المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 كانون الأول/2016

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.december19.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وقَالَ لَهُم: «مَنْ هُوَ فِيكُم بِلا خَطِيئَة، فَلْيَبْدَأْ ويَرْمِهَا بِحَجَر

ألإِيْمَانُ هُوَ اليَقِينُ بالأُمُورِ المَرْجُوَّة، والبُرْهَانُ لِلأُمُورِ غَيرِ المَرْئِيَّة. وَبِهِ شُهِدَ لِلأَقْدَمِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/الف مبروك لمن قفزوا فوق كل شيء وتجنبوا الأبواب الضيقة ليدخلوا جنة الحكم من أبوابها الواسعة في المفهوم الإنجيلي/قائمة اسماء وحقائب الوزراء/الياس بجاني

الحكومة الجديدة/الأسماء والحقائب/الوطنية

فيديو مقابلة مع د. مصطفى علوش/من ال بي سي/وبالصوت/من المفيد والضروري أن يشاهدها كل لبناني/من ارشيفنا لعام الفين وثمانية مقابلة بالنص والصوت مع د.علوش قال خلالها ما لا يجرأ على قوله كثر الأن

جرأة ومصداقية وموضوعية/الياس بجاني

من أرشيفنا/بالصوت من صوت فينيقيا-كندا/فورمات/MP3/مع د.مصطفى علوش اجراها معه عبر الهاتف الياس بجاني/29 تشرين الأول/08

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت/من صوت لبنان الكتائبي/مقابلة راقية وحضارية تتناول تشكيل الحكومة والتطورات السورية شارك فيها مع نيكول الحاج كل من وسام سعادة وقاسم قصير وايلي الحاج

تشكيل الحكومة والتطورات السورية في كواليس الأحد/صوت لبنان الكتائبي

الإعلامي ايلي الحاج وتغريدات متفرقة تحاكي تشكيل الحكومة/فايسبوك

نظرية داوني بالتي كانت هي الداء مش زابطة/نوفل ضو/فايسبوك

تغريدات د.فارس سعيد ليوم الأحد/لامست الحكومة حدود الاستسلام لصالح حزب الله وًكان متوقعا خاصة بعد حلب بالتوفيق انشالله/الدكتور فارس سعيد/فايسبوك/

الدكتور توفيق هندي بعد تشكيل الحكومة كتب اليوم على فايسبوك

لماذا عرقلة خروج المحاصرين من كفريا والفوعة؟/فداء عيتاني/جنوبية

أول زعيم لـ"حزب الله"، الشيخ صبحي الطفيلي، نحن خدم للروس والأمريكان وفي أدنى مستويات العمالة/زمان الوصل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 18/12/2016

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جعجع تعليقا على تأليف الحكومة: لا نجدها مثالية وفيها ثغرات ولكن سنضع كل ثقلنا لتكون منتجة

جنبلاط عبر تويتر:بعد فحوصات دقيقة ومكثفة من شتى انواع الاخصائيين ولدت الوزارة

ميقاتي تعليقا على تشكيل الحكومة: تحاصصوا فصدرت

المستقبل: للامتناع عن الاحتفال بالحكومة الجديدة احتراما لمأساة حلب

الدويلة في بلدة كفرا: كُن مع الحزب و «اضرب» ولا تبالي

حوار عربي - دولي في القاهرة بمشاركة باسيل تركيز على أزمة اللاجئين واهتمام بلبنان/خليل فليحان/النهار

النسبية أو تعجيز العملية الانتخابية: كيف السبيل إلى تدريب المواطنين على هذه الآلية؟/بيار عطاالله/النهار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأردن.. 10 قتلى حصيلة مواجهات بين الأمن ومسلحين/قوات الأمن الأردني تقتل 4 من الإرهابيين وتعلن انتهاء العملية

49 قتيلاً بهجوم انتحاري شرق عدن.. وداعش يتبنى

مجلس الأمن يصوت اليوم على قرار حول نشر مراقبين في حلب/السفير الروسي: أعتقد أن لدينا نصاً جيداً وقد وافقنا على التصويت عليه

الأمم المتحدة: استئناف عمليات إجلاء المدنيين من شرق حلب ومتطرفون أضرموا النار في 5 حافلات كانت ستجلي مرضى من الفوعة وكفريا

بعد كل ما فعلته.. هل تترك ميليشيات إيران سوريا للأسد؟

العربي الجديد: شهادات عن رحلة التهجير القاسية من حلب

بعد حلب..الإيرانيون مع الأميركيين والروس ضدّ العرب/وسام الامين/جنوبية

قاسم سليماني في حلب… إذاً الحرب ستطول كثيراً/علي الأمين/جنوبية

الجبير: نطالب العالم بإجراءات صارمة لوقف تدخلات إيران

الجبير وكيري: لمنع إيران من زعزعة الاستقرار

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انطلاق عهد عون بحكومة مفخخة يترك باب الفراغ مفتوحاً على لبنان/اميل خوري/النهار

خيار "الثلاثينية" انتصر والحكومة ولدت وبدأ " جهاد" دفع الأثمان بقانون "النسبية"/سابين عويس/النهار

"البوصلة الأخلاقية" في حلب/علي بردى/النهار

محاذير الانتقال من قانون الستين/نايلة تويني/النهار

الوجود المسيحي العربي عماد الثقافة الاسلامية/جوزف باسيل/النهار

عون «الواقعي» أم «السوبرمان»؟/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

العسكريون المخطوفون: معطيات جديدة والجيش درس تنفيذ عملية عسكرية لإنقاذ العسكريين في حال حُدّد مكانهم/ربى منذر/جريدة الجمهورية

لا شيء سيبقى كما كان عليه/حازم الامين/جنوبية

صفقة روسية – أميركية في مرحلة ما بعد حلب/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الاحرار احتفل بذكرى استشهاد تويني في سن الفيل والكلمات دعت الى التمسك بلبنانيتنا وفرض العدالة دون الانتقام والحقد

مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان رحبت بتشكيل الحكومة: نتطلع إلى الاعتماد السريع للبيان الوزاري واجراء الانتخابات في موعدها

الراعي: كنا نأمل في ان تتحسس الكتل السياسية بروح المسؤولية فيسارعوا لتسهيل تشكيل الحكومة

النائب آلان عون: حوار المستقبل مع الثنائي الشيعي ممر لقانون الانتخابات

أمين السيد: الوضع في المنطقة اليوم مثالي للأميركيين والإسرائيليين

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

وقَالَ لَهُم: «مَنْ هُوَ فِيكُم بِلا خَطِيئَة، فَلْيَبْدَأْ ويَرْمِهَا بِحَجَر

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من01حتى11/:"مَضَى يَسُوعُ  إِلى جَبَلِ الزَّيْتُون. وعِنْدَ الفَجْر، عَادَ إِلى الهَيْكَل. وكَانَ الشَّعْبُ كُلُّهُ يَأْتِي إِلَيْه، فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُم. وأَتَاهُ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ بِٱمْرَأَةٍ أُمْسِكَتْ وهِي تَزْنِي، وأَقَامُوهَا في الوَسَط، وقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، هذِهِ المَرْأَةُ أُمْسِكَتْ فِي زِنًى مَشْهُود. وفِي التَّوْرَاة، أَوْصَانَا مُوسَى بِرَجْمِ أَمْثَالِهَا. وأَنْتَ، فَمَاذَا تَقُول؟». قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوه، فَيَكُونَ لَهُم مَا يَشْكُونَهُ بِهِ. أَمَّا يَسُوعُ فَأَكَبَّ يَخُطُّ بِإِصْبَعِهِ على الأَرْض. ولَمَّا ٱسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، وَقَفَ وقَالَ لَهُم: «مَنْ هُوَ فِيكُم بِلا خَطِيئَة، فَلْيَبْدَأْ ويَرْمِهَا بِحَجَر!». ثُمَّ أَكَبَّ وعَادَ يَخُطُّ عَلى الأَرْض. ولَمَّا سَمِعُوا، بَدَأُوا يَخْرُجُونَ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، وكِبَارُ السِّنِّ أَوَّلاً. وبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، والمَرْأَةُ قَائِمَةٌ في الوَسَط. فَوَقَفَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «يَا ٱمْرَأَة، أَيْنَ هُم؟ أَمَا دَانَكِ أَحَد؟». قَالَتْ: «لا أَحَد، يَا سَيِّد». فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «ولا أَنَا أَدِينُكِ. إِذْهَبِي، ولا تَعُودِي تَخْطَإينَ بَعْدَ الآن».

 

ألإِيْمَانُ هُوَ اليَقِينُ بالأُمُورِ المَرْجُوَّة، والبُرْهَانُ لِلأُمُورِ غَيرِ المَرْئِيَّة. وَبِهِ شُهِدَ لِلأَقْدَمِين

الرسالة إلى العبرانيّين11/من01حتى06/:"يا إخوَتِي، أَلإِيْمَانُ هُوَ اليَقِينُ بالأُمُورِ المَرْجُوَّة، والبُرْهَانُ لِلأُمُورِ غَيرِ المَرْئِيَّة. وَبِهِ شُهِدَ لِلأَقْدَمِين. بِالإِيْمَانِ نُدْرِكُ أَنَّ العَالَمِينَ أُنْشِئَتْ بِكَلِمَةٍ مِنَ الله، لأَنَّ مَا يُرى لَمْ يَتَكَوَّنْ مِمَّا هُوَ ظَاهِر. بِالإِيْمَانِ قَرَّبَ هَابيلُ للهِ ذَبيحةً أَفْضَلَ مِن ذَبيحةِ قَايين، وبالإِيْمَانِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ بَارّ، وقَد شَهِدَ اللهُ نَفْسُهُ على قرابِينِهِ، وبِالإِيْمَانِ مَا زَالَ هَابِيلُ بَعْدَ مَوتِهِ يَتَكَلَّم. بِالإِيْمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَي لا يَرَى المَوت، ولَمْ يُوجَدْ مِن بَعْدُ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ؛ وقَبْلَ أَنْ يُنْقَلَ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ أَرْضَى الله. وَبِغَيْرِ إِيْمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاءُ الله. فَالَّذي يَقْتَرِبُ إِلى الله، علَيهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّ اللهَ مَوْجُود، وأَنَّهُ يُكافِئُ الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/الف مبروك لمن قفزوا فوق كل شيء وتجنبوا الأبواب الضيقة ليدخلوا جنة الحكم من أبوابها الواسعة في المفهوم الإنجيلي/قائمة اسماء وحقائب الوزراء

الياس بجاني/19 كانون الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/18/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d9%81-%d9%85%d8%a8%d8%b1%d9%88%d9%83-%d9%84%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%81%d8%b2%d9%88%d8%a7-%d9%81%d9%88%d9%82-%d9%83%d9%84-%d8%b4/

فيما يخص تشكيلة الحكومة الجديدة في لبنان التي تم إعلانها يوم الأحد هي فعلاً تحكي حالها من ألفها حتى يائها وذلك من خلال  طينة وخامة رجالها وتاريخهم وتبعياتهم السياسية وتحالفاتهم والمواقف.

وبالتأكيد هي خير راوي عن ما هو معلوم وما هو خافي ومخفي من أجندتها،

أولاً من خلال من تولى حقيبة عدلها،

وثانياً من السير الذاتية لباقي ربع الوزراء المتخصص أكثرهم وبتفوق في فنون الأكروباتية والقنص السياسي غب الطلب والذمية والتقية والتذاكي والتشاطر ونقل البارودة من كتف لآخر وتغيير الطرابيش الموسمي.

فعلاً إنها حكومة عهد يتميز بالقوة ..

ولكن برأينا المتواضع إنها قوة طبق معايير مختلفة ومغايرة 100% لمفاهيم القوة المعروفة والمتفق عليها حسب المقاييس السوية.

ألف مبروك لمن قفزوا فوق كل شيء وتجنبوا بجحود وتذاكي ليدخلوا جنة الحكم من أبوابها الواسعة في المفهوم الإنجيلي والإيماني الصرف..

بحسرة نقول، يا حيف ع الرجال، ويا ضيعان الإنسان عندما يقع في التجربة..

إيمانياً ورجاءً نتضرع قائلين: "ربي لا تدخلنا في التجارب"، ولا تدخل في أوحالها وأبوابها الضيقة ونارها وفي أحضان دودها لا صديق ولا عدو.

 في الخلاصة، إن لبناننا الحبيب في الواقع المعاش والمحسوس هو مخطوف وأسير ومحتل ويعيش حالة مّحل وبؤس ..

هذا، ومن يُفترض أنهم سياديون واستقلاليون برأينا، وطبقاً لمعايير السيادة والاستقلال التي تربينا عليها هؤلاء لم يعودا كذلك والتحقوا بركب القابلين بالأمر الواقع والراضخين لإملاءاته..

أما الحكم في النهاية على الحكومة مهما كان رأينا الأولي والمبدئي فيها فهو على الأفعال ونتائجها إيجاباً أو سلباً ، وليس على الأقوال والبيانات والوعود حتى لا نقول الأوهام!!..

باختصار، أنه ورغم كل ما لا يبشر بالخير في الظاهر والمعلن من خلال الأسماء والانتماءات وطريقة الولادة والتناتش،

إلا أننا كغيرنا من المفترض منطقياً وعدلاً أن ننتظر الأعمال..

وعندها إما أن نهلل، إن تم تكريّم واحترام شعبنا والقضية والسيادة والاستقلال والحقوق والكرامات، أو أن ننتقد ونعارض إن تم العكس.

ونقطة على السطر....

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

الحكومة الجديدة/الأسماء والحقائب

الوطنية/18 كانون الأول/16

صدرت مساءً ثلاثة مراسيم تتعلق بقبول استقالة حكومة الرئيس تمام سلام وتسمية الرئيس سعد الحريري رئيسا لمجلس الوزراء، وتشكيلة الحكومة الجديدة. ووقع المرسومين الأولين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فيما وقع المرسوم الثالث الرئيسين عون والحريري.

مرسوم قبول الاستقالة

وقد أذاع المراسيم الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء فؤاد فليفل، وجاء في نص مرسوم قبول استقالة حكومة تمام سلام والذي يحمل الرقم 1 ، ما يأتي: “ان رئيس الجمهورية, بناء على الدستور, لا سيما البند 5 من المادة 53 منه، والفقرة (د) من البند واحد من المادة 69 منه, بناء على الاستقالة المقدمة من قبل رئيس مجلس الوزراء السيد تمام سلام، يرسم ما يأتي:

المادة الاولى: اعتبرت الحكومة التي يرئسها السيد تمام سلام مستقيلة.

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة ويعمل به فور صدوره”.

مرسوم تسمية الرئيس الحريري

وجاء في المرسوم الرقم 2 تسمية السيد سعد الدين الحريري رئيسا لمجلس الوزراء: “ان رئيس الجمهورية, بناء على الدستور لا سيما البند 3 من المادة 53 منه, بناء على المرسوم رقم 1 تاريخ 18كانون الاول 2016 المتضمن اعتبار الحكومة التي يرئسها السيد تمام سلام مستقيلة, يرسم ما يأتي:

المادة الاولى: يسمى السيد سعد الدين الحريري رئيسا لمجلس الوزراء.

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة ويعمل به فور صدوره”.

مرسوم تشكيل الحكومة

أما مرسوم تشكيل الحكومة الذي حمل الرقم 3 ، فنص على الآتي: “ان رئيس الجمهورية بناء على الدستور لا سيما البند 4 من المادة 53 منه, بناء على المرسوم رقم 2 تاريخ 18 كانون الاول 2016 المتضمن تسمية السيد سعد الحريري رئيسا لمجلس الوزراء, بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء، يرسم ما يأتي:

المادة الاولى: عين السادة: سعد الدين الحريري رئيسا لمجلس الوزراء،

غسان حاصباني نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للصحة العامة،

مروان حمادة وزيرا للتربية والتعليم العالي،

طلال ارسلان وزيرا للمهجرين،

غازي زعيتر وزيرا للزراعة،

ميشال فرعون وزير دولة لشؤون للتخطيط،

علي قانصو وزير دولة لشؤون مجلس النواب،

علي حسن خليل وزير دولة للشؤون للمالية،

محمد فنيش وزيرا للشباب والرياضة،

جان اوغاسبيان وزير دولة لشؤون للمرأة

يعقوب الصراف وزيرا للدفاع الوطني،

جبران باسيل وزيرا للخارجية والمغتربين،

حسين الحاج حسن وزيرا للصناعة،

سليم جريصاتي وزيرا للعدل،

نهاد المشنوق وزيرا للداخلية والبلديات،

محمد كباره وزيرا للعمل،

ايمن شقير وزير دولة لشؤون حقوق الانسان،

جمال الجراح وزيرا للاتصالات،

معين المرعبي وزير دولة لشؤون النازحين،

غطاس خوري وزيرا للثقافة،

بيار رفول وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية،

نقولا تويني وزير دولة لشؤون مكافحة الفساد،

طارق الخطيب وزيرا للبيئة،

عناية عز الدين وزير دولة لشؤون التنمية الادارية،

يوسف فنيانوس وزيرا للأشغال العامة والنقل،

ملحم الرياشي وزيرا للاعلام،

بيار بو عاصي وزيرا للشؤون الاجتماعية،

اواديس كدنيان وزيرا للسياحة،

سيزار ابي خليل وزيرا للطاقة والمياه،

رائد خوري وزيرا للاقتصاد والتجارة،

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة ويعمل به فور صدوره”.

**************

فيديو مقابلة مع د. مصطفى علوش/من ال بي سي/وبالصوت/من المفيد والضروري أن يشاهدها كل لبناني/من ارشيفنا لعام الفين وثمانية مقابلة بالنص والصوت مع د.علوش قال خلالها ما لا يجرأ على قوله كثر الأن

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/18/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%af-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%b4%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%8a/

من ال بي سي/فيديو مقابلة مع د. مصطفى علوش/ من المفيد والضروري أن يشاهد كل لبناني هذه المقابلة الجريئة والوطنية والمنطقية  والعلمية والتاريخية بامتياز/18 كانون الأول/16/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=iTY6AnydvU0&feature=youtu.be

بالصوت/فورمات/MP3/ مقابلة مع د. مصطفى علوش/من ال بي سي/من المفيد والضروري أن يشاهدها كل لبناني/من ارشيفنا لعام الفين وثمانية مقابلة بالنص والصوت مع د.علوش قال خلالها ما لا يجرأ على قوله كثر الأن/18 كانون الأول/16/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/allouch%20lbc18.12.16.mp3

بالصوت/فورمات/WMA/ مقابلة مع د. مصطفى علوش/من ال بي سي/من المفيد والضروري أن يشاهدها كل لبناني/من ارشيفنا لعام الفين وثمانية مقابلة بالنص والصوت مع د.علوش قال خلالها ما لا يجرأ على قوله كثر الأن/18 كانون الأول/16/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/allouch%20lbc18.12.16.wma

جرأة ومصداقية وموضوعية

الياس بجاني/18 كانون الأول/16

حبذا لو أن كل السياسيين في لبنان ودون استثناء واحد يتمتعون ولو بجزء قليل من صراحة وعلم وجرأة ومصداقية ووطنية ومنطق وخطاب النائب السابق الدكتور مصطفى علوش ابن مدينة طرابلس البار.

مقابلة د. علوش اليوم مع الإعلامية ديما صادق هي عملياً وواقعاً ومنطقياً وصدقاً خريطة طريق ومحاضرة تثقيفية وتوعوية بكل المقاييس ليس فقط للمواطنين المنكوبين بسرطان نفاق وذمية السياسيين، ولكن أيضاً وبالتحديد لكل أفراد الطاقم السياسي والحزبي.

على الطاقم السياسي اللبناني الذمي وتحديداً كل أصحاب الشركات الحزبية النرسيسية من المنافقين المجردين من الصدق والمصداقية  والجرأة والمعرفة أن يشاهدوا مقابلة الدكتور علوش ويتعلموا منها الكثير الكثير...هذا إذا كانت عندهم النية للتغيير والإصلاح بعد التوبة وتقديم الكفارات.

نحن شخصياً كنا أجرينا مقابلة عبر الهاتف مع الدكتور علوش في 29 تشرين الأول سنة 2008 قال من خلالها بجرأة وثبات ما قاله اليوم وعن قناعة تامة...يومها منطق وصراحة وجرأة الرجل لم تعجب حتى أقرب المقربين منه ولكن الزمن اثبت انه كان على حق يومها كما هو تماً اليوم لأن الحقيقة تبقى ثابتة ولا تتغير.في أسفل نص المقابلة والتسجيل بفورماتWMA and MP3

بالصوت من صوت فينيقيا-كندا/فورمات/MP3/مع د.مصطفى علوش اجراها معه عبر الهاتف الياس بجاني/29 تشرين الأول/08/اضغط هنا

www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/allouch29.10.08.mp3

الصوت من صوت فينيقيا-كندا/فورمات/WMA/مع د.مصطفى علوش اجراها معه عبر الهاتف الياس بجاني/29 تشرين الأول/08/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/allouch29.10.08.wma

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالصوت/من صوت لبنان الكتائبي/مقابلة راقية وحضارية تتناول تشكيل الحكومة والتطورات السورية شارك فيها مع نيكول الحاج كل من وسام سعادة وقاسم قصير وايلي الحاج

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/18/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a6%d8%a8%d9%8a%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%b1%d8%a7/

بالصوت/من صوت لبنان الكتائبي/فورماتMP3/مقابلة راقية وحضارية تتناول تشكيل الحكومة والتطورات السورية شارك فيها مع نيكول الحاج كل من وسام سعادة وقاسم قصير وايلي الحاج/18 كانون الأول/16/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/hajj%20session18.12.16.mp3

بالصوت/من صوت لبنان الكتائبي/فورماتWMA/مقابلة راقية وحضارية تتناول تشكيل الحكومة والتطورات السورية شارك فيها مع نيكول الحاج كل من وسام سعادة وقاسم قصير وايلي الحاج/18 كانون الأول/16/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/hajj%20session18.12.16.wma

تشكيل الحكومة والتطورات السورية في كواليس الأحد

صوت لبنان الكتائبي/18 كانون الأول/16/رأى الصحافي قاسم قصير أن الكل يعرقل تشكيل الحكومة لأن الجميع لديهم مطالب. وأكد أن مشكلة اتفاق الطائف هي بعدم تطبيقه.

قصير قال في حديث للبرنامج “كواليس الأحد” من صوت لبنان: “نظامنا بحاجة إلى إعادة قراءة.”

شدد الصحافي إيلي الحاج على أن عملية تشكيل الحكومة أصبحت “مقرفة” بسبب التقسيمات الطائفية، مضيفاً: “ما طرحه رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل حول إقامة دوائر تمثّل الجميع وفي المقابل الغاء الطائفية هو طرح ممتاز.”

الحاج وفي حديث للبرنامج عينه، رأى أن الرئيس الوحيد الذي كان بإمكانه أن يكون الرئيس القوي هو بشير الجميّل لأنه كان قادراً على احتكار السلاح. وأضاف: “القوة هي قوة الدولة وحدها.”

أشار الصحافي وسام سعادة إلى أن المعوقات التي تحول دون تشكيل الحكومة هي تحدي لإقلاع عهد رئيس الجمهورية ميشال عون.

سعادة اعتبر في حديث للبرنامج عينه أن محددات تشكيل الحكومة أرساها حزب الله.

 

الإعلامي ايلي الحاج وتغريدات متفرقة تحاكي تشكيل الحكومة

فايسبوك/19 كانون الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/18/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac-%d9%88%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%aa%d9%81%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%aa/

**الاختلاف في الرأي السياسي شيء والصداقة شيء آخر. ولا مرة خلطت بينهما. وكل ما كتبته عن الحكومة الجديدة لا يعني أني لم أفرح لصديقي ملحم بأنه صار وزيراً، وقبل الوزارة بالمسؤولية التي تولاها في "القوات اللبنانية".

موفق وأنا واثق أننا حتى في السياسة سنعود ونلتقي (بعيدا عن كل ما يناسب مشاريع "حزب الله"). ودائماً من أجل لبنان، الحلم الأغلى والأهم منا جميعاً.

**جبران باسيل وصّل تنين من مستشارينو للوزارة، سيزار ابو خليل ويعقوب الصراف. برافو.

وميراي ابنة الرئيس ومستشارته، وصلت شريكها بسيدرز بنك رائد خوري للوزارة. برافو.

يا هيك العيلة تكون يا بلا.

**سليم جريصاتي عدو المحكمة الدولية ، أمامه 6 أشهر لإنهائها.

يوسف فنيانوس محامي ميشال سماحة، أمامه 6 أشهر لترتيب الإفراج عنه.

نقولا تويني يعني إيلي الفرزلي.

يعقوب الصراف يعني إميل لحود.

علي قانصو يعني أسعد حردان.

**لا يكون ميشال فرعون أكل الطعم وعملها عالصِنارة هه ههه؟!!

**اللي صار صار، المهم هلق الحريري و"القوات" يوقفو على إجريهن. يوقفو تنازلات وما يعطو "حزب الله" قانون النسبية الكاملة لأن بيكونو سلّموه البرلمان بعد الرئاسة والحكومة.. بيكونوا سلموه لبنان.

**حزب الكتائب على حق، حكومة كهذه لا تليق المشاركة فيها لا وطنياً ولا أخلاقياً.

**حكومة يملك فيها "حزب الله" الثلث بدون ميشال عون والتيار العوني. حكومة تلت وتلتين وعالبوابة في عبدين الليل وعنتر بن شداد.

**هذه حكومة "حزب الله". وبامتياز. 17 وزيراً ل"حزب الله" يا ويلكن من ألله!

**في كانون الأول 1990 تشكلت حكومة الرئيس الراحل عمر كرامي، الأولى وفقاً لاتفاق الطائف ومن أجل تطبيق بنود الطائف، سميت حكومة وحدة وطنية وضمت قائد "القوات اللبنانية" آنذاك سمير جعجع وزير دولة، لكنه طلع فوراً على التلفزيون وأعلن استقالته.

 

نظرية داوني بالتي كانت هي الداء مش زابطة

نوفل ضو/فايسبوك/18 كانون الأول/16

**توزيع الحكومة الجديدة:

8 آذار = 17 وزيرا = الأكثرية المطلقة.

14 آذار = 11 وزيرا = بالكاد الثلث المعطل إذا اتفق المستقبل والقوات.

جنبلاط = وزيران.

**يوما بعد يوم يزداد اقتناعي بأن مشكلة لبنان ليست فقط اختلالا في موازين القوى العسكرية والسياسية لمصلحة حزب الله ... وإنما هي خلل في الموازين العقلية والفكرية للرأي العام اللبناني القابل بما يمليه عليه زعماؤه من خيارات بلا نقاش على العميانة!

**بعض الشباب المتحمسين ... المغرومين بقادتهم ... الذين لا يرون فيهم أي عيب ويعتبرون أنهم من أصناف الآلهة الذين لا يخطئون ... يبادرون الى السؤال عن البديل لما تم اعتماده من سياسات انقلبت على ثوابت معروفة ... هؤلاء لا يملكون إجابات عن الأسئلة التي توجه اليهم إلا: وهل لديكم البديل؟

الى هؤلاء نقول: إسألوا قادتكم عن البديل ولا تسألوا من ليس في موقع القرار... فإذا كنا وصلنا الى حائط مسدود لم يعد معه من مجال إلا لما هو معتمد من سياسات، فالمسؤولية تقع على من تولى القرار السياسي منذ 11 سنة الى اليوم وليس على من يدل على الخطأ...

البديل يبدأ باعتراف من اتخذ القرارات الخاطئة على مدى 11 سنة بأنه أخطأ ... وبترك المجال لطبقة سياسية جديدة تسعى لتصحيح الأخطاء التي ارتكبت منذ 2005 الى اليوم ...

البديل لا يكون بطبيعة الحال تكليف من أخطأ بتصحيح الخطأ ... ونظرية داوني بالتي كانت هي الداء مش زابطة!

**عندما شاعت نظرية أن حقوق المسيحيين تسترد بالمواقع الرئاسية والنيابية والوزارية تمسكت دوما بأن حقوق المسيحيين لا يمكن أن تتأمن في ظل وجود سلاح حزب الله غير الشرعي الذي يفرض مشيئته على لبنان واللبنانيين ولو تولى "المسيحيون الأقوياء" كل مناصب الدولة بدون استثناء...

اليوم وبعد نحو من خمسين يوما على انتخاب ميشال عون الرئيس القوي، وفي ظل إمعان حزب الله في فرض شروطه على "الرئيس القوي" والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة لناحية فرض توزير عدد من الجهات السياسية والحزبية، ألم يحن وقت الإعتراف بخطأ مقاربة "المسيحيين الأقوياء" والعودة الى تصحيح البوصلة بشراكة مسيحية - إسلامية بين أركان التيار السيادي وجمهورهم لإعادة إحياء "مشروع الدولة" القائمة على الدستور لا على موازين القوى؟

ليس العيب في الخطأ ... العيب في التمسك بالخطأ وتصويره انتصارا !

**في شي فعلا مؤسف ومحزن ومبكي بمجتمعنا: إذا خصمنا السياسي أو منافسنا قال إنو وحدة المعايير - يللي هيي من المسلمات والبديهيات - شغلة مهمة بالشأن العام ... نكاية فيه ... وبالحقيقة هيي بتكون نكاية بحالنا ، مستعدين نقول إنو وحدة المعايير شغلة غلط ... لهون وصل عصر الإنحطاط السياسي وعصر الجاهلية السياسية!

 

تغريدات د.فارس سعيد ليوم الأحد/لامست الحكومة حدود الاستسلام لصالح حزب الله وًكان متوقعا خاصة بعد حلب بالتوفيق انشالله

الدكتور فارس سعيد/فايسبوك/18 كانون الأول/16

*لامست الحكومة حدود الاستسلام لصالح حزب الله وًكان متوقعا خاصة بعد حلب بالتوفيق انشالله.

*على أمل ان لا تلامس شروط تأليف الحكومة حدود الإستسلام لحزب الله!.

*شعرت من خلال اللقاء مع الناس في القرى تراجع ملحوظ بالآمال التي كانت معقودة على انتخاب الرئيس و يلمسون سيطرة حزب الله على الحياة الوطنية.

*الطبيعة تكره الفراغ و الفراغ السياسي الذي احدثه انهيار ١٤ اذار قد يملأه التطرّف من كل الجهات اذا بقي حزب الله وحده مقرر حياتنا الوطنية.

*الخطوة الاولى في معركة استرجاع السيادة الوطنية من الوصاية الايرانية تكمن في الاعتراف بالهزيمة ثم التأكيد ان الاستقلال مسؤولية و طنية مشتركة.

*مع انتخاب العماد عون بشروط حزب الله و سقوط حلب معروف من هو المهزوم فريق ١٤ اذار القديم و المنظومة العربية الدولية من هو المنتصر؟

 

الدكتور توفيق هندي بعد تشكيل الحكومة كتب اليوم على فايسبوك

بتاريخ ٧ كانون الأول، كتبت على صفحتي ما يلي:قانون تحديد ميزان القوى لمسار الأوضاع وتطبيقاته على الساحة اللبنانية. لا شك أن ميزان القوى في لبنان ، ولا سيما قبيل سقوط حلب وبالتأكيد بعده، أدى إلى عودة التيار الوطني الحر إلى دائرة التحالف الإستراتيجي مع حزب الله. وهذا الأمر تجلى بتصريحات رئيسه جبران باسيل أمس بعد لقائه منذ أيام معدودة بوفيق صفا، مسؤول حزب الله الأمني. على هذا الأساس، يمكن توقع تشكيل الحكومة بعيد طلة السيد نصر الله التلفزيونية نهار الجمعة، كما يمكن توقع فرملة تحول علاقات الرئيس عون بالدكتور سمير جعجع ودولة الرئيس سعد الحريري من علاقات تنحو بإتجاه التحالف إلى علاقات عادية تراعي بعض المصالح التكتية المتبادلة، وذلك تحت ظلال تحكم حزب الله "القوي" بالساحة اللبنانية إلى حين... فالمتوقع تحقق اليوم بتشكيل الحكومة بكامل شروط حزب الله. وبالرغم من تقييمنا هذا وبالرغم من موقفنا الواضح إزاء ما يحدث في لبنان وحوله، نتمنى أن يتحسن، ولو قليلا"، وضع البلد والمواطن!

 

لماذا عرقلة خروج المحاصرين من كفريا والفوعة؟

فداء عيتاني/جنوبية/(عن الفيسبوك) 18 ديسمبر، 2016

منذ صباح اليوم تواردت معلومات عن نية جبهة النصرة (فتح الشام) بافتعال مشكل مع الخارجين من الفوعة وكفريا، وعبأت مقاتليها تحت مسمى “استرداد كرامة الجبهة” بعد ما حصل مع الخارجين من #حلب.

تستهدف جبهة النصرة اولا افتعال مشكلة كبيرة، وفرض دور لها، وتعطيل خروج المدنيين من حلب. ثانيا تسعى النصرة الى امتصاص النقمة ضدها، عبر رد فعلها على الخارجين من الفوعة وكفريا، وبالتالي استجلاب رضى السوريين الذين باتوا يفضلون الموت على السماع باسم فتح الشام او جبهة النصرة، او غيرها من التنظيمات التي صمتت على قتل المدنيين وخسارة حلب. ثالثا تقدم النصرة نفسها باستقلالية عن القرار التركي، عبر هذه المشكلة، بينما الواقع ان تركيا غير مهتمة بمصير حلب بعد حصولها على مكاسبها في جرابلس والباب، واحتلالها مناطق اكبر من مساحة لبنان، وتسليمها لحلب من دون اي رد فعل عملي او جدي.

 

أول زعيم لـ"حزب الله"، الشيخ صبحي الطفيلي، نحن خدم للروس والأمريكان وفي أدنى مستويات العمالة

زمان الوصل/18 كانون الأول/16

أول زعيم لـ"حزب الله" نحن خدم للروس والأمريكان وفي أدنى مستويات العمالة الطفيلي

وصف أول زعيم لـ"حزب الله" مرتزقة هذا الحزب وزعيمه الحالي ومن يشايعهم بأنهم "عملاء" بل في "أدنى مستوى من العمالة"، لأنهم يمالؤون الروس والأمريكان على قتل المسلمين، حسب رأيه.

وفي مقطع مصور مقتطع من خطبة له، قال "الشيخ صبحي الطفيلي"، متسائلا: "حروب.. في وجه من هذه الحروب، لمصلحة من هذه الحروب، اليوم نحن نقاتل في حلب في خدمة الروس والأمريكان، هل هناك أحد لديه أي شك بعد أن تحالف أمريكي روسي لقتل المسلمين وأطفالهم ونسائهم وهدم بيوتهم في سوريا، هل هناك أحد لديه أدنى شك؟"

وتابع بنبرة استنكارية: "نحن في خدمة من؟.. في خدمة الأمريكي، نحن ندعي شيعة آل محمد؟!، نحن في خدمة الروسي ضد كل طفل مسلم، نحن عملاء، نحن أدنى مستوى من العمالة".

ولفت "الطفيلي" إلى أن "حلب اليوم تدمّر كبرلين (عاصمة ألمانيا). الطائرات لاتغيب عن سمائها، يقصف أطفالها ليلا نهارا، الطيران الأمريكي والطيران الروسي متحالفان على أطفال المسلمين، معقبا: "إذا كان هناك شريف وهناك من يؤمن أن لا إله إلا الله، فليتب وليعد عن غيه، ليرجع إلى ربه، ولا يكن أداة في يد الغربيين، لا يكن خائنا لأهله، لا يكن عدوا لأطفال المسلمين، لا يكن عدوا للقرآن ونبيه، ولا يكن مع هؤلاء الأمريكان والروس"، في إشارة واضحة إلى مليشيا "حزب الله" وزعيمه.

وخلال السنوات الأخيرة، عرف "الطفيلي" بمعارضته لنهج المليشيا الطائفية ومقارباتها لأمور وملفات مختلفة، لكن هذه المعارضة تكرست أكثر وتحولت إلى نقد شديد ومسبوق على خلفية مشاركة المليشيا في قتل السوريين ومحاولتها وأد ثورتهم، في حين أن "الطفيلي" أعلن مرارا مساندته لها، بل قال إن مرتزقة "حزب الله" الذين يقتلون في سوريا سيذهبون "إلى جهنم"، وهو ما زاد مستوى كراهية وتهديدات المليشيا الطائفية ومؤيديها للرجل، باعتباره من "شيعة السفارة"، وهو مصطلح يخوّن كل شيعي خرج عن خط المليشيا وعارض رغبة ملالي طهران في تصدير نظرية "ولاية الفقيه".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 18/12/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إذا صفت النيات، وعقد أهل السياسة العزم على الانطلاق الفعلي للعهد، يتأكد ما توقعه بعض المحافل السياسية بولادة الحكومة على قاب عيدين، أي بين الميلاد المجيد ورأس السنة.

وإنما وبكل بساطة، إذا لم تصف النيات واستمر ربط البيدر الداخلي ببعض الحسابات الخارجية، فإن الأمر سيستنفذ مزيدا من الوقت للتأليف، كما لقانون الانتخاب. في وقت نبهت أوساط ديبلوماسية دولية، ومن باب الحرص على انطلاقة جيدة للعهد، إلى سلبية التعثر، داعية إلى أن يمضي اللبنانيون قدما في مسار تأليف الحكومة الجديدة.

وفي السياق نفسه، شدد البطريرك الراعي اليوم على أن الإسراع في العمل لتأليف الحكومة يقع في خانة الخير للوطن وللمواطن الصابر المعاني، داعيا إلى الإبتعاد عن مسارات الشر.

في هذا الوقت، يستمر الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري في مشاوراته. مستشاره السياسي نادر الحريري، كرر أن المسألة ليست في عدد الحقائب، بل في السياسة، آملا في مقابلة مع "تلفزيون لبنان"، أن تتألف الحكومة في زمن العيد المجيد.

وفي الخارج، مؤتمر صحافي مشترك بين كيري الذي يزور الرياض، والجبير الذي أكد ان أي اتفاق في اليمن يجب ان يرتكز على المرجعيات المتفق عليها وفق المبادرة الخليجية والقرارات الأممية.

وفي الأردن، انتهت العملية الأمنية الأردنية التي أدت إلى سقوط سبعة قتلى بينهم سائحة كندية، واصابة تسعة أشخاص، في هجوم شنه مسلحون مجهولون على مركز أمني ودوريات للشرطة في الكرك جنوبي الأردن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ماذا يجري في الأردن؟، هل عملية ارهابية عابرة لاستهداف السياحة في الكرك جنوب المملكة الهاشمية، أم انها جرس انذار يفرض التحرك السريع لمنع تمدد الارهاب إلى الأردن من الدول التي تحيط به، خصوصا ان هناك بيئة متطرفة متواجدة في مناطق أردنية بايعت "القاعدة" سابقا وبعدها "داعش".

الهجوم الارهابي المسلح استهدف الأمن الأردني أولا، قبل ان يتحصن المسلحون داخل قلعة الكرك متخذين سياحا رهائن. الشرطة الأردنية حررت عشرة رهائن بعد سقوط قتلى من بينهم سائحة كندية ورجال أمن، وجرح أكثر من عشرين.

انه الارهاب نفسه الذي ضرب سوريا والعراق ولبنان ومصر، والآن يستهدف الأردن. هم أنفسهم المتطرفون خريجو المدارس الارهابية الواحدة، فكيف ستتصرف المملكة الهاشمية؟، وهل تطلق عملة عسكرية واسعة؟ ام انها تكتفي عند نهاية محطة الكرك؟.

تطورات الأردن تؤكد ان العواصم العربية والاسلامية، معنية قبل غيرها بوضع استراتجية موحدة لمحاربة الارهاب، لأن المواجهة بالمفرق ستتعب الدول وشعوبها.

إلى سوريا، الارهاب نفسه يحرق حافلات ادلب لمنع إجلاء الحالات الانسانية من كفريا والفوعة، ولاجهاض الاتفاق بإخراج كل المسلحين من حلب، لكن الاتفاق ماض إلى الأمام شاء من المسلحين من شاء وأبى من أبى، بقوة واقع ميداني سوري أعطى لدمشق حق فرض الاملاءات والشروط، مسنودة إلى حلفائها وخصوصا الروس المستعدين لاجهاض مشروع أممي لنشر مراقبين دوليين في حلب. موسكو أعدت مشروع قرار ستعرضه في مجلس الامن. وبالانتظار يبقى مسار المفاوضات المرتقبة بين الثلاثي الروسي، الايراني، التركي، هو المؤشر لطبيعة المرحلة المقبلة.

أما المرحلة اللبنانية فيسودها ترقب، وسط جمود سياسي يسابق برودة، مع تدني درجات حرارة الطقس، فتجمدت الاتصالات ودخلت في فلك الأعياد. تلك الأعياد المجيدة أعادت لبيروت رونقها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إلى معاناة كفريا والفوعا في ريف ادلب، تشخص الأبصار دوما حين تعمى أنظار العالم عن آلاف المرضى والجوعى والجرحى والأيتام والثكالى.

لا ذرة من اهتمام انساني دولي تجاه المحاصرين هناك بسلاح التكفيريين وحقدهم. لا إدانات ولا مواقف، وهل سيدين ستيفان دي مستورا إجرام الارهابيين في ادلب، وهو الذي طالب لهم بحكم ذاتي في حلب؟.

الارهابيون لا عهود لهم، كما أثبتت ممارستهم، وذريعة الخلاف بينهم أحرقت اليوم باصات مخصصة لنقل المدنيين من كفريا والفوعة، ولفحت بألسنة نارها استكمال اخلاء مدينة حلب من الارهابيين.

نعم، في حلب حسم النصر بالقوة والفعل، أما خروج من تبقى من المسلحين فلا يبنى عليه متغير كبير سوى ضمان نجاة أربعة آلاف حالة انسانية في كفريا والفوعة، كما يظهر من اصرار وحكمة المفاوضين والماسكين بزمام الميدان.

وبانتظار حسم المشهد الحلبي، يتقدم التطور الأردني إلى الواجهة الأمنية مع المطاردة المتواصلة منذ ساعات بين مجموعة مسلحين وعناصر الشرطة بعد مهاجمة دورياتهم وأحد مراكزهم في مدينة الكرك.

أما في لبنان، فالأمن ممسوك والسياسة في حالة ترقب لتأليف الحكومة وسط حديث عن توجه الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري الليلة إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

المحصلة السلبية التي تحيط بكل محاولات تشكيل الحكومة، لم تلغ نسيمات مسائية لفحت الوسط السياسي، تنبئ بتغيير ايجابي قد يفضي إلى تشكيل الحكومة. وتعززت هذه الأجواء بتوجه الرئيسين بري والحريري إلى بعبدا لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة.

كل هذا وسط معلومات عن اتصالات مكثفة أجراها الرئيس سعد الحريري مع الكتائب لاقناعها بالقبول بالدخول إلى الحكومة، لكنها لم تفض على ما يبدو إلى قبولها، علما ان المعلومات الاولية تشير الى ان الحكومة ثلاثينية.

بعدما وضعت الحكومة وراءنا، المعركة الآن تتمحور حول أي قانون انتخاب، فالنسبية الكاملة التي رماها "حزب الله" في التداول كفيلة بأن تنسف كل ما اتفق عليه من قوانين مختلطة بما فيها قانون الرئيس بري.

اقليميا، يخشى المراقبون ان يولد قهر حلب في معرض القضاء على الارهاب، ارهابا متنقلا حيث تتوفر الفرصة، وقد يكون أول الغيث احتجاز الرهائن في منطقة الكرك في الأردن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

... وأخيرا هل يخرج الدخان الأبيض من بعبدا هذا المساء؟، فبعد 48 يوما على انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، وبعد 45 يوما على تكليف سعد الحريري، يبدو أن آخر حكومات برلمان العام 2009، كما سماها سيد العهد، ستولد هذا المساء.

تماما كما كان متوقعا، هي عيدية الميلاد قبل أسبوع من حلوله، كأنها خلاص مبكر لزمن الانتظار والخلاص.

هل يصح الخبر؟، كيف تكون المولودة الجديدة؟، ما هو عددها وتركيبتها وأسماؤها وحقائبها؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

انها مفاجئة العيد، من دون سابق انذار، وفيما كانت كل المعطيات تشير الى ان لا تغيير على صعيد تشكيل الحكومة وان لغزا ما يعيق الاعلان، فجأة تردد ان الرئيس الحريري سيصل بعد قليل الى قصر بعبدا، فيما لا يتأكد حتى اللحظة وصول الرئيس نبيه بري، ما قد يبشر بقرب اعلان الحكومة.

وقد علمت الـ LBCI ان التشكيلة من حيث المبدأ ثلاثينية مع معلومات عن ان الحكومة ستضم الوزير ميشال فرعون ووزيرا كتائبيا.

وفي معلومات خاصة بالـ LBCI انه عرض على الكتائب منصب وزير دولة، لكن رئيس الحزب سامي الجميل رفض العرض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

برودة الطقس العاصف الذي يسيطر على لبنان، لم تنعكس على الحراك السياسي بشأن تأليف الحكومة، اذ أشارت معلومات عن توجه الرئيس المكلف سعد الحريري الى القصر الجمهوري في بعبدا، للقاء الرئيس ميشال عون وذلك للبحث في مستجدات الملف الحكومي.

خطوة سبقها البطريرك الماروني بمطالبة بعض القوى السياسية بادراك شر منع التفاهم على الحكومة الجديدة.

تعبير الراعي عن تخوفه من الفراغ الحكومي، كما جرى في الانتخابات الرئاسية، ترافق مع تطورات أمنية وسياسية امتدت من حلب مسلوبة الحريةِ والحياة الى اروقة مجلس الامن الدولي الذي يناقش مشروع قرار فرنسيا، واجهه الروسي بتوزيع مشروع مضاد.

حلب قلب سوريا الاقتصادي، والمتألمة على حاضرها، شهدت اليوم استئناف عملية الاجلاء من احيائها الشرقية، بالتزامن مع عملية اجلاء عدد من الاشخاص من بلدتي كفريا والفوعة بريف ادلب، وبلدتي مضايا والزبداني اللتين يحاصرهما "حزب الله" بريف دمشق الشمالي.

وليس بعيدا من سوريا بمدنها المحاصرة والمفجوعة من قبل نظام ومليشيات وجماعات ارهابية، اهتز الامن في الاردن، وتحديدا في محافظة الكرك، التي شهدت هجمات مسلحة متزامنة استهدفت عددا من الدوريات الامنيةً، واحتجاز رهائن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

حلت حكوميا وتوجه الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري إلى قصر بعبدا، لإعلان التشكيلة الحكومية على الأرجح هذا المساء.

أما على صعيد المنطقة، فقد أضرمت النيران المنتحلة صفة ثورية من الفوعا السورية إلى الكرك الأردنية فعدن اليمنية، خيط واحد يضع وقودا تحت النار ويتمثل في متضررين سيصبحون في العراء السياسي، بعد تسويات حلب واليمن التي ترتفع على راية محادثات جون كيري في السعودية.

لكن أكثر الحالات المتضررة سجلتها قريتا الفوعا وكفريا، بعد إحراق حافلات كانت ستقل جرحى ومرضى من البلدتين المحاصرتين. وقد جرت عمليات الحرق عمدا مترافقة وعبارات تندلع منها الجمرات الطائفية الحارقة. هذا كله تحت مسميات الثورة، والتي صعدت إلى قلعة الكرك الأردنية، فخطفت سياحا وقتلت واحتجزت رجال شرطة، وذلك في ثالث هجوم إرهابي من نوعه هذا العام، بعد هجومي الرقبان والبقعة. والمحاولات الدموية الثلاث هي لتأمين موطئ قدم للتسلل إلى سيناء.

على أن بقعة الدماء الأوسع حطت في اليمن، بتفجير أوقع خمسين قتيلا من الجيش، بتوقيع إرهابي سيذهب ريعه إلى "القاعدة"، المحارب الثالث الذي يضرب طرفي النزاع. ولما كانت أميركا تسعى لحل سياسي في البلد المتقطع الأوصال، فإنها تصطدم بالعامل الإسرائيلي المتحكم في مسار طيران قوات التحالف العربية، ولهذا السبب فإن كيري يخوض جهاده الأكبر في المملكة العربية السعودية اليوم.

وإلى الجهاد اللبناني الذي لزم لفرع الإعلام الحربي في حركة "أمل" النائب هاني قبيسي. فمنذ ليلة ظهوره على شاشة "الجديد" متسللا من وراء الخبر وقبيسي أعيد تعويمه بعد تأنبيه في عملية "طنانه" جنوبا، لكن ما يعنينا من مسيرته أن النائب النازح إلى دوائر بيروت والذي تعرفه المدينة عن ظهر حرب، قد وجه إلى "الجديد" ومشاهديها إساءة وتهديدا مرفقا بعبارات من عيارات غير طائشة فأهان المحطة ومتابعيها.

وإليه نقول: على مدى ثلاث وعشرين سنة كانت "الجديد" تنتقد وتعارض من رؤساء جمهوريات إلى رؤساء حكومات إلى رئيس مجلس نواب واحد صوبت سياسات وانتقدت دولا شرقا وغربا، لكنها لم تواجه بالتهديد أو الشتائم أو الرصاص، فمن لديه اعتراض يذهب إلى القضاء ولا يبادل الكلمة بالبارود، أو بفرز عناصره الميليشاوية أو النيابية المسلحة للرد على رأي أو موقف. والنائب قبيسي ورئيسه وعموم سكان حركة "أمل"، لديهم متسع من الإعلام ليردوا وإن بأسوأ اللهجات والتعابير، وها قد أتتهم النجدة اليوم من إعلام يتحين الفرصة للصعود على ظهر خبر يقيه شر أعماله وسرقاته.

الـMTV تبرعت بالرد، لأنها وجدت ضالتها في رئيس سيحميها من فضائح الإنترنت غير الشرعي وسرقة الستين مليون دولار الموثقة قضائيا. إعلام زاحف للحماية السياسية وبأرخص ثمن حتى لو قدم هواءه بالمجان. وعلى قاعدة "وكلوا القرد بنعف الطحين"، يفرد إعلام المر شاشته للدفاع المستميت كي يؤمن جبهات دفاع عنه في المحاكم لاحقا. لكن مر كلام "الجديد" لن يتوقف عند جبهات امتهنت الفساد، فما أوردناه في نشرة الأمس لا يتعدى المعلومات والرأي السياسي عن المعطلين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جعجع تعليقا على تأليف الحكومة: لا نجدها مثالية وفيها ثغرات ولكن سنضع كل ثقلنا لتكون منتجة

الأحد 18 كانون الأول 2016 /وطنية - عقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مؤتمرا صحافيا في مقره في معراب، عقب إعلان تشكيل الحكومة الجديدة، أكد خلاله "بكل صراحة لا نجد هذه الحكومة مثالية، بدءا من حجمها، وصولا إلى بعض الثغرات فيها". وقال: "بالنسبة لنا، يجب أن تكون الحكومة جسما فعالا، ولكن من خلال مشاركتنا فيها سنحاول أن نضع كل ثقلنا لتكون الحكومة منتجة". أضاف "منذ بدء تشكيل الحكومة حتى الآن، حصلت حرب "داحس والغبراء"، ضد وجود القوات في الحكومة، مع العلم أننا لم نشارك في الحكومات السابقة، لعدم قناعتنا بجدوى تلك الحكومات، وقد كان البعض سعيدا بذلك، ولكننا موجودون اليوم، لمعارضة ما كان يجري في السابق، وليشعر المواطن بالفرق، وإلا لما كنا دخلنا إلى الحكومة"، لافتا "بالرغم من الحرب علينا، حافظنا على مواقعنا وعددنا، لنكون فعالين ومنتجين". وإذ وعد "أننا لن نكون في الحكومة بشكل تقليدي، ولا زيادة عدد، وسنححق الأحلام والخطط، التي يعمل عليها الوزراء، وسنقوم بالفرق الذي نخطط له"، شدد مجددا على "وجوب أن تكون الحكومة جسما منسجما وعمليا، وسنعارض ما كان يحصل سابقا".

 

جنبلاط عبر تويتر:بعد فحوصات دقيقة ومكثفة من شتى انواع الاخصائيين ولدت الوزارة

الإثنين 19 كانون الأول 2016 /وطنية - غرد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر فقال: "بعد فحوصات دقيقة ومكثفة من شتى انواع الاخصائيين ولدت الوزارة".

 

ميقاتي تعليقا على تشكيل الحكومة: تحاصصوا فصدرت

الأحد 18 كانون الأول 2016 /وطنية - علق الرئيس نجيب ميقاتي عبر تويتر على تشكيل الحكومة فقال: "تحاصصوا فصدرت الحكومة، ولكن الأهم الآن إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، ينتظره اللبنانيون، ويعبر خير تعبير عن آرائهم".

 

المستقبل: للامتناع عن الاحتفال بالحكومة الجديدة احتراما لمأساة حلب

الأحد 18 كانون الأول 2016 /وطنية - أصدر تيار "المستقبل" بيانا عقب إعلان ولادة الحكومة الجديدة، دعا فيه مناصريه في كل المناطق، الامتناع عن القيام بأي مظاهر احتفالية، احتراما للمأساة التي تمر بها مدينة حلب السورية واستبدالها بوقفات تضامنية. وجاء في البيان "يشكل خبر ولادة الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري، خبرا مفرحا انتظره كل اللبنانيين، إلا أن النكبة التي حلت بمدينة حلب، وفظاعة المأساة التي يعيشها اهلها، تستدعي من كل المناصرين، في كل المناطق اللبنانية، الامتناع عن القيام بأي مظاهر احتفالية، والاستعاضة عنها بوقفات تضامنية مع حلب وأهلها، تحت عنوان "كلنا حلب"، تأكيدا على الاستنكار الشديد لجريمة العصر التي تشهدها المدينة، ولعمليات الإبادة التي تمت بحق أهلها".

 

الدويلة في بلدة كفرا: كُن مع الحزب و «اضرب» ولا تبالي

نسرين مرعب/جنوبية/ 18 ديسمبر، 2016/استعراضات القصير، دويلة فوق الدولة، سلاح فوق السلطة عوامل ساهمت في اسقاط هيبة الدولة في العديد من المناطق اللبنانية ولا سيما في الجنوب ليصبح القانون هو حزب الله. لم يكفِ حزب الله أن أمسك بالبلدية ومجلسها في كفرا (صور) فأبت السلطة الحزبية إلاّ أن تفرض هيمنتها على البلدة فتحمي كل تابع من القضاء، ليتحوّل المتهم إلى صاحب حصانة. حادثة اعتداء شهدتها “كفرا” مؤخراً نتيجتها  46 قطبة في رأس الضحية، فيما الجاني يمارس حياته بشكل طبيعي في جمهورية الموز التي يحكمها قانون الحزب وسلطته. وفي التفاصيل، أوضح مصدر من كفرا لـ”جنوبية”، أنّ “موظف البلدية وأمين الصندوق (يوسف.ح) تعرض للاعتداء من قبل نائب الرابط التابع لحزب الله (علي.ق) الأسبوع الماضي”. ويتابع المصدر “(علي.ق) وهو ميكانيكي يقوم بإصلاح سيارات البلدية أتى إلى مكتب يوسف لصرف فاتورة له، ولكن أمين الصندوق لم يصرفها له لكونه لم يتم التوقيع عليها من الجهات المسؤولة ولا صلاحية له بذلك، هذا الأمر أدّى إلى تلاسن بين الطرفين، فأقدم علي على ضرب يوسف بالمنفضة ثم بأحد الألواح الزجاجية مسبباً له جرحاً تمّت معالجته بـ46 قطبة في الرأس، كما اعتدى على مبنى البلدية بالتكسير وبتحطيم الزجاج” يضيف المصدر موضحاً  “الضحية يوسف اختار طريق الدولة ورفع دعوى قضائية إلا أنّ حزب الله لم يرفع الغطاء عن الجاني، فيقوم بإرساله إلى مخفر الدرك بمواكبة من اللجنة الأمنية التابعة له حتى لا يتم سجنه، كما يضغط الحزب على المدعي العام المسؤول عن القضية كي لا يصدر مذكرة توقيف بحق علي”. ويردف مشيراً إلى أن “عائلة الضحية تريد حقها ولن تتنازل ولن تقوم بسحب الدعوى، وما يؤدي إلى زيادة الجو المشحون والاستفزاز هو الحياة اليومية الطبيعية التي يمارسها الجاني بحماية حزب الله وكأنّه لم يرتكب أي جرم فيتجول في البلدة ويتابع أعماله بشكل روتيني”. ويلفت المصدر إلى أنّ “هذا الشخص لديه سوابق في البلطجة وحزب الله يحميه من أي محاسبة”. هذا وأضاف “حتى البلدية متواطئة فرئيس مجلسها الدكتور معن عبادي لم يقم بالتبليغ عن الاعتداء الذي طال مبنى المجلس البلدي”. في سياق آخر يوضح أحد أبناء بلدة كفرا لموقعنا أنّ الحاج باسل مرافق النائب محمد رعد هو من يحمي (علي.ق)، غير أنّ المصدر لم ينفِ هذا الأمر ولم يؤكده موضحاً أنّ الكثيرين في البلدة يتحدثون في هذا، وأنّ مرافق رعد هو بالفعل أحد أبناء البلدة.

 

حوار عربي - دولي في القاهرة بمشاركة باسيل تركيز على أزمة اللاجئين واهتمام بلبنان

خليل فليحان/النهار/19 كانون الأول 2016

من المتوقع ان يسأل وزراء خارجية دول اوروبية وعربية في القاهرة منتصف الأسبوع الجاري وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عن تطورات الأوضاع في لبنان، وذكرت دوائر ديبلوماسية عربية وغربية أنهم سيتمنون استكمال الزخم الذي كسبه لبنان بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد فراغ في سدة الرئاسة استمر اكثر من سنتين ونصف السنة. وسيكون هذا الاستفسار على هامش الاجتماع الوزاري العربي - الاوروبي الرابع الذي سيعقد في القاهرة بعد غد الاربعاء ليوم واحد، والمخصص لحوار استراتيجي يطرح فيه الجانب العربي الأزمات المسلحة التي تجتاح سوريا واليمن، وما أوقعت من ضحايا وجرحى ودمار وأزمة لاجئين طاولت بعض الدول الاوروبية، ودرس الطرق لضبط تحركاتهم والحدود من أجل الحؤول دون تسرب إرهابيين من خلالها. وسيتناول الجانب الأوروبي مسار العلاقة بين الغرب والشرق، وسبل تطويرها، وتحديد سياسات لضبط الهجرة غير الشرعية بهدف قوننة أوضاع اللاجئين السوريين بمساعدة الدول وليس المنظمات غير الحكومية أو عبر الامم المتحدة فحسب. وسيوافقون على المزيد من التعاون والتنسيق بين وزارات الداخلية للدول المجتمعة، ولا سيما بين الأجهزة المتخصصة في مكافحة الاٍرهاب واتخاذ قرارات لتجفيف منابع تمويل الاٍرهاب. وسيكون الاجتماع الوزاري العربي - الأوروبي مناسبة أولى من نوعها كي يكرر باسيل على مسامع المشاركين مواقف لبنان الثابتة من قضية اللاجئين السوريين، وهي رفض اي استضافة موقتة لهم الى حين حل الازمة السورية، لأن ذلك سيكون مقدمة لتوطينهم. وسيشرح الأعباء الناجمة عن هذه الاستضافة التي تنعكس ديموغرافيا واقتصاديا وأمنيا على لبنان وتركيبته وتفوق قدراته بفعل الأعداد الكبيرة للاجئين المنتشرين في جميع المحافظات والخشية من اندساس ارهابيين في المخيمات بعد القبض على مجموعات منهم لا يستهان بها. كما سيركّز باسيل في كلمته امام الاجتماع وفي لقاءاته الجانبية على الحل السياسي للأزمة السورية في أسرع وقت، وأهمية استئصال العناصر الإرهابية.

ويرتدي طرح قضية اللاجئين في القاهرة للمرة الأولى في اجتماع عربي - أوروبي مشترك أهمية خاصة من أجل حض ممثلي الدول المشاركة على القبول بالمقترحات التي أقرها مؤتمر لندن للاجئين الذي انعقد في 4 شباط الماضي، ولم تنفذ قراراته المتعلقة باللاجئين في لبنان.

وسيذكّر باسيل المجتمعين بمقترحات حكومة الرئيس تمام سلام، وهي أولا: إعادة اللاجئين الى مناطق تخضع لنفوذ النظام بعدما سيطر عليها وطرد منها الارهابيين، علماً ان الدول الاوروبية ومنظمة الامم المتحدة عارضت هذا الاقتراح لأنه لا يوفّر الأمن للاجئين. ثانيا: تحويل المساعدات الى الدولة اللبنانية وليس الى المنظمة العليا للاجئين. ثالثا:ايفاء المبالغ التي خصصت للاجئين بدون اي تباطؤ. رابعا: مضاعفة المساعدات للقوات المسلحة اللبنانية نظرا الى دورها الفاعل في مكافحة الاٍرهاب. ويستكمل المشاركون المناقشات السياسية واعتماد مشروع الإعلان الوزاري واعتماد برنامج العمل المشترك للتعاون بين الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية لفترة سنتين اي بين 2016 - 2018. وختاما تُعلن الشراكة بين الاْردن والاتحاد الاوروبي في القاعة الأندلسية في مبنى الجامعة.

 

النسبية أو تعجيز العملية الانتخابية: كيف السبيل إلى تدريب المواطنين على هذه الآلية؟

بيار عطاالله/النهار/19 كانون الأول 2016

مع إصرار الجميع على قانون جديد للانتخابات، وتمسُّك المسيحيين بتحقيق صحة التمثيل وتطبيق كلام البطريرك مار نصرالله بطرس صفير: "الدستور اعطانا 64 نائباً ونريد 64"، تبرز مشكلة أشد وادهى وتتمثل في كيفية تطبيق هذه النسبية السحرية وتعليم اصول العمل بها الى الناخبين على امتداد الجمهورية.

صحيح ان النسبية تشكل احد الحلول لمشكلة تأمين صحة التمثيل، لكن ثمة مشكلات أساسية تعترض طريقها في بلاد لم تخرج بعد من سياسة "المختار والناطور" و"الكيل بمكيالين" واعتماد اساليب ووسائل غير شرعية لتأمين الفوز في الانتخابات، علماً ان النسبية المعتمدة في اسرائيل مثلاً لم تقدم حلاً كاملاً لمشكلات المجتمع السياسي رغم التجانس المبدئي ما بين مكونات الاكثرية اليهودية، بحيث اصبح معروفاً ان غالبية الحكومات إنما هي ائتلافية والاحزاب الكبيرة تحتاج الى الحركات والاحزاب الصغيرة المتطرفة من أجل تحقيق الاكثرية، ما يذهب بسياسات الحكومات الى عناوين متطرفة تزيد مآزق السياسة المتطرفة اصلاً لدى كل الحكومات. وتطبيق فكرة النسبية في لبنان وعلى الدوائر الكبرى يفترض ان النتائج التي ستسفر عنها ستكون خليطاً من الاحزاب والهيئات والشخصيات التي لا تستقيم على رأي واحد. في تحليل النسبية المفترضة انها ستؤدي الى اكثرية لفريق 8 اذار على سواه في المجلس النيابي المقبل، وهذا ما يفترض لائحة موحدة لتحالف 8 اذار من 128 مرشحاً على امتداد الجمهورية في اطار لبنان دائرة واحدة. ويفترض هذا الامر أيضاً تفوّق أعداد الناخبين الشيعة على ما عداهم من ناخبي الطوائف الاخرى في البلاد، في مواجهة لائحة اخرى من تحالف لم تتضح معالمه حتى الساعة. لكن الاكيد ان النسبية المطلوبة بإلحاح من فريق 8 اذار أنما تحتاج الى تحالف رباعي جديد يستنسخ تجربة التحالف الرباعي في انتخابات 2005، وإذذاك ستعود الوجوه القديمة نفسها الى المجلس. اضافة الى المعطى السابق، ليس هناك من تحديد واضح لحجم الدائرة الموسعة التي يجري الحديث عن اعتمادها في التقسيم الاداري، وهل هي على مساحة المحافظة، ام دمج الاقضية ام على مساحة لبنان ككل؟ علما ان ثمة تقارير صادرة عن هيئات دولية تشير بوضوح الى تفوق اعداد المواطنين السنّة على المواطنين الشيعة بمعدل يقارب 200 الف نسمة. وهذه الارجحية العددية التي تتجلى في صناديق الاقتراع قد تؤدي الى نتائج على عكس ما يشتهي المطالبون بالدائرة الموسعة والواحدة مثلاً.

مسألة اخرى عصية على الحل في النسبية، وتحتاج الى اجابات من المطالبين بهذه الممارسة الانتخابية الحديثة، وتتمثل في كيفية تدريب اطقم اداريي العملية الانتخابية من رؤساء اقلام ومساعديهم على آلية التصويت واحتساب الاصوات، ومن يدرب الناخبين ويرشدهم الى السبيل لممارسة هذا الحق الانتخابي بعيداً من التلقين المدروس والتعليم الموجّه والذي يشكل تدخلاً في صناديق الاقتراع، اذ من الواضح ان الارباك في عملية الاقتراع سيؤدي الى التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية برمتها، وعندها يمكن القفز فوق علامات الاستفهام الى القبول بالنتائج كما هي، وكما جرت العادة في لبنان، اي غياب المحاسبة نهائياً. إلا ان الاساس هو ان ثمة مشكلة تحتاج الى حل في كيفية تطبيق النسبية والتعامل مع اللائحة على مستوى المواطن – الناخب العادي الذي لا يفقه شيئاً منها رغم مطالبات المنظّرين والسياسيين باعتماد هذه الخطوة الاساسية التي يبدو الاصرار عليها بهذه السرعة من باب إجهاض العملية الانتخابية برمتها وليس بهدف تأمين صحة التمثيل.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأردن.. 10 قتلى حصيلة مواجهات بين الأمن ومسلحين/قوات الأمن الأردني تقتل 4 من الإرهابيين وتعلن انتهاء العملية

الأحد 19 ربيع الأول 1438هـ - 18 ديسمبر 2016م/العربية.نت /الكرك (الأردن) - نادر المناصير/أعلنت السلطات الأردنية إنتهاء العملية الأمنية في أعقاب الهجوم الإرهابي في الكرك، معلنة القضاء على جميع الإرهابيين الذي كانوا متحصنين في قلعة الكرك، بينما تشير المعلومات الأولية إلى أن الإرهابيين يحملون الجنسية الأردنية. وأفاد مراسل "العربية" بأن القوات الأمنية المشتركة التي تعاملت منذ ظهر الأحد مع مجموعة إرهابية خارجة عن القانون، تحصنت داخل قلعه الكرك بعد إطلاق النار على عدد من رجال الأمن العام والمارة في محافظة الكرك، قد أنهت أعمالها بعد أن تمكنت من القضاء على 4 إرهابيين، وما تزال القوات الأمنية تقوم بعمليات تمشيط وتطهير للمنطقة ومحيطها للتأكد من عدم وجود مسلحين آخرين. يأتي ذلك فيما ارتفعت حصيلة ضحايا هجوم الكرك إلى 10 قتلى، بينهم 7 من الأمن ومواطنان إضافة إلى مقتل سائحة كندية، كما أصيب 25 آخرون من رجال الأمن والمواطنين بينهم إصابات خطيرة. ووفقاً لبيان القوات المشتركة، فقد تم ضبط كميات من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخيرة بحوزة الإرهابيين القتلى، وجاري التحقيق للوقوف على كافة تفاصيل الحادثة وتحديد هوية المسلحين وانتماءاتهم. وكانت قوة أمنية قد داهمت المنزل الذي كان بداخله الإرهابين في منطقة القطرانة حيث عثروا بداخله على كميات كبيرة من المتفجرات إضافة إلى أحزمة ناسفة وأسلحة. وأفاد المراسل بتحرير عدد من الرهائن، بينهم سياح محتجزون في قلعة الكرك الأردنية. وأظهرت لقطات مصورة بثت على وسائل التواصل الاجتماعي عدداً من رجال الأمن يصطحبون مجموعة من السائحين الآسيويين صوب المدخل الرئيسي للقلعة وسط سماع دوي إطلاق الرصاص.

كما أفاد مراسل "العربية" بأن أهالي الكرك حاولوا اقتحام قلعة الكرك للقبض على المسلحين، إلا أن قوات الأمن منعت تقدمهم، وطالب الأهالي بتدخل الجيش لإنهاء العملية.

كندا: مستعدون لمساعدة الأردن بعد الاعتداء "المشين"

من جانبها، عبرت كندا عن استعدادها لمساعدة الأردن إثر الاعتداء "المشين" الذي أوقع عشرة قتلى بينهم سائحة كندية. وقال متحدث باسم الخارجية الكندية إن "قلوبنا مع أقرباء المواطنة الكندية التي قتلت في الأردن اليوم ومع جميع الذين أصيبوا في هذه الهجمات". وأضاف "أن حكومة كندا مستعدة لمساعدة الأردن في إحالة مدبري هذا الهجوم المشين على القضاء". وأوضح المتحدث أن "ممثلي كندا في عمان على اتصال بالسلطات المحلية لجمع معلومات اضافية وتقديم المساعدة القنصلية في هذه الأوقات الصعبة".

المومني: المسلحون يطلقون النار بشكل عشوائي

وفي وقت سابق، قال وزير الإعلام والناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، لـ"العربية.نت" إن عدد المسلحين الذين نفذوا عملية الكرك 4 أو 5 مسلحين محتجزين داخل قلعة الكرك، ويطلقون النار بشكل عشوائي. ونفى الوزير أن تكون هناك سيارات مسلحة تجوب شوارع الكرك. وتعتبر القلعة أحد معالم الجذب السياحي الشهيرة في الأردن. كما أكد رئيس الوزراء الأردني، هاني الملقي، مقتل بعض أفراد الأمن العام خلال العملية في محافظة الكرك، موضحاً أن القوات الخاصة تحاصر 10 من الخارجين عن القانون. وأضاف الملقي أمام مجلس النواب الأردني أن الحادثة في القطرانة نفذت من سطح مقهى، ومن ثم فروا إلى الكرك مستقلين سيارة.

المجموعة كانت تخطط لعمليات داخل الأردن

وكان سامح معايطة، وهو وزير سابق من مدينة الكرك، قال في مداخلة مع قناة "الحدث" إن "المجرمين" مازالوا داخل القلعة، وأضاف أن هذه المجموعة كانت تخطط لعمليات محددة داخل الأردن. وأكد أن المتحصنين في القلعة يطلقون النار على المدنيين أيضاً، كما أشار رئيس البلدية إلى أن جماعات إرهابية تقف وراء الهجوم على دوريات الأمن. وكان عدد من المسلحين الملثمين قد أطلقوا النار على دورية أمن في مدينة الكرك ومنطقة القطرانة جنوب العاصمة عمّان، ما أسفر عن وقوع عدد من مرتبات الأمن العام وأنباء عن إصابة سائح لم تعرف جنسيته. واستهدف الهجوم الأول مركزاً أمنياً والآخر سيارة أمنية. وقال بيان الأمن العام نقلاً عن مصدر مسؤول في المديرية إن بعض دوريات الشرطة تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحين في مدينة الكرك، مشيراً إلى أن الأمن العام والأجهزة الأمنية الأخرى تتعامل مع الموقف حالياً، من دون إعطاء أي تفاصيل أخرى.

 

49 قتيلاً بهجوم انتحاري شرق عدن.. وداعش يتبنى

الأحد 19 ربيع الأول 1438هـ - 18 ديسمبر 2016م/العربية.نت، فرانس برس/تبنى تنظيم داعش الهجوم الذي وقع في معسكر الصولبان شرق عدن، اليوم الأحد، والذي أوقع 49 قتيلاً. وكان انفجار  قد قتل أكثر من 40 جندياً وأصاب 50 آخرين في هجوم انتحاري على معسكر الصولبان شرق عدن، وفق ما أعلن مدير عام مكتب الصحة في عدن، الدكتور عبد الناصر الولي. وأشار الولي إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع. وقال مسؤول عسكري إن انتحارياً فجّر نفسه مستهدفاً جنوداً كانوا متجمعين لتقاضي رواتبهم الشهرية في قاعدة بشمال شرقي عدن جنوب اليمن. كما أوضح أن الانتحاري اندس بين حشد العسكريين في القاعدة في حي العريش قبل أن يفجر نفسه. وسقط قرابة 35 قتيلاً وأصيب العشرات، في وقت سابق من الشهر الحالي، بتفجير عبوة ناسفة طالت معسكر الصولبان شمال شرقي مدينة عدن جنوب اليمن. ونتج الانفجار، الذي تبناه تنظيم "داعش"، عن تفجير انتحاري نفذه مجهول دخل وسط تجمع لقوات الجيش أثناء استعدادهم لتسلم رواتبهم عند البوابة الرئيسية من المعسكر.

 

مجلس الأمن يصوت اليوم على قرار حول نشر مراقبين في حلب/السفير الروسي: أعتقد أن لدينا نصاً جيداً وقد وافقنا على التصويت عليه

الأحد 19 ربيع الأول 1438هـ - 18 ديسمبر 2016م/العربية.نت/أفاد دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي سيصوت، الاثنين، على مشروع قرار جديد حول نشر مراقبين في حلب بعدما وافقت فرنسا على أخذ تحفظات روسيا حول قرارها، في الاعتبار. وقالت السفيرة الأميركية سامنثا باور: "نتوقع التصويت بالإجماع على هذا القرار الاثنين في الساعة التاسعة صباحاً (1400 غرينتش)". فيما أعلن السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر للصحافيين أن الأعضاء الـ15 توصلوا إلى "ارضية تفاهم"، تحدث نظيره الروسي فيتالي تشوركين عن "نص جيد". وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين، الذي تدعم بلاده حكومة النظام السوري: "أعتقد أن لدينا نصاً جيداً وقد وافقنا على التصويت عليه صباح الاثنين". وكانت روسيا قدمت الأحد إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أعدته حول الوضع في حلب، وذلك في مستهل اجتماع مغلق للدول الـ15 الأعضاء، كما أفاد دبلوماسيون. وكان السفير الروسي تشوركين قد أعلن في وقت سابق أن روسيا ستستخدم الفيتو ضد مشروع قرار فرنسي يقضي بإرسال مراقبين للإشراف على إجلاء المدنيين من حلب. ولم يشر النص الروسي إلى وجود مراقبين. ويقترح المشروع الفرنسي أن يعمل الأمين العام، بان كي مون، سريعاً على نشر طاقم إنساني أممي في حلب موجود أصلاً في سوريا "للسهر في شكل ملائم ومحايد ومباشر على إجلاء المحاصرين منها". وبدأت فرنسا توزيع النص منذ مساء الجمعة على أعضاء المجلس، والذي يشير إلى أن المجلس يعرب عن قلقه الشديد إزاء الأزمة الإنسانية التي تتفاقم في حلب وإزاء "عشرات الآلاف من سكان حلب المحاصرين" الذين يحتاجون لمساعدة وإلى أن يتم إجلاؤهم. ويطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن ينشر سريعا في حلب موظفين إنسانيين تابعين للمنظمة وموجودين أصلا في سوريا "لمراقبة ملائمة وحيادية وللسهر في شكل مباشر" على عملية "إخلاء المناطق المحاصرة من حلب". كما نص مشروع القرار على أن تشرف الأمم المتحدة على نشر مزيد من الموظفين ويطلب من سوريا السماح بانتشار هؤلاء المراقبين. وأمام الأمين العام 5 أيام ليعود إلى مجلس الأمن ويحدد ما إذا سمحت سوريا فعلا بدخول المنطقة.

 

الأمم المتحدة: استئناف عمليات إجلاء المدنيين من شرق حلب ومتطرفون أضرموا النار في 5 حافلات كانت ستجلي مرضى من الفوعة وكفريا

الاثنين 20 ربيع الأول 1438هـ - 19 ديسمبر 2016م/دبي - قناة العربية/في آخر تطورات عمليات الإجلاء من حلب المتزامنة والمعقدة، أفاد مراسل "العربية" بوصول 5 حافلات لمدنيين تم اجلاؤهم من شرق حلب وكانوا عالقين في نقطة الراموسة. وقبل ذلك، توقف تنفيذ الاتفاق الأخير بشأن إخلاء شرق حلب عندما هاجم مقاتلون متطرفون حافلات كان ينتظر أن تجلي مصابين ومرضى من قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب والتي يحاصرهما تحالف جيش الفتح. وقال أحمد الدبيس، رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الإجلاء قرب خان العسل، التي تسيطر عليها المعارضة في غرب حلب: "وصل خمسة باصات فيهم 350 شخص من حلب الشرقية من المناطق المحاصرة وهم في حالة مزرية". وكان الهجوم على الحافلات التي كان من المفترض أن تجلي مرضى وجرحى من قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب قد عطل تنفيذ اتفاق الاجلاء كما كان متوقعاً. وفي وقت سابق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية الإجلاء من شرق حلب والفوعة وكفريا أرجئت حتى إشعار أخر، أي حتى توافر ضمانات دولية. مقاتلو المعارضة السورية الذي دانوا الهجوم على الحافلات وأكدوا أيضاً أن عملية الإجلاء من حلب توقفت مؤقتاً، مشيرين إلى أن اعتداء مقاتلين متطرفين على 20 حافلة قرب الفوعة وكفريا أثر على استئناف عمليات الإجلاء.

ولا تتوافر الكثير من المعلومات حول حقيقة الفصيل الذي أعلن مسؤوليته عن حرق الحافلات، الذي يدعى "سرايا التوحيد" وظهر مقاتلوه في الأشرطة التي بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مهددين بتكرار الهجوم في حال حاول أي طرف اخراج محاصرين من قريتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية. لكن مراقبي الصراع أكدوا أنه لا يوجد فصيل يدعى "سرايا التوحيد" في ريف إدلب وأن هذا الأسم قد يكون استخدم كواجهة لجبهة فتح الشام أو "جفش" بعدما أدين الهجوم على نطاق واسع. وكانت أجواء من التفاؤل قد سادت لفترة قصيرة رغم وقوع الهجوم بعدما أعلن النظام أن عملية الإجلاء من حلب قد بدأت، وقال مصدر عسكري في جيش النظام إن الهجوم على الحافلات لن يعطل تنفيذ الاتفاق. لكن وعلى ما يبدو لم تنجح محاولات احتواء الموقف، وبقي المدنيون محاصرون وسط البرد والجوع في شرق حلب.

 

بعد كل ما فعلته.. هل تترك ميليشيات إيران سوريا للأسد؟

الأحد 19 ربيع الأول 1438هـ - 18 ديسمبر 2016م/العربية.نت - إيليا جزائري/أصبحت الميليشيات الإيرانية والتابعة للنظام الإيراني التي دخلت سوريا، دفاعاً عن نظام الأسد، تفرض سيطرتها على القرار السوري بشكل واضح وعلني قبل الموعد المتوقع لذلك، ولم تحاول أن تخفي هذه السيطرة بتاتاً، بل يحاول إعلامها أن يؤكد منذ الآن أن ما يجري في الساحة السورية ليس خارجاً عن سيطرتها وهذا دليل على أن القرار في النظام السوري خرج عن سيطرة الأسد نفسه، فهل يمكنه التخلص من ذلك؟ ما يجري في حلب اليوم، أكبر دليل على هذا، فالميليشيات التي أرسلتها طهران من إيران ولبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، تعرقل اتفاق الإجلاء من شرق حلب، وتفرض شروطها، ما تسبب بحالة استياء لدى الحليف الروسي أيضاً والذي لولا تدخله الجوي لم يكن نظام الأسد بهذه القوة على الأرض، إن لم يكن ساقطاً بالأساس. ورغم التوصل لاتفاق برعاية روسية-تركية لإجلاء المسلحين والمدنيين من شرق حلب المحاصر، ورغم سريان الاتفاق لساعات، فإن ميليشيات تتبع النظام الإيراني قامت بقطع طريق الحافلات الخارجة من حلب بعد عبورها من نقطة تفتيش روسية. وهناك تقارير تتحدث عن توقيف حوالي 800 مدني لساعات وإعدام 4 منهم، ومن ثم إعادة الآخرين إلى حلب. بعدها بدأت مفاوضات لاستئناف عمليات الإجلاء، لكن الميليشيات الإيرانية كانت تفرض شروطها في كل مرة، والتي بدأت بضم بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل قوات المعارضة في إدلب للاتفاق، ومن ثم فرض أعداد معينة لإجلائهم من البلدتين، مقابل أعداد مشابهة لها من حلب، فكل هذا عقّد الموضوع أكثر فأكثر. علماً أنه لولا الميليشيات الإيرانية لما وصل الوضع في حلب إلى ما هو عليه اليوم، لأن حشود الآلاف من الميليشيات التابعة لإيران في حلب هي من يعود لها الفضل الأول فيما آلت إليه الأمور في المدينة. كما أن خسارة المعارضة للمناطق الخاضعة لسيطرتها منذ عام 2012، ليس له معنى إلا أن قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد لا تسيطر على زمام الأمور.

الأسد غير قادر على ردع الميليشيات

يبدو أن الميليشيات الإيرانية التي حالت دون سقوط نظام الأسد بدفع آلاف المقاتلين دفاعاً عنه، تشكل الآن نفوذاً برياً في سوريا لا يمكن للأسد السيطرة عليه. ويحلم النظام الإيراني منذ انتصار الثورة الإيرانية في عام 1979 بممر يوصله إلى البحر الأبيض المتوسط، والحديث عن بناء "هلال شيعي" يأتي في هذا الإطار.

كما أن حضور الميليشيات التابعة لإيران داخل العراق جلياً تماماً. أما الحرب السورية وضعف نظام الأسد أمام معارضيه، أعطى الفرصة لإيران لدفع ميليشياتها إلى سوريا خدمة لطموحاتها الإقليمية. ومن هذا المنطلق، يبدو أن هذه الميليشيات تشكل قوة برية سوف تتمركز في سوريا "حتى إن انتهت الحرب لصالح نظام الأسد"، وسوف تحظى بنفوذ عقائدي في سوريا لصالح النظام الإيراني. ويبدو أن ليس هناك ما يفعله الأسد للحد من النفوذ المتنامي لهذه المجموعات المسلحة.

مليشيات لواء فاطميون الأفغاني التابعة لإيران

الميليشيات تؤكد: نحن هنا

وبعد انطلاق الثورة السورية، كانت تحاول إيران وميليشياتها إخفاء ما تقوم به في سوريا دفاعاً عن الأسد. لكن نرى اليوم أنها تؤكد على حضورها بشكل دائم وتدعمه إعلامياً. ومؤخراً، أعلنت إيران بشكل غير مسبوق أن حوالي 1000 شخص من قواتها العسكرية قتلوا في سوريا. وحزب الله اللبناني المصنوع والمدعوم إيرانياً قام بأول استعراض عسكري ضخم خارج لبنان في بلدة القصير السورية، مستخدماً أسلحة ثقيلة ودبابات. أما العاصمة السورية دمشق فهي أيضاً محاصرة إيرانياً. حيث هناك نقاط تفتيش كثيرة تابعة للميليشيات، ومنها حزب الله اللبناني في العاصمة وضواحيها. ومن يقوم بزيارة منطقة "السيدة زينب" في ريف دمشق يؤكد أن اللغة الطاغية في المنطقة هي الفارسية، وأن أعدادا هائلة من المسلحين الإيرانيين هناك. وفي تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الشهر الماضي نقلت فيه عن الباحث بجامعة ميريلاند فيليب سميث قوله إن هناك فرعاً لحزب الله قد نشأ في سوريا وبدأ أفراده يرابطون في بعض نقاط التفتيش في دمشق العاصمة ويرفعون أعلام حزب الله. معلقاً أن التأثير الأوسع لحزب الله ليس بأن سيكون بمقدور إيران نشر مقاتلين أجانب في سوريا فحسب، بل بناء نفوذ دائم لها في هذه البلاد لا يستطيع حتى الأسد إزاحته بسهولة. وقدرت الصحيفة، نقلاً عن خبراء، عدد المقاتلين التابعين لإيران في سوريا بما يتراوح بين 15500 و25000 مقاتل. علماً أن دخول الميليشيات الإيرانية إلى سوريا لم يتوقف منذ انطلاقه، وزاد العدد شهراً بعد شهر. كل هذه الميليشيات قدمت ضحايا، حفاظاً على نظام الأسد، فهل ستترك سوريا للأسد؟

 

العربي الجديد: شهادات عن رحلة التهجير القاسية من حلب

الأحد 18 كانون الأول 2016 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: مع وصول دفعات من المهجرين من الأحياء المحاصرة في مدينة حلب إلى ريف المحافظة الشمالي، ومنها إلى محافظة إدلب، ينضمّ هؤلاء إلى موجات سابقة من المهجرين الذين انتقلوا من ريف دمشق، ومن محافظات أخرى إلى المحافظة الوحيدة الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية بشكل شبه كامل، فيما ينتظر آخرون دورهم بعد عرقلة المليشيات تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه. هؤلاء، وبينهم عدد كبير من الأطفال، اضطروا إلى إمضاء ليل الجمعة-السبت في الشوارع أو داخل المنازل المهجورة الفارغة من أي أثاث. افترشوا الأرض في ظلّ تدني الحرارة إلى ست درجات تحت الصفر، وفق ما أفادت وكالة "فرانس برس"، التي ذكرت أن "السكان يعانون من إرهاق وتعب شديدين عدا عن الجوع والعطش، ويقتات معظمهم على التمر ولا يجدون حتى مياهاً ملوثة للشرب". مع العلم أنه بحسب الأمم المتحدة، لا يزال نحو 40 ألف مدني عالقين في حلب، وما بين 1500 إلى خمسة آلاف مقاتل مع عائلاتهم. وكان عدد كبير من السكان قد توجّهوا، يوم الجمعة، إلى حي العامرية للخروج ضمن الحافلات، وعمد كثر إلى إحراق مقتنياتهم وإتلاف ما كان متوفراً في منازلهم من أغراض وطعام ومؤونة، باعتبار أنهم لن يعودوا، ليفاجأوا، إثر ذلك، بتعليق تنفيذ الاتفاق.

وقبل عرقلة تطبيق الاتفاق يوم الجمعة الماضي، انتقل الذين أتيح لهم مغادرة حلب إلى الريف الغربي لمحافظة حلب ومنها إلى الريف الشمالي، قبل أن يتوجّه معظمهم إلى محافظة إدلب.

وإذا ما تم استئناف عمليات الإخلاء، فإن عدد المغادرين قد يصل إلى 40 ألف شخص أو أكثر، وهو ما طرح مشكلة كبيرة أمام المسؤولين في محافظة إدلب، لناحية تأمين مساكن ومراكز إيواء للنازحين، فضلاً عن الخدمات والاحتياجات الضرورية الأخرى من طعام ومياه ووسائل تدفئة ومدارس وصحة وغيره. وذلك في ظلّ الإمكانات الضعيفة لمجلس محافظة إدلب، وفي ظل القصف شبه اليومي لمجمل مناطق المحافظة من جانب الطيران الروسي وطيران النظام.

ورحلة نزوح الأهالي دائماً تبدأ بالتجمّع في إحدى الساحات بحي السكري، أحد الأحياء القليلة المتبقية بيد مقاتلي المعارضة، بانتظار قدوم حافلات الإخلاء (الباصات الخضراء) للرحيل. وفي الأيام الأولى من عملية الإخلاء، كانت الأولوية للجرحى، ومن ثم عائلات المقاتلين، ثم بقية المدنيين، على أن يكون المقاتلون آخر الخارجين تحسباً لغدر قوات النظام، أو انقضاضها على المدنيين بعد خروج المقاتلين. وهو ما كاد يحصل بالفعل، في الأيام الأخيرة، بعد محاولة المليشيات الايرانية تعديل الاتفاق، ليشمل بلدتي كفريا والفوعا المواليتين بريف إدلب، وهو ما تمكنت من تحقيقه، ولو جزئياً. وعلى الرغم من خروج بعض المقاتلين برفقة الجرحى أو برفقة عائلاتهم، إلا أن العدد الأكبر منهم ما زال موجوداً في المدينة، حسبما ذكرت مصادر عدة في المعارضة، وخلافاً لما أفادت روسيا عن خروج 4500 مقاتل، وأن من بقي في المدينة هم الرافضون للخروج.

وبعد الصعود إلى الحافلات يحضر ضابط روسي لتفقد الموجودين في الحافلة وإحصاء عددهم، ثم تنطلق الحافلات باتجاه معبر الراموسة إلى أن تصل إلى منطقة الراشدين، وهي أول منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة في الريف الغربي. وهناك يتم استقبال النازحين وتوجيههم إلى المكان المقصود برفقة سيارات إسعاف، وتكون الوجهة غالباً مناطق في الريف الشمالي. يستقرون هناك لبعض الوقت، ومن ثم يتجه معظمهم إلى محافظة إدلب، تحديداً إلى ريفها الشمالي، أو مركز المدينة، قبل أن يتم توزيعهم على مراكز إيواء مؤقتة، ريثما تتدبّر كل عائلة أو شخص أمورهم، فينتقل من لديه أقارب أو أصدقاء في المحافظة للإقامة عندهم، أو يستأجر منزلاً خاصاً به. ومن لا يملك الإمكانات المادية، قد يختار الإقامة في المخيمات التي أقيمت في المدينة والتي تقدم للمقيمين فيها جميع الاحتياجات، ولو أنها باتت مزدحمة كثيراً ولا تستطيع استقبال أيّ أعداد جديدة.

وبحسب إحصائية قدمها فريق العمل الموجود في "النقطة صفر" بحي الراشدين، لاستقبال النازحين وتوزيعهم على المناطق المجهزة، فقد جرى توزيع الواصلين على منطقة ساعد وقرية الهداية النموذجية وبلدة كفر يحمول وجمعيات خان العسل. كما تمّ إيواء بعضهم في روضتين وبناء من ثلاثة طوابق في بلدة الأتارب بريف حلب، وفي مدرسة الأتارب الشرقية والمسبح والجامع الكبير ودار الأيتام والمستوصف في المدينة.

في ريف إدلب، تم إيواء عشرات العائلات في بلدات سرمدا واطمة وسلقين وبيرة ارمناز ومعارة الاخوان ومدرسة ترمانين ودركوش وجسر الشغور، ومخيم إحياء التراث في الدانا وبلدات أخرى في ريف إدلب. وبدا المغادرون من حلب في حالة مأساوية، كضياء الدين محمد العبسي، الذي بدا متأثراً بشدة للحال الذي وصل إليها مع عائلته، قائلاً إنها "المرة الأولى التي يغادر فيها مدينته حلب". أما الناشط الإغاثي، محمد حجار، فقال لـ"العربي الجديد" إنه "حالياً في ريف حلب الشمالي، لكنه سينتقل، خلال أيام، إلى إدلب في ضيافة أحد أصدقائه، كونه عازباً ولن يشكّل عبئاً كبيراً على صديقه". وعن الصعوبات التي يواجهها النازحون أشار حجار، إلى أن "المعضلة الأساسية هي أن التهجير حصل في فصل الشتاء في ظلّ البرد القارس، ولا توجد وسائل تدفئة كافية خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن". وأضاف أن "ما يزيد من الصعوبات عدم وجود تنسيق كاف بين الجهات التي تحاول تقديم المساعدة"، لافتاً إلى أنه "لم يشاهد سوى منظمة خيرية واحدة تدعى قوافل الخير تقدم مساعدات للنازحين".

واستطرد حجار بالقول إن "أغلب من يعرفهم ذهبوا إلى مخيم في قرية معارة إخوان بريف إدلب الشمالي، وآخرون اتجهوا إلى بلدة أورم الكبرى، أو إلى مدينة إدلب وريفها، ومن ليس لديه بيت يذهب إلى المخيمات". وحول الأشياء التي تمكن النازحون من اصطحابها معهم من بيوتهم في حلب، أوضح حجار أن "أغلب الناس لم يتمكنوا من إخراج سوى ملابسهم فقط"، منوّهاً إلى أن "ما تعرضت له القافلة السادسة من إذلال وقتل ونهب على يد قوات النظام والمليشيات، حين حاول أصحابها الخروج بسياراتهم الخاصة بدل الحافلات".

وحول الأوضاع في مراكز الاستقبال والمخيمات، قال حجار إن "الطعام مؤمن بشكل جيد، لكن المشكلة هي في التدفئة، إذ يمتنع المعنيون عن توفير وسائل تدفئة خشية حدوث حرائق، فيكون الاعتماد على التدفئة بالملابس الثقيلة والبطانيات"، مشيراً إلى أن "أغلب المهجرين في حالة قلق، لأن لديهم أقارب ما زالوا محاصرين في حلب".

من جهته، ذكر الناشط الإعلامي، محمد الظاهر، الذي يرافق المهجرين أن "محافظة إدلب التي تبلغ مساحتها نحو ستة آلاف كيلومتر مربّع، تستقبل نحو نصف مليون نازح، خصوصاً في مخيماتها الشمالية على الحدود التركية، من سلقين إلى باب الهوى وأطمة، التي يزيد عددها عن 200 مخيم، وقد بلغت طاقتها القصوى في الاستيعاب".

وأضاف الظاهر، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "بعض الجمعيات الخيرية بنت بيوتاً بسيطة على عجل، لاستيعاب موجات النازحين المتتالية، بينما يستضيف بعض الأهالي عائلات من النازحين". وأردف إن "الأوضاع الخدمية المتردية في المحافظة، هي ما دفع مجلسها المحلي أخيراً، إلى إصدار بيان يعلن فيه عجزه عن تأمين مأوى للنازحين الجدد، مطالباً بمساعدات دولية لاستيعاب النازحين. كما أن الوضع الأمني متدهور نتيجة القصف المتواصل لطائرات النظام والطائرات الروسية لمجمل مناطق إدلب، وهو ما دفع العائلات للنزوح من مدينة الى أخرى هرباً من القصف وصولاً إلى الحدود التركية". ولفت إلى أن "أغلب المنظمات الإنسانية العالمية أغلقت مقراتها في المحافظة، منذ أكثر من سبعة أشهر بسبب القصف، ويقتصر العمل حالياً على المنظمات المحلية التي تتلقّى المساعدات عبر معبر باب الهوى".

وقبل حلب، كانت آخر دفعات من المهجرين وصلت إلى إدلب من منطقتي التل وخان الشيح في ريف دمشق، بعد وصول نحو 2900 شخص من بلدة خان الشيح و2750 من مدينة التل، وقبلهما استقبلت مهجرين من قدسيا والهامة والزبداني ومضايا والمعضمية وداريا. وتوقع ناشطون أن تشمل سياسة التهجير هذه بقية مناطق سيطرة المعارضة في ريف دمشق.

وحظيت الدفعة الأولى من المهجرين إلى إدلب من منطقة داريا نحو 4500 مدني وعسكري، باستقبال حافل في المحافظة، تعبيراً عن التقدير الكبير لصمودهم في وجه قوات النظام، كما أكد المجلس المحلي السابق لمدينة داريا، الذي حل نفسه أخيراً، أنه تم تأمين السكن لجميع الأسر التي خرجت من داريا بفضل جهود عدد من المنظمات الإنسانية والمبادرات الفردية. غير أن الاستقبال المميز لأهالي داريا ومقاتليها لم تحظ به الدفعات التالية من المهجرين من ريف دمشق، على الرغم استقبالهم بشكل جيد من جانب الأهالي.

 

بعد حلب..الإيرانيون مع الأميركيين والروس ضدّ العرب

وسام الامين/جنوبية/ 18 ديسمبر، 2016/يبدو ان السلفيّة الشيعية تتقدّم على ما عداها في ايران على حساب المنطق الاسلامي الجامع الذي انتشر مع انتصار ثورة الامام الخميني، الشعارات المذهبية طاغية، والتهجم على الدول العربية بات يحتل الواجهة، فيما شعارات الوحدة الاسلامية غابت بلا رجعة.

قال آية الله الشيخ محمد امامي كاشاني في خطبة صلاة الجمعة بالعاصمة طهران أمس الأول، ان مدينة حلب السورية “لم تسقط وانما تحرّرت وانتصر المسلمون فيها على الكفار وعلى السفياني والدجال”.

وبحسب وكالة “ارنا” هنأ خطيب جمعة طهران بانتصار حلب مؤكدا أن هذا الانتصار تحقق من قبل المسلمين على الكفار وعلى السفياني والدجال نتيجة الصمود والتصدي، وقال “ان العصر الراهن هو عصر الدجال والسفياني الذي تحدثت روايات أهل البيت “عليهم السلام” عنه، موضحا بأن الدجال هم الأميركيون والصهاينة، وآل سعود والتكفيريين وداعش هم السفياني، فهؤلاء يقرأون الاسلام بشكل معكوس”! وللمراقب ان يستنتج أن الفهم “المعكوس” للإسلام أصبح هو السائد لدى ايران واتباعها في السنوات الأخيرة، فثورة الامام الخميني قامت تحت شعارين مبدئيين، هما “العداء لأميركا” و”الوحدة الإسلامية”، ولم يحد الخميني المرشد الأول، طيلة السنوات العشر عن هذين الشعارين رغم ضراوة الحرب العراقية – الإيرانية التي شنّها نظام صدام لتقويض الثورة العتيدة، مع ان هذه الحرب أدت لاشتداد الشعور المذهبي وبروز العصبية العربية الفارسية طيلة السنوات الثمان التي استمرّت فيها تلك الحرب مودية بأرواح مئات الآلاف من كلي البلدين.

اليوم، وفي عهد المرشد الثاني السيد علي خامنئي، أصبح شعار الموت لأميركا ممنوعا في ايران ومسموحا لأتباعها فقط في لبنان والعراق واليمن من أجل التضليل الاعلامي لا أكثر، فالشراكة الأميركية الايرانية عُقدت صراحة في افغانستان والعراق ضدّ “التكفيريين السنة”، كما عقدت بين البلدين تفاهمات في لبنان وسوريا سمحت لحزب الله ليس بأن يبقى محتفظا بسلاحه فحسب، بل ان يتدخل في سوريا لمصلحة نظام بشار الأسد بذريعة قتال “التكفيريين” أيضا. في اليمن يستخدم الحوثيون المنافذ البحرية لتلقي السلاح الإيراني، بتفاهم عن بعد مع الاساطيل الأميركية والغربية التي تحرس مضيق باب المندب، ويعمد الحوثيون في حربهم المذهبية على الشطر الجنوبي السنّي للبلاد الى إطلاق صواريخهم البالستية الإيرانية على الأراضي السعودية تحت أعين العالم دون تحفّظ. لم يكتف الإيرانيون العام الماضي بعقد اتفاق مع الدول الغربية وأميركا للتخلّص من العقوبات المفروضة عليهم بسبب بنائهم للمشروع النووي ذي الشبهات العسكرية، ولكنهم دخلوا في تحالفات مع روسيا في سوريا وفي تفاهم على محاصصة مع الأتراك من أجل تطويق العالم العربي السني والخليجي تحديدا. باستحضار الحسين الذي يقاتل مع بشار ضدّ يزيد والسفیانی في حلب كما قال آية الله كاشاني، يكون الإيرانيون قد أطلقوا على شعار الوحدة الاسلامية رصاصة الرحمة، وهو الذي أصبح في السنوات الأخيرة شعارا أجوفا على أيّة حال، فالإيرانيون دخلوا من بوابة سوريا عصر التحالف مع الدول الكبرى من أجل الإنقضاض على الدول العربية وتمزيقها، كما أوضح صراحة قبل أربعة أيام الجنرال حسين سلامي نائب القائد العام للحرس الثوري الايراني قائلا “أن مشروع الجمهورية الإيرانية سيمتد إلى البحرين واليمن والموصل بعد سقوط مدينة حلب السورية”! قبل ثلاثة أيام عقد في طهران “مؤتمر الوحدة الاسلامية” في دورته الـ30، وكان المشهد كاريكاتوريا في نوعية الحضور الذي لم يجد من يمثل العالم السني العربي سوى مفتي سوريا أحمد حسون نصير نظام الأسد، خصوصا ان المؤتمر عقد تحت شعار البروباغاندا إياها “الوحدة وضرورة التصدي للتيارات التكفيرية”!

 

قاسم سليماني في حلب… إذاً الحرب ستطول كثيراً

علي الأمين/جنوبية/ 18 ديسمبر، 2016

مشهدية حلب عكست الحرب المذهبية التي تخوضها إيران، فما بين حضور سليماني وخطيب الجمعة الذي اعتبر النكبة انتصاراً على الكفر، يتبلور مشروع الولي الفقيه في سوريا. مشهد الميليشيات الإيرانية والطائفية غير السورية التي تقف على أطلال حلب الشرقية، يشير إلى أنّ الحرب السورية تدخل مجدداً في فصل جديد من الموت والدمار، وستشهد سنوات آتية أشدّ وأقسى على السوريين وعلى محيطها العربي. والصور التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام لقائد فيلق القدس قاسم سليماني السبت في أحياء حلب المدمرة، أو أمام قلعة حلب الشهيرة، ليست إلاّ إصراراً على تأكيد البصمة الإيرانية والطائفية فوق ما نال حلب من إبادة لم تنلها مدينة في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وإلى هذه البصمة الإيرانية الاستعراضية على الإبادة في حلب ميدانياً، برزت تهنئة خطيب الجمعة الرسمي في طهران آية الله الشيخ محمد إمامي كاشاني بانتصار حلب الذي “تحقق من قبل المسلمين على الكفار وعلى السفياني والدجال نتيجة الصمود والتصدي فالعصر الراهن هو عصر الدجال والسفياني الذي تحدثت عنها روايات أهل البيت”.

هذا السلوك الإيراني وتعبيراته الميدانية والإيديولوجية في الحرب السورية ولا سيّما في المشهد الأخير في حلب، يشير بوضوح إلى أنّ إيران تستعد لحرب طويلة في سورية. إذ ليس في هذا المشهد المترافق مع سلوكيات مذهبية بدأت بالإنتشار والتوسع حيثما حلّت قوة إيرانية أو ميليشيا مؤيدة لها، إلاّ إيذان بأنّ خيار تمزيق المجتمعات أصبح الوسيلة التي تعتمدها إيران لفرض حضورها كلاعب أساسي في المنطقة. فالشروخ المذهبية آخذة في التوسع، فيما روسيا التي دخلت بالتنسيق مع إيران إلى سوريا، باشرت عبر طائراتها بأضخم عملية تدمير لحلب. وللمفارقة يتنافس الحليفان الروسي والإيراني كلّ بطريقته على إثبات أنّه هو الذي دمر وقتل وهجر أكثر من حليفه، بعدما غاب المعيار الإنساني الدولي عن أن يكون سبيل محاسبة المرتكب، لحساب معيار القوة، وكلما كانت غاشمة فرضت حضورها دولياً.

لم نغيّب النظام السوري عن هذه المعادلة سهواً، ولكن ليس خافياً أنّ رئيس النظام وجيشه باتا هامشيين في لعبة الأمم. بل فقد الأسد القدرة على أن يسيطر ويحكم. والنظام يكاد يقتصر دوره على تغطية الارتكابات الإيرانية والروسية ضد السوريين، وقد بات عاجزاً عن إقناع السوريين بالقوة أو بالاختيار أنّه قادر على حكم سورية. لاسيما بعد كل هذا القتل والتدمير الذي تحتاج إعادة إعماره إلى تضحيات جديدة وإلى إرادة جامعة لكل السوريين. وهذا ما لا يستطيعه النظام الحالي ولا يطمح إليه أصلاً.

الخيار المطروح أمام النظام الإنصياع للإرادة الروسية والإيرانية، وهذه فرصة استمراره، ما دام أنّ التكامل بين حليفيه قائم ومستمر في سورية. وبعد معركة حلب تفرض روسيا إلى حدّ بعيد موقعها كمرجعية تحتاجها جميع القوى الإقليمية والمعنية بالمسار السوري، فيما إيران تبدو أمام عداء سني متنامٍ على طول المنطقة العربية والإسلامية، وتربص تركي، وحيال مواقف أميركية ترشح من الرئيس المنتخب دونالد ترامب تنم عن انحياز إلى روسيا وميل إلى تحجيم النفوذ الإيراني. من هنا تبدو الخيارات الإيرانية أمام طموحات روسيا السورية مضطرة إلى مجاراة حليفها الروسي، لكنّها إزاء قلقها من التفاهمات التي ستقلص من نفوذها السوري مع تعدد الشركاء الإقليميين والدوليين في الجبنة السورية، ستجد ان خيار استمرار الازمة والحرب هو الاكثر فائدة في الخيارات المتاحة. وبالتالي يعطي إيران المزيد من الوقت من أجل إحداث تغييرات ديمغرافية في “سوريا المفيدة”، وإلاّ ما معنى هذا الإصرار الإيراني على إخراج أهالي مضايا والزبداني ومحيطها إلى إدلب؟ الحرب كفيلة في الحسابات الإيرانية أن تعزز من سيطرة إيران على محيط دمشق وامتداداتها باتجاه لبنان، وهي تسعى بشكل حثيث إلى تشجيع مئات رجال الأعمال الشيعة من لبنان والعراق والخليج على شراء أراضٍ وأبنية في محيط دمشق، وتقدم تسهيلات مغرية على الصعيد الإداري والمالي.

السلوك الإيراني والتعبئة التي تفجرها الإيديولوجيا الإيرانية في البيئات الشيعية تتجه إلى مزيد من التبلور الإجتماعي والسياسي على وقع هذه الإيديولوجيا، الذي يتلاقى إلى حدّ كبير مع مسار من التطرف المرشح إلى البروز أكثر في بيئات سنية عربية باتت غير مقتنعة بسياسات دولها تجاه التمدد الإيراني، وباتت أكثر حماسة تجاه دعم حركات التطرف تلك التي تستثمر إيران وجودها في سورية والعراق لمزيد من السيطرة ولمزيد من بناء حشود شيعية بإمرة قاسم سليماني، ممتدة كهلال يمزق المشرق العربي طوائف ومذاهب ويؤسس لحروب لا معادل لها الا حرب المئة عام.

 

الجبير: نطالب العالم بإجراءات صارمة لوقف تدخلات إيران

الأحد 19 ربيع الأول 1438هـ - 18 ديسمبر 2016م/العربية.نت/قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي، جون كيري، إن أي اتفاق في اليمن يجب أن يرتكز على المبادرة الخليجية وقرار الأمم المتحدة، وهما المرجعان المتفق عليهما. وأضاف الجبير أن بلاده تطالب العالم باتخاذ إجراءات صارمة لوقف تدخلات إيران في المنطقة. فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن تنظيم داعش في طريقه للهزيمة. وصرّح كيري أن بلاده تدين الهجمات الإرهابية، التي وقعت الأحد في مدينة عدن اليمنية. كما أضاف: "يجب أن ننهي الحرب في اليمن بشكل يحمي أمن السعودية"، وحثّ كيري كل الأطراف اليمنية للعودة إلى طاولة المفاوضات. وأكد كيري أيضاً أن خطة الأمم المتحدة قابلة للنقاش وليست نهائية، وأن الهدف الأول إنهاء حرب اليمن، والتوصل لتسوية سياسية لمعالجة الوضع الإنساني فيه. وشدد كيري على أن بلاده ترفض التدخل الإيراني في اليمن، كما ترفضه السعودية.

 

الجبير وكيري: لمنع إيران من زعزعة الاستقرار

وكالات/١٨ كانون الاول ٢٠١٦/ شدد وزيرا خارجية كل من السعودية والولايات المتحدة الأميركية على ضرورة منع إيران من تهديد الاستقرار بعدد من المناطق، بالموازاة مع العمل على إنهاء الأزمة اليمنية. وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن إيران تشعل فتناً طائفية في منطقة الشرق الأوسط. وقال الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاميركي جون كيري في الرياض، إن السعودية تطالب العالم بأن يعمل على منع إيران من زعزعة الاستقرار في مضيق هرمز ومناطق أخرى. وطالب الجبير الكونغرس الأميركي بإعادة النظر في قانون جاستا، ونفى أن تكون واشنطن قد أوقفت مبيعات أسلحة للسعودية. من جانبه، قال كيري إن واشنطن لن تسمح بأن تشكل إيران مصدرا لزعزعة الاستقرار.وأضاف أن بلاده تنسق مع السعودية في العديد من الملفات الخاصة بالشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الشراكة بين البلدين لها قيمة كبيرة. وعبّر كيري عن إدانته للهجوم الإرهابي الذي ضرب عدن، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يبذل كل الجهود لهزيمة تنظيم داعش ومواجهة التهديد الذي يمس أمن واشنطن وأمن المنطقة بأكملها. وقال الوزير الأميركي في المؤتمر الصحافي إن "تنظيم داعش" في طريقه إلى الهزيمة. وفي الشأن اليمني، قال جون كيري: "إن اجتماعنا اليوم في الرياض جاء بهدف الوصول إلى حل للأزمة اليمنية، وتحدث عن مقتل عشرة آلاف شخص بجانب ثلاثة ملايين آخرين أجبروا على الانتقال من أماكنهم". وشدد على أنه يجب إنهاء الحرب في اليمن بشكل يحمي أمن السعودية، وأكد أن الشعب اليمني يحتاج إلى مساعدات إنسانية عاجل. وقال كيري: "سنواصل مباحثاتنا مع الأصدقاء في السعودية والإمارات للإيفاء بالالتزامات الإنسانية في اليمن".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انطلاق عهد عون بحكومة مفخخة يترك باب الفراغ مفتوحاً على لبنان

اميل خوري/النهار/19 كانون الأول 2016

كان على الرئيس ميشال عون، وهو الرئيس القوي، أن يقتل "البسينة" في اليوم الأول من ولايته، لكن يبدو أنه لم يجد سوى ذئاب، فبات عليه أن يكون ذئباً لئلا يأكلوه... ووجد الطريق الى تأليف الحكومة تتراكم فيها المشاكل كما تتراكم الثلوج هذه الأيام وتحتاج إزالتها الى سيارة مجهزة أطاراتها بسلاسل معدنية، أو الى "جرافة"، إلا أنه وجد نفسه لا يمتلك شيئاً منها، فتوقف وهو في أول الطريق ينتظر من يخلصه من حصار مضروب حوله لأن بداية العهد كانت خطأ، اذ اعتبر "حزب الله" ومن معه أن العماد عون هو الممر الإلزامي لرئاسة الجمهورية، فبات تأليف حكومة "وحدة وطنية" ممراً إلزامياً لتأليفها، كما بات قانون النسبية ممراً إلزامياً لكل قانون تجرى الانتخابات النيابية على أساسه. ولا يكفي القول إن عهد الرئيس عون يبدأ بعد الانتخابات النيابية المقبلة وانبثاق مجلس نيابي جديد منها يمثل إرادة الشعب تمثيلاً صحيحاً، وليس مع مجلس ممدد له مرتين ولم يعد تالياً يمثل هذه الارادة، في حين أن الواقع هو غير ذلك. فعهد الرئيس عون يبدأ من يوم انتخابه رئيساً، وكل يوم يمر ينقص من مدة ولايته. فتأليف حكومة "وحدة وطنية" مثلاً أضاع منها حتى الآن 50 يوماً، وقد يضيع منها وقت آخر للاتفاق على البيان الوزاري، خصوصاً إذا عاد الجدل بين الوزراء المتخاصمين، وقد جيء بهم من أمكنة مختلفة على المعادلة الثلاثية الشهيرة وهي: "الجيش والشعب والمقاومة"، فبعضهم لا يزال يعتبرها "ذهبية"، وبعضهم الآخر يعتبرها "خشبية"، وكل قانون جديد للانتخابات قد يفرض تمديداً جديداً لمجلس النواب يوصف للتخفيف من وطأته بـ"التمديد التقني"... كي يُعطى وقت لشرح كيفية تطبيق هذا القانون للمرشحين وللناخبين والموظفين الذين يتولون إدارة العملية الانتخابية، وبعد ذلك انتظار تأليف أول حكومة منبثقة من المجلس الجديد، وهي التي يعتبرها البعض حكومة العهد الأولى، فيكون قد مضى من عمر العهد أكثر من سنة ونصف سنة تقريباً ولا يكون حقق شيئاً من شعار "التغيير والاصلاح". وقد يضيع وقت آخر اذا استمر تأليف الحكومات على النحو المعهود وخلافاً للدستور فيذهب ثلث مدة العهد إن لم يكن أكثر في البحث عن حلول لأزمة التأليف والاتفاق على البيان الوزاري لأن حكومة تضم متخاصمين قد لا تتفق على المشاريع الاصلاحية التي يريدها العهد وعلى مكافحة الفساد فعلاً لا قولاً، وعلى إحداث تغيير توصلاً الى إقامة الجمهورية الثالثة أو الرابعة.

لقد كان على الرئيس عون والرئيس المكلف سعد الحريري أن يتفقا على تأليف حكومة من غير المرشحين للنيابة لتكون فعلاً حكومة تضمن الحياد والنزاهة للانتخابات ويتساوى فيها المرشحون أمام الناخبين، لا أن يكون وزير مرشح ينافس من لا يمتلك شيئاً من القوة التي يمتلكها الوزير المرشح الذي حتى وإن كان ملاكاً سوف يضع أمكانات وزارته في خدمة ناخبيه وانصاره. فيضع الرئيس عون والرئيس المكلف عندئذ القوى السياسية أمام الأمر الواقع، فإما تمنح حكومة غير المرشحين الثقة، وإما تحجب الثقة عنها فتتحمل عندئذ المسؤولية الكبرى أمام الله والتاريخ والوطن، ويكون عهد الرئيس عون بدأ من حيث يجب أن يبدأ وليس من حيث يريد من يضمرون له وللبنان الضرر، ولكي يفهما من طالبوا بالحاح بأن يكون رئيس الجمهورية قوياً بما يمثل، أنه لا يستطيع أن يحكم مع أقوياء ولا أن يكون حكماً عند خلافهم لئلا يتهم بالانحياز، ويضعونه أمام معضلة تأليف حكومة "وحدة وطنية" تراعي في تأليفها التوازنات، وهي حكومة يصحّ تأليفها بعد الانتخابات النيابية وليس قبلها. واذا بالرئيس عون كغيره من الرؤساء يمشي بين النقاط مراعاة لهذا الطرف أو ذاك، وينتظر في المنطقة الرماية قبل أن يقرر أي لون يختار بين الألوان السياسيةوصراعات المحاور، ويكون لون لبنان وليس أي لون آخر سواه. وكان هذا من أسباب عزوف الرئيس فؤاد شهاب عن الترشح للرئاسة بعدما عانى ما عاناه من مناكفات سياسيين ومشاحناتهم، ولا يكتفي المعرقلون بذلك بل ينتظرون عون عند كل مفترق وكوع لاستهدافه. لقد حال هؤلاء دون انتخابه رئيساً في دورة الاقتراع الأولى، ويعملون الآن على عرقلة تأليف حكومة أرادوها أن تكون حكومة "وحدة وطنية" كي يستطيعوا ضربها ساعة يشاؤون ليبقى شبح الفراغ يحوم فوق رأس لبنان والناس في خوف دائم من حكومة مفخخة. فحكومة الـ24 أو الـ30 وزيراً التي تجمع الأضداد من كل حدب وصوب سوف تعيش على أكفّ عفاريت لا يعرف أحد متى تقع قبل معركة الانتخابات النيابية المقبلة، خصوصاً إذا تأجل موعد إجرائها للتفاهم على قانون جديد للانتخاب والتدرّب على تطبيقه، أم إبان المعركة الانتخابية، أم بعدها إذا جاءت نتائجها في غير مصلحة أي حزب فاعل يشارك فيها، فيكون عهد الرئيس عون بدأ مع هكذا حكومة بتخوف دائم من الفراغ وبنتائج انتخابات قد لا تغير شيئاً من صورة لبنان ووضعه الشاذ إذا كان في الأمر تواطؤ داخل مع خارج لا يريد الخير للبنان.

 

خيار "الثلاثينية" انتصر والحكومة ولدت وبدأ " جهاد" دفع الأثمان بقانون "النسبية"

سابين عويس/النهار/19 كانون الأول 2016

عندما أُنجزت تسوية إنهاء الشغور الرئاسي بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وتم تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، لم يؤخذ كلام رئيس المجلس نبيه بري على "الجهاد الأكبر" القدر الكافي من الجدية، نتيجة مناخ إيجابي ومتفائل ساد بقوة، منطلقا من اقتناع في الوسط السياسي بأن التسوية الرئاسية لا بد أن تنسحب على تأليف الحكومة، وأن مهلة التأليف لن تتعدى الاسبوعين.ولكن عندما تحدث الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وفوض إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري قيادة مفاوضات التأليف باسم فريق سياسي يضم ٧٩ نائبا، بدا واضحا ان "الجهاد الأكبر" لن يسهل التأليف، خصوصاً أن كلام نصر الله يعطي الإشارة الى ما ستكون عليه معالم المرحلة، وان ما تم التفاهم عليه بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف قبل الانتخاب لن يصمد وسيخضع لحسابات جديدة.

لا ينفك قريب من بري يذكّر بأن ما حصل أخيراً على صعيد الكباش الحكومي وربط التأليف بقانون الانتخاب، ليس مفاجئا ولا جديداً. وهو يدخل ببساطة في إطار السلة المتكاملة التي سبق لرئيس المجلس أن طرحها على طاولة الحوار واعتبرها المدخل الصحيح لحل أزمة الشغور. وذلك على قاعدة ان إنهاء الشغور الرئاسي ليس كافيا لإطلاق عجلة المؤسسات الدستورية التي لا تكتمل إلا بوجود حكومة فاعلة ومنتجة. أما نتيجة التسوية الاخيرة فتبقى في رأي المصدر نفسه مبتورة وغير مكتملة، لأن انتخاب رئيس للجمهورية ينهي حال الفراغ في سدة الرئاسة ويأتي في إطار المقايضة الناجمة عن التسوية برئيس للحكومة تسميه الكتل النيابية، لكنه لا يؤدي وحده الى تأليف الحكومة، ما لم يتم التفاهم على مكوناتها أولا، وجدول أعمالها ثانيا، وإلا فستخضع بدورها لما خضعت له حكومة الرئيس تمام سلام، تعطيلا وشللا نتيجة غياب التفاهم على سياستها وتوجهاتها حيال الملفات المطروحة.

وفي رأي المصدر إن الملف الأساسي الذي يواجه حكومة الحريري هو قانون الانتخاب الذي تنطلق أهميته من أنه سوف يحدد ميزان القوى التي ستنبثق منه حكومة ما بعد الانتخابات.

ولأن الهدف الحقيقي الذي يجب ان يؤديه قانون الانتخاب الجديد لا يستهدف الثنائية المسيحية المنبثقة عن تحالف " التيار الوطني الحر" و" القوات اللبنانية"، بل يكمن في إضعاف القوة السنية التي يمثلها الرئيس الحريري وتياره السياسي، فإن معركة قانون الانتخاب ستكون الأقسى والأصعب، خصوصاً ان لا مصلحة للحريري في السير في قانون من شأنه ان يضعفه ويعيده الى البرلمان بكتلة أقل حجماً وتمثيلاً عن كتلته الحالية المنبثقة عن انتخابات ٢٠٠٩.

ولا يغيب عن بال الحريري وفريقه السياسي محاولات الاستهداف التي يتعرض لها لتسجيل المزيد من التنازلات، خصوصا بعدما وافق على السير في انتخاب العماد عون خلافا لمزاج قاعدته السياسية والشعبية. وها هو اليوم يتعرض لاعتداء واضح على صلاحيات رئيس الحكومة، ما أعطى نتيجة عكسية في الوسط السني القيادي منه والشعبي، إذ أدى الى تعاطف ودعم لزعيم الطائفة بما ان الاستهداف لم يعد للشخص بل للطائفة. وقد ارتفعت وتيرة الاستهداف بعد نتائج معركة حلب، بحيث دُفع الحريري الى شروط جديدة كان أصعبها اثنين: العودة عن حكومة الـ٢٤ الى حكومة ثلاثينية بعدما وضعت قوى ٨ آذار شرطا تعجيزيا مقابل رغبة رئيسي الجمهورية والحكومة بتمثيل حزب الكتائب، اذ اشترطت توسيع الحكومة لينضم الى تمثيلها كل من حزبي البعث والقومي والحزب الديموقراطي اللبناني بزعامة النائب طلال ارسلان. وهذا يعني عمليا ضمان الثلث المعطل للحكومة من خارج عون و"التيار الوطني الحر" الذي بات ينطوي على شكوك حيال التزامه الكامل التحالف الآذاري. اما الشرط الثاني فيتمثل بقانون الانتخاب الذي تفرضه الثنائية الشيعية ممرا إلزاميا للتأليف، علما ان هذا الموضوع سيشكل عاجلا أم آجلا مادة متفجرة في وجه الحكومة العتيدة، كما كانت الحال أصلا قبل التأليف.

والمفارقة - المفاجأة ان الحكومة ولدت على عجل مساء أمس بشكل فاجأ الوسط السياسي والاعلامي الذي كان ينتظر الولادة الثلثاء وفق المعلومات التي كانت في التداول، وجاءت ثلاثينية تماماً كما ارادها "حزب الله" و"أمل"، وتمثلت فيها الأحزاب القريبة من سوريا، ايضاً كما ارادها الثنائي الشيعي، فيما بقي حزب الكتائب خارجا! وأعلن الحريري العمل على قانون الانتخاب على اساس النسبية، ما يخالف التفاهمات المسبقة. في الخلاصة، تنازلات تجعل النقاط في رصيد "حزب الله" وفريقه السياسي عالية جداً،

 

"البوصلة الأخلاقية" في حلب

علي بردى/النهار/19 كانون الأول 2016

يشبّه الديبلوماسيون الغربيون ما يحصل في حلب اليوم ببعض أسوأ الفصول من أسوأ الحروب التي عاناها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. أقربها الى الذاكرة المعاصرة تلك الأيام السود من عام ١٩٩٥ حين نفذت مذابح سريبرينيتسا في البوسنة والهرسك. دخلت سوريا لوقت طويل في نفق مظلم.

لا تقتصر هذه القراءة القاتمة على الديبلوماسيين الغربيين. يتداور المسؤولون في الأمم المتحدة ومنظماتها الفرعية على التعبير عن الوضع المخيف. يشيرون الى أرقام القتلى والجرحى واللاجئين والنازحين والمحاصرين والمشردين والجائعين والمحتاجين. غير أن اليأس من قدرة المجتمع الدولي على القيام بعمل ما لوقف مأساة السوريين بلغ قعراً أعمق في مدينة حلب. كشف افتقار نظام الرئيس بشار الأسد وحلفائه الى أي "بوصلة أخلاقية" يمكن أن ترشدهم الى واجبات التزام القانون الدولي الإنساني والشرعة الدولية لحقوق الإنسان. حتى الحرب لها قوانينها. داست العصبيات الطائفية والمذاهب العقائدية والمصالح الإستراتيجية "البوصلة الأخلاقية". يواجه بعض الديبلوماسيون هذه اللحظات الحاسمة ببعض الصراحة. ما يحصل في حلب ليس "تحريراً" من الجماعات الإرهابية. لا وجود معروفاً فيها لـ"الدولة الإسلامية - داعش"، بل بضع مئات من إرهابيي "فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) بين آلاف المقاتلين الآخرين وعشرات الآلاف من المدنيين. باشر "شيعة ايران" احتفالات مخجلة بـ"انتصارهم" في حلب، المدينة العريقة بتعددها وسط الغالبية السنّية. لا شيء يعبر عن مأسوية الفصل الأخير من الخروج الكبير للمدنيين والمسلحين السنّة من أحياء حلب الشرقية المحاصرة سوى المساومات على خروج محاصرين آخرين من الشيعة في بلدتي الفوعة وكفريا في ريف أدلب. لا مكان لـ"بوصلة أخلاقية" في هذه المعادلة السنيّة - الشيعية المقيتة.لن تكون هذه العملية جزءاً من "السجل المشرق" للحرب على الجماعات التي تعتنق مذهب "القاعدة" في الإرهاب. ما يجري حالياً ذروة في دوامة الجنون الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات. غير أن الديبلوماسية الدولية تتسابق مع الزمن من أجل تصويب الأمور نحو اتجاه أكثر عقلانية حتى بعدما صارت "حلب الآن مرادفة للجحيم"، على حد وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون. أدت الحرب السورية - ضمن أمور أخرى عديدة - الى جعل مصير الأسد مجرد تفصيل. لم يخلص أحد الى هذه النتيجة إلا بعدما خيبت روسيا خصوصاً، وبطبيعة الحال ايران والميليشيات المؤيدة لها، الآمال - الأوهام في امكان اطاحة الأسد بالإنتفاضة السلمية التي بدأت عام ٢٠١١، ثم بعدما صارت سريعاً ثورة مسلحة، وبعدما انتهت حرباً أهلية طاحنة وحرباً بالوكالة بين القوى الإقليمية والدولية. أراد الأسد وحلفاؤه منذ البداية أن يصوروا ويسوقوا أن القوات النظامية السورية هي رأس الحربة في المعركة الحتمية ضد الجماعات الإرهابية. باقياً ما بقي الدعم له من روسيا وايران، فإن كل الإعتبارات السالفة وسواها لن تعيد إليه المشروعية الدولية في حكم سوريا، حتى لو تحوّلت حلب سوريا سريبرينيتسا البوسنة والهرسك.

 

محاذير الانتقال من قانون الستين

 نايلة تويني/النهار/19 كانون الأول 2016

لا يمكن عاقلاً ان يدافع عن قانون الستين الذي يمكن اعتباره بالياً وقابلاً للحياة في آن واحد. فهو بال لانه يعود بنا الى زمن مضى من أكثر من خمسين عاماً. وهو في الوقت عينه قابل للحياة اذا ما اتفق عليه السياسيون. فالقانون في ذاته، كأي قانون آخر، يصير واقعاً مقبولاً، وموضع ترحيب، اذا حظي بالتغطية السياسية اللازمة. وقانون الستين اعتبره البعض انتصاراً في العام 2008، لا لكونه الامثل، بل لانه الافضل بعد تلاعب حاكم عنجر رمز الوصاية السورية على لبنان آنذاك بالقوانين والمحافظات والأقضية. ولم تمض دورة انتخابية منذ اتفاق الطائف الا وتلاعب السوري بالدوائر لمصلحة مرشحيه، وهو الذي أعاد توزيع المقاعد المضافة الى المجلس في الطائف وما بعده (من 99 نائباً الى 108 ثم 128) كما اقتضت مصالحه آنذاك.

لذا يبدو غير واضح ما دفع النواب، أصحاب القرار، الى اعتبار قانون الستين سيئاً الى هذه الدرجة، خصوصاً ان لهذا القانون فضلاً في ايصالهم الى الندوة النيابية، وقد ساعدهم طويلاً في سحق خصومهم السياسيين. ولن نصدق اليوم انهم يفكرون في اعطاء فرصة التمثيل لهؤلاء.

ومن غير الواضح أيضاً العوامل التي أدت الى اعتبار النسبية، ثم القانون المختلط بين النسبي والاكثري، الافضل للتمثيل. ولماذا لم تناقش الدائرة الفردية جدياً؟ ربما كان الجواب واضحاً. فالدائرة الفردية تلغي "البوسطات" ونظام اللوائح، وتالياً الزعامات، لان المرشح في دائرة صغيرة نسبياً لا يحتاج الى دعم هذا الزعيم أو ذاك المرجع. يكفيه ان يكون قريباً من ناسه، ويوفر لهم بعض الخدمات. في الدائرة الفردية، تنتفي الحاجة الى الزعماء السبعة او الثمانية الكبار ويتراجع دورهم ويتقلص نفوذهم.

الخوف من قانون الستين انه سيعيد رسم الخريطة السياسية الحالية ذاتها مع تحقيق كسب اضافي لحزب "القوات اللبنانية" كمثال. وحسابات حقل الانتخابات على هذا النحو، لم تطابق حسابات البيدر في العام 2009، عندما حققت اكثرية نيابية لقوى 14 اذار لم تكن متوقعة.

لذا ربما يسعى الساعون الى نسبية بأي شكل من الاشكال لان حيوية الانتخابات التي كانت سائدة على الساحة المسيحية، وجدت أيضاً على الساحة السنية، ما يتيح لمسيحيي وسنة 8 اذار اختراق اللوائح، وفرض واقع جديد يختلف عن العام 2009.

الانتقال من قانون الستين الى قانون أكثر حداثة واجب وطني، ولكن ان تتم عملية الانتقال من أجل "مصادرة" قرار البلد بالامساك بمجلس نوابه، فهذا مخالف للدستور والاعراف ولكل مبادئ العيش المشترك.

 

الوجود المسيحي العربي عماد الثقافة الاسلامية

جوزف باسيل/النهار/19 كانون الأول 2016

يمكن أن نحدّد دوراً مؤثراً وفاعلاً للمسيحية في الاسلام منذ ظهوره، إذ إن المسيحيين بكل مذاهبهم في الجزيرة العربية لم يواجهوا الاسلام ولا قاتلوا أتباعه، بل كانوا سنداً له، وما وفد النبي محمد الى نجاشي الحبشة إلّا دليلاً على ثقة النبي بأن هذا الوفد سيلقى الترحيب ويعود سالماً. ثم كان الدور الأول للمسيحيين في المشرق العربي بنقل الفكر الهليني والعلوم الى اللغة العربية ما أثرى الفكر العربي، الذين ساهموا في بنيانه تأليفاً وترجمة، فكان منهم علماء كثيرون، قامت على أكتافهم النهضة العربية في عصور الازدهار، خصوصاً الأموي والعباسي. والدور الأخير هو مواجهة التتريك في القرن التاسع عشر، حين سعى المسيحيون، ولا سيّما الرهبان في أديرتهم، إلى حفظ اللغة العربية وفكرها من التتريك، وما سيتبعه من تتريك للشعب، فولدت الأفكار القومية بكل تنويعاتها لمواجهة التأسلم العثماني بغاية السيطرة على العرب سياسياً بطمس فكرهم ولغتهم. ويمكن أن نعتبر أنّ هذه المرحلة ما زالت مستمرة حتى اليوم، إذ يحافظ المسيحيون على دورهم في حفظ العربية والارتقاء بها، وفي بعث الحياة في الجذور القومية في مواجهة التطرف الاسلامي المستشري بتأثير أفكار متخلفة وإقصائية لا تتقبل الآخر، حتى المسلم الذي لا يرضخ لفكرهم المنحرف، ولمواجهة سياسة تركية – عثمانية جديدة تسعى للعودة بالتاريخ الى الوراء.لماذا يطمس دور المسيحيين في النهضة العربية منذ ما قبل الاسلام وحتى الآن؟ قرأت مقالاً لمعن البياري ("العربي الجديد" 9 أيلول 2016) يتناول فيه حاتم الطائي الذي ضربت به العرب المثل كرماً وجوداً، ويقول أنه حتى وقت قريب علم أنّ حاتماً كان مسيحياً، ويتساءل: "لماذا خبّأوا ولا يزالون يخبئون أنّ عربياً بهذه الاسطورية في مناقبه، كان مسيحياً... هل حسبانه وثنياً، أو لا يكترث بأي عبادة يصيّر صورته في أفهامنا أفضل من أن يكون مسيحياً؟"، ويقول: أخبرونا كل شيء عنه، وأنه مضرب المثل في الكرم، لكن لم يخبرونا أنه مسيحي". ويتوجه إلى "التافهين" في المنطقة "ممن يستسهلون التمنّن على أهلنا المسيحيين والانتقاص منهم أن يسمعوا أنه لولا العرب المسيحيون لما عرفت الأمة نهوض التعليم في غير بلد في المشرق العربي...".

ويلفت الى هذه الأيام "التي تتواتر فيها بلا توقف وقائع تجرؤ مرفوض على أهلنا المسيحيين"، ويقول: "يصير التأكيد أنهم شركاؤنا في بلادنا وأنهم ملح الأرض أمراً شديد الالحاح والوجوب في هذا الزمن الأغبر".

يساهم كتاب "المسيحية العربية والمشرقية" للارشمندريت اغابيوس جورج أبو سعدى المخلّصي، في الكشف عن الوجود المسيحي في الجزيرة العربية قبل الاسلام وبعده، منذ زمن النبي مروراً بعهود الخلافة والدويلات والممالك حتى الحكم العثماني، ويظهر دور المسيحيين في النهضة العربية والثورة الكبرى في العصر الحديث. ويناقش أفكاراً تتعلق بإشكالية التنوع وقبول الآخر وبمخاوف المسيحيين وواقعهم في ظل ما سمي "الربيع العربي"، وآفاق الحوار المسيحي – الاسلامي.

وتعدّ هذه الدراسة التاريخية إضافة مهمة الى كتب وأبحاث أكاديمية سابقة تناولت موضوع المسيحية العربية ودور المسيحيين العرب، ومنها: "المسيحية العربية تاريخها وتراثها" للأب ميشال نجم، "المسيحية والحضارة العربية" للأب جورج شحاته قنواتي، "تاريخ المسيحية العربية" لسلوى بالحاج، "القبائل العربية المسيحية في بلاد الشام" للارشمندريت اغناطيوس ديك، "المسيحيون العرب وفكرة القومية العربية في بلاد الشام ومصر" لفدوى أحمد عبيدات"، "المسيحية في العالم العربي" للحسن بن طلال الأمير الأردني.

ما زال المسيحيّون عصب الشرق

لن يكون لهذا الكتاب، ولا للكتابة عنه، أي معنى، إذا لم يحسن خدمة فكرة أنّ المسيحيين العرب هم أساس في الوجود الاسلامي اللاحق لهم زمنياً، وفي بنيانه الحضاري الذي ما كان له أن يشاد لولاهم، وإنهم ما زالوا عصب هذا الشرق وجوهره، ووجودهم فيه حتمي مهما تعاظم التطرف الإسلامي حولهم، وقد عبر وجودهم في التاريخ منعطفات خطرة تجاوزوها واستمروا، وهذا ما يجب أن يكون في هذه المرحلة العصيبة من تاريخهم الوجودي.

كل ما شاهدناه في العراق وسوريا من تعديات لا توصف واقتلاع حضارات عمرها خمسة آلاف سنة، من جذورها، وهذا ما لم يحدث في تاريخ أو جغرافيا في كل العالم، وعلى الرغم من ذلك يجب أن يكافح المسيحيون ويناضلوا كي تبقى شعلة المسيحية في الشرق قائمة، وإلّا إذا انطفأت فستنطفئ شعلة الإسلام المشرقي، بمعنى الإسلام العربي، تباعاً. لذلك قال الحسن بن طلال: "لا يدور السؤال الآن حول مستقبل المسيحيين العرب، وإنّما العرب جميعاً ومصيرهم المشترك". (كلامه ورد في مقدمة كتاب "المسيحية العربية والمشرقية").

إنّ العرب المسيحيين ليسوا أغراباً عن المجتمع الإسلامي في بلادهم، لأنهم أصل هذا المجتمع كانوا دوماً الطليعة الحضارية التي قامت عليها شعوب وقوميات واتنيات.

إنّ المواجهة المستحيلة لـ"داعش" تصبح ممكنة إذا واجهناها بأفكار جديدة تقوم على إيديولوجيا عربية خالصة، ليست إسلامية ولا مسيحية، إنما حضارية مجرّدة، وإن بنيت على الثقافتين معاً. إنّ مواجهة فكر "داعش" المتأسلم بأفكار من الدين الاسلامي، هي مواجهة تكون فيها الغلبة للفكر المتطرّف. هكذا في التاريخ. أما مواجهته بفكر حضاري مغاير ومختلف، يمكّن من الانتصار عليه، وليس الفكر البديل إلّا فكر القومية العربية الجديدة التي يجب أن يبنيها المسلمون والمسيحيون على كتابات حضارية خالصة وراقية، تتجاوز أدبيات الأحزاب القومية سواء التي تسلّمت السلطة أم لا.

إنّ الفكر العروبي القومي الحضاري هو المؤهّل لمواجهة دين "داعش" التكفيري التهجيري الذي ينتهك حرمات الآخرين ومقدساتهم، على أن لا تكون المواجهة بالضرورة من المسيحيين، بل من المسلمين أنفسهم الذين يخالفون تنظيم "داعش" نظرته الدينية عموماً، لأنها تنحرف عن الاسلام الرسمي والتقليدي الذي يسمو إلى الارتقاء بالانسان والمجتمع الى مصاف المجتمعات الراقية، بصرف النظر عن آيات وتفسيرات يتجاوزها الزمن في كل دين وإيديولوجيا وفكر.

فلنتجاوز فكرة أنّ الدين، اليهودي أو المسيحي أو الاسلامي، وجد فكراً وتنظيماً لكل زمان ومكان، فهذا خارج السياق التاريخي والمنطق الذي يحكم التحوّلات الكونيّة، وما الاكتشافات الفلكية التي تتحدث عن أنّ الكون ما زال يتكوّن، ولم ينتهِ، إلّا أبرز دليل على أن كواكب ما زالت تتوالد ومجرّات تتكوّن في عالم لا متناهٍ فعلاً، منذ مليارات السنين، وهذا يناقض الرواية الدينية عن خلق العالم في ستة أيام!

 

عون «الواقعي» أم «السوبرمان»؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 كانون الأول 2016

قبل يومين من إعلان الحكومة، هَمس أحد النواب المسيحيين في صالون خاص، مبدياً تشاؤماً إزاء «تعثّر» انطلاقة العهد. لكنّ زميلاً له اعترض على الاستعجال قائلاً: «من الظلم التسرُّع في إطلاق هذا الاستنتاج. الأفضل هو إعطاء العهد مزيداً من الوقت لإثبات قدراته».

على رغم إعلان الحكومة، ومقارنة بين اليوم واليوم الأول الذي وصل فيه الرئيس ميشال عون إلى بعبدا، يعتقد كثيرون أنّ هناك تراجعاً واضحاً في درجة المراهنة على التغيير. وصحيح أنّ الرئيس يفضّل الصمت لئلّا يؤدي الكلام إلى مواجهات مع كثيرين، لكنّ البعض يعتقد أنّ هذا الصمت يخبّئ بعضاً من الخيبة.

«أمام العهد ست سنوات للعمل. ولا يجوز الحكم عليها بستة أسابيع». هذا ما يقوله القريبون من العهد، ويضيفون: «أساساً، يعتبر العهد أنّ المرحلة الفاصلة عن الانتخابات النيابية هي مرحلة انتقالية بين المنطق الذي كان سائداً والمنطق الذي يريد الرئيس عون تطبيقه.

والحكومة المولودة اليوم ستكون مهماتها انتقالية أيضاً، وتقتصر على تأمين إجراء الانتخابات النيابية. وبعد ذلك، أي في حزيران، يبدأ «العهد الجديد» فعلاً».

ولذلك، في رأي هؤلاء، لا بأس بالمناوشات التي جرت حول الحكومة. وهي كانت طبيعية ومنتظرة في أيّ حال، ولا علاقة للعهد بها. لكنّ المؤكد هو أنّ عون لا يؤدي دور صندوق البريد في هذه الأزمة، كما كان بعض رؤساء الجمهورية منذ «اتفاق الطائف»، بل يبذل ما في وسعه لإعطاء الرئاسة دورها الحقيقي.

هذا الكلام «المطمئن»، الصادر عن القريبين من العهد، لا يخفي أجواء أخرى بدأت تنمو في المقابل، وتطرح أسئلة عن قدرة العهد على الصمود في وجه عملية القضم التدريجي التي يتصدى لها منذ اليوم الأول، وهي مستمرة.

وفي رأي البعض أنّ عون لم يقدِّم حتى الآن تنازلات واضحة يمكن لأيّ كان أن يعيِّره بها. لكنه ـ في الواقع ـ بدأ يعتاد على التعاطي «واقعياً» مع الأزمة والأطراف المتنازعة. وإذا استمرّ في ذلك لفترة طويلة، فسيُستدرج نحو موقع لطالما انتهى إليه الرؤساء السابقون الذين كان عون يأخذ عليهم أنهم ضعفاء ويرضخون للأمر الواقع.

فمعظم الرؤساء السابقين حاولوا، خصوصاً مع انطلاقة عهودهم، أن يحرّروا موقع الرئاسة من الضغوط. وقد استعان العديد منهم بطواقم سياسية وحقوقية مهمتها التفتيش عن السبل إلى استعادة الرئاسة ما فقدته من صلاحيات. لكنهم لم ينجحوا، لأسباب مختلفة.

ويلاحظ هؤلاء أنّ أعلى مستوى من الزخم أظهَره عون كان في خطاب القسَم، خلال جلسة انتخابه. وبعد ذلك، أخذ الزخم يتراجع تدريجاً في موازاة التعثّر في إعلان الحكومة. ولا يُنكِر حتى القريبون من العهد أنّ مقياس الزخم الرئاسي كان يسجِّل مستويات أعلى عند انطلاقه.

من علامات التراجع «الصامت» مثلاً، أنّ الحكومة التي قادت إليها المفاوضات لم تعد هي إيّاها الحكومة التي كان عون يأمل في تشكيلها لتكون أولى حكومات عهده. ومع التأخير في إعلان الحكومة، تبدَّدت ملامح الحماس التي حملها عون معه إلى بعبدا، لتحلّ مكانها «الواقعية اللبنانية» المعروفة.

ويتوقع البعض سقوط العديد من «الأساطير» التي لطالما تحدّث عنها المتحمّسون في وصفهم عون عندما يأتي إلى الرئاسة. فقد قيل الكثير عن «سوبرمان» ماروني يستطيع بشخصيته وعناده وقوته الذاتية والتحالفية أن يعيد هيبة الرئاسة، حتى من دون الحاجة إلى تعديلات دستورية تعيد إليها ما فقدته في الطائف. وواضح أنّ عون بدأ عهده بذهنية «السوبرمان»، وهو مستمرّ بها، لكنّ هذه الذهنية تبدو على المحك.

ولا يكمن العطل في أنّ عون يتراجع عن موقفه، فهو أساساً يمضي في صموده ولا يتراجع. لكنّ عملية القضم أو الانزلاق التي يواجهها تتمّ ببطء ومن دون ضجيج. وخصوم عون، وبعض حلفائه، يقودون اللعبة علناً وسرّاً إلى حيث يكتشف العهد أنه ليس «خارقاً» بالفعل، كما هو يظنّ.

إذاً، المسألة هي مسألة وقت. وصراع عون الحقيقي هو مع الوقت الذي يستهلك الزخم ويخفّض المعنويات.

ويقول البعض: ربما يبدو باكراً تحميل أزمة التأليف الحكومي- التي انتهت- أكبر من حجمها. فكل الحكومات السابقة شهد تأليفها تجاذبات طالت أكثر بكثير من الحكومة الحريرية الموعودة. فلماذا تُعطى الأزمة الحالية أكبر من حجمها الحقيقي؟

الجواب عن هذا السؤال هو الآتي: إنّ الحكومات التي تأتي مباشرة مع انطلاق العهود الرئاسية في لبنان غالباً ما تكون جزءاً من الصفقات التي تشمل انتخاب الرئيس وتركيبة الحكومة وحتى المجلس النيابي، والتعثّر الذي حصل في تأليف الحكومة كان مؤشراً إلى كباش مع العهد، وإلى خلل في منطق الصفقة في أساسه. في أي حال، ما زال عون في الأسابيع الأولى من عهده. ولذلك، هو في فترة سماح. لكنّ هذه الفترة محدودة في الزمن، فإلى متى ستدوم؟ وماذا سيفعل عون إذا وجد أنّ هذه الفترة تذوب شيئاً فشيئاً؟

 

العسكريون المخطوفون: معطيات جديدة والجيش درس تنفيذ عملية عسكرية لإنقاذ العسكريين في حال حُدّد مكانهم

ربى منذر/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 كانون الأول 2016

تخيّلوا المشهد... غرفة صغيرة، مظلمة يجلس فيها العسكريون المخطوفون لدى «داعش»، متألمين لما يتردد حول قتلهم ووضع جثثهم في مغارة، ومن اللعب بمشاعر ذويهم الذين يكفيهم ما حصل حتى الآن. وانظروا إلى المشهد الواقعي: أهالي العسكريين في خيمة، ولا كلام يعبّر عمّا أصابهم، أو يصف الحال الذي انحدروا إليه. ما بين المشهدين سؤال: هل هناك ما يثبت أن جثث المغارة تعود إلى العسكريين، لا بل من يستطيع أن يثبت ذلك؟ ما يُقارب سنتين و4 أشهر عاشها أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» بخوف على مصير أبنائهم. فترة طويلة لم تكن كفيلة بطَي هذا الملف، لتأتي الأيام القليلة الماضية وتكون الأكثر قساوة عليهم بعدما بدأت الأقاويل تنتشر حول العثور على 8 جثث بلباس الإعدام الداعشي داخل مغارة في بلدة قارّة في جبال القلمون السورية، إحدى الجثث مقطوعة الرأس، فيما سائر الجثث مصابة برصاصة في مؤخرة الرأس.

وفي هذا الإطار حصلت «الجمهورية» معلومات جديدة حول هذا الملف.

عملية عسكرية؟

أخبار كثيرة انتشرت أخيراً في الإعلام، أُطلقت فيها رصاصات الموت على العسكريين قبل التأكد من حقيقة ما حصل، ويكشف مصدر مطّلع على الأحداث في فترة الـ2014 لـ«الجمهورية» أنّ «الجيش، ومنذ اليوم الذي أُسر فيه العسكريون، أخذ كل الإجراءات اللازمة وفتح العديد من خطوط التواصل مع أطراف داخلية وخارجية لتحريرهم مهما كان الثمن، حتى أنه درس تنفيذ عملية عسكرية لإنقاذهم في حال حُدّد مكانهم، وكان مستعداً لاستعمال الأسماء البارزة التي أوقفها في عملياته النوعية كورقة ضغط لإطلاق العسكريين».

ويتابع: «آخر المحاولات كانت منذ أشهر، عرض خلالها أحد الموقوفين المهمين أو الأساسيين في السجون اللبنانية، الاتصال بقيادة «داعش»، إذ إنّ أحد أقربائه مسؤول كبير في التنظيم في الرقّة، للتفاوض في ملف العسكريين بهدف تسهيل ملفه قبل إحالته الى المحكمة، علماً أنّ اسمه غير مرتبط بقضايا أمنية بل في هجوم على الجيش، وهذا ما حصل، إذ تمّ الاتصال عن طريق طرف لبناني».

ويوضح المصدر أنّ «هناك احتمالين للنتيجة التي وصل إليها الاتصال: أنّ «داعش» لم يعد مهتماً بإسم الموقوف، أو أنّ هذا الأخير يراوغ، لأنه في إحدى المرات تراجع، وفي أخرى أتاه الجواب «انشالله خير»، وفي كل مرة كانت قيادة الجيش تصرّ على أنّ المطلوب قبل الدخول في أي مفاوضات جدية، التأكد من وجود العسكريين لدى «داعش» إمّا عبر إرسال فيلم قصير لهم أو صوَر أو بعض المتعلقات الخاصة فيهم، إضافة الى التأكيد على ما إذا ما كانوا أحياء أو شهداء».

«الذهاب للآخر»

وتشير المعلومات الى أنه بعد هذه المرحلة التي طالت مدتها، وبعد تراجعه مرات عدة، وعلى رغم الصبر في التعاطي معه، والمحاولة في «الذهاب للآخر» في هذه المبادرة على مستوى عال وإعطاء التسهيلات لإنجاحها، جاءت محاولة أخرى عن طريق فريق آخر لم تصل بدورها الى ما هو مَرجو، كما أنّ ما عقّد المفاوضات هو العمليات العسكرية ضد «داعش» في العراق وسوريا والتي أحرجته، فيما كان هَمّ الفريق اللبناني يوم قرّر السير بهذه المبادرات التركيز على أنّ هناك ضربة آتية، ويجب الإستفادة آنذاك من الفرصة أكثر من لاحقاً، أي اليوم.

ويقول المصدر ان «لا شيء يؤكد أنّ العسكريين اللبنانيين موجودون في الجرود، ولا أدلّة تشير الى أنهم نقلوا الى الرقة كما حاول «داعش» أن يشيع، على رغم أنّ مصادر إسلامية أخرى تقول إنّ المكلّف في التفاوض بالموضوع كان أمير «داعش» في القلمون التابع لولاية الشام ولكنه المسؤول عن ملف الأسرى بالتعاون مع الرقة، ولذلك كان المفاوض اللبناني يُقابله، وحصلت مفاوضات مباشرة من وسيط ذهب الى مركز أبو السوس مرة أو مرتين، إلا أنها لم تُثمر ولم يأخذ منه معلومات عن العسكريين».

وحول ما يُثار حالياً عن اكتشاف جثث تعود للعسكريين، يؤكد المصدر أنّ «علامات استفهام عديدة تطرح حول كل ما كُتب في هذا الملف أخيراً والتسريبات التي نُشرت، أوّلها هي محاولات، على ما يبدو، لاستثمار ملف الأسرى في الموضوع السياسي، مثلما استُعمل سابقاً بغية التعرّض لقيادة الجيش، فها هو يُستخدم عشيّة تشكيل الحكومة لتوجيه ضربة لرئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمُطّلع بدقة على الملف، ولجهود الرئيس المكلف تأليف الحكومة».

«نقاط استغراب»

في هذا الإطار، يطرح المصدر مجموعة أسئلة: «أولها كيف استطاع اثنان من آل جعفر الوصول الى منطقة قارّة، والاشتباه في أنّ تواجدهما هناك لم يكن في هدف الصيد كما أشيع إنما بهدف إعداد عملية تهريب تجري هناك ومن خلالها اكُتشفت المغارة التي وجدوا الجثث داخلها؟

ثانياً، ما تردد بحسب ما أراد البعض نَشره هو أنّ تاريخ وفاة الجثث يعود الى 6 أشهر، ومن المعروف أنّ هذه المنطقة لم تشهد تواجداً لـ«داعش» ولم تشهد اشتباكات في هذه الفترة، بل انه انسحب منها، وبالتالي لا يمكن له أن يعدمهم ويضعهم في المغارة».

ويبقى السؤال الأبرز: لماذا أعدم «داعش» العسكريين من دون التفاوض عليهم أو على جثثهم أو على أفلام تعود إليهم وحققوا المكاسب من خلالها؟ علماً أنه في الفترة الأخيرة حصد الجيش مجموعة أسماء مهمة لـ«داعش»، وكان بإمكان الأخير الاستفادة من «ورقة» العسكريين للضغط على الجانب اللبناني. كما أنه لم يكن في الجرود أيّ عمليات عسكرية أو أخرى لطرد «داعش» من المنطقة.

واللافت أنّ الجثث كانت ترتدي لباس الإعدام الأزرق الذي يعتمده «داعش»، فيما يبرز في الإعدامات السابقة للعسكريين أنهم كانوا يُعدمون في ثيابهم. والجدير بالذكر، بحسب المصدر العسكري، أنّ أي قوة للجيش لم تدخل الى المغارة المذكورة.

وخلافاً لما سُرّب، لم يعط الموقوف القيادي في «داعش» أحمد أمون حتى اليوم أيّ معلومة يؤكد فيها مكان وجود العسكريين، والجيش أكّد هذه المعلومة في بيان رسمي، فالتحقيق معه لم يعط نتيجة في هذا المجال.

كما أنه لا وجود لأيّ جثث في المستشفى العسكري مرتبطة بهذا الملف، والجيش لم يأخذ أيّ عيّنات من الحمض النووي لفحصها ولا علاقة له بكل ما يحصل الآن، فالموضوع مرتبط بالمديرية العامة للأمن العام التي استدعت عائلة أحد العسكريين وأطلعتها على أمر لم يعرف ما هو، والعائلة متكتّمة على الموضوع على رغم أنه عرف أنّ 4 جثث من التي سلّم الطرف السوري حمضها النووي لم تتطابق مع الحمض النووي المأخوذ من العائلات اللبنانية.

وفي هذا الإطار يؤكد المصدر العسكري أنّ «هدف قيادة الجيش كان منذ اليوم الأول استعادة العسكريين، ولا تقبل أيّ مزايدة عليها في هذا المجال. وصمتها هو لعدم المسّ بمعنويات المؤسسة والأسرى والعائلات التي لا يمكن التلاعب بمشاعرها.

لذلك، يعود الجيش ويؤكد أنه لن ينشر أي معلومة أو يدخل في سجال أو يرد على ما يُردد لأنه مسؤول عن كل ما ينشر باسمه، وهو لا يدّخِر أيّ مجهود لإطلاق الأسرى ولا يقبل أن يكون مصيرهم عرضة لأي مقايضة، ويقوم بجهده لاستعادتهم أحياء أو شهداء، وحينما يقف على الإجابة سيُطلع الأهالي عليها بكل شفافية».

«النهاية»

وتشير المعلومات أنه خلال المفاوضات على مراحل متعددة تبيّن أنّ هناك تضارباً في قيادة «داعش»، فلا جهة محددة تقوم بالتفاوض، فتارة يزعمون أنهم سيكلفون لجنة للاتصال بأبو بكر البغدادي ليعطي الأوامر المناسبة للتصرف، وتارة أخرى يقولون إنّ أبو السوس في القلمون هو المسؤول عن التفاوض، وتارة ثالثة يقولون إنّ الأخير أقيل لأنه خائن. ففي كل مرة كان هناك تضارب من ناحية المرجعية.

إذاً حقق «داعش» جزءاً ممّا أراده في هذا الملف بمساعدة بعض وسائل الإعلام من دون أن تدري، والكلام هنا للمصدر العسكري، فهي لم تتعامل مع هذا الملف بمناقبية ومهنية على رغم ارتباطه بمشاعر عائلات العسكريين الذي يفرض على الجميع الوقوف الى جانبهم وعدم التعامل مع الملف من باب السبق الإعلامي لأنه يعرّض المفاوضات للخطر أولاً، وثانياً يسبّب ضرراً معنوياً على الأهالي، ويساهم في تقديم «ورقة» مجانية يضغط بها الإرهابيون على أعصاب الأهالي، كما حصل في السابق.

 

لا شيء سيبقى كما كان عليه...

حازم الامين/جنوبية/18 كانون الأول/16

ثمة هزيمة ألحقت بقوى ودول وأحلاف وقيم في حلب، وهذه من السهل تحديدها وتوقع تبعات الهزيمة عليها. أما المنتصر في عاصمة الشمال السوري، فليس من البديهي تحديده، ذاك أن ما يجري من تهليل للنصر يبدو أقرب إلى ثقافة جماهير «الفوتبول»، على رغم البعد المأسوي الرهيب لهذا الانتصار.

نعم، قبل مأساة حلب ليس كما بعدها. ويبدو أن العالم المتخاذل حيال المدينة وأهلها، بدأ يُقر بهذه الحقيقة. ذاك أن بوتين وخامنئي وبشار الأسد انتصروا هناك على العالم وليس على أهل حلب فحسب. وصحيح أن تبعات الانتصار الأولى كانت آلاف القتلى من المدنيين ودمار مدينة بأكملها، لكن تبعات أخرى سريعاً ما بدأت تظهر، وهي لن توفر باباً تطرقه.

الهزيمة الجوهرية لحقت بقيم راح العالم يُراكمها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو تولى تكثيفها عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. ليست القوة العارية هي ما يحكم العلاقات بين الجماعات والدول والأحلاف، هذا في الحد الأدنى ما سعت الحداثة إلى دفعه إلى السياسة، أما الشرعية فصار يعوزها جهد أكبر حتى تستقيم، ومن مظاهرها الانتخابات والشروط المفروضة على الدول لكي تنضم إلى ائتلافات وتكتلات وأسواق (إلغاء عقوبة الإعدام كشرط لقبول تركيا في الاتحاد الأوروبي، أو فرض شروط على الصين لها علاقة بالحقوق السياسية ومعتقلي الرأي لتكون جزءاً من السوق العالمي، وأخيراً ما وُوجهت به مصر لجهة ترحيلها المؤسسات الإنسانية والمدنية الدولية)، هذه كلها شكلت مساراً من المفترض أن مأساة حلب ستقطعه. فالنقاشات التي شهدها مجلس الأمن في جلسته عن المدينة السورية كاشفة لجهة حجم الانتكاسة التي أصابت كل شيء. فقد رد المندوب الروسي فيتالي تشوركين، والذي تقود بلاده التحالف الذي أسقط حلب، عن سؤال المندوبة الأميركية سامنتا باور عما إذا كانت بلاده تضمن خروجاً آمناً للمدنيين، فأجاب: «لا، لأننا غير مسيطرين على الوضع برياً»!

العالم الذي استقبل إجابة تشوركين هذه بصفتها واقعاً يجب التعامل معه، لن يتمكن من الآن وصاعداً أن يملي شروطاً على القاهرة لكي تقبل بعودة مؤسسات الإعانة والرقابة الدولية إليها. ودول البلقان التي تتعثر بمحاولاتها الاستجابة لشروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عبر مكافحة الجريمة المنظمة والفساد، وإفساح المجال لمزيد من الحريات العامة والخاصة، ستكتشف أن الاتحاد لم يكن نفسه في حلب، فلماذا يكون في بلغراد أو في ساراييفو أو في مقدونيا. الاتحاد قَبِل ألاّ تلتزم موسكو حماية المدنيين، فكيف يفرض شروطاً لها علاقة بالحريات؟

لا شيء سيبقى كما كان عليه قبل سقوط حلب. جدار الفصل العنصري الذي تبنيه إسرائيل سيصبح برداً وسلاماً، ونتانياهو سيشهر صورة حلب في وجه كل من يعترض طريق الجدار، فالعالم الذي تعامل مع إفناء مدينة أكبر من القدس بأضعاف سيُشكل اعتراضه على الجدار ترفاً لا مكان له وسط انهيار كل شيء.

بعد هزيمة العالم في حلب ثمة عودة إلى الزمن السوفياتي وإلى القيم السوفياتية عندما كانت جزءاً من منظومة العلاقات التي تشطر العالم. حينها لم يكن في أوروبا اتحاد، ولم تكن واشنطن وحدها من يتولى دفة النزاع. وإذا كانت مؤشرات تصدع الاتحاد الأوروبي سابقة على الهزيمة في حلب، فإن الأخيرة حولت المؤشرات إلى وقائع صلبة، وإذا كان تراجع اليورو ونجاح البريكزيت صورتين عن تقهقر اقتصادات دول الاتحاد، فإن المجزرة في حلب صورة عن هزيمة قيم الاتحاد.

وهنا يكمن السؤال، أي هل كانت أميركا، ومن خلفها أوروبا، تعلم أن سقوط حلب يعني هذا الانقلاب الكبير؟ هل كان الانكفاء جزءاً من خطة انسحاب إلى الموقع الذي كان فيه الغرب خلال الحرب الباردة؟ الأرجح أن أحداً لم يُقدّر التبعات، وأن المسؤولية عن قيادة العالم كانت بيد من لم يُقدّر هذه المسؤولية، وها هو اليوم يتخبط في هزيمته.

لكن ليس الغرب، وأهل حلب طبعاً، من أصابهم الزلزال، فالإقليم بدوره لم يُدرك دلالات هزيمة المدينة على يد الإيرانيين. وما قاله يحيى صفوي، المستشار السياسي لخامنئي، بعد انتصاره في حلب، مؤشر آخر على ما جرى يجب أن يؤخذ على محمل الجد هذه المرة. فهو اعتبر أن «إيران هي القوة الأولى في المنطقة، وعلى واشنطن التعامل مع هذه الحقيقة». ولا تقتصر دلالات هذا القول على عنجهية منتصر، بل أيضاً تشير إلى نوع الطموح، وإلى طبيعة النزاع في الوعي الإيراني، وهذا يُرتب واقعاً مختلفاً في ضوء «الانتصار في حلب». هذا الواقع سيشمل الإقليم بأكمله، فالطموحات الإيرانية صارت جزءاً من الواقع، وهي تحثّ مزيداً من الخطى لتكريس وفرض جغرافيا وديموغرافيا كانتا حتى سقوط المدينة، أضغاث أحلام امبراطورية مستحيلة، وصارتا بعد السقوط ممكنتين.

ودرس حلب ليس من النوع الذي يُستفاد منه في الجولة المقبلة، ذاك أن ما بُني عليه لا يمكن العودة عنه.

لكن ثمة شيئاً ما زال غير متبلور في هذا الانتصار، وهو هوية المنتصر، ذاك أن الأطراف الثلاثة التي تُهلل له تتنازعه إلى حلبات شديدة التفاوت. فروسيا تريده علامة عودتها القطب الثاني للعالم، وإيران تريده جزءاً من هلالها، والنظام السوري يطمح عبره إلى استعادة شرعية واعتراف فقدهما منذ سنوات.

وهنا لا بد من العودة إلى التساؤل عن هوية المنتصر. ذاك أن الهويات الثلاث لا تشكل مجتمعة هوية مشتركة. نعم، خسر العالم في حلب حرباً تكاد تكون عالمية، وخسر معها قيم ما بعد الحرب العالمية الثانية، لكن المنتصر الذي أعلن عن نفسه لا يبدو أنه في حجم الانتصار. روسيا أعجز من أن تكون قطباً بحجم الاتحاد السوفياتي، وإيران امبراطورية مذهبية هذه المرة، وهو ما سيجعل طموحاتها مخضبة بالكثير من الدماء، أما نظام الأسد فكيف له أن يعود سلطة في دولة أجهز على كل شيء فيها؟

ثمة هزيمة وثمة انتصار في حلب. وعلينا أن ننتظر تبلور هوية كل منهما، لكن هناك شيئاً أكيداً هو أن مدينة أُبيدت، وهذا ما لم يجر مثله منذ نهاية الحرب الكونية الثانية.

 

صفقة روسية – أميركية في مرحلة ما بعد حلب

خيرالله خيرالله/العرب/19 كانون الأول/16

ما الذي ستفعله روسيا بـ“الانتصار” الذي حققته على حلب وأهل حلب؟ هذا السؤال مطروح بحدّة نظرا إلى أن روسيا – فلاديمير بوتين في أساس كلّ ما يجري في المدينة وحولها، بما في ذلك المجازر التي ترتكبها العناصر التابعة للنظام السوري، وهي مجازر سمحت لبشّار الأسد بالقول إنّه “يكتب التاريخ”. إزالة حلب وأهلها من الوجود، صارت بمثابة كتابة للتاريخ. إنه تاريخ تكتبه أيضا المجازر التي تشارك فيها العناصر المسلّحة التي أتت بها إيران إلى الأراضي السورية وتضمّ مقاتلين من “الحرس الثوري” ومن ميليشيات مذهبية لبنانية وعراقية وأفغانية وباكستانية…

يُستبعد أن تهدي روسيا “الانتصار”، الذي أدّى إلى تغيير طبيعة المدينة وإزالة قسم منها من الوجود وتهجير عشرات الآلاف من أهلها، إلى إيران. يُستبعد أن تستسلم لإيران كما فعلت الولايات المتحدة في العراق، لا لشيء سوى لأنّ لروسيا حساباتها السورية التي تقوم على البناء على ما بقي من مؤسسات الدولة السورية، علما أنّه لم تكن في هذه الدولة أيّ مؤسسات حقيقية باستثناء المؤسسات الأمنية التي تحوّلت مع الوقت، خصوصا منذ انقلاب الثالث والعشرين من شباط ـ فبراير 1966، إلى مؤسسات يسيطر عليها فعليا العلويون الذين يشكلون أقلية قد تصل إلى نسبة اثني عشر في المئة من السكّان في أحسن الأحوال. لن تكشف روسيا الأفكار العريضة لمشروعها السوري قبل خروج باراك أوباما من البيت الأبيض. الرئيس فلاديمير بوتين رجل عملي وهو يعرف أن في الإمكان عقد صفقات مع دونالد ترامب ومساعديه، على رأسهم وزير الخارجية المعيّن ركس تيلرسون الذي حقق نجاحات كبيرة في مجال الأعمال بصفة كونه رئيس “اكزون – موبيل” وهي من أكبر شركات النفط في العالم.

استطاع تيلرسون التعاطي مع بوتين وأفراد الحلقة المحيطة به. شكا من العقوبات التي فرضتها بلاده على روسيا بسبب أوكرانيا. اتبع في كلّ وقت نهجا براغماتيا في تعامله مع القيادة الروسية وذلك حرصا على مصالح الشركة التي يمثّلها. قلّده الرئيس الروسي “وسام الصداقة” في العام 2013. تكمن أهمّية وزير الخارجية الأميركي الجديد، الذي لا يزال في حاجة إلى موافقة الكونغرس على تعيينه في هذا الموقع، في أنّه يعرف روسيا عن ظهر قلب. إنّه يختلف تماما عن باراك أوباما ورجاله المعجبين بإيران وليس بطرف آخر غير إيران من جهة، والذين يجهلون كلّ شيء عن روسيا من جهة أخرى. كان ذلك كافيا كي يُقدم أوباما على أكبر جريمة ارتكبتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط عندما قبل نصائح بوتين ولم يردّ على استخدام بشّار الأسد السلاح الكيميائي لإبادة الآلاف من السوريين صيف العام 2013.

الأهمّ من ذلك، أن تيلرسون يختلف كلّيا عن جون كيري. يعرف الشرق الأوسط والخليج، بما في ذلك اليمن، إضافة إلى معرفته العميقة بروسيا. لن يستطيع وزير الخارجية الروسي سرجي لافروف الضحك عليه كما يفعل مع كيري. “البيزنس” هو “البيزنس”. لماذا لا تكون هناك إذا صفقة روسية – أميركية في شأن سوريا؟ سيترتب في هذه الحال أن تقدّم موسكو الخطوط العريضة لمثل هذه الصفقة التي لا يمكن أن تؤدي إلى سيطرة إيران على البلد، على غرار ما هو حاصل في العراق. صحيح أن النظام الإيراني أرسل قوات إلى حلب، صحيح أنّه يمسك ببعض القوى التي تبقي بشّار الأسد في دمشق، لكنّ الصحيح أيضا أن روسيا على علاقة تاريخية بالنظام السوري ومؤسساته. عندما وُضع العماد علي حبيب، وزير الدفاع، في الإقامة الجبرية بعد اندلاع الثورة السورية في آذار – مارس من العام 2011 لرفضه قمع أبناء الشعب السوري، فإن روسيا هي التي أخرجت هذا الضابط العلوي الكبير من دمشق بحجة أنّ عليه أن يتابع علاجا في موسكو!ما يمكن أن تعرضه روسيا على الولايات المتحدة، بعد تولي دونالد ترامب مهماته رسميا في العشرين من الشهر المقبل ( كانون الثاني ـ يناير 2017) هو خطوط عريضة لتسوية في سوريا تضمن المحافظة على ما بقي من جيش والاستعانة بكبار الضباط فيه. معظم هؤلاء الضباط من خريجي الأكاديميات العسكرية السوفيتية ثمّ الروسية. هناك كثيرون متزوجون من روسيات. الأهمّ من ذلك كلّه، أن التسوية يمكن أن تشمل كيفية توزيع المناصب الرئيسية على الطوائف كي يبقى رئيس الجمهورية علويا، فيما يكون رئيس الوزراء سنّيا ويمتلك صلاحيات محددة وواضحة في آن، وذلك حسب نصّ دستوري. الهدف من ذلك، طمأنة العلويين إلى مصيرهم. كذلك الأقليات، بمن في ذلك الدروز والمسيحيون والإسماعيليون. سيطرح في ضوء الصفقة مصير بشّار الأسد. ليس معروفا هل تشمل إبقاءه في موقعه سنة أو سنتين، علما أنّ ولايته الرئاسية تنتهي في السنة 2021. هذا يعني أنّ روسيا تعرف قبل غيرها أن الرجل لم يعد رئيسا للجمهورية، وأن لا بدّ من الاستغناء عنه في مرحلة معيّنة في مقابل اعتراف الولايات المتحدة بأنّ سوريا منطقة نفوذ روسية.

الأكيد، أن لا بدّ من الآن فصاعدا الكلام عن مرحلة ما بعد حلب، وهي مرحلة صنعتها روسيا التي لعبت الدور الأساسي في تدمير منازل الحلبيين على رؤوسهم. قصفت المدارس والمستشفيات. عملت كلّ شيء، مستغلة أن باراك أوباما ووزير خارجيته لا يحسنان سوى الكلام، من أجل الوصول إلى مرحلة تستطيع فيها عرض صفقة على إدارة دونالد ترامب.

من سيكتب تاريخ سوريا في مرحلة ما بعد حلب؟ الأكيد أنّ ليس بشّار الأسد من سيكتب تاريخ هذه المرحلة. تريد روسيا مكافأة على الجرائم التي ارتكبتها. وهذا يقود بالطبع إلى التساؤل ما الذي ستفعله إيران في حال حصول الصفقة الروسية – الأميركية؟ من سيعطي إيران حصّة، علما أنها هي التي استنجدت في خريف العام 2015 بفلاديمير بوتين من أجل الحؤول دون سقوط النظام السوري. ستسعى إيران إلى البقاء في سوريا. تعتبر أنّها استطاعت تغيير طبيعة دمشق ووضعها الديموغرافي، كما استطاعت تغيير وضع كل منطقة الشريط الحدودي اللبناني – السوري وذلك من أجل إقامة ممرّ يربط الأراضي السورية بـ”دولة حزب الله” في البقاع اللبناني. يظلّ البقاء في سوريا مسألة في غاية الأهمّية بالنسبة إلى إيران التي تعتبر “حزب الله” أهمّ إنجاز حققته خارج أراضيها منذ انتصار “الثورة الإسلامية” في العام 1979. كيف ستواجه إيران احتمال الصفقة الروسية – الأميركية في شأن سوريا، والتي لا يستطيع فلاديمير بوتين سوى الدخول فيها إذا كان يريد إقامة علاقات أكثر من طبيعية مع إدارة ترامب والتفاهم معها في ما يخص ملفات كثيرة؟ تأتي في مقدّم هذه الملفات مناطق النفوذ الروسية وأوكرانيا والغاز والنفط واستمرار العقوبات الأميركية والأوروبية على الكرملين…

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الاحرار احتفل بذكرى استشهاد تويني في سن الفيل والكلمات دعت الى التمسك بلبنانيتنا وفرض العدالة دون الانتقام والحقد

الأحد 18 كانون الأول 2016 /وطنية - أحيا حزب الوطنيين الاحرار الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد النائب جبران تويني ورفيقيه نقولا فلوطي واندريه مراد في احتفال اقيم في فندق "متروبوليتان" - سن الفيل، في حضور النائب عمار حوري ممثلا الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الوزيرة السابقة منى عفيش ممثلة الرئيس ميشال سليمان، الصحافي اسعد بشارة ممثلا الوزير اشرف ريفي، رئيس حزب الحزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، النواب مروان حماده وجمال الجراح وفادي الهبر، الوزير السابق مروان شربل، القائم باعمال السفارة السعودية وليد البخاري، الرئيس السابق لجهاز الاعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية ملحم الرياشي ممثلا رئيس الحزب سمير جعجع، مستشار الرئيس الحريري داود الصايغ، ممثل الجماعة الاسلامية زهير العبيدي، الاعلامية مي شدياق، ميشيل جبران تويني، رئيس "حركة المستقلون" رازي الحاج وممثلين لقادة الاجهزة الامنية وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية وإعلامية. افتتاحا النشيد الوطني، ثم ألقى رئيس منظمة الطلاب في الحزب سيمون درغام كلمة قال فيها: "قبل أن نسأل "مين قتل جبران؟" الأجدى بنا أن نسأل "ليش قتلو جبران". الليش بتوصل لمين. قتلوا جبران لأنه صوت صارخ في برية السياسة اللبنانية. قتلوا جبران لأنه حر ثابت على موقفه لا تلوي ذراعه عصابة ولا تحرجه كتابة. قتلوا جبران لأنه واجههم بسلاحه الأخطر أي الكلمة فظنوا بقتله يسلمون من حبر الحقيقة. قتلوا جبران لأنه ضمير أمة رفضت الذل والإحتلال والإنصياع، وقاوم بطريقته من يدعون المقاومة. قتلوا جبران لأنه ابن الحضارة الفكرية وجسر عبور بين مجد النهار ومجد النهار. قتلوا جبران لأنه صديق الشرفاء والمدافع الأول عن كرامة لبنان في وجه الغاصب أيا كان هذا الغاصب. قتلوا جبران لأنه قاوم بديك نهاره دمشق. قتلوا جبران لأنه امتداد الأجيال بين حضارة جبران الجد وغسان الأب ونايلة وميشال الغد. قتلوا جبران لأنهم أرادوا قتلنا جميعا لكنهم أغفلوا عن دور جبران الصحافي والسياسي في الأجيال الصاعدة فبتنا كلنا جبران. قتلوا جبران لأنه رفض سياسة "حزب الله" التي لا تعترف بالتعددية لا في الآراء ولا في الأداء. قتلوا جبران لأنه ساهم في خروج جيش الاحتلال السوري من لبنان ولأنه ساهم في خروج الخائفين على المستقوين بالسلاح".

أضاف: "جبران لم يكن سياسيا وقائدا فحسب... بل كان صوتا قادرا على تحريك المثقفين غير المرتهنين، كان قلما قادرا على تأنيب ضمير الفاسدين والمجرمين، كان قدوة للنخبة يعرف متى يكتب وماذا. في استشهادك يا جبران بح صوت الكلمة ورقد الأمل في بناء دولة مدنية قادرة على المنافسة في زمن التحديات. لكننا يا جبران نعاهدك اليوم نحن الأحرار بالعمل على بناء ركائز الدولة الحقيقية. دولة تحارب الفساد والفاسدين، دولة تعيد للجامعة اللبنانية هيبتها بعدما تآكلتها الصفقات ودمرتها المحسوبيات.. دولة تعترف بسلاح الجيش اللبناني والقوى الامنية فقط ولا تسمح لأي حزب مهما علا شأنه أن يرفع بندقيته بوجه اللبنانيين، فلا للسلاح غير الشرعي على ارض لبنان. دولة مليئة بالطامحين الشرفاء غير المرتهنين. دولة مؤسساتها قوية. نعدك يا جبران بمحاربة مافيات المرفأ والمطار والكهرباء والمياه وكل الممسكين بالمرافق العامة وهم غير مؤهلين. نحن يا جبران أحرار زمن العبودية نسير على خطاك متسلحين بالعلم ومتكلين على الله والإرادة حالمين بغد يشبه تطلعاتك علنا نبني دولتك التي استشهدت وداني شمعون في سبيل بنائها وعلنا نزرع من جديد بذور الأمل في وطن اللادولة".

وختم: "نعدك بأن نكون شهود حق على رسالتك التي من أجلها استشهدت وأن ندافع عن لبنان غير خائفين، لأننا خريجو مدرسة الكرامة حيث لا مكان للجبناء، وحيث لا يقبع الا الأحرار، الأحرار أمثالك يا جبران. نحن شباب اليوم لم يعد إسمنا شباب المستقبل بل شباب جبران، فما نفعله خدمة لمسيرة الحرية ينبع من عشقنا لك ولكلمتك الصادقة يوم كنت تدرك أن قول الحق قد يقتلك وكنت تقوله".

تويني

ثم كانت كلمة لميشيل تويني قالت فيها: "هذه السنة قررت مؤسسة جبران تويني ان تطلق سؤالا وهو "مين قتل جبران تويني ولماذا؟" الآن ملف جبران تويني يتم اختصاره بعشر صفحات ومن بعدها لا شيء. عندما سألنا المسؤولين عن احقاق العدالة قالوا الملف على الرف، الملف غير مكتمل والسبب ان لا قرار سياسيا. اليوم نطلق الصرخة مجددا للمطالبة على الاقل بمحاكمة محترمة لنائب يمثل الشعب اللبناني وصحافي ومواطن استشهد من اجل لبنان. لن نيأس وسنظل نطالب بحق جبران لان جبران لم ييأس وظل وحتى آخر دقيقة يطالب بحق المفقودين في السجون السورية. ومن هنا اغتنم الفرصة لنعزي عائلة غازي عاد ونقول انه حتى في يوم رحيله اعاد تحريك قضيته فخلال حياته كان صوت القضية وعندما رحل حرك رحيله القضية مجددا".

أضافت: "جبران لم ييأس وكان صوت من اسكت جبران ، كان صوت من استشهد ومن نفي ومن سجن ومن عذب ومن ظلم ، فاليوم سنكون جميعنا صوته ، صوت العدالة ، صوت الحق ، صوت الدولة ونطالب مرة اخرى وسنبقى نطالب وفي كل مرة بمحاكمة عادلة لجبران تويني. اليوم انتخب رئيس للجمهورية وننتظر ولادة حكومة وسنتوجه مجددا للمطالبة بقرار سياسي بفتح ملف جبران جديا لجميع المسؤولين وسنتوجه الى القضاء لنطالبه مجددا بتحريك ملف جبران كما يجب. هذه قضيتنا لليوم وبينها قضايا كثيرة تربوية وثقافية وشبابية واعلامية سنكمل السعي الى تطويرها يوما بعد يوم".

وختمت: "نشكر تكرارا حزب الوطنيين الاحرار على لفتته السنوية لزميل درب داني شمعون، جبران تويني زميله في الحياة السياسية وزميله في النضال وحتى زميله في الشهادة. حزب الاحرار انتم حزب الوفاء كما حزب السيادة والاستقلال وحرية لبنان".

الأمين

بدوره قال الصحافي علي الأمين: "جبران دفع ككثيرين من امثاله ثمن انحيازه الى خيار مواجهة الوصاية السورية على لبنان هكذا برز في شخصية جبران الوجه السياسي الذي ما انفك يذكر اللبنانيين بانهم شعب يستحق الحرية ودولة اقوى من الوصاية وتاريخ لا يطويه عابرون في زمن عابر ومساحة تفاعل خلاق بين اتجاهات وافكار متنوعة لا يستقيم تفاعلها الا على اعتدال لبناني كانت النهار ميزاته ومسرحه ومختبره. جبران تويني ولانه من مدرسة النهار ومن بيت عميدها الراحل الكبير غسان تويني وحفيد الجد المؤسس ونجل الشاعرة ناديا تويني كلن محكوما بلبنانية لا يستطيع التملص منها تحيط به كيفما التفت. جبران تويني وبلسان كثيرين ممن اختلف معهم في الرأي السياسي لم يكن يوما يريد للنهار ان تكون جريدة الرأي الواحد او صحيفة التعاميم السياسية، كان يدرك ان قوتها تكمن في هذا التنوع الذي تضمه والاهم في القدرة على التعبير عنه وفي مساحة الحرية التي امكن له ان يعززها ويثبتها ولا يخرج عليها".

وتابع: "لعلنا وبعد كل هذه الاعوام على غيابه نظل نكتشف كم كان القاتل يعرف جبران بل يعرف لبنان. هذا اللبنان الذي كان متأصلا في خلايا جسد جبران وفي بنات افكاره، لكأن القاتل كان يدرك مكامن الخطر الذي يشكله جبران تويني بكل تاريخه المهني والوطني كان يعلم ان في قتل جبران قتل لامكانات جدية للنهوض بالوطن".

وشدد على ان "إحياء ذكرى جبران تويني لا تكون الا بالتمسك بلبنانيتنا ليست تلك اللبنانية التي تلاك بالالسن من دون ان يكون لها مثالها على ارض الواقع فلا معنى للبنان من دون مؤسسات دستورية يحترمها القائمون عليها قبل ان يطالب المواطنون باحترامها، لا معنى للبنان ان لم يكن واحة حرية ومساحة التقاء وتفاعل تحت سقف الدستور. لا معنى للبنان ان لم يكن نموذجا للحريات السياسية والاعلامية ولا معنى للبنان ان لم يجد فيه الهاربون من ظلمات الاستبداد نافذة يطلون من خلالها على الحياة، ولا معنى للبنان ان لم تكن الدولة فيه مظلة وفوق الجميع ولا معنى للبنان ان كانت الصحافة فيه عليلة".

حماده

بعد ذلك ألقى النائب مروان حماده كلمة قال فيها: "في صبيحة 12 كانون الاول من عام 2005 عندما كشفت على جثمان جبران الطاهر او بقايا هذا الجثمان للتعرف عليه والتعريف عنه مع الاخت فرانسواز في اوتيل ديو، وحملت الى بناته بعض الايقونات التي كان يضعها في عنقه وبطاقة النهار الملطخة بالدماء كنت اعرف ان هذه المحاولة تهدف الى اغتيال النهار والاعلام الحر ولبنان، كان الرئيس رفيق الحريري قد سبقه كذلك الزميل سمير قصير والمناضل جورج حاوي، وكاد الصديق النسيب الياس المر ان يلحق بهم وكذلك العزيزة والمناضلة مي ولو لحق نصفها، وجاء دور جبران ولم تكن هي المحاولة الاولى لاغتيال النهار، حاولوا اغتيالها بالقنابل داخل المبنى وحوله وفي المطبعة على مدى عقود طويلة، حاولوا اغتيالها بزج جبران وغسان في السجون وفي المنفى، اغتالوها ايضا يوم استدعى الاسد رفيق الحريري الى دمشق وهدده والمسدس على الطاولة بانه ان لم يبع اسهم النهار مما يؤدي الى افلاسها فان حسابه عسير، ولحقه الحساب".

أضاف: "حاولوا ايضا اغتيال النهار باغتيال سمير قصير صاحب مقال "عسكر على مين" وكان يعني بذلك العسكر المحتل للبنان، الاسرائيلي اولا وسمير كان من كبار المناضلين ضد الاحتلال الاسرائيلي ثم السوري الذي تحول من شقيق الى محتل الى قاتل، ثم الى بعض الاجهزة اللبنانية التي كانت آنذاك تناصر المحتل ثم جاء دور جبران، في تلك الليلة ذهبنا الى مجلس الوزراء طلبنا احالة القضايا الى المحكمة الدولية وجاءت الاوامر الى بعض زملائنا بالخروج من القاعة وافقاد النصاب ومنع اتخاذ القرار، لكن ورغم هذا كله كان زخم الرابع عشر من اذار بمليونه والنصف اقوى من كل المناورات السياسية واتخذ القرار وسلك الى الامم المتحدة وهو اليوم في لاهاي، لكن اين لاهاي واين المجلس العدلي في لبنان من هذه القضايا؟ في لاهاي يتحدثون عن وجوب اثبات العلاقة بين هذه الجرائم وجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي بعض الجرائم وخصوصا في الاجد منها تغيرت الوسائل وانظمة التواصل وتغير نظام الاغتيال وحيلته ووسيلته".

وتابع: "في تلك السنة او بعدها بأشهر توجهت الى المجلس النيابي، الى نايلة معوض وسولانج الجميل وبهية الحريري ووليد جنبلاط والى الكثير من الحضور وسألتهم، هل تعرفون من قتل رينيه ورفيق وبشير وداني؟ يومها ساد الصمت لكن الجواب كان واضحا، الكل يعرف من القاتل ومن المحرض ومن المنفذ، ولكن سبب تخاذل المجتمع الدولي واللعب بهذه القضايا وكأنها جزء من المناورة السياسية التي تعلي اللهجة احيانا واحيانا تخفضها وميوعة بعض المواقف العربية التي كانت ولا تزال تدعم النظام السوري وسبب تخاذلنا في بعض الاحيان اوصلنا الى ما نحن عليه، ولكن اريد في هذه الامسية وتعقيبا على كل ما قيل، انه ومذ ذاك وجبران معنا بين غصة الغياب ولوعة الفراق وغياب الرؤيوي، الشجاع، القدير، العفوي، الصريح، الصارخ والجريء. وهنا يا ميشال اريد ان اطمئنكم عن الديك الذي لم ينفك عن الصياح في كل صباح وعند طلوع كل فجر، هذا النهار الذي سيستمر في الشروق رغم كل محاولات النيل منه من خلال الاغتيالات الجسدية والسياسية والمعنوية والمالية، أريد ان اؤكد لكم من هذا المنبر استمرار النهار المستقلة، النهار عنوان الاستقلال، النهار عنوان السيادة والحريات والديموقراطية والعروبة المنفتحة والجامعة والخلاقة".

وقال: "أريد ان اقول لكم انها ستفي بالعنوان الذي صدرت فيه غداة الاغتيال "جبران لم يمت، والنهار مستمرة"؟ ايها الاعزاء لا افلاس ولا اغلاق ولا تراجع بل استمرار وايفاء بالحقوق للجميع وتحديث للوسيلة وفقا للمنحى العالمي لوسائل الاعلام. أريد ان اقول كما قالت ميشال، في هذه الاثناء يمضي لبنان بفاتحة عهد رئاسي جديد وحكومة عتيدة واعدة ام لا، لا اعلم، على رأسها رجل ثقة هو سعد الحريري وكلنا امل في ان ننجح معا في بدء حياة وطنية جديدة، ولكن يمضي لبنان قدما وكلنا رجاء بان دماء شهدائنا التي اهرقت على مذبح التضحيات ستزهر ولن تهرق مرة اخرى، واتمنى الانتقال بلبنان الى عصر جديد من الثقة والاستقرار والسيادة، لكن حذار من اعتبار البعض ان الحكومة واعضاءها وحقائبها قطع او احياء من حلب الشهيدة يتنازعونها ويقضون على كل الآمال المقبلة وكل آمال الشعب اللبناني".

وختم: "نحن سنفرض العدالة، اقول هذه ليس بالانتقام ولا بالحقد او الضغينة فتذكروا ما قاله كبيرنا غسان تويني يوم مأتم جبران: "لقد دفنا الحقد والانتقام"، لكن الحقد شيء والانتقام شيء والعدالة شيء آخر، العدالة لبيار وداني ولكل شهداء ثورة الارز لاننا لن نسكت عنها، وجبران سيبقى بين احياء لبنان ومعه بيار وداني وكل الشهداء الذين تحدثت عنهم".

كرم

أما مفوض المتن في حزب الوطنيين الاحرار جوزيف كرم فأكد في كلمته ان "جبران يدخل في داخلنا ويصرخ فينا ويحركنا شعلة لا تنطفىء ابدا، لذلك لا تسألوا لماذا نكرمه كل عام ونحمل رايته هو الذي يجسد الحرية التي تدخل الاعماق في كل الازمنة والامكنة، هو الذي حجز مكانا له في كل اماكن الوطن وزواياه التي احبها ودافع عن حريتها حتى الشهادة".

الجراح

وكانت كلمة للجراح قال فيها: "جبران يا قلم الحق والحقيقة يا صوت وطن يا حلم الوحدة الوطنية وقسمها حين اقسمت واقسمنا معك بالله العظيم مسلمين ومسيحيين ان نبقى موحدين كنت وحدك تدرك تماما اخطار الانقسام والتشرذم وكنت تدرك استهداف الحرية والكلمة الحرة، وكنت تدرك ان تاريخا امتد من جبران الى غسان الى جبران تاريخ من الدفاع عن الحرية وعن الكلمة الصادقة وان الوطن جميعهم على رأس قائمة الاستهداف فاردت ان تقول للقتلة نحن كنا قلعة من قلاع الوطن وسنبقى".

أضاف: "كنا مع جبران وغسان وسنبقى مع نايلة وميشيل مدافعين عن الحرية وعن وطن الحريات سنبقى عنوانا للوحدة الوطنية ورمزا من رموز تألقها واستمرارها وحماة لوجودها، حراسا للفكر والثقافة والعلم والمعرفة، حماة للكلمة في بلد الكلمة الجريئة. مسيرتك يا جبران ارتوت بدمائك ودماء الابطال الشهداء لتزهر حرية وثقافة وانتماء للوطن لبنان. لكل هذا قتلوك، قتلوك لانهم يهابون صوتك ويخافون من جرأتك، يرتعدون من الحق والحقيقة، الحرية تقتلهم وصوت فيروز يرعبهم لان فيروز تشبهك بسموها وثقافتها وابداعها لانها قضية لانها كما انت لبنان لانها الحرية لانها جبران وغسان ومروان ومي".

وتابع: "ونسأل من قتل جبران؟ قتله الذين يقتلون اطفال حلب الذين يدمرون الحضارة ويبيدون البشر الذين قتلوا رفيق الحريري ومحمد شطح وبيار الجميل وفرنسوا الحاج وغيرهم من شهداء ثورة الارز، ونسأل من قتل حبران؟ قتلك اعداء الحرية اعداء النور حلفاء الظلمة والجهل والتخلف انت لا تشبههم بشيء".

وختم: "بحثوا عما يبرر وجودهم وظلمهم واجرامهم فلم يجدوا فاخترعوا "داعش" وسموها دولة إسلامية، فصيل آخر من فصائلهم للتدمير والاجرام والقتل، ونسأل من قتل جبران؟ وهل هم أخفوا وجوههم هل يتقنون لغة غير لغة القتل وهل قرأوا يوما كتابا او حرفا؟ هل مروا يوما بجانب النهار؟ نحن نعرفهم جيدا لكننا نسأل لنذكر انفسنا ان جبران شهيد الحرية ولنسمع صوت جبران بعد قسمه يقول لنا الحرية التي استشهدت من اجلها ليست بخير، دافعوا عنها".

الجميل

أما الجميل فقال: "سنة 1996 دخل جبران الى مدرسة الـLycee francais المدرسة التي كنت أتعلم فيها وفتح له المجال لإلقاء كلمة أمام تلاميذ المدرسة وكنت عائدا من فرنسا حينها، وفي خلال ساعة ونصف تمكن ان يجعل من كل التلاميذ مناضلين وشجعهم على النضال من أجل سيادة لبنان وحريته واستقلاله، وشجعنا على أخذ المبادرة وذلك كان تكملة لما تربينا عليه في مدرسة الكتائب فشعرت أن هذا الإنسان أخ في النضال وقدوة لشباب لبنان".

وقال: "عشنا مع جبران آخر محطات 14 آذار 2005، ففتح لنا أبواب النهار، حيث كانت تعقد كل الاجتماعات وكان اخا كبيرا عشنا معه ثورة الأرز. بعد استشهاد جبران كان هاجس بيار الذي كان يشعر بالخطر أن دوره قد يأتي في سلسلة الاغتيالات، ألا يستشهد كجبران ويبحثوا عن اشلائه في الوادي. الوزير السابق الياس المر اخبر بيار بما شعر به لحظة الانفجار وكيف خرج من السيارة وكيف رأى من أراد اغتياله هاربا، كل هذه المحطات عشتها شخصيا مع كل الرفاق في الكتائب وكل رفاق النضال في حزب الوطنيين الأحرار وكل من خاض معنا معركة السيادة والاستقلال".

أضاف: "لن اسأل من قتل جبران وبيار ورفيق الحريري وسمير قصير وجورج حاوي ولا وليد عيدو ولا انطوان غانم وغيرهم، لكنني سأسأل: لو كان جبران او أنطوان وكل الشهداء يعلمون انه سيأتي يوم نخضع فيه ونقبل بأن يحكم لبنان بالطريقة التي يحكم بها ومن يقرر عنا وزراءنا ورئيسنا وانتخاباتنا هل كانوا خاطروا بحياتهم واستشهدوا؟"

وحيا "الرئيس دوري شمعون على صموده باعتباره صخرة لا تهتز". وقال: "علينا ان نقرر هل سنبقى نسكت عن الغلط وبناء بلد على غلط وراء غلط او سنبدأ برفض الغلط وقول كلمة الحق وبناء البلد على الاسس الصحيحة لبناء بلد؟ كل ما يبنى على باطل سيبقى باطلا، والثوابت لا يمكن ان نضعها على الرف، فهي من ثوابت بناء الدولة التي تبنى بجيش واحد وسلطة واحدة".

وختم: "الدولة لا تبنى من دون احترام الدستور والقوانين وبالسرقة والنهب".

شمعون

وفي الختام تحدث شمعون: "الحزب يحيي الذكرى السنوية لاستشهاد اخي الصغير جبران التويني الذي عرفته منذ كان عمره 8 سنوات عندما كان يدرس في المدرسة عينها مع ابني كميل وتعرفت أيضا على أهل جبران الراحلين ورافقته أيضا لمدة طويلة منذ ايام دراسته حتى تسلمه مهام جريدة النهار وانضمامه الينا في لقاء قرنة شهوان للدفاع عن لبنان وايقاف الاسلوب الوحشي الذي كانت سوريا تتعامل فيه مع لبنان. اليوم وبعد الذي رأيناه من وحشية النظام السوري وتعامله مع الشعب السوري وتدميره حلب، لا نعود نفكر في الارتكابات السورية في لبنان. الذي مر بدءا من اغتيال داني وجبران وسائر شهداء ثورة الارز. نسأل ماذا كسب النظام السوري من وراء هذه الاغتيالات؟ نحن كسبنا شهداء لان الذي يستشهد من اجل وطنه يبقى دائما في ذاكرة اللبنانيين وما تزال ساحة الشهداء موجودة وكذلك عيد الشهداء ونستمر قدر الامكان بالمحافظة على كرامة هؤلاء الشهداء، وهناك لائحة من الشهداء الاحياء مثل مروان حماده والياس المر ومي شدياق وغيرهم".

وأسف لما يحصل في لبنان "والتعثر في تشكيل الحكومة بسبب المحاصصة والحزبيات الضيقة والاستزلام، هذا الامر لا يليق ببلد كلبنان الذي فيه كفاءات وشخصيات مهمة تكرم في جميع أنحاء العالم، وهنا لا نستطيع الاتيان بوزير من احدى هذه الشخصيات المهمة"، ودعا الى "اكمال الطريق لكي يرجع هذا البلد ويقف على رجليه ويستأهل دم الشهداء الذين سقطوا في سبيله".

وشكر الذين شاركوا في الاحتفال، مطمئنا الى ان "حزب الاحرار لن يتراجع شبرا واحدا عن مبادئه وعن الارث الذي تركه الرئيس كميل نمر شمعون والشهيد داني شمعون، كذلك لن يتراجع عن المبادىء التي استشهد من اجلها الشهيد جبران التويني وسائر شهداء ثورة الارز"، مؤكدا "الصمود مهما حصل"، موجها "الشكر الى الاخوان في البلدان العربية الصديقة التي ما تزال تستقبل اللبنانيين الذين لا يجدون فرص عمل في لبنان بسبب العمالة السورية وهناك فئة من المسؤولين اللبنانيين لا يهمهم مستقبل الشباب في لبنان".

دروع تقديرية

وسلم الجراح وشمعون وتويني درعا تقديرية الى رئيس مكتب مكافحة المخدرات في قوى الامن الداخلي العميد غسان شمس الدين الذي اهداها بدوره الى كل شهداء الاجهزة الامنية والى روح اللواء وسام الحسن والمعاون ادمون رياض سمعان والى قيادة قوى الامن الداخلي، مشددا على ان "تويني كان مثاله الاعلى في الوطنية الصادقة والتحدي والعنفوان والرأي الحر".

وسلم شمعون وحماده وتويني درعين أخريين لكل من المديرة العامة لهيئة ادارة السير هدى سلوم ورئيس بلدية الجديدة -البوشرية -السد انطوان جبارة الذي ألقى قصيدة من وحي علاقته بجبران.

 

مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان رحبت بتشكيل الحكومة: نتطلع إلى الاعتماد السريع للبيان الوزاري واجراء الانتخابات في موعدها

الأحد 18 كانون الأول 2016 /وطنية - رحب أعضاء مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، في بيان مشترك، بحرارة بإعلان تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وهنأون رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وحكومته. وأعربوا عن أملهم في "أن تتم المحافظة والبناء على الزخم الايجابي الذي نشأ مع إنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة"، معتبرين ان "هذه فرصة تشتد الحاجة اليها للقيادة اللبنانية لإعادة تفعيل مؤسسات الدولة وتلبية آمال وتطلعات الشعب اللبناني من خلال معالجة التحديات الملحة التي يواجهها لبنان". وشددوا على "أهمية إجراء الانتخابات النيابية في الوقت المحدد من أجل المحافظة على تقاليد لبنان الديموقراطية". كما شددوا "من أجل الاستقرار المحلي والاقليمي، على أهمية إستمرار إلتزام لبنان بقرارات مجلس الامن ذات الصلة، بما في ذلك القرار 1701 (2006)، وإتفاق الطائف، وإعلان بعبدا وإلتزامات دولية أخرى". وأعلنوا انه يتطلعون "إلى الاعتماد السريع للبيان الوزاري الجديد وهم مستعدون للعمل عن كثب بالشراكة مع الحكومة الجديدة لدعم إستقرار لبنان وسيادته ومؤسسات الدولة". يشار إلى ان المجموعة تضم حكومات الصين وفرنسا وألمانيا وايطاليا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الاميركية مع الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية، تم اطلاقها في أيلول 2013 من قبل الأمين العام للامم المتحدة والرئيس ميشال سليمان "من أجل المساعدة على حشد الدعم والمساعدة لإستقرار لبنان وسيادته ومؤسسات دولته، وتحديدا من أجل تشجيع الدعم للجيش اللبناني".

 

الراعي: كنا نأمل في ان تتحسس الكتل السياسية بروح المسؤولية فيسارعوا لتسهيل تشكيل الحكومة

الأحد 18 كانون الأول 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاربعين لراحة نفس المطران يوسف الخوري في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، في حضور النائب فادي كرم، عائلة المرحوم المطران يوسف الخوري وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود، ابن ابراهيم" (متى 1: 1) قال فيها: "في هذا الأحدالسابق للميلاد، تقرأ علينا الكنيسة سلسلة نسب الرب يسوع المسيح إلى العائلة البشرية. هذه السلسلة هي توالي الأجيال التي هيأت لمجيئه، وبلغت ذروتها وغايتها بميلاد المخلص والفادي. فكان "ملء الزمن"،على ما يقول بولس الرسول (غلا4:4)، الذي هو بالنسبة إلينا، مع نهاية زمن المجيء الليتورجي، بلوغ الاستعداد التام لاستقبال المخلص الإلهي، بروح التوبة والمقاصد الصالحة التي تهيئ قلوبنا ليولد فينا، لا في مغارة رمزية. وبهذه الحالة يكون كل واحد وواحدة منا حلقة حية في سلسلة تاريخ الخلاص".أضاف: "المثلث الرحمة المطران يوسف رزق الله الخوري، راعي أبرشية مار مارون-مونتريال كندا السابق، الذي نقدم لراحة نفسه هذه الذبيحة الإلهية مع المناولة وصلاة وضع البخور، شكل حلقة فاعلة ومميزة في سلسلة تاريخ الخلاص، ككاهن وأسقف وكحامل سمات جراحات المسيح في مرض سنواته الأخيرة.  إننا نصلي لكي تكون ذكرى ميلاد ابن الله إنسانًا على أرضنا احتفالا بميلاد المثلث الرحمة المطران يوسف في السماء بين رعاة الكنيسة وآبائها القديسين. وبالمناسبة نجدد باسمكم جميعًا تعازي الرجاء الحارة لأشقائه وشقيقاته وعائلاتهم وسائر ذويهم وأنسبائهم الأحباء. ونصلي من أجل أن يفيض عليهم الله نعمه، بتشفعه لديه وهو كاهن إلى الأبد، وأن يعوض على الكنيسة برعاة مثل قلب المسيح "راعي الرعاة العظيم" (1بطرس 5: 4). وتابع: "من خلال إعلان القديس متى الإنجيلي أن "يسوع المسيح هو ابن داود ابن ابراهيم" (متى1:1)، نكتشف هويتنا المسيحية.

يسوع المسيح هو ابن داود، بالمعنى المسيحاني، وليس فقط بمعنى السلالة البشرية. فداود هو أول من سُمِي "مسيح الرب"، أي المختار من الله، المكرَس بمسحة الزيت المقدس ومسحة الروح القدس لتكوين شعب الله في مملكته. عندما تهدمت مملكة داود أثناء الجلاء إلى بابل، وَعَد الرب، على لسان الأنبياء، "بمسيح آخر نهائي يرسي مملكة تدوم إلى الأبد". فكان الملكَ الجديد المسيحُ ابن الله الذي أخذ جسدًا من مريم العذراء بقوة الروح القدس. وكانت الكنيسة المملكة التي لا تنقضي بل تكتمل في مجد السماء، عند نهية الأزمنة. إلى هذه المملكة نحن ننتمي بالمعمودية، وفي ملوكية المسيح نحن شركاء بمسحة الميرون".

وقال: "فضلا عن انتمائه إلى مملكة المسيح بالمعمودية والميرون، فقد انتمى إليها المثلث الرحمة المطران يوسف بمسحة الدرجة المقدسة، الكهنوت والأسقفية. وبهما شارك في ملوكية المسيح بسلطان إلهي. ككاهن، أدى خدمته الملوكية طيلة أربع وعشرين سنة في الكرسي الرسولي بروما، في الدوائر التي من خلالها يقوم قداسة البابا برعاية الكنيسة الجامعة. من هذه الدوائر مجمع الكنائس الشرقية حيث أُسندت إليه مهمة الاهتمام بشؤون كل من الكنيسة القبطية والحبشية والكلدانية والروم الملكية واللاتينية؛ والمجلس الحبري للحوار بين الأديان بمهمة مستشار؛ والمجلس الحبري للعائلة. وكان في الوقت عينه يعلم في جامعات روما الكاثوليكية المختصة بتنشئة الكهنة والرهبان والراهبات. وكأسقف، مارس ملء الكهنوت في الخدمة الملوكية، أولًا كزائر رسولي على موارنة أوروبا الغربية والشمالية مدة ثلاث سنوات، ثم كمطران لأبرشية مار مارون-مونتريال على مدى سبع عشرة سنة. فأظهر وجه الراعي الصالح، الساهر على خير النفوس، والمتفاني في البذل والعطاء، ورائده الحقيقة والمحبة والعدالة". أضاف: "يسوع المسيح هو ابن ابراهيم. بهذه السلالة تنجلي هويتنا المسيحية.فابراهيم هو أبو المؤمنين، المخلص والأمين لله. أما المسيح فهو محط إيمان البشر، وفيه تتم كل الوعود الإلهية، وهو "الأمين بامتياز". ابراهيم رجل الثقة بالله الذي "ترك أرضه وعشيرته وبيت أبيه" (تك12: 1)، تلبية لدعوة الله التي كان يجهل مآلها. أما يسوع "فأخلى ذاته، ولم يحسب ألوهيته غنيمة. بل صار مثل البشر وأخذ صورة خادم، وأطاع حتى الموت، موت الصليب (فيل2: 5-8). ابراهيم يعلمنا المغامرة مع الله، والسير معه برجاء في غموض سرِه الذي ينجلي لنا حتمًا ساعة يريد. ليس هذا بالأمر السهل عندما تكتفنا ظلمات المرض والفقر والفشل والظلم والموت. لقد علمنا الرب يسوع أن نصلي كما صلى هو في ذروة الحزن في بستان الزيتون: "لتكن مشيئتك، يا أبتِ، لا مشيئتي" (متى 26: 39).

وتابع: "مشى المثلث الرحمة المطران يوسف مع الله، مسيرة إيمان ورجاء ومحبة، مذ غادر بحويطه بلدته ملبِيًا الدعوة الإلهية إلى الكهنوت. فانتقل إلى الإكليريكية البطريركية في غزير، ومنها إلى معهد نشر الإيمان في روما لدراسة الفلسفة واللاهوت، فإلى جامعات روما لمتابعة الدروس العليا في القانون الكنسي والمدني، واللاهوت الأدبي وتاريخ الإلحاد المعاصر والمحاماة في محكمة الروتا الرومانية.

وأكمل مسيرته مع الله حاملًا مرضه كسمات جراحات المسيح، فأضحت ذبيحة الفادي الإلهي القربانية بين يديه، ذبيحته الشخصية، التي قدَمها مع قربان الابن الوحيد من أجل استكمال عمل الفداء.

وسار مع الله بمزيد من الإيمان والانفتاح على حاجات الكنيسة، منذ رسامته كاهنًا في مثل هذا اليوم من سنة 1964، والكنيسة الجامعة تحتفل بالمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، عنصرتها الجديدة. وبفضل هذه المسيرة الإيمانية المخلصة، دعاه الله إلى اتساع مساحاتها، أسقفا زائرا رسوليا في اوروبا، ثم مطرانا للموارنة في كندا". أضاف: "إن مشاركة المسيحيين في ملوكية المسيح، بنعمة المعمودية ومسحة الميرون، فيما هم يعيشون في العالم ويتعاطون الشؤون الزمنية، ولاسيما من بينهم الذين يعنون بالشأن السياسي، تقتضي منهم الالتزام بخدمة الخير العام، وتحسين أوضاع المواطنين، وإنماء الشخص البشري وحفظ كرامته، وترقي المجتمع. هذه المسؤوليات العامة تقتضي من أصحاب السلطة السياسية التحلي بالقيم الروحية والأخلاقية، ولا سيما منها التجرد وعزة النفس، وبالتمسك بالمبادىء الإنسانية التي توجه ضمير الشخص المسؤول إلى ما يجب أن يقوم به أو يتجنبه".

وتابع: "كنا نأمل، مع المواطنين اللبنانيين المخلصين للبنان، أن تتحسس الكتل السياسية والنيابية حراجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، الضاغطة على شعبنا، فيسارعوا، بروح المسؤولية والتجرد، إلى تسهيل مهمة تشكيل الحكومة الجديدة. ألا تكفي السنتان والخمسة أشهر من الفراغ الرئاسي، بالإضافة إلى شهرين من عدم التفاهم على الحكومة الجديدة، لكي يعي المسؤولون السياسيون شر مثل هذه الممارسة السياسية؟ فلم يريدوا إهداء الشعب حكومة جديدة بمناسبة عيد الاستقلال، وربما لن يهدوه إياها بمناسبة الأعياد الميلادية. وكأنهم لا يعرفون جمال العطاء والإهداء، فيما القديس بولس الرسول يؤكد: "السعادة في العطاء أعظم منها في الأخذ" (أعمال 20: 35).

وختم الراعي:"مع هذا كله، نحن نؤمن أن نور المسيح، الذي أشع ليلة ميلاده في قلب الظلمة، سيبدد ظلمات حياتنا في لبنان وبلدان الشَرق الاوسط، ظلمات الازمات والنزاعات والحروب والقتل والهدم والتهجير. فلنسرع برجاء إلى ملاقاة نور المسيح. فهو يضيء في الظلمة، والظلمة لا تطفئه. ولنهتف: ولد المسيح! هللويا! أمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين.

 

النائب آلان عون: حوار المستقبل مع الثنائي الشيعي ممر لقانون الانتخابات

الأحد 18 كانون الأول 2016 /وطنية - أشار عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب آلان عون الى أن "حكومة ال 24 وزيرا كانت شبه منتهية، وبعد التوسع الى 30 وزيرا، البحث جار لتوزيع الست وزراء الجدد، مع العلم أنه ما زال ممكنا تشكيل حكومة 24 اذا تم تقليص حصة الافرقاء لإتاحة إدخال قوى أخرى، وما زال هناك امكانية عالية لتشكيل الحكومة هذا الاسبوع، لأن العقد المتبقية قابلة للحل وليست كثيرة". وأكد في حديث تلفزيوني أن "المبدأ الذي اعتمد حين حصل التوافق الرئاسي هو أن تمثيل الوزراء المسيحيين في الحكومة يعود للقوى المسيحية، وهذا ما يجري تطبيقه في التأليف".

وعن إنتاجية الحكومة المرتقبة قال: "فرص الحكومة المرتقبة للعمل بشكل طبيعي أكبر من فرص فشلها، لأن الرئيس عون عنصر جامع وتقاطع بين معظم القوى. لم ننتظر تشكيل الحكومة للبحث في قانون الإنتخابات لأن المسألة سياسية بحاجة إلى موافقة الكتل السياسية وليست تقنية. ان تكتل التغيير والإصلاح يعيد قانون الإنتخابات إلى الأولويات كي لا يكون ضحية لإنتظار تشكيل الحكومة. ان إقرار قانون الانتخاب لا يتأثر بحكومة تصريف الاعمال لانه من مسائل اعادة تكوين السلطة". أضاف: "يجب ان يكون هناك قانون انتخابات عادل، ومن يحق له التمثيل المسيحي "صحتين على قلبو". الانتخابات الجديدة تحدد خيارات الناس في العهد الجديد. ونقاش قانون الإنتخاب اليوم يختلف عن الأمس بعد زوال الإصطفافات السابقة وظرف التوافق الرئاسي، والاعتراض الأساسي على النسبية الكاملة من الإشتراكي والمستقبل وهم يعبرون عن هواجس منها سياسية ومنها وجودية وتتطلب تطمينات، وخصوصا من الثنائي الشيعي، من أجل حثهم على القبول بقانون جديد قائم على النسبية". وكشف عن "لقاء حوار سيعقد الأسبوع المقبل بين "حزب الله" و"المستقبل" برعاية الرئيس بري في عين التينة لبحث مسألة القانون الإنتخابي".وعن زيارات الرئيس ميشال عون إلى الخارج قال: "‏السعودية هي أول دولة وجهت دعوة للرئيس عون لزيارتها ويجب إعادة العلاقات مع دول الخليج إلى سابق عهدها بمعزل عن الاشتباك الاقليمي في المنطقة".

 

أمين السيد: الوضع في المنطقة اليوم مثالي للأميركيين والإسرائيليين

الأحد 18 كانون الأول 2016 /وطنية - أحيا اتحاد بلديات بعلبك وقطاع بعلبك في "حزب الله"، ذكرى المولد النبوي الشريف، في صالة تموز في بعلبك، برعاية رئيس المجلس السياسي للحزب السيد إبراهيم أمين السيد، وحضور النائب الوليد سكرية، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، رئيس الاتحاد نصري عثمان، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، المفتي الشيخ بكر الرفاعي، وفاعليات دينية وسياسية وبلدية واختيارية واجتماعية. بعد آيات من الذكر الحكيم وتواشيح دينية، ألقى عثمان كلمة الاتحاد، فاعتبر أن "هدف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو الفتنة المذهبية وقد تصدينا لها، وحرب تموز كانت تهدف إلى عودة الحرب الأهلية وقد أفشلنا المخطط، أما ما سمي بالربيع العربي فكان هدفه تشويه الإسلام واقتتال المسلمين في ما بينهم، ولا نزال نتخبط حتى الساعة، ونسأل الله الفرج، ونقول للنبي محمد إن اللبنانيين مسلمين ومسيحيين قد أحاطوا الوحدة الوطنية بالعناية المناسبة".

وأكد أن "لا خوف على هذا الوطن العصي على كل المؤامرات، وانتخاب الرئيس العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية هو فأل خير، ونتمنى إكمال المساعي لعودة الحياة إلى مؤسساتنا الشرعية والدستورية وحصول انتخابات وفق قانون جديد عادل يعتمد النسبية".

رحال

وألقى المطران رحال كلمة اعتبر فيها أن "الأعياد تعلمنا أن الإنسان، كل إنسان خلق الله وأخ للانسان الآخر، إلى أي جنس أو دين انتمى، تعلمنا أن البشر متساوون في الحقوق والواجبات، ولا ميزة لإنسان على آخر، وإن العدل في المعاملة وتكافؤ الفرص في الأعمال هي الشريعة، التي يجب أن تسود علاقات السلطة والشعب".

وقال: "الأعياد تعلمنا المحبة للانسان الآخر واحترام شخصيته وخصوصياته ومساعدته في حاجته، والنضال لأجل تحريره من الجوع والمرض والجهل والظلم والقمع والاستعباد، والمحبة كانت وما زالت في أساس كل أعمال الخير ومؤسسات الخدمة للمرضى والمعاقين والعجزة والأولاد".

ورأى أن "الأرض وطن عابر، وإن الوطن الحقيقي هو ملكوت السماوات، وعلى الإنسان أن يجاهد ليصل إلى هذا الملكوت ويتجرد من عبادة المال وخيرات الأرض ويملأ حياته بالكنوز الروحية والفضائل".

الرفاعي

بدوره، قال الشيخ الرفاعي: "كل عام تأتي ذكرى المولد النبوي الشريف، ويدور نقاش حول بدعة الذكرى وسنية الولادة، ولكن المسألة تتجاوز ذلك لتتعلق بالأهم، ألا وهو أن السلف الصالح أيام النبي كانوا يعيشون صلة وثيقة به، ولكن لما بعدت المسافة صار العلماء يبحثون عن منبهات لتجديد الصلة مع النبي وذكراه، لكي تكون صدمة إيجابية لهذا القلب للاقتداء بسنة النبي وسلوكه". ورأى أن "دور النبي يقتصر على مهمتين الأولى مهمة التبليغ، التي لا يمكن أن تتم إلا بمهمة ثانية، هي القدوة والأسوة التي تعبد الطريق بين الدين والتبليغ". وشدد على "ضرورة وأهمية إعادة الاعتبار للعقل، الذي أراده الله أن يتحرر وينطلق، بخاصة. ونحن نشهد فكرا مأزوما أنتج فقها منقوصا، فمنهجنا لا يقوم على ذهنية التحريم والتجريم، ولا على شريعة القمع ولا على منطق التكفير". وختم "إذا أردت أن تقتل من يخالفك في الرأي، ففي رأسك شيء اسمه السكين، وإذا اردت أن تحاور ففي رأسك شيء اسمه العقل، بالتنوع نبني الوحدة، وعلينا السعي للحفاظ على بلدنا بمنأى عن الحرائق المتنقلة والدعوات المدانة، التي عنوانها الاقتتال الطائفي والمذهبي، نريد أن ننظم اختلافاتنا وأن نحرص على السلم الأهلي والعيش الواحد، وأن يحترم كل منا خصوصية الآخر وتوجهاته".

السيد

وألقى السيد كلمة اعتبر فيها أن "أكبر انتصار حققه أعداؤنا، أعداء الإسلام والإنسانية، هو أنهم نقلوا المعركة من المجتمعات المظلومة ضد المستكبرين والظالمين إلى صراع بين المظلومين أنفسهم، ولو كانت عناوين الصراع شخصية أو مناطقية أو عنصرية لكان الأمر سهلا، ولكن حينما تكون العناوين دينية وباسم الإسلام والنبي محمد ستصبح المسألة مصيبة وكارثة". وأكد أن "الإسلام هو دين الرحمة، ففي الخطاب القرآني للنبي الأكرم: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، والله يستهدف البشرية جمعاء بنوره وهداه ورحمته، وتتحمل الأمة بأوليائها ونخبها ومثقفيها وعلمائها وأهل الخير فيها، مهمة إيصال الرسالة إلى البشرية، ويعرف النبي هدف البعثة النبوية بقوله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وشرط إيصال مكارم الإسلام إلى البشرية هو الوحدة، ولا يمكن أن نكون جديرين بهذه المهمة مع الصراعات في ما بيننا، لذا فإن خطاب التفرقة يعني أننا أسقطنا من أيدينا بأيدينا، أن نحمل جدارة من هذا النوع".

وقال: "القرآن والنبوة المرجعية في توحيد الأمة، فالمدخل لبناء الأمة الواحدة سهل. يسعى البعض إلى توسيع دائرة الخروج من الإسلام، بينما المطلوب تسهيل الدخول إلى الإسلام وتضييق وتصعيب الخروج منه، الطاغوت مصلحته بتفريق المؤمنين، لذا لا يتوهم أحد أنه بارتباطه بالطواغيت يعمل لوحدة الأمة، ونرى الكثير من الحركات السنية والشيعية يريدون تحقيق مصلحة الإسلام بالارتباط بأميركا، التي تسعى جاهدة لإزالة أي أساس من أسس الوحدة بين المسلمين". أضاف "نشهد اليوم انتقال من أصل الأخوة بين المؤمنين، إلى العداء والعداوة والحرب والقتل والتقاتل وسفك الدماء كرمى للتحالف مع أعداء الإسلام، ومن صوره الوضع الذي نجده في سوريا وغيرها من دول المنطقة، الوضع الموجود في المنطقة اليوم هو وضع مثالي للأميركيين والإسرائيليين".