المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 كانون الأول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.december03.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة

أُنَاشِدُكُم أَنَا الأَسيرَ في الرَّبِّ أَنْ تَسِيرُوا كَمَا يَلِيقُ بالدَّعْوَةِ الَّتي دُعِيتُم إِلَيْهَا، بكُلِّ تَوَاضُعٍ ووَدَاعَة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تغريدات الدكتور فارس سعيد لليوم/التقيت الوزير الحاج حسن في افتتاح صالة عرض سيارات لرجل اعمال بطرس افرام وقلت" ايران التجارة نعم ايران السلاح مرفوضة

وزير الخارجية نأى بنفسه عن موقف نظيره التركي من الأسد/خليل فليحان/النهار

"حزب الله" أخطأ مع عون/غسان حجار/النهار

تعثر تشكيل حكومة الحريري يعيد الحياة إلى قانون الستين

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 2/12/2016

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وزير خارجية كندا وصل الى لبنان ونظيراه الألماني والتركي غادرا

إعلام رئاسة الجمهورية: الرئيس مصمم على معالجة هواجس الجميع

"الأنباء": بري يطالب عون بالتخلي عن "تفاهم معراب"

عون لوزير خارجية المانيا: الحلول السياسية العادلة تحقق السلام في الشرق الاوسط

مقتل مصوّر الإعلام الحربي لـ”حزب الله” حسن شريف جظة في حلب

في "عهد المسيحيين الأقوياء" في لبنان/نوفل ضو/فايسبوك

حبيب الشرتوني يوتّر العلاقة بين "الكتائب" وحزب الله

إسرائيل: لا حرب مع حزب الله وعون "غير مؤثر"

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الاحرار: للمداورة في تولي الوزارات على أساس المناصفة والتزام المسلمات بعيدا من الهيمنة والاستئثار

زهرا: موضوع الحقائب معني به رئيس الجمهورية والرئيس المكلف

نديم الجميل التقى منظمة أبعاد: لإلغاء المادة 522 عقوبات برمتها

قاطيشا لـ”حزب الله”: عون ليس لحّود

الحاج حسن: لاجراء الانتخابات في مواعيدها على اساس قانون نسبي

هل سننتخب في العام 2017 بحسب قانون الستين المعدّل؟

وزارة فرنجية ما زالت مجهولة وتشكيل الحكومة معلّق

جاوش أوغلو يسمع من باسيل "حل ترحيل السوريين"

إحدى قنابل بري: وزارة المال لفرنجية

"ثأرُ" سليمان فرنجية/إيلي القصيفي/المدن

"الحزب وأمل": نريد المشاركة في مفاوضات التأليف والضاحية معبر الى الحكومة والثنائية الشيعية تسعى لحصة وزارية وازنــة.. لتمرير التطبيع مــع سوريا؟

عدم التأليف عامل ضاغط على المعنيين ودافع لتراجع المعرقلين والدعم المتوافر للبـنان والعهد يحول دون عــودة التعطيـل

رزق: لا نص في الطائف يخصص وزارة او وظيفة لطائفـــة و"لبنان يعيش على هامش الدستور ويُخشى من نية لتفشيل العهد"

النقاشات على ضفاف الطائف تفاهمات غير ملزمة ولو وردت فـي المحاضر وتولي وزراء سنة وموارنة "المالية" منذ التسعين يدحض حسم الحقيبة للشيعة

زحمة ديبلوماسيين في بيروت برسائل تهنئة ودعم الحكومة رهن اجتماع باسـيل- صفا خلال ساعات/موفد روسي الى طهران وهولاند لـن يترشــح

بويز: فتح صندوق "باندورا" أغرق المنطقة و"التعطيل إما خوفا من العهد أو اسـتئثارا به"

على مجلس النواب مسـؤولية في إقرار قانون انتخابي جديـد.. فهل يتحـرك؟ والاتفاق على صيغة خلال شهرين صعب.. ولا خرق قبل اتضاح المشهد الاقليمي

غانم: الممارسات فرضت اعرافا توازي الدستور وحكومـــة مصغـرة تكفــي للمهمـــة

ماروني: تأخيـر تشـكيل الحكومة عرقلـة لإنطلاقـــة العهـد ولقانون انتخاب يؤمن صحة التمثيل.. وتواصلنا مع الحريري طبيعي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 34 جنديا تركيا في هجوم لـ”العمال الكردستاني” قرب الحدود التركية العراقية

"ديلي تلغراف": الدبلوماسية خيار موسكو في حلب؟

"عكاظ": مخاطر من توتر العلاقة بين عون و"حزب الله"

يوروبول" يحذر: سيارات "داعش" المفخخة آتية

العربي الجديد: اليمن على مفترق طرق: تمديد الحرب والتقسيم والسلام الهش

ايران : سنرد على تمديد العقوبات الاميركية

هولاند لن يترشح للرئاسة في فرنسا والانظار تتوجه الى فالس

واشنطن: أوباما سيوقع قانون تمديد العقوبات على إيران

موسكو تتمسك بالأسد والمعارضة تتهمها بالمماطلة

الإيرانيان المعتقلان بكينيا محاميان عن سجناء فيلق القدس

إيران تسلّح الحوثيين عبر بحر العرب

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مشروع تدمير قرية الجليلية الشوفية/هنــري عيــد/النهار

حزب الله وجبهة النصرة/محمد آل الشيخ/الجزيرة

لماذا الحملة على الرئيس ميشال عون/نديم قطيش/الشرق الاوسط اللندنية

هل أفل عصر تفاهم "حزب الله - التيار الوطني" وهل انتفت الحاجة فعلاً إلى محور 8 آذار/ابراهيم بيرم/النهار

عن مُعطِّلي الحكومة... والعلاقة الشيعية – المسيحية/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

«حلب ونفط ونازحون» في صلب الهجمة الدبلوماسية/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

الوزير الشيعي الخامس/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

السعودية وطريق العودة الى بيروت/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

احترام الدستور أو الانهيار: في محوريّة نيل الثقة/شبلي ملاّط/النهار

الديبلوماسية على خط الدفع لتشكيل الحكومة هل يتم الاكتفاء بتخفيف الضغط المسيحي/روزانا بومنصف/النهار

ما بعد حلب وتنافس الحلفاء/الحياة اللندنية/وليد شقير

قد لا يكون هناك ما يقدمه ترامب إلى بوتين/أمير طاهري/الشرق الاوسط اللندنية

رهان مصر على علاقة استراتيجية مع ترامب وبوتين/راغدة درغام/الحياة اللندنية

حلب: الاستثناء مقدمة للقاعدة/الحياة اللندنية/حسام عيتاني

يسمونها السموم لأنها قاتلة/سمير عطا الله/الشرق الاوسط اللندنية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

كاغ: الامن والاستقرار يعتمدان على ما نقدمه من مساعدات لتطوير الاقتصاد

رئيس الجمهورية: العافية عادت إلى لبنان والمستقبل سيكون واعدا

سلام عرض مع شتانماير الاوضاع في لبنان والمنطقة

بري عرض مع وزيري خارجية تركيا والمانيا الاوضاع في لبنان والمنطقة والتقى شورتر

باسيل التقى نظيره التركي: الحل للنازحين بعودتهم الى بلدهم اوغلو: سنستمر في دعم لبنان ومكافحة المجموعات الارهابية

باسيل التقى نظيره الالماني: الحل السياسي في سوريا حل وحيد شتانماير: لبنان حاجة ماسة للاستقرار في المنطقة

جعجع إستقبل رئيس المجلس العراقي لحوار الاديان في معراب الخوئي: الحوار وسيلة أساسية لإنهاء النزاعات

الحريري عرض واوغلو الاوضاع في لبنان والمنطقة واولم تكريما له

السنيورة عرض مع شتاينماير الاوضاع في لبنان والمنطقة

ريفي اطلع على تقرير حول العقار 1403 ميناء طرابلس وطلب الى النيابة التمييزية إجراء تحقيق شفاف وأحال الملف الى النيابة المالية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة

إنجيل القدّيس لوقا05/من27حتى32/:"خَرَجَ يَسُوعُ (من كفرناحوم)، فأَبْصَرَ عَشَّارًا ٱسْمُهُ لاوِي، جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، فقَالَ لَهُ: «إِتبَعْنِي!». فَتَرَكَ كُلَّ شَيء، وَقامَ وَتبِعَهُ. وأَقَامَ لَهُ لاوِي وَليمَةً عَظِيمَةً في بَيْتِهِ، وَكانَ مُتَّكِئًا مَعَهُم جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ العَشَّارِينَ وَغَيرِهِم. فَتَذَمَّرَ الفَرِّيسِيُّونَ وكَتَبتُهُم، وَقالُوا لِتَلامِيذِ يَسُوع: «مَا بَالُكُم تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ العَشَّارِينَ والخَطَأَة؟». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة».

 

أُنَاشِدُكُم أَنَا الأَسيرَ في الرَّبِّ أَنْ تَسِيرُوا كَمَا يَلِيقُ بالدَّعْوَةِ الَّتي دُعِيتُم إِلَيْهَا، بكُلِّ تَوَاضُعٍ ووَدَاعَة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس04/من01حتى07/:"يا إِخْوَتِي، أُنَاشِدُكُم أَنَا الأَسيرَ في الرَّبِّ أَنْ تَسِيرُوا كَمَا يَلِيقُ بالدَّعْوَةِ الَّتي دُعِيتُم إِلَيْهَا، بكُلِّ تَوَاضُعٍ ووَدَاعَة، وبِطُولِ أَنَاة، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُم بَعْضًا بِمَحَبَّة، ومُجْتَهِدِينَ أَنْ تُحَافِظُوا عَلى وَحدَةِ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلام. إِنَّ الجَسَدَ واحِدٌ والرُّوحَ وَاحِد، كَمَا دُعِيتُم أَيضًا بِرَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الوَاحِد؛ وإِنَّ الرَّبَّ وَاحِد، والإِيْمَانَ وَاحِد، والمَعمُودِيَّةَ وَاحِدَة؛ وإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وهُوَ أَبُو الجَمِيع، فَوقَ الجَمِيع، وبِالجَمِيعِ وفي الجَمِيع. ولكِنْ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا وُهِبَتِ النِّعْمَةُ على مِقْدَارِ عَطِيَّةِ المَسِيح."

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تغريدات الدكتور فارس سعيد لليوم/التقيت الوزير الحاج حسن في افتتاح صالة عرض سيارات لرجل اعمال بطرس افرام وقلت" ايران التجارة نعم ايران السلاح مرفوضة

*الكل يريد سلطة في لبنان بحجة انه اذا تعاظمت سلطته يحمي لبنان ونحن نريد لبنان الذي تفوق سلطته اي فريق.

*لا يصلح الكلام عن طائف لبناني الا اذا اصبح السلاح في يد الجيش انما تكرار نموذج العراق وايران بجيشين "شرعيين" يدخلنا الى طائف ايراني.

*الدفاع عن العماد عون في وجه من يحاول عرقلة الحكومة عمل نبيل لا شك انما الذي دعم وصوله في ظل سلاح الحزب سيقول"لو كنت اعلم؟".

*أفلست السياسة في لبنان لأن غالبية الاحزاب اختزلتها بالسلطة! فغابت عنها المصلحة العامة والوطنية والاخلاقية والسامية ضروري استعادة قيمتها.

*الكل يريد سلطة في لبنان بحجة انه اذا تعاظمت سلطته يحمي لبنان ونحن نريد لبنان الذي تفوق سلطته اي فريق.

*معالجة الأوضاع من قبل العماد عون ب"مسعى أبوي" وفقا لما صدر عن الدائرة الإعلامية بعبدا الخبر مفرح انما لا يتناسب مع صورة "الرئيس القوي" تصحيح.

*لفتني بيان صادر عن رئاسة الجمهورية يتكلم عن "مسعى أبوي"للعماد عون من اجل إرضاء الجميع! طبعا المسعى مطلوب ومشكور ولو على حساب قوة الرئيس!.

*التقيت الوزير الحاج حسن في افتتاح صالة عرض سيارات لرجل اعمال بطرس افرام وقلت" ايران التجارة نعم ايران السلاح مرفوضة".

 

وزير الخارجية نأى بنفسه عن موقف نظيره التركي من الأسد

خليل فليحان/النهار/3 كانون الأول 2016

لم تمر زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لبيروت بسلام، إذ هاجم الرئيس السوري بشار الأسد أمام وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في قصر بسترس ظهر أمس، وكان يرد على سؤال واحد وجّهه الى الوزيرين صحافي تركي، فقال: "لا أحد يستطيع الإنكار أنّ بشار الأسد مسؤول عن 600 ألف ضحية أثناء الحرب في سوريا، وبدل الإصرار على تغليب مصلحة فرد واحد في السلطة، لا بدّ من النظر الى مصلحة الشعب ككلّ". وتابع هجومه متخطيا الإحراج الذي يمكن أن يحدثه لباسيل الذي كان يقف الى جانبه، فقال: "نحن نؤمن بأنّ الرئيس الاسد لا يمكن أن يُعزّز وحدة سوريا، وقد دعمنا سوريا والشعب السوري وحتى الأسد نفسه، لكن في هذه المرحلة إنّ شخصاً مسؤولاً عن قتل أبناء شعبه لا يمكن أن يبقى في السلطة". أما رئيس "التيار الوطني الحر" فردّ على السؤال نفسه بهدوء: "إنّ الشعب السوري هو من يقرّر نظامه ومستقبله ومصيره، وعلينا أن نحترم خياره، لكن يجب أن نتأكّد من وحدة الأراضي السورية وسلامتها وحريتها. ويجب ان يكون النظام علمانياً يجمع مختلف الأديان لكي تتمكّن من التعبير عن رأيها". ويلاحظ ان باسيل تجنب في جوابه ذكر الاسد، او انه يجب ان يبقى او يغادر السلطة. ووفقا لمصدر متابع، فإن باسيل قد نأى بنفسه عن هذا الموقف. ودافع أوغلو بقوة عما تقوم به بلاده لمطاردة التنظيمات الارهابية، في معرض رده على سؤال تضمن اتهاما لبلاده بأنها تدعم الإرهابيين، وقال: "نحن نقتل داعش، ولم يقتل أحد من عناصر هذا التنظيم أكثر مما فعلنا نحن، في العراق قتلنا ألف عنصر، وفي سوريا الآلاف. نحن ناجحون جدّاً في هذه المهمة". وتوقعت مصادر أن ترد قوى سياسية مؤيدة لسوريا على موقف أوغلو الهجومي، لكن الرد لن يؤثر على العلاقات الثنائية، بل سيصار الى تزخيمها وفقا لما تمّ عليه التفاهم مع المسؤولين، وعلى الاخص بين وزيري خارجية البلدين. ولم يكن في وسع باسيل ان يخفف من حدة هجوم أوغلو على الأسد لأن قوى سياسية كثيرة تعارض بقاء الرئيس السوري . وأفادت مصادر ديبلوماسية ان المحادثات بين باسيل واوغلو كانت هادئة داخل المكتب في قصر بسترس ومتفهمة لما يتحمله لبنان من تداعيات مكلفة من جراء استقباله العدد الهائل من النازحين، وخصوصا السوريين منهم. وانعكس ذلك في المؤتمر الصحافي على لسان الضيف التركي الذي كان يردد على مسامع المراسلين أن باسيل صديقه وله مكانة لديه، ويلتقيه في المؤتمرات التي تعقد خارج البلاد. واللافت ان وزير خارجية المانيا فرنك والتر - شتاينماير اختلف حديثه عما قاله نظيره التركي في ما ذكره عن عدد الضحايا الذين سقطوا حتى الآن في سوريا، فأشار من المكان نفسه في بهو وزارة الخارجية والمغتربين، خلال مؤتمر صحافي مع باسيل، الى أن عدد الضحايا 400 الف، أي بفارق 200 ألف نسمة. واللافت أيضا أن تزامن وجود وزيري خارجية المانيا وتركيا في بيروت لم يكن مصادفة، وتحديدا في قصر بسترس حيث انتظر المسؤول الالماني بضع دقائق في مكتب باسيل ريثما ينتهي الاخير من مؤتمره مع اوغلو. وعندما علم وزير خارجية تركيا أن الضيف الألماني هو من ينتظر في مكتب باسيل، دخل وصافحه، ثم غادر.

 

"حزب الله" أخطأ مع عون

 غسان حجار/النهار/3 كانون الأول 2016

هل يعي "حزب الله" ماذا اقترفت يداه في الايام الاخيرة في لبنان؟ يبدو الحزب في محطات عدة كأنه يهوى الخسائر الداخلية، او كأنه غير آبه بتجميل صورته، بل يعمل على اسقاط تلك الهالة الكبيرة التي رسمها بمقاومته اسرائيل، كلما اقتحم زواريب الداخل، او أسلم أمره الى آخرين.

في 31 تشرين الاول، اعتبر الحزب ان خياره الرئاسي انتصر بوصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة الاولى، ولو مجرَحاً بسنتين ونصف سنة من الشغور، وبمسار الجلسة الانتخابية غير البريء على الاطلاق. وكان مقدراً ان تطوى هذه الصفحة، بل فتْح صفحة جديدة ينطلق بها العهد بشكل حقيقي. لكن ذلك لم يحصل لأسباب عدة يتحمل الحزب مسؤولية كبيرة فيها. فقد اوكل الحزب الى الرئيس نبيه بري التفاوض في شأن الحكومة، وهو يدرك تماما سوء العلاقة بين عون وبري. ووضع الحزب نفسه في وضع المراقب المتفرج ليس اكثر. وهو بذلك لم يكن عاملا مسهلا لأسباب عدة كان يمكنه معالجتها برعايته المباشرة لتقريب وجهات النظر. ثم ان عمل الحزب على "ضبضبة" الساحة الشيعية وعدم ترك اي شرخ يتسرب اليها، لم يكن بالطريقة الفضلى، لانه ولّد نقزة مذهبية كانت تلك الساحة في غنى عنها لتحمي ظهرها. فالحملة على اتفاق "التيار الوطني الحر- القوات اللبنانية" ساهمت في تنمية تضامن مسيحي اوسع، ودفعت الى ما بدأ يسمى ثنائية مسيحية في مواجهة ثنائية شيعية. اما الدفاع المستميت عن النائب سليمان فرنجية، وإن انطلق من اهداف تحالفية نبيلة، الا انه لا يخدم الاخير بأكثر من حقيبة وزارية، لانه زاد من عزلته المسيحية، وقلص من محاولة تمدده السياسي خارج منطقته الانتخابية، وهو الامر الذي عمل عليه وفريقه سنوات عدة، فإذ بالعوامل المحيطة تسقطه في مدة قياسية. وكان يمكن "حزب الله" العمل على مصالحة حليفيه عون - فرنجية، وهي اقصر الطرق لتجنب كل هذه التداعيات. اضف الى ذلك ان "هجوم" الرئيس بري على الرئيس المكلف سعد الحريري، حرّك الساحة السنية ايضاَ في مواجهة ما اعتُبر ارادة هيمنة على الزعيم السني بعد اتهامه بعدم التعامل بصدق، والظهور بالقابل به على مضض. اما الرسائل التي توزعت عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والابواق المختلفة، فلا يمكن عاقلاً ان يصدق ان الجميع براء منها، وان احداً من الرعاة السياسيين لم يغض الطرف لإمرارها.

قد يكون الرئيس ميشال عون لم يحسن ادارة فريقه منذ اليوم الاول، ولم ينتقل من "التيار" الى الجمهورية بالقدر الكافي، لكن لا يمكن التفاجؤ بهذا القدر، اذ ان الرجل في كل مساره السياسي والعسكري لم يكن منضبطاً بمعنى التقييد، وبالتالي وجب ايضاً التعامل معه بغير هذه الطريقة، الا اذا كان المراد افشال العهد للعودة الى "مؤتمر تأسيسي".

 

تعثر تشكيل حكومة الحريري يعيد الحياة إلى قانون الستين

العرب/03 كانون الأول/16/بيروت - تراوح أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية مكانها، في ظل تشبث كل طرف بموقفه، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس سلبا على انطلاقة العهد الجديد، وخاصة على ولادة قانون انتخابي جديد. ويواصل الفرقاء السياسيون التراشق بالتهم حول المسؤول على تعطيل ولادة الحكومة العتيدة، وسط غياب أيّ أفق عن قرب انتهاء الأزمة، حيث يتشبث تيار المردة بالحصول على حقيبة أساسية (الأشغال، أو المالية) يدعمه في ذلك حزب الله وحركة أمل، بالمقابل تصر القوات اللبنانية على الحصول على حصة وازنة من الحكومة، وهو ما يرفضه خاصة حزب الله. ويرى متابعون أن أكثر المتضررين من هذا التعطيل هو رئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان قد شدد على أن أحد الأهداف الرئيسية لرئاسته هو إنهاء عهد قانون 1960 الانتخابي الذي يعتبره أحد أسباب تراجع التمثيل المسيحي داخل المجلس النيابي. وكما هو معلوم، فإن على القوى السياسية اللبنانية الاتفاق على قانون انتخابي جديد قبل منتصف شهر فبراير وفي حال استمر التعطيل الحكومي فإن حل معضلة القانون يكاد يكون شبه مستحيل، خاصة وأن اللبنانيين باتوا على أعتاب عطلات الأعياد الميلادية. ويقول مراقبون إنه حتى ولو نجحت القوى السياسية في حلحلة أزمة الحكومة خلال هذه الفترة فإن المدة الزمنية الباقية للاتفاق على قانون جديد لا تكفي بتاتا.

وقضى اللبنانيون أشهرا طويلة في محاولة التوافق على قانون انتخابي جديد بيد أنهم عجزوا عن تحقيق ذلك في ظل رغبة كل طرف في وضع قانون على مقاسه، وبالتالي فإن الحديث عن فرضية التوصل إلى قانون في ظرف أسابيع قليلة أمر غير متوقع خاصة في الحالة اللبنانية. ويبقى الحل الثاني هو التمديد لمجلس النواب اللبناني إلى حين فك عقدة القانون الجديد، بيد أن هذا الحل يلاقي معارضة شديدة من العديد من الأطراف اللبنانية وعلى رأسها التيار الوطني الحر وحزب القوات. والجدير بالذكر هنا أن المجلس الحالي ممدد له للمرة الثانية على التوالي، وهو ما يعد سابقة في تاريخ لبنان.وأعلن مؤخرا وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، أن وزارته جاهزة لإجراء الانتخابات النيابية وفق قانون الستين. وقال إن الاتفاق على قانون جديد يحتاج إلى أشهر لترتيب الإدارة وتثقيف الناخبين”، لافتا إلى أن “الجميع يعارض قانون الستين في العلن لكنهم يريدونه في السرّ”.

وقرأ البعض تصريحات المشنوق على أن تيار المستقبل كما العديد من القوى اللبنانية ليسوا مستعجلين لإنهاء أزمة الحكومة، لهدف الإبقاء على قانون الستين. واعتبر عضو تكتل التغيير والإصلاح فادي الأعور أن “قانون الانتخاب قد يكون أحد الأسباب الرئيسية في تأخير تشكيل الحكومة”.

من جانبه قال القيادي في حركة أمل علي بزي “هناك قطبة مخفية يجري العمل عليها من أجل الإبقاء على قانون الستين بعد استنفاد المهل كافة من أجل إقرار قانون جديد”، لافتاً إلى أن “هذا الأمر يحصل عبر التأخير في تشكيل الحكومة وخلق الذرائع والتعقيدات غير المبررة بعملية التأليف”.

ويعد قانون الستين مناسبا بالنسبة إلى العديد من القوى سواء كانت الثنائية الشيعية رغم محاولتها نكران ذلك كما تيار المستقبل والتقدمي الاشتراكي، فيما يبقى المتضرر الوحيد منه هو المكون المسيحي. ورغم ذلك فقد أبدى المستقبل رغبة في وضع قانون جديد شرط أن يكون توافقيا ولا يغلب جهة على حساب أخرى.

ويقول مقربون من المستقبل إن محاولة إلقاء تهمة تعطيل الحكومة ضمنيا على التيار واهية وأن الجميع يعلم أنه قدم كل التسهيلات لولادتها. وبالرغم من تعطل مكابح ولادة الحكومة، وانعكاساتها، تسجل في لبنان حركة دبلوماسية نشطة حيث زار كل من وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ووزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير، الجمعة، بيروت حيث أجريا لقاءات منفصلة مع الرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل. وأعلن شتاينماير عن استعداد بلاده مواصلة الدعم للبنان بمساهمة قدرها 10 ملايين يورو لمواجهة أزمة النازحين. وشدد الوزير الألماني على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت ممكن لتكريس المناخ الإيجابي الذي أفرزه انتخاب رئيس للبنان.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 2/12/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

العاصفة الجوية في طريقها الى الرحيل عن الأجواء اللبنانية غير ان هذه الاجواء بالمفهوم السياسي مكفهرة غير مريحة بفعل مراوحة عملية تأليف الحكومة في توزيع بعض الحقائب وهذه المسألة تطفو على السطح إلا ان ما تحتها قد يكون عقدا سياسية يمكن ان يكون رئيس الجمهورية قد سماها هواجس، متوجها بدعوة أبوية الى أي مسؤول او سياسي للاجتماع به في القصر الجمهوري كي يودع هواجسه لدى فخامته المؤتمن على الدستور وعلى تحقيق عدالة التمثيل في السلطات الدستورية كما على حسن عملها وفقا لأحكام جوهر الدستور ونصه ما دامت الغاية هي المصلحة الوطنية العليا وفق ما ورد في البيان الصادر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية.

وفيما تستمر حركة الموفدين بالتدفق الى لبنان وآخرهم وزير الخارجية الكندي لاقى موضوع تأليف الحكومة بسرعة تأكيدا من هؤلاء لا سيما وزيري الخارجية الألماني والتركي.

وشكلت محادثات الوزير الألماني حجر زاوية في ملف النازحين السوريين في لبنان الذي يعاني من هذا النزوح. وأعلن شتاينماير عن مساعدة من بلاده للبنان بقيمة عشرة ملايين يورو.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

بين مساعي البحث عن ثغرة في جدار الأزمة الحكومية ... ومحاولات رمي المسؤولية على الشكليات والأعراف والبروتوكولات ... ومن يتصل بمن ومن يتواصل مع من ... جاءت خطوة رئيس الجمهورية ... فتكريسا لموقعه، "بي الكل"، وتجسيدا لذلك بالنص، عبر إشارته إلى أن دعوته أبوية"، صدر عن رئاسة الجمهورية كلام، قيل أنه كما خطاب القسم، وكما رسالة الاستقلال، كتب بأصابع الرئيس وقلمه الرئاسي ... ولأنه كذلك، يستحق القراءة حرفيا ... يقول البيان: "يؤكد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حرصه على هواجس الجميع، وتصميمه على معالجتها. وهو لذلك يتوجه بدعوة أبوية الى اي مسؤول او سياسي، للاجتماع به في القصر الجمهوري، كي يودع هواجسه لدى فخامته، المؤتمن على الدستور، وعلى تحقيق عدالة التمثيل في السلطات الدستورية، كما على حسن عملها وفقا لاحكام جوهر الدستور ونصه ... طالما ان الغاية هي المصلحة الوطنية العليا".... يقول المبدأ، أنه لا اجتهاد حيث النص ... ونص الرئيس واضح لا لبس فيه ولا تأويل ... الدعوة مفتوحة لكل أصحاب الهواجس، للقائه، ومناقشته، ومعالجة كل العقد، تحت سقف الدستور والعدالة والمصلحة الوطنية العليا ... الدعوة أبوية ... أما التلبية فمرجوة بنوية، ومن الجميع، لمصلحة كل لبنان وكل اللبنانيين ...

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

ميلت تركيا والمانيا على لبنان في زيارة تحمل هم النازحين بتبرعات متواضعة لكنها تتطلع من بيروت الى دمشق مستطلعة طريق حلب التي يشقها النظام مستعيدا زمام الارض العسكرية على غير جبهة، لبنان الذي انهمك باوغلو وشتانماير رسميا ترك حكومته وقانون الانتخاب للتعليل السياسي وللتداول ما وراء الاعلان، فيما برزت دعوة ابوية للرئيس ميشال عون الى كل من لديه هواجس مبديا تصميمه على معالجتها والاجتماع بالشخصيات السياسية في القصر الجمهوري لكي يودعوا لديه هذه الهواجس لكونه المؤتمن على الدستور وعلى تحقيق عدالة التمثيل في السلطات الدستورية، والاستدعاء الى القصر قد يعطي اشارة الى استبعاد اعلان التشكيلة الحكومية في الايام المقبلة لكن مصادر الرئيس سعد الحريري قالت للجديد ان موعد اعلان الحكومة ليس ببعيد ولن يستلزم وقتا طويلا على ما يروج، واكدت المصادر ان الرئيس سعد الحريري على استعداد لتسليم لائحته في اقرب وقت اذا ما وافق رئيس الجمهورية على توقيعها وكشفت المصادر ان لائحة الحريري التي قدمها سابقا الى الرئيس عون كانت متضمنة حقيبة التربية للمردة وذلك قبل اعلان بري انه مستعد لاقناع فرنجية بالوزارة المقترحة والتي رفضها المردة لاحقا.

وحيال مرونة الحريري تؤكد مصادر الجديد ان اتصالا تم بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ورئيس الجمهورية وسأله الحريري مد الجسور مع تيار المردة والتواصل معهم لكسر الجليد ومن هنا جاءت دعوة الرئيس عون الى فتح ابوابه الابوية مع تأكيد المصادر ان اتفاقا تم بين طرفي بعبدا وبنشعي على لقاء فنجان قهوة.

ومن شأن تسهيل العمل الحكومي تأليفا ونيل ثقة ان يشرع الابواب نحو البدء ببحث قانون الانتخاب بحيث بدت لدى تيار المستقبل نيات مستجدة بقانون يقفز على الستين معتمدا كشرط اول ورئيسي على تفاهم مع التيار الوطني الحر والرئاسة الاولى بحيث يفرض الطرفان معركة التغيير، ومن مؤشرات القانون المغاير للستين توضيح وزير الداخلية نهاد المشنوق واعلانه ان الكتلة السياسية التي ينتمي اليها لا تزال ملتزمة اقرار قانون جديد للانتخابات مبني على النظام الانتخابي المختلط بين الاكثري والنسبي والذي تقدم به تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

زحمة زيارات ديبلوماسية تركية المانية وكندية وربما تتبعها فرنسية شجعت لبنان على ترسيخ استقراره السياسي، والدافع قلق العواصم من النازحين السوريين الذين شكلوا صلب المباحثات التي جرت بين وزراء الخارجية والمسؤولين اللبنانيين. ومن هنا جاء الاعلان الالماني عن مساعدة قدرها عشرة ملايين يورو للبنان، اما وزير الخارجية التركية فصور الزيارة على انها ستكون نقطة تحول في العلاقات بين انقرة وبيروت.

نقطة التحول الداخلية يشكلها قانون الانتخابات الجديد، وحده سيكون الكفيل بتصحيح التمثيل النيابي وتحقيق ما يصبو اليه الشعب، بات بحكم المؤكد ان ابقاء قانون الستين سيتسبب باندلاع ازمة وطنية قد ترمي لبنان في المجهول، خصوصا ان غالبية الشعب ترفض الصيغة الحالية وتتوق للنسبية.

وزير الداخلية نهاد المشنوق الحق تصريحه امس بتوضيح اليوم، قال فيه ان موقفه لا يمثل كتلته السياسية ولا يبشر بتأجيل الانتخابات ولا بقانونها انما هو موقف اجرائي تقني لان مسؤولية وزارة الداخلية تنحصر باجراء الانتخابات فيما صلاحية اقرار قانون جديد تعود للمجلس النيابي.

كلام المشنوق امس وتوضيحه اليوم لا يخفي حقيقة ان هناك من يسعى اما للتأجيل او لمنع اقرار قانون جديد، "الشمس طالعة والناس قاشعة".

وبانتظار التشكيلة الحكومية بدا رئيس الجمهورية ميشال عون حريصا على هواجس الجميع وتصميمه على معالجتها ولذلك توجه بدعوة ابوية الى اي مسؤول او سياسي للاجتماع به في القصر الجمهوري كي يودع هواجسه لدى فخامته المؤتمن على الدستور وتحقيق عدالة التمثيل في السلطات كما على حسن عملها وفقا لاحكام جوهر الدستور، طالما ان الغاية هي المصلحة الوطنية العليا كما جاء في بيان المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية.

الرئيس نبيه بري يراقب ملتزما ضبط النفس وهو لن يدخل في اشتباك سياسي مع احد مهما حاول البعض استفزازه قائلا "لا يجرني احد الى حيث يريد ولن يوقع احد بيني وبين الرئيس ميشال عون"، فهل تشهد الايام المقبلة حراكا متجددا على صعيد التأليف الحكومي لازالة العقد والتعاطي بواقعية سياسية؟؟

المناخ يحط بردا وسلاما حتى يوم الغد في عاصفة طبيعية صبت متساقطات وفيرة وخلفت اضرارا نسبية واكبتها وزارة الاشغال بمسؤولية وطنية دفعت الوزير غازي زعيتر الى القيام بجولة تفقدية اكد فيها تفادي لبنان الاضرار الكبيرة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

قبل ان تبدأ اللقاءات التقنية الروسية الاميركية حول سوريا على ما حدد وزير الخارجية الاميركي جون كيري، حكمت تقنيات الميدان للجيش السوري والحلفاء في اغب احياء شرقي حلب، وبدأت عملية جمع الاوصال في المدينة التي مزقها سكين الارهاب..

اتفق الوزير الاميركي ونظيره الروسي في جنيف على الا بديل عن الحل السياسي للازمة في سوريا، فيما التصعيد السياسي امريكيا موجه الى المنطقة بسهام عسكرية واخرى اقتصادية متفجرة، ليس اقلها تعيين الجنرال المتقاعد (جيمس ماتيس) على رأس وزارة الحرب في حكومة دونالد ترامب، وتمديد العقوبات الاقتصادية على ايران لعشر سنوات..

في لبنان مدد حكم قاضي الامور المستعجلة لصالح قناة المنار ضد عربسات القناعة بتخلي الدولة عن سيادتها بهذا المجال، فلا كلام من وزارتي الاعلام والاتصالات، ولا تعليق حول آلية تطبيق القرار، فيما أكد رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله للمنار انه لو كان لدينا دولة لمنعت الاعتداء على سيادتها عبر عربسات وعملت على الزام الشركة بتنفيذ حكم القضاء، لكنه حكم على اي حال اظهر الحقيقة واعطى قوة دفع معنوية للمنار لتواصل عملها في هيئات قضائية اخرى لاستعادة حقها كما قال..

سياسيا لا اقوال جديدة على خط التشكيلة الحكومية فيما جديد المواقف تأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حرصه على هواجس الجميع وتصميمه على معالجتها.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

العاصفة الطبيعية التي تضرب لبنان يتوقع ان تبدأ بالانحسار اعتبارا من صباح غد. اما عاصفة الوفود الأجنبية التي تواصل مد العهد الجديد بتمنيات الخير والتوافق فهي الى مزيد.

في بيروت اليوم وزيرا خارجية ألمانيا وتركيا تمنيا للعهد الجديد التوفيق، في حين بقيت مشاورات التأليف عالقة في مكانها مع إمكانية حدوث اختراقات في الأيام المقبلة.

وبعدما فتح نقاش الانتخابات النيابية جدد المكتب الإعلامي لوزير الداخلية نهاد المشنوق التأكيد على أن كلامه عن احتمال تأجيلٍ تقني للانتخابات النيابية في حال التأخر في إقرار قانون جديد، لا يعبر عن رأي الكتلة السياسية التي ينتمي إليها، والتي شدد على أنها لا تزال ملتزمة بإقرار قانون جديد للإنتخابات مبني على النظام الإنتخابي المختلط بين الاكثري والنسبي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

اسبوع آخر يمضي ولا دخان ابيض ايذانا بصدور التشكيلة الحكومية لكن شيئا ما تحرك بالتزامن مع عودة وزير الخارجية جبران باسيل من الخارج ومروحة الاتصالات التي قام بها ولاسيما مع المعنيين بالتشكيل وبالتزامن مع هذه الحركة كان لافتا البيان الصادر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية والمتضمن حرص رئيس الجمهورية على هواجس الجميع وتصميمه على معالجتها وهو لذلك يتوجه بدعوة ابوية الى اي مسؤول او سياسي للاجتماع به في القصر الجمهوري كي يودع هواجسه لدى فخامته.

بيان مكتب الاعلام يمكن تصنيفه في خانة الدعوة العلنية المباشرة للمتحفظين عن زيارة القصر لبحث التعقيدات في عملية تشكيل الحكومة. في المقابل تتراكم ملفات الفساد التي تتخذ اوجها عدة فالتهريب فساد كما الاختلاس. ومن ابواب اليوم فضيحة تهريب سوريين عبر الحدود والتي تحولت الى مأساة فيما فضيحة الضمان تتوالى فصولا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

حراك ديبلوماسي ظاهر في لبنان يقابله جمود ظاهر ايضا في الحراك السياسي والحكومي، فالمقار الرسمية شهدت زيارات لافتة لوزيري خارجية تركيا والمانيا اليها، علما ان بيروت على موعد مع زائر ديبلوماسي ثالث هو وزير خارجية كندا، وبمعزل عن التصريحات التقليدية التي القيت بعد الزيارات فان لبنان يعود الى دائرة الاهتمام انطلاقا من عهده الرئاسي الجديد ما يتيح امكان تحويل الاستعداد لدعم لبنان ومساندته واقعا ملموسا.

في الحراك السياسي الحكومي الظاهر يوحي بالجمود لكن خلف الجمود هناك حركة اتصالات وفيما تحدثت معلومات صحفية عن لقاء مرتقب بين وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس وحدة الامن والارتباط في حزب الله وفيق صفا في الساعات المقبلة اكدت مصادر معنية لل mtv ان اللقاء حصل للبحث في الشأن الحكومي.

على صعيد آخر ذكرت معلومات ان التوصل الى حل للأزمة الحكومية لا يزال مستبعدا في ظل تشبث كل فريق بمطالبه وشروطه.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 2 كانون الاول 2016

النهار

لا للبيع ...

تردّدت معلومات أن خليجيّين تمهّلوا خطوة عرض ممتلكاتهم في لبنان للبيع بعد انتخابات الرئاسة.

سرايا في اللغة ...

قال نائب ووزير سابق لغوي إن كلمة "سرايا" تعني فرقة من الجيش تعمل بسريّة ولم تكن السرايا يوماً كشفيّة.

حرب عصابات ...

يتوقّع خبير عسكري غربي ألّا تنتهي الحرب السوريّة بل أن تتحوّل حرب عصابات تنفَّذ فيها عمليات انتحارية.

مراقبة الأموال ...

سألت أوساط سياسيّة عن عمل المجلس الدستوري في مراقبة تراكم أموال المُمسكين بزمام السلطة بعد تركهم مناصبهم وليس لدى تسلّمهم المواقع.

السفير

نقل عن وزير الداخلية قوله إن حوار عين التينة بدأ ثنائيا بين "المستقبل" و"حزب الله" برعاية "أمل" وصار بين "المستقبل" و"أمل" برعاية "حزب الله" وقريبا يصبح بين "حزب الله" و"أمل" برعاية "المستقبل"!

لُزم "الموظف الأول" و"سكرتيرة السكرتيرات" في وزارة سيادية بجولة على سفارات وقنصليات لبنان في العالم بعنوان "إلكتروني"!

اللواء

يعارض مرجعان رفيعان إحداث أية تغييرات في بنية السلطات النقدية، لا?سيّما رأس الهرم في هذه المرحلة.

يحّل نائب حالي مكان نائب سابق في ضبط إيقاع العلاقة بين قطب سياسي كبير وجماعات من فريق آخر.

تلعب التحالفات الانتخابية دوراً عند حزب مسيحي بارز، كانت وراء موقفه الحماسي لدخول الحكومة!

الجمهورية

إعتبرت دوائر دبلوماسية أن تجاهُل الرادارات الروسية للغارة الإسرائيلية على طريق دمشق يؤكد استمرار "التفهّم الروسي للخطوط الحمر الإسرائيلية".

وصف قطب سياسي الإقتراح المتداول عن "خطوة سياسية وحسّاسة" بأنه "طق حنك" إن لم يكن مجازفة تترتب عليها تداعيات.

صنّف وزير في حكومة تصريف الأعمال زيارات المسؤولين الدوليّين إلى لبنان بالإستطلاعية تمهيداً لأدوار لاحقة قد تبرز لهم على الساحة الداخلية.

البناء

أجمعت شخصيات وقيادات في طائفة معينة على تحميل النائب الأبرز في هذه الطائفة المسؤولية الكاملة عن تراجع دورها في الحياة السياسية اللبنانية، لا سيما في تشكيل الحكومات، حيث لم يعد مطروحاً حصول أيّ من قياداتها ومسؤوليها ونوابها على واحدة من الحقائب السيادية، وذلك خلافاً لما كان عليه الأمر قبل الطائف حين كانت تتمثل بشكل دائم بحقيبتي الدفاع أو الداخلية، وأحياناً كانت تحصل على الحقيبتين معاً…!

 

وزير خارجية كندا وصل الى لبنان ونظيراه الألماني والتركي غادرا

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - وصل الى بيروت، مساء اليوم، وزير خارجية كندا ستيفان ديون يرافقه النائبان الكنديان من اصل لبناني ايفا ناصيف ومروان طبارة وذلك في زيارة للبنان تستمر ثلاثة ايام يلتقي خلالها الوزير الكندي بالمسؤولين اللبنانيين ويقدم التهنئة للرئيس ميشال عون لمناسبة انتخابه لرئاسة الجمهورية، كما سيلتقي بكل من الرؤساء نبيه بري وتمام سلام وسعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، ويبحث معهم الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وكندا وتفعيل هذه العلاقات في المستقبل. وكان في استقباله بالمطار سفيرة كندا في لبنان ميشال كاميرون واركان السفارة ونائب مدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين زياد طعان. وسيزور الوزير الكندي خلال وجوده في لبنان بعض تجمعات النازحين السوريين في لبنان. من ناحية اخرى غادر بيروت، مساء اليوم، كل من وزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير عائدا الى المانيا على متن طائرة خاصة مع الوفد المرافق، وودعه في المطار اركان السفارة الالمانية، والسيد زياد طعان ممثلا وزارة الخارجية والمغتربين،

وغادر بيروت ايضا وزير خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو عائدا الى تركيا مع الوفد المرافق على متن طائرة خاصة، حيث كان في وداعه بالمطار سفير تركيا في لبنان شاغاتي ارسياز واركان السفارة والسيد زياد طعان ممثلا وزارة الخارجية والمغتربين.

 

إعلام رئاسة الجمهورية: الرئيس مصمم على معالجة هواجس الجميع

الجمعة 02 كانون الأول 2016/وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الاتي: "توضيحا لما صدر عن وسائل الاعلام المختلفة خلال الايام الماضية، يؤكد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حرصه على هواجس الجميع وتصميمه على معالجتها، وهو لذلك يتوجه بدعوة أبوية الى أي مسؤول أو سياسي للاجتماع به في القصر الجمهوري، كي يودع هواجسه لدى فخامته المؤتمن على الدستور وعلى تحقيق عدالة التمثيل في السلطات الدستورية، كما على حسن عملها وفقا لأحكام جوهر الدستور ونصه، ما دامت الغاية هي المصلحة الوطنية العليا".

 

"الأنباء": بري يطالب عون بالتخلي عن "تفاهم معراب"

المركزية- ذكرت مصادر متابعة لصحيفة "الأنباء" الكويتية أن رئيس مجلس النواب نبيه بري طالب الرئيس ميشال عون بالتخلي عن التفاهم الذي عقده مع رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قبل انتخابه رئيساً

 

عون لوزير خارجية المانيا: الحلول السياسية العادلة تحقق السلام في الشرق الاوسط

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - وصف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العلاقات اللبنانية-الالمانية بأنها "ممتازة لأن البلدين يتقاسمان العديد من القيم نفسها ويعملان معا من أجل السلام في منطقة الشرق الاوسط من خلال اعتماد الحلول السياسية العادلة". موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله ظهر اليوم في قصر بعبدا وزير خارجية المانيا الدكتور فرانك والتر شتاينماير الذي نقل اليه تهاني بلاده بانتخابه رئيسا للجمهورية، متمنيا المزيد من الاستقرار والتقدم للبنان في عهده. وقال: "إن انتخابكم لرئاسة الجمهورية يشكل ضمانا للاستقرار في لبنان، ولا سيما أنكم تعملون مع القوى السياسية كافة على تشكيل حكومة جديدة".وتم خلال اللقاء تقويم الأوضاع في لبنان والمنطقة، وأكد عون استمرار الجهود من أجل النهوض بلبنان، لافتا الى وجود مؤشرات تعد بإمكان تحقيق تقدم في هذا الاتجاه. وأشار الى الدور الذي يؤديه لبنان في مكافحة الارهاب من خلال العمليات الاستباقية التي تقوم بها القوى المسلحة اللبنانية ولاسيما في ملاحقة الخلايا النائمة التي نجحت هذه القوى في كشف العديد منها. وتطرق البحث الى الوضع في سوريا حيث أكد عون ضرورة ايجاد حل سياسي للازمة السورية، لافتا الى "التداعيات التي تتركها مأساة النازحين السوريين على الوضع في لبنان الذي يعمل رغم ذلك على تقديم المساعدة اللازمة لهؤلاء، وهو يتطلع الى التزام دولي جدي في تخفيف العبء المترتب على لبنان بفعل استمرار هذه المأساة". وأعلن أنه سيعمل على اعداد خطط لاستنهاض اقتصادي "ولاسيما أن الظروف التي تكونت مع الانتخابات الرئاسية ستساعد على تحقيق ذلك". وأكد عون للوزير الالماني أن "أي محاولة لتحسين العلاقات بين الدول المعنية بالوضع في المنطقة هي خطوة إيجابية وجيدة".من جهته أعرب شتاينماير عن تقدير المجتمع الدولي عموما وبلاده خصوصا للرعاية التي يلقاها النازحون في لبنان والاعباء الناتجة من ذلك، مركزا على ضرورة تجاوب الدول مع دعوات لبنان للمساعدة في حل الازمة السورية سياسيا ومعالجة مأساة النازحين.

 

مقتل مصوّر الإعلام الحربي لـ”حزب الله” حسن شريف جظة في حلب

وكالات/02 كانون الأول/16/نعى الاعلام الحربي المركزي التابع لـ”حزب الله” عبر موقعه الرسمي على “تويتر” المصور حسن شريف جظة الذي قتل على جبهة الشيخ سعيد جنوب حلب. جظة الذي يعمل مصوراً لصالح الاعلام الحربي له عدة مشاركات في تصوير عمليات جيش النظام السوري وحلفائه في ريف حلب الجنوبي وعدة مناطق في حلب، وهو من مدينة نبل في ريف حلب الشمالي مواليد 1989 بحسب بيان “الإعلام الحربي”.

 

في "عهد المسيحيين الأقوياء" في لبنان

نوفل ضو/فايسبوك/02 كانون الأول/16

في "عهد المسيحيين الأقوياء" في لبنان، يعين جهاد أزعور الماروني مديراً لإدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي ولكن ممنوع عليه أن يكون نائبا أو وزيرا في لبنان لأنه "لا يمثل المسيحيين"!

قبله طارق متري الأرثوذكسي ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ممنوع عليه أن يكون نائبا أو وزيرا في لبنان لأنه "لا يمثل المسيحيين"!

وقبله غسان سلامه الكاثوليكي ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ولكن ممنوع عليه أن يكون نائبا أو وزيرا في لبنان لأنه "لا يمثل المسيحيين"!

عندما تصبح أسماء يبحث عنها المجتمع الدولي للإستفادة من قدراتها كجهاد أزعور وطارق متري وغسان سلامه "لا تمثل المسيحيين" ... وعندما يصبح مثل هؤلاء الناس ممنوعين من تولي منصب نيابي او وزاري في لبنان، وعندما يصبح مقياس "التمثيل المسيحي الصحيح" التبعية العمياء والخضوع والطاعة ... فعلى المسيحيين ولبنان السلام!

سياسة الإستيعاب وفتح المجالات والآفاق امام الطاقات

نوفل ضو/فايسبوك/02 كانون الأول/16

أذكر أصحاب الأعمار الصغيرة بأن بشير الجميل وسمير جعجع استعانا بطاقات فكرية لم تكن منتسبة لا الى الكتائب ولا الى القوات عندما كانوا يبنون المقاومة المسيحية... على سبيل المثال. الدكتور جعجع عين "الأمين" في الحزب السوري القومي الإجتماعي الدكتور إدوار بستاني رئيسا للشعبة الخامسة في القوات اللبنانية في بداية التسعينيات... وعندما توفي الدكتور بستاني لف بعلم القوميين... وكذلك كان في مجلس قيادة القوات اللبنانية أشخاص التصقوا بالدكتور جعجع في اتخاذ القرارات وتولي المسؤوليات والمهمات منهم من كان ينتمي الى منظمة العمل الشيوعي وغيرها من الأحزاب اليسارية...

وقبله بشير الجميل استعان بسليم الجاهل وقيصر نصر وغيرهما ممن لم يكونوا لا كتائبيين ولا قواتيين...

اكتفي بهذه الوقائع لعل بعض الناشئين يتعلمون القراءة ويقتنعون بأن سياسة الإستيعاب وفتح المجالات والآفاق امام الطاقات هي أفضل بكثير من سياسة قطع الطريق على أصحاب الرأي!

الجيوش الإلكترونية

نوفل ضو/فايسبوك/02 كانون الأول/16

كم أتمنى أن أدعم رافضي سياسات الرئيس نبيه بري التعطيلية وأن أمضي قدما في انتقادي لمواقف الرئيس نبيه بري السياسية وأنا كنت من أول الذين اعتبروا أن دوره هو تنفيذ ما يطلبه حزب الله في وقت كان البعض يعتبره "صديقا وصمام أمان". اليوم أمتنع عن انتقاد بري وسياساته ومواقفه ليس لأني اقتنعت بها بل لأني منذ الآن أحاول تجنب هجوم الجيوش الإلكترونية علي عندما يتفق القيمون على هذه الجيوش مع بري ... عندها سنكون مضطرين للقول بأن بري "رمز الوطنية ومصدر الإستقرار ونموذج التوازنات اللبنانية" وإلا كنا في نظر الجيوش الإلكترونية "مرتدين" وجبت مهاجمتنا...

حزب الله غير مستعجل لتشكيل الحكومة

نوفل ضو/فايسبوك/02 كانون الأول/16

حزب الله غير مستعجل لتشكيل الحكومة ... وهو يرى التأخير بانتظار انتهاء معركة حلب لمصلحته! فالحزب لن يسمح بحكومة لا يكون ل 8 آذار فيها الثلث المعطل... ومفهوم حزب الله ل 8 آذار هو: أمل - حزب الله - المردة - الحزب السوري القومي الإجتماعي - طلال أرسلان - أحد سنة 8 آذار ...(9 وزراء من 24 أو 11 من 30) حزب الله يريد ثلثا معطلا تتمثل من خلاله 8 آذار بشيعة وسنة ودروز وموارنة وأرثوذكس... حزب الله يتحجج بأن التيار الوطني الحر وافق على وصف الدكتور سمير جعجع للعماد عون بأنه "8 آذار تايواني وغير أصلي" ليعزز موقعه في الحكومة ويعتبر بأن الثلث المعطل يجب أن لا يتضمن حصة عون والتيار... وهكذا يكون الحزب قد حصل فعليا على 16 وزيرا في حكومة من 24 (بعد إضافة عون والتيار والطاشناق)

 

حبيب الشرتوني يوتّر العلاقة بين "الكتائب" وحزب الله

وكالة أخبار اليوم/02 تشرين الثاني/16/سئل مصدر كتائبي عن مشاركة "الحزب" في الحكومة، فقال: اللقاء الذي جمع مع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري والنائب سامي الجميّل، كان ايجابيّاً، وقد أبدى الرئيس المكلّف حرصه على مشاركة "الكتائب"، لكن لم يتبلور لديه بعد أيّ تصوّر نهائي. وردّاً على سؤال، أكد المصدر أنّ "الكتائب" يوطّد علاقاته مع كل الأطراف. وهل يشمل هذا التوطيد العلاقة مع "حزب الله"، أشار المصدر الى أنّ اتصالات حصلت في مرحلة سابقة، لكن اليوم لا جديد، معتبراً أنّ وجود السلاح غير الشرعي لدى "الحزب" يشكّل حاجزاً كبيراً بين الطرفين. ويضاف الى ذلك، ما حصل منذ نحو أسبوع، حين شارك "حزب الله" وعلى مستوى رفيع (عضو المجلس السياسي محمود قماطي) بمهرجان تكريمي أقيم لحبيب الشرتوني قاتل الرئيس الشهيد بشير الجميل، الأمر الذي ترك الكثير من علامات الاستفهام.

 

إسرائيل: لا حرب مع حزب الله وعون "غير مؤثر"

موقع ليبانون ديبايت/02 كانون الأول/16/إستبعد مسؤول عسكري إسرائيلي وقوع حرب قريبة بين "إسرائيل وحزب الله" أو حتى في السنوات القريبة، بانياً ذلك على "إنشغال حزب الله في القتال الدائر بسوريا".وقال المصدر العسكري في مقابلة صحافية مع موقع إسرائيلي ناطق باللغة العربية يدعى "المصدر"، أن "حزب الله غارق في الحرب في سوريا ويفقد عناصره، لكن خبراته تزداد وقدراته تتطور" مضيفاً أن ""خط الحدود بين إسرائيل ولبنان هو من أكثر الجبهات هدوءاً اليوم". ويتابع: "على طول المنطقة الحدودية تنتشر قوات مُشاة وقوات سلاح المدفعية، وتعمل مع قوات سلاح الجو، وبالطبع هناك وحدات استخبارية متنوعة، متطورة ومتقدمة جدا". ويستخلص المصدر العسكري أن "حزب الله ما زال في حالة من الردع منذ حرب 2006 وغارق بحرب سوريا وحتى الآن، غير متوقع حدوث حرب بيننا وبينه" لكن والكلام للمصدر، "مع ذلك، هذه الحدود معرضة لاندلاع الحرب. الهدوء مريب، الانتقال من الوضع العادي إلى حالة الحرب سريع جدا. يكفي أن يقرر حزب الله القيام بتفجير واحد، ثم يليه رد فعل إسرائيلي قوي". وعن إن كان هناك عمل من أجل إستبعاد الحرب، يقول المصدر أن "حزب الله يعمل من جانبه على تحسين البنى التحتية في لبنان، ويستخدم بنى الجيش اللبناني (على حد زعمه) ويعمل مقاتلوه كثيرا داخل القرى اللبنانية، وخاصة الشيعية. فهو يمتلك داخل القرى معدات عسكرية وأسلحة، لكن من أجل عدم نقض اتفاقيات دولية أبرمتها لبنان". ويتهم العسكري الاسرائيلي حزب الله بانه "يعمل حزب الله جناح مدني" ضارباً مثال: "على طول الحدود، يتم في الفترة الأخيرة بناء مكثف لمبان ذات طابع زراعي، ومن الواضح أن حزب الله سيستخدمها وقت الحرب، ومن بين ذلك للمراقبة باتجاه الحدود". وعن الإعتقاد السائد بتقديرات وقدرات حزب الله وماذا تغير من عام 2006 يحاول المصدر دائماً التصويب على موضوع إرتباط حزب الله بالقتال في سوريا مدعياً أنه "يتعرض لصعوبات خاصة في الوضع الداخلي اللبناني"، من ناحية أخرى، يرى المصدر العسكري الاسرائيلي، أن "حزب الله محترف جدا، ويكتسب تجربة مهنية ويحسن قدراته بالإضافة إلى ذلك، فهو يبني ثقة وصلة قوية جدا بالمحور السوري- الإيراني، ويعمل على ذلك من خلال تدريبات، نقل معدات تخل بالتوازن مثل صواريخ مضادة للدبابات، وبالطبع الدعم في وقت الحرب. كلما كان حزب الله أكثر تدخلا في سوريا، يزداد التزامه تجاه المحور". ويلفت القيادي الاسرائيلي الذي لم يشر الموقع إلى رتبته حول التحضيرات على المستوى الاسرائيلي، أن "الجيش الإسرائيلي قام بتحديث كل المنظومات التشغيلية. درب كل الأطر على سيناريوهات مستقبلية محتملة، حسنّ القدرات عامة، والقدرات الجوية، وقدرات عمله الاستخبارية جيدة مقارنة بعام 2006. تتمتع إسرائيل اليوم بقدرة ردع قوية بشكل ملحوظ مقارنة بعام 2006 وقد تستخدمها في وقت قصير كثيرا". وعن السيناريوهات المحتملة للحرب، لم يجب المصدر بوضوح لكنه قال: "لا يمكن أن نعرف ماذا سيحدث، لذلك نستعد لكل السيناريوهات الممكنة، منها المتطرفة مثل أن يشن حزب الله هجوما في إسرائيل، أو أن تتورط إسرائيل في العمق اللبناني" مستبعداً تأثير "إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً على الحالة على الحدود".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الاحرار: للمداورة في تولي الوزارات على أساس المناصفة والتزام المسلمات بعيدا من الهيمنة والاستئثار

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - رأى المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون انه "تتوضح مع مرور الوقت استراتيجية إعاقة تشكيل الحكومة وبالتالي انطلاقة العهد، لأهداف تكاد واضحة المعالم وتتخطى الاسباب الظاهرة في توزيع الحقائب، أو بالأحرى يستعمل الاعتراض على توزيعها لتحقيق أغراض تبدأ بتحديد الاحجام ولا تنتهي عند تطويق العهد وتحويله وسيلة في خدمة غاية المعترضين. ومن النافل أن ما لا يقوله هؤلاء جهارا يتولاه الإعلام الموالي لهم في تهجمه على العهد انطلاقا من منطق فئوي ومصالح لا تمت بصلة الى المصلحة العامة. ان الانصياع لهذه الاستراتيجية ينعكس سلبا ليس على العهد فقط إنما على الثوابت الوطنية ايضا ويعد استسلاما للمستقوين على الدولة وعلى شركائهم في الوطن. ونرى الحل في تطبيق اتفاق الطائف نصا وروحا بما فيه المداورة في تولي الوزارات على أساس المناصفة والتزام المسلمات بعيدا من الهيمنة والاستئثار". وجدد الحزب "المطالبة بحكومة تقوم على قاعدة الموالاة والمعارضة وليعارض عندها من يعتبر انه غير قادر على المشاركة مع الموالين. وليكن الدستور هو الحكم بينهم وبذلك تتوضح النوايا وتنكشف الخبايا التي يتلطى وراءها المصرون على حيازة حقائب معينة. ان أخشى ما نخشاه هو ما المحنا اليه من اهداف تنعكس على الصيغة اللبنانية مضافا اليها ضرب الاستحقاق النيابي من طريق إطالة امد تأليف الحكومة. عندها يوضع الجميع امام احتمال من اثنين : إما إجراء الانتخابات النيابية على اساس قانون الستين، رغم المعارضة العلنية له ، واما تمديد ولاية المجلس مرة جديدة وكلا الحلين يشكلان خطوة الى الوراء على الصعيد الوطني". وكرر المطالبة "بوقف الانزلاق في الحرب السورية من قبل الأفرقاء اللبنانيين وبوضع حد للتورط في الأحداث الجارية في أكثر من بلد عربي خصوصا في العراق واليمن وغيرهما. ونعتبر ان الحل يكمن في العودة الى إعلان بعبدا الذي يقضي بالنأي بالنفس عن التدخل في الأحداث الاقليمية من أجل تحصين الساحة الداخلية. وعليه ندين مجددا المشاركة في القتال الدائر في سوريا والذي يراهن القائمون بها على تحقيق المكاسب على الصعيدين الإقليمي والمحلي. ولا يخفى على احد ربط نتائج الحرب السورية بالتوازنات الداخلية ودائما من زاوية تحقيق أهداف ما يسمونه المؤتمر التأسيسي الذي يرمي الى ضرب اتفاق الطائف وفي شكل خاص المناصفة بين المسيحيين والمسلمين والدفع في اتجاه الانحياز الى ايران على حساب المصالح العربية المشتركة".

 

زهرا: موضوع الحقائب معني به رئيس الجمهورية والرئيس المكلف

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - أشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" الى "الاشكال القائم حول حقيبة الاشغال"، لافتا الى انه "عندما عرضت على القوات الحقيبة تبلغت أن الرئيس المكلف سعد الحريري تشاور بهذا الموضوع مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على أساس أن الوزارة كانت لدى حركة أمل". وقال زهرا: "سمعنا اعتراضات بري وتساؤله: من قال انني تخليت عن الاشغال؟، وفوجئنا بهذا الطرح، وليس من اختصاصنا التدقيق في صحة هذا الكلام وفوجئنا أيضا بعودة الرئيس بري الى التصلب". وأكد أن "موضوع الحقائب معني به رئيس الجمهورية والرئيس المكلف". وتعليقا على قوله أن "موقف الرئيس بري يبطن تنسيقا مع أطراف تريد التعطيل، وليس تسهيل التشكيل"، لفت الى انه "يقصد حزب الله الذي هدفه الاساس عدم تسهيل أي عملية دستورية في لبنان، لان وجود الدولة الفعلية والقوية والمسيطرة والسيدة على الاراضي اللبنانية يعيق مشروعه"، موضحا أنه "من الاساس مشروعه عدم تسهيل عمل رئيس الجمهورية، لانه يتناقض مع مشروعه الاستراتيجي".

 

نديم الجميل التقى منظمة أبعاد: لإلغاء المادة 522 عقوبات برمتها

الجمعة 02 كانون الأول 2016/وطنية - استقبل النائب نديم الجميل اليوم في مكتبه في الأشرفية المحامية دانيال الحويك من منظمة "أبعاد"، في حضور مستشارة رئيس حزب الكتائب اللبنانية المحامية لارا سعادة. وتم خلال الاجتماع عرض للنقاشات الدائرة في لجنة الإدارة والعدل النيابية حول اقتراح إلغاء المادة 522 من قانون العقوبات التي توقف ملاحقة المغتصب في حال تزوج المعتدى عليها. وأثنى النائب الجميل على الحملة الإعلامية التي تقوم بها منظمة "أبعاد" لتوعية المواطنين والمواطنات اللبنانيين على تداعيات المادة 522 التي تظلم المرأة المعتدى عليها وتتجاهل حقها في العدالة والتعويض عن الأضرار الجسدية والنفسية والمعنوية التي لحقت بها. وأكد الجميل أنه "سيسعى، باسم حزب الكتائب اللبنانية، خلال اجتماع اللجنة النيابية الأربعاء المقبل إلى إلغاء المادة 522 عقوبات برمتها من دون أي تعديل".

 

قاطيشا لـ”حزب الله”: عون ليس لحّود

الجديد الجمعة 02 كانون الأول 2016/إعتبر مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أنه لا يمكن خوض معركة رئاسة الجمهورية من اليوم، وقال: “الله يطوّل بعمر” رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والمعركة الحاصلة هي خيار سياسي. وأشار قاطيشا في مداخلة عبر “الجديد” إلى أن العماد عون كان حليف الحليف (أي رئيس مجلس النواب نبيه بري) وهو اليوم يمارس رئاسة الجمهورية في الوسط بين محورين ولا يمكنه ان يمارسها كما كان رئيس كتلة. وأكد قاطيشا أن “القوات اللبنانية” لا تقبل بأن يَهْدُم أحد حقوق الشيعة ولا حقوق أي فريق في لبنان، لافتاً إلى أنه “لم يقبلوا بإعطائنا حقيبة سيادية وقلنا “ماشي الحال” ونحن كقوات لا دخل لنا بتشكيل الحكومة”. وشدد قاطيشا على أن كان لـ”المردة” وزارة الثقافة، سائلاً: لا أدري لماذا اليوم يطالبون بحقيبة سيادية؟ ولفت إلى أنه عُرض على حزب “القوات اللبنانية” الأشغال ونيابة رئاسة الحكومة والشؤون الإجتماعية والحزب متمسك  بهذه الحقائب. وختم قاطيشا متمنياً على “حزب الله” أن يؤمن بأن رئيس الجمهورية ليس لفريق واحد في لبنان كما كان الرئيس لحود والعادة السابقة يجب أن يتخلوا عنها وهذا مدخل الحل لتشكيل الحكومة.

 

الحاج حسن: لاجراء الانتخابات في مواعيدها على اساس قانون نسبي

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - أعلن وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن، في مؤتمر نظمته جمعية خريجي الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) "أن أي حلول تنموية يجب أن تسبقها حلول سياسية وأمنية"، مؤكدا "أن التهديد الاسرائيلي المستمر يقع في طليعة التحديات التي تواجه لبنان والدول العربية"، واصفا الاحتلال الاسرائيلي بأنه "أصل الشرور في المنطقة." وقال: "التهديد الثاني هو الارهاب التكفيري، لذلك يجب انهاء ظاهرة الارهاب وانهاء الاحتلال الاسرائيلي واعادة الحقوق للشعب الفلسطيني كمقدمة لأي عملية تنموية للاقتصاد والمؤسسات. ويجب تحقيق الاستقرار السياسي والديموقراطية الحقيقية. ولا بد من اصلاحات سياسية ولكن ليس على طريقة الربيع العربي. لا بد من الاصلاح المستند الى الحداثة والعصرنة. ان مشكلتنا لا تكمن في أصولنا الفكرية، بل بالانحراف الى فكر ارهابي والى تبعية للخارج. ولم تجر حتى الآن أي اصلاحات في المنطقة تؤمن الاستقرار السياسي المنشود كشرط ضروري للاستقرار الاقتصادي". اضاف: "نحن في لبنان، نجحنا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي عبر تثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وحققنا الانتصار. وفي مواجهة الارهاب، يقوم الجيش والقوى الأمنية بدور كبير ومهم يجب أن ينوه به على صعيد تفكيك الخلايا واعتقال عناصرها ومحاكمتهم امام القضاء، اضافة الى دور المقاومة في مواجهة الارهاب، بحيث استطاع لبنان أن يبعد عنه الارهاب بشكل كبير. بالنسبة الينا، ان قتال الارهابيين لا يلزمنا بحدود، لأنهم لا يلتزمون أصلا بحدود، ولأن من يرعاهم أباح لهم الحدود". وتابع: "لقد حقق لبنان استقرارا أمنيا كبيرا، وها هو يحقق استقرارا سياسيا بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ونأمل أن يستكمل هذا الاستقرار السياسي بتأليف حكومة، وباقرار قانون انتخابات عصري على اساس النسبية، قانون يؤمن عدالة التمثيل للجميع، وأن تجرى الانتخابات في مواعيدها من دون تأخير أو تأجيل. هكذا نعزز الاستقرار السياسي المنشود".

 

هل سننتخب في العام 2017 بحسب قانون الستين المعدّل؟

سلوى فاضل/جنوبية/ 2 ديسمبر، 2016/في كل مرة يرميّ الوزير نهاد المشنوق بتوقعاته تصدق هذه التوقعات المعلوماتيّة، فهل سننتخب هذه المرة بحسب قانون الستين، بعد نفاذ الوقت اللازم لإعداد قانون النسبيّة؟ يبلغ عدد أعضاء المجلس النيابي اللبناني الحالي 128 عضوا،ً  ينتخبهم الشعب اللبناني كل أربع سنوات. وتوزع المقاعد بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين بحسب وثيقة الوفاق الوطني. وتقسّم المقاعد بحسب الطوائف حيث ينال المسيحيون 64 مقعد موزعة على الموارنة34 مقعد، والروم الأرثوذكس14 مقعد، والروم الكاثوليك8 مقاعد، والأرمن الأرثوذكس5 مقاعد، والأرمن الكاثوليك مقعد واحد، والإنجيليون مقعد واحد، أما الأقليات المسيحية مقعد واحد. اما المسلمين فلهم 64 مقعد مقسمّة على السنّة27 مقعد، والشيعة27 مقعد، والدروز8 مقاعد، أما العلويين فمقعدين. وقد أجريت آخر إنتخابات نيابية في العام 2009، وفقا للقانون القائم على تقسيم الدوائر الانتخابية إلى دوائر صغرى على أساس القضاء بصورة مشابهة لقانون الانتخابات لعام 1960. وأهم ما جرى خلال هذا القانون هو إجراء الانتخابات في جميع الدوائر في يوم واحد بدلاً من أن تُجرى كما كانت في السابق خلال أربعة أسابيع متتالية، مع التغاضيّ عن بقية الاصلاحات المقترحة كمراقبة حجم الإنفاق للمرشحين، وعدم اقرار تخفيض سن الاقتراع إلى سن 18 عاماً، بل أبقي على سن 21، وعدم إقرار الورقة الموحدة للمرشحين من أجل تقليص احتمالات التزوير، اضافة الى رفض منح العسكريين حق التصويت، وإرجاء مشاركة المغتربين بالتصويت إلى انتخابات عام 2013 -التي لم تجر أصلا، وتمت عملية التجديد للمجلس لنفسه مرتين، الأولى لدورة كاملة، والثانية لنصف دورة.

في هذا الإطار، وتعليقا على تصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اعتبر فيه اننا كلبنانيين سننتخب بحسب قانون الستين ان لم تتشكل الحكومة في الوقت اللازم، يؤكد الباحث في شركة الدولية للمعلومات محمد ابراهيم شمس الدين، أنه “بالنهاية، بحسب التحالفات السياسية التي ستتركب بعد تشكيل الحكومة المنتظرة”. ويضيف شمس الدين: “لكن، وعلى ضوء الواقع، سنذهب الى اعتماد القانون النافذ ذي الرقم 25/2008 ، وهو القانون المعدل عن قانون الستين، الذي عُرف بتغيير الدوائر في بيروت” ولفت الى ان “تسمية قانون بالستين هي تسمية خاطئة، بل هو قانون 25/2008 المعدل من قانون الستين الذي قسم العاصمة بيروت”. ويشرح محمد شمس الدين بالقول “واذا شكّلت الحكومة سنتمكن من السير بقانون جديد، وان بما ان الكل مستفيد من القانون القديم كالتيار الوطني الحرّ، وخاصة بعد تحالفهم مع القوات اللبنانية، اضافة الى وليد جنبلاط وتيار المستقبل، بات هذا القانون يناسبهم وكل القوى بالتالي تؤيد اعتماده، وان كانوا يعلنون رفضهم له. ما عدا كل من حركة أمل وحزب الله الذين يدعون الى اعتماد قانون النسبية، الذي وان كان سيخسرهم مقعدين او ثلاثة الا انهم يربحون في بيروت والبقاع الغربي، وعكار، أي في مناطق حلفائهم”.

ويختم شمس الدين، ردا على سؤال عن نسبة الأمل في اعتماد النسبيّة، فيقول “لازال هناك أمل نسبته 10% في اعتماد قانون جديد. ومن الواضح اننا سنسير بقانون الستين المعدّل، بحسب ما ألمح إليه وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي يصدق حدسه دوما، ان لم تكن معلوماته!”.

                                                                                                                            

وزارة فرنجية ما زالت مجهولة وتشكيل الحكومة معلّق

إعداد جنوبية 2 ديسمبر، 2016/يزال التأليف الحكومي ضائعاً في الدهاليز السياسية، مع ظهور عقبة جديدة تمثلت بدخول قانون الستّين مادةً خلافية على الحلبة السياسية. فيما تتوجه الأنظار نحو نهاية الأسبوع حيث ينتظر تقديم الأجوبة النهائية للأفرقاء حول تأليف الحكومة يتساءل المراقبون بعد انتهاء المهلة، عن الخطوات التي سوف تتبع. ومن جهة ثانيا، يُقدَّم قانون الستّين على أنّه “شرّ لا بدّ منه” من قبَل طارحيه والمتمسّكين به، بدا في المقابل لـ”الجمهورية” أنّ لغة الاعتراض عليه قد تتخطّى المنبرَ الكلاميّ إلى الميدان بالتلويح لمواجهته من قبَل الناس، على حدّ ما عكسَه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس، الذي اعتبَر أنّ هذا القانون هو شرّ على البلد لا بدّ من درئه. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس إنّه لم يتفاجَأ في الكلام الأخير لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق حول قانون الستّين وإمكان إجراء الانتخابات النيابية على أساسه، والصعوبات حول إعداد قانون انتخابي جديد. ومردّ عدمِ مفاجأته هو أنّ هذا التوجّه موجود لدى تيار “المستقبل” قبل انتخابات رئاسة الجمهورية، وأكّد بري أنّه لا يوافق على هذا الأمر. ولفتَ إلى “أنّنا ورئيس الجمهورية ميشال عون، تَوافَقنا على وجوب إعداد قانون جديد للانتخابات النيابية، وأنا لم أسمع حتى الآن شيئاً حول هذا القانون الجديد من الرئيس سعد الحريري”.

وقد بدا لـ”النهار” ان محركات عملية تأليف الحكومة قد أعيد تحريكها على ايقاع هادئ من النقاط العالقة عندها. ومع ان الجهات المعنية في محيط الرئيس الحريري لا تزال تلزم الصمت وتجنّب الافصاح عن أي تحرك أو اتصالات، فإن أوساطاً مطّلعة قالت لـ”النهار”، ان لا صحة لكل ما تردد في اليومين الأخيرين عن مهلة محدّدة لبت العقبات التي تحول دون استكمال التفاهمات على التركيبة الحكومية وتالياً لا جدية في الكلام عن تحديد يوم غد السبت موعداً لحسم المواقف النهائية من التركيبة والتباين القائم حول ما تبقى من حقائب وزارية. في المقابل، اعتبرت “السفير” أن التأليف الحكومي سيكون محكوما بـ”خيار سياسي” من أصل ثلاثة خيارات:

أولا: أن يبقى رئيس “التيار الوطني الحر” رافضا منح “المردة” حقيبة أساسية، بذرائع ومسميات مختلفة، وعندها ستكون الحكومة مؤجلة حتى إشعار آخر.

ثانيا: أن يوافق على الصيغ المقترحة وأكثرها عملية تلك التي قدمها الرئيس بري بأن يأخذ على عاتقه إقناع فرنجية بحقيبة “التربية” التي كان الرئيس المكلف قد طرحها على زعيم “المردة” غداة مشاورات التأليف مباشرة، قبل أن يتراجع عنها لأسباب تخص العهد، فيحاول إقناع “المردة” بإحدى حقيبتي “الثقافة” أو “البيئة” كما حصل في الاجتماع الأخير بينه وبين ممثلي فرنجية قبل حوالي الأسبوع. وإذا كانت هناك محاذير لدى “أحد” بأن يبادر رئيس المجلس إلى “إهداء” حقيبة “الأشغال” إلى فرنجية بدلا من “التربية”، يمكن تقديم ضمانات سياسية مسبقة، علما أن لا حاجة لها لأن مرسوم التأليف لن يمر إلا عبر توقيع رئيس الجمهورية. كما أن رئيس الحكومة المكلف سيأخذ على عاتقه مهمة إقناع “القوات” بما حصلت عليه، وهو ليس بقليل، خصوصا أنه سيكون لها ثلاثة وزراء بينهم نائب رئيس حكومة، بالإضافة الى وزير رابع حليف (ميشال فرعون) سينضوي تلقائيا في “كتلة القوات” الوزارية والنيابية مستقبلا.

ثالثا: الذهاب إلى حكومة أمر واقع، ينادي بها بعض أهل العهد، لكنها ليست واردة في حسابات الرئيس المكلف الذي أبلغ “الثنائي الشيعي” بواسطة نادر الحريري خلال جلسة الحوار الثلاثي الأخيرة في عين التينة، أنه لن يذهب إلى أي خيار حكومي أو غير حكومي إلا بالتوافق الكامل مع الرئيس بري والنائب جنبلاط، خصوصا في ضوء توافق الأخيرين على الوقوف بوجه خيار “حكومة التحدي”. إلى ذلك، أكدت مصادر قصر بعبدا لـ”المستقبل” استئناف المساعي وتكثيف الجهود أمس مع كل الأطراف المعنية في سبيل حلحلة الإشكالية المتعلقة بالحقيبة الوزارية التي يُطالب بها رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية. وآثرت مصادر بعبدا عدم الخوض في ما يُثار عن تحديد سقف زمني لولادة الحكومة مكتفيةً بالقول: “فخامة الرئيس يهمّه أن تبصر الحكومة النور في أسرع وقت من دون مزيد من التأخير”. ورداً على سؤال، لفتت المصادر إلى أنّ رئيس الجمهورية لن يألو جهداً في المساهمة بعملية حلحلة العقد الحكومية، كاشفةً في هذا المجال أنّ “المساعي الرئاسية استؤنفت بزخم خلال الساعات الأخيرة وهناك جهود كبيرة تُبذل مع “حزب الله” و”حركة أمل” و”تيار المردة” في محاولة للتوصل إلى صيغة بديلة مُرضية لمسألة إصرار النائب فرنجية على نيل “المردة” إما حقيبة الاتصالات أو الطاقة أو الأشغال في التشكيلة الوزارية”.

 

جاوش أوغلو يسمع من باسيل "حل ترحيل السوريين"

المدن - لبنان | الجمعة 02/12/2016/في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية تركيا منذ خمس سنوات، وصل وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، إلى لبنان، 2 كانون الأول، في زيارة رسمية تستمر ليومين يلتقي فيها معظم المسؤولين السياسيين. وإذا كانت الزيارة غير مرتبطة بالشأن اللبناني وأزمة تشكيل الحكومة، ولا تتعدى كونها زيارة تهنئة بانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون، بدا أن البعد اٌقليمي كان حاضراً، وخصوصاً خلال اللقاء الذي جمع الوزير التركي ووزير الخارجية جبران باسيل.

وتشير مصادر خاصة لـ"المدن" إلى أن باسيل تعمد توجيه رسالتين إلى نظيره التركي، الأولى متعلقة بحقوق لبنان في النفط بعدما وردت معلومات عن التقارب التركي- الإسرائيلي، في محاولة لدفع تركيا كي تؤدي دور الوسيط في الاشتباك النفطي مع إسرائيل، وتوجيه رسالة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري. أما تشديد باسيل على "إحترام الحدود" فكان نوعاً من الغمز من قناة عدم إحترام تركيا للحدود السورية والعراقية. أما المسألة الأخرى، التي تطرق إليها جاوش أوغلو في زيارته فكانت المسألة السورية. وأكد رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد لقائه جاوش أوغلو، رغبة لبنان في تطوير العلاقات مع تركيا في المجالات كلها، مركزاً على أهمية العمل المشترك من أجل مكافحة الإرهاب وإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا والمساعدة على معالجة مأساة اللاجئين السوريين. في المقابل، عبر جاوش أوغلو عن استعداد بلاده لمساعدة لبنان في المشاريع الانمائية، ولاسيما تلك التي تتعلق بالاهتمام بأوضاع اللاجئين. في حين اعتبر باسيل أن "الحل الوحيد المتاح والدائم هو عودة هؤلاء إلى بلدهم. بالنسبة لنا فإن هذا الأمر يمكن أن يتم ما قبل الحل السياسي في سوريا وخلاله وبعده. وعلينا توفير الظروف المؤاتية للاستفادة من المناطق المستقرة، أو خلق مناطق مستقرة، لعودة السوريين إليها، لأن مناطق كهذه هي موجودة ويمكن بسهولة الإعتماد عليها لتوفير الشروط الآمنة لعودتهم". وأشار جاوش أوغلو، بعد لقائه باسيل، إلى أن "وقف الأعمال العدائية في حلب، كما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واللقاء بين مختلف الأفرقاء سوف يساهمان في التوصل الى حل، إذ إننا في حاجة الى وقف إطلاق النار. كذلك فإن تركيا تلتقي مختلف الافرقاء المعنيين بالملف السوري أكان الروس أو الإيرانيين أو اللبنانيين من أجل وضع حد للوضع الراهن في سوريا، ونحن ندعم أي لقاء بين مختلف الأفرقاء". والتقى الموفد التركي إضافة إلى عون وباسيل، كل من بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام. وتزامنت زيارة الوزير التركي مع وصول وزير الخارجية الالماني فرانك والتر شتاينماير إلى بيروت. وقد بحث مع المسؤولين اللبنانيين التطورات في المنطقة وظروف اللاجئين السوريين والاعباء التي يواجها لبنان في هذا الملف.

 

إحدى قنابل بري: وزارة المال لفرنجية

منير الربيع/المدن/الجمعة 02/12/2016/منذ بدء التفاوض في شأن تأليف الحكومة، اتخذ الرئيس نبيه بري قراراً بأنه لن يسمح لأي موقف يمر من دون التوقف عنده والرد عليه. يلين بري تارة ويتغاضى أطواراً أخرى، إذ يترك خياراته إلى مرحلة أصعب من هذه. لكن الأكيد أن لديه أفكاراً عديدة يضع من خلالها النقاط على الحروف. وفيما يرى أنَّ السهام توجّه إليه، في شأن تعطيل تأليف الحكومة، يعتبر أن هناك من لا يريد الشراكة ويساهم في إرساء الثنائية الجديدة كباب للإلغائية. وهذا أمر لا يستقيم في لبنان. يكتفي بالقول إن التحالف الثنائي المسيحي الجديد هو الذي يعرقل التشكيلة، ورغم بروز بوادر تخوف مما يحويه الإتفاق العوني- القواتي، خصوصاً مع ظهور أمور لم تكن مكشوفة، كالإتفاق التفصيلي على آلية توزيع الحصص في الحكومة العتيدة، من دون إبلاغ الحلفاء بذلك. وهذا ما يولد الشك لدى الثنائي الشيعي تجاه الثنائي المسيحي. والأكثر من ذلك، هو الخوف من أي تغيير جوهري في السياسة والتوجهات الإستراتيجية للتيار الوطني الحر، بشكل لا يتوافق مع حلفائه في قوى 8 آذار. والدليل أن المفاوضات التي يخوضها التيار تتواجه مع خيارات التحالف وعلى رأسها الإنطلاق من مبدأ تحجيم النائب سليمان فرنجية. ما يريده بري هو تحصيل الضمانة الحكومية سياسياً وعلى أساس المشاركة، وإن لم يكن أحد من الأطراف يعلن أنه يريد الثلث المعطّل، أو الضامن، إلا أن المعركة الأساسية تدور حول هذا الثلث، إذ إن شروط بري وحزب الله بضرورة توزير شخصية سنية معارضة، بالإضافة إلى الوزراء الشيعة الخمسة، وتيار المردة والحزب القومي والنائب طلال إرسلان، هو الحصول على الثلث في الحكومة تحسباً لأي أمر مستقبلي.

يعود بري إلى مسألة وزارة المال وأسباب تمسكه بها. والسبب، في اعتباراته، كونها توفر الميثاقية من خلال توقيع وزير المال الشيعي على القرارات كلها، بجانب رئيسى الجمهورية الماروني ورئيس الحكومة السني ونائبه الأرثوذوكسي. إذافة إلى أنه في أثناء مداولات اتفاق الطائف، استُعيص عن وجود نائب شيعي لرئيس مجلس الوزراء بحصول الطائفة الشيعية على وزارة المال. وإذا كان ذلك لم يطبق في ظل الوجود السوري، فالآن لا بد من تطبيقه.

ويذهب برّي أكثر من ذلك للرد على إتهامه بالتعطيل، فيعتبر أنه بمقدوره تعطيل تأليف الحكومة بما هو أكبر من ذلك، ولكنّه يريد التسهيل ولذلك طالب بالتعاطي معه ومع فرنجية على أساس أنهما فريق واحد، على أن يحصلا على وزارتي الأشغال والتربية، وهو يتفاهم مع فرنجية ويتكفل بإقناعه. هذا الأمر رفضه رئيس الجمهورية والقوات اللبنانية، وذلك بهدف عدم تكريس بري أساسياً، في عملية تأليف الحكومة. بمعنى أنه لا يجب على رئيس المجلس التفاوض لتشكيل الحكومات، لاعتبار أن ذلك خارج عن صلاحياته. وهذا الطرح أيضاً، يلقى رداً مناسباً لدى بري، لكن لم يحن وقته بعد، وهو قائم على أساس أنه لو يريد تعطيل مسيرة العهد وإلغاء أي طرف، لكان صوب بشكل مباشر على الوزير جبران باسيل، الذي لا يترك مناسبة إلى ويريد من خلالها إثبات تحديه بري ومحاصرته فرنجية. وهذا الطرح يقوم على تنازل بري في الشكل، والتشدد بالمضمون، وبذلك، يتراجع عن التمسك بوزارة سيادية وهي وزارة المال، ولكن يطالب بتجييرها إلى تيار المردة، ومن يختاره فرنجية، على قاعدة التسهيل الشيعي، وأن من حق فرنجية الحصول على هكذا وزارة طالما أنه كان مرشحاً للرئاسة. ومن خلال هذا الطرح، فإن بري يقطع الطريق على توزير جبران باسيل، لأن الوزارات السيادية تكون موزعة على أربعة مذاهب، واحدة منها لماروني. وهذا بالنسبة إلى بري يؤدي إلى إحتمالين، إما تراجع التيار الوطني الحرّ عن منطق الإستعلاء واحترام  الأطراف كافة، أو تأجيل تشكيل الحكومة إلى أجل غير مسمى. وعلى هامش هذه الطروحات التنافسية، ثمة من يعتبر أن ما يجري في عملية تـابف الحكومة، هو الوصول إلى المهل الدستورية التي يجب خلالها الدعوة إلى إجراء الانتخابات النيابية. وهنا، ثمة من يغمز من قناة عرقلة تأليف الحكومة بهدف اجراء الانتخابات وفق قانون الستين، أما إذا ما تم التوصل إلى إقرار قانون جديد، تؤجّلا الانتخابات تقنياً.

 

"ثأرُ" سليمان فرنجية

إيلي القصيفي/المدن/الجمعة 02/12/2016

لطالما ردّد رئيس المردة النائب سلميان فرنجية أن تفاهم التيار الوطني الحر مع القوات اللبنانية كان هدفه قطع الطريق أمام انتخابه رئيساً للجمهورية بعدما أيد الرئيس سعد الحريري ترشيحه لهذا المنصب، وهذا اعتراف ضمني من قبل فرنجية بأنّ هذا التفاهم قادر على تحقيق هذا الهدف. طبعاً لم يكن هذا التفاهم وحده ما منع الرئاسة عن الزعيم الزغرتاوي، لكنّه شكّل عقبة أساسية أمام وصوله إلى قصر بعبدا بتوفيره شبه إجماع مسيحي على ترشيح ميشال عون للرئاسة لم يكن بإمكان فرنجية تجاوزه بسهولة. لم يستسلم فرنجية أمام الواقع الجديد الذي أوجده تفاهم معراب في الساحة المسيحية، مثله مثل حزب الكتائب وقوى وشخصيات مسيحية تجد نفسها متضررة من هذا التفاهم. لكن بعد انتخاب عون لم يذهب أي من هذه القوى إلى الحد الذي ذهب إليه رئيس المردة في معارضة العهد الجديد، بعدما كان قد وضع نفسه عشية الانتخابات الرئاسية إلى جانب الرئيس نبيه بري. وهو موقف لم يأخذه معارضو "تفاهم معراب" المسيحيون الآخرون. إذ وبعد انتخاب عون "طبّع" هؤلاء مع العهد الجديد ومنهم من وضع نفسه بخدمته، كالكتائب مثلاً، بينما لم يحاول فرنجية التكيف مع الوضع المستجد، حتى أنه امتنع عن زيارة عون في قصر بعبدا. وما يُسأل بشأنه زعيم المردة ليس حقه في المعارضة إنما كيفية هذه المعارضة.

والحال هذه فرضت الانتخابات الرئاسية وما أفرزته من اصطفافات سياسية جديدة، في الوسط المسيحي وخارجه، تحدياً أساسياً أمام فرنجية لناحية قدرته على التكيّف مع قواعد اللعبة الجديدة وإعادة إنتاج موقعه السياسي، ولاسيما بعد تفكك تحالفه مع التيار الوطني الحر.

حتى الآن يبدو أنّ فرنجية مصممٌ على مقارعة تفاهم معراب، وتالياً الرئيس عون وعهده. وبمعنى آخر، هو يواصل معركته ضدّ هذا التفاهم كما لو أنّ عون لم ينتخب رئيساً، وكما لو أنّ القوات لا تقف موقف الداعم لعون على نحو يصوّرها الحزب الرئيسي للعهد، أكثر حتّى من التيار الوطني الحر الذي لم يبدر منه حتّى الآن ما يؤشر إلى اكتمال بنيته السياسية وأدواتها بدليل غياب البيانات السياسية الصادرة عن مكتبه السياسي، في لحظة يفترض فيها أن يكون هذا الحزب في أعلى درجات الاستنفار والجهوزية لمواكبة العهد الجديد.

مواقف فرنجية توحي وكأنه يثأر من عون أولاً ومن القوات ثانياً لحرمانهما إياه الجلوس على كرسي الرئاسة، وليس تشبثه بحقيبة أساسية في الحكومة العتيدة سوى إحدى دلالات موقفه هذا. وهو تشبث سوّغ للثنائي المسيحي اتهام المردة بعرقلة تأليف الحكومة، وبالتالي إضعاف انطلاقة العهد الجديد، في ظل وقوف الثنائي الشيعي إلى جانبه في مشاورات هذا التأليف.

لكنّ موقف الزعيم الزغرتاوي هذا ليس بلا تبعات على صورته وموقعه في الوسط المسيحي. إذ هو ينزلق تدريجاً إلى استعادة صورته القديمة زمن الوصاية السورية. أي صورة المكابر على الإجماع المسيحي المعارض وقتذاك لسلطة الوصاية وإفرازاتها السياسية، والذي أخرجه منها تحالفه مع التيار الوطني الحر بعدما بدّل خيارته السياسية- إثر عودة ميشال عون من فرنسا في العام 2005- فأضحى متماهياً مع خيارات فرنجية في العلاقة مع نظام دمشق وحلفائه في لبنان وفي مقدمهم حزب الله. والحال هذه شكّل تحالف فرنجية وعون رافعة مسيحية للأول، بحيث لم يعد ذاك الزعيم الذي رسم خطاً لسياسته مناوئاً لخط القوى المسيحية الرئيسية المعارضة للوجود السوري في لبنان. وليس هناك أدنى شك في إفادة فرنجية من هذا الواقع الجديد في الساحة المسيحية، إذ وفرّت له خيارات عون الجديدة مقبولية في الوسط المسيحي لم تكن له قبلاً.

ما يجدر بفرنجية وحزبه التنبه له هو أنّ وصول عون إلى قصر بعبدا بدعم من القوات- المناوئة تاريخياً لخيارات فرنجية السياسية- يفرض معادلة جديدة في الوسط المسيحي، ولاسيما أنّ الأسابيع الأولى لإنطلاقة العهد أظهرت توجساً لدى الثنائي الشيعي ومعه حلفاء لنظام دمشق من هذه الثنائي الرئاسي، يتمظهر في مفاوضات تأليف الحكومة وفي الرسائل "الإعلامية" والعسكرية من هنا وهناك. وبالطبع ليس خافياً على فرنجية أنّ هناك أسئلة في الوسط المسيحي عن أهداف الثنائي الشيعي من عرقلة العهد الجديد. وهي أسئلة تكثفها كماً ونوعاً الآمال المعقودة في هذا الوسط على رئاسة عون لاستعادة موقع المسيحيين في النظام بعد التهميش الذي دأب المسيحيون على تأكيد تعرضهم له طيله حقبة ما بعد الطائف، وقد أقاموا "جوهر" سياستهم على أساس من ذلك. بالتالي، وقوف فرنجية في صف المتهمين بعرقلة العهد يصوّره مرّة جديدة خارجاً على الإجماع المسيحي الذي يتمحور في الراهن حول الرئيس عون، لا لشخصه بالضرورة، بل لكونه رئيساً يمثل تطلّع المسيحيين إلى استعادة نفوذهم في الحكم الذي همشّه الحكم السوري بتواطؤ أفرقاء لبنانيين. وهذا لا يصب في مصلحة فرنجية الذي بات مرشحاً دائماً لرئاسة الجمهورية، وأحد الأقطاب الأربعة الذين جمعهم البطريرك بشارة الراعي في بكركي وقد وضعوا مواصفات للرئيس أهمّها أن يكون "ذا حيثية في بيئته ومقبولاً من البيئات الأخرى". وعليه تمتع الرئيس بحيثية سياسية وشعبية معتبرة في بيئته باتت شرطاً لانتخاب الرئيس. وهو شرط قد لا يعود متوفراً في فرنجية إذا ما واصل النهج المعارض نفسه، رغم الصفات الشخصية التي يحفظها له كثيرون.

 

"الحزب وأمل": نريد المشاركة في مفاوضات التأليف والضاحية معبر الى الحكومة والثنائية الشيعية تسعى لحصة وزارية وازنــة.. لتمرير التطبيع مــع سوريا؟

الجمعة 02 كانون الأول 2016/المركزية- على هامش الاتصالات الجارية لتشكيل حكومة العهد الاولى، كشف "حزب الله" عن ملف أساسي يبدو عازما على طرحه على طاولة مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة، يتمثل في اعادة "تطبيع" العلاقات بين لبنان والنظام السوري. فرئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد قالها صراحة منذ أيام "مصلحة لبنان الوطنية تقتضي وجوب اعادة تفعيل علاقته مع سوريا على كل المستويات وفي كل الاتجاهات، واذا كان النأي بالنفس قد جرى اعتماده فيما مضى ضمن حكومة ربط النزاع وما سبقها، فان هذا المبدأ ما كان ولم يعد يستقيم مع تجميل العلاقات اللبنانية السورية، مضيفا "قد لا يكون بعض اللبنانيين مستعجلا في هذا الاتجاه، الا ان التلكؤ في هذا الامر وخصوصا وسط التغيرات المرتقبة في سوريا سيشكل ضررا اكيدا يطال لبنان واللبنانيين. واننا نحث الحكومة قيد التشكل في مطلع العهد الرئاسي الجديد كي تواجه هذه المسألة بواقعية وشجاعة بدل الهروب منها كما بدا من تصرفات البعض خلال الايام القليلة الماضية".

هذا الموقف أدرجته مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" ضمن الكباش القائم داخليا على هوية وخيارات العهد الجديد. فالحزب الذي يرى ان أداء الرئيس العماد ميشال عون اختلف منذ انتقاله من الرابية الى القصر الجمهوري، حيث بات يجنح نحو موقع أكثر اعتدالا وانفتاحا- خصوصا بعد الاحاطة الخليجية الواسعة بالعهد، والاشادات التي صدرت عن أقرب المقربين من الرئيس عون بالقيادة السعودية وتأكيدهم أن العماد بات رئيسا لكل اللبنانيين ولم يعد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح"- يحاول جرّ عربة بعبدا والعهد الى محور الممانعة والمقاومة، وقضيةُ التطبيع مع النظام السوري يراها "الحزب" أولوية وينتظر من الشخص الذي أيّد ترشيحه منذ اللحظة الاولى، تحقيقها. وتتوقع المصادر أن ترتفع في قابل الايام أصوات من قلب فريق 8 آذار ومن حلفاء سوريا في لبنان، تنادي بضرورة اعادة فتح قنوات التعاون بين الجهات الرسمية المعنية في كل من البلدين كونه ضروريا أكان في ملف النازحين، أو على صعيد مواجهة الارهاب المرابض على الحدود المشتركة ولا بد من تبادل المعلومات في هذا المجال. في المقابل، تقول أوساط مقربة من 14 آذار لـ"المركزية" ان أي انفتاح على النظام السوري غير وارد وان سياسة النأي بالنفس عن الصراع السوري ستبقى شعار الحكومة العتيدة. واذ تذكر ان أي حل للازمة السورية يجب ان يأخذ في الاعتبار ضبط الحدود بين البلدين وعودة ممنهجة للنازحين الى بلادهم، تلفت الى أن النظام ليس مستعدا أبدا لضبط حدوده اليوم اذ يناسبه ابقاء حركة ذهاب واياب مسلحي "حزب الله" عبرها، مفتوحة. ووسط الشرخ العمودي في مقاربة القوى السياسية مسألة التعاون مع سوريا، تقول المصادر ان الثنائية الشيعية تسعى الى انتزاع ثلث معطل أو حصة وازنة في الحكومة العتيدة تمكّنها من إمرار الطرح الذي تنوي اقتراحه، فهذه الحسابات حاضرة في "ذهن" حلفاء سوريا خلال المفاوضات الجارية للتشكيل. أما في الصورة الاشمل، فتقول الأوساط ان الثنائية الشيعية تحاول من خلال تأخير الولادة الحكومية، اعادة قواعد اللعبة السياسية الى ما كانت عليه في العقدين الماضيين، حيث لم تكن تتم مراعاة مضامين "الطائف" خلال التأليف. أما اليوم فقد استعاد رئيس الجمهورية دوره وحضوره ويعمل مع الرئيس المكلف على التشكيل بالتفاوض مع القوى الاخرى، وهو ما لا يرضي الثنائية التي تريد ان تكون شريكا ثالثا في المشاورات وفي وضع التركيبات، وتريد ان تثبت ان "الضاحية معبر أساسي الى الحكومة"، فهل تنجح؟

 

عدم التأليف عامل ضاغط على المعنيين ودافع لتراجع المعرقلين والدعم المتوافر للبـنان والعهد يحول دون عــودة التعطيـل

الجمعة 02 كانون الأول 2016/المركزية- لا تزال لعبة تعطيل الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية والادارية التي طبعت السنوات الثلاث الاخيرة مستمرة على ما يبدو، على رغم الآمال والاحتفالات التي رافقت اجراء الاستحقاق الرئاسي ووصول العماد ميشال عون الى بعبدا بعد طول انتظار، ولكن مع تبادل الادوار على ما تقول اوساط محلية مراقبة لمسار الامور وتطورها في لبنان لـ"المركزية". وتحذر هذه الاوساط من المضي في نهج التعطيل تحت اي مسمى وعنوان، لافتة الى ان استمرار هذا المسار المؤذي سيكون هذه المرة اشد ايلاماً واكثر سلبية من المرة السابقة، لأن الكثير من اللبنانيين وعلى مختلف مواقعهم الحزبية والفئوية كانوا يعتقدون ان التداعيات السلبية للشغور الرئاسي، ليست ذات تأثير كبير على عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية وسواهما من دوائر وادارات الدولة ومؤسساتها، في حين ان التعطيل اليوم يطاول عمل ونشاط مجلسي النواب والوزراء خصوصا وان حكومة تصريف الاعمال غير مخولة البت في قضايا مصيرية ومشاريع واقتراحات تقريرية وغير عادية. لذا تعتقد الاوساط ان لعبة عض الاصابع التي مارسها المسؤولون انفسهم خلال السنتين ونصف السنة الاخيرتين لم تعد تنفع اليوم ولن تؤدي غرضها لأن التعطيل يطاول، واكثر من السابق الاوضاع الاقتصادية والتجارية والحياة اليومية والمعيشية للمواطن، وان من كان يعتقد بالامس انه قادر على البقاء والصمود والتضحية من اجل ذاك المسؤول او هذا الزعيم سيجد نفسه غدا وفي حال طال امد الفراغ الحكومي والنيابي وشل عملهما فاقد القدرة على تأمين قوته اليومي خصوصا في حال تفاقم تراجع القدرات الانتاجية والشرائية الذي يحذر منه المعنيون من رجال مال واعمال واقتصاد، علما انه يجدر التوقف مليا في هذا السياق عند قدرة "الجنرال" رئيس الجمهورية ميشال عون على الصمود في مواقفه وتمرسه في لعبة عض الاصابع في حال الرهان على مثل هذا النهج مجددا من خلال تعطيل تأليف الحكومة وانتظام المؤسسات وعملها.

الا ان اوساطاً ديبلوماسية تخالف هذا التوجه في تقييمها لمسار الاوضاع منذ ملء الشغور الرئاسي حتى اليوم، وتقول ان الدعم العربي والدولي المتوفر للعهد ورئيسه لا يمكن ان يبقى متفرجاً على لعبة التعطيل، اذا ما عادت لتطل برأسها من جديد، وان الكثير من الموفدين الذين اتوا الى لبنان لتهنئة الرئيس بانتخابه عرضوا التدخل والمساعدة في حلحلة الكثير من العقد المحلية اذا ما طلب منهم ذلك. وان جل ما في موضوع تشكيل الحكومة ان بعض المعنيين يعتقد ان عدم التسرع في انضاج الطبخة الحكومية من شأنه ان يجنبه من جهة الرضوخ الى الشروط المرفوعة في وجه التأليف ويدفع من جهة ثانية طول الانتظار المشترطين والمستوزرين الى التراجع خطوة الى الوراء والتنازل عن الكثير من العثرات التي تعترض عملية التشكيل.وتختم الاوساط معلقة الآمال على الساعات القليلة المقبلة، وما قد تحمله من ايجابية للولادة الحكومية في ضوء الاجتماع المرتقب بين رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا على ان ينضم اليه مدير مكتب الرئيس المكلف سعد الحريري نادر الحريري اذا ما برزت منه ايجابيات خصوصا وان عملية التأليف بلغت نهايتها ولا يحول دونها سوى عثرات صغيرة تتمثل في استبدال حقيبة بأخرى او حقيبتين لا اكثر.

 

رزق: لا نص في الطائف يخصص وزارة او وظيفة لطائفـــة و"لبنان يعيش على هامش الدستور ويُخشى من نية لتفشيل العهد"

الجمعة 02 كانون الأول 2016/المركزية- يعيش لبنان السيناريو نفسه أمام كل استحقاق دستوري. تعطيل، تمديد، تقاذف تهم، وكأن الشواذ المتمثل بخرق الدستور أصبح القاعدة. وعلى مشارف انتهاء ولاية مجلس النواب الممدّد لنفسه، لا يزال المجلس غير متمم واجباته الدستورية ومتعدياً المهل في ظل تقاعس السلطة السياسية وخرقها الفاضح والعلني للقوانين بإسم الطائفة التي أصبحت كالراية الحمراء ترفع عند أول مفترق طرق. وفي السياق، قال المرجع الدستوري الوزير السابق إدمون رزق "يفترض تشكيل الحكومة ضمن مهلة تراعي الحاجة الملحة لإنطلاقة العهد". أضاف: "في ظل نظامنا الطائفي وبغية المحافظة على وحدة الكيان اللبناني، حصل توافق في "اتفاق الطائف" على عدم تحديد مهلة معينة بعد التكليف للتأليف، تفادياً لتفشيل الرئيس المكلف بما يؤدي الى استبداله"، معتبراً أن "على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تحمّل المسؤولية المباشرة، بالتوافق على صيغة تأخذ في الاعتبار الاستشارات التي جرت بعد التكليف، شرط أن تراعي المصلحة العامة وتؤمن فريق عمل مؤهلاً، بالكفاءة والاختصاص، وتخطّي المطالب الشخصية والفئوية التعسّفيّة لبعض الاطراف"، مشيراً الى أن "مقياس النجاح هو "القدرة على تأمين المصلحة العامة وليس الاحتكام الى الشارع أو السلاح". وعن تحديد حصة وزارية لرئيس الجمهورية، وصف رزق في حديث لـ"المركزية" تسوية الدوحة التي شرّعت ذلك، بـ"المؤسفة"، واعتبرها "تحجيماً لمقام الرئاسة وللنظام الديمقراطي، فالرئيس مسؤول عن كل التشكيلة الوزارية ولا يجوز حصره بـ3 وزراء أو وضعه أمام الامر الواقع، بما يخالف النظام الديمقراطي والدستور"، محذراً من "نية لتفشيل العهد من خلال التعجيز والمحاصصة، وفرضية عدم الأهلية للمشاركة في الحكم".

وحول المطالبة بالكشف عن محاضر"اتفاق الطائف"، لفت الى أن "كل ما اتفق عليه في "الطائف" موجود حصرا إما في وثيقة الوفاق الوطني أو في التعديل الدستوري سنة 1990 بموجب القانون رقم 18 أو بالكتابين اللذين أصدرهما "لقاء الوثيقة والدستور" وتضمنا 151 بياناً حول "اتفاق الطائف" والخروق التي تعرض لها"، مشيراً الى أن "لم يطرح اطلاقا أن تكون أي وزارة من حصة أي طائفة، لا في الاجتماعات العامة ولا الخاصة منها، مشيراً الى المادة 95 من الدستور التي تنص على "اعتماد الكفاءة والاختصاص" لتولي الوظائف العامة "من دون تخصيص أي وزارة لأي طائفة.

وعن القانون الانتخابي الانسب للبنان، اعتبر رزق أن"ليس المطلوب اختراع الديمقراطية لكن تطبيقها كما في البلدان المتقدمة التي تعتمد إما الدائرة الفردية وإما صوت لكل ناخب"، لافتا الى أن "عدم اصدار قانون حتى اليوم، هو نتيجة تقاعس المسؤولين وشلل المؤسسات، فلبنان يعيش على هامش الدستور والنظام الديمقراطي، والعلّة الاساسية تكمن في عدم ضمان حرية الناخب وأمنه، فالناخب اللبناني يخضع لمؤثرات ناجمة عن اصطفاف فئوي وقوى الامر الواقع وعدم ضبط الانفاق وكوتا الاعلام". ولفت الى أن تعديل "قانون الستين" يكون بقانون جديد، يجب أن يقر بالأكثرية العادية بحسب المادة 34 من الدستور.

 

النقاشات على ضفاف الطائف تفاهمات غير ملزمة ولو وردت فـي المحاضر وتولي وزراء سنة وموارنة "المالية" منذ التسعين يدحض حسم الحقيبة للشيعة

الجمعة 02 كانون الأول 2016/المركزية- يخوض رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة قبل نحو شهر معركة مزدوجة الابعاد، يتصل البعد الاول منها بتثبيت حصة الحلفاء، اصحاب كتلة الاوراق البيضاء في الانتخابات الرئاسية ولا سيما تيار المردة، بحقائب وازنة، والثاني تكريس العرف القاضي بمنح حقيبة "المال" للطائفة الشيعية مستندا الى مضمون النقاشات التي جرت خلال الاجتماعات التي انتجت اتفاق الطائف، اذ يعتبر "ان هذا الاتفاق حسم موضوع وزارة المالية ، بأنها من حصة الطائفة الشيعية على قاعدة أن توقيع وزير المالية على المراسيم هو التوقيع الشيعي الوحيد في السلطة التنفيذية، بحسب قوله، ويدعو الى مراجعة الرئيس حسين الحسيني الذي كان آنذاك رئيسا للمجلس النيابي حول ما جرى الاتفاق عليه لجهة التوقيع الشيعي عبر وزارة المال". وبعيدا من المتاريس التي ترفع في وجه تشكيل الحكومة من "الثنائي الشيعي" الذي تعتبر اوساط قريبة من عرابي العهد عبر "المركزية" ان مراميها تتخطى الحكومة في حد ذاتها الى رغبة ضمنية بتعطيل انطلاقة العهد كون مشروعه المرتكز الى بناء الدولة لا يتناسب واهداف مشروع حزب الله الاستراتيجي، تستغرب أوساط نيابية شاركت في "الطائف" ان يركن رئيس المجلس الضنين بالقانون والدستور الى محاضر نقاشات جرت على هامش اجتماعات الطائف ليعتبرها دستورا قائما في حد ذاته يفترض ان يلتزمه اركان الدولة وتحديدا الرئيس المكلف في تشكيل حكومته، في حين ان وثيقة الطائف التي ذُيلت بتواقيع ملوك ورؤساء عرب لم تأتِ على ذكر هذا الموضوع ولا تطرقت اليه في اي بند من بنودها. وتفيد الاوساط ان كل ما يثار في شأن تفاهمات جرت في الطائف لتخصيص حقائب لطوائف وحصص لكتل نيابية في الحكومة، ولئن كان صحيحا وواقعا، يبقى غير ملزم تماما كما افكار اخرى كثيرة طرحت في مسودة النقاشات وتم التفاهم عليها ربما، الا انها لم تبصر النور ولم تدون رسمياً في وثيقة الطائف بما ينزع عنها صبغتها الدستورية لتبقى في إطار التفاهمات غير الملزمة. وتقول الاوساط في هذا المجال ان مقولة وجوب اسناد حقيبة المال للشيعة، لو كان متفقا عليها ومكرسة دستوريا، لما اسندت في سلسلة حكومات تشكلت منذ الطائف وحتى اليوم الى شخصيات من غير الطائفة الشيعية، تماما كما عدم اسناد حقيبة لرئيس الحكومة وفق ما يتردد، ذلك ان الرئيس رفيق الحريري الذي رأس الحكومة الاولى بعد الاتفاق كان هو نفسه وزير المال في حين سمى الرئيس فؤاد السنيورة آنذاك وزير دولة لشؤون المال، وقد تنقلت الحقيبة بين وزراء من طوائف مختلفة، تارة مارونية (جهاد ازعور) واخرى سنية (السنيورة وريا الحسن) وغيرهم.

واذ تستغرب "الاستفاقة" المتأخرة للرئيس بري على هذا العرف، تربط بين المطالبة الشيعية بحقيبة المال و"الصحوة" الارثوذكسية على مطالب الطائفة في الحكومة معتبرة ان ثمة من يحاول توجيه البوصلة في الاتجاه الطائفي والمذهبي لتبرير وشرعنة مطالبه، الا ان ما بات مثبتاً بالقرائن والوقائع والممارسات ان مجموع هذه الشروط والطروحات ما هو سوى الوجه الاخر للرغبة في عدم تسيير عجلات العهد الرئاسي نحو محطة اعادة بناء الدولة القوية، وان وصول الرئيس ميشال عون الى بعبدا حصل على غفلة من "الثنائي الشيعي" وتحديدا حزب الله الذي لم يكن يريد لا رئيسا ولا عونًا، وفق ما تقول الاوساط، لان هدفه الوحيد كان استمرار الفراغ وصولا الى اعادة تكوين السلطة لتثبيت المكون الشيعي فيها على اساس الشراكة، خلافا لمعادلة المناصفة بين المسيحيين والمسلمين المنصوص عليها في اتفاق الطائف. وتختم: اذا كان هذا ما تريده الطائفة الشيعية فلتكن اذا قاعدة الحكم "مرابعة" لا "مثالثة" باشراك الارثوذكس لتصبح المعادلة: ماروني-ارثوذكسي من جهة وسني- شيعي من جهة ثانية، فتبقى المناصفة قائمة.

 

زحمة ديبلوماسيين في بيروت برسائل تهنئة ودعم الحكومة رهن اجتماع باسـيل- صفا خلال ساعات/موفد روسي الى طهران وهولاند لـن يترشــح

المركزية- بين البرودة الطبيعية التي حملتها اولى عواصف الشتاء لهذا العام ، وبرودة المناخ السياسي المتأثر بالجمود المتحكم بملف التشكيل الحكومي، غاب أي تطور بارز عن الوضع الداخلي في ما خلا حركة زيارات لوفود خارجية لتقديم التهاني للعهد الجديد عكست حيوية سياسية والمواقف الصادرة في شأن الاستعداد لتقديم الدعم والمساندة للبنان. زحمة زوار شهدتها اروقة المقار الرسمية التي تنقل وزراء الخارجية الاجانب بينها، بدءا من وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو ثم نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير على ان يتبعهما رئيس الدبلوماسية الكندية ستيفان ديون الذي يصل الى بيروت في الثامنة مساء. ومن المتوقع ان يزور بيروت ايضا وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت للغاية نفسها علما انه موجود راهنا في ابو ظبي حيث يشارك في مؤتمر دولي.

أوغلو: وفي حين ابدى وزير الخارجية التركية من قصر بعبدا استعداد بلاده لمساعدة لبنان في المشاريع الانمائية، خصوصا تلك التي تتعلق بالاهتمام بأوضاع النازحين، شدد من عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري على اهمية الحوار داخل البرلمان وعلى مستوى الشعب، كما عرض مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الاوضاع العامة، ومع الرئيس المكلف سعد الحريري امورا سياسية، واشاد في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في قصر بسترس بالدور الذي يلعبه اللبنانيون في استقبال المزيد من المهاجرين واللاجئين الهاربين من الحرب والعنف في سوريا، داعيا الى تشاطر هذا العبء في ظل نزوح اكثر من مليون شخص الى لبنان".

شتاينماير: اما المسؤول الالماني الذي وصل الى بيروت فجراً فكان قصر بعبدا وجهته الاولى للتهنئة واصفا العلاقات اللبنانية- الالمانية بالـ "ممتازة، لان البلدين يتقاسمان العديد من القيم نفسها ويعملان سوياً من اجل السلام في منطقة الشرق الاوسط من خلال اعتماد الحلول السياسية العادلة". وقال "ان انتخابكم لرئاسة الجمهورية يشكّل ضمانة للاستقرار في لبنان، لاسيما وانكم تعملون مع القوى السياسية كافة على تشكيل حكومة جديدة". ومن قصر بسترس حيث عُقد لقاء ثلاثي ضمّ الى شتاينماير الوزير باسيل واوغلو، اعلن الوزير الالماني "مواصلة دعم بلاده للبنان بمساهمة قدرها 10 ملايين يورو لمواجهة ازمة النازحين". ويشمل برنامج زيارات شتاينماير كلاً من الرؤساء بري وسلام والحريري.

باسيل- صفا: في المقلب الحكومي، تتجه الانظار الى الاجتماع الثنائي الذي يتوقع ان يعقد خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس وحدة الامن والارتباط في حزب الله وفيق صفا،على ان ينضم اليه مدير مكتب الرئيس المكلف سعد الحريري نادر الحريري اذا ما ظهرت منه ايجابيات معينة، خصوصا ان عملية التأليف بلغت نهايتها ولا يحول دون اصدار مراسيمها سوى عثرات صغيرة تتمثل في استبدال حقيبة بأخرى او حقيبتين لا اكثر. وتردد في هذا المجال ان احد الحلول قد يفضي الى اسناد حقيبة "الصحة" الى تيار المردة، بحيث اذا ما نجح هذا المسعى، يمكن ان تسلك المسودة الحكومية طريقها الى قصر بعبدا الاسبوع المقبل، بما يضع حدا للتعطيل ويعيد الزخم الذي اكتسبته انطلاقة العهد وهو يحتاجه بشدة عشية موسم الاعياد المرتقب ان يحرك القطاع الاقتصادي ويعيد الاستثمارات الى لبنان. وليس بعيدا، يرتقب ان يزور بعبدا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع

في رسالة دعم للرئيس عون وتأييد خطه السياسي انطلاقا من خطاب القسم والوقوف الى جانبه تأكيدا على التمسك بالتحالف بين القوتين المسيحيتين.

الداخلية توضح: في مجال آخر، وبعد اللغط الذي اثاره موقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مؤتمر "الإطار القانوني للإنتخابات البرلمانية"، اكد مكتبه الاعلامي في بيان أن مسؤولية وزارة الداخلية تنحصر في إجراء الإنتخابات بناء على القانون النافذ. أما صلاحية إقرار قانون جديد فهذا من مسؤولية المجلس النيابي مع العلم أن هناك مشاريع قوانين عديدة للإنتخابات موجودة على جدول أعمال الهيئة العامة للمجلس تمت دراستها من قبل اللجان النيابية المختصة. واكد ان "إذا كانت لدى القوى السياسية النية الجديّة والصادقة بإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها وبناءً على قانون جديد، على المجلس النيابي إقرار القانون بسرعة قصوى لأن المهل الإنتخابية بدأت تداهمنا ونحن على بعد أسابيع قليلة من دعوة الهيئات الناخبة".

ازعور مديراً في صندوق النقد: في مجال آخر يشهد على تفوق اللبنانيين في العالم، أعلنت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أنها تنوي تعيين الوزير السابق للمال جهاد أزعور مديراً لإدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وسيتولى أزعور منصبه الجديد في الأول من آذار 2017، خلفاً لمسعود أحمد الذي غادر الصندوق في تشرين الأول الماضي. وقالت "يتمتع الدكتور أزعور بمنظور شامل متكامل، حيث اضطلع بأدوار قيادية عليا ... ويجمع بين امتلاك الرؤية التحليلية والقدرة المُثْبَتة على تحقيق التلاقي بين مختلف الأطراف تحت مظلة تعاونية بناءة، مما يؤهله لمساعدة الصندوق على المساهمة بشكل فعال وبراغماتي في أهم قضايا الساعة التي تواجه المنطقة.

موفد روسي الى طهران: في المشهد الاقليمي وتحديدا في المقلب السوري، ومع سيطرة القوات النظامية المدعومة بحلفائها روسيا و"الحرس الثوري الايراني" و"حزب الله" على 40 في المئة من شرق حلب بعد 15 يوماً على بدء هجوم واسع لاستعادة كامل ثاني مدن سوريا، تتركّز المساعي والجهود الدولية، خصوصاً من جانب الامم المتحدة على فتح اربعة ممرات إنسانية لإخراج المدنيين، بخاصة الجرحى من شرق حلب، وإدخال مساعدات طبّية إليها وسط معلومات عن مسعى دولي للعودة الى اقتراح المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا القاضي بوقف النار في حلب واخراج المسلحين منها وتشكيل ادارة ذاتية تتولى تأمين وصول المعونات الانسانية. وتزامنا، اعلن المعاون السياسي في الرئاسة الإيرانية حميد ابو طالبي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيرسل مندوباً خاصاً عنه إلى إيران في القريب العاجل لدرس آليات وضع الحلول لحل الأزمات الإقليمية".

هولاند لن يترشّح: اما في جديد الاستحقاق الرئاسي الفرنسي قبل خمسة اشهر على جولته الاولى، واحتدام معركة الوصول الى قصر الاليزيه التي حُسمت في صفوف اليمين بين فرنسوا فيون(المعتدل) ومارين لوبين (المتطرّف)، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة في عام 2017، ليكون بذلك الرئيس الأول الذي يرفض الترشح لولاية ثانية منذ عام 1958، مبرراً ذلك بانه "يريد تجنّب هزيمة لليسار في مواجهة اليمين واليمين المتطرف". ويُشارك هولاند اضافة الى رؤساء دول وممثلون عن 40 بلداً في افتتاح اعمال مؤتمر دولي في ابو ظبي اليوم يهدف إلى وضع آليات جديدة لحماية التراث الثقافي الواقع في مناطق النزاعات المسلّحة والمهدد من الجماعات المتطرفة.

 

بويز: فتح صندوق "باندورا" أغرق المنطقة و"التعطيل إما خوفا من العهد أو اسـتئثارا به"

الجمعة 02 كانون الأول 2016/المركزية- في ظل تراشق الاتهامات بتعطيل تشكيل أول حكومة في العهد الجديد، ضاعت البوصلة الحكومية، فكل طرف ينفض الغبارعن نفسه، واضعا المسؤولية على عاتق خصمه مع تقديم مسوغات لأحقية مطالبه وحرصه على الوحدة الوطنية وانجاح العهد، مطالب يشرّعها كل فريق لنفسه ويسعى لفرضها على الآخرين. وفي هذا الاطار، اعتبر الوزير السابق فارس بويز أن "الجميع يتحمل مسؤولية تعطيل الحكومة، البعض من خلال مطالبته بأكثر مما تحتمل التركيبة، جراء تخوفه من مسار العهد، ما يدفعه لأخذ الاحتياطات اللازمة، نتيجة أزمة ثقة في طريقة التعاطي بين المكونات اللبنانية، تخوفا من أحجام منفوخة. أما البعض الآخر، فيعطل من خلال محاولته اقصاء أفرقاء ليستأثر بتمثيل معين، يستثمره في الانتخابات النيابية، بما يتناقض مع مبدأ حكومة الوحدة الوطنية". وفي حديث لـ"المركزية"، تساءل بويز "حول الخط السياسي الذي سينتهجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، نظرا لالتزاماته العديدة، فأي التزام سيغلب على الآخر"؟ معتبرا أن "التنوع المذهبي يشكل ضمانة للصيغة اللبنانية، فإذا توحد مذهب معين حول شعار وحدة الصف، سنشهد تصادما واستنفارا من غريمه في المذهب نفسه". مضيفا " لبنان مكون من مجموعة أقليات وبالتالي لا يجوز حصر مذهب بخيار واحد، فمن يسعى من خلال التركيبة الحكومية أو قانون الانتخابات أو الانتخابات نفسها، الى الغاء التعددية، يذهب نحو تصادم كبير". وعن اللجوء لحكومة أمر واقع كحل للتعطيل، لفت الى أن "لا توجد في لبنان حكومة تكنوقراط أو حكومة أمر واقع التي سينتج عنها اقصاء مذهب أساسي، فمبدأ الحكومة السياسية أرسي منذ "الطائف"، مشيرا الى أن "اللبنانيين ليسوا ديمقراطيين عن ثقافة بل الواقع الطائفي يفرض عليهم أن يرفضوا الدكتاتورية لأنهم سيختلفون على هوية الديكتاتور الطائفية"، مستبعدا "ولادة الحكومة في المدى المنظور ما دام الصراع على الاحجام والمواقع لا يزال مستعرا". أما على الصعيد الاقليمي، ينظر بويز للحرب السورية على أنها "قرار اسرائيلي جر معه الاميركيين والاوروبيين وبعض الدول العربية، وحمل في طياته فشلا تجلى في عدم امكانية خلق معارضة معتدلة ومقبولة"، مشيرا الى أن "روسيا من خلال دعمها للنظام، تحمي نفسها من انتشار التطرف في اسيا الوسطى، اذ تفضل محاربتهم في سوريا على محاربتهم على حدودها المباشرة أو حتى في داخلها". وأضاف "فتح صندوق باندورا (في إشارة إلى صندوق في الميثولوجيا الاغريقية، يتضمن كل شرور البشرية من جشع، وافتراء، وكذب ...) في العراق وسوريا أدى الى كارثة حقيقية، وصلنا اليها من خلال اطلاق يد "داعش" في المنطقة".

مذا بعد حلب؟ اجاب بويز بأننا "سنكون أمام سيناريو تطهير سوريا المفيدة أي سوريا الغربية، فيما ستبقى سوريا الشرقية مشتعلة ومراكز صراع محتدم، بصمت غربي، وموافقة أميركية، فالرئيس الاميركي دونالد لا يرغب بالتدخل العسكري في سوريا". وبالنسبة لامكانية عودة "حزب الله" الى الداخل اللبناني، لفت الى أن "الحزب مقتنع بأن جزءا كبيرا من الحرب في سوريا حصل بهدف قطع صلات الوصل الاستراتيجية بينه وبين طهران وعزله في لبنان، ما يفسر دفاعه المستميت عن منطقة القلمون التي تشكل الشريان الأساسي الذي يربط الحزب بإيران"، مشدداً على أن "حزب الله لن ينسحب من سوريا الا عندما يطمئن أن الخطر على سقوط سوريا الغربية قد زال". على خط الانتخابات الفرنسية، أشار بويز الى أن "الموجة اليمينية في أوجها في العالم. اليسار في فرنسا ضعيف، وبالتالي المعركة بين اليمينين(المتطرف والمعتدل)، لافتا الى أن "اصطفاف اليسار خلف المرشح الرسمي لليمين فرنسوا فيون، سيحسم المعركة لصالحه أمام ماري لوبين مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، أما دعم اليسار للوبين فسيعزز حظوظها".

 

على مجلس النواب مسـؤولية في إقرار قانون انتخابي جديـد.. فهل يتحـرك؟ والاتفاق على صيغة خلال شهرين صعب.. ولا خرق قبل اتضاح المشهد الاقليمي

الجمعة 02 كانون الأول 2016/المركزية- بعد كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن استحالة اقرار قانون انتخابي جديد خلال الشهرين المقبلين وهي المدة الفاصلة عن موعد دعوة الهيئات الناخبة، عاد القانون العتيد بقوة الى واجهة الاحداث، فخرج الى العلن ما كان الى حد ما، مخفيا منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف حكومة جديدة: بعض الجهات السياسية يسعى الى ربط الولادة المنتظرة باتفاق مسبق على صيغة القانون الانتخابي الجديد. مصادر مراقبة للتطورات السياسية تقول لـ"المركزية" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يستعيد في مجالسه الخاصة طرح "السلة المتكاملة" التي كان ينادي بها قبل الانتخابات الرئاسية، على ان تشمل الرئاسة وقانون الانتخاب اضافة الى رئيس الحكومة وتركيبتها، ويلفت أمام زواره الى ان "لو تم الاخذ بما قلته، لما كنا اليوم في الحالة التي نحن فيها، وقد أثبتت التجربة صواب ما كنت أردده لناحية ان انتخاب رئيس وحده لا يكفي"، ما يؤكد وفقها ان القانون الانتخابي يتحكم اليوم الى حد كبير بمسار جهود التأليف. لكن تعقيبا على مواقف بري، تذكّر المصادر بأن الحكومات المتعاقبة منذ العام 2009 رفعت كلها شعار "ضرورة وضع قانون انتخابي جديد"، الا ان أيا منها لم يتمكن من إنجاز هذه المهمة. وتتابع "صحيح أن اللجان النيابية، وبايعاز من رئيس المجلس، كثفت في الحقبة الماضية درسها قوانين الانتخاب المطروحة وقد جوجلتها وغربلتها حتى حُصرت بصيغ ثلاث: النسبي، المختلط والارثوذكسي، الا ان جهدها توقف عند هذا الحد. واللجنة النيابية المصغرة التي كُلفت إبان طاولة الحوار الاخيرة درسَ قوانين الانتخاب للاتفاق على أحدها، دارت دورة كاملة حول نفسها وعُلّقت نشاطاتها في النقطة التي انطلقت منها من دون إحراز أي تقدم". وهنا، تسأل المصادر عن سبب توقف اجتماعات هذه اللجنة وسط غياب أي مؤشر عن توجه الى استئناف لقاءاتها مجددا. وتذكّر أن على مجلس النواب لعب دور في انجاز صيغة لقانون الانتخاب وتقريب وجهات النظر، وتقع عليه أيضا مسؤولية كبيرة في التوصل الى التصور الجديد المرجو.

في الموازاة، تستغرب المصادر الضجة التي أثارها كلام وزير الداخلية، ذلك انه تحدث عن صعوبة في الاتفاق خلال شهرين على قانون انتخابي جديد، وهو أمر منطقي بعد أن راوحت الجهود التي بذلت على هذا الصعيد، مكانها، منذ الـ2009. وقد أعلن ان الانتخابات المقبلة ستتم وفق قانون الستين، لانه القانون الساري المفعول، ولان ثمة إجماعاً على رفض التمديد لمجلس النواب، مشيرا الى اننا قد نضطر الى تمديد تقني اذا تم الاتفاق على قانون جديد، وهو الامر الذي قاله بري منذ ساعات أمام زواره، فأين العيب في ما قاله؟ وهل موقفه يعكس رغبة بالابقاء على الستين؟

على أي حال، تستبعد المصادر امكانية الاتفاق داخليا على صيغة جديدة للقانون في المدى المنظور، وهي تعتبر أن الاخير يعكس حالة سياسية معينة. وهذه الحالة في لبنان تشكل مرآة للصورة الاقليمية نظرا الى ارتباطات القوى السياسية. وتضيف "وسط الشرخ العمودي بين الفرقاء المحليين والاقليميين، تتضاءل الى حد الانتفاء حظوظ وضع قانون. وترجح ان يبقى التعثر نصيبه الى ان يتضح المشهد في المنطقة خصوصا على صعيد صراع المحورين السعودي والايراني، فانتصار أحدهما على الآخر أو التقارب والتوافق بينهما قد يكون الوسيلة الوحيدة التي تسمح بإنجاز قانون جديد".

 

غانم: الممارسات فرضت اعرافا توازي الدستور وحكومـــة مصغـرة تكفــي للمهمـــة

الجمعة 02 كانون الأول 2016/المركزية- أوضح رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية النائب روبير غانم ان الممارسات السابقة جعلت الاعراف توازي الدستور كالثلث المعطل والحصة الوازنة من جهة، وتحديد وزارات وتسمية اشخاص لها من جهة اخرى. واعتبر غانم في حديث لـ"المركزية" ان رئيس الجمهورية عندما يحظى بثقة الناس والكتل ومعظم شرائح المجتمع لن يعود بحاجة لأن يكون له وزراء من حصته، فكل الوزراء هم للدولة، ورئيس الجمهورية للوطن. وقال "المسارات المختلفة التي دخلنا فيها منذ 10 سنوات لغاية اليوم جعلت من الممارسات تفرض على رئيس الجمهورية الحصول على ثلث معطل وعلى حصة في الحكومة، وسمحت لرئيس الحكومة الاحتفاظ بوزارات معينة، لتصبح هذه الامور عرفا"، مشيرا الى ان الوزراء هم للدولة والمصلحة العامة تماما كما هو رئيس الجمهورية حارس هذه المصلحة والدستور. ولفت الى ان مشكلة الحكومة لا تكمن في الحقائب بقدر ما هي في ما بعد الحقائب، وهذا ما نشهده من خلال عملية "شد حبال". وقال "منذ البدء، كان يجب الا نتحدث عن حكومة وحدة وطنية، فيكفي ان نطلق عليها حكومة مستقلين او معتدلين او اشخاص نزيهين مقبولين من الجميع، حكومة مصغرة تعمل على قانون انتخاب وتشرف على الانتخابات وتقدم بعد انتهائها الاستقالة ليتم تأليف حكومة جديدة. ولفت الى "ان الحديث عن حقيبة سيادية هرطقة دستورية، فالممارسات السابقة جعلت الاعراف توازي الدستور، الا ان هذا الامر ليس مقدسا للسير به، فهناك مشاكل في التأليف والرسائل واضحة". ولفت الى ان حكومة العهد الاولى "ستكون مختلفة كما قال رئيس الجمهورية، لانه يبدو انها ستسعى الى تنفيذ مشاريع هامة سبق وتضمنها خطاب القسم من محاربة الفساد والتوازنات وغيرها".

 

ماروني: تأخيـر تشـكيل الحكومة عرقلـة لإنطلاقـــة العهـد ولقانون انتخاب يؤمن صحة التمثيل.. وتواصلنا مع الحريري طبيعي

الجمعة 02 كانون الأول 2016/المركزية- خلافا لما أشيع في الأيام الماضية عن قرب ولادة أولى حكومات العهد الجديد، ليس في المشهد السياسي ما يشي بانفراج حكومي قريب. ذلك أن مختلف الأفرقاء ماضون في التمسك بمواقفهم ومطالبهم. في مقابل هذه الصورة، تبدي الكتائب رغبة واضحة في دعم العهد الجديد، والتواصل مع مختلف القوى السياسية، بينها الرئيس سعد الحريري، وإن كان الطرفان اختلفا في الملف الرئاسي. فقد زار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بيت الوسط والتقى الحريري وتناول البحث العلاقة بين "الحليفين" ومفاوضات التأليف الحكومي. وأوضح عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني لـ"المركزية" أن "من الطبيعي أن يستمر التواصل بين حليفين. ذلك أن الرئيس الحريري، بغض النظر عن كونه الرئيس المكلف، هو رئيس تيار المستقبل، حليف حزب الكتائب". وفي ما يتعلق بالحضور الكتائبي في الحكومة الجديدة، على رغم عدم الاقتراع لصالح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لفت ماروني إلى أن "القصة ليست إصرارا بل رغبة من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في مشاركتنا في الحكومة الجديدة. وعندما يقول المعنيون بتأليف الحكومة إنهم يريدون حكومة وحدة وطنية تجسد الوفاق الوطني، يجب أن يعلموا أن هذا لا يمكن أن يتحقق من دون الكتائب، خصوصا أننا نقف إلى جانب الرئيس عون في كل ما من شأنه إنماء البلد". وردا على الكلام عن أن مواقف الكتائب الأخيرة تأتي في إطار تموضع سياسي يفترض أن يحفظ لها مكانا في مرحلة ما بعد الانتخابات، التي قد تضطر فيها إلى مواجهة طرفي اتفاق معراب، لفت ماروني إلى أن "عندما تتعلق الأمور بالبلد، لا نهتم لحسابات الربح والخسارة، بدليل أننا لم نتوان عن الاستقالة من حكومة كان لنا فيها 3 وزراء، عندما رأينا أن هذا ما تقتضيه مصداقيتنا وثوابتنا وشفافيتنا"، كاشفا أن "البحث الحكومي لم يتناول حتى الساعة دورنا في الحكومة، ثم إن وجودنا في الحكومة لا ينفي أننا نستطيع أن نعارض ما من شأنه الاساءة إلى البلد، علما أن هذا لا يعني أننا انتقلنا إلى معسكر الموالاة". وأشار إلى أن "الكتائب ذات حجم وتاريخ مهمين، بدليل أن الرئيس أمين الجميل اعتبر أحد الأقطاب الأربعة خلال مرحلة الترشيحات الرئاسية، وكانت لنا حصة وازنة في حكومة الرئيس تمام سلام، ما يعني أن الكتائب مكون لا يمكن تجاهله، ويجب أن تعامل باحترام". وعن أسباب عدم تشكيل الحكومة بعد مرور شهر على تكليف الحريري، نبه إلى أن "السؤال هو: هل إن من دعم الفراغ وعطل البلد لعامين وأكثر، تنازل عن برنامجه القائم على تعطيل المؤسسات؟ هل إذا أوصل عون إلى بعبدا يريد تسهيل انطلاق العهد؟ هل من كلف الرئيس سعد الحريري سيسهل مهمة التشكيل؟ المشهد لا يشي بذلك، بل إن ما يجري محاولة تعطيل انطلاقة العهد". وفي شأن قانون الانتخاب، اعتبر ماروني أن "من المعيب، بعد إجماع على رفض الستين، ومناقشات طويلة استغرقت سنوات، ألا يقر قانون جديد للانتخابات، علما أنه يجب البحث في صيغة تؤمن صحة التمثيل لجميع اللبنانيين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 34 جنديا تركيا في هجوم لـ”العمال الكردستاني” قرب الحدود التركية العراقية

روسيا اليوم/ الجمعة 02 كانون الأول 2016/ أعلن “حزب العمال الكردستاني”، مقتل 34 جنديا تركيا، في هجوم على مواقع للجيش التركي قرب الحدود التركية العراقية. وقال الحزب، في بيان، إن “مسلحي قوات الدفاع الشعبي وقوات وحدات المرأة شنوا، هجوما على موقع للجيش التركي قرب مدينة جلي على الحدود التركية العراقية”، ما أسفر عن “مقتل 34 جنديا تركيا وإصابة 5 آخرين”. وأضاف أن “الجيش التركي بدأ بعملية عسكرية في تلك المنطقة، مستخدما الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة، فيما استمرت المواجهات حتى ظهر الجمعة”.

 

"ديلي تلغراف": الدبلوماسية خيار موسكو في حلب؟

المركزية- اشارت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إلى أن "المفاوضات بين المعارضة السورية المسلحة والجانب الروسي ستجري يوم الجمعة في العاصمة التركية أنقرة"، معتبرة أن "ذلك جاء بعد أن خسرت المعارضة نحو 40 في المئة من المناطق التي تسيطر عليها في شرقي حلب، أمام تقدم القوات الحكومية السورية المدعومة بغطاء من القصف الجوي الروسي". ورأت الصحيفة أنه "بعد اسبوع من التقدم المطرد للقوات الحكومية بات شرقي حلب أقرب الى مقبرة كبيرة"، لافتة إلى أن "المحادثات بين دبلوماسيين روس وأعضاء بارزين في المعارضة السورية هي الثانية خلال اسبوع واحد"، كاشفة أن "موسكو قد تميل للتفاوض لإنهاء القتال في حلب".

 

"عكاظ": مخاطر من توتر العلاقة بين عون و"حزب الله"

الجمعة 02 كانون الأول 2016/المركزية- أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية الى أن "العلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون و"حزب الله"، تشهد توترا كبيرا، ما قد يترك تداعيات على مجمل الوضع اللبناني الداخلي". ولفتت المصادر الى أن "هناك خشية من تطور الخلاف في الأيام القادمة خصوصا بعد تشكيل الحكومة والدخول في الممارسة اليومية للحكم، وأن يصل لمخاطر تتعلق بأمن قيادات محورية".

 

يوروبول" يحذر: سيارات "داعش" المفخخة آتية

الجمعة 02 كانون الأول 2016/المركزية- فيما تتكثّف المعارك في سوريا والعراق ضد تنظيم "داعش"، حذّر مكتب الشرطة الأوروبية "يوروبول" "من ان شبكات إرهابية مثل "داعش" تغيّر طرق عملها في اوروبا ويمكن ان تستخدم سيارات مفخخة". واوضح المكتب في تقرير نشر في لاهاي ان "تنظيم "داعش" لم يلجأ في اوروبا إلى استخدام عبوات يدوية الصنع او متفجرات عسكرية في سيارات مفخخة كما حدث في سوريا والعراق، لكن نظراً إلى ان الإرهابيين ينسخون الوسائل التي يستخدمونها في الشرق الأوسط لاستخدامها في اوروبا من الممكن جداً ان يستخدم "داعش" السيارات المفخخة في "مرحلة ما" في اوروبا". وعلى رغم ان حتى الآن لم تستخدم اي سيارة مفخخة في اوروبا، الا ان "يوروبول" يذكر "بأن التنظيم المسؤول عن هجمات في باريس وبروكسل فكّر في ذلك قبل ان يُغيّر خططه في مواجهة تدخل الشرطة"، كذلك ذكّر التقرير بان "في ايلول الماضي عثر في باريس على سيارة معبأة بقوارير غاز بالقرب من كاتدرائية نوتردام. واوقفت المجموعة المسؤولة عن محاولة الاعتداء هذه وهي تتألف من ثلاث نساء يبلغن من العمر 19 و23 و29 عاما بتوجيه من "داعش"، في ضاحية باريس"، كاشفاً في هذا السياق ان "قوات الأمن الأوروبية اوقفت 667 شخصا يشتبه بتورطهم في نشاطات متطرفة في 2015". واكد المكتب الأوروبي للشرطة "ان خبراء في مكافحة الإرهاب يشعرون بالقلق ايضا من ان تصبح ليبيا بعد سوريا "قاعدة خلفية جديدة لـ "داعش" يشنّ انطلاقاً منها هجمات داخل الاتحاد الأوروبي وشمال إفريقيا".

 

العربي الجديد: اليمن على مفترق طرق: تمديد الحرب والتقسيم والسلام الهش

الجمعة 02 كانون الأول 2016/وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد" تقول: دخل الوضع اليمني، مع تشكيل الانقلابيين حكومة في صنعاء، مرحلة جديدة من التعقيد، تجعل مستقبل البلاد مفتوحاً على ثلاثة سيناريوهات أساسية، هي تمديد الحرب والأزمة إلى حين، وتكريس وضع تجزيئي للبلاد، وصولاً إلى احتمال مواصلة المشاورات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، وسط سلسلة من التجارب الفاشلة تراجعت معها الآمال إلى حد كبير.

ووفقاً لمختلف التصريحات والمواقف الصادرة عن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وعن مسؤولي الحكومة الشرعية، والتي رصدتها "العربي الجديد"، فإن النتيجة الأولى للخطوة التي أقدمت عليها جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر، برئاسة علي عبدالله صالح، تمثل رصاصة في صدر جهود السلام. وبتعبير هادي، فإن الانقلابيين "بذلك يقضون على ما تبقى من أمل في مسار المشاورات وينسفون كل جهود الحوار والسلام"، وهو الأمر الذي اتفق معه عدد كبير من المحللين والسياسيين المعارضين للحوثيين، ما يجعل استمرار الحرب لفترة قد تطول، على رأس السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة بعد تشكيل حكومة في صنعاء. ويعزز هذا الاحتمال أنه لا يبتعد في الأصل عن التوجه المدعوم من الحكومة الشرعية، التي ينادي العديد من مسؤوليها وقادتها العسكريين والمسؤولين المحليين صراحة بالتوقف عن المفاوضات مع الانقلابيين والتوجه نحو الحسم العسكري. وجاءت الخطوة الأحادية من قبل الانقلابيين لتصب في هذا الاتجاه، عبر إثبات عدم جدية الحوثيين وحلفائهم بالتوجه نحو السلام، وبالتالي تخفف الضغط الدولي، الذي تصاعد خلال الفترة الماضية على الشرعية بسبب رفضها خطة السلام المقدمة من المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

إلى ذلك، يحضر سيناريو تقسيم اليمن مستقبلاً بقوة، على ضوء الخطوات الأخيرة للانقلابيين، باعتبار أن تشكيل حكومة في صنعاء في مقابل حكومة شرعية في عدن، يضع اليمن للمرة الأولى منذ توحيد شطري البلاد عام 1990، بين حكومتين، وعاصمتين، وهي خطوة إضافية في واقع تعززت فيه عوامل وصور التقسيم، فالقوات التي تسيطر على المحافظات الجنوبية تتألف من جنوبيين بشكل شبه كلي. وكانت الحكومة الشرعية اتخذت خطوات فُسرت على أنها تعكس اليأس من العودة إلى صنعاء، إذ أقرت في سبتمبر/ أيلول الماضي نقل مقر البنك المركزي اليمني إلى عدن، كما دعت مختلف البعثات الدبلوماسية والسفارات والشركات إلى نقل مقارها إلى عدن التي تصفها بـ"العاصمة المؤقتة". وفي تصريح لافت أول من أمس، لمّح رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، بشكل واضح إلى أن خطوة الانقلابيين بتشكيل حكومة في صنعاء تكريس لوضع يقسم اليمن. وقال: "اليوم يشكلون حكومة انقلابية، ويبنون جداراً سياسياً معيقاً لعملية السلام، ويعمقون جراح الوطن ويمزقون وحدته الاجتماعية والوطنية"، مضيفاً أن الانقلابيين "يكرسون بناء مؤسسات حكومية، أقل ما يمكن أن توصف به أنها أسوأ من شطرية"، في إشارة إلى تقسيم اليمن إلى شطرين، جنوب وشمال. ودعا بن دغر إلى "رفض الخطوة (تشكيل الانقلابيين للحكومة)، وإسقاطها، حرصاً على بقاء دولة واحدة ويمن موحد". وأضاف: "من الصدق مع النفس، والصدق مع الشعب، أن نطلب من الجميع وقف كل المظاهر والممارسات التي تؤسس لمزيد من التشرذم، أو توحي بنزعة معادية لا تنسجم مع المصالح العليا للشعب".

وفي ظل الواقع الذي يعزز خيار التقسيم، فإنه قد يتخذ عدة صيغ، فقد تؤدي الحرب إلى ولادة قسرية لـ"الأقاليم"، التي تشجع الحكومة الشرعية على المضي بها وفقاً لخطة التحول من دولة بسيطة إلى دولة اتحادية جرى إقرارها في مؤتمر الحوار الوطني. غير أن حدود الأقاليم قد تفرض عبر سيطرة الأطراف المتنازعة على الأجزاء المتفرقة. وفي حال توجه البلاد نحو التقسيم، فإن الحرب قد تستمر بصيغة أو بأخرى، وقد يجري التوافق على تهدئة محكومة بالتوجه الإقليمي ونوايا الأطراف تجاه السلام.

ويبرز سيناريو ثالث لتطورات المرحلة المقبلة، وهو عدم تأثر جهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة ويدعمها المجتمع الدولي، بخطة الانقلابيين، الأمر الذي يمكن تلمسه في بيان ولد الشيخ أحمد، أخيراً، حين اعتبر أن إجراءات الحوثيين وحلفائهم تضع عراقيل جديدة أمام جهود السلام، لكن "لا يزال من الممكن إعادة اليمن عن حافة الهاوية"، معتبراً أن "خارطة الطريق توفر هذه الفرصة". وفي سياق التصريحات التي تعزز هذا الاحتمال، نقلت وكالة "رويترز" تصريحاً منسوباً إلى وزير الخارجية المعيّن في حكومة الانقلابيين، هشام شرف، يقول فيها "إنهم مستعدون لاستئناف محادثات السلام وفقا للمبادئ التي اقترحها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري". وأضاف: "أؤكد أن أهم أولويات وزارة الخارجية تتمثل بنقل الصورة الحقيقية بالرغبة والسعي لإحلال السلام من خلال العودة إلى العملية السياسية السلمية، برعاية أصدقاء وأشقاء اليمن، وبالتنسيق مع الأمم المتحدة استناداً إلى المبادئ التي أعلنها كيري في مسقط كقاعدة أساسية، من دون اشتراطات مسبقة". ويقول مراقبون لـ"العربي الجديد"، إن الأطراف الدولية، إذا ما توفرت إرادة نحو السلام، يمكن أن تستغل خطوات الحوثيين كورقة ضغط إضافية على الحكومة الشرعية، عبر التلويح بإمكانية التعامل معها، غير أنه الاحتمال الأضعف بين المعطيات السابقة، باعتبار أن تشكيل حكومة خطوة تعبّر عن تحوّل أكثر منها ورقة ضغط. كما يتعزز ضعف هذا السيناريو، مع سلسلة جولات المشاورات الفاشلة برعاية الأمم المتحدة منذ أكثر من 18 شهراً، لكنها لا تزال خياراً قوياً مرتبطاً في الأساس بالإرادة لدى الأطراف المتصارعة والإقليمية والدولية.

وبين سيناريو الحرب، بما يؤدي إلى حسم عسكري لأحد الأطراف، أو تمديدها أطول فترة ممكنة، والتوجه إلى التقسيم الذي بات أمراً واقعاً يتعزز من نواحي عدة كل يوم، وبين فرص استمرار الحل السياسي، يبقى المؤكد أن التطورات الأخيرة وضعت البلاد أمام واقع جديد تسيطر فيه المخاوف على حساب آمال الخروج من الأزمة العاصفة بالبلاد منذ ما يقرب من عامين.

 

ايران : سنرد على تمديد العقوبات الاميركية

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - اعلنت ايران اليوم ان قرار الكونغرس الاميركي تمديد العقوبات المفروضة عليها عشر سنوات اخرى يعتبر انتهاكا للاتفاق النووي الذي ابرم العام الماضي، متوعدة برد "مناسب". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برهام قاسمي :"كما صرح مرارا عدد من كبار المسؤولين الايرانيين، فإن القرار الاخير الذي اقره مجلسا النواب والشيوخ بتمديد العقوبات المفروضة على ايران يتعارض مع الاتفاق النووي". واضاف : "ان ايران اثبتت التزامها بالاتفاقات الدولية، ولكنها سترد بالشكل المناسب على جميع الاوضاع". وصوت مجلس الشيوخ باغلبية 99 صوتا امس وبدون اعتراض اي عضو على تمديد العقوبات، بعد مصادقة مجلس النواب عليه الشهر الماضي.

 

هولاند لن يترشح للرئاسة في فرنسا والانظار تتوجه الى فالس

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - تتجه الانظار اليوم، بعد المفاجأة التي اثارها تخلي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن الترشح لولاية ثانية، الى رئيس الوزراء مانويل فالس الذي سيكون عليه اعلان ترشحه رسميا بسرعة للانتخابات التمهيدية لليسار المشتت.ويمضي رئيس الوزراء نهاره بالكامل تقريبا في مدينة نانسي (شرق) بينما سيتوجه رئيس الجمهورية الى الامارات العربية المتحدة لحضور مؤتمر دولي. وعنونت الصحف الفرنسية غداة هذا السيناريو غير المسبوق في الجمهورية الخامسة المتمثل في تخلي رئيس للدولة عن الترشح مجددا "النهاية" و"بدوني" و"وداعا ايها الرئيس". وقال هولاند (62 عاما) في كلمة متلفزة مساء امس من الإليزيه في باريس :"قررت الا اترشح للانتخابات الرئاسية"، مؤكدا انه "مدرك للمخاطر التي يمكن أن تنجم عن خطوة من جانبي لن تلقى التفافا واسعا حولها". وبات هناك سؤالان مطروحان يتعلقان بفالس الوريث المرجح: متى يعلن ترشحه قبل انتهاء مهلة تسجيل المرشحين للانتخابات التمهيدية لليسار في 15 كانون الاول ؟ وهل سيكون عليه مغادرة منصب رئيس الحكومة؟

 

واشنطن: أوباما سيوقع قانون تمديد العقوبات على إيران

الخميس 2 ربيع الأول 1438هـ - 1 ديسمبر 2016م/العربية.نت ووكالات/قال البيت الأبيض، الجمعة، إن من المتوقع أن يصدق الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على تشريع يمدد العقوبات المفروضة على إيران لعشر سنوات أخرى ليصبح قانوناً. وقال المتحدث، إريك شولتز، للصحافيين في إفادة صحافية يومية "نعتقد أن تمديد قانون عقوبات إيران ليس ضرورياً لكننا نعتقد أيضاً أنه لن يؤثر على الاتفاق (النووي) الإيراني... أتوقع أن يوقع الرئيس على هذا التشريع". وبعد موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على تمديد العقوبات على إيران، ردت الأخيرة معتبرة تلك الخطوة انتهاكاً للاتفاق النووي. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، إن تأييد مجلس الشيوخ الأميركي لتمديد العقوبات على الجمهورية الإسلامية لعشر سنوات ينتهك اتفاقاً نووياً تاريخياً تم التوصل إليه بين طهران والقوى العالمية الست عام 2015. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، بهرام قاسمي، في بيان جرت قراءته على التلفزيون "تمديد الكونغرس الأميركي للعقوبات انتهاك للاتفاق. وسنبلغ لجنة إيران المكلفة بمراقبة تنفيذ الاتفاق بذلك." وكان مجلس الشيوخ الأميركي وافق الخميس، على تمديد العقوبات المفروضة حالياً على إيران لعشر سنوات وأرسل مشروع القانون إلى البيت الأبيض كي يوقع الرئيس باراك أوباما عليه ليصبح قانونا، مما يؤجل أي إجراءات محتملة أشد صرامة إلى العام المقبل. وحظي مشروع القانون بشبه إجماع من جانب أعضاء مجلس الشيوخ. وكان مجلس النواب قد وافق على المشروع بالإجماع تقريباً في نوفمبر/تشرين الثاني، وقال مستشارون في الكونغرس إنهم يتوقعون أن يوقع أوباما عليه بمجرد وصوله لمكتبه.

 

موسكو تتمسك بالأسد والمعارضة تتهمها بالمماطلة

الجمعة 3 ربيع الأول 1438هـ - 2 ديسمبر 2016م/دبي - قناة العربية/تشهد روما، الجمعة، مباحثات أميركية- روسية، يتناول فيها وزيرا الخارجية الأميركي، جون كيري، والروسي، سيرغي لافروف، التطورات في سوريا. وقبل المباحثات دعا لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي إلى تنفيذ جميع ما اتفق عليه في اجتماع مجموعة دعم سوريا وقرارات مجلس الأمن، مضيفاً أن لا حل عسكرياً للأزمة في سوريا. بينما تتمسك روسيا بمواصلة دعم نظام الأسد في عملياته العسكرية في أحياء حلب الشرقية. وقال لافروف "يجب تنفيذ جميع ما اتفق عليه في اجتماع مجموعة دعم سوريا وقرارات مجلس الأمن، وخاصة قرار 2254، والذي يقضي بفصل بين جميع فصائل المعارضة المعتدلة والمجموعات الإرهابية في حلب ووقف العلاقات بينهم، كما يجب بداية العملية السياسية وفق الاتفاقات ودون شروط مسبقة. كما أتفق تماما مع السيد جينتلوني بأن لا حل عسكرياً في سوريا، وهذا موقفنا أيضا ضمن مجموعة دعم سوريا".

المعارضة السورية: روسيا تبالغ

من جانبه كشف رئيس وفد المعارضة السورية العميد، أسعد عوض الزعبي، عن محادثات تجري بين مندوبين عن الفصائل السورية المقاتلة، وروسيا برعاية تركية حول الأوضاع في حلب. وأشار الزعبي إلى أن فصائل الجبهة الشمالية طالبت بحماية المدنيين في حلب من القصف، إضافة إلى إخراج الجرحى والمصابين من المدينة. كما تم طرح إخراج المدنيين الراغبين بالمغادرة، وفق ممرات آمنة وليس كما جرى في السابق.

أما روسيا فأصرت على خروج نحو 900 مسلح من "جفش"، بدورها ردت المعارضة بالقول إن هذا العدد مبالغ فيه، إضافة إلى أنه لا يمكن التفريق بين مقاتل وآخر في حلب، لاسيما بعد دمج جميع الفصائل المقاتلة تحت مسمى جيش حلب. فيما استبعد الزعبي أن يتم التوصل لأي اتفاق بين الفصائل وروسيا.

 

الإيرانيان المعتقلان بكينيا محاميان عن سجناء فيلق القدس

الجمعة 3 ربيع الأول 1438هـ - 2 ديسمبر 2016م/صالح حميد – العربية.نت/قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن الإيرانيين اللذين اعتقلا في العاصمة الكينية نيروبي، بتهم "التحضير لعمليات إرهابية" هما محاميان، تم تكليفهما بمتابعة قضية معتقلين إيرانيين، حيث من بين هؤلاء المعتقلين عنصران اثنان من فيلق القدس، التابع للحرس الثوري، حكمت عليهما السلطات الكينية عام 2013 بالسجن مدى الحياة، بتهم التخطيط لشنّ هجمات إرهابية على مصالح غربية. وطالب بهرام قاسمي دولة كينيا بالإفراج عن المواطنين الإيرانيين، اللذين كانا يستقلان سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة الإيرانية لدى اعتقالهما، وقال: "إن الدكتور عبدالحسين صفائي والدكتور السيد نصر الله إبراهيمي هما محاميان معتمدان في القضاء الإيراني وأستاذان في الجامعات الإيرانية، وقد كلفا من قبل أسر معتقلين في كينيا وسافرا إلى هذا البلد، من أجل متابعة الإجراءات القانونية للمعتقلين".

وبحسب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، فقد تعرض الرجلان للاعتقال بعد زيارة السجناء، وجاء ذلك إثر حصول سوء فهم، وقد تم استجواب المحاميين من قبل الشرطة، وبعد المتابعة وبعد رفع سوء الفهم الحاصل تم الإفراج عنهما، لكن للأسف تدخل طرف ثالث في القضية، مما أدى إلى إلقاء القبض على المحاميين من قبل الشرطة الكينية يوم الخميس من جديد"، على حد قوله. وأضاف قاسمي: بعد وقوع هذا الحادث، علاوة على متابعة سفارة إيران في نيروبي مع وزارة الخارجية والشرطة المحلية، تم أيضا استدعاء السفير الكيني مساء الخميس في طهران في الوزارة الخارجية الإيرانية، احتجاجاً على تدخل "الجهة الثالثة" المغرضة في هذه القضية، التي قد انتهت بداية، ومما لا شك فيه أن هذا التدخل كان يهدف إلى تعكير العلاقات الجيدة بين إيران وكينيا"، حسب تعبيره. وكانت السلطات الكينية اعتقلت الإيرانيين وسائقهما الكيني، وهما يستقلان سيارة تابعة للسفارة الإيرانية، ووجهت إليهما الخميس تهمة جمع المعلومات للتحضير لعمل إرهابي، بعد ضبطهما وهما يقومان بتصوير السفارة الإسرائيلية. وكان المدعي العام في المحكمة الكينية قال إن "الرجلين زارا سجينين اثنين تحتجزهما السلطات الكينية بتهم تتعلق بالإرهاب". وكانت السلطات الكينية اعتقلت عنصرين إيرانيين من فيلق قدس الفرع الخارجي للحرس الثوري، وهما كل من أحمد أبو الفتوحي ومنصور موسوي، بتهم التخطيط لشن هجمات على مصالح غربية في كينيا وحكم عليهما بالسجن مدى الحياة. وقبض على الرجلين في يونيو 2012، وقادا المسؤولين إلى متفجرات مخبأة تبلغ زنتها 15 كيلوغراماً، بينما لم يعثر على نحو 85 كيلوغراماً أخرى من المتفجرات قالت السلطات إنه تم شحنها إلى كينيا. كما اعتقلت سلطات نيروبي قبل ثلاثة أعوام إيرانيين آخرين كانا ينويان دخول البلاد بجوازَي سفر إسرائيليين مزورين. وكانت كينيا أعلنت في نوفمبر 2015 عن تفكيك "شبكة تجسس إيرانية" كانت تحضر لاعتداءات إرهابية في البلاد.

 

إيران تسلّح الحوثيين عبر بحر العرب

الحياة/02 كانون الأول/16/غادر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عدن في زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة بعد لقائه مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي يواصل جهوده لإقناع أطراف الأزمة اليمنية بالخريطة التي اقترحها لتحقيق السلام والتي اعتبرت الحكومة الشرعية أنها غير منصفة وتخالف مرجعيات السلام المتفق عليها مع المجتمع الدولي. وأعلنت الشرطة اليمنية في العاصمة الموقتة عدن أمس، أنها فككت معملاً لتفخيخ السيارات تابعاً لتنظيم «داعش» في وقت استمرت المواجهات بين الجيش وميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في مختلف الجبهات بالتزامن مع ضربات لطيران التحالف استهدفت مواقع للمتمردين في محافظة صعدة الحدودية. من جهة أخرى، دانت وزارة الخارجية اليمنية استمرار تهريب السلاح الإيراني إلى ميليشيات الحوثيين وصالح. وقالت في بيان بثته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إنها «اطلعت على ما ورد في التقرير الصادر عن مؤسسة كار لأبحاث التسلح في النزاعات الذي توصل إلى أن إيران حولت بحر العرب إلى خط إمداد لتسليح المتمردين الحوثيين عبر نقل الأسلحة على متن قوارب من إيران إلى اليمن مروراً بالصومال».

وأضاف البيان: «إن ما توصل إليه التقرير يعزز ويؤكد ما نادت وتنادي به الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي من أن إيران تنتهك القرارات الدولية وتستمر بتسليح المتمردين الحوثيين، الأمر الذي يساهم في إطالة أمد الحرب ويفاقم معاناة الشعب اليمني ويزيد من تعنت وتحدي قوى الانقلاب لإرادة المجتمع الدولي والقرارات الدولية وفي مقدمها قرار مجلس الأمن 2216». وأشار إلى أن ما نشرته تحقيقات فريق مؤسسة «كار» يقدم أدلة إضافية عن تورط إيران في زعزعة أمن اليمن والمنطقة والإضرار بالشعب اليمني وأمن دول الجوار، ويمثل خرقاً واضحاً للقرارات الدولية.

ودعت الخارجية اليمنية المجتمع الدولي لإدانة هذه الأعمال، وطالبت مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات الرادعة ومطالبة إيران بالالتزام بتعهداتها وكف الأذى عن الشعب اليمني. وفي نيويورك ذكر دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن لجنة العقوبات على اليمن في مجلس الأمن تجري «تحقيقات أولية» حول تورط محافظ صعدة السابق فارس مناع في «عمليات تهريب أسلحة لصالح تحالف الحوثيين – صالح» وحول «صلات لحزب الله» بعمليات التهريب.

وقالت المصادر إن لجنة العقوبات تحقق في «عمليات تهريب أسلحة الى اليمن من جنوب البحر الأحمر، مستخدمة قوارب صيد، إضافة الى تهريب عن طريق عمان» وأن اللجنة ستقدم تقريراً في هذا الصدد الى مجلس الأمن الشهر المقبل. وأضافت أن «فارس مناع هو حليف قديم للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وشريك له في عمليات تهريب أسلحة الى القرن الأفريقي، وأن هذه الشراكة مستمرة حالياً في تهريب الأسلحة في انتهاك لقرارات مجلس الأمن المتعلقة باليمن». في جانب آخر عطلت الولايات المتحدة صدور بيان اقترحته مصر في مجلس الأمن «يدين ويشجب تشكيل الحوثيين وصالح حكومة في صنعاء»، وفق ديبلوماسيين في الأمم المتحدة. وقالت المصادر إن بريطانيا التي تتولى ملف اليمن في مجلس الأمن امتنعت عن إعداد مشروع بيان رداً على إعلان الحوثيين وصالح تشكيل حكومة من جانب واحد، وهو ما دفع مصر بالتنسيق مع الحكومة اليمنية ودول عربية الى طرح مشروع البيان، لكن الولايات المتحدة طلبت مزيداً من الوقت للتشاور في شأنه. وقال السفير اليمني في الأمم المتحدة خالد اليماني إن مشروع البيان المصري «ممتاز ويجب أن يصدر عن المجلس لأنه يشجب الخطوة التي قام بها الانقلابيون، ويعتبرها خطوة لاغية، ويدعو الدول الى عدم التعامل مع الحكومة المعلنة من جانب واحد».

وينص مشروع البيان المصري على أن الحكومة المعلنة من طرف واحد في صنعاء «هي انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن وبينها القرار ٢٢١٦، وتقوض جهود الأمم المتحدة الهادفة الى إنهاء النزاع في اليمن من خلال العملية السياسية».

وفي عدن، تمكنت الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة لإدارة الأمن في المدينة من تفكيك معمل خاص لتجهيز السيارات المفخخة تابع لتنظيم «داعش» الإرهابي عُثر عليه في أحد المباني القريبة من حي إنماء المزدحم بالسكان في المحافظة. وقال بيان للمكتب الإعلامي لإدارة أمن عدن أنه «عقب حصول أجهزة الأمن على معلومات وافية من التحالف العربي تمّ بموجبها تنفيذ عملية دهم للمبنى الذي عُثر بداخله على كميات كبيرة من المتفجرات ومعدات خاصة بصناعة السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة من بينها ألغام مضادة للدبابات محشوة بمادة «السيفور» الشديدة الانفجار». وأضاف: «إن وحدة هندسية متخصصة قامت بتفكيك العبوات التي كانت معدّة للتفجير، التي جرى ربطها بإحكام بعدد من الألغام المضادة للدبابات محشوّة بمادة السيفور الشديدة الانفجار». وكانت أجهزة أمن عدن بالتنسيق مع قوات التحالف العربي حققت إنجازات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب وتمكّنت في وقت قياسي من إحباط عمليات إرهابية قبل تنفيذها وألقت القبض على خلايا وقيادات مطلوبة دولياً. على صعيد آخر، اتهمت مصادر حقوقية في محافظة ذمار ميليشيات الحوثيين وقوات صالح بأنها جندت في صفوفها خلال الأشهر الأخيرة أكثر من ألفي تلميذ من طلاب المدارس الثانوية في مختلف مديريات المحافظة، وأضافت المصادر أن قيادات بارزة في الجماعة تقوم باستقطاب التلاميذ من دون معرفة ذويهم تمهيداً للزج بهم في المعارك المحتدمة في مأرب وتعز.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مشروع تدمير قرية الجليلية الشوفية

هنــري عيــد/النهار/1 كانون الأول 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/02/%D9%87%D9%86%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AF%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4/

يفاجأ المرء عندما يقرأ في جريدة "لوريان لوجور" وفي موقع "بوابة الإقليم" بأن "هناك مشروعاً لإقامة ثلاث مدن صناعية نموذجية في لبنان وضع على السكة .... تكنولوجيا، انترنت وصناعات ثقيلة".

وقد أخذت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "UNIDO" على عاتقها تحقيق هذا الهدف، وأكدت مصادر خاصة لـ"الاقتصاد" أن العمل لا يزال في مرحلة تحضير الدراسات الخاصة والمخططات المتعلقة بالمشاريع الثلاثة، وستنتهي تلك المرحلة في كانون الثاني 2017، وبعدها تنطلق الأعمال على الأرض، ذلك أن ومعظم الأمور باتت جاهزة، وتمّ اختيار المواقع على الأرض في ثلاث مناطق لبنانية مختلفة حُددت كما يلــي :

- بناء المدينة الصناعية الأولى شمال مدينة بعلبك على مساحة 500 ألف متر مربع، والثانية في بلدة تربل البقاعية على مساحة كبيرة تصــل إلى مليون و800 ألف متر مربع، والثالثة ستكون في قضاء الشوف (محافظة جبل لبنان) وتحديداّ في منطقة الجليلية على مساحة تقدر بـ650 ألف متر مربع.

وتجدر الاشارة الى أن هذه المدن تتداخل فيها كل العناصر البيئية (جمع النفايات الصلبة ومعالجة المياه المبتذلة ... وسوى ذلك)

وورد في المقال أنه "في لبنان نحو 131 مدينة صناعية خاصة عشوائية بمعظمها إذا صح التعبير، متداخلة مع الأبنية والأحياء السكنية وموجودة في مناطق غير ملائمة". ومن الاطلاع على صفحة على "فايسبوك" تحت عنوان "الجليلية قرية حالمة من الإقليم" ورد أنها في إقليم الخروب و"تقوم بيوت القرية على ظهر تلة مستطيلة تحفّ بها الأودية من ناحيتي الجنوب والشمال، وتبلغ مساحتها 198 هكتاراً وترتفع عن سطح البحر 750 متراً وتبعد عن بيروت 60 كيلومتراً. وهي عبارة عن بيوت مهدمة وتجري أعمال البناء فيها، وكذلك كنيسة مار الياس التي كانت قائمة على الطريق العام بوسط القرية، وتُبنى كنيسة جديدة مكانها. ومن معالم القرية الباقية عين الضيعة وغابات الصنوبر والسنديان والخروب، وكذلك الكروم".

ومن وصف قرية الجليلية هذا وواقعها نتساءل كيف اختيرت لإنشاء مدينة صناعية ومواصفاتها تبعد كل البعد عن المناطق الصناعية للأسباب التالية:

إن المساحة المقترحة تقتطع نحو 33 في المئة من مساحة القرية وهي مساحة تلاصق السكـن، وورد في مرسوم الخطة الشاملة لترتيب الأراضي اللبنانية الرقم 2372 تاريخ 20/6/2009 في الفقرة 5-3-4 : "المناطق المعرضة لأخطار صناعية كبرى" ما يلــي:

"يوجد في لبنان عدد من المناطق الصناعية التي تشكل خطراً داهماً على مناطق آهلة بجوارها في حال نشوب حريق فيها أو حدوث انفجار أو إذا فُقدت عرضياً نفايات سامة صلبة أو سائلة... يجب منع البناء السكني والحد من نموّه إذا كان موجوداً. كما يجب حظر إقامة المرافق التعليمية والصحية، وعموماً حظر كل مرفق أو نشاط يرتاده عموم المواطنين".

قرية الجليلية صغيرة، أرضها منحدرة جداً باتجاه السواقي التي تحيط بها وليس لها امتداد، فالمعامل ليست بحاجة إلى منحدرات لكشف المناظر، بل بالعكس إن تلك المنحدرات مضرة، إذ تشكل صعوبة في حركة المواصلات وزيادة جدران الدعم وكلفة البناء، والصناعة ترغب بالأراضي المنبسطة لتركيز المعدات على الأرض الطبيعية لا في الطوابق العلوية.

والجليلية بعيدة عن المجمعات السكنية والمدن، وتأتي المناطق الصناعية عادة لتسّد حاجات الكثافة السكانية وتحلّ مشكلة البطالة. فهذه القرية جبلية نائية سكنية، طبيعتها حرجية بعيدة من مصادر الطاقة والمرافق العامة كالمرفأ والمطار والشرايين الرئيسة من نقل بري وبحري وجوي ومصادر المواد الأولية وغيرها. كما أنه ليس من السهل الدخول اليها والخروج منها للشاحنات، فالطرقات جبلية ضيقة متعرجة ملتوية، ولا يوجد بنية تحتية من صرف صحي وسواه، وما هو موجود حالياً من كهرباء وماء يكاد لا يلبي حاجة القاطنين.

إن اختيار قرية الجليلية لإنشاء منطقة صناعية خاطئ وغير معقول ولا مقبول، لصغر مساحتها التي لا تتسع لإنشاء معمل واحد مهم في بلد راق.

وهذا الاختيار سيكون على حساب إزالة أحراج الصنوبر والسنديان وبساتين الزيتون والكروم وتدمير البيئة وتلوث ينابيع القرية التي يشرب منها الأهالي والتي جرى جرّ قسم منها إلى دير المخلص منذ عشرات السنين. كما سيتم على حساب منطقة أثرية عرفت بـ"الضيعة التحتا" التي كتب عنها الكثير من الكتب والمقالات. ونتساءل هل جرت دراسة الأثر البيئي على الهواء وغيره؟ هل جرت دراسة التأثير الاجتماعي والتغيير الديموغرافي الذي سيصيب منطقة الجليلية ومحيطها.

إن انشاء منطقة صناعية سيجذب سكاناً جدداً. وقرى الجليلية ومزرعة الضهر والزيتونية وبزينا والمطلة التي لا تتضمن إلا عائلة لبنانية واحدة هي عائلة عيد، ظاهرة فريدة في لبنان، وستتغير أوضاعها وعاداتها وتقاليدها وسيدخل غرباء من جميع الجنسيات، ولن يوفر هذا الضرر الاجتماعي القرى المجاورة.

قبل اختيار الجليلية، هل جرت دراسة لطبقات التربة والأرض بعد اقتطاع هذه المساحة الكبرى من القرية وتوقع تلويث مياه الشتاء للمياه الجوفية. هل فُكر في تأثير حركة الشاحنات على هذه المنطقة الجبلية والجوار وعرقلتها؟

إن حكي عن مشروع صناعــي مـن نوع Industrie Creative هو أخطر الصناعات غير المحدودة والمحددة والمضرة والمفتوحة على أي احتمال. كما غاب عن الهيئة التي اختارت الجليلية أن أهم عناصر اختيار المناطق الصناعية هو الأرض، العمال، والسوق. وجميع هذه العناصر غير متوفرة في الجليلية لأن الأرض غير صالحة واليد العاملة في الجوار غير متاحة. أما السوق، فليس هناك من سوق قريب حتى تكون الجليلية هذه المنطقة النائية هي المؤهلة لذلك.

إن الجليلية قرية اصطياف بامتياز بالنسبة إلى ارتفاعها عن سطح البحر ومناخها المعتدل وهوائها العليل. وأي تلوث بانبعاثات صناعية سيضرها والقرى المجاورة كمزرعة الضهر والزعرورية وحصروت والمطلة وبسابا. فاقتراح مدينة صناعية في الجليلية الصغيرة مشروع مستحيل. ويعتري الناظر العجب عندما يتفحص الصور الجوية لهذه القرية ومحيطها، وزجّ هذا المشروع الصناعي بحجة أن هذه الأرض تقدمها الرهبنة المخلصية من دون استمزاج رأي الأهالي، مع العلم أن الرهبنة المخلصية تملك أراضي شاسعة واسعة تمتد من بلدة جون حتى بسابا على شاطئ نهر الأولي تتضمن اقساماً منبسطة وقريبة من معملي جون وبول قرقش لتوليد الكهرباء ومشروعاً لبحيرة بسري، وتبلغ مساحة تلك العقارات ملايين الأمتار وغالبيتها أرض بور بعيدة كل البعد عن القرى والبنيان واستعمالها للصناعة لا يضر بمحيطها.

إن مشروع مدينة صناعية في الجليلية ليس مشروع إنماء، بل مشروع تدمير للبيئة وتهجير الباقي من القاطنين الذين لم يهجروا بعد. فحذار اللعب بهذه المنطقة واستضعافها. كفى منطقتنا دماراً، لم يبق منها شيء بعد الحرب، وكادت تستعيد أنفاسها حتى تأتيها منطقة صناعية لتخطفها بانبعاثاتها السامة.

لذلك نرفض هذا المشروع المبني على مصالح وأرباح رفضاً باتاّ، ضارباً بعرض الحائط طالبين إلغاءه من قلب القرى العيدية، كما نطلب من الغيارى على منطقتنا وقريتنا المحرومة منذ عهود ان يستبدل هذا المشروع بمشروع انمائي يتلاءم مع طبيعة أرضنا وتقاليدنا وتراثنـا وتاريخنا ومحيطنا.

 

حزب الله وجبهة النصرة

محمد آل الشيخ/الجزيرة/02 كانون الأول/16

لا خلاف على أن منظمة (القاعدة)، وجبهة النصرة المنبثقة عنها، حتى بعد أن غيرت اسمها، منظمة إرهابية تكتمل فيها كل شروط الإرهاب، ولكن ماذا عن منظمة (حزب الله) اللبنانية أليست هي الأخرى منظمة إرهابية تتوفر فيها وفي عملياتها داخل لبنان وخارجه كل شروط الإرهاب التي تتوفر في منظمة (القاعدة)؟.. ربما الفرق أن منظمة (حزب الله) الإرهابية تشارك علنا في تشكيلة الحكومة اللبنانية، بل هي الفصيل الأقوى هيمنة على الأرض في لبنان، كما أن «حسن نصرالله» زعيم الحزب يعيش دونما ملاحقة دولية في أحد سراديب حزبه في بيروت، ويملك صوتاً حكومياً رسمياً يدافع عنه، كما أن لديه منصة إعلامية على الأرض، يتحدث منها كما يريد ومتى يريد.. في حين أن زعيم القاعدة «أيمن الظواهري»، وهو الموازي لحسن نصرالله عملياً، لا يستطيع أن يمارس القدر نفسه من الحضور والظهور وحرية الحركة. هنا يأتي السؤال: لماذا يتفق الأمريكيون والروس على حرب (جبهة النصرة) القاعدية بكل الوسائل المشروعة والاستخبارية، في حين تفلت منظمة حزب الله من الملاحقة والعقاب، رغم أن كليهما منظمتان إرهابيتان بامتياز. الأمر الآخر المثير للاستغراب أن «سعد بن أسامة بن لادن» يعيشن مكرماً في كنف الإيرانيين، ويعلم الأمريكيون والروس ذلك.. ومن هناك يشرف على عمليات القاعدة ويوجهها؛ فلماذا يتجاهل الأمريكيون هذه الحقيقة، وكأنها لم تكن، ويصبون سياط غضبهم وملاحقتهم وقنابل طائراتهم على جبهة النصرة (السنية)، لمجرد أنها اصطفت كفصيل في مواجهة الأسد؟. هذا التباين غير المفهوم إلا إذا مررته على معايير نظرية المؤامرة، يجعلنا نقترب من القول إن اللوبي الفارسي في الولايات المتحدة الأمريكية يعمل بكفاءة عالية، خاصة في ظل غياب أي لوبي سعودي أو خليجي، يواجه الفرس، أو على الأقل يخفف من نفوذهم الواضح في دوائر صناعة القرار الأمريكي، والذي لا مناص من الاعتراف بأننا أخفقنا في صناعته، منذ أول بعثة لنا في تلك الأصقاع البعيدة وحتى الآن.

إيران وحش مخيف يتربص بنا وبأمننا واستقرارنا.. والإيرانيون بكل وقاحة يعلنون رغبتهم في التمدد والتوسع وابتلاع البلدان العربية مهما كلفهم ذلك من تكاليف، ولديهم طابور خامس في الداخل العربي خونة عملاء يمهدون لهم تحقيق طموحاتهم؛ لذلك فالتعامل معهم له سبيلان لا ثالث لهما: إما الإذعان لهم والاستسلام والرضوخ لسيادتهم، أو المواجهة بكل السبل والأساليب.. أما أولئك الذين يدعون للتفاهم معهم، فهم كمن يدعو الإنسان للتصالح مع الوحوش والثعابين.

وكثير ما يطرح الأمريكيون سؤالاً استفهامياً: لماذا العرب، وأهل السنة بالذات منهم، يكرهوننا؟.. وهم ينسون أو ربما يتناسون أنهم من خلقوا هذه الكراهية بهذا التعامل المجحف، والمجامل والمنحاز للإيرانيين، على حساب العرب وأهل السنّة منهم على وجه الخصوص، وتحديداً في عهد أوباما، الذي ننتظر على أحرّ من الجمر متى يغادر البيت الأبيض إلى مزبلة التاريخ. وكما قلت في مقال سابق: الأمريكيون هم من ساعدوا الإرهاب السني المتأسلم بالظهور منذ أفغانستان وحتى سوريا وانحيازهم للإيرانيين.. هذه هي الحقيقة التي يتعامون عنها.

 

لماذا الحملة على الرئيس ميشال عون؟

نديم قطيش/الشرق الاوسط اللندنية/02 كانون الأول/16

بكرت كثيًرا قوى محور إيران، وحلفاؤها في لبنان، في الاشتباك مع عهد الرئيس ميشال عون. بدأ المعركة رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل جلسة الانتخاب الرئاسية، واستكمل الاشتباك معه في جلسة الانتخاب نفسها التي شهدت أربع جولات اقتراع انطوت على إساءة لمناخ جلسة الانتخاب وجديتها ورصانتها. ثم في اللحظة التي بدا فيها أن أولى حكومات العهد ستتشكل خلال ساعات، سقطت من سماء قوى حزب الله حزمة شروط جمدت مسار التأليف. تبع ذلك كلام سياسي مباشر وغير مباشر وآخر إعلامي شبه سياسي، يصب كله في اتجاه واحد؛ «تأديب» عون و«ترويض العهد» قبل أن يبدأ حًقا في التصرف كرئيس للجمهورية وفق صلاحيات محددة، متجاوًزا الأعراف التي أرسيت بين الأعوام 1990 و2016، والتي كبلت وعدلت الدستور ضمًنا، بحكم توازنات الأمر الواقع.

أولاً، هي تنطوي على رفض فكرة أن ثمة شيًئا اسمه «عهد» أصلاً، على نحو ما كانته السياسة في لبنان بموجب دستور الجمهورية الأولى الذي تميز برئاسة جمهورية واسعة الصلاحيات، تجعل من الرئيس مهندًسا ومقرًرا لعهده وسياساته الداخلية والخارجية، من تشكيل الحكومة واختيار وزرائها ورئيسها، وصولاً إلى صلاحيته في حل مجلس النواب.

الهجوم على عون، وهو صاحب شخصية خاصة جًدا، بشأن كل ما يتصل بدوره وموقعه، يهدف إلى تذكيره بأن التفكير بمنطق العهد هو تفكير ينتمي إلى زمن آخر لم تعد أسسه القانونية والدستورية قائمة، وأن الرئيس الذي تقلصت صلاحياته دستورًيا تقلص دوره أيًضا بحكم الأعراف، وبحكم تجارب رؤساء ضعفاء منذ «الطائف» إلى اليوم.. مسار ترويضي، يحمل رسالة واضحة لعون بأن رئاسة الجمهورية ليست هي محورالنظام السياسي ولا تستطيع، ولو رمزًيا، أن تتصدر إعادة تكوين السلطة.

ثانًيا، تستهدف الحملة عودة الرئيس سعد الحريري إلى السلطة التنفيذية، ومنعه من جعل هذه العودة ولادة جديدة للحيوية السياسية التي لطالما مثلتها «الحريرية السياسية»، إن كان على مستوى التوازن في خيارات لبنان العربية أو على مستوى التوازن الوطني الداخلي. ليس خافًيا أن استهداف مؤسسة رئاسة مجلس الوزراء هو عنصر ثابت في استراتيجية حزب اللهوفريقه، وقد حاول تحقيق أكبر قدر من الإصابات في جسم هذه المؤسسة منذ أن انقلب على حكومة الحريري الأولى مطلع عام 2011. وما لبث أن ذهب إلى حكومة برئاسة نجيب ميقاتي، سماها الرئيس ميقاتي نفسه قبل أسابيع أنها كانت جزًءا من مسار انقلابي!!

قال ميقاتي لصحيفة السفير: «الحريري كان منتصًرا في الانتخابات النيابية، وفي ذروة قوته الشعبية، وشكل حكومة وحدة وطنية، وبعد ذلك تم الانقلاب عليه بالطريقة التي نعرفها جميًعا»، والتي كان ميقاتي عنوانها في السراي الحكومي!!

أما ذروة الاستهداف الممنهج لرئاسة مجلس الوزراء، فكانت خلال حكومة الرئيس تمام سلام، وذلك تحت غطاء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية. تطاول حزب الله على صلاحيات رئيس الحكومة، من وضع جدول أعمال مجلس الوزراء إلى آلية التصويت واتخاذ القرار داخل الحكومة، خلاًفا لكل مندرجات الدستور والقوانين الناظمة لعمل السلطة التنفيذية.

ويستمر ذلك اليوم من خلال محاولة مصادرة ما أمكن من صلاحيات رئيس الحكومة المكلف خلال تشكيل الحكومة.. وبعدها!

ثالًثا، تعكس الحملة على عون مخاوف تتصل بتوازنات وتحالفات «كونفدرالية» الطوائف التي هي لبنان. فالتلاقي المسيحي - المسيحي الذي عبر عنه التفاهم بين الجنرال عون والقوات اللبنانية، والذي يترجم اليوم تنسيًقا حكومًيا، وغًدا تنسيًقا نيابًيا، معطوًفا على قدرة الحريري على التقاطع مع هذا الثنائي، على نحو أكبر بكثير من قدرة حزب اللهوحلفائه، يضع الشيعية السياسية في لبنان أمام تطور سياسي جديد لم تعتد عليه منذ اتفاق الطائف. من هنا بدأت تطفو على سطح التصريحات السياسية، والهمس وراء الكواليس، مطالب تريد للشيعة قدرة تعطيل شيعية صافية داخل السلطة التنفيذية، لا تكون محكومة بتحالفات متغيرة أو متذبذبة.

كما أن هناك هواجس ليست قليلة تتعلق بمواقف لبنان الدولة من صراعات المحاور في المنطقة، إذ يتساوى في حسابات حزب الله قول عون إنه على الحياد مع اعتبار ذلك اصطفاًفا إلى جانب السعودية وحلفائها العرب. فليست الرياض هي الساعية إلى تغيير موقع لبنان ونقله، بل إيران التي تريد للبنان أن يكون منخرًطا بأوسع طريقة ممكنة في الاصطفاف الحاصل في سياق سياسة «تجميع العواصم» العربية إلى جانب إيران وسياستها.

إزاء ذلك، لا ينبغي أن تعلو أي مصلحة على مصلحة تأمين انطلاق العهد، رئاسة جمهورية وحكومة، ولو تطلب الأمر دفع أثمان هنا أو هناك. في خطاب ترشيحه عون، قال الحريري: «من يريد إقامة توازن بين الدولة والسلاح غير الشرعي عليه أن يضع حًدا للفراغ الرئاسي»، وهي معادلة أثبتت قدرتها على التمدد إلى مساحات أوسع من مسألة السلاح. فكلما انخرط الرئيس عون في الرئاسة، كبر التناقض بينه وبين الدويلة التي تريد لانتقاله إلى القصر الرئاسي ألا يتجاوز تغيير عنوان السكن من الرابية إلى بعبدا!

 

هل أفل عصر تفاهم "حزب الله - التيار الوطني" وهل انتفت الحاجة فعلاً إلى محور 8 آذار؟

ابراهيم بيرم/النهار/3 كانون الأول 2016

هل بدأت بوادر الافتراق البائن بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" تطل برأسها وتؤذن بقرب أفول عصر التفاهم المبرم بينهما منذ نحو عقد من الزمن، لا سيما بعدما ولج العماد ميشال عون قصر بعبدا قبل شهر؟

السؤال فرض نفسه في الايام القليلة الماضية انطلاقا من اعتبارين: الاول، الحديث عن تباينات بين رؤى الطرفين حيال موضوع تأليف الحكومة، خصوصا لجهة إصرار "التيار" على الايفاء بتعهدات اعطاها لـحزب "القوات اللبنانية" والمترافق مع مبادرة "حزب الله" الى النأي بنفسه عن حرب الارادات التي تدور رحاها بأشد ما يكون بين "التيار البرتقالي" من جهة والرئيس نبيه بري من جهة اخرى، مما أخّر ولادة الحكومة المنتظرة وبدد مناخات تفاؤل سادت بقرب تأليفها في مهلة قياسية. ولم يكن هذا النأي بالنفس من جانب الحزب ليعفيه من تهمة انه يحابي الرئيس بري ويغض الطرف عن الحملات التي يشنها سيد عين التينة تباعاً على الرئيس عون وتياره. والثاني، صمت الحزب عن الكلام الذي تطلقه الصحافة الخليجية منذ فترة وفحواه ان العلاقة بين الحزب والتيار بلغت اخيرا دركها الاسفل منذ ولادة تفاهمهما الشهير في شباط 2006.

وتزامن هذا الكلام ايضا مع كلام إعلام داخلي تكفّل فجأة ومن خارج كل الحسابات باتهام رئيس التيار الوزير جبران باسيل بالضلوع في جريمة "ذبح سياسي" للنائب سليمان فرنجية طمعاً بدعم "قواتي" موعود يوصله الى نيابة في البترون.

ليست المحطة الاولى التي يخضع فيها تفاهم الحزب - التيار لحملة تشكيك بجدواه واستمراره وتوقعات بقرب انهياره تحت وطأة مستجدات وتحولات تفرض نفسها، فالامر تكرر خلال الاعوام العشرة المنصرمة، خصوصا ان ثمة من راهن استهلالا على انه لا يتعدى كونه تحالفا ظرفيا عابرا لن يلبث ان ينفرط عقده.

وعليه فان ثمة من يعتبر ان الكلام الآن على توتر غير مرئي يسود علاقة الطرفين ويؤثر سلبا على تفاهمهما يجد ما يعززه من خلال:

- معلومات سرت اخيرا جوهرها ان الحزب ابلغ من يعنيهم الامر انه غير معني اطلاقا بمترتبات تفاهمات داخلية ابرمها "التيار الوطني" قبيل الانتخابات الرئاسية.

- ان الحزب وفى بتعهده إيصال عون الى قصر بعبدا وبعد ذلك شأن آخر ويوم آخر.

- ان الحزب لو شاء الحفاظ فعلاً على ديمومة علاقته الوطيدة بـ"التيار الحر" ما كان مضطرا الى اعطاء بري هذه الوكالة غير القابلة للعزل بادارة عملية تأليف الحكومة باسم "الثنائية"، وهو على علم مسبق بحجم التناقض بين بري وعون ودرجة ما يضمره رئيس المجلس للعهد الرئاسي الجديد، ومن ثم يؤدي (الحزب) دور "ابو الهول" حيال كل السجالات الحاصلة منذ اسابيع على موضوع انضاج الطبخة الحكومية، وهو يملك من امكانات التأثير على كلا الطرفين ما يؤهله لتذليل كل العقد امام ولادة مضمونة وعاجلة للحكومة. وعليه فان بعض المشككين ذهب الى حد البحث عن اوجه شبه بين موقف الحزب من موضوع التأليف وبين موقفه قبيل عملية انتخاب الرئيس، خصوصا لجهة استنكافه عن ممارسة ما هو مطلوب منه من ضغوط على بري بغية امرار الامرين معا.

هل في رسم هذه الصورة لمآل الامور مبالغة، ام ان وراء الاكمة من المستجدات المخبوءة ما يسمح بالسؤال عما اذا كان الطرفان المعنيان ما زالا يحتاجان الى تفاهمهما الذي كان حين إبرامه حدثا مدويا وترك استمرار قطاره بالسير طوال عقد من السنين تأثيرات عميقة على واقع المشهد السياسي كانت ذروتها بلوغ عون قصر بعبدا وما رافق ذلك من تحولات في عمق الوضع المسيحي والوطني؟

لا ريب في ان الظروف التي شكلت الرحم الذي اولد تفاهم الطرفين شهدت تحولات، فعون بلغ اقصى طموحاته وعاد الى بعبدا رئيساً كامل الشرعية، وفي المقابل لم يعد الحزب كما كان لحظة اشهار تفاهم كنيسة مار مخايل ذاك الطرف المحاصَر من كل الجهات، ولا سيما بعدما تحلل منه رفاق رحلته في التحالف الرباعي وبدأوا يعدّون له المقصلة، فهو صار رقما صعبا وامرا واقعا عصيا على كل محاولات الاجتثاث، وقد توج رحلة نضاله بايصال مرشحه الحصري الى الرئاسة الاولى وانتصار ارادته.

ولكن ذلك على بلاغته لا يعني اطلاقا في نظر عارفين بأمور الحزب وتوجهاته العميقة ان مفعول التفاهم قد استنفد اغراضه وانتهت صلاحيته وان الحاجة اليه شارفت نهايتها. فهو انطلق كاتفاق ضرورة لطرفين كانا يستشعران عقدة الاضطهاد والاقصاء، لكن تجارب عقد السنين اظهرت لطرفيه انه صار بمثابة عنصر ضمانة لمستقبل الحياة السياسية ولا سيما في مرحلة ما بعد 31 تشرين الاول الماضي.

من هنا برز حرص ضمني من الحزب على توضيح جملة امور تتصل بتكهنات وتحليلات سرت اخيرا بشّرت بقرب موت التفاهم الذي استحال عقدا اجتماعيا، وابرزها:

- ان الحزب ينطلق في موضوع تأليف الحكومة من 3 اعتبارات: الاول، تأمين "تقليعة" قوية للعهد عبر حكومة وحدة وطنية جامعة ومتوازنة، والثاني ارضاء الرئيس بري لا سيما بعد خطوة تفويضه التي شاءها سيد الحزب علنية لغايات معلومة واخرى مكتومة، والثالث حفظ النائب فرنجية لوفائه المطلق في استراتيجيات المحور.

انطلاقا من كل ذلك، كان الحزب حريصا على الزهد بأي حصص وازنة، وكان حريصا أيضاً على عدم وضع اي "فيتو" على مشاركة "القوات اللبنانية" او حزب الكتائب. اما في موضوع مطلب حفظ فرنجية فان الحزب لم يبادر من الاساس الى وعده او وعد سواه بحقيبة وزارية محددة.

- ان الحزب يتفهم من الاصل موجبات تفاهم حليفه مع "القوات اللبنانية" ويدرك اساسا ان عون ذهب الى تفاهم معراب بعدما اعلن حلفاء له انهم ليسوا في وارد انتخابه، وهو لذلك نأى بنفسه عن الموضوع ولم يرفع عقيرته بالاعتراض إلا لحظة شعر بان هناك من يريد تضخيما مبالغا فيه لهذا الفريق بما لا يتناسب مع حجم تمثيله النيابي.

- ان الحزب على دراية تامة بموضوع التوريث السياسي في زعامة التيار، وهو يعتبر نفسه معنيا بشكل او بآخر، وهو ضمناً على ثقة بالوزير باسيل ويعرف ان وجوده على رأس هرم قيادة التيار ضمانة سياسية على درجة الثقة عينها بالزعيم المؤسس.

- ان الحزب ليس من انصار مقولة انطواء عصر المحورين 8 و14 آذار، فهو ما فتئ يرى حاجة الى محور 8 آذار بتوجهاته الوطنية والاقليمية، وما زال يتعامل مع هذا المحور على اساس انه ما برح متماسكا، وهو يرى نفسه مولجاً برأب اي صدع بين مكوناته.

 

عن مُعطِّلي الحكومة... والعلاقة الشيعية - المسيحية

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/السبت 03 كانون الأول 2016

قبل الانتخابات الرئاسية، وُضِع «حزب الله» في موقع المعطّل لانتخاب الرئيس ميشال عون، وحتى يوم الانتخاب نفسه في 31 تشرين الأوّل الماضي، ظلّت تهمة التعطيل ملازمة للحزب، ولعبَت «القوات اللبنانية» دورَ رأس الحربة في توجيه هذا الاتّهام. بعد تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيلَ الحكومة، انتقلت تهمة التعطيل إلى الرئيس نبيه بري، ووُضِع في موقع معطّل تأليف الحكومة، ولعبَت «القوات» أيضاً، دور رأس الحربة في توجيه الاتّهام إلى رئيس المجلس النيابي، وما زالت على هذه السياسة، ويشاركها في ذلك بعض الفريق المعنيّ مباشرةً بالتأليف. هنا يطرح سؤال نفسَه: ما سِرّ هذا التصويب على الثنائي الشيعي، ولأيّ هدف؟ كانت «القوات» أكثر العارفين بتأييد «حزب الله» لعون، وخبرَت ذلك بتمسّكِه بترشيحه لأكثر من سنتين ونصف، ومع ذلك سخّرَت ماكينتها السياسية والإعلامية لزرع هذه التهمة في ذهنِ الشريحة الواسعة من المسيحيين، ونجَحت في إثارة الشكوك حول الموقف الحقيقي للحزب، حتى ضمنَ «التيار الوطني الحر»، إلى أن جاء الانتخاب وتصويتُ الحزب لعون ليثبتا بطلانَ هذه التهمة. وقبل أن يأتي أحد ويسأل «القوات» عن سبب اتّهامها «حزب الله» بتعطيل الرئاسة، ويطالبها بتوضيح هذا الاتّهام أمام الرأي العام المسيحي أوّلاً، صوَّبت ماكينتها الاتّهامية السياسية والإعلامية في اتّجاه بري، وما تزال حتى الآن، تلقي عليه مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة. وأكثر من ذلك، مسؤولية قطعِ الطريق على انطلاقة قويّة لعهد عون، وعلى سعيِ المسيحيين لاستعادة حقوقِهم ودورهم وشراكتهم الفاعلة في الحكم. واستطاعت أن تجذبَ إلى موقفها شريحةً واسعة من المسيحيين.

هنا، وأمام هذا المنحى الاتّهامي تَبرز الوقائع التالية:

1- الحصّة الوزارية لرئيس الجمهورية؛ هل هي عامل مسَهِّل للتأليف؟

2- ثانياً، الحصّة المسيحية في الحكومة؛ هل إنّ المطالبة بتمثيل كلّ الشرائح المسيحية هي عامل معطّل للتأليف؟ وهل إنّ حصرَها بطرفين مسيحيَّين (التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية) دون سائر المسيحيين عاملٌ مسَهّل للتأليف؟

3- محاولة إبعاد سليمان فرنجية ثمّ الموافقة (تحت الضغط) على تمثيله على مضَض وبوزارة ثانوية، هل إنّ ذلك عامل مسَهّل للتأليف؟

4- محاولة منعِ فرنجية من أن يتمثّل في الحكومة مِن ضمن الحصّة المسيحية، بل من الحصّة الشيعية أو السنّية مِن خلال المقايضة، هل هذا عاملٌ مسَهِّل للتأليف؟ وهل إنّ أرجَحة رئيس تيار «المردة» بين إعطائه حقيبةَ التربية، ثمّ العودة عنها، ثمّ طرح وزارة ثانوية عليه، ثمّ العودة عنها، ثمّ أخيراً طرح الاتصالات من دون أن يَلقى ذلك قبولاً حتى الآن، هل إنّ كلّ هذا عامل مسَهّل للتأليف؟

5- التوافق بين بري والحريري في بداية خطوات التأليف، على أنّ حقيبة الأشغال هي من حصّة بري، ومن ثمّ يأتي من يقدّم وعداً لـ«القوات» بأنّ الأشغال من حصّتها فتتمسّك بها، هل هذا عامل مسَهّل للتأليف؟

6- إلغاء طائفة بكاملها هي طائفة الروم الأرثوذكس، فهل إنّ مصادرة تمثيلِها وحصرَه بحِزبيِّين من «التيار» و«القوات» عاملٌ مسَهّل للتأليف؟

7- إلغاء طائفة بكاملها هي طائفة الروم الكاثوليك، فهل إنّ مصادرة تمثيلِها وحصرَه بحِزبيّين من «التيار» و«القوات» عامل مسهّل للتأليف؟

8- حصّة «التيار» و«القوات» مجتمعين، التي تزيد عن ثلثِ الحكومة المنوي تشكيلُها، «الثلث المعطّل» ووفقاً للاتفاقات بين الأطراف لا مكان له في الحكومة المنوي تشكيلها، فهل امتلاكُ «التيار» و«القوات» «الثلثَ المعطّل» في الحكومة عاملٌ مسَهّل للتأليف؟

9- حصّة «القوات» وحدها (4 وزراء بينهم نائب رئيس مجلس الوزراء ويضاف إليها الوزير ميشال فرعون أي 5 وزراء)، هل هذه الحصّة المضخّمة عامل مساعد للتأليف؟

10- تثبيتُ حقائب وزارية دسمة لطرفٍ سياسي محدّد، ومحاولة حجبِها أو تعديلها أو تغييرها أو تغييبها عن طرف سياسي آخر، هل هذا عامل مسَهّل للتأليف؟

11- محاولة إظهار الواقع الرئاسي الجديد على أنّه قائمٌ على معادلة رابح وخاسر بين حِلف ثلاثي مكتسِح (القوات والتيار والمستقبل) مقابل فريق منكسر (حزب الله وبري وحلفاؤهما) ومحاولة القول بضرورة ضمِّ بري إلى الحلف الثلاثي الجديد ليبدو كـ«حصان طروادة» ضد «حزب الله» هل هذا عامل مسَهِّل للتأليف؟

12- العزف القواتي شِبه اليومي على أنّ رئيس الجمهورية لا يستطيع أن ينتظر التأليفَ طويلاً، وأنّ تأخير التأليف يوجب عليه الذهابَ مع الرئيس المكلّف إلى حكومة أمر واقع، هل هذا عامل مسَهِّل للتأليف؟

13- محاولة الضغط على القوى السياسية، وبنبرةٍ فيها شيء من الفَوقية لتقديم أجوبتها النهائية حول الحكومة ضمن مهلة زمنية، هل هذا عامل مسَهّل للتأليف؟

14- تمييز طرَفٍ على غيره من الأطراف، والكرمُ عليه بحقائب وزارية مميّزة وحجزُها له حتى قبل انتخابِ رئيس الجمهورية، هل هذا عاملٌ مسَهِّل للتأليف؟

15- العزف المستمرّ والمريب على الوتر الشيعي - المسيحي، هل هذا عامل مسَهِّل للتأليف؟ لا بل هل هو عامل مساعد على حفظِ استقرار البلد وتأكيد وحدتِه، أم أنّه يزرَع لغماً، إن انفجَر لن يكون في مقدور أحد أن يتحمّل تبعاته وآثارَه على كلّ المستويات؟

هنا، التاريخ الشيعي - المسيحي يَشهد على العلاقة التاريخية الثابتة بين هذين المكوِّنين، وتجلّت في محطات كثيرة، وبالتالي فإنّ محاولة تفخيخِ هذه العلاقة، تنطوي على مخاطرة كبرى، ليس على الشيعة وحدَهم ولا على المسيحيين وحدهم، بل هي نذيرُ شؤم على كلّ المكوّنات، وأكثر من ذلك على لبنان الوطن والكيان.

وكما للمراجع المسيحية حرصٌ على إبقاء هذه العلاقة في أوجها، ثمَّة مقولةٌ ثابتة لدى الفريق الشيعي، ولطالما عبَّر عنها بري بقوله: «للبنان أربعةُ أجنحة؛ الجناحان المقيم والمغترب، والجناحان المسلم والمسيحي اللذان لا تكتمل صورة البلد من دونهما، أو إنْ أصابَ أياً منها ضررٌ ووَهن».

«القوات» على اتّهامها برّي، ويشاركها في ذلك حلفاءٌ لها، وأمّا في الموازاة فَكلامٌ آخر لرئيس المجلس: «قدّمتُ كلَّ التسهيلات المطلوبة منّا لتسريع تشكيل الحكومة، الكرة ليست في ملعبنا، فليَبحثوا عن المعطّلين والمعرقِلين في مكان آخر».

أولوية برّي «الشراكة، وإيجاد مساحات التلاقي بين اللبنانيين وتوسيعُها إلى المدى الأبعد، والدخول مجتمعِين في معركة إحباط محاولات إسقاط لبنان في منطق الشعبوية والتحريض والشحن الطائفي والمذهبي، وحماية وصيانة الحضور السياسي والتمثيلي لجميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، من دون استثناء أو تفضيل لهذا على ذاك».

«القوات» مع أن يمارس الرئيسان حقَّهما الدستوري بفرضِ حكومة، وأمّا العاملون على خط التأليف فيدركون أنّ الذهاب إلى حكومة أمر واقع بما يكرّس أمراً واقعاً أو سابقةً، معناه جرُّ البلد إلى فتنة، خصوصاً أنّها ستستتبع حتماً ردودَ فعلٍ مِن قوى سياسية وطائفية فاعلة، وهذه تكون ضربةً قاسية للعهد، وعلى حدّ تعبير أصدقاء قريبين من العهد: «خطوةٌ كهذه هي خطوة خطيرة ومتهوّرة، وأقلّ الأثمان التي تترتّب عليها أنّها قد تَذهب بالعهد كلّه. ونحن على يقين من أنّ رئيسَي الجمهورية والحكومة يَعرفان طبيعة التوازنات والحساسيات التي تَحكم البلد، ولا نعتقد أنّهما قد يكونان في وارد هذه الخطوة.

هناك من يتفهّم موقف «القوات»، فهي في رأيهم، تعبّر بحماستها هذه عن صدقِ تأييدِها لعون، ورغبتِها في انطلاقة عهده بقوّة وفاعلية. فضلاً عن حقّها بتمثيلٍ وازن في الحكومة، لدورها الجيّد في وصولِ عون إلى رئاسة الجمهورية.

ولكن هناك في المقابل من يرى أنّها بتشجيعها على حكومة أمر واقع تعرف نتائجَها مسبَقاً، إنّما هي تُحرج عن قصدٍ أو عن غير قصد، رئيسَ الجمهورية والرئيسَ المكلّف، بطرحٍ يضَعهما في موقع صداميّ مع الآخرين.

كما أنّ «القوات» ورئيسَها سمير جعجع، في نظر خصومِها (وربّما حلفائها)، تتصرّف وكأنّ «الحكيم» هو رئيسُ الظلّ لعون، وأنّ «القوات» هي أمّ العهد وأبوه، والمعنيُّ الأوّل في قطفِ الثمار الوزارية والسياسية، وربّما ثمارٍ مستقبلية طموحة جدّاً.

وعندما قال جعجع بعدمِ إعطاء مَن عارَضوا انتخاب الرئيس فرصةَ المشاركة في الحكومة، بدا وكأنّه يَرسم خريطة الطريق إلى عزلِ الآخرين وعدمِ إعطاء فرصة لأيّ مسيحيّ آخَر، خارج ثنائية التيار - القوات، في أن يكون له دورٌ وحضور، بما لا يراعي واقعَ الوحدة الوطنية المفروض أن تعكسها الحكومة.

وإذا كانت «القوات» ترى أنّها هي وَلّادة العهد، فهناك من يخالفها، ويقول: «من جاء بالعهد ثلاثة؛ «حزب الله» بتمسّكِه بترشيح عون، الحريري بدعمِ ترشيحِه، والثالث برّي بتأمين النصاب وعدمِ السماح بفرطِ جلسة الانتخاب. وهذا الكلام قاله برّي مباشرةً لعون في لقائهما الأخير في عين التينة. وكان عون متفهّماً إلى أبعد الحدود. يلاحظ مراقبون أنّ «القوات» تحاول دائماً تقديمَ صورةٍ أنّها هي وعون في مركبٍ واحد، إلى جانب الحريري، وتبني على هذا الحلف الثلاثي آمالاً وطموحات مستقبلية. لكنّ السؤال: كيف ستصل إلى هذه الطموحات، وبالأمس القريب جرى حديثٌ هاتفيّ بين رئيس الجمهورية والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، أكّد فيه عون على العلاقة مع الحزب والتفاهم المعقود بينهما، قائلاً: «كما كنّا معاً قبل الانتخابات، سنبقى بعد الانتخابات».

 

«حلب ونفط ونازحون» في صلب الهجمة الدبلوماسية؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 03 كانون الأول 2016

لم تكن الهجمة الديبلوماسية العربية والغربية في اتجاه لبنان مستغرَبة. فإنجاز الإستحقاق الرئاسي لم يكن حدثاً محلّياً عادياً، وقد شاركت غالبية العواصم العربية والغربية في إنجازه، فضلاً عما يشهده البلد الصغير من تطوّرات كونه من دول الجوار السوري وعضواً في الحلف الدولي ضد الإرهاب. ولكن ما هي الرسائل التي يمكن قراءتها؟ كان طبيعياً أن تشهد بيروت مثل الحركة الديبلوماسية التي بدأت إثر انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فالحدث لم يكن عابراً وقد شغل اللبنانيون أصدقاءهم العرب والغربيبن بشؤون الإستحقاق وشجونه منذ أكثر من عامين سعياً لإنهاء الشغور الرئاسي.

ومردّ هذا الإهتمام الذي حظي به لبنان، على ما تقول مصادر ديبلوماسية غربية، عوامل عدة أبرزها يكمن في العوامل الجغرافية التي أوجدته في قلب الأزمة السورية التي أرخت بظلالها السلبية على العالم أجمع وجعلت من دول الجوار مواقع لأخطر الأزمات الإنسانية والأمنية في القرن 21 نتيجة المخاطر التي تسبّبت بها الحروب المنتشرة على أكثر من 72 جبهة عسكرية على مساحة سوريا. عدا عن تلك التي كانت تُخاض الى جانب حدود دول الجوار وأخطرها تلك التي ألغت الحدود مع العراق وهدّدت الحدود الأردنية والجولان السوري المحتل ولبنان بعد «غزوة عرسال».

على هذه الخلفيات، أبدت المصادر الديبلوماسية ارتياحها الى ردات الفعل العربية والغربية على انتخاب عون وتوقفت بإهتمام عند زيارتَي الموفودَين السعوديَين الوزير ثامر السمهان والأمير خالد الفيصل وكذلك زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمود ظريف. واكتسبت الزيارتان السعودية والإيرانية أهمية تفوق بقية زيارات الموفدين، لأنّ القائمين بهما هما من طرفَي التفاهم الذي أدّى الى النفاذ بالإستحقاق الرئاسي.

وعليه، تميّز المصادر نفسها بين الزيارات الديبلوماسية وتقرأها بعيون مختلفة، فلا يمكن وضع زيارة الموفد السوري في خانة زيارة الموفد القطري، فلكلٍّ منهما نكهته الخاصة بحجم ما يراهن عليه اللبنانيون من محاولات النأي بالنفس عن الأزمة السورية والتقرّب من دول الخليج العربي وترميم العلاقات الإقتصادية والمالية والديبلوماسية والسياحية معها إن سمحت بعض القوى التي تراقب بقلق إعادة مسار العلاقات الطبيعية معها. أما وبعد، فقد إتخذت الهجمة الديبلوماسية الجديدة طابعاً آخر.. ولذلك اكتسبت زيارتا وزيرَي الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والألماني فرانك فالتر شتاينماير أهمية خاصة تشبه الى حدٍّ بعيد الإستعدادات الجارية لإستقبال نظيرهما الكندي استيفان ديون الإثنين المقبل وهي تتجاوز تقديم التهاني لتلامس ملفات أكثر دقة. وعن الأهمية التي تكتسبها زيارة جاويش اوغلو، فهو أنهى للتو زيارة بالغة الدقة لطهران وتزامنت مع حوار مفتوح على أكثر من مستوى ديبلوماسي وعسكري وميداني بين أنقرة وموسكو تردّدت فيه الشؤون اللبنانية عند البحث في الشؤون العسكرية وتردّدات ما يجري في حلب وأزمة النازحين. فالمسؤول التركي يشرح في جولاته الدولية الظروف التي دفعت بلاده الى خوض عملية «درع الفرات» ويبرّر بأنها لـ«حماية الأمن القومي التركي»، ويبحث في ما تركته من ترددات سلبية على علاقة تركيا ببعض دول الحلف الدولي واتهامها بالتخلّي عن المعارضة في حلب مقابل السماح لها بإنهاء الحلم الكردي بكيان مستقل على حدودها.والى الزيارة التركية تتوقف المصادر عند زيارة الوزير الألماني الذي تشارك بلاده في القوة البحرية في «اليونيفيل» ودورها مهم في استيعاب النازحين السوريين في اتجاه اوروبا وقد استوعبت مليون نازح بينهم اكثر من 300 الف سوري دفعت بهم تركيا الى غرب أوروبا ووسطها. عدا عن تأكيد إستعداد بلاده لدعم القوى العسكرية اللبنانية في مواجهة الإرهاب ورفع حجم المساعدات الأوروبية للبنان في مواجهة أزمة النازحين على رغم الرفض الأوروبي لإستقبال مزيد منهم عقب العمليات الإرهابية التي هزّت بروكسل وباريس وبيرن وميونيخ واستوكهولم مع الإستعداد للبحث في مشاريع محلّية تخفّف من عبء النزوح على لبنان ولا توسع انتشاره. أما زيارة الوزير الكندي فلها نكهة مختلفة سيفتح في شأنها النقاش عند وصوله الى بيروت. فلبلاده برامج خاصة لإستيعاب النازحين ومن بينها برنامج يهدف الى لمّ شمل العائلات السورية التي زادت على 8000 عائلة جمعت من الأردن ولبنان وتركيا والعراق في إطار برنامج يؤدّي الى استعداداتٍ كندية لاستقبال 25 ألف عائلة. وما بين هذه الهموم تبقى الإشارة الى أنّ في ملفات لبنان قضايا أخرى طرحت على الموفدين الدوليين وتبدأ بالدعوة الى الإستفادة من توسع «المناطق الآمنة» في سوريا وإحداث أُخرى لتستقبل الموجودين في لبنان لأسباب اقتصادية. عدا عن الهم المتصل بثروة الغاز والنفط في المنطقة الإقتصادية البحرية وهو ملف طُرِح مع الوزير التركي تحديداً، عدا عن البرامج المعدّة لتعزيز القدرات العسكرية والأمنية للقوى اللبنانية في مواجهة المخاطر المحيطة بلبنان من كلّ صوب.

 

الوزير الشيعي الخامس

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/السبت 03 كانون الأول 2016

تكوّنَ اقتناع حاسم عند رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدم إعطاء وزير شيعي لحصّة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. في المقابل لدى الأخير اقتناع بأنّه في حال لم يحصل على الوزير الشيعي فإنّه سيَميل إلى عدم أخذِ وزير سنّي، لأنّ عدم اكتمال المعنيَين الشيعي والسنّي في حصّته الوزارية، يؤدّي إلى تبديد الهدف الذي يريده من ذلك، وهو الإشارة إلى أنّ تمثيله في الحكومة وطنيّ جامع. النقاش في اسمِ الوزير الشيعي الخامس بين بري وحزب الله، لم يُختتم رسمياً بعد، فتفويض الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله إلى بري التفاوضَ عن حركة «أمل» و«الحزب»، يَجعل انتظار البحث في هذا الأمر بين طرفَي الثنائي الشيعي ممكناً وربّما فيه حكمة. مع ذلك يدير بري مناورةً سياسية مع الحزب حول هذا الأمر، قوامُها أنّه يوافق على أن يكون الوزير الخامس من حصّة حزب الله شرط أن يكون حزبياً، وذا اختصاص في موضوع القانون الانتخابي، طالما إنّ الحكومة العتيدة هي حكومة مهمّتُها الأولى وضعُ قانون انتخاب جديد، وإجراء الانتخابات. ويبرّر بري ذلك بأنّ تمثيل الوزراء الشيعة يجب أن يراعي وجود شخصية وزارية لديها سعة اطّلاع في قوانين الانتخاب. وخلفية طرحِ بري هذه، تفسّر لماذا ضمّت التشكيلات الوزارية التي تسرّبت قبَيل عيد الاستقلال أسماءَ مرشحين للتوزير من حزب الله من خارج نادي مرشّحيه التقليديين، والذين يتمّ انتقاؤهم لأسباب على صلة بتوازنات حزبية داخلية، وكان من بين هؤلاء المرشّحين المستجدّين اسمُ مدير المركز الاستشاري التابع للحزب والذي يهتمّ بإعداد دراسات لقيادة الحزب عن مشاريع لنقاشها في مجلس الوزراء واللجان النيابية وعلى رأسها قانون الانتخاب.

تراجعَت الآن فكرة ترشيح وزير خامس متخصّص بمواصفات اقتراح بري، يكون من الحزب ويَقطع الطريق على إعطائه لعون، وحلّ مكانها صمتٌ بين حارة حريك وعين التينة على حسمِ هذا الملف، وتأجيله للّحظات الأخيرة.

ولكن في الانتظار لا يزال مطروحاً، ولو بدرجة تَدنّت احتماليتُها، فكرة إعطاء الوزير الخامس الشيعي للحزب القومي السوري الاجتماعي. لكنّ هذا الخيار بات مستبعَداً، نظراً لإصرار بري على أن يكون الوزراء الخمسة الشيعة لحركة «أمل» والحزب.

ونظراً لأنّ الحزب يجد ثغرةً للخروج من التزامه للحزب القومي السوري، بتمثيله في الحكومة، وهي تتمثّل بوجود خلاف داخل قيادة «القومي» حول ما إذا كان سيتمثّل بالحكومة بوزير شيعي أو بوزير مسيحي. ويستطيع حزب الله بسهولة القول لـ»القومي» إنّ وحدة قيادته أهمّ مِن توزيره في الحكومة العتيدة.

الأجواء المسرَّبة من داخل حزب الله تؤكّد أنّه لن يَطرأ تغيير على أسماء وزيريه في الحكومة، أي الوزيرين محمّد فنيش وحسين الحاج حسن. فيما داخل حركة «أمل» يستمرّ علي حسن خليل مرشّح خط بري الأحمر لوزارة المال. الوزير الثاني تستقرّ بورصته عند حظ النائب ياسين جابر.

أمّا الوزير الثالث الذي سيكون بالتشاور مع حزب الله، فهو بات محسوماً لجهة بعض مواصفاته السياسية وليس كإسم: فمِن جهةٍ صار مستبعَداً أن يعطى للحزب القومي، وبات مؤجَّلاً موضوع فتحِ اشتباك حوله مع عون، أقلّه لأنّ حزب الله يبرّد الآن هذه الجبهة، فيما بري يَدفع بمناورات لتأكيد معادلة أنّه يجب ان يكون من داخل قطبَي الثنائية الشيعية. وعلى ضفاف هذا الانتظار، يدور تنافس على هذا المقعد، بين بيئات محيطة ببري، وكلّ منها تحاول إقناعه بمرشّحها.

وبين المرشّحين امرأة لديها موقع داخل مؤسسات تابعة لجو «أمل»، وأيضاً شخصية من «أمل» لم يسبق لها ان تولّت منصباً حكومياً. ويبقى القرار في النهاية لبري وأيضاً للمعادلة التي سيتمّ تثبيتها مع حزب الله، حول مصير الوزير الشيعي الخامس، أيكون لعون أم للثنائي الشيعي؟

وعلى مستوى آخَر متّصل بملف تفويض نصرالله لبري التفاوض باسمِ «أمل» والحزب في المشاورات الجارية لتأليف الحكومة العتيدة، تَجدر ملاحظة ما طرَأ أخيراً من تعديل على هذا التفويض، تَمثّل بإعادة ملفّ حلّ عقدة تمثيل النائب سليمان فرنجية في الحكومة إلى كنف حزب الله، وذلك بناءً على طلب تيار «المستقبل» الذي فاتحَ ممثّلُه في حوار عين التينة الأخير أحدَ أعضاء وفد حزب الله بهذا الأمر. وقبلَ الحزب هذا التكليف، في مؤشّر يَرمز إلى أمرَين مهمَّين: أوّلهما أنّ الحزب يساهم لأوّل مرّة مع الرئيس سعد الحريري في حلّ العقدة الكأداء التي تؤخّر حتى الآن - حسبما هو معلن - تأليف الحكومة. ويَعكس هذا الأمر تطويراً لعبارة نصرالله «لا أمانع نيلَ الحريري رئاسة الحكومة» لتصبح «أساعده على تشكيلها». والأمر الثاني هو أنّ تفويض نصرالله إلى بري التفاوضَ باسم الحزب، ليس بلا استثناءات تُمليها من خارج سياقه المبدئي عُقَد يحتاج حلّها إلى دور الحزب، كعقدة الخلاف بين عون وفرنجية. وقد يكون لهذا الاستثناء مناسبة أخرى عندما يحين موعد حسمِ الهوية السياسية للوزير الشيعي الخامس التي هي محلّ اشتباك ضمنيّ الآن بين عون وبري.

 

السعودية وطريق العودة الى بيروت

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 03 كانون الأول 2016

حققت نظرية استقطاب العماد ميشال عون قبل أن يُنتخب رئيساً وبعد انتخابه نجاحاً ملحوظاً ولو من حيث الشكل. فعون رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» تجاوب مع محاولات الاستقطاب هذه بإبداء مقدار كبير من الإيجابية، تمثلت في إطلالاته الاعلامية التي سبقت الرئاسة والتي فاجأت كثيرين، علماً أنه سبق له أن قطع أشواطاً في اتفاقه مع «القوات اللبنانية»، وفي مفاوضاته مع تيار «المستقبل»، بحيث بدا وكأنه يتحرّك بهامش مفتوح وبوكالة غير قابلة للعزل من «حزب الله». لم يعد سرّاً أنّ أحد أهداف ما قامت به «القوات اللبنانية» في هذا المجال، لم يقتصر على ترتيب اتفاق مع عون على تقاسم النفوذ مسيحياً، بل تخطى ذلك الى محاولة نيل حصة في عون ذاته، اي بمعنى آخر جذب عون الى ان يكون نصفه على الأقل خارج التحالف مع «حزب الله»، بحيث يصبح فور انتخابه رئيساً وسطياً، خارج دائرة التأثير الكامل للحزب، كما كان الحال عليه بعد توقيع وثيقة التفاهم عام 2006. أما تيار «المستقبل»، فقد حذا بعد «القوات» الطريق نفسه، فسأل لماذا لا نكسر الحلقة المقفلة، بالتفاهم مع عون وتوقيع اتفاق مسبَق يُنتخب على أساسه، ويكون عنواناً لتوازن جديد؟ لم يعد سرّاً أيضاً أنّ كلاً من «القوات» و»المستقبل» سوّقا فكرة اقتسام عون مع «حزب الله»، لدى المملكة العربية السعودية، التي بدت في مرحلة ما قبل انتخاب الجنرال، في مرحلة ضبابية لكن تميل الى الرهان على هذا الخيار، وشكل ذلك الارضية التي أدّت الى إفراج الرئيس سعد الحريري عن موافقته على انتخاب عون، بعدما سمع شخصياً من المملكة موافقة الضوء الأخضر، وإلّا لما كان ذهب الى هذا التأييد على رغم إقتناعه بما يقوم به. ولقد وصل مستوى التسويق لعون الرئيس في الدوائر السعودية، الى درجة أنّ المسوّقين رموا مسؤولية «تطفيش» عون من «14 آذار» في العام 2005، على الثنائي فارس سعيد وسمير فرنجية، ولم يتردد مسؤول سعودي زار بيروت بنقل هذا الكلام نقلاً عن قائليه اللبنانيين.

في السعودية تتمّ الآن دراسة كلّ الخيارات التي أعقبت انتخاب عون. الأداء الرئاسي للعهد ليس كافياً، ولكنه يصلح لأن يكون بداية شيء جيد، خصوصاً أنّ عون التزم أن تكون المملكة أوّل دولة يزورها، وذلك بعدما زار مسؤول سعودي رفيع هو الأمير خالد الفيصل بيروت أخيراً.

تنطلق السعودية من التعامل مع عون من نقطة الصفر بعدما جرى تصفير العداد. الحكم الآن على ما سيقوم به العهد، وما يفترض أن تردّ عليه السعودية إيجاباً. الكلام يتعلّق بزيارة السعودية، التي ستكون فيها، على الأرجح، من الملفات ما يكفي لاستعادة العلاقة وعودتها الى طبيعتها، إذا استطاع عون أن يكمل ما بدأه، وأن يثبت أنه يمتلك هامش مناورة كافياً لاتخاذ قرار بمتابعة الطريق، وهي طريق ليست على ما يبدو معبّدة بالورود. في التصورات النظرية لما يمكن أن يصيب علاقة عون بالسعودية من تطوّر، أفكار كثيرة للمساعدة اقتصادياً ومالياً، واستعداد سعودي لسلوك طريق بيروت مجدّداً، والمقترحات كثيرة، منها ما يتعلّق بعودة المواطنين السعوديين الى لبنان بمئات الآلاف، وقد أعلم السعوديون السلطات اللبنانية بالأمر طالبين التشدّد في الإجراءات الأمنية، ومنها ما يتعلّق بالإفراج عن الهبة السعودية للجيش، التي تفترض البدء لبنانياً باتخاذ إجراءات وقرارات تعزّز المؤسسة العسكرية، والملفت هنا أنّ ما يتردّد حول شروط سعودية للإفراج عن الهبة، يتصل بقضايا تعزيز الامن ومعالجة موضوع «سرايا المقاومة»، وليس مستغرَباً أن يتمّ تنظيم استعراض «الجاهلية» كردّ مسبق على ما سيُطلب من عون سعودياً، في شأن هذا الملف. في هذا الأفق المفتوح من الاحتمالات، تعود السعودية الى بيروت، من بوابة قدرة العهد على ممارسة سياسة متوازنة، قادرة على تصحيح العلاقات اللبنانية - العربية، واستعادة لبنان من خطر الانخراط في محور اقليمي، وهذه العودة ستكون فرصة واختباراً لعون، الذي تُطرح تساؤلات حول قدرته على الابتعاد الى المنطقة الوسطى، في ظلّ القيود والخطوط الحمر والتي أدّت حتى الآن الى تعطيل تشكيل الحكومة، والتي يمكن أن تؤدّي في المرحلة المقبلة الى إرهاق العهد داخلياً، والى تكبيله بعلاقة توأمية مع إيران والنظام السوري، بالطريقة نفسها التي كان عون ملتزماً بها قبل انتخابه رئيساً. مرحلة الاختبار لن تتعدّى الأشهر، في رأي المتابعين، ويمكن أن تنجلي بعد تسلّم الإدارة الأميركية الجديدة، وبعد حسم التطوّرات الميدانية في سوريا، لكن في المحصّلة لن تكون فترة السماح طويلة جداً، قبل أن يتموضع العهد، ويحسم خياراته الكبرى.

 

احترام الدستور أو الانهيار: في محوريّة نيل الثقة

شبلي ملاّط/النهار/3 كانون الأول 2016

تنصّ المادة 64 من الدستور اللبناني على أن رئيس مجلس الوزراء "يجري الإستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقّع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها. وعلى الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة ثلاثين يوماً من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها. ولا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة... إلا بالمعنى الضيق لتصريف الأعمال". إذا أردنا كمواطنين أن نفسّر إلى المواطن، أو كأساتذة قانون دستوري إلى الطالب، معنى "نيل الثقة" البرلمانية من قِبل الحكومة المكلفة، وضّحنا له النصّ بتسلسل زمني في المراحل التالية:

(1) تعيين رئيس الحكومة بعد أيامٍ معدودة من الإستشارات، وقد حصل في زمن مقبول بعد استلام رئيس الجمهورية السلطة، فنتج عنه التكليف وارتاحت له البلاد.

(2) يتبع التكليف استشارات نيابية لتشكيل الحكومة ويشترك الرئيسان في التوقيع على مرسوم التشكيل. نحن إذاً في المرحلة السابقة لمرسوم التشكيل. مدّته الزمنية؟ الدستور لا يحدّدها بشكل صارم، كما أنه لم يحدّد في المرحلة الأولى المدى الزمني للاستشارات النيابية المؤدية إلى تعيين رئيس الحكومة. إن المنطق السليم، والتجربة الطبيعية في أية دولة برلمانية ديموقراطية، يوجب أياماً معدودة ينتج عنها مرسوم التشكيل.

(3) أما لماذا لم يرَ الدستور حكمةً في تعداد هذه الأيام، فلأن مرسوم التشكيل مرتبط مباشرةً بالمرحلة الثالثة، وهي الأهم على الإطلاق، هي مرحلة نيل الثقة. هنا الدستور قلقٌ على المهل، لأنّه يمنع الحكومة من أن "تمارس... صلاحياتها قبل نيل الثقة... إلا بالمعنى الضيق لتصريف الأعمال". لاحظوا المنطق: الحكومة المكلّفة لا يحق لها أن تمارس صلاحياتها، حتى بعد صدور مرسوم التشكيل، إن لم تنل الثقة. إن نيل الثقة هو المرتكز الأساسي لشرعيتها الدستورية، فنيل الثقة في نظام برلماني هو الشرط الأول والأخير، العنصر المفتاح élément clef للشرعية الحكومية (1). متى حُجبت الثقة عنها زالت شرعيتها، وهذا ينطبق على الحكومة المشكّلة بمرسوم، كما الحكومة التي تعمل أسابيع أو أشهراً بل سنوات. وفي غير حالات الاستقالة التي يرعاها الدستور في مواد أخرى، مثلاً إذا استقال ثلث أعضائها، تبقى الحكومة قائمة طالما الثقة موجودة، والثقة عبارة عن تصويت الأغلبية لها في المجلس واستمرار الأغلبية في إضفاء هذه الصفة الديموقراطية الشرعية لها.

مختصر المراحل اذاً: (1) استشارات نيابية تؤدي الى تعيين الرئيس المكلّف. (2) استشارات نيابية تنتهي بمرسوم التشكيل الموقّع من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. (3) بيان وزاري لنيل الثقة في غضون الثلاثين يوماً على الاقصى بعد مرسوم التشكيل: "على الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة ثلاثين يوماً من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها". هذه هي المهلة الأساسية التي ينص عليها الدستور لأنّ نيل الثقة هي العنصر الأهم في شرعية الحكومة الدستورية، حتى ما قبل الطائف الذي نصّ عليها لأول مرة بالحرف، يتحدث عنها الفقيه الدستوري الراحل ادمون ربّاط كضرورة قاضية لروح الدستور اللبناني(2).

يكون مسخاً دستورياً إذاً تجاهل المدى الزمني المرتبط حصراً بالمرحلة الثالثة، وهي الأساس، واستبدالها بـ"التمغيط"، وهي الكلمة الرديفة هنا للتعطيل، في المرحلتين السابقتين، أي تعيين الرئيس المكلّف (وهذا لم يحصل في العهد الرئاسي الجديد)، أو إصدار مرسوم التشكيل، وهو الحاصل اليوم معطلاً لنشوء الحكومة.

ربّ سياسيّ مستهجنٍ لهذه القراءة بالارتكاز على السوابق، أو على الميثاقية، أو على سيل من الحجج التعطيلية المختلفة التي تكبّل تشكيل الحكومة. لكنّه مخطئ في قراءته، لأن نيل الثقة فيها لا معنى له إطلاقاً في مثل هذه القراءة. نيل الثقة ليس تحصيل حاصل، ليس موضوعاً مفروغاً منه في دستورنا، لأن نيل الثقة يكرس أيضاً نشوء المعارضة للحكومة، والحكومة بلا معارضة نقص عضال في دولة ديموقراطية. نيل الثقة هو المرتكز الأساسي، وموجود لإفشال حكومة غير قادرة على نيله، والعودة إلى رئيس حكومة جديد، أو مرسوم تشكيل جديد. كلاهما صحّي في الجمهورية، ما ليس صحّياًّ هو المدى المطاط اللامتناهي الذي يرتكز على إفراغ نيل الثقة من معناه، بجرجرة مرسوم التشكيل وكأن التشكيل هو نهاية المطاف الدستوري للحكومة وليس نيل الثقة والاحتفاظ به على امتداد حياتها.

أنتهي بالدستور دارئاً للانهيار بخيار سياسي شخصي يشكّل مثالاً معاكساً لطرحي الدستوري في هذه الدراسة.

جاء خلاص البلد من الفراغ الرئاسي بالاعتماد على الدستور. كنت أفضّل رئيساً آخر لكنّ الدستور أرفع من خياري السياسي. وخياري السياسي اليوم حكومة من التكنوقراط بدل أكلة الجبنة المهترئة التي تشكّلها حكومة من السياسيين المخضرمين. إنما الدستور أرفع من خياري السياسي هنا أيضاً. متى يتأخر تشكيل الحكومة يطلّ الانهيار خطراً متنامياً، لأن المرتكز الدستوري المحوري لتشكيل الحكومة، وهو نيلها الثقة، يتمّ تجاهله كأن الثقة تحصيل حاصل، بدلاً من وضعها في صلب نجاح أو إخفاق يمليه الدستور على الحكومة المشكّلة.

الحلّ الدستوري أرقى من الخيارات السياسية، فليتفضّل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بإصدار التشكيلة الوزارية بلا تباطؤ ليضعها رئيس الحكومة مع البيان الوزاري في غضون شهر على الأكثر أمام المجلس لتصويته الديموقراطي عليها نيلاً للثقة، ويؤدي النواب فريضتهم الدستورية باعطائهم الثقة للحكومة أو حجبها عنها.

(1) العبارة للاستاذ بشارة منسى في تعليقه على المادة 64 من الدستور في Dictionnaire de laConstitution، بيروت 2010، ص 327.

(2) Edmond Rabbath, La Constitution Libanaise. Origines, Textes et Commentaire, Beyrouth 1982, p.449 : besoin impérieux de l'esprit

محامٍ وأستاذ قانون

 

الديبلوماسية على خط الدفع لتشكيل الحكومة هل يتم الاكتفاء بتخفيف الضغط المسيحي

روزانا بومنصف/النهار/3 كانون الأول 2016

دخلت الديبلوماسية الغربية على خط المساعي الجارية لتشكيل الحكومة في ضوء ما بدأ يستشعره كثر من ان مخاض الحكومة قد يستهلك وقتا طويلا، تبعا لذرائع معلنة وأخرى غير معلنة، وقد تكون تضمر اهدافا معينة لكنها تعيد لبنان الى وضع خطر، باعتبار ان انتخاب رئيس الجمهورية خطوة جيدة لكنها تبقى ناقصة ما لم تستكمل بحكومة تتولى مواجهة المشكلات التي تعترض البلاد . وسجلت مواقف الديبلوماسيين الأجانب الزوار او المبعوثين الدائمين في لبنان اصرارا لافتا على ضرورة التعجيل في تشكيل الحكومة العتيدة. فوزير الخارجية الالمانية الزائر فرانك فالتر - شتاينماير شدد على تأليف الحكومة بسرعة، وكذلك فعل السفير البريطاني هيوغو شورتر بعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة، ومثلهما ممثلة الامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ . فانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفق مصادر معنية بدأت تبحث عن التفسيرات الفعلية غير الظاهرية لعرقلة تأليف الحكومة ولا ترى ان ذرائع الحقائب كافية لعرقلة عهد في انطلاقته، هو خطوة مهمة على طريق ملء الشغور في الموقع المسيحي الأول والوحيد في المنطقة على نحو يتوافق مع إرضاء الأفرقاء المسيحيين. وهذه الخطوة توجه رسالة مهمة على الصعيد السياسي تفيد بنزع هاجس اساسي عملت عليه بعض الدول المؤثرة، وذلك على قاعدة توجيه رسالة طمأنة للمسيحيين في لبنان والمنطقة إلى استمرار مواقعهم واحترامها وتثبيتها. وهذا الامر يخفف من ضغوط كان يمارسها الفاتيكان وفرنسا، والبعض يقول روسيا ايضا، من اجل إغلاق هذا الملف لما يعنيه من ابعاد في لبنان والمنطقة، خصوصا ان روسيا ومن منطلق تذرعها بتبني حماية الاقليات في سوريا تدفع بحماية المسيحيين ايضا في لبنان انطلاقا من ان الوجود المسيحي فيه معبر وله دلالات كبيرة وانعكاسات في دول المنطقة. وثمة من يقول ان الافرقاء المسيحيين أفادوا من الثغرة التي تمثلت في الفراغ الرئاسي ومما لحق بالمسيحيين في المنطقة للدفع بموضوع استعادة حقوقهم التي كان النظام السوري بحكم وصايته على لبنان في تنفيذ اتفاق الطائف وفق تفسيره له قد ارسى قواعد ساهمت في اضعاف حضورهم في مؤسسات الدولة ولبنان ككل، وذلك فيما لا يرغب الشيعة ولا السُنة في لبنان اعطاء اي مؤشر يفهم منه اي استهداف يستكمل او يزيد على ما يحصل في المنطقة.

ولذلك لا يندرج الخلاف على الحكومة تحت عنوان يمس هذا الواقع، بل انه يرفع لواء المطالبة بحقائب وزارية بما فيها حقيبة لزعيم مسيحي، وإن كان الواقع الراهن يخفي نقزة كبيرة من التحالف العوني - القواتي وتداعياته. وينبغي الاقرار بان هذا الاندفاع المسيحي مقلق لأفرقاء آخرين كثر بصرف النظر عن حقهم في ذلك ام لا، في حال كان هذا الاندفاع سيواصل العزف على الوتيرة السابقة نفسها من اجل تحقيق المزيد من " استعادة" المواقع. والمرجح ان يؤدي هذا الوضع الى مشكلات اكبر مما حصل حتى اليوم، في وقت لفتت مراقبين كثر الإحاطة العربية كما الإيرانية لرئاسة الجمهورية على نحو يوجه رسائل ترحيبية وداعمة للموقع المسيحي الوحيد في المنطقة. والخشية المعبر عنها من الطموح المسيحي لعودة متوازنة الى الدولة تشكل احدى ذرائع العرقلة الحكومية في شكل اساسي، خصوصا في ظل اندفاع "القوات اللبنانية" الى الظهور في موقع رأس الحربة دفاعا عن رئاسة العماد ميشال عون، على ما لاحظ مراقبون كثر في مواقف نواب "القوات" وسياسييه، في حين ان كتلة الرئيس عون النيابية كما محيطه مبتعدان عن الانخراط في اي نقاش، حتى بعد الرسائل السياسية التي وُجهت الى رئيس الجمهورية. تبعا لذلك، فان الخشية التي أثارها كثر لدى اعلان نية الرئيس سعد الحريري دعم ترشيح العماد عون، والمتعلقة باحتمال ان ينفذ الجزء المتعلق بانتخاب عون ويعلق الجزء المتعلق بتأليف الحريري الحكومة العتيدة الى اجل غير مسمى، بدأت تعود الى الواجهة بمعنى انهاء إقفال ملف الهاجس المسيحي وضغوطه الخارجية ولكن من دون انهاء موضوع الحكومة، بمعنى امكان حلحلة الوضع في لبنان على النحو الذي يخرجه من حال الاستنقاع . فالجزء المتعلق بالمساعدة او تسهيل تأليف الحكومة يقع على الرئيس عون تنفيذه مع حلفائه وتذليل العراقيل من أمامه، ما دامت هناك تسوية ساهمت في ايصاله الى الرئاسة . وما لم يحصل ذلك بسرعة فان شكوكا كبيرة ترسمها مصادر سياسية متعددة حول التعقيدات التي تعوق إنجاز تشكيل الحكومة واحتمال الاضطرار إلى الانتظار مجدداً لحلحلة في المنطقة من اجل ان يفرج عن الحكومة، أو طلب تنازلات كبيرة من رئيس الحكومة المكلف، والذي سبق ان رفع عنوانا لما اقدم عليه هو انقاذ البلاد ومنع الوصول الى الفراغ مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات النيابية المقبلة. واستحقاق هذه الانتخابات بدأ يلح اقترابه بالنسبة الى البعثات الديبلوماسية التي تود ان ترى انتخابات في موعدها، علما ان ثمة مخاوف تطاول على نحو ملح الوضع الاقتصادي انطلاقا من ان انتخاب رئيس للجمهورية اعطى مؤشرا ايجابيا أنعش الوضع، لكنه سيبقى غير كاف من دون حكومة تباشر عملها بسرعة وتتولى تثبيت المناخ الايجابي، لئلا يبقى مناخا عابرا ومن دون ركائز تدعمه.

 

ما بعد حلب وتنافس الحلفاء

الحياة اللندنية/وليد شقير/02 كانون الأول/16

وحدها حلب المنكوبة لا تنتظر دونالد ترامب مثلما يفعل سائر قادة العالم الذين يترقبون أن تتضح سياسات الرئيس الأميركي وتركيبة إدارته لقراءة توجهاته. على العكس، المطلوب حسم المعركة في العاصمة الاقتصادية لسورية، قبل تسلم ترامب مهماته في 20 كانون الثاني (يناير) لتصبح السيطرة عليها من تحالف روسيا -إيران - بشار الأسد والميليشيات المتعددة الجنسية أمراً واقعاً في أي تفاوض مفترض مع البيت الأبيض، يتجاوز اتفاقات هشة صاغها جون كيري مع سيرغي لافروف على وقف الأعمال العدائية، وتأمين المساعدات للمحاصرين.

فهؤلاء نزحوا، إما إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام ليمارس عليهم أبشع أنواع الابتزاز، أو إلى المناطق التي تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من واشنطن والتي ساهمت مع النظام في حصار المدينة منذ أشهر، أو إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات «درع الفرات» التي ترعاها أنقرة في الشمال، حيث ضمنت منطقة «آمنة» لقطع التواصل بين المنطقتين اللتين تتواجد فيهما القوات الكردية. كذّبت الحقائق حديث ستافان دي ميستورا عن خلاف مزعوم بين فلاديمير بوتين والأسد، بأن الأول لا يريد تدمير حلب والثاني ينوي اقتحامها. يكفي ابتهاج الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنيكوف بأن «الجنود السوريين تمكنوا من تغيير الوضع على الأرض في شرق حلب في شكل كبير بفضل العمليات المخطط لها بتأنٍ وفي شكل جيد جداً»، من أجل الاستنتاج أن موسكو تقول شيئاً وتفعل نقيضه.

فهي التي نفذت قبل شهر حملة قصف هستيري على المدينة لإخراج المستشفيات كافة ومراكز الإغاثة من الخدمة، وإنهاك سكانها والمعارضة تمهيداً لاقتحامها من القوات الأسدية والإيرانيين والميليشيات، ولتفريغها من المدنيين. تضفي موسكو في كل مرحلة من الحرب التي انخرطت فيها منذ صيف 2015 طابعاً إنسانياً على دورها فترعى التهجير تحت عنوان فتح الممرات لتوصيل المساعدات إلى النازحين الذين سبق أن قتلت منهم قذائفها الارتجاجية الآلاف.

وهي استفادت من اتفاقها مع تركيا التي طلبت من مقاتلي المعارضة الانسحاب من بعض شرق حلب. يكفي النظر إلى المناطق التي توزع عليها عشرات آلاف النازحين من نصف شرق حلب الذي احتله النظام، للاستنتاج أن هؤلاء باتوا رهينة تقاسم نفوذ على أرضهم بين النظام وتركيا والأكراد، فيما جزء كبير من المواطنين السوريين في ضواحي دمشق نقلوا إلى إدلب ليكونوا تحت نفوذ «جبهة الفتح» و «فتح الشام» (النصرة)، وقد ينضم إليهم بعض من بقي في شرق حلب الذي ينوي النظام احتلاله، قبل 20 كانون الثاني تمهيداً لجعل إدلب غروزني أخرى.

اكتمال تقاسم النفوذ ينتظر معركة مدينة الباب التي تتنافس عليها تركيا مع القوات الكردية، المدعومة أميركياً من جهة، والتي تنسق حركتها الميدانية مع نظام الأسد، من جهة ثانية. فتحرير الرقة من «داعش» مدخله الإمساك بالباب. إلا أن إنهاء «داعش» في الرقة بات الموضوع الذي تنتظر موسكو المساومة عليه مع ترامب الذي يعطيه الأولوية على أي أمر في سورية. آخر همّ ترامب مصير الأسد والمعارضة وحلب. أما روسيا فتترك القضاء على «داعش» في الرقة، للمقايضة مع الإدارة الأميركية، لأن همها تكريس أحادية إدارتها بلاد الشام عسكرياً وسياسياً والتحكم بمصير النظام. ويتقدم لدى الكرملين إنهاء وجود المعارضة في إدلب، على إنهاء «داعش» في الرقة.

في انتظار ترامب، أخذت تظهر بوادر التنافس بين الحلفاء على جثة سورية المفككة، تحضيراً لمرحلة ما بعد حلب، فيما تقف دول الغرب صفر اليدين حيال ما ستكون عليه خططها بعد انتصار النظام.

النظام يسعى إلى توحيد ما تبقى من ميليشيات ترك لها مهمات النهب والقتل العشوائي، في «الفيلق النوعي» الجديد، مع رواتب خيالية لزيادة عديد قواته حتى يتمكن من بسط سيطرته على أراض حررها الإيرانيون وحلفاؤهم، وسط تبرم من أخذ «حزب الله» راحته في التمدد وإقامة العرض العسكري في القصير.

موسكو استبقت إمكان إعادة إعمار بعض المناطق التي عادت إلى كنف النظام باتفاقات مع الدولة السورية على امتيازات في قطاعات النفط والغاز والنقل والمياه، لتضمن أي عقود عن طريقها مستقبلاً.

إيران تواصل شراء العقارات في سياق استحداث خريطة ديموغرافية جديدة، وتثبيت انتقال عائلات حصلت على الجنسية السورية في مناطق محاذية للبنان وفي محيط دمشق.

المسرحية المبكية المقبلة، قد تكون تشكيل موسكو حكومة جديدة للإيحاء بأنها تهيّء لحل سياسي، بعيد المنال.

 

قد لا يكون هناك ما يقدمه ترامب إلى بوتين

أمير طاهري/الشرق الاوسط اللندنية/02 كانون الأول/16

واجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة، اتهاًما بأنه قد يكون نوًعا من أنواع «المرشح المنشوري» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وينفذ الخطط التي يوحي بها إليه الكرملين.

ولقد أشارت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات نفسها إلى تلميحات بأن موسكو قد تحشد جيشها من القراصنة بهدف تغيير نتائج الانتخابات لصالح ترامب.

تستند هذه النسخة الهزلية من مكارثية الخمسينات الشريرة إلى حد كبير على حالة من التفاخر الوجيز التي تقمصها ترامب، بأنه أستاذ من أساتذة التفاوضوأنه بإمكانه التعامل الجدي مع فلاديمير بوتين. نحن لا نعرف كيف يمكن للسيد ترامب التعامل أو ربما الانسجام مع بوتين ووفق أية شروط. ولكن ما نعرفه تماًما أنه لم يقدم «فضة العائلة» حتى الآن إلى سيد الكرملين. وما نعرفه أيًضا أن جزًءا من السلوكيات التي ينتهجها الرئيس الروسي مؤخًرا قد يرجع إلى مقاربة الاسترضاء الزائد التي اعتمدها الرئيس الحالي باراك أوباما حيال خصوم، وأعداء، بل ومنافسي الولايات المتحدة.

وكانت مقاربة الرئيس الأميركي هي التي شجعت ملالي طهران على تكثيف مساعيهم من أجل بسط الهيمنة على ربوع الشرق الأوسط من خلال تشجيع التمرد في اليمن، ودعم الطاغية الدموي في سوريا، وخلق جيش مواٍز للجيش الحكومي في العراق.

وهي نفس المقاربة التي أقنعت الصين بأن ولاية الرئيس أوباما قد وفرت الفرصة لبكين من أجل استعراض عضلاتها في بحر الصين الجنوبي والمناطق المجاورة استعداًدا لقدوم اللعبة الكبرى في المحيط الهادي.

كما تشجعت كوريا الشمالية أيًضا بسبب مقاربة الاسترضاء الزائد لدى باراك أوباما؛ فمع مضاعفة المعونات الأميركية، المباشرة وغير المباشرة، للدولة ذات النظام الشيوعي، سارعت بيونغ يانغ إلى بناء ترسانتها النووية، بعد أن اقتنعت بأن إدارة الرئيس أوباما لن تفعل ما يزيد قليلاً على النفخ والنفث من دون فائدة.

ولكن كان بوتين، على وجه التحديد، هو الذي استغل سياسة أوباما من الاسترضاء الزائد وبمزيد من العزم والتصميم.

عام 2008 وعلى الرغم من التركيز على الحملة الانتخابية الأميركية وقتذاك، تمكنت إدارة الرئيس بوش عندما تولى الرئيس أوباما الحكم، كانت روسيا تنظر في تكاليف غزوها لدولة جورجيا في أغسطس (آب) من المنتهية ولايته من حشد التأييد الدولي ضد الغزو الروسي، مما أجبر موسكو على قبول عملية التشاور بهدف استعادة جورجيا لسلامة أراضيها من الناحية الشكلية على أقل تقدير.

وكانت أولى خطوات الرئيس أوباما هي وقف هذه العملية كبادرة حسن نية إزاء موسكو. وكانت هناك إشارة أخرى تتمثل في محاولة الرئيس أوباما تخفيف الضغوط على روسيا التي بدأت في الظهور بعد وقت قصير من آلية «إعادة الضبط» سيئة السمعة والتي جسدت عزم الإدارة الأميركية الجديدة على اجتثاث سياسة الإدارة الأميركية السابقة، في عهد بوش، حيال روسيا.

وكما لو كانت تلك المميزات الهائلة غير كافية، عرض الرئيس أوباما بعد ذلك بوقت وجيز على موسكو هدية ثالثة متمثلة في إلغاء خطط الولايات المتحدة بشأن تثبيت مواقع بطاريات الدفاع الصاروخي الأميركية في جمهورية التشيك وبولندا، وهي الخطط التي كان الروس يعارضونها بمنتهى الشدة خلال عهد الرئيس بوش ولكن من دون نجاحُ يذكر من جانبهم.

وفي مذكراتها، تقول السيدة كلينتون إبان شغلها لمنصب وزيرة الخارجية في عهد الرئيس أوباما، كيف أنه أصر على أنُتظهر الولايات المتحدة حسن النية إزاء روسيا من خلال منحها تنازلات وامتيازات ملموسة.

وتزعم السيدة كلينتون أنها كانت تعارضفكرة «منح شيء في مقابل لا شيء» من قبل الإدارة الأميركية حيال روسيا ولكنها تراجعت تحت ضغوط من قبل الرئيس أوباما. لذا، فإن الهدية المقبلة إلى موسكو سوف تكون تجميًدا فورًيا لخطط توسيع رقعة منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

أنهيت المحادثات مع بعض من أقرب جيران موسكو، لا سيما أوكرانيا وجورجيا وأوزبكستان، على نحو مفاجئ من دون أن تقدم موسكو أي شيء في المقابل. كما ألغى أوباما أيًضا خطة أخرى لحلف شمال الأطلسي لإقامة العلاقات بين الحلف وست دول عربية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط في ضوء العضوية الانتسابية لهم في المستقبل.

وفي الوقت نفسه، أغلقت الولايات المتحدة القواعد اللوجيستية في أوزبكستان وقرغيزستان، وهما من الجمهوريات السوفياتية السابقة، وألقت بحلفائها السياسيين المحليين في البحر، مما دفع بالعناصر الموالية لموسكو إلى تقوية وتعزيز مواقعهم في طشقند وبيشكيك. كما أوقفت الولايات المتحدة المهمة العسكرية الخاصة بها في أرمينيا وأذربيجان، وهما من الجمهوريات السوفياتية السابقة، في سياق منع تجدد المواجهات المسلحة في جيب ناغورنو - كاراباخ المتنازع عليه بين البلدين. ولمُتِضع روسيا الوقت في فرضوجودها العسكري في يريفان في شكل حامية مكونة من 20 ألف جندي مكلفة بمهمة حفظ السلام في إقليم ما بعد القوقاز.

وعندما احتج حلفاء واشنطن الأوروبيون من أن سياسة الاسترضاء الزائد لدى أوباما شجعت روسيا على المزيد من العدوان، فعل أوباما كل ما في وسعه من أجل منع فرض العقوبات ذات المغزى على موسكو.

وكأن كل هذه الهدايا المجانية غير كافية، ونحو نهاية فترة ولاية أوباما الأولى لرئاسة البلاد، وصل إلى مسامع البعض أن أوباما أخبر ديمتري ميدفيديف، البديل الجاهز لفلاديمير بوتين على رئاسة البلاد، أنه بمجرد الانتهاء من مشكلات إعادة الانتخاب، فإن الإدارة الجديدة للسيد أوباما سوف تقدم المزيد من الهدايا الممتازة إلى روسيا.

وبعد سلسلة من الاستفزازات السياسية والعسكرية والتحركات الملموسة التي اتخذها بوتين على سبيل اختبار ردود الفعل الأميركية المحتملة حيال خطته المتأنية ضد أوكرانيا لما يربو على العام الكامل، خلص إلى أن الطريق ممهد ومفتوح للاستيلاء الواسع على الأراضي هناك في صورة غزو وضم شبه جزيرة القرم إلى حظيرة الكرملين واحتواء الجيب الذي تسيطر عليه القوات الروسية في دونباس.

ولقد وصلت سياسة الاسترضاء الزائد للرئيس أوباما إلى مستويات منخفضة وجديدة من السخرية والاستهزاء السياسي عندما منحت واشنطن موسكو وضعية متساوية في مراقبة ما يسمى بالاتفاق النووي مع إيران.

ثم هبطت تلك السياسة درجة أخرى نحو القاع عندما تحدث جون كيري، وزير خارجية أوباما بعد هيلاري كلينتون، عن الدور المفترض أن يلعبه «شركاؤنا من الروس» في إقناع الطاغية السوري بشار الأسد بعدم قتل شعبه بالأسلحة الكيماوية.

وكما جاء في صحيفة «كومرسانت» اليومية الروسية في ذلك الوقت، أن واشنطن كانت تعترف بوضعية روسيا الكبيرة والنافذة كقوة أجنبية رئيسية في سوريا.

ولم يضيع بوتين وقًتا كذلك في تفسير ذلك الأمر كبطاقة تفويض مفتوحة للتدخل العسكري الروسي بما في ذلك الثقل المنهجي المنظم للمدنيين السوريين عبر الغارات الجوية الروسية على أكثر من عشر مدن سورية، ولا سيما حلب.

إن سياسة الاسترضاء الزائد لدى باراك أوباما سببت حالة من القلق العرضي لدى مجموعة من أقرب مساعديه، بما في ذلك روبرت غيتس وزير الدفاع، وليون بانيتا، وتشاك هيغل الذي قال إن السياسة الأميركية قد تزيد من رغبة بوتين لخوض المزيد من المغامرات. ولقد قدم الجنرال مايكل فلين، رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية، استقالته من منصبه احتجاًجا على سياسة الاسترضاء الزائد لدى الرئيس أوباما.

وعند مشاهدة الأمر من زاوية المصالح القومية للولايات المتحدة ودورها القيادي على الساحة العالمية، فإن الرئيس أوباما قد باع بالفعل «فضة العائلة» إلى الرئيس بوتين. ومن الصعب تصور ما الذي يمكن للرئيس المنتخب ترامب أن يجده في الإرث العائلي الأميركي حتى يهديه إلى فلاديمير بوتين.

 

رهان مصر على علاقة استراتيجية مع ترامب وبوتين

راغدة درغام/الحياة اللندنية/02 كانون الأول/16

يجزم مقربون من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأن السنة المقبلة هي سنة مصر بامتياز، حيث ستكون الدولة العربية الوحيدة ذات العلاقات الاستراتيجية شبه التحالفية مع كل من روسيا فلاديمير بوتين وأميركا دونالد ترامب. يقولون بكل ثقة أن مصر ستتعافى اقتصادياً – إضافة إلى تعافيها استراتيجياً.

فهناك فورة قومية وطنية مصرية مرجعيتها الجيش، رهانها على علاقة مميزة بين بوتين وترامب. والثقة عائدة إلى الاعتقاد بأن القيادة المصرية أحسنت الاستثمار في التحالفات الاستراتيجية الصحيحة وعلى رأسها مع روسيا. كثرٌ في مصر يحتفون بفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية كأنهم ناخبون أميركيون.

السبب الأساسي هو الكراهية للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي يتهمونها بتبني «الإخوان المسلمين» ودفعهم إلى السلطة كما فعل الرئيس الحالي باراك أوباما، في رأيهم. إنما للعلاقة بين ترامب وبوتين – على الصعيد الشخصي وأثناء التلميحات الانتخابية – أثر حتمي، كما يعتقدون على السياسة الأميركية نحو الشرق الأوسط والخليج. وهم مقتنعون بأن المستفيد الأول سيكون مصر، لذلك قرّروا أن البراغماتية القومية تتطلب دعم روسيا في سورية بغض النظر عن اتهامها من جانب دول أوروبية أساسية بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين السوريين.

بكل ارتياح وبلا تردد، تتملص الطبقة المقربة من السلطة في مصر من أية مسؤولية أخلاقية نحو المدنيين السوريين وتقول: هذا ليس من شأني. فلقد اتخذت هذه الطبقة القرار بأن محاربة «الإخوان المسلمين» أولوية قاطعة، لذلك فإنها تدعم روسيا في سورية وحليفتها إيران والميليشيات التي تطلقها طهران في الحرب لمصلحة بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة.

وكما تغض مصر النظر عن التجاوزات الروسية والإيرانية في سورية، كذلك تفعل ألمانيا التي تعتبر نفسها عرّاب العلاقة الغربية – الروسية والغربية – الإيرانية. ولأنها لعبت دوراً مهماً في إبرام الاتفاق النووي مع إيران، تحرص الطبقة السياسية والنخبوية الألمانية على صيانة إيران من المحاسبة على أفعالها في سورية خوفاً على الاتفاق النووي ولحمايته من أي اهتزاز.

فمصر في المنطقة العربية تشبه ألمانيا في البقعة الأوروبية من ناحية الإعفاء التلقائي لإيران من محاسبتها في سورية. الفارق أن ألمانيا تلعب دوراً قيادياً في التأثير في العلاقة الأميركية - الروسية من منطلق استراتيجي، فيما مصر تتموضع على أوتار العلاقة الأميركية – الروسية وفقاً لنغمٍ قررت أنه في مصلحتها تلقائياً.

أثناء مؤتمر عقدته مؤسسة «كوربر – ستيفتونغ» في برلين هذا الأسبوع وفي مناظرة حملت عنوان «هل أدى الاتفاق النووي إلى جعل الشرق الأوسط أقل استقراراً؟»، أتى التصويت قبل المناظرة ليسجّل 80 في المئة من الأصوات معارضة ومجرد 20 في المئة موافقة على أن الصفقة مع طهران ساهمت في تدهور الاستقرار في الشرق الأوسط.

بعد المناظرة، تحوّلت النسبة إلى 60 معارضة و40 موافقة على أن إيران أصبحت أكثر استقواءً وقدرة على التدخل العسكري في البلاد العربية بسبب الاتفاق النووي. المهم في هذا هو تلقائية صيانة الاتفاق النووي ورفض النظر في أفعال إيران في العراق وسورية ولبنان واليمن. اللافت أن لدى الاستماع إلى ما تقوم به إيران من تدخل عسكري في سورية مباشرة وعبر ميليشيات شكّلتها لهذا الهدف، تضاعف عدد الموافقين إنما بقيت نسبة المعارضين 60 في المئة. وهذا يثبت عمق الإصرار على إعفاء إيران من المحاسبة في سورية حرصاً على الاتفاق النووي.

هذا الحرص واضح أيضاً في الأحاديث مع صنّاع القرار في برلين، ليس فقط على الصعيد الثنائي في العلاقات مع طهران وإنما أيضاً على صعيد الأولويات في الحديث بين المسؤولين السياسيين الألمان وبين فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

الأولوية القاطعة هي لحوار «مينسك» مع روسيا في شأن أوكرانيا، والذي تريد الديبلوماسية الألمانية إبعاده عن مسألة سورية. فهي ترى أن من الضروري الفصل تماماً بين الحديثين مع روسيا، ذلك المتعلق بأوكرانيا وذاك المتعلق بسورية. وهذا ما تريد إقناع إدارة ترامب به كمسألة أساسية.

لا توافق الديبلوماسية الألمانية على أن مبدأ الفصل بين أوكرانيا وسورية في المحادثات مع روسيا سيؤدي إلى النتيجة التي أسفر عنها مبدأ الفصل بين الملف النووي والملف الإقليمي في المفاوضات مع إيران، والذي أدّى إلى استقواء إيران إقليمياً. يقول مسؤولون ألمان أنهم سيصرّون على التزام روسيا بالمبادئ والأعراف الدولية وسيتحدّون تجاوزاتها في سورية إنما بمعزل عن المفاوضات مع موسكو في شأن أوكرانيا، صيانة لعملية «مينسك» التي تشكّل أولوية قاطعة للديبلوماسية الألمانية. وهذا ما ستعمل هذه الديبلوماسية على صوغه كأساس للمواقف المشتركة مع الإدارة الأميركية الجديدة.

ليس هناك أي مؤشر إلى تفكير عربي – خليجي بالذات – في كيفية المساهمة في التأثير في السياسات التي تُصاغ عشية تسلم دونالد ترامب الرئاسة. لا مؤشر إلى استراتيجيات تأثير في السياسات الأميركية ولا في السياسات الأوروبية كتلك التي في ألمانيا مثلاً، والتي سيكون لها وزن مميّز لدى الإدارة المقبلة في واشنطن. روسيا في صلب تلك السياسات وكذلك إيران، والحاجة كبيرة إلى حيوية تفكير في الوزارات العربية.

مصر تعتقد أن الرياح تهب في مصلحتها. الطبقة السياسية والنخبوية تعتقد أن مصلحتها تقتضي تهذيب العلاقة الاستراتيجية مع روسيا. فهي في رأيها حليف مهم في محاربة «الإخوان المسلمين» وهذا في اعتقادها أهم ركيزة لها. رحيل باراك أوباما بالنسبة إلى هذه الطبقة هو بمثابة خلع عدو أعاق مسيرتها.

دونالد ترامب، كما تعتقد، هو عنوان علاقة أميركية – مصرية استراتيجية ستؤدي إلى صعود مصر في موازين القوى الإقليمية. هذا ما يلمسه بوضوح زائر القاهرة هذه الأيام. وعلى رغم التمنيات بتعافي مصر اقتصادياً وإقليمياً، يصعب الاطمئنان على مصر وهي غارقة في موجة القومية القاطعة بانفصال عن واقعية أوضاعها الداخلية وأحلامها الإقليمية.

القيادة المصرية أوضحت دعمها للجيش النظامي في سورية، وقررت أن مصلحتها تقتضي أن تكون القطب الرابع في المحور الذي يضم روسيا وإيران وميليشياتها والنظام في دمشق. قد لا تكون مصر القطب الرابع عسكرياً، لكنها بالتأكيد تقول علناً أنها القطب الرابع سياسياً واستراتيجياً. وهذا تطور في غاية الأهمية.

«الفيل في الغرفة»، كما يقول التعبير الأميركي إشارة إلى الثقل الحقيقي في الغرف التي تدور فيها الأحاديث في غياب الفيل، أي دونالد ترامب. الكل يترقب الرسالة التي سيبعثها عبر الشخصيات التي سيختارها في مناصب مهمة مثل وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي. البعض يعتقد أن هذه الشخصيات ستكون المؤشر إلى سياسات إدارة ترامب. البعض الآخر يؤمن بأن ترامب نفسه هو الذي سيرسم السياسات الأميركية الدولية، على رغم أنه غير خبير في السياسات الخارجية.

ألمانيا تستعد للتأثير في إدارة ترامب بصورة علمية بناءً على صوغ سياسات وعلاقات واستراتيجيات.

وكمصر تراهن على تحولات في الساحة الدولية تراها في مصلحتها كانتخاب دونالد ترامب، وعلى استقواء رئيس دولة عازمة على فرض نفسها في الشرق الأوسط عبر البوابة السورية وبشراكة إيرانية هو فلاديمير بوتين. إنها مغامرة مصرية.

 

حلب: الاستثناء مقدمة للقاعدة

الحياة اللندنية/حسام عيتاني/02 كانون الأول/16

تطلب وسائل الاعلام منا، نحن المشاهدين العاجزين، ألا نهتم كثيراً بالصور الفظيعة التي تنقلها لنا من حلب. جثث الأطفال الذين تبرز أطرافهم من تحت الانقاض او النازحين المدنيين المقتولين قرب حقائبهم الحزينة على نواصي الشوارع المدمرة، ليست آخر الدنيا. بل هي ثمن التخلص من إرهابيين اتخذوا هؤلاء الضحايا رهائن على مدى أعوام وبالتالي يجب أن يلام الإرهابيون على الموت المشهدي لأهالي حلب.

لا تفعل الطائرات الروسية وبراميل بشار الأسد وقناصو «حزب الله» إلا تقريب ساعة الخلاص الحقيقي من قبضة الإرهاب «الداعشي- القاعدي». لقد اقتنع الجميع ان نظام الأسد حقق انتصاره على الهجمة الكونية ولا بأس من بعض الألم المتداول في الاعلام الاجتماعي وصور أطفال بمعاطف حمراء تخفي لون دمهم على حصى الشارع، ليدرك العالم حجم الخدمة التي تسديها موسكو وطهران ودمشق له بتخليصه من وحوش الإرهاب هؤلاء.

تحضر الى الذاكرة هنا جملة للمفكر الفرنسي الراحل جان بودريار: «تُقدم ديزني لاند لنا على انها مكان خيالي لاقناعنا أن باقي العالم حقيقي». لعبة مشابهة يلعبها إعلام فلاديمير بوتين وعلي خامنئي وبشار الأسد: حلب هي الاستثناء، اما باقي العالم فينعم بالسلام والأمن بفضل الجهود التي نبذلها في حلب، المكان المتخيل، لابقائه كذلك، بعيداً منكم حيث يعجز إرهابيوه عن إلحاق الأذى بكم. ونأسف انكم تنزعجون من صور الدماء والدمار ولعلنا قصفنا مستشفى او اثنين وقتلنا طفلاً او عشرة، لكن انظروا الجانب المقابل: انكم تجلسون في غرفكم تشاهدون التلفزيون. لعلكم تحزنون او تغضبون. لا بأس. سنتحمل نزقكم من أجل مصلحتكم التي لا تعرفونها كما نعرفها نحن.

ديزني لاند العالم المعاصر، حلب، يجب ان تقنعنا انها تموت ثمناً لرفاهيتنا. ومثلما ديزني لاند هي المكان الذي تدور فيه احلامنا ونشاهدها ونحن مدركون انها مجرد احلام، سنخرج منها بعد جولتنا المدفوعة سلفاً الى «العالم الواقعي» حيث التفاصيل اليومية الرتيبة، كذلك حلب. ستنتهي قريباً هذه المجزرة ونعود الى امننا الذي ندين به لمن استبق تمدد الإرهاب وحاربه في أوكاره البعيدة قبل أن يصل الى بيوتنا ويهدد أطفالنا.

بيد أن هذه الفكرة التي يراد ترسيخها من قبل محترفي الكذب وهواته، تغفل عن ان للواقع مداخل عديدة غير موته الذي أعلنه بودريار، وأن الواقع ما زال قادراً على النهوض وصفع من أعلن وفاته، تماماً كما عاد التاريخ وأذلّ من أعلن نهايته. وأن الإرهاب ليس فقط هو ذاك الذي رأيناه في باريس ونيس وبروكسيل والرقة وضاحية بيروت الجنوبية، بل هو ايضاً في سحق المدنيين في الغوطة بالغازات السامة وتدمير حمص وحلب والجثث التي صورها «قيصر» وقتل المعتقلين تحت التعذيب في السجون.

ومن يظن أن دمار حلب سينجيه من مصير مشابه، عليه ان ينتظر، وبسبب ترابط العالم وتشابك الواقع، وصول أنواع جديدة من الدمار الى عتبة بيته. قد لا تتدخل طائرات «السوخوي» والبراميل المتفجرة في المعارك المقبلة، لكن رسائلها ستصل الينا حتماً في محاولات احتكار الحقيقة وخنق الأصوات المختلفة والتسلط الوقح على الحق في تقرير المصير والمستقبل، على ما نشهد في لبنان بذرائع ما انزل الله بها من سلطان.

 

يسمونها السموم لأنها قاتلة

سمير عطا الله/الشرق الاوسط اللندنية/02 كانون الأول/16

كان الدنماركي كارستن نيبور أول غربي يجول في «أقاليم شبه الجزيرة العربية»، ويضع وصًفا علمًيا لها (دار الانتشار العربي) العام 1762. ترأس بعثة من خمسة مواطنين وألماني توفوا بالأمراض، وبقي هو يدّون ويرسم اكتشافاته وانطباعاته في ملحمة كررها من بعده غربيون كثيرون، وبقي له فضل الريادة والموضوعية لأنه لم تكن خلفه أي أغراض استعمارية أو سياسية. وقد أفردُت له حيًزا كبيًرا و«محًبا» في «قافلة الحبر»، دار العبيكان، لهذه الأسباب. أعادت «دار الانتشار العربي» ترجمة نصوصه، وفيها وصف مذهل لما عرفته العرب بريح السموم، أو رياح الشمال. يقول إنها تهب من الصحراء الكبرى، وتصل إلى مكة من الشرق، وإلى بغداد من الغرب، وإلى البصرة من الشمال الغربي. وذكر أن العرب المعتادين الهواء النقي، يتمتعون بحاسة مرهفة تخولهم التعرف إلى السموم من رائحة الكبريت التي تنبعث منها. ومن علامات هذه الريح أيضا أن هواء المكان الذي تضربه يصبح أحمر اللون. ولأن الرياح السطحية تفقد قوتها كلما اقتربت من الأرض لاصطدامها بالتلال والصخور والغابات، يلجأ العرب إلى النوم على بطونهم عندما يرون السموم قادمة من بعيد، كما يقولون: إن الطبيعة تعلم الحيوانات إخفاء رؤوسها عندما تشعر بها تقترب.

«لقد فاجأت هذه الريح مرة أحد خدمي، وهو يتجه مع قافلة من البصرة إلى حلب، فصرخت العرب طالبة من الناس الانبطاح على الأرض، ولم يهلك أي من الذين اتبعوا هذه التعليمات. أما الآخرون الذين استخفوا بالريح، فهلكوا جميًعا ومن بينهم جّراح فرنسي أراد أن يعيش هذه التجربة، علما بأن سنوات طوالاً قد تمر من دون أن تهب ريح السموم هذه بين البصرة وحلب». الحارة العادية، وأحياًنا، وبينما تخّيم حرارة شديدة على الأجواء، يهّب هواء أكثر حرارة على الناس «ووفًقا لكلام العرب فإن الناس يختنقون، وكذلك الحيوانات، بفعل هذه الريح، ولها عليهم نفس تأثير الريح والحيوانات الذين أضعفهم الحّر، فيموتون اختناًقا».

وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم كثيًرا إمارات التعب، هم الأقل تعرًضا لخطورة هذه الريح من الآخرين. فمن قافلة كبيرة، لم يمت إلا أربعة أو خمسة أشخاص في الحال، بينما نازع آخرون لبضع ساعات قبل أن يموتوا، فيما استعاد الباقون عافيتهم بعد أن تناولوا مرطبات كانت العرب تحملها معها في أسفارها، ومنها الثوم والزبيب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

كاغ: الامن والاستقرار يعتمدان على ما نقدمه من مساعدات لتطوير الاقتصاد

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - اكدت المنسقة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ من صيدا: "ان انتخاب الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، هي بمثابة اشارات ايجابية وبناءة"، متمنية "تشكيل الحكومة سريعا"، لافتة الى ان "التغيير ليس فقط بتشكيل حكومة انما ايضا يجب ان يكون بالتغيير الاقتصادي وتحفيزه وتأمين الاستقرار وفرص العمل من اجل مستقبل الشباب والاطفال ". واكدت ان "مساعدتنا يجب ان تتركز على دعم المؤسسات المتوسطة الحجم"، لافتة الى المستويات المعيشية المتفاوتة في المجتمع اللبناني حيث يوجد هناك اناس يعانون من الفقر المدقع"، مؤكدة على ان الامن والاستقرار يعتمد ايضا على ما نقدمه نحن من مساعدات لتطوير الاقتصاد والحياة في لبنان" . كلام كاغ جاء خلال الزيارة التي قامت بها الى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، حيث عقدت اجتماعا موسعا مع رئيس الغرفة محمد صالح واعضاء مجلس ادارة الغرفة واصحاب القطاعات المنتجة في الجنوب في مقر الغرفة في مدينة صيدا، بحضور مدير برنامج الامم المتحدة الانمائي في الجنوب حسين نصرالله، وتركز البحث حول سبل واليات تطوير العمل الانتاجي في الجنوب والتعاون مع برنامج الامم المتحدة في هذا المجال .

صالح

ورحب رئيس الغرفة محمد صالح بكاغ، شارحا الواقع الاقتصادي في الجنوب، لافتا الى ان "منطقة الجنوب تعيش بصورة أساسية على الزراعة والصناعات الصغيرة والحرفية"، مشيرا الى ان "الجنوب قياسا مع غيره من المناطق اللبنانية شق طريقه في ظل ظروف معقدة وصعبة، نظرا للمعاناة الإستثنائية التي عاشها بسبب الاعتداءات الاسرائيلية التي استمرت اكثر من 50 عاما، مما تطلب نشر قوات الطوارئ الدولية لحفظ الامن والاستقرار في المنطقة". كما شرح صالح "واقع القطاعات الانتاجية في لبنان الجنوبي"، لافتا الى "انها تتألف بنسبة 90% من مؤسسات صغيرة ومتوسطة"، مؤكدا ان "غرفة التجارة قامت بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في كافة المجالات الانتاجية، وخاصة الصناعات الحرفية منها، وذلك من خلال تقديم الدعم التقني لها".

 

رئيس الجمهورية: العافية عادت إلى لبنان والمستقبل سيكون واعدا

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، اضافة الى زيارتي وزيري خارجية تركيا والمانيا، سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وانمائية واجتماعية، أكد خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لزواره أن "العافية عادت الى لبنان وان المستقبل سيكون واعدا، ولا سيما لجهة عودة لبنان نقطة ارتكاز اقتصادية ومالية في الشرق الأوسط".

رجال أعمال لبنانيون في الإمارات

وفي هذا السياق، استقبل عون وفدا من رجال الأعمال اللبنانيين في دولة الامارات العربية المتحدة، في حضور سفير لبنان في ابو ظبي حسن سعد الذي نقل الى رئيس الجمهورية تهاني أبناء الجالية اللبنانية في دولة الامارات وتمنياتهم له بالتوفيق في مسؤولياته الجديدة. وألقى السيد البير متى كلمة عاهد فيها عون على العمل "من أجل أن يبقى الانتشار اللبناني في الخليج في خدمة لبنان اقتصاديا وسياحيا، وداعما لقضايا الوطن في كل المحافل والمنابر". ورد عون مرحبا بالوفد ومؤكدا "العمل دائما لتقوية العلاقات بين لبنان ودولة الامارات العربية المتحدة خصوصا، ودول مجلس التعاون الخليجي عموما"، ومشيرا الى أن "عودة الاستقرار الى لبنان سياسيا وأمنيا تعد بمستقبل أفضل بدأت مؤشراته من خلال الدعم الذي لقيه لبنان من قادة دول عربية ودولية منذ الانتخابات الرئاسية، اضافة الى انتعاش الحركة السياحية واجتماع المصارف العربية، والتأكيد أن لبنان سيعود نقطة الارتكاز الاقتصادية والمالية في الشرق الاوسط".

وأكد عون أن "المستقبل سيكون واعدا وأن دور اللبنانيين في دول الخليج أساسي على هذا الصعيد".

البير منصور

واستقبل عون الوزير السابق الدكتور البير منصور الذي قال ان زيارته كانت للتهنئة، وانه اجرى مع رئيس الجمهورية جولة أفق تناولت الاوضاع العامة في البلاد والمنطقة. وأضاف: "إننا نعلق اهمية خاصة على الدور الأساسي الذي يمكن أن يؤديه فخامة الرئيس لجهة رد مسار اتفاق الطائف الى حقيقته. وهو قادر ايضا على ان يقوم بالدور المسيحي الحقيقي في الشرق لجهة بناء مواطنة حقيقية ومساعدة الاخرين على الخروج من الدين والطائفية في العمل السياسي، والتوجه نحو العمل الوطني".

مطران قبرص

واستقبل رئيس الجمهورية رئيس أساقفة أبرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف يرافقه النائب الماروني في البرلمان القبرصي ياناكيس موسى، في زيارة تهنئة لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية باسم الكنيسة المارونية والجماعة المارونية في قبرص. وقال سويف: "إن هذه الزيارة تندرج في إطار التواصل بين موارنة قبرص ورئاسة الجمهورية". وأضاف: "في إطار المفاوضات لإيجاد حل لأزمة قبرص، عرضنا على فخامة الرئيس دعمه للمساهمة في حل المسألة القبرصية بشكل عام وأوضاع القرى المارونية بشكل خاص لتواصل الجماعة المارونية تقليدها الثقافي والديني والاجتماعي وفق الدستور القبرصي ولغتها اليونانية، بحيث يشكل أبناء هذه الجماعة- وهم جزء لا يتجزأ من المجتمع القبرصي- علامة للتواصل بين أبناء البلد وإرساء قواعد السلام والازدهار".

مجلس الإنماء والإعمار

واستقبل عون، رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر يرافقه نائب الرئيس المهندس ياسر بري والامين العام غازي حداد وعضوي مجلس الإدارة يحيى السنكري ومالك العياص، الذين هنأوا الرئيس بانتخابه وعرضوا عليه عمل المجلس والمشاريع التي يتولى تنفيذها والصعوبات الإدارية والفنية التي تواجه العمل.

وشدد عون على ضرورة الإسراع في تنفيذ المشاريع الانمائية المجمدة في كل المناطق اللبنانية، لافتا الى التزامه الانماء المتوازن في البلاد.

 

سلام عرض مع شتانماير الاوضاع في لبنان والمنطقة

الجمعة 02 كانون الأول 2016/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بعد ظهر اليوم، وزير خارجية المانيا الدكتور فرانك فالتر شتانماير والوفد المرافق، وجرى عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.

 

بري عرض مع وزيري خارجية تركيا والمانيا الاوضاع في لبنان والمنطقة والتقى شورتر

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو والوفد المرافق والسفير التركي شاغاتي ارسياز، وعرضوا الأوضاع في لبنان والمنطقة.

شتاينماير

ثم استقبل وزير الخارجية الالماني فرانك والتر شتاينماير والوفد المرافق والسفير الالماني مارتن هوت، وجرى البحث في الوضع اللبناني والاعباء التي يواجها لبنان جراء قضية النازحين السوريين، كما تطرق الى التطورات في المنطقة. وأشاد الوزير الألماني بالجهود الذي بذلها بري في المحافظة على البلد وجمع اللبنانيين الى حين انتخاب رئيس الجمهورية.

شورتر

وكان بري استقبل السفير البريطاني هيوغو شورتر الذي قال بعد اللقاء: "بحثت مع دولة الرئيس بري في الوضع الراهن في لبنان والمنطقة، وكانت مناسبة لأعبر عن وجهة نظري في هذه الاوضاع. تأمل المملكة المتحدة بقوة تأليف الحكومة اللبنانية قريبا، وان يصبح للبنان حكومة فاعلة لمواجهة التحديات العديدة امام البلاد، ومنها الخدمات العامة والجمود الاقتصادي والقضايا الامنية. إن المجتمع الدولي يأمل ان يرى شريكا قويا في لبنان للصمود امام الاضطرابات التي تمر بها المنطقة، وللتمكن من استيعاب الاعداد الكبيرة من النازحين ومساعدة اللبنانيين كما السوريين النازحين في مواجهة التحديات. لذلك نريد ان نرى حكومة لبنانية قوية قريبا". أضاف: "كذلك بحثنا مع دولة الرئيس بري في الانتخابات النيابية العام المقبل، ومن المهم جدا للشعب اللبناني ولصدقية لبنان كبلد ديمقراطي ان تجري في موعدها. ونأمل ان تكون الانتخابات المقبلة اكثر شفافية واكثر تمثيلا، وان يتم اتخاذ اجراءات اساسية واصلاحات في عملية الانتخابات منها اعتماد الاوراق الانتخابية المطبوعة مسبقا والاقتراع السري. كما تشاركنا ودولته في الامل بتحسين التمثيل للمرأة في البرلمان اللبناني، ان كان عبر قانون او بقرار من الاحزاب السياسية. وقد أكد الرئيس بري تمثيل المرأة، وكانت محادثات مثمرة ومفيدة للغاية وانا ممتن للقاء دولته".

واستقبل بري رئيس الاركان في الجيش اللواء الركن حاتم ملاك.

وكان التقى رئيس بلدية صيدا سابقا الدكتور عبد الرحمن البزري.

من جهة أخرى، تلقى بري برقيات تهنئة بعيد الاستقلال من كل من: الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، رئيس مجلس النواب الباكستاني سارادار آياز صديق، رئيس مجلس النواب الروماني فلورين لورداتش، رئيس المجلس الاعلى في اوكرانيا أندريه باروب، ورئيس مجلس النواب في جمهورية بيلا روسيا فلاديمير اندريتشينكو.

 

باسيل التقى نظيره التركي: الحل للنازحين بعودتهم الى بلدهم اوغلو: سنستمر في دعم لبنان ومكافحة المجموعات الارهابية

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نظيره التركي مولود جاويش أوغلو والوفد المرافق في قصر بسترس.

باسيل

بعد الإجتماع، عقد الوزيران اللبناني والتركي مؤتمرا صحافيا استهله باسيل بالقول: "أريد أن أرحب بزيارة معالي الوزير أوغلو وهي الزيارة الأولى له الى لبنان. كانت مناسبة جديدة للتهنئة بفشل المحاولة الإنقلابية في تركيا، وتشديدنا على أهمية المشروعية الشعبية للسلطات الدستورية على الأقل في البلدان التي تربطنا بها الصداقة".اضاف: "كما تعلمون ان لبنان لا يزال يعاني من استمرار احتلال إسرائيل، وتركيا شاركت في "اليونيفيل" وفي القوات البحرية التابعة لها، وهي معنية أيضا بموضوع النفط والغاز في المنطقة. وهنا أود أن أوضح أنه صدر بعض الكلام عن إلتزامات وتعهدات واعتبارات بأن لبنان يمكن أن يجمد أي نشاط غازي أو نفطي في مياهه الإقليمية، وفي هذه المناسبة نؤكد حق لبنان في الإستفادة من ثروته الطبيعية ولا يمكن له التنازل بأي شكل من الأشكال، ولا حتى في الوقت، عن الإستفادة من هذا الحق الطبيعي، وهذا موضوع سيادي وطني بامتياز".

وتابع: "كذلك هناك موضوع الإرهاب التكفيري الذي يعني بلدينا والذي يشكل خطرا عابرا للحدود ضرب لبنان وتركيا مرارا، ونحن معنيون بمواجهته من خلال تنسيق أفعل بين البلدين ولا سيما على المستوى العسكري والمخابراتي والأمني، إذ أن التجربة دلت وتدل على إمكانية نجاح أكثر في هذه المواجهة".

وقال: "بحثنا أيضا موضوع النازحين السوريين الذي يشكل عبئا على الدول المضيفة، ونحن نعتبر أن الحل الوحيد المتاح والدائم هو بعودة هؤلاء الى بلدهم. بالنسبة لنا فإن هذا الأمر يمكن أن يتم ما قبل وخلال وما بعد الحل السياسي في سوريا. وعلينا توفير الظروف المؤاتية للاستفادة من المناطق المستقرة، أو خلق مناطق مستقرة، لعودة السوريين اليها، لأن مناطق كهذه هي موجودة ويمكن بسهولة الإعتماد عليها لتوفير الشروط الآمنة لعودتهم. كما تناولنا موضوع العلاقات الثنائية بين البلدين، ولاحظنا أن التبادل التجاري انخفض بسبب الأزمة في سوريا، وهذه إحدى الإنعكاسات السلبية لهذه الأزمة التي نرى أن حلها يعود بالفائدة على كل المنطقة، وعلى السوريين طبعا. أما ما نحن متفقون عليه في سوريا فهو كثير: أولا وحدتها، وثانيا، النظام العلماني الذي يسمح لكل المعتقدات والأديان بالتعبير والتواجد الحر. ثالثا، مسألة الحدود وهي أساسية ولا يمكن التلاعب بها، لأنه إذا تم التلاعب بها، فسيكون لهذا الأثر الكبير على سوريا وكل الدول المحيطة بها. وهذا أمر يجب الحفاظ عليه من أجل الحفاظ على استقرار سوريا والمنطقة". وختم الوزير باسيل: "شددنا على أهمية تمتين العلاقات بين لبنان وتركيا والعمل على كل الملفات الثنائية المشتركة. ولاحظنا تطور موضوع التنقل وحرية التنقل وأثره الإيجابي بين لبنان وتركيا، وبحثنا في كيفية تفعيله أكثر فأكثر".

أوغلو

من جهته، قال أوغلو: "أولا أشكرك أخي وصديقي الوزير باسيل على دعوتي الى بيروت، وكنت قد وعدتك بزيارة لبنان منذ سنتين، وأخيرا تمكنت من تحقيق ذلك، وأنا مسرور جدا لكوني هنا اليوم. أتيت لأعبر عن دعم تركيا الكامل لعملية انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، وأود أن أشدد على أهمية الإستقرار والأمن في لبنان وتأثيره على المنطقة وعلى تركيا. كذلك نقلت الى الرئيس ميشال عون تهاني الرئيس رجب طيب أردوغان بانتخابه، ونحن نعتبر أن هذا الإنتخاب خطوة إيجابية على صعيد العملية السياسية اللبنانية، ونأمل في أن تستمر هذه الخطوات الايجابية وهذا الاتفاق في تأليف الحكومة العتيدة".

اضاف: "سوف التقي اليوم برئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي هذا الصدد أشدد على اهمية الحوار داخل البرلمان وأهميته أيضا على مستوى الشعب. التقيت رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، وسألتقي لاحقا اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري، وسنواصل النقاش حول أمور سياسية وأمور أخرى. ونؤكد عزمنا المشترك على تعزيز التعاون الثنائي على المستوى الإقتصادي خصوصا، وعلينا أن نعزز إتفاقية التنقل الحر والتبادل الحر بين بلدينا، ونطور الإستثمار المتبادل، كذلك التعاون الثنائي على مستوى الاستثمارات من جانب رجال الاعمال من كلا البلدين في الدول الثالثة والدول النامية، والعمل مع الشركات التركية في القارة الأفريقية وفي أميركا اللاتينية". وتابع: "تناولنا في اجتماعنا موضوع التبادل الثقافي الذي نعتبره مهما جدا والعلاقات بين اللبنانيين والأتراك علاقة فريدة من نوعها ولا سيما على المستوى التاريخي، وهو شعور متبادل بين شعبينا. لذا سنستمر في دعم لبنان ودعم الشعب اللبناني من دون أي تمييز، وسنسعى الى دعم البرامج والمشاريع التنموية". وقال: "لا بد من الإشادة بالدور الذي يلعبه اللبنانيون في استقبال المزيد من المهاجرين واللاجئين الهاربين من الحرب والعنف في سوريا، لكن لا بد أيضا من التأكيد على أهمية تشاطر هذا العبء في ظل نزوح أكثر من مليون شخص نزحوا الى لبنان. ومن هنا نرى أنه يجب تعزيز استقرار وأمن سوريا، وهناك تفاهم مشترك على ضرورة إعلان الهدنة بأسرع وقت لأن الحالة في حلب مثيرة للقلق، ولا بد من العمل بعد ذلك على إيجاد حل سياسي لأنه الحل الأنسب. كما يجب مكافحة وصد المجموعات الإرهابية التي تؤثر بشكل مباشر على الدول المجاورة، وأعني بذلك لبنان وتركيا على وجه الخصوص، وذلك عبر اعتماد استراتيجية أفضل وأقوى من أجل مكافحة التنظيمات مثل "داعش" و"النصرة"". وختم: "أنا واثق من أن زيارتي هذه ستكون نقطة تحول في العلاقات بين بلدينا، وسوف نعمل للتحضير لزيارات رفيعة المستوى بين البلدين. وأنا والوزير باسيل لا نوفر أي فرصة لنلتقي سواء في المحافل الدولية أو الإجتماعات حيث نتبادل الآراء حيال القضايا المشتركة ونتناول العلاقات بين بلدينا".

أسئلة

وردا على سؤال، أشار أوغلو الى أن "وقف الأعمال العدائية في حلب، كما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واللقاء بين مختلف الافرقاء سوف يساهمان في التوصل الى حل، إذ أننا في حاجة الى وقف إطلاق النار. كذلك فإن تركيا تلتقي مختلف الافرقاء المعنيين بالملف السوري أكان الروس أو الإيرانيين أو اللبنانيين من أجل وضع حد للوضع الراهن في سوريا، ونحن ندعم أي لقاء بين مختلف الأفرقاء. إن روسيا أعلنت بشكل واضح أنها مع وقف إطلاق النار، لكن يجب أن نرى ذلك على الأرض، ويجب أن يكون هناك إجتماعات بين روسيا والولايات المتحدة الاميركية لدعم سوريا".

وتابع أوغلو ردا على سؤال: "لا أحد يستطيع إنكار أن بشار الأسد مسؤول عن 600 ألف ضحية وقعوا أثناء الحرب في سوريا، وبدلا من الإصرار على تغليب مصلحة فرد واحد في السلطة، لا بد من النظر الى مصلحة الشعب ككل. نحن نؤمن بأن الرئيس الاسد لا يمكن أن يعزز وحدة سوريا، وقد دعمنا سوريا والشعب السوري وحتى الأسد نفسه، لكن في هذه المرحلة إن شخصا مسؤولا عن قتل أبناء شعبه لا يمكن أن يبقى في السلطة". من جانبه، قال باسيل ردا على سؤال: "إن الشعب السوري هو من يقرر نظامه ومستقبله مصيره، وعلينا أن نحترم خيارهم لكن يجب أن نتأكد من وحدة الأراضي السورية وسلامتها وحريتها. كما أنه يجب ان يكون النظام نظاما علمانيا يجمع مختلف الإديان لكي تتمكن بالتعبير عن رأيها".

سئل أوغلو: شددتم على أهمية محاربة الجماعات الإرهابية لكنكم متهمون بدعمها؟

أجاب: من المتهم؟

قيل له: أنتم، تركيا.

اجاب اوغلو: "نحن نقتل "داعش"، ولم يقتل أحد من عناصر هذا التنظيم أكثر منا، في العراق قتلنا ألف عنصر، وفي سوريا الآلاف. ونحن ناجحون جدا في هذه المهمة".

 

باسيل التقى نظيره الالماني: الحل السياسي في سوريا حل وحيد شتانماير: لبنان حاجة ماسة للاستقرار في المنطقة

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - عقد وزير الخارجية جبران باسيل جلسة محادثات مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير والوفد المرافق، اعقبها مؤتمر صحافي استهله باسيل بالقول:"نشكر الوزير شتاينماير على زيارته الثالثة الى بيروت ونشكره على تهنئته بانتخاب الرئيس ميشال عون. ان بين لبنان وألمانيا علاقات قوية ومتعددة الاوجه وهي انما تبين عمق علاقات الصداقة بيننا. ان المانيا تشارك في قوات "اليونيفيل" مما يساهم في استقرار الجنوب اللبناني رغم الاعتداءات الاسرائيلية اليومية لسيادتنا، كما انها تقدم المساعدات الانسانية للتخفيف من تبعات الازمة السورية في لبنان. في الواقع ان بلدينا يواجهان تحديات مماثلة، اولا كلانا متحدان في موضوع محاربة الارهاب، ومكافحة المنظمات الإرهابية من خلال وقف منابع تمويلها ومنع ايديولوجيتها من الانتشار. كذلك نحن عازمون على إيجاد الحلول لاسباب التدفق الهائل للنازحين السوريين الى الدول المجاورة لسوريا. وألمانيا تدرك جيدا الحالة الخاصة للبنان الذي يعاني من ندرة الموارد وهو ايضا يستقبل اكبر عدد من النازحين بالنسبة لعدد سكانه ولمساحته، وهذا امر لا سابقة له في التاريخ، وهذا ما يجعل الوضع في لبنان حالة خاصة".

اضاف: "كما تعرفون ان لبنان قام بشكل طوعي بالالتزام ببنود اتفاقية فيينا للاجئين التي وقعت في العام 1951 والتي لم يوقع عليها، وبرهن عن حسن الضيافة للنازحين السوريين وهو يتوقع بالتالي مساعدة مباشرة ودعما كبيرا لا سيما لمؤسسات الدولة كي تتمكن من معالجة هذه الازمة. لقد حظينا بالدعم والاهتمام الكبيرين من قبل المانيا، اذ قامت بإعداد مؤتمرات دولية ومحلية من اجل إيجاد حل لهذه الازمة، وسعت ايضا الى تحقيق مخرجات هذه المؤتمرات".

وشدد باسيل على ان "لبنان يؤكد ان الحل السياسي في سوريا هو الحل الوحيد الناجح والأمثل، وعودة النازحين السوريين الآمنة الى بلادهم". وقال:" تدركون جيدا بأننا وقعنا مع الاتحاد الاوروبي أولويات الشراكة وستقوم المانيا بلعب دور قيادي في وضع هذه الاولويات قيد التنفيذ. كذلك وقعنا ورقة عمل تبين اهمية الحفاظ على وحدة سوريا، سوريا معروفة الحدود، والمحافظة على سيادتها وسيادة اراضيها، وإعطاء الحرية للشعب حيث يعبر عن رأيه ويحدد مصيره".

واشار الى ان "هذه المقاربة يجب ان يتم اعتمادها لحل اي مشكلة في المنطقة، وتضطلع المانيا بدور رئيسي في هذا الاطار. ان الاستقرار والامن مهمان جدا في تلك المنطقة، ولكن لا يمكن تحقيقهما بوجود الارهاب. فلا بد من مكافحته".

شتانماير

من جهته قال شتانماير:" اذكر انه في العام 2006 و2007 زرت لبنان في اوقات صعبة وكذلك جئت الى هنا السنة الماضية وكان لبنان ما يزال يعاني من الفراغ الرئاسي، ونرى اليوم انه قد تم بنجاح انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وقد نقلت التهنئة للرئيس عون. وبالنسبة للاوروبيين ولنا في المانيا، نرى ان انتخابه خطوة مهمة جدا لتحقيق الاستقرار في لبنان. ودليل على ان لبنان بإمكانه التغلب بقوته الذاتية على الجمود السياسي الداخلي الطويل وهو دليل على امكانية التعايش السلمي بين مكونات الشعب اللبناني بكل فئاته بمختلف اثنيا وتخطي المصالح السياسية للعمل المشترك من اجل مصلحة لبنان. ان الوضع الحالي يشير الى فرصة تشكيل حكومة جديدة بسرعة".

اضاف: "نتفهم مشكلة اللاجئين التي يعيشها لبنان، لأننا استضفنا هذا العام مليون لاجئ، شكل السوريون 60 بالمئة منهم الا ان العدد الموجود لديكم عدد اكبر بكثير مقارنة مع عدد السكان. ونحن نقدر الجهود اللبنانية، واود ان اعبر عن شكري الجزيل لاستضافة لبنان للاجئين السوريين.

وتابع: "كذلك تناول الوزير باسيل العبء الخاص الذي يتكبده لبنان في مجال التربية والتعليم، والمانيا تقدم للبنان المساعدات المالية التي يتمكن بها من تقديم التعليم للاطفال السوريين".

وختم بالقول: "اؤكد لكم مواصلة الدعم الالماني لبلدكم عبر مساعدات اضافية. واود ان اقول بصراحة اني عندما ازور بيروت لا نتحدث فقط عن سوريا وعن ازمة اللاجئين بل نركز ايضا على لبنان حيث تجمعنا علاقات طويلة ومستقرة في المجال السياسي والمجالات الاخرى لأن لبنان حاجة ماسة للاستقرار في المنطقة لذا يجب ان نتواصل لدعم تعزيز علاقاتنا".

اسئلة

وردا على سؤال حول وجوب ايقاف حمام الدم في سوريا قال شتاينماير: "يجب ان نتحدث عن عودة اللاجئين، ويجب ان نقوم بكل ما في وسعنا من اجل مساعدة اللاجئين وحمايتهم لكن بنفس الاهمية يجب ايلاء الاولوية للوصول الى وضع حد لهذه الحرب الطويلة المستمرة منذ سنوات لكي لا يجبر المزيد من المواطنين على المغادرة الى خارج سوريا".

وعن مجازر حلب وهوية معرقلي التوصل الى وقف اطلاق النار قال: "بعد 5 سنوات من الحرب وفرار 12 مليون شخص من ديارهم في سوريا الى اماكن اخرى ووقوع 400 الف قتيل، نرى اننا لم نقم بالجهود الكافية لانهاء الحرب، لكن يجب عدم الاستسلام والعمل الان من اجل التخفيف من حدة هذا النزاع. حاليا نرى عملية انتقال السلطة في الولايات المتحدة، لكن ورغم اننا لن نتوصل الى حل سياسي شامل في هذه المرحلة، لكن يجب ان نتوصل الى هدنة مؤقتة لتمرير المساعدات الانسانية الى سوريا في المناطق المنكوبة".

وعما اذا كان اللقاء تناول عودة النازحين الى مناطق آمنة قال باسيل: "نعتبر اولا ان المساعدات ونمط الاعانة الذي يقدم في موضوع النازحين يجب ان يوجه بطريقة تؤدي الى عدم تثبيت او اندماج السوريين في المناطق التي يتواجدون فيها، بل بما يؤهلهم الى العودة السريعة الى سوريا، والسؤال الاساسي المطروح الى اين يعودون؟ هناك ما نسميها نحن "المناطق المستقرة" التي هي مستقرة اساسا او التي يمكن ان نجعلها مستقرة من خلال توفير ظروف الامان والعيش الكريم فيها لكي يتمكن السوريون من البقاء فيها بما يسمح لهم من اعادة بناء بلدهم وهو أمر اقل كلفة بكثير ماديا وبشريا وسياسيا ومعنويا من مغادرتهم سوريا".

رجال الاعمال اللبنانيين في الامارات

كما التقى باسيل وفدا من رجال الاعمال اللبنانيين في دولة الامارات العربية.

 

جعجع إستقبل رئيس المجلس العراقي لحوار الاديان في معراب الخوئي: الحوار وسيلة أساسية لإنهاء النزاعات

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - إستقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، رئيس مؤسسة "دار العلم" في النجف الاشرف ورئيس المجلس العراقي لحوار الأديان السيد جواد الخوئي يرافقه رئيس المركز العربي للحوار والدراسات الشيخ عباس الجوهري، في حضور الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس، مدير مكتب جعجع المحامي ايلي براغيد ورئيس جهاز الاعلام والتواصل شارل جبور. وناقش الحاضرون "أهمية العلاقات اللبنانية - العراقية، خصوصا لجهة التشابه في المعاناة بين الشعبين العراقي واللبناني، أو لناحية التعدد الذي يجسد ثقافة العيش المشترك في بيروت وبغداد".

وشدد الخوئي على "وجوب ترسيخ الاستقرار في كل دول المنطقة"، مشيرا الى أن "العمل جار في العراق على إنهاء الحالة الداعشية وإعادة الاعتبار الى مفهوم الدولة، فضلا عن تفعيل العلاقات الداخلية بين المكونات العراقية وإعلاء الحوار كوسيلة أساسية لإنهاء النزاعات وترسيخ العيش المشترك، وتثبيت مفهوم الدولة".

وتحدث الخوئي عن "أهمية الدور المسيحي في العراق والمنطقة"، منوها ب"الدور الذي لعبه رئيس القوات في إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان"، متمنيا "للعهد الجديد نقل لبنان الى مزيد من الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني". وأكد "أن الدور المسيحي في لبنان والعراق والمنطقة برمتها يشكل قيمة ومضافة وجسرا مهما للتواصل بين كل مكونات المنطقة". بدوره، رحب جعجع بالخوئي وأثنى على "دوره الحواري والانفتاحي"، وتمنى "للشعب العراقي الشقيق أن يتمكن من تجاوز محنته وصعابه من خلال عودة الاستقرار ومشروع الدولة"، وعبر عن حرصه على "أفضل العلاقات بين الشعبين اللبناني والعراقي".

 

الحريري عرض واوغلو الاوضاع في لبنان والمنطقة واولم تكريما له

الجمعة 02 كانون الأول 2016/وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على رأس وفد، يرافقه السفير التركي في لبنان تشاغاتاي أرجييس، في حضور وزير الداخلية نهاد المشنوق، والنائبين جمال الجراح وعقاب صقر ومستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري. وتناول البحث مستجدات الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم أقام الرئيس الحريري مأدبة عشاء تكريمية على شرف الوزير التركي والوفد المرافق، استكملت خلالها مواضيع البحث.

 

السنيورة عرض مع شتاينماير الاوضاع في لبنان والمنطقة

الجمعة 02 كانون الأول 2016 /وطنية - استقبل رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة عند الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم، في منزله في بلس، وزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير، وكان اللقاء مناسبة لاستعراض الأوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف الجوانب.

 

ريفي اطلع على تقرير حول العقار 1403 ميناء طرابلس وطلب الى النيابة التمييزية إجراء تحقيق شفاف وأحال الملف الى النيابة المالية

الجمعة 02 كانون الأول 2016/وطنية - اطَّلع وزير العدل اللواء أشرف ريفي على مضمون التقرير الذي أعده مستشاره للشؤون القانونية القاضي محمد صعب حول قضية العقار 1403 ميناء طرابلس، وأرسل الى النيابة العامة التمييزية كتابا طلب فيه إجراء تحقيق قضائي شفاف يضمن تطبيق القانون بما يصون الأملاك العامة ولا سيما الأملاك البحرية منها. كما طلب إحالة الملف الى النيابة العامة المالية لاجراء المقتضى القانوني واتخاذ كل الاجراءات. وأرفق كتابه بالتقرير الشامل الذي أعده صعب.

وجاء في نص التقرير الذي أعده صعب: "جانب معالي وزير العدل اللواء أشرف ريفي المحترم

الموضوع: ملف العقار رقم 1403 منطقة بساتين الميناء الناتج عن العقار رقم 220 منطقة بساتين الميناء.

بناء على تكليفكم الشفهي لنا بإعداد ملخص عن وقائع ومعطيات ملف العقار رقم 1403 منقطة بساتين الميناء في ضوء ما أثير مؤخرا في بعض وسائل الإعلام وما تداوله الرأي العام اللبناني على وجه العموم والطرابلسي على وجه الخصوص عن وضع جزء من الأملاك العامة البحرية في محلة الميناء في طرابلس في ملك أفراد إنفاذا لقرار قضائي صادر عن القاضي المشرف على أعمال الضم والفرز في الشمال.

وبعد الإطلاع على ما توفر لنا من مستندات تتعلق بملف العقار المذكور، تبين لنا ما يلي:

1- يملك ورثة فرنسيس وهبة الشبطيني حصصا في العقار رقم 220 بساتين الميناء الذي جرى مسحه تبعا لأعمال التحديد والتحرير التي شرع في تنفيذها في 1/6/1931 عملا بأحكام المواد 11 وما يليها من القرار رقم 186 المؤرخ في 15/3/1926 (تحديد وتحرير الأملاك العقارية).

2- بموجب المرسوم رقم 2151 الصادر في العام 1979 خضع هذا العقار لأعمال ضم وفرز عام وأدخل بكامل مساحته وفقا لخرائط المساحة والمعتمدة في دوائر المساحة والعقارية، ووزع كامل القطع الجديدة المفرزة على أصحابها، وسجلت في القيد العقاري حسب الأصول.

3- بناء على طلب ورثة فرنسيس وهبة الشبطيني أصدرت مصلحة القضايا في وزارة الأشغال العامة والنقل رأيا خلص لإعتبار القسم الغربي لكورنيش - الأوتستراد وحدود البحر هو جزء من العقار رقم 220 بساتين الميناء طرابلس وبالتالي يجب ترقيمه وقيده على إسم فرنسيس وهبة الشبطيني في السجل العقاري، وبحسب الرأي المذكور فإن العقار 220 خضع لعملية إفراز شملت فقط القسم الشرقي منه البالغة مساحته 149990 مترا مربعا واقتطع من هذا القسم مساحة 25% للطرقات والحدائق والخدمات العامة بلغت 42664 م2 وأن الملك البحري العام يحد العقار من ناحية الغرب وأن حدوده لهذه الجهة تنتهي عند أقصى نقطة يصل إليها الموج في فصل الشتاء وإشتداد العواصف، وأن هناك مساحة باقية من العقار غرب الكورنيش وعند حدود الشاطىء جرى إغفالها وضمها للأملاك العامة، وأن ذلك يعتبر من قبيل الخطأ المادي القابل للتصحيح من خلال إعادة تسجيل هذا القسم على إسم مالكيه.

4- بتاريخ 24/2/2010 وجه معالي وزير الأشغال العامة والنقل إلى أمانة السجل العقاري في محافظة الشمال كتابا حمل الرقم 236/ص أحال بموجبه كامل ملف العقار المذكور مع رأي مصلحة القضايا في الوزارة بعد أن تبنى مضمونها والنتيجة التي انتهت إليها، وعاد وأرسل عدة كتب بتواريخ مختلفة(24/3/2010 و 12/12/2011) تؤكد على تنفيذ مضمون الكتاب الأول وعلى وجوب إحالة الملف إلى وزارة المالية.

5- كلف أمين السجل العقاري دائرة المساحة بتصحيح مساحة العقار إستنادا إلى كتاب معالي وزير الأشغال العامة والنقل المشار إليه عن طريق فرز قسم من الأملاك العامة البحرية واعتباره أملاكا خاصة للمالكين الأساسيين للعقار 220 بساتين الميناء.

6- تنفيذا للتكليف وضع المساح غسان نعيم تقريرا جاء فيه أنه يوجد تكليف قديم برقم 679/88 نظمت بموجبه خريطة للموقع ضمت للتكليف، أحال أمين السجل العقاري الأوراق إلى المدير العام للشؤون العقارية لإحالته لوزير الأشغال العامة للموافقة على الخريطة. وافق الوزير على الخريطة ووجه كتابا جديدا يؤكد فيه على تنفيذ مضمون كتابه السابق. أحال أمين السجل العقاري الأوراق مجددا لمديرية الشؤون العقارية في وزارة المال لإبداء الرأي بالموضوع. بتاريخ 8/6/2010 وجه مدير عام الشؤون العقارية في وزارة المالية كتابا لوزير المالية خلص فيه للقول بأن قسما من العقار الذي كان بتملك ورثة فرنسيس وهبه الشبطيني بموجب سند الطابو رقم 6 لم تتناوله أعمال التحديد والتحرير وأغفل قيده عند إجراء التحديد العام وفقا لأحكام القرار رقم 186/26 وأدرج خطأ في الأملاك العامة البحرية وأن تصحيح الخطأ يبقى خاضعا لأحكام المواد 15 وحتى 19 من القرار رقم 189/26.

7- في حزيران من العام 2010 وجه وزير المالية كتابا لمدير عام الشؤون العقارية طلب بموجبه إعادة الملف إلى أمانة السجل العقاري الأولى في الشمال للطلب من المساحة إلغاء الكروكي للخريطة الموضوعة وغير الموقعة من الدائرة وإعتبارها كأنها لم تكن ووقف جميع الإجراءات المتخذة بالموضوع على أن لا يصار إلى تمليك أي شخص هذه الأملاك إلا بعد الحصول على حكم قضائي نافذ.

وقد استند قرار وزير المالية على الحجج التالية:

- أنه سبق وتم مسح العقار 220 بتاريخ 1/6/1931 وتم الإعتراض على المسح من قبل المالكين لجهة الحدود مع العقارين 221 و 222 وليس لجهة الأملاك البحرية وقد ورد في قرار القاضي العقاري الذي بت بالخلاف أن الخلاف يتناول فقط الحد القبلي للعقار والحدود.

الثلاثة الباقية ثابتة ولا خلاف عليها وأن أحدا لم يعترض في حينه على الحدود مع الأملاك العامة البحرية، وأن دعوى تصحيح بنفس الموضوع أقيمت في الستينات لم تأت بأي نتيجة لمصلحة طالبي التصحيح.

- ان وزارة الأشغال تثير عملية التصحيح دون الأخذ بالإعتبار الوقائع القانونية والمادية التي طرأت على العقار والمنطقة ودون الأخذ بالإعتبار الأحكام التي ترعى الأملاك البحرية بالقانون الصادر بالقرار 144/س تاريخ 1/6/1925 وأن عملية تحديد الأملاك العمومية لا تجري بدون مرسوم من رئيس الدولة إضافة إلى أن تمليك الأفراد لهذه الأملاك لا يتم إداريا بل استنادا لحكم قضائي، وأن تطبيق المادة 15 وما يليها من القرار 189/26 لا يمكن في هذه الحالة بعدما أفادت دائرة المساحة في الشمال أنه لا يوجد خطأ في الخريطة النهائية وتحفظت على طلب المستدعي لأن القطعة المطالب بها هي ضمن مياه البحر منبسطة أي أن الموج يصل إليها.

- أن الأملاك العامة المذكورة في خرائط المساحة لا يمكن الطعن بها ولا إقامة أية دعوى بشأنها بعد إنقضاء مدة السنتين من تاريخ إيداع هذه الخرائط أمانة السجل العقاري وهذه الأخيرة أودعت الأمانة منذ عشرات السنين.

- أن المنطقة الواقع العقار موضوع المطالبة فيها أخضعت إلى أعمال ضم وفرز بموجب المرسوم 123/983 حسب قانون ضم الأراضي وفرزها في الأماكن الآهلة وكانت غاية الإدارة أن تكون كل الأملاك الواقعة غربي البولفار والمحاذية للأملاك البحرية كلها أملاك عامة وقد إنتهت الأعمال ومن لم يعترض في حينه لم يعد له الحق بالمطالبة إلا عن طريق المراجعة القضائية، وأن إصرار وتأكيد وزير الأشغال على التنفيذ لا يلزم الإدارة ولا أمانة السجل العقاري.

8- بتاريخ 30/4/2013 وجه وزير الأشغال العامة والنقل إلى القاضي المشرف على أعمال الضم والفرز في الشمال كتابا حمل الرقم 417/ص أكد بموجبه على إعتبار القسم الغربي الواقع بين الكورنيش - الأوتوستراد وحدود البحر هو جزء من العقار رقم 220 بساتين الميناء طرابلس وطلب إجراء المقتضى القانوني بعد أن أفرز العقار المذكور إلى عدة عقارات وتم تغيير أرقامها بفعل الضم والفرز وذلك تمهيدا لترقيم القسم الغربي وتسجيله نهائيا على إسم ورثة فرنسيس وهبة الشبطيني في السجل العقاري في الشمال.

9- بتاريخ 2/7/2013 أصدر القاضي المشرف على أعمال الضم والفرز في الشمال قرارا قضى بتكليف الخبيرين المحلفين أحمد غازي هاجر وهيثم عبد الله عامودي العضو في اللجنة الفنية للضم والفرز في الشمال للقيام بالمهمة التالية:

الإطلاع على كافة أوراق الإستدعاء وكافة الأوراق والمستندات المرسلة من أمين السجل العقاري تحت رقم 528/2013 والإستحصال على صورة طبق الأصل عن الخرائط الجوية المعتمدة لدى دائرة المساحة والتي على أساسها تم تنظيم الخرائط النهائية لمدينة الميناء والعائدة للقسم الواقع ضمنه العقار 220 منطقة بساتين الميناء سابقا 151 من الدفتر الحاقاني رقم 6 والإستحصال على صورة طبق الأصل عن عناصر الكيل العائدة للعقار بالإضافة الى الورق الشفاف المنظم لحدود العقار المنوه عنه، والإطلاع على كامل مستندات الملفات العائدة للعقار موضوع المهمة وتصوير اللازم منها وتوقيعها طبق الأصل من مرجعها، تنظيم تقرير مفصل عن موضوع الإستدعاء في ضوء ذلك ضمن مهلة شهرين من تاريخ تبلغهما.

10- بتاريخ 10/12/2013 أصدر القاضي المشرف على أعمال الضم والفرز في الشمال قرارا طلب بموجبه من رئيس دائرة المساحة في الشمال بتكليف من يلزم بإجراء مسح للمنطقة الواقعة من حدود واجهة العقار المعتمدة بعملية التحديد والتحرير للعقار رقم 220 منطقة بساتين الميناء حسب خريطة المساحة المعتمدة بعد أعمال الضم والفرز العام مرورا بسعة الكورنيش البحري والمنطقة الصخرية حتى البحر وتنظيم خريطة مبين عليها المساحات لكل قسم من الكورنيش البحري والمنطقة الصخرية وضم عناصر الكيل المعتمدة بعملية المسح.

11- بتاريخ 22/2/2014 أصدر القاضي المشرف على أعمال الضم والفرز في الشمال قرارا قضى باعتبار القسم الغربي الواقع بين الكورنيش البحري والأوتوستراد وحدود حرمة البحر المتوسط هي قطعة قد سقطت سهوا للمالك ورثة فرنسيس وهبه الشبطيني بمساحة قدرها 29838 م2 تقريبا لكامل 2400 سهم وطلب من أمين السجل العقاري في الشمال قيد القطعة الساقطة سهوا بفعل أعمال الضم والفرز العام على صحيفة العقار 220 منطقة بساتين الميناء العقارية.

12- قدم السيد وديع كوستي حبيب بصفته أحد ورثة مالكي العقار رقم 220 منطقة بساتين الميناء العقارية بتاريخ 16/3/2015 طلبا إلى وزير المالية لتنفيذ القرار المشار إليه فأحيل بقرار من الوزير لمديرية الشؤون العقارية للمتابعة وفق الأصول القانونية، إلا أن أمين السجل العقاري في الشمال طلب بتاريخ 23/3/2015 الوقوف على رأي هيئة القضايا في وزارة العدل لأن الموضوع مرتبط بتمليك مساحات داخلة ضمن الأملاك العامة.

13- بتاريخ 21/4/2015 أحال رئيس هيئة القضايا في وزارة العدل إلى وزارة المالية كتاب محامي الدولة الذي خلص للقول بأنه كان على القاضي المشرف قبل إصدار قراره الذي أصبح مبرما أن يبلغ الأوراق إلى الدولة قبل إصدار الحكم بمواجهتها كي يحفظ لها حق الإستئناف، إلا أن النتيجة بكل حال لن تتغير فالمستندات المثبتة لحق الورثة حاسمة الأمر الذي يستتبع معه وجوب تنفيذ الحكم وفقا لمضمونه، وقد أحيل الكتاب المذكور بعد التأشير عليه من قبل رئيس الهيئة بعبارة "بعد الإيجاب".

14- بتاريخ 3/5/2015 عاد أمين السجل العقاري في الشمال وطلب من جديد الرجوع إلى هيئة القضايا في وزارة العدل لمعرفة إذا كانت عبارة "بعد الإيجاب" الوارة في كتاب هيئة القضايا تفيد الموافقة على السير بتنفيذ القرار الصادر عن القاضي المشرف على أعمال الضم والفرز في الشمال وفقا لمضمونه، ومن ناحية أخرى لجهة إعتبار القرار أن القطعة الساقطة سهوا والتي أغفلتها أعمال التحديد والتحرير تعود للمالك ورثة فرنسيس وهبه الشبطيني دون سواهم في حين أن محضر التحديد للعقار 220 بساتين الميناء المبني على سندات الطابو المذكورة والمفصلة فيه قد ثبت الملكية على إسم مجموعة من المالكين من بينهم ورثة فرنسيس وهبه الشبطيني ومن ناحية ثالثة الإفادة عن آلية التنفيذ في ضوء كون صحيفة العقار 220 بساتين الميناء أضحت ملغاة بمفعول الضم والفرز المنفذ سابقا.

15- أحيل الطلب مجددا إلى هيئة القضايا في وزارة العدل حيث نظم محامي الدولة كتابا أكد فيه على مضمون كتابه السابق واتهم فيه أمين السجل العقاري بالتلكؤ عن تنفيذ حكم قضائي مبرم.

16- بتاريخ 18/8/2015 قدم وديع كوستي حبيب بصفته أحد ورثة مالكي العقار 220 بساتين الميناء طلب تنفيذ قرار القاضي المشرف على أعمال الضم والفرز في الشمال حيث أحيل الطلب من قبل وزير المالية بعد أن أشار بإعطاء المعاملة مجراها القانوني.

17- بنتيجة كل ما تقدم تم تنفيذ القرار وجرى قيد القسم الغربي الواقع بين الكورنيش البحري والأوتوستراد وحدود البحر المتوسط على إسم ورثة المرحوم فرنسيس وهبه الشبطيني.

18- بتاريخ 19/11/2016 اعترضت بلدية الميناء على القيد المذكور فصدر على الفور قرار عن القاضي المشرف على أعمال الضم والفرز في الشمال قضى بتجميد العمل بموجب الصحيفة رقم 1403 منطقة بساتين الميناء والناتج عن العقار رقم 220 بساتين الميناء ووضع إشارة إحترازية بعدم إعطاء نسخة عن مشروحاتها إلى أية جهة كانت بانتظار صدور قرار قضائي آخر وبالتحفظ على جميع مستندات ملف القرار المذكور وعدم إعطاء أي صورة عنه إلا بقرار قضائي".