المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 أيلول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.september14.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني

إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

لمن يسأل عن الحل لقلة إيماننا ولغرقنا في الغنمية والذمية/الياس بجاني

قادتنا الموارنة الحاليين كافة: حضورهم غياب وغيابهم نعمة..هم المِّحل والبؤس وأكثر/الياس بجاني

من أرشيفنا لعام 2009/البشير: حبة الحنطة والخميرة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تغريدات اليوم للدكتور فارس سعيد/13 أيلول/16

حزب الله” يخطط للإطاحة بحكومة سلام/أسماء وهبة/ الوطن السعودية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 13/9/2016

ريّس جبران: يا زلمي شوي شوي .. لوينك شاطح/د. نبيل كنعان/جنوبية

حزب الله ينعى مقاتلاً له من بلدة شقرا الجنوبية

هل تشكّل قضية الطرّاس نهاية لعبوة مجدل عنجر و مرافق وهاب/نسرين مرعب/جنوبية

ما علاقة حزب الله بخليل محمد السيد/سامي خليفة /المدن

غرق مركب في صيدا: الربان لا يعرف عدد الركاب/خالد الغربي/المدن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قاطيشا: “حزب الله” غير جدي بدعم عون لأنه لا يريد رئاسة

شهيب: لامركزية النفايات لسيت منّة من أحد بل قرار الحكومة

ريفي بحث مع وفد من سعدنايل قضية الطراس: كرامتنا ليست مستباحة لاحد وسنتابع القضية لنحق الحق

الحريري عبر تويتر: إغلاق تلفزيون المستقبل غير وارد أساسا

الراعي التقى فرنجية في الديمان

 عون بحث مع مجلس بلدية مرجبا شؤونا انمائية

غطاس خوري من معراب: الرئيس الحريري سيعود قريبا ليتحرك الملف الرئاسي مجددا نحو مكان جديد

الكتائب: الميثاقية تبدأ بتحقيق السيادة الكاملة وبرفض الولاء للخارج وربط لبنان بنزاعات المنطقة وبانتخاب رئيس للجمهورية

جعجع التقى خليل ورابطة مختاري جبيل ووفودا بلدية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الاسرائيلي يقصف مجدداً مواقع النظام السوري

ملامح وساطة قطرية بين إيران والخليج

تركيا تطالب الولايات المتحدة رسميا بتسليم غولن

المجر مهددة بالطرد من الاتحاد الأوروبي لسوء معاملتها اللاجئين

الأكراد يصعدون المواجهات العسكرية ضد الحرس الثوري الإيراني

صفقة عسكرية أميركية قياسية لإسرائيل

فيدرالية أكراد سوريا في طريقها إلى الانحلال

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الهدنة السورية… لن تصمد/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

دمشق:غرفة عمليات إيرانية لنشر التشيع/مجد الخطيب/المدن

تغيير النظام اللبناني… على هامش إنتخاب رئيس/خيرالله خيرالله/ الراي الكويتية

ما يجمع بين العراق وسوريا ولبنان/خيرالله خيرالله/العرب

الاتفاق الروسي الأميركي أو تطويع ثورة سوريا دوليا/علي الأمين/العرب

واجهة إيران.. معركة وجود لا تحتمل السذاجة/خالد السليمان/عكاظ

إيران.. ليس لهم إلا النعيق والهذيان/جميل الذيابي/عكاظ

حصان 'ملالي طهران' في العراق وسوريا/حامد الكيلاني/العرب

الخرافة والغيبيات.. مشروع استثماري وسياسي في طهران/عباس الكعبي/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس امين الجميل زار الرئيس سليمان في اليرزة: الميثاقية ليست عملا انتقائيا سليمان: سنعلي صوت الحق في مواجهة تشويه الميثاق والدستور

باسيل في حفل توزيع بطاقات لمنتسبين جدد للوطني الحر: تيارنا حارس الميثاقية

الرابطة المارونية أوصت باستعادة الحكومة إدارة ملف النزوح السوري باسيل انتقد التلكؤ في الحل ودرباس أكد ألا وجود لكلمة توطين

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني

انجيل القديس لوقا/09/من23حتى27/:"وقال للجميع: إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي فهذا يخلصها لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله، وأهلك نفسه أو خسرها لأن من استحى بي وبكلامي، فبهذا يستحي ابن الإنسان متى جاء بمجده ومجد الآب والملائكة القديسين  حقا أقول لكم: إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله"

 

إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله

من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (من 18حتى25(:"إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: "سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ  بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/13/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-22/

 

 بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.crossday.14.09.16.mp3

 

في أعلى بالصوتWMA/فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.crossday.14.09.16.wma

 

 من أراد ان يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني،

من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (من 18حتى25(:"إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: "سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ  بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس"

الذكرى المقدسة

 في كل سنة بتاريخ 14 أيلول تتذكر الكنيسة ظهور الصليب للملك قسطنطين الكبير، في حربه ضدّ مكسنسيوس، وذلك انه لمّا قَرُبَ من روما استعان بالمسيحيين، واستغاث بإلههم يسوع المسيح، وإله والدته هيلانه لينصره على أعدائه. وبينما هو في المعركة ظهر له الصليب في الجو الصافي، محاطًا بهذه الكتابة بأحرف بارزة من النّور:  "بهذه العلامة تظفر"، واتّكل على إله الصليب، فانتصر على مكسنسيوس، وآمن هو بالمسيح وجنوده. وجعل راية الصليب تخفق في راياته وبنوده وبعث الكنيسة من ظلمة الدياميس وامر بهدم معابد الأصنام وشيّد مكانها الكنائس، ومنذ ذلك الحين، أي منذ عام 330، عمّ الاحتفال بعيد الصليب الشرق والغرب.

البحث عن الصليب

ظل الصليب مطمورا تحت تل من القمامة وذكر المؤرخون أن الامبراطور هوريان الرومانى (117 – 138 م) أقام على هذا التل في عام 135 م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما.. وفى عام 326م أى عام 42 شمسية تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين الكبير.. التي شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالي 3 آلاف جندى، وتفرّقوا في كل الأنحاء واتفقوا على أن من يجد الصليب أولاً يشعل نارًا كبيرة في أعلى التلة وهكذا ولدت عادة إضاءة "أبّولة" الصليب في عيده. وفى اورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها في ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها اليه أحد اليهود الذي كان طاعنا في السن.. فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصرى ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت شخص قد مات وكان اهله في طريقهما ليدفنوة فوضعتة على الصليب الأول والثاني فلم يقم، وأخيرا وضعته على الصليب الثالث فقام لوقته. فأخذت الصليب المقدس ولفته في حرير كثير الثمن ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة.. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب .

 الصليب بين فارس وأورشليم

في سنة 614 م  كان كسرى ملك الفرس قد اجتاح اورشليم  وأسر الوف المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، ونقلهم إلى بلاده، وأخذ ذخيرة عود الصليب الكريم غنيمة، وبقيت في حوزته اربع عشرة سنة.

بقي عود الصليب في كنيسة القيامة حتى 4 أيار عام 614 حيث أخذه الفرس بعد احتلالهم أورشليم (القدس) وهدمهم كنيسة القيامة, وفي سنة 629 انتصر الامبراطور هرقليوس على كسرى ملك فارس وأعاد الصليب إلى أورشليم. ويذكر التقليد أن الامبراطور حمل على كتفه العود الكريم وسار به في حفاوة إلى الجلجلة وكان يرتدي أفخر ما يلبس الملوك من ثياب والذهب والحجارة الكريمة في بريق ساطع, إلا أنه عندما بلغ باب الكنيسة والصليب على كتفه أحس قوة تصده عن الدخول فوقف البطريرك زكريا وقال للملك :" حذار أيها الامبراطور إن هذه الملابس اللامعة وما تشير إليه من مجد وعظمة, تبعدك عن فقر المسيح يسوع ومذلة الصليب "، ففي الحال خلع الامبراطور ملابسه الفاخرة وارتدى ملابس حقيرة وتابع مسيره حافي القدمين حتى الجلجثة حيث رفع عود الصليب المكرم فسجد المؤمنون إلى الأرض وهو يرنمون: "لصليبك يا  رب نسجد, ولقيامتك المقدسة نمجد".

 الصليب في القرن السابع

في القرن السابع نقل جزء من الصليب إلى روما وقد أمر بعرضه في كنيسة المخلص ليكون موضع إكرام للمؤمنين, البابا الشرقي سرجيوس الأول (687 – 701).

عيد ارتفاع الصليب

من كتاب معاني الأيام للفيلسوف والمؤرخ فؤاد أفرام البستاني

تّجمع الكنيسة المارونية في الربع عشر من شهر أيلول بين تذكارين عظيمّين في تاريخ الكنيسة:

أولهما اكتشافُ صليب المسيح، سنة 327، في مغارة المقبرة من ربوة الجلجلة، في ضاحية أُورشليم القديمة.

وثانيهما طوافُ الإمبراطور هِرّقل بخشبة الصليب المُسترجّع من الفرس سنة 628.

اكتشاف الصليب

أمّا اكتشافُ الصيب، فقد حدث على عهد الملك قسطنطين (306-337)، أول أباطرة الرومان الشرقيين، مؤسس القسطنطينية، ورأس الدولة البيزنطية. وذلك على عثر عمليات حفر وتنقيب دامت ستة أشهر بإشراف الملكة هيلانة، أم قسطنطين، التي قدمت بنفسها إلى الأماكن المقدّسة، سنة 326، وهي في الثمانين من عمرها.

وكان الملك قد أمر بمباشرة الحفر بحضوره في شهر آذار 327. ثم اطرّته مهام المملكة إلى العودة إلى عاصمته فعهد إلى رجاله في متابعة الحفر بإشراف أمه وسافر منتظراً البشرى باكتشاف الصليب.

ففي التقليد المتواتر أن الحفريات كشفت عن ثلاثة صلبان: صليب المسيح، وصليبي اللصين. فحارت القديسة هيلانة في أيّها هو صليب المسيح. وكان في المدينة امرأة مصابة بمرض مزمن وقد أشرفت على الموت. فاستقدمها مكاريوس، أُسقف أورشليم ومسحها بصليبين دون جدوى، ولما لمسها الصليب الثالث قامت معافاة نشيطة. فعلا الهُتاف للصليب الحق. وفي رواية أن الشخص الذي الآية كانت ميتاً ولا مُدنفاً ولا عبرة بالخلاف، إذ أن المقصود ظهور الصليب الحقّ بأعجوبة واضحة، ولا أهميَّة للتفاصيل.

ولما تأكَّد للقديسة هيلانة ظهورُ الصليب، شاءت أن يُدركَ الخيرُ السارّ الملكَ في أسرع ما يمكن. فأمرت أن تُشعَل النيران على المرتفعات فتتجاوب أنوارُها من قِمّة حتى تصل إلى العاصمة وكانت الخطة مُتفقاً عليها وهي أسرع طريقة، إذ ذاك، في نشر الخبر. وقد ظلّت مدة القرون الطوال أسلوب الإعلام السريع حتى أن أمراء لبنان معنيين وشهابيين، كانوا يستعملونها في إعلان النفير العام في حروبهم المهمة.

وإلى هذه الحادثة في نشر خبر اكتشاف الصليب يرتقي التقليد الجاري في لبنان حتى اليوم بإشعال النيران على المرتفعات والمشارف ليلة عيد الصليب فتلتهب الجبال منيرةً لبنان بأسره بأنوار الابتهاج، مبشرةً باكتشاف الصليب المخلّص.

وجرت العادة، منذئذٍ، أن تحتفل أورشليم_ثم وفود الزوّار المتقاطرين غليها، من كل صوب، ولهذه المناسبة-في 14 أيلول، بتدشين الكنيستين الكبيرتين: كنيسة القيامة، وكنيسة الجلجلة، اللتّين باشرت بناءهما-مع بناء كنيسة المهد في بيت لحم، وغيرها من المناسك والمُصّلّيات-القديسة هيلانة.. وكان تدشينهما سنة 335، بعد وفاة القديسة بسّ سنوات.

وفي التقليد العريق كذلك أن الإمبراطور قسطنطين نفسه هو الذي حدد يوم 14 أيلول عيداً شاملاً تذكارياً لتدشين الكنيستين ولظهور الصليب. وكان الاحتفال بتمجيد الصليب وارتفاعه أعظم قسم في ليتورجية ذاك العيد ولم يبقَ سواه، على مرور الزمن.

من هنا كان اختيار الإمبراطور هِرَقل هذا اليوم، 14 أيلول، للطواف بالصليب في أورشليم، معيداً إياه إلى مكانه في كنيسة الجلجلة بعد أن دخل به عاصمته القسطنطينية، في عودته منتصراً على الفرس.

الطواف بالصليب

أما الطواف بالصليب، أو الزياح الحافل على مراحله تمثيلاً لسير المسيح على "درب الصليب"، أو طريق الجلجلة التي قطعها يوم جمعة الآلام أو الجمعة العظيمة فأصله طوافُ الإمبراطور هِرَقل (610-641)، سنة 628، حاملاً خشبة الصليب التي استعادها من الفرس بعد انتصاره الساحق واحتلاله تبريز. وكانت خشبة الصليب هذه قد وقعت في أيديهم قبل أربع عشرة سنة على اثر فتحهم اواشليم سنة 614.

فأراد الإمبراطور شكراً لله عل منحه ذاك النصر، وخضوعاً لصليب ابنه المخلص واتضاعاً منه وتكفيراً أن يُعيد الصليب إلى مقرّه بأورشليم بما يليق به من إكرام وإجلال فحمله على منكبه أسوة بالمسيح وسار به ماشياً في طريق الجلجلة، في حشدٍ حافل من رجال الدين: أساقفة وكهنة وشمامسة، وأركان الإمبراطورية: قواداً وولاة وحكاماً وفي حضور جمهور غفير من الشعب من مختلف طبقاته.

وهنا يتجمّل التاريخ بالرواية الشعبية المتناقلة وخلاصتها أنه ما كاد يتحرّك الموكب الإمبراطوري بالتراتيل والصلوات حتى أحس هرقل بثقل الصليب على كتفه، فتوقف عاجزاً عن التقدم خطوة واحدة. فحار مرافقوه في الأمر، وتجمد الموكب في وجوم وارتباك، حتى تقدم زكريا، أسقف المدينة، فقال للإمبراطور:- لقد قطع المسيح هذه الطريق، حاملاً صليبه، حافي القدّمين، مكلل الرأس بالشوك لابساً ثوب السخرية والهوان. أما أنت يا صاحب الجلالة فجئت تسير على خطاه بردائك الأرجواني وتاجك الذهبي المُرصع بالجواهر.. فلا عجب أن يثقل عليك الصليب، فتتجمد خطاك، ويمتنع عليك التقدم. فأين تواضع المسيح_ الإله من زهو الإمبراطور-الإنسان؟

فألقى الإمبراطور بالتاج والأرجوان واستتر بثوب خلق حقير، ومشى حاسر الرأس، حافي القدمين فخفَّ عليه الصليب وأدرك به وسط الهُتاف بالدعاء والشكر والتجميد كنيسة الجلجلة فركزوه في المرتفع حيث كان.

والكنيسة تجمع في عيد اليوم كما قلنا بين هذين التذكارين الجليلين:

اكتشاف الصليب على يد القديسة هيلانة سنة 327 .

وإعادته على يد الإمبراطور هرقل بعد ثلاثمائة عام.

ويحتفل لبنان احتفالاً شعبياً مهيباً بعيد الصليب فتتجاوب النيران في أعاليه من قمة إلى قمة شأنها ليلة اكتشاف صليب المسيح، كما ذكرنا. وتقام الاحتفالات والطوافات على القِمَم وفي الكنائس وساحات القرى. ولعلّ من أشهرها وأجمعها عباداً وزواراً احتفال دير القمر حول الصليب الجبّار الذي أقامه على أعلى قمة في المنطقة، مباركاً بذراعيه المبسوطتّطين بلاد الشوف سهلاً وجبلاً، رجل الفضائل والمبرّات الأب يعقوب حداد الكبوشي (1875-1954)، سنة 1930.

 

لمن يسأل عن الحل لقلة إيماننا ولغرقنا في الغنمية والذمية

الياس بجاني/13 أيلول/16

الحل يكمن في تخلي شعبنا المسيحي تحديداً عن جريمة وهرطقة عبادة الأشخاص كما هو حال كثر للأسف .. الحل في ان نعود إلى ينابيع الإيمان وخوابي الرجاء ونلتفت للقضية ونتحرر من التبعية ونمارس النقد البناء لأي كان من القادة وخصوصاً القادة الموارنة دون استثناء الذين جعلوا من أنفسهم آلهه وراح الأغبياء والجهلة وقليلو الإيمان يرسمون صورهم كما ترسم صور القديسين ويعبدونهم ويسيرون ورائهم كالأغنام ويدافعون عن اجرامهم وعمالتهم وخطاياهم بعمى بصر وبصيرة وجهل وبعصبية تفتقد إلى المنطق والعقل. في الخلاصة الكل إلي زوال كبشر والباقي هي القضية فلنحافظ عليها ونقدر ونجل دماء الشهداء ومنهم البشير الحلم والمثل الأعلى في الشفافية والصدق والعطاء والإيمان والوفاء.

 

قادتنا الموارنة الحاليين كافة: حضورهم غياب وغيابهم نعمة..هم المِّحل والبؤس وأكثر.

الياس بجاني/13 أيلول/16

بشير الميت بجسده هو حي بحلمه وعنفوانه ومثاله الوطني المشرّف ويعيش في الضمائر والوجدان والذاكرة، في حين أن كل قادتنا الموارنة من رجال دين وسياسيين حاليين ودون استثناء هم أموات بحضورهم والثقة والدور والشجاعة والإيمان والرجاء رغم أن الله لم يسترد منهم حتى الآن نعمة الحياة. هؤلاء حضورهم غياب وغيابهم نعمة..هم المحل والبؤس وأكثر.

 

من أرشيفنا لعام 2009/البشير: حبة الحنطة والخميرة

الياس بجاني/ 14 أيلول/2009

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/13/%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81%D9%86%D8%A7-%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-2009%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%AD%D8%A8/

بشير سنة 1982: “جايي أطلب منكم تقولو الحقيقة قد مهما كانت صعبة تكون

http://www.youtube.com/watch?v=a1c_exhMFKk

 إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقي وحدها، ولكن إن ماتت فهي تأتي بثمر كثير!” (يوحنا 12/25)

في اليوم الرابع عشر من شهرأيلول سنة 1982، وفي ذكرى ارتفاع الصليب المقدس، ارتفعت روح البشير ومعها صليب وطن الأرز صاعدة إلى المصدر والمآل راضية مرضية.

لم يكن البشير بعد تجاوز الرابعة والثلاثين عمراً حين أصبح رئيس جمهورية شاءها فاضلة، لكن ما حققه من أجل حرية لبنان العنفوان يرقى به إلى مصاف العظماء ومراتب القادة الذين دُمغوا بإنجازات المجد تاريخنا الحافل بالعطاءات.

حَلَمَ البشير بلبنان سيداً حراً مستقلاً، فصار الحلم نشيد كل اللبنانيين الأحرار والسياديين، والحلم لا يزال وهاجاً كما كان، وسوف يبقى وهجه طالما بقي العنفوان والإباء نبراسين لأحرار وطن الرسالة والحضارات..

غيبت جسده شياطين الحقد وأبالسة الشر، لكن حلمه باق في وجدان شعبنا والضمائر ما دام للأرز شموخ وللجبل سنديان وللأرز رهبة وقداسة.

نذكر اليوم في صلاتنا بشير البطل ورفاقه البواسل الذين معه سقطوا على مذبح الوطن آخذين من استشهادهم الدروس والعبر، مبتهلين إلى الله كي يرفع عن الكواهل أثقال العبوديات ويغمر في رحارح الفردوس أرواح الراحلين بأجنحة الرحمات.

مع الذكرى المؤلمة هذه، آمال تنتعش، ضمائر تتحفّز، عزائم تُشحذ، همم تُستنهض ورجاء يتجّذر.

كالبرق نجم البشير سطع في سماء لبنان فعُلّقت عليه آمال شهيّات وأمنيات زاهيات، غير أن الفرح لم يتم والمسرّة لم تدم فافترس الغبطة وحش همجي لا يعرف غير الحقد والبربرية ولا يتلذذ بغير طعمة الدم.

هوى الرجل من علاه شهيد طموحات شريفة رامية إلى بناء وطن منيع الجانب، خافق الرايات في سماء السيادة والكرامة والاستقلال.

جذبه صليب الفداء فحمله ومشى حتى قضى صريعاً في سبيل قضية محقة ولأجل مقادس أرض تلفّ رفات الجدود وقدس عرين يربّي عتاق الأُسُود. إلى الفادي المظفّر نرفع النجوى عساه دعاءً تقيًّا يجيب.

آمن البشير أن لبنان الواحد هو لبنان الـ10452 كلم2 الذي علينا أن نضمّه بعد فرز، لكي يكون لجميع أبنائه بكل الطوائف والشعائر والمعتقدات، وأن هو غاب فلا يغيب عن خاطر ما آمن به من مباديء وقيم وشمائل وشيم تظل عالقة في قلوب الأوفياء ونفوس الأمناء.

في ذكرى عيد ارتفاع الصليب، رُفع البشير من على صليب لبنان إلى غير هذا العالم، بقرار سياسي تقاطعت فيه مصالح أفراد ودول وفئات خشيت على مصالحها الشخصية من قيامة لبنان الواحد الحر السيد المستقل إلا انه رسم لنا الملامح ورحل.

الفئات هذه هي نفسها التي لا تزال تتحكم اليوم بأعناق وأرزاق وأمن ومصير اللبنانيين، وهي تغتال أمانيهم والتطلعات، بالفعل والفكر والقرار والتنفيذ، وبالإرهاب والغزوات.

ومع كل شروق شمس تغتال لبنان الواحد بتعدّديته الحضارية، لبنان السيادة والقرار الحر، والديموقراطية والثقافات.

عملية الاغتيال استدامت إلى أيامنا بأبشع وسائلها وأشنع الأساليب من فساد إدارة وعبثٍ بمقدّرات وتلاعب في شتى المجالات، وذمية، وكفر وخلاعة وتدهور اقتصادي واجتماعي ومالي وسياسي وأمني ووطني، وتغليب الأنا الخاص على الصالح العام، وتفكيك أحزاب، واستفحال دويلات وعصبيات، وتسييس قضاء، وانتقاص سيادة بقوة السلاح، واستخفاف بالمُثُل الإنسانية والمدنية والدينية على كل مستوى.

 حلم البشير باق لنا محطة لن يتبخر، لأنه حلم شعب يريد الحياة كريمة والكرامة حياة، ينشد الوحدة والسيادة والسلام، سيعيض الله لنا عنه بمن يجسده وقائع ملموسة وحقائق راهنة تبقى على مرمى الدهور، ولن تقوى يد الإجرام، مهما انكمشت قبضتها، على التركيع والإبادة والتحطيم.

واليوم نحن معاً في ذكرى استشهاد البشير والرفاق، نرفع العيون والقلوب، وسط المخاطر والهواجس والمخاض الأليم، إلى فادي البشرية المتألمة السيد المسيح القائل: “وأنا إذا ما ارتفعت عن الأرض، جذبت إليّ كل أحد” (يوحنا 12/32)، سائلينه المصالحة مع الذات والنور والإيمان والقوة والرجاء لنواصل مسيرتنا ونرفع ذواتنا ووطننا وشعبنا إلى قمم النصر والسؤدد والخير والحق والحرية والسلام.

البشير هو الخميرة التي خمرت قضية الحرية والسيادة والإستقلال وحصنت الوجدان اللبناني بالإيمان والرجاء في مواجهة الإرهاب والإرهابيين وكل قوى الظلامية والشر لن تقوى على إبطال مفاعيلها.

** الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تغريدات اليوم للدكتور فارس سعيد/13 أيلول/16

*صدر قرار عن الوزير خليل في ٣١-١٢-٢٠١٥ رقمه ١٢١٦/١يفوق خطورته المذكرة المعروفة و يستهدف جبل لبنان القديم بعكس تطميناته وزير المال يخفي نوايا.

*يطالب قرار الوزير خليل"تصحيح"الأخطاء الشائعة في تسميةً مشاعات باسم البلدات في جبل لبنان القديم و يؤكد إصراره في نقل الملكية للدولة اللبنانية.

*مذكرة الوزير خليل 4863/s1 و قرار الوزير 1216/1 بتاريخ 31-12-2015 وصفة لإطلاق فوضى عقارية على مساحة لبنان نتمنى التدخل من قبل نقابة المحامين.

*يقوم الوزير خليل بأخطر هندسة تؤدي الى نسف نظامنا العقاري الذي أسسه الانتداب و حافظنا عليه حتى خلال الحرب الاهلية.

*سعيد ل #صوت_لبنان: اذا جمعنا المذكرة والقرار واعتداءات لاسا، يبدو وكأن القرار مدروس لاحراز تبديل بطبيعة السجل العقاري، والمطلوب استنفار وطني.

*ثلاثة شخصيات طبعوا ذاكرتي السياسية الوطنية مع إختلاف مواقعهم اليوم نذكر واحد من كبارنا بشير.

*انتظر بيان كتلة عون حول الموضوع العقاري و سأعقد مؤتمرا صحفيا الأحد في حال غياب موقف واضح يدعم طلب الكنيسة بإلغاء قرارات الوزير خليل.

*واعتراضي على عون انه حليف سلاح إيراني للوصول الى الرئاسة و اذا وصل لا سمح الله يحصل على المركز و يحتفظ حزب الله بالنفوذ.

*قرأت أخطر كلام لمحمد جواد ظريف بالإنكليزية متهما المملكة العربية السعودية في دعم العنف الله يكون في عون الناس.

*الى كل من ينسى ان خلف ارقام النازحين رجال ونساء،أطفال ووجوه.

*وراء ارقام النازحين رجال و نساء أطفال ووجوه مأساة ظالمة في ظل عالم لا يرى و لا يفعل شيئا.

*أتابع الصحافة الأجنبية و ألاحظ موجة متنامية غبية ضد الاسلام في الغرب و تقصير كبير في الشرق لفصل صورة الاسلام عن العنف و التخلف.

*اعتراضي الاساسي على حزب الله انه آخر فصيل يستخدم العنف وسيلة سياسية في لبنان وسيدفع الثمن غاليا مثل اسلافه من طوائف واحزاب اخرى.

 

حزب الله” يخطط للإطاحة بحكومة سلام

أسماء وهبة/ الوطن السعودية/13 أيلول/16

تواجه الحكومة اللبنانية هذه الأيام أسوأ حالاتها، وذلك على خلفية تعليق فريق الثامن من آذار، وتحديدا “التيار الوطني الحر”، حضور وزرائه جلسات مجلس الوزراء، بسبب الاعتراض على إمكانية التمديد لقائد الجيش اللبناني جان قهوجي، إضافة لغيرها من الملفات الداخلية اللبنانية.

ويرى مراقبون أن مثل هذه التحركات قد تهدد بالإطاحة بحكومة تمام سلام ، وإدخال البلاد في حالة كاملة من الفراغ، الأمر الذي سيزيد من انتفاع “حزب الله” وإيران لفرض سيطرتهم على البلاد، وإعادة تقاسم السلطة وفق مؤتمر تأسيسي يمنح حزب الله صلاحيات إدارة الحكم في البلاد سياسيا، وعسكريا، واقتصاديا.

مطامع الفراغ

يشكل الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية مطمعا لدفع عجلة المؤتمر التأسيسي إلى الأمام، إضافة لتعطيل مهام مجلس النواب، وشل مجلس الوزراء، بعدم حضور وزراء “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” جلساته…

من جانبه، شدد وزراء فريق الرابع عشر من آذار، على ضرورة الحفاظ على حكومة تمام سلام الحالية، حيث إن سقوطها في الظروف الأمنية والسياسية التي يمر بها لبنان خصوصا، والمنطقة عموما، قد تقود البلاد إلى المجهول -حسب وصفهم- داعين فريق الثامن من آذار إلى العودة للدستور، وإعادة تفعيل عمل المؤسسات لتلافي تعريض لبنان إلى أزمات جديدة.

الترويج للمؤتمر

أثارت الدعوات العلنية إلى ضرورة عقد “مؤتمر تأسيسي” بديلا عن إتفاق الطائف ، الكثير من الجدل، باعتبارها دعوات جديدة على ألسنة الساسة في لبنان، حيث إن دعوة فريق الثامن من آذار وتحديدا “حزب الله” إلى عقد “مؤتمر تأسيسي”، وصف من قبل المحللين السياسيين “بأنه على حساب المسيحيين”، ويدعو للحسابات الضيقة والمصالح الخاصة، دون وجود أية ضمانات بأن هذا المؤتمر سيكون أفضل من إتفاق الطائف.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 13/9/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حل أزمة النفايات يتصدر ما عداه في جدولة أولويات المواطن اللبناني، والحل الذي أعلن هذا المساء هو على مرحلتين: فوري بدءا من الليلة حيث ستبدأ سوكلين بنقل نفايات خمس وأربعين بلدية جاهزة، وفق الوزير أكرم شهيب. وقريب المدى يقوم على تسريع العمل بمطمر برج حمود، على أن يكون جاهزا في السابع من تشرين الأول.

الخطوة ترافقت مع أجواء حكومية ملبدة، قاربت التلويح بإستخدام الشارع للاعتراض على نهج الحكومة، الأمر الذي قابلته الحكومة بتريث بعقد جلسة لمجلس الوزراء وسط احتدام المواقف، فغابت الجلسة هذا الأسبوع وجدول أعمالها لم يوزع، وسط تكثيف المساعي لإعادة لم شمل الحكومة بمشاركة وزراء "التيار الوطني"، وهو الأمر الذي أكدته المصادر المتابعة لمسار الاتصالات، مشددة أنها لن تتوقف حتى خلال سفر الرئيس سلام لنيويورك، تمهيدا لعقد جلسة لمجلس الوزراء بعد عودته بحضور وزراء التيار، مشيرة إلى وجود صيغ قيد التداول في هذا الصدد.

وبعد لقاء بين الرئيسين سليمان والجميل اليوم، أكدا ان الميثاقية ليست انتقائية، وذلك يحتم التوافق على مسلمات وطنية بينها دور الرئيس والاستراتيجية الدفاعية.

والأولوية التي تحتمها الميثاقية، بنظر الوزير المستقيل آلان حكيم في حديث ل"تلفزيون لبنان" هي انتخاب رئيس الجمهورية.

فيما ناشد مفتي طرابلس والشمال المسؤولين والأفرقاء، ملاقاة بعضهم البعض في منتصف الطريق، لأن تعطيل الحكومة يصيب الوطن بالضرر، مشددا على ان لا أحد يلغي أحدا في لبنان.

إقليميا، ضربت اسرائيل في الجولان، وجاء الرد السوري ليخطف الأضواء عن الهدنة الميدانية التي أرست ساعاتها الاولى بالتزام أطرافها، بعدما منحها الراعيان الأميركي والروسي بركتهما التي ستكرس بغرفة عمليات مشتركة سترى النور منتصف الأسبوع المقبل.

بالعودة إلى ملف النفايات، الوزير شهيب شكر في مؤتمره حزب "الطاشناق" والوزير الياس ابو صعب والنائب سامي الجميل وغيرهم من من سهلوا التوصل إلى الحل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

كسرت سوريا قواعد الاشتباك على حدودها الجنوبية، وكرست تحولا جوهريا في التعامل مع العدوان الاسرائيلي. لم تعد تسمح بعد الآن لطائرات المحتل بإستهداف قواعدها العسكرية، ولا بدعم المجموعات المتطرفة في الجولان، ولا بخرق سيادة الدولة السورية.

وإذا كانت تل أبيب تهربت من الاعتراف، فإن الاعلام العبري عبر عن قوة دمشق في تطوير أداء جيشها الذي تظهر في اسقاط طائرة F 16 وطائرة استطلاع اسرائيليتين.

"معاريف" وصفت ما جرى بالرسالة السورية التي تقول: إن الرئيس بشار الأسد باق ولن يغادر قريبا.

الروس كانوا على علم مسبق بالرد السوري، وموسكو بررت أساسا التصرفات العسكرية السورية جنوبا، بحديثها عن وجود مجموعات ارهابية متطرفة يجب محاربتها.

أما قواعد الاشتباك الجديدة التي أرساها الاتفاق الروسي- الأميركي على مساحة سوريا، فحاولت مجموعات مسلحة ضربها بسلسلة خروقات، ولا سيما في حلب.

روسيا أكدت التزام دمشق بالكامل بوقف اطلاق النار، بإستثناء محاربة "داعش" و"جبهة النصرة"، وأحصى الروس خروقات ارتكبتها فصائل ما يسمى بالمعارضة المعتدلة، وبلغت ثلاثة وعشرين انتهاكا. لكن الهدنة صامدة، بفعل التزام سوري ودعم أميركي- روسي، ودفع تركي لفرض توجه ميداني لتطهير عسكري دولي مشترك للرقة من "داعش".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بصاروخين وبيان، أعد الجيش السوري رسما بيانيا للقادم من الأيام. أعلن عن اسقاط طائرتين اسرائيليتين إحداهما حربية وأخرى تجسسية كانتا تساندان المسلحين عند جبهة القنيطرة، فلاحقهما صاروخان أرض- جو أطلقهما الجيش السوري.

بعد تكتم وارتباك نفت تل ابيب اصابة أي من طائراتها، فيما لم تستطع نفي اصابة معادلاتها عند جبهة الجولان، وربما على طول الجبهة مع سوريا. وان اخرس سياسيوها فقد تكفل أمنيوها واعلاميوها الحديث عن التحول الجوهري الذي فرضه الجيش السوري. جيش يخوض معركة على مستوى الوعي، عبر اعلانه عن اسقاط الطائرتين، كما قال مصدر عسكري صهيوني لصحيفة "معاريف"، أما الرسالة الواضحة التي بعث بها الجيش السوري فهي انه لن يقف مكتوف الأيدي ازاء خرق سيادة بلاده، بحسب المصدر الصهيوني.

أما مصادر مراقبة الهدنة التي سرى مفعولها منذ الأمس، فتؤكد صمودها رغم اصابتها بخروقات عدة من قبل المسلحين على أكثر من جبهة.

أما لبنان العالق على أكثر من جبهة سياسية واقتصادية وبيئية واجتماعية، فقد أصيب اليوم بمأساة جديدة. حيث سرق بحر صيدا فرحة العيد بابتلاعه مركبا للسياحة البحرية كان يحمل العشرات. انتشلت فرق الانقاذ بعض الجثث والركاب، والبحث جار عن عدد من المفقودين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كل المعطيات تشير إلى ان لبنان سيعرف خريفا ساخنا، قد يخيل للبعض ان أسبابه مطلبية، مدارس وأقساط وكتب وقرطاسية وأجور وسلسلة رواتب، لكن سبب الخضة سياسي بامتياز. فمن فرط ما أمعن الانقلاب في تعريةالدولة من مؤسساتها، تعرى الانقلابيون ومعهم تعرت الطوائف المؤسسة، فانقسمت بين خائفة على مكتسباتها وأخرى ساعية إلى زيادتها كما ونوعا، وأخرى تصرخ رافضة اخراجها من المعادلة الوطنية. والخاسر الأكبر وسط الخاسرين هو الدولة.

كارثة النفايات لا تعني البيئة والصحة العامة بمعانيها المباشرة، بل هي لوحة تجريدية صارخة عن واقع الاهتراء العام، الذي يضرب الدولة تقديريا. زف الوزير أكرم شهيب إلى اللبنانيين انتهاء الأزمة، ولكن في شكل كارثي، حمل الكتائب مسؤولية تبتلع البلدات والمدن الشهيدة النفايات القديمة المهترئة، على ان يعاد فتح برج حمود للنفايات الطازجة.

تصدف الكارثة عشية ذكرى استشهاد البشير الذي كان يخطط لدولة عظمى، أعاد التذكير بمقوماتها في حوار افتراضي مع ال "ام تي في".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

وأخيرا فرجت في أزمة النفايات. دارت الأيام والأسابيع والشهور دورتها، لتعود إلى اللامركزية التي كانت بالأساس النواة الصلبة، وقاعدة الارتكاز للحل في اجتماعات لجنة المال والموازنة، وفي الخطة الحكومية منذ أشهر ومنذ أقل من عام بعد ان عام البلد على أطواف النفايات، وكاد ان يغرق في أصناف المزايدات.

وأخيرا فرجت، والعبور إلى اللامركزية الادارية التي انتظرها اللبنانيون منذ 27 عاما من باب الانماء والتنمية والمساواة والعدالة، هذا العبور حصل من بوابة النفايات وأشهر من المعاناة والدخول إلى المستشفيات، وكل مفردات المهازل والمأساة.

انفرجت في النفايات، لكنها انفجرت أو تكاد في ملف النزوح، والدولة غافلة والحكومة متقاعسة والفوضى سائدة والهواة يسودون. وبين انفراج مرتقب وانفجار مؤجل، تلعب الحكومة "الغميضة" وتختفي مثل هوديني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بعد عشرين يوما على أحدث أزمة للنفايات، والتي بدأت بايقاف الأشغال في برج حمود وبوقف استقبال النفايات فيها، حلت الأزمة بالعودة إلى الخطة السابقة، مع اتاحة المجال للامركزية المعالجة حين تكون أي بلدية أو اتحاد بلديات أو قضاء في حال جهوزية للخروج من مركزية الحل.

بقيت مسألة النفايات التي تراكمت على مدى عشرين يوما، من دون معالجة نهائية. وهذه الكميات سيتم توضيبها إلى حين انتهاء المرحلة الأولى من الأعمال في برج حمود في السابع من الشهر المقبل، فيتم نقلها إلى هناك. والسؤال هنا بعد سلسلة من النكسات والتجارب والاختبارات: هل يمكن القول ان أزمة النفايات وصلت إلى خواتيمها؟، وإذا كانت الاعتراضات قد أوقفت برج حمود عشرين يوما، فما الذي تبدل لجعل ما كان مرفوضا مقبولا؟.

الملف الثاني الذي خرق سكون عطلة عيد الأضحى، تمثل في مؤتمر النازحين الذي دعت إليه الرابطة المارونية. وترتبط أهمية هذا المؤتمر انه يأتي عشية اجتماعات نيويورك، وما يحاك للبنان على مستوى استيعاب النازحين السوريين وقوننة هذا الاستيعاب. وعلى رغم خطورة هذا الملف، فإن المؤتمر لم يخل من بعض السجالات والتباينات التي كانت محط ملاحظات دبلوماسية غربية.

وفي عطلة عيد الأضحى لم تخل الساحة السياسية من الحراك، النائب سليمان فرنجية في الديمان والدكتور غطاس خوري في معراب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

عطلة عيد الأضحى أبعدت السياسة عن أهلها، ليطفو على السطح كلام عن المهلة التي ستستغرقها المعالجات للأزمة الناتجة عن التعطيل، الذي أدخل "حزب الله" والتيار العوني البلاد في دائرته. والأسئلة تتركز على مصير الحوار الوطني، وعلى مصير جلسات الحكومة.

الكل يسأل، غير ان الثابت حتى اللحظة ان لا جلسات للحكومة هذا الأسبوع. وان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، سيتوجه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعودته منتظرة في الثالث والعشرين من الشهر الحالي.

وبالانتظار، فإن اليوم شكل مفصلا لحل أزمة النفايات التي تضرب مناطق المتن وكسروان، فقد أعلن وزير الزراعة أكرم شهيب ان شركة "سوكلين" ستبدأ بنقل نفايات 45 بلدية في المتن وكسروان. أما بالنسبة إلى النفايات المتراكمة منذ إقفال مطمر برج حمود، فقد طلب الوزير شهيب إلى كل بلدية أو اتحاد بلديات تحديد مواقع لتخزين النفايات المتراكمة موقتا، معلنا اعتذاره للمواطنين مما جنته أيادي بعد السياسيين والمتسلقين.

في سوريا، الهدنة صامدة في يومها الثاني، وقوافل الاغاثة بدأت بالدخول إلى أحياء حلب المحاصرة، حيث نصب عسكريون روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو لتسهيل مرور المساعدات الانسانية، في وقت كان نظام الأسد يرفض ادخال المساعدات من الجانب التركي من دون التنسيق مع حكومته ومع الأمم المتحدة، تحت عنوان خرق السيادة.

 

ريّس جبران: يا زلمي شوي شوي .. لوينك شاطح

د. نبيل كنعان/جنوبية (عن الفيسبوك) 14 سبتمبر، 2016/يا ريّس جبران …بدنا نذكّرك ..الخطاب الطائفي بسبِّب توتّر .. وحرب أهلية ..وكمان منذكّرك إنو حزبك على حد معلوماتنا، علماني .. يعني منّو مخصص ليدافع عن فئة أو مذهب أو طائفة أو قبيلة .. الحزب العلماني بيدافع عن كل الناس بغضّ النظر عن جذورهن الدينية .. وما لازم تنسى إنو قسم كبير من المنتسبين للحزب كانوا من المسلمين ومعظمهن تركوا .. وأشهرهن رمزي كنج .. وكمان منذكّرك .. إنو الفساد ما إلو طايفة .. وإنو السرقة ما إلها مذهب .. وإنو الفشل بإدارة الوزارات ما إلو دين .. وإنو يللي فشلوا بالعمل الحكومي هني من كل الأحزاب والتيارات ..ومنحب نذكّرك كمان وكمان .. إنو طريقة كلامك كتير مستفزة وما بتوصّل إلا للتوتر والقطبية .. وإنك اذا حرّكت الجمر بتولع بيت الخشب .. وإنّك إذا ركّزت على الهجوم الطائفي مش راح تربح شعبية لأنو الناس مش بوارد تتحارب ولا تتنافس كرمال مقعد وزاري أو نيابي أو قيادي ..

يا ريّس جبران .. عمول معروف شوف شو بدك تعمل للزبالة وللكهربا وللمي وللطرقات وللفساد وللحدود ولرئاسة الجمهورية وللسياحة وللإقتصاد وللنفط .. قبل ما تهتم لتوزيع المناصب والكراسي وتعملها شغلتك وعملتك ..يا ريّس منذكرك إنو كلامك بيجذب صوبك المتعصبين وبيوجّه عليك المتعصبين من تاني ميل .. وبيوقعك بفخّ كبير وبتجرّ معك ناس ما إلهن علاقة ..يا ريّس جبران ما تكون مشروع فتنة .. جرّب تقرّب المسافات وتجمع بدل ما ترفع الصوت ببرميل فاضي ..بتصدّق يا جبران إنو اللبنانية بطّلوا يخافوا من بعضن على الصعيد الشعبي ..؟ وإنّو اللبنانية بيخافوا من الطبقة السياسية يللي تاركة البلد بمهبّ الريح .. ؟ بتصدّق إنو المسيحية والإسلام عايشين بأمان ومزعوجين من جماعة السياسة يللي متعبّشين برقابن ..؟ بتصدّق إنو الناس لما بتجتمع بتحكي عن الزبالة والكهربا والفساد وتوزيع الحصص والهجرة .. وبتحكي عن كل السياسيين بالعاطل ..؟ والناس بتقول عن السياسيين “المودرن” إنن صاروا وقحين لما “بيعملوا غلط” بينما كانوا “يستحوا” لما بيعملوا نفس الشي من زمان ..؟ بتصدّق يا ريّس إنو يللي عمبيزقفولك لهالكلام مش بالضرورة يكونوا محمّسين ..؟ يا زلمي شوي شوي .. لوينك شاطح ..؟ روق ما في شي بيحرز ..والسلام …!!!

 

حزب الله ينعى مقاتلاً له من بلدة شقرا الجنوبية

14 جنوبية/سبتمبر، 2016/نعت مواقع حزب الله يوم أمس الثلاثاء (13 أيلول) الشاب حسين محمد الخطيب  الملقب بـ “نور الزّهراء” من قرية شقرا الجنوبيّة في قضاء بنت جبيل. وهذا العنصر هو ثالث عنصر يعلن حزب الله سقوطه خلال الـ 24 ماضية وذلك في الميدان السوري دون تحديد الموقع أو المعركة.

 

هل تشكّل قضية الطرّاس نهاية لعبوة مجدل عنجر و مرافق وهاب؟

نسرين مرعب/جنوبية/ 14 سبتمبر، 2016/قضيتان هزّتا الرأي العام اللبناني، عبوة مجدل عنجر وتوقيف مرافق الوزير السابق وئام وهاب ومشتبه به ثاني مقرّب منه، وقضية الشيخ الدكتور بسام الطرّاس وتوقيفه يوم عرفة ومن ثم إخلاء سبيله بعدما تدخل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.

الشيخ الدكتور بسام الطرّاس الذي أوقف يوم الأحد 11 أيلول، هو أكاديمي يلقي المحاضرات، ويقدم البرامج التوعوية، أما إيقافه فجاء كما صرّحت بعض وسائل الإعلام على خلفية اعتراف أحد الموقوفين في الخلية التي وضعت عبوة الكسارة عليه، وربطه بـ”أبو البراء” ومن ثم تدرجت التهم.

لم يلقِ فرع الأمن العام في راشيا القبض على الدكتور الطرّاس والذي هو مفتي راشيا السابق وإنّما استدعاه بذريعة خطأ في الإمضاء على جواز سفره، لتبدأ التهم الإرهابية تتسرب عبر عدّة وسائل إعلامية. هذه التسريبات انتفض لها العديد من الجهات منها، هيئة علماء المسلمين، والتحالف المدني الاسلامي، إذ تابع منسقه الأستاذ أحمد الأيوبي الملف منذ لحظة التوقيف الأولى. الضغوطات التي مورست والتواصل مع الوزير نهاد المشنوق، دفعا لإحالة الطرّاس للقضاء المختص ولإرسال قاضي للتحقيق معه وهو مفوض المحكمة العسكرية القاضي هاني الحجار، ومن ثم إطلاق سراحه حينما تبين أنّه ما من تهم تدينه ولا اعترافات عليه كما أنّه لم يعترف هو الآخر بأي شبهة حققوا معه بشأنها. الإفراج عن الطرّاس أحدث ضجة إعلامية، تزامنت مع تسريب تسجيل صوتي للأستاذ الأيوبي يؤكد به تدخل الوزير المشنوق، وتمّ استثمار هذه المادة الصوتية في محاولة للتأكيد على تسييس الملف.

الأيوبي وفي حديث سابق لـ”جنوبية” (قبل انتشار التسجيل الصوتي) لم ينفِ دور الوزير المشنوق بل أشار إليه ولدوره في إحقاق العدالة، و وجه إليه الشكر. كما وضع الأيوبي توقيف الدكتور الطرّاس في معرض توقيف مرافق الوزير السابق وئام وهاب على خلفية العبوة الناسفة في مجدل عنجر، مبيناً أنّه قد يكون هناك محاولة لإنهاء الملفين معاً. إلا أنّ إصرار بعض وسائل الإعلام على إدانة الدكتور الطرّاس، دفع الأخير للتصريح بكل ما حدث معه منذ لحظة التوقيف الأولى، فأكدّ في مقابلة حصرية مع إذاعة “الفجر” تعرضه للمهانة والشتائم والتهديد، ومحاولة إخضاعه للتوقيع على المحضر وهو معصوب العينين، وتوجهيه كلمات نابية بحقه وحق دار الإفتاء. قضية الطرّاس انتهت، وقد سجّل من خلالها المشنوق نقاط على صعيد الشارع السني، رصيد آخر يضاف للطلب الذي قدمه لمجلس الوزراء والذي يطلب به حل الحزب العربي الديمقراطي وحزب التوحيد فرع منقارة.

ولكن كل هذه المعطيات تطرح تساؤلاً: هل سيكون هناك من تسوية؟ وهل سيتم إغلاق قضية مرافق وئام وهاب بعدما غطّى عليها إعلامياً توقيف الطرّاس فسحبت من التداول الإعلامي؟ رئيس بلدية مجدل عنجر الأستاذ سعيد ياسين أكدّ لـ”جنوبية” أنّهم ينتظرون التحقيقات وما سوف يسفر عنها من نتائج، موضحاً أنّ لا مجال لاي مقايضة ولا تسوية فمجدل عنجر على موقفها والذي ينص على أن يحاسب القانون كلّ من يثبت ضلوعه في التفجير أيّ كان يكن. وأوضح أنّهم لن يهملوا هذا القضية ولن يساوموا بها، إذ أنّه ما من شيء شخصي مع أيّ طرف وكلّ ما يريدونه هو إحقاق العدالة.

 

ما علاقة حزب الله بخليل محمد السيد؟

سامي خليفة /المدن/ الثلاثاء 13/09/2016/يمثل توسع نشاطات حزب الله في أميركا اللاتينية تحدياً للولايات المتحدة، التي لا تتوقف إدارتها عن التلميح إلى دور كبير للحزب في حديقتها الخلفية، مستفيداً مما تزعم أنه تجارة مخدرات وأسلحة لتمويل أنشطته العسكرية وربما التحضير لعمليات أمنية في الداخل الأميركي. وهذه المرة كانت الوجهة هي الأرجنتين، حيث أعلنت السلطات الأرجنتينية القبض على عنصر جديد من الحزب، يحمل جواز سفر بارغواني مزور باسم خليل محمد السيد. والسيد الذي وصفته المواقع الأرجنتينية بأهم مروجي المخدرات في أميركا اللاتينية اعترف بتشكيل عصابة من لبنانيين وبرازيليين لتهريب السلاح والمخدرات من الباراغواي باستخدام البغال، وارسال شحنات كبيرة من الكوكايين إلى جنوب شرق البرازيل، الأرجنتين، أوروبا، الولايات المتحدة الأميركية ودول الشرق الأوسط. أما الأسلحة فيتم تسويقها في البرازيل، خصوصاً عند تجار ريو دي جينيرو وساو باولو.

وقد اتهمت السلطات الأرجنتينية أشخاصاً آخرين بمساعدة السيد، وهم أخوة لبنانيون من عائلة مروان، وجهاد جمعة بعلبكي، يحيى علي زيتاك والبرازيلية مونيكا ميلو دياس، المتزوجة من السيد. وكانت السلطات الأرجنتينية تحاول القبض على السيد منذ بضع سنوات. ففي العام 2007 بدأت الشرطة الفيدرالية البرازيلية التحقيق والتنصت على الهواتف وتتبع المشتبه بهم في تجارة المخدرات للحصول على أدلة للمحكمة الاتحادية تصدر بموجبها مذكرات اعتقال. وفي تشرين الأول العام 2007 تم اعتقال فوز دو إيغواسو، حيث عثرت الشرطة في منزله على مواد لتعبئة وتغليف المخدرات، وأسلحة ووثائق مزورة، بما في ذلك جواز سفر مزور باراغواني يحتوي صورة السيد، لكن باسم حمزة أحمد بركات. من جهة أخرى، اتهم ممثلو الإدعاء البرازيلي Forjas Taurus أكبر مصنع للأسلحة في أميركا اللاتينية، ومقره البرازيل، ببيع ثمانية آلاف مسدس إلى مهرب أسلحة معروف من اليمن.

من جهة أخرى، اتهم المدّعون الاتحاديون في جنوب البرازيل مديرين تنفيذيين سابقين في أكبر مصنع للأسلحة في أميركا اللاتنية ببيع 8 آلاف مسدس، في العام 2013، إلى عنصر الحزب في اليمن فارس محمد حسن مناع، وهو يمني الجنسية ومهرب أسلحة ناشط في منطقة القرن الأفريقي منذ أكثر من عشر سنوات، وفق الأمم المتحدة. وقد شُحنت هذه المسدسات حينها إلى جيبوتي ليعيد مناع توجيهها إلى اليمن مع بداية الحرب. وقد دفع للمصنع مليوني دولار، وفق وثائق المحكمة. وكان مناع قد عوقب في العام 2010 من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتهمة انتهاك حظر الأسلحة في الصومال. وتم منع الشركات والأفراد من القيام بأي مبيعات أسلحة أو تمويل له. وجُمدت أمواله وفُرض عليه حظر السفر، جنباً إلى جنب مع آخرين يشتبه في توفيرهم أسلحة للحرب الأهلية في الصومال. ومع ذلك دخل مناع في نهاية المطاف إلى البرازيل باستخدام جواز سفر باسم مستعار تزعم السلطات البرازيلية أن حزب الله زوده به كونه يقدم جوازات سفر مزورة لمنتسبيه في أميركا اللاتينية.

 

غرق مركب في صيدا: الربان لا يعرف عدد الركاب

خالد الغربي/المدن/ | الثلاثاء 13/09/2016/غرق مركب سياحي يستخدم للنزهة البحرية بين ميناء الصيادين في صيدا وجزيرتها، والحصيلة الأولية وفق مصادر عدة لـ"المدن" هي وقوع عشر إصابات بين ركابه حالة بعضهم خطرة. وتواصل فرق الدفاع المدني وجمعيات إسعافية البحث في المكان.

وما يعقّد عمل هذه الفرق ليس حلول الظلام إنما عدم معرفة ربان المركب (م.ر) عدد الركاب الذين كانوا على متن مركبه. وأوضح لدى توقيفه من القوى الأمنية أنه أثناء العودة من الرحلة وبينما كان المركب بين جزيرة صيدا والقلعة البحرية بدأ بالغرق من مقدمته حيث كان الثقل الأساسي للركاب.

وهذه المراكب السياحية تنظم رحلات بحرية مدة الواحدة منها ثلث ساعة، ولا تبتعد من الشاطئ، ومعظمها يفتقد إلى أبسط إجراءات السلامة العامة، إذ لا توجد سترات نجاة ولا يتم تحديد القدرة الاستيعابية لهذه المراكب. وتفيد المعلومات أن العاملين عليها لا يملكون تراخيص عمل ومزاولة هذه المهنة، خصوصاً أن هذه المراكب هي أساساً مراكب صيد، لكنها أكبر حجماً بقليل من قوارب الصيادين. وهذه الرحلات تنشط في موسم الصيف وخلال المناسبات والأعياد. وأُفيد أن المركب السياحي تابع لشركة رنو وأنه كان محملاً بمواطنين بينهم أطفال ونساء وما ساعد على عدم غرق جميع ركابه هو إجادة السباحة من قبل بعض من كانوا على متنه، ووجود مراكب سياحية عدة في ميناء الصيادين حيث كان الصيادون يستعدون للابحار.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قاطيشا: “حزب الله” غير جدي بدعم عون لأنه لا يريد رئاسة

موقع القوات اللبنانية/13 أيلول/16/أكد مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع العميد المتقاعد وهبي قاطيشا لـ”الجديد” ان “حزب “القوات” متفاهم على أغلب القضايا الداخلية مع “التيار الوطني الحر” ولكن نختلف على أسلوب المعالجة”. وأشار قاطيشا في حديث لقناة “الجديد” إلى “اننا نبحث موضوع النزول إلى الشارع ولكل حزب خصوصيته في هذا الملف ولا قراراً نهائياً بعد، فحين يقرر “التيار” النزول إلى الشارع سنرى ماذا سنفعل فلا احد يعرف ماذا سيستجد إلى ذلك الحين” وأوضح العميد المتقاعد: “نحن رفضنا تأليف هذه الحكومة من الأساس ولكن نحن اليوم ضد إسقاطها لأنه لم يبق من الشرعية اليوم في لبنان سوى هذه الحكومة”. وأكد قاطيشا “نحن كمسيحيون مغبونون منذ العام 1990 حتى اليوم ولكننا لسنا مع المعالجة من خلال الصدام بل من خلال الحوار تحت سقف الدستور”.ولفت مستشار رئيس حزب “القوات” إلى ان “”القوات” مع تجديد قيادة الجيش بأكملها ولكن عندما تصل الحكومة إلى عدم قدرتها على تعيين قائد للجيش فنحن ضد إفراغ الجيش من قيادته”. وختم قاطيشا: “ما نقوله ننفذه ولكن للأسف “حزب الله” ما يقوله لا ينفذه فهو غير جدي فدعم رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون فهو لا يريد الجنرال ولا يريد رئاسة جمهورية لأنه متحرر من قيود الجمهورية”.

 

شهيب: لامركزية النفايات لسيت منّة من أحد بل قرار الحكومة

موقع القوات اللبنانية/13 أيلول/16/أكد وزير الزراعة أكرم شهيب الى ان مطمرا برج حمود والكوستابرافا كانا المدخل الالزامي لدخول اللامركزية الادارية وكل ما حصل هو لزوم ما لا يلزم، مشيراً الى ان الجميع عاد ليؤكد أن إنشاء المطمرين هو السبيل الوحيد لتطبيق اللامركزية في ملف النفايات.

 وفي مؤتمر صحافي حول ملف النفايات، أضاف شهيب: “قطار اللامركزية انطلق من أيلول 2015 والمشكلة ليست به بل بمن يريد الالتحاق به”، معتبراً ان لامركزية النفايات لسيت منّة من أحد بل إن مجلس الوزراء هو الذي اتخذ هذا القرار وجميع الاجراءات بهذا الملف”. وتابع: “نقدم الاعتذار للمواطنين مما جنته عليكم وعلينا أيادي بعد السياسيين والمتسلقين”، معلناً ان شركة سوكيلن ستبدأ بنقل نفايات 45 بلدية في المتن وكسروان ابتداء من الليلة. وأعلن أنه بالنسبة الى النفايات المتراكمة منذ إقفال مطمر برج حمود يطلب الى كل بلدية او اتحاد بلديات تحديد مواقع لتخزين النفايات المتراكمة موقتاً.وقد شكر شهيب حزب “الطاشناق” الذي كان له الدور الاساس في هذا الملف بجانب رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل ووزير التربية الياس بو صعب ورئيس تكتل “التغيير والاصلاح” ابراهيم كنعان. وقال: “الله يسامح اللي كان السبب” بتأخير تطبيق خطة النفايات.

 

ريفي بحث مع وفد من سعدنايل قضية الطراس: كرامتنا ليست مستباحة لاحد وسنتابع القضية لنحق الحق

الثلاثاء 13 أيلول 2016 /وطنية - استقبل وزير العدل اللواء اشرف ريفي في دارته بطرابلس، وفدا من بلدة سعدنايل برئاسة امام البلدة الشيخ عصام الجراح، وبحث معهم موضوع توقيف المفتي السابق بسام الطراس وآخر المستجدات في سعدنايل. بعد اللقاء، قال الجراح: "تشرفنا بزيارة الوزير ريفي حيث وضعناه بآخر المستجدات التي حصلت في بلدة سعدنايل لا سيما توقيف المفتي السابق الشيخ بسام الطراس، وقد اكدنا اننا مع القانون وحفظ حق وكرامة المواطن، ونؤكد ايضا ان لكل موقوف حقوق قانونية وانسانية، فعلى غرار ما حصل مع الكثير من الابرياء وما يتعرضون له من تعذيب وظلم ومنع عنهم حقوقهم الانسانية، وهذا ما جرى اثر توقيف الشيخ الطراس". اضاف: "جئنا لنشكر الوزير ريفي على تدخله في حماية حق سماحة الشيخ بسام الذي اوقف بهذه الطريقة والتي نعتبرها غير مقبولة، ونحن نسمع ان القاء القبض على أي شيخ او رجل دين من الطرف الاخر هو خط احمر، اذا لماذا لا يكون خط احمر عندنا كما عند سائر الطوائف والفئات؟، ولماذا هناك ساحة مستباحة وهناك ساحة اخرى ممنوع المس بها حتى بالمجرمين والمطلوبين والارهابين وتجار المخدرات، اما عندنا فأكبر رأس صار مستباحا، فنحن جئنا لنطالب بحق ابنائنا الموقوفين بمحام يطلع على ملفهم وقضيتهم وحقهم برؤية طبيب كما ينص عليه القانون".

وتابع: "جئنا لنؤكد ان سعدنايل هي جزء من الوطن وليست خارجة عن الوطن وليست مربعا امنيا، بل انها تحت القانون، وطريقها هو الخط الاستراتيجي المهم في هذا البلد واهلها لم يتعرضوا لاي انسان يمر على طريق سعدنايل طيلة التاريخ ولم يقوموا باي اعتداءات مذهبية دينية او سياسية، سعدنايل بلدة آمنة لكل الوطن وهي من القرى والبلدات التي تحافظ على كرامة الوطن والمواطنين".

ريفي

بدوره، قال ريفي: "تشرفت اليوم كما تشرفت طرابلس باستقبال وفد من اهلنا من سعدنايل استمعت الى مطالبهم بما يخص قضية التفجير التي حصلت في البلدة وهي مدانة ومرفوضة، وقد اكد الوفد لنا ادانته ايضا واستنكاره لعملية التفجير، وعندما يثبت مسؤولية أي شخص في هذا التفجير وفق القانون عبر الادلة العلمية والعملية، فلسنا حينها ضد محاسبته، انما ان يصار الى توقيف اعداد كبيرة من ابناء سعدنايل ومن اهلنا في البقاع الاوسط والغربي على شبهة سطحية او شبهة مخبر او أجير لدى ما يسمى بسرايا المقاومة فهذا الامر لن نسمح به ابدا، وحتى الجهاز الذي سيحقق يجب اثبات حقه في القيام بالتحقيق وفي حال يسمح له القانون بذلك، فان القانون ايضا يعطي الحقوق للمتهم او المشتبه به بان يرى محاميا وطبيبا، كما انه يحق له بمعاملة حسنة، فالمعاملة السيئة اصبحت من العهد البائد، كان تغطى عيناه وغير ذلك من هذه الاساليب كل هذا غير مقبول ابدا".

اضاف: "ان حقوق اهلنا مصانة ومقدسة وسندافع عنها مهما كلف الامر واعود وأؤكد ادانتنا لاي تفجير والفاعل سيحاسب انما ان يذكر على وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام صور واسماء لأشخاص على انهم هم الرأس المدبر للتفجير وبعد 4 ساعات من التحقيقات يتم اخلاء سبيلهم هذا الامر يعتبر مس بكرامة وحرية الناس، فكأنك بذلك تدينه اعلاميا. الاسلوب رأيناه في المرحلة السابقة في عهد جميل السيد، واليوم لن نسمح له بالاستمرار. فلنعد الى الدولة والى القانون واحترام الانسان، سعدنايل ليست مستباحة لاحد ابدا، ليست لسرايا المقاومة والعملاء والمأجورين هي لاهلها ولطرابلس ولكل مواطن شريف".

وأردف ريفي: "اؤكد للوفد ان ابوابنا مفتوحة لهم دوما وقد استمعنا لقضيتهم، والقاضي الموكلة اليه القضية له منا كل احترام ويكفي تهويلا علينا فليس هناك من يمكنه اخافتنا، والقاضي يطبق القانون لحفظ كرامة الناس، واليوم عند محاولة القاء القبض على رجل دين مسلما كان ام مسيحيا سنيا ام شيعيا ام درزيا ام علويا له الحق بالاحترام، فليس من العدل توقيف اي مواطن بسبب بلاغ مخبر مأجور ولكن عندما تكون هناك ادلة ملموسة عن اعمال اجرامية او تورط احدهم عندها ليس هناك من يمكنه ايقاف المحاسبة كائنا من يكون المجرم، انما لا يمكن ان نستسهل بتوقيف الناس دون اي اعتبار لمكانتهم، فاليوم الشيخ والمفتي السابق بسام الطراس كلنا نعلم انه دكتور يدرس بأرقى الجامعات ولا يجوز ان يوقف بالشكل الذي اوقف فيه". وختم: "كرامتنا ليست مستباحة لاحد وسنتابع القضية نحن واهلنا في سعدنايل بكل جوارحنا وسلطاتنا لنحق الحق ونطبق القانون".

 

الحريري عبر تويتر: إغلاق تلفزيون المستقبل غير وارد أساسا

الثلاثاء 13 أيلول 2016 /وطنية - نفى الرئيس سعد الحريري ما ورد في موقع "النشرة" عن قرب إغلاق تلفزيون "المستقبل"، وقال في تغريدة له عبر موقع "تويتر": "ما نشره موقع النشرة عن قرب إغلاق تلفزيون المستقبل، أو حتى التفكير بصياغة بيان يعلن ذلك، لا يمت للحقيقة بصلة، وهو أمر غير وارد أساسا".

 

الراعي التقى فرنجية في الديمان

الثلاثاء 13 أيلول 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم، رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، وعرض معه الاوضاع العامة في لبنان. وقد وصل فرنجية إلى الصرح البطريركي في الديمان عند السابعة مساء، يرافقه الخوري اسطفان فرنجية، وكان في استقباله عند مدخل الصرح المحامي وليد غياض والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا، اللذان رافقاه إلى الصالون الكبير ومنه انتقل الراعي وفرنجية إلى الجناح البطريركي حيث عقدت خلوة استمرت حوالي التسعين دقيقة، غادر بعدها فرنجية دون الادلاء بأي تصريح.

 

 عون بحث مع مجلس بلدية مرجبا شؤونا انمائية

الثلاثاء 13 أيلول 2016 /وطنية - التقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، مجلس بلدية مرجبا - قضاء المتن وبحث معهم شؤونا انمائية.

 

غطاس خوري من معراب: الرئيس الحريري سيعود قريبا ليتحرك الملف الرئاسي مجددا نحو مكان جديد

الثلاثاء 13 أيلول 2016 /وطنية - استقبل رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، النائب السابق غطاس خوري موفدا من الرئيس سعد الحريري، في حضور رئيس جهاز الاعلام والتواصل ملحم الرياشي. وقال خوري في دردشة مع الاعلاميين عقب اللقاء الذي استغرق ساعة ونصف الساعة: "نقلت تحيات الرئيس سعد الحريري الى الحكيم، وتناقشنا في الموضوع الأساسي في البلد وهو رئاسة الجمهورية، بالإضافة الى قانون الانتخابات النيابية الذي يوليه الدكتور جعجع أهمية كبرى، على غرار ما نحن عليه، ويجب حصول اختراق ما على صعيد هذه الملفات".وذكر بالقانون الانتخابي "الذي قدمه تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، ونحن ملتزمون به، ويبقى ان يكون النقاش مع الفرقاء الآخرين على قاعدة هذا القانون، واذا لم نصل الى أي مكان، هناك أسس ديمقراطية تعتمد في المجلس النيابي للوصول الى قانون جديد".

وردا على سؤال، قال خوري "ان النقاش قائم حول امكانية ايجاد خرق ما في الملف الرئاسي، ولا قرار نهائيا في هذا الاتجاه ولو ان الكلام مع رئيس القوات مفيد". وعن امكانية انتخاب رئيس جمهورية في الجلسة الخامسة والأربعين، أجاب: "لا أستطيع التنبؤ الى هذا الحد، ولكن يوجد جو في البلد يعي تماما أن هذه الأزمة التي يشهدها لبنان سوف تودي بالدولة الى الانهيار، الأمر الذي يضع كل القيادات السياسية أمام مسؤولياتها، وسوف يعود الرئيس الحريري قريبا من سفره ليتحرك هذا الملف مجددا بطريقة ما نحو مكان جديد". واستغرب خوري ردا على سؤال "ما يطرح عن مؤتمر تأسيسي في حين أننا لم نطبق حتى الآن اتفاق الطائف، فكيف نتحدث عن مؤتمر تأسيسي جديد؟"، معتبرا "هذه الطروحات بمثابة قفزات هوائية تكلف البلد كثيرا، والمطلوب اليوم إعادة الجمهورية الى الانتظام العام من خلال انتخاب رئيس جديد واجراء انتخابات نيابية وفقا لقانون انتخابي جديد وراءه مطالب محقة، فضلا عن تشكيل حكومة جديدة ومؤسسات تقوم بواجباتها".

من جهة أخرى، عرض جعجع مع رئيس بلدية حمانا بشير فرحات مواضيع إنمائية، في حضور منسق القوات في المتن الجنوبي جوزيف ابو جودة. كما التقى منصور، طارق ومالك الرحباني حيث كانت مناسبة قدم خلالها مالك الرحباني كتابه "Images: A personal evolution of the mind" الذي يتحدث عن مراحل حياة الانسان منذ الولادة وحتى الممات، رسمها الرحباني بانطباعاته في صور عدة، وترجمها الى كلمات وافكار مكتوبة، كما أضاف اليها بعضا من تجاربه الشخصية.

 

الكتائب: الميثاقية تبدأ بتحقيق السيادة الكاملة وبرفض الولاء للخارج وربط لبنان بنزاعات المنطقة وبانتخاب رئيس للجمهورية

الثلاثاء 13 أيلول 2016/وطنية - عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الدوري، برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، واستهله بالوقوف دقيقة صمت، عن روح الرئيس الشهيد بشير الجميل.

وبعد التداول اصدر البيان التالي:

"1- لمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لاستشهاد الرئيس بشير الجميل، يؤكد حزب الكتائب، ان الاغتيال الجبان، أحيا في نفوس الكتائبيين واللبنانيين مشاعر الثورة، التي جسدها بشير في حياته، وهي ثورة لقيام الجمهورية الخالصة، ونشر مفهوم الدولة القوية على كامل مساحة ال 10452 كلم2.

2- يعلن حزب الكتائب قيام النواة الصلبة لمعارضة حقيقية، في دولة بحاجة الى فريق عمل معارض يراقب ويحاسب السلطة واقوالها وافعالها واعمالها، يشكل سدا منيعا بوجه محاولات وضع لبنان رهينة الصراعات الأقليمية والداخلية، وبوجه محاولات الإفساد والفساد والهدر.

ويدعو الحزب الشخصيات والقوى السياسية والمدنية والاصلاحية والديموقراطية، الى التكتل والعمل المشترك لمتابعة المواجهة من اجل مستقبل لبنان والأجيال الطالعة.

3- يؤكد حزب الكتائب، ان الميثاقية تبدأ بتحقيق السيادة الكاملة، وبرفض الولاء للخارج وربط لبنان بنزاعات المنطقة، وحكما بانتخاب رئيس للجمهورية واحترام النظام الديموقراطي.

4- يؤكد حزب الكتائب، ان تعليق الاعتصام في مكب برج حمود، لا يشكل براءة ذمة للحكومة، ولا يعطيها شيكا على بياض، لمتابعة تنفيذ خطة معالجة النفايات، التي لا يزال الحزب يرفضها من اساسها.

ووضعا للأمور في نصابها الصحيح، يؤكد الحزب انه بفعل الوقفة الاعتراضية والمشرفة للشابات والشباب بوجه كل انواع الفساد والهدر، وهي وقفة استمرت نحو شهر على ارض مطمر برج حمود، واستدعت نقل بعضهم الى المستشفيات بسبب الأوبئة، وبفعل هذا الضغط الناشئ، اضطرت الحكومة الى تغيير خطتها جزئيا من خلال خفض الارتفاعات في جبل النفايات، وخفض مدة الطمر من اربع سنوات الى سنة واحدة، وتثبيت انطلاق قطار اللامركزية في معالجة النفايات، حيث تنهض الآن مسؤولية البلديات في المتابعة واستكمال الجهوزية وعدم السماح لأي جهة بعرقلة المشروع اللامركزي.

إن الحزب يؤكد شراكته مع البلديات والحراك المدني، في استكمال المواجهة بكل الوسائل المتاحة.

5- يذكر حزب الكتائب بموقفه الثابت ونضاله من اجل تحقيق المساواة الكاملة، بين الرجل والمرأة على كل الصعد التشريعية والسياسية والاجتماعية.

وفي هذا السياق، يعتبر الكتائب ان لا ظروف ولا اسباب تخفيفية لأي جريمة اغتصاب، بل يجب انزال اقصى العقوبات الرادعة بحق المغتصب الفاعل، مع التأكيد على وجوب الغاء المادة 522 من قانون العقوبات.

ان موقف الحزب ثابت في هذا الإطار ولا يقبل اي اجتهاد، وقد ترجمت مواقفه بثمانية اقتراحات قوانين، تقدم بها رئيس الحزب خلال السنوات القليلة الماضية.

6- يعرب حزب الكتائب عن اسفه الكبير لغياب رئيس الجمهورية للعام الثالث على التوالي، عن تمثيل لبنان امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، مما يعطي انطباعا بالغ السوء، عن الدرك الذي بلغته الحالة السياسية، في بلد مشهود له عبر الزمن بديموقراطيته ونظامه الدستوري، ويدعو الوفد اللبناني لاثارة موضوع اللاجئين السوريين، لناحية اشراك الدول العربية والأجنبية في تحمل اعباء واكلاف النزوح من خلال تدابير عملية، بينها اعادة توزيع اللاجئين على الدول القادرة اقليميا ودوليا.

7- لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، يتقدم حزب الكتائب من الاخوة المسلمين في لبنان والخارج بأصدق التهاني والتمنيات، متوسلا الخير والسلام والاستقرار في لبنان والمنطقة والعالم".

 

جعجع التقى خليل ورابطة مختاري جبيل ووفودا بلدية

الثلاثاء 13 أيلول 2016 /وطنية - عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة مع عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب يوسف خليل، في حضور منسق القوات في كسروان - الفتوح جوزف خليل. من جهة أخرى، استقبل جعجع وفد رابطة مختاري جبيل برئاسة المختار ميشال جبران، في حضور منسق "القوات" في جبيل شربل أبي عقل.كما، التقى جعجع تباعا وفد بلدية جبرايل - عكار برئاسة الدكتور جميل خوري، في حضور كاهن الرعية الأب انطوان الجمال ومنسق القوات في عكار نبيل سركيس، ثم وفد بلدية حصرون برئاسة جيرار سمعاني. وتم التطرق في الاجتماعات الثلاثة الى شؤون إنمائية خاصة بكل منطقة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الاسرائيلي يقصف مجدداً مواقع النظام السوري

وكالات/14 سبتمبر، 2016/أعلن الجيش الاسرائيلي أنّه شن غارات على مواقع لمدفعية النظام السوري في وسط مرتفعات  الجولان وذلك ليل الثلاثاء – الأربعاء (13-14 أيلول). إقرأ أيضاً: الجيش السوري يؤكد إسقاط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة استطلاع والجيش الاسرائيلي ينفي

وأشار في بيان صدر عنه أنّ الغارات رداً على ثلاث قذائف سقطت يوم أمس الثلاثاء، موضحاً أنّها لم تكن متعمدة ولم تسجل اصابات.

 

ملامح وساطة قطرية بين إيران والخليج

العرب/14 أيلول/16/الدوحة - دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دول الخليج وإيران إلى تسوية خلافاتها عبر الحوار، وذلك في مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني. وبالنظر إلى أجواء العلاقات الخليجية الإيرانية المشحونة بالخلافات الحادّة، يغدو أي شكل من أشكال التواصل بين قيادات الطرفين، حدثا يسترعي انتباه المحلّلين. وتساءل مراقبون إن كانت الدعوة القطرية الموجهة لإيران في هذا الظرف بالذات مؤشرا على تعاطي الدوحة مع ملف العلاقة مع طهران بشكل مختلف عن تعاطي باقي دول الخليج، باستثناء سلطنة عمان التي احتفظت دائما بعلاقات قوية مع إيران وآثرت لعب دور الوسيط بينها وبين خصومها في الخليج  كما تساءلوا إن كان وراء اتصال الشيخ تميم بروحاني مشروع وساطة قطرية لتخفيف حدّة الخلافات بين إيران وجيرانها الخليجيين، بعد أن وصلت مداها خلال الفترة القليلة الماضية وتجسّدت خصوصا في التراشق الحادّ بين طهران والرياض. وسبق لقطر أن سلكت سياسات مختلفة عن باقي دول الخليج في عدّة ملفات على رأسها ملف جماعة الإخوان المسلمين وبالنتيجة ملف العلاقة مع مصر، حيث تعتبر علاقة الدوحة بالقاهرة الأضعف من نوعها قياسا بالدعم الخليجي الكبير لحكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مقابل دعم قطر لجماعة الإخوان التي تم حلّها وحظر نشاطها وتجري محاكمة قياداتها في مصر بتهم يتعلّق بعضها بالإرهاب والتخابر مع الخارج. وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إنّ الأمير تميم أجرى مكالمة هاتفية مع روحاني بمناسبة عيد الأضحى الذي بدأ الاثنين. واكتفت الوكالة بالقول إن الأمير أكد “أهمية أن ترتكز العلاقات الخليجية الإيرانية على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل”. وشدد على أن “تتم تسوية أي خلافات خليجية إيرانية عن طريق التفاوض والحوار”، بحسب الوكالة ذاتها. ولم تحدد الوكالة وقت إجراء المكالمة التي تأتي مع ازدياد التوتر والحرب الكلامية بين القوتين الإقليميتين إيران والسعودية بشأن الحج. ويأخذ الخليجيون على إيران تدخّلها في الشؤون الداخلية لبلدانهم وبلدان المنطقة عموما، وإثارتها التوترات بإحيائها النعرات المذهبية والطائفية.

 

تركيا تطالب الولايات المتحدة رسميا بتسليم غولن

العرب/14 أيلول/16/أنقرة - تقدمت تركيا بطلب رسمي للولايات المتحدة، وذلك للمرة الأولى من أجل حث حليفتها في الناتو بتسليم رجل الدين فتح الله غولن، المتهم الرئيسي في تدبير الانقلاب الفاشل في أنقرة وإسطنبول منتصف يوليو الماضي. وأفادت وسائل الإعلام التركية، الثلاثاء، أن وزارة العدل طلبت من السلطات الأميركية توقيف الداعية بتهمة “إصدار الأوامر وإدارة محاولة الانقلاب”، وهو ما ينفيه زعيم حركة الخدمة بشدة. وجاء الطلب بعد أيام فقط من زيارة وفد برلماني تركي إلى واشنطن التقى فيه عددا من أعضاء الكونغرس وممثلي منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية، من أجل بحث عدد من قضايا الشأن التركي والإقليمي وفي مقدمتها تسليم غولن. وكانت أنقرة قد طلبت مرارا من واشنطن تسليمها غولن، وقدمت وثائق تقول إنها تتضمن أدلة على تورطه في محاولة الانقلاب، غير أن إدارة الرئيس باراك أوباك يبدو أنها تتلكأ في الاستجابة لمطلب الأتراك وقد يكون ذلك له علاقة بتسوية الملفات العالقة التي فيها اختلافات في الرؤى وخاصة في ما يتعلق بالتوترات في الشرق الأوسط. وفي مطلع الشهر الماضي، أصدرت محكمة في إسطنبول مذكرة توقيف رسمية بحق غولن، في مسعى من تركيا لإقناع حلفائها الأوروبيين والمجتمع الدولي من أجل الضغط على الأميركيين للتحرك في هذا الجانب.

ويشكك مراقبون في نجاح المساعي التركية في هذا الأمر، لا سيما بعد التأكيدات الأميركية بأنها لم تتحصل على إثباتات تدين زعيم الخدمة بأنه وراء أول انقلاب تشهده تركيا منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة قبل 14 عاما. وخلال زيارته إلى أنقرة مؤخرا، قال جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي “يجب أن تتوفر الشروط التي تنص عليها المعايير القانونية في بلادنا”، مشددا على أن واشنطن “لا مصلحة لديها إطلاقا في حماية أي شخص أضر بمصالح دولة حليفة لنا”. وكان رئيس مجموعة الصداقة التركية الأميركية البرلمانية علي صاري كايا، قد أكد في وقت سابق، أن “ما نتوقعه من المسؤولين الأميركيين هو أن يقفوا إلى جانب تركيا في قضيتها العادلة، وأن يسلموا زعيم هذه المجموعة الإرهابية”.

 

المجر مهددة بالطرد من الاتحاد الأوروبي لسوء معاملتها اللاجئين

العرب/14 أيلول/16/بروكسل- باتت المجر تحت الضغط أكثر من الاتحاد الأوروبي لتحسين تعاملها مع اللاجئين لا سيما بعد أن هددت لوكسمبورغ بالسعي إلى طردها من التكتل في حال واصلت “مخالفتها القيم الأساسية للاتحاد”. ونقلت صحيفة “دي فيلت” الألمانية، الثلاثاء، عن وزير خارجية لوكسمبورغ، يان أسيلبورن، دعوته إلى استبعاد المجر من الاتحاد على خلفية سياسات الهجرة التي تنتهجها. وقال أسيلبورن إن “التعامل السيء لبودابست مع اللاجئين يُعد انتهاكا سافرا للقيم الأوروبية، وأنّ هذا الأمر لا يمكن قبوله”.وأضاف “أولئك من أمثال المجر الذين يبنون أسوارا أمام اللاجئين الفارين من الحرب أو الذين ينتهكون حرية الصحافة واستقلال القضاء، ينبغي إبعادهم بشكل مؤقت أو بشكل دائم إن لزم الأمر من الاتحاد الأوروبي”. وبحسب قوانين الاتحاد الأوروبي، فإنه من الممكن تجميد عضوية دولة ما، في حال أجمعت باقي الدول الأعضاء في الاتحاد على ذلك. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تلويح وزير الداخلية النمساوي، الأربعاء الماضي، بمقاضاة بودابست إذا رفضت استعادة مهاجرين عبروا الحدود المشتركة بين البلدين، مع تصاعد التوترات السياسية بشأن المهاجرين قبل الانتخابات الرئاسية في النمسا. واتهمت فيينا، التي تواجه تحديا من حزب الحرية اليميني المتطرف، المجر مرارا بالسماح للمهاجرين بدخول أراضيها في تحد لقواعد الاتحاد الأوروبي التي تقضي بأن يبقى طالبو اللجوء في الدولة الأولى التي يدخلونها من دول الاتحاد. وقال وزير الداخلية النمساوي فولفجانج سوبوتكا لوسائل إعلام، ردا على سؤال عن رفض المجر التراجع عن موقفها حيال المهاجرين، “الدول أو مجموعات الدول التي تخرق القانون باستمرار يجب أن تتوقع عواقب قانونية”. وتعتبر المجر من أوائل الدول الأوروبية التي أعاقت فعليا وصول اللاجئين إليها، إذ أقدم رئيس وزرائها المحافظ فيكتور أوربان، على عدد من الخطوات التي تحول دون دخولهم إلى البلاد، منها بناء جدار مرتفع ومد أسلاك شائكة على طول الحدود الفاصلة بين المجر وكل من صربيا وكرواتيا. وأثبتت عدة تقارير لمنظمات إنسانية عديدة، أنّ السلطات المجرية استخدمت العنف المفرط ضد اللاجئين الراغبين في العبور من البلاد بطرق غير قانونية. ومن المقرر أن تجري المجر استفتاء في الثاني من الشهر المقبل، سيسأل فيه الناخبون عما إذا كانوا يوافقون على قرار أوروبي بإعادة توزيع طالبي اللجوء عبر دول الاتحاد، في الوقت الذي تتخذ الحكومة موقفا معلنا ضد المهاجرين. وخلال الأعوام الماضية، اصطدمت المجر أكثر من مرة مع الاتحاد الأوروبي، الذي انضمت إليه في 2004، حول قضايا كثيرة على غرار الهجرة وعقوبة الإعدام والإصلاحات السياسية والاقتصادية.

 

الأكراد يصعدون المواجهات العسكرية ضد الحرس الثوري الإيراني

العرب/14 أيلول/16/لندن - تتوخى إيران أسلوب التكتّم على عدد القتلى والجرحى في الحرس الثوري، كالعادة، في كل مرة تواجه فيها الفصائل الكردية المسلحة في شمال غرب البلاد، وهو ما يعكس مخاوفها الكبيرة من توسّع دائرة المعركة ضدها هناك. وصعد الأكراد من هجماتهم العسكرية في المناطق ذات الغالبية الكردية في إيران مؤخرا، حيث هاجمت وحدة من بيشمركة كردستان إيران قواتا من الحرس الثوري في سردشت الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مصرع وجرح عدد من العسكريين الإيرانيين، وهو ما نفته طهران. واكتفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بالإشارة إلى مقتل 8 من المسلحين الأكراد الإيرانيين هم أعضاء في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني على الحدود مع كردستان العراق. ونقلت الوكالة عن عزيز حسني، المسؤول عن منطقة زردشت، قوله إن “ثمانية عناصر من أفراد المجموعة الصغيرة المناهضة للثورة قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن”، موضحا أن المواجهات جرت على الحدود ولم يقتل أي عنصر من قوات الأمن وأن الاشتباكات توقفت. وتبدو رواية أكراد إيران مغايرة تماما للرواية الرسمية بعد أن أكد مصدر كردي خاص أن عدد القتلى في صفوف الأكراد هما اثنان فقط، وقد حصلت “العرب” على صور القتيلين من قواتهم.

وقال مولود سوارة، عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني لـ”العرب”، إن “قوات بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني اشتبكت مع عناصر من الحرس الثوري وأوقعت خسائر في الأرواح وخسائر مادية بين صفوف الحرس، واستشهد اثنان من رفاقنا في نفس اليوم”.

ولم يحدد القيادي الكردي بالضبط عدد القتلى والجرحى في صفوف الحرس الثوري الإيراني الذي يجد صعوبة بالغة على ما يبدو للسيطرة على الوضع على الحدود مع العراق. ومنذ منتصف يونيو الماضي، جرت سلسلة من المواجهات المسلحة بين المقاتلين الأكراد وقوات الأمن في المناطق ذات الغالبية الكردية، أوقعت 39 قتيلا هم 33 من المسلحين الأكراد وستة عسكريين إيرانيين. أغلبية الأحزاب الكردية الإيرانية موافقة على استمرار الكفاح المسلح ضد طهران لتحقيق أهداف قضيتها ويرى خبراء في الشأن الكردي الإيراني أن أغلبية الأحزاب الكردية موافقة على استمرار الكفاح المسلح ضد النظام الإيراني، وهو جزء لا يتجزأ من سياق الصراع الكردي لتحقيق أهداف قضيته. وكشف المسؤول الكردي لـ”العرب”، أنه منذ مطلع العام الجاري بدأت الأحزاب الكردية بتحرك عسكري بشكل عميق ومبرمج داخل الأراضي الإيرانية وخاصة في الأشهر الأخيرة، حيث وقعت اشتباكات عديدة من مدينة ماكو حتى مدينة الإيلام. ويتوقع سوارة أن وحدة كل الفصائل الكردية الإيرانية في “تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة”، لكنه لم يحدد متى سيكون ذلك؟

وأضاف القيادي الكردي “نحن كشعب كردي في شرق كردستان (كردستان إيران) نعاني أسوأ معاناة إنسانية تحت سلطة هذا النظام الإيراني في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية”. ومنذ مجيء النظام الإيراني إلى السلطة أصبحت قضية الأكراد قضية أمنية عسكرية تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية لزعماء طهران. وتعليقا على ذلك، قال القيادي الكردي “لذا فضلوا التعامل العسكري مع القضية بدلا من إيجاد حل سياسي. نحن كحزب ديمقراطي منذ أوائل الثورة حتى يومنا هذا لم نتخل عن الكفاح المسلح رغم تجميده لفترة بسبب الأوضاع التي كانت تتعلق بكردستان العراق”. وكانت السلطات الإيرانية قد حظرت نشاط الحزب الكردي منذ العام 1979 بعيد قيام الثورة. وقد أوقف الحزب نشاطاته العسكرية قبل سنوات، لكنه استأنفها قبل أشهر عدة. وله قواعد خلفية في كردستان العراق، وهي منطقة ذات حكم ذاتي في شمال العراق. ويشدد المسؤول الكردي على أن السلطة في إيران متناقضة في مواقفها، فبينما تمارس سياسات التطهير العرقي ضد الشعب وخصوصا الأقليات المضطهدة، يلاحظ تدخلها أيضا في شؤون دول المنطقة تحت حجة الدفاع عن المظلومين. وفي ظل هذا الوضع يترقب الأكراد التغيرات الجذرية في هيكلة النظام الإقليمي، ويقول سوارة، إن “الشعب الكردي في إيران تحت احتلال نظام فاشي مستهدف بشكل جدي، والنظام يحاول إعادة هيكلة القضية السياسية والعسكرية في كردستان في ضوء هذه التغيرات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط”. ويلاحظ المتابعون بأن التحركات العسكرية الكردية الأخيرة أصبحت مصدر قلق للنظام الإيراني، إذ يخشى الأخير من تطور الكفاح المسلح إلى باقي الأقليات الإيرانية مثل العرب والآذاريين والبلوش وليس فقط بين الأحزاب الكردية. وكلما تحركت الأقليات المضطهدة، سواء كان تحركا عسكريا أو سياسيا ضد النظام، فإن السلطة في طهران تتهم دول المنطقة بأنها مسؤولة عن هذا التحرك وذلك بهدف ضرب شرعية وحقوق الأقليات في الدفاع عن النفس، كوسيلة لتخوين هذه المكونات واتهامها بالعمالة إلى الخارج، بحسب القيادي الكردي. ويربط سوارة استمرار الأعمال العسكرية الكردية ضد النظام الإيراني باستمرار سياسة القمع الممارسة ضدهم. وأكد أن الحزب الكردستاني الإيراني يلجأ إلى استخدام القوة العسكرية ضد النظام أينما وجد ضرورة لذلك. وقال في هذا الصدد “نحن لم نعلن هدنة مع النظام الإيراني حتى نقول إن التطورات الأخيرة في ساحة النضال الكردي مؤقتة، كلاّ، نحن نواجه سياسات النظام بكل أشكالها ونستمر في استخدام القوة حتى الحصول على حقوقنا كاملة”.

 

صفقة عسكرية أميركية قياسية لإسرائيل

العرب/14 أيلول/16/واشنطن - انتزعت إسرائيل من الولايات المتحدة صفقة مساعدات عسكرية هي الأكبر على الإطلاق، بين الحليفين على إثر توصلهما إلى اتفاق تبلغ مدته عشرة سنوات، وذلك بعد مفاوضات “شاقة” بين الجانبين دامت عدة أشهر. وكشفت مصادر مطلعة، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق نهائي بشأن صفقة مساعدات عسكرية جديدة قياسية لا تقل قيمتها عن 38 مليار دولار، وأنه من المنتظر توقيع الاتفاق خلال أيام. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين من الجانبين قولهم، إن الاتفاق سيمثل أكبر التزام بمساعدات عسكرية أميركية لأي دولة على الإطلاق، كما سيتضمن تنازلات كبيرة قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأكد المسؤولون أن من بين التنازلات موافقة إسرائيل على ألا تسعى للحصول على أموال إضافية من الكونغرس خلافا لما ستحصل عليه سنويا بمقتضى الصفقة الجديدة، وأن تنهي أيضا ترتيبا خاصا سمح لها بإنفاق جزء من المساعدات الأميركية على صناعتها الدفاعية بدلا من إنفاقه على أسلحة صناعة أميركية. وسبق أن أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن حجم المساعدة الأميركية لإسرائيل ستصل سنويا إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار على مدار عقد من الزمن، كما سيتم رفع حجم المساعدات إلى 700 مليون دولار سنويا، ولكنه أقل مما طلبه نتنياهو، وهو أربعة مليارات دولار سنويا. ويشير طول وقت المفاوضات حول الصفقة إلى استمرار الخلاف بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونتنياهو بشأن الاتفاق النووي، الذي قادت الولايات المتحدة مفاوضات إبرامه مع إيران الخصم اللدود لإسرائيل. وهناك خلافات أيضا بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول الفلسطينيين. ويقول المسؤولون من الجانبين إن نتنياهو رأى أن عقد اتفاق مع أوباما، الذي سيترك البيت الأبيض في يناير المقبل، أفضل من أن يتعلق بأمل الحصول على بنود أفضل في اتفاق مع الإدارة الأميركية القادمة، قد لا يتحقق.

 

فيدرالية أكراد سوريا في طريقها إلى الانحلال

العرب/14 أيلول/16/شهدت الأيام الماضية حركة تمرد واسعة ضد قوات سوريا الديمقراطية الكردية، التي تعتبر الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صاحب فكرة الإدارة الذاتية والفيدرالية في شمال سوريا، ودارت اشتباكات بين الحلفاء المنضوين تحت راية هذه القوات الإشكالية، ما دفع للاعتقاد بأن هذه القوات الكردية باتت في طريقها للانحلال، خاصة بعد أن تبيّن أن قوتها في الميدان ناتجة فقط عن دعم الولايات المتحدة لها، لا عن قوة ضاربة ذاتية. خلال هذا الشهر، شهدت هذه القوات الكردية أربع انتكاسات، الأولى في الحسكة، والثانية في جرابلس، والثالثة في منبج، وكلها في شمال سوريا. ففي الحسكة، أدّت المفاوضات التي جمعت هذه القوات مع قوات النظام السوري برعاية وإشراف روسي، إلى تثبيت اتفاق يقضي بخروج قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية من المدينة، وتسليم الأمن فيها إلى قوات الأسايش، وهي قوات شرطة كردية، ما يعني أن المدينة ستخلو من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، ولن يُسمح لقوات سوريا الديمقراطية بدخول المدينة بعد الآن. أما النكسة الثانية، فهي اضطرار هذه القوات للتراجع إلى شرق الفرات أمام تهديد تركيا وتدخل الولايات المتحدة، وأيضا ضربات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، وذلك بعد أن سيطرت هذه القوات على مدينة جرابلس وبدأت تتمدد حولها طاردة الأكراد من القرى التي احتلوها. أما النكسة الثالثة، فهي اضطرار هذه القوات للخروج من منبج، بعد أن أمرتها الولايات المتحدة بذلك، وطلبت منها أن لا تبقى في المدينة، وصحيح أنها أبقت قوات مرتبطة بها في المدينة، إلا أنها لا تجرؤ بعد الآن على الظهور في المــدينة أو الاقتراب منها.

أما الانتكاسة الرابعة، فهي انشقاق موالين لها من عرب وتركمان وتخليهم عن التحالف مع هذه القوات التي تتكون بشكل أساسي من غالبية كردية ساحقة. وبغض النظر عن الانشقاقات وأسبابها في صفوف هذه القوات، التي أُعلن عن تشكيلها في 11 أكتوبر 2015، بدعم عسكري أميركي، وغطاء سياسي روسي، يرى الكثيرون أنه لا فرصة لبقاء وديمومة التحالف والتعاون بين الفصائل المسلحة التي تشكلت منها هذه القوات، والتي تضم نحو 20 فصيلا، من إثنيات وقبائل وعشائر ومناطق سورية مختلفة، لأن هذا التحالف العسكري هش، ويحمل في بنيته كل عوامل وأسباب التفكك والانهيار.

وعن طبيعة هذا التحالف، يقول سليمان يوسف، الباحث المختص في شؤون الأقليات، لـ”العرب” إنه “تحالف عسكري فرضته ضرورات وظروف الحرب السورية، وتقاطع مصالح أطرافه في بعض المحطات والمعارك، وفي مناطق سورية لها خصوصيتها الديموغرافية، وإذا ما دققنا في تركيبة قوات سوريا الديمقراطية، نجد بينها الكثير من التناقضات الفكرية والسياسية والعقائدية، كذلك تباعد في الأجندات والأهداف الاستراتيجية، وقد علمتنا تجارب الحروب الأهلية، أن تصادم الأجندات بين أيّ فصائل وتشكيلات عسكرية، سيُفضي في النهاية إلى تصادم البنادق على الأرض”. من ناحية أخرى، يعتقد الكاتب السوري المعارض عمر الكوش، أن الولايات المتحدة ستؤخّر تفكك وانحلال قوات سوريا الديمقراطية لتستفيد منها في معاركها على الأرض، وفي هذا المعنى، قال لـ”العرب” مبيّنا “لا أرى على المدى القريب أن ميليشيات ما يعرف باسم قوات سوريا الديمقراطية في طور الانحلال، ربما ستعاني من تصدعات في ما بينها، حيث ستنسحب البعض من تشكيلات الميليشيا فيها، وخاصة ذات المُكوّن العربي، وظهرت بوادر ذلك في معركة جرابلس، ولعل استخدام الولايات المتحدة الأميركية هذه الميليشيات كطلقة في مسدسها ضمن الحرب على الإرهاب هو الذي سيُطيل عمرها قليلا، ربما تحضيرا لمعركة الرقة ضد داعش، أما التوجه لاستبدالها بما يعرف بميليشيا قوات الأسايش، فذلك سيعود إلى مدى انكفاء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا نحو المناطق التي فرض عليها سيطرته بالقوة”. ثمة معطيات ميدانية وسياسية وإدارية واقتصادية كثيرة، تؤكد على وجود علاقة وتنسيق وتفاهم بين النظام السوري، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وبقية مؤسساته وأجهزته وقواته العسكرية، التي تُشكّل العمود لفقري لقوات سوريا الديمقراطية، لكن هذا لا يعني بأن هذا الحزب وقواته المسلحة سيرضخان لشروط وإملاءات النظام السوري، ولا حتى للضغوط التي قد تُمارسها عليهما القوى الخارجية الداعمة لهما عسكريا وسياسيا، مثل أميركا وروسيا وإيران، وليس سرا بأن للحزب الكردي تطلعات وطموحات قومية وسياسية تتعلق بالمشروع الكردي في سوريا والمنطقة، وقوات حماية الشعب الكردية ومعها قوات حماية المرأة الكردية والأسايش، هي بمثابة جيش متكامل له بنيته العسكرية والبشرية والعقائدية، قوامه أكثر من 25 ألفا، يسيطر على أكثر من 10 بالمئة من مساحة سوريا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الهدنة السورية… لن تصمد

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/13 أيلول/16

دخلت سوريا في الساعات الأخيرة في هدنة عسكرية برعاية أميركية-روسية يأمل البعض ان تشكل فرصة حقيقية لانتقال الوضع السوري إلى مرحلة جديدة مزدوجة: وقف إطلاق النار عسكريا، والشروع في مفاوضات سياسية على البارد تفسح في المجال بإنجاز التسوية الموعودة.ولكن لا مؤشرات فعلية إلى ان الهدنة ستكون طويلة وتؤسس لمرحلة انتقالية، علما انه يجب التمييز بين الهدنة والتسوية، إذ ليس بالضرورة ان تقود الهدنة إلى تسوية، لانها غالبا ما تشكل انعكاسا لميزان القوى على الأرض ووصول القوى المتصارعة إلى قناعة باستحالة الحسم عسكريا، الأمر الذي يقودها إلى تطبيع الحالة الموجودة على الأرض من دون الذهاب إلى تسوية سياسية تتطلب توافر مجموعة معطيات وعوامل ما زالت غير متوافرة وأبرزها الآتي:أولا، لم تصل القوى السورية المتصارعة إلى قناعة بعد بضرورة الذهاب نحو تسوية سياسية، إذ ان النظام ما زال يتمسك بدوره وسلطته ونفوذه في اي تسوية محتملة، فيما المعارضة تتمسك بإسقاط النظام او بالحد الأدنى الموافقة على مرحلة انتقالية محددة زمنيا يكون فيها النظام بلا صلاحيات ومجردا من اي نفوذ سياسي وعسكري وأمني، ومن دون التقليل بالمقابل من عامل مهم أيضا وهو ان الطرفين ما زالا يعتقدان بقدرتهما على تحسين شروط مواجهتهما العسكرية وان الحسم العسكري متاح وممكن، الأمر الذي يعني استبعاد صمود الهدنة الحالية او اي هدنة أخرى.ثانيا، الظروف الإقليمية المتصلة بالأزمة السورية غير مساعدة على دفع التسوية قدما، خصوصا لجهة الصراع السعودي-الإيراني المفتوح على التسخين لا التبريد بفعل إصرار طهران على مواصلة سياستها التوسعية والتصعيدية، والترويج بان الرياض أولويتها اليمن لا سوريا ومستعدة للمقايضة بين الوضعين لا يخرج عن سياق الترويج، لأن السعودية لن توافق على اي تسوية تتيح للنظام السوري البقاء في السلطة، ولا تسوية في سوريا من دون موافقة الرياض لسببين على الأقل: لانها الدولة الأقوى عربيا وإسلاميا، وبالتالي يستحيل إبرام اي تسوية من دون مظلتها، ولأن المجتمع الدولي وتحديدا واشنطن ليست بوارد الدخول في مواجهة مع أكثر من مليار مسلم.ثالثا، تعقيدات الأزمة السورية لن تسمح للرئيس الأميركي باراك أوباما بما تبقى من وقت فاصل عن الانتخابات الرئاسية الأميركية من الخروج بإنجاز لإدارته وحزبه، وبالتالي محاولات اللحظات الأخيرة لن تثمر، ويستحيل إنجاز تسوية من دون الرعاية الأميركية، ما يعني ان الأنظار ستكون مشدودة للإدارة الجديدة وكيفية مقاربتها لهذه الأزمة.ففي ظل غياب البيئة السورية الحاضنة للتسوية، كما غياب البيئة الإقليمية المساعدة لهذه التسوية، وغياب أيضا البيئة الدولية المظلة للحل السوري، فإن الهدنة ستسقط عند اول مفترق او مفصل كونها يفترض ان تكون مبنية على أسس وقواعد دولية-إقليمية-سورية ثابتة، الأمر غير المتوافر بعد، ما يعني ان الهدنة السورية لن تصمد…

 

دمشق:غرفة عمليات إيرانية لنشر التشيع

مجد الخطيب/المدن/الثلاثاء 13/09/2016

توجت إيران هيمنتها على المؤسسة الدينية الإسلامية في سوريا، بإنشاء "مكتب تنسيق" خاص بـ"المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية" في دمشق، منذ أسابيع، والذي سيكون بحسب مصادر "المدن" غرفة عمليات لتحديد مسار الخطاب الديني في سوريا. وأوضحت المصادر أن المكتب سيتألف من مندوبين عن عدد من المؤسسات الإسلامية السنية أبرزها "معهد الشام العالي للدراسات الشرعية" وعلماء من الجامع الأموي وممثلين عن الطريقة الصوفية إضافة إلى ممثلة عن "القبيسيات"، ومندوبين عن الحوزات الشيعية في دمشق. وسيكون لـ"مكتب التنسيق" صندوق مالي ينظم الهبات والأموال التي تصل من إيران إلى المؤسسات التي ستدعمها، أو التخطيط لمشاريع مشتركة بين الهيئات الدينية المؤلفة للملتقى. "مكتب التنسيق" الذي تم إنشاؤه في "المستشارية الثقافية الإيرانية" في منطقة المرجة وسط العاصمة دمشق، والذي جُهز بمكتبة تضم كتباً دعوية شيعية، سيكون نواة لـ"المجمع" داخل "المستشارية" كمرحلة أولى. وفي المرحلة الثانية سيتحول "مكتب التنسيق" إلى ملتقى لـ"المجمع" مستقل عن "المستشارية" وسينتقل إلى منزل يتم تجهيزه في حي الأمين ذي الغالبية الشيعية ضمن دمشق القديمة، خلال الأشهر القادمة.

إنشاء "مكتب تنسيق" لـ"المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب"، كان قد بدأ التخطيط له منذ تموز/يوليو، خلال زيارة الأمين العام لـ"المجمع" آيه الله محسن أراكي، إلى سوريا، التقى خلالها رئيس الحكومة عماد خميس. ورافق أراكي مساعد "الشؤون الدولية" في "المجمع" منوجهر متكي، الذي اعتبر أن "الذين يعادون المقاومة يعانون من إنحراف وإعوجاج فكري ويجب القضاء عليهم بالتصدي لانحرافاتهم الفكرية". الأهداف المعلنة لـ"مكتب التنسيق" هي التقريب بين جميع المؤسسات الدينية الإسلامية في دمشق وريفها، وبناء جسر بينها بهدف وضع رؤية موحدة مشتركة للخطاب الديني في دمشق، وإصدار منشورات وكتب دينية هدفها التقريب بين المذهب السني والشيعي، والعمل على ردم الخلافات في العقيدة. ما يعني هيمنة إضافية لإيران على جميع المؤسسات الدينية الإسلامية، والتدخل في معالجتها للقضايا المذهبية، وصياغة خطاب يتوافق مع سياسة إيران المتبعة في سوريا.

و"المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب" الذي أسسته طهران في العام 1990 بتوجيه من الإمام الخميني الذي شغل منصب أمينه العام حتى وفاته، كانت مهمته نشر توجهات إيران الدينية والفكرية خارج إيران، وتصدير مفهومها الخاص للمذاهب والشخصيات الدينية، ليشمل نشاط المجمع 26 دولة في كل من أسيا وأوروبا وأفريقيا.

والنشاط الفكري لـ"المجمع العالمي" ركز منذ تأسيسه على المنطقة العربية، وأصدر كتبه ومنشوراته وبياناته الدينية باللغة العربية إضافة إلى الفارسية. واختصت منشوراته بترويج أفكار عن ايمان السنّة بالمفاهيم الشيعية، أو تصدير "الثورة الإسلامية" وترويج التشيّع. ومن المنشورات القديمة كتاب "حياة الإمام البروجردي" لمحمد واعظ زاده الخراساني، و"فقه الوفاق" لمحمد مهدي نجف وهو دراسة فقهية مقارنة بين المذاهب الإسلامية. ويتعاون "المجمع" مع عدد من المؤسسات الدينية الإيرانية، ومنها "المجمع العالمي لآل البيت" و"مركز الدراسات الإسلامية" في قم. ويصدر عن المجمع عدد من المنشورات الدورية أبرزها "مجلة التقريب" ومجلة "رسالة الإسلام"،  كما يضم في موقعه الإلكتروني مكتبة مرئية وأخرى صوتية، للمحاضرات والأفكار التي يسعى "المجمع" لنشرها بين المذاهب. مصدر من "معهد الشام العالي للدراسات الدينية" أكبر مؤسسة إسلامية دينية في سوريا، قال لـ"المدن"، إن "المجمع" أهدى مكتبة ضخمة للمعهد، وأقام عدد من رجال الدين الإيرانيين ندوات ومحاضرات داخل المعهد بهدف نشر "رسالة آل البيت". ويقوم "المجمع" الآن بحملة إعلانية دعائية هي الأكبر في شوارع العاصمة لاستقطاب طلاب الثانوية للتسجيل في "المعهد" ودراسة العلوم الشرعية.

والمعهد بدوره، تم إنشاءه بتمويل إيراني في العام 2011 بعيد انطلاق الثورة السورية، بمرسوم جمهوري، كمؤسسة تعليمية للعلوم الشرعية واللغة، ولم يرتبط كباقي المؤسسات التعليمية في سوريا لا بـ"وزارة التعليم العالي" ولا بـ"وزارة الأوقاف"، بل بشخص وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، الذي يعتبر من أهم منفذي سياسة التشيّع في سوريا. ويعتبر المعهد بحسب المرسوم "شخصية اعتبارية مستقلة" له تمويل مالي مستقل، طبعاً من دون الافصاح عن مصادره.

وضمّ المعهد كلاً من "معهد الفتح الإسلامي" و"مجمع الشيخ احمد كفتارو"، و"مجمع الست رقية" أكبر مؤسسة دينية لنشر الفكر الشيعي في دمشق. ويتولى إدارة المعهد "مجلس أمناء" برئاسة وزير الأوقاف وعضوية ثلاث شخصيات "علمية اجتماعية" ممثلة لـ"الفتح" و"كفتارو" و"رقية"، يعينها وزير الأوقاف. وتمّ انشاء العديد من الثانويات الشرعية التي تهدف إلى نشر الفكر الدعوي الشيعي، وافتتاح عدد من الدورات لتعلم اللغة الفارسية. ويعود نشر التشيّع في دمشق إلى أواسط السبعينيات، وكان أول المبشرين الداعين للمذهب الشيعي حسن مهدي الشيرازي، وهو عراقي الجنسية هارب من نظام صدام حسين، في العام 1975. والشيرازي أسس أول حوزة في سوريا، بالقرب من "مقام السيدة زينب" في ريف دمشق في عام 1976، والتي تعتبر اليوم من أهم الحوزات الشيعية في سوريا. ويُنسب للشيرازي الفضل في التقارب بين الشيعة والعلويين، بعدما أصدر فتوى نصّت على: "أن العلويين والشيعة كلمتان مترادفتان مثل كلمتي الإمامية الجعفرية. كل شيعي هو علوي العقيدة، وكل علوي هو شيعي المذهب".

ومع ذلك، فالنشاط المكثف للتشيّع لم يزدهر في سوريا إلا بعد وراثة بشار الأسد للسلطة في سوريا؛ فبين العامين 2001 و2006، أقيمت 15 حوزة كان أبرزها "حوزة الحيدرية" و"حوزة الإمام جواد التبريزي" و"حوزة الإمام الصادق" بالإضافة إلى مراكز "الرسول الأعظم" و"الإمام المجتبى" و"الحسين". ومن ثمّ أقيمت "مديرية الحوزات العلمية" في دمشق، والتي باشرت عملها في العام 2005، كهيئة تعليمية مستقلة عن وزارتي التربية والأوقاف. وبعد مضي خمس سنوات على افتتاحها، بلغ عدد الطلاب في "مجمع الست رقية" أكثر من 5000 طالب وطالبة، من الشيعة في إيران والعراق ولبنان والبحرين واليمن والباكستان وأفغانستان.

في حين أن الطقوس الدينية الشيعية العلنية، لم تظهر في دمشق قبل العام 2005، حين خرجت أول "مسيرة كربلائية" في شارع مدحت باشا المحاذي للجامع الاموي والقريب من حي الأمين، مركز الشيعة في العاصمة.

 

تغيير النظام اللبناني… على هامش إنتخاب رئيس

خيرالله خيرالله/ الراي الكويتية/13 أيلول/16

هناك اليوم محاولة جدية لا يزال يقاومها اللبنانيون من اجل القضاء على ما بقي من مؤسسات الدولة اللبنانية. هناك بكل بساطة سعي إيراني للسيطرة على البلد عن طريق تغيير النظام فيه والانتهاء من إتفاق الطائف وتحويل سلاح الميليشيا المذهبية المسماة “حزب الله” الى “سلاح شرعي”، على غرار ما كان عليه السلاح الفلسطيني في الماضي القريب. ظهر ذلك جليا من خلال الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس النواب نبيه بري في اليوم الأخير من آب الماضي، في ذكرى غياب الامام موسى الصدر في اثناء زيارة لليبيا عام 1978. تحدّث برّي عن ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ولكن مع الاتفاق قبل ذلك على شكل الحكومة المقبلة وعلى نظام إنتخابي جديد. مطلوب تغيير النظام لا اكثر ولا اقلّ وذلك على هامش انتخاب رئيس للجمهورية. بات واضحا ان النظام اللبناني انهار. هذا ليس عائدا الى وجود سلاح “حزب الله” الذي لم يتطرّق بري الى خطورته على مستقبل البلد وابنائه فقط. انهار البلد ايضا لسبب في غاية البساطة يعود الى انّ إنتخاب رئيس جديد صار مرتبطا بشروط يسعى “حزب الله”، بالتفاهم مع رئيس مجلس النواب، الذي هو في الوقت ذاته رئيس حركة “أمل” الشيعية، الى فرضها على البلد وابنائه. لم يعد طبيعيا إنتخاب رئيس للجمهورية لدى انتهاء الولاية الدستورية للرئيس الموجود في قصر بعبدا. صار كلّ شيء في لبنان من النوع غير الطبيعي، بما في ذلك وضع شروط على إنتخاب الرئيس. لم تفهم القوى المسيحية في لبنان معنى هذا المأزق الذي غرقت فيه ولا ابعاده. ذهب المسيحيون ضحية التنافس في ما بينهم وغياب رجال الدولة القادرين على استيعاب ما يدور داخل البلد وفي محيطه.

ما لم يفهمه القادة المسيحيون في لبنان، والكلام هنا عن معظم هؤلاء القادة وليس عن جميعهم، انّهم في مواجهة محاولة لفرض إتفاق القاهرة الجديد عليهم. لم يعرف اللبنانيون كيف التخلّص من إتفاق القاهرة القديم الموقع في العام 1969 مع الجانب الفلسطيني الذي جلب عليهم كلّ نوع من انواع الويلات. لذلك نجدهم اليوم يخوضون معركة مصيرية تزداد ظروفها تعقيدا مع تحول لبنان دويلة في دولة “حزب الله” الذي لا يعترف بحدود لبنان اوّلا، إضافة الى انّه يسعى الى تغيير طبيعة النظام من اجل ان يصبح سلاحه، وهو سلاح مذهبي في خدمة إيران، سلاحا شرعيا. كيف ذلك؟ يكون ذلك عبر اتفاق القاهرة الجديد الناجم عن نظام جديد هو نظام ما بعد إتفاق الطائف.

يعتبر الحزب، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الايراني، الرابط المذهبي اهمّ بكثير من الحدود الوطنية للدولة وسيادتها. من يحتاج الى دليل على ذلك، يستطيع التمعن في مغزى التدخل العسكري لـ”حزب الله” في سوريا والمشاركة في حرب على الشعب الســـوري يخوضها النظام العلوي هناك…

هل على اللبنانيين الاستسلام لـ”حزب الله” والقبول بشروطه التي يرّوج لها رئيس مجلس النواب بطريقة ناعمة؟ يفترض بهم التعلّم من تجارب الماضي القريب، خصوصا انّه كلّما سنحت امامهم فرصة، اكدوا باكثريتهم الساحقة التعلّق بالدولة اللبنانية. حدث ذلك في العام 1982، لدى إنتخاب الشيخ بشير الجميّل رئيسا للجمهورية في الثالث والعشرين من آب من تلك السنة… في وقت كان الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية.

ما لا يمكن الهرب منه انّ المسيحيين دُفعوا وقتذاك دفعا الجيش في اتجاه إسرائيل، خصوصا عندما تبيّن ان النظام السوري قادر على استخدام المسلحين الفلسطينيين الى ابعد حدود في غياب قيادات قيادات فلسطينية واعية تعرف ان لا مصلحة فلسطينية في تحوّل “الفدائيين” جيش المسلمين في لبنان، مثلما لم تكن هناك مصلحة مسيحية حقيقية في إنشاء ميليشيات بحجة ان الجيش اللبناني لم يعد قادرا على تأدية الدور المفترض ان يؤديه على الصعيد الوطني. كان دخول المسيحيين في لعبة الميليشيات من اكبر الكوارث التي حلّت بلبنان وكانت اكبر خدمة للنظام السوري الذي كان همّه محصورا في وضع اليد على البلد واستخدامه في مساومات ذات طابع إقليمي، على غرار ما تفعل ايران الآن.

توفّر ذكرى إنتخاب بشير الجميّل رئيسا، قبل 34 عاما من الآن، فرصة امام المسيحيين وغير المسيحيين للتفكير مليا في كيفية تفادي السقوط في أخطاء الماضي. وهذا يعني التفكير في الأسباب التي دفعت الى إغتيال الرجل، وهي اسباب مرتبطة في انّه صار في مرحلة معيّنة رمزا للإلتفاف حول الدولة ومؤسساتها والايمان بها. كان بشير في مأمن من الاغتيال عندما كان من رموز الحرب الداخلية والإنقسامات اللبنانية. استُهدف عندما صار عامل توحيد بين اللبنانيين وعندما وضع مصلحة لبنان فــوق مصـــلحة إســـرائيل والنظام السوري. بعد مرور كل هذه السنوات، أي 24 عاما على إغتيال رئيس للجمهورية كان في الـ 33 من العمر، لا يزال لبنان كدولة يواجه الخطر نفسه وذلك في وقت تنهار الدولة السورية للأسف الشديد. من أراد القضاء على لبنان ولم ينجح، يعمل اليوم من اجل القضاء على سوريا. قاوم لبنان ولا يزال يقاوم. صحيح ان مؤسسات الدولة اللبنانية اليوم اضعف بكثير مما كانت عليه قبل 24 عاما، صحيح ان لا اهتمام عربيا بلبنان، كما كانت عليه الحال قبل 24 عاما. لكنّ الصحيح أيضا انّ هناك حاجة الى تذكير اللبنانيين بان الاستسلام لإيران التي تقف خلف “حزب الله” ليس قدرا. لا تزال في البلد مؤسسات تعمل. لو لم يكن الامر كذلك، لما كان وزير الداخلية نهاد المشنوق استطاع القول من طرابلس، عاصمة الشمال، في يوم ذكرى إنتخاب بشير الجميّل انهّ لولا وجود الدولة لما كان في الإمكان كشف المجرمين الذين ارتكبوا جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام قبل ثلاث سنوات. لولا وجود النواة الصالحة في الدولة اللبنانية، لما كان في الامكان توجيه الاتهام مباشرة الى الذين يقفون وراء تلك الجريمة، أي للنظام السوري وحلفائه واجهزته والتابعين لهذه الاجهزة. تفاديا للسقوط في حال من اليأس في هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ فيها الوطن الصغير، من المفيد التذكير بانّ لبنان لا يزال، بعد 24 عاما على إغتيال بشير، موجودا على خريطة العالم، فيما دول قريبة منه دخلت مرحلة التفتيت. من كان يصدّق ان لبنان سيصمد فيما سيحل بسوريا والعراق، على سبيل المثال وليس الحصر ما حلّ بهما. من يصدّق ان لبنان ما زال يقاوم اتفاق القاهرة الجديد الذي تحاول ايران فرضه عليه…هل في استطاعة القيادات المسيحية استيعاب خطورة الظروف التي يمرّ فيها البلد، فتتفادى، رغم ضعفها، الوقوع في الفخ الايراني المسمّى إتفاق القاهرة الجديد، وهو فخّ لا يشبه سوى الوقوع في الفخّ العربي ـ الفلسطيني، أي في إتفاق القاهرة القديم الذي لم يكن من هدف له سوى تدمير البلد على رؤوس أبنائه… كي يقول بعض العرب، الذين هزموا في العام 1967 انّ هناك من لا يزال يقاتل إسرائيل!

 

ما يجمع بين العراق وسوريا ولبنان

خيرالله خيرالله/العرب/14 أيلول/16

ليس ما يشير إلى أن الاتفاق الأميركي- الروسي لوقف النار في سوريا قابل للحياة. ما يعكسه هذا الاتفاق، ببنوده السرّية، هو رضوخ أميركي لروسيا في وقت تعرف موسكو ما تريده، فيما هناك استسلام أميركي كامل لرغبات الكرملين. يعكس الاتفاق الذي هلّل له وزير الخارجية الأميركي جون كيري رغبة روسية وإيرانية في استغلال عهد باراك أوباما، حتى الساعة الأخيرة من هذا العهد. كيف لا تسعى الدولتان إلى ذلك والإدارة الأميركية تعتبر أن الإنجاز الخارجي الوحيد الذي حقّقته طوال ثماني سنوات هو توقيع مجموعة الخمسة زائدا واحدا الاتفاق النووي مع إيران صيف العام الماضي.

للتذكير فقط، إن مجموعة الخمسة زائدا واحدا تضمّ الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إضافة إلى ألمانيا.

الواقع أن الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني هو اتفاق أميركي- إيراني أصرّت إدارة أوباما على الوصول إليه نظرا إلى اعتقادها أن إيران أهمّ دولة في المنطقة، وأن تطبيع العلاقات معها يعني الكثير متجاهلة أن هناك مشروعا توسعيا إيرانيا يقوم على الاستثمار في الغرائز المذهبية من جهة، وعلى تشكيل ميليشيات مذهبية في مختلف أرجاء العالم العربي من جهة أخرى.

من الواضح أن سوريا وشعبها تحولا إلى ضحية الاتفاق النووي الأميركي- الإيراني، وأنّ الرئيس الأميركي وقع تحت تأثير مجموعة من المستشارين المعجبين بإيران. هؤلاء يشكلون حلقة ضيقة محيطة به ويرفضون الاعتراف بأنّ هناك توازنا تاريخيا في المنطقة لا يمكن الإخلال به في حال كان مطلوبا المحافظة على الاستقرار في الشرق الأوسط والخليج. لكنّ المشكلة تكمن في أنّ إدارة أوباما صارت تسمح لنفسها باللعب بالاستقرار في الشرق الأوسط والخليج بعدما اعتقدت أنّ المنطقة كلّها لم تعد مهمّة، لا استراتيجيا ولا نفطيا، وأن ثمة حاجة إلى إعادة رسم خارطتها في ضوء الطموحات الإيرانية التي يظهر أن واشنطن تعتبرها أكثر من مشروعة. من سيدفع ثمن هذه الكارثة التي يبدو أن الإدارة الأميركية على استعداد لجرّ المنطقة إليها بالتواطؤ مع روسيا، بل بالتفاهم العميق معها في تحدّ للواقع وللثوابت التاريخية؟

هناك ثلاث دول عربية دفعت إلى الآن ثمن الكارثة التي تبدو إدارة أوباما مصمّمة على الذهاب بها إلى النهاية. هذه الدول هي العراق وسوريا ولبنان، هذا إذا وضعنا اليمن، الذي يشكّل حالة خاصة، جانبا.

بالنسبة إلى العراق، يتبيّن كلما مرّ يوم كم أن العراق صار تحت سطوة إيران، وكم أنّ الولايات المتحدة قابلة بذلك، بل تعمل من أجل تكريس هذا الوضع. عمليا، لم يعد العراق سوى جرم يدور في الفلك الإيراني في ظلّ رضوخ أميركي لهذا الواقع، علما أنّه واقع تسببت به الولايات المتحدة نفسها عندما قرّرت غزو العراق وقلب النظام فيه بمشاركة إيرانية. لا يمكن لعاقل الترحّم على نظام صدّام حسين. لكنه لا يمكن لعاقل أيضا سوى الاعتراف بأن الولايات المتحدة لم تأت بنظام أفضل، بل إنّ كل ما في الأمر أنّها لعبت الدور المحوري في تغيير ميزان القوى في المنطقة لمصلحة إيران من باب المذهبية ليس إلّا.

بالنسبة إلى سوريا، ليس هناك سوى ما يؤكد حصول استسلام أميركي لروسيا وإيران. ليس الاتفاق الأخير بين روسيا والولايـات المتحدة في شأن وقف لإطلاق النار سوى دليل على انسحاب أميركي من الملفّ السوري لمصلحة روسيا وإيران. ستتابع روسيا وإيران والميليشيات المذهبية التابعة لـ“الحرس الثوري” حربها على الشعب السوري، فيما الولايات المتحدة تتفرّج على واقع جديد تحاول موسكو وطهران فرضه على الأرض، وكأنه لا وجود للشعب السوري ورغبته في التخلص من نظام أقلّوي قاتل لم يكن لديه من طموح له سوى تحويل السوريين إلى عبيد له. ما هذا النظام الذي يذهب رئيسه لتأدية صلاة عيد الأضحى في داريا وكأنّه يريد الاحتفال بتهجير أهلها من بلدتهم؟ كيف يمكن لرئيس نظام السماح لنفسه بالإقدام على مثل هذه الخطوة وكأن لا همّ له سوى الانتقام من الشعب السوري الذي قال أخيرا لا للظلم والقهر؟

تقبل إدارة أوباما بهذا الواقع وتحاول تكريسه على الرغم من أنّه مخالف للطبيعة ومنطق التاريخ. أكثر من ذلك، تتجاهل أميركا الدور الإيراني في لبنان والجهود التي تبذلها طهران لتحويله مستعمرة إيرانية. هناك رضوخ أميركي لرفض إيران، عبر سلاح “حزب الله”، انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وإصرارها على تغيير طبيعة النظام اللبناني كي يصبح البلد تحت وصاية طهران. تسعى إيران، بكلّ بساطة، إلى تغيير الدستور اللبناني كي تتمكن من الإمساك بالقرار في البلد عبر نص قانوني بدل أن تستمرّ في سياستها الحالية. تقوم هذه السياسة على تعطيل الحياة السياسية والاقتصادية بواسطة السلاح المذهبي لميليشيا مسمّاة “حزب الله”. هناك عامل مشترك بين العراق وسوريا ولبنان. يتمثّل هذا العامل في إصرار إدارة أوباما على حماية الاتفاق النووي مع إيران، بغض النظر عن الثمن. المؤسف أن الثمن تدفعه ثلاثة بلدان عربية كان يمكن أن يكون وضعها أفضل بكثير مما هو عليه الآن لو كان هناك دور أميركي فاعل في الشرق الأوسط والخليج. ولكن ما العمل عندما يكون الهمّ الأوّل والأخير لإدارة أوباما عدم إزعاج إيران خشية تخليها عن الاتفاق في شأن الملف النووي.

إنّه قصور ينم عن جهل أميركي في إيران التي استقوت بملفّها النووي متجاهلة أن هذا الملفّ ليس سوى خدعة لم تنطل سوى على الولايات المتحدة وعلى إدارة أوباما بالذات. إنّه أيضا قصور أدّى إلى الاستسلام لفلاديمير بوتين في سوريا، أي لتحويل الساحل السوري مجرّد مستعمرة روسية بغض النظر عما يريده السوريون. ما الذي سيرثه خليفة باراك أوباما؟ الأكيد أنّه سيرث مشاكل كبيرة، في طليعتها سوريا، لكنّه لن يكون بسذاجة الرئيس الأميركي الحالي، وهي سذاجة قد تكون عائدة إلى حسن نيّة أو إلى عداء متأصل في باراك أوباما لكل ما هو عربي في المنطقة…

كيف يمكن لرئيس أميركي أن لا يرى في المنطقة سوى الإرهاب السنّي الذي يجسده “داعش” ويغض النظر عن ارتكابات الميليشيات المذهبية الإيرانية التي تقاتل في العراق وسوريا واليمن وتعمل على قلب النظام في لبنان. هل يأتي يوم تعود فيه الولايات المتحدة إلى المنطق الذي يقول إنّ التطرف السنّي يغذي التطرف الشيعي وأن العكس صحيح أيضا… أم أن أوان حصول مثل هذه الاستفاقة الأميركية فات، وأنّ الهمّ الوحيد لأيّ إدارة أميركية استرضاء إيران والسير في الخط الذي ترسمه لها إسرائيل؟

 

الاتفاق الروسي الأميركي أو تطويع ثورة سوريا دوليا

علي الأمين/العرب/14 أيلول/16

لم يكن وقع الاتفاق الأميركي- الروسي بشأن الهدنة في سوريا على النظام السوري محل اهتمام كبير. مرتبكا بدا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عند إعلان الاتفاق مع نظيره الأميركي في ساعات الليل الأخيرة من مساء الخميس، حيال إعلان موافقة نظام بشار الأسد على الاتفاق. الجميع بات يدرك أنّ اللعبة الدموية على ضفة نظام الأسد، باتت في يد روسيا وإيران والميليشيات المذهبية التي تستقطبها إيران من أنحاء العالم الإسلامي بشعار الدفاع عن المقامات الشيعية في سوريا. لهذا بدت روسيا مطمئنة وغير عابئة بما يفترض أن تقرره السلطات السورية. كأن تطلب السلطات السورية البعض من الوقت لدرس الاتفاق كي تبني على الشيء مقتضاه، كما فعلت المعارضة السورية التي بدت أكثر تحررا من الراعي الأميركي وكانت معنية أكثر من النظام بمناقشة الاتفاق وتدارسه. وليس خافيا أنّ الاتفاق بين موسكو وواشنطن لا يريح المعارضة، وإن كان يأتي تحت عنوان وقف سفك الدماء، ومنع طائرات الأسد من التحليق وضرب مواقع المعارضة أو بالأحرى ضرب المدنيين. باعتبار أنّ الطائرات السورية باتت تقتصر طلعاتها إلى حدّ كبير على رمي البراميل المتفجرة أو الصواريخ العشوائية، والتي بات العالم يعرفها من دون حاجة إلى شرح مستوى الإجرام الذي تنطوي عليه.

في المقابل أبدت المعارضة، سواء عبر الهيئة العليا للمفاوضات أو عبر ائتلاف قوى المعارضة السورية، موافقتها على الهدنة ووقف الهجمات، فيما أظهرت نوعا من التردد حيال الفصل بين فصائل معتدلة وأخرى إرهابية وتحديدا جيش الفتح الذي سيبقى عرضة لهجمات عسكرية من قبل الجيش الروسي وبالتنسيق المباشر مع القوات الأميركية. الموافقة المبدئية أُرفقت بمواقف تتصف بعدم ثقة قوى المعارضة بالتزام الأسد. فثمّة اعتقاد لدى هذه الفصائل بأنّ الاتفاق لا يساوي في تصنيف الإرهاب، فيقصر التوصيف على جيش الفتح فضلا عن تنظيم داعش، ويعفي الميليشيات المذهبية والقادمة من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان، من هذا التصنيف ولا يأتي على ذكرها بتاتا. كما أنّ حجم ارتكابات نظام الأسد، بحسب أوساط المعارضة السورية، يجعله بالمعيار القانوني والإنساني الإرهابي الأول في سوريا.

الاتفاق الذي بدأ تطبيقه مساء الاثنين، وجد بطبيعة الحال من حاول عرقلته، علما أنّ أحدا من الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة لا يدرك أنّ ثمّة حاجة روسية للإمساك بخيوط اللعبة السورية والإقليمية. حاجة يشكل الاتفاق أحد أدواتها وليس كلّها. فالقوات الروسية تريد أن تستثمر في تدخلها، بما يجعلها شريكا للإدارة الأميركية في لحظة ضعف أميركي عشية الحسابات الانتخابية الرئاسية وتعقيداتها من جهة، ومن جهة أخرى بأن تفرض على إيران إيقاعها في إدارة المعركة، بمنع إيران من استثمار قواها البرية في فرض شروطها كطرف مفاوض أو مساو للروس في سوريا. روسيا من جهة تريد أن تبقى الطرف المقبول من مختلف القوى الإقليمية، ومن جهة ثانية تريد استثمار العداء الإيراني للإقليم العربي بما يتيح قبول الدور الروسي مهما بلغ مستوى إجرامه في سوريا.

التسليم بالمرجعية الأميركية الروسية هو قصارى ما تهدف إليه سوريا، وعدم الوقوع في انتكاسة تؤثر على حملة الحزب الديمقراطي هو ما تطمح إليه واشنطن اليوم. لذا فإنّ مسار الأحداث لا يدفع نحو تفاؤل واقعي بإمكانية الحديث عن انطلاق قطار التسوية، بل أقصى ما يمكن توقعه هو هدنة تتطلبها ظروف خارجية أكثر منها سورية، وبالتالي السعي إلى رسم خطوط التماس وتحديدها حتى تتضح صورة المشهد الأميركي. مشهد لا تزال الدول الإقليمية، ومنها روسيا، تريد أن تطمئن إلى السياسة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي العتيد. ذلك أنّ ثمة من يعتقد عربيا وإقليميا أنّ باراك أوباما استثناء في مسار السياسة الأميركية ولا يمكن أن يكون ما بعده امتدادا له بالمعنى الاستراتيجي، سواء حيال مستقبل النظام السوري، أو تجاه روسيا، وحتى حيال الاتفاق النووي الإيراني.

الانتظار والترقب ومحاولة حماية ما تم كسبه من أوراق في الميدان، هي كل ما ينتظر المشهد السوري في الأيام المقبلة. تركيا تمددت في سوريا وضمنت إلى حدّ بعيد أمن حدودها الجنوبية، والرياض أعادت تأكيد دعم خيار المعارضة السورية، وعمدت نحو دفع رموزها إلى الواجهة الدولية. وكان مؤتمر لندن الأخير للمعارضة السورية خطوة على هذا الصعيد. أما إيران فقد زادت من تحشيد الميليشيات المذهبية، مع محاولة استثمار نفوذها العسكري والمالي لتثبيت واقع عسكري وديموغرافي على امتداد الحدود السورية مع لبنان ودمشق، وصولا إلى الجنوب السوري. من هنا شهدت مناطق الجنوب السوري بداية تحركات عسكرية، وهذه المرة تحت عنوان ضرب تنظيم داعش الذي نشط في هذه المنطقة مع انسحابه من الشمـال السوري. لكن الجنوب السوري، حيث يشكل حساب الأمن الإسرائيلي الأولوية التي يجب أن يحترمها الجميع، لن يشهد على الأرجح تطورات عسكرية نوعية ما دامت إيران ملتزمة بتعهداتها لروسيا ولإسرائيل بعدم قيام ميليشياتها بأيّ تحركات يمكن أن تعتبرها إسرائيل مصدر تهديد لها. الجنوب السوري -كما الوسط وصولا إلى الشمال- بات إلى حدّ بعيد مقسما بين أطراف إقليمية تشكل روسيا عنصر التواصل فيما بينها وبإشراف أميركي. الجنوب تحكمه معادلة إسرائيلية بمشاركة إيرانية وإشراف روسي على ما يتصل بأمن إسرائيل، أما الوسط والساحل فتتشارك روسيا وإيران في السيطرة على معظم أراضيه، ولا سيما أنّ تنظيم داعش يبقى خارج معادلة الضغط العسكري وفي صلب الاستثمار السياسي، أمّا الشمال السوري فتشكل تركيا فيه عنصرا محوريا من دون أن يلغي ذلك عنصر النفوذ الإيراني الذي خسر في الشمال أكثر من 75 بالمئة من جنوده وطاقاته العسكرية والمالية. الاتفاق الأميركي- الروسي، أظهر مجددا حقيقة حاول الطرفان كسرها، وهي تطويع الثورة السورية. لكن مهما قيل في تحكم الأطراف الإقليمية بهذه الثورة، فالثابت أنّ توصيف الإرهاب شكل معيارا لوصف من هم خارج التحكم والسيطرة وليس مستوى الإجرام. طاعة النظام السوري والتزامه بما تقرره واشنطن وموسكو جعلاه خارج التصنيف، لكن المعارضة بفصائلها المختلفة أظهرت أنّها أكثر التصاقا بشعبها وأكثر انحيازا لحقيقة أنّ إرادة السوريين هي من تقرر مصير سوريا وليس الحسابات الإقليمية والدولية فحسب. لذا فالثورة السورية هي أمام فصل جديد عنوانه التطويع باسم الإرهاب، فيما الآخرون عاجزون عن فرض نظام مصالحهم. علما أنّ الأسد لم يعد أكثر من صورة لتغطية الارتكابات ضد الشعب السوري، لكن هذه الصورة باتت مهترئة إلى الحدّ الذي بات ما يسمى حلفاؤه يبحثون عن بديل لها.

 

واجهة إيران.. معركة وجود لا تحتمل السذاجة!

خالد السليمان/عكاظ/13 أيلول/16

إفلات النظام الإيراني بجرائمه أمام المجتمع الدولي يؤكد أن القانون الدولي مجرد كذبة وأداة تستخدمها الدول الكبرى لخدمة مصالحها! فرغم أن لها قرصا في كل أزمة في المنطقة، ورغم معاداتها لكل القيم الديموقراطية الغربية، وسعيها للحصول على قنبلتها النووية، وإيوائها لقيادات تنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات الحادي عشر من أيلول واتهامها بالضلوع في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وإرسالها آلاف المقاتلين إلى العراق وسوريا، وثبوت مدها للانقلابيين الحوثيين بالمال والسلاح، ودعمها للتنظيمات الإرهابية والراديكالية التي تستهدف المصالح الغربية، وتدخلاتها في شؤون جيرانها، إلا أن إيران تبدو في منأى من أي محاسبة وفق القانون الدولي، بل على العكس بيدو كما لو أنها تملك ضوءا أخضر للخروج على القانون الدولي والاستمرار في ممارساتها العدوانية في المنطقة! وإذا كانت الممارسات الإيرانية كتابا مكشوفا للعالم الذي لا يحرك ساكنا بل ويمنحه مباركته، فأي خيار تملكه دول المنطقة العربية وعلى رأسها السعودية لمواجهة إيران سوى مقاومة مشروعها والتصدي لمحاولة الهيمنة على العالم العربي وابتلاع الهوية العربية، فمعركة التصدي للمشروع الإيراني أصبحت معركة وجود وليست مجرد معركة ضد تطويع نظام في العراق، أو مساندة نظام في سوريا أو دعم انقلاب في اليمن! وعندما تخوض معركة من هذا النوع الحاسم فإن أي مثالية ذاتية بلهاء في التعاطي مع نوايا العدو أو إنكار نظرية المؤامرة هي أقرب إلى السذاجة القاتلة التي يرتكبها البعض بحق أوطانهم عندما يكون في مواجهة لا تحتمل «التفلسف» وممارسة هواية السباحة عكس التيار أو الغناء بصوت نشاز!

 

إيران.. ليس لهم إلا النعيق والهذيان!

جميل الذيابي/عكاظ/13 رأيلول/16

لا يكاد يمر يوم واحد إلا وتكشف إيران عن وجه دميم وذميم للملالي الذين اختطفوا إرادة الشعب الإيراني منذ العام 1979، مستغلين اسم الإسلام أسوأ استغلال. لسنا بحاجة لعمل جردة بفظائع وجرائم إيران على الأقل منذ انتهاء حقبة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، مروراً بالمتشدد أحمدي نجاد، وانتهاء بالرئيس حسن روحاني وظريفه جواد ظريف، الذين يعيشون تحت عباءة المرشد الأعلى الذي لا يرشد بلاده إلى خير، بل إلى الضلال والقتل. ومع اقتراب بدء مناسك حج هذا العام، أطلق المرشد لسانه بكل بذاءة ليوزع السباب والشتائم والأوصاف المشينة التي لا تليق برجل دين أو دولة، معتقداً أن من يستمعون إليه سيسلمون بأنه لا يقول شيئاً سوى الحقيقة. وإذا كان رب البيت بالدف ضارباً، فقد حقّ لروحاني وظريف أن يرقصا ويفتحا خزانتيهما للإدلاء بكل ما هو بذيء ومسيء، ولا يتفق قط مع الخلق الإنساني وعلاقة الجار بالجار. لم يكن حديث خامنئي جديداً، فقد طالب غير مرة بنزع سلطة السعودية على إدارة الأماكن المقدسة؛ وهو مطلب ينم عن عقلية متغطرسة، وجحود ونكران لما تبذله وبذلته المملكة في سبيل تطوير المشاعر المقدسة، وتسهيل أداء مناسك الحج والعمرة على ملايين المسلمين. وهو مطلب مستحيل تماماً؛ لأنه يعني الانتقاص من سيادة السعودية على أراضيها، وهو ما لا يمكن أن يطالب به سوى مجنونٍ، أو جاهل لا يفقه أبسط مقومات السياسة والسيادة. وانتهى الأمر بمرشد الضلال إلى إدانات متتابعة من أرجاء العالمين العربي والإسلامي، بدءًا برفض منظمة التعاون الإسلامي هذيانه وبذاءته، وانتهاء بالإجماع على التنديد والاستنكار لتصرفاته وسوء أقواله وأفعاله.

من الواضح أن إيران ظنت أن اتفاقها النووي مع القوى الست الكبرى منحها سلطة مطلقة لأن تكون «شرطي المنطقة». وهي مستعدة لاختبار عزيمة الغرب بهذا الشأن بالتدخل في شؤون دول جوارها، خصوصاً بلدان الخليج، و«الشحن والحقن المذهبي والطائفي» في العراق وسورية والبحرين واليمن. وهي بالقطع على خطأ؛ لأن السعودية قادرة على لجمها وخنقها وتوظيف التناقضات والسخط داخل حدودها ضدها، ولن تسمح المملكة لها بتحقيق وهم الهيمنة والتوسع، لاستعادة حلم الإمبراطورية الفارسية، على حساب الشعوب العربية المستقلة التي لا تعاني أية عقدة إمبراطوريات تاهت في غياهب التاريخ.

أما السب الشخصي للسعودية فقد كشف الوجه الآخر من وجوه طاغية إيران، وهو وجه يكشف أن المرشد الإيراني فقيه معمم يضلل الناس بادعاء تمثيل الله في الأرض، وبالمنامات التي يزعم أن الإمام الغائب يحدثه خلالها!

والحقيقة أن مطالب خامنئي ليس لها غير تفسير واحد: أنها تصب في مربع حلم «الولي الفقيه» بالهيمنة على العالم الإسلامي، من مكة المكرمة، والمدينة المنورة، حتى النجف وكربلاء، ومن دمشق إلى القاهرة وبيروت وعواصم الخليج. وهو حلم بدد خامنئي ثروة بلاده في سبيل تحقيقه المستحيل، بتكوين الميليشيات الطائفية والعصابات المسلحة وطوابير المرتزقة والإنفاق عليها، وتدجيجها بالسلاح، من حزب الله الإيراني في لبنان، إلى ميليشيا الحوثي في اليمن، انتهاء بالفكرة الشريرة المعلنة لتكوين «جيش تحرير الشيعة»، الذي ستكون مهمته التدخل في الدول الغربية بدعوى نصرة أقلياتها الشيعية.

ومهما تكن درجة عبقرية الشر لدى خامنئي وأعوانه وأذياله في لبنان واليمن والعراق وسورية، فإن حصيلة نجاحاتهم حتى الآن صفر مكعب. ومهما سعى «المرشد إلى الضلال» للاستحواذ على لبنان، والانتشار في سورية، وهندسة الانقلابات في اليمن، وتحريض عملائه في البحرين والكويت والإمارات والسعودية، فهو لن يتقدم قيد أنملة؛ لأن الجغرافيا إذا لم تردعه، فإن التاريخ أكبر حجر عثرة في طريق طموحاته المجنونة.

من المؤسف حقاً أن يتصرف مرشد النظام الإيراني إلى الضلال بهذه الطريقة الصبيانية التي تجانب العقل والحكمة والصواب. فقد كان منع الإيرانيين من حج هذا العام قراره، وليس قرار السعودية التي تعلن على الدوام بأنها لن تمنع أي مسلم من بيت الله الحرام. وكان مطلب السماح للحجاج الإيرانيين بالتظاهر، وتسيير الحملات التي ترفع شعارات سياسية وطائفية، قراره الذي لن تقبل به أية دولة إسلامية. والتزمت السعودية، كالعهد بها، سياسة ضبط النفس في جميع ردود فعلها على استفزازات النظام الإيراني، ولم تلجأ للرد بالمثل حين اقتحم عملاء النظام سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد وحرقوا محتوياتهما.

هكذا وجد خامنئي نفسه يهذي منفرداً من على برجه العاجي المنعزل، معتقداً وحده أنه قادر على تغيير الجغرافيا، وإعادة كتابة التاريخ. وسترتفع عقيرته بالهذيان كل يوم يرى فيه طموحاته تهوي للقاع في اليمن وسورية والعراق ولبنان. لم يكن مرشد الضلال يسعى لسب السعودية فحسب، بل كان يبحث أصلاً عن مبرر يقنع به الإيرانيين بقراره منعهم من الحج هذا العام. وحين شاهد مئات الآلاف من الحجاج يحضرون صلاة الجمعة، قبل يوم التروية، من دون حجاج بلاده الذين أمر بتغييبهم، لم يجد أمامه سوى توجيه المصلين بتسيير مظاهرات تردد شعارات مسيئة للسعودية، ثم إرسالهم لاحقا إلى النجف وكربلاء، بهدف مناكفة السعودية وقد منعهم من الحج للمشاعر المقدسة. إنه يبحث عن توازنه النفسي أمام اقترافه خطأ تعطيل حج مسلمي إيران. فهل مطلوب من أي جهة في العالم أن تستمع لهستيريا خامنئي؟!

الأكيد أن القافلة السعودية ستمضي في مسيرتها التنموية، والعناية بضيوف الرحمن، وتطوير المشاعر المقدسة، وتوسعة المقدسات الإسلامية لمواكبة الزيادة المطردة في عدد الحجاج والمعتمرين والزوار، وتعزيز العلاقات الأخوية مع شعوب العالم شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، متمسكة بسيادتها، ودينها الوسطي المعتدل.. ولا عزاء لملالي قم وأزلامهم في الضاحية الجنوبية وصعدة.

 

حصان 'ملالي طهران' في العراق وسوريا

حامد الكيلاني/العرب/14 أيلول/16

سوريا والعراق خطان تجري عليهما عجلات عربة المشروع الإيراني ونعني بها تحديدا عربة نظام الملالي في طهران، لأننا على يقين بأن الشعوب في الخارطة الجغرافية لإيران ستعثر على وسائلها في التحرر من هذا النظام الذي أساء لإنسانيتها وتاريخها وعلاقتها مع العرب والمسلمين والعالم.

الجميع يدركون، منذ البدء، أن الحلول لا تأتي إلا في أروقة أبناء الوطن الواحد، وتصفية المشاكل، التي باتت خوضا وأوغلت في دمائنا، لا تتم إلا بالعودة إلى نقطة الصفر وهي الأسباب التي دعت إلى اشتعال فتيل الأزمة أو الثورة أو التمرد أو ما شاء من تسميات ومصطلحات على قياس رؤية المجموعات المتصارعة؛ ونقطة الصفر دائما في كل نزاعات التاريخ، تحضر بعد تجربة الحروب والموت والدمار وإنهاك القوى لصالح ترشيد الوعي والعقل ليؤدي دوره عن قناعة عملية، وقراءة ما ستؤول إليه النهايات. لكن في هذه المرحلة وبعد تجاوزنا لحالة الحذر أو تحليل المداخلات الإقليمية والدولية، هل مازلنا في شك أو بحاجة إلى أدلة مضافة لدور نظام الملالي في مأساة الواقع العربي عموماً، والعراق وسوريا تحديدا؟ ربما يكون ذلك ممكنا لغير المتابعين والمهتمين، أو لغير العراقيين والسوريين، فمنهم من تتداعى لديه الحروب كركام في الأخبار، فتختلط عليه الصور والمؤتمرات الدولية وتناقضات المواقف والإرهاب، لتضيع حقائق السياسة والعدالة والتوجهات لكل فريق. قد نجد عذرا للـدول والأحـزاب وحتى لآراء البعض من حملة مشاعل التنـوير في بلدانها والقريبة من المأساة، على مضامين رؤيتهـا المتسقـة مع الوعي والحلول العقلانية لمصائبنـا الكبـرى، ولكـن مـا يفوتهم غالبا، تجاهل خط سير واتجاه بوصلة الدم للشعوب، وهي المؤشر والقياس والمعيار الـذي ينبغي أن نتـوقف عنده، لندرك أين نحن من الاحتيال والنصب والمكر والمراوغة بما يحدد مسار الطروحات والأفكار والبرامج لتفعيل دور الجامعة العربية مثلا لرأب الصدع وإعادة الإجماع العربي، أو دعوة الرؤساء والقادة العرب إلى تبني المصالحة العربية والتدخل لمواجهة العنف والأهم إقامة نظم “ديمقراطية” لتجاوز موضوعة اختلاف الطوائف والأعراق. كل ذلك يخضع للمنطق في الفكر السياسي، والديمقراطية طبعا هي الوعاء الأمثل لنظم الحكم التي تعتمد التعددية وصناديق الانتخابات وصوت الشعب لممثليه ومن يختارهم لإدارة البلاد، ويضع ثقته فيهم لتطبيق القانون وإقامة دولة الحرية والكرامة والمساواة.

وللتطبيق في المثال السوري أولا؛ فالمحاججة من قبل النظام الحاكم أن الديمقراطية هي برنامج الدولة في حكم الشعب والانتخابات في مواعيدها والشعب يصوت بحرية ونزاهة لمرشحيه إلى مجلس الشعب؛ إذن لماذا البحث عن نظام ديمقراطي وهو قائم؟ ولماذا الثورة أو التمرد على النظام؟ ولماذا البحث في النهايات سيكون عن حل لا يكون خارجياً ولا يتطلب توافقات دولية واتفاقيات فنية بين أطراف متباينة لمجرد إيقاف إطلاق النار لمدة زمنية محدودة أو مفتوحة نسبيا وفي مناطق معينة لإدخال المساعدات الإنسانية التي لا تكفي إلا لأيام أو ساعات.

في النهاية، يتبين أن الحل في أروقة الوطن، والنظام في كل واجهاته الإعلامية والمفاوضات يريدها فترة انتقالية يستمر فيها الرئيس بمنصبه إلى حين إجراء انتخابات يقرر فيها الشعب اختيار الحاكم؛ ألا يبدو هذا الحل منطقيا وتسعى إليه التوافقات الدولية ومحور مؤيدي النظام ويجعل موقف المعارضة في أي مفاوضات محرجا إن بالرفض أو التشكيك أو الإصرار على رحيل الحاكم مع بدء المرحلة الانتقالية؟

لكن كيف نتجاهل الوقائع على الأرض المدعومة بكل وسائل التوثيق المختلفة، مضافة إليها التصريحات المعلنة ودسائس مشروع الولي الفقيه الإيراني الذي امتلك مسرح جريمة السياسة وتحريك أدواتها وتصعيد حبكتها وإخفاق ملامح المنفذين في متاهة الممثلين البديلين.

الانتخابات في نهاية أي مرحلة انتقالية تنال موافقة النظام وحكام إيران، مؤدى نتائجها في التهجير القسري للمدن السورية الواحدة تلو الأخرى، لإحداث التغيير الديمغرافي الطائفي، وهو حاصل في الإبادات وهجرة الشعب السوري ومواصلة سياسة التجويع وحصار المدن التي مازالت ترفض التسليم ومغادرة أرض الآباء والأجداد. فأي نظام ديمقراطي في ظل حاكم لا يمكنه، حتى وإن أُرغم على ترك الحكم نتيجة متغيرات السياسة الدولية، لا يمكنه أن يغادر كرسي حياته إلى الأبد، لأنه يمثل شبكة مصالح وغايات أصبحت عابرة لمنهج أي نظام حكم أو مصطلح توصيف حتى لو كان دكتاتوريا.

وفي المثال العـراقي ثانيا؛ وكي لا نخـوض في مقتربات الخطين اللذين تسير عليهما عـربة مشروع ملالي طهران، فحصادنا من ديمقراطية الاحتلال وتطبيقاتها، تلال من جماجم شعبنا تحت أنقاض الطائفية والتمهيد لتحييد المدن ضمن كتلها المذهبية.

كان مسار سيناريو السياسة يبدو مبهما للبعض، لكن الآن اتضحت أهدافه وأسباب تسارعه قبل الانتخابات “الديمقراطية” القادمة، من خلال سوق العروض لتحرير الموصل الذي أصبح مزادا وفيه الإحالات إجبارية ومسبقة، ليس فقط لمن يدفع دما أكثر، لكن لمن تحصل على كل مبررات إلغاء عناصر الدولة العراقية ونَصَب نفسه ومجموعته المسلحة فوق الجيش والشرطة ويحظى بدعم الحزب الحاكم ورئيسه ورئيس الوزراء الذي هو من حزب الدعوة أيضا، ومعه فتوى تأسيس قوته العسكرية الطائفية، وبرعاية مطلقة من ولي الفقيه خامنئي والملالي في طهران.

ماذا نتوقع في الانتخابات القادمة بعد كل فوضى التهجير لمكون “انتخابي” لا ينسجم مع ديمقراطية لم، ولن، تنتج إلا انقساما إجباريا تم التخطيط له في شواهد المدن المدمرة والحالة النفسية للمواطنين الذين تمتلئ بهم “ردهات” صناديق الانتخابات القادمة في العراق؟

الإرهاب قولا وفعلا هو الخطر الأكبر الذي يواجه العرب والمسلمين والعالم، لكن الإرهـاب هو كل قمع وإجرام تمارسه مجموعة أو أفراد منها؛ فكيف نصف نظاما مثل النظام السوري، بكل بشاعته وجرائمه، أو نظاما سياسيا كالذي قاد العراق إلى الهاوية؟

وفي مغاليق ظرف الكتمان، كيف نصف إرهاب نظام ملالي طهران ضد الإيرانيين أولا، وما فعلته شظايا منهجها الإرهابي في العراق وسوريا واليمن ودول أخرى، مع مؤشرات القريب القادم النافرة كالخيول من أثر سياط “عربنجي” يجيد الاحتيال والنصب والمكر والمراوغة والضحك والبكاء على مساحة مسرح إرهابه.

 

الخرافة والغيبيات.. مشروع استثماري وسياسي في طهران

عباس الكعبي/العرب/14 أيلول/16

تعتبر المزارات والأضرحة الشيعية في إيران قوة اقتصادية وأداة سياسية هامة يستمد منها المرشد الأعلى “المعصوم” نفوذه عبر تغييب المجتمع الإيراني وإغراقه في عالم الخرافات والغيبيات، مثلما كانت أحد أهم أسلحته للاستيطان في سوريا والعراق ونشر الميليشيات تحت حجة حماية مراقد آل البيت والمزارات الشيعية.

يستند سلطان نظام الحاكم في إيران على الخرافة والغيبيّات عوضا عن استناده على العمل الجاد والهادف إلى تحقيق الرخاء والرفاهيّة للشعب. وفي تمسكّه بالخرافة والغيبيّات، يستخدم النظام الترويج والدعاية والنار والحديد والتهديد والوعيد في آن واحد، ويخصّص لذلك ميزانيّات ضخمة خارجة عن الرقابة ولا علاقة للبنك المركزي والصندوق القومي بها، أيّ أنّها تقطع من أرزاق الشعب وتستخدم إمّا لقمعه وإما لزجّه في عالم الخرافة والغيبيّات.

ويؤكّد هذا التوجه القائم على تكبيل المجتمع بالخرافات، الارتفاع غير المسبوق في أعداد الأضرحة، ففي حين كان عدد جميع الأضرحة ألفا وخمسمئة ضريح قبل حكم الخميني عام 1979، فإن هذا العدد ارتفع اليوم بقرابة السبعة أضعاف ليبلغ عشرة آلاف وخمسمئة ضريح، أي بمعدّل ثلاثمئة ضريح يقام كلّ عام في مناطق مختلفة من إيران؛ وتقع غالبيّة الأضرحة إمّا في أصفهان وإما في شماليّ البلاد، حيث أن خمسة آلاف منها تنسب إلى الإمام السابع لدى الشيعة الإثني عشريّة، وهو موسى الكاظم ابن جعفر الصادق. ومن بين الأسباب الكامنة وراء تواجد هذا العدد الكبير من الأضرحة أنه في بعض الأحيان تمرّ المشاريع الحكوميّة من البعض من المناطق المأهولة بالسكّان وخصوصا القرى، حيث أغلب الناس غير متعلمين.

حرب القبور

خمسة آلاف مزار تنسب إلى الإمام السابع لدى الشيعة الإثني عشرية، موسى الكاظم ابن جعفر الصادق

يتطلّب المشروع إزالة عدد من المنازل والقرى لإقامته، لكن عوضا عن دفع التعويضات الماليّة للسكّان أو توفير مساكن وأراض زراعيّة لهم، يتم إيهامهم بأنّ الجرّافات عثرت على حجر قديم يعود إلى ضريح أحد أحفاد الإمام موسى الكاظم فيشيّد له مزار في المنطقة وترافقه ضجّة دعائيّة ضخمة ومنظّمة من قبل السلطات يسارع الأهالي إلى تصديقها.

إلى جانب الأرباح الطائلة التي تجنيها الدولة من الأضرحة التي تُرمى لها مبالغ كبيرة من قبل الزائرين وتستولي عليها وزارة الأوقاف في ما بعد، توظّف الأضرحة لخدمة المشروع الطائفي التوسّعي الإيراني في العراق الذي شهد هو الآخر ارتفاعا في نسبة الأضرحة التي شيّدتها إيران، كما في سوريا التي أقامت فيها إيران أربعة أضرحة تحيط بمدينة دمشق من الجهات الأربع بعد العام 1980 إبّان حكم حافظ الأسد، بدءا بما يسمّى بمقام السيّدة زينب ثم بنات الحسين الثلاث، رقيّة وسكينة وأم كلثوم، وانتهاء بقبر خالد بن الوليد وعدي الكندي بمدينتي حمص ودمشق، وكان نبشهما بمثابة الإعلان عن الحرب الطائفيّة وحرب القبور التي تشنّها إيران في الوطن العربي.

ولا تنتهي الخرافة الإيرانيّة عند الأضرحة الاصطناعية بل تتواصل مع آثار الأقدام الوهميّة، كآثار قدم الإمام الثامن علي بن موسى الرضا التي بقيت شاخصة في التراب رغم أنه مر عليها أكثر من ألف ومئتي عام وفقا لرواية إيرانيّة، أو آثار أقدام الخميني وكذلك الأماكن التي هبطت فيها المروحيّة التي كانت تقلّه من مكان لآخر، بمعنى أنّ نائب الإمام يسير على الأرض فيترك آثار أقدامه على غرار الأسلاف.

إضافة إلى الخرافة، يعتمد النظام الإيراني الرسمي كثيرا على “الغيبيّات“ التي يستمد منها سلطته ويبرر من خلالها استبداده في الكثير من الحالات، وأوّل الغيبيّات يكمن في ما يسمّى بـ”المهدي المنتظر” أو “الإمام الغائب“، إذ يُروّج للحاكم في إيران على أنّه الوحيد الذي يمتلك الحكمة والفقه والعلم والمعرفة وكل هذا بفضل الغائب كون الحاكم يعد نائبا له وخليفته في الأرض، وبما أنّ المهدي معصوم من الخطأ وفقا للرواية الإيرانيّة، فلا شك أنّ نائبه أيضا يتمتّع بالعصمة.

وإلى جانب الكتاب الذي وزّع في طهران وقُم وعدد من المدن الإيرانيّة الكبرى والذي يؤكّد عصمة المرشد الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي، فإنّ مراجع شيعة إيران وخطباء الجمعة، هم أيضا يروّجون لعصمة المُرشد، حيث يؤكّد أحمد علم الهدى مندوب خامنئي وخطيب جمعة مدينة مشهد أنّ “المجنون والعدوّ فقط هما من ينكران عصمة خامنئي”. ويرى علم الهدى أنّه لا أحد في إيران يمكنه طرح الرأي المخالف لرأي خامنئي، بما في ذلك مجلس خبراء القيادة نفسه الذي يفترض أن يتولّى مهمّة الإشراف على أداء عمل المرشد وكافة المؤسّسات التابعة له.

ويحضر “الغائب” في الدستور الإيراني ليمنح صلاحيات مطلقة ولا حدود لها لما يسمّى بوليّ الفقيه، فالمادة الخامسة من الدستور تؤكّد أنّ “إمامة الأمّة وولاية الأمر هما بيد الولي الفقيه العادل والشجاع والبصير في زمن غيبة المهدي“، إضافة إلى ما تنصّ عليه المواد الدستوريّة الأخرى من صلاحيّات مثل رد أو قبول صلاحيّات مرشحيّ الانتخابات الرئاسيّة والتوقيع على حكم رئيس الجمهوريّة وعزل وتعيين رؤساء السلطة القضائيّة والإذاعة والتلفزيون ورئيس الجمهوريّة وقيادة الأركان المشتركة والقيادة العليا للشرطة والجيش، وكذلك مجلس صيانة الدستور.

"الغائب" يحضر في الدستور الإيراني ليمنح صلاحيات مطلقة ولا حدود لها لما يسمى بولي الفقيه

وبذلك تلغي المادّة الخامسة من الدستور، جميع المواد الأخرى مهما بلغ سموّها، إذ يتربّع الوليّ الفقيه وحاشيته ومندوبوه على عرش الغائب، ولكن في الأرض لا في السماء، لينالوا جميعا الألقاب والصفات المبجّلة التي تمنحها الشرائع الإيرانيّة للأئمّة وعلى وجه الخصوص المهدي، معلنين بذلك سحق رأي العامّة على يد الذين عيّنوا أنفسهم بمكانة الخاصّة والمعصومين مروّجين إلى إمكانيّة الاعتقاد بالإمام الخفيّ رغم عدم رؤيتهم له.

عصمة المرشد

ومن الغيبيّات الأخرى التي يستمد حكّام إيران منها سلطتهم العليا على الشعب، نجد “روح الخميني” أو “نهج الخميني”، وعصمة روح الخميني عند النظام الإيراني تفوق في مكانتها حتى مكانة الخميني نفسه، وتحرّم أيّ انتقاد للنظام الحاكم الذي يسير على نهج الخميني، إذ أنها تمنع أيّ إصلاح أو تغيير حتى بعد مرور نحو 27 سنة من غيابه.

قد يتجرأ البعض على نقد الخميني خلال حياته، ولكن لا يتجرأ أحد اليوم في إيران على توجيه أي نقد للخميني بعد مماته، فروح الخميني يحملها ويحتمي بها “جنود صاحب الزمان المجهولين”، وفقا لتسميتهم في إيران، ليفعل هؤلاء الجنود ما يشاؤون من أعمال قتل ومداهمات واعتقال وتعذيب وتنكيل بكل من تساوره نفسه رفض طاعة روح الخميني.

ونجد غيبيّات أخرى يعيش منها حكّام إيران مثل “الشهداء” و”الأمة الإسلاميّة“، وكلّها مفاهيم يوظفها النظام لتبرير جرائمه، فخطباء الجمعة وقادة النظام يقولون ويفعلون ما يشاؤون باسم الشهداء، ومن السهل جدا إباحة قتل الآخرين واعتبارهم كفّارا وخونة باسم الشهداء، ولا تزال أرواح “الشهداء” وفقا للنظام، تقاتل

وتقتل ولكن هذه المرّة ليس على الحدود وضدّ من تعتبره إيران عدوّا خارجيّا، بل في الشوارع. وتتشدّق إيران بالأمّة الإسلاميّة والدفاع عنها أولا للحفاظ على النظام وإطالة عمره وثانيا لتبرير مشروعها التوّسعي، ومن الأدوات التي تستفيد منها طهران لتحقيق هذا المشروع الخرافات والغيبيّات.

كاتب أحوازي

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس امين الجميل زار الرئيس سليمان في اليرزة: الميثاقية ليست عملا انتقائيا سليمان: سنعلي صوت الحق في مواجهة تشويه الميثاق والدستور

الثلاثاء 13 أيلول 2016 /وطنية - استقبل الرئيس العماد ميشال سليمان، في دارته في اليرزة، الرئيس أمين الجميل، وقد تداولا في "الأزمات الناتجة عن الفراغ الرئاسي، والتهديدات المتتالية منذ الفراغ، من كثافة النزوح السوري واخطار التوطين مرورا بالميثاقية والدستور وصولا إلى الاستحقاق الانتخابي الداهم في غياب رئيس الجمهورية".

الجميل

وتحدث الجميل بعد اللقاء، فقال: "التشاور مع فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان هو ضروري في هذه المرحلة لما للرئيس سليمان من حضور وموقع وتجربة وتأثير على الساحة الوطنية، وكذلك الامر خارج الساحة الوطنية، وخصوصا في ظل الظرف الذي يمر به البلد، والجو الدراماتيكي والانتحاري الذي نمر به، من الضروري التشاور وليس فقط التنظير، للوصول الى حلول واقتراحات عملية ممكن ان تساهم بانقاذ هذا البلد، لا سيما انتشاله من هذا المستنقع الخطير القاتل الانتحاري الذي يغرق فيه".

أضاف: "نسمع كثيرا اليوم بموضوع الميثاقية وكأننا ندغدغ في هذا التعبير ونزايد فيه، والمؤسف ان يؤخذ بشكل انتقائي، لا احد منا ضد الميثاقية، الميثاقية هي من ضمن الدستور ومن ضمن تقاليدنا الوطنية وممارستنا، والميثاقية هي سبب وجود لبنان وحفظته، انما الميثاقية لا يمكن ان تكون انتقائية، او صحنا يوميا، ننتقي منها ما يعجبنا ونضع جانبا ما لا يعجبنا، اذا اردنا التوقف عند الميثاقية وهذا هو مفهومي، نبدأ بالاهم، فلنجلس ونتفاهم ونتشاور مع بعضنا البعض حول بعض المفاهيم الاساسية التي تدعم منطق الميثاقية وتحفظ لبنان، مثلا فلنتفاهم ان الميثاقية تتضمن موضوع السيادة ومفهومنا نحن للسيادة، ما هو مفهومنا للسيادة؟ هل هناك مفهوم واحد للسيادة؟ والسيادة هي عنصر اساسي من الميثاقية، موضوع السلاح، هل مفهومنا واحد للسلاح؟ هل ممكن ان يكون هناك ميثاقية من دون ان يكون عندنا مفهوم واحد للميثاق؟ ثم قضية سلطة الدولة على الاراضي اللبنانية واعادة بناء المؤسسات، هل من الممكن ان توجد ميثاقية او تتحقق او تتطور من دون مفهوم واحد لسلطة الدولة على الاراضي اللبنانية واعادة بناء الدولة؟ الميثاقية نفهمها على انها ميثاق وطني وتفاهم وطني حول سياسة لبنان الخارجية، عندما اتفق منذ سنة 1943 انه لا شرق ولا غرب، هل نحن متفاهمون اليوم وهل هناك جو ميثاقي حول سياسة لبنان الخارجية؟ ومن يدفع لبنان بهذا الاتجاه ومن يدفعه بالاتجاه المعاكس بشكل مضر جدا للمصلحة الوطنية، مفهومنا للميثاق ومفهومنا لبناء الوطن؟ ثم في قضية السلاح، علينا وضع الاولويات لا ان نضع العربة امام الخيل. هناك ميثاقية تقتضي ان نتفاهم على القضايا الجوهرية اولا ومن ثم القضايا الاخرى تأتي بشكل طبيعي ناتجة عن القضايا الاساسية التي تشكل البناء الصحيح للميثاقية".

وتابع: "نحن في الوقت الحاضر، لسوء الحظ، نتسلى بالقشور وبقضايا أنانية، بتعيين مدير من هنا او موظف من هناك، ونترك انتخابات رئاسة جمهورية، وقبل ان نتفق ميثاقيا على انتخاب هذا الرئيس، الا يفترض ميثاقيا ان نعرف ما هو دور هذا الرئيس وما هي واجباته وما هي رسالته وما هي اهتماماته وماذا يطلب الشعب اللبناني اساسا من الرئيس ان يحقق على صعيد السيادة والاستقلال والعلاقات الخارجية والسلاح وعلى صعيد كل الامور البديهية؟ انما نأتي اليوم ونقول ونضع الميثاقية بشكل انتقائي واستنسابي، ونحن نرتأي اي الامور التي يجب اليوم ان تكون اولوية والامور التي هي ثانوية، وعكسنا سلم الاولويات وهذا شيء خطير لا يمكن ان يبني وطنا ولا يمكن ان يوحد لبنان ولا يمكن ان يجسد الميثاقية الحقيقية عندما تكون ميثاقية انتقائية، ميثاقية تقلب المقاييس والاولويات، هذا موضوع سيكون لنا عودة اليه، انما بالوقت الحاضر مطلوب قليل من التواضع وقليل من المنطق وقليل من الموضوعية بمقاربة هذه المواضيع المهمة والجوهرية والكيانية في البلد، منها قضية الميثاق لنأخذه بكل ابعاده وبكل صورته لان البلد لم يعد يحتمل تجارب وأنانيات وغنجا سياسيا على حساب مستقبل البلد، واذا صح التعبير، مصلحة المسيحيين ومصير المسيحيين هو باحترام الميثاق بشكل صحيح، ونتفق على المسيحي الذي يقوم بدور اساسي مع المسلم ومع كل مكونات الشعب اللبناني حتى نبلور الصيغة الصحيحة ونعطي للكلمة الميثاقية، طالما الكل الان يتغنى بها، ابعادها الحقيقية وهذا يكون اول الطريق والخطوات البديهية الاساسية والجوهرية المفترض القيام بها اذا اردنا حقيقة انقاذ وطن واذا اردنا أن نخدم لبنان ونحفظه لنا وللاجيال من بعدنا".

سليمان

ثم تحدث سليمان، فشكر الجميل وتوجه بالمعايدة "لكل اللبنانيين بعيد الاضحى الذي للاسف وللمرة الثالثة يحل والهواجس تزداد، هواجس من كل الاتجاهات للبنانيين، ومع الهواجس التعطيل ماشي والبكاء والندب ماشي، وايضا ظاهرة جديدة نشهدها هي التهديد، التهديد بتهبيط النظام على رؤوس الجميع وخربطة النظام، هذا غير معقول".

وقال: "كان من الضروري ان نتشاور مع فخامة الرئيس الجميل لاعلاء الصوت والتركيز على ثلاث نقاط: اولا، الميثاقية ليست استنسابية، حزب الكتائب انسحب من الحكومة ولكن لم يقل سقطت الحكومة، كان عنده موقف سياسي معين وموقف مبدئي، انسحب من الحكومة لكن لم يقل هبطت الميثاقية، لا يجوز ربط الميثاقية بموضوع واحد. الميثاقية تبدأ بانتخاب الرئيس، الذي يحافظ على الدستور، ونعرف هذا الرئيس الى اين هو ذاهب. ثانيا، التمثيل المسيحي الذي يحكى عنه، وهو في قانون الانتخاب، ومن المعروف وجود آراء متعددة حول قانون الانتخاب، ولكن كيف نستطيع ان نصل الى قانون انتخاب ولا يوجد رئيس جمهورية؟ كيف يمكن غدا ان نجري انتخابات جديدة وفق قانون ايضا لا يمثل وبدون رئيس جمهورية والحكومة ستكون مستقيلة فور اتمام الانتخابات؟ لدينا معضلة حول قانون الانتخاب، هناك فريق يرفض النسبية وفريق يرفض الدائرة الفردية او الصوت الواحد، لا يمكن ان نتفق على قانون الانتخاب الا اذا عدنا واعترفنا باعلان بعبدا بتحييد لبنان وايضا اذا وافقنا جميعا على اقرار استراتيجية دفاعية بأسرع وقت ممكن تطمئن الفريق الذي يقول كيف اجري الانتخابات مع وجود السلاح. ثالثا، النزوح السوري، من يسمع صوتنا في الخارج؟ الدول لم تعد تحترمنا، العالم والمجتمع الدولي لا يحترم لبنان، نتحدث عن التوطين هذا صحيح هناك مخاطر كبيرة، لكن ماذا فعلنا لنتدارك التوطين؟ ابدا لا شيء، البكاء والتهديد".

وختم سليمان: "إن أول أمر يجب فعله هو انتخاب الرئيس وإعادة تكوين السلطات الدستورية بالشكل الصحيح، حتى يرتفع الصوت عاليا، ونحن والرئيس الجميل سنتابع التشاور من اجل اعلاء الصوت بهذه الامور بشكل دائم، لانه لا يجب ان يسكت صوت الحق وتعلو الاصوات التي تشوه الحقائق الدستورية والميثاقية والتمثيلية ايضا".

بعدها استبقى سليمان ضيفه إلى مائدة الغداء.

 

باسيل في حفل توزيع بطاقات لمنتسبين جدد للوطني الحر: تيارنا حارس الميثاقية

الثلاثاء 13 أيلول 2016 /وطنية - احتفل "التيار الوطني الحر"، مساء أمس، بتوزيع ثلاثة آلاف بطاقة لمنتسبين جدد الى صفوفه، في ملعب غزير الرياضي برعاية رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وفي حضور رئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير التربية الياس بو صعب ونواب من التيار وقياديين وكوادر وحشد من المناصرين. بداية النشيد الوطني، فكلمة ترحيبية لمدير الموارد البشرية في التيار شادي كريدي، ثم تحدث منسق لجنة 50 ألف بطاقة عضوية انتساب ماريو شمعون عن آلية الانتساب الى "التيار الوطني الحر". وجرى بعد ذلك تسليم البطاقات للمنتسبين الجدد، وألقى باسيل كلمة رحب فيها بهم قائلا: "كلنا في مدرسة العماد عون وكلنا جيل عون وهذا هو الفخر المنيع اليوم، الفخر لنا ان ننتمي لفكر لم يبدأ من معالق السفارات بل من مؤسسات أبرزها الجيش اللبناني، فأنتم تنخطرون اليوم في عملية بناء التيار كما ان التيار منخرط في بناء الدولة على صورة التيار. فالانتماء للتيار هو التزام بالشرعة والنظام والميثاق ومن لا يعرف معنى هذه الأمور الثلاثة فليخلع البطاقة عنه قبل ان ننزعها منه". وتطرق الى شرعة "التيار الوطني الحر"، فقال: "شرعتنا هي قانوننا الاخلاقي، والتيار مرتبط بها، واذا ماتت الاخلاق مات التيار، فالنضال لا يشرى ولا يباع ولا يستثمر، بل هو كالمحبة، مجاني وله ثمن وحيد هو ان نربح وطننا، كما ان نظامنا هو دستورنا وهو ليس مقدسا لكن تعديله يحتاج الى آليات والمس بأساساته غير ممكن والمر منه يتبين بعد حسن الممارسة اي على عكس الطائف اليوم. والميثاق التياري هو كميثاقنا الوطني لا يمكن ان نمس به ولو بغمزة، وانا أسألكم من منا يتجرأ على المس بميثاقنا وقضاياه".

وشدد على ان "التيار هو تيار لبنان وطن الانسان، والانسان المتساوي مع أخيه الانسان يشكل ميثاقنا ونحن مستعدون للاستشهاد في سبيله. تيارنا حارس الميثاقية- وهذا هو لقبنا الجديد- على ان تكون مسكونة في الرئاسة ورئاستي المجلس النيابي والحكومة والتعيينات والانماء، فانه فخر لنا ان نناضل وحدنا ضد الوصاية ونقاتل وحدنا ضد الفساد ونقف موحدين مع مقاومتنا".وتابع: "لا جمهورية بلا ميثاق ولا رئيس جمهورية من دون ميثاقية كما انه لا رئاسة حكومة بلا ميثاق ولا حكومة بلا ميثاقية وكذلك التعيينات والانماء. فقضية التيار اليوم هي الحفاظ على الميثاق وهذا الامر يعني المسيحيين والمسلمين، لكن اليوم نحن المستهدفون وسنظل وإياكم نحمل السلم بالعرض، فكلما جلسناه نصعد درجة وبعد العام 2005 أصبح كل الطريق صعودا ولا نزول بعد اليوم".

كما شدد على ان "زواجنا اللبناني ماروني، ولدتما معا وتظلان معا، لكن حتى الموارنة أفتوا بالطلاق في حال بطلان أسباب الزواج. فميثاقنا أساس زواجنا ونريد الحرية والوحدة الوطنية معا ولكن لا يستعبدنا أحد لوحدتنا اللبنانية كي يسلب حريتنا، فنحن نعيش احرارا ولو على صخرة ولبنان كله صخور".

وختم باسيل متوجها الى المنتسبين الجدد بالقول: "احذروا لأنكم تواجهون اليوم رجال التيار الوطني الحر الذين لا يركعون إلا للصلاة ولا ينحنون إلا لأهلهم والشهداء، أنتم اليوم 3000 منتسب جديد يعلنون انخراطهم في معركة حرية لبنان وكرامته وميثاقيته، تحبون العماد عون انتسبوا الى تياره وابقوا لبنانيين مرفوعي الرأس".

 

الرابطة المارونية أوصت باستعادة الحكومة إدارة ملف النزوح السوري باسيل انتقد التلكؤ في الحل ودرباس أكد ألا وجود لكلمة توطين

الثلاثاء 13 أيلول 2016/وطنية - اختتمت الرابطة المارونية ورشتي عمل نظمتهما عن النزوح السوري بعنوان "النازحون السوريون .. طريق العودة"، خلال احتفال أقامته في فندق "هيلتون حبتور" سن الفيل، أعلنت فيه التوصيات التي تم التوصل اليها، في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الإعلام رمزي جريج، ممثلة الرئيس ميشال سليمان وزيرة المهجرين أليس شبطيني، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة النائب جان أوغاسبيان، ممثل الرئيس سعد الحريري مستشاره داود الصايغ، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران سمير مظلوم، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس، وزير الاقتصاد والتجارة الآن حكيم، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغرد كاغ، سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، النواب: نعمة الله ابي نصر، فريد الياس الخازن ونبيل دو فريج، الوزراء السابقين: مروان شربل، خليل الهراوي، منى عفيش وشكيب قرطباوي، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، رئيس الرابطة المارونية النقيب أنطوان إقليموس، ممثل حزب الكتائب اللبنانية جان طويلة، ممثل الحزب القومي السوري الإجتماعي حسان صقر، المستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، ممثلين للأجهزة الأمنية وعدد من السفراء والقناصل وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية وديبلوماسية ونقابية وإعلامية وروحية وأعضاء الرابطة.

افتتاحا، النشيد الوطني ونشيد الرابطة المارونية، وبعد تقديم من عضو المجلس التنفيذي في الرابطة المحامي وليد خوري الذي اعتبر ان "ليس غريبا على الرابطة المارونية إيلاء مسألة النزوح اهتماما واسعا، فهي كانت السباقة في تأليف لجنة خاصة مهمتها الإعداد لهذا المؤتمر انطلاقا من ثوابتها الوطنية، بعيدا عن أي نزعة عنصرية".

لاسن

ثم ألقت لاسن كلمة قالت فيها: "لبنان من جراء ارتفاع أعداد النازحين السوريين في العالم، يفهم معنى هذه التحديات جيدا، الأمر الذي كان موضع نقاش في الآونة الأخيرة، والعالم بأجمعه متأثر بكرم وضيافة اللبنانيين في مواجهة هذا الوضع غير المتوقع. إن مسألة النازحين شكلت إحدى المسائل الرئيسية لدى الحكومات في السنوات الأخيرة أكان في أوروبا أو في هذه المنطقة".

أضافت: "نحن نعي مدى حساسية أزمة النازحين، ولكن لا نستطيع أن ننسى أن وراء الأرقام كائنات بشرية بحاجة للمساعدة. لكن اللبنانيين يتساءلون لماذا والى متى سيتحمل لبنان وزر هذه الأزمة؟ الأمر الذي نفهم بالنظر الى حساسية تكوين لبنان من الناحية الإجتماعية وخصوصا أنه تحمل كثيرا إذ استقبل منذ عقود مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين، لهذا التزم الإتحاد الأوروبي القيام بكل ما في وسعه لمؤازرة لبنان في مواجهة هذه الأزمة سياسيا وأمنيا وماليا".

وقالت: "إن النزوح الكثيف يتسبب بزيادة أعداد اللاجئين في جميع أنحاء العالم، وعلى الإتحاد الأوروبي أن يلعب دوره في الحل الشامل لهذا التحدي والعمل على عودة النازحين السوريين الى بلادهم ومساهمتهم في إعادة إعمارها".

وتابعت: "في ما يخص الصراع في سوريا، إن عودة النازحين تعني تأمين الحماية لهم، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء الحرب، والإتحاد الأوروبي يدعم كل جهود الأمم المتحدة في عملية إحلال السلام".

وأملت أن "يعبد الإتفاق الذي حصل بين الولايات المتحدة وروسيا الجمعة الماضي الطريق لتحقيق هذا الهدف، والاتحاد الأوروبي على أهبة الإستعداد لتأمين الدعم والاستقرار وإعادة الإعمار متى بدأت المرحلة السياسية الانتقالية".

كاغ

وكانت كلمة لكاغ وصفت فيها الازمة السورية بأنها "على الأرجح أسوأ ازمة سياسية وانسانية وعسكرية في عصرنا، فبعد اكثر من خمس سنوات من العنف والدمار خلفت مئات الآلاف من القتلى والمشردين، يوجد نحو 4,9 مليون لاجىء و 6,6 نازح ضمن سوريا".

ورأت ان "النازحين السوريين لم يهربوا من ديارهم بإرادتهم انما اجبروا على مغادرة بلادهم إذ لا توجد أماكن آمنة فيها. يوجد اليوم في العالم فقط 11 دولة تستضيف 50 % من عدد اللاجئين عالميا، ولبنان هو بين اكثر الدول المتأثرة، والامين العام للأمم المتحدة ومجلس الامن ومجموعة الدعم الدولية للبنان اعترفوا بهذا الامر باستمرار".

وقالت: "واحد من أصل أربعة اشخاص في لبنان هو لاجىء سوري، والمجتمعات اللبنانية المضيفة هي الداعمة الاساسية للاجئين السوريين، ففتحت لهم ابواب منازلها والمدارس وتشاركوا معها البنى التحتية المتوفرة لديها. وأظهرت تلك المجتمعات الى العالم معنى الكرم والتعايش. ان الحل بالنسبة الى ازمة اللاجئين ان كان في لبنان او الاردن او تركيا وغيرها، يكمن في إيجاد حل سياسي في سوريا".

ولفتت الى ان "وقف النار الذي توصلت اليه المحادثات بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا، يسعى الى وقف الاعمال العدائية والعودة الى الحوار والحل السياسي ضمن إطار محادثات جنيف، وهو أمر إيجابي ومهم وضروري ويجب إيجاد الحل السياسي. جميعنا نراقب ما يحصل عن كثب، واللبنانيون بشكل خاص واللاجئون السوريون ينتظرون التطورات وأي إشارات لعودتهم الى بلادهم بأمان وكرامة، والامم المتحدة لن توفر جهدا لحشد الدعم لهؤلاء لعودتهم الى ديارهم عندما تسمح الظروف بذلك لكي يساهموا في إعادة إعمار سوريا وعودة السلام والتعايش. في هذه الأثناء علينا العمل في الواقع الحالي، ونحن مع الشركاء الدوليين نعمل لمساعدة لبنان".

وأشارت الى ان "الامين العام للأمم المتحدة أوضح ان مسالة التوطين او التجنيس هو قرار تتخذه الدول المضيفة وفي حالتنا هنا نعني لبنان، انه قرار تتخذه الدولة اللبنانية او اي دولة اخرى مضيفة مثل المانيا او كندا وغيرها. على المجتمع الدولي مضاعفة جهوده لمساعدة لبنان الذي هو نموذج في منطقة الشرق الاوسط ولا يمكن أن يتحمل وحده أعباء ازمة اللجوء".

درباس

وألقى وزير الشؤون الاجتماعية كلمة استهلها بالقول:

"زرت الرابطة المارونية فتجولت عيناي في رحاب حائط كالحديقة، لما حوى من صور السابقين السامقين كأشجار السرو، كل واحد منهم علم في العلمانية والوطنية، يضفي على الرابطة فصلا من تاريخه، عاري الرأس من قلنسوة الكنهوت، متفيئا بظلها المفترض، متلبسا بحب الناسوت، فكأن الرابطة، وكأنهم، صمام للهيكل، يعمل بصورة مستقلة عنه، لكنه مندمج فيه أمانا وسيرورة ودورا جليلا أدته الطائفة على مر مئات السنين، مذ غزلت جبة قنوبين من خيوط الثلج والضباب والأيمان، إلى أن كان لبنان الكبير وطنا عبقريا تكاملت فيه الجغرافيا والسكان، وتلاحمت الثقافات والأديان، وتماصَّت المصالح وأنساق العيش، فإذا فقد فلذة منه تداعى، فلا كان ذاك اليوم، ولا رأيناه حتى في أحلام اليقظة او الكوابيس، فلبنان عقار مملوك على الشيوع، كل مواطن فيه له في كل ذرة منه، وهو غير قابل للقسمة العينية أو قسمة المهايئة، كما لا ينبغي للمزاد العلني أو السري أن يزيل شيوعه، وذلك تحت طائلة البطلان المطلق كما نقول نحن أهل القانون، فهو مؤلف من 2400 سهم في كنانة واحدة ومحفظة واحدة تستمد قيمتها من حزمتها، وهيبتها من عزمتها".

أضاف: "آلت الرئاسة إلى انطوان، وقد آلت إليه نقابة المحامين قبلاً، وآزرني لكي أكون شريكه من نقابة طرابلس، فصار العمل النقابي بالنسبة لنا نحن الاثنين، رحما جديدا لتوأمين رغم فارق السن، واستمرارا لمودة، وسيرا على النهج ذاته، وإن كنت أراه الآن صاحب سيادة، تحولت في يده عصا النقيب، le bâtonnier، إلى عصا الراعي الصالح التي اتسعت صلاحيتها ففاضت عن نطاق زملائه المحامين، لتشمل المصالح الوطنية كلها، وعليه فإن دعوته لي إلى هذا المؤتمر الوطني الفائق الأهمية ليست من قبيل مجاملة أهل الدار للجار، فأنا لست مغتربا أووافدا، بل أنا من أهل نسبكم وحسبكم لحا وأصلا وفصلا، لا تفرقنا الطقوس، لأنها ليست سوى طرق الوصول إلى الله، وحيث تكون مصالح الناس يكون شرع الله، كما تقول القاعدة الشرعية".

وقال: "سأحاول الا أتخطى الوقت الذي نبهني إليه الرئيس، لكي نبقى داخل شاشة البث، ولهذا فسأستعمل أسلوب البرقيات، تقيدا وتوخيا لوصولها إلى المسامع المفضية إلى القلوب والعقول:

أولا: اللجوء السوري كارثة مفاجئة وقعت على لبنان ودول الجوار، كما على الشعب السوري، بما لم نتحسب له ولم نتوقعه، الأمر الذي يوجب علينا التعاطي معها على نمط التعاطي مع الكوارث، برصانة ودأب واستنفار الطاقات والصداقات والمساعدات.

ثانيا: تعامل المجتمع الدولي مع هذه الكارثة بتردد ولا مبالاة، ثم بانغماس كثير من الدول الفاعلة مباشرة أو مداورة في ذلك الصراع المجنون، فتشظى المجتمع السوري في الداخل والخارج، ودامت الحرب أكثر مما دامت الحرب العالمية الثانية، وبقي مجلس الأمن متارجحا على حافة "الفيتو" والعجز والضلوع، يستجدي ساعات من وقف اطلاق النار دون جدوى، فيما الأطفال تبتلعهم البحار وتلتهمهم النار، والارض تقفر من أهلها، والحضارة تغوص إلى قاع التوحش والهمجية".

ثالثا: إن الإنفاق على سوريا قد بلغ مئات مليارات الدولارات، معظمه استعمل ثمن اسلحة لقتل الشعب السوري، ونزرها لإغاثته، ولهذا فإنني أناشد المعنين أن يوقفوا القتل، أوعلى الأقل يرفعوا نسبة الإغاثة لتعادل آثار الحرب.

رابعا: ليس في القاموس اللبناني حكومة، وقوى سياسية وطوائف، ومذاهب، أي وجود لكلمة توطين، وكل حديث عن هذا يعني أن الكيان سيتعرض لتغير شامل متوحش وإجرامي، نحن نقول هذا ونعمل له، وليست هذه النقطة موضع تجاذب واختلاف، ولا ينبغي لها أن تكون جزءا من الصراع الداخلي، أو حصانا من أحصنته، لأن ميوعة البحث عن حل سياسي للأزمة السورية في مقابل شراسة التسعير والتهجير والتدمير، ينبهنا إلى عدم الانزلاق، بل إلى رجاحة العقل والموقف الحازم تجاه أية تسويات يجري طبخ سمها بأنها لن تجد لها في لبنان مائدة لوليمة ولا صحونا ولا أكلة يسيل لعابهم لدسم الطبخة.

خامسا: إن الكلام بدأ يأخذ طابعا جديا عن مناطق آمنة أو عن استثمار مناطق انحسرت عنها الحروب لإعادة ايواء اللاجئين، وعلينا في هذا أَن نطلق أكبر حملة وطنية وعربية ودولية للسير في هذا الاتجاه، علما انه جرى نقل كثير من السوريين في الداخل إلى أماكن جديدة أكثر أمنا، برعاية وترتيب U.N.H.C.R.

سادسا: إن الاعتناء بهذه المناطق سيكون مدعاة إغراء لكثير من اللاجئين للعودة، وهنا، لا بد من التنبيه أن الخرائط التي يجري رسمها على مقاس المذاهب والإتنيات، ربما لا ترغب بمثل هذه العودة، الأمر الذي يقتضي معه التأكيد على أن اللبنانين والسوريين على السواء متفقون بأن سوريا وطن لكل أبنائه مثلما سيظل لبنان وطنا نهائيا لأبنائه فقط، وفق ما أعلنه دولة رئيس مجلس الوزراء في مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في نواكشوط.

سابعا: عندما تحيق بنا النار من كل جانب، علينا أن نحفر حولنا خنادق عميقة نملؤها بالماء، أي ماء الوفاق، فالدفاع السياسي هو صنو الدفاع المدني ومظلته، وكل كلمة توافق وتضامن توازي خراطيم الإطفاء فعالية وقطعا لألسنة اللهب والتحريض العنصري.

ثامنا: نحن جزء من هذا العالم، ونتعاون معه بشرف وإستقامة وصراحة، ونثمن ادوار أصدقائنا من الدول المانحة والمنظمات الدولية، وأستغل الفرصة لأحيي الممثلة المقيمة لمعالي الأمين العام للأمم المتحدة السيدة سيغريد كاغ للدور الذي تقوم به ولمحبتها لبلدنا، وهي التي استطاعت في فترة وجيزة استيعاب الوضع المعقد، ونسج العلاقات الطيبة، كما أحيي سعادة سفيرة الأتحاد الاوروبي السيدة كريستينا لاسن على ما تبذله من جهد وسعي بين المانحين والممنوحين، ونحيي موقفهما لجهة تأييد وجهة نظر لبنان في موضوع اللجوء والعودة".

وختم بالقول: "لم أجد عنوانا أكثر حصافة وواقعية من عنوان هذا المؤتمر "النازحون السوريون... طريق العودة"، فالرابطة المارونية في هذا بشخص رئيسها وأعضاء المجلس التنفيذي، أخرجوا الموضوع من دوامة التأفف والتذمر ودعوات الإثارة، إلى دائرة التبصر والتدبر، لكي تكون هناك ورشة وطنية لبنانية جامعة، تضع الخطط، وتستنبط الوسائل، لأجل عودة كريمة آمنة لإخوتنا السوريين لكي تبقى سوريا، ويبقى لبنان. عاش لبنان".

باسيل

بدوره، ألقى باسيل كلمة قال فيها: "الشعب السوري ينزح... والشعب اللبناني ينزف. نجتمع اليوم لنقول كفى. كفى تهجيرا قسريا وتحريضا مذهبيا وتغييرا ديموغرافيا في المنطقة.

نشكر الرابطة المارونية على تنظيمها الناجح للمؤتمر ونلتقي اليوم في ختامه لنؤكد أن الحل المستدام الوحيد لأزمة النزوح السوري إلى لبنان هو في عودة النازحين إلى وطنهم، حيث لا مستقبل لمشاريع توطينهم ولا أمل في تشريع إقامتهم الطويلة على أرضنا. لا يبقى أمامنا سوى سبيل واحد نسلكه سويا، لبنانيون وسوريون ومجتمع دولي: هو طريق العودة".

أضاف:" نلتقي اليوم، والأمم المتحدة على عتبة اجتماع رفيع المستوى مخصص لمناقشة الحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين. سيصدر عنه إعلان نجحت مساعينا في تلطيف صيغته الأولية. إلا أنه، وفي صيغته الأخيرة، لا يزال يؤكد على طوعية العودة، ويؤكد على محورية معاهدة جنيف للعام 1951 الخاصة باللاجئين، بالإضافة إلى عدم تطرقه إلى خصوصيات بعض الدول وعلى رأسها لبنان. ملاحظاتنا ليست وليدة اللحظة إنما هي مبنية على مبادىء يلتزم بها لبنان على الرغم من عدم توقيعه على هذه المعاهدة، بالرغم من تهرب بعض الدول الأطراف من التزاماتها، حيث مثلا " زنرت" معظم الدول الأوروبية حدودها بالحديد، ووصل الأمر في بعضها إلى نقض اتفاقات شنغن ودبلن".

وتابع: "مع مرور الوقت، زادت الضغوطات وتأكدت مخاوفنا، فلجهة تقاسم الأعداد، دول ثالثة غير مستعدة لاستقبال أي لاجىء، وأخرى تستقبل أبناء مذاهب معينة، وأخرى تستقبل أعدادا ضئيلة وكأنها تشتري صكوكا تبرىء بموجبها ذمتها وذمة شعوبها. لجهة تقاسم الأعباء، دول مانحة تقلل الهبات وتيسر القروض وتضاعف المطالب والشروط".

ولفت الى ان "المآخذ عديدة على آليات عمل منظمات الأمم المتحدة"، وقال:" يبقى أبرزها غياب الشفافية المالية في الإنفاق وعدم اعتماد قواعد محاسبية تتيح المراقبة والتدقيق والمحاسبة. لا نحمل المنظمات الدولية مسؤولية الضبابية المالية، لكننا نتساءل عن الأساب التي تؤخر معالجة هذه المسألة. ونرى بعض الدول المضيفة تبتز المانحين لكسب المزيد من المغانم المادية، بينما تستعمل دول أخرى النازحين كسلعة للمتاجرة السياسية. أما لبنان، ووسط لامبالاة أو تجاهل متعمد، فيفتخر بأنه الدولة الوحيدة، بين دول مجموعة الدعم الدولية لسوريا، التي تطرح مسألة النازحين في الاجتماعات، وهنا الكارثة اذ ان هذه القضية لا تطرح، وتشدد على إدراجها في البيانات الصادرة عن المجموعة، وهنا أيضا الكارثة اذ انها لا تذكر لولا مطالبتنا، وعلى مقاربتها انطلاقا من ضرورة السعي الدولي لتأمين عودة آمنة للنازحين إلى وطنهم، بما فيه أثناء المرحلة الانتقالية".

أضاف: "أخيرا، تجلت هذه اللامبالاة الدولية والإقليمية في طلب الجامعة العربية من لبنان دفع حصته لصندوق دعم السوريين داخل سوريا وخارجها، وهو صندوق لم يتلق أي تمويل منذ إنشائه عام 2012... لا مبالاة تؤدي إلى الإحجام عن تمويل الصندوق وإلى عدم الأخذ بالخصوصية اللبنانية وبالعبء البالغ الثقل الذي يحمله لبنان. نقولها اليوم، قبل اجتماع نيويورك، ونشكر الرابطة على توقيت مؤتمرها، ونقول بأننا نشعر بأننا متروكون لأمرنا، ونطلب أن يعي العالم خطورة وضعنا. إن التطمينات الدولية التي سارع المسؤولون إلى تسليفنا إياها يجب أن تترجم التزامات على الأرض، بالمباشرة الفورية في مواكبة جهودنا الهادفة إلى تشجيع عودة النازحين السوريين إلى وطنهم".

وتابع: "هذا ما يتعلق بالمجتمع الدولي، وصدقا انا لا ألقي باللوم عليه، لأن الملامة تقع عليه أولا في مسؤوليته الكبيرة في إندلاع الحرب في سوريا، وثانيا في عدم إعتماده عودة النازحين السوريين الى بلدهم كركن أساسي وله الاولوية في خارطة الطريق السياسية للحل السياسي في سوريا. إن ملامتنا على المجتمع الدولي لأنه يترك ازمة سوريا تتفاعل من منطلق إبقاء السوريين النازحين في أماكن تواجدهم بدلا من أن يكونوا مفتاح الحل الانساني والسياسي لها".

وقال:" بما يعنيني، أنا أحمل المسؤولية الى الحكومة اللبنانية واللبنانيين، لأنها من يتلكأ عن إتخاذ الاجراءات اللازمة. فعند اندلاع الازمة في سوريا نبهنا من مخاطر تداعياتها وحذرنا من "طمس" الرؤوس في الرمال، حينها رد الشركاء في السلطة بتوسيع الحفرة حتى يخفوا رؤوسهم ومعها الحقائق بالارقام بالنسبة لأعداد النازحين الذين يدخلون الى لبنان. طالبنا بمواكبة حركة النزوح الكثيف وبوضع إطار لها، وبضرورة وضع حد للفوضى في إدارتها. كما نبهنا من إنعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية، حينها كيلت علينا الافتراءات والاتهامات بالعنصرية وبالتنكر بواجباتنا الانسانية وبإعتماد خطابات شعبوية. إتهامات باطلة نضعها في إطار الرد الفاشل على حرصنا على مصالح اللبنانيين وعلى لبنان وميثاقه وأمن شعبه وحدوده. إتهامات نضعها في سياق عرقلة إجراءات يتوجب على الحكومة إتخاذها، وهي تتهرب من ذلك وتتقاعس وتخون الأمانة التي في عهدتها للحفاظ على الكيان اللبناني".

أضاف وزير الخارجية: "من الواضح أن خطة الحكومة التي وضعت عام 2014 لوضع حد للنزوح السوري إلى لبنان، وهي ورقة سياسة الحكومة للنزوح السوري التي ساهمنا وجاهدنا وناضلنا من أجل إقرارها، من الواضح أن هذه الخطة كانت نظرية ولم تأت بنتائج حسية ومرجوة، وهي بحاجة إلى تحديث وإجراءات فعلية. فهي لم توقف حركة النزوح بل أوقفت تسجيل النازحين، والفرق كبير، ولم تسمح بمسح شامل للنازحين بل دفعت بعدد منهم إلى التفلت من أي قيد أو سجل، كما لم توفر الاستثمارات التنموية بل زادت من حصة المشاريع الإنسانية على حساب تلك التنموية".

وقال: "من الواضح أيضا أنه لا يمكن للبنان أن يستمر بهذا الملف من دون اعتماد خطة عملية وجريئة لوضع حد للفوضى، فوضى تحمل المسؤولين إلى رفع مقترحات بإنشاء صناديق بينما الصناديق موجودة لكن تمويلها مفقود، وفوضى في إدارة معظم قطاعات الاستجابة يتولاها هواة حتى باتت المشاريع تلامس الهاوية، فوضى تزيد من مسؤوليات ادارات الدولة من دون زيادة في إمكانياتها، مع زيادة فاقعة في نسبة الفقر عند اللبنانيين وزيادة أفقع في نسبة المستفيدين من البرامج المتشعبة التي تديرها الوزارة إذا ما دمجنا المشاريع المخصصة للنازحين. فوضى تؤدي إلى الخلط بين الأولويات، لينتهي الأمر بانصياع دوني عند البعض لنصائح المانحين ومصالحهم. فوضى أخرت تنقيح لوائح النازحين الموجودة منذ حزيران 2015 في متناول الادارة اللبنانية، حتى وصل الأمر إلى استعجال طرح مشاريع هي أقرب إلى أفكار... مشاريع يغيب عنها الهدف وآلية التطبيق، وتختلط فيها الصلاحيات وتتضارب فيها المصالح: هي حال بطاقة التعريف المنوي توزيعها على السوريين: هل من معايير تحدد مستحقيها؟ هل هي إجراء بلا جدوى يكرر ما سبق للمفوضية أن قامت به، أم هو إحصاء شامل يقع ضمن اختصاص وفي إطار صلاحيات أجهزة حكومية متعددة، ويستدعي بالتالي تضافر الجهود وتوزيع المهام؟"

أضاف: "دوليا، سيبقى لبنان يدعو إلى عودة النازحين إلى وطنهم كحل وحيد مستدام لأزمتهم، وسيسعى إلى تسليط الضوء على خصوصيته وما ترتبه دستوريا وميثاقيا، من استحالة القبول بإقامة طويلة للنازحين على أرضه. وأصبح هذا الموقف يحظى بدعم وتفهم وتأييد أوروبي ودولي وهو موثق في مستندات خطية. وانطلاقا من إدراكنا بأن لبنان لن يستطيع تغيير السياسات الدولية بشأن اللجوء والهجرة، لكن بمقدوره تغيير نظرة الدول إلى واقعه، سنقترح مجددا تعديلا على الإعلان الذي سيصدر عن اجتماع نيويورك، يأخذ في الاعتبار الخصوصية اللبنانية. وفي حال تعذر ذلك، سوف نطلب اعتماد ملاحظاتنا من ضمن وثائق الاجتماع الرسمية، وفي حال تعذر ذلك سوف يكون لنا موقف من نوع آخر".

وقال: "اما محليا، فالأزمة ترتب علينا الترفع على المزايدات السياسية، لأنها أكثر من اقتصادية وأكبر من سياسية وأخطر من أمنية، إنها أزمة وجودية تهدد المجتمع والدولة والهوية. بات الوضع لا يحتمل التباطؤ أو الاسترسال في طروحات يغلب عليها الشعر تارة والنثر تارة أخرى ويغيب عنها المضمون العملي. بات الوضع يستدعي الاستعجال في اعتماد خطة وطنية واضحة قدمناها منذ أشهر وناقشناها تباعا في إجتماعاتا اللجنة الوزارية المخصصة للنازحين السوريين، وأقريناها لنكتشف لاحقا أنها "طارت" ولم يبق منها شيء سوى اوراق بديلة وردود هي أقل ما يقال عنها بأنها هروب وتلكؤ وتقاعس متجدد ومكرر من الحكومة اللبنانية بإتخاذ أي إجراء عملي وفعلي لمواجهة ازمة النزوح السوري الى لبنان".

وتابع: "سألخص ببعض الأفكار هذه الورقة التي كنا اتفقنا عليها. أولا، إقفال المعابر الحدودية أمام حركات الدخول الجماعية، ورفض دخول من يحمل بطاقة صادرة عن المفوضية ويتبين عبوره الدوري للحدود. البعض من السوريين اليوم لديهم بطاقات نزوح يذهبون الى سوريا ويعودون ولا يزالون يعتبرون على أنهم نازحون هذا هو المفهوم الدولي للنزوح، عندما يستطيع النازح العودة الى ارضه تنتفي اسباب نزوحه وتركه لأرضه، وبالتالي ان القانون الدولي لا يصنفه على انه نازح. ولكن نحن في لبنان ما زلنا نصر على اعتباره نازحا ونترك معه بطاقته ونتقيد بالمفهوم الدولي أنه حين تحين الظروف الملائمة يعود. ولكن في هذه الأثناء ان هذا النازح يعود الى بلده ويرجع الى هنا وما زالت المساعدات تعطى".

وقال: "ثانيا، المباشرة فورا بمسح شامل للوجود السوري في لبنان تقوم به الأجهزة اللبنانية المعنية بالتعاون مع الهيئات الدولية المعنية على أساس اعتماد (مبدأ التمييز بين الإقامة والإعانة). ثالثا، التشدد في تطبيق قوانين العمل لتوقيف المخالفين. وكي لا نقول ان القصة سياسية، نحن والوزير درباس مختلفون في شكل سياسي عميق في موضوع النزوح، اعرف اننا نحن نقول اننا "مش مختلفين"، اعرف وأتحدث هنا إنطلاقا من المواطنية اللبنانية، صحيح نحن غير مختلفين فكلانا لا يريد توطين النازحين السوريين في لبنان، ولكن ماذا نفعل؟ لا شيء، اذا نحن "مختلفين" لأننا كي نكون على وفاق يجب ان نطبق إجراءات هي بحدها الادنى تطبيق القوانين اللبنانية. وكي لا نقول ان الخلاف سياسي، اتوجه الى وزيري الكتائب اللبنانية، الاقتصاد والعمل، ما هي الاجراءات التي قمنا بها كي "نسكر" تذكرة سورية مفتوحة بشكل مخالف للقانون؟ ما هي الاجراءات التي قمنا بها كي نوقف سوريا يعمل في قطاعات محرمة عليه في القانون اللبناني؟ اين هي التوقيفات لعشرات آلاف من السوريين الذين يأخذون وظائف اللبنانيين في مجالات عمل محرمة عليهم في القانون؟ لا شيء ولا اي إجراء. اين تطبيق القوانين بما يخص المحكومين السوريين بالسجون؟ ونحن نعرف انهم زادوا بنسبة أربعة أضعاف؟ لا شيء. نحن طبعا متفقون مع حزب الكتائب بالحرف والفاصلة على موضوع النزوح السوري، ولا يمكن لأحد أن يزايد على الآخر، واكيد نحن والوزير درباس متفقون على رفض التوطين جملة وتفصيلا دستورا وميثاقا، ولكن اين هي الاجراءات؟ لا توجد اي اجراءات فقط كلام بكلام، واجتماعات.انا مسؤول عما أقول، لقد صرفنا ساعات وساعات من الاجتماعات والحكومة اللبنانية لم تتجرأ على إتخاذ إجراء واحد بخصوص النزوح السوري".

أضاف: "رابعا، التشديد لدى المانحين على أن قبول المساعدات الإنسانية يكون بالتساوي مع حجم المساعدات التنموية، وإعتماد مبدأ واحد مقابل واحد، تحت طائلة وقف دخول المساعدات. أليس هذا الإجراء مطبقا من قبل دولة عربية شقيقة وحريصة على جيرانها وإخوانها السوريين؟ لماذا لبنان لا يطبق هذا المبدأ؟ مثلا الجمرك اللبناني على مطار بيروت والمرفأ لماذا لا يطبقانه؟ انه قرار سياسي فقط. خامسا، المباشرة فورا في اتخاذ الإجراءات اللازمة والتواصل مع كافة الجهات المعنية، حسب الأصول، تحضيرا لعودة النازحين الآمنة إلى سوريا، عبر إيجاد أماكن آمنة وهي متوفرة في سوريا، لعودة النازحين تدريجيا وسريعا الى أراضيهم. وفي هذا الإطار، لا بد من الترحيب باتفاق الهدنة في سوريا، ووضعه في سياق الجهود التمهيدية لاتفاق العودة إلى سوريا".

وختم باسيل: "هذه افكارنا، نرفعها ليس الى الدول الصديقة بل الى الحكومة اللبنانية وهي ليست بحاجة الى قرار حكومي بل الى قرار سياسي تقوم الاطراف اللبنانية بتطبيقه كل في نطاق اختصاصه. هي خارطة طريق تؤمن استقرار لبنان وعودة النازحين، ونتمنى أن يتعاون الجميع لتطبيقها وإنجاحها. أما في حال عرقلتها، كما هي الحال، فلن نتوانى مجددا في توجيه الاتهام إلى كل من تآمر في الخارج، وهي مؤامرة دولية موصوفة بإبقاء النازحين السوريين في أماكن تواجدهم، إما جهلا بصيغة لبنان الفريدة القائمة على توازن دقيق بين مكوناته أو عمدا بهدف زعزعة استقرار واحة التعددية وأرض الصمود المتبقية في المنطقة. كما أننا لن نخجل من اتهام كل من تخاذل في الداخل، إما بسبب عدم القدرة على تحمل المسؤولية أو بحثا عن مكاسب فئوية، طائفية كانت أم سياسية. سبق ودقينا ناقوس الخطر عند اندلاع الأزمة في سوريا لجهة ضرورة التنبه إلى انعكاساتها على لبنان. وفي حال استمرار بعض المعنيين بالتعاطي بخفة مع مسألة النزوح، سوف نطلق بوجههم صفارة النهاية".

اقليموس

وفي الختام كانت كلمة لاقليموس أعلن فيها أن "الرابطة المارونية ملتزمة الدفاع عن لبنان في وجه أي خطر يتهدده"، وقال: "ما يهمنا هو عودة النازحين السوريين الى بلادهم وندعو الحكومة اللبنانية الى اجراء المفاوضات مع سوريا سواء مباشرة أو بواسطة الأمم المتحدة لأن المهم بالنسبة إلينا هو حماية الكيان".

وتابع: "باسم الرابطة المارونية، أهنىء المسلمين في لبنان والعالم بعيد الاضحى المبارك، وأهنىء الشعب السوري بدخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ أمس عله يفتح الطريق أمام السلام".

أضاف: "حين يكون لبنان هو المعني، نحن لبنانيون قبل أن نكون موارنة، لذا لبنان موجود.

انغرسنا في هذه الارض فصارت وطنا، دافعنا عنها وبنيناها فأقمنا فيها دولة، وأردناها نموذجا للانفتاح والعيش المشترك. فهذه الدولة مهما اختلفنا فيها أو اختلفنا عليها، لن نرضى بسقوطها ولن نسمح بزوالها وهي لنا جميعا. أقول ذلك لان خطرا وجوديا يتهددنا نتيجة نزوح جماعي لما يزيد عن مليون و100 الف سوري بسبب الحرب في بلادهم. فلا العروبة التي ننتمي اليها ولا حقوق الانسان التي نقدسها تبرر تعريض لبنان كدولة لخطر الزوال. لذلك جعلت الرابطة المارونية التصدي لخطر النزوح في رأس أولوياتها. لقد تشاورنا مع المسؤولين في الدولة ولمسنا حجم الضياع في الموقف وفي القرار فيما يزداد خوف اللبنانيين على مصير بلادهم".

وتابع: "كثر الكلام الامس واليوم عن الفساد والافساد وليس أدل على ذلك من سوء الاحوال في كل مجال، إلا أن كثرة الشكوى لا تبشر بجلاء الحقيقة ولا بانحسار هذا الوباء. فالمطاعن الاخلاقية كما عم الحديث عنها وشاع، يقل الحياء في شأنها والخجل. وقبل أن نسأل الناس من أين لها هذا أو ذاك من مظاهر الثراء الفاحش، يجب أن نسأل لماذا هي حيث تستقر في السلم الاجتماعي، وكيف هي تؤتمن وتولى على مقادير البلاد والعباد والجماعات والمصالح العامة".

وسأل: "كم وكم من سلطة مغتصبة أو مستعارة، وقد ساد حكم إمارات الاستيلاء أقر به الناس أم لم يقروه، إذ ما عاد للناس أن تختار إلا بين فتنة تدوم وسلطان غشوم، فاختارت الناس حفظ الاعناق على حفظ الارزاق وكان ما كان عسى ألا تذكرون معه سوء؟ كل ما يحتاج اليه أصحاب السلطان رأيان: رأي يقوي سلطانهم ورأي يزينهم في الناس. أما رأي الرابطة اليوم ورأيكم يا من ضحيتم بعطلتكم لتشاركونا هذا الهم، فلا علاقة له بتقوية سلطان أو ظلامة ظالم، ولا بتزيين صورته بين الناس الذين قاربوا اليأس بفقدان أملهم والرجاء".

وقال اقليموس: "انطلاقا من هذا الواقع الأليم ومن إيمان الرابطة المارونية بلبنان، في مبناه ومعناه، وبالصيغة التي يقدمها الى حضارات العالم الحاضر، في مواجهة تيارات العنف والاصولية والإرهاب التي تهدد مسيرة حوار الأديان والحضارات. كانت جلسات العمل التي عقدنا، وكانت المحاور المتعددة التي قارب فيها المنتدون الأبعاد السياسية والدولية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والمحلية للموضوع، وكان تأكيد لثوابت ومسلمات وتذكير بتوصيات واقتراحات، وتخطيط لخريطة الخروج مما نحن فيه إذا ما تأمنت المتابعة من كل الأطراف المعنيين".

وختم: "أفضت خلاصات المؤتمر الى أن الحكومة اللبنانية متقاعسة عن القيام بواجباتها في حماية الاقتصاد اللبناني والبيئة اللبنانية، فضغوط الامم المتحدة ومنظماتها التي تعرض الحوافز المالية على الشركات اللبنانية لتوظف عمالا سوريين أدت الى تهجير العمال اللبنانيين من عملهم وربما من بلادهم".

التوصيات

وأعلن اقليموس ان "الرابطة المارونية تتبنى وتطلق التوصيات الأتية:

1- مطالبة الحكومة اللبنانية باستعادة المبادرة فورا لادارة ملف النازحين السوريين ووضع خطة وطنية واضحة لذلك ومطالبتها ايضا وبإصرار بتفعيل فوري لعمل اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الحكومة والتي تشكلت بموجب القرار الرقم 146 تاريخ 7/8/2013 الصادر عن رئيس مجلس الوزراء وقد حدد مهمتها آنذاك بإدارة ملف النزوح السوري بالتنسيق مع الدول والمنظمات المانحة.

2- مطالبة الحكومة اللبنانية باتخاذ موقف نهائي برفض مبدأ طوعية عودة النازحين السوريين وبإجراء الاتصالات مع الامم المتحدة ومع الدول ذات التأثير المباشر على الاوضاع في سوريا لتحديد مناطق آمنة يعود اليها النازحون سواء كان ذلك في مناطق نفوذ النظام أو مناطق نفوذ المعارضة مع الاستفادة من عمليات المصالحة الجارية هناك.

3- بانتظار إتمام حق العودة الكاملة للنازحين، نطالب الحكومة اللبنانية بإتخاذ قرار فوري بمطالبة دول العالم بدءا بالدول العربية بتقاسم عادل لأعداد المهجرين في ما بينها بنسبة تتوافق مع مساحة كل دولة وعدد سكانها وحجم اقتصادها.

4- حصر مرور المساعدات المالية للنازحين السوريين بالخزينة اللبنانية العامة كما هي الحال في الدول الاخرى على أن تتعهد السلطات اللبنانية عدم إنفاقها إلا بموافقة الجهات المانحة.

5- دعوة الحكومة اللبنانية الى ضبط الحدود بصورة محكمة لمنع دخول مزيد من النازحين والتدقيق بلوائح المفوضية العليا للاجئين من خلال الاجهزة الامنية اللبنانية المعنية للتأكد ممن تنطبق عليهم شروط النزوح القسري لأسباب أمنية.

6- دعوة السلطات اللبنانية الى ترحيل كل نازح سوري يستغل وضعيته للاقامة في لبنان إذا ثبت انتقاله الى سوريا والعودة منها ولو لمرة واحدة كما ندعو الحكومة اللبنانية الى إعادة العمل بقرار ترحيل أي شخص من التابعية السورية أنهى محكوميته بناء على حكم قضائي صادر بحقه.

7- التصدي لوجود دورة اقتصادية سورية متكاملة ضمن الدورة الاقتصادية اللبنانية وتحميل الاجهزة الحكومية اللبنانية المسؤولية عن ذلك.

8- مع التزام لبنان مسؤولياته كبلد مضيف ندعو الحكومة اللبنانية الى التمييز بين هجرة الحرب والهجرة الاقتصادية وبالتالي ضبط المساعدات بما لا يشجع على هجرة إضافية من سوريا ويحول دون عودة النازحين اليها.

9- التشدد في اعتماد البرامج التربوية السورية في التدريس لتسهيل اندماج التلامذة السوريين في مناهجهم عند عودتهم الى بلادهم على أن تتولى الدول والجهات المانحة تمويل كلفة التعليم بالتنسيق مع السلطات اللبنانية المعنية.

10- مطالبة الحكومة اللبنانية باتخاذ الاجراءات الكفيلة بإعادة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا قسرا الى أماكن إقامتهم السابقة فيها.

11- الطلب من البلديات كل في نطاقها تسجيل كل مولود أو مولودة من أب سوري ورفع ذلك رسميا بواسطة وزارتي الداخلية والخارجية الى السلطات السورية لكي لا تتافقم لاحقا مشكلة مكتومي القيد. مع الاشارة الى ازدياد حالات الزواج بين الرجال اللبنانيين والنساء السوريات.

12- تطبيق القوانين اللبنانية على العمال السوريين وكذلك على المؤسسات أو المشاريع التي يملكها أو يديرها سوريون، أسوة بما يطبق على اللبنانيين، واعادة ضبط العمالة السورية في لبنان وتأكيد القرار الحكومي القاضي بحصر عمل النازحين السوريين في قطاعات محددة دون سواها.

بناء على ما تقدم نطالب الحكومة اللبنانية باعتماد هذه التوصيات من ضمن وثيقة وطنية يصار الى تعميمها على جميع الدول التي يقيم لبنان علاقات ديبلوماسية معها وكذلك على جميع الهيئات والمنظمات الدولية ذات الصلة".

ودعا اقليموس "الأمم المتحدة الى فصل موضوع النازحين السوريين الى لبنان عن مسألة الهجرة التي سيعالجونها في نيويورك، فلبنان يرفض سلفا الرؤية الأممية والاميركية بدمج النازحين، لا بل، ندعو الحكومة الى أن تتخذ إجراءات قانونية وتجهز البيئة الملائمة لعودة النازحين، بعد أن قام الشعب اللبناني بواجباته في استضافتهم علما أن دمجهم خارج بلادهم هو اغفال للمسؤولية المترتبة على من تسبب بتهجيرهم بفعل العنف والارهاب".

وقال: "وعد الرابطة المارونية أن تمضي قدما في مجال ملف حماية لبنان من أي خطر، رافعة الصوت عاليا أمام السلطات اللبنانية وأمام المحافل الدولية، وأن تواكب عملية عودة الاخوة السوريين الى وطنهم بعزة وكرامة وأمان حتى يشاركوا في إعمار بلادهم الغنية بتاريخها ومواردها".

وختم: "حتى تصح هذه العملية يجب أن يقرن اللبنانيون القول بالفعل بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية التي وحدها تعطي الدفع للمؤسسات للقيام بما عليها وهي الغائبة كليا عن هذا الدور. فكفى لبنان تهجيرا لشعبه واستباحة لأرضه وحرماته".

واختتم المؤتمر بنشيد العودة الذي عمل على إعداده فريق المؤتمر.