المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 أيلول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.september16.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

والبسوا كلكم ثوب التواضع في معاملة بعضكم لبعض

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عراب القوات اللبنانية البشيرية أبو أرز لرئاسة الجمهورية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تغريدات للدكتور فارس سعيد/15 أيلول/16

فارس سعيد: مذكرة وزير المال عن المشاعات خطيرة للغاية

تقرير جديد عن سيرة القضاء الاستثنائي: حتى إشعار آخر... المحكمة العسكرية

الديبلوماسية الأميركية آن ريتشارد: لن نطلب من لبنان توطين اللاجئين/بيار عطاالله/النهار

 بيان سـفراء الدول الخمس رسـائل قويـة "لمن يعنيهم الامـر"/خريطة طريق للاطراف السياسية: ممنوع المس بالامن والحكومة

فراغٌ بِشَكْلِ رئيس/أحمد الأسعد

حزب الله والقوات في خندقٍ واحد!

لبنان يصحو على مخطط لاغتيال جنبلاط

الحريري: إيران شريك مباشر في احتضان الإرهاب وتتولى تخريب المجتمعات العربية

روجيه إدّه، لـ “السياسة”: كفى متاجرة بالميثاقية

قاطيشا: “القوات” لن تترك عون في “نصّ البير وتقطع الحبل فيه”

عون يُحرج “حزب الله” … ويحشره

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الفراغ الرئاسي… سيف في قلب البطريرك الماروني

موقف الحريري ينسـف الآمال العونية بتبنـي ترشـيح "الجنرال"/"بيت الوسط" يطمئن فرنجية: الاتصالات مع الرابية لم تصل لنتيجة

الكباش السعودي –الايراني يحتدم والرئاسة في مهب رياحـه

"ستاتيكو" الترشيحات على حاله وعودة الحريري تحرك الجمود

السفراء الخمس: لانتخابات رئاسية عاجلة ونيابية في موعدها

"التوافقـي" يتقـدم خارجيـا.. ويلقـى أصـداء داخليــة؟/مساع "مستقبلية" لتفاهم حول قانون الانتخاب يسهّل "الرئاسة"

لبنان يعوّل على المجتمـع الدولي تجاه أزمة النزوح ورفض التوطين

جنجنيان: وحده مطلـب انتخاب الرئيس يقودنا إلى الشارع و السجال مع بري ديموقراطي ولا نزال رأس حربة "14 آذار"

بري مصرّ على ابقاء جسور التواصل قائمـة: الحوار يتطلب التقاء الارادات لا قواعد جديدة

غاريوس: ندرس كل الخيارات وقرار الشارع لم يتخذ بعد ونعارض لأنهم أخرجونـا من الميثاق والحل بانتخاب عون

عراجــي يتابــع قضيــة الطـراس: لاستكمال التحقيقات كي لا "نزيد الطين بلّة"

من بهجة «جمّول» إلى بؤس «المقاومة»/هند طاهر/جنوبية

الحريري يتصل بعون: سوف يتم انتخابك في جلسة 28 أيلول

الحريري يطالب بحماية وليد جنبلاط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

"فايننشال تايمز": النظام والمعارضة في سوريا يعرقلان وصول المساعدات

رئيس أركان القوات الروسية يبحث في تركيا الملف السوري

النظام السوري يواصل عرقلة إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة

أطفال حلب يستغلون الهدنة لزيارة القرد «سعيد»

برينان: سورية أعقد أزمة واجهتها خلال 36 عاماً

بغداد تؤيد إفراغ الموصل من المدنيين لتدميرها وواشنطن تفضل بقاءهم لمقاومة «داعش»

السعودية تطالب بتحرك دولي ضد انتهاكات إيران في اليمن

سليماني: أنا جندي في ولاية الفقيه.. وسأظلّ خادماً

الرياض": "قانون جاستا".. فوضى سياسية في العلاقات الدولية

كلينتون تستأنف حملتها وتسعى إلى استعادة المبادرة بهجوم مضاد

أوباما يُنهي ولايته بإرضاء الجنرالات عبر حزمة مساعدات قياسية لاسرائيل

محمد بن زايد والبابا.. حوار حقيقي في مواجهة التعصب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

زمنهم... وزمننا المتخاذل/نبيل بومنصف/النهار

الهامش المحدود للمجموعة الدولية حول لبنان بدل من ضائع غير متاح في نيويورك/روزانا بومنصف/النهار

"حكومة المصالح الشخصيَّة"/الياس الديري/النهار

الميثاقية من الشفهية إلى النص المكتوب/المحامي آلان رنو/النهار

الأسد يستبق «إثنين الهدنة» بـ«أحد الغزوة»/علي الحسيني/المستقبل

عوارض الخسران/علي نون/المستقبل

لماذا تركّز واشنطن على الاستقرار في الدرجة الأولى/ثريا شاهين/المستقبل

الانتخابات النيابية مرجحة وفق “الستين” واعتماد المختلط يستدعي التأجيل للتأهيل/محمد شقير/الحياة

هل الفتنة واردة في لبنان/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

لقاء نصرالله – عون محكوم بالفشل إلا في حالة واحدة/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

ترامب وإيران… والسعودية/خيرالله خيرالله /العرب

فلسطين.. وهراء 'القرار المستقل'/محمد قواص/العرب

السعودية ناخب إيرانيّ/راشد فايد/النهار

ماذا يجري في الجولان/رندة حيدر/النهار

من حقيبة النهار الديبلوماسية الفرصة الأخيرة للسلام الأميركي – الروسي/عبد الكريم أبو النصر/النهار

بعد التسوية.. «اتفاقية سلام» سورية ـ إسرائيلية/أسعد حيدر/المستقبل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

كاوبوي" أمام أبوغيدا: مخابراتي سوري فاتحني في اغتيال جنبلاط قبل ت2 المقبل

حرب داعياً إلى وقف "المغامرات المجنونة": متفقون وثلث الحكومة على منع إطاحة الدستور

الراعي يلتقي ابراهيم ورؤساء المحاكم شمالا

 اجتماع في الديمان لاستكمال "مأسسة لجنة وادي قاديشا"/جعجع: نقلة نوعية لابقائـه علـى لائحة التراث العالمي

رئاسة "اللبنانية" عالقة بين التعيين والتمديد و"رئيس السن" الاجتهـادات كثـيرة والمطلـوب تطبيـق القــانون 66

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

والبسوا كلكم ثوب التواضع في معاملة بعضكم لبعض

رسالة بطرس الأولى/الفصل05/من01حتى11/:"أما الشيوخ الذين بينكم فأناشدهم، أنا الشيخ مثلهم والشاهد لآلام المسيح وشريك المجد الذي سيظهر قريبا، أن يرعوا رعية الله التي في عنايتهم ويحرسوها طوعا لا جبرا، كما يريد الله، لا رغبة في مكسب خسيس، بل بحماسة. ولا تتسلطوا على الذين هم في عنايتكم، بل كونوا قدوة للرعية. ومتى ظهر راعي الرعاة تنالون إكليلا من المجد لا يذبل. كذلك أنتم الشبان، إخضعوا للشيوخ والبسوا كلكم ثوب التواضع في معاملة بعضكم لبعض، لأن الله يصد المتكبرين وينعم على المتواضعين. فاتضعوا تحت يد الله القادرة ليرفعكم عندما يحين الوقت. وألقوا كل همكم عليه وهو يعتني بكم. تيقظوا واسهروا، لأن عدوكم إبليس يجول كالأسد الزائر باحثا عن فريسة له. فاثبتوا في إيمانكم وقاوموه، عالمين أن إخوتكم المؤمنين في العالم كله يعانون الآلام ذاتها. وإله كل نعمة، الإله الذي دعاكم إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، هو الذي يجعلكم كاملين، بعدما تألمتم قليلا، ويثبتكم ويقويكم ويجعلكم راسخين. له العزة إلى الأبد. آمين.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عراب القوات اللبنانية البشيرية أبو أرز لرئاسة الجمهورية

الياس بجاني/16 أيلول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/15/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8/

في زمن بؤس ومحل غير مسبوق في تاريخنا الماروني الإيماني والمقاوم والعنفواني المتجذر في التاريخ..

في زمن قادة موارنة أقزام ومرتزقة واسخريوتيين وشعبويين ونرسيسيين، قادة زمنيين وروحيين يمتهنون النفاق والتلون والركوع والاستسلام وعبادة تراب الأرض..

في زمن قيادتنا فيه هم مسخ وفاقدين لألف باء الإيمان والرجاء ومغربين وغرباء عن كل ثوابت صرحنا البطريركي التاريخية..

في زمن فيه سلم أولويات سيد صرحنا غير إيمانية، ويسام فيه على أرضنا المقدسة ولا يدافع عنها..

في زمن غاب فيه عن سيد صرحنا أن مجد لبنان أعطي لهذا الصرح.. وبالتالي من واجباته المقدسة صون استقلال وسيادة وهوية وحرية لبنان والحفاظ على رسالته التعايشية..

في زمن نفتقد فيه لقيادات مارونية بشيرية ريادية في فكرها وثقافتها  وشجاعتها وفروسيتها وبعد نظرها ..وتتمتع بصفات القيادة التي في مقدمها الإيمان والصدق والعطاء وروحية الشهادة ونظافة الكف..

في زمن الاحتلال الإيراني لوطننا وهجمته الشرسة والوقحة والعلنية على أرضنا المقدسة لتغيير هويتها من لبنانية إلى إيرانية..

في زمن فحش وفجور يشبه في انحطاطه القيمي والأخلاقي والفكري والوطني إلى حد كبير زمن عُهر وفساد مدينتي سادوم وعامورة في أيام النبي لوط..

في زمن فيه كل المرشحين الموارنة لرئاسة الجمهورية اللبنانية هم أوباش ومرتزقة وأتباع ومجرد أدوات للمحتل الإيراني..

في هذا الزمن العاطل، نرى نحن ومعنا مجموعات اغترابية من شرائح مذهبية متنوعة أن لبنان يحتاج لرئيس جمهورية ماروني من خامة عراب القوات اللبنانية البشيرية، المقاوم بامتياز إتيان صقر، أبو أرز..

نعم نحن بحاجة إلى من هم بشيريون ومن خامة أبو أرز.

يبقى أن في طائفتنا المارونية الغنية برجالها الأحرار والسياديين والشرفاء والأوفيار لرسالة لبنان ألف بشير، وألف أبو أرز، وألف كميل شمعون، وألف بيار الجميل، وألف الياس سركيس، وألف فؤاد شهاب..

فلنختار ماروني حر وسيادي يخاف على لبنان ويخاف  الله وساعة الحساب الأخيرة.. ونقف خلفه وندعمه..

ولنرذل الأوباش من المرشحين الذين لا يعرفون لا مار مارون ولا المارونية ولا لبنان ولا رسالته المقدسة وفي مقدمهم الساقط ميشال عون.

نعم لرئيس حر من خامة أبو أرز، ولا لرئيس مجرد صورة وديكور من طينة ميشال عون يخدم مخططات وأطماع المحتل الإيراني.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تغريدات للدكتور فارس سعيد/15 أيلول/16

*نصر على إلغاء مذكرة الوزير خليل لحماية ارضنا الخاصة و العامة و نطالب الكتل النيابية الضغط في اتجاهنا لن نرحل و سأتكلم الأحد من قرطبا مباشرة

*بعد حوالي ٢٠ يوم من التصعيد و تدخل البطريرك الماروني و مطالبته إلغاء مذكرة الوزير خليل لم يستجيب الأخير و لا تزال المذكرةً قائمة

*لم نرى اي تحرك نيابي في اتجاه الضغط من أجل إلغاء او تفسير مذكرة الوزير خليل اذا فقدنا الارض رحلنا و لو أردنا لما بنى جدودنا منازل بل خيم

*تحية لمنظمة الطلاب في القوات اللبنانية التي تحمل مطلبا وطنيا بإمتياز

*في ال١٩٨٨ عندما لم يستطع العماد عون الوصول الى بعبدا أعلن حرب التحرير و في ال٢٠١٦ نكرر التجربة و نطالب بالانفصال عن المسلمين؟ لا يكفي ما حصل

*"العلمانية"في أزمة في فرنسا حيث يتحدثون عن الفرق بين الاسلام"في"فرنسا و اسلام "فرنسي"بمعنى العيش و التناغم مع الأنظمة و التقاليد الفرنسية

 

فارس سعيد: مذكرة وزير المال عن المشاعات خطيرة للغاية

الخميس 15-09-2016/لبنان الحر/رأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد ان المذكرة التي اصدرها  وزير المال  بشأن المسح العقاري ونقل ملكية  المشاعات للجمهورية اللبنانية خطيرة للغاية. واعتبر في مقابلة خاصة لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني ان حزب الله يحاول تعويض خسارته في سوريا في لبنان من خلال بناء دولة حاضنة له على كافة الأصعدة ومنها الصعيد العقاري لخلق واقع جديد اسمه الواقع العقاري. وحمّل سعيد المسؤولية الى حزب الله وحركة امل بالوقوف وراء المذكرة، لانه لو كانت نيتهما صافية لطالبا بإلغائها، داعيا كل القوى والأحزاب الحريصة على حقوق المسيحيين التدخل لأن هذا الملف اهم من قانون الإنتخاب وانتخاب رئيس للجمهورية، لأن من لا يملك الأرض مصيره الرحيل.وتوجه الى الوزير خليل قائلاً: التطمينات الشفهية لا تكفي، والمطلوب الغاء المذكرة. وشدد سعيد على ان لبنان ليس فلسطين، ولكن أحذر اذا سقط جرد بلاد جبيل سقط جبل لبنان

 

تقرير جديد عن سيرة القضاء الاستثنائي: حتى إشعار آخر... المحكمة العسكرية

المصدر: "النهار"/16 أيلول 2016/تعود المحكمة العسكرية في لبنان الى دائرة الضوء مجددا مع التقرير الذي يحمل عنوان: "حتى إشعار آخر – قصص قصيرة من سيرة المحكمة العسكرية 1945-2015"، الذي أعدته "أمم للتوثيق والأبحاث" مع "هيا بنا" بدعم من الاتحاد الأوروبي. ومن المقدمة ان "المحكمة العسكرية باتت تتبوأ محلاً مركزياً، بل المحل المركزي من فضائنا القضائي". وفيه ايضاً ان "التجرية اللبنانية تثبت ان توزيع انتاج العدالة، ولا سيما في القضايا التي تتنفس السياسة بالمعنى الواسع للكلمة، على مرافق عدة، لا يقبل الدفاع عنه تحت عنوان توزيع المهمات لأنه افضى ويفضي عملياً الى انتاج عدالات متفاوتة لا يستقيم مع تفاوتها ميزان". وتحت عنوان فرعي عن "المجلس العدلي "قضاء استثنائي يؤكد القاعدة"، أورد التقرير ان القضاء العسكري ليس إلا واحدا من مؤسسات القضاء الاستثنائي في لبنان. فالمحاكم المذهبية والروحية من مؤسسات القضاء الاستثنائي، ومحكمة المطبوعات منها، ومجالس العمل التحكيمية والمحكمة الخاصة بالمصارف المتعثرة، وعليه قس(...)". في التقرير مراحل من سيرة المحكمة العسكرية منذ تشكيل اول محكمة عسكرية بواسطة جيوش الحلفاء سنة 1918، حيث عمدت الدولة الفرنسية المنتدبة الى انشاء محاكم عسكرية عهد اليها في تطبيق القوانين العسكرية الفرنسية. ثم سيرة قصص "ليست بالضرورة من أحسن القصص" تبدأ من عام 1949 تاريخ محاكمة انطون سعادة امام المحكمة العسكرية خلال ساعات قليلة، واصدار الحكم بإعدامه رمياً بالرصاص. وأورد التقرير "ان محاكمة انطون سعادة تكاد تكون في محل الموجز من تاريخ القضاء العسكري، لجهة أنه قضاء لا يستوفي شروط المحاكمة العادلة، وقضاء يفتقر تكوينياً الى الاستقلالية، وهذا ما ينزله من منزلة الشريك في السلطة كائناً من بيده مقاليدها، من الاستقلال الى الوصاية تتوسل به إقامة الحجة على خصومها، كلما أعيتها الحجة".

وفي شهادة المحامي ريشار شمعون، أن القضاء العسكري يتنافى مع مفهوم استقلال السلطات، بل يضرب عمق هذا المفهوم. ثم قضية ملاحقة أنسي الحاج بسبب عدد خاص من "النهار" عن المكتب الثاني والقضاء العسكري الذي أوكل اليه في عهد الرئيس سليمان فرنجية ان يحاكم بعض ضباط الجهاز الامني للدولة، ثم قضية "زيارة البطريرك الراعوية الى الجبل عام 2001" وما تلاها من اعتقالات واحالات على المحكمة العسكرية، والرد الميداني عليها بتوقيف العشرات واحالتهم على المحكمة العسكرية بهدف تحقيق وظيفة ردعية. ويعرض التقرير لقضية استقالة القاضي رالف رياشي من موقعه كرئيس لمحكمة التمييز الجزائية، وفي ما يمثل اعلى درجات التزاحم بين "دولة القانون" ممثلة بالقضاء العدلي، و"دولة الاستثناء" ممثلة بالقضاء العسكري، ما يمكن ان يكون شاهداً على ما يمكن ان يكون من استعمالات هذا القضاء. تبقى قضية الوزير السابق ميشال سماحة وردود الافعال عليها. وتحت عنوان "تحطيم ارقام" اورد التقرير ان المحامين يحبون العمل في المحكمة العسكرية لأن احكامها سريعة واكبر الملفات لا تتجاوز مدتها السنة، وفي بعض الحالات تنتهي الملفات خلال نهار واحد. في خلاصات التقرير، انه قد يكون للقضاء العسكري حسنات، ولكن السيئات في مجال العدل، متى تكررت عن سابق عمد وتصميم تذهب بالحسنات، لذلك فكلنا برسم القضاء العسكري حتى اشعار آخر، كلنا برسم القضاء العسكري".

 

الديبلوماسية الأميركية آن ريتشارد: لن نطلب من لبنان توطين اللاجئين

بيار عطاالله/النهار/16 أيلول 2016

قالت مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون اللاجئين والهجرة آن ريتشارد، إن اياً من الدول لا يواجه الاوضاع الصعبة التي يعانيها لبنان في ملف اللاجئين، وأعربت عن حرص الإدارة الاميركية على الوضع في لبنان وضمان الاستقرار وديمومته. لكنها كشفت عن مسألة حساسة لجهة ان الادارة الاميركية ستطالب لبنان بالسماح للاجئين السوريين بمزاولة الاعمال بصورة قانونية، والعيش في شكل طبيعي، نافية الطلب من اللبنانيين توطين اللاجئين لديهم او الضغط عليهم بأي شكل، من دون أن تكشف حدود هذه المبادرة ومدى قدرة اليد العاملة اللبنانية على تحمل هذا الامر.

كلام المسؤولة الاميركية جاء خلال لقاء عبر الانترنت من واشنطن مع مجموعة من الصحافيين في السفارة الاميركية في بيروت. وقالت ان الديبلوماسية الاميركية "منهمكة هذه الايام في حوار عن ملف اللاجئين مع أعضاء الكونغرس الاميركي، من غير أن توضح طبيعة هذا الحوار واهدافه". وأشارت الى انشغالها بالتحضير لاجتماعات الامم المتحدة في خصوص اللاجئين في 20 من الجاري، خصوصاً أن الرئيس الاميركي باراك اوباما سيستضيف رؤساء الدول المعنيين بملفات اللاجئين. وأوضحت الديبلوماسية الاميركية "ثلاث نقاط ستكون عنواناً للمرحلة المقبلة، هي: اولاً زيادة الدعم لمؤسسات الامم المتحدة الانسانية، وثانياً زيادة عدد الدول الراغبة في استقبال المزيد من اللاجئين عبر الطرق القانونية، وثالثا الطلب من الدول التي تستضيف عددا معيناً من اللاجئين، أن تسمح لهم بالعيش حياة طبيعية، مثل الذهاب الى المدارس والعمل بصورة قانونية لكي ينخفض اعتمادهم على الدعم والمساعدات الخارجية (الامر الذي ينطبق على لبنان)". وأكدت تعويل بلادها على مساعدة اللاجئين في إعادة بناء حياتهم والعيش بكرامة، مشددة على أن الولايات المتحدة لن تطلب من لبنان توطين اللاجئين في لبنان، وان الحل بوقف الحرب الاهلية في سوريا وتأمين بيئة آمنة لعودة اللاجئين الى ديارهم.

وقالت ان معظم اللاجئين الذين تحدثت اليهم أعربوا عن نيتهم العودة الى سوريا. وكررت شكر لبنان على استضافة أعلى نسبة لاجئين في العالم، معربة عن تفهمها "للضغط الذي يتسبب به هذا الوضع على المجتمع اللبناني بمختلف مقوماته وخدماته وبناه".

وكررت الموقف الاميركي التقليدي "الحرص على الاستقرار في لبنان، وتقديم الدعم للشعب والحكومة في بيروت". وأعلنت ان الولايات المتحدة من أكبر مانحي الدعم الانساني الى لبنان بقيمة 1,2 مليار دولار الى اللاجئين، اضافة الى الدعم الذي تقدمه الى "الاونروا". وتحدثت عن دعم يذهب الى اللاجئين والمجتمعات المضيفة، مؤكدة أن "ثمة حوارا مستمرا مع الحكومة في بيروت حول هذه المسائل وكل القضايا العالقة، وبحثا في وسائل جديدة مع البنك الدولي لمساعدة الدول التي تعاني مشكلات من ملف اللاجئين، وفي مقدمها لبنان".

وفي الشأن السوري، أكدت أن "وزير الخارجية الاميركي جون كيري يعمل ليل نهار لتحقيق السلام في سوريا، والى حين تحقيق ذلك فإن الولايات المتحدة تقف الى جانب لبنان في ملف اللاجئين". وأشارت الى "دعم واشنطن اقامة مناطق آمنة في سوريا لنقل اللاجئين اليها عندما تسمح الظروف، خصوصا أن النظام السوري استهدف المدنيين مرات كثيرة".ولفتت الى ان "من اهداف الاتفاق الروسي – الاميركي خفض مستوى العنف المتبادل وحماية المدنيين داخل سوريا لمنع تحولهم الى لاجئين، وتالياً السماح لمن غادر سوريا منهم بالعودة اليها". واضافت رداً على سؤال عن سبب عدم استيعاب المملكة العربية السعودية لأعداد من اللاجئين، أن دولتها طلبت من الدول القادرة "ألا تكتفي بالدعم المالي، بل ان تستقبل المزيد من اللاجئين الى أراضيها". وختمت بأن 20 في المئة من اللاجئين في كل انحاء العالم لا يعودون الى ديارهم، لكن في الحالة السورية فإن الغالبية الساحقة تود العودة، من دون أن توضح كيفية تأكدها من الأمر.

 

 بيان سـفراء الدول الخمس رسـائل قويـة "لمن يعنيهم الامـر"/خريطة طريق للاطراف السياسية: ممنوع المس بالامن والحكومة

المركزية-/16 أيلول/16/ ليس أدّل الى الدعم الدولي للاستقرار السياسي والامني في لبنان في زمن الفراغ الرئاسي من البيان – النداء الذي اطلقه سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن من السراي الحكومي، في رسالة هي الاقوى منذ اكثر من عامين، متضمنة دعما وتأييداً لشخص الرئيس تمام سلام ولضرورة استمرار حكومته عشية سفره الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة. وفي قراءة متأنية لمضمون البيان الدبلوماسي الدولي، يتبين بحسب ما توضح مصادر مراقبة لـ"المركزية" أنه فنّد مجموع الازمات اللبنانية بدءا من الظروف الصعبة التي تحكم عمل الرئيس سلام وحكومته، فجددوا دعمهم المتواصل له، موجهين رسالة مباشرة "لمن يعنيهم الامر" من الاطراف المشاركة في الحكومة لتحمل مسؤولياتهم، في ما يخفي دعوة مبطنة للتيار الوطني الحر وحلفائه بوجوب عدم تعطيل الحكومة لانها الخط الاحمر المرسوم دوليا للاستقرار السياسي، بعدما عمد وزراء هذا الفريق الى مقاطعة جلسة مجلس الوزراء الاخيرة ما حمل سلام على التلويح باشهار ورقة الاستقالة في وجه المعطلين ودفع اكثر من وزير الى اعلان الموقف نفسه. اما الرسالة الثانية فليست بعيدة من الفريق ذاته كونه يتحمل مسؤولية الفراغ الرئاسي بفعل عدم مشاركة نوابه في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية وقد بلغت الـ44، فتوجهوا الى القيادات من بوابة القلق العميق حول الشغور لدعوتهم الى وضع خلافاتهم جانباً لمصلحة لبنان وشعبه والعمل بروح قيادية ومرونة لعقد جلسة لمجلس النوّاب بشكلٍ عاجل والشروع في انتخاب رئيس للجمهورية. وتشير المصادر هنا الى ان الدعوة هذه هي الاكثر صراحة ووضوحاً في بيانات السفراء الخمسة منذ بداية ازمة الشغور الرئاس. ولم يغفل دبلوماسيو الدول الكبرى اعادة التذكير بـ"اعلان بعبدا"، حتى انهم حددوا في بيانهم موعد صدوره في 12 حزيران 2012، تأكيدا على صفته الرسمية بعدما تحول الى وثيقة معتمدة في المحافل العربية والدولية، في اشارة الى الفريق الذي ينسف سياسة النأي بالنفس من خلال مشاركته في الحرب في سوريا، حتى انهم حرصوا في البيان على تذكير الاطراف اللبنانية بأن هذا الاعلان جاء انسجاماً مع التزامها الوارد في الاعلان الوزاري للحكومة الحالية، بعدما همشّه حزب الله بالدعوة الى "غليه وشرب زومه". وتعتبر المصادر ان في هذه الفقرة بالذات اكثر من موقف واشارة يتوجب على الحزب قراءتها والتمعن في مضمونها، خصوصا انها تأتي في ظل التحولات الدولية ورياح التغيير المقبلة على دول المنطقة وخصوصا سوريا. اما النقطة الاكثر دلالة التي تتوقف عندها المصادر، فتكمن في الحرص الدولي في البيان الدبلوماسي على الكشف عن ان السفراء بحثوا مع الرئيس سلام "في موضوع الانتخابات التشريعية القادمة. وتطلعوا إلى انعقاد انتخابات 2017 ضمن الجدول الزمني المحدد، مما سيعزز استقرار لبنان كما سيحفظ ويجدد الطبيعة الديموقراطية للجمهورية اللبنانية. ورحبوا بنيَة الحكومة أخذ الخطوات اللازمة لتأكيد إنعقاد الانتخابات ضمن الوقت المحدد". وتقول ان اهمية هذه الفقرة تكمن في انها تتزامن مع الحديث عن تمديد ثالث للمجلس النيابي اذا تعذر التوافق على قانون جديد، لتلافي تمدد الفراغ الى مجلس النواب وتعبيد الطريق امام المؤتمر التأسيسي الذي ما زالت تدعو اليه بعض القوى السياسية. وتختم المصادر بالقول ان البيان يشكل خريطة طريق لكل القوى السياسية اللبنانية للاهتداء بها في المرحلة المقبلة، خصوصا تلك المتجهة الى التصعيد في الشارع، فالمسّ بالاستقرار الامني او هز العرش الحكومي ممنوع، وان "اللبيب من الاشارة يفهم".

 

فراغٌ بِشَكْلِ رئيس!

أحمد الأسعد/15 أيلول/16/بعد سنتين من الشغور الرئاسي و44 جلسة بلا نتيجة، وتبدّلات في مشهد المرشحين للمنصب الأول في الجمهورية، عدنا لنسمع نغمة ما يسمّونه المرشّح التوافقي. في الواقع، لا يعني طرح المرشح التوافقي سوى واحد من تمديدين: الأول هو تمديد الشغور، لأن وصول أي مرشّح آخر غير العماد ميشال عون يبدو مستحيلاً، أما الثاني، فهو تمديد الوصاية الإيرانية على لبنان في حال نجح المرشح التوافقي في الوصول إلى قصر بعبدا. والأكيد أن كِلا التمديدين المحتملين شديد الخطورة. من غير المقبول أن نكون حرنا ودرنا على مدى سنتين لنعود إلى تكرار تجارب فاشلة. لقد ثبت بالتجرية أنّ المرشّح التوافقي يكون دائماً بلا لون ولا طعم ولا رائحة، ومضطراً إلى مراعاة جميع الأطراف، والحصول على مواقفتها قبل أية خطوة، وبهذا المعنى فهو لن يجرؤ على اتّخاذ قرار. من هنا، فإن المرشّح التوافقي لن يقدّم في وضع البلد إنّما سيؤخّره، أو في أفضل الأحوال تصبح المراوحة السلبية هي عنوان السنوات الستّ. سيكون الرئيس التوافقي فراغاً أيضاً، ولو بشكل رئيس. المرشّح التوافقي الذي سيأتي ضعيفاُ، سيحكم ضعيفاً،وسيُدار من "حزب الله"، بل سيكون دميةً بين يديه، وسيشكّل بالتالي امتداداً للإدارة الإيرانيّة للبلد. على هذا الأساس، طالبنا ونجدد مطالبتنا بتبنّي ترشيح العماد ميشال عون والمسارعة إلى الخروج من الأزمة الراهنة بانتخابه. فعون الرئيس  قد يختلف عن عون المرشّح، وقد يتحرر من حزب الله. إن لبنان اليوم في أمسّ الحاجة إلى قرارات جريئة كي يخرج من المنطقة الرماديّة الضبابيّة التي يتخبط فيها ويعاني منها الأمرّين، وآخر من سيُخرِج بلدنا من مآزقه ومشاكله الداخليّة كما الخارجيّة والسياسيّة كما الاقتصاديّة والاجتماعيّة هو المرشّح التوافقي. يجب أن نتوقّف عن القفز من ملعب إلى آخر ورمي الكرة خارج الملعب أصلاً، وأنْ نجلس على طاولة مع ميشال عون وأن نتّفق معه وأن نتّجه مباشرة صوب انتخابه رئيساً توافقياً للجمهورية. هذا هو الحل الأنسب.

 

حزب الله والقوات في خندقٍ واحد!

"ليبانون ديبايت"/15 أيلول/16/بات يتمترس الخصمين اللّدودين، حزب الله والقوات اللبنانية، في خندقٍ واحد ليس لمواجهة "التيار الوطني الحر" بل لمحاولة سحب فتائل التفجير، التي ربما يجنح نحوها البرتقالي في حمى الإشتباك الحكومي. وعلى الرغم من التفاؤل الذي يسود حارة حريك من مشاركة وزير الخارجية - رئيس التيار - جبران باسيل إلى جانب الرئيس تمام سلام في إجتماعات "نيويورك"، وإمكانية حصول بحث جانبي هناك ربما تطرّق إلى المشاكل اللبنانية، حيث شكّلت الزيارة منصّة لقاء علّها تقرب من وجهات النظر، يجهد حزب الله والقوات اللبنانية، كلُّ من موقعه التحالفي مع التيار العوني، في إقناع الرابية بعدم الإنصهار كثيراً في موضوع الأزمة الحكومية. وتشير مصادر "ليبانون ديبايت"، أن حزب الله يعمل على محاولة إعادة وزراء التيار إلى طاولة السراي. وعلى المستوى نفسه، تحاول معراب إقناع العونيين بضرورة العودة إلى الحكومة لأنها أقلّ الشرور الممكنة، والمحافظة عليها كونها المؤسسة الوحيدة التي تمسك الشرعية حالياً. حزب الله بدوره، يحثّ التيار على عدم النزول إلى الشارع، لأن ذلك لن يفيد في ظل الوضع الراهن، بينما تسير القوات في عملية إقناع التيار بعدم جدوى الشارع، وأنها لا تحبذّ إحراجها أمام الحلفاء، وبين هذا وذاك، يساهم كل منهما في العمل على إيجاد نقاط إلتقاء يُتفق عليها من أجل تفعيل وتصويب العمل الحكومي. وبحسب المصادر، فإن حزب الله والقوات اللبنانية باتا في موقع واحد مع التيار الوطني الحر، وباتا فعلياً الطرفان اللذان يسحبان فتيل التفجير الحكومي، على الرغم من رفض معراب المشاركة في التركيبة الحكومية أساساً وإختيارها البقاء في الخارج، لكنها وفي جديد نظرتها السياسية، ترى ضرورةً للحكومة، مثلها مثل حزب الله الذي يسعى إلى تمرير العهد الحكومي وتعزيزه دون السماح بإسقاطه.

 

لبنان يصحو على مخطط لاغتيال جنبلاط

العرب  [نُشر في 2016/09/16/بيروت – انشغل الوسط السياسي اللبناني باعترافات المتهم بالتعامل مع العدو الإسرائيلي يوسف فخر الملقب بـ“الكايبوي”، الذي أعلن فيها عن معلومات تلقاها من شخص يعمل لدى المخابرات السورية تفيد بأنه سيتم اغتيال النائب وليد جنبلاط قبل أكتوبر المقبل. ووليد جنبلاط هو أحد أبرز الوجوه السياسية في لبنان ويعد زعيم الطائفة الدرزية في البلاد، وله تأثير قوي على دروز سوريا (الموجودين أساسا في السويداء والجولان المحتل)، معروف عنه مواقفه المثيرة للجدل وهجومه الدائم على النظام السوري. وسبق وأن تعرض جنبلاط الذي يشغل مقعدا في البرلمان لتهديدات باغتياله من أطراف عديدة ومنها تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي خضر غضبان في تصريحات لـ“العرب” أن “المعلومات التي توفرت لديهم تؤكد أن إسرائيل تنوي اغتيال النائب وليد جنبلاط وأن هذا المخطط قد وصل إلى مراحله الأخيرة”. وعدد الغضبان جملة من العوامل التي تقف خلف سعي إسرائيل للتخلص من جنبلاط، منها رغبتها في تعميم مشهد الفوضى والانقسامات في المنطقة، ومحاولتها تحويل الطائفة الدرزية إلى حرس حدود لها. ولم يستبعد القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي تورط النظام السوري في مخطط الاغتيال موضحا “جنبلاط رفض أن يدخل الدروز في حلف الأقليات الذي كانت إسرائيل تطمح إلى تكوينه. وكان قد سبقها إلى هذا الطرح حافظ الأسد (الرئيس السوري الراحل) حيث لقي وقتها معارضة من الزعيم الدرزي كمال جنبلاط وكان هذا مدخلا للقطيعة بينهما. وما يحدث الآن يثبت حجم التقاطعات الكبير بين إسرائيل والنظام السوري”. وحيال التنسيق بين إسرائيل والنظام السوري يقول الغضبان “المعلومات التي تأكدنا منها تفيد أن هناك شخصا يدعى منير الصفدي يعمل في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيا وهناك رابط ما له مع النظام السوري. كل هذا يدل في نهاية المطاف على أن الهدف من إزاحة جنبلاط من الدرب إنما يرتبط ارتباطا وثيقا بمشروع حلف الأقليات الذي يجمع بين الطرفين”.

 

الحريري: إيران شريك مباشر في احتضان الإرهاب وتتولى تخريب المجتمعات العربية

بيروت – “السياسة”:/16 أيلول/16/شنّ رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري هجوماً عنيفاً على إيران وقادتها، على خلفية حملتهم الأخيرة على المملكة العربية السعودية، فوصف الحرب السياسية والإعلامية الإيرانية ضد المملكة العربية السّعودية بأنها “حلقة في مسلسل خطير لا وظيفة له سوى تأجيج الفتنة وتهديد الاستقرار في المنطقة”. وقال في سلسلة تغريدات عبر “تويتر” أمس: “بعد الكلام اللامسؤول الذي طالعنا به المرشد علي خامنئي عشيّة عيد الأضحى يخرج علينا وزير خارجيّته بمطالعة مشحونة بكل معاني الكراهية للسعودية”. واضاف ان “ظريف يستخدم منبراً إعلاميّاً أميركيّاً لتحريض الإدارة الأميركية والشعب الأميركي ضد السّعودية. لقد باتت منابر الشيطان الأكبر بنظر القيادة الإيرانية صالحة للاستخدام في تقديم وجهات النظر الشيطانيّة”، في إشارة إلى مقال لظريف تضمن هجوماً على السعودية في جريدة “نيويورك تايمز”. ورأى الحريري أن “إيران دولة تتولى أوسع عمليّة تخريب للمجتمعات العربية من لبنان إلى سورية والعراق واليمن وكل مكان تتسلّل إليه أجهزة الحرس الثوري، وأن إيران شريك مباشر في احتضان الإرهاب وانتشاره في العالم الإسلامي، والحقائق على ذلك أكبر من أن تُحصى من أفغانستان إلى الباكستان إلى العراق وسورية”. وختم مؤكداً أن “مَنْ يتحمّل مسؤولية تشريد الشعب السوري وتقسيم العراق وضرب وحدة اليمن وتهريب المتّهمين بقتل رفيق الحريري لا يمتلك أيّ حقوق بتوجيه سهام التجنّي ضدّ السّعودية وتاريخها الناصع بحماية الاعتدال”. من جهة أخرى، اعتبرت أوساط نيابية في كتلة “المستقبل” أن مرشّح الحريري للرئاسة لا يزال النائب سليمان فرنجية، وبالتالي لا صحّة لما يُقال عن توجّه رئيس “المستقبل” نحو مرشّح توافقي، مؤكّدة لـ”السياسة”، أن هذا الأمر سابق لأوانه، طالما أن النائب فرنجية لا زال مرشّحاً، إلاّ إذا أعلن انسحابه لصالح مرشح توافقي بعد مشاورات تجري مع جميع الأطراف، لكنّها استبعدت أن يوافق “حزب الله” والنائب ميشال عون على مرشّح توافقي، خاصةً أن الأوّل لم يقبل بمرشّح من “8 آذار”، فكيف سيقبل بمرشّح توافقي؟ وسط هذه الأجواء، وفيما يواصل “التيّار الوطني الحرّ” تحضيراته لـ”الانتفاضة الشعبية” التي يتحدّث عنها مسؤولوه، حيث من المتوقّع أن يبدأ التحرّكات الجماهيريّة في 28 الجاري، موعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الـ45، لتبلغ ذروتها في 13 أكتوبر المقبل، التقى رئيس الحكومة تمّام سلام أمس، عشيّة مغادرته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامّة للأمم المتحدة، سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الذين شدّدوا على ضرورة عقد جلسة لمجلس النواب بشكل عاجل والشروع في انتخاب رئيس للجمهورية والالتزام بسياسة النأي بالنفس وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

وفي انتقاد لممارسات “التيّار الوطني الحرّ”، لفت وزير الاتصالات بطرس حرب إلى أنّه من المؤسف أن يتحوّل تعطيل الدستور ومنع انتخاب رئيس وشلّ المؤسسات إلى سلاح سياسي يستغلّه فريق سياسي لابتزاز اللبنانيين، مشيراً إلى أن البعض يلجأ إلى إشهار سلاح الغوغائية والشعبوية والإثارة الطائفية، تحقيقاً لأهداف شخصيّة لا علاقة لها بمصالح اللبنانيين أو المسيحيين. وقال إن من يضرب حقوق المسيحيين هو من يعطّل انتخاب الرئيس المسيحي، معلناً عن إطلاق حملة شعبية ديمقراطية لمواجهة الابتزاز وإغراق البلاد في أجواء التفرقة والكراهية.

 

روجيه إدّه، لـ “السياسة”: كفى متاجرة بالميثاقية

بيروت – “السياسة”/16 أيلول/16/في تعليقه على الجدال القائم بشأن الميثاقية، وردّاً على الذين يدّعون أنهم يمثّلون أكثرية المسيحيين، إعتبر رئيس حزب “السلام” روجيه إدّه، في اتصال مع “السياسة”، أن رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مع قواعدهما الحزبية والشعبية، لا يشكّلان أكثرية المسيحيين وبالتحديد الموارنة منهم، لذلك من الخطأ الإدّعاء أنهما يمثّلان كامل الميثاقية، وهما لا يمثّلان إلا الأقليّة المسيحية. وقال إنّ هناك قوى أخرى لها ثقلها على الساحة المسيحية، وإن بقاء الكيان اللبناني تمثّله الأكثرية الصامتة من المسيحيين، داعياً إلى الكفّ عن المتاجرة بالميثاقية وتحويلها الى “قميص عثمان”. ورأى أن الميثاقية محصورة فقط بمَن يلتزم ببقاء الكيان والدولة، وليس بمَن يسعى لهدم الدولة، موضحاً أنه بالنظر إلى التطورات في المنطقة فإن “معنى الميثاقية أصبح بالجوهر ولم يعد بالشكليات. والميثاقية تعني بما يسمح للمؤسسات أن تستمر، وهي ليست حكراً على الموارنة فقط، فهي ملك لكل الطوائف. ما يعني إنها في الاستمرارية”. وعن تصلّب العماد عون في التمسّك بالميثاقية، رأى إدّه أنّ عون لا يستطيع الذهاب أكثر ولن يفعل شيئاً، مضيفاً انه “كان بإمكان عميد الكتلة الوطنية ريمون إده أن يطالب بالميثاقية عندما ترشح للرئاسة ضد الرئيس فؤاد شهاب، وكان في حينه يمتلك الثلث المعطّل، لكنه أصرّ على حضور جلسة الإنتخاب كي لا يسجّل عليه أنه تغيّب عن جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية، وكان يردّد دائماً أنه ممنوع على النائب أن يغيب عن جلسة إنتخاب الرئيس، لأنّ عليها يتقرّر مصير البلد، وقال في الجلسة الثانية يمكن الإنتخاب بالنصف زائد واحد، حرصاً على سلامة العملية الإنتخابية، وبذلك يتأمّن إنتخاب رئيس البلاد”.

 

قاطيشا: “القوات” لن تترك عون في “نصّ البير وتقطع الحبل فيه”

أخبار اليوم/16 أيلول/16/أوضح مستشار رئيس حزب “القوات” العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن اللقاء الذي جمع الدكتور سمير جعجع والنائب السابق غطاس خوري موفداً من الرئيس سعد الحريري تناول كيفية الخروج من الوضع الراهن الذي بات يزعج كل اللبنانيين. وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم” قال قاطيشا: خوري طرح مشكلة ولم يطرح حلاً، علماً أن الجميع يعرف ما هي المشكلة ويعترف بها، في حين أن الحلول تحصل تحت الطاولة، لا يمكن التطرّق إليها في الإعلام خشية من إفشالها قبل أن تبصر النور. ورداً على سؤال، اشار قاطيشا الى أن “القوات اللبنانية” متمسكة بترشيح العماد ميشال عون. أما إذا أراد الأخير التنحّي أو وافق على اقتراحات أخرى فإن “القوات” الى جانبه، مؤكداً ان “القوات” لن تترك عون في “نصّ البير وتقطع الحبل فيه”، قائلاً: هذا غير وارد. وأضاف: على غيرنا إقناع عون في حال وصل الى طريق مسدود.

وسئل: مَن هو هذا “الغير”؟ أجاب: “حزب الله” ومَن يدور في فلكه.

وعن إمكان ايجاد اسم يوافق عليه جميع الأطراف، قال قاطيشا: هذا يَفترض تقديم التنازلات من قبل كل الأطراف، إذا وافق عون على التنحي، وعندها يكون “لعون حصّة الأسد في هذا الإسم”. ورداً على سؤال، أكد قاطيشا أن “القوات” تسعى الى حلّ مشكلة رئاسة الجمهورية، وتعتبر أن عون هو الأفضل لهذه المرحلة بما يمثّل ومن يمثّل. وكرّر في حال قال عون إنه وصل الى طريق مسدود ولا يريد أن يكمل وبالتالي يسعى للبحث باسم آخر، فإن “القوات” لن تعارض وهي الى جانبه. على صعيد آخر، وتعليقاً على دعوة التيار “الوطني الحر” الى النزول الى الشارع، أوضح قاطيشا: “القوات” و”التيار” حلفاء حول العديد من القضايا لكن النزول الى الشارع  والخروج منه لم يتم البحث به. وتابع: أسلوب “القوات” في معالجة الأمور سواء أكانت ميثاقية أو غير ميثاقية يختلف عن أسلوب العماد عون.وأضاف: عون يهدّد بالنزول الى الشارع، وهو يضعنا في الأجواء، لكننا نحاول تهدئة الوضع وندعوه الى المعالجة بأساليب مختلفة ونحاول إقناعه بأن لا أحد يعلم ما هي تداعيات الشارع. وسئل: الى مَن وجّه التيار “الوطني الحر” موقفه بالأمس، لفت قاطيشا الى أن الموقف موجّه تحديداً الى حليفه “حزب الله” الذي يعيق إنتخاب عون الذي بات متأكداً من هذا الأمر.وختم: التحذير موجّه الى حليفه الأول.

 

عون يُحرج “حزب الله” … ويحشره

الراي الكويتية/16 أيلول/16/تُنذِر الأجواء السياسية في لبنان بهبوبِ عاصفةٍ لم تَعُد معالمها خافية على المتابعين والمعنيين، لكن جديدها ان أيّ تحرك مُجْدٍ لاحتوائها لم يَظْهر بعد. ومع تَوغُّل “التيار الوطني الحر” في كشْف أجنْدته التصعيدية وتحديد محطتيْن بارزتيْن لبلوغها الذروة في 28 أيلول موعد الجلسة 45 لانتخاب رئيس الجمهورية و13 تشرين الأول ذكرى العملية العسكرية السورية التي اطاحت حكومة عون العام 1990، لم يعد ثمة شكوك في ان التحرك المتدحْرج للتيار العوني بدأ يُحدِث واقعاً خطيراً من ناحية تَمدُّد التعطيل اولاً الى الحكومة وطاولة الحوار الى أجَل غير محدَّد، ومن ثم تَرقُّب خلط أوراق داخلي واسع. وتقول أوساط وزارية مطلعة لـ “الراي الكويتية” ان ما بدأ يثير الريبة والخشية من تداعيات التصعيد العوني هو مناخ الاستسلام لترْك هذا التصعيد يأخذ مداه، وسط افتقار الساحة الداخلية أقلّه حتى الآن الى أيّ مبادراتٍ قادرة على اجتراح مخارج من شأنها تجنيب الحكومة الشلل المفتوح أسوة بمجلس النواب، الأمر الذي لوحظ ان رئيس البرلمان نبيه بري يدأب على التحذير منه عبر تأكيده ان تعطيل الحوار كان يستهدف تورية تعطيل الحكومة، بما يعني ان الحكومة قد تشكّل الضحية المقبلة للنزاع الرئاسي الذي يشكل واقعياً محور اندفاعة التيار العوني. وتضيف هذه الأوساط ان الساعات الأخيرة شهدتْ مشاورات كثيفة غير معلَنة بين عدد من المراجع والقوى الداخلية حول ما يمكن القيام به لتَجنُّب بلوغ التحرك العوني حدود التهديد الفعلي للواقع الحكومي ،خصوصاً في ظل ما يطلقه “التيار الحرّ” من إشارات الى انه حين يبدأ تحرُّكه التصعيدي في السياسة والشارع بعد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس الجمهورية (بحال لم تحمل عون الى قصر بعبدا) فإن أي شيء لن يجعله يتراجع الى الخلف. علماً ان بيان الكتلة النيابية لعون، اول من امس، خلص الى “اننا نحضّر للتحرك المتدرج بعنوان الميثاق، وعندما نتحرك لن يقف تحركنا وأُعذر من أنذر، وغداً لناظره قريب في 28 أيلول أو 13 تشرين الأول”. وقد أُخذت تهديدات التيار العوني على محمل الجدية التامة هذه المرة كما تؤكد الاوساط، وذلك من منطلق إدراك الجميع ان الجانب العونيّ سيمنى بضربة كبيرة لا يمكنه تَحمُّلها ما لم يخرج بمكسبٍ ما من تصعيده، وهو الأمر الذي يفسر تَواتُر المعلومات في الأيام الأخيرة عن احتمال عقد لقاء بين العماد عون والامين العام لـ “حزب الله”، مع ملاحظة الأوساط نفسها ان مصدر هذه المعلومات هو “حزب الله” بما يؤشر الى ان الحزب في وارد التدخل قبل فوات الأوان بطريقةٍ ما، إما لاحتواء الأزمة قبل احتدامها وإما للاتفاق مع حليفه العوني على الخطوط الدنيا والقصوى للمرحلة المقبلة.

ذلك ان الأوساط تعتبر ان “حزب الله” يستشعر إحراجاً في موقفه في ظلّ ما يوجهه اليه التصعيد العوني ضمناً من رسائل أسوةً بما يوجهه الى خصومه في المسألة الرئاسية تحديداً والتي ظهّرت مجدداً الاصطدام بين اولوية الاعتبارات الاستراتيجية لـ “حزب الله” في مقاربته الواقع اللبناني برمّته وليس فقط بجزئية الرئاسة وبين النظرة “المحلية” لعون الذي وجد نفسه مراراً “متروكاً” من الحزب في “معارك” عدة خاضها. وفي رأي الأوساط عيْنها انه على اهمية هذا المؤشر الذي ربما لا يملك “حزب الله” بتّه راهناً لانه ليس قادراً ولا راغباً ولا مصلحة له مع حليفه الاقليمي ايران في تسريع انتخاب رئيس للجمهورية، فإنه يجد نفسه محشوراً أكثر في خانة استهداف حليفه للحكومة التي ستغدو رهينة التصعيد ومهدَّدة لأول مرة جدياً بالسقوط او بالشلل. ولا تقف مؤشرات تَصاعُد الأزمة عند المشهد الداخلي بل تتجاوزه وفق الأوساط الوزارية الى الخارج الدولي والديبلوماسي، اذ ان لبنان ذاهب الى الامم المتحدة بواقعٍ انقسامي يعمل رئيس الحكومة تمام سلام ووزراء على محاولة تجنبه في ظل ما صعد الى السطح الحكومي من تباينات حول موضوع اللاجئين والنازحين السوريين. ومعلوم ان وزير الخارجية جبران باسيل كان قد دفع بالمشهد الانقسامي الى العلن حين تساجل مع زميله وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في مؤتمر علني حول الموقف الرسمي من توطين اللاجئين، وهاجم باسيل الحكومة بعنف متهماً اياها بالتهاون مع خطر التوطين كما قرن ذلك بتوجيه مذكرة الى الامم المتحدة يضمنها موقف فريقه من الموضوع. واذ توجه باسيل امس الى نيويورك للمشاركة في مؤتمريْن يعقدان حول اللاجئين قبل افتتاح الدورة العمومية للامم المتحدة وقبل سفر الرئيس سلام غداً للمشاركة فيها، يُخشى ان يتمدّد الانقسام الى المنابر الدولية في ظل التعبئة العونية الجارية لاستخدام كل أساليب الضغط على الحكومة والحلفاء والخصوم سواء بسواء. وتبعاً لذلك تقول الأوساط ان المرحلة القريبة التي باتت تنذر بقلب “الستاتيكو” السياسي والحكومي، من شأنها ان تختبر مختلف القوى الداخلية وتضعها امام محك الحفاظ عليه تحت وطأة تصعيدٍ يستبطن تسريع الحسم في الأزمة الرئاسية وسط ظروف إقليمية ودولية وداخلية بالغة التعقيد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الفراغ الرئاسي… سيف في قلب البطريرك الماروني

 صحيفة الجمهورية/16 أيلول/16/الوضع الداخلي صار مشدوداً إلى موعدَي 28 أيلول و13 تشرين الأوّل رصداً للخطوات التي رَبطها التيار الوطني الحر بهذين الموعدين وصولاً إلى النزول الى الشارع، فيما يواصل البطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة الراعي مشاوراته لإنهاء الحالة الشاذة المتمثّلة في الفراغ الرئاسي. ومن المقرر ان يلتقيَ رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بعدما كان قد التقى الرئيس أمين الجميّل ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. وقالت مصادر بكركي لـ”الجمهورية” إنّ الراعي يضع الأقطاب الموارنة أمام مسؤولياتهم التاريخيّة، خصوصاً في ما يتعلق بمستقبل المسيحيين في لبنان وسط ما تشهده المنطقة من تهجير للأقلّيات. وأشارت المصادر إلى أنّ الراعي يشدّد على أنّه “لا يجوز أن يعتاد المسيحيون على فكرة غياب رئيس الجمهورية، وهذا الفراغ في سدّة الرئاسة خطير وبات سيفاً في قلب البطريرك الماروني”. من هنا يحاول البطريرك “إيجاد حلّ داخلي أساسُه اتّفاق ماروني شامل، وخلقُ مساحات حوار وتلاقٍ، لكنّه لن يدخل في لعبة الأسماء. مع تأكيده على المرشّحين بأن يساعدوا أنفسهم بالنزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس.

 

موقف الحريري ينسـف الآمال العونية بتبنـي ترشـيح "الجنرال"/"بيت الوسط" يطمئن فرنجية: الاتصالات مع الرابية لم تصل لنتيجة

المركزية-/16 أيلول/16/ اذا كان من مجال للشك في امكان انتقال الرئيس سعد الحريري من ضفة تبني ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى مقلب تأييد ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون كما يروّج بعض الطامحين لوصول "الجنرال" الى بعبدا، فان موقفه الناري ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم قطع الشك باليقين ولم يترك مجالا لا للطموح ولا للتفاؤل في هذا المجال. فزعيم المستقبل الذي رد على كلام وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي "يستخدم منبراً إعلامياً اميركياً لتحريض الإدارة والشعب الأميركي ضد السعودية" معتبرا "ان منابر الشيطان الأكبر بنظر القيادة الإيرانية، صالحة للاستخدام في تقديم وجهات النظر الشيطانية"، ومتهما طهران بـ" بتولي اوسع عملية تخريب للمجتمعات العربية، وبأنها شريك مباشر في احتضان الارهاب وانتشاره في العالم الاسلامي، وتهريب المتهمين بقتل رفيق الحريري"، أكد المؤكد لجهة دحض كل النظريات الذاهبة في اتجاه عدول الحريري عن قرار ترشيح فرنجية، ذلك ان سخونة المواقف واستفحال الصراع السعودي- الايراني لا يمكن ان يقابله لبنانيا قرار بحجم تبني المستقبل "مرشح ايران" الذي يؤيده حزب الله. وتبعا لذلك، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" إن الرئيس المحور لم يعد وارداً في القاموس اللبناني، وهو لم يكن اصلا كذلك، فلبنان لا يمكن ان يحكمه الا رئيس توافقي يلتزم سياسة الحياد والنأي بالنفس عن صراعات المحاور، التي وبفعل زجّ بعض الاطراف السياسية لبنان عنوة فيها تبقى الدولة من دون رئيس جمهورية منذ عامين واربعة اشهر، فقرار المحاور يفرض تعطيل رئاسة لبنان الى حين تحصيل مكاسب اقليمية لأصحابها. وتذكّر في السياق بموقف وزير خارجية مصر سامح شكري الذي دعا الى انتخاب رئيس حيادي كما بسلسلة دعوات بدأت تصدر من دول عدة تصب في الاتجاه نفسه. ومع ان المصادر لا تخفي وجود جناح داخل تيار المستقبل ينحو في اتجاه تأييد ترشيح عون لوضع حد للفراغ القاتل الذي انهك الدولة وبات يشكل خطرا حقيقيا على مصيرها بعدما أفرغت مؤسساتها الدستورية تباعا، وما تبقى منها في طريقه نحو التفريغ والتعطيل، وهو طرح يكفل عودة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة التي باتت حاجة له شخصياً وللدولة اللبنانية لاعادة مياه العلاقات مع دول الخليج الى مجاريها، تشير الى رجحان كفة الجناح الرافض الاقدام على خطوة من هذا النوع ستفقد تيار "المستقبل" ما تبقى له من رصيد ومصداقية سنيّاً ولبنانيا وخليجيا. وعلى رغم تظهّر الصورة "المستقبلية" في شكل واضح خصوصا بعد موقف الحريري، تبدي اوساط بنشعي توجساً من امكان تخلي بيت الوسط عن مرشحها، معززة شكوكها بسلسلة الزيارات واللقاءات التي عقدت بين مستشارين من قبل فريقي الرئيس الحريري والعماد عون، اذ تخشى ان تفضي الى اتفاق يضع زعيم بنشعي خارج المعادلة الرئاسية. بيد ان اوساط المستقبل، كما تفيد "المركزية" طمأنت مرشحها الزغرتاوي عبر موفد زاره اخيرا انها ليست في وارد التخلي عنه، وان نتائج الاتصالات مع الرابية لم تكن ايجابية ولا وصلت الى نتيجة، فالحريري متمسك بترشيح فرنجية ما دام مرشحاً ولن يتراجع الا اذا قرر هو ذلك.

 

الكباش السعودي –الايراني يحتدم والرئاسة في مهب رياحـه

"ستاتيكو" الترشيحات على حاله وعودة الحريري تحرك الجمود

السفراء الخمس: لانتخابات رئاسية عاجلة ونيابية في موعدها

المركزية-/16 أيلول/16/ تبدو معالجة نقاط "الالتهاب" الكثيرة والآخذة في التمدد في الجسم اللبناني، مرهونة بما يمكن ان يتمخض عن الاتصالات السياسية التي يدور معظمها خلف الكواليس. فالازمة الرئاسية التي باتت لبننة حلها شبه مستحلية، يُتوقع ان ينشط على خطها الرئيس سعد الحريري فور عودته الى بيروت، في ضوء اعلان مستشاره الوزير السابق غطاس خوري عن مساع لتحريك الاستحقاق "نحو مكان جديد". أما الازمة الحكومية الناشئة بفعل مقاطعة "التيار الوطني الحر" جلسات مجلس الوزراء كونها في رأيه، تنسف "الميثاقية"، فيحاول "حزب الله" نزع فتيلها عبر ايجاد تسوية يمكن ان تليّن موقف الحزب البرتقالي، خاصة وان "الحزب" والمردة اللذين قاطعا الجلسة الحكومية الاخيرة لن يقاطعا الجلسة المقبلة. الرهان العوني يسقط؟: واذا كانت جلسة انتخاب الرئيس المحددة في الثامن والعشرين من أيلول الجاري مفصلية في حسابات التيار الوطني الحر، فان أي معطى سياسي لا يوحي بتبدل قد يطرأ على خريطة الاصطفافات الرئاسية الحالية في القريب العاجل، والتعويل البرتقالي على انعطافة مستقبلية تجاه الرابية يبدو حتى اللحظة من سابع المستحيلات، خصوصا في ظل الكباش الاقليمي المستعر بين السعودية وايران. وان كان ثمة من لا يزال ينتظر تبدلا سيطرأ على موقف الرئيس الحريري، فإن تصعيد الاخير اليوم ضد طهران قد يكون قضى على هذه الآمال، خصوصا ان "الجنرال" في نظر "المستقبل" مرشح ايران وحزب الله. تصعيد الحريري: وكان رئيس "المستقبل" شن هجوما قويا على "الجمهورية الاسلامية" اعتبر فيه أن "ايران دولة تتولى أوسع عملية تخريب للمجتمعات العربية، من لبنان الى سوريا والعراق واليمن وكل مكان تتسلل اليه أجهزة الحرس الثوري. وإيران شريك مباشر في احتضان الارهاب وانتشاره في العالم الاسلامي، والحقائق على ذلك اكثر من ان تحصى من أفغانستان الى الباكستان الى العراق وسوريا"، مؤكدا عبر "تويتر" ردا على "المطالعة المشحونة بالكراهية للسعودية التي طالعنا بها وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف"، ان "من يتحمل مسؤولية تشريد الشعب السوري وتقسيم العراق وضرب وحدة اليمن وتهريب المتهمين بقتل رفيق الحريري لا يمتلك أية حقوق بتوجيه سهام التجني ضد السعودية وتاريخها الناصع بحماية الاعتدال". وقال "ظريف يستخدم منبرا إعلاميا اميركيا لتحريض الإدارة الأميركية والشعب الأميركي ضد السعودية. لقد باتت منابر الشيطان الأكبر بنظر القيادة الإيرانية، صالحة للاستخدام في تقديم وجهات النظر الشيطانية".

لا تبدّل: وليس بعيدا من النزاع السعودي- الايراني الذي تلفح رياحه لبنان، اكد مصدر في "تيار المستقبل" لـ "المركزية" ان "الرئاسة على حالها، والتعقيدات لا تزال كما هي، ولا انعطافة رئاسية لا من قبل الرئيس سعد الحريري المُستمر بدعم ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية ولا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي يدعم ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون"، الا انه اشار في المقابل الى اننا "نحاول فتح ثغرات "وابواب" في جدار الازمة الرئاسية، ونأمل ان يتم ذلك مع العودة القريبة للرئيس الحريري".وعبّر المصدر عن "قلقه من التصعيد الكلامي لرئيس "التيار الوطني الحرّ" الوزير جبران باسيل"، داعياً تكتله النيابي الى النزول الى مجلس النواب "المكان الصحيح" لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وليس الشارع"، مذكّراً باننا لم "نعطّل" البلد عندما تم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة، لا بل تعاونا معه في قضايا ومناسبات عدة خلال فترة تولّية الرئاسة".

نداء السفراء: الى ذلك، وفي وقت وضعت القيادات المحلية "بيضة" الاستحقاق الرئاسي في سلة الخارج وقد أعلن الرئيس نبيه بري ان سقوط طاولة الحوار أسقط معه امكانيات لبننة الحل الرئاسي، لا تبدو عواصم القرار العربي والغربي في وارد ابتداع مخرج سحري للمأزق اللبناني وهي لا تنفك تدعو الى ابرام تفاهمات لبنانية على ان تساعد هي في ولادتها، على قاعدة "ساعدوا أنفسكم، نساعدكم". وفي السياق، دعا سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن بعد اجتماعهم بالرئيس تمام سلام في السراي اليوم في حضور المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ "كل القيادات اللبنانية إلى وضع خلافاتهم جانبا لمصلحة لبنان وشعبه والعمل بروح قيادية ومرونة لعقد جلسة عاجلة لمجلس النواب والشروع في انتخاب رئيس للجمهورية"، معربين عن "قلقهم العميق حول الشغور في رئاسة الجمهورية المستمر منذ 27 شهرا، والذي ما زال يعوق مجلس الوزراء ويجعل مجلس النواب عاجزا عن إقرار تشريعات حاسمة".

دعم لسلام: وعشية توجهه الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، وفي ظل الخطر الذي يتهدد حكومته، مدّ السفراء سلام ومجلس الوزراء بجرعة دعم قوية حيث أشادوا بـ"جهود رئيس مجلس الوزراء ليحكم في ظروف تزداد صعوبة"، وأعربوا عن "دعمهم المتواصل لعمله". ودعوا "كل الاطراف اللبنانيين الى العمل بمسؤولية خدمة للمصلحة الوطنية لتمكين المؤسسات الحكومية من العمل بفاعلية ولضمان أن يتم اتخاذ القرارات الرئيسية في وقت تواجه لبنان تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية وانسانية متنامية".

وفي السياق، اكدت اوساط سياسية مطّلعة لـ المركزية" ان بيان السفراء وهو الثالث من نوعه على هذا المستوى بعد بيان صدر من بعبدا وآخر من بكركي ، جاء ليجدد دعم المجتمع الدولي للبنان وتأكيد عدم تناسيه ولو في ظل الانشغال بأزمات دول المنطقة والحرص على امنه واستقراره والدعوة الى عدم الخوف على المصير. واعتبرت ان التذكير بـ"اعلان بعبدا" جاء من باب التمسك به كوثيقة مدرجة في المحافل الدولية لا يمكن ان تمحوها مشاركة بعض الاطراف في سوريا.

المساعدات الانسانية: اقليميا، وجهت الأمم المتحدة اتهامات إلى الحكومة السورية بعرقلة ايصال مساعدات المنظمة الدولية الى المدنيين المحاصرين والتي كان من المفترض نقلها بـ"سلاسة" بموجب الاتفاق الأميركي الروسي الذي فرض وقفا لاطلاق النار في البلاد منذ الاثنين الماضي وتم تمديده أمس لـ48 ساعة تنتهي غدا، حيث أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا "أن الحكومة السورية تعرقل توصيل المساعدات، مضيفا "لم نتلق خطابات التسهيل أي أننا لم نتلق التصريح النهائي للأمم المتحدة بالوصول إلى هذه المناطق المحاصرة والأمر يتطلب إصدارها على الفور"... وبعد الظهر، عبرت 20 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية من الأمم المتحدة، الحدود التركية، وتنتظر في "منطقة عازلة" بين تركيا وسوريا، لتتجه بعدها إلى شرق حلب. وأعرب منسق الشؤون الإنسانية في سوريا، يان إيغلاند، عن أمله في أن توزع المساعدة الجمعة في الأحياء المحاصرة، الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس. تبادل اتهامات: أما روسيا، فوجهت بدورها اتهاما إلى الولايات المتحدة بعدم الوفاء بالتزاماتها حيال اتفاق الهدنة. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن "واشنطن تستخدم "ساترا لغويا" لإخفاء عدم رغبتها في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، بما في ذلك الفصل بين جماعات المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية، موضحة في بيان حسب وكالة "رويترز"، أنه "تبين بعد اليوم الثالث من بدء سريان وقف إطلاق النار مساء الاثنين، أن قوات الحكومة السورية هي فقط الملتزمة بالهدنة. وأضافت أن وحدات من المعارضة السورية "تسيطر عليها الولايات المتحدة" كثفت قصفها لمناطق سكنية مدنية.

 

"التوافقـي" يتقـدم خارجيـا.. ويلقـى أصـداء داخليــة؟/مساع "مستقبلية" لتفاهم حول قانون الانتخاب يسهّل "الرئاسة"

المركزية-/16 أيلول/16/ بـ"ضربة" تعطيل عجلات الحوار الوطني، قُذفت كرة الاستحقاق الرئاسي رسميا هذه المرة، الى الملاعب الاقليمية والدولية، وتهاوي الطاولة، وفق ما أعلن عرّابها الرئيس نبيه بري شخصيا، قضى على ما كان تبقّى من آمال ضئيلة بلبننة الحل الرئاسي. انطلاقا من هنا، بات الاستحقاق، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ينتظر التفاتة من صناع القرار في العالم. واذا كان مسؤولو العواصم الغربية والعربية الكبرى، وأهمها واشنطن وموسكو وباريس والقاهرة، أبلغوا القيمين على مقدرات البلاد بضرورة التوصل الى تفاهم داخلي ينقذ الرئاسة، وأنهم مستعدون لدعم هذه التفاهمات وتسهيل ولادتها، على قاعدة "ساعدوا أنفسكم أولا كي نساعدكم"، لكنهم لا يمكنهم أبدا تولّي مهمة ملء الشغور من ألفها الى يائها، الا ان هذه النداءات وآخرها صدر اليوم من السراي عن سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن حيث دعوا "القيادات اللبنانية كافة إلى وضع خلافاتهم جانباً لمصلحة لبنان وشعبه والعمل بروح قيادية ومرونة لعقد جلسة لمجلس النوّاب بشكلٍ عاجل والشروع في انتخاب رئيس للجمهورية"، تبدو حتى اللحظة أشبه بصرخة في واد بعد ان استسلمت القوى المحلية لتعقيدات اللعبة السياسية من جهة ولعرابيها الاقليميين من جهة أخرى. المصادر تمضي مشيرة الى ان "التفويض" الاميركي لفرنسا بمتابعة الملف الرئاسي اللبناني لا يزال قائما، وأن الفاتيكان يدعم مساعي باريس تماما كما القاهرة التي دخلت على خط الازمة اللبنانية مؤخرا محاولة ملاقاة الجهود الفرنسية، الا ان أي خرق لم يتحقق في جدار الشغور السميك. غير ان قاسما مشتركا تكوّن لدى كل من وضع يده على الجرح الرئاسي، يقول إن المعالجة لا يمكن ان تتم الا عبر مرشح توافقي حيادي من خارج نادي الاقطاب الموارنة الاربعة بعد أن عجزوا كلهم عن تحقيق الاجماع السياسي المطلوب لإيصالهم الى قصر بعبدا. وعليه، تضيف المصادر، فان البحث جار في العواصم الخارجية عن شخصية يمكن ان تكون محط قبول ورضى في الداخل، مع العلم ان هذا الرضى لن يكون سهل المنال مع تمسك رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بأحقيته في الرئاسة وربطه المسألة بالميثاقية وصحة الحضور المسيحي في التركيبة اللبنانية.

على أي حال، تكشف المصادر ان التوجهات الرئاسية الدولية بدأت تلقى بعض الاصداء في الداخل. فرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية أعلن استعداده للانسحاب من السباق الرئاسي شرط تأمين اجماع على رئيس وفاقي. أما مرشِّحه الرئيس سعد الحريري فيستعد وفق أوساط التيار الأزرق، لاطلاق مقاربة جديدة للاستحقاق بعيد عودته الى لبنان في الايام المقبلة. واذ تتكتم حول طبيعة المساعي "الحريرية" الجديدة، تقول الاوساط لـ"المركزية" إن بيت الوسط ليس في وارد الانعطاف نحو الرابية رئاسيا، الا انه لا يمانع البحث عن مرشحين جدد، ذلك ان "هدفنا الأساس يبقى "أكل العنب" الرئاسي ووقف التدهور الذي يصيب البلاد". وفيما تلفت الى ان "المستقبل" سيحاول في الايام المقبلة جسّ نبض القوى السياسية حيال طرحه الجديد، وهو بدأ اتصالاته بإيفاد الوزير السابق غطاس خوري الى معراب، تكشف المصادر ان ثمة توجها لدى "المستقبل" للدفع نحو اقرار قانون انتخابي جديد في أسرع وقت ممكن، هو على الارجح القانون "المختلط"، المتفق عليه بين "المستقبل" و"القوات" والحزب "التقدمي الاشتراكي"، ذلك ان خطوة مماثلة من شأنها تسهيل الاتفاق على رئاسة الجمهورية. وتشير المصادر الى أن منطق السلة مرفوض، الا "اننا لا نمانع معالجة ملف قانون الانتخاب والاستحقاق الرئاسي في شكل متواز ومتزامن، لأن فصلهما بات صعبا خصوصا بعد رفض قوى 8 آذار انجاز الانتخاب وفق قواعد اللعبة الديموقراطية والدستورية، فصار التوصل الى تفاهمات جانبية ضروريا وإلزاميا للخروج من المأزق السياسي الذي نتخبط فيه منذ أكثر من عامين".

 

لبنان يعوّل على المجتمـع الدولي تجاه أزمة النزوح ورفض التوطين

المركزية-/16 أيلول/16/  على الرغم من ان الجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها الـ71 افتتحت الثلثاء، الا ان الزخم المنتظر في مقر المنظمة الاممية في نيويورك لن يظهر الا بعد توافد قادة الدول مطلع الاسبوع المقبل مع اجتماع النزوح الرفيع المستوى الذي دعت اليه الامم المتحدة الاثنين لتبدأ في 20 الجاري المناقشة العامة لرؤساء وامراء وملوك الدول او من يمثلهم في قاعة الجمعية العامة حيث يلقي ممثلو الـ193 دولة كلمات بلادهم فيما حددت كلمة لبنان التي سيلقيها رئيس الحكومة تمام سلام للمرة الثالثة على التوالي الخميس المقبل. وفي هذا الإطار، أفادت مصادر سياسية "المركزية" إن كلمة لبنان في اجتماع النزوح في 19 الجاري وفي الجمعية العمومية في 22 منه، تتضمن موقفه الجامع من ازمة النازحين التي تثقل كاهله وتعويلا على المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته تجاه هذه الازمة. مع التشديد على رفض التوطين او اعادة دمج النازحين في المجتمعات اللبنانية بما يعني اطالة امد بقائهم في لبنان.

وهذا ما سيبحثه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مع الدول المانحة وتلك المضيفة للاجئين السوريين الذين تجاوزوا عتبة سبعة ملايين لاجئ في اجتماع الاثنين المعني بحركات النزوح الكبرى للاجئين والمهاجرين، وسيتم خلاله التوقيع مع المنظمة الدولية للهجرة على اتفاق تعاون مع الامم المتحدة باعتبارها المنظمة العالمية الرائدة في مجال الهجرة، ونظرا لدورها المهم في حماية حقوق المهاجرين ومساعدة الأشخاص النازحين والمجتمعات المتأثرة بالهجرة على حد سواء. وأوضحت المصادر ان المسألة السورية ستتصدر المواضيع التي سيطرحها قادة الدول في كلماتهم ولن تخلو المناقشات من الاشارة الى اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا بعد التفاهم الاميركي الروسي. وسيحرص لبنان على ان تكون عودة النازحين متوازية مع الحل السياسي المراد لسوريا وهذا ما سيبلغه الرئيس سلام الى المسؤولين الذين سيلتقيهم. وحصلت "المركزية" على ابرز بنود جدول اعمال الجمعية التي تتمحور حول تمويل بعثات الامم المتحدة ومنها "اليونيفل" والتقرير المرفوع الى رئيس الدورة الـ 71 للجمعية العامة ، سفير فيجي بيتر طومسون، من وكالة الطاقة الذرية والقضايا الناشئة وكذلك الحالات التي تتطلب المزيد من الاهتمام مثل الهجرة والتنمية وصون السلام والأمن الدوليين وتحت هذا النبد تندرج الحالة في الشرق الأوسط وتعزيز حقوق الإنسان والعدالة والقانون الدولي ونزع السلاح ومراقبة المخدرات ومنع الجريمة ومكافحة الإرهاب الدولي بكل أشكاله، فضلا عن مسائل تنظيمية أخرى كما ستبحث هذه المواضيع خلال الجلسات التي ستعقد في إطار الدورة الممتدة حتى كانون الأول المقبل .واعتبرت المصادر ان الامين العام الحالي الذي شارفت ولايته على الانتهاء سيجهد من اجل الخروج بمقررات ملموسة في ما يخص مساعدة اللاجئين لا سيما السوريين منهم تتعلق بإعادة توطينهم بصورة ارادية من قبل الدول الراغبة بذلك، ومساعدة السوريين في الداخل من خلال ايصال المساعدات الحيوية اللازمة؛ كون الاسبوع المقبل سيشكل اخر فرصة له للقاء مسؤولي الدول كأمين عام للأمم المتحدة قبل ان يعين خلفه بموجب قرار من الجمعية العامة وفقا لتوصية مرفوعة من مجلس الامن الدولي خلال الشهر المقبل.

 

جنجنيان: وحده مطلـب انتخاب الرئيس يقودنا إلى الشارع و السجال مع بري ديموقراطي ولا نزال رأس حربة "14 آذار"

المركزية-/16 أيلول/16/ يبذل طرفا تفاهم معراب كثيرا من الجهد لإخراج حلفهما من الاطار الرئاسي البحت، وإن كانت القوات لا تزال تعطي الأولوية لانجاز الاستحقاق الرئاسي. أما على ضفة التيار الوطني الحر، فلا تزال الميثاقية و"حقوق المسيحيين" الشغل الشاغل الذي يخوض الفريق العوني معركته السياسية الجديدة تحت رايتهما، وهو أعلن أن مرحلة جديدة من التصعيد السياسي ستبدأ في 28 أيلول الجاري. كل هذا يدفع إلى التساؤل عن موقف معراب من الخطوات العونية المرتقبة. عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان أوضح لـ"المركزية" أن "بالنسبة إلينا، البلد يعيش مشكلة أساسية، هي الفراغ الرئاسي، وإن استطعنا العمل على هذا الأمر، نحل جزءا كبيرا من المشكلة". وأشار جنجنيان إلى أن "الاتفاق بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يتضمن عشرة بنود. لكن في ما يتعلق بالخيارات الأخرى، لا يزال كل فريق في موقعه الأساسي". وشدد على "أننا نربط أي تحرك محتمل بملء الفراغ الرئاسي، وهذا السبب الوحيد الذي قد يقودنا إلى الشارع، علما أننا في الأساس ضد اللجوء إلى هذا الخيار، خصوصا في الظروف الراهنة". وعن ربط التحرك العوني بالتعيينات، أكد "أننا لا نزال ندعو إلى انجاز ملف التعيينات، والوصول إلى تفاهم، وتعيين قائد جديد للجيش، علما أن على الحكومة أن تنجز هذا الأمر".

وعن جلسات الحوار، لفت إلى "أننا من مؤيدي الحوار، وقد غرد الدكتور جعجع داعيا إلى تقليص عدد المتحاورين لتكون الطاولة أكثر فاعلية، خصوصا أن الرئيس سلام، وبعد اعترافه بفشل الحكومة، بات على شفير تقديم استقالته بسبب "قرفه" من الوضع الحكومي، غير أن الأمور تبقى رهن التفاهمات".

وحول ان السجال على خط معراب- عين التينة، اعتبر أن "من حق الدكتور جعجع أن يبعث برسالة مفادها اذا كانت هناك نية في الوصول إلى الحل، فينبغي حصر المتحاورين بالكتل النيابية الأساسية، وكان للرئيس بري رأي آخر، وقد شهدنا حوارا ديموقراطيا على "تويتر" أمس، وهو لا يتخطى هذا البعد".

وختم جنجنيان: "إعلان النيات أسس لصفحة جديدة من العلاقات مع التيار الوطني الحر على أساس البنود العشرة. وفي الوقت نفسه، القوات لا تزال رأس حربة في 14 آذار، علما أن جعجع يدفع ثمن مواقفه سياسيا وحكوميا، بعكس الآخرين. لذلك لا يستطيع أحد أن يزايد عليه في مواقفه".

 

بري مصرّ على ابقاء جسور التواصل قائمـة: الحوار يتطلب التقاء الارادات لا قواعد جديدة

المركزية-/16 أيلول/16/ يصر رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ما ينقل عنه زواره ان لا جديد تحت الشمس السياسية في الوقت الراهن وان كل ما يقال عن قواعد جديدة لاستئناف الحوار هو من باب التكهنات وكلام لا يمت الى الحقيقة بصلة سيما وان لا شروط للحوار تحكمه او تحده بل افقه رحب ومفتوح ومواضيعه قابلة للبحث والنقاش وذلك من ضمن الاهداف والطروحات المراد تحقيقها. اما اذا كان البعض يتطلع الى تحديد اطر معينة يراد منها تحقيق غايات واهداف اخرى خارج اطار المصلحة الوطنية فطبيعي ان يصطدم الحوار عند ذلك بجدار المصالح الضيقة ما يؤدي الى مزيد من التشنج والتباعد.

وينقل الزوار عن رئيس المجلس انه استنفد المبادرات والعجائب في سبيل الخروج من المأزق الراهن ولبننة الحلول ادراكاً منه لعدم اهتمام لا بل عدم اكتراث العالم بما يجري على الساحة اللبنانية، وانه مصر من موقع مسؤولياته الوطنية على ابقاء جسور التواصل قائمة ليس بينه وبين الهيئات السياسية والحزبية والكتل النيابية وحسب، انما بين المكونات اللبنانية ككل، لأنه على قناعة تامة ان لا بديل من الحوار وتفاهم اللبنانيين على حل مشكلاتهم القائمة من خلال تحمل المسؤوليات والعمل لوصل ما انقطع وعلى كل المستويات. ويؤكد بري على ما يضيف الزوار، ان استعادة الحوار والعودة الى الطاولة في عين التينة او في موقع دستوري آخر يتطلب ارادة من الجميع لأن الحلول تكمن في تلاقي الارادات وعمل المؤسسات من ضمن العناوين الجامعة التي اكد عليها الرئيس بري في المهرجان الذي اقامته حركة "امل" في مدينة صور في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه. هذه الذكرى التي شكلت مناسبة وطنية لجمع الفرقاء والمكونات تحت شعار "وحدة شعب وصمود وطن". كذلك يؤكد الرئيس بري وانطلاقا من مسؤولياته الوطنية والحزبية على التمسك بالدستور ومن دون انتقائية وبالميثاق الوطني الذي يرعى حقوق المكونات اللبنانية وواجباتها والتشبت ايضا بكل ما يؤدي الى تعزيز الدولة والمجتمع.

ويلفت بري الى الانجازات التي حققها الحوار، ويسأل الم يبعد التشنجات الطائفية والمذهبية ويخفف من الاحتقان السياسي والاجتماعي الذي كان قائما قبل انعقاده حيث حفلت تلك المرحلة بالعديد من الاحتقانات واطلاق النار في العاصمة والمحافظات والمناطق الاخرى. ويستطرد قائلا لم يفلح لبنان في هذه المرحلة بمواجهة تداعيات ما يجري في الدول الشقيقة والصديقة. ولولا الحوار الوطني والثنائي لما نجحنا مع الادارات والاجهزة المعنية في الصمود وتعزيز الامن والاستقرار. صحيح ان للاجهزة العسكرية والامنية دورها الطليعي والرائد في هذا المجال لكن الغطاء السياسي والادارة السياسية كانا متوافرين من خلال الحوار والاجماع القائم. كذلك على الصعيد السياسي الم تستمر الحكومة على رغم كل ما يصيبها كل يوم من سهام؟ وايضا الم يكن هناك اجماع على ضرورة تشكيل مجلس الشيوخ وتطبيق سواه من بنود اتفاق الطائف والدستور عند انتظام الاوضاع والامور؟ لذلك، يختم بري ان اللبنانيين محكومون بالتفاهم والمدخل الطبيعي لذلك هو الحوار طال الوقت ام قصر.

 

غاريوس: ندرس كل الخيارات وقرار الشارع لم يتخذ بعد ونعارض لأنهم أخرجونـا من الميثاق والحل بانتخاب عون

المركزية-/16 أيلول/16/ بعد طول تحذير، ضرب التيار الوطني الحر تاريخي 28 أيلول و13 تشرين الأول موعدين لجولة جديدة من التصعيد السياسي احتجاجا على ما يعتبره "قفزا فوق الميثاقية" و"استهتارا بحقوق المسيحيين". وبعد مقاطعة الجلسات الحوارية والحكومية، لم يحدد تكتل التغير والاصلاح في بيانه أمس ماهية الخطوات المقبلة المدرجة في خانة ما سمي "التصعيد العوني التدريجي"، تاركا المجال مفتوحا أمام عاصفة من التحليلات ذهبت إلى حد ترجيح خيار النزول إلى الشارع، على وقع ترقب ردة فعل حلفاء وخصوم التيار، على السواء من التصعيد الجديد. وفي السياق، أوضح عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ناجي غاريوس لـ "المركزية" "أننا لم نعلن حربا تصعيدية، بل قلنا إننا سنتخذ قرارات في ضوء الاجابات التي تردنا. ذلك أننا نطالب بأمر ناقص في البلاد، بشكل متعمد، علما أننا لا نطالب بنيل حقوق غيرنا، بل نريد حقوقنا". ولفت غاريوس إلى أن "البعض يقول إننا نطالب بما لا يحق لنا، وأن التيار لا يستطيع وحده المطالبة بحقوق المسيحيين. هذا أمر خاطئ. ونحن ندعو هذا البعض إلى المطالبة معنا بهذه الأمور، ونعتبر أن هذا الكلام يشير إلى عجز معين"، معتبرا "أننا نعيش في نظام غير منتظم، ولا يمكن تصحيحه إلا إذا شارك الجميع فيه، علما أن ما نطالب به ليس إلا حقوقا أعطانا إياها الدستور".

وفي ما يتعلق بالمقاطعة العونية للحكومة، أشار إلى أن "رئيس الحكومة يستفيد من مؤتمرين حول لبنان في نيويورك، ليحدد موعد الجلسة المقبلة في 29 أيلول، وهو تاريخ استحقاق تعيين قائد جديد للجيش، وسننتظر ما ستؤول إليه الأمور حتى ذلك الحين".

وفي وقت يتهم فيه التيار بالغوص في العناوين الكبيرة، تبرز التساؤلات عن تفسير الرابية للميثاقية التي تنادي بها. وفي هذا الاطار، أشار غاريوس إلى أن "الميثاقية تفسر نفسها بنفسها، وهي تعني أولا الميثاق الوطني. وهذا الأخير يفيد بأن العيش المشترك يترجم بالمشاركة في الحكم. من هذا المنطلق، لن نقبل أن نقف مكتوفي الأيدي فيما هم يتخذون القرارات التي يريدون". وعن سبب عدم إثارة الميثاقية بعد الغياب القواتي والاستقالة الكتائبية، ذكّر أن " عند استقالة الكتائب، لم يخرج إلا وزير واحد. غير أن السؤال هو: لماذا لم يطالب الكتائب بالميثاقية عند خروجهم؟ وإن كانوا يعتبرون أنفسهم مكونا أساسيا، فلينضموا إلينا لنحارب سويا". وفي ما يتعلق بالخطوات المقبلة، كشف "أننا ندرس كل الخيارات ونحضرها لكننا لم نتخذ قرارا بالنزول إلى الشارع، علما أن قرارا كهذا يتخذ تدريجا"، منبها إلى "أننا انفتحنا على تيار المستقبل، لكنه قطع الطريق على ذلك، وعندما تحالفنا مع حزب الله كيلت لنا الاتهامات. ومخطئ من يعتقد أننا ننتظر توافقا بين السعودية وايران لبناء الدولة في لبنان. ذلك أن همنا الأول هو إرادة اللبنانيين". وعن مواقف الحلفاء من التحرك المرتقب، أشار إلى "أننا لم نطلب من حزب الله الانضمام إلينا، لكن له حساباته، وقد ينزل إلى الشارع إن وجد ضرورة لذلك. وقد ينزل القواتيون معنا إلى الشارع أيضا.

وختم غاريوس: "أخرجونا من الميثاق، ولذلك نحن نصعّد، وليتفق الجميع على انتخاب العماد عون رئيسا (بوصفه الأكثر تمثيلا) لتنتهي هذه القضية".

 

عراجــي يتابــع قضيــة الطـراس: لاستكمال التحقيقات كي لا "نزيد الطين بلّة"

المركزية-/16 أيلول/16/ ملأت قضية توقيف الشيخ بسام الطراس على خلفية التحقيقات في تفجير كسارة، الفراغ الذي فرضته عطلة عيد الاضحى، حيث انشغلت الساحة الداخلية بالحدث، خصوصاً لناحية بيان الامن العام الذي دعا الى إبعاد السياسة عن القضاء، وكلام مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر في شأن بعض التفاصيل المحيطة بالقضية ولم يتبين وجود اعتراف منه او عليه من قبل اي من الموقوفين فيما يتعلق بعبوة كسارة خلافا لما ذكره بعض وسائل الاعلام". وفي السياق، اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي لـ"المركزية" انه "يتابع القضية مع المعنيين، خصوصاً المديرية العامة للامن العام"، مؤكداً اننا "تحت سقف القانون". ونقل عن الشيخ الطراس تأكيده "ان لا علاقة له من قريب او بعيد بتفجير كسارة، وانه لم يعترف بضلوعه بالتفجير كما ذكرت بعض الصحف، وانه تحت سقف القانون والقضاء". واذ لفت عراجي الى اننا "لا نريد زيادة "الطين بلّة"، لان البلد على كفّ عفريت"، شدد على ضرورة ان "يأخذ القضاء مجراه ويستكمل التحقيقات حتى النهاية".

 

من بهجة «جمّول» إلى بؤس «المقاومة»

هند طاهر/جنوبية/15 سبتمبر، 2016

يعتقد الغالب منّا أن التحرير رهن العام 2000، وأنّ المقاومة الإسلامية هي من أخرجت اسرائيل من لبنان.

في الظاهر هذه الصورة التي نشأنا عليها والتي تدارسها الأجيال حتى أصبحت مرسخة تاريخياً كما لو أنّها عقيدة، ولكنها في الواقع صورة ضبابية تقصي الكثير من الحقائق، وتُغّيب العديد من الأبطال، فما قبل عام التحرير أعوام من النضال لا يستذكرها حزب الله في إحتفالاته، وكثيرٌ من المقاومين الأبطال – اللبنانيين الذين لم يكّرموا ولم يذكروا في أعياده، هذه النضالات التي قامت بها جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ..وهي التي لايستطيع احد اختصارها بحزب لأنها كانت تعبيرا عن مقاومة وطنية وعنوانا لمقاومة شعب. شيوعي، قومي، اشتراكي امل وعشرات المجموعات المستقلة والمتنوعة …. لم تحمل جبهة المقاومة الوطنية صبغة طائفية مذهبية، بل حملت مفهوم النضال اللبناني ضد الاحتلال وعملائه، وحققت العديد من الإنجازات التي عمل البعض على مصادرتها واستغلالها. ففي السادس والعشرين من أيلول 1982 تمكنت “جمّول” من تنفيذ عدة عمليات بطولية أجبرت العدو على الانسحاب من بيروت ومكبرات الصوت تردد “يا أهل بيروت لا تطلقوا النار نحن منسحبون” .. وفي نيسان العام 1985 اجبرت جبهة المقاومة الوطنية بعملياتها المتتالية جيش الاحتلال على الإنسحاب من صيدا والزهراني وصور والنبطية وغيرها من القرى والبلدات، لينحصر تواجده في الشريط الحدودي وهو الذي انسحب منه في 25 ايار 2000 لينطوي مفهوم عيد التحرير على ذاك اليوم وذاك الانسحاب ! تحت مظلة المقاومة الوطنية حررت معظم الاراضي التي احتلتها اسرائيل في العام 1982. خلال ثلاث سنوات اي حتى العام 1985 كان اكثر من سبعين بالمئة من الاراضي المحتلة قد جرى تحريره. هذا العيد الذي بدأ من رصاصة زيتونة في دير ميماس إسمها سهى بشارة، ومن نضالات “جمّول” التي حررت غالبية الأراضي اللبنانية، ومن عديد من الشهداء قدموا قرابين النفس لحرية الوطن …

فهل يحق لمقاومة حزب الله مصادرة شهداء المقاومة الوطنية؟

فهل يحق لها مصادرة مسدس جورج حاوي ورصاصتي سهى؟!

المقاومة الوطنية لم يختصرها حزب ولا زعيم ولا مذهب ولا طائفة لآنها كانت مقاومة شعب ضد الاحتلال. المقاومة الوطنية اللبنانية لم تتلوث بحرب اهلية ولا بحرب سورية..بقيت ناصعة ولا تزال كذلك لآنها لم تكن مقاومة يختصرها شخص او حزب كانت بحجم شعب وعلى مساحة وطن.

 

الحريري يتصل بعون: سوف يتم انتخابك في جلسة 28 أيلول

جنوبية/16 سبتمبر، 2016/لفتت مصادر صحيفة “الأنباء الكويتية” أنّ اتصالاً ورد للرابية، أبلغ العماد ميشال عون بأنّ نواب المستقبل سوف ينتخبونه رئيساً في جلسة 28 أيلول. إقرأ أيضاً: ريفي: أنا الرجل الذي انتصر على الحريري وميقاتي بـ650 ألف دولار ولا نقدس أحداً

وبحسب الصحيفة فإنّ المتصل هو مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري.

 

الحريري يطالب بحماية وليد جنبلاط

جنوبية/16 سبتمبر، 2016/علّق الرئيس سعد الحريري عبر صفحته تويتر على المستجدات التي طرأت في محاولة اغتيال النائب وليد جنبلاط، فقال الحريري في تغريدتين متتاليتين أنّ: “الكشف عن مخطط لاغتيال وليد بك جنبلاط، إنجاز أمني وقضائي يستحق توجيه التحية لكل من ساهم في وضع اليد عليه”. مضيفاً “سلامة وليد جنبلاط من سلامة لبنان والتعبير عن التضامن معه والدعوة الى حمايته مسؤولية عربية ووطنية في مواجهة أدوات الفتنة والشر”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

"فايننشال تايمز": النظام والمعارضة في سوريا يعرقلان وصول المساعدات

المركزية-/16 أيلول/16/ ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية ان "بعد يومين من بدء الهدنة في سوريا، لا يزال التقدم في توزيع مواد الإغاثة على المناطق المحاصرة بطيئا"، مشيرةً الى ان "الفشل في توزيع مواد الإغاثة سيعوق خطط الاتفاق بين واشنطن وموسكو، الذي يُمثّل اتفاقا غير مسبوق بين الجانبين منذ الحرب العالمية الثانية". واوضحت الصحيفة ان "على رغم موافقة الرئيس السوري بشّار الاسد والمعارضة المسلّحة على الهدنة، لكن كلا الجانبين يضع عراقيل في طريق وصول موظفي الإغاثة إلى المحاصرين".ولفتت "فايننشال تايمز" الى ان "مسؤولي الأمم المتحدة انفسهم منقسمون في شأن الاتفاق، إذ يقول موظفو الإغاثة ان مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وبعض مسؤولي الأمم المتحدة لا يزالون يبحثون كيفية نقل المساعدات وتوزيعها".

 

رئيس أركان القوات الروسية يبحث في تركيا الملف السوري

أنقرة – أ ف ب/16 أيلول/16/بحث رئيسا الأركان الروسي والتركي أمس، في أنقرة، الأزمة السورية والتعاون العسكري الثنائي على خلفية انفراج في العلاقات بين موسكو وأنقرة بعد أشهر على أزمة ديبلوماسية خطيرة. واستقبل الجنرال التركي خلوصي اكار نظيره الروسي فاليري غيراسيموف خلال حفل عسكري نقلته محطات التلفزة التركية في بث مباشر.وعقب مراسم الاستقبال عقد الجانبان لقاء مغلقاً شمل آخر التطورات في سورية والتعاون العسكري بين البلدين. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناتشنيكوف أعلن في وقت سابق في موسكو، أن غيراسيموف «سيتباحث في أنقرة مع نظيره التركي خلوصي اكار في الوضع الراهن وآفاق تسوية الأزمة في سورية»، مضيفاً إن المسؤولين العسكريين سيستعرضان أيضاً «آفاق التعاون الاقتصادي الثنائي». يشار إلى أن العلاقات بين روسيا وتركيا مرت بأزمة ديبلوماسية بعد إسقاط الجيش التركي مقاتلة روسية قرب الحدود السورية. -

 

النظام السوري يواصل عرقلة إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة

جنيف، موسكو، دمشق – وكالات/السياسة/16 أيلول/16/اتهمت الأمم المتحدة، أمس، النظام السوري بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، التي كان من المفترض نقلها بسلاسة بموجب الاتفاق الأميركي – الروسي، في حين برزت اتهامات من موسكو لواشنطن بعدم الايفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق.

وكانت الأمم المتحدة تسلمت في السادس من سبتمبر الجاري أذونات من الحكومة السورية لتوزيع مساعدات في بلدات مضايا والزبداني والفوعة وكفريا ومعضمية الشام المحاصرة في ريف دمشق، إلا أن المبعوث الاممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، قال خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أمس، «نحن بحاجة الى إذن نهائي. وهذا أمر يجب أن يتم فوراً. إنه لأمر مؤسف، إننا نضيع الوقت. روسيا موافقة معنا على هذه النقطة». وأضاف دي ميستورا، في ختام اجتماع لمجموعة العمل بشأن المساعدة الانسانية لسورية، ان الروس الذين يدعمون النظام السوري عبروا عن «خيبة أملهم».

وإذ اشار إلى تراجع كبير للعنف منذ سريان الهدنة مساء الاثنين الماضي لمدة 48 ساعة تم تمديدها لـ48 ساعة أخرى، قال دي ميستورا ان بعض الناس تذرعوا بأن المكاتب كانت مغلقة خلال عطلة عيد الاضحى وبأن أعمال الحكومة السورية «كانت بطيئة بعض الشيء» خلال العيد، لكنه لا يقبل ذلك كسبب وجيه.

وتأمل الامم المتحدة في نقل المساعدة اليوم الجمعة الى شرق حلب حيث يقيم ما بين 250 ألفاً و275 ألف شخص في الاحياء المحاصرة الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما أعلن يان ايغلاند الذي يترأس مجموعة العمل بشأن المساعدة الانسانية.

وأكد أن نحو عشرين شاحنة تنقل مساعدات انسانية من الامم المتحدة الى شرق حلب عبرت الحدود التركية، أمس، وتنتظر في «منطقة عازلة» تقع بين تركيا وسورية. وفي هذا السياق، أوضح دي ميستورا ان الامم المتحدة ليست بحاجة الى إذن نهائي من الحكومة السورية لتوزيع المساعدة في حلب لأنه تم وضع نظام آخر لذلك، ينص على السماح للأمم المتحدة بمجرد «إبلاغ» الحكومة بوصول القوافل الانسانية الى حلب عبر طريق الكاستيلو، محور الطرق الواقع شمال المدينة. لكنه أكد أن القافلة لا يمكنها ان تنطلق طالما لم يتم التحقق من سلامة طريق الكاستيلو، مشيراً إلى أن الامم المتحدة تنتظر تأمين هذه الطريق بموجب الاتفاق الاميركي – الروسي. وقال دي ميستورا انه ما إن يتم تأمين طريق الكاستيلو ستقوم الامم المتحدة بابلاغ الحكومة السورية بتفاصيل المساعدات التي تنقلها الشاحنات وستكون «مختومة»، مؤكداً أن المساعدات المرسلة الى حلب تحظى «بوضع خاص». وبذلك لن يكون للسلطات السورية الحق بالتحقق من محتوى الشاحنات. وبعد توزيع المساعدات ستبلغ الامم المتحدة دمشق مجدداً بكميات المساعدات التي تم تسليمها. من جهتها، أعلنت موسكو، بعد ظهر أمس، أن قوات النظام السوري بدأت بالانسحاب من طريق الكاستيلو لإنشاء منطقة منزوعة السلاح، مشيرة إلى أن سحب السلاح من قبل النظام وفصائل المعارضة يجب أن يجري بشكل متواز بحسب الاتفاق. وفي السياق نفسه، اتهم الجيش الروسي الولايات المتحدة بعدم الوفاء بالتزاماتها الواردة ضمن اتفاق الهدنة، عبر عدم ممارسة ضغط على فصائل المعارضة لكي تنأى بنفسها عن الجماعات الارهابية.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنيكوف، في بيان، «يبدو ان الهدف وراء اعتماد واشنطن ضبابية كلامية هو إخفاء واقع أنها لا تفي بالتزاماتها، وفي المقام الاول فصل مسلحي المعارضة المعتدلة عن الارهابيين»، منتقداً تشكيك بعض المسؤولين الاميركيين الكبار بشأن التعاون بين البلدين. واضاف «في اليوم الثالث (من الهدنة) وحده الجيش السوري يلتزم بوقف اطلاق النار. في الوقت نفسه زادت المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة عدد هجماتها على الاحياء السكنية». وبحسب الجنرال كوناشنيكوف، فإن روسيا تفي «منذ اللحظة الاولى بالتزاماتها بخصوص نظام وقف الاعمال القتالية على الاراضي السورية». من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان جولة جديدة من المحادثات بين النظام والمعارضة قد تجرى في نهاية سبتمبر الجاري. وفي موقف لافت، طلب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت من واشنطن اطلاع حلفائها «بسرعة» على مضمون الاتفاق الذي أبرمته مع روسيا بشأن سورية. وقال الوزير الذي زار اوكرانيا للصحافيين «المهم هو ان تصلنا معلومات وافية وآمل أن نحصل عليها سريعاً»، مضيفاً «يبدو لنا انه من الطبيعي تبادل المعلومات بين الحلفاء»، في إشارة إلى أن فرنسا عضو في التحالف الدولي تحت قيادة واشنطن لمكافحة تنظيم «داعش». وشدد على أهمية «التمييز بين الفصائل ومعرفتها وعدم المجازفة بأي قدر بضرب فصائل المعارضة المعتدلة»، مضيفاً «إذا عرف مضمون الاتفاق الروسي – الأميركي سيتيح ذلك فهماً أفضل لما تم التفاوض بشأنه لضمان فعاليته».

 

أطفال حلب يستغلون الهدنة لزيارة القرد «سعيد»

حلب – ا ف ب/السياسة/16 أيلول/16/في حديقة عند أحد خطوط التماس في مدينة حلب السورية، يجلس القرد «سعيد» وحده في قفص كبير فارغ ينظر الى أطفال تجمعوا حوله للمرة الاولى منذ أشهر مستغلين الهدنة السارية في البلاد للاستمتاع قليلاً. وطالت الحرب المدمرة في سورية والمعارك المتواصلة في مدينة حلب المقسمة منذ العام 2012 القرد «سعيد» أيضاً، إذ بات وهو في الـ22 من عمره، وحيدا في حديقة السبيل في منطقة حلب الغربية الواقعة تحت سيطرة جيش النظام. ويقول عبدالله الجغل (52 عاما)، حارس حديقة الحيوانات التي تؤوي «سعيد» الذي ينتمي الى فصيلة «الرباح المقدس» او «بابون هامادرياس»، «كلما سمع سعيد اصوات قذائف او اطلاق رصاص، يقفز خائفا ويحاول الصعود الى أعلى نقطة في القفص». ويضيف «يخاف سعيد من الاصوات القوية ويحتاج لوقت طويل كي يهدأ». قبل الحرب كانت حديقة السبيل التي تبعد مسافة خمس دقائق سيرا على الاقدام عن أحد خطوط التماس في المدينة، بين الاماكن الجاذبة لسكان حلب، خصوصاً بسبب حديقة الحيوانات الصغيرة فيها التي كانت تضم أنواعاً أخرى من القردة وطائر طاووس. أما اليوم فبدت آثار الحرب واضحة على الحديقة بين حفرة خلّفتها قذيفة وعشب باهت اللون وأشجار قليلة. أما باقي الحيوانات قد نفقت جميعها، ولم يبق سوى عدد من البط و«سعيد» الذي يأكل الفستق والخضار

 

برينان: سورية أعقد أزمة واجهتها خلال 36 عاماً

واشنطن – الأناضول/السياسة/16 أيلول/16/أكد مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه» جون برينان أن بلاده لا تمتلك «حلاً سريعاً» ولا «عصا سحرية» لجميع المشاكل السورية، مضيفاً إنه «خلال 36 عاماً من عملي في قضايا الأمن الوطني، فإن سورية هي أكثر المشاكل، التي مرت علي تعقيداً». وأوضح برينان خلال حوار له في «مركز الدراسات الستراتيجية والدولية» في واشنطن، أول من أمس، أن «عدم وجود حل سريع للمشاكل السورية مرجعه إلى كثرة الأطراف الداخلية والخارجية المتصارعة، والانقسام الطائفي، وسنوات من قمع مارسته عائلة الأسد التي أخمدت تطلعات البلاد إلى الديمقراطية». وأشار إلى أن «هنالك كثير يتذمرون من عجز الولايات المتحدة عن الذهاب إلى هناك وحل الكثير من تلك القضايا، في الحقيقة أتمنى لو أن لدينا عصا سحرية لحل تلك المشكلات التي بالرغم من وجودها (المشكلات)، فإن واشنطن مشكورة لمجرد المحاولة». وأضاف «من الطيب أن تواصل الولايات المتحدة محاولتها لإنهاء المعاناة الإنسانية، وإراقة الدماء التي تحدث هناك (في سورية)، لكني أعترف أننا لا نملك حلولاً يمكن فرضها وإجبار الناس على اتباعها». وأكد أن حل الأزمة السورية «سيحتاج إلى سنوات عدة»، مشدداً على أن «الربيع العربي كان إيذاناً بحلول مرحلة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط، إلا أنه ما زال هنالك طريق طويل قبل أن تضرب مبادئ الديمقراطية جذورها في الإصلاحات ليكون قادراً على مواجهة التحديات الشديدة الجدية التي تواجهه».

 

بغداد تؤيد إفراغ الموصل من المدنيين لتدميرها وواشنطن تفضل بقاءهم لمقاومة «داعش»

بغداد – باسل محمد/السياسة/16 أيلول/16/أكد قيادي بارز في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» برئاسة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لـ«السياسة» ان الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي ضد «داعش» لديها شكوك حيال سرعة حسم معركة تحرير مدينة الموصل، ولا تتفق مع الحكومة العراقية بأن التنظيم سينهار بسرعة وتفر قياداته الى سورية، لأنه قاتل في مدينة الفلوجة لمدة تقارب الشهر، وفي بلدة القيارة لنحو شهر ونصف الشهر. وكشف عن أن العسكريين الأميركيين يتخوفون من تحول معركة الموصل الى حرب استنزاف طويلة داخل وحول المدينة، وهي عاصمة محافظة نينوى المترامية الأطراف والمعقدة التضاريس، مشيراً إلى أن الجيش العراقي يميل إلى افراغ الموصل من سكانها لكي يتسنى له هزيمة «داعش» بصورة نهائية ومنع وقوع عملية الاستنزاف، ما يعني أن بغداد تريد تنفيذ سيناريو تحرير مدينة الرمادي الذي تسبب بتدمير لهذه المدينة، وهي عاصمة محافظة الأنبار، بنسبة تفوق الـ90 في المئة، وهذا أمر في غاية الخطورة. وأكد القيادي أن المواقف العراقية والأميركية تبدو منقسمة في أكثر من اتجاه بشأن معركة الموصل، موضحاً أن حكومة حير العبادي تعتقد أن خيار افراغ الموصل من سكانها هو خيار لا بد منه لضمان تدمير التنظيم الارهابي حتى لو جرى في مرحلة مقبلة، أي أن يتم في بداية العملية العسكرية اقتحام المدينة بعد تطويقها، كما جرى مع الفلوجة، مع بقاء المدنيين، ثم الدفع بمسلحي «داعش» الى الساحل الأيسر من الموصل للتحصن فيه بالتزامن مع توجه المدنيين الى الساحل الأيمن من المدينة، وبالتالي فإن التدمير سيطال نصف الموصل فقط، وهو خيار أهون من سيناريو الرمادي وشبيه بسيناريو الفلوجة، حيث اضطر المتطرفون الى التحصن في الأحياء الشمالية للمدينة الى أن هزموا بعد قرابة أسبوعين من القتال.

في المقابل، يعارض العسكريون الأميركيون اللجوء الى الاستعمال العشوائي للقوة العسكرية من قبل مختلف قطاعات الجيش العراقي، كما جرى في تجربتي تحرير الرمادي والفلوجة، ويميلون أكثر إلى بقاء المدنيين داخل الموصل وتفادي الافراط في القصف المدفعي لأسباب عدة أهمها، أن خروج المدنيين بأعداد كبيرة قد تصل الى مليون وربع المليون نازح يعد مشكلة للعملية العسكرية الهجومية وقد يسهم في إبطائها بصورة كبيرة، كما أن المدنيين، من وجهة النظر الأميركية، يشكلون ورقة في غاية الأهمية في تحديد مواقع «داعش» داخل المدينة، ويمكن أن يتحول قسم كبير منهم إلى مقاومة داخل الموصل.

وبحسب القيادي، فإن هذا الرأي يتقاطع مع رأي القوى السياسية السنية والكردية العراقية التي تعتقد أن عنصر المدنيين هو عنصر لصالح العملية العسكرية إذا أحسنت حكومة العبادي التعاطي معه بذكاء. كما أن القيادة الكردية برئاسة بارزاني تتبنى الفكرة القائلة بأن ترك المجال لمجموعات من المدنيين لتنظيم مقاومة من الداخل هو أمر إيجابي في مرحلة ما بعد «داعش»، لتعزيز المصالحة وقيام إدارة توافقية لثاني أكبر مدينة عراقية بعد العاصمة بغداد. وأكد القيادي الكردي أن قاعدة القيارة الجوية التي تبعد قرابة 60 كيلومتراً عن الموصل من الجهة الجنوبية باتت جاهزة للاستخدام، بعد نجاح عسكريين أميركيين وعراقيين في تأهيلها، مرجحاً هبوط مقاتلات من دول التحالف في هذه القاعدة خلال الأيام القليلة المقبلة، إيذاناً بدخولها حيز الخدمة العسكرية. ولفت إلى أن التحضيرات الجارية لبدء عمليتين عسكريين لتحرير بلدة الشرقاط، بمحافظة صلاح الدين المتاخمة للموصل، وبلدة الحويجة بمحافظة كركوك، شمال بغداد، تعد خطوة عسكرية مفيدة، لأن فتح جبهات قتال مع «داعش» خارج مدينة الموصل بالتوازي مع ارتفاع وتيرة الاستعدادات الميدانية واللوجستية لمعركة الموصل، يربك صفوفه ويستنزف قواه، وهو أسلوب فعال لإضعاف معنويات القتال لدى الإرهابيين. -

 

السعودية تطالب بتحرك دولي ضد انتهاكات إيران في اليمن

نيويورك – كونا/16 أيلول/16/دعت المملكة العربية السعودية أمس، مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات “المناسبة والضروية” ضد معرقلي عملية الانتقال السياسي في اليمن ومنتهكي القرارات الأممية ذات الصلة. وطالب مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي في رسالة وجهها إلى مندوب نيوزيلندا غيرارد بوهمين الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية لمجلس الأمن، باتخاذ “جميع الإجراءات اللازمة لانصياع إيران لقرارات المجلس ذات الصلة والاحجام عن أي عمل غير قانوني في اليمن”. وأشار إلى أن السعودية تتعرض لهجمات بالصواريخ، ومنها بالستية تشنها عناصر “جماعة أنصار الله” والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عبر الحدود بشكل عشوائي وغير مسؤول، مضيفاً إن تلك الاعمال أدت إلى وقوع خسائر بشرية بين المدنيين وتخريب بالبنى التحتية المدنية وكذلك بالمدارس والمستشفيات. واتهم في رسالته إيران بتزويد عناصر “أنصار الله” بالأسلحة والذخائر ما يعد انتهاكاً واضحاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216، لافتا إلى أن عدداً من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومنها أستراليا وفرنسا والولايات المتحدة اعترضت شحنات أسلحة إيرانية متجهة إلى اليمن. وأوضح أن ضبط شحنات تلك الأسلحة “أماط اللثام عن شحنات هائلة من الأسلحة غير المشروعة تأكد أن مصدرها إيران”.وإزاء كل تلك الانتهاكات، أكد المعلمي حق المملكة في اتخاذ الإجراءات الضرورية كافة لمواجهة تهديدات “جماعة أنصار الله الممولة والمدعومة من جانب إيران”. وشدد على ضرورة تحميل عناصر “أنصار الله” والقوات الموالية لصالح وحليفهم الأجنبي المسؤولية عن استمرار سلوكهم غير المسؤول والإجرامي لوقف المزيد من الانتهاكات وتعريض سلامة وأمن الشعب اليمني وأمن السعودية للخطر.

 

سليماني: أنا جندي في ولاية الفقيه.. وسأظلّ خادماً

جنوبية/16 سبتمبر، 2016/ردّ قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني على التقارير والتصريحات الأمريكية التي تشير أنّه سوف يترشح لانتخابات الرئاسة الإيرانية المقبلة. وجاء في بيان اصدره أنّ كل ما يصدر هو من أعداء الثورة وهدفه التفرقة، مؤكداً أنّه مجرد جندي صغير في ولاية الفقيه وسيبقى، طالباً عدم الاكتراث بالتصريحات الماكرة والمعادية والتي تهدف لهدر وقت خادمي الشعب الإيراني.

 

الرياض": "قانون جاستا".. فوضى سياسية في العلاقات الدولية

المركزية-/16 أيلول/16/ لفتت صحيفة "الرياض" السعودية الى ان "قانون تطبيق العدالة على داعمي الإرهاب، المعروف بـ"قانون جاستا" حدث غير مسبوق في تاريخ العلاقات الدولية ويؤسّس لمرحلة جديدة من الفوضى السياسية في حال اقره الكونغرس الاميركي، لانه يعطي الحق للافراد ان يقاضوا الدول، وخصص لتمكين الأفراد الأميركيين من رفع دعاوى امام المحاكم الأميركية لمقاضاة دول "ضالعة في الأعمال الإرهابية"، وذلك لتجاوز سياق قانوني آخر، مستقر في التشريع الأميركي منذ عام 1976، ويمنح الدول حصانة امام المحاكم". واشارت الصحيفة الى ان "حوادث 11 ايلول 2001 المعني الاول بهذا القانون على رغم ان لجنتي الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب، في "إعلان تموز" اوضحتا ان "وكالات الاستخبارات الأميركية لم تتمكّن من ان تثبت وجود صلات بين السلطات السعودية ومنفذي تلك الهجمات، وانها تستبعد تورط جهات حكومية سعودية في تمويل تنظيم "القاعدة". وافادت "الرياض" بان "مثل هذه التشريعات تستخدم عادة كأداة ضغط على الدول من اجل الحصول على مكاسب سياسية داخلية تتعلق بالانتخابات التشريعية لارضاء الناخب، لكنها غفلت عن ان تلك القوانين يمكن ان يتم تشريعها في حق مواطنين او جنود اميركيين في الخارج وتتم محاكمتهم في تلك الدول بناءً على تهم توجهها لهم كحق مشروع لاي دولة، ومن هنا تبدأ الفوضى في رسم العلاقات الدبلوماسية وإخراجها عن سياقها الطبيعي الذي من المفترض ان تكون عليه كما في السابق". واعتبرت ان "قانون جاستا" غير منطقي في طرحه والأسباب التي وضع من اجلها، فهو يضرّ ولا ينفع في ظل تداخلات السياسة الدولية وتشعباتها".

 

كلينتون تستأنف حملتها وتسعى إلى استعادة المبادرة بهجوم مضاد

نيويورك – ا ف ب، رويترز/16 أيلول/16/استأنفت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون، أمس، حملتها الانتخابية بعد أيام من الجدل الذي أثارته وعكتها الصحية، وهي مصممة على استئناف هجومها على منافسها الجمهوري دونالد ترامب قبل 11 يوماً من أول مناظرة تلفزيونية بينهما.

والرهان السياسي لدى كلينتون هو استعادة التقدم على ترامب الذي كانت سجلته بعد مؤتمري التنصيب الحزبيين في يوليو الماضي، سيما بعد تقلص الفارق بينهما في بعض استطلاعات الرأي، فيما بدأ ترامب مجدداً الاعلان ان استطلاعات الرأي تعطيه تقدماً مثلما كان يحصل في فترة الانتخابات التمهيدية. وكانت كلينتون أصيبت بوعكة صحية الأحد الماضي بسبب جفاف ناجم عن التهاب رئوي شخصت به سرياً قبل يومين من ذلك النهار، الأمر الذي أرغمها على إلغاء جولة في غرب البلاد وترك الميدان خالياً للمرشح الجمهوري في فترة يكثف فيها عادة المرشحون وتيرة تحركاتهم. لكن كلينتون نشرت بيانا صحيا مفصلا، مساء أول من أمس، لوضع حد للشائعات التي طالتها خاصة أنه لم يتم الكشف عن اصابتها بالتهاب رئوي إلا بعد الوعكة الصحية. وبحسب طبيبتها، فإن وزيرة الخارجية السابقة التي تبلغ قريبا الـ69 عاما مؤهلة لتولي مهام الرئاسة، وهي في وضع ذهني “ممتاز”، وأصيبت هذه السنة بحساسية والتهابات تمت معالجتها بالمضادات الحيوية، الى جانب الالتهاب الرئوي. ويريد الديمقراطيون الآن شن هجوم مضاد على ترامب عبر تحديه ومطالبته بنشر بيان طبي مفصل عن وضعه الصحي.وكشف الملياردير الاميركي، اول من امس، خلال تسجيل حلقة من البرنامج الطبي “الدكتور اوز”، بعض جوانب اخر فحص طبي خضع له خصوصاً انه يعاني من الوزن الزائد (107 كيلوغرامات فيما يبلغ طوله 1,90 متراً بحسب ما نقلت شبكة “سي ان ان” عن متفرجين مشاركين في الحلقة). وقال هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن ترامب “يبلغ من العمر 70 عاما وليس نحيفا على الاطلاق”، مضيفاً “انه يتباهى بتناول المأكولات السريعة يوميا”. ومع ترقب عودة كلينتون، تساءل ترامب بأسلوب خال من الديبلوماسية عن مستوى الطاقة لدى المرشحة الديمقراطية وذلك خلال تجمع انتخابي في كانتون بولاية اوهايو الستراتيجية. وبعدما كشف انها كانت طريحة الفراش، تساءل الملياردير الاميركي امام مناصريه في معرض حديثه عن الحر في القاعة، “هل تعتقدون ان هيلاري كلينتون كانت لتتحمل التواجد هنا لساعة؟”، “لا اعلم”. وفي خطوة تريد التأكيد من خلالها أنها ملمة بملفات السياسة الدولية أمام منافسها الجمهوري، تلقتي كلينتون، الاسبوع المقبل، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك عددا من الزعماء والقادة بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقال أحد مستشاري كلينتون ان وزيرة الخارجية السابقة “ستعقد اجتماعات ثنائية عديدة على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع المقبل”، بينها خصوصا اجتماع مع الرئيسي المصري وآخر مع نظيره الاوكراني بترو بوروشنكو.

في سياق متصل، وصف وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأنه “عار قومي” و”منبوذ دوليا” وذلك في رسائل الكترونية شخصية سربت بعد قرصنتها. وتضمنت الرسائل المسربة انتقادا لاذعا للمرشح الجمهوري السليط اللسان من قبل وزير سابق في ادارة رئيس جمهوري هو جورج بوش، رغم أنه دعم باراك اوباما مرتين. وكتب باول عن ترامب انه “يلقى قبولاً عند حثالة الحزب الجمهوري والبيض الفقراء”، وذلك في احدى الرسائل التي حصل عليها موقع “دي سي ليكس” المرتبط بآخر عمليات القرصنة للمسؤولين الكبار في الولايات المتحدة ونشرها اول مرة موقع “بازفيد”.

وفي تبادل للرسائل الشهر الماضي مع احد مساعديه السابقين، انتقد باول ما يسمى بحركة المشككين في مولد الرئيس باراك اوباما وبالتالي جنسيته الذين يترأسهم ترامب، ووصفهم بانهم “عنصريون”. وكتب الجنرال المتقاعد يقول “نعم، ان حركة التشكيك في مولد أوباما باكملها عنصرية … وهذا ما يعتقده 99 في المئة من الناس. وعندما لم يتمكن ترامب من مواصله اتهاماته، قال انه يريد ان يرى ما اذا كانت شهادة ميلاده (اوباما) تقول انه مسلم”. واكد باول، الذي شغل منصب وزير الخارجية من 2001 الى 2005، لشبكة “ان بي سي” ان الرسائل المسربة حقيقية، وقال ان القراصنة يملكون “عددا كبيرا جدا منها”.

 

أوباما يُنهي ولايته بإرضاء الجنرالات عبر حزمة مساعدات قياسية لاسرائيل

واشنطن – ا ف ب، رويترز/16 أيلول/16/تخطى الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو العداء الشخصي بينهما، وأعطيا الأولوية للعلاقة التاريخية الستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل لمنح الدولة العبرية المساعدة العسكرية الأكثر سخاء في تاريخ أميركا.

ورغم التوتر الشديد القائم بينهما بشأن إيران وعملية السلام مع الفلسطينيين، وقعت الدولتان الحليفتان، مساء أول من أمس، في واشنطن بروتوكول اتفاق ينص على منح اسرائيل مساعدة عسكرية بقيمة 38 مليار دولار تغطي فترة 2019-2028، وذلك قبل أسابيع من انتهاء ولاية أوباما الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض نهاية العام الجاري. وقال أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض إن الاتفاق الذي جاء بعد أشهر من المفاوضات في أجواء من الريبة النادرة بين البلدين، «يشكل أكبر التزام بتقديم مساعدة عسكرية ثنائية في تاريخ الولايات المتحدة»، و»كما كررت سابقاً، إن التزام أميركا حيال أمن إسرائيل لا يتزعزع». وخلال مراسم أقيمت في وزارة الخارجية، قالت مستشارة الأمن القومي لدى البيت الأبيض سوزان رايس إن «الولايات المتحدة ستكون حاضرة على الدوام من أجل دولة إسرائيل»، فيما رد نظيرها الإسرائيلي جيكوب نيغال أن «إسرائيل لا صديق لها أفضل من الولايات المتحدة الأميركية». وأوضح البيت الأبيض أن 33 مليار دولار من أصل 38 ستخصص لتمويل شراء تجهيزات دفاعية وأن خمسة مليارات ستخصص لنظام «القبة الحديد»، وهو نظام دفاع جوي لاعتراض الصواريخ صمم للتصدي للصواريخ والقذائف المدفعية القصيرة والمتوسطة المدى التي تستهدف أراضي إسرائيل.

لكن إسرائيل لم تحصل من الولايات المتحدة على المساعدة التي كانت تأمل بها، إذ طالبت حكومة نتانياهو منذ أشهر بزيادة كبيرة في قيمة المساعدات العسكرية، وذكرت الصحف الإسرائيلية بهذا الصدد رقم 50 مليار دولار على عشر سنوات، بالمقارنة مع 30 مليار دولار للفترة الحالية 2009-2018. وأقر جوناثان شانزر نائب رئيس «معهد الدفاع عن الديمقراطيات» للدراسات، بأن قيمة المساعدة البالغة 38 مليار دولار تتضمن نظريا «زيادة بنسبة 20 في المئة»، غير أنها في الواقع تبقى «بالمستوى الحالي ذاته تقريباً» لأن قيمة المساعدات باتت تشمل تمويل «القبة الحديد». وهذا النظام الدفاعي هو رمز للتحالف الستراتيجي الأميركي – الإسرائيلي الذي أبقى عليه أوباما على غرار الإدارات السابقة المتعاقبة من جمهورية وديمقراطية.

وقال جوزيف باحوط الباحث في معهد كارنيغي «إنها من ثوابت ولاية أوباما. رغم العلاقة الرديئة (مع نتانياهو)، فإن التعاون العسكري والأمني لم يكن يوما بهذا المستوى، هنا تكمن المفارقة». ورأى أن أوباما أصاب هدفين بمنحه هذه المساعدة العسكرية القياسية لإسرائيل، فهو أرضى «القيادات العسكرية الأميركية التي تعتبر العلاقات الستراتيجية مع إسرائيل في غاية الأهمية»، ومن جهة ثانية «لا يمكن أن يتهم بأنه لا يحب إسرائيل». والعداء بين أوباما ونتانياهو ليس سراً على أحد، ويمكن لمس التوتر في كل لقاء بينهما خلال السنوات الأخيرة، غير أنهما عمدا إلى التهدئة خلال لقائهما في نوفمبر من العام الماضي في البيت الأبيض وأشادا بالتحالف بين البلدين بعد أشهر من التوتر. وبلغت الأزمة بينهما ذروتها في مارس 2015 خلال المرحلة الأخيرة من مفاوضات الدول الكبرى الست مع إيران بشأن برنامجها النووي. وزار نتانياهو في ذلك الحين واشنطن سعياً لعرقلة الاتفاق الذي كان يجري التفاوض بشأنه، وألقى كلمة أمام الكونغرس بدعوة من الجمهوريين اعتبرها البيت الأبيض تدخلاً غير مسبوق في شؤون الولايات المتحدة. وفي مؤشر على استمرار التوتر بشأن عملية السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أكد أوباما في بيانه أن «السبيل الوحيد من أجل ازدهار إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية يمر عبر قيام دولة فلسطين مستقلة وقابلة للحياة».

 

محمد بن زايد والبابا.. حوار حقيقي في مواجهة التعصب

العرب  [نُشر في 2016/09/16،/الشيخ محمد بن زايد يقدم للحبر الأعظم هدايا تذكارية منها كتاب يوثق اكتشافات أثرية في جزيرة صير بني ياس ومنها معالم كنيسة ودير للرهبان يعودان إلى القرنين السابع والثامن.

 روما – حمل اللقاء الذي جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بالبابا فرنسيس الأول رأس الكنيسة الكاثوليكية رسالة مفادها أنه يمكن بناء حوار حقيقي يفضي إلى ترسيخ قيم التعايش وقبول الآخر لمواجهة موجة التعصب والتحريض على الكراهية التي تعم العالم.وأشاد البابا بالجهود التي تبذلها الإمارات لنشر التسامح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب ومبادراتها الإنسانية والخيرية تجاه الشعوب والدول الفقيرة خاصة في مجالي التعليم والصحة ومساهماتها في تعزيز التنمية المستدامة من خلال إيجاد الحلول الدائمة لمصادر الطاقة ودعم المجتمعات المحتاجة.

وأكد الحبر الأعظم ثقته بأن لقاءه بالشيخ محمد بن زايد سيعزز الخطوات المشتركة لصالح الإنسانية وإعلاء قيم ومبادئ الأديان في العيش المشترك والتسامح والسلام وتمكين البشرية من البناء والتنمية. وقال الشيخ محمد بن زايد إن بلاده حريصة على تعزيز العلاقات مع دولة الفاتيكان والتشاور معها انطلاقا من إيمانها بأن العالم في حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى مد جسور الحوار والتعاون بين مختلف الثقافات والأديان للتصدي لمثيري الفتن الدينية والطائفية والعنصرية والسيطرة على نزعات التعصب الديني التي تهدد أمن العالم واستقراره. وأشاد ولي عهد أبوظبي بالمبادرات الإنسانية والثقافية لدولة الفاتيكان خاصة المتعلقة بحوار الحضارات والعمل على إيجاد مساحات مشتركة من التفاهم في ما بينها. ونوه الشيخ محمد بن زايد بالحوار بين الأزهر والفاتيكان، معتبرا أنه “خطوة مهمة تستحق الدعم والبناء عليها لأنها تعزز ثقافة التسامح والتعايش وتؤكد أن العالم يقف في خندق واحد ضد قوى التطرف والإرهاب”.

وكان البابا فرنسيس التقى في مايو الماضي في الفاتيكان، شيخ الأزهر أحمد الطيب في لقاء تاريخي تخلله اتفاق على عقد مؤتمر عالمي للسلام. وشكل اللقاء مرحلة جديدة في المصالحة بين الطرفين بعد عشر سنوات من العلاقات المتوترة بسبب تصريحات للبابا السابق بنديكتوس السادس عشر، فسرت على أنها تربط الإسلام بالعنف. وقدم ولي عهد أبوظبي للحبر الأعظم هدايا تذكارية منها كتاب يوثق اكتشافات أثرية في جزيرة صير بني ياس ومنها معالم كنيسة تاريخية ودير للرهبان يعودان إلى القرنين السابع والثامن. ووقعت الإمارات والفاتيكان، بمناسبة الزيارة، على مذكرة تفاهم تقضي بالإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة بين الجانبين. وقال مراقبون إن زيارة الشيخ محمد إلى الفاتيكان ولقاءه البابا يعكسان حجم الدور الذي تلعبه الإمارات في التأسيس لجبهة دولية واسعة تؤمن بقيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر في مواجهة جماعات تزعم الحديث باسم الإسلام، وهي بعيدة عن قيمه.

وأكد الشيخ محمد بن زايد في تصريحات على هامش الزيارة أن “الدين الإسلامي الحنيف دين تسامح واعتدال ووسطية، وهو يدعو إلى الحوار والسلام والتعاون بين البشر، وأن الجماعات الإرهابية الدموية التي تدعي الحديث باسمه جماعات منحرفة عن منهجه الصحيح وشريعته الصافية، وبعيدة كل البعد عن تعاليمه الصحيحة”. وتكتسي الزيارة أهميتها من أن الإمارات تنطلق من تجربة ذات وزن في العمل على نشر قيم التسامح والاعتدال داخليا وخارجيا ما بوأها أن تكون معادلا إسلاميا للجهود التي تقوم بها مؤسسة الفاتيكان في الدفاع عن القيم ذاتها على المستوى الدولي. وتجمع أوساط معنية بشؤون الحوار بين الأديان على حاجة البابا فرنسيس والشيخ محمد بن زايد المشتركة لتفعيل قناعات وفلسفة يتشاركان فيهما لتعزيز قيم التسامح والحوار والتعايش كقواعد وحيدة لإرساء السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم. وتشير إلى أن الرجلين يمتلكان الكفاءات الذاتية والموضوعية لكي يطلقا، بمصداقية ونجاعة حقيقيتين، ورشة عالمية كبرى للقضاء على التطرف وفرض نهج الاعتدال والتسامح في العالم. وتضيف أن النموذج الإماراتي عريق في تعايش أكثر من 200 جنسية داخل الإمارات، ومن مختلف الديانات واللغات والثقافات والعادات، بحيث يمارس الجميع عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الدينية بكل حرية. ويتجاوز عدد الكنائس في الإمارات الأربعين، ما يفوق عددها مجتمعة في الدول الخليجية. وجاء لقاء الشيخ محمد بن زايد والبابا في توقيت تشوب فيه حالة من التوتر الثقافي والديني علاقة العالم الغربي بالعالم الإسلامي، وهو وضع يحتاج إلى مبادرات لافتة في القول والعمل تعيد تصويب البوصلة في تواصل الشعوب والثقافات. واعتبرت أوساط قريبة من الفاتيكان أن إطلالة الشيخ محمد بن زايد من على منبر الفاتيكان رسالة إلى العالم أجمع بنهج الانفتاح والتواصل والحوار الذي يسعى العالمان العربي والإسلامي إلى ترسيخه في العلاقة بالآخر. لكنها رسالة للمسلمين أيضا بأنهم جزء أساسي وحضاري من هذا العالم وأنهم براء من كل خطب التعصب والإرهاب التي تسعى لدفعهم إلى الانعزال عن عالم القرن الحادي والعشرين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

زمنهم... وزمننا المتخاذل !

 نبيل بومنصف/النهار/16 أيلول 2016

أمس كان "العيد" الـ 59 للشهيد جبران تويني المصادف غداة الذكرى الـ34 لاستشهاد الرئيس بشير الجميل. بعد تراكم العقود والسنين على "انتقال" الناس ولو كانوا رموزا تغدو الذكرى نفسها متغيرة. ولكن عامل الوقت لا يكون اياه حين تقارب الرموز بظروف الحاضر وتسقطها على زمنهم وأيامهم وظروف انتقالهم خصوصا متى اتشحت بوحشية التغييب وعنفه. الامر الآن مع جبران كما مع الذي شكل شغفه اي بشير يثير ناحية حادة في استذكارهما لجهة "لبنان" آخر بتنا نعترف بقوة قاهرة انه ذهب مع ما كانا يتصورانه ويرفعان على اسمه ومشروعه ذاك الصوت وتلك المبادئ "الجذرية " التي لا تعرف المهادنة والهوان ولا حتى التسوية بمفهومها التقليدي. ترانا لا نتوقف عند الذكرى المتزامنة من عامل الموعد الزمني فقط فكل سنة هي الذكرى تتكرر نفسها. ولكننا هذه المرة نخشى من انفسنا قبل كل شيء. أمعن تراكم الأزمات في اللبنانيين في زمن السلم ما عجزت عنه كل حقبات الحروب السابقة الى حدود التهديد بالاستسلام لذهاب تلك القيمة العظمى التي اهدرت على طريقها دماء شهداء قامت حول سيرهم انقسامات وطنية عريضة ولكن لا جدل اطلاقا في انهم مضوا بلا هوادة في التبشير بها أمثال جبران تويني وقبله الرئيس المنتخب رمز "المقاومة اللبنانية". ولعل الأسوأ في مآلنا واحوالنا وما انتهت اليه تراجعاتنا اننا صرنا لا نملك من رموز آمن بهم كثيرون ولا يزالون سوى التأسي على "زمن جميل"، زمن النبرة العالية التي كانت قادرة بأشخاص اصحابها على ان تحدث الفارق والأثر والتغيير مهما كلف الامر. خطير هذا التهاوي الذي بدأ واقعيا منذ "فقدان" التوازن الكبير الذي لم يعد فيه الصراع الداخلي مستويا فوق قواعد الاشتباك السيادية تحديدا. ثمة من سيسارع الى القول ان استنتاجا كهذا يضمر نزعة الى استمرار النزاع الداخلي الذي يجب اجتثاثه بالكامل. كان الامر ليصح لو ان هذا النزاع زال فعلا بقيام مشروع دولة تستحق دماء من استشهدوا على اسمها وطريقها في اي ساحة ولدى اي طائفة وفريق وضد كل محتل ووصي وعدو. اما وان النزاع الحالي هبط بلبنان الى أسوأ المدارك والمستويات واشدها امعانا في تشويهه فلا نرى بماذا يمكن ان يستقيم اشتباك يتلون بكل الالوان الباهتة السقيمة الا ذاك الذي يعيد الأمانة الى اصحابها الشرعيين، الشهداء. لا نتغنى بطبيعة الحال بزمن ذهب ولم نجد بديله لمجرد فقدان مؤلم لرموزه ولو ان الامر مبرر. بل ترانا نقف عند زمننا نبحث عن رفعة تعيد انتشالنا من هذا الوحل الوطني الذي اغرقونا فيه واغرقنا انفسنا بالتخاذل امامه. بعض قليل من لبنان ذاك لا اكثر صار مثل ذكرى من يوقظون الذكرى !

 

معطّلو الانتخابات الرئاسية يضعون لبنان في ربيع 2017 أمام خيارات صعبة

 اميل خوري/النهار/16 أيلول 2016

من سوء حظ لبنان أن في زمنه الرديء شهد طبقة سياسية من الجنس العاطل، عطلت انتخاب رئيس الجمهورية في موعده الدستوري، وعطّلت عمل الحكومة وشلّت عمل مجلس النواب لتذهب به من حيث تدري أو لا تدري الى ما يسمى "المؤتمر التأسيسي" بحثاً عن نظام جديد للبنان أو عن صيغة جديدة، مع أن في هذه الطبقة من يكرر رفضه عقد مثل هذا المؤتمر وينتظر فصل الخريف لمعرفة أوراق أي حزب ستسقط وأي محور سينتصر في المنطقة... فالمطلوب إذاً من القوى السياسية الأساسية في البلاد، ولا سيما القوى المسيحية، أن تفكر منذ الآن فيما سيكون عليه لبنان اذا حان موعد اجراء انتخابات نيابية ربيع 2017 ولا رئيس للبنان ولا حكومة ولا مجلس. أفلا يفرض هذا الوضع عقد مؤتمر تأسيسي أو مؤتمر تحت أي مسمى بحكم الأمر الواقع للبحث في نظام جديد للبنان هيهات التوصل اليه من دون حرب أو فتنة؟ فدستور لبنان الاستقلال تم التوصل اليه بعد توترات أمنية وتجاذبات سياسية وضغوط دولية. و"اتفاق الطائف" تم التوصل اليه بعد حروب سقط فيها أكثر من 200 ألف قتيل. فعلى هذه القوى اذاً أن تفكر منذ الآن فيما ستؤول اليه البلاد إذا حل موعد الانتخابات النيابية ربيع 2017 ولا رئيس للبنان فتنفجر الخلافات بين من يريد اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية أو الرئاسية قبل النيابية، خصوصاً اذا انتهت ولاية المجلس ولم ينتخب رئيساً، ولا صادق على قانون جديد للانتخاب كي تجرى الانتخابات على أساسه، فيصبح اجراؤها على أساس قانون الستين مفروضاً وإن مرفوضاً، أو التمديد مرة أخرى للمجلس، أو الفراغ الشامل. وقد يكون هذا ما يسعى إليه من يريدون عقد مؤتمر تأسيسي يفرضه الأمر الواقع.

إن ثمة قوى سياسية وحزبية في البلاد تخطط لاجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية وإن وفقاً لقانون الستين إذا تعذّر الاتفاق على قانون آخر، لأن هذه القوى ستخيّر رافضي هذا القانون بين اجراء انتخابات نيابية على أساسه أو الفراغ الشامل الذي يكون قد تسبب به عدم انتخاب رئيس جمهورية ولا حكومة تعمل ولا مجلس أيضاً. وقد يكون بين القوى السياسية من يوافق على اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية لأن اجراءها يظل أقل ضرراً من الفراغ الشامل، خصوصاً أنها لا تعترف بشرعية مجلس ممدد له وتطالب بمجلس شرعي ينتخب رئيساً شرعياً.

لذلك بات إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية سواء بعد انتخاب رئيس للجمهورية أو قبل انتخابه متلازمين، على ألاّ يُعمل به إلا بعد أن يحمل توقيع رئيس الدولة، فهل يركز مجلس النواب خلال دورته العادية في تشرين على إقرار قانون جديد للانتخاب، لأن من دون الاتفاق عليه سيواجه لبنان والقوى السياسية خلافات حادة إذا حلّ موعد الانتخابات النيابية ولا قانون سوى الستين أو التمديد للمجلس أو الفراغ. عدا أن رئيس الجمهورية اذا انتخب سيواجه مشكلة الاتفاق على القانون وهو في مستهل عهده.

لقد بات مطلوباً من القوى السياسية الأساسية في البلاد إما أن تتفق على قانون جديد للانتخاب، أو يصير من واجب مجلس النواب حسم الخلاف على مشاريع القوانين الكثيرة المطروحة بالتصويت، وليكن هذا التصويت بالثلثين وليس بالأكثرية المطلقة حرصاً على الميثاقية، وليكن انتخاب الرئيس وإقرار القانون في يوم واحد ما دام أحدهما بات متلازماً مع الآخر. يقول الرئيس حسين الحسيني في هذا الصدد: "إن قانون الانتخاب هو المفتاح، وكل كلام آخر تمديد لعمر الأزمة وتالياً تهديد لبنان بأزمة كيانية نحن في غنى عنها. فالمسألة في لبنان هي مسألة بناء متوازن، وأي خلل فيه يؤدي الى سقوطه. فعندما نقول إن النظام اللبناني جمهوري ديموقراطي برلماني، فهذا يعني أن الشعب هو مصدر السلطات، ومن دون الاحتكام اليه لا يمكن أحداً أن ينصف أحداً. ومفتاح حل الأزمة هو القانون النسبي والصوت التفضيلي الذي يمنع الاستيلاء على المقاعد من دون حق. فقانون الانتخاب يعطي لبنان مؤسسة شرعية، وهذا ما جعلني اقترح انتخاب رئيس إنقاذي لمدة سنة على الأكثر، لديه مهمة واحدة هي إقرار قانون انتخاب على أساس النظام النسبي والصوت التفضيلي. وبمجرد إعلان النتائج تنتهي مدة ولاية رئيس الجمهورية ويصبح للبنان مجلس نيابي شرعي ينتخب رئيساً شرعياً، ويخرج لبنان من شكوى أن البوسطات والمحادل الاسلامية هي التي تقبض على التمثيل المسيحي، فليس من مصلحة أحد إشعار أي طائفة بأنها خارج التكوين السياسي والاجتماعي للبنان". هل تكون دورة تشرين العادية للمجلس دورة خير على لبنان فتنقله من فصل الخريف الى فصل الربيع بانتخاب رئيس وإقرار قانون جديد للانتخاب في يوم واحد؟

 

الهامش المحدود للمجموعة الدولية حول لبنان بدل من ضائع غير متاح في نيويورك

روزانا بومنصف/النهار/16 أيلول 2016

يعيد اجتماع سفراء الدول الخمس الكبرى الى جانب منسقة الامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ مع رئيس الحكومة تمام سلام عشية انعقاد اعمال الجمعية العمومية في نيويورك مطلع الاسبوع المقبل، تحديد الخطوط التي تحكم الواقع اللبناني في المرحلة الراهنة. العنوان الاول لهذه الخطوط هو استمرار وجود موقف موحد لدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، أي لا خلاف بين عواصم هذه الدول في النظرة الى الواقع اللبناني، وذلك في رسالة دعم معنوي وسياسي للمؤسسات اللبنانية ممثلة بالحكومة في هذه المرحلة. والعنوان الثاني ان ليس هناك شيء كثير يمكن تقديمه في نيويورك، أي أن وزراء خارجية الدول المعنية لديهم اولويات اخرى على جداول اعمالهم تحول دون ايلائهم الاهتمام للمأزق في لبنان على كل المستويات (الذي يتعين عليه متابعة مطالبه خصوصا في ملف اللاجئين الذي يحظى بالاولوية القصوى في هذه المرحلة) خصوصا مع انطلاق هدنة في سوريا يفترض تفعيلها لكي تستمر وتنجح، على الاقل قبل السعي الى توسيع مفاعيلها الى الشق السياسي. فإلى التطورات السورية تتجه الانظار راهنا على الصعيد الدولي الى جانب ملفات اخرى تتصل بانتخابات الامانة العامة للامم المتحدة وعشية الانتخابات الرئاسية الاميركية وما تحمله. وتاليا، فإن سقف الاهتمام بلبنان هو السقف المتاح عبر السفراء المعتمدين في لبنان لان لا شيء غير عادي ممكن او متاح، ولا أفق لخرق في جدار الازمة اللبنانية. ولذلك خلاصة الامر ان لا مكان للبنان في سياق الاهتمامات الخارجية، حتى لدى الدول التي تولي لبنان عادة اهتماما اكثر من سواها، كفرنسا التي تأخذ على عاتقها اثارة الموضوع اللبناني عادة في المنظمة الدولية. هذا في الشكل. اما في المضمون، فمع أن صياغة بيان مجموعة الخمس مع الامم المتحدة يحمل الادبيات نفسها للبيانات الاخيرة الصادرة عن مجلس الامن في شأن الازمة في لبنان لجهة اعادة التذكير بالمواقف نفسها من المسائل العالقة، انما هو يكتسب معنى مختلفا هذه المرة، اولا في ظل ازمة اضافية مستجدة نتيجة تعطيل عمل الحكومة مجددا وتعطيل طاولة الحوار، في رسالة دعم واضحة وقوية لعمل رئيس الحكومة تمام سلام ولاستمرارية الحكومة وعدم الدفع في اتجاه الفراغ الشامل، وثانيا في اتجاه المحافظة على الاستقرار الداخلي، في رسالة لمن يلزم، مفادها أن التصعيد في الشارع قد لا يكون مرغوبا في هذا التوقيت، لما يحمله من مخاطر على الوضع اللبناني، علما أن هذه الرسائل وصلت الى المعنيين مباشرة. من هذه الزاوية تقول مصادر سياسية إن توقيت محاولة تحريك مياه الرئاسة الراكدة في هذه المرحلة بالذات قد لا يكون ناجحا أو مضمونا، على رغم دعوة سفراء مجموعة الخمس مع كاغ الى مشاركة النواب في جلسة انتخاب الرئيس العتيد وإنهاء الفراغ الرئاسي، وهو ما يفسره البعض بأن التصعيد يصب في خانة ما يطالب به الخارج أيضا. ولكن هل يشكل البيان الصادر عن هذه المجموعة ضوابط للتصعيد السياسي الذي يلوح به "التيار الوطني الحر"؟ هذا هو السؤال في رأي المصادر، مع عدم ترجيح ذلك. إذ إن أحد أهداف التصعيد الضمنية هو إثارة قلق الدول المهتمة من اجل ان تساهم في تحريك الامور على نحو استباقي، بدلا من الاستكانة للوضع القائم والمستقر نسبيا، وذلك من خلال السعي الى تفادي التصعيد من خلال المساعدة او الدفع في اتجاه إيجاد مخارج للازمة الراهنة. وهناك من يعتقد انه في ظل الانشغال الدولي بعيدا من لبنان، قد تنجح مجددا محاولة اقتناص الفرصة للبننة الرئاسة. إذ يسود اعتقاد، لا بل اقتناع لدى اركان في التيار العوني، أن ثمة دعما لانتخاب العماد عون للرئاسة من جانب زعيم "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري، كان يفترض ان يترجم في جلسة 8 آب الماضي، ولم يحصل ذلك، وينتظر ان يترجم في جلسة 28 أيلول الحالي. ومع أن الحريري في آخر تصريح له قبل مغادرته لبنان مطلع آب الماضي، وعلى اثر ترؤسه اجتماعا استثنائيا لكتلته رفض فيه بالاجماع دعم انتخاب عون، أكد التزامه دعم النائب سليمان فرنجيه، فإن الترجمة العملية لهذا الموقف لدى التيار ان دعم الحريري مؤمن، وهو يقول في السر عبر موفديه لعون عكس ما يقوله لسان حاله في العلن، وفق ما يقول أركان في التيار. والواقع أن هذه الثقة من اركان التيار العوني بدعم الحريري للجنرال، تثير شكوكا حتى لدى نواب "المستقبل" الذين باتوا يستطلعون اذا كان ثمة جديد لم يطلعوا عليه على هذا الصعيد، نتيجة اصرار التيار العوني على انه يملك ورقة مضمرة قوية ومضمونة تنتظر الترجمة فقط. وهذه معطيات لا تبدو انها تتوافق مع تلك المتوافرة لدى جهات سياسية أخرى رأت أن الآمال التي بنيت عليها رهانات جلسة 8 آب الماضي لا تزال هي نفسها، أي أنها معطيات غير دقيقة ولا تعبر عن الحقيقة، ولو ان ثمة تقلبات في مواقف بعض اعضاء كتلة "المستقبل" الذين لم يعودوا يمانعون في انتخاب عون لاعتبارات مختلفة.

 

"حكومة المصالح الشخصيَّة"

الياس الديري/النهار/16 أيلول 2016

بلى، بالإمكان أفضل مما كان، ومما هو كائن حالياً، ومما يهدِّدون أنه سيكون لاحقاً وخلال أيام معدودة. لا الاحتشادات في الساحات العامة، وإقفال الشوارع والطرق، ونشر "الرايات" تغطية للسموات بالقبوات، لا شيء من هذا كله ومن سواه يمكنه أن يغيّر حرفاً مما كُتب على الصعيد الرئاسي حيث الفراغ بدأ ينمو، وقد ينزل لاحقاً الى حلقات المتظاهرين. كل هذا الرقص لا يحفر أرضاً، كل هذه الصبيانات والتمثيليات لا تقرّب طامحاً من قصر بعبدا، ولا تبعد "زاهداً" لا في السر بل في العلن. حتى الأطفال باتوا يناقشون "المسألة الرئاسية" من زاوية "القوى" الاقليمية أو الدوليَّة التي تملك الأسرار ومقوِّمات القرار.

إذاً، ليأخذ الجميع علماً أنه من لزوم ما لا يلزم هذا الهياج، وهذا التهويل، وهذه الخطب الصبيانية التي لا تغيِّر ولا تبدِّل، كما لا تقدِّم ولا تؤخِّر... ثمة إتفاق، أو تفاهم، أو تسليم، على المستوى السياسي أن لا رئيس للجمهوريَّة اللبنانيّة في المدى المنظور، وقبل أن يغادر الرئيس باراك أوباما البيت الأبيض افساحاً في المجال للرئيس الأميركي الجديد... شهران، شهران ونصف، أو ثلاثة أرباع، أو ثلاثة أشهر تمرُّ كما مرَّت السنتان والأشهر الأربعة. ومن بعدها لكل حادث حديث. فهوِّنوها على أنفسكم. إنما في هذا الوقت الضائع أيضاً وأيضاً، في الامكان الاقدام على خطوات، واتخاذ قرارات واجراءات تساعد البلد والناس على معالجة حال الضيق والجمود والفراغ والخسارة بالتي هي أحسن، وريثما تحصل الولادة القيصرية للاستحقاق المنتظر. كل الناس متضايقون. وكلُّهم جميعهم غاضبون على "حكومة المصلحة الوطنية" التي برهنت حتى اللحظة أنها "حكومة مصلحة شخصيّة"، حكومة مصلحة وزراء، حكومة مصلحة جماعات تتفاهم على اقتسام الجبنة، من غير أن يتولَّى "متبرّع توزيع الحصص بالعدل والقسطاس... إنما على نفسه وحده. أجل، الصبر جميل. وعَبَّر الناس عن الاعجاب به في فترات معيَّنة. ولكن لا يجوز أن يكون الصبر أسلوباً دائماً. أو شريكاً مضارباً، أو هدفاً بذاته في ما هو مطلوب من حكومة تكاد تصبح مضرب مثل لبنانياً وعربيّاً ودوليّاً. إنما للصبر حدود. لقد مرَّت أنواع وأشكال وألوان متعدِّدة من الحكومات على لبنان واللبنانيّين، غير أن أحداً لا يستطيع أن يحمِّل ذمَّته ويقول إنه عرف حكومة من هذا الطراز. أو سمع من مخضرمين أنهم يتذكَّرون شيئاً عن حكومة حالها كحال حكومة "المصلحة الوطنية"، والأصح حكومة "المصلحة الشخصيّة". لا، لم يسمعوا حكايات عن مسؤولين يمارسون مضمون المَثَل القائل "من بعد حماري ما ينبت حشيش". لو أيوب موجود في هذه المرحلة لكان هرب.

 

الميثاقية من الشفهية إلى النص المكتوب

المحامي آلان رنو/النهار/12 أيلول 2016

لم تختلق الميثاقية لا الطائفيًّة السياسية ولا الديموقراطية التوافقيًّة، بل أكَّدت نظريَّة شكيب أفندي وزير الخارجية العثماني إبان نظام القائمقاميتين، والتي بموجبها تمثَّلت للمرة الأولى من تاريخ لبنان الطوائف بنسبة حجمها في مقاعد ما كان يسمَّى المجلس (أي الوزراء حالياً) بحيث شكَّل هذا الأمر منذ ذاك الحين المحور الأساسي الذي تمحورت حوله كل السياسة اللبنانية ماضياً و حاضراً ومستقبلاً ولأجل غير مسمَّى. فلم يأتِ ميثاق 1943، التي قبلت به الأكثرية المسيحية القابضة على غالبية مقاليد الحكم، لمصلحة الأقلية المسلمة التي ألحت على إيجاد ضمانات طائفية لمشاركتهم في الدولة ، بأي جديد سوى بتوزيع للرئاسات الثلاث، وبإشراك للمذهبين السني والشيعي في المعادلة التوافقية. فالنظام والميثاق بالرغم من شفافيتهما حكما الحياة السياسية والدستوريَّة منذ عهد القائمقاميتين ولغاية تاريخه محدثين ما سمي العرف السياسي الذي ساد فترة ما قبل الطائف حتى أصبح وللمرة الأولى نصاً مكتوباً في ميثاق الطائف 1989 وفي دستورنا الحالي.

تجلى هذا الأمر في أكثر من نص أهمه ما جاء في الفقرة

"ي" من مقدمة الدستور "لا شرعيَّة لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك" و في حسم عروبة لبنان و مسألة الكيان (وطناً سيداً و نهائياً) وفي تعديل المادة 95 حيث إختيار الطائفية المتساوية والموقتة، مرتكزاً للعبور إلى إلغاء الطائفية السياسية و في النصوص المتعلقة بالعدالة الاجتماعية و تعزيز الولاء للدولة والأنماء المتوازن إلخ... كلها تعتبر ترجمة خطية لميثاق 1943 المؤكد لنظام القائمقاميتين. فالعيش المشترك، وهو جوهر كل ميثاق و دستور و ميزان ميزة الحياة السياسية في لبنان معه تنتظم الحياة العامة في البلد و دونه تبطل السلطات مايضفي على نظامنا تسمية نظام فيديرالية الطوائف، حيث يقتضي معه أن تتفق الطائفة الكبرى (الأكثرية) مع الصغرى (الأقلية) في القرارات المهمة للبلد، وإلا فالثلث المعطل السلاح الأمضى في يد الأقلية الذي كرسته لها روحية دستورنا الحالي. فبين فكرة شكيب أفندي ودعم بريطانيا للدستوريين الذي عجّل في ولادة الميثاق الوطني يبقى لبنان و منذ نشأته أعجز من أن يقرّر مصيره في أموره الهامة بنفسه ما عدا ما ترك له من هامش تحرك في كثير من أموره الحياتية الأساسية اليومية التي يعجز ساسته ولأسباب آنية وضيقة عن معالجتها.

 

الأسد يستبق «إثنين الهدنة» بـ«أحد الغزوة»

علي الحسيني/المستقبل/16 أيلول/16

مساء الأثنين الفائت، تم الإعلان عن هدنة عسكرية في سوريا، بين النظام السوري وعدد من الفصائل السورية المُسلحة، وذلك ضمن إتفاق اميركي روسي، قضى بتوقيف الحرب لفترة غير مُعلنة تتضمّن امتناع النظام السوري عن القيام بأي اعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة بالإضافة إلى وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها في مناطق اساسية سيتم تحديدها. كما تقضي الهدنة بمنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة إحراز تقدم على الارض. لكن، ما يحصل اليوم هو ان نظام الأسد، لم يُطبّق بنود الإتفاق، إذ أن قذائفه وصواريخ طائراته، ما زالت تتساقط على الامنين في العديد من المناطق مثل أرياف العاصمة «دمشق» و»حلب» و»إدلب» و»القُنيطرة». لا تعني الهدنة بأن الحرب قد انتهت، إنما هي مُعاهدة تهدف إلى وقف الأعمال العدائية لفترة زمنية مُحدّدة بين الأطراف المتنازعة، وذلك لأهداف مُتعددة منها: نقل المُساعدات الإنسانية إلى المدنيين المُحاصرين، وأيضاً نقل القتلى والجرحى من ميدان المعركة، وفي بعض الأحيان تكون الهدنة بمثابة «الخرطوشة» الاخيرة لإنهاء الحرب المُشتعلة. هذا في ما يتعلق بالجيوش النظامية التي تتقيّد بالقوانين والمعاهدات الدولية، أمّا عندما يتعلق الأمر بنظام بشّار الأسد، عندها يُصبح الحديث عن ميليشيا لا عن جيش، ميليشيا تُمارس فعل التشبيح والتنكيل والإجرام، ميليشيا لا تُميّز بين بين «عدو» في الميدان، وبين طفل آمن في حضن أمه.

قبل يومين من دخول الهدنة حيّز التنفيذ، نفّذ جيش الإجرام والقتل، مجموعة مجازر بحق المدنيين وتحديداً الأطفال في أكثر من بلدة سوريّة على رأسها مدينة «داريّا»، حتّى أنه استغل الوقت حتّى ساعاته الاخيرة، ليرمي براميل حقده المُمتلئة بأنواع من السموم القاتلة والفتّاكة منها غاز «الكلور» الذي كان للأطفال النصيب الأكبر من استنشاقه. فعل الإجرام هذا، أعاد إلى الأذهان المجازر التي كان نفّذتها طائرات العدو الإسرائيلي في بيروت والضاحية والجنوب والبقاع، وذلك قبل يوم واحد من الدخول في هدنة، دعت اليها دول عربية وأوروبية.

صور ومشاهد تقشعرّ لها الأبدان هزّت العالم بأسره. أطفال لا تتجاوز أعمارهم عمر الحرب السوريّة التي اشتعلت منذ خمسة اعوام تقريباً، كانوا هم الحدث كما جرت العادة، في العديد من المناطق والبلدات في سوريا، بعدما تحوّلوا إلى هدف متنقّل لمروحيّات النظام القاتل والتي تتفنّن في عمليات قتلهم وترويعهم، وهذه المرّة عن طريق قصفهم بمادة غاز «الكلور» السامة.

بعد استخدامه السلاح الكيماوي وغاز السارين و»البراميل المُتفجرة، إستعاد النظام السوري جرائمه خلال الأيام القليلة الماضية بحق شعبه الذي كان وكعادته، على موعد مع الموت، لكن هذه المرّة عن طريق إبتكار جديد هو غاز «الكلور» الذي احتل أجساد الأطفال وعيونهم وسط صرخات كانت ترتفع من داخل المستوصفات والمستشفيات الميدانية. وحدهم حلفاء النظام، قد استسلموا كالعادة، إلى صمتهم، فلم يصدر عنهم حتّى اليوم، أي إدانة يُمكن أن تُعيد لأصحاب الأعمار والقلوب الصغيرة، بعضاً من ابتسامات وأحلام، تلوّنت بلون الدماء.

منذ أيّام، لم يسأل أطفال أحياء «حلب» وتحديدا حي السكري، «حزب الله» حليف النظام القاتل الأبرز، عن شربة ماء يروون بها عطشاً خلّفه غاز «الكلور» في حناجرهم ولا حتّى عن ترياق لعيونهم التي تورّمت، ولا سألوه أيضاً عن إنصافهم في الموت بعد التنكّر لهم في الحياة، بل كل ما توسلوه لا يتجاوز كلمة «الرحمة». طفل كان يسأل من حوله « يا رب أنا شو عملتلهن» وهو يتوسّل الأطباء بأن يُعيدوا النظر الى عينيه المتورمتين. طفل آخر في الموقع نفسه، كانت نظرات الخوف في عينيه وجسده الذي يرتجف من شدة الوجع ولحظات الحرب التي مرّت عليه، مشهدا يكفي للتأكيد على كلام لأحد أبرز قادة «حزب الله» أنه «لا يوجد في العالم حرب نظيفة».

وعلى خط الإجرام نفسه، كانت نفذت طائرات النظام بالتعاون مع طائرات روسية امس الأول، مجزرة مروّعة بعد استهدافهما سوقا شعبيا في «أريحا» بريف شمال «ادلب» بصواريخ أدت إلة استشهاد أكثر من خمسين مدنيا بينهم اطفال ونساء. هي هدية أرسلها النظام وحلفائه إلى الفقراء والمساكين ليلة الوقوف على جبل «عرفة»، رسالة مفادها، أن العيد ممنوع عليهم وأن الموت وحده هو ما يستحقونه في كل أيّامهم، فمقابر سوريا لا عطلة لديها والطريق إلى سماء مفتوحة في كل الأوقات. مواطن سوري كان يروي على احدى شاشات التلفزة اللحظات التي سبقت الغارات الجوية. «كان الجميع هنا، فقراء ومساكين يتبضعون ما تيسر لهم في هذا السوق الشعبي الرخيص. كانت أصوات الناس وضجيجها يملأ المكان، وإذ بأصوات الطائرات تُغطّي على أصوات الباعة، وفي لحظة من الزمن تحوّل المكان كلّه بركا من الدماء يملؤها الصمت.

وبالتزامن مع المجزرة، أعربت منظمة «حظر الأسلحة الكيميائية« عن قلقها من احتمال أن تكون أسلحة كيميائية قد استخدمت في حلب شمالي سوريا وتحديداً في حي السكري، حيث توفيت طفلة وأصيب العشرات بالاختناق بعد إلقاء مروحيات للنظام براميل متفجرة. وقال مدير المنظمة «نحن قلقون إزاء الاتهامات الأخيرة باستخدام عناصر كيميائية في حلب. إننا نتعامل بجدية كبيرة مع هذه الاتهامات». ويتساوى إجرام النظام السوري، مع الإرتكابات والممارسات الإجرامية التي يرتكبها تنظيم «داعش» وذلك بحسب تقارير رسمية تتضمن إفادات حيّة من قلب الأحداث لسُكّان في «حلب» و»إدلب»، وذلك بحسب تقارير لمحققين تابعين للأمم المتحدة أكدوا استخدام مروحيّات تابعة للنظام، غاز «الكلور» في محافظة «إدلب»، وكذلك اتهموا تنظيم «داعش» باستخدام غاز الخردل في بلدة «مارع» في محافظة «حلب» منذ فترة وجيزة.

ربما قد تكون هناك دواع عدّة منها سياسي ومنها عسكري وفي جزء كبير منها مصلحة مُشتركة، تتطلب من «حزب الله» السكوت عن كل أفعال ومجازر النظام التي يُمارسها بحق شعبه لا سيما الأطفال منهم، ومن حيث يدري أو لا يدري، فان الحزب قد انجر هو الاخر إلى هذه الممارسات من خلال عمليات القتل والتشبيح والتهجير والتنكيل، التي تُمارسها عناصره سواء بعلم قيادتهم أو من دون علمها. كما أن الصمت هذا، قد تحوّل إلى شراكة فعليّة لنظام

بدت صورة إجرامه، واضحة للعالم بأسره. نظام لم يتوان مرّة عن التعبير عن إجرامه بأبشع الصور والاعتراف بقتله الآمنين في منازلهم في «الغوطة» و»دوما» و»حلب» و»إدلب»، والباحثين عن لقمة عيشهم في أماكن عملهم ورزقهم وحتّى في ملاجئهم. وحدهم عناصر «حزب الله» والنظام السوري، يُشاهدون عن قرب حجم مأساة اجمعت المنظمات الحقوقية والانسانية على أنها الأسوأ في حروب العالم، وربما الأكثر ضرراً في نفوس عائلات تمنت الموت لأطفالها بدل أن تراهم يموتون من جرّاء تعرضهم الى أسلحة تفتك يأجسادهم الطريّة أو من الجوع والعطش، ومع هذا يُصرّ الحزب على أن لا شيء يحدث في سوريا وأن هناك اماكن فيها تُعتبر أكثر أمانا من أي بقعة اخرى، وان الأمور فيها على ما يُرام تماماً كما سبق له وأعلن بأن «ما في شي» في سوريا، يوم كان «بركانه» و»رعده» و»زلزاله» يغتالون الأبرياء والآمنين في منازلهم، ويوم كانت أسلحة النظام «الكيماوية» تحوّل أجساد الأطفال إلى الواح خشبية وإلى أرقام مُبعثرة على الأرض. واليوم تسقط الأقنعة عن وجوه أدار أصحابها ظهورهم لمجازر، سبق ان ادّعوا أن حربهم في سوريا هي لرد مثيلاتها عن شعبهم وأطفالهم، وإذ بهم يتحولون إلى شركاء في إرتكابها. لا يريد «حزب الله« أن يقرأ واقع الأمور جيّداً، فعلى الرغم من كل هذه الفظائع، يُصرّ على وصف حربه في سوريا بـ»النظيفة»، وعلى اعطائها جملة مبرّرات تحت خانة «الإضطرارية» و»التكفيريين» و»الواجب»، لكنه لم يسأل نفسه يوماً، عن الظلم الذي ألحقه بأهالي هذا البلد بعدما شرّدهم ودمّر منازلهم وأحرق أرضهم. هذا كلّه يُسميه الحزب «إنتصارات» ويُصنفه ضمن خانة الحرب «العقائدية» التي تُمهّد ليوم «العدل. فأي عدل هذا الذي يقوم على جثث الأطفال واقتلاع أصحاب الوطن من أرضهم واستبدال بيوتهم بخيم خارج حدود وطنهم؟. من مجزرة «الغوطة» التي ستبقى وصمة عار تُلاحق النظام السوري وحلفاءه، مروراً ببقيّة المجازر التي ما زالت تُرتكب في أكثر من مدينة ومنطقة، وبعضها يُمكن أن يلحقها الدور لأكثر من مرة وربما عشرة، يُمكن أن يتلخّص الوضع برمته في سوريا. ما يجري منذ العام 2001 يُمكن اختصاره بمعادلة كان شرحها والد طفل قُتل في مجزرة ارتكبها النظام وسط صمت لـ»حزب الله». المعادلة تقول: كيماوي وغاز السارين+ غاز الكلور والخردل+ براميل متفجرة وصواريخ + حصار ومنع الغذاء والدواء والغطاء + تهجير + تجاهل دولي = نهاية شعب حر، يموت وبيده راية النصر، وباليد الأخرى، راية الذل والموت للأسد وحلفائه.

 

عوارض الخسران

علي نون/المستقبل/16 أيلول/16

استعانة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بالإعلام الأميركي للتحريض (الإضافي) ضد السعودية، يتمم استعانة الجنرال قاسم سليماني بالطيران الأميركي والخبراء الأميركيين لدعم معاركه في العراق تحت لافتة محاربة «داعش» وبالطيران الروسي والخبراء الروس لدعم معاركه ضد الثورة السورية. وهي في كل حال، معارك تضمر في المخيال الإيراني إزاحة طرف خطر ينافس طهران على بعض من الواقع والقرار العراقيين أكثر من كونها تصدياً مبدئياً وعملياً لعبث إرهابي تام لم تستفد منه دولة أكثر من إيران! مثلما أنها في سوريا تضمر ترسيخاً لذلك القوس المذهبي الممتد من شواطئ قزوين إلى شواطئ المتوسط!

قبل ذلك كان مُلاحظاً، أن الإيرانيين أرسلوا منذ أكثر من عام رسائل واضحة إلى الإسرائيليين تقول من وراء غلافاتها الغاضبة، أن شأنهم مؤجل! وأن الأولوية هي للسعودية دون غيرها! ثم خرج، قبل أيام معدودة، ومن قلب طهران، من قال إن السعودية «أخطر» من إسرائيل!

أي بمعنى آخر، تبدو إيران مستعدة لاتخاذ أي خطوة وأي موقف وأي قرار في سبيل ما تريده في ديار العرب والمسلمين.. وهذه تعني استسهال التنازل والانكفاء أمام الأميركيين في الموضوع النووي «الحسّاس» على ما درج عليه الوصف في فترة المفاوضات بشأنه.. وتطمين الإسرائيليين، بالنصّ والميدان، إلى النيّات المعلنة والمضمرة تجاههم. بدءاً من الهدوء غير المسبوق في «جبهة» جنوب لبنان، ثم توجيه كل «قدرات» التوابع وفي مقدمهم «حزب الله» إلى الشق الفتنوي الإسلامي الداخلي، وصولاً إلى محو أي ذكر لمصطلحات «الإبادة» و«الغدّة السرطانية» التي أنعشها أحمدي نجاد، وأوصلها إلى مراتب النشيد الوطني في فترة رئاسته! وذلك في الإجمال أداء مألوف من قبل الإيرانيين وتحديداً لجهة جعل المبالغة غير المفهومة وغير المبررة، واردة عندهم في كل شأن أياً تكن طبيعته! ما يعني (مثلاً) الدخول في النكبة السورية بالطريقة التي دخلوا فيها منذ خمس سنوات. حيث القتل والفتك والتهجير والتدمير مجرد «مسائل» لا تثير لديهم أي أسئلة! ولا تهيّج أي انفعالات ذات طابع إنساني! أو آتية من كون الضحايا هم عرب ومسلمون! مثلما لا تعني «مشاركتهم» في حروب العراق وتسبّبهم بالجزء الأكبر من بلاياه ومصائبه أي شيء خارج سياق هوسهم بالسيطرة وادعاء التمكّن. مثلما لا يعني وضعهم المعطى المذهبي في رأس جدول الأعمال وجعله عنواناً للحشد والتعبئة، أي تهيّب من استدعاء الفتنة والنفخ في كيرها طالما أنها توصل إلى تحقيق شيء ما! والأكثر غرابة، أن إيران التي خرقت كل سقف أو حد ممكن، وبطريقة لم يكن أشد معارضيها وأعدائها يتوقعها، وصلت في الأيام الماضية إلى ذرى أعلى مما سلف وسبق، من خلال المواقف الصاخبة في عدائيتها ضد السعودية، ثم توجيه مئات ألوف الإيرانيين إلى كربلاء كبديل عن عدم الذهاب إلى الحج في مكة المكرمة! ما أعطى ويعطي إشارات على خفّة مخيفة إزاء التعامل مع مقدسات الإسلام في خطوطه العامة والجامعة! بمعنى آخر: لم يترك صاحب القرار الإيراني شيئاً لا في البيان ولا في الميدان إلاّ واستخدمه ضد الجوار العربي عموماً والسعودية خصوصاً! وحوادث الآونة الأخيرة، خصوصاً منها المواقف المعلنة بين طهران ونيويورك! تدل مع سوابقها الميدانية والسياسية في اليمن وسوريا مروراً بالعراق، على أعصاب إيرانية تالفة! وعلى سخط غير مفهوم وغير مبرر سوى أنه احد أبرز عوارض الخسران! أم ماذا؟!

 

لماذا تركّز واشنطن على الاستقرار في الدرجة الأولى؟

ثريا شاهين/المستقبل/16 أيلول/16

المسؤولون الاميركيون الذين يزورون بيروت، يركزون على مسألة الاستقرار والحفاظ عليه كضرورة ماسة، في تعاطيهم مع الشأن اللبناني. كما يركزون على انتخاب رئيس للجمهورية ولو كان دورهم في هذا المجال ليس ضاغطاً من أجل تسهيل المعرقلين للانتخابات. مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، تؤكد ان سبب التركيز الاميركي على الاستقرار يعود الى الخوف من ان تنتقل الازمة السورية الى لبنان. والادارة الاميركية تعتبر ان هناك خطراً كبيراً في حال توسعت رقعة النزاع السوري وامتدت الى دول الجوار. السياسة التي يتبعها الرئيس الاميركي باراك اوباما هي عدم التدخل في شؤون دول المنطقة وهو يتدخل في سوريا بالحدود الدنيا عملاً للتهدئة وعدم التصعيد. لكن اذا انتشر الصراع السوري وطال خارج حدود سوريا ولبنان تحديداً، يصعب على الرئيس الاميركي ان يكمل بهذه السياسة، وقد يضطر الى التدخل بشكل اقوى. اما السبب الآخر، وراء التركيز على الاستقرار هو ان يبقى في محيط سوريا لاسيما في لبنان مكان آمن يعيش فيه اللاجئون السوريون. بحيث ان ايوائهم في الدول المضيفة لهم يوفر عبئاً على الولايات المتحدة وعلى الاوروبيين ايضاً، لأن هروبهم مجدداً من لبنان سيجعلهم يقصدون الدول الغربية. كذلك هناك سبب ثالث، هو ان الصراع الخليجي الايراني، عقّد التدخل الاميركي من اجل تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. حتى ان العلاقات الاميركية الخليجية باتت تحمل صعوبات، لأن الاميركيين لم يتجاوبوا مع الخليج بالنسبة الى الوضع السوري ولا بالنسبة الى اوضاع ملفات اخرى في المنطقة. كذلك ليس هناك من حوار جدي بين الولايات المتحدة وايران حالياً، ولا تريد واشنطن ان تبذل مجهودا وطاقة كبيرين في الملف الرئاسي اللبناني. والاولوية لديها تبقى لمحاربة «داعش» والارهاب، ثم التركيز على استقرار لبنان. وذلك الى حين تسلم الادارة الجديدة الحكم هناك. بحيث ان المرجح حصول تغييرات في السياسة تجاه المنطقة لاسيما اذا فازت هيلاري كلينتون، وهي التي اساساً ليست موافقة على سياسة اوباما.

وتعتبر المصادر، الديبلوماسية الاميركية، ان الجيش اللبناني والقوى الامنية تقوم بعمل ممتاز في حفظ استقرار لبنان على الرغم من التحديات التي تحملها ظروف المنطقة. وكما قال العديد من الزوار العسكريين للبنان، فان الجندي اللبناني هو كفوء ويمكن الاتكال عليه.

ولاحظت المصادر، ان اي قدر من المساعدة الخارجية والارادة الطيبة لا يمكن له ان يحل محل الحكم الجيد من اجل الاستقرار. ان الفراغ الطويل في رئاسة الجمهورية يهدّد الوحدة الداخلية ويبعد لبنان عن الدفة في ما يتصل بتحديات عدد كبير من القضايا السياسية والاقتصادية والامنية والانسانية. والولايات المتحدة ترغب في رؤية القادة اللبنانيين جنباً الى جنب في العمل لإعادة تفعيل مؤسسات الدولة وانتخاب رئيس. وتؤكد المصادر، ان الولايات المتحدة تعمل على اهداف ثلاثة مع المؤسسات اللبنانية ومع اللبنانيين وهي:

اولاً: دعم امن لبنان عبر الاستمرار في مساعدة الجيش والقوى الامنية في مواجهة الارهاب، من خلال تقديم التجهيزات لها والتدريبات والتعاون مع الوكالات الامنية المختصة. ثانياً: دعم استقرار لبنان، من خلال التعاون في الشأنين السياسي والانساني ما يعني مساعدة لبنان في تحمل اعباء اللاجئين السوريين، والولايات المتحدة، تأتي في المرتبة الاولى في مساعدة لبنان ثنائياً على هذا الصعيد. ثم دعم الجهود اللبنانية لانهاء الفراغ الرئاسي واجراء الانتخابات النيابية. ثالثاً: دعم الازدهار الاقتصادي من خلال العمل مباشرة مع البلديات لدعم انشطتها وتحسين البنى التحتية مثل المياه، والتعاون يتم من خلال برامج الوكالة الاميركية للتنمية، وعبر منح فرص اقتصادية جديدة للمجموعات القاطنة في الارياف وتطوير المرأة. فضلاً عن دعم قطاع التربية لاسيما الطلاب في المدارس الرسمية، وعبر برامج اليونسيف ومنح اخرى usp. كذلك هناك تعاون أميركي مع مؤسسات الدولة مثل البنك المركزي للتأكد من سلامة النظام المالي وأمنه، وحمايته من الأموال غير النظيفة. ويمكن اختصار التعاون الاميركي مع لبنان بأنه، يهدف، وفقاً لمصادر اخرى، الى مساعدة الجيش اللبناني ليكون اقوى من الاحزاب، وهذا ما يدعم الدولة ومؤسساتها، ونشاط المجتمع المدني. لكن لا علاقة للاميركيين مع «حزب الله» لأنه بكل بساطة القانون الاميركي يمنع ذلك. انما في الوقت نفسه لا يرغب الاميركيون في ان يكون هذا الموقف من «حزب الله» مشكلة للحكومة.

 

الانتخابات النيابية مرجحة وفق “الستين” واعتماد المختلط يستدعي التأجيل للتأهيل

محمد شقير/الحياة/16 أيلول/16

يرجح كثيرون من السياسيين اللبنانيين في مجالسهم الخاصة كفة تأجيل إجراء الانتخابات النيابية المقررة في موعدها الربيع المقبل، على إمكان إنجازها، لكنهم لا يملكون الجرأة على البوح بموقفهم خشية رد فعل هيئات المجتمع المدني ولجوء بعض الكتل النيابية إلى الانخراط في مزايدات لتخفي من خلالها رغبتها الحقيقية. ويؤكد هؤلاء – وفق مصادرهم- أن لا مفر من تأجيل الانتخابات النيابية، وإنما في حالة واحدة هي ملء الشغور في رئاسة الجمهورية، باعتبار أن انتخاب رئيس يوفر الأسباب الموجبة للتأجيل، بذريعة أنه لا بد من إعطاء فرصة ولو لعام للرئيس العتيد ليكون له رأيه في قانون الانتخاب الجديد، لأن إقراره في ظل الشغور لا يعتبر نافذاً لإتمام الانتخابات. وتلفت المصادر إلى أن لا جدية حتى الساعة في إقرار قانون الانتخاب الجديد وإلا لماذا كل هذه المراوحة في تقاذف مسؤولية التأخير في إقراره بين اللجان النيابية المشتركة، سواء أكانت مصغرة أم موسعة، وبين هيئة الحوار الوطني الموسع، وهذا ما يؤدي طبعاً إلى تضييق الوقت الذي يسمح بإقراره. وتسأل أيضاً هل ما زالت الفرصة سانحة أمام البرلمان لإقرار القانون الجديد قبل نهاية العام الحالي، خصوصاً أن الوقت الفاصل بين تعطيل التشريع في البرلمان وبين احتمال معاودته ضئيل، إلا في حال حصول معجزة سياسية ليست متوافرة في المدى المنظور، مع بدء العقد العادي للمجلس النيابي في أول ثلثاء بعد الخامس من تشرين الأول المقبل.

وتعتبر أن مجرد بدء العقد العادي سيفتح الباب أمام انتخاب أعضاء هيئة مكتب المجلس ومن ثم التحضير لعقد جلسة تشريعية لإقرار مجموعة من مشاريع واقتراحات القوانين ذات الطابع المالي، لأن هناك ضرورة لإقرارها لضمان تسيير عجلة الدولة بالحد الأدنى مع أنه لم يعرف ما إذا كان مشروع الموازنة العامة لعام 2017 سيقر أم سيصار إلى تجزئته بإدراج مجموعة من مشاريع القوانين، هذا في حال تم التوافق على عقد جلسة تشريع للضرورة، إضافة إلى التصديق على القانون الذي ينص على تبادل المعلومات مع الجهات الدولية في خصوص تبييض الأموال لمكافحة الإرهاب. وترى المصادر عينها أن عجز اللجان النيابية المشتركة عن التوافق على قواسم مشتركة بدفع لإخراج قانون الانتخاب من لعبة شد الحبال، يعود إلى أن معظم الكتل النيابية تتريث في تحديد موقفها النهائي، وأن أقوالها في تأييدها هذا القانون أو ذاك تصطدم بعدم اتخاذ موقف نهائي من المشاريع المطروحة. وتسأل عن صمت معظم الكتل النيابية حيال إصرار نائب رئيس البرلمان فريد مكاري على تعليق اجتماعات اللجان النيابية، بذريعة أن القرار النهائي لا يعود لممثليها في الاجتماعات، إنما لمن بيدهم كلمة السر، وهيئة الحوار لم تحرك ساكناً لإنقاذ الموقف في داخل اللجان المشتركة.

العودة إلى المربع الأول

كما تسأل المصادر عن الأسباب التي حالت دون تدخل هيئة الحوار لإقناع بعض الكتل بتسهيل مهمة اللجان بعد أن صوَّت النواب فيها على حصر النقاش بالمشروعين الانتخابيين المختلطين، الأول لرئيس البرلمان نبيه بري وينص على المناصفة بين النظامين الأكثري والنسبي في توزيع المقاعد النيابية في مقابل المشروع المشترك لتيار “المستقبل” وحزبي “القوات اللبنانية” و “التقدمي الاشتراكي” وينص على انتخاب 68 نائباً وفق الأكثري و60 نائباً على النسبي. وتؤكد أن ممثلي بعض الكتل في اللجان المشتركة لم يلتزموا حصر النقاش في المشروعين المختلطين وقرروا العودة إلى المربع الأول، وكأن ما توصلت إليه اللجان لا يصرف في مكان. كما تؤكد أن التفاف هذا البعض على المشروعين برز جلياً في اصرار حزب “الكتائب” على اعتماد الدائرة الفردية، وأيضاً في تمسك “تكتل التغيير والإصلاح” بالمشروع الأرثوذكسي مع انفتاحه على المختلط من دون أن يلتزم به ما لم تتوضح عناوينه التنفيذية، إضافة إلى دفاع “حزب الله” عن مشروعه بجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة تجري فيها الانتخابات على أساس النسبية مع موافقته على أي مشروع يتفق عليه الرئيس بري و “تكتل التغيير”.

ويضاف إلى ذلك لجوء بعض الكتل الصغيرة إلى الدفاع عن مشروع “حزب الله”، وإن كان الأخير لا يمانع في اعتماد المشروع الذي أعدته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بتقسيم لبنان إلى 13 دائرة انتخابية شرط تطبيق النسبية بالكامل، مع أن من وضعه لم يدافع عنه، ما حال دون طرحه في اجتماعات اللجان وبالتالي كان استحضاره من باب المزايدة للعودة إلى المربع الأول.

وتلفت المصادر أيضاً إلى أنه من السابق لأوانه الرهان على عودة التشريع إلى البرلمان، لأن “تكتل التغيير” اختار في اجتماعه الأخير محطتين للتحرك: الأولى تتلازم مع الدعوة إلى عقد جلسة نيابية في 28 الجاري لانتخاب رئيس جديد، والثانية مع ذكرى إطاحة العماد ميشال عون من قصر بعبدا في 13 تشرين الأول 1990. وتعتبر أن عون اختار هذا التوقيت ليخاطب حلفاءه قبل خصومه، بأن لا مفر من انتخابه رئيساً وإلا الفوضى، وتقول نقلاً عن قطب نيابي إنه في إصراره على موقفه سيدفع البلد إلى الانتحار، وهو بذلك يهدد بخيارات سياسية غير مألوفة كان لجأ إليها رئيس “القوات” الرئيس الراحل بشير الجميل عاد عنها فور انتخابه رئيساً. ويؤكد القطب النيابي أن من يحاول أن يقدم نفسه على أنه -بشير الثاني- سيكتشف أنه يائس من الوصول إلى الرئاسة وسيصطدم بالقوى المحلية اللبنانية وأيضاً بالمجتمع الدولي، لأن لا حياة لمشروع تنبعث منه روائح الفيدرالية أو الكونفيدرالية. ويضيف أن تعاطي “تكتل التغيير” في الشأن العام بدأ يقلق الجميع، حتى مَن رشح عون للرئاسة، لأن البلد لم يحتمل وجود وزيرين لـ “التيار الوطني” في حكومة الرئيس تمام سلام فكيف سيحتمل وصول مؤسسه إلى الرئاسة؟

التأهيل إدارياً وترشحاً واقتراعاً

ويعلق قطب آخر على قول وزير الخارجية جبران باسيل، أن “تكتل التغيير” لن ينتخب رئيسكم (في إشارة إلى “المستقبل”) إذا لم تنتخبوا رئيسنا – أي العماد عون -، ويقول إن التسليم باللعبة الديموقراطية يبقى الأساس ولا بد من الاحتكام إلى النواب فلا تأخذ هذه اللعبة بمبدأ التعيين أو المقايضة، ومن يؤمن بالديموقراطية عليه أن يذهب إلى البرلمان لانتخاب رئيس بدلاً من أن يصر على مقاطعة الجلسات إلا بشرط تعيين “الجنرال” رئيساً. لذلك، يحصر “تكتل التغيير” تحركه -كما تقول مصادر وزارية- تحت سقف إعداده لخطتين: “أ” و “ب”، الأولى تتعلق بتمسكه بالميثاقية كما يراها من وجهة نظره كممر وحيد لعون للوصول إلى الرئاسة على أن يلجأ إلى الخطة الثانية في حال اصطدم بحائط مسدود يعيق انتخابه، وفيها الدعوة إلى إجراء انتخابات نيابية على أن يُترك للبرلمان الجديد انتخاب الرئيس… إلا أن إصرار عون على التحرك دفاعاً عن “الميثاقية” لا يلقى التجاوب المطلوب من “القوات” التي قد تشاركه في التحرك تحت بنود المطالبة بوضع قانون انتخاب جديد. ولم تستبعد مصادر وزارية ونيابية في مجالسها الضيقة احتمال تأجيل الانتخابات النيابية لعام واحد لعل متغيرات تحصل قبل انتهائه، لمصلحة الإسراع في انتخاب الرئيس مع أن وزير الداخلية نهاد المشنوق لا يترك مناسبة إلا ويؤكد فيها أن الانتخابات في موعدها. كما أن المصادر نفسها تعتبر أن اعتماد قانون الانتخاب المختلط لا يتم بين ليلة وضحاها لأن هناك حاجة إلى إعداد الجهاز الإداري في الداخلية ليستطيع التحضير لمثل هذا القانون الذي يُعمل به للمرة الأولى. وتضيف أن هناك حاجة إلى فترة من السماح تتطلب تأجيل إجراء الانتخابات لتأهيل الناخبين للتصويت على أساس المختلط، إلا إذا كان البديل العمل بالقانون النافذ حالياً، أي “الستين” الذي يلقى حتى إشعار آخر معارضةً، إذا لم تقرر الغالبية التعاطي معه كأمر واقع. وتؤكد أن تطبيق القانون المختلط إدارياً واقتراعاً وترشحاً لن يتم بكبسة زر، وكثر من المرشحين الذين يروجون له لا يلمون بجميع تفاصيله وهم في حاجة لمرحلة تأهيل، وأن ركوبهم الموجة لا يخفي حاجتهم إلى أشهر للإلمام به، بالإضافة إلى أن المبارزة في المواقف بين مؤيد له ومعارض تأتي في الوقت الضائع طالما أن القانون غير موجود، وينطلقون في تأييدهم إياه من الرغبة في حجز مقاعدهم في البرلمان وليس انطلاقاً من حرصهم على تأمين صحة التمثيل وهذا ما يميز هيئات المجتمع المدني عنهم، التي تنشد الوصول إلى قانون عصري على قياس الوطن وليس بحجم هذا الطرف أو ذاك، الذي يبني موقفه من القانون العتيد على أساس تكبير حصته في البرلمان أو استرداد بعض المقاعد النيابية التي خسرها في السابق.

 

هل الفتنة واردة في لبنان؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 16 أيلول 2016

عندما يلعب السياسيون بالاستقرار السياسي، «على راحتهم»، يقلق الأمنيون كثيراً وتزداد هواجسهم. لقد اعتادوا التدقيق في العلاقة الغامضة ما بين السياسة والأمن. ولذلك، عينُ الأجهزة اليوم «عشرة عشرة»، والناس يسألون: هل الوضع الأمني مضبوط فعلاً، وهل لبنان في منأى عن الفتنة؟

يكشف وزير سابق أنّ بعض القوى الداعمة لـ»الجماعات التكفيرية» حاول في مرحلة سابقة من الصراع السوري تفجير فتنة مذهبية في لبنان، اعتقاداً منه أنّ ذلك سيؤدي أربع وظائف:

1 - فتح جبهة في خاصرة «حزب الله» تضعفه في مواجهة خصومه السنّة وتخفِّف من اندفاعته في السيطرة على السلطة في لبنان.

2 - إلهاء «الحزب» عن مهمته السورية ما يؤدي إلى تراجع قوة الرئيس بشّار الأسد في مواجهة القوى التي تقاتله. وفي بعض المراحل، بدا تدخُّل «الحزب» إلى جانب الأسد حيوياً لمنع سقوطه في العديد من المناطق، بما فيها العاصمة دمشق.

3 - إنّ تراجع نفوذ «الحزب» في لبنان سيتيح تمدُّد نفوذ القوى التكفيرية في لبنان بسيطرتها على مناطق محدّدة، ولاسيما صيدا- عبرا- عين الحلوة، طرابلس وعكار، وعرسال.

4 - إنّ تراجع قوة «حزب الله» في لبنان وقوة حليفه الأسد في سوريا سيضع حداً لامتداد النفوذ الإيراني غرباً حتى شاطئ المتوسط.

وهذه الخطة - يقول الوزير السابق، تبلّغتها القوى الأساسية في لبنان، بما فيها «حزب الله». ولذلك سارعت السلطة اللبنانية إلى اعتماد أسلوب الهجوم وقائياً. ولذلك، كانت العمليات الجراحية التي أنهت حالة الشيخ أحمد الأسير في عبرا وأطفأت النقاط الملتهبة في طرابلس ووضعت عرسال تحت الرصد والسيطرة.

إصطدمت الخطة بعقبتين أساسيّتين أدّتا إلى تعطيلها:

- الأولى هي مناعة السُنَّة في لبنان ضد القوى المتطرّفة والتكفيرية. فالمرجعيات السُنّية المحلية، وعلى رأسها «المستقبل» هي قوى اعتدال وانفتاح، وهي تفهم تماماً خصوصيات الحالة اللبنانية. والمرجعية العربية الراعية للسنّة في لبنان، أي المملكة العربية السعودية، هي أيضاً ترفض المغامرة بالسنّة الللبنانيين ودفعهم إلى الخيارات الانتحارية.

- الثانية هي أنّ إعادة حساب دقيقة أجرتها القوى الخارجية المعنيّة بتفجير الوضع المذهبي في لبنان أظهرت لها أنّ النتائج العسكرية والسياسية لهذا التفجير ستكون في مصلحة «حزب الله» لا سواه.

وعلى العكس، قد تكون تلك فرصة لـ»الحزب» كي يُطبِق تماماً على زمام الأمور. فالذريعة جاهزة، وهي محاولة القوى التكفيرية أن تسيطر على لبنان أو على مناطق فيه. وسيحصل «الحزب»، لهذه الغاية، على تغطية القوى الدولية الراعية لاستقرار لبنان.

يتمتع «حزب الله» بوزن قتالي هائل تفتقده الطوائف الأخرى جميعاً في لبنان. ولذلك، ستكون المواجهة المذهبية معه انتحارية في المطلق، وعلى مختلف المستويات، لكنها في الدرجة الأولى انتحارية للقوى التي لا تمتلك عدّة المواجهة.

في تقدير الوزير السابق نفسه أنّ إسرائيل، من خلال علاقتها بهذه القوى الخارجية التي خططت للتفجير، كانت أيضاً ترغب في وقوع المواجهة السنّية- الشيعية في لبنان، ما يؤدّي إلى إغراق الجميع في الفوضى وانغماسهم في قتالهم. ولكنّ لبنان محميٌّ بالغطاء العربي- الدولي الضامن لاستقراره.

بعد هذا الاستحقاق، أي في العام 2013، وجد «حزب الله» أنه في حاجة إلى إحداث تعديل على خطته الأساسية التي قضت بإبعاد «المستقبل» عن السلطة وإضعافه. وقرّر فجأة تعويم دور الرئيس سعد الحريري. ومن دون سابق إنذار، فاجأ الجميع بتخلّيه عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

في لحظة معيّنة، تقاطعت المصالح على صفقة مرحلية بين «حزب الله» و»المستقبل» ترجمها سقوط الحكومة الميقاتية وتكليف الرئيس تمام سلام، القريب من «المستقبل» تشكيل الحكومة الجديدة، وتنازل «الحزب» عن وزارتي الداخلية والعدل لـ»التيار»... وصولاً إلى عودة الحريري.

وحظي هذا التقاطع في المصالح بدعم إقليمي- دولي، لأنّ الاتجاه العام كان منصبّاً على مكافحة التطرّف والإرهاب. وقد استفاد «الحزب» في لبنان والأسد في سوريا من المناخ الدولي لتثبيت المواقع.

اليوم، تبدو مرحلة سياسية جديدة قيد الولادة. وثمّة مَن يعتقد أنّ «الستاتيكو» الذي أنتجته اللحظة التسووية بين الشيعة والسُنّة يهتزّ أكثر فأكثر، وأنّ التحدّيات المقبلة قد تؤدي إلى انهياره. وعندئذٍ، يصبح مشروعاً التخوّف من اهتزاز الاستقرار الأمني. فهل يعني ذلك احتمال حصول احتكاكات مذهبية؟

المواكبون جيداً للملف الأمني في لبنان يعتقدون أنّ الشقّ الأول من السؤال، أي اهتزاز الأمن، ليس أمراً مستبعَداً. وأما الشقّ الثاني أي الفتنة المذهبية فهو مستبعَدٌ جداً.

فصحيحٌ أنّ لبنان يواجه تحدّيات جديدة في ضوء حروب التصفية التي تشهدها سوريا، ولاسيما في الشمال والشرق، لأنها قد تُخلّف انعكاساتٍ مباشرة على لبنان، لكنّ هذه الانعكاسات لا تشكّل خطراً على الأمن المذهبي.

ويستند هؤلاء في اطمئنانهم إلى الآتي:

في العمق، ليس هناك تنافر حقيقي بين القوى السنّية والشيعية الموجودة في السلطة. ففي اللحظات الحسّاسة، ما زالت تتمّ التسويات المذهبية المباشرة وغير المباشرة، على الطريقة اللبنانية، كما جرى تكراراً منذ الاتفاق الرباعي في العام 2005.

فغالبية المحطات الأساسية شهدت من ذلك التاريخ تسويات سنّية- شيعية صغيرة بهدف إدارة البلد. وحكومة سلام مستمرة ما دامت تعبّر عن تقاطع المصالح المذهبية. وهي لا تسقط إلّا إذا اختار أحد الفريقين إعادة النظر في قواعد فكّ الاشتباك. وهذا أمر لا يبدو وارداً في أيّ شكل.

ومن هنا يمكن فَهْمُ موقف «حزب الله» الملتبس بين مراعاة المعادلة المذهبية في الحفاظ على «الستاتيكو» ومراعاة العماد ميشال عون الذي يوفّر له التغطية المسيحية. وهذا ما عبّر عنه سلوك «الحزب» في جلسة الحوار الأخيرة وموقفه من جلسة مجلس الوزراء.

كما يمكن خصوصاً إدراك الخلفيات الحقيقية لظاهرة «تمرير الرسائل» غير المنظورة بين قوى عدة، شيعية وسنّية، في كلّ المحطات والاستحقاقات الساخنة، بما فيها الجولة الأخيرة الصاخبة من الحوار. وهذا يعني أن لا خوف إطلاقاً من مواجهة مذهبية في لبنان، مهما علت حدّة القتال في سوريا. فالطرفان المعنيان يديران جيداً شؤونهما اللبنانية.

هل ابتعاد المخاوف من الفتنة المذهبية بين السنّة والشيعة، فيما الخوف معدوم من فتنة طائفية بين المسيحيين والمسلمين، يعني أن لا خوف على الاستقرار في لبنان؟

المعنيون بالأمن يخشون مفاجآت من نوع آخر. فـ«التوتير المضبوط» كان في محطات عديدة جزءاً من «عدّة الشغل» بالنسبة إلى بعض القوى المحلية، وهو ساعدها في تحقيق الكثير.

يضاف إلى ذلك عامل التوتير الخارجي. ففي الصراعات الأهلية الدائرة في سوريا والعراق واليمن وسواها هناك عناصر عدّة يمكن اعتبارها «غير مفهومة» و»غير مضبوطة»، و«داعش» والتنظيمات الرديفة هي أبرزها. وليس واضحاً هل ما زالت هذه الجماعات تتلقّى الدعم من قوى خارجية، في شكل مستتر، أم إنّ كلّ أنواع الدعم السابقة قد توقفت؟

الإجابة على هذا السؤال تحدِّد: هل هذه الجماعات ما زالت تمتلك الهوامش التي تسمح لها بافتعال توترات وصدامات و»ميني فتن» موضعية في لبنان؟

البعض يخشى اندلاع مواجهة بين السوريين المقيمين في لبنان، يتورّط فيها لبنانيون. لكن ما يجري في الفترة الأخيرة لجهة تسليم بعض المرتبطين بالجماعات المتطرفة أنفسهم في عين الحلوة وخارجها، يوحي بأنّ هذه الجماعات تفقد الأمل بالاستيلاء على منطقة لبنانية- وأيّ مخيم- والانطلاق منها. وهذا ما يدفع المرتبطين بها إلى حماية الرأس. وهؤلاء يشكلّون كنزاً أمنياً للأجهزة اللبنانية، لأنهم يزوِّدونها الكثيرَ من المعلومات عن خفايا الحراك الذي تقوم به الجماعات الإرهابية أو ما تريد القيام به.

وفي المحصلة، قد تكون الفتنة الطائفية والمذهبية تحت السيطرة لأنّ القوى الداخلية تمرِّر التسويات تحت الطاولة. لكنّ الاستقرار الأمني لا يبدو مضموناً في شكل كامل، لأنّ الأمن يبقى أداة ضغط سياسي قد يلجأ إليها القادرون على استخدامها، في الداخل كما في الخارج، وهم كثيرون.

 

لقاء نصرالله – عون محكوم بالفشل إلا في حالة واحدة

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/15 أيلول/16

تحدث بعض الصحف اليوم عن لقاء محتمل بين السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون قد يسبق او يلي التصعيد العوني المتدحرج، وفق ما تم توصيفه، والذي ينطلق بعد جلسة الانتخابات الرئاسية في ٢٨ الحالي في حال لم تحمل عون إلى “قصر بعبدا”، ويصل إلى حده الأقصى، وفق ما تم تسريبه، في ذكرى “١٣ تشرين”. وبمعزل عن الأجندة العونية التصعيدية واحتمالات نجاحها او فشلها ربطا بالظروف الموضوعية القائمة، إلا ان  التباين بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” ليس مسألة تفصيلية، سيما انه يشمل مجموعة عناوين أساسية:

العنوان الأول من طبيعة استراتيجية ويتصل بنظرة الحزب إلى الواقع السياسي اللبناني الذي يريده مستقرا لمواصلة قتاله في سوريا، كما تخوفه من نقل الحرب السورية إلى لبنان لإخراجه من سوريا، وبالتالي هو غير مستعد إطلاقا التفريط بهذا العنوان خدمة لأي عنوان آخر رئاسي او غيره.

العنوان الثاني يتعلق ببقاء الحكومة واستمرارها، وعدم مشاركة “حزب الله” في الجلسة الأخيرة تضامنا مع “التيار الوطني الحر” دفعت الرئيس نبيه بري إلى تذكيره بموقفه المتمسك بالحكومة ودعوته بطريقة غير مباشرة إلى المشاركة في الجلسة المقبلة، فيما “التيار الحر” على استعداد للإطاحة بالحكومة تنفيذا لأجندته التصعيدية، هذه الحكومة التي يعتبرها الحزب مظلة أمان لدوره ومشروعيته. العنوان الثالث يرتبط بالحوار الذي تختلف النظرة حوله ايضا بين “التيار الحر” الذي يعتبره ضمنا لزوم ما لا يلزم، و”حزب الله” الذي يعتبره حاجة ماسة لمواجهة محاولات عزله دوليا وعربيا ووقفها عند الحدود اللبنانية بالقول انه غير معزول لبنانياً.العنوان الرابع يتصل بقيادة الجيش التي تختلف النظرة حولها بين نظرة تقليدية وكلاسيكية لـ”التيار الحر” وتتلخص بضرورة تداول السلطة داخلها بالحد الأدنى، وإبعاد العماد جان قهوجي كمنافس رئاسي في الحد الأقصى، ونظرة “حزب الله” للعلاقة الاستراتيجية مع المؤسسة العسكرية بالحد الأقصى، والحفاظ على ورقة قهوجي الرئاسية في الحد الأدنى لإبقاء مروحة واسعة من الخيارات التي يرتاح إليها الحزب. العنوان الخامس يتعلق باستخدام الشارع الذي يعتبره “التيار الحر” وسيلة ضغط لتحقيق أهدافه بعدما سدت القنوات السياسية، فيما يتخوف منه “حزب الله” كون “لعبة” شارع مفتوحة على شتى الاحتمالات ويمكن ان تتحول غير قابلة للضبط، خصوصا في حال انتقلت العدوى إلى الشارع السني، الأمر الذي يعتبره الحزب من ضمن الخطوط الحمر تلافيا للفتنة السنية-الشيعية.

العنوان السادس يتعلق برئاسة الجمهورية التي يكتفي “حزب الله” بالتمسك بترشيح العماد عون، فيما الأخير يريد من الحزب ان يضغط على النائب سليمان فرنجية للانسحاب من المعركة الرئاسية، وعلى الرئيس بري لتأييد انتخابه.

ولا شك ان كل هذه العناوين الخلافية وغيرها بالتأكيد لا تشجع “حزب الله” على انتخاب العماد عون، لأنه لا بد، بالنسبة إلى الحزب، ان تصطدم مصلحته الاستراتيجية بالاعتبارات العونية التكتية، والتباين مع عون المرشح غير التباين مع عون الرئيس، ولكن في مطلق الأحوال، فإن اللقاء بين نصرالله وعون سيكون مصيره الفشل سوى في حالة واحدة وهي التزم أمين عام “حزب الله” بسحب فرنجية وضمان تأييد بري لترشيحه، وخلاف ذلك الهوة بين الطرفين إلى اتساع، و”السيد” لن يلتزم…

 

ترامب وإيران… والسعودية

خيرالله خيرالله /العرب/16 أيلول/16

هناك عالم جديد اسمه عالم بناء السياسة على الكذب بعدما كان التغاضي عن الكذب في كلّ ما له علاقة بالسياسة من الأمور المتعارف عليها. كان الكذب يُعتبر استثناء وليس قاعدة للعمل السياسي. هذه نقلة نوعية على الصعيد العالمي ليست الدول الكبرى في منأى عنها، بما في ذلك الدول التي تحاضر في الأخلاق وتدّعي محاربة الإرهاب. صار الكذب في هذه الأيّام في أساس السياسة. على سبيل المثال وليس الحصر، تقصف الطائرات الروسية وتلك التابعة للنظام السوري مدنيين سوريين ومدارس ومستشفيات وتدّعي موسكو والنظام السوري أن الهدف هو “داعش”. استثمرت الأجهزة التابعة للنظام السوري طويلا في “داعش” وصولا إلى يوم صار فيه مطلوبا أن يكون هذا النظام جزءا من الحرب على الإرهاب. هل من كذبة أكبر من هذه الكذبة التي اسمها مشاركة النظام السوري في الحرب على الإرهاب الذي هو في أساس تكوين هذا النظام؟

يصعب تحديد من وراء تلك النقلة النوعية. لكنّ أفضل من يمارس فنّ الكذب حاليا هو دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية الذي تنتقده إدارة باراك أوباما على الصعيد الداخلي، فيما تعتمد خارج الحدود الأميركية الأساليب نفسها التي يلجأ إليها ترامب!

كان مفيدا إشارة مجلة “الإيكونومست” أخيرا إلى المدى الذي وصله ترامب في الكذب. ففي عددها الصادر أخيرا والذي على غلافه عبارة “فن الكذبة”، تشير المجلة البريطانية، التي تعتبر بـين الأرقى في العالم، في مقال افتتاحي إلى أن ترامب يقول إن الرئيس باراك أوباما “زيّف” شهادة ولادته، وإنه وراء خلق “داعش”، وإن آل كلينتون “قتلة”، وإن والد أحد منافسيه كان إلى جانب لي هارفي أوزوالد عندما اغتال جون كينيدي في الثاني والعشرين من تشرين الثاني ـ نوفمبر 1963 في مدينة دالاس الأميركية…

لم تبخل المجلّة بالأمثلة التي تعطي فكرة عن عالم تجاوز فيه “فنّ الكذبة” كل حدود. تشير أيضا إلى أن المملكة المتحدة انسحبت من الاتحاد الأوروبي بعد استفتاء صدّقـت فيـه أكثـرية المواطنـين أن “جحـافل المهاجرين” ستغـزو بريطـانيا بمجرد انضمام تركيا إلى الاتحـاد. أكثر من ذلك، صدّقت أكثرية في المملكة المتحدة أن خروج بـريطـانيا من الاتحـاد الأوروبي سيوفّـر عليهـا نحو 470 مليون دولار أسبوعيا. تبيّن بعـد إعـلان نتائج الاستفتـاء أن كـلّ الشعارات التي أطلقها مؤيدو “بريكسيت”، أي الخروج البـريطاني من الاتحـاد الأوروبي، ليست صحيحة بل لا علاقة لها بالواقع من قريب أو من بعيد. لم تعد توجد في الساحة السياسية البريطانية أي شخصية تدافع عن الخروج من الاتحاد الأوروبي وترفع الشعارات التي أخذت البريطانيين إلى حيث هم الآن. صار على وزير الخارجية الجديد بوريس جونسون، الـذي كان بين أبرز الداعين إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، أن يكون مجرّد متفرّج على المشهد المحيّر الذي تشرف على إدارته رئيسة الوزراء تيريزا ماي. لم تعد تيريزا ماي تجد ما تقوله سوى أنها ستشرف على عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأن لا مجال لاستفتـاء جديـد في وقت لم يعد أمام بريطانيا سوى البحث عن شركاء تجاريين جدد. صار الكذب سياسة. نسي باراك أوباما فجأة أن ما يشكو منه في الولايات المتحدة تمارسه إدارته في أنحاء مختلفة من العالم. نسي أنّه وضع في العام 2013 “خطا أحمر” لبشار الأسد قبل استخدام الأخير للسلاح الكيميائي في حربه على الشعب السوري. ربّما نسي أوباما ما هو اللون الأحمر، وذلك بقبوله بأن يكون تابعا لفلاديمير بوتين في شأن كلّ ما له علاقة بسوريا.

يرفض باراك أوباما، وهذا ما لا تشير إليه “الإيكونومست”، أن إيران لا تختلف كثيرا عن دونالد ترامب. كيف يمكن تصديق أن المملكة العربية السعودية تتخذ موقفا من الحجاج الإيرانيين، فيما يشير الواقع إلى أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز يشرف، شخصيا، على راحة كلّ حاج، وهو يدعو صراحة إلى “رفض الغلو والتطرّف”، مؤكدا أن “المملكة ترفض رفضا قاطعا” أن تتحوّل شعائر الحج إلى “تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية. فقد شرع الله الحج على المسلمين كافة دون تفرقة”. هل السعودية من هاجم إحدى القنصليات الإيرانية في المملكة أم إيران التي هاجمت القنصلية السعودية في مشهد والسفارة في طهران، وذلك في تاريخ لم يمرّ عليه الزمن بعد؟ هل من شاهد على أن السعودية ارتكبت أي خطأ في حق أي حاج، سواء أكان إيرانيا أم غير إيراني؟

في الشرق الأوسط حاليا، هناك من يتبع نهج ترامب بكل وقاحة. المؤسف أن أوباما يعترض على المرشح الجمهوري في الولايات المتحدة، ويتغاضى عمّا تفعله إيران في المنطقة. على السعودية تحمّل كل أنواع الاستفزازات الإيرانية، بما في ذلك مقاطعة الحج والتهجّم على قيادة المملكة، فيما ليس ما يشير إلى أن هناك نيّة في اتخاذ موقف أميركي واضح من الممارسات الإيرانية التي هي خرق لكل القوانين الدولية ولكل ما له علاقة بسيادة الدول. ماذا لدى الإدارة الأميركية تقوله عن الذي تفعله إيران في العراق؟ هل من كذبة أكبر من أنّ “الحشد الشعبي”، الذي هو كناية عن ميليشيات مذهبية عراقية تابعة لإيران، يحارب الإرهاب ويسعى إلى قيام دولة العدل والقانون والحرّيات في العراق؟ هناك مئة سؤال، على الأقل، يمكن طرحها في شأن الممارسات الإيرانية في المنطقة العربية بغطاء من إدارة أوباما. ماذا تفعل إيران في سوريا حيث تدعم نظاما أقلّويا عن طريق ميليشيات مذهبية لا تقلّ خطورة عن “داعش”. كيف يمكن للولايات المتحدة، بمشاركة روسيا، شنّ حرب على “داعش” وتجاهل هذه الميليشيات المذهبية المدعومة من إيران التي ليست سوى الوجه الآخر لتنظيم “داعش” وأخواته وإخوانه؟ إذا كانت إدارة أوباما تشكو من ترامب وكذبه، ليس طبيعيا أن تقبل بممارسات من النوع ذاته في الشرق الأوسط والخليج. من يرفض مدرسة ترامب في الولايات المتحدة، لا يمكن أن يقبل بها في مكان آخر، لا تجاه المملكة العربية السعودية أو البحرين ولا في العراق وسوريا ولبنان واليمن. هل تدرك إدارة أوباما معنى منع إيران لبنان من انتخاب رئيس للجمهورية مستخدمة سلاح ميليشيا مذهبية لا أكثر؟

هناك تورّط إيراني في العمق في اليمن. هناك صواريخ باليستية تطلق من الأراضي اليمنية في اتجاه السعودية التي يتبيّن كل يوم كم كانت محقّة في قيادة “عاصفة الحزم”، وذلك من أجل تدمير المشروع الإيراني في اليمن. ألا تعرف الولايات المتحدة مصدر هذه الصواريخ التي وصلت للحوثيين؟

إلى متى يبقى الكذب سياسة؟ إلى متى سيظل في استطاعة مجلة مثل “الإيكونومست” الكلام عن “فنّ الكذبة”؟ هل هذا شعار العالم الجديد الذي دخلناه، عالم وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت من دونالد ترامب يمتلك أحد عشر مليون متابع على “تويتر”، فيما في استطاعة إيران القول إنّها شريكة في الحرب على الإرهاب، إلى جانب النظام السوري وروسيا فلاديمير بوتين؟ هذا ليـس عالمـا جديدا تقـوم فيه السيـاسة على الكذب، بمقـدار مـا أنّه عـالم غريب لم تعد فيه أيّ حدود، من أي نوع، للوقاحة…

 

فلسطين.. وهراء 'القرار المستقل'

محمد قواص/العرب/16 أيلول/16

استقال العرب من التزاماتهم المباشرة في تحرير فلسطين منذ أن أنشأوا منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 وأوكلوا إليها تلك المهمة. مذاك توقفت “القضية” عن كونها مهمة عربية، وصارت فلسطينية تحظى بتأييد “الأشقاء العرب”. وحين انتقلت رئاسة المنظمة عام 1969 من أحمد الشقيري الذي عينه النظام السياسي العربي (من خلال استحداث مجلس وطني فلسطيني) إلى ياسر عرفات قائد حركة فتح (مرورا بيحي حمودة بالوكالة)، تمّ للعرب الإمعان في التبرؤ من المسؤولية المباشرة في إزالة الاحتلال، وإيكال الأمر إلى حركة فلسطينية ناشئة تلوّح بفخر ببيرق"القرار الفلسطيني المستقل".

يذكّر سليمان الفرزلي في كتابه “حروب الناصرية والبعث” بأن الرئيس جمال عبدالناصر أعلن عام 1962 أمام المجلس التشريعي في غزة أن “لا خطة” لديه لتحرير فلسطين. خاض النظام العربي صراعه الخاص ضد إسرائيل من أجل فلسطين حتى انهزم في حرب يونيو 1967. بعد ذلك تحوّل الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع ذاتي يتعلّق بتحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل في مصر وسوريا، فكان أن خاض البلَدان حرب عام 1973 من أجل سيناء والجولان دون أن تكون لفلسطين حصّة مباشرة في أجندة العسكريين العرب. وحتى في مفاوضات السلم اللاحقة مع إسرائيل التي أنتجت “كامب دايفيد” مع مصر، و”وادي عربة” مع الأردن ولم تنتج اتفاقاً مع سوريا، فإن فلسطين بقيت خارج النصّ، إلا من ذكر هامشي يشبه رفع العتب.

وفي التشريح الأيديولوجي الذي خطّه المنظّرون العرب لجذور الصراع، تصدّعت رؤوس المنطقة بتقديم المشروع الصهيوني بصفته مؤامرة غربية كبرى تستهدف زرع كيان سرطاني في قلب المنطقة يمنع “وحدة الأمة”. ولئن اتفق منظرو الحركة الوطنية الفلسطينية مع المنظرين العروبيين على تلك المسلّمة، فإن المنظومتين، العربية والفلسطينية، تقاطعتا في إقالة العرب من مهمة التحرير، وتقزيم القضية إلى شأن محليّ يخص الفلسطينيين الذين صادف أن اختارت الحركة الصهيونية إقامة دولة إسرائيل في بلدهم (نُوقشت خيارات لإقامة تلك الدولة في نواح متعددة منها الأرجنتين وأوغندا).

وفي الجدل الفكري الذي عصف بالحراك الفلسطيني بتنوعاته المختلفة السابق على “أوسلو” ونشوء حركة حماس، تبرّع الفلسطينيون بتقديم أنفسهم “طليعة” للأمة العربية، على نحو يعيد بتطفل إقحام العرب بما اتفق أنه أصبح فلسطينيا.

راجت في سبعينات القرن الماضي نظريتان تختلفان في ترتيب الأولويات بين يسار ويمين حول ما إذا كان تغيير الأنظمة العربية يؤدي إلى تحرير فلسطين، أو أن تحرير فلسطين يؤدي إلى تغيير الأنظمة العربية، بما أفرج عن فوقية وادعاء لا يتّسق مع وزن وحجم العامل الفلسطيني داخل المشهد العربي العام.

على أن حركة فتح روّجت، برشاقة، لـ“القرار الفلسطيني المستقل”، حتى أنها في أدبياتها الداخلية نظّرت لعدم تدخل الفلسطينيين في الشؤون العربية، مقابل عدم تدخل العرب في الشؤون الفلسطينية، واضعة تدخل الفلسطينيين المحتمل بنفس مستوى تدخل العرب أجمعين، ومساوية في الأذى ما بين التدخلين، على ما يفصح عن غرور أجوف هو أقرب إلى الشعبوية الساذجة.

لكن الأنكى من ذلك، أن العبقرية “الفتحاوية” آنذاك كانت منهمكة في تحصين “استقلالية” قرارها في زواريب الفاكهاني في بيروت، غير مدركة لأهمية انخراط العرب الجدي والكامل والشامل في ورشة تحرير فلسطين، ناهيك (للمفارقة) عن أن المال العربي (الخليجي أساسا) كان يتدفق لتحصين “القرار المستقل”.

ورغم التجارب التي كابدها الفلسطينيون في رحلة الولوج إلى بعض فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن العقل السياسي الفلسطيني لم يرقَ إلى إنتاج وعاء فكري إستراتيجي يعرّف حجم فلسطين ودورها ووظيفتها في واقع الصراع مع إسرائيل. لا بل إن تحوّل الثورة إلى سلطة، أي إلى نظام سياسي لدولة عتيدة، فاقم من انعزالية الفعل الفلسطيني والدفع به إلى المزيد من محليّة تنزلق نحو زواريبية خلفية.

ورغم المأزق الذي وصل إليه الفلسطينيون داخل سجنهم الكبير المنقسم بين زنزانة القطاع وزنزانة الضفة، ورغم غياب “قضيتهم” عن سلم الاهتمامات العربية وتهميشها التام داخل سلم الأجندات الدولية، ورغم استقالة الفلسطينيين، على اختلاف فصائلهم من فتح إلى حماس وما على ضفافهما، من مهمة التحرير وانهماكهم في إدارة ستاتيكو “الانقسام”، ورغم أن يوميات العيش في “إقليميْ” فلسطين رهن بمزاج المحتل وكرم الدول المانحة (بما فيها العربية)، فإن منابر الضفة تعلن، بصلافة، رفضها لتدخل الدول العربية في الشؤون الداخلية الفلسطينية.

وإذا ما كانت مناسبة الحميّة الضفاوية مستوحاة مما قيل عن مشروع للرباعية العربية (السعودية والإمارات ومصر والأردن) لدعم مصالحة داخلية فتحاوية تقوي من عضد الحركة عشية الانتخابات المحلية (قبل إلغائها)، وتعيد تحريك ملف المفاوضات مع إسرائيل، فإنه حريّ ربما الابتهاج باستيقاظ البعض من العرب على الاهتمام بالشأن الفلسطيني الذي لم يعد شأنا عابرا لحدود “أوسلو” إلا لتغذية وجبات الممانعين الممعنين في التصفيق لنظاميْ بشار الأسد في دمشق والوليّ الفقيه في طهران برفع بيرق فلسطين.

وقد يستغرب أي مراقب أجنبي وليس عربيا استهجان منابر رام الله لتدخّل العرب النادر في شأن “المقاطعة” وضواحيها، فيما تتدخل كل عواصم الأرض المعنيّة بملف العلاقة مع إسرائيل في كل شارد ووارد يتعلق بالسلوك الفلسطيني وقواعد بقاء سلطته.

تدخلت أجهزة المخابرات الدولية الكبرى في تدريب الوحدات الأمنية والشرطية التابعة للسلطة، وتدخلت العواصم الغربية في تمويل برامج تنموية تشتغل عليها المنظمات الفلسطينية غير الحكومية. وتدخلت الدول الأوروبية المانحة في توفير خط تمويلي يؤمّن دفع رواتب موظفي السلطة التي تشحّ حين تتعطّل دفعاته المستوردة، ناهيك عن التنسيق الأمني الذي تقيمه أجهزة السلطة مع أجهزة الاحتلال على ما يعتبر تدخلا خانقا في التفاصيل اليومية لحياة الفلسطينيين وشروط تنقلهم وقواعد حركتهم…إلخ. ومع ذلك فإن منابر السلطة منزعجة من تدخل عربي يفترض، أياً كانت دوافعه، أن يكون تطوّرا لافتاً على الفلسطينيين المضي في استدراجه. وإذا ما كان في الرباعية ما يقلق، فحريّ استدعاء ثلاثيات ورباعيات أخرى لعلها تنتج توازناً يعيد العرب إلى ساحة فلسطين.

ينحصر “تحفّظ” السلطة في تقززها من تدخل الرباعية، مما تسرّبه سطور المبادرة العربية من “فرض” لعودة محمد دحلان إلى الصفوف القيادية لحركة فتح. بمعنى آخر، ينشغل الفعل الفلسطيني، المفترض أنه مناقض للفعل الإسرائيلي، بالمماحكات التي تزعج أروقة السلطة في “السلطة” من مغبة تمرد دحلان يوماً على قيادة الرئيس، علماً أن ذلك “الحرد” بين الرجلين لا يعدو كونه ضجيجاً مسلياً للمثرثرين تحت النوافذ، وقلما يهتم له الفلسطينيون في “أقاليمهم” أو شتاتهم.

ربما على الفلسطينيين أن يدركوا، وهم لا شك يدركون، أن عظمتهم المفترضة التي لا تحتمل تدخلا خارجيا، مستوحاة تاريخيا من نبل قضية لازمت نكبتهم، لكنها أيضاً متناسلة من صراعهم مع محتل يمثّل استثناء في وجدان العالم منذ “الهولوكست”.

وإذا ما اقتنع الفلسطينيون بحقيقة ذلك، وهم لا شك مقتنعون، فإن فلسطين في حجمها وثقلها وسعتها وعمقها وسلطتها وراهنها، لا يمكن، شأنها في ذلك شأن الدول الصغيرة والمتوسطة، إلا أن تكون رهن مزاج يتقاطع داخله الإقليمي بالدولي، وأن العبقرية تكمن في الحنكة المحليّة في استدراج مصالح الخارج وجعلها مخصّبة نافعة مغذية لمصالح الداخل، ذلك أن لهذا الخارج قدرة كاسحة على فرض رؤاه ضارباً عرض الحائط بهراء “القرار المستقل”.

 

السعودية ناخب إيرانيّ

راشد فايد/النهار/16 أيلول 2016

أخرج "الاتفاق النووي" "الشيطان الأكبر" من أدبيات السياسة الخارجية (والداخلية) الإيرانية، ولحس نظام الملالي، بتؤدة، كل مفرداته ضد واشنطن، والمتراكمة منذ ولادة جمهورية الخميني. لاحقا، صار الكلام على اسرائيل مضبوطا بالقطارة تحت السقف الروسي، بحيث تحافظ قلّته على زعم العداء، وتختفي كثرته كي لا تزعج "حليف الحليف"، بعدما مدّت موسكو مسارب الودّ بين طهران وتل أبيب ونظام الأسد، ورسمت الخطوط الحمر الضابطة. في غياب العداء مع "الشيطانين"، من يبقى لأهل النظام الإيراني كي يعلقوا على مشجبه أزماتهم في الداخل ومع الخارج؟ ففي الداخل يأكل النظام بعضه بعضا، ويتبارى أهله على استرضاء الوليّ الفقيه، وآخرهم قاسم سليماني الذي يبدو أنه موضع تشكيك اضطره، أمس، إلى تأكيد إخلاصه وولائه لخامنئي، ردا على "الجبهة المعادية التي تهدف إلى إثارة التفرقة". أما في الخارج، وإذ يعرف أهل النظام أن وزن الخصم السياسي يحدد وزنهم وطموحهم، فإنهم يجدون في استعداء المملكة العربية السعودية ما يعلي شأنهم، وشأن دولتهم. فكيف إذا كان فيه استرضاء لحلم الوليّ بسرقة قيادة العالم الإسلامي، والتقرب منه للوصول إلى الرئاسة؟ لا تجافي مقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف في "نيويورك تايمز" هذا الإطار. ولأجل ذلك، لا يتورع عن التعامي عن تاريخ بلاده مع الإرهاب. ولبنان نموذج لا يكذّب: من تفجير مقري قوات المارينز الأميركية والقوات الفرنسية في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي لتعطيل الحل الدولي للأزمة اللبنانية، ومسلسل خطف الأجانب، بيد "حزب الله"، إلى جانب التفجيرات المتعددة في بعض الدول، وتبييض الأموال.

لم يكن ذلك إلا بهدف احتلال إيران، بالإرهاب، موقعا على الخريطة الإقليمية، طوّرته بالتدخل العدواني في العراق، فتواطأت مع واشنطن لاحتلاله، ثم انقلبت عليها، وفي سوريا، حيث تدعم نظام الديكتاتور الأسد، وفي لبنان حيث يقضم الحزب، حليفها، سلطة الدولة، وفي اليمن التي بذر فيها الشقاق ليستكمل تهديد أمن الجزيرة العربية. برغم ذلك، يتهم ظريف الرياض بما يليق بطهران: نشر الفوضى في العالم العربي لإضعافها". أوقح ما في المقالة، اتهام ظريف المملكة بالوقوف وراء هجمات 11 أيلول 2001، فيما لم تمر أشهر على حكم أصدرته محكمة أميركية كبّدت فيه طهران ما يناهز 11 مليار دولار "بتهمة مساعدة الإرهابيين الذين نفذوا الهجمات"، بينما فشلت كل الدعاوى في إثبات علاقة السعودية بها. يقدم ظريف في هذه المقالة أوراق اعتماده إلى خامنئي كمرشح للرئاسة، بعدما تضاءلت فرص الرئيس الحالي حسن روحاني، ولا يظهر في صفحة المرشحين المحتملين سوى الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي لا يرحب به لدى الحاكم الأعلى. إختار ظريف حضن الشيطان الأكبر لإعلان ترشحه، مقِراً ضمنا بأهمية رضا واشنطن، العدو السابق، لكنه أيضا، حوّل السعودية ناخبا رئيسيا.

 

ماذا يجري في الجولان؟

 رندة حيدر/النهار/16 أيلول 2016

أثار سقوط قذائف صاروخية سورية في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، والغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية رداً على ذلك، وتصدي الدفاع الجوي السوري للطائرات المغيرة واطلاقه صاروخي 200 - S عليها من غير أن يصيبها، تساؤلات داخل إسرائيل عن احتمال انهيار الهدوء الذي يسود الحدود وحصول تصعيد مفاجىء هناك يمكن أن يجر إسرائيل الى التورط في الصراع الدائر في سوريا بين نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين و"حزب الله" من جهة، وميليشيات المعارضة من جهة أخرى. تدل الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع الرد السوري على هجوم طائراتها على رغبتها في احتواء الحادث وعدم الانجرار وراء التصعيد وذلك عملاً بالسياسة التي انتهجتها منذ بدء الحرب الأهلية السورية بعدم التدخل مباشرة في الصراع الدموي الدائر هناك، ما لم يخرق في رأيها الخطوط الحمراء وضعتها مثل الاعتداء على سيادتها، وانتقال سلاح متطور من سوريا إلى "حزب الله".

لكن سياسة عدم التدخل لا تعني أن إسرائيل ليست معنية مباشرة بتطورات الصراع على السيطرة الدائر بالقرب من حدودها، وسعيها الدائم إلى التأقلم مع التغيرات المتسارعة التي طرأت على الوضع على الأرض وخصوصاً سيطرة تنظيمات المعارضة على أنواعها على أجزاء واسعة من الهضبة في الجانب السوري، ومحاولتها انشاء قناة تواصل مع القوى المحلية الفاعلة وتقديم المساعدة الطبية للمصابين من تنظيمات المعارضة ومعالجتهم في المستشفيات الإسرائيلية. مما لا شك فيه أن الموقف الإسرائيلي من قوى المعارضة السورية متأثر الى حد بعيد بالتجربة الإسرائيلية الفاشلة في لبنان، ناهيك بالتخوف من تقديم الدعم العسكري لتنظيمات جهادية سلفية معادية مبدئياً لإسرائيل، لا يستطيع أحد أن يضمن ألا توجه سلاحها إليها بعد انتصارها على نظام الأسد. لا يهم إسرائيل بقاء الأسد أو ذهابه، لكنها تتخوف من الفوضى العارمة التي قد يحدثها رحيله. وهي تدرك ان سوريا الدولة التي عرفتها لم يعد لها وجود، والمساعي الخارجية لتوحيدها لن يكتب لها النجاح في وقت قريب. وكما قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي يعالون سوريا حالياً مقسمة الى كانتونات على اساس ديموغرافي طائفي، وتضارب المصالح بين الأطراف الخارجيين المتورطين في الحرب السورية لا يسمح بحسم عسكري قريب ولا بتسوية سياسية. لذا فهو لا يتوقع أن يؤدي الاتفاق الروسي - الأميركي على وقف النار الى هدنة تفتح الباب أمام مفاوضات وتسوية سياسية. لا ترغب إسرائيل في التورط في القتال الدائر في سوريا، وهي تعول على الروس للحؤول دون ذلك.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية الفرصة الأخيرة للسلام الأميركي - الروسي

عبد الكريم أبو النصر/النهار/16 أيلول 2016

"هذه هي الفرصة الجدية الأخيرة لتحقيق السلام الأميركي – الروسي في سوريا، فإذا انهار الاتفاق الجديد بين واشنطن وموسكو وفشلت القيادة الروسية خصوصاً في دفع نظام الرئيس بشار الأسد الى تطبيق بنوده فعلاً أو تواطأت معه من أجل مواصلة القتال، يصعب جداً حينذاك التعاون بين الدولتين الكبيرتين من أجل إنهاء الحرب وتسوية النزاع السوري في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما". هذا ما أدلى به مسؤول غربي بارز في باريس وثيق الاطلاع على مضمون المفاوضات بين واشنطن وموسكو. وقال: "إن الأمر المهم واللافت أن الاتفاق الأميركي – الروسي يحدد خطوات أساسية تعكس تراجع الروس عن مطالبهم المتشددة السابقة وتتناقض مع أهداف الأسد، وهذه الخطوات المتفق عليها هي الآتية:

أولاً، إحباط خطط الأسد لخوض معركة حاسمة في حلب بالتعاون مع إيران وحلفائها بهدف فرض سيطرة النظام الكاملة على هذه المدينة، إذ أن الاتفاق ينص بوضوح على وقف العمليات القتالية وخصوصاً الغارات الجوية على مناطق المعارضة المعتدلة والمدنيين في حلب ومناطق أخرى وعلى رفع الحصار عن هذه المدينة في مقابل وقف الأعمال القتالية للمعارضة.

ثانياً، تحقيق الفصل الواضح والمحدد بين مناطق المعارضة المعتدلة والمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" و"جبهة فتح الشام"، "النصرة" سابقاً، من أجل منع النظام وحلفائه من قصف ومهاجمة مناطق المعارضة المعتدلة تحت ذريعة محاربة الارهاب. وهذه الخطوة ستتحقق بإشراف أميركي – روسي وليس بإشراف روسيا وحدها.

ثالثاً، ضمان انشاء ممرات آمنة في حلب ومناطق أخرى تخضع لإشراف الامم المتحدة وليس لإشراف النظام من أجل إيصال المساعدات الانسانية الى جميع المحاصرين ووضع حد لسياسة التجويع التي يمارسها الأسد.

رابعاً، بعد مرور سبعة أيام على بدء تطبيق الهدنة وضمان تنفيذها كاملاً تبدأ أميركا التعاون مع روسيا من أجل محاربة التنظيمات الارهابية بدلاً من ترك القرار في هذا الشأن للروس وحدهم.

خامساً، بعد تطبيق الهدنة وإيصال المساعدات الانسانية الى المحاصرين يبدأ العمل جدياً من أجل معاودة المفاوضات في جنيف بين وفدي النظام والمعارضة في رعاية المبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان دو ميستورا على أساس بيان جنيف للعام 2012 وقرار مجلس الأمن الرقم 2254 وهما نصان يشددان على ان الحل السياسي للأزمة السورية يتطلب انتقال السلطة الى نظام جديد تعددي يحقق المصالح والتطلعات المشروعة للشعب السوري بكل مكوناته. وقد شدد المبعوث الأميركي الخاص الى سوريا ما يكل راتني في رسالة خطية رسمية الى قيادة المعارضة على "ان أولويتنا تبقى تهيئة الظروف المناسبة لانطلاق عملية سياسية ذات صدقية يمكن أن تفضي الى الانتقال السياسي الحقيقي الذي يريده السوريون بشدة والذي يتمثل في قيام سوريا جديدة من غير بشار الأسد". وأشار المسؤول الغربي الى أن فصائل المعارضة المعتدلة تدرس خيارات عدة لتحقيق فك الارتباط مع جبهة "فتح الشام" من أجل تنفيذ الاتفاق. وأوضح هذا المسؤول أن الادارة الاميركية أبلغت حلفاءها رسالة قبل انجاز الاتفاق مفادها "ان أميركا لن توقع اتفاقاً مع روسيا استناداً الى الشروط والمطالب الروسية لأن اتفاقاً كهذا سيكون سيئاً لسوريا وشعبها وسيطيل الحرب وان ما تريده واشنطن فعلاً هو انجاز اتفاق يستند الى تنفيذ القرارات والتفاهات الدولية المتعلقة بحل الأزمة التي تبناها مجلس الأمن والهادفة الى وقف القتال وانهاء معاناة السوريين وحل الازمة على اساس ضمان الانتقال السياسي للسلطة الى نظام جديد ينهي حكم الأسد". وركزت الادارة الاميركية في اتصالاتها مع حلفائها على "أن العقدة الحقيقية في المفاوضات هي تمسّك القيادة الروسية بضرورة بقاء الأسد في السلطة وامتناعها في الوقت عينه عن التعاون الجدي مع واشنطن ورفض تطبيق القرارات والتفاهمات الدولية التي شاركت في صوغها".

وخلص المسؤول الغربي الى القول: "إن الإدارة الأميركية حققت معظم مطالبها الأساسية في المفاوضات مع روسيا الأمر الذي يعكسه هذا الاتفاق. فإذا رفض نظام الأسد تطبيق الاتفاق وتواطأت موسكو معه ستتحمل القيادة الروسية مسؤولية فشله مما يجعل صعباً جداً مواصلة التعاون الأميركي – الروسي وستلجأ إدارة أوباما حينذاك الى خيارات أخرى منها تعزيز دعمها للمعارضة وترك الروس يعالجون وحدهم المشكلة السورية وهم الذين فشلوا حتى الآن مع حلفائهم في وقف الحرب وإنقاذ الأسد ونظامه وطلبوا التعاون مع واشنطن من أجل إنهاء النزاع".

 

بعد التسوية.. «اتفاقية سلام» سورية ـ إسرائيلية

أسعد حيدر/المستقبل/16 أيلول/16

الرئيس بشار الاسد، «وسيلة» وليس غاية لـ»القيصر» فلاديمير بوتين. القرار الروسي بالانخراط في الحرب السورية، ليس لإنقاذ الاسد وتثبيته في الرئاسة الى الابد، كما تهدف ايران. «القيصر» أراد وعمل ويعمل على تحقيق عدة اهداف دفعة واحدة، ابرزها التحول الى «شريك» كامل الحقوق مع الولايات المتحدة الاميركية. لذلك فإن موسكو وهي تتمدد في سوريا والقرارات الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، تريد وتعمل على تحصيل كل ما تستطيعه ويمكنها من الثروات. موسكو ليست بالتأكيد «كاريتاس». من الطبيعي ان تكون مكاسبها مهمة وتزيد على كلفة «اقامتها».

موسكو ليست طارئة على منطقة الشرق الاوسط، خصوصاً سوريا منها، وهي تعرف تفاصيلها التاريخية والحديثة منها. لذلك فهي تتحرك على اساس ان الحرب في سوريا مسألة طارئة، وليست دائمة، ولا بد ان يصاغ لها حل بالتعاون مع واشنطن عاجلاً أو آجلاً. المهم ما بعد التسوية، لأن ازمات اخرى اخطر مستمرة وخطرها قائم من تداخل التاريخ فيها بالجغرافيا والاديان السماوية. القضية الفلسطينية كانت وما زالت «أم القضايا». ما لم تحل ستبقى عملية توالد المشاكل والازمات والحروب مستمرة بلا توقف. المصالحات واتفاقيات السلام المنفردة السابقة بين اسرائيل ومصر والاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية فتحت مسارات يمكن السير فيها، السؤال بالنسبة لموسكو وحتى واشنطن: لماذا لا توضع سوريا الجديدة على «سكة» جديدة تحقق اتفاقية سلام سورية اسرائيلية؟ مجرد حدوث مثل هذه الاتفاقية ينتج تطوراً يسمح للجميع باستثماره في مشاريع اقتصادية بعضها خيالي، خصوصاً أن ثروات جديدة من الغاز والنفط ظهرت في البحر المتوسط تبدو أكثر من واعدة على شواطئ لبنان واسرائيل وقبرص. روسيا تطمح لأن تكون «شريك الثلث» وربما اكثر في هذا القطاع الواعد. لذلك عرض بوتين «الشراكة» على نتنياهو في استثمار منصات الغاز في القطاع الاسرائيلي. وهو يطمح لأن يأخذ من القطاعات اللبنانية في عملية استثمار واسعة قرابة الثلث، اضافة الى الشراكة في الغاز القبرصي. «الطعم» الذي قدمه «القيصر» لنتنياهو، ان «الشراكة» في منصات الغاز تضمن الأمن لها من «حزب الله». «الحزب» لن يدخل في حرب مع موسكو. لا طهران ولا الحزب لهما مصلحة في ذلك، الى جانب ان قدرات الحزب تبقى محدودة في مواجهة «التعهدات الروسية» لاسرائيل اليوم وبعد عقود من الزمن. كل هذا يعني تجريد «حزب الله» من «سلاح» كان يريده مساراً لتمديد «مقاومته» من الحدود الجنوبية الى البحر. «المقاومة» تبقى في الجنوب حتى اشعار آخر تكون علامته تفاهم موسكو مع طهران.

الأهم سوريا. موسكو تنسق منذ «نزلت» في سوريا مع تل ابيب. علاقات «القيصر» بنتنياهو ليست بحاجة الى الكشف عنها فهي ليست سرية. «القيصر» يعمل على فتح مسار التسوية بين دمشق وتل ابيب للتوصل الى اتفاقية سلام كاملة. الرئيس حافظ الأسد أحبط التسوية لأنه كان يريد «اصطياد» السمك في بحيرة طبريا. سوريا الخارجة من الحرب لن تكون سوريا القديمة، فهي اساساً ستكون منهكة وضعيفة وبحاجة لسنوات طويلة لاعادة اعمارها. من هنا يعمل «القيصر» مع نتنياهو للتوصل الى «اتفاقية سلام« تنطلق من حيث توقف مع حافظ الاسد أي انجاز الانسحاب الاسرائيلي من الجولان، مقابل علاقات كاملة بين دمشق وتل ابيب. بهذا يتم اقفال الملف «الأم» من الصراع العربي الاسرائيلي بعد انجاز هذه «المصالحة» تفتح باقي المسارات لانهاء الصراع الاسرائيلي العربي، خصوصاً ان الاجواء تبدو مواتية منذ الآن.

طبعاً تبقى إيران في قلب هذه المشكلة التي استثمرت فيها ايديولوجياً وسياسياً. ليس من السهل لطهران اقفال ملف اقتلاع «السرطان الاسرائيلي». لكن كما يبدو فإن طهران تستعد منذ فترة لتلقف «الكرة». المرشد آية الله علي خامنئي طرح مشروع الاستفتاء على مستقبل فلسطين، يشارك فيه اليهود الى جانب المسلمين والمسيحيين. ليس مهماً مدى واقعية مثل هذا الحل الذي كان العقيد القذافي قد طرح شبيهاً له، المهم انه يسحب مشروع تحرير القدس بالمقاومة من التداول ويؤكد ان الحل سياسي اساساً. هذا المسار الذي يجب ان يبدأ بعد التسويات خصوصاً في سوريا، يبدو مطروحاً وراء الأبواب المغلقة. اطلاق الأسد للصاروخين المضادين للطائرات ضد اسرائيل، هو محاولة «اسدية» لضرب «الطاولة» والتذكير بأنه موجود يجب الحديث معه في وقت يعرف فيه قبل غيره ان موسكو تملك القرار في دمشق وأن اي طلب منها مقبول منه مهما كانت كلفته.

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

كاوبوي" أمام أبوغيدا: مخابراتي سوري فاتحني في اغتيال جنبلاط قبل ت2 المقبل

النهار/16 أيلول 2016/كشف قرار اتهامي لقاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا ان الموقوف الوحيد فيه يوسف منير فخر المعروف بـ"الكاوبوي" والذي كان المسؤول العسكري سابقا في الحزب التقدمي الاشتراكي في منطقة رأس بيروت خلال الحرب وغادر لبنان منذ 1987 الى اميركا، استمرت إقامته فيها 24 عاما لأنه كان مطلوبا من المخابرات السورية في تلك المرحلة. ومنذ عام 2011 بدأ يتردد الى لبنان مكررا قدومه في العامين التاليين، والمرة الاخيرة كانت في 18 تموز الماضي. واستدعي الى التحقيق في الاول من آب الماضي وأحيل بعد الادعاء عليه من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية على القاضي ابو غيدا الذي أصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه في 16 آب الماضي. أما ظروف توقيفه فتوافر معلومات لدى الامن العام أن فخر، الذي يحمل الجنسية الاميركية، تواصل مع شخص مقيم في اسرائيل ومقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي يدعى مُندي الصفدي، بهدف التشاور لدعم المجموعات الارهابية في سوريا، وتجنيد عملاء لمصلحة "الموساد" الاسرائيلي. فأبلغ الامن العام هذه المعلومات الى مفوض الحكومة الذي أشار بوجوب استدعائه واستيضاحه عن صحة تلك المعلومات. وحضر فخر الى دائرة الامن العام وبوشرت التحقيقات معه.

يعرف فخر عنصرا في المخابرات السورية هو مهند موسى منذ أيام الوجود السوري في لبنان، والمقرب جدا من رئيس جهاز الامن والاستطلاع غازي كنعان، وابلغ فخر صراحة عبر الفايسبوك أن "رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لن يبقى على قيد الحياة، وسيتم اغتياله قبل شهر تشرين الثاني 2016". وأمام قاضي التحقيق، أضاف فخر ان مهند أكد له أن "السوريين غير راضين عن جنبلاط، والروس تخلوا عنه"، نافيا تكليفه أي دور في هذا الخصوص. عندها تمت مواجهته بالرسائل الالكترونية مع مهند موسى وقوله في إحداها انه "يوما ما سيأخذ بالثأر للذين كانوا سبب خروجه من لبنان وبقائه 30 عاما في الخارج". وسئل من يقصد بذلك، فأجاب: "هذه الرسالة صحيحة. وقصدت فيها وليد جنبلاط والاشخاص التابعين له، وبينهم نشأت ابو كروم". واعتبر أبو غيدا في قراره النوعي المترابط في السرد، والذي تزامن صدوره في اليوم الاول من السنة القضائية الجديدة، ان "النية الجرمية متوافرة علنا لدى المدعى عليهما فخر وموسى، وان البحث في تفاصيل عملية الاغتيال بالرسائل الالكترونية يعتبر من الاعمال التحضيرية لتنفيذ الجريمة، وينطبق فعلهما على المادتين 549 و200 من قانون العقوبات.

وفي إفادته التي قسَم أبو غيدا مواضيعها الى خمسة، أورد فخر صلته بالمدعى عليه ناجي النجار الذي يحمل الجنسية الاميركية و"يرتبط بعلاقات جيدة مع الـ"اف بي آي" وكان مسؤولا في القوات اللبنانية في زحلة وانشقّ عن ايلي حبيقة والتحق بسمير جعجع وشارك في أحداث 1989". وأضاف أنه عاد للتواصل معه عبر الفايسبوك منذ ثلاثة اعوام وتحادثا في الوضع السوري ومصير الدروز نتيجة تلك الاحداث، وتوافقا على وجوب تشكيل مجموعات مسلحة من البيئة الدرزية خارج عباءة جنبلاط. وحضر الى لبنان عام 2012 وبدأ بالتخطيط للتنفيذ واتصل ببعض العناصر الذين كانوا في الحزب التقدمي لإقناعهم بالانضمام الى تلك المجموعات، معلنا أهدافا، منها الدفاع عن المناطق الدرزية ضد أي اعتداء، خصوصا "حزب الله"، والسيطرة على طريق الشام - بيروت وطريق راشيا - عين عطا والقرى الدرزية المحاذية لجبل الشيخ من ينطا حتى كفرقوق وعين عطا وتأمين ظهر الثوار السوريين في جبل الشيخ من الناحية السورية وإمدادهم بالمقاتلين والسلاح من الداخل اللبناني، وتأمين ممر آمن لهم للانتقال الى الغرب السوري بكامل عتادهم. ونسق مع الضابط السوري المنشق رياض الاسعد عبر سكايب للخطوات العملانية، بعدما نصحه النجار بالتواصل معه. لكنه توقف عن التنفيذ بسبب تطورات الاحداث السورية وتمركز "حزب الله" على الحدود اللبنانية - السورية، بحسبه. كما تواصل مع المتهم الصفدي المسؤول عن الملف السوري لجهة دعم المعارضة السورية بالمال والعتاد. وكان محور التواصل بينهما تأمين السلاح والذخيرة للثوار عبر الجولان المحتل، وكذلك للدروز الموجودين على حدود اسرائيل لحماية أنفسهم من هجمات "النصرة" و"داعش". وبطلب من مندي جنَد المقيم في اميركا السوري المدعى عليه هيثم القضماني الذي تواصل مع مندي عرفه الى المدعى عليه حمود خالد عوض لينسق معه ومع القضماني في شأن وسائل دعم الثورة السورية. كما تطرق القرار الى تفاوض فخر مع ابو حسين النعيمي وتوصّله عبر سكايب الى إطلاق 18 جنديا درزيا محتجزين لديه. وضبط مع فخر 12 هاتفا خليويا وجواز سفر اميركي باسم جو فخر. واتهمه وعوض بجنحة التواصل مع السوري - الاسرائيلي الصفدي.

 

حرب داعياً إلى وقف "المغامرات المجنونة": متفقون وثلث الحكومة على منع إطاحة الدستور

النهار/16 أيلول 2016/حمل وزير الاتصالات بطرس حرب بشدة على "التيار الوطني الحر" من دون أن يسميه، داعياً الى "التوقف عن المتاجرة بحقوق المسيحيين، ووقف المغامرات المجنونة التي يهوّل بها البعض، فقد سئم شعبنا مزايدات ومشاريع فتن طائفية، دفع ثمنها غالياً في الماضي وعاش مآسيها وتصالح وتوافق وطنياً، بعد وضع ضوابط تمنع السقوط مرة ثانية". وأسف في مؤتمر صحافي في الوزارة، أعلن خلاله عن إجراءات لخفض أسعار خدمة الإنترنت على الشبكة الخليوية، مع تحفّز شركتي "ألفا" و"تاتش" للانتهاء من تركيب محطات الـ 4G Advanced وإطلاق هذه الخدمة في غضون ثلاثة أشهر، "أن يتحوّل تعطيل الدستور ومنع انتخاب رئيس للبلاد وشل المؤسسات، سلاحاً سياسياً يستغلّه فريق سياسي لابتزاز اللبنانيين، وإرغامهم على الرضوخ لمخططاته وإملاءاته الرامية إلى فرض شخصية سياسية محددة رئيساً للبلاد". واعتبر "أن ما يزيد الطين بلّة، هو أن يلجأ البعض إلى إشهار سلاح الغوغائية والشعبويّة والإثارة الطائفية، تحقيقاً لأهداف شخصيّة لا علاقة لها بمصالح اللبنانيين أو المسيحيين"، متهماً "أدعياء الميثاقيّة الجدد الذين لم يختبروا مآسي الحروب ولم يقفوا على قبر شهيد"، بـ"فتح قواميس الفتنة الأهليّة، واستعادة مفردات التفرقة والبغضاء". وحذّر باسمه "وباسم أكثر من ثلث الحكومة، من أنّنا إذا ما قبلنا مرغمين استمرار تحمّل المسؤولية، فهذا لا يعني قبولنا اللعبة القذرة، فنحن رفضنا ونرفض وسنستمر في رفض أخذ مجلس الوزراء رهينة للابتزاز السياسي أو تعطيل عمله، خضوعاً لإملاءاتهم الديكتاتوريّة، وإنّنا متفقون على مواجهة ذلك بموقف جَماعي يُطيح نصاب الجلسات المقبلة، إذا حاول أحدهم فرض أي قرار أو مسلك أو أُصول تتعارض وأحكام الدستور وصلاحيّات المؤسسات وكرامة اللبنانيين. كما أننا سنطلق حملة شعبية ديموقراطية لمواجهة الابتزاز وإغراق البلاد في أجواء التفرقة والكراهية (...) وإذا ما استمر نهج التعطيل بقصد الابتزاز، فلا يعود شيء يضطرّنا الى البقاء في الحكومة، إذ إننا لا نرى فرقاً بين حكومة معطّلة وحكومة مستقيلة، فكلاهما تصريف للأعمال، ونتيجة واحدة". وأكد "أن العمل جار على نقل الإنترنت الثابت من عصر الشبكات النحاسية إلى عصر الألياف الضوئية Fiber Optic التي من شأنها إيصال الخدمة السريعة والقوية إلى كل الأراضي اللبنانية، لافتاً الى اختصار مدة إنجاز المشروع بكامله حتى نهاية 2017". ووعد بأن تعمل الوزارة على خفض الاسعار تدريجاً.

 

الراعي يلتقي ابراهيم ورؤساء المحاكم شمالا

المركزية- التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في الديمان، وفدا من قيادة منطقة الشمال الاقليمية في قوى الامن الداخلي ورؤساء المحاكم في الشمال، ضم: الرئيس الاول لمحاكم الشمال القاضي رضا رعد، النائب العام الاستئنافي القاضي نبيل وهبه، قاضي التحقيق الاول رفول بستاني، قائد المنطقة العميد علي هزيمة، ونائبيه العقيد وجيه متى والعقيد ربيع شحادة، قائد سرية درك طرابلس العقيد عبد الناصر غمراوي يرافقهم عضو اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي- الاسلامي جوزيف محفوض، وعرض البطريرك مع الوفد الاوضاع الامنية والقضائية في الشمال.

ثم استقبل الراعي رئيس مؤسسة شبل عيسى الخوري للخدمات الاجتماعية روي عيسى الخوري الذي اثنى على "مواقف البطريرك الوطنية والحكيمة وسعي غبطته المتواصل لاعادة الحياة الطبيعية الى المؤسسات". واستقبل ظهرا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، في حضور المطرانين مارون العمار وحنا علوان وعرض معه الاوضاع الامنية في لبنان. وقدم اللواء ابراهيم للبطريرك هدية تذكارية، وتسلم من غبطته هدية عبارة عن مجموعة مجلدات عن الوادي المقدس ثم عقدت خلوة استمرت حوالي النصف ساعة، استبقى بعدها البطريرك اللواء ابراهيم الى المائدة البطريركية.

 

 اجتماع في الديمان لاستكمال "مأسسة لجنة وادي قاديشا"/جعجع: نقلة نوعية لابقائـه علـى لائحة التراث العالمي

المركزية- عقد اجتماع في المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حضره: النائب البطريركي على جبّة بشري المطران مارون العمّار، وزير الثقافة ريمون عريجي، النائبان ستريدا جعجع وايلي كيروز، الوزير السابق زياد بارود، بالإضافة الى رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف رئيس اتحاد بلديات زغرتا–الزاوية الزعني خير، القيّم البطريركي في كرسي الديمان الخوري طوني الاغا، ممثل الرهبنة اللبنانية المارونية الاب شربل كيروز، رئيس دير مار اليشاع الاب جوزيف مسلم، منسق حزب "القوات اللبنانية" في المنطقة جوزيف اسحاق والمستشار القانوني لاتحاد بلديات القضاء مرشد صعب.وتناول الاجتماع قضية استكمال مأسسة "لجنة وادي قاديشا"، بعد الخطوة التي بدأت في الخلوة التي عقدت في بكركي بتاريخ 15- 12- 2015 ، برئاسة البطريرك والتي اقر فيها تحويل الوادي الى معلم سياحي عالمي. والقت النائب جعجع كلمة خلال الإجتماع قالت فيها "بمناسبة عيد الصليب، نطلب من الله ان يبارك هذه الخطوة التي انتظرناها منذ سنوات، وان تنطلق اللجنة بعملها على اسس واضحة باعتبار انه ينتظرها الكثير من الاعمال". ولفتت الى ان "هذه الخطوة نقلة نوعية في اتجاه مأسسة العمل في الوادي لناحية ابقائه على لائحة التراث العالمي كمعلم سياحي عالمي نظراً لما يمثله من قيم تاريخية ودينية وروحية وبيئية وسياحية وثقافية". اضافت "بالنسبة لي هذه المناسبة تاريخية كما، لماذا؟ لأنه يهمنا ان نحافظ على امرين اولا ان يبقى وادي قاديشا على لائحة التراث العالمي بعدما اطلقت الصرخة اخيراً بسبب بعض التعديات عليه وفي الوقت نفسه ان نحافظ على اهلنا كي يبقوا متجذرين في ارضهم، فالذي وصلنا إليه اليوم هو عمل دؤوب قمنا به من سنة الى تاريخ اليوم وعلى رأسنا البطريرك وطبعاً وزير الثقافة ريمون عريجي، ونحن كنواب وفعاليات المنطقة اضافة الى الجهود التي بذلها الوزير السابق زياد بارود".

وختمت جعجع "اليوم تاريخي وأعد اهلنا في قضاء بشري انه سيكون لديهم معلم سياحي عالمي إن شاء الله، والتواصل سيكون على افضل ما يكون في المقلب الآخر من هذا الوادي في قضاء زغرتا بوجود المعنيين هناك وبالتحديد سليمان بك فرنجية الذي هو حريص ايضاً ان يبقى وادي قاديشا والمقلب الآخر على لائحة التراث العالمي"، شاكرةً كل من "البطريرك الراعي والوزير عريجي والوزير السابق بارود على الجهود التي بذلوها للتوصل الى ما انجزناه اليوم".

 

رئاسة "اللبنانية" عالقة بين التعيين والتمديد و"رئيس السن" الاجتهـادات كثـيرة والمطلـوب تطبيـق القــانون 66

المركزية- ملف رئاسة الجامعة اللبنانية "مكانك راوح"، فلا مؤشرات ايجابية تلوح في الافق، على رغم دخول الرئيس الحالي للجامعة عدنان السيد حسين مرحلة تصريف الاعمال في 13 آب الفائت حسب القانون 66 الذي ينص على "ان ولاية رئيس الجامعة تنتهي في 13 تشرين الأوّل المقبل، وعلى مجلس الوزراء ان يختار رئيس الجامعة الجديد قبل شهرين من انتهاء الولاية. واشارت مصادر متابعة لـ"المركزية" الى ان مساعي التوافق على رئيس جديد لم تبلغ ذروتها بعد، حيث ان التشاور لا يزال سيد الموقف بانتظار ما ستؤول اليه الامور في الاسابيع القليلة المقبلة في حال تقرر انعقاد جلسة لمجلس الوزراء وطرح الملف على طاولة البحث او من خارج جدول الاعمال. واكدت المصادر خطورة شغور موقع رئاسة الجامعة، داعية الى الخروج من المعارك الشخصية لبدء معركة الحفاظ على الجامعة اللبنانية، خصوصا ان البعض اعتاد لبناء طموحاته ومصالحه على افتراضية عدم تطبيق القوانين من قبل الدولة وعلى تقاعس المسؤولين عن تطبيقها، فالاجتهادات كثيرة والمطلوب واحد، تطبيق القانون 66/2009 بحرفيته".وتجدر الاشارة الى ان المادة العاشرة من قانون اعادة تنظيم الجامعة اللبنانية تنص على وجوب تعيين رئيس الجامعة من بين خمسة مرشحين برتبة أستاذ أو ممن استوفوا شروط الرتبة يرشحهم مجلس الجامعة، والمنافسة محصورة اليوم بين المرشحين الشيعة الثلاثة وفاء بري، المدعومة من حركة أمل، ورجاء مكي وفؤاد أيوب. من جهته، أكّد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب خلال زيارته الاخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، أنه تمّ التوافق على ضرورة تقوية مجلس الجامعة وتعيين رئيس لها في اقرب فرصة في مجلس الوزراء، وشدّد على أهمية أن يأخذ مجلس الجامعة دوره حرصاً على الجامعة اللبنانية والطلاب، ولكن هل سيُمدّد للرئيس الحالي بذريعة تسيير المرفق العام؟ ام سيُكلَّف "رئيس السن"؟.