المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 أيلول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.september09.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيُخْفيِهِ تَحْتَ وِعَاء، أَو يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِير، بَلْ يَضَعُهُ عَلى مَنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور

ِنَّنَا بإِظْهَارِ الحَقِّ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا تُجَاهَ ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَان، أَمَامَ ٱلله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني: إلى المطران سمير مظلوم: لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة/أرض الموارنة يا سيادة المطران هي مباركة ومقدسة

المطران مظلوم رداً على سعيد: فلينصّب نفسه بطريركاً ويُدير الطائفة

المطران مظلوم: لا شيء يمكن أن يحرج البطريرك طالما مواقفه واضحة ومعلنة

الدكتور فارس سعيد يسأل: اين الكنسية المارونية؟

سابقة خطيرة.. لهذه الأسباب ألغت بكركي اجتماع مجلس المطارنة/سيمون أبو فاضل

انطوان مراد/لايمكن التخلي عن الأرض ولا سيما في الأطراف.

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت والنص/مداخلة للمهندس عاطف حرب، الناشط السيادي اللبناني الإغترابي عبر برنامج بموضوعية- تلفزيون المستقبل/تناول فيها خلفية ومبررات دعم التحالف الأميركي الشرق أوسطي للمرشح دونالد ترامب

جلسة حكوميّة بـ 16 وزيراً… سلام: الجلسة دستورية وميثاقية

الحجّ ممنوع/احمد الأسعد

زهرا ردّاً على إرسلان: المطلوب انتخاب رئيس لا مؤتمر تأسيسي

وفد من “الأحرار” في معراب.. شمعون: متفقون مع “الحكيم” دوماً سياسياً وحول كل المبادئ

لا نؤيد التصعيد في الشارع… قاطيشا: عون بات مقتنعاً بأن “حزب الله” لا يريد رئيساً

أبي نصر وديب من بكركي: قد نلجأ إلى الشارع

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 8/9/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 8 ايلول 2016

كيف يقرأ المسيحيون معركة "التيار" من أجل الميثاقية؟ الكتائب ترفض "المواقف الاستفزازية" و"القوات" تصمت/منال شعيا/النهار

بري الرافض للتمديد: التسوية قبل نهاية السنة وإلا إلى الانتخابات بقانون الـ60/رضوان عقيل/النهار

تحفظ قواتي على التصعيد العوني

مجلس وزراء دسـتوري وسلام يلوّح بجدوى الاسـتمرار!

حرب: التعطيل مقابل التطيير والاسـتقالة تحـفظ كرامتنـا

المؤتمر التأسيسي في الميدان مجددا وحزب الله مع الطائف

المولى والملاط عن التعطيل: الحل بتطبيق الدستور

مغامرة للإطاحة بمناصفة 'الطائف' وعقد مؤتمر 'المثالثة' وحزب الله يستهدف إسقاط جميع المؤسسات الدستورية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الدكتور عصام خليفة: خليفـــة: التمديــد مخــــالف للقانــون 66 وغياب التوافق السياسي ينتج شغورا في رئاسة "اللبنانية"

حوري: "جريمة" "التيار الحر" قد تعيدنا الى الحرب

المظلة المسـيحية- السـنّية لحزب الله ضروريـــة للعهــــد الجديــد والتعامل مع الاستحقاقات بالقطعة: مساندة التيار بالممكن واستمرار الحوار الثنائي

ماروني: مع أي حل يتماشـى والوضعين البيئي والصحي والموقف العوني من الميثاقية ضعيف ولينتخبوا الرئيس أولا

فنيش: قاطعنا تضامناً مع "التيار الحرّ" لاعطاء فرصة للمعالجة وتطييـر الحكومـة غي مطروح ومع تطبيق الطائـف كامـلاً

مؤتمر "مجموعة الدعم" أواخر السنة في باريس جدية في مسـاعدة لبنان فـي عبء النـزوح

"الخارجيـة" تحشـد للمشـاركة الكثيفــــة في مؤتمر الطاقة الاغترابية في اميركا الشمالية

بري عرض الاوضاع مع بون وسفير مصر أكد وجوب الحوار والحفاظ على الحكومة

اعتصام في بعلبك احتجاجا على خطف الطبيب الشل وخطوات تصعيدية لاحقة للافراج عنه

قهوجي عرض ومستشار وزارة الدفاع البريطانية التعاون العسكري

فرعون من الرابية: موضوع الرئاسة يتطلب ضمانات ومن الافضل تأجيل الجلسات الحكومية بانتظار ايجاد الحلول

سفير بريطانيا للبنانيين: حان الوقت لانتخاب رئيس ولاستقلال ثان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

فرنسا تحارب التشدد في المساجد بقطع التمويل الخارجي ووقف استقدام الأئمة

"تايمز": ضغوط على حكومة بريطانيا لوقف بيـع اســلحة للســعودية

"واشنطن بوست": صبر أوباما على موسكو بدأ بالنفاد

"فاينانشال تايمز": سجل روسيا حافل بالتدخلات السرية

هولاند: العلمانية والاسلام متوافقان ضمن احترام القانون في فرنسا

نائب هولندي من اصل تركي رفض مصافحة نتانياهو

تركيا تسمح لنواب المان بزيارة قاعدة انجرليك في بادرة تهدئة

كارتر: التعاون الاميركي الروسي في سوريا يبدأ بوقف المعارك

طبخة الحل السوري على النار والتكهن في موعد نضوجهــا صعب وتضارب المصالح الدولية وإبعاد ايران عن المفاوضات يؤخران التسوية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله» يُمرّر انتكاساته تحت جنح.. الضلال/علي الحسيني/المستقبل

في نمط "سويعاتي"/ نبيل بومنصف/النهار

عن «المظلومية» الجوّالة بين الطوائف/جورج بكاسيني/المستقبل

إلى متى يبقى لبنان خارج المخاض/خيرالله خيرالله/المستقبل

توضيح حول تفجير المسجدين/المحامي بسـام أمين الحلبي/النهار

الدستور و" الميثاقية " وانتخاب رئيس الجمهورية/حسن مرعبي/النهار

مرجع سابق: اجتماع الحكومة أفضل الممكن ولا خيار إلّا بالعودة إلى تطبيق الدستور/روزانا بومنصف/النهار

لتتحرّك الكنيسة وكلّنا معها/الخوري اسكندر الهاشم/النهار

هل انتهت 'الصيغة' اللبنانية/محمد قواص/العرب

المسيحيون اللبنانيون من قبل ومن بعد/محمد علي فرحات/الحياة

السفير السوري والمواجهة “الثلاثية” المطلوبة/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

الدرس إذ يتكرر مع الأكراد السوريين/أكرم البني/الحياة

لا ثقة بروسيا لضبط الأسد ولا بأميركا لإنصاف الشعب/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

من حقيبة النهار الديبلوماسية العقدة الأميركية - الروسية في سوريا/عبد الكريم أبو النصر/النهار

 تركيا وإيران.. ماذا تريدان وماذا تستطيعان/أسعد حيدر/المستقبل

لقاء الواجب والضرورة/علي نون/المستقبل

الحج في السجال السعودي الإيراني/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

15 عاماً على الغزو الأميركي: الأفيون والفساد يحكمان أفغانستان/حسان حيدر/الحياة

علاقة البريكسيت بالعولمة والارهاب وعالم جديد لم يتبلور بعد/الدكتورة منى فياض

الحرب المقدسة بالكلمات: تزايد التوترات بين السعودية وإيران/سايمون هندرسون/معهد واشنطن

العرب يؤيدون ترامب/الآتحاد

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي استقبل سامي الجميل وموفدين من عون أطلعاه على قرارات التيار الوطني لجبه مسار الاستئثار ومنع انهيار العيش المشترك

الراعي بارك كنيسة سيدة البيدر الجديدة في حصارات: الميثاق الوطني روح الدستور

ريفي بمؤتمر الشبكة العربية لمكافحة الفساد في تونس:الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة

الوطني الحر نفى الكلام عن تسوية تتعلق بالتعيينات: نرفض التمديد بالمبدأ

الوفاء للمقاومة: لمواصلة الحوار ومراعاة التوازن والشراكة الحقيقية

نعيم قاسم: لا بديل عن التفهم والتفاهم لايقاف التدهور وايجاد الحل

البيان الختامي لكنائس الشرق الأوسط: لتوفير مقومات صمود المسيحيين ووقف نزف هجرتهم

أرسلان: المؤتمر التأسيسي هو الحل ويضع حدا لاستباحة الدولة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيُخْفيِهِ تَحْتَ وِعَاء، أَو يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِير، بَلْ يَضَعُهُ عَلى مَنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور

إنجيل القدّيس لوقا(8/من16حتى21/:"قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ : «لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيُخْفيِهِ تَحْتَ وِعَاء، أَو يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِير، بَلْ يَضَعُهُ عَلى مَنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور. فَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظْهَر، وَمَا مِنْ مَكْتُومٍ إِلاَّ سَيُعْلَمُ وَيُعْلَن. تَنَبَّهُوا إِذًا كَيْفَ تَسْمَعُون، لأَنَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ مَا يَظُنُّهُ لَهُ».

وَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ بِسَبَبِ الجَمْع.وَأَخْبَرُوه: «إِنَّ أُمَّكَ وَإِخْوَتَكَ وَاقِفُونَ في الخَارِجِ يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْك».فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُم: «إِنَّ أُمِّي وَإِخْوَتي هُمْ هؤُلاءِ الَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».

 

إِنَّنَا بإِظْهَارِ الحَقِّ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا تُجَاهَ ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَان، أَمَامَ ٱلله

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس04/من01حتى06/:"يا إِخوَتِي، مَا دَامَتْ لَنَا هذِهِ الخِدْمَةُ بِرَحْمَةٍ مِنَ ٱلله، لا تَضْعُفُ عَزِيْمَتُنَا. ولكِنَّنَا نَنْبِذُ الأَسَالِيبَ الخَفِيَّةَ المُخْجِلَة، ولا نَسْلُكُ طَرِيقَ المَكْر، ولا نُزَوِّرُ كَلِمَةَ ٱلله، بَلْ إِنَّنَا بإِظْهَارِ الحَقِّ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا تُجَاهَ ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَان، أَمَامَ ٱلله. وإِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا لا يَزَالُ مَحْجُوبًا، فإِنَّمَا هوَ مَحْجُوبٌ عَنِ الهَالِكِين، غَيرِ المُؤْمِنِينَ الَّذينَ أَعْمَى إِلهُ هذَا العَالَمِ بَصَائِرَهُم، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا ضِيَاءَ إِنْجِيلِ مَجْدِ المَسِيح، الَّذي هُوَ صُورَةُ ٱلله. فَنَحْنُ لا نُبَشِّرُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ نُبَشِّرُ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبًّا، وبِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُم مِنْ أَجْلِ يَسُوع؛ لأَنَّ ٱللهَ الَّذي قَال: «لِيُشْرِقْ مِنَ الظُّلْمَةِ نُور!»، هُوَ الَّذي أَشْرَقَ في قُلُوبِنَا، لِنَسْتَنِيرَ فَنَعْرِفَ مَجْدَ ٱللهِ المُتَجَلِّيَ في وَجْهِ المَسِيح."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني: إلى المطران سمير مظلوم: لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة/أرض الموارنة يا سيادة المطران هي مباركة ومقدسة

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/08/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%b8%d9%84%d9%88%d9%85-%d9%84%d9%88/

 

إلى المطران سمير مظلوم: “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”

الياس بجاني/08 أيلول/16

لم يعد أي لبناني ماروني وطني ومؤمن تحديداً، أو لبناني سيادي واستقلالي ويخاف الله ويوم حسابه الأخير عموماً يعِّير أي اهتمام جدي لرزم مواقف وتصاريح ومواعظ ومقابلات وإطلالات سيادة المطران الماروني سمير مظلوم، وما أكثرها..  وما أفقرها لكل ما هو ماروني وإيماني ووطني.

نشير هنا إلى أنه ومنذ أن تم انتخاب سيدنا بشارة الراعي بطريركاً حول المظلوم الحاظي ببركات سيدنا بالكامل، حول الصرح إلى موقع مسيس بالمفهوم اللبناني الشاذ وأمسى صورة طبق الأصل عن مواقع الأحزاب العائلية والشركات وصار في الصرح مصادر إعلامية وبطريركية (دون ذكر اسم المصادر) تنشر ردود ومواقف وتحليلات وانتقادات تتناقض إلى حد كبير مع كل ثوابت البطريركية التاريخية.. النشر كان ولا يزال غالباً ما يتم عبر صحيفتي الأخبار والسفير البوقين والصنجين التابعين لحزب إيران في لبنان، ولكل جماعات 08 آذار.. وهذا أمر غير مسبوق في صرحنا البطريركي.

نلفت المظلوم ومعه سيدنا الراعي إلى إن الأرض اللبنانية وتحديداً أرض الوقف الماروني منها هي أرض مقدسة ومسقية دم وعرق ومجبولة بتضحيات الشهداء والأبرار وهي أرض مباركة أنجبت قديسين وعظام ومجلين في كافة المجالات ..

الأرض  المقدسة هذه يتغاضى سيدنا لأسباب نجهلها عن جوهر قدسيتها ويساوم مع كل المرتزقة والمارقين والغزاة الذين سرقوها أو يجهدون لسرقتها عن طريق الإرهاب والسلبطة والبلطجة والعراضات المسلحة كما حصل قبل ايام قليلة في جرود القاقورة.

يتغاضى سيدنا عن جوهر قداستها ويساوم عليها ويصمت عن الشهادة للحق.. حق الأرض المقدسة عليه وعلينا.

من هنا وعلى خلفية هذا التغاضي المستنكر تعلو أصوات سيادية وحرة بين الحين والآخر محذرة ومنتقدة وكاشفة أسرار وخفايا وأمور ذات صلة، وهي بعملها هذا تقوم بواجبها الكنسي والإيماني والوطني.. ومن الواجب شكرها لا مهاجمتها والإستهزاء بما تقوله..

نذكر المظلوم وسيدنا بما قاله السيد المسيح وبما نصحنا به رسول الأمم:

السيد المسيح/(“لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”)..

رسول الأمم/(لو أردت أن أساير مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح)

 

في هذا السياق الإستقوائي والرافض لأي رأي آخر اتحفنا المظلوم اليوم بتصريح  وحديث فجين هما في أسفل:

المطران مظلوم رداً على سعيد: فلينصّب نفسه بطريركاً ويُدير الطائفة

موقع القوات اللبنانية/08 أيلول/16/ردّ النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم عبر “المركزية” على تساؤل منسق الامانة العامة لقوى “14 آذار” فارس سعيد “اين هي الكنيسة من قضية الميثاقية المطروحة الان والمسألة العقارية في لاسا والمذكرة الادارية الصادرة عن وزير المال علي حسن خليل في شأن العاقورة”، فقال: “شو رأيو يتفضّل يعمل بطريرك ويدير الطائفة؟ لو قام اهل السياسة بواجباتهم كما يلزم لما وصلنا الى ما نحن عليه اليوم”.

 

المطران مظلوم: لا شيء يمكن أن يحرج البطريرك طالما مواقفه واضحة ومعلنة

الخميس 08 أيلول 2016 /ليبانون فايلز/اعتبر النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم أنه يفترض بالمسؤولين السياسيين تغليب المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة، قائلاً: “لكن هذا النوع من السياسيين رحمه الله”.  وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، أوضح مظلوم أن تأجيل اجتماع مجلس المطارنة الموارنة الذي كان مقرراً أمس يعود لوجود ثمانية مطارنة، من أصل 28، خارج البلد، لافتاً الى أن الإجتماع الدوري الشهري يخصص لبحث الملفات الداخلي وبالتالي لا يعقد في غياب عدد من المطارنة يصل الى ثمانية.  وأضاف: اجتماع البطاركة الموارنة سيعقد الشهر المقبل، وما حصل ليس المرة الأول وقد لا يكون الأخير.. مذكّراً أنه في حزيران الماضي لم يعقد الاجتماع بسبب اجتماع مجلس البطاركة والأساقفة. وتابع: كل شيء في لبنان بات يأخذ تأويلاً سياسياً.  وفي هذا الإطار استغرب المظلوم الكلام عن ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي محرج من عدّة ملفات كموضوع الأعتداء على الأراضي في لاسا او الميثاقية، قائلاً: هذا الكلام غير صحيح ويحقّ لكل واحد أن يقول ما يشاء. مؤكداً ان لا شيء يمكن أن يُحرج البطريرك طالما مواقفه ومواقف البطريركية واضح من كل هذه الأمور ومعلنة في أكثر من مناسبة.  ورداً على سؤال، أوضح أن لا شيء يفرض على بكركي أن تدعم موقف هذا الفريق او ذاك أكان بالنسبة الى الميثاقية او غيرها، معتبراً أن هؤلاء يأخذون مواقف سياسية مصلحية مرتبطة بالصراع على السلطة حيث لا علاقة لبكركي بمثل هذه القضايا.  واضاف: حين يريدون يتحدثون على الميثاقية المسيحية، وأحياناً تغيب الميثاقية بشكل كامل، سائلاً: ما هي القاعدة؟ أين الميثاقية وأين الدستور بعد مرور أكثر من سنتين دون إنتخاب رئيس للجمهورية، وهل في ذلك احترام للميثاقية.  وتابع: من أجل تغطية التقصير هناك من يختبئ وراء كلام كبير، للأسف.  واعتبر أن عدم إنتخاب رئيس الجمهورية ليس فقط تقصيراً بل جريمة يشترك فيها 128 نائباً.  وقيل له: لكن هناك نواباً يحضرون الى المجلس النيابي عند كل دعوة لإنتخاب الرئيس، أجاب المطران مظلوم: الأمر لا يرتبط فقط بحضور الجلسة، بل هو مسار كامل في كل أبعاده.  وسئل: ما هو موقف بكركي من الحكومة في ظل الحديث عن إسقاطها، أكد المطران مظلوم ان البطريرك يدعو الى إحياء وإنعاش كل المؤسسات الدستورية، والى ترميم كل المؤسسات التي تهدّمت او تتهدّم، مضيفاً: بكركي لا تؤيد شلّ المؤسسات، بل على العكس يفترض أن تعمل وفق الدستور والميثاق والمصلحة العامة لكل اللبنانيين وليس مصلحة هذا أو ذاك، مشيراً الى أن البعض يسيّر شؤون المؤسسات حين يكون لديه مصلحة ما وحين تنتفي مصالحه يتم توقيف عملها، قائلاً: هذه ليست سياسة.

 

ردود المظلوم جاءت رداً على تصريح للدكتور فارس سعيد  وعلى مقالة للصحافي سيمون أبي فاضل هما في أسفل:

الدكتور فارس سعيد يسأل: اين الكنسية المارونية؟

لبنان الحر/الخميس 8-09-2016/لفت منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد الى عدم انعقاد الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة امس ككل أول أربعاء من كل شهر وأبدى عبر صحيفة النهار اسفه لهذا التطور الذي يحصل للمرة الاولى منذ الولاية البطريركية للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير. ولاحظ سعيد ان ثمة موضوعين لهما اهمية مفصلية غابت معالجتهما أمس مع عدم انعقاد مجلس المطارنة هما موضوع الميثاقية الذي كان للكنيسة أفضال في تأمين الغطاء له من خلال اتفاق الطائف والمسألة العقارية التي انفجرت مع قضية لاسا وارتداداتها ومن ثم مع المذكرة المشبوهة لوزير المال علي حسن خليل في شأن العاقورة. اضاف: نسأل اين هي الكنيسة من هاتين القضيتين المطلوب موقف واضح لها منهما؟

 

مراقبين: أن سكوت بكركي عما يطال المسيحيين ومسؤوليتها في معالجة الملفين العقاري والاداري في ظل تقاعس القوى المسيحية وتراجعها عن دورها الوطني هو بمثابة دق المسامير في نعش الحضور والدور المسيحي.

سابقة خطيرة.. لهذه الأسباب ألغت بكركي اجتماع مجلس المطارنة

سيمون أبو فاضل/الأربعاء، 07 سبتمبر، 2016

في سابقة لم تشهدها بكركي عبر تاريخها إلا في حال سفر البطريرك الماروني أو مرضه الشديد، لم ينعقد مجلس المطارنة والأساقفة الموارنة برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الأربعاء الماضي، حيث بررت أوساط بكركي عدم انعقاد المجلس بوجود 8 مطارنة خارج لبنان موزعين بين الفاتيكان والأردن.

إلا أنّ غياب الموقف الشهري لبكركي إثر عدم انعقاد الاجتماع لا يعود إلى غياب 8 مطارنة من أصل 48 يشكلون مجلس الأساقفة بل لسببين ولكل واحد منهما جواب رافضاً للسبب غير المقنع وهما:

الأوّل، فضل البطريرك الراعي عدم إعلان موقف مما يحصل من تعدي على أرض الكنيسة في بلدة لاسا وكذلك لعدم إصدار موقف من المذكرة التي أصدرها وزير المالية وطالت مشاعات بلدات مسيحية عدة بينها العاقورة واثارت سجالات سياسية – مذهبية تبعها تطويق بلدة العاقورة من قبل مسلحي حركة أمل اثر إنتشارهم بأسلحتهم وآلياتهم على تلال البلدة ما استدعى تدخل الجيش البناني. إذ إن الراعي يزور أعالي جبيل يوم الجمعة المقبل وبينها بلدة العاقورة وقبلها يعد له استقبال من قبل القرى الشيعية، فأراد عدم تعطيل الاحتفالات بمروره وبالتالي عدم انعقاد المجلس وتضمن البيان موقفا رافضاً للتعديات كما كان وعد وفود المنطقة ابان زيارتها له مؤخراً شامية مما يطال المسيحيين

لكن الجواب على محاولة البطريرك الراعي هذه تلاقيها مواقف بأنه ليس المطلوب منه شن الحرب، بل اعلان موقف مسهب يطالب الدولة بتطبيق القانون والعدالة، وحماية ممتلكات المواطنين لا اكثر، لا سيما ان التعديات طالت ارض الكنيسة وأحد الكهنة الذي تعرض لاعتداء في مقابل صمت وعدم استنكار من بكركي والكنيسة المارونية.

الثاني، فضل البطريرك الراعي عدم اتخاذ موقف من السجال الحاصل حول الميثاقية في ظل التباين المسيحي والإسلامي حول هذا الموضوع بحيث لا يريد ان يستفيد اي فريق من مضمون البيان الشهري على حساب الفريق المقابل.

لكن الجواب على هذا الموقف هو ان مجرد مطالبة البطريرك الراعي باحترام اتفاق في سابقة خطيرة، يكون قد حدد موقف الكنيسة من ضرورة تمسك الفرقاء بهذه الصيغة التي أمدت على المناصفة واحترام الدستور، بدلاً من أن تغيب بكركي عن موقفها الوطني ودورها الذي لم تتنازل عنه في أحلك الظروف وتمسك به الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي واجه ضغوطات زمن الاحتلال السوري ولم يتورع عن إطلاق المواقف سواء عبر احاديث مقتضبة ام من خلال بيانات مجلس المطارنة حيث شكل أحدها وهو البيان النداء من الديمان في أيلول العام ٢٠١٥ محطة محورية في تاريخ لبنان.

وفي قناعة مراقبين أن سكوت بكركي عما يطال المسيحيين ومسؤوليتها في معالجة الملفين العقاري والاداري في ظل تقاعس القوى المسيحية وتراجعها عن دورها الوطني هو بمثابة دق المسامير في نعش الحضور والدور المسيحي.

 

وفي نفس السياق كتب الإعلامي البشيري أنطوان مراد على صفحتع على الفيسبوك ما يلي:

انطوان مراد/فايسبوك/08 أيلول/16/زرت وصديق البطريرك صفير منذ بضع سنوات قبل استقالته لنقف علی رأيه في تراجع الوجود المسيحي في لبنان ، فقال لنا: “لايمكن التخلي عن الأرض ولا سيما في الأطراف. اذا صرنا عالبحر منصير بالبحر”! أين الكنيسة اليوم من قضية أملاكها في لاسا ومشاع العاقورة؟! وأين موقف مجلس المطارنة؟! أطال الله بعمر أبينا وبطريركنا الدائم ورحم الله سابقيه … ولاحقيه … ورحمنا أجمعين. والسلام.

 

بالصوت وبالنص/الياس بجاني/ميثاقية المصاهرة المسخ ،ودور عون التدميري وواجب محاكمة جبران باسيل بتهمة الخيانة والتحريض الطائفي والمذهبي

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/08/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85%d9%8a%d8%ab%d8%a7%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/ميثاقية المصاهرة المسخ، دور عون التدميري وواجب محاكمة جبران باسيل بتهمة الخيانة والتحريض الطائفي والمذهبي/08 أيلول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20bassil.aoun%20heretics08.09.16.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/ميثاقية المصاهرة المسخ، دور عون التدميري وواجب محاكمة جبران باسيل بتهمة الخيانة والتحريض الطائفي والمذهبي/08 أيلول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20bassil.aoun%20heretics08.09.16.wma

 

ميثاقية المصاهرة المسخ ودور عون التدميري

الياس بجاني/08 أيلول/16

نحن الموارنة اليوم نُعاقب ونُذل ونُهان في هويتنا ووجودنا وتاريخنا ودورنا الريادي والحضاري، وذلك من خلال هرطقات وفجور وموت ضمير وغرائزية وجشع سياسيين أوباش وطرواديين وأقزام وجهلة وتجار دم ومذاهب وأوطان وكرامات.

سياسيين مرتزقة يدعون باطلاً وزوراً تمثيلنا فيما حقيقة هم أعدائنا وأعداء الإنسانية، وأعداء وطن الرسالة، وأعداء ثورة الأرز، وأدوات وأبواق للمحتل الإيراني الملالوي، وخدّم لحزبه الإرهابي عندنا، كما هو تحديداً حال ووضعية ودور النائب ميشال عون وطاقم أصهرته، وفريقه من الودائع النواب النوائب، ومعهم وفي قاطعهم كل ماروني أكان مواطناً أو سياسياً أو اعلامياً أو رجل دين أو مثقفاً أو ناشطاً يقبل بممارسات عون ويقول قوله، أو يماشيه على خلفية التذاكي والحربقة، ويؤيده لموقع رئاسة الجمهورية ويسوّق له وهو يدري أنه بعمله المستنكر هذا ينقلب على كل ما هو لبناني، ويهين ويناقض كل تضحيات الشهداء والقيم والمبادئ والثوابت.

عملياً، عون هذا سمم ودنس وعهر عقول ومفاهيم وأخلاق كثر من شبابنا وشيابنا وأوقعهم في تجاربه التي هي ابليسية أكثر من تجارب إبليس نفسه بمئات المرات.

عون ضلل كثر من أهلنا ويسوقهم كالأغنام إلى الأبواب الواسعة التي نهايتها كما يعلمنا إنجيلنا المقدس هي جهنم ونارها التي لا تنطفئ ودودها الذي لا يستكين.

عون الجاحد هذا العامل بوظيفة بوق وكيس رمل وأداة لدى المحتل الإيراني مكلف ملالوياً بتدمير النظام اللبناني، وبتعطيل كل مؤسسات الدولة، وبإفقار اللبنانيين، وبتهجيرهم، وبالتغاضي عن سرقة أموالهم وممتلكاتهم وأرضهم، ودفعهم إلى أوحال وفخاخ التعصب والمذهبية، وتقليبهم غرائزياً ومذهبياً ضد بعضهم البعض لتعم حالة الفوضى والتقاتل وتسود ثقافة شرعة الغاب.

المحتل الإيراني المعادي للبنان ولكل الدول العربية يسعى من خلال طرواديين من خامة وثقافة عون وكل من يقول قوله ويفعل أفعاله لتعميم حالات الفوضى والغرائزية والتقاتل المذهبي لخلخلة ومن ثم إسقاط كل الأنظمة العربية وإقامة الإمبراطورية الفارسية على أنقاضها.

إن ما يجري في لبنان ويجري أيضاً في سوريا والعراق واليمن وغزة، وفي العديد من دول الخليج العربي يأتي في سياق المؤامرة الإيرانية الدموية والإرهابية الممنهجة والواضحة الأهداف والمرامي.

أما الميثاقية المسخ التي يحمل لوائها جبران باسيل صهر عون المدلل وهو الذي رفض أهل "البترون" انتخابه نائباً أكثر من مرة وأسقطوه ورذلوه، فهي غير الميثاقية الدستورية التي يعرفها شعبنا ويحترمها... إنها ميثاقية المصاهرة  والنفاق والانتقائية المصلحية والعهر السياسي لا أكثر ولا أقل.

باسيل يهدد بالميثاقية ويستغلها غب فرمانات المحتل الإيراني بهدف إثارة النعرات الطائفية خدمة لمصالح هذا المحتل.

الميثاقية التي ينادي بها باسيل لا تمت للموارنة تحديداً بصلة وهي مقتصرة فقط على ميثاقية مصاهرته لعون وليس لأي شرعية أخرى.

باختصار، فإن لا عون ولا طاقم أصهرته التجار يمثلون الموارنة تحديداً، ولا المسيحيين عموماً، وبالتالي لا يحق لهم التكلم باسمهم أو التهديد بهم.

يبقى، المطلوب من القيادات المسيحية اللبنانية الزمنية والدينية السيادية ومن أهلنا الأحرار والسياديين أن يوقفوا مهازل ومسرحيات عون وأصهرته ويضعوا حداً لهرطقاتهم والطروادية ويفضحون ويعرون خدعة وكذبة تمثيلهم للمسيحيين.

 

الياس بجاني/رابط مقالتي الجديدة المنشورة في جريدة السياسة/ميثاقية المصاهرة المسخ ودور عون التدميري/08 أيلول/16/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AE-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D9%85/

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالصوت والنص/مداخلة للمهندس عاطف حرب، الناشط السيادي اللبناني الإغترابي عبر برنامج بموضوعية- تلفزيون المستقبل/تناول فيها خلفية ومبررات دعم التحالف الأميركي الشرق أوسطي للمرشح دونالد ترامب

بالصوت/فورماتMP3/مداخلة للمهندس عاطف حرب، الناشط السيادي اللبناني الإغترابي عبر برنامج بموضوعية- تلفزيون المستقبل/تناول فيها خلفية ومبررات دعم التحالف الأميركي الشرق أوسطي للمرشح دونالد ترامب/08 أيلول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/atefharb07.09.16.mp3

بالصوت/فورماتWMA/مداخلة للمهندس عاطف حرب، الناشط السيادي اللبناني الإغترابي عبر برنامج بموضوعية- تلفزيون المستقبل/تناول فيها خلفية ومبررات دعم التحالف الأميركي الشرق أوسطي للمرشح دونالد ترامب/08 أيلول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/atefharb07.09.16.wma

 

جلسة حكوميّة بـ 16 وزيراً… سلام: الجلسة دستورية وميثاقية

وصل عدد الوزراء في جلسة الحكومة التي انعقدت الخميس في السراي الحكومي إلى 16 وزيراً، واكتمل النصاب لانعقادها برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، وذلك على الرغم من غياب وزراء “التيار الوطني الحر” و”الطاشناق” و”حزب الله” و”المردة”، إضافة إلى الوزيرين المستقيلين أشرف ريفي وآلان حكيم.

وبذلك يكون الوزراء المشاركون في الجلسة، إضافة إلى رئيس الحكومة تمام سلام، الوزراء سمير مقبل، أليس شبطيني، غازي زعيتر، بطرس حرب، وائل أبو فاعور، علي حسن خليل، أكرم شهيب، محمد المشنوق، سجعان قزي، رشيد درباس، نهاد المشنوق، رمزي جريج، نبيل دو فريج وعبد المطلب حناوي، وميشال فرعون. وأفادت قناة الـLBCI، أن رئيس الحكومة تمام سلام هدد بالاستقالة وكان المخرج بعقد جلسة تشاورية بحضور وزير السياحة ميشال فرعون. يُذكر أنّ الوزير فرعون نفى أن يكون قد أمّن نصاب جلسة الحكومة. وانتهت جلسة مجلس الوزراء دون اقرار اي قرارات، وتلى وزير الإعلام مقررات الجلسة قائلاً: “الرئيس سلام اعتبر إن تعليق جلسات الحوار أضاف مناخاً سلبياً الى الأجواء العامة”. واردف: “سلام فتح المجال امام المزيد من التشاور في الازمة الراهنة لاعطاء الحلول، كما اشار الى ان انتاجية الحكومة عامل اساسي لبقائها وبلا هذه الإنتاجية لا جدوى لبقائها”. واضاف: رأى رئيس الحكومة إنّ جلسة الخميس دستورية وميثاقية وانتاجية الحكومة عامل اساسي في بقائها وعلينا عدم تجاهل تبعات التعطيل”.

 

الحجّ ممنوع!

احمد الأسعد/08 أيلول/16

بلغ الغرور بحزب الله حدّ اتخاذ قرار بمقاطعة...الله! حتى أقدس المقدّسات، لا يتردد حزب الله في انتهاكها والمسّ بها، فقط لأن سيّده النظام الإيراني أمر بذلك. فها هو، وتطبيقاً لتوجهات هذا النظام، يُعمّم على محازبيه ما يسميه "تكليفاً شرعياً" بعدم المشاركة في موسم الحج! لا يحقّ لأحد أن يمنع المسلمين من تأدية فريضة أمرهم بها الله عزّ وجلّ، ولكن الحزب الذي يدّعي أنه يعمل ويحارب باسم الله، تجرّأ...على الله نفسه! إن هذا التسييس المرفوض لمسألة الحجّ، يبيّن مجدداً، وبوضوح لا يقبل الشكّ، أن حزب الله ليس سوى منتحل صفة، وأنه يستخدم الدين لأغراض سياسية ضيّقة ليس إلاّ، وفقط لتحقيق مآرب النظام الإيراني.

ليس حزب الله سوى أداة في أيدي هذا النظام، بدليل أنه يطيع أوامره بصورة عمياء، حتى لو كانت هذه الأوامر تقضي بمنع المسلمين من إطاعة أوامر الله! وحتى لو كان الأمر يتعلق بالركنالخامس من أركان الإسلام، فإن الأولوية عند حزب الله هي كونه أحد أركان حرب النظام الإيراني. لم يعد حزب الله يكتفي بالمشاركة في إبادة الشعب السوري، والمسلمين منه تحديداً، ولا بارسال الشبّان المسلمين الشيعة إلى ساحات الموت، بل هو الآن يريد حتى منع المسلمين من تأدية واجباتهم الدينية، فهل يوجد من يحمي الإسلام... من حزب الله؟

 

زهرا ردّاً على إرسلان: المطلوب انتخاب رئيس لا مؤتمر تأسيسي

موقع القوات اللبنانية/08 أيلول/16/رد عضو كتلة حزب “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا على كلام النائب طلال ارسلان وما تضمنه من دعوة “الى استباق الكارثة والذهاب الى مؤتمر تاسيسي يعيد صياغة النظام المازوم الذي يسقط بين ايدينا ويلفظ انفاسه الاخيرة”. واردف زهرا: “يهمني بداية ان الفت نظر ارسلان الى ان طاولة الحوار فشلت خلال 11 عاما ( منذ بداية 2006) في الوصول الى اية نتائج في المواضيع التي طرحت عليها فكيف يمكننا والحالة هذه ان نصل الى حلول في مؤتمر تأسيسي لا يعرف الا الله ما يمكن ان يطرح فيه وخلاله؟ واضاف: “المطلوب منا جميعا ان نجدد التزامنا بالطائف – الدستور ونذهب الى تطبيقه بشكل صحيح، خصوصا وان اوضاع المنطقة لا تسمح بترف البحث في حلول اخرى وكلام ارسلان عن “وضع حد لاستباحة الشعب والعودة الى احكام الدستور” تتلاقى مع هذه المسلمة في اكثر من معنى ومبنى”.وختم زهرا: “استطرادا فأن كلام ارسلان عن الانطلاق عبر تطبيق مواد الدستور لا تحتاج الى مؤتمر تاسيسي بل الى انتخاب رئيس للجمهورية (كما تنص مواد الدستور) وتشكيل حكومة جديدة واقرار قانون للانتخابات تعيد جميعها انتاج سلطة قادرة على وضع نصوص الدستور موضع التنفيذ بما يسيّر عجلة الدولة ويعيدنا الى الحياة الديمقراطية الحقة التي نتوق جميعا الى احيائها”.

 

وفد من “الأحرار” في معراب.. شمعون: متفقون مع “الحكيم” دوماً سياسياً وحول كل المبادئ

موقع القوات اللبنانية/08 أيلول/16/استقبل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب وفداً من حزب “الوطنيين الأحرار” برئاسة عضو المجلس الأعلى في الحزب كميل دوري شمعون، في حضور رئيس جهاز الاعلام والتواصل ملحم الرياشي.

عقب اللقاء، قال جعجع: “كان لي الشرف اليوم باستقبال وفداً من قيادة حزب “الوطنيين الأحرار” وعلى رأسه السيد كميل دوري شمعون لدعوتي الى المشاركة في الاحتفال الثامن والخمسين لذكرى تأسيس الحزب، فحزب “الوطنينن الأحرار” غنيٌ عن التعريف، وفي هذه المناسبة أستذكر منذ كنتُ ولداً صغيراً حتى الآن أن حزب “الوطنيين الأحرار” كان من أول الأحزاب الحرّة في لبنان والذي تعلّم منه الكثيرون كيف تكون السياسة الحرّة وكيف تتم المحافظة على مبادئ الحرية والسيادة والاستقلال، وأقصى تمنياتي أن يبقى إرث الرئيس كميل شمعون حيّاً ومستمراً لأنه ليس من السهل أن يتوافر لنا حالياً تراثاً مثله”.

بدوره، شكر شمعون جعجع على الاستقبال، فقال: “جئنا اليوم لنوجّه هذه الدعوة الى “الحكيم” لأننا متفقون معه دوماً سياسياً وحول كل المبادئ، وكانت مناسبة تبادلنا خلالها الأفكار ولاسيما بالنسبة الى الطروحات المعروضة اليوم والتي نعتبر أنه لا يجب أن تتم أبداً، فإذا أرادوا تخييرنا بين الصيغة الحالية والصيغة الجديدة التي يُحكى عنها للبنان سواء كانت المثالثة أو سواها، فنحن نرفضها كلياً، نحن متمسكون باتفاق الطائف وبمبادئه، وفي حال لن يتمكنوا من تطبيق الطائف فلنعُد الى مبادئ الجمهورية الأولى والميثاق الوطني الذي اتفق عليه كبار هذا البلد وأبرز بنوده المناصفة التي هي ضمانة ثبات لبنان”.

وأمل شمعون أن يتوقف الكلام عن صيغة جديدة للبنان لأنها ستُوصل البلد الى حرب أهلية جديدة والى الهاوية التي لا أحد يراها.

 

لا نؤيد التصعيد في الشارع… قاطيشا: عون بات مقتنعاً بأن “حزب الله” لا يريد رئيساً

موقع القوات/08 أيلول/16/اكد مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبه قاطيشا ان “حزب الله” لمس فعلياً ان “التيار الوطني الحر” لن يتراجع عن قراره مقاطعة جلسات الحكومة فقرر عدم تركه وحيداً فإعتكف عن حضورها، واضاف: “ربما اعتبر الحزب  ان هذه الصفة تفيده للمستقبل ويتم من خلالها لملمة الجراح  ولملمة القصة تفاديا لتصعيد “الوطني الحر” لتمرير هذه الازمة، مشيراً الى اننا في ازمة كبيرة وخطيرة وكل دول العالم غير مكترسة للبنان وبعضنا مرتهن للخارج، لذا يجب تمرير المرحلة بأقل ضرر ممكن. واستبعد قاطيشا في مقابلة عبر إذاعة “الشرق” ان نعود للنزاعات والصدمات اذ ان اللبنانيين عانوا كثيراً واختبروا الحرب الاهلية وويلاتها وعايشوها على مدى عشرين سنة، قائلاً: “كنا نتأمل ان ينحل التصعيد الذي نراه حالياً داخل الحكومة وعلى طاولة الحوار”، مبدياً تأييده للكثير من طلبات الأفرقاء وداعياً الجميع الى الترفع عن الانانية والمصالح الخاصة وللتعامل بروية وهدوء فالفراغ ليس حلاً. واشار الى ان وتيرة الخطاب السياسي وخاصة اللبناني ليجيش الناس يأخذ طابعاً مذهبياً او طائفياً لذلك عندما تُرفع نبرة الخطاب بهذا الإتجاه ينبت الخوف من اخذ اللبنانيين الى صدام، مؤكداً انه لا يجوز رفع مستوى الخطاب لهذا الحد وثانياً لا يجوز التخلي عن الحوار ربما لا يتم الوصول بجلسة واثنتان ولكن ذلك يساعد على تبريد الساحة. ولفت الى ان “القوات اللبنانية” لم تشارك منذ البداية في طاولة الحوار لأنها اعتبرتها “طبخة بحص” وفيها إلغاء للمؤسسات الدستورية واكبر دليل انه وبعد جلسات من الحوار لم يستطيعوا حل اي من البنود المطروحة، مضيفاً: “لا نؤيد التصعيد في الشارع لأنه قد يقود الى عدم القدرة من الرجوع من الساحة في وسط النيران القائمة من حولنا، كما اننا ضد الفراغ في المؤسسات الدستورية، والدكتور سمير جعجع طبعاً سيتحدث والعماد ميشال عون لتفادي النزول الى الشارع”. واعتبر ان التهميش الاكبر والاعظم للمسيحيين هو الشغور الرئاسي، مؤكداً ان “حزب الله” لا يريد رئيساً للجمهورية وربما لا يريد جمهورية ولو كان رئيسها حليفه والتعطيل معروف من اي جهة يأتي، قائلاً: “الدكتور جعجع يحث دائماً العماد عون ليقنع “حزب الله” بتمرير الاستحقاق الرئاسي وربما عون لم يتمكن حتى الآن من اقناع الحزب”، لافتاً الى اننا لن نكل ومستمرون بالضغط  لنتمكن بواسطة العماد عون اقناع “حزب الله” بتمرير الاستحقاق الرئاسي، فعدمه يرتب كل هذه الأزمات من التشكيلات الإدارية الى شل الحكومة ومجلس النواب، واليوم الرئاسة هي الجذع الأساسي للشجرة التي تدعى لبنان. وشدد على ان العماد ميشال عون بات مقتنعاً ان “حزب الله” لا يريد رئيساً ولا رئاسة للجمهورية، وربما من هنا نرى تصعيده بوجه الحكومة ورئاستها ليطبق المثل القائل: “عم بحكي يا كنة تتسمعي يا جارة”، ولذلك يرفع الصوت ليحث “حزب الله” على التراجع وتأمين انتخابه رئيسا للجمهورية، وبطريقة غبر مباشرة تصعيد عون يستهدف “حزب الله”. وختم: “نحن مع المصالحة مع كل اللبنانيين بدءاً من مصالحة الجبل الى مصالحة 14 اذار، حتى مع ابعد الناس الينا، واتت دعوة الدكتور جعجع  للكتائب لينضموا الينا لننقذ رئاسة الجمهورية وقد وجدنا العماد عون الشخص المناسب، ولبنان لن يقوم الا بمصالحة مع كل المكونات”.

 

أبي نصر وديب من بكركي: قد نلجأ إلى الشارع

موقع القوات/08 أيلول/16/زار وفد من تكتل “التغيير والإصلاح” ضم النائبين نعمة الله أبي نصر وحكمت ديب بكركي لوضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في أجواء تحركات “التيار الوطني الحر” الأخيرة. وقال أبي نصر عقب اللقاء: “تكتل “التغيير والاصلاح” لا يمكن ان ينظر الى انهيار الدولة من دون تسجيل موقف لذا قررنا التحرك اعلامياً وسياسياً”، مهدداً: “اذا اقتضى الامر سننزل الى الشارع”، متابعاً: “قررنا ان نضع الكنيسة المارونية بهذا الجو”. بدوره، أشار ديب إلى أننا “وضعنا البطريرك الراعي في صورة الخطوات التي سنتخذها لحماية الصيغة” لافتاً أن “الشريك المسلم لا يلتفت ابدا للمصلحة الوطنية الكبرى التي تضمن عيشنا المشترك وبقاء كل مكونات لبنان” مشيراً أن “اقصاء المسيحيين وقياداتهم وموظفيهم وحرمانهم من الخدمات لم يعد يطاق”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 8/9/2016

الخميس 08 أيلول 2016

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "لبنان"

مجلس الوزراء المنقوص عددا غير المنتج عملا الى أين؟.السؤال الكبير. الحكومة الى أين؟.والسؤال الأكبر.. البلد الى أين؟.

الجواب عند فريق قاطع جلسة مجلس الوزراء.. المرشح الرئاسي معلوم فانتخبوه، لكن جوابا مشابها أيضا عند فريق كان مقاطعا كذلك ولديه المرشح الآخر.. فما العمل؟.

جواب في ناحية ثالثة، ويلتقي عليه أكثر من فريق وهو أن الحكومة هي المربع الثاني للمشكلة، وان الحوار هو المربع الاول الذي تعود إليه المشكلة شاء من شاء وأبى من أبى، فمن سابع المستحيلات ان يكون هناك انتخاب رئاسي إذا لم يتم التوافق في الحوار ولهذا التوافق مندرج قانون الانتخاب والحكومة شكلا ومضمونا.

من هنا قالت أوساط سياسية إن البلد على مفترق طريقين:

الأول انعقاد سريع لطاولة أهل الحوار والاتفاق على الحل الشامل نحو وضعٍ مريح.

الثاني استقالة الحكومة وتحول عملها الى تصريف للاعمال نحو وضع معد.

وأشارت الاوساط نفسها الى أن الرهان على الخارج خاسر وإن تحرك الخارج إذا ما تم فإنه لن يتم إلا بعد الخراب.

مجلس الوزراء إذن إنعقد على حافة الثلثين، والوزير ميشال فرعون كان بيضة القبان، وعلى أساس التشاور وليس الانتاج، الامر الذي دفع الرئيس تمام سلام الى بق البحصة بأن لا لزوم لحكومة غير منتجة، واللبنانيون معه في ذلك، فإما حكومة تعمل في جلسات هادئة لمجلس الوزراء وإما تصريف للاعمال بدون جلسات، وفي الحالتين تذكير بأن التحركات النقابية والمدنية في الشارع قريبة، وبأن الهيئات الاقتصادية أطلقت جرس الإنذار.

وثمة عبارة على ألسنة اللبنانيين، للصبر حدود، وثمة عبارة أخرى على لسان سفراء أجانب: لا بد من حلول/ لكن كيف ومتى؟.

مجلس الوزراء في حالته اليوم أنتج غضبا لدى الرئيس سلام.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال "ان بي ان"

تسوية الليل العونية لم يبزخ فجرها على الحكومة لكن مجلس الوزراء صبح واكتمل نصابه رغم مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر والطاشناق وتضامن وزيري حزب الله، والمردة المشتبك سياسيا مع العونيين نزل على خاطر الحزب ابطال التمديد للامين العام لمجلس الدفاع الاعلى اللواء محمد خير مع الابقاء على التمديد لقائد الجيش مشروع تسوية عونية حملها اللواء عباس ابراهيم الى رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق لكنها رفضت بعد اتصالات استمرت طيلة ساعات الليلة الماضية فلا يجوز العودة عن قرارات الحكومة كلما اعترض فريق على مقررات لا تعجبه قال الوزير سجعان قزي.

طارت التسوية المقترحة التي نفى وجودها التيار الوطني الحر بعد ساعات على كشفها ونفيه لم يمنع الاسئلة التي طرحت داخل الجلسة، هل تعيين بديل عن اللواء محمد خير يعيد حقوق المسيحيين ويؤمن الميثاقية فرتفع المظلومية؟

تبدل المشهد بين الليلة الماضية واليوم مع اصرار الرئيس تمام سلام على عقد الجلسة بعد كلام عن تطيير نصابها، الجلسة ميثاقية ودستورية لكنها لم تبحث جدول اعمال وتحولت الى تشاورية بطلب من الوزير ميشال فرعون الذي اكمل النصاب في السرايا ثم عزز تموضعه السياسي المستجد وسطيا بين كل الاتجاهات وتوجه الى الرابية مؤكدا من هناك ان التقدم في الحوار حول الرئاسة يحل الكثير من الازمات.

حول سوريا تدور الاتصالات الاميركية-الروسية تزامنا مع بث اجواء تفاؤلية عن اتفاق محتمل لكن عدم حصول لقاء في جنيف بين الوزيرين سيرغي لافروف وجون كيري ترك علامات الاستفهام مفتوحة بحجم السيناريوهات المطروحة بين الفشل والاتفاق .

اما في الميدان السوري فقد برز اليوم نجاح الجيش في السيطرة الكاملة على الراموسة في جنوب غرب حلب ليستعيد بذلك كل المناطق والنقاط التي احتلتها الجماعات المسلحة الشهر الماضي في هذه المنطقة.

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال "او تي في"

بأقل من ستة في المئة من المسيحيين، جمع تمام سلام ما تبقى من حكومته. واعتبرها دستورية وميثاقية ... مع أنه تمام صائب سليم سلام ... أي يفترض أن يكون الرجل، حفيد أبو علي سلام، الذي نقل جماعته وانتقل من مؤتمر الساحل والأقضية الأربعة، إلى لبنان الكبير ونهائية الوطن ... ويفترض أن يكون ابن صائب المصيطبة، ابن صاحب القلب والقرنفلة البيضاوين، وشعار التفهم والتفاهم ... الرجل الذي ذهب إلى بشير الجميل تحت القصف الاسرائيلي. وانتخب أمين الجميل لينقذ آخر ما تبقى ... ووقف في مجلس اتفاق 17 أيار، محذرا ومتجرعا... وبايع الطائف رغم مرض الاثنين، وقاطع مجلس غازي كنعان سنة 1992، يوم نجح الغازي بالقوة في استجرار 13 بالمئة من الناخبين... تمام سلام الابن والحفيد، وقف اليوم، ليقول عن حكومة الأقل من 6 بالمئة من المسيحيين، انها دستورية وميثاقية... غير أن ما لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، اتهام تمام سلام للآخرين بالتعطيل... وهو ما يقتضي ترك الأدبيات والذهاب إلى تمام سلام بالأسئلة المباشرة: لماذا عطلت أنت يا تمام بيك انتخابات جزين الفرعية طيلة سنة ونيف، وهي استحقاق دستوري؟ لماذا عطلت أنت، ولا تزال تعطل، مرسومي الغاز منذ ثلاثة أعوام ونصف، وهو ملف حيوي لا بل مصيري؟ لماذا عطلت معمل دير عمار، وحملت بذلك الدولة اللبنانية غرامة دولية تبلغ أكثر من مئة مليون دولار أميركي، وخطرا بتحويل لبنان إلى نادي باريس للمفلسين؟ لماذا عطلت معمل كهرباء الزوق، وقد بات منجزا ينتظر توقيعا وكبسة زر؟ ولماذا أخيرا عطلت تعيين أمين عام جديد للمجلس الأعلى للدفاع، وعطلت وتحضر لتعطيل تعيين قائد للجيش؟ المعترضون هم من يعطل؟ بل هم يعترضون على تعطيلك للحكومة وللدولة. هم يثورون اليوم، لأنك فضلت الضابط خير، وخير موظف واحد فاسد،، على خير الشعب والوطن طبيعي أن نسمع اليوم من نبيل فريج تخرصات عن نزع جنسيات وإسقاط هويات ... فالرجل يحمل جنسيتين على الأقل. ولقبا أرستوقراطيا من بلاد الفرنجة. ومزرعة حيوانات وسباق خيل ... وهو في كل الأحوال، وبالوقائع، لا يمثل إلا بضع مئات من ناخبي مقعده... فلا عتب عليه ولا حساب ... وطبيعي أيضاً كلام بطرس حرب عن الكرامات ... فالكرامة تبدأ من فستان عرس كريمة رستم غزالة، وتنتهي عند أتعاب بنك المدينة ... أما تمام سلام، فوزناته أكبر. ومسؤوليته كذلك... وهو ما ظهر في جلسة الأقل من ستة بالمئة اليوم ..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

عند طريق الراموسة اعيد رسم الجبهة الحلبية بوجه الارهاب..

أكمل الجيش السوري تقدمه مستعيدا المنطقة الاستراتيجية عند خاصرة حلب، فاعاد معها خنق الارهابيين في الاحياء الشرقية للمدينة..

بضربة محكمة أوقع الجيش جل امنيات الارهاب ورعاته الذين حشدوا لموجات المسلحين على حلب كل دعم عسكري وبشري، وبنوا على المعركة احلام رسم صورة جديدة تغير مسار الصراع..

من المؤكد ان اصداء الراموسة سمعت على طاولات البحث السياسية، وتسللت الى الخطوط الهاتفية الساخنة المفتوحة بين وزير الخارجية الروسي ونظيره الاميركي.

ضربة موجعة للارهاب، وان لم تنه المعركة، والجيش السوري والحلفاء عند اتمام المهمة..

في لبنان اتم سياسيوه يوما ملتهبا باقل الخسائر الممكنة.. قاطع حزب الله والمردة جلسة مجلس الوزراء الى جانب التيار والطاشناق، حامين بذلك الحكومة من بعض مكوناتها، ومفرملين المسار المتجه نحو الانهيار، لصالح العقول الباردة التي تتلمس المخارج بين الالغام السياسية المتراكمة..

بطأوا عجلة التازيم، املا بالاستفادة من مساحة وقت اضافية تعيد الجميع الى السكة الحوارية، التي تعتبر ضرورة ومصلحة وطنية بحسب كتلة الوفاء للمقاومة. فهيئة الحوار برعاية الرئيس بري تشكل الفرصة الواقعية المتاحة للمعالجة، كما ان التفهم والتفاهم بين كافة اللبنانيين يشكلان المدخل الوحيد لانهاء الازمة بحسب بيان الكتلة..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"

شر البلية ما يضحك.

لبنان المبتلي بحزب الله، يكاد يصير مساحة للضحك والكوميديا السوداء.

لنتبع السهم. حزب الله أدار قبل ساعات محاولة تعطيل نصاب جلسة الحكومة، من وراء الكواليس، باسمه الحركيّ، ميشال عون.

الحزب نفسه تضامن موفده إلى الحوار الوطني النائب محمد رعد، مع جبران باسيل في تفجير الحوار من الداخل.

لكن الحزب نفسه عاد وأكد عبر بيان كتلته النيابية، على ضرورة الحوار ومصلحة لبنان وكل الأفرقاء فيه.

هو موقف يتراوح بين النكتة وبين استغباء اللبنانيين.

تصعيد حزب الله بتفجير الحوار ومحاولة تفجير الحكومة يأتي على إيقاع التصعيد الإيراني ضد السعودية، المتجدد. فبعد هجوم المرشد الأعلى علي خامنئي، و الرئيس الايراني حسن روحاني واكب حزب الله هذا الهجوم بتحميل السعودية كل ازمات العالم العربي وايران.

جلسة مجلس الوزراء التي استطاعت تأمين النصاب، كانت فيها مداخلة للوزير نهاد المشنوق، الذي دعا إلى الاستيعاب بدل المواجهة، مؤكدا أن انتخاب رئيس للجمهورية هو مما يعيد النصاب الدستوري إلى إدارة البلاد، بدلا من حكومة الأزمة التي كل ما ينتج عنها جزء من الأزمة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال "ال بي سي"

الجميع خرجوا رابحين الا قضايا المواطن، رئيس الحكومة خرج رابحا لانه رأى انه عقد جلسة ميثاقية ودستورية، التيار الوطني الحر خرج رابحا لانه جعل حزب الله ينحاز الى المقاطعة، حزب الله خرج رابحا لانه ربح العماد عون من دون ان يخسر رئيس الحكومة، الوزراء المسيحيون غير المقاطعين خرجوا رابحين ايضا لانهم وفروا النصاب لكنهم لم يدخلوا في جدول الاعمال، ولكن بعد هذه الارباح بالجملة، ماذا عن الغد؟ وماذا في الاسبوع المقبل؟ وما هو مصير جدول الاعمال وقضايا الناس واستحقاق رئاسة الجمهورية؟

انسداد الافق الداخلي ربما هو ترجمة للتباعد الكبير بين السعودية وايران، فكل المعطيات تشير الى ان هذا التباعد مستمر، خصوصاً ان التطورات الميدانية في سوريا تساعد على هذا التباعد، حيث ان الجانب الايراني يرى نفسه الاقرب الى تحقيق اهدافه في سوريا على حساب الثقل والتأثير السعوديين، وعلى الرغم من ان الجانب الايراني وفق مصادره مستعد لاتفاق مع السعودية، فإن المملكة ترى ان الاوضاع الميدانية هي التي تحدد مسار التطلعات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال "ام تي في"

من يحشر الحكومة في الزاوية ويدفع رئيسها الى المفاضلة بين كرامته الشخصية وكرامة الدولة بعد تعطيل الالة المترنحة المتمثلة بمجلس الوزراء هو نفسه الذي يساير التيار الحر الباحث عن تأمين الميثاقية وهو نفسه الذي يترك العماد عون واجهة ابدية مع الحليف سليمان فرنجية على موقع الرئاسة المحجوب، وهو نفسه الذي يمرر الرسالة الى احد الحلفاء كي يطالب بمؤتمر تأسيسي فيما يسارع احد وزرائه للاعلان بأن حزب الله يريد تطبيق الطائف.

والخطير في هذه الصورة السلك القوي الذي بات يربط بين تعطيل المؤسسات وربط مصير لبنان بمصير الصراع في الاقليم وصولا الى المؤتمر التأسيسي، ومن يعرف ان المؤتمر التأسيسي يلغي الطائف الذي كلف اللبنانيين مئات الالاف من الضحايا لا يخفى عنه ان الطريق اليه والذي لا يحظى باجماع اللبنانيين يؤسس لحرب مدمرة لا يعود لبنان من بعدها يشبه نفسه بل سيشبه احدى الولايات التي يعمل البعض على انشائها في المنطقة على انقاض الدول والكيانات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

يستعمل السياسيون اخر الاسلحة التيار لا يستبعد الشارع، تمام سلام يستند الى صيغة صائب في معادلة لا غالب ولا مغلوب اما حزب الله فقد أمسك بالعصا من النصف ساند عون في الامتناع عن المشاركة في جلسة الحكومة وافرز قوة اسناد سياسية لشد عزائم حوار عين التينة .

وتحت السقف المهترىء حكوميا انعقدت جلسة مجلس الوزراء على شكل استئناس وكان فرعونها وزير سياحة في الجلسة يضبط عقاربها على التشاور فقط من دون قرارات.

وبالاستنتاج فان رئيس الحكومة استعان باحتياط الصبر وظهر اكثر من اي ميثاقية من اي طرف وحزب الله استخدم خبرته العسكرية ونزع فتيل التفجير وبعد تعطيل العبوات لجأ الحزب الى التمشيط السياسي اذ قالت معلومات الجديد ان مسؤولا في حزب الله اجرى اتصالا بزعيم تيار المردة سليمان فرنجية وشكره على تفهم المرحلة وقدر له خطوة عدم حضور وزير المردة روني عريجي جلسة اليوم.

ووفق المعلومات فان مسؤول الحزب قال لفرنجية نشكر لك هذا الموقف الشريف بعدما كان زعيم المردة قد قرر ليلا السير في موقف الحزب وعدم حضورة الجلسة كما اجرى الحزب اتصالا اخر برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل واذا ما استمر مجلس الوزراء غائبا عن الانعقاد ومع سفر الرئيس تمام سلام يلجأ وزير الدفاع سمير مقبل الى استعمال صلاحيته القانونية في تأجيل تسريح قائد الجيش لكن كل هذا لا يعني بالنسبة الى التيار الوطني سوى تأجيل تسريح الازمة التي ستصطدم بتاريخ الثالث عشر من تشرين المقبل وحكومة الازمة كانت موضع توصيف من وزير الداخلية نهاد المشنوق داخل الجلسة اليوم حيث قدم مطالعة استيعابية تميل الى اللون الميثاقي فدعا المشنوق الى ضرورة ان تكون قاعدة جلسة مجلس الوزراء هي الاستيعاب وليس المواجهة داعيا الرئيس سلام الى الاستمرار في سياسته والقيام بخطوات ايجابية للبحث في كيفية استعادة 3 قوى رئيسة غائية الى طاولة مجلس الوزراء.

وفي الوقت الضائع لعب بالاوراق الرئاسية جديده دخول السلطة الفلسطينية للمرة الاولى على خط الرئاسة اللبنانية عبر تقديم مقترحات الى روسيا ترشح احدى الشخصيات اللبنانية الوسطية.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 8 ايلول 2016

النهار

طوعا وأمرا ...

قيادي حزبي كان على خلاف مع تنظيمه ابان الانتخابات البلدية عاد الى صفوفه بعدما نفّذ ما طلبته منه القيادة.

نصاب باب أول ...

يتصل شخص برجال أعمال وفاعليات اقتصادية للحصول على أموال لمساعدة مرضى ويدّعي أنه شقيق أحد المراجع وهو محل متابعة أمنية.

مديرون للنيابة ...

مديرون عامون بدأوا بالتفكير بتقديم استقالاتهم تحضيراً لترشحهم للانتخابات النيابية المقبلة.

لم يوفرنا أيضا ...

قال نواب من "حزب الله" في عين التينة إن "كلام الوزير باسيل في جلسة الحوار لم يوفّرنا أيضاً".

السفير

تساءل مرجع نيابي إن كانت التفاهمات السياسية بين عدد من القوى ستصمد مع بلوغ الأزمة الداخلية مراحلها النهائية!

نصح أحد المشاركين في جلسات الحوار حليفاً له بعدم التمادي باستحضار التشنج المسيحي ـ الإسلامي

تردد أن موظفا متعاقدا مع وزارة سيادية وأثيرت علامات استفهام حوله في إحدى المناقصات كان زار دولة أفريقية قبل سنة بصفة قائم بالأعمال!

المستقبل

يقال

إن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل رفض قيام نائبه اسماعيل هنية بزيارة ايران، لما لهذه الزيارة من "اثر سياسي سلبي" على علاقات "حماس" بالمحيط العربي.

اللواء

تداولت مراجع معنية مع موظفين رفيعين بالشأنين المالي والأمني، في الأيام التي سبقت "أسبوع الآلام السياسية" الجاري.

ما زال نواب فضوليون يتابعون دون جدوى ما همسه رئيس كتلة في أذن زميل خصم ومسؤول كبير؟

وصفت أوساط في 14 آذار الخطاب الأخير لرئيس حزب مسيحي، بأنه إحراج لرئيس حليف حديث له.

الجمهورية

أكد مرجع حزبي أنه لن يشارك سواه في أي تحرّك في الشارع تحت العناوين المطروحة

في المرحلة الراهنة.

اهتمّ سفير دولة غربية في بيروت بمعرفة موقف بكركي من النقاش الدائر حول مسألة الميثاقية.

يُردّد رئيس تيار أمام زواره أن مرجعية كبيرة تقف وراء الهجوم المضاد الذي شنّه مرشّح رئاسي على طاولة الحوار.

البناء

استبعد وزير سابق إجراء الانتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية معتبراً أنه لو حصلت الانتخابات فستشوبها علّة دستورية، إذ انّ من حق رئيس الجمهورية الطعن في أيّ قانون انتخاب يصدر عن المجلس الدستوري، وإذا لم يكن هناك رئيس فستتعطل إحدى الآليات الدستورية المعتمدة قانوناً من أجل معرفة ما إذا كان قانون الانتخاب دستورياً أو غير دستوري، كما استبعد الوزير إجراء الانتخابات لأسباب أمنية إذ إنها تختلف في نتائجها السياسية عن الانتخابات البلدية التي جرت أخيراً.

 

كيف يقرأ المسيحيون معركة "التيار" من أجل الميثاقية؟ الكتائب ترفض "المواقف الاستفزازية" و"القوات" تصمت

منال شعيا/النهار/9 أيلول 2016

التعطيل سيد اللعبة بلا منازع، فهو لم يفرّق بين حكومة ومجلس نواب ورئاسة جمهورية هي الاخرى شاغرة منذ اكثر من عامين. اليوم، أتى دور الحوار. ومجددا، أتى دور خوض معارك عبثية، ودوماً تحت غطاء "حقوق المسيحيين". عنوان قديم – جديد تخاض من خلاله الحرب العبثية الجديدة هو الميثاقية. تعطل الحوار او علّق لا فرق. النتيجة واحدة: لا خلاص قريبا ولا نية في ايجاد الحلول. والسؤال: اذا كان "التيار الوطني الحر" يريد اليوم احترام الميثاقية، محتسباً، وفق آلته الحاسبة، نسب التمثيل لكل فريق، فما رأي الطرف المسيحي الآخر في هذه المعادلة الحسابية؟

من الواضح ان "تيار المردة" كان اول الرافضين، وأتى الرد سريعا وعنيفا من رئيسه النائب سليمان فرنجية خلال جلسة الحوار الاخيرة، فكيف هي قراءة الاطراف الاخرين لهذه الحسابات؟ حزب الكتائب، الذي سبق "التيار الوطني" برفض الاستمرار في الحكومة، فسحب وزراءه منها، من دون الانزلاق في لعبة الارقام والتمثيل، لا يحبذ بالطبع حسابات "التيار" "التي لا تعدو كونها شعارات ديماغوجية – شعبوية جديدة". رئيس كتلة نواب الكتائب النائب ايلي ماروني يعلّق على طرح الوزير جبران باسيل، قائلا: "الميثاقية موضوع مهم جدا، وحزب الكتائب حريص عليها. لذلك، كان ولا يزال مصرا على احترام اولوية الانتخابات الرئاسية، لانها مفتاح الحلول الاخرى، ومن خلالها تحترم الميثاقية وتصان حقوق المسيحيين الفعلية". ويقول لـ"النهار": "نحن ننطلق من خطاب واضح وهو اننا حرصاء على المسيحيين، تماما كما على المسلمين. نريد العيش المشترك الحقيقي لهذا البلد، وخلافنا مع التيار الوطني او مع طرح الوزير باسيل هو ان التيار يعتبر نفسه التيار المسيحي الاوحد، وهو الاكثر تمثيلا والاكثر نضالا، فينسى ان الآخرين ليسوا اقل شأنا منه. ان الرئيس امين الجميّل هو ايضا نفي لاكثر من 13 عاما، وشبابنا ايضا واجهوا الاعتقال وناضلوا في زمن الوصاية السورية، وتحمّلوا الكثير. نحن ايضا لنا شهداء تحت التراب، ومن بينهم رؤساء جمهورية وقادة. لا يجوز ابدا الانزلاق نحو مواقف استفزازية. لكل فريق تاريخ مشرّف. نحن ايضا جزء مهم ولنا تاريخ ونضال. من هنا، لا يجوز طرح الميثاقية بهذا الشكل ابدا". وفق ماروني، لا تتوقف الميثاقية عند رؤية اي فريق. هي قاعدة ينبغي ان تحترم. "حين نعيّن قائداً للجيش، نكون نحترم الميثاقية. وحين ننتخب رئيسا للجمهورية، نكون نحترم الميثاقية. والمفارقة ان الفريق الذي ينادي صبح مساء بها لا يحترمها ابدا، لا بل يعمل في نهج معاكس. هو يخوض حربا باسمها، ويعرقل في المقلب الآخر انتخاب رئيس للجمهورية، وهو المقام الاول في رأس البلد الذي يضمن حقوق المسيحيين ويحفظ هيبة الدولة وهيكليتها، فكيف يمكن تفسير هذه الازدواجية؟ باختصار: اذا كان باسيل حريصا على الميثاقية، فليسهل انتخاب الرئيس. هنا الخلاف، وهذه الالية او هذا الشكل من حروب التيار لا تنفع". واضح جدا موقف الكتائب. انما ما هو غير واضح فهو موقف "القوات اللبنانية". والمفارقة كانت ان اكثر من نائب في كتلة "القوات" رفض التعليق. وهم في الاساس غير معنيين بتعليق جلسات الحوار لكون "القوات" كانت الاولى التي رفضت المشاركة، واعتبرت سلفا ان الجلسات الحوارية لن تضيف شيئا الى المعادلة اللبنانية. ثم ان"القوات" لم تشارك في الحكومة الحالية، وبالتالي هم يهربون عبر هذه الطريقة من اي موقف، وليست مصادفة ألا يتطرق رئيس حزب "القوات" سمير جعجع الى الميثاقية، لا من قريب ولا من بعيد في خطابه الاخير في ذكرى شهداء "القوات" في معراب. وما عزز هذا الاتجاه تصريح النائب جورج عدوان اول من امس من مجلس النواب، اذ لم يردّ بطريقة مباشرة على ما حصل اخيرا من تعليق للحوار، ولا على مواقف حليفه الوزير باسيل. تارة يدعو عدوان للعودة الى الحوار، ويستتبع ذلك بتوضيح انه لا يقصد طاولة الحوار، بل التحاور بشكل مطلق، وطوراً يناشد رئيس الحكومة تمّام سلام التروي، من دون اي اشارة مباشرة الى مسألة الميثاقية. هكذا تبقى "القوات" خارج دائرة التعليق على موقف "حليف مستجد". حلّ الصمت "القواتي" مخرجا لائقا لمواقف عونية غرقت هي الاخرى في تصنيفات رقمية لا تقدّم ولا تؤخر في عز المرحلة المأزومة.

 

بري الرافض للتمديد: التسوية قبل نهاية السنة وإلا إلى الانتخابات بقانون الـ60

رضوان عقيل/النهار/9 أيلول 2016

كان يتوقع أن يتضامن "حزب الله" مع وزيري "تكتل التغيير والاصلاح" في التغيب عن جلسة الحكومة امس، في اشارة الى العلاقة التي تربط الطرفين والتي اجتازت اكثر من امتحان، وأظهرتهما في موقع واحد في المحطات الاستراتيجية، ولا سيما ان كلاما كبيرا تردد في الآونة الاخيرة في حق الحزب وما اذا كان سيستمر حتى النهاية الى جانب العونيين، وان لم يجارهم مئة في المئة في النظرة الى الحكومة وطريقة التعامل مع الرئيس تمام سلام. ولا ينفك فريق عون عن تذكير رئيس الحكومة بسياسة والده الرئيس صائب سلام. ولم يكن أمام أحد السياسيين القدامى إلا أن يقرأ جيدا أرشيف الاخير وتصلبه مع الرئيسين كميل شمعون وسليمان فرنجية، والامثلة كثيرة على مواجهته لهما. ومن هنا كان وقوف الحزب الى جانب خيار العونيين، في مشهد يدل على معادلة تفاهمهما التي لا تزال قابلة للحياة، على الرغم من التفاهم الذي تم بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، حيث ساهما في جمع أكثر الاحجار في البيت المسيحي. وتبين أن علاقة "التيار" والحزب لن تنتهي، وأن من يتوقع حصول تبدلات بينهما هو مخطئ، وإن اختلفا في الاسلوب. ولا ينفك المؤيدون له يرددون أنه أهم تحالف في الاعوام الاخيرة، إذ يقوم على خطة تحالف عابرة للطوائف، وان من يحاول او يعمل على رفض الحزب اسم ميشال عون لرئاسة الجمهورية لن يحصد سوى الريح، وهذا ما ستثبته الايام. وان الحزب مستمر في تأييد الجنرال الى أجل غير مسمى. وان محاولات سمير جعجع لن تنفع في زرع الشقاق بين الطرفين، وسياسة الحزب لن تقدم هذه الهدية لمعراب التي تعمل بعض دوائرها على التشويش على الحزب.

أما على خط لاعب البلياردو الرئيس نبيه بري الذي احترف هذه اللعبة، فإنه يعتقد أن ما حصل على طاولة الحوار لم يكن مقصودا فحسب، إنما التصويب الحقيقي – من جبران باسيل – كان في اتجاه الحكومة واستهدافها، وقد مارس لعبة التورية التي كانت واضحة للعيان.

ومرة أخرى، يدق بري جرس الإنذار، بما معناه أنه إذا لم ينجح الافرقاء في تسوية الازمة المفتوحة قبل نهاية السنة، فلن تنفع كل المحاولات. ويستعمل مثلا هنا يردده الجنوبيون "عندها تخبزون بالافراح"، أي أنه لا فائدة من هذا التأخير، وأن الجميع سيدخلون عندها في دوامة الانتخابات النيابية على أساس قانون 1960. وينصح المروجين للتمديد بالكف عن هذا الامر "والانتخابات ستحصل بموجب القانون الساري أو قانون 1934، من باب تأكيد إتمام الاستحقاق". ويردد أن "لا تمديد ولو ليوم واحد، وتيار المستقبل الذي كان مع التمديد السابق للاسباب المعروفة، هو اليوم في مقدم المتحمسين لإجراء الانتخابات، حتى لو لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، وفي إمكان الحكومة اجراء هذا الاستحقاق، وبعدها يتم انتخاب هيئة مكتب المجلس، وبعد أقل من ساعتين، وفي اليوم نفسه، ينتخب النواب رئيس الجمهورية إذا كان التوافق متوافرا، وعندها لن نعود نسمع بعبارة أن المجلس غير شرعي".

وعن حال الحكومة وجلجلة انعقاد جلساتها، وان ما حصل أمس بروفة لتعطيلها، يرد بري: "يبدو اننا سنعتاد الأمر". ويختم ممازحاً بعبارة لعادل امام: "متعوّدة".

 

تحفظ قواتي على التصعيد العوني

المدن - سياسة | الخميس 08/09/2016 /على عكس ما أوحى به بعض الإعلام صباح الأربعاء بأنّ التيار الوطني الحرّ على تنسيق مع القوات اللبنانية بخصوص تصعيده الأخير، "في الشارع وغير الشارع"، تشير أوساط قواتية على معرفة بما يدور في كواليس تطورات الأيام الأخيرة أنّ "القوات ليست في وارد النزول إلى الشارع أقلّه في هذا التوقيت"، لافتة إلى أنّ العلاقة السياسية مع التيار هدفها في المرحلة الراهنة تأمين انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فضلاً عن التضامن في العمل على تحقيق شراكة المسحيين الفعلية في الحكم". وهو ما عبّر عنه الدكتور سمير جعجع في كلمته السبت الماضي عندما قال: "صحيح أن الشراكة من دون سيادة لا معنى لها، ولكن في الوقت عينه السيادة من دون شراكة، لا معنى لها أيضاً. لذلك أدعو الكتل النيابية وفي طليعتها الحليفة للعماد عون، إلى دعم ترشيحه، بالفعل وليس بالكلام، بعيداً عن كل المناورات والألاعيب". أي أنّ جعجع يربط تحقيق "الشراكة" بانتخاب عون للرئاسة وليس فقط من خلال إقرار قانون انتخابي يؤمن بالقدر الكافي صحّة التمثيل عبر اتاحته تحقيق "المناصفة الفعلية لا الصورية". بمعنى آخر القوات متفقة على المدى البعيد مع التيار على العنوان الأساسي الذي يرفعه في معركته الحالية، أي "الشراكة"، لكنّها في الوقت نفسه، تتحفظ، على ما تشير أوساطها، على توقيت التصعيد العوني الراهن وعلى العنوان "الفرعي" الذي على أساسه انطلق هذا التصعيد، أي رفض التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يحظى التمديد له بتأييد مختلف القوى السياسية الفاعلة. يوحي كلام هذه الأوساط بأنّ إحدى نقاط ضعف تصعيد التيار أنّه لم يحصل بالتنسيق مع القوات التي تسعى إلى توسيع التفاهم المسيحي قدر الإمكان لتأمين وسائل الضغط الكافية لتحقيق المطالب المسيحية. فهي تعتبر أنّ "الفيتو المسيحي" يكون فاعلاً أكثر إذا ما توفّرت له أوسع قاعدة مسيحية، مثلما حصل مع رفص القوى المسيحية عقد جلسة تشريعية للبرلمان في ظل الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى. وتوفير هذه القاعدة هو ما يسعى إليه جعجع على ما دلت عليه كلمته السبت الماضي في قداس "شهداء المقاومة اللبنانية"، عندما وجّه نداءً "إلى كل الباقين وفي طليعتهم الأصدقاء في حزب الكتائب كي نبدأ بخطوات فعلية (لتوسيع تفاهم معراب). فهذا الإتفاق لم يحصل كي نجمع من جهة ونشرذم من جهة أخرى، بل هدفه جمع كل الجهات أينما كانت". علماً أن "الحرب" على "تفاهم معراب" تتم بجزء أساسي منها من جانب القوى المسيحية المتضررة منه، وها ما يأخذه جعجع حتماً في الحسبان. تحفظ القوات على توقيت التصعيد العوني الحاصل وعلى عنوانه "الفرعي" لا يعني بحسب أوساطها أن "تفاهم معراب" سيتأثر سلباً بهذا التحفظ. إذ إنّ "القوات متمسكة إلى أبعد الحدود بدعم ترشيح العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، وهي رفضت عرضاً بالتخلي عن ترشيحه مقابل تخلّي المستقبل عن ترشيح فرنجية"، كذلك "القوات ذاهبة إلى الآخر في مسألة تحقيق شراكة المسيحيين الحقيقية في الحكم لأنّ في ذلك مصلحة وطنية قبل أن تكون مسيحية". لكن هذا لا يعني، بحسب، هذه الأوساط، أن تتطابق نظرة القوات والتيار في كيفية تحقيق هذين العنوانين. وهذا ما يفسّر تحفظ القوات على حركة التيار الأخيرة وتطوراتها التي قد تصل إلى حد النزول إلى الشارع. علماً أنّ كوادر في التيار يشيرون إلى أنّه لم يحصل حتى الساعة أي تعبئة لجمهور التيار تحضيراً لخطوات تصعيدية في الشارع.

 

مجلس وزراء دسـتوري وسلام يلوّح بجدوى الاسـتمرار!

حرب: التعطيل مقابل التطيير والاسـتقالة تحـفظ كرامتنـا

المؤتمر التأسيسي في الميدان مجددا وحزب الله مع الطائف

المركزية- في موازاة ملامح محاولة مبطنة لاعادة صياغة جديدة للمشهد اللبناني يجري الدفع نحوها من اجل فرض شروط ومعطيات جديدة على اركان الحكم والمؤسسات في ضوء المعطيات الاقليمية المستجدة ومقتضياتها للمرحلة المقبلة، يصر رئيس الحكومة تمام سلام على عدم التحاق حكومة "المصلحة الوطنية" بركب التعطيل والجلسات المعلّقة ولو اضطره الامر الى اشهار ورقة استقالته في وجه الجميع. فالجلسة التي بقي مصيرها متأرجحا حتى ساعات الليل الاخيرة، انعقدت بمن حضر بعدما تأمن نصابها بحضور 16 وزيرا وغياب وزراء التيار "الوطني الحر" "حزب الله" و"الطاشناق" ووزير الثقافة روني عريجي، وحرص سلام على التأكيد في بدايتها انها دستورية وميثاقية ولكن لا نستطيع إلا أن نأخذ في الإعتبار بُعدها السياسي المستجد، الذي نأمل في تجاوزه والمضي في تحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الصعبة. واعلن انه سيُعطي المجال أمام مزيد من التشاور في الأزمة الراهنة لإعطاء فرص جديدة لإيجاد حلول، الا انه وفي ما يشبه التلويح بالاستقالة اعلن "أن إنتاجية الحكومة هي عامل أساسي في بقائها، وعلينا ألا نتجاهل تبعات التعطيل وآمل في أن يُدرك الجميع أن عدم إنتاجية الحكومة يطرح سؤالاً مشروعاً حول الجدوى من إستمرارها".

 حفاظا على الكرامة: وجاءت مواقف وزير الاتصالات بطرس حرب لتعزز كلام سلام، اذ قال متوجها في مداخلته لرئيس الحكومة"آن الأوان يا دولة الرئيس للقوى السياسية الجالسة حول طاولة مجلس الوزراء أن تدرك وندرك جميعا أنه إذا كان هناك فريق قادر على تعطيل مجلس الوزراء فإنه في المقابل هناك فريق آخر قادر على تطيير مجلس الوزراء، وأنا شخصيا لم أعد قادرا على التحمل، وإذا كنا أفسحنا المجال هذه المرة، فلن يلومنا أحد مستقبلا في حال تكررت المسألة، إذا وضعنا إستقالتنا أمام دولتكم ليس تخليا منا عنكم إنما حفاظا على كرامتك وكرامة البلاد".

درباس: وتعليقا على الجلسة الحكومية، اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عبر "المركزية" أن "حزب الله والمردة حاولا، بغيابهما، إفساح المجال أمام مزيد من المشاورات، وليس تضامنا مع الموقف العوني الذي لم تبد أي من القوى السياسية تضامنا معه. والكلام عن أن القوى المسيحية غائبة ليس صحيحا لأن تيار المردة والوزير بطرس حرب أعطيا الرد المباشر، في الطاولة الحوارية، على كلام الوزير جبران باسيل من دون أن ننسى مداخلة النائب سامي الجميل الذي أعطى الأولوية لانتخاب الرئيس. وشدد على "أننا لم نذهب إلى الجلسة لنتقاتل بدليل أن جميع الوزراء قالوا إن من يريد الجدل لن يجدنا"، لافتا إلى أن "وزير المال فجر اليوم قنبلة كبرى حيث كشف أن بند التسوية كان ينص على تعيين أمين عام جديد للمجلس الأعلى للدفاع مقابل القبول بالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. فكيف تلخصت المطالب المسيحية والميثاقية بوظيفة سنية. هذا يسمى إشعال النار في البارود لأنهم لا يرون البلد منزلقا بسرعة إلى الخطر، على وقع إعادة رسم سوريا الذي قد لا يعيد النازحين السوريين إلى بلادهم". وعن الكلام عن تهديد الرئيس سلام بالاستقالة، أكد أن "من الواضح أن

الحكومة والدولة تحتضران ورئيس الحكومة يصور على أنه لم يعد صالحا للحوار. وهنا أسأل: هل سيجدون شخصا آخر صالحا لذلك، فيما الرئيس سلام واجه أكبر التحديات. وختم درباس: "لا غنى لنا عن مكونات المجتمع السياسي، لا سيما منها التيار الوطني الحر".

"حزب الله" يتضامن: وفي حين لم يصدر اي بيان رسمي من "حزب الله" يوضّح اسباب مقاطعته جلسة الحكومة، علماً ان كل التوقعات ذهبت في اتجاه مشاركته حرصاً على الحكومة، قال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ"المركزية" اننا "قاطعنا جلسة مجلس الوزراء تضامناً مع "حليفنا" "التيار الوطني الحرّ" الذي لا يجوز تجاهل موقفه من مسألة الميثاقية، بل يجب البحث في ما يطرحه والسعي لايجاد الحلول كي لا يؤثّر ذلك على الوضع العام في البلد". واضاف: "مقاطعتنا اليوم بهدف اعطاء فرصة للحلول، اذ لا يجوز ان نتجاوز الوضع القائم في البلد، خصوصاً ما حصل في جلسة الحوار، والذهاب الى مزيد من التشنّج"، معتبراً ان "من مصلحة الحوار والحكومة السعي لمعالجة اسباب مقاطعة "التيار الوطني الحرّ" لا القفز فوقها تجنّباً لاتّساع رقعة الازمة".

اتصالات تهدئة: وفي سياق متصل، اعربت مصادر سياسية مطلعة عن اعتقادها ان ما جرى قد يستعجل خطوات الحل، بحيث تتكثف وتيرة الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية وعلى المستوى القيادي من اجل منع انزلاق البلاد الى الهاوية، واشارت الى ان عطلة عيد الاضحى قد تشكل مساحة مناسبة لعقد مثل هذه الاجتماعات، خصوصا ان رئيس الحكومة الغى زيارته المقررة الى فنزويلا للبقاء على تماس مباشر مع التطورات، والاسهام الى جانب رئيس المجلس في ترطيب الاجواء. ولم تستبعد ان تشكل عودة الرئيس سعد الحريري نهاية الجاري الى لبنان فرصة لاعادة تشغيل محركات الوساطات لتوفير مخارج للاستحقاقات في المواقع الامنية، علما ان اوساط بيت الوسط نفت لـ"المركزية" ما تردد اليوم عن زيارة سيقوم بها بعد عيد الاضحى الى موسكو لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين الروس.

المؤتمر التأسيسي مجددا: من جهة ثانية، عادت الى الاضواء مجددا الدعوات من فريق 8 آذار لعقد مؤتمر تأسيسي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري نفى سعي اي من الاطراف السياسيين اليه. فقد دعا رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان الى مؤتمر تأسيسي يهدف إلى أمرين.. الأوّل وضع حد للإستباحة الحاصلة للدولة والشّعب.. والثاني، للعودة للإحتكام إلى الدستور الموجود والمكتوب كقاعدة قياس تسمح بالتقدّم والتطوّر في سبيل إقامة المواطنية الكاملة وتوحيد الإنتماء الوطني للبنان ولمّ شمل الشعب اللبناني والحفاظ على حقوق المواطنين وكراماتهم، بدلاً من الإستمرار بنهج الإستغلال والعبودية المقنّعة باسم حقوق الطوائف والمذاهب. وقال في مؤتمر صحافي "في أيّ بلد من بلدان العالم، حين يصل النظام السياسي إلى مأزق فيتعطّل بالكامل، كما هو حاصل عندنا، يتم اللجوء إلى مؤتمر تأسيسي لصياغة نظام جديد يحول دون الإنفجار ونشوب حروب أهلية مدمّرة.

الحزب مع الطائف: لكن وفي معرض سؤاله عن الدعوات الصادرة الى مؤتمر تأسيسي، اكد الوزير فنيش لـ"المركزية" اننا "مع تطبيق اتفاق الطائف كاملاً، علماً ان هناك خللاً في تطبيق بعض بنوده".

موقف بريطاني: في مجال آخر، اطلق السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر موقفاً مهما ازاء الاستحقاق الرئاسي اعرب فيه عن خيبة أمله الكبيرة ازاء عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية . واعتبر انه أمر جوهري لأن بقاء لبنان من دون رئيس لأكثر من سنتين يضعف البلاد ونموذج التعايش الذي يمثله في المنطقة. وهذا يعني ان لبنان أصبح أكثر عرضة للصدمات الداخلية والخارجية وأصبح نموه الاقتصادي وخلق فرص العمل في تراجع وباتت مؤسسات الدولة مهددة .وقال في مناسبة مرور سنة على توليه مهامه: "في إطار جولاتي الدبلوماسية على رؤساء الاحزاب والنواب والوزراء والقادة الروحيين لمناقشة المأزق السياسي أسمع دائما ودوما اللازمة نفسها: لبنان لا يمكنه انتخاب رئيس ما لم تتفق الجهات الخارجية. يقال لي انه لطالما كانت الحال على هذا الشكل فانتخاب رئيس رهن اما بحصول تقارب بين القوى الاقليمية المتنازعة او تسوية سياسية للحرب السورية أو ضوء أخضر من احدى القوى الخارجية او تلك. ..على اللبنانيين ان يقرروا بأن اتفاق الاطراف الخارجية لا يمكن ويجب الا يكون ضروريا لايجاد حل للازمة الرئاسية. لان رغم كل الجهود الحثيثة التي تبذلها بريطانيا وغيرها من الأطراف المسؤولة لايجاد حل للازمات الاقليمية الا ان التسوية قد تستغرق سنوات. فهل بامكان لبنان الانتظار بعد؟ على كل مسؤول لبناني ألا يدخر جهدا لتفادي تحدي قدرة لبنان على الصمود التي يشتهر فيها هذا البلد بانتظار تبلور حلول للمشاكل الاقليمية المستعصية.

لا مجلس مطارنة: من جهة اخرى، لفت عدم انعقاد الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة امس كما كل اول اربعاء من الشهر في وقت "تضج" الساحة الداخلية بقضايا خلافية منها الميثاقية ومسألة العقارات في لاسا والمذكرة الادارية الصادرة عن وزراة المال في شأن بلدة العاقورة، والتي كان ينتظر من بكركي موقف يُحدد بوصلة النقاشات، خصوصاً في مسألة الميثاقية. واوضح النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم لـ"المركزية" ان "عدم انعقاد الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة سببه سفر عدد من المطارنة الى الخارج، فارتأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عدم عقد الاجتماع في غيابهم وتأجيله الى الشهر المقبل".

الجبير في تركيا: اقليميا، وفي حين كثر الحديث عن جفاء "سعودي – تركي" اثر قيام حلف يجمع أنقرة وموسكو وطهران يتشاور وينسق في الملف السوري في شكل خاص، دحضت زيارة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الى تركيا اليوم هذه الاجواء. فبعد ان أكد دعم بلاده "للشرعية في تركيا ولإجراءاتها للدفاع عن نفسها"، كشف الجبير عن " تطابق في رؤية السعودية وتركيا إزاء العديد من القضايا"، مشيرا الى ان "من المستحيل أن يكون للأسد مكان في مستقبل سوريا بعد كل ما تسبب به من دمار وقتل لشعبه". من جهته، أكد نظيره التركي أحمد داوود أوغلو أن "لا مجال لفترة انتقالية يكون للأسد مكان فيها".

حرب المواقف: الى ذلك، وفي اطار حرب المواقف الكلامية المستعرة بين المسؤولين السعوديين والايرانيين، اعتبر وزير الشؤون الإسلامية السعودي، الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أن "إيران تمثل عدائية كبيرة للمسلمين في الحج لأنها لا تريد للحج أن يمر بسلام وأن يكون بلا سياسة وبلا شعارات وبلا استغلال سياسي وطائفي"، مشيراً إلى أن "السعودية لا تريد شعارات سياسية وطائفية في الحج ما وضع طهران في عزلة، كما هاجم مؤتمر الشيشان"، واصفا إياه بأنه "مؤتمر فتنة." اما المرجع الديني الايراني حسين نوري همداني، فوصف السعودية بـ"أنها أداة بيد اميركا، حيث تقدم لها اموال البترودولار لكي تمول بها تنظيم "داعش" الارهابي وبوكوحرام لمحاربة المسلمين"، مشيراً إلى أن "الاسلام المحمدي الاصيل له اعداء حاولوا القضاء على الاسلام، والسيطرة على المسلمين من خلال الاستبداد والاستكبار، لذلك فإن النضال من اجل اعتلاء الاسلام هو هدف مقدس".

 

المولى والملاط عن التعطيل: الحل بتطبيق الدستور

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - رأى الدكتور سعود المولى والبروفسور شبلي ملاط، من حركة "لبنان الانسان" التي نظمت وقفتين دستوريتين لنصرة الحل الدستوري في الأسبوعين الماضيين، في بيان أصدراه عن التعطيل الدستوري، أنه "لا يجوز أن يضيع الكلام الدستوري في دهاليز السياسة الرثة".

وأشار البيان الى أنه "من الممل، بقدر بداهة الواجب النيابي في التوجه الى المجلس النيابي "حكما وفورا وحالا"، أن يستمر الحديث الرطن لتورية النص الدستوري الواضح في زواريب العبارات الخاوية، على نسق التعطيل والتهديد بالعنف في الشوارع وقطعها على المرافق الحيوية العامة ونكران شراكة هي من صلب المواطنة ودولة القانون". ولفت الى أن "تأخر النواب المعطلين ثلاث سنوات عن انتخاب الرئيس، فيتطلب متابعة تحريك الرأي العام وما تبقى من المؤسسات المسؤولة في البلد لناحية التبعات الكبرى التي يتحملها النائب الغائب عن هذا الواجب الكبير، ومن هذه التبعات ضرورة إعادة أموال الشعب اللبناني الى الخزينة لعدم قيام النائب بما ائتمن عليه في الدستور". وإذ أوضح أن "الجميع يقدر صعوبة المرحلة المتفاعلة كل يوم بمثل هذا التعطيل والتهويل"، ذكر بأن "كلام الميثاقية فارغ عندما تجابه به النصوص الدستورية الواضحة، والتجربة التاريخية المعيشة. فالدستور هو اليوم الميثاق الأول في الجمهورية اللبنانية وقد نبع من ميثاق الطائف. وتعطيل نصوصه بحجة الميثاقية أو القوة أو الغبن الطائفي يمثل خرقا يترتب عليه مسؤوليات لا تقوم دولة القانون من دونها. المعطلون والمهولون لا محل لهم في صدارة الحياة العامة، ونتصدى مع المواطنين المسالمين لطغيانهم الرطن وتهديداتهم المخالفة للدستور وتهويلهم المستمر المقوض لسلامة البال وللحياة الاقتصادية. وأشار البيان الى أن "المتظاهرين سيتابعون من أجل الدستور الضغط الحضاري اللاعنفي من أجل الدستور، ويدعون الناس إلى تصويب الخطاب السياسي والنقاش الوطني لتغيير واقع مفجع يعطل الحياة العامة والمؤسسات في وضح نهار الحياة الدستورية ممن لا يغار على وطنه ويقدم مصالحه الخاصة عليه". وأكد أن "الحل الوحيد بتطبيق الدستور"، مذكرا "النواب والمواطنين بمواده الواضحة في الباب الثالث الخاص ب"انتخاب رئيس الجمهورية:

- المادة 73

قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر يلتئم المجلس بناء على دعوة من رئيسه لانتخاب الرئيس الجديد وإذا لم يدع المجلس لهذا الغرض فإنه يجتمع حكما في اليوم العاشر الذي يسبق اجل انتهاء ولاية الرئيس.

- المادة 74

إذا خلت سدة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو استقالته أو سبب آخر فلأجل انتخاب الخلف يجتمع المجلس فورا بحكم القانون وإذا اتفق حصول خلاء الرئاسة حال وجود مجلس النواب منحلا تدعى الهيئات الانتخابية دون إبطاء ويجتمع المجلس بحكم القانون حال الفراغ من الأعمال الانتخابية.

- المادة 75

إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالا في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر".

 

مغامرة للإطاحة بمناصفة 'الطائف' وعقد مؤتمر 'المثالثة' وحزب الله يستهدف إسقاط جميع المؤسسات الدستورية

العرب/09 أيلول/16/بيروت - تتخوف أوساط لبنانية من أن يكون تصاعد التوتر الحالي داخل الحكومة إلى حدّ التهديد بالإطاحة بها، مؤشرا على خطة ممنهجة للإطاحة بالنظام السياسي ودفع كافة الفرقاء اللبنانيين إلى القبول بعقد مؤتمر تأسيسي يعيد صياغة قواعد جديدة لتوزيع السلطة في البلاد، أساسه إنهاء المناصفة بين المسيحيين والمسلمين التي أقرها مؤتمر الطائف واستبداله بمثالثة سياسية شيعية سنية مسيحية. وكان وزراء حزب الله قد تضامنوا أمس مع وزير”التيار الوطني الحر” وغابوا عن جلسة الحكومة دون أن يؤدي ذلك إلى فقدان النصاب. واعتبر رئيس الحكومة تمام سلام أن الجلسة “دستورية وميثاقية ولكن لا نستطيع إلا أن نأخذ بعين الاعتبار بُعدها السياسي المستجد”. واستغربت أوساط مراقبة توقيت المؤتمر الصحافي الذي عقده النائب طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني القريب من دمشق وحزب الله الخميس لتجديد الدعوة إلى عقد مؤتمر تأسيسي لأنه “الحل ويضع حدا لاستباحة الدولة”.

ومهّد أرسلان لدعوته هذه بالتحذير من أن “البلاد على حافة مخاطر كارثية”، معتبرا أن “محاولات لبننة الملفات اللبنانية سقطت بالكامل، وأن النظام يسقط بين أيدينا ويلفظ أنفاسه الأخيرة”. وردّ النائب أنطوان زهرا عن كتلة “القوات اللبنانية” على دعوة أرسلان بالقول إن “المطلوب هو انتخاب رئيس للجمهورية لا عقد مؤتمر تأسيسي”. لكن ما لفت المراقبين ليس رسائل أرسلان بل رسائل من يقف وراءه، معتبرين أن هذه التصريحات سبقتها تلميحات وستلحقها مواقف بغية إجبار الطبقة السياسية اللبنانية على الخضوع لتسوية على منوال ما جرى في الدوحة عام 2008 بعد هجمات حزب الله الشهيرة في 7 مايو من العام نفسه.

وتشير مصادر برلمانية إلى أن الضجيج حول المؤتمر التأسيسي يأتي في مرحلة ضبابية في الشأن السوري وأخرى انتقالية تتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويأتي هذا الضجيج في ما وصف بأنه “أسوأ فترة” يعيشها تيار المستقبل عشية مؤتمره الحزبي وسط لغط حول مستقبل زعيمه سعد الحريري ومستقبل شركة “سعودي أوجيه” التي يمتلكها. وكان حسن نصرالله أمين عام حزب الله أول من دعا في يونيو 2012 إلى عقد مؤتمر تأسيسي من أجل بناء “دولة حقيقية”. وقد اعتبر تحالف “14 آذار” مذاك أن الحزب يحاول فرض مثالثة سنية شيعية مسيحية على النظام اللبناني بدل المناصفة الإسلامية المسيحية المثبتة في اتفاق الطائف 1989. ورأت مصادر متابعة أن كلام أرسلان عن “استباحة الدولة” و”المخاطر الكارثية” و”سقوط النظام” يمثّل اعترافا بسلوك حزب الله في تجاوزه للدولة وفرض منطق الميليشيات وجرّ البلد حاليا إلى حرب يخوضها الحزب في سوريا دفاعا عن نظامه. ويشتبه دبلوماسيون في بيروت بأن تمسك حزب الله بعدم انتخاب رئيس للجمهورية ورعايته للحراك العوني في مقاطعة جلسات الحكومة واعتبارها فاقدة للميثاقية والتهويل باللجوء إلى الشارع قد يهدف إلى الضغط على رئيس الحكومة تمام سلام لتقديم استقالته ما يسقط كافة المؤسسات الدستورية بعد غياب مؤسسة الرئاسة وشلل مجلس النواب بسبب ذلك.

وترفض قوى “14 آذار” المؤتمر التأسيسي أيضا لأن عقده لا يتيح نقاشا متوازنا بين اللبنانيين بسبب “فائض القوة” التي يمتلكها حزب الله والذي يريد فرض نظام سياسي يتّسق مع أجندته وأجندة إيران من ورائه. وكان النائب نبيل نقولا عن كتلة “الإصلاح والتغيير” التي يترأسها ميشال عون قد لوّح الخميس باللجوء إلى المؤتمر التأسيسي محمّلا مسؤولية ذلك إلى تيار المستقبل، معتبرا أنه “المعطل الذي أوصلنا إلى الحائط”. ويفسّر مراقبون تلميحات نقولا بربطها بالتسريبات المتعلّقة بالنظام السياسي الذي تسعى “الشيعية السياسية” بقيادة حزب الله إلى إنتاجه من خلال المؤتمر التأسيسي. وتتحدث معلومات عن سيناريو لاستحداث منصب نائب لرئيس الجمهورية تشغله شخصية شيعية بصلاحيات تنفيذية تتولى الإشراف على الأجهزة الأمنية، فيما يتولى رئيس الجمهورية الذي يبقى مارونيا الإشراف على الجيش والسياسة الخارجية. وتضيف المعلومات أن رئيس الحكومة الذي يبقى سنّيا، وفق النظام المستحدث المتوخى، سيشرف على الحكومة التي تتولى إدارة الملفات الخدمية في البلاد. وتأتي الدعوات الحالية إلى عقد المؤتمر مكمّلة لمواسم سابقة احتشدت فيها التصريحات في هذا الإطار. وكان نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان القريب من رئيس مجلس النواب نبيه بري، قد أثار قبل أشهر ضرورة عقد المؤتمر من أجل “قيام دولة مدنية لا تعرف التعصّب”. لكن بري، الذي دعا مؤخرا إلى الاتفاق على “سلة” تطال رئاسة الحكومة وبيانها وقانون الانتخابات، قد نفى أي نية للذهاب إلى مؤتمر تأسيسي، لكن أوساطا سياسية اعتبرت أن “السلة” هي الوجه المقنّع للمؤتمر العتيد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الدكتور عصام خليفة: خليفـــة: التمديــد مخــــالف للقانــون 66 وغياب التوافق السياسي ينتج شغورا في رئاسة "اللبنانية"

المركزية/08 أيلول/16/ تخوض الجامعة اللبنانية صراعا حول تعيين رئيس جديد لها، حيث ينتظر ان يشكل الاستحقاق المقبل فرصة لاستكمال مسيرة النهوض بها لناحية تطويرها أكاديميا وبحثيا وعلميا. فتجاوز مجلس الوزراء المهلة القانونية لتعيين رئيس الجامعة اللبنانية بسبب الخلافات على اسم الرئيس العتيد يطرح سيناريوهات عدّة منها الشغور او التمديد للرئيس الحالي، علما أن القانون يفرض على مجلس الوزراء تعيين الرئيس الجديد قبل مهلة شهرين من انتهاء ولاية الرئيس الحالي في تشرين الثاني المقبل، الا ان التوافق السياسي بين القوى السياسية غائب عن مجلس الوزراء، بحيث يفترض بحسب العرف أن يكون المرشح للمنصب المذكور من الطائفة الشيعية. وفي السياق، اعتبر الدكتور عصام خليفة "ان الجامعة اللبنانية ذاهبة الى مزيد من التدهور لان القوى التي تعطل استقلاليتها تفرض وجود مسؤولين لا يتمتعون بالحد الادنى المطلوب، وملفاتهم لا تبيّض الوجه اكاديمياً وقانونيا، معلنا ان ما يحصل في موضوع تعيين رئيس جديد للجامعة اغتصاب واعتبار الرئاسة مطية لمصالح فئوية. واشار الى اننا قرأنا في الصحف ملفات الاشخاص المطروحة اسماؤهم كرؤساء، وتبين ان هناك علامات استفهام حولها، لافتا الى ان الجامعة تستحق ان يبدي كل اللبنانيين رأيهم بها، خصوصا القوى الاكاديمية، داعيا الى عدم السيطرة سياسيا على المؤسسة ونهب مواردها من قبل جهات معينة، ما يؤدي الى تدهور التعليم العالي، وتراجع الاداء، مستشهدا بما قاله الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز "الصراع في الشرق الاوسط يُحسم في الجامعات وليس في معسكرات التدريب ومصانع الاسلحة". واعلن خليفة ان هناك محاولة لفرض مسؤولين على الجامعة اللبنانية مرتبطين بجهات معيّنة، لافتا الى ان لا يحق لرئيس الجامعة الحالي البقاء في مركزه لدقيقة واحدة بحجة ادارة مرفق عام لان في هذا الامر خرقاً للقانون 66، ولاجتهاد هيئة القضايا والتشريع في وزارة العدل في هذا الموضوع، فرئيس السن يتسلّم الرئاسة في مجلس الجامعة في حال لم يعيّن مجلس الوزراء رئيسا جديدا. اضاف "من ناحية اخرى، هناك ضغوط سياسية تأخذ من القانون الشكل ولكنها تجوّف المحتوى، سائلا عن ملف الشخص المتفق عليه كرئيس للجامعة اللبنانية، لناحية عدم تفرغه وعدم وجوده في ملاك الجامعة والابحاث والمؤلفات والسيرة الذاتية والشهادات، لافتا الى ان ما أثير في بعض الصحف حول هذا الموضوع استوجب وضع علامات استفهام".

 

"الاشتراكي" نحو بيت الوسط و"الحزب" نحو الرابية في مسعى توفيقي وحراك محلي وعربي وأوروبي لوصل ما انقطع حواريا وسـياسـيا

المركزية/08 أيلول/16/ على رغم دخول البلاد منذ اليوم اجواء عيد الاضحى المصادف يومي الاثنين والثلثاء المقبلين والتي يتوقع ان تنسحب على كامل ايام الاسبوع المقبل افساحا في المجال امام سعاة الخير لاجراء المزيد من الاتصالات والمشاورات التي بدأت في اعقاب تعليق جلسات طاولة الحوار في عين التينة وانسحبت على عمل الحكومة وانعقادها، تقول اوساط سياسية عليمة في قوى الرابع عشر من آذار ان نفض رئيس المجلس النيابي نبيه بري يده من جمع الشمل والسعي للبننة حل المشكلات والملفات العالقة لا يعني اطلاقا ان الامور في البلاد ستترك لعواهنها لتمضي قدما في التأزيم وتطيح ما تبقى قائما من السلطات والحكومة تحديدا لا بل هناك فرقاء آخرون بادروا الى العمل لاعادة وصل ما انقطع على محوري الحوار والحكومة. وتسجل الاوساط هنا تحركان لافتان في هذا الاطار. الاول محلي والثاني خارجي. على الخط الاول تلحظ الاوساط مسارعة حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي الى اللقاء في اجتماع عقد في الضاحية الجنوبية اثمر عن تضامن وزيري الحزب مع التيار الوطني الحر في مقاطعته جلسة الحكومة اليوم، وذلك في خطوة اعتبرها المراقبون قاعدة للبناء عليها والانطلاق منها في مسعى لمّ الشمل وليس اعادة وصل ما انقطع وحسب، وانما لعودة الحرارة الى كافة الخطوط المقطوعة بين الفرقاء اللبنانيين وخصوصا بين التيار الحر وتيار المستقبل اذ لا مشكلة تقول الاوساط بين بري والعماد عون بعدما حافظ الجانبان في ما صدر عنهما اخيرا من مواقف على التمسك بشعرة معاوية وحفظ خط الرجعة عبر التواصل المباشر الذي كان يتولاه وزيرا التيار جبران باسيل والياس بو صعب مع الرئيس بري.

وتضيف الاوساط ان الاجتماع بين الحزب والتقدمي افضى الى تفاهم مبرمج يقضي بتحرك مسؤولي الحزب على خط الرابية وتحرك الاشتراكي على خط بيت الوسط وتحديداً الرئيس سعد الحريري وذلك في خطوة لمعالجة اساس المشكلة التي يشكو منها العونيون تحت عناوين التهميش وعدم المشاركة وفقدان الميثاقية. اما بالنسبة الى الحراك الثاني، تقول الاوساط ان ثمة حراكا مشتركا عربيا – اوروبيا تتولاه كل من مصر وفرنسا اللتين زار سفيراهما اليوم عين التينة والتقيا رئيس المجلس نبيه بري. واذا كان السفير ايمانويل بون فضل عدم الكلام تلفت الاوساط الى ما عبر عنه وافاض به السفير المصري نزيه النجاري واكد موقف بلاده الداعي الى ضرورة الحفاظ على الحوار كما الحكومة لأنهما الطريق للحفاظ على الاستقرار والحلول بدءا بالخروج من مأزق الشغور الرئاسي. وتختم الاوساط لافتة الى ان تصاعد الخلاف السعودي – الايراني في اليومين الماضيين هو ما حتم عودة مصر الى حراكها خصوصا وان تصريح السفير النجاري في عين التينة كان معبرا عن ذلك اذ قال ان لبنان بلد مهم ويؤثر في الامن الاقليمي ويتأثر به لذا من الضروري الا ينقطع الحوار بمفهومه العام في لبنان.

 

حوري: "جريمة" "التيار الحر" قد تعيدنا الى الحرب

المركزية/08 أيلول/16/ اشار عضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري الى ان "ما يقوم به "التيار الوطني الحر" اليوم محاولة شعبوية لكسب عدد من الأصوات الانتخابية"، وسأل "اين كانت الميثاقية في العام 1988؟ وفي الوزارات التي كان وزراء التيار على رأسها وتصرفوا فيها في شكل كيدي"؟

وشدد في تصريح على ان "الدفاع عن حقوق المسيحيين لا يمكن ان يتم بهذه الطريقة". وإذ حذر من "الجريمة التي يرتكبها "التيار الوطني الحر" التي قد تعيدنا الى الحرب الأهلية"، لفت حوري الى ان "الرئيس تمام سلام "عوّد" اللبنانيين على الصبر واستقالته في هذه المرحلة قد تجرّ البلد الى الهاوية". وطالب بـ"عودة الحوار لأنه وسيلة تواصل مهمة".

 

المظلة المسـيحية- السـنّية لحزب الله ضروريـــة للعهــــد الجديــد والتعامل مع الاستحقاقات بالقطعة: مساندة التيار بالممكن واستمرار الحوار الثنائي

المركزية/08 أيلول/16/ ما بين حزب الله والتيار الوطني الحر مصالح متبادلة وأكثر. وما بين الحزب وتيار المستقبل حاجات محلية ومقتضيات ظرفية الى حين. معادلة تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" انها تحكم سياسة الحزب حتى اتضاح الرؤية الاقليمية وارساء التسويات السياسية التي تُرسم في أروقة دوائر القرار لأزمات المنطقة. وتفيد في معرض تحليلها لنمط تعاطي الحزب مع التيار الوطني الحر في المرحلة الاخيرة وتحديدا بعد التصعيد على خلفية التمديد للقادة الامنيين وشهر سلاح الميثاقية في وجه الحكومة والتهديد بقلب الطاولة، المرتكز تارة الى التعامي عن الواقع لجهة المشاركة في جلسة الحكومة ما قبل الاخيرة على رغم مقاطعة وزراء التيار واشاحة النظر عما جرى في الحوار ثم العودة اليوم الى الوقوف الى جانب الحليف المسيحي من خلال مقاطعة جلسة مجلس الوزراء، ان الحزب بدأ يستشعر التململ العوني تجاهه جراء عدم الوقوف في صفه في اكثر من استحقاق وتمديد، إن للمجلس النيابي او للقادة الامنيين، وبات مضطرا لاتخاذ موقف يسحب فتيل النقمة، حفاظا على ماء وجه التحالف وخشية دخول فريق ثالث على الخط، القوات اللبنانية، يسحب التيار نحو شاطئه، فتنكسر الجرة مع الرابية، وهو اقصى ما يخشاه الحزب ويتوجس منه راهناً لان حساباته الاقليمية توجب ابقاء الغطاء المسيحي مؤمناً الى ما بعد عودته من سوريا. وعلى رغم ان وزراء الحزب انفسهم كانوا اعلنوا المشاركة في جلسة اليوم، بيد ان اعادة قراءة معطيات العلاقة مع التيار الوطني الحر والشوائب التي اعترتها اخيرا حتّمت العودة عن القرار ومساندة الحليف لبيعه موقفا، من دون ان تتأثر الجلسة الحكومية ما دام نصابها مؤمناً ومن دون ان يدعو الى تأجيل انعقادها.

وتضيف المصادر، " كما مع التيار الوطني الحر كذلك مع تيار المستقبل" فالحاجة نفسها الى الغطاء السني توجب استمرار التواصل مع التيار الازرق عبر شبكة أمان الحوار الثنائي، لتأمين الغطاء السني لمرحلة ما بعد العودة من الميدان السوري. فعلى رغم بلوغ موجة تبادل الاتهامات وتراشق المواقف النارية بين الجانبين، يبقى حوارهما قائماً وصامداً، ليس فقط من اجل سحب فتيل الاحتقان ومنع الفتنة في الشارع الاسلامي، بل ايضاً لغاية محددة الهدف تفرض على الحزب عدم قطع شعرة معاوية مع "المستقبل" باعتبارها توفر الغطاء السني المطلوب لعودة آمنة .

ومع استمرار الغطاءين المسيحي والسني، يؤمن حزب الله استنادا الى قراءته لمرحلة ما بعد التسويات الاقليمية الكبرى مظلة العودة الى الداخل، وما طرح الامين العام السيد حسن نصرالله معادلة عون في بعبدا- الحريري في السراي، سوى المعبر الآمن لمستقبل الحزب في لبنان، كما تعتبر المصادر، مشيرة الى ان صفقة من هذا النوع تضمن للحزب سلاحه وللمقاومة موقعها وحيثيتها وعدم محاسبتها على ما "اقترفت" في سوريا، وتاليا تثبيت رجليها في المعادلة السياسية الداخلية في العهد الجديد، في مواجهة وسمها بالارهاب عربياً وغربياً. الا ان ظروف نضوج هذه الصفقة لن تكتمل الا بعد انجاز التسويات السياسية للازمة السورية، وحتى ذاك الموعد يبقى حزب الله مضطراً الى ابقاء المظلة المسيحية- السنية مفتوحة من خلال الحوار الثنائي مع المستقبل ومساندة التيار الوطني الحر حيث أمكن، من دون تعريض الحكومة للانهيار "فلا يموت الديب ولا يفنى الغنم" ، وعندما تدق ساعة الاستحقاقات الكبرى يكون أعدّ العدة للانخراط في مرحلة السلم.

 

ماروني: مع أي حل يتماشـى والوضعين البيئي والصحي والموقف العوني من الميثاقية ضعيف ولينتخبوا الرئيس أولا

المركزية/08 أيلول/16/ يبدو حزب الكتائب مصرا على المضي حتى النهاية في اعتصامه الاحتجاحي على إقامة مطمر في برج حمود، بفعل أضراره البيئية والصحية. وعلى رغم هذه الصورة التي فاقمها مشهد تكدس القمامة في الشوارع المتنية والكسروانية، على وقع الكلام عن نقمة شعبية على الحزب لـ "عدم اقتراح بدائل تجنب البلد أزمة حتى تطبيق اللامركزية التي سلم الجميع بها بداية للحلول، إلا أن الكتائبيين فتحوا قنوات اتصال مع جميع المعنيين بالملف غداة اجتماعين غابوا عنهما ولم يشفيا غليلهم". وتعليقا على هذه الصورة، أوضح عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني عبر "المركزية" "أننا لا نصعّد لمجرد التصعيد. نحن نحاول ايجاد حل لمأزق وضعتنا الحكومة فيه، من خلال تحويل البحر إلى مكب للنفايات، مع كل ما يحمله ذلك من أمراض على امتداد منطقة يقطنها حوالى 400 الف نسمة". وشدد ماروني على "أننا نطمح إلى الحل، ونسعى إليه. ونحن منفتحون على الحلول، علما أن سبق أن قدمنا عددا من الاقتراحات. ونحن مستعدون للتجاوب مع أي حل ينسجم والوضعين البيئي والصحي، ويحفظ سلامة المنطقة".  وكشف أن "هناك اتصالات مع البلديات يجريها النائب سامي الجميل، إضافة إلى اتصالات مع الوزير أكرم شهيب وسواه من المعنيين في هذا الملف. ونأمل في الوصول إلى حل ينقذ المنطقة من تكدس النفايات فيها. وفي ما يتعلق بالحديث عن أن حصيلة الاجتماعين الأخيرين لا تعني الحزب المستمر في تحركه، قال "اذا لم تنطلق أي اجتماعات في هذا الشأن من الثوابت التي وضعناها، فهي لا تعنينا. وفي حال توصلت إلى نتائج تتلاءم وطروحاتنا، فنحن حتما معنيون بها. ولذلك، فإن الاتصالات الجارية اليوم تشهد شيئا من التقدم والايجابية". وفي ما يتعلق بالرصيد الكتائبي الشعبي على وقع هذه الأزمة، أكد "أننا لم نفكر يوما بالاستثمار الشعبي لأي موقف نتخذه لأن ما يهمنا هو وضع الوطن، بدليل أننا لم نتوان عن الخروج من الحكومة، ونقول "لا" لكثير مما يجري في البلاد، علما أن الـ"نعم" تعطينا مكاسب شعبية وشخصية، لكننا نتطلع أولا إلى المكاسب الوطنية". وتعليقا على الكلام عن أن معامل الفرز تحتاج سنتين لتباشر عملها كما يطالب الكتائب، لفت إلى أن "في المدة الفاصلة عن إقامة المعامل والعمل باللامركزية، يمكن أن يكون هناك فرز، على أن تطمر النفايات المفروزة في مكانها"، متسائلا: "هل يجوز التسبب للناس بالموت جراء السرطان الناتج عن تكدس القمامة في الشوارع؟". وشدد على أن "اعتصامنا مستمر ونحن باقون على موقفنا لأجل صحة الناس، ونمد يدنا لكل من يريد التواصل معنا في هذا الشأن". سياسيا، اعتبر ماروني أن "زيارة النائب الجميل إلى بكركي تأتي في إطار وطني لأن من واجبنا زيارة البطريرك والاستعانة بآرائه، علما أنه أعلن أنه يصلي للكتائب لتنجح في مساعيها في ملف النفايات". وتعليقا على الجدل حول الميثاقية والجلسات الحكومية، جدد ماروني التأكيد "أننا مع الحفاظ على الدور المسيحي في البلاد لكننا غير مقتنعين بطرح الوزير باسيل والتيار الوطني الحر في هذا الاطار. وما داموا حريصين على الميثاقية فليبادروا إلى انتخاب الرئيس، وهو الموقع المسيحي الأول في البلد، ولا يجوز أن يتحدث معطلو الرئاسة عن الميثاقية، لذلك نرى موقفهم من هذه القضية ضعيفا. وليسمح لنا الوزير باسيل: كل المسيحيين في الحكومة مسيحيون ولا يجوز اعتماد لغة المزايدات في هذا الشأن".

 

فنيش: قاطعنا تضامناً مع "التيار الحرّ" لاعطاء فرصة للمعالجة وتطييـر الحكومـة غي مطروح ومع تطبيق الطائـف كامـلاً

المركزية/08 أيلول/16/ اعلن وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش اننا "قاطعنا جلسة مجلس الوزراء تضامناً مع "حليفنا" "التيار الوطني الحرّ" الذي لا يجوز تجاهل موقفه من مسألة الميثاقية، بل يجب البحث في ما يطرحه والسعي لايجاد الحلول كي لا يؤثّر ذلك على الوضع العام في البلد".

وقال لـ "المركزية" "مقاطعتنا اليوم بهدف اعطاء فرصة للحلول، اذ لا يجوز ان نتجاوز الوضع القائم في البلد، خصوصاً ما حصل في جلسة الحوار، والذهاب الى مزيد من التشنّج"، معتبراً ان "من مصلحة الحوار والحكومة السعي لمعالجة اسباب مقاطعة "التيار الوطني الحرّ" لا القفز فوقها تجنّباً لاتّساع رقعة الازمة".

وشدد على ضرورة "ان يبذل معظم الافرقاء الجهود لمعالجة اسباب الازمة"، موضحاً ان "موقفنا من المشاركة في جلسات لاحقة للحكومة يُحدد في ضوء المعطيات والمستجدات ونتائج الجهود القائمة لمعالجة الازمة".

واشار رداً على سؤال الى ان "حتى التيار الوطني الحرّ" لم يصل بموقفه الاخير الى حدود "تطيير" الحكومة، فهو "شكا" من مسألة محددة مرتبطة بتعاطي بعض الفرقاء السياسيين مع مطالبهم"، مؤكداً ان "موضوع "تطيير" الحكومة ليس مطروحاً وانما معالجة مسألة محددة طرحها "التيار الحرّ".

وجدد دعوته كل القوى السياسية الى "معالجة الازمة القائمة، اذ لا يجوز التفريط بمصلحة البلد الان في وقت جنّبناه سابقاً ازمات اكبرى مرتبطة بخضّات المنطقة ونيرانها من حولنا".

من جهة ثانية، اوضح فنيش ان "الاجتماع الذي عُقد امس بين قيادتي الحزب والحزب التقدمي الاشتراكي الذي شارك فيه عن "حزب الله" الى جانب فنيش وزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائبان علي عمّار وحسن فضل الله ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، وعن وعن "الاشتراكي" الوزيران اكرم شهيب ووائل ابو فاعور وامين السر العام ومفوض الداخلية ظافر ناصر وهادي ابو الحسن، محدد سلفاً ويأتي في سياق الاجتماعات الدورية والدائمة بين القيادتين، وليس كما ذكر بعض المعلومات بسبب التهديدات الامنية التي تلقاها النائب وليد جنبلاط"، معتبراً ان "هذه المعلومات مجرّد افتراءات للتحريض ولدق الاسفين بين حزب الله والاشتراكي اللذين تربطهما علاقة دائمة قائمة على التعاون والتشاور وتنظيم الخلافات، والكلام الصادر عن الوزير بو فاعور اوضح هذا الامر في شكل لا لبس فيه".

الى ذلك، اكد فنيش في معرض سؤاله عن الدعوات الصادرة الى مؤتمر تأسيسي اننا "مع تطبيق اتفاق الطائف كاملاً، علماً ان هناك خللاً في تطبيق بعض بنوده".

 

مؤتمر "مجموعة الدعم" أواخر السنة في باريس جدية في مسـاعدة لبنان فـي عبء النـزوح

المركزية/08 أيلول/16/ يشارك رئيس الحكومة تمام سلام على رأس وفد، في مؤتمر "قمة عدم الإنحياز" الذي يُعقد في كراكاس بين 15 أيلول الجاري و17 منه، على أن يشارك بعدها في أعمال الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بين 18 الجاري و22 منه في نيويورك حيث ينعقد على هامش الجمعية مؤتمران دوليان، الأول بدعوة من الأمين العام بان كي مون يتمحور حول "حركة الهجرة والإنتقال بين دول العالم"، والثاني تشارك فيه الدول المانحة بدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما، من أجل البحث في مساعدة الدول المستضيفة للنازحين السوريين، ودعمها مادياً. وعن موعد انعقاد مؤتمر "مجموعة الدعم الدولية للبنان" والذي من المقرر أن تدعو إليه فرنسا، وعن صحة إرجائه إلى وقت لاحق، أفادت أوساط مطلعة "المركزية"، أن "لبنان هو مَن رفض عقد مؤتمر مجموعة الدعم على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، "كي لا يخلطوا الحابل بالنابل"، وأوضحت أن هناك "أكثر من حدث دولي سيُعقَد في الوقت ذاته، وإذا انعقد مؤتمر الدعم الدولي على هامشها، فلن يعطي النتيجة المطلوبة وبالتالي لن نحصل على النتائج المأمولة. ونفضّل عقد المؤتمر في وقت آخر وعلى حدة، لإعطائه الأولوية والأهمية اللازمة".  وأكدت "انعقاد المؤتمر نهاية العام الجاري في باريس، مع ترجيح تاريخ تشرين الثاني وكانون الأول المقبلين"، لافتة إلى جدية دولية لعقده، علماً أن عدداً كبيراً من الدول كان يرغب في عقدها خلال الشهر الجاري على هامش الجمعية العمومية. وهناك نية صادقة في مساعدة لبنان على تحمّل عبء النزوح". وأضافت الأوساط: إن فكرة انعقاد المؤتمر موجودة وثمة اتصالات مع فرنسا والدول المانحة والصديقة المعنية من أجل تحديد موعد انعقاد المؤتمر بعد انتهاء أعمال الجمعية العامة في نيويورك، لأن من الصعب انعقاد مثل هذا المؤتمر في ظل المشاغل التي تنهمك بها دول العالم لا سيما الدول الخمس الكبرى وألمانيا وإيطاليا والجامعة العربية. وفي المقلب الآخر، لفتت الأوساط ذاتها إلى أن موضوع الميثاقية المثار حالياً، "لا يتعلق فقط باحترام الدستور"، مشيراً إلى "تفاوت في الآراء حول موضوع التمثيل، لا يمكن حلّه إلا بالحوار"، وتابعت "إن العوامل الملحوظة في الدستور والتي تشكّل موضوعاً أساسياً ارتبطت بعامل التوافق"، مشيرةً إلى "شلل العمل داخل الحكومة خصوصاً وفي الإدارات العامة عموماً، لا سيما في المراكز الخدماتية". وحمّلت الأوساط مسؤولية هذا الشلل "إلى القوى السياسية كافة، وليس فئة محددة، في ظل الجدل السياسي والإختلاف في وجهات النظر في إطار أزمة سياسية كبيرة لا حلّ لها حتى الآن، نظراً إلى الخلاف القائم حول المحاور الأساسية في البلد، كانتخاب رئيس للجمهورية، قانون انتخاب جديد، تأليف حكومة...إلخ".

هندسة "المركزي": من جهة أخرى، أثنت الأوساط على الهندسة المالية التي أعدّها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "والتي سمحت له بزيادة احتياطي مصرف لبنان من العملات الأجنبية، وفي الوقت ذاته عزّز موقع المصارف في إطار خطة احترازية لتجنيبها ما قد يُفرض عليها من قيود حسابية جديدة من قبل جهات دولية. ومن الناحية الأمنية، أفادت الأوساط ذاتها، أن "الوضع الأمني في لبنان مضبوط أكثر من الدول الأخرى، مقارنة بالوضع القائم في فرنسا وإيطاليا على سبيل المثال"، مشددة على أن الدولة اللبنانية ليست فاشلة كما يتردّد، بل على العكس فهي لا تزال صامدة ومستمرة رغم الصعوبات العديدة التي نمرّ بها، سياسياً واقتصاياً وأمنياً".

 

"الخارجيـة" تحشـد للمشـاركة الكثيفــــة في مؤتمر الطاقة الاغترابية في اميركا الشمالية

المركزية/08 أيلول/16/ تعكف فرق العمل في كل من نيويورك والادارة المركزية لوزارة الخارجية والمغتربين على حشد المشاركة الكثيفة في المؤتمر الإقليمي الأول للطاقة الإغترابية اللبنانية 2016- أميركا الشمالية الذي ينعقد بعد انطلاق مؤتمر الطاقة الاغترابية السنوي في بيروت قبل ثلاث سنوات."

وفي هذا الإطار، ذكر مصدر في الخارجية لـ"المركزية" ان وزير الخارجية جبران باسيل سيفتتح المؤتمر بعد وصوله الى نيويورك على رأس وفد من موظفي الوزارة وفريق عمله كما يرافقه فريق من الاعلاميين والمنسقين. ويستقطب المؤتمر الاول من نوعه، المنتشرين في اميركا الشمالية اي المقيمين في الولايات المتحدة وكندا على مدى يومين في 16 و17 ايلول المقبل وهو حلقة من سلسلة مؤتمرات يقيمها باسيل للمغتربين في أمكنة وجودهم كمؤتمر البرازيل في تشرين الثاني المقبل ومؤتمر آخر يعقد في جنوب افريقيا في العام المقبل.

وسيجول باسيل ايضا خلال وجوده في الولايات المتحدة على هامش انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة على عدد من المدن والولايات الاميركية. الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية عن انعقاد المؤتمر في مدينة نيويورك الاميركية، من ضمن سلسلة مؤتمرات اقليمية ينوي وزير الخارجية عقدها في اكثر من بلد لجمع المغترببن المنتشرين. وينعقد المؤتمر يومي 16 و17 أيلول 2016 في 583 بارك أفينيو، في نيويورك، 10065 الولايات المتحدة الأميركية بهدف تعزيز ثقافة ريادة الأعمال مع التركيز على الشركات الناشئة والعمل من اجل الحفاظ على لبنان في قلوبهم وعقولهم. وسيحتفل بقصص نجاحات اللبنانيين في أميركا الشمالية، ويُوفّر منصة لتبادل خبراتهم وتجاربهم. كما سيجمع المؤتمر خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتكنولوجيا النانو، والتمويل، والطب، والطاقة، والروبوتات، والعلاقات العامة، والسياسة وغيرها. فضلاً عن ذلك، سيكون بمثابة مرحلة نحو أرض الملعب لقانون استعادة الجنسية اللبنانية من قبل المستفيدين المحتملين. واعتبر المكتب الاعلامي للوزير باسيل ان المؤتمر يشكل فرصة لانشاء تحالف بين رجال الأعمال والجامعات، والمؤسسات العاملة بهدف خلق مناخ من الفرص التي لا حدود لها بحيث يُمكن تطوير قدرات الجميع. وتشمل جلسات المؤتمر عناوين عدة ابرزها: إستعادة الجنسية والمدارس اللبنانية وبيوت الإغتراب اللبناني وموضوع الأرز الإغترابي وصندوق الإغتراب اللبناني. كما تعرض برنامج اشتر لبناني، ومسألة التنويع والنمو الإقتصادي من باب العلوم المصرفية والمالية و الخدمات.

وتتناول ايضا العلامة التجارية اللبنانية والشركات الناشئة وريادة الأعمال من حيث فرص وتحديات، وتنويع مصادر الطاقة وتبادل الخبرات في مجال الشراكات التعليمية والتعاون في الرعاية الصحية. ويروي عدد من المغتربين قصص نجاحهم في الإغتراب .

ووضعت الوزارة عنوان الموقع الالكتروني للمؤتمر لمزيد من المعلومات: www.lde-leb.com .

 

بري عرض الاوضاع مع بون وسفير مصر أكد وجوب الحوار والحفاظ على الحكومة

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة سفير جمهورية مصر العربية الجديد في لبنان نزيه النجاري ، وكانت مناسبة لعرض الاوضاع في لبنان والمنطقة.

وقال السفير المصري بعد اللقاء: تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري في بداية تولي مهمتي كسفير لمصر في لبنان ، وتناولنا في طبيعة الحال الوضع اللبناني المتأزم الذي تسعى مصر للمساهمة في حلحلته لا سيما منذ زيارة وزير الخارجية سامح شكري الى لبنان قبل اسبوعين."أضاف:" نحن نتابع ونفهم مواقف كل الاطراف في لبنان، ولكن لبنان يعنينا كثيرا وهو بلد مهم يؤثر بالامن الاقليمي ويتأثر به ولذا نرى انه من الضروري الا ينقطع الحوار الوطني بمفهومه العام في لبنان وصولا الى الحلول التي تحفظ امن هذا البلد العزيز واستقراره وسط حالة الاضطراب الاقليمية التي يسعى المجتمع الدولي لمعالجتها بشكل عاجل". وناشد القوى السياسية اللبنانية " الحفاظ على المؤسسات الدستورية وعلى رأسها الحكومة تفاديا لمزيد من الاحراج الذي قد يعقد البحث عن الحلول.ونأمل للبنان ان يخرج من مأزق الفراغ الرئاسي في أسرع ما يمكن وبارادة اللبنانيين اولا وبمساعدة الدول التي تهتم بالوضع في لبنان ثانيا على رأسها مصر بالتأكيد".

سفير فرنسا

ثم استقبل الرئيس بري سفير فرنسا في لبنان ايمانويل بون وعرض معه للتطورات الراهنة .

ومن الزوار أيضا سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري.

برقيات تهنئة

من جهة ثانية، تلقى الرئيس نبيه بري برقيات تهنئة بعيد الاضحى المبارك من كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس مجلس الاعيان الاردني فيصل عاكف الفايز".

 

اعتصام في بعلبك احتجاجا على خطف الطبيب الشل وخطوات تصعيدية لاحقة للافراج عنه

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - نفذ أمام سراي بعلبك الحكومي اعتصام، بدعوة من مجلس بلدية بعلبك وجمعية تجار بعلبك وأطباء المدينة، احتجاجا على خطف الدكتور صالح الشل، بمشاركة رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس ونائبه مصطفى صلح وأعضاء المجلس البلدي، والمخاتير وفاعليات اقتصادية ونقابية ودينية واجتماعية، كما أقفلت المحلات التجارية عند الساعة الواحدة من بعد الظهر لمدة نصف ساعة.

اللقيس

وقال العميد اللقيس: "إننا باسم المجلس البلدي وأهالي مدينة بعلبك نستنكر أشد الاستنكار ما تعرض له الدكتور صالح الشل، ابن مدينة بعلبك البار ونستنكر ما يتعرض له أي مواطن في أي عملية تخل بالأمن، فهذه الأعمال مرفوضة من الجميع، وهي تمس بأمننا وبكرامتنا، وتتناقض مع عادات وتقاليد أهل بعلبك".

وأضاف: "هذه خطوة أولى، ونناشد الأجهزة الأمنية الذين نتواصل معهم منذ صباح أمس، ونتمنى عليهم متابعة الموضوع بجدية، وكشف ملابسات هذه القضية بأسرع وقت ممكن، وإلا فنحن سنضطر إلى تصعيد الخطوات في الساعات المقبلة". وأكد اللقيس ان "محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر يتابع قضية الدكتور الشل مع المعنيين، وقد اجتمع لهذه الغاية مع مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص".

وختم: "بانتظار جهود الأجهزة الأمنية، فقد تشكلت لجنة متابعة تضم رئيس البلدية وعدد من أعضاء المجلس البلدي ومخاتير بعلبك وممثلي عن الأطباء، وسيتم اتخاذ الإجراءات التصعيدية في وقتها، ولن نتوقف قبل عودة الدكتور صالح الشل إلى أسرته سالما".

الشل

وشكرت الدكتورة نتالي صالح الشل كل من يتضامن مع قضية والدها، وتلت بيانا باسم أصحاب المستشفيات في بعلبك جاء فيه: "اجتمع أصحاب وممثلو مستشفيات بعلبك لمتابعة قضية اختفاء المدير الطبي لمستشفى ابن سينا الدكتور صالح الشل، وبعد التداول في القضية، طالب المجتمعون الأجهزة الأمنية والمعنية ونقابة أطباء لبنان ووزارة الصحة العامة ونقابة المستشفيات الخاصة بالتحرك السريع والفوري والجدي لكشف ملابسات هذه القضية الإنسانية والإفراج عن الدكتور صالح الشل. كما قرروا التوقف عن العمل وعدم استقبال الا الحالات الطارئة، قبل ظهر يوم غد الجمعة، في التاسع من أيلول كخطوة أولى سوف يتلوها خطوات تصعيدية أخرى".

 

قهوجي عرض ومستشار وزارة الدفاع البريطانية التعاون العسكري

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، مستشار وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الاوسط توماس بيكيت على رأس وفد مرافق وفي حضور السفير هوغو شورتر، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين، وبخاصة برنامج المساعدات البريطانية المقدمة الى الجيش اللبناني في مجال ضبط الحدود البرية. كما استقبل قهوجي الفنانة نجوى كرم ودودو العبد.

 

فرعون من الرابية: موضوع الرئاسة يتطلب ضمانات ومن الافضل تأجيل الجلسات الحكومية بانتظار ايجاد الحلول

الخميس 08 أيلول 2016/وطنية - استقبل النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، وزير السياحة ميشال فرعون الذي صرح على الاثر: "نحن نعيش دوامة ازمة سياسية في البلد نستطيع ان نسميها عواصف، اليوم موضوع رئاسة الجمهورية يتطلب المزيد من التشاور والحوار والوصول الى سلة، ويتطلب ضمانات على الصعيد المسيحي وضمانات من اطراف اخرى مثل حزب الله وتيار المستقبل واطراف عربية تعنينا كلنا. يجب الا يتوقف التشاور، فالازمات الحكومية التي نعانيها منذ اكثر من سنتين تتطلب التفكير في سبل تكملة عمل الحكومة لتسيير اعمال الناس. في السنة الماضية ايضا أوقفنا جلسات مجلس الوزراء لايجاد حلول لازمة النفايات". أضاف: "اما الصيغة التوافقية فهي تغطي غياب رئيس الجمهورية وتحتاج لوجود المكونات المهمة والاساسية في مجلس الوزراء، ولا يجوز ان يمثل رئيس الجمهورية دون وجدود صيغة توافقية. لذا، طالبنا بتأجيل جلسة مجلس الوزراء وعدم البحث بأي بند في غياب الصيغة التوافقية وغياب او معارضة او استقالة مكونات، واذا لم يكن هناك امكانية لتأجيل فيفترض الا يكون هناك بحث في اي بند يعتبر تجاوزا لاي من المكونات او لمبدأ تمثيل رئاسة الجمهورية". أضاف: "المرحلة الماضية انسحبت من الجلسة في ظل المضي ببعض البنود رغم الوعود التي اعطيت لتأجيلها، واليوم كان هناك وعود والتزام من دولة الرئيس وقد حول الجلسة الى نقاش او حوار بدون بحث في اي بند. على كل حال، اليوم التيار الوطني الحر او اطراف اخرى لم تستقل من الحكومة ولم تطلب اطاحتها وهذا من حقها، ولديها حرص على الحفاظ على مرافق الدولة". وتابع: "الجنرال عون حريص جدا على كل الدولة ومؤسساتها وعلى الحكومة، ونحن نطالب بفتح المجال للحوار واستمرار البحث".وأردف: "هناك أمور خاصة في مجلس الوزراء ومسائل أخرى يجب أن تبحث خارج الحكومة". وردا على سؤال عما اذا كانت زيارته بمبادرة او يحمل رسالة لعون، قال فرعون: "لا شك انني لا اتخذ مسؤولية القيام بأي مبادرة او تواصل، لكن يجب اجراء الاتصالات واستكمال التواصل، وإذا لم يكن المجال متاحا على طاولة الحوار فالحوار الثنائي قائم". أضاف: "بحثنا مع العماد عون في بعض الامور وسنوصل رأيه حتى لو كان يجري اتصالات مباشرة او غير مباشرة. المطلوب المزيد من النتائج، فهناك مسائل باتت واضحة وأعتبر أن التقدم في الحوار حول الرئاسة سيحل الكثير من الامور. وفي الوقت نفسه، من المهم أن نحمي الحكومة من أجل تخطي الازمات الاكبر ومن الافضل تأجيل الجلسات الحكومية بانتظار ايجاد حلول جديدة. لا يمكن القول إننا لا نعيش اليوم ظروفا استثنائية، لقد حاولنا تحييد الحكومة ولكنها ايضا مؤسسة سياسية".

مجالس بلدية  كذلك، استقبل عون مجالس بلديات: جبرايل في عكار والمجيدل والحميصة في جزين.

 

سفير بريطانيا للبنانيين: حان الوقت لانتخاب رئيس ولاستقلال ثان

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - لمناسبة مرور عام على ممارسته مهامه كسفير للمملكة المتحدة البريطانية، أصدر السفير هيوغو شورتر، بيانا بعنوان "حان الوقت لعيد الاستقلال2"،، وجاء فيه:"مضى عام على تسلمي منصبي كسفير بريطانيا في لبنان وحان الوقت لاقر انه رغم كل التجارب الرائعة التي تخللت هذا العام الاول في هذا البلد الجميل والمضياف انه لم يخل من خيبة أمل كبيرة وهي عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية. انه أمر جوهري لأن بقاء لبنان من دون رئيس لأكثر من سنتين يضعف البلاد ونموذج التعايش الذي يمثله في المنطقة. وهذا يعني ان لبنان أصبح أكثر عرضة للصدمات الداخلية والخارجية وأصبح نموه الاقتصادي وخلق فرص العمل في تراجع وباتت مؤسسات الدولة مهددة. في إطار جولاتي الديبلوماسية على رؤساء الاحزاب والنواب والوزراء والقادة الروحيين لمناقشة المأزق السياسي أسمع دائما ودوما اللازمة نفسها: لبنان لا يمكنه انتخاب رئيس ما لم تتفق الجهات الخارجية. يقال لي انه لطالما كانت الحال على هذا الشكل فانتخاب رئيس رهن اما بحصول تقارب بين القوى الاقليمية المتنازعة او تسوية سياسية للحرب السورية أو ضوء أخضر من احدى القوى الخارجية او تلك. أما برأيي انا، فعلى اللبنانيين ان يقرروا بأن اتفاق الاطراف الخارجية لا يمكن ويجب ألا يكون ضروريا لايجاد حل للازمة الرئاسية. لماذا؟ أولا: لانه رغم كل الجهود الحثيثة التي تبذلها بريطانيا وغيرها من الأطراف المسؤولة لايجاد حل للازمات الاقليمية الا ان التسوية قد تستغرق سنوات. فهل بامكان لبنان الانتظار بعد؟ على كل مسؤول لبناني الا يدخر جهدا لتفادي تحدي قدرة لبنان على الصمود التي يشتهر فيها هذا البلد في انتظار تبلور حلول للمشاكل الاقليمية المستعصية. ثانيا: لانه مهما اهتمت القوى الخارجية لأمر لبنان لا بد وان تضع مصالحها الوطنية الخاصة أولا فهذه قاعدة ثابتة في العلاقات الدولية. لقد أظهرت بريطانيا مرارا وتكرارا مدى التزامها باستقرار لبنان وأمنه وازدهاره لكن في نهاية المطاف سيساءل برلماننا ووزراءنا حول مدى دفاع الحكومة البريطانية عن المصالح البريطانية الوطنية. ان البريطانيين ليسوا متصلبين بشكل استثنائي في هذا المجال لا بل على العكس نحن نعتمد منظورا واسعا وايجابيا لما يخدم مصالحنا الوطنية. لكن ما اقصد هو انه عندما يترك للقوى الاجنبية القرار حول المسائل اللبنانية الداخلية فان اللبنانيين يسمحون لمصالح الآخرين بأن تتغلب على مصالحهم الخاصة داخل لبنان.

ثالثا: لأن انتظار القرار من جانب الآخرين هو تنصل من المسؤولية. لكن عندما ينتخب اللبنانيون نوابهم ومجالسهم البلدية -كما بدا جليا من نتائج انتخابات ايار البلدية - فهم يتوقعون من هؤلاء المنتخبين أن يمثلوا مصالحهم أي مصالح الشعب وليس مصالح اشخاص آخرين يعيشون على بعد مئات لا بل آلاف الاميال ولا مصالح السياسيين الخاصة. أخيرا، ان النظام معطل برمته. فقد مضى 28 شهرا على انتهاء ولاية الرئيس سليمان والكثير من السياسيين اللبنانيين كانوا يعملون بكد للتوصل الى اتفاق على خلف. لكن آن الاوان للاعتراف ان محاولات حشد توافق بين المصالح الخارجية المتنوعة والمتناقضة لصالح مرشح واحد قد باءت بالفشل. ان الدستور اللبناني يوفر آلية لحل مثل هذه المشكلة: التصويت في البرلمان لانتخاب رئيس.عندما أعبر عن آرائي هذه أمام أصدقائي اللبنانيين يذكرونني بكل لطف بأنني ما زلت جديدا نسبيا في لبنان. لكن يقولون لي ان التدخل الخارجي في الشؤون السياسية اللبنانية هو واقع لا مفر منه بسبب المال والاسلحة والدين. والملفت ان هذا الموضوع لا يثير جدلا عاما هنا: أهو قدر محتوم؟ أو شعور بأنه ما دام كل طرف يحمي ظهره بحليف أجنبي فهذا يعني انه منتصر؟ اذا كانت هذه هي الحال فأنا لا اوافق. كل من يهتم لمستقبل النموذج اللبناني للتعايش وكل من يهتم لأمر الوظائف والفرص الاقتصادية في هذا البلد وكل من يهتم لأمر الدولة القوية التي تضمن الأمن وحكم القانون هو خاسر كما يظهر المأزق الرئاسي الحالي. ان مشاكل المال والسلاح والتأثيرات الدينية الخارجية ستستغرق وقتا طويلا قبل ان تحل. لكن مسألة الرئاسة يمكن ان تحل الآن وعلى أيدي اللبنانيين. لأكثر من عامين، السياسيون اللبنانيون هم انفسهم من قرر انتظار الاملاءات الخارجية وعلى البرلمانيين اللبنانيين انفسهم تقع مسؤولية انتخاب رئيس. ألم تنص مقدمة الدستور اللبناني على ان "لبنان وطن سيد حر مستقل"؟ لذلك أقول: حان الوقت لينتخب لبنان رئيسا بشكل مستقل. حان الوقت ليصوت البرلمان. حان الوقت لاستقلال 2".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

فرنسا تحارب التشدد في المساجد بقطع التمويل الخارجي ووقف استقدام الأئمة

العرب/09 أيلول/16/الجزائر - تسير فرنسا، وتحت ضغط اليمين، نحو تبني قرار بوقف قبول التمويلات التي تقدم للمساجد من دول خارجية، ومنع استقدام أئمة لإدارة هذه المساجد في مسعى لتطويق تسييس دور العبادة وقطع الطريق على المتشددين. وتعتبر أوساط فرنسية أن هدف هذه الخطوة السيطرة على تمويل المساجد والتحكم في الخطاب الذي يقدم داخلها، خاصة أن عددا محترما من تلك المساجد مثل نقطة استقطاب لشبان فرنسيين وشحنهم بالأفكار المتشددة ثم إرسالهم إلى دول تشتعل فيها النزاعات مثل سوريا. وتتجه الحكومة إلى تكوين مؤسسة فرنسية لإدارة شؤون الدين الإسلامي في البلاد (مؤسسة الإسلام الفرنسية) بدل تركها بيد هيئات وجمعيات، الكثير منها يثير الشكوك حول مصادر تمويله وعلاقاته التنظيمية بجماعات متشددة مثل السلفيين والإخوان المسلمين. ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس أن العلمانية والإسلام متوافقان في فرنسا ضمن احترام القانون.

وقال هولاند خلال ندوة حول “الديمقراطية في مواجهة الإرهاب” إن “لا شيء في فكرة العلمانية يتعارض مع ممارسة الشعائر الإسلامية طالما أنها تلتزم بالقانون”. وسبق أن أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أن حكومته يمكن أن تدرس فرض حظر مؤقت على تمويل المساجد من مصادر أجنبية، مشددا على أنه لن يتم تمويل “مؤسسة الإسلام الفرنسية” التي سيتم إحداثها من المال العمومي. وأوضح فالس أن “مراجعة قانون 1905 ستفتح علينا نقاشا خطيرا للغاية، لكننا يجب أن نتطرق لكل الحلول، لضمان إنشاء مؤسسة ‘للإسلام الفرنسي’ ذات شفافية تامة ويكون تمويلها من التبرعات والقطاع الخاص”. وأودع حزب الجمهوريين في فرنسا، الذي يرأسه نيكولا ساركوزي، مقترح قانون بالجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) يقضي بحظر أي تمويل للمساجد من خارج فرنسا، كما يمنع استقدام أئمة من الخارج. وينتظر أن يثير قرار وقف التمويل الخارجي غضب الدول الممولة مثل الجزائر التي تسيطر على جامع باريس، وعملت على شراء حق ملكيته وإدارته اعتمادا على قانون فرنسي ينص على أنه في حال مرور 15 سنة عن تمويل دولة أجنبية لجمعية تقع تحت طائلة القانون الفرنسي، فإن تلك الدولة يصبح بإمكانها أن تملك هذه الجمعية. ويدير اتحاد مسجد باريس، الذي يترأسه الجزائري الأصل دليل أبوبكر، نحو 100 مسجد آخر في فرنسا. ولا يعتقد أبوبكر “أن الأمن الفرنسي يتحقق عبر حظر التمويل والتأطير الخارجي للمساجد والمؤسسات الإسلامية، فكما لفرنسا وغيرها الحق في رعاية جالياتها ثقافيا ودينيا، فإنه من حق الدول العربية والإسلامية (…) المساهمة في تمويل وتأطير تلك المساجد والمؤسسات”.

وتدفع الجزائر مبلغ أربعة ملايين يورو سنويا، وتجند أكثر من مئة إمام، للتكفل بالشعائر الدينية للجالية. وقال مراقبون إن فرنسا واقعة في وضع تصعب فيه الملاءمة بين العلمانية التي تفترض الحياد تجاه الأديان وعدم تمويلها، وبين أن تقوم الدولة بمسؤوليتها في مواجهة أفكار وبرامج تحث على التشدد ويتم الترويج لها في عدد من المساجد. وأشاروا إلى أن تمسك فرنسا بعدم تمويل المساجد سيفتح الباب أمام التمويل الموجه، ولو من قبل المصلين -كأفراد- الذين تراهن باريس على أن يتولوا تمويل المساجد التي يرتادونها مثلما هو الأمر مع الكنائس. وقال المراقبون إن فرنسا قد تجد صعوبة في تكوين جيل جديد من الأئمة الذين يقدرون على إذابة الجليد بين العلمانية والدين الإسلامي والترويج للهوية الفرنسية بدل هويات خارجية، إلا أنها تستطيع أن تضبط مع الدول المتدخلة في الشأن الديني برنامجا لتأهيل أئمة معتدلين مستفيدة من تجربة المغرب الذي تم تعميم بعثاته الدينية في بلدان أفريقية وأوروبية. ويسمح هذا التنسيق بتحقيق هدف فرنسا في استقدام أئمة ورجال دين معتدلين، ولو بصفة ظرفية، لخلافة المتشددين الذين يسيطرون على أغلب المساجد، وتسمح في نفس الوقت بتمتين صلة المهاجرين بثقافة دولهم الأصلية.

 

"تايمز": ضغوط على حكومة بريطانيا لوقف بيـع اســلحة للســعودية

المركزية/08 أيلول/16/اشارت صحيفة "تايمز" إلى ان "الحكومة البريطانية تتعرّض لضغوط متزايدة من نوّاب مجلس العموم وبعض الدوائر ذات التأثير، من اجل وقف بيع الأسلحة للسعودية"، لافتةً إلى ان "التدخل السعودي في اليمن تسبب في حرب اهلية في هذا البلد الفقير، وهناك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان منذ بدء تلك العملية العسكرية". واوضحت الصحيفة ان "تلك الانتهاكات لحقوق الإنسان ومآسي الحرب في اليمن بسبب القصف السعودي جسيمة، في شكل لم يعد ممكنا معه ان تستمر الحكومة في تزويد السعودية بالسلاح او الذخيرة او العتاد العسكري". واعتبرت "تايمز" ان "الجدل والسجال الدائر حاليا بين السعودية وايران حول مسألة إدارة الحج والاتهامات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، دلالة الى الحرب الباردة التي اندلعت منذ فترة بين الدولتين".

 

"واشنطن بوست": صبر أوباما على موسكو بدأ بالنفاد

المركزية/08 أيلول/16/اشارت صحيفة "واشنطن بوست" الى ان "إدارة الرئيس باراك اوباما ابلغت الطرف الروسي بأن "صبره بدأ بالنفاد" فيما يتعلق بالجهود الرامية لحل الملف السوري"، واوضحت ان "البيت الأبيض قدّم آخر اقتراح للروس حول الاتفاق المنتظر في شأن الأزمة السورية وانه ينتظر الرد الروسي عليه".

ونقلت الصحيفة عن مصادر ان "المقترح الأميركي الذي تقدم به اوباما الاثنين الماضي اثناء لقاء عقده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة G20 في مدينة هانغتشو الصينية، يقضي بـ"إعلان هدنة في كل البلاد، بما في ذلك مدينة حلب المحاصرة وإيصال آمن، دائم للمساعدات الإنسانية، ووقف غارات الطيران السوري، وإطلاق عملية جوية روسية-اميركية مشتركة ضد المواقع الإرهابية". ولفتت المصادر بحسب "واشنطن بوست" الى ان "الإدارة الأميركية لا ترى سبباً لعقد جولة جديدة من المشاورات في حال عدم إحراز تقدم اثناء الاجتماع المرتقب لرئيسي الدبلوماسية الأميركية والروسية، جون كيري وسيرغي لافروف، في جنيف اليوم، وذلك من دون ذكر الخطوات الممكن اتخاذها في حال عجز واشنطن وموسكو عن التوصل إلى اتفاق".

 

"فاينانشال تايمز": سجل روسيا حافل بالتدخلات السرية

المركزية/08 أيلول/16/إعتبرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية ان "لروسيا سجلا حافلا بالتدخلات السرية في شؤون الآخرين في إشارة إلى عملية اختراق الكتروني تعرّض لها الحزب الديموقراطي ولجنته الوطنية للانتخابات في الكونغرس، لافتةً الى ان "عدداً من قراصنة الحاسوب في روسيا يتمتعون بدعم من الحكومة". ولم تلقِ الصحيفة البريطانية المسؤولية على روسيا بل راحت تعاتب الإدارات المحلية الاميركية في عدد من الولايات التي اختارت نظام الانتخاب عبر الكومبيتر بطريقة الكترونية، ما يعرّض بيانات الناخبين والأحزاب لخطر السرقة".

 

هولاند: العلمانية والاسلام متوافقان ضمن احترام القانون في فرنسا

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اليوم، ان العلمانية والاسلام متوافقان في فرنسا ضمن احترام القانون، رافضا "أي تشريع ظرفي". وقال خلال ندوة عن "الديموقراطية في مواجهة الارهاب": "لا شيء في فكرة العلمانية يتعارض مع ممارسة الشعائر الاسلامية في فرنسا، ما دامت تلتزم القانون". وتابع: "لن تكون هناك تشريعات ظرفية، وهي غير قابلة للتطبيق وغير دستورية في آن"، في اشارة الى الدعوات الى إصدار قانون جديد حول لباس البحر ("البوركيني"). وأثار قرار عدد من البلدات اليمينية حظر ارتداء البوركيني هذا الصيف على الشواطئ الفرنسية، جدلا محتدما داخل الطبقة السياسية. وقال هولاند ان السبيل الوحيد "المحق والمجدي، هو دولة القانون"، موجها انتقادات الى اليمين. واشار بالاتهام الى الذين "يلقون خطابات يعمدون فيها الى كل المزايدات حتى يتمايزوا داخل معسكرهم". وتساءل: "هل يمكن الاسلام التأقلم مع العلمانية مثلما فعلت قبله الكاثوليكية والبروتستانتية واليهودية؟" متابعا "جوابي هو نعم، بالتأكيد نعم". وتابع: "يطرح السؤال ايضا على الجمهورية: هل هي مستعدة فعلا أن تستقبل في كنفها ديانة لم تتوقع قبل اكثر من قرن ان تبلغ هذا الحجم؟" ليجيب: "هنا ايضا اقول نعم، بالتأكيد نعم". وقال: "قبل ان يصلوا الينا، هاجم (المتطرفون) ديانتهم نفسها. وكان المسلمون في كل مكان ضحايا هؤلاء الاسلاميين. الأمر نفسه ينطبق على فرنسا بحيث نرى بين القتلى الذين نعددهم والجرحى الذين ننتشلهم، ان المسلمين يدفعون ايضا ثمن الارهاب".

 

نائب هولندي من اصل تركي رفض مصافحة نتانياهو

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - أثار نائب هولندي ضجة، اليوم، بعدما رفض مصافحة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته البرلمان الهولندي.  وفي اليوم الثاني لزيارته، التقى نتنياهو أمس عددا من كبار السياسيين في مبنى البرلمان في لاهاي.  الا انه بينما كان يصافح عددا من النواب الذي اصطفوا لتحيته، وضع توناهان كوزو يده اليمنى على صدره وبعد ذلك وراء ظهره عندما مد نتنياهو يده لمصافحته. ويتزعم كوزو، المولود في تركيا ونشأ في هولندا، حركة "دينك" السياسية المناهضة للعنصرية التي اطلقت في شباط 2015 لدعم حقوق المهاجرين. وصورت تلك اللحظات بالفيديو، ويشاهد نتنياهو يأتي بحركات تعبر عن المفاجأة بعدما مد يده لمصافحة النائب.  وانتشر الفيديو بشكل كبير، اليوم، على مواقع التواصل الاجتماعي وحصل على الاشادة والانتقادات. وكان كوزو يرتدي شارة عليها العلم الفلسطيني اثناء الحادث. وقال اليوم على موقعه على "فايسبوك" انه "عندما غادرت الكاميرات القاعة عرض على نتنياهو العديد من صور الاطفال الفلسطينيين". وأوضح انه عرض صورا لطفل فلسطيني وقد امسك جندي برأسه في حركة عنيفة، واخرى لجندي اسرائيلي يوجه بندقيته في اتجاه ام فلسطينية وطفليها، وسأله: "هل هذه ديموقراطية؟ هل هذه هي التكنولوجيا؟". واثارت زيارة نتنياهو مشاعر مختلفة في هولندا التي تستضيف المحكمة الجنائية الدولية، حيث دعا بعض المحتجين الى محاكمته.

 

تركيا تسمح لنواب المان بزيارة قاعدة انجرليك في بادرة تهدئة

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - رفعت تركيا قرار منع النواب الالمان من زيارة قاعدة انجرليك العسكرية التركية الذي كانت اتخذته اثر تبني البرلمان الالماني قرارا حول الابادة الارمنية، كما اعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير، اليوم، ما يدل على بوادر التهدئة بين البلدين. وقال: "أرحب بقرار الحكومة التركية السماح بالزيارات المقررة للجنة الدفاع البرلمانية"، بعد ثلاثة اشهر من التوتر بسبب اعتراف البوندستاغ بالابادة الارمنية الذي اثار غضب انقرة. واضاف: "اننا نتقدم خطوة الى الامام مع هذا القرار للحكومة التركية". ومع ذلك، لا تزال مواضيع التوتر بين الحكومة الالمانية وانقرة، الشريكة الاساسية للاتحاد الاوروبي في ادارة ازمة الهجرة، كثيرة.

 

كارتر: التعاون الاميركي الروسي في سوريا يبدأ بوقف المعارك

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - أبدى وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر، في تصريح اليوم لهيئة الاذاعة البريطانية ("بي.بي.سي")، استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع روسيا لانهاء النزاع السوري، اذا ما حصل مسبقا "وقف فعلي للاعمال العسكرية". وقال: "اذا تم التوصل الى اتفاق، فسيكون نتيجة عدد كبير من المراحل، ولا سيما منها وقف الاعمال العسكرية الذي يمكن ان يؤدي في النهاية الى مزيد من التعاون بين الولايات المتحدة والجيش الروسي". واعلنت وزارة الخارجية الروسية مساء أمس، ان سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري سيجريان محادثات في جنيف اليوم وغدا، لكن وزارة الخارجية الاميركية لم تؤكد ذلك. وذكر كارتر بأنه "عندما اعلنت روسيا عن تدخلها في سوريا، قالت انها تريد القيام بذلك "لمحاربة الارهاب ومحاولة انهاء الحرب الاهلية عبر عملية انتقال سياسي". اضاف: "هذا ما لم تفعله حتى الان. لقد اججت الحرب الاهلية والعنف، ولم تساعدنا على الاقتراب من حل سياسي يقضي باستقالة بشار الاسد وتشكيل حكومة جديدة تضم المعارضة المعتدلة لخلافته". وتابع: "في نهاية المطاف، لا يمكن ان يتوقف العنف في سوريا قبل حصول انتقال سياسي. وللروس دور اساسي في هذا المجال، وقالوا انهم جاءوا من اجل ذلك. ويجب ان يقفوا الى الجانب الجيد من الامور، وليس الى الجانب السيئ". وكرر القول ان "الولايات المتحدة تريد ان يستقيل بشار الاسد في اقرب وقت".

 

طبخة الحل السوري على النار والتكهن في موعد نضوجهــا صعب وتضارب المصالح الدولية وإبعاد ايران عن المفاوضات يؤخران التسوية

المركزية- في حين تتضارب المعلومات في شأن انعقاد لقاء بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف في جنيف اليوم أو غدا، يبدو الاجتماع العتيد رهن نجاح اللجان التي تعمل على تذليل نقاط الخلاف حول الحل السوري المفترض، في مهمتها. وأعلن الكرملين الذي أبدى تفاؤلا في هذا الخصوص في الساعات الماضية، اليوم، أن لم يتم التوصل الى اتفاق نهائي بعد مع أميركا والأمر يتطلب حلولا وسطا في شأن بعض القضايا. أما الخارجية الاميركية فأشارت الى مكالمة هاتفية حصلت بين الرجلين، رافضة تأكيد أو دحض امكانية اجتماعهما قريبا، نافية التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا.

على أي حال، تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" إن معظم الجهات الاقليمية والدولية الغارقة في الصراع السوري "حتى الاذنين" سياسيا وعسكريا، باتت على قناعة بأن لا بد من حل سياسي للأزمة وبالتالي فانها تكثف جهودها واتصالاتها للتوصل الى وقف للاعمال القتالية في الميدان ودفع طرفي النزاع السوري الى طاولة المفاوضات مجددا. وتشير الى ان شريحة واسعة من المعارضين السوريين باتت على الموجة نفسها، وإن كانت تشترط تسوية تؤمن مصالحها على حساب مصالح النظام السوري. وفي هذه الخانة، يصب تقديم المعارضة السورية أمس في لندن، رؤيتها لحل سياسي في سوريا تتضمن مرحلة تفاوض من ستة أشهر على أساس بيان جنيف، تليها مرحلة انتقالية من 18 شهراً تشكل خلالها هيئة الحكم الانتقالي من دون الرئيس السوري بشار الاسد. كما تندرج في اطار التسوية السياسية المنشودة أيضا، التوصيات الجديدة التي سيقدمها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الى مجلس الامن الدولي في 23 الجاري، حول شكل المفاوضات القادمة من أجل التوصل إلى حل للملف السوري وتتضمن 3 فقرات رئيسية: الأولى تتعلق بالمرحلة التفاوضية، والثانية بالمرحلة الانتقالية، والثالثة بالمرحلة النهائية. حيث يرى المبعوث الأممي أن تكون المفاوضات القادمة مباشرة، ومبنية على بيان جنيف وتحديدها بفترة 6 أشهر، على أن يكون الهدف منها التوصل لتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، ووقف دائم لإطلاق النار، وتتضمن هذه المرحلة أيضاً إجراءات لبناء الثقة بين نظام الأسد والمعارضة السورية. وعن المرحلة الانتقالية التي تتضمن 13 بنداً، نصت توصية المبعوث الأممي على أن تكون مدتها 18 شهراً، وفيها يبقى الأسد بمنصبه بصلاحيات بروتوكولية، ويكون من أبرز مهامها الإشراف على مجلس عسكري مشترك من النظام والمعارضة. هذه المعطيات معطوفة الى الاتصالات المفتوحة بين واشنطن وموسكو تؤكد وفق المصادر، ان طبخة الحل السوري وضعت على النار، الا انها تشير الى ان التكهن في موعد نضوجها يبقى صعبا، وذلك لجملة اعتبارات ومصالح دولية واقليمية متضاربة. فاذا كانت موسكو تتمسك بانتزاع انتصار في أوكرانيا مقابل تسهيل الحل السوري المنتظر وتليين موقفها من مصير الرئيس السوري وتصنيف الفصائل المعارضة، تعترض الطريق نحو التسوية عقبة أخرى تتمثل في اعتراض ايران على إقصائها عن مفاوضات الحل وتاليا امكانية التشويش عليه عسكريا في سوريا واليمن والعراق. وفي السياق، توضح المصادر ان نادي العاملين على خط حل الازمة السورية اليوم يضم واشنطن وموسكو وأنقرة والرياض التي تسعى الى حياكة مخارج لملفات المنطقة الساخنة كلها عبر حل شامل لا "على القطعة". واذ تلفت الى أن استبعاد ايران أتى من قبل حلفائها قبل الخصوم، تشير المصادر الى ان بعض الجهات الاقليمية يدعو الى إشراك الجمهورية الاسلامية في المشاورات الحاصلة على اعتبار ان خطوة كهذه قد تعزز صوت الاعتدال الايراني الذي يمثله الرئيس حسن روحاني على حساب النهج المتشدد الذي يمثله الحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني، خصوصا ان المرحلة المقبلة يراد ان يكون عنوانها السلم والاستقرار لا الصراعات والثورات، الا ان هذه الدعوات تقابل حتى اللحظة برفض خليجي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» يُمرّر انتكاساته تحت جنح.. الضلال

علي الحسيني/المستقبل/09 أيلول/16

بعدما عجزت السياسة عن اقناع «حزب الله» او اعترافه بأنه هو من يقف وراء الخراب والويلات والتعطيلات الحاصلة والتي تعصف بالبلد ليس منذ إنتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان فحسب، بل منذ خوضه مغامرة حرب تموز العام 2006، وبعدما عجزت الخسائر العسكرية والبشرية التي ما زالت تُلاحقه في سوريا، عن اقناعه بضرورة إعادة النظر في حربه هذه، أقله الإعتراف بهذا الخطأ القاتل، يبدو أن الخيار الأخير لإجبار الحزب بالوقوف عند حدّه في جميع مُمارساته وأفعاله، إحالة قادته على جهات مختصة لإستعادة رشدهم السياسي ومن ثم إستعادة بوصلتهم الفعلية التي سبق وساروا عليها، قبل أن يصلوا إلى حالتهم التي هم عليها اليوم. هي مواقف متكررة تصدر عن قادة «حزب الله» بشكل يومي، يسوقون من خلالها إتهامات وبث أضاليل وأكاذيب بحق تيّار «المستقبل»، تتراوح بين بيانات وخطابات و»إجتهادات»، لا يُمكن وضعها إلا في خانة «العجز« و»الروتين» اليومي، وهو الأمر الذي يُخرج للعلن المآزق الذي يُعاني منه الحزب ويوضح للبعيد قبل القريب، أن العجز الذي يُعاني منه نتيجة سياساته الخاطئة وحساباته المعقودة على الخارج، لم تعد تتطابق مع حسابات الوضع العام في المنطقة التي يبدو أنها ذاهبة باتجاه تسويات لن يكون له فيها أي دور فاعل ولا وزن في ميزان التغيّرات والتطورات. لكن وعلى الرغم من إنسداد الآفاق كافة في وجه حزبهم، يُصرّ قادة «حزب الله» ومن بينهم الشيخ نعيم قاسم، على الإستمرار في حرف الحقائق عن موضعها والتلطي خلف جنح الظلام، من أجل تمرير إنتكاساتهم بأقل الأضرار المُمكنة. وأخر «نفحاته» قوله: « إن القتال في سوريا يهدف إلى حماية لبنان، وأن حزبه دخل الحرب هناك متاخراً، أي بعد سنتين تقريباً على اندلاعها».بعد كلام قاسم هذا، قد يجد اللبنانيون أنفسهم وتحديداً عناصر «حزب الله»، أمام أمر وحيد، وهو التوجه بالشكر إلى قيادة حزبهم على تأخرها في الإنخراط بهذه الحرب، وإلا لكان عدد القتلى والجرحى ضعفي أو ربما ثلاثة أضعاف العدد الحالي، ولكان أبكى المزيد من العيون وادخل اليُتم إلى منازل ما زالت تنعم ربما، ببعض الرضا والعيش الهانئ، بإنتظار مصيرها المجهول. وينحو قاسم في حديثه باتجاه نكء الجراح خصوصاً عندما يتحدث عن «إنتصارات» و»غلبة» في «حلب» لمصلحة النظام السوري، في وقت يسعى فيه الحزب والنظام معاً، إلى عقد صفقات وتسويات مع الثوّار، من أجل إستعادة جثث تعود لعناصرهم وأيضاً، استرجاع عدد من الأسرى كانوا وقعوا منذ اشهر، بيد فصائل في المعارضة السورية.

عود على بدء في موضوع السعودية وتيّار «المستقبل». يهرب قاسم من الإحراج في عدم نزوله حتى اليوم إلى مجلس النوّاب لإنتخاب مرشحه، من خلال القائه باللائمة على السعودية و»المستقبل» وذلك من بوابة إتهام المملكة بأنها تضع «فيتو» على اسم النائب ميشال عون، والتيار، بأنه يلتزم بالقرارات السعوديّة. وسط هذه التعمية المُعتمدة من الحزب والتي أصبحت ممجوجة لدرجة أن اللبنانيين وعلى اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، ما عادوا يُعوّلون على طروحاته للخروج من الأزمات التي تعصف بهم، هل سأل الشيخ قاسم نفسه عن الجهة التي ورطته في الحرب في سوريا واليمن والعراق، والتي أدخلته في خصام وصل إلى حد القطيعة، مع مُحيطه العربي؟ ألم يكن الأجدى بـ»حزب الله»، البقاء على الضفّة الآمنة، بدل أن يتحوّل إلى أداة بيد الإيراني الساعي إلى تحقيق مشاريعه في المنطقة؟.

من باب تأكيده على نفي التغيير الديموغرافي الذي يقوم به «حزب الله» في مناطق سورية، يقول قاسم « في حال أجري إحصاء لإنتماء السكان الموجودين تحت كنف الدولة السورية في كل المحافظات، فيبدو واضحاً أن عدد السنّة هو الذي يشكل الأغلبية الساحقة، وبالتالي، فإن الحديث عن تغيير ديموغرافي هو غير واقعي«. إجابة تتطلب أسئلة تتعلق بفترة حكم الأسد الأب والإبن وبـ»حزب الله» الذي يسير على الطريق نفسه. ألم يكن السنة تحت حكم حافظ الاسد من قبل، فكيف كان حالهم، هل سُمح لهم بتبوؤ مناصب في الدولة او هل حصلوا على امتيازات كما هو حال ابناء الطائفة التي ينتمي اليها هو؟ فإذا كان النظام انصفهم، فلماذا قامت الثورة من مدنهم وريفهم؟ ولماذا أكملتم أنتم، ااحتلال «القصير« و«داريا« و«الغوطة« وغيرها من المدن والبلدات ذات الوضعية المذهبية الخاصة؟. اليست هي حرب مذهبية أعلنتها إيران على الشعب السوري؟، وهذه إحصاءات اللاجئين السوريين تؤكد أن مُعظمهم إن لم يكن جميعهم، هم من أبناء مذهب مُحدد. ومن جملة «اسقاطات» قاسم أنه رأى أن «لا حلّ في سوريا إلّا وفق ما يريده السوريون والمحور الذي تنتمي إليه الدولة السورية«. للنظام السوري علاقات مع أكثر من دولة وجهة، منها النظام الإيراني والكيان الإسرائيلي على حد سواء، كذلك ينتمي إلى محور الإرهاب المؤلف من «داعش» وأخواتها، فعن أي محور يُمكن التحدث والأسد نفسه سبق وان اعترف بلسانه أن سوريا ليست للسوريين، بل هي لمن يُدافع عنها، و»حزب الله» في طليعة المُدافعين عن سوريا وعن شعبها الذي رأى الويلات منكم ولمس العجائب من أفعالكم.

 

في نمط "سويعاتي"

 نبيل بومنصف/النهار/9 أيلول 2016

لا يتفجع اللبنانيون على مجلس وزراء تعطله جهة سياسية او برلمان بات الغبار يعلو سجله التشريعي او رئاسة جمهورية هائمة ممسوخة بممارسة ترف عبثي اطاح ما تبقى من المنصب الاول. لا يتفجعون لأنهم تطبعوا مع الانقلاب الناجز الذي لا يزال بعض السذج يحذرون من بلوغه فيما هو يرفع مداميكه بين حنايا الفراغ الذي امسى احتلالا نائما يتسلل بدأب الى كل ما يسمى الجمهورية اللبنانية. ما يجري في المأزق الحكومي الطالع ليس نهاية المطاف ولا آخر الفصول. ولكن توهج الحدث ينسي الناس البديهيات والاصول ويذهب بهم الى القشرة. في المعطى الدستوري الخالص لا فارق بين تعطيل انتخابات رئيس الجمهورية وتعطيل جلسة لمجلس الوزراء او شل جلسات التشريع والمناقشة العامة للبرلمان. كلها سواء، وكلها تحول الممارسة السياسية الى انقلاب موصوف. بل ابعد من ذلك، تغدو الممارسات النمطية العابثة بالمؤسسات الدستورية بهذا النزق الانقلابي أخطر بكثير من شل المؤسسات حين تعمم المفهوم الاستنسابي بديلا من الانتظام الدستوري والاصول في الاعتراض. ليس في هذه الأصول ما يجيز القفز العبثي من الحكومة كما شل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية كما منع المجلس من التشريع في الأوان المتاح دستوريا الا اذا انتفى نهائيا آخر رابط من روابط الالتزام الدستوري حينذاك نكون بوضوح امام فعل انقلابي محقق على ما نخشى انه حاصل اليوم. في فعل المقاطعة الممعن في استسهال وضع البلاد امام متاهات الفوضى الدستورية والسياسية الشاملة باتت الطبقة السياسية برمتها امام مسؤولية تجويف الطائف عن بكرته، ولا يقنعنا احد بعد الآن بان الطائف لم يمس ولن يمس وبان احدا ليس لديه مشروع لتصفيته والإجهاز عليه. هذا القفز "السويعاتي" من الحكومة او من المجلس على إيقاع اليأس من بلوغ رئاسة الجمهورية واسترهان الجمهورية لمعادلة "هل تريدوننا ام تريدون الستة في المئة من خصومنا " حول المؤسسات الى "ميترو" او حافلة يمكنك ركوبها او مغادرتها على الطلب ! في الربيع المقبل تكمل آخر جولات الانتخابات النيابية عامها الثامن ولا يزال الترقيم وتوزيع النسب وتسخير التحقير السياسي للخصوم يجري على اساسها كأن الناس والناخبين في لبنان حجارة لا يمسها الزمن ! والاغرب من هذا ان يأتينا من يحاول اقناعنا بان اصحاب النزوات الذين تدمنون نمط تجريب المجرب الكارثي هم وحدهم من يتسبب بكل هذا الاضطراب الموسمي والسويعاتي. فهل كان هؤلاء وحدهم منذ سنتين وأربعة اشهر منذ وضع المدماك الاول للانقلاب الزاحف تصاعديا، يذرفون دمع الميثاقية الآن بطرائق مختلفة فيما الميثاقية الحقة احتضرت وتنازع آخر فصولها في تحويل النظام والدستور الى تلك الصورة " الأيقونية" لبوسطة عين الرمانة؟ وليس بالحرب وحدها تصفى الجمهورية.

 

عن «المظلومية» الجوّالة بين الطوائف

جورج بكاسيني/المستقبل/09 أيلول/16

قبل أيام استجدّ على القاموس السياسي اللبناني مصطلح قديم (المظلومية)، لكن جديده أنه نُسب هذه المرّة إلى المسيحيين، مع إعلان رئيس التيّار «الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل ما سمّاه «مظلومية المسيحيين»، وهو المصطلح الذي كان يُطلق على الشيعة كما على طوائف أو طبقات أخرى عبر التاريخ.

فماذا يعني هذا المصطلح؟ ولماذا نُسب إلى المسيحيين الذين طالما عانوا عقدة الخوف لكنهم لم يعرفوا مرّة عقدة «المظلومية»؟ بداية، المظلومية عقدة تاريخية عاناها عبيد أثينا القديمة وفلاحو الرومان، وبعدهم الشيعة ومن ثم «الاخوان المسلمون» (معتقلات الضباط الأحرار وأحزان سيد قطب في زنزانته).. وهي عقدة شبيهة بعقدة الشعور بالاضطهاد التي يسمّيها أطباء النفس «البارانويا» التي هي عبارة عن شعور مرضي بحت لا وجود له في الواقع. لكن المُصاب بهذه العقدة يشعر بالاضطهاد وهماً وتوّهماً حتى يتضخّم به هذا الشعور ويرى كل من حوله يضطهده.

وبذلك أصبحت «المظلومية» عنواناً من عناوين إدارة الصراع في منطقتنا، لا بل تحوّلت من عقدة تاريخية إلى ثقافة راهنة للتعبئة والتجييش، وسلاح تؤجّج بواسطته الصراعات على نحوٍ يخلط بين الماضي السحيق والحاضر المختلف تماماً. والمُصاب بداء «المظلومية» لا يرهق نفسه فقط، بل يُرهق مَن حوله، ليحمّلهم عقدة ذنب. ومهما حاول المحيطون بمصاب «المظلومية» منحه ما يشتكي من حرمانه فلا يشعر بالشبع، ما دفع الكثير من الباحثين إلى وصف «المظلومية» بأنها «بئر لا قعر لها«.

أمّا في لبنان فقد عرف أبناء الطائفة الشيعية داء «المظلومية»، في تاريخنا الحديث، بحكم الإرث الحُسَيْني من جهة، وبفعل الحرمان الذي أصابهم، من جهة ثانية، منذ الاستقلال إلى حين إقرار اتفاق الطائف، حتى إذا أراد الإمام المغيّب السيد موسى الصدر إطلاق لقب على حركة «أمل» التي أسّسها في الستينيات سمّاها حركة «المحرومين». وبالفعل أجمعت النُخب اللبنانية، بما في ذلك «المارونية السياسية»، على الاعتراف بتلك «المظلومية» وإن لم تتم معالجتها قبل العام 1990، حيث أصبح للشيعة مكانة في النظام السياسي تساويهم بمكانة الطوائف الأخرى، لا بل تقدّموا على الآخرين بفعل الوصاية السورية بداية ومن ثم بفضل سلاح «حزب الله» لجهة النفوذ السياسي والخدماتي في الدولة وفي الميدان. لكن هذا «الترقّي» الاجتماعي والسياسي لم يعنِ يوماً أن الغالبية الشيعية حصلت على حقوقها التي كانت «محرومة» منها، أو الغالبية المارونية أو السنّية أو غيرها من الطوائف، بفعل المساواة التي قامت بين جميع اللبنانيين.. في الحرمان. فجميع اللبنانيين أصبحوا محرومين من دولة قوية أو شفّافة أو قادرة على معالجة همومهم. كما أصبحوا جميعاً محرومين من رئيس للجمهورية، وكذلك من بيئة نظيفة بحكم التلوُّث الناجم عن أزمة النفايات، ومن الكهرباء والماء ومن السيادة الكاملة للدولة على كامل الأراضي اللبنانية.

معنى ذلك أن «المظلومية» داء أصاب جميع اللبنانيين ولم يوفّر أيّاً منهم؛ لكن بما أن هذا الداء واحدٌ من أدوات التعبئة الطائفية، كما درجت العادة، فلا بأس من استخدامه كغذاء ثقافي لغرض سياسي هنا أو آخر هناك. وهذه قاعدة اتّبعها كثيرون من زعماء الطوائف في لبنان حتى أصبحت «المظلومية» أو شعارات تاريخية أخرى تُعتمد «مداورة» بين الطوائف. فالشيعة، مثلاً، الذين تميّزوا بشعار «المظلومية» قبل الطائف اقتبسوا الشعارات التاريخية للسنّة، بعده، حاملين لواء فلسطين، بينما اقتبس السنّة الشعارات التاريخية للموارنة مثل «لبنان أولاً». أمّا الموارنة فذهبوا إلى اقتباس شعارات الشيعة وأوّلها «الحقوق» وآخرها «المظلومية».

 

إلى متى يبقى لبنان خارج المخاض؟

خيرالله خيرالله/المستقبل/09 أيلول/16

لا حاجة الى بحث طويل عن صلة بين الأحداث التي مسرحها الشرق الاوسط والمناطق القريبة منه. من يبحث عن مثل هذه الصلة، يكتشف ان هناك بالفعل ما يربط بين هذه الأحداث. الرابط عمليات تطهير ذات طابع عرقي أحياناً ومذهبي في معظم الأحيان، كما يجري في بغداد وبعض المحافظات العراقية القريبة منها... او في دمشق ومحيطها وحمص والشريط الساحلي السوري. بقدرة قادر، منعت تركيا توسّع رقعة سيطرة الاكراد في سوريا. صار هناك إقرار روسي - إيراني - أميركي بحقها في التدخل في جرابلس، الواقعة داخل الأراضي السورية، والتي كانت تحت سيطرة «داعش». جاء التدخل العسكري التركي في وقت كان الاكراد على استعداد للاستيلاء عليها. تحرّكت تركيا عسكرياً. قصفت جرابلس ومحيطها بالمدفعية، فجر الرابع والعشرين من الشهر الماضي (آب)، قبل ان يتدخل سلاح الجوّ التركي تمهيداً لدخول عناصر من «الجيش الحر» المدينة ذات الاهمّية الاستراتيجية الكبيرة. تعود هذه الاهمّية الى قرب جرابلس من الحدود السورية - التركية والى انها تقع على الضفّة الغربية لنهر الفرات.

ما لبثت، بعد ذلك، ان تحرّكت دبابات وقوات تركية في اتجاه جرابلس لدعم «الجيش الحر»، الفصيل المعتدل في الثورة السورية، الذي عانى في الفترات الماضية من مشاكل كثيرة في مقدّمها الامتناع عن تزويده بالاسلحة المطلوبة، اقلّه لردع الميليشيات المذهبية التابعة لإيران و«شبيحة» النظام السوري وبراميله المتفجرة التي تستهدف المدنيين... فضلاً بالطبع عن سلاح الجو الروسي الذي يركّز في قصفه على المستشفيات والمدارس والتجمعات المدنية.

خلاصة الامر انّه بات هناك اعتراف من الروس والأميركيين والإيرانيين بوجود منطقة نفوذ تركية في سوريا. من يحتاج الى دليل إضافي على ذلك، يستطيع العودة الى تصريحات نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي اكّد في اثناء زيارته الأخيرة لتركيا انه ممنوع على الاكراد تجاوز الفرات في اتجاه الأراضي التركية. يدرك بايدن، مثلما يدرك الاكراد، بمن في ذلك «وحدات حماية الشعب»، ان الحماية الاميركية لهذه الميليشيات هي التي مكّنتهم في الثاني عشر من آب من الاستيلاء على منبج التي لا تبعد كثيراً عن جرابلس. وضع نائب الرئيس الاميركي الاكراد في سوريا امام امر واقع. وضعهم عملياً في قاعة الانتظار. تبدو رسالته اليهم واضحة كلّ الوضوح. فحوى الرسالة ان لا مجال لتحركات سريعة على الأرض تفضي الى قيام كيان كردي مستقل في سوريا يمكن ان يرتبط لاحقاً بكيان آخر لأكراد تركيا...

ليس سرّا انّ «وحدات حماية الشعب»، هي ميليشيات تابعة لحزب كردي في سوريا تابع بدوره لـ»حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا. كان على تركيا التحرّك فتحرّكت. الثابت ان الكلّ يسترضي تركيا هذه الايّام، خصوصاً بعد اللقاء الذي انعقد في سان بيترسبورغ بين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان. يشمل استرضاء تركيا ايران التي يبدو انّها قررت، بدورها، الحصول على اعتراف بنفوذها في سوريا من منطلق مذهبي. وهذا يفسّر الى حد كبير ما حدث في داريا القريبة من دمشق التي أصبحت بعد ترحيل أهلها منها مرتعاً لـ»شبيحة» النظام والميليشيات الشيعية التابعة لإيران.

يبدو واضحا انّ كلّ هذه الاحداث تصب في منطق توزيع سوريا على تركيا وايران وروسيا بموافقة أميركية توفّرها المفاوضات التي تجري بين حين وآخر بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. صحيح ان على كيري الإعلان دائماً ان لا اتفاق كاملاً بعد مع روسيا في شأن سوريا، لكنّ الصحيح أيضا انّه لا يترك فرصة او مناسبة كي يعلن ان ليس ما يشير الى اعتراض أميركي في العمق على ما يقوم به فلاديمير بوتين، خصوصاً في سوريا.

من وضع حدّ للتمدد الكردي في الشمال السوري، الى متابعة تهجير اهل السنّة من دمشق والمناطق المحيطة بها ومن حمص، تتضح الخطوط العريضة للمشروع الروسي - الاميركي للشرق الاوسط الذي يحظى، في ما يبدو، بمباركة ايران وإسرائيل في الوقت ذاته. لا يمكن في ذكرى مرور عام على ارسال روسيا طائراتها الى قاعدة حميميم القريبة من اللاذقية لمنع سقوط النظام، تجاهل ان كلّ خطوة اقدم عليها بوتين كانت بالتنسيق مع بنيامين نتانياهو. اكثر من ذلك، هناك غرفة عمليات مشتركة تتعاطى مع التفاصيل الدقيقة للوضع السوري منعاً لاي احتكاك من أي نوع بين روسيا وإسرائيل!

يترافق الاعتراف بالنفوذ التركي في شمال سوريا والاقرار بالوجود الروسي على طول الساحل السوري مع توسّع إيراني في دمشق ومحيطها وتطورات خطيرة في أماكن مختلفة من العراق من بينها بغداد. تتعرض بغداد لعملية تغيير في العمق تستهدف طبيعتها وتوزع السكان على احيائها من منطلق مذهبي ليس الّا، ليست ايران بعيدة عنه. كيف دخلت تركيا الى جرابلس، بكلّ هذه السهولة؟ اين السيادة السورية التي يتشدّق بها بشّار الأسد بين حين وآخر؟ كيف سقطت داريا في يد النظام وميليشيات ايران؟ كيف جرى ترحيل سكّانها من ارضهم بعدما صمدوا ما يزيد على اربع سنوات؟

الجواب عن مثل هذا النوع من الأسئلة لا يمكن عزله عن طبيعة المرحلة التي يمرّ بها الشرق الاوسط. الجديد ان عملية تفتيت سوريا دخلت مرحلة متقدّمة في ضوء ما حصل في العراق حيث لم يعد الهمّ الاوّل استعادة الموصل من «داعش»، بل ماذا بعد استعادة الموصل من هذا التنظيم الإرهابي؟

يبقى سؤال أخيراً، الى متى يبقى لبنان خارج حال المخاض التي يمرّ بها العراق وسوريا؟ هل يكتفي العالم بالتغاضي عن انّ «حزب الله»، وهو لواء في «الحرس الثوري» الايراني وضع الاسس للعلاقات الجديدة القائمة بين الدول العربية والشرق الاوسط؟

تقوم هذه الأسس على ان الرابط المذهبي في المجتمعات العربية فوق الرابط القومي والوطني. ذهب الحزب الى سوريا لحماية ما سماه قرى لبنانية داخل الأراضي السورية يقيم فيها شيعة. انتقل بعد ذلك الى «حماية» المقامات الشيعية في دمشق وقربها. لا يزال هذا الحزب، الذي لديه وزيران في الحكومة اللبنانية، داخل الأراضي السورية. ماذا سيفعل في حال وضعت ايران يدها نهائياً على دمشق ومحيطها بمباركة روسية - أميركية - تركية - إسرائيلية؟ هل يكتفي بما يفعله الآن، أي بمنع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية... ام يذهب الى ابعد من ذلك في جهوده الهادفة الى تغيير طبيعة المجتمع في لبنان وتغيير النظام في الوطن الصغير بشكل نهائي، بما يتلاءم مع التغيير العميق الذي شهده العراق وتشهده سوريا؟ الكثير سيعتمد على صمود اللبنانيين واستمرارهم في مقاومة المشروع التوسّعي الايراني الذي يعبر عن نفسه في الأراضي اللبنانية بين حين وآخر اكثر من ايّ مكان آخر.

 

توضيح حول تفجير المسجدين

المحامي بسـام أمين الحلبي/النهار/9 أيلول 2016

على أثر صدور القرار الإتهامي عن المحقق العدلي في ملف تفجير مسجدي السلام والتقوى، صدر عن النظام البعثي في القطر السوري، البيان الإفتراضي الآتي:

في القرار الإتهامي الصادر عن المحقق العدلي في ملف تفجير مسجدي السلام والتقوى في مدينة طرابلس في القطر اللبناني، وذكر ضابطين من المخابرات في القطر أنهما من دبّر هذا الفعل الدنيء وخطط له ونفّذه، والذي دانه النظام في حينه، ونظراً الى ما للقضاء من مكانة في نظامنا الديموقراطي الحر، تحركت الأجهزة الأمنية المختصة التي إستدعت فوراً الضابطين المذكورين لإجراء التحقيق معهما بهذه الجريمة الشنيعة التي تصـل عقوبتها الى الإعدام في " القطر "، خصوصاً أنها إرتُكبت في " القطر " اللبناني الشقيق الذي حافظنا عليه كرمش العين لمدة خمسة عشر عاماً إقتلعنا خلالها الفساد الذي كان قد إستشرى فيه بعد الحرب الأهلية المشؤومة، وخرجنا منه على أثر المؤامرة الإسرائيلية الصهيونية التي إبتدأت بإغتيال الزعيم الوطني كمال جنبلاط، والتي مازالت مستمرة لتاريخه عن طريق تفريغ العملاء الصهاينة المؤسسات معطلين إنتخاب الرئيس الذي أجمع عليه الشعب. أمام هذه المشاعر شعر النظام في القطر السوري وجوب التأكد من صحة ما ورد في القرار الإتهامي الصادر عن المحقق العدلي في القطر اللبناني الشقيق، وعليه تم التحقيق مع المتهمين المذكورين في القرار. وبعد التحقيق، وفقاً للأصول العلمية القانونية، وفي حضور محام ٍ مع كل منهما، ثبت بشكل واضح وبإقرار موقّع من المتهمين بإرادة حرة منهما ومن المحاميين الوكيلين، أنهما عميلين لـ"الموساد" الإسرائيلية التي تسعى لتفكيك لبنان وتمنع إنتخاب رئيس الجمهورية بواسطة حلفائها المسلحين، عملاء الإمام أحمد بن حنبل، الذين يخطفون البلاد والشعب، ما سيؤدي لإيصالها إلى التحلل.

إنّ الضابطين سيحالان إلى المراجع القضائية المختصة في القطر لمحاكمتهما كي ينالا العقوبة القانونية التي يستحقانها على الجرائم الشائنة الإنسانية التي إرتكباها في حق "القطر اللبناني" الشقيق، ولاسيما في حق مدينة طرابلس التي كانت لها المكانة الخاصة في قلب الرئيس الخالد المناضل حافظ الأسد الذي جعلها بؤرة سلام ومحبة منذ ثمانينيات القرن الماضي وإستمرت في عهد الرئيس المفتدى بالروح والدم بشار.

هذا البيان ستتبنّاه الجهات اللبنانية المؤيدة للنظام السوري من وسائل إعلامية على أنواعها، وأحزاب سياسية، خصوصاً تلك التي تقدّم شبابها قرابين على مذبح النظام لإنقاذه من المؤامرة الصهيونية الحنبلية التي تستهدف " القطرين السوري واللبناني "، وهكذا يستمر هؤلاء بإلقاء الخطب النارية التي تبرّر دعم هذا النظام المجرم. ولا يُستغرب أن يصدر بعد أيام قليلة بيان ثانٍ يفيـد أنّ الضابطين وجدا منتحرين في زنزانتيهما بثلاث طلقات نارية في رأس كل منهما، أو بصيغة أخرى قد حوكما ودينا بجرمي العمالة لدولة عدوة، وإرتكاب أعمال إرهابية في "قطر" شقيق، وقد حكمـا بالإعدام شنقاً ونُفـذ هـذا الحكم صباح اليوم ( يوم صدر البيان.).بـذلـك يستطيع الحلفاء أنفسهم العودة ليس إلى دعم النظام السوري لوطنيتـه فحسب، بل أيضاً لعدالتـه.

أعان الله الشعب العربي والعروبة على ما ابتلـيت به.

 

الدستور و" الميثاقية " وانتخاب رئيس الجمهورية

حسن مرعبي/النهار/9 أيلول 2016

غير صحيح أنّ المسؤولين أو مستشاريهم القانونيين والدستوريين لا يعرفون الدستور، وغير صحيح أنَّ إنتخاب الرئيس ليس من صنع الخارج الإقليمي والدولي بإستثناء مرَّة واحدة في تاريخ لبنان، وغير صحيح أنهم اليوم قادرون على إنتخاب رئيسٍ دون تدخُّل خارجي.

والصحيح أنه لا إنتخاب في المدى المنظور لتلك الأسباب وغيرها. ومع ذلك نقول للتذكير: إنّ الدستور هو القانون الأساسي لـ"دولة القانون " بنظامها ومؤسَّساتها وسلطاتها وأجهزتها الدستورية وطريقة إنتخاب الحكام وصلاحياتهم وضمان حقوق المواطنين وحرياتهم وعقائدهم وملكياتهم وحُرُماتِ منازلهم وغيرها. وهو يَجُبُّ ما قبله من اتفاقات ومواثيق شفهية أو خطية. والدستور المكتوب هو الميثاق لكل دولة دستورية يَعْلو على كل القوانين والمواثيق الداخلية لكنَّه يقبل التعديل بالطرق الدستورية المنصوص عنها في المواد /76/ و /77/ و/78/ و /79/ في المجلس النيابي وليس في الشوارع والإضرابات وقطع الطرقات أو في الحَرَدِ ومقاطعة الجلسات النيابية أو الوزارية لأسباب شخصية. والنظام في لبنان، بحسب الدستور، "جمهوري ديموقراطي برلماني "يقوم على "مبدأ الفصل بين السلطات" تحكم فيه الأكثرية والأقلية تعارض ومن لا يعجبه ذلك يستطيع الإستقالة. وهنا لا بدَّ من لَفْتِ النظر إلى أنه لا يحق لأي حزبٍ أو فريق ولو كان يتمتَّع بأكبر كتلة نيابية مسيحية أو إسلامية، أن يعاند لتخصيص أي مركز له على أساس هذه الأكثرية، لأنّ الحق يعود الى الطائفة وليس الحزب أو الكتلة أو التيار بدليل المادتين /28/ و /95/ من الدستور حيث تنصّ الأولى: ".... أمَّا الوزراء فيجوز إنتقاؤهم من أعضاء المجلس النيابي أو من أشخاص خارجين عنه أو من كليهما ". ولم ينص الدستور على تمثيل الكتل والأحزاب والتيارات، لأن نظامنا طائفي غير حزبي. والدليل الآخر الواقعي أنه يجوز انتخاب الرئيس من خارج البرلمان.

وعليه لا يجوز مخالفة الدستور وفتح أبواب مُغلقة في غير زمانها ومكانها تشبّثاً وعناداً، والمطالبة بأمور نصَّ عليها الدستور والقانون ولا يطبِّقونها جميعاً وليس جهة واحدة، خصوصاً في ما يتعلَّق بالإصلاحات السياسية التي تشمل أكثر مِمَّا يطالبون به، وعلى سبيل المثال: إنتخاب رئيس الجمهورية ووضع قانون جديد للإنتخابات النيابية وإلغاء الطائفية السياسية، لا الطوائف، التي تؤسِّس لتحقيق المواطنة فيصل كل مواطن إلى حقه أكان مسلماً أم مسيحياً أم مُلحداً، وإعتماد اللامركزية الإدارية الموسَّعة وخطة الإنماء المتوازن في كل المناطق ثقافياً وإجتماعياً وإقتصادياً، بالإضافة إلى المحاكم والتعليم والحياد وتعزيز قوى الأمن وجهاز الأمن والقوات المسلحة ومخابراتها وغيرها. وقد مضت عليها 27 سنة!

أمَّا "الميثاقية" التي تُثار من حينٍ الى آخر، خلافاً للدستور لأسبابٍ شخصية، فلم تعد قائمة بوجود الدستور، وهي التي أعلنها الجنرال "غورو" عام 1920،كما أعلن "دولة لبنان الكبير" قبل دستور عام 1926. وما زال هناك من يقول بهما في حين أنّ الدستور ألغاها بالمادة /101/: "إبتداءً من أول أيلول سنة 1926 تُدعى دولة لبنان الكبير الجمهورية اللبنانية دون أي تبديلٍ أو تغييرٍ آخر". وهذه "الميثاقية" تعني التمايز وعدم المساواة والسلطات المطلقة بتعيين الوزراء وتسمية رئيسٍ منهم وإقالتهم وتولية الموظفين في مناصب الدولة إلى آخر ما هنالك من إختلافات عميقة تُفرِّق ولا تجمع، وتفسح للتدخل الأجنبي، وتفضي إلى الإنقسامات والحروب التي عانى منها لبنان الكثير. في حين أن العيش المشترك هو القائم الآن بنص الدستور "الفقرة ي" من مقدمة الدستور ويعني القبول بالآخر رغم إختلاف العقيدة والدين والإعتراف به وتحقيق العدالة والمساواة ونبذ الإختلافات، دون الخلاف في الرأي والأفكار، ورفض الإنقسامات العمودية والأفقية والإيمان بوطنٍ واحدٍ سيد حر مستقل لجميع أبنائه المتساوين أمام القانون المتمتعين بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية حسب المادة /7/ من الدستور. والعيش المشترك يرفض "الثنائية" التي تتعارض والدستور أو لا ينص عليها وتتمسك بالوطن وسيادته وإستقراره. والوطن كما عرَّفه سيادة المطران جورج خضر في إفتتاحية صحيفة " النهار " في تاريخ 29/8/2015: "الوطن مفهوم مُتحرِّك وموروث معاً" وهذا ما ينطبق على العيش المشترك، لأنَّ مَنْ يعتقد أنه موروث فقط يبقى في دائرة الإنعزال و"الميثاقية" والعرب "العاربة" و"الفينيقية" بينما كلنا مسلمين ومسيحيين عرباً مستعربة. وننتقل إلى إنتخاب رئيس الجمهورية، بالرغم من أنَّ الناخب الأكبر في الخارج، وليس في لبنان، فنقول يجب الإصرار على إنتخابه، ليس لأنّ بمقدوره حلّ أزمة لبنان المرتبطة بالقوى الإقليمية والدولية والعدو الصهيوني والمنظمات الإرهابية وخريطة الشرق الأوسط المعدَّة منذ زمن بعيد، ولكن لأنّ الدستور ينص على ذلك في المواد /49/ و/73/ و /74/ و /75/ ومن أجل أن تكتمل السلطات الإجرائية وحتى لا يُستغل ذلك من الداخل والخارج على حدٍّ سواء. وبعدم إنتخاب الرئيس يكون النواب قد خالفوا الدستور ووظيفتهم الإنتخابية ووكالاتهم عن الشعب وتنكّروا لوطنيتهم. صحيح أنّ الدستور، لم يُحدِّد مهلة لإنتخاب الرئيس، ولكن إحدى المخالفات المذكورة أعلاه تكفي معنوياً لحضور الجلسات أو الإستقالة، بالإضافة إلى معاني الكلمات "حكماً" و"فوراً " و "حالاً" الواردة في المواد /73/ و /74/ و /75/، والواجبات الدستورية والأخلاقية المتوجبة عليهم.

وتبقى المحاسبة للشعب الذي يبدو أنه لا يحاسب. ويتساءل المتسائلون وهم كثر: هل الطائفة المارونية الكريمة لم يعد فيها غير أربعة، مع إحترامنا لهم، وَخَلَتْ من الشخصيات الوطنية المارونية التي أكثر من أن تُعد وتُحصى؟ وهل يجوز هذا الحصر الذي يخالف المادة السابعة من الدستور المذكورة آنفاً؟ أم أنّ تعطيل مجلسي النواب والوزراء يحقق الحرية والديموقراطية والبرلمانية؟ وهل الشرعية تكون بالقبول بهذا دون ذاك وإلاَّ لا تكون؟ ويبقى السؤال الدستوري الأكبر الذي يقوم عليه أساس الوطن وبناء الدولة: هل الأكثرية المارونية هي التي تأتي برئيس الجمهورية أم الأكثرية المسيحية والإسلامية؟ وهذا السؤال ينطبق على رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء. ومن المفيد أن نشير إلى من يزعم أن له حقوقاً مسلوبة يريد إستعادتها، من أي فريق كان، أن يلجأ إلى المجلس النيابي المرجع المختص لا إلى الشارع. ولكن المستغرب أن يكون المجلس شرعياً إذا إنتُخب أحدهم وإلاَّ فهو غير شرعي، وعاشت الديموقراطية!

*نقيب المحامين السابق في الشمال

 

مرجع سابق: اجتماع الحكومة أفضل الممكن ولا خيار إلّا بالعودة إلى تطبيق الدستور

 روزانا بومنصف/النهار/9 أيلول 2016

ندرت المواقف التي يمكن ادراجها من ضمن ردود الفعل على ما فجر طاولة الحوار وعلق أعمالها. لم يرغب احد في مساجلة "التيار الوطني الحر" واعطائه ورقة يبرر فيها تصعيده، ولم يود احد المزيد من توتير الوضع ودفعه الى خيارات خطيرة، أقل ما يقال انها ستصيب ما بات يعتبر كعب اخيل راهنا، اي الوضع الاقتصادي الذي يتسم بدقة وحساسية كبيرتين جدا في المرحلة الراهنة، بالاضافة الى التداعيات السياسية المحتملة على الواقع السياسي، بل التزم الجميع التهدئة، لكن من دون ترك الساحة كليا لغياب بعض الردود، لئلا يأخذ المنطق العوني مداه في إثارة مخاوف المسيحيين ومحاولة توظيف هواجسهم. ويعتبر مرجع حكومي سابق أن انعقاد جلسة مجلس الوزراء الاخيرة برئاسة الرئيس تمّام سلام ومشاركة 16 وزيرا كان أفضل الممكن من أجل المحافظة على الحكومة وعدم التفريط بها. ويكشف ان "حزب الله" كان حريصا، على هامش الجلسة الاخيرة للحوار التي شهدت خطابا مرتفع النبرة والمضمون من جانب رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، على لململة ما حصل فيها والسعي الى استيعابه، في دلالة كبيرة على أن الحزب يرغب في المحافظة على استقرار الوضع وعلى الحكومة وفق ما أسرّ به ممثل الحزب على طاولة الحوار النائب محمد رعد لعدد من الأفرقاء السياسيين بمن فيهم "تيار المستقبل". وإذ يعتبر المرجع أن ما يجري راهنا هو من مظاهر أزمة أكبر، فإن ثمة خطورة انطوى عليها موقف باسيل لجهة محاولة تصوير الوضع للمسيحيين كأن هناك من يحاول ان يأكل حقوقهم، وهؤلاء هم السنّة في لبنان، في حين أن الكلام على الميثاقية ليس في محله في رأيه. إذ إن الميثاقية لم تعد موجودة كما كانت شفوية عام 1920 أو حتى عام 1943، بل أصبحت مكتوبة في مضمون النص الدستوري في وثيقة الوفاق الوطني، بحيث لم تعد الميثاقية مطروحة خارج الدستور الذي تحدث عن أن لبنان وطن نهائي لجميع اللبنانيين، وعن العيش المشترك والمناصفة من ضمن نظام ديموقراطي برلماني، وعن قانون انتخابي يراعي العيش المشترك ويضمن صحة التمثيل. مسألة السعي الى تجييش المسيحيين وإثارة مخاوفهم هي أكثر ما يثير الاستياء في خطاب رئيس التيار العوني، الذي لا يخفي المرجع الحكومي السابق أن الرد الذي قدمه النائب سليمان فرنجية على طاولة الحوار في هذا الاطار عن تخويف المسيحيين كان ابلغ ما يمكن الرد به على موقف رئيس "التيار".

ماذا عن اتجاهات الازمة الراهنة وما هو مآلها المحتمل؟

ثمة مسعى واضح يتفق عليه اكثر من طرف وزاري هو سعي "حزب الله" الى لجم اندفاعات التيار العوني والى ما يعتبره كثر شراء للوقت، ربما لعدم نضج التوقيت لانتخابات رئاسية يعتقد كثر ان ايران لن تبيع ورقتها فيها لادارة اميركية لم يتبق لها سوى ستين يوما، قبل ان تحمل الانتخابات رئيسا جديدا. المرجع الحكومي السابق يعتبر ان لا خيار للخروج من الازمة الحالية الا بالعودة الى الدستور، باعتبار أن الخيار الآخر قد يحتمل ان يكون المزيد من اللعب بالبلد قبل العودة للوصول الى الخلاصة نفسها، اي العودة الى الدستور الذي يتضمن كيفية انتخاب رئيس الجمهورية الذي هو رمز وحدة الوطن كما يتضمن في المادة 74 منه حتمية نزول النواب الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد. فحتى الآن ارتكبت أخطاء جمة في المسار المتصل بالرئاسة، بحيث تشبّه مجموعة هذه الأخطاء بشخص يقود سيارة على الطريق السريع وأخذ منعطفا خاطئا يحاول الخروج منه، فيأخذ منعطفا آخر خاطئا، وهكذا دواليك. الخطأ الاول في رأيه تمثل بالموقف الذي تبناه مسؤولون كثر، أن على المسيحيين أن يتفقوا على الرئيس العتيد، والآخرون يسيرون بخيارهم، وقلة من السياسيين اعتبرت ان الرئيس، وإن كان مسيحيا، ليس المسيحيون وحدهم من يختارونه، لأن انتخابه قرار وطني. وقد ذهب الرئيس فؤاد السنيورة الى هنا القول على طاولة الحوار في دحض هذا المنطق، علما أنه كان أطلق هذا الموقف من بكركي على نحو مبكر. والخطأ الثاني الذي ارتكب هو الإقرار بأن هناك ناديا مغلقا للمرشحين، بحيث اقتصر عددهم على أربعة للاختيار من بينهم. والخطأ الثالث كان ترك المجال رحبا لمقولة الرئيس المسيحي القوي، على رغم أن هذا المنطق تم السعي الى تصحيحه على طاولة الحوار من خلال التأكيد أن الرئيس القوي لا ينطلق من دعم بيئته فحسب، بل يكون مقبولا من الآخرين أيضا وقادرا على جمع اللبنانيين من حوله، لكونه رمز وحدة الوطن. ولعل اللبنانيين لم يعرفوا قيمة موقع الرئاسة الاولى الا حين افتقدوه فعلا خلال سنتين ونصف سنة من الشغور الرئاسي في رأي المرجع الحكومي السابق.

وازاء الاحراج الذي تسبب به "التيار الوطني" لحليفه الاساسي، اي الحزب، كما لحليفه الآخر "القوات اللبنانية"، في ضوء دفاع الدكتور سمير جعجع عن دعم العماد عون بأن الدستور هو الذي يشكل الضمانات للجميع، ثمة تساؤلات عمّا اذا كانت الخطورة التي حملها تصعيده يمكن ان تؤدي الى تقارب بين الحزب و"تيار المستقبل" في ضوء ما يعتبره كثر ورقة ثمينة لرافضي انتخابه رئيساً، وهي انه يمكنه ان ينبش أوراقا خطيرة تهدد وحدة البلد، وهو لا يزال خارج الرئاسة، فكيف يكون الوضع اذاً في حال تسلمه الحكم؟

المرجع السابق قال إن الاشكالية مع الحزب تتصل بموضوع وحدانية السلاح في لبنان وضرورة ان يكون مع الدولة وضد الاستتباع لمصلحة الاحزاب والميليشيات.

 

لتتحرّك الكنيسة وكلّنا معها

الخوري اسكندر الهاشم/النهار/9 أيلول 2016

نعرف واقع الحال، وندرك المخاطر الكبرى التي تهدِّد الوطن، كما نفهم اللعبة الداخلية التي أصبح الوزن الكبير فيها للديموغرافيا وما تنتجه من فائض قوة ورجحان كفّة بعد تغيّر الكثير من العوامل والمواقع والمعطيات. غير أنّ كل هذا لا يغيّر أبداً في طينة الرجال والزعامات، لأنّ الرجال يمتازون بصفتين: الشجاعة والحكمة، وما بينهما من عناصر اللين والشدّة. نئن من الداخل أمام لوحة قاتمة يتصارع فيها الزعماء الموارنة، واللحظة مصيريّة وجوديّة لا مجال معها للمناكفات والحساسيات.

حزب الكتائب والمطمر

بالأمس وما قبله نزل حزب الكتائب اللبناني الى مطمر برج حمود، ونزل الشيخ سامي شخصياً، أليس الأفضل لرئيس الكتائب والأجدى أن يرفع سماعة الهاتف متصلاً بأصحاب القرار منبّهاً ومحذّراً، لم يعتد جيلنا لحظات كهذه. كنت طالباً في الجامعة اليسوعية أواخر ستينيات القرن الماضي، وكان احتفال الكتائب السنوي محط أنظار اللبنانيّين، كنا ننتظره لنشهد حشداً منظّماً في ظاهره جمالية الاحتفال، ويشير باطنه الى قوّة لا يستطيع أحد تجاهلها. وكان خطباء الكتائب مدرسة في اللغة والالقاء والبلاغة والفصاحة، وكان المستمعون اليهم في الطوائف والمذاهب والمشارب المتعددة. لا يجوز لحزب عريق أن يتحوّل جمعية تعنى بالنظافة أو تحاول لفت النظر إليها. بين الاثنين فوارق جمة أهمّها، الحضور الفاعل الرصين، القوي الذي يخشاه من يتطاول على الحق والحرية والبيئة. ولا يجوز لحزب عريق أن يعتكف عن السلطة بأي ذريعة، وأن يسمح لمناوئيه باستغلال غيابه، فقد جرّب المسيحيون المقاطعة، وجاءت النتيجة سلبية بالكامل، وكانت خطيئة مميتة. أجزم بأنّ رفع الرئيس بري سماعة الهاتف تكفي لمنع أي عمل لا يرغب فيه، هل يستطيع أحد تجاوزه أو فرض أمر واقع عليه؟ سيقول البعض إن الأمر مختلف تماماً، فالرئيس بري يرأس حركة قوية، وفي المحطات الصعبة يقف "حزب الله" إلى جانبه. هذا صحيح، ولكن نسي هذا البعض صلابة عود الرجل وحنكته وعلاقته الوثيقة بأتباعه، وهذه كلّها تخوّله أن يحصل على تفويض ويتمتّع برصيد يمكّنه من فرض وجوده على الساحة الوطنية.

 

هل انتهت 'الصيغة' اللبنانية

 محمد قواص/العرب/09 أيلول/16

لا يمثل انفراط عقد طاولة الحوار بين القوى السياسية اللبنانية تفصيلا سياسيا تقليديا، بل إن الأمر يُتوج انهيارا قيميا مقلقا يوفر، يوما بعد يوم، أعراض التفكّك المجتمعي وتحلله على النحو الذي يطرح أسئلة حول نجاعة الفكرة اللبنانية ووجاهة ديمومتها.

ولئن تواصل الجدل دون كلل حول أهلية الكيان اللبناني منذ الاستقلال، فإن أدبيات المؤسسين الأوائل تخيّلت موجبات سامية تبرر قيام هوية مجتمعية واحدة، تنسحب على جماعات متعددة الطوائف، يروق للبعض تسميتها بالشعوب اللبنانية، ذلك أنه، في عرف هؤلاء، هناك شعب مسيحي وشعب مسلم، يتناسل منهما الشعب السنّي والشعب الشيعي والشعب الماروني وبقية شعوب المذاهب الـ18 التي يتّسم بها “الاستثناء” اللبناني.

وإذا ما أقر اللبنانيون باختلافهم وتباينهم فتكارهوا وتقاتلوا، فإنهم من أجل ختم عهد الاحتراب الأهلي فيما بينهم، “طبخوا” عام 1989 اتفاقا انتقوا معادلاته واجتهدوا في صيغه، وأخرجوا من مداخن مدينة الطائف السعودية ما يثبّت بالنصّ نهائية الوطن وعروبته.

على أن الإصلاح الدستوري الذي فرضته قوة الأمر الواقع وأشرف على ضبطه تقاطع إقليمي دولي، لم يلج وجدان اللبنانيين، بل إن جلهم اعتبره، في السرّ خجلا من أي علن، عرضيا لا يتّسق مع فكرة اللبنانيين، على تنوعهم، عن لبنانهم.

تنازل المسلمون في سطور الدستور عن شططهم الوحدوي مع أجسام كبرى تزحف نحن حدود بلدهم. كانت القومية العربية تعاني من تشوّه وضمور، ثم إن احتكار تمثيلها من قبل النظام السوري، أحال “الحلم” مشروع سلطة لها أجندتها وأجهزتها وشبكة الفساد التابعة لها، وبالتالي فإن التنازل عن الوحدة العربية جاء تسليما بسقوط المشروع الكبير وغيابه، لا قناعة بنهائية الكيان الصغير وحيوية غده.

مثّل العقد الاجتماعي الجديد، آنذاك، هزيمة للمسيحية السياسية ووقفا لصعودها كسقف أساسي لفكرة لبنان وتفاصيل إدارته. من قَبِل من الساسة المسيحيين بـ”الطائف”، فهو انصاع لقواعد اللعبة الجديدة وأقرّ بتوازن القوى الجديد محليا وإقليميا ودوليا، ومن رفض الاتفاق منهم، فقد عبّر عن جهل بقواعد التاريخ وصبيانية في مقاربة “لعبة الأمم”، على أن الروح التي هيمنت على جمهور القابلين والرافضين تعاملت مع الأمر بصفته نكسة تمّ التعامل معها بانتظار إشعار آخر.

لم يأت ذلك الإشعار الآخر، وبدا مع صعود نجم رفيق الحريري، أن المسيحيين سيربحون المعركة إذا ما جرّوا الزعامة السنية الجديدة نحو فكرة لبنان التي لطالما رفعوا بيرقها. وحين قتل الرجل بدا أنهم نجحوا في هذا الرهان، بحيث فرض الثقل الشعبي السنّي خروج القوات السورية من لبنان، فيما راجت لدى السنّية السياسية شعارات لطالما كانت عناوين للمارونية السياسية، بما في ذلك أن “لبنان أولا”.

والحقّ يقال إن “الطائف” أسس لصعود الشيعية السياسية داخل النظام السياسي اللبناني، برعاية دمشق أولا، ثم طهران لاحقا، لكن “الطائف” لم يمثّل مدخلا للشيعة لولوج الفكرة اللبنانية كما تخيّلها الرواد الأوائل. مع رفيق الحريري، تأسست السنّية السياسية الجديدة على التحرر من أي ارتباطات عقائدية دينية أو قومية مع الخارج. وقد ساعد في هذا التوجه، كما أسلفنا، سقوط المشاريع الوحدوية واندثار إنتاجها، فيما تصادفت ولادة “الطائف” مع قيام الجمهورية الإسلامية في إيران، وما لازمها من مشاريع وطموحات عابرة للحدود حصدت بسهولة الوجدان الجمعيّ للشيعة في لبنان.

وفي ثنايا تفاصيل الأيام الأخيرة وصفة لعملية تفتت للحمة التي صمدت منذ الاستقلال، على الرغم من “حادثيْ” الحرب الأهلية والوصاية السورية.

في التفصيل الأول، إعلان السلطات القضائية اللبنانية أن أجهزة المخابرات التابعة للنظام السوري تقف، بالدليل والاعترافات، خلف تفجير مسجدين سنيين في مدينة طرابلس (أغسطس 2013). بمعنى آخر فإن جهة رسمية لبنانية تابعة للحكومة اللبنانية تتهم دمشق بالاعتداء على لبنان والتسبب بمقتل 45 شخصا عدا سقوط المئات من الجرحى. بمعنى آخر أيضا، فإن بيروت تتهم النظام السوري بارتكاب ما عجز عنه قبل ذلك حين أرسل عبوات ناسفة حملها الوزير الأسبق ميشال سماحة، فثبتت إدانته وتورّط شخصيات قيادية مخابراتية سورية قيل إنها كانت تعمل بعلم من بشار الأسد نفسه.

رغم كل ذلك، فإن قسما من “الشعوب اللبنانية” لا يعتبر أنه معنيّ بالكارثة في طرابلس، وبالتالي غير معنيّ بالكشف عن المجرمين ومن يقف خلفهم. لم تصدر عن حزب الله أي إدانة لنظام دمشق، أو حتى أي تحفّظ أو أسف، بما يعكس ارتباط الحزب الهوياتي مع النظام السوري وليس مع اللبنانيين في طرابلس. ولم يصدر عن التيار العوني أي موقف جديّ صارم يدافع عن الضحية اللبناني الذي سقط بسبب مؤامرة دنيئة حاكتها ممرات السلطة في دمشق.

وفي التفصيل الثاني، فإن الوزير جبران باسيل الذي يعبّر هذه الأيام عن مظلومية مسيحية تحيل الحكم غير شرعي بحكم “عدم ميثاقيته”، يشكك بالشراكة الإسلامية المسيحية وينحو إلى التبرؤ منها والتلميح إلى خيارات بديلة. فإذا ما كان باسيل يمثّل خيارات الجنرال ميشال عون، فإن نبوءاته تمثّل امتدادا لموقف الجنرال العتيق برفض “الطائف”، وصولا إلى مقت تلك الشراكة التي نتجت عنه، والتهويل بفكّها والتخلّص من التزاماتها.

وبغضّ النظر عما إذا كان يحقّ لباسيل تمثيل كل المسيحيين (على ما أفاض الوزير سليمان فرنجية في استنكاره)، وبغضّ النظر عما إذا كان مسموحا له، حتى لو حصل على وكالة كل المسيحيين، تقرير أمر حلّ الشراكة مع المسلمين، فإن التعايش داخل الوطن الواحد، بالمبدأ، هو فرض وليس خيارا، كما أن فرط ذلك التعايش هو قرار جماعي تتخذه كافة أطراف الشراكة، هذا إذا سمح لأطراف الداخل تقرير مصير بلدهم. ناهيك عن أن مجرد استخدام “الحرد” والتلويح بترك ما يكرره البطريرك الماروني، بطرس الراعي، من أن لبنان “شراكة ومحبة”، يفتح أبواب الحرب الأهلية التي دفع اللبنانيون والمسيحيون أثمانا غالية بسببها. قد يعتبر اللبنانيون أن وطنهم وطن نهائي، لكن العالم قد لا يعتبر ذلك يوما ما، وقد تستنتج العواصم الكبرى التي أنشأت الكيان في بدايات القرن الماضي أن صيغته لم تعد صالحة في بدايات القرن الحالي. وفيما تتراكم الخرائط الخاصة بمستقبل سوريا، وتتدافع السيناريوهات المحتملة للمشهد المقبل لمنطقة المشرق، فإن مباضع جرَّاحي الخرائط جاهزة للفتك بأي نهائية مزعومة من أجل نحت نهائيات جديدة.

وفي التعبير عن قرف “الشعوب” من التعايش في ما بينها، وفي الكفر بالشراكة المسيحية الإسلامية على ما يفتي باسيل، وفي شماتة الطوائف بما يحصل للطوائف على ما يفسر عزوف حزب الله والشيعية السياسية عن اتخاذ موقف على مستوى المصاب في طرابلس، وفي تنافر المصالح والطموحات بين السنّة والشيعة في تعريف البلد والولاء له، فإن الصيغة اللبنانية باتت متقادمة قد يصعب ترميمها، وبالتالي فإن أفول التجربة اللبنانية قد بات محتملا.

قد يقول قائل إن الحروب الأهلية قد تعيد للبنانيين “قضايا” يُستحق الدفاع عنها طالما أن لبنان قد فقد حاليا “قضية” وجوده. فقضية اللبنانيين باتت الدفاع عن حقوق “الشعوب” اللبنانية في المحاصصة الداخلية في تقاسم السلطة والثروة، بحيث بات الوطن ورشة تناتف لا تكاتف. وإذا ما كانت الحروب هي التي تعيد للأوطان مبررا، فهل مازال البلد يستحق الموت من أجله؟

ليست في السطور سوداوية مفرطة، بل هي تعبير متواضع عن غبار ما يجرّنا إليه ساسة لبنان اليوم.

 

المسيحيون اللبنانيون من قبل ومن بعد

 محمد علي فرحات/الحياة/08 أيلول/16

انفراط هيئة الحوار الوطني اللبناني ليس مجرد رد فعل على المواقف التفجيرية لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي قدّم تفسيراً لـ «الميثاقية» يجعل فريقه السياسي ممثلاً رئيسياً بل وحيداً للمسيحيين في الصيغة اللبنانية. فالحوار الوطني منذ جلساته الأولى هو لعب في الوقت الضائع، لأن أركانه الأساسيين، السنّة والشيعة، ينتظرون نتائج حروب سورية، وربما العراق أيضاً، ليدركوا حجم حضورهم في حكم لبنان. لذلك حظيت اللقاءات الجانبية بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» باهتمام داخل لبنان وخارجه، لكونها صمام أمان يمنع تجديد الحرب الأهلية. أما المسيحيون والدروز فيضعون الأيدي على القلوب خوفاً من انتقال الفوضى من الداخل العربي القريب إلى وطن كانوا سادته في لبنان الصغير (حتى الحرب العالمية الأولى) وصنّاعه الأساسيين منذ إعلان لبنان الكبير في عشرينات القرن الماضي وحتى الحرب الأهلية ذات البعد الإقليمي في سخونتها وبرودتها (1975- 1990).

لا يزال اتفاق الطائف المرجع الأساسي لسلام لبنان الذي أنهى حرباً أهلية معقّدة، لكن هذا الاتفاق تحوّل أحجية نتيجة الخروج المتكرر عن بنوده، وبدأ ذلك بتحالف الطبقة الحاكمة مع الاستخبارات السورية في لبنان، بحيث تلعب الاستخبارات دور الحَكَم في خلافات تلك الطبقة، حتى إذا انسحب الجيش السوري أصبح حكام لبنان بلا خيمة تظللهم فانصرفوا إلى صراعات صغيرة عطّلت المؤسسات الدستورية، فدخل الحكم في فراغ الرئاسة الأولى، وانتهى البرلمان إلى شلل يتحرك أحياناً مع بدعة «تشريع الضرورة»، أي إقرار قوانين تتطلبها علاقات لبنان الاقتصادية بالمجتمع الدولي... والحكومة التي يفترض أن تتولى مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية المنتظَر، آلت إلى التفكُّك غير المعلن، فاستقال بعض الوزراء وامتنع غيرهم عن حضور الجلسات، لتتحوّل حكومة تصريف أعمال، بل أن وزراء كثيرين يتصرفون في وزاراتهم كأنهم ملوك في القرون الوسطى، بلا حسيب ولا رقيب، ثم ها هي هيئة الحوار الوطني المولودة أصلاً لتحسين صورة حكام لبنان انتهت إلى التجميد. لبنان في العناية المركّزة وليس السياسيون المسيحيون وحدهم، كما يحلو للبعض أن يقول أو يشمت، فالسياسيون المسلمون ليسوا أحسن حالاً، وإن استند الكثيرون منهم إلى قوى إقليمية تنشغل عنهم بما هو أهم في المنطقة المشتعلة. أليس لافتاً أن لبنان لم يستقبل في الآونة الأخيرة مسؤولاً عربياً أو دولياً يحضر خصيصاً لعقد مصالحات بين أهل الحكم المختلفين على الصغائر والكبائر؟ هكذا يبدو لبنان متروكاً لقيادات تعرف جيداً كيف تُقاد، ولها في ذلك خبرة عقدين أو أكثر من السنين، ولا تعرف أبداً أن تقود في مستوى الحكم، لا في مستوى عراضات للأعوان أو للمسلحين الخارجين على القانون.

ويفتخر أهل الحكم بأن الأمن مستتب في وطن تتمزق مؤسساته الدستورية والسياسية والاقتصادية، ولا يكشفون مصدر فخرهم، فيما المواطن العادي الذي دفع أثمان الحروب الصغيرة لا يجد دافعاً إلى الطمأنينة، لأنه إذ يرى الجارة سورية تتمزق يتخوف من أن تنضم الأجزاء «المفيدة» منها، أي الأجزاء «الأسدية»، إلى لبنان، أو تضمّه إليها، فيستعيد أهل الحكم اللبناني خيمتهم السورية، ولكن، هذه المرة، بلا «طائف» ولا لبنان. الحكم اللبناني في العناية المركّزة بأركانه المسلمين قبل المسيحيين أو معهم. أما عناصر الصحة التي تتغلب على مرض الفساد فيقدّمها المواطنون العاملون في الداخل وبلاد الانتشار، أولئك الذين لا يزالون مقتنعين بمعنى لبنان القائم على الحرية والاعتراف. وثمرة أعمالهم هي إكسير الحياة لوطن ابتُلي بأسوأ طبقة حاكمة في تاريخه، لا تتورّع عن استخدام المشاعر الدينية لامتصاص آخر قطرات الحياة من جسد لبنان المصلوب على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

هذه الصورة السلبية لا تحجب لبنان الحرية والاعتراف، فهو يحظى بأصدقاء داعمين في المنطقة والعالم، وبأصوات دائمة التفاؤل بقدرته على الولادة الجديدة أو الانبعاث من الرماد. هنا ينبغي تذكير جبران باسيل بأسلاف مسيحيين احتفلوا بأول مجلس نيابي للبنان الكبير تأكيداً لانتمائهم إلى المنطقة على قاعدة الاستقلال والاعتراف، وقد سمّوه «مجلس العمرين» لأنه ضم النائبين عمر الداعوق وعمر بيهم. وفي هذا التذكير إشارة إلى أن المسلمين اللبنانيين ينتمون حقاً إلى وطنهم ويعتبرون وجوده مشروطاً بالضرورة بوجود مواطنيه المسيحيين.

 

السفير السوري والمواجهة “الثلاثية” المطلوبة

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/08 أيلول/16

عبّرت ما يسمى بـ”هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية”، اي التي تضم “حزب الله” ومنظومة الممانعة، عن تضامنها مع السفير السوري علي عبد الكريم علي إثر المواقف التي دعت إلى طرده من لبنان بعد صدور القرار الاتهامي في جريمة مسجدي “السلام” و”التقوى” في طرابلس والذي كشف عن تورط النظام السوري في التخطيط والتنفيذ لهذه الجريمة.

وهذا الموقف التضامني مرده إلى خشية “حزب الله” من استفراد السفير السوري وتطويقه وإحراجه لإخراجه، خصوصا ان الحزب الذي يقاتل في سوريا دفاعا عن النظام السوري لن يسمح بطرد سفيره من لبنان وإخراج آخر معالم النفوذ السياسي السوري بعد إخراج الجيش السوري من لبنان، وبالتالي قطعا للطريق أمام ارتفاع منسوب المطالبات بطرد علي وجه الحزب رسالته التضامنية للقول ان السفير السوري من ضمن لائحة الخطوط الحمر التي لا يسمح المساس بها على غرار سلاح الحزب و”سرايا المقاومة” وغيرهما.

ومعلوم انه في القضايا التي يصنفها “حزب الله” في الإطار الاستراتيجي لا يقيم اي اعتبار لأي قضية أخرى من حواره مع “المستقبل” إلى تداعيات خطوته التضامنية على المشاعر السنية او ما يمكن ان تسببه من توتر سني-شيعي، والدليل عدم اكتراثه لكل الدعوات لخروج من سوريا.

ويخطئ من يعتبر ان طرد السفير السوري خطوة سهلة وبمتناول اليد بعد صدور القرار الاتهامي، ولكن هذا لا يعني في الوقت نفسه التسليم بالأمر الواقع الذي يفرضه “حزب الله” على اللبنانيين، إنما يقتضي الضغط على النظام السوري لتسليم المتهمين، وفي حال امتنع عن ذلك على طريقة الحزب الشهيرة برفضه تسليم المتورطين في اغتيال الشهيد رفيق الحريري يقتضي الدخول في عملية ربط نزاع سياسي في هذه القضية بمعزل عما ستؤول إليه نتائجها.

فالمطالبة بطرد السفير السوري بعد صدور القرار الاتهامي يجب ان تحكم سقف العلاقة مع دمشق، خصوصا انها المرة التالية على التوالي التي يتم الاستناد فيها، بعد قضية ميشال سماحة، إلى قرائن وإثباتات قضائية، فضلا عن انه من غير المسموح إطلاقا التعامل بخفة مع قضايا من هذا النوع تشجع النظام السوري ومحور الممانعة على ارتكاب مزيد من الأعمال الإرهابية، الأمر الذي يستدعي مواجهة هذا الواقع انطلاقا من ثلاثة أهداف أساسية:

الهدف الأول، الإصرار على طرد السفير السوري من أجل إبقاء محور الممانعة في موقع المتهم والمجرم والدفاع عن النفس.

الهدف الثاني، إعادة التعبئة السياسية في مواجهة النظام السوري ورفض التهاون والتساهل مع دماء الشعب اللبناني.

الهدف الثالث، قطع الطريق نهائيا أمام محاولات “حزب الله” إحياء التواصل الرسمي بين لبنان وسوريا تحت عنوان النزوح السوري او اي عنوان آخر.

 

الدرس إذ يتكرر مع الأكراد السوريين!

 أكرم البني/الحياة/08 أيلول/16

... ويقصد بالدرس صعوبة، إن لم نقل استحالة، قيام كيان قومي كردي مستقل، يتجاوز خرائط سايكس - بيكو، في ظل التوازنات والمصالح الدولية والإقليمية القائمة. والجديد أن أنظمة المنطقة والدول الكبرى، وعلى رغم صراعاتها البينية، لم تتحمل في اللحظة السورية الراهنة، تمدد حزب الاتحاد الديموقراطي لإقامة كيان كردي على طول الشريط الحدودي مع تركيا، وكان الرد مفاجئاً بتدخل جيش أنقرة وفصائل من «الجيش الحر» يسندهما صمت مريب وغطاء جوي من الحليف الأميركي للأكراد، والغرض لجم طموحهم السياسي وتحجيمهم عسكرياً وإحداث قطع جغرافي بين المناطق الرئيسة لتواجدهم! وقبلها شهدت فكرة إعلان دولة مستقلة في كردستان العراق حين أطلقها بعض الزعماء الكرد خموداً سريعاً، على رغم توسلهم حالة الاضطراب المزمنة التي يعيشها العراق والخوف الشديد من تنامي تنظيم داعش وما يشكله من أخطار على العالم وعلى الأقليات القومية والدينية.

والقديم حزمة من الهزائم والانكسارات شهدها النضال الكردي في ثوراته المعاصرة، حيث تناغمت أدوار المجتمع الدولي وأنظمة البلدان التي تتقاسم كردستان التاريخية، لإجهاض طموحه القومي في غير لحظة تاريخية من لحظات نهوضه، إسقاط جمهورية مهاباد في إيران في 1946، ثم اتفاق آذار (مارس) في العراق 1975، وما حل بخيار الاستقلال والحضور الوازن لحزب العمال الكردستاني في تركيا!. والسؤال: لماذا لم يتمثل الأكراد عموماً هذا الدرس، واستمروا، على رغم تضحياتهم العظيمة، في تغليب الهدف القومي على المهمات الوطنية وفي القلب منها مهمة التحول الديموقراطي كطريق آمنة لنيل حقوقهم، ولخلق فرصة قابلة للحياة لوضع مشروعهم السياسي القومي موضع التنفيذ؟!. وتخصيصاً ألا تستدعي الحالة السورية ربطاً بوزن الأكراد المحدود فيها وطابع توزعهم الديموغرافي ضرورة تمثل هذا الدرس جيداً؟!.

أولاً، لا يجانب الصواب من يفسر الأمر كرد فعل للأكراد على تصاعد الاستفزازات الشوفينية ضدهم، وبخاصة من حكومات قمعية وفاسدة، سعت إلى الاستئثار بكل شيء على حساب بناء وطن يوفر فرصاً متكافئة لكل أبنائه، ولم تتردد في استخدام مختلف الأساليب لتشديد اضطهادها للأكراد وسلبهم حقوقهم كمواطنين وتغييب دورهم كأقلية قومية في التكوين الاجتماعي، ما عمق الشروخ بينهم وبين مجتمعهم، وعزز بين صفوفهم ظواهر التعصب والتطرف القوميين، ربطاً بشعور مفعم بالشكوك تجاه وعود كثيرة بإنصافهم، وقد اكتووا بتجارب سابقة، كانـوا فيـها مجـرد وقود لتغذية الصراعات السياسيــة، أو جـسراً عبـر مـن فـوقـه هـذا الطـرف أو ذاك نحو أهدافه الخاصة وأهمل همومهم ومظالمهم.

ثانياً، لا يخطئ من يتلمس الجواب في الخصوصية السورية لتطور النضال الكردي الذي ارتبط تاريخياً بنضالات أكراد بلدان الجوار، أكثر من ارتباطه بحاجات الوضع الداخلي ومعانيه المميزة، ولنتذكر دفق المشاعر القومية التي رافقت حركة التطوع الواسعة لأكراد سورية من أجل دعم البشمركة في شمال العراق، ثم تصاعدها من جديد مع تنامي دور حزب العمال الكردستاني وإطلاق يده لتعبئة الشباب الكرد السوريين، الأمر الذي منح حزب الاتحاد الديموقراطي بصفته الامتداد السياسي لحزب العمال، وزناً لافتاً في البلاد، تجلى مع تطور الصراع السوري بدور عسكري وسياسي متميز، شجع واشنطن على التعاون معه كطرف قادر وموثوق في التصدي لتنظيم داعش، ولم يتردد الحزب في استثمار هذه الفرصة، بعد نجاحه في معركة عين العرب (كوباني) بمحاولة فرض وجوده كمنافح وحيد عن الحقوق القومية الكردية ولوضع مشروعه بإقامة كيان سياسي في شمال وشرق البلاد حيز التنفيذ، ملتمساً خرائط وطابع مكونات تنسجم مع إستراتيجية صراع حزب العمال الكردستاني مع النظام التركي، ما يفسر أساليب القمع والتمييز والإقصاء والتهجير، وعادة تحرير الذات من أعباء الالتزامات الوطنية ما دامت تعيق تقدمه نحو مشروعه القومي الخاص.

ثالثاً، يصيب من يرجع السبب إلى طابع القوى السياسية المعارضة، والتي لم تكن يوماً سخية في التعاطي مع الحالة الكردية، بل بقيت في غالبيتها تعيش أوهام الماضي وتستمر في تعميم أفكار شوفينية تطعن بحقوق الأقليات القومية وتعتبرها نتاج طارئ صنعه الاستعمار ومصالح القوى المتصارعة على المنطقة، بما في ذلك التشكيك بالنيات الديموقراطية والتشاركية للأكراد والادعاء بأن لا أمان لهم ويظهرون غير مايبطنون، ويترقبون الوقت المناسب للانفصال، وتنفيذ حلمهم القومي من دون اعتبار للمصلحة الجامعة ولمستقبل شركائهم في الوطن، زاد الطين بلة انكسار وعد التغيير الديموقراطي الذي حملته التظاهرات السلمية العربية والكردية، بفعل العنف السلطوي المنفلت والتقدم الحثيث لتيارات إسلاموية لا علاقة لها بشعارات الحرية وحقوق الإنسان واحترام التنوع والتعددية.

ويبقى السؤال: بعد ما حل من خراب وما يخلفه استمرار العنف من مآسٍ وآلام، هل تحتاج النخب الكردية إلى المزيد من الأثمان والبراهين كي تعي أهمية هذا الدرس، وتبادر إلى تحرير سياساتها مما يشوبها من حسابات ضيقة وأنانية، ولتدرك أن ضمان حقوقها القومية المشروعة وتعايشها الصحي مع مكونات المجتمع السوري، لا يمكن أن يتحققا بصيغة عادلة ومستقرة إلا على قاعدة الديموقراطية ودولة المواطنة؟! والأهم، هل تتشجع النخب العربية على مراجعة أفكارها ومواقفها يحدوها الإقرار الواضح والصريح بالأكراد كجزء عضوي من تركيبة المجتمع السوري، وبحضور مسألة نضالية تتطلب حلاً عادلاً ترتبط بحقوقهم القومية المشروعة؟! ثم ألا يستدعي مشهد استباحة الوطن وتحويله الى ساحة لتصفية الحسابات، وقفة نقدية من الجميع تدين ماضياً مكتظاً بكل أنواع الظلم السياسي والاضطهاد القومي والارتهان للإملاءات الخارجية، وتنحو إلى منح التعايش والنهوض المشترك بالوطن الأولوية، ما يخفف الاستقطابات الحادة ويحاصر نوازع التعصب والانعزال ويمهد لإعادة بناء ثقة بين الأكراد والعرب، تجهض احتمال تطور مواجهات دموية بينهم ترتبط بصراعات الهيمنة الإقليمية والدولية على المنطقة، ولا تحرم المجتمع السوري في لحظة توقه للخلاص من العنف والقهر والدمار، من طاقات وطنية لا خلاص من دونها!.

 

لا ثقة بروسيا لضبط الأسد ولا بأميركا لإنصاف الشعب

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/08 أيلول/16

انتهى عهد باراك أوباما عملياً، وبدأ انتظار هيلاري كلينتون والرهان عليها. وبالنسبة إلى سورية، لم يعد يؤمل من الرئيس المغادر سوى أمر واحد: أن لا يرتكب هفوات يمكن أن تكبّل سياسات الرئيسة المقبلة وخياراتها. وليس مضموناً تماماً أن لا يرتكب أوباما (مع وزيره جون كيري) تنازلات مكلفة مستقبلياً لسورية وشعبها، بذريعة الحفاظ على التشاور والتعاون مع فلاديمير بوتين الذي لم يقدّم أي تنازل منذ صارت لديه قوات وطائرات على الأرض السورية وفي سمائها. فـ «الاتفاق» الذي اشتهر قبل إبرامه بأنه ثلاثي الأهداف (تنسيق مباشر في محاربة الإرهاب، هدنة شاملة، إعادة إطلاق المفاوضات السياسية) تحتاجه إدارة أوباما لضبط الوضع السوري الى حين تنصيب الإدارة الجديدة، فيما تحتاجه موسكو للتحكّم مسبقاً بإدارة كلينتون من دون أن تلتزم فعلاً عدم الاستمرار في تغيير الوقائع على الأرض أو ضمان مقوّمات الحد الأدنى للحل السياسي.

تبقى للطرفين مصلحة في «اتفاقٍ» ما حتى لو أبقيا على النقاط الخلافية من دون حلّ، وإذ سعى كل طرف الى حدٍّ أقصى من «المكاسب» فإن اختلاف منطلقاتهما يفرض دائماً منطقه طالما أن روسيا متحالفة مع النظام السوري وإيران، أما أميركا فلا تلتزم أي حليف أو صديق أو قضية، باستثناء العلاقة المريبة مع الفرع السوري لـ «بي كي كي» الذي مارس عداءً كاملاً للمعارضة السورية. ومع افتراض أن لدى واشنطن «مبادئ»، فإن تنازلاتها قوّت حجّة روسيا «البلامبادئ»، وبالتالي أضعفت شروطها للمرحلة المقبلة وما بعدها، وحتى ورقتها «القوية» (ضرب «داعش») انكشفت بفعل التدخل التركي في سورية بموافقة روسية وإيرانية. فالأتراك، وهم مشتبهون بدعم «داعش» في البدايات، اعتمدوا على قوات من «الجيش السوري الحرّ» لقتال هذا التنظيم، أما الأميركيون فرفضوا سابقاً دعم «الجيش الحرّ» لإسقاط نظام بشار الأسد مشرعين الأبواب لدخول «داعش» وانتشاره، وعندما فضّلوا لاحقاً دعم الأكراد بدلاً من «الجيش الحرّ» لقتال «داعش» كانوا يفتحون صراعاً آخر لا يقود الى تقسيم سورية فحسب بل تهدّد امتداداته بتشظّي جغرافية كل دول المنطقة.

وفق التعريف، يُعتبر أي اتفاق بين دولتين كبريين لمصلحتهما أولاً وأخيراً، مع احتمال أن تراعيا مصالح حلفاء آخرين يتكالبون مثلهما على تقاسم تلك الدولة المعنيّة المأزومة والمهدّدة بوجودها ومصير شعبها. وفي حال سورية، تبرز فوارق بين الدولتين: فروسيا (البلامبادئ) مثلاً تريد حماية تدخلها وعدم تعقيده ولذلك فهي لا تبدي استعداداً متهالكاً للتخلّي عن حلفائها الإيرانيين والأسديين بل تحاول زيادة عدد الحلفاء وهو ما يظهر في تقاربها مع تركيا ومنحها امتيازات لقاء تنازلات. أما أميركا (ذات «المبادئ»!) فلا تتوانى عن إشعار حلفائها بأنها غير معنية بهم أو بمصالحهم، وتريدهم جميعاً أدوات لديها بل إنها مضت بسياساتها الى حدّ استعداء تركيا والمجازفة بأمن السعودية وسائر دول الخليج. أكثر من ذلك، ذهبت أميركا في مساوماتها مع روسيا الى القبول اللاأخلاقي ببقاء الأسد ونظامه، كما جيّرت بعض مغازلتها ايران لمغازلة ميليشيات طائفية كالحوثيين في اليمن و «الحشد الشعبي» في العراق.

تبقى «الهدنة الشاملة» المحك الرئيسي للاتفاق الأميركي - الروسي المرتقب، وهذا رهان طموح جدّاً يعرف الجميع قياساً الى السوابق أن تصديقه صعبٌ مثل تطبيقه. ومن الواضح أنه يركّز على ترتيبات لوقف القتال في جبهة حلب التي غدت أخيراً عنوان الحسم العسكري بالنسبة الى النظام والإيرانيين، لكن الترتيبات لا تشمل جبهات الغوطة التي ستعتمد على الوقف الشامل للنار وبالتالي فهي ستكون تحت رحمة «الخروقات» التي يجيدها النظام وحلفاؤه. صحيح أن الصعوبة لا تعني الاستحالة، لكن احترام الهدنة سيعتمد الى حد كبير على روسيا، سواء بالتزامها الصارم أو بإلزام حليفيها التخلّي عن خططهما في شأن حلب خصوصاً بعدما استعادا وضعية محاصرتها، أو التوقف عن التهجير القسري في الغوطة وهو الأهم بالنسبة اليهما لمتابعة خطة التغيير الديموغرافي. إذا استطاع الروس ضبط الحليفين فهذا سيكون إنجازاً في حد ذاته لأن النظام، فضلاً عن إيران، يعتبران التوقف عن القتل نكسة تجنّباها طوال الأزمة.

مع افتراض أن روسيا مصممة هذه المرّة على احترام وقف النار، فلا شك أن التساؤل سيُطرح عما تحصل عليه في المقابل، ولا بدّ أن يكون ملموساً ليستحق تولّيها حراسة الهدنة. ولا يمكن الاعتقاد بأن روسيا ستقنع فقط بالتنازلات التي قدّمت في الجانب السياسي، أو بالتعاون الأميركي في محاربة «جبهة النصرة/ فتح الشام» التي لا تزال آلية تنفيذها نقطة غامضة نظراً الى صعوبة الفصل أو التمييز بين المعتدلين والمتطرّفين في المعارضة وإلى ازدياد التداخل بينهما أخيراً خلال القتال في حلب. ومهما بلغت دقّة الضربات الموجّهة الى «النصرة»، فإنها ستشوّش على أجواء الهدنة وربما تزعزع التزامها من جانب فصائل المعارضة التي لا تثق بأيٍّ من القوى الخارجية، ولا سيما الروس والإيرانيين. والمؤكّد أن الفصائل تنظر بارتياب الى المتغيّرات الإقليمية وتداعياتها الميدانية في الشمال، ولا تستبعد احتمالات السعي الى تصفيتها أو دفعها الى التقاتل في ما بينها تحت غطاء محاربة «النصرة».

ثمة حلقة أو أكثر مفقودة إذاً لضمان صلابة «الاتفاق» وكفاءة تنفيذه، رغم أن الأميركيين والروس يظهرون اقتناعاً ناجزاً بأن الهدنة ممر إلزامي الى الشق السياسي، بل يعزون تأخّره الى حرصهم على أن يكون جدّياً وقادراً على التمهيد لإطلاق «عملية سياسية»، علماً بأن التسريبات الأميركية ظلّت قليلة في ما يخص توافقات الحل السياسي. صحيح أن التجربة أثبتت أن لا مفاوضات ممكنة تحت القصف الوحشي وحصارات التجويع، لكنها دلّت أيضاً على أن روسيا كانت تلعب لعبة التصعيد متوقعة الحصول على استسلام المعارضة. فهل تغيّرت طباعها بعد عام على تدخّلها، وهل باتت تتمايز عن عقلية النظام والإيرانيين وميليشياتهم، أم أن بوتين اقتنع بأنه أخذ أقصى ما يستطيعه من أوباما وأصبح عليه الآن أن يتهيّأ للإدارة التالية في واشنطن بمقدار من المهادنة الآنية؟ كل ذلك يبقى قيد الاختبار، وما لا يُنسى أن موسكو لم تغيّر سياستها ولم تراجعها طوال الأعوام الخمسة، بل على العكس استطاعت أن تغيّر سياسات واشنطن وأنقرة والعديد من العواصم الأوروبية. لعل المعارضة السورية مدركة ومتحسّبة لأن ثمن أي هدنة جدّية قد يكون حلّاً سياسياً مجحفاً وضغوطاً عليها وعلى الدول التي تدعمها كي لا تعرقله. فعلى رغم الدعاية الواسعة للاتفاق الأميركي - الروسي حتى قبل التوصّل اليه، والتطمينات في رسائل المبعوث الأميركي الخاص، يبقى أن روسيا تواظب على تجاهل المعارضة ولا تخاطبها إلا بالاشتراطات، ولا تزال تتبنّى صيغة حل هي نسخة طبق الأصل عما رسمه النظام. لكن تغيّر بعض المواقف من النظام ليس سبباً كافياً أو موجباً لأن تتخلّى المعارضة عن مطلبها الأساسي بأن تكون المرحلة الانتقالية من دون الأسد، فرحيله أساس لنجاح أي حل، وبقاؤه وصفة لفشل أي حل. وفي ورقة العمل التي أقرّتها المعارضة استعداداً للمفاوضات، كما في المداولات بين الأميركيين والروس، بات «المجلس العسكري» يحتل موقعاً مفتاحياً في أي مرحلة انتقالية. فالمعارضة تريد أن تشكله «هيئة الحكم الانتقالي» من «قوى الثورة وجيش النظام (ممن لم تتلطّخ أيديهم بدماء السوريين)»، وقد تطلب الأطراف الدولية أن يضمّ أيضاً ممثلين عن الأكراد. والأرجح أن يصار الى إرضاء المعارضة في تركيبة هذا المجلس إذا بقيت «الحكومة» بديلاً من «هيئة الحكم»... لكن المهم أن تكون الهدنة والمفاوضات بداية النهاية للأزمة والحرب، وهذا ما لا تؤكده مؤشرات ولا ضمانات حتى إشعار آخر.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية العقدة الأميركية - الروسية في سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار/9 أيلول 2016

"عقدة العقد في النزاع السوري أن أميركا وروسيا مضطرتان الى التعاون معاً من أجل إنهاء الحرب وتسوية هذا النزاع سلمياً ومحاولة الحفاظ على البلد موحداً، لكنهما عاجزتان في الوقت عينه، حتى الآن على الأقل، عن إنجاز الاتفاق السياسي الشامل المطلوب وعن تطبيق الإجراءات العملية المحددة المرتبطة بهذا الاتفاق من أجل الانتقال من مرحلة الاقتتال والتفتيت الى مرحلة السلام والاستقرار والبناء". هذه خلاصة تقويم مسؤول دولي بارز معني بالملف السوري لمسار الأوضاع، وللمأزق الذي بلغته الأزمة السورية. وقال: "تدرك إدارة الرئيس باراك أوباما تماماً حدود دورها وإمكاناتها وأنها ليست قادرة أو راغبة في ان تقود وحدها وبالتعاون مع حلفائها عملية إنهاء الحرب وتسوية النزاع في سوريا وهي في أي حال ليست مستعدة لأن تدفع الثمن الباهظ لتورّطها العسكري المباشر في الساحة السورية من أجل إنجاز التغيير الكبير في هذا البلد ووقف تدميره وتصفية شعبه وتشريده.

فسوريا ليست دولة حليفة لأميركا التي ليست لديها مصالح حيوية في هذا البلد تتطلب التدخل العسكري المباشر للدفاع عنها. ذلك أن أميركا مثلاً ملتزمة الدفاع بكل الوسائل الممكنة عن دول الخليج ضد أي تدخلات خارجية ايرانية أو غيرها وهي وقّعت معها تفاهمات رسمية خطية في هذا الشأن، لكن الوضع السوري مختلف جذرياً عن الوضع الخليجي. في المقابل، تعدّ روسيا الدولة الكبرى الأبرز والأكثر حضوراً ونفوذاً في سوريا الحليفة وقد أثبتت أنها مستعدة لاستخدام إمكانات عسكرية كبيرة من أجل محاولة حماية النظام والدفاع عن سوريا الأسد بقطع النظر عن النتائج والتبعات. ولكن على رغم ذلك كله، فإن روسيا عاجزة مع حلفائها عن أن تقود عملية انقاذ سوريا والحفاظ على النظام القائم وعلى بقاء الأسد رئيساً لأن الخيار العسكري وحده لن يحقق هذه الأهداف. فالشعب السوري المحتج الذي يضم الثوار والمعارضين وملايين المشردين والمهجرين وجميع الناقمين سراً أو علناً على حكم الأسد يرفض الاستسلام للنظام، بل أن ممثليه متمسكون بضرورة رحيل الأسد عن السلطة وقيام نظام جديد تعدّدي يحقق المطالب المشروعة لجميع السوريين، على رغم الكوارث التي لحقت بسوريا وسقوط مئات الآلاف من القتلى وتشريد 13 مليون سوري استناداً الى أرقام الأمم المتحدة".

وأضاف المسؤول الدولي: "في مواجهة هذا الواقع المأسوي تبدو أميركا وروسيا مضطرتين الى التعاون معاً من أجل محاولة اخراج هذا البلد من الجحيم، لكن هذا ليس كافياً للتفاهم على صيغة مشتركة للحل اذ ان لكل من الدولتين الكبيرتين رؤيتها الخاصة لجوهر الأزمة وحساباتها الذاتية. فقد انجزت أميركا وروسيا تفاهمات رسمية محددة ومعلنة وشاركتا في صوغ قرار مجلس الأمن الرقم 2254 وقرارات دولية أخرى تبناها المجلس بالاجماع وأصدرتا معاً ومع الدول الأخرى بيان جنيف للعام 2012 وهي كلها نصوص تشدد على أن الحل السياسي الشامل للأزمة السورية يتطلب الانتقال الى نظام جديد تعددي يضمن حقوق جيع السوريين وان هذا الهدف يتحقق من طريق مفاوضات واتفاقات بين النظام والمعارضة الحقيقية المعتدلة المعترف بها دولياً واقليمياً وبمساعدة ورعاية الأمم المتحدة. لكن هذه القرارات والتفاهمات الدولية لم تطلق حتى الآن عملية تفاوضية جدية تقود الى وقف الحرب وحل النزاع سلمياً. لماذا؟".

يجيب المسؤول الدولي عن هذا السؤال قائلاً: "الواقع أن القيادة الروسية رفضت تنفيذ هذه القرارات والتفاهمات التي تؤدي الى انهاء حكم الأسد وسعت وتسعى الى مواصلة الحوار والتعاون الشكلي مع الادارة الأميركية وتنفيذ خططها الخاصة في سوريا في محاولة منها للحفاظ على الأسد ونظامه. لكن روسيا وصلت الى طريق مسدود. في المقابل، ردّت الادارة الأميركية على هذا الموقف الروسي السلبي فتبنّت وطبّقت استراتيجية لإضعاف الدور الروسي ونظام الأسد ترتكز على ترك الأسد يواصل القتال ويدمّر نظامه بذاته ويلحق الكوارث بالبلد وعلى ترك روسيا تتورّط أكثر فأكثر في حرب ليس ممكناً أن تتوقف من غير الاتفاق بين موسكو وواشنطن على حل سياسي شامل قابل للتطبيق ترفض القيادة الروسية إنجازه حتى الآن لأن ثمنه التعاون الجدّي مع الإدارة الأميركية والموافقة على رحيل الأسد عن السلطة وتنفيذ عملية الانتقال السياسي الى نظام جديد تعددي من طريق التفاوض مع المعارضين أعداء الرئيس السوري. وهذا ثمن سياسي باهظ ترفض موسكو أن تدفعه وتفضّل عليه مواصلة الحرب حتى الآن".

 

 تركيا وإيران.. ماذا تريدان وماذا تستطيعان؟

أسعد حيدر/المستقبل/09 أيلول/16

«الحرب» في سوريا، من نوع «الحروب المركبة» التي كل حرب فيها تخفي اكثر من واحدة، وهي تتوالد بسرعة المتغيرات وتقلبات موازين القوى. تبقى الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، الطرفين اللذين تُبنى حولهما ومعهما التحالفات وتحديد الأوزان، في وقت، التنافس والتزاحم بينهما مستمران دون الانزلاق الى خط المواجهة الاحمر. على المقلب الاقليمي، تكاد تركيا وإيران، تتمثلان بالكبيرين الدوليين. فهما قبل سوريا وبعدها، لن تتوقفا عن التزاحم والتنافس بحكم التاريخ والجغرافيا والمصالح، لكنهما سيبقيان على مراعاتهما عدم الانزلاق ولو في لحظة غضب، الى المواجهة المباشرة. في سوريا، تركيا لاعب وازن لا يمكن تجاهله في الحرب والسلم، فهو موجود على الارض بقوة تتزايد وتتمدد يوماً بعد يوم. لكن تركيا تبقى لاعباً غير قادر على الحسم وحده، وهو معلق لا يمكنه الانفصال عن تحالفه مع الولايات المتحدة الاميركية، ولا التحالف الكامل مع موسكو وفي الوقت نفسه عدم الاستعداء الكامل. تجربة إسقاط طائرة السوخوي الروسية، أضاءت لأنقرة حدود قدراتها، وفي الوقت نفسه لموسكو عدم قدرتها على تجاهل تركيا سواء في انتشارها او انكماشها اذا اضطرت. تركيا، وهي على الضفة الأخرى في سوريا مع إيران، لانها ترفض بقاء الأسد الى الابد، في حين ان إيران جعلت من بقاء الأسد خطاً أحمر اذا كسر انهارت كل استراتيجيتها القائمة على التمدد الى قلب القرار في عواصم «الهلال الشيعي»، وامتداداً الى باب المندب. لكن المسألة الكردية المشتركة جعلت كلا من أنقرة وطهران ضدين يخدم أحدهما الآخر، حتى لا توضع وحدة اراضيهما وامنهما القومي في مهب التغييرات المطروحة، خصوصاً في قيام اقاليم كردية على طريق «دولة كردستان الكبرى».

الانقلاب ضد الرئيس رجب طيب اردوغان، قوّى التعاون الإيراني التركي. إيران اختارت اللحظة المناسبة وقدمت دعماً مفتوحاً لأنقرة اردوغان. التعاون التركي الإيراني مستمر ونامٍ، ولكن تحت السقف الاميركي - الروسي. تركيا الحليفة مع الولايات المتحدة الاميركية، لم «تخسر كثيراً» من الدخول الروسي الى الميدان السوري. بعكس إيران التي خسرت كثيراً، لأن الدخول الروسي سحب من «كيسها» مهما بلغ التعاون بينهما. طهران هي التي طلبت من موسكو التدخل اولاً، وهي التي عرضت عليها استخدام قاعدة همدان الجوية. هذا الطلب، اكد ان إيران أيقنت عدم قدرتها على الحسم، لا بل الخوف من الهزيمة. «القيصر» الروسي، عرف كيف يقنص اللحظة التي قدّمتها له الحرب في سوريا. فنزل وتمدّد في سوريا على حساب «المرشد». كان الاخير يحتكر علاقة الشراكة والتوجيه مع الأسد، فاذا بالروسي يقاسمه كل العلاقات الميدانية والسياسية والامنية، لأنه لا توجد علاقة احادية الجانب. كل شيء او لا شيء تكون العلاقات او لا تكون.

لكن التراجع الايراني لمصلحة موسكو، لا يحول دون الحاجة الى طهران من موسكو وحتى واشنطن. طهران تعرف كيف تدير «التدخل السلبي»، بحيث لا يمكن ائتمانها على شيء اذا لم تأخذ حصة لها فيه. اي اتفاق يتم التوصل اليه في المستقبل، يجب ان تضع إيران بصمتها عليه، لانها قادرة على تعطيله وتحويل الاتفاق الى خراب.. في قلب عملية الشد والجذب بين القوى الكبرى والاقليمية، يقع حزب الله. يستطيع الحزب إكمال الحرب رغم خسائره التي تجاوزت خسائره مع إسرائيل حتى الآن. لكن لا يمنعه هذا من الرغبة في تهدئة تساعده على الاستمرار في الجبهة السورية دون التراجع. «حزب الله« وهو مستمر في سوريا من دمشق الى حلب، لا يتحمّل الهزيمة وهو يرفضها، لكنه يقبل بتسوية معقولة تبقي الاسد لولاية رئاسية واحدة، ولو عبر انتخابات عامة. خلال هذه الولاية يمكنه إعادة ترتيب وضعه وأوراقه، خصوصاً ان اي حل سياسي في سوريا لن يعني سوريا فقط وانما المنطقة كلها.

ويبقى في كل ذلك مستقبل بشّار الاسد. يعترف القادمون من دمشق، ان المشكلة الكبيرة التي يعانيها السوريون هي المشكلة الاقتصادية وهي تتمظهر في:

[ نظام فاسد ومتعفّن من فوق الى تحت، بسبب الرشاوى والسرقات وشعور العاملين في النظام، بضرورة الحصول بكل الطرق على اقصى ما يمكنهم لأن الغد غير مضمون لهم.

[ غلاء متصاعد وغير مقبول في ظل انهيار مستمر لليرة السورية، مما يجعل محدودي الدخل تحت الخط الاحمر للقدرة على العيش.

[ هجرة مستمرة خصوصاً للشباب والأخطر للكادرات منهم. ذلك ان الهجرة الاساسية والواسعة تتم في اوساط الاطباء والمهندسين والاساتذة الجامعيين، ولا شيء يضمن عودتهم الى البلاد ولو انتهت الحرب.

[ تفتّت المجتمع السوري بجميع مكوناته الاجتماعية. خصوصاً ما يتعلق بتشكل العائلات وعلاقاتها الداخلية. أما اخطر ما يصيب سوريا المستقبلية فهو خَسارة أكثر من جيل لفرص العلم والثقافة والمعرفة، مما سيُعيد سوريا الى بدايات القرن العشرين.

الحل السياسي ليس اليوم ولا غداً. أكثر الطروح تفاؤلاً تؤشر الى ما بعد عامين. سوريا «شهيدة» هذه «الحرب المُركّبة».

 

لقاء الواجب والضرورة

علي نون/المستقبل/09 أيلول/16

ليس اللقاء السعودي التركي خياراً، بل واجب وضرورة.. بل هو في واقع الحال، والحروب والفتن والاستهدافات التي تتعرض لها المنطقة وشعوبها، أولى الضرورات وأبوها وأمها وكل سليلتها الكريمة. قيل الكثير سابقاً عن تمايزات بين هاتين الدولتين الأكبر والأهم على المستوى الإسلامي الإقليمي، في شأن قضايا مهمة وراهنة، ومنها الوضع المصري وبعض تفاصيل النكبة السورية.. كما لا يُخفى على كثيرين، وجود بعض الالتباسات التنافرية المسجّلة في السياق الطويل لتاريخ العلاقات البينية. غير أن ذلك كله، في جملته وخلاصته، يبقى غير ذي شأن يُذكر، إزاء ما يحصل راهناً، وإزاء الأبعاد الاستراتيجية للحروب الدائرة، من اليمن إلى العراق إلى سوريا (خصوصاً). لم يسبق أن تعرض الطرف العربي والإسلامي الأكثري لهذا الكمّ من التحديات والافتراءات والاختراقات والاستهدافات.. منذ النكبة الأولى في فلسطين حتى النكبة الثانية (والأكبر!) في سوريا. ولا يمكن لمدّعٍ أن يدّعي أن الضحية هي المرتكبة! أو هي «المسؤولة» عن تفعيل عوامل الفتك بها! وحده، مستر أوباما يعزف على ذلك الوتر، ويصدَح بالقرب منه، واستفاد من نغماته، كل من له غرض ومَرض في المنطقة وشعوبها. أطلق الصهاينة الأوائل حملتهم اللصوصية في إطار جغرافي محدد هو فلسطين التاريخية، واستهدفوا الفلسطينيين لكونهم أصحاب الأرض والحق والتاريخ، وركّزت حملات النفخ والاستنفار والتعبئة والتعمية الإسرائيلية المدعومة من مراكز القرار الغربي ومن البيئة الفكرية التي انطلقت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، مركوبة على الدوام بعقدة التقصير إزاء اليهود.. ركّزت على الهوية «العربية» للفلسطينيين، ليس لأنهم عرب فقط، وإنما لكونهم الأساس في الاستهداف المبني على نظرية أن لا شيء في التاريخ اسمه فلسطين، وبالتالي لا شعب يكُنى بها! .. لكن لم يجرؤ ذلك الضخ الأسطوري مرّة على التعرّض للقيم الإسلامية في عمومياتها.. لأن أصحابه لم يشأوا جعل النزاع دينياً من جهة، ولأن التاريخ ليس قابلاً للتزوير والفبركة من جهة ثانية.. وهذا التاريخ يحكم للمسلمين وليس عليهم، من الأندلس إلى اسطنبول إلى كل الحواضر العربية التي لم «تنتبه» إلى «المسألة اليهودية» قبل العام 1948! بل الواقع يقول إنه باستثناء المرحلة الدعوية الأولى في يثرب (المدينة المنوّرة)، لم يشهد التاريخ الإسلامي، خصوصاً العربي منه، استهدافاً إبادياً أو إقصائياً لا لليهود ولا للمسيحيين، بل المفارقة أن هؤلاء كانوا أقل تعرّضاً من غيرهم، عرب وعجم، لتبعات وظروف وشروط الدعوة في مطالعها! ليس من المبالغة في شيء الافتراض أن اللحظة الراهنة من تاريخ هذه المنطقة وشعوبها وأقوامها، هي الأكثر حدّة وصلافة وافتراء: الاستهداف الذي يطال مكوّناتها مركّب على سيبة شديدة التعقيد، لكنها لا تكتفي بالسياسة ولا بالجغرافيا ولا بالحرب وأدواتها، وإنما تتصل بالعمق العقيدي، وتحاول النيل منه بعد تضخيم مثالبه النصّية والعملية ومحاولة جعل الفرع هو الأصل والهامش هو المتن! والخطأ العابر خطيئة دائمة! تقود إيران ذلك الاستهداف وتلك الاستباحة ولأسباب تتصل بها وبنظرة قادتها إلى دورها وإمكاناتها.. وهي انطلاقاً من ذلك الجزء الغريب والعجيب تضع المذهب في محل الطائفة، والقومية في محل الأمة، وتذهب في الغلوّ إلى مراتب غير مفهومة... كأنها تنتقم من التاريخ وحوادثه الجسام، ولا تسأل عن التبعات الكارثية. وخلاصة ذلك أنها أنتجت ورعت وسقت كل بذور الفتنة المذهبية! وفتحت الباب أمام العنصر الخارجي للتدخّل بالطول والعرض. وفي كل تفصيل ممكن، خصوصاً في النكبة السورية، بعد أن استقرت على انقسامات العراق، ولعبت على النسيج اليمني المتشظّي، وحاولت مد يدها إلى التركيبة البحرينية الدقيقة، مثلما حاولت اللعب بالنسيج الكويتي، والتطاول الدائم على المملكة العربية السعودية في البيان والميدان، ومن دون أي ضوابط بما فيها النصّ المقدّس الذي يحدد معنى الحج وأهدافه وشروطه وأبوابه وتفاصيله وحرمته الأبدية! .. اللقاء السعودي التركي هو أول شروط بناء معادلة موازية لكل ذلك الصلف الإيراني، مع أن الوضعية المثلى لا تكتمل من دون مصر ودورها الغائب أو المغيّب! وللحديث صلة!

 

الحج في السجال السعودي الإيراني

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/09 أيلول/16

تقريًبا كل موسم حج هو موسم حرب كلامية إيرانية مع السعودية٬ وهذا الحج ليس استثناًء. فالتصريحات الأخيرة أسوأ من سابقاتها في ثلاثين سنة٬ وتعبر بصدق عن حال العلاقات بين الرياض وطهران. ولعل أفضل ما فعلته الحكومة الإيرانية أنها قررت منع مواطنيها من أداء فريضة الحج هذا العام٬ وبالتالي قللت من فرصة الاشتباكات التي كانت سببا في مقتل المئات في السنوات الماضية. وفي كل اشتباكات المواسم الماضية يتضح وجود عسكريين من الحرس الثوري كانوا يتولون مهمة إثارة المشاكل وأحياًنا القتل٬ كما حدث في منتصف الثمانينات عندما قاموا بجر أحد رجال الحرس السعودي العزل من السلاح٬ المنظمين للحجاج٬ وذبحوه بالسكين أمام الآلاف من الحجاج٬ وبعدها انخرطوا في اشتباكات قتل فيها نحو أربعمائة من الحجاج ورجال الأمن. والخلافات بين الحكومات في المنطقة دائًما موجودة لكن لم يحدث قط في سبعين عاًما أن ارتكبت حكومة ما يفعله النظام الإيراني٬ منذ وصوله للحكم في عام 1979 الذي دأب على إثارة المشاكل في مواسم الحج. لم تفعل حكومات دول إسلامية أخرى كانت على خلاف حاد مع الرياض٬ بما فيها حكومة بشار الأسد السورية٬ ونوري المالكي  عندما كان رئيًسا لوزراء العراق٬ وقبله في العراق حكومة صدام حسين٬ ومثلها حكومة علي عبد الله صالح سابًقا في اليمن٬ لم تعمد أي منها تحويل الحج إلى مناسبة لتصفية الحسابات. وإيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تهاجم السفارات٬ كما أحرقت السفارة السعودية في طهران قبل تسعة أشهر٬ دون أدنى احترام للأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية. وقد يكون قرار الحكومة الإيرانية٬ بمنع مواطنيها من الحج هذا العام٬ مرده إلى رغبتها في تفادي مواجهة خطيرة جديدة يتسبب فيها الحرس الثوري الإيراني٬ وكذلك جهازها الأمني الباسيج. فقد سبق لهم التهديد بالانتقام من مقتل منسوبيهم في حج العام الماضي٬ الذي يقال إنهم دخلوا السعودية بتأشيرات وأسماء مزورة٬ وكانوا طرًفا في مأساة تصادم مات فيها نحو ثمانمائة حاج. هناك 57 دولة إسلامية في العالم إلا أن حكومة إيران الوحيدة بينها التي تستخدم الحج لتهديد السعودية. فهي تفرض نشاطات سياسية في موسم كل عام٬ بتسيير مظاهرات عدائية لا علاقة لها بالحج٬ شعاراتها عادة التحريض ضد السعودية والولايات المتحدة٬ وافتعال المواجهات٬ رغم اعتراض الدول الإسلامية على اعتبار أن الحج شعيرة تعّبد دينية يجب تخليصها من الخلافات السياسية.

في المقابل تعمدت السعودية الرد على المقاطعة الرسمية الإيرانية بمنع مواطنيها من الحج٬ حيث وافقت على السماح للمواطنين الإيرانيين الذين يرغبون في الحج من دول أخرى دون الحاجة إلى موافقة حكومتهم. جاء ذلك بعد فشل تفاوض الإيرانيين الذين زاروا السعودية لإجراء ترتيبات حج نحو سبعين ألف إيراني٬ ثم أعلنوا متأخرين بأن حكومتهم حظرت على مواطنيها الحج. الحكومة السعودية ردت بالموافقة على استقبال الراغبين من الإيرانيين في الحج دون إذن حكومتهم. وقد وصل إلى مكة المكرمة أكثر من مائتين وخمسين إيرانًيا من الولايات المتحدة٬ ومئات الحجاج الإيرانيين الآخرين من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط.

الصراع السعودي الإيراني هو أبرز ملامح السياسة في إقليم الشرق الأوسط٬ بحروبه وخلافاته وتحالفاته. الإيرانيون أدخلوا الحج جزًءا من المواجهة٬ ضمن سياسة هجومية تستهدف الرياض على كل المحاور. فإيران تحاول السيطرة على العراق٬ شمال السعودية٬ مستغلة الفوضى٬ وضعف الحكومة المركزية في بغداد٬ والفراغ الذي خلفه الخروج الكامل للقوات الأميركية قبل سبع سنوات. وحولت سوريا إلى ساحة حرب شاملة٬ حيث أرسلت آلاف الإيرانيين من «فيلق القدس» يقاتلون هناك ويديرون شبكة من الميليشيات الشيعية المتطرفة جاءت بها إيران من أفغانستان والعراق ولبنان. وهي الداعم الوحيد بالسلاح والمدربين لميليشيات الحوثي في اليمن٬ جنوب السعودية٬ التي انقلبت على الحكومة اليمنية٬ واستولت على العاصمة منذ عام ونصف٬ ولا تزال تدور الحرب حيث تدعم إيران الانقلابيين وتقود السعودية تحالًفا عسكرًيا عربًيا يدعم قوات الشرعية. ولعل غياب حجاج حكومة طهران عن الموسم الديني هذا الشهر٬ سواء بهدف الاحتجاج السياسي أو نتيجة خلافات داخلية٬ تبقى خطوة جيدة تقلل من التصعيد٬ وتطمئن أكثر من مليونين ونصف المليون حاج الذين جاءوا من أنحاء العالم وهم في قلق من ممارسات إيران.

 

15 عاماً على الغزو الأميركي: الأفيون والفساد يحكمان أفغانستان

 حسان حيدر/الحياة/08 أيلول/16

بعد خمسة عشر عاماً على الغزو الأميركي لأفغانستان انتقاماً لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر)، يبدو وكأن الكلفة البشرية والمادية الفادحة ذهبت هباء، إذ لا يزال هذا البلد يعاني من الآفات نفسها التي كانت مستشرية فيه قبل نزول الأميركيين وحلفائهم، وهي الإرهاب والتطرف والفساد والأفيون، بل أن بعضها زاد رسوخاً وانتشاراً. وفي أرقام أميركية، فإن تكاليف غزو أفغانستان بلغت حتى أواخر العام 2014 حوالى 1.6 تريليون دولار، منها 100 بليون دولار أنفقت على إعادة بناء المؤسسات الحكومية الأفغانية، بما في ذلك الأجهزة الأمنية والعسكرية التي حصلت على ترسانة متطورة تركتها لها القوات الأميركية بعد سحب معظمها أواخر العام نفسه. ويكشف الوضع الحالي أن مهمة «القضاء على طالبان» فشلت، وأن الحركة المتطرفة نجحت خلال العامين الأخيرين في تعزيز قدراتها وزاد استهدافها للعاصمة كابول، إضافة إلى استعادة نفوذها في مناطق أخرى خرجت عملياً عن سيطرة الحكومة المركزية.

وتعجز القوات الحكومية التي يصل عديدها إلى 195 ألف جندي، عن مواجهة الحركة على رغم الفارق في التجهيز والتدريب، وتضطر دوماً إلى الاستعانة بوحدات أميركية عندما تتعرض مواقعها لهجمات الإرهابيين. وإذا قرر الأميركيون أواخر العام الحالي خفضاً إضافياً للقوة المتبقية (9800 رجل يعمل معظمهم في التدريب) وحذت حذوهم الدول الأطلسية الأخرى (3 آلاف رجل) فسيعني ذلك أن الجيش الأفغاني سيواجه صعوبة أكبر في الاحتفاظ بمواقعه في الأقاليم النائية. ومعروف أن «طالبان» تستمد زخمها من المناطق القبلية في باكستان المحاذية، وأن الأميركيين يخصصون 90 في المئة من أسطول طائراتهم المسيرة لمراقبة هذه المناطق وشن غارات عليها، من دون أن يؤدي ذلك إلى وقف الدعم المقدم إلى الحركة الأفغانية. أما الفساد، فيبدو أنه القاسم المشترك الأكبر في المؤسسات الأفغانية المدنية والعسكرية، وهو ما يسمح خصوصاً بازدهار زراعة الأفيون وتهريبه مجدداً. وقدر تقرير للأمم المتحدة مجمل الأراضي المزروعة بالأفيون في العام 2014 بنحو 244 ألف هكتار، أي بزيادة سبعة في المئة عن 2013. وتصل قيمة هذا الإنتاج بعد تحويله إلى مخدر إلى نحو 950 مليون دولار. ويوضح التقرير أن عمليات إتلاف الأراضي المزروعة بالأفيون تراجعت في 2014 بنسبة 63 في المئة عن العام الذي سبقه.

ويروي مهندس اتصالات أوروبي يعمل في أفغانستان أن مزارعي الأفيون في هذا البلد ينالون المعاملة الأفضل، ويلقون إجماع مختلف الأطراف المتحاربين على حمايتهم وتلبية طلباتهم، وخصوصاً عندما تتعطل خطوط الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية، عبر تأمين سلامة الفنيين الذين يقومون بإصلاحها نهاراً أو ليلاً. ويقول إن وحدته تتلقى اتصالات من مستويات عليا في الدولة والجهات المحلية تطلب منها الإسراع في أعمال الإصلاح كي لا تتعطل «العمليات» التي تدر عشرات الملايين من الدولارات. لكن ماذا تخطط الولايات المتحدة لأفغانستان في حال مضت قدماً في قرارها سحب ما تبقى من قواتها؟ تقول موسكو إنها تلقت طلباً من واشنطن للمشاركة في المحادثات الدولية حول هذا البلد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 أيلول (سبتمبر) الجاري في نيويورك، إلى جانب الصين والهند وباكستان. ويبدو أن الأميركيين سيختارون «الشريك» أو «الشركاء» الأنسب للانخراط في أفغانستان، حرباً أو سلماً، مثلما فعلت في العراق وسورية، لا سيما أن روسيا تخشى كثيراً انهيار الحكومة المركزية في كابول واحتمال امتداد التطرف إلى جمهوريات «الحزام الأمني» عند حدودها الجنوبية، والتي تشمل تركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان.

 

علاقة البريكسيت بالعولمة والارهاب وعالم جديد لم يتبلور بعد

الدكتورة منى فياض/08 أيلول/16

يبدو ان كاميرون ذهب الى الاستفتاء وهو واثق من ان نتيجته ستكون مع البقاء ضمن الاتحاد، ففوجئ هو والعالم بالنتيجة الدراماتيكية. صحيح أن بريطانيا كانت منذ البداية حالة استثنائية، لم تكن من مؤسسي الاتحاد الاوروبي بل انضمت اليه فقط في 1973 فموقعها الجغرافي خارج قارة أوروبا أبقى الشعور لدى البريطانيين بأنهم يختلفون عن باقي الدول والجنيه الاسترليني لم يلغ. كل ذلك اشار إلى المكانة الخاصة للامبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس.

لكن هذه التفسيرات لا تساعد على التقليل من الصدمة – الصفعة التي تلقاها الاتحاد الأوروبي المتعالي والواثق بنفسه؛ فهو معتاد على أن معظم الدول تطلب الانضمام إليه. أما الان فلقد أصبح مهدداً بالتفكك مثل بريطانيا نفسها.

شكل الاتحاد بديلا عن الدولة القومية المغلقة في اطار حدودها. القانون والاقتصاد يحلان محل السيادة والهوية، وبدلا من الايديولوجيا حلت البيروقراطية وانتصرت المصالح على المشاعر القومية. لكنها ليست المرة الاولى التي تقول فيها الجماهير كلمتها خلافا للنخبة.

يتفاجأ العالم مؤخراً بالكثير من الاحداث غير المتوقعة. من الثورات العربية الى بروز داعش الى غرق اوروبا باللاجئين، حتى ما يحدث في الولايات المتحدة مفاجئ. يسود الانقسام العالم. معظم الدول منقسمة داخلياً انقساماً حاداً.

المرة الأخيرة التي عرف العالم فيها مثل هذا الوضع كانت بعد الحرب العالمية الاولى. المرحلة القصيرة التي تبعتها قبل ان تنقلب الاوضاع وينشأ عنها العالم الجديد الذي برز بعد الحرب العالمية الثانية يطلق عليها الفرنسيون "الحقبة الجميلة" La belle époque، كحنين الى العالم القديم الذي اختفى.

نحن الآن أمام شيء جديد وعميق يحصل في العالم، يجعله عصياً على الفهم.

غداة الحرب العالمية الاولى كانت الثورة الصناعية الاولى قد وصلت الى اوجها وحلت المواصلات المُمَكننة بدل عربات الجياد وقصّرت الطائرات المسافات. حاولت الدول التي قادت العالم القديم الابقاء على مكانتها لكن الحرب العالمية الثانية واستخدام القنبلتين النوويتين من أميركا المتفوقة صناعيا ارسى قواعد جديدة وأوجد عالماً ثنائي القطب. فتعايش قادة العالم مع منظومة من مركزين: واشنطن وموسكو، يحكمها توازن رعب.

لكن العالم الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية بدأ بالاختفاء مع انهيار الاتحاد السوفياتي. نحن الآن امام عالم جديد ينبثق ولم يتكون بعد.

كان قد سبق لماك لوهان أن تنبأ بأن العالم تحول الى قرية صغيرة. لكن لم تظهر نتائج هذا التنبؤ عيانياً على الارض بشكل ملموس. الآن نلاحظ ذلك بطريقة غير مسبوقة عبر ما يعرف بالعولمة المتسارعة. لقد سمحت الثورة التكنولوجية الثالثة كما سميت، و التي اعتمدت على استخدام شبكة الانترنت الذي خرج عن سيطرة الجيش والمخابرات، ليس فقط بربط الملايين دون وسيط وفوق الحدود والحواجز، بل ايضا بوصولهم عبر الشبكات الاجتماعية الى المعلومات بطريقة حرة غير مسبوقة وبإعطائهم القدرة على التدخل المباشر في صياغة الأحداث والتأثير بها. انها حقبة ما يعرف باقتصاد المعرفة. أفقد ذلك قدرة الحكام في السيطرة على المعرفة وأضعف قدرتهم على التلاعب بالعقول. انها ثورة المعلومات التي اوجدها الفضاء الرقمي.

لا يزال من غير الواضح ماذا سينتج عن كل ذلك لكننا تلمسنا بعض الآثار في الثورات العربية وفي ظاهرة الارهاب المعولم.

يقف اصحاب القرار الان امام عالم جديد. عالم تكون فيه الدولة الوطنية محدودة السيادة والمنظمات اقوى من الدول، والولايات المتحدة لا تؤدي دورها كما كانت. عالم يعتبر الامر الاهم فيه وقف موجة اللاجئين الى الغرب، دون اهتمام بمعالجة جذور المشكلة. في عالم كهذا لا تعود القواعد القديمة قادرة على العمل، أما القواعد الجديدة فلم تتشكل بعد. وعليه، فان تجربة الماضي تكون اقل قدرة على توقع المستقبل.

استنتجت بعض التحليلات في عالمنا العربي، بمناسبة مئوية سايكس بيكو، وجود مؤامرة غربية لتفكيك الدول الوطنية التي نشأت إثر تلك الاتفاقية. لكن ما لاحظناه مع عملية التصويت على استفتاء البريكست هو ان الغرب المتهم بالتآمر مهدد هو ايضاً بالتفكك.

سبق ان تنبأت بعض التحليلات ان تسارع سيرورة العولمة وسهولة التواصل ومجانية المعرفة ستعزز نشوء تياران كبيران يتقاسمان العالم واحد معولم ومنفتح ومتصل عابر للبلدان والقارات وآخر منغلق متمسك بالخصوصيات الثقافية والعصبيات. أي اتجاه يميني متقوقع ومتعصب للهويات القومية والمحلية، في مواجهة اتجاه ليبرالي منفتح ومعولم يحمل ثقافة كونية من خارج الخصوصيات الثقافية والعصبيات.

في فضاء رقمي متشابك كهذا، ظن العالم الأول انه سيكون بمنأى عن الحرب السورية وعن العنف المتفشي في الدول العربية، سرعان ما كذبته التداعيات وآخرها البريكسيت. الأمر المفروغ منه أن نتائج الاستفتاء الشعبي في بريطانيا تشير إلى انتصار مرحلي لسيادة الدولة الوطنية وللنزعة لقومية المتطرفة وللكزينوفوبيا والانغلاق. تشير النوفل اوسرفاتور الى ان الحوادث العنصرية تضاعفت بعد الاستفتاء.

التصويت جاء على خلفية الاحباط والخوف من الآخر عند الفئات الأكبر سناً وسكان الارياف وأصحاب الياقات الزرقاء. اي ممن هم اقل انخراطا في سياق العولمة المتنامي والذي صار يشمل المدن والجيل الشاب بشكل خاص والفئات المتعلمة وأصحاب الياقات البيضاء الذي صوتوا مع البقاء. ما يجعلنا نستنتج، مع كل الحذر والحيطة من التعميم، وجود اتجاه قوي في العالم يشمل المدن العالمية الكبرى والطبقات الوسطى والجيل الشاب المنفتح المتصلConnected والذي بدأ يتشكل منه رأي عام عالمي تجمعه ثقافة جامعة تشمل الانفتاح على الآخر وقبوله وتخطي الحدود القومية الضيقة والخصوصيات الثقافية المتزمتة لجهة ثقافة جامعة عالمية. وهذا تمرين تطبيقي على اهمية الافكار التي طالما عجزت الحواجز عن الوقوف بوجهها، فكيف الآن مع الامكانيات التقنية التي جعلت وتيرة انتقالها وتفاعلها غير مسبوقة!!

هناك اذن حراك نحو التفكك والتقوقع يواجهه حراك نحو التواصل والتجمع في وحدات كبرى.

التحدي الآن ان نتيجة التصويت عبرت عن كبار السن الذين صوتوا للخروج من الاتحاد الاوروبي كي ينفذه الشباب الذين يرفضونه!!

لكن الاستفتاء عبّر أيضاً عن فشل في الديمقراطية. ففي دولة ديموقراطية يقوم جمهور الناخبين بتعيين ممثليه، وفي نفس الوقت يعطي الشرعية المتجددة للحكومة للعمل بناء على ما يتوافق عليه الجميع. وعندما لا يكون الجمهور راضيا عن الحكومة، تكون أمامه فرصة التصويت في الانتخابات العامة القادمة من اجل استبدال السلطة. لكن كاميرون لجأ الى الاستفتاء حول بقاء انجلترا في الاتحاد ، فاستخدم الدستور – اي الحل الاستثنائي- على أمل التخلص من منافسيه على قيادة المحافظين. فوقعت الورطة، ذات الأبعاد المصيرية لبريطانيا نفسها قبل غيرها.

كما عبّر عن الفشل الاقتصادي: فالخلفية الاجتماعية للمصوتين مع الخروج، هي عكس خلفية المؤيدين. انها الطبقات الضعيفة وسكان الضواحي الذين يسكنون بالقرب من المراكز الصناعية التي اغلقت خلال الخمسين سنة الاخيرة، بقوا جانبا بعيدا عن الاموال المكدسة وشعروا بالاحباط والغضب. هذا الاحباط هو الذي أدى إلى صعود اليمين المتطرف إلى مستوى لم يصله في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

الأمر نفسه ينطبق على بروز الارهاب على الصعيد العالمي، ففشل الديموقراطية في العالم الاسلامي وخصوصا في الدول العربية أنتج إرهاب الاسلام السياسي. بينما جعلت العولمة ونتائج التوحش الاقتصادي العالمي من هذا الارهاب نموذجاً للجيل الشاب المحبط في مختلف انحاء العالم.

توهم العالم الاول انه محمي من هذه التداعيات. اما داعش فقد استوعبت جيداً أهمية العولمة- أكثر من الرئيس الاميركي نفسه- فاستغلت آلياتها ووسائطها للاتصال .

لم يقرأ السيد أوباما، رئيس الولايات المتحدة وحامل جائزة نوبل للسلام، في آليات العولمة كما يجب ولا يزال يعتقد انه بمنأى عن تداعيات تدمير سوريا فداس على القيم التي نال بموجبها جائزة نوبل وترك للعنف ان يتمدد ويلتهم المنطقة. من هنا نجد قراءته الضيقة لحادثة تفجير اورلاندو كحالة فردية غير مرتبطة بداعش.

داعش موجودة في خلفية مشهد حادثة اورلاندو، لقد سبق لرينيه جيرارد ان فسر الكثير من الظواهر عبر نظرية "رغبة المحاكاة"mimétisme désir de، اي التقليد باختصار. ففكرة داعش ومثالها منتشرة في الأجواء كافة. جميع الوسائط التقنية والاجتماعية في خدمتها واحيانا تحت عنوان محاربتها.

داعش تعبير عن "هوام هائل" بحسب لوروا Le Roy أكثر مما هي ايديولوجيا سياسية حقيقية. ظاهرة توحي بوجود أزمة ثقافات عميقة سواء في الشرق او في الغرب، عند جيل جديد يرغب بالنضال عبر خوض معارك بطولية على مستوى عالمي. هناك جيل من الشبيبة العدمية الانتحارية عبر العالم.

البريكسيت جرس انذار. بريطانيا واوروبا والعالم في وضع حرج. فإما ان تكون ردة الفعل الاستمرار باتباع الأدوات القديمة نفسها التي اثبتت فشلها؛ واما ان تكون على مستوى المرحلة التاريخية فتتصرف بشكل مبتكر وعلى قدر المسؤولية.

أما عالمنا العربي فليس عليه انتظار المساعدة من اوروبا المحتاجة هي نفسها اليها والتي ستعجز عن لعب دورها السابق المهمش اصلاً ولو لفترة؛ ولا من قبل أميركا بالطبع التي لا تهتم سوى بما تعتبره لمصلحتها. المرحلة ليست مرحلة قيم اخلاقية.

علينا ان نفهم اننا وحدنا، وان مصيرنا لسنوات قادمة رهن بحسن اختيار الطريق الذي نتبعه. ليس الامر سهلا لكن على العرب تخطي ذاتهم ومواجهة الحاضر ومشاكله بطرق فذة ومبتكرة تتفوق على نفسها وتأخذ مسافة كافية من تاريخها وماضيها من اجل مواجهة المستقبل بمخاطر اقل.

ان اوروبا التي تشعر بالخطر تجاه ما يهدد وحدتها، وهي المكونة من دولا ذات قوميات ولغات وثقافات متعددة ومختلفة وسوف تدافع عنها بكل قوتها وقد تخرج اقوى مما هي عليه. لكن هذا يفرض على الدول العربية ان تمتلك الجرأة على الاتحاد والتكامل فيما بينها لان لديها كل مقومات الاتحاد المادية، لكن تنقصها الروح. السؤال باختصار: هل يريد العرب ان يكون لهم وزنا وسط التغيرات الحاصلة في العالم ام سيقبلون ان يظلوا موضوعه؟

 

الحرب المقدسة بالكلمات: تزايد التوترات بين السعودية وإيران

سايمون هندرسون/معهد واشنطن/08 أيلول/16

في الأيام المقبلة، سيقصد مئات الآلاف من المسلمين مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج. وخلافاً للعام الماضي، لن يكون هناك إيرانيين، بسبب عدم تمكن طهران والرياض من التوصل إلى اتفاق حول تخصيص تأشيرات دخول ووضع ترتيبات أمنية تهدف إلى ضمان عدم تكرار ذلك النوع من التدافع المأساوي الذي أودى بحياة المئات من الحجاج في العام الماضي – ذلك الحادث الذي تعرضت فيه إيران لأكبر عدد من الضحايا يفوق أولئك الذين لقوا حتفهم من أي بلد آخر. وفي الخامس من أيلول/سبتمبر أعلن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أن الإيرانيين الذين أصيبوا بجروح في العام الماضي ثم وافتهم المنية قد “قتلوا” بسبب انعدام الرعاية المناسبة في المملكة. ودعا إلى إعادة النظر في إدارة الرياض للأماكن المقدسة، مما يشكل في الواقع تحدياً مباشراً لشرعية العائلة المالكة السنية في المملكة، منذ أن أعلن [الملك السابق فهد بن عبد العزيز] عام 1986، عن تغيير لقب العاهل السعودي من صاحب الجلالة ليصبح “خادم الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة “.

وفي السادس من أيلول/سبتمبر أثار كلام خامنئي رداً عنيفاً من قبل مفتي السعودية، [عبد العزيز آل الشيخ]، الذي وصف الأغلبية الشيعية في إيران كـ “زرادشتية” و “ليست مسلمة”. إن المشاعر المعادية للشيعة شائعة في المملكة العربية السعودية، كما أن “الزرادشتية” المنحرفة (تقديس النار) تُذكر أحياناً في الصحافة. إلا أن الاستخدام العلني جداً لمثل هذه الكلمات من قبل مفتي السعودية هو أمر غير عادي- على الرغم من أنه ليس مستغرباً نظراً لرسالة خامنئي [التي ذُكرت على موقعه الإلكتروني الرسمي].

ولم يتوقف التصعيد اللفظي عند هذا الحد: فبعد ساعات قليلة من تلك الرسالة، شارك وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في هذه المناقشة المستقطبة، بتغريدة عن “التطرف المتعصب الذي يدعو له كبير علماء الوهابية وأسياد الارهاب السعودي”. وليس هناك شك بأن ذلك كان رداً مباشراً على كلمات المفتي (لأن اسم “الوهابية” يطلق في كثير من الأحيان على النسخة السعودية من الإسلام)، وتأكيداً على الإدعاءات الإيرانية القائمة منذ مدة طويلة بأن الرياض تدعم الجماعة الإرهابية المعروفة بـ تنظيم «الدولة الإسلامية».

ويمكن القول إن الوضع سيئاً كما كان عليه في عام 1987، عندما صرخ الحجاج الإيرانيين في مكة شعارات سياسية دفعت “قوات الحرس الوطني” السعودي المولعة بإطلاق النار، إلى الضغط على الزناد، مما أسفر عن مقتل العشرات. وحتى من دون وجود إيرانيين في مكة المكرمة هذا العام، ثمة خطر شديد بحدوث المزيد من التصعيد بين البلدين.

وفي هذا الصدد، سيكون ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صانع القرار الرئيسي على الجانب السعودي، حيث من المرجح أن يحبذ اتباع نهج حازم بدلاً من مقاربة تصالحية. فكوزير للدفاع، كان الأمير بن سلمان المؤيد الرئيسي لعمليات التدخل التي قادتها السعودية في اليمن، والتي سبّبها الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين. وقد أصبحت الآن تلك الحملة حرباً بالوكالة بين إيران والسعودية، وهو الأمر بالنسبة للصراعات في العراق وسوريا، وبدرجة أضيق نطاقاً، في البحرين. أما الأقلية الشيعية في السعودية، التي تتركز في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط المتاخمة للبحرين – المملكة التي هي مقر الأسطول الأمريكي الخامس – فمن المرجح أن تستشيط غضباً من الحرب الكلامية، وهناك احتمال حدوث خطأ في التقدير، بل حتى قيام اشتباكات عسكرية مباشرة. وفي ضوء هذا الخطر، يتعين على المجتمع الدولي العمل بشكل جماعي وفردي على حث الجانبين على تهدئة الخطابات.

وعلى أقل تقدير، يمثل التوتر انتكاسة لسياسة الولايات المتحدة، لأن إدارة الرئيس أوباما كانت تأمل في أن يتم تخفيض هذا العداء، على الأقل إلى حد ما، من خلال الاتفاق النووي مع إيران الذي تم التوصل إليه في العام الماضي. وفي مقابلة مع مجلة “نيويوركر” في كانون الثاني/ يناير 2014، قال الرئيس أوباما: “سيكون ذلك في مصلحة المواطنين في جميع أنحاء المنطقة إذا لم يكن لدى السنة والشيعة النية قتل بعضهم البعض … وعلى الرغم من أننا لم نحل المشكلة برمتها، فقد كنا قادرين على حمل إيران على العمل بالصورة المطلوبة- عدم تمويل المنظمات الإرهابية ، وعد محاولة إثارة الصراعات الطائفي في بلدان أخرى، وعدم تطوير سلاح نووي- بالإمكان رؤية التوازن بين دول الخليج السنية، أو بالأغلبية السنية، وإيران حيث توجد هناك منافسة، وربما شك، ولكن ليس على شكل حرب بالوكالة”.

ويكمن جزء من التحدي لتهدئة الوضع في التعامل مع الاعتقاد الظاهري في المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج العربية على أن إدارة أوباما تفضل إيران. وقد سببت مقابلة الرئيس الأمريكي مع مجلة “ذي أتلنتيك” في نيسان/أبريل مفاجأة كبيرة في الرياض وعواصم أخرى، لا سيما عندما قال، “إن المنافسة بين السعوديين والإيرانيين … تستدعي منا أن نقول لأصدقائنا كما للإيرانيين أن عليهم أن يتوصلوا إلى طريقة يتقاسمون من خلالها الجوار ويقيمون نوعاً من السلام البارد “. وقبل ذلك بأربعة أشهر كانت السعودية قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بعد اقتحام سفارتها في طهران – وهي الحادثة التي تلت قيام المملكة بإعدام عالم الدين الشيعي السعودي [نمر النمر].

ونظراً للتقارير الأخيرة عن المناورات العدوانية التي قامت بها وحدات «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني في الخليج، فإن الدخول في مواجهة مع القوات الأمريكية أمراً ممكناً أيضاً. ووفقاً لذلك، فإن رد واشنطن على زيادة التوترات يجب أن يشمل عناصر دبلوماسية وعسكرية – على سبيل المثال، إيفاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أو مسؤول آخر رفيع المستوى إلى المملكة في الوقت الذي يتم فيه تعزيز الأسطول الخامس بشكل واضح. ولن يأمل حلفاء أمريكا في المنطقة بشئ أقل من ذلك. ومن دون قيام رد كبير من قبل الولايات المتحدة، فمن المرجح أن تميل المملكة العربية السعودية إلى النظر في مسار عمل أكثر استقلالية وربما أكثر خطورة.

سايمون هندرسون هو زميل “بيكر” ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن.

 

العرب يؤيدون ترامب!

الآتحاد/الأربعاء 31 أغسطس 2016

الخبر الذي تداولته عدد من المواقع الإعلامية حول أن أغلبية المسلمين والعرب يؤيدون المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، وعلى الرغم من أنه يبدو لأول وهلة خبراً مستفزاً، فإن فيه شيئاً من المنطق والعقلانية، لأن هناك ما يبرر هذا الموقف جراء تعامل إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما مع شؤون المنطقة، حيث عملت هذه الإدارة على ترسيخ فكرة تراجع أهمية منطقة الشرق الأوسط في السياسة الدولية وبالتالي تسببت في حالة الفوضى التي نراها اليوم، كما أن هذه الإدارة التي كانت المرشحة الأميركية الثانية للانتخابات أحد أفراد طاقمها الرئيسين، تسببت في نقص هيبة المكانة الأميركية في السياسة الدولية، ليس لدى الدول الكبرى فقط، ولكن حتى لدى دول المنطقة ومنها إيران وتركيا، فساهمت ولو بطريقة غير مباشرة في أن تتجرأ الدول الإقليمية على الدول العربية.

ومن المعروف أن الانتخابات الأميركية عادة تمثل قلقاً وهاجساً، ليس لدى الناخبين الأميركيين الذي ينبغي أن يكون قلقهم مبرراً وطبيعياً، وإنما أيضاً بالنسبة إلى المجتمع الدولي كله، لأن الجميع يدرك تأثير السياسة الأميركية، سواء بالإيجاب أو السلب، في مختلف القضايا. لكن هذه المرة فإن حجم القلق ازداد بشكل أكبر وارتفعت وتيرته مع اقتراب الموعد النهائي لاختيار الشخص الجديد في البيت الأبيض، ترامب أم هيلاري.

واللافت أن اهتمام العرب والمسلمين بالقادم الجديد يصل أحياناً إلى حد تبدو معه الانتخابات الأميركية وكأنها شأن عربي، أو حتى شأن داخلي في بعض الدول، فالتطورات بين المرشحين يتابعها الجميع، ويقلقون من مؤشرات تصاعد أصوات الناخبين، كما أن الاهتمام تجاوز الأفراد الرسميين ليشمل المعارضين للنظم العربية، مثل «الإخوان المسلمين» وغيرهم.

قل ما شئت في حق تصريحات ترامب المتطرفة تجاه أي من المواقف السياسية التي تخص منطقتنا أو العالم، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أن أي مرشح لن يستطيع التصريح إلا بما يخدم مصالح وطنه. فهذا هدف أي ساكن في البيت الأبيض وإن لم يفعل ذلك لن يستمر طويلاً. وتعاطف، كما شئت أو امتدح هيلاري، لكن عليك أن تتذكر أنها أسهمت، وبمعرفتها، في تفاقم المشكلات والأزمات في المنطقة.

يحتاج الإنسان العربي إلى أن يستعيد ذاكرته، وربما يستعين ببعض من عاصروا الانتخابات الأميركية السابقة، كي يعرف إن كانت أي من الإدارات الأميركية قد وقفت مع العرب والمسلمين ودافعت عن قضاياهم؟! فالرئيس هناك ليس إلا منفِّذاً لسياسة رسمت له، والأفراد يراقبونه إن كان ينفذ السياسة المخطط لها أم لا، وبالتالي فليس كل ما نطق به ترامب قابل للتنفيذ، كما أن ليس كل وعود هيلاري حقيقية.

وبما أن الرأي العام العالمي جرب سياسة الديمقراطيين التي لن تختلف كثيراً عن عهد الرئيس الحالي إن جاءت هيلاري الرئاسة، فما المانع أن تتم تجربة سياسة الجمهوريين؟ على الأقل سيكون ترامب صاحب تجربة سياسية جديدة وربما مختلفة، فهو إضافة إلى أنه رجل أعمال ناجح وبإمكانه معالجة قضايا البطالة، يمكن أيضاً أن يعيد بعض هيبة الولايات المتحدة التي ابتذلت، وإن ذهبنا أبعد من ذلك فقد يحقق بعضاً من المصالح العربية، لا سيما ما يخص الضغط على النظام الإيراني الذي استغل حالة «السيولة السياسية» والتردد في إدارة أوباما ليحقق العديد من المكاسب السياسية في المنطقة.

يحتاج العرب وشعوب منطقة الشرق الأوسط عموماً أن يعيدوا النظر في توقعاتهم من مرشحي الرئاسة الأميركية، وأن يتجردوا من الميول العاطفية تجاه حزب معين وأن يتحلوا بشيء من الشجاعة في البحث عن مصالحهم. فلا بد من البحث عن المصلحة العربية في الانتخابات الأميركية، وما يفعله العرب هو الدوران في حلقة مفرغة، لأنهم في كل مرة يتعاطفون مع مرشّح رئاسي معين، لكنه حين يصل الرئاسة لا يصدق معهم.

يبدو لي أن الفرق بين المرشحين الاثنين، أن ترامب أكثر وضوحاً في طرحه، ولم ينتحل صفة الصدق والأمانة مع الآخرين، وزعم أنه سوف يحقق كل الأمنيات أو أنه سوف يحقق السلام في العالم، فيما كل الرؤساء السابقين لم يفعلوا ذلك، ما يعني أننا لا بد أن نستعد للتعامل مع مرحلة دونالد ترامب بالشكل الذي يحقق مصالحنا السياسية مبتعدين عن دغدغة المشاعر بفكرة أن هيلاري هي الأوضح.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي استقبل سامي الجميل وموفدين من عون أطلعاه على قرارات التيار الوطني لجبه مسار الاستئثار ومنع انهيار العيش المشترك

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - بكركي - استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اليوم في بكركي، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وتداول معه في آخر التطورات الداخلية. ثم استقبل النائبين نعمة الله ابي نصر وحكمت ديب موفدين من رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون. وقال النائب ابي نصر بعد اللقاء: "أن تكتل التغيير والاصلاح قرر الا يقف متفرجا امام انهيار صيغة لبنان العيش المشترك ومع مبدأ "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، هذه الصيغة التي ارتضيناها عام 1920 عندما تخلينا عن لبنان الضمير المستقل نسبيا داخليا لبنان الوطن القومي المسيحي الدرزي نحو لبنان الكبير المسيحي- المسلم - السني- الشيعي - الدرزي للتعاون من اجل انشاء وطن قومي لبناني هو الاول والاخير كمرجعية سياسية". واضاف: "هذا اللبنان نرى اليوم انهياره، هذا اللبنان الذي قررنا ان نضم اليه الاقضية الاربعة والولايات العثمانية من اجل لبنان الكبير لنعيش مسلمين ومسيحيين ضمن دولة حرة سيدة مستقلة. وقد راهنا وتحدينا العالم انه يمكن الحضارتين الاسلامية والمسيحية ان تؤسسا لدولة واحدة موحدة ارضا وشعبا ومؤسسات. اما اليوم، فنرى انهيار هذه الصيغة و"تكتل التغيير والاصلاح" لا يمكنه وسائر الاحزاب المسيحية وبكركي في الطليعة ان يتفرجوا على هذا الانهيار من دون تسجيل موقف ومن دون ان يمنعوا ذلك بكل الوسائل المتاحة قانونا وشرعا". لذلك قرر "التيار الوطني الحر" التحرك اعلاميا وسياسيا واتخاذ المواقف من بعض المؤسسات الدستورية التي تهمش فئة اساسية من اللبنانيين واذا اقتضى الامر النزول الى الشارع". وتابع: "ارتأينا وضع الكنيسة المارونية التي تهيئ للاحتفال بالمئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير وخصوصا اننا لا نريد ان نأتي ونقول ان "صيغة لبنان الكبير"، فشلت وهذه مسؤولية كبيرة. كيف فشلت؟ لا نستطيع انتخاب رئيس جمهورية وهناك فراغ املأوا الفراغ. فالشريك الآخر اذا كان فعلا يريد رئيسا للجمهورية غدا ينتخب الرئيس. لا تضعوا الموضوع عند الموارنة فقط بعد تكسير اجنحتهم عبر قانون انتخاب ظالم يأتي بنواب ليسوا للموارنة ومن الممكن انهم ليسوا للبنان". وسأل: "اين هو قانون الانتخاب التي دعت الى وضعه بكركي منذ عام 1992؟ أين هو الانماء المتوازن؟ مناطق تدفع ضرائب ومناطق تتمتع بهذه الضرائب". وتابع: "منذ 3 اعوام شرعت الحدود واحتل لبنان مليون ونصف مليون سوري تحت شعار نازحين ولاجئين وينضمون الى نصف مليون فلسطيني من مذهب واحد تستخدمهم فئة من اللبنانيين على حساب فئة اخرى".  وقال:" ليس هكذا تبنى الاوطان، فشعار "لبنان اولا" هو اكبر كذبة سمعناها انما السعودية ، سوريا وايران وتركيا غدا اولا". وختم: "أطلعنا سيدنا البطريرك على اجواء المبادرة ولمسنا انه يتألم اكثر منا وسيتصرف على طريقته وهو يعي خلافاتنا المسيحية، ولكن يجب ألا تؤخذ الخلافات المسيحية حجة لتقويض لبنان لمصلحة هذه الطائفة على حساب باقي الطوائف، والتاريخ يعلمنا انه لا يمكن أي طائفة مهما كثر عددها وعظم شأنها وكبرت امكاناتها ان تستأثر بالحكم في لبنان ولنا من التاريخ العبرة".

ديب

بدوره، قال النائب ديب: "أطلعنا البطريرك على اجواء مقررات "التيار الوطني الحر" لجبه مسار ضرب الصيغة والعيش المشترك في لبنان. أطلعناه على خطة لبنك التحركات التي سنقوم بها للمطالبة بحقوقنا والحفاظ على لبنان وصيغته المهددة". واضاف: "شرحنا للبطريرك ماذا حصل في الحوار الوطني واسباب تعليق مشاركتنا فيه لان هناك من يستأثر بالسلطة غير متنبه للصرخة تلو الصرخة التي نطلقها والتي لها علاقة بتكوين السلطة التي باتت عرجاء منذ التسعينات وحتى اليوم". وشدد على ان "اقصاء المسيحيين، قيادات وموظفين، وحرمانهم التنمية والمشاريع لم يعد يطاق". وتابع: "ان الخطة التي وضعناها سنأخذها بصدورنا حفاظا على لبنان ومكوناته، مسلمين ومسيحيين، وخصوصا ان عددا كبيرا من المسلمين يشاركوننا الرأي على طاولة الحوار وخارجها وليسوا على استعداد للتفريط بهذه الصيغة". وقال: "لبنان ليس بخير في ظل التحولات الكبرى في المنطقة ولسنا على استعداد للتخلي عن مسؤولياتنا وسنتصرف لمواجهة هذا المخطط الذي اصبح عمره 25 عاما او اكثر". واضاف: "خرج السوري من هذا البلد، ولكن تبين ان الشريك المسلم لا يلتفت ابدا الى المصلحة الوطنية الكبرى التي تضمن العيش المشترك وبقاء كل مكونات لبنان. فلبنان يريد المحافظة على طوائفه وللمسلم مصلحة في هذا الموضوع قبل المسيحي، ونحن لهذا التحرك الذي يشبهنا ومن اخلاقنا ومنطقنا". وختم: "كان لا بد من اطلاع بكركي على هذه الاجواء لأنها هي من اخترعت الصيغة، والبطريرك يبارك أي خطوة تصب في تعزيز العيش المشترك والحفاظ على هذه الصيغة لأنه حريص عليها أكثر من أي فريق".

 

الراعي بارك كنيسة سيدة البيدر الجديدة في حصارات: الميثاق الوطني روح الدستور

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عصر اليوم، قداسا احتفاليا في بلدة حصارات - قضاء جبيل، بارك خلاله كنيسة سيدة البيدر الجديدة ومذبحها، بدعوة من راعي الابرشية المطران ميشال عون وكاهن الرعية واعضاء لجنة الوقف، عاونه فيه المطرانان ميشال عون ومنير خيرالله والقيم الابرشي الخوري فادي الخوري وكاهن الرعية الخوري توفيق الحويك والكاهنان جان عاصي وبيار الخوري، في حضور النائب سيمون ابي رميا ممثلا رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، النائبين وليد الخوري وعباس هاشم، العميد رفيق الزغندي ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد جهاد الحويك ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العميد الركن وليد عون ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، العميد ساسين مرعب ممثلا المدير العام لامن الدولة العميد جورج قرعة، روميو عواد ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، المطران ادمون فرحات، امين عام حزب الكتلة الوطنية الدكتور وديع ابي شبل، آمر فصيلة درك جبيل الرائد كارلوس الحاماتي، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران، مختار البلدة الياس الحويك، الامين العام الاسبق المحامي جان الحواط، قائد الدرك السابق العميد الياس سعادة، رئيس بلدية جبيل السابق جوزف الشامي، رئيس جمعية "آنج" الاجتماعية المحامي اسكندر جبران وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات ولفيف من الكهنة والآباء، ووفود شعبية من قرى بلدات قضاء جبيل.

عاصي

بداية القى غانم عاصي كلمة ترحيبية باسم لجنة الوقف، تحدث فيها عن العلاقة التي تربط اهالي بلدة حصارات بالراعي وعن مراحل بناء الكنيسة، وقال : " نعم في شهر العذراء قبل عشرين عاما ولدت الفكرة وفي عيد مولد العذراء بعد عشرين عاما تجسدت الفكرة واقعا، حيث كنا منذ عقدين من الزمن قد عقدنا العزم وانطلقنا، فجمعنا الحروف على بيدر قرية تستريح على أكتاف بلاد الحرف، وقد حملتها مساحب العبير إلى عبق البخور، ليتردد صداها في حقول التعب وبين الودايا والتلال متناغمة مع رنات الأجراس المتعاقدة مع سواعد الرجال الرجال، مرحبة برحابة البحر، محاكية عنفوان الجبال.

وأضحت حكاية بناء كنيستنا معروفة، وكما سطحها بالإيمان مسقوفا فهي بقلوب أبنائها مسقوفة، أما مداميكها فبحجارة الإلفة مرصوفة وعلى أصابع اليد من النقود معطوفة. وكما قلنا يوم تدشين هيكلها سنة 2003 "كما وصلت المياه إلى بيت الدين وصلنا إلى بناء بيت للدين." وكما تابعنا يوم تدشين صالتها سنة 2009 "ضربنا الأخماس بالأخماس وعملنا من الحبة قبة." واضاف :"نعلنها اليوم ببركة صاحب الغبطة والنيافة وبحضور هذه الوجوه الغالية، كنيسة جديدة جامعة مقدسة رسولية، تتمختر على هذه الأرض الحصاراتية بعد مسيرة إنمائية وعمرانية وسط الهمم القوية، والعيون البهية والنفوس التقية، حيث تفجرت جداول الخير، نثرت خمائل الإيمان، تماوجت عراقة الأصالة فوق التربة المعجونة بعرق الجبين فتجسد الحلم حقيقة رائعة والكلام صار واقعا جماليا ورتلت الدنيا مع تسابيح المجد. هللت الأرض، فاضت الغلال، اطمأن الفلاح على تعب يديه وباركت السماء لتنحني على أقدام هذا الصرح الإيماني وأمام عظمته مرنمين "شكرا ربي شكرا لك على عطاياك ما أعطت يداك..."

عون

بعد ذلك بارك الراعي الكنيسة ومدخلها، ثم القى المطران عون كلمة شكر فيها البطريرك الراعي على حضوره مؤكدا الالتزام بمواقف بكركي وسيدها الوطنية والروحية، آملا ان تشهد بلاد جبيل المزيد من بناء كنائس جديدة في ربوعها. واشار الى ان الفرحة مزدوجة تكريس الكنيسة ووجود الراعي بين رعيته متحدثا عن العلاقة التي تربط ابناء بلاد جبيل بالبطريرك الراعي منذ كان مطرانا على الابرشية.

الراعي

وبعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة اعرب في مستهلها عن سروره بمباركة هذا الصرح الروحي الذي كان واكب اعمال البدء بتشييده منذ عشرين عاما وتحدث عن قرابة الانسان الاجتماعية والروحية لافتا الى ان الانسان حامل كرامة ابن الله وداعيا الى تجديد الايمان بيسوع المسيح واكد انه اذا قبلنا بعضنا البعض اصبحنا اقرباء الى الله. ورأى ان "الانسان هو عدو الانسان حيث تقع الحروب وتقتل الناس"، مشددا على اهمية التضامن للخروج من ذواتنا وانانياتنا." وقال : "ايضا على المستوى الوطني نحن اقرباء بكلمات اربع المواطن والدستور والميثاق والصيغة، فبالمواطنة نحن كلنا لبنانيون وسنبقى لبنانيين مهما حصل والذي يجمعنا هو اننا لبنانيون ، ولا تعني ال اي طائفة انتمي او لون سياسي او حزبي بل اقرباء بالمواطنة اللبنانية وهذه تعلو فوق كل شيء وتطلب الولاء بهذه المواطنة، حيث ولائي ليس اولا لطائفتي ومذهبي او لحزبي هذه كلها تساعد لان يكون ولائي لوطني واذا لم تكن هذه القرابة قائمة على المواطنة لن نلتقي يوما وما نعاني منه اليوم في لبنان اننا لسنا اقرباء لان المواطنة وضعت جانبا. اما الكلمة الثانية فهي الدستور الذي ينظم حياتنا العامة الوطنية، وهو واضح وليس بحاجة الى تفسيرات من هنا وهناك ، نعيش ما يعلمنا الدستور وبذلك نلتقي كلنا حول هذا الوطن والدولة ومؤسساتها، والا يبقى الدستور كما هو اليوم عرضة لعديد من التفسيرات حسب قياس كل واحد ومخالفة الدستور كل يوم تؤدي بالبلاد الى الخراب. واضاف : "اما الميثاق الوطني هو روح الدستور والدستور من دون روح حرف ميت، فبولس الرسول يقول الحرف يقتل والمحبة تبني فالميثاق اوجده اللبنانيون وبه تميزوا عن كل بلدان الارض وقالوا نريد ان نعيش معا مسيحيين ومسلمين بالثقة الكاملة، بالعيش معا والمساواة والكرامة والتعاون والتكامل والتنوع في الوحدة وترجموا كل هذا الكلام بالصيغة التي فيها يتشاركون ويعيشون جمال الشركة والمحبة. وقال : "نعم اذا لم نسمع كلام الله لن نحبه ولن نكون في قرابة معه، وبالتالي لن نحب اي انسان وعند ذلك ينهار كل الهيكل ، فتنهار المواطنة وينهار الدستور والميثاق والصيغة ونحن امام هيكل في حالة دمار وسقوط، مؤكدا انه لا يبنى صرح وطني من دون ان نكون كلنا يدا واحدة وقلبا واحدا، مشيرا الى ان ذلك يقتضي خروجا من الذات والموقف الشخصي المتحجر والرأي الاحادي ومن الذات نحو الاخر والتفكير معه في طريق الحل. وختم الراعي داعيا للصلاة الى سيدة البيدر لكي تزرع قمح كلمة الله التي قبلتها في قلبها بايمان ورجاء وحب وصارت جسدا ، سائلا اياها ان تزرع في قلوبنا كلمة الله لكي نجسدها ثقافة حياة في مجتمعنا ووطننا وكنيستنا. بعد العظة بارك البطريرك الراعي المذبح الجديد، وصافح الحاضرين ولبى دعوة لجنة الوقف الى مأدبة عشاء اقيمت على شرفه.

 

ريفي بمؤتمر الشبكة العربية لمكافحة الفساد في تونس:الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - إختتمت اليوم أعمال المؤتمر الخامس ل" الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد"، المنعقد في تونس. وأكد البيان الختامي على أهمية :مكافحة الفساد وتعزيز هيئات الرقابة وتبادل المعلومات".

وفي نهاية الجلسة سلمَّ وزيرالعدل اللواء أشرف ريفي رئاسة الشبكة إلى وزير الوظيفة العمومية التونسي السيد عبيد البريكي، كما إنتخب الدكتور حسن الياسري ممثل العراق الرئيس اللاحق للشبكة.

وقد ختم الجلسة اللواء ريفي بكلمة أكد فيها "أن الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة"، كما أشاد "بعمل الشبكة العربية وبجهود المؤتمرين حيث غدوا من رواد تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، لأنه من أبرز مصادر تمويل الإرهاب في العالم". وشكر ريفي الحكومة التونسية على حسن الإستقبال وكرم الضيافة.

 

الوطني الحر نفى الكلام عن تسوية تتعلق بالتعيينات: نرفض التمديد بالمبدأ

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - نفت لجنة الاعلام في التيار الوطني الحر، في بيان، "ما ورد عن تسوية تتعلق بالتعيينات"، وقالت: "يهم التيار الوطني الحر ان ينفي ما ورد على لسان بعض الوزراء بعد جلسة الحكومة اليوم، عن تسوية تقضي بطلب وزيري التيار إلغاء التمديد للامين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء محمد خير مقابل القبول بالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي لمعاودة حضور جلسات الحكومة". واكدت ان "موقف التيار المبدئي من رفض التمديد لا علاقة له بالأشخاص او الاحداث، وهو مع تحقيق الشراكة الفعلية والميثاقية لتصحيح الخلل وانتظام عمل المؤسسات، وان من يهتم بانتاجية الحكومة وعدم تعطيل اعمالها، عليه ان يسير ملفاتها العديدة المتوقفة والمتصلة بشؤون الناس كالكهرباء والمياه والنفط الاتصالات والنقل، وغيرها المعطل بفعل مراعاة المصالح الخاصة على حساب مصلحة الناس".

 

الوفاء للمقاومة: لمواصلة الحوار ومراعاة التوازن والشراكة الحقيقية

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها عرضت خلاله اخر المستجدات في الشأنين اللبناني والاقليمي، واصدرت بيانا لفتت فيه الى انه "في غمرة الاحداث والاهتزازات التي تشهدها المنطقة، يطل علينا هذا العام عيد الأضحى المبارك ليجدد في وجدان البشرية قيمة التضحية من أجل المصلحة العامة وأهمية الاستقامة والصبر في خط الانتصار على الاهواء والاطماع الخاصة، وليؤكد حاجة المجتمعات البشرية الى الترفع عن الانانية وإلى التمييز بين الدوافع والأهداف الانسانية النبيلة التي تستوجب التضحيات الجسام من أجل حفظ مصالح المجتمعات وترسيم الحقوق والواجبات طبقا لموازين العدل والانصاف، وبين المطامع والنزوات الرخيصة التي تؤدي حكما الى هدر الطاقات والاوقات والمنجزات في صراعات وحروب ظالمة تعيد عجلة التاريخ والامم الى الوراء".

اضافت: "إن الكتلة اذ لا تغيب عن ذاكرتها صور الفاجعة الكارثية التي حدثت في منى العام الفائت وأودت بحياة آلاف الحجاج نتيجة الادارة السيئة التي يتحمل مسؤوليتها بكل وضوح وتأكيد النظام السعودي، فإنها تتوجه بأسمى التبريكات والتهاني لكل المؤمنين بمناسبة عيد الأضحى المبارك التي تتوهج فيها القيم والمفاهيم الانسانية والحضارية الراقية، راجية من الله عز وجل أن يعيدها على الأمة وقد أصبحت بأفضل حال". واكدت أن "استئناف الحوار الوطني هو ضرورة ومصلحة وطنية للبنان وجميع المكونات اللبنانية، وعلى الرغم من حدة التباينات واختلاف التقديرات السياسية بين المتحاورين، فإن هيئة الحوار برعاية دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري تشكل الفرصة الواقعية المتاحة لكل الفرقاء من أجل التوصل الى معالجات وطنية تخرج البلاد من نفق الازمة السياسية المتمادية، ذلك أن الخيار البديل عن مواصلة الحوار سوف يؤدي حكما الى تعقيد الأزمة واطالة أمدها أيا تكن موازين القوى بين الفرقاء راهنا او مستقبلا". ودعت "بإلحاح الى عودة الجميع لمواصلة الحوار الوطني وإجراء الاتصالات اللازمة لتحقيق ذلك بأسرع وقت ممكن".

اضافت: "رغم قناعة الكتلة بضرورة وأهمية استمرار الحكومة في القيام بمسؤوليتها وممارسة صلاحياتها الدستورية، إلا أنه تلافيا لارتدادات الخلافات القائمة، وافساحا في المجال لإجراء الاتصالات بهدف اعادة الامور الى مجاريها، طالبت بتأجيل جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم وأبلغت كل المعنيين بأن وزراءها لن يشاركوا في تلك الجلسة". ورأت أن "التفهم والتفاهم بين اللبنانيين كافة، يشكلان المدخل الوحيد لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، وان الرهان على التدخلات الخارجية لن يفضي إلا الى مزيد من التعقيد والارباك"، مؤكدة أن "الحل المطلوب يستوجب مراعاة التوازن الوطني والشراكة الحقيقية، واصرار الجميع على احترام مقتضيات العيش الواحد والاحتكام الى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني دون أي انتقائية او استنساب". كما اكدت ان "الدور الهدام الذي يلتزمه النظام السعودي إزاء لبنان وسوريا والعراق ومصر واليمن والبحرين وايران وغيرها يتحمل مسؤولية خاصة في اثارة التوترات والصراعات والحروب، واجهاض كل المحاولات لتحقيق معالجات واقعية تعيد الاستقرار والأمن الى المنطقة. إن على النظام السعودي أن يقلع عن مكابرته وأن يعيد النظر في حساباته وسياساته سريعا لأن ارتدادات دوره الهدام بدأت تطاول عمقه وبنيته، فضلا عن موقعه وتأثيره".

 

نعيم قاسم: لا بديل عن التفهم والتفاهم لايقاف التدهور وايجاد الحل

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - اكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها في حفل التخرج الذي أقامه "معهد الرسول الأعظم" الجامعي في قاعة شاهد - طريق المطار، "ان إنزعاج الغرب من المقاومة هو لأنها تحمل مشروع الإنسان الحر المستقل السيد الذي لا يقبل المساومة ولا يبيع دماء الشهداء من أجل مراكز أو مناصب أو بعض المكاسب السياسية، ونحن سنستمر بهذه الروحية و بهذا العطاء لنصل إلى النتائج المرجوة. نحن نؤمن بالله تعالى كمقاومة ونعمل في سبيل الله تعالى، لكن حولنا هذا الكلام إلى تجسيد مادي من خلال القتال و المواجهة والمرابطة والصمود ومواجهة إسرائيل ومواجهة التكفيريين، ونجحنا وانتصرنا وحررنا الأرض وكسرنا مشروع شرق الأوسط الجديد، وحدينا من قدرة التكفيريين وحققنا إنجازات كبيرة كلها من موقع الأخلاق والإخلاص والطاعة لله تعالى، فدمجنا الروح مع الجسد في الميدان وكان النجاح والنصر ببركة عطاءات الشهداء والجرحى والمقاومين".

وتابع: "في لبنان للأسف أننا دائما ننشغل بقضايا تفصيلية تعقد الأمور وتراكم الإشكالات. في الفترة الأخيرة المشكلة في البلد تفاقمت وهناك شعور عند بعض الأفرقاء بأنهم مهمشون وشعور عند أفرقاء آخرين أنهم لا يقبلون بمكتسبات يمكن أن تعطى هنا وهناك، لكن في نهاية المطاف، نحن نعيش في لبنان مع بعضنا ويجب أن نفتش عن الحل ويجب أن نرى الطريق التي تساعد لنجلس معا ونتفاهم. نحن كحزب الله نبذل في هذه الأيام جهودا خاصة من تقريب وجهات النظر ونرى ضرورة إيقاف التدهور في هذا البلد ولا بديل عن التفهم والتفاهم، إذا كان البعض ينتظر التغيرات في المنطقة لتحسين شروطه وموقعه فهو واهم، فالمعسكر الآخر في تدهور والأزمة السورية لم تحل حتى الآن، وربط البعض لمصير لبنان السياسي بمصير المنطقة يعني أن الأمور تطول لسنوات. نحن ندعو إلى أن لا نربط أمورنا بأمور المنطقة ومن كان ينتظر أن يأتي الحل من الخارج فلن يأتي الحل، مهما كانت التطورات في سوريا سواء قرأها البعض إيجابية أو سلبية الآن أو في المستقبل فمسألة رئاسة الجمهورية طريقها محصور، أدخلوا من هذه الطريق حتى نحل هذه المشكلة ونبدأ بحل مشاكل لبنان، فقد مرت السنتان ولا زلنا في المربع الأول، ولو مرت سنوات أخرى سنجد أنفسنا في نفس المربع".

اضاف: "خير لنا أن نتقدم على طريق الحل من أن نبقى في مناكفة لا تقدم ولا تؤخر. وإذا كان حزب المستقبل ينتظر حلا من السعودية، فها هي السعودية تتخبط مع نفسها داخليا وخارجيا، أخفقت السعودية في كل الملفات التي دخلت فيها في المنطقة، فقد دخلت إلى اليمن لتأخذ اليمن وإذ باليمنيين يدخلون إلى بعض الأراضي السعودية، ويستخدم السعوديون الإجرام والقتل للأطفال والنساء وتدمير المشافي والمدارس ولا يصلون إلى حل، وأقول لكم: لو استمر هذا الحال لسنوات سيبقى اليمنيون متصدين وستكون النتيجة لهم. أما في سوريا فهم الذين عقَّدوا الحلول وشردوا الملايين ودعموا التكفيريين وأوصلوا إلى هذه الأزمة الكبيرة مع غيرهم ممن سار معهم، ولا حل إلى الآن وهذا أيضا من الملفات التي فتحتها السعودية. في العراق كلنا يعلم من كان يموِّل ومن كان يدفع من أجل السيارات المفخخة وإثارة الفتنة السنية الشيعية من أجل تخريب هذا البلد. دلوني على ملف واحد وضعت السعودية يدها فيه خارجيا ونجحت؟، ما وضعت يدها في أمر إلا وخربته وخربت على الناس". واردف: "الأهم أن السعودية إذا استمرت بهذا النهج فقد نشهد خرابها الداخلي قريبا، فيكفي أنها بدأت تعاني من عجز في ميزانها التجاري، وصرفت مئات الملايين من الدولارات من الصندوق السيادي، وأيضا ازداد الفقر في داخلها وأقفلت شركات كبرى فيها عشرات الآلاف من الموظفين وفرضت رسوما جديدة في الداخل، هذا عدا عن الصراع المعروف بين المحمدين بن سلمان وبن نايف، ولا نعلم متى ينفجر وكيف تنقسم القبائل بينهما في داخل هذه المملكة المتهاوية في أزماتها الخارجية والداخلية، فمن كان ينتظر السعودية حتى تأتي بالحل فلتحل مشكلتها في الداخل أولا". واشار الى ان "منطقتنا تخرب من أميركا ومن معها لمصلحة إسرائيل، كل المشاكل التي تحصل في منطقتنا للمحافظة على إسرائيل، الدخول الأمريكي إلى العراق كان لضرب العراق واحتلاله من أجل إسرائيل، مواكبة أمريكا لانتفاضات الشعوب في المنطقة العربية ومحاولة حرف بعض مساراتها من أجل أن لا يتربع من يمكن أن يزعج إسرائيل بشكل أو بآخر. والحرب في سوريا من أجل إسرائيل، وحرب تموز 2006 في لبنان كانت من أجل إسرائيل ودورها ومكانتها، حيث اجتمع العالم مع إسرائيل فكانت حربا عالمية باليد الإسرائيلية، وانتصر لبنان وانتصر حزب الله وارتفع عاليا بحمد الله تعالى رغما عن أنوف كل أولئك الذين كانوا وراء إسرائيل. لا خيار أمامنا إلا أن نبقى في الميدان وأن نقاوم، فلولا المقاومة لتحقق مشروع الشرق الأوسط الجديد من بوابة لبنان وبعد ذلك من بوابة سوريا، لولا المقاومة لبقيت أراض محتلة في لبنان بيد إسرائيل، لولا المقاومة لكانت الجبنة تقسَّم الآن في لبنان بطريقة تنسجم مع متطلبات إسرائيل".

وقال: "صحيح أننا نقدم تضحيات ولكن هذه التضحيات هي التي تقف سدا منيعا أمام أطماع إسرائيل، وليكن معلوما أن المسألة لا تقتصر على احتلال الأرض، فهم يريدون إنساننا وأجيالنا وعقولنا ومستقبلنا وثقافتنا، يريدون تعطيل أي قدرة لوجودنا واستقلالنا. واليوم لديكم تجربة مخزية، فقد نزح الملايين من السوريين من بلدهم، وقررت الدول الأوروبية أن تستوعب عددا منهم لكن بشروط، فيفحصون الأب والأم ويقبلون الولد بلا أب وأم، ويرون مدى إمكانية غسل الأدمغة قبل استقبالهم. قرأت أن بريطانيا العظمى أضاعت 350 طفلا من السوريين في داخلها لا تعرف أين هم وقد دخلوا إلى بريطانيا! الله أعلم ماذا حل بهم".

وختم: "نحن لا نقاوم من أجل بعض الأمتار من الأرض، نحن نقاوم من أجل الانسان، لولا الانسان وكرامته لما كان هناك معنى للمقاومة، وها نحن اليوم نرى أطفالنا يتربون ويتعلمون ويحملون همَّ الوطن والأمة ويقدِّمون الخيرات. ببركة دماء الشهداء وعطاءات الجرحى والأسرى ترتفع رؤوسنا عاليا".

 

البيان الختامي لكنائس الشرق الأوسط: لتوفير مقومات صمود المسيحيين ووقف نزف هجرتهم

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - اختتمت الجمعية العامة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط المنعقدة في عمان، أعمالها، واصدرت بيانا جاء فيه:

"1- إحمدوا الرب لأنه صالح، إلى الأبد رحمته" (مز 136: 1)، تحت هذا الشعار التأمت الجمعية العامة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط للمرة الأولى في عمان - المملكة الأردنية الهاشمية، بمشاركة الكنائس الأعضاء من العائلات الكنسية التي يتألف منها المجلس: العائلة الأرثوذكسية الشرقية، والعائلة الأرثوذكسية، والعائلة الكاثوليكية، والعائلة الإنجيلية، وذلك من 6 إلى 8 أيلول 2016، بضيافة كريمة من بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، وفي حضور رؤساء المجلس: آرام الأول، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والمطران منيب يونان، رئيس الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، ورؤساء الكنائس الأعضاء أو ممثليهم، وأعضاء اللجنة التنفيذية، والقائم بأعمال الأمين العام الأب ميشال جلخ، وسائر العاملين في المجلس.

2- إننا نشكر الله الواحد، الآب الخالق والإبن الفادي والروح القدس المعزي، الذي جمعنا معا في هذه الجمعية العامة لنصلي ونشكره تعالى على عطاياه ونعمه التي يغدقها علينا دائما، هو الإله الصالح والكثير الرحمة، وقد أوجدنا في هذه البقعة من العالم حيث ولد المخلص يسوع المسيح، ومن حيث انطلقت بشارة الإنجيل إلى أقطار المسكونة، لنكون شهودا لرحمته وسلامه.

3- في الجلسة الافتتاحية، تحدث رؤساء المجلس ورؤساء الكنائس الأعضاء أو ممثلوهم، والسفير البابوي في العراق والأردن، وممثل البطريرك المسكوني، والقائم بأعمال أمين عام المجلس، مؤكدين دعمهم للمجلس ورسالته، ومشددين على أولوية صمود المسيحيين في ظل الظروف الصعبة التي يعانونها.

4- يأتي انعقاد الجمعية العامة في وقت تشهد المنطقة تحولات ديموغرافية خطيرة ومصيرية تجلت بتصاعد موجات الصراع والعنف والتطرف والظلامية والإرهاب والتطهير العرقي والديني والتهجير بطرق إلغائية ودموية، مما يهدد كيان الدول وسلامة المجتمعات ونسيجها البشري المتنوع وحياة أبنائها. وكالعادة، يدفع المدنيون الأبرياء، من مسيحيين وغير مسيحيين، ثمن هذه الصراعات من أرواحهم وممتلكاتهم وأمنهم واستقرارهم، ولا سيما في السنوات الأخيرة في سوريا والعراق ولبنان، مع استمرار معاناة الشعب الفلسطيني منذ عقود بحرمانه أبسط حقوقه، وفشل تحقيق المقررات الدولية في قيام الدولة الفلسطينية بكامل مقوماتها.

5- تنظر الجمعية العامة بتقدير وتفاؤل إلى المبادرات الريادية العديدة الصادرة عن مؤسسات ومرجعيات إسلامية في المنطقة، والتي ركزت على رفض التطرف والعنف، وأكدت احترام التنوع والاختلاف، وأقرت بدور المكون المسيحي الأساسي وأصالته في الحضارة العربية والمنطقة بأسرها، وطالبت بالمحافظة عليه. وتأمل الجمعية العامة أن تترجم هذه المواقف بخطوات عملية، لا سيما من خلال الكتب والمناهج التربوية، بهدف الإنتقال إلى آفاق جديدة من الشراكة والتعاون.

6- استمعت الجمعية العامة إلى تقرير القائم بأعمال الأمين العام عن المرحلة السابقة، وواقع المجلس والآفاق المستقبلية لعمله ورسالته. وذكرت بأن المجلس، الذي يعتبر مكانا للتلاقي والتعاون بين مسيحيي الشرق الأوسط، يسعى من أجل الوحدة المسيحية، وتنشيط الحوار المسكوني ورفده بمبادرات مشتركة بين الكنائس، وتفعيل العلاقات المسيحية - الإسلامية، وتأمين وصول الروح المسكونية إلى قاعدة المؤمنين الواسعة.

7- عبرت الجمعية العامة عن رفضها كل أشكال التطرف والإرهاب والإقصاء والتكفير، ونددت بشدة بمذابح الإبادة التي ارتكبتها الأمبراطورية العثمانية التركية عام 1915 بحق الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين والروم ومسيحيي جبل لبنان، واقتلاعهم من جذورهم في أرض الآباء والأجداد، وتهجيرهم. كما أكدت الجمعية السعي الدائم إلى بناء شبكة أمان من خلال العمل على توفير مقومات صمود المسيحيين، ووقف نزيف هجرتهم من منطقة الشرق الأوسط، وإعادة من تهجر منهم إلى منازلهم. واقترحت الجمعية العامة تكليف اللجنة التنفيذية الجديدة بتشكيل وفد لزيارة مرجعيات دينية مسيحية وإسلامية وعواصم القرار من أجل شرح وضع مسيحيي الشرق، ومحاولة إيجاد حلول مستدامة.

8- طالبت الجمعية العامة أصحاب القرار محليا وإقليميا ودوليا بما يلي:

أ- التدخل لوقف الحرب، والامتناع عن إمداد المجموعات الإرهابية بالسلاح، وتأمين حل سلمي للأزمة في سوريا يضمن وحدة البلاد والعيش المشترك الآمن والحر بين مختلف مكوناتها الحضارية والدينية ضمن دولة مدنية.

ب- تأمين الدعم المطلوب لعودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم آمنين، وخصوصا مسيحيي الموصل وسهل نينوى في العراق، وهم أصحاب الأرض وسكانها الأصليون.

ج- إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بأقصى سرعة، ليعود إلى المؤسسات الدستورية انتظامها، لما فيه استقرار هذا البلد - الرسالة وازدهاره.

د - شجب أعمال الإبادة والتطهير العرقي والديني والإقتلاع من الجذور التي تعرض ولا يزال يتعرض لها المسيحيون مع سواهم من المكونات في الشرق.

هـ تحمل الدول العربية والأسرة الدولية مسؤولياتها في مساعدة النازحين واللاجئين وتقديم الدعم المطلوب لهم داخل أوطانهم وفي الدول المضيفة، على غرار ما تقوم به الكنائس والمؤسسات الكنسية، وكذلك السعي لتأمين عودتهم إلى ديارهم بالسرعة الممكنة، على أن ينعموا بحياة كريمة وآمنة بالمساواة مع جميع إخوتهم في الوطن.

و- تأكيد دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وحقه في إقامة دولته، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم بحسب مقررات الأمم المتحدة.

ز- إنهاء الوضع الشاذ في جزيرة قبرص، وتحقيق وحدة أراضيها، وحماية حقوق جميع مواطنيها.

ح- مناشدة المرجعيات الدولية تكثيف الجهود لإطلاق سراح جميع المخطوفين، لا سيما مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، بعدما مضى على اختطافهم نيف وثلاث سنوات، وكذلك الكهنة والمدنيون، والصلاة إلى الله كي يعودوا سالمين بأقرب وقت.

 يتألف منها المجلس:

- عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية: قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع.

- عن العائلة الأرثوذكسية: غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.

- عن العائلة الكاثوليكية: غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك بابل على الكلدان.

- عن العائلة الإنجيلية: القس حبيب بدر، رئيس الإتحاد الإنجيلي الوطني في لبنان

كما انتخبت الجمعية العامة أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة، وختمت أعمالها بانتخاب الأمين العام الجديد للمجلس لمدة أربع سنوات بحسب نظامها الداخلي، وهو الأب ميشال جلخ الراهب الأنطوني الماروني.

وانتخبت الجمعية العامة الرؤساء الأربعة الحاليين للمجلس رؤساء فخريين، وهم: آرام الأول، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والمطران منيب يونان، رئيس الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة.

10- شكر وتقدير وتهنئة

أ- قدرت الجمعية العامة دور المملكة الأردنية الهاشمية وجهودها التاريخية في الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية والإسلامية في الأراضي المقدسة، وبخاصة في القدس، بحيث أن كنيسة القيامة هي للمسيحيين كما أن الحرم الشريف والأقصى للمسلمين، لما لهذا الموضوع من أهمية كبرى في إرساء قواعد حوار الحياة في تلك الأرض المباركة. وشكرت في الوقت عينه المسؤولين في المملكة لاهتمامهم المميز باستضافة هذه الجمعية، مقدرة الدور الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في سبيل توطيد السلام ونشر الاعتدال وحماية حرية العبادة التي ينعم بها المواطنون في المملكة، وهذا ما أكده لجلالته رؤساء المجلس والكنائس الأعضاء خلال لقائهم به أثناء انعقاد الجمعية.

ب- ثمنت الجمعية العامة القانون الذي أقره البرلمان المصري في تنظيم بناء وترميم الكنائس، بما يحفظ كرامة المسيحيين وحقوقهم كمواطنين في هذا البلد.

ج- أعربت الجمعية العامة عن شكرها وامتنانها لمشاركة بعض الكنائس من خارج المنطقة والمنظمات المسيحية العالمية آمال المجلس وهواجسه، دعما لحضوره ورسالته، ولاستمرار الشهادة المسيحية في الشرق.

د- تتوجه الجمعية العامة بالتهنئة إلى جميع المسلمين بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، سائلينه تعالى أن يكون مدعاة خير وبركة وسلام وأمان في منطقتنا المشرقية والعالم.

11- في الختام، تقف الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط متضامنة مع شعوب المنطقة، وسائلة الرحمة الإلهية لضحايا العنف فيها، والعزاء للمتألمين، والعزم والشجاعة والتوفيق لكل الساعين إلى تحقيق العدل والسلام. وتبقى كلمة الرب: لا تخافوا... "ثقوا إني قد غلبت العالم" (يوحنا 13: 33) مصدر ثقة ورجاء وثبات، لنتمسك بإيماننا وشهادتنا لإنجيل المحبة والسلام، ونحافظ على إرث آبائنا وأجدادنا في أرضنا المشرقية المقدسة.

"نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الآب، وشركة الروح القدس مع جميعكم، آمين (2 كورنثوس 13: 14)".

 

أرسلان: المؤتمر التأسيسي هو الحل ويضع حدا لاستباحة الدولة

الخميس 08 أيلول 2016 /وطنية - عقد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان، مؤتمرا صحفيا مباشرا من دارته في خلدة، قال فيه: "لقد واكبتم ما حدث في طاولة الحوار والمأزق الذي وصلت إليه، وأوصلت معها البلاد على حافة مخاطر أقل ما يقال فيها أنها كارثية. وهذا ما كنا نتوقعه ونحذر منه منذ أكثر من سبع سنوات حين نادينا بوجوب استباق الكارثة والدعوة إلى مؤتمر تأسيسي يعيد صياغة النظام المأزوم الذي يتدحرج إلى قعر الهاوية، وها أن النظام يسقط بين أيدينا جميعا ويلفظ أنفاسه".

اضاف: "اليوم، سقطت بالكامل محاولة لبننة التسوية على صعيد الملفات كافة التي شكلت جدول أعمال طاولة الحوار"، مؤكدا ان "الوضع خطير جدا".

واعلن ارسلان "ان فكرة طاولة الحوار التي أطلقها رئيس مجلس النواب الأخ الأستاذ نبيه بري كانت محاولة جريئة وصادقة للإنقاذ. هي محاولة مدروسة، جدية، كان لا بد منها من منطلق تحمل المسؤولية لإنقاذ الوضع العام والحؤول دون الإنهيار التام. ولم يكن هنالك أي خيار بديل، خصوصا وأن التجارب كانت تحتم القيام بهذه المحاولة وهذا أضعف الإيمان".

وقال: "اليوم، إن سقوط مشروع لبننة التسوية هو في الواقع سقوط لفكرة سيادة الدولة من أساسها، بل هو تكريس لهذا السقوط وقبول به كحتمية ناجمة عن طبيعة النظام العرفي القائم على مبدأ التخلي عن الدستور وعدم التقيد بأوليته وعدم احترامه. لقد تكرس نظام الدولة غير الدستورية فكان من الطبيعي أن تسقط الدولة الدستورية في متاهات فوضى الفراغات التي أحدثتها المزاجية وعدم المسؤولية ومغامرة تسيير الحياة العامة بمعزل عن أي قاعدة قياس دستورية وقانونية".

واكد "ان نظام فوضى الفراغات هذا الناجم عن نهج الإنتهاك المستدام للدستور شكلت تجربة شديدة الغباء قائمة على الإستباحة في ظل نظامين، نظام دستوري معطل ونظام عرفي فارغ من أي قيم قانونية وأي أصول إجتماعية ما يكرس نمطا غريبا عجيبا من السلطة أوجد لنفسه مبررات وتفسيرات باسم الواقعية السياسية والتوازن الطائفي والمذهبي. وهو في حقيقته فهم كاذب ومشوه للواقعية السياسية، إذ أرسى محاصصة هي في حقيقتها تجسيد لأسوأ أنواع الإقطاع السياسي والمالي. لم تترك مرفقا من المرافق العامة إلا وفتكت به. وكان من الطبيعي تتويج هذه المحاصصة بجعل سيادة الدولة من حصة القوى الخارجية".

واشار الى ان "المثال الأبرز على ذلك هو مأزق الفراغ في رئاسة الجمهورية. وهذا ما يفسر القول بأن الرئاسة الأولى رهن بحصول توافق إقليمي، أي بوصاية خارجية أو حتى بوصايات، مما يجعل الإنتظام العام رهن بتوافق هذه الوصايات وبتطابق مصالحها. كل ذلك من نتاج استسلام القوى السياسية - الطائفية اللبنانية للوصايات الخارجية باسم التوازن الطائفي والمذهبي الداخلي فوصلنا إلى ما وصلنا إليه من الإنحطاط والتردي والتخلف وانعدام الإستقرار وحشرنا أنفسنا في لعبة الموت المحتم".

وقال: "باختصار شديد، لقد وصل الوضع اللبناني إلى مفترق طرق ثلاث، اثنتان منها انتحار أكيد، الطريق الأول هو وقف الحوار بين اللبنانيين، تحت أي حجة أو ذريعة وهذا في حد ذاته انتحار، لأن وقف الحوار يشرع الأبواب أمام المواجهات الطائفية والمذهبية باسم شعارات شعبوية تقوم على التهييج والإثارة ولا توصل إلا إلى ما أوصلت إليه في سنوات الحرب من كوارث ومآس".

وتابع: "الطريق الثاني وهو أيضا إنتحاري ويتمثل بالإستمرار في نظام المعتقلات المذهبية القائم على التكاذب وتسعير الفتن وإشاعة الفساد والإفساد والنهب العام للبلاد وخيراتها وإفقار الشعب وتهجير أجياله الشابة. أما الطريق الثالث، وهو الوحيد الذي يضمن الإنقاذ فهو طريق الإحتكام للدستور بحذافيره، بحيث يسود القانون ويتوفر الإستقرار بعد أن جرى تعليق هذا الدستور الناجم عن إتفاق الطائف".

واشار ارسلان إلى "أن اتفاق الطائف جرى إيقافه وتعطيله والإنقلاب عليه، بدليل أنه حتى الآن لم يجر تطبيق لبنوده ولنصوصه التي تشكل قاعدة تسيير الحياة العامة والذي يحدد شروط وأصول تعديله بالطرق الدستورية المنصوص عنها بشكل واضح سواء في مقدمة الدستور أو في مواده".

وقال: "ان المؤتمر التأسيسي الذي نتحدث عنه يهدف أساسا إلى أمرين، الأول يقضي بوضع حد للاستباحة الحاصلة للدولة والشعب، والأمر الثاني للعودة للاحتكام إلى الدستور الموجود والمكتوب كقاعدة قياس تسمح بالتقدم والتطور في سبيل إقامة المواطنية الكاملة وتوحيد الإنتماء الوطني للبنان ولم شمل الشعب اللبناني والحفاظ على حقوق المواطنين وكراماتهم، بدلا من الإستمرار بنهج الإستغلال والعبودية المقنعة باسم حقوق الطوائف والمذاهب".

اضاف: "في أي بلد من بلدان العالم، حين يصل النظام السياسي إلى مأزق فيتعطل بالكامل، كما هو حاصل عندنا، يتم اللجوء إلى مؤتمر تأسيسي لصياغة نظام جديد يحول دون الإنفجار ونشوب حروب أهلية مدمرة. ونحن في لبنان اختبرنا هذه الحروب، ووضعنا اليوم أخطر بكثير، وأشد صعوبة بكثير مما كان عليه الوضع في حروبنا السابقة، والإقليم الذي نحن جزء منه يعيش مخاضا رهيبا، أين منه صعوبات الأمس، داخليا وإقليميا ودوليا. لكن الخفة وقلة الدراية جعلت البعض يثور لمجرد لفظ عبارة مؤتمر تأسيسي، وكأن المطلوب هو الحفاظ على النظام العرفي الذي أرسيناه ففتك بنا".

وتابع: "ها نحن نستمر في الظن أن هذا النظام هو الذي يحفظ وجودنا كطوائف وكأقليات.. أي أننا نريد معالجة المرض الذي نعاني منه بتفجير أنفسنا والإنتحار. كل ذلك كي لا نتقيد بالدستور. وهنا أود توضيح الموضوع أكثر فأكثر. أنا لا أقول بأن الدستور المكتوب والذي لا يطبق إلا استنسابيا ومزاجيا وانتقائيا هو دستور مثالي، ولكن فلنطبقه. وإذا شئنا أن نعدله فنفعل ذلك وفق الأصول وليس وفق أعراف الإستباحة والتهييج الطائفي والمذهبي، لأن هذا السبيل هو انتحار ليس إلا. وإذا كان لفظ عبارة المؤتمر التأسيسي أمر مرفوض، فلنغير اسمه. فها أن غبطة البطريرك طرح مشروع عقد إجتماعي جديد ولا أرى فرقا بين الطرحين".

وأعلن "ان أهمية طاولة الحوار تكمن أولا في كونها السبيل الوحيد للخروج من المأزق وللعودة إلى الإنتظام العام، أي إلى المؤسسات الدستورية، والبديل عن الحوار هو الإنتحار، ليس إلا. وهذا الكلام موجه إلى كل القوى السياسية اللبنانية بدون استثناء. فالقواعد العرفية التي أرسيناها منذ مطلع التسعينات هي التي أوصلتنا إلى المأزق الذي نحن فيه، لأنها تحولت إلى نظام حياة عامة، أسميتها فوضى فراغات، وهي أشبه بالخلايا السرطانية التي تتفشى. لذلك يجب وضع حد لها ولا يكون ذلك إلا بمؤتمر وطني يبحث في صلب المشكلة فيوقف العمل بنظام فوضى الفراغات وأعرافه المافياوية القائمة على المظالم الإقتصادية والنهب المنظم والذي جعل من الخيانة العظمى للوطن مجرد وجهة نظر".

وتابع: "أقول للاخوة السياسيين وإلى القوى السياسية كافة، أن هذا الخيار يشكل ضرورة وجودية. إن شئتم أعطوه الإسم الذي تشاؤون ولكن لا مفر منه. فالمقاطعة ونسف الحوار يمكن أن يقدم عليها أي فريق سياسي ونتائجها دائما مدمرة للجميع. الكل يدفع ثمنها غاليا وأول الكل من يبادر إليها. فهل أصبح الإنتحار والموت والمآسي والدمار هي طرق الحل وسبل الخلاص من المأزق؟ المسألة ليست تحزبا لفريق بعينه أو رفضا لفريق آخر، فجميعنا معنيون مباشرة كلبنانيين وليس كرعايا طوائف ومذاهب، بمصير الوطن، لأن وجود الطوائف والمذاهب أو زوالها رهن بوجود لبنان أو زواله، وليس العكس. والمشكلة الوجودية هي مشكلة وجود لبنان أو زواله، إذ لا قيمة لأحد من دون لبنان، لا لأفراد ولا لطوائف أو مذاهب، وهذه هي قاعدة الوطنية والمواطنية والإصلاح".

واضاف: "مرة جديدة أقول ان عمق المشكلة التي نحن فيها اليوم تحتم اللجوء إلى مؤتمر تأسيسي، أو ما يشبه المؤتمر التأسيسي، مهما أعطيناه من تسمية، وأي بحث آخر، يبقى بمثابة دوران عقيم تهربا من مواجهة الحقيقة. والحقيقة تكمن في الشعب اللبناني بكامله وبالوطن اللبناني الموحد، أرضا وشعبا ومؤسسات، وهذه هي ألف باء الوطنية اللبنانية. وربي إشهد أنني بلغت".

وردا على سؤال عن طاولة الحوار، قال: "هذه الطاولة تمثل الجميع، واذا وصلت فعلا الى حائط مسدود ولم تتحول الى البحث في عمق القضايا الوطنية والقضايا الدستورية ونفض الغبار عن الدستور والقوانين وتبقى الإستباحة قائمة ونبقى في ظل النظام العرفي أو الطائفي، إذا لا بد أننا سنسقط حتما بالمحظور الا وهي الوصاية، وقد صرحت بعد انعقاد طاولة الحوار الأخير بهذه العبارات مختصرا الإجتماع بأننا "سقطنا في لبننة الإستحقاقات".

وأضاف: "لقد سقطنا ليس لأننا لم نتفق بل لأنه لا يوجد صورة واضحة وخطة لقيام الدولة، كل طرف يرى الدولة والنظام والدستور من خلفيته الخاصة وليس العامة منها. وهنا لا بد من سقوط الدستور والقوانين وهو دليل فاضح اننا عشنا منذ نظام الطائف حتى يومنا هذا في ظل نظام طائفي بامتياز تحت عنوان النظام الدستوري بالتسمية فقط. هذا النظام العرفي كان عليه وصاية تقوم بتطبيقه، وهذه الوصاية لم تعد موجودة منذ العام 2005، وكان الرئيس الشهيد الحريري يدير جزءا كبيرا من الطائف ولم تعد موجودة هذه الإدارة منذ العام 2005 ايضا".

وأكد ان "هذا النظام العرفي الذي كان يتم ترقيعه من هنا وهناك سقط بين ايدينا ولم يتقدم خطوة واحدة باتجاه الدولة العصرية، انما على العكس زاد الفساد والهدر المال العام وتكرست المعتقلات الطائفية وساهم في الإنقسام بين الأطراف اللبنانية، إذا ما هو هذا النظام كي نتمسك فيه؟".

وقال: "عندما يطرح فريق سياسي لبناني انه يعيش ازمة وجود وهو كلام ليس خطيرا انما كارثيا بغض النظر عما إذا كنا نؤيده أو لا، ولكن ما دام هذا الفريق او ذاك وصل الى هذه القناعة نتيجة النظام العرفي والطائفي، فأؤكد أننا جميعنا لدينا علامات استفهام عن كيفية الاستمرار. وقبل التحدث عن مخاوف سوانا فلنسأل أنفسنا عن المستوى الدرزي، هل هذا النظام يرضينا؟ والإجابة طبعا لا في ظل عدم وجود مواد دستورية واضحة نلجأ اليها كما ان هناك استنسابا في النظام".

وتابع: "لقد طالبنا منذ العام 2009 وحتى هذه اللحظة بالمؤتمر التأسيسي والتقينا مع الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في هذا الطرح، كذلك مع غبطة البطريرك الراعي الذي أسماه عقدا إجتماعيا جديدا. إلا أن هذا الطرح واجه أصواتا منددة وكأننا نتحدث عن المحرمات، وهذه المحرمات هي التي اسقطت الدولة. فقد طلب الرئيس بري منا آنذاك تأجيل النقاش في طرح المؤتمر التأسيسي بهدف التركيز على تطبيق الدستور. ولكن حتى تطبيق مواد الدستور بات يحتاج لانعقاد المؤتمر التأسيسي لأننا لا نعيش في ظل دولة قانون ولا دستور. وأمام هذا الواقع لا بديل عن تطبيق الدستور بكل مواده ونذهب لتطوير الدولة الديموقراطية التوافقية والتي حكما تقوم على قانون انتخابي على أساس النسبية، لأنه لا يمكن اعتبار اننا نعيش في ظل دولة ديموقراطية توافقية في ظل نظام يحسم الكسب على اساس 51% وال %49 يخسر كل شيء. إذا هذه مخالفة لروحية النصوص الدستورية، والقانون النسبي هو وحده الذي يمثل جميع الشرائح بالتساوي ويطيح بتجار الطوائف والمذاهب".

وردا على سؤال عن تعدد الوصايات بدل الوصاية الواحدة، قال أرسلان: "أنا أرى ان لدينا فرصة كلبنانيين، أن العالم ملهو عنا في الوقت الحالي وهذه فرصة كي نستغل اللهو الاقليمي والدولي لنعزز دولتنا ونطورها. ولكن مع الأسف لا حياة لمن تنادي".

وعن ردة فعل الرئيس بري بعد دعوته لعقد الجلسة التي تحمل رقم 44 وعدم اكتمال النصاب، وكأنه يقول طفح الكيل، قال: "فليكن الله بعون الرئيس بري ونسأله الصبر كما عودنا كلبنانيين، وانا لا أحسده على هذا الموقف وأتفهم اشمئزازه مما يجري، علما أن الرئيس بري يملك المقدرة الكبيرة على الإستيعاب. ولكن طالما وصل لهذه الحالة فهذا دليل قاطع على أن ايجاد مخرج لأزمة النظام بات حاجة ملحة رأفة بلبنان واللبنانيين".