المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 كانون الأول/2016

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.december11.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا

أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!"

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

التايوانيون ال 14 آذاريون ومشهدية مواجهة مفترضة مع جبران التويني العائد إلى الحياة!!/الياس بجاني

ضرورة إطلاق سراح الشاب باسيل الأمين/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/12/2016

كلهم دواعش إنما يختبئون وراء ربطات العنق/أبو ارز/فايسبوك

عاقبوا باسل الأمين الذي هزّ عرش سيادتنا وكرامة لبنان/نسرين مرعب/جنوبية

تغريدات فارس سعيد ليوم السبت/اعادة إعمار سوريا بأهمية حسم معركتها العسكرية.. لا إعمار بشروط روسيا وايران.. تابعوا اجتماع باريس اليوم.

فارس سعيد لـ "أخبار اليوم": العامل جاري على مشروع كوندومينيوم ايراني او ايراني – روسي في لبنان وسوريا يكون منطقة للأقليات.

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 10 كانون الاول 2016

إسرائيل توسع نشاطها العسكري حول “حزب الله” على شكل رسائل تحذيرية/نذير رضا/الشرق الأوسط

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حزب الله يصالح عون وفرنجية.. برعاية البطريرك

إسرائيل تلاعب حزب الله بخريطة "مزيفة"/سامي خليفة/المدن

الحريري وريفي: وساطة لم تولد/علي رباح/المدن

العودة إلى سلّة بري: تفاؤل حكومي/منير الربيع/المدن

بعد أبوة عون للبنانيين نصرالله في خطابه الأخير «جدّ الكل»/نسرين مرعب/جنوبية

الدخان الأبيض بدأ بالتصاعد والحكومة ستشكّل قبل الأعياد

إمكانية للإبقاء على الستين

التيار: من أراد "تكبير" حجم المردة فليعطهم من حسابه

رسالة تحذير من مخابرات الأسد لعون

هل "ينتصر" فرنجية و"ينتكس" العهد؟

وزارة الأشغال حُسمت لفرنجية

حسون: الأسد سيزور بعبدا لتهنئة عون

جعجع التقى ريتشارد لعرض التطورات

"منعا لتجرع كأس التمديــــــد مرة ثالثة وإزاء صعوبة إقرار قانون جديد"/شربل يقترح اعتماد "الستين" لمجلس ولايته من عامين يليها انتخاب بـ"النسبية"

مشـاورات عين التينة تُستكـمل باتصـالات مكـوكيـة لانضاج الحلّ الحكـومي

عقـدة "المردة" رهن تواصل برتقالي مع بنشعي والقوات: لترجمة ايجابية نصـرالله

الامن الوقائي على قدم وساق..والمعارضة السورية مستعدة للتفاوض دون شروط؟

مصـادر متـابعة لمشـاورات التــأليف: حقيبة اساسية لـ"المردة" تفتح باب الحلول

قاطيشا: نبارك كلام نصرالله وننتظر الترجمة العملية و"نطالب مَن زجّ بنا في النظارة أن يريح الوزارة قليلا"

بارود: لادخال "النسبية" في ثقافتنا الانتخابية و"قانون الانتخاب مرتبط بتشكيـل الحكومة"

قباني: الحلحلة الحكومية بمبادلــــة الحقائب واستذكر شعار الصلح "كل الوظائف لكل الطوائف"

خطة أمنية تواكب الأعياد جنوبا

جابر يتفقد مشروع بناء السـراي الحكومي في النبطية: لا يمكن ان نتخلص من الفراغ الرئاسي لنعيش الحكومي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

29 قتيلا و166 جريحا في تفجيري إسطنبول.. أردوغان: تركيا ستضمد جراحها بنفسها

داعش يدخل تدمر مجدداً والنظام ينسحب

 سوريا.. مقتل قيادي من داعش بغارة للتحالف في الرقة

طهران تهدد لندن لموقفها من الإرهاب الإيراني في الخليج

الحكومة الكويتية السادسة: 7 وزراء جدد والابقاء على 5 من العائلة الحاكمة

العربي الجديد : عجز دولي أمام الإملاءات الروسية لإفراغ حلب

"واشنطن بوست": روسيا ساعدت في فوز ترامب

تايمز" تركيا تخرق الناتو في عقر داره

هــل سـقوط حــلب يمنع تقســيم ســوريا؟ و"طائف سوري" وبعض "الروتوش" على سايكس بيكو

علاوي: تنامي التطرف في العراق سببه تدخلات إيران السافرة

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

12 كانون الأول.. الوعد يتجدّد مع قَسَم جبران/علي الحسيني/المستقبل

فرنسوا الحاج. «قاهر» الإرهاب.. و«الخطوط الحمراء»/ع.ح/المستقبل

انتم العابرون.. وفيروز الباقية/بول شاوول/المستقبل

«النقاء والانسجام»... كما في سورية كذلك في لبنان/بيسان الشيخ /الحياة

حرب سورية ومأزق الحياد اللبناني/ الياس حرفوش/الحياة

سكوت» مجلس الأمن يسرّع «سقوط» حلب/ثريا شاهين/المستقبل

القوات لا تستطيع أن تفرض وصاية على العهد/كمال ذبيان/الديار

بعد ان سقط سلاح حزب الله من اهتماماتهم لصالح الهم المعيشي مسيحيو لبنان بين القناعة والواقعية ورفض مطلق لـ «الممانعة»/سيمون ابو فاضل/الديار

أرز لبنان: رمز وطني أم رمز ديني "غير محايد"؟/وسام سعادة/موقع رصيف

هل أنقذ بوتين الأسد؟/خالد الدخيل/الحياة

محاولة نظر إلى وجه المنتصر في حلب/حازم الامين/الحياة

الرياض والخليج في مرحلة الخطر/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

المرشد ومقاتلو إيران في سوريا!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

نظام سوري يرفض أن يتعلم../خيرالله خيرالله/العرب

قمة خليجية قبل إعلان التشيع دينا وطنيا للعراق/أسعد البصري/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 نديم الجميل وقع وثائقي بشير على DVD: ليطلع عليه كل من يريد أن يعرف لماذا استشهد الشهداء ولماذا حملنا البندقية

ريفي في إضاءة شجرة ميلاد في طرابلس: هذه رسالة بأن وحدتنا تحمي البلد وتجعلنا نحول لبنان إلى وطن الرسالة

الرياشي: على الفريق الآخر اليوم أن يقدم التنازلات لتشكيل الحكومة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا

إنجيل القدّيس متّى01/من18حتى25/:"أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا. ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم». وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ: هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا. ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ. ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع".

 

أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!"

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس03/من01حتى13/:"يا إِخوَتِي، أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم... إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم، وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل، حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ المَسِيح، هذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء، وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في المَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في المِيرَاثِ والجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل، ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛ لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى المَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى، وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ المَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء، لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ المُتَنَوِّعَة، بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا، الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله. لِذَلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

التايوانيون ال 14 آذاريون ومشهدية مواجهة مفترضة مع جبران التويني العائد إلى الحياة!!

الياس بجاني/10 كانون الأول/16/اضغط هنا لدخول صفحة المقالة على موقعنا

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/10/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84-14-%d8%a2%d8%b0%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%85/

ترى.. لو عاد الشهيد جبران التويني اليوم إلى الحياة والتقي على عجل وفي ساحة الشهداء ربع 14 آذار التايوانيون من مسيحيين ومسلمين وبيده القسم إياه والقلم المغمس بدمه..

ترى في هكذا مشهدية خيالية ومفترضة ماذا سيقول هؤلاء التايوانيون لجبران لتبرير تحالفاتهم الهجينة، ولدفنهم القرارين الدوليين 1559 و1701 ، ومعهما كل ما له صلة بسلاح ودويلة وحروب وجرائم واغتيالات واحتلال حزب الله؟

كيف سيبررون لجبران ما يدعون باطلاً أنه واقعية التي هي عملياً وقوعهم وبرضاهم الكامل وعن سابق تصور وتصميم في غرائزية فجعهم وقصر نظرهم وأنانيتهم وعبادتهم لتراب الأرض؟

ماذا سيقولون له عن جبنهم المدوي والفاضح وعن خيانتهم الموصوفة لدمه وعن جحودهم وقفزهم النرسيسي فوق كل تضحيات شعب ثورة الأرز والشهداء الأبرار؟

كيف سيبررون جريهم المهووس صوب الأبواب الواسعة التي أوصلتهم إلى جهنم ونار دويلة الضاحية اللاهية راكعين وخانعين ومستغفرين نادمين؟

ترى ما سيقولونه له عن غرقهم في معاجن الغنائم وتقاسم الوزارات وبيعهم القضية التي من أجلها تم تفجيره وتفجير كل رفاقه من قادة 14 آذار؟

بالتأكيد الأكيد سيخرس ويصمت هؤلاء التايوانيون الأقزام ويتركون جبران وحده في ساحة الشهداء يندب حالهم البائس والتعيس والمخجل.

بالتأكيد الأكيد وعلى خلفية ما يدعون زوراً أنه واقعية، سيوصم هؤلاء التايوانيون جبران وغيره من شهداء ثورة الأرز باللا واقعية..

ويتلحفون هم بواقعيتهم المسخ التي بررت قتلهم 14 آذار ودفنهم كل انجازات ثورة الأرز وعودتهم إلى المربعات المذهبية، وإلى كل ما هو فساد وافساد.

ربما،سوف يفاخرون أمام جبران بأنهم أوصلوا إلى قصر بعبدا الرئيس القوي، وأن السيادة والاستقلال والحريات أمست في متناول اليد…

ولكنهم وهنا على الأكيد الأكيد وشي مليون مرة أكيد، سوف يترددون وقد يمتنعون عن إخباره عن كيفية وصول هذا القوي إلى قصر بعبدا ومن فرضه عليهم ومقابل ماذا!!

ولإستكمال المشهدية الإفتراضة قد يعقد هؤلاء التايوانيون اجتماعاً طارئاً يتهمون في نهايته جبران بالخيانة والعمالة ويطالبون باعتقاله ومحاكمته!!

ولما لا.. فنحن في ظل هؤلاء الأقزام نعيش زمن بؤس ومحل وتخلي!!

نعم قادة تايوانيون واسخريوتيون.. وملجميون بأكثر من امتياز..

ولكن شعبنا بأكثريته، ورغم هيمنة وسطوة وفجور هؤلاء المارقين هو باق على القضية وملتزم بقسم جبران وبقدسية وتضحيات دماء الشهداء.

الرحمة لروح الشهيد جبران ولأرواح كل الشهداء الأبرار.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

ضرورة إطلاق سراح الشاب باسيل الأمين

الياس بجاني/09 كانون الأول/16/اضغط هنا لدخول صفحة المقالة على موقعنا

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/09/49785/

بداية إن ما كتبه الشاب باسيل الأمين على صفحته على الفايسبوك وأدى بالتالي إلى استجوابه وتوقيفه من قبل السلطات العسكرية والقضائية في لبنان هو أمر مرفوض وغير قانوني 100% لأنه وحتى الآن لا توجد لا في لبنان ولا في غيره من البلدان أية قوانين رسمية تشرع هكذا سيناريو للتوقيف أو بالأحرى قادرة على مراقبة وضبط كل ما يكتب على وسائل التواصل الاجتماعي كافة.

إن ما كتبه باسل هو رأيه الخاص لا فرق أو أهمية إن كنا نؤيده أو لا نؤيده في المحتوى والطريقة والتوقيت.

هو عبر عما يجول في خاطره ولم يُجبر أحداً على الدخول إلى صفحته للإطلاع على ما دونه عليها.

قانونياً، من الضرورة بمكان إدراك حقيقة مهمة فيما يخص الفايسبوك..

فالصفحة الشخصية على هذه الوسيلة التواصلية الاجتماعية هي مساحة شخصية غير مفروضة بأي شكل من الأشكال من صاحبها على أحد ..كما أن الخيار في الدخول إليها هو لصاحبها أولاً، وثانياً لمن يريد أن ينضم إليها كصديق لصاحبها.

شخصياً لا نؤيد ما كتبه باسل لا من قريب ولا من بعيد، ولكننا في نفس الوقت لا يحق لا لنا ولا يحق لغيرنا محاسبته ومحاكمته وسجنه لأنه وكما قلنا في أعلى هو لم يفرض علينا قراءة ما كتبه..

من دخل صفحة باسل دخلها بخياره ونقطة على السطر.

إن القضاء اللبناني خالف القوانين حين استجوبه، ومن ثم اعتقله وبالتالي من الضرورة بمكان إطلاق سراحه فوراً.

نسأل هل ما كتبه باسل لم يجاهر بأسوأ منه بمئات المرات رؤساء وأصحاب شركات أحزاب ونواب وسياسيين وناشطين لبنانيين عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من تويتر وفايسبوك وانستغرام وغيرها؟

ونسأل هل كان بإمكان القضاء اللبناني اتخاذ نفس الإجراءات البوليسية والقمعية واللا قانونية ضد باسيل لو كان مقيماً خارج لبنان كما هو حالنا وحال الملايين من أهلنا المنتشرين في كل دول العالم؟

والجواب بالطبع لا”..!! يعني جحا ما بيقدر غير ع خالتو”

مما لا شك فيه أن باسل الأمين المسكين هذا هو غير محسوب على أي دويلة من دويلات لبنان المذهبية والمافياوية، ولا هو غنمي وهوبرجي وزقيف تابع لأي صاحب شركة من شركات الأحزاب التجارية والعائلية والأصولية، ولذلك ترك يواجه مصيره بمفرده.

نسأل، إلا يُطلق في لبنان كل يوم وبفجور ووقاحة وموت ضمير سراح العشرات من المجرمين والمهربين والقتلة والمافياويين ويبرأون من ذنوبهم وكل اجرامهم لأنهم “مسنودين وعندون ضهر وواسطة”؟؟

باختصار شديد، يُشتم من الإجراءات التي اتخذت ضد باسل أن لبنان في عهد “بي الكل” قد يكون قادماً على جو من القهر والتشفي والدكتاتورية.. وهذا ما لا يجب القبول به تحت أي حجة أو مبرر.

نقول لمن يتاجرون بالأرزة وبالسيادة وبالاستقلال، وهم كفرة واسخريوتيون ومرتزقة وقمة في الفساد والإفساد ..

نقول..استحوا على حالكم وعودوا إلى أحجامكم القزمية،

وما تتمرجلوا على شاب في مقتبل عمره من مثل باسل مهما كان ما كتبه محقراً أو مهيناً..

فكما تعلمون جيداً انتم فطاحل وأرباب كل ما يمت بصلة للإهانة والتحقير والأبلسة والنفاق والسرقات والفساد والإساد. .

كفى كفراً وجحوداً وتجبراً وافتراءً.

وتذكروا المثل القائل: “لو دامت لغيركم ما كانت وصلت لكم”

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/12/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في اليوم العالمي لحقوق الانسان، سؤال يتكرر كل عام: هل الإنسان ينال حقوقه في أمنه وتنقله ومأكله ومشربه وتعليمه وطبابته ومسكنه؟.

الجواب يختلف بين بلد وآخر، ففي بعض البلدان للانسان قيمة وحرية أيضا، لكن في بلدان أخرى، يراوح تقييم الانسان بين التشرد والجوع والمرض والحروب، وبين محاصرته فكريا وجسديا.

اليوم العالمي لحقوق الانسان، عنوان كبير تحتفل به الأمم المتحدة في العاشر من كانون الأول من كل عام، وهو اليوم الذي شهد عام 1948 ولادة الاعلان العالمي لحقوق الانسان، هذا الاعلان الذي تحترمه دول وتعمل به كليا أو جزئيا، فيما لا تلتزم دول أخرى بالحد الأدنى من حقوق الانسان التي تبناها الاعلان.

والسؤال: في لبنان هل هناك احترام لحقوق الانسان؟.

بالحد الأدنى نعم، في ظل القوانين والأنظمة التي تعمل بها الدولة اللبنانية. لكن ترجمة احترام حقوق الانسان تظل ناقصة وبحاجة للمتابعة والتدقيق.

كثير من المساجين يحتاجون إلى آلية جديدة لإدارة حياتهم، وكثير من المرضى يحتاجون إلى سياسة طبابة واستشفاء جديدة، فكم من مريض يموت على باب مستشفى، لغياب المال والضمان، ولجشع بعض المستشفيات والأطباء؟. وكم من جائع يصرخ ولا يجد من يعينه من الناس؟. وكم من شاب عاطل عن العمل؟. وكم من طالب لا يستطيع الالتحاق بجامعة، فيما الجامعة الوطنية لا تستوعب الجميع، أو تمارس في بعض كلياتها الواسطة في الدخول؟. وكم من طفل لم يلقح ضد الأمراض والأوبئة؟. وكم وكم وكم من بشر في لبنان كالنازحين واللاجئين، لا يجدون رعاية تحتاج إلى أموال، ويتحمل لبنان الأعباء، فيما الدول الكبرى تمنع انتقال هؤلاء إليها، وهم عاجزون عن العودة إلى ديارهم؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الايجابية عنوان التأليف الحكومي، لكن استيلاد التشكيلة يحتاج إلى "روتوش" يجريه الرئيس المكلف سعد الحريري في اتصالات مفتوحة ولقاءات ستقوده إلى القصر الجمهوري في الساعات المقبلة. تكتم سياسي حول التفاصيل، على قاعدة "ما تقول فول ليصير بالمكيول". لكن القوى السياسية تظهر الجدية وتدفع باتجاه الاعلان عن الحكومة قبل فترة الأعياد.

التركيز الأساسي سينصب على الانتخابات النيابية، وخصوصا ان المهل الدستورية ضاغطة، ما يعني ان التأخير يدخل البلد في أزمة التعطيل والتأجيل، فيما المطلوب انجاز الاستحقاقات في ظل تطورات اقليمية متسارعة.

الارهابيون في حلب يلفظون أنفاسهم الأخيرة في مساحة ضيقة. الجيش السوري أوقف عملياته في الشهباء، وجمد تقدم وحداته العسكرية لاخراج المدنيين مما تبقى من شرق المدينة. لكن الارهابيين في "جبهة النصرة"، واخواتها استنجدوا ب"داعش" الذي تحرك فورا نحو تدمر لاشغال الجيش السوري وحلفائه.

وعلى الخط، كانت العواصم الداعمة للمسلحين تحاول لملمة ما بعد حلب، كما ظهر في لقاء باريس تحت العنوان الانساني. لكن في جوهر البيان الباريسي خضوعا للمعارضة السورية للعودة إلى المفاوضات من دون شروط مسبقة، فهل تقبل دمشق وحلفاؤها خصوصا ان العواصم نفسها والمسلحين ذاتهم رفضوا كل التفاوض سابقا من دون شروط ورفعوا السقوف عالية، فجاءت تطورات الميدان الحلبي تفرض عليهم واقعا ميدانيا وسياسيا مختلفا؟.

وفي حال أقفلت سوريا "الباب"، ينتهي دور المسلحين في حلب وشمالها وصولا إلى ادلب. تركيا التي تريد ل"الباب" ان يبقى مفتوحا، بدت مشغولة بالتعديل الدستوري الهادف إلى ارساء النظام الرئاسي فيها. البرلمان تلقى المقترح للنقاش، في ظل امتلاك الحزب الحاكم وحلفائه المؤيدين للتعديل، الاكثرية المطلوبة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

المنطقة دخلت مرحلة جديدة، وهناك مشاريع على حافة الهاوية والهزيمة. هذا ما أكده الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، العارف بانجازات الميدان والقارئ من حلب جديد العنوان.

عنوان سيخلط أوراق المنطقة بسواعد الجيش السوري والحلفاء، وأمام استمرار تقدمهم في حلب وخنقهم للارهاب، سارت المحادثات الأميركية مع روسيا بعنوان السماح للارهابيين بالخروج من المدينة، وهي المدينة التي بدأت الحياة والدولة بالعودة إلى أحيائها وشوارعها، لحضن أهلها وكفكفة ما أمكن من أوجاعها.

أما في لبنان، فعلى الجميع الاسراع ما أمكن لترتيب أمورهم وعدم انتظار المتغيرات الاقليمية، كما أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.…وعليه فإن اطلالة الأمس فعلت الايجابية ودفعت المسارات السياسية، مصحوبة مع اللقاءات والمشاورات الأخيرة، من بيت الوسط الى عين التينة، حتى استوت التقديرات إلى امكانية تحقيق اختراقات، تمهد لانتاج حكومة وطنية بحلول الأسبوع المقبل. ليحال الجميع بعدها نحو الهدف الرئيس أي قانون الانتخاب، الذي على أساسه سترسم نجاة البلاد. قانون يعني النسبية الكاملة على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، أو دوائر موسعة، كما أكد السيد نصرالله، وهو قانون فيه المساواة ويعطي الجميع شعور التمثيل بما يشبه لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ما تم ضخه أمس من مواقف لطيفة، إن على لسان السيد حسن نصرالله، أو على لسان الرئيس سعد الحريري بعد لقائه المسائي والرئيس نبيه بري في عين التينة، يمكن وصفه بالغموض البناء أو بالقصة الخيالية التي ترويها والدة لطفلها الجائع كي ينتصر على جوعه بالأمل.

ما تم النطق به من أمثولات بالوطنية والوفاق والعمل لحل العقد التي حالت حتى الساعة دون تشكيل الحكومة، يحتاج سريعا وباجماع الكل، إلى صرف و"تقريش" قبل ان يذهب أدراج الرياح.

الوعي الجماعي لضرورة سرقة اللحظة الايجابية، سيترجم شكلا بتواصل قريب بين "التيار الوطني" و"المردة"، ومضمونا بمعلومات للـ mtv عن استعداد الرئيس عون التخلي ل"المردة" عن حقيبة التريبة.

وعلمت الـ mtvان رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، سيتوجه الاثنين المقبل برفقة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى القصر الجمهوري للقاء الرئيس عون. وكانت "القوات" والرئيس بري أبديا مرونة عالية في شان حقيبتي الصحة والأشغال، الأمر الذي قد يسرع ولادة الحكومة.

من خارج السياق، يمكن اغفال اعتراف السيد حسن نصرالله ب"القوات" كقوة وازنة، فهي كذلك، لكن الأهم كان باعترافه بمتانة الجسر الذي بني بينها و"التيار الحر".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

فيما يشهد العالم المراحل الأخيرة من معركة حلب، على ما أعلن اليوم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا، باتت أنظار المراقبين واللاعبين وسائر المعنيين، مركزة على ما يمكن ان يلي، أكثر منه على مجريات العمليات الميدانية التي بات اتجاهها محسوما، في وقت صارت المواقف الدولية مقتصرة على الاعراب عن القلق على مصير المدنيين الذين نشرت اليوم صور جوية لمغادرة الالاف منهم الأحياء الشرقية من المدينة التي يلفظ الارهاب فيها أنفاسه الأخيرة.

أما في لبنان، وفي موازاة انقشاع الرؤيا الميدانية في حلب، ومن دون ان يكون الشأنان مرتبطين، يبدو ان الجو الحكومي بات قليل الغيوم على ما يستنتج من مواقف مختلف الأفرقاء، من دون ان يكون الصحو محسوما، تماما كالمواعيد، حيث ان المفاجآت كالمعتاد تبقى واردة في أي لحظة. فبعدما حدد "التيار الوطني الحر" موقفه من مختلف ما يطرح، من الشان الحكومي إلى قانون الانتخاب وما بينهما من علاقات سياسية، فصل كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حصن نصرالله أمس بين مرحلتين: أولى عنوانها الشائعات، وثانية محورها الوقائع والثوابت، التي يفترض بكل متعاط للشأن العام في لبنان ان يتعامل معها بايجابية، تبدو سيدة الساحة السياسية في المرحلة الراهنة.

غير ان الانقشاع السياسي على مستوى الحكومة، يقابله سوء رؤية صحية على المستوى البيئي، كما في ملف النفايات، كذلك في كل ما يمت إلى التلوث بصلة، تماما كما الجريمة المتمادية في شكا التي يدفع ثمنها يوميا أبناء كفرحزير والمحيط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بالاذن من العناوين الليلة، فاليوم العالمي لحقوق الانسان يختصر كل عنوان، ولكن غدرتنا السياسة وتقدم الملف الحكومي في الساعات الأخيرة.

اللوحة الحكومية تملأ فراغاتها تباعا، والرئيس المكلف سعد الحريري يكاد يسقط آخر حبات البازل الحكومي لتكتمل الصورة وتعلن الولادة. لقاء عين التينة بالأمس ساهم في حلحلة العقد، فكيف سيعاد توزيع الوزارات تسهيلا للاعلان؟. وعلى من سترسو حقائب الأشغال، العمل، التربية والصحة؟.

غدا لناظره قريب، والساعات الآتية قد تكشف الصورة التي لا بد ان تحافظ بأقل الخسائر الممكنة على كرامة الجميع. كل شيء مرتبط إذا بالكرامة الواجب احترامها لدى كل البشر، وكل شيء مرتبط بالحقوق المتساوية لكل البشر.

في اليوم العالمي لحقوق الانسان، يبدو الحق باطلا والحرية التي تولد معنا تخنق في مهدها. فالتفرقة بين البشر قائمة، والتمييز بسبب الدين والسياسة حاصل، والحق في الحياة والتعليم يتلاشى، أما التعرض للتعذيب والمعاملة الوحشية فحدث ولا حرج.

بعيدون نحن عن حقوق الانسان، ومتفوقون نحن في إطلاق الشعارات الرنانة، بينما المطلوب تحرير المرء من التبعية عبر القضاء على القوانين البالية ووضع قوانين تصون كرامة المرء أولا وأخيرا، بدءا من القوانين المجحفة بحق مكتومي القيد والعاملات الأجنبيات والمرأة، وصولا إلى أصحاب الاحتياجات الخاصة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

ماذا لو نجح الانتحاريان بتنفيذ مهمتهما، ولم توقفهما شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي؟. ماذا لو أكمل المفسدون مخططهم الإجرامي في استهداف مراكز أمنية وعسكرية ومدنية؟. حينها سيكون لتوقيف بعض المتورطين الكثير من الاهتمام.

لكن بصمت تكمل شعبة المعلومات، وتستمر في عملها الاستباقي في القبض على الإرهابيين قبل ارتكابهم الجرائم، وجديدها توقيف شبكة كانت تعد لحمامات دم في لبنان. والاعترافات سيدة الأدلة.

تعلن المعلومات عن صيدها الثمين في ذكرى اغتيال اللواء فرنسواالحاج، وقبل يومين من ذكرى اغتيال جبران تويني، وفي ذكرى تكالب الأمم على اغتيال الشعب السوري في تصفية طائفية، بحسب وزير الخارجية الفرنسي، فيما اعتبر وزير خارجية أميركا أن القصف العشوائي الذي تنفذه قوات الأسد يرقى إلى جرائم الحرب.

فهل يكفي التسابق على وصف الجريمة، أم أنه آن أوان التحرك الجدي، العسكري والسياسي، لوقف أكبر مجزرة في تاريخ البشر الحديث؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على مؤشر الساعات القليلة الماضية، فإن منسوب التفاؤل المرتفع على ضفة إعلان التشكيلة الحكومية، كاد يحدث "تسونامي" على الساحة السياسية، لكن ما بين سطور اللقاءات وأجوائها المغالية في التفاؤل، سكنت شياطين العقد في حقيبة أو في حقيبتين، بحسب كلام السيد حسن نصرالله في خطاب الأمس.

الخطاب الذي جاء لرد ضيم الاتهام بالتعطيل عن "حزب الله"، بارك الحلف الثنائي المسيحي، فانشرح صدر معراب، و"بعدوان سلمي" ردت على الانفتاح بضرورة التلاقي. ومن يدري قد تكون "القوات" بدأت برسم الخريطة لبناء جسر جوي يربط معراب بحارة حريك.

في رسم تشبيهي لصورة التفاوض على التشكيلة الحكومية، فإن "حزب الله" أوكل أمره إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتيار "المردة" فوض إلى الرئيس المكلف سعد الحريري رد ذات البين عنه، وانتزاع حق مكتسب في حقيبة أساسية. وبالنسبة إلى "القوات اللبنانية" فعلى سيد قصر بعبدا الاتكال.

من رحم الأزمة الحكومية ولد حلف رباعي جديد، وضع حل الأزمة بيد الوكيل لا بيد الأصيل. وأمام هذه المشهدية، فإن حساب التفاؤل المرتفع لا يتلاءم وحساب بيدر التأليف، والأجواء لا تعدو كونها جرعة مسكن تبث في عروق التأليف المجمدة، وإلا فما المانع من حسم الموقف وإعلان التشكيلة الحكومية، أو تسمية المعطلين بأسمائهم، وكأبعد تقدير إسقاط كل فريق أسماء مستوزريه على الحقائب.

الكل يقول "إربت تنحل إذا مش قبل العيد بين العيدين"، على قاعدة "إذا مش الاثنين الخميس". والوعود لا تعدو كونها جعجعة بلا طحين، في وقت تعيش البلاد حالة جمود وترقب للخروج من عنق الزجاجة بحل ينعش الوضع الاقتصادي ويعيد ثقة العرب والمغتربين ولو بوزارة الأشهر الستة، ما دام ليس هناك من أمل في إصلاح ولا تغيير في ظل تأجيل إقرار قانون للانتخابات معطوف على تمديد ثالث قلوبهم معه وسيوفهم عليه.

 

كلهم دواعش إنما يختبئون وراء ربطات العنق.

أبو ارز/فايسبوك/10 كانون الأول/16

بعد أن اتفقا على اغتيال حلب ، يجتمع اليوم الثنائي كيري - لافروف للاتفاق على مراسم الدفن.

لم نتوقع يوما ان هذا العالم الرديء يحتوي على هذا الكم الهائل من النفاق و التوحش و الاستخفاف بأرواح الناس و مصير الشعوب المستضعفة.

كلهم دواعش إنما يختبئون وراء ربطات العنق.

لبيك لبنان.

 

عاقبوا باسل الأمين الذي هزّ عرش سيادتنا وكرامة لبنان

نسرين مرعب/جنوبية/ 10 ديسمبر، 2016/باسل الأمين هو عقدة وطن "أفلاطون"، أسقطوا عليه أشد العقوبات. كيف تجرؤون أن تدافعوا عن باسل الأمين، وهو الذي تعدّى على الوطن والأرز والجمهورية. خطيئة باسل لا غفران لها، فهو لم يغرقكم في النفايات، وفي ملفات الفساد، وفي الطائفية والمحاصصة، هو لم يسرقكم ولم يهجر أبناءكم، ولم يحول جمهوريتكم إلى جمهورية الموز والميلشيات والسرايا. خطيئة الأمين، أنّه لم يغرقكم في الدم السوري، وفي استعراضات الميليشيا من القصير للجاهلية، لم يحارب طائفياً ومذهبياً في دمشق وصنعاء والموصل، لم يبايع دولة خارجية.

باسل، المسجون منذ 4 ايام بسبب ستاتس، والذي تكالب عليه المدعين، والذي أفرغت الmtv شاشتها يومين لتتهمه بالحقارة ولتكرر ادبيات الصرامي. من بعد عبد المنعم يوسف والاتصالات، ضحية جديدة وجدها الاعلام وهو طالب الصحافة الذي بات مجرماً، عميلا، خائنا، هو ومن يدافع عنه ولا بد من سحب جنسيتهم، ومن زجهم في الزنرانات، واسقاط أشد العقوبات به وبكل من يشد على حقه وكرامته وحريته. هذا الإعلام، وهؤلاء الوطنيين، الذين لم تهتز أرزتهم للنفايات، للتمديد ومصادرة السيادة. شعب لبنان العظيم، لم يمس “عظمته” الا ستاتوس على صفحة خاصة لطالب لايراها الا اصدقاؤه باسل والمتضامنين معه، هم الخطر على كرامة جمهوريتنا، وعلى هويتنا. شعب لبنان العظيم، اقتصادنا عظيم، بيئتنا عظيمة، كرامتنا عظيمة … فكيف تجرأ باسل؟ أحد الصحف اعتبرت الدفاع عن الطالب باسل “دعارة”… لو كان جبران تويني حياً، وعشية ذكراه لقال لكم “لبنان العظيم اسير الدويلات والمافيات والسرايات والميليشيات وباسل ليس اكثر من طالب يصرخ من الألم”.

 

تغريدات فارس سعيد ليوم السبت/اعادة إعمار سوريا بأهمية حسم معركتها العسكرية.. لا إعمار بشروط روسيا وايران.. تابعوا اجتماع باريس اليوم.

تويتر/10 كانون الأول/16     

*الذي قتل جبران هو الذي قتل قبله و بعده النظام السوري او حزب الله او الاثنين معا و لوًكنت مكان مؤسسة جبران لا اطرح حتى السؤال.

*رفاقي في ١٤ اذار القديم مرتاحون الى خيارات العماد عون الضامنة لتوجهاتهم حزب الله يقول"عون الضامن" حيرتونا! أين عون؟

*قرأت مداخلة للصديق ميشال كيلو دفاعا عن الانسان السوري انما يد واحدة لا تصفق أين سوريا المنتشرة؟ ملأنا الارض ضجيجا عندما واجهنا جيش الاسد!

*اعادة إعمار سوريا بأهمية حسم معركتها العسكرية.. لا إعمار بشروط روسيا وايران.. تابعوا اجتماع باريس اليوم.

*كيف ستتعامل المصارف اللبنانية مع اعادة إعمار سوريا وهي في منزلة بين توجيهات حزب الله والسلطة اللبنانية من جهة وقانون معاقبة حزب الله؟.

*اتوجه الى أصدقائي السوريين المنتشرين في العالم منذ عقود برسالة عتب وتعجب من صمتهم وغيابهم عن المنابر والعواصم العالمية دفاعا عن الانسان.

*اذا كان صحيحا ان روسيا وايران حسمتا معركة سوريا العسكرية من هي الجهة التي ستفرض شروطه  من اجل تمويل اعادة الإعمار؟ إعمار بوجود الاسد؟.

*إعمار سوريا يتطلب مال وهو غير متوفر لدى روسيا وايران.. هل المجتمع الدولي سينفق مالا في غياب حل سياسي يرتكز على تطبيق ال254؟.

*هل القوى الإقليمية التي شاركت في تدمير سوريا ستشارك في اعادة إعمارها وتحديد الاستثمارات فيها؟ هل دور للمصارف اللبنانية في الإعمار؟.

*تشكل القمة البريطانية الخليجية محطة مهمة في مرحلة محاولة عزل العالم العربي وجعله "ضاحية" سياسية لقوى اقليميةً غير عربية.

*لا تزال اجزاء من حلب صامدة رغم استخدام الطيران الروسي وقتال ايراني على الارض.. حمى كل إنسان يدافع عن ارضه وعرضه.

 

فارس سعيد لـ "أخبار اليوم": العامل جاري على مشروع كوندومينيوم ايراني او ايراني – روسي في لبنان وسوريا يكون منطقة للأقليات.

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/10/%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D9%83%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%85/

أعلن مواجهته لجعل لبنان ملجأ للأقليات تحت كوندومينيوم ايراني

كل الطبقة السياسية بوزن ونصرالله بوزن

المنتصر في لبنان هــو حزب الله وفي المنطقة هو المحور الايراني

عون انتخب لأنــه ماروني قادر علـــى استيعاب تحالـــــف الأقليات

أخبار اليوم/09 كانون الأول/16

 (أ.ي) – أوضح منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد ان كل الطبقة السياسية بوزن و"حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله بوزن آخر. بدليل أن الصحافة اللبنانية لا تتحرّر عن أي خبر دسم بانتظار إطلالة نصرالله الذي سيوجه البوصلة السياسية وسيكون بين يديه زفّ الأخبار السارة الى اللبنانيين إذا أراد، وإذا تحققت الشروط التي هو وحزبه يفرضانها على لبنان.

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، قال سعيد: يتبيّن يوماً بعد يوم أن أسطورة الرئيس القوي قد سقطت واستحقّ أن "الحزب" هو أقوى من الجميع. وأسقطت ايضاً أسطورة اندفاعة "الحزب" في بداية العهد ستعطي مجالاً لتأليف حكومة على قاعدة إعطاء الثقة للبنانيين.

وأضاف: كما أن كل القوى السياسية التي إدّعت أنها جزء من هذا الإنتصار المتمثّل بملء الفراغ في بعبدا يتبيّن يوماً بعد يوم ان المنتصر في لبنان هو "حزب الله"، والمنتصر في المنطقة وخاصة بعد معركة حلب هو المحور الايراني.

تابع: وبعد زيارة مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون ثم الرئيس السوري بشار الأسد نعود لنسمع نغمة لبنان وسوريا معاً وكأن هناك مَن يريد دمج سوريا المفيدة بلبنان المفيد.

وسوريا المفيدة يترأسها الأسد ولبنان المفيد يترأسه عون، وبالتالي يكون البلدان ملجآن للأقليات في المنطقة تحت كوندومينيوم ايراني واضح.

ورأى سعيد أن هذا هو المنحى الذي تذهب إليه الأمور. وطبعاً هناك مَن يتكيّف مع هذا الوضع تحت عنوان "الواقعية السياسية".

ورداً على سؤال، قال سعيد: أنا مواطن لبناني صاحب خبرة سياسية ومن قيادات الرأي السياسي في لبنان، سأكون في مواجهة هذا المشروع مع كل الشرفاء.

وفي سياقٍ متصل، لفت سعيد الى أن الكلام المتعلق بالحقائب والوفاء وردّ الجميل وترتيب الأوضاع لا مكان له في الحياة السياسية، موضحاً أن عون لم يُنتخب وفاءً لعطاءاته لـ "حزب الله"، بل انتخب لأنه ماروني قادر على استيعاب موضوع تحالف الأقليات في مواجهة الغالبية السنّية، كما أنه على قناعة تامة بهذا التحالف، بدليل أنه قبل الثورة في سوريا كان عون قد وضع مار مارون في تصرّف النظام السوري. كما وضع نفسه في هذا التصرّف.

وفي هذا الإطار، اشار سعيد الى أن زيارة حسّون حصرياً الى البطريركية المارونية والقصر الجمهوري من أجل تأكيد هذا التحالف.

كما أتت معركة حلب وكلام الأسد وعودة نغمة "الحلّ في سوريا يتزامن مع الحلّ في لبنان ورئيس في سوريا مع الرئيس في لبنان" وكأن هناك تحضيراً نفسياً للتوصّل الى خطوة حقيقية من أجل ضمّ لبنان المفيد الى سوريا المفيدة.

بمعنى أن يكون لايران منطقة جغرافية متقدّمة على البحر المتوسط تحت كوندومينيوم ايراني او ايراني – روسي وأن تكون هذه المنطقة ملجأ للأقليات الموجودة.

وختم سعيد: هذا ما يتناقض مع مشروع البطريرك الحويك في العام 1920 عندمان رفضنا كموارنة أن يكون لبنان ملجأ للأقليات في المنطقة.

http://www.akhbaralyawm.com/article-238451/2016/12/9/%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D9%80-%22%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85%22:-%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%88%D8%B2%D9%86-%D9%88%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A8%D9%88%D8%B2%D9%86

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 10 كانون الاول 2016

النهار

أبلغ رئيس الجمهورية وزراء أنه لن يوقع على أي استثناء لسفر الوزراء الى الخارج وأنه سيترك قرار التسوية الى مجلس الوزراء المقبل.

لم ترشح معلومات عن محاولة البطريرك الماروني رأب الصدع بين الرئيس عون والنائب فرنجية وتقريب وجهات النظر.

يتهافت لاجئون سوريون وعراقيون الى طلب تأشيرات هجرة وخصوصاً الى ألمانيا هرباً من جحيم الغلاء وعدم مراعاة حقوقهم في لبنان.

طُلب الى زوار قصر بعبدا عدم التقاط أي صورة لشجرة الميلاد المحترقة.

السفير

تردّد أن مرجعاً رئاسياً قرّر تمضية عطلتي الميلاد ورأس السنة خارج لبنان، الأمر الذي تمّ تفسيره لمصلحة ولادة الحكومة قبل الأعياد.

اعتذر أحد الوجوه القيادية في تيار سياسي بارز عن تقديم حفل توقيع أحد الكتب في معرض الكتاب "لأسباب بروتوكولية متصلة بمنصبه السياسي الجديد"!

اعتبر مرجع روحي مسيحي أمام زواره أن وجوه "اللقاء الأرثوذكسي" تستحقّ أكثر من غيرها تمثيل طائفة الروم الأرثوذكس في المواقع الحكومية.

المستقبل

يقال

إن كتلاً نيابية بدأت تسوّق أفكاراً بعيداً عن الأضواء الإعلامية حول مشاريع قوانين للانتخابات النيابية على قاعدة فصل مسار قانون الانتخاب عن مسار تشكيل الحكومة.

اللواء

أعاد مرجع رسمي تكوين فريق عمله إلى حيث هو الآن، حرصاً على الفصل بين المواقع والمهام.

تحرص سفيرة دولة كبرى على تكوين ملف عن الانتخابات النيابية بصورة مباشرة عبر المسؤولين عنها.

يُصرّ رئيس حزب مسيحي على أن يعقد اللقاء مع حليف سابق بعد تشكيل الحكومة!

الجمهورية

تمنّى حلفاء زعيم شاب عليه أن ينفتح على مرجع كبير، فكان جوابه: "مفتاح القفل عنده وليس عندي".

أبدى سفير دولة أوروبية ذات تأثير عالمي انزعاجاً من الخلاف على المقاعد الوزارية، وخصوصاً عند المسيحيين، وتمنّى أن يترجَم الوفاق المسيحي تضامناً كاملاً غير منقوص.

نُقل عن سياسيّ بارز قوله: "أسمع كلاماً حلواً عن مسار التأليف، لكنّني نتيجة التجربة خائف من أن نكون غارقين في حفلة كذِب بكذب".

البناء

عاني عدد من المرشحين المستقلين للانتخابات النيابية، وخصوصاً ما يسمّى "مسيحيّي 14 آذار"، من عدم الوضوح في الرؤية، ذلك أنهم كانوا في السابق يفضّلون قانون "الستين" حين كانوا يستقلون البوسطات التي تضمن لهم الوصول إلى الندوة البرلمانية، لكنهم اليوم يتوجّسون مما يُحكى عن إقفال أبواب البوسطات وعدم اتساعها لهم بعد اتفاق معراب...!

 

إسرائيل توسع نشاطها العسكري حول “حزب الله” على شكل رسائل تحذيرية

نذير رضا/الشرق الأوسط/10 كانون الأول/16

ضاعفت إسرائيل نشاطها العسكري والتحذيري على الجبهة السورية والجبهة اللبنانية المرتبطة بها، خلال الأيام القليلة الماضية. إذ وزعت رسائل متعددة الاتجاهات بدأت من تنفيذ ضربتين داخل الأراضي السورية خلال أسبوع واحد، تلاها تسريب خريطة لـ”بنك أهداف” تابعة لـ”حزب الله” في جنوب لبنان، قبل أن يوضح الجانب الإسرائيلي طبيعتها، بموازاة تسريب معلومات عن أن الحزب وإيران تعهدا لروسيا بعدم الرد على الغارات الإسرائيلية التي تطال أهدافا للجانبين داخل سوريا، وهو ما نفاه الحزب في بيان رسمي.

تزامنت المعلومات الإسرائيلية المسربة عن تعهد الحزب لروسيا، مع الكشف عن تنسيق القوات الروسية والقوى الحليفة للنظام السوري، وبينها الحزب، في غرفة عمليات مشتركة في معارك حلب، حيث يخوض النظام وحلفاؤه، مدعومًا بغطاء جوي روسي، عمليات عسكرية ضد معارضيه.

ولم تتضح خلفيات الرسائل الإسرائيلية المرتبطة بالحزب في سوريا، لكن مصادر معنيّة بالملف في العاصمة اللبنانية بيروت وضعت كل الاحتمالات في إطار “التأويل”، جازمة في الوقت نفسه، عبر تصريحات لصحيفة ”الشرق الأوسط” أن إسرائيل عادة “لا يمكن أن تنفذ ضربتين في أسبوع واحد مجانًا، وقد تكون مرتبطة بمعلومات أو تحركات عسكرية أو أمنية، لم يكشف عنها أحد حتى الآن”. وتابعت المصادر بأن الترجيحات “تبدأ من احتمال أن يكون التدخل الإسرائيلي على مستويات متعددة، مرتبطًا بالاستعراض العسكري للحزب في مدينة القصير قبل أسبوعين. وعليه أرسلت إسرائيل إشارة إلى أنها قادرة على الرد”، وطرحت في الوقت نفسه احتمالاً آخر مرتبطًا “بما حكي عن أن طائرات إيرانية أنزلت معدات عسكرية مجهولة في مطار دمشق، ما يعني أن هناك مؤشرات على أنشطة جديدة مرتبطة بالصراع مع إسرائيل”.

وحسب المصادر “عادة ما تكون لإسرائيل أهداف فعلية، أو رسائل تودّ إرسالها، لكن الرسالة الآن غير واضحة إلا إذا حصل تطور ما لم يُكشف عنه”. وذكّرت بأن إسرائيل في العادة “تحمل الحكومات المركزية مسؤولية أي نشاط عسكري ينطلق منها ليستهدف إسرائيل، وبالتالي، قد تكون الرسائل الإسرائيلية الآن إشارات للنظام، حول أي نشاط محتمل لـ(حزب الله) أو الإيرانيين على جبهة الجولان”. غير أن مطلعين قريبين من أجواء الحزب، ربطوا الانخراط الإسرائيلي على نحو واسع خلال الفترة الأخيرة، بما حدث في الفترة الأخيرة على جبهة حلب.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي أمس بأن “الخريطة السرية” التي نشرها هذا الأسبوع واتهم فيها “حزب الله” بنشر الأسلحة، كانت عبارة عن “توضيح” فقط. وذكر الجيش أن الخريطة، التي قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه جرى تعميمها على الدبلوماسيين الأجانب كدليل على نوايا “حزب الله”، لا تستند إلى معلومات استخباراتية جديدة. وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية عما إذا كانت الخريطة مبنية على معلومات محددة، أكد الجيش أنها مجرد “توضيح للإساءات المتعمدة التي يقوم بها (حزب الله) ضد المدنيين في لبنان”.

وكان الجيش أصدر الخريطة الثلاثاء الماضي، ويظهر فيها مواقع قاذفات صواريخ مزعومة لـ”حزب الله”، ومواقع للمشاة بالإضافة إلى الأنفاق في الكثير من قرى جنوب لبنان. وقال الجيش في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع “تويتر”، إن “حزب الله” “يختبئ وراء المدنيين في لبنان”، مضيفا أن هذه “جريمة حرب”. وفي الوقت نفسه، كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية أن “روسيا تلقت تعهدات من (حزب الله) وإيران بعدم الرد على الغارات الإسرائيلية التي تطال أهدافا للجانبين داخل سوريا”، قبل أن ينفي الحزب، ويقول إن “ما ورد هو غير صحيح ومختلق بشكل كامل”. غير أن طبيعة العلاقة بين الحزب المدعوم من إيران وروسيا ترسم شكوكًا حول تحول موسكو إلى “صندوق بريد” لصالح الحزب لدى الإسرائيليين، مع أن الطرفين، وبحسب المعلومات التي لا ينفيها أي من المطلعين، “تربطهما علاقات ميدانية مشتركة ضمن غرفة عمليات ميدانية مشتركة في حلب”.

ويقول المتخصص بشؤون الأمن القومي الروسي محمد سيف الدين لـ”الشرق الأوسط” إن العلاقة بين الحزب وروسيا “ليست مباشرة، كما هي الحال في علاقة النظام السوري بموسكو، كونها محصورة بالجانب الميداني، مع تفهم متبادل للمواقف الخاصة لكل من الطرفين من إسرائيل”. ويشير إلى أن هذا التفهم المتبادل “حال دون اصطدامهما رغم المواقف المختلفة والمقاربة المغايرة تجاه إسرائيل، وأهمها زيارات مسؤولين روس لتل أبيب، والعكس”.

وحسب سيف الدين “طلب روسيا لضمانات مستبعد، لأن موسكو لا يهمها أي أمر يتعلق بالصراع بين الطرفين، بل يهمها علاقاتها بتل أبيب. وهو أمر واضح بكونها لم توقف الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل في سوريا، ما يعني أن طبيعة العلاقة بني الطرفين، تنفي أن يكون هناك مصلحة لروسيا بأن تطلب طلبًا من هذا النوع، لعلمها أيضًا بأن الصراع بين إسرائيل والحزب، مرتبط بصراع حلفائها الإيرانيين والسوريين مع إسرائيل، والحزب مرتبط بهما كونه حليفهما، بينما روسيا ليست حليفًا له”.

ويشير سيف الدين إلى أن روسيا تنظر إلى الحزب على أنه “قوة من ضمن القوى الحليفة للنظام السوري وتقاتل معه، ولا تخرج طريقة تعاملها معها عن بروتوكول تعاملها مع أي من القوى الرديفة الأخرى، رغم أن هناك خصوصية ما للحزب، بالنظر إلى أنه موجود على جبهتين في سوريا ولبنان”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله يصالح عون وفرنجية.. برعاية البطريرك

المدن - لبنان | السبت 10/12/2016/تسير عملية تأليف الحكومة بشكل إيجابي. نجح حزب الله في تذليل العقبات وتبديد الهواجس بين حليفيه، تياري الوطني الحر والمردة. فقد اثمرت اتصالات الساعات الماضية حلاً للعقدة بين الطرفين وفق ما علمت "المدن". وتلقف النائب سليمان فرنجية مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون، لكنه ابدى تحفظه عليها لأنها لم تكن موجهة إليه بشكل خاص، فاشترط التنازل عن حقيبة التربية لمصلحته مع الرئيس نبيه بري، على أن يتفقا في ما بينهما على آلية توزيع وزارتي الأشغال والتربية. يتجه عون إلى القبول بذلك، وفق المصادر، وهذا ما يعتبره تنازلاً تجاه فرنجية. ويطلب أن يتعاطى معه فرنجية بالمثل. وهذا ما كان مدار بحث خلال لقاء الرئيسين بري وسعد الحريري. عليه، فإن الساعات المقبلة وبعد تثبيت هذه الآلية لتوزيع الحقائب، من المفترض أن تشهد زيارة فرنجية قصر بعبدا برفقة البطريرك بشارة الراعي للقاء عون،  خلال الساعات المقبلة. وهذا ما سيشدد عليه الراعي باعتباره انجازاً جديداً للعهد بتكريس المصالحة المسيحية. وتبدي مصادر متابعة لمشاورات التأليف تفاؤلها بإمكانية ولادة الحكومة قريباً، بعد تذليل هذه العقبة.

 

إسرائيل تلاعب حزب الله بخريطة "مزيفة

سامي خليفة/المدن/الجمعة 09/12/2016/بعد الضجة التي سببتها الخريطة التي نُشرت على الحساب الرسمي للجيش الإسرائيلي على تويتر عن مواقع حزب الله، في الجنوب والبقاع، نشرت صحيفة هآرتس تكذيباً لما نُشر، وقالت إن الخريطة مزيفة. كشفت هآرتس أن تحقيقاً أجراه صاحب حساب JudgeDan48 على تويتر، بيّن أن الخريطة ليست "سرية". وفي الواقع، هذه ليست خريطة مواقع حزب الله العسكرية في لبنان، لكن المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أعدها بنفسه. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الخريطة غير دقيقة ولا تمثل أهدافاً حقيقية في لبنان. وذكرت الصحيفة أموراً مشابهة حصلت من قبل، ففي العام 2013 نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي صفحة فايسبوك ملفقة لحزب الله تحت عنوان "إذا كان حزب الله يملك حساباً على فايسبوك هكذا سيكون". أضافت الصحيفة، ربطاً بفوضى نشر المعلومات، أن الجيش الإسرائيلي فتح موقعاً على شبكة الإنترنت يسمى بـ"الجيش الإرهابي لحزب الله"، يُحدث من حين إلى آخر، وقال الجيش الإسرائيلي حينها إنه أطلق الموقع "في ضوء الفجوة المعرفية في المجتمع الدولي حول منظمة حزب الله الإرهابية" وأن "المعلومات التي تظهر على الموقع جُمعت من مواقع الإنترنت ومصادر مختلفة، وتم التحقق منها قبل نشرها من قبل فيلق الاستخبارات". وتنقل هآرتس عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الذي نشر الخريطة، قوله إن "الصورة على تويتر هي مجرد توضيح مرئي للتهديدات التي يشكلها حزب الله، الذي انتشر عمداً بين المدنيين في لبنان، ويستغل السكان كدروع بشرية". وبغض النظر عن القيمة الفعلية لهذه الخريطة، ومدى دقتها، فإن صدورها عن جهة رسمية يبقي صحتها احتمالاً، فيما يبدو التراجع عن رسميتها تلاعباً استخباراتياً مع حزب الله.

 

الحريري وريفي: وساطة لم تولد

علي رباح/المدن/السبت 10/12/2016/كانت لزيارات مسؤولين عرب إلى "بيت الوسط"، بدءا من المبعوث الملكي السعودي ثامر السبهان وصولاً إلى وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن الثاني، وقع المفاجأة لدى جمهور سني انهكته التساؤلات عن حقيقة العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والدول العربية. جاءت الزيارات، وما رافقها من اشادات بمبادرات الرئيس الحريري، في لحظة اشكالية بعدما هُيِّئ لكثيرين أن "التيار انتهى" (المستقبل) أو في أحسن الحالات أصيب بكدمات سياسية وتنظيمية يصعب الشفاء منها. عوامل عدة أدت إلى ضياع الشارع السني في متاهات التساؤلات، على وقع تعرض "التيار الأزرق" لانتكاسة في الانتخابات البلدية، وسط غياب الدعم العربي المالي والسياسي. وعوامل عدة تبدد هذه الصورة، على وقع عودة الحريري إلى المشهد السياسي من أبواب مبادرات نالت غطاءً عربياً واعادت ترطيب الاجواء بين "بيت الوسط" ودول عربية، كانت قد جفت في مراحل ليست بعيدة.

حصل الحريري على جرعة الدعم العربية العلنية، وسرعان ما شخصت الأنظار في اتجاه البيت السني، وما وصفته المصادر بـ"علاقة الحريري ببعض من تمايزوا عنه داخل كتلة المستقبل"، وآخرين "انقلبوا" عليه أو كادوا في أحلك الظروف. ولم تكن الجرعات العربية للحريري، والقرار السعودي الذي سمعه مسؤولون سنة في لبنان على لسان المبعوث الملكي السعودي ثامر السبهان ومفاده أن "المملكة لم تتخل عن الحريري"، إلا فاتحة أسباب عودة "المتمايزين" إلى حضن بيت الوسط.

أما الوزير أشرف ريفي فوضعه مختلف. فـ"اللواء"، الذي تلقف الدعم العربي لبيت الوسط عن طريق الصمت التام والابتعاد عن الإعلام كي لا يزيد الشرخ، خلفت مواقفه، وفق مصادر مقربة من الحريري، "جرحاً عميقاً" في بيت الوسط. لأن ريفي، برأي المصادر نفسها، لم يكتف بالتمايز عن الحريري، بل "انقلب" عليه وذهب إلى حد "الحرتقة" على "الشيخ" في دول عربية وصولاً إلى إعلان "نهاية الحريري". ويزداد جرح زعيم بيت الوسط حين يتذكر أنه قدم لريفي ما لم يقدمه لأحد. فهو من رشح "اللواء" إلى رئاسة الحكومة قبل ان يتم التوافق على اسم الرئيس تمام سلام، ومن ثم رشحه لتولي وزارة الداخلية إلى أن وصل إلى وزارة العدل بفعل التسويات". كثر الحديث مؤخراً عن وساطة يقوم بها أحد "الحريصين على البيت السني عموماً والمستقبلي خصوصاً"، لمصالحة الحريري وريفي، إلا أن عوامل عدة أدت، على ما يبدو، إلى تجميدها قبل أن تنطلق. ورغم نفي بيت الوسط ما يتردد في هذا الاطار، علمت "المدن" أن وساطة سرية سوق لها أحد الأطراف الداخلية، اصطدمت بمواقف حازمة من بيت الوسط. وبحسب مقربين من الحريري، فإن العلاقة مع ريفي لا تحتاج إلى وساطة أو مصالحة. فاللواء ريفي، وفق المصادر نفسها، هو من انقلب على الحريري، وعودته إلى بيت المستقبل تعني ببساطة عودته عن انقلابه ليعود إلى بيت الوسط فرداً في منظومة سياسية لا وفق مبدأ الاعتراف به كحيثية شمالية كما يطمح ريفي. وتقول المصادر ان "اللواء" يعلم تماما اليوم موقع الحريري في ظل عودته إلى المنظومتين العربية والمحلية. فعربياً، اظهرت الزيارات التي قام بها مسؤولون عرب إلى بيروت وبيت الوسط أن الحريري هو خيارهم اللبناني، وآخرها زيارة وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن الثاني الذي قال للحريري، وفق المصادر، إن "بيت الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني هو بيتك". أما محلياً، فيعلم اللواء المتقاعد أيضاً، برأي المصادر نفسها، أن الأوضاع الشمالية عادت إلى نصابها، وأن التيار يحضر لمعركة نيابية في طرابلس والشمال منطلقاً من أرضية قوية وستصبح أكثر قوة مع الخطة التي باشر بها التيار. لكن مقربين من الطرفين، الحريري وريفي، تحدثوا عن ضرورة فتح قنوات تواصل بين الأطراف السنية اللبنانية كافة للاتفاق على خريطة طريق من شأنها أن تحمي وجودهم السياسي المتمثل باتفاق الطائف وبصلاحيات السلطة التنفيذية ورئيسها، وسط التقدم الإيراني في المنطقة.

وتختم المصادر متسائلة: تجرأ سمير جعجع مارونياً حيث لا يجرؤ الآخرون وتحدث عن "نكران الذات" مرشحاً خصمه السياسي، ميشال عون، لأرفع منصب ماروني في الجمهورية اللبنانية. كل ذلك في جو دولي يسير بصفقة كبيرة مع طهران على حساب سُنة المنطقة. أمام هذه الصفقة الدولية هل يجرؤ ريفي سُنيّاً حيث تجرأ ماروني؟

                                                                       

العودة إلى سلّة بري: تفاؤل حكومي

منير الربيع/المدن/السبت 10/12/2016/لا يزال الرئيس نبيه برّي على تفاؤله بقرب ولادة الحكومة. الأمور تسير بإيجابية وفق ما يعتبر. وهذا مشهود بفعل تكثيف حركة الاتصالات التي جرت في الساعات والأيام القليلة الماضية، وآخرها زيارة النائب سليمان فرنجية بيت الوسط، مؤكداً للرئيس سعد الحريري أنه مستعد لتسهيل عملية التشكيل إلى أقصى الحدود، لكنه لن يرضخ لأي تحجيم يطاله. وهذا ما يؤيده حزب الله وبري. إذاً، تكمن الإيجابية في الأجواء بحركة الاتصالات، لكن لا شيء ملموساً بعد على الصعيد العملي، لأن العقدة لاتزال على حالها. ولتجنيب وصفها بأنها عقد متعلقة بالحقائب والحصص، يفضل بري وفريق 8 آذار اعتبارها عقدة لتكريس الحلّ القائم على الشراكة واحترام القوى السياسية، وعدم تحجيم أي منها. عليه، فإن التوصيف الذي يمكن إطلاقه على عرقلة تأليف الحكومة، هو وجود فيتوين متناقضين، الأول من جانب الرئيس ميشال عون والقوات اللبنانية، لمنع تعزيز حضور فرنجية وإعطائه ما يفوق حجمه؛ فيما الثاني من جانب حزب الله وحركة أمل، على تكبير حجر القوات والسعي إلى تحجيم فرنجية. وسط ذلك، لا يتراجع بري عن تفاؤله، معتبراً أن الاتصالات ستقود إلى ولادة قريبة للحكومة، لكنه يعيد التذكير بأنه لو وافق الجميع على مناقشة بنود السلّة لما كان حصل ما يحصل، إن على صعيد الحكومة أم على صعيد قانون الانتخاب في الأيام المقبلة. الأجواء الإيجابية التي يصرّ بري على بثها، هي في الأساس رسائل إيجابية للعهد، وتأكيد حرصه على أنه لا يريد أن يكون في مواجهة مع عون، بل أنه حريص على إنجاح عهده، خصوصاً أنه يعتبر إصراره على إشراك الجميع هو بهدف ضمان إنطلاقة قوية لعهد الرئيس. والأكثر من ذلك، يأمل بري لهذه الإيجابية أن تنسحب على قانون الانتخاب، في ظل التقارب النسبي في النظرة إلى هذا القانون بينه وبين التيار الوطني الحر، ولاسيما القانون المختلط، عبر إعتماد دوائر الستين، أي 26 دائرة انتخابية، على أن ينتخب 68 نائباً وفقاً للنظام الأكثري، و60 نائباً وفقاً للنظام النسبي. وهذا الطرح يبدو مقبولاً من التيار والقوات. وأكثر من ذلك، فإن الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من الاتصالات بين حركة أمل والتيار لبحث تفاصيل هذا القانون، وربما تعتمد طريقة الانتخاب على مرحلتين، الأولى على أساس القضاء وفقاً للستين، والثانية على أساس المحافظات.

ولا يخفي بري تأكيده موافقته على ما قاله الوزير جبران باسيل مؤخراً حول قانون الانتخاب، معتبراً أنه يؤيد طرحه مئة في المئة، في شأن عدم العودة إلى قانون الستين وضرورة إقرار قانون جديد يؤمن صحة التمثيل. وعلى هذا الأساس، من المتوقع أن يجدد بري نشاط اللجنة النيابية المصغرة المكلفة بحث قانون الانتخاب، ويدعوها إلى الاجتماع خلال فترة قريبة لأجل البحث إيجاباً في هذه الطروحات المتقاربة الجديدة. وما يريده بري هو أن ينفصل العمل لإقرار قانون الانتخاب عن عملية تأليف الحكومة، مجدِداُ تفاؤله بولادتها، خصوصاً بعد تذليل بعض من العقبات، وبروز أمور إيجابية في ما يتعلق بحصة تيار المردة، إذ أبدى فرنجية ليونة للقبول بغير الوزارات التي اقترحها. وفيما تشير مصادر متابعة إلى أن فرنجية مستعد للقبول بحقيبة الصحة، فإن عون والقوات هما من يعارض ذلك، فيما الحريري يبدي إيجابية على هذا الصعيد. وهناك من يقترح منح فرنجية وزارة التربية أو العدل. وفي هذا السياق، فإن بري يعتبر أن الأمور ستعود إلى ما طرحه في السابق، أي منحه الأشغال والتربية وهو كفيل بالتفاهم مع فرنجية وإقناعه. ولكن هذا الامر يقابله إشتراط من عون وجعجع بعدم إعطاء الأشغال لفرنجية، لأنه سيستفيد منها انتخابياً وشعبياً إلى أقصى الحدود.

 

بعد أبوة عون للبنانيين نصرالله في خطابه الأخير «جدّ الكل»

نسرين مرعب/جنوبية/10 ديسمبر، 2016

لم يعلن حزب الله النصر في حلب، ولم يتحدث عن الغارات الإسرائيلية.. تحت عباءة "الجد"، أكد الغطاء لأب الجمهورية، مقدماً لطلاب الدولة التي لا تعنيه دروساً في الملفات الإقليمية.أطلّ السيد حسن نصرالله يوم أمس الجمعة 9 كانون الأوّل، وذلك بعد ما يقارب الشهر على إطلالته الأخيرة التي منح بها دولة الرئيس نبيه بري الوكالة الشيعية. لم يعلن في خطابه هذا النصر في حلب كما توقع العديد من الوسائل الإعلامية لا سيما الـotv التي اعتمدت لازمة “أخبارة سارة جداً” لتنقل وقائع تقدم المعركة، بل اكتفى بالقول “الانتصار القادم”. كما لم يتحدث عن الغارات الإسرائيلية، وعن الحظر الروسي الذي يمنعهم من الرد، مكتفياً ببيان خجول أصدره إعلامهم الحربي ضد ما سمّوه ادعاءات إعلامية. في خطابه نصر الله كان “بي.. بي الكل”، أيّ “الجد”، فاحتضن الجميع في لعبة سمجة، داحضاً بذلك كلّ ما ورد مؤخراً في وسائل الإعلام من تحذيرات وإنذارات على لسان مصادر أو محلل سياسي.

نصرالله الذي أكّد في تعليقه على القوات اللبنانية والفيتو، أنّه منهمك وحزبه في سوريا والعراق، ولا وقت لديهما لشأن آخر، عكس خطابه النقيض إذ ظهر وكأنّ لديه الكثير من الوقت والفائض منه للرد على مقالات “الرسائل” الصحفية والتي لا يعترف بها وينفي مصادرها، متجاوزاً بذلك الماكينة الإعلامية الواسعة التي يديرها حزبه والصحف التي تقتات من خيرات إيران، والتي كان للرد أن يكون أبلغ بأقلامها المرصوصة بين حارة حريك ودمشق وطهران. إلا أنّه بدلاً من المواجهة بالصحف، اختصر السيد المعني إقليمياً مسافة الورق بخطاب متلفز. لا مشكلة مع القوات اللبنانية، هذا ما أوضحه نصر الله جازماً، إلا أنّه دعا إلى عدم إثارة الفتن وتعطيل العهد، نافياً تهمة العرقلة عن دولة الرئيس نبيه بري ليظلّ بذلك “حديدان في الميدان”، والحديدان هنا هو حزب القوات. فأمين عام حزب الله الذي اعتبر أنّ صميم المشكلة هو تحويل الحبة إلى قبة، وتحويل أزمة الحقائب إلى أزمة سياسية، والذي دعا إلى عدم تعطيل العهد والتوظيف السياسي، كان يوجه الرسائل إلى ثنائي معراب، ويقول للقوات اللبنانية بشكل مبطن “اقبلوا بما نعرضه عليكم لن يكون لكم ما تريدونه”. خطاب نصر الله، الضعيف إقليمياً في مرحلة النصر الإلهي كما يزعم محور الممانعة، أكّد أنّ الدولة تحت رحمة حزب الله، فأمين عام حزب الله أكد أن التواصل يومي مع الرئاسة والتيار الوطني الحر، وأنّ للمردة حقوقهم ولا بد من إصلاح ذات البين بينهم وبين العونيين. خطابٌ حنون وابوي، فوق “بي الكل” كان نصرالله يمتحن خبرته كجد بعدما صار رئيس الجمهورية “بي الكل” كما يحب مناصروه ان يصفوه .

 

الدخان الأبيض بدأ بالتصاعد والحكومة ستشكّل قبل الأعياد

إعداد جنوبية 10 ديسمبر، 2016/طوّرات الساعات الأخيرة أوحَت وكأنّ الدخان الأبيض للتأليف بدأ يتصاعد أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بعد تأكيد الرئيس المكلف سعد الحريري من عين التينة أن "الخواتيم قريبة"، ربطاً بالإطلالة الهادئة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.

جرعة إيجابيات جديدة دخلت على مسار تأليف الحكومة، حيث أعطت محطة عين التينة التي زارها الرئيس المكلف سعد الحريري والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، إشارةً واضحة إلى بلوغ المشاورات الجارية على خط التأليف مرحلةً متقدمة، عبّر عنها الحريري بإطلاق وعدٍ بأنّ الأمور ستبلغ نهاياتها قريباً، مستنداً بذلك إلى الجوّ الإيجابي الذي أشار إليه، وأكّدت عليه أوساط بري بقولها لـ”الجمهورية” إنّ الأجواء مريحة، وهناك عملٌ جادّ، والنيّات طيّبة، ويؤمَل أن تُترجم هذه الأجواء بتشكيل حكومة في القريب العاجل. في مواقف الحريري بعد لقاء بري في عين التينة التي رافقه إليها مدير مكتبه نادر الحريري: قال إنّ رئيس مجلس النواب حريص جداً “على الاستعجال بالحكومة وإنهاء كلّ العقبات”، وأكد “أنّ الجو إيجابي، و إن شاء الله الامور الى الامام ونصل الى خواتيمها قريباً جداً “. ولدى سؤاله عن إمكانيةٍ لولادة الحكومة قبل الأعياد، أجاب: “إن شاء الله، وبرأيي فإنّ الرئيس عون حريص على تشكيل الحكومة، واليوم وجدنا الرئيس بري حريصاً جداً على الانتهاء من تشكيلها، وإن شاء الله يقدّم الجميع التسهيلات ونرى قريباً الامور في نهايتها. تَحدّثنا في كلّ شيء، والامور إيجابية”. في المقابل، قال الرئيس بري لـ “السفير” إن تصريح رئيس الحكومة المكلّف كان معبراً عن مضمون اللقاء، مؤكداً أن الأجواء إيجابية.

وتوقعت “اللواء” أن يزور الحريري القصر الجمهوري في الساعات المقبلة لوضع “الرتوش” الأخيرة على مسودة الأسماء والحقائب التي باتت شبه محسومة ونهائية. وفي معلومات “اللواء” أن حركة تبادل طرحت في اتصالات ولقاءات الساعات الماضية، تناولت وزارات الاشغال والتربية والصحة. وأكدت أن الاتجاه لأن تؤول الاشغال لفرنجية، على أساس أن تكون التربية أو الصحة من حصة برّي. كما أكدت مصادر عاملة على خط تأليف الحكومة انّ الاتصالات قطعت 95 في المئة من مسافة التأليف، واشارت، في حديث الى “الجمهورية” إلى أنّ اللقاء الاخير بين الرئيس المكلف ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية انطوى على إيجابيات يُفترض أن تظهر قريباً جداً، ومن شأنها أن تفكّ عقدة تمثيل «المردة» بحقيبة أساسية. وعليه، كشفَت المصادر أنّ الحريري زار عين التينة امس من دون ان يكون لديه ايّ صيغة متكاملة، وذلك بهدف استكشاف أجواء بري واحتمال ان يتنازل عن الأشغال لقاءَ حقيبةٍ اخرى قيل إنّها الزراعة أو الصحّة. وانتهت إلى القول إنّ بعضاً مِن العوائق يمكن ان تُذلّل بالتفاهم على تشكيلة من 30 وزيراً يصرّ عليها “حزب الله” لتوسيع مشاركة حلفائه، ويًرفضها عون كما الحريري، فيما لم يعلن بري موقفاً من هذه التركيبة الواسعة، لكنّه مستعدّ للنقاش فيها لربّما شكّلت توسيعاً للخيارات التي يمكن ان تؤدي الى المخارج. إلى ذلك شكلت إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله بمضمونها الداخلي والحكومي قوّةَ دفعٍ لحركة التأليف في اتّجاه تجاوزِ التفاصيل الصغيرة المتبقّية أمام ولادة الحكومة، وتأكيداً على جدّية كلّ الأطراف في سبيل الوصول إلى حكومة في أقرب وقت.

 

لا إمكانية للإبقاء على الستين

"الأنباء الكويتية" -  10 كانون الأول 2016/في موضوع الانتخابات النيابية، فقد تحدثت مصادر بعبدا عن سقوط إمكانية الإبقاء على قانون الانتخابات المعروف بقانون 1960، ورغم التأخر بتشكيل الحكومة.

 

التيار: من أراد "تكبير" حجم المردة فليعطهم من حسابه

"الأنباء الكويتية" -  10 كانون الأول 2016/أعلنت مصادر التيار الوطني الحر لصحيفة “الأنباء” الكويتية، ان عقدة تيار المردة في مسألة تشكيل الحكومة ليست عند التيار الحر، وقالت ان من يرد أن يعطي المردة حصة أكبر من حجمهم فليعطهم من حسابه.

 

رسالة تحذير من مخابرات الأسد لعون

"السياسة الكويتية" -  10 كانون الأول 2016/كشفت مصادر سياسية عليمة لصحيفة “السياسة” الكويتية أن مخابرات بشار الأسد أرسلت مفتي النظام أحمد حسون إلى لبنان، لإيصال رسالة إلى العهد الجديد تنبهه إلى تداعيات انفتاحه على الدول الخليجية على حساب تمتين علاقاته أولاً بالنظام السوري الذي بدأ يستعيد سيطرته على معظم الأراضي السورية، في ضوء الانتصارات الميدانية في مدينة حلب. وأشارت المصادر إلى أن الأسد يدرك جيداً أن الرئيس اللبناني الجديد ميشال عون لا يعطي الأولوية للعلاقات اللبنانية – السورية، إنما يهمه بالدرجة الأولى إعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية إلى سابق عهدها، بالنظر إلى أن مصلحة لبنان تقتضي ذلك، ولهذا كان ترحيبه بالانفتاح الخليجي على عهده بعد انتخابه، وهو ما انعكس مماطلة وتسويفاً في عملية تأليف الحكومة من جانب جماعات سورية وإيران وفي مقدمهم “حزب الله”.

وأوضحت أن قرار إيفاد المفتي حسون في هذه الزيارة البائسة والمشبوهة، بعد زيارة الوزير منصور عزام، لممارسة مزيد من الضغوطات على العهد لإرباكه وتحذيره من مغبة سياسته الانفتاحية باتجاه دول مجلس التعاون الخليجي وإصراره على التمسك بضرورة أن تكون العلاقات معها في أفضل حالاتها، لأن ذلك فيه مصلحة لبنان قبل غيره. وكشفت المعلومات أن البطريركية المارونية لم تكن مرتاحة لبعض المواقف التي صدرت عن المفتي حسون بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي، سيما أن موفد نظام الأسد حاول الترويج لانعكاسات انتصارات النظام في حلب وغيرها على مستقبل العلاقة مع لبنان، وأن الأسد يقدر أهمية الدور المسيحي في لبنان والمنطقة، ويحرص على إقامة أفضل العلاقات مع بكركي وسيدها، وهو ما لم تأخذه دوائر البطريركية المارونية على محمل الجد، باعتبار أن تجارب الأسد ونظامه مع لبنان وشعبه وتحديداً المسيحيين، لم تكن يوماً مشجعة ولا تحمل على التفاؤل بإمكانية تحسينها والاستفادة منها، ولهذا السبب فإن القيادات المارونية والمسيحية عامة تبرأت من زيارة مفتي النظام ووضعتها في خانة المثيرة للريبة التي لا تدعو إلى الارتياح.

 

هل "ينتصر" فرنجية و"ينتكس" العهد؟

"المركزية" - 10 كانون الأول 2016/بسحر ساحر، انقلبت السلبية التي طبعت طويلا مفاوضات تشكيل أولى حكومات العهد ايجابية دفعت بعض المتفائلين إلى القول إن التشكيلة الحكومية الجديدة ستبصر النور قبل عيدي الميلاد ورأس السنة لتكون عودة الحياة إلى المؤسسات عيدية للبنانيين، وإن كانت بعض العصي السياسية والمطلبية لا تزال تعيق الولادة الحكومية، بفعل رغبة الجميع في ركوب قطار العهد الجديد.  وتعزو مصادر سياسية عبر "المركزية" هذا التفاؤل إلى جملة عوامل قد يكون أبرزها خطاب الموالين للعهد "الذين لا يفوّتون أي فرصة لتأكيد انفتاح الرئيس الجديد على الجميع، بمن فيهم أشرس خصومه السياسيين، بدليل كلام وزير الخارجية جبران باسيل عقب اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" الذي أكد فيه السعي إلى توليفة حكومية تضم الجميع لتأمين إنطلاقة جامعة للعهد العوني". وتلفت أيضا إلى أن كلام الرئيس المكلف سعد الحريري أمس من عين التينة يصب في الاتجاه نفسه، "علما أنه سبق بساعات قليلة إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الذي بدا حريصا على تبديد أجواء التشنج السياسي التي سيطرت على المشهد الحكومي في الآونة الأخيرة، بدليل أنه أطلق رسائل ايجابية في اتجاه معراب لأول مرة، متجاوزا الخصومة السياسية الحادة بين الطرفين". وفيما تشير المصادر إلى احتمال أن يشهد الأسبوع المقبل تطورا حكوميا ايجابيا، علما أن عددا من المسؤولين قد يمضي فترة الأعياد في الخارج، يبدي مطلعون على كواليس التأليف، تفاؤلا حذراً إزاء ضرب المواعيد الحكومية، ويذكرون في السياق، أن "العقدة الحكومية الأخيرة لا تزال عالقة في بنشعي"، كاشفين عن مساع لترتيب لقاء يجمع باسيل والنائب سليمان فرنجية، في محاولة لايجاد المخارج المناسبة. من جهتها، ذهبت مصادر المشاركين في مفاوضات التشكيل إلى الجزم عبر "المركزية" أن "حقيبة الاشغال لن تعطى للمردة، ذلك أن تمكّن فرنجية من الحصول على إحدى الحقائب التي يطالب بها، سيكون بمثابة انتصار له ونكسة صريحة للعهد الجديد". في المقابل، يبدو فرنجية مصراً على حقه في حقيبة وازنة، في مقابل محاولات تهميشه وإقصائه. من جهتها، تلفت المصادر إلى أنه "قد ينال حقيبة غير تلك التي يطالب بها (الطاقة الأشغال، الاتصالات)، وهذا ما يشكل مخرجا مشرفا يحفظ ماء وجه الجميع، والأمور ذاهبة في اتجاه إسناد التربية او الصحة إلى المردة لتلج الأمور باب الحلول". وختمت: المطلوب الدفع في اتجاه ترجمة الايجابية على أرض الواقع، وذلك عن طريق دعوة فرنجية إلى الانفتاح على الرئيس عون، ويقبل بما يعرض عليه. ذلك أن حل هذه العقدة، يجعل الأزمة الحكومية على خط معراب – عين التينة غير ذات شأن، ما قد يسهل التشكيل.

 

وزارة الأشغال حُسمت لفرنجية

"اللواء" - 10 كانون الأول 2016/أكدت مصادر سياسية متابعة أن الأمور وصلت بالفعل إلى خواتيمها، متوقعة أن يزور الرئيس المكلف سعد الحريري القصر الجمهوري في الساعات المقبلة لوضع "الرتوش" الأخيرة على مسودة الأسماء والحقائب التي باتت شبه محسومة ونهائية. وفي المعلومات أن حركة تبادل طرحت في اتصالات ولقاءات الساعات الماضية، تناولت وزارات الاشغال والتربية والصحة. وأكدت هذه المعلومات أن الاتجاه لأن تؤول وزارة الاشغال للنائب سليمان فرنجية، على أساس أن تكون وزارة التربية أو الصحة من حصة الرئيس نبيه برّي. ومسار "الرتوش" هذا يتعين أن يمرّ في بعبدا ومعراب. ففي بعبدا من المفترض أن تجري ترتيبات تؤدي إلى زيارة رئيس "المردة" إلى القصر الجمهوري وعقد لقاء "غسيل قلوب" مع الرئيس ميشال عون، سواء عبر اتصال هاتفي يتضمن دعوة للقاء الرئيس أو وسيلة يقبلها فرنجية. وبالنسبة لمعراب، يكفي الوقوف على خاطرها في ما يتعلق بالكف عن المطالبة بوزارة الاشغال.

وإذا ما وضع هذا السيناريو على نار التنفيذ بعد زيارة الحريري إلى بعبدا، فان كل التوقعات تؤشر إلى أن عقد الحكومة باتت بحكم المحلولة أو المعالجة. وقال مصدر نيابي متابع أن فرصة ولادة الحكومة قبل الأعياد الميلادية تعززت، في ضوء التسابق بين الحاجة إلى إصدار مراسيم الحكومة والمخاطر التي تُهدّد نظام المهل في ما خص قانون الانتخاب، وتجعل من قانون "الستين" امراً واقعاً، الامر الذي يعني أن خيارين احلاهما مر يتحكمان بمصير المجلس والانتخابات، وربما العملية السياسية ككل، في ظل الإصرار على رفض اجراء الانتخابات على أساس الستين، وفي الوقت نفسه الإصرار على رفض التمديد للمجلس الحالي.

 

حسون: الأسد سيزور بعبدا لتهنئة عون

"الديار" - 10 كانون الأول 2016/قالت مصادر سورية رافقت المفتي حسون مفتي سوريا ان الرئيس بشار الأسد سيلبي دعوة العماد عون لزيارة لبنان والاجتماع به في بعبدا، وسيؤمن الجيش السوري والجيش اللبناني الطريق من دمشق الى بعبدا نقطة نقطة. وسيسافر الرئيس سعد الحريري عندما يعلم ان الرئيس الأسد آتٍ الى لبنان مع العلم ان الزيارة سيكون موعدها غير معلن وسرياً.  وقد صرح الوزير ريفي بعد زيارة المفتي حسون الى بعبدا ان الاتي أعظم، وهنالك انقسام بين المشايخ السنة عمن يشترك في الحضور الى بعبدا ومن لا يشترك اما الطوائف الأخرى فستشارك كلها في استقبال الرئيس الأسد لكن لم يعرف موقف الدكتور سمير جعجع ما إذا كان سيشارك ام لا، كذلك على الأرجح ان يشارك وليد جنبلاط في الاستقبال لأنه يريد تطبيع العلاقة بين الطائفة الدرزية والنظام في سوريا.  وتقول مصادر السفارة الأميركية ان زيارة الأسد طبيعية فالبلدان يتبادلان التمثيل الدبلوماسي ويعترفان ببعضهما البعض ويعمل على الموضوع بوكدانوف مساعد وزير خارجية روسيا لشؤون الامن مع النائب امل أبو زيد مع الوزيرة بثينة شعبان لتأمين الزيارة التي لن تحصل قبل الانتخابات النيابية في أيار بل بعد انتخاب مجلس نواب جديد. ويقول كثيرون ان سقوط حلب وانتصار بشار الأسد في سوريا سينعكس على الانتخابات النيابية في لبنان وسيكون الأقوى الثنائي المسيحي عون - جعجع والثنائي الشيعي حزب الله - بري.

 

جعجع التقى ريتشارد لعرض التطورات

السبت 10 كانون الأول 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب سفيرة الولايات المتحدة الأميركية اليزابيت ريتشارد، في حضور مستشار رئيس الحزب للعلاقات الخارجية ايلي خوري ورئيس جهاز العلاقات الخارجية بيار بو عاصي، وعرض المجتمعون الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة. من جهة أخرى، التقى جعجع وفدا من القوات في شيكاغو برئاسة رئيس المركز الياس بو رجاس، في حضور رئيس قطاع الإنتشار الدكتور أنطوان بارد. وعقد رئيس القوات اجتماعا مع وفد مكتب الموارد البشرية في الحزب برئاسة ندى الناشف والذي زار مجسم الزنزانة.

الى ذلك، زارت المرنمة داليا فريفر معراب وقدمت لجعجع أول ألبوم تراتيل تصدره بعنوان "رسمتك غنية"، في حضور رئيس مصلحة القطاع العام في القوات بيار بعيني. وتحيي فريفر ريسيتالا ميلاديا اليوم عند السابعة مساء، برعاية رئيس القوات وبدعوة من مصلحة القطاع العام في قاعة عصام فارس في جامعة سيدة اللويزة - زوق مصبح.

 

"منعا لتجرع كأس التمديــــــد مرة ثالثة وإزاء صعوبة إقرار قانون جديد"/شربل يقترح اعتماد "الستين" لمجلس ولايته من عامين يليها انتخاب بـ"النسبية"

المركزية- على مسافة ستة أشهر تقريبا من الموعد المحدد لإجراء الإنتخابات النيابية المقبلة يستعد اللبنانيون لعبور شهر الميلاد ورأس السنة ليتفرغوا مطلع العام المقبل للتحضير لهذه الإنتخابات التي يراهن عليها العهد الجديد لبدء إحتساب سنواته الست بعدما اعتبر ان الحكومة الحالية الجاري تأليفها ليست حكومة العهد الأولى بقدر ما هي حكومة لإدارة الفترة الإنتقالية لستة أشهر على الأكثر تفصل البلاد عن موعد إجراء الإنتخابات النيابية المقبلة. ويراهن العهد من خلال هذه المعادلة الجديدة على الإنتخابات المنتظرة لتكوّن مجلسا نيابيا جديدا "يخلع عن البرلمان تهمة التمديد مرتين، تم التجديد فيهما لنوابه لولاية إضافية امتدت من العام 2013 الى العام 2015 فبقوا في مواقعهم من دون مراجعة الناخبين منذ ربيع العام 2009 الى ربيع العام 2017 وهو ما جعل شبه مستحيل اللجوء مرة أخرى الى هذا الأسلوب ايا كان الثمن. ففي قصر بعبدا اليوم، يجلس من تقدم بالطعن امام المجلس الدستوري مرتين عند التمديد للمجلس ولا يمكنه ان يتجرع طلب التمديد لمرة ثالثة للمجلس الممدد له اصلا مرتين.

على هذه الخلفيات، يدور النقاش اليوم في أروقة عدة اليوم حول القانون الجديد في ظل انكشاف مواقف كثيرة لا تريد الوصول الى قانون جديد للإنتخاب وهو ما عجز عنه المجلس النيابي منذ انتخابات 2005 رغم التعهدات التي قطعها نوابه اكثر من مرة باعداد القانون الجديد على انه اولوية لا تتقدمها اية مهمة أخرى وهو ما لم يحصل بعد. تارة باللجوء الى سوء الظروف الأمنية للتمديد وأخرى حرصا على عدم المس بالتوازنات الدقيقة التي كانت تتحكم بالبلد وهو ما ترجمته مجموعتا 8 و14 آذار اللتان تلاقتا على تبرير تلك الخطوات على انها تجنب الفتنة المذهبية وتحافظ على الساتيكو الدقيق الذي كان قائما بقدرة قادر فجندت لهذه القرارات كل القدرات السياسية والحزبية ففرض التمديد مرتين. ولما تجرأ المجلس الدستوري على النظر باكثر من طعن يشكك بصدقية ودستورية قوانين التمديد، شل المجلس مرة وبرر التمديد مرة ثانية باسباب واهية قيل انها تهدد وحدة البلاد والعباد.

لم يكن هذا الإستعراض للأحداث لمجرد التذكير بمواعيدها بقدر ما كان سببا للإشارة الى الظروف التي تتحكم بالإستعدادت الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة والربط الذي أجراه البعض بين التأخير في تشكيلها والمهل الفاصلة عن كل ما يجب ان يكتمل من إجراءات لضمان حصول هذه الإنتخابات ولا سيما تلك المتصلة باقفال لوائح الشطب بعد تنقيحها وتصحيحها إنتخابيا في شباط المقبل وتلك الخاصة بدعوة الهيئآت الناخبة في ظل قانون الستين. أما إصدار اي قانون جديد يضعه مجلس النواب، فيفرض اللجوء الى مهل أخرى يبدولا تتسع لها الفترة الفاصلة عن موعد الإنتخابات التي يجب ان تنتهي قبل بدء شهر حزيران لسببين: الأول يقول ان ولاية المجلس الممدد له تنتهي في العشرين منه ولا يمكن تمديدها مرة أخرى. والثاني يتصل بمصادفة حزيران لهذا العام وبدء شهر الصوم رمضان ما يستحيل إجراء الإنتخابات في اي يوم من ايامه.

ومن هذه المنطلقات اكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق ان الأجهزة المختصة في وزارته جاهزة لإجراء الإنتخابات لهذه الدورة في العام المقبل وفق قانون الستين لعدم وجود اي قانون آخر حتى اليوم بالدرجة الأولى، ولاستحالة تطبيق اي قانون جديد ضمن المهل الفاصلة عنها. وهو ما يؤدي حكما الى اعتماد القانون الموجود طالما ان الطبقة السياسية التي تتحكم بالمجلس النيابي من خلال ثلاث او اربع كتل نيابية عجزت في السنوات الثمانية الماضية عن اصدار قانون جديد ولا يمكنها ان تأتي به في الأشهر القليلة الفاصلة عن موعدها.

شربل: وامام هذا الواقع الذي لا يمكن تغييره بسهولة، اقترح وزير الداخلية السابق العميد مروان شربل، الذي أيد موقف المشنوق في شأن استحالة اجراء الإنتخابات بغير قانون الستين للأسباب التي تحدث عنها الأخير، مخرجا ممكنا للتخفيف من مساوئ قانون الستين الذي "لعنته" كل القوى السياسية من دون ان تقدم البديل منه. وقال الوزير شربل ان اقتراحاته هذه والتي يمكن تطبيقها في شكل بعض الدوائر الإنتخابية في عكار مثلا ونقل بعض المقاعد النيابية من دائرة الى أخرى لتحريرها من أكثرية من غير طائفة النواب وهو امر يوفر ما يهدف اليه نظام النسبية ولو بشكل مجتزا، ألا وهو ضمان صحة التمثيل في بعض الدوائر الإنتخابية بالنسبة الى التمثيل المسيحي والإسلامي في آن. واقترح شربل تزامنا مع اقرار التعديلات الجديدة ان يقر المجلس النيابي الحالي من اليوم بحصر ولايته بعامين على الأكثر على ان تخصص هذه الفترة ولمرة واحدة وأخيرة باقرار القانون الجديد الذي سيلجأ الى اعتماد مبدأ النسبية جزئيا او كليا وتدريب اللبنانيين المشرفين على العملية الإنتخابية والمدعوين اليها على كيفية تطبيقه بعد توفير المقومات الإدارية واللوجستية المختلفة التي فرض العمل بها القانون المنتظر خلال فترة السنتين فتجري الإنتخابات المقبلة في العام 2019 على اساس شكله ومضمونه وآلية العملية الإنتخابية التي اقرها القانون الجديد.

وعليه، فقد لفت الوزير شربل الى ان الحديث بغير هذا المنطق تنقصه الصدقية. فالمجلس النيابي الحالي فشل في استيلاد قانون جديد يقطع الطريق على بعض اعضائه للعودة الى مجلس النواب، وعليه ان يتحمل تبعات التخلي عن تعهدات سابقة عقدها لناخبيه من اللبنانيين، وان عليه ان يدفع الثمن بالتقسيط فيأتي القانون الجديد على اساس النسبية ليصحح هذا التمثيل تدريجيا ولو بخطوة متأخرة لعامين فذلك افضل من الا تاتي هذه الخطوة ابدا. وقال شربل ان قانون النسبية يمكنه ان يغير تدريجيا في تركيبة المجلس النيابي الحالي ويجدد في اعضائه مع كل دورة انتخابية الى ان يدرك اللبنانيون اهمية النسبية في اعطاء صاحب كل حق حقه عدا عن الثقافة الجديدة التي سيرسخها هذا القانون في مفهوم المواطن اللبناني لمهمة النائب ودوره في خدمة مجتمعه القادر على محاسبته في كل محطة انتخابية دورية فيكون لبنان عندها انتقل من حالة الى حالة أفضل.

 

مشـاورات عين التينة تُستكـمل باتصـالات مكـوكيـة لانضاج الحلّ الحكـومي

عقـدة "المردة" رهن تواصل برتقالي مع بنشعي والقوات: لترجمة ايجابية نصـرالله

الامن الوقائي على قدم وساق..والمعارضة السورية مستعدة للتفاوض دون شروط؟

المركزية- أرسى اللقاء المسائي الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري في عين التينة أمس، أسسَ حلّ للعقد الحكومية القائمة، يُفترض- اذا ما نال موافقة القوى السياسية المعنية - أن يساعد في إخراج التركيبة المنتظرة الى الضوء في الايام المقبلة. وقد أتت الأجواء الايجابية التي عادت في الساعات الماضية تظلل المناخات المحلية، وعززتها مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "الهادئة" و"الانفتاحية" أمس، لترفع منسوب التفاؤل بولادة قربية للحكومة الحريرية الثانية.

تكتم..واتصالات: في الاثناء، يفضّل طرفا لقاء عين التينة التكتم على الصيغة – المخرج التي طرحت على بساط البحث أمس، ويؤثران إبقاء مكونات "الطبخة" بعيدة من الاضواء لعدم حرقها. وتفيد مصادر سياسية مواكبة بأن الرئيس الحريري في صدد جولة اتصالات سيجريها مع الاطراف السياسيين كافة، من بعبدا وصولا الى بنشعي، مرورا بمعراب والرابية، لوضعهم في صورة ما تم التوصل اليه مع رئيس المجلس، والاستماع الى ردود فعلهم وملاحظاتهم. والحريري وفق المصادر، قد يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الايام المقبلة لاطلاعه على ما رست عليه بورصة التأليف وربما حمل معه مسودة التركيبة الوزارية شبه النهائية ليطلع عليها عون فيدخل الرئيس ملاحظاته اليها.

بين التيار والمردة: واذا كانت المشاورات بين بيت الوسط وعين التينة تركزت في شكل أساس على الحقيبة التي ستسند الى "المردة"، وترجّح مصادر مطلعة أن تؤول "الصحة" اليها، تلفت المصادر نفسها الى ان موافقة "المردة" على هذه الوزارة، مرهونة بلقاء يُفترض ان يحصل قريبا بين رئيسه النائب سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لغسل القلوب وكسر الجليد، حيث تنتظر بنشعي ان تسمع في شكل خاص، تطمينات الى عدم وجود اي محاولات لتهميشها وعزلها على أبواب الانتخابات النيابية. أما بعد تخطي التوتر بين الجانبين الحليفين في السياسة والاستراتيجيا، كما يقول فرنجية دائما، فتصبح الحقيبة والحصة اللتان ينالهما "المردة" تفصيلا، خصوصا بعد أن "انتصر خطنا" على حد تعبير زعيم المردة".

عقدة الاشغال: وبعد تذليل عقبة "المردة"، تبقى عقدة "الاشغال" العالقة بين عين التينة ومعراب. وهنا تتوقع المصادر الا يقف بري أو "القوات" حجر عثرة أمام انطلاقة حكومة العهد الاولى، وترجح ان تتمسك معراب بحجمها وحصتها في الحكومة ولو تم استبدال حقيبة بأخرى.

خطاب نصرالله: في غضون ذلك، ترك خطاب نصرالله انطباعات ايجابية في الداخل اذ خلا من التصعيد واتسم بنبرة هادئة حملت اعترافا بالخصوم السياسيين وأولهم القوات اللبنانية، اضافة الى دعوات الى الحوار ومد الجسور بين اللبنانيين بمعزل عن التطورات الاقليمية. الا ان مصادر سياسية موالية رأت ان لم يكن في وسع نصرالله أن يقول الا ما قاله لجهة نفي وجود اي فتور بين حزب الله ورئيس الجمهورية أو أي هواجس لدى الضاحية من خيارات العهد، ذلك أن أي موقف آخر يُمكن ان يزيد من اللُحمة السياسية القائمة اليوم بين الرئيس عون وتيار المستقبل والقوات اللبنانية، الامر الذي لا يناسب "الحزب". غير ان المصادر تدعو الى الاستثمار في الايجابيات التي برزت في كلام الامين العام لانها الاهم في هذه المرحلة، وخصوصا لناحية مد يده الى معراب للمرة الاولى.

ترجمة الايجابيات: وفي السياق، اعتبرت أوساط "قواتية" عبر "المركزية" أن مواقف نصرالله تحتاج الى ترجمة أولا برفع الفيتوات الموضوعة من قبله على تسلّمنا حقائب وزارية وعلى حصتنا في الحكومة العتيدة، وثانيا بوقف الحملات ضدنا والتي يشنها الاعلام المقرب من "الحزب" في شكل شبه يومي، فهذه الخطوات ضرورية اذا كان نصرالله جادا في طي صفحة الخصومة معنا لفتح صفحة جديدة ايجابية.

"القانون هدفنا المقبل": وعشية الجولة السياسية التي يزمع تكتل "التغيير والاصلاح" مباشرتها الاسبوع المقبل لفصل مسار تأليف الحكومة عن مساعي التوصل الى قانون انتخابي جديد، اعتبر امين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان أن "تأليف الحكومة مهم واقرار قانون انتخاب مهم وفصل المسارات مطلوب"، مضيفا "قانون الانتخاب هدفنا المقبل لتصحيح الحضور والتمثيل وتحقيق الشراكة الفعلية، وهو سيتحقق، كما حققنا الرئاسة الميثاقية بعد 26 عاما من النضال والمطالبة والعمل. وسيقر قانون انتخاب يؤمن التمثيل الصحيح والعادل بمناصفة نص عليها الدستور تأمينا للعيش المشترك والوحدة الوطنية وسنكون على موعد مع قانون انتخاب وانتخابات نيابية"". في الموازاة، أكد ان "التفاهم المسيحي خطوة اساسية لترجمة الشراكة الى واقع"، لافتا الى اننا "نجمع بين تفاهمي مار مخايل ومعراب والتحدي الاول جمع اللبنانيين على قواسم مشتركة".

مداهمات واسعة: أمنيا، وفي اطار عمليات الأمن الاستباقي، نفذ فوج المجوقل ووحدة من فوج الحدود واستخبارات الجيش، عمليات دهم هي الاوسع في مشاريع القاع، شملت مخيمات النازحين السوريين ومحيطها بحثا عن فارين ومطلوبين، وأوقف بنتيجتها أكثر من مئتي شخص كما ضبطت سيارات مسروقة ودراجات نارية غير شرعية.

زيارات مرتقبة: في غضون ذلك، تسجل أجندة الأسبوع المقبل زيارة لمساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط آن باترسون لتهنئة الرئيس عون بانتخابه وستكون لها جولة على عدد من القيادات حيث ستشدد على دعمها للاستقرار اللبناني. كما يصل الى بيروت الاسبوع المقبل ايضا المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة FAO جوزيه غرازيانو دا سيلفا في زيارة تهنئة للرئيس عون. أما بعيد تشكيل الحكومة العتيدة، فينتظر ان يحط في بيروت وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت في زيارة هدفها الاساس التحضير لدعوة مجموعة الدعم الدولي للبنان الى الانعقاد.

حلب في باريس: أما اليوم، فاستضافت باريس اجتماعا ضم 10 دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية، خصص للبحث في الوضع الإنساني في حلب التي توشك أن تستعيدها القوات النظامية بالكامل. وفي أعقاب الاجتماع الذي حضره ممثل المعارضة السورية رياض حجاب ورئيس المجلس المحلي المعارض لمدينة حلب بريتا حجي حسن، اكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت ان المعارضة السورية على استعداد لاستئناف المفاوضات (مع النظام) من دون شروط مسبقة. واضاف "يجب تحديد شروط عملية انتقال سياسي حقيقي كما يجب استئناف المفاوضات على اسس واضحة" مؤكدا ان "الأولوية لتخفيف المعاناة الإنسانية في حلب وباقي أنحاء سوريا". أما نظيره الاميركي جون كيري، فأشار الى انه "تتم ملاحقة مقاتلي المعارضة في حلب بطريقة تنافي قوانين الحرب"، متهما النظام السوري بجرائم ضد الانسانية.

ميدانيا، أفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن "سكان حلب يغادرون عبر ممرات إنسانية وبعد الانتهاء من إجلاء المدنيين ستواصل قوات الحكومة السورية "تحرير" شرق المدينة". في الموازاة، أعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إن الولايات المتحدة سترسل 200 جندي إضافي إلى سوريا للمساعدة في الحملة التي تهدف إلى طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة. واعتبر من البحرين أن "روسيا أججت الحرب الأهلية وأطالت معاناة الشعب السوري".

 

مصـادر متـابعة لمشـاورات التــأليف: حقيبة اساسية لـ"المردة" تفتح باب الحلول

المركزية- بسحر ساحر، انقلبت السلبية التي طبعت طويلا مفاوضات تشكيل أولى حكومات العهد ايجابية دفعت بعض المتفائلين إلى القول إن التشكيلة الحكومية الجديدة ستبصر النور قبل عيدي الميلاد ورأس السنة لتكون عودة الحياة إلى المؤسسات عيدية للبنانيين، وإن كانت بعض العصي السياسية والمطلبية لا تزال تعيق الولادة الحكومية، بفعل رغبة الجميع في ركوب قطار العهد الجديد. وتعزو مصادر سياسية عبر "المركزية" هذا التفاؤل إلى جملة عوامل قد يكون أبرزها خطاب الموالين للعهد "الذين لا يفوّتون أي فرصة لتأكيد انفتاح الرئيس الجديد على الجميع، بمن فيهم أشرس خصومه السياسيين، بدليل كلام وزير الخارجية جبران باسيل عقب اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" الذي أكد فيه السعي إلى توليفة حكومية تضم الجميع لتأمين إنطلاقة جامعة للعهد العوني". وتلفت أيضا إلى أن كلام الرئيس المكلف سعد الحريري أمس من عين التينة يصب في الاتجاه نفسه، "علما أنه سبق بساعات قليلة إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الذي بدا حريصا على تبديد أجواء التشنج السياسي التي سيطرت على المشهد الحكومي في الآونة الأخيرة، بدليل أنه أطلق رسائل ايجابية في اتجاه معراب لأول مرة، متجاوزا الخصومة السياسية الحادة بين الطرفين". وفيما تشير المصادر إلى احتمال أن يشهد الأسبوع المقبل تطورا حكوميا ايجابيا، علما أن عددا من المسؤولين قد يمضي فترة الأعياد في الخارج، يبدي مطلعون على كواليس التأليف، تفاؤلا حذراً إزاء ضرب المواعيد الحكومية، ويذكرون في السياق، أن "العقدة الحكومية الأخيرة لا تزال عالقة في بنشعي"، كاشفين عن مساع لترتيب لقاء يجمع باسيل والنائب سليمان فرنجية، في محاولة لايجاد المخارج المناسبة.

من جهتها، ذهبت مصادر المشاركين في مفاوضات التشكيل إلى الجزم عبر "المركزية" أن "حقيبة الاشغال لن تعطى للمردة، ذلك أن تمكّن فرنجية من الحصول على إحدى الحقائب التي يطالب بها، سيكون بمثابة انتصار له ونكسة صريحة للعهد الجديد".

في المقابل، يبدو فرنجية مصراً على حقه في حقيبة وازنة، في مقابل محاولات تهميشه وإقصائه. من جهتها، تلفت المصادر إلى أنه "قد ينال حقيبة غير تلك التي يطالب بها (الطاقة الأشغال، الاتصالات)، وهذا ما يشكل مخرجا مشرفا يحفظ ماء وجه الجميع، والأمور ذاهبة في اتجاه إسناد التربية او الصحة إلى المردة لتلج الأمور باب الحلول". وختمت: المطلوب الدفع في اتجاه ترجمة الايجابية على أرض الواقع، وذلك عن طريق دعوة فرنجية إلى الانفتاح على الرئيس عون، ويقبل بما يعرض عليه. ذلك أن حل هذه العقدة، يجعل الأزمة الحكومية على خط معراب – عين التينة غير ذات شأن، ما قد يسهل التشكيل.

                                                                                                                                                                                                                                                         

قاطيشا: نبارك كلام نصرالله وننتظر الترجمة العملية و"نطالب مَن زجّ بنا في النظارة أن يريح الوزارة قليلا"

المركزية- تبدو الايجابية الكلمة الأنسب لوصف واقع مشهد تأليف الحكومة، على وقع اللقاءات والمشاورات الموسعة التي يجريها المعنيون للخروج بتشكيلة ترضي جميع اللاعبين. إلى هذه الصورة، أتت مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لتضيف مزيدا من التفاؤل، خصوصا في ظل رسائل منفتحة على معراب، بعد اتهامات قواتية تجاه حزب الله بعرقلة التشكيل على خلفية رفض الضاحية التفاهم العوني- القواتي. وتعليقا على خطاب نصرالله، ذكّر مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية وهبه قاطيشا في حديث لـ "المركزية" "كنا نقول إن حزب الله يضع الرئيس بري في الواجهة. وظاهريا، كان خطاب السيد نصرالله على مستوى العهد، والحكومة وقانون الانتخاب. غير أنه لا يعدو كونه كلاما إعلاميا نباركه، لكننا ننتظر ترجمته عمليا". وشدد قاطيشا على أن "العقدة عند الرئيس بري وتيار المردة اللذين يضعان الشروط، في وقت يدافع فيه بري عن المردة والقومي والبعث، علما أن الحكومة لا تحتمل وجود كل هذه القوى".

وعن احتمال تشكيل قريب، أشار إلى أن "كلام الرئيس سعد الحريري من عين التينة أعطى بعضا من الدفع، تماما كما السيد نصرالله. غير أن علينا انتظار ترجمة عملية فعلية. أي نتوقع أن يلين موقفهم بدلا من أن يكونوا في خط الدفاع عن كثير من القوى التي وقفت ضد العهد، وتريد أن تعطى أكثر من حجمها".

وعن استعداد القوات للتنازل عن وزارة الأشغال لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، أكد "أننا أخذنا الحصة التي اتفقنا عليها مع الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية. ولا مشكلة لدينا إن أخذ الآخرون عشرات الوزارات. وموقفنا لا يعني أننا نريد إلغاء أحد. وأذكر أن هذه الحكومة حكومة انتخابات لن تعيش طويلا، ما يفترض أن يسهل الفرقاء تشكيلها وعملها. وبعدما ألغينا لـ25 سنة، نطالب مَن زجّ بنا في النظارة أن يريح الوزارة قليلا".

 

بارود: لادخال "النسبية" في ثقافتنا الانتخابية و"قانون الانتخاب مرتبط بتشكيـل الحكومة"

المركزية- في خضمّ الحديث عن قانون انتخاب عصري، يتطلع الوسط السياسي الى تسوية الدوحة التي جاءت بالتركيبة السياسية نفسها من خلال الابقاء على قانون الستين مع بعض التعديلات، ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم لو يصر الى اقرار قانون جديد بديلا عن "الستين" رغم كل المشاريع التي قدمت ورغم التمديد مرتين لولاية المجلس، القانون الذي يتفق الجميع على اجحافه وعدم صوابية تمثيله، لكن عدم وجود البديل حتم استمراره حتى اليوم. فهل هناك امكانية لاقرار قانون جديد قبل نهاية ولاية المجلس؟ وما هي المهل المتاحة؟

في السياق، لفت الوزير السابق زياد بارود في حديث لـ "المركزية"، الى "أننا حتى الآن لم ندخل في دائرة الخطر، هناك امكانية لوضع قانون جديد اذا تشكلت الحكومة قبل نهاية العام، اذ يبقى للحكومة هامش من شهرين الى ثلاثة لاقرار قانون جديد"، مشيرا الى أن "المجلس الحالي تنتهي ولايته الممددة مرتين في 20 حزيران 2017، وبالتالي يجب أن تجرى الانتخابات قبل ذلك التاريخ الذي يتزامن مع شهر رمضان المبارك، لذلك من المرجح أن نتوجه الى انتخابات نيابية في 21 أيار". وأضاف "وفقا للقانون الحالي 25/2008 المعروف بقانون "الستين"، تبقى المهلة الأهم لدعوة الهيئات الناخبة، بين موعد نشر مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ويوم الانتخاب 90 يوما على الاقل يضاف اليها 10 أيام لتقدم وسائل الاعلام أوراقها لهيئة الاشراف على الحملة الانتخابية، التي يجب أن تشكل قبل ذلك، وبالتالي المهلة الدنيا هي 100 يوم، أي حتى 11 شباط، واذا اجتزنا هذه المهلة من دون اصدار قانون جديد، لا مجال أمام وزير الداخلية والبلديات سوى أن يُعدّ مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة قبل حلول 10 شباط 2017 وفقا لقانون "الستين"، معتبرا أن "المسألة ليست عند الوزير بل السلطة السياسية". وتابع " اذا صدر قانون جديد وأجري تمديد تقني لشهرين أي لغاية أيلول، يصبح هناك مجال كافٍ لاعداد انتخابات بشكل صحيح، شرط ألا تتخطى المهلة شهر أيلول والا يصبح كالتمديدين السابقين غير الدستوريين". وعن رأيه في قانون الستين، اعتبر بارود أنه "جائر على مستوى التمثيل الحقيقي، فالنظام الاكثري اقصائي، ولم ينتج الاستقرار بل التعطيل عشية كل استحقاق سياسي او انتخابي، ولا بد من الذهاب في اتجاه النسبية ان لم تكن كاملة أقله "المختلط"، بذلك نكون أدخلنا "النسبية" في ثقافتنا الانتخابية"، مشيرا الى أن "في بلد مركّب ومتنوّع كلبنان يبقى "النسبي" النظام الاكثر ملاءمة ويسمح بتمثيل اقليات سياسية وهو ما لا يرغب به بعض القوى السياسية الكبرى".

وعن إمكانية اقرار قانون جديد، لفت الى أنه "يعول على كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في خطاب القسم، الذي كان واضحا بموقفه المطالب بقانون جديد للانتخابات قبل الانتخابات المقبلة، كلام مطمئن اذا أقر القانون قبل منتصف شهر شباط، مشيرا الى أن "الامر مرتبط بتشكيل الحكومة، المجلس النيابي يستطيع أن يجتمع ويقر قانونا جديدا لكن القوى السياسية تفضل أن تتشكل حكومة وترسل بالتالي مشروع القانون الى مجلس النواب لإقراره". وختم " البقاء على "الستين"، هدفه منع تمثيل قوى جديدة، لكنني سأخوض المعركة الانتخابية والتفاصيل تأتي لاحقا".

 

قباني: الحلحلة الحكومية بمبادلــــة الحقائب واستذكر شعار الصلح "كل الوظائف لكل الطوائف"

المركزية- يبدو أن حظوظ تشكيل الحكومة قبل الاعياد ارتفعت في الساعات الـ 24 الماضية مع الخطاب الايجابي والمنفتح للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مساء أمس، اضافة الى الأجواء المتفائلة التي حملها الرئيس المكلف سعد الحريري من عين التينة، تطورات بدّلت الصورة في انتطار الحسم النهائي لحقيبتي الاشغال والتربية. وفي السياق، أشار عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد قباني الى ان "تشكيل الحكومة لم يعد بعيداً، والعقد المتبقية تنحصر بحقيبة أو اثنتين ومن المتوقع أن يتم تذليلها وتبصر الحكومة النور قبل عيد الميلاد". ولفت في حديث لـ"المركزية" الى أن "الواضح من مواقف نصر الله المسهّلة لتشكيل الحكومة وزيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى الرئيس نبيه بري، ان لا نية سياسية تمنع تشكيل الحكومة، وبالتالي الحلحلة قريبة ربما عن طريق المبادلة بالحقائب، حيث يتركز البحث حول حقيبتي الاشغال والتربية"، داعيا الى "تغليب القراءة الايجابية على السلبية والتركيز على النصف الممتلئ من الكوب". واعتبر أن "الحقائب ليست ملكا لأي طرف، ومن حق أي فريق أن يطالب بأي حقيبة يريد"، مذكرا بشعار رفعه الرئيس تقي الدين الصلح سنة 1973 عندما شكل حكومته "كل الوظائف لكل الطوائف". وعن علاقات العهد الخارجية، لفت قباني الى أن "الرئيس ميشال عون يتبنى سياسة خارجية متوازنة، سياسة مختلفة عن تلك التي انتهجها عندما كان رئيسا للتيار الوطني الحر، فهو يتصرف كرئيس لكل اللبنانيين". وفي موضوع قانون الانتخاب، شدد على أن "قانون "الستين" ظالم، وفي الامكان التوصل لقانون المختلط الذي يشكل حلا وسطا بين النسبي والاكثري"، مضيفا "على المدى البعيد، الحل الانسب في لبنان في اعتماد نظام المجلسين، مجلس خارج القيد الطائفي، ومجلس شيوخ يمثل الطوائف كما لحظ اتفاق الطائف سنة 1990، وبذلك نتمكن من بناء وطن بدل مجموعة "كانتونات" طائفية".

 

خطة أمنية تواكب الأعياد جنوبا

المركزية- على عادتهما قبيل عيدي الميلاد ورأس السنة، وضع الجيش وقوى الامن الداخلي خطة امنية مشتركة تواكب الاحتفالات جنوبا. وبدأ الجيش بتسيير دوريات في محيط الكنائس والمساجد المنطقة الجنوبية. وفي هذا الاطار، كشف مصدر امني لـ"المركزية" أن "الخطة تشمل وضع نقاط حراسة وحماية حول الكنائس والاديرة وتسيير دوريات في محيطها وعلى الطرقات المؤدية اليها والواقعة في مدينة صيدا وشرقها وداخل المدينة وفي النبطية وصور وصيدا ومرجعيون وحاصبيا لتأمين الاستقرار، خصوصا في ظل الوضع الامني والسياسي اللبناني والاقليمي ومنعاً لأي اعتداء على الكنائس. وكشف ان "وحدات من الجيش وقوى الامن الداخلي ستنتشر ليلة الميلاد وفي يوم العيد امام الكنائس لتوفير الهدوء وحفظ حرية المصلين، إضافة إلى ان دوريات ستسيّر في المدن والبلدات الجنوبية، على ان تبلغ الخطة الامنية ذروتها ليلة الميلاد وصباحه، وتستمر الى نهاية السنة الجارية ضمن المقتضيات الامنية التي تفرضها طبيعة التطورات والاحداث"، موضحا ان الخطة تشمل ايضا "توقيف المطلوبين للقضاء والدولة اللبنانية بموجب مذكرات عدلية وقضائية وخلاصات احكام، إضافة إلى ملاحقة مروّجي ومتعاطي المخدرات ومزوّري العملات اللبنانية والاجنبية".

وشدد على أن "الأجهزة الأمنية وضعت مخيمات النازحين السوريين والمخيمات الفلسطينية لا سيما عين الحلوة، في دائرة الرصد والمراقبة نظراً الى الحساسية الامنية فيها".

 

جابر يتفقد مشروع بناء السـراي الحكومي في النبطية: لا يمكن ان نتخلص من الفراغ الرئاسي لنعيش الحكومي

المركزية- أمل النائب ياسين جابر في الاسراع في تشكيل الحكومة، "لانه لا يمكن ان نتخلص من الفراغ الرئاسي ونعيش فراغا حكوميا". تفقد جابر الاعمال الجارية في بناء السراي الحكومي الجديد في النبطية والتي تقوم مؤسسة "يامن" ببنائها بتمويل من وزارة الاشغال العامة، يرافقه رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جميل جابر، رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل، رئيس جمعية تجار محافظة النبطية الحاج جهاد فايز جابر، رئيس بلدية النبطية الفوقا المهندس ياسر غندور. وكانت المحطة الاولى للنائب جابر والوفد المرافق في مقر مؤسسة يامن حيث شاهدوا شريطا وثائقيا عن عملية بناء السراي، بعد ذلك جال جابر والوفد المرافق على أقسام البناء واستمع من المهندس محمد العيراني عن مراحل عمليات البناء الجارية، واطلع على سير العمل . وفي ختام الجولة قال جابر "هذه السراي ليست لمدينة النبطية او حتى لقضائها، بل هي لمحافظة النبطية، اي لأقضية بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، وكل المنطقة تستفيد منها لانها توفر الكثير لناحية تشتت المؤسسات الرسمية في المحافظة". اضاف "يتم اليوم بناء القسم الاول من المشروع في السراي الجديدة، وسير العمل فيه جيد جدا ونوعية البناء ممتازة وسنعمل على تخصيص موازنة لاستكمال القسم الثاني الذي يتضمن التجهيز النهائي وغيره". وقال "سنسعى جاهدين كنواب كتلة "التنمية والتحرير" مع زملائنا في كتلة "الوفاء للمقاومة" كي تؤّمن الاعتمادات ليرى هذا المشروع النور في القريب العاجل". وردا على سؤال عن تشكيل الحكومة قال " نتمنى ان تبصر الحكومة النور قريبا لاننا نحتاج اليها، فاللبنانيون مصالحهم معطلة، ولبنان كله يناشد القيمين على الموضوع أن يسرعوا في هذه العملية لانه لا يمكن ان نتخلص من الفراغ الرئاسي ونعيش الفراغ الحكومي، فللشعب مصالح كثيرة، وأزمات بحاجة الى معالجة". وفي الختام، وجّه جابر تحية الى "الجيش اللبناني والمؤسسات الامنية كافة، التي يعود لها الفضل في حفظ الاستقرار في البلد، من خلال محاربة الخلايا الارهابية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

29 قتيلا و166 جريحا في تفجيري إسطنبول.. أردوغان: تركيا ستضمد جراحها بنفسها

وكالات/11 كانون الأول/16/أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان، ان العديد من القتلى سقطوا في الإعتداء المزدوج الذي ضرب السبت وسط إسطنبول السياحي. وقال أرودغان: “للأسف، لدينا شهداء وجرحى”، من دون أن يقدم عددا محددا للضحايا، مضيفا: “لقد شهدنا مساء السبت في إسطنبول التجلي الأكثر بشاعة للإرهاب”، مشيرا إلى أن الإعتداءين إستهدفا عناصر الشرطة والمدنيين. وأكد أردوغان أن تركيا ستضمد جراحها بنفسها بعد هذا الهجوم الإرهابي اللاأخلاقي في إسطنبول ، وستعلن الحداد مع أصدقائها الحقيقيين، و”يجب ألا يشكك أحد في أننا سنتوصل إلى هزيمة هذه المنظمات الإرهابية وأولئك الذين يقفون وراءها”. وكانت محصلة رسمية أولية أشارت إلى سقوط نحو 20 جريحا، في حين تحدثت معلومات إعلامية عن سقوط أكثر من 13 قتيلا. ولاحقا أعلنت وزارة الصحة التركية، أن 15 قتيلا و69 جريحا سقطوا في الإعتداء المزدوج في إسطنبول. وصباح الأحد، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان سويلو أن أحد تفجيري إسطنبول نفذ بسيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد، واشار إلى أن محصلة القتلى إرتفعت لتبلغ 29 قتيلا بينهم 27 شرطيا إضافة إلى سقوط 166 جريحا في التفجيرين، لافتا إلى أن 10 أشخاص وُضعوا قيد الإحتجاز إثر الإعتداء المزدوج في إسطنبول.

 

داعش يدخل تدمر مجدداً والنظام ينسحب

دبي - قناة العربية/11 كانون الأول/16/أفادت مصادر المعارضة السورية بورود أنباء عن انسحاب قوات النظام السوري من مدينة تدمر الأثرية بشكل كامل. ويأتي هذا بعدما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم "داعش" تمكن من دخول المدينة رغم التعزيزات التي أرسلها جيش الأسد. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لـ"الحدث"، إن "داعش" هاجم تدمر بعد استقدام متطرفين من العراق وقتل أكثر من 100 عنصر من قوات النظام التي لم تعد تسيطر في تدمر سوى على المطار. كما أشار إلى أن القوات الروسية انسحبت الجمعة من مطار تدمر بعد تقدم التنظيم. من جانبها، ذكرت مصادر من المعارضة أن عناصر التنظيم سيطروا على مستودعات التسليح والثكنات العسكرية لقوات الأسد شمالي غربي المدينة.ويعد هذا الهجوم هو الأشرس منذ أن فقد التنظيم سيطرته على المدينة التاريخية في وقت سابق هذا العام.

 

 سوريا.. مقتل قيادي من داعش بغارة للتحالف في الرقة

السبت 11 ربيع الأول 1438هـ - 10 ديسمبر 2016م/واشنطن - فرانس برس/أسفرت غارة لقوات التحالف على الرقة في سوريا في 26 تشرين الثاني/نوفمبر عن مقتل القيادي الداعشي بوبكر الحكيم، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، السبت. وأوضح متحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس أن الحكيم (33 عاماً)، فرنسي من أصل تونسي، "كان قيادياً في تنظيم داعش من أمد بعيد ولديه علاقات وثيقة بمتطرفين آخرين فرنسيين وتونسيين". وقال إن "مقتله يحرم داعش من قيادي كبير متورط منذ زمن في التخطيط لعمليات خارجية وتدبيرها ويضعف قدراته على شن هجمات إرهابية". وكان معارضون سوريون قد أعلنوا مقتل هذا المتطرف في الثاني من كانون الأول/ديسمبر على حساب على موقع تويتر، إلا أن النبأ لم يؤكد رسمياً. يذكر أن بوبكر الحكيم مولود في باريس ومن رموز التطرف ومعروف لدى الأجهزة الفرنسية لمكافحة الإرهاب منذ 10 سنوات بعد أن حارب في صفوف القاعدة في العراق في 2003 و2004 قبل الانضمام إلى "داعش". كما أنه مشتبه به خصوصاً في اغتيال النائب التونسي المعارض محمد البراهمي في 2013. وحكم عليه في أيار/مايو 2008 في باريس بالسجن سبع سنوات مع النفاذ في ملف شبكة كانت ترسل شباناً باريسيين إلى العراق في العام 2000. وأفرج عنه في كانون الثاني/يناير 2011.

وكان حينها أحد منظمي هذه الشبكة مع "أمير" يدعى فريد بن ياتو. وكانت الشبكة قد جندت شريف كواشي، أحد الشقيقين اللذين نفذا الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في السابع من كانون الثاني/يناير 2015 (12 قتيلاً). ويتساءل المحققون الفرنسيون عن دوره في سلسلة هجمات نفذت في فرنسا منذ 2015، وفق مصدر قريب من التحقيق. أما شقيقته، التي يشتبه بأنها توجهت إلى سوريا مع طفلها في 2015 واعتقلت الثلاثاء، قد خضعت للاستجواب في باريس وأودعت السجن موقتاً، وفق ما أفاد مصدر قضائي فرنسي السبت. كذلك يشتبه المحققون بأنها توجهت إلى سوريا في 2015 مع طفلها المولود في 2010 للوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، وفق مصدر قريب من التحقيق.

 

طهران تهدد لندن لموقفها من الإرهاب الإيراني في الخليج

الأحد 12 ربيع الأول 1438هـ - 11 ديسمبر 2016م/صالح حميد - العربية.نت/بدأت أولى نتائج إعلان رئيسة وزراء بريطانيا حول دعم المملكة المتحدة لدول الخليج العربية لمواجهة الإرهاب الإيراني تأتي ثمارها حيث أطلق مسؤولي النظام في طهران تهديدات ضد بريطانيا، بينما استدعت الخارجية الإيرانية السفير البريطاني لدى طهران للاحتجاج على تصريحات تيريزا ماي. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت، السبت، السفير البريطاني بطهران، نيكولاس برتون، احتجاجاً على تصريحات ماي خلال الكلمة التي القتها في قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث قالت أمام زعماء دول الخليج العربي: "علينا أيضاً أن نعمل معاً للتصدي للأعمال الإقليمية العدوانية لإيران سواء في لبنان أو العراق أو اليمن أو سوريا أو في الخليج ذاته". من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن بلاده أبلغت السفير البريطاني بأنها تعتبر "هذه التصريحات تتناقض مع تطوير العلاقات المعلنة بين طهران ولندن ومن شأنها أن تمس العلاقات بين البلدين أكثر من أي وقت مضى"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية. ولم تتقصر ردة الفعل الإيرانية الغاضبة إلى هذا الحد، حيث قدم السفير الإيراني في لندن مذكرة احتجاج إلى الخارجية البريطانية بسبب مواقف تيريزا ماي من إيران في قمة الخليج التي أنهت أعمالها الأسبوع الماضي في البحرين. كما هدد سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، بريطانيا من مغبة المواجهة مع بلاده. وكتب الجنرال رضائي، وهو القائد السابق للحرس الثوري عبر حسابه على تطبيق "إنستغرام"، أن "الإنجليز يظنون بأن حضورهم في الخليج سينقذ اقتصادهم المتهالك، لكن مواجهتهم مع إيران ستدمر اقتصادهم وسياستهم أيضاً"، وفقاً لوكالة "إيسنا". أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، فقد هدد، الجمعة، الحكومة البريطانية بخفض مستوى العلاقات بين البلدين بسبب إعلان رئيسة الوزراء البريطانية عن تصدي بلادها لأي تصرفات عدائية إيرانية ضد دول الخليج. وقال بروجردي في تصريح لوكالة الأنباء التابعة للتلفزيون الرسمي الإيراني إنه "على بريطانيا ألا تتصرف بطريقة تدفع إيران لخفض العلاقات الدبلوماسية معها".

 

الحكومة الكويتية السادسة: 7 وزراء جدد والابقاء على 5 من العائلة الحاكمة

السبت 10 كانون الأول 2016

وطنية - أصدر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، اليوم، مرسوما بتشكيل الحكومة الكويتية الجديدة، بناء على عرض رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، وضمت:

- صباح خالد الحمد الصباح نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية.

- محمد خالد الحمد الصباح نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع.

- الفريق المهندس خالد الجراح الصباح نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.

- أنس خالد ناصر الصالح نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للمالية.

- محمد عبدالله المبارك الصباح وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء.

- سلمان صباح سالم الحمود الصباح وزيرا للاعلام ووزير دولة لشؤون الشباب.

- هند صبيح براك الصبيح وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل ووزير دولة للشؤون الاقتصادية.

- ياسر حسن ابل وزير دولة لشؤون الاسكان ووزير دولة لشؤون الخدمات.

- جمال منصور عبدالله الحربي وزيرا للصحة.

- خالد ناصر عبدالله الروضان وزيرا للتجارة والصناعة.

- عبد الرحمن عبد الكريم محمد المطوع وزيرا للاشغال العامة.

- عصام عبد المحسن حمد المرزوق وزيرا للنفط ووزيرا للكهرباء والماء.

- الدكتور فالح عبدالله علي العزب وزيرا للعدل ووزير دولة لشؤون مجلس الامة.

- الدكتور محمد عبد اللطيف محمد الفارس وزيرا للتربية ووزيرا للتعليم العالي.

- محمد ناصر عبدالله الجبري وزيرا للاوقاف والشؤون الاسلامية ووزير دولة لشؤون البلدية.

وضمت الحكومة الجديدة، التي تحمل الرقم ستة، سبعة وزراء جددا، مبقية على الوزراء الخمسة المنتمين إلى العائلة الحاكمة، الذين جرى تغيير بعض حقائبهم الوزارية. فتبدلت حقيبة الشيخ محمد خالد الحمد الصباح من الداخلية الى الدفاع، بينما انتقلت حقيبة الداخلية الى الشيخ خالد الجراح الصباح، الذي كان وزير الدفاع في الحكومة السابقة، في حين احتفظ الشيخ صباح خالد الحمد الصباح بوزارة الخارجية، وكذلك احتفظ أنس الصالح بوزارة المالية.

وكانت الحكومة السابقة، قد قدمت استقالتها الشهر الماضي، بعد إجراء الانتخابات التشريعية، وأصدر بعدها أمير البلاد، مرسوما بتكليف رئيس الوزراء المنتهية ولايته تشكيل حكومة جديدة. علما ان النظام السياسي في الكويت لا ينص على وجوب نيل الحكومة ثقة البرلمان.

 

العربي الجديد : عجز دولي أمام الإملاءات الروسية لإفراغ حلب

السبت 10 كانون الأول 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : لا تواجه المساعي الروسية لإخضاع مدينة حلب السورية أي تحرك دولي أو أممي فاعل، في ظل ما يبدو رضوخاً دولياً لمخطط موسكو الهادف إلى إفراغ حلب من المدنيين ومقاتلي فصائل المعارضة على حد سواء. وفي السياق، يبدو أن المفاوضات الروسية الأميركية، التي تشهد اليوم فصلاً جديداً على مستوى الخبراء العسكريين في جنيف، لا تخرج عن محاولة إفراغ حلب ودفع المعارضة لـ"انسحاب طوعي" من المدينة، مع إصرار الروس على المماطلة في هذه المفاوضات واستغلال إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حتى آخر لحظة بانتظار وصول دونالد ترامب وفريقه الجديد إلى البيت الأبيض، وهو ما يجعل البعض لا يعول أيضاً على أي خرق يحققه اجتماع مجموعة أصدقاء سورية الذي يعقد اليوم السبت في فرنسا بمشاركة وزراء خارجية قطر وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة لبحث سبل إيقاف القتل في مدينة حلب السورية.

كما أن الطروحات التي شهدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، خلال مناقشة مشروع قرار لوقف فوري لإطلاق النار غير ملزم أظهرت محدودية قدرة المجتمع الدولي على التأثير أو الضغط على النظام السوري وروسيا ودفعهما إلى وقف الحملة التي تتعرض لها حلب، والتي شهدت منذ ليل الخميس وطوال يوم أمس الجمعة فصلاً دموياً إضافياً في ظل قصف لم يهدأ، أظهر عدم صحة إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن توقف العمليات العسكرية في المدينة. وواصلت طائرات النظام قصف الأحياء الشرقية المحاصرة، بالطائرات الحربية والمروحية. وقال الناشط الإعلامي، عمر العرب لـ"العربي الجديد" إنّ "طائرات النظام المروحية قصفت حيي الجلوم والمغاير المحاصرين، بالبراميل المتفجرة ما أدى إلى مقتل 27 مدنياً، بينهم نازحون من مناطق المواجهات، التي استمرّت طوال ليلة الخميس-الجمعة". وأضاف أن "قوات النظام مدعومة بالمليشيات شنّت محاولات عدة للتقدّم في أحياء الإذاعة، والمعادي، وبستان القصر، والشيخ سعيد وجب الشبلي، ما أدى إلى حدوث اشتباكات عنيفة، قُتل خلالها أكثر من عشرين عنصراً للنظام، وتمّ أسر أربعة آخرين، كما دمّرت المعارضة عربةً ناقلة جند مدرّعة، على جبهة حي جب الشلبي". ونفى الناشط الإعلامي، توقف الهجمات الروسية، على أحياء حلب الشرقية المحاصرة، لافتاً إلى أنها "تعمل على التمهيد أمام مقاتلي النظام ومليشياته، للتقدّم في ما تبقى من الأحياء تحت سيطرة المعارضة".

كما واصلت قوات النظام قصف الأحياء المحاصرة شرقي مدينة حلب بالطائرات والمدفعية، موقعة مزيداً من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وذلك على الرغم من إعلان لافروف عن توقف العمليات العسكرية في المدينة، وهو إعلان سرعان ما تراجع عنه، قائلاً ان العمليات "لم تتوقف تماماً" لكن خفت وتيرتها بغية السماح بخروج المدنيين والجرحى من المدينة. فيما كانت خارجية النظام تقول إن "الحكومة السورية مستعدة لاستئناف الحوار" مع المعارضة "دون تدخّل خارجي أو شروط مسبقة"، بينما كانت القوات المسلحة الروسية، تدعي أن النظام بات يسيطر على 93 في المائة من مساحة حلب.

وفي ظل هذه الأجواء، تستمر معاناة المدنيين، وسط إقرار أممي للمرة الأولى بصحة المعلومات التي كانت تتسرب خلال الأيام الماضية عن فقدان المئات من الرجال بعد خروجهم من شرق حلب باتجاه مناطق خاضعة للنظام السوري، وهو ما أثار طروحات حول إمكانية أن تؤدي الأمم المتحدة دوراً في عمليات خروج المدنيين من المدينة بما يضمن سلامتهم.

وتأتي هذه التطورات في ما تشهد جنيف اليوم السبت مشاورات روسية-أميركية على مستوى الخبراء بشأن أزمة حلب، كما أعلن لافروف خلال مؤتمر صحافي عقده في هامبورغ أمس الجمعة، مشيراً إلى أن واشنطن "رحبت بموقف الجانب الروسي بشأن اقتراحاتها الجديدة حول تسوية الأزمة في حلب، باستثناء ملاحظتين أو 3 ملاحظات". واتهم في الوقت نفسه واشنطن بتغيير موقفها بصورة مستمرة. وقال: "إذا لم يغير الخبراء الأميركيون موقفهم مجدداً، تتوافر عندئذ فرصة لاتفاق على تسوية نهائية للوضع في شرق حلب من خلال مغادرة جميع المقاتلين من دون استثناء". وأضاف أن "كثيراً من الأمور غير مفهومة حول طريقة الولايات المتحدة خلال إجراء مفاوضات تتعلق بسورية". وإذ أكد لافروف أن "القتال في حلب سوف يستمر حتى طرد المسلحين من المدينة"، على حد وصفه، رأى مراقبون أن محادثات جنيف اليوم على مستوى الخبراء لا يعوّل عليها كثيراً لأنه ليس لدى الطرف الروسي ما يقدّمه سوى بحث تفاصيل انسحاب مقاتلي المعارضة بالكامل من شرق حلب، بينما تؤكد فصائل المعارضة في المدينة رفضها الانسحاب.

وفي المقابل، ليس لدى واشنطن ما تضغط به على الروس بعد أن تخلّت عن المعارضة طيلة الفترة الماضية، ولو أن لافروف، ومسؤولين روس آخرين، حاولوا أمس ابتزاز واشنطن على خلفية قرارها رفع القيود المفروضة على توريد الأسلحة إلى سورية. واعتبر لافروف أن هذا القرار سوف يؤثر على الوضع في سورية والمفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة، لكنه لن يؤثر كثيراً على وضع المعارضة شرقي حلب.

وبناء على التوافق الروسي-الأميركي الذي أشار إليه لافروف بشأن حلب، فإن المعطيات تشير إلى أن مفاوضات جنيف اليوم بين الخبراء الأميركيين والروس سوف تركز على تأمين "خروج طوعي" لمقاتلي المعارضة من المدينة المحاصرة، وذلك تحت الضغط العسكري المتواصل.

وتعليقاً على هذا الأمر، قال عضو المكتب السياسي في "الجبهة الشامية"، أبو اليسر، لـ"العربي الجديد": "لا نثق مطلقاً بروسيا فقد أفشلت سابقاً المحادثات التي جرت على مدى أسبوعين برعاية تركية في أنقرة، وكانت تحاول من خلالها إلهاء الفصائل عن التقدّم في الأحياء المحاصرة"، مشيراً إلى أن "المعارضة تقدّمت بمبادرة تبنّتها تركيا وبعض الدول الأوروبية من أجل إخراج الجرحى والمدنيين، لكن روسيا احتالت عليها بطرح هدنة من جانبها، ولم تلتزم بها". وأكد القيادي في المعارضة أن "موسكو تريد بمفاوضاتها الحالية مع الأميركيين، احتلال حلب وتفريغها من كل من يعارض رأس النظام، لكننا نرفض القبول بأي مخرجات تقضي بإفراغ المدينة من غير المدنيين، ومقاتلونا صابرون ثابتون في الجبهات حتى آخر نقطة دم".

 

"واشنطن بوست": روسيا ساعدت في فوز ترامب

المركزية- ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن تقييماً سرياً لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) كشف أن "روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة لمساعدة دونالد ترامب على الفوز فيها". ويأتي مقال الصحيفة التي أكدت أنها نقلت هذه المعلومات عن مسؤولين اطلعوا على التقرير، بينما أمر الرئيس باراك أوباما "إجراء تقييم كامل لعمليات القرصنة المعلوماتية التي جرت خلال الحملة الانتخابية بعد تساؤلات عن طبيعة تدخلات موسكو في الاقتراع".

 

تايمز" تركيا تخرق الناتو في عقر داره

المركزية- لفتت صحيفة "تايمز" البريطانية الى أن "تركيا تقوم باستبدال ضباط عسكريين موالين للغرب في مناصب دبلوماسية في أوروبا وحلف شمالي الأطلسي "ناتو"، بآخرين متشددين ومؤيدين للنهج الروسي". وأوضحت الصحيفة أن "ذلك جاء في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، والتي اثارت مخاوف لدى الأتراك من أن قدرة حلف "الناتو" على الفعل بدت ضعيفة، الأمر الذي يصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مؤكدة أن "ضباطا أتراك أعفوا أخيراً من مناصب مهمة في "الناتو" كتبوا إلى كيرتس سكاباروتي القائد الأعلى لقوات الحلف، محذرين من صعود "وطنيين متطرفين" في الجيش التركي".

 

هــل سـقوط حــلب يمنع تقســيم ســوريا؟ و"طائف سوري" وبعض "الروتوش" على سايكس بيكو

المركزية- اما وقد سقطت حلب ثاني كبرى المدن السورية عسكرياً بيد النظام وحلفائه الروس والايرانيين و"حزب الله" وباتوا يسيطرون على اكثر من ثلثي الاحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة التي انهارت "كأحجار الدومينو"، بعدما فشل "ثنائي المفاوضات" وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري في التوصل إلى وقف للنار في حلب بعد اجتماعين غير رسميين مقتضبين في هامبورغ على هامش لقاء دولي، على رغم اعلان لافروف امس ان "خبراء من روسيا واميركا سيجتمعون في جنيف السبت للبحث في وضع حلب، وان القوات النظامية السورية جمّدت هجومها وسط انباء تحدثت عن تجديد محاولاتها التقدم في عمق الأحياء الشرقية"، يبقى السؤال الاساسي: ماذا بعد حلب التي وبحسب الرئيس السوري بشار الاسد في تصريحه امس "ستغيّر مجرى المعركة كلياً في سوريا وستعني فشل المشروع الخارجي"؟ ولماذا سقطت اكبر المدن السنّية على مرأى دول اقليمية وخارجية "تدّعي" دعمها للمعارضة السورية من دون ان تقدّم ولو مساعدة عسكرية بسيطة لفصائلها كي تصمد اكثر بدل اكتفائها بالتنديد علناً بما يجري في حلب و"التباري" في تقديم المساعدات الانسانية لمن فرّوا منها هرباً من القصف؟

مصادر مُطلعة على مسار الحرب في سوريا شرحت لـ"المركزية" ان "سقوط حلب يمنع تقسيم سوريا"، كيف؟ "النظام السوري المدعوم جواً "بالسوخوي" الروسي وبراً بالايرانيين و"حزب الله" وسّع بيكار سيطرته في سوريا. فالى جانب دمشق استرجع حلب الى معسكره وقطع الطريق امام "داعش" التي كانت تريد ضمّ المدينة الى عاصمتها الرقّة، والمقاتلين الاكراد من إقامة دولتهم الكردية التي تضمّ شمال حلب، ما يعني ان اي "مخطط" لاستقلال ذاتي سيُدفن في مهده سواء كان كردياً، علوياً او حتى سنّياً، لان وحدة سوريا هي الاساس والنقطة التي تُجمع عليها الدول كافة مهما اختلفت على تفاصيل الازمة"، تُجيب المصادر التي تلفت الى ان "المشاورات الدولية المكثّفة تتركّز حول فكرة اساسية: المحافظة على حدود سايكس بيكو وعدم اللعب بها مع إدخال بعض "الروتوش" الى مضمون الاتفاق التاريخي من دون المسّ بالحدود القائمة حالياً".

وبالعودة الى انتصار النظام وحلفائه فإن "المعركة بحسب المصادر "عزّزت موقع الرئيس الاسد في المعادلة السورية، لكنه حتماً لن يكون شريكاً في صُنع السلام وانما تحديد "مصيره" سيكون من ضمن العملية السياسية الانتقالية"، واوضحت ان "اي حلّ للازمة سيكون في سياق "طائف سوري" جديد على شاكلة طائف لبنان الذي انهى الحرب وفتح باب المشاركة في السلطة لمكوّنات لم يكن يُحسب لها حساب في تركيبة الحُكم".

وتشدد المصادر على "اهمية ان تكون معركة حلب "عبرة" للمعارضة كي تتوحّد فصائلها والا تبقى مشرذمة تتقاتل على قارعة طريق سوريا، فيما النظام وحلفاؤه يستفيدون من نقطة ضعفها هذه لتوجيه الضربة تلو الاخرى اليها". وعن الادارة الاميركية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب التي ورثت "تركة" ثقيلة من الادارة السابقة في التخحلي عن الميدان السوري لروسيا، تعوّل المصادر على "قراءة "ترامبية" للواقع السوري مختلفة تماماً عن "الاوبامية"، فالرئيس الجمهوري وبحكم العلاقة التي تربطه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيسعى الى عقد صفقة مع بوتين تتضمن حلاً سياسياً "مقبولاً" للازمة يتضمّن تراجعاً لنفوذ إيران وترتيبات ترضي تركيا ودولاً عربية بعيداً من "حكم الاقليات" الذي كانت ادارة الرئيس اوباما تؤمن به وتريد تعزيزه في تركيا مع الكيان الكردي وكانت ستستمر به المرشّحة هيلاري كلينتون لو فازت برئاسة اميركا".

 

علاوي: تنامي التطرف في العراق سببه تدخلات إيران السافرة

 السياسة الكويتية/11 كانون الأول/16/طالب نائب الرئيس العراقي أياد علاوي الإدارة الأميركية بتعزيز الأمن الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، من خلال دعم التوازن السياسي في المنطقة وضبط الملف النووي الإيراني.وعبّر علاوي ، في كلمة له خلال “حوار المنامة”، عن مخاوفه على الأمن الإقليمي العربي، بعد أن قامت إيران بالتغلغل في العراق منذ العام 2010 عندما قررت من سيفوز في الإنتخابات، وهو ما كان له تأثير كبير على إدارة البلاد، مشيراً إلى أن التدخلات الإيرانية لم تقتصر على العراق ، فهناك تدخلات واضحة في كل من سوريا واليمن وحتى البحرين ودول الخليج العربية. وأعرب علاوي عن أسفه للأوضاع في العراق ، مًرجعاً سبب تنامي الطائفية والتطرف إلى التدخل الإيراني السافر ،الذي وصفه بـ”الجرثومة”، في ظل تدمير مؤسسات الدولة ، خصوصاً الجيش ، أثناء فترة الوجود الأميركي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

12 كانون الأول.. الوعد يتجدّد مع قَسَم جبران

علي الحسيني/المستقبل/11 كانون الأول/16

«نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحدين، إلى أبد الآبدين، دفاعاً عن لبنان العظيم«. هو قَسَم للشهيد الراحل النائب جبران تويني، هو قَسَم ما زالت تُسمع أصداؤه وتتردد على ألسنة اللبنانيين ويحتل المساحة الاكبر في الاعلام اللبناني وفي ضمير الأحرار. قَسَم كانت له تداعيات في نفوس الاجرام التي انهارت بسرعة البرق بفعل كلمات القسم وإرتداداته الايجابية في داخل التواقين الى الحرية والعيش بكرامة. اليوم وبعد احد عشر عاماً على الاستشهاد، ما زال اللبنانيون يستذكرون كلمات القَسَم ووقعه ويعيشون لحظات الانتصار على جلاّد أُخرج مدحوراً، مذلولاً، قبل أن يعود على هيئة الإجرام نفسها التي كان عليها، مُبتكراً لنفسه طُرقاً متعددة من الإجرام. بعد استشهاد صاحب الكلمة الحرة والموقف الجريء جبران تويني بعامين، وفي التاريخ نفسه، دوى انفجار عبوة ناسفة أودت بحياة اللواء فرانسوا الحاج قائد العمليات في الجيش اللبناني وأحد أبرز وجوه التصدي للإرهاب في معارك مخيم «نهر البارد«. في ذلك التاريخ، اجتمعت ظروف الاغتيالين، فجاءت مُتشابهة من حيث الشكل والمضمون. عبوة ناسفة مركونة إلى جانب الطريق، المُستهدف أيضاً رجل قاوم الإرهاب بعقله وسلاحه وحصره في بقعة ضيّقة تُشبه إجرام المُعتدي، لكن النيّة المُبيتة كانت له بالمرصاد، فكان ان انضم الى كوكبة من الشهداء الذين رسموا بدمائهم، خريطة لبنان الحرّ السيّد المُستقّل. الثاني عشر من كانون الأوّل العام 2005، لم يكن يوماً عاديّاً في تاريخ لبنان ولا في حياة اللبنانيين، ففي ذلك اليوم كان لبنان على موعد للمرة الخامسة مع الاغتيال، بعد الرئيس رفيق الحريري والوزير باسل فليحان والصحافي سمير قصير و»أب المقاومة اللبنانية الوطنية» جورج حاوي من دون إغفال محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، ليقع الدور هذه المرّة على النائب والصحافي المتميّز جبران تويني بواسطة سيارة مفخخة جرى تفجيرها من بُعد لحظة مرور سيارته في منطقة «المكلّس»، لتضع حداً لحياة صاحب قلم عُرف بجرأته وأحد أبرز الوجوه المعارضة للوجود العسكري والأمني السوري في لبنان والهيمنة عليه.

جبران الحلم، كان يُشبه لبنان بعنفوانه. كان حُرّاً من الداخل رغم السجن الكبير الذي كان يلف وطنه. حلم مثل كل اللبنانيين بوجود دولة لبنانية سيادية لها حدود يحميها جيش وقوى أمنية. كان يقترب من هذا الحلم احياناً ويبتعد عنه أحياناً اخرى، لأسباب كانت تتعلق بالواقع المُخيف الذي كان يُهيمن على البلد ويأسره. لكن إيمان جبران وإصراره على العبور إلى الدولة مع رفاقه في مهنة الكلمة الحرة والنضال السياسي وإيمانه باللبناني الآخر حتّى لو شذّ عن القاعدة الوطنية في لحظة ضعف، جعله يؤكد ذات يوم «أن هذا البلد لا يحكم ولا يعيش الا بتوافق أبنائه، وإن حصل أن خرج أحدهم عن مشورة البقية فعلينا ان نعيده الى حظيرة الوطن التي تجمعنا من دون تفرقة«. نعم هذا هو جبران وهذا هو حلمه وهذا عهده وقسمه، واللبنانيون هم الذين حقّقوا حلمه وحلم الاجيال ولو جزئيّاً من خلال التوافق وتوحيد الإرادة.

جبران تويني الحر في كلمته وحياته، حمل قضية وطنه مثلما يمتشق الثوّار بنادقهم. سأل عن كل المعتقلين في السجون السورية والإسرائيلية ولم يُميّز بين اسم وآخر. حمل قضايا شعبه وترجمها حبرا على ورق صحيفته، فكان مفعولها أمضى من مفعول السلاح. ولأنه من هذه الطينة ومن هذه الهامة التي تُشبه عطر قلمه، فقد تناول الصحافي جان بيار بيران من «ليبراسيون» قضية جبران الشهيد والإنسان، فقال يومها: « في لبنان لم تُذكر أسماء من عُذّب أو اعتقل أو قُتل أثناء الاحتلال السوري واثناء كل الحروب التي مرت»، متوجهاً الى اللبنانيين بالقول: «إذا لم تعترفوا بما حصل ولم تتذكروا فلن يكون لديكم ذاكرة وسيعيد التاريخ نفسه«. ومن المعروف أن جُبران كان واجه قبل اغتياله، تهديدات كثيرة لكنه واجهها بقليل من المُبالاة وكثير من الإيمان. ونقل عنه قوله انه «ما ان يتخذ المرء القرار بأن يُصبح صحافياً في هذه المنطقة، عليه أن يدرك أن ذلك قد يؤدي الى مقتله او اغتياله»، لكنه أعلن صراحة وفي اكثر من مناسبة بحسب المقربين منه، أن «السوريين يريدون قتلي«.

يوم استشهاد جبران كانت لوالده الراحل الصحافي الكبير غسان تويني، كلمات مؤثرة قال في جزء منها «ادعو اليوم لا إلى انتقام ولا إلى حقد، بل إلى أن ندفن مع جبران الأحقاد والكلام الخلافي، وأن ننادي بصوت واحد ذاك القسم في ساحة الشهداء يوم انتفاضة 2005 التي ذهب ضحيتها«. أمّا في وقائع شهادته، فان دماء جُبران لم تذهب هدراً ولا سدى، فقد كان تاريخ استشهاده، عنواناً ليوم شهدت فيه المحكمة الدولية ولادتها نظريّاً ومع حلول ذكراه الخامسة، كان موعد صدور القرار الظني الخاص والمتعلق بـ»جريمة العصر»، جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فكان أن طُبع لبنان في صفحات تاريخ الثورات والتغيير، الثورة على الظلم والقتل والاستبداد، وتغيير لطالما انتظر الشعب اللبناني أن يُصبح حقيقة ملموسة يعيشها في حياته اليومية، فكان أن ترجمت الثورة والتغيير بعبارة واحدة هي «الحريّة» التي انطلقت من ساحة الحريّة.

 

فرنسوا الحاج. «قاهر» الإرهاب.. و«الخطوط الحمراء»

ع.ح/المستقبل/11 كانون الأول/16

الثاني عشر من كانون الأوّل العام 2007، كان الوطن على موعد مع خسارة جديدة، خسارة لواء يُشبه عنفوان الوطن وأحد اعمدة جيشه وخيرة ضبّاطه. فرنسوا الحاج، اسم سوف يُردده التاريخ العسكري والمدني كلما أطلّ الإرهاب برأسه من خارج الحدود ومن داخله. ضابط طُبع اسمه في ساحات الشرف وعُرف بإبتكاراته العسكرية وتكتيك الحروب ضد العصابات الإرهابية، فكان أن انتصر عليها بعدما حوّل البارود إلى كتل من النار التفّت حول رقاب العصابات وأرغمتهم على الاستسلام، رغم التكلفة الباهظة التي دفعها يومها الجيش في ملحمة «نهر البارد«.

في ذاك اليوم، أراد أعداء الوطن العودة به إلى زمن التقاتل والإغتيالات، فكانت المؤسسة العسكرية هذه المرّة هدفهم. فرنسوا الحاج، أول ضابط في تاريخ الجيش اللبناني يُغتال عن طريق تفجير عبوة من بعد، لكن عملية الإغتيال بحد ذاتها لم تكن منفصلة على الإطلاق عن مسلسل اغتيالات استهدف خيرة رجالات الوطن من سياسيين وعسكريين وأمنيين. لم يعرف اللواء الشهيد التراجع خلال معركة «نهر البارد» ولم يقف يومها عند الخطوط الحمراء التي حاول البعض رسمها على طريق «جلجلة» الجيش. وحّد عناصره ضمن عقيدة ثابتة وراية واحدة رغم حالات الإنقسام التي حاولت بعض الجهات زرعها بين الشعب الواحد، شعب قرّر أن يتناسى خصوماته وصراعاته الداخلية والوقوف قلباً واحداً إلى جانب جنود روت دماؤهم نهراً بارداً وبحراً يلفّه من أكثر من جهة لفظت أمواجه جثث الإرهابيين حتّى لا تلوّث ماءه الذي تعمّد بدماء أبناء الوطن.

خلال معركة «نهر البارد» كان اللواء الحاج مديراً للعمليات في الجيش اللبناني وكان المرشح الأبرز لخلافة قائد الجيش في منصبه بعد انتخابه رئيساً للجمهورية. قاتل الإرهاب، فأغلق الستارة على عصابة «فتح الإسلام» بقيادة شاكر العبسي التي اعتدت على عناصر الجيش وارتكبت مجزرة بحق عدد من عناصره غدراً. وكانت سبقتها بتنفيذ سلسلة من التفجيرات من بينها تفجير «عين علق»، ومع هذا خرج يومها من يطعن بمصداقية الجيش بأن هناك من افتعل هذه المعركة ليزجّ الجيش في معارك أكبر منه، ويومها تحديدا خرجت «الخطوط الحمراء» بالتزامن مع سقوط مجموعة من الشهداء في الجيش.

من المعروف ان اللواء الحاج، كان من أبرز المتحمسين لتطبيق سيادة الدولة على كامل أراضيها، وكان من أبرز المشجعين لتثبيت القرار 1701 بعد حرب تموز، والمطالب الأبرز بعملية ضبط الحدود البريّة بين لبنان وسوريا، وهو الذي باشر في الإعداد لإقامة العديد من المراكز الحدودية عند طول خط الحدود المتصلة من عكار إلى البقاعين الشمالي والأوسط، وهو أبرز القائلين بأن المعركة مع الإرهاب طويلة ولن تنتهي بين ليلة وأخرى حتى لو انتهت معركة «نهر البارد«.

لقد أراد قتلة اللواء الحاج من خلال اغتياله، ضرب الروح الاستقلالية التي كان يزرعها في كل يوم داخل عناصر الجيش، المؤسسة التي استرجعت يومها هيبتها كقوّة عسكرية أساسية قادرة على فرض الأمن والإستقرار من دون مساعدة أو منّة من أحد. هنا يعود الجميع بالذاكرة إلى كلام سابق كان قد ادلى به الباحث بول سالم في احدى المقابلات حيث قال «إن اغتيال فرنسوا الحاج يحمل إلى حدّ ما رسالة للعماد ميشال سليمان يومها، مفادها الآتي: حتى لو أصبحت رئيساً، لا تظنّ أنّك ستفعل أيّ شيء». ومن يريد استعادة ذلك التاريخ، عليه بالعودة إلى مضمون المؤتمر الصحافي الذي عقده الشهيد اللواء الحاج بعد إنتهاء معارك «نهر البارد» والتفاصيل التي أفردها حول حريّة تنقلات أفراد عصابة «العبسي» في لبنان والطريقة المبهمة التي اختفى بها زعيمها.

في ذلك اليوم، يوم وداع عميده قبل أن تُتوّجه الشهادة برتبة لواء، تأهّب الجيش وتماسك العسكريون رغم الانكسار الذي كشفته عيونهم المغرورقة بالدموع، ليودعوا ضابطاً كبيراً عرفه معظمهم عن قرب وخبروا حلو الحياة العسكرية ومرها برفقته. ومع إطلالة نعش الشهيد ومرافقه خير الله هدوان من على مدخل المستشفى العسكري علت الصرخة، التي تحولت يومها إلى عنوان، «الله معك يا بطل«. فرنسوا الحاج، ابن مؤسسة لعبت دوراً أساسياً في الخروج من تحت نير الوصاية السورية، والتأكيد أن لبنان قادر أن يحكم نفسه بنفسه، وأن المؤسسة العسكرية ضمانة لكل المؤسسات الأخرى ولجميع اللبنانيين. تصرّف الجيش بما يليق بلبنان واللبنانيين وحال دون أي صدام في الشارع اضافة الى أنه وقف موقفاً تاريخياً في الرابع عشر من آذار 2005 عندما خرج اللبنانيون إلى الشارع وأظهروا للعالم أن المطلوب فقط إنهاء الوجود العسكري السوري في لبنان وتثبيت سيادة لبنان الدولة والمؤسسات.

                                                                                 

انتم العابرون.. وفيروز الباقية

بول شاوول/المستقبل/11 كانون الأول/16

أن يبني «حزب الله« دويلته الكانتونية الانعزالية عن الدولة والبلد، ويرسم حدودها الجغرافية «المقدسة» ويفرض على سكانها (يسميهم بيئته: أي ملكيته بدمهم ومصيرهم) أنماطاً اجتماعية تقتلعهم من جذورهم، ومحرمات «منقولة» عن إيران، فهذا فادح. وكأن يمنعَ تقاليد الفرح في الأعراس (وكأنها مآتم وحِداد) والغناء، فهذا رهيب. اما ان يُوسّع «مملكته» بدساتيرها القرونِ الوسطية التي تذكرنا بمحاكم التفتيش، على الجامعة اللبنانية الوطنية فهذا لا يقل فظاعة. كأنما عملية داعشية مستنسخة، لهذا الصرح الحامل تاريخاً ناصعاً من النضالات الديموقراطية والنقابية والثقافية والحداثية والابداعية.

وما إن عدتُ من تونس الرائعة المكللة بربيعها الديموقراطي حيث تملأ الشوارع يومياً حفلات الرقص والهيصات والفرح والتظاهرات المطلبية السلمية، حتى صفعنا خبر لا يصدق لولا وجود هذا الحزب الإيراني المزروع كشوكة مسمومة في خاصرة لبنان: قرر فرع الاتحاد في الجامعة اللبنانية السماح بالاحتفال بذكرى الطالب الراحل محمد حمادة، ببث أغانٍ لفيروز (لأن الراحل كان من عشاق صوتها)، لكن «التعبئة التربوية« الميليشيوية التابعة للحزب (كسرايا باللباس المدني) منعت الغناء... ممنوع الغناء ولو كانت فيروز، إذاً منع هؤلاء ربما بتكليف شرعي» صوت فيروز من الجامعة اللبنانية. وكأنه «عورة» أو فيروس جاعلين من ذلك الصرح الكبير امتداداً للدويلة. (هذا ما حصل في كثير من الحالات في الضاحية والجنوب) الخاضعة للقوانين والدساتير المقتبسة من «امبراطورية» ولاية الفقيه. وما الفارق، هنا، بين «داعش» (صنيعة النظام السوري وإيران واسرائيل)، وبين هؤلاء. فداعش فرض «آياته» على السكان الذين غزاهم، وسبى النساء وباعهن في سوق الرقيق، أو قام أفراده باغتصابهن، لأنهن مجرد نساء وكأنه يطبق الشريعة الالهية بحقهن! وما الفارق كذلك بين «داعش« وبينهم، الذي حطم ما سماه الأنصاب من تماثيل، ومساجد وكنائس؟ ما الفارق إذاً بين تنظيم ارهابي يمنع الموسيقى والغناء لأنها من «رجس الشيطان» (اليهود أيضاً حرموا الموسيقى وحطموا الأوثان!»). وحزب «لبناني» جهادي يطبق «الشريعة» متجاوزاً «الدستور» اللبناني ويحرم الغناء والفنون والرقص؟ لا شيء سوى ان «داعش« هو الضمير المعلن لضمير الحزب المستتر. وإذا عرفنا ان الحزب «يتشدّق» (ضلالاً) بضرورة احترام الدستور والقوانين وهو يشارك بنواب في البرلمان والحكومات واللجان، نفهم مدى عدم جديته باحترام الدولة وشرائعها: الشريعة المستوردة تحل محل الشرعية. فكأنه يقول «لكم دولتكم ولي امبراطوريتي« بهذا المنطق يمارس الحزب سلطته «المطلقة» على «بيئته» وينتهك عاداتها وجذورها وتقاليدها. وبالمنطق ذاته، يستبيح الجامعة الوطنية وحرمها وبنيتها. فاذا كانت الجغرافية (الحدث) مجاورة (لكانتونه) فلمَ لا يضمها اليه ليفصلها في الوقت ذاته عن قوانينها وقواعدها ويجعلها مرآة لشريعته الشعبوية الفوضوية.

[ البناء الجامعي

لكن نسي الحزب ان البناء الجامعي الموحد (الذي صادره بسراياه ورعاعه) كان من أولويات مطالب الحركة الطالبية في السبعينات وكذلك الكليات التطبيقية... التي ناضلت بشراسة من أجل تحقيقها بتظاهرات واعتصامات إلى ان حقق الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذا المطلب بإنشاء صرح مركزي موحد في منطقة الحدث ليكون مساحة حية للوحدة الوطنية والتفاعل الاجتماعي والمناخات الأكاديمية العلمية المطلوبة، وحافزاً للانفتاح والابداع وحيزاً كبيراً للانتماء الوطني، ذلك لأن الحريري عرف جيداً معاني وجود جامعة لبنانية – وطنية، انها تجمع (ولا تفرق) كل طلاب العلم، في بوتقة تحرسها الحرية ويحميها التعاطي التربوي بين الطلاب ، فهي جامعة، أي مكان لمحو الحدود السياسية والأيديولوجية والمذهبية بين طلابها والأساتذة؛ وهي لبنانية فلا تفرق بين مواطن وآخر وتعكس مختلف أشكال التعددية، واساليبها، سواء في المعالجات الأكاديمية أو الوسائل التعليمية، تحت سقف الانتماء إلى لبنان، والتطور والتقدم والقيم الابداعية والحضارية. وعرف الحريري ما معنى «وطنية»: أي تكوين عقول ونفوس تشكل بشبابها مستقبل الوطن، بمختلف الميادين والسُبُل....

[ الأصم

لكن الحزب بأيديولوجيته الصماء، العمياء، فَهِمَ العكس، تماماً كما فهم معنى الجمهورية والنظام والسلطة والقانون والمؤسسات. وكما انتهك بيروت والجبل بغزوته الشارونية الهمجية وأذل الناس وأحرق تلفزيون «المستقبل» (علق على جدرانه صور بشار الأسد!) وكذلك جريدة «المستقبل» ضارباً بعرض الحائط كل ما يمت إلى المؤسسات الشرعية بصلة، وكل ما يتصل بكرامة اللبنانيين بهدف تعميق الانقسام في البلد، ها هو وبالذهنية ذاتها، يغزو الجامعة اللبنانية باعتبارها مؤسسة رسمية، بلا احترام لقيمها ولا تعدد انتماء طلابها ولا قدسية حرمها بهدف شرعنة تفتيتها وانتزاعها من جذورها الوطنية واللبنانية والتعليمية. فهو لا يريدها لا جامعة ولا معهداً ولا كلية، مؤسسة على الانفتاح والتقدم والابداع (وهي من أصول الانتماء وفروعه) بل يريدها مركزاً «حزبياً» من مراكزه، وكتلة مغلقة يتلاعب بها ليفصلها عن دورها وعن أهدافها وعن لبنان بالذات. ويكفي أن يسمي الحزب احدى «بدائعه» «التعبئة التربوية» لنتأكد من ان فهمه لجامعته هو فهم ميليشيوي – عسكري – فئوي، لكن بم هم معَبّأون: بالفراغ والعنف والتعصب تماماً كما رباهم حزبهم في معسكراته وجحُوره. تعبئة ماذا في الجامعة اللبنانية: مغسولو الأدمغة يعبئون فراغهم باللاشيء. أجاؤوا إلى الجامعة اللبنانية ليتعملوا، ويتثقفوا ليخدموا مجتمعهم أم ليعطلوا التعلم والتعليم، ويتفوقوا في ثقافة التخريب والكراهية؟ اجاؤوا حقاً لنيل شهادات في الاختصاصات كالأدب والطب والهندسة... والعلوم ام لنيل «شهادة انتماء حزبي» . أجاؤوا يتعلمون لخدمة وطنهم أم لتدميره، لتوسيع آفاقهم أم لتضييقها؟ انهم بكل بساطة «عسكر» الحزب أي مشروع حروب فتنوية في لبنان وابعد منه، او كائنات ترهيبية ليس لها سوى الغاء ما لا يتفق معها حتى التخريب والمصادرة والمنع... ولم لا القتل. ونظن ان منع أغاني فيروز في «الحديقة الخلفية» للحزب (اي الجامعة) كأنه اعلان ما يمارسه الحزب أو سيمارسه. أترى هل صحيح ان هذا التنظيم الإيراني من الممكن أن يكون حذف من البرامج بعض اساطين الفلسفة العربية كابن رشد وابن خلدون والفارابي وصولاً إلى ابن سينا، لكي لا ننسى رواد الفكر العربي والابداع في القرن العشرين كطه حسين ونجيب محفوظ وقاسم أمين وأمين الريحاني والافغاني ومحمد عبده وصولاً إلى سارتر وكامو وماركس وزكي نجيب محفوظ... من دون أن يغيب عن بالنا شعراء عرب قدامى كأبي نواس، والمتنبي، وحديثين كالياس أبو شبكة، وجبران خليل جبران، وأحمد فارس الشدياق، وميخائيل نعيمة (بمرداده) وحتى سعيد عقل! ولمَ لا منع تدريس مادة الموسيقى (أو الرقص) والفن، ساعياً إلى محو هذا الإرث اللبناني العربي العالمي... إذاً قد يعمد هذا الحزب إلى تصحير الجامعة الوطنية وعزلها، وخنقها، وتشويهها، والاستيلاء عليها كلها!

[ تدمير مميزات لبنان

إن هذه الممارسات التي لا نرى منها سوى رأس جبل الجليد، تسعى بخطط مشغولة ودائبة إلى تدمير كل ما يميز لبنان، بل وكل ما صنع من لبنان «منارة الشرق» ولؤلؤته، بل كل ما جعله ملجأ للهاربين من طغيان الأنظمة، كحافظ الأسد ووليده، وصدام حسين، ومعمر القذافي، وعلي صالح... إنها حلقات متتالية، تتجاوز لبنان إلى أرومته العربية، وإرثه العربي، من الجاهلية حتى اليوم. وهذه بالذات ميزة الحزب عن سواه من الأحزاب الميليشيوية السابقة، التي وإن فرضت بالسلاح الفئوي جغرافيات وتقسيمات وإدارات محلية، إلا أنها لم تمس (عموماً) القيم الإبداعية والثقافية والتاريخية. فلا «حركة أمل» خطر ببالها أن تمنع فيروز (لأن هذه الحركة في النهاية لبنانية - عربية، –حزب الله فارسي)، ولا الوصاية السورية، والفلسطينية، ولا الليبية، ولا العراقية أقدمت على مثل هذه الخطوة. وحدها إسرائيل (قبل الحزب) هاجمت فيروز بشراسة ودناءة، بعد أن غنّت القدس، و»راجعون»، و»الآن الآن وليس غداً«...

لكن نظن أن عند الحزب أسباباً أخرى عديدة تفسّر مواقفه. فهو يعرف مدى تأثير أغانيها في لبنان وبلاد العرب والعالم. ثم هي غنّت لبنان بأجمل ما عندها، والحزب لا «يستهضم» لبنان لا قليلاً ولا كثيراً. وفيروز صوت جامع (كالجامعة اللبنانية)، وإجماعي، وهذا يؤثر على خططه الفتنوية والتقسيمية، وفيرز غنّت «مكة» (حلفاء الحزب الحوثيون قصفوها)، والمدن العربية، وهو يكره كل ما هو عربي، باعتباره اعتنق «الفارسية». وفيروز غنّت الجمال، والحزب يخافه. وأنشدت الحرية، والحزب عدوّها، ونشرت «الفرح» وهذا يعكّر مزاج الحزب، وصدحت بالحياة، والحزب ملتزم بثقافة الموت والجنازات والتأبينات. ثم إن فيروز «أيقونة» من أيقونات لبنان والعرب والعالم، والحزب يعمل على تشويه أو تدمير كل ما هو «أيقوني» لبناني – عربي لأنه وفيّ «لأيقونات» العنف، والقتل، والدم (سليماني، الجعفري، بوتين، خامنئي، بشار الأسد!). ثم لا ننسى أن في أغاني فيروز نبرة التمرّد، والمقاومة، التي سمعنا في أغانيها، ومسرحياتها وأفلامها. فهي كانت «رمز» مقاومة الاحتلال العثماني في فيلم «سفر برلك»، وهذا يعني أن صوتها قادر على «تعبئة» (بالإذن من فرق الحزب اللاتربوية) النفوس ضد كل احتلال أو وصاية.

[ الصوت

فهذا الصوت، هو بجماله وعنفه وحنانه وعروبته ولبنانيته وعالميته، نقيضه، بل يفضح انعزاليته، وتبعيته.

إذاً فلنعلن على الملأ اكتشافنا خطورة هذا الصوت وما يلحق بنا من ضرر، وعبره نجاهر بعدائنا، عبر «التعبئة التربوية» بالعداء لهذه البدعة المارقة التي تتجسد في الموسيقى والغناء والتلحين، وتالياً لكل من يمارسها خصوصاً في لبنان (تيمناً بإيران)، كوديع الصافي، والرحابنة، وزكي ناصيف، ونصري شمس الدين، وصباح... فهؤلاء غنوا «لبنانهم الوهمي» الذي لم يكن موجوداً على الخريطة قبل حزبنا (القول لمحمد رعد). فكل هذا التراث ليس من تراثنا، ولا من بلدنا (إيران) ولا من أيديولوجيتنا (ولاية الفقيه). فهؤلاء كلهم لا يختلفون عن الفلاسفة والكتّاب والفنانين والشعراء العلمانيين، أو الوطنيين أو المتمسكين بحب هذا البلد الذي جعلوه أسطورة... وهو كذبة!!

ونذّكر حزب الجحور، والأنفاق، والغرف المظلمة، أن الجامعة اللبنانية منذ الستينات وحتى اندلاع حروب الميليشيات المسيحية – الإسلامية بالوكالة، كانت من أهم الجامعات العربية، بل وأكثرها حداثية وحرية. وأتذكر «الجوك بوكس» (آلة الأغاني) في كافتيريا كلية التربية، التي احتوت على أجمل أغاني تلك المرحلة اللبنانية والعربية والأجنبية. لم يكن الجوك – بوكس يهدأ. كان الفن جزءاً من ثقافة الطلاب والأساتذة... ولم يكن آنئذ من يتحفنا بتكليف شرعي يكفّرها، ويحرّمها. وأتذكر أن صرح الجامعة لم تشهد جدرانه وغرفه أي صورة لزعيم سياسي لا من اليسار ولا من اليمين، لأن الحركة الطالبية، في مجموعها، رفضت هذه التقاليد التي تمس بجوهر الجامعة. وأتذكر الندوات والجمعيات العمومية والتظاهرات التي كانت تقررها اللجنة التنفيذية المنتخبة انتخاباً ديموقراطياً... وأتذكر عدم تجرؤ أي سياسي على التدخّل في نتائج امتحانات الدخول أو في الشأن الداخلي احتراماً لاستقلاليتها. كان هناك اتحاد وطني اتفق على إنشائه الطلاب من كل الكليات، وهو الذي كان يقرر، من دون تدخلات خارجية التحركات المطلبية..

[ أسماء

كانت الجامعة «منجماً» للعلم والتنوير والإبداع والحداثة، ومثالاً لممارسة حرية الرأي. بل كانت في بعض جوانبها متقدمة على المجتمع الذي طلعت منه... لكن بنينا هذه الجامعة الفريدة بنضالاتنا الطويلة، لترثها أثناء الحروب الميليشيات التي جعلت بعض كلياتها ومختبراتها متاريس، وساحات معارك أدت إلى تدميرها. فقدنا الجامعة اللبنانية الوطنية المدنية التي وُزعت دكاكين مذهبية وطائفية، خاضعة لسلطة «الأحزاب» والمقامات الأمية، والجاهلة، التي هيمنت عليها في كل لبنان.

أما حزب إيران، فقد بزّ الجميع! تفوّق على كل «سيئات» الميليشيات السابقة بجعل هذه الجامعة جزءاً من مشروع إيراني، يحمل في طياته كل ما يمكن أن ينتج الجهل، والعنف، والتعصّب، والمذهبية. جعل الجامعة الموحدة في الحدث امتداداً لثقافة الموت، ومشروعاً لحروب أهلية مذهبية، كأنها جامعة الحزب، لا جامعة لبنان، يُحرّم ما يشاء من برامجها، ويرهب من يشاء من طلابها وأساتذتها! وما الفضيحة المدوية التي ارتكبها الحزب بتحريم الغناء وفيروز، سوى نزع القناع «الشرعي»، والمذهبي، الذي وضعه طويلاً... وكشفه كله اليوم.

فيا «حزب الله«، هذه الجامعة ليست لا مصحاً لأمراضكم وفصاماتكم، ولا هدفاً لسيطرتكم... ولا بد أن تصحو الحركة الطالبية ذات يوم وتقتلع وجودكم الجهنمي منها. أما فيروز يا حزب سليماني، فهي أكبر منكم، فأنتم ستعبرون كما عبر سواكم، وستبقى فيروز بصوتها المبارك الذي يغمر لبنان والعرب والعالم!

فيروز يا حزب إيران هي لبنان!

 

«النقاء والانسجام»... كما في سورية كذلك في لبنان

بيسان الشيخ /الحياة/11 كانون الأول/16

في الآونة الأخيرة بات واضحاً أن رئيس النظام السوري لا يفوت فرصة إعلامية الا ويعتد فيها بنجاحه في جعل النسيج الاجتماعي في بلده أكثر نقاء وانسجاماً. كأن بشار الأسد أدرك قبل غيره أن خطاب حماية التنوع والفسيفساء الذي منحه حصانة دولية لبضع سنوات أباد خلالها معارضيه، ناهز انتهاء صلاحيته، فعاد اليوم بخطاب أكثر وضوحاً وعلانية يقول فيه: من ليس منا، فليرحل عنا. وكيفما كان شكل ذلك الرحيل، سواء بالهروب إلى خارج الحدود، أو الموت داخلها، أو حتى اعتماد الصمت سياسة نجاة، المهم ألا يعكر شيء صفو النقاء والانسجام.

وكما في سورية كذلك في لبنان، ثمة اتجاه واضح للسلطة الحاكمة المتمثلة بـ «حزب الله» تحديداً، والمتفرعة عنه أطيافاً وأذرعاً، نحو تكريس «النقاء والانسجام» الاجتماعيين ولو بوسائل مختلفة. وإن بلغت كلفة ذلك المشروع التطهيري في سورية 11 مليون لاجئ وأكثر من مليوني قتيل وجريح حتى الساعة، إضافة إلى تدمير مدن ونواح بأكملها، فإن لبنان انتقل إلى مرحلة «القوة الناعمة» بعدما دفع حصته من العنف عبر الاغتيالات والتفجيرات طوال عقد من الزمن. وهو ثمن، أو بالأحرى «خوّة»، ليس ما يحمي اللبنانيين من إعادة تسديدها مرة تلو الأخرى طالما أن البحث عن النقاء المجتمعي قائم. فليس أبلغ من رسالة بنك «لبنان والمهجر» الأخيرة، للتذكير الدائم بأن الخيارات كلها متاحة.وفي الوقت الذي لم ير النظام السوري في التنوع إلا أقليات طائفية يسهل تسويقها لدى المجتمع الدولي، ذهب حليفه اللبناني خطوة أبعد في مهمة التطويع والتنقية، إذ رفع مسؤولية التنفيذ عن كاهله وسلمها إلى أهلها من الراغبين في علاقة «ذمية» بين الأفراد والمؤسسات (رسمية كانت أو خاصة) من جهة، وبين المواطنين أنفسهم من جهة أخرى، ويمكن هؤلاء أن يكونوا متدينين، أو طائفيين أو حتى من أعتى العلمانيين. وذلك تحديداً ما يجعل تلك علاقة عابرة للطوائف، أقلية كانت أو كثرية، وأكثر تجذراً في الحياة اليومية، بحيث لا يعود ضرورياً اجتراح الحجج الدينية أو السياسية للتدخل في سورية، ولا التلويح بـ «الانتصارات العسكرية» فيها للتهديد عند كل شاردة وواردة في لبنان. بل بات متاحاً ترك تلك الذرائع الوازنة جانباً إلى حين بروز حاجة تضاهيها ثقلاً وأهمية، كمثل إنهاء الفراغ الرئاسي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ريثما ترسو الحرب الإقليمية المجاورة على بر.

أما ما عدا ذلك، فيكفي استخدام السلطة المعنوية المستمدة من انتصارات الحزب خارج الحدود، لفرض «الانسجام» داخلها، وهو انسجام يأتي حصراً وفقاً لذائقة الحزب ومزاج «بيئته الحاضنة». وفي الوقت الذي سبق لـ «حزب الله» نفسه أن استعان بـ «الإهالي» ضد أهالٍ آخرين عكروا صفو النقاء في مناطق معينة، وشاع المصطلح بصفته يعني الامتداد الاجتماعي للحزب، وسال حبر كثير في توصيف «البيئة الحاضنة»، وتفكيكها، وهو أيضاً مصطلح شاع أكثر مما يُستحب، أعطيت اليوم صلاحيات مفتوحة وسلطة لا تخضع لأي مساءلة، لأصحاب «المبادرة الفردية» الراغبين في تطويع محيطهم بما ينسجم وتطلعاتهم. وتخطى ذلك المحيط الأحياء والمناطق التي أنجز إخضاعها سياسياً وفرزها طائفياً في 7 أيار (مايو)، إلى تكريس ذلك السلوك في عمق مؤسسات الأمنية للدولة والجامعات. عليه، تختلط الأدوار بين الشرطي، والعسكري، والمقاتل في حزب مسلح، والمتطوع «مدنياً» لتلبية رغبة هذا وذاك، تماماً كما تختلط «المساحة الآمنة» التي يفترض أن تؤمنها البيئة الأكاديمية، بثقافة الشارع وسلوكاته. هكذا، يتخذ مكتب مكلف ملاحقة الجرائم الإلكترونية (وهي معروفة ومحددة دولياً)، مهمة توقيف مدنيين لما يكتبونه على صفحاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي. حدث ذلك سابقاً مع صحافيين ومدونين، وحدث بالأمس مع شاب كتب متعاطفاً مع اللاجئ السوري الذي تتم إهانته في لبنان بذرائع «وطنية». تلك الصلاحية المستحدثة لـ «شرطة الفايسبوك» لا تختلف كثيراً عن «الجيش الإلكتروني» في البلد الشقيق الباحث دائماً عمن وعما يضعف «الشعور القومي» لقمعه وإسكاته. وإلى ذلك، فإن منع أغاني فيروز في حرم الجامعة اللبنانية ثم تبريره الهلامي لاحقاً، وسلسلة الحوادث التي شهدتها الجامعة الوطنية الوحيدة من إقامة مجالس عزاء، ولطميات، و «شرطة ثياب» قد يبدو مقدمة للواقعة الهائلة التي شهدتها الجامعة الأميركية في بيروت. فما حصل في اللبنانية على بشاعته، لم يصل إلى حد التهديد الواضح والصريح بـ «القتل والاغتصاب» كما حدث في الأميركية رداً على شعار رفع أخيراً في تظاهرة تضامنية مع حلب. فعلى أن العدد الخجول للمشاركين يؤشر إلى الانقسام الحاد حول مسألة أساسية كحلب داخل الحرم الجامعي، يبقى أن لافتة تقول «أغاني فيروز حرام، وقتل أطفال حلب حلال» جلب لحاملته تهديداً غير مسبوق. ولعل الأكثر إيلاماً من التهديد ذاته كان رد الإدارة عليه عبر «النادي العلماني»، والذي حذف صورة الطلاب المعنيين «حفاظاً على سلامتهم» عوض أن يتخذ موقفاً واضحاً وشجاعاً ضد من تسول له نفسه تهديد طلاب بالقتل والاغتصاب. وبدلاً من أن تسعى الجامعة «الطليعية» لحماية حرية التعبير والاعتصام داخل حرمها، عبر تحويل المسألة إلى القضاء وجعلها قضية رأي عام، فضلت بدورها مهادنة السلطة وتكريس ثقافة النقاء والانسجام بين طلابها. أليست السلامة أهم من الحرية؟

 

حرب سورية ومأزق الحياد اللبناني

 الياس حرفوش/الحياة/11 كانون الأول/16

إذا كان هناك امتحان صعب سيواجه بدايات عهد الرئيس ميشال عون، فلن يكون هذا الامتحان في العرقلة الحاصلة في تشكيل الحكومة، ولا في مسألة إقرار قانون الانتخاب الذي ستُجرى الانتخابات المقبلة على أساسه. الامتحان الأصعب سيكون في قدرة هذا العهد على السير بين النيران المشتعلة حول لبنان، من دون أن تصل هذه النيران إليه، أو أن يصيبه شيء من شظاياها. أعرف أن كلاماً كهذا قيل من قبل، وأعرف أيضاً أن عون نفسه التزم في خطاب القسم «ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية»، و»اتباع سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي». غير أن عون قادم الى الرئاسة من «بيئة حاضنة»، فرضته مرشحاً وحيداً، وشلّت عملية الانتخاب لأكثر من سنتين لتوفر له فرص الوصول. كما اعتبرت إيران أن فوز عون كان انتصاراً لها. ومن هنا، صعوبة المواقف «المحايدة» التي سيجد عون نفسه مضطراً لاتخاذها حيال صراعات المنطقة، وفي مقدّمها الآن الأزمة السورية، التي ينقسم اللبنانون في مواقفهم منها انقساماً حاداً. في خطابه الأخير، تحدّث أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، عما اعتبرها مرحلة جديدة دخلتها المنطقة، وأضاف أن هناك مشاريع على مشارف الانهيار نهائياً. وكان يشير الى تطورات حلب لمصلحة النظام السوري وحلفائه، والى سقوط «المشروع» الذي يقول الحزب أنه يقاتله هناك. وهو ما يفترض، من وجهة نظر الحزب، ضرورة اعتراف مناصري هذا المشروع بهزيمتهم في لبنان أيضاً. ويلتقي كلام نصرالله مع حديث الرئيس بشار الأسد الأخير الى صحيفة «الوطن» السورية، والذي وصف فيه سياسة النأي بالنفس، التي يحاول لبنان الالتزام بها، بأنها «سياسة اللاسياسة»، معبراً بذلك عن أول مأخذ علني على ما قاله عون في خطاب القسم. ويمكن أن يتوقع المرء أن كلاماً واضحاً كهذا تم نقله مباشرة الى عون من الموفدين الذين بعثهم بشار الأسد، إما للتهنئة أو لإسداء النصائح، وآخرهم المفتي الشيخ أحمد حسون.

من دلائل «أزمة الانتماء»، إذا صح التعبير، التي تواجه عهد عون، ما أخذ يتردد علناً من انتقادات لطبيعة التحالفات التي قامت بينه وبين كل من «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» عشية انتخابه، بعد «تفاهمه» الموصوف بالاستراتيجي مع «حزب الله»، وما إذا كانت هذه التحالفات تمسّ الاصطفاف المنتظر من عون الى جانب النظام السوري. وإذا كان موقف كل من رئيس «القوات» سمير جعجع والرئيس سعد الحريري معروفاً وواضحاً من عدائهما لهذا النظام، فإن ما أثار قدراً أكبر من القلق ما نقل عن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، صهر عون والشخصية التي ستكون الأكثر نفوذاً في عهده، في حديث صحافي بعد انتخاب عون، دعا فيه إلى انسحاب جميع المقاتلين من سورية وترك البلد للسوريين لإنهاء الوضع العسكري القائم. وأضاف باسيل: إن الرئيس عون كان حليفاً لـ «حزب الله» عندما كان رئيساً لتكتل «التغيير والإصلاح» النيابي، لكنه بعدما أصبح رئيساً للبلاد أصبح حليفاً لكل اللبنانيين.

كيف سيتمكن عون من جمع هذه التناقضات لتخرج منها سياسة خارجية لبنانية ترضي كل أطراف الداخل، ولا تغضب الدول العربية المنقسمة في ما بينها في شأن الأزمة السورية؟ وكيف سيتصرف الرئيس اللبناني مثلاً، إذا جاءته دعوة من الأسد لزيارة دمشق، بالطريقة نفسها التي تم وضعه فيها أمام الأمر الواقع باستقبال موفدي النظام السوري في قصر بعبدا؟ خصوصاً أن الأسد لم يترك مجالاً للشك في توجيه هذه الدعوة في حديثه الأخير، عندما بدا كأنه هو الذي يحدد موعد زيارة عون بعد تشكيل الحكومة اللبنانية، بطريقة تخلو من اللياقة والديبلوماسية ومن الأصول المتعارف عليها لترتيب الزيارات الرئاسية.

ما سيزيد من تعقيدات زيارة كهذه، إذا حصلت، أنه لا يستبعد أن يكون اللواء علي المملوك بين من سيلتقون الرئيس اللبناني في مكتب بشار الأسد. عندها، تكون السلطات اللبنانية قد اهتدت أخيراً الى مكان وجود المملوك لإبلاغه طلب مثوله أمام القضاء اللبناني في قضية ميشال سماحة!

 

سكوت» مجلس الأمن يسرّع «سقوط» حلب

ثريا شاهين/المستقبل/11 كانون الأول/16

في الأساس لم يكن متوقعاً التوصل إلى تفاهم جدّي بين وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف حول مسار الأمور في سوريا، وحول تصويب أميركي ما للرغبة الروسية القائمة، خصوصاً في شأن وضع حلب. وتؤكد مصادر ديبلوماسية، أن هناك إصراراً لتقديم الحل العسكري على أي حل آخر. ميدانياً، هناك تقدم للنظام من جراء الجهد الروسي العسكري. من هنا يمكن فهم «الفيتو المزدوج» الروسي – الصيني الذي أسقط مشروع قرار في مجلس الأمن وأفشل صدوره، أي أن «الفيتوين» الروسي والصيني أفشلا حصول هدنة في حلب تمتد لسبعة أيام.

وإذا انطلقنا من ذلك، وحتى حصول حسم عسكري نهائي على الأرض، يبدو أن لا رجوع عنه، فإنه بات مؤكداً، وفقاً للمصادر، أن لا تقدم في الحل السياسي، وأن «الفيتوين»، جمّدا عملية التفاوض، وجمّدا كذلك عملية إخراج الناس المحاصرين إلى خارج حلب، إلى حين انتهاء العمليات العسكرية.

لا يوجد، بحسب المصادر، تفاهم جدّي أميركي – روسي. أساساً ما قامت به الإدارة الأميركية هو أنها تبنّت بشكل أو بآخر النظرة الروسية للحل في سوريا. فماذا يمكن بعد للإدارة الأميركية أن تقدّم، لا سيما وأنها في أيامها الأخيرة، قبل تسلّم الرئيس الجديد دونالد ترامب ولايته بعد نحو شهر و10 أيام. فضلاً عن ذلك، إنه بشكل عام تتفاعل الإدارة مع الرأي العام الداخلي، والرأي العام في الدول الحليفة الأوروبية لا سيما ما يحصل في الانتخابات الفرنسية وما يحصل في إيطاليا. كل ذلك يشير إلى أن لا قرارات كبرى متوازنة، وأن الحل العسكري يبقى هو الحل الواقعي.

ولا تستبعد المصادر، أن ينسحب الحلّ العسكري على مناطق سورية أخرى، وهنا تكمن خطورة الوضع. وما القصف على إدلب سوى دليل على ذلك. إنه تصعيد عسكري ضخم، وتعتبر حلب بحكم الساقطة عسكرياً، واستراتيجياً.

وفي مقارنة مع طريقة التعامل مع مشروع القرار السابق حول سوريا في تشرين الأول الماضي، فإن الصين لم تلجأ آنذاك إلى استخدام حق النقض. وحدهم الروس استخدموه. وهذا الأمر له أبعاده. ولا يمكن عزل «الفيتو» الصيني عن اتصال رئيسة تايوان بترامب.

السؤال هل ستخضع سوريا كلها للقصف من أجل دعم النظام؟ وماذا يريد الروس فعلاً؟ كما تستبعد المصادر، حصول ضغوط أميركية على الروس في عهد ترامب. حتى إذا فاز فيون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فإنه لا يتوقع حصول ضغوط فرنسية، لأن مقاربة فيون للوضع السوري مختلفة كلياً عن مقاربة الرئيس الحالي فرانسوا هولاند. ترامب يقول إنه يريد مكافحة الإرهاب في سوريا. وإذا فهم أن الوضع في سوريا جزء منه مكافحة الإرهاب، فإن الأمر لن يختلف في الشكل والأداء عن موقف روسيا. ترامب خلال حملته الانتخابية أبدى إعجابه بالروس، لكن بعد الانتخاب توجد مؤسسات والتزامات وتوازن السلطات ما يحتّم استمرارية في الحوار بين مختلف الأجهزة في السلطة الأميركية.

لكن كل المؤشرات تقول إن توجهات ترامب ستكون مخالفة لمسألة التدخّل في سوريا، كما تقول إنه لن يصرف اعتمادات مالية للمعارضة السورية، ولن يعمل لبناء قدراتها. كما أنه لا يعترف بمعارضة معتدلة. بل يعتبر أنه يوجد إرهاب يجب مكافحته. وهذا الرأي إذا لم يتغير يكون متطابقاً ورأي الروس ورأي النظام أيضاً. استفادت روسيا ومعها كل من النظام وإيران من الوقت المستقطع بين انتهاء ولاية الإدارة في واشنطن وتسلّم إدارة جديدة الولاية، في شأن أن لا تتجاوب مع أي طروح أخرى تخفف المعاناة السورية، وحتى الطروح الإنسانية منها، والتي حاولت واشنطن الضغط في اتجاهها. مثلما احتلت روسيا جورجيا بين انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش الابن، وتسلّم باراك أوباما الحكم في 2008، موسكو في هذه المرحلة لا تريد التعاون مع الغرب حول سوريا. لكن أن تتعامل مع بقية المدن السورية التي تسيطر عليها المعارضة بالطريقة ذاتها التي تتعامل فيها مع حلب لن يكون متاحاً زمنياً في الوقت المستقطع، لأن ذلك يلزمه الجهد والوقت والاعتمادات المالية، إذ إن تكلفة القصف بالطيران باهظة، ولو أنها أدت إلى الربح على طريقة غروزني والأرض المحروقة. وفي السنة الماضية دخلت روسيا إلى أوكرانيا وقضمت منطقة القرم.

 

القوات لا تستطيع أن تفرض وصاية على العهد

كمال ذبيان/الديار/10 كانون الأول 2016/بعد البيان - المبادرة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عن ان ابواب القصر الجمهوري مفتوحة امام من لديه هواجس من السياسيين، ليستمع اليهم ويناقشهم، فاتحاً ثغرة في جدار حل ازمة تشكيل الحكومة، فان المواقف التي اعلنها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بعد اجتماع «تكتل الاصلاح والتغيير»، تكمل ما صدر عن رئاسة الجمهورية، من ان الحكومة تتسع للجميع وسمى كلاً من: «تيار المردة» والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الكتائب وسنيين من 8 اذار والنائب طلال ارسلان، وهو كلام وضع في اطار ايجابي وانفتاحي وتلاق مع قوى سياسية وحزبية.  لكن هذه الاقوال يلزمها افعال، وان توضع موضع التنفيذ، وهذا كان رأي من سماهم باسيل، الذي ليس هو من يشكل الحكومة، لكنه احد طباخيها، كونه يمثل كتلة نيابية كبيرة، وتياراً سياسياً له حجمه الشعبي، اضافة الى ان رئيس الجمهورية هو مؤسس التيار الذي يرأسه باسيل، وعليه مسؤولية المساعدة على انطلاقة العهد، اذ تشير مصادر سياسية في ما كان يسمى 8 آذار، او حلف المقاومة، الى ان المسألة هي في التمثيل المسيحي في الحكومة، ما يؤخر تشكيل الحكومة، لان القوى السياسية والحزبية الاخرى من الطوائف الاسلامية، حسمت امر تمثيلها وحجمها في الحكومة، اذا ما حصلت مقايضات وسيمثل الطائفة السنية «تيار المستقبل» والطائفة الشيعية، تحالف «حزب الله» وحركة «امل»، والطائفة الدرزية بحصة للنائب وليد جنبلاط، ويبقى كيف ستتوزع المقاعد المسيحية.

 فالتحالف الذي نشأ بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، يحاول ان يشكل ثنائية مسيحية، يكون لها الحصة الكاملة في الحكومة، كما في الانتخابات النيابية المقبلة، وفي الادارات الرسمية، وتحت عنوان «عودة المسيحيين الى الدولة»، بوصول رئيس قوي يمثل تحالف تياره مع «القوات اللبنانية» وبحجم 86% من المسيحيين ان لم يكن اكثر. لذلك فان الازمة تكمن هنا، تقول المصادر، وهو ما يجري بحثه حول كيف تتمثل القوى المسيحية مثل المردة والكتائب او الحزب القومي العابر للطوائف، ولكن له وجوده التاريخي في مناطق ذات الكثافة المسيحية، مثل الكورة والمتن الشمالي وكان له فيهما مرشحون ثم نواب من هذين القضاءين، اضافة الى انه يتمثل بنائبين مسيحيين في قضاءي مرجعيون - حاصبيا النائب اسعد حردان وفي بعلبك - الهرمل النائب مروان فارس.

 فكيف سيتم تمثيل قوى لها وزنها المسيحي، حيث تتسع لها حكومة من 24 وزيراً، ليتوزع عليها ثلاثة وزراء مسيحيين، اذا ما تم توزيع عادل وفق الاحجام وتوزيع الحقائب بحيث ما طرحه الوزير باسيل، تضيف المصادر، يجب ان يكون له جواب في تمثيل هذه الاطراف، اذا ما جرى تخفيض حصة «القوات اللبنانية» من ثلاثة وزراء الى اثنين، تقول المصادر، وان يعطي رئيس الجمهورية من حصته «كأب للجميع»، طالما هو على مسافة واحدة من كل الاطراف، فيكون التمثيل المسيحي لحكومة من 24 وزيراً تضم 12 مسيحياً على الشكل الآتي: «التيار الوطني الحر» ثلاثة وزراء، «القوات اللبنانية» وزيران، رئيس الجمهورية وزيران، الطاشناق وزير واحد، المردة وزير واحد، الكتائب وزير واحد، القومي وزير واحد، مسيحي مستقل وزير واحد.

 هذه الصيغة تحفظ تمثيل كل القوى التي لها حضور مسيحي برأي المصادر، وان اربعة احزاب منها، وهي «التيار الوطني الحر» و«القوات» والكتائب والمردة، اعتبرت في لقاء بكركي الاكثر تمثيلا مسيحيا وفق الاحجام. اما الحزب القومي، فانه لا طائفي، ويمكنه كما ابلغ الرئيس المكلف ان يسمي وزيراً من اي طائفة، وسبق ان تمثل بوزير سني حسن عز الدين ووزير شيعي علي قانصو، ووزير ارثوذكسي اسعد حردان، ودرزي محمود عبد الخالق، واذا عُرض عليه مقعد كاثوليكي فلديه النائب مروان فارس وغيره، كما من الموارنة والاقليات.

 فالتمثيل المسيحي يُحل في الحكومة بالمرونة التي ابداها باسيل، الذي عليه ان يقنع حليفه الجديد «القوات اللبنانية»، بذلك، لا ان يستمع الى جعجع الذي يؤكد أن على رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف ان يصدرا مراسيم الحكومة، ومن يقبل يقبل، ومن يرفض يعارض، وهذا الطرح لا يلامس «الواقعية السياسية» التي بدأ رئيس «التيار الوطني الحر» يتعاطى معها، وهو يرتبط بتفاهم مع «حزب الله» الذي وقف الى جانب وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية، ويعتبر فرنجية حليفاً شريفا، ولا يمكن ان يقصيه احد، او لا يعطيه حقه، تقول المصادر التي تؤكد على ان الحكومة دون مكونات فيها ذكرها باسيل، لن تولد، ولا يمكن «للقوات اللبنانية» التي ساهمت في تسهيل انتخاب عون ولم تصنعه، ان تفرض وصاية على العهد.

 

بعد ان سقط سلاح حزب الله من اهتماماتهم لصالح الهم المعيشي مسيحيو لبنان بين القناعة والواقعية ورفض مطلق لـ «الممانعة»

سيمون ابو فاضل/الديار/السبت، 10 ديسمبر، 2016

يعيش حاليا المسيحيون في لبنان، حالات تتوزع بين كل من القناعة الموضوعية والواقعية العملية أو الرفض المبدئي، اذ عكس مسار تطورات المنطقة وحروبها على الوسط المسيحي تجاذبا جعله موزعا بين هذه الحالات الآنفة الذكر وفق الآتي :

ـ الأولى وهي حالة القناعة التي يمثلها كل من تكتل التغيير والاصلاح وتيار المردة والحزب القومي السوري الاجتماعي عبر قياداتهم ومحازبيهم لناحية الاطمئنان للعلاقة مع حزب الله بحسب مصادر مسيحية، وكذلك مع النظام السوري الذي يرأسه بشار الأسد ومن بعده العلاقة مع ايران التي تشكل السند الاساسي لهذه الجهات الاقليمية والمحلية، في مقابل كونها جمهورية اسلامية أكثر انفتاحا من غير دول اسلامية اضافة الى انها القيادة المركزية لقتال التطرف الاسلامي وما نتج منه اسوة بـ«داعش» و«القاعدة».

وفي منطق هذا الفريق بأنه ربح المعركة بانتخاب الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية وبإقرار من منافسه رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية على حساب خيار قوى 14 آذار بتنوعها المذهبي والسياسي التي تفاخر بإيصالها عون الى قصر بعبدا.

على الرغم من الخلافات فيما بينها تنظر هذه الشرائح الى حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله، على انه الحليف الصادق والضامن للمسيحيين وان قتاله الارهابيين حتى قي سوريا هو خطوة صائبة على ما تدل اعمال هولاء في عدة مناطق وهي بذلك حملت حماية للمسيحيين الذين تعرضوا لتهجير واضح من قبل الجانب الإرهابي.

ـ الثانية: تكمن في الواقعية، التي يمثلها في الآونة الاخيرة عدة قوى في فريق مسيحيي 14 آذار الذين يعتبرون أنهم تعبوا من التجارب والمواجهة مع النظام السوري وحزب الله وتمدداتهما بعد ان لمسوا لمس اليد أن هذا المحور كان يحقق النتائج على حسابهم، وتقول المصادر المسيحية، ويستطيع أن يوصل حلفاءه لتبوؤ أعلى المسؤوليات والتحكم بالقرار السياسي منذ بداية الأحداث اللبنانية وصولا الى انتخاب عون رئيسا، في مقابل عجز فريقهم عن تحقيق أي مكسب على خلفية رفعه شعارات سيادية، وما زاد الطين بلة ان هذا الفريق المسيحي لم يتوقف أمام غياب أي مرجعية دولية ضامنة له فقط على مدى عقود من التحيات التي واجهها نفيا، اعتقالا واغتيالات، بل وجد أن دول التعاون الخليجي تركت لبنان سنوات متخلية عن اقرب حلفائها من أهل دينها ما دعاهم الى التمعن في صحة هذه السياسة العربية وحضانتها لحلفائها في مقابل السياسة الايرانية وحمايتها لحلفائها الى حد مواجهة القوى الدولية العظمى دون تردد.

وبات في هذا الوسط نوع من القناعة بأن سلاح حزب الله لا يعني المسيحيين بقدر ما يقدم هؤلاء الاهتمامات المعيشية والاقتصادية وأن ما قدموه في السابق من تضحيات لم يلق نتيجة تفوق المعادلة الاقليمية على العمل السياسي السليم والديموقراطي.

وشكلت الحرب السورية الشعرة التي قصمت ظهر البعير بعد التمعن الذي كانوا يسقطونه على واقعهم اثر مراحل من الاخفاقات كنتيجة للتسويات الدولية على حسابهم بما عزز ارتفاع قلقهم، اذ ان كل دول مجلس التعاون الخليجي لم تستطع انقاذ ابناء امتها في سوريا ولم يتمكنوا حتى من ايجاد حل متوازن فخسرت كل القوى المدعومة خليجيا في مقابل الربح الذي تتوزعه كل من روسيا، ايران، الأسد وحزب الله.

لذلك تبين لهذا الفريق المسيحي أن القوى السياسية السنية في كل من لبنان وسوريا وعلى مدى الاقليم تخسر أمام فريق الممانعة فليس من الطبيعي اذا أن يتوافر للمسيحيين غطاء يمكن أن يشكل لهم حماية كلامية ومعنوية وضمانة على غرار الأزمنة السابقة مما دفع بهم الى التموضع في حالة الانكفاء تحت شعار التمسك بالدولة كونها القادرة على حماية جميع أبنائها. وبعيدا عن شعارات المواجهة والمخاصمة بعد الذي وجدوه من حرص على حماية شبكة التواصل المحمدي من قبل كل من المستقبل، أمل والحزب التقدمي الاشتراكي.

وقد بدا واضحا مؤخرا، غياب الخطاب المعادي بحدية لكل من حزب الله والرئيس الأسد على قاعدة «البراغماتية الضرورية» عدا أن التفاهم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية غيّب الاتهامات ذات الصلة بتحالف كل منهما مع محور اقليمي بما أدخل حالة هدوء في الخطاب السياسي الذي كان منطلقه الالتزامات الاقليمية لهذين الجانبين.

ـ ثالثا: الرفض سيما ان ثمة مجموعات تتعاطى الشأن السياسي على قاعدة رفض مطلق وأزلي لسياسة الممانعة وهي لا تزال تصوب على مثلث الضاحية – دمشق – وطهران متعاطية مع هذا الأمر من خلفية مبدئية وسياسية رافضة بذلك التأقلم مع التحولات التي يقودها هذا المحور الممانع في رأي المصادر، لانها تجدها ظرفية وقد تعود لمصلحتها على وقع ميزان دولي جديد وقرارات من مجتمعه تضبط الدور الإيراني ام من خلال صدمة جديدة ينتجها تحالف «ربما مستبعد وغير متوقع» يخلط أوراق المنطقة ميدانيا بشكل عكسي على غرار التزامن الذي رافق «كامب ديفيد» وانطلاق الثورة الإسلامية الإيرانية بحيث يأتي الاستنساخ النوعي لهذا الاتفاق تطويقا للتوسع الإيراني.

 

أرز لبنان: رمز وطني أم رمز ديني "غير محايد"؟

وسام سعادة/موقع رصيف/ 22/10 كانون الأول/16

تتوسّط شجرة الأرز العلم اللبناني، وتعتبر بمثابة الرمز الوطني للبلد، وهي ترد في النشيد الوطني بعبارة تعظيمية "مجدُه أرزه رمزه للخلود". لكنّ هذه الشجرة الباسقة، الوارفة الظلال، المعمّرة، التي تعيش في المرتفعات، والتي يتميز نوعها المعروف علمياً باسم "سدروس ليباني" والمهدّد بالانقراض، عن سواه، لم يجر اختيارها رمزاً وعلماً لدواعي "بيئية طبيعية" فقط، أو كرمز لـ"الخلود" بشكل "‘عام" ومُنحّى عن المضامين الدينية واللاهوتية.

بالعكس تماماً. فاصطفاء شجرة الأرز، وخصوصاً "أرز الرّب" لتكون رمزاً عزيزاً على الكنيسة المارونية، قبل قرنين، من قيام "دولة لبنان الكبير" عام 1920، ينطلق من مخيّلة دينية حيوية، ترتبط أساساً بما للأرزة من مقام في "الكتاب المقدّس"، وخصوصاً مع الملك داود الذي يظهره العهد القديم، وقد مات متحسّراً لأنه بنى بيته من أرز لبنان دون أن يبني مثله لتابوت العهد، وابنه سليمان الذي بنى هيكل الرّب "وأكمله وسقفه بجذوع وألواح من الأرز"، وكان يستورده من حيرام ملك صور الذي كان يبعث له "بخشب الأرز وخشب السرو بحسب ما أراد"، ثم بنى بعده "بيت غابة لبنان" مستخدماً خشب الأرز أيضاً.

هيكل سليمان و"قدسية" جبل لبنان

أتاح هذا الربط بين شجرة الأرز وبين هيكل أورشليم، وبين حيرام وبين سليمان، مساراً "تقديسياً" للمكان: المناطق التي يقطنها الموارنة في الجبل مقدّسة، ما دامت تحوي هذا النوع من الشجر، الذي استخدم لبناء هيكل سليمان، وما دام عمر بعض هذه الأشجار هو من زمن حيرام وسليمان نفسه، إذ بإمكانها أن تعمّر ألفين وثلاثة آلاف عام.

والأرز مبحث قائم بذاته في الديانتين الكتابيتين، اليهودية والمسيحية، لكثرة الآيات التي يرد فيها في أسفار "العهد القديم". يبقى أنّ التراثين، التفسيري والكلاميّ، في هاتين الديانتين، جنح عموماً للتعامل مع شجرة الأرز ومواضع ذكرها المختلفة في الكتاب المقدّس، على أنّها شجرة مبجّلة حيناً، ومدانة حيناً آخر. فتارة تظهر بحكم المقدّسة، وتارة بحكم العاصية والمغرورة التي يعاقبها الله.

الأرزة أم النخلة: من الأفضل؟

وأكثر، اجتُذِبَ التراثان التفسيريّ والكلاميّ في اليهودية كما في المسيحية، بالمقابلة بين شجرتين، الأرزة والنخلة، بل المفاضلة بينهما، انطلاقاً مما ورد في المزمور 92 "الصدّيق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو". جرت المقابلة بين استقامة شجرة النخل في مقابل قلّة جمالها، في مقابل عدم استقامة شجرة الأرز في مقابل جمالها ورائحتها الزكية وظلالها الوارفة التي يمكنها أن تتسع لجماعة، بين النخلة التي تعطي ثماراً، والأرزة التي لا تعطي، بين النخلة التي يستخدم خشبها البابليون، والأرزة التي يستخدم خشبها الكنعانيون والعبرانيون، والتي يبدو اسمها في العربية تعريباً لإسمها في العبرية. في التقاليد التفسيرية اليهودية مثلاً، غلبت المقابلة بين المتتلمذ على علوم دينه الذي يتبع نموذج "الأرزة" فيكتفي بالنهل من هذه العلوم لنفسه، ولا ينفع بها سواه، وبين المتتلمذ الأفضل منه منزلة، والذي يتبع نموذج "النخلة"، فيحرص بما يتعلمه على إفادة الآخرين، وكلاهما يعتبر بارّاً، وصدّيقاً، سوى أنّ الله يفضّل الثاني على الأوّل، النخلة على الأرزة.

الأرزة كـ"أحجية تلمودية"

لكن حضور الأرزة في العهد القديم لم يبدأ بداود وسليمان، بل نجده في سفر الخروج وباقي الأسفار المتعلقة بموسى والخروج من مصر باتجاه الأرض الموعودة. في "سفر الخروج" (26، 15) يطلب الرّب من العبرانيين بعد أن غادروا مصر، أرض العبودية، ودخلوا الى سيناء، أن يقيموا له مقاماً متحرّكاً من خشب "شيتيم". اُعتبر خشب "شيتيم" في التلمود صنفاً من أصناف الأرز، في حين تميّزه ترجمات أخرى بأنه "من خشب السّنط". ولمّا أعتبر خشب شيتيم من الأرز، صارت الأحجية التلمودية من أين يأتي العبرانيون بخشب الأرز، وكانوا في مصر لأجيال، وهم الآن في صحراء سيناء؟ النتيجة التي توصّل إليها أحد التقاليد التفسيرية في اليهودية الربّية، أنّ يعقوب، جد بني اسرائيل، لما قدم على مصر، قبل ذلك بقرنين، لرؤية ابنه يوسف، ترك في مصر شتلات من الأرز، في موضع بعينه، جرى السهر عليها، وانتزعت حين وُجبت مغادرة أرض العبودية باتجاه سيناء!

الأرزة كخشب في خدمة الكهنوت

أما في "سفر اللاويين"، فيجري التشديد على الوظيفة التطهيرية لخشب الأرز ودور الكهنوت، وفي نطاق "شريعة الأبرص": "يأمر الكاهن أن يؤخذ للمتطهر عصفوران حيّان طاهران، وخشب أرز وقرمز وزوفا". وبما أنّ الكنيسة المسيحية تنظر إلى الكهانة داخلها كاستمرارية لما كانت تقوم به قبيلة اللاويين، يصير الأرز بمثابة رمز للكهنوت نفسه، ووظيفته التطهيرية لمعالجة الأبدان والنفوس على حد سواء.

الأرزة المارونية

بطبيعة الحال، لم يجر استيعاب كل ما في التراث الديني اليهو-مسيحي حول شجرة الأرز، حين احتلت هذه الشجرة مكانة بارزة في الوعي الكنسي ثم الجماعي الماروني، ثم جرى اعتمادها بعد أيام قليلة من اعلان الجنرال غورو دولة لبنان الكبير رمزاً لهذا الكيان. بيد أنّ ثنائية "النخلة في مقابل الأرزة" ظلّت محورية بالنسبة للموارنة، وليس بقصد تقديم نموذج النخلة على نموذج الأرزة كما مرّ معنا سابقاً، بالاستناد الى المزمور 92، وانما للرفع من شأن الأرزة، التي فُضّلت على النخلة في بناء المعابد الكنعانية ثم الهيكل العبراني، واعتبارها بمثابة رمز للاختلاف بين طبيعة لبنان وبين طبيعة البلدان التي ينتشر فيها النخيل.

طنوس الشدياق: فينيقيا بلاد النخل!

لكن ذلك لم يحدث بين ليلة وضحاها. فطنوس الشدياق عام 1859، وفي مستهل تاريخه "أخبار الأعيان في جبل لبنان" يعرّف لبنان على أنه يعني الأبيض، وهو "جبل بين طرابلس وبعلبك"، ويقع في "فينيقية من سوريا الثانية"، لكنه يفسّر أصل كلمة فينيقية فيقول "ومعنى فينيقية بلاد النخل". يشدّد طنوس الشدياق على "قدمية الأرز" وعلى كون لبنان بحكم الجبل المقدس بالنسبة للنصارى "لما فيه من المشاهد والأعلام"، لكنه يستعيد ما روي عن ابن عباس بأنّ "بيت الله الحرام بني من خمسة جبال مقدسة منها جبل لبنان"، علماً أن ياقوت الحموي كان ميّز بين لبنان، الجبل الواقع بعد حمص، والذي تكثر فيه "الفواكه والزرع من دون أن يزرعها أحد"، وبين "لبنان" الذي يقال عن "جبلين قرب مكة يقال لهما لبن الأسفل ولبن الأعلى".

أقوال جاهزة

منذ الطفولة، تعلمنا أن الأرزة في العلم اللبناني هي رمز للخلود. لم يحدثنا أحد عن الأبعاد الدينية والأيديولوجية التي تحملها!

عندما رسم العلم اللبناني الأول تتوسطه أرزة خضراء، لم يكن أغلب سكان البقاع وعكار وجبل عامل قد رأوا أرزة واحدة في حياتهم!

في منتصف القرن التاسع عشر إذاً، كان طنوس الشدياق حريصاً على الموازنة بين المقام الديني لجبل لبنان عند المسيحيين وعند المسلمين، ولم يفاضل بين الأرزة والنخلة، بما أن جبل الأرز واقع في "فينقية بلاد النخل". وهذا سيتبدّل بشكل كبير مع قيام الكيان اللبناني.

سفر أشعيا في كلمات النشيد اللبناني

ينبهنا المؤرّخ قيس ماضي فرّو مثلاً، في كتابه "ابتداع لبنان - القومية والدولة في ظل الانتداب"، أنّه عندما رسم العلم اللبناني الأول في ظل الانتداب، وهو العلم الفرنسي تتوسطه أرزة خضراء، لم يكن أغلب سكّان البقاع وعكار وجبل عامل قد رأوا أرزة واحدة في حياتهم. مع ذلك احتفى رواد الكيانية اللبنانية بالأرزة كنموذج أساسي لبناء تصوراتهم. فهذا يوسف السودا مثلاً، في "تاريخ لبنان الحضاري" يقول: "كانت غابات الأرز تغطي قمم لبنان وتمتد على مساحات شاسعة فلا تكاد تقطع أشجار في منطقة ما حتى ينبت جديد في منطقة أخرى". ويتابع "وأدرك الأقدمون ان لخشب الأرز ميزات خاصة لا يضاهيه فيها أي خشب آخر" وقد "مكن خشب الأرز اللبنانيين من بناء السفن"، ثم يسرد ما يصنفه "تغني التوراة مرات بأرز لبنان"، وخصوصاً ما ورد في سفر أشعيا عن الأرزة أنها "أوتيت مجد لبنان" (العبارة التي ستجد طريقها الى كلمات النشيد اللبناني).

رمز غير محايد دينياً

الأرزة رمز غير محايد دينياً إذاً، وغير محايد أيديولوجياً كذلك الأمر. دينياً هي بنت التراث الكتابي اليهو-مسيحيّ، واستخدمت لربط قدسية جبل لبنان بقدسية هيكل سليمان، وربط الكهنوت المارونية بالوظيفة التطهيرية للقبيلة الكهنوتية، اللاويين، في العهد القديم. أيديولوجياً، استخدمت كمخرج من عدم اتصاف الموارنة بالعيش على السواحل، وبالتالي صعوبة أن يطرحوا أنفسهم كاستمرارية للمدن الفينيقية الساحلية، الا من خلال كونهم أحفادَ من تميّزهم التوراة بأنهم كانوا يقطعون شجر الأرز من أجل إرسالها الى ملك صور بغية إرسالها إلى سليمان.

لا يعني ذلك أنّ رمزاً له مضامين دينية وأيديولوجية لا يمكنه أن يحمّل مضامين إضافية، لكن لذلك شروطه أيضاً، ومنها في المقام الأول عدم التغافل عمّا تختزنه الأرزة، أرزة الرّب، في العلم الوطني والنشيد، من مخيلة دينية عميقة، ومن توظيفات أيديولوجية معجونة بالدين. ليس نافلاً أن يكون "الشعور بالأرزة" مختلفاً، وبشكل واضح، بين اللبنانيين، قبل سنوات قليلة من مئوية إعلان دولة لبنان الكبير. ليس هامشياً أن يكون الرمز الوطني مرتبطاً بخلفية هيكل سليمان، وبالتراث التفسيري للكتاب المقدّس، ولعملية اضفاء "القدسية" على جبل لبنان، أو جعله جزءاً من الأرض المقدسة، ناهيك بارتباطه بأدب الرحّالة والمستشرقين الفرنسيين في القرن التاسع عشر، وخصوصاً في آثار لامارتين. فهل يعدّل أرز الرومانطيقية المستشرقة بعضاً من هوية الأرز الدينية، أو من الأفضل استذكار التحذيرات التوراتية ضدّ "غرور" الأرزة؟

 

هل أنقذ بوتين الأسد؟

خالد الدخيل/الحياة/11 كانون الأول/16

عملياً سقطت حلب في يد النظام السوري بدعم روسي استكمل دعماً إيرانياً كان يؤذن بالفشل. حصل ذلك بانكفاء أميركي متعمد شكّل عملياً غطاء سياسياً للتدخل الروسي. في هذه الأثناء بدأ الرئيس بشار الأسد يتحدث عن نصر قادم، وعن إعادة الإعمار، وتوزيع شهادات الوطنية على السوريين. قال الخميس الماضي في حديث لصحيفة «الوطن» السورية إن «من يربح في دمشق أو حلب يحقق إنجازاً عسكرياً كبيراً». هذا لا يعني، كما يقول «نهاية الحرب في سورية، لكنه محطة كبيرة في اتجاه هذه النهاية». يبدو من حديث الرئيس، ومعه جوقة إعلام «الممانعة»، أنه تم إنقاذه، وأنه يقترب من تحقيق نصر نهائي على «الإرهابيين». هل هذا ما حصل؟ أو ما يمكن حصوله قريباً؟ هذا سؤال ينبغي للرئيس قبل غيره أن يتوقف عنده ملياً، وهو الأعرف بما حصل، وبحجم التدخلات الأجنبية في الحرب السورية ودوره في ذلك، وبخفايا ما يقال، وما يحدث وراء الكواليس الإقليمية والدولية. لا أظن أنه يغيب عن بال الأسد أن السؤال أكثر تعقيداً مما يبدو عليه. ربما أن التدخل الإيراني والروسي، وقتال الميليشيات الأجنبية إلى جانبه، أنقذ الأسد من مصير مشابه لما حصل للعقيد معمر القذافي، أو للرئيس المصري حسني مبارك، أو التونسي زين العابدين بن علي. ربما أن مصيره سيكون أقرب لما انتهى إليه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وربما سيكون مختلفاً عن كل ذلك. في كل الأحوال إذا كانت سورية سوف تولد من جديد بفعل الثورة والحرب التي انتهت إليها، فالأرجح أن بشار الأسد سيبقى جزءاً من ماضي الشام، وليس من مستقبله. حديث الرجل الخميس الماضي يشير بوضوح باذخ إلى أنه إما في حالة إنكار لما حصل، أو أنه يحاول تجاهل ذلك وكأنه لم يحصل. في هذا الحديث الذي استهلك أكثر من عشرة آلاف كلمة، كان الأسد يتحدث بذهنية النظام القديمة، كأنه لم تحدث ثورة، ولا حرب أهلية، ولا أحد مسؤول عما حصل. في مقابل ذلك تبدو سورية ما قبل الثورة شيئاً من الماضي البعيد. كيف يمكن تجسير الهوة بين إنكار الرئيس، وواقع البلد؟

في مثل الحرب الأهلية السورية يصعب الحديث عن منتصر ومهزوم بين السوريين. لكن بشار الأسد هو الخاسر الأكبر، لماذا؟ لأنه الرئيس، المسؤول الأول الذي خان العهد وانتهك الدستور، اختار عن عمد، وتيمناً بتاريخ والده، الحل الأمني منذ اللحظات الأولى في وجه انتفاضة شعبية، لم يفكر في استيعابها، والاستجابة لمطالبها. كانت انتفاضة سورية صرفة، لا تطرح أكثر من مطالب إصلاحية، لم يتدخل فيها أحد من الخارج طوال سنتها الأولى. ثانياً: أنه اختار نموذج حماة الذي استخدمه والده عام 1982، أو نموذج الأرض المحروقة ضد شعبه. ثالثاً: أنه استعان في البداية بشبيحة سورية من الهوية الطائفية نفسها التي ينتمي إليها الرئيس نفسه، ما أضفى على المواجهة صبغة طائفية لم يعهدها السوريون. رابعاً: عندما فشل الحل الأمني استعان بإيران. وهذه كانت تدعم الأسد منذ اليوم الأول للانتفاضة بالأموال والسلاح، وعندما لم يثمر ذلك، بدأت بإرسال مقاتلين وجنرالات وخبراء إيرانيين، ثم ميليشيات بعضها عربي (من العراق ولبنان)، والبعض الآخر غير عربي (من أفغانستان)، لكنها جميعها من لون طائفي واحد (اللون الشيعي) لمواجهة ما اعتبره النظام والإيرانيون انتفاضة سنية ضده. عزز هذا اللجوء المنحى الطائفي لمشهد تحوّل مع الوقت إلى حرب أهلية. خامساً: عندما فشلت الاستعانة بإيران وميليشياتها، اضطر للاعتراف بأن قواته لم تعد قادرة على السيطرة على كل المناطق السورية، وأن الالتحاق بالجيش أخذ يتراجع بشكل كبير. كان ذلك بمثابة استغاثة في صيف 2015، في خطاب ألقاه الأسد أمام أعضاء ورؤساء «المنظمات الشعبية والنقابات المهنية». وجاءت الإغاثة من روسيا في أيلول (سبتمبر) من العام نفسه.

السؤال في هذه الحالة، إذا افترضنا - جدلاً - أن الأسد انتصر، فعلى من انتصر؟ وبمن انتصر؟ انتصر على شعبه، وبقوات وميليشيات أجنبية ذات لون وهوى طائفيين. وإذا كانت مساعدة إيران للأسد جاءت لأنه علوي يعدّ بقاؤه - كما تراه القيادة في طهران - سداً منيعاً أمام غالبية سنية سورية قد تشكل تهديداً لهيمنتها في العراق، فإن مساعدة بوتين تأتي من طموح لإعادة روسيا إلى المنطقة، في سياق موجة يمينية تحتاج للأسد الديكتاتور رافعة أمام الإسلامي السياسي، والتوسّع الغربي في اتجاه روسيا، وهي موجة تتقاطع مع شعبوية غربية لا تخلو من عنصرية تجاه المختلفين دينياً وجنسياً وقومياً. كل ذلك سيفرض أثماناً باهظة على الأسد، وما هو الثمن المادي والسياسي الذي ستكتفي به هذه الأطراف الأجنبية؟

بعبارة أخرى، اختار الأسد حلاً أمنياً تبيّن أنه لا يملك القدرة على فرضه، وتسبب في حرب أهلية أضفى عليها بخياراته وسياساته طابعاً طائفياً أفقده السيطرة عليها في نهاية المطاف. وإذا كان إنقاذ الأسد وبقاؤه في الحكم على يد قوات أجنبية يلقي بظلال كثيفة على شرعية الرئيس، فإنه يعيد إلى الذاكرة أن هذا الرئيس وصل إلى الحكم بآلية التوريث من والده في نظام جمهوري، تم فرضه بالمؤسسة الأمنية. وإذا كانت بذور توريث الأسد الابن تفتقت من مذبحة حماة، فإن بذور الثورة زرعتها عملية التوريث ذاتها بمتطلباتها وأكلافها وما ترتب عليها.

من ناحية ثانية، لا يقدِّر الأسد كما يبدو ما حصل للوضع الاجتماعي والسياسي السوري بعد الثورة، كان السوريون قبل الثورة قد انتظموا في حالة استسلام لقدر استبداد النظام ودمويته الشرسة، وهي حالة استفاد منها الأسد الأب طوال حكمه. سمحت له بحصر مذبحة حماة داخل حدود المدينة، وعزل تأثيراتها عن بقية المجتمع. قيام الثورة وما أسفرت عنه من تضحيات غير مسبوقة، أخذت معها كل أو جل ما له صلة بما قبل الثورة. وانفجار الثورة بحد ذاته مؤشر على أن تلك الحالة تعرضت لتصدع كبير، وبالتالي، وبعد كل ما حصل هل يقبل غالبية السوريين أن يحكمهم رئيس وصل إلى الحكم بالطريقة التي وصل بها، لينتهي به الأمر بالاستعانة بقوات ومرتزقة أجانب لتثبيت حكمه فوق جثث مئات الآلاف، وعلى أطلال دمار حوّل أغلب مدن وقرى سورية إلى أشباح؟ من الواضح أن الأسد يراهن على أن جرأته على التدمير والقتل والتهجير ستعيد الرعب إلى مفاصل المجتمع السوري، وستعيد الشعب السوري إلى حظيرة الاستسلام للأجهزة الأمنية مرة أخرى. لكنه يعرف أن زمن هذه المعادلة بات في موقع آخر على خط الزمن، كما يدرك الأسد أنه لم يحدث أن انتصر بالشعب وللشعب، ولا لحقوق السوريين، ولا بقوات سورية، ولا باسم القانون الدولي وشرعة الإنسان، ولا باسم البعث على رثاثته، ولا بالقومية العربية، ولا بشعار «المقاومة والممانعة» التي يفترض أنه ينتمي إليها. كان انتصاره دائماً لاستئناف حكم أبيه. وبالتالي يدرك أن الثورة سلبت منه شرعيته بعد استعانته بالأجانب لتدمير بلده وقتل شعبه. كان والده يستخدم العنف لتفادي مواجهة الشعب، أما هو فسقط في براثن نصائح حسن نصرالله والإيراني قاسم سليماني. فوق ذلك فقد بشار غطاءه العربي، وقد اشتكى من ذلك بشكل مباشر في حديثه المذكور، خصوصاً عن علاقة مصر به. وهو لا يحظى بأي دعم دولي حقيقي، عدا إيران وروسيا. من ناحيتهم تأكد السوريون أنهم تأخروا في الثورة كثيراً، ولأنها تأخرت شاءت الأقدار أن تأتي في توقيت باراك أوباما، وعلي خامنئي، وفلاديمير بوتين. لكن يعرف السوريون أيضاً أن الثورة لا ترتهن في الأخير لتوقيت أحد سوى توقيتها، وأنها بذلك باتت حداً تاريخياً فاصلاً بين ما قبل الثورة، وما بعد الثورة. ومن ثم فالسؤال الذي يجب أن ينشغل به الأسد هو: هل أنقذ الروس حكمه؟ أم أنقذوا رقبته؟ هنا يتبدى الاختلاف بين الروس والإيرانيين. يريد الإيرانيون إنقاذ حكم الأسد ورقبته معاً، الروس لا يمانعون في ذلك، لكنهم لا يرتهنون له مثل الإيرانيين، بين هذا وذاك فصلت الثورة الشعب السوري عن رئيسه. وفرضت طرح ملف النظام السياسي بتاريخه وطبيعته الدموية وما إنتهى إليه. بقي الشعب في مكانه وزمانه، وإنتهى الرئيس رهينة معادلات وتوازنات خارجية، وعليه بالتالي أن يستبد به القلق من هذا الفصل وذاك الطرح اللذين كانا خارج التداول من قبل.

 

محاولة نظر إلى وجه المنتصر في حلب

حازم الامين/الحياة/11 كانون الأول/16

انتصار آخر حققه بشار الأسد وحلفاؤه الإيرانيون والروس واللبنانيون والعراقيون في حلب. فقد تمكنوا من الانتصار على الصورة. على صورتهم وهم يقتلون سوريين. فالعالم تواطأ معهم إلى حد صار فيه قولهم إنهم يقتلون إرهابيين أصدق من صورتهم التي تكشف أنهم يقتلون أطفالاً ومدنيين. وهذا نصر يفوق في النهاية نصرهم على الفصائل السورية المعارضة. وهو درس مفاده أن للمجرم مكاناً محفوظاً في هذا العالم. المجرم الذي لا يُمكن أن يُعرَف بغير هذه الصفة. هي مجال تفوقه الوحيد، وهي مصدر الاعتراف الدولي به. كن مجرماً وستنال اعتراف العالم بحقك في أن تكون موجوداً. هذا هو درس حلب. لا شيء يُفصح عن هذه المعادلة الرهيبة أكثر مما يجري في حلب. انتهت جولة من جولات القصف والقتل، وعلينا أن ننتظر تصريحاً من المندوب الأممي دي ميستورا يطلب فيه من الفرقاء التعامل مع الوقائع الجديدة الناجمة عن جولة القصف الأخيرة، وقد لا يخلو تصريحه من تضامن مع الضحية.

والحال أن تواطؤ العالم على أهل حلب فاقه أمر آخر، هو أن يعلن محور الممانعة النصر على المدينة. «المقاومة» انتصرت في حلب، وهي انتصرت هناك في اليوم الذي كانت طائرات إسرائيلية تقصف مواقع لها بالقرب من دمشق، ومن دون أن تواجه بغير الصمت.

صمت في دمشق، وشجاعة المدافع في حلب. نصر هنا ونصر هناك. انتصار أذلاء دمشق على حفنة محاصرين في حلب، وعلى ما تبقى في المدينة من فقراء. و «النصر» إذ يعلن عن نفسه في صحف اليوم لا يخجل من صمته على هزيمة موازية.

إنه «نصــر» هائل فعلاً، ذاك أن ما يجري في المدينة هو سحق لأي قيمة ترتفع عن القوة أو تسعى لغيرها. بشار الأسد، ومن حوله أشرار العالم، لهم الحق في قتل هؤلاء المدنيــين. الصور قالت ذلك. الحـــيرة في إطلاق الحـــكم على الفعلة. سعي العالم لإيجاد لغة تقبل ما يحصل، وتنسجم معه. «نريد أن نفاوض أحداً حول ما يجري»! أو «لا بد من التعامل مع الأمر الواقع»! أو «لا يمكن استــبعاد الروس عن أي تسوية سياسية»! هذه عبارات من قبيل اعتراف العالم بحق بشار وأشراره في قتل من يقتلون في حلب، وهي قيلت أثناء شن الغارات، وفي اليوم الذي انتشرت فيه صور فظيعة من المدينة.

ليست التجربة الشيشانية هي ما يكرره الروس في حلب. هذه المرة ثمة شيء أقوى من تدمير مدينة وقتل أهلها. الجديد في حلب أن القتل والتدمير يحصلان تحت أنظار العالم. كل العالم. في غروزني، وصلت صور الدمار بعد أكثر من سنة على حصولها، وفي ذلك الوقت منعت الصحافة من تغطية الجريمة. أما في حلب فيصل إلينا لهاث الأطفال، وتصلنا قصصهم لحظة بلحظة، وهم يموتون قبل أن تصل أنظارنا إليهم في صورهم، فيكون لنا السبق في هذه المحادثة البائسة مع القتيل. الطفلة الحلبية لم تتمكن من معرفة أن «هاري بوتر» الذي تحبه أرسل إليها كتبه عندما علم بشغفها بكتبه. ماتت الطفلة بقذيفة روسية ووصلت الكتب لاحقاً إليها. هذا كله لم يثنِ القاتل عن الإمعان في القتل، وهذا فارق هائل، فالمهمة في حلب تتخطى تدمير المدينة وقــتل أهلها، لتـــشمل أيضاً إنهاء أي وهم بقيــمة القتل وبمعناه، وجعله فعلاً عادياً ومألوفاً ومعترفاً به بصفته تفوقاً أصلياً وجوهرياً يمارسه القوي، فقط لأنه قوي، حتى لو كانت القوة في هذه الحال غريزة حيوانية. وهي أيضاً اعتراف العالم بحق القوي في القتل، وهذه معادلة لن تبقى بعد اليوم مقتصرة على حلب. فـ «الشرعية» التي اكتسبتها الجريمة موثقة هذه المرة، ولن يتمكن أحد من دحضها. المجرم أينما كان سيستحضر حلب ليقول للعالم أن جريمتي لا ترقى إلى هذه الجريمة التي قبلتموها جميعكم.

لا ينطوي هذا الكلام على أي مبالغة. التكالب على المدينة لا اسم آخر له، وممارسوه لا يسعون أصلاً لدفع هذا الاسم عن أنفسهم وعن فعلتهم. «فليمت من يموت، الأهم أننا نريد المدينة». «العالم يرى أننا حفنة ذئاب؟ لا بأس، فهو سيقبل شركاء ذئاباً»، وهم محقون في ما يعتقدون، ذاك أن «البحث عن شركاء في العملية السياسية» أملى قبول التعامل مع قاتل وانتظار فراغه من مقتلته.

هل من شيء أكثر استدراجاً للذهول من حقيقة أن العالم ينتظر بشار الأسد حتى يفرغ من تدمير حلب وإفناء أهلها حتى يُباشر «العملية السياسية». فليتخيل المرء نفسه هناك، طفلاً أو امرأة أو مقاتلاً. المعادلة تقضي بأن العالم سيتدخل فور إنجاز بشار الأسد مهمة قتله!

حين باشر بوتين مهمته في المدينة، استحضر العالم تجربة غروزني. لقد ضُرب صمت على ما حصل هناك أيضاً. لكن الصمت وجد مخرجاً له يتمثل في أن أحداً لم يُعاين ما جرى في العاصمة الشيشانية، وكثيرون منا فشلوا في الوصول إلى الشيشان حينذاك. ليست هذه حال حلب. الصمت لن يسعف العالم. المدينة أُحيلت ركاماً تحت أنظاره. القيم أيضاً صارت ركاماً، وأي ادعاء بعد اليوم لن يستقيم.

غير أنّ ثمة قبولاً أخطر من قبول العالم، بصفته هيئات سياسية وقيمية، بأن تُدمر مدينة ويُقتل أهلها تحت أنظاره. إنه قبول الجماعات والمجتمعات حول المدينة، وصمتها حول ما يحصل فيها. نعم، نحن نهضم ما يجري هناك بشيء من الغضب، ولكن بميل إلى القبول وبإشاحة النظر عن وجه الضحية وعن وجه القاتل. وبعد اليوم لن تقوى كرامة على النهوض في وجه جلاد. الدرس الحلبي كبير جداً على هذا الصعيد. ولكي تكون منتصراً عليك أن لا تخجل بارتهانك لإرادة القوي، وأن تكون بلا قيم وبلا كرامة، وأن تعلن انتصارك على ضعفاء قومك بلا وجل ولا خجل، وأن تضرب صفحاً عن الطائرات الإسرائيلية حين تأتي كل يوم لتأديبك. هل تذكرون التظاهرة الإسرائيلية في تل أبيب عشية حصار بيروت؟ لم يجرِ لحلب ربع ما جرى لبيروت في تل أبيب.

 

الرياض والخليج في مرحلة الخطر

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/11 كانون الأول/16

قبل مبايعته ملكًا، وقبل ولايته العهد، ولأكثر من ثلاثين عامًا، عرف الملك سلمان بن عبد العزيز بأنه الراعي للملفات الخليجية داخل الحكومة السعودية. يعرفها دولاً، وأسرًا حاكمة، وحكومات، وشعوبًا، وتاريخًا، وقضايا، وعلاقات ثنائية ومشتركة. ومع أن العلاقات بين دول أعضاء مجلس التعاون الخليجي قريبة بحكم كثير من المشتركات والمتشابهات بينها، فإنها أيضًا تتطلب كثيرًا من الحساسية عند العناية بها. معظم عواصم الخليج العربية، المنخرطة في المجلس، تعي تبدلات المنطقة ومخاطر التغيير المحيطة بها، وإشكالات العلاقات الدولية ذات العلاقة، والصعوبات التي تواجهها اقتصاداتها وميزانيات حكوماتها، والتزاماتها الداخلية والخارجية، خصوصًا إثر انهيارات أسعار النفط، وفيضان الإنتاج الذي يهدد مرة أخرى مداخيلها، بل ووزنها السياسي. زيارة الملك سلمان، التي شملت أربع عواصم، ومشاركته في قمة البحرين الخليجية، هدفها تعزيز العلاقات التي تحتاجها المنطقة الخليجية، المسؤولة كثيرًا عن استقرار منطقة الشرق الأوسط، ودول الخليج هي طرف أساسي في كثير من أزماتها. وأهمية دول الخليج أكبر بكثير من حجم سكانها، تلعب اليوم الدور الموازن في المنطقة مع غياب القوى العربية التقليدية، تحاول أن تملأ الفراغ الذي نجم بعد ثورات وفوضى الربيع العربي، فهي تمثل أعمدة المنطقة الوحيدة الواقفة، خصوصًا في ظل انشغال البقية في صراع البقاء. ويمكن أن ننظر إلى الجولة الملكية في إطار تعزيز العلاقة الموجودة والمنظمة داخل إطار مجلس التعاون، الذي بقي صامدًا رغم الخلافات السابقة ورغم الرؤية المتباينة أحيانًا بين الأعضاء حول مسؤوليات المجلس حيال قضايا المنطقة. الجميع يدرك أنه ضرورة في ظل الزلازل المحيطة. في قمة الخليج التي عقدت في العاصمة البحرينية، اعتبر الملك سلمان الأزمات واحدًا من «إرهاب وصراعات داخلية، وسفك للدماء هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية والتدخلات السافرة». يشير بذلك إلى أن إيران تقود جيشًا وميليشيات طائفية من خمس دول تقاتل بها في سوريا والعراق، وتديرها أيضًا حربًا طائفية في اليمن. والتحالف بين الإرهاب والطائفية جلي والكاسب الوحيد منه هو إيران، والخاسر بسببه سوريا والعراق واليمن، وبطبيعة الحال يهدد بقية دول المنطقة، بما فيها الخليجية. بالنسبة للرياض تدرك أن الحل لمواجهة جبل الأزمات وتكتل الأعداء هو من خلال تعاون مجلس التعاون الخليجي. معظم هذه الدول لو اجتمعت واتفقت قادرة على أن تكون جبهة ضخمة ضد إيران وحلفائها، والجماعات الإرهابية بما فيها «داعش» و«القاعدة»، وقادرة على حسم المواقف الدولية التي تذبذبت خلال فترة الفوضى. تستطيع أن تحسم مواقف معظم الدول الكبرى لصالحها إن قدرت على تكوين موقف موحد من معظم قضايا المنطقة. ولا شك أن الملك سلمان سعى منذ توليه الحكم إلى تقريب المسافات بين العواصم الخليجية بحكم معرفته بها وتعامله الطويل مع قياداتها ومؤسساتها. وبعد أن انتهت كل من الجولة الملكية، والقمة الخليجية، فإن المشروع الأهم للرياض أن تستمر في إقناع المجموعة الخليجية على العمل معًا من أجل مواجهة إيران التي تريد تغيير الجغرافيا السياسية والهيمنة على شمال وشرق وجنوب شبه الجزيرة العربية، الذي عمليًا سيهدد بقاء المجلس وسلامة دوله. لا شك أن الملك سلمان، بالاحترام الذي يتمتع به والخبرة والعلاقة الخاصة، قادر على تصحيح، بل وتطوير، العلاقات الخليجية وإنهاء الخلافات في ظل التهديدات الحقيقية التي تمر بها المنطقة عمومًا، والخليج تحديدًا. فهل يمكن أن يجمد المختلفون قضاياهم ولو مؤقتًا؟

 

المرشد ومقاتلو إيران في سوريا!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/10 كانون الأول/16

يصعب فهم المعايير التي يتبعها الغرب في منطقتنا٬ وتحديًدا في الحرب على الإرهاب.. الغرب كدول مؤثرة٬ ومؤسسات٬ وعلى رأسها الأمم المتحدة. وسبب قول ذلك ما قاله المرشد الإيراني علي خامنئي الاثنين الماضي عند التقائه عدًدا من ذوي العسكريين الإيرانيين الذين قتلوا بسوريا٬ وفند أمامهم الانتقادات التي توجه للاستراتيجية الإيرانية هناك. المذهل أن المرشد يقول٬ وكما نقلت عنه وكالة «فارس»٬ إن «الخصوصية للمدافعين عن مراقد أهل البيت تكمن في امتلاكهم البصيرة»٬ متابًعا أن «من يفتقر للبصيرة يسأل أين إيران من سوريا وحلب؟ وهذا التساؤل يعود إلى غياب البصيرة»٬ مضيفًا: «لا ينبغي أن ننتظر حتى يأتي العدو إلى داخل بيتنا لنفكر في الدفاع عن حياضنا. بل يتعين قمع العدو عند حدوده». وأكد خامنئي أن الشباب الذين توجهوا إلى سوريا والعراق «يحملون هذه البصيرة٬ فيما هناك البعض اليوم يجلسون هنا في البيت ولا يفهمون ما هي القضية»٬ مشدًدا على أن «مفخرة» إيران تكمن في امتلاكها قوات عند تخوم «الكيان الصهيوني» تتمثل بـ«حزب الله»٬ وقوات «أمل»٬ وغيرهما! حسنًا٬ هل يعقل أن تقوم الدول العربية٬ ومنها السعودية٬ والخليج٬ وحتى تونس٬ ومصر٬ بسن القوانين٬ وتجريم الذهاب إلى مناطق الصراع في العراق٬ وسوريا٬ أو لبنان٬ وملاحقة من يذهب إلى هناك٬ بينما يتحدث مرشد إيران عن «بصيرة» من يخرجون للقتال بالعراق وسوريا من الإيرانيين مقارنة بمن يقول عنهم إنهم «يجلسون في البيت ولا يفهمون ما هي القضية»؟ هل يعقل أن يطالب المجتمع الدولي دولنا٬ وتحديًدا السنية٬ بضرورة التعاون الأمني٬ ووقف تدفق المقاتلين لسوريا والعراق٬ بينما خامنئي يمتدح بصيرة» من يشارك من الإيرانيين في القتال هناك٬ ويحث القاعدين في بيوتهم من الإيرانيين على ضرورة «امتلاك البصيرة»؟ أي جنون أكثر من هذا؟ صحيح أن دولنا العربية تفعل ما تفعله حماية لأمننا واستقرارنا٬ لكن الأسئلة هنا كثيرة٬ فهل نحن أمام قوانين دولية٬ وتحالفات حقيقية٬ لمكافحة الإرهاب٬ أم أننا أمام انتقائية ساذجة؟ أم أن الغرب يتعامل مع منطقتنا من باب أن الغلبة هي لمن يتمكن على الأرض؟ فهل المطلوب٬ مثلا٬ أن تشرع دولنا في تأسيس ميليشيات لها في العراق٬ وسوريا٬ واليمن٬ ولبنان٬ لمجابهة إيران٬ وبالتالي تلعب الدول العربية نفس دور إيران؛ حيث وج ٌه دبلوماس ٌي باسٌم٬ وميليشيات إجرامية على الأرض؟ هل فعلا هذا هو المطلوب؛ وبالتالي تحويل منطقتنا إلى غابة؟ هل هكذا تبنى الدول٬ ويتعزز استقرارها٬ وتحقن الدماء فيها؟ أهذا ما يريده المجتمع الدولي٬ أو حتى روسيا؟ أمر مذهل فعلا لأننا لا نعلق على تقارير إعلامية٬ أو استخباراتية٬ وإنما على ما يصرح به رسمًيا المرشد الإيراني نفسه٬ حيث يثني على مقاتلي إيران في منطقتنا٬ بينما الغرب يطالب دولنا بضرورة مكافحة الإرهاب٬ ووقف تدفق المقاتلين العرب٬ فإذا لم يكن هذا هو العبث٬ فماذا نسميه؟

 

نظام سوري يرفض أن يتعلم..

خيرالله خيرالله/العرب/11 كانون الأول/16

هذا نظام سوري لا يريد أن يتعلّم. يعتقد أن الوقت يعمل لمصلحته وأنّ تدمير سوريا يمكن أن يخدمه. يعتقد أن الانتصار على حلب بمثابة انتصار له. ستنتصر حلب مهما طال الزمن، لا لشيء سوى لأنّ أهل حلب، في أكثريتهم الساحقة، مثلهم مثل أهل سوريا كلّها، يرفضون النظام ويرفضون الذلّ والعبودية.

إذا كان الآباء قبلوا بالذلّ والعبودية منذ مجيء حزب البعث إلى السلطة في العام 1963، فإنّ الأبناء قرّروا التمرّد على الآباء لأنّ حلب تستأهل أفضل بكثير من أن تكون تحت رحمة نظام أقلّوي بائس يظنّ أن الطريقة الفضلى للامساك برقاب السوريين تكون في إفقارهم وتحكيم الأجهزة الأمنية ومن يلوذ بها بمصيرهم.

كيف يمكن لنظام أن يقبل البقاء في السلطة، ولو شكليا، فيما شعبه يموت بالآلاف ويُهجّر بمئات الآلاف. أخيرا، وليس آخرا، كيف يمكن لنظام الكلام عن وحدة الأراضي السورية، فيما البلد يعيش تحت استعمارين. الأول روسي والآخر إيراني. الأول يستخدم سلاح الجوّ وقنابله لإفراغ المدن من أهلها والآخر الميليشيات المذهبية من أجل تغيير التركيبة السكانية لسوريا والتخلّص من المدن الكبرى ومن سكّانها؟ يستطيع النظام الذي ولد من رحم استيلاء الضباط العلويين على السلطة في الثالث والعشرين من شباط ـ فبراير 1966 وثمّ من تفردّ حافظ الأسد بحكم سوريا في خريف العام 1970، أن يفعل شيئا واحدا هو الانتهاء من سوريا. لا مهمّة أخرى له. لو كانت لديه مثل هذه المهمّة الأخرى، لما كانت كلّ قوى العالم اتفقت على أن يبقى بشّار الأسد في دمشق.

كأني بها أمست بقايا مدينة... إلى الموت قد أمسى بها النجم هاويا (المتنبي)

اتفقت روسيا مع الولايات المتحدة على الانتهاء من سوريا. واتفقت تركيا مع إسرائيل على الانتهاء من سوريا أيضا. ليس أفضل من النظام القائم لتنفيذ هذه المهمّة في انتظار اليوم الذي يجري فيه اقتسام التركة.

الأكيد أنّ النظام لن يكون حاضرا عندما يحين وقت اقتسام التركة. ما ليس أكيدا هو الدور الذي ستلعبه إدارة دونالد ترامب في تحديد من يحصل على ماذا في سوريا نظرا إلى أنّه يتبيّن كلّ يوم أنّ المحيطين بالرئيس الأميركي الجديد جنرالات لا يكنّون كثيرا من الودّ لإيران ويعرفون تماما دورها في تشجيع التطرّف بكلّ أشكاله ونشر حال من التوتر في المنطقة. لن تكون إدارة ترامب أسيرة الفكر المحنّط لباراك أوباما الذي يربط أهل السنّة بالإرهاب. هناك إرهاب سنّي. لا يوجد أدنى شكّ في ذلك. ولكن ماذا عن الإرهاب الذي تمارسه الميليشيات المذهبية المدعومة مباشرة من إيران، على رأسها تلك التي تقاتل في العراق وتلك التي تقاتل في سوريا.. وتلك التي تمنع لبنان من أن يكون فيه وضع طبيعي؟

لا يوجد حاكم عاقل يمكن أن يفكّر ولو للحظة أنّ الانتصار على حلب انتصار وأنّ تهجير أهل المدينة سيسمح له بحكم سوريا مجدّدا. لكنّ كلّ شيء يبدو ممكنا مع هذا النظام السوري الذي لم يتّعظ من أيّ تجربة من التجارب التي مرّ فيها، بما في ذلك طريقة خروجه من لبنان في نيسان ـ أبريل من العام 2005. على العكس من ذلك، إنّه يكرّر في كلّ وقت الأخطاء نفسها لضمان وصول سوريا إلى الوضع الذي وصلت إليه.

لو كان النظام السوري يمتلك حدّا أدنى من المنطق، لكان استفاد من درس لبنان وانسحب من سوريا، تماما مثلما انسحب من لبنان. لم يستوعب النظام أن مشاركته في توفير تغطية، في أقلّ تقدير، لاغتيال الرئيس رفيق الحريري سيؤدي إلى انسحابه من لبنان لمصلحة إيران التي تفرّدت منذ العام 2005 في التحكّم بالبلد كي تحتكر الوصاية عليه. يتخيّل النظام السوري الآن أن ما تحقّق في حلب سيمكّنه من العودة إلى ممارسة دور في لبنان. أرسل المفتي بدر الدين حسّون، وهو من الموالين للنظام، لتخويف اللبنانيين. قابل الرئيس الجديد ميشال عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي.

حصل ذلك في وقت يجد العهد الجديد صعوبة في تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري الذي اتفق مع ميشال عون، قبل انتخابه رئيسا للجمهورية، على نقاط معيّنة من بينها نأي لبنان بالنفس عن الحرب السورية وحرائقها.

ليس بإحراج رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني يؤمّن النظام السوري عودته إلى لبنان. لم يخرج من الباب الواسع ليعود من أيّ طاقة من الطاقات الموجودة، من بينها طاقة الانتصار على حلب.

يُفترض في مثل هذا النوع من الانتصارات أن يجعل رأس النظام يطرح على نفسه سؤالا في غاية البساطة. هذا السؤال هو ماذا بعد حلب؟ ما مستقبل هؤلاء السوريين الذين هجّرهم سلاح الجو الروسي والميليشيات التابعة لإيران من أرضهم ومنازلهم؟ ما الذي يمكن توقّعه من أبناء سوريا الذين عوملوا بهذه الطريقة الوحشية؟ أليس ذلك الطريق الأقرب إلى تحويل كلّ شاب من الذين قضى النظام على مستقبلهم إلى قنبلة موقوتة؟

خرج النظام السوري من لبنان إلى غير رجعة. سيخرج من سوريا، عاجلا أم آجلا، إلى غير رجعة أيضا. تجاوزت الأحداث التفكير الضيّق للنظام السوري الذي لا يحرّكه سوى الحقد على لبنان، وقبل ذلك على سوريا نفسها. من لم يفهم النتائج التي ترتّبت عن اغتيال رفيق الحريري، لن يفهم في أيّ وقت وفي ظلّ أيّ ظروف معنى الثورة الشعبية في سوريا وإبعادها ولماذا يرفض الشعب السوري النظام.من لم يستوعب درس لبنان سيجد صعوبة في الاعتراف بأنّ النظام لا مستقبل له وأنّ المهمّة الوحيدة التي لا يزال في استطاعته تأديتها تتمثّل في القضاء على سوريا. كان لبنان مستعدا للتفاهم مع النظام السوري بما يخدم البلدين، لكنّ النظام فضّل اللجوء إلى العنف والتفجيرات والاغتيالات. لعب النظام السوري دورا أساسيا، بل الدور الأساسي، في تسليم لبنان إلى إيران. يلعب حاليا دوره في تحويل سوريا إلى مناطق نفوذ إحداها إيرانية والأخرى روسية والثالثة تركية والرابعة إسرائيلية.

لدى تركيا الحرية الكاملة في التدخل لوضع حدّ للطموحات الكردية. ولدى إسرائيل كلّ ما تريده من حرّية في ضرب أيّ هدف تعتبر أنّه يشكل خطرا عليها في المستقبل. إلى متى يتابع النظام السوري لعب الدور المرسوم له في ظلّ الغياب الأميركي الكامل عن الشرق الوسط بفضل إدارة باراك أوباما؟ ماذا إذا تغيّرت المعطيات في عهد دونالد ترامب؟ ماذا إذا قرّرت الولايات المتحدة أن تعود لاعبا في المنطقة بعد اكتشافها أن ليس في الإمكان الاستمرار في الحرب على الإرهاب والانتصار فيها بالشراكة مع النظام السوري وإيران كما فعلت إدارة أوباما؟

 

قمة خليجية قبل إعلان التشيع دينا وطنيا للعراق

أسعد البصري/العرب/11 كانون الأول/16

القمة الخليجية الـ37 في المنامة تهدف إلى اقتراح نوع من الاتحاد الخليجي العسكري في مواجهة التحديات وخصوصا التحدي الإيراني. لقد انزعج الخليج من تصريحات ترامب في حملته الانتخابية عن أن أميركا تطالب بدفع مضاعف للدفاع عن الخليج. تصويت الكونغرس مؤخرا بمجلسيه الشيوخ والنواب لصالح تمديد العقوبات عشر سنوات أخرى على إيران يعتبر صدمة. وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن الفريق الجديد للرئيس الأميركي يدرس فرض عقوبات جديدة متعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية وملف حقوق الإنسان في إيران. كيف سترد إيران على العقوبات الأميركية؟ هل ستهدد المصالح الأميركية في المنطقة حقاً؟ وكيف سيكون رد ترامب؟ يجب أن ننتبه إلى العلاقات بين روسيا وإيران. فمنذ 1991 وحتى 2015 بلغت مشتريات السلاح الإيراني من روسيا أكثر من 300 مليار دولار. وهناك مشروع لزيادة التبادل التجاري بين البلدين إلى 70 مليار دولار سنويا. ليس من السهل انهيار إيران بصواريخ أميركية.

ينبغي عدم التعجّل في حكمنا على السياسة الأميركية الجديدة حتى وصول الرئيس الجديد إلى مكتبه في البيت الأبيض في 20 يناير 2017 فنحن نجد صعوبة في الجمع بين تقرير في واشنطن بوست عن الجنرال المتقاعد مايكل فلين، الذي سيتولى منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، وقوله “إن التحالف بين فصائل المعارضة السورية والمجموعات المتطرفة بات يتبلور منذ وقت طويل، وترعرع المتشددون خاصة على حساب المساعدات التي قدمتها واشنطن إلى المعارضين للأسد”، وبين أن الكونغرس أعطى الموافقة للرئيس ترامب لتسليح المعارضين السوريين بأسلحة مضادة للطائرات. حتى تقرير أولبرايت هادلي الأخير يصبّ في نفس الاتجاه وهو الاستعداد لتسليح المعارضة السورية لضرب الأسد ومنعه من السيطرة على شرق سوريا. وكلنا يتذكر تهديدات دونالد ترامب بوقف الدعم الأميركي للمعارضة السورية والتفاهم مع روسيا بهذا الشأن.

السياسة الإيرانية بالمقابل تعمل بواقعية شديدة وتحقق نقاطا. نتيجة غزو العراق للكويت فكت العزلة عن إيران، ونتيجة غزو أميركا للعراق امتداد لنفوذ إيران، ونتيجة انفجار السلفية وداعش ترسيخ الإسلام الشيعي في المنطقة. فهل صدام حسين إيراني غزا الكويت لأن إيران المستفيد؟ وأميركا إيرانية غزت العراق لأن إيران المستفيد؟ وداعش إيرانية نشرت الإرهاب السني لأن إيران المستفيد؟ قال علي خامنئي مؤخرا “مخطئ مَن يظن أن أميركا لا يُمكن هزيمتها” هذا قبل أن تعلن الولايات المتحدة عن رغبتها في إلغاء الاتفاق النووي مع إيران أو دفع طهران إلى إلغائه.

وعلى الجانب السني مواقف رجال الدين والمعارضين لإيران متناقضة، هذا بغض النظر عن رجب طيب أردوغان الذي مرة يحمي الموصل، ومرة يتخلى عنها، ومرة سيطيح بالأسد وبعدها ينكر تصريحاته. وآخر تصريح لرئيس الوزراء التركي يقول “لدى تركيا وروسيا نهج واحد لحل الأزمة السورية”.

الحال متناقضة جدا وأكبر دليل على ذلك ما سمعناه من تهافت لمعارض سوري مسيحي مخضرم يقول “كل واحد سوري عم يموت بدل خمسة سعوديين بكرة” وأن المعارضين السوريين صاروا تجارا أثرياء بسبب الدعم القطري. هذا المعارض يشعر بالإحباط، فإذا سقطت حلب وانتهت الحرب يصبح هو ورفاقه مجرّد رجال باعوا وطنهم مثلهم مثل دواعش العراق، لهذا يصب غضبه على الدول العربية.

بالنسبة إلى سنّة العراق فإن الحرب العراقية الإيرانية بدأت عام 1980 ولكن نهايتها الحقيقية ستكون تحرير الموصل عام 2017. السنّة في حيرة من أمرهم ولا يعرفون هل يتخلون عن مهنتهم القديمة وهي العداء لإيران، أم يرضخون لهزيمتهم الكبيرة بعد تحرير الموصل ويتحالفون مع إيران طلبا للسلامة؟

في كل الأحوال قاوم النظام الإيراني كل أنواع السياسة الأميركية من كارتر إلى أوباما ولا نعتقد أن ترامب سيضرب طهران بالصواريخ أو يمحو بلاد فارس من الوجود. بلاد فارس موجودة منذ آلاف السنين. والعوائل التي تدير البلاد هي نفسها منذ العهد الصفوي والقاجاري، أي هناك تراكم خبرة سياسية وليس مثل العراق الذي لم يحكم نفسه حقا إلا بانقلاب عام 1958. لقد انتظرت أميركا في سوريا أن ترتكب إيران خطأ وتتدخل بجيشها رسميا بدعوة من الحكومة السورية، ولكنها لم تفعل بل ذهب الجنرال قاسم سليماني إلى موسكو وأقنع روسيا بالتدخل، وهذا مزعج جدا بالنسبة إلى المكر الأميركي.

الواقع الذي نراه أمامنا هو انهيار المعارضة السورية المسلحة، ومعركة الموصل في العراق تريد أن تجعل منها القيادة العراقية مشروعا لبناء أمة عراقية جديدة. لقد كان العقل السنّي هو الدولة العراقية، لم يكن عندهم عقل سياسي بديل لها، بدليل أنهم لم يؤسسوا معارضة كما فعل الشيعة والأكراد. وحين سقطت الدولة العراقية بالاحتلال عام 2003 كان سنة العراق قد فقدوا رأسهم.

وهذا يفسر لنا حالات الزومبي التي مروا بها، فالرأس المقطوع صار يُستبدل برأس سعودي تارة، أو تركي تارة أخرى، أو رأس البعث المخلوع والمقطوع، وفي النهاية ركب على أكتافهم الرأس الداعشي ليس لأنه مقبول جماهيريا ولكنه الأكثر عنفا وبطشا.

بعد تحرير الموصل سيكون علينا البدء من جديد من لحظة عام 2003 ووضع الدولة العراقية كرأس على أكتافنا. صحيح هو رأس شيعي ولكنه الخيار الوطني الوحيد الموجود الآن، لا يوجد ترف في الاختيار عندما تكون البلاد في خطر. تماما كما فعل الإيرانيون في الاحتلال الأفغاني حيث كانوا رافضين للتشيّع الصفوي، ولكن حين احتل الأفغان السنّة بلادهم، وصاروا يراسلون السلطان العثماني بإعادة المذهب السني إلى إيران رفض الفقهاء الإيرانيون العودة إلى دينهم (الحق) وتمسكوا بالمذهب الشيعي واعتبروه مذهبا وطنيا ضد الأطماع العثمانية.

لقرن كامل المذهب السني هو المذهب الوطني للدولة العراقية، ولكن بعد تحرير الموصل سيُصبِح المذهب الشيعي هو المذهب الوطني للدولة وبلا منازع. هناك اتفاق عراقي اليوم على أن يكون المرجع الشيعي هو الملك، والولاء للعمامة سيكون بديلا عن التاج.

أيديولوجيا الدولة ستكون شيعية واضحة، أي أن الوطنية ستكون هي التشيع نفسه، والرموز الوطنية للعراق هي الإمام الحسين والإمام علي والإمام الكاظم. كما حدث في إيران تماما، الدستور الإيراني ينص علنا على العمل بالمذهب الجعفري مع أن في البلاد ملايين السنة والبلوش والعرب والأكراد والآذريين والتركمان.

المشروع الشيعي في حالة حرب وصيرورة خصوصا بعد التأكيد على أن الإرهاب الذي يهدد العالم سنيّ. الشيعة استقطبوا الأقليات المسيحية في بلاد الشام ولبنان والعراق وبعض العلمانيين العرب.

السؤال هل المشروع الإيراني قادر على إعلان سيادة جديدة جوهرية في المنطقة، أم إنه سينهار ويتمزق وتكثر بينهم الدماء، وفي النهاية تحترق مدنهم بالثأر والخراب؟ ولكن حتى الآن نرى حماسة غير عادية تدفع هذا المشروع.

تحظى وجهات نظري باهتمام حتى من بعض الأعضاء في البرلمان العراقي، ولهذا نضيف وجهة نظر مثقفين آخرين حول هذا المقال حتى تكون القضية عادلة وليست تحريضية وقد اخترت مداخلتين هنا لإيضاح الصورة.

1 - العراقيون وإن تحالفوا مع إيران لصد التنظيمات السنية المتشددة إلا أن تحالفهم براغماتي -من وجهة نظر إيران على الأقل- والدولة البراغماتية لا تؤمن بمشروع بل بمصالح دائمة، ولو كانت طهران فعلا صاحبة مشروع شيعي لدعّمت أذربيجان الشيعية ضد أرمينيا المسيحية وليس العكس. عندما زار خامنئي إحدى محافظات السنة خطب وقال “أنتم جزء من أمتنا الفارسية وكلنا سنقاوم أيّ محاولة لشق نسيجنا المجتمعي” ولم يقل لهم أنتم جزء من مذهبنا.

القول إن العداء العربي الفارسي هو قضية تراكمية وليست ذنب العربي بل الموروث التاريخي هو قول إشكالي. إن العروبة قد أضرت بالشيعي، لا بل سحقته وألصقت به كل مفردات التخوين. فالشيعي إما صفوي خائن أو أن يخضع للعروبة بصبغتها السنية فقط. فنراه قد ضاع بالعروبة السنية بالأمس، واليوم هو ليس ذنبه أيضا عندما يرى أن إيران ملجأه أمام مخالب التخوين العروبية.

2 - إن قامت يوما دولة النفط الشيعية في المشرق العربي كون النفط في مناطق شيعية، فسيكون المشروع أميركيا وليس إيرانيا، وستكون إيران أول المتضرّرين مع أن الأمر مطروح كسيناريو منذ تسعينات القرن العشرين، ولكنه صعب التحقيق إلا أن تخوض أميركا حربا عالمية في المنطقة.

ليس هناك مشروع شيعي في العراق لا على المستوى السياسي الحكومي، ولا على المستوى المرجعي. إيران لا يستبعد أنها تحارب بدم الشيعة العراقيين دفاعا عن نفسها وحتى لا يصلها خطر الإرهاب. وقد تستخدم التشيع وسيلة لتحفيز هذه الطاقات. ولكنها مشروع قومي لا يسعى إلى خدمة الشيعة سواء في العراق أو في غيرها، وإلا لما رضيت أن تستمر أوضاع الطبقة الفاسدة في السلطة العراقية على ما هي عليه، ولما قبلت أن يكون الشيعة في العراق ضحايا الإرهاب ويقدمون التضحيات بهذا المستوى.

من جانبهم العرب لم يقدموا للعراقيين أدنى مساعدة بالتعامل معهم كعراقيين عانوا من ظلم سلطة منهارة. إن الشيعي العراقي عندما يرى هذه الجهود الكبرى والحملة الإعلامية والدعائية التي تشتمه ليل نهار وتورط العراقي السني أيضا، فإنه سيرى إيران أقرب إليه من العربي الذي يحيطه بالكراهية من كل جانب.

الخلاصة هي أننا في مفترق طرق؛ إما أن الشيعة وطنيون ويتساقطون في الموصل دفاعا عن الوطن، أو أن داعش حركة ثورية ضد الاضطهاد الطائفي والعنف سبيلها الثوري في مقاومة الاستعمار وعملائه. مثقف سنيّ يقول لي في رسالة لا تضعنا في مفترق طرق رجاء “أخطر ما قرأته لك وما يصلح أن نؤسس عليه نظرية عمل هو قولك لا شهداء َفي الحروب القذرة” بمعنى آخر الرجل يريد الاعتزال (لا مع معاوية ولا مع علي) ولكن هذا غير ممكن بدليل أن هذا المثقف نفسه يهتف للجيش وتحرير مدينته من الإرهاب.

نحن في زاوية تاريخية حادة كوطنيين عراقيين وعلينا إعطاء تفسير أو اتخاذ قرارات. إن مصرع 138 جنديا عراقيا في ثماني ساعات على مسافة من الضفة الشرقية لنهر دجلة، قضية ليست سهلة وعلى المثقف أن يقرر. بالنسبة إلى العراقيين فإن انهيار المعارضة السورية، وتهديد واشنطن لإيران، وانعقاد قمة تمهد ربما لإعلان اتحاد خليجي عسكري، كلها خطوات قبل سقوط الموصل وإعلان المذهب الشيعي دينا رسميا ووطنيا للعراق من شماله إلى جنوبه. هذا هو الواقع بغض النظر عن عواطف الأشخاص ورغباتهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 نديم الجميل وقع وثائقي بشير على DVD: ليطلع عليه كل من يريد أن يعرف لماذا استشهد الشهداء ولماذا حملنا البندقية

السبت 10 كانون الأول 2016 Lوطنية - وقع النائب نديم الجميل، مجموعة الوثائقي "بشير" على الDVD، مدته 5 ساعات، يمتد من طفولة الرئيس الشهيد بشير الجميل، حتى الرابع عشر من أيلول 1982 يوم اغتياله، ويتضمن أيضا خطابات له، وصورا وتسجيلات، لم تعرض سابقا، أعده الاعلامي جورج غانم، وأخرجته منى منير وأنتجته شركة كوانتوم". حضر التوقيع في فندق رويال توليب في الأشرفية: الرئيس أمين الجميل، النائبة السابقة صولانج الجميل ويمنى بشير الجميل، النائب سيرج طورسركيسيان، الوزيران السابقان ابراهيم نجار وكريم بقرادوني ووجوه سياسية ونقابية وديبلوماسية، ومؤيدون لحزب الكتائب والشهيد الجميل. وألقى النائب الجميل كلمة للمناسبة رحب فيها بالحضور. وقال: "في إحدى المرات سأل تشرشل في إنكلترا عن إمكانية استخدام موازنة الفن والثقافة في الحرب، فرفض قائلا نحن لا نحارب سوى من أجل المحافظة على الفن و الثقافة". وذكر ان هدف الوثائقي "المحافظة على الثقافة والحضارة والتاريخ، وتوريثها للجيل الجديد وللأجيال القادمة"، مردفا ان "هذا الوثائقي هو ملخص عن جزء كبير من ثقافة لبنان وحضارته كما حافظ عليها الشهيد بشير الجميل بالدم والدفاع عن لبنان"، ومعتبرا انه "من واجب اللبنانيين المحافظة عليها والتمسك بها بالفكر، وهذا ما تحرص على القيام به مؤسسة بشير الجميل والسيدة صولانج الجميل". وقال: "لمن لا يعرف لماذا استشهد الشهداء ولماذا حملنا البندقية، ليس عليه سوى الاطلاع على هذا الوثائقي لمعرفة كل الأسرار والمفاتيح". واعتبر ان "ما قام به الاعلامي جورج غانم هو نفض الغبار عن المبادئ والقيم التي حملها بشير الجميل لصناعة التاريخ"، داعيا "الجيل الجديد إلى الاطلاع على المعلومات والتعمق بالتاريخ من أجل بناء لبنان الجديد، لبنان الذي حلم به بشير كي يتأسس لبنان على ثوابت وقيم لا يمكن لأحد زعزعتها لمئات السنين". ورأ أن هذا الوثائقي "يرد للبنان اعتباره وثقافته ومواصلة النضال الذي آمن به اجدادنا. ونحمل المشعل كجيل جديد ونعود ونفتح كل الأبواب من أجل المحافظة على لبنان بايمان وثبات بالرغم من كل الصعوبات التي قد تعترضنا". وأخيرا شكر الجميل كل من ساهم في إصدار هذا الوثائقي.

 

ريفي في إضاءة شجرة ميلاد في طرابلس: هذه رسالة بأن وحدتنا تحمي البلد وتجعلنا نحول لبنان إلى وطن الرسالة

السبت 10 كانون الأول 2016

وطنية - أضاء تجمع "إنماء لبنان" شجرة ميلاد، باحتفال أقيم عند مستديرة النيني في طرابلس، في حضور وزير العدل اللواء أشرف ريفي، النواب: قاسم عبد العزيز، خضر حبيب، كاظم الخير، أحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، النائب السابق مصطفى علوش وإيلي عبيد ممثلا الوزير السابق جان عبيد.

وحضر الاحتفال راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذوكس المتروبوليت إفرام كرياكوس، راعي ابرشية طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، المعاون البطريكي في بكركي المطران جوزيف نفاع، المونسينيور بطرس جبور ممثلا راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، رئيس المحكمة الروحية وخوري رعية مار مارون المونسنيور نبيه معوض، رئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين، نقيب المحامين عبد الله الشامي، رئيسة جمعية طرابلس حياة المحامية سليمى أديب ريفي، رئيسة جمعية "أكيد فينا سوا" فيوليت الصفدي، مسؤول مكتب حزب "القوات اللبنانية" في طرابلس فادي محفوض، مسؤول اقليم طرابلس في حزب "الكتائب اللبنانية" مارك عاقوري وحشد من أعضاء المجالس البلدية وهيئات إجتماعية.

نحاس

بعد النشيد الوطني، قال رئيس التجمع جوني نحاس: "جريا على عادتنا كل عام نقيم شجرة الميلاد في مستديرة النيني، وهذه هي السنة السادسة على التوالي، وقد دعونا إلى هذا الاحتفال السنوي للمشاركة في إضاءة هذه الشجرة، واليوم فرحتنا كبيرة وعنوان الشجرة التي نضيئها اليوم مدينة الأضواء، لأننا استعملنا تكنولوجيا جديدة هي الأولى في لبنان|، ورغبنا في استخدامها أولا في طرابلس مع شركة متخصصة، وكل ميلاد وانتم بخير ،ودائما طرابلس ستبقى عاصمة لكل الطوائف".

الصفدي

ثم نوهت الصفدي ب"تزامن فترة الأعياد ومناسبتي عيد المولد النبوي الشريف وعيد الميلاد المجيد"، وقالت: "غدا هو ذكرى المولد النبوي الشريف، وما نراه اليوم هو صورة طرابلس الحقيقية، وبالمناسبة ندعو الجميع، إلى أن يزوروا طرابلس ويتعرفوا عليها وعلى وجهها الحقيقي".

قمر الدين

وقال قمر الدين: "انا سعيد جدا بأن أكون بينكم للاحتفال بإضاءة شجرة الميلاد في طرابلس مدينة العيش المشترك، وما نقوم به اليوم هو انعكاس لسلوكية وتفكير اهل طرابلس وحبهم للعيش المشترك وحبهم للسلام".

كرياكوس

وقال كرياكوس: "نحن نلتقي مرة أخرى في هذا المكان بمناسبة هذه الأعياد الميلادية المباركة، ونلتقي كأعضاء في عائلة طرابلسية واحدة، وهذه مناسبة فرح وعلامة سلام، وهذا العيد هو عيد فرح وسلام وعيد الجميع كبارا وصغارا، وكلنا في فرح بأن نجتمع معا، ويجب ألا ننسى أن هناك من يعيش في صعوبة وألم، وأن نتذكرهم في هذه الأعياد الميلادية حتى نتشارك جميعا في فرح بسيط"، متمنيا للجميع "ميلادا مجيدا مباركا، لأن ربنا هو رب الفرح والسلام والرحمة والمحبة، وهذا ما يجمعنا كلنا جميعا".

نفاع

بدوره قال نفاع: "يسعدني جدا ان اكون هنا لأني إبن طرابلس، واليوم أعود لأرى المدينة، التي ولدت فيها والفرحة، التي كانت فيها، وهكذا ولدت وهكذا تربيت، ويشرفني أن نكمل جميعا هذا الطريق وكلنا شعرنا ولسنوات أنهم سرقوا المدينة من بين أيدينا وكلنا كنا حزينين، واليوم نستعيدها بفضل الخيرين، وهذه الاستعادة هي لأننا كلنا معا، وكلما كنا سوا كلما كانت المدينة كذلك أحلى مدينة في لبنان، مدينة العلم والعيش والحياة، ونحن نريد العيش، وممنوع على احد أن يسرق حياتنا منا، فحياتنا هي لنا وسنظل ندافع عنها حتى آخر لحظة في حياتنا".

جبور

واعتبر جبور أن "كل لقاء جميل، لا سيما إذا كان تكريما للأديان او للوطن، فكما نكرم بلقائنا واجتماعنا ميلاد السيد المسيح، نكرم ايضا في لقاء آخر عيد المولد النبوي الشريف، فكم نحن بحاجة ألى مثل هذه اللقاءات، التي ندعو إليها الجميع لتعزيز الأخوة والعيش الواحد المشترك والإتفاق على كل ما يعود على الوطن بالعز والرفعة والسؤدد وعلى ابنائه بالمحبة والخير والبركات".

ضاهر

وتحدث ضاهر، فقال: "منذ ثلاث سنوات وقفنا هنا مع قسم كبير من أهالي طرابلس، وكان التحدي بأن نضيء الشجرة في هذه المناسبة، واليوم نود القول لكل العالم من خلالكم طرابلس تضيء شجرة الميلاد، وسيظهر من طرابلس النور ويعم السلام والفرح، وها هي حقيقة طرابلس. ونحن في طرابلس نعيش مع بعضنا شعبا واحدا بنعمة الرب، وسنبقى كذلك. وبالمناسبة أتقدم من جميع المسلمين في طرابلس بالتحية بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، وإن شاء الله كلنا سويا نعيد عيد الميلاد وعيد رأس السنة مرددين: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة".

ريفي

وألقى وزير العدل كلمة قال فيها: "كل سنة وأنتم بخير، طرابلس مدينة الحياة، ومدينة العيش المشترك، وعندما نكون موحدين مسلمين ومسيحيين، يتزامن عيد المولد النبوي الشريف مع عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، هي رسالة بأن وحدتنا تحمي البلد وتحمي الوطن وتجعلنا نحول لبنان إلى وطن الرسالة، وطرابلس ظلمت كثيرا عندما شيطنوها واعتدوا عليها، واليوم نحن وإخواننا المسيحيون نظهر اننا الوجه الحقيقي للمدينة، ومنذ ثلاث سنوات تماما كنا كما قال سيدنا المطران في تحد كبير، واليوم نقوم بنزع الغبار عنها، ونظهر وجهها الحقيقي، فطرابلس قلعة لكل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين وهي مدينة للحياة".

واعقب الكلمات، إضاءة شجرة الميلاد وإطلاق الأسهم النارية.

 

الرياشي: على الفريق الآخر اليوم أن يقدم التنازلات لتشكيل الحكومة

موقع القوات اللبنانية/10 كانون الأول/16

رأى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” السابق وعرّاب المصالحة المسيحية ملحم الرياشي أن كلام جديد للسيد حسن نصرالله بكل معنى الكلمة وأتصور أننا دائماً نرحب بأي خطوة جديدة تتقرب ليدنا الممدودة دائما من أجل حماية السلام اللبناني.

وقال عبر “صوت لبنان – الضبية” (93.3FM): “الأكيد أن كلام الدكتور جعجع ليس بجديد وبالرغم من الإختلافات بين “القوات” و”حزب الله” في ملفات عدة لكن يد “القوات اللبنانية” ممدودة وهذا كلام ليس بجديد إنما هو إسقاط للتفكير العقائدي”.

ولفت الرياشي إلى أن “لقاء جعجع – عون تتطرق إلى كل جوانب العلاقة بين البنية الجديدة للنظام والواقع “المعيوش” في لبنان وكيفية الخروج من هذا الواقع والإثبات أن الرئيس القوي أتى لبناء جمهورية قوية تلعب دور الحاكم والحَكَم كيف إذا كان على يمينه “حكيم”؟

وعن نفي “حزب الله” لإلغاء التحالف بين “القوات” و”التيار”، اعتبر الرياشي أن الهجوم على القوات لمسناه في صحف عدة وقد وصلوا إلى أنه على عون أن يختار بين إتفاق مار مخايل وإتفاق معراب وهذه الصحف معروفة الخلفية السياسية لذلك هذا الرد طبيعي جدا والتوقف عنده أكثر من طبيعي لان هناك توجس طبيعي من تحالف معراب.

وأضاف: نفي نصرالله ممتاز وكلامه إيجابي جدا ولا بأس أن يكون بداية صفحة جديدة على مساحة الوطن والعمل المرتقب من الطرف الآخر لتسهيل ولادة الحكومة الجديدة.

وعن عقدة الحقائب الوزارية، لفت الرياشي إلى أن الطريقة التي تتشكل فيها الحكومة اليوم تزعج بعض الأطراف خصوصا أن رئيس الجمهورية حاضر بقوة في تشكيل الحكومة والوضع بات مختلفا تماماً عن السابق وهذه هي الإشكالية الكبرى وهذا ما يدفع بعض الأطراف بتمسكها بحقيبة من هنا أو هناك.

وتابع: “نصرالله قال إنه مطّلع على مسار التفاوض بين بري وعون والحريري وأي خلاف اليوم يترجم في الحصص ويسقط على النقطة المرتكز عليها نشاط البلد، واليوم يترجم في الحقائب وكيفية توزيعها”.

وأضاف: “الحقائب هي ملك لبنان وليس ملك “القوات اللبنانية” وعلى الفريق الآخر اليوم أن يقدم تنازلا لتشكيل الحكومة و”القوات” قدّمت تنازلات كبيرة لقيامة العهد وعلى الآخرين اليوم أن يبادروا”.

وشدد الرياشي على أن اليوم هناك عقدة في حقيبة تيار “المردة” ولكن أعتقد أن في مطلع الأسبوع المقبل ستحل وهذا سيسهّل ولادة الحكومة.

وأكد الرياشي أن “القوات على رأس المسهلين وهي تنازلت عن وزارة الدفاع لصالح رئيس الجمهورية وليس لصالح أي طرف آخر وذلك بهدف التسهيل.”

وقال: نحن لم نقفل باب التفاوض ولكن هناك حد أدنى لمقاربة الأمور ولنترك هذا الموضوع لكواليس التفاوض لان الإعلام قد يؤثرعليها سلبا.

لا يحق لأحد أن يأخذ حصة من أحد وكأننا “أكلة جبنة” وكما لا نقبله لنا لا نقبله لغيرنا، ونحن لم نختر حقيبة الأشغال لانه كان لدينا الصحة، والإعلام، والدفاع، وهم أعطونا الأشغال بدلا عن الصحة.

وعن تحالف معراب واستبعاد المسيحيين الآخرين، لفت الرياشي: هذا التحالف لم يقم على مساحة منطقة مسيحية معينة أو حدود مسيحية معينة هذا التحالف قام على أساس الخلاف الذي كان قائما بين التيار والقوات وقد طوى صفحته وفتح بابا أمام تحالف سياسي ومن ثم فتح الباب أمام تحالف وطني وهذا الباب لم يقفل بوجه أحد ومن يهاجم هذا التحالف هو يخاف منه وأهميته أن ركيزته الصلبة هي المصالحة المسيحية، هو يرتكز على بعد سياسي ولكن بعده وجداني وفلسفي.

واعتبر أن الديمقراطية لا تستقيم إلا بوجود الموالاة والمعارضة لان بغياب المعارضة لا أحد يحاسب أحد، ومن لا يرى نفسه بالتركيبة السياسية يمكنه أن يشكل معارضة.

وأشار الرياشي إلى أن نصرالله أثنى على التحالف المسيحي ونحن بدورنا لا نتدخل بتحالف الآخرين إذا ما كانوا تحت سقف الدستور وحماية أمن اللبنانيين، معلناً أن زمن الحصاد بدأ وزمن إستعادة الدستور واستعادة لبنان إتفاق الطائف ونحن أكثر من دفع ثمنا من أجل هذا الإتفاق.

و عن العلاقة مع “المردة”، تابع الرياشي: للقوات رغبة دائمة بالتواصل مع “المردة” ومع سواها.

وقال: نحن نريد من القانون أولاً تصحيح التمثيل المسيحي خصوصا بعد الإجحاف الذي لحق بالقوات اللبنانية من قانون الستين وثانيا حماية طبيعة الشريك المسلم.

وأعلن أن أي قانون يتم الإتفاق عليه خصوصا بين السنة والشيعة نحن لن نختلف عليه إذا ما كان يؤمن هذه المعايير.

ولفت إلى أن لبنان عانى من النظام السوري من دون إستثناء وحتى المكونات المتحالفة معه كانت تعاني من “الجزمة الديكتاتورية” ومعركة حلب ليست إنتصارا للنظام وإنما تسجيل نقطة في الملف الروسي-الأميركي.

كان هناك إصرار من الأسد ومعظم المقاتلين في سوريا على تدمير الديمقراطية وإرادة الشعب السوري، ولم تكن الحرب إطلاقا إنتصارا لأي فريق.

وأضاف: الأزمة في المنطقة لم نتنه ولكن بدأت ملامحها تتوضح والحوار اليوم مع الأسد لا ينفع لكنه ينفع مع سوريا مع إيران مع روسيا وحياد لبنان يجب أن يكون مباركا من الأمم المتحدة.

وتابع: على مستوى القيادة لم نتوقف عند زيارة الشيخ حسون وأي شخص يستقبله رئيس الجمهورية أو البطريرك الراعي لا دخل لأحد به ولكن لا يمكن منع ردة الفعل الشعبية.

عن اللاجئين السوريين، قال الرياشي: نحن مع عودة اللاجئين في أسرع وقت لانهم في الأخير هم ضيوف، ولكن هؤلاء الضيوف يجب أن يكونوا مركمين ومحترمين ونحن ضد الإساءة إليهم ولكن في الوقت عينه ضد إساءتهم هم للنظام المرعي.

عن إقفال صحيفة “السفير”، ختم الرياشي: لدي تصورا مع العديد من الرفاق سواء قُيّد لي أن كون وزيرا أم لا، ونتأسف لتوقف صحيفة السفير عن الصدور هذه الصحيفة التي تكتب برقي الكلمة الإعلامية، سواء أنختلف أو نتفق معها وأنا سأعمل مع أصحاب الإختصاص للوصول إلى حل يحمي الإعلاميين والإعلام.