المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 كانون الأول/2016

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.december05.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وكَانَ الصَّبيُّ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى في الرُّوح. وكانَ في البَرارِي إِلى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيل

انِّي أَقُولُ الحقَّ في المَسِيح، لا أَكْذِب، وضَميري شَاهِدٌ لي في الرُّوحِ القُدُس: إِنَّ في قَلبي حُزْنًا شَديدًا، ووَجَعًا لا يَهْدَأ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

هرطقة وصنمية أغاني التمجيد والتبجيل للسياسيين ورجال الدين/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هل الغناء والاستماع اليها حرام ؟ سماحة السيد حسن نصر الله يجيب

ثقافة حزب الله ليست لبنانية/الياس بجاني

حزب الله يمنع فيروز في الجامعة اللبنانية! الأغاني حرام/رامز القاضي/تقرير من تلفزيون الجديد

الجامعة اللبنانية تخضع لـ«حزب الله»: المجالس الحسينية مباحة و «فيروز» ممنوعة/خاص جنوبية

إلى طلاب "حزب الله": نحن لسنا في مجتمع إسلامي/ابراهيم حيدر/النهار

تغريدات د. فارس سعيد ليوم الأحد والإثنين/تويتر

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأ في 4/12/2016

لا  تقدم في التأليف... وهل "الـ 60" استهداف للشيعة؟ بري: التمديد أو إبقاء القانون الساري لا يبقي البلد

المتغيرات السورية تحسم: عون مع الأسد وحزب الله/منير الربيع/المدن

صمت موسكو على الغارة الإسرائيلية.. يطمئن تل أبيب/سامي خليفة/المدن

تشكيل الحكومة يدخل أسبوعاً حاسماً... وإلا المراوحة و«المردة» يرفض عرضاً يخيّره بين «العمل» و «الاقتصاد»/محمد شقير/الحياة

تشكيل الحكومة بين الحريري و جعجع في “بيت الوسط”

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نصيحة لعون: لا تقاطع فرنجية

الحكومة قبل الأعياد؟

التيار: حملة "الثنائي الشيعي" على الرئيس لن تنجح

هكذا ردّت فيرا يمين على بيان عون

ريفي: حزب الله يعرقل الحكومة لفرض شروطه

جنبلاط إستقبل وزير الخارجية الكندي على رأس وفد في كليمنصو

عون يمنح الموسيقار ملحم بركات وسام الأرز من رتبة كومندور

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي يقرّ بهزيمته ويستقيل

الغارات على إدلب تحصد العشرات والمعارضة ترفض الانسحاب من حلب

العربي الجديد: يوم دام في حلب... ومعاناة النازحين مستمرة

روحاني يطالب أوباما بـ"فيتو" ضد قرار تمديد العقوبات

ليبيا.. فيديو عملية انتحارية نفذتها "داعشية" في سرت

صحيفة: مساعدات مالية أوروبية مقابل صفقة سياسية في سوريا

التحالف يدمر زوارق تهريب أسلحة للحوثيين قبالة سواحل المخاء

العراق.. البنتاغون يدعو لبقاء القوات بعد هزيمة "داعش"

جيبوتي توافق على إقامة قاعدة عسكرية سعودية على أراضيها

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجزيرة تهاجم وليد فارس بعد تصريحاته عن مكانة مصر المميزة لدى الرئيس الأمريكى/وليد فارس: دخول ترامب البيت الأبيض صدم جماعة الإخوان والمتطرفين/إيمان حنا/الجزيرة

من مبارح العصر/نبيل بومنصف/النهار

نداءُ العلمنةِ بين الفتوحاتِ والبلقَنة/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

أزمة عون - «حزب الله»: بين الحقيقة والوهم/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

عقم الأحزاب اللبنانية/فؤاد سيور/النهار

إذا كان انتخاب عون لم يخضع لوعود فلماذا يُتّهم بتغيير خطّه وبعدم الوفاء/اميل خوري/النهار

أي معادلة بعد سيطرة النظام على حلب؟ نموذج مكرّر للعراق بهيمنة روسيا وإيران/روزانا بومنصف/النهار

عن «الستّين»... و«خطيئة» العزل والتحجيم/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

الحكومة اللبنانية بين التكليف والتأليف والميثاقية/د. ناصر زيدان/الأنباء الكويتية

حلب بداية النهاية لسورية معارضةً و... نظاماً/جورج سمعان/الحياة

الغياب الأوروبي… من خلال الانحدار الفرنسي/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

صفير في العشاء السنوي لمؤسسته: بكركي هي المرجعية الثابتة للكنيسة الراعي: ليوفق الله رئيس الجمهورية في قيادة الوطن الذي تتنازعه العواصف

ميشال معوض في الذكرى ال27 لاغتيال والده: لطي صفحات الخلافات والالتفاف حول العهد الجديد لأن أحدا لا يستطيع إلغاء احد والوطن يتسع للجميع

رئيس بلدية رأس بعلبك: مستمرون بمعالجة قانونية وشرعية لكل عقاراتها إحقاقا للعدالة

قاووق في ذكرى اللقيس: الساعون إلى استهداف تحالفاتنا لن يحصدوا إلا الخيبة والحسرة

الشيخ حسن المصري: ما يجمعنا بعون أكثر مما يفرقنا ولا يراهن أحد على أن تكون أمل وحزب الله ثنائيا شيعيا يواجه ثنائيا مسيحيا عونيا قواتيا

الراعي: نناشد الكتل التقيد بالدستور والمؤازرة في تسهيل تشكيل الحكومة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

وكَانَ الصَّبيُّ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى في الرُّوح. وكانَ في البَرارِي إِلى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيل

إنجيل القدّيس لوقا01/من67حتى80/:"إِمْتَلأَ زَكَرِيَّا مِنَ الرُّوحِ القُدُس، فَتَنبَّأَ قائِلاً: «تَبَارَكَ الرَّبُّ، إِلهُ إِسْرَائِيل، لأَنَّهُ ٱفْتَقَدَ شَعْبَهُ وٱفْتَدَاه. وأَقَامَ لنَا قُوَّةَ خَلاصٍ في بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاه، كمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ القِدِّيسِينَ مُنْذُ القَدِيم، لِيُخَلِّصَنَا مِنْ أَعْدَائِنَا، ومِنْ أَيْدي جَمِيعِ مُبغِضِينَا، ويَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا، ويَذْكُرَ عَهْدَهُ المُقَدَّس، ذاكَ القَسَمَ الَّذي أَقسَمَهُ لإِبرَاهِيمَ أَبِينَا، بِأَنْ يُنْعِمَ عَلَينا، وقَدْ نَجَوْنَا مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، أَنْ نَعبُدَهُ بِلا خَوْف، بِالقَدَاسَةِ والبِرِّ، في حَضْرَتِهِ، كُلَّ أَيَّامِ حيَاتِنَا. وأَنْتَ، أَيُّهَا الصَّبِيّ، نَبِيَّ العَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَسِيرُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ، وتُعَلِّمَ شَعْبَهُ الخَلاصَ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُم، في أَحشَاءِ رَحْمَةِ إِلهِنَا، الَّتي بِهَا ٱفْتَقَدَنَا المُشْرِقُ مِنَ العَلاء،

لِيُضِيءَ على الجَالِسِينَ في ظُلْمَةِ المَوْتِ وظِلالِهِ، ويَهْدِيَ خُطَانَا إِلى طَرِيقِ السَّلام.» وكَانَ الصَّبيُّ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى في الرُّوح. وكانَ في البَرارِي إِلى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيل."

 

إِنِّي أَقُولُ الحقَّ في المَسِيح، لا أَكْذِب، وضَميري شَاهِدٌ لي في الرُّوحِ القُدُس: إِنَّ في قَلبي حُزْنًا شَديدًا، ووَجَعًا لا يَهْدَأ

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة09/من01حتى05/:"يا إِخوَتِي، إِنِّي أَقُولُ الحقَّ في المَسِيح، لا أَكْذِب، وضَميري شَاهِدٌ لي في الرُّوحِ القُدُس: إِنَّ في قَلبي حُزْنًا شَديدًا، ووَجَعًا لا يَهْدَأ. أَوَدُّ لَو أَكُونُ أَنَا نَفسي مَحْرُومًا، مَفْصُولاً عَنِ المَسِيح، في سَبيلِ إِخْوَتي، بَني قَومِي بِحَسَبِ الجَسَد، وهُم بَنُو إِسْرائِيل، ولَهُمُ التَّبَنِّي والمَجْدُ والعُهُودُ والشَّرِيعَةُ والعِبَادَةُ والوُعُود، ولَهُمُ الآبَاء، وَمِنهُمُ المَسِيحُ بِحَسَبِ الجَسَد، وهوَ فَوقَ الجَميعِ إِلَهٌ مُبَارَكٌ إِلى الدُّهُور. آمين."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

هرطقة وصنمية أغاني التمجيد والتبجيل للسياسيين ورجال الدين

الياس بجاني/04 كانون الأول/16/اضغط هنا لدخول صفحة المقالة على موقعنا

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/03/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d8%b1%d8%b7%d9%82%d8%a9-%d9%88%d8%b5%d9%86%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d8%ba%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%85%d8%ac%d9%8a/

الإمام علي: "للمرائي ثلاث علامات: ينشطُ إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويُحبّ أن يُمَّجد في جميع أحوله". "أوفوا إذا عاقدتم، وأعدلوا إذا حكمتم، ولا تفاخروا بالآباء".

في مفاهيم وأسس الديمقراطية والأديان كافة، فأن السياسي والعامل في الشأن العام كائن من كان، حاكماً أو نائباً أو وزيراً أو رئيس حزب أو رجل دين، هو فكراً وثقافة وأعرافاً وممارسات خادماً لمصالح وشؤون ومصالح المواطن، وواجباته الملزمة هي الحفاظ على آمن وسلامة ومستقبل الوطن.

هو خادماً يختاره الناس بحرية ويستبدلونه ويحاسبوه في حال لم يقوم بما هو مطلوب منه.

هو خادماً وليس معبوداً تقام له التماثيل وتنشد له الأغاني والأناشيد لتمجيده وتأليهه و"الهوبرة له" بمناسبة ودون مناسبة، "بالروح والدم نفديك"،.

من هنا فإن من أخطر الكوارث السياسية والثقافية والإيمانية والاجتماعية المدمرة التي تفتك في مكونات المجتمع اللبناني وتعيده إلى الأزمنة الحجرية تكمن في رزم همجية التخبط والضياع والكفر والجحود المتعلقة بكيفية وأنماط التعاطي مع العاملين في الشأن العام أكانوا سياسيين أو رجال دين.

في مقدمة هذه الكوارث هرطقة عبادة السياسيين ورؤساء الأحزاب ورجال الدين والتعامل معهم على أنهم آلهة من غير خامة البشر.

آلهة لا يخطئون وبالتالي لا يحاسبون ولا يستبدلون.

في البلدان الديمقراطية الناس يختارون من يمثلهم في الحكم وفي الأحزاب على خلفيات الكفاءة والعلم والأخلاق والسير الذاتية والقوانين ويحاسبونهم ويستبدلونهم..

وفي لبنان رؤساء الأحزاب والحكام والسياسيين هم من يختارون ويقررون من يدخل إلى أحزابهم وإلى جنة الحكم.

في البلدان الديمقراطية الأحزاب هي مؤسسات للناس وهم من يتولون شؤونها كافة بما يؤمن ويصون مصالحهم ومصالح الوطن..

أما في لبنان فالأحزاب هي شركات تجارية وعائلية هدفها الأسمى والأوحد خدمة مصالح أصحابها.. والناس فيها مجرد عبيد وأدوات ليس إلا.

في البلدان الديمقراطية هناك تناوب على مواقع السلطة من القمة إلى القاعدة، وكذلك داخل الأحزاب والناس هي من يختار..

أما في لبنان فالطاقم الحاكم والسياسي والحزبي لا يتغير ولا يتبدل ويورث من بعده أفراد عائلته.

في البلدان الديمقراطية حرية الرأي مقدسة ومصانة وتمارس دون قمع وقهر على كافة المستويات ...

وفي لبنان هي جريمة ويحاكم من يمارسها لأن المسؤول ورئيس الحزب والسياسي ورجل الدين هو الحاكم بأمره وما على الناس سوى الطاعة العمياء وإلا!!!

في هذا السياق المهين والمذل من العبودية يتحفنا ربع الأغنام والزلم من شركات الأحزاب باستمرار بأناشيد وأغاني تمجد وتبجل السياسيين من أصحاب هذه الشركات الحزبية التجارية والعائلية.

أغاني وأناشيد تذاع عبر وسائل الإعلام وتتصدر الاحتفالات دون خجل أو وجل ودون احترام لكل ما هو إنسان وذوق وكرامة.

باختصار إن كل حاكم وسياسي ورئيس حزب ورجل دين يقبل بأن تُنشد الأغاني والأشعار والزجليات له هو عكاظي ومهرطق ولا يعرف ألف باء الحرية والديمقراطية، وهو ومغرب وغريب عن كل ما هو إيمان وأديان.

أما المواطن الذي يقبل وضعية "الزلم والغنمية والعبودية"، فهو مواطن عار على الوطن وعلى المواطنية.

نذكر البعض من أهلنا وتحديدا القيادات الحزبية كافة في مجتمعاتنا المسيحية اللبنانية بما يقوله السيد المسيح عن التواضع والخدمة والسلطة وواجبات الرؤساء.

"فدعاهم يسوع وقال: أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم، والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم، بل من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما. ومن أراد أن يكون فيكم أولا فليكن لكم عبدا. كما أن ابن الإنسان لم يأت ليُخدَّم بل ليخدُّم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين".

(إنجيل القديس متى20/من 25 حتى28)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هل الغناء والاستماع اليها حرام ؟ سماحة السيد حسن نصر الله يجيب

اضغط على الرابط في أسفل لمشاهدة فيديو للسيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله يجيب من خلاله على عدد كبير من الأسئلة من بينها رأيه في الغناء ومن يغنون.

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/04/49498/

 https://www.youtube.com/watch?v=H0K9_nUOkCw&feature=youtu.be

ثقافة حزب الله ليست لبنانية

الياس بجاني/أجوبة السيد تؤكد رسمياً بما لا يقبل الشك ان حزب الله ثقافته هي غير ثقافة اللبنانيين وهي  أيضاً غير مفاهيم الحياة بافراحها وأتراحها للغالبية العظمى من كافة الشرائح المجتمعية  والمذهبية التي يتكون منها النسيج اللبناني.

هذا الفيديو انتشر أمس على مواقع التواصل من فايسبوك وتويتر وانستيغرام وغيرها على أثر منع حزب الله بالقوة اذاعة اغاني فيروز في الجامعة اللبنانية في مناسبة ذكرى ميلاد تلميذ توفي قبل سنة وكان رفاقه يحاولون احياء الذكرى بحضور والدته.

 

حزب الله يمنع فيروز في الجامعة اللبنانية! الأغاني حرام؟!

رامز القاضي/تقرير من تلفزيون الجديد/اضغط على الرابط في اسفل

https://www.youtube.com/watch?v=Rm-bl91rSdk&feature=youtu.be

 

الجامعة اللبنانية تخضع لـ«حزب الله»: المجالس الحسينية مباحة و «فيروز» ممنوعة

خاص جنوبية 3 ديسمبر، 2016

حزب الله يسيطر على الجامعات اللبنانية، فيروز ممنوعة والمجلس الحسيني مسموح!

حدث ضجّ به الإعلام اللبناني، فها هو حزب الله يفرض عقيدته مجدداً، وهذه المرة في الجامعة اللبنانية كلية الهندسة (الحدث)، حيث منع أصدقاء الطالب محمد حمادي الذي توفي منذ أكثر من شهر من إحياء عيده على وقع أغاني فيروز لأنّ الأغاني محرمة.

الحزب الذي منع هذه المناسبة بكل ما تحمله من بعد إنساني، مع تشديد طلابه لهذا الرفض دون مراعاة لحضور والدة حمادي المفجوعة على ابنها، ولا تفكير بالإحباط الذي سيعكسه فعلهم عليها، تذرعت تعبئته الطلابية بـ”احترام الآخر” الذي لا يريد أن يسمع الموسيقى وأنّ وسط الجامعة للجميع.

إلا أنّه كما يبدو كلمة “الجميع” لها ازداوجية لدى حزب الله وطلابه، إذ يحق لهم في كلية العلوم تحويل الصرح التربوي لحسينة وتعليق صور الخامنئي وترديد اللطميات.

كما لا حرج من تعليق الأعلام الحزبية في أكثر من مناسبة دينية، وإن شارعتم طلاب الحزب في ذلك سوف يقولون “حرية الرأي والتعبير”.

في سياق كل هذا أطلقت المؤسسة اللبنانية للإرسال هاشتاغ #مين_بيمنع، تعليقاً منها على الأمرين

 

إلى طلاب "حزب الله": نحن لسنا في مجتمع إسلامي

ابراهيم حيدر/النهار/- 4 كانون الأول 2016

أياً تكن المبررات التي دفعت طلاب حزب الله في كلية الهندسة في مجمع رفيق الحريري في الجامعة اللبنانية في الحدت الى منع طلاب آخرين من إحياء ذكرى زميل لهم في الكلية، فإنها ممارسات ضد الآخر والتنوع في الجامعة، ولو كانت من خارج السياسة. فليس منع أغاني فيروز مثلاً أو إحياء مناسبات وحفلات، إلا للقول أن حرم الجامعة اللبنانية تحكمه ضوابط شرعية وأحكام يمنع تجاوزها، فيكون هؤلاء هم المقرر والآمر والناهي في شؤون الحرم الجامعي أو الكلية، ولماذا لا يكون الأمر كذلك في الدراسة والمناهج والامتحانات وغيرها من أمور تشهد عليها ممارسات تترجم نتيجتها بتكفير الآخر.

فأن تكن هذه الممارسات تستند الى قرار حزبي وشرعي، ذلك يعتبر مشكلة في الجامعة وخارجها وفي الأحياء التي يسيطر عليها "حزب الله" في المناطق، وإن كانت فردية أو من شغل مجموعات معينة، فتلك مشكلة أيضاً لأنها تعبر عن مناخ حزبي وصل الى مرحلة يريد فيها فرض آرائه وأحكامه الشرعية، ما يعني أنه التيار الغالب داخل الحزب. وإذا كان هؤلاء الحزبيون يمثلون الطلاب في كلية الهندسة ويشكلون مجلس الفرعالثالث، فإن صدقيتهم كممثلين للطلاب تسقط عند أي قرار يتخذوه ضد زملاء لهم، خصوصاًوأن المناسبة أو الذكرى كانت حزينة في مرور أربعين يوماً على رحيل أحد الطلاب وهو محمد حمادي، علماً أن لا وجود لمجالس طالبية منتخبة في كليات الجامعة اليوم بعد قرار وقف الانتخابات منذ عام 2008، ولا أحد يقنعنا بأن مجلس الفرع منذ ذلك الوقت لا يزال هو نفسه بعد ثماني سنوات، من دون أن يتخرج طلابه.

يكفي أن يعتبر طلاب الحزب أن إقامة مناسبات واحتفالات في أحرام الجامعة، تتضمن أغان وموسيقى، حتى لو كانت وطنية، تخالف معتقداتهم وتوجهاتهم ويجب منعها أو تقييدها وعزلها، يعني أنهم مقتنعونبأن الشرع هو الذي يحكم الجامعة وليس القانون الذي ينظم عملها ويحمي التنوع فيها، ولذا يصبح التصرف في الجامعة مثله مثل المنزل والعائلة والحي أيضاً، حيث ممارسة الشعائر الدينية وفق المعتقدات هي الأساس، فيما الشرع لا يجيز تنظيم المناسبات الموسيقية والأغاني، فهل سنشهد لاحقاً منع الإختلاط أو على الأقل الفصل بين الطالبات والطلاب مثلما حصل من محاولات في بعض القرى الجنوبية، علماً أن حادثة الهندسة ليست الوحيدة التي تضع طلاب "حزب الله" في مواجهة مع جمهور الجامعة الواسع، بل سبق ذلك سلوكيات حصلت في أكثر من كلية وفرع للجامعة اللبنانية من النبطية الى بيروت.

جاء من يقول لطلاب الحزب أننا لسنا في مجتمع إسلامي ولا في دولة إسلامية، حتى في بعض الدول الإسلامية لا يمنع الإختلاط، علماً اننا نجد في فروع كثيرة لكليات الجامعة اللبنانية أن طلاب الحزب لا يتدخلون في شؤون أحد، ولا يفرضون معتقداتهم على أي من الطلاب، فكيف يفسر مجلس فرع الهندسة وغيره من طلاب الحزب ممارساتهم في الحدت، هل يعتبرون هذا المجمع ساحتهم التي يقررون فيها، فيما هم غير قادرين على تجيير الأمور لمصلحتهم في فروع أخرى؟ وكيف لا يأخذ طلاب الحزب من اساتذة محسوبين على الحزب، وبينهم مديرون وعمداء في الجامعة يضعون الشأن الأكاديمي في المقدمة قبل ممارسة معتقداتهم؟ لذا، يبدو التصرف في كليات الحدت من جانب طلاب "حزب الله" وكأن القرار بيدهم، يحددون من خلاله ما يريدون، فيمنعون ويجيزون ويمارسون شعائرهم الدينية وممارساتهم، من دون أن يتجرأ أحد على التفوه بكلمة اعتراض أو احتجاج، علماً أننا شهدنا في سنوات سابقة محاولات لقوى إسلامية في بعض المناطق، خصوصاً في الشمال للسيطرة على قرارات الكليات، وإحداث اصطفاف في الجامعة، من دون أن تنجح، على رغم المخاوف التي سادت في تلك المرحلة.

نحن لسنا في مجتمع إسلامي، والجامعة لا يمكن أن تكون لطائفة أو لمذهب أو لتيار أو لحزب.يحكمها القانون أولاً وأخيراً. فليست المشكلة ما إذا كان حصل الطلاب، زملاء رفيقهم الراحل، على إذن لإحياء ذكرى رحيله واتفقوا مسبقاً على إقامة النشاط الذي أطلقوا خلاله بالونات في الهواء، إنما المشكلة تبقى في التفكير داخل أسوار الجامعة، حين يقرر حزب أو طرف سياسي على قواعد شرعية ودينية أن يحدد ما هو مسموح وما هو مرفوض، وإطلاق أحكام على الطلاب الآخرين، فكيف إذا كان أصحاب هذا التفكير يريدون أن تكون الإمتحانات على هواهم ووفق قناعاتهم،عندئذ لا تبقى حدود للمنع وإحكام السيطرة على الحرم بعناوين دينية. سأل أحد الطلاب المنظمين للنشاط زميلاً له من طلاب "حزب الله" عما إذا كان قتالهم للتكفيريين يبرر ممارساتهم في الكلية ومنعهم إحياء النشاط بالأغاني. لا جواب، علماً أن قتال التكفيريين الذين يرفضون الآخر يجب أن يفتح على احترام التنوع، إلا أن الأمور تبدو من هذه الناحية ملتبسة وفق مفاهيم الشرع! لكن إذا كان طلاب الحزب يريدون تجاوز الحادثة الأخيرة، فما عليهم إلا احترام الآخر، وعدم التدخل في شؤون ليست من مسؤوليتهم، لأن في الجامعة قانون كما في البلد، ولا مجال للتبرير واختلاق الأعذار!

 

تغريدات د. فارس سعيد ليوم الأحد والإثنين

تويتر/05 كانون الأول/16

اتركوا السياسيين في شؤون تحديد إحجامهم و عودوا الى ساحة التضامن الإنساني مع أطفال حلب باعلام لبنانية صافية وارادة اخلاقية صادقة.

بادروا لدعوة اللبنانيبن مع إعلام لبنانية فقط اللتضامن الإنساني مع حلب دعوتكم تعيد لبيروت روحها دعوتكم قد تخجل القاهرة و الشام والرباط...

دعوة اللبنانيين للتضامن الإنساني مع أطفال حلب عمل اخلاقي ويكسر الصمت و يعيد آلو بيروت دورها الريادي.

*جيوش اجنبية تقصف أطفال حلب هؤلاء ليسوا داعش!!!!!!!!! وغياب تضامن عربي شعبي يشكل راي عام لفضح ألة القتل الروسية و الايرانية.

*التضامن مع ابرياء حلب شأن أخلاقي قبل اي شيء ويؤسفني ان تكون ساحات العواصم العربية قبل الغربيةً خالية من التضامن الشعبي ضد من يقتل ...خلل عربي.

*تنقل محطة الotv اخبار سقوط حلب بنيران روسيا وايران تحت عنوان"اخبار سارة" هل ممكن نطلب من داعمين العماد عون التدخل لأسباب اخلاقية فقط؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأ في 4/12/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عطلة الأسبوع كانت مريحة للناس، وسمحت لهم بالتحرك ساحلا وجبلا، إلا أن سؤالا رافق ويرافق جميع اللبنانيين هو لماذا يتأخر تأليف الحكومة؟.

الجواب لدى أوساط سياسية متابعة، هو أن تأخير التأليف لا يتعلق بزيارة النائب سليمان فرنجيه للقصر الجمهوري ولا بحقيبة أو حقيبتين، إنما هو متصل بعدم ثقة الأطراف بعضها ببعض، والحاجة إلى توضيحات لأمور عدة أبرزها محلي عائد لقانون الإنتخاب، وإقليمي مردود إلى احتدام الخلاف الأميركي- الروسي حول سوريا. وهو ما قاله لافروف من أن هذا الخلاف حول سوريا يشبه الخلاف السابق حول أفغانستان.

اللبنانيون يسألون مجددا: هل يعني كل ذلك أن تأليف الحكومة لن يتم؟. جواب الأوساط السياسية هو: إن لم يتم تأليف الحكومة ولا إقرار قانون الإنتخاب، فهذا يعني أن ليس هناك انتخابات نيابية في أيار المقبل.

وهنا تدخل مصادر رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، أن الحل مغطى بقشة وأن الثقة ستتوافر لدى الجميع، وأن اتصالات مرتقبة من الأسبوع الطالع على مستوى القصر الجمهوري وبيت الوسط وعين التينة، استكمالا لإتصالات بدأت بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، مؤكدة أن ولادة الحكومة ستتم قبل عيد الميلاد المجيد.

وفي الحديث عن دعوة الرئيس عون أصحاب الهواجس إلى زيارة القصر الجمهوري، نشير إلى أن النائب سليم كرم أوضح أن النائب فرنجية يزور القصر إذا ما تم توجيه الدعوة إليه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

العالم يتغير، وربيع اليمين يجتاح الغرب. تكر الدول تأييدا لليمين، من الولايات المتحدة الأميركية إلى فرنسا وألمانيا وإيطاليا والنمسا.

هي سياسات الإنكفاء إلى حدود الكيانات الجغرافية، تمهيدا لفكفكة الروابط. وأول ضحية قد يكون الاتحاد الأوروبي، نتيجة الحسابات الاقتصادية ثم السياسية. بينما تتمدد روسيا نفوذا سياسيا وعسكريا، والصين اقتصاديا، ما يعني أن موازين القوى العالمية تتبدل.

الترجمة العملية تبدو إقليميا، كما في سوريا التي تطوي مرحلة امتدت على ست سنوات، وتستعد للخوض في مرحلة جديدة ينتصر فيها خيار الدولة ضد الإرهاب. حلب نموذج حي الآن، تتدحرج المجموعات المسلحة في انهيار جبهاتها سريعا، على طريق تحرير المناطق المتبقية في كل اتجاه، إما بالميدان أو بالمصالحات.

العاصمة تستعيد ريفها بالتسويات، والبيئة ستحضن الرابح بعد معاناة سنوات.

في لبنان انتظار، فهل يحمل الأسبوع المقبل جديدا حكوميا؟. الاتصالات مفتوحة، ولا نتائج بعد، رغم تعدد السيناريوهات المطروحة، ما يعني أن الترقب سيد المرحلة وسط استعداد سياسي للإنفتاح على الطروحات، كما بدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على طريقته الاحترافية في الميدان، يستعيد الجيش السوري الخارطة الحلبية. من كل الاتجاهات تتوالى الانجازات سريعا في الأحياء الشرقية. يشتد الخناق على المسلحين مترا تلو اخر ، فترتفع صرخاتهم أكثر فأكثر. الخلافات بينهم لم تعد خافية، والتنسيقيات أضحت جبهات اقتتال كلامي، تنبئ باقتتال دام بين الفصائل المتمردة على قادة فاشلين وآخرين هاربين.

لا هروب من الواقع الجديد الذي ترسمه انجازات حلب على المستويين الاقليمي والدولي. والانتصار فيها يكتمل على مراحل، ويدوي مسبقا في أروقة صناع الارهاب وداعميه.

ويتواصل الارهاب الأميركي في السياسة ضد ايران. انتهاك للاتفاق النووي بتمديد الحظر على الجمهوية الاسلامية، استوجب ردا حازما من مجموع الفئات السياسية فيها، على رأسها الرئيس الشيخ روحاني الذي واجه التهديد الأميركي بما يلزم، وخيارات الرد موجودة ومنوعة.

في لبنان، لا حل منظورا لأزمة التأليف، والتعقيد يراوح مكانه، وقد يمكث أكثر كلما اقتربت فترة الأعياد. لا اشارات على مفاجآت، والاستنتاجات التي تتقدم هي التي تقول ان تأخير التأليف يشكل خطرا على قانون الانتخابات الجديد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

محركات تشكيل الحكومة شبه الجامدة منذ فترة، ستتحرك بدءا من الغد. وفي المعلومات ان الاتصالات ستتركز على ايجاد حل لمسألة النائب سليمان فرنجية، فالبيان الرسمي الصادر عن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية، لم يحقق النتائج المتوخاة منه لدى فرنجية، الذي اشترط للصعود إلى بعبدا تلقيه دعوة من الرئيس عون، وهذا أمر غير وارد عند عون، لذا فإن الاتصالات تتركز حول امكان قيام الوزير جبران باسيل بزيارة فرنجية.

هذا الحل المطروح لا يزال يبحث بهدوء، وإن كان لم يتخذ قرار نهائي بشأنه بعد.

على أي حال، إنهاء مسألة فرنجية سيؤدي تلقائيا إلى تسريع عملية تشكيل الحكومة. وقد أكد مصدر معني بتشكيل الحكومة للـ MTV، ان الهدف هو انجاز عملية التشكيل قبل حلول فترة الاعياد، لأن من شأن ذلك اراحة الناس واعطاء دفع جديد للحركة الاقتصادية. فهل تكون حكومة العهد الأولى عيدية اللبنانيين قبل رأس السنة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

باستثناء تطورات مبادرة رئيس الجمهورية، لا جديد حكوميا في الساعات الماضية، من دون اقفال الباب على مستجدات على هذا الصعيد في الساعات المقبلة.

في هذا الوقت، تستمر الردود على الطرح الرئاسي، ايجابية بغالبيتها، وقد التزم البعض من القوى الأساسية العمل والسعي لتعميم هذه الايجابية. من هنا ينطلق الأسبوع المقبل، مصحوبا بترقب للاتصالات واللقاءات والمشاورات، وسط معطيات تشير إلى أن حسم الملف الحكومي لن يتأخر كثيرا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يجمع الكل ان لا ولادة قريبة لحكومة العهد، والعقدة المعلنة هي عقدة وزارة تيار "المردة". حتى الساعة لا حلحلة تذكر، فل"المردة" شروط واضحة، و"أمل" لا تدخل الحكومة من دون "المردة"، و"اللقاء الديمقراطي" يدعم "أمل"، فيما "حزب الله" يدعم بدوره كل ما سبق، والأفرقاء الآخرون لن يتزحزحوا قيد أنملة عن شروطهم المضادة واتفاقاتهم المعلنة وغير المعلنة.

هذه الاشكالية تشبه تماما إشكالية الفراغ الرئاسي، التي شلت البلاد والعباد لأكثر من سنتين، ما دفع البطريرك الراعي لدق ناقوس الخطر، وحض المسؤولين على وقف تبادل الشروط تحت سقف ركائز اربعة، هي الحرية والحقيقة والمحبة والعدالة، وهنا بيت القصيد، حسن تطبيقها بمساواة بين الجميع.

وفيما البلد مشغول والسلطة غير مستعجلة على البحث عن حل، على رغم تساقط المهل الدستورية تباعا، ما يمهد لتربع قانون الستين مجددا ملكا على عرش الانتخابات النيابية، دخل اللبنانيون شهر الأعياد، وبدأ العد العكسي السريع لتقلص رواتبهم الغارقة هي الأخرى في دوامة الشلل الاقتصادي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الأغنيات ممنوعة في الجامعة اللبنانية بأمر من طلاب "حزب الله"، رغم موافقة الإدارة. الأغنيات ممنوعة والندبيات مسموحة. يصبح أمرا عاديا تحويل الجامعة الوطنية إلى مسرح أناشيد تعلن الولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي، لكن ممنوع على طلاب مدنيين، وهم شيعة بالمناسبة، أن يحيوا ذكرى زميل لهم بنشاط يتخلله الاستماع إلى اغنيات لفيروز.

الأغنيات ممنوعة لكن قتل السوريين مسموح، الأغنيات ممنوعة لكن تحويل مطار رفيق الحريري الدولي إلى حسينية مسموح. الأغنيات حرام لكن الاعتداء على حريات الطلاب حلال، والقتل حلال.

ليس بعيدا عن الجامعة اللبنانية، كان شبان لبنانيون يوزعون الفرح والحياة في وسط بيروت بدل الإصرار على الموت والندب. "حملة دفى" لجمع المساعدات العينية والمالية للنازحين السوريين، حولت بيروت اليوم إلى خزانة للثياب والعطاء، وكان الرئيس سعد الحريري أول المشاركين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من برد كانون وصقيعه السياسي، جاءت "حملة دفى" كمدفئة للمشردين على هذه الأرض. جمعت ما حصدت من تبرعات ولوازم الشتاء لتوزيعها لاحقا على من لا سقف فوقهم، يتوزعون على أرصفة المدينة وقد ملوا وعود المؤتمرات الدولية الفارغة.

الصحافية بولا يعقوبيان النازحة منذ الأجداد خاضت غمار هذا التحدي، لتملأ بيروت فرحا بعمل منتج. ووافاها إلى مسعاها الرئيس سعد الحريري، والنائب عقاب صقر متجولا للمرة الأولى في الهواء الطلق، مقدما خبرته بدفء البطانيات.

سعد المشردون وتشرد السياسيون، حيث استقرت الأزمة الحكومية عند طرفي بعبدا وبنشعي مرورا بمحطة عين التينة. ولم تتقدم دوائر القصر بأي مبادرة أضافية تجاه زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية، إذ اكتفى الأب بنداء الابن، بلا تشغيل حرارة الهاتف لإتمام التواصل. وفي حديث إلى "الجديد" تساءل النائب الان عون: لماذا على الرئاسة ان تبادر بالاتصال، ولماذا لم يستثمر "المردة" مناسبة الأعياد لكسر هذه الحلقة؟.

هذا التساؤل وما خلفه وأمامه من معوقات، يضع تأليف الحكومة في دائرة مغلقة، من دون ان تحتسب الأطراف السياسية ان حكومتنا باتت واقعة على خط "القدود الحلبية"، وان هناك من يربط بين الحسم في حلب وانعكاساته على تأليف حكومة العهد.

فأبعد من السؤال عن "من يتصل بمن"، عون أولا أو فرنجية، لماذ لا يتخذ رئيس الجمهورية القرار في الميدان الحكومي، وينفذ غارات على جميع المعطلين مستخدما سلاح الدستور الذي يجيز له العيارات المحرمة.

هو تسارع الأحداث في حلب، يفرض الحسم في الداخل اللبناني. إذا بدأت أميركا وروسيا بالبحث عن حلول لخروج المسلحين من المدينة المنكوبة. ويترافق ذلك مع تفاوض سياسي وعسكري بين الطرفين، لوقف أطلاق النار وبدء سريان الحل السوري انطلاقا من الشهباء.

ويحتم هذا الوضع على المسؤولين اللبنانيين، وقفا لأطلاق النيران السياسية، وإقفال المعابر غير الآمنة، وانسحاب المعطلين إلى أي "ادلب" يريدونها، تنفيذا لسريان الحل اللبناني واعلان الحكومة، حتى يبقى الحل محلي الصنع، كما كان الرئيس "صنع في لبنان".

 

لا تقدم في التأليف... وهل "الـ 60" استهداف للشيعة؟ بري: التمديد أو إبقاء القانون الساري لا يبقي البلد

النهار/5 كانون الأول 2016/لم تثمر الاتصالات الأخيرة بين الأفرقاء المعنيين والتي دخل "حزب الله" على خطها لتقريب المسافات من أجل إطلاق حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري، وذلك رغم أهمية معاودة اللقاءات التي ساهمت في جوجلة جملة أفكار لم تأتِ بالتقدم المطلوب حتى الساعة. يحصل كل هذا في وقت يؤكد المعنيون أن الامور يجب ألا تبقى معلقة عند حل عقدة " تيار المردة" وحصوله على إحدى الحقائب التي يطمح إلى الحصول عليها. وتزامنت اللقاءات بعد اعلان رئاسة الجمهورية ان ابواب القصر مفتوحة امام الجميع والدعوة لـ"ايداع الرئيس الهواجس". وفي المعلومات ان رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون هذه لم يكن رئيس مجلس النواب نبيه بري مطلعاً على توقيتها، لكنهما تطرقا الى هذه النقطة في لقائهما الاخير بغية فتح اجواء الاتصالات بين سيد العهد وبين النائب سليمان فرنجية بالتحديد. وفي المعلومات أن الجميع صاروا في سباق مع الوقت وأن الاتصالات ستحسم مسار التأليف في الأسبوع الجاري، خصوصاً أن عون اكثر المستعجلين لانه في حال لم يتوصل الحريري الى تأليف حكومته قبل نهاية السنة الجارية فإن رصيد "العهد" سيبدأ بالنزف ويظهر غير قادر على الامساك بعملية تأليف الحكومة.

من جهته لم يلمس بري اي تطور يؤشر الى اقتراب موعد ولادة الحكومة، ويشغله قانون الانتخابات النيابية. يحمل صليب هذا القانون امام الجميع ويدعوهم الى تحمل مسؤولياتهم. ويكرر ان البلد في سباق مع الوقت لوضع قانون جديد وان هذا الواجب الوطني لا يتحقق في رأيه، الا من خلال انصراف الجميع نحو ورشة لإعداده، ولا عذر لأي جهة تعمل عن قصد او غير قصد للحؤول دون التوصل الى هذا القانون، وعلى الجميع عدم التذرع بأي مهل معطلة او ضاغطة. وعند مناقشة القانون المنتظر في مجلس النواب يستطيع المجلس ان يجد الحل الملائم للمهل من خلال تضمين القانون الجديد بنداً يتعلق بها. وفي رأيه ان هذه المهمة تستلزم التعجيل في تأليف الحكومة و"عدم الغرق في التأخير الحاصل"، علما ان ثمة قانونا لا يزال "حياً" قدمته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ويقوم على النسبية على اساس 13 دائرة. وفي خلاصة الموقف من قانون الانتخاب الذي يقاتل من أجل ولادته ودفن "قانون الستين"، يبدو رئيس المجلس في موقع من لا يريد رفع الرايات البيض امام المتحمسين للقانون الساري. ويقول:"لا هوادة امام هذا الملف الحساس. ولن أتراجع قبل الوصول الى انتاج قانون جديد للانتخابات". وعند سؤاله لماذا تبدو المعترض الاول في البلاد على قانون الستين؟ يجيب: "اذهبوا (الصحافيون والرأي العام) ووجهوا هذا النوع من الاسئلة الى غيري"، ويتوجه إلى جميع المعنيين قائلاً: "انني ارفض التمديد لمجلس النواب واعارضه تحت اي ظرف او عنوان، ولن اقصر ولن استسلم في مواجهة قانون الستين". وردا على القائلين ان قانون الـ1960 افضل من التمديد، يرد بري بغضب: "كلاهما شر على لبنان. ليس المهم ان نربح او نخسر، إنما الأهم أن يبقى البلد. ويا جماعة الخير أقول أن الستين والتمديد لا يبقيانه". أما القائلون ان الشيعة هم أول المستهدفين من إجراء الانتخابات المقبلة بموجب القانون الساري فجوابه لهم: "قلت مرارا انني لا أقبل أن اكون ظالماً ولا مظلوماً. ولا احد يستطيع ان يعزلنا او يقدر على عزلنا، ولا تستطيع جهة ان تعزل الأخرى. انا اقاتل واعمل وسأعمل من اجل البلد". وبعدما رمى وزير الداخلية نهاد المشنوق سهامه الاخيرة حيال "قانون الستين" واصداره بياناً توضيحياً ساهم في تراجع الهجوم عليه، وخصوصاً بعد قوله ان مسؤولية وزارة الداخلية تنحصر في اجراء الانتخابات بناء على القانون النافذ، يبدو ان الصراع على "قانون الستين" يخفي في جوهره الصراع على خريطة التحالفات المقبلة التي قد تحكم هذا القانون. وبعدما قال الرئيس بري كلمته في هذا المجال ثمة من يزيد ان بعضهم يعمل على استهداف "حزب الله" و"المقاومة" وعزلها وإن تحت قبة البرلمان، وهذه التجربة مارسها البعض ضد حزب الكتائب في سنوات الحرب وفشلت.

 

المتغيرات السورية تحسم: عون مع الأسد وحزب الله

منير الربيع/المدن/الأحد 04/12/2016

المشكلة الأكبر من تأليف الحكومة، والتي ستكون محطة أساسية ومفصلية في العهد الجديد هي المرحلة التي ستلي التأليف. لا يمكن التعويل على الخلافات الحالية باعتبارها خلافات سياسية واستراتيجية بين القوى على اختلافها. ولا يبدو مجدياً التعويل على استدارة سياسية واستراتيجية في توجهات رئيس الجمهورية، بناء على ما يجري من خلاف حول توزيع الحصص، فما يحصل أمر طبيعي في لبنان، وهو يجري داخل الحزب الواحد حتى. لذلك، فإن المشكلة الأساسية المؤجلة هي للبيان الوزاري أولاً، وللنهج السياسي الذي ستتخذه الحكومة في التعاطي مع ملفات أساسية، وإذا ما كان الثلث المعطّل المبطن، سيجرّها إلى خندق يعاكس ما يريده رئيسها. أولى الإشكاليات التي ستواجه البيان الوزاري الجديد هي مسألة النأي بالنفس، وإذا ما كان تيار المستقبل يشدد على وجوب التمسك بهذه العبارة، فإن حزب الله لا يحبذها ولم يعد مستعداً لإدخالها البيان الجديد، أولاً إنسجاماً مع المتغيرات في سوريا، والإنطلاق من مراكمة "الإنتصارات"؛ وثانياً لأن الحزب يعتبر أنه لا يمكن إبعاد لبنان عما يجري هناك لجهة المضمون السياسي، لأن سوريا ستشكل وجه المنطقة الجديد، ولبنان جزء من هذه المنطقة. ويذهب الحزب أبعد من ذلك، إذ يدعو إلى وجوب تحسين العلاقة مع سوريا في المرحلة المقبلة. وهذا ما يؤكده النائب محمد رعد، الذي يدعو إلى تفعيل العلاقات مع سوريا في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات. ما يعني شمول الرئاسة الأولى والثالثة. ولا يمكن فصل هذا الكلام عن أسئلة سورية ولبنانية في خصوص ما سيقدمه الرئيس ميشال عون لسوريا في المرحلة المقبلة، وأوله بالنسبة إلى حزب الله، هو الإنطلاق من خطاب القسم بضرورة حماية الإستقرار واعتماد الأمن الوقائي الإستباقي لمحاربة الإرهاب،. وهذا ما يعتبر غطاء رئاسياً لقتال الحزب في سوريا. ويعتبر الحزب أن على الحكومة التعاطي بواقعية وبلا استكبار مع الوقائع الميدانيّة، إنطلاقاً من أن حماية لبنان مرتبطة بشكل أساسي بالتنسيق مع النظام السوري.

وقد يشكل هذا البند أول الأفخاخ للعهد الجديد، لتضاف إليه أسئلة سورية أخرى، تتعلّق بكيفية التعاطي مع ملف اللاجئين. وهنا كان البارز حجم مطالبة الأطراف اللبنانية القريبة من النظام، كحزبي البعث والقومي، بالحصول على وزارة الشؤون الاجتماعية للتعاطي عن كثب بموضوع اللاجئين. وعلى الصعيد الأمني، فإن أسئلة عديدة تطرح عما ستؤول إليه الأمور، بالنسبة إلى المخيمات والوضع على الحدود، وإذا ما كان العهد الجديد، سيطلب من الجيش، ما طالبت به أطراف عدة سابقاً، وهو وجوب تفعيل التنسيق مع الجيش السوري لمواجهة الإرهاب، وخصوصاً في أعقاب حادثة عرسال في آب 2014، فيما هناك من يذهب إلى حدّ المطالبة بضرورة دخول الجيش جرود عرسال، ووضعه في حالة مواجهة مباشرة مستمرة مع التنظيمات المسلحة. بالنسبة إلى قوى 8 آذار، فإن الوجهة السياسية للعهد وخصوصاً بعد معركة حلب، يجب أن تصبّ على التطبيع مع النظام السوري. وهذا الهدف يعتبر إستراتيجياً بالنسبة إلى حزب الله في العلاقة مع عون، وهو يتخطى بأشواط مسائل الخلافات على الحصص بين مكونات 8 آذار. لذلك، تعتبر المصادر المتابعة أن لا بوادر لخلاف إستراتيجي بين الحزب وعون في المدى المنظور. وهذا ما تؤكده إتصالات عديدة جرت بين بعبدا وحارة حريك، لتأكيد التحالف الإستراتيجي واستمراره. ويعتبر الحزب أن تفاهم مار مخايل بينه وبين التيار الوطني الحر لم ينته، بل ثمة حاجة إليه الآن، وثمة ضرورة لتعميمه على المنطقة بأسرها، في مواجهة الحرب التي تشن عليها. وأكثر من ذلك، هناك من يتحدث عن زيارة مرتقبة لأحد ممثلي عون أو قياديين من التيار إلى دمشق، وذلك لتأكيد أن عون مازال على ثوابته بضرورة العلاقة الجيدة مع سوريا، وبوجوب محاربة الإرهاب. ويأتي هذا الكلام، بعد ما أكد الوزير جبران باسيل خلال لقائه الوزير التركي بوجوب إيجاد حلّ سياسي للازمة السورية، والعمل لإعادة اللاجئين إلى مناطقهم داخل سوريا. والأهم، هو اعتبار أن الأسد هو من يحمي مكونات الشعب السوري، وخصوصاً المسيحيين الذين يجدون في الدولة السورية ومؤسساتها حضنهم الآمن، إلى جانب التنسيق بين لبنان وتركيا لمواجهة التنظيمات الإرهابية.

 

صمت موسكو على الغارة الإسرائيلية.. يطمئن تل أبيب

سامي خليفة/المدن/الأحد 04/12/2016

صمت موسكو على الغارة الإسرائيلية.. يطمئن تل أبيب إسرائيل فشلت في الحد من نقل منظومات أسلحة معقدة لحزب الله

رغم عدم تسبب الغارة الإسرائيلية على سوريا إنطلاقاً من الأجواء اللبنانية، الأربعاء 30 تشرين الثاني، بأي خسائر، مازالت من اهتمامات الصحف الاسرائيلية. واعتبرت جيروزاليم بوست أن هدف الغارات الإسرائيلية منذ دخول حزب الله الحرب السورية هو أولاً الحد من نقل منظومات أسلحة معقدة للحزب؛ وثانياً، ابقاء إيران والحزب وبشار الأسد على مسافة بعيدة من الحدود الإسرائيلية. وترى الصحيفة أن إسرائيل فشلت في هدفها الأول مع استلام الحزب صواريخ  SA22 المضادة للطائرات وصواريخ ياخونت. وفي هذا السياق، وفق الصحيفة، يتابع المخططون الإسرائيليون الأحداث في الشمال السوري. وتنقل عنهم أن قدرة  نظام الأسد، بمساعدة روسية، على استعادة مدينة حلب تمثل أكبر انتكاسة للمتمردين منذ عام 2012. وبمجرد الانتهاء من إعادة فتح شرقي حلب، تأمل قوات النظام وحزب الله التحرك في اتجاه المناطق المتبقية من سيطرة المتمردين في محافظة إدلب. وما تخشاه إسرائيل، وفق الصحيفة، هو إنهاء النظام والحزب المعركة في إدلب وإطلاق معركة جنوب سوريا وصولاً إلى الحدود مع إسرائيل. لذلك، كانت الغارة الأخيرة رسالة إلى روسيا بضرورة الحفاظ على الاتفاقات في شأن أمن إسرائيل. وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت، في معرض تحليلها الغارة الإسرائيلية، أن جميع اللاعبين في الساحة السورية، بما في ذلك تل أبيب وطهران وحزب الله، ينتظرون بفضول رد موسكو، لكونه ذا تأثير على توازن القوى في المنطقة. وخلصت إلى أن الغارة على موقع للجيش السوري وقافلة سلاح لحزب الله، هي "دراسة حالة" للحدود المزعومة للحرية الإسرائيلية للعمل في سوريا ولبنان. وتنقل يديعوت أحرونوت عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية قولها إن موسكو لا تستطيع التعليق على الغارة. فإذا ما قالت إنها نسقت الهجوم مع تل أبيب سيكون عليها التبرير للحزب، وإذا نفت علمها المسبق سيكون عليها شرح كيف تعمل إسرائيل على الأراضي السورية من دون إعلامها. الرد الروسي أمر بالغ الأهمية، فالغارة هي اختبار العام الأول للتفاهمات التي تم التوصل إليها بين القيادات السياسية، على مستوى الرئيسين الروسي والإسرائيلي فلاديمير بوتين وبنيامين نتنياهو. وتذكّر الصحيفة نقلاً عن مصادر أجنبية، بمواجهة بين طائرات روسية وأخرى إسرائيلية كانت تحلق، قبل نحو سنة، فوق البحر الأبيض المتوسط. وتكشف أن مثل هذه الحوادث كانت تعالج على مستوى القيادة، فيما وحدات الاتصال الإسرائيلية والروسية تتواصل بشكل دائم في شأن الانحرافات. وتوضح الصحيفة أن تل أبيب ثابتة على موقفها بمنع وجود أسلحة كيميائية في أيدي الجيش السوري وحزب الله، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأسلحة والمعدات التي تهدد السيادة الإسرائيلية. ومن المحرمات وصول هذه إلى لبنان. وتختم يديعوت أحرونوت بالإشارة إلى تقارير أجنبية تفيد بأن الهدف من الهجوم الإسرائيلي هو اختبار حدود التفاهمات مع الروس. وأن الرد الروسي حتى الآن يخلق انطباعاً بأن موسكو تعترف بحق إسرائيل في منع امتداد نوع معين من الأسلحة من سوريا إلى لبنان. مع شكوك في أن يستمر هذا الوضع لفترة طويلة. أما صحيفة Algemeiner  اليهودية النيويوركية، فقد نقلت عن العميد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي يوسف كوبرواسر الذي عمل مع الاستخبارات لفترة طويلة، أن الغارة في هذا الوقت هي نتيجة معلومات استخباراتية عن قوافل أسلحة محددة. وفي ما يتعلق بالتعاون بين تل ابيب وموسكو، قال كوبرواسر إن بوتين يضمن أن زيادة قوة حزب الله في سوريا لن تتمدد إلى لبنان. وشدد  كوبرواسر على أن الوجود الإيراني في العراق وسوريا اصبح يقلق إسرائيل أكثر من تهديد حزب الله. "فالتاريخ يثبت أنه كلما امتلك الإيرانيون مجموعات محترفة مثل الحزب، فإنهم لن يتخلوا عن السلاح، ولن يتركوا الأراضي التي أخذوها". أضاف: "سيكونون في سوريا لسنوات، وسيكون لذلك عواقب على الجميع".

 

تشكيل الحكومة يدخل أسبوعاً حاسماً... وإلا المراوحة و«المردة» يرفض عرضاً يخيّره بين «العمل» و «الاقتصاد»

محمد شقير/الحياة/05 كانون الأول/16

لم تفقد مصادر سياسية مواكبة الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة اللبنانية الأمل بأن يحمل هذا الأسبوع بشائر خير في اتجاه الإسراع في ولادتها، وإلا فإن المشاورات ستراوح في مكانها ولن يكون في مصلحة رئيس الجمهورية ميشال عون وتوفير الظروف التي تتيح لعهده الانطلاق على طريق إعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية، لأن ملء الشغور الرئآسي، على رغم أهميته، يبقى منقوصاً ما لم يقترن بتأليف الحكومة التي تواجه أكثر من عقدة يخشى أن تتجاوز توزيع الحقائب الى ما هو أدهى وأخطر من المنافسة التي تدور حالياً حول حجم مشاركة هذا الطرف أو ذاك. ومع أن المصادر السياسية نفسها كانت تأمل بأن تشكل دعوة عون من لديهم هواجس حيال احتمال عدم تمثيلهم في الحكومة الى زيارته في القصر الجمهوري، فإن ردود الفعل عليها، وتحديداً من «تيار المردة» برئاسة النائب سليمان فرنجية، لم تكن مشجعة، لأنه يعتبر أنه غير معني بالدعوة بذريعة أن كلمة هواجس لها معنى أبعد من التوزير وتتعلق بوجود مخاوف على مستقبل النظام السياسي في البلد وتهدد صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين. وقال مصدر بارز في «المردة» لـ«الحياة» إن مبادرة عون لم تكن موجهة الى فرنجية، وإنما جاءت شاملة لجميع الذين يعتبرون أن لديهم هواجس ونحن لسنا من الذين تشملنا الدعوة لأنها لم توجه مباشرة الينا.

«المردة» ومبادرة عون

ولفت المصدر الى ان «المردة» لا يتعامل مع مبادرة عون على أنها مباردة، وقال إن فرنجية كان أبدى استعداده لزيارة عون فور تلقيه دعوته، وهذا ما قاله أثناء مشاركته في مشاورات الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. وفصل المصدر بين دعوة رئيس الجمهورية فرنجية وبين حقه في مطالبته بأن يتمثل «المردة» بحقيبة أساسية ووازنة، وعزا السبب الى ان اللقاء بينهما أكثر من ضرورة لطي صفحة الخلاف بينهما قبل انتخاب عون رئيساً وفتح صفحة جديدة لا تؤدي الى كسر الجليد فحسب، وإنما الى التعاون من موقع رئيس الجمهورية الذي يبقى في منأى عن الخلافات والمناوشات الداخلية.

وأضاف أن اللقاء بين عون وفرنجية، لو حصل، يجب ألا يكون مرتبطاً بوجود مشكلة تتطلب من «المردة» التنازل عن حقه الطبيعي في أن يمثل بحقيبة أساسية، وإنما في التوافق على إعادة العلاقة الى ما كانت عليه قبل الخلاف الذي حصل جراء تبني زعيم «تيار المستقبل» دعم ترشح فرنجية لرئاسة الجمهورية.

وكشف المصدر أن دعوة عون أصحاب الهواجس الى زيارة القصر الجمهوري جاءت بناء لتحرك الرئيس الحريري وأيضاً «حزب الله» في اتجاه بعبدا من دون أن يتدخلا في تفاصيل المبادرة التي أطلقها تاركين له الحرية في بلورة الصيغة التي يراها مناسبة لمعالجة ملف التداعيات السياسية المترتبة على الخلاف حيال رئاسة الجمهورية.

ورأى أن مطالبة «المردة» بحقيبة أساسية ووازنة لا تشكل تحدياً لهذا الطرف أو ذاك بمقدار ما أنها طبيعية قياساً الى حجمنا في المعادلة السياسية، لا سيما أن البعض سيحصل على تمثيل يفوق حجمه. وقال إن حقيبة التربية لم تعرض علينا رسمياً وإنما جاءت عرضاً من قبل الحريري ليتبين لنا لاحقاً أن هناك من يضع فيتو على تسلمنا إياها. وأكد المصدر أن «المردة» لم يقل كلمته الفصل في تسلمه أو عدم تسلمه حقيبة التربية، وقال: «عرض علينا لاحقاً أن نختار بين البيئة والثقافة وكان من حقنا أن نعترض على مثل هذا العرض الذي لا يوازي حجمنا وربما كان هناك من ينوي استضعافنا انطلاقاً من تجارب سابقة في تشكيل الحكومات إذ وافقنا في حينه على تقديم تنازلات وقبلنا أن نتمثل بحقيبة الثقافة رغبة منا بتسهيل التأليف مع أن تنازلنا جاء لمصلحة من يريد الآن تحجيم (في إشارة الى موقف «التيار الوطني الحر») تمثيلنا في الحكومة». واعتبر أن من «أراد أن يسحب علينا مسألة تقديم التنازل تلو الآخر عليه أن يعيد النظر في حساباته لأنه سيكتشف أن رهانه في غير محله. وكشف أن رئيس «التيار الوطني» عرض علينا أخيراً ومن خلال «حزب الله» أن نختار بين واحدة من اثنتين الاقتصاد أو العمل، وكان موقفنا واضحاً برفض مثل هذا العرض والإصرار على أن نتمثل بواحدة من الاتصالات أو الطاقة أو الأشغال العامة وإلا سيكون الخيار البديل لدينا في الخروج من لعبة التوزير والبقاء في البيت. وأكد المصدر في «المردة»: «لن ننجر الى لعبة تصفية الحسابات ومن لديه مثل هذه النيات عليه أن يواجهنا في الانتخابات النيابية المقبلة». وقال: «لم نتبلغ حتى الآن أي عرض رسمي سوى عرض حمله إلينا «حزب الله» بصورة غير رسمية». وأوضح ان «المردة» لا يزال يتواصل مع الرئيس الحريري وأيضاً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأحياناً مع رئيس الجمهورية إنما بواسطة «حزب الله». وعليه، يبدو أن حركة الاتصالات جمدت حالياً، وكانت توقفت كما يقول المصدر، على ما سمي بمبادرة رئيس الجمهورية التي «لا نتعامل معها وكأنها موجهة الينا. وبالتالي فإن الكرة الآن في مرمى من يريد أن يحجب عنا تسلم حقيبة وزارية أساسية ووازنة».

«قانون الستين» والتحالفات

الى ذلك، هناك من يسأل ما إذا كان «التحالف الشيعي» باقياً على موقفه بضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في الربيع المقبل على أساس وضع قانون انتخاب جديد بدل القانون النافذ حالياً أي «قانون الستين»؟ وكيف سيكون موقفه في حال تعذر التوصل الى هذا القانون الذي يجمع بين النظامين الأكثري والنسبي؟ فوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عندما استبعد اجراء الانتخابات بقانون انتخاب جديد أراد أن يعرض واقع الحال كوزير مسؤول عن إدارة العملية الانتخابية ولم يقصد الإصرار على «قانون الستين»، ورفض أي قانون آخر. وتقول مصادر نيابية بارزة أن من الظلم في مكان تحميل المشنوق شخصياً، ومن ورائه كتلة «المستقبل» النيابية التي ينتمي اليها، مسؤولية إعاقة التوصل الى إقرار قانون جديد يقع على عاتق البرلمان إقراره. وتؤكد المصادر أن لجوء البعض الى تسجيل موقف في خانة المشنوق لا يصرف في مكان، حتى لو كان الهدف منه المزايدة عليه، بالدعوة الى إقرار قانون جديد، وتعزو السبب الى أن من غير الجائز تحميله مسؤولية التقصير أو التمهل في وضع قانون جديد، بدلاً من التركيز على عجز البرلمان في إقراره وعلى التأخير في تشكيل الحكومة الجديدة لأنهما السبب في تجاوز المهل المنصوص عليها دستورياً لتوجيه الدعوة الى الناخبين لانتخاب برلمان جديد.

ومع أن هذه المصادر لم تسقط من حسابها إمكان التوصل الى قانون جديد بعد طول انتظار، لكن لا يمكن العمل به في حال تقرر إجراء الانتخابات في موعدها في الربيع المقبل ولن يكون من مفر إذا تقرر اعتماده، من التوافق على تأجيل تقني للانتخابات ليكون في وسع الداخلية والناخبين الخضوع لمرحلة من التأهيل الإداري أولاً والانتخابي ثانياً على أساس النظامين المختلط والنسبي. وتسأل أيضاً إذا كان «حزب الله» وحليفه حركة «أمل» ما زالا على موقفهما الرافض إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين وإصرارهما على أن تتم استناداً الى قانون جديد أم أنهما على استعداد للتعامل بمرونة مع الواقع لجهة اعتماد قانون الانتخاب النافذ حالياً؟ في الإجابة عن السؤال هناك من يقول إن «التحالف الشيعي» ينظر الى قانون الانتخاب من منظار مستقبل التحالف بين «التيار الوطني» وحزب «القوات اللبنانية».وبكلام آخر، فإن هذا التحالف لن يكون مرتاحاً الى إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين إذا ما تبينت له صعوبة الضغط على «التيار الوطني» لفك تحالفه مع «القوات»، على الأقل في الانتخابات النيابية، وإلا فإن خوضه الانتخابات لن يمكنه مع حلفائه من الحصول على نصف أعضاء البرلمان زائداً واحداً أي 65 نائباً وبالتالي سيضطر للموافقة على التمديد التقني للبرلمان شرط أن يتلازم مع وضع قانون انتخاب جديد يجمع بين النسبي والأكثري. وتعتقد المصادر النيابية ان «حزب الله» لم يفقد الأمل، على الأقل في المدى المنظور، في إمكان تحقيقه فك ارتباط بين حليفه «التيار الوطني» وبين «القوات»، وتعزو السبب الى أن لديه ملء الثقة بالوزير باسيل ولا يزال يتعامل معه بارتياح على خلاف رئيس المجلس النيابي. فهل يكون «حزب الله» صائباً في ثقته بالوزير باسيل وبالتالي يؤخر اقحام نفسه في عملية فرز حيال الأطراف المسيحيين مع أن «محور الممانعة» يميل الى التركيز على فرنجية كواحد من أبرز حلفائه في ضوء وصول عون الى سدة الرئاسة التي تفرض عليه أن يبقى فوق كل الخصومات والنزاعات السياسية؟ وبالطبع، لا يعني هذا الكلام أن «حزب الله» يكبر من حجم حليفه فرنجية ليقبض ثمن تنازله عن مطالبته له بحقيبة أساسية ووازنة، خصوصاً أن ثقته بباسيل ما لم يبدل الأخير من خياراته، لن تبدل من توجسه حيال «إعلان النيات» بين «التيار الوطني» و «القوات» الذي كان رعاه عون قبل انتخابه رئيساً ويرثه عنه حالياً رئيس «التيار الوطني» باسيل الذي يصر على تصفية حسابه مع فرنجية على خلفية المداولات التي جرت بينهما في الجلسة الأخيرة للحوار الوطني وفيها قال زعيم «المردة» عنه بأنه عين مديراً لـ «التيار الوطني»!

 

تشكيل الحكومة بين الحريري و جعجع في “بيت الوسط”

موقع القوات اللبنانية/05 كانون الأول/16/استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري مساء الأحد في “بيت الوسط” رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ، وعرض معه التطورات السياسية الراهنة، ولا سيما الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة.

وحضر الاجتماع الذي استكمل إلى مائدة عشاء، النائب عقاب صقر ومستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري والسيدان نادر الحريري وملحم الرياشي .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نصيحة لعون: لا تقاطع فرنجية

"الحياة" - 4 كانون الأول 2016/كشفت صحيفة “الحياة” أنه إضافة إلى نصيحة “حزب الله” لفريق رئيس الجمهورية بأن يبادر إلى دعوة النائب سليمان فرنجية للقاء يغسل القلوب ويسمح بمعالجة مسألة حقيبة “المردة” في الحكومة، باعتبار أن الحزب ورئيس البرلمان نبيه بري ربطا تسهيلهما تأليف الحكومة بإرضاء فرنجية، فإن شخصيات سياسية أخرى دعت عون إلى عـدم القـطيعة مع فـرنجيـة و “السعي إلى استيعابه” وتجاوز مرحلة الخلاف على الرئـاسة “باعـتـبـارك أصبـحت رئـيـساً للبلاد وباتت المرحلة السابقة وراءنا”، بما فيها إصرار فرنجية على الاستمرار بالترشح على رغم تأييد زعيم “المستقبل” سعد الحريري للأول.

ولم تستبعد الأوساط نفسها أن تكون نصيحة “حزب الله” لعون بالتواصل مع فرنجية، وإصداره بيانه أول من أمس بدعوة من لهم هواجس تفترض أنه لا يريد تمثيلهم في الحكومة إلى زيارته في القصر الرئاسي، جاءت نتيجة اللقاء الذي جمع مسؤول الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا مع رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل قبل يومين.

 

الحكومة قبل الأعياد؟

"الأنباء الكويتية" - 4 كانون الأول 2016/اعتبر مصدر نيابي من فريق 8 آذار لصحيفة “الأنباء” الكويتية ان أمام الحكومة يومين أو اسبوعين أو شهرين، فإذا انقضت هذه الفترات ولم تتشكل الحكومة فسنكون امام مشكلة كبرى، حيث لا قانون انتخابات ولا انتخابات.

وتبدأ مهلة اليومين من اليوم الأحد، والقصد من الأسبوعين ان تصدر التشكيلة الحكومية قبل عيدي الميلاد ورأس السنة عند الطوائف المسيحية، لتكون بمثابة عيدية، كما تتوقع اوساط نيابية قريبة من الرئيس سعد الحريري. اما إذا لم تتشكل بعد مرور الشهرين المقبلين، فذلك يعني انه لا انتخابات نيابية تجرى في “ايار” ولا مجال للمزيد من التوقعات.

 

التيار: حملة "الثنائي الشيعي" على الرئيس لن تنجح

"السياسة الكويتية" - 4 كانون الأول 2016/أكدت مصادر قيادية في “التيار الوطني الحر” لصحيفة ”السياسة” الكويتية، أنّ حملة “الثنائي الشيعي” على رئيس الجمهورية ميشال عون والمتمثلة بعرقلة تأليف الحكومة من خلال كثرة الشروط والمطالب، لن تقود إلى شيء، لأن قرار الرئيس عون حازم وحاسم في آن، لجهة الإصرار على تشكيل حكومة متوازنة على أسس الدستور وليس لحساب المصالح الشخصية التي لا مكان لها في العهد الجديد، سيّما أنّ خطاب القسم كان واضحاً وان رئيس الجمهورية مصرّ على تنفيذه بالرغم من كل الصعوبات التي قد تعترضه. وشددت على أنّ تفاهم “التيار العوني” مع “القوات اللبنانية” شكّل المدماك الأساسي لإعادة توحيد القرار المسيحي، وجعل القوى المسيحية التي كانت مهمّشة في الماضي، شريكاً أساسياً على المسرح الداخلي وفي صلب المعادلة، ما يفرض على الجميع إعادة حساباتهم، وعلى الجميع الإدراك جيداً أنّ عهد الهيمنة والتسلط قد ولّى، لمصلحة عهد دولة المؤسسات والقانون، وهذا لمصلحة الجميع وليس موجهاً ضد أحد. وأشارت المصادر الى أن رئيس الجمهورية يحظى بدعم سياسي وشعبي واسع سيمكّنه من السير بتنفيذ ما ورد في خطاب القسم، من أجل المصلحة العامة ولترسيخ دعائم دولة القانون والمؤسسات، التي يريدها كل لبناني، خلافاً لحالة التسيّب التي كانت قائمة وما أفرزته من شلل استحكم في كل مفاصل الدولة. وأكدت أن الرئيس عون يحظى بكل الدعم والمساندة للخطوات التي يقوم بها على كافة الأصعدة وفي السياسات التي سيعتمدها، انطلاقاً من حرصه على مصلحة لبنان وشعبه، مبدية تفاؤلها بالانفتاح العربي والخليجي تحديداً، كما الدولي على العهد الجديد، وما سيتركه ذلك من نتائج ايجابية على لبنان في المرحلة المقبلة.

 

هكذا ردّت فيرا يمين على بيان عون

"الميادين" - 3 كانون الأول 2016/قالت عضو المجلس السياسي في تيار المردة فيرا يمّين "إننا كحزب المردة لسنا معنيّين ببيان رئاسة الجمهورية في لبنان". وأوضحت يمّين أنه "وإن كان يحقّ لرئاسة الجمهورية إصدار بيان لكننا لسنا معنيّين به بالتحديد، لأن طريقة التعامل لا تكون بالنسبة لنا من هذا المنطلق، فنحن كنّا واضحين منذ اليوم الأول، وقالها رئيس التيار سليمان فرنجية تصريحاً وليس تلميحاً، أنه على استعداد لزيارة القصر الجمهوري إذا ما تلقى دعوة، وهو أمر طبيعي أن يتحاور وفق دعوة من رئيس الجمهورية". وأضافت "أمّا بالنسبة للبيان فهو ربما بيان للعام، ونحن ليس لدينا لا هواجس ولا وساوس، ولكن يجب أن تنطلق عجلة الحوار بالطريقة التي يراهن فيها اللبنانيون على العهد وعلى تسيير الآليات الدستورية". وفي ردٍّ على سؤال حول مطلب التيار للحقيبة في التشكيلة الوزارية المرتقبة قالت "ليس هناك من عقدة، وهذه العقدة لا تسمى هاجساً، فنحن لدينا مطلب ومطلبنا محقّ، فإذا أردوا تحويل أيّ مطلب من خلال بعض التصريحات أو من خلال وسائل الإعلام كي يجعلوا من هذه التسمية متراساً لبعض العقبات الأخرى، أو لخللٍ آخر فهذا ما لا أعرفه، وبمجرد أن يتم الحديث عن عدالة التمثيل فإن مطلبنا يغدو محقّاً". وأردفت قائلة "لأننا اعتدنا على تسهيل الأمور لم نشترط حقيبة واحدة، ولكن هنالك 3 حقائب وهي الطاقة أو الأشغال أو الاتصالات، ونريد الحصول على إحداها، وهذا ينطلق من احترامنا للآليات الدستورية التي اعتدنا عليها، لذا فقد فوّضنا الرئيس المكلّف سعد الحريري بتكثيف هذا الموضوع في المحادثات الجارية بينه وبين رئيس الجمهورية لتسهيل ولادة الحكومة".

وكان رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون أصدر بياناً دعا فيه أيّ مسؤولٍ أو سياسيّ لزيارة القصر الجمهوري "كي يودع هواجسه لدى الرئيس المؤتمن على الدستور، وعلى تحقيق عدالة التمثيل وفق لأحكام جوهر الدستور ونصّه".

 

ريفي: حزب الله يعرقل الحكومة لفرض شروطه

رأى وزير العدل اللواء أشرف ريفي أن "من يعتقد أن المشروع الايراني سوف يتراجع هو واهم، فنحن ندرك انه لن يتراجع وسوف يتمدد شيئا فشيئا، واذا لم نكن مستعدين لمواجهته فسوف نخسر، وللاسف هناك من يقدم له التنازلات دون ان يدرك ما يحصل، لان هذا المشروع سيجره من تنازل الى آخر. ونحن مدركون لخطورة الامر وسوف نكون حراسا للقضية والوطن وسنناضل لنحافظ على هويتنا ووجودنا". وقال: "نهدف لبناء الدولة العادلة التي تحكمنا وحدها دون اي شريك آخر، ولن نرضى بحكم الدويلة، ونقول ل"حزب الله" لن تستطيع ان تتحكم بالبلد او ان تحكمه، قد تتحكم بمفاصل الدولة لفترة معينة، ولا احد بامكانه الهيمنة على مؤسسات الدولة الا تحت عنوان السلاح غير الشرعي، ولا احد يقول لنا انه لدينا مقاومة، لان من يقتل أهلنا في سوريا لا يسمى مقاومة، بل هو قاتل الشيوخ والنساء والاطفال، ومن قتل شهداءنا لا يسمى مقاومة ايضا، ومن قتل الشهيد الرئيس رفيق الحريري نضعه في الخانة عينها".

وقال خلال استقباله وفودا شعبية من عكار والمنية الضنية والقلمون وطرابلس: "كلنا يعرف التطورات الاخيرة في البلد. نحن ما زلنا على ثوابتنا وعلى الطريق عينه الذي سرنا عليه، هادنا لفترة معينة لنقول لكل العالم من لا يعرف القراءة عليه أن يقرأ بهدوء ووضوح. نحن نعلم اننا نواجه مشروعا ايرانيا فارسيا يحاول قضم البلد لقمة لقمة. نقول لحلفائنا السابقين والحاليين كونوا واعين، فهويتنا لبنانية عربية ولن تكون الا لبنانية عربية. وواهم من يعتقد ان القوة ستبقى له دائما، كلنا يعلم ان كل شيء يتبدل في هذه الحياة. لن تبقى قوة "حزب الله" لصالحه، وايماننا بوطننا يدفعنا الى الثبات على موقفنا والحفاظ على هويتنا".

أضاف: "نحن صادقون مع ربنا وأهلنا ومع القضية، والصادق مع نفسه اولا ومع ابناء بلده سينجح في النهاية، والنجاح ليس له بل لابناء الوطن جميعا، ونحن بموقفنا الثابت سوف نحافظ على وجودنا وهويتنا وكياننا. لن نتراجع والمهادنة الموقتة هي لنعطي فرصة ليعيد البعض حساباته، ومن توهم ان المشروع الآخر يتراجع هو "غلطان كثير" اما ان تثبت وجودك او سوف يأكلك لقمة لقمة، وفي النهاية النصر حليف من يقف مع اهله وناسه، ومعركة البلديات كانت أكبر دليل على هذا الانتصار".

وتابع: "الكل يسأل لماذا لم تشكل الحكومة الى اليوم؟ السبب واضح تماما وهو أن "حزب الله"، مثلما فرض شروطه في رئاسة الجمهورية، يحاول ممارسة الضغط والابتزاز على الفريق الآخر ليشكل حكومة كما يريد، ونقول ان من يتنازل ل "حزب الله" سيكون مسؤولا امام الله وامام التاريخ وامام كل الناس، وسوف يدفع ثمن تنازلاته غاليا مهما كلف الأمر. نحن شركاء أساسيون في هذا الوطن، وواهم من يعتقد اننا رعايا، ولن نقبل بأن نأخذ حقنا الا كاملا، ولن نسمح لاحد بأن يتقدم علينا بخطوة واحدة، فهدفنا ان نقيم الدولة العادلة التي تحكمنا جميعا بالتساوي، ولن نسمح ايضا للدويلة بأن تحكمنا. نحن مع العيش المشترك، مسلمين ومسيحيين، وعلى المستوى الاسلامي مع العيش السني - الشيعي والدرزي والعلوي وتجمعنا المساواة. لا فريق بامكانه الهيمنة على الطرف الآخر الا تحت عنوان السلاح غير الشرعي، وهذه الهيمنة ستكون موقتة ولن تستمر وستعود الامور الى طبيعتها بنضالنا في وجه السلاح غير الشرعي. ونقول لمن في موقع السلطة ان لم يكن لديك ثقة بنفسك فلتعد الى بيتك، ونحن من جهتنا وان كنا في موقع المعارضة نثق بأنفسنا وسوف نبقى صامدين في وجه من يريد الهيمنة على اهلنا والوطن".

وأردف: "نقول لكل من انحرف عن الطريق القويم، ان الشعب سوف يحاسبكم، لقد حاسبكم في انتخابات البلديات ،وسوف يحاسبكم في الانتخابات النيابية القادمة . واذا كنتم تحترمون الدستور ثمة شغور نيابي في طرابلس وجونيه، وان كان لديكم ثقة بشعبيتكم فعليكم اجراء الانتخابات الفرعية، والا فانتم خائفون وعليكم اعلان ذلك. وعن الوضع البلدي في طرابلس قال: "ثمة خامات واعية في بلدية طرابلس، وقد مررنا بتجربة اولى في البلدية من خلال الأمطار الاخيرة، وقد أثبتت بلدية طرابلس انها تتحمل كامل المسؤولية، فعمل الموظفون والعمال على مدى 24 ساعة لكي تعالج كل رواسب العاصفة والسيول، ومن حق الناس ان تطالب، فهي تريد خدمات نوعية ونقلة نوعية في هذه المرحلة. لقد اعطيتم ثقة استثنائية لهذه البلدية وتريدون بالمقابل اعمالا وانجازات استثنائية وهذا حق نؤيده وندعمه، انما الامور تحتاج الى بعض الوقت ولكن في النهاية لتثمر اعمال البلدية. كانت هناك ولاية سابقة للمجلس البلدي دامت ست سنوات ولم يقدم شيئا للمدينة، وكان ثمة حكومة فيها ست وزراء من طرابلس وايضا لم يقدموا شيئا للمدينة، اما المجلس البلدي الحالي فسيعطي من صميم قلبه، واقول ان المجلس تخطى مرحلة تحضير الملفات الكثيرة وصارت المشاريع النوعية على قاب قوسين أو ادنى من مرحلة الانجاز وهي في طريقها الى التنفيذ، ونعد الجميع باننا سنتعاون وندعم اعضاء المجلس البلدي ليتمكنوا من تحقيق ما يصبو اليه المواطنون". وتابع: "كنا نادينا بمد التيار الى طرابلس وجوارها 24 على 24 كتجربة اولى، ومن ثم سنعمم التجربة على المناطق كافة، واليوم ما زلنا على وعدنا، وهذا مشروع حقيقي وقد انشأنا بشكل قانوني، ووجهت الشركة كتابا الى المسؤولين في شركة قاديشا اكدت خلاله اننا جادون وسوف نجري تجربة اولى في احد احياء طرابلس، واذا نجحت سوف تطال كل احياء المدينة ومن ثم كل المناطق مهما كلف الامر. حقنا بالكهرباء هو حق مثل أي مواطن آخر في أي دولة في العالم، وحقنا ان يصل التيار 24 ساعة، والمافيات ليس بامكانها أن تحرم المواطن من حقه. المافيات التي ندفع لها من عجز كهربائي مليارين ومئتي مليون دولار سنويا، كلها تذهب سرقة وحصصا للسياسيين، لن نسمح بهذه السرقة وأهلنا يعيشون على العتمة. تجربتنا سوف تنجح. حقنا أن يصلنا التيار وسوف ننطلق بثورة الكهرباء من مدينة طرابلس وسوف نطبقها على كل المناطق مهما كلف الأمر".

وختم ريفي موجها التحية لـ"الشعب السوري الصابر على الظلم والمأساة"، منوها "بصمود ابناء حلب الشهباء، ويؤلمنا كثيرا القتل البربري لاطفالنا امام انظار العالم كله دون يحرك احد ساكنا او يمتلك الجرأة على الكلام، فهل عقدت الالسن أو اختفت الرجال؟ ان الالسن لن تعقد والرجال لن تختفي وسنظل نصدح بالحق مهما طال أمد الباطل".

 

جنبلاط إستقبل وزير الخارجية الكندي على رأس وفد في كليمنصو

الأحد 04 كانون الأول 2016 /وطنية - إستقبل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون وعرض معه التطورات السياسية الراهنة. ورافق ديون وفد موسع ضم عددا من كبار موظفي الخارجية الكندية، والسفيرة الكندية في لبنان ميشيل كاميرون.

وحضر إلى جانب جنبلاط، وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، النائب غازي العريضي، نائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية دريد ياغي، أمين السر العام ظافر ناصر، مفوض الشؤون الخارجية زاهر رعد، ومفوض الإعلام رامي الريس.

 

عون يمنح الموسيقار ملحم بركات وسام الأرز من رتبة كومندور

الأحد 04 كانون الأول 2016/وطنية - ترأس رئيس رعية القديسين بطرس وبولس للروم الأرثوذكس في كفرشيما الأب داود نهرا، قداسا وجنازا في الذكرى الأربعين لراحة نفس الموسيقار ملحم بركات، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الاقتصاد آلان حكيم الذي منح الراحل وسام الأرز من رتبة كومندور، ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع النائب جوزف معلوف، النائب ناجي غاريوس، ممثل رئيس الحزب الديموقراطي النائب اطلال أرسلان أكرم مشرفية، رئيس بلدية كفرشيما وسيم الرجي، عائلة بركات وعدد من الفاعليات الأدبية والثقافية والإعلامية، الفنية، وأصدقاء الفنان من السعودية وسوريا والعراق والأردن. بعد الانجيل المقدس ألقى نهرا عظة قال فيها: "نجتمع اليوم لنصلي لراحة نفس الفنان ملحم بركات الذي آمن بالله وكان يملك قلبا طيبا ومحبا للجميع، وكانت ميزته التواضع ومحبة الاخرين، وقد منحه الرب وزنة كبيرة عرف كيف يستغلها ليفرح قلب الجميع على حساب صحته وحياته، وفي اخر مرة غنى فيها على المسرح كان يجب ان يكون في المستشفى لكنه اصر الا ان يفرح القلوب فيما كان يتألم، وحتى وهو في المستشفى في أيامه الأخيرة اعطى لحنا ونطلب له ان تكون نفسه في السماء وليرحمه الرب".

حفل تأبيني

وبعد القداس الإلهي، أقيم احتفال تأبيني لبركات استهله الشاعر مارون ماحولي بقصيدة نوه فيها بعطاءات بركات واكد "ان لبنان كله اليوم يكرم هذا الفنان الخالد الذي سيبقى باعماله وفنه". ثم القى الشاعر موسى زغيب قصيدة رثى فيها الفنان الراحل وقال: "عندما يغادر بعض الأشخاص تغادر معها الموهبة ويصير الزمن فارغا". ثم القى اميل الفتى كلمة أهالي كفرشيما وشدد على "ان كفرشيما البلدة الوفية للفنان بركات هي دائما على الوعد وهي تحب الفنان كما هو احبها". وعبر الشاعر ميشال جحا في قصيدة عن محبته وتقديره للفنان الكبير الذي احب لبنان من كل قلبه. وتحدث الشاعر نزار فرنسيس عن كلمة الاغنية الأخيرة التي لحنها الفنان الراحل قبيل موته وهي: "ما في ورد بيطلب مي، الورد بيبقى سكوت واذا ما سقيتو شوي شوي عل السكت بيموت...". ثم وضعت الاغنية التي غناها بركات بصوته لموته، وقد وضع صوته عليها وصدرت بعد موته وهي بعنوان "كرمال النسيان" وغناها خارج الاستديو ووزعها هادي شرارة وايلي بربر والاغنية من كلمات الشاعر نزار فرنسيس والحان الفنان بركات.

كلمة العائلة

وألقى كلمة العائلة نجل الراحل وعد بركات وقال: "اود ان اشكر جميع من وقف بجانبنا منذ ان كان أبو مجد في المستشفى ولغاية اليوم وجميع من شاركنا حزننا على رحيل انسان كان يمثل كل شيء بالنسبة لنا، واشكر جميع الفاعليات التي شاركوننا حزننا وعلى رأسهم اب الكل الرئيس العماد ميشال عون وخصوصا اللفتة الكريمة في منح الوالد وسام الأرز من رتبة قومندور. كما اشكر أهالي وبلدة كفرشيما الذين كانوا أوفياء لملحم بركات وساقول أخيرا لملحم اننا سنكون عند حسن ظنه عيلة واحدة تجمعنا محبتك وعظمتك وعطاءك الذي لا نهاية له". كما عرض تسجيلا صوتيا من ابن اخت الفنان الراحل عماد الذي ودع فيه خاله بكلمة مؤثرة.

حكيم

وألقى كلمة الرئيس عون ممثله حكيم ومما قاله: "تقديرا لعطاءات الموسيقار الكبير ملحم بركات ولدوره في اغناء المكتبة العربية بالحانه واغانيه الخالدة ووفاء لارثه الفني والتقني الغني الذي حمل وطن الأرز الى كل بيت وجعله على كل لسان وتحية لهذا المارد الذي كان صوته بحجم الوطن لبنان، قرر فخامة رئيس الجمهورية عماد الجمهورية وحارس استقلال لبنان العماد ميشال عون منح الموسيقار الكبير ملحم بركات وسام الأرز الوطني من رتبة قومندور، وكلفني وشرفني ان اسلمه اليوم الى عائلته الكريمة، مجددا باسم فخامته التعازي بالفقيد الكبير ولكم جميعا الصبر والعزاء". وقدم حكيم الوسام لعائلة الموسيقار التي بدورها قدمت ايقونة مقدسة للرئيس عون.وتقبلت العائلة التعازي من الحضور ووزع بعد ذلك "سي. دي." الأغنية الأخيرة للفنان الراحل وايقونة مقدسة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي يقرّ بهزيمته ويستقيل

وكالات/05 كانون الأول/16/رفضت غالبية ساحقة من الإيطاليين الأحد الإصلاح الدستوري الذي اقترحه رئيس الحكومة ماتيو رينزي، وفق ما أظهر استطلاع لدى خروج الناخبين من مراكز الإقتراع. وقد حصلت “لا” على ما بين 54 و58 في المئة من نسبة الأصوات، فيما حصلت “نعم” على ما بين 42 إلى 46 في المئة، وهي نتيجة من المفترض أن تدفع رينزي الى الإستقالة. وفور صدور نتائج الإستطلاع تعالت أصوات المعارضة مطالبة رينزي بتقديم إستقالته، الأمر الذي حصل فعلا، إذ أقرّ رئيس الوزراء الإيطالي بعدها بنتائج الإستفتاء وبأن هزيمته “واضحة للغاية”. وأعلن ماتيو رينزي الأحد إستقالته خلال خطاب مباشر على التلفزيون، موضحا أنه سيسلمها الإثنين إلى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا. وقال بعد هزيمته في الإستفتاء الدستوري إن مهمته كرئيس للوزراء “تنتهي هنا”، مشيرا إلى أنه سيقدم إستقالته الإثنين إثر جلسة لمجلس الوزراء.

 

الغارات على إدلب تحصد العشرات والمعارضة ترفض الانسحاب من حلب

الحياة/05 كانون الأول/16/قتل عشرات المدنيين نتيجة غارات روسية، على ما رجّح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، استهدفت مناطق عدة في ريف إدلب، ما أدى إلى إغلاق المدارس والأسواق التي أستهدف بعضها بالقصف. جاء ذلك فيما أحرزت القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها تقدماً إضافياً في الأحياء الشرقية من حلب التي رفض مقاتلو المعارضة الانسحاب منها قبل التصويت اليوم على مشروع قرار دولي لوقف النار. وأفاد «المرصد» بتنفيذ طائرات «يرجح أنها روسية» غارات استهدفت مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل وقرية النقير في ريف إدلب الجنوبي. وتسببت هذه الغارات بمقتل «19 شخصاً على الأقل بينهم أطفال في معرة النعمان»، وأوضح «المرصد» أن بين القتلى ومعظمهم مدنيون، أربع جثث مجهولة الهوية. وقال مصور لوكالة «فرانس برس» إن الغارات استهدفت سوقاً في المدينة. وأظهرت صور التقطها متطوعون من الدفاع المدني شباناً يعملون على نقل إحدى الضحايا من أمام أحد المحلات. وفي وقت سابق أمس، استهدفت غارات مماثلة بلدة كفرنبل الواقعة في ريف معرة النعمان وتسببت بمقتل 26 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال وفق «المرصد»، فيما قال شهود عيان في كفرنبل لـ «فرانس برس» إن الطائرات الحربية «استهدفت بست غارات منازل المدنيين وسوقاً شعبية مكتظة». وأضافوا أن الأهالي أغلقوا الأسواق والمدارس تخوفاً من غارات إضافية. وعلى جبهة أخرى في إدلب، قتل أمس ستة مدنيين هم امرأتان وأربعة أطفال من عائلة واحدة نتيجة قصف لقوات النظام بالبراميل المتفجرة على بلدة التمانعة.

في مدينة حلب، واصلت قوات النظام هجومها للسيطرة على كامل الأحياء الشرقية تزامناً مع شنها غارات كثيفة على مناطق الاشتباك والأحياء السكنية. وأفاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل مساء الاحد بأن «وحدات من قواتنا تحكم سيطرتها الكاملة على حي كرم الميسر وحي كرم الطحان» وأجزاء من حي قاضي عسكر. وأفاد «المرصد» بمعارك عنيفة دارت خلال النهار في حي كرم الميسر. وتسعى قوات النظام الى التقدم والسيطرة على حي الشعار والأحياء المحيطة بهدف دفع الفصائل المقاتلة الى الانسحاب في شكل كامل الى جنوب الأحياء الشرقية.

وأعلنت روسيا، أبرز حلفاء دمشق الأحد إرسالها قافلة تضم أكثر من ثلاثين شاحنة محملة مساعدات إنسانية الى «السكان الذين عانوا خلال العملية العسكرية» في مدينة حلب، وفق ما أعلن الضابط الروسي نيكولاي بونوماريوف للصحافيين ومن بينهم مراسلة «فرانس برس» في غرب المدينة. وتضم قافلة المساعدات التي سيتم توزيعها لاحقاً، ملابس للشتاء وبطانيات ومساعدات غذائية. ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم على مشروع قرار يطالب بهدنة مبدئية لمدة سبعة أيام في حلب يمكن تجديدها بعد ذلك. لكن لم يتضح ما إذا كانت روسيا التي تتمتع بحق النقض ستستخدم الفيتو لمنع صدور هذا القرار. ويدعو مشروع القرار الى أن «يوقف كل الأطراف في النزاع في سورية، بعد ٢٤ ساعة من تبني القرار، كل الاعتداءات على مدينة حلب بكل أنواع الأسلحة والهجمات البرية والجوية، والسماح العاجل لدخول المساعدات الإنسانية لتلبية الحاجات الملحة لفترة ٧ أيام». كما يطلب أن «يطبق كل الأطراف الوقف الكامل للأعمال القتالية في كل سورية وفق قرار مجلس الأمن ٢٢٦٨ على أن يستثني الوقف الأعمال العسكرية التي تستهدف جبهة النصرة وتنظيم داعش وكل المجموعات الإرهابية وفق تصنيف المجلس»، إضافة الى طلبه «من كل الأطراف وخصوصاً السلطات السورية أن تتقيد فوراً بكل التزاماتها وواجباتها بموجب القانون الدولي، ويؤكد أن الانتهاكات المرتكبة في سورية يجب ألا تمر من دون عقاب». الى ذلك، أعلنت أربعة من كبرى الفصائل المعارضة في جنوب سورية عن اندماجها في تشكيلٍ جديدٍ أطلقت عليه اسم «جيش الثورة». وقالت في بيان أن هدفها «قتال النظام والتنظيمات الإرهابية التكفيرية».

 

العربي الجديد: يوم دام في حلب... ومعاناة النازحين مستمرة

الأحد 04 كانون الأول 2016 /طنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: كثفت قوات النظام السوري وحلفاؤها هجماتهم على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، محرزة مزيدا من التقدم على الأرض من خلال سيطرتهم على أحياء جديدة في الشرق والجنوب الشرقي، وموقعين المزيد من القتلى في صفوف المدنيين النازحين من هول عمليات القصف. كما فقد النظام إحدى طائراته الحربية في سماء المدينة ما أدى إلى مقتل أحد الطيارين وفقدان الآخر. في السياق، واصل الطيران الحربي والمروحي مهاجمة ما تبقى من مناطق تحت سيطرة مقاتلي المعارضة بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، مستهدفاً المدنيين النازحين من مناطق الاشتباكات على أطراف الأحياء الشرقية وداخلها، خصوصاً في حي الشعار، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين وإصابة 12 آخرين. وقد شهدت أحياء محاصرة في حلب، موجة نزوح جديدة هرباً من الاشتباكات، في ظلّ مواصلة قوات النظام والمليشيات التقدم نحو أحياء طريق الباب وكرم البيك والميسر وكروم بري، وسط قصف مدفعي وصاروخي تشهده منطقة الاشتباكات. كما طاولت الغارات بالصواريخ الفراغية والمظلية أحياء السكري والفردوس والمغاير، في حين دارت اشتباكات عنيفة في أحياء الميسر والجزماتي وطريق الباب، بعد سيطرة قوات النظام على منطقة السكن الشبابي، شرق حلب. في المقابل، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن "قوات النظام سيطرت مساء الجمعة ـ السبت على نحو 60 في المائة من الأحياء الشرقية من حلب"، في ظلّ غياب أي تأكيدات بذلك. وذكرت مصادر محلية، أن "قوات النظام مدعومة بحركة النجباء العراقية تمكنت ليلة الجمعة - السبت، من السيطرة على حي طريق الباب، شرق حلب في جبهة المطار الدولي. وذلك بعد سيطرتها على حي الجزماتي القريب ومنطقة الحلوانية، إثر اشتباكات عنيفة مع المعارضة، أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين. كما تقدمت في أجزاء من حي السكن الشبابي شرقاً، وفي منطقة البحوث العلمية على طريق دارة عزة، غرب حلب".

من جهته، أفاد عضو مركز حلب الإعلامي فراس بدوي لـ"العربي الجديد"، أنّ "قوات النظام سيطرت فقط على منطقة في أطراف حي طريق الباب، ولا تزال المعارك مستمرة في الحي، إضافة لمعارك عنيفة في حيي الجزماتي والحلوانية، إذ تحاول قوات النظام تأمين طريق المطار الدولي والمطار القديم". كما تواصلت المعارك على جبهات حي كرم الميسر وكرم الطراب والقاطرجي شرق حلب، وعلى جبهات حي الشيخ سعيد في جنوبها، وجبهات حلب القديمة في غربها. وعلى الجانب الآخر، سقطت طائرة مقاتلة للنظام من طراز "لام ـ 39" في الجزء الشرقي من حلب نتيجة خلل فني، وذلك خلال شنّها غارة جوية في الأحياء المحاصرة. ونعت صفحات موالية تابعة للنظام السوري ضابطين طيارين، إثر تحطم الطائرة فوق حي قاضي عسكر، بالقرب من مستشفى العيون، مشيرة إلى أنهما "برتبة رائد ونقيب، ويتحدران من مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية، وقد عثرت قوات النظام على جثة أحدهما، ولا تزال الأخرى مفقودة". ولا تحمل الطائرة "لام ـ 39" أسلحة سوى رشاشٍ من عيار 31 ميليمتراً، وتحلّق عادة في الليل، مستهدفة مصادر الضوء، تحديداً أنوار السيارات. كما نعت مواقع النظام المصور الحربي حسن شريف جظة، وهو من بلدة نبل الموالية للنظام، الذي قُتل خلال تغطيته لمعارك الشيخ سعيد جنوب حلب. وجظة هو أحد عناصر "الإعلام الحربي" التابع لحزب الله.

في ريف حلب، أفاد المكتب الإعلامي في مدينة حريتان، أن "الطيران الحربي الروسي شنّ غارات عدة بقنابل عنقودية على مدن وبلدات حريتان، وعندان، وحيان، وكفر حمرة، ومعارة الأرتيق، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة. كما قصفت طائرات حربية وقوات النظام بشكل مكثف مناطق في ضهرة عبد ربه والليرمون بأطراف حلب، في حين نفذت مقاتلة روسية غارة جوية بصواريخ فراغية على الأحياء السكنية في بلدة أورم الكبرى بريف حلب، ما أسفر عن مقتل طفل وامرأة وإصابة أربعة أشخاص.

وأشار مركز حلب الإعلامي، إلى أن "الطيران الحربي استهدف بالصواريخ بلدة كفرناها في ريف حلب الغربي، في حين تعرضت بلدات عندان وحيان وبيانون في ريف حلب الشمالي، لقصف مدفعي مصدره قوات النظام في معرسته الخان والطامورة وبلدتي نبل والزهراء".

في إدلب، استهدف الطيران الحربي بلدتي فيلون وكورين، جنوب المدينة، بسلسلة من الغارات الجوية صباح أمس، بينما ألقت طائرة "يوشن" عسكرية، مظلات محملة بصناديق، يُعتقد أنها تحوي ذخائر وسلاحاً لقوات النظام داخل بلدتي كفريا والفوعة شمال إدلب.

وقد أثار التقدم الجديد الذي أحرزته قوات النظام شرق حلب، تساؤلات في أوساط المتابعين بشأن مدى قدرة "جيش حلب" الذي تشكل قبل أيام على صدّ هجمات قوات النظام عن الأحياء المتبقية بيد المعارضة في المدينة. وكانت الفصائل الموجودة في حلب أعلنت يوم الخميس، عن حلّ نفسها جميعاً، وتشكيل "جيش حلب" ليتولى الدفاع عن المدينة في وجه قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها. وتم تسمية المسؤول في الجبهة الشامية أبو عبدالرحمن نور قائداً عاماً لهذا الجيش، وأبو بشير معارة مسؤولاً عسكرياً له.

وكشفت بعض المصادر أن "جيش حلب يتكون من مقاتلين سابقين من نحو 20 فصيلاً، أبرزها حركة أحرار الشام والجبهة الشامية وجيش الإسلام وجند الشام وحركة نور الدين الزنكي والحزب الإسلامي التركستاني ولواء الحق وفيلق الشام وجبهة أنصار الدين. بالإضافة لفصائل الجيش الحر مثل الفرقة 13 والفرقة الشمالية والفرقة الوسطى وجيش التحرير وجيش المجاهدين وجيش النصر وتجمّع فاستقم كما أمرت وفرقة السلطان مراد وكتائب الصفوة ولواء صقور الجبل". أما الفصيل الأكثر إشكالية في هذا الجيش فهو حركة فتح الشام (النصرة سابقاً)، التي ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات له يوم الجمعة، أن "عدد مقاتليها في حلب يتجاوز الـ1500 شخص"، مدعياً أنهم "يهيمنون على بقية المقاتلين" الذين قدّر عددهم بـ 6000 مقاتل. من جهته، قدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان، عدد المقاتلين في شرق حلب بحوالي 15 ألف عنصر، بينهم 400 من "جبهة فتح الشام".

إلى ذلك، رأى نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عبد الأحد اسطيفو، أن "الحملة العسكرية التي يقودها نظام الأسد وروسيا والمليشيات الإيرانية، فشلت في تحقيق أهدافها بالسيطرة على مدينة حلب، على الرغم من جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق المدنيين". وأضاف في بيان، أن "النظام وروسيا وإيران لم يحققوا ما بدأوا من أجله في حلب. وأن روسيا اليوم في ورطة تريد الخروج منها". إنسانياً، أعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، في مؤتمر صحافي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، مساء الجمعة، أن "الشاحنات المحملة باللوازم الإنسانية مستعدة لتقديم المساعدة الإنسانية في شرق حلب، انطلاقاً من غرب المدينة وتركيا". وأضاف أن "الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني، يقومون بتسريع وتيرة المساعدة الإنسانية في حلب والاستجابة إلى احتياجات النازحين الجدد في جميع المناطق التي يمكن الوصول إليها"، مشيراً إلى أنه "جرى نشر ثلاثة فرق من العاملين الأمميين لتقييم احتياجات النازحين الجدد الذين وصلوا من شرق حلب". وكشف دوغريك تقارير عن احتجاز الأشخاص الذين يعبرون إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، في حين لقي 45 شخصاً مصرعهم جراء القصف الذي تعرضوا له في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بينما كانوا يحاولون العبور إلى غرب حلب.

 

روحاني يطالب أوباما بـ"فيتو" ضد قرار تمديد العقوبات

الأحد 5 ربيع الأول 1438هـ - 4 ديسمبر 2016م/لندن - رمضان الساعدي/دعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، نظيره الأميركي، باراك أوباما، إلى استخدام الفيتو ضد قرار الكونغرس وعدم المصادقة عليه قبل تسليم البيت الأبيض لدونالد ترمب، الرئيس الأميركي المنتخب المتشدد تجاه طهران.

وهدد روحاني في كلمته اليوم أمام البرلمان الإيراني أن بلاده سترد على القرار الأميركي، وذلك بعد إعلان الكونغرس تمديد العقوبات على طهران عشر سنوات إضافية، وسط تهديدات إيرانية بإمكانية فض الاتفاق النووي الموقع مع الغرب. وفيما دعا 264 نائباً إيرانياً حسن روحاني للتحرك ضد قرار الكونغرس الأميركي، اعتبر الرئيس الإيراني تمديد الحظر الأميركي ضد بلاده "انتهاكاً صارخاً للاتفاق النووي"، بحسب تعبيره. وطالب علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، من الرئيس روحاني "التحرك السريع والمعاملة بالمثل" ضد قرار الكونغرس الأميركي في تمديد العقوبات ضد طهران.

لاريجاني يهاجم أوباما

وأضاف لاريجاني أن جميع مؤسسات النظام الأميركي والحزبين الأميركيين، الديمقراطي والجمهوري، اتفقوا على تمديد العقوبات ضد إيران، وأن "أوباما لم يتصرف بشرف حيال هذا الموضوع"، بحسب تعبيره. وخاطب لاريجاني أوباما قائلاً: "هل أصبحت عديم الجدوى عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية، كما أن أعضاء حزبك لا يهتمون لرأيك في حين أن نصف أعضاء الكونغرس الأميركي ديمقراطيون؟"، بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية. وكان مجلس الشيوخ الأميركي وقبله مجلس النواب، قد صادقا على قرار لتمديد العقوبات ضد إيران لمدة 10 أعوام أخرى، بانتظار توقيعه من أوباما ليصبح ساري المفعول ضد طهران.

 

ليبيا.. فيديو عملية انتحارية نفذتها "داعشية" في سرت

الأحد 5 ربيع الأول 1438هـ - 4 ديسمبر 2016م/العربية.نت - محمد العربي/حصلت "العربية.نت" على فيديو حصري لحادث انتحاري نفذته إحدى نساء "داعش" بمدينة سرت أثناء محاولة مقاتلي قوات حكومة الوفاق إنقاذ عدد من الأطفال والنساء الناجين من قبضة "داعش". وقالت مصادر خاصة لـ"العربية.نت" إن الحادث وقع مساء الجمعة الماضي عندما تمكنت قوات حكومة الوفاق من رصد عدد من الأطفال والنساء بين ركام منازل منهارة بحي الجيزة البحرية فأمّنت ممراً آمناً لخروجهم. وأضاف المصدر أن العدد الكامل للناجين كان يقارب 30 طفلاً وستة نساء، موضحاً أن امرأة داعشية كانت في آخر المجموعة عندما فجرت نفسها بواسطة حزام ناسف مؤدية لوفاة 4، ممن كانت قوات حكومة الوفاق تحاول إنقاذهم، هما طفلان وامرأتان وإصابة 11 آخرين بينهم عناصر من قوات حكومة الوفاق. وأفاد المصدر بأن عمليات إنقاذ المدنيين لا تزال جارية سيما بعد أن سقطت أغلب المنازل بحي الجيزة البحرية ولم يتبق منها تحت سيطرة "داعش" إلا 20 منزلاً فقط، متوقعا بأن يكون حسم المعركة بشكل نهائي خلال أيام معدودة.

الإعلان عن إنقاذ عشرات الأطفال والنساء

وفي وقت سابق من اليوم الأحد، كان المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" قد أعلن عن تمكّن قوات حكومة الوفاق من إنقاذ عشرات الأطفال والنساء، وذلك مباشرة قبل وقوع عملية انتحارية من تنفيذ مقاتلي "داعش". وقال المركز، الذي نشر صورة تظهر بعض الأسر الناجية، إن عملية انتحارية وقعت على بعد أمتار من الناجين، حيث فجرّت امرأة نفسها بواسطة حزام ناسف. وأكد المركز أن العملية الانتحارية لم تسفر عن أي أضرار في صفوف المدنيين، ولا مقاتلي حكومة الوفاق. وأقدم داعش في الآونة الأخيرة على استعمال انتحاريات من نسائه في أكثر من عملية أثناء تقدم قوات حكومة الوفاق في الأجزاء الأخيرة من آخر معاقل داعش في حي الجيزة البحرية شمال سرت.

 

صحيفة: مساعدات مالية أوروبية مقابل صفقة سياسية في سوريا

الاثنين 6 ربيع الأول 1438هـ - 5 ديسمبر 2016م/دبي - قناة العربية/كشفت صحيفة ذي تايمز البريطانية عن خطة أوروبية يتم تداولها للتوصل لتسوية سياسية للأزمة في سوريا، تشمل إغراءات للطرفين - النظام والمعارضة - إضافة إلى عروض مادية. ونشرت الصحيفة هذه الخطة والتي لم تؤكدها أطراف النزاع، نقلاً عن مصادر أوروبية. وقالت إن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديركا موغيريني، عرضت خلال اجتماعها مع معارضين سوريين من الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق، التي تمثل معارضة الداخل، تقديم مساعدات مالية سخية للمساعدة في إعادة إعمار سوريا. كما تلقى النظام نسخة مشابهة لهذا العرض، وفق الصحيفة. يشار إلى أن مقابل هذه المساعدات الأوروبية السخية فإن على المعارضة كما النظام القبول بتسوية سياسية تتضمن إعادة توزيع السلطة في المحافظات السورية بشكل لامركزي وتمكين فصائل المعارضة المعتدلة للاندماج في قوات الأمن المحلية والمحافظة على المؤسسات الحكومية المركزية للدول في إطار أكثر ديمقراطية مما هو عليه. ولتحظى بمباركة الجانب الروسي، فإن الخطة لا تتحدث عن رحيل الأسد، وهي تشير، بحسب الصحيفة، إلى شعور متنام لدى زعماء أوروبا بأن الولايات المتحدة لن تكون في صلب أي محادثات مستقبلية لحل الصراع السوري. في المقابل، نفى معارضون من الائتلاف الوطني، كانوا حاضرين في الاجتماع مع موغيريني في بروكسل، لـ"العربية"، تماماً هذه المعلومات، قائلين إنه لم يتم تقديم أي عروض مالية، وما جرى الحديث عنه لا يتعدى عن قديمة تتعلق بتقاسم السلطة مع النظام السوري في إطار حكومة وبرلمان توافقيان.

 

التحالف يدمر زوارق تهريب أسلحة للحوثيين قبالة سواحل المخاء

الأحد 5 ربيع الأول 1438هـ - 4 ديسمبر 2016م/دبي - قناة العربية/استهدفت طائرات التحالف العربي زوارق محملة بالأسلحة ومهربة لميليشيات الحوثي قبالة سواحل المخاء ومنطقة ذوباب غرب محافظة تعز عند المدخل الشمالي لمضيق باب المندب، وفق ما أفادت مصادر "العربية".

وأكد شهود عيان أن الطائرات قصفت الزوارق، ما أدى الى حدوث انفجارات سمع دويها إلى مسافات بعيدة، واشتعلت فيها النيران. كما تم قصف مواقع أخرى للمتمردين في معسكر العمري شمال شرق باب المندب. كذلك دارت مواجهات عنيفة في جبهتي الأحكوم وكرش على خط الحدود بين محافظتي لحج وتعز بمختلف الأسلحة الثقيلة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة أخرى.

 

العراق.. البنتاغون يدعو لبقاء القوات بعد هزيمة "داعش"

دبي - قناة العربية/الأحد 5 ربيع الأول 1438هـ/قال وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، إن الجيش الأميركي وحلفاءه الدوليين يجب أن يبقوا في العراق حتى بعد هزيمة تنظيم "داعش". كارتر أوضح أن واشنطن ودول التحالف الدولي يجب ألا تتوقف عن محاربة الإرهاب بعد الانتهاء من عملية الموصل، مؤكداً أن تنظيم "داعش" بات قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة. وأضاف كارتر أن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تنفذ لضمان القضاء على التنظيم المتطرف بشكل كامل، ومنع المقاتلين الأجانب من الفرار والانتقال إلى مكان آخر لتأسيس بؤرة إرهابية أخرى. وشدد على ضرورة استمرار التحالف في تقديم المساعدة وتدريب القوات العراقية، إضافة إلى دعم الشرطة المحلية وحرس الحدود لتأمين المناطق التي استعيدت من قبضة "داعش". ولم يحدد كارتر أي مدة زمنية لهذا التواجد العسكري، ولم يكشف عن عدد القوات التي ستستمر في البلاد. هذا وأعلنت قيادة عمليات معركة الموصل استعادة 4 قرى في المحور الشمالي من المدينة، فيما أكد الجيش السيطرة على نصف مساحة الساحل الأيسر للموصل بوصولها إلى مشارف نهر الخوصر.

 

جيبوتي توافق على إقامة قاعدة عسكرية سعودية على أراضيها

الأحد 5 ربيع الأول 1438هـ - 4 ديسمبر 2016م/الرياض – العربية.نت/أكد وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، ترحيب بلاده بوجود عسكري سعودي. وقال يوسف: إنه جرت زيارة استكشافية لقيادات عسكرية سعودية إلى بعض المناطق الجيبوتية التي سوف تستضيف الوجود العسكري السعودي؛ مضيفاً: نحن طبعاً وافقنا على ذلك مبدئياً، ونتوقع أنه في القريب العاجل سيتم التوقيع على هذه الاتفاقية، بحسب صحيفة الشرق الأوسط. وحول علاقات بلاده مع إيران، أوضح يوسف أن جيبوتي استشعرت منذ البداية، أن التعاون مع طهران ظهر فيه كثير من اللبس، وفيه أمور "ربما تُدخلنا في متاهات، فابتعدنا عنها شيئاً فشيئاً"، وأضاف أنه حين جاء الاعتداء على الشرعية في اليمن وعلى المصالح العربية، قررت جيبوتي أن تقطع علاقاتها مع إيران.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجزيرة تهاجم وليد فارس بعد تصريحاته عن مكانة مصر المميزة لدى الرئيس الأمريكى/وليد فارس: دخول ترامب البيت الأبيض صدم جماعة الإخوان والمتطرفين

إيمان حنا/الجزيرة/04 كانون الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/04/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%AC%D9%85-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D8%B9/

يتعرض الدكتور وليد فارس، مستشار الشئون الخارجية والشرق الأوسط للرئيس الأمريكى المُنْتَخَب دونالد ترامب، والمرشح لتولى حقيبة الشرق الأوسط بالإدارة الجديدة، لهجوم من قناة "الجزيرة" وعدد من المواقع الإخوانية وأخرى ذات توجهات إيرانية، حيث عرضت قناة "AJ" الرقمية التابعة لشبكة الجزيرة الإخبارية والمعروفة بتمويلها من قطر وميولها الإخوانية مؤخرًا؛ فيديو إنفوجراف تدعى فيه تواصل فارس مع "القوات اللبنانية" التى على حد زعمهم كان لها دورًا فى جرائم الحرب الأهلية بلبنان فى الثمانينيات.

وزعمت القناة أن "فارس" ساهم فى تدريب فكرى للقوات اللبنانية على علم بأن بعض عناصرها متهمة بضلوعها فى مذابح صبرا وشاتيلا عام 1982، كما نشرت القناة أنه عمل مع الرموز اليمينية بلبنان والمتهمة بالتعاون مع إسرائيل، وأنه هرب من لبنان بعد هزيمة ميشيل عون.

وادعت القناة الإخوانية عداوته للمسلمين، مما ينذر بتأثير ذلك على توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة، باعتباره المعنى بحقيبة الشرق الأوسط منذ بداية حملة ترامب الانتخابية، ومعروف بتواصله المستمر مع وسائل الإعلام العربية لأنه يتحدث العربية بطلاقة، كما أنه ملم بأوضاع المنطقة وله العديد من الدراسات والأبحاث الخاصة بالشرق الأوسط.

وعن هذه الاتهامات قال توم حرب، رئيس تحالف "الأمريكى الشرق أوسطى" الداعم لترامب، إن الدكتور وليد فارس كان داعما لترامب وسياساته منذ البداية، وأن الهجوم عليه من قِبَل قناة الجزيرة المتحالفة مع الإخوان والتى تُعَد ستارًا للترويج لأفكارهم؛ جاء بسبب آرائه الواضحة بشأن الجماعة وما كانت تضمره لمصر، ودراساته السابقة عن الجهاديين وآخرها "مستقبل جهاد"، وهو من أكثر المحذرين من خطورة الفكر المتطرف على المنطقة بل والعالم، كما أنه كان من أكثر المؤيدين الأمريكيين للمصريين فى ثورتهم وكان له دور بارز فى تنوير أعضاء الكونجرس الذين زاروا مصر عقب الثورة واعترافهم بالشرعية الجديدة، كما كان له دور بارز فى التقريب بين مصر وحملة ترامب وعقد لقاء مع البرلمانيين أثناء تواجدهم مع الرءيس السيسى فى نيويورك وعمل على توضيح السياسات الأمريكية المؤيدة لمصر، وهم يخافون من الدور الذى قد يقوم به فى رسم سياسات الشرق الأوسط والتأثير المحتمل له على الفكر السياسى الجديد الخاص بالمنطقة خاصة فى ظل توقعات بترشحه لتولى حقيبة الشرق الأوسط.

وأضاف حرب لـ"انفراد": "روايات الجزيرة والإخوان والنظام الإيرانى عن الدكتور وليد فارس فى الثمانينات هى خرافية وسيناريواتها شبيهة بالأفلام من صناعة أجهزة الاستخبارات والبروباجاندا".

وتابع: "يحاولون اختلاق رواية تاريخية عن هذا الكاتب والمفكر غير مطابقة للوقائع، فهو كان محاميا وكاتبا وصحافيا فى مكتبه فى الأشرفية، بيروت، ويلقى محاضرات فى الجامعات بينما روايات الإخوان وإيران عنه زعمت أنه كان شخصا آخر يقود جيوشا وهو ابن ٢٤ سنة، بينما الوقائع تشير أن هنالك شخصا آخر يحمل نفس الاسم كان هو فى الصفوف الحربية للقوات وتدرج فى حزب الكتائب حتى وصوله إلى مركز الأمين العام لحزب الكتائب فخلط الاستخباراتيون الحابل بالنابل".

وهذه ليست المرة الأولى التى يقف فيها الإخوان ضد وليد فارس، ففى 2011 قَدَّمَ مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" والمعروف بعلاقاته مع الإخوان المسلمين رسالة إلى لجنة الأمن القومى فى الكونجرس تدعوها إلى عدم الأخذ باستشارة د وليد فارس بشئون الشرق الأوسط وما يخص الجهاديين وقد تم رفض ذلك الطلب.

وأثناء حملة المرشح ميت رومنى للرئاسة عام 2012 قدمت "كير" أيضًا طلبًا لـ"رومنى" بعدم اعتماد وليد فارس ضمن فريق مستشاريه، حينها اتهمت كير فارس بأنه كان ينتمى لميليشيا مسلحة أثناء الحرب فى لبنان.

وأوضح أن هناك مواقع أخرى ومجلات تهاجم فارس بالأكاذيب فقد نشرت مجلة مذر جونز إحدى الأذرع الإعلامية لإيران تقريرا يهاجم د.وليد فارس كتبه ادام سيور مستعينا بمصدرين لبنانيين، الناشط المدنى طونى نسى وعضو حزب القوات اللبنانية السابقة ريجينا صنيفر، هذا المقال تم إعادة نشره فى مواقع عديدة تابعة لليسار والإسلاميين، وفى ٢٠١٦، وخلال سباق الانتخابات الأمريكية وعندما عين ترامب د.وليد فارس مستشارا فى حملته، قامت نفس المجلة وبعد خمسة أعوام باعادة نشر نفس المقال وتم الترويج له فى العديد من المواقع الإخوانية وتلك المقربة من إيران.

من جانبه عَلَّقَ الدكتور توفيق هندى، المحلل السياسى اللبنانى والمستشار السابق للدكتور سمير جعجع قائد القوات اللبنانية، على هذه الاتهامات قائلاً: "فارس وقتها كان كاتبا محاميا فى الثمانينيات يدافع عن حقوق الإنسان ولم يدرب أى جندى فى القوات اللبنانية".

وأضاف أن فارس أطلق وقتها حزبًا سياسيًا صغيرًا وهو "الحزب اليمقراطى الاشتراكى الاجتماعى" فى المنطقة الشرقية من بيروت، وكانت أهدافه المطالبة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية وكان فارس من يسار الوسط وليس من اليمين المتعصب، وأضاف هندى أن لا علاقة لفارس بأى دور فى الحرب الأهلية بلبنان كما يحاول أن يروج البعض ظنا منهم أن هذا قد يؤثر على فرص تقلده منصبا فى إدارة ترامب.

ونفى هندى الادعاءات بأن وليد فارس كان عضوا فى حزب الكتائب، وقال إن من يقول هذا هو جاهل بتاريخ لبنان و تركيبته الاجتماعية، ونفى ان يكون وليد فارس مستشارا لسمير جعجع لأنه هندى كان وقتها المستشار، وطلب مراجعة ارشيف الصحف اللبنانية الصادرة وقتذاك.

جون حجار المدير التنفيذى للتحالف "الأمريكى الشرق أوسطى" أوضح أن الدكتور وليد يتعرض لهجوم شرس من قبل جماعة الإخوان من خلال بعض المواقع الإخبارية المتعاونة معهم وقناة الجزيرة فى مقدمتهم، وقد بدأ الهجوم منذ عمله بالحملة واشتد بعد التصريحات التى أطلقها بشأن نية ترامب تمرير قانون تصنيف الإخوان جماعة إرهابية عقب إقراره من الكونجرس، وهو مشروع القانون الذى يعتبر ميت رومنى أول من تقدم به وأيده عضو الكونجرس مايك بومبيو المدير الجديد بوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA.

وأضاف حجار أن مجلس النواب كان قد اقر هذا القانون بعد زيارة أعضائه لمصر خلال الفترة بين 2012 و2013، وهناك أكثرية تنتوى التصويت له، وعن الهدف من هذا الهجوم ضد فارس قال حجار الجزيرة ومن وراءها يهدفون تشويه صورته من خلال إظهاره بمظهر المسيحى اليمينى المتطرف المعادى للإسلام والإيحاء للرأى العام أن أى خطوات محتملة ضد الإخوان لا تستهدفهم هم بل تستهدف المسلمين ككل، وهذا عار من الصحة تماما و أكد أن مواقف فارس من المسلمين واضحة ولم يظهر بها أى تعصب أو عنصرية وهذا ما لمسناه خلال لقاءاته السابقة مع فضيلة شيخ الأزهر فى مصر.

فيما أشار أشرف أنصارا، أحد قيادات التجمع العربى الإسلامى، إلى أن الهجوم على فارس بدأ مع بداية عمله بالحملة الانتخابية باعتباره مستشار ترامب فى شؤون السياسة الخارجية، وكان الأكثر تعاطى مع الإعلام العربى فى حملة ترامب ومعنى بملف الشرق الأوسط ومكافحة الاٍرهاب كما كان من أبرز مهندسى اللقاء الذى عقد بين الرئيس السيسى وترامب بنيويورك وسعى لتحسين العلاقات مع مصر، لكن الإخوان ضد هذا التطور فى العلاقات وكانوا مستفيدين من فتور العلاقة المصرية الأمريكية خلال إدارة أوباما، وحقق فارس قفزة هائلة فى العلاقة بين قسم كبير من المسلمين وحملة ترامب وقتذاك، ويتابع " منذ تعيينه بالحملة بدأ فارس بالتواصل مع الدول العربية والإسلامية لا سيما تلك التى تواجه الارهاب والتطرف والتى تعتبر شريكة للولايات المتحدة، وساهم فارس فى بلورة الآراء حول كيفية اعادة تعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية والولايات المتحدة".

وأضاف أن فارس نجح فى مد جسور التواصل مع القيادة المصرية وزار القاهرة بشكل شخصى والتقى مسؤولين سياسيين منهم وزير الأوقاف وبابا الأقباط وعددا من الأكاديميين، وخلال هذه اللقاءات حاول توضيح المقصود بتصريحات ترامب حيال المسلمين، و التقى مع العديد من الدبلوماسيين الخليجيين والعرب، حيث أكد أن سياسة ترامب تجاه المنطقة لن تكون كسياسة أوباما، ولن تتخلى أمريكا عن حلفائها العرب، وأكد أنصارا أن حملة الجزيرة وغيرها تستهدف إبقاء أوضاع المنطقة كما هى و عدم تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة وهنا أود أن أوضح أن ليس فارس من يخلق التغيير فالتغيير قادم لا محالة ونابع من وعى الشعوب، كما حدث فى مصر فى 2013 وفى لبنان فى 2005 وإيران فى 2009 وكما جرى فى تونس أيضا.

وعن ادعاءات الجزيرة قال وليد فارس فى تصريحاتٍ لـ"انفراد"، أنه يتعرض لحملة واسعة من الجزيرة والإخوان وقال: "أتعجب من شراسة هذه الحملة وفى المرحلة الراهنة لن أرد على هذه الحملات التحقيرية، والتى يقوم بها قوى التطرف وأنا سأظل منشغلا ببناء الجسور بين المعتدلين والولايات المتحدة وأفضل التركيز على العمل الإيجابى لأن شعوب المنطقة بحاجة ماسة لهذه الجسور خاصة مع التغييرات الحادثة بأمريكا والغرب وسيكون لى ردود قوية على كل هذه الأكاذيب مستقبلا".

وأشار إلى أن فوز ترامب كان مفاجئة للإخوان وصدمة كبرى لهم، وهجومهم يعكس خوفهم الشديد من سياساته التى ينتويها، مؤكدا أن الهجوم الإخوانى كان منذ بداية عمله كمستشار فى الحملة ولكنه ازداد بعد إعلان فوز ترمب بالرئاسة مباشرة لأنه كان صدمة كبيرة بالنسبة لتلك الجماعة، وأكد أنه سيظل يعمل مع العرب المعتدلين وستظل مواقفه الداعمة لمصر ولن يثنيه هجوم الجزيرةعن ذلك ويظل يسعى للتقريب بين مصر والإدارة الأمريكية الجديدة بكل وسعه وأن الهجوم لن يثنيه عن مواقفه الواضحة الثابتة، وأنه يكن للمسلمين كل تقدير و عبر وقد سبق وعبر عن إعجابه الشديد بثقافة شيخ الأزهر وفكره التنويرى وأكد دوره والمفكرين المعتدلين فى الإسلام فى مواجهة آفة التطرف وهو ما أكد عليه الرئيس المنتخب ترامب،كما تطرق الحديث مع وزير الأوقاف فى لقاء سابق جمعهما عن كيفية مواجهة التطرف وفتح حوار مع مصر والعالم الإسلامى بالتعاون مع إندونيسيا والمغرب ودول الخليج حول كيفية مجابهة التطرف.

يذكر أن الدكتور وليد فارس له عدة مؤلفات عن الجهاديين التكفيريين كما له ستة مؤلفات عن الشرق الأوسط آخرها الربيع المفقود ومعروف بمواقفه وأرائه الصريحة ضد الإخوان المسلمين ومد النفوذ الايرانى فى دول المنطقة.، وكان فى مواقفه السياسية وتعليقاته الاعلامية مؤيدا لثورة ٣٠ يونيو مطالبا الادارة الأمريكية بدعم المصريين، وقد تعرض من قبل لانتقادات وقت أن تم اختياره كمستشار لـ"ترامب" من قبل منظمات أمريكية اسلامية وعربية مدعية معاداته الإسلام.

 

من مبارح العصر" !

نبيل بومنصف/النهار/5 كانون الأول 2016

قد يكون الرئيس ميشال سليمان أحسن توقيت مؤتمر تحت عنوان تحصين وثيقة الطائف بعد شهر من انتخاب الرئيس العماد ميشال عون . لا يتعلق التوقيت الحسن بالخلاصات التي يمليها المخاض السياسي والدستوري الدائم وانما ايضا ببعض الجوانب الطارئة التي ما كاد دم التجديد الموعود مع العهد الجديد يبدأ بالسريان حتى راحت تتصاعد منذرة بشيء ما لا نفقه له منطقا ولا تبريرات . نعني بذلك هذا الغلو الذي يبرز على سطح تعقيدات تأليف الحكومة فيتخفى تارة وراء خلافات على محاصصة الحقائب وطورا وراء قانون الانتخاب ودوما وراء معركة تحديد خطوط الطول والعرض في خريطة التوازنات السياسية الجديدة . وأكثر ما يفاجئ في هذا المعترك ان نكتشف ان الشخصنة التي تطبع بعض جوانب معركة تشكيل الحكومة قد تؤدي الى ابتداع أعراف اضافية . والحال ان صراعات الزعامات في لبنان ليست أمرا غريبا عن طبيعته بما في ذلك صراعات الزعامات داخل طوائفها . ولكن ان تضحي حقيبة "الحليف القديم والخصم الحالي " سر الانسداد المبكر للعهد والحكومة الاولى فهو ما يوجب المكاشفة المبكرة ايضا التي تغيب عن معارف اللبنانيين . ثمة مواجهة مكابرة تدور بقوة بين الرئيس عون وحلفائه القدامى والجدد في شأن وضع منافسه السابق على الرئاسة زعيم " المردة " النائب سليمان فرنجية الذي يراد له ان يتربع على واقع استثنائي من بداية العهد بما يتجاوز مسألة حقيبة وزارية فقط . وهي غلواء يتحمل تبعتها العهد وفريقه الحزبي من جهة والثنائي الشيعي الذي يجعل مسألة حقيبة " المردة " بمثابة " الثلث المعطل " نفسه من جهة ثانية ، والنائب فرنجية الذي لا يبدي واقعية كافية ومتوقعة منه في تقبل المعطيات التي اوصلت الرئيس عون من جهة ثالثة . يغامر الثنائي العوني – القواتي المسيحي في استنفار الثنائي الشيعي كلما قدم له ذريعة تأخير تشكيل الحكومة . ويغامر الثنائي الشيعي اكثر كلما كبر حجر غريم العهد وجعله المعادلة القسرية التي تمر عبرها التسوية الحكومية وما بعدها . كما يغامر زعيم " المردة " في إظهار تصلب لم يكفه بيان الرئيس عون بمد اليد على قاعدة احتضانه للجميع . كل ذلك يؤدي الى اغرب غرائب هذا الاشتباك وهو اطلاق الإيحاءات الاكثر سخرية بعد شهر من انتخاب الرئيس والمتصلة بحسابات حفظ المواقع في معركة الخلافة الرئاسية وابعد من معركة سياسية تقليدية . ومع انه من غير المنطقي مقاربة الامر من زاوية حسابات رئاسية فيما العهد " في القصر من مبارح العصر" فان مجريات التعقيدات الاكثر حداثة في المأزق الحكومي تنطق بهذا البعد الغرائبي . فهل ترانا أمام مفاجأة لم يحسب لها احد من قبل ؟ أم تراها روح المغالاة وعدواها تتفشى بأسرع ما ظننا جميعا ؟

 

نداءُ العلمنةِ بين الفتوحاتِ والبلقَنة

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 05 كانون الأول 2016

انتابَتْني نزعةُ الكتابةِ عن العلمنة. وجدتُها ترفاً أدبياً. شعَرت بخجلٍ في عِزِّ التطرّفِ الديني. لكن، أليس حين يتفاقَمُ المرضُ تزدادُ الحاجةُ إلى الدواء؟ في منطقةٍ هي مهدُ الأديانِ الثلاثة، اليهوديةِ والمسيحيةِ والإسلام، اقتراحُ العلمنةِ يبدو، للوهلةِ الأولى، مستحيلاً من الناحيةِ العمليةِ وتحدياً لتراثِها من الناحيةِ المعنويةِ ومناقِضاً لهُوّيتِها من الناحيةِ التاريخية. ويصبح الاقتراحُ أكثرَ استحالةً حين يَشمُلُ لبنان، «مركزَ تجمّعِ» نحو سبعَ عشْرةَ طائفةً أصيلةً أو مُجَنَّسةً، وأخرى مكتومةُ القيد... لكن، إنْ كانت في هذا العالمِ منطقةٌ تحتاجُ إلى علمنةٍ فهي منطقةُ العالمِ العربيّ، وإن كان في هذا المشرِقِ الكنعانيِّ ـ الفينيقيِّ ـ السرياني ــ العربيِّ بلدٌ يحتاجُ إلى علمنةٍ أكثرَ من سواه فهو لبنان. لم يَعد وطنُنا مُلتقى الأديانِ بل مَيدانَ طوائفَ ومذاهبَ أرضيةٍ تتقاتل خِلافاً لتعاليمِ الدياناتِ السماويّة. هنا تَقتلُ طوائفُنا ومذاهبُنا أديانَنا، «واعَلْمَنَتاه»! اعتمادُ العلمنةِ في لبنان يُنقِذ الأديانَ من الطوائفِ والمذاهِب، ويُنقذُ هذه من السياسيين. أمهاتُنا لا يَلِدْنَنا للوطنِ بل للطوائف. إننا طائفيون ونحنُ بعدُ أجِنَّة. وحدَه اللقيطُ يولَدُ عَلمانيّاً. لبنانُ الموَحَّدُ تَقبّلَ وجودَ الدينين المسيحيِّ والإسلاميِّ فيه، لكنه لم يَتحمَّل صراعَ الطوائفِ والمذاهب. الأديانُ رسالاتُ الله، أما الطوائفُ والمذاهبُ فخِلافاتُ البَشرِ ونزَواتِهم، ولا تَستَحقُّ الحياةَ أو الموتَ في سبيلها. إنها وجهٌ وَثَنيُّ يُشبِه تَعدّدَ الآلهةِ قبلَ معرفةِ الله. في الشرقِ، وخاصةً في لبنان، يَدفعُ الإنسانُ ثمنَ عدمِ «ترسيمِ الحدودِ» بين الدينِ والدولة. الدولةُ تعترفُ بالدينِ كمَصْدرٍ يُشرِّعُ نظامَها، والدينُ يعترفُ بالدولةِ كسلطةٍ تُشَّرعُ طوائفَه. لكنَّ العلاقةَ بينهما نزاعيةٌ تتجاذبُها الهيمنةُ بين رجالِ الدينِ ورجالِ السلطة. وفي الحالتين يَظلُّ الإنسانُ ـ الموطنُ غائباً عن هذه الثنائيةِ المُلتَبِسةِ، فهو للإسلامِ «أداةٌ جِهاديّةٌ» وللمسيحيةِ «كائنٌ رسوليٌّ» وللدولةِ «قطيعٌ أليف». لذا يَنحرِفُ مواطنون إلى التطرفِ الدينيِّ ثأراً من الدولة، أو إلى الإلحادِ انتقاماً من الدين. وسبيلُ تلافي هذا التطورِ المأسويِّ هو أن يَقتحِمَ الإنسانُ ـ المواطن الثنائيةَ القائمةَ، على حسابِه، بين الدينِ والدولة، إذ لا قيمةَ لأيِّ دينٍ أو دولةٍ ما لم يُفَعِّلا دورَ الإنسان، وإلا أصبحتِ الأديانُ كُتباً بدونِ مؤمنين، والدولُ أنظمةً بدونِ شعوب. الآليّةُ الأساسيّةُ لتفعيلِ هذا التطورِ هي العلمنةُ، لأنها تَربُط المواطنَ بالدولةِ مباشرةً من دونِ المسِّ بعَلاقتِه الموازيةِ بالدين.مشروعُ علمنةِ الدولةِ في لبنان يُواجِه ثلاثةَ عوائقَ متفاوتةِ المستويات من ناحيةِ سهولةِ أو صعوبةِ معالجتِها:

1. اعتقادُ المرجعيّاتِ الإسلاميّةِ، السُنيّةِ والشيعيّةِ، أنَّ العلمَنةَ تتناقضُ ومفهومِ الإسلام الذي، لدى نشوئِه سنةَ 622، مَزجَ الدينَ بالدولة. وتَفاقَم هذا المفهومُ مُجَّدداً مع تَفَشّي إسلامٍ متطرفٍ داعٍ إلى الدولةِ الدينيّةِ وبَعثِ الخِلافة، ومع تَراجُعِ طلائعِ الدولةِ المدنيّةِ في دولٍ عربيّةٍ (العراق، سوريا وتونس) وإسلاميّةٍ غيرِ عربية (تركيا).

2. حِرْصُ الكنيسةِ على لَعِبِ دورٍ في الحياةِ العامّةِ اللبنانيةِ خشيةَ ابتعادِ المسيحيّين اللبنانيّين، وهُمْ آخِرُ قَلعةٍ مسيحيّةٍ في هذا الشرق، عن الدينِ تحت ستارِ العَلْمنة. وازدادَت هذه الخِشْيةُ مع انحرافِ العَلْمنةِ في أوروبا، وانتشارِ الحضارةِ الماديّةِ، وتَحدّي العِلمِ الإيمانَ، وضُعفِ الضوابطِ الأخلاقيّة. ويَعتقدُ أطرافٌ مسيحيّون بأنَّ العَلمنةَ مع الوقتِ قد تُخْمِدُ العصَبَ المسيحيَّ فتضَعُفُ مناعةُ الكيانِ اللبنانيِّ المستقِل.

3. تَخَوّفُ سياسيّين لبنانيّين، بنَوْا زعامَتَهم على الطائفيّةِ السياسيّةِ، مِن انقراضِ دورِهِم إذا تَعلْمَنت الحياةُ السياسية في لبنان. واشْتدّت مخاوفُ هؤلاء مع بروزِ أجيالٍ لبنانيةٍ مُثقَّفةٍ ومُتحرِّرةٍ ومُتأثرةٍ بحركةِ العوْلمَةِ وبديمقراطيةِ المجتمعاتِ الغربيّة.

إذا كان العائقُ الثالثُ غيرَ جديرٍ بالتَوقّفِ عندَه لأنَّ استئصالَ هذا الفصيلِ السياسيِّ واجبٌ بعَلْمنةٍ وبدونِ عَلْمنةٍ، فالعائقان الأولُّ والثاني يَستحِقّان معالجةً حكيمةً بسببِ صيغةِ المجتمعِ اللبنانيِّ القائمةِ على أسسٍّ دينيةٍ وطائفية.

تَحَفّظُ المرجِعياتِ الدينيةِ المسيحيةِ، وهو غيرُ عقائديٍّ، سهلُ المعالجةِ في حالِ وُضِعَت للعلمنةِ ضوابطُ روحيةٌ وأخلاقيّة. أما الرفضُ الإسلاميُّ، وهو عقائديٌّ، فيَحتاجُ جُهداً مُضنياً لكنه ممكنٌّ ما دامَ مشروعُ العلمنةِ سيأخُذ بالاعتبارِ خصائصَ المجتمعِ اللبنانيّ.

لا قيمةَ للعلمنةِ في لبنانَ إلا إذا احتضَنت الدينَ، ورفعَتهُ إلى مَصافِّ الروحِ، ونَقلتْه من موقِعِ الفريقِ إلى مِثاليّةِ المرجِع، وأَبقَت تعاليمَه مَنهَلَ التمييزِ بين الخيرِ والشرّ. مثلُ هذهِ العلمنةِ تَنسَجمُ مع عُمقِ اللاهوتِ المسيحي. فالعهدُ الجديد «علْمَنَ» العهدَ القديم رُغمَ أنَّ اليهودَ عَصَوا المسيحَ وظلّوا مُوسَوّيينَ يُبرِّرون امتيازاتِهم الزمنيةَ بـ»حقٍ دينيٍّ».

المسيحُ وَصَلَ الإنسانَ بالدينِ من دونِ المرور بالدولةِ، وحَدّدَ التبشيرَ الرسوليَّ، لا القوةَ، طريقاً لنشرِ المسيحيّةِ، وفَصَلَ الدينَ عنِ الدولةِ كما ميّزَّ بين الروحِ والجسَد. إذا كان يسيراً تمريرُ العلمنةِ لدى المسيحيّين، فهو عسيرٌ لدى المسلمين لأنهُم يَعتبِرون الإسلامَ ديناً ودولة. لكنَّ سُنّةَ التطورِ كفيلةٌ بحلِّ هذه الإشكاليةِ متى قرّرَ المسلمون التعايشَ مع العصرِ والحداثة، ونقْلَ الحالةِ الإسلاميةِ من جغرافيةٍ محدودةٍ وماضٍ جامدٍ إلى العالمِ كلِّه والمستقبَلِ المتجَدِّد. إنَّ نصَّ القرآنِ ثابتٌ لكنَّ تفسيرَه مُتحرك. النصُّ ابْنُ بيئتِه والتفسيرُ حاجةَ زمانِه. الخوف أن تكون هناك تياراتٌ ودولٌ إسلاميةٌ تريد استئنافَ الفتحِ الإسلاميِّ وإحياءَ الخِلافةِ، فحينئذ لا تَعودُ العلمنةُ وحدَها مستحيلةً، بل علاقةُ الإسلامِ بالعالمِ أجمع. وتَندرجُ هذه الاستحالةُ أيضاً على الجوار العربي - الفارسي وعلى التعايشِ المسيحيِّ - الإسلاميِّ في كلِّ كِيانٍ مُختَلطٍ، وخصوصاً في لبنان.

 

أزمة عون - «حزب الله»: بين الحقيقة والوهم

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 05 كانون الأول 2016

هناك مَن يقول: مرّةً جديدة يتأكّد أنّ «حزب الله» لم يكن راغباً في وصول الرئيس ميشال عون إلى بعبدا. فـ«الحزب» كان يمتلك الخيالَ الواسع ليتوقّع «المتاعب» القائمة اليوم بين عون و«الثنائي الشيعي»، والمتاعب الكثيرة الآتية في السنوات الستّ المقبلة. والفارق بين «الحزب» والرئيس نبيه بري هو أنّ الثاني أعلنَ موقفَه بوضوح، فيما الأوّل كان محشوراً في خياره. في تقدير البعض أنّ البرودة الحاصلة اليوم بين «الحزب» وعون تنفي الفرضية القائلة إنّ الرجل وصَل إلى الرئاسة نتيجة استعجال «الحزب» لإيصال مرشّحِه إلى بعبدا استباقاً للانتخابات الأميركية. فلو كانت هذه الفرضية صحيحة لَما وَقعت الأزمة الحالية، ولكانَ «الحزب» وافقَ سريعاً على حكومةٍ تُرضيه بالحدّ الأدنى، تأتي إليها «القوات اللبنانية» ويتمثّل فرنجية ويسير بها بري... ما دامت ستعيش بضعة أشهر، وبعد الانتخابات النيابية يكون لكلّ حادث حديث. لكنّ آخرين يطرَحون افتراضاً معاكساً: ماذا لو كان «الحزب» راضياً ضمناً عن مسار العهد، وهو يتعمّد إضاعة الوقت بتعقيدات التأليف الحكومي لتمرير الفترة الفاصلة عن الانتخابات، في أيار، بحيث تَسقط عملياً «الوكالة» الممنوحة بتسمية الرئيس سعد الحريري؟ عندئذٍ، سيُعاد خلط الأوراق بناءً على المعطيات السياسية التي تَفرزها تلك الانتخابات، ويتنصّل «الحزب» من الحريري بطريقة تلقائية ويمكن تالياً البحثُ عن شخصية جديدة لرئاسة الحكومة. في هذه الحال، يقول هؤلاء، يكون «الحزب» قد استفاد من الحريري، ومِن تغطية المحور السعودي، لتأمين انتخاب حليفِه عون لا أكثر ولا أقلّ. وبعد ذلك، يكون هناك متّسَع من الوقت لانطلاق العهد وفقَ توازنات تلائم فريق 8 آذار. فعون لن يخرج عن مسار هذا المحور.

في أيّ حال، إنّ إيران لن تتخلّى عن الورقة اللبنانية بأيّ ثمن، فيما هي تعمل بالحديد والنار للإمساك جيّداً بالورقتين العراقية والسورية، وترغَب خصوصاً في الاحتفاظ بكلّ المكتسبات على أبواب عهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الذي يتوعّد بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء في ما يتعلق بالعقوبات مع طهران والاتفاق حول برنامجها النووي. ومِن البديهي أن توعزَ طهران إلى حلفائها في لبنان بأن يكونوا متيقّظين لأيّ خطأ أو تنازُل قد يؤدي إلى الإخلال بموازين القوّة الراجحة حالياً لمصلحتها، من دون أيّ مبرِّر. وفي اعتقاد ذوي هذا الرأي أنّ هؤلاء الحلفاء قادرون، ومن دون أيّ عناء، على تجميد الحياة السياسية والعهد والحكومة والانتخابات إلى أجلٍ غير مسمّى، ما يشكّل ثِقلاً ضاغطاً على الآخرين لينصاعوا إلى الخيارات المطلوبة. بعض هؤلاء يفترض أيضاً أنّ «الحزب» متفاهم، أو يتوقّع التفاهم في أيّ لحظة، مع عون حول كلّ هذه التفاصيل. فلا خوف من سوء تفاهم بين طرفين «اعتاد كلّ منهما على الآخر» طوال عشر سنوات. طبعاً، تبقى وجهة النظر هذه مجرّد افتراض. فالقائلون بوجود خلاف حقيقي وعميق بين «الحزب» وعون يطرحون دلائلَ كثيرة ويعرفها الجميع، ولا سيّما منها أنّ تبَنّي «الحزب» لانتخاب عون تمَّ ببرودة، وبعد عامين ونصف عام من التأخير، مرفَقاً بإعلان مسبَق عن توكيل غير قابل للعزل لبري - خصمِ عون الأعتى - للتفاوض باسم «الحزب» في الحكومة وكلّ المسارات السياسية المرادفة. ويضيف هؤلاء: أدّى «حزب الله» قسطَه للعُلى مع حليفه الماروني وأوصَله إلى بعبدا. وبعد ذلك، ينتظر «الحزب» من عون أن يردّ له مبادرته بالعودة إلى خيارات «الثنائي الشيعي» التي لولاها لما كان رئيساً. ويقولون: «ليتذكّر عون أنّ «الحزب» بقيَ صامداً إلى جانبه في كلّ لحظة منذ ما قبل الفراغ الرئاسي في أيار 2014، ولم يأتِ إليه حديثاً. وليتذكّر عون أيضاً أنّ بري كان قادراً على تعطيل جلسة الانتخاب لكنّه لم يفعل». المشكلة اليوم في ملعب عون: يكون مع مَن: مع «الثنائي» أم «القوات» والحريري؟ أي مع 8 أم 14؟ فكلّهم دعَموه، ولكلّ منهم دورٌ في وصوله إلى السلطة. بالتأكيد، مصلحة عون هي أن يكون راعيَ المصالحات التاريخية والتسويات بين المتناقضين: بين «الحزب» و»القوات»، وبين عون نفسِه وبري، وبين عون وفرنجية، وبين «القوات» وفرنجية وسائر القوى المسيحية القلِقة على مستقبلها.

لكنّ مشكلة عون تَكمن في الحلقة المفرغة التي يدور فيها الوضعُ السياسي: يجب أن تحصلَ هذه المصالحات ليتمكّن العهد من الانطلاق قويّاً ومستقرّاً، ويجب أن ينطلق العهد قوياً ومستقرّاً ليستطيع تحقيقَ المصالحات! وفي الدوّامة، يبحث كلٌّ عن مصلحته في خضمّ الهواجس والقلق على المصير. ولا أحد يريد المغامرةَ بمصيره، بما في ذلك «حزب الله» الذي يمتلك مشروعاً استراتيجياً يمتدّ من المتوسط إلى طهران، ويكلّفه الوقتَ والجهد والدم.فهل يظنّ أحد أنّ «الحزب» يتخلّى عن أيّ مكسب استراتيجي محقَّق أو يتوقّع تحقيقَه تحت أيّ ظرفٍ ومقابل أيّ ثمن؟ من هنا، يجب التفكير بالأزمة التي تَغرق فيها انطلاقة العهد، واستكشاف الآتي من أزمات لم تولد بعد...

 

عقم الأحزاب اللبنانية

فؤاد سيور/النهار/5 كانون الأول 2016

الأحزاب هي أرقى أشكال العمل والتنظيم السياسي، غايتها المشاركة فى المؤسسات العامة والعمل على التعبئة السياسية والتنظيمية والوصول الى الحكم كل حسب اهدافه على أساس فكرة اعتقادية واعية مجردة تستبعد كل غاية من جراء أعمالها غير النفع العام وخير المجتمع، لتأكيد ذلك سنلقي نظرة على مبادىء عينة من الاحزاب نقلاً عن ادبياتها. حزب الكتائب: منظمة وطنية وتريد أن تبقى كذلك لاوصاية أو حماية واستبدال الغايات الطائفية بغاية وطنية وأنه يناضل لبناء مجتمع عادل ونظام سليم ويؤمن بكيان لبنان وسيادته ومبادىء العدالة والمساواة ومبدأ العدل الاجتماعي. حركة "امل": تؤمن بالحرية الكاملة للمواطن وتحارب الظلم وتصنيف المواطن، وتعتبر أن نظام الطائفية يصنف المواطنين، وتتمسك بالسيادة الوطنية وتحارب الاعتداءات والمطامع التى يتعرض لها لبنان، والتمسك بالسيادة من صميم التزاماتها الوطنية. الحزب التقدمى الاشتراكي: انا اشتراكي لانى أحب العدل والإخاء والحرية. واية قيمة هى حياة كل كائن بشري ورسالته ....اعتبار الفكر قيمة بحد ذاته ...لاحاجز فى سبيل نشر الفكر....الاشتراكية تفرض المحبة للآخرين والعمل من أجلهم، لاتزيل التنوع. الحزب السوري القومي: الوطن ملك عام التصرف بشبر من أرضه يمكن أن يلغي فكرة الوطن الواحد، على الفرد القومي أن يجمع الى فهمه نفسه فهمه نفسية متحده الاجتماعي، وأن يهتم به ويود خيره كما يود الخير لنفسه. بعد هذا السرد نستنتج أنّ جميع الاحزاب تناضل من أجل الخير العام وتسعى لرفع اسم الوطن والدفاع عنه، لذلك علينا أن نتحلى بشجاعة مراجعة صحة هذه المبادىء ونقدها. التجربة تدل انها أتت بنتائج هي نقيض ما يتوقع ويرجى منها. يجب النظر الى السياسة ومقاربتها لا لذاتها، اي اعتبارها هدفاً فى ذاته، وانما باعتبارها وسيلة لبناء الانسان الحقيقي. إن عدم المسلكية الحزبية الجيدة تكون لها القدرة على زعزعة نظام القيم ومن توليد أزمات اخلاقية على بنية المجتمع برمته.

إن الاحزاب لم تعد عاملاً من عوامل التغير التي تساهم فى قلب موازين القوى داخل المجتمع، بل أصبحت من ادوات الصراع والمنافسة والتحدي الواضح. إن الجهات القلقة تدرك قسوة الواقع الذي لايمت الى مصلحة المواطن بشيء. قلائل جداً هم القادرون على تنفيذ المبادىء ومعظمهم ينساقون خلف مصالحهم لبلوغ السلطة والمجد، وبالرغم من كثرة المؤتمرات والبرامج التي تصدر عن الاحزاب إلاّ أن النتائج المطلوبة على المستوى الوطني بقيت متواضعة، لأن الفجوة كبيرة بين الخطاب السياسي وبين الواقع الذي لايزال التطبيق فيه هزيلاً ولم يترجم الى خطط وعمل وتوجهات واضحة. وهذا يعني أنّ الاحزاب لم تتمكن من الاضطلاع بدور طليعي، بل كان وجودها هشا فى الحياة الوطنية، وان صدقيتها في لعب دور اكبر في الحياة الوطنية وكبح الفساد تعتبر صدقية مجروحة، أما استفادة المواطن العادي في رفع مستوى معيشته وتحسين استفادته من الخدمات فانها تأتي فى ذيل قائمة اهتماماتها، ليس هذا فحسب، بل بدت السياسة تتأرجح جدلياً بين الدولة والاحزاب وبدوا منفصلين في مسائلهما ومشاكلهما ما زاد في تعقيد الوضع اللبناني وتهديده وراحت الازمات تعبر عن نفسها بالاحداث والدماء والانقسام فتلاشت سلطات القانون لتقع في قبضات الأمر الواقع حيث تحولت هذه الأحزاب من أحزاب مبدئية الى أحزاب طائفية أوعائلية أو مرتهنة للخارج .

هذا يجعلنا نتساءل: ما كان دور الاحزاب فى الازمات والصراعات التي عرفها اللبنانيون؟ هل هذه الأحزاب اضطلعت بادوار وطنية بارزة؟ وهل ساهمت في تحقيق ما يصبو اليه اللبنانيون جميعاً؟ هل كانت اداة فاعلة في النضال الوطنى العام؟ وهل علت الروح المناوئة لاعداء الوطن؟ إن التحدى الأساسي لهذه المشاكل الاعتراف بها والعمل على ايجاد الحلول لها، إن افضل الحلول للخروج من هذا الواقع المرير هو ضرورة اعادة بناء نظام جديد للقيم ووجوب اجراء مصالحة بين الممارسة الاخلاقية والالتزام المطلق بين الغاية والوسيلة، فمتى صلحت الوسيلة صلحت الغاية. نحن اليوم في أمس الحاجة الى ممارسة تدلنا الى لبنانية خالية من التعصب والى حقيقة تمزق الاقنعة التي غشت ابصارنا وبصائرنا، والأمل بلبنان جديد يكون الانسان هو الغاية.

*دكتوراه دولة في العلوم الطبية والفلسفة

 

إذا كان انتخاب عون لم يخضع لوعود فلماذا يُتّهم بتغيير خطّه وبعدم الوفاء؟

اميل خوري/النهار/5 كانون الأول 2016

من الطبيعي أن يكون العماد ميشال عون وهو رئيس للجمهوريّة غيره وهو رئيس حزب أو حتى رئيس حكومة، وغيره أيضاً منفياً في باريس ثم مقيماً في الرابية، فهو الآن رئيس كل لبنان وكل اللبنانيين، ولا تمييز في ما بينهم إلّا بقدر ما يعطي بعضهم للوطن أكثر من الآخر ولا يأخذ منه فقط.

لقد كان العماد عون وهو خارج الرئاسة تارة في خط 14 آذار وطوراً في خط 8 آذار بحسب ما تقضي التطورات والمستجدّات واللعبة السياسية. وعندما انتخب رئيساً للجمهورية ظنّت كل من قوى 8 و14 آذار أنه سيكون في خطّها السياسي وراهنت على ذلك. فرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كان قد عقد معه اتفاقاً على أساس ورقة "إعلان النيات"، ثم أعلن تأييد ترشّحه لرئاسة الجمهورية، وأعلن بعده رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري تأييده هذا الترشّح على أساس تفاهمات لم تعرف تفاصيلها. وكان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قد وقّع مع العماد عون "ورثة تفاهم" جعلته يثق به ويصرّ على التمسّك بترشيحه للرئاسة من دون سواه. ولكن عندما أصبح العماد عون رئيساً للجمهورية لم يعد رئيساً لـ"التيار الوطني الحر"، ولا مع خط 8 أو 14 آذار إنّما مع الخط الذي يخدم مصلحة لبنان أولاً وأخيراً وينتهج السياسة التي تخدم مصلحة الوطن والمواطن قبل أي مصلحة. فإذا كانت هذه السياسة لا ترضي "حزب الله" ومن معه، ولا ترضي إيران وتعتبر أنه خرج على الخط السياسي الذي كان فيه بعدما صار رئيساً للجمهورية وبدأت حملة عليه ووضع العصي في دواليب تأليف الحكومة، وخلق المتاعب له وهو في مستهل عهده، علَّه يعيد النظر في موقفه، فإن "حزب الله" يكون على حق إذا كان العماد عون تعهّد له بالتزام سياسة الحزب ومن معه وأنه لن يخرج عليها بعد انتخابه رئيساً. أما إذا لم يكن العماد عون قد تعهّد لأي حزب أو تكفّل بالتزام سياسة معينة ولا لأي جهة خارجية، فلا يحق انتقاده أو محاسبته على موقف لم يلتزمه، بل يحق له أن يتخذ الموقف الذي يراه في مصلحة لبنان، وهو ليس مسؤولاً عن خطأ أي حزب في تقديره ورهانه على ما سيكون عليه موقف العماد عون وهو رئيس للجمهورية، لا بل من حقه ومن مسؤوليته ألّا يكون مع هذا الطرف أو ذاك، بل يكون الحكم العادل والحاكم الحازم ولكن بعدل. وقد اختار حتى الآن أن يكون في المنطقة الرمادية بين مختلف الألوان السياسية والحزبية، وهو الذي يقرّر ويختار اللون الذي يناسب لبنان وشعبه.

الواقع أن كل الدلائل تشير حتى الآن الى أن ثمة توافقاً عربياً ودولياً على أن يبقى لبنان خارج صراعات المحاور، لأن تركيبته السياسية والمذهبية الدقيقة والحساسة لا تسمح له بأن يكون منحازاً لهذا المحور أو ذاك لئلا ينعكس ذلك سلباً على الداخل ويلحق الضرر بأوضاعه الأمنية والاقتصادية والمالية. وقد التقى كثير من أشقاء لبنان وأصدقائه على أن ينأى لبنان بنفسه عن كل ما يجري حوله ولا يتدخّل لا سياسيّاً ولا عسكرياً في شؤون أي دولة قريبة كانت أم بعيدة كي يرتاح ويريح ويبقى ملتقى العرب لا ساحة لخلافاتهم، وهو ما دعت إليه المملكة العربية السعودية، وأيّدت مصر ذلك، وقد يكون لجامعة الدول العربية موقف معلن من هذه السياسة للبنان عندما تعيد القوى السياسية الأساسيّة في لبنان تأكيد تحييده عن صراعات المحاور الاقليمية والدولية حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي.

لذلك ليس من حق أي حزب في لبنان أو أي خارج أن يلوم الرئيس عون على السياسة التي يقرّر اتخاذها ما دام أنه لم يلتزم لأي حزب اعتماد السياسة التي كانت شرطاً لتأييد ترشيحه للرئاسة. فكما أنه كان حراً في التزام أي سياسة وهو رئيس "التيار الوطني الحر"، فإنه حر في اتخاذ أي سياسة تكون في مصلحة لبنان وشعبه وهو رئيس للجمهورية، وكونه صار رئيساً لكل لبنان ولكل اللبنانيين ولم يعد رئيس حزب أو زعيم طائفة، بل صار حكماً في الخلافات بين الأطراف اللبنانيين، وحريصاً على التوازنات الداخلية الدقيقة بحيث يجعلها لا تختل لأي سبب من الأسباب لأن التجارب دلّت على أنه كلما اختلّت هذه التوازنات انفجرت الأزمات، وعندما يستعصي على لبنان حلّها يلجأ الى خارج، أو ان الخارج يدخل من باب الخلافات في لبنان ليفرض حلاً قد يكون لمصلحته وليس لمصلحة لبنان. لقد تعلّم مرشحون للرئاسة من تجارب الماضي أن كل مرشّح يلتزم تنفيذ السياسة التي توصله الى رئاسة الجمهورية ويخلّ بها يدفع الثمن جسدياً أو سياسياً ومعه لبنان وشعبه، وأن أي دولة تحاول فرض سياستها على لبنان برغم ارادة شعبه وارادة حكامه، تستطيع أن تخلق له المتاعب لكنها لا تستطيع أن تفرض سياستها عليه. الى ذلك، يمكن القول إن الدولة اللبنانية لن تغامر في اتخاذ سياسة ترضي طرفاً ولا ترضي طرفاً آخر ما لم تضمن وحدة الداخل وغطاء الخارج. وهذه السياسة يتخذها لبنان بعد الانتخابات النيابية المقبلة التي يفترض أن تمثل نتائجها ارادة الشعب الحر والتي لها وحدها أن تقرّر أي لبنان تريد وليس أي لبنان تريده كل طائفة...

 

أي معادلة بعد سيطرة النظام على حلب؟ نموذج مكرّر للعراق بهيمنة روسيا وإيران

روزانا بومنصف/النهار/5 كانون الأول 2016

شكل الموقف الذي اعلنه المنسق الدولي لسوريا ستافان دو ميستورا بقوله ان معركة حلب لن تطول كثيرا وانه يشعر بأن هذه المعركة ستنتهي بنهاية هذا العام مؤشرا على المعلومات التي يمتلكها كما كل العواصم المعنية بأن روسيا تؤمن الغطاء لاعادة سيطرة النظام بدعم من حلفائه الايرانيين وسواهم من الميليشيات على حلب وان اي خطط او اتصالات لن تنجح بمنع ذلك على رغم الكلام عن جهود متجددة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري لا تبدو مجدية ما دامت روسيا تستغل الوقت الضائع الاميركي لتسجيل امر واقع جديد في سوريا فيما يؤكد تصريح مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديركا موغيريني بأن سقوط حلب لن يعني نهاية الحرب في سوريا بأن الغرب استسلم لهذا الواقع من دون مقاومة تذكر. يعتقد مراقبون ديبلوماسيون كثر ان استعادة نظام الاسد السيطرة على حلب توفر له السيطرة على المدن الرئيسية وتمنحه سوريا المفيدة مع حليفتيه ايران وروسيا ما قد يعطيه قوة لاستمكال محاولة السيطرة على مناطق حيوية اخرى لفرض شروطه على المعارضة في الوقت الذي يعني سقوط المدينة التي كانت ولا تزال رمز المعارضة ومركزها الاساسي هزيمة كبيرة لها. واللافت ان التعامل مع سقوط حلب من الخارج انما يركز على معنى ذلك في ميزان الحرب الاهلية السورية بين النظام ومعارضيه فيما يغفل امر اساسي يتصل بواقع ان هزيمة المعارضة التي تركت لمصيرها انما يعني ايضا هزيمة محور اقليمي داعم للمعارضة او انه معارض لبقاء بشار الاسد في الحكم ايا تكن التحولات التي حصلت في المواقف السياسية. فمحاولة تركيا مثلا موازنة ما يحصل في حلب بالاصرار على ان الاسد ليس مؤهلا لان يحكم سوريا لا يعني اضطرار تركيا الى المساومة على هزيمة المعارضة لقاء التسليم ببقاء الاسد او تحملها نسبة لا بأس بها من المسؤولية عن هزيمة المعارضة. وكذلك بالنسبة الى الدول الاقليمية او الدول الغربية اذ انه في الوقت الذي يتم التسليم في الغرب بامتلاك روسيا الاوراق السورية والقدرة على التحكم بها يهمل المسؤولون الغربيون الاقرار علنا بان مساعدة بشار الاسد في استعادة السيطرة على حلب لا تعني فقط مكسبا له او لروسيا بل هو ايضا لمحور اقليمي ايراني منخرط عسكريا في الميدان على نحو يكرس هيمنة ايرانية من المرجح ان تجعل سوريا نموذجا مكررا عن العراق اي دولة فاشلة ايا تكن مكاسب النظام او الانتصارات التي يحققها في غياب عربي ملموس مع خسارة للمحور العربي ازاء المحور الايراني في سوريا، ولو ان روسيا في الواجهة اكثر من ايران ازاء التعاطي الدولي مع ما يحصل في سوريا، ولو ان سوريا لم تعد سوريا السابقة وهي لن تعود باعتماد الاسد على الدعم الخارجي لبقائه في السلطة مع جحافل الجيوش التي تتألف في سوريا وتنخر نظامها كما فعلت سوريا ابان وصايتها على لبنان من خلال اشرافها على انهاء لبنان كما كان وقولبته وفقا لمصالحها واهدافها وموقعها.

الام يمكن ان يؤدي فرض امر واقع جديد في سوريا من جانب روسيا. وهل هزيمة المعارضة في حلب تعني خروجها او اخراجها من الصورة نهائيا لمصلحة منطق النظام وحده بأن لا معارضة ضده بل ارهابيين؟. واستكمالا او استتباعا هل اعادة النظام السيطرة على حلب تمنح النظام نقاط قوة تمهد لعودة التواصل الخارجي معه مع تغيرات اساسية في الرئاسات او الادارات الغربية التي تصل الى السلطة في انتخابات رئاسية على اساس خطاب نقيض للادارات السابقة في السياستين الداخلية والخارجية على حد سواء كما حصل في الولايات المتحدة ومن المحتمل ان يحصل في فرنسا ؟. فبريطانيا مثلا مع سلطة حديثة تسعى الى ان ترسم على نحو مبكر وقبل ان يتسلم الرئيس الاميركي المنتخب مهماته حدود موقفها على قاعدة رفض ما تقوم به روسيا في قصف حلب ومسؤوليتها عما يجري ولا تعتبر الاسد مؤهلا لان يبقى في الحكم. لكنه سؤال اساسي تتوقف عليه معالم المرحلة المقبلة انطلاقا من قول الرئيس الاميركي المنتخب انه سيتعاون مع الاسد من اجل دحر تنظيم الدولة الاسلامية على رغم ترجيح مراقبين كثر ان المسألة باعادة النظام السيطرة على حلب قد تنحو في اتجاه تعزيز النظام اوراقه التفاوضية ازاء معارضيه ليس اكثر في حين ان لا ايران ولا روسيا يمكنهما ان تعملا بالمبدأ الذي تلاحق به الولايات المتحدة في العراق اي انه تقع عليهما مسؤولية اصلاح سوريا ما دامتا مسؤولتين عن كسرها وفقا لمقولة وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول ابان تحذيره الرئيس جورج دبليو بوش من الذهاب الى احتلال العراق واطاحة صدام حسين انه في حال كسرت العراق يتعين عليك ان تصلحه. فلا روسيا ولا ايران يمكنهما اعادة اعمار ما دمرته حربيهما مع النظام في سوريا ولا بقاء الاسد في السلطة يمكن ان يساعد على ذلك ايضا خصوصا متى كان بقاؤه عنوانا لاستمرار الانتفاضة ضده بأساليب ووسائل مختلفة وعنوانا لعدم انتهاء الحرب بالملايين من لاجئيها ومئات الالوف من قتلاها ومهجريها ضمن سوريا بالذات والتي يتحمل الرئيس السوري المسؤولية المباشرة عنها جميعا باقرار الامم المتحدة ومجلس الامن بحيث لا يمكن رؤساء الدول ايا تكن السياسة الجديدة التي سيعتمدونها تحمل محو السجل الحافل للنظام الذي اتهم بمسؤوليته عن جرائم حرب ارتكبها في بلاده.

 

عن «الستّين»... و«خطيئة» العزل والتحجيم!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 05 كانون الأول 2016

إذا ما تمَّ التعمّق في حجم ونوعية العقَد التي ما زالت ماثلة في طريق تأليف الحكومة، سيبدو أنّها أصغر من ألّا تُحلّ، أو أنّها من النوع المستعصي على الحلّ والتفاهم على تدوير زواياها وتفكيكها. مِن الصعب التصديق أنّ حقيبة وزارية لهذا الطرف أو ذاك، ومهما كان نوعها، أساسية أو خدماتية، تعطّل حكومة إنْ كان هناك قرار جدّي وصادق وحازم بتأليف حكومة يُراد لها أن تكون حكومة شراكة. وهنا تَبرز فرَضية أنّ هذا التأخير أو التعطيل لا يبدو أنّه تعطيل موضعي محصور بالتركيبة الحكومية وحصَص الأطراف فيها، بقدر ما هو تعبير عن أزمة حقيقية، أبعد من الحكومة، وصار من الضروري والملِحّ البحث، لا بل «النّبش» عن الأسباب والأهداف الكامنة خلفَها، وعمّا إذا كانت هناك «أجندة مخفية» يشكّل تأخيرُ تأليف الحكومة البندَ الأوّلَ فيها. سُمّيت الحكومة المنوي تشكيلها حكومة إجراء الانتخابات النيابية وفقَ قانون جديد يَجري إعداده قبل نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي، أي قبلَ 20 حزيران، واتّفَق الجميع على أنّ الوقت ضيّق يوجب التعجيلَ في تأليف الحكومة لتتفرّغ لمهمّة إعدادِ القانون، خصوصاً أنّ كلّ يومِ تأخير يضعِف من إمكانية وضعِ قانون جديد للانتخابات. وإذا ما استفحلَ التأخير أكثر فمعنى ذلك أنّه يُضيّق الخيارات إلى الحد الأقصى ويَجعل من «قانون الستّين» أو «قانون الدوحة» المرذول من كلّ الأطراف - وفقاً لمواقفهم وتصريحاتهم - الشرَّ الذي لا بدّ منه بل لا مفرّ منه، وبالتالي إجراء الانتخابات النيابية على أساسه. مسار التأليف يوحي وكأنّه دخلَ في استراحة طويلة، معنى ذلك أنّ القانون الجديد صار على أهبةِ الدخول في دائرة الخطر، بما يفتح البابَ على احتمالات شتّى، خصوصاً أنّ هذا التأخير أعاد إحياءَ لغةِ التمديد للمجلس النيابي، وتتداولها صالونات ومستويات سياسية، والبعض يدخل إلى هذا العنوان على شكل جرعات لزرعه في الذهن العام، فيلبَسه لباسَ الضرورة، إذ يُسقَط عليه إسمٌ حرَكيّ مثل «التمديد التقني» وما شابَه ذلك. مع أنّ لغة التمديد هذه مرفوضة أوّلاً من الرئيس ميشال عون، وثانياً من الرئيس نبيه بري الذي أكّد استحالة اللجوء إلى التمديد تحت أيّ ظرف وتحت أيّ عنوان.

يبقى قانون الدوحة!

ثمّة مقولة سائدة أنّ في حال عدم التوصّل إلى إعداد قانون جديد، فلا ضيرَ مِن إجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون الحالي، أي قانون الدوحة المعروف بقانون الستّين. فهو على علّاته، وكما يقول أصحاب هذه المقولة، يبقى الحلَّ الموجود في اليد. ولكن هناك من يقول في المقابل إنّ التمديد المرفوض للمجلس، إذا كان شرّاً على البلد، فقانون الستّين يطيح بالبلد كلّه ويطلِق رصاصة الرحمة عليه. وما يَخشاه هؤلاء هو أن يكون هناك سيناريو خطير، ينطوي على مماطلة متعمَّدة في تأليف الحكومة، وأن يكون القصد هو تأخير هذا التأليف إلى ما بعد كانون الأوّل الجاري، والذهاب إلى حكومة في الشهر المقبل، وتحت ذريعة إعداد البيان الوزاري والأخذ والرد حوله، ثمّ جلسات الثقة بالحكومة في مجلس النواب في أواخر كانون الثاني أو شباط، يتآكل الوقت أكثر فأكثر، وعندها يأتي من يقول إنّ المهَل تضغَط علينا ولم يعُد في إمكاننا تجاوُزها، وبالتالي صارت إمكانية إعداد قانون جديد للانتخابات صعبة لا بل مستحيلة، وبالتالي لم يبقَ في يدنا إلّا واحد من خيارَين أحدهما علنيّ هو قانون الستّين... والثاني ضمني وهو التمديد. وكلاهما ينطوي على مخاطر.

لماذا؟ هناك قلق أكثر من جدّي من قانون الدوحة المعروف بقانون الستين النافذ حالياً، ذلك أنّ ظروف الوصول إليه في العام 2008 في العاصمة القطرية اختلفَت عمّا هي عليه اليوم. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن حصلت انزياحات جذرية وكثيرة في المشهد السياسي الداخلي ولم تعُد اللوحة السياسية لوحة توازن بين «8 و14 آذار»، وبينهما النائب وليد جنبلاط بيضة القبّان. في انتخابات 2009 حكمت الستّين تحالفات ومعادلات أنتَجت المجلس النيابي الحالي، وأمّا مع الانزياحات التي شهدتها اللوحة السياسية، فقانون الستين صار أمام تحالفات ومعادلات من نوع آخر، فأيّ مشهد سيكون عليه البلد إذا ما أجريَت الانتخابات وفقَ هذا القانون وعلى أساس التحالفات الجديدة؟ وما يبعَث على الريبة لدى القلقين من الستّين، هو أصداء بَلغَتهم حول الحركة الدولية تجاه لبنان في الآونة الأخيرة، والتي تحثّ على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفق القانون الحالي.

المريب بالنسبة إلى هؤلاء أنّهم شعروا بأنّ هذه الحركة في جانب منها مستنسَخة عن تلك الحركة التي شهدها لبنان بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يومها كان استعجال دوليّ على تشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة نجيب ميقاتي وإجراء الانتخابات في موعدها وعلى أساس قانون الـ2000 الذي عُرف بقانون غازي كنعان، والذي عاد اللواء جميل السيّد وأكّد أبوَّته له. وجرَت الانتخابات على أساسه وأنتجَت أكثرية حَكمت البلد منذ ذلك الحين. وكان عون وحلفاؤه أكثرَ المستهدَفين منها والمواجِهين لها سياسياً. واليوم تأتي الحركة الدولية وكأنّها لذات الهدف، أي إعادة إنتاج أكثرية حاكمة ومتحكّمة، ولكن هذه المرّة عبر قانون الستّين بتحالفاته الجديدة.

ما هو قانون الستّين؟ يتأكّد من انتخابات العام 2009، أنّ قانون الستّين، شكّلَ أكبر خدعة تمثيل للمسيحيين، وجَعلهم مراهِنين على الصوت السنّي في زحلة وعكّار وبيروت، وعلى الصوت السنّي والشيعي في البقاع الغربي، وعلى الصوت الدرزي والسنّي في الشوف، وعلى الصوت الدرزي في عاليه. وكذلك على الصوت الشيعي في بعبدا وجزّين وجبيل وسائر الدوائر. الرسالة التي أطلقَها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قبل أيام عن تحالفٍ ثلاثي سياسي وانتخابي بين «القوات» والتيار الوطني الحر وتيار «المستقبل»، فرضَه الواقع الرئاسي الجديد، وينسجم مع ما يقال عن أجزاء غير معلنة من إعلان النوايا بين «القوات» و«التيار»، وأجزاء غير معلنة ما بين «التيار» و«المستقبل»، أحدثَت أكثرَ مِن نَقزةٍ لدى الأطراف الأخرى. خصوصاً أنّ الإحصاءات الانتخابية على أساس الستّين والتي أجريَت في هذا الجانب، تُظهر أنّ هذا التحالف يحصد انتخابياً ما يزيد عن ثلثَي المقاعد في مجلس النواب، ما يتيح له الحكمَ والتحكّم دون سائر الآخرين. هناك استسهالٌ في هذا التقدير وتبسيطُ أمورٍ من بعض المزهوّين بالوقائع الجديدة للمشهد الداخلي، لا بل مجازَفة كبرى، فإنْ كان التوجّه جدّياً نحو هذا الأمر فمعناه:

- محاولة إلغاء أو تحجيم كلّ القوى السنّية الأخرى، أي من هم خارج إطار تيار «المستقبل».

- محاولة إلغاء أو تحجيم كلّ القوى والعائلات والبيوتات المسيحية، وتحديداً سليمان فرنجية، حزب الكتائب، وغيرهم.

- محاولة تحجيم وليد جنبلاط وتقليص مساحته التمثيلية، ومحاولة التحكّم بالصوت الدرزي في الشوف وعاليه وصولاً إلى البقاع الغربي.

- محاولة عزلِ الطائفة الشيعية كمكوّن وطني. والملاحظ هنا أنّ هناك من قال علناً بمحاولة جذبِ برّي إلى هذا المركب، وبري سخرَ مِن هذا الأمر، وكأنّ هذا البعض يبيّن علناً أنّ الهدف هو عزلُ «حزب الله»!

إذا كان التفكير جدّياً في هذا الاتّجاه فإنّ من يفكّر بذلك ربّما هو يتجاهل طبيعة التركيبة والصيغة التي يقوم عليها لبنان، وربّما هو ينسى مسألة مهمّة اسمُها موازين القوى الداخلية. في العام 1975 أدّت محاولة عزلِ المسيحيين وعزلِ الكتائب إلى الحرب الأهلية، فكيف الحال إذا كان الهدف هو عزلُ الحزب، الذي حاربَ العالم عام 2005 وفي حرب تمّوز 2006 وفي 7 أيار 2008، ثمّ شارَك بالقتال إلى جانب الأسد في سوريا، وها هو ينتظر في هذه الأيام أن يتلوَ بيانَ النصر في حلب، أليس هناك من يقرأ هذا المشهد؟ ربّما هناك من في ذهنه محاولة استباق الوقائع الإقليمية لفرضِ وقائع داخلية بمعادلة رقمية تُنتج أكثرية حاكمة له. ما تَقدّم يوصل إلى خلاصة مفادُها أنّ قانون الستّين أو قانون الدوحة هو الوجه الآخر لقانون الـ 2000، إذ إنّه يؤدّي إلى النتيجة ذاتها والتي خبرَ سلبياتها جميعُ اللبنانيين وحفرَت هوّةً في ما بينهم وأدخَلت البلد في أزمةٍ ما زال يعاني منها.

في الإحصاءات، الأكثرية الساحقة من اللبنانيين مسلمين ومسيحيين ضد قانون الستين، باعتباره يضرب مفهوم الشراكة، يفتح البلد على مشكل، ويعَدّ جريمة تاريخية بحقّ استعادة المسيحيين لحقوقهم ودورهم، والأخطر أنّه يَقطع الطريق نهائياً على فرصة إعادة إنتاج النظام السياسي اللبناني بما يحاكي آمالَ وطموحات أكثرية الشعب اللبناني. وإذا كان هناك من يدفع في اتّجاه الستّين فثمة من يرفض الاستسلام لهذا المنحى، ويدفع نحو قانون انتخابي لا يلغي أحداً، يحفظ التركيبة والصيغة والتوازنات ويصحّح التمثيل، ويتيح هذا التمثيل للجميع ويعطي كلّ طرفٍ حجمه الحقيقي والطبيعي، وليس حجماً منفوخاً مبنيّاً بقوّةِ غيره وليس بقوّته الذاتية. والوقت لم ينفد بعد للوصول إلى مِثل هذا القانون.

 

الحكومة اللبنانية بين التكليف والتأليف والميثاقية

د. ناصر زيدان/الأنباء الكويتية/ 4 كانون الأول 2016

منذ ما يقارب الشهر، تم تكليف الرئيس سعد الحريري بتأليف حكومة العهد الاولى من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد استشارات نيابية ملزمة نال فيها الحريري ثقة وازنة، شملت معظم الكتل النيابية بما فيها كتلة الرئيس نبيه بري، وامتنعت عن تسميته - من دون الاعتراض على تكليفه - كتلة الوفاء للمقاومة. واجهت حركة الحريري في عملية التأليف بعض الاعتراضات غير المتوقعة، ،لاسيما منها ما يتعلق بـ«فزاعة» الميثاقية التي ينص عليها الدستور، او بتداعيات المسار السياسي الذي سبق انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، حيث برزت نتائج الاتفاق بين اكبر قوتين مسيحيتين الى العلن (اقصد اتفاق التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية)، ودغدغ اتفاق الرئيس سعد الحريري (لما يمثله من ثقل سني) معهما، مشاعر الاطراف الأخرى، ولاسيما مشاعر (الثنائي الشيعي، اي امل وحزب الله) وهما في اوج نفوذهما، مستذكرين اتفاق العام 1943 بين الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح، الذي انبثق عنه ما يطلق عليه: ميثاق 43، الذي حمله البعض مسؤولية انتاج طبقة «المحرومين» والمهمشين سياسيا، رغم ان ظروف اليوم تختلف عن ظروف العام 1943، كما ان دستور اليوم يختلف عن دستور الامس. اما المواضيع الميثاقية التي برزت بمواجهة تشكيل حكومة الرئيس الحريري، فكان اهمها التهديد بالمقاطعة الشيعية، التي تشبه التهديد الذي واجه تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام في العام 2014، حيث اشترط ثنائي امل وحزب الله عدم توزير اي شيعي، الا بموافقتهما. ونقاط القوة عند هذا الثنائي النافذ، مازالت مؤثرة للغاية، بل انها ازدادت توسعا مع تطورات الاحداث الأخيرة في حلب، والتوزير المذهبي- السياسي الصافي، يعتبر بمنزلة الثلث المعطل الذي يهدد انفراط الحكومة في اي لحظة، نظرا لهشاشة التوليفة الديموقراطية اللبنانية التي تشترط تمثيل كل مكونات الأمة في مجلس الوزراء. وما حصل مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2007 عندما استقال الوزراء الشيعة، مازال ماثلا للعيان، فكاد الامر يحدث حربا اهلية حينها، وامتنع رئيس المجلس النيابي بعد استقالتهم عن عرض اي من مشاريع القوانين التي اقترحتها تلك الحكومة على الجلسات العامة للمجلس، لأنه كان يعتبرها بتراء وغير ميثاقية، رغم ان نصابها الدستوري كان قائما بوجود رئيسها وثلثي وزرائها.

منذ اللحظات الاولى بعد تكليف الرئيس سعد الحريري في 3/11/2016، اعلن حزب الله عن تفويض الرئيس نبيه بري في التباحث مع الرئيس المكلف بموضوع تشكيل الحكومة، وهذا يعني بطبيعة الحال التسكير على اي منفذ يمكن ان يستخدمه الحريري لتجاوز (الفيتو الشيعي)، ومهارة الرئيس بري التفاوضية، وسعت من مروحة المطالب وتغليفها بغطاء وطني، حيث قال: انه لا يدخل الحكومة من دون رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية. جنبلاط خرج فورا من مربع الاشتراطات، لأن همه ان تتألف الحكومة بأي ثمن، لأن عمرها قصير اولا، ولأن ملامح التعطيل الاقليمي بدت واضحة في وجهها. رغم امتعاضه من اسلوب التهميش الذي يمارس بحق الطوائف الاقل عددا، ويشاطره في ذلك الامتعاض ممثلو الروم الارتوذوكس والروم الكاثوليك والارمن. الاريحية التي يتعاطى بها الرئيس الحريري لمواجهة عقبات التشكيل مبنية على واقعية سياسية تفرض الابقاء على علاقة جيدة مع الرئيس بري وتبادل المجاملات الكلامية معه، وكذلك استمرار الحوار مع حزب الله، حيث عقدت مساء الثلاثاء جلسة في عين التينة بين ممثلين عن تيار المستقبل وممثلين عن حزب الله بضيافة الرئيس بري. القوى السنية الفاعلة سبق ان استخدمت الورقة الميثاقية واسقطت حكومة الرئيس امين الحافظ في العام 1973 لعدم رضى هؤلاء عن تشكيلها، ولكن عن طريق عدم منحها الثقة. وحاول التيار الوطني الحر ان يلعب هذه الورقة في حكومة الرئيس تمام سلام، لكنه عطل عملها ولم يتمكن من سحب ميثاقيتها لوجود وزراء مسيحيين من غير المحسوبين على التيار.

تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة كان بتفاهمات سياسية جرت قبل انتخاب الرئيس عون، والعقبات التي برزت أمام التأليف كانت سياسية بامتياز، ولا يبدو انها تتعلق بتوزيع الحقائب فقط. فتشدد الرئيس بري وفريقه له خلفياته الواضحة، كما ان تسهيلات النائب جنبلاط على حساب حصته، وتخلي القوات عن الحقيبة السيادية، لهما حسابات سياسية ايضا، على اساس ان استقرار الدولة وانتظامها لهما الاولوية في الوقت الحاضر.

 

حلب بداية النهاية لسورية معارضةً و... نظاماً؟

جورج سمعان/الحياة/05 كانون الأول/16

الأزمة السورية دخلت مرحلة ما بعد الحل السياسي قبل الحرب على حلب. تجاوزت مرحلة الديبلوماسية والسياسة. تفاهمات فيينا طوت بيان جنيف. وسلسلة اللقاءات العقيمة بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي تجاوزت فيينا وأهداف أطرافها. كانت عملية تقطيع للوقت. حتى اللقاء الأخير بينهما في روما لم يخرج عن هذا الإطار. الوزير جون كيري يستحق مع اقتراب نهاية ولاية إدارته تقديراً كبيراً على نشاطه وجلده. لكنه لا يستحق تقديراً للنتائج. نظيره سيرغي لافروف أظهر تفوقاً في المناورة. وهو حتى هذه الساعة لا يزال يؤكد أن الحل في سورية ليس عسكرياً! مع أنه يعرف أن الجميع يعرفون أن الحل لم يكن يحتاج إلى هذا المقدار من الحشود العسكرية في بلاد الشام وسواحلها في المتوسط. ويعرف أن ما يحصل على الأرض، خصوصاً في حلب، يناقض تماماً تأكيده. تدخل روسيا، منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، قلب المشهد رأساً على عقب. والحرب على حلب ستبدل المشهد مجدداً على نحو جذري هذه المرة. موسكو تريد فعلاً هدنة في المدينة. تسعى إلى تخفيف الضغط السياسي والإعلامي الذي يندد بما تفعله قواتها وجيش النظام وميليشيات إيران. تستعجل إدخال بعض المساعدات إلى الأحياء الشرقية من عاصمة الشمال، قبل اجتماع باريس لمجموعة «أصدقاء سورية» السبت المقبل.

حرص روسيا على العامل الإنساني لا يعكس بالطبع جوهر سياستها. كانت ترغب في حصار حلب فقط لاستخدامها ورقة للمساومة مع إدارة الرئيس باراك أوباما. لكن الأخير لم يبد رغبة في أي مقايضة. موقفه واضح منذ بداية الأزمة. عبر عنه صراحة: الولايات المتحدة لن تخوض مواجهة مع روسيا في سورية. ولن تخوض حرباً في هذا البلد لأنه ببساطة لا يشكل أهمية لواشنطن! لذلك، استعجل الرئيس فلاديمير بوتين إعادة حلب إلى حضن الشرعية أياً كان الثمن وأياً كانت الاعتراضات. يستهدف فرض وقائع جديدة أمام الإدارة المقبلة لدونالد ترامب التي ترث تركة حافلة بالتعقيدات والفوضى في الشرق الأوسط. حتى اطمئنانه إلى تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب لا يشكل ضماناً يمكن الركون إليه، خصوصاً أن وزير الدفاع المقبل في الإدارة الموعودة، الجنرال المتقاعد جايمس ماتيس، كان استقال قبل ثلاث سنوات احتجاجاً على موقف الإدارة من الأزمة السورية. نادى قبل ذلك، عام 2012، بتسليح المعارضة لإسقاط الرئيس بشار الأسد. واقترح خطة لمحاربة إيران وتنظيم «داعش»، على رغم أنه أيد الاتفاق النووي. وانتقد تراجع تأثير بلاده في الشرق الأوسط. أي أن «الكلب المسعور» قد يعارض سياسة تفاهم مع الكرملين ينادي بها سيده، وقد يبعث الصراع مع الجمهورية الإسلامية التي بدأت تتململ نتيجة تجديد الكونغرس العقوبات عليها، فيما الرئيس المنتخب يتوعدها بإعادة فتح ملف الاتفاق النووي. وفي ذلك ما يعيق استراتيجية موسكو الساعية إلى بناء تحالف واسع في المنطقة يعيد إليها دورها «السوفياتي» وموقعها قطباً دولياً. أو في أحسن الأحوال ستـــشهد العلاقات بين الكرملين والسيد الجديد للبيت الأبيض مرحلة تعاون وصراع تبعاً للقضايا موضوع النقاش بين الطرفين، وهي كثيرة تبدأ من أوكرانيا والعقوبات ولا تنتهي في سورية.

كان واضحاً أن موسكو لن تسمح بتغيير النظام في دمشق أو إسقاطه. كان هدفها منذ بداية تدخلها ترسيخ أقدامها في سورية قاعدة انطلاق لتحقيق مصالحها الإقليمية والدولية أولاً. وقد تحقق لها ذلك. وهي إن أبدت في الظاهر شيئاً من التعاون لحل مشكلة حلب، إلا أنها لم تخف رغبتها في إفراغ المدينة من كل العناصر المسلحة، على غرار نموذج داريا. اقترحت فتح طرق لخروج المقاتلين، خصوصاً جماعة «فتح الشام» (النصرة). لكن الفصائل لم تبدِ تجاوباً لشعورها بأن ما تريده موسكو فعلياً هو استعادة عاصمة الشمال إلى حضن النظام. لكنها الآن تفاوض في أنقرة مسؤولين روساً على إخراج عناصر «النصرة» من المدينة في مقابل وقف الحرب. لكن ما عرضته روسيا قبل أشهر فاته الزمن. والمطلوب الآن خروج الجميع. تأخرت الفصائل والمعارضة السياسية في الرد على التحدي الذي فرضه التدخل الروسي قبل أكثر من عام ونصف العام. لم تعرف كيف تبدل في خطابها السياسي أو توحده وكيف توحد صفوف المقاتلين. ويخشى الآن أن ترتفع أصوات المدنيين القابعين تحت القصف والدمار للمطالبة بخروج جميع المقاتلين من حلب لتجنيبها الدمار الكامل. حتى تشكيل «جيش حلب» لم يرق للوزير لافروف الذي عده «مناورة جديدة» تتبعها «النصرة» التي كانت بدلت اسمها قبل مدة لتفادي وقوع الحرب القائمة اليوم.

لا جدال في أن الرئيس بوتين أحسن إدارة الصراع في سورية. غازل الكرد في سورية وأبدى استعداداً لتفهم مطالبهم. وضمن علاقة تنسيق جيدة مع إسرائيل، وكذلك مع الأردن الذي يمسك بحركة الفصائل في الجنوب. واستعاد علاقات حميمة مع تركيا التي تمسك أيضاً بالفصائل الناشطة في الشمال السوري. لذلك، كان ولا يزال لافتاً هذا السكون الذي يلف باقي الجبهات فيما حلب تصلى هذه النار القاتلة. أنقرة التي كانت تطمئن بعض أطياف المعارضة إلى مصير حلب يبدو أنها اكتفت بشريط ضيق شمالاً لمنع تمدد الكرد إلى غرب الفرات. وهي إلى الآن لم تتوجه إلى منبج على رغم التلويح والوعيد والتهديد. حتى مدينة الباب التي تقترب منها فصائل «الجيش الحر» قد تقفل الأبواب لوصول القوات التركية إليها. ولعل الغارة الأخيرة التي شنها طيران النظام السوري على هذه القوات كانت رسالة روسية صريحة في هذا الاتجاه. بات واضحاً أن الزعيمين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان يمارسان اللعبة ذاتها ويتبادلان الأدوار. يستخدم كلاهما علاقاته مع الآخر ورقة مساومة وابتزاز وضغط في وجه الولايات المتحدة وأوروبا وحلف شمال الأطلسي. الرئيس التركي لم يتورع عن التهديد بفتح حدود بلاده أمام موجات اللاجئين إلى أوروبا. ولوح بأن لديها خيارات بديلة من الاتحاد. طرح فكرة الانضمام إلى «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تضم الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى. أما نظيره الروسي فيؤخر العلاقة مع الولايات المتحدة إلى درجة دنيا بعد مشروع التكامل الأوراسي، والتوجه نحو الصين والهند واليابان. يريد في النهاية مساهمة فاعلة في بناء النظام الدولي الجديد الذي أسف لعدم قيامه مستقراً إثر انهيار الحرب الباردة.

نجح القيصر في التربع على قلب سورية، أو بالأحرى في سورية المفيدة موزعاً بعض الأطراف على شركائه في الجنوب والشمال والغرب المحاذي للبنان، هو الذي كان يسأل بعض ضيوفه أو مضيفيه في بداية الأزمة: هل يريد الرئيس الأسد أن يكتفي بهذه السورية وقلبها الساحل؟ لذلك، لم يعد أمام المعارضة بشقيها السياسي والعسكري سوى البحث عن استراتيجية مختلفة. لم تنجح في مواجهة النظام. لم تنجح في ترسيخ شعار الدولة المدنية بعدما استفحلت الحروب المذهبية والعرقية. لم تنجح في بناء جسم مستقل إلى حد ما عن «الأصدقاء» الكثر في الإقليم وخارجه. في حين أجاد النظام لعب ورقة «الإرهاب». وعلى رغم أنه بدأ يربح علناً أصوات قيادات في الخارج من الرئيس ترامب إلى المرشح الفرنسي للرئاسة فرنسوا فيون، إلى آخرين لم يترددوا في إعادة علاقات أمنية مع أجهزته، إلا أنه فقد سلطة القرار الفعلي سياسياً وعسكرياً. باتت هذا بيد موسكو وإن شاركتها إيران أو زاحمت. ولن يكون أمام المعارضة في الأيام المقبلة سوى القبول بالمصير المكتوب لحلب: إما نموذج غروزني والتدمير الكامل، وإما نموذج بيروت التي حاصرتها إسرائيل حتى أحرجتها فأخرجت منظمة التحرير من مقارها وشوارعها إلى الشتات البعيد من تونس إلى ما كان يعرف باليمن الجنوبي. المعارضة السورية التي لم تفلح في إسقاط النظام لألف سبب وسبب ذاتي وموضوعي، هل تستطيع أن تقاوم جيوشاً روسية وإيرانية مدججة بكل أنواع السلاح الثقيل؟ التحدي كبير. ثورات عادلة كثيرة في التاريخ فشلت، لكن ثورات أخرى فازت حين عرفت كيف تبدل في استراتيجياتها سياسياً وعسكرياً. تسليم المعارضة القياد للشركاء و «الأصدقاء» في الخارج وتشتيت الجهود سياسياً وعسكرياً يعنيان ببساطة أنها لن تكون قادرة على مقاومة الحلول أو الصفقات المفروضة. خروج حلب من سيطرتها هل يكون بداية نهايتها أم بداية لشكل آخر من الصراع؟

 

الغياب الأوروبي… من خلال الانحدار الفرنسي

خيرالله خيرالله/العرب/05 كانون الأول/16

كان جاك شيراك آخر رئيس حقيقي لفرنسا. منذ خروج شيراك من قصر الإليزيه في أيار – مايو من العام 2007، فقدت فرنسا ما بقي من مكانة لها على الصعيدين الداخلي والخارجي. فقدت الكثير من بريقها وما كان يسمّى عظمة فرنسا. باتت دولة شبه عادية ليس في استطاعتها سوى لعب أدوار هامشية، حتّى في مناطق كانت تعتبر في الماضي مناطق نفوذ لها. يستطيع كلّ من يشعر بحاجة إلى التأكّد من ذلك، مراجعة الموقف الفرنسي من النظام السوري، وذلك منذ ما قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. لعبت فرنسا، وكان لا يزال شيراك رئيسا، دورها في مجال مساعدة لبنان في الوقوف على رجليه، في وقت كانت إيران تسعى إلى إحلال وصايتها على البلد لملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب العسكري السوري بعد شهرين وأسبوع على جريمة تفجير موكب رفيق الحريري. سيكون صعبا على فرنسا استعادة وضعها. كانت نتائج السياسة الخارجية لنيكولا ساركوزي، الذي خلف شيراك، ذات طابع كارثي أكثر من أيّ شيء آخر. عمل ساركوزي على إعادة تأهيل بشّار الأسد ودعاه إلى باريس. أظهرت فرنسا، على الرغم من كلّ ما تعرفه عن الوضع الداخلي السوري، أنّها دولة تتبع سياسة لا علاقة لها بالمبادئ من قريب أو بعيد. كانت سياسة ساركوزي ومساعديه الأساسيين، في مقدّمهم كلود غيان الذي رافقه عندما كان في وزارة الداخلية وفي قصر الإليزيه، تتسم بالانتهازية ولا شيء آخر غير الانتهازية. ليست الفضائح المالية، بما في ذلك الأموال الليبية، سوى نموذج حيّ على ما كان عليه عهد ساركوزي الذي لم يستطع الحصول على ولاية ثانية.

هل من رئيس فرنسي يملك ذرة من المنطق يدعو بشّار الأسد إلى احتفالات اليوم الوطني الفرنسي، ويراهن في الوقت ذاته على إمكـان إعـادة التعاطي معه وعلى احتمال إخراجه من تحت الهيمنة الإيرانية… في مرحلة ما بعد اغتيال رفيق الحريري ورفاقه؟

كانت لدى جاك شيراك بعض المبادئ. كان يعرف أن النظام السوري، غطّى في أقل تقدير، الجريمة التي كان الهدف الأوّل منها استكمال عملية وضع اليد على لبنان. وهي جريمة لا تزال فصولها مستمرّة إلى اليوم. لم يتراجع عن مواقفه قيد أنملة. كان بعيد النظر إلى درجة أنه حذرّ جورج بوش الابن من اجتياح العراق. كان يعرف تماما ماذا يعني القيام بعملية عسكرية من هذا النوع من دون إعداد كاف لمرحلة ما بعد صدّام حسين ونظامه.

جاء نيكولا ساركوزي ليضع فرنسا في موقع الدولة الأوروبية المستعدة لكلّ أنواع المساومات. بالنسبة إليه، كلّ شيء قابل للبيع والشراء. بدأ في عهده الانحدار الفرنسي الذي بلغ ذروته في عهد فرنسوا هولاند الذي لم يتجرّأ على خوض الانتخابات من أجل ولاية ثانية. هذا حدث نادر في تاريخ الجمهورية الفرنسية. تكفي قراءة للكتاب الممتع الذي وضعته فاليري تريفيلير، التي كانت رفيقة هولاند في السنوات الأولى من عهده الرئاسي لاكتشاف من هذا الرجل الذي وصل إلى السلطة بصفة كونه “اشتراكيا”. من بين ما تورده تريفيلر، التي أقامت في البداية مع هولاند في الإليزيه، أن الرئيس الاشتراكي يحتقر الفقراء ويصفهم بأنّهم “بلا أسنان”. كتبت تلك المرأة التي ترك هولاند رفيقته السابقة سيغولين رويال من أجلها، علما أن لديه منها أربعة أولاد، أن الرئيس “الاشتراكي” لا يرتاد إلا المطاعم الفاخرة ذات النجوم التي منحه إياها دليل المطاعم “ميشلان”.

يختزل ساركوزي وهولاند ما آلت إليه فرنسا وربّما أوروبا كلّها. لم يعد لأوروبا دور على الصعيد العالمي. تبقى ألمانيا الاستثناء الوحيد. لكن لهذه الدولة التي تمتلك اقتصادا قويّا حسابات خاصة بها تجعل سياساتها تتّسم بالحذر الشديد في كلّ مناطق العالم. لعلّ أفضل تعبير عن هذه السياسات الألمانية شخصية المستشارة أنجيلا ميركل التي تفادت أيّ مواجهة مع فلاديمير بوتين الذي لم يتردّد في تحدي العالم، عبر أوكرانيا وإرسال سلاحه الجوّي إلى سوريا. إلى ذلك، فضلت ميركل اتخاذ مواقف متذبذبة من المأساة السورية ومن تركيا ومن المشروع التوسّعي الإيراني، كاشفة أنهّا لا تعترف سوى بالمصالح الألمانية وكيفية حمايتها بعيدا عن أيّ أوهام أوروبية. سيسير الوضع الأوروبي من سيّء إلى أسوأ. سيخلف هولاند فرنسوا فيّون على الأرجح، وهو رجل باهت لا علاقة له من قريب أو بعيد بمبادئ الجمهورية الفرنسية، خصوصا أنّه من الذين سقطوا في فخّ الاعتقاد أن النظام السوري يشنّ حربا على الإرهـاب، في حين أنّـه يشنّ حربا على شعبه… وقـد تنحدر أكثر باتجاه مارين لوبين! انتهى زمن الزعماء الكبار في أوروبا. كشفت سوريا كم صارت فرنسا صغيرة. وكشف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إثر استفتاء الصيف الماضي، كم أن هذا البلد صار عاديا وكم أنّ هموم البريطانيين صارت داخلية. من بين ما تميّزت به السنوات الثماني لعهـد باراك أوباما ذلك الابتعاد عن أوروبا. لم تعد للولايات المتحدة أي اهتمامات أوروبية تذكر. لم يعد حلف الأطلسي في صلب السياسة الأميركية. ترك أوباما فلاديمير بوتين يفعل ما يشاء في أوروبا وخـارج أوروبـا، ويتركه يحوّل حلف الأطلسي إلى مهزلة، خصوصا عندما رفض إقامة علاقات متميّزة مع تركيا. جعل ذلك الرئيس رجب طيب أردوغان في حال من اللاتوازن يُعتبر التقارب بينه، من جهة، وبين روسيا وإيران من جهة أخرى أفضل تعبير عنها. في ظلّ غياب الاهتمام الأميركي، لم تستطع أوروبا استعادة مكانتها الدولية. زاد في الطين بلّة غياب الزعامات الأوروبية. لم يعد الأمن الأوروبي – الأميركي أمنا واحدا وذلك للمرّة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. هل إلى هذا الحد غيّر باراك أوباما العالم، إلى حدّ لم تعد فرنسا فرنسا، وبات في الإمكان الاعتقاد أن الاتحاد السوفياتي خرج رابحا من الحرب الباردة، وأن فلاديمير بوتين بات قادرا على الانتقام لسقوط جدار برلين، وأن إيران تستطيع أن تتمدّد إلى حيث تشاء من دون حسيب أو رقيب، وصولا إلى الشاطئ اللبناني، مرورا بحلب وحماة وحمص وبيروت.

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

صفير في العشاء السنوي لمؤسسته: بكركي هي المرجعية الثابتة للكنيسة الراعي: ليوفق الله رئيس الجمهورية في قيادة الوطن الذي تتنازعه العواصف

الأحد 04 كانون الأول 2016 /وطنية - أقامت "مؤسسة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير" عشاءها السنوي العاشر في فندق هيلتون - حبتور في سن الفيل، في حضور النائب نعمة الله أبي نصر ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الدكتور داود الصايغ ممثلا رئيس الحكومة المكلف الشيخ سعد الحريري، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، النائب جوزف المعلوف ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائب السابق ادمون رزق، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، نقيب المحررين الياس عون، رئيس الرابطة المارونية انطوان قليموس، مدير المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا، المطارنة بولس مطر، بولس صياح، سمير مظلوم، رولان أبو جوده، طانيوس الخوري وحنا علوان، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، رؤساء الرهبانيات والراهبات، رئيس مجلس ادارة "بنك بيروت" الدكتور سليم صفير، المدير العام ل"سوليدير" منير الدويدي، المدير العام لدار الهندسة الدكتور طلال الشاعر وحشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والفكرية والاقتصادية والاعلامية والاجتماعية.

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم ألقى الاعلامي ماجد أبو هدير كلمة عدد فيها نشاطات المؤسسة الانسانية والاجتماعية، مشددا على "أهمية المناسبة العاشرة لميلاد مؤسسة انسانية صافية على صورة من سميت باسمه هذه الشخصية الوطنية والروحية الاستثنائية التي اجتمعت حوله قلوب المحبين".

الياس صفير

ثم ألقى رئيس المؤسسة الدكتور الياس صفير كلمة قال فيها: "نبدأ بشكر الله تعالى الذي من علينا بلقاء جديد تحت شعار المحبة والوفاء، وفي ظل سيدنا مار بشاره بطرس الراعي بطريركنا وكاردينال الكنيسة الجامعة حامل شعلة مارون في انطاكيا والمشرق وعالم الانتشار، والمؤتمن على شركة الايمان بالله، مع حضور ابينا الجليل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي تتشرف مؤسستنا بحمل اسمه". أضاف: "هذا هو العام العاشر من عمر مؤسسة البطريرك صفير، التي شكلت حصاة متواضعة في عمارة المحبة، فقدمت المساعدات الاجتماعية والانسانية والتربوية التي يسرني اعطاء بعض تفاصيلها. الاقساط لحوالى 1400 طالب في مختلف الكليات والجامعات والمدارس في لبنان، وقد تخرج 300 منهم وتابعت المؤسسة عملها بالتعاون مع كاريتاس لبنان و22 طبيبا من مختلف الاختصاصات". وختم: "مع بداية هذا العهد الميمون وعشية رأس السنة الجديدة، نرفع الدعاء الى الله، لكي يأخذ بيد فخامة الرئيس العماد ميشال عون وفريق عمله وحكومته واركان الدولة والجيش اللبناني وكل القوى الامنية فينتظم عمل المؤسسات ويطمئن اللبنانيون الى يومهم وغدهم".

سليم صفير

ثم ألقى رئيس مجلس ادارة "بنك بيروت" كلمة قال فيها: "رمز كبير من رموز هذا الوطن أو علم مميز من أعلام الكنيسة ومجد لبنان كتب له، اعطى لبنان العزة، حارس استقلال لبنان ويحمل هم الجمهورية، ونقول لك اليوم سيدنا صفير أن جهودك لم تضع، فايمانك الكبير كان في اصعب الظروف مصدر قوتنا سيدنا. لا نستطيع وصف تواضعك، وماذا يمكننا أن نقول عنك وانت ابن 96 سنة من الصبر والايمان والحكمة والارادة الصلبة التي لا تلين مهما كبرت الصعاب".

الكاردينال صفير

وكانت كلمة للكاردينال صفير قال فيها: "من شرفة العمر الذي من الله علي به في عامي السادس والتسعين، الشكر والعرفان للذين يساعدون في انجاح هذه المؤسسة بكل ثقة وايمان، وأخي صاحب الغبطة البطريرك بطرس بشاره سيشمل المؤسسة دائما بعاطفته الأبوية لما فيه الخير الدائم، وبكركي هي المرجعية الثابتة للكنيسة جمعاء وبركة الله تحميكم من كل شر".

الراعي

أما الراعي فقال: "فرحة كبيرة أن نحتفل مع سيدنا البطريرك صفير مع شكرنا الكبير لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على حضوره ممثلا بسعادة النائب نعمة الله أبي نصر نصلي حتى يوفقه الله في قيادة الوطن الذي تتنازعه العواصف من كل جانب لكي يستطيع بحكمته ايصال سفينة الوطن الى ميناء الخلاص والسلام، كما نوصل السلام الى دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ تمام سلام على حضوره ممثلا أيضا بالنائب نعمة الله أبي نصر مع محبتنا الكبيرة له على صبره الكبير وايضا السلام لدولة الرئيس سعد الحريري ممثلا بالدكتور داود الصايغ ونحن نواكبه بهمومه في تأليف الحكومة الجديدة ونصلي له من اجل التوفيق في مهمته الوطنية. ليستطيع مجلس الوزراء مع رئيس الجمهورية وكل المسؤولين مواجهة ما يتعرض له الوطن، كما نتوجه بالشكر لكل الشخصيات والمسؤولين الروحيين والسياسيين والعسكريين ولمؤسسة البطريرك صفير بشخص رئيسها النشيط".

أضاف: "معكم اقدم لسيدنا صفير شكرنا ومحبتنا، اقول له لقد جعلتم من منزلكم الوالدي بيتا لكل اللبنانيين تقدمون من خلال هذه المؤسسة الانسانية والاجتماعية الخدمات لكل من يحتاج الخدمة. واقول لكم يا سيدنا لقد جعلتم من بيتكم الوالدي ثالث كرسي بطريركي واصبح مؤسسة عزيزة قلوبنا جميعا. هذه المؤسسة الرائدة التي نتمنى لها النجاح الدائم". وختم: "نتمنى أن تكتمل فرحتنا عشية الاعياد المجيدة ومع حلول السنة الجديدة بوجود حكومة وطنية جامعة لهذا الوطن الغالي".

 

ميشال معوض في الذكرى ال27 لاغتيال والده: لطي صفحات الخلافات والالتفاف حول العهد الجديد لأن أحدا لا يستطيع إلغاء احد والوطن يتسع للجميع

الأحد 04 كانون الأول 2016 /وطنية - دعا رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض الى "طي كل صفحات الخلافات التي حصلت، والى وضع حد للصراعات ومنطق التعطيل الذي يؤذي البلد والناس، وذلك انطلاقا من قيام عهد جديد في لبنان". كما دعا الجميع الى "الالتفاف حول العهد الجديد وحول فخامة رئيس الجمهورية لان أحدا لا يستطيع إلغاء أحد والوطن يتسع للجميع ولا يستثني احدا كما كان يقول الرئيس الشهيد رينه معوض". مواقف معوض جاءت خلال قداس حاشد أقيم في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا، لمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لاستشهاد الرئيس رينه معوض ورفاقه.

وقد ترأس القداس النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر ممثلا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، عاونه الخوري اسطفان فرنجية، الخوري جان مورا والأب بول مرقص الدويهي، بمشاركة السفير البابوي المونسنيور غابرييل كاتشيا، المونسنيور بطرس جبور ممثلا المطران جورج أبو جودة، المطرانين بولس اميل سعادة وبولس دحدح، رئيس دير مار سركيس وباخوس الأب ابراهيم أبو راجل وعدد من كهنة زغرتا الزاوية. وخدمت القداس جوقة قاديشا. وشارك في القداس إلى جانب الوزيرة السابقة نايلة معوض ونجلها ميشال وعقيلته مارييل واولادهما وعائلات الشهداء، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوزير الياس بوصعب، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب قاسم عبد العزيز، ممثل رئيس الحكومة تمام سلام الوزير ريمون عريجي، ممثل الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري النائب سمير الجسر، ممثل الرئيس أمين الجميل ورئيس "حزب الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل النائب فادي الهبر، الرئيس حسين الحسيني، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي خلدون الشريف، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة النائب احمد فتفت، الوزراء: أشرف ريفي ممثلا بعقيلته سليمى ريفي، بطرس حرب ممثلا بنجله مجد حرب، رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ممثلا ببيار رفول، سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن، ممثل رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع النائب أنطوان زهرا، ممثل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط النائب هنري حلو، ممثل النائب سليمان فرنجية الوزير السابق يوسف سعادة، كما حضر طوني سليمان فرنجية.

كما حضر النواب: محمد الصفدي، خضر حبيب، جوزف معلوف، فادي كرم، أنطوان سعد، محمد كبارة، سامر سعادة، هادي حبيش، أمل أبو زيد، فؤاد السعد، كاظم الخير، خالد الضاهر وعماد الحوت، الوزراء السابقون: مروان شربل، جو سركيس، فريج صابونجيان، جان عبيد ممثلا بنجله سليمان عبيد وفيصل كرامي ممثلا بالعميد سامي منقارة، النواب السابقون: سايد عقل، جواد بولس، قيصر معوض ومصطفى علوش ممثلا بدرويش قضماني، ممثل النائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمره روي أبو جوده، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد عدنان سعيد، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد علي هزيمة، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم المقدم خطار ناصر الدين، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة المقدم اسكندر يونس، ممثل مدير مخابرات الجيش العميد الركن كميل ضاهر العقيد طوني انطون، العميد شامل روكز، نائب رئيس الرابطة المارونية المحامي توفيق معوض، نقيب محامي الشمال عبدالله الشامي، نقيب مهندسين الشمال ماريوس البعيني، نقيب اطباء الشمال الدكتور عمر عياش، ممثل نقيب المحررين الياس عون جوزف محفوض، قائمقام زغرتا ايمان الرافعي، رئيس اتحاد بلديات زغرتا الزاوية زعني خير ورئيس بلدية زغرتا- اهدن الدكتور سيزار باسيم. حضر أيضا ممثل الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري عضو المكتب السياسي في التيار جورج بكاسيني، مسؤول العلاقات السياسية في "القوات اللبنانية" في زغرتا سركيس بهاء الدويهي على رأس وفد حزبي، السيد أسعد كرم، وفد من "التيار الوطني الحر" برئاسة بول المكاري، منسق "التيار الوطني الحر" في طرابلس طوني ماروني، رئيس "حركة الارض" طلال الدويهي وممثلون عن "حزب الوطنيين الاحرار" و"حركة التجدد" وشخصيات وفاعليات ورجال دين وحشد كبير من أبناء زغرتا الزاوية.

عبد الساتر

بعد الانجيل، ألقى عبد الساتر كلمة نقل في مستهلها "عاطفة صاحب الغبطة والنيافة، أبينا مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى الذي كلفني أن أحتفل اليوم باسمه، بالذبيحة الإلهية على نية أنفس الرئيس الشهيد رينيه معوض ورفاقه وعلى نية عائلاتهم، فغبطته يرفع دوما الصلاة على نية إهدن- زغرتا لتكون دوما مقدسة ولتبقى منبع الرجالات الكبار في الكنيسة والوطن، ومنبت الأبطال والشهداء القادرين على التجرد وعلى بذل الذات من أجل أن يبقى لبنان والكنيسة في لبنان مقدسين، ومن أجل أن نحيا حياة كريمة". وقال: "ضالون لم يريدوا أن يخرج الوطن من الفوضى والعبثية، فكان انفجار صباح الأربعاء في 22 تشرين الثاني 1989 ليغتال الرئيس الذي عقد العزم على إحقاق الحق وتطبيق العدالة ليعيش كل مواطن كريما على أرضه وتصان حقوقه. أشرار لم يقبلوا أن تنتهي الفتنة ويتوقف التقاتل، فكمنوا لرئيس أراد أن يحقق السلم الأهلي، رئيس رفض منطق الغالب والمغلوب، ودعا الى الحوار بين جميع اللبنانيين، ورغب بإجراء المصالحات بين المناطق، وكرس أيامه القليلة في سدة الرئاسة ليحفظ كرامة كل مواطن من حيثما أتى والى أي دين انتمى ومن أي فريق كان. عبيد لمطامعهم رفضوا أن يعود لبنان بلدا سيدا وحرا من أية وصاية، فقتلوا يوم عيد الإستقلال، عيد الحرية، من أقسم على صون سيادة الوطن من كل تعد، وعلى حماية شعبه من كل قهر. أرادوا باغتياله نشر الخوف في قلوب الإستقلاليين، وخطف حلم الشباب بلبنان جديد، وزرع اليأس في روح من جاهدوا وانتظروا وأملوا بحياة أفضل. ولكنهم فشلوا". أضاف: "هز الإنفجار الموكب فكان إكليل الشهادة للرئيس رينيه معوض ولرفاقه: المقدم جوزف رميا، سايد الياس مورا، جورج خوند، يعقوب السقال، جوزف الباشا، رينه كعدو معوض وأسعد أنور معوض. ما هم ضحايا سقطت في عمل جبان، بل هم أبطال عبروا الموت ليبقوا أحياء. ما انتهوا في القبر المظلم، بل يستمرون في تاريخ لبنان المنير وفي قلب كل وطني أصيل، فينتصرون".

وختم عبد الساتر: "تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بأحد ميلاد يوحنا المعمدان. يوحنا، هذا الصوت الذي صرخ الحق. هذا النبي الجريء الذي واجه الفاسد والمُسد وأنّبه. هذا الشاهد للحياة الأخرى الذي ما خاف الموت. كم يشبهه شهداءنا. واليوم، وحتى لا يصير استشهاد أحبائنا مجرد فاجعة من الماضي، واجب علينا نحن أن نبتعد عن التدجيل ومحاباة الوجوه. واجب علينا أن ننصر الغريب المظلوم وأن نرفع ظلم الظالم ولو كان أخانا. واجب علينا أن نقاوم بنعمة الله، الميل الذي فينا نحو المادي والعابر والزائف. واجب علينا أن نصلح الفاسد فينا ومن حولنا. واجب علينا أن نتحد وأن نعمل معا. واجب علينا أن نكون شهداء أحياء، يبذلون حياتهم حبا، لأننا نؤمن أن الإنسان كريم في عيني الرب، وان الموت قد غلب. آمين".

معوض

ثم القى ميشال معوض كلمة جاء فيها: "مرت 27 سنة على اغتيال الرئيس الشهيد رينه معوض. مرت 27 سنة على استشهاد الكولونيل رميا وجوزف الباشا ورينه كعدو وجورج خوند وسايد مورا وأسعد معوض ويعقوب السقال. ما زلت أشعر انهم موجودون حولي، أراهم في وجوه أهلهم واشقائهم واولادهم، وفي وجوه كل واحد منكم ممن بقي رغم كل شيء وفيا لخط الرئيس معوض والقضية التي استشهد من أجلها. مرت 27 سنة وكأنها بالأمس. وكأنني بالأمس أراه في باريس للمرة الأخيرة عشية انتخابه ليلة 4 تشرين الثاني 1989. في تلك الليلة التي اخبرني فيها انه غدا سيتم مبدئيا انتخابه رئيسا للجمهورية وأن مهمته ستكون صعبة جدا، وخطرة، وانه إذا وقع له أي مكروه فسيعتمد علي لتحمل مسؤولياتي والاهتمام بوالدتي وبشقيقتي، بالعائلة، بزغرتا، وألا أترك لبنان. 27 سنة مرت وما زلنا هنا يا أبي. تعذبنا وتطوقنا لكننا لم نركع في أي يوم. لم نركع مثلما أنت لم تساوم، فاغتالوك".

أضاف: "اغتالوك لأنك رئيس قوي، بأسلوبك الهادئ، بابتسامتك التي لم تفارقك يوما، بدبلوماسيتك المعهودة وانت الذي وصفوك بأنك تحفر الجبل بإبرة. وفي الوقت نفسه بصلابتك وعنفوانك ورفضك لأي مساومة على القضية اللبنانية. ولو لم تكن قويا لما كانوا اغتالوك. اغتالوك لأنهم خافوا من خطاب القسم وخطاب الاستقلال. إغتالوك كي يغتالوا السيادة في الطائف لأنك رئيس سيادي بامتياز استطعت مصالحة سيادة لبنان مع انتمائه العربي، سيادي بإصرارك على بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية ومن دون أي شريك على مساحة ال10452 كيلومترا مربعا، سيادي لأنك رفضت شن هجوم عسكري سوري على قصر الرئاسة اللبنانية، وسيادي كذلك لأنك رفضت ان تناقش تشكيل اول حكومة لبنانية بعد الطائف مع أي مسؤول غير لبناني، اذ ان القضايا اللبنانية تناقش في لبنان ويجد المسؤولون اللبنانيون حلا لها حسب الدستور اللبناني. اغتالوك لأنك رمز وضمانة للميثاق والشراكة الحقيقية في لبنان، الشراكة الفعلية والمتوازنة بين كل مكونات الوطن، شراكة بلا منطق استقواء ومن دون أن يكون فيها لأحد هيمنة على أحد، شراكة تحت سقف الدولة والدستور لبناء لبنان وتطويره. اغتالوك لأنك ابن المدرسة الشهابية، مدرسة المؤسسات الدستورية، لأنك كنت مصمما على أن تبني كل المؤسسات على مختلف المستويات. المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية والإدارية والرقابية، نعم الرقابية. كان همك بناء المؤسسات كي تصون الحريات وتحميها كي يعود لبنان منارة للديمقراطية والتطور، وكي يعيش اللبناني حرا وبكرامته في بلده. اغتالوك كي يستبدلوا السيادة بالوصاية والشراكة بالهيمنة والمؤسسات بالمزارع والفساد".

وختم معوض: "مرت 27 سنة ونحن اليوم في بداية عهد جديد. حصل لغط كبير قبل الانتخابات الرئاسية وحصلت انقسامات ومواجهات كبيرة في كل الاتجاهات. وبكل واقعية أقول اليوم ان صفحة الانتخابات الرئاسية طويت وأصبح للبنان رئيس جمهورية جديد، رئيس جمهورية محصن بمصالحات وتفاهمات وشرعية مسيحية ووطنية. أدعو من هذا المنطلق الى طي كل صفحات الخلافات التي حصلت، والى وضع حد للصراعات ومنطق التعطيل الذي يؤذي البلد والناس. كما أدعو الجميع الى الالتفاف حول العهد الجديد وحول فخامة رئيس الجمهورية لان أحدا لا يستطيع إلغاء احد والوطن يتسع للجميع ولا يستثني احدا كما كان يقول الرئيس معوض".

هذا وقد تم عرض فيلم تضمن كلمة من خطاب الرئيس الشهيد رينه معوض. ثم تقبلت العائلة والى جانبها عائلات الشهداء، التعازي من الحضور، وكانت مصافحة الرحمة من كاتشيا والمطارنة والكهنة والرهبان. كذلك كانت العائلة قد تقبلت التعازي قبل القداس في دارة العائلة في زغرتا، من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وهيئات وأبناء زغرتا الزاوية.

وللمناسبة، انتشرت في شوارع زغرتا وبعض قرى المنطقة لافتات تتضمن أقوال الرئيس الشهيد معوض وأخرى مذيلة بتواقيع من محبيه ومن أنصار "حركة الاستقلال".

 

رئيس بلدية رأس بعلبك: مستمرون بمعالجة قانونية وشرعية لكل عقاراتها إحقاقا للعدالة

الأحد 04 كانون الأول 2016 /وطنية - عقد رئيس بلدية رأس بعلبك العميد المتقاعد دريد رحال مؤتمرا صحافيا في دار البلدية تناول فيه "تطورات التعدي على املاك البلدية"، حضره راعي ابرشية بعلبك للروم الكاثوليك المطران الياس رحال وخوري رعية رأس بعلبك الاب ابراهيم نعمو والمخاتير وعدد كبير من الاهالي. بداية النشيد الوطني، ثم أكد المطران رحال في كلمة انه مطران لكل أبناء البلدة ولا ينحاز لاحد او لاي فريق. وأكد رئيس البلدية أن "رأس بعلبك تعتز بصمود ابنائها وعنفوانهم في الدفاع عن مقدساتهم"، وقال: "بلدتنا صامدة تواجه بشراسة اخضاع الغرباء والمجموعات الارهابية والتكفيرية، من هنا اوجه باسمكم تحية اكبار واجلال لفخامة رئيس الجمهورية حامي الدستور والقائد الاعلى للقوات المسلحة حفظه الله لبناء دولة القانون والمؤسسات ولا ننسى الجزء المحتل من تلالنا واراضينا. نحيي وننحني امام تضحيات الجيش الباسل الذي قدم كوكبة من الشهداء الميامين 15 بطلا في تصديه البطولي لمحاولات المنظمات الارهابية مهاجمة راس بعلبك في الفترات السابقة في تلة الحمرا وتلة ام خالد والمخيريمة)، وأتوجه بالشكر والامتنان لقوى الامن الداخلي على دورها الرائد في حفظ الامن وكشف الجرائم والسهر على امن المواطنين من خلال الاوامر الواضحة والمعنويات العالية في عهد معالي وزير الداخلية والبلديات الاستاذ نهاد المشنوق وعناية واشراف المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص".

وشدد على أن "البلدية هي السلطة المحلية وهي مؤسسة حكومية وادارة رسمية تخضع للقوانين والانظمة وتتلقى اوامرها وتعلماتها من معالي وزير الداخلية والبلديات، ونحن بدورنا كبلدية نحتكم الى القضاء وسباقون في تنفيذ القانون ونحافظ على حقوق الدولة والبلدية".

أضاف: "عام 2013 اصدر وزير الزراعة حسين الحاج حسن عدة قرارات تقضي بحماية بعض العقارات في منطقة راس بعلبك، عدد العقارات 26 عقارا، مساحة العقارات الاجمالية تقدر بمليون واربع ماية الف متر مربع وذلك بالتعاون مع السيدين علاء أكرم مهنا وجوزيف حسان البشراوي (يتابع دراسة الطب في المانيا منذ خمس سنوات)، في نهاية عام 2013 تراجع عن قراراته وألغاها لعدم قانونيتها فهل يعقل ان توضع هذه المساحات الشاسعة بتصرف شخصين دون سواهما من ابناء البلدة ودون علم البلدية او من موافقتها او حتى استشارتها؟ وبدلا من اخلاء العقارات اصبحت محتلة ومغتصبة وقاما بزرع الاشجار المثمرة على انواعها وبدلا من ان تكون محمية زراعية تضم اشجار السرور والشربين والسنديان بقي التعدي مستمرا لحين انتخاب البلدية الجديدة".

وتابع: "حاولت البلدية بكل الوسائل إقناع الطرف المعتدي باخلاء العقارين ملك بلدية راس بعلبك دون جدوى. وكانت المفاجأة الكبرى أن أقدم وزير الزراعة الحالي أكرم شهيب على اعادة الحماية على العقارات ومنها العقاران البلديان موضوع النزاع. وان اقدام الوزير شهيب هو جريمة بحق ابناء بلدة راس بعلبك كونه لم يراع مبدا العدالة والمساواة لغاية في نفس يعقوب كون الاراضي المغتصبة في حق لملاكي اهالي بلدة راس بعلبك. هل يعقل ان يستحصل احدهم وهو نافذ في الوزارات بطريقة مشبوهة على قرارا وتعديل مقامينها القرار دون وجه حق وبصورة غير قانونية لتقام المنشئات والابنية والاستفادة من حصول الارزاق والاستثمار من اجل المنفعة الشخصية وهذا ما يتناقض مع روح القرارات؟ وكان الأجدى بمعالي وزير الزراعة الذي يدعي الحرص على الزراعة ان يهتم بالمشروع الاخضر المقام في راس بعلبك على مقربة من العقارات المغتصبة وهو بحالة يرثى لها وبات يابسا قاحلا ومدمرا. ان التمادي في التعدي على العقارين البلدين تحت غطاء قرار وزير الزراعة يجسد الفساد والهدر واستغلال امكانيات الدولية ومقرراتها ووضعها بتصرف اناس نافذين بغية الربح المادي".

وتابع: "بعد مراسلة بلدية رأس بعلبك وزارة الداخلية والبلديات، اصدر وزير الداخلية والبلديات قرارا يقضي باخلاء العقار وتسليمه الى البلدية لوجود اعتداء واضح على املاك البلدية. وتدخل وزير الداخلية هو حفاظ على حقوق البلدية في عقاراتها وممتلكاتها. والتطاول والتجني على وزير الداخلية مرفوض جملة وتفصيلا ونؤكد مجددا وبشكل راسخ وجدي اننا مستمرون في معالجة قانونية وشرعية لكافة العقارات البلدية والجمهورية المتروكة مرفقة تحقيقا للعدالة والشفافية والمساواة".

أضاف: "بالنسبة الى المقاومة الشريفة فاننا نقدر حهودها ودورها الوطني ونحيي ابطالها وشهداءها وندعو قيادة "حزب الله" الحكيمة الى التصرف باخلاقها العالية المعهودة وخصوصا في تحركات سرايا المقاومة في سهل راس بعلبك. كما نأمل من اهالي المنطقة وعشائرها التعاطي مع بلدية راس بعلبك باحترام متبادل وعدم التدخل في شؤون راس بعلبك ولا سيما في موضوع العقارات والمشاعات لكوننا لا نتدخل في شؤونهم وحياتهم الخاصة، وليتركوا حل الاشكالات للمجلس البلدي القادر على وضع الامور في نصابها والمساواة بين المواطنين من حيث الحقوق والواجبات".

وشدد على أن "راس بعلبك تعيش فيها الاكثرية الكاثوليكية والاقلية المارونية بمحبة ووئام منذ مئات السنين، وبلديتنا تضم 2 من الطائفة المارونية علما اننا نتقاسم الكنيسة والمدفن عينهما". وقال: "نطلب من غبطة البطريرك الراعي وضع حد لتصرفات المطران حنا رحمة راعي ابرشية دير الاحمر للموارنة الذي يحاول زرع التفرقة والانشقاق بين ابناء بلدتنا راس بعلبك فسيادة المطران يتدخل في مشاعات البلدة وعقارات البلدية. لم تعرف راس بعلبك في تاريخها هذا التوتر المذهبي الا بعد تعيين المطران رحمة مطرانا للموارنة على هذه الابرشية. اثناء تولي المطرانين منجد الهاشم وسمعان عطاالله نعمت ابرشية بعلبك للموارنة بالتواصل والتلاقي بين ابنائها من كل الطوائف".وختم: "في راس بعلبك تعيش الاكثرية الكاثوليكية والاقلية والمارونية بمحبة ووئام منذ مئات السنين، وبلديتنا تضم 2 من الطائفة المارونية في عداد المجلس البلدي، علما اننا نتقاسم نفس الكنيسة والمدفن، لذا ندعو سيادة المطران الى الاهتمام بابرشيته وعنده مشاكله المتعددة من عقارات المطرانية وعلى سبيل الحصر اراضي مار مارون على ضفاف نهر العاصي".

 

قاووق في ذكرى اللقيس: الساعون إلى استهداف تحالفاتنا لن يحصدوا إلا الخيبة والحسرة

الأحد 04 كانون الأول 2016 /المقاومة تتعرض لاستهداف أمني وسياسي ومعنوي من أعدائها، والهدف الدائم للنظام السعودي استهداف المقاومة بتحالفاتها السياسية، والعمل على إيجاد الشرخ والفتنة بين حزب الله وحلفائه، لكن كما بالأمس، اليوم، وغدا، علاقاتنا وتحالفاتنا بالأخص مع حركة أمل والأخوة والأهل في التيار الوطني الحر هي تحالفات راسخة، وأكبر من أن يستطيع تحريض خارجي أو داخلي أن ينال منها أو ينتقص منها، والذين يسعون إلى ذلك لن يحصدوا إلا الخيبة والحسرة". وطنية - بعلبك - أحيا "حزب الله"، الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال القيادي في الحزب الشهيد حسان اللقيس، باحتفال تأبيني أقامه في حسينية الإمام الخميني في بعلبك، وحضره النائب علي المقداد، معاون رئيس المجلس التنفيذي للحزب الشيخ نبيل قاووق، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس وفاعليات اجتماعية ودينية. وألقى الشيخ قاووق كلمة استهلها بالحديث عن الشهيد اللقيس، مشيرا إلى انه من "الجيل المؤسس للمقاومة عام 1982، ومن السباقين إلى الدورات الجهادية، وقد كان القائد المقاوم بكل وجوده، وهو قائد مبدع ولامع قارع العقل بالعقل والسلاح بالسلاح". وقال قاووق: "الأمة الإسلامية هي خير أمة أخرجت للناس، وهي لخير البشرية وخير جميع الأديان والمذاهب، وهي أمة الرحمة، فأي مصيبة أوصلتنا إلى زمن تقدم فيه الأمة الإسلامية بأنها أمة تكفير وقتل واستباحة للمحرمات والمقدسات؟ إن نار التكفيريين والإرهابيين والوهابيين تحرق بلدان المسلمين، فهؤلاء أشداء على المسلمين رحماء على إسرائيل، يستنزفون بإجرامهم وإرهابهم أقوى الجيوش العربية في مصر وسوريا والعراق، وباتت إسرائيل تدعمهم علنا لأنهم يخدمون أهدافها بتمويل سعودي".

ورأى أن "الإنجازات الميدانية للجيش السوري في حلب، أوجدت معادلات جديدة لن يستطيع أحد في العالم أن يتجاوزها، وقد وضعت المشروع التكفيري على مسار الانهيار والهزيمة". أضاف: "الضمانة والرهان في لبنان على التعاون الاستراتيجي بين الجيش والمقاومة، وهذا التعاون جعل لبنان الأكثر منعة وحماية أمام الأخطار التكفيرية والإسرائيلية"، مردفا "المقاومة هي حصن لبنان، وقد نجحت في قطع الطريق على تمدد الإرهاب التكفيري، وأصبحت قوة استراتيجية في المعادلات في المنطقة يحسب لها ألف حساب، وهي اليوم أقوى مما كانت، وسوف تكمل مسار الانتصارات لحماية الوطن وحماية أهلنا".

وقال: "المقاومة تتعرض لاستهداف أمني وسياسي ومعنوي من أعدائها، والهدف الدائم للنظام السعودي استهداف المقاومة بتحالفاتها السياسية، والعمل على إيجاد الشرخ والفتنة بين حزب الله وحلفائه، لكن كما بالأمس، اليوم، وغدا، علاقاتنا وتحالفاتنا بالأخص مع حركة أمل والأخوة والأهل في التيار الوطني الحر هي تحالفات راسخة، وأكبر من أن يستطيع تحريض خارجي أو داخلي أن ينال منها أو ينتقص منها، والذين يسعون إلى ذلك لن يحصدوا إلا الخيبة والحسرة". وختم: "هناك توجه لدى فريق سياسي لبناني بالعمل على فرض قانون الستين كأمر واقع، من خلال المراوغة والتسويف وتضييع الوقت حتى لا يكون هناك اتفاق على قانون انتخابي جديد، هذا الفريق أصبح مفضوحا لأنه لا يرى مصلحته السياسية إلا بقانون الستين، إلا أن حزب الله وحلفاؤه يصرون على إجراء الانتخابات في موعدها وبقانون جديد يؤمن صحة التمثيل والشراكة الحقة".

 

الشيخ حسن المصري: ما يجمعنا بعون أكثر مما يفرقنا ولا يراهن أحد على أن تكون أمل وحزب الله ثنائيا شيعيا يواجه ثنائيا مسيحيا عونيا قواتيا

الأحد 04 كانون الأول 2016 /وطنية - أكد نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "أمل" الشيخ حسن المصري أن "الوطن ومصلحته، كانا ومازالا هدف حركة أمل الأسمى والأول"، كاشفا أنه عرضت على الحركة "الكثير من المحسنات لتعطيل انتخابات الرئاسة، ولكن دولة الرئيس الأخ نبيه بري رفض قائلا: ليس نبيه بري من يعطل". وقال: "لقد ركلنا كل إغراءات التعطيل، لذلك على من يعطل ويحاول إلصاق تهمة التعطيل بنا، هو واهم بأنه يستطيع أن يقنع الناس بهذا، وليخيط بغير هالمسلة، فالماضي والحاضر خير شهيد ودليل"، مضيفا "بالأمس أعطينا من حصة الطائفة الشيعة وزيرا لطائفة أخرى منعا للتعطيل، وصونا للوطن ووحدته، وكانت سابقة لم يألفها لبنان منذ نشأته"، سائلا "فكيف نعطل اليوم؟". كلام المصري جاء خلال احتفال تأبيني أقامته حركة "أمل"- إقليم بيروت، في مجمع الامام الصدر في منطقة الأوزاعي، في حضور أعضاء قيادة الاقليم والمنطقة السادسة وجمع من أهالي المنطقة.

وأشار المصري في مستهل كلمته، إلى "دور المقاومة التي أطلقها الامام موسى الصدر، والتضحيات الجسام، التي دفعها أهلنا للتصدي للعدو الصهيوني وأطماعه في أرضنا، حتى أصبح الوطن مسيجا بدماء شهدائنا، وأصبح العدو لا يجرؤ على فعل أي إعتداء، قبل أن يحسب ألف حساب".

وأكد "كنا في حركة أمل ولا نزال نواجه، وندعو الى الوحدة في هذا الوطن، الذي نادى ودعا وسعى اليه الامام موسى الصدر. كما أن شهداءنا هم عزنا وكرامتنا، وعلى نهجهم وخطهم نسير. هكذا تربينا في مدرسة الامام الصدر، الذي كان أول شخص أعاد رفع راية الحسين، بعد ان سقطت عام 61 للهجرة من يد أخيه العباس. رفع الصدر هذه الراية وقال: إما أن نعيش بكرامة، أو نموت شهداء دفاعا عن وطننا وكرامتنا". وقال: "لقد توالت جموع الشهداء على درب الشهادة والتضحية حتى يومنا هذا الى أن أصبح هذا الوطن من أكثر دول العالم أمنا وأمانا، بفضل مقاومته وجيشه الوطني وشعبه الصابر".

وشدد على أن "ما يجمعنا بالرئيس عون أكثر بكثير مما يفرقنا. يجمعنا وإياه وحدة لبنان وعروبة لبنان وتوجهه العربي المقاوم. ونحن والرئيس عون نعمل لوحدة وعروبة وصون لبنان، فلا يراهن أحد على غير هذا. ولا يراهن أحد على أن تكون حركة أمل وحزب الله ثنائيا شيعيا يواجه ثنائيا مسيحيا عونيا- قواتيا. نحن مع وحدة المسيحين ووحدة المسلمين ووحدة الوطن، كما قال الامام الصدر في هذا الأمر: إن وحدة لبنان هي أساس قوته". ولفت إلى أن "الكل يعلم أن مشروع حركة أمل، هو وحدة لبنان. وأننا نحن أصحاب الدعوة الى الوحدة وأصحاب الدعوات الى الحوار الوطني، وحتى الإقليمي. فنحن من أطلقنا تسمية السين سين، ونحن من دعا الى التقارب الايراني- السعودي، لما فيه من خير ومردود ايجابي على لبنان والاقليم"، خاتما "هكذا نحن في حركة أمل، كنا وسنبقى على هذا النهج والخط، الذي رسمه الامام موسى الصدر، لن نغير ولن نبدل".

 

الراعي: نناشد الكتل التقيد بالدستور والمؤازرة في تسهيل تشكيل الحكومة

الأحد 04 كانون الأول 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، حنا علوان وعاد ابي كرم ولفيف من الكهنة، في حضور حشد من المؤمنين، عائلة المطران يوسف الخوري وعائلة المرحومة ماغي ابو سليمان.

العظة

بعد الانجيل المقدس ، ألقى الراعي عظة بعنوان "إسمه يوحنا قال فيها:(لو 1: 63) ، قال فيها: "في مسيرتنا نحو الميلاد، تتذكَر الكنيسة في هذا الأحد مولد يوحنا المعمدان والسابق. فكان آخر نبي من أنبياء العهد القديم، الذين تنبأوا عن المسيح، وأول رسول من رسل العهد الجديد الذين بشروا بقدومه. بمولد يوحنا تعلن رحمة الله الخلاصية لجميع الناس. ولذا أوحى الملاك لأبيه زكريا أن يسميه يوحنا الذي تفسيره "الله رحوم". يوحنا السابق ليسوع بستة أشهر أعلن أن رحمة الله تتجلى وتأخذ جسدا بشخص ابن الله المتجسد من مريم. فأصبح للرحمة اسم في تاريخ البشر هو يسوع المسيح. من أجل قبول رحمة الله، جاء يوحنا يهيء القلوب لها، داعيا إلى التوبة، وممارسا معمودية الماء لغفران الخطايا. هذه الفترة الاستعدادية لعيد الميلاد تدعونا للدخول في مسيرة التوبة، والانفتاح لرحمة الله، من أجل التجدد بالنعمة، وتجديد صورة الله فينا. فالإله صار إنسانا، ليعيد الإنسان إلى جوهر إنسانيته".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وأن نرحب بكم جميعا، ونحيي بنوع خاص أشقاءالمثلث الرحمة المطران يوسف الخوري، مطران أبرشية مار مارون كندا السابق، وأنسباءه. وقد ودعناه معهم منذ أسبوعين. نذكره اليوم في هذه الذبيحة الإلهية ملتمسين له الراحة الأبدية في السماء ونجدد تعازينا لأشقائه وشقيقاته وعائلاتهم. ونحيي بيننا أيضا أفراد عائلة المرحومة ماغي ابو سليمان التي ودعناها معهم ومع أهالي المتين منذ خمسة وعشرين يوما. نلتمس لها الراحة الأبدية في بيت الآب ولأسرتها العزاء الإلهي".

وقال: يبدأ النص الإنجيلي بالقول أنه "لما تم زمان إليصابات لتلد، ولدت ابنا. هذا "إتمام الزمن" لا يعني فقط زمن الشهر التاسع الذي تلد فيه المرأة مولودها، بل يعني أيضا زمن تحقيق الله وعده، واتكال زكريا وإليصابات على عنايته، واكتمال زمن انتظارهما لتجلي رحمة الله.

حياتنا كلها، كمسيحيين، في حالة انتظار لتجليات إرادة الله وتحقيق تصميمه الخلاصي في تاريخنا البشري. والانتظار صلاة وتأمل وسهر وأمانة لله ولرسومه، وبخاصة في الظروف الصعبة والمعاكسة والمظلمة والغامضة. ثمرة انتظار زكريا وإليصابات، وأمانتهما لله وللواجب، ظهرت في هبة يوحنا الذي قال عنه الرب يسوع: "لم يولد في مواليد النساء مثل يوحنا" (لو7: 28). وتابع: "إتمام الزمن" يتحقق في كل واحد وواحدة منا، كشريك لله في بناء تاريخنا البشري على قيم تاريخ الخلاص. ويتحقق على الأخص في كل مسؤول في الكنيسة والعائلة والمجتمع والدولة. فينبغي أن يجعله زمن حقيقة وعدالة ومحبة وحرية بمفهومها الموضوعي لا النسبي. وهي الزوايا الأربع التي يرتكز عليها بناء البيت الكنسي والعائلي والاجتماعي والوطني".

أضاف: "بسبب الخلل في هذه الزوايا تعثر سابقا انتخاب رئيس للجمهورية على مدى سنتين وخمسة أشهر، ذهبت كلها ضياعا وخلفت في الوقت عينه نتائج وخيمة في الحياة السياسية والاقتصادية والمعيشية، وفي نشاط المؤسسات العامة. واليوم، بعد شهر كامل على تكليف رئيس الحكومة الجديد تشكيلها بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، بحيث تكون جامعة وقادرة وفقا للميثاق الوطني والدستور، نخشى أن يتعثر هذا التشكيل للخلل نفسه، ولمدة غير معروفة، على حساب المصلحة الوطنية العليا، وممارسة مهام السلطة الإجرائية، كما يقتضيها الدستور. لا يمكن أن تسلم حياة اجتماعية ووطنية، والحقيقة مغيبة، والعدالة منتقصة، والمحبة جافة في القلوب، والحرية أسيرة المصالح الشخصية والفئوية. فإننا نناشد من جديد الكتل السياسية والنيابية التقيد بالدستور وبوثيقة الوفاق الوطني، والمؤازرة في تسهيل تشكيل الحكومة، واضعين أمام أعينهم خير البلاد، وقيام دولة المؤسسات والقانون، والصالح العام.

في هذا الأحد الذي نحيي فيه مولد يوحنا، المعلن باسمه وبرسالته، رحمة الله ودعوة البشر إلى اختبارها وممارستها، نأمل من المسؤولين في أي قطاع أن يمارسوها حقيقة وعدالة ومحبة وحرية، من خلال القيام بواجبات حالتهم".

وتابع: "إن اختيار اسم يوحنا للمولود الجديد جاء بتناغم كامل بين اليصابات وزكريا الأبكم: فهي بوحي من الروح القدس الذي ملأها يوم زيارة مريم العذراء لها، وهو من فم الملاك جبرائيل. هذا التناغم يكشف قيمة الزواج كسر، أي كأداة تنقل النعمة الإلهية، وتجعل الله حاضرا في حياة الزوجَين والعائلة. ولهذه الغاية رفع الرب يسوع مؤسسة الزواج الطبيعية إلى مرتبة سر مقدس ،لكي ينير درب الزوجين والوالدين بكلام الحياة وإلهامات الروح، ويقويهما في الضعف، ويعزيهما في الحزن، ويشدِدهما في المحن، ويعضدهما في القيام بواجب الإيلاد والتربية والإعالة".

أضاف: "في سر الزواج يقطع العروسان عهدا مثلثا، مرموزا إليه بالخاتمين. العهد الأول هو عهد الحب بينهما بحيث يلتزم كل واحد شخصيا بإسعاد الآخر مدى العمر، بقوة الحب الإلهي الذي يقدس حبهما بحلول الروح القدس، ويجعله وسيلة لتقديس الذات الزوجية. والعهد الثاني هو عهد الأمانة لله ولكلامه ورسومه، وللدعوة السامية التي يلبيانها في سر الزواج ورسالته. والعهد الثالث هو مع العائلة البشرية، من خلال الالتزام بنقل الحياة البشرية عبر الإنجاب والتربية والإعالة. بهذا الإنجاب يحفظ إرث الوالدين وتراث العائلة، وينمو الجنس البشري، ويعطى الحق لكائنات بشرية جديدة أن تولد وتنعم بخيرات الأرض والسماء. فالحب بحد ذاته خلاق ومعطاء". وختم الراعي: "إننا نصلي اليوم من أجل الأزواج والوالدين، ومن أجل كل عائلة، في زمن صعب عليهم وعليها، اقتصاديا وأخلاقيا وروحيا؛ لكي ينعموا بالاستقرار، ويدركوا حضور الله في حياتهم الزوجية والعائلية لخيرها ومساعدتها. وليرتفع، من كل عائلة دموية وكنسية ووطنية، نشيدُ المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".