المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 كانون الأول/2016

اعداد الياس بجاني

لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.december25.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد

وهُوَ شُعَاعُ مَجْدِهِ وصُورَةُ جَوهَرِهِ، وضَابِطُ الكُلِّ بَكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

صلاتنا وتضرعاتنا في ذكرى ميلاد المخلص/الياس بجاني

من تلفزيون ال ال بي سي مقابلة (فيديو وبالصوت والنص) مع الإعلامي المميز نوفل ضو هي خريطة طريق سيادية واستقلالية ومن الضروري والمهم جداً الإستماع لما جاء فيها.

أهم عناوين مقابلة الإعلامي نوفل ضو مع تلفزيون ال ال بي سي/تفريغ وصياغة وتلخيص الياس بجاني بتصرف كامل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

البيان الوزاري: الأسرع والأقصر

حلب: متطوعون لرفع حطام الكاتدرائية المارونية

فليكن سلام ليس كالسلام الذي يعطيه العالم، وفرح في قلوبكم أنتم وعائلاتكم وكل من تحبونهم/ايلي الحاج/فايسبوك

نوفل ضو: ما يحصل اليوم هو استسلام/صوت لبنان

المشكلة في مواقف التيار وعون وجبران باسيل/نوفل ضو/فايسبوك

فارس سعيد للنهار: "تنظيم 14 آذار انتهى، أما القضية فباقية ولن تنتهي"،

فارس سعيّد ينعى "تنظيم" 14 آذار: المبنى في الأشرفية قائم بلا الأمانة العامة

جديد تغريدات الدكتور فارس سعيد/ بيان وزاري يقول الشيء ونقيضه ١٧٠١ من جهة وحق اللبنانيين بمقاومة الاحتلال وقتال حزب الله في سوريا وفق نظرية الامن الاستباقي... قمة الاستسلام.

لقاء سيدة الجبل هنأ اللبنانيين بالاعياد ورفع الصلاة من اجل لبنان خال من اي سلاح غير شرعي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 24/12/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 24 كانون الاول 2016

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مجلس الوزراء أقر البيان الوزاري وعون لضرورة أن يكون عمل الحكومة منتجا

عن خطاب السيد حسن نصرالله الهادىء بعد «انتصار حلب»/سلوى فاضل/جنوبية

فلتان إعلامي يتسبب بفتن طائفية… ولا قوانين تلجمه/سهى جفّال/جنوبية

منى فياض لمنتقديها: هل تريدون للإسلام أن يكون بهذه الصورة/نسرين مرعب/جنوبية

أستراليا: 4 لبنانيين متهمون بالتخطيط لهجوم إرهابي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

غارات روسية مكثفة على إدلب وريف حلب و8 ضربات على الأقل استهدفت بنش وسراقب وجسر الشغور

اليمن.. الجيش والمقاومة يحرران مواقع استراتيجية في نهم

إجراءات إسرائيلية انتقامية ضد الأمم المتحدة

ترمب: "إدانة الاستيطان" تجعل السلام أكثر صعوبة

أميركا: إيران تستخدم الأموال المفرج عنها لدعم الإرهاب

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الانسحاب» الفاشل.. من مسؤولية «نكبة» حلب/علي الحسيني/المستقبل

من الممانعة للبغدادي... ألف شكر/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

لبنان لإيران أولاً والسعودية ثانياً/منير الربيع/المدن

برّي لن يستسلم لـ«الستين»... وجهاد مفتوح نحو «النسبية»/بري متفائل بإمكانية إرضاء جنبلاط وإقناعه/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

محاولة في التّنجيم السياسي/أحمد الغز/اللواء

مسيحيون من خارج «الثنائي»: بالدور لا بالكرسي.. نعود/عمّار نعمة/السفير

إعادة بناء القطاع الخاص/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

حين طاف «داعش» على وجوهنا بعد أن سقطت دولته/حازم الامين/الحياة

جمهورية سورية ... الروسية/الياس حرفوش/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رفول: لإنشاء لجنة لبنانية سورية تنسق العلاقات الثنائية

الراعي في رسالة الميلاد: نناشد الدولة اعادة العمل السياسي الى اصالته فيلتزم توفير الخير العام

ريفي: المعركة المقبلة إثبات وجود

خاص “المسيرة”: جان الحاج يروي قصة عذاباته في السجون السورية

رسمت شعار “القوات” وكتبت بشير حي فينا على جدار السجن

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد

إنجيل القدّيس لوقا01/من01حتى20/:"في تِلْكَ الأَيَّام، صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أَغُوسْطُسَ قَيْصَرَ بِإِحْصَاءِ كُلِّ المَعْمُورَة. جَرَى هذا الإِحْصَاءُ الأَوَّل، عِنْدَمَا كانَ كِيرينيُوسُ والِيًا على سُورِيَّا. وكانَ الجَمِيعُ يَذهَبُون، كُلُّ واحِدٍ إِلى مَدِينَتِهِ، لِيَكْتَتِبوا فِيهَا. وَصَعِدَ يُوسُفُ أَيضًا مِنَ الجَلِيل، مِنْ مَدينَةِ النَّاصِرَة، إِلى اليَهُودِيَّة، إِلى مَدينَةِ دَاوُدَ الَّتي تُدْعَى بَيْتَ لَحْم، لأَنَّهُ كَانَ مِن بَيْتِ دَاوُدَ وعَشِيرَتِهِ، لِيَكْتَتِبَ مَعَ مَرْيَمَ خِطِّيبَتِهِ، وهِيَ حَامِل. وفِيمَا كانَا هُنَاك، تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِد، فوَلَدَتِ ٱبنَهَا البِكْر، وَقَمَّطَتْهُ، وأَضْجَعَتْهُ في مِذْوَد، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ في قَاعَةِ الضُّيُوف. وكانَ في تِلْكَ النَّاحِيَةِ رُعَاةٌ يُقِيمُونَ في الحُقُول، ويَسْهَرُونَ في هَجَعَاتِ اللَّيْلِ على قُطْعَانِهِم. فإِذَا بِمَلاكِ الرَّبِّ قَدْ وقَفَ بِهِم، ومَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ حَولَهُم، فَخَافُوا خَوفًا عَظِيمًا. فقالَ لَهمُ المَلاك: «لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد. وهذِهِ عَلامَةٌ لَكُم: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا، مُضْجَعًا في مِذْوَد!». وٱنْضَمَّ فَجْأَةً إِلى المَلاكِ جُمْهُورٌ مِنَ الجُنْدِ السَّمَاوِيِّ يُسَبِّحُونَ ٱللهَ ويَقُولُون: أَلمَجْدُ للهِ في العُلَى، وعَلى الأَرْضِ السَّلام، والرَّجَاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر. ولَمَّا ٱنْصَرَفَ ٱلمَلائِكةُ عَنْهُم إِلى السَّمَاء، قالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «هيَّا بِنَا، إِلى بَيْتَ لَحْم، لِنَرَى هذَا ٱلأَمْرَ الَّذي حَدَث، وقَد أَعْلَمَنا بِهِ الرَّبّ». وجَاؤُوا مُسْرِعِين، فوَجَدُوا مَرْيمَ ويُوسُف، والطِّفْلَ مُضْجَعًا في المِذْوَد. ولَمَّا رَأَوْهُ أَخبَرُوا بِالكَلامِ الَّذي قِيلَ لَهُم في شَأْنِ هذَا الصَّبِيّ. وجَمِيعُ الَّذِينَ سَمِعُوا، تعَجَّبُوا مِمَّا قَالَهُ لَهُمُ الرُّعَاة. أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ هذِهِ الأُمُورَ كُلَّهَا، وتتَأَمَّلُهَا في قَلْبِهَا. ثُمَّ عَادَ الرُّعَاةُ وهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ ويُسَبِّحُونَهُ على كُلِّ ما سَمِعُوا ورأَوا، حَسَبَما قِيْلَ لَهُم".

 

وهُوَ شُعَاعُ مَجْدِهِ وصُورَةُ جَوهَرِهِ، وضَابِطُ الكُلِّ بَكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ

الرسالة إلى العبرانيّين01/من01حتى12/:"يا إخوَتِي، إِنَّ اللهَ كَلَّمَ الآبَاءَ قَدِيْمًا في الأَنْبِيَاء، مَرَّاتٍ كَثِيرَة، وبأَنْواعٍ شَتَّى، وفي آخِرِ هذِهِ الأَيَّام، كَلَّمَنَا في الابْن، الَّذي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيء. وبِهِ أَنْشَأَ العَالَمِين. وهُوَ شُعَاعُ مَجْدِهِ وصُورَةُ جَوهَرِهِ، وضَابِطُ الكُلِّ بَكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ. فَبَعْدَمَا أَتَمَّ تَطْهِيرَ الخَطايَا، جَلَسَ عَنْ يَمِينِ الجَلالَةِ في الأَعَالِي، فَصَارَ أَعْظَمَ مِنَ المَلائِكَة، بِمِقْدَارِ ما ٱلٱسْمُ الَّذي وَرِثَهُ أَفْضَلُ مِنْ أَسْمَائِهِم. فَلِمَنْ مِنَ المَلائِكَةِ قَالَ اللهُ يَومًا: «أَنْتَ ٱبْنِي، أَنَا اليَومَ وَلَدْتُكَ»؟ وقَالَ أَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا، وهُوَ يَكُونُ ليَ ٱبْنًا»؟ أَمَّا عِنْدَمَا يُدْخِلُ ٱبْنَهُ البِكْرَ إِلى العَالَمِ فَيَقُول: «فَلْتَسْجُدْ لَهُ جَمِيعُ مَلائِكَةِ الله!». وعَنِ المَلائِكَةِ يَقُول: «أَلصَّانِعُ مَلائِكَتَهُ أَرْوَاحًا، وخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَار». أَمَّا عَنِ الٱبْنِ فَيَقُول: «عَرْشُكَ يَا أَلله، لِدَهْرِ الدَّهْر، وصَولَجَانُ الٱسْتِقَامَةِ صَولَجَانُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ البِرَّ وأَبْغَضْتَ ٱلإِثْم. لِذلِكَ مَسَحَكَ إِلهُكَ، يا أَلله، بِدُهْنِ البَهْجَةِ أَفْضَلَ مِنْ شُرَكَائِكَ». ويَقُولُ أَيْضًا: «أَنتَ، يَا رَبّ، في البَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْض، والسَّمَاوَاتُ صُنْعُ يَدَيْك.

هِيَ تَزُولُ وأَنْتَ تَبْقَى، وكُلُّهَا كَالثَّوبِ تَبْلَى، وتَطْوِيهَا كَالرِّدَاء، وكالثَّوبِ تَتَبَدَّل، وأَنْتَ أَنْتَ وسُنُوكَ لَنْ تَفْنَى».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها الياس بجاني

صلاتنا وتضرعاتنا في ذكرى ميلاد المخلص

الياس بجاني/25 كانون الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/24/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%AA%D8%B6%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%85/

مع الاحتفال بذكرى ولادة يسوع المسيح، نتقدم من الجميع بأحر التهاني والتبريكات، طالبين من المولود الإلهي الفرج والسلام والطمأنينة لكل الشعوب والبلدان المعذبة.

في هذا اليوم المقدس نطلب لوطننا الأم لبنان ولأهلنا عطايا الثبات والرجاء والإيمان.

نطلب الهداية للمرتدين والشاردين من أهلنا، والبصيرة للمُغرر بهم، والتوبة للواقعين في التجارب.

نطلب صحوة الضمير للكتبة والفريسيين حاملي مباخر التبجيل والذمية والتقية والنفاق.

مع الذكرى المقدسة تمثِّلنا الكلمة الحرة الموضوعية الصارخة، الكلمة التي كانت في البدء، والتي هي الله، والتي صارت بشراً فسكنت بيننا ورأينا مجدها.

الكلمة هذه تنوب عنا بمفهومها الإنجيلي مُحلِقةً في الأثير، راحلةً لتدق أبواب وقلوب الأهل في وطن الأرز، وبلاد الانتشار حيث رفاق غربتنا والحنين، معايدينهم بها وعبرها.

ولهم وللجميع متنمنين ميلاداً مجيداً تكلله بركات ونِعم السماء.

ثم نسأل الطفل الإله دفق المسرات عليهم وإغداق أنداء السلام والوئام والمحبة والاطمئنان.

أما ما يواجهه وطننا المعذب وأهلنا من صعاب لا يمكن مقاربتها إلا بالإيمان والثقة المطلقة بالعناية الإلهية.

إن سلاح الإيمان المبني على الرجاء لا يُقهر وهو الأقوى وقد تسلحنا به منذ 7000 آلاف سنة ولا زلنا، وهو لم، ولن يخذلنا بإذن الله.

لنتذكر باستمرار أن فاقد الإيمان يجعل من نفسه عبداً لشهواته والأطماع، والقديس بولس الرسول يقول:

"ألا تعلمون أنكم إذا جعلتم أنفسكم عبيداً في خدمة أحدٍ لتخضعوا له صرتم عبيداً لمن تخضعون؟ إما للخطيئة التي تقود إلى الموت، وإما إلى الطاعة التي تقود إلى البر" (رومة 06/15)

نطلب من طفل المغارة أن يقوي إيماننا لأن من له ذرة إيمان كحبة خردل يمكنه نقل الجبال، وقد وبخ السيد المسيح تلاميذه لضآلة إيمانهم يوم خافوا مرتبكين من هبوب رياح العاصفة على المراكب، قائلا لهم:

"ما بالكم مضطربين يا قليلي الإيمان، ثم زجر الريح فسكن البحر وحدث هدوءُ تام" (متى /09/19-20)

ونحن نحتفل ونصلي، يجب أن لا ننسى أن سِيَّر القديسين والشهداء تُعلِمنا أن المؤمن لا يمكن أن تهزمه شدائد ولا تسحقه تجارب: "فالشدة تلد الصبر، والصبر يلد الاختبار، والاختبار يلد الرجاء، والرجاء لا يخيب صاحبه، لأن محبة الله أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وهب لنا" (رومة 05/04و05).

 نداء من القلب نوجهه إلى كل الذين قتلتهم الأنانية، وغرقوا في أوحال وشباك وأفخاخ النفوذ والمال والسلطة، وإلى كل من يخبطون مهزومين في دواخلهم لقلة إيمانهم ونفاد رجائهم، أن يتعظوا بكلام السيد المسيح: "إن ثبتّم في كلامي، كنتم حقاً تلاميذي تعرفون الحقّ والحق يحرركم" (يوحنا 80/32)

مع كل المؤمنين والشرفاء وأصحاب الضمائر الحية نجدِّد العهد والقسَّم متابعين مسيرة النضال السلمي والحضاري الهادف للذود بإيمان وعزيمة ودون هوادة عن حق أهلنا في وطن الأرز بحياة حرة وكريمة.

سنستمر بإذن إله العيد رافعين عالياً رايات الشهادة للحق دون خوف أو مسايرة، أو التفات لاحتياجات ذاتية آنية، أو مصالح لغير الوطن وناسه والهوية. فمن يشهد للحق، الحق يحرره.

 ونحن في خشعة غربتنا الصامتة دائماً، والقاتلة أحياناً، نرحل بالقلب والروح والفكر على أجنحة الكلمة إلى أجواء لبناننا المعذب وجباله والوديان،

وإلى صوامع نساكه وكنائسه والأديرة،

وإلى بكركي التي أعطي لها مجد لبنان،

وإلى مُهج ذوينا الصابرين على الضيم والشقاء بإيمان وجلد القديسين، راجين معهم الخلاص مع مجيء إله الفداء سيدنا يسوع المسيح، له المجد سجوداً وإكراماً.

 ننتهزها سانحة لنتضرع إلى طفل المغارة، جاعلين من صُدُرنا مذوداً ليحل فيه، وبصوت عالٍ وخشوع نسأله قائلين:

اجعل صولجان القيادة عندنا قادراً، وتاج الرعاية مشرَّفاً لاستكمال استقلال وطني سيِّد ومُصان أساسه العدل والقانون حجر زاويته والمساواة قاعدته وشرعته الحقوق الدولية والسواعد حماته.

أبعد عنا خطايا ولوثات القنوط والإحباط والجبن، وثبت الرجاء بقلوبنا وعقولنا والوجدان.

أشرق على لبناننا وعلى وسع مساحته شمس الحرية.

صُنْ أطفاله ببراءتك، وأعضد أيتامه بيمينك، وساعد فقراءه.

أطلق السجناء والمعتقلين اعتباطاً من شبابه والجنود والرهبان القابعين في غياهب السجون السورية النازية، وردهم إلى أهلهم ومحبيهم.
ردَّ أهلنا اللاجئين في إسرائيل والمبعدين قسراً وظلماً وعدواناً عن جنوبهم الغالي وعن أهلهم وأرضهم المقدسة المسقية عرقاً ودماءً وتضحيات. ردهم إلى بيوتهم وعيالهم سالمين ومرفوعي الرأس، ومصاني الكرامة والحقوق.

أَعِنْ المقهورين من أهلنا بلطفك، واشف مرضاهم بحنانك، ورد مَن مِنهم ضل الطريق.

أُنصُفْ المظلومين والمضطهدين برفقك، وأفرِّج عن المتضايقين برأفتك.

دبِّر أهلنا بعطفك، وأدفء الباردين منهم بحرارة إحسانك، وأدفق على فراغهم نعمك والبركات.

اجمع شمل أهلنا تحت أفياء ألوهتك ومتِّعهم بضياء وجهك المُسرمد.

نجِنا من كفر وبطش جلاَّدين وقادة وسياسيين ومسؤولين لا رحمة في قلوبهم ولا إشفاق.

استبدل الظلام الذي يكتنف نفوس وخواطر ووجدان غالبية الممسكين بقرارنا والمصير بعطايا المحبة والإيمان والرجاء، وأردم فجوة العدم المرعبة في ضمائرهم، وأنر قلوبهم والعقول، ليعملوا بمشيئتك وحسب تعاليمك والشرائع.

أعطينا الشجاعة ليصارح بصدق كل امرءٍ منا ذاته، ويدرك بالعقل والقلب وعن قناعة راسخة وكاملة أنه المسؤول وحده عن وزناته فكراً وعملاً وتعاملاً أمام منبرك عندما يجيء بنا إليك ابنك الوحيد والملائكة يوم الحساب الأخير، حيث إما الفرح اللامتناهي، أو الثواب والعقاب، والبكاء وصريف الأسنان.

اجعل كل منا مولوداً جديدا بروحك القدوس، وقياميًّاً بقوة انتصارك المظفر.

 أحرق فسادنا المُدَنَّس بنار طهرك الرائف، وأغمر موتانا بأنوارك وأسكن أرواحهم فسيح جناتك.

أنشر برحمتك السلام في ربوع لبناننا الحبيب، بلد السلام وفي العالم كله، وأطفئ نارِ الحروب والظلم بمحبتك المقدسة.

ميلاد مبارك ومجيد

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

من تلفزيون ال ال بي سي مقابلة (فيديو وبالصوت والنص) مع الإعلامي المميز نوفل ضو هي خريطة طريق سيادية واستقلالية ومن الضروري والمهم جداً الإستماع لما جاء فيها.

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/23/%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%8a-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88/

بالصوت/فورمات/MP3/ من تلفزيون ال ال بي سي مقابلة مع الإعلامي المميز نوفل ضو هي خريطة طريق سيادية واستقلالية من الضروري والمهم جداً الإستماع لما جاء فيها/23 كانون الأول/16/اضغط هنا http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/noufal%20daou22.12.16.mp3

بالصوت/فورمات/WMA/ من تلفزيون ال ال بي سي مقابلة مع الإعلامي المميز نوفل ضو هي خريطة طريق سيادية واستقلالية ومن الضروري والمهم جداً الإستماع لما جاء فيها/23 كانون الأول/16/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/noufal%20daou22.12.16.wma

فيديو/من تلفزيون ال ال بي سي مقابلة مع الإعلامي المميز نوفل ضو هي خريطة طريق سيادية واستقلالية ومن الضروري والمهم جداً الإستماع لما جاء فيها/23 كانون الأول/16/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=BexVkBsZncI&feature=youtu.be

 

أهم عناوين مقابلة الإعلامي نوفل ضو مع تلفزيون ال ال بي سي

تفريغ وصياغة وتلخيص الياس بجاني بتصرف كامل

23 كانون الأول/16

*ما لم نعترف بواقع أن لبنان دولة فاقدة لقرارها ولسيادتها ولاستقلالها لن نتمكن من عمل أي شيء على الإطلاق لتغيير هذا الواقع.

*نحن نعيش في لبنان حالياً في ظل سلطة حكم ذاتي تماماً كما الوضع في الضفة الغربية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

*الخطوة الأولى المنطقية والعملانية للخروج من واقع سلطة الحكم الذاتي تكمن بالاعتراف بهذا الواقع وليس الاستسلام له ومن ثم رسم خارطة طرق المواجهة بهدف عودة الجميع إلى منطق وشروط وأطر الدولة.

*على المستوى المسيحي نحن أيضاً كما باق وضعية اللبنانيين نعيش على مستوى الحكم الذاتي.

*لبنان الدولة من سيادة واستقلال وحرية قرار ليس موجوداً طبقاً لكل المعايير.

*السيادة لا تقسم ولا تتجزأ ولا توزع حصصاً..فهي إما أن تكون موجودة أو غير موجودة.

*في كل مرة تنازلنا فيها عن السيادة في مقابل الاستقرار والأمن خسرنا جميعا.

*المطلوب المواجهة وليس الاستسلام وكل مقولات “ما هو البديل” هي غير سوية وترسخ وتقوي الأمر الواقع المفروض على لبنان…أي اللا دولة.

*الموازين في لبنان مختلة لمصلحة حزب الله وهو نجح في إلها الطوائف بما يسمى حقوقها فيما المطلوب هو حقوق الدولة وليس الطوائف.

*لا حقوق للمسيحيين ولغيرهم من الشرائح اللبنانية بغير قيام الدولة وسلطتها دون شريك أو رديف.

*كيف يكون الرئيس قوي وهناك حوارات تتم خارج الدولة ومؤسساتها وهو لا يرعاها من مثل حوار حزب الله وتيار المستقبل.

*هذه الحوارات كانت ربما مبررة بغياب رئيس للجمهورية، ولكن لماذا هي مستمرة وقد أصبح للبلاد رئيساً؟

*نسأل ألا يحق للمواطن اللبناني أن يعرف ماذا يدور في حوارات حزب الله وتيار المستقبل التي تتم بإشراف رئيس مجلس النواب شخصياً؟.. وهل هي دليل على عافية في الوحدة الوطنية!!

*موقع القرار هو خارج الدولة و وبعيد عن كل مؤسساتها الدستورية.. كل القرارات تؤخذ داخل الخارجة عن الدولة ومن ثم تفرض على الدولة.

*حزب الله عطل انتخابات رئاسة الجمهورية حتى حقق ما يريد، وهو سمح بقيام حكومة هو يسيطر عليها ويوم يسمح بقانون انتخابي سيكون لمصلحته.

*الرئيس ميشال سليمان خلال سنوات حكمه الثلاث الأخيرة كان رئيساً قوياً في حين أن الرئيس عون لم يبين أنه رئيساً قوياً منذ انتخابه.

*الرئيس بري أعطى الوزير السابق سليمان فرنجية وزارة الأشغال بالفرض في حين لم يتمكن الرئيس عون من تعطيل فيتو حزب الله على القوات في الحصول على وزارة سيادية.

*كيف يكون الرئيس عون قوياً وفي الحكومة 17 وزيراً لحزب الله؟

*الحكومة الحالية قائمة على نفس مفاهيم ومعايير وموازين حكومات حقبة الاحتلال السوري.. وهي بالتالي ليست حكومة قوية.

*هل بإمكان الرئيس عون، (الرئيس القوي) وهو دستورياً القائد الأعلى للقوات المسلحة أن يأخذ أي قرار بمواجهة حرية عسكر حزب الله وحربه في سوريا؟

*لو تعاطينا في 14 آذار بمنطق المواجهة لما كنا وصلنا للوضع الحالي.

*الجميع في 14 آذار مسؤول عن الوصول إلى الوضع الحالي.

*حزب الله من خلال الحكومة والوضع الحالي الاستسلامي يستمر في قضم الدولة ودون أية مقاومة.

*التلهي بقوانين الانتخابات في ظل الوضع الحالي عبثي ما دام حزب الله يسيطر على الدولة وعلى قراراتها ويفرض على الجميع استراتجياته.

*كان ل 14 آذار أكثرية نيابية ولم تتمكن من الحكم والحال نفسه سيتكرر في حال نجحت في الانتخابات المقبلة أكثرية نيابية ضد حزب الله… المشكلة ليست في أكثرية أو أقلية نيابية بل في وضعية اللادولىة التي يفرضها حزب الله.

*لا نطالب بتحقيق العجائب، بل فقط بالواقعية السياسية وبضرورة الاعتراف بالأمر الواقع دون تبريره والاستسلام له والوقوع في أوحال مقولات “ما هو البديل”.. البديل هو المواجهة ورفض الأمر الواقع.

*من يعمل في السياسة والشأن العام ويعجز لأي سبب من الأسباب عن القيام بواجباته الوطنية عليه أن يرحل ويترك لمن هو قادر على أخذ مكانه.

* ليس هناك من مبررات للذين يشاركون في السلطة حسب شروط وضوابط من يحتل البلد ويفكك الدولة.

*على سبيل المثال لا الحصر نسأل  ماذا بإمكان وزير الإعلام الجديد ملحم رياشي أن يقوم به في وزارته.

هل بإمكانه إلغاء التنفيعات الوظيفية في الوكالة الوطنية؟

هل باستطاعته أن يقترح على الحكومة حل المجلس الوطني للإعلام ورئيسه يتمسمر منذ 13 سنة ولا أحد يهزه؟

هل يعلم كم من سائق تاكسي موظف وهمي في هذه الوكالة وهل بإمكانه تغيير هذا الواقع؟

ماذا سيفعل ولماذا التوزير إذا كان لن يستطيع أن يفعل شيئًا؟!

*حبذا لو يخبروننا كيف ستحارب الحكومة الفساد؟

*في كل مرة تنازلنا فيها عن السيادة وساومنا عليها حلت علينا الكوارث والحروب ولنا في اتفاقية القاهرة وحقبات الاحتلال السوري والاحتلال الإسرائيلي سابقاً والآن الاحتلال الإيراني خير أمثلة.

*تعلمنا من التجارب السابقة أننا كمسيحيين دائماً ننقسم اثنين ضد واحد في المواجهات فنخسر.. علينا أن نوحد قوانا لنربح في أي مواجهة طابعها سيادي واستقلالي. وعلينا أن نتحالف مع كل الشرائح الأخرى السيادية كما كان حال ثورة الأرز وتحالف 14 آذار.

*نسأل كيف يكون تحالف القوات والتيار الوطني الحر فاعلاً ومجدياً عندما يقول النائب انطوان زهرا إننا كقوات لا يجمعنا أي شيء مع حزب الله ، في حين يعلن الوزير جبران باسيل وبوضوح تام تماهيه الكامل والشامل مع حزب الله وعلى كافة المستويات المحلية والإستراتجية.؟

*نطالب الجميع بالتواضع وعدم التباهي بانتصارات لا وجود لها، والأهم نطالبهم بالاعتراف بالواقع المفروض على الجميع، وليس الإستسلام التعايش معه تحت حجج ومبررات سلطوية ونفعية ومصلحية.

*في الخلاصة، هناك ثابتة مهمة وهي أن جميع السياديين ومن كل الشرائح اللبنانية ومهما ابتعدوا عن الثوابت الوطنية سوف يعودون إلى قاطع السيادة والاستقلال عاجلاً أوأجلاً. لا مفر لهم فهم سيعودون بالتأكيد!!

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

البيان الوزاري: الأسرع والأقصر

المدن - لبنان | السبت 24/12/2016/لربما، هو أقصر البيانات الوزارية حجماً ووقتاً في تاريخ تشكيل الحكومات اللبنانية. بجلستين فقط استطاعت اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري إنجاز مهمتها، بخلاف ما كان يجري في السابق، إذ يستغرق البيان جلسات عدة، وفي مرّات يتخطى المهلة الدستورية التي الممنوحة للحكومة بإقراره وهي شهر. بإيجابية تعاطى الوزراء، فلم يكن هناك أي عرقلة، إستناداً إلى التهدئة السياسية التي تعيشها البلاد. فكانت الجلسة الأولى لوضع الخطوط والعناوين العريضة، عمل بعدها الرئيس سعد الحريري على تقديم مسودة، فعقدت الجلسة الثانية، جرى نقاش هادئ، طلب بعض الوزراء إدخال بعض الملاحظات، ورغم كثرة النقاش سارت الأمور بإيجابية. تجنّب رئيس الحكومة، باتفاق مع رئيس الجمهورية، إثارة العبارات الخلافية، وطرح المواضيع الصعبة التي تثير النعرات لدى البعض. فكان الإتفاق على أن يكون البيان صغيراً ومكثفاً. على مدى ثلاث ساعات ناقش الوزراء كل تفصيل، وفي الختام أجرى الحريري اتصالاً بعون، أبلغه إنتهاء العمل، وجرى الإتفاق على عقد جلسة لمجلس الوزراء عند الحادية عشرة من قبل ظهر السبت في قصر بعبدا، لإقرار البيان، وربما قد يطلب عدد من الوزراء إدخال تعديلات تفصيلية عليه، على أن يرسل بعد إقراره إلى مجلس النواب. وعندها، بحسب ما يؤكد الرئيس نبيه بري، سيوزع البيان على النواب قبل 48 ساعة من عقد جلسات الثقة. وبذلك، فإن الجلسات ستنعقد في الأسبوع المقبل، وربما بين الثلاثاء والخميس، لفسح المجال أمام النواب لإبداء الرأي، لأنه حسب ما تشير مصادر متابعة فإن عدداً كبيراً من النواب يريدون الكلام وسيكون لديهم مداخلات. وإلى جانب البنود الروتينية التي يتم إدراجها في البيانات الوزارية المتعاقبة، فقد توصل الوزراء إلى حلول وسط في شأن النقاط الخلافية، ولاسيما ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، التي استبدلت بوجوب مواجهة الإرهاب ومكافحته إستباقياً وردعياً، مع تعزيز الأمن الوقائي. أما في ما يتعلق بالنأي بالنفس، فقد تم الإستعاضة عنها بتحييد لبنان عن أزمات المنطقة وحمايته من ارتدادات المعارك المحيطة به وتداعياتها، بالإضافة إلى التزام الدولة بواجبها العمل على تحرير كامل أراضيها وخصوصاً مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، وحق الدولة اللبنانية في مقاومة العدو والدفاع عن لبنان، بوجه أي اعتداء".كذلك، تضمّن البيان نقاطاً إقتصادية تتعلق بملفات الطاقة والاتصالات، وفي وجوب مكافحة الفساد، والعمل على تسليح الجيش والقوى الأمنية وزيادة دعمها، إلى جانب العمل لمعالجة أوضاع اللاجئين السوريين.

 

حلب: متطوعون لرفع حطام الكاتدرائية المارونية

المدن - عرب وعالم | السبت 24/12/2016/يحتفل مسيحيو حلب بعيد الميلاد بعد سنوات دموية مرت على المدينة نتيجة القصف الجوي الذي نفّذته المقاتلات الروسية ومروحيات النظام، بالإضافة إلى الاشتباكات التي كانت لا تهدأ بين المعارضة والنظام. وللمرة الأولى، ستفتح الكاتدرائية المارونية أبوابها منذ سنوات، لتستقبل المصلين والزوار في ليلة الميلاد، ويبذل متطوعون جهوداً كبيرة من أجل رفع الحطام الذي خلفته قذائف أصابت الكاتدرائية، نتيجة وقوعها قرب خط التماس بين المعارضة والنظام.

 

فليكن سلام ليس كالسلام الذي يعطيه العالم، وفرح في قلوبكم أنتم وعائلاتكم وكل من تحبونهم.

ايلي الحاج/فايسبوك/25 كانون الأول/16

**العذراء المرضعة طفلها لطالما تأملت فيها مذ أهداني صديق راهب نسخة منها على خشب، علقتها على جدار الدار، سنة 80 تقريباً. حنان يا إلهي كم ينقص هذا العالم.

فليكن سلام ليس كالسلام الذي يعطيه العالم، وفرح في قلوبكم أنتم وعائلاتكم وكل من تحبونهم.

**آلو معك المخفر

- آلو معك المخفر. في ضبط "ممنوع الوقوف" بالأشرفية على سيارتك "اللانسر" من سنة 2007 وصارت قيمتو 100 ألف ليرة. ممكن تمرق عالمخفر لتتبلغ، أو منجي لعندك عالبيت ومنبلغك؟

-بس أنا اشتريتها بال 2008 وسجلتها، وكل سنة بدفع الميكانيك. ليه نمتو على هالخبرية 9 سنين ؟

إنو تاركينها عيدية لتفاجئوني ليلة عيد الميلاد؟

-والله أنا ما بعرف. فيك تدفع الظبط بالليبان بوست. وفيك تحكي هالكلام قدام المحكمة. وكل عيد وإنت بخير. -وإنت بخير.

**شعوب راكدة في قعر العالم وتتكبّر على العالم علاجها بالإنسانية.

**لا أثق بثنائي أحد طرفيه يتحالف مع "حزب الله" والآخر شعاره "شو فينا نعمل؟"

**ليس لنا إلا الحب والثقافة، سلاحاً في وجه البرابرة.

 

نوفل ضو: ما يحصل اليوم هو استسلام

صوت لبنان/24 كانون الأول/16

طمأن عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار نوفل ضو أن 14 اذار ما تزال موجودة، متوجّها لكل من يقول انها لم تعد موجودة بأنهم قريبا جدا سيجدون أنفسهم في 14 آذار وفي مواجهة كارثة كبيرة هي سلاح حزب الله ومحاولته السيطرة على البلد، مشددا على ان المشكلة ليست مع الذين شاركوا في الحكومة وفي التسوية لايصال العماد ميشال عون الى القصر الجمهوري في بعبدا، فالمشكلة الاستراتيجية الكبرى هي مع حزب الله، مشيرا الى انه يجب عدم افتعال مشكلة مع تيار المستقبل والقوات لأنهما شاركا في الحكومة.

واعتبر ضو في حديث عبر صوت لبنان 100.5 في معرض تعليقه على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي دعا الى حوار حول قانون الانتخابات أن الحوار الحقيقي يكون على سلاح حزب الله، مشيرا إلى ان ما يحصل انهم في كل مرة يُضيّعون البوصلة، مشيرا الى اننا لن نضيّع البوصلة، لأن المشكلة الحقيقية هي سيادة البلد واستقلاله ومن يتخذ القرار الفعلي فيه، والمشكلة في النظام السياسي وتطبيق الدستور والقوانين، مضيفا: نحن لا نواجه كتلا نيابية واحجاما وعندما تحل المشلكة الاساسية لا نعود نبحث عن التفاصيل، لافتا الى اننا في ظل احتلال حزب الله للدولة اللبنانية وما نعيشه هو متصرفية جديدة .

ورأى ان الباشا هو رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، أما المتصرف فهو السيد حسن نصرالله الذي يعيّن أناسا يقومون بحكم ذاتي وادارة ذاتية.

وأشار إلى ان الواقعية تقول ان سلاح حزب الله يُعطّل الدولة ويفرض موازين لا يوافق عليها الجميع، معتبرا أن ما يحصل اليوم هو استسلام.

وأشار ضو إلى ان الرئيس القوي تسلّم الحكم منذ حوالى شهرين وقام حزب الله بعرض عسكري في القصير في عهده، وبعد هذا العرض رأينا عراضة شبه مسلحة في الجاهلية حيث لم يعترض أحد.

وعن عدم مشاركة حزب الكتائب في الحكومة قال ضو: لم يُخطئ الكتائب بعدم المشاركة لسبب بسيط، فالمشاركة تكون على واحدة من دورين: ان يكون الوزير جزءا من القرار السياسي العام، والثاني: أن يكون رأس الهرم الاداري في وزارته ويقدم نموذجا جديدا فيها مختلفا عن النموذج الموجود، معتبرا أنه عندما تتشكل حكومة فيها 17 وزيرا لـ 8 آذار فمعنى ذلك ان القرار السياسي غير موجود، إذا بقيت الامكانية بان يقدم الكتائب نموذجا جديدا في الوزارة لكنهم أرادوا إسناد حقيبة دولة اليه فأي نموذج سيقدم؟

وسأل: من سيناقش البيان الوزاري؟ واجاب: هناك 5 نواب للكتائب هم الذين سيناقشون البيان ومن لم يتمثل في الحكومة، لافتا الى ان الحكومة لا تشبه تيار المستقبل والقوات وقناعاتهما، انما على الأقل بامكانهما ادارة وزارات وتقديم نموذج جديد فيها، مضيفا: وكأن المطلوب من الكتائب تغطية أشياء لا يقبل بها.

ورأى أن أي قانون للانتخابات لن يمر إن لم يأتِ بأكثرية لحزب الله، داعيا للتمديد 4 سنوات لهذا المجلس شرط ان يكون هدف التمديد رفع الوصاية عن القرار السياسي ورفع السطوة عن هذا البلد.

 

المشكلة في مواقف التيار وعون وجبران باسيل

نوفل ضو/فايسبوك/24 كانون الأول/16           

**معركة قانون الإنتخاب لا يمكن أن تكون بديلا عن معركة السيادة والسلاح غير الشرعي... لا نفع لانتخابات في ظل السلاح ... وقانون صحيح لا يحول الأنظار وليس بديلا عن ضرورة إسقاط السلاح غير الشرعي ... اليوم برزت مشكلة جديدة - قديمة: إذا جاء المسيحيون بنواب من التيار الوطني الحر يغطون سلاح حزب الله كما غطوه اليوم في البيان الوزاري .... كيف يستعيد المسيحيون حقوقهم؟ وهل حقوقنا حكم ذاتي في دولة قراراتها الإستراتيجية بيد حزب الله؟

**الأصدقاء والرفاق الذين اعتبروا أنني أسيء إليهم برفضي التفاهم السياسي مع العماد عون والتيار الوطني الحر، ودعوتي للإكتفاء بالمصالحة القواتية - العونية من دون دعم عون للرئاسة، أعتقد أن موقف عون والتيار الوطني الحر من سلاح حزب الله في البيان الوزاري على الرغم من أن وزراء القوات اللبنانية دعوا الى تبني حرفية "خطاب القسم" الذي تلاه عون نفسه، يؤكد بأن المشكلة ليست لا في موقف القوات ولا في موقفي ولا في موقف السياديين الحقيقيين بل في مواقف التيار وعون وجبران باسيل ووصوليتهم وانقلاباتهم على تعهداتهم والتزاماتهم...

مرة جديدة تثبت الوقائع السياسية أنه مهما اختلفنا في مقاربة الأمور فإننا في النهاية سنجد أنفسنا في موقع واحد في مواجهة اللاشرعية وداعمي السلاح غيرالشرعي والمنقلبين على كل النوايا!

**إذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون لا يريد التمسك بمضمون خطاب القسم لناحية "المقاومة" على الرغم من أن ما ورد فيه لا يخدم منطق الدولة ولا يتطابق مع الدستور، فما نفع ما جاء في هذا الخطاب؟ وما هو موقف الذين راهنوا على هذا الخطاب واعتبروه سياديا؟ وهل هكذا يكون الرئيس الذي صنع في لبنان؟ وهل هكذا يتم الإلتزام بإعلان النوايا بين التيار والقوات؟ وهل التحالف الذي قام بين القوات والتيار لا يشمل قراءة واحدة وموقفا واحدا من سلاح حزب الله؟ ولماذا يريد التيار أن يقدم تفاهمه مع حزب الله على تفاهمه مع القوات اللبنانية؟

نقطة سوداء إضافية على الإلتزام بالتعهدات والإتفاقات والتفاهمات تسجل على التيار الوطني الحر والعماد عون ...

وتبقى مقاومة سعي حزب الله لوضع يده على الدولة ومؤسساتها وعلى التفرد بالقرارات الإستراتيجية للبنانيين الطريق الوحيد لبناء قوة المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما، وللعبور الى الدولة الحقيقية التي يحكمها الدستور والقانون!

**البيان الوزاري: مع التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الاسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة".

مقدمة الدستور - الفقرة د: الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية.

الخلاصة: الحكومة غير دستورية وغير مثاقية لأنها تبرر ممارسة السلطة من خارج المؤسسات الدستورية! ومن يوافق على البيان الوزاري يجب أن يحاكم بتهمة خرق الدستور أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب!

 

فارس سعيد للنهار: "تنظيم 14 آذار انتهى، أما القضية فباقية ولن تنتهي"،

فارس سعيّد ينعى "تنظيم" 14 آذار: المبنى في الأشرفية قائم بلا الأمانة العامة

 محمد نمر/النهار/24 كانون الأول 2016

على رغم انطلاق العهد الجديد مع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتأليف الرئيس سعد الحريري الحكومة، لا يزال هناك من هو غير مقتنع بالتسوية التي حصلت، ويرفض "المقايضة بين الاستقرار والتنازل لمصلحة حزب الله". هو الدكتور فارس سعيد الذي يقول ان "تنظيم 14 آذار انتهى، أما القضية فباقية ولن تنتهي"، وبالتالي لم يعد يحمل صفة منسق الأمانة العامة لهذه القوى طالما أن التنظيم انتهى.

وترددت معلومات في تقارير اعلامية مفادها أن سعيد زار الرئيس الحريري أخيرا وسلمه مفاتيح مبنى الأمانة العامة في الاشرفية، لكن الحريري رفض. ويصف سعيد ما يجري تداوله بـ"غير الدقيق"، لكن ذلك لم يمنعه من التأكيد أن المبنى لا يزال قائماً لكن لا أمانة عامة فيه. ويقول لـ"النهار": "تنظيم "14 آذار" انتهى وبالتالي لا يمكن أن تكون هناك أمانة عامة لتنظيم منتهٍ، أما قضية "14 آذار" فلن تنتهي ويجب ألا تنتهي، لا اليوم ولا بعد ألف سنة، بل هي تعيش في ضمائرنا وخيارنا، وبالتالي كلنا "14 آذار" بالمعنى السياسي والاخلاقي، أما التنظيم ومن بعد التسويات التي حصلت ووجهات النظر المختلفة داخل هذه القوى فانه انتهى ولم أعد منسقاً للامانة العامة لأن لا تنظيم".

ومع ذلك يحرص سعيد على ابقاء العلاقة الشخصية مع الرئيس الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ويوضح: "العلاقة التي تربطني بالحريري لا يمكن أن يشوبها شائب، خصوصاً على مستوى الصداقة، فانا من الذين واكبوا هذه المرحلة بدقة وبكل أمانة سواء مع الحريري أو جعجع او قيادات 14 آذار". ولا يخفي قراءته المختلفة لما جرى ويجري على الساحة السياسية، ويقول: "لست مع المقايضة بين الاستقرار والتنازل لمصلحة حزب الله".

وعن امكان استعادة تنظيم "14 آذار"، يقول: "لا ليس حالياً بل لا يمكن اعادة ترميمه"، لكن ذلك لا يمنع كل أصحاب هذه الانتفاضة من التمسك بالقضية، فحتى الحريري لا يزال متمسكاً بـ"14 آذار" القضية وفق ما نقل سعيد، ويوضح: "متمسكون بقضية "14 آذار" بوصفها المؤتمن على معنى لبنان والعيش المشترك الاسلامي - المسيحي والسني - الشيعي وقيام دولة مدنية قادرة على ادارة هذا التنوع، لكن ما يحصل اليوم من تشكيل للبنان بشروط فريق من اللبنانيين وحزب هو تشكيل غالب على مغلوب يفسد الشركة ويضرب مفهوم العيش المشترك".

ماذا عن "8 آذار"؟ هل ما تزال موجودة بعد التسويات التي حصلت؟ يجيب: "نعم انها لا تزال موجودة كجهاز أمني قائم ألغى 14 آذار وغلبها، مرتكزا في معركته الى موازين قوى اقليمية وداخلية... انها الحقيقة". ويضيف: "لدينا فريق تنازل من أجل استقرار لبنان، لكن هذه المقايضة لا يمكن ان تؤمن استقرارا، لأننا جربناها للمرة الأولى مع ابو عمار عام 1969 واعطينا جزءا من السيادة للحصول على استقرار، فدخل لبنان في حرب اهلية، وجربناها أيضاً مع السوريين باتفاق الطائف وطردوا السوريين من لبنان لكن التجربة انتهت باغتيال الحريري وانتفاضة لا مثيل لها في العالم العربي. واليوم نكرر التجربة للمرة الثالثة ونتنازل بالسيادة والدستور ووصلنا الى حد المثالثة وبات لكل طائفة ادارة سياسية مستقلة عن الاخرى... فعن اي 14 آذار نتكلم؟".

 

جديد تغريدات الدكتور فارس سعيد/ بيان وزاري يقول الشيء ونقيضه ١٧٠١ من جهة وحق اللبنانيين بمقاومة الاحتلال وقتال حزب الله في سوريا وفق نظرية الامن الاستباقي... قمة الاستسلام.

تويتر/23 و24 كانون الأول/16

**بيان وزاري يقول الشيء ونقيضه ١٧٠١ من جهة وحق اللبنانيين بمقاومة الاحتلال وقتال حزب الله في سوريا وفق نظرية الامن الاستباقي... قمة الاستسلام.

**لمن يهمه الامر بدأت حالة تشييع. داخل المجتمع الفلسطيني من قبل مجموعة انشقت عن حماس و تلقت تدريب في ايران وتدعى "الصابرون".

**يخشى الوزير بيار رفول" تسليم سلاح حزب الله للجيش لانه سيدمر من قبل اسرائيل.." لماذا لا يطالب الوزير حل الجيش وتسليم سلاحه لحزب الله؟

**قرار مجلس الأمن بحق اسرائيل شجاع ومدعوم للمرة الاولى من الولايات المتحدة.

**لا يوجد لبناني واحد يدير ظهره لوضع يد حزب الله على لبنان.. بل هناك من بريد استقرار.. وهناك المستفيد .. قلة يعارضون.

**يزيد اعجابي بصراحة السيد حسن نصرالله بقوله انه لا يرغب حكم دولة ١٠٠ مليار دين عام وكأنه يؤكد ان الدين ومسؤولية المواطن ليس من اختصاصه.

**تنفيذا لوثيقة الوفاق الوطني طالب الوزير باسيل بالعودة الى ١٠٨ نواب وهذا حقه تنفيذا لوثيقة الوفاق الوطني.. نطالب بحصر السلاح بالدولة وهذا حقنا.

**اذا تمت زيارة العماد عون الى الرياض سيتبعها حكما زيارة الى طهران وموسكو واسطنبول ودمشق من الأفضل في ايام البرد ان يلتزم الانسان منزله.

**ذكرت وكالة اخبار اليوم خبر ملتبس حول الأمانة العامة ل١٤ اذار تنظيم ١٤ اذار انتهى قضية ١٤ اذار باقية دفاعا عن لبنان العظيم كلنا ١٤ اذار.

**اصبح  لبنان 3 أثلاث لكل واحدة ادارتها السياسية تتساكن مع بعضها في اطار حرب باردة..الاقوى هو حزب الله ويتحكم بالجميع..كلما انغلقت الطوائف يربح.

**سلام واستقرار لبنان ضرورة لا يكون من خلال شروط فريق او حزب والذكاء ليس في قبول الشروط وتبرير القبول بانتصارات وهمية او ذاتية.

**ننتصر عندما ينتصر لبنان العيش المشترك و القائم على دولة مدنية تحتكر السلاح. الآمرة عليه نخسر عندما نحصل على كرسي ونعطي النفوذ لحزب الله.

**محاصرة نموذج حزب الله ليس باستنساخ تجربته من قبل الطوائف الاخرى.. هذا وهم في الظرف والدعم الإقليمي وطبيعة لبنان..السعي هو في لبننته لا العكس.

**ما يريده حزب الله من انتخابات ٢٠١٧ تشريع سلاحه على غرار ما فعل المجلس النيابي العراقي بتشريعه الحشد الشعبي الى جانب الجيش النظام.

**صحيح ان الجميع تنازل من اجل تأليف الحكومة انما السؤال لصالح من التنازل؟ التنازل حصل لصالح حزب الله.

 

لقاء سيدة الجبل هنأ اللبنانيين بالاعياد ورفع الصلاة من اجل لبنان خال من اي سلاح غير شرعي

24 كانون الأول/16/صدر عن لقاء “سيدة الجبل” البيان الآتي: “بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة يتمنى لقاء سيدة الجبل لجميع اللبنانيين الخير والسلام وراحة البال. كما يرفع الصلاة لمستقبل لبنان السيد الحر المستقل، دون وصاية اقليمية، خال من اي سلاح غير شرعي”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 24/12/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الجو الميلادي يلف البلد طقسا ماطرا ومثلجا وفرحة عيد لدى اللبنانيين زادتها خطوة مجلس الوزراء في إقرار البيان الوزاري، والإستجابة السريعة لرئيس المجلس النيابي في الدعوة إلى جلسات لمناقشة البيان أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس.

وثمة إجماع سياسي على منح النواب للحكومة الثقة، لتكون جلسات مجلس الوزراء منتجة حسبما شدد رئيس الجمهورية، وللإنطلاق في العمل مع بداية السنة الجديدة، حسبما أكد الرئيس الحريري.

أمنيا توتر الوضع مجددا في مخيم عين الحلوة في صيدا، بعد مقتل سليمان أبو النمر القيادي في كتيبة شهداء عين الحلوة، بواسطة عبوة ناسفة. وتجرى الآن اتصالات مكثفة لتطويق الوضع.

على صعيد مجلس الوزراء، فقد أقر المجلس البيان بموافقة جماعية، إلا أن وزراء حزب "القوات اللبنانية" والوزير ميشال فرعون اعترضوا على فقرة تتعلق بالمقاومة، مؤكدين على حصر المقاومة بالجيش.

وتقول أوساط سياسية إن السنة الطالعة ستكون لترتيب البيت اللبناني، بإقرارِ قانونٍ للإنتخابات النيابية، والمصادقة على الموازنة العامة، وإنجاز مروحة واسعة النطاق على صعيد التعيينات الإدارية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عيدية سياسية للبنانيين، من تأليف الحكومة إلى بيانها الوزاري، وصولا إلى الثقة النيابية المرتقبة في جلسات الثلاثاء والأربعاء والخميس.

أرادت الحكومة في بيانها استعادة الثقة الشعبية، فبرهنت حتى الساعة ان قواها تتكامل إنسجاما، فلا مطبات ولا معوقات، حتى ان إعتراض "القوات" على بند المقاومة جاء تحفظا لا غير على تأكيد حق الدولة بمؤسساتها وشعبها في المقاومة للإحتلال الاسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الاراضي المحتلة.

الايجابية عنوان المرحلة اللبنانية في لم الشمل الداخلي، فهل تترجم في صياغة قانون انتخابي؟.

هنا جوهر القضية، لأن اللبنانيين ينتظرون صيغة عصرية عادلة تدور مؤشراتها حتى الآن حول طرحين: مختلط وتأهيلي. وبين الاثنين نسبية تتدرج جزئيا نحو القوانين الانتخابية اللبنانية.

أجواء السياسة المحلية، ولدت إطمئنانا عند الشعب الذي ينتظر حلولا اقتصادية متوافرة، في حال ترسيخ الأمن واستثمار الثروة النفطية.

الأعياد تجمع اللبنانيين الليلة في ميلاد مجيد، يعيشه المسلمون والمسيحيون معا في يومياتهم واحتفالاتهم، فيواجهون بالعيش المشترك الواحد مشاريع التكفير والارهاب. على مساحة الشرق، تمسك بالاعتدال نهجا وحياة، بعدما نبذت الشعوب موجات التطرف التي لم تجلب للشرق إلا القتل والتدمير والتهجير.

الليلة، ينتصر الانسان الواحد، الذي يعبد الله الواحد، في هذا الكون الواحد، مهما تعددت الأديان. هذا ما قاله الامام موسى الصدر يوما، وتتثبت يوما بعد يوم.

أمنيا، حلقة جديدة من مسلسل عين الحلوة اليوم، بعد تجدد الاشتباكات في المخيم نتيجة اغتيال الفتحاوي سليمان ابو النمر بتفجير دراجة نارية، فهل تعود الوساطات مجددا لفرض الأمن بعدما تعب سكان المخيم وأهالي صيدا من هذه الاشتباكات والتوترات المفتوحة التي يدفع الناس ثمنها ضحايا في كل مرة.

العالم انتصر للقضية الفلسطينية، ولا يزال أبناء الصف الواحد يتقاتلون ويشردون بعضهم.

الرئيس الأميركي باراك أوباما سجل لنفسه وللتاريخ الانتصار مرة واحدة للقضية الفلسطينية، ولم يمتثل لضغوطات اللوبي الصهيوني، فأقر قرار في مجلس الأمن لمنع الاستيطان الاسرائيلي من التوسع في الأراضي المحتلة. لكن المعادلة الأميركية تبدو بأن الآتين إلى السلطة يفترضون تل ابيب والخارجين من الادارة لا حسابات لهم سياسية ما يضعهم أمام وقفة ضمير كما سجل أوباما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من أجراس حلب أعلن الميلاد المجيد هذا العام.

أجراس قرعت لأول مرة منذ سنوات، بديلا عن صواريخ الحقد والتكفير التي لم ترحم مسجدا أو كنيسة صدحا للوحدة والانسانية.

صدحت أجراس حلب بعد ان صد الارهاب عنها بسواعد الجيش السوري والحلفاء، لتولد سوريا من جديد بخطى النصر الأكيد الذي سيثبت دورها ومكانتها على طريق تحرير القدس ومهد السيد المسيح.

وفي أرض السيد المسيح في فلسطين، أجراس ما زالت تخنقها شرطة احتلال، ومستوطنات تطوق القدس وبيت لحم، حتى أجبر مجلس الأمن على الاقتراع لتطويق تمددها ضمن سياسة قالت إدارة باراك اوباما انها لحماية الحكومة الاسرائيلية من نفسها.

أما الحكومة اللبنانية فعنونت لنفسها اسم "حكومة استعادة الثقة"، وهو عنوان بيانها الوزاري الجديد عشية الميلاد المجيد، رسم بثوابت خطاب القسم الذي لن يألو جهدا ولن يوفر مقاومة لتحرير أرضنا وحماية وطننا.

بيان وعد باستراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب، ومكافحة الفساد، وإقرار موازنة غابت عن بلادنا لسنوات.

بيان وعد أيضا بقانون انتخابي جديد يراعي قواعد العيش الواحد، ويؤمن صحة التمثيل بصيغة عصرية تلحظ الاصلاحات وتؤمن الشفافية، فهل من سبيل لذلك غير النسبية؟.

أما بالنسبة للثقة النيابية، فهي مؤمنة خلال الجلسة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس المقبلة، والأمل بأن تنال الثقة الشعبية خلال أدائها للمسؤولية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ميلاد مجيد. الهدايا تتوالى، واللبنانيون لا يصدقون ان الواجهة الخارجية لدولتهم يكتمل ترميمها بهذه السرعة. فبعد الاتفاق على صيغة البيان الوزاري، ها هو مجلس الوزراء يلتئم على عجل ويقره، رغم تسجيل وزراء "القوات" والوزير ميشال فرعون، تحفظهم على فقرة المقاومة التي تضرب هيبة الدولة وتشلحها وحدانية الأمرة والدفاع عن الأرض والسيادة.

الكل يجمع على ان ما انجز على صعيد الديكور الخارجي للدولة، ضروري لكنه ليس بكاف. والغوص بالجوهر بات حتميا بعد انتهاء عطلة الأعياد. وهنا يحق للبنانيين القلق، لأن ما يقرأونه في اعلام "حزب الله"، وتحديدا في شأن قانون الانتخاب، لا يشير إلى تعارضات شكلية بين الثنائي الشيعي و"التيار الحر"، فما يكتب يرقى إلى مستوى تخوينه واتهامه بالتراجع عن صيغ انتخابية كان توافق عليها مع الحليفين. فالحركة والحزب يصوبان على ثلاثة أهداف: فرض قانون الانتخاب الذي يناسبهما، دق اسفين بين التيار و"القوات" و"المستقبل"، وسحب الرئيس عون من موقعه كأب ووسيط إلى رئيس الثامن من اذار للجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كانت فترة الشغور الرئاسي قياسية، كاد فيها اللبنانيون ان يصلوا إلى قاع الاحباط وقعر القنوط من إمكان رؤية رئيس يملأ كرسي بعبدا. تغير المشهد في 31 تشرين الأول، ومنذ ذاك الحين دخلنا في سباق تحطيم الأرقام القياسية، لكن بالمعنى الايجابي.

سرعة قياسية في تشكيل الحكومة، قياسا على التجارب الماضية التي استنزفت نصف ولاية رئاسية. سرعة قياسية في اقرار البيان الوزاري. وسرعة مأمولة في انطلاق مسيرة التغيير والاصلاح للدولة الآتية على متن الحلم وجناح الرجاء وارادة الانجاز.

الآمال المعلقة كبيرة والتوقعات مشجعة ومنسوب التفاؤل مرتفع. كل هذا لا يعني ان الدرب مفروشة بالورود، وان حقول الألغام صارت سهول أحلام، وان العوائق تحولت حدائق.

سنتان ونصف من الشغور الرئاسي والضمور المؤسساتي، لا يمكن تعويضها إلا بصدمات ايجابية في الملفات الحياتية والمعيشية والاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية والسياسية. الرئاسة ملئت والحكومة شكلت وبيانها الوزاري أنجز وقانون الانتخاب، التحدي المفصلي والفيصل المحوري، على طريق الانجاز وربما في غضون شهر. ما يزيد في رصيد العهد ويعجل في ربيع لبنان بخطوات وطموحات تعيد الاعتبار إلى الدولة وتبعث المؤسسات من جمودها، وتزرع الهيبة في مفاصل الادارات، وتبث الروح في قسمات وجه الوطن المتعب. وطن يكون فيه الجميع تحت القانون وفوق الشبهات.

في زمن الميلاد التجربة اللبنانية لا تنفك عن ادهاش العالم. العهد الجديد بدأ والطائف اللبناني انطلق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

كأن زمن الميلاد فعل فعلته، فحلت العقد وولد البيان الوزاري لحكومة استعادة الثقة، التي فقدتها غالبية اللبنانيين، بغالبية السلطة السياسية. اعتراض من "القوات اللبنانية" وحليفها الوزير ميشال فرعون على بند المقاومة، ووحده شق البيان الوزاري طريقه إلى مجلس النواب ليناقش اعتبارا من الثلاثاء المقبل وحتى الخميس، وفيه بنود الموازنة ومكافحة الارهاب وقانون الانتخاب وابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية وأزمة النازحين.

تمرير هذه العناوين ذات الطابع الخلافي، إضافة إلى عدم تحديد هوية قانون الانتخاب الجديد، من دون أي اشتباك جذري، يعني اننا دخلنا زمن الرجاء. فهل نحن فعلا أمام بصيص أمل كي يعيد شيئا من الثقة المفقودة؟.

الأيام كفيلة بالاجابة عما سبق، لأن لهذه الليلة طفلها السيد المسيح الذي ولد وضيعا، ولكنه جلب معه المعرفة والحق والحرية والأمل الذي نراه في عيون عائلات فقدت أحباءها من دون ان تيأس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الحكومة الأسرع في تاريخ لبنان.

في أقل من ثمانية أسابيع، تكليف فتشكيل فبيان وزاري فثقة قبل رأس السنة.

العهد انطلق بسرعة البرق. إنحازات سياسية يضاف إليها وعود كبيرة بنهوض اقتصادي واستقرار أمني.

والأمن بالأمن يذكر، ان شعبة المعلومات حررت اليوم المخطوف جميل اده وهو ما عودتنا الشعبة عليه، رغم الحملات عليها. وقد استقبله المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ورئيس الشعبة العميد عماد عثمان.

والإيجابي أيضا، قرار تاريخي صوت عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، برفض الاستيطان الاسرائيلي في المناطق المحتلة والمطالبة بوقفه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بدل المقاومة اثنيتن في بيان الميلاد الوزاري، الذي أقر من دون صعوبات وبتحفظ لوزراء "القوات". غابت ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة كعبارة بالجملة، لكنها حضرت بالمفرق وفي أبهى حلة، حيث أسند إلى الدولة بأنها لن تألو جهدا ولن توفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة، وأعطي إليها واجب التحرير بشتى الوسائل المشروعة، مع التأكيد على الحق للمواطنيين في المقاومة للاحتلال الاسرائيلي ورد إعتداءاته، اي ان الدولة هي الجيش والقرار السياسي، والمواطنيين هم الشعب، والوسائل المشروعة هي المقاومة التي كفلتها الشرائع الدولية.

وإذ تخلى لبنان في بيانه عن بدعة النأي بالنفس، استعاض عنها بعبارة الابتعاد عن الصراعات الخارجية، المستمدة من خطاب القسم للرئيس ميشال عون.. وميلادا حكوميا مجيدا.

والميلاد حل إنصافا دوليا على بيت لحم، مهد السيد المسيح، وعلى ربوع فلسطين المحتلة، وذلك بعد قرار انتزع بقوة غير عربية من مجلس الأمن، وبامتناع أميركا عن استعمال الفيتو للمرة الأولى. فالعالم صوت وبالتصفيق مع فلسطين وضد الاستيطان، أي ضد طرد الفلسطيينين من أرضهم ومنازلهم ومسجادهم وكنائسهم. ولم يقف في وجه هذا القرار سوى رجلين: هما المشير بنيامين نتانياهو ونظيره عبد الفتاح السيسي.

ولجوء أميركا إلى استبعاد الفيتو في قضية فلسطينيية، لم يتم منذ خمسين عاما. وعلى مدار نصف قرن، كانت واشنطن تبرق برسائل سرية إلى إسرائيل بضرروة وقف المستوطنات، على حد ما جاء في كلام المندوبة الأميركية في مجلس الأمن. ما يؤكد ان الولايات المتحدة كانت لخمسين عاما تدلل إسرائيل، وتتعامل معها بالحسنى وبأسلوب الرسائل السرية عليها طابع التوسل، وأن واشنطن تخاطب تل ابيب بالحبر السري المتودد، بينما تجتاج دولا كالعراق وافغانستان بناء على معلومات كاذبة تتعلق بأسلحة الدمار الشامل.

أميركا كذبت لخمسين سنة على العرب، ولا شكر على حق نقضها اليوم الذي لم تستخدمه في مجلس الأمن، لأنه واجب كان من أبسط حقوقها وحجبته عن الفلسطينيين، فيما رضخ لها بعض العرب من ذوي الإحتياجات السلطوية، لأنها مع اسرائيل تشكل الرافعة لعروشهم والحامية لبقائهم.

لا عزاء للعرب اليوم، وقد تقدمت عليهم دول لا تعرفنا ولا تقع على خطوط نارنا ولا عند حدودنا. وأحر التعازي تقدم بزعيم اعتقده المصريون قائدا سيخلف عبد الناصر، وإذ به يقف حارسا على مرمى نتنياهو يرد عنه الأهداف.

أما التقدير الأول فسيوجه إلى صاحب القضية الرئيس محمود عباس "أبو مازن" الذي تثبت المراحل انه مناضل في دبلوماسية الأمم. ولكن هذا النضال سيحتم عليه استكمال رحلته إلى محكمة الجنائيات الدولية لمحاكمة إسرائيل على جرائم الحرب، لا بل والتعويض عن زرع المستوطنات على الأراضي الفلطسينية بشكل أصبح مخالفا للقانون الدولي.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 24 كانون الاول 2016

النهار

يؤكد مصدر مستقبلي أن "انتفاضة مناطقية" على التيار الأزرق بدأت تنطفئ وستنتهي قبل الانتخابات النيابية.

عاد التوتر بين تيار سياسي ووزير سابق على خلفية دعاوى قضائية ويطلق نجل الوزير السابق ومساعدوه الشتائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ترى مصادر مؤسسة إعلامية أن "الحرب" عليها ظاهرها ديني وحقيقتها سياسية وأنها منظمة من جهات معروفة.

قال وزير سابق إن البيان الوزاري قد يأتي ملتبساً وخاليا من أي موقف من الأمور العالقة نتيجة التسوية السياسية التي أنتجته.

السفير

أجرى أحد الوزراء الاقتصاديين دراسة على الواقع الإعلامي وحاجاته وتبين له أن القطاع يحتاج بصورة عاجلة إلى 50 مليون دولار لكي يتمكن من الوقوف على قدميه.

حذّر مرجع سابق من إمكان الطعن بأي قانون انتخابي يعتمد النظام المختلط، لمخالفته مبدأ المساواة بين المواطنين المكفول دستورياً.

يتردد اسم أحد الضباط لقيادة الجيش كنقطة تقاطع بين "الثنائي الماروني"!

المستقبل

يقال

إنّ أوساطاً كنسية أبدت تقديرها للخطوة الرمزية التي أقدم عليها النائب وليد جنبلاط من خلال توزيعه لمناسبة الأعياد فيلماً مصوراً لحفل تدشين كنيسة السيّدة إحياءً لذكرى مصالحة الجبل.

اللواء

ينشط فريق مشترك لترتيب لقاء بين مرجع حكومي ورئيس حزب مسيحي..

لم يقتنع رئيس لقاء نيابي بالتطمينات التي تلقاها في ما خص مراعاة وضعه، لدى إعداد قانون الانتخاب..

ردّ دبلوماسي "إقليمي" على سؤال: هل في بلادكم يعتمد نظام القانون النسبي، فأجاب بالرفض السريع

الأخبار

موقف سعودي لافت؟

هاجم مستشار الملك السعودي، أمير منطقة مكة، خالد الفيصل، من اتهمهم بأنهم "ظلموا الإسلام وشوّهوا صورة المسلمين وخذلوا العروبة وهجّروا العرب لاجئين". وانتقد من سمّاهم "المستشيخين" الذين "كفّروا علماءنا". وطالب بعدم السماح "للاستعمار بأن يعود، ولا للتقسيم أن يسود". وأتى كلام الفيصل في افتتاح مؤتمر "مؤسسة الفكر العربي" التي يرأسها، وهو المؤتمر الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي. وتوقّف مرجع لبناني أمام كلام الفيصل، معتبراً أنه يعبّر عن توجهات سعودية إيجابية، وخاصة لأن الفيصل يشغل مواقع سياسية مهمة في بلاده.

الدعوى على الحريري: 12 ألف دولار!

علقت مصادر مستقبلية بارزة على الإعلان الذي نشرته إحدى الصحف السعودية عن الدعوى المقدمة بحق الرئيس سعد الحريري، مشيرة إلى أن لا علاقة للدعوى بمجموعة "سامبا" المالية والبنك الأهلي، رغم وجود شكاوى قضائية منهما بحق "سعودي أوجيه". ولفتت إلى أن الإعلان يتعلق بدعوى مقدمة من شخص غير معروف، له مستحقات على الشركة بقيمة ?? ألف ريال، أي ما يعادل ?? ألف دولار، وهو قد تقدم بالدعوى ضد شخص الرئيس الحريري وليس الشركة.

القوات تعادل الكتائب في المتن!

على هامش المرحلة الثانية من اختيار التيار الوطني الحر لمرشحيه إلى الانتخابات النيابية، أجرى مدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات عبدو سعد، استطلاعاً للرأي لتحديد القوة الانتخابية للأحزاب السياسية في أقضية جبل لبنان (باستثناء كسروان) وعدد من الأقضية خارج جبل لبنان. واللافت في النتائج، تقدّم القوات اللبنانية مقارنة بنتائج استطلاع للرأي أجراه سعد قبل الانتخابات الرئاسية. وقد تبين، على سبيل المثال، أنّ القوة الانتخابية للقوات في المتن الشمالي باتت تُعادل القوة الانتخابية للكتائب اللبنانية.

سعيد: لن أركب الباص الأخضر

يستعد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، لمغادرة مكتبه في الأمانة العامة ريثما تنتهي الإجراءات الإدارية ويجد مكتباً آخر ينتقل إليه. وأكد سعيد في اتصال مع "الأخبار" الخبر، مذكراً بأنه "نعيت 14 آذار منذ سنة ولكن لم يُصدقني أحد. والآن انتهى هذا الفريق ولم تعد هناك أمانة عامة". وأصر على أن يختم الاتصال بالقول: "لن أركب في باصات إبراهيم الأمين الخُضر ولن أرحل أو يُرحلني أحد".

الجمهورية

كال رئيس كتلة نيابية بارزة سيلاً من الإنتقادات لرئيس التيار الذي ينتمي إليه على خلفية تعاطيه مع إستحقاق أنجز أخيراً.

تجري إتصالات مُكثفة بين مرجعيات سياسية لإبقاء أي خلاف على البيان الوزاري تحت سقف الإيجابيات التي سرت على تأليف الحكومة.

دعا مرجع روحي وزراء زاروه أخيراً الى تقديم نموذج في العمل وعدم الإنخراط في الفساد.

البناء

نصح سياسي مخضرم الرئيس سعد الحريري بأن يُدخل بعض التعديلات على خطابه السياسي، بشكل يجعل هذا الخطاب متلائماً مع الخطوات السياسية، التي أظهرت أنّ الحريري بدأ يعتمد مقاربة مختلفة وواقعية لتطوّر الأوضاع في المحيط القومي والمنطقة العربية والإقليم بشكل عام، وقد تمّت ترجمة هذه المقاربة بتبني خيار المقاومة ترشيح وانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، ثم القبول بتشكيل حكومة غالبيتها من فريق المقاومة وداعميها…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مجلس الوزراء أقر البيان الوزاري وعون لضرورة أن يكون عمل الحكومة منتجا

السبت 24 كانون الأول 2016

أقر مجلس الوزراء في جلسته التي انعقدت قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، البيان الوزاري للحكومة الجديدة الذي ستمثل به امام المجلس النيابي الاسبوع المقبل.

وأكد عون خلال الجلسة على ضرورة "ان يكون عمل الحكومة كما يريد الجميع منتجا وسريعا"، معتبرا أنه "بعد نيلها الثقة ستكون الانطلاقة في ما بعد للعمل على قانون الانتخابات وتحضير الاجراءات اللازمة كي تتم في موعدها".

من ناحيته، امل رئيس الحكومة سعد الحريري "أن تنال الحكومة الثقة بين العيدين كي تبدأ السنة الجديدة بالعمل الاساسي سواء في ما يتعلق بقانون الانتخابات او الاهتمام بشؤون المواطنين".

وكانت الجلسة قد بدأت في الحادية عشرة قبل الظهر وسبقها اجتماع ثنائي بين رئيسي الجمهورية والحكومة.

بيان مجلس الوزراء

وبعد انتهاء الجلسة ادلى وزير الاعلام ملحم الرياشي بالبيان الآتي: "عقد مجلس الوزراء جلسته الثانية قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا برئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور دولة رئيس الحكومة والوزراء.

في البداية، تحدث فخامة الرئيس واصفا الجلسة بالمباركة لانعقادها عشية عيد الميلاد، متمنيا أن يكون عمل الحكومة كما يريد الجميع منتجا وسريعا وأن تعقد جلسة الثقة بين الميلاد ورأس السنة لتكون هدية الاعياد للشعب اللبناني. وأضاف فخامة الرئيس أنه بعد نيل الحكومة الثقة ستكون الانطلاقة في ما بعد للعمل على قانون الانتخابات وتحضير الاجراءات اللازمة كي تتم في موعدها. وقال فخامته: "نهنئ الجميع على السرعة في انجاز البيان الوزاري، وعندما قرأت مسودة البيان لاحظت تكرار لكلمة: استعادة الثقة، وهذا موضوع من شأنه أن يطمئن الناس في الداخل والخارج". وأضاف فخامته: "نرحب بالبيان الصادر عن مجلس الامن الذي يدين اسرائيل بسبب بنائها للمستوطنات وهذا أمر يحصل للمرة الاولى ولا بد من التركيز عليه في الاعلام".

ثم تحدث دولة الرئيس الحريري شاكرا فخامة الرئيس ومهنئا بمناسبة الاعياد، وامل ان تكون نهاية السنة مباركة وان يستكمل العمل اليوم بإقرار البيان الوزاري ومن ثم أن تنال الحكومة الثقة بين العيدين كي تبدأ السنة الجديدة بالعمل الاساسي، سواء في ما يتعلق بقانون الانتخابات او الاهتمام بشؤون المواطنين.

بعد ذلك باشر مجلس الوزراء دراسة مشروع البيان الوزاري، وأبدى السادة الوزراء ملاحظات على المسودة في ما يتعلق ببعض النقاط الواردة فيه. وبعد نقاش مستفيض، أقر مجلس الوزراء البيان الوزاري وسجل وزراء القوات اللبنانية والوزير ميشال فرعون اعتراضا على الفقرة المتعلقة بحق المواطنين اللبنانيين في المقاومة معتبرين أن هذا الحق محصور بالدولة".

حوار

ثم دار حوار بين الرياشي والاعلاميين، فأشار ردا على سؤال حول بند الكوتا النسائية، الى أن "نقاشا جرى خلال الجلسة حول هذا البند، وقد أقر في البيان الوزاري، على ان يتم تحديد نسبتها في مناقشات مجلس النواب وكذلك في ما يتعلق بقانون الانتخاب وغيرها من المواضيع".

وحول ما إذا وردت عبارة "النسبية" في البند المتعلق بقانون الانتخاب، لفت الرياشي الى أن "هذه العبارة لم ترد في نص البيان الوزاري ولكنها ستبقى موضوع نقاش في مجلس النواب لإقرار قانون للانتخابات".

وعما اذا كان اعتراض "القوات اللبنانية" والوزير ميشال فرعون على الفقرة المتعلقة بحق المواطنين اللبنانيين في المقاومة سيعكس سياسة عامة داخل مجلس الوزراء في الجلسات المقبلة، أكد وزير الاعلام انه يتحدث الآن باسم مجلس الوزراء، وان الوزير بيار بو عاصي ادلى بموقف "القوات اللبنانية" حول هذا الموضوع، معتبرا أنه "من حق أي فريق سياسي أن يعبر عن رأيه او تحفظه او اعتراضه"، ومشيرا الى أن "اجواء الجلسة كانت ممتازة جدا وتعكس نيات طيبة نحو عمل دؤوب في اتجاه انجاح عمل مجلس الوزراء في الاشهر المقبلة".

واوضح ردا على سؤال ان "جلسات الثقة ستكون لثلاثة ايام، على ان يحدد دولة الرئيس نبيه بري موعدها بين الميلاد وراس السنة".

 

عن خطاب السيد حسن نصرالله الهادىء بعد «انتصار حلب»!

سلوى فاضل/جنوبية/24 ديسمبر، 2016/أظهر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه أمس افراطا في الايجابية داخلياً على وقع انتصاراته والنظام السوري في حلب. في رسالته – الكلمة – التي وجهها ظهر أمس الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، لمجموعة من الطلاب الجامعيين التابعين للحزب، عبر الشاشة، التي ركز فيها على دعوته لإجراء حوار ‏شامل مع كل القوى السياسيّة حول قانون الإنتخاب الذي يؤيده حزب الله وهو النسبيّة الكاملة، شدّد نصرالله على تفهّم الحزب لمخاوف بعض السياسيين، وقلق البعض الآخر، التي يجب ان ‏تؤخذ بعين الإعتبار.

ودعا نصرالله، الى الجمع ما بين الصيغة والقانون الإنتخابي الأمثل والأفضل. كما أبدى نصرالله تفاؤله بناءا على أجواء النقاشات الطيبة والإيجابية والمنفتحة، وهذا يعني أن لبنان يدخل في مرحلة استقرار سياسي ـ أمني، “وهذه نتيجة طيبة بانتظارالانتخابات المقبلة التي يجب أن نحرص عليها جميعاً”.

وأشار الى أن ثمة إيجابية على صعيد تأليف الحكومة كونها “لم تأخذ ‏شهرين او ثلاثة اشهر او ستة اشهر او 11 شهرا”، وأمل أن ينسحب ذلك على البيان الوزاري في ظل “النيّات الطيبة والجيدة”.

ونفى نصرالله بشدة أن يكون حزب الله يعمل وفق مقولة مفادها أنه “يريد السيطرة على البلد”، وان الحزب كان سيرفض لو قُدّم له عرض ان يكون رئيس الحكومة وكل الوزراء منه، وعبّر قائلا ” نحن نريد الشراكة، وشراكة الجميع، نحن كنا نقاتل من أجل تمثيل الجميع في أي حكومة، هذا ليس لأننا نريد أن نسيطر على البلد، لأن هذا البلد خياره وقدره ومصلحته أن يشارك الكل”. يقول مصدر إعلاميّ لبنانيّ، رفض الكشف عن اسمه، لموقع “جنوبية”: “السيد حسن نصرالله في اطلالته بالأمس توّجه الى جمهوره من خلال لقاء الطلاب الجامعيين في التعبئة التربوية على وقع انتصار حلب ومفاعيله فرفض استخدام مصطلح “الإسلام” وزجه في تسميّات الحركات الإرهابية”. ويضيف هذا المصدر الإعلامي اللبناني “في حلب رسم الحزب ومن معه معالم الخطة المقبلة من تثبيت الإنتصار وترسيخه وتأمين هذه المدينة الكبيرة من الارهابيين، كما ويُظهر فعالية الانتصار في تغيير الوقائع والدعوة الى الحلّ السياسي من خلال دفع الدول المنهزمة الى تغيير توجهها ودعوتها الى المفاوضات السياسية”. وفي الملف الداخليّ الذي هو موضوعنا تابع المصدر، ان “السيد حسن نصرالله يدعو الى تحفيز العمل الحكومي، وعدم حصر المهام بوضع قانون الإنتخاب، في رسالة واضحة بأن حكومة العهد التي تبنّاها فريقه السياسي بشخص حليفه الرئيس ميشال عون هو خيار صائب ولعدم التقليل من فعاليتها”. وفي اتصال مع العميد الدكتور أمين حطيط، للتعليق على خطاب السيد نصرالله نهارأمس، قال لـ”جنوبية” إن: “سرّ الإيجابية في خطاب السيد حسن ليس الداخل اللبناني، فمشروع حزب الله إقليمي، وهنا متشعباته. فمشروعه هو المقاومة والإنتصارات على كل الصعد في الميدان. وكان الإنتصار في حلب الذي ستحكي عنه الأجيال، وانعكس ذلك من خلال قرار مجلس الأمن، فمنذ 49 عاما أمريكا تقف مع اسرائيل، ولم تعطل أمريكا أي قرار ضد اسرائيل”. ويشرح حطيط فيقول: “ثمة تغييرات تحصل بالمنطقة، فبالنسبة لحزب الله المقاومة رقم أساسي، ولبنان تفصيل صغير، وهو لا يتأثر في ظل هذه الانتصارات بالأجواء. فلا وزير يهم ولا وزارات. فلولا أن عملية انسحاب وزراء حزب الله من الحكومة قد تشكل أزمة لدى جمهور الحزب لكان الحزب يتخلى عنهم”. ولفت الى أنه “من المعلوم ان الحزب حصل على وزارات هامشية. وكان السيد صريح بكلامه امس حيث كان مرتاحا، وهو بذلك يعكس حالة انتصار للمقاومة، لان لبنان تفصيل ولبنان ليس اساسيا بالنسبة للحزب، بل هو ساحة، وحزب الله ليس معنيّا بالسلطة الداخلية”. وعن سرّ تحسن العلاقات مع بعض الجهات التي كان يختلف معها قال “اليوم جميع السياسيين مرتاحون للحزب، فسابقا كانوا خائفين من مشروعه. ويكفي انه كان الوحيد في العام 2014 الذي طرح اسم ميشال عون للرئاسة، وظل مصرّا على رأيه حتى اوصله للرئاسة”. واستدرك حطيط فقال: “نعم هناك 17 وزيرا من المؤيدين للحزب في الحكومة، انما نصره ليس بالوزارة، بل بايصال رئيس الجمهورية الى سدة الحكم، وهذا هو الانتصار الحقيقي والباقي تفصيل”.

 

فلتان إعلامي يتسبب بفتن طائفية… ولا قوانين تلجمه!

سهى جفّال/جنوبية/ 24 ديسمبر، 2016/يواكب لبنان ثورة الاتصالات في العالم بقوة وها هو انتقل من الاعلام التقليدي إلى الإعلام الإلكتروني، وفي بلد لا تتجاوز مساحته الـ10452 كيلومتراً مربعاً بلغ عدد المواقع الإلكترونية الـ300 موقع بين وطني ومحلي ومناطقي.

إلا أن العالم الإفتراضي ايضًا له مشاكله، ففي ظل العشوائية حيث تنبت مواقع مثل حبات الفطر، كل منها يغني على ليلاها، باستثناء قلة قليلة منها ملتزمة بالمعايير الصحافية، والأخلاقية. هذا الفلتان في العنكبوتية فرض على الاعلام واقع جديد يتسم بفوضى التعاطي مع الاخبار ونشرها بإنتظار قانون إعلامي جديد ينظم عملها ضمن مجموعة من التشريعات الاعلامية تحاكي الواقع الجديد للعالم الافتراضي. هذه الحريّة المطلقة جعله من إعلاماً إستهلاكيّاً واسع الإنتشار والمقبوليّة. وهذه الصفة، أي سرعة قبوله وتصديقه، ضاعفت من الاخطار المهنية لجهة التسرّع الذي يطغى على مفهوم (السَبْق الإعلامي) خلال تصنيع المواد الإخباريّة والرغبة بتحقيقِ (نصرٍ) مهنيّ، على حساب الإحترافية المطلقة. هذا الواقع لم ينعكس فقط على الاعلام من الناحية المهنية بل ايضًا على المجتمع ككل، فهذه السرعة بالانتشار والضجة الناجمة عنه تجعل من المواضيع المطروحة والقضايا الخلافية قابلة لاشعال جبهات قتالية على مواقع التواصل تؤدي بالأغلب إلى خلق بلبلة وتوتر كبير بين ابناء المجتمع الواحد. وهناك العديد من الأمثال تطرح في هذا الشأن وكان آخرها قضية قناة الجديد وطرحها لموضوع الترض للاسلام والنبي محمد على قناة الحياة المصرية وهو ما تسبب ببلبلة كبيرة كانت شرارة انطلاقتها على وسائل التواصل حتى اتهمت القناة بأنها أساءة هي للنبي بدلا من معالجة القضية. وغيرها من المسائل التي تسببت بتوتر كبير وضجة أكبر من حجمها، بسبب هذا الانتشار الواسع والعشوائية في الطرح. وهو ما يطرح تساؤل محق لو كانت هذه القضايا والمسائل طرحت قبل الثورة العنكبوتية هل كانت ستسفر عن نفس النتائج وهل كانت ستحقق كل هذا الرواج والاهتمام؟

وفي حديث مع رئيس المجلس الوطني للاعلام عبدالهادي محفوظ لموقع “جنوبية” إستبشر أنه “الأن هناك إمكانية مع العهد الجديد إقرار قانون لتنظيم الاعلام الإلكتروني الذي يعطي للمجلس الوطني للإعلام صلاحية بإصدار القرارات المصيرية، إذ يقتصر دوره الآن على اعطاء القرارات الاستشارية وبالتالي لا يستطيع حسم المشاكل”. ورأى أن هذه الفوضى القائمة “يعود إلى أن هذه القنوات لا تخضع لقانون وسائل المرئي والمسموع، والقانون الجديد يمكن إلى وضع يده على هذه الوسائل من خلال إعطاء التراخيص ويطبق عليها القوانين مثل المرئي والمسموع”. مشيرا إلى أن “حتى وضع الكابلات غير قانوني وهو الذي يسمح لها من الانتشار والبث على كافة الاراضي اللبنانية”. ولفت محفوظ إلى أن الوضع السائد “بسبب الافتقار إلى وحدة القرار والإراداة”. متأملا “أن يكون العهد الجديد مع الرئيس عون الذي يطمح لإعادة لبنان بلد قوي ارتكازا من فكرة الرئيس القوي”. إلا أن محفوظ شدّد أن “إخضاع الإعلام الإلكتوروني إلى القانون لا يعني التعرض للحريات، بل على العكس حمايتها وأن تسير على قواعد إحترام القوانين النافذة وعدم التعرض للشعائر الدينية والإساءة للمفاهيم الوطنية وبث النعرات السياسية”. كذلك لفت “أعتقد أن الأمر يحتاج إلى لضبط هذا الفلتان الحاصل”. مشيرا إلى أنه “التوتر الحاصل في المنطقة يشكل ثغرة يستغله البعض كفرصة لتهديد بنيان العالم العربي والإسلامي “. وخلص محفوظ إلى أن “الاعلام اللبناني لا ينبغي أن ينجر إلى هذا المستوى”. لافتا إلى أن “يجدر الانتباه واعتماد الحكمة في العمل الاعلامي عند طرح موضوع يتعلق بالاديان كما يجب أن يكون هذا الطرح مقنعا لتجنب الوقوع في متاهات”.

 

منى فياض لمنتقديها: هل تريدون للإسلام أن يكون بهذه الصورة؟

نسرين مرعب/جنوبية/ 25 ديسمبر، 2016

أثارت إطلالة الدكتور منى فياض عبر إذاعة الشرق يوم الجمعة 21 كانون الأول مع الأستاذ علي حمادة جدلاً واسعاً على خلفية ما أشارت إليه عن إصلاح ديني. الحديث المقتطع الذي تداوله الناشطون وضع الفكرة في غير سياقها، من جهتها إذاعة الشرق أوضحت في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية فيسبوك أنّه “ورد في حلقة إذاعية تم بثها يوم الجمعة عبر إذاعة الشرق كلام مسيء ينم عن فهم مشوه للآيات القرآنية”، وأضاف البيان “يهم إدارة إذاعة الشرق ان تستنكر ما ورد من كلام يعبر عن رأي صاحبته ولا يعبر إطلاقا عن رأي الاذاعة التي تجل وتحترم جميع الاديان السماوية”. الدكتور منى فياض وفي اتصال مع “جنوبية”، أكّدت “أنا قلت أنه في القرآن هناك آيات تدعو إلى العنف مثل الآية القائلة { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}، هذه الآية تستعملها داعش لقتل جميع الناس على أساس أنّها تملك الحق، يفترض أن نشير إلى أنّ هذه الآيات قيلت في زمن معين وفي مكان معين وأن نعيد قراءتها الآن بطريقة لا تسمح لأحد أن يستغلها باسم الإسلام، وإن استغلها علينا أن ندينه”.

وتابعت فياض “قلّة هي الأصوات الشرعية التي تخرج وتقول أنّ هؤلاء جماعات تأخذ القرآن لمكانٍ لا يقصده، وأنّه إن كان مقبولاً في الماضي ضرب النساء وقطع يد السارق، الآن في العالم المتحضر لا يمكن أن نقبل قطع أيدي الناس وضرب المرأة”. مضيفة “لقد قلت انّه إن كانت هناك أموراً مقبولة في زمنها الماضي، علينا أن نعيد قراءتها الآن، وإن كان هناك آية محددة لا نستطيع تطبيقها علينا أن نعمل لتحييدها وهذا ما حدث فعلياً فيما يتعلق بقطع اليد حيث ما من بلد إسلامي يطبقها باستثناء السعودية التي تواجه الكثير من الإنتقاد في هذا الخصوص،. وإن كان هناك أموراً تستغل أيضاً في الإسلام علينا نعيد قراءتها بطريقة إيجابية”. واعتبرت فياض أنّ “الحملة بحد ذاتها تدين المسلمين بأنّهم (حاملين السلم بالعرض)، وأيّ شخص ينتقدهم ولو إيجابياً يهاجمونه، وبالتالي العالم الغربي له الحق في الخوف من الإسلام وأن يتأثر بالإسلاموفوبييا، لأن كل ما يتعرض له في الغرب هو باسم الإسلام وهم يتبنون ذلك ولا يرفضونه ويقولون الدين الحنيف يقول ذلك”. وسألت فياض مطلقي الحملة “هل تسرّكم حالة الخوف من كل شخص يتحدث اللغة العربية ويطلق لحيته، ألا تلاحظون أنّ القتل والعنف يترافق بكلمة “الله أكبر”، كما حصل في جريمة قتل السفير الروسي، هل تريدون للإسلام أن يكون بهذه الصورة”.

موضحة “أنا قلت في المقابلة الإذاعية على صوت الشرق تأويل القرآن ولم أطالب بتغييره، والتأويل مفتوح، هم استمعوا لجملة واحدة في المقابلة ولم يتابعوا حديثي أنا مع الإصلاح الديني”. وأردفت فياض “نقول أنّه في لبنان ما من أرضية صالحة لداعش، هذه الحملات تهيئ هذه الأرضية ، موضوعياً داعش لا يسمح للآخر بالتفكير وأنا مع حرية التفكير، وهم لو لم يكونوا داعشيين لسمحوا للناس أن تفكر كما تريد حتى لو كانوا من خارج الدين وإن كانوا يريدون أخذ الجميع إلى أرضيتهم، ماذا سوف يتركون للعقول المغلقة وللسلفيين”. مشيرة إلى أنّ “هذه حجة لانتقاد المستقبل وإذاعة الشرق وفرض نوع من الرقابة لمنع الناس عن حريتها، وهنا أنا ألوم الأستاذ علي حمادة الذي علّق عند قولي الجملة محور الانتقاد أنّهم سوف يكفرونه ويغلقون برنامجه وهذا ضوء أخضر لقراءة هذا الحديث بشكل متطرف”.

لتختم بقولها:”أرجو ممن يغضب لأي مطلب اصلاحيلفهم الاسلام فهماً  يتلاءم مع مستجدات حياتنا وحاجاتنا للتطزر والتأقلم مع العالم ، أن يغضب ويدافع بدلاً عن ذلك عن أرض الاسلام وعن الدم الاسلامي  – العربي المهدور بدل أن يتسلوا بتكفير الناس على وسائل الاتصال التي اخترعها لهم الغرب الكافر الذي يدعون محاربته”. يبقى أنّ الحكم على ما قالته الدكتورة منى فياض خلال إطلالتها الإذاعية ليس منطقياً ما لم يتم الاستماع إلى كامل اللقاء وإلى كامل الحوار. لذا، لكل من يريد أن يسجل تعليقاً على ما ورد حول الإصلاح الديني والقرآن ليستمع أولاً إلى الحلقة كاملة وليتوقف ملياً عند السياق الذي وردته فيه العبارة، وبعدها ليحاجج كما يشاء.

 

أستراليا: 4 لبنانيين متهمون بالتخطيط لهجوم إرهابي

المدن - لبنان | الجمعة 23/12/2016/أعلنت شرطة ولاية فيكتوريا الأسترالية، الجمعة في 23 كانون الأول، عن إحباط هجوم إرهابي لتنظيم داعش، كان من المخطّط تنفيذه في وسط مدينة مالبورن، في عيد الميلاد. وقد دهمت الشرطة عدداً من منازل المشتبه فيهم، في شمال مالبورن، صباح الجمعة، واعتقلت سبعة أشخاص، من بينهم أربعة مواطنين أستراليين من أصول لبنانية، وخامس من أصول مصرية، تراوح أعمارهم بين 21 و26 عاماً. لاحقاً، أخلي سبيل ثلاثة منهم، أحدهم يدعى زاك دبوسي (لبناني الأصل)، بالإضافة إلى امرأة ورجل آخرين. وقد مثل، على اثر ذلك، ثلاثة من الموقوفين بتهمة التحضير لهذا الهجوم أمام المحكمة في اليوم نفسه، وهم: عبدالله الشعراني، حمزة عباس وأحمد محمد. وقد قرّرت المحكمة إبقاء الشعراني (26 عاماً) قيد التوقيف حتى الثامن والعشرين من نيسان 2017، ريثما تنظر في العدد الهائل من الأدلّة الرقمية التي تمّ العثور عليها أثناء تفتيش منزله. واتخذت المحكمة القرار ذاته بالنسبة إلى حمزة عباس (21 عاماً) وأحمد محمد (24 عاماً). وكان من المخطّط استهداف وسط مالبورن بتفجير إنتحاري وهجومٍ بالأسلحة والسكاكين. وقد تمّت عملية الدهم بمشاركة 400 عنصر من الشرطة، بالتعاون مع جهاز الإستخبارات الأسترالي والشرطة الفيدرالية. وأعلن مفوّض شرطة فيكتوريا عن "نجاح سلسلة المداهمات في إستئصال خطر الهجوم".وقال رئيس الوزراء مالكوم تيرنبول، في تصريحٍ له، إن "هذا واحد من أكبر الهجمات الإرهابية التي تمّ إحباطها في السنوات الماضية". وأشار تيرنبول إلى أنّه، منذ أيلول 2014، تمّ تنفيذ أربع هجمات إرهابية في أستراليا، وإحباط 12 هجوماً. ومنذ ذلك التاريخ، ألقي القبض على 57 شخصاً نتيجة 25 عملية أمنية لمكافحة الإرهاب. وأعلن رئيس الشرطة الفيدرالية أن "السلطات نجحت في إستئصال خطر هذه الخلية الإرهابية بالكامل، وهي مجموعة إسلامية متطرفة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. وقد تطوّرت بسرعة من خلية ذات نية لتنفيذ هجوم إرهابي إلى خلية ذات قدرة على ذلك، وقد حضّرت لخطط متقدّمة". كما أعلن عن تعزيز الإجراءات الأمنية في أستراليا. وأشار السيناتور الليبرالي إيريك آبيتز إلى الأصول اللبنانية لأربعة من المعتقلين الخمسة، معتبراً أنه "على الأمة التعامل مع إنخراط غالبية الجالية اللبنانية في النشاط الإرهابي". وتحاكي تصريحات آبيتز مواقف وزير الهجرة بيتير داتون، التي أثارت جدلاً الشهر الماضي بعدما اعتبر أن "مالكولم فرازر، رئيس الحزب الليبرالي، اقترف خطأ حين سمح للمسلمين اللبنانيين بالهجرة إلى أستراليا في سبعينات القرن الماضي".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

غارات روسية مكثفة على إدلب وريف حلب و8 ضربات على الأقل استهدفت بنش وسراقب وجسر الشغور

عمان – رويترز/24 كانون الأول/16/قال مقاتلون من المعارضة السورية وسكان السبت إن طائرات روسية كثفت غاراتها على بلدات في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة وريف حلب، بعد يومين من إجلاء مقاتلي المعارضة من آخر جيوبهم في مدينة حلب شمال سوريا. وأضافوا أن ثماني ضربات على الأقل استهدفت بنش وسراقب وجسر الشغور وهي بلدات رئيسية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا. ووردت تقارير عن سقوط قتلى وجرحى لا سيما في صفوف المدنيين. وكانت محافظة إدلب لأشهر هدفاً لحملة قصف روسية مكثفة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وتزامن ذلك حتى مع مواجهة القطاع الشرقي الذي كان خاضعاً لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب لتصعيد في الغارات الجوية والقصف حتى انهارت دفاعاتهم واضطروا للموافقة على اتفاق الإجلاء. وأشار جيش النظام السوري إلى أن الحملة الرئيسية المقبلة بعد استعادته السيطرة على حلب ستستهدف "إلحاق الهزيمة بمقاتلي المعارضة في معقلهم بمحافظة إدلب" حيث تنضوي جماعات مقاتلة تحت لواء تحالف معروف باسم جيش الفتح. وقال سكان ومقاتلون من المعارضة إن طائرات روسية وسورية شنت أيضاً ضربات مكثفة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الريف الغربي والجنوبي لحلب لليوم الثاني منذ أن غادر مقاتلو المعارضة آخر جيب لهم في المدينة.

 

اليمن.. الجيش والمقاومة يحرران مواقع استراتيجية في نهم

السبت 25 ربيع الأول 1438هـ - 24 ديسمبر 2016م/دبي - قناة العربية/تمكن الجيش الوطني والمقاومة من تحرير تلتي الحمراء والمدفون والتلال المجاورة لجبل القتب الاستراتيجي في جبهة نهم، وقال الناطق باسم الجيش الوطني إن المعارك في نهم على أشدها والساعات المقبلة ستشهد تطوراً كبيراً.

في غضون ذلك تفقد نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر مواقع الجيش والمقاومة في جبهة نهم وأشاد بالدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة السعودية ودعم الشرعية بكافة المجالات. فقد اشتعلت جبهة نهم شرق صنعاء مجدداً، وتدور فيها معارك ضارية في وقت تحقق فيه قوات الشرعية تقدماً في عديد من المواقع الاستراتيجية. وفي تعز سيطرت قوات الشرعية على مبنى مستشفى الكندي المحاذي لمعسكر التشريفات الذي تدور في محيطه معارك شرسة، وتحدثت الأنباء عن مقتل القيادي الحوثي أبو عاصم وآخرين من الميليشيات. كما حققت قوات الشرعية انتصارات كبيرة في الجبهة الشرقية لتعز، وأحبطت هجوماً عنيفاً شنته ميليشيات الحوثي وصالح على مواقعها في عزلة الأقروض بمديرية المسراخ جنوبي تعز.وفي محافظة صعدة تواصل قوات الشرعية تقدمها بعد أن تمت السيطرة خلال الأيام الماضية على جبل السنترال الذي يطل على مركز قيادة اللواء 101 مشاة، وباتت قوات الشرعية تبعد 70 كيلو مترا من مركز المحافظة.

 

إجراءات إسرائيلية انتقامية ضد الأمم المتحدة

الأحد 26 ربيع الأول 1438هـ - 25 ديسمبر 2016م/القدس – رويترز/قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت إن إسرائيل ستعيد تقييم علاقاتها مع الأمم المتحدة، وذلك بعد يوم من موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.وأقر المجلس المؤلف من 15 دولة القرار الجمعة بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في تحول نادر عن نهجها الطويل بالوقوف بجانب إسرائيل. وأحجمت واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) كما فعلت في مناسبات سابقة عديدة في إجراء وصفه نتنياهو بأنه "مشين". وقال نتنياهو "أصدرت توجيهات لوزارة الخارجية بإعداد تقييم لكل روابطنا بالأمم المتحدة خلال شهر بما فيها تمويل إسرائيل لمؤسسات الأمم المتحدة ووجود ممثلين للأمم المتحدة في إسرائيل". وأضاف نتنياهو "أصدرت بالفعل توجيهات بوقف تمويل بنحو 30 مليون شيقل (7.8 مليون دولار) لخمس مؤسسات للأمم المتحدة.. خمس هيئات لها عداء على نحو خاص تجاه إسرائيل...والبقية تأتي".

ولم يكشف نتنياهو عن أسماء المؤسسات أو يقدم تفاصيل أخرى. وفي تحد للضغوط الشديدة من جانب إسرائيل والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن ما سمح بصدور القرار. وتواصل إسرائيل منذ عقود سياسة بناء مستوطنات يهودية على أراض احتلتها عام 1967 بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. وتعتبر معظم الدول النشاط الاستيطاني بالضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانوني ومعوقاً للسلام. وترفض إسرائيل ذلك.

 

ترمب: "إدانة الاستيطان" تجعل السلام أكثر صعوبة

واشنطن – فرانس برس/السبت 25 ربيع الأول 1438هـ - 24 ديسمبر 2016م/قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب السبت إن تبني مجلس الأمن لقرار يدعو إسرائيل إلى وقف الاستيطان في فلسطين سيجعل التوصل إلى اتفاق سلام "أكثر صعوبة"، لكنه قال إن الأمر قد يحدث بأي حال.

وكتب ترمب في تغريدة على تويتر "إن الخسارة الكبيرة أمس لإسرائيل في الأمم المتحدة ستجعل مفاوضات السلام أكثر صعوبة. مؤسف جداً، لكننا سنتوصل إليه بأي حال". وطلب مجلس الأمن الجمعة من إسرائيل وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، في قرار تمكنت الدول الأعضاء من تبنيه بعد امتناع واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) للمرة الأولى منذ العام 1979. وامتنعت واشنطن التي تدعم إسرائيل عادة في هذا الملف البالغ الحساسية، عن التصويت على القرار الذي اقترحته مصر أولاً قبل أن تسحبه لتعاود نيوزيلندا والسنغال وماليزيا وفنزويلا تقديمه الجمعة ويتم تبنيه بموافقة مصر نفسها. وفي أول رد فعل مباشر، اعتبر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو السبت أن "القرار المتخذ منحاز ومشين ولكننا سنتجاوزه (...) سيستغرق الأمر بعض الوقت ولكن هذا القرار سيلغى". وكان مكتب نتنياهو أعلن في بيان في وقت سابق أن "إسرائيل ترفض هذا القرار المخزي المعادي لإسرائيل، ولن تمتثل له"، وفق تعبيره.

 

أميركا: إيران تستخدم الأموال المفرج عنها لدعم الإرهاب

السبت 25 ربيع الأول 1438هـ - 24 ديسمبر 2016م/صالح حميد – العربية.نت/قال مشرعون بالكونغرس الأميركي إن إيران تستخدم الأموال المفرج عنها لدعم الإرهاب في اليمن وسوريا والعراق وكذلك تطوير ترسانتها من الأسلحة المتطورة وخاصة الصواريخ. بالمقابل، استبعد الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية أن إيران استخدمت كافة الأموال المفرج عنها وفق الاتفاق النووي والتي بلغت حتى الآن 1,7 مليار دولار على تقوية ترسانتها العسكرية، لكنه أقر بصحة التقارير حول دعم إيران للإرهاب في المنطقة من خلال الإنفاق على حلفائها وميليشياتها في العراق وسوريا واليمن. ووفقا لموقع "واشنطن فري بيكون"، كان دانفورد قد أرسل الأسبوع الماضي خطاباً غير سري إلى مشرعي الكونغرس الأميركي قال فيه إن إيران تتحرك بسرعة فائقة لتعزيز قدراتها العسكرية وهذا ما يثير القلق بين الشركاء الإقليميين والأطراف الأخرى". وأجاب الجنرال دانفورد على أسئلة 18 سناتورا بمن فيهم الجمهوري تيد كروز، حول مصير الأرصدة الإيرانية المفرج عنها وقال: ما زالت إيران تسعى للحصول على المنظومات الصاروخية الحديثة وتحديث أجهزتها العسكرية المستخدمة، خاصة الطائرات والعوامات ". وكان عدد من المسؤولين الإيرانيين أكدوا إنفاق بعض من تلك الأموال التي أفرجت عنها الولايات المتحدة في مجالات عسكرية، هذا بينما يعتبر أعضاء الكونغرس تلك الأموال بمثابة "فدية" قدمتها إدارة أوباما لإيران إزاء الإفراج عن سجناء مزدوجي الجنسية ( أميركيين – إيرانيين). ويتجه الكونغرس الأميركي نحو مشروع عقوبات إضافي ضد طهران يتضمن 3 حزم من العقوبات الجديدة على الحرس الثوري وقيادات بالنظام الإيراني لاستمرارها في دعم الإرهاب في المنطقة والعالم ومواصلتها لانتهاكات حقوق الإنسان ضد شعبها، وبرنامجها الصاروخي المثير للجدل. ويهدف مشروع العقوبات الجديد، إلى الحد من التدخلات العسكرية والعمليات الإرهابية للنظام الإيراني في دول المنطقة والعالم، وسيصنف الحرس الثوري باعتباره تهديدا لأمن الولايات المتحدة وحلفائها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 «الانسحاب» الفاشل.. من مسؤولية «نكبة» حلب

علي الحسيني/المستقبل/24 كانون الأول/16

مرّ الأمين العام لـ«حزب الله» خلال لقاء طالبي عبر الشاشة أمس، على ما يجري في سوريا وتحديداً في الشق المُتعلّق بحلب، مرور الكرام مُبيّناً وجهة نظره ومسوّقاً لـ«انتصار» أهداه إلى «الشعب السوري والقيادة السورية والجيش الذين أخذوا القرار في هذه المواجهة». بحيث بدا وكأنه يُحاول نزع التهم عن حزبه، لجهة المجازر الوحشية والارتكابات الفظيعة التي مورست بحق أهالي حلب من قتل وتنكيل وعمليات اغتصاب وأسر بالإضافة إلى عملية التهجير القسرية لسكّان المدينة وبالتالي إعلانها مدينة «مُحرّرة».

يبدو أن «حزب الله» قد تعوّد على تحويل خسائره إلى «انتصارات» وهميّة يعوّل عليها في عملية شد عصب جمهوره وذلك عند استدعاء الحاجة. فبالأمس مارس نصرالله هذه «اللعبة» الإعلامية وهو المشهود له مدى براعته بها، ليعوّض من خلالها عن الخسائر البشرية التي مُني بها حزبه في حلب منذ منتصف العام الجاري، وذلك عندما توجه إلى جمهوره بالقول «إن معركة حلب هي إحدى الهزائم الكبرى للمشروع الآخر وانتصار كبير للجبهة المدافعة والمواجهة للإرهاب، وهي تطور كبير لجبهتنا على المستوى العسكري والسياسي والمعنوي». في وقت يُدرك فيه جمهور الحزب، حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها بيئة «حزب الله» وهذا ما يظهر بشكل مُنتظم من خلال عمليات التشييع التي بدأت مع إعلان «الانتصار» في حلب.

أراد نصرالله أن يرفع صفة التهجير والتغيير «الديموغرافي» عن الحلف الذي ينتمي اليه وهو إتهام يطال حزبه والميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني والتي تُقاتل تحت إشرافه في سوريا منذ احتلال بلدة «القصير» في ريف حمص ونزوح سكّانها عنها منذ العام 2013 من دون عودة أي منهم لغاية اليوم. يشير نصرالله إلى أنه «لا أحد في سوريا ولا حلفاء سوريا يريدون حصول تغيير ديموغرافي، ولكن الذي يعمل على ذلك هي الجماعات المسلحة». يستوجب شرح نصرالله وتبريره، إنعاش ذاكرة قادة الحزب بالعودة إلى تهجير أهالي «القلمون» و«الزبداني» و«مضايا» التي أُجبر سُكّانها على بيع ممتلكاتهم وكل ما يملكونه من عقارات بأبخس الأثمان لتجّار عقارات في «حزب الله» وإيرانيين، لقاء الغذاء والدواء ومقابل خروجهم أحياء من البلدة بعدما سوّيت بالأرض.

أمّا في ما خص القتلى والجثث والأشلاء وحجم الدمار الذي أظهرته شاشات التلفزة في حلب قبل وبعد دخول النظام السوري وحلفائه اليها، يقول نصرالله: «إن البعض جاء بصور حصلت في مجازر العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية وغزة وقال إنها في حلب. وللأسف لقد أتوا بصور لأطفال جياع في اليمن وقالوا إنها في حلب». هو تسخيف للموت ولأجساد الأطفال الطرية التي توزّعت على طرقات حلب وأرصفتها، وتسخيف لأنين كان يُسمع من تحت الأنقاض من دون أن يلقى أي استغاثة ولمشهد امرأة دفنت أطفالها الثلاثة دفعة واحدة، فيما لم تتمكّن من العثور على جثّة الرابع التي ظلّت تحت الأنقاض.

أمّا في حديثه عن الجهات أو الدول التي تدعم المُسلحين بالمال والسلاح وخصوصاً السعودية وتركيا بحسب قوله، تناسى نصرالله حجم وأعداد الميليشيات التي تدعم النظام السوري والتي تمتد من أفغانستان إلى اليمن وإيران والعراق بالإضافة إلى حزبه وعددها يفوق الخمسين فصيلاً. وفي تكراره لجهة تدخل «حزب الله» في الحرب السورية بأنه جاء لإبعاد يد «التكفيريين» عن الحدود اللبنانية - السورية وليتطوّر لاحقاً إلى الدفاع عن محور المقاومة وأيضاً بأن الحزب دخل في هذه الحرب بقناعة شخصية، خرج كلام على لسان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس، يقول فيه «إن تحرير حلب جاء بأمر من بوتين وبالتنسيق مع تركيا وإيران». وهذا يدحض تماماً الشعارات التي تقول باستقلالية «حزب الله» وعدم التزامه بأي قرار خارج عن قيادته.

في ختام حديثه عن «انتصار» حلب يدعو نصرالله إلى عدم اعتبار هذا «الانتصار» وكأنه «نهاية الحرب»، إذ برأيه «هناك خطوات ميدانية يجب تثبيتها وحمايتها أمام أي هجمات ستحصل». والكلام هذا، يترافق مع معلومات بدأت تخرج من داخل بيئة الحزب، تتحدث عن فتح جبهة حرب جديدة في «إدلب» وأن الحزب سيكون كالعادة احد أهم الحاضرين فيها. هذه الكارثة التي يبدو أنها ستقع مُجدّداً على بيئة الحزب، عبّرت عنها والدة أحد جرحى الحزب من داخل مستشفى يخضع فيه ولدها لعلاج بعد تعرضه لإصابة بليغة في حلب وذلك لحظة سماعها هذا الخبر من أصدقاء ولدها جاؤوا يطمئنون إلى حالته.

يؤكد العاملون في المستشفى أن والدة العنصر الجريح بدأت وبشكل مُفاجئ، تصرخ بأعلى صوتها وهي تُردد جملة «يا الله بيكفينا شهدا وبيكفينا قهر».

 

من الممانعة للبغدادي... ألف شكر

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/السبت 24 كانون الأول 2016

لا أحد يفهم كيف ظهرت «داعش» فجأة، وكيف صارت دولةً خلال أسابيع؟

«في بلدتنا يذهب ديك ويأتي ديك والطغيان هو الطغيان يذهب حكم لينيني ويأتي حكم أميركي والمسحوق هو الإنسان». (نزار قباني)

لا بد من أن تنشط نظريات المؤامرة المتعددة أثناء الملمات الكبرى، وحتى الأدب الشعبي على مدى التاريخ المكتوب، كان يُنسب أحياناً، حتى الظواهر الطبيعية إلى مؤامرة ما!

وفي ظلّ ما يحدث في المنطقة، فإنّ كلّ يوم تخرج نظريات عن مؤامرة منسوجة بخبث في أقبية المخابرات أو الجمعيات السرّية، وبالطبع، فإنّ كلّ طرف يضع المؤامرة في خانة أعدائه، ويعتبر أنها تستهدفه هو من دون سواه، لأنه أشرف وأفضل وإلى ما هنالك من صفات، تجعله المختار الأول بين شعوب الأرض.

ولكن، وإن كان معظم النظريات من نسج الخيال، فهذا لا يلغي وجود مؤامرة ما، حبكتها عقول تحسب بحقد، أو بحيادية، أو حتى بوجدانية صادقة للخير! فالمهم هو تحديد وجه الخطر وشكله، ورسم العدوّ بأبشع ما يمكن، ليسهل أخلاقياً استهدافه، وحصد مكاسب جانبية من هذا الإستهداف قد يكون، في معظم الأحيان، هو الهدف الأساس من المؤامرة.

وقد لا تكون المؤامرة منسوجة في الأساس، وإنما فقد يفتح بعض الحوادث الفرصة لقوى متخاصمة أحياناً، لتتحالف في مواجهة واقع مستجدّ لمجرّد تقاطع مصالحها حول موضوع معيَّن.

وهنا، فقد يخلق العدوّ المقصود بتحالف المصالح ضده، الفرصة لأعدائه لكي يستفيدوا من أعماله، ليس فقط للنيل منه فحسب، ولكن لكسب أمور أخرى قد تكون أكبر بعشرات المرات من هزيمة هذا العدوّ بالذات.

وفي أحيان، فقد تخلق مصالح معينة عدوّاً وتنمّيه وتتركه ليأخذ مداه الأقصى، إلى أن تأتي لحظة القطاف عندما تصبح الظروف مناسبةً لشنّ حرب أو حصار أو عقوبات، لا تطاول هذا العدوّ بالضرورة، بل تصيب أهدافاً أخرى محدّدة مسبقاً، حتى قبل إطلاق العنان لهذا العدوّ الصغير والتافه، والذي يتمّ تضخيم حجمه وصورته في الإعلام، وتُترك له أحياناً المجالات والثغرات الأمنية قصداًَ لكي يرتكب ما يسوّغ الرد عليه بالقوة الساحقة!

الأمثلة في التاريخ المعروف والموثق لا تُحصى، لكن القراء نادرون ليتعلّموا من العِبر، وأحد الأمثلة الكبرى كانت عراق صدام حسين، حيث ترك له العنان في إطلاق حروب الخليج، لا بل تمّ دعمه في الحرب ضد إيران، وربما تشجيعه قبل اجتياحه الكويت!

وعندما تقرّرت المواجهة، ظهرت فجأةً فظائع نظامه وبشاعته، ليتمّ تداولها في كلّ مكان، وأصبحت قرية «حَلَبجة» ضحيّة السلاح الكيماوي، قرّة عين البشرية! وأصبحت حقوق الشيعة والأكراد وحرّيتهم الهمّ الأكبر لبوش الأب والإبن، والديموقراطية وحقوق الإنسان شغلهما الشاغل ليل نهار. والأهم، فقد تحوّل جيش العراق فجأةً القوة الرابعة في العالم، وصارت قصور صدام مخازن للأسلحة البيولوجية والكيماوية، وحتى الذرّية.

في المحصّلة فقد اتّضح اليوم، وبعد سنوات من اجتياح العراق، وممّا نراه من نتائج وكوارث، أنّ القضية في الأساس ما كانت إلّا مجرّد تقاطع مصالح تديرها عقول بالغة الحيادية في أحكامها، تستفيد من المشاعر المتأجّجة حقداً حيناً، وحباً حيناً آخر، لملايين البشر...

ما لي أنا ولكلّ تلك الإطالات المضنية، فالحديث هو في الأساس عن «داعش»، وعن طريقة إدارة توحّشها المتلفَز والمنشور في كلّ وسائل التواصل الإجتماعي، لخدمة تقاطع مصالح لقوى محلّية وإقليمية ودولية.

منذ أقل من ثلاث سنوات، كانت الأكثرية الساحقة من قادة العالم تتجنّب بشار الاسد، وذلك التزاماً منها «بحقوق الإنسان والديموقراطية». كان ربما «كيم جونغ أون» و»علي خامنئي»، الصديقين الوحيدين اللذين بقيا على صحبتهما للأسد.

كان أيضاً «باراك أوباما» قابَ قوسين من إسقاط الأسد بالضربة القاضية، وكان «فلاديمير بوتين» يبدو خارج الحسابات الدولية، وكانت كلّ القوى التي جنّدتها إيران على شفير الإنهيار الكامل في مختلف الجبهات السورية.

لا أحد منا، البشر العاديون، يفهم كيف ظهرت «داعش» فجأة، وكيف صارت دولةً خلال بضعة أسابيع، وكيف احتلت مدناً كبرى ومنابع نفط تحت أنظار عشرات الأقمار الصناعية المسلطة دائماً فوق سوريا والعراق، وصار لديها العدد والعدة لتواجه قوى جبارة، ليس فقط على أرض المعركة، بل أصبحت تقاتل تلك القوى في عقر دارها!؟

المهم بعد ذلك هو أنّ الأسد تعافى فجأةً ما أدّى إلى عزلته، وعاد مشروع ولاية الفقيه ليتفرعَن، وأصبحت روسيا اللاعب الأول في المنطقة بعد سنوات من العزلة.

في المحصلة، فإنّ المستفيد الاكبر من «داعش» كما يبدو اليوم هو مجموعة من المنظومات المتسلّطة تمتدّ من إيران عبوراً بالعراق وسوريا وتركيا وصولاً إلى روسيا، وكلّهم في النهاية مديونون اليوم بإنتعاشهم إلى «داعش»، ومَن يدري، فقد يتحوّل «أبو بكر البغدادي» بطلاً من أبطال هذه المنظومة؟

 

لبنان لإيران أولاً والسعودية ثانياً

منير الربيع/المدن/السبت 24/12/2016

لم تمرّ الرسالة المبطنة التي مررها وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إلى المسؤولين الذين التقاهم مرور الكرام. دعا ايرولت إلى تعزيز الحوار والتلاقي بين لبنان ودول الجوار، ومنها الخليج وإيران. ما هي إلا ساعات، حتى أتي مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري إلى لبنان، للقاء الرؤساء الثلاثة. وهذه الزيارة الثانية لمسؤول إيراني بعد زيارة الوزير محمد جواد ظريف بعد يومين على انتخاب الرئيس ميشال عون. وبذلك، تكون إيران قد حققت تعادلاً ديبلوماسياً مع السعودية في لبنان، التي أرسلت موفدين هما الوزير ثامر السبهان، والموفد الملكي الأمير تركي الفيصل. الزيارة الإيرانية، كما الرسالة الفرنسية وغيرها، تأتي تزامناً مع تفاعل الكلام عن البحث عن حلول سياسية لأزمات المنطقة، وخصوصاً في اليمن وسوريا. وبالتالي، وفق مصادر سياسية، فإن للزيارة الإيرانية دلائل على تمسّك طهران بتأكيد وجودها في لبنان، ليس "الميداني" عبر حزب الله فحسب، بل السياسي والديبلوماسي، وإن كان ذلك بصيغة تهدوية، بهدف الانفتاح على حوار مع العالم العربي، وإن لم يكن في هذا التوقيت. وهذا ما تقرنه المصادر بالهدوء الذي يخيم على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على مدى إطلالتين متتاليتين، بالإضافة إلى تسهيل ولادة الحكومة وتسريع إقرار بيانها الوزاري. ورغم حصة الأسد التي حصل عليها حلفاء إيران في تشكيل الحكومة، وهو ما تعتبره مصادر قوى 8 آذار نتيجة التطورات الإقليمية، إلا أن عدم تصعيد حزب الله لبنانياً في مرحلة ما بعد حلب، يوحي بأن هناك شيئاً ما يحضّر في الكواليس، وخصوصاً بعد الاجتماع الثلاثي بين موسكو وأنقرة وطهران. وبالتالي، فإن الإيجابية التي يتعاطى فيها الحزب في لبنان، تريد إيران الإستثمار فيها إقليمياً، وخصوصاً على صعيد فتح حوار سياسي مع السعودية.

وفق ما يقول ديبلوماسي إيراني، فإن بلاده لا تمانع الحوار مع السعودية. وينطلق في ذلك من موقع الغالب والمنتصر، معتبراً أنه قبل أشهر كان للسعودية كلام فاصل في سوريا ومناطق أخرى. أما اليوم فالأمور تتغير، وكذلك كان الوضع في اليمن قبل سنة. وعند كل جولة مفاوضات السعودية هي التي كانت تعرقلها، بهدف تحقيق مزيد من المكاسب الميدانية. لكن أملها لم يتحقق. بالتالي، فهي بحاجة إلى وقف الخسائر والحد من التراجع. وفي هذا السياق تأتي موافقتها الأخيرة على مقترحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري لحلّ الأزمة اليمنية.

بالنسبة إلى إيران، لا بد من تقديم تنازل في اليمن لمصلحة السعودية، خصوصاً أن المملكة تعتبر اليمن عمقها الإستراتيجي. والحلّ لا بد أن يراعي مصالحها، وهو تسليم السلاح الثقيل لدى الحوثيين إلى جهة محايدة. مقابل دخولهم الحكم وفقاً لتسوية سياسية. أما في لبنان فإن اليد الطولى ستكون لحزب الله وإيران، على أن تكون السعودية شريكاً مقرراً، فيما سوريا ستكون خاضعة لتقاسم النفوذ الإيراني الروسي التركي. تستند المصادر على قراءتها اللبنانية بما جرى قبيل تشكيل الحكومة، خصوصاً أن ثمة إزدواجية في التعاطي السعودي مع الرئيس سعد الحريري، إذ رغم كثرة الموفدين المهنئين، وإتصال ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالحريري للتهنئة بتشكيل الحكومة، كان القضاء السعودي يبلغ الحريري بدعوى قضائية قبل أيام قليلة من ولادة الحكومة، تلزمه دفع تعويض لأحد المواطنين السعوديين. وهذا ما تعتبره المصادر أحد الضغوط التي ساهمت بالحريري لدفع مزيد من التنازلات بغية تشكيل الحكومة، خصوصاً في ضوء معلومات تتحدث عن أن طرح إسمي سليم جريصاتي ويعقوب الصراف، تم بايحاء من اللواء علي مملوك. حتى الآن، لا تزال السعودية ترفض الحوار مع إيران، تنتظر رحيل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ومجيء فريق عمل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفق مصادر متابعة، لافتة إلى أن الرياض تراهن على ترامب في مواجهة إيران لأنه يفضل التعاون مع روسيا لمواجهتها. هذا الكلام تقرنه المصادر مع الصمت السعودي ازاء التحركات العسكرية والسياسية التي تقودها روسيا في سوريا. وثمة من يعتبر أن السعودية قد تراهن على توسع النفوذ الروسي والتركي في سوريا على حساب النفوذ الإيراني. وحينها، قد تجد فرصة لتعزيز شروطها في مواجهة إيران، وخصوصاً على القاعدة الدائمة بالأمل بسحب النظام السوري ورموزه من الحضن الإيراني إلى الروسي، ليصبح أسهل التواصل والتفاهم معهم.

 

برّي لن يستسلم لـ«الستين»... وجهاد مفتوح نحو «النسبية»/بري متفائل بإمكانية إرضاء جنبلاط وإقناعه

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 24 كانون الأول 2016

من أبرز علامات «الجهاد الأكبر» التي قصدها رئيس مجلس النواب نبيه برّي الجهاد المتعلّق بقانون الانتخاب الذي بدأ فعلاً بعد تأليف الحكومة وإقتراب صدور بيانها الوزاري. الجهاد الأكبر يهدف الى تحقيق مجموعة أهداف دفعة واحدة، والعين هنا مصوَّبة على الطائفة السنّية وعلى أحادية تمثيلها بتيار «المستقبل»، كما على الساحة المسيحية، التي تستعدّ هي الأخرى لتلتحق بالأحادية من خلال الفوز المتوقع لثنائية «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، فيما لو أُجريت الانتخابات وفق قانون الستين. وفي وقت لا تجاهر الثنائية المسيحية بتعلّقها بقانون الستين، يبدي تيار «المستقبل» علناً خشيته من النسبية، كما من القانون المختلط الذي طرحه برّي، والذي ترى فيه اوساط «المستقبل» انحيازاً في التوزيع النصفي لـ64 نائباً أكثرياً ونسبياً خصوصاً في ما يتعلّق بدائرتَي بعلبك الهرمل وبيروت الثالثة. بطرحه النسبية التامة على أساس الدوائر الكبيرة، فتح «حزب الله» بابَ الكلام عن قانون الانتخاب. هذا الطرح رمي على الطاولة، بين مشروعَي قانون أحدهما مشروع برّي، والآخر مشروع الثلاثي تيار «المستقبل» ـ «القوات اللبنانية»ـ الحزب التقدمي الاشتراكي.

وهذان القانونان متقارِبان في الشكل من خلال التوزيع بين الأكثري والنسبي لكنهما متباعدان، من حيث توزيع المقاعد بين الدوائر، ففي حين يلحظ مشروع الثلاثي استثناء ثلاث دوائر من الانتخاب النسبي وهي دوائر صيدا والبترون وبشري، يخضع مشروع برّي هذه الدوائر للقانون النسبي، كما أنه يُوزّع انتخاب النواب داخل الدوائر الكبيرة (بعلبك، بيروت الثالثة) بنحوٍ غير متساوٍ ومستنسب وهذا ما يشتكي منه تيار «المستقبل». هذا المشروع يبدو أنه حاصل على موافقة «حزب الله» لكن بلا حماسة، علماً أنّ الحزب طرح السقف الأعلى للتفاوض، أي النسبية الكاملة، تارِكاً لبرّي مهمة التوافق على مشروعه في اتصالات بدأ يجريها مع مختلف القوى. كان سبق لبرّي أن دخل في اتصالات مستمرة مع «التيار الوطني الحر» حول القانون قبل انتخابات الرئاسة، لكنّ الإصرار المسيحي على عدم البحث في أيّ شيء آخر قبل انتخاب الرئيس عطّل الاتصالات.

وبعد انتخاب الرئيس ميشال عون استُؤنِفت الاتصالات، فالتقى برّي النائب ابراهيم كنعان مع وفد «التغيير والإصلاح»، كذلك التقاه بعيداً من الاعلام، حيث لوحظ أنّ «التيار» المستطيب قانون الستين ضمناً، لم يعد قادراً على الدفاع عنه لالتزامه الدائم بالنسبية مع «حزب الله» وحلفائه.

يجاهد برّي لتطبيق النسبية، هذا الجهاد مستمر، فعلى الرغم من أنّ الثنائي الشيعي يكسب مقاعده بقانون الستين بشبه تزكية، إلّا أنّ عينه على الكتل الأخرى الكبيرة مثل كتلة «المستقبل» التي لا يمكن تقبّل أن تعود الى المجلس بالقدرة والقوّة نفسها. التقدير هنا أنّ «المستقبل» يمكن أن يخسر فقط 3 أو 4 نواب من كتلته إذا ما خاض الانتخابات وفق قانون الستين.وبالنسبة الى الثنائي المسيحي، هناك مصلحة أيضاً بأن لا يفوز في الانتخابات كما يُخطّط، الارقام تتحدث عن 45 الى 50 نائباً يمكن أن يفوز بها هذا الثنائي وفق الستين، وهذا ما لا يعجب الثنائي الشيعي، خصوصاً بعد التحالف الذي بُنيَ منذ تفاهم معراب.

في الطريق الى النسبية، يُواجه برّي حليفه الدائم النائب وليد جنبلاط، الذي يشعر بأنّ النسبية تضع السكين على رقبته. يتفاءل برّي بإمكانية إرضاء جنبلاط وإقناعه، عبر ترضيات من هنا وهناك منها المقعد الدرزي في حاصبيا. كما عبر ضمانات أخرى يمكن أن يساهم فيها برّي، لكن مع ذلك يبقى جنبلاط على رفضه الى درجة أنّ البعض نقل عنه إمكانية أن يعود الى «14 آذار» كما في العام 2005 لكي يُبعد عنه كأس النسبية. مع الانطلاقة الحقيقية للحكومة بعد جلسات الثقة، يحضر موعد 18 كانون الثاني الذي يفترض أن تتشكل قبله هيئة الإشراف على الانتخابات النيابية، فإذا لم تتشكّل هذه الهيئة يصبح تأجيل الانتخابات حتمياً، ولو من باب الذريعة التقنيّة، حيث يشترط برّي للتأجيل كما بات معروفاً، وضع مادة ملزمة لإجراء الانتخابات في وقت محدَّد، وهو ما سيرفضه أطراف آخرون، وهذا ما يدخل الحكومة في أول مسيرتها في اختبار صعب، فضلاً عن اختبار حصول الانتخابات النيابية.

يأمل بري في أن يكون التزام «التيار الوطني الحر» بالتفاهمات التي حصلت قبل الانتخابات حول القانون الانتخابي ثابتاً، وهذا سيعني إن حصل ولادة حلف حول القانون مكوَّن من حركة «امل» و»حزب الله» و»التيار»، غير أنّ ما صرّح به الوزير جبران باسيل امس الأول حول التلويح بالقانون الأرثوذكسي، يعيد رسم خريطة المواقف من قانون الانتخاب الى الصفر.

 

محاولة في التّنجيم السياسي..

أحمد الغز/اللواء/24 كانون الأول/16

لا اعرف ماذا اكتب هذه الايام، فأنا ممنوع من قول الحقيقة وتسمية الأشياء بأسمائها، وممنوع من البكاء والنحيب على ما نشاهده ليل نهار من مجازر ودمار، وممنوع في العبث بأسباب الوحدة الوطنية الهشة والجوفاء، وممنوع من الحديث عن الآخر أياً، احتراماً لخصوصية الطوائف الآثمة والمقدَّسة في آن، وممنوع علينا تجاهل السادة قادة البلاد لانهم يستوحشون ويخافون من إهمال المواطنين لعظمتهم وحنكتهم وظُرفِهم حتى لو كان ثمن ذلك خراب البلاد، ومحتم علينا ان نتابع ما يفكرون به وان نضحك عندما يريدون ونصمت متى يشاؤون.

المسموح الوحيد والمعقول الآن هو التنجيم والحديث عن ماذا تقول الأبراج ، والجميع يتحضرون لمتابعة لائحة العرّافين وماذا سيقولون ليلة رأس السنة، حيث لكل قناة تلفزيونية عرافته او عرافه، وسيعرف اللبنانيون ماذا سيجري في لبنان والمنطقة والعالم في السياسة والاقتصاد والأمن والحروب والاغتيالات والفنون والدين قبل انقضاء ليل الواحد والثلاثين من كانون الاول، وسيدخلون الى العام ٢٠١٧ وهم متيقنون بما سيكون عليه العام القادم.

رأيت ان الواجب يقتضي ان اشرب من بئر الجنون الوطني وادخل في عملية التنجيم الشفاف حيث لا احد يحاسب احدا على التوقعات والاستنتاجات والتناقضات والادعاءات ، وسوف تكون هذه باكورة اعمالي التنجيمية.

أولاً ستأخذ الحكومة الثقة باغلبية موصوفة، واتوقع ان يكثر الحديث عن قانون الانتخابات العادل، واتوقع ان لا يستطيع لبنان اجراء انتخابات هذا العام وربما في العام القادم أيضاً. واتوقع ان ينتاب اللبنانيون الذعر من الانضمام الى نادي الرئيس محمود عباس كممثل للشرعية الفلسطينية بعد ان انضم اليه كل من رؤساء سوريا واليمن والعراق وليبيا، الذين أصبحوا يشبهون محمود عباس، يمتلكون الصفة والشرعية بدون دولة ولا مجتمع. أتوقع ان يصبح الاجتماع الروسي الايراني التركي حول سوريا بغياب سوريا، ما يشبه الاجتماع الرباعي حول لبنان في الرياض بين الملك خالد والرئيس السادات والرئيس الاسد وأبو عمار بغياب لبنان. أتوقع ان يتسلم الرئيس الأميركي ترامب الرئاسة في ٢٠ ك٢ وأن يكتشف الجميع بأن ترامب هو حليف اوباما، وأنهما يريدان دعم بوتين للمضي في وظيفة روسيا الأميركية في المنطقة كما كانت وظيفة سوريا في لبنان. أتوقع ان يتمنى الشعب السوري والعراقي واليمني وربما اللبناني في العام ٢٠١٧ لو انهم مكان الشعب الفلسطيني. أتوقع ان يزداد حب اللبنانيين لبعضهم البعض خوفا ان يفضح بعضهم البعض بالحديث عن مدى هشاشة واقع الجميع بدون استثناء. أتوقع ان يتمنى المعارضون لو انهم كانوا موالين وسيكتشفون انهم كانوا يطاردون خيط دخان ووهم من الاوهام. أتوقع ان يكثر حديث اللبنانيين عن الثلوج والأمطار كونها الحقيقة الوحيدة في لبنان.

اعتقد بأنّ التنجيم اسهل بكثير من الكتابة الجادة او الموضوعية، ولا تحتاج الى اكثر من التعامل مع هواجس الناس وامنياتهم. وكلما كانت التوقعات بسيطة كلما أنصت اليها العموم لانهم لا يحبون الأمور المعقدة والمركبة، ولا يثقون بالنخبة وأفكارها وادعاءاتها بعد ان خيّبت آمالهم في اكثر من حقبة وواقعة. لقد اعجبتني الفكرة وربما احاول احتراف التنجيم السياسي للتقرب اكثر من اصحاب المقام العالي الذين لا يحبون العقل والتحليلات، ويفضلون المعلومات القادمة من الغرف السوداء ومكاتب المخابرات او السفارات، لانها كانت ولا تزال اصدق إنباءً من الكتب والسيوف في آن.

 

مسيحيون من خارج «الثنائي»: بالدور لا بالكرسي.. نعود

عمّار نعمة/السفير/24 كانون الأول/16

لا تختلف شرائح مسيحية لبنان وازنة في القول إن لبنان يمر في لحظة تاريخية بالغة الأهمية، اليوم. مقولة درج مسيحيون كثر على تردادها، وبينهم «الثنائي الماروني»، ومضمونها أن المسيحيين بعد انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة وإطلاق ورشة القانون الانتخابي، حجزوا لهم مقعدا رئيسيا في الخريطة السياسية اللبنانية، وطووا مرحلة «الإحباط» التي ميزت حقبة ما بعد الطائف. وإذا كان وصول العماد عون الى سدة الرئاسة يلخص نقطة التحول في التاريخ المسيحي الحديث، حسب أصحاب هذه المقولة، فثمة من يرى من المسيحيين رؤية مختلفة. يعود هؤلاء الى طبيعة الدور المسيحي في تأسيس الكيان اللبناني، والذي شكل شرطه العيش المشترك بين اللبنانيين. هم يستعيدون دور الكنيسة المارونية بزعامة البطريرك الياس الحويك في نشوء لبنان، حيث يشعر المسيحي بمواطنيته قبل انتمائه الطائفي. انطلاقا من هنا، يشعر بعض المسيحيين بتلك الفجوة العميقة بين طبيعة دورهم المنذور للبنان، وذلك الذي أفضت اليه حكايتهم مع الوطن. بالنسبة الى هؤلاء، فإن ما حصّله المسيحيون، إن كان ذلك في رئاسة الجمهورية أو في الحكومة، لا يعدو كونه «حصة في كراسي السلطة»، بينما قضيتهم تتجاوز ذلك بكثير. أصحاب وجهة النظر نفسها، وهم من المعارضين لـ «تفاهم معراب»، يرون أنه على المسيحيين استرجاع مشروعهم الأصلي في الوطن «فما الفائدة من المناصب اذا كان النفوذ في البلد من خارج المؤسسات والدولة؟»، ويسألون: «هل هذه هي دعوة البطريرك الحويك، وهل كان سيرضى بما فعله الأحفاد؟»، ويتابعون «هل تشكيل لبنان بشروط حزب الله يخدم العيش المشترك والسيادة والاستقلال»؟، ثم «كيف ينتقل المسيحيون من حاضنين للوطن الى مجرد لاعبين محليين في لعبة الاستقطاب المذهبي بين السنة والشيعة؟».

لا يعير هؤلاء اهتماما لما يصطلح على تسميته اليوم بـ «العهد الجديد» الذي يرون أنه ليس جديا اليوم في مواجهة تحديات ثلاثة:

أولا، تثبيت الاستقرار: «لا أمل في هذا الأمر كون «العهد» يقدم التنازلات تلو الاخرى تحت شعار ان «وضعنا أفضل من غيرنا في اماكن اخرى في المنطقة»، «فهل أصبح طموح المسيحيين مقايضة هيمنة حزب الله بشجرة عيد ميلاد في جونيه أو جبيل»؟. ثم من يشك للحظة بأن الاستقرار الهش القائم اليوم في لبنان لا يضمنه لا الدستور ولا القانون ولا حتى المؤسسات الأمنية، بل يضمنه لاعب واحد هو «حزب الله».. «وهو ما لا نقبله وسنقاومه».

ثانيا، قانون الانتخاب: ستكثر التحليلات حول كيفية نيل المسيحيين مقعدا من هنا ومقعدا من هناك في الانتخابات المقبلة، بينما المطلوب من «حزب الله» اليوم أن يتم التوصل الى مجلس نيابي على غرار ذلك العراقي الذي شرّع ميليشيات الحشد الشعبي، بينما المطلوب في لبنان تشريع العمل العسكري لـ «حزب الله». بالنسبة الى هذا التيار المسيحي، فإن الغاية هي فرض الغالب لشروطه على المغلوب، لكن ذلك يستتبع سؤالا يستبطن تحذيرا من قبل هؤلاء: إياكم واستفزاز هذا المغلوب!

ثالثا، قضية الفساد: الكل يرفع شعار مكافحة الفساد وذلك لا يعدو كونه يضعنا أمام محاسبة استنسابية، «إذ لن تتم مكافحة الفساد في الأماكن التي يحظر على السلطات اللبنانية قرع أبوابها».

ما المطلوب من «العهد الجديد» في مواجهة كل هذه التحديات؟

بالنسبة الى أصحاب هذه الرؤية، فإن عون يبدو عاجزاً عن تحقيق اي خرق جدي على هذه الصعد محليا، والمصيبة الأكبر، أنه في الوقت الذي تتشكل فيه المنطقة من دون المسيحيين، لا يبدو هؤلاء، حسب أصحاب وجهة النظر المتشائمة، قادرين على الحضور والتصدي لدورهم في المنطقة، «بينما هم في لبنان، يسعون وراء الكرسي.. على حساب الدور!».

 

إعادة بناء القطاع الخاص

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/15

تدهورت مداخيل البترول في العام الذي ينصرم بشكل هائل، بدرجة جعلت الكثيرين في السعودية يتقبلون دعوة التخلي عن الاعتماد الكامل على النفط الذي أدمنوا عليه عقودًا. العلاج المقترح مرّ لكنه ضرورة لإنقاذ البلاد، وتأمين مستقبل الأجيال المقبلة، وبناء دولة أقوى واقتصاد صحي. إعلان الميزانية الجديدة للدولة قبل أيام أيقظ الكثيرين، نحن ندخل مرحلة جديدة. فقد بدأ العمل على تقليص الاعتماد على النفط، وتقليل دور الحكومة «الأم». السعودية تنتقل، وفي روح ونص «مشروع الرؤية»، تقول إنها تعتمد كثيرًا على القطاع الخاص، اختارته شريكًا أساسيًا لها في تقديم الخدمات الرئيسية من تعليم وتطبيب ونقل وغيرها. فالنموذج الناجح هو في الدول التي لا تتكل في اقتصادها على القطاع العام. نقل جزء كبير من المهمة إلى القطاع الخاص خطوة حكيمة، لكن المشكلة، في رأيي، أن القطاع الخاص ضعيف ولا يمكن أن يعتمد عليه ليقوم بالوظائف الكبيرة المرجوة. باستثناء شركات قليلة، البقية سوق هائلة من الدكاكين المبعثرة تعيش على مال النفط السهل. وإذا كانت الحكومة تتطلع إلى التحول لبلد القطاع الخاص الفعّال المنتج، فعليها باقتصاد المؤسسات الكبيرة. ومع تقديري لأهل الاختصاص الذين يتحدثون دائمًا عن دعم المؤسسات المتوسطة والصغيرة، كحل لتوظيف الآلاف من طلاب الوظائف، أعتقد أن الخيار الأفضل للسعودية عكس ذلك. فالتحول إلى سوق الشركات الكبرى سيسهم في تطوير الخدمات والصناعات، وسيسهل عمليات التأهيل والتدريب والتوظيف للمواطنين، وحماية السعودة التي فشلت الحكومة في فرضها على القطاع الخاص ثلاثين سنة متواصلة. الشركات الكبرى يمكن أن تقوم بتنظيم السوق وتطويرها لصالحها. والشركات ذات رؤوس الأموال الكبيرة، تستطيع إدخال التقنية المكلفة والمعقدة، والإنفاق على بناء شبكات كبيرة للتوزيع، والتوسع في أنحاء البلاد. ربما الأفضل للدول ذات العمالة الكثيفة، مثل مصر، أو ذات الاستثمارات المتدنية مثل باكستان، أن تنمي المؤسسات الصغيرة، لأنها السبيل للتوظيف بأقل قدر من التكاليف.

خيار السعودية هو التحول إلى اقتصاد الشركات الكبرى، في الإنشاءات والصناعات والخدمات الصحية والتعليمية والتقنية والفنية بما فيها الهندسة والسباكة والكهرباء. بالاستعانة بالتجارب والخبرات العالمية، واعتماد أحدث ما توصلت إليه التقنية، ستبني سوقًا منظمة وضخمة. الشركات الكبيرة تستطيع، مع الأجهزة الحكومية، أن تخدم السوق بفرض حاجاتها على القطاع التعليمي والتدريبي. ويصبح دور الدولة المهم «توليد» شركات عملاقة، من خلال تطوير الأنظمة، ومنح القروض والعقود. ولدينا تجارب قديمة وقليلة، «سابك» مثالاً، نموذج للمؤسسة الصناعية المتطورة، فيها أربعون ألف موظف، معظمهم سعوديون يخدمون في تخصصات متقدمة. وهناك تجارب فشلت، وغالبًا نتيجة للأنظمة أو نقصها. آخرها مشروع بقالات «بنده» في الأحياء، تجربة الآلاف من محلات «الفرانشايز» المماثل للشركات الأميركية الكبرى، أخفق ربما بسبب فوضى السوق، وعدم وضع ضوابط للرخص تمكن الشركات الكبرى من تقديم خدماتها في الأحياء. والفشل دليل واضح على سوء دور المؤسسات الصغيرة حيث تحولت إلى تجارة للتستر، واحتكارات غير صحية للأجانب.

ولأن الحكومة ستظل مصدر الحياة للاقتصاد، فهي قادرة على إعادة بناء السوق من جديد. مثلاً من خلال عقودها الإنشائية الضخمة تستطيع أن تشترط نسبة من أعمالها للشركات المحلية الكبرى المتخصصة في تقديم الخدمات الهندسية والكهربية وتتولى توظيف آلاف المهنيين السعوديين بحدود دنيا للأجور، وعقود طويلة، وتضمن للمستهلكين سلامة الخدمات لسنوات بعيدة، كما يحدث في المجتمعات المنظمة. الآن، القطاع السعودي الخاص فقير من الشركات المتخصصة الكبرى، ومعظم الموجود وكالات تجارية لا يكفي الاعتماد عليها لتأسيس سوق حقيقية منتجة ودائمة. والشركات الكبيرة لا تتعدى أصابع اليدين ويستحيل أن تستوعب مئات الآلاف من الخريجين، خاصة بعد أن قررت الحكومة أن تتخلى عن دور الموظف. فلسفة الحكومة أنها تساعدهم على التعليم، وتحفزهم على التدريب، وعليهم أن يعملوا في السوق لكن السوق بسيطة؛ آلاف من المحلات الصغيرة التي لا تؤهل، ولا تدرب، ولا تتوسع، ولا تطور.

ولأن الحكومة قررت أن القطاع الخاص شريك لها، إذن عليها نفضه، وإعادة تأسيسه. فالسوق الحالية بنيت لأغراض مختلفة وزمن آخر سابق. أرى أن تخطط وتشجع الحكومة إقامة شركات مماثلة للأسواق المتطورة، وفي كل المجالات، وطرح معظمها في سوق الأسهم كما فعلتها مع «سابك» و«الكهرباء» و«النقل». هنا يمكن للدولة أن تعتمد على القطاع الخاص ويكون دور الحكومة تنظيميًا ورقابيًا.

 

حين طاف «داعش» على وجوهنا بعد أن سقطت دولته

حازم الامين/الحياة/25 كانون الأول/16

ولد «داعش» لأن أشراراً قرروا أن يستثمروا بهزيمة جماعة أهلية، فأحسنوا الاستثمار وأنجبوا هذا الكائن المسخ. واليوم تجري حرب هائلة لهزيمة التنظيم في العراق وفي سورية، لكن حرباً موازية أخرى تجري للإمعان بهزيمة الجماعة الأهلية نفسها. أي أن ما يحصل حرب على «داعش» وحرب لإعادة شروط إنتاجه.

ومن يتوهم أن «داعش» هو ذلك التنظيم المقيم في الموصل أو في الرقة عليه أن ينتظر عشرات الوقائع المشابهة للوقائع التي شهدها الأسبوع المنصرم، بدءاً من مدينة الكرك الأردنية ومروراً بمشهد الشرطي التركي يقتل السفير الروسي ووصولاً إلى مأساة برلين.

ثمة جماعة أهلية، هي الجماعة الأكبر في المنطقة، تتلقى الهزائم على نحو متتالٍ. تم سحق مدينة حلب تحت أنظارها، وفي العراق تشعر هذه الجماعة بأن «الحشد الشعبي» يتأهب للانقضاض عليها فور انتهاء المعركة مع «داعش»، وفي لبنان تتلقى الجماعة نفسها الهزائم تلو الهزائم.

«داعش» ليس تنظيماً عمودياً كحال «القاعدة» مثلاً. وهو بمعنى ما ليس تنظيماً. هو أقرب إلى مشهد وإلى لحظة وإلى اختلال. هو اللحظة التي قرر فيها مولود الطنطاش أن يضغط على زناد مسدسه الموجه إلى رأس السفير الروسي. علماً أن الرجل لا تربطه بـ «داعش» علاقة. هذا أحد مستويات العلاقة مع التنظيم، وهو مستوى يفوق ذلك الذي يشن العالم حرباً عليه في الموصل وفي الرقة وفي الباب، قوة ودموية وذكاء.

لا يبدو مجدياً الجهد الأمني الذي يُبذل لفهم العلاقة بين المنفذين وأجهزة التنظيم، ذاك أن خيطاً واحداً لم يفض إلى نتيجة على هذا الصعيد. لا قيمة للكشف عن مزيد من الخلايا، ولا لتعقب مرتبطين بالمنفذين. الطفلة التي فخخها والدها وفجرها في دمشق، لا علاقة وقائعية وتنظيمية بين والدها ومولود الطنطاش. فقط تجمعهما لحظة ويجمعهما انهيار. الانتقال بالحدث من استقبالنا معناه إلى استقبالنا مشهده. انفجار دمشق كان يمكن أن يكون واحداً من مئات الانفجارات التي تشهدها سورية لو لم تظهر الطفلة المنفذة في فيديو إلى جانب والدها، واغتيال السفير الروسي كان يمكن أن يكون اغتيالاً عادياً لو لم نشاهد وقائعه كاملة على الهواء. لن يُهزم «داعش» إذا ما سقطت الموصل بيد الجيش العراقي و «الحشد الشعبي» وخبراء المساعدة الأميركيين والإيرانيين. فالموصل أكثر نقاط «داعش» ضعفاً، وكذلك الرقة والباب ودير الزور. «داعش» الآخر أشد ذكاء وقوة، وهو افتراضي بمقدار ما هو حقيقي، وهو أيضاً ذلك المكان المعتم الذي خلفته الهزيمة، فكيف لنا أن نقبض على هذا الوهم؟ على المرء أن يُمعن النظر بشريط اغتيال السفير الروسي في أنقرة. في وجه مولود الطنطاش لحظة استلاله المسدس. لم يكن ما رأيناه حقيقياً. القاتل يشبهنا إلى حد مخيف. يلبس مثلنا، ويعقد ربطة عنقه تماماً كما نفعل في صباحات كثيرة. هزيمته مستحيلة، ذاك أن ثقباً أسود يجمعنا به، أو أنه نحن وقد عجزنا عن التماهي مع الضحية. بهذا المعنى، فإن لـ «داعش» قدرة على إحالتنا إلى مجرمين، وعلى قتل ميلنا الأول للتماهي مع الضحية. وهذا مستوى جديد من الكفاءة التي أنعم بها على «داعش» صمت العالم على الجريمة المجاورة لجريمة الطنطاش.

نعم، تحصل جهود كبيرة لإعادة إنتاج «داعش»، ويتم تحويل التنظيم من «دولة» إلى فكرة وإلى شعور وإلى لحظة. فما يجمع الوقائع التي شهدها الأسبوع الفائت ليس ارتباطها بالتنظيم، إنما اتصال بعضها ببعض عبر فكرة واحدة. خلية الكرك التي تحصنت بقلعة المدينة لم يتوهم أفرادها نصراً، إنما مجرد موت غير اعتيادي، والتونسي منفذ اعتداء برلين لم تساوره شكوك في أنه سيكون أكثر من قاتل أبرياء، ومُفخخ طفلته في دمشق أرادنا من وراء تسجيله الشريط أن نكرهه. الفكرة التي تجمع هذه المشاهد هي أن «المهزوم» قرر أن يذهب بهزيمته إلى أقصاها، وأن يكشف أن الشر مبثوث في أرواح الناس العاديين، وأن لحظة ستبقى تنقصه حتى ينقض على نفسه كما ينقض الهر على أطفاله ليأكلها.

مهمة التنشئة والسياسة هي تنظيم عنف وشر أصلي يولد معنا. هذا من بداهات التحليل النفسي. فماذا لو قلنا أن «داعش» أعطي فرصة تنظيم توظيف هذا الشر. والعالم إذ أعطاه هذه الفرصة لم ينتبه إلى أن المهمة ليست منوطة بتنظيم ودولة ومدينة، وهي لا تحتاج بناء هرمياً وعلاقات أمنية وخلايا نائمة. فنحن هنا نتحدث عن فكرة نائمة، وإيقاظها لا يحتاج إلى أوامر مباشرة وتواصل تنظيمي. سهولة تنفيذ الطنطاش جريمته أوحت بأن أمراً عادياً حصل، ولا يبدو أن الشاب شاور في فعلته غير نفسه. إنه ثقب الهزيمة الأسود الذي لن يتمكن أحد من القبض عليه.

من الصعب أن نتخيل «داعش» بعد الموصل، فالدولة التي ستسقط ستخلف كائناً غير مبلور المعالم. لكن ما لا يجب أن نسقط في وهمه مجدداً هو أن نعتقد أننا انتصرنا على ذلك الشر، إذ إن الأخير حجز مساحات جديدة في نفوسنا جميعاً، وهو سيستأنف انقضاضه علينا من داخلنا، تماماً كما انقض المجرم على وجه مولود الطنطاش في لحظة تسديده مسدسه، وكما انقض والد الطفلة الدمشقية على طفلته فقتلها. هذه ربما ملامح الوحش الأولى بعد أن يُهزَم في الموصل وفي الرقة. أي أنه سيعود ليحجز مكاناً في وجدان الأبرياء، وأن يصير جزءاً من أنفسهم، تارة ينتصر عليهم وتارة ينتصرون عليه. لقد عاينّا ذلك بأم أعيننا حين كان الطنطاش متردداً في استلال المسدس، فحينذاك كان «داعش» يُنازع الشاب، إلى أن طاف على وجهه وأرداه. بهذا المعنى، فإن «داعش» انتصر في حلب في سياق هزيمتيه في الموصل وفي الباب، وهذا ليس تلميحاً إلى أن المنتصرين في حلب هم حلفاؤه، إنما توقع لنتائج سحق مدينة بأكملها على أيدي غزاة لم يردعهم العالم. لنعد بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، ولنستعد أسباب صعود التنظيم وتدفقه المدهش والسهل على إقليمنا ومدننا ووجدان الآلاف منا. يحصل اليوم ذلك أيضاً، ولكن على نحوٍ أكثر عنفاً.

 

جمهورية سورية ... الروسية

الياس حرفوش/الحياة/25 كانون الأول/16

ما عاد مفهوم السيادة الوطنية يعني شيئاً بالنسبة إلى بشار الأسد وحلفائه وداعميه. بقاء النظام هو الأهم. لذلك لا يتوقف أحد من حاملي شعار «سيادة سورية وحرية قرارها» عند مشهد عناصر الشرطة العسكرية الروسية (بين 300 و400 جندي) يتجولون الآن في أحياء حلب، التي يفاخر النظام السوري بـ «تحريرها» من مواطنيها، أو بالأحرى بـ «تنظيفها»، كما قال بشار، مستخدماً تعابير من القاموس التقليدي الذي لجأ إليه منذ بدايات الثورة، عندما كان يتحدث عن المتظاهرين السلميين، ولا يرى فيهم سوى «جراثيم» يجب تنظيف المستنقعات منها كي لا تنتشر وينتشر معها داء الثورة، فيأخذ النظام معه.

حلب، عاصمة سورية الثانية، وأعرق المدن العربية، حلب التاريخ وسيف الدولة وأبي فراس وقصائد المتنبي، «يحررها» الروس والإيرانيون من أهلها، ويفاخر رأس النظام السوري بأن ما بعد هذا «التحرير» لن يكون كما قبله. أي أن سورية التي كنا نعرفها لن تعود على يد بشار الأسد كما كانت قبله.

في شهر آذار (مارس) الماضي أجرت إحدى المحطات الألمانية حديثاً مع الرئيس السوري. سأله المراسل إذا كان قلقاً من التدخلات الخارجية، الروسية والإيرانية، على سيادة سورية. أجاب بشار إن «السيادة مصطلح نسبي». ولم ينسَ أن يضيف أنه باق في الحكم بإرادة السوريين!

مفاتيح القرار السوري، السياسي والعسكري، هي اليوم في يد فلاديمير بوتين وعلي خامنئي. لذلك لم يجد بشار الأسد حرجاً في شكر بوتين والإيرانيين على مساعدته على «تحرير» حلب، أي على طرد أهلها منها. اعتبر الأسد أن «الانتصار» في حلب هو «انتصار» أيضاً لموسكو وطهران. وصنّفه في مستوى الأحداث التي سيؤخر لها التاريخ. نجح الرئيس السوري وأعوانه في إعادة رسم الخريطة الديموغرافية السورية. السنّة يتم نقلهم إلى المناطق ذات الأكثرية السنية، التي لا يعتبر النظام نفسه معنياً بأمورها، بل هي مرشحة لدمار مقبل، مثلما هو الوضع التعيس الذي ينتظر محافظة إدلب مثلاً. أما الشيعة فيُنقلون إلى مناطق ذات أكثرية شيعية، ليشكلوا هناك نواة «سورية المفيدة»، التي لا يجد نظام بشار الأسد سواها للاعتماد عليه. موسكو تخطط أيضاً لما تسميها تسوية سياسية للأزمة السورية، بناء على «انتصار» حلب، من خلال محادثات تجرى في آستانة، عاصمة كازاخستان، في منتصف الشهر المقبل، تشارك فيها روسيا وإيران وتركيا ونظام الأسد، مع استبعاد المعارضة السورية والأطراف الإقليمية الداعمة لها والولايات المتحدة، في التفاف واضح على محادثات جنيف التي تجرى برعاية دولية وبمشاركة كل الأطراف. وبطبيعة الحال سيكون أي حل للأزمة يخرج من محادثات كهذه، إذا عقدت، حلاً يراعي مصالح موسكو وطهران، ويكرس بقاء النظام السوري الحالي في خدمة الراعي الإقليمي والقوة الدولية التي وجدت في دمشق مسرحاً مناسباً لعرض عضلاتها وعودة نفوذها. كم كان مخزياً في هذا المجال ذلك المشهد الذي رأيناه في موسكو قبل أيام، عندما اجتمع سيرغي لافروف ومحمد جواد ظريف وجاويش أوغلو حول الطاولة ليرسموا مستقبل سورية، الذي تصنعه قواتهم على الأرض، فيما بشار الأسد وحليفه أمين عام «حزب الله» يفاخران بأن النظام لم يسقط لأنه، كما قال نصرالله، «نظام موجود وقوي وفاعل ولا يقدر أحد في العالم أن يتجاهله»... حبذا لو أبلغ هذه الرغبة بعدم تجاهل النظام للوزير الإيراني!

هذا في السياسة، أما عسكرياً، فتنوي روسيا تحويل قاعدتها البحرية في طرطوس إلى قاعدة عسكرية دائمة إلى جانب القاعدة الجوية في حميميم، ما يحقق لها هيمنة كاملة على الساحل السوري ووجوداً عسكرياً طويل الأجل في منطقة البحر المتوسط.

من يحضر السوق يبيع ويشتري، كما يقول المثل. هكذا أدرك فلاديمير بوتين أن الغياب الأميركي عن التدخل لإنقاذ السوريين، وحاجة النظام إلى الدعم بعد أن شارف على الانهيار على رغم الدعم الإيراني، يشكلان فرصة ثمينة لا تفوّت. كانت الساحة مفتوحة للجميع فاقتحمها بوتين ونجح، ليس فقط في تثبيت القواعد الروسية على الأرض السورية، بل فوق ذلك في تحويل سورية إلى جمهورية روسية، كما لم تكن مرة من قبل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رفول: لإنشاء لجنة لبنانية سورية تنسق العلاقات الثنائية

السبت 24 كانون الأول 2016 /وطنية - دعا وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول الأفرقاء السياسيين الى "المصارحة والاعلان ان كانوا يؤيدون المناصفة الحقيقية أو لا"، رافضا "اختلاف المعايير في ما خص تقسيم الدوائر الانتخابية ولا سيما اذا اعتمد القانون المختلط"، موضحا أن "هناك أكثر من طرح وجميعها قابلة للنقاش". وقال في حديث عبر "صوت لبنان 93,3" اليوم: "ان سلم حزب الله سلاحه للجيش اللبناني سيدمر في اليوم التالي لأنه ممنوع على الجيش امتلاك أسلحة رادعة ضد اسرائيل. لا مشكلة في السلاح ببقائه على الحدود وعدم استعماله في الداخل أو ضد فئة معينة". وعن مشاركة الحزب في الحرب السورية، قال: "علينا العمل لإبعاد تأثير الأزمة السورية السلبي فهناك حدود مشتركة وقواسم مشتركة بين لبنان وسوريا والتعاون بين البلدين تحكمه الاتفاقات التي تكرس مبدأ ألا يكون لبنان ممرا لزعزعة الاستقرار في سوريا أو سوريا ممرا لزعزعة الأمن في لبنان". ودعا الى "إنشاء لجنة نيابية وزارية لبنانية سورية لتنسيق العلاقات الثنائية"، وسأل: "ما المانع أو العيب في ولادة هكذا لجنة؟"، وأشار إلى "اللجنة الأمنية اللبنانية الاسرائيلية التي شكلت باشراف الأمم المتحدة". وعن مهام وزارته أوضح رفول أنه يرتكز بالدرجة الأولى على تحضير ملفات رئاسة الجمهورية بالتعاون مع المدير العام للقصر وفريق استشاري قبل عرضها على الرئيس.

 

الراعي في رسالة الميلاد: نناشد الدولة اعادة العمل السياسي الى اصالته فيلتزم توفير الخير العام

السبت 24 كانون الأول 2016 /وطنية - وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، رسالة الميلاد السادسة الى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا مقيمين ومنتشرين، في حضور المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان.

الراعي وفي رسالته إعلان إنجيل العائلة، "أسرع الرعاة إلى بيت لحم، فوجدوا مريم ويوسف والطفل يسوع مضجعا في مذود"(لو2: 16)، قال فيها:"حالما أشرق نور مجدالله حول رعاة بيت لحم، في ظلمة الليل، وبشرهم بالفرح، الذي سيعم العالم أجمع، "أن اليوم ولد المخلص، وهو المسيح الرب، المقمط والمضجع في مذود"، أسرع الرعاة ليروا هذه الكلمة، "فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في مذود". وكان أول إعلان لإنجيل العائلة.

أيقونة العائلة

إنها العائلة المقدسة، أيقونة كل عائلة: هو كلمة الله يتجسد في عائلة بشرية. هيأ لذاته أما عذراء بشخص مريم، ولد منها بقوة الروح القدس واغتذى من حبها وحنانها، فكانت أطهر الخلق أجمع وأقدسه؛ واختار أبا بتولا هو يوسف من الناصرة، تعهد حياته البشرية وتربيته وإعالته، فكان له ولأمه، أمام الشريعة والمجتمع، الأب والزوج الشرعي. إنه حارس الأغليين: يسوع المخلص وفادي الإنسان، ومريم أمه وأم البشرية المفتداة".

أضاف:"يسعدني والأسرة البطريركية أن أعرب للسادة مطارنة الأبرشيات وقدس الرؤساء العامين والرئيسات العامات، وأبناء وبنات أبرشياتهم ورهبانياتهم، في لبنان والمشرق وبلدان الإنتشار، عن أخلص التهاني بميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، وبالسنة الجديدة 2017، راجين لهم جميعا فيض الخير والنعم، ولبلدان مشرقنا التي تعاني من ويلات الحروب والنزاعات، السلام والاستقرار.

صلاة ودعاء

أود في هذه الرسالة الميلادية أن أرفع معكم صلاة الشكر لله على السنة 2016 التي وصلت إلى غروبها، وقد أتاح بنعمته للكتل السياسية والنيابية عندنا أن تتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية بشخص العماد ميشال عون، وعلى تشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ سعد الدين الحريري. إننا إذ نهنئهم، نهنىء يضا اللبنانيين مقيمين ومنتشرين، وندعو لهذا العهد الجديد بالنجاح في مواجهة التحديات الكبيرة والمتفاقمة، وفي طليعتها استكمال الوحدة والمصالحة الوطنية على المستوى السياسي، وتسريع صدور قانون انتخابات يضمن التوازن في التمثيل والإتيان بنخب جديدة، ومحاربة الفساد في المؤسسات العامة، والمباشرة في معالجة الأزمة الاقتصادية والمعيشية والإجتماعية، رحمة بالمواطنين الذين يتآكلهم الفقر، وبالشبيبة الباحثة عن مستقبلها وترجوه داخل الوطن".

وتابع: "كل هذه التحديات، بالإضافة إلى غرق المجتمع والبلاد بمليوني نازح ولاجىء ينتزعون لقمة العيش من فم اللبنانيين الذين أصبحوا في ثلثهم تحت مستوى الفقر، ويهددون بالخطر الأمن الداخلي، إنما تصيب العائلةالصغيرة والوطنية. وكم يؤلمنا أن تأتي ذكرى الميلاد المجيد، ومعظم العائلات عندنا في حالة معاناة إقتصادية ومعيشية ومعنوية، وفي حالة تبدد بسبب هجرة الأولاد والأحفاد عن والديهم والأجداد، وفي حالة تفكك الرباط الزوجي بداعي جفاف الحب والأمانة، واللجوء المفرط إلى الطلاق وإبطال الزواج، وفي حالة الضرر النفسي والعاطفي الذي يصيب الاولاد سواء كانوا قاصرين أم راشدين".

أضاف: "إننا نحمل في صلاتنا العائلات المنكوبة من جراء الحروب وممارسات العنف والإرهاب في مشرقنا وبلدان أخرى، وكان آخرها في القاهرة والكرك وبرلين. ونعلن قربنا من كل الذين فقدوا دفء العائلة بسبب حاجاتهم المادية وقساوة الدهر عليهم وفقدانهم مشاعر الحب والحنان. ونعرب عن شكرنا للمؤسسات والهيئات التي تعنى بالتعويض عن هذا الدفء المفقود. ولكن علينا أن نضاعف جهودنا في توجيه عملنا الراعوي، ومؤسساتنا التربوية والإستشفائية والإجتماعية، إلى حماية العائلة وتعزيزها ومساعدتها. فإن "خيرها مصيري بالنسبة إلى مستقبل العالم والكنيسة عامة، كما وإلى مجتمعنا ووطننا. فالعائلة هي الخلية الحية للمجتمع، والمدرسة الطبيعية الأولى المربية على القيم العاطفية والأخلاقية والإجتماعية، والكنيسة المنزلية ناقلة الإيمان ومعلمة الصلاة.

إن الإرشاد الرسولي "فرح الحب"، الذي أصدره قداسة البابا فرنسيس بتاريخ 19 اذار 2016، في أعقاب جمعية سينودس الأساقفة الخاصة بالعائلة، هو لنا خير دليل في عملنا الراعوي والتربوي والاجتماعي المشترك".

في خدمة العائلة

بميلاده في عائلة بشرية، أعاد ابن الله الزواج والعائلة إلى حالتهما الأصلية، على صورة الثالوث الأقدس الذي منه ينبع كل حب حقيقي، طاهر ومعطاء. وأعلن للعالم إنجيل العائلة الذي تحمل الكنيسة بشراه في أعمالها ونشاطاتها ومؤسساتها. لهذا إنجيل العائلة دعانا المسيح في الحياة المكرسة والكهنوت، ونذرنا نفوسنا، فباتت الأبرشيات والرهبانيات بهيكلياتها ومؤسساتها علامة رجاء لكل عائلة، تحمل صدى البشرى الأولى التي اجتذبت رعاة بيت لحم إلى المذود حيث وجدوا دفء العائلة الجديدة: مريم ويوسف والطفل، وامتلأوا فرحا، وعادوا يسبحون الله ويهللون. فلتكن مطرانياتنا ورعايانا وأديارنا ومؤسساتنا "المذود الجديد"، حيث تجد العائلة ذاتها وفرحها، وترى تجليات حب الله.

يذكرنا قداسة البابا فرنسيس قول بولس الرسول "أن الزواج والعائلة هبة من الله" (راجع 1كور7: 7)، تجب العناية بها والمحافظة عليها. ويعطينا مثال المسيح كنموذج لنا: فقد بدأ حياته العلنية في عرس قانا حيث أبهج العروسين والحاضرين بآية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة (يو2: 1-16)، وشارك لحظات صداقة مع لعازر وأختيه (لو10: 38)، وشفاء مع عائلة بطرس(متى 8: 14)، وسمع بكاء أهل على أولادهم فشفاهم وعزاهم وأعاد إليهم الحياة (مر5: 41؛ لو7: 14-15)، وأشبع آلاف الجماهير من خمسة أرغفة وسمكتين (يو6: 1-16)، وهدى المرأة السامرية بنور الحقيقة (يو4: 1-30)، وغمر برحمته الغافرة المرأة الزانية (يو8: 1-11). وهكذا أثار تجسد الكلمة الإلهي في عائلة بشرية وجدان تاريخ العالم بأسره (فرح الحب، 63-65).

إنجيل العائلة لا يقتصر بشراه على عائلتنا الشخصية، بل يشمل كل عائلة بشرية، أيا كان دينها ولونها وعرقها وثقافتها. الكنيسة، بحكم أمومتها، تشمل كل العائلات.

مناشدة ومطالب

وإننا معكم نناشد الدولة،التي هي بمثابة أم لجميع المواطنين، أن تحمل هم كل عائلة لبنانية، وتعيد للعمل السياسي أصالته، فيلتزم توفير الخير العام، الذي منه خير كل واحد وخير الجميع، في التشريع والإجراء، في الإدارة والإنماء، في الاقتصاد بكل قطاعاته، في المعيشة والتربية وفرص العمل.

ونطالب الدولة مساعدة عائلاتنا اللبنانية في مواجهة حاجاتها لتأمين العلم والاستشفاء والعناية لأفرادها. ونطالبها الإيفاء بمتوجباتها المالية تجاه مؤسسات الكنيسة ومثيلاتها التي تعنى بخدمة العائلة من مستشفيات ومدارس مجانية ومراكز لمسنين ويتامى ومعوقين وذوي احتياجات خاصة. فالدولة هي المسؤولة أصلا عن إقامة مثل هذه المؤسسات، لقاء ما يؤدي لها المواطنون من ضرائب ورسومات متوجبة.

ونناشد معكم الأسرتين الدولية والعربية، وضع حد للارهاب والتطرف، وللحروب والنزاعات الجارية في بلدان الشرق الأوسط، التي تفتك بالعائلة قتلا وتهجيرا وشرذمة وإفقارا، والتي تشرد عائلاتنا المشرقية على دروب العالم، فتقف بأفرادها كبارا وصغارا، مسنين وأطفالا، على بوابات حدود الدول مخذولين ومحرومين من حقوقهم الأساسية وكراماتهم.

ونطالب منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن العمل الجدي على إيجاد حلول سياسية تهدف إلى إحلال سلام عادل وشامل ودائم، وإلى إعادة جميع اللاجئين والنازحين والمخطوفين إلى أوطانهم وممتلكاتهم وحماية حقوقهم وكرامتهم كمواطنين.

إذا تم كل ذلك، يحق لنا وللعالم أن يبتهج بعيد ميلاد المسيح فادي العائلة، وبعيد رأس السنة الجديدة 2017 التي نرجوها سنة سلام واستقرار لكل عائلة وللجميع، فنهتف:

ولد المسيح! هللويا!"

رعيدي

وكان الرئيس العام للرهبانية الانطونية الاباتي داود رعيدي ألقى كلمة باسم الرؤساء العامين والرئيسات العامات قال فيها:" في زمن الانوار نجتمع كلنا عائلة واحدة، ونتحلق حول غبطة البطريرك مار بشارة بطرس، ومن خلاله حول االبطاركة والأساقفة رؤساء كنائسنا المشرقية، وآبائنا الروحيين. في هذا الزمن المميز الذي اشرق فيه الرب على البشرية فأنارها بوهجه الإلهي، نرفع عيوننا إلى فوق، إلى حيث يأتي خلاصنا. فالخلاص ينبع من الأعالي فيفيض النور على الاسافل! والمسيح نفسه لم يعد مساواته لله غنيمة فتواضع ولبس جسدنا. وعلى مثاله، لا يمكننا ان نتجسد في اعمال رحمة ومحبة إذا لم نكن على هذا المستوى، فمن يقدر على الكثير قادر على الدون، وهي دعوة لنا لأن نرتقي في هذا الزمن، وفي كل يوم،إلى الأعالي السماوية، لنتمكن من تجسيد محبتنا للرب وللكنيسة.

وحتى على مستوى الفكر الفلسفي فإن الكل ينتج عنه الجزء، أما مجموع الاجزاء فلا ينتج عنه الكل، وفي كل المشاريع والانجازات الروحية والمادية والانسانية، يجب ان نقر أنه من الخيار الاكبر تتأتى المسائل الصغيرة، ولو لم يكن ثمة خيار لما نتجت تفاصيل وأجزاء صغرى. على هذا المستوى، الكنيسة هي صاحبة رؤية شاملة تحمل الخلاص الشامل للبشرية وليست منفذة مشاريع صغيرة تقيت وتحيي عددا من الأشخاص محدودا، إنها تفتح أفق الخلاص، وتبني منهجية العائلة المسيحية الجديدة المنتسبة إلى الألوهة بالتبني وبعطية مجانية من الله، فيقوم كل فرد بتجسيد الروح ليعم الخير البشرية جمعاء.

فلا يمكن للكنيسة السلطة ان تضيع بالتفاصيل، لتجيب على حاجات مادية بسيطة ومباشرة، بل أن رسالتها تتمحور على حث المؤمنين على الارتقاء إلى فهم التجسد، ليعمل المؤمنون على اقتسام النعم الإلهية معا، واعتقد أنها تقوم من جهتها بواجبها البشري إلى جانب حملها للبشارة، وإن هذه الجمعيات الرهبانية النسائية والرجالية، الحاضرة اليوم أمامكم، يا صاحب الغبطة، بما تدير من مؤسسات، هي افضل دليل على هذا الالتزام، دون أن يختزلوا اسهامات كل مؤمن وتجسيداته اليومية. فالرهبانيات هي عنصر مسهم، ولكنه لا ينفي الاسهامات الاخرى بل يحفزها من أجل أن يعم الخير جميع البشر.

ويسرنا، غبطة أبينا، وقد ذكَّرتم دونما كلل على ضرورة وجود رئيس في الدولة، أن نعبر في هذا العيد، رمز التحول البشري في علاقتنا مع الإله، عن فرحنا العارم بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبلاد، وهو ما يعطي المواطنين الثقة للمضي قدما في بناء وطن الانفتاح، وليس اقل وقعا علينا تأليف الحكومة من قبل الشيخ سعد الحريري لنعيد اطلاق المؤسسات والخدمات العامة التي صرنا بأمس الحاجة لها. فإذا كانت الاحداث البشرية تخلق متنفسا وفرصة لحياة أفضل، كم هو أسمى ذلك الأمل الذي نعيشه في ذكرى تجسد الاله على ارضنا، لكأن مسحة سماوية صارت تظللنا، ونعبر عنها بزينة وأضواء، تعكس إضاءات الله في عتمة مسيرة الكون لتفتح افقه على رجاء المجد الابدي.

فإليكم يا صاحب الغبطة، نرفع التهاني بالعيد السعيد، عيد تجمع العائلة البشرية حول الوجه الإلهي المضيء. اليكم نقدم محبتنا واحترامنا وخضوعنا لأنكم تمثلون العلامة المنظورة للكنيسة الأم والمعلمة، ومعكم ومن خلالكم نوجه التحية الميلادية للبطاركة والمطارنة الكاثوليك في الشرق، ولكل الكهنة والمكرسين على مساحة الكنيسة، ولكل المعترفين المشرقيين الذين يحملون في اجسادهم علامات انتمائهم للمسيح، ولكل مؤمن معذب في هذاالشرق، ينتظر خلاص الرب ويلتمس وجهه في عتمة التطرف البشري وانحداره الى الأسافل. اليهم جميعا نقدم التهاني القلبية ونقول لهم بأن المكرسين والمكرسات الذين يعملون معهم وبقربهم، والحاضرين اليوم في صرح بكركي الذي يشكل النجم الهادي إلى طفل المغارة، نقول لهم: أنكم علامات المسيح الحي في هذا الشرق، وفيكم يتجسد المسيح اليوم خلاصا للبشرية من محنتها الوجودية، وبكم يرفع وجهه إلى الأعالي ليرتقي صوب الألوهة الآتية لترفعنا.ولد المسيح... هللويا!

استقبالات

بعد رسالة الميلاد، استقبل الراعي بحضور الكاردينال صفير المهنئين بالاعياد المجيدة. فالتقى الرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان من مختلف الطوائف الكاثوليكية.

ومن المهنئين على التوالي: راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر وكهنة الابرشية، أمين عام المدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار على رأس وفد من الامانة العامة، عضو المؤسسة المارونية للانتشار سركيس سركيس، راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله وكهنة الابرشية، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون وكهنة الابرشية، قنصل بريطانيا الفخري رئيس جامعة آل ابو جودة وليم زرد ابو جودة، رئيس جامعة سيدة اللويزة على رأس وفد من الجامعة، النائب البطريركي على أبرشية جونيه المطران انطوان نبيل العنداري والكهنة، النائب البطريركي على الجبة - بشري المطران مارون العمار والكهنة، راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزيف معوض وكهنة الابرشية، راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران كميل زيدان وكهنة الابرشية، النائب العام على ابرشية صيدا المارونية المونسينيور مارون كيوان وكهنة الابرشية، وفد من كاريتاس لبنان، فاعليات دينية وسياسية واقتصادية ونقابية.

وظهرا، استقبل الراعي بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان في زيارة للتهنئة بالاعياد.

 

ريفي: المعركة المقبلة إثبات وجود

السبت 24 كانون الأول 2016 /وطنية - نظم قطاع الشباب في "تيار الوزير السابق اللواء اشرف ريفي"، ندوة بعنوان "لغة الذاكرة والتفوق الدراسي" في مقر نقابة المهندسين في طرابلس، برعاية ريفي، وحضور رئيس مجلس ادارة الجامعة اللبنانية الفرنسية الدكتور محمد سلهب وعميد كلية الهندسة الدكتور احمد الرافعي والدكتورة ريما طليس ممثلة نقيب المهندسين ماريوس بعيني ورئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي والمدرب الدولي في استعمال الصحيح للذاكرة احمد الحسيني وعدد كبير من الطلاب ومهتمين. بعد النشيد الوطني، ألقيت كلمات عدة للمنظمين شددت على "أهمية استعمال الذاكرة بشكل صحيح ودقيق، وفعالياتها في المجال الدراسي والوظيفي والحياة الاجتماعية والمحافظة على قدرات الدماغ وزيادة قوة الثقة بالنفس". وكانت كلمة لريفي قال فيها: "لا يختلف اثنان على ان بناء المجتمعات والنهوض بها الى ارقى الدرجات لا يكون الا ببناء القدرات وتطويرها لدى ابناء المجتمع بوجه عام، ولدى فئة الشباب على وجه الخصوص، ولم يراهن احد يوما على الشباب المفعم بالحيوية والتطلع للمستقبل الا وكسب الرهان، فتحية لشباب لبنان ولقطاع الشباب وللجنة المعلمين فيه على تنظيم هذه الندوة".

أضاف: "لا شك في ان موضوع هذه الندوة على قدر بالغ من الاهمية، فالتفوق الدراسي يشكل علامة فارقة في المجتمعات الناجحة، وبلوغ هذه المرتبة الرفيعة من العلم يتطلب تدريبا خاصا وتطويرا ممنهجا ومدروسا لقدرات الطلاب، خاصةً اصحاب القدرات الذهنية الاستثنائية، وقد بات في السجل العلمي في طرابلس والشمال الكثير من الانجازات على هذا الصعيد، ومع كل استحقاق تربوي او علمي نجد ابناء هذه المنطقة المعطاءة دائما في الصفوف الامامية وعلى رأس لوائح النجاح والانجازات". وتابع: "نحن في امس الحاجة لتطوير أدائنا على كل صعيد لكي نعيد رسم خريطة الطريق الفضلى لمستقبل افضل، وعلى كل منا ضمن اختصاصه ان يمارس دورا فاعلا في هذا الخصوص، ويبقى من الضروري ان نستفيد من الخبرات التي اكتسبها البعض من ابنائنا لكي نعمم المعرفة ونطور منهجية التفكير وطرق التعليم الحديثة التي سينعكس اعتمادها بصور ايجابية على تحديث المجتمع. يجب الا نقع رهينة الفكر التقليدي بل يجب ان نحفز ابناءنا على الانطلاق بتجربة جديدة تواكب النهضة الشبابية الرامية الى إزالة ترسبات الفساد وترهلات حكم الاقطاع والعائلات. آن الاوان لكي يقول الشارع كلمته ويقود الشباب والمجتمع المدني مسيرة الاصلاح الحقيقة".

وقال: "الحديث عن الذاكرة بشكل عام يعيدني في الزمن الى احداث لا تنسى ولا تمحى مهما طال الزمن ومرت الايام، من 14 شباط 2005 وحتى اليوم، هل ننسى ثورة الارز التي اخرجت المحتل السوري من لبنان؟ لا والف لا، هل ننسى رفيق الحريري ووسام الحسن ووسام عيد وبيار الجميل وجبران تويني وفرنسوا الحاج وسائر الشهداء؟ ربما يراد لنا في هذه الايام ان ننسى، وان نجعلهم وسائر الشهداء مجرد ذكرى في ذاكرة الوطن نستعيدها مرة كل عام في حفل رمزي، كما يراد لنا ان نغض الطرف عن مجازر ايران والنظام السوري و"حزب الله" بحق اخواننا في حلب وغيرها من مناطق سوريا، لكن فات من خطط ودبر لذلك، ان هذا الوطن اكثرية بذاكرة حديدية لا تنسى ولن تنسى". أضاف: "لا نريد احياء ذكرى فالذكرى ستبقى خالدة رغم انف المجرمين، نريد احياء مبادىء وثوابت الشهداء وهذا دين علينا لهم حتى يوم الدين. الحديث عن الذاكرة ايضا يستحضر حكما النسيان، نعم نريد ان ننسى ذكريات أليمة من تاريخ هذا الوطن، نريد ان ننسى ونمحو سويا صفحات الاقتتال السوداء، لكننا لن ننسى على الاطلاق الدروس التي خرجنا بها من كل التجارب. النسيان ايها الرفاق يجب ان ينصب على المآسي والاحداث الاليمة فقط، اما امجاد وبطولات الشهداء فهذه ستبقى محفورة في عقولنا وقلوبنا الى الابد".

وختم: "اطمئنكم جميعا، ان كانت ذاكرة بعض اهل السياسة تخونهم بين الحين والآخر فينسوا تضحيات الناس الشرفاء الصادقين، فإن ذاكرة اهلنا في طرابلس والشمال وفي كل لبنان لم ولن تخون الامانة ولم ولن تستسلم لجحافل الموت مهما استعرضوا وابتهجوا وفاخروا بقتلهم الابرياء. الايام الآتية كفيلة بقلب المعادلة التي اوصلتنا الى ما نحن اليه في الداخل اللبناني، وكلنا مدعوون حين يحين الاستحقاق لان نقول ونعبر عن رفضنا لمنطق الاستسلام والرضوخ. كونوا على اهبة الاستعداد، فالمعركة المقبلة اكثر من مصيرية، انها معركة اثبات الوجود، فإما ان نكون او لا نكون، لكننا سنكون بإذن الله. الشكر والتقدير لمنظمي هذه الندوة، وعلى امل ان يتجدد اللقاء بكم نحو مزيد من العلم والمعرفة".

 

خاص “المسيرة”: جان الحاج يروي قصة عذاباته في السجون السورية

رسمت شعار “القوات” وكتبت بشير حي فينا على جدار السجن

كندا – خاص/المسيرة/24 كانون الأول/16

من لبنان، والنضال في صفوف “حراس الأرز” ومن ثم “القوات اللبنانية”، إلى الاعتقال في سجون الاحتلال السوري، وصولاً إلى هجرته إلى كندا، مسيرة خطّها الرفيق جان إميل الحاج ليختصر معها تاريخ نضال الرفاق في “القوات اللبنانية” وصمودهم في مواجهة الهمجية والبربرية التي مارسها نظام الأسد في لبنان طيلة أعوام الاحتلال، تلك الممارسات التي تبقى حية على أجساد ما يمكن وصفهم بالشهداء الأحياء من شاء قدره أن يخرج من معتقلات الذل والعذاب، وتبقى محفورة عند كل نصب تذكاري لكل شهيد وكل شهداء نظام البعث في سوريا على مدى نحو ربع قرن من إحتلاله لبنان إلى أن أخرجته ثورة الأرز ثورة الشعب اللبناني الشعب المقاوم الحقيقي مذلولاً مكسوراً .

إلى تفاصيل رحلة العذاب التي تعرض لها الرفيق الحاج والتي تثبت من جديد أن نظام الأسد هو النظام الذي أطلق وأنشأ وزرع الإرهاب، ليس في لبنان فحسب بل في سوريا أيضاَ، وفي المنطقة بأسرها.

 بعدما أنهى الرفيق جان إميل الحاج عمله في جونيه، توجه مساء إلى حراجل للاحتفال بعيد السيّدة كما العادة في كل سنة. كان ذلك في الرابع عشر من آب من العام 1984، وبعدما شارك في القداس والاحتفالات مع الأصدقاء والرفاق، قرر العودة مع صديقه الذي أبلغه نيته بعدم المبيت في حراجل إلى بلدتهما شكا. كانت الساعة تقارب الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، عندما وصلا إلى حاجز المدفون التابع لقوات الاحتلال السوري، فطلب منهما عناصره النزول من السيارة، مما يوحي بأن معلومة وصلت إليهم لتوقيفه فور وصوله، وبادروا إلى تفتيش السيارة بدقة فعثروا في داخل حقيبته على سلاح فردي، وبدأت رحلته مع العذاب والألم، حيث طلبوا منه بداية أن يتقدّم بنفسه بسيارته لمسافة قصيرة، إلا انه تذكر فوراً أنه قبل اسبوع فقط من تاريخه جرى توقيف أحد ضباط الجيش على الحاجز السوري، ومن ثمّ تركوه يعبر وما هي لحظات إلا وأطلقوا عليه رصاصات قاتلة وهو في داخل سيارته، فرفض هذا الأمر، عندها بدأ عناصر الاحتلال بضربه وإهانته، وبقي مع رفيقه هناك طيلة الليل إلى أن جاء المسؤول عن الحاجز وهو برتبة نقيب، حيث تم أخذهما عنوة إلى المركز السوري الذي كان يومها في محاذاة طريق المدفون القريبة من الحاجز، وأخضعا لجولة ثانية من الضرب ومن ثمّ بدأت التحقيقات معه من قبل عناصر من المخابرات السورية بذريعة إتهامه أنه يسعى لتنفيذ عمليات ضدّ القوات السورية في مناطق إنتشارها في الشمال، وإستمرت الحال على هذه الوتيرة من الضرب والتعذيب طيلة ساعتين، ومن ثم أودعوهما في غرفة صغيرة جداً عبر باب ضيّق، تقع بجوار مركز كفرعبيدا للمخابرات السورية يومها. وطلب جان من زميله أن يتماسك أمام التحقيقات. وفي صباح اليوم التالي طلبوا منهما الخروج من القبو الذي وضعوهما فيه، ومن جديد تعرضا لجولة عنيفة من الضرب والتعذيب ثم نقلوهما بالسيارة حيث جالوا بهما في شوارع كفرعبيدا، وأعادوهما مجدداً إلى مركز المخابرات وأخضعا لجولة جديدة من التحقيقات على يد عناصر من مخابرات الوحدات الخاصة، وأوهموه في التحقيقات أنه إذا أعطاهما سيارته سيفرجون عنهما لكنه رفض هذه الخدعة.

خلال جولة التحقيقات الجديدة إكتشف عناصر المخابرات السورية في حقيبته الجلدية بعد تمزيقها بطاقة طالبية، ولم يكن يحمل بطاقته الحزبية وهو كان عضواً في “حراس الأرز”، بالإضافة الى بعض الأرقام المُرمزّة بأسمائها خصوصاً وانه كان لديه دوام في ثكنة “القوات اللبنانية” في مركز السيوفي وحرص على عدم ذكر أي إسم من هذه الأرقام، ولكنهم رأوا رقماً مكتوباً عليه “القوات اللبنانية” بيروت، وتحته الإسم الأول لأحد الرفاق، ومن حينه تحول المشهد ليصبح التحقيق مع متهم، وشدّدوا من إجراءات التعذيب عليه تحت وطأة الترهيب والترغيب بإعطائهم سيارته، أو أي شيء فرفض الرضوخ لكل طلباتهم، فما كان من عناصر الاحتلال السوري إلا أن أشبعوه ضرباً طيلة الليل، ومارسوا في حقه وصديقه أقسى أنواع الإهانات النفسية والعذابات الجسدية.

بعد فصله عن صديقه، تابع عناصر المخابرات التحقيق معه فرفض البوح بأي شيء، وهددوه بعنصر من قبلهم يلقب بـ”الإرهاب ” وقالوا له عندما يأتي إليك المدعو “إرهاب” عندها ستعرف كيف تخضع وتفشي بما لديك.

وفور وصول الإرهابي المميّز، ضربه على رأسه بواسطة آلة حادة فنزف على الفور من جبينه، ثم طرحه أرضاً وهو مكبل اليدين مما أدى إلى كسر في إحدى يديه، وبقي على هذه الحال من النزيف والألم مع إستمرار جولات الضرب والتعذيب، التي كان يتخللها جلسات تحقيق حول أي شخص أو رفيق يعرفه، مع ذلك بقي جان على قراره بتحمل كل الأوجاع ووسائل التعذيب، لأنه أدرك أنه أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الموت، أو السجن المؤبد، فقرر الصمود ورفض الإفصاح عن أية معلومات تتعلق بالرفاق ومهماته الحزبية.

ولاحقاً تم نقله من مركز المخابرات في كفرعبيدا إلى مركز مخابرات الإحتلال السوري في طرابلس وتحديداً في حي الأميركان في منطقة القبة، وتقصّدوا نقله إلى طرابلس بسيارته الخاصة مروراً بمدينته في شكا. هناك تعرض لجولة جديدة من الضرب والتعذيب وكان يرأس المركز أحد الضباط وهو محمد الشعار الذي تولى في ما بعد مسؤولية وزير داخلية النظام البعثي.

يصف الرفيق الحاج جولات التعذيب في مركز طرابلس بأنها كانت قاسية جداً ولا يمكن لأحد تحمّلها، إذ كان النهار يبدأ بجولات متتالية ومتعاقبة من الضرب والتحقيقات حتى ما بعد منتصف الليل، ووجهوا إليه تهما متعددة أضيفت الى تهمة تفجير الحاجز السوري التي ألصقت به في مركز المخابرات في كفرعبيدا، وهي القيام بعمليات ضدّ القوات السورية في الشمال، ومنها قتل الضباط السوريين في دير الناطور، ومارسوا في حقه أقسى أنواع التعذيب لكي يقرّ بإحدى هذه التهم، لكنه رفض وقرر أن يصمد ويواجه بإيمانه والصلوات التي كان يرددها بصمت، لأنه كان يدرك أن أي كلمة أو أية معلومة يضطر أحد المعتقلين للبوح بها تحت سيف التعذيب كانت التوقيفات والاعتقالات تطاول العديد من أبناء مدينته ومن قرى الشمال.

وتابع الرفيق الحاج أنه في كل مراحل التحقيقات وجهت إليه أسئلة محددة عن حمله السلاح أو إطلاقه النار في مكان أو آخر، وهو كان يدرك أن تقارير إستخباراتية كانت تصل إلى المحققين عنه ولكنه بسبب إرادته استطاع أن يتحمل التعذيب ويصمد.

يؤكد الحاج أن وزير داخلية النظام لاحقاً والضابط السوري في طرابلس آنذاك محمد الشعار تولى بنفسه ضربه وتعذيبه، ومن ثم وضعه عنصر ملقب بـ”نمر” في دولاب وهو مغمّض العينين، ومكبّل، وأخضعوه لجولات وصولات من الضرب العنيف في شتى أنحاء جسمه، وبعد توقف الضرب لفترات قصيرة كان يطلب منه الإقرار بالتهم التي فبركوها عليه، ولكنه من جديد صمد ولم يدل بأي كلمة، وأنكرَ أمامهم بقوة وثبات قيامه بأي مهمات أو تدريبات عسكرية.

فقد جان وعيه أكثر من مرة من شدة الضرب وللحال كانوا يمطرونه بالماء فيصحو ليستأنفوا بعدها جولات الضرب والتعذيب، ولفت إلى أن والدته وخالته كانتا زارتا مركز القبة للمخابرات السورية وسألتا عنه فأنكر السوريون وجوده على الرغم من سماعهم صوته وهو يصرخ آلمًا وتعذيبًا، الى درجة أنه لم يعد يقوى على السير، وبقي لفترة على هذه الحال في مركز القبة، حيث كان محمد الشعار يتولى التحقيق معه، وفي كثير من المرات هددوه بحرق عينيه بالأسيد ومواد حارقة لكي يتكلم ولكنه بقي صامداً، وبعد ذلك رموا وجهه بكمية من المياه الساخنة، فأصيب بحروق عدة، ولم يستطيعوا أخذ ما يطلبونه منه من معلومات.

بعد كل هذه الجولات، يتذكر الرفيق الحاج بأن ضباط المركز السوريين، وبعدما عجزوا عن أخذ أية معلومة منه، أخذا يقولون بأنه لا يعلم شيئاً، عندها قرّروا أخذه إلى مكتب التحقيق لكي يوقع على المحضر، فأجبروه على كتابة المحضر بيده لكنه لم يستطع بسبب الكسور والألم، مما أدى الى تضرر اليدين. فطلب منه الضابط السوري أن يتلو ما يجب أن يكون في المحضر ليعمل على كتابته، وتذكر مجمل ما قاله في التحقيقات لأنهم كانوا يهددونه بالويل والثبور إذا جاء المحضر غير مطابق مع جلسات التحقيق. وبعد ذلك أدخلوه سجن القبة، وكان مساعد أول السجن ويدعى فهمي يزوره في زنزانته ويخضعه كل مرة لجولات ضرب جديدة ولم يعد يقوى على الحراك من شدة الألم في كل أنحاء جسمه.

نقله إلى عنجر

بعد نحو سبعة أيام إتخذ قرار بنقل جان الحاج إلى عنجر بواسطة سيارة من نوع جيب عسكري تابعة لجيش الإحتلال. أوثقوه بإحكام وتوجهوا به نحو حمص مروراً بدمشق وصولاً إلى عنجر، حيث بقي هناك سبعة أيام، وما أن ادخل إلى عنجر انهالوا عليه بالضرب بواسطة جنزير حديدي على صدره مما تسبب له بكسور في أضلعه الى درجة لم يعد يقوى على التنفس. ويروي جان أن الضابط الذي كان يتولى مسؤولية السجن في عنجر كان يدعى أمير التل، وهو نسيب غازي كنعان، والسجن هو عبارة عن إسطبل خيل وضع فيه نحو ستين معتقلاً، وعندما عرف من في السجن على أنه عنصر في حزب “حراس الأرز” صاروا يقولون له إن مصيره سيكون القتل، وقد صادف أيضاً وجود معتقلين من الجيش اللبناني في سجن عنجر، فسأله أحد العناصر عن هويته وإسمه ووعده بأنه إذا أفرج عنه سيُخبر عائلته في شكا انه كان معه في السجن.

التهمة في عنجر تغيّرت وتحولت الى خضوعه لدورات تدريب في إسرائيل، متذرعين بوجود صور تثبت ذلك، لكن جان بقي مصرًا على ما أورده في التحقيقات السابقة، لا سيما عدم قيامه بأي نشاط عسكري. أما التهمة الثانية التي ألصقت به، فهي تجنيد أشخاص لتنفيذ عمليات ضد مراكز الجيش السوري. ولم يكد يمر يوم واحد على وجوده في عنجر حتى أعيد مجدداً إلى غرفة التحقيق وأخضع لتحقيق من قبل أحد الضباط فيما كان يجلس مسؤول السجن أمير التل مستمعاً. وبعد ذلك طلب إلى التحقيق مرة ثالثة، فتولى عندها التل تهديده بأنه سيتمكن من أخذ المعلومات المناسبة منه، فخلعوا عنه ثيابه وأوثقوا يديه بواسطة حبال وعلقوه في سقف غرفة التحقيق، وبدأت جولة قاسية من الضرب تولاها أربعة إلى خمسة عناصر بواسطة الكرابيج والعصي، مع تكرار الأسئلة والإستفسارات ذاتها. عندها إستسلم لقدره لكنه صمد لجهة عدم الإدلاء بأي معلومة طالما أن مصيره سيكون الموت في النهاية. ويروي جان أن جولات التعذيب في عنجر كانت أقسى وأعنف من جولات السجن في طرابلس حيث طحنوا كل مفصل من جسمه لدرجة أن الدم بدأ ينزف من عينيه، ولما لم يحصلوا منه على معلومة واحدة أنزل عن البنغالو، ونقلوه محمولاً إلى السجن يقينا منهم بأنه لن يفشي بأية معلومات لأنه لا يعرف شيئاً، وبقي يرزح تحت صليب الألم والأوجاع مدة خمسة أيام متتالية في السجن – الإسطبل، وعندما لاحظوا أن حاله تحسّنت بعض الشيء طلبوا منه الإستحمام وإزالة الدماء عن وجهه، ولكن وقع الصدمة كان كبيراً فمجرد أن خرج من غرفة السجن متجها ً نحو المكان المخصص لدورة المياه حتى أشبعوه ضرباً من جديد، فسقط أرضاً في إحدى المجارير القريبة من المكان.

في اليوم السادس على وجوده في عنجر، وكان يصادف ذكرى تاريخية لدى النظام السوري، تم إخراج المعتقلين إلى باحة خارجية وجرى الإعلان عن إخلاء سبيل بعضهم. كل شخص كانوا ينادونه بإسمه وعندما وصل الدور إليه خاطبه التل بأنه سيبقى طويلاً في السجن وسيتم نقله إلى سوريا.

نقله إلى سوريا

وفي اليوم التالي نقل الحاج بواسطة جيب عسكري إلى فرع الشرطة العسكرية في دمشق، وأبقوه في السجن بعدما رأوا آثار التعذيب والضرب عليه، وبقي أحد العناصر معه حيث قام بتهديده طيلة الوقت بضرورة الكلام والإفصاح عن أي معلومة لديه لأنه سيلقى مجدداً المصير نفسه وسيواجه أقسى أنواع التعذيب مثل جلسات الكهرباء وغيرها. وبعد تمضية ليلة هناك نقل إلى فرع فلسطين وهو فرع التحقيق الذي تتولاه الشرطة العسكرية، وتفاجأ هناك بأن سلاحه نُقل معه وأخذوا يضربونه فيه ومن ثم أنزل على سلم بطول أربعين متراً بعدما أجبر على الزحف مسافة طويلة وأدخل إلى غرفة تحقيق جديدة حيث تولى أحد العناصر التحقيق معه بناء على محضر التحقيق السابق ووجهت إليه إتهامات عديدة مع تهديده بأنه سيلقى مصيراً صعباً ليس لسبب بل فقط لأنه مسيحي وينتمي الى أحد الأحزاب المناهضة للنظام السوري.

وبعدها ألبسوه ثياب السجن وأدخلوه إلى إحدى الغرف التي لا تتسع سوى لثلاثين شخص وفيها مئات المعتقلين ولا تنطفئ فيها الأنوار ليلاً نهاراً، تسلمه آمر السجن وهو جندي سوري مسجون. وأبقي لمدة خمسة وأربعين يوماً في فرع فلسطين، خضع في خلالها لجولات تعذيب جديدة شملت عدداً آخر من المعتقلين اللبنانيين، ولكنه بعد فترة تمّ نقله لمعاينته من قبل أحد الأطباء حيث وصف له بعض المراهم لمداواة جروحه، وقد توقفت لفترة قصيرة عمليات الضرب ليخضع بعدها إلى أسلوب عذاب نفسي.

بعد أربعين يوماً، أرسل جان من جديد إلى غرفة التحقيق، فألقى عليه المحقق محاضرة عن سوريا والمواطنة ومهمة قواتها في لبنان، وكيفية مواجهة الشعب اللبناني للنظام، ليعود إلى السجن، وبعد خمسة أيام تم نقله في إحدى العربات إلى سجن المزة العسكري، بعدما أوهموه بإخلاء سبيله.

هناك حيث الداخل مفقود والخارج مفقود، كان يفترض أن يتم حلق شعره، وإخضاعه للضرب بالكرباج قبل إيداعه غرفة السجن، لكن لحسن حظه تسلمه سجان وكان أحد العناصر السوريين من الطائفة المسيحية، فحلق له شعره وطلب منه أخذ ما يحتاجه من بطانيات ومن ثم نقله إلى إحدى غرف السجين التي كان فيها نحو أربعة وعشرين معتقلاً وجميعهم يرتدون لباس السجن الأبيض، هناك أمضى نحو سنة وشهرين. وبعد تسعة أشهر من إعتقاله عرف أهله أنه موجود في سوريا حيث قاموا بزيارته، وكانوا من فترة لأخرى يرسلون له بعض الأموال لشراء الطعام، مشيراً إلى أنه كان مع معتقلين آخرين يطلبون شراء الأقلام والدفاتر والخيطان ويقومون بصناعة الصلبان منها وكانوا يقدمونها لكل زائر صليبًا يتضمن أسماء كل المتعقلين في سجن المزة، للكشف عن مكان اعتقالهم، وبهذه الطريقة أصبح لدى “القوات اللبنانية” يومها فكرة عن أسمائهم.

يروي الحاج أنه في سجن المزة تولى رسم أرزة “القوات اللبنانية” على قمصان عدد من المعتقلين وشعارات أخرى، ولكن بعدما اكتشفها السجانون تم إدخاله مجدداً إلى التحقيق، ولكثرة ما تعرض له من تعذيب أصيب بأمراض جلدية في كل أنحاء جسمه وتم نقله إلى عيادة أحد الأطباء ووضع في غرفة إفرادية ضيقة جداً ومظلمة مدة ستة وعشرين يوماً، وتمت معاملته وكأنه سيذهب إلى الإعدام، وخلال فترة بقائه في هذه الغرفة تعرض لأقسى أنواع التعذيب النفسي، ومع ذلك وجد في أحد الأيام مسماراً حفر من خلاله أرزة “القوات اللبنانية” على جدار الغرفة، وكتب عبارة “بشير حي فينا”. وعندما أخرج منها أستدعي إلى التحقيق وتعرض للكثير من الإهانات بسبب ما قام به.

استمر الوضع على هذه الحال إلى أن تمّ الإفراج عن عدد من المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وصل عددهم إلى نحو واحد وثلاثين معتقلاً، قبل توقيع ما عُرف يومها بالإتفاق الثلاثي، فنقل المفرج عنهم إلى فرع فلسطين، ومن هناك مجدداً إلى عنجر، حيث إستلمهم اللواء علي حمّود، الذي كان يشغل منصب نائب غازي كنعان يومها، وألقى خطاباً أمامهم ونبههم في خلاله إلى وجود خطين في المنطقة الشرقية واحد مع الاتفاق وآخر ضده، ولكنه تجرّأ يومها وسأل اللواء حمود عن مصير أحد عشر معتقلاً آخرين كان يفترض الإفراج عنهم، ولم يتمّ ذلك.

وعندها جرى نقل المفرج عنهم إلى مناطق عدة ومنها بيروت، وزحلة ومناطق أخرى، وفور دخوله إلى الباص لنقله إلى بيروت نزع جاكيتته وأظهر أمام الجميع قميصه الذي رسم عليه شعار حراس الأرز و”القوات اللبنانية”، وعبارة بشير حي فينا، ومن ثمّ وصل المعتقلون في نهاية شهر تشرين الأول من العام 1985 إلى المجلس الحربي حيث كان ينتظرهم عدد من القادة والمسؤولين القواتيين ولا سيما الدكتور سمير جعجع، وبعدها توزع المفرج عنهم، وبقي الحاج في بيروت في مبنى كان يقيم فيه عناصر حراس الأرز، ثم انتقل بعد فترة إلى طبرجا وبعدها قرّر الهجرة إلى كندا.