المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 أيلول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.september15.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني

إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عون وجبران إلى جهنم وكل هيجانون والتزليط واللعنات فاتو بالحيط/الياس بجاني

ال 3000 انسان يلي انضموا لحزب شركة عون-باسيل يحتاجون لعلاج عقلي ونفسي عاجل/الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قداس في ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميّل

ويقولون: بري ضمانة وطنية/نوفل ضو/فايسبوك

تيننتي: آلية لليونيفيل اصطدمت بجسم متفجر في إبل السقي ولا اصابات

وفاة مصابة ثانية في غرق مركب صيدا

صقر احال ملف التحقيقات في انفجار العبوة في كسارة الى مخابرات الجيش للتوسع في التحقيق

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 14/9/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 14 ايلول 2016

الاب حبيقة رئيسا جديدا لجامعة الروح القدس الكسليك

الجيش يقصف تحركات لداعش في جرود راس بعلبك والقاع

سمير فرنجية: “14 آذار” أصبحت من الماضي ونداء الجميل لتفعيلها أتى متأخراً/زينة طبارة/ الأنباء الكويتية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الراعي عرض مع زواره الأوضاع محليا واقليميا

سليمان فرنجيه عرض مع شورتر وعاصم قانصوه الاوضاع في لبنان والمنطقة

التغيير والإصلاح حدد 28 أيلول و13 ت1 موعدين للتحرك: متى بدأنا لن نتوقف قبل تحقيق الأهداف

حزب الله: لم يعد ينفع مع الجماعات الارهابية سوى الحرب حتى النهاية

سلام تسلم من وفد الاحرار دعوة لحضور الذكرى ال 58 لتأسيس الحزب

سفير مصر بعد لقائه جعجع: نتواصل مع الجميع وحين نجد حلا معقولا سنقدم المساعدة

الراعي اختتم الانشطة السنوية ال 13 لحديقة البطاركة

لقاء معراب "لصيانة" الحلف الاستراتيجي بين "المستقبل" والقوات ولا انعطافـة رئاسـية وجدّيـة علـــى خط قانـون الانتخـاب

"حزب الله" يستثمر في الأزمة لأنها تخدم أهدافه السياسية "المضمرة" ولا انتخاب قبل تشـذيب صلاحيـات السراي وتعزيز القرار الشـيعي

سجالات امنية وحواريــة تملأ فراغ مــا قبل انطـــلاق الوساطـات

تشاور رئاسي بين الراعي وفرنجية وصيانة للعلاقة بين "المستقبل"و"القوات"

الامن العام يوضح ملابسات اطلاق الطراس وبري لابعاد المزايدات السياسية

حراك سليمان مزدوج الهدف: حل جذري للنزوح وتداعياته وتحصيـن الطائف لتطويق محاولات تغيير النظام والفدرلـة

باسيل الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولافتتــاح المؤتمر الإقليمــي للإغتـــراب

كوستانيان: نقلنا المواجهة من المطمر إلى البلديات والدولة لم تطلب مساعدات أوروبية للمتن وكسروان"

جبارة: ارهاب اعلامي يُخيف الناس من المطامر ورفع النفايات بدأ وبلدية الجديدة توضّب القديمة

الجـارودي: المرحلة دقيقة تتطلب تجميل الصورة/مشاركة "وكلاء الشحن البحري" في تحرّك الهيئات يقتصـر على تعليـق التصديـر وليس التفريـغ

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وقف النار في سوريا: تمهيد للحل السياسي أم استراحة بين تصعيدين/"التريث" الروسي والموقف الايراني عقبتان أمام انطلاق قطار التسوية

بالفيديو..نجل مرجع شيعي إيراني: سليماني زجّ طهران في المستنقع السوري وقام بصناعة داعش

إيران تستعرض 'عضلاتها' على مقربة من بلدان الخليج

خطر المد الشيعي يتغلغل في موريتانيا

الرياض لطهران: تراجعوا عن غيّكم لسنا لقمة سائغة وسنردع أي معتدٍ

خالد الفيصل: نجاح تنظيم الحج رد على أكاذيب وافتراءات الحاقدين والمرجفين

"غارديان": تجميد عضوية المجر في الاتحاد الاوروبي؟

"فاينانشال تايمز": الهدنة لن توقف النزاع في سوريا

 بلغاريا طلبت مساعدة مالية اووربية فورية لاتخاذ تدابير في شأن الهجرة

تركيا انتقدت السفير الاميركي لتدخله حيال عزل رؤساء بلديات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وماذا بعد السلة؟/ علي حماده/النهار

حقوق المسيحيين المهدورة/أنطوان قربان/ترجمة نسرين ناضر /النهار

لبنان قد يذهب إلى نظام مجهول... إذا لم يُنتخَب رئيس قبل نهاية السنة/اميل خوري/النهار

لبنان قد يذهب إلى نظام مجهول... إذا لم يُنتخَب رئيس قبل نهاية السنة/اميل خوري/النهار

بين السعي إلى تفعيل الحكومة وانتخاب عون "التيار الوطني" يواجه "حزب الله" لتغيير الستاتيكو/روزانا بومنصف/النهار

هل علينا نفي فكرة المؤامرة عما يحصل حولنا؟/منى فياض/النهار

إشراك لبنان في الاتصالات حول وقف النار مؤشر لبدء تفهم لإعادة اللاجئين/خليل فليحان/النهار

عن الميثاقيّة والتأسيسيَّة/ الياس الديري/النهار

تلك هي الخطة للوصول إلى المؤتمر التأسيسي/جورج حايك/جريدة الجمهورية

في ذكرى البشير/غسان حجار/النهار

بشير العابر للطوائف/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

بشار والجولان: صح النوم/مشاري الذايدي/ الشرق الأوسط

الفارسيون الجدد وحلم الأمة الإسلامية/هوازن خداج/العرب

التآمر على عروبة الموصل يتصاعد قبل تحريرها/هارون محمد /العرب

عن الولايات المتحدة وروسيا في سوريا/ماجد كيالي /العرب

بوتين يبادر ويناور، وأوباما يتعاون/هشام ملحم/النهار

ثمن يمكن أن يدفعه لبنان/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

إطـلاق الخطــة الوطنيـة لمكافحــة الارهــاب/سلام: لبنان في قلب المعركة.. ويحتاج لالتزام الدستور

بري: لإبعاد الأمن عن المزايدات السياسية

ريفي أمام وفد بلدية طرابلس: لا نميز بين شخص وآخر وهدفنا التغيير نحو الأفضل

التغيير والإصلاح حدد 28 أيلول و13 ت1 موعدين للتحرك: متى بدأنا لن نتوقف قبل تحقيق الأهداف

مقابة من موقع القوات مع الدكتور فارس سعيد: السجل العقاري في خطر و”حزب الله” يحاول بناء دولة حاضنة له ولبنان ليس فلسطين…

حاوره ماريا جمعه – تشارلي عازار/موقع الوات اللبنانية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني

انجيل القديس لوقا/09/من23حتى27/:"وقال للجميع: إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي فهذا يخلصها لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله، وأهلك نفسه أو خسرها لأن من استحى بي وبكلامي، فبهذا يستحي ابن الإنسان متى جاء بمجده ومجد الآب والملائكة القديسين  حقا أقول لكم: إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله"

 

إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله

من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (من 18حتى25(:"إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: "سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ  بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عون وجبران إلى جهنم وكل هيجانون والتزليط واللعنات فاتو بالحيط

الياس بجاني/14 أيلول/16

جبران "المهروق"، وعمو الجنرال المهلوس والواهم، ومعون تيارون الملالوي والأسدي من قطعان اغنام ومواشي وودائع وتجار دم وأوطان، كلون فاتو بالحيط وانكسر راسون وانكشف ضعفون وقلة عقولون وانفصح كذبون وتظهر أكتر كره الناس لهم ..

وبالتالي كل صراخ وهيجان جبران الولادي ما وصل إلى أي نتيجة.

ما في حدا مع جبران وعمو ، لا القوات ولا بري ولا حزب الله ولا الكتائب ولا أي نائب أو حزب ...والعماد قهوجي باقي بقيادة الجيش غصبن عن بقابون ونكايي فيون، وكمان باقي مرشح للرئاسة رضي عون او ما رضي.

تزلط جبران وعمو والتهديد بالشارع وكل مسرحيات الستربتيز المقززة لأشكالهم فشلت والكل قلون: روحوا تضبضبوا يا اوباش...

ونحنا كمان منقول للصهر المهروق والغبي اتضبضب انت وعمك وانتو ما بتمثلوا المسيحيين، بل ابليس وكل شياطينو... واللعة ارتدت عليكون وإلى جهنم ونارها ...وإلى مزبلة التاريخ!!!

 

ال 3000 انسان يلي انضموا لحزب شركة عون-باسيل يحتاجون لعلاج عقلي ونفسي عاجل

الياس بجاني/14 أيلول/16

بدون لف ودوران أو ذمية ال 3000 مواطن لبناني يلي انضموا لشركة حزب باسيل - عون الإيرانية والملالوية يوم أمس في غزير هم طبقاً لكل المعايير غير سويين لا وطنياً ولا عقلياً ولا حتى ايمانياً وبالتالي يجب عرض كل واحد منهم وبسرعة قصوى على طبيب أمراض عقلية ونفسية.

يعني معقولي بوطن الرسالة والحرف وقدموس وهنيبعل وجبران وبشير في بعد بشر غاشيين وعمي بصر وبصيرة ومسيرين وفي غيبوبة عقلية لهذه الدرجة؟

جراء هذه الظاهرة اللاإيمانية المخيقة نحن نرى أن لبناننا المصاب بلوثة عون-باسيل هو بطريقه لمنافسة سادوم وعامور في الفحش والفجور بما يعني أن النار والكبريت باتظارنا والله ينجينا من غبضه.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/13/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-22/

 بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.crossday.14.09.16.mp3

في أعلى بالصوتWMA/فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.crossday.14.09.16.wma

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قداس في ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميّل

14 أيلول/16/بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لاستشهاد الرئيس بشير الجميّل، أقيم عند السادسة من بعد ظهر اليوم 14 أيلول قداس احتفالي في كنيسة ما ميخائيل في بكفيا حضره الرئيس أمين الجميّل وعقيلته، وورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، والسيدة صولانج بشير الجميّل والنائب نديم الجميل وشقيقته يمنى الجميّل زكّار، والوزير الان حكيم والنائب جان اوغاسبيان والوزراء السابقون السيدة نائلة معوض، ابراهيم نجار وجو سركيس، ، ونائب رئيس الكتائب جوزف ابوخليل وأعضاء المكتب السياسي، والمهندس عماد واكيم منسق القوات اللبنانية في بيروت ، الدكتور فؤاد أبو ناضر والمحامي ايلي محفوض رئيس حركة التغيير، والمستشار الاعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا، والشيخ وديع الخازن رئيس المجلس العام الماروني ورئيسة بلدية بكفيا نيكول الجميّل وعدد من الشخصيات السياسية وأعضاء في بلدية وبيروت  ورفاق بشير وحشد من المحازبين والاصدقاء.

ترأس الذبيحة الالهية الأب جورج الجلخ وعاونه الآباء إيلي مظلوم وميراب الحكيم، وسمير غصوب،  وخدمت القداس جوقة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة.

بعد الأنجيل المقدس، ألقى الأب جورج الجلخ عظة جاء فيها:

" نحتفل في هذه الأمسية المباركة بعيد ارتفاع الصليب المقدّس، وبالذكرى الرابعة والثلاثين لإسشهاد الرئيس الشيخ بشير الجميّل ورفاقه.

الحدث الأوّل أي صليبُ ربِّنا يسوع طبع الكون بأسره منذ ما يقارب الألفَي سنة وما زال. والحدث الثاني أي إستشهاد الرئيس بشير ورفاقه طبع لبنانَ منذ أربعة وثلاثين سنة ومازال يطبع لبنانَ واللّبنانيّينَ الذين يفتّشونَ عن مَنْ يملأُ الفراغ.

من أعلى صليبِهِ جَمَعَ يسوع الكُلَّ في واحِد لمّا أعطانا أُمَّهُ بواسطة تلميذِهِ الحبيب يوحنّا، أُمًّا لنا أجمعين "يا يوحنا هذه أمُّكَ، ويا امرأة هذا ابنُكِ"؛ وهكذا صرنا إخوةً له ومُفتدين بدمه.

من أعلى صليبه سلّمنا يسوع روحَهُ "وأسلَمَ الرّوح"، هذا الروح الذي كان يرفُّ على الكون في بدء الخليقة، هذا الروح الذي تكلّم في الأنبياء وحلّ على العذراء مريم في ملء الزمن وفقّهَ الرسل، هذا الروح الذي يملأُ فراغَ الكون هو روح يسوع، روح الفداء والحبّ. الروح يحلُّ في كُلِّ مكانٍ، فلا مجال للفراغِ إذًا، كما أنَّ لا مجال للفراغِ مع الحُبِّ والتضحيةِ والفداء. يسوع ملأَ الكونَ من أعلى صليبِهِ والرئيس الشهيد بشير ملأَ لبنانَ ووحّدَهُ منذ انتخابِهِ وحتّى استشهادِهِ.

لم تكن كلمة فراغٍ موجودةٌ في قاموسِ بشير؛ فمنذ اندلاع الحرب ولمّا بدأ الفراغُ يتسرّبُ رُوَيدًا رُوَيدًا إلى مؤسّسات الدولة اللّبنايّة، كان بشير يعمل بكلِّ طاقاتِهِ ليملأَ كُلَّ الفراغاتِ الإجتماعيّةِ والأمنيّةِ والمؤسّساتيَّةِ والخَدَماتِيَّةِ والإقتصاديّةِ. كم نحن اليوم بحاجةٍ إلى بشيرٍ يملأُ الفراغ. اليوم أصبحَ الفراغُ في رأس الهرَم وهذا الفراغ القاتل هو سبَبُ شَلَلِنا وسبَبُ كُلِّ أزماتِنا.

بالرّغم من هذا كلِّهِ لَنْ نَيْأَسَ بل يملأُ الرجاءُ قلبَنا، فنحنُ مُفتدَيْنَ بدمٍ غالٍ ثمينٍ هو دمُ ربِّنا يسوع، كما وافْتُدينا كَلُبنانيّين بِدَمِ شُهداءٍ أبرار وعلى رأسِهِم رئيسٌ شهيد هو الشيخ بشير.

لَن أُطيلَ الكلامَ عليْكُم بل أودُّ أن أختِمَ كَلِمَتي بصلاةٍ للبابا فرنسيس، صَلاّها يوم الجمعة العظيمة في الكولوسيوم الروماني حيثُ استُشْهِدَ آلافُ المسيحيّين في أجيال الكنيسة الأولى.

يُصلّي البابا فرنسيس متوجّهًا للصليب:

-  يا صليب المسيح، رمز المحبة الإلهية والظلم البشري؛ أيقونة التضحية العظمى محبةً بالبشر، وصورة الأنانية القصوى الناتجة عن الجهالة؛ أداة موت ودرب قيامة؛ علامة الطاعة ورمز الخيانة؛ خشبة الاضطهاد وراية الانتصار.

-  يا صليب المسيح، مازلنا اليوم نراك قائمًا في أخواتنا وإخوتنا الذين يُقتلون، ويُحرقون أحياء، ويُذبحون وتُقطع رؤوسهم بسيوف بربرية وبصمت مخزي.

-  ا صليب المسيح، مازلنا نراك اليوم في القلوب المتحجّرة، قلوب الأشخاص الذين يحكمون بكل بساطة الآخرين، قلوب جاهزة لإدانة الآخرين حتى الرجم، بدون أن يلاحظوا يومًا ذنوبهم وخطاياهم.

- يا صليب المسيح، مازلنا ‏نراك اليوم في المذاهب الأصولية وفي إرهاب أتباع بعض الأديان، الذين يدنّسون اسم الله، ويستخدمونه لتبرير عنفهم غير المسبوق.

-يا صليب المسيح، مازلنا ‏نراك اليوم في أصحاب السلطة، وفي بائعي الأسلحة، الذين يغذّون أتون الحروب بدماء الإخوة البريء.

- يا صليب المسيح، مازلنا ‏نراك اليوم في اللصوص وفي الفاسدين الذين بدلا من حماية الخير العام والأخلاق، يبيعون أنفسهم في سوق الفجور البائس.

-يا صليب المسيح، مازلنا نراك اليوم في الذين يدمرون "بيتنا المشترك" ويفسدون بأنانية مستقبل الأجيال الآتية.

-يا صليب المسيح، صورة المحبة اللامتناهية ودرب القيامة، مازلنا ‏نراك اليوم في الأشخاص الطيبين والصالحين الذين يقومون بعمل الخير دون انتظار تصفيق الآخرين وإعجابهم.

-يا صليب المسيح، علّمنا أن انتصار الشر الظاهري سيتبخر أمام القبر الفارغ وأمام يقين القيامة ومحبة الله التي ما من شيء يمكنه أن يهزمها أو يحجبها أو يضعفها. أمين!

بعد القداس ، تقبّلت العائلة التعازي في باحة الكنيسة، ثم انتقل الجميع سيراً على الأقدام الى ضريح الرئيس بشير حيث وضعوا الأكاليل، وأقيمت صلاة البخور.

 

ويقولون: بري ضمانة وطنية!

نوفل ضو/فايسبوك/14 أيلول/16

بري: "لست أفهم كيف يمكن من حيث المبدأ حرق المراحل وحل الحزب العربي الديمقراطي وحركة التوحيد، استنادا الى قرار ظني وليس الى حكم قضائي مبرم". أين كان نبيه بري الذي يعتبره البعض ضمانة وطنية يوم حل حزب القوات اللبنانية؟ وهل حاسب الحكومة على قرارها يومها من موقعه كنائب ورئيس كتلة نيابية ورئيس لمجلس النواب؟ ألم يشارك وزراؤه في التصويت على قرار حل حزب القوات اللبنانية بناء على "وشاية" فبركها السيء الذكر جميل السيد وحتى من دون قرار ظني؟ ويقولون: بري ضمانة وطنية!

 

تيننتي: آلية لليونيفيل اصطدمت بجسم متفجر في إبل السقي ولا اصابات

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - أعلن الناطق باسم "اليونيفيل" أندريا تينتني أنه "عند الساعة 3,25 تقريبا من بعد ظهر اليوم، اصطدمت آلية تابعة لليونيفيل كانت في دورية بجسم متفجر، بينما كانت تستدير لتغير وجهتها في محيط إبل السقي بجنوب لبنان.

وتسبب الانفجار بأضرار كبيرة في الآلية، ولكن لم تقع إصابات، ولم تتضرر أي آلية أخرى في الحادث. هذا وفتحت اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية تحقيقا لكشف ملابسات الحادث".

 

وفاة مصابة ثانية في غرق مركب صيدا

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" حنان نداف عن وفاة الفتاة هدى ياسين 13 سنة، وهي ابنة راغدة الميس التي فارقت الحياة في المستشفى قبل ابنتها بساعة واحدة، ليرتفع عدد ضحايا غرق المركب السياحي في صيدا إلى اثنين.

 

صقر احال ملف التحقيقات في انفجار العبوة في كسارة الى مخابرات الجيش للتوسع في التحقيق

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر احال ملف التحقيقات في انفجار العبوة في محلة كسارة، الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لضمه الى الملف الاساسي، وللتوسع في التحقيق.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 14/9/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

كأن العيد لم يمر على الناس وعلى البلد فالوضع المعيشي سيء والوضع السياسي أسوأ ولغة الكلام معطلة إلا في سجال الحوار الذي رأى الدكتور سمير جعجع أن نتائجه قد تظهر بعد احدى عشرة سنة فيما الرئيس نبيه بري قال إن بدعاء جعجع تبخر الحوار.

وفي المواقف تهديد جديد من تكتل التغيير والإصلاح بالتحرك المندرج تحت عنوان الميثاق في الثامن والعشرين من هذا الشهر وفي الثالث عشر من الشهر المقبل.

ومن السياسة الى الأمن الجيش قصف بالمدفعية أماكن المسلحين في جرود القاع وعرسال فيما تمت معالجة إشكال في مخيم البص جنوبا وترافق ذلك مع تأكيد الرئيس تمام سلام أن مواجهة التطرف والإرهاب والعنف تستلزم تعزيز بنية الدولة.

ومن عين التينة شدد النائب غازي العريضي على التحذير من تعطيل المؤسسات مشيرا الى أن الإتفاق سيتم في نهاية المطاف.

وقد دعا الرئيس بري الى إبعاد الإنجازات الأمنية عن المزايدات السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

سجالات ولا شيء غير السجلات تعبئ الفراغ القاتل الذي يضرب مؤسسات الدولة اهضمها تويتري سجل بين الثنائي اللدود بري جعجع على خلفية طلب الثاني تقليص عدد القادة على طاولة الحوار واكثرها نفورا كان لنائب حزب الله علي فياض والذي من خارج كل سياق نعى قانون الانتخاب معتبرا انه اولى ضحايا توقف الحوار فاصاب حديثه جبران باسيل في معرض تصويبه على تقدم القوات والمستقبل على خط نقل قانون الانتخاب والعقد التشريعي الاول للمجلس النيابي في السادس عشر من تشرين الاول.

وسط هذه المراوحة العقيمة وفيما محاولات تامين عقد جلسة لمجلس الوزراء يشارك فيها حزب الله والمردة اشعارا بان تضامنها مع التيار الحر ولمرة واحدة وليس دائما يوسع التيار تحضيراته للتحرك على الارض وقد امهل من يعنيهم الامر بان طلائع ما يخطط له ستظهر خلال ايام. تزامنا، بدأت عملية رفع النفايات الطازجة من الشوارع بعدما اعيد فتح مرآب برج حمود بينما بقيت اطنان النفايات القديمة في احضان البلديات البائسة كي تتدبر امر بلواها بما تيسر لها من قدرات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

رغم بعض الخروقات يبدو ان هدنة سوريا باقية وتتمدد. اولى المؤشرات على ذلك جاءت من موسكو التي تحدثت تسريبا عن تمديد لوقف النار ل48 ساعة اضافية في ما قالها الكرملين صراحة الهدنة تبعث على الامل في توفير الظروف الملائمة للتسوية السياسية، اما مفتاح احراز التقدم فيكون بفصل ما يعرف بالمعارضة المعتدلة عن الارهابيين والا فلا تسوية ولا من يحزنون.

اسرائيل لم تستطع قضم غيظها من هدنة قد تتحول الى اتفاق وظهر ذلك جليا في فلتان طائراتها الحربية التي لقيت الرد السوري المناسب.

الهدنة السورية حضرت اليوم في لقاء الاربعاء الرئيس نبيه بري رأى ان اسرائيل هي الخاسر الاكبر وثبت انها عملت وتعمل ضد اي شكل من اشكال الاتفاقات وهي تراهن على استمرار ما يجري في سوريا سعيا الى اغتيال الدولة والكيان.

رئيس المجلس دعا الى ابعاد الاجراءات والانجازات الامنية عن المزايدات السياسية مشددا على ضرورة ترك الامن والقضاء يعملان بعيدا عنها كونهما مظلة لحماية الجميع.

سمير جعجع الذي غرد خارج سرب الحوار الوطني سابقا كان اليوم يغرد عبر التوتير املا التوصل الى اولى نتائج الحوار في ال11 سنة المقبلة. ورد عليه الرئيس بري مكتفيا بالقول سبق الفضل وبدعائك تبخر الحوار.

الى الشارع يتحضر التيار الوطني الحر لما اسماه التحرك المتدحرج تحت عنوان الميثاق معطيا نفسه مهلة ايام معدودة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

في المنطقة يرسم جديد المعادلات، وفي لبنان يصب الزيت على نار الازمات.. اصداء الصاروخين السوريين اللذين صوبا نحو الطائرتين الاسرائيليتين في الجولان ما زالت تسمع بقوة في اروقة الكيان العبري. اعتراف قادة الاحتلال ان الخطوة السورية غاية في الخطورة، وحديث بعضهم عن رفض ان تتحول الاوضاع عند الحدود مع سوريا كما هي مع لبنان.. اما حدود الهدنة الهشة في حلب كما وصفها الكرملين، فما زالت سارية المفعول، مع التشكيك بقدرة الاميركي على الايفاء بتعهداته..

تشكيك ينتفي عندما يتعلق الامر بالعلاقة مع الاسرائيلي، الذي يستعد لنيل مساعدات عسكرية ستقدمها واشنطن لتل ابيب بقيمة ثمانية وثلاثين مليار دولار ضمن خطة لعشر سنوات..

في لبنان لا خطط جديدة تحت شمس الازمات كما قال الرئيس نبيه بري، كل محاولات الحل عالقة او معلقة الى الآن، ووعود التصعيد تسابق كل المواعيد.. على ان آخر ابداعات اهل السياسة المؤتمنين على العدل والامن، تصويبهم على الاجهزة الامنية وانجازاتها خدمة لخلايا الارهاب ومن يسهل مهماتها. مع علم أولائك السياسيين بافلاس تبريراتهم الا من كم العصبيات والعراضات الطائفية والمذهبية التي تستحضر لمزايدات داخل حزب المستقبل، وكأن قدر اللبنانيين ان يتحملوا تبعات خلافات هذا الحزب الداخلية، كما يتحملوا ويلات ارتهاناته الخارجية..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

من الان وحتى اواخر ايلول الحالي لن يحصل اي خرق على مستوى الشلل المؤسساتي الذي تمدد اخيرا ليسقط الحوار ويهز الحكومة المترنحة، فالرئيس سلام سيغادر نهاية الاسبوع الحالي الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة وسيترك الدار وراءه لمن سيحاول تبريد الاجواء لان الجميع يعلم الثوابت التي لا تراجع عنها، فالحكومة باقية حتى اشعار اخر والتمديد لقائد الجيش حاصل والباقي الغام سيعمل على تفكيكها بروية.

وفيما الكل ينتظر رفع الفيوتوات عن رئاسة الجمهورية لا شيء في الافق يوحي بقرب الانفراج، ولعل اقرب المواعيد الى الحل ما بعد الثامن من تشرين الثاني المقبل موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية التي سترسم معالم سياسة الادارة الاميركية الجديدة في سوريا وستنعكس حتما على العلاقات مع ايران وتاليا على الحل المنشود في لبنان.

وفيما كل المؤسسات سقطت في فخ الشلل، لم ينج حتى الساعة سوى الامن والقضاء، ما يجعل محاولة المس بهما مشبوهة في التوقيت والاهداف، فعندما يضطر الامن العام اللبناني لاصدار بيان يوضح فيه اسباب توقيف الشيخ الطراس ويكشف فيه مجرى التحقيقات ليختم قائلا لا يعطيهم احد دينه ولا يغطيهم بهويته حتى لا يتلطون في عباءته نكون فعلا في دولة تلفظ انفسها الاخيرة دولة انتصرت فيها معادلة الطائفية والمذهبية على معادلة الحق والحرية، لا سيما وانه في معلومات خاصة بالـ lbci فان عدد الموقوفين في تفجير كسارة بلغ 13 شخصا وان الملف احيل مع الموقوفين الى استخبارات الجيش التي كانت مكلفة اصلا بالتحقيق وبالتوسع بالتحقيقات ايضا.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

لم يبارح التيار العوني دائرة التهديد والوعيد والتلويح بالشارع، في وقت لم تهدأ فيه الدعوات الى التهدئة والعودة الى طاولة الحوار، رحمة بالبلاد واهلها، ووسط لهيب النار الذي يلف المنطقة.

والمشهد المطوق بلغة التصعيد وبالعودة الى التهدئة، لم يطرأ عليه اي جديد بتأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام نواب الاربعاء: ان لا جديد في السياسة تحت الشمس وإن اكد ثقته بعودة وزراء تيار المردة وحزب الله الى جلسات مجلس الوزراء.

في ازمة النفايات التي تكدست في شوارع المتن وكسروان، فقد وجدت طريقها الى الحل مع بدء شركة سوكلين جمعها، فيما تركت النفايات القديمة للبلديات كي تقوم بجمعها في مواقع التخزين.

سوريا، نظام الاسد لا يزال يعمل على تأخير دخول المساعدات الاممية إلى سوريا، بعد يومين من سريان الهدنة، فيما ايدت موسكو تمديد وقف إطلاق النار ثمانيا وأربعين ساعة أخرى.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

طاولة حوار ثنائية استضافها موقع تويتر، لكن الطاولة الافتراضية كان لها مصير الطاولة الحية، والاثنتان منعدمتا الفائدة على الصالح العام، فسمير جعجع غالبا ما تروقه فكرة "نقار" رئيس مجلس النواب والقواص عن بعد. ونبيه بري يمتهن الرد على المصطادين في المياه السياسية، غير ان تويتر ليس عين التينة ولن يحتمل النقاش 11 عاما متواصلة.

على المواقع الافتراضية لا ضحايا ولا خسارات مادية، لكن في عين التينة فإن أولى ضحايا توقف الحوار قانون الانتخاب كما أعلن النائب علي فياض، لأن كل المحادثات المتعلقة بالقانون الجديد توقفت.

تحدث فياض عن امر واقع سيأخذنا الى القانون النافذ حاليا أي الستين، فبماذا يبشرنا نائب حزب الله؟ وكيف للرأي العام أن يقتنع بانه ما من طاولات تناقش قوانين الانتخاب سوى طاولة الحوار؟ وعليه اي دور اذا لمجلس النواب؟ وبلغة أمثلة بري وبتصرف فإن "لي طلع الحوار عالميدنة ينزلو". فهذه الطاولات المعمرة والمتقدمة في السن لم تكن صالحة للربط والحل وفك النزاعات، وعلى النواب ان يستعيدوا دورهم تحت قبة برلمانهم في سن القوانين وبينها قانون الانتخاب، وبصفة معجل واكثر من مكرر.

هذا القانون وضعه التيار الوطني الحر اليوم شرطا للعودة مع حل أزمة الرئاسة، وقد أكد العماد ميشال عون في اجتماع تكتل الاصلاح والتغيير ان تحركه يهدف الى انقاذ لبنان ولا أحد يزايد عليه وعلى كتلته وتياره في المقاربات الوطنية. تحرك عون بين 28 من الجاري و13 تشرين أراده التيار تحركا متدرجا عنوانه الميثاق والعهد والشراكة كما أكد الوزير السابق سليم جريصاتي. وقبل السياسة، تحرك الامن وبشكل عام، أول بيان يأخذ شكل الانتفاضة على التدخل السياسي سطره الامن العام اليوم رافضا تحويله الى مكان للاستغلال السياسي والمنافسة وتصفية الحسابات بين القوى.

كشف بيان الأمن العام تفاصيل خطرة تتعلق بالشيخ المحظي سياسيا بسام الطراس وأكد تواصله مع عدد من الارهابيين الملاحقين وأعلن في المقابل أن المديرية العامة للأمن العام ستبقى بعيدة كل البعد عن الاهواء ومغامرات التنافس السياسي والمذهبي. يثبت هذا البيان وما سبقه من تدخلات اخر الليل ان السياسيين حلوا مكان الاجهزة الامنية وألغوا دورها وان القضاء اصبح جزءا من السلطة السياسية ليصبح بلدنا على الشكل التالي: اجهزة امنية يلغيها وزيران متنافسان، طاولة حوار تلغي مؤسسات الحكومة ومجلس النواب، وزير زراعة يطيح وزير البيئة ويقرر حل ازمة النفايات على حسب الاهواء السياسية. اجتماعات داخل عين التينة تنوب عن الأدوار الوزارية كما حدث في ملف النفط وحفلة الغاء اصوات الناس الكبرى ستأتي لاحقا بفرض التمديد، ولا زال الالغاء في ديارنا عامرا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

كما توقعنا منذ أسبوعين، تأكد اليوم أن أيلول 2016، أقصر شهر في هذه السنة. أو حتى في سنوات كثيرة مضت أو قد تأتي... فهو انتهى قبل منتصفه... حتى أنه يمكن الجزم بأن شهر أيلول 2016 انتهى في الرابع عشر منه تحديدا... اليوم سافر تمام سلام. سيغيب ما يكفي لتضييع شهر... بعد عودته الميمونة، ثمة موعد لجلسة مفترضة لمجلس الوزراء في 29أيلول... جلسة شكلية، بمن حضر ولا حضور له... كل الهدف منها ضرب مؤسسة الجيش اللبناني، عبر تكريس قائدها مياوما لدى وزير التركة السليمانية، ومعلقا بشطبة قلم لدى مقبل أند بارتنرز... بعدها تدخل البلاد في المجهول... مجهول مرشح لأن يزيد سخونة وحماوة. نتيجة ترجيح بعض العارفين بأن نشهد في الأسبوعين المقبلين بعض خبطات مسرحية عسكرية وأمنية، لتبرير الانتهاك القانوني للمؤسسة الوطنية وقيادتها... على طريقة صواريخ بلونة، لمن لا يزال يتذكر الحادث، وتوقيته ولفلفته... في ظل هذا الوضع، برز عنصر وحيد قد يحمل شيئا من ترقب إيجابي حذر... وهو ما أكده غطاس خوري من أن الرئيس سعد الحريري عائد إلى بيروت، بنية السعي إلى إحداث خرق في الجدار الرئاسي... المعلومات تشير إلى أن الحريري بات في السعودية... وهو المكان المثالي للعودة إلى لبنان، بالعدة اللازمة لكسر المأزق... والتوقيت يبدو مثاليا لذلك أيضا. ذلك أن آخر موعد لانتخاب الرئيس، محدد في 28 من هذا الشهر، ما قد يسمح بإنقاذ أيلول... والجيش... والجمهورية والبلد معا... في كل حال، ما يطمئن أن رزنامة الأحداث باتت واضحة. الموعد بين 28 أيلول و13 تشرين الأول، كما قال ميشال عون اليوم... ماذا بين التاريخين، وماذا بعدهما؟ الجواب في تقرير خاص ضمن نشرة الـ OTV.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 14 ايلول 2016

الأربعاء 14 أيلول 2016

الهبر يفاجئ الرابية

رغم ثقتها الكبيرة بالإحصائيّ ربيع الهبر وتعويلها عليه في تنظيم ماكينتها الانتخابية في عدة مناطق في الانتخابات البلدية الأخيرة، فوجئت الرابية بتنظيم الهبر حفل عشاء كبيراً على شرف قائد الجيش العماد جان قهوجي، فيما يخوض التيار الوطني الحر معركة ضد تمديد ولاية قهوجي. وأكدت مصادر الرابية نيتها إعادة النظر في علاقتها بالهبر، والتفكير مرتين قبل إبرام أيّ عقود جديدة معه.

إبراهيم إلى الفاتيكان

يستقبل البابا فرنسيس، الأحد المقبل، المديرالعام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، للمرة الثانية في خلال سنة، في لقاء يحضر إبراهيم خلاله قداساً خاصاً يقيمه البابا، تعقبه خلوة تتناول الأوضاع في لبنان والمنطقة. وكان البابا قد استقبله العام الماضي ودعاه الى قداس خاص، بعدما حضر الى بيروت موفد بابوي حينذاك واجتمع بإبراهيم، وبحثا في ملفات أمنية تتصل بالإرهاب، تُعنى دوائر الفاتيكان بجانب رئيسي منها. وقدّر الموفد البابوي للأمن العام تعاونه في الحصول على معلومات تتصل بالملفات تلك.

حبيقة رئيساً لـ"الكسليك"

عيّن مجمع الرئاسة العامة للرهبانية اللبنانية المارونية الأب جورج حبيقة رئيساً لجامعة الروح القدس ــ الكسليك، من دون أن تصدر التعيينات في بقية مراكز الرهبنة. يُذكر أن حبيقة شغل سابقاً منصب نائب رئيس الجامعة لشؤون العلاقات الفرانكوفونية، وكان عميداً لكلية الفلسفة بين عامي 1992 و2001. وينتمي حبيقة إلى الفريق المُقرّب من رئيس الجامعة السابق هادي محفوظ. ويتألف المجمع من رئيس الرهبانية الأباتي نعمة الله الهاشم ومجلس المدبرين العامين، أي الآباء كرم رزق وهادي محفوظ وجوزف قمر وطوني فخري.

عودة الحريري

بدأ فريق عمل الرئيس سعد الحريري الاتصالات اللازمة بإعلاميين وسياسيين من أجل ترتيب ما وصفوه بالعودة القوية للحريري إلى الحياة السياسية، مؤكدين نيتهم تنظيم حملة سياسية قوية ترفع معنويات مناصريه مجدداً، وتتيح له تحسين أوراق قوته في المرحلة المقبلة. ويؤكد هؤلاء أن طرد الموظفين سيخفّف العبء عن الحريري، الذي يسيدفع من جيبه التكلفة اللازمة لحركة سياسية محدودة.

السفير

رصدت جهات أمنية تحركات في عدد من مساجد مدينة جنوبية لإعادة استنهاض واقع متطرف شهدته المدينة قبل سنتين، ما استدعى وضع هذه المساجد تحت المراقبة منعا لأي مفاجآت.

توقعت مصادر ديبلوماسية في بيروت أن يقوم سفير دولة عربية كبرى استلم مركزه حديثا بنشاطات مكثفة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية.

كشفت جهات بيئية أن المتبقيات العضوية للنفايات تنقل سرا من بكفيا الى مكب حبالين في جبيل، بعكس ما يقال عن استخدامها في مزارع الخنازير.

 

الاب حبيقة رئيسا جديدا لجامعة الروح القدس الكسليك

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - عينت الرهبانية اللبنانية المارونية الأب البروفسور جورج حبيقة رئيسا جديدا لجامعة الروح القدس في الكسليك. والأب حبيقة من مواليد بلدة الميدان في قضاء جزين، جنوب لبنان. تلقى دروسَه الأولى في مدرسة القرية حتى الشّهادة الابتدائية ثم دخل الرَّهبانية اللبنانيّة المارونيّة في إكليريكية الروح القدس - الكسليك في 8 تشرين الأول 1968 حيث تابع الدراسة لحين نيله الإجازة في الفلسفة سنة 1980 وفي اللاّهوت سنة 1983 وسيم كاهنا سنة 1983. انتسب إلى معهد الموسيقى في الجامعة ذاتها ودرس الغناء والعزف على آلة العود. سافر إلى باريس وانتسب إلى جامعة السوربون الرابعة، حيث حضَّر دبلومَ دراساتٍ معمَّقة في الفلسفة ثم الدكتوراه في الفلسفة الألمانية في الجامعة عينها. قام بإدارة جوقة سيدة لبنان في باريس لمدة خمس سنوات حيث كان يشارك الدكتور وديع الصافي في الاحتفالات الدينية. شغل الأب البروفسور جورج حبيقة مناصب عدة في جامعة الروح القدس الكسليك. كان عميداً لكلّية الفلسفة والعلومِ الإنسانية، ونائبَ الرئيسِ للأبحاث، ورئيسا للمركزِ الأعلى للبحوث، ورئيسا لمعهدِ الدكتوراه ونائبَ الرئيسِ للعلاقات الدُّولية والفرنكوفونية. وهو حاليا عضوٌ في لجنةِ المعادلات في وزارةِ التربية والتعليمِ العالي، وعضوٌ في مجلسِ إدارة الاتحادِ الكاثوليكي الدُّولي لمؤسسات علوم التربية، وعضوٌ في مجلسِ إدارة اتحاد جامعاتِ البحرِ الأبيضِ المتوسّط Unimed. وهو يُتقن اللّغّات التالية، العربيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة والألمانيّة ويلم بالسّريانّية. وهو مؤلِّفٌ في دارِ النشرِ الفرنسية Éditions du Cerf في حقلِ الفلسفةِ الألمانية حيث صدر له كتاب في فكر الفيلسوف الألماني Lessing من القرن الثامن عشر. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الفيلسوف الفرنسي Jacques Colette يعتبر هذا الكتاب مرجعا نفيسا ونقلة نوعية في المقاربات التحليلية لطروحات هذا الفيلسوف في عصر التنوير. إلى ذلك، وضع الأب البروفسور جورج حبيقة العديدَ من الدراسات في حقولٍ معرفية مُتنوعة، وحاز على وسام رفيع من الحكومة الفرنسية نظرا لمساهماته في تعزيز الفرنكوفونية في العالم، بدرجة ضابط في جوقة السعف الأكاديمية Officier dans l'Ordre des Palmes académiques. وهو أيضا محاضرٌ في العديد من البلدان الأوروبيّة وأميركا اللاَّتينية وأستراليا.

 

الجيش يقصف تحركات لداعش في جرود راس بعلبك والقاع

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - الهرمل - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" جمال الساحلي، ان الجيش اللبناني يقصف بالمدفعية الثقيلة وبشكل متواصل، من مواقعه في البقاع الشمالي، تحركات لتنظيم داعش الإرهابي في كسارات شميس المخيرمة في جرود راس بعلبك وجرود القاع.

 

سمير فرنجية: “14 آذار” أصبحت من الماضي ونداء الجميل لتفعيلها أتى متأخراً

زينة طبارة/ الأنباء الكويتية/15 أيلول/16

رأى رئيس “المجلس الوطني في قوى 14 آذار” النائب السابق سمير فرنجية ، أن نداء الرئيس السابق أمين الجميل من بكركي لتفعيل قوى “14 آذار” من أجل “خلق توازن مع فريق “8 آذار” المعطل للدولة”، أتى متأخرا وفي غير زمانه الصحيح، لأن المطلوب في المرحلة الراهنة ليس خلق توازن بين “8 و14 آذار”، إنما إيجاد رؤية متكاملة لدى الفريقين لمرحلة ما بعد النظام السوري، مشيرا الى أن كل القوى السياسية على اختلاف انتمائها واصطفافها استقالت من مسؤولياتها حيال ما يجري في المنطقة وانعكاسه على الداخل اللبناني، بدليل ان على حدود لبنان حرب كونية في سوريا فيما اللبنانيون يتلهون بالتمديد لضباط في الجيش وعدمه أي بصراعات صغيرة على سلطة صغيرة.

ولفت فرنجية في تصريح إلى صحيفة “الأنباء” الكويتية، الى أن “حزب الله” وصل الى آخر المشوار، وان مشروعه هو آخر المشاريع الطائفية التي حكمت لبنان منذ العام 1975 حتى اليوم، سائلا أمام هذه الحقيقة التي لا شك ولا ريب فيها والتي يدركها السيد نصر الله: هل باستطاعتنا اليوم دعوة “حزب الله” للعودة الى الشرعية والانخراط بمشروع الدولة؟ وما المشروع الذي ينبغي التوجه به الى الحزب لإقناعه بالعودة سريعا الى الحضن اللبناني قبل فوات الأوان؟ ما يعني من وجهة نظر فرنجية أن المطلوب من القوى السياسية (8 و14 آذار ومستقلين) هو تحديد الرؤية المستقبلية للبلاد، وليس البحث عن توازنات سياسية تُبقي الجميع خلف متاريسهم الطائفية وتجدد تجارب الماضي.

الى ذلك لم يتردد فرنجية بالإعلان عن أن “14 آذار” أصبحت من الماضي وان “8 آذار” ليست أفضل حالا منها، معتبرا أن الانقسامات السياسية أصبحت في مكان آخر أي بين من يريد من الفريقين طي صفحة الماضي على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وبالتالي مساعدة الدولة على النهوض، وبين من يريد الإستمرار بمشروعه الطائفي على الرغم من علمه ويقينه بأن هذا المشروع قد وصل الى نهايته، فـ”حزب الله” أكثر من يعلم أن قتاله في سوريا ليس لإبقاء نظام الأسد حاكما في سوريا، إنما لتأجيل سقوطه قدر المستطاع.

وردا على سؤال، أكد فرنجية أن الدعوة الى “المؤتمر التأسيسي” مزحة سمجة وكلام فارغ لا يستحق التوقف عنده، خصوصا أن الداعين الى “المؤتمر التأسيسي” يدركون أنه لا عودة الى البلد إلا بشروط البلد دون منتصر ومهزوم، وعلى رأس تلك الشروط اختصار “حزب الله” للمسافات من خلال عودته سريعا الى الشرعية اللبنانية وإلى العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين عموما وبين السنة والشيعة خصوصا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الراعي عرض مع زواره الأوضاع محليا واقليميا

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، صباح اليوم، في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان الوزير السابق ابراهيم الضاهر، وبحث معه في الأوضاع على الساحة المحلية والإقليمية وكيفية الخروج من المأزق الذي يعيشه لبنان لجهة الإستحقاق الرئاسي وعمل المؤسسات. كما استقبل الراعي سفير لبنان السابق في ايطاليا شربل اسطفان، فعضو لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي حارس شهاب.

 

سليمان فرنجيه عرض مع شورتر وعاصم قانصوه الاوضاع في لبنان والمنطقة

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - استقبل رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر، وعقد اجتماع في حضور الدكتور جان بطرس تخلله بحث في مختلف الاوضاع الراهنة.

كمااستقبل فرنجية بعض الظهر الأمين القطري لحزب البعث في لبنان النائب عاصم قانصوه، وبحثا في الاوضاع والتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.

 

التغيير والإصلاح حدد 28 أيلول و13 ت1 موعدين للتحرك: متى بدأنا لن نتوقف قبل تحقيق الأهداف

الأربعاء 14 أيلول 2016/طنية - عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون الذي استهله بعرض عام للأوضاع في لبنان والمنطقة. وبعد الاجتماع، تلا الوزير السابق سليم جريصاتي المقررات، فقال: "أولا: أشار العماد عون إلى أن الأوضاع على حالها على المستوى الرسمي اللبناني، أما على مستوانا نحن فالمؤشرات قائمة، حيث امهلنا انفسنا اياما، إلا أن مرحلة التعبئة تشرف على بدايتها، ونحن نحضر للتحرك المتدرج تحت عنوان الميثاق الذي هو عهد ارتضاه شعبنا في مفصل من حياته، على أساس حقوق ميثاقية تمارس ولا تعطى، لا في الرئاسة ولا في قانون الانتخاب، فيا كفرة ماذا فعلتم بالعهد؟ قال العماد عون، الذي أضاف: نقرأ في الكتاب الكريم: "واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون"، ونقرأ أيضا: "ليسأل الصادقين عن صدقهم"، وأيضا: "ليجزي الله الصادقين بصدقهم"، وكذلك: "اوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا". وأضاف العماد عون: هذا الميثاق - العهد يجب ان يتجلى في كل مظهر من مظاهر الشراكة الوطنية، فأي عدائية لهذه المقاربة تستهدف لبنان لأن تحرك العماد عون يهدف إلى انقاذ لبنان، وتاريخه وماضيه يشهدان على تمسكه بلبنان بأكمله، في أي مركز عسكري أو سياسي تبوأ، فلا أحد يزايدن عليه وعلى تكتله وتياره في المقاربات الوطنية، سواء لثروات لبنان الطبيعية أو لطاقاته المحرزة ومياهه وأمنه واستقراره وعزته وكرامته واستحقاقات سلطاته ومواقعه الدستورية. والفساد والدين العام يعمان لبنان ويعنيان كل لبناني ونقيضهما في النهج والحكم يفيد كل لبنان وكل لبناني، فإذا زال الميثاق زال الوطن لأن الميثاق هو مصدر الدستور وملهمه مع سائر القوانين والمراسيم والقرارات والانتظام القانوني بأكمله".

أضاف جريصاتي: "انتقل العماد عون إلى الوضع الإقليمي، حيث تناول الاتفاق الأميركي - الروسي المستجد في سوريا الذي نعول عليه بدءا من صمود الهدنة المعلنة التي استثنيت منها التنظيمات التكفيرية، فظاهرة الارهاب التكفيري عامة قال عنها العماد عون سابقا انها ستنحسر ميدانيا، ويبقى أن ما نشهده اليوم في العالم الإسلامي على مستوى المرجعيات الروحية والفكرية هو تظهير صورة الاسلام الحقيقي، حيث ان تصريح سماحة مفتي مصر في مؤتمر غروزني وبيان المؤتمر وخلاصاته من التجليات المضيئة للاسلام السمح الذي يعيش اليوم أقسى وأشد تحدياته التي سيخرج منها منتصرا بلا شك".

وتابع: "التيار الوطني الحر وزع بالأمس ثلاثة آلاف بطاقة على منتسبين ملتزمين ومؤيدين ما يدل على عافية بعد المأسسة والصعود الملحوظ، فالتيار عصي على الخرق والسلبية، والتحرك الذي استغل على انحسار مبين، فالتيار مختلف بتجاربه وعمله وآليات نشاطه وديموقراطيته وانضباطية الكوادر والأعضاء والقيادة عن معظم الأحزاب، وهو محفز ودليل قاطع على أن الأحزاب المنضبطة والمؤطرة والمزخرة شعبيا فرصة حقيقة لإيجاد ظروف التغيير والإصلاح، فنحن القدوة وسنبقى، وغدا لناظره قريب في 28 أيلول أو 13 تشرين الاول".

وقال: "ثمة خدعة لم تنطل علينا، حيث قالوا لنا: اتحدوا يا مسيحيين ونحن معكم. فاتحدنا لأن في اتحادنا قوة للبنان الواحد، ولما اتحدنا تواروا ورفعت المتاريس، غير أن متاريسهم من ورق باهت فيما متاريسنا من ورق الميثاق".

أضاف: "عندما نتحرك لن يقف تحركنا واعذر من انذر، فهو لن يتوقف قبل الرئاسة وقانون الانتخاب بالمعايير الميثاقية لا أكثر ولا أقل، وقد قال رئيس التيار اننا حراس الميثاق والحارس الأمين والمصمم لن يألو جهدا قبل إرساء حكم الأقوياء الضامن الحقيقي لتحقيق الشراكة، فتستكين كل المكونات على يومها وغدها ومصيرها لإنهاض مشروع الدولة القوية العادلة على أمل التحرر من القيد الطائفي، و28 أيلول و13 تشرين الأول وجهتنا ومقصدنا".

وتابع: في الحوار والرئاسة وقانون الانتخاب والحكومة مطلبنا ميثاقي وطني جامع، ومن يرغب بنا يأتي إلينا بالحلول الميثاقية وليس بأي حل سلطوي لأن الميثاق عهد وليس صفقة، والبوصلة واضحة ولن نضيع ولن يغرقنا أحد في متاهات أخرى".

وأبدى قلق التكتل بسبب "الوضع المالي والتردي الاقتصادي والأزمة الاجتماعية الخانقة بعدما استنفذت خيراته ودراهمه البيضاء، ولا بد من الاسراع في الحلول الانقاذية الكبرى المحصنة ميثاقيا من منطلق أن كل سلطة وموقع في خدمة الشعب"، مشيرا الى أن "التكتل لفت إلى مثال معملي الكهرباء في الزوق والجية اللذين تم تطويرهما بنصف مليار دولار أميركي تقريبا وسأل لماذا لا يتم تشغيل المعملين ومن يمنع النور عن اللبنانيين؟ ومن أوقف معمل دير عمار؟ وأضاف: لن نيأس ونكل حتى يعود النور الى كل بيت لبناني".

وختم جريصاتي: "في الخلاصة، الى الموعدين في 28 أيلول حيث محطة الاستحقاق الرئاسي الوطني و13 تشرين الأول حيث المحطة الفاصلة إذا ما وصلنا إلى استحقاقاتنا وسلطاتنا ومواقعنا معلقة على خشبة الكيد والظلم، إنها المحطة الفاصلة، محطة العماد عون بامتياز".

 

حزب الله: لم يعد ينفع مع الجماعات الارهابية سوى الحرب حتى النهاية

الأربعاء 14 أيلول 2016/وطنية - دان "حزب الله" في بيان، "المجزرة المهولة، التي ارتكبتها أيدي الإجرام والحقد المريضة في عصابات داعش الإرهابية، وما رافقها من مشاهد فظيعة للذبح والسلخ والتمثيل بالأجساد، والإساءة إلى النفس الإنسانية، ومعاملتها معاملة الأضاحي التي هي فداء للبشر، في يوم الحج الأكبر، يوم تتطهر النفوس وتصفى القلوب، في يوم المغفرة والرحمة، والعفو والرضوان، ويوم العيد والقربان والتضحية والفداء". ورأى ان "هذه المجزرة الفظيعة هي من أبشع أنواع الإجرام والقتل الموغلة في الحقد واحتقار الإنسانية، ارتكبتها نفوس مريضة وعقول مشوهة وقلوب متحجرة، لم يرتكب مثلها في التاريخ في أشد مراحل الانحطاط والظلام، تأنفها النفس والروح، ويرفضها العقل والمنطق، ويدينها القلب والمشاعر والأحاسيس، وهي ضد الدين الإسلامي، وضد الأديان جميعها، كما أنها ضد المؤمنين من كل دين، وضد الإنسان، كل إنسان". ولفت الى ان "هذه الأفعال الوحشية لم يعد ينفع معها كل كلمات الإدانة وبيانات الاستنكار، ولا حتى مناداة أهل الفكر والرأي واستصراخ الضمائر والنفوس الحية، أو مطالبة المسلمين بوقفة جادة إزاء هذه الإساءة الهائلة للدين الحنيف ورموزه المقدسة وأعياده المباركة، ولا حتى دعوة المجتمع الدولي والهيئات المختلفة للتحرك الجاد لمواجهة هذه الحالة الشاذة في تاريخ البشربة"، وقال: "لم يعد ينفع مع هذه الجماعات الموغلة في الحقد والإجرام سوى الحرب والقتال والمواجهة في الميدان، وإنه لقتال حتى النهاية وحتى استئصال بذور الشر من النفوس والقلوب وبتر يد الفتنة والقتل والإجرام". وختم: "إن الصمت المريع الذي عم العالم الإسلامي، دولا وهيئات ومنظمات وأفرادا، والتخاذل والتبرير وعدم اتخاذ موقف كبير وجاد ضد القتلة المتوحشين، هو بدوره اشتراك في هذه الجرائم المهولة التي يندى لها جبين الإنسانية، وهو ما لا يقل خطورة عن الجريمة نفسها، ويحمل الجميع المسؤولية الشرعية والأخلاقية أمام الله والمجتمع والتاريخ".

 

سلام تسلم من وفد الاحرار دعوة لحضور الذكرى ال 58 لتأسيس الحزب

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الحكومي، وفدا من حزب الوطنيين الأحرار الذي وجه اليه دعوة لحضور احتفال الذكرى الثامنة والخمسين لتأسيس الحزب السبت المقبل، في فندق "هليتون الحبتور". بعد اللقاء، قال أمين العلاقات الخارجية عضو المجلس الاعلى في الحزب المهندس خالد النصولي: "لقد تشرفنا بلقاء دولة الرئيس تمام بك سلام حامي ما تبقى من ديمقراطية في لبنان، وليس غريبا عليه لأنه نجل دولة الرئيس صائب بك سلام أحد رموز الاستقلال الى جانب الرئيس كميل نمر شمعون. وقد وجهنا اليه دعوة لمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لتأسيس حزب الوطنيين الأحرار وقدمنا له تحيات رئيس الحزب النائب دوري شمعون واكدنا دعمنا للرئيس سلام على مواقفه الوطنية التي تمثلنا وتمثل الشرعية اللبنانية".

 

سفير مصر بعد لقائه جعجع: نتواصل مع الجميع وحين نجد حلا معقولا سنقدم المساعدة

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، وفدا من "تجمع مربي المواشي والأبقار في لبنان".وفي المناسبة، قال جعجع: "إن الزراعة في لبنان أمر عزيز علينا، باعتبار أن البلد الذي يهمل هذا القطاع لا يمكنه العيش والاستمرار بشكل اصطناعي، فالاقتصاد الفعلي هو الذي تبقى الزراعة من قوامه، مهما تضاءلت نسبة الأرباح من هذا القطاع في الدخل القومي للمجتمعات راهنا". وشدد جعجع على "وجوب إيلاء القطاعات الزراعية أهمية كبرى"، وقال: "لقد تفاجأت من مجموعة المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع الذي تعتاش منه آلاف العائلات اللبنانية، لا سيما أن الثروة الحيوانية في كل بلدان العالم تعتبر من الثروات الطبيعية الأساسية التي يبذل في سبيل الحفاظ عليها كل جهد ودعم".

ودعا "وزيري الزراعة والاقتصاد وكل الوزراء المعنيين إلى حلحلة معاناة هذا القطاع، رغم صعوبة الأوضاع الراهنة"، آملا من "العاملين في هذا القطاع الاستمرار، متغلبين على كل الصعوبات التي يواجهونها، إلى حين وصول الفرج وعودة الحياة السياسية الى طبيعتها وتشكيل حكومة جديدة جدية تتمكن من معالجة مشاكلهم".

سفير مصر

ومن جهة أخرى، استقبل جعجع السفير المصري الجديد في لبنان نزيه النجاري، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" بيار بو عاصي. عقب اللقاء، قال النجاري: "كان لي شرف اللقاء مع الدكتور جعجع، حيث ناقشنا الوضع اللبناني، لا سيما موضوع الاستحقاق الرئاسي. ولقد أطلعنا رئيس القوات على آخر التطورات في هذا السياق، بعد أن كلفني وزير خارجية مصر سامح شكري متابعة نتائج زيارته الأخيرة للبنان والسعي إلى كيفية مساعدة القوى السياسية للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي، وسنتابع الاتصالات مع كل الأطراف في الأيام المقبلة". وردا على سؤال، قال النجاري: "إن جمهورية مصر العربية تتواصل مع الجميع، وحين تجد أن هناك مساحة يمكن أن يلتقي فيها اللبنانيون أو حلا معقولا بالإمكان التوافق حوله، فنحن سنقدم المساعدة في هذا الاتجاه، ولكن يهمنا أن نؤكد أن هناك بعدا لبنانيا في هذه الأزمة، ولا يمكن أن يكون الحل اقليميا أو خارجيا بحتا، بل هناك أطراف وقوى سياسية لها تاريخها، ومطلوب منها الحد الأدنى من التوافق والتفاهم لإيجاد حل للأزمة الرئاسية حتى تتمكن الدولة الصديقة من المساعدة". وعن استيراد مصر للانتاج اللبناني من التفاح، قال النجاري: "ليست هناك مشكلة حاليا في استيراد التفاح اللبناني من قبل مصر، والموضوع في صدد حلحلته إذ لا توجد مشكلة سوى بعض الصعوبات لجهة الشحن من مصر وإليها، وأعتقد أن التفاح اللبناني سينساب الى مصر بشكل طبيعي".

الراعي اختتم الانشطة السنوية ال 13 لحديقة البطاركة

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - إختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أنشطة السنوية الثالثة عشرة لحديقة البطاركة التي تنظمها "رابطة قنوبين للرسالة والتراث"، في احتفال أقامته الرابطة على مسرح الوادي المقدس وفي "واحة عصام فارس للتنمية والتراث" في موقع الحديقة. حضر الاحتفال الى الراعي، ممثل نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس العميد وليام مجلي، المطران مارون عمار، رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، رئيس جامعة AUT غادة حنين، ألامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو بو كسم، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي، الى طلاب المدارس الكاثوليكية المتفوقين في الامتحانات الرسمية وألاهل ومسؤولي المدارس وحشد من المهتمين.

لقاء التنشئة المسيحية

بداية اقيم لقاء التنشئة المسيحية على مسرح الوادي المقدس، شدد فيه الراعي على "أهمية العودة إلى الينابيع والقيم الروحية والأخلاقية التي يحتضنها الوادي المقدس". بخعازيوتحدث عضو الهيئة الفخرية في الرابطة الممول لمسرح الوادي المقدس الاخصائي انطوان بخعازي، فتناول "الخصائص الطبيعية والبيئية التي تميز موقع حديقة البطاركة المتصل بوادي قنوبين"، داعيا إلى "مضاعفة العناية بتراث هذا الوادي ونشره في لبنان والعالم"، لافتا إلى ان "غاية عائلتي من إقامة المسرح، هي لتعزيز النشاطات الثقافية للشباب وطلاب المدارس، وتعميق إرتباطهم بهويتهم الروحية والوطنية".

اوبريت

ثم قدمت الأوبيريت الغنائية "بي الفقرا الحويك" اصدار مسرح الوادي المقدس للعام 2016، تقدمة عائلة بخعازي، بنص شعري وتاريخي للزميل جورج عرب، وتلحين وتوزيع موسيقى لفؤاد فاضل، تناولت 4 لوحات، وهي، واقع جبل لبنان قبل الحرب العالمية الأولى، نشوب الحرب، مساعدات الحويك ودور الكنيسة، هذا الدور مع البطريرك الراعي بعد مئة سنة.

الراعي

وتحدث الراعي، منوها بعمل الرابطة، شاكرا "كل من اعد هذا العمل الغنائي المؤثر الجميل الذي نقل بالكلمة واللحن المعبرين صورا ووقائع تاريخية خلاصتها الدعوة الملحة لعيش روح الشركة والمحبة على الصعيدين الفردي والجماعي". بعدها، سلم الراعي وعازار والشدراوي، الطلاب المتفوقين في الامتحانات الرسمية وعددهم 24 طالبا من مدارس مختلف المناطق، تقديرات الرابطة للعام 2016 مالية وثقافية، عملا ببروتوكول التعاون القائم بين الرابطة والامانة العامة للمدارس، من مؤسسة فارس ومكتبة ومعرض ومسرح الوادي المقدس، (تقدمة انطوان أزعور وجوزف غصوب وعائلة بخعازي). وقدمت الجامعة الاميركية للتكنولوجيا "AUT" التي أقامت حديقة البطاركة سنة 2004، حسما قدره خمسون بالمئة للطلاب المتفوقين المنتسبين الى اي من فروعها. وألقى الطالب لوكاس ابو جودة كلمة باسم الطلاب المتفوقين، حيا فيها البطريرك الراعي، مؤكدا "المحبة لشخصه والولاء لمقامه الروحي والوطني"، شاكرا رابطة قنوبين على "مبادرتها التقديرية للطلاب المتفوقين الذين يعاهدون الامانة والوفاء لتراث قنوبين".

واحة عصام فارس

ثم انتقل الراعي والحضور الى "واحة عصام فارس للتنمية والتراث"، حيث ألقى مجلي كلمة، نقل فيها "تحيات فارس للبطريرك الراعي ودعمه جهوده الوطنية الهادفة الى انتظام المؤسسات الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية".

وكانت جولة على اشغال التأهيل التي أنجزت مؤخرا في الواحة، وشكر الراعي "مبادرة فارس وشراكته الدائمة الفاعلة في مشاريع التنمية والتطوير التي تشمل كل لبنان متخطية الحواجز السياسية والطائفية، هادفة الى تعزيز حضور لبنان الرسالة والعناية الدائمة بتراث الوادي المقدس".

وفي الختام تم توزيع مطبوعات رابطة قنوبين على الحضور.

 

لقاء معراب "لصيانة" الحلف الاستراتيجي بين "المستقبل" والقوات ولا انعطافـة رئاسـية وجدّيـة علـــى خط قانـون الانتخـاب

المركزية- على رغم "البرودة الرئاسية" بين "الحليفين" الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بسلوك كل واحد منهما خيارا رئاسيا مُغايرا عن الاخر، الا ان "حرارة" اللقاءات والتواصل بينهما لم تتدن الى ما دون الصفر بل بقيت معدلاتها ملائمة لمناخ العلاقة الاستراتيجية بين بيت الوسط ومعراب. وفي هذا السياق، زار مستشار الرئيس سعد الحريري غطّاس خوري معراب امس حيث التقى جعجع لمدة ساعة ونصف بحسب بيان المكتب الاعلامي لرئيس "القوات". مصادر مواكبة للقاء ادرجت عبر "المركزية" اللقاء في خانة "الصيانة" من وقت لآخر للحلف الاستراتيجي بين "التيار" و"القوات"، لافتةً الى ان "لا انعطافة رئاسية جديدة لـ"المستقبل"، فالرئيس سعد الحريري لا يزال متمسّكاً بخيار رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، كذلك "القوات اللبنانية" بالنسبة لخيار رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون". واكدت المصادر ان "التواصل قائم ومستمر على خط "بيت الوسط"-معراب، فعلى رغم "التباعد" رئاسياً الا ان الملف الرئاسي تحت "الحلف الاستراتيجي" بين "المستقبل" والقوات" وليس فوقه". اما على خط قانون الانتخاب، اكدت المصادر ان "الملف سيتحرّك مع بداية العقد التشريعي لمجلس النواب الذي يبدأ منتصف الشهر المقبل"، متحدّثةً عن "جدّية هذه المرّة من اجل التوصل الى صيغة موحدة لقانون الانتخاب تجمع بين النظامين الاكثري والنسبي". وشددت المصادر على اهمية "التصويت على قوانين الانتخاب في حال تعذّر التوصل الى صيغة مشتركة، فالهدف الاساسي تصحيح التمثيل وعدم احساس اي فريق بالغبن او التهميش". لقاء معراب: وكان جعجع استقبل في معراب امس النائب السابق غطاس خوري موفداً من الرئيس سعد الحريري، في حضور رئيس جهاز الاعلام والتواصل ملحم الرياشي. عقب اللقاء الذي استغرق ساعة ونصفا بحسب بيان المكتب الاعلامي لجعجع، قال خوري في دردشة مع الاعلاميين "نقلت تحيات الرئيس سعد الحريري الى "الحكيم"، وتناقشنا في الموضوع الأساسي في البلد وهو رئاسة الجمهورية بالإضافة الى قانون الانتخابات النيابية الذي يوليه جعجع اهمية كبرى، على غرار ما نحن عليه، ويجب حصول اختراق ما على صعيد هذه الملفات". وذكّر خوري "بالقانون الانتخابي الذي قدمّه "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" والحزب "التقدمي الاشتراكي"، ونحن ملتزمون به، ويبقى ان يكون النقاش مع الفرقاء الآخرين على قاعدة هذا القانون، واذا لم نصل الى اي مكان، فهناك اسس ديموقراطية تُعتمد في المجلس النيابي للوصول الى قانون جديد". ورداً على سؤال، كشف خوري ان "النقاش قائم حول امكانية ايجاد خرق ما في الملف الرئاسي، ولا قرار نهائياً في هذا الاتجاه ولو ان الكلام مع رئيس "القوات" مُفيد". وعن امكانية انتخاب رئيس جمهورية في الجلسة الخامسة والأربعين، اجاب خوري "لا استطيع التنبؤ الى هذا الحد، لكن يوجد جوٌ في البلد يعي تماماً ان هذه الأزمة التي يشهدها لبنان سيودي بالدولة الى الانهيار، الأمر الذي يضع كل القيادات السياسية امام مسؤولياتها، وسيعود الرئيس الحريري قريباً من سفره ليتحرّك هذا الملف مجدداً بطريقة ما نحو مكان جديد". واستغرب خوري "ما يُطرح عن مؤتمر تأسيسي في حين اننا لم نُطبّق حتى الآن اتفاق الطائف، فكيف نتحدث عن مؤتمر تأسيسي جديد"؟ لافتاً الى ان "هذه الطروحات بمثابة قفزات هوائية تُكلّف البلد كثيراً، والمطلوب اليوم إعادة الجمهورية الى الانتظام العام من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية واجراء انتخابات نيابية وفقاً لقانون انتخابي جديد، فضلاً عن تشكيل حكومة جديدة ومؤسسات تقوم بواجباتها".

 

"حزب الله" يستثمر في الأزمة لأنها تخدم أهدافه السياسية "المضمرة" ولا انتخاب قبل تشـذيب صلاحيـات السراي وتعزيز القرار الشـيعي

المركزية- صحيح أن "حزب الله" لا ينفك يؤكد عبر مسؤوليه وقياداته أنه يتمسك باتفاق الطائف وأنه لا يسعى الى نسفه أو تطييره، الا ان مصادر في قوى 14 آذار ترى ان الحزب يضمر عكس ما يعلن، مشيرة عبر "المركزية" الى ان المواقف التي صدرت مؤخرا عن أقطاب في 8 آذار- علما أن قائد أوركسترا هذا الفريق هو حزب الله- تقطع شكوكنا "السياسية" باليقين، ذلك ان خروج رئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان مناديا بمؤتمر تأسيسي، داعيا الى ارساء نظام جديد، لا يمكن الا ان يكون منسقا مع "الحزب" الذي كان طالب منذ سنوات بمؤتمر تأسيسي يبني الدولة على قاعدة المثالثة، قبل ان يتخلى -أقله في الاعلام – عن هذا المطلب تحت وطأة ردود الفعل القوية التي انتفضت دفاعا عن المناصفة. المصادر ترى ان الشغور الرئاسي وتشبث رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بترشحه الرئاسي، يسيّران الرياح كما تشتهي سفن الحزب، خصوصا ان هذا التمترس قد يوصل البلاد الى فراغ تام اذا ما حل موعد الانتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، ما يلاقي تماما تطلّعات الحزب. وعليه، فان الأخير يسعى الى الاستثمار في الازمة السياسية القائمة علّها تؤمن له ما عجز عن انتزاعه من مكاسب في مؤتمر "الدوحة" رغم ان الاخير أعطاه ورقة ثمينة اسمها "الثلث المعطل" في الحكومة وهي قد تكون قناعا للمثالثة التي يسعى اليها. فالتعقيدات السياسية والستاتيكو السلبي اللذان يحكمان المشهد اللبناني حاليا، تضيف المصادر، يشكلان في حسابات الحزب، أرضية قد تكون الانسب، لفرض شروطه وانتزاع مكاسب تعزز موقعه في اللعبة السياسية الداخلية، لا سيما إن استمرت الازمة اللبنانية في الاستفحال. ومن الأهداف التي يضمرها الحزب، تقليم أظافر رئيس الحكومة بعد أن جعل "الطائف" للسراي صلاحيات بارزة، حيث ترتبط كل الصناديق والهيئات والمؤسسات الرسمية والدينية به، ما يجعل موقعه اساسيا في التركيبة اللبنانية. وتذهب المصادر أبعد حيث تستبعد ان يتم الافراج عن رئاسة الجمهورية قبل ان يحصل حزب الله على جملة مكاسب تحقق شراكة "شيعية" فعلية في السلطة والحكم والقرار. وقد يكون أبرز هذه المطالب استحداث منصب نائب رئيس للجمهورية واسناده الى شيعي فيكون للشيعة توقيع على القرارات التي تحظى اليوم بتوقيع المكونين الماروني والسني فقط، أو اسناد قيادة الجيش او حاكمية مصرف لبنان أو الهيئة العليا للاغاثة أو الامانة العامة لمجلس الوزراء الى شيعي. انطلاقا من هنا، تؤكد المصادر أن الحزب لا يبذل أي جهد لتذليل العقد الداخلية المستعصية أو للمساعدة في إخراج لبنان من الحلقة المفرغة التي يدور فيها، اذ يرى أن هذه الظروف تجعله قادرا اليوم على نيل حصة وفيرة من "المغانم" السياسية التي يطالب بها، أما اذا انتخب رئيس وتبدلت الظروف الاقليمية في المستقبل القريب، فقد يكون فاته القطار. الا ان المصادر تلفت في المقابل الى انها على بيّنة مما يحاك وتدرك جيدا خلفيات مواقف حزب الله وطروحات بعض من يدورون في فلكه، مشيرة الى ان "تيار المستقبل" يرفض الخوض في أي مفاوضات مع الحزب الذي وضع أمينه العام معادلة "العماد عون في بعبدا مقابل الرئيس سعد الحريري في السراي"، قبل البت في مسألة سلاحه وفي الاستراتيجية الدفاعية، مرجحة أن يرفض "الحزب" انتخاب عون، ولو قبل "المستقبل" به، قبل ان يكون كبّل الرئيس الحريري بجملة شروط مسبقة حيث سيرفض عودته قويّا الى السراي، وهو الامر الذي يعرفه الحريري جيدا.

 

سجالات امنية وحواريــة تملأ فراغ مــا قبل انطـــلاق الوساطـات

تشاور رئاسي بين الراعي وفرنجية وصيانة للعلاقة بين "المستقبل"و"القوات"

الامن العام يوضح ملابسات اطلاق الطراس وبري لابعاد المزايدات السياسية

المركزية- "لا جديد في السياسة تحت الشمس"، عبارة اختصر بها رئيس مجلس النواب نبيه بري المشهد السياسي الجامد طوال عطلة عيد الاضحى الذي لم تخرقه سوى سجالات من دون طائل بين بعض الزعماء السياسيين ملأت الوقت الضائع، الى حين استئناف دوران عجلات قطار الوساطات المفترض انه كفيل باستمرار تسيير عمل الدولة بالحد الادنى من خلال اعادة الحياة الى الحكومة السلامية المترهلة المضطرة الى الالتئام قبل نهاية الجاري، لبت استحقاق التمديد لقائد الجيش، وهو الخيار الاكثر ترجيحا، في ضوء تعذر الاتفاق على تعيين خلف، خلافا لاستحقاق رئاسة الاركان حيث لم يعد تأجيل التسريح خيارا واردا.

ومع ان اي جديد لم يظهر في شأن نتائج الاتصالات مع فريق التيار الوطني الحر، في ما اعتبر تمديد فترة السماح لاعادة الهدوء الى النفوس قبل طرح الملفات الخلافية الكبرى، الا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد الثقة بعودة وزراء تيار المردة وحزب الله الى جلسات مجلس الوزراء.

فرنجية في الديمان: اما الرئاسة المغيّبة عن واجهة المتابعات المحلية، فلم يبرز على خطها سوى زيارة لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الى الديمان حيث استقبله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وعقدا خلوة استمرت ساعة ونصف الساعة، افادت اوساط قريبة من الطرفين انها تشاورية تناولت ملفات الساعة.

القوات- المستقبل: في الاثناء، بدت لافتة زيارة مستشار الرئيس سعد الحريري غطّاس خوري الى معراب امس حيث التقى جعجع لمدة ساعة ونصف الساعة بحثت في ملفين اساسيين الرئاسة وقانون الانتخاب، على وقع الحديث المتنامي في الصالونات السياسية عن تمديد ثالث للمجلس النيابي. وادرجت مصادر مواكبة اللقاء في خانة "الصيانة" من وقت لاخر للحلف الاستراتيجي بين "التيار" و"القوات"، وقالت لـ"المركزية" ان "لا انعطافة رئاسية جديدة لـ "المستقبل"، فالرئيس سعد الحريري لا يزال متمسّكاً بخيار رئيس "تيار المردة" الذي يحظى بدعم الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط، كذلك "القوات اللبنانية" بالنسبة لخيار رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون". واكدت المصادر ان "التواصل قائم ومستمر على خط "بيت الوسط"-معراب، على رغم "التباعد" رئاسياً الا ان الملف الرئاسي تحت "الحلف الاستراتيجي" بين "المستقبل" والقوات" وليس فوقه".

اما على خط قانون الانتخاب، فاكدت المصادر ان "الملف سيتحرّك مع بداية العقد التشريعي لمجلس النواب الذي يبدأ منتصف الشهر المقبل"، متحدّثةً عن "جدّية هذه المرّة من اجل التوصل الى صيغة موحدة لقانون الانتخاب تجمع بين النظامين الاكثري والنسبي".

سجال حواري: اما في ما يتصل بالحوار المعلّق، فانتقل من عين التينة الى المنابر "التويترية" وتحول سجالا علنيا بين رئيس مجلس النواب ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على خلفية قول بري رداً على سؤال عن اقتراح جعجع باختصار الحوار الى خمسة او ستة اطراف ليصبح منتجا ويشارك فيه، "غريب امر هذا الاقتراح الذي لا يستقيم مع خصوصيات الواقع اللبناني، إذ من المستحيل اختزال المكوّنات السياسية والطائفية بخمسة او ستة فقط"، فرد جعجع متمنيا له "التوفيق مع هذه التركيبة وآمل ان تصل الى اولى نتائج الحوار في الـ11 سنة المقبلة إن شاء الله".

توقيف وافراج... وايضاح: وفي خضم الانهماك بالسجالات، شهد المحور القضائي –الامني محطتين بارزتين خرقتا هدوء الاضحى، الاولى تتصل بتفجير كسارة ـ زحلة في 31 آب الماضي، حيث اوقفت المديرية العامة للأمن العام مفتي راشيا السابق الشيخ بسام الطراس ثم افرجت عنه، ما اثار موجة اعتراض اضطرت المديرية الى اصدار بيان استغربت فيه صدور مواقف وشعارات ، وتوزيع بيانات ورسائل تهديد من مواقع من المفترض بها ان تحترم القانون، وتقف الى جانب المؤسسات الامنية الرسمية... واكدت انها لم تكن يوما الجهة الصالحة لأي استغلال سياسي من أي جهة أتى، وليست المكان الصائب للمنافسة وتصفية الحسابات بين القوى، وان التحقيق مع الشيخ الطراس جاء إثر الاعترافات التي أدلى بها الموقوفون في عملية التفجير الارهابية، وكان بناء لاشارة القضاء المختص وبإشراف مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية الذي افرج عنه "رهن التحقيق" لاحقا، وحجز جواز سفره، خصوصا لجهة اجتماع الشيخ بسام الطراس مع الموقوفين (ع.غ) و(ب.خ) ومع مطلوب آخر يدعى ابو البراء في تركيا. وكان الموقوف (ع.غ) قد اعترف بأن ابو البراء هو من كلفه بالتفجير، وهذا الاخير على علاقة بالشيخ بسام الطراس الذي طلب من (ع.غ) تنفيذ كل ما يطلبه منه ابو البراء، وقد حدد لاحقا الشيخ الطراس، اثناء التحقيق معه، الهوية الحقيقية للمدعو ابو البراء، المطلوب ايضا والملاحق بجريمة السيارة التي كشفها الامن العام في بلدة الناعمة في حينه والتي كانت مفخخة بـ250 كلغ من المفتجرات، ولن نسمح بكشف المزيد من المعلومات حفاظا على سرية التحقيق. وقد أجريت التحقيقات مع الشيخ الطراس في هذا الموضوع لكشف الحقيقة وتحديد المسؤوليات.

الامن والسياسة: من جهته، اكد الرئيس بري خلال لقاء الاربعاء النيابي ضرورة ابعاد الاجراءات والإنجازات الأمنية عن المزايدات السياسية. وقال فلنترك الامن والقضاء يعملان بعيداً عن مثل هذه المزايدات، لأنه شكل ويشكل مظلة تحمي الجميع وتحفظ استقرار وسلامة البلد.

حل التنظيمين: اما القضية الثانية فتتعلق بالقرار الظني في تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس مع طلب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من مجلس الوزراء حل "الحزب العربي الديموقراطي" و"حركة التوحيد ـ فرع هاشم منقارة" استنادا الى القرار الظني في التفجير ، ما أثار ردود فعل يتوقع ان تحضر تفاعلاتها في جلسة مجلس الوزراء خصوصا ان الحكم لم يصدر بعد. وقد اعاد قرار المشنوق ضخ الاوكسيجين في عروق العلاقات المقطوعة بين تيار المستقبل ووزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي الذي بادر الى الاتصال بالمشنوق شاكرا خطوته.

النفايات: من جهة ثانية، شقّت ازمة نفايات المتن وكسروان اعتبارا من اليوم طريقها الى الحل، مع بدء شركة "سوكلين" جمْع النفايات الجديدة المرميّة في الشوارع، تاركة النفايات القديمة على عاتق البلديات لجَمْعها في مواقع مخصّصة لتخزينها. وللغاية، عُقد اجتماع بعد الظهر بين "سوكلين" ومجلس الإنماء والإعمار بحث في الملف.

هدنة ام استراحة؟: اقليميا، أكد الكرملين اليوم ان الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في سوريا منذ الاثنين الماضي "لا تزال هشة لكن صمودها سيفتح الباب أمام الحل السلمي". في حين ابدت مصادر دبلوماسية متابعة لمسار النزاع السوري الذي اندلع منذ خمس سنوات ونيف، حذراً في مقاربتها لنقطة قدرة هذا القرار على الصمود، واعربت عبر "المركزية" عن تخوفها من أن يلقى مصيرَ وقف اطلاق النار الاول الذي أبصر النور في آذار الماضي ولم يكتب له العيش أكثر من أسابيع.

 

حراك سليمان مزدوج الهدف: حل جذري للنزوح وتداعياته وتحصيـن الطائف لتطويق محاولات تغيير النظام والفدرلـة

المركزية- تتوقف مصادر سياسية مطلعة عند الحراك اللافت الذي يقوده الرئيس ميشال سليمان على أكثر من محور ولاسيما في ملفي الازمة السورية وتداعياتها بشقي النزوح الى لبنان والتقسيم الجاري رسم خرائطه في اروقة المقار الدولية، ومحاولات فدرلة لبنان تارة عبر نغمة الميثاقية، وأخرى من خلال طرح المؤتمر التأسيسي، وثالثة بالحديث عن المثالثة. وقد برز شقّ من حراكه الذي بقي حتى الامس القريب خلف الكواليس، الى العلن مع جولة زيارات قام بها في اتجاه مسؤولين سياسيين وروحيين فزار الرئيس امين الجميل ورئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، طارحاً جملة أفكار ومشاريع محورها تحصين اتفاق الطائف في مواجهة مساعي الدفع نحوالفدرالية. وفي حين شارف ملف النزوح على خواتيمه وانجزت مسودة الافكار المطروحة للمعالجة والمواجهة والحل الجذري، متضمنة المخاطر والمحاذير من امكان تشظي لبنان من تقسيم سوريا، وكان الرئيس سليمان اوجزها في مؤتمر صحافي عقده منذ اشهر، تقول المصادر لـ"المركزية" ان بداية المواجهة تكمن في مزيد من الانفتاح على قوى الاعتدال في الطوائف كافة لتطويق الفدرلة التي بدأت تطل برأسها من نافذة شعارات طنانة كالميثاقية وتخفي خلفها اهدافا لا علاقة لها لا بالميثاق ولا بتحصيل حقوق الطوائف، سائلة اين مفهوم الميثاقية لدى المنادين بها لتحصيل بعض الوظائف في مؤسسات الدولة فيما رأس الدولة مقطوع بقرار من هؤلاء خدمة لمصالح لا علاقة لها لا بالدولة ولا بلبنان الوطن. واين الميثاقية في مشاركة حزب الله في الحرب السورية وجر الويلات اراديا للبنان وشعبه؟ ثم اين كانت الميثاقية حينما كان الفريق نفسه يتولى مقاليد الحكم وارتكب "المعصيات" من حل المجلس النيابي الى تطيير الحكومة الى التعيينات التي لم تراع ادنى معايير الميثاق؟ ازاء كل ذلك، تضيف المصادر، لم يعد جائزا السكوت، ولو ان لا قرار بخوض حرب كلامية مع اصحاب هذه النظريات، لكن تبيان الحقيقة واجب وطني لا يمكن تجاهله او القفز فوقه خصوصا ان هؤلاء بالذات يعطلون مسار قيام الدولة بعدم انتخاب رئيس جمهورية. وفي السياق، تكشف المصادر ان ورشة عمل ستعقد بعد نحو اسبوعين على مدى يومين يشارك فيها خبراء دستوريون وقانونيون وشخصيات مخضرمة في هذا المجال، محورها البحث عن كيفية سد الثغرات الدستورية وتحديد مفهوم الميثاقية بعيدا من الصخب الاعلامي وحرب المنابر الكلامية، منطلقة مما اظهرته الممارسة السياسية في لبنان خلال السنوات العشر الاخيرة والنقاط الواجبة معالجتها في اتفاق الطائف، سلاح المواجهة الوحيد لمشاريع ضرب النظام المشبوهة، خصوصا تلك التي سمحت بابقاء الشغور في سدة الرئاسة قائما من دون محاسبة من يتسبب به الى جانب تصحيحات طفيفة لمواد تبين ان المشرّعين لم يلحظوها وهي لا تمس مطلقا بالصلاحيات بل تحصّن الطائف ليتواءم بالحد الاقصى مع مقتضيات تسيير شؤون الدولة من دون عرقلة. وتختم المصادر بالتأكيد ان الميثاقية حالة وطنية بين المسيحيين والمسلميين لها مفهومها الوطني ومعناها ولا يجوز استخدامها لمصالح خاصة كما يجري اليوم، موضحة ان الرئيس سليمان يبذل قصارى جهده من اجل تحصين الطائف والوطن على قاعدة " اللهم اشهد انني حاولت"، على ان تبقى العبرة في التطبيق.

 

باسيل الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولافتتــاح المؤتمر الإقليمــي للإغتـــراب

المركزية- يغادر وزير الخارجية والمغتربيين جبران باسيل بيروت غدا متوجها الى نيويورك لمواكبة اعمال الدورة 71 للجمعية العامة للامم المتحدة والإجتماعات التي تعقد على هامشها، ولافتتاح المؤتمر الاقليمي الاول للاغتراب في اميركا الشمالية. ويرافق باسيل وفد يضم مدير الشؤون السياسية السفير شربل وهبه وديبلوماسيين واعلاميين وفريق عمله الخاص، للمساهمة في تنظيم المؤتمر وفي حضور اجتماعات الامم المتحدة، على ان ينضم مندوب لبنان لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام الى الوفد هناك. وفي هذا الإطار، افاد مصدر في الخارجية "المركزية" ان المؤتمرالاغترابي سيركز على تعزيز ثقافة ريادة الأعمال، لاسيما الشركات الناشئة، بين القادة ومنظمة الصحة العالمية كما سيستعرض قصص النجاح، حيث سيوفر منبرا لتبادل الخبرات. كما سيجمع الخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات، المال، الطب، والطاقة، والروبوتات، والعلاقات العامة والسياسة وغيرها من المجالات، وسيتناول أيضا قانون استعادة الجنسية ويعرض لمراحل إنجاز المعاملة والخطوات المطلوبة من أصحاب العلاقة . وسيتيح المؤتمر الفرصة لتشكيل تحالف بين أوساط أصحاب المشاريع والجامعات، والمؤسسات التي تعمل في مجال الأعمال.

 

كوستانيان: نقلنا المواجهة من المطمر إلى البلديات والدولة لم تطلب مساعدات أوروبية للمتن وكسروان"

المركزية- في إحدى أوضح تجليات نهج القيادة الكتائبية الجديدة، خاض النائب سامي الجميل وفريقه السياسي ومحازبوه معركة الاحتجاج على ملف النفايات وإدارته على المستويين السياسي والميداني، وأكد كوادر الكتائب مرارا أن لا رجوع إلى الوراء حتى اتمام اللامركزية الادارية وإقفال مطمر برج حمود، بوصفه كارثة بيئية وصحية. غير أن الحزب عاد وفك الاعتصام في برج حمود بعد قرابة الشهر على انطلاقته، من دون أن يفوته تأكيد استمرار "المعركة ضد الفساد بكل الوسائل المتاحة ديموقراطيا". هذه الصورة تدفع إلى التساؤل عن أسباب تراجع الكتائب عن الاعتصام، في وقت أعيد العمل بخطة الحكومة التي عارضها طويلا.

وفي السياق، أوضح مستشار رئيس الحزب، ألبير كوستانيان لـ "المركزية" "أننا وصلنا إلى هنا لأنهم (أي السلطة) أخذوا المواطن رهينة، ورموا النفايات في الشوارع، في محاولة للضغط علينا لفك الاعتصام، علما أن الحلول البديلة كانت متوافرة. ونحن لا نقبل أن يتعرض المواطن للأذى بهذه الطريقة".

وأشار كوستانيان إلى أن "في خلال فترة الاعتصام، سلك قطار اللامركزية طريقه في أماكن عدة بينها كسروان حيث تحرك اتحاد البلديات على وقع اعتصامنا، وسينجز حلا في خلال 6 شهور. وفي المتن، باشرت بلديتا بيت مري ومزرعة يشوع عمليات فرز النفايات، إضافة إلى أن عددا من البلديات يطلب مواكبتنا في خطة لامركزية، ما يعني أننا نقلنا المواجهة من مطمر برج حمود إلى البلديات لنجعل المطمر أمرا غير لازم. نريد إذا أن نحل المشكلة في مصدرها، لا في نتائجها"، لافتا إلى "أننا لمسنا تجاوبا من الجهات المعنية الجدية وقررنا مواكبتها وفرض حلول في المصدر، لنتمكن من إقفال المطمر، الذي أعاد النفايات إلى الشوارع، علما أن أي دولة في العالم لا تأخذ المواطن رهينة كما في لبنان ، لكننا لن نركع". وعن عدم تحقيق المطالب الكتائبية، وبينها اقفال المطمر بشكل نهائي، اعتبر أن "متى أصبح المطمر أمرا غير ضروري لأن البلديات تعمل بشكل لا مركزي، يمكن أن يتحول إلى حديقة عامة. وبينما يريد الآخرون اتمام صفقة عقارية معينة، سنحاول أن نقفل المطمر من خلال الفرز من المصدر، ليتحول حكما مساحة عامة يستفيد منها جميع المتنيين، لا مساحة لاتمام صفقة عقارية مشبوهة". وردا على الكلام عن أن الكتائب رضخت لسخط قاعدتها الشعبية، بعدما ملأت النفايات شوارع معقلها المتني، نبه إلى أن "الأمر لا يتعلق بالرضوخ للضغوط. كل ما في الأمر أن العناد ليس أسلوبنا وأننا سكان هذه المناطق. غير أننا لم نتصور أن الأمر سيبلغ حد أن تأخذ الدولة المواطن رهينة، وهذا أمر لن نسمح به. وكل الشعب اللبناني يتفهم وضعنا ويتوق إلى كسر المافيا المتحكمة بكل الملفات الحياتية. وكسر هذه المافيا يستوجب بعض الوقت. لذلك نحن نعتبر أننا خضنا أول معركة (علما أنني أعترف أنها لم تكن ناجحة بنسبة 100%) لأننا كنا نريد أن يتضامن معنا كل الشعب اللبناني لنقفل المطمر". وكشف أن "الدولة اللبنانية لم تطلب مساعدات من الاتحاد الأوروبي لمناطق المتن وكسروان لأنها تعتبرنا "أقل أهمية"، وسنتعاون مع الجميع لايجاد حل لهذا الأمر، علما أن البلديات لم تكن لتتحرك، لولا ضغط الكتائب، وهذا بحد ذاته مكسب لنا". وختم كوستانيان: "نعتبر أن إدارة هذا الملف برمتها معيبة ولا تشرّف المعنيين بها، ولبنان لم يعد يستطيع تحمل المشاريع الكبيرة وتقاسم المغانم. آن الأوان لتغيير النهج. وعلى من لا يستطيع مواكبة هذا التغيير المغادرة وإفساح المجال أمام الشباب لأن أيام العالم الثالث ولت".

 

جبارة: ارهاب اعلامي يُخيف الناس من المطامر ورفع النفايات بدأ وبلدية الجديدة توضّب القديمة

المركزية- بدأت شركة "سوكلين" بجمْع النفايات الجديدة من الشوارع، تاركة النفايات القديمة على عاتق البلديات لجَمْعها في مواقع مخصّصة لتخزينها. ولهذه الغاية، عُقد اجتماع بعد ظهر اليوم بين "سوكلين" ومجلس الإنماء والإعمار للبحث في ملف النفايات. وكانت بلدية الجديدة – البوشرية – السدّ عملت ليلاً على تحضير الحاويات لتباشر شركة "سوكلين" برفع النفايات الحديثة، وتعمل حالياً على توضيب القديمة وإبقائها في مكانها لمدة ثلاثة اسابيع إلى حين نقلها إلى موقع التخزين في برج حمود. وفي السياق، اوضح رئيس بلدية الجديدة-البوشرية-السد انطوان جبارة لـ"المركزية" اننا "اكثر من يُطالب باللامركزية، لكن يجب توفير العناصر اللازمة لتطبيقها، اولها وضع خطة وتأمين التمويل لها، وثانيها التفتيش عن ارض وتخصيصها لاقامة مطمر ومعمل لفرز النفايات، وثالثها تأمين المعدات الضرورية والشركة المتعهّدة للمشروع اضافةً الى الفريق اللوجستي، وهذا امر ليس سهلاً". واشار الى اننا "لا نزال نعيش تحت وطأة الـ 23 يوماً من تكدّس النفايات في شوارع الجديدة-البوشرية-السد، فهناك نحو 26 الف طن من النفايات متراكمة في الشوارع. همّنا تحسين الوضع القائم وزيادة عمليات الفرز والضغط كي تكون المراقبة اكثر فاعلية، ولا "لعب" في هذا الموضوع والا عادت النفايات الى الشوارع".ورداً على سؤال، لفت جبارة الى "وجود صعوبة في تأمين ارض في الجديدة (اقله مساحة 15 الف متر) من اجل انشاء مطمر ومعمل لفرز النفايات، لان الجديدة المنطقة الوحيدة التي لا يوجد فيها وديان واحراج وشاطئ"، واصفاً "التخوّف من اقامة مطامر للنفايات بالـ"ارهاب الاعلامي". وقال "منذ 50 عاماً ونفايات المتن تُطمر عشوائياً في مكب برج حمّود، فلماذا قامت الدنيا ولم تقعد حيال طريقة رمي النفايات في الاسابيع الماضية؟ لماذا لم يُرفع الصوت ضد انبعاث الروائح وانتشار الامراض والاوبئة خلال السنوات الماضية؟ قليل من الهدوء الى حين تمرير هذه المرحلة برفع النفايات من الشوارع". وشدد جبارة على "اهمية البدء بالحل اللامركزي للنفايات، لكن بهدوء من دون ضجيج اعلامي، ونحن جاهزون للمباشرة به لحظة تأمين مساحة كبيرة لانشاء مطمر ومعمل للفرز".

 

الجـارودي: المرحلة دقيقة تتطلب تجميل الصورة/مشاركة "وكلاء الشحن البحري" في تحرّك الهيئات يقتصـر على تعليـق التصديـر وليس التفريـغ

المركزية- بعد مرور عطلة عيد الأضحى، تترقب الساحة المحلية الإعتصام الذي حدّدت الهيئات الإقتصادية 29 الجاري موعداً لتنفيذه أمام غرفة بيروت وجبل لبنان، مع الدعوة إلى وقفة أمام مراكز العمل تضامناً مع تحرّكها تحت شعار "رفضاً للشغور الرئاسي، وتضامناً مع الاقتصاد الوطني، وحمايةً للقمة عيش اللبنانيين". نقابة وكلاء الشحن البحري نأت بنفسها عن هذا التحرك "لأن لا مصلحة للبنان في الإيحاء للخارج بعدم الإستقرار في مرفأ بيروت" بحسب ما كشف رئيس النقابة حسن الجارودي لـ"المركزية"، موضحاً أن "مجرّد تبلغ البواخر المتوجّهة إلى مرفأ بيروت، بتنفيذ إضراب في حرمه، تعدل تلقائياً عن التوجّه إليه لتسارع إلى تحويل وجهة سيرها إلى مرافئ أخرى، الأمر الذي يُلحق الأذى باقتصادنا".وقال جارودي "يكفي التاجر مشكلات، وبالتالي هو في غنى عن مصائب إضافية، لكننا سنعمد إلى تعليق حركة تصدير البضائع إلى الخارج، مع المحافظة لزاماً على عملية تفريغ حمولة البواخر".

وأعرب عن وجهة نظره المتحفظة على توقيت تحرك الهيئات، سائلاً الإعتصام ضدّ مَن؟ ولمطالبة مَن؟"، معتبراً أن "هيكلية الدولة مضعضعة في ظل غياب المسؤولين المعنيين، فالدولة من دون رئيس ومؤسسات، وماذا في مقدور رئيس الحكومة تمام سلام أن يفعل في ضوء هذا الواقع القائم؟!".

وشدد على "أن الظرف الراهن يستوجب التكاتف لإعادة قوة الدولة ومؤسساتها، من أجل تأمين البيئة المؤاتية والظرف المناسب للمطالبة"، لافتاً إلى أن "لا مصلحة للبنان إطلاقاً في إعطاء فكرة خاطئة وسلبية للخارج عن مرافئنا أو عن اقتصادنا"، وقال: نمرّ اليوم في مرحلة دقيقة تتطلب تجميل صورة الأوضاع كي نتخطى الأزمة الكبرى التي يمرّ بها لبنان. حركة الشحن: وعن قراءته لوضع الشحن البحري، قال الجارودي "في ظل إقفال المعابر البريّة، تصبّ حركة التصدير راهناً على مرفأ بيروت"، واصفاً حركة التصدير والمسافنة فيه بـ"الجيدة"، إنما نسبة حركة الإستهلاك المحلي انخفضت 10 في المئة "وهي نسبة متدنّية مقارنةً بالأوضاع، ونحن ننجح في تخطي الأزمة". ولفت رداً على سؤال إلى أن "ارتفاع أرقام حركة مرفأ بيروت، تأتي على حساب قطاع الصادرات الذي يتراجع نشاطه بفعل إغلاق المعابر البريّة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وقف النار في سوريا: تمهيد للحل السياسي أم استراحة بين تصعيدين/"التريث" الروسي والموقف الايراني عقبتان أمام انطلاق قطار التسوية

المركزية- الى جانب ترحيبها بقرار وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في سوريا منذ الاثنين الماضي في أعقاب توصل وزيري الخارجية الاميركية والروسية جون كيري وسيرغي لافروف فجر السبت الى اتفاق حول خطوطه العريضة، تبدو مصادر دبلوماسية متابعة لمسار النزاع السوري الذي اندلع منذ خمس سنوات ونيف، حذرة في مقاربتها لنقطة قدرة هذا القرار على الصمود، وتبدي تخوفا من أن يلقى مصيرَ وقف اطلاق النار الاول الذي أبصر النور في آذار الماضي ولم يكتب له العيش أكثر من أسابيع. واذا كانت العواصم الاقليمية والدولية المؤثرة في الملف السوري وأبرزها السعودية وتركيا وقطر وايران، سارعت كلّها الى الترحيب بإسكات المدفع، معربة عن أملها في أن يتحول وقف اطلاق النار الظرفي الى هدنة دائمة، الا ان المصادر تستبعد عبر "المركزية" أن يكون التفاهم الاميركي – الروسي الاخير يؤسس لحل سياسي للازمة سيتم إقراره في الأشهر المقبلة، بل ترجّح ان يشكّل فترة "استراحة" بين جولتين من المواجهات الميدانية.

أما هذا التشاؤم، فتعزوه المصادر الى جملة اعتبارات سياسية وعسكرية، حيث تشرح أن روسيا باتت تفضّل التريث في معالجة الازمة وابرام اتفاق نهائي في شأن سوريا والملفات الساخنة الاخرى في المنطقة، مع الادارة الاميركية الجديدة التي ستتسلم دفة قيادة البيت الابيض في تشرين الثاني المقبل، ولم تعد تحبّذ إنجاز تفاهمات كبرى مع الرئيس باراك أوباما الراحل عن السلطة، بل تؤثر التفاوض مع الرئيس الجديد خصوصا اذا كان اسمه دونالد ترامب، المعروف بصديق فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي. ناهيك عن الهوة الكبيرة التي لا تزال تباعد بين واشنطن وموسكو في شأن مصير الرئيس السوري بشار الاسد وتصنيف الفصائل المعارضة المسلحة. ومن العوامل غير المشجعة أيضا، تضيف المصادر، الموقف الايراني الحقيقي من الهدنة التي أعلنت. فطهران المبعَدة عن مفاوضات الحل السوري، تطالب بحصة في التسوية التي يعمل الأميركيون والروس على نسجها. وقد يكون الاحتدام الذي شهدته جبهة الجولان في الساعات الماضية رسالة ايرانية تقول "اننا قادرون على التوتير اذا تم تخطينا". أما تل أبيب فبدت حاسمة في ابلاغ الجميع بأنها سترفض أي نفوذ ايراني على حدودها، حيث جدد الجيش الاسرائيلي مساء الثلثاء قصفه مواقع للجيش السوري ردا على سقوط قذائف في الجولان المحتل، وذلك بعد ساعات على نفيه ما اعلنته دمشق من انها اسقطت طائرتين اسرائيليتين اثناء غارة مماثلة. وكان سلاح الجو الاسرائيلي شن غارة ليل الاثنين-الثلاثاء ردا على سقوط قذيفة في الشطر المحتل من الهضبة السورية، في هجوم قال الجيش السوري انه تصدى له عبر اسقاط طائرتين اسرائيليتين إحداهما حربية والأخرى للاستطلاع، الامر الذي نفته تل أبيب. ولفتت المصادر الى ان هذا التصعيد من شأنه أن يزيد المشهد السوري تعقيدا، خصوصا في انتظار اتضاح الموقف الروسي من القصف السوري لطائرات اسرائيلية بصواريخ "سام 200". على أي حال، تنطلق المصادر من الموقف الذي صدر اليوم عن الكرملين في شأن الهدنة حيث قال "إنها لا تزال هشة لكن صمودها سيفتح الباب أمام الحل السلمي"، لتؤكد أن انطلاق قطار الحل السياسي للازمة السورية لا يزال يواجه عقبات مطلوب تذليها قبل وضعه على السكة، طبيعة بعضها دولية والآخرى اقليمية. وفي الانتظار، فان التحدي الاكبر يتمثل في إطالة عمر الهدنة وتمكينها من الصمود أقله الى حين ادخال مساعدات انسانية الى المدنيين المحاصرين، الامر الذي يرفضه النظام السوري حتى اللحظة، حيث أعلنت وسائل اعلام رسمية سورية ان الحكومة السورية ترفض إدخال أي مساعدات إلى حلب من دون تنسيق معها ومع الأمم المتحدة خاصة اذا كان مصدرها تركيا. وينص الاتفاق الروسي - الاميركي على ممر انساني بلا عراقيل للمناطق المحاصرة كما في حلب، وخصوصا عبر جعل طريق الكاستيلو "خاليا من السلاح".

 

بالفيديو..نجل مرجع شيعي إيراني: سليماني زجّ طهران في المستنقع السوري وقام بصناعة داعش

14 سبتمبر، 2016 https://youtu.be/h1XeHorrzw4

لفت الناشط الإيراني والطبيب مهدي خزعلي مجل المرجع الشيعي آية الله ابو القاسم في مقابلة صورها في إيران وبثت عبر يوتيوب أنّ التدخل في سوريا خاطئ مشيراً  إلى أطماع فيلق القدس التي حالت دون سقوط النظام. وأوضح خزعلي أنّ قاسم سليماني هو من ورط إيران في المستنقع السوري، مقارباً بين الحرب العراقية الإيرانية والحرب السورية، ومبيناً أنّ حرب الثماني سنوات لم تكفِ ليقاتلوا اليوم في سوريا في حرب بدأت منذ خمس سنوات. وشدد خزعلي أنّ أخطاء سليماني هي من أوجدت داعش، ولولاه لما ظهر هذا التنظيم.

 

إيران تستعرض 'عضلاتها' على مقربة من بلدان الخليج

العرب/15 أيلول/16/طهران - اختارت إيران قاعدة بندر عبّاس البحرية الواقعة على الخليج العربي قريبا من مضيق هرمز لإجراء ما وصفه مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري العميد رمضان شريف بأكبر استعراض عسكري، في رسالة سلبية للجيران العرب، وذلك غداة دعوة أطلقها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تسوية الخلافات الخليجية الإيرانية عبر الحوار، مؤكّدا أهمية أن ترتكز علاقات الطرفين “على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل”. ويحيل الإطار الذي سيجري الاستعراض ضمنه -بحدّ ذاته- على الصراع بين إيران وجيرانها العرب، حيث يدور ضمن فعاليات أسبوع “الدفاع المقدس”، وهي التسمية التي تطلقها إيران على الحرب مع العراق والتي استمرت لثماني سنوات وخلّفت خسائر مادية وبشرية ضخمة وأحدثت شرخا كبيرا داخل العالم الإسلامي. وشرح شريف عبر وكالة تسنيم الإيرانية أن الاستعراض في بندر عباس سيجري بالتزامن مع استعراض عسكري مماثل في طهران وسيشرف عليه الحرس الثوري، مؤكّدا أن الهدف من استعراض بندر عباس هو “إظهار الاقتدار والسيادة البحرية الإيرانية في الخليج”. وتساهم طهران بمثل هذه الأنشطة العسكرية على مقربة من جيرانها الخليجيين في الإبقاء على منسوب التوتر مرتفعا في المنطقة، بعد أن ساهمت تصريحات كبار مسؤوليها وقادتها وحملاتهم على هؤلاء الجيران وتحديدا المملكة العربية السعودية في إشاعة أجواء “حرب إقليمية باردة”. ويؤاخذ الخليجيون إيران على تدخّلها في الشؤون الداخلية لبلدانهم وبلدان المنطقة عموما وإثارتها التوترات بإحيائها النعرات المذهبية والطائفية. ويعتبرونها طرفا مشاركا في الحرب بالعراق وسوريا واليمن، سواء عبر ضباطها ومستشاريها، أو عن طريق ميليشيات شيعية تقاتل نيابة عنها. كما يشكّكون في سلمية برنامجها النووي ويتخوّفون من أن سعيها لامتلاك أسلحة غير تقليدية إنما يخدم نوازعها التوسعية في المنطقة. وعلى هذه الخلفية عارضوا بشدّة إبرام القوى الكبرى لاتفاق نووي معها يرون أنها لم تلبّ بعد شروط عقده.

 

خطر المد الشيعي يتغلغل في موريتانيا

العرب/15 أيلول/16/نواكشوط - بات التشيع يتغلغل بشكل سريع في موريتانيا، ويعمل القائمون عليه، بحسب ما أكده بعض المسؤولين، على بث التفرقة بين الموريتانيين، وهو ما دفع مفتي موريتانيا أحمدو ولد المرابط ولد حبيب الرحمن إلى التحذير من خطر المد الشيعي. وقال المفتي إن المذهب الشيعي أصبح ينتشر في موريتانيا بشكل سريع ومتزايد وإن معطيات وصلته من شخصيات ثقة تؤكد أن المذهب الشيعي ينشط بقوة في البلاد، داعيا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف المد الشيعي في البلاد.وقال “لا أريد أن أصعد بتلك القوة ضد دولة لا تزال تربطنا بها علاقات دبلوماسية ولا أريد طرد أي دبلوماسي، لكن أطالب بوقف المد الشيعي في هذا البلد المسلم المسالم، ولن نقبل المساس بمقدساتنا”. واعتبر المفتي أن إيران تجاوزت كل الحدود في إشارة منه إلى التصعيد الإيراني الأخير ضد السعودية بشأن تنظيم الحج. وشهدت العلاقات بين نواكشوط وطهران تطوّرا سريعا منذ تمكّن محمد ولد عبدالعزيز من الحكم، حيث قام سنة 2010 بزيارة إلى إيران هي الأولى لرئيس موريتاني منذ عقود، وساعدت هذه الزيارة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي توّجت بتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات عدّة. وساهمت مجريات الأحداث على المستوى الدولي في التقارب الموريتاني الإيراني، فقد كانت موريتانيا تعاني من عزلة أفريقية بسبب الانقلاب الذي نفذه ولد عبدالعزيز وهو ما جعلها تستقبل العون الإيراني دون حسابات مسبقة، في المقابل كانت إيران تواجه ضغوطا متزايدة بشأن برنامجها النوويّ وكان لزاما عليها مجابهة العقوبات الاقتصادية بفتح منافذ أخرى لتوقيع اتفاقيات شراكة. وتعمل إيران على جعل موريتانيا مركز نفوذ لها لاختراق دول المغرب العربي ومنطلقا للترويج للمذهب الشيعي وذلك بتقديم الدعم للحزب الحاكم (الاتحاد من أجل الجمهورية) والذي اتّضح قبل أشهر من الانتخابات التشريعية والمحلية سنة 2013 عندما اجتمع السفير الإيراني في نواكشوط مع رئيس الحزب الحاكم وتواتر الأنباء والتحليلات في هذا المنحى. إلى جانب التركيز على البعد المذهبي، فطهران ضخّت الأموال لنشر التشيّع في موريتانيا مستفيدة من تساهل النظام مع ما تقوم به من أنشطة. وتقدر البعض من الإحصاءات غير الرسمية عدد الموريتانيين الذين تحولوا إلى المذهب الشيعي بحوالي 45 ألف شخص.

 

الرياض لطهران: تراجعوا عن غيّكم لسنا لقمة سائغة وسنردع أي معتدٍ

خالد الفيصل: نجاح تنظيم الحج رد على أكاذيب وافتراءات الحاقدين والمرجفين

كتب – محرر الشؤون العربية:السياسة 15 أيلول/16

كسبت السعودية الرهان مجدداً ونجحت في تنظيم مناسك الحج وإدارة مسارات الحشود البشرية الهائلة من ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، موجهة رسالة بالغة الدلالات شكلت رداً على “كل الأكاذيب والافتراءات من الحاسدين والحاقدين والمرجفين”، كما أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، موجهاً رسالة حازمة للقيادات الايرانية بأن المملكة ليست لقمة سائغة وأنها ستردع كل معتد. وبعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أمس، برقية تهنئة إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة انتهاء موسم الحج لعام 1437 هجرية، ضمنها خالص تهانيه على النجاح الكبير الذي تحقق بفضل من الله تعالى ثم بفضل الجهود الشخصية من لدن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة ممثلة بالقطاعات والجهات المعنية كافة التي عكفت على توفير كل الخدمات وسبل الراحة والعناية الصحية الفائقة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وما يشهده الحجيج عاما بعد عام من تطور مضطرد في مشروع توسعة الحرم المكي، وما يصاحبه من استحداث مراكز جديدة لخدمة الحجيج قد يسر وسهل أداء المناسك على ضيوف الرحمن، سائلاً الله العلي القدير أن ينعم على المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق بمزيد من التقدم والازدهار تحت ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لخادم الحرمين الشريفين.

وفيما واصل حجاج بيت الله الحرام رمي الجمرات بيسر وسهولة واختتم المتعجلون منهم مناسك الحج في ثاني أيام التشريق، هنأ الأمير خالد الفيصل، في مؤتمر صحافي عقده بمشعر منى، جميع حجاج بيت الله الحرام على ما منّ الله به من فضل لتأديتهم هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، قائلاً “إن هذه إجابة عن كل الأكاذيب والافتراءات التي وجهت للمملكة في هذا العام وقبيل الحج من الحاسدين والحاقدين ومن المرجفين الذين أرادوا التشكيك في قدرة المملكة على قيامها بخدمة حجاج بيت الله الحرام وتسيير أمور الحج بهذا الشكل الذي ظهر للجميع هذا اليوم”.

وأكد أن وقوف أكثر مليوني حاج على صعيد عرفات في نفس الوقت والمكان والأسلوب واللباس، وهم يلبسون هذه الملابس البيضاء كبياض نفوسهم وقلوبهم هي رسالة يوجهونها للعالم ويثبتون للعالم أجمع أن الإسلام دين سلام وليس دين إرهاب وتخريب.

ورداً على سؤال بشأن محاولة إيران استغلال الحج لصالح مشروعها السياسي، قال الفيصل ان “المملكة لا تتدخل في شؤون إيران الداخلية وما يفعله الإيرانيون في بلادهم هم أحرار فيه، ولن نسمح باستغلال هذه الأراضي المقدسة والحج بصفة عامة لأمور أو شعارات سياسية ليس لها أي علاقة بهذه الرحلة الإيمانية، فالحاج يأتي من جميع أنحاء العالم لهذه الأراضي المقدسة بقصد واحد وهو العبادة وأن يؤدي هذا الركن الخامس من أركان الإسلام”، مؤكداً أن “مهمة المملكة هي التيسير والتسهيل لكل مسلم بأن يؤدي هذا الركن بسلام وأمن وطمأنينة ويسر، أما أن يستغل هذا الموقف لشعارات سياسية أو دعائية فهذا ممنوع ولا يمكن أن نسمح به”.

وأوضح أن “منع هذا الأمر بهذه الشدة وبهذا الحزم هو لصالح المسلمين ولصالح هذا الجمع الذي يجتمع على هذه الأرض المقدسة”، متسائلاً: “لو سمحنا لكل ممثل لشعار أو تيار سياسي أن يحمل شعارات والقيام بمسيرات ومظاهرات، كيف سيحجون؟ وكيف سيكملون هذه المناسك بسلام وأمان؟”.

ورداً على سؤال بشأن تدخلات إيران في شؤون الدول العربية مثل العراق وسورية واليمن، وعن استعدادات المملكة ما إذا حاولت إيران تهديدها، قال الفيصل “رسالتي للقيادات والحكومة الايرانية أدعو الله أن يهديهم وأن يردعهم عن غيهم وعن هذه التوجهات الخاطئة نحو إخوانهم المسلمين من العرب في العراق وسورية واليمن”. وأضاف “وإذا كانوا يجهزون جيشاً لغزونا، فنحن لسنا لقمة سائغة حتى يجهز لنا من أراد، ويحاربنا متى ما أراد، نحن سوف نردع كل معتد ولن نتوانى في حماية هذه الأراضي المقدسة وبلادنا العزيزة، وكل شبر لا يمكن أن يدنس وباقي منا إنسان على هذه الأرض”.

وإذ ذكر بأن “السعودية كانت أكبر وأول المتضررين من الإرهاب، وأول من دعا لمكافحته عالمياً”، دعا الفيصل القادة والعلماء المسلمين لمحاربة الطائفية والمذهبية، قائلاً “أرجو القادة المسلمين والسياسيين والعلماء والمفكرين، أرجوكم حاربوا الطائفية وحاربوا التمزق المذهبي بين المسلمين”.

من جهته، أعلن وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة سـلامة حج هذا العام وخلوه من الأمراض الوبائية، مؤكداً أن جميع حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة وعافية، فيما قدم نائب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط الدكتور جواد المحجور خالص التهنئة إلى المملكة على نجاحها في تنظيم موسم الحج لهذا العام الذي جاء خالياً من أي أمراض وبائية أو مشكلات تهدد الصحة العمومية بين الحجاج خلال تأدية مناسكهم.

 

"غارديان": تجميد عضوية المجر في الاتحاد الاوروبي؟

المركزية- نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالا عن تراشق بالاتهامات بين مسؤولين في المجر ولوكسمبورغ، مشيرةً الى ان "مطالبة وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن بتجميد عضوية المجر في الاتحاد الأوروبي او إلغاء عضويتها في شكل نهائي اتت بسبب معاملتها للاجئين في شكل اسوأ من الحيوانات البرية، فمن يبني اسواراً امام اللاجئين الهاربين من الحروب او ينتهك حرية الصحافة واستقلال القضاء يجب ان يُجمّد او يطرد من الاتحاد"، داعياً إلى "تغيير القوانين لتسهيل إمكانية طرد المجر من الاتحاد". ونقلت الصحيفة البريطانية عن وزير الخارجية والتجارة المجري بيتر سيارتو وصفه اسيلبورن بـ "الطائش والمغرور والمُحبط".

 

"فاينانشال تايمز": الهدنة لن توقف النزاع في سوريا

المركزية- نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" مقالا بعنوان "حذار من تعليق آمال على الهدنة في سوريا"، لفتت فيه الى ان "وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اعلنا وقف إطلاق النار الأخير في سوريا قبل اسبوع، وهذا دفع البعض لأن يأمل بأن النزاع الذي خلّف مئات آلاف القتلى وادى إلى نزوح معظم السكان يتجه نحو النهاية، لكن للأسف ليس هذا هو الحال". واوضحت ان "الهدنة تقوم على وقف الجيش الحكومي المدعوم من روسيا ومنظمات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول المجاورة نشاطاتها العسكرية، تمهيداً لدخول المساعدات الإنسانية إلى مدينة حلب المحاصرة، يعقب ذلك قصف اميركي- روسي لمواقع تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، متسائلة "ما هو احتمال ان يتحقق كل هذا"؟ واشارت "فاينانشال تايمز" الى ان "الروس قد يكونون راغبين بهدنة محدودة بعد ان ساعدوا مع الإيرانيين على تقوية مواقع الحكومة، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في ان يظهر بمظهر رجل السلام بعد ما حصل في اوكرانيا، لكن على ارض الواقع ستسير الأمور في شكل مختلف، لان الحكومة السورية معروفة بقلة التزامها بالهدنة، كذلك قد لا تلتزم بها بعض التنظيمات المعارضة".

 

 بلغاريا طلبت مساعدة مالية اووربية فورية لاتخاذ تدابير في شأن الهجرة

الأربعاء 14 أيلول 2016 /طنية - طلب رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف من الاتحاد الاوروبي، اليوم، منح بلاده "فورا" مساعدة مالية تبلغ 160 مليون يورو لاتخاذ مزيد من التدابير الامنية على حدودها مع تركيا بسبب الضغوط الناجمة عن الهجرة. وقال خلال زيارة للحدود البلغارية-التركية مع نظيره المجري فيكتو اوربان: "لا اريد كلمات للتضامن. وفي قمة براتيسلافا (الجمعة) سأشدد على تخصيص 160 مليون يورو على الفور من اجل حماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي". وأعلن رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر اليوم "نشر 200 من خفر الحدود على الاقل و50 آلية اضافية اعتبارا من تشرين الاول على الحدود الخارجية لبلغاريا".وتشكو بلغاريا من انها تواجه "زيادة في عدد طالبي اللجوء العالقين على اراضيها منذ تشديد شروط العبور على الحدود الصربية المجرية في تموز". وتم تسجيل زهاء 13 الف طالب لجوء منذ بداية السنة في بلغاريا، وتضاعف عددهم في آب بالمقارنة مع حزيران وتموز، كما تقول السلطات التي تؤكد ان مخيمات الاستقبال باتت مكتظة. من جانبه، انتقد اوربان الذي يعارض استقبال اللاجئين في بلاده، الاتحاد الاوروبي بسبب "سذاجة سياسته على صعيد الهجرة". ووصف عددا كبيرا من القادة الاوروبيين بأنهم "عدميون".

 

تركيا انتقدت السفير الاميركي لتدخله حيال عزل رؤساء بلديات

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - انتقدت تركيا، اليوم، السفير الاميركي لدى انقرة بعدما اعربت سفارته عن قلقها "ازاء عزل 28 رئيس بلدية ،للاشتباه في صلاتهم مع المتمردين الاكراد". وكانت السفارة الاميركية عبرت، في بيان اصدرته الأحد، عن "قلقها للصدامات بين قوات الامن ومتظاهرين كانوا يحتجون على عزل رؤساء البلديات، ودعت الى "انتخابات مبكرة لتعيين بدلاء عنهم". واكد وزير الداخلية التركي سليمان سويلو، في تصريحات بثها التلفزيون مباشرة، ان "بيان السفارة الاميركية غير مقبول، وخصوصا بالنسبة الى بلد مستقل". واوضح ان "الطريقة التي تحدث بها تشبه التحريض وقد اقلقتنا". وطلب، من جهة اخرى، من الادارة الاميركية تذكير سفيرها ب"ضرورة الامتناع عن التدخل في الشؤون التركية"، وقال: "هذا ما نتوقعه لأن ما حدث ليس الاسلوب الصحيح". واعتبر ان "انتقادات السفارة الاميركية تعني تشجيعا للارهاب"، مؤكدا انها تعرض للخطر "صدقية" الولايات المتحدة تجاه بلاده.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وماذا بعد السلة؟

 علي حماده/النهار/15 أيلول 2016

لا يزال الرئيس نبيه بري يعتبر أن اقتراحه الاتفاق على "سلة" متكاملة من البنود هو المدخل الأصحّ لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ويعتبر أنه بمجرد الاتفاق على "السلة " التي يتحدث عنها، فإن الرئيس ينتخب خلال ساعات! بمعنى آخر، يعتبر بري أن المشكلة لا تتلخص باسم الرئيس، بل بما هو حول الاسم، أي الرئاسات الثلاث، وتشكيلة الحكومة الاولى للعهد، وقانون الانتخاب. معنى ما تقدم أن لبنان في حاجة الى "دوحة - ٢" لتحقيق اختراق في جدار ازمة الشغور الرئاسي، وان لبنان - "الطائف" صار في حاجة الى تعديلات جوهرية على النص الذي سبقته الوقائع على الارض. فعلى سبيل المثال، ينطلق التفكير في الحاجة الى "السلة" من مسلمة أن الدستور كما هو مكتوب، غير كاف، ويحتاج الى مواءمة مع متطلبات "الديموقراطية التوافقية"، أي ديموقراطية الفيتوات المتبادلة، والتي بقيت حتى الآن ورقة قوية بيد "الثنائي الشيعي" حامل السلاح من خارج الدولة والدستور والقانون.

طبعا، يعمل "الثنائي الشيعي" على استدراج قسم من المسيحيين (العونيون) المستائين من تكاثر العراقيل في وجه وصول الجنرال ميشال عون الى سدة الرئاسة الاولى. كما يتم استدراج قسم آخر منهم بدغدغة لاوعيهم "الفيديرالي" (سامي الجميل). هؤلاء يُعمل على استدراجهم الى مستنقع "السلة"، جهارا او مواربة تحت عنوان "استعادة حقوق المسيحيين" المسلوبة من السنة! ولكن شتان ما بين حلم استعادة حقوق المسيحيين وركوب "الثنائي الشيعي" موجة أبلسة دستور الطائف للالتفاف على إشكالية السلاح غير الشرعي، الذي يبقى أصل الازمة الراهنة.

ليس ما تقدم محاولة لرمي الرئيس نبيه بري بتهمة التآمر لمصلحة "حزب الله"، إنما هو محاولة منا للقول ان مواصلة اللبنانيين الانصياع لمنطق الخروج على الدستور، والقانون، والحياة الوطنية السوية، ليس خيارا ناجعا للخروج من مسلسل الازمات التي نعرف تمام المعرفة ان حجم "حزب الله" ودوره وظيفته وطبيعته العدوانية هي المتسببة بتكاثر الازمات منذ إخراج جيش بشار الاسد من لبنان.

إذا سلّمنا بـ"السلة" التي ينادي بها الرئيس نبيه بري تحت عنوان الخروج من الازمة، وجرى الاتفاق عليها وانتخاب رئيس جديد، فماذا يحصل في المرة المقبلة، اي عند اي استحقاق آخر كبير كاستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية؟ هل تصبح "السلة" التي تكون بمثابة "دوحة-٢" عرفا أقوى من الدستور؟

سؤال مشروع، في ظل تنامي ورم "حزب الله"، وتشتت القوى الاستقلالية، وتركيزها على صغائر الامور، فيما المطروح هو مصير لبنان قبل مصير الرئاسات! فمن الهجمة الديموغرافية المخيفة، الى عسكرة المفاصل الاساسية لهذا التمدد الديموغرافي في كل المناطق، الى التمدد العقاري الممنهج والمتمم للتمدد الديموغرافي، فتوليد العصابات المسلحة "سرايا المقاومة" في صلب المجموعات اللبنانية، لتكون بمثابة "باسيج" محلّي لتأديب اللبنانيين وتطويعهم، وتركيعهم في حياتهم اليومية. كل هذه لا نجد لها حلا في "سلة" الرئيس نبيه بري! ولذلك نقول للبنانيين انظروا الى حيث هي المشكلة الحقيقية ولا تضيعوا البوصلة!

 

حقوق المسيحيين المهدورة؟

أنطوان قربان/ترجمة نسرين ناضر /النهار/15 أيلول 2016

اعتقدنا أن الجلسة الأخيرة من "طاولة الحوار الوطني" العقيمة واللادستورية والمخادعة ستكون، كسابقاتها، خرخرة ناعمة صادرة عن بعض الهررة الكبيرة التي يصرّون على تسميتها: الطبقة السياسية. بالكاد حظي المشاركون بالوقت لتبادل بعض التحيات. فقد عُلِّقت الجلسة لأجل غير مسمّى بسبب شجار دار بين ديكَين مارونيين شابّين ينتميان إلى المعسكر السياسي-الطائفي نفسه، السيدَين جبران باسيل وسليمان فرنجية. حرص السيد باسيل، وزير الخارجية الحالي والصهر المفضّل لدى ميشال عون، للمرة الألف، على أن ينهل بقوة من الرصيد المعتاد لحزبه البرتقالي، والمتمثل في المطالبات الطائفية المعروفَة تحت عنوان "حقوق المسيحيين". يبدو السيد باسيل وتياره مسكونَين بالاقتناع الغريب بأنهما يملكان حصرية تمثيل جميع المواطنين اللبنانيين الذين تصنّفهم الأحوال الشخصية بأنهم ينتمون إلى واحد من المذاهب المسيحية الأربعة عشر المعترَف بها رسمياً من السلطات اللبنانية. بناءً عليه، لا بد من تذكير السيد باسيل وجميع من يشاركونه رأيه، بأن الكلام عن "حقوق المسيحيين" هو هراء في لبنان. من الأجدى بالراغبين في الكشف عن تعصّبهم المذهبي أن يتكلموا عن "حقوق الموارنة"، أو "حقوق الروم الأرثوذكس أو الكاثوليك"، أو "حقوق الأرمن الأرثوذكس أو الكاثوليك"، أو "حقوق السريان الأرثوذكس أو الكاثوليك"، ناهيك عن "حقوق اللاتين"، و"الأقباط والأقباط الكاثوليك"، و"الأشوريين والكلدانيين"، من دون أن ننسى "البروتستانت" بتنوّع فرقهم.

خلف المطالبة بحقوق المسيحيين، الذين يُعتبَرون خطأ بأنهم كلٌّ متماسك، يُطلّ سؤال سياسي أقرب إلى المحظورات، إنه السؤال عن الهيمنة المارونية في مجال توزيع بعض المناصب العليا في الدولة. لذلك، من المشروع التساؤل عن المبررات التي تسوّغ إسناد بعض المناصب القيادية مثل رئاسة الجمهورية، وقيادة الجيش، وحاكمية مصرف لبنان، بصورة دائمة، إلى شخص من الطائفة المارونية. بهذا المعنى، يمكن القول بأن حقوق جميع المسيحيين، من دون استثناء، مهدورة فعلياً بسبب هذا العرف الموروث من رؤية تعود إلى الحقبة العثمانية. مشكلة التوزيع المتوازن للمناصب في الخدمة المدنية، وقبل أن تكون إسلامية-مسيحية، هي أولاً مسيحية-مسيحية. والحديث عن حقوق المسيحيين، في هذا السياق المحدد، يندرج في إطار الديماغوجيا الشعبوية الأكثر بدائية.

أطلق دستور الطائف "حقبة جديدة"، حيث لم يعد توزيع المقاعد بين المسلمين والمسيحيين رهناً بالثقل الديموغرافي لأي من الطائفتَين. ومع ذلك، لا يزال العامل الديموغرافي حاضراً في الوسط المسيحي من دون أن يجرؤ أحد على التشكيك في هذه الحالة الشاذّة. عليه، فإن الهجمات اللاذعة التي يشنّها السيد باسيل وفريقه في هذا المجال تندرج في إطار استيلاء فظ على السلطة داخل طائفة مسيحية معيّنة. وهذا يضع صاحبه تلقائياً في منافسة مباشرة مع شخصيات قيادية أخرى في الطائفة نفسها.

غير أن مسألة حقوق المسيحيين وما يترتب عنها من تشكيك في العيش المشترك اللبناني تُخفي على الأرجح اعتبارات أخرى قد تكون لها غاية مزدوجة: رفض المسلم السنّي، وتالياً، الحلم بتحالف أقليات يتأتّى عن هذا الرفض. لا يمكن أن تتجسّد هذه اليوتوبيا، في حال تحقّقت، إلا في كيان سياسي علوي-شيعي واسع تسيطر عليه إيران بإدارة الأئمة، حيث يكون المسيحيون بمختلف مذاهبهم مجموعات تابعة، حرساً أمبراطورياً، لا بل بمثابة اللوح الموجِّه للصوت في الآلة الموسيقية وذلك لأغراض البروباغندا. وسيؤدّي الخطاب المسيحي الأقلّوي والانعزالي، في هذه الظروف، دور الحجة المؤاتية، المناهضة للعرب وللسنّة، في نظر رأي عام عالمي جاهز لتلقّيه. ويساهم عنف الإرهاب الجهادي، إنما أيضاً نشر الدعوة الذي يمارسه بعدوانية التطرف الإسلامي الانعزالي، في تسهيل القبول بهذا الخطاب. يكفي أن نتوقّف عند التأثيرات المدمِّرة لظاهرة البوركيني في الغرب وكذلك لدى بعض الأقليات في المشرق.

تتفشّى الكراهية كما النار في الهشيم، ولا يبدو أحد مستعداً لإخماد الحريق. لا يكترث أحد إلى أنه خلف البرقع أو البوركيني، هناك كائن بشري لا يجوز الاستهانة بكرامته. ومَن يدافعون عن البرقع والبوركيني لا يدركون أنه يمكن اعتبار موقفهم هذا تعدّياً غير مقبول على القيم والحقوق التي اكتُسِبت بشق النفس منذ قرن من الزمن. في خضم هذا كله، يواظب فريق لا يُستهان به من المسيحيين، عن غير وعي، على هدم ما تبقّى من العيش المشترك بين مختلف المكوّنات في لبنان. وخير دليل على ذلك الاتفاق الذي جرى التوصّل إليه بين "القوات اللبنانية" وتيار السيد باسيل لصالح ترشيح عون لرئاسة الجمهورية. لسوء الحظ، يسدّد هذا التفاهم، الطائفي البحت، طعنة في الظهر للميثاق الوطني لعام 1943. وهكذا يتبرّر ما كتبه المؤرخ أرنولد توينبي: "لا تموت الحضارات اغتيالاً، بل تنتحر".

 

لبنان قد يذهب إلى نظام مجهول... إذا لم يُنتخَب رئيس قبل نهاية السنة

اميل خوري/النهار/15 أيلول 2016

إذا كان لبنان وصل فعلاً إلى مفترق طرق وأن الهيكل قد يسقط على رؤوس الجميع، لا بل أن الآتي أعظم... أفليس من مُنقذ لا في الداخل ولا في الخارج؟!

الواقع أن لبنان في حال لم يتم الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية السنة ولا الاتفاق على قانون للانتخاب ولا على حل مشكلة السلاح خارج الدولة، فإنّه يواجه إحدى الحالات الآتية:

أولاً: انتخاب رئيس للجمهورية في ظل الوضع الراهن قد لا يكون سوى امتداد عهود رؤساء سابقين، فبقاء السلاح خارج الدولة لن يمكّن الرئيس الجديد من تغيير شيء في الوضع الداخلي.

ثانياً: تغيير صيغة النظام في لبنان بعدما ثبت أن الصيغة الحالية في رأي البعض لم ترسّخ العيش المشترك الثابت ولا الوحدة الوطنية القويّة ولا السلم الأهلي الدائم لأسباب سياسيّة أو مصلحيّة حيناً ومذهبيّة حيناً آخر. وقد يكون النظام الفيديرالي هو الأنسب لتحقيق كل ذلك، أو أقلّه تطبيق اللامركزية الإدارية الواسعة في المرحلة الأولى وفقاً لما نص عليه الدستور، فتنتفي أسباب الصراع الحاد بين القوى السياسية الأساسيّة في البلاد على السلطات المركزية.

ثالثاً: إعادة لبنان الكبير صغيراً بسلخ بعض الأقضية التي كانت ضُمّت إليه وترسيم حدود جديدة له لتعود الغالبية فيه مسيحية. وهذا لا يتم إلّا إذا تقرّر تغيير حدود دول في المنطقة وليس أنظمتها فقط توصلاً إلى اقامة دويلات مذهبية وعرقية واتنية، وهو مخطّط اسرائيلي قديم يجعل الدولة الإسرائيلية الأقوى في المنطقة.

رابعاً: ابقاء لبنان بحدود الحالية وبنظامه الحالي مع تعديلات تتطلّبها أوضاع مستجدّة لتجعله أكثر قدرة على تحقيق مزيد من العدالة والمساواة بين جميع مكوّناته الحزبيّة والسياسيّة والمذهبية، ولكن في إطار الاتفاق على تحييده عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية لتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات وحرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي، ما عدا ما يتعلّق بواجب التزام قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقّة، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم. فتحييد لبنان يسهّل الغاء الطائفية السياسية ويجعل الرئاسات الثلاث الموزّعت حالياً طائفياً مفتوحة على أصحاب الكفاية والاستقامة والنزاهة الى إي حزب أو طائفة انتموا، لأن ما يبدّد هواجس كل طائفة في لبنان هو تحييد لبنان الذي يجعل كل مكوّناته مطمئنة إلى يومها وغدها، فلا يظل مكون مع خارج يستقوي به على مكوّن آخر يفعل مثله فيستمر الانقسام الداخلي حاداً.

خامساً: التمسّك باتفاق الطائف والتزام القرارات الدولية بما فيها القرار 1701، وكذلك تنفيذ القرارات التي تم التوافق عليها في طاولة الحوار، توصلاً الى ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية – السورية وعدم استخدام لبنان مقراً أو ممرّاً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين، وتعزيز مؤسّسات الدولة والاحتكام اليها لحل أي خلاف، وتكريس الجهد اللازم لتمكين الجيش وسائر القوى الأمنية من التعامل مع الحالات الطارئة وفرض سلطة الدولة والأمن والاستقرار في كل المناطق، فلا يكون سلاح فيها غير سلاح الدولة.

يقول الرئيس حسين الحسيني في حديث الى "مجلة الأمن العام": "إن اتفاق الطائف بني على: تطبيق القرارات الدولية، تأمين انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية، ترسيخ العلاقات اللبنانية – السورية في إطار سيادة كل من البلدين واستقلالهما، إقامة الدولة اللبنانية وفقاً لنظام الحكم المبني على نظام جمهوري ديموقراطي برلماني يقوم على احترام الحريات وفي مقدمها حرية الرأي والمعتقد والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين من دون تمايز أو تفضيل ووفقاً لنظام مبني على مبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذيّة والقضائية، ونقل السلطة من الأشخاص إلى المؤسسات".

ويضيف الحسيني: "ان اتفاق الطائف جرى اعلانه في إطار عربي ودولي وتم التزام قرارات مجلس الأمن والمجموعة الأوروبيّة والمجموعة الافريقية وقرارات كل المحافل الاقليمية والدولية واجتماع الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، والتزام اتفاق الطائف نصاً وروحاً. وهذا الاتفاق لا أسرار فيه، وهو تسوية ذات أفق مفتوح قابلة للتطوير لكن بالوسائل السلمية من دون حروب ومن دون اقتتال، وأن أي بديل منه يؤدّي إلى اخراج لبنان من محنته، نحن على استعداد لتبنّيه فوراً. فلطالما كرّرنا القول إن أحداً لم يأتنا بجملة مفيدة بديلاً من الطائف". فأي لبنان سيكون للبنانيّين ليخرج من الوضع الشاذ، وأي جمهوريّة وأي نظام وأي دولة؟ هل ننتظر تبلور صورة الحلول في المنطقة، ولا سيّما في سوريا، لمعرفة أي صورة ستكون للبنان، أم يكون للقادة فيه الجرأة على رسم صورته بأيديهم فينتخبوا الرئيس الذي يستطيع أن يقيم الدولة القوية التي لا دولة سواها، وإلّا ظل لكل طائفة لبنانها ودولتها...

 

بين السعي إلى تفعيل الحكومة وانتخاب عون "التيار الوطني" يواجه "حزب الله" لتغيير الستاتيكو

روزانا بومنصف/النهار/15 أيلول 2016

حتى الآن وفي ظل آخر معطيات الازمة التي عطلت طاولة الحوار والحكومة، يواجه "التيار الوطني الحر" تحديا كبيرا في المرحلة الفاصلة عن 13 تشرين الاول، وهو الموعد المحدد لتظاهرات مرتقبة، وموقف يعلنه العماد ميشال عون تتويجا لخلاصة مسعى تصعيدي سياسي واعلامي جار منذ بعض الوقت من اجل حسم انتخابه رئيسا للجمهورية ما لم تنجح الاتصالات السياسية في اخذ الامور الى اتجاهات اخرى، اذ ان صدور مواقف عن مسؤولين في "حزب الله" تعيد الاولوية الى المساعي التي يقول انه يبذلها مع العماد عون من اجل اعادة تفعيل الحكومة واعادة الفاعلية الى جلسات طاولة الحوار، انما يعني بوضوح ان الحزب يذهب عكس ما يدفع به زعيم التيار العوني، بمعنى ان الوقت لم يحن بعد بالنسبة الى الحزب من اجل انتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الذي يرغب الجنرال في ان يفقأ دملة التعطيل بالذهاب الى تسريع وتيرة انتخابه. وهكذا فان الجهد الذي يوظفه التيار العوني على هذا الصعيد انما هو موجّه في شكل اساسي في اتجاه حليفه الذي وان كان يقول باستمرار دعمه العماد عون للرئاسة، فانه لا يرغب في حصول انتخابات رئاسية والاتيان برئيس في المرحلة الراهنة. فكل المؤشرات التي صدرت عن الحزب في الايام الاخيرة كانت في اتجاه اعادة الستاتيكو القائم الى حاله السابقة، ولعل رغبته هذه تعززت في ضوء التوصل الى اتفاق هدنة في سوريا بين الولايات المتحدة وروسيا هي في طورها البدائي وتحتاج الى وقت لبلورة آفاقها والى اين تتجه،وما هو موقع المصالح الاقليمية ولا سيما منها الايرانية، علما ان مرحلة الانتظار الاساسية كانت مرتبطة حتى الان بالانتخابات الرئاسية الاميركية التي يرى كثيرون انها ستحسم الاتجاهات التي ستعتمدها الدول الاقليمية وخصوصاً ايران. هذا الواقع بأسره هو الذي لم يعد يناسب العماد عون في ضوء تحميله مسؤولية التعطيل المستمر لموقع الرئاسة باعتباره في الواجهة، كما يخشى من تطورات لن تعود مناسبة له في المستقبل القريب. وهذه الخلاصة مبنية وفق مصادر سياسية معنية على المواقف التي اعلنت في الايام الاخيرة قبيل عيد الاضحى على نحو يثير تساؤلات في اي اتجاه يمكن ان يوجه العماد عون سهامه في 13 تشرين الاول المقبل، هل في اتجاه حليفه الاساسي اي الحزب ام في اتجاه "تيار المستقبل" على رغم سريان اعتقاد داخل التيار بان الرئيس سعد الحريري قد لا يكون ممانعا لوصول الجنرال، وهناك "انشقاقات" في "تيار المستقبل" لمصلحة انتخابه، مما يحول دون تصعيد يفهم منه استهدافه الطائفة السنية نظرا الى احراج اضافي قد يتسبب به للحريري من ضمن قاعدته اقله وفق هذا الاعتقاد، خصوصا ان موضوع الميثاقية الذي فتحه التيار لم يفهم منه سوى توجهه الى الطائفة السنية في ظل وضع رئيس الحكومة في واجهة المشكلة التي فتحها التيار، كما انه فتح ابوابا مغلقة لم يجد من يرحب بها بل على العكس.

مَن سينجح في وضع بعض الماء في نبيذ الآخر في المدة الفاصلة عن 13 تشرين الاول، هل هو الحزب الذي تقع على عاتقه تهدئة مخاوف حليفه وطمأنته الى عدم تأثر موقفه منه بأي متغيرات ويمكن ان يحصّل له بعض التنازلات من الاخرين بما يعطيه مبررات للعودة عن التصعيد ويتيح تاليا اجتماع الحكومة او استئناف جلسات الحوار، ام هو زعيم التيار الذي قد يشعر الحزب بخطورة الوضع في ضوء ما تتجه اليه الامور ما لم تتم تلبية مطالبه وتاليا العمل لانهاء الشغور بوضع الحزب دعمه للرئاسة موضع التنفيذ؟ تقول مصادر سياسية ان تضامن الحزب مع التيار في مقاطعة الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء وتمنيه على "تيار المردة" مقاطعة الجلسة نفسها، انما وجهت على نحو مؤسف رسالة الى ان مقاطعة اكثر من مكون مسيحي هي ما تعطي ثقلا للموقف السياسي عموما لطرف مسيحي مؤثر يدفع الامور الى الاقصى خارج الحكومة وفي داخلها ايضا. فاذا كان الامر امتحانا للقدرة التي يمتلكها المكون المسيحي الابرز فهو امر سلبي ولا يصب في مصلحته لا بل كاشف لواقع خطير يفترض الا يكشف على هذا النحو، خصوصا ان الزعامة المسيحية الابرز تتحصن بدعم من مكون مسيحي بارز ايضا. لا بل ان تزامن رفع التيار العوني المشكلة الى درجة الميثاقية مع مشكلة فتحها رئيس حزب الكتائب حول النفايات ومكب برج حمود واحدثت بلبلة، ليست سهلة ايضا انما تدفع الى التساؤل عن وجود مشكلة يتخبط فيها الزعماء المسيحيون ولا يعرفون السبيل الى حل لها. فهناك مشكلة الرئاسة الاولى التي يتحمل مسؤوليتها زعماء الطائفة المارونية شأنهم شأن غيرهم لاعتبارات لا مجال للدخول فيها، لكن الحركة المسيحية السياسية تعبر عن اضطراب وجودي في الوقت الذي يفترض ان يحسنوا استثمار قوتهم المتبقية في صراع يمزق المنطقة. ولا تعتقد المصادر السياسية المعنية ان الامور قد تذهب الى كسر مزراب العين في اي اتجاه، بل سيتبين انه محاولة جديدة لخلق قوة دفع جديدة لتأمين انتخاب العماد عون، وان تكبير حجر المشكلة المفتوحة سيبقى ملتزما حدودا لن يتخطاها خشية ذهاب الامور الى تصعيد يمكن ان ينقلب على اصحابه، خصوصا متى كان هناك اطراف كثر يراهنون على هذه النقطة بالذات، علما ان ثمة من يتحدث عن استياء بالغ لدى العماد عون لن يسكت عنه بعد الان.

 

هل علينا نفي فكرة المؤامرة عما يحصل حولنا؟

منى فياض/النهار/15 أيلول 2016

وجدت في ملفاتي مقالة بتاريخ 13 أيار 2011 عن أحد المواقع الالكترونية بعنوان "بعض تفاصيل المؤامرة على سوريا". تبدو عند قراءتها كإجابة على القائلين لمروجي المؤامرة، ما دمتم عالمين ببواطنها فلم لا تكشفون عن تفاصيلها، أم عندها لا تعود مؤامرة؟ نشأنا محاطين بمعامل لفبركة "المؤامرات" والتنظير لها، من مؤامرة الصهيونية التي مهدت لمؤامرة "سايكس بيكو" إلى تآمر الغرب الذي لا يتوقف متسبباً لنا بالهزائم والكوارث المستمرة. حتى ما يقوم به الأكراد أو انفصال جنوب السودان أو الثورات العربية التي حركت الملايين، وصولاً الى الثورة السورية التي ظل أبطالها ما يقرب العام يرفعون شعارات سلمية، كلها مؤامرة. والمؤامرة مستمرة مع جميع التحذيرات التي لا تتوقف من أن "العرب يتعرضون لمؤامرة تهدف إلى تفتيتهم". نظرية المؤامرة لا تزال أداة للتحليل و المقاربة. الأنظمة العربية أكثر من روّج لها، لكن أكثر من برع في استخدامها نظام الأسد الحالي؛ بما يجعلنا نسأل ألا يكون هو عنوان هذه المؤامرة وأداتها.

المدهش أن الأطراف المتقابلة والمتقاتلة تعلن جميعها الزعم بأنها ضحية مؤامرة. الثوار يرون أنها أداة الغرب للسيطرة على المنطقة كونها شكلت غطاء للحكام العرب للبقاء في السلطة. والممانعة، التي صار محورها إيران الشيعية، تجدها مؤامرة من الغرب لحماية أمن اسرائيل حليفة حليفها بوتين. الدول العربية السنية، التي صار محورها السعودية، تجدها مؤامرة لتمكين إيران وتفتيت العالم العربي. بينما تعلن الولايات المتحدة انسحابها وأوروبا عجزها.

سبق لفايز سارة في دفاعه ضد اعتبار للثورة السورية مؤامرة أن اتخذ من الموقف الدولي المتساهل دليلَ بطلان الفكرة. لكن الأحداث جعلتنا نستنتج أن هذين التساهل والتردد المفضيان إلى الخراب العميم وتفريغ مناطق استراتيجية تهيئ لمشروع دويلات مذهبية هو نفسه ما يمكن تسميته "مؤامرة"؛ لأن أفضل وصفة لتفتيت المنطقة حقاً تكمن في عدم اتخاذ أي موقف يمنع تعميق بؤر الصراع وتذكيتها. يجمع عدد من الباحثين والفلاسفة على ضرورة عدم إلغاء فكرة وجود مؤامرات في التاريخ. ففئة المؤامراتيين يمارسون الحق بالشك والنقد بحقيقة ما مفترضة؛ وهم بهذا يمارسون إحدى مميزات المناهج المعرفية. لكن المشكلة تكمن في استخدامهم المفرط لها وتعميمها. كما أنه من العبث استبعاد فرضية المكائد والدسائس لتفسير السياسة.

فما هي نظرية المؤامرة؟

المؤامرة نتيجة فعل مجموعة من الناس الأقوياء ينسقون سراً من أجل تنظيم وتنفيذ فعل غير شرعي مؤذ أو يؤثر على سير الأحداث؛ بوسائل قد تكون مدنية أو جرمية أو سياسية وهدفها الاحتفاظ بشكل من السلطة، السياسية أو الاقتصادية أو الدينية، المطلقة.

بالمقابل تبرر نظرية المؤامرة دائماً أكثر الايديولوجيات تطرفاً، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار؛ من القومية إلى العنصرية إلى فوبيا المهاجرين إلى معاداة الشيوعية، إلى الاستبداد. كما ان الأصوليات، الدينية خصوصاً، ترتكز على فكرة المؤامرة. إنها الذريعة الفضلى لمحاربة الديموقراطية لأن هدفها الاحتفاظ بالسلطة السياسية او الاقتصادية أو الدينية بشكل مطلق. وبينت الدراسات أن عرض الأحداث من زاوية المؤامرة يستتبع تدني نسبة انخراط الجمهور في السياسة. إن افضل وصفة للاستبداد يأس الجماهير وشعورها بالعجز أمام ما ينفذ. والعكس صحيح، فمشاركة المواطن السياسية ومسؤوليته عما يحصل في بلده أحد اهم شروط الديموقراطية. اعتبار الثورات مؤامرة ليس حكراً على عالمنا، فحتى الثورة الفرنسية اعتبرت من البعض كمؤامرة ماسونية ضد المسيحية. لأن الجديد الذي حملته كان تفلت التاريخ من الخضوع لمشيئة الإلهي أو الغيب. وجد المجتمع نفسه متروكاً دون حقيقة عليا متفوقة يلجأ اليها؛ وهي تجربة هَلَعية تعتبر متعارضة مع النظام الطبيعي. من هنا لا يمكن ان تكون سوى ثمرة مؤامرة تامة محكمة مدبرة. أما المتآمرون فشديدو التنوع.

يرى بعض المختصين بالثقافة الشعبية أن اللجوء إلى التفسير المؤامراتي دليل أزمة عند الفرد المحبط العاجز والقلق تجاه تدحرج الأحداث وعنفها وتزامنها وكثرة اللاعبين. وهي علامة على الشعور بالدونية لدى الطرف الذي سحقته عقود الاستبداد والقمع وهربه من تحمل مسؤولية الخراب الحاصل. إنه التسليم لسلطةٍ ما عليا. وهو ما يدفع المتضررين من الثورات الإمعان بالنفخ في البوق المؤامراتي، فهذا من أسلحة الحرب النفسية التقليدية.

وإذا كان هذا ينطبق على العربي، فإنه ينطبق أيضاً على الغربي القلق من أفول المجتمع المدني التقليدي (البنى الوسيطة الكلاسيكية من نقابات وحركات سياسية) والمحبط من السلطة التكنوقراطية المتعاظمة والليبرالية الاقتصادية المتوحشة والإرهاب، فيفسر ما يحصل بالمؤامرة من أحداث ايلول 2001 إلى التفجيرات في فرنسا وغيرها. لكن، ومع أنه لا يمكن تفسير التاريخ إلا بعد حدوثه، هل يجب استبعاد فكرة المؤامرة بالمطلق؟بعض الابحاث الحديثة تلجأ الى التماس مختلف لتعريف المؤامرة، فلا تختصرها بفعل مجموعة تنسق سراً للقيام بأمر مؤذ او مؤثر في أحداث، بل كنوع من فيض (emergence) أو ناتج عن بيئة فوضوية توحي بأن كل ما يحصل وكأنه نتيجة مؤامرة دون وجود من يمسك الخيط بشكل واع.

أليس هذا ما يجري في العالم العربي بهذا المعنى؟

إن تفرج المجتمع الدولي على تدمير سوريا المتمادي دون تدخل بل مع حماية للقتلة مؤامرة بهذا المعنى. لكن إذا قبلنا هذا المعنى للمؤامرة، وإذا كان من مصلحة الخارج ترك تفاعل الصراعات على غاربها، يبقى أنه لا ينجح إلا بمقدار ما يسمح له به الداخل؛ وبهذا المعنى تصبح جميع الأطراف مسؤولة ومساهمة في تنفيذها. التلاعب بالخرائط ينجح كلما أمعنت دول المنطقة بسياساتها القمعية وبإهمال التربية والتنمية وبعدم الاعتراف بالتعدد ورفض الآخر المختلف وممارسة التعصب والإقصاء. تنجح سياسات الخارج التقسيمية بفعل تهيئة الداخل للأرضية القابلة للتنفيذ. أعداء الشعوب المتآمرين هم أعداء من الخارج يجدون أدوات منفذة داخلية. مع ملاحظة أخيرة، للرد على التوجه العنصري الذي يجد أن الثورات سمحت بـ"انكشاف" الصراعات بين السنة والشيعة وبين القوميات، بما يعطيها طابعاً جينياً ثابتاً، أذكر بأن إطالة العنف هو منبع بروز هذه الصراعات وليس العكس. وإلا كيف نفسّر التهديدات المتنوعة التي تطال وحدة الاتحاد الاوروبي وديموقراطيته نفسها جراء أزمة مئات آلاف اللاجئين اليها؟

                        

إشراك لبنان في الاتصالات حول وقف النار مؤشر لبدء تفهم لإعادة اللاجئين

خليل فليحان/النهار/15 أيلول 2016

تعوّل واشنطن وموسكو على تجربة وقف النار في سوريا، وتعتبران أن صموده يمكن ان يؤسس لمباشرة مفاوضات نحو الحل السياسي. ويتوجب على لبنان ان يطلب من الولايات المتحدة الاميركية وروسيا إشراكه في ما يجري من اتصالات اميركية وروسية بالنسبة الى محاولة التهدئة التي تتجاوز هدنة عيد الاضحى، لان ذلك يفسح في المجال امام الحكومة لتطلب من الدولتين العملاقتين التفاهم معها لاعادة اللاجئين السوريين الى مدنهم او بلداتهم او قراهم، ويمكن وضع برنامج زمني لاعادة اعداد كبيرة من اللاجئين الى المناطق التي تحررت من سطوة الارهابيين، او تلك التي لم تشهد حتى الان اي معارك او اقتتال، فتكون العودة في المرحلة الاولى بحماية من قوات دولية. وأيدت فاعليات سياسية برنامج الحكومة للتخفيف التدريجي للاجئين من مختلف المناطق اللبنانية، لان ذلك يسقط كل ما يقال عن مؤامرة العدد الكبير من السوريين الى الدول التي تستضيفهم، ولبنان هو الدولة الاولى في العالم تستضيف هذا العدد الهائل من اللاجئين.

ودعت رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى تجنيد أكبر حملة ديبلوماسية اثناء وجودهما في نيويورك على هامش مؤتمري اللاجئين، الاول للامين العام للامم المتحدة بان كي- مون والثاني للرئيس الاميركي باراك اوباما. وشدّدت على اهمية توحيد اللغة في نيويورك بين باسيل وسلام، معربة عن أسفها لنصيحة منسقة الامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ في مؤتمر "النازحون السوريون ... طريق العودة" بتوحيد اللغة الرسمية في التعامل مع الامم المتحدة حول أزمة اللاجئين السوريين في لبنان. واستغربت الجدل الذي حصل بين باسيل ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في حلقة حوارية تلت الجلسة الختامية للمؤتمر الذي عقد في فندق حبتور، والذي أكد وصف كاغ. وتوقفت عند امن اللاجىء في حال عودته الى سوريا، إذ لا يهم تلك الدول الانفجار الديموغرافي الذي يمكن ان يحدثه اللجوء السوري، ما دام مؤتمر اللاجئين السوريين الذي كان عقد في لندن في الرابع من شباط الماضي لم يسدد ما طالب به لبنان في خطة الاستجابة، لان اي مبلغ يجب ان يقدم لبنان مقابله مشاريع لتوظيف لاجئين سوريين طيلة استمرار الازمة الدموية في سوريا!

 

عن الميثاقيّة والتأسيسيَّة

 الياس الديري/النهار/15 أيلول 2016

ليس كل مَنْ أُتيحَ له منبر صار خطيباً، ولا كل مَنْ اعتلى خشبة بات سياسيّاً، يحلِّل ويُحرِّم على نحوِ ما يحلو ويخطر له. الميثاق اللبناني الذي رافق بولادته الاستقلال "التام" و"الناجز" هو "الدستور التأسيسي" الفعلي، الذي لم يُكتب منه حرف واحد إلّا أنه اعتُبر بمثابة "دستور مرادف".

وحين انبرى أحد النواب مطالباً بكتابة الميثاق، تصدَّى له الرئيس صائب سلام مؤكِّداً أن الميثاق مقيم في وجدان اللبنانيَّين وعقولهم وقلوبهم... بل من الصدر يطلع، لا من القلم والورقة". ومن الواقع اللبناني حبره والورق. محاولة جسِّ النبض، أو التخويف، أو تهبيط الحيطان بلباس مكتوب عليه عنوان "المؤتمر التأسيسي"، هذا كلُّه ما كان ليكون لو لم يخطر في بال أحدهم أو بعضهم إطلاق صفارات "الميثاقية"، وتوزيع غربالها على كل ما في الدولة... وحتى في الطبيعة: فالطقس ميثاقي. والباذنجان ميثاقي قبل الفول المدمَّس والمجدّرة. التبّولة والكبِّة النيَّة حتماً ميثاقيّتان، إلى آخر المعزوفة التي أثارت، كالعادة، موجة من الاستهجان والاستغراب... في الزمن الجميل، وزمن لبنان الميثاق، ولبنان الأصول واللعبة البرلمانيّة والنظام الديموقراطي، الذي غدا "مثلاً" لا تخلو منه خطبة في منبر عربي، في ذلك الزمن الجميل كان هناك رجال، ومسؤولون، وقادة، وزعماء، حرصاء على المواقف المناسبة، وعلى الكلام المناسب حرصهم على لبنان وميثاقه وتركيبة الثماني عشرة طائفة "المحميّة" تلقائيّاً بشمول الميثاق لها وإن كان غير مكتوب. صحيح وفي محلّه، ما ورد في مقالة للمحامي آلان رنو نشرت في "النهار" الاثنين الفائت أن "لا شرعيَّة لأيِّ سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، وفقاً للفقرة "ي" من مقدّمة الدستور.

من باب التذكير والتأكيد لمن يهمّهم الأمر ويعنيهم، أن الميثاق غير المكتوب لا يزال بفاعليته و"نصّه الشفهي"، المحفوظ في الصدر لا في الكتب، يُعتبر في منزلة حامي حمى الدستور، ومرادف له، وإن بقي من دون نص رسمي "خاص".

لكنّه لا يزال بالنسبة الى "الدستوريّين"، والحرصاء على لبنان الواحد، وعلى الوحدة الوطنية والعيش المشترك، بمثابة "دستور مرادف". أمّا بالنسبة إلى أولئك الذين يطيب لهم أحياناً هزَّ عصا "المؤتمر التأسيسي"، أو إنزال "حمولة الميثاقيّة" في ساحة النجمة، فليس لهم سوى النصيحة، والنصيحة قديماً كانت بجمل.

فلا المملكة العربية السعوديّة "فاضية" لتغنيج اللبنانيّين بـ"الأسلوب" الذي "طبّق" في مؤتمر الطائف. ولا الدوحة راغبة في ارتكاب "خطأ" جديد بعد "تجربتها اللبنانية" السابقة. ولا ظروف القاهرة تسمح لها بجمع اللبنانيّين، والإصغاء إلى ما لديهم حول "الميثاقيّة" و"التأسيسيّة" والكبّة النيّة...

 

تلك هي الخطة للوصول إلى المؤتمر التأسيسي

جورج حايك/جريدة الجمهورية/الخميس 15 أيلول 2016

مَن يراقب تسلسل الأحداث منذ عام 2000 وحتى اليوم، لا بد من أن يلاحظ ذلك التدرّج التصاعدي لتطبيق خطة الوصول إلى المؤتمر التأسيسي في لبنان.تلك الخطة باتت واضحة المعالم والملامح. بدايتها الفعليّة كانت عام 2000 بعد إنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، إذ اعتبر «حزب الله» أنّ إنجازاته وظروفه تسمح له بإعادة توزيع السلطة. والأخطر من ذلك أنّ رغبة «الحزب» تقاطعت آنذاك مع الأميركيين والأوروبيين الذين كانوا سباقين في اقتراح فكرة المؤتمر التأسيسي وهم كانوا يطرحونها في جلسات خاصة وخلال لقاءاتٍ مع مسؤولين لبنانيين، انطلاقاً من أنّ نزع سلاح «الحزب» لا بد أن تقابله عملية دمج في المنظومة اللبنانية، من خلال منحه مكاسب سياسية بديلة في مواقع السلطة وإدارتها. أما اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 فصبّ في مصلحة مشروع المؤتمر التأسيسي، كونه عرّاب اتفاق الطائف والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وبصرف النظر عما إذا كان اتهام «حزب الله» بتنفيذ عملية الإغتيال صحيحاً أو خطأ، فإنّ ازاحة الحريري من الساحة السياسية بحدّ ذاتها، كانت ضربة لإتفاق الطائف الذي لا يزال يترنّح يميناً وشمالاً من جرائها.

وبعد حرب تموز 2006، اعتبر «حزب الله» أنّ استمرار الحكومة في عملها بعد استقالة الوزراء الشيعة منها، لا يمكن أن يتكرر، فطالب بضمانات أكبر واقترح فكرة الثلث المعطّل في الحكومة انطلاقاً من أن يُمنح «الحزب» القدرة على تعطيل اتخاذ القرارات الحاسمة على طاولة مجلس الوزراء في حال لم يوافق عليها. ولعل فكرة الثلث المعطّل كانت خطوة تجريبيّة لما تُسمّى المثالثة التي قد تكرّس في الدستور كنتيجة حتميّة للمؤتمر التأسيسي. وها هو وزير الخارجية الفرنسي جان كلود كوسران بعد عامين من اغتيال الحريري عام 2007 يأتي إلى لبنان، ناقلاً إلى المسؤولين حينها تبلّغه من الإيرانيين باقتراح توزيع السلطة على قاعدة المثالثة وليس المناصفة مقابل تسليم «حزب الله» لسلاحه. يليها مؤتمر «سان كلو» الحواري حيث سمع اللبنانيون مجدداً بالإقتراح ذاته، من مسؤول فرنسي نقلاً عن مسؤولين إيرانيين.

أما الخطوة الأكثر وضوحاً بإتجاه المؤتمر التأسيسي فكانت عندما اقترح أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله مطلع عام 2012 «مناقشة خيار بناء الدولة وتطوير الفكرة إلى عقد مؤتمر تأسيسي وطني عنوانه بناء الدولة»، ما كان مؤشراً لرغبة دفينة لدى «الحزب» في الإطاحة بـ«المناصفة» ونهائية كيان لبنان وعروبته ونظامه الديموقراطي الحر. لكن ما لبثت أن تحوّلت الخطة إلى خطوات فعليّة تظهر من خلال أداء «حزب الله» متجاوزاً المطالبة الكلاميّة فحسب وتجلّت الخطة في النقاط التالية:

- الحؤول دون انتخاب رئيس للجمهورية من خلال تعطيل اللعبة الديموقراطية لجلسات الانتخاب عن سابق تصوّر وتصميم، وتفسير استنسابي لمواد الدستور التي تعالج هذه الحالة، ما يدفع الأمور إلى مزيد من التعقيد كمدخل لسلوك درب المؤتمر التأسيسي.

- تعطيل الإنتخابات النيابية بعد التمسّك بإقتراح قانون النسبيّة ورفض القوانين الأخرى المختلطة وغير المختلطة، والقبول بتمديد عمر المجلس النيابي ممّا يفقده مصداقيته ويعزز الفراغ.

- الإنقلاب على قرارات جلسات الحوار وأهمها «إعلان بعبدا» الذي قال عنه النائب محمد رعد في ما بعد «وُلِدَ ميتاً» و«ليبلّوه ويشربوا ماءه» بل أعلن بوضوح: «كل طاولات الحوار غير دستورية وما صدر عنها لا قيمة له».

- وضع يد «حزب الله» على المؤسسات كلّها بعدما نجح في السيطرة فعلياً على مواقع عدة في السلطة.

- الإستفادة من تصعيد العماد ميشال عون ضد الحكومة إلى حدّ التهديد بالإطاحة بها، ممّا سيؤدي إلى ضرب آخر المؤسسات الدستورية الباقية ودفع اللبنانيين إلى القبول بعقد مؤتمر تأسيسي، وقد جاء كلام النائب طلال أرسلان ليؤكّد هذا الإتجاه الذي يقود البلد إلى حافة مخاطر كارثيّة ليس أقلّها التأسيس لحرب جديدة قد لا تُحمد عقباها.

هكذا تساهم قوى 8 آذار وفي مقدّمها «حزب الله» بتعميم حالة من الإهتراء للوضع اللبناني، لأنه إذا بقيت المؤسسات صلبة ومتماسكة تقوم بدورها، ستكون عمليّة فرض المؤتمر التأسيسي صعبة.

من هذه الزاوية يمكن النظر إلى عمليات تعطيل «حزب الله» والفراغ والإمعان في دفع لبنان إلى حالة من اللاتوازن: من الفراغ الرئاسي إلى ضرب المؤسسات وحتى أزمة النفايات وتعميم الفضائح، سيؤدي ذلك إلى إكتمال الخطة فور انتهاء «الحزب» من الحرب السورية، ممّا يجعله «يفرض» مكافأة لنفسه بتغيير النظام مواكبة للمؤتمرات التأسيسيّة المنتظرة لكيانات عدة في الشرق الأوسط.

 

في ذكرى البشير

 غسان حجار/النهار/15 أيلول 2016

لعلّ الرئيس الشهيد بشير الجميل من أكثر الشخصيات الجدلية في تاريخ لبنان المعاصر. والانقسام حوله على أشده، ولم يزل رغم مرور 34 عاماً على استشهاده. ففي ذكرى اغتياله امس، تحركان كما العادة: الاول يحيي ذكرى بطل من بلادي أسس المقاومة اللبنانية في وجه احتلالين سوري وفلسطيني، والثاني معترض لأن بشير وغيره تعاونوا مع الاحتلال الاسرائيلي. ويعتبرون ان العمالة صارت وجهة نظر، ويرفضون تبرير الواقع باعتباره تطبيعاً فكرياً. كلا الفريقين على حق. والعمالة صارت وجهة نظر فعلياً، إذ إن معظم الأفرقاء اللبنانيين تعاملوا ويبررون تعاملهم مع الخارج، أياً يكن هذا الخارج، لا فرق. عندما تتقدم المصالح الخارجية على المصلحة الوطنية، عندها لا شقيق ولا صديق، بل أعداء بالجملة. وأعداء لبنان كثر في هذا المجال. نتفق على أن الاسرائيلي أولهم، لأنه رفض صيغة لبنان التعددي المتنوع، وسعى الى ضربها وتفتيت البلاد وتقسيمها دويلات بعد تقطيع شرايينها. وقد تعاون معه كثيرون، قسم كبير من المسيحيين في طليعتهم، وذلك في ظروف معقدة كانت تهدد وجودهم. ومصدر التهديد كان مواطنيهم "العملاء" للفلسطيني اولاً، وللسوري من بعده. وربما يكونون دفعوا دفعاً الى احضان الدولة العدوة، بعدما ضاقت بهم سبل العيش مع مواطنيهم، إذ حوصروا وقصفوا وخطفوا وقتلوا، وحكم لبنان "ابو عمار" بالتهديد والترغيب، وبدعم ناقمين وطامحين. كل هذا لا يبرئهم من التهمة في ظروف طبيعية، لكن في أوضاع استثنائية يصبح تقويم الامور وجهة نظر قد لا تمت الى الواقع بصلة، لأن هدفهم لم يكن خدمة الاسرائيلي بقدر ما هو محافظة على لبنانهم وعلى وجودهم فيه.

وقد ارتسمت في أذهان المسيحيين صورة الفلسطيني عدواً، يحاول أن يسرق البلد، ويحوله وطناً بديلاً من وطنه الذي أضاعه منذ أكثر من نصف قرن، ولا يزال، ربما بإرادة منه، او بتخاذل كل العرب والمسلمين. وتحول الفلسطيني لاحقاً عدواً لفئات واسعة تقاتلت معه وحاربته، وابرزها حركة "امل".

أما السوري فحدث ولا حرج، والكل يتذكر كيف حاصر المناطق الشرقية، وكيف خنق زحلة، وكيف استعمل مدافعه ضد اللبنانيين، وطياراته الحربية قصفت قصر بعبدا، واجتاحت قواته وزارة الدفاع، ونفذت مخابراته عشرات الاغتيالات. فهل يعتبر "التعاون" معه أقل من عمالة؟ وقد تحول لاحقاً من عدو للمسيحيين الى عدو للسنة والدروز وبعض الشيعة. ليس المجال هنا للتأريخ الصعب والمعقد في لبنان، ولا لإطلاق تهم العمالة يميناً ويساراً، او لادانة احد، او لتبييض صفحة آخر، بل هو تذكر بسيط للاحداث المتلاحقة من وجهة نظر واحدة ربما، لكنها بالتأكيد تعبر عن واقع يعني كثيرين، واستذكار الشيخ بشير اليوم، كما غيره في باقي الايام، يجب ان يكون دافعاً الى تسويات ارتضيناها جميعاً، ومعها واجب احترام الاخر في الوطن، واحترام ذكرى من يعبر عنه.

 

بشير العابر للطوائف

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/14 أيلول/16

الخلاصة الأساسية لتجربة الرئيس بشير الجميل، خصوصا بعد انتخابه رئيساً، ان رمزيته المسيحية الحادة و”الفاقعة” والفريدة من نوعها منذ قيام الجمهورية الأولى لم تحل إطلاقا دون تحولها إلى رمزية وطنية، والسبب في ذلك مرده إلى العناوين التي رفعها كبرنامج لعهده الرئاسي والتي تتجاوز الترسيمات المذهبية والطائفية وتتصل بالإنسان اللبناني لجهة أمنه ورفاهيته واستقراره وحريته…

وبمعزل عن طبيعة الظروف، اي الحرب، التي حولت بشير بذهن المسلمين إلى زعيم مسيحي لا وطني، إلا ان كل شعاراته كانت وطنية لا مسيحية، ولكن الحالة الانقسامية وضعته في خانة محددة وحالت دون عبوره إلى الضفة الأخرى التي تعاملت مع انتخابه كأمر واقع سرعان ما تبدل ليتحول إلى أمر مرغوب ومطلوب. وإذا كان التأييد المسيحي لبشير بديهيا كونه بوعيهم ولاوعيهم أسقط مخطط ترحيلهم عن لبنان او تغيير هوية البلد، إلا ان تأييد الشارع الإسلامي له جاء بعد تيقن هذا الشارع ان وصوله إلى الرئاسة لن يشكل عامل هزيمة وغلبة، بل يرمي إلى بناء دولة محورها الإنسان وأولويته.

فالشعور الإسلامي الذي تعامل مع انتخاب بشير لحظة انتخابه بانه نتيجة طبيعية لخسارته الحرب تتطلب بضع ساعات لينقلب رأسا على عقب، لان محور خطابه تركز على قيام الدولة والمصلحة اللبنانية كأولوية تفوق الأولويات الأخرى، حيث كان كل هدفه إقفال المزرعة التي قادت إلى الحرب، وتحقيق المساواة ببن اللبنانيين، ووضح حد للحرمان والمحسوبيات وبناء نظام سياسي القاعدة الأساسية فيه الكفاءة والقانون والدستور والقضاء.

وهذا الشعور الإسلامي لم ينسحب على المسيحيين في ثلاث محطات أساسية: محطة الحرب العسكرية وشعورهم بالاستهداف لتركيعهم ودفعهم إلى التراجع عن سيادة لبنان واستقلاله. ومحطة الحرب السياسية لتدجينهم ودفعهم إلى التسليم بسورنة لبنان. ومحطة الغلبة التي ما الت مستمرة ويمارسها “حزب الله” منذ الخروج السوري من لبنان انطلاقا من سعيه المستمر إلى مصادرة قرار الدولة وإبقاء لبنان ساحة لأهدافه الإقليمية.

ولكن بالعودة إلى بشير فإن أهمية التعاطف الإسلامي مع مواقفه والتفاعل معها يشكل أكبر دليل بان الشعب اللبناني هو شعب واحد بهموم واحدة وأحلام واحدة وأهداف واحدة، وان هذا الشعب قادر على تجاوز طائفته في اللحظة التي يشعر فيها بوجود قيادة وطنية توفر له الحماية والرعاية والاستقرار، وان حقوقه مصانة من دون المعبر الإلزامي لزعاماته الطائفية.

والمشهد اللبناني الوحدوي الذي تظهر مع بشير عاد وتظهر أيضاً في انتفاضة الاستقلال في اللحظة التي لاحت فيها مؤشرات استعادة السيادة وإعادة الاعتبار لمشروع الدولة، ما يعني ان الشعب اللبناني في حالة انتظارية دائمة للخروج من الحالة الفئوية التي فرضتها عليه الظروف الموضوعية والحاجة الطبيعية إلى الحالة الوطنية. ومن الثابت ان هذه الحالات ممنوعة بدليل اغتيال الرئيس بشير، ومن ثم اغتيال او محاولة اغتيال انتفاضة الاستقلال، كما إقفال طريق “بعبدا” أمام سمير جعجع الذي يشكل انتخابه مشروع غلبة للإنسان اللبناني والدولة اللبنانية.

وإذا كان من خلاصة أساسية لمرحلة انتخاب بشير ان المواطن اللبناني، بمعزل عن مذهبه وطائفته، بحاجة إلى الشخص الذي يعيد الاعتبار لكرامته الإنسانية، كما يعيد الاعتبار للدولة والمؤسسات بعيدا عن الزبائنية والمحسوبيات، والباقي مجرد تفاصيل…

 

بشار والجولان: صح النوم!

مشاري الذايدي/ الشرق الأوسط/14 أيلول/16

فجأة تذكرت وكالة أنباء النظام الأسدي (سانا) أن الجولان السوري تحت الاحتلال الإسرائيلي. وفجأة تذكرت قيادة (الجيش العربي السوري) استباحة الطيران الإسرائيلي الحربي للجو والأرض السورية في عهد عائلة الأسد المجيدة. «سانا» أعلنت أن الجيش السوري أسقط طائرتين إسرائيليتين إحداهما حربية في سعسع بريف دمشق٬ وأخرى للاستطلاع بريف القنيطرة في الجولان. إسرائيل نفت دعوى النظام الأسدي٬ وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن هناك قذيفة٬ أو صاروخ أرض جو «طائش» جراء «الحرب الأهلية الداخلية السورية» ولكنه توعد في نفس الوقت فأكد بجملة كاشفة: «يعتبر الجيش الإسرائيلي٬ النظام السوري مسؤولاً عما يجري داخل أراضيه٬ ولن يحتمل أي محاولة للمس بسيادة دولته وسلامة سكانها». متحدثة أخرى باسم الجيش الإسرائيلي أوضحت أن الضربة الأخيرة هي الرابعة منذ 4 سبتمبر (أيلول). هناك من يسأل: هل هي «مسرحية» من قبل الرعاة الدوليين للنظام السوري٬ خاصة روسيا ­ رغم مطالبة موسكو الطرفين بالهدوء ­ لإعادة تأهيل النظام الأسدي شعبًيا٬ على اعتبار أن أي «نصاب» يتحرش بإسرائيل٬ صورًيا٬ أو بطريقة مبالغ فيها إعلامًيا٬ يحصد الشرعية والشعبية٬ لدى العرب٬ مهما ارتكب ضد شعبه من جرائم؟ والجواب واضح لدى هؤلاء.

لكن في الثقافة الأمنية الإسرائيلية٬ حتى لو صح هذا الاحتمال٬ يعتبر أمن إسرائيل «خطا أحمر» حقيقًيا٬ ليس كخط أوباما الرقيق اللطيف. من أجل ذلك فالدولة العبرية تتعامل مع مسألة الحدود والقدرات العسكرية المهددة في جوارها٬ بسرعة وحزم.

نتذكر في هذا السياق حادثتين٬ قريبتين:

* يناير (كانون الثاني) 2015 أعلن «حزب الله» اللبناني عن مقتل 6 من عناصره بغارة إسرائيلية استهدفت أحد مواقعه في مزرعة الأمل بقنيطرة الجولان بينهم جهاد نجل قبضاي» الحزب عماد مغنية٬ وقيادات من «حزب الله»٬ وعميد في الحرس الثوري الإيراني.

غضبت إيران حينها٬ وجعجعت ضد إسرائيل كعادتها٬ وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني٬ محمد علي جعفري٬ إن على إسرائيل أن تنتظر «عاصفة مدمرة».

* قبل ذلك وبحًثا عن شرعية ما٬ ترمم وجه النظام الهرم٬ في مايو (أيار) 2013 كانت الأخبار تتحدث عن أن بشار الأسد قرر فتح جبهة «مقاومة» بالجولان٬ وتظاهر عناصر من عصابة جبهة أحمد جبريل على الحدود٬ وبس!

إسرائيل احتلت نحو 12 ألف متر مربع من الجولان في 1981 ومن حينها اعتبرت جبهة الجولان أكثر الحدود الإسرائيلية أمًنا٬ وهو الأمر الذي ذكر به ولد النظام المدلل٬ رامي مخلوف٬ الغرب٬ للمقايضة٬ في بداية الانتفاضة السورية.

هناك مسلسل سوري كوميدي شهير٬ بطله فنان النظام غوار الطوشه٬ عنوانه: صح النوم!

 

الفارسيون الجدد وحلم الأمة الإسلامية

هوازن خداج/العرب/15 أيلول/16

عملت إيران منذ ثورتها على صياغة واقع جديد داخليا وفي دول الجوار عبر تغيير بنيتها الأمنية، فأيديولوجية الثورة الإسلامية التي اتسمت بتركيبتها المعقدة من القومية والشعبوية السياسية والراديكالية الشيعية، أسست لنظام ذي طبيعة مزدوجة يحرص أصحابها على تحقيق التوفيق بين تثبيت الحكم الإسلامي بصيغته الشيعية، وبين مبادئ الحكم الديمقراطي، ما أنتج تناقضات متنوعة في بناء الدولة على أساس الديمقراطية الدينية، ولفك هذا التناقض الكبير تم الاستناد في العملية السياسية على الحرس الثوري وقوات الباسيج التابعة له.

الحرس الثوري يعدّ أهم وأخطر المؤسسات في إيران لما يتمتع به من نفوذ قوي على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي الناتجة عن استقلاليته وتأثيره في مؤسسات صنع القرار، ما جعل منه الحامي للنظام وأيديولوجيته والمحافظ على قيم الثورة ونشرها بكل الوسائل إلى الخارج.

خلال ثمانينات القرن العشرين، قاتل الحرس الثوري ضد حركات التمرد المختلفة في إيران، ولعب دورا بارزا في الحرب العراقية الإيرانية، ورغم أن الخسائر التي منيت بها إيران في هذه الحرب تعود في جانب كبير منها إلى تسرع الحرس في توسيع رقعة هجماته، إلا أن تجربته الناجحة وبسالته في الحرب واستعداده العالي للشهادة، حوّلت أنظار إيران نحو تسليح جماعات مقاتلة وتدريبها لتكون ذراعا عسكرية استراتيجية لتصدير الثورة الإسلامية اعتمادا على الأقليات الشيعية، وتحت غطاء رؤية الخميني لدور الدولة الإيرانية في “إنقاذ المستضعفين وخلاصهم” وفي الدفاع عن الشيعة في كل مكان يتواجدون فيه، وهي المهمة التي استلمها الحرس الثوري واستلهم منها قدرته على قيادة وتدريب الوكلاء لخلق إيحاءات لأمة إسلامية موحدة انطلاقا من طهران.

النمط الجديد الذي بني عليه الحرس الثوري لم تألفه قوات الأمن أو الجيوش النظامية، فانتقاله من حيّزه العسكري إلى مؤسسة ضخمة لها مواردها وميزانيتها وكوادرها وجامعاتها ومساهمتها الإنتاجية الواسعة، مهّد إلى الولادة المنتظرة لهيكليات مؤسساتية مشابهة للحرس في مناطق مختلفة، كجيش محمد في أفغانستان وفيلق بدر وغيره من الميليشيات في العراق، ومن السطحية النظر إليها والتعامل معها كميليشيات أو أحزاب دينية، وهذا ما أثبته فعليا حزب الله. فقد ارتبطت نشأته بالتأثير الفكري والعقائدي للثورة الإيرانية، واتخذ مسار الحرس الثوري في بناء هيكليته، وخرج بعملياته المسلحة من منطلقات سياسية تداعب حلم الجمهور في فكرة المقاومة العسكرية لإسرائيل التي نقلته من حزب يتمتع بنفوذ محدود إلى قوة سياسية ذات ثقل كبير على مستوى العالم العربي، ونظر إليه كبديل للأنظمة العربية في صنع توازن الرعب مع إسرائيل، ورغم تغير مساراته التي كشفت أن سلاحه لا يقتصر على المقاومة وإنما يمثل امتدادا للانقسامات المذهبية والصراعات الأهلية المرتبطة بتوازنات القوى الإقليمية، إلا أن تفكيكه بات صعبا بعد أن أصبح دولة داخل الدولة له مشروعه وحساباته وتوازناته المستقلة.

وفي السنوات الأخيرة، زادت قوات فيلق القدس من تجنيد المقاتلين الشباب من المجتمعات الشيعية، فالمقاتلون الأفغان في لواء “فاطميون” بقيادة سليماني من أوائل المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى مقاتلي حزب الله في سوريا في العام 2014 ووصل عددهم إلى حوالي 14000 مقاتل منظّمون في ثلاث كتائب بين دمشق وحماة وحلب، أما لواء “زينبيون” المشكل من المجنّدين الباكستانيين، فيشكل نخبة القوة الهجومية وقدرت بـ5000 من المقاتلين الشباب، وازداد عددهم بعد أن طردت دولة “الإمارات” 12000 عامل باكستاني شيعي في الأعوام الأخيرة.

لم تخرج إيران عن نهجها وفكرها التوسعي، فالفكرة السياسية لا تسقط إذا كان الواقع السياسي غير موات لتطبيقها، وهذا ما سيتبناه “الفارسيون الجدد” الذين تم إعدادهم من صلب النسيج العربي، كميليشيات مقاتلة يجري تأسيسها وتدريبها لتكون القوة الجديدة الإيرانية، ولا يمكن النظر إليها كقوة شيعية مقابل قوة سنية، إذ أن ثمة فارقا أساسيا في ما بينهما، فالتنظيمات السنية التي مالت نحو التطرف تعيش ما يشبه العزلة عن حاضنتها الشعبية، وقد رفع كبار العلماء والشخصيات العامة الإسلامية السنية الغطاء عنها، أما التنظيمات الشيعية فإن حاضنتها الأم تسعى لتحويلها إلى قوة ضاربة تهزّ التوازن الاستراتيجي بين العرب وإيران وتشكل فارقا أساسيا يؤثر على التوازنات المستقبلية العسكرية والسياسية، فإيران لن تتخلى عن حلمها بقيادة العالم الإسلامي.

*كاتبة ورسامة سورية

 

التآمر على عروبة الموصل يتصاعد قبل تحريرها

هارون محمد /العرب/15 أيلول/16

لو كان في العراق قانون ومؤسسات وحق ونزاهة ورجال حكم أصحاء عقلاء، لكان نوري المالكي في السجن منذ منتصف شهر يونيو 2014 بعد ثبوت ضلوعه في مؤامرة بيع الموصل إلى تنظيم داعش والتواطؤ مع الإرهابي أبوبكر البغدادي، الذي تجمعه وإياه قضايا مشتركة لا تنحصر في الإرهاب والتنكيل بالسنة العرب واحتلال مناطقهم ومصادرة حرياتهم، وتهجيرهم من ديارهم وإجبارهم على النزوح إلى مخيمات البؤس فحسب، وإنما تتجاوز ذلك إلى كراهية عروبة العراق وتشويه تاريخه القومي باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية، واستيراد أفكار متخلّفة وتطبيق مناهج طائفية تتصدى للإسلام المحمدي وتشوّه رسالته السامية، مع حبهما الثنائي لكل أشكال الإجرام والسطو على المال العام. ولو كان في العراق مجلس نواب بحق، يمثل العراقيين ويعبّر عن إرادتهم بصدق، لفعّل تقرير لجنة التقصي البرلمانية عن كيفية سقوط الموصل وقد توصلت على مدى ستة أشهر إلى كشف ملابسات انسحاب فرقتين عسكريتين وثالثة للشرطة الاتحادية من مدينة أم الربيعين وتركها وحيدة في مواجهة عصابة استولى أفرادها على أسلحة ومعدات لا حصر لها، بينما حظر المالكي وعساكره على أهلها حيازة سكاكين مطابخ بحجم كبير، زيادة في إذلال الموصليين الذين اعترف أحد موظفيه، الفريق مهدي الغراوي، في لقاء تلفزيوني شهير بأنهم يعتزون بهويتهم وأصالة مدينتهم وأكثر من سبعين بالمئة منهم يعارضون الحكومة علنا. ومن الوقائع السياسية والميدانية التي شهدتها الموصل منذ غزو الأميركان لها في العاشر من أبريل 2003 بعد يوم واحد من احتلال العاصمة بغداد، برزت نزعة الانتقام ضد المدينة العربية وسكانها الأُصليين، ليس فقط من قوات الفرقة الأميركية المحمولة بقيادة الجنرال ديفيد بتراويس وإنما من قبل وحدات البيشمركة الكردية التي اجتاحتها، ثم تتالت الكوارث على المدينة وكانت ذروتها عند تسلم قطبي حزب الدعوة إبراهيم الجعفري ونوري المالكي رئاسة الحكومة بالتتابع، وفي عهد الأخير عانى الموصليون من القمع والقهر ما لا يصدق، عندما سلطت عليهم عناصر وضيعة بصفة ضباط ومسؤولين أتقنوا قتل الآمنين ولاحقوا الأبرياء وسرقوا وتفننوا في الجرائم والانتهاكات.

كما كشفت الأحداث عن تواطؤ المالكي مع أبوبكر البغدادي في نهاية العام 2013 على احتلال قضاء القائم ومحاصرة مدينة حديثة من قبل الدواعش الذين استولوا على 200 عجلة (بيكاب دبل قمارة) كانت سلطات المالكي قد استوردتها عن طريق سوريا، بحسب ما أعلنت الشركة المصنعة لتفنيد اتهامات وجّهت إليها من أوساط حكومية سعت إلى قلب الحقائق. ويبدو أن ما جرى للموصل يومي التاسع والعاشر من يونيو 2014، يؤكد أن القوات الحكومية تلقت أوامر من المالكي ووكيل وزارة الداخلية الأقدم عدنان الأسدي بالانسحاب من المدينة وترك الأسلحة والمدافع والدبابات في مستودعاتها لتصبح غنيمة غير متوقعة لتنظيم داعش الذي اضطر إلى استدعاء الآلاف من عناصره في الرقة السورية لتشغيلها واستخدامها، لضخامة عددها وتنوعها، وقد توصلت لجنة الموصل النيابية إلى أن 7 آلاف عسكري حكومي كانوا في المدينة عندما هاجمها الدواعش بأقل من 300 مقاتل وبأسلحة خفيفة قبل أن يستقدموا أقرانهم من سوريا لتعزيز وجودهم وتكريس احتلالهم. وفي المفاهيم العسكرية القديمة والحديثة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينجح 300 مسلح بالرشاشات في هزيمة 7 آلاف عسكري من صنوف المشاة والمغاوير والصاعقة والمدرعات والمدفعية والاستخبارات والطيران، الأمر الذي فضح المالكي وكشف تواطؤه مع نظرائه الداعشيين.

واليوم مازالت الموصل محتلة ويجثم مسلحو تنظيم داعش على صدور أهلها الصامدين وهم بحدود مليوني إنسان اضطرتهم الظروف القاسية من آثار سياسات المالكي وتدني أحوالهم المعيشية إلى البقاء في مدينتهم ومكابدة العذاب والاضطهاد، ويبدو أن سيناريوهات تقسيم المحافظة العراقية الأكبر بعد العاصمة بغداد تتصاعد وتتزايد مشاريع فصمها عن بيئتها السنية وعزلها عن العراق العربي، حيث يلوّح أعضاء في الكونغرس الأميركي بضرورة إنشاء محافظة مسيحية في سهل نينوى بحجة حماية الأقليات، رغم أن المسيحيين في المنطقة استنادا إلى تقارير كنسية لا يتجاوزون المئات في عددهم الذي تناقص منذ احتلال العراق بشكل مروع، في حين تطرح الأحزاب الكردية مشروعا لتحويل قضاء سنجار إلى محافظة كردية، مع أن الأكراد في القضاء أقلية سكانية، ولكن تلك الأحزاب العنصرية تحاول إلغاء هويّة الإيزيديين كفئة عراقية لها خصوصيتها الدينية والثقافية المتوارثة منذ قرون، وتسعى إلى تكريدهم رغم وجود المئات من المراجع والمصادر التي تؤكد أنهم عرب، بل إن أحد أمرائهم الشرعيين (أنور معاوية) له مؤلف قيّم يفصح عن تاريخهم ويعيدهم إلى أصولهم الأموية ويربطهم بالخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية الذي من اسمه استمدوا تسميتهم، رغم مزاعم مزوري التاريخ بأنهم “إيزيديون” وليسوا يزيديين.

أما الأحزاب والميليشيات الشيعية فهي تسعى إلى اقتطاع قضاء تلعفر وتحويله إلى محافظة شيعية، مع أن الغالبية الساحقة من سكان القضاء عرب أقحاح ومن قبائل عربية عريقة، مع وجود أقلية تركمانية شيعية تمكّنت بالتزوير والدعم الحكومي من إيصال نائب واحد إلى البرلمان في انتخابات 2014.

إن الموصل مقبلة على مرحلة خطيرة وهي مازالت محتلة، وهناك محاولات أميركية وكردية وشيعية للقضاء على مستقبلها كحاضرة عربية ومركز أكبر محافظة عراقية، والمخططات لتفتيتها متواصلة، والمخاوف من حرب أهلية تتزايد مع اقتراب تحريرها، وسط دعوات عرقية وطائفية لتقزيمها ومصادرة آراء ومواقف أهلها العرب وهم يشكلون أكثر من ثلاثة أرباع سكانها، كما تؤكد الإحصائيات السابقة والجديدة.

 

عن الولايات المتحدة وروسيا في سوريا

ماجد كيالي /العرب/15 أيلول/16

الاتفاق الأميركي-الروسي حول الوضع في سوريا كشف أربع حقائق: الحقيقة الأولى، أن روسيا هي التي تلهث وراء اتفاق مع أميركا في سوريا، إذ كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد تمنّع عن المجيء (الخميس الماضي) إلى جنيف للاجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بينما كان هذا الأخير في انتظاره، بل إن لافروف اضطر للتنازل إلى حدّ إجراء مكالمة هاتفية معه، تم خلالها تذليل بعض القضايا الخلافية، والاتفاق على لقاء الجمعة. وحتى في هذا اللقاء الذي استمر ساعات طويلة وتمخّض (فجر السبت) عن اتفاق، فقد تم تأخير المؤتمر الصحافي واضطر معه لافروف للانتظار طويلا، ريثما ينهي كيري مشاوراته مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن. وللتذكير فقد جرى كل ذلك في الوقت الذي تعتبر فيه روسيا نفسها أنها باتت تمتلك أوراق قوة بعد معاودة حصار المعارضة في حلب. الحقيقة الثانية، أن الولايات المتحدة ليست في عجلة من أمرها وأن لا شيء يثقل عليها في سوريا، وهي تكتفي بفرض صيغة لا غالب ولا مغلوب. هكذا حتى هذا اللاحسم لا يخدم روسيا، فهي لا تملك الوقت وهي تخسر خاصة في ظل تراجع وضعها الاقتصادي، وفي تخوّفها من زيادة التورط في سوريا من دون أي أفق منظور.

الحقيقة الثالثة، أن ثمة فارقا هائلا في القدرة والقوة بين الطرفين، إذ أن أميركا لا تخسر خاصة وأنها غير متورّطة في الصراع العسكري وأنها تستخدم قوتها “الناعمة” فقط ربما إلى حين تشعر بأن اللحظة قد حانت وأن روسيا استنزفت تماما، وأن هذين العنصرين تتحسب لهما، لا سيما بعد دخول تركيا على خط المعادلة مباشرة، خاصة بعد النجاح في التقليص من قوة “داعش” وأخوات “القاعدة”. الحقيقة الرابعة، أن الولايات المتحدة في كل ذلك تحرص على صيغة أن حلب خط أحمر، لا يسمح بإنهاء المعارضة فيها، وأنه لذلك لا أكثر من الحفاظ على خطوط القتال على حالها، وفق صيغة لا غالب ولا مغلوب، علما وأنها لا تفعل شيئا أو لا تستخدم أوراق الضغط لديها حتى “الناعمة” أي من دون أي جندي على الأرض لفرض واقع جديد، لا لنصرة المعارضة ولا لهزيمة النظام ولا للضغط الجدي على روسيا. ومعلوم أن الولايات المتحدة، مثلما فرضت نزع السلاح الكيميائي، بإمكانها فرض قيام منطقة حظر جوي، أو فرض منطقة آمنة، أو إجبار النظام على إدخال المساعدات الغذائية إلى المناطق المحاصرة، أو السماح بتسليح الجيش الحر بمضادات الطائرات.

وفي الحقيقة، فإن البعض اعتاد التعامل بسذاجة ورغبوية وتسرّع في ما يخص موقف الولايات المتحدة مما يجري في سوريا، مع تأكيدنا على أنه موقف سياسي وأخلاقي عديم المسؤولية ويديم أمد الصراع ويفاقم من عذابات السوريين. السؤال الذي يفترض طرحه هو، ما هي مصالح الولايات المتحدة في سوريا أصلا؟ وهل ما يجري يؤثّر عليها، سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا، سلبا أم إيجابا؟ واضح أن الولايات المتحدة لا تخسر لا جنديا ولا سنتا واحدا فيما تتفرّج على الآخرين (روسيا وإيران وتركيا ودول عربية) يستنزفون سياسيا واقتصاديا وأمنيا ويخسرون، بل إن هؤلاء كلهم يتطلّعون إلى الولايات المتحدة، بحكم قدراتها، على أن تحسم أمرها لانتشالهم من هذه الورطة، التي دخلها كلّ لغاياته. هذا يفسر اللامبالاة الأميركية ولهاث الأطراف لا سيما وأن روسيا كما ذكرنا، خلفها. وفي مقابل ذلك، فإن روسيا تصارع في سوريا لتعزيز مكانتها ومساومتها مع الولايات المتحدة على ملفات أخرى مثل أوكرانيا، والصواريخ في حديقتها الخلفية، وأسعار النفط وخطوط الغاز، ورفع العقوبات الأميركية عنها. على أي حال، فإن الاتفاق الأميركي-الروسي الجديد، هو اتفاق مؤقت، وتقني متعلق بالصراع العسكري على الأرض في حلب، أي وقف القتال وتمكين المساعدات الإنسانية ومحاربة الإرهاب. ومن حيث التفاصيل، فهذا الاتفاق يعتمد على عدة أسس؛ وقف إطلاق النار، ووقف القصف الجوي والمدفعي، وتحديد خطوط التماس بين المتصارعين، بحيث لا يتم خرقها، وفتح طريق الكاستيلو لدخول شاحنات المساعدات الغذائية الدولية، وفرضه كمنطقة محظورة على المتقاتلين أو كمنطقة منزوعة السلاح، وعقد هدنة كفترة اختبار، والتركيز على محاربة داعش وأخوات القاعدة، وهي العناصر التي تؤدي في حال نجاحها إلى تشكيل خلية أميركية-روسية تراقب هذا الاتفاق وتحدد الأماكن التي يمكن استهدافها في إطار محاربة الإرهاب، وصولا إلى استئناف مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة لفتح الطريق أمام الحل الانتقالي.

 

بوتين يبادر ويناور، وأوباما يتعاون

هشام ملحم/النهار/15 أيلول 2016

الشكوك في فرص نجاح الاتفاق الأخير لوقف العمليات القتالية في سوريا الذي توصل اليه المسؤولون الاميركيون والروس، عميقة وواسعة، وتشمل حتى جهات اميركية رسمية. مسؤولون في القيادة المركزية المسؤولة عن العمليات العسكرية في سوريا والعراق قالوا علناً إنهم لا يتوقعون تشكيل "مركز التطبيق المشترك" الذي سيشرف على تنسيق العمليات العسكرية الاميركية - الروسية ضد تنظيمي "داعش" و"جبهة" النصرة فوراً بعد مرور سبعة أيام من الهدوء وفقا للاتفاق، نظراً الى انعدام الثقة بروسيا. ومعارضة وزير الدفاع آشتون كارتر وكبار العسكريين لأي تنسيق ميداني مع روسيا معروفة، لانه سيؤدي في رأيهم الى اعطاء الشرعية للقوات الروسية التي تمارس القصف العشوائي في سوريا، كما سيكافئ الجيش الروسي الذي احتل شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، فضلاً عن أي تعاون كهذا سوف يكشف طبيعة عمل القوات الاميركية وكيفية جمعها للمعلومات الاستخبارية. المتحفظون عن الاتفاق في واشنطن يراهنون على الاسد وحلفائه لتقويضه حتى قبل بدء تطبيقه. سياسياً واستراتيجياً ليس من المبالغة القول إن موافقة واشنطن على الاتفاق هي بمثابة تسليم أميركي بأن روسيا هي الطرف الرئيسي الذي يبادر عسكرياً وسياسياً في سوريا، حيث تجد واشنطن نفسها – بسبب غياب قوات أميركية في سوريا - مضطرة الى ردود الفعل. وهناك عقبات كبيرة امام تطبيق الاتفاق من أبرزها سجل النظام السوري وحلفائه مثل ايران و"حزب الله"، وأيضاً روسيا في عدم احترام تعهداتهم ووعودهم، وخصوصاً منذ الاتفاق الاول لوقف العمليات القتالية في شباط الماضي. الاتفاق لا يتطرق الى كيفية مساءلة أي طرف ينتهك الاتفاق، كما لا يشير الى مسؤوليات أطراف مثل ايران والميليشيات الشيعية.

وهناك صعوبات تقنية ولوجيستية، وخصوصاً بعد معاودة النظام وحلفائه حصار حلب، الامر الذي يجعل مسألة فك تداخل قوات "جبهة النصرة"، التي تريد واشنطن ان تضربها مع روسيا، والفصائل الاخرى في حلب مسألة بالغة الصعوبة. وأكثر ما تخشاه قوات المعارضة التي لا تؤيد "جبهة النصرة" سياسياً، لكنها تجد نفسها ميدانياً تحارب مع "النصرة" أو قرب "النصرة" قوات النظام وحلفائه، هو انه اذا بدأ الاميركيون والروس بالفعل عمليات مشتركة لضرب النصرة، ان يؤدي ذلك الى تعزيز الوضع العسكري لنظام الاسد (تعزيز نفوذ موسكو) الامر الذي سيلغي أي ضغوط على الاسد لمعاودة المفاوضات. تطبيق الاتفاق العسكري – في غياب تفاهم على عملية سياسية تؤدي الى رحيل الاسد وحاشيته الدموية - سيؤدي الى إلحاق نكسة كبيرة بالمعارضة السورية. تبريرات الوزير كيري للاتفاق لا تتعدى التمنيات. هذه هي النتيجة المنطقية لخمس سنوات من التردد والتخبط الاميركيين في سوريا.

 

ثمن يمكن أن يدفعه لبنان

خيرالله خيرالله/المستقبل/15 أيلول/16

من اجل انقاذ نفسه، والبقاء في السلطة ولو شكليا، يبدو النظام السوري على استعداد للذهاب بعيدا في تنفيذ المطلوب منه إسرائيليا. سيكون عليه في مرحلة معيّنة القبول بالامر الواقع المتمثّل في التخلي عن الجولان لإسرائيل في مقابل إيجاد صيغة معيّنة تغنيه عن توقيع ورقة رسمية بذلك، تماما مثلما تخلّى في مرحلة معيّنة عن لواء الاسكندرون الذي كان الى ما قبل سنوات قليلة «اللواء السليب». سقط النظام السوري. الدليل الأخير المهمّ على سقوطه أداء بشّار الأسد صلاة عيد الأضحى في داريا، او على الاصحّ على أشلاء البلدة المتاخمة لدمشق. ذهب الى داريا للاحتفال بتهجير أهلها. كيف يمكن لشخص يعتبر نفسه رئيسا منتخبا للجمهورية العربية السورية القبول بان يكون بلده تحت اربع وصايات هي الايرانية والروسية والتركية والإسرائيلية؟ بات واضحا الى حدّ ما ما الذي تريده كل وصاية من الوصايات الأربع. تركيا مهتمّة بعدم قيام دولة كردية في سوريا تكون لها امتدادات داخل الأراضي التركية. حصلت انقرة على ما تريده بموافقة اميركية. ليس معروفا بعد ما الذي سيكون موقفها النهائي من مدينة مثل حلب تعتبر في غاية الاهمّية بالنسبة اليها، بل تعتبرها مدينة تركية. بالنسبة الى ايران، كلّ ما يهمها هو «سوريا المفيدة« التي تسيطر على الجزء الأكبر منها. وهذا ما يفسّر الى حد كبير هذا التورط العسكري لـ«حزب الله«، الذي ليس سوى لواء في «الحرس الثوري« الايراني، في الحرب التي يشنّها النظام على شعبه من منطلق مذهبي قبل ايّ شيء آخر. تريد ايران ربط «سوريا المفيدة« بالدويلة التي اقامها «حزب الله« في لبنان وذلك كي يظلّ قسم من الأرض السورية ممرّا للأسلحة التي ترسلها ايران لـ«حزب الله« الذي تعتبره الإنجاز الأكبر الذي حقّقته منذ قيام «الجمهورية الإسلامية« في العام 1979. يظل «حزب الله« بالنسبة الى ايران في مستوى اهمّية النظام العلوي في سوريا، بل اكثر اهمّية منه. تريد روسيا تأكيد انّها عادت قوّة عظمى موجودة على ساحل المتوسّط. لم يعد لديها من مكان تثبت فيه انّها قادرة على العودة الى لعب دور خارج حدودها غير الأراضي السورية التي صارت تسيطر على جزء منها. إضافة الى ذلك، لا يمكن تجاهل ان الساحل السوري في غاية الاهمّية بالنسبة الى روسيا التي لا تريد ان تكون هناك خطوط للغاز تمتد من الدول العربية في الخليج الى الشاطئ المتوسطي.

تبقى الوصاية الرابعة التي هي إسرائيل. تصرّفت إسرائيل حتّى الآن، بالتفاهم التام بين رئيس الوزراء فيها بنيامين نتانياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما يشير الى انّها تعرف ما الذي تريده في نهاية المطاف. لن تكشف اوراقها سريعا ما دام التنسيق العسكري مع روسيا يلبي كلّ مطالبها الآنية. بين هذه المطالب تنفيذ غارات في الداخل السوري متى تطلبت مصالحها ذلك وذلك من دون العودة الى احد، بما في ذلك الولايات المتحدة التي يظهر انّها استسلمت نهائيا لروسيا في كلّ ما له علاقة من قريب او بعيد بهذا الملفّ.

هل من يعرف ما الذي تريده إسرائيل بدقّة؟

الواضح ان التفاهمات التي كانت سارية مع النظام السوري منذ تسليم حافظ الأسد الجولان في العام 1967، ما زالت سارية الى حدّ كبير. لكنّ الذي يتبيّن مع مرور الوقت ان إسرائيل ماضية في مشروعها الأصلي الذي يشمل السيطرة مباشرة او غير مباشرة على الجولان من جهة والانتهاء من ورقة اسمها جنوب لبنان من جهة أخرى.

كان هناك دائما في كلّ وقت تفاهم إسرائيلي مع النظام السوري على بقاء جنوب لبنان جبهة مفتوحة، ان عندما كان الجنوب تحت سيطرة المسلّحين الفلسطينيين وان بعدما سيطر عليه «حزب الله«. كان مطلوبا في كلّ وقت ان يكون الجولان هادئا والجنوب ورقة للمساومات التي لا علاقة للبنان بها. لذلك، كان القرار الرقم 1701 الذي صدر عن مجلس الامن في آب 2006 نقطة تحوّل على الصعيد الإقليمي. يتمثّل هذا التحوّل بعودة الجيش اللبناني الى الجنوب بعد غياب زاد على عقدين عنه... مع استمرار وجود «حزب الله« في المنطقة لاسباب مختلفة بما فيها غياب القدرة لدى الحكومة اللبنانية على اتخاذ موقف واضح من هذا السلاح المذهبي الذي يخدم المشروع التوسّعي الايراني في المنطقة.

مرّة أخرى ما الذي تريده إسرائيل؟

الخوف كلّ الخوف ان يكون هناك ثمن على لبنان دفعه. ففي مقابل توفير الغطاء للوصايات المباشرة التركية والروسية والإيرانية على الأراضي السورية ستحتاج إسرائيل الى من يغلق نهائيا ملفي الجولان وجنوب لبنان. ما الذي تريده ايران من إسرائيل كي تضمن لها امنها، خصوصا من جنوب لبنان؟

يفترض في اللبنانيين التفكير في هذا السؤال مليا. يمكنهم عندئذ الوصول الى إجابات، علما انّ لا تفكير إيرانيا في هذه المرحلة سوى في كيفية عقد صفقة مع «الشيطان الأصغر«. في أساس مثل هذه الصفقة ورقة جنوب لبنان. ستكون هذه الصفقة التي تسعى ايران من خلالها الى وضع اليد نهائيا على لبنان استكمالا للصفقة الكبرى مع «الشيطان الأكبر« التي كان في أساسها الملف النووي الايراني.

هل بدأ اللبنانيون يفهمون الآن لماذا كلّ هذا التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية ولماذا كلّ هذه العراقيل التي وضعها «حزب الله« من اجل بقاء الوطن الصغير من دون رئيس؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 إطـلاق الخطــة الوطنيـة لمكافحــة الارهــاب/سلام: لبنان في قلب المعركة.. ويحتاج لالتزام الدستور

المركزية- أكد رئيس الحكومة تمام سلام أن "لبنان في قلب المعركة مع الارهاب ومعني بالحد من التطرف العنيف الذي جعل من منطقتنا والعالم لوحة دموية"، موضحا ان "مواجهة الارهاب والتطرف تستلزم تعزيز بنية الدولة عبر اعادة الانتظام إلى مؤسسات الحكم وانهاء الاختلالات الحقيقية فيها والخطوة الاولى لذلك انتخاب رئيس للجمهورية" ومشددا على أن "المرجع الاول والاوحد لتنظيم حياتنا العامة هو التزام نصوص الدستور الضامن للتوازن الوطني الدقيق". رعى الرئيس سلام حفل إطلاق المشاورات لخطة العمل الوطنية لمنع التطرف العنيف بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والشركاء الوطنيين والدوليين، بتنظيم من المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير، الذي أقيم قبل ظهر اليوم في السراي الكبير في حضور رئيسة المبادرة النائب بهية الحريري، سفير سويسرا في لبنان فرانسوا باراس، الممثل المقيم للامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وعدد من رجال الدين والسفراء والشخصيات.

وفي المناسبة قال سلام: "يسرني أن أرحب بكم في السراي الكبير، لإطلاق المشاورات حول مكافحة الارهاب في لبنان، الذي هو في قلب المعركة مع هذه الظاهرة ومعني مباشرة بالجهد الدولي لوضع حد للتطرف العنيف الذي جعل منطقتنا العربية، بل العالم كله، لوحة دموية، فلا بد لي من توجيه تحية إلى كل من ساهم في الإعداد لهذا اللقاء المهم، وأخص بالذكر رئيسة لجنة المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير النائب السيدة بهية الحريري، التي تتقدم دائما صفوف المخلصين العاملين من أجل خير هذا البلد، والمنسق الخاص للأمم المتحدة السيدة سيغريد كاغ وفريق عملها.

إن أهمية الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2006، وخطة العمل التي أطلقها الأمين العام للمنظمة في كانون الأول 2015 لمكافحة التطرف العنيف، هي أنها تعتمد مقاربتين، مقاربة شمولية تتمثل في مواجهة الإرهاب على كل المستويات، لأن مواجهته بالعنف المضاد وحده لن تؤدي سوى إلى تأجيج التطرف، ومقاربة خصوصية تتمثل في جعل المواجهة مسألة محلية خاصة بكل بلد من ضمن استراتيجية دولية. ان التطرف العنيف وباء تمتد عدواه في كل انحاء العالم، لكن مكافحته لا يجوز ان تبقى عنوانا دوليا عاما ومبهما، بل يجب أن تتجسد في مجموعة معالجات محلية للتفاصيل. فكما في الطب، ثمة مبادئ عامة للتشخيص والعلاج، لكن لكل حالة خصوصياتها، ولكل مريض وضع مختلف عن الآخر، والعلاج يجب أن يفصل على قياسه. ان المشاورات التي نطلقها اليوم، وتشمل كل مكونات المشهد اللبناني، السياسية والطائفية والاجتماعية والاقتصادية، ستقودنا إلى وضع خريطة طريق وصولا إلى خطة وطنية لمكافحة التطرف العنيف، لذلك نشدد على "ان خطورة الوضع تستدعي استنفارا عاما، وتعبئة كل الطاقات لجعل المواجهة ناجحة وفاعلة. ونقطة الانطلاق هي اجراء تشخيص دقيق وموضوعي، يتيح تحديد العوامل المسببة للتطرف تمهيدا لوضع خطة العلاج بأسلوب تشاوري وتشاركي.

إن مواجهة التطرف والارهاب والعنف في لبنان، تستلزم بداية تعزيز بنية الدولة، عبر إعادة الإنتظام إلى مؤسسات الحكم، وإنهاء الإختلالات الحالية فيها. والخطوة الأولى في ذلك، كما نقول ونكرر باستمرار، هي المسارعة الى انتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي إن تعزيز بنية الدولة، يتطلب ايضا إعادة الاعتبار إلى الآليات الديموقراطية التي تتيح المحاسبة وتجديد النخب السياسية، وتعزيز المشاركة في الحكم من خلال إجراء انتخابات نيابية وفق قانون جديد يضمن التمثيل العادل.

إن المرجع الأول والأوحد لتنظيم حياتنا العامة، هو الدستور الضامن للتوازن الوطني الدقيق، والمنبثق من وثيقة الوفاق الوطني التي توافق عليها ممثلو الأمة في الطائف، فنحن في حاجة الى التزام نصوص هذا الدستور قبل أي بحث آخر، وعدم إضاعة الوقت في البحث عن مفاهيم مرجعية أخرى.

ان المعركة مع الارهاب في لبنان، تتطلب ايضا تحسين اداء الادارات العامة بما يصالح المواطن مع الدولة ويشعره بالإطمئنان إليها، وتعزيز حكم القانون لأن أي خلل في تطبيق العدالة هو أقصر طريق إلى التطرف والإرهاب. كما أن هذه المواجهة تستلزم العمل على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعلى شمولها كالمناطق، لأن الفقر والبطالة والتهميش تشكل الأرضية التي يقوم عليها التطرف وينشأ فيها الإرهاب، إضافة إلى توجيه الخطاب الديني والتربوي نحو نشر قيم الوسطية والاعتدال، ونحو إبعاد الأجيال الطالعة عن مفاهيم التطرف.

أخيرا أوجه تحية إكبار الى جيشنا وقواتنا وأجهزتنا الأمنية، للدور الكبير الذي تقوم به في المواجهة مع التطرف والارهاب، التي دفعنا وما زلنا ندفع فيها أثمانا غالية، وفي استباق واحباط العديد من العمليات الارهابية وتجنيب البلاد ويلاتها. ولن ننسى هنا أبناءنا العسكريين الذين ما زالوا محتجزين لدى الإرهابيين، والذين نؤكد لهم مرة جديدة أن لبنان لم ولن ينساهم كما أجدد شكري لجميع المساهمين في هذه الحملة التي نطلقها اليوم. ومع بداية العام المقبل يفترض أن تكون مسودة الخطة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف قد رأت النور. ونأمل أن يكون تطبيقها أحد عناوين خطاب القسم لرئيس الجمهورية الجديد، الذي ينبغي انتخابه اليوم قبل".

الحريري: وكان الحفل قد افتتح بكلمة النائب الحريري التي قالت: "نلتقي اليوم وبرعاية كريمة ومسؤولية وطنية جامعة وواعدة من دولة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وإلى جانبه أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولية في لبنان لنلاقي الحكمة والمعرفة وحسن الأداء والفهم العميق للمهمة النبيلة للسيدة الصديقة سيغريد كاغ الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ومعها أصدقاء لبنان من أصحاب السعادة السفراء والمنظمات الدولية وبمشاركة أهل المعرفة والبحث العلمي وكل المدافعين عن ثقافة السلام في لبنان أفرادا ومؤسسات أهلية وتربوية وثقافية واجتماعية واقتصادية. وباسم المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير أشكر لدولة الرئيس تمام سلام رعايته واحتضانه هذا اللقاء وإلى السيدة سيغريد كاغ على تجاوبهما مع مبادرتنا بالسعي إلى أوسع عملية تشاورية ممكنة في إطار التحضير لوضع خطة عمل لمنع التطرف العنيف الذي عرفناه جيدا في لبنان ولسنوات طوال وكنا نتمنى أن يستفيد الجميع من تجربتنا المريرة وأن لا يشهد أي مجتمع عربي أو إنساني أهوال النزاعات الأهلية".

أضافت: "إن لبنان الكبير كان ولا يزال الجواب الوحيد على العنف والنزاعات فهو الذي أعلنت دولته بعد الحرب العالمية الأولى ومؤتمر فرساي فكان لبنان الكبير بمثابة نموذج لتجسيد ثقافة السلام ثم كانت دولة الاستقلال مع نهاية الحرب العالمية الثانية لتكون في طليعة الدول الساعية للسلام والحاضرة في التأسيس للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومن واضعي الشرعة العالمية لحقوق الانسان ودولة لبنان الكبير ايضا التي تحملت أعباء الحرب العالمية الباردة استطاعت بعد انتهائها أن تكون نموذجا للإرادة الوطنية في صناعة السلام.

الآن وبعد وضع إستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل ثقافة السلام ربما نستطيع أن نقول: أننا لم نعد وحدنا في هذا العالم. ولأننا أيضا بدأنا نسمع بعض الأصوات في الدول الكبرى تسأل إداراتها "أين أخطأنا"؟ وكذلك ما نتابعه في التجمعات الدولية. إذ بدأ هناك من يقول بعدم جدوى إهدار الوقت في تشخيص اللحظة الراهنة على حساب الإجابة عن أسئلة المستقبل وعدم جدوى الإنشغال بالتطورات الإقتصادية بمعزل عن الرأسمال البشري الذي هو أساس كل تقدم واستقرار أي أننا لم نعد وحدنا من يبحث عن السلام كما كنا لسنوات طوال أيام محنتنا الكبرى والتي كنا فيها نقطة ملتهبة في عالم شديد البرودة أيام الحرب الباردة يومها كانت تحرق مدننا وقرانا ويشرد أطفالنا وتغلق مدارسنا وجامعاتنا وينزح أهلنا ويسود التطرف والعنف في ربوعنا ويدخل إلى كل بيت من بيوتنا يومها وحدنا كنا من يوزع شبابه بين المقابر والمهاجر والمحاور. ونحن أول من تجرع سموم العنف والتطرف وأول من أطفأ لهيبه وهوله بالمحبة والحكمة والوحدة وتجاوزنا آثاره ودماره بصناعة الأمل وبالعلم والمعرفة وبالارادة الوطنية وبالإيمان العميق بالسلام ثقافة ونهجا وهدفا".

وتابعت :"كنا جميعا نعرف أسباب اليأس والغضب وهي المولد الحقيقي للتطرف والعنف فأرسينا قواعد العدالة بين أبناء الوطن الواحد وأسسنا لمسيرة الإنصهار التام في نهائية الوطن وأعدنا بناء ما تهدم وشاهدتم جميعا ما أنجزناه معا كلبنانيين راغبين في العيش بسلام وفي دولة المواطنة والمؤسسات واحترام حقوق الانسان وتركنا أيضا وحدنا في مواجهة الاحتلال. إن المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير لبنان 2020 وطن للمعرفة تشكر دولة الرئيس تمام سلام والسيدة سيغرد كاغ على التجاوب مع مبادرتنا حول خطة العمل لمنع التطرف والعنف كي تكون نتاجا لنقاش وطني لبناني عريض وأن يكون للجامعات اللبنانية دور أساسي في الإجابة على سؤال كيف دخلت التجربة اللبنانية إلى زمن التطرف والعنف؟ وأيضا كيف استطعنا إعادة بناء ثقافة السلام؟ لأن الجامعات اللبنانية ومراكزها البحثية يجب أن يكون لها الرأي الأول في كل السياسات الوطنية المستقبلية لأنها وحدها من يعرف ماذا تريد أجيال لبنان الصاعدة وبالتكامل مع السياسات الحكومية والوزارات المختصة والهيئات الأهلية والتجمعات الإقتصادية والنقابية كي يساهم الجميع في وضع هذه الخطة كي تحقق أهدافها. وإننا في المبادرة الوطنية شرعنا بالتعاون مع الجامعات العريقة في إطلاق ورشة أي لبنان نريد تحقيقا لأهدافنا في لبنان 2020 وطن للمعرفة.

وختمت النائب الحريري: "أكرر شكري للرئيس سلام وإلى أصحاب المعالي والسعادة وإلى الصديقة السيدة سيغريد كاغ وإلى كل من يشاركنا لقاءنا اليوم ليبقى لبنان وطنا للعلم والمعرفة والسلام".

سفير سويسرا: بدوره، ألقى السفير السويسري كلمة، قال فيها: "منذ العام 2014، تزايدت المناقشات الدولية حول منع التطرف العنيف وأصبحت أكثر ضرورة. فقد دفع ظهور ما يعرف بـ"الدولة الإسلامية" وغيرها من الجماعات المسلحة، وتكرر الاعتداءات العنيفة والعشوائية ضد المدنيين من قبل جميع الأطراف وفي العديد من البلدان، وخطر امتداد الصراع السوري إقليميا ودوليا المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في نهجه المتعلق بمعالجة التطرف العنيف.

اضاف: "من المسلم به على نطاق واسع حاليا أن التدابير الأمنية أو العسكرية ليست كافية للتصدي لهذه الظاهرة. وقد أشارت الأبحاث إلى أن العمليات العسكرية تأتي بنتائج عكسية حين لا تجرى في إطار حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي: فإعدام المسلحين بغير محاكمة والاعتقال التعسفي للمشتبه بضلوعهم بالإرهاب وإساءة معاملتهم، قد يؤجج الغضب ويحفز الشباب على الانضمام إلى الجماعات المسلحة، فلا تنتهي بذلك دوامة العنف".

واعلن انه "خلال العام الماضي كانت سويسرا نشطة جدا في الحوار الجاري حول سياسة منع التطرف العنيف PVE لماذا؟ أولا وقبل كل شيء لأن مثل معظم البلدان في جميع أنحاء العالم نواجه أيضا تهديد التطرف العنيف". وقال: "علينا تقييم هذه الظاهرة بانفسنا، واعتماد خطة عمل لمحاربته. وهناك سبب آخر أكثر أساسية لمشاركتنا: لقد كرسنا الأمن البشري كأحد ركائز سياستنا الخارجية. ونحن نعتقد اعتقادا راسخا بأن أي تقدم حقيقي في منع التطرف العنيف يعتمد أولا على قدرتنا على العمل معا لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الهشاشة التي تدفع الناس نحو العنف وثانيا العمل باستمرار وعلى المدى الطويل لإعطاء الجميع بعض التطلعات لحياة أفضل. ومن مسؤوليتنا المشتركة لتحسين الأمن البشري في كل مكان".

اضاف: "في هذا الصدد وجدنا نهج سياسة الأمم المتحدة الذي يضع الوقاية في صلب العمل ليكون موازي تماما لإهتماماتنا. وزيرنا للشؤون الخارجية، السيد ديدييه برخالتر، أشار الى رغبته في الدعم المكثف للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لوضع أجندة منع التطرف العنيف واضحة ومحددة لوكالاتها والمجتمع الدولي الأوسع. ومن هذا المنطلق، نظمت سويسرا مع الأمم المتحدة في جنيف في شهر نيسان من هذا العام مؤتمر دولي تحت عنوان "منع التطرف العنيف - الطريق إلى الأمام". شاركت 120 دولة، وعدد كبير من المنظمات الدولية والإقليمية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك لبنان، في المؤتمر".

وتابع: "انطلاقا من ذلك، تساهم بلادي، سويسرا، في تعزيز نهج مختلفة لمعالجة الأسباب الجذرية والعوامل المحركة للتطرف العنيف من منظور وقائي وتضاف جهودها إلى جهود المجتمع الدولي في هذا السياق. وفي شهر نيسان 2016، نشرت وزارة الخارجية السويسرية "خطة عمل السياسة الخارجية السويسرية لمنع التطرف العنيف"، وتشمل أهداف هذه الخطة: تعزيز الحوار ومنع الصراعات، تقوية الحكم الرشيد وحقوق الإنسان وسيادة القانون، إشراك المجتمعات وتمكين الشباب والنساء، تعزيز التعليم والتدريب وتنمية المهارات والتوظيف، الاستثمار في الاتصالات الاستراتيجية والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي كوسائل لتوجيه رسائل معتدلة وسلمية، المساهمة في وضع سياسات منع التطرف العنيف وبناء القدرات".

واعلن انه "استكمالا للهدف نفسه المتمثل في المساهمة في صنع سياسات منع التطرف العنيف، تتشرف سويسرا بالمشاركة في حدث إطلاق المشاورات اليوم. فتعقيد السياق اللبناني وارتباطه السابق والحالي بالنزاعات التي تؤثر على المنطقة وتجربته مع القتال المسلح، كلها عوامل تستدعي وضع استراتيجية لمنع التطرف العنيف في هذا البلد".

وقال: "الأهم أن تساق الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمنع التطرف العنيف بالتفاهم مع لبنان، تبعا لأولويات لبنان وفقا للثقافة وهيكلياته. إضافة الى ذلك، ينبغي أن تتم الجهود بطريقة لا تغذي التفرقة ولا تزيد التوترات بين طوائفه. قد يكون حدث اليوم نقطة إنطلاق لتطوير هذا التفاهم المشترك. وستدعو الحاجة مثلا إلى التوسع في تفصيل بعض التعريفات؛ فيتم حاليا المزج بين مصطلحات مثل "التطرف العنيف" و"التشدد" و"الإرهاب"، في مسودة وثائق تشريعات لبنانية رئيسية وفي بعض الوثائق الدولية على السواء. وغالبا ما يؤدي هذا الخلط إلى عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين تدابير مكافحة الإرهاب من جهة، والتدابير الوقائية من جهة أخرى. وبينما تعالج مكافحة الإرهاب الأعراض بواسطة الاستجابة الأمنية القاسية، تتصدى الإجراءات الوقائية لأسباب التطرف العنيف بواسطة أدوات أكثر ليونة للأمن الإنساني تتوخى تطبيق حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وتشمل الأبعاد السياسية أو الاجتماعية- الاقتصادية أو التعليمية".

اضاف: "رغم وجود برامج ومشاريع كثيرة تهدف إلى معالجة منع التطرف العنيف في لبنان، تعتقد سويسرا بأننا بدأنا للتو بفهم ما تشتمل عليه هذه الظاهرة وما ستكون الردود المناسبة عليها. ومن خلال مشاركتها اليوم في حدث إطلاق المشاورات هذا، ودعم المبادرات البحثية ووضع البرامج الخاصة، تأمل سويسرا المساهمة في مناقشات مفيدة وفي اتخاذ إجراءات ملموسة لمنع التطرف العنيف في لبنان. التوقع هو أنه، في حين قد تكون المهمة للمدى الطويل، بالتأكيد محاربة الإقصاء وبناء الثقة من خلال التفاهم هو طريق المستقبل".

كاغ: كما تحدثت الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان كاغ، شاكرة الرئيس سلام رعايته لهذا المؤتمر، وقالت: "نعتقد ان هذه المبادرة اليوم مهمة جدا للبنان وللمنطقة لانها تسلط الضوء على اهمية مكافحة التطرف العنيف وتفاديه. بالطبع لبنان كان لعقود نموذجا للحوار والتعايش، ولكن التطرف العنيف شكل خطرا كبيرا على هذا التعايش في اماكن كثيرة وخصوصا في لبنان، فلبنان ليس جزيرة في النهاية".

اضافت: "اليوم، نحن نريد مساحة للتحدث عن الموضوع لكي نقلص المخاطر، هذه المخاطر التي ستزيد من التطرف العنيف الذي يؤثر على لبنان، إن التطرف العنيف موجود بيننا الآن. نعود الى العام 2011 حيث كان هناك 37 هجوما إرهابيا وحدثا أمنيا في لبنان وحده، بعض المراقبين قد يفسرون هذه الاحداث كنتيجة للأزمة السورية ولا شك ان لبنان تأثر بالاحداث في البلدان المجاورة، لكن هذه الظاهرة لا يمكن ان نفهمها كنتيجة للازمة فقط في سوريا. يجب ان ننظر الى هذه الظاهرة في سياق الوقائع المحلية والوطنية التي سبقت الازمة في سوريا وهي الشعور بفقدان السيطرة نتيجة الإقصاء السياسي وخصوصا بين الشباب الذين لا يرون الكثير من الآمال في المستقبل، كل ذلك يشكل أرضا خصبة لاستقطاب هؤلاء الشباب ويؤدي الى تسلل إيديولوجيا مبنية على الهوية وعلى السياسات، وهذا قد يؤدي الى العنف والتطرف وعلينا ان نعمل مع بعضنا البعض لدرء هذه النزاعات".

واشارت الى ان "التطرف العنيف تهديد لأمننا جميعا، ولكن على المدى البعيد لا يمكن ان نضع حدا له من خلال التدابير الامنية، كما قال السفير السويسري، لكن هناك عوامل متعددة علينا أخذها بعيبن الإعتبار. علينا ان نواجه هذه الاعمال المتطرفة بشكل شامل وجماعي، وللاسف ما من إجابة سهلة لهذا الموضوع. في لبنان وكغيره من البلدان حول العالم على اعضاء المجتمع ان يعملوا في هذه المهمة، وعلينا ان نركز على تطبيق السياسات وأشدد على هذه النقطة، الاستثمار مهم جدا ويمكننا ان نتفادى هذا التطرف العنيف من خلال التعليم والتوظيف والنفاذ الى العدالة وغيرها من المعايير كتطبيق السياسات وجمع المعلومات".

واكدت "ان الوقاية تعمل وتجدي نفعا فقط اذا كانت الجهود مشتركة بين صناع القرار واصحاب الاعمال والصحافيين والمعلمين وقادة المجتمع والسياسة والدين، وأود ان اشدد على التعددية الموجودة في هذه القاعة اليوم وهذا يعكس الاهتمام الذي يقوم به كل اعيان المجتمع في ظل الصمت على المستوى العالمي. في الأمم المتحدة نحن نبذل جهودنا من أجل السلام والامن وحقوق الانسان ونحن نجمع كل مصادرنا العالمية وكل جهود الدول الاعضاء والمنظمات غير الحكومية والجامعات والشركاء في القطاع الخاص لنصب جميعا في هذا الاتجاه، هذا ما نعته امين عام الامم المتحدة بمقاربة الامم المتحدة الشاملة او المجتمعة. واود ان اقول اننا اليوم، وانا هنا اود ان اعتذر على التكرار الذي اقوم به، ولكن اليوم هناك خطة وطنية نحن نريد ان نضعها من اجل لبنان وهي تركز على سبعة امور:

أولا: تكثيف الحوار ومنع النزاع، هذا نموذج يعرفه لبنان ويتفوق به على الدول الاخرى وهو اشبه بهوية لبنان. ولكن علينا ان نتوصل الى توافق حول هذا الموضوع للوصول الى تسوية نحن لا نريد ان يكون ذلك عملية فحسب بل نتيجة نهائية.

ثانيا: تعزيز الحكومة الرشيدة وحقوق الانسان وسيادة القانون بالطبع هناك الكثير من الاقتراحات، ولكن علينا ان لا نضع القوانين فحسب بل ان نطبقها. هناك الكثير من المقاييس والمعايير السياسية ونحن نتطلع قدما لتطبيقها في الانتخابات السنة المقبلة".

ثالثا: التعاون مع المجتمعات هذا اساسي ومهم جدا لإدماج كل الخلفيات في لبنان وفي المناطق وهذا مهم اليوم اكثر من اي وقت سابق.

رابعا: تمكين الشباب، نحن نعلم بناء على دراسات ليست فقط في لبنان ولكن في بلدان اخرى ان اكبر احتمال او امكانية للتطرف موجود عندما لا يكون هناك من فرص عمل للشباب.

خامسا: وهذا مهم جدا، ويسعدني ان ارى العنصر النسائي معنا اليوم، تعزيز الجندر والمرأة واعني دورها. المرأة هي عنصر يبني السلام ليس فقط في العائلة ولكن في المجتمع والبيئة بشكل عام. ولبنان يمكنه ان يتقدم كثيرا في هذا الاطار، وكانت الانتخابات البلدية خطوة الى الامام ولكن نريد تقدما اكبر.

سادسا: الاستثمار في التعليم وتطوير المهارات والتوظيف وهذا مهم جدا لان الادوات القانونية والمواد المتاحة تساعدنا على درء التطرف العنيف على المدى البعيد، علينا ان نبتعد عن كل ما هو متعلق بالتنميط والتعميم. السيدة بهية الحريري تعرف الكثير عن هذا الموضوع من خلال عملها في صيدا وعين الحلوة.

سابعا: التواصل الاستراتيجي، بما في ذلك الانترنت والتواصل الاجتماعي، وهذا يساعدنا على استخدام بيئة لبنان المفتوحة لنقل الرسائل المتعلقة بالسلام وهذا يساعدنا على المحافظة على كرامة الانسان ويمكننا ان نرسل هذه الرسائل بشكل يومي، نحن لا نحتاج الى استراتيجية محددة لذلك".

وقالت: "اذا، بالعمل مع بعضنا البعض يمكننا ان نتوصل الى ذلك. اريد هنا ان اشكر السيد فيليب لازاريني وغيره من الشخصيات. نحن نعمل جميعا كهيئة واحدة لدعم لبنان. اليوم هذا الحدث هو مجرد اطلاق الخطوة الاولى في عملية الحوار الوطني، وبسبب المساحة المتاحة في لبنان وكل الفرص الموجودة امام لبنان فرصة لوضع سياسة جيدة له ولبلدان اخرى في المنطقة التي ستستفيد منه لتتعلم كيف تنجح الامور، نحن نتطلع قدما لهذه المشاورات ونعتمد عليكم لانجاحها ونحن متشوقون كي نرى هذا التغيير الذي سيطرأ على حياة الاشخاص هذا اليوم هو ايجابي وعلينا ان نفكر بإيجابية".

 

بري: لإبعاد الأمن عن المزايدات السياسية

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء اليوم ان لا جديد في السياسة تحت الشمس، مؤكدا في الوقت نفسه "إبعاد الاجراءات والإنجازات الأمنية عن المزايدات السياسية". وقال: "فلنترك الامن والقضاء يعملان بعيدا عن مثل هذه المزايدات، لأنه شكل ويشكل مظلة تحمي الجميع وتحفظ استقرار وسلامة البلد". وتطرق الى التطورات الاخيرة والهدنة في سوريا فقال ان "اسرائيل هي المتضرر الاول من هذه الهدنة التي قد تتحول الى اتفاق. ولقد ثبت أنها عملت وتعمل ضد مثل هذه الاتفاقات، لا بل تأكد ويتأكد يوما بعد يوم رهانها على استمرار ما يجري في سوريا سعيا الى اغتيال الدول والكيان، وهذا ما أوضحته في مهرجان صور". وكان بري استقبل في إطار لقاء الاربعاء النيابي الوزير غازي زعيتر، والنواب: هاني قبيسي، ميشال موسى، مروان فارس، قاسم هاشم، ايوب حميد، علي خريس، حسن فضل الله، علي بزي، الوليد سكرية، علي عمار، نبيل نقولا، عباس هاشم، علي المقداد، نوار الساحلي، وعلي فياض.

سفير المغرب

واستقبل بعد الظهر السفير المغربي علي اومليل في زيارة وداعية.

العريضي

والتقى أيضا النائب غازي العريضي وعرض معه الاوضاع العامة، وقال العريضي انه نقل اليه دعوة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لحفل تدشين مسجد الامير شكيب ارسلان في المختارة في ذكرى رحيل مي جنبلاط. وتناول السجالات الحاصلة معتبرا أنها "تذكر بأخطر الاوضاع التي عاناها اللبنانيون ولا نريد ان نتذكرها إلا للإتعاظ". أضاف: "في ظل الحوار المعلق والشغور الرئاسي والمجلس النيابي المعطل وحكومة مشلولة عمليا مهددة بالتوقف الكامل عن العمل، كل هذه المظاهر هي مظاهر غير مطمئنة لعاقل في لبنان، واعتقد انها مظاهر قلق وتنذر بمخاطر على الوضع الداخلي اللبناني، ولا أحد يستطيع أن يدعي إنقاذ البلد من مأزقه. واليوم يبدو ان الافق شبه مسدود والوضع غير مريح والدولة غير موجودة، أو نكاد نواجه خطر تغييب فكرة الدولة عند البعض". وختم داعيا الى "تبريد الاجواء والتصرف بمسؤولية في ظل زنار النار الذي يحيط بنا في المنطقة، والى الذهاب الى اتفاق لأن العناد والشارع لا يمكن أن يؤديا الى نتيجة".

اتصالات وبرقيات تهنئة

من جهة أخرى، تلقى بري اتصالات وبرقيات تهنئة بعيد الاضحى، أبرزها من رئيس حكومة تسيير الاعمال الفلسطينية في غزة اسماعيل هنية والامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، ومن كل من: رئيس الحكومة تمام سلام، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، رئيس الحزب السوري القومي الاجماعي الوزير السابق علي قانصو، وعدد من الوزراء والنواب.

كذلك تلقى التهاني من قائد الجيش العماد جان قهوجي، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

 

ريفي أمام وفد بلدية طرابلس: لا نميز بين شخص وآخر وهدفنا التغيير نحو الأفضل

الأربعاء 14 أيلول 2016 /وطنية - استقبل وزير العدل اللواء أشرف ريفي وفدا من اعضاء مجلس بلدية طرابلس تقدمه رئيس البلدية المهندس أحمد قمر الدين، مهنئا بعيد الاضحى المبارك، وتخلل اللقاء البحث في اوضاع البلدية والمشاكل التي تعترض عملية استنهاضها، وكان تأكيد على الاسراع في تنفيذ المشاريع التي تم التوافق عليها في لقاءات سابقة خاصة المشاريع اليومية الملحة التي من شأنها النهوض بالمدينة وتأمين راحة المواطنين وتسهيل حياتهم. وبعد اللقاء، قال ريفي: "استقبلنا بعض اعضاء مجلس بلدية طرابلس وعلى رأسهم الرئيس احمد قمر الدين الذي نثق به كثيرا، ونقول نحن ندرك تماما مسؤولياتنا، والناس اعطتنا الثقة وبإذن الله سنكون عند حسن ظنهم بنا، ونتشاور دائما مع الرئيس والاعضاء حول المشاريع الملحة التي من الضروري ان تنفذ في المدينة بشكل فوري وسريع". أضاف: "بحثنا في وضع عاصمة الشمال وحاجاتها، وستكون هناك بادرة خير خلال الاسابيع المقبلة من خلال تنفيذ خطة سريعة للعمل كفريق واحد متجانس، هدفه التغيير نحو الاحسن والأفضل، والناس سيشعرون حتما بهذا التغيير خلال أسابيع قليلة كما قلنا أو خلال أشهر". وتابع: "نحن متفائلون جدا بالنهوض من جديد بالمدينة واعضاء المجلس البلدي من اي فئة او لائحة كانوا هم جيدون وممتازون ويتمتعون بكفاءات عالية جدا للنهوض بالمدينة، ونحن لا نميز بين شخص وآخر، جميع اعضاء المجلس هم ابناؤنا وسنضع ثقتنا بهم جميعا، ونأمل منهم تأليف لجان للاحياء والشوارع وتخصيص بعض الاوقات لكي يتشاوروا ويتحاوروا مع اهالي المدينة في شؤون حيوية من اجل تفعيل عمل البلدية واشراك الشباب والأخذ بآرائهم، خصوصا أن عمل المجلس البلدي الجديد سيكون إنمائيا صرفا، بعيدا عن السياسة لما فيه مصلحة مدينتنا الحبيبة". واردف: "الناس تريد أن ترى نتائج سريعة وأعمالا ميدانية على الارض ونحن نؤيدهم لان المدينة ظلمت منذ عهود طويلة، وابناء طرابلس كسروا كل الروتين التاريخي عبر صناديق الاقتراع وبالتالي، نحن بدورنا علينا كسر كل الروتين بالاعمال الفورية ومن ثم سنتجه الى المشاريع المتوسطة المدى والبعيدة. نحن نتعامل مع المال العام ومؤسسة شبه رسمية لذلك هناك بعض الروتين الاداري الذي من شأنه ان يأخذ وقتا طويلا ليتم فيما بعد الموافقة على المشاريع من قبل الجهات المختصة، لذا علينا التروي قليلا كي نتمكن من تحقيق آمال المواطنين".

أضاف: "وضعنا تصورا معينا بالتنسيق مع المجلس البلدي للمباشرة بالاعمال الفورية من تعبيد الطرقات وترميم الحفر وتجديد بعض البنى التحية المهترئة بالاضافة الى اعمال النظافة وتشجير الشوارع الرئيسية والفرعية، فضلا عن اشارات السير وانارة الاحياء الداخلية والرئسية. لقد استغرق العمل والتخطيط هذا الوقت الذي ليس بطويل نوعا ما، بسبب صعوبة استنهاض العمل المؤسساتي والروتين الاداري، وسنقول للناس ان المجلس البلدي الحالي واع لواجباته وانا اثق به تماما، وسيعطي نتيجة سيتلمسها الناس تدريجيا وتباعا".

وتابع: "سيلمس الشارع الطرابلسي خرقا في مجال النهوض بالمدينة، من خلال المشاريع التي سنقوم بها قريبا جدا، اما في ما يخص المشاريع البعيدة المدى يبدو ان الاستنهاض فيها سيستغرق بعض الوقت، اولا لتنفيذ مشروع تحويل البلدية الى بلدية الكترونية بعيدة عن الفساد، ثم العمل على تطوير جهاز الشرطة وجهاز الاطفائية، وسنضع الناس ضمن الصورة التي ننفذها والتي تعترض طرقنا، وسوف نطلعهم على كل المجريات وكل المستويات، ويمكن للناس ان تثق بنا واختيارهم لهذا المجلس نابع من ثقة كبيرة تدل على ان الاعضاء قادرون على التغيير للافضل والنهوض بالمدينة وسيرى الناس طرابلس جميلة كما نتمناها دوما من كل الجهات". وختم: "كلنا ابناء عائلات عصامية ولن نرمي العائلات الفقيرة في طرابلس ابدا وذلك بالاتفاق مع المجلس البلدي سيتم تأمين البديل لكل مخالفات البسطات وغيرها من المخالفات، ومن ثم سنقول لاصحابها اوجدنا لكم البديل تفضلوا الى مكان آخر يليق بكم ولا يسبب ضررا للاخرين. نحن لن نسمح بحصول اي ازمة اجتماعية ابدا مع المخالفين، والذي اعطاني ثقته من واجبي الحفاظ على قوت عيشه بكرامة ولن نرمي احدا منهم الى الشوارع الا بعد ان يتم تأمين البديل والذي يوفر له ولعائلته العيش بكرامة. نحن مع كل مواطن طرابلسي غنيا كان ام فقيرا، ولدينا مشاريع وخطط عديدة سننفذها لصالح المواطن الطرابلسي الذي عانى من حرمان طويل".

قمر الدين

بدوره، قال قمر الدين: "قمنا بزيارة معايدة للوزير ريفي بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك، وبالمناسبة عقدنا اجتماعا معه من اجل التشاور ووضع تصور علمي وعملي من اجل استنهاض العمل في البلدية". أضاف: "ابتداء من اليوم سيلمس الناس النتائج المرجوة على ارض الواقع، ولكن أتمنى من الجميع ألا يظلم اعضاء المجلس، فالعمل البلدي لا يمكن أن يعطي نتائج ملموسة قبل ستة اشهر او سنة بسبب الروتين الاداري الذي نعاني منه كثيرا، ولقاؤنا اليوم كان مثمرا وناجحا، ووضعنا أمام اعيننا نقاط الضعف وقمنا بحل بعض العقد والصعوبات التي واجهت المجلس، وسيكون هناك انطلاقة جديدة في الايام المقبلة".

وختم: "سيتم تنفيذ مشاريع قصيرة المدى مثل اعمال التعبيد في كل شوارع المدينة وترميم مجارير الصرف الصحي وبرك المياه والساحات العامة، بالاضافة الى اعمال النظافة. وسيتم ضبط حركة السير ووضع اشارات ضوئية عند في الشوارع الرئيسية، وسنفعل عمل شرطة البلدية لكي يقوموا بمهماتهم على اكمل وجه، وسنعمل على تطويع عناصر اضافية لتدعيم عملهم".

 

 التغيير والإصلاح حدد 28 أيلول و13 ت1 موعدين للتحرك: متى بدأنا لن نتوقف قبل تحقيق الأهداف

الأربعاء 14 أيلول 2016/وطنية - عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون الذي استهله بعرض عام للأوضاع في لبنان والمنطقة. وبعد الاجتماع، تلا الوزير السابق سليم جريصاتي المقررات، فقال: "أولا: أشار العماد عون إلى أن الأوضاع على حالها على المستوى الرسمي اللبناني، أما على مستوانا نحن فالمؤشرات قائمة، حيث امهلنا انفسنا اياما، إلا أن مرحلة التعبئة تشرف على بدايتها، ونحن نحضر للتحرك المتدرج تحت عنوان الميثاق الذي هو عهد ارتضاه شعبنا في مفصل من حياته، على أساس حقوق ميثاقية تمارس ولا تعطى، لا في الرئاسة ولا في قانون الانتخاب، فيا كفرة ماذا فعلتم بالعهد؟ قال العماد عون، الذي أضاف: نقرأ في الكتاب الكريم: "واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون"، ونقرأ أيضا: "ليسأل الصادقين عن صدقهم"، وأيضا: "ليجزي الله الصادقين بصدقهم"، وكذلك: "اوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا". وأضاف العماد عون: هذا الميثاق - العهد يجب ان يتجلى في كل مظهر من مظاهر الشراكة الوطنية، فأي عدائية لهذه المقاربة تستهدف لبنان لأن تحرك العماد عون يهدف إلى انقاذ لبنان، وتاريخه وماضيه يشهدان على تمسكه بلبنان بأكمله، في أي مركز عسكري أو سياسي تبوأ، فلا أحد يزايدن عليه وعلى تكتله وتياره في المقاربات الوطنية، سواء لثروات لبنان الطبيعية أو لطاقاته المحرزة ومياهه وأمنه واستقراره وعزته وكرامته واستحقاقات سلطاته ومواقعه الدستورية. والفساد والدين العام يعمان لبنان ويعنيان كل لبناني ونقيضهما في النهج والحكم يفيد كل لبنان وكل لبناني، فإذا زال الميثاق زال الوطن لأن الميثاق هو مصدر الدستور وملهمه مع سائر القوانين والمراسيم والقرارات والانتظام القانوني بأكمله".

أضاف جريصاتي: "انتقل العماد عون إلى الوضع الإقليمي، حيث تناول الاتفاق الأميركي - الروسي المستجد في سوريا الذي نعول عليه بدءا من صمود الهدنة المعلنة التي استثنيت منها التنظيمات التكفيرية، فظاهرة الارهاب التكفيري عامة قال عنها العماد عون سابقا انها ستنحسر ميدانيا، ويبقى أن ما نشهده اليوم في العالم الإسلامي على مستوى المرجعيات الروحية والفكرية هو تظهير صورة الاسلام الحقيقي، حيث ان تصريح سماحة مفتي مصر في مؤتمر غروزني وبيان المؤتمر وخلاصاته من التجليات المضيئة للاسلام السمح الذي يعيش اليوم أقسى وأشد تحدياته التي سيخرج منها منتصرا بلا شك".

وتابع: "التيار الوطني الحر وزع بالأمس ثلاثة آلاف بطاقة على منتسبين ملتزمين ومؤيدين ما يدل على عافية بعد المأسسة والصعود الملحوظ، فالتيار عصي على الخرق والسلبية، والتحرك الذي استغل على انحسار مبين، فالتيار مختلف بتجاربه وعمله وآليات نشاطه وديموقراطيته وانضباطية الكوادر والأعضاء والقيادة عن معظم الأحزاب، وهو محفز ودليل قاطع على أن الأحزاب المنضبطة والمؤطرة والمزخرة شعبيا فرصة حقيقة لإيجاد ظروف التغيير والإصلاح، فنحن القدوة وسنبقى، وغدا لناظره قريب في 28 أيلول أو 13 تشرين الاول".

وقال: "ثمة خدعة لم تنطل علينا، حيث قالوا لنا: اتحدوا يا مسيحيين ونحن معكم. فاتحدنا لأن في اتحادنا قوة للبنان الواحد، ولما اتحدنا تواروا ورفعت المتاريس، غير أن متاريسهم من ورق باهت فيما متاريسنا من ورق الميثاق".

أضاف: "عندما نتحرك لن يقف تحركنا واعذر من انذر، فهو لن يتوقف قبل الرئاسة وقانون الانتخاب بالمعايير الميثاقية لا أكثر ولا أقل، وقد قال رئيس التيار اننا حراس الميثاق والحارس الأمين والمصمم لن يألو جهدا قبل إرساء حكم الأقوياء الضامن الحقيقي لتحقيق الشراكة، فتستكين كل المكونات على يومها وغدها ومصيرها لإنهاض مشروع الدولة القوية العادلة على أمل التحرر من القيد الطائفي، و28 أيلول و13 تشرين الأول وجهتنا ومقصدنا".

وتابع: في الحوار والرئاسة وقانون الانتخاب والحكومة مطلبنا ميثاقي وطني جامع، ومن يرغب بنا يأتي إلينا بالحلول الميثاقية وليس بأي حل سلطوي لأن الميثاق عهد وليس صفقة، والبوصلة واضحة ولن نضيع ولن يغرقنا أحد في متاهات أخرى".

وأبدى قلق التكتل بسبب "الوضع المالي والتردي الاقتصادي والأزمة الاجتماعية الخانقة بعدما استنفذت خيراته ودراهمه البيضاء، ولا بد من الاسراع في الحلول الانقاذية الكبرى المحصنة ميثاقيا من منطلق أن كل سلطة وموقع في خدمة الشعب"، مشيرا الى أن "التكتل لفت إلى مثال معملي الكهرباء في الزوق والجية اللذين تم تطويرهما بنصف مليار دولار أميركي تقريبا وسأل لماذا لا يتم تشغيل المعملين ومن يمنع النور عن اللبنانيين؟ ومن أوقف معمل دير عمار؟ وأضاف: لن نيأس ونكل حتى يعود النور الى كل بيت لبناني".

وختم جريصاتي: "في الخلاصة، الى الموعدين في 28 أيلول حيث محطة الاستحقاق الرئاسي الوطني و13 تشرين الأول حيث المحطة الفاصلة إذا ما وصلنا إلى استحقاقاتنا وسلطاتنا ومواقعنا معلقة على خشبة الكيد والظلم، إنها المحطة الفاصلة، محطة العماد عون بامتياز".

 

مقابة من موقع القوات مع الدكتور فارس سعيد: السجل العقاري في خطر و”حزب الله” يحاول بناء دولة حاضنة له ولبنان ليس فلسطين…

حاوره ماريا جمعه – تشارلي عازار/موقع الوات اللبنانية/15 أيلول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/14/%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9/

 

مقابة من موقع القوات مع الدكتور فارس سعيد: السجل العقاري في خطر و”حزب الله” يحاول بناء دولة حاضنة له ولبنان ليس فلسطين

حاوره ماريا جمعه – تشارلي عازار/موقع الوات اللبنانية/15 أيلول/16

المذكّرة التي أصدرها وزير المال علي حسن خليل وتحمل الرقم 4863 ص/1 بتاريخ 31 كانون الاول 2015، وتقضي بنقل الملكيات الخاصة والمشاعات الى اسم الجمهورية اللبنانية، كانت كافية لإشعال سجال لم تنته فصوله بعد بين وزير المال والقوى السياسية التي اعتبرت نفسها معنية بتداعيات هذه المذكرة خصوصاً في بلدة العاقورة في أعالي جبيل، وذلك على رغم التوضيحات الكثيرة التي أصدرها خليل بشأن مذكرته والتي لا تلغي في رأي منتقديها “التباساتها”.

وفي هذا السياق رأى منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” الدكتور فارس سعيد ان المذكرة التي اصدرها الوزير خليل بشأن المسح العقاري ونقل الملكية للجمهورية اللبنانية خطيرة للغاية.

واعتبر في مقابلة خاصة لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني “ان “حزب الله” يحاول تعويض خسارته في سوريا في لبنان من خلال بناء دولة حاضنة له على كافة الأصعدة ومنها الصعيد العقاري لخلق واقع جديد اسمه الواقع العقاري”.

وحمّل سعيد المسؤولية الى “حزب الله” و”حركة امل” بالوقوف وراء المذكرة، لانه لو كانت نيتهما صافية لطالبا بإلغائها، داعيا كل القوى والأحزاب الحريصة على حقوق المسيحيين التدخل لأن هذا الملف اهم من قانون الإنتخاب وانتخاب رئيس للجمهورية، لأن من لا يملك الأرض مصيره الرحيل.

وتوجه الى الوزير خليل قائلاً: “التطمينات الشفهية لا تكفي، والمطلوب الغاء المذكرة”.

وختم سعيد: “لبنان ليس فلسطين، ولكن أحذر اذا سقط جرد بلاد جبيل سقط جبل لبنان”.

وفي ما يلي النص الكامل:

1-  ما هي أبعاد المذكّرة التي أصدرها وزير المال علي حسن خليل؟

اريد ان اضع موضوع الملف العقاري في اطاره السياسي وبشكل موضوعي، وانا صاحب نظرية بان “حزب الله” يحاول اذا انتصر في سوريا ان يترجم انتصاره في لبنان، واذا هزم في سوريا ان يعوّض خسارته في لبنان، ومن اجل التعويض يريد بناء دولة في لبنان تخضع لهيمنته، بمعنى ان تكون قادرة على الصعيد الدستوري، الأمني، القانوني والعسكري، وايضا العقاري ان تشكل حاضنة لمشروعه وتوفر له الحماية نظراً للمواجهات التي فتحها مع مجموعة واسعة من الأطراف والناس، بدءا من الشارع السنّي، مرورا بالشعب السوري جراء تورطه بالقتال الدائر في سوريا، وصولا إلى مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والولايات المتحدة من خلال العقوبات المالية والمحكمة الدولية والمشكلة المزمنة مع اسرائيل، وقد يكون اداة للمفاوضات الدائرة بين ايران واميركا، ومن غير المستبعد إطلاقا ان تفاوض طهران على بيع رأس “حزب الله”.

2- ما الهدف من توقيت هذه المذكرة؟ ولماذا أُثيرت اليوم وفي هذا الوقت بالذات؟

لماذا اليوم؟ لأن وزير المال اسمه علي حسن خليل، ولان “حزب الله” متورط منذ 5 سنوات في سوريا ويحاول خلق واقع جديد عن طريق الواقع العقاري.

ماذا تقصد بتغيير الواقع العقاري؟

كنا نملك في جبل لبنان وخارجه، ايام السلطنة العثمانية، املاكاً على قاعدة ما يسمى “الدفتر الشمسي” اي كان هناك حجة مكتوبة تقول بان حدود هذه الأرض هي شجرة تين من هنا وكرزة من هناك، ولكن عندما اتى الإنتداب الفرنسي، اسس لما نسميه اليوم السجل العقاري وادخل عاملاً علمياً على تحديد المساحة والمعروف بـ”التوبوغرافيا”، حيث نجح الفرنسيون من خلال ناضور التوبوغراف ومهندس واحد بمسح وتحديد 50% من الأراضي اللبنانية بين عامي 1926 و 1946، فيما لم تستطع الدولة اللبنانية لغاية اليوم ان تمسح وتحدد اكثر من 20% من الأراضي، أي ان هناك نحو 30% من اراضي لبنان غير محددة وغير ممسوحة بعد. وهذه الأراضي منقسمة الى قسمين، املاك خاصة وهي غير محددة، واملاك عامة ومشاعات غير محددة ايضاً، وهناك المشاعات الأميريّة التي هي بإسم الجمهورية اللبنانية، والمشاعات البلديّة التي تخص اهالي القرى. فجبل لبنان القديم الذي يمتد من بشري وصولاً الى جزّين ومن ضمنه زحلة وشمسطار والقرى المسيحية على شريط البقاع الشمالي يتمتع بترتيب المشاعات التي هي بإسم اهالي البلدات والقرى، اما المشاعات التي كانت خارج جبل لبنان القديم فهي بإسم السلطنة العثمانية وانتقلت الى الانتداب الفرنسي ومن ثم الى الجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال.

3- هل يمكن الكلام عن خلفية سياسية أو عن استهداف للمسيحيين؟

عندما رفعنا الصوت من الباب المسيحي تدخل الوزير خليل بشطارة وقام بتطمين شفهي معتبراً ان هذه المذكرة لا تطال  جبل لبنان القديم لأنه يتمتع بترتيب معين منذ السلطنة العثمانية، الأمر الذي برّد قلوب الناس ودفعني بالمقابل إلى مطالبة الوزير بإلغاء المذكرة بمذكرة وليس بتطمينات شفهية، وأكدت أيضا باننا لا ندافع فقط عن جبل لبنان، لاننا نعتبر اعطاء الإمكانية لوزير المال في التصرف بنحو 3000كم من خلال المسح ونقل الملكية من مالك الى آخر يشكل خطورة كبرى من منطلق انها اوسع عملية سمسرة  في الشرق الأوسط، وخاصة انها تجري في ظل وجود مجلس نواب معطل.

4- هل يمكن القول أن ثمة محاولة لوضع اليد على لبنان عن طريق تغيير هويته العقارية؟

يحاول “حزب الله” فرض امر واقع من خلال وضع يده على الدولة اللبنانية والسجل العقاري هو جزء من هذا الأمر الواقع الذي يحوال الحزب ان يستولي عليه.

5- ألا يحق للوزير إصدار مذكرة من هذا النوع؟

أصدر وزير المال في 31 – 12- 2015 مذكرة تحمل الرقم 4863، وبما انها مذكرة لا قانونا لم تصدر في الجريدة الرسمية، وقد وجهها الى دوائر التحديد والمساحة داخل وزارة المال، مطالبا ان تستكمل عملية المساحة خاصة في المشاعات بإسم الجمهورية اللبنانية بحيث يطبق القانون على كافة الأراضي اللبنانية بالتساوي، لذلك فان نقل الملكية من مالك الى آخر بموجب مذكرة هو مخالف للقانون، وعملية نقل الملكية بحاجة الى قانون وليس مذكرة، كما ان نقل الملكية من البلدات الى الجمهورية اللبنانية تشكل خطورة سياسية، لان هذه الجمهورية قادرة ان تقوم ببيع واستثمار هذه المشاعات لأفراد قد تهدد يوما ما الكيان اللبناني.

6- هل تعتبر أن وحدة الموقف على المستوى المسيحي، التي تمثّلت بموقفكم وموقف “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحرّ” والكنيسة المارونية وسائر القوى السياسية، قد تُشكّل رادعاً ودافعاً لإلغاء الوزير خليل مذكّرته؟

إن هذا الموضوع ليس موضوعاً سياسياً فقط كما أنه ليس مارونياً انما هو وطني بإمتياز ويتعلق بالتلاعب في السجل العقاري في لبنان وعلى مساحته. قد يكون للمسيحيين حساسية معينة في ظل الترتيب التاريخي لجبل لبنان منذ أيام السلطنة العثمانية، انما الخيام، مثلاً، ليست في جبل لبنان، ويُقال ان مشاع الخيام نقل الى الجمهورية اللبنانية التي باعت بدورها بعض الأراضي الى بعض النافذين الذين يدورون في فلك سياسي معيّن، وبالتالي اعتقد أن ما يقوم به الوزير خليل من خلال المذكّرة يتجاوز العاقورة وجبل لبنان والحساسية المسيحية. وهذه المذكّرة غير قانونية ولا تجيز لوزير المال أن يمسك بيده السجل العقاري في لبنان وأن يجعل من هذا الإمساك أمراً واقعاً للسجل العقاري. فمن يضمن لنا، على سبيل المثال، بأن لا تكون هذه الأملاك مادة لتسهيل تبييض الأموال لجهات معينة؟ ولذلك نريد توضيحاً منه وموقفاً واضحاً من “حزب الله”، ما يعني انضمامهما إلى مطلبنا بإلغاء المذكّرة والقرار. كما نطالب كل الكتل النيابية بموقف واضح، سيما أنها تابعت الملف مع الوزير خليل وقالت انه طمأنها عبر الهاتف، فيما هذا الكلام لا يجدي نفعاً، لاننا لا يمكن ان نطمئن إلا بإلغاء المذكّرة.

وفي الوقت الذي أشدد فيه على ضرورة استكمال تحديد المساحة المتبقية من الأراضي اللبنانية والتي هي بحدود الـ30%، إلا انه لا يجوز المسح من دون وجود مؤسسات تتولى مراقبة ما يحصل على الأرض، لأن لا ضمانة لأحد خارج القانون، وأما المذكّرة والقرار فلا يُلغيان الا بمذكّرة وقرار وهما بيد الوزير شخصياً لا بيد مجلس النواب.

8-  لماذا الإكتفاء بتسجيل المواقف من دون مراجعة الطرف المعني للوقوف على الأسباب الموجبة التي دفعته الى إصدار القرار؟

لم اتصل بالوزير خليل وكذلك هو ايضاً وما أقوم به ليس موجها ضد شخص معين بل نحاول ان نقول بأن هناك 30% من الأراضي اللبنانية غير ممسوحة وغير محددة، ومن حقّنا ان نسأل كيف يمكن بموجب مذكّرة وقرار أن نضع 30% من الأراضي اللبنانية بتصرف وزير المال الذي يمكن ان يُحدد وجهة استخدام هذه المساحة ونقل الملكية من مالك الى مالك آخر؟

9-  لقد سبق لكم أن التقيتم الرئيس نبيه بري، فلماذا لا تلتقونه اليوم لمناقشة هذه القضية؟

لا ضرورة لذلك كون الوزير من ضمن فريقه السياسي، ومن ثم لا يمكنهم ان يقولوا لنا بانهم يحموننا من “داعش” ويعملون في المقابل على سرقة ارضنا، ولذلك اطالب بالغاء هذه المذكرة.

10- ما هو موقف الكنيسة؟

زرت غبطة البطريرك بشارة الراعي وشرحت له الأمر الذي اعتبره مشبوها،  إذ بين الإعتداءات التي تحصل على الاملاك في بلدة لاسا والمملوكة من قبل الكنيسة منذ عام 1939، وبين مذكرة خليل، نعيش حالا من القلق والريبة، وبالتالي طالبت غبطته التدخل لمصلحة  القانون، وهذا ما فعله البطريرك عندما زار لاسا وطالب بإلغاء المذكرة، كما انه تحدث ايضا عن قرار وزير المالية الصادر بتاريخ  31- 12 – 2015 وهو خطير للغاية، ويناقض تطمينات الوزير الشفهية الذي قال ان المذكرة تستثني جبل لبنان، بينما القرار الصادر في 31- 12، يطلب من دوائر المساحة تصحيح ما يسميه بالأخطاء الشائعة.

11- أين يقف “حزب الله” من هذه المذكّرة؟

اخشى ما اخشاه ان يكون الهدف من كل ذلك فرض امر واقع جديد وامر واقع عقاري يسمح لفريق من اللبنانيين ان يتصرف بـ 3000كم من الأراضي اللبنانية.

12- هل تقصد “حزب الله” و”حركة أمل”؟

طبعاً وإلا عليهما إلغاء المذكرة واحمّلهما المسؤولية، واذا كانت نيتهما صافية، عليهما استثناء جبل لبنان وتصحيح المسار القانوني للمذكرة والقرار، بما معناه حماية الأراضي في كل لبنان وليس فقط في جبل لبنان ومن خلال قانون وليس مذكرة، ولذلك على “حزب الله ان يتدخل وعلى حركة “امل” ايضاً ان تدعوا الوزير خليل إلى الغاء المذكرة، كما اطالب كتلة “القوات” و”التغيير والإصلاح” و”الكتائب” وكل من يحرص على حقوق المسيحيين التدخل، لأن هذا الملف اهم من قانون الإنتخاب وانتخاب رئيس الجمهورية، و من لا يملك الأرض مصيره الرحيل، خصوصا ان الملكية الخاصة للمسيحيين في لبنان تذوب تدريجا، لان العائلات المسيحية تبيع الأرض من اجل منح أولادها افضل تعليم ممكن، وبالتالي ماذا يبقى غير الملكيات العامة، واذا انتقلت هذه الملكيات الى الجمهورية اللبنانية نكون قد وضعناها بذلك بيد من يتحكم بالجمهورية وليس بيد القانون.

13- هل يمكن الفصل بين البعدين الديموغرافي والجغرافي؟ وما السبيل لحمايتهما من أجل الحفاظ على التعددية اللبنانية؟

في عهد الانتداب الفرنسي تمّ تأسيس سجل النفوس والسجل العقاري، وقاموا بإحصاء في العام 1932، وبدأوا بأعمال تحديد المساحة والتدقيق وأدخلوا “التيبوغرافيا” علميا على موضوع الأملاك في لبنان في العام 1926. وقد أصيب سجلّ النفوس بمكان ما بمرسوم التجنيس الذي أصدر في العام 1994، والسجل العقاري اليوم تتمّ إصابته ووضع اليد عليه من خلال مذكّرة وقرار الوزير علي حسن خليل الصادران في 31/12/2015. ولا اريد من كل من يود التعاطي في هذا الملف ان يتبنى وجهة نظري، انما أدعوه أن يضع عينه على السجل العقاري وان يطرح على نفسه وأمام الرأي العام التساؤل الآتي: “ماذا يحصل في السجل العقاري في لبنان؟”. وهذا موضوع خطير جداً وأريد، عبر هذا الموقع، أن أنبّه بأن فلسطين وأرضها ذهبت بسبب ثلاثة أمور:

  خسارة الحرب في العام 1948 أمام الجيش الاسرائيلي.

– بيع بعض الأملاك الخاصة من قبل عائلات ثرية والتوجه الى بلدان عربية مجاورة.

انتقال مشاعات فلسطين من السلطنة العثمانية الى الانتداب البريطاني وعندما اعترف العالم بدولة اسرائيل نقلت المشاعات إلى الدولة الإسرائيلية.

14- هل من تشابه بين السيناريو الذي أدى الى تهجير الفلسطينيين وبين السيناريو الذي بدأ النظام السوري تنفيذه إبان وصايته على لبنان؟

لبنان ليس فلسطين، ولكن أحذر بانه في حال سقط جرد بلاد جبيل سقط جبل لبنان.

15- ألا تعتبر أن تقاطعكم مع “التيار” حول هذه المسألة يؤكد أن ثمة فعلاً مساحات مشتركة يمكن التقاطع حولها؟ وهل هذا التقاطع يمكن أن يشكّل مقدّمة للإلتقاء حول ملفات أوسع وأشمل؟

قدّرتُ كثيراً موقف الوزير سليم جريصاتي الذي تبنى وجهة نظرنا التي تقضي بإلغاء المذكّرة، واليوم أنتظر من كتلة “التغيير والاصلاح” أن يكون لها موقفاً واضحاً. فهذا الموضوع يجب نقله من موضوع مسيحي الى موضوع وطني وقانوني يشارك فيه الجميع، ونحن لسنا بحاجة أن نعلّق نياشين لمن خاض هذه المعركة وخسرها أو ربحها. فمرحّب بكل من يحمل هذه المهمة ويطالب بإلغاء المذكّرة والقرار وبإستكمال عملية التحديد والمساحة من خلال القوانين المرعية ومن دون الالتفاف حولها ومن خلال أيضاَ انتظام عمل المؤسسات حتى نراقب من خلالها ماذا يجري في السجل العقاري. وبغياب رئيس للجمهورية كل رئيس هو سيّد على وزارته وما هو مؤتمن عليه خليل من خلال وزارة المال هو كنز لبناني يمسّ ليس فقط بكرامتنا وبتاريخنا انما أيضاً يمسّ بمستقبل أولادنا.

فإذا ذهبت الملكيات العامة من  أسماء البلدات الى الجمهورية اللبنانية ولم يبق لنا سوى الملكيات الخاصة، فإن هذه الملكيات ستذوب من جيل الى جيل من خلال العلم وادخال العائلات بالعصر ومن خلال المصروف وغلاء المعيشة، وبالتالي لن يبقى لنا أي هوية عقارية في هذا البلد وهذا ما سيشكّل خطراً على أولادنا وأحفادنا.

16- هل هذا الاشتباك من طبيعة طائفية؟

أبداً أبداً أبداً، فأنا أقرأ وأسمع من يتحدث عن خلاف بين العاقورة واليمونة وبوجوب وجود لجان مشتركة بينهما، والواقع ان ليس هناك من خلاف بين البلدتين ولا اشتباكا مع الشيعة بموضوع مشاعات العاقورة. انما الموضوع هو اشتباك مع وزير المال علي حسن خليل بسبب القرار الذي صدر.

وفي موضوع لاسا هو اعتداء موصوف على أراض مملوكة وممسوحة من قبل الكنيسة التي مسحت أرضها منذ العام 1939، ومساحة تلك الأملاك تتجاوز الـ5 ملايين متر مربع موزّعين على 96 عقاراً، وحجم الاعتداءات يشمل 40 عقاراً.

وأقدّر عالياً ما تقوم به الكنيسة من جهود ولكن أريد أن أنبّه بأن أي لجنة مشتركة بين المجلس الشيعي الأعلى وبين الكنيسة المارونية يعد تراجعا من قبلنا. يجب أن تبقى هذ اللجان لجان في الاطار العام، أما في الاطار القضائي يجب أن نحافظ على حقّنا القانوني من خلال الدعاوى التي يجب ان تقدمها الكنيسة بحق من يعتدي على أرضيها.

17- لماذا لا تُشكّل لجنة مشتركة للبحث قي هذه القضية؟ وهل تخشى من تمييع هذا الملف؟

لسنا في حاجة الى لجان بل نحن بحاجة فقط الى توحيد الوطن، ولا يجوز تجاهل مطالبة البطريرك الماروني وقوى سياسية عدة بإلغاء المذكرة. فالضغط يكون من خلال المرجعيات السياسية والكتل النيابية والاعلام ومتابعتنا للموضوع. المطلب واحد وسهل: هناك شبهة وعلامات استفهام حول المذكرة والقرار اللذين صدرا في آخر يوم من العام 2015 من أجل الحفاظ على المهل القانونية وعدم تمكين مجلس شورى الدولة من الطعن بهما.

18- ما أبرز الرسائل التي ستوجهها في المؤتمر الصحافي الذي ستعقده الأحد المقبل؟

سأنتظر لأرى ماذا سيحدث من الآن حتى يوم الأحد لأبني على الشيء مقتضاه، فإذا تراجع الوزير خليل سأذهب لتهنئته وشكر كل من ساهم بإنجاح مطلبنا، وفي حال العكس سأضع الرأي العام في خطورة الوضع وأطلب من الجميع أخذ الموضوع في الاعتبار والانطلاق منه للضغط بكلّ الوسائل الممكنة على الوزير خليل من أجل إلغاء المذكرة والقرار.