمعارضة كان منذ الأيام الأولى ولا يزال، في سياقات دفاعية ضميرية وإنسانية، في حين أن دعم الإيرانيين ثم الروس للأسد كان ولا يزال في سياقات إجرامية واسعة النطاق، وانطلاقاً من رؤى ومصالح سياسية (ودينية مذهبية) فاقدة للأبعاد الأخلاقية والإنسانية، قبل أي شيء آخر! .. في عوالم الطواغيت مفارقات ولا أوقح: دائماً يُعطى الاستبداد أوصافاً تمويهية مرموقة مثل التحرر! ويُعطى انتهاك حرمة الإنسان وكرامته وحريته وحقوقه البديهية الأولى والدائمة، أوصافاً تمويهية لا تنزل عن سقف المدينة الفاضلة ولا جمهورية أفلاطون، ولا تغادر حديقة اللغو عن «حق الشعوب في تقرير مصائرها»! ويُعطى التحكّم بالسلطة واختصارها بحالة ديكتاتورية فردية، أوصافاً كاريكاتيرية عدة تبدأ من «مجلس الشعب» و»الحكومة» و»الهيئات النقابية» ولا تنتهي عند «حماة الديار»! ثم يُعطى النهب المافيوزي للثروات الوطنية عناوين جليلة تجعل من السارق فاعل خير! يلفت الدعم الإيراني للأسد أكثر من الدعم الروسي له.. في حالة فلاديمير بوتين هناك وضوح يقارب الوقاحة! وقلة اكتراث بالقيم النبيلة في هذه الدنيا وصولاً إلى تغييب أي ادعاءات تطرب العالم الحرّ! بل لم يجد صاحب الكرملين أي دافع لتحركه الداعم للأسد غير «محاربة الإرهاب»!.. حتى مفردة عدم جواز التدخل الخارجي لإحداث تغيير في رأس السلطة، بالكاد أن تُسمع في أي نقاش أو اشتباك ديبلوماسي بين الروس وغيرهم!

في الحالة الإيرانية (الداعمة للأسد!) تحضر خلفيات تشيّب شعر الرأس! ومنطلقات لا تقبل الاصطفاف جنباً إلى جنب مع أي أطر وضعية مدنية حديثة! ولا ينزل القياس تحت سقف «الإرادة الإلهية». ولا يقل الشعار عن «دعم الحق في وجه الباطل» و»نصرة المستضعفين وقتال المستكبرين»! ولا يقبل واضع النصّ شيئاً أقل من «انتصار الدم على السيف»! ولا وضع القياس خارج حدود «الحلال والحرام» والشرع والشريعة والقداسة وأترابها. في ظل هذه الموازين الاستثنائية، يصير الحديث عن «حل سياسي» وكيفيته ومدته، شبيه بالتخريف التام.. و»واقعية» المعارضة شيء من ذلك التخريف، ليس إلاّ!

 

عون يرفع البطاقة الحمراء في وجه لبنان

ربى كبّارة/المستقبل/08 أيلول/16

لوّح رئيس التيار «الوطني الحر» جبران باسيل للمجتمعين قبل يومين حول طاولة الحوار الوطني بامكان الوصول إلى «الطلاق« من شركاء الوطن، اذا لم يتبنوا مفهومه الخاص لـ«ميثاقية غب الطلب». لكأنه بذلك يرفع البطاقة الحمراء بوجه لبنان الكيان، اذا لم يتأمن وصول ميشال عون الى سدة الرئاسة الاولى.

ويخشى سياسي لبناني مطلع، ليس محسوبا على أي فريق، من ان يؤدي «تهور» باسيل الى تعريض عون نفسه «في اي لحظة لبطاقة حمراء تخرجه من الملعب». ويتندر المصدر باداء عون والناطقين باسمه الذين «يحاولون الايحاء بانهم يتحكمون باللعبة الجارية« وبقدرتهم على الاصطدام دفعة واحدة بالمؤسسة العسكرية وقائدها وبالمكونات السياسية، ولو ادى ذلك الى المس بالقرار الاقليمي والدولي المتمسك باستقرار البلد خصوصا بسبب النازحين السوريين. بذلك ينتزع «التيار العوني« الميثاقية، التي تخدم كيان الوطن، من مكانها المصان ليجندها فقط في خدمة وصوله الى الرئاسة، بغض النظر عما يجتاحه هذا الموقف في طريقه ولو كان على حساب الدولة والكيان. ويتساءل المصدر ماذا يبقى من دور للموارنة، المدافعون تاريخيا عن السيادة والاستقلال، اذا تأطروا خلف «حزب الله» بذريعة انه يدافع عنهم في مواجهة «داعش» او لان ذلك يؤمن وصول «زعيمهم» الى المرتبة الاولى. وهو يذكر بان «حزب الله، الذي جدّد بالامس بلسان الشيخ نعيم قاسم تمسكه بعون رئيسا، لم يجار أخيرا «التيار الوطني الحر» لا في تعليق المشاركة في الحكومة ولا في الحوار الوطني ولا في رفض التمديد لقائد الجيش، كما لم يجاره سابقا في محطات كالتمديد للبرلمان.

ويلفت المصدر الى ان عون بات امام خيار «اما تكريسه رئيسا او يهدم الهيكل» فقد عاد الى التصعيد بالرغم من معرفته الاكيدة بان حليفه الاوثق لن يجاريه في ذلك، وإن كان لن يتخلى عنه كحليف يؤمن له غطاء مسيحيا في ظل تفاقم الخلاف السني الشيعي في كل المنطقة. فعون يحاول، كما قبل قبل نفيه من قصر بعبدا عام 1990، اللعب في ساحة اكبر من قدراته وامكاناته فيلجأ الى تصعيد في غير مكانه وزمانه والى الضرب على الوتر المسيحي الاسلامي فيما فتنة المنطقة كلها تكمن في فتنة سنية شيعية غير مسبوقة. ويعرب المصدر عن خشيته من دخول «قوى متضررة» من الاستقرار على خط التصعيد العوني بما يؤدي الى توترات امنية، ويلفت الى ان المسؤول الاميركي الذي زار لبنان أخيرا نقل الى الذين التقاهم اطمئنان بلاده الى استمرار الاستقرار وارتياحها لاداء الاسلاك العسكرية والامنية في مواجهة اية تداعيات محتملة. لكن التصعيد العوني لن يؤدي الى النتيجة المرجوة بل قد يرتد عليه سلبا حتى داخل بيئته المسيحية اوعلى صعيد تحالفه «المتين» مع «حزب الله»، خصوصا اذا استمر في تهديد هذا التحالف من خلال طروحاته الطائفية الفالتة من اي ضوابط. ومن اغرب المفارقات ان المعادلة التي فرضها الخارج على اللبنانيين عام 1988 بلسان ريتشارد مورفي «مخايل الضاهر او الفوضى» يكررها حاليا «التيار العوني» بدأ من «انا (عون) الرئيس او الفراغ» وصولا الى «انا الرئيس او الطلاق من الشراكة الوطنية»، كما يذكّر بذلك سيادي لبناني مخضرم. فالدستور حدّد مفهوم الميثاقية بوضوح في مقدمته في الفقرة ي ان «لا شرعية لاي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك«، اما ميثاقية ميشال عون فتختصر الطائفة المارونية بشخصه، بما لا يشكل تعد على الاديان الاخرى فقط، انما على كل من لا يؤمن بـ«وحدانيته« من انباء طائفته نفسها، كما ظهر بوضوح في ردّ المرشح للرئاسة سليمان فرنجية على باسيل في جلسة الحوار الوطني الاخيرة التي اعلن مهندسها رئيس البرلمان نبيه بري تعليق جلسساتها الى اجل غير معلوم.

 

هل جرّبت أن تكون مسيحياً؟

سليمان بختي/النهار/8 أيلول 2016

شاهدت على "اليوتيوب" قصيدة للشاعر المصري مجدي مينا بعنوان "هل جرّبت مرةً أن تكون مسيحياً.... بلا مؤاخذة". وختمها بجرأة وسخرية ومرارة، قائلاً " والله يا مصر... مش عارف انت أمي ولا مرات أبويا". اخذتني هذه القصيدة الى سؤال طرحته ذات أحد على المؤرخ الراحل كمال الصليبي حول القلق على المسيحيين في الشرق، فأجاب: "لا أعرف اذا كان ممكناً أن نسمّي العالم العربي عالماً عربياً من دون المسيحيين، هناك ثقافة مسيحية عريقة عمرها أكثر من الف عام كتبت باللغة العربية.

ولكن اذا أخذنا لبنان (والتجربة اللبنانية ومآلها سينعكس سلباً أو إيجاباً على فكرة العروبة الحضارية المدنية وعلى صورة الاسلام ومفهوم التسامح لديه) فالكل يحب المسيحيين ويريد لهم الخير، ولكن لن يصيب المسيحيين إلاّ ما يصنعونه بأنفسهم". وأضاف : "إنّ المواطنين المسلمين يرتعبون من فكرة أن يحكم رجال الدين لبنان، لذلك هم في رباط مقدس أو حبل سري مع مواطنيهم المسيحيين لكي تستمر في لبنان حكومة لا تكون اسلامية أو مسيحية، ولكن بنمط حكم مدني. فينعم المواطن بحريته ويختار أن يذهب الى السينما أو يتناول كاساً أو يتعلق بأي ثقافة يريد. وهذه بعض أوجه الحداثة".

والسؤال: هل يمكن عبور بوابة التاريخ الشرقي دون الحضور المسيحي فيه؟ وهل الوجود المسيحي في الشرق مهدّد فعلا بالزوال؟

إنّ غياب أي مكون من مكونات الشعب هو غياب لا يستقيم ويفقد المنطقة تنوعها الثقافي وتعدّديتها الدينية. وأرى أن ليس الوجود المسيحي هو المهدّد، بل واقع العرب ومستقبلهم ونظامهم وثقافتهم ورسالتهم ومشروعهم الحضاري ودورهم في العالم، والمهدد أكثرهو مصير المشرق برمته.

إنّ المسيحيين قيمة عددية مادية ومعنوية وروحية أساسية، وهم أهل الأرض وجزء لا يتجزأ من المشرق وشعوبه التي تملك الأوطان. وهم بانتمائهم يقدمون ويسيرون، وهم الشفيع الحضاري لكل هذا العالم المشرقي، كما عبّرعن ذلك المفكر العراقي عبد الحسين شعبان في كتابه "أغصان الكرمة...... المسيحيون العرب".

وأخيراً، إنّ المسيحيين أهل عطاء وذوق وقدموا دائماً، كنوز النهضة للعالم العربي. وأي استهداف يطالهم اليوم فإنما يطال كل شعوب المنطقة. وأي موقف يعزّز حضورهم في أرضهم هو ليس دفاعاً عن المسيحية العربية التي لا تحتاج أحداً كي يدافع عنها، بل هو دفاع عن الاسلام العربي المعاصر.

لعل السبيل الأكثر تعزيزاً لحضور كل مكونات شعوب المنطقة هو بالانتقال من السكتوقراطية (sectocratie) (الطائفة أو المذهب) الى حالة المواطنة الديموقراطية (citizocratie).

 

نعيم قاسم لـ"المدن": الحلول متأخرة والطائف هو الحد الأدنى

منير الربيع/المدن/ الأربعاء 07/09/2016/قاسم لـ"المدن": الحلول متأخرة والطائف هو الحد الأدنى قاسم: من يعتبر أن هناك إتفاقاً تركياً روسياً هو مخطئ

من سوريا يبدأ نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الحديث. هي الميزان، بوصلة الأمور والتطورات. القتال فيها يهدف إلى حماية لبنان، لازمة حزب الله هذه ترافق كلام قاسم ومواقفه. يجدد التأكيد أن التدخّل في سوريا بدأ متأخراً، أي بعد سنتين تقريباً. وهذا "التدخل كان لمنع ضرب سوريا وإسقاط النظام المقاوم فيها، ما سيشكل خطراً على المقاومة، وعلى لبنان، وبالتالي فكان الهدف الدفاع عن المقاومة ولبنان". لا حلول ولا توافقات نهائية، لكن من يقرأ الخريطة يرى أن الغلبة لمصلحة "الدولة السورية"، خصوصاً في ضوء نتائج المعركة الأخيرة في حلب، التي قامت عليها الدنيا ولم تقعد، لأن رهانات الأطراف الخارجية كلها كانت على هذه المعركة. ولكن، ماذا عن الإتفاق الروسي الأميركي الذي يُحكى أنه تعرقل؟ يقول قاسم: "الإتفاق كان جاهزاً قبل نحو الشهرين، أي قبل معارك الكاستيلو والملاح. وهنا، نرى أن الأميركي كان يريد الإتفاق لحجب أي إنتصار قد يحققه النظام، ولكن المعارك استمرّت، وبعدها تم قطع الإتصال بين المدينة والأرياف. ما أسهم في إسقاط الإتفاق". وبعدها حاول المسلّحون فك الحصار لتغيير الموازين، لكنهم استطاعوا فقط فتح ثغرة من الجنوب في الراموسة، لكنها عادت وأقفلت قبل أيام".

يعتبر قاسم أن حصار حلب هو المشروع الحالي للدولة السورية، فيما تخشى واشنطن من إستسلام المسلّحين، إذا ما طال الحصار. والآن لا بوادر للحلّ في سوريا، إلا إلى ما بعد الانتخابات الأميركية. وكل الخطوات التي يحكى عنها لا تعدو كونها حلولاً جزئية.وقد تكون مراحل تمهيدية إلى أن يحين وقت الحلّ السياسي. ماذا عن تفاصيل الإتفاق الروسي الأميركي؟ يجيب قاسم أن محوره هو إيقاف الأعمال العدائية، بين الدولة السورية والمعارضة "التي يسمونها معتدلة"، مع تحييد النصرة وداعش، على أن يكونا هدفاً للعمليات المشتركة بين الأميركيين والروس. لكن السؤال الآن هو كيف سيطبّق ذلك بالتفصيل؟ وهذا ما يجري التباحث في شأنه بين الطرفين حالياً، وهذا ما وصفه الأميركيون بأنه خلاف تقني. وهو دليل على أن الحلّ متأخر، لأن لا خطوات جدّية للحلّ السياسي في سوريا.

ماذا بعد حصار حلب؟ الوضع سيبقى على حاله، في إنتظار الحل السياسي، وأي طرف سيكون قادراً على الحصول على منطقة معينة في أي مكان، سيفعل،ولكن هذه كلها تبقى جزئيات، لأن الحل السياسي سيأتي بعد الانتخابات الأميركية. ماذا يريد حزب الله من سوريا؟ وما سيكون عليه بعد الحلّ السياسي؟ ليس للحزب أي هدف سياسي في سوريا يؤكد قاسم، مضيفاً: "نهتم فقط بدعم الدولة السورية. ويكفينا أن تبقى إلى جانب المقاومة". وإلى متى سيبقى الحزب في سوريا؟ الجواب يأتي سريعاً: "ما دامت هناك حاجة لبقائنا في سوريا فسنبقى".

يجزم قاسم بأن لا حلّ في سوريا إلّا وفق ما يريده السوريون والمحور الذي تنتمي إليه الدولة السورية. أما عن مواقف الأطراف الأخرى، فيعتبر أن نفوذ بعض القوى يتراجع، كالدورين السعودي والأميركي. وحتى الكلام عن تقدّم تركي يبدو خطأ بالنسبة إلى قاسم. وما جرى هو نتاج إتفاق بين تركيا وداعش. ما أدلى إلى إنسحاب التنظيم من جرابلس من دون معركة جدية. ويلفت إلى أن طموحات تركيا في سوريا كانت كبيرة جداً والآن تقلّصت. أما في شأن العلاقة التركية الروسية، فيشير إلى أنها تحبو وفي خطواتها الأولى، ومن يعتبر أن هناك إتفاقاً تركياً روسياً فهو مخطئ. هناك تقاطعات ولكنها لا تتحول إلى إتفاق شامل. وبالتالي، فمن الممكن أن يحصل الإتفاق على نقطة ويبقى الإختلاف على أخرى. وكل هذه الإتفاقات الجزئية لا تعتبر إتفاقاً سياسياً شاملاً، ولا تغيّر في الإتجاه العام.

ماذا عن مصير سوريا؟ يؤكد قاسم قناعة الحزب والمحور الذي يتحالف معه بضرورة بقاء سوريا موحدة، ولكن قد يسعى الأميركيون إلى تغيير ذلك، والعبرة ستكون في ما سيجري في المستقبل. ولكن، أليس ما يجري في داريا وبعض المناطق الأخرى، هو نوع من التغيير الديموغرافي؟ ينفي قاسم ذلك معتبراً أنه في حال أجري إحصاء لإنتماء السكان الموجودين تحت كنف الدولة السورية في كل المحافظات، فيبدو واضحاً أن عدد السنّة هو الذي يشكل الأغلبية الساحقة. وبالتالي، فإن الحديث عن تغيير ديموغرافي هو غير واقعي، خصوصاً أن في المناطق التي يسيطر عليها النظام فإن التنوع موجود. ومرحلتنا الآن هي سوريا برئاسة الأسد أما ما سيحصل في المستقبل فلا يمكن معرفة ما سيحصل.

يبدي حزب الله ارتياحه إلى ما يقوم به في سوريا، يضعه قاسم في سياق "القيام بالواجب والإنجازات التي تتحقق جيدة، خصوصاً أنها أسهمت في إسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد. والتضحيات التي نقدمها في سوريا وفّرت علينا تقديم تضحيات كبيرة جداً كانت ستدفع من كل منزل في لبنان. لكن بفضل جهود المقاومة والأجهزة الأمنية اللبنانية تم إبعاد شبح الإرهاب عن لبنان بنسبة كبيرة". وهل زال الخطر عن لبنان؟ يجيب قاسم بأن "نسبته انخفضت، ويجب البقاء متيقظين، ومنع أي ثغرة يمكن استغلالها من المسلّحين لدخول لبنان".

من هنا، يدخل قاسم إلى اليوميات اللبنانية، ويؤكد أن ما سعى الحزب لتأكيده، هو أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون هو الأجدر لرئاسة الجمهورية، لإعتبارات عدة، أبرزها تمثيله ومواقفه الواضحة ومشروعه لمكافحة الفساد. وبالتالي،"فمن حق التيار الوطني الحرّ الذي استقطب تأييداً مسيحياً إضافياً أن يكون الرئيس هو العماد عون. ولو لم تكن هذه النظرية صحيحة لما باشر الرئيس سعد الحريري قبل سنتين حواراً مع عون في شأن الرئاسة، والذي أوقفه القرار السعودي الرافض لعون في حينها".

ويكشف قاسم أن المستقبل كرر المحاولة ذاتها قبل فترة، وجرى البحث في مسائل عديدة، أبرزها رئاسة الحكومة، قائلاً: "مما وصل إلينا من معلومات فإن الطرفين كانا راضيين عن جملة أمور، حتى وصل الأمر بالتفاؤل إلى تحديد البعض السابع من آب موعداً لانتخاب الرئيس". ويلفت إلى أنه تمت مناقشة كل الأمور بدءاً من الرئاسة ورئاسة الحكومة إلى قانون الانتخاب وقيادة الجيش ونقاط أخرى، لكن هذا الإتفاق أجهض مجدداً، قائلاً: "في رأينا أن مَن منع الاتفاق في الأول هو نفسه مَن منع في الثاني. فتّش عن السعودية". ويعتبر أن "المستقبل غير قادر على إتخاذ أي قرار بسبب السعودية، وحين توافق ففوراً يتم انتخاب الرئيس". ولكن ماذا عن موقف الرئيس نبيه برّي؟ يجيب: "حينها لن يعارض برّي وسيكون متعاوناً".

وهل يعقل أن حزب الله غير قادر على حسم الخلاف بين حلفائه؟ يجيب قاسم بأن الحزب حليف برّي وحليف عون، وحتى لو اختلفا في ما بينهما حول بعض الأمور، فإن ذلك لا يضرّ بالتوجه العام. والحزب لا يضغط على أحد، يقول متابعاً: "لا تحملوننا ما لا نحتمل".

أما في شأن الأزمة الحالية، فيرى قاسم وجوب الخروج من النقاش في مسألة "مع السلّة وضد السلّة، ولنبدأ البحث عن إتفاق على نقاط محددة: في الرئاسة أو في قانون الانتخاب، خصوصاً أن ما حصل في الحوار هو جزء من الأزمة التي تكبر. وبالتالي، فإن الذهاب إلى الحلّ يبدأ من انتخاب الرئيس، لأن ذلك إذا ما حصل فسيفتح الباب على كثير من الإيجابيات. لكن الآن لا شيء يوحي بأننا ذاهبون إلى انتخاب الرئيس". ويقول: "لا يحلم أحد بأن يكون مصير الرئيس مرتبطاً بالتطورات في المنطقة، مرشحنا عون وسيبقى عون".

ماذا عن الأزمة الحكومية وموقف التيار الوطني الحر؟ يرد قاسم أن "أداء الحزب واضح، وهو الحفاظ على الحكومة وعمل المؤسسات. هذه هي رغباتنا. أما مدى تحقيقها فمرهون بإرادة الآخرين، والنتائج ليست في يدنا". وماذا لو استقال وزراء التيار من الحكومة، ما سيكون عليه موقف الحزب؟ يوضح قاسم أن لا شيء محسوماً بعد. والحزب يتخذ موقفه في حينه". إنما، ألا يقود ذلك إلى مؤتمر تأسيسي؟ يجزم بأن "الحزب مع إتفاق الطائف، ولا يدعو إلى مؤتمر تأسيسي. والطائف هو الحدّ الأدنى المعنوي والدستوري الذي يشكل ضابط الإيقاع في هذه المرحلة"، نافياً أن يكون لدى الحزب مشروع لتعديل الطائف. أما مَن يريد ذلك، فليطرحه وليقنع الأفرقاء الآخرين به. ويؤكد أن الحزب مع اجراء الانتخابات النيابية في موعدها وضد التمديد لمجلس النواب.

 

تفجير الحوار اللبناني

 زهير قصيباتي/الحياة/08 أيلول/16

ماذا بعد «تفجير» الحوار اللبناني؟ الحكومة المتردّدة على الطريق؟ ألا يجوز الدفاع عن «الميثاقية» أولاً، والتعرُّف إلى «مظلومية» المسيحيين بعد «مظلومية» السنّة والشيعة؟ ولماذا يكون الإصرار على انتزاع «حقوق الطوائف» مستهجناً، فيما بعض اللبنانيين لا يجد طعامه إلا بين أكوام النفايات، ولا يقوى أحد على منع أضرارها العالقة بالبيئة المنكوبة منذ شهور طويلة، ومنع لسعها صحة أطفال لم يتعرّفوا بعد إلى أطفال السياسة اللبنانية؟ وإذ اعتاد الجميع التعطيل القسري لانتخاب رئيس، وشلل الحكومة بالإكراه، ونخر المؤسسات بالفساد والصفقات، ابتدعت الطبقة السياسية كل وسيلة لتحصين تبادلها الخدمات التي تمدّد نظاماً طائفياً يكرهه الجميع قولاً، لكنهم لا يدّخرون سبيلاً في حمايته. والكارثة في تعطيل الحوار أن تلك الطبقة التي اعتبرته سبيلاً وحيداً لمنع الفتنة في الشارع، لا تتورّع عن الرهان على المجهول المخيف، ولم تلتقط العبرة رغم مرور خمس سنوات على الحريق الكبير في المنطقة. فإذا التقى التشنُّج المذهبي العالق على خط التوتر العالي في الإقليم، مع تحريض طائفي أو مذهبي أرعن، من أي طرف في لبنان، هل يبقى أي ضمان لمنع تمدُّد الفوضى والمآسي من سورية والعراق، وإطاحتها ما بقي من كيان للبنانيين؟ في البلد الصغير الجميع «مظلوم» إلا لبنان، وبعض اللغة التي تتعمّد تعبئة طائفية غرائزية، هدفها النهائي معروف، من شأنه أن ينقل الحرب الباردة والمريرة بين مَنْ يدّعون احتكار تمثيل طوائفهم، إلى النفق المظلم الذي أحرق سورية والعراق. وبعد كل التجارب والمحن التي طغت على تاريخ لبنان المستقل، هل يخطئ مَنْ يعتبر أن «مختبر التعايش بين الطوائف» كشف الكذبة الكبرى، لأن المحنة الأم هي في تحوُّل كل حزب أو سياسي إلى «طائفة جوّالة»، تتقلب تحالفاتها... حتى إذا تعثّرت مصالحها، شهرت سيف الدين والعقيدة. يخطئ كثيرون في تحميل معادلة «المصير»، «إما أنا وإما لا أحد»، مغزى ذا اتجاه واحد، لأن الاحتكار هنا ممنوع! وإذا كان صحيحاً ما تردّد طويلاً عن حصص جاهزة (كوتا) للقوى المعنية بلبنان النفطي، فالصحيح أيضاً افتراض عجز الطبقة السياسية عن إعادة إنتاج اتفاق الطائف (بدل تفعيله)، لتبرئة الذمّة «الوطنية» مع الطوائف.

لبنان النفطي يمكن أن يكون أيضاً «وطنياً»، مهما اختلف الساسة وتنازعوا حصص صفقات، لاحتواء أزمة النفايات، رأفة بالمواطنين... رأفة تأخّرت كثيراً، لا لمبرر خفي، بل لمجرد قياس مدى وطنية الحل، ونظافته. معادلة إرضاء الطوائف، ذاك الحل السحري، وحدها تدفع الرموز إلى البحث عن صيغة تطوّع النظام والدولة ومؤسساتها، كل نحو عشر سنين، لمواكبة «مظلوميات» الطوائف... وما على اللبناني إلا أن يصدّق وجود خيط رفيع بينها وبين المواطَنَة وحقوقه. هي مهزلة كبرى، بل محنة كبرى عبّروا عن سأمهم منها، بلا جدوى... شأن «حزب الله» أن يبقى في سورية، شأن الآخرين أن يرفضوا، وما على لبنان إلا أن ينتظر ما ستؤول إليه التركيبة الديموغرافية الجديدة لجار اعتبره عقوداً جزءاً منه، مثلما تتعامل إيران مع المحافظة السورية الآن، رغم اختلاف الوسائل! حتى ذلك الحين، إلى أن ينجلي غبار الجحيم وحممه، أمام الطبقة السياسية اللبنانية حيّز من الوقت لـ «اللعب» في الفراغ. لكن هذه الرؤية لا تصمد في مرحلة ما بعد تعليق الحوار، ولن يكون مجرد تمرين وعرض عضلات، فرط عقد الحكومة، رغم كل ضعفها.في الشارع، قناعة وحيدة تتغلب، فـ «هؤلاء السياسيون مختلفون على كل شيء، متفقون على رقاب اللبنانيين». ماذا يعني الدستور والميثاق لجيل ما بعد الحرب الأهلية، في ظل أزمات الظلام والمياه والنفايات والأغذية الفاسدة والصفقات المشبوهة، وإفلاس المؤسسات، وتطاول البطالة واندحار التجارة، وانفلات الأمن وتفشي الجريمة؟ كل ذلك، «مظلومية» مسيحية أم وطنية، فوق جدران الطوائف التي صادَرَ الساسة حق النطق باسمها وهي امتنعت عن عزلهم. رغم كل مشاهد الفظائع في سورية والخراب في العراق والتشرُّد بين المخيمات والدمار والسجون، لا عِبرة في لبنان ولا مَنْ يعتبرون. في بيروت تشعر بأن طرفاً خفياً أطلق صفارة، معلناً نهاية شوط الحرب الباردة. أكثر من «حشد شعبي» جاهز لماراثون انتحار جماعي... إلى العراق درّ.

 

سعد الحريري لن ينتهي

إيلـي فــواز/لبنان الآن/07 أيلول/16

نادراً ما عمِل حزبٌ على تشويه صورة رجل سياسي، كما يفعل حزب الله في الإعلام التابع له بصورة سعد الحريري. فإعلام هذا الحزب لا يخلو يوماً من إشارة إلى الرجل؛ أمّا  التركيز فدائماً على تصويره بأنّه "مُفلس"، أو أن "كل من يدور في فلكه فاسد"، وهناك أيضاً التأكيد على سوء علاقته بحكّام المملكة العربية السعودية والتي هي بحسب إعلام الممانعة "أصل التطرّف في منطقتنا". لسوء الحظ تلك الحملات يقابلها صمتٌ من الرئيس الحريري، فيبقى في فضاء الإعلام اللبناني وجهة نظر واحدة فقط لا غير لا تعكس بطبيعة الحال حقيقة أوضاعه. الأدهى هو أن رئيس تحرير صحيفة ممانعة كتب قبل يومين افتتاحيةً يرثي فيها أوضاع سعد الحريري، لكن من بوابة تأليب الحريريين بعضهم على بعض، داعياً الذين "اغتنوا" إلى قليل من وفاء. من دون أي شك أن أعمال الحريري في المملكة العربية السعودية تمرّ بظروفٍ صعبة جداً، لكن وحده من لا يتابع أخبار عالم الأعمال، خاصة في الشرق الأوسط، قد يظن إنْ تابع إعلام الممانعة أن وحدها شركات الحريري من بين كل الشركات تمر بمصاعب مالية، وأنها وحدها متوقفة عن الدفع. مع العلم أن شركات عالمية كبرى بدأت بصرف أعداد كبيرة من موظفيها نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة. فالحروب الإقليمية من اليمن إلى سوريا وليبيا والعراق، كما أسعار النفط المتدنّية، انعكست على المنطقة وعلى أوضاعها الاقتصادية وعلى شركات التطوير العقاري والإعمار سلبًا. وقد تبدّلت أولويات دول الخليج بشكل واضح. فهي اصبحت بفعل الواقع العربي في خطوط المواجهة المباشرة مع إيران. لا أحد يتكلم عن الصعوبات المادية للملحقين بإيران. وحده الحريري يعاني. كل الكلام في إعلام الممانعة عن أوضاع الحريري الصعبة، لكن لا أحد يتكلّم عن الأموال المستحقّة لشركاته والتي لم تدفع منذ سنين. ببساطة المطلوب هو تشويه صورة الرجل. المطلوب زرع الشقاق بينه وبين جمهوره وبين الفريق المحيط به. هناك من يتشفّى من صرف الحريري موظفين، متجاهلاً أن هذا الصرف لا يؤثر على شعبية الرئيس وحدها بل أيضاً على اقتصاد البلد الذي إن وقع يقع الجميع. ما يهم تلك الصحافة هو النيل من الرئيس الحريري مهما كانت التداعيات على البلد. إعلامٌ يحب الرقص فوق الجثث والتهليل للخراب. لكن موعدهما مع الحريري لن يبصر النور هذه المرة.

 

اتفاق النفط السعودي - الروسي

رندة تقي الدين/الحياة/08 أيلول/16

الاتفاق السعودي - الروسي على اتخاذ إجراءات مشتركة لتحقيق استقرار سوق النفط يمثل مرحلة جديدة من بناء الثقة بين أكبر منتجي النفط في العالم، السعودية وروسيا. عملياً يعني إعلان هذا الاتفاق أن الدولتين مهتمتان برفع سعر النفط. وتحقق ذلك عندما ارتفعت أسعار البرميل ٥ في المئة قبيل إعلان الاتفاق. وزير الطاقة السعودي خالد الفالح له خبرة طويلة بسوق النفط وعالمه إذ أنه ابن «أرامكو» وعمل طويلاً في الشركة قبل تولي رئاستها ثم وزارة الطاقة، وهو يدرك تماماً تاريخ التزامات روسيا في قطاع إدارة الإنتاج مع دول «أوبك». وكانت هناك دعوات متكررة لروسيا لحضور مؤتمرات «أوبك» مع طلب أعضاء المنظمة من روسيا أن تتعاون معهم في إدارة الإنتاج. وكانت دائماً كلمات جميلة من دون احترام الالتزام فعلاً. أما اليوم فالاتفاق مختلف لأنه يفتح صفحة جديدة في العلاقات على الصعيد السياسي، خصوصاً بعد عدد من اللقاءات بين القيادة السعودية وفلاديمير بوتين وآخرها لقاء ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ببوتين في الصين على هامش قمة العشرين. إن العلاقة الروسية السعودية قد لا تتبلور باتفاق على سورية لأن روسيا مصممة على حماية نظام بشار الأسد، ولكن الاتفاق النفطي يفتح الباب لحوار قد يأخذ في الاعتبار مصالح أخرى لروسيا مع السعودية يمكن أن تقنع بوتين بالحل السياسي في سورية على أسس «جنيف ١» والتخلي عن الأسد في النهاية. فالاتفاق السعودي الروسي على صعيد النفط وإعلانه من دون القول تحديداً ماذا يعني هو في شأن الحد من الفائض النفطي المستمر في السوق العالمية. فقد تتجه روسيا والسعودية إلى إقناع دول «أوبك» في الجزائر في ٢٧ الشهر الجاري على هامش منتدى الطاقة العالمي إلى تجميد إنتاجها. وكانت جرت محاولة سابقة ورفضت إيران مراراً تجميد إنتاجها لأنها قيد زيادة الإنتاج إلى مستواه قبل الحظر النفطي الذي رفع منذ توقيع إيران الاتفاق النووي مع الدول الست. وقد زادت إيران إنتاجها في شكل سريع بمليون برميل في اليوم وهي تنتج حالياً حوالى ٣،٧٥ مليون برميل في اليوم والمعروف أنها تحتاج شهرين أو ثلاثة لزيادة هذه الكميات مئة أو ١٥٠ ألف برميل في اليوم وليس بكميات كبرى تحتاج إلى استثمارات خارجية تأخذ وقتاً، لأن حقول إيران قديمة وتحتاج إلى ضخ ضغط كبير بكميات كبرى من الغاز.

والشركات الأجنبية تنتظر قبل الاستثمار في حقول إيران لمعرفة كيف ستكون العقود النفطية فيها. فهناك نقاش حالياً في البرلمان الإيراني حول نوعية عقد محدد بين النواب الذين يوصفون بإصلاحيين وبين المتشددين الذين يريدون البقاء على عقود تسمى buy back وهي الطريقة القديمة التي لا تحبذها الشركات الأجنبية. فاحتمال تجميد الإنتاج قد يكون تحصيل حاصل في الأشهر المقبلة حتى لو بقيت إيران خارج الاتفاق نظراً لعدم قدرتها على زيادة إنتاجها في شكل أكبر. والحقيقة أن جميع الدول المنتجة خارج وداخل «أوبك» تريد أسعار نفط بمستوى أعلى من المستوى الذي هبط إليه السعر حالياً. وروسيا اليوم تعاني من اقتصاد في وضع كارثي وأزمة مالية كبرى وهي تخوض حرباً مكلفة في سورية وتحتاج إلى زيادة عائداتها النفطية. والسعودية كما قال خالد الفالح مراراً تتخوف من تراجع استثمارات الشركات النفطية العالمية نتيجة انخفاض سعر النفط مما يؤدي في السنوات المقبلة إلى انخفاض في المخزون ونقص في العرض والعودة إلى أسعار مرتفعة جداً تعيد سيناريو العامين ٢٠١٣ و ٢٠١٤ الذي أدى إلى تكثيف إنتاج النفط الصخري. فالجميع اليوم مهتم برفع سعر النفط لأسباب مختلفة، ولكن السؤال المطروح هو: هل تلتزم روسيا وإلى متى نظراً لتاريخها مع «أوبك»؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

إرجاء انتخاب الرئيس الى 28 الحالي السنيورة: كلام باسيل خطير عدوان: ضرورة استمرار الحوار

الأربعاء 07 أيلول 2016 /وطنية - ارجأت اليوم الجلسة ال 44 لانتخاب رئيس للجمهورية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، ورحلت الى 28 ايلول الحالي، وكان الحضور بلغ 41 نائبا. وبعد انتظار نصف ساعة من موعد انعقاد الجلسة ظهرا، دخل النواب القاعة العامة فتلا الامين العام للمجلس عدنان ضاهر بيان الارجاء الصادر عن رئيس المجلس نبيه بري جاء فيه: "بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة ظهر اليوم، أرجئت الجلسة الى ظهر الاربعاء 28 الحالي".  وحضر نواب من كتلة "التحرير والتنمية"، "المستقبل"، "اللقاء الديموقراطي" والكتائب.  وقاطع الجلسة نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، "التيار الوطني الحر"، "تيار المرده"، وكتلة "وحدة الجبل" التي تضم النائبين طلال ارسلان وفادي الاعور. واستعيض عن الجلسة بلقاءات جانبية ثنائية وثلاثية داخل قاعة الجلسات وخارجها كان ابرزها اللقاء الذي جمع رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة ونائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان في صالون النواب في ساحة النجمة واستمر حتى الساعة الثانية الا ربعا.

عداون

وقال عدوان على الأثر: "الامر الاكيد الذي يعرفه الجميع اننا في جو متأزم والافق اكثر فأكثر يظهر أنه مسدود، انما ومع كل هذه الاجواء علينا ان نعرف امرا واحدا: المدخل الاساسي الوحيد للحل هو ان ننتخب رئيسا للجمهورية، وعبثا نحاول ان نلتف على هذا الموضوع لأن كل الحلول والمحاولات الاخرى لن توصلنا الى أي مكان. انما اليوم أحب ان اضيف انه عندما نصل الى المكان الذي وصلنا اليه من التأزم والذي اوصلنا البلد اليه، اعتقد ان على كل واحد منا ان يقف ويفكر مليا ويحكم عقله ويدرس كل خطوة يريد ان يقدم عليها. من هذا المنطلق، فإن الخلوة التي عقدتها مع دولة الرئيس فؤاد السنيورة كانت تدور حول نقطة واحدة هي: كيف نستطيع اذ نجنب بلدنا التأزم الاكبر وكيف نستطيع ان نجنب البلاد التأزم الذي بلغته جلسة الحوار الاخيرة، والذي وصل الى اعلى درجات التأزم؟ وكيف يمكننا ان نحاول ايقاف هذا التأزم او وضع حد له وان نضع الامور على السكة الصحيحة، وبالتالي نفتح باب النقاش من جديد لانتخاب رئيس للجمهورية؟".

اضاف: "اليوم بات البلد على مفترق طرق، اما ان تستمر في تأزيم الامور، وهذا هو المنحى الموجود لكي نكون صادقين مع الناس، واما ان نعترف جميعا بهذا الوطن وبأن التأزيم يؤدي الى سقوط الهيكل على رأس الجميع ولن يستثني أحدا. تعالوا لنرى كيف نستطيع لملمة الامور، وعندما نقول لملمة مطلوب من كل واحد منا، من دون استثناء، ان يقدم على خطوة وقد اصبح مجبرا ان يحسب الى ماذا تؤدي هذه الخطوة لدى الطرف الآخر، او لدى الفريق الآخر. وعلينا ان نتجنب اعلان اي مواقف او أي خطوة من شأنها ان تعيد الامور الى المسار الذي وصلنا اليه من التأزيم، وبات على كل واحد ان يعيد الامور الى عقلنتها والى ما يحافظ على الدستور والعيش معا. ونحن اليوم كلبنانبين، وفي ظل كل ما يجري حولنا في المنطقة، هل من مصلحتنا ان نضرب هذا النموذج من العيش المشترك؟ هل من مصلحة أي فريق منا ان يشعر بأن الفريق الآخر يتجاوزه؟ وهل من مصلحة لنا ان نمضي في تأزيم الامور اكثر؟ انا ارد على كل هذه الاسئلة: بالتأكيد لا".

وتابع: "نحن اليوم في حاجة الى تحكيم العقل والى ان نعود الى قنوات الحوار الذاهبة الى الانقطاع لكي نعيد وصلها ونعود الى فتح مساحة مشتركة ونعيد الامور الى نصاب سليم من النقاش الواعي والهادئ والذي يطمئن الجميع، لأن عدم طمأنة أي فريق ينعكس سلبا على الافرقاء الآخرين، وأي تصعيد لأي فريق ينعكس سلبا على الجميع. وهذا هو محور الجلسة التي عقدتها اليوم مع دولة الرئيس فؤاد السنيورة، و"تيار المستقبل" مقتنع بهذه المقاربة التي اقولها الآن، ونحن كقوات لبنانية مسعانا الدائم أن يستمر التواصل بين كل الافرقاء".

وسئل: ما سمعناه في اليومين الماضيين يعكس توترا بين "القوات" و"المستقبل" حول بعض الامور، فهل هناك إمكان بعد لأي حلحلة؟

اجاب: "الحقيقة لم يكن هناك توتر بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل انما كان هناك اختلاف في وجهات النظر، انطلاقا من ان الدكتور جعجع اصر بأن الحل ينطلق من انتخاب العماد ميشال عون او مجيء الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة والرئيس فؤاد السنيورة كان لديه وجهة نظر اخرى، انما اذا كان كل اثنين منا لديهما وجهات نظر مختلفة تؤدي الى توتر بين الافرقاء لما كنا عقدنا هذا الاجتماع المطول وهذا البحث لكل هذه الامور، ونحن ما نقوله انه يمكن ان يكون هناك اختلاف في وجهات النظر انما اذا توقفنا عند الاختلاف ووقفنا فقط هنا فلن نحل اي شيء، علينا ان يتجاوز كل منا وجهة نظره وبالتالي يفهم على ماذا يبني الفريق الاخر رأيه، وان يستمع الى الاخر وبالتالي يحاول ان يقنعه وهذا هو محور علاقاتنا مع الجميع وليس علاقتنا مع تيار المستقبل فحسب، فهذا المبدأ الذي نعمل عليه هو محور علاقاتنا مع الرئيس نبيه بري ومع التيار الوطني الحر، ومحور العلاقة مع كل الافرقاء لان ليس لدينا خيار اخر او مخرج اخر الا ان نتفاهم جميعنا كلبنانيين بين بعضنا البعض".

اضاف: "اقول لمن ينتظر الخارج وينتظر ان تجتمع الدول الاقليمية او الدول الكبرى حتى تؤثر على ما يحصل في لبنان فأقول لهؤلاء وبغض النظر اننا ضد التدخل الخارجي، اقول لهم ما من احد يهتم بنا او عنده وقت لنا ولا احد يفكر فينا، ونحن بتنا آخر هم عند العالم ولم نعد موجودين لا على اجندة احد ولا على اهتمامات احد وعلينا ان نهتم بأنفسنا وببلدنا قبل ان يخرب البلد اكثر مما هو عليه، لان المستوى الذي بلغ فيه الفساد بهذه الحكومة وبهذه الجمهورية اكبر المستويات ويستأهل ان ندخل كتاب "غينيس" للارقام القياسية لما يحصل من صفقات من دون مناقصات من الميكانيك الى دفاتر السوق الخ.. وانا فوجئت لدرجة ان مدير عام المناقصات في الدولة اللبنانية جان علية اضطر ان يكتب مقالة في احدى الصحف لكي يقول فيها انا مدير عام المناقصات كيف تقومون بكل هذه المشاريع من دون مناقصات".

وتابع عدوان " هذا امر لم يبلغه البلدة مرة الى هذا الحد، وان ما يجري في وزارة الاتصالات حدث ولا حرج والقضاء غائب عن الوعي، واذا التقيت بقاض غير مستتبع او لديه ضمير يشكل لدينا نقزة، واذا رأينا قاضيا يمارس مهامه الوطنية ننقز ونقول هذا يقوم بواجبه! وفي ظل كل هذا المناخ باتت الامور تحتاج الى عقلنة".

سئل: "تتحدثون عن لملمة الامور فهل تسعون لدى التيار الوطني الحر لاعادة النظر بعدم انسحاب وزرائه من الحكومة والعودة الى الحوار؟

اجاب: "نحن موقفنا ان الحل هو بين ايدي اللبنانيين اولا، ومن يقول ان الامر بيد المملكة السعودية او بيد الجمهورية الاسلامية الايرانية الخ...، لا احد باله فينا او عنده وقت لنا وحتى لو كان كذلك يفترض ان لا يتدخلوا في امورنا هذا اولا. وثانيا نحن كلبنانيين يفترض ان نتفاهم بين بعضنا البعض لانتخاب رئيس للجمهورية ولانجاز قانون جديد نموذجي عصري للانتخابات في اسرع وقت. وثالثا المشكلة لم تعد تتعلق باقناع هذا الفريق او ذاك انما المشكلة علينا جميعا ان نفتش عن الحلول بالعمق لان الحل لم يعد يتعلق باجتماع الحكومة او عدمه انما هناك مشاكل اساسية ومطروحة وبحاجة للحل من خلال الحوار المباشر بين بعضنا البعض ونخرج بالحل الممكن او نذهب الى التصعيد الكلامي وبعد التصعيد مجبرين ان نجتمع يكون ذلك بعد "خراب البصرة " فلماذا لا نجلس معا قبل خراب البصرة".

سئل: ماذا تقول للرئيس تمام سلام اذا كان مصرا على عقد جلسة لملجس الوزراء بمن حضر؟.

اجاب عدوان: "انا اقول للرئيس تمام سلام رغم المآخذ الكبيرة والطويلة والعريضة على حكومته لانها لم تكن يوما حكومة مصلحة وطنية والتي بلغ مستوى الفساد فيها حدا لم تبلغه حكومة قبلها بغض النظر عن ان الرئيس تمام سلام لا تشوبه شائبة سواء من الناحية الوطنية او الاخلاقية لا بل على العكس، لكن مع الاسف الحكومة لا تقاس بشخص رئيسها انما تقاس بممارستها وبالنتائج التي حصدتها".

اضاف: "انا اقول واكرر بأن الامور باتت تحتاج الى ترو وعقلنة، واستغرب كيف ان الرئيس تمام سلام وفي اوقات كثيرة كان يتروى كثيرا، انصحه هذه المرة بالتروي واعادة الحساب ومن ينصحه بعدم التروي لا اعتقد انهم يعطونه النصيحة التي تخدم المصلحة الوطنية ولذلك اتمنى ليس فقط على الرئيس سلام انما على الاخرين اننا بتنا بحاجة الى اعتماد العقلنة والتروي وعليه التروي كما على غيره".

سئل: انتم متمسكون بالعماد ميشال عون وهو متمسك بترشيحه، بالمقابل كتلة المستقبل ايضا متمسكة بقرار عدم انتخاب عون فماذا تقول للبنانيين كيف ستحل هذه الازمة؟

اجاب عدوان: "برأيي علينا العودة الى الحوار، فاذا توقف الحوار مع بعضنا هل نستطيع حل الامور وسأعطي مثلا اذا عدنا الى استخدام الشارع وصعدنا الشارع هل ستحل الامور، اكيد لا، وانا لا اقول العودة الى طاولة الحوار او أين وكيف انما اقول انه يفترض بنا ان نعود الى مخاطبة بعضنا البعض اين؟ وكيف؟ لا اعرف، انما يجب عودة الخطاب الهادىء لان انقطاع الكلام لا يوصل احدا الى اي مكان انما يؤدي بالبلد الى الهاوية، والبلد على كل حال سيصل الى الهاوية لانه بدأ بالانزلاق اليها وعلينا قبل ان ينزلق الى عمق الهاوية سواء بالوضع المالي او بالوضع الاقتصادي الكارثي علينا انقاذه لان التصعيد لا يؤدي الى اي نتيجة محمودة، وعدم الكلام مع بعضنا البعض لا يؤدي الى نتيجة والمواقف المتشنجة سواء من هذه الجهة او تلك لا تؤدي الى نتيجة لذلك اقول رأفة بهذا البلد وبشعبه وحفاظا على العيش المشترك الذي نحرص جدا عليه وعلى التجارب التي مررنا بها جميعا لان ما من طائفة لبنانية وما من مكون لبناني الا ومر بالتجارب القاسية التي يمر بها الاخرون وان الحل هو بالخطاب الهادىء وان نتفهم هواجس بعضنا البعض ونجد لها حلولا تكون واعية عقلانية".

السنيورة

من جهته وصف السنيورة كلام الوزير جبران باسيل في جلسة الحوار الاخيرة "بالخطير جدا"، وقال: "ان التطرف لا يعيش الا بوجود تطرف اخر".

وعن رده على رئيس حزب القوات سمير جعجع قال السنيورة: الرد لم يكن سلبيا بل محبب لان البعض يفسر الدستور على ما يحلو له، والرد على جعجع هو لمنع تمسك البعض بخرقه للدستور".

وعن كلام النائب محمد كبارة بالامس اكتفى السنيورة بالقول: "لا علاقة لي لا من قريب ولا من بعيد بهذا الكلام.

 

مجلس كنائس الشرق الأوسط تابع أعماله في عمان والبطاركة التقوا العاهل الاردني

الأربعاء 07 أيلول 2016 /وطنية - تابعت الجمعية العامة ال11 لمجلس كنائس الشرق الأوسط أعمالها في عمان لليوم الثاني، في جلسة صباحية، تم خلالها، بحسب بيان، "مناقشات ومداخلات عدة، أبرزها للكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان حول "التحديات التي تواجه الكنائس في الشرق الاوسط"، والوزيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد حول "التعاون مع الكنائس في الغرب وكيفية التواصل مع الجاليات والمغتربين" والوزير عقل بلتاجي عن "رسالة المسيحيين في الشرق الأوسط ودورهم على الصعيدين الوطني والدولي" والأب البروفيسور فادي ضو عن العلاقات المسيحية- الإسلامية في سياق التحديات السياسية الراهنة. بعدها انطلقت جلسات مجموعات العمل للتداول في استراتيجية المجلس العامة والنشاطات المتعلقة بها، والحوار والعمل المسكوني، والعلاقات المسيحية - الإسلامية، والتواصل والإعلام. وبعد الجلسة الصباحية عقدت جلسة مخصصة لمناقشة مسودة البيان الختامي.

من جهة اخرى، إلتقى بطاركة ورؤساء الكنائس المشاركون في الجمعية العامة والقائم بأعمال الأمين العام، الملك الاردني عبدالله الثاني في قصر الحسينية واستبقاهم الى مائدة الغداء، حيث تبادلوا أوضاع المسيحيين في المنطقة".

 

قهوجي تفقد الوحدات في رياق والبقاع الأوسط: التجاذبات لن تؤثر على دور الجيش

الأربعاء 07 أيلول 2016 /وطنية - تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي، قبل ظهر اليوم، قاعدة رياق الجوية وفوج التدخل الثاني في منطقة البقاع الأوسط، حيث جال في عدد من المراكز العسكرية، واطلع على نشاطاتها التدريبية واجراءاتها الميدانية لضبط الحدود الشرقية وملاحقة المخلين بالأمن والاستقرار.

ونوه قهوجي ب"جهود الوحدات العسكرية للحفاظ على استقرار المنطقة وطمأنة مواطنيها"، مؤكدا أن "أولوية الجيش في ظل الأزمات المتلاحقة التي يشهدها العالم العربي والصراعات الدولية والإقليمية على أرضه، هي حماية لبنان وتحصينه من مختلف الأخطار، لا سيما من خطر الإرهاب ومخططاته الإجرامية"، وقال: "إن الجيش يمسك تماما بزمام المبادرة على كل الأراضي اللبنانية، سواء عبر الأمن الاستباقي أو التدخل العملاني المباشر، لضرب التنظيمات الإرهابية على الحدود والقضاء على شبكاتها وأفرادها في الداخل". وأشار إلى أن "ما يحصل من تجاذبات محلية لن يؤثر إطلاقا على دور الجيش في صون وحدة الوطن ومؤسساته، والحفاظ على الاستقرار الأمني الذي يعتبر ركيزة الاقتصاد الوطني". ودعا العسكريين إلى "الاستثمار الأقصى للوسائل والمعدات المتوافرة وتكثيف التدريب النوعي، لرفع مستوى جهوزيتهم القتالية"، لافتا إلى أن "جهد القيادة ينصب حاليا على تأمين طائرات وطوافات حديثة للجيش، إضافة إلى المزيد من الأسلحة الثقيلة والأعتدة المتطورة، التي من شأنها أن تعزز قدراته القتالية واللوجستية".

 

سامي الجميل اجتمع مع رؤساء بلديات من المتن وكسروان واجماع على المباشرة بتطبيق اللامركزية بدءا من النفايات

الأربعاء 07 أيلول 2016 /وطنية - عقد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل اجتماعا في بيت الكتائب المركزي في الصيفي حضره عدد كبير من رؤساء وأعضاء بلديات المتن الشمالي ساحلا ووسطا وجبلا كما حضره رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش ، حيث ناقش المجتمعون ما آلت اليه أزمة النفايات وسبل الخروج منها . واجمع المجتمعون "على ضرورة المباشرة بتطبيق اللامركزية بدءا بملف النفايات ، وعبروا عن غضبهم الشديد جراء العراقيل التى تضعها السلطة السياسية بوجه تطبيق اللامركزية" .

وحث النائب الجميل بلديات المتن الشمالي على" ضرورة التحرك العاجل لبناء معامل فرز ومعالجه ، مجددا وصف مطمر برج حمود بانه مشروع تهجير للمنطقة ".

 

سلام خلال إطلاق لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تقريرها: لانتخاب رئيس ومواجهة الازمة المستفحلة

الأربعاء 07 أيلول 2016 /وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام حرصه على "التمسك والحاجة إلى المضي بانتخاب رئيس للجمهورية في ظل العمل المؤسسي"، داعيا إلى "مواجهة الأزمة السياسية المستفحلة، والتي طالت، ولا تنبىء بفرج قريب". وطالب "الجميع، وفي المقدمة القوى السياسية اللبنانية بتعزيز العمل المؤسسي ودعمه والابتعاد عن التعطيل". كلام الرئيس سلام جاء خلال حفل اقامته لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني في السراي الكبير، أطلقت فيه الجزء الأول من تقريرها حول "اللجوء الفلسطيني في لبنان" تحت عنوان "كلفة الأخوة في زمن الصراعات "، في حضور رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني حسن منيمنة وسفراء دول عربية واجنبية وعدد من المديرين العامين وقادة الاحزاب اللبنانية والفلسطينية وممثلي المنظمات الدولية والمحلية. وقال سلام: "لا بد لي من كلمة اضافية تنطلق من هذا العمل المؤسسي لأوكد أن في كل مناسبة نحييها هنا في السراي الكبير في كل المواضيع، كنت دائما أحرص على أن أعلن من هنا عن تمسكنا وحاجتنا إلى المضي في انتخاب رئيس للجمهورية. واليوم، أقول أيضا في ظل هذا العمل المؤسسي، أدعو إلى مواجهة الازمة السياسية المستفحلة، التي طالت ولا تنبىء بفرج قريب. كما أدعو الجميع، وفي المقدمة القوى السياسية اللبنانية، إلى تعزيز ودعم العمل المؤسسي والابتعاد عن التعطيل".

أضاف: "لبنان واللبنانيون هم هاجسنا وقضيتنا، وهذا يتطلب الكثير من العمل المضني المستمر والملتزم والوطني بامتياز، الذي في وسط الصراع السياسي القائم يستحق أن يتم الاعتناء به من خلال العمل المؤسسي في كل المؤسسات اللبنانية، بدءا من رئاسة الجمهورية الى السلطتين التشريعية والتنفيذية وكل المواقع المسؤولة. وأجدد دعوتي على قاعدة أن هذه الامانة بين ايدينا جميعا، وأنا أسعى جهدي لأحافظ على دوري كحارس لهذا الكيان، وآمل من الجميع أن يمضوا في سبيل تعزيز عملنا المؤسسي، وما مجلس الوزراء وعمل المجلس، إلا العنوان الاكبر والابرز والافعل والاكثر تنفيذا في ادارة شؤون بلدنا والحفاظ على عمله ودوره، ورسالته هي امانة عندي سأمضي فيها، وأتمنى من الجميع، كما قلت، الابتعاد عن التعطيل والاقتداء بما تم انجازه اليوم من عمل مؤسسي يردف قضية كبيرة نحن في لبنان جزء لا يتجزأ منها، وتحية الى جميع الذين ساهموا بهذا النجاح اليوم".

وتابع: "وسط كم المشاغل اليومية والمشاكل السياسية الكبرى التي نواجه، حرصت على أن أشارككم في السراي الكبير في إطلاق لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني الجزء الأول من تقريرها عن "اللجوء الفلسطيني في لبنان"، الذي أرى فيه عملا قيما يستحق التقدير، ويثبت أن تناول ومعالجة قضية شائكة من هذا الوزن أمر غير مستحيل إذا توافرت النية الصادقة، وإذا وجد فريق العمل المخلص والمصمم على الإنجاز، فتحية الى لجنة الحوار ورئيسها معالي الدكتور حسن منيمنة، وإلى فريق العمل على الجهد المضني الذي أثمر تقريرا يشكل دليلا لنا، في الحاضر والمستقبل، لتصويب بوصلة رؤيتنا للقضية".

وأردف: "هذا العمل الذي نحتفي به اليوم يسلط الضوء على التهجير الأقدم في تاريخ المنطقة، الذي نجم عن خطيئة أصلية سبقت كل موجات التهجير المتعاقبة، تمثلت في قيام الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطين، وعلى حساب شعبها الذي تعرض للاقتلاع على إمتداد عقود من الزمن. كلنا يعرف أن الوجود الفلسطيني في لبنان مر بظروف وحقب متعددة، وقد انقسم اللبنانيون بشأنه وتحاربوا. ومن هنا، أهمية العمل الذي تقوم به لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني في محاولتها صياغة تاريخ هذا اللجوء، ليس من أجل نكء الجراح، بل من أجل علاجها وبناء ذاكرة مشتركة تمحو ما تراكم من غبار الاحقاد التي تراكمت في سنوات الإقتتال".

واشار الى ان "مصلحة اللبنانيين والفلسطينيين تقتضي منهم التنقيب معا وباستمرار، في مسار حياتهم وتجاربهم، من أجل الوصول الى بناء علاقات سوية قوامها إحترام سيادة الدولة اللبنانية وحقها في فرض قوانينها بواسطة قواها النظامية على كامل الاراضي اللبنانية، وفي الوقت نفسه مسؤوليتها عن أمن وسلامة جميع المقيمين غير اللبنانيين. ويترافق ذلك مع ما تعهدت به حكومتنا وما سبقها من حكومات، من عمل على تحسين الاوضاع المعيشية والاجتماعية للأخوة الفلسطينيين في مخيماتهم وتجمعاتهم، وهو التعهد الذي لم نستطع دائما الوفاء به بسبب الظروف الضاغطة التي كانت أقوى من قدراتنا في الكثير من الأوقات".

أضاف: "إننا نؤكد أن زمن الإقتتال والويلات التي طالتنا وطالت الأخوة الفلسطينيين، قد ولى إلى غير رجعة، وأن مبدأ الحوار والمصلحة المشتركة هو الأساس الذي تقوم عليه علاقاتنا مع دولة فلسطين، ومع اللاجئين من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين نشدد على حقهم في العودة إلى أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة عليها". وتابع سلام: "هنا، لا بد من وقفة أمام المشهد السياسي المتداخل اقليميا ودوليا، وسط ظروف الحروب الدائرة على أكثر من جبهة، وبشعارات تشابكت فيها نفحات الربيع العربي الذي تحول أتونا لصراعات داخلية مع هجمات ارهابية لمجموعات تدعي الاسلام في حروبها على المسلمين أولا وأخيرا. لقد أنتجت هذه الحروب تهجيرا ونزوحا هو الأكبر في العالم. كما أدت الى فتح الأبواب امام تقسيمات تهدد وحدة الدول الشقيقة. ولعل اخطر ما لمسناه هو تراجع القضية الفلسطينية وتهميشها في اللقاءآت الدولية، ونجاح العدو الاسرائيلي في منع تطبيق الاتفاقات الدولية بشأن الدولة الفلسطينية ومسألة القدس وحقوق الفلسطينيين بحياة كريمة. نحن في لبنان نريد ان نعيد البوصلة الى القضية العربية الاولى منذ ما يناهز السبعين عاما، نريد ان تعود القمم العربية الى تصويب الجهود والضغط لتبقى فلسطين جذوة لا تنطفىء".

وختم: "إن العمل الذي قدمته إلينا لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني هو جملة نوعية إضافية في كتاب الأخوة والمصالح المتبادلة بيننا. ونحن نعول على مساهمة الجميع ودعم الأشقاء والأصدقاء في اكمال بناء هذه العمارة الطموحة. هذا الدعم المطلوب، يحتاجه لبنان وفلسطين معا، ويحتاجه كل شرقنا المعذب الذي لا يمكن أن يتعافى من أمراض التكفير والتعصب والإرهاب والحروب المتواصلة، من دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. وأخيرا، أقول للجنة الحوار ولفريق العمل، شكرا، وإلى مزيد من الإنجازات في سبيل فلسطين والإنسان الفلسطيني اللاجئ، وفي سبيل لبنان المعافى وطنا وواحة استقرار وأمن ورفاه".

منيمنة

وكان منيمنة القى كلمة قال فيها: "ان هذا العمل يترجم بأصدق التعابير أهداف لجنة الحوار التي مضى على تأسيسها عشرة أعوام، فيما طوفان اللجوء والنزوح يغطي معظم أجزاء المنطقة العربية التي كانت حتى الأمس القريب والبعيد تستقبل الجماعات وتحتضنهم في مجتمعاتها". وقال: "إن الهدف من خلال هذا العمل هو الوصول الى صياغة علاقات سوية وطبيعية ومستدامة بين الدولتين اللبنانية والفلسطينية وبما يكفل للشعبين السلام والأمن النفسي والاجتماعي والمعيشي".

أضاف: "لقد أردنا من خلال عملنا هذا تقديم صورة مغايرة لتلك التي يحملها اللبنانيون عن الفلسطينيين، والفلسطينيون عن اللبنانيين. هذه الصورة النمطية المتبادلة ترسخت مع الأسف في ذاكرة أبناء الشعبين خلال عقد ونصف العقد من سني الحرب التي عاشها لبنان وضمنه الوجود الفلسطيني على أرضه. صورة تظهر للبعض وكأن العلاقات المتبادلة لم تعرف سوى تلك الصفحات الدامية بينهما، في ما الفعلي أن الصورة الحقيقية الأكثر صدقا ودلالة هي تلك التي حجبتها غبار المعارك. وهي التي عاشها اللبنانيون والفلسطينيون قبل بروز المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، عندما كانت جماعات لبنانية من الجنوب وغيره تقصد فلسطين للاقامة والتجارة والعمل وزيارة الأماكن المقدسة. وفلسطينيون يقصدون مؤسسات التعليم عموما والعالي منه خصوصا والاصطياف في ربوع جبال لبنان، يمارسون كل أشكال التبادل والعلاقات الطبيعية. وعندما ظهر مشروع الكيان الصهيوني في فلسطين دون أقنعة، إندفع اللبنانيون الى المساهمة في الدفاع عن عروبة ووطنية وأهل فلسطين، وخاضوا مع جيشهم الفتي غمار المعارك في المالكية وسواها، وقدموا الشهداء منذ ذلك الحين وطوال عقود متتالية".

وتابع: "إن عملنا هذا يقدم لمحات عن حياة اللبنانيين والفلسطينيين وهم يتنقلون بين قراهم وبلداتهم المتجاورة دون حد أدنى من التردد والخلاف قبل أن تنتصب الحدود والأسلاك الشائكة بين بيوتهم وحقولهم. ومع المنحى الإقتلاعي للمشروع الصهيوني قام اللبنانيون بواجبهم الإنساني والقومي والوطني باحتضان اللاجئين. وهي صورة لا يغيرها ضبط المكتب الثاني وأجهزة الأمن اللبنانية، ولا إنخراط الفلسطينيين في معترك الحرب التي دفعت بالجميع الى مرجلها. لقد ارتكبت أخطاء من الطرفين اللبناني والفلسطيني ضمن ظروف وأوضاع ومناخات دولية وإقليمية ومحلية محددة، وقد باتت هذه الأخطاء وراءنا معا. اليوم نشعر ونحن معا في لحظات الخطر المضاغف، إن واجبنا هو أن نعيد جلاء صورة الوضع بما يكسر تلك الصورة النمطية التي ترى في الفلسطيني عدوا يجب التخلص منه عبر الترحيل وغيره، ومن اللبناني سلطة قاهرة لا هم لها سوى وضع الفلسطيني في القيود حتى رحيله من المخيم مهاجرا الى الخارج دون عودة".

واردف: "التقرير ليس عملا تأريخيا، ففريق العمل الذي أعده لم ينطلق من أحداث الماضي بقدر ما انطلق من هواجس المستقبل الذي أخذت محاوره تتبلور مع استعادة لبنان قراره نسبيا بعد جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان. ان اللجنة تسترشد في سياستها وعملها بالمواقف اللبنانية الجماعية سواء صدرت في بيانات وزارية أو مواقف رسمية أو عبر مراجعات حزبية وقفت على أنقاض الحروب لتعيد جلاء الوعي بعد أن انخرطت في ميادينها طويلا. لقد أعلن اللبنانيون بأشكال شتى وصياغات متنوعة أن لبنان القوي بدولته ووحدته هو ضمانة لأمن الفلسطينين وحقوقهم. وأعلن الفلسطينيون بدورهم أنهم خارج الاصطفافات والانقسامات اللبنانية - اللبنانية، وأنهم يتوسمون دعما من مختلف فئات المجتمع اللبناني وتياراته، وأنهم مع سيادة الدولة على كامل ترابها الوطني بما فيها المخيمات، ومع حقها الطبيعي في فرض أمنها بواسطة قوانينها وقواها النظامية".

أضاف: "إن عملنا هذا يستهدف إعادة بناء ذاكرة تخرج من أسر وعبودية الماضي بكل ما تخلله من دماء ودموع وعذابات طالت اللبنانيين، كما أصابت الفلسطينيين بالقدر ذاته. عمل ينطلق من مبدأ عدم تحميل المسؤولية عن المجريات السابقة لطرف بعينه بهدف دق المسامير في يديه وقدميه ووضعه على صليب الآلام، بل يربط ما صار بمجريات أعقد، بالصراعات التي احتدمت على نطاق أوسع وعرفها العالم والمنطقة العربية. وبهذا المعنى فإن مشروعنا هو مشروع علمي توثيقي يتمتع بالرصانة والموضوعية من أجل أن يحدث نقلة في وعي اللبنانيين والفلسطينيين، وبما يصب في مجرى الإفادة من عبر ودروس الحرب لبناء علاقات سلام تساعد الطرفين على تجاوز إرث الإنقسامات، وتمكنهما معا من تجاوز الزلازل والبراكين المندفعة في أربع جهات منطقتنا". وختم: "ان الهدف الأسمى من التقرير هو تطوير علاقات الأخوة والمصالح المشتركة ولغة الحوار حتى عودة اللاجئين الى الديار التي أجبروا على الخروج منها بفعل قيام المشروع الصهيوني على أرض فلسطين وإرغام هذا المشروع على الإنصياع الى منطق القانون والحقوق والعدالة الدولية والانسانية الطبيعية".

وقدم الخبير أديب نعمة عرضا الكترونيا عن محتويات التقرير وأقسامه.

وختاما جرى توزيع الكتاب على الحضور وأقيم حفل كوكتيل للمناسبة.

 

سليمان يحذر من خطورة التسعير المذهبي وتأجيـج الخلافـات على قاعـدة فئويـة

المركزية- حذر الرئيس العماد ميشال سليمان من خطورة التسعير المذهبي وتأجيج الخلافات على قاعدة فئوية معتبرا ان المعضلة كانت ولا تزال سياسية بامتياز، ومن غير المنطقي والمقبول هذا التمترس اللغوي لخلق جبهات دينية تعيدنا إلى أزمنة اعتقدناها خلت.

وجدد خلال استقباله نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، وزيرة المهجرين القاضية أليس شبطيني، النائب غازي العريضي والوزير السابق خليل الهراوي، التأكيد ان الديمقراطية مفتاح الحلول والدستور هو الضامن الوحيد لجميع المكونات اللبنانية، والعودة إلى الدستور والديمقراطية كفيلة بانتظام الاولويات الدستورية التي تبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية، ليشرف بدوره على الاستحقاقات المتتالية وهي كثيرة. وتمنى على جميع القوى العودة إلى المؤسسات وعدم تعطيل الحكومة لتسيير الشؤون الحياتية الملحة، ومن أبرزها إيجاد الحلول السريعة للملفات ذات الروائح الكريهة، وما ينتج عنها من تداعيات تضع الأمن الصحي على حافة المطمر، مؤكداً ان "لامركزية الضرر" كانت ولا تزال الحل الأمثل لمعالجة ملف النفايات في شكل نهائي. شبطيني: وقالت الوزيرة شبطيني بعد اللقاء: نحن مستمرون في الحكومة لغاية اليوم، وعندما نجد انه لم يعد من لزوم للمشاركة، حينها ليس غيرنا من يقلب الطاولة نحن من يقلب الطاولة، لكن لغاية اليوم لا شيء يبرر سبب عدم وجودنا، لاننا نعتبر ان الميثاقية موجودة، والميثاقية هي ليست داخل المؤسسات وبالمفرق، انما داخل المؤسسات الكبرى اي رئاسة الجمهورية ورئيس الجمهورية الذي ينتخبه مجلس نواب مؤلف من كل الفئات، ورئيس مجلس وزراء الذي بعد مشاورات نيابية يكلف تأليف الحكومة، ويؤلف الحكومة بالتشاور، ورئيس مجلس النواب الذي ينتخبه مجلس النواب، اما داخل المؤسسات الميثاقية موجودة. اضافت: من يتكلم عن الميثاقية ليس له الحق ولا اعتقد انه يقدر التفكير لحظة انه هو من يحافظ على حقوق المسيحيين اكثر مما نحن نحافظ على حقوقهم، انا ارفض ان يقول لي احد او يزايد عليّ احد انه يدافع عن حقوق المسيحيين. الميثاقية يجب ان يبحث عنها في اتفاق المسيحيين بين بعضهم بعض لأن خلافنا اقوى بكثير من خلافه هو مع الفئات المسلمة، واكبر دليل انهم لا يحضرون الى مجلس الوزراء لانهم ضد تأجيل تسريح قائد الجيش، هكذا يقولون، ولكن اقرب المقربين اليهم من حلفائهم هم مع عدم تسريح قائد الجيش، لماذا؟، لانه لم ينتخب رئيس جمهورية وطالما لا يوجد رئيس جمهورية نحن كتلة الرئيس ميشال سليمان الوزارية وكثير من المسيحيين والمسلمين يقولون لا يجب تعيين قائد للجيش قبل انتخاب رئيس جمهورية، لأنه اذا كان سيعيّن بناء لطلب فرقاء معينيين كما هو مقسوم البلد اليوم، سيكون قائد الجيش تابع لفئة معينة ضد غيرها، وهذا لا يجوز لأنه يجب ان يكون قائد للجيش اللبناني. واذا لم يسرح قائد الجيش وانتخب غدا رئيس جمهورية، فهم قالوا بأنفسهم، يتم تعيين قائد جديد للجيش، وحتى لو تم تعيين قائد جديد للجيش قبل انتخاب رئيس سيعين قائد جيش عند انتخاب الرئيس، لماذا اذا خض الجيش؟

وتابعت: ان من ينادون بحقوق المسيحيين اتمنى عليهم وعلى وزير التربية ان يوجّه، بان يبدأ كل نهار في كل المدارس بالنشيد الوطني، لا نريد "باسم الاب والابن والروح القدس"، ولا نريد "بسم الله الرحمن الرحيم"، كل لبناني في كل مدرسة يجب ان يتعلم ان ينشد النشيد الوطني "كلنا للوطن" حتى يفهموا اننا كلنا سواسية ومثل بعضنا البعض، اتمنى ان يعوا الامر والى اين يأخذوننا، انهم يأخذون البلد الى التقسيم وفي احسن المراتب الى الفيدرالية التي نرفضها تماما، نحن مع حقوق المسيحيين وكل فئة من فئات الشعب اللبناني على كامل الارض اللبنانية، انا لا اريد ان اميّز المسيحي القاطن في جبل لبنان عن المسيحي في عكار او البقاع ولا اريد ان اميّز المسلم الشيعي في الجنوب عن الشيعي في جبيل او عن العلويين في طرابلس.. لبنان بكامله لكل ابنائه كما يكون 2400 سهم في الشيوع وفي العقار الحال نفسه، ونحن بالشيوع نملك البلد بمساحته 10452كلم2.

العريضي: وقال النائب العريضي: كالعادة، اللقاء مع الرئيس حول كل القضايا والمستجدات، وما جرى في الايام الاخيرة هو امر مقلق ويعمّق ازمة الثقة بين اللبنانيين اكثر فأكثر اذا قدر له ان يأخذ مداه ويعمّق المشكلة ويبعد الحلول خصوصا ان النقاش ذهب الى مكان اخطر بكثير مما كنا واقفين عنده على مستوى مناقشة القضايا الداخلية والاجرائية وتفعيل العمل الحكومي في الحد الممكن والمعقول بما يحكم ظروف عمل هذه الحكومة، وايضا الذهاب الى المجلس النيابي لأن ثمة استحقاقات مالية مجددا تفرض علينا ان نذهب الى المجلس لاتخاذ القرارات المناسبة، وهذه الاستحقاقات لا تعود بفائدة او نتيجة على فريق دون آخر هي استحقاقات لها علاقة بالثقة بلبنان وبسمعته وبالاستمرار بدعم لبنان وتقديم المساعدات له وهذا الامر لم ينقطع طيلة فترة الحرب الاهلية، التي اكرر انها تنذكر ولا تنعاد، لان الانسان يقف عند التجارب ليتعلم منها، يجب ان يتذكر الجميع انه في تلك الفترة سمعة لبنان بالنسبة لتسديد الاستحقاقات التي كانت عليه لم تمس في تلك الفترة رغم كل الظروف ولو على حساب معاناة والم ووجع اللبنانيين وانهيار الليرة اللبنانية في تلك الفترة لكن استمر هذا التعاون مع المؤسسات الدولية وكان لبنان يقف عند التزاماته. واليوم نحن على مفترق خطير مجددا امام هذه المسألة والامر اثير على طاولة الحوار في الجلسة الاخيرة لكن طغى على هذا الامر ما جرى من نقاش وما اعلن من خطوات ادت الى تعليق الحوار. ودعا العريضي الجميع الى العودة للعقل والمنطق وتحكيم العقل والمنطق في تغليب المصلحة الوطنية اللبنانية على كل مصالحنا الاخرى ايا كانت هذه المصالح. لا اعتقد بالعقل وبالمنطق ان ثمة احداً في لبنان لديه خيارات مفتوحة دون افق هذا غير صحيح على الاطلاق، عموما في السياسة هذا الامر صعب في الحالات العادية وفي الحالات الاستثنائية، خصوصا في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها البلد، والكل محكوم بالعودة الى المؤسسات، وبالمحافظة على الامن والاستقرار في البلد وعلى عدم ترك الامور تذهب الى الانفلات، لا سمح الله، والكل محكوم ايضا بلبنان، وعندما اقول لبنان، يعني ببقاء اللبنانيين مع بعضهم بعض، لبنان عاش مرحلة حرب لخمسة عشر عاما، انتصر عليها في النهاية بالمصالحة، وعاش حروبا مع اسرائيل انتصر عليها بكرامة وبعزة، لا يمكن ان نعود الى الوراء، حافظنا على وحدتنا الوطنية والمصالحات ارست وكرّست ورسّخت هذه الوحدة الوطنية، لذلك الكل محكوم بهذا التلاقي، هذا هو المنطق الذي يجب ان يحكم تصرفات ومواقف اللبنانيين.