المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 كانون الأول/2016

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.december28.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَجَثَوا لَهُ سَاجِدِين. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُم وقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا، ذَهَبًا وبَخُورًا ومُرًّا

لَنْ يَدْخُلَهَا أَيُّ نَجِسٍ أَو فَاعِلِ رَجَاسَةٍ وكَذِب، بَلِ ٱلْمَكْتُوبُونَ في كِتَابِ ٱلْحَيَاة، كِتَابِ ٱلْحَمَل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

التايوانيون من أصحاب أحزاب 14 آذار يغتالون محمد شطح كل يوم 100 مرة/الياس بجاني

التغريدة الأخيرة للوزير الشهيد الدكتور محمد شطح

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بري رفع جلسة مناقشة البيان الوزاري الى الغد للاستماع الى رد الحكومة والتصويت على الثقة

جديد تغريدات د.فارس سعيد: الذين استشهدوا من اجل قيام المحكمة الدولية لم يستشهدوا مبدئيا بل فعليا …آسف

فارس سعيد للمركزية: حكومة استسلام لرغبـــات وإملاءات حزب الله وموازين القوى ليست في مصلحة المعارضة وحذار العنف"

مطلوب منا أن ننسي محمد شطح/ايلي الحاج/فايسبوك

خليل حلو/ 30 سنة من الإحتلال السوري لم تثن الإرادات الحرّة

نوفل ضو إذا هيك بتكون مواجهة السلاح غير الشرعي لشو اتهمنا كل النواب المسيحيين من 1992 لل 2005 بإنن كانوا متساهلين مع الإحتلال السوري

البيان الوزاري لحكومة استعادة الثقة : لإقرار موازنة 2017 وتأكيد حق المواطنين في مقاومة الاحتلال واستراتيجية لمكافحة الإرهاب

"وول ستريت جورنال": هكذا يموّل "حزب الله" انشطته الارهابية

المطران عوده ترأس قداس الميلاد في بيروت: المطلوب تنافس سياسي شريف لا عدائية وانتقام

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هذه حقيقة الحوار بين "القوات" وحزب الله

الجيش في مواجهة العابثين بأمن "عين الحلوة" والاشتباكات تعكس صراع المتشددين على البقاء

ماذا بعد رفض "النسبية" الكاملة وعدم مراعاة "المختلط" وحدة المعاييـر؟ والانتخابات بالـ60 معدّلا أو تمديد تقني.. وخلط جديد لأوراق التحالفات!

الهاشـم: تشـكّل ذريعـة مسـتباحة لأي عمـل فردي غيـر منضبـط وتحفّظ "قواتي" واعتراض سياسي على عبارة "حق المواطنين في المقاومة"

بيروتي: السياحة تشهد نَفَساً إيجابياً بعد مرحلة من الركود و"حجوزات رأس السنة بدأت بـ80% وستصل إلى 100%"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

"ديلي ستار": بوتين قتل في 2014 وعميل مزدوج يحكم روسيا

قتل قيادي بارز بتنظيم داعش في سوريا

"تلغراف": بريطانيا تتجه لتعزيز وجودها في المنطقة

"اندبندنت": مهاجرون يتسللون من مخيم سري الى بريطانيا

غارديان": ادارة اوباما لن تستطيع استئناف عملية السلام

العربي الجديد : بغداد وواشنطن تسابقان الزمن لاستعادة نصف الموصل

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"استعادة الثقة" مع "حزب الله"، كيف؟/عبد الوهاب بدرخان/النهار

هل سيقبل المسيحيون بقانون بري؟/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

جنبلاط «القَلِق نسبياً» يتطلّع إلى لقاء نصرالله/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

صِدام حتمي... بين «العاصفتين»!/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

إشكالية الصراع السني / العلوي/غسان الإمام/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المستقبل احيا الذكرى ال3 لاستشهاد شطح الحسن: كان رجلا يؤمن بالحوار وسياسيا منفتحا جعجع: ثورة الأرز انطلقت ولن تتوقف

"التغيير يتحقق مـن خـلال كفـاح سـلمي وبأسـلحة الحقيقة والعـدالة"/رسالة البابا لليوم العالمي للسلام: "اللاعنف: أسلوب سياسة من أجل السلام"

الجلسة الثانية لمناقشة البيان الوزاري :الجميل حجب الثقة عن الحكومة واعتبر ان الفساد بدأ مع تشكيل الحكومة وتناتش الحقائب الخدماتية

الرئيس عون: العدالة المتأخرة ليست بعدالة ومنذ اليوم القضاة محررون من تبعية السلطة السياسية

الضاهر: نرفض السلاح غير الشرعي ودعم ميليشيات تحارب في سوريا واليمن

نص خطاب السيد حسن نصر الله في تأبين عبد الناصر جبري: تيارات التكفير والغلو تخدم المشروع الاستكباري الصهيوني في تفتيت وضرب ونقل المعركة من ساحتها الحقيقية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَجَثَوا لَهُ سَاجِدِين. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُم وقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا، ذَهَبًا وبَخُورًا ومُرًّا

إنجيل القدّيس متّى02/من01حتى12/:"لَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ في بَيْتَ لَحْمِ اليَهُودِيَّة، في أَيَّامِ المَلِكِ هِيرُودُس، جَاءَ مَجُوسٌ مِنَ المَشْرِقِ إِلى أُورَشَلِيم، وهُم يَقُولُون: «أَيْنَ هُوَ المَوْلُودُ مَلِكُ اليَهُود؟ فَقَدْ رَأَيْنَا نَجْمَهُ في المَشْرِق، فَجِئْنَا نَسْجُدُ لَهُ ». ولَمَّا سَمِعَ المَلِكُ هِيرُودُسُ ٱضْطَرَبَ، وٱضْطَرَبَتْ مَعَهُ كُلُّ أُورَشَلِيم. فَجَمَعَ كُلَّ الأَحْبَارِ وكَتَبَةِ الشَّعْب، وسَأَلَهُم: « أَيْنَ يُولَدُ المَسيح؟». فَقَالُوا لَهُ: «في بَيْتَ لَحْمِ اليَهُودِيَّة، لأَنَّهُ هكَذَا كُتِبَ بِٱلنَّبِيّ: وأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمُ، أَرْضَ يَهُوذَا، لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ رَئِيسٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيل». حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ المَجُوسَ سِرًّا، وتَحَقَّقَ مِنْهُم زَمَنَ ظُهُورِ النَّجْم. ثُمَّ أَرْسَلَهُم إِلى بَيْتَ لَحْمَ وقَال: «إِذْهَبُوا وٱبْحَثُوا جَيِّدًا عَنِ الصَّبِيّ. فَإِذَا وَجَدْتُمُوه، أَخْبِرُونِي لأَذْهَبَ أَنَا أَيْضًا وأَسْجُدَ لَهُ». ولَمَّا سَمِعُوا كَلامَ المَلِكِ ٱنْصَرَفُوا، وإِذَا النَّجْمُ الَّذي رَأَوْهُ في المَشْرِقِ عَادَ يَتَقَدَّمُهُم، حَتَّى بَلَغَ المَوْضِعَ الَّذي كَانَ فيهِ الصَّبِيّ، وتَوقَّفَ فَوْقَهُ. فَلَمَّا رَأَوا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. ودَخَلُوا البَيْتَ فَرأَوا ٱلصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ، فَجَثَوا لَهُ سَاجِدِين. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُم وقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا، ذَهَبًا وبَخُورًا ومُرًّا. وأُوْحِيَ إِلَيْهِم في الحُلْمِ أَلاَّ يَرْجِعُوا إِلى هِيرُودُس، فَعَادُوا إِلى بِلادِهِم عَنْ طَرِيقٍ آخَر."

 

لَنْ يَدْخُلَهَا أَيُّ نَجِسٍ أَو فَاعِلِ رَجَاسَةٍ وكَذِب، بَلِ ٱلْمَكْتُوبُونَ في كِتَابِ ٱلْحَيَاة، كِتَابِ ٱلْحَمَل

رؤيا القدّيس يوحنّا 21/09/10/21/27/:"يا إخوَتِي، أَتَى واحِدٌ مِنَ ٱلمَلائِكَةِ ٱلسَّبعَةِ ٱلحَامِلينَ ٱلكُؤُوسَ ٱلسَّبْعَ ٱلمَلأَى مِنَ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلسَّبْعِ ٱلأَخيرَة، وكَلَّمَنِي قائِلاً: «تَعَالَ فَأُرِيكَ ٱلمَرْأَةَ عَرُوسَةَ ٱلحَمَل!». وَنَقَلَنِي بِٱلرُّوحِ إلى جَبَلٍ عَظِيمٍ عَالٍ، فأَرَانِي ٱلمَدِينَةَ ٱلمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ، مِنَ عِنْدِ ٱلله، وٱلأَبْوَابُ ٱلٱثْنَا عَشَرَ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ لُؤْلُؤَة، وكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ ٱلأَبْوَابِ كَانَ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَة. وسَاحَةُ ٱلمَدِينَةِ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ كَٱلزُّجَاجِ ٱلشَّفَّاف. وَلَمْ أَرَ فيهَا هَيْكَلاً، فَٱلرَّبُّ ٱلإِلهُ ٱلضَّابِطُ ٱلكُلَّ وٱلحَمَلُ هُمَا هَيْكَلُهَا. وٱلمَدِينَةُ لا تَحْتَاجُ إِلى ٱلشَّمْسِ ولا إِلى ٱلقَمَر، لِيُضِيئَا لَهَا، فَمَجْدُ ٱللهِ أَنَارَهَا، وسِرَاجُهَا هُوَ ٱلحَمَل. فتَسِيرُ ٱلأُمَمُ في نُورِهَا، ومُلُوكُ ٱلأَرْضِ يَحْمِلُونَ مَجْدَهُم إِلَيْهَا. وأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ طَوَالَ ٱليَوم، لأَنَّهُ لَنْ يَكُونَ لَيْلٌ فِيهَا. ويَحْمِلُونَ إِلَيْهَا مَجْدَ ٱلأُمَمِ وكَرَامَتَهُم. ولَنْ يَدْخُلَهَا أَيُّ نَجِسٍ أَو فَاعِلِ رَجَاسَةٍ وكَذِب، بَلِ ٱلْمَكْتُوبُونَ في كِتَابِ ٱلْحَيَاة، كِتَابِ ٱلْحَمَل".

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

التايوانيون من أصحاب أحزاب 14 آذار يغتالون محمد شطح كل يوم 100 مرة

الياس بجاني/27 كانون الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/27/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7/

من فعلاً اغتال الشهيد محمد شطح وغيره من شهداء وطن الأرز والرسالة والقداسة ليس فقط من فجر بحقده وإرهابه وهمجيته وكفره أجسادهم الطاهرة..

ولكن من فعلاً وعملياً اغتالهم ويقتلهم كل يوم 100 مرة هم التايوانيون الفجار من أصحاب شركات أحزاب 14 آذار الذين باعوا القضية ومعها السيادة والحريات والاستقلال.

هؤلاء الجاحدين قفزوا فوق دماء الشهداء ..

هؤلاء المارقين نحروا ثورة الأرز وسكروا ورقصوا فرحين على دمها..

هؤلاء الخبثاء يسمون باطلاً الشر خيراً والخير شراً.

هؤلاء تجردوا من إنسانيتهم واستهانوا بكل التضحيات..

هؤلاء خدروا ضمائرهم والوجدان..

هؤلاء قتلوا في قلوبهم كل ما هو رجاء ومحبة.

هؤلاء التحقوا زاحفين وراكعين وبذل وقلة وفاء وجبن بقوافل الإسخريوتيين الخانعين والمستسلمين..

هؤلاء وبسبب قلة إيمانهم وخور الرجاء في دواخلهم الأنانية أوقعوا أنفسهم في أوحال تجارب إبليس وكل شياطينه.

هؤلاء اختاروا دسم الحقائب الوزارية والأبواب الواسعة على مبدأ الشهادة للحق.

هؤلاء فضلوا بجشع مقزز مواقع السلطة الفانية وثرواتها الترابية..

هؤلاء تخلوا بوقاحة عن كل قيم الكرامة والرجولة وعزة النفس والوفاء.

هؤلاء تعروا بفرح ووقاحة حتى من أوراق التوت..

هؤلاء شوهوا ثقافة المقاومة النبيلة وسمموا عقول أتباعهم وحولوهم إلى قطعان من الأغنام..

هؤلاء نصبوا أنفسهم آلهة وجروا الأتباع من قطعانهم على عبادتهم والتبخير لهم.

هؤلاء هم الذين أقولاً وأفعالاً وعهراً ومعهم كل من يماشيهم في طرواديتهم والملجمية اغتالوا محمد شطح ويغتالون كل يوم مليون مرة قوافل الشهداء..

هؤلاء من يتنازل عن الوطن وأهله ويسلمونهم مقابل ثلاثين من فضة إلى الغزاة والإرهابيين وجماعات البربرية والهمجية.

في ذكرى استشهاد محمد شطح نجدد التزامنا بلبنان الرسالة والسيادة والاستقلال والقضية والإنسان..

ومع الذكرى نطلب من الخالق جل جلاله الرحمة لنفوس كل الشهداء الأبرار.

وبصوت عال نرفض واقع الاحتلال الإيراني المفروض على وطننا الحبيب.. لبنان القداسة والرسالة.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بري رفع جلسة مناقشة البيان الوزاري الى الغد للاستماع الى رد الحكومة والتصويت على الثقة

الثلاثاء 27 كانون الأول 2016 /وطنية - رفع رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري جلسة مناقشة البيان الوزراي الى الحادية عشرة من قبل ظهر غد للاستماع الى رد الحكومة على مداخلات النواب والتصويت على الثقة بالحكومة ، وذلك بعد ان تحدث في الجلستين الصباحية والمسائية 22 نائبا.

 

جديد تغريدات د.فارس سعيد: الذين استشهدوا من اجل قيام المحكمة الدولية لم يستشهدوا مبدئيا بل فعليا …آسف.

تويتر/26 كانون الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/26/%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%ae/

**أصبحنا في بناء دولة ال٩٩٪ على غرار الأنظمة العربية البائدة…معارضة صوتية مقابل القافلة التي تسير.

**الذين استشهدوا من اجل قيام المحكمة الدولية لم يستشهدوا مبدئيا بل فعليا …آسف.

**مع اغتيال محمد شطح انتهت حصة من حياتنا السياسية.

**مواقف القوى السياسية التي انخرطت في التسوية من خلال التعامل او التحفظ او التفهم تؤدي الى تسليم لبنان لفريق وهذا من شانه توليد العنف مجددا.

**لا يحافظ المسيحيون على دورهم اذا انسحبوا من قضايا المنطقة واكتفوا ببعض الكراسي او اذا ألصقت صورتهم بصورة قوى اقليميةً تقتل المسلمين.

**نحضر خلوة سيدة الجبل في بداية السنة القادمة تحت عنوان الخيارات المسيحيية في زمن تحولات العالم العربي … سنساهم في بلورة دور ومعنى لنا.

**وكأن دور الكنيسة الاورتودكسية يتقدم على حساب دور الكنيسة الكاثوليكية في الشرق بسبب موقع روسيا و ياب المبادرة الكنيسة المحلية والفاتيكانية.

**يرتكز الانتداب الايراني في لبنان على طائفة وازنة وحلفاء داخل الطوائف الاخرى وعلى التحاق قوى سياسية بعنوان الواقعية ودخول السلطة.. لن نستسلم.

**اليوم يوم محمد شطح وهو يوم دمه الطاهر.

 **الامن الاستباقي ليس في قتال الاٍرهاب في ارضه انما في ألغاء الحجج والذرائع التي أدت الى الاٍرهاب وعلى رأسها بقاء الاسد والحشد الشعبي….

**عبارة الامن الاستباقي وردت في بيان القسم و البيان الوزاري تشريع قتال حزب الله في سوريا على قاعدة “نقتلهم في ارضهم حتى لا يقتلونا في ارضنا”

**اليوم لبنان تخت انتداب إيراني بدعم من فريق لبناني. سوريا تحت انتداب روسي-إيراني-تركي. العراق انتداب إيراني .فلسطين إسرائيلي..نريد الاستقلال.

**دول الخليج مدعوة للوقوف الى جانب المشرق العربي الذي يسيطر عليه اليوم روسيا،ايران وتركيا لان المثلث الإقليمي يستهدفها بقدر ما استهدفنا.

**حمل الانتداب الفرنسي البريطاني معه مستشفى ومدرسة وجامعة وثقافة وحاربناه.. الانتداب الجديد يحمل معه فتنة ولعنة حلب وحروب.. لن يتحكم بِنَا.

**محاولة صياغة”اعلان موسكو” لتثبيت ٣ قوى اقليميةً غير عربية نفوذها السياسي المطلق علىً شرق العالم العربي خطير ويجعل من بلداننا ملحقات ثانوية.

**منذ حوالي ١٠٠ عام حل انتداب فرنسا وبريطانيا مكان السلطنة العثمانية في المنطقة بعد انهيارها.. هل انتدابنا الجديد روسي، تركي وايراني وإسرائيلي؟

**ميلاد مجيد/للبنان السيادة/لسوريا الانتصار على الاسد وحلفائه/لفلسطين الاستقلال/لمصر الدور/ للعراق المحبة/ للخليج الخير والتطور.

**ميلاد مجيد.. للبنان السيادة/ للموارنة الحرية للحفاظ على لبنان/ للسنة لبنان اولا/ للشيعة لبنان جبل عامل/ للدروز جذور عميقة صلبة/ للبنانيين الحرية.

 

فارس سعيد للمركزية: حكومة استسلام لرغبـــات وإملاءات حزب الله وموازين القوى ليست في مصلحة المعارضة وحذار العنف"

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/27/50642/

المركزية/27 كانون الأول/16/في وقت يغوص مجلس النواب بين سطور البيان الوزاري وتفاصيله لتنال الحكومة الجديدة الثقة على أساسه، لا تزال الأصوات المعارضة لإنطلاقة العهد تعلو احتجاجا على ما تسميه "تنازلات كبيرة" قدمتها ما عرف بالقوى السيادية لمصلحة لاعبين آخرين. ففي مقابل الايجابية التي تطبع خطاب أركان العهد وحلفائه لا يتوانى آخرون عن إبداء خشيتهم من أن ينزلق لبنان إلى فصل عنفي جديد قد يعتبره كثيرون ثمن التسويات السياسية الأخيرة.

وقد اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد عبر "المركزية" "أنها حكومة الاستسلام لرغبات وإملاءات حزب الله، أي أنها اشترت الاستقرار مقابل التنتازل لكل شروط الحزب".

واعتبر أن "الناس مرتاحون للاستقرار الذي تنعم به البلاد منذ فترة لأنهم لم يشعروا بعد بالثمن الكبير الذي دفع مقابل هذا الشعور. إلا أن هذا المشهد سيتغير عندما يعي الناس هذا الثمن الباهظ".

وأعرب عن اعتقاده "أن "الوصول إلى هذه النقطة ليس ببعيد. ذلك أن هذه التشكيلة الحكومية غير قادرة على الانجاز. وإذا تمكنت من الخروج بقانون انتخابي جديد، فإنه سيأتي مفصلا على قياس الحزب، ولا يراعي مصلحة اللبنانيين".

وعن مآل قوى 14 آذار التي دفع أركانها من دمائهم ثمن ما اعتبروه سيادة واستقلال لبنان، والتي اعتبر كثيرون أن التسويات السياسية الأخيرة سددت في اتجاهها ضربة قاتلة، لفت إلى أن "استشهاد الوزير السابق محمد شطح والرئيس رفيق الحريري والنائب جبران تويني وسواهم لا يقاس بحكومة وبقانون انتخاب، بل يقاس باستقلال هذا البلد، الذي وقع تحت الانتداب الايراني، واليوم تنقصه إرادة وطنية حقيقية لمواجهة هذا الانتداب. لذلك علينا أن نبحث عنها ونبرزها ونعمل لأجلها"، منبها إلى أن "البلد اليوم يتشكل بشروط حزب الله، وهو ما يولد عنفا، ولا يأتي بالاستقرار".

أمام هذه الصورة، تكبر المخاوف على القوى المعارضة التي يعتبر البعض أن لا مكان لها في المشهد السياسي اللبناني.

وأشار سعيد إلى أن "موازين القوى ليست في مصلحة المعارضة، علما أن لا نهائيات لا على المستوى الإقليمي، ولاعلى الساحة الداخلية اللبنانية".

 

مطلوب منا أن ننسي محمد شطح

ايلي الحاج/فايسبوك/27 كانون الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/27/%D8%A7%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D9%85%D8%B7%D9%84%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9%86%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%86-%D9%86%D9%86%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%B7%D8%AD/

محمد شطح الوزير الدكتور الشهيد

من الشخصيات الأنبل والأرقى والأذكى التي عرفتها في حياتي

مطلوب أن ننساه كما ننسى نسيبا بعيداً ومتقدما في السن توفي لأسباب طبيعية عندما كنا صغاراً.

لا أحد اغتال الوزير محمد شطح قبل ثلاثة أعوام قرب "بيت الوسط". كان عابراً مصادفة هناك ومصادفة طلع انفجار حدّه. لم يتقصد أحد أن يمسه بسوء.

لا هو ولا رفاقه الشهداء

لم يستشهد أحد من 14 آذار . أصلاً لم يحصل شيء في 14 آذار يستحق التوقف عنده.

و"على سلامتهم حزب الله" إذا كان أحد يلمح من بعيد أو قريب إلى مسؤولية محتملة يمكن أن يتحملها هذا الحزب عن جرائم اغتيال وقعت بحق شخصيات من فريق سياسي معين.

ثم أن هذا الفريق السياسي المعيّن لم يعد موجوداً

وألله يسامحهم، رفيق الحريري وباسل فليحان وجورج حاوي وسمير قصير وجبران تويني ووليد عيدو وبيار الجميّل وأنطوان غانم ووسام عيد ووسام الحسن ومحمد شطح .

صحيح أنهم استشهدوا بالمتفجرات أو بالرصاص كانوا سيموتون يوماً ما على كل حال، كم يمكن أن يطول عمر الإنسان؟

ثم أن هذا الحزب "ما بيعملها" ولا يعرف أن يعملها إذا افترضنا أنه أراد عملها.

ناس أوادم . حلفاء حلفائنا . ولولاهم، لولا تسهيلهم واعترافهم المشكور بوجودنا وتمثيلنا لفئة من اللبنانيين، لا كنا رأينا رئاسة ولا وزارة ولا حتى حقيبة مدرسة.

وكما كان يردد الجنرال ميشال عون قبل أن يصبح رئيسا وبعد كل اغتيال، تفترض الواقعية أن ننتظر نتائج التحقيق ونمتنع عن إطلاق أي اتهام في أي اتجاه. فلربما كانت الجريمة مسألة تصفية حسابات شخصية ولا بعد سياسيا لها على الإطلاق.

إذاً، قتلوا محمد شطح ؟ يا لسوء حظه !

 

خليل حلو/ 30 سنة من الإحتلال السوري لم تثن الإرادات الحرّة

فايسبوك/27 كانون الأول/16

في مثل هذا اليوم منذ ثلاثة سنوات إغتيل رجل العلم والثقافة والمحبة والصدق الوزير السابق محمد شطح وانضم إلى قافلة شهداء ثورة الأرز، هذه الثورة التي انقلب عليها عدد من قادتها طوعاً أو نكايةً أو إستسلاماً مبرهنين بذلك أنهم غير جديرين بالثقة وبالمسؤولية، أما روح هذه الثورة فمستمرة من خلال الأصوات الحرّة. لمن إغتالوه: لغة الإغتيالات لم تثن إرادة الشعوب الحرة ولم تؤدّي أهدافها. لبنان باق ومستمر: 30 سنة من الإحتلال السوري لم تثن الإرادات الحرّة ..

 

نوفل ضو إذا هيك بتكون مواجهة السلاح غير الشرعي لشو اتهمنا كل النواب المسيحيين من 1992 لل 2005 بإنن كانوا متساهلين مع الإحتلال السوري

نوفل ضو/27 كانون الأول/16

*أتذكر أنه في مجلس ال 2000 وفي ظل سطوة الإحتلال السوري ومخابراته، ولم يكن في مجلس النواب لا قوات لبنانية ولا تيار وطني حر ولا وطنيين أحرار ...

كانت المناقشات أكثر صلابة ...

وكانت مواجهة سلاح الإحتلال السوري أكثر ضراوة على لسان بيار أمين الجميل وألبير مخيبر ونسيب لحود وبطرس حرب وحتى وليد جنبلاط وفارس سعيد وغيرهم ...

يومها اضطر عاصم قانصوه للرد ...

اليوم لم يضطر أحد من جماعة حزب الله وحلفائه لمجرد التعليق لأنو شباب السيادة والحرية والإستقلال ملهيين بغير مواضيع ...

في انتخابات جايي عالأبواب!

*طيب إذا هيك بتكون مواجهة السلاح غير الشرعي لشو اتهمنا كل النواب المسيحيين من 1992 لل 2005 بإنن كانوا متساهلين مع الإحتلال السوري؟

*حتى في أسوأ أيام الإحتلال السوري كانت المناقشات في مجلس النواب أكثر رقيا وعمقا وجرأة واحترافا ... نفتقد الطبقة السياسية البرلمانية التاريخية! الحياة السياسية في لبنان الى مزيد من التقهقر!

 

البيان الوزاري لحكومة استعادة الثقة : لإقرار موازنة 2017 وتأكيد حق المواطنين في مقاومة الاحتلال واستراتيجية لمكافحة الإرهاب

الثلاثاء 27 كانون الأول 2016

وطنية - تلا رئيس الحكومة سعد الحريري، في مجلس النواب، البيان الوزاري، وفي ما يلي نصه:

"لقد اخترنا لحكومتنا عنوان "استعادة الثقة" لأن الثقة هي أغلى ما يمكن أن يملكه بلدنا واستعادتها هي أسرع ما يمكن أن ننجزه بالتعاون مع مجلسكم النيابي الكريم وسائر المخلصين.

حق اللبنانيين علينا أن نعيد اليهم الثقة بالوفاق الوطني، وبدولتهم ومؤسساتها، وحق لبنان علينا أن نعزز الثقة باستقلاله وسيادته وبسط سلطة دولته على كامل أراضيه. وحق دستورنا علينا أن نعيد تأكيد ثقتنا به، وبوفاقنا الوطني المكرس باتفاق الطائف، وبنظامنا الديموقراطي، وبقدرتنا جميعا على حل أي مشكلة تواجهنا، عبر الحوار، ولا شيء غير الحوار، تحت سقف المؤسسات الدستورية وروح الميثاق، وعدم اللجوء الى العنف والسلاح والإبتعاد عن كل ما هو تحريض طائفي ومذهبي والتصدي لكل فتنة. كما ان حق اللبنانيين علينا أن تعود ثقتهم بقدرة دولتهم على تقديم الخدمات الأساسية لهم على امتداد الأراضي اللبنانية بطريقة مستدامة ومتوازنة وإدارة شفافة ونزيهة.

ان مجلسكم النيابي الكريم أطلق "استعادة الثقة" عندما أنهى عامين ونصف من الفراغ بانتخاب فخامة الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية، ونقف أمامكم اليوم طالبين ثقتكم لاستكمالها، من أجل ترجمة الأمل والتفاؤل بإقرار قانون انتخاب جديد وبنهوض في اقتصادنا الوطني يعيد اليه النمو ويلبي حاجات جميع اللبنانيين ويوفر فرص العمل لهم وللشباب منهم بشكل خاص.

وللوصول الى هذا الهدف، تضع حكومتنا في الأشهر القليلة المتاحة لها سلسلة أولويات وعلى رأسها إقرار موازنة 2017 وإقرار التشريعات الجاهزة أمام مجلسكم النيابي الكريم، وتقديم مشاريع قوانين من شأنها أن تسهل بيئة العمل الإقتصادي في لبنان وتعزيز دور القطاعات الإنتاجية (الصناعية والزراعية والسياحية) وتنظيمها وتطويرها، والتخطيط للاصلاحات والمشاريع البنيوية والإقتصادية والإنمائية دون إغفال الخطط الحكومية الموضوعة سابقا.

كما تلتزم الحكومة تسريع الإجراءات المتعلقة بدورة التراخيص للتنقيب عن النفط واستخراجه، بإصدار المراسيم والقوانين اللازمة مؤكدة حق لبنان الكامل في مياهه وثروته من النفط والغاز، وبتثبيت حدوده البحرية، خصوصا في المنطقة الإقتصادية الخاصة.

كما تولي حكومتنا أهمية خاصة لقطاع تكنولوجيا المعلوماتية والإتصالات لما يمتلكه من قدرة تحفيز للاقتصاد الوطني ولكونه مدخلا أساسيا للاقتصاد الجديد المسمى اقتصاد المعرفة حيث لبلدنا امكانات غير محدودة بما يملكه من رأسمال بشري وقدرة اللبنانيين المعترف بها دوليا على الإبداع والمبادرة والإبتكار، وهو ما يدفعنا لتحسين الخدمات نوعا وكلفة وسرعة في هذا المجال.

بموازاة ذلك ولتحقيق كامل الطاقة الكامنة في اقتصادنا تلتزم الحكومة بدء العمل فورا لمعالجة المشاكل المزمنة التي يعاني منها جميع اللبنانيين، بدءا من الكهرباء وصولا الى المياه مرورا بأزمات السير ومعالجة الملفات البيئية وأبرزها مشكلة النفايات ومشكلة تلوث مياه نهر الليطاني.

ان تحقيق النهوض الإقتصادي لا يكتمل الا بتحسين وتوسعة شبكة الأمان الإجتماعية وتأمين حق الوصول للطبابة والتعليم لجميع اللبنانيين. وفي هذا المجال ستولي الحكومة اهتماما خاصا للشرائح الأكثر فقرا عبر استكمال البرنامج الوطني لمكافحة الفقر وتأمين التمويل اللازم لمكافحة الفقر المدقع على الأخص، وتأمين التعليم النوعي لجميع الأطفال الموجودين على الأراضي اللبنانية.

وفي العموم تؤكد الحكومة ان الإستقرار الماكرو - اقتصادي كان ويبقى حجر الزاوية في سياسة لبنان الإقتصادية، كما المحافظة على الإستقرار النقدي.

دولة الرئيس،الزميلات والزملاء، تتعهد الحكومة بوضع استراتيجية وطنية عامة لمكافحة الفساد وباتخاذ إجراءات سريعة وفعالة في القطاعات الأكثر عرضة للفساد، وأولها رفد اليد السياسية عن الأجهزة الرقابية المعطلة والتي تحتاج الى تفعيل وتطوير في إدائها.

كما ستعمل الحكومة على ملء الشواغر في الإدارات والمؤسسات العامة بأصحاب الكفاءات، بعد أن تسبب الفراغ فيها بالتسيب وتعطيل أعمال المواطنين.

ستعمل الحكومة ما يلزم لإنهاء ملف المهجرين والتقدم بمشروع قانون لتأمين الإعتمادات المطلوبة له تمهيدا لإلغاء وزارة المهجرين.

لقد نجح الشعب اللبناني من خلال وحدته الوطنية أن يثبت انه ليس في لبنان بيئة أو موئل حاضن للارهاب فكان خير داعم للجيش اللبناني والقوى الأمنية في عملها الإستباقي والردعي في مواجهة الإرهاب بإمكانات متواضعة وتضحيات كبيرة.

لذلك فإن الحكومة، إذ تنبه الى ان لبنان لا يزال في عين عاصفة الإرهاب التي تضرب العالم، تتعهد بأن يكون من أولى مهامها تكثيف الجهود والإتصالات لتأمين مستلزمات الأجهزة العسكرية والأمنية عدة وعديدا، لكي تقوم بواجباتها على أكمل وجه حماية للدولة والشعب والأرض من الحرائق المنتشرة حولنا بعد أن ثبت ان الإستثمار الأمني هو الأنجح في مردوده على اللبنانيين.

وفي هذا المجال تلتزم الحكومة العمل على وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب على كامل الأراضي اللبنانية، اما الإستراتيجية الدفاعية الوطنية فيتم التوافق عليها بالحوار.

تحرص الحكومة على تأمين استقلالية القضاء وتحصينه من التدخلات.

ان الحكومة انطلاقا من احترامها القرارات الدولية، تؤكد حرصها على جلاء الحقيقة وتبيانها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وستتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت مبدئيا لإحقاق الحق والعدالة بعيدا عن أي تسييس او انتقام، وبما لا ينعكس سلبا على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الأهلي.

وفي جريمة إخفاء الإمام موسى الصدر وأخويه في ليبيا، ستضاعف الحكومة جهودها على كل المستويات والصعد وستدعم اللجنة الرسمية للمتابعة بهدف تحريرهم وعودتهم سالمين.

ستقوم الحكومة بالتعاون مع مجلسكم الكريم بالعمل على إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية في أسرع وقت ممكن، على أن يراعي هذا القانون قواعد العيش الواحد والمناصفة ويؤمن صحة التمثيل وفعاليته لشتى فئات الشعب اللبناني وأجياله وذلك في صيغة عصرية تلحظ الإصلاحات الضرورية.

ان الإدارات الحكومة المعنية ستعمل على تنظيم العملية الإنتخابية في موعدها القانوني بدءا من تأمين سرية الإقتراع الى حق الإقتراع لغير المقيمين من اللبنانيين وتسهيل اقتراع ذوي الحاجات الخاصة وغير ذلك من الإجراءات التي تسهل للناخبين مشاركة فعالة في الإقتراع. كما تلتزم الحكومة متابعة اقرار قانون اللامركزية الإدارية بالتعاون مع المجلس النيابي الكريم.

ان الحكومة تلتزم بما جاء في خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من ان لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النار المشتعلة حوله في المنطقة بفضل وحدة موقف الشعب اللبناني وتمسكه بسلمه الأهلي. من هنا ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية وبشكل خاص المادة الثامنة منه مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي حفاظا على الوطن ساحة سلام واستقرار وتلاق.

وستواصل الحكومة بالطبع تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة والتأكيد على الشراكة مع الإتحاد الأوروبي في إطار الإحترام المتبادل للسيادة الوطنية، كما انها تؤكد احترامها المواثيق والقرارات الدولية كافة والتزامها قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وعلى استمرار الدعم لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان.

أما في الصراع مع العدو الإسرائيلي فإننا لن نألو جهدا ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة وحماية وطننا من عدو لما يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية وذلك استنادا الى مسؤولية الدولة ودورها في المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة أبنائه، وتؤكد الحكومة واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وذلك بشتى الوسائل المشروعة، مع التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة.

اذ تؤكد الحكومة التزامها مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لمواجهة اعباء النزوح السوري واحترام المواثيق الدولية، فان الدولة تشير الى انها لم تعد تستطيع وحدها تحمل هذا العبء الذي اصبح ضاغطا على وضعها الاجتماعي والاقتصادي والبنيوي بعد ان وصل عدد النازحين الى اكثر من ثلث مجموع سكان لبنان.

لهذا فان المجتمع الدولي مطالب ان يتحمل مسؤوليته تجاه التداعيات التي اصابت شرايين الخدمات والبنى التحتية من كهرباء وماء وطرقات ومدارس ومستشفيات وغيرها التي لم تعد تستوعب والوفاء بالتزاماته التي اعلن عنها في المؤتمرات المتلاحقة خصوصا في ما يخص دعم وتطوير هذه البنى.

تعتبر الحكومة ان الحل الوحيد لازمة النازحين هو بعودتهم الامنة الى بلدهم ورفض اي شكل من اشكال اندماجهم او ادماجهم في المجتمعات المضيفة والحرص على ان تكون هذه المسألة مطروحة على رأس قائمة الاقتراحات والحلول للأزمة السورية.

اننا نؤكد التزام الحكومة بأحكام الدستور لجهة رفض مبدأ توطين اللاجئين وخصوصا الفلسطينيين ونتمسك بحقهم بالعودة الى ديارهم، والى ان يتم ذلك على الدول المنظمات الدولية الاضطلاع بكامل مسؤولياتها والمساهمة بشكل "دائم وغير منقطع" بتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين واستكمال تمويل اعادة اعمار مخيم نهر البارد.

ان لبنان الرسمي يؤكد تعزيز الحوار "اللبناني - الفلسطيني" لتجنيب المخيمات ما يحصل فيها من توترات واستخدام للسلاح الذي لا يخدم قضيته وهو ما لا يقبله اللبنانيون شعبا وحكومة.

لا يستوي نظام ديموقراطي ما لم يكن المجتمع المدني بشاباته وشبابه، شريكا في صنع القرار، لذلك فان حكومتنا تتعهد بتعميق روح الشراكة مع المجتمع المدني.

كما انه لا يمكن فصل حقوق المرأة عن التوجهات السياسية والاقتصادية والثقافية للحكومة، لذلك تلتزم حكومتنا العمل على تعزيز دور المرأة في الحياة العامة، بما في ذلك على صعيد التعيينات الادارية وفي المؤسسات الرسمية، لا سيما في المواقع القيادية انطلاقا من النصوص الدستورية ومضامين الاتفاقات الدولية التي تضم اليها لبنان والتوصيات التي وافق عليها وابرزها القضاء على جميع انواع التمييز ضد المرأة.

وستحرص الحكومة على تعيين اعضاء الهيئة الوطنية لحقوق الانسان لتنفيذ الخطة الوطنية الموضوعة لهذا الغاية.

وعلى صعيد تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية ستعمل الحكومة مع المجلس اللبناني الموقر على ادراج كوتا نسائية في قانون الانتخابات المنوي اقراره، كما ستعمل على انجاز خطة استراتيجية لشؤون المرأة تشمل اطلاق ورشة عمل لتنزيه القوانين للقضاء على التمييز ضد المرأة والتقدم بمشاريع قوانين جديدة تحقيقا للعدالة والمساواة وتنفيذا للتعهدات التي التزم بها لبنان.

انني اتعهد امامكم وامام اللبنانيين ان اعمل بالتعاون مع فخامة الرئيس والوزراء على ان تكون القضايا الوطنية التي تعني جميع اللبنانيين من دون استثناء في رأس جدول اعمال مجلس الوزراء يليها القضايا التي تعني المناطق الاكثر حرمانا والفئات الاكثر تهميشا.

كما اتعهد ان تقدم الحكومة دوريا تقريرا مختصرا عن اعمالها باستمرار، من اجل مساعدة مجلسكم الكريم على ممارسة صلاحياته في الرقابة والمساءلة، ومن اجل استعادة ثقة اللبنانيين بحكومتهم ودولتهم.

واتمنى ان نصل قريبا الى اليوم الذي تصبح فيه وزارة الشباب هي الوزارة السيادية الاولى التي نتنافس على حقيبتها، لانني عندها سيكتمل اطمئناني الى مستقبل لبنان".

 

"وول ستريت جورنال": هكذا يموّل "حزب الله" انشطته الارهابية

المركزية- اشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الى "ان "حزب الله" الذي تصنّفه واشنطن على انه منظمة إرهابية، لا يزال يستفيد من تجارة السيارات المستعملة بين دولة بنين في غرب افريقيا والولايات المتحدة، ثم يقوم بدمج ارباحها مع ارباح تهريب المخدرات، من اجل تمويل انشطته الإرهابية، رغم فتح تحقيق اميركي في القضية قبل ستة اعوام. وافادت الصحيفة "بأن خطر ما يقوم به الحزب ما زال قائما، من خلال تتبع الصحيفة لنقل السيارات المستعملة بين جمهورية بنين والولايات المتحدة، على رغم نفي تجار اميركيين تم التحقيق معهم ان يكون لهم اي علاقة في الأمر"، موضحةً "ان السلطات الأميركية اعتقدت، قبل خمس سنوات، انها "طهّرت" هذا الطريق الذي يُستخدم للتجارة بين الولايات المتحدة وبنين من غسل الأموال وتمويل المنظمات الإرهابية. إلا انه يبدو ان الأمر لم ينته وما زال الحزب يزاول نشاطه بكل حرية". ولفتت الى "ان خمسة من بين عشرة مصدرين كبار للسيارات، من الولايات المتحدة في اتجاه بنين، تم التحقيق معهم، تربطهم علاقات بأشخاص وشركات وردت اسماؤهم بالتحقيقات في الحزب"، مبينةً "ان الشركات الخمس المذكورة مشتبه بها، بتصدير ثلث السيارات المستعملة إلى بنين منذ العام 2012. مما يؤكد ان هذه الشركات والحزب ما تزال تمارس النشاطات نفسها رغم كل التحقيقات والإجراءات. ورغم رصد المحققين لمخالفات لتلك الشركات وقيامها بالالتفاف على القانون من خلال تبديل شركاتهم بحل القديمة واستحداث اخرى مكانها". وذكرت "وول ستريت جورنال" "ان السلطات الأميركية وبعد التحقيقات التي اجرتها عام 2011، تبيّن ان مئات الملايين من الدولارات من وراء الأرباح التي جناها الحزب من خلال بيعه للسيارات المستعملة تم دمجها مع عائدات المخدرات التي يقوم ببيعها في اميركا اللاتينية، ويتم وضعها في مصرف لبناني يساهم في غسيل تلك الأموال. علما ان العديد من هؤلاء التجار هم من اصول لبنانية".

 

المطران عوده ترأس قداس الميلاد في بيروت: المطلوب تنافس سياسي شريف لا عدائية وانتقام

النهار/28 كانون الأول/16/ترأس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة قداس الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت. وبعد الإنجيل المقدس ألقى عظة من وحي الميلاد، ثم تناول الشأن العام قال: "أملُنا كبيرٌ في سيد هذا العهد، أن يكون حامي الدستور والساهرَ على تطبيقه من أجل انتظام عمل المؤسسات. إنّ نظامَـنا قائمٌ على "مبدأ الفصلِ بين السلطات وتوازُنِــها وتعاونِــها"، لا تَــدَخُّــل الواحدة بالأخرى وتداخُــلِـها، فعسى تحترمُ السلطاتُ بعضُها بعضاً وتقوم كلُّ سلطة بعملها دون التدخلِ في عمل غيرها، وذلك بحسب ما جاء في دستورنا. أما تطبيقُ القوانين من قِـبَـل المواطنين، بدءاً بقانون السير وصولاً إلى احترام كرامة الآخرين وصون حريتهم، واحترامِ التنوّعِ في المجتمعِ وفي الجامعات، فأملُنا كبيرٌ أن يعملَ المسؤولون على تربية المواطنين على ذلك. لقد كان فرحُ اللبنانيين كبيراً بولادة الحكومة بعد طول مخاض. ونحن نصلّي من أجل أن يوّفقَــها اللهُ في تأدية مهامها على أحسن وجه، من أجل خدمة هذا الشعب الذي يعاني. الوضعُ صعبٌ والمطلوبُ إنقاذُ هذا البلد الذي هو وطنُنا جميعاً، وانخراطُ الجميع في ورشة إعادة بناء الدولة والمؤسسات، أكانوا داخل مجلس الوزراء أو خارجه، واستدراكُ ما ضاع من وقتٍ وفرص، وإعادةُ لبنان إلى خريطة الدول المتطورة. المطلوبُ تنافسٌ سياسيٌ شريفٌ لا عدائيةٌ وانتقام، واعتمادُ خطابٍ سياسي يبني شعباً لبنانياً واحداً متماسكاً، ينتمي إلى الوطن، لا شعوباً طائفية متفرّقة. المطلوبُ إصلاحٌ إقتصادي مع تطويرِ القطاعاتِ الإنتاجية وحمايةِ الإنتاجِ المحلّي ووضعِ خططٍ استراتيجية للبنان الغد، في كل المجالات: البيئة، الصحة، التعليم، الصناعة، الزراعة، الكهرباء، الماء، النفايات، النفط. المطلوبُ وضعُ حدٍ للهدرِ والفسادِ واستغلالِ المؤسساتِ العامة، وإيجادُ فرصِ عملٍ للبنانيين لكي لا يصيبَــهم اليأسُ ويهجروا هذا البلد. لبنانُ في حاجة إلى أبنائه وخاصةً الشباب والشابات في مقتبل العمر، الذين يحصّلون الشهادات هنا ويستثمرونها في الخارج. المطلوبُ إصلاحُ الإدارة، والقضاءُ على كل أنواع الفساد فيها، وفخامةُ الرئيس، رافعُ شعار الإصلاح والتغيير، خيرُ مَن يستطيع القيام بذلك، مع رئيس مجلس الوزراء والوزراء الذين على عاتقهم تقع مسؤولية ذلك. وما يبشّرُ خيراً استحداثُ وزاراتٍ تحملُ عناوينَ تبثُ الأملَ في نفوس المواطنين وتعيدُ إليهم الثقةَ بدولتهم.

إن الدولةَ الناجحةَ ترتكزُ على إدارةٍ ناجحةٍ وعناصرَكفوءة. كما ترتكزُ على مبدأ المحاسبةِ والثوابِ والعقاب. لذا أملُنا في أن تُفعَّلَ أجهزةُ الرقابة لكي لا يعودَ أحدٌ يستهينُ بوظيفته أو يسخّرُها لمصالحه. كما نأملُ في أن يُنظرَ إلى المرأة على أنها مواطنةٌ كاملةُ الحقوقِ والواجبات. مما يعني أنّ عليها أن تتحمّلَ المسؤوليةَ، إلى جانبِ الرجلِ لا وراءه، في الوظائفِ العامة وفي النيابة والوزارة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هذه حقيقة الحوار بين "القوات" وحزب الله

السياسة/27 كانون الأول/16/بالرغم من كثرة الحديث عن إمكانية حصول حوار بين "القوات اللبنانية" و"حزب الله" بمبادرة من "التيار الوطني الحر"، أكدت مصادر نيابية "قواتية" لـ "السياسة"، استغرابها لكل ما يثار في الإعلام حول هذا الموضوع. وشدّدت على أنه إذا كان الحوار ضرورياً بين الأطراف اللبنانية، إلا أن لا شيء من هذا القبيل بين "القوات" و"حزب الله" لاعتبارات عدة، بالنظر إلى التباعد في المواقف بين الفريقين تجاه الكثير من الملفات الداخلية والإقليمية، بالرغم من وجودهما في حكومة واحدة، وبالتالي فإن أي حوار في حال حصوله، يتطلب من "حزب الله" أن يعود إلى لبنانيته ويضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار، ويقر بحصرية سلاح الدولة اللبنانية وأن يكون قرار الحرب والسلم بيدها وحدها، وأن يخفف من معاناة اللبنانيين بالانسحاب من سورية وعدم زج لبنان بصراعات لا طائل منها، سوى أنها تزيد من ربط البلد بالمحاور الخارجية على حساب مصالح اللبنانيين. وأكدت المصادر أن اعتراض وزراء "القوات اللبنانية" على بند المقاومة في البيان الوزاري، يؤكد استمرار "القوات" على موقفها الرافض لأي سلاح خارج شرعية الدولة، وأنها لن تقبل باستمرار تمسك "حزب الله" بسلاحه غير الشرعي على حساب سلاح الدولة اللبنانية المخوّل وحده حماية السيادة اللبنانيّة.

 

الجيش في مواجهة العابثين بأمن "عين الحلوة" والاشتباكات تعكس صراع المتشددين على البقاء

المركزية/27 كانون الأول/16/ما يزال وقف اطلاق النار صامدا رغم هشاشته في مخيم عين الحلوة، حيث سجلت المصادر الفلسطينية انطلاق طلقات نارية من حي حطين تبين انها ناجمة عن اشكال فردي. وأكد مصدر أمني جنوبي لـ"المركزية" أن "الجيش سيتصدى لاي خطر ارهابي على الامن والاستقرار اللبناني، لا سيما من ينتمون لتنظيمات محظورة كأمثال "جند الشام" و"فتح الاسلام" وبقايا ما يسمى "كتائب عبدالله عزام" او الذين قاتلوا الجيش في عبرا والتجأوا الى المخيم وتواروا بين مربعاته الامنية"، مضيفا "الهدوء المسيطر على المخيم ما كان ليحصل لولا التحذيرات التي وجهتها قوى امنية وسياسية لبنانية للفصائل الفاعلة بالمخيم بأن تواصل الاشتباكات سيؤدي الى دخول اطراف اخرى على خط القتال المستعر. وتابع "القوى الحية في المخيم من "عصبة الانصار الاسلامية" و"حركة فتح" وغيرهما من المعتدلين نجحوا في بذل الجهد لوقف اطلاق النار، من هنا أهمية طرح مسألة السلاح الفلسطيني في المخيم في اللقاءات اللبنانية – الفلسطينية المقبلة والذي لا مبرر له لتحرير فلسطين، كذلك مسألة الجدار خصوصا بعد الاشتباكات الاخيرة، إذ بات حاجة للبنانيين في الجنوب وللفلسطينيين خصوصا وان القيادات الفلسطينية تنادي دوما ان أمن المخيم من أمن صيدا لذا فالجواب عندهم والدولة اللبنانية في الانتظار". وفي المقابل، لفت مصدر فلسطيني محايد في المخيم لـ"المركزية" الى ان "الاشتباكات الاخيرة كشفت عدم قدرة "فتح" على انهاء الحالة الشاذة في عين الحلوة المتمثلة بالمتطرفين الذين يهدفون الى تحويل المخيم الى يرموك او نهر بارد اخر، كما ان المربعات الامنية هي التي تتحكم بالمخيم وشعبه ومصير سكانه". وأضاف "البركسات يتقاسمها كل من قوات "ابو عرب" وقوات اللينو" ولكل منهم هدف، ابو عرب يلتزم القرار الفلسطيني ل"فتح" و"رام الله" اما اللينو الذي انخرط في الرد على الجماعات التكفيرية فانه يسعى لاثبات قوته بعد تحجيم محمد دحلان بقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس خصوصا وان اللينو مطرود من فتح ويتبع بقراره لدحلان". وأكد ان "للجماعات الاسلامية المتطرفة مصلحة ببقاء الاوضاع الامنية متوترة في عين الحلوة لحماية انفسها ببقائها على سلاحها والحصول على التمويل من الخارج، رافضة أي جدار اسمنتي يشل حركتها ويقيدها من خلال الدخول والخروج عبر البساتين القريبة من المخيم والفتحات التي اقاموها وعبروا منها افرادا ومجموعات الى سوريا للقتال هناك".

 

ماذا بعد رفض "النسبية" الكاملة وعدم مراعاة "المختلط" وحدة المعاييـر؟ والانتخابات بالـ60 معدّلا أو تمديد تقني.. وخلط جديد لأوراق التحالفات!

المركزية/27 كانون الأول/16/يرتفع تدريجيا منسوب الاهتمام بقانون الانتخاب العتيد ويُتوقع ان يستأثر بالحركة السياسية المحلية مطلع العام خصوصا بعد نجاح الحكومة في امتحان "الثقة" التي ستنالها في نهاية ثلاثية جلسات مناقشة البيان الوزاري اليوم وغدا والخميس. في الكواليس، تعقد لجنة خبراء مشتركة تضم ممثلين عن تيار المستقبل وحزب الله وحركة أمل اجتماعات بعيدة من الضوء لتقريب وجهات النظر في شأن القانون العتيد خصوصا في ظل رفض التيار الازرق النسبية الكاملة في ظل انتشار السلاح غير الشرعي على حد تعبيره، في حين يرفع لواءها بقوة رئيس مجلس النواب نبيه بري والضاحية. الا ان الثنائي الشيعي وفق ما تقول مصادر سياسية متابعة لـ"المركزية"، لا يبدو متمترسا في خندق النسبية الشاملة، اذ أعلن بري في الايام الماضية انه سيعمل لمراعاة هواجس القلقين منها وهو الموقف الذي كرره أيضا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجمعة حين قال "نؤيد النسبية الكاملة، لكننا في الوقت عينه، ندعو الى "حوار شامل" مع كل القوى السياسية، معربا عن تفهمه لمخاوف وقلق البعض الذي يجب ان يؤخذ في الاعتبار". أما العامل الذي دفع بعين التينة والضاحية الى وضع بعض "الماء" في "نبيذهما" الانتخابي وفق المصادر، فهو الصرخة القوية التي أطلقها زعيم المختارة النائب وليد جنبلاط في وجه النسبية، وقد حتّم موقفه أيضا لقاء لافتا جمع أمس في كليمنصو رئيس "اللقاء الديمقراطي" ووفدا من قيادة "حزب الله" ضم المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق وفيق صفا.

واذا كانت صيغة "المختلط" التي تجمع نظامي الاكثري والنسبي يمكن أن تشكل حلا وسطا، في ظل توافق المستقبل والاشتراكي والقوات اللبنانية على مشروع لانتخاب 68 نائبا على الاكثري و60 نائبا على النسبي، وطرح بري عبر مشروع النائب علي بزي انتخاب النواب مناصفة بين الاكثري والنسبي، فان "المختلط" بدوره يبدو سيتعثر، حسب المصادر، بعد تصويب رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل سهامه نحوه معتبرا انه لا يراعي وحدة المعايير، طارحا في المقابل العودة الى ما جاء في "اتفاق الطائف" لجهة جعل عدد النواب 108 بدلا من 128. أمام هذا الحائط شبه المسدود، ووسط تباعد وجهات النظر بين الاقطاب السياسيين، تشير المصادر الى ان شهر كانون الثاني سيكون مفصليا في ملف قانون الانتخاب العتيد، لكنها تستبعد أي خرق ايجابي وتتوقع اجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون الستين مع ادخال بعض التعديلات اليه و"لمرّة أخيرة"، لافتة في هذا الاطار الى ان معظم القوى المسيحية لا تعارضه أقلّه ضمنا، تماما كما جنبلاط و"المستقبل" و"الثنائي الشيعي"، خصوصا ان الجهتين الاخيرتين ستتضرران اذا اعتمدت "النسبية" كونها ستسمح لبعض القوى الاخرى في البيئتين السنية والشيعية (من خارج المستقبل وأمل والحزب) بالوصول الى البرلمان. واذا كانت المصادر لا ترغب باقفال الباب نهائيا امام المفاجآت السارة وامكانية التوصل الى اقرار قانون جديد وربما اجراء الانتخابات عقب تأجيل تقني، فانها في المقابل، ترى ان هذا المخاض سيتسبب لا محالة بخلط لأوراق التحالفات السياسية، يطاول حتى تلك التي قامت بعد الانتخابات الرئاسية، اذ قد يلتقي خصوم الامس وأبرزهم التيار الوطني وأمل ويبتعد آخرون كالتيار والمستقبل.

                                                                                                                                                                                                                                                         

الهاشـم: تشـكّل ذريعـة مسـتباحة لأي عمـل فردي غيـر منضبـط وتحفّظ "قواتي" واعتراض سياسي على عبارة "حق المواطنين في المقاومة"

المركزية/27 كانون الأول/16/صحيح ان مجلس الوزراء أقر السبت الماضي بالاجماع، نص البيان الوزاري الذي عملت على صياغته لجنة تضم ممثلين عن القوى السياسية المشاركة في الحكومة كلّها، غير ان هذا "التابلو" السياسي "الجميل" والمشجع خصوصا وسط السرعة القياسية التي طبعت تشكيل الحكومة ووضع البيان العتيد، خرقه تحفّظ وزراء "القوات اللبنانية" والوزير "الحليف" ميشال فرعون على ما تضمنته الفقرة المتعلقة بحق "المواطنين" في المقاومة"، معتبرين ان هذا الحق يجب ان يكون محصورا بالدولة اللبنانية.

الاعتراض هذا عبّر عنه أيضا ممثل "القوات" في لجنة صياغة البيان الوزير بيار بو عاصي الذي طالب باستبدال كلمة "المواطنين" بكلمة "الدولة" كون الاولى تشرّع الباب امام فوضى السلاح، فيما الثانية تحصره بالدولة ومؤسساتها. الا ان مطلبه لم يؤخذ في الاعتبار فسجل تحفّظ "القوات" من دون ان يعيق اقرار البيان.

وقد أتت الصيغة النهائية في هذا الاطار على الشكل التالي "أما في الصراع مع العدو الإسرائيلي، فإننا لن نألو جهدا ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة وحماية وطننا من عدو لما يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية وذلك استنادا الى مسؤولية الدولة ودورها في المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة أبنائه، وتؤكد الحكومة واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وذلك بشتى الوسائل المشروعة، مع التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة".

وليس بعيدا، اعتبرت مصادر سياسية متابعة عبر "المركزية" ان البند المقتبس من بيان حكومة الرئيس تمام سلام، كان تسبّب بموجة انتقادات ابان اقراره آنذاك أيضا، مشيرة في السياق الى ان التحفظ عليه محقّ الى حد بعيد، ذلك ان عبارتي "المواطنين اللبنانيين" و"المقاومة" الفضفاضتين تشرعان الباب امام ظاهرة حمل السلاح وتعطيانها الذريعة التي تحتاج لتتوسع وتتفشى على طول الاراضي اللبنانية. فما الذي يمنع بعد اليوم بعض الجماعات المتطرفة مثلا من التسلح تحت شعار انهم يريدون مقاومة العدو"؟ على أي حال، توالت ردود الفعل المعترضة على البند المذكور. وقد اعتبر النائب خالد الضاهر اليوم قبل ان يحجب الثقة عن الحكومة الجديدة خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري ان "في الاخير الكثير من العبارات الملتبسة والتناقضات والتنازلات عن السيادة في كثير من الاحيان، ورأى ان "هناك غموضاً في موضوع السيادة الوطنية بلبنان، وكنت اتمنى ان نأخذ نص خطاب القسم كاملاً وان نضعه في البيان الوزاري لا ان نأخذ جزءا من خطاب القسم ونضيف عليه جزءاً مناقضاً لخطاب القسم فيما خص السيادة"، منتقداً "اضافة جملة "حق المواطن اللبناني في المقاومة". الهاشم: وليس بعيدا، تمنى الوزير السابق جوزف الهاشم أن يتبنّى مجلس النواب خلال مناقشته البيان الوزاري عبارة "حق لبنان في المقاومة" بدل "حق المواطنين في المقاومة"، لأن كلمة "لبنان" في رأيه تعني لبنان الدولة ولبنان الشعب، وكلمة "مقاومة" أكثر ما تنطبق على الحق الشعبي ، فيما كلمة "الدفاع" أكثر ما تستعمل كتعبير عن الحق الرسمي للدول .واعتبر الهاشم في بيان أن "عبارة حق المواطنين في المقاومة تشكل ذريعة مستباحة لأي عمل فردي غير منضبط ، وخارج الإطار المنتظم للمقاومة على غرار بعض التحرشات المجهولة المصدر التي شهدناها في السابق من حدود لبنان" .

 

بيروتي: السياحة تشهد نَفَساً إيجابياً بعد مرحلة من الركود و"حجوزات رأس السنة بدأت بـ80% وستصل إلى 100%"

المركزية/27 كانون الأول/16/اكد الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية في لبنان جان بيروتي أن "القطاع السياحي يشهد اليوم نَفَساً إيجابياً بعد مرحلة من الركود استمرت خمس سنوات تخللها تراشق سياسي وضياع في القرار الإقتصادي". ولفت في حديث لـ"المركزية"، إلى أن "نسبة الإشغال في القطاع الفندقي وصلت إلى 80 في المئة وخارجه إلى 60 في المئة"، متوقعاً بلوغها 100 في المئة خلال رأس السنة". وعلّق آمالاً على مرحلة "ما بعد الأعياد"، وقال: القطاع السياحي يعوّل اليوم على مرحلة ما بعد الأعياد، أساسها العمل على إقرار العديد من المشاريع التي طرحت على الحكومة السابقة والتي يمكن ان تشكل خريطة طريق للنهوض المنشود، أهمها تفعيل نشاط كازينو لبنان، فتح خطوط طيران جديدة بأسعار مخفضة، فتح خطوط انسياب بريّة بين سوريا ولبنان تقدّم فيها خدمات وتسهيلات جاذبة لرجال الأعمال بهدف تسهيل تكرار الزيارات، ووضع خطوط طيران إلى أميركا اللاتينية تسهيلاً لمجيء الإغتراب اللبناني الواسع كخط ساو باولو في البرازيل. وقال: إن فترة عيد الميلاد وما تخللها من حجوزات ونشاط ملحوظ للقطاع السياحي، يعود الفضل الأكبر فيها إلى اللبناني المغترب في الوطن العربي وأوروبا والدلالة على ذلك النهوض السريع لقطاع المطاعم والملاهي والمرابع الليلية". وتابع: سيبقى القطاع الفندقي يعوّل على حجوزات رأس السنة التي ستنطلق بدءاً من اليوم ووصلت نسبتها في بيروت الى 80 في المئة وخارجها ناهزت الـ60 في المئة ويتوقع ان تصل الى 100 في المئة في بيروت والمنطقة الساحلية وأعالي الجبال، وأن تكون مدة الحجوزات 7 أيام بينما لا تتعدى خارجها الليلتين أو الثلاث. وقال: كلنا أمل في هذا العهد الجديد بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في أن نتوصل إلى وضع الإقتراحات المذكورة موضع التنفيذ. فالجدير ذكره أن القطاع السياحي، رغم الظروف التي مرّ بها، شكّل على نحو مباشر وغير مباشر، 27 في المئة من الدخل القومي كما ورد في الأرقام التي أصدرتها منظمة السياحة العالمية خلال 2015 – 2016، وبالتالي ألا يستأهل ذلك التفاتة خاصة وتدبيراً سريعاً؟". الجدير ذكره أن بيروتي سبق أن اقترح عقد طاولة مستديرة للبحث في أوضاع السياحة، في حضور الوزارات المعنية والفاعليات الإقتصادية والسياحية كافة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

"ديلي ستار": بوتين قتل في 2014 وعميل مزدوج يحكم روسيا

المركزية- فجّرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، مفاجأة من العيار الثقيل حينما كشفت ان "الذي يحكم روسيا الآن ليس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحقيقي، بل شخص عميل"، موضحةً ان "بوتين قُتل في 2014، على يد وكالة المخابرات المركزية البريطانية MI6 وتم استبداله بشخص آخر يحكم روسيا الآن". واشارت إلى "ادّعاءات المنظرين الذين ادّعوا تغييرات جذرية في مظهر بوتين، والتناقضات الواضحة في قدرته على تحدث الألمانية، وطلاقه من زوجته"، لافتةً الى ان "كل هذه الأمور دليل الى ان الرئيس الروسي الحالي ليس فلاديمير بوتين الحقيقي، وازدادت هذه الشائعات على الإنترنت، وتم البحث عن اشرطة فيديو على "يوتيوب" شوهدت مئات الآلاف من المرات فضلاً عن عشرات من المدوّنات والمقالات، لتأكيد ان بوتين الحالي على الأرجح تحت سيطرة وكالة المخابرات المركزية البريطانية". اضافت الصحيفة البريطانية "الادّعاءات حول استبدال بوتين الحقيقي بشخص آخر مختلف، حيث يقول البعض انه مات مسموماً في اروقة الكرملين بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، وتم استبداله بهدوء في انقلاب سري في عام 2015 عندما اختفى في ظروف غامضة ولم يظهر علناً لمدة 10 ايام بين 5 آذار و15 آذار". واوضحت ان "بوتين اعلن طلاقه من زوجته في عام 2014، بعد بعض نظريات المؤامرة انه قتل في الكرملين"، مشيرةً إلى ان "قدرة بوتين على التحدث بالألمانية تغيّرت ايضاً، حيث انه يجيد الألمانية ودرس اللغة في شبابه في سانت بطرسبرغ في مدرسة ثانوية، لكن صوراً تعود لعام 2014، اظهرت انه استخدم مترجماً في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وانه كان يرتدي سمّاعة الأذن في الصور، مما يشير إلى انه كان يستمع إلى ترجمة، وهو الشيء الذي لن يفعله إذا كان يتحدث الألمانية بطلاقة". كذلك، يدّعي الصحافي المستقل جيم ستون (بحسب "ديلي ستار") ان صوراً لبوتين، قبل وبعده اختفائه، تظهر ان رجلاً مختلفاً يقود روسيا. ويشير الى ان بوتين الجديد رأسه مستدير اكثر، انفه اعرض واقصر، غمازاته اختفت، شفتاه اكثف، وفمه اكبر".

 

قتل قيادي بارز بتنظيم داعش في سوريا

"رويترز" - 27 كانون الأول 2016 /قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إن أحد أبرز القياديين بتنظيم داعش في سوريا قتل على الأرجح في معركة عندما تصدى المتطرفون لتقدم قوى سورية، تدعمها الولايات المتحدة صوب سد استراتيجي في شمال سوريا. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري إن القائد الذي يعرف باسم أبو جندل الكويتي قتل لدى محاولة مقاتلي التنظيم المتطرف إخراج قوات سوريا الديمقراطية من قرية جعبر، بعد أن انتزعت السيطرة عليها من المتطرفين أمس الاثنين. وفشل الهجوم المضاد الذي شنه التنظيم الليلة الماضية. وتضم قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة، مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وقال عبد الرحمن إن القوات تقدمت لتصبح على مسافة خمسة كيلومترات من السد.

 

"تلغراف": بريطانيا تتجه لتعزيز وجودها في المنطقة

المركزية/27 كانون الأول/16/أفادت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن "سلاح الجو البريطاني يستعد لزيادة كثافة الضربات الجوية على مواقع تنظيم "داعش" الارهابي في سوريا"، موضحةً أن "لندن ستركز في العام الجديد على العمل في سوريا، كما يأمل البريطانيون أن يتم تحرير الموصل بحلول فصل الربيع، ما يسمح بالانتقال إلى الهجوم في سوريا".ولفتت إلى أن "بريطانيا ستوسع تدريب قوات سوريا الديمقراطية وستعزز دعم العمليات في الرقة من الجو وستكون في حاجة للدخول في حوار مع الروس".

 

"اندبندنت": مهاجرون يتسللون من مخيم سري الى بريطانيا

المركزية/27 كانون الأول/16/افادت صحيفة "اندبندنت" البريطانية ان "هناك نحو 6 مخيمات سرية للمهاجرين قرب مدينة كاليه شمال غرب فرنسا وهي الميناء الواقع على ساحل القنال الانكليزي "بحر المانش" الفاصل بين بريطانيا وفرنسا، وان احد هذه المخيمات يشهد وصول العشرات كل اسبوع من قاطني مخيم الغابة السابق الذي فككته الشرطة الفرنسية قبل اسابيع ونقلت اغلب قاطنيه إلى مخيمات اخرى، لكنهم الآن يعودون بأعداد كبيرة إلى هذه المخيمات السرية".واشارت الى ان "اعداداً كبيرة من الاطفال المهاجرين غير المصحوبين بأفراد بالغين بين هؤلاء العائدين وتم رفض طلباتهم للحصول على حق اللجوء في بريطانيا قبل اسابيع من قبل وزارة الداخلية". واوضحت "اندبندنت" ان "هؤلاء المهاجرين قرروا الهروب من ظروف المعيشة الصعبة التي يعانونها في المخيمات التي نقلتهم إليها الحكومة الفرنسية ومحاولة التسلل إلى داخل بريطانيا في اقرب فرصة"، لافتةً الى "ان احد هذه المخيمات السرية يقع قرب قرية "نورين فون" على تخوم "كاليه" يقطنه حاليا نحو 130 مهاجراً".

 

"غارديان": ادارة اوباما لن تستطيع استئناف عملية السلام

المركزية/27 كانون الأول/16/اشارت صحيفة "غارديان" إلى أن "إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما اعتقدت أنها تستطيع تمرير قرار منع المستوطنات في مجلس الأمن الدولي ولكن حصل ذلك في وقت متأخر جدا بحيث لايمكن لها أن تمثل ضغطا على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعودة إلى عملية السلام المتوقفة"، لافتة إلى أن "كلا من أوباما ونتنياهو قادا دولتيهما إلى مراحل متأخرة من التدهور المزمن والمتواصل منذ عام 2009". ولفتت الصحيفة الى أن "لا يتوقع أن تقدم أميركا على إجلاء 430 الف مستوطن إسرائيلي يقيمون بالفعل ومنذ سنوات في مستوطنات شيدتها إسرائيل على أراض محتلة في الضفة الغربية أو 200 ألف مستوطن آخر يقيمون في مستوطنات في القدس الشرقية"، مشيرة إلى أن "نتنياهو قد يحظى بعلاقات أفضل مع الرئيس الاميركي القادم دونالد ترامب الذي قد يظهر تعاطفا أكبر معه وربما يقدم على نقل سفارة الولايات المتحدة لدى إسرائيل إلى القدس"، مضيفةً "لكن الكيمياء بين ترامب ونتنياهو قد تكون مختلفة، فالشخصان يتشاركان بعض السمات التي لا تسمح لهما بالتعاون ومنها شعورهما بعدم الآمان وعقدة الاضطهاد وهو ما قد يتسبب في توتر العلاقة بينهما بعد فترة وجيزة".

 

العربي الجديد : بغداد وواشنطن تسابقان الزمن لاستعادة نصف الموصل

الثلاثاء 27 كانون الأول 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : رغم غزارة الأمطار التي شهدتها مدينة الموصل وضواحيها خلال الـ48 ساعة الماضية، إلا أن القوات العراقية، مدعومة بوحدات أميركية خاصة، تواصل سباقها مع الزمن لإحراز تقدم جديد في الساحل الأيسر من المدينة، في إصرار واضح على محاولة الخروج بنصر جزئي قبل انتهاء العام الحالي، من خلال إعلانها استعادة النصف الأول من الموصل. وتواصلت المعارك والاشتباكات بين القوات المشتركة المهاجمة وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على المحاور الشمالية والشرقية والجنوبية، في الوقت الذي كثفت فيه طائرات التحالف ضرباتها الجوية على وسط وجنوب المدينة المحاصرة. وقال مسؤول عسكري عراقي إن "المعارك ستتواصل حتى نهاية رأس السنة، والهدف هو استعادة الساحل الأيسر من الموصل (نصف المدينة) من قبضة تنظيم داعش"، موضحاً أن "القوات العراقية تسيطر اليوم على 38 حياً سكنياً بعد عمليات ناجحة السبت والأحد، وبات لدينا نحو 20 حياً سكنياً من إجمالي الساحل الأيسر، للإعلان عن تحرير نصف المدينة، لذا الوقت هام جداً لنا، ونسعى للاستفادة من الدعم البري الأميركي لنا". وأضاف "حالياً الأحياء التي تحت سيطرتنا هي كوكجلي، والشقق الخضراء، ويونس السبعاوي، والأربجية، والسماح، والشيشان، وصدام، و30 تموز، والتحرير، والأمن، وبعويزة، والسلام، والانتصار، والقدس، وعدن، والبكر، والقادسية الثانية، والمحاربين، والسادة، والقادسية الأولى، والزهور، وجديدة المفتي، والميثاق، والبريد، والنور، والمصارف، والفلاح، والإخاء الأولى، والإخاء الثانية، والمرور، والمزارع، والنهضة، والمعلمين، والشلالات، ودجلة، ومناطق وأحياء صغيرة أخرى". وأشار المسؤول العسكري العراقي إلى أن "الأحياء الصعبة المتبقية، والتي ستوصلنا إلى ضفاف نهر دجلة في حال السيطرة عليها هي البلديات، ومنها إلى جامعة الموصل، ثم الأندلس وصولاً إلى دجلة أو طريق آخر يبدأ من حي النور، الذي نسيطر عليه حالياً، ومنها إلى المدينة الأثرية، ثم الحي الثقافي ومنه إلى دجلة، أو الطريق الثالث من حي التأميم، الذي نسيطر عليه، ومنه إلى حي النعمانية ثم الفيصلية المطل على دجلة"، لافتاً إلى أنه سيكون لدى القوات المهاجمة ثلاث طرق لخوض معاركها خلال الأيام المتبقية من العام الحالي".

ودفعت قيادة عمليات نينوى، خلال الساعات الماضية، بشكل تدريجي بأكثر من 30 ألف جندي وعنصر من جهاز مكافحة الإرهاب إلى محاور الشمال والشرق والجنوب، ترافقهم وحدات أميركية خاصة، بحسب قيادات عراقية تؤكد أن عددهم لا يتجاوز 250 جندياً من قوات الكوماندوس تم الدفع بهم الجمعة الماضي. وقال العقيد في قيادة عمليات نينوى، محمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن "الهجوم مستمر، ونحاول الوصول إلى نهر دجلة، وسيكون انتصاراً مادياً ومعنوياً مع نهاية العام الحالي"، مبيناً أن "المعارك تستخدم فيها أسلحة ثقيلة، لكن بشكل محدود، وتركزت طيلة نهار الأحد في أحياء المثنى والرفاق وصناعة الكرامة والسكر والصديق". إلا أن ضباطاً آخرين في القوات العراقية شككوا بإمكانية استعادة الساحل الأيسر من الموصل قبل نهاية العام الحالي، رغم تأكيدهم أن الهدف الحالي هو استعادته وفقا للخطة الزمنية الجديدة. وقال جنرال عراقي، تحدث عبر الهاتف لـ"العربي الجديد"، إن عملية استعادة كل حي تتطلب في أحسن الحالات 48 ساعة، بدءا من معركة تحريره وطرد التنظيم منه وانتهاءً بإعادة الانتشار فيه وإقامة سواتر قبل التقدم إلى الحي المجاور، مبيناً أن ذلك يتطلب من القوات نحو أسبوعين للوصول الى دجلة، كما لا يمكن ضمان شن "داعش" هجمات مضادة لوقف تقدم القوات العراقية. وأشار إلى أن "تلك الخطط موجهة إلى الجنود أكثر من كونها حقيقية، لدفعهم لبذل مزيد من الجهد في المعركة". ورجح أن يتم استبدال قيادات عسكرية في قيادة عمليات نينوى خلال الفترة المقبلة بسبب مشاكل تتعلق بإدارة المعركة. ميدانياً، نجحت القوات العراقية، أول من أمس، في السيطرة على مستشفى السلام وأكاديمية الشرطة جنوب شرق الموصل، وعلى أجزاء من حيي السكر والسابع من نيسان شمال شرق الموصل. ولم يسجل أي تقدم ملحوظ على المحور الشرقي، إذ ما زالت المعارك تدور على أطراف حي المثنى. وقصفت طائرات التحالف الدولي مواقع عدة داخل المدينة، بينها مسجد الفاروق ودير ما كوركيس، بشكل متزامن. وأسفر ذلك، وفقاً لمصادر محلية خاصة لـ"العربي الجديد"، عن مقتل وإصابة نحو 50 مدنياً. وقتل نحو 20 مسلحاً من "داعش" بقصف جوي أميركي لمنصة صواريخ وأحد التجمعات قرب معسكر الغزلاني جنوب المدينة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"استعادة الثقة" مع "حزب الله"، كيف؟

عبد الوهاب بدرخان/النهار/28 كانون الأول 2016

افتتحت جلسات الثقة بالحكومة مع استذكار الوزير محمد شطح من دون أن يُعرف، بعد ثلاثة أعوام، مَن طلب اغتيال رجل سياسي عقلاني ومسالم، وما المصلحة التي حققها بتغييبه، بل من دون التأكّد من أن قاتله لم يكن جالساً أمس بين النواب أو بين الوزراء وهم يناقشون البيان الوزاري المعنون "استعادة الثقة". ولا شك في أن استعادة هذه الثقة هدفٌ مطلوب وشعار صحيح يخاطب توقّعات اللبنانيين جميعاً، وقد تضمّن البيان معظم الاجابات عما تعتزمه الحكومة باعتبارها المكان الجامع لمختلف التيارات التي تريد لتلك "الثقة" أن تعود، كلٌ منها لأسبابه. وفي عهود حكومات سابقة كانت "استعادة الثقة" ممكنة سريعاً لأن أوضاع البلد وتياراته ورجالاته كانت مختلفة، ولأنه كانت هناك دائماً مساحة لـ "المصلحة العامة" في زحام المصالح الخاصة، لكن بعد أعوام الاستهتار والجنون والفجور التي عاناها اللبنانيون، ولمّا يخرجوا منها بعد، سيلزم بالتأكيد أكثر من خمسة اشهر لـ "استعادة الثقة"، لماذا؟

لأن النزاعات على الحقائب الوزارية كانت "بروفة" سمجة وممجوجة لما هو آتٍ، ولأن المعارك المريرة السابقة من أجل قانون جديد للانتخاب ستستمر، وبحدّةٍ أكبر، خصوصاً أن مسارَي الحقائب وقانون الانتخاب ارتبطا موضوعياً، فالأول لتمرير ما أمكن من قرارات تعزيزاً للشعبية (بعيداً عن الفساد!) والآخر لجني ثمار "الوزارات الدسمة" في صناديق الاقتراع. لكن عودة "الثقة" تعني عودة البلد طبيعياً متعافياً، وبالطبع هناك فريق له مصلحة في ذلك، وهناك فريق يرى مصلحته في مكان آخر. فـ "حزب الله" يعيش هذه الأيام نشوة "الانتصار" في حلب، ويتوقّع أن يتمكّن من استثمار "فتوحاته" السورية في لبنان لمصلحته لا لمصلحة لبنان واللبنانيين. لكن متطلبات ما بعد حلب وحساباته لا تبدو، روسياً على الأقل، مطابقة تماماً لتوقّعات ايران وميليشياتها، واذا كانت هناك حساسية تجمع حالياً بين أنصار نظام بشار الاسد وخصومه فهي الحساسية ضد "حزب الله" تحديداً، ويُفترض أن "الحزب" لا يجهل ذلك. وفي أبسط تقدير، باتت "ايجابيات" مغامرته السورية مشوّشة، وإنْ استمرّ قادراً على الترهيب والاستقواء في الداخل. هذا يعني أن مسيرة "استعادة الثقة" تنطلق مثقلةً بعبء "حزب الله" الذي لم يكن ولن يكون عنصر استقرار للبلد مهما حاول المتفائلون تجاهله أو اعتبار أن دوره في سوريا لا يعنيهم ولا يعوّق عملهم. فالعرب وغير العرب يعتبرون لبنان رهينة هذا "الحزب". وقبل أن يحاول أمينه العام طمأنة الآخرين فليقنع "جمهوره" أولاً بأنه يسعى الى "الشراكة" لا الى "السيطرة". وإذ قال مراراً إن رجاله يقاتلون في سوريا "من أجل لبنان" فإن هناك مهمة قد تكون أقلّ كلفة: لماذا لا يعيد النازحين الى ديارهم؟ فهذا عمل نبيل سيشكره عليه النازحون وحلفاؤه الذين صاروا الآن في الحكم ويشكون كل يوم من الهاجس الديموغرافي الذي يشكله النازحون.

 

هل سيقبل المسيحيون بقانون بري؟

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 28 كانون الأول 2016

يسير النقاش في قانون الانتخاب مسابِقاً الزمن. فمهلة 18 كانون الثاني لتشكيل هيئة الإشراف على إجراء الانتخابات النيابية يُفترض أن يتمّ قبلها الاتفاق على القانون وإلّا سيكون مصير الانتخابات مجهولاً.

يمكن تصوّر بدء الكلام الجدّي حول القانون منذ الآن، خصوصاً أنّ المطروح حالياً مشروعا قانون جدّيان هما قانون الرئيس نبيه بري وقانون الثلاثي «المستقبل» ـ «الاشتراكي»ـ «القوات اللبنانية»، فيما المشاريع الاخرى لا يبدو أنّ لها نصيباً في المناقشة، وهي تتكدّس في أدراج المجلس النيابي، ولن تُطرَح للتصويت، في اعتبار أنّ الاتفاق على القانون بين القوى السياسية سيحصل خارج المجلس النيابي.

وإذا كان «القانون الثلاثي» بات عملياً خارج النقاش لرفض بري وحزب الله و»التيار الوطني الحر» وحزب الكتائب تبنّيه، فإنّ مشروع بري الذي يطرح إجراء الانتخابات على اساس تقسيم المقاعد مناصَفة بين النظامين الأكثري والنسبي، هو الذي سيناقش تحت عنوان تقريب المسافات بين المشروعين، إن في توزيع المقاعد وتصنيفها نسبياً أو أكثرياً، أو في توزيع الدوائر، وهذا نقاش دقيق يرسم منذ الآن تقريباً صورة التوازنات في المجلس النيابي، مع بعض الاستثناءات التي لا يمكن ضبطها.

ويبدو الى الآن، وعلى رغم بعض التسريبات، خصوصاً من جهة بري المستاء من موقف «التيار الوطني» المتراجع عن تعهّده بالقانون، أنّ موقف الثنائي المسيحي، لا يعارض قانون بري، وأنه قابل للتفاوض حول تعديلات محدَّدة فيه.

ولا يعتبر هذا الثنائي أنّ القانون مجحفٌ في حق التمثيل المسيحي، إذ إنه يؤمّن انتخابَ نحو 55 نائباً بأصوات المسيحيين، وهذا بحدّ ذاته إنجاز سيُضاف في المجلس النيابي الجديد الى إنجاز استعادة التوازن داخل الحكومة حيث يفاخر هذا الثنائي بالحصة المسيحية الصافية في حكومة الثلاثين التي تبلغ 12 وزيراً، وهو أمر يتحقق للمرة الاولى منذ العالم 1990.

يعمل الثنائي المسيحي على التنسيق في الشاردة والواردة في ما يتعلّق بقانون الانتخاب، بالطريقة نفسها التي تمّ التنسيق بها في انتخابات الرئاسة، وفي تشكيل الحكومة، والتواصل دائم بين الدكتور سمير جعجع والوزير جبران باسيل، حيث لوّح باسيل أخيراً بإعادة طرح قانون الانتخاب الأرثوذكسي، لرفع السقف والوصول بعد التفاوض الى افضل صيغة تخدم الثنائي المسيحي وتحقق له ما كان يُفترض أن يحقِّقه من نتائج اكيدة فيما لو أُجريت الانتخابات على اساس قانون الستين الذي بات القانون المفضل لـ»القوات» والعونيين إذا لم يستطيعا التوصل الى قانون أفضل، هذا فيما تمّ تجاهل قانون فؤاد بطرس كلياً، ولم يعد مطلب أيّ طرف مسيحي. ويبقى السؤال في حال اقترب الثنائي المسيحي من الموافقة على قانون بري وبعض تعديلاته، عن موقف «المستقبل» من هذا القانون، الذي يصيب كتلة «المستقبل» بأضرار بالغة، خصوصاً في دائرة بيروت الثالثة وبعض الدوائر المهمة كطرابلس وصيدا وعكار، فهل سيُترك «المستقبل» وجهاً لوجه مع قانون بري، إذا ما سحبت «القوات» و»التيار» اعتراضهما؟ الأرجح أنّ تيار «المستقبل» لن يقبل بقانون بري إلّا بعد إدخال تعديلات جوهرية عليه، لكن لن يكون حلفاؤه السابقون والجدد الى جانبه في هذه المواجهة، فالثنائي المسيحي يوجّه هدفه نحو الدوائر المسيحية الصافية كأولوية، ومن ثمّ يتّكل على التحالف في الدوائر التي للثنائي فيها أرجحية، وهذا يعني أنّ صيغة التحالفات السابقة التي أنتجت قانون الستين لم تعد قائمة، وأنّ التحالف بين قوى 8 آذار من جهة و14 آذار من جهة ثانية أصبح من الماضي، إذ بات مَن يسمّون انفسهم بالأقوياء متحالفين داخل طوائفهم، فيما يسعى تيار «المستقبل» الى خوض مواجهة تمنع إقرار قانون انتخاب لا يلائمه، إذا ما قرّر تأكيد حضوره في الساحة السُنّية، وهو يقاتل وحيداً لتحقيق هذا الهدف. ويبقى السؤال، هل سيتمّ إنتاج قانون جديد؟ وما هي خريطة القوى التي سيفرزها القانون؟ الواضح أنّ قانون الستين قد دُفن، وأنّ النسبية الجزئية التي ستُعتمد ستغيّر من الأحجام، فتشطر بعضها، فيما البعض الآخر كالثنائي الشيعي سيحافظ في أيّ قانون على حجمه، في حين أنّ متغيّرات ستحصل مسيحياً ودرزياً وسنّياً، لن يُعرف حجمها، علماً أنّ اكثر المتوجّسين من القانون الجديد هما «المستقبل» والنائب وليد جنبلاط، الذي يعتبر قانون الستين الأمثل بالنسبة اليه، نظراً لأنّ أيّ صيغة جديدة ستؤدّي الى إضعاف قوته في الشوف وعاليه، والى دخول لاعبين جدد في ساحته الانتخابية المقفلة منذ عام 1990.

 

جنبلاط «القَلِق نسبياً» يتطلّع إلى لقاء نصرالله

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 28 كانون الأول 2016

رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط خائف من المستقبل. هو يخشى تقليصاً لنفوذه ودوره في طاحونة المتغيّرات. لكنه يراهن على الحدّ من الخسائر لأن لا «الثنائي الشيعي» ولا الحريري ولا القوى المسيحية يريدون الإطاحة بزعامته. والأهم يبقى رسم حدود التفاهم مع «حزب الله»، بعيداً من الاعتبارات الخلافية حول الملف السوري. ليس سرّاً أنّ جنبلاط ليس مرتاحاً لحصته في الحكومة: وزيران من ثلاثين: التربية والدولة لشؤون حقوق الإنسان. لكنه مرَّر الأمر بلا اعتراضات مُهمة بناءً على نصيحة حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدم خلق عراقيل جديدة تعوق تأليف الحكومة، فوق العراقيل التي تمّ تبديدها. لكنّ جنبلاط تلقى في المقابل تطمينات إلى أنّ حجمه وحصته ودوره السياسي ستكون كلها محفوظة، ضمن حدود مقبولة. لم يعبّر جنبلاط عن استيائه من الحكومة الحريرية، على رغم مأخذين عليها: الأول هو أنه أراد حصة أكبر في حكومة من ثلاثين، والثاني هو أنه خسر في الحكومة الحالية دور «بيضة القبان» التي لطالما استند إليها ليكون قوياً في الحكومات السابقة. ويمكن إضافة مأخذ ثالث هو أنّ الوزير السنّي المحسوب على عون، أي طارق الخطيب المنتمي إلى «التيار الوطني الحر»، والوزير الماروني المحسوب على الحريري غطاس خوري هما من الشوف، ما قد يفتح الباب على مساومات انتخابية بين الطرفين، قد لا تروق للمختارة. ويجدر التذكير بأنّ عدد الناخبين السنّة في الشوف يفوق بقليل عدد الناخبين الدروز، وأنّ عدد الناخبين المسيحيين يشكل الكتلة الأكبر. لقد مرَّر جنبلاط الحكومة بالحدّ الأدنى من الاعتراض لأسباب ثلاثة:

لم يرغب في إظهار نفسه معرقلاً لحكومة العهد الأولى، ولحكومة صديقه العائد إلى السراي الرئيس سعد الحريري. وفي أيّ حال، هو يريد الاستجابة إلى رغبات القوى الدولية الحريصة على دعم الاستقرار، وتمنيات حليفه بري. وفي المحصلة، هو يريد أن «يسلِّف» الجميع مواقف إيجابية ليقطف ثمنها لاحقاً، خصوصاً في الانتخابات النيابية.

2 ـ هو يدرك أنّ دور الحكومة الحالية يكاد يقتصر على إنجاز قانون الانتخاب الذي لا يمكن أن يكون إلّا وفاقياً، خصوصاً بضمان بري. فكما حقَّق رئيس المجلس لفرنجية ما يريده في الحكومة مقابل تسهيل انتخاب عون، فإنّ جنبلاط ينتظر منه دعماً في ملف الانتخابات النيابية، خصوصاً في ما يتعلّق بهواجسه من اعتماد النظام النسبي.

3- استكمالاً لتنفيذ «إتفاق الطائف»، ينتظر جنبلاط فرصة لطرح ملف مجلس الشيوخ جدّياً على الطاولة. فهذا الأمر ينسجم مع خطاب القسم من جهة، ويُرضي مطالب عون والمسيحيين بأن تكون المسائل الحيوية مضبوطة تحت سقف مجلس الشيوخ المنتخب وفق القانون الأرثوذكسي.

ويطمح جنبلاط إلى أن تكون رئاسة هذا المجلس للدروز، فيحتفظ من خلالها بدور «بيضة القبان» بين القوى الطائفية والمذهبية، إذا فقد هذا الدور في مجلس الوزراء كما هو حاصل في الحكومة الحالية.

الأزمة الكبرى التي يريد جنبلاط التصدي لها هي النسبية التي يطرحها بري و»حزب الله». ولذلك، سارع إلى إطلاق النار عليها بعنف، من خلال «تويتر» لإفهام الجميع أنّ «هذا هو الخط الأحمر». وقد استعان بالمجلس المذهبي الدرزي لرفع الصوت داعماً له.

سيكون صعباً تطبيق النسبية مع الأخذ بهواجس جنبلاط فعلاً. فسواءٌ تمّ تطبيقها على مستوى المحافظات أو على مستوى الدوائر المتوسطة (الشوف وعاليه مثلاً)، فإنّ جنبلاط سيفقد جزءاً ملموساً من كتلته النيابية المتنوّعة طائفياً، أي إنه سيكون زعيماً للدروز فقط. ففي النسبية من المؤكد أنّ جزءاً من كتلة جنبلاط سيتقلّص لمصلحة ممثلي القوى المسيحية والسنّية والدرزية الأخرى.

بالنسبة إلى جنبلاط هذا كابوس. والبعض يسأل: كيف لبرّي أن يبتكر الصيغة التي تطمئِن جنبلاط من دون أن تشكل استثناءً للقاعدة المتّبعة في القانون، بحيث يقال إنّ قانون الانتخاب صيغ مرّة أخرى على قياس أشخاص وزعامات؟

ربما الأفضل لجنبلاط، وفق العارفين، هو استمرار العمل بقانون 1960، مع تعديلات ترضي المعترضين، المسيحيين تحديداً، في دوائر خارج الشوف وعاليه، علماً أنّ تحالف عون ـ جعجع سيترك أثره على مجريات الانتخابات المقبلة ونتائجها في غير منطقة لبنانية.

فالكثيرون يقولون لجنبلاط: حتى في قانون 1960، ستتخلّى عن نواب في الشوف وعاليه وبعبدا لعون أو الحريري أو سواهما.

في حساب المختارة أنّ النظام الأكثري يشكل ضماناً لزعامتها السياسية، وللدور الدرزي التاريخي في الجبل عموماً. وأما النسبية ـ أيّاً كانت أشكالها أو الدوائر المعتمدة، ولو جزئياً ـ فهي تتسبّب بقضم حجم وافر من الزعامة والدور.

ويردّ جنبلاط على القائلين إنّ كمال جنبلاط هو أول مَن طالب بالنسبية في دائرة واحدة بالقول: «آنذاك، كان هناك جوٌّ علماني، وكان لنا محازبون في الاشتراكي ومناصرون في كلّ لبنان».

وفي أيّ حال، الوقت المتبقي من المهلة الدستورية الخاصة بالانتخابات، لا يسمح باعتماد صيغة تأهيلية صعبة التنفيذ، تبدأ بالأكثري على مستوى القضاء، وتُستكمل بالنظام النسبي على مستوى دائرة أوسع. وأيّ طرح لصِيَغٍ من هذا النوع يعني تأجيل الانتخابات إلى موعد آخر، لأن لا وقت لتثقيف الناخب والمرشح وتدريبه على هذه الصِيَغ في المدة القصيرة المتبقية من المهلة الدستورية.

وطرح الإشتراكي و»المستقبل» و»القوات اللبنانية» القانون المختلط يضمن غالبية من 68 نائباً بالأكثري و60 بالنسبي، وهو تالياً يختلف عن المختلط الذي يقبل به الثنائي الشيعي، إذا تخلّى عن النسبية الكاملة، والقائل بالمناصفة، أي 64 نائباً لكلّ من النظامين.

لقد استدعت هواجس جنبلاط زيارة التطمين التي قام بها المسؤولان في حزب الله الحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا، والتي تؤكد حرص «الحزب» على مراعاة جنبلاط. وهذه الزيارة الأولى لوفد من «الحزب» بهذا المستوى لكليمنصو، علماً أنّ الاتصالات لم تنقطع يوماً بين جنبلاط و»الحزب» عبر صفا. كذلك يحرص جنبلاط دائماً على تعليمات واضحة لوكلاء الداخلية في الحزب، في المناطق كافة، للتنسيق التام مع «الحزب».

إنتهت الزيارة، وفق المطّلعين، بارتياح جنبلاط الذي نقل إلى الأمين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصرالله رسالة شفوية تؤكد حسن العلاقة ودوام التعاون بين الجانبين. ورشح أنّ جنبلاط أبلغ الى وفد «الحزب» أنه يتطلّع إلى موعد للقاء السيد نصرالله للبحث في الملفات كافة.

ولكن، كيف السبيل إلى تطمين جنبلاط إذا تمسكت القوى الشيعية بالنسبية؟ المتابعون يعتقدون أنّ «الثنائي الشيعي» يرفع سقف طروحاته إلى الحدّ الأقصى، ملوِّحاً بالنسبية لإدراكه أنها تسبّب القلق في صفوف غالبية خصومه. لكنه في النهاية سيكون مستعداً لإبرام الصفقات مع هؤلاء، إذا كان يُراد التخلّي عنها لمصلحة المختلط أو للبقاء على قانون 1960، مجمَّلاً ببعض التحسينات. ويدرك جنبلاط أنّ مقداراً معيّناً من التنازلات قد آن أوانه هنا وهناك، لكنّ المهم هو استمرار الزعامة. وهذا الأمر لا خلاف حوله على الأرجح.

 

صِدام حتمي... بين «العاصفتين»!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الأربعاء 28 كانون الأول 2016

مجرَّد أن تنال حكومة سعد الحريري ثقة المجلس النيابي «المضمونة سلفاً»، يعني أنّ ساعة العمل قد حانت لتطبيق بيانها الوزاري المتضمِّن مجموعة مهام، أبرزها إعداد القانون الجديد للانتخابات. ولا خلاف على أنها مهمّة صعبة، حتى لا نقول مستحيلة. ثمّة افتراق حاد بين القوى السياسية حول صيغة القانون، ولا جامع مشترَكاً بينها، بل لكلّ منها نظرتها وصيغتها وتقسيماتها ودوائرها المفصّلة على مقاسها. كلّ ذلك ينسج مشهداً قاتماً يقوم على تقاذُف صيغ انتخابية ككرات نار، كلّ من خلف متراسه، بما ينذر أنّ ساعة المواجهة والصدم السياسي حول «عاصفة الستين» و»عاصفة النسبية»، آتية لا ريب فيها عاجلاً أم آجلاً. ما بين العاصفتين تتبدَّى الوقائع المتناقضة التالية:

- فريق يطرح النسبية ويُدحرجها الى فريق.

- فريق يُدحرجها على فريق.

- فريق متحمّس للنسبية، لا فرق عنده إن اعتُمدت على مستوى أيّ دوائر موسّعة (المحافظات او لبنان دائرة واحدة)، كونها تشكل النظام الانتخابي المثالي، وخشبة الخلاص التي يتوق لها اللبنانيون. والوسيلة الأسلم لتصحيح التوازن، ولتمثيل واسع وصحيح لكلّ الأطياف والشرائح والأقليات السياسية بما يتناسب مع قوّتها الشعبية وحضورها الفعلي على الأرض.

وتتيح، بشكل أو بآخر، إعادة ربط اللبنانيين ببعضهم البعض، فتزيد من حاجتهم الى بعضهم البعض، وتُغذّي الواقع اللبناني بعلاقات وطنية لا طائفيّة محرّرة من العصبيات والانتماءات الجزئية والتحريض، التي تتفاعل وتتصاعد، كلّما صغرت الدائرة الانتخابية.

- فريق رافض للنسبية، ويسعى سراً وعلناً لإخمادها وخنقها في مهدها. ومتمسّك بالدوائر الصغرى على أساس القانون الحالي، أي قانون الستين ووفق النظام الأكثري الذي يُعتبر الأكثر انسجاماً مع الواقع اللبناني. فقانون الستين بتقسيماته الانتخابية (القضاء) يُعتبر أفضل صيغة للواقع اللبناني، تُبدّد الهواجس، وتُعطي لكلّ ذي تمثيل، ثمثيله الصحيح، النابع من العلاقة الوثيقة والمباشرة بين الناخب والمرشح.

فكلما صغرت الدائرة كلما كانت العلاقة أوثق بين النائب والناخب، ويوصل الناس ممثليهم عن سابق اختيار وانتقاء وتمحيص الى الندوة البرلمانية. لا أن يُفرَض عليهم ممثلوهم من بعيد. ولا ضير أبداً في أن تنتخب كلّ فئة ممثليها.

أكثر من ذلك، فإنّ اعتماد النسبية قد يؤدي الى أن تتحوّل الندوة النيابية، بفعل كثرة الأحزاب والتكتلات والقوى والتيارات التي قد تتمثل، الى حلبة تعدّد آراء وتشتّتها لا بل تصارعها، بما يؤدي الى عرقلة العمل التشريعي ويجعل عملية إصدار التشريعات عملية معقّدة غير ميسّرة بسبب تعدّد وجهات النظر داخل البرلمان وانقسام القوى والأحزاب والتيارات والكتل وتعذّر اتفاقها في القضايا الأساسية والجوهرية والمصيرية.

- فريق متفرّج، يعتمد سياسة ضربة على الحافر وضربة على المسمار، فيميل حسب ما تميل الدفة، فإن مالت لصالح الفريق المؤيّد، سارع الى تبنّي النسبية ورفع لوائها، والتحليق في سرب الداعين لها ومروّجيها. وإن مالت للفريق الرافض، عافها، ولعنها، وحرَّض عليها، على اعتبار أنّ الواقع اللبناني لا يستقيم معها... همّ هذا الفريق أن يحجز دوره أو مقعده سواءٌ أكان هنا أو هناك.

- فريق مداهن، ينادي بالنسبية تصريحاً، ويلعن قانون الستين علناً، بينما يتحمَّس داخل الغرف المغلقة لإعطاء فرصة لقانون الستين على اعتبار أنه لن يخلّ بالتوازن القائم. وينصح بعدم تجاوز ما يعتبره مطلباً محقاً، بضرورة تعميم ثقافة النسبية في البلد. وهنا ثمّة رأي طريف لأحد المسؤولين «في البلد لا مكان للأسرار، كلّ الناس يعرفون بعضهم، ولا يستطيع أحد أن يدفن رأسه في الرمال، ويقول «الناس مش شايفيني». مطلب تعميم النسبية، في جانب منه مطلب حقّ، ولكنه في الجانب الأكبر هو «مطلب نق».

ولكن قبل التعميم، يقول المسؤول المذكور، يجب أن نحلّ الإشكالية التالية:

- هناك فئة من الناس والسياسيين لا تفهم النسبية، وتعرف أنها لا تفهمها، وتريد أن تفهمها. هذه الفئة من الواجب والضروري تعريفها وتوجيهها.

- هناك فئة لا تفهم النسبية، وتعرف أنها لا تفهمها، والأنكى أنها لا تريد أن تفهمها. فهذه الفئة إما هي مكايدة وإما هي مثل «الفواخرة لا أولى ولا آخرة».

- هناك فئة تعرف النسبية وترفضها، ونعرف وتعرف أنها تفهمها، ومع ذلك تصرّ على أنها لا تفهمها... هذه الفئة ينطبق عليها القول «عنزة ولو طارت».

بكلّ بساطة وبلا طول شرح، يقول المسؤول المذكور: «فهم النسبية ليس صعباً، فـ»صعِّبها بتصعب وهوّنها بتهون». والمثل الشعبي يقول «اللي ما بدو يجوّز بنتو بيعلّي مهرها»، أما المثل الانتخابي فيقول «اللي ما بدّو النسبية بيصعِّبها».

واضح ممّا تقدَّم أنّ عاصفة النسبية متصادمة مع عاصفة الستين، وهناك يبرز السؤال: أيّ العاصفتين ستكون لها الغلبة في النهاية؟ وهل الواقع اللبناني قادر على أن يتعايش مجدداً مع قانون الستين، وهل إنّ الواقع اللبناني بتناقضاته السياسية والطائفية قادر على أن يستوعب النسبية أو أن ينسجم معها؟

ليس في إمكان أيّ فريق من هؤلاء، أو أيّ من الخبراء المختصين في علم الأرقام والإحصاءات والأنظمة الانتخابية النسبية والأكثرية أو المركّبة، تحديد اتجاه الرياح، والتأكيد مسبقاً على أنّ الستين قد دفن فعلاً، وأنّ اعتماد النسبية في المدى المنظور أمر ممكن. فقانون الستين موجود كأمر واقع وله مؤيّدوه الكثر ويسعون الى تحصينه بشتى الوسائل ويملكون قوة في هذا الاتجاه، وأما طريق النسبية فصعب، وليس مفروشاً بالورود بل برغبات ومواقف معلنة وطروحات سياسية رُميت نظرياً ولا ترجمة لها عملياً.

بالتأكيد، إنّ أنصار الستين يربحون ببقائه، وكذلك الامر بالنسبة الى أنصار النسبية الذين يربحون باعتمادها، ورهانهم على مصداقية «العاصفة الاعتراضية» على الستين بأن تكون كلها جدّية لا أن تكون في جزء كبير منها استعراضية ومجرّد كلام من باب رفع العتب السياسي.

تبعاً لذلك، لا يستطيع مرجع سياسي أن يتفاءل بسلوك المنحى النسبي ربطاً بمواقف بعض القوى السياسية الفاعلة، التي جعلته يلاحظ أنّ الشعار الذي أطلقه الرئيس نبيه برّي في توصيفه لمواقف تلك القوى «سيوفهم على الستين وقلوبهم عليه». صار شاملاً النسبية التي يتغنّى بها كلّ مَن هو على الأرض السياسية، بحيث إنّ مواقف هؤلاء تؤكّد حقيقة أنّ «قلوبهم مع النسبية علناً وسيوفهم عليها ضمناً».

كان المرجع المذكور يُعوّل أن يُنصّ صراحة على النسبية في البيان الوزاري للحكومة بما يعطيها دفعاً معنوياً وجدّياً، ولكن ما يثير الاستغراب ليس من أداء معارضي النسبية بل من أداء البعض، فحجم التباكي على النسبية والتغزّل بها الذي مارسوه صبح مساء، نقضوه على باب مجلس الوزراء، فبدل أن يؤكّد هؤلاء على هذه النسبية كانوا مِن بين مَن سهّلوا شطبها، علماً أنّ النسبية كان منصوصاً عليها في مسودة البيان الوزاري أمام لجنة الصياغة، ولكن يبدو أنها شطبت في جلسة مجلس الوزراء في بعبدا... لماذا لا نعرف؟

على أيّ حال، يبقى لمجلس النواب دورٌ أساس في إعداد القانون الانتخابي، وأما كرة النسبية فهي، كما يقول الرئيس برّي في ملعب الجميع بلا استثناء وفي المقدمة رئيس الجمهورية... «أنا أرى أنّ هناك مَن يرفض النسبية، ويسعى الى نسفها من أساسها، ومعلوم موقفنا نحن و«حزب الله»، نحن مع الدائرة الواحدة أو المحافظات الموسّعة.

وسأبقى مستمراً على مطلب اعتماد النسبية حتى ولو بقيت وحدي، وأكثر من ذلك إن استمرّوا في عنادهم ومحاولة وضع عراقيل في الطريق، فسأطوي كلّ الصفحات وأعود الى تبنّي طرح اعتماد لبنان كله دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية».

يحرص بري على التذكير «أنّ طرح النسبية ليس جديداً ولا ابتكاراً من عندي، فقد سبقنا اليه كمال جنبلاط. ومعلوم أنّ هذا النظام معمولٌ به في أكثر بلدان العالم، فماذا ينقصنا نحن هنا في لبنان، لكي نضع أقدامها على سكّة الخلاص؟».

 

إشكالية الصراع السني / العلوي

غسان الإمام/الشرق الأوسط/27 كانون الأول/16

كيف يمكن منح العروبة تعريفًا إنسانيًا وحضاريًا، مجردًا من كل تعالٍ عنصري؟ لم يعد بالإمكان اللجوء إلى قرابة الدم للتعريف بالأمم. إنها الهوية الثقافية واللغوية التي تحدد الانتماء إلى الأمة. وهي التي صهرت العرب المسلمين المهاجرين إلى الوطن العربي الكبير، مع الأقوام السامية التي سبقتهم إليه منذ ألوف السنين. أممية الإسلام ساوت بين العرب وهؤلاء المستعربين (الموالي) في الحقوق والواجبات. وكذلك فعلت مع الأقليات اللاعربية التي تأسلمت. أو تعربت من دون أن تتأسلم. لكن سقوط السلطة السياسية العربية مبكرًا سمح لهذه الأقليات، بإنشاء كيانات سياسية، في أنحاء متفرقة من الوطن الكبير، بقدر ما جعل الوحدة القومية العربية مفهومًا غامضًا لدى العرب إلى الآن. ارتقاء طب الوقاية الصحية في القرن العشرين أدى إلى ازدهار الكثافة السكانية. العرب يزدادون سنويًا بمعدل خمسة ملايين إنسان. كذلك فقد تضخمت الأقليات الإسلامية غير العربية. الأكراد باتوا يطالبون الدولة العربية «بحقوق» سياسية وانفصالية. وفي الخليج يهدد نحو 15 مليون وافد آسيوي وأفريقي نقاء اللغة العربية. بل وحدة التراب القومي.

لم يستطع الإسلام العربي استيعاب واحتواء هذا الطوفان العنصري، على الرغم من أن معظم الأكراد والأمازيغ هم من السنة، أي مذهب الغالبية العربية. ويشجع الاستعمار الثقافي الأوروبي، بعد انسحاب استعماره العسكري، هذه الأقليات على التمدد، تحت شعارات حقوق الإنسان وتقرير المصير.

الدولة العربية المستقلة لم تفاخر الأقليات بانتمائها السني المذهبي. ولم تقدم نفسها دولة سنية. بل أخذت الكثير من القوانين (الوضعية) عن الدولة الأوروبية الحداثية. لكنها حرصت على أن تترك لكل مذهب ديني أو طائفي حرية أحكامه وشرائعه، في الأحوال الشخصية.

غير أن الهواجس الطائفية المتوارثة مع التخلف الاجتماعي التاريخي. وغيبة التواصل والتعايش السكاني، بحكم الخوف. والعزلة، مع غياب طرق المواصلات. ولا وعي الدولة العثمانية للمأزق الطائفي... كل ذلك وفر الفرصة لكي تتسلل الطائفية والعنصرية. وتمسك بالسلطة السياسية في مجتمعات عربية (سنية). أو تسعى لتمزيق الوطن العربي، كما في سوريا. والعراق. والسودان، بإقامة كيانات طائفية. وعنصرية مستقلة.

الحروب الأهلية أشبه بمنخفضات جوية تجتذب دولاً أجنبية كبرى وصغرى، للتدخل. والهيمنة. أميركا. وروسيا. وإيران. وتركيا. وبعض دول أوروبا، حاضرة بقوة في سوريا. والعراق. ولبنان. بشار الأسد كسب معركة حلب بجيش من المرتزقة الشيعة آتٍ من لبنان. وأفغانستان. والعراق. لكنه خسر معركة سوريا. فقد بات رهينة لإرادات أجنبية أقوى منه.

في سعيه للانفراد بالسلطة السياسية في دول الهلال الخصيب (العراق. سوريا. لبنان)، أنشأ «حزب البعث» دولة عشيرية متخلفة في العراق. ودولة طائفية في سوريا، ما لبثت أن انقلبت إلى عائلة شرسة معاكسة لحركة التاريخ.

كان حافظ الأسد يزعم أنه يخشى «إفساد» جيشه في لبنان. لكن عائلته الثلاثية (الأسد. مخلوف. شاليش) هي التي أفسدت الحياة السياسية اللبنانية. ولم يكن في الإمكان وضع حد لاغتيالاتها، إلا عندما اغتالت رفيق الحريري الزعيم السني، بالتخطيط مع حزب إيران في لبنان. فقد أجبرها المجتمع الدولي على سحب جيشها. لكن نفوذ العائلة ما زال متغلغلاً في طيات الجلباب الأسود الإيراني المخيم على هذا البلد العربي الصغير.

كان حزب البعث مستعجلاً جدًا. بدلاً من الرهان على المؤسسات الديمقراطية، بادر إلى عسكرة الطائفة العلوية، من دون أن يعي تمامًا ملابسات المأزق الطائفي التاريخي الذي باعد بين الغالبية السنية والأقلية العلوية التي كانت أكبر أقلية طائفية (12 في المائة).

الواقع أن كل العهود السورية بعد الاستقلال ساهمت في الإيقاع بين السنة والعلوية. أعدم نظام شكري القوتلي سليمان المرشد الزعيم الروحي لعشيرة المرشديين المتعايشة في جبال اللاذقية مع العشائر العلوية. واغتال نظام الشيشكلي اللواء محمد ناصر (علوي) قائد سلاح الطيران. واغتيل في لبنان العقيد الهارب غسان جديد (شقيق البعثي صلاح جديد) زعيم الكتلة العلوية العسكرية المتواطئة مع الحزب الفاشي (السوري القومي) في اغتيال العقيد عدنان المالكي نائب رئيس الأركان (بعثي سني).

الإخوان المسلمون لم يكونوا بعيدين عن جهنم الطائفية. عندما تزمتوا شنوا حربًا طائفية، لرفضهم ترئيس رئيس علوي. وعندما تجمعوا في مدينة حماة، لإعلان العصيان المدني، قتلوا موظفي الإدارة الحكومية من البعثيين مع أسرهم. فكانت مجزرة حماة التي ارتكبها ضباط الفرق المدرعة في الجيش (1982). واستهدفت الأسر الإقطاعية السنية التي ظلمت فلاحيها العلويين في قرى سهل الغاب.

لكن الظلم الاجتماعي الذي تعرضت له الطائفة العلوية، لا يقاس بما فعله الحكم العلوي في سوريا خلال السنوات الستين الأخيرة. فقد دمر التعايش الهش بين الطوائف. وألحق الهزيمة بالمشروع القومي العربي، بتسليمه الجولان إلى إسرائيل، من دون قتال يذكر في حرب النكسة.

لم يمارس النظام الطائفي نقد تجربتيه الفاشلتين المدنية والعسكرية. وفي مواجهة التزمت «الإخواني»، حال دون نشوء ديمقراطية ليبرالية. وتعددية حزبية. وضرب بشراسة اعتصام نقابات الطبقة الوسطى. كانت الغالبية العربية (السنية) مظلومة. فهي لم تساير الإخوان في حربهم الطائفية. ولم تستجب إلى دعوتهم للعصيان. لا بد من الاعتراف بأن الكتلة (السنية) العربية لم تختر الرد الحضاري والإنساني المناسب على الظلم الدولي والإقليمي الذي تعرضت له بسلخ أميركا عروبة العراق وتسليمه إلى عملاء إيران. «داعش» و«القاعدة» و«جبهة النصرة» لا تمثل السنة. وباتت في صميم إشكالية الصراع الديني والطائفي في المنطقة. وإقدامها على قتل المدنيين السنة والشيعة. واقتحامها العالم بالشاحنة، لا يؤهلها للمشاركة في الحل. لا بد من الحسم مع هذه الفصائل للوصول إلى حل سلمي في سوريا.

ضيق المجال لا يسمح برواية متكاملة لأصول الصراع الطائفي في المنطقة العربية. النظام العربي لم يقصر في دعم سوريا بالسلاح والمال. لكن المعارضات السياسية والمسلحة المشمولة بالنِعم، ليست سوريا التي أعرفها. وأريدها. هناك شرائح وطنية عريضة جرى تحييدها. وأسرها داخل مدنها تحت التهديد بتدميرها، إذا شقت الصمت، لتسأل. وتحاور. وتحاسب النظام والمعارضات على حد سواء. ما الحل إذن؟ الحل في تسوية سياسية تضع حدًا لاقتتال بلا هدف نبيل. لا حل بترقيع نظام شرس. وإجلاس هذه المعارضات بجانبه على المنصة. والمائدة. تركيا التي وقفت موقفًا صلبًا من النظام، تخطئ باعتماد روسيا وإيران شريكين، في حل سوري، من دون مشاركة عربية أو سورية. أخيرًا، لا حل بلا عروبة. ولا عروبة بلا ديمقراطية. وبكلمة أكثر صراحة. لا حل بالثأر والانتقام من الطائفة العلوية. ولا تسوية بتحييد الغالبية السنية. وتجاهل الدور العربي الداعم لها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المستقبل احيا الذكرى ال3 لاستشهاد شطح الحسن: كان رجلا يؤمن بالحوار وسياسيا منفتحا جعجع: ثورة الأرز انطلقت ولن تتوقف

الثلاثاء 27 كانون الأول 2016

وطنية - أحيا تيار "المستقبل" الذكرى الثالثة لاستشهاد الوزير محمد شطح في قاعة "بافيون بيال" عند الرابعة والنصف عصر اليوم، في حضور النائب هاني قبيسي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الاتصالات جمال الجراح ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، النائب نديم الجميل ممثلا الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الرئيس ميشال سليمان، النائب عاطف مجدلاني ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، الشيخ محمود الخطيب ممثلا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الوزراء: مروان حماده، غطاس خوري، معين المرعبي، محمد كباره، جان اوغاسبيان، الدكتور خالد عبد السلام ممثلا وزير المهجرين طلال ارسلان، العميد الركن البحري نزيه جبيلي ممثلا وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جان قهوجي، امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، والنواب: جورج عدوان، محمد الحجار، عاطف مجدلاني، نبيل دو فريج، سيرج طورسركيسان، خضر حبيب، رياض رحال،احمد فتفت، خالد زهرمان وكاظم الخير، الوزراء السابقون: حسن السبع، سجعان قزي، محمد رحال، مروان شربل، جهاد ازعور، حسن منيمنة، سامي حداد ونايلة معوض، منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد، العميد محمد الايوبي ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العميد الركن علي ابو صالح ممثلا مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، العميد ادمون غصن ممثلا مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة، الاعلامية مي شدياق وهدى السنيورة.

كما حضرت زوجة شطح نينا ونجلاها، نائب رئيس "تيار المستقبل" النقيب سمير ضومط، أمين سر هيئة الرقابة والإشراف محمد المراد، أعضاء من المكتبين السياسي والتنفيذي، وحشد من الشخصيات الإجتماعية والثقافية والإعلامية.

بدأ الحفل بدقيقة صمت عن ارواح الشهداء ثم ترنيمة "افي ماريا" ووضعت صورة لشطح كتب عليها "شهيد الاعتدال".

المنلا

بعد دقيقة صمت عن روح شطح وتقديم من الزميلة في تلفزيون "المستقبل" مها ضاهر، ألقى نديم المنلا، قال فيها: "بداية لا يمكنني الا ان اتوجه الى اخي وصديقي محمد واقول له باسمي واسم كل الحاضرين اننا اشتقنا له، واقول له بهذه المرحلة كم نحن بحاجة إليه، لانه كان رجل الحوار والاعتدال. ويبدو أن الافرقاء اللبنانيين اصبحوا اكثر اقتناعا بأن الحوار والاعتدال هو اساس للانطلاق بلبنان الجديد".

وتكلم عن موضوع المنحة التي تأسست بالجامعة الاميركية تحت اسم الشهيد محمد شطح، فأوضح أنه "منذ اليوم الاول لاغتيال محمد معظم بدأ اقاربه واصدقاؤه يفكرون بما يمكنهم القيام به لاستمرارية عطائه ومسيرته واسمه، وكل فكر على طريقته، فتوصلنا الى القاسم المشترك، محمد كان يؤمن بالعلم والمعرفة، لهذا السبب فكرنا بأمرين: الاول منحة باسم الشهيد محمد شطح تعطى سنويا لطالب او اكثر في الجامعة الاميركية، وايضا جائزة في نهاية العام للابداع الاكاديمي تعطى لأفضل طالب بالنسبة لادائه وفعاليته الاكاديمية".

أضاف: "بسرعة قياسية تمكنا من جمع 275 الف دولار وهنا أتوجه لكل من ساهم من أصغر مبلغ الى أكبر مبلغ لإنشاء هذا الصندوق بسرعة قياسية، والشخص الاول الذي حاز على جائزة محمد شطح للابداع الاكاديمي كان بعد ستة أشهر على اغتياله، كما أعطيت أول منحة للعام الدراسي 2015 - 2016، وهذه منحة سنوية ودائمة وليست لمرة واحدة فقط".

وتابع: "عندما فكرنا بالمعايير التي سنتبعها لاعطاء المنحة فكرنا بما كان الأهم بالنسبة له. أولا، طرابلس والشمال كانت منطقة عزيزة على قلبه وكان يعتبرها محرومة ومحتاجة، فأعطيت الاولوية لطالب من الشمال. وثانيا، كان يؤمن بأهمية أن نخرج كوادر علمية يمكنها ان تستلم مراكز أساسية في الادارة العامة ومراكز في الحياة السياسية اللبنانية، لهذا السبب كانت المنحة للعلوم الادارة العامة والعلوم السياسية. وثالثا واخيرا، بالنسبة له الجامعة الاميركية كانت ولا تزال تمثل واحة من العلم والتفاعل، ومن لا يعرف محمد، لآخر يوم بحياته كان يقضي ساعات كثيرة في الجامعة الاميركية ويمشي ويبحث ويتذكر، فكان هذا المكان عزيزا على قلبه".

الحسن

ثم كانت كلمة لنائبة رئيس تيار "المستقبل" الوزيرة السابقة ريا الحسن قالت فيها:

"قلائل هم الاشخاص الذين يمرون في حياتنا ويتركون اثرا وبصمة كبرى. محمد شطح كان واحدا من هؤلاء الاشخاص. واعتبر نفسي محظوظة لانه اتيحت لي الفرصة لأن اتعرف عليه واعمل معه واتعلم منه. محمد شطح رجل عصامي صنع نفسه بنفسه. انتقل من مدرسة صغيرة في طرابلس ليتبوأ بعدها اهم المناصب في لبنان وفي الخارج. خدم بلده واعطاه كل ما عنده واستشهد من اجله. حكي وقيل الكثير بمحمد شطح ووصف بعدما استشهد برجل الاعتدال، وبالاقتصادي اللامع، وبالاكاديمي العصري، وبالديبلوماسي المحنك، وبالسياسي الوطني، وبالاب وبالزوج المتفاني".

اضافت: "اسمحوا لي ان انقل لكم كيف كنت ارى محمد شطح، محمد شطح كان انسانا عصريا ومبدعا، كان يتحدى نفسه ومحيطه من خلال طرح افكار لم يفكر فيها احد من قبل. لم يكن ذلك السياسي الذي يطرح افكارا معلبة فالحلول التي كان يقدمها كانت سباقة وتقدمية. هل يتجرأ احد غيره مثلا ان يطرح فكرة ان النفط والغاز اللذين سنستخرجهما من البحر ان شاء الله، يجب ان يوزعا على كل فرد من افراد الشعب اللبناني لانهما ثروة للشعب وليس الدولة".

وتابعت: "محمد شطح كان رجلا مثقفا، كان يملك عمقا فكريا واسعا، صحيح ان دراسته الاساسية كانت في علم الاقتصاد لكنه ايضا كان يتحدث بشغف وبإطلاع واسع عن مواضيع اخرى مثل الفلسفة والموسيقى والفن والعلوم. كان قارئا نهما ومطلعا على كل شي جديد. وبعد استشهاده، استوعبت كمية المراجع والقراءات المتنوعة التي كان يقوم بها والتي جعلته يملك كمية كبيرة من المعلومات. محمد شطح كان رجلا يؤمن بالحوار وكان رجلا سياسيا منفتحا على جميع الافكار والاراء من دون ان يتخلى عن مبادئه. كان يؤمن بالحوار كوسيلة لغربلة الافكار للوصول الى حلول واستنتاجات بناءة. كان يتقبل الافكار الجديدة، وبرأيي هذه اقوى ميزة كان يتمتع بها لانها جعلته يجدد آراءه دائما ويخرج بأفكار متجددة وحديثة".

واردفت: "محمد شطح كان متعدد المواهب، كان اقتصاديا ماهرا مثل ما كان سياسيا مميزا وهذه الصفة لمستها سنة الـ2008 عندما كنت جزءا من الوفد الذي ذهب معه WB/IMF annual meetings.

اتذكر جيدا اجتماعنا مع مسؤولين بالبنك الدولي التي ركزت وقتها على المخاطر الاقتصادية التي كان لبنان يواجهها. كانوا في البنك الدولي وقتها متشددين كثيرا معنا ومتخذين موقفا متحفظا من التطورات في لبنان، وقد غير كل تفكيرهم بربع ساعة ونظرتهم للبنان ومخاطره بطريقة اقتصادية علمية ومقنعة. ولقد رافقته ايضا في نفس النهار للمشاركة باجتماعات في وزارة الخارجية الاميركية مع كونداليزا رايس، وقتها استوعبت كم يملك هذا الشخص من حنكة سياسية واسلوب سلس ومقنع بطريقة تعاطيه بالملف اللبناني الدبلوماسي".

وقالت: "محمد شطح كان شخصا استراتيجيا بامتياز، كان من السياسيين القلائل الذين لديهم نظرة وبعد استراتيجي. كان لديه قدرة كبيرة ان يقرأ الاحداث ويحللها ويستنتج منها ليبني توصياته وآراءه. ولذلك كان قادرا ان يؤثر في مواضيع كثيرة وان يطرح حلولا علمية للمشاكل. محمد شطح كان رجلا واقعيا وعمليا، صحيح انه كانت لديه احلام وطموحات كبيرة وكان شخصا متفائلا بطبيعته ولكنه في نفس الوقت كان يقدر حجم التحديات وسقف القدرات والامكانات المتاحة. توصياته كانت طموحة ولكن مقاربته كانت دائما واقعية".

واجمل صفات محمد شطح انه كان رجلا انسانيا، كان كل من يعمل معه يشعر انه قريب منه. كان شخصا يملك روح النكتة، من يعرفه يعرف كم كانت لديه قدرة ان يلاقي المواقف بابتسامة حتى في الظروف الصعبة ليخفف عنا، هذه الروح المرحة لديه كانت تنسحب على ملبسه ايضا خصوصا في ربطات عنقه الصفراء والحمراء والخضراء".

وختمت: "أخيرا، سأستأذن نينا وعمر وروني أتكلم عن محمد شطح كرب عائلة. انا لم اتعرف على روني وعمر الا بعد ان استشهد محمد شطح لكني كنت اعرف عنهم كثيرا بقدر ما كان يتحدث عنهم، وعن شخصية وانجازات كل واحد منهم. اتيحت لي الفرصة ان اجلس معهم في عدة مناسبات ومن وقتها، اخرج بانطباع اني مع أشخاص اعرفهم منذ زمن بقدر ما هم قريبون من والدهم، اذكياء، مطلعون، وعصريون ومحبون مثله. وبعدما تعرفت على نينا، تأكدت ان محمد ما كان استطاع ان ينجح من دون هذه السيدة الجبارة والقديرة التي وقفت الى جانبه من اول الطريق ورافقته طيلة مسيرته المهنية ودعمته وشاركته بتربية هذين الشابين المميزين".

جعجع

ثم ألقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كلمة وجدانية من معراب، استهلها بشكر عائلة الشهيد "نينا، عمر وروني"، معربا عن سعادته بأن "الظروف سنحت له أن يمضي ساعات وساعات يتحدث مع محمد شطح "الذي لم يفكر يوما الا بالقضية لذا هو راهب القضية وسيظل كذلك".

وقال: "محمد شطح فريد من نوعه، كان القضية وكان شخصا متجردا، يحيا من أجل القضية وللقضية في يومياته، وفي الأسابيع الماضية فكرت مطولا بمحمد شطح، لأنه خلال تشكيل الحكومة فوجئت أن بعض الأشخاص يصارعون ويقارعون من أجل نيل حقيبة وزارية، بينما محمد شطح كان متواجدا دائما الى جانب من يشكل الحكومات، ولم يطلب يوما حقيبة لنفسه، إلا حين طلب منه أن يكون وزيرا، ولكن لم يكن هذا حلمه، اذ كان يحب أن يبقى خارج التفاصيل وليس في قلب الحدث، ليس لأنه لا يحبذ الالتزام بل ليبقى ذهنه صافيا".

واضاف: "أكثر ما كان يهم محمد شطح هو الأوراق، كان في كل مرحلة ينكب على صياغة ورقة توصف الوضع القائم وتضع الحلول له، لنستخدمها في صياغة الموقف السياسي الذي يجب أن نتخذه، فضلا عن أنه كان يحب تقريب وجهات النظر داخل قوى 14 آذار بجلد كبير من أجل التوصل الى موقف موحد لهذه القوى".

ورأى جعجع انه "بقدر ما يصح تسمية الرئيس الشهيد رفيق الحريري بـ"أب 14 آذار" يصح أيضا تسمية محمد شطح "أم 14 آذار".

وأردف: "لقد قتلوا محمد شطح ولكن لن ندعهم يطالوا القضية أو يقضوا عليها، من الممكن في وقت من الأوقات ان يربح الشر جولة أو أكثر ولكن هذا لا يعني في أي حال من الأحوال ان الشر انتصر وانكفأ الخير، لن ندع الخير ينكفئ مع أنني أرى أن بعضكم يبتسم ويهز برأسه لأنه يعتبر أن القضية انتهت ونالوا منها، ولكن هذا خطأ فادح اذ لا يمكن لأحد أن ينال من القضية، ولو أنه يمكن تأخيرها عبر اغتيال أحد منا أو ربما حجبها في مرحلة من المراحل، وإنما ثورة الأرز انطلقت ولن يتمكن أحد من وضع حد لها، فنحن جيل شهد على انطلاقة أكبر ثورة شعبية في تاريخ لبنان، نحن جيل مسؤول لن نترك أحدا يضع نهاية للقضية بغض النظر عن المراحل التي نمر بها في الوقت الراهن".

وختم جعجع بالقول: "نحن نرى في الوقت الحاضر غمامة سوداء أمامنا ما يذكرني بمرحلة الزنزانة حيث كنت لا أرى سوى الزنزانة بينما أنتم في الخارج كنتم ترون عهد الوصاية، ولكن خلف الزنزانة وعهد الوصاية شهدنا ما كان الله قد أعده لنا، لذا تأكدوا أنه وراء هذه الغمامة الحالية تنتظرنا أمور وغد أفضل".

 

"التغيير يتحقق مـن خـلال كفـاح سـلمي وبأسـلحة الحقيقة والعـدالة"/رسالة البابا لليوم العالمي للسلام: "اللاعنف: أسلوب سياسة من أجل السلام"

المركزية- عقد رئيس اللجنة الأسقفية عدالة وسلام المطران شكرالله نبيل الحاج، مؤتمراً صحافياً، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في المركز الكاثوليكي للإعلام، قدم فيها رسالة قداسة البابا فرنسيس لليوم العالمي الخمسين للسلام تحت عنوان "اللاعنف: أسلوب سياسة من أجل السلام" والذي يحتفل به في الأول من كانون الثاني 2017، ويرأس الإحتفال البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، العاشرة والنصف صباحاً، في الصرح البطريركي – بكركي. شارك في المؤتمر مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، المنسق العام في لجنة عدالة وسلام فادي جرجس، والمسؤولة الإعلامية في اللجنة سوزي الحاج، وحضور أمينة سرّ اللجنة منى فرحات، وأمين عام جمعية الكتاب المقدّس مايك باسوس. وأشار أبو كسم الى أن "نحن بحاجة لصوت البابا فرنسيس، ينادينا إلى السير في طريق السلام إنطلاقا من مفهوم اللاعنف وبمعنى آخر مفهوم التسامي فوق كل أشكال الحقد والحرب والثأر والقتل، والإندماج في المحبّة الشجاعة المستمدة من مشهدية الجلجلة حيث علق يسوع مسماراً على الصليب وهو يردّد "إغفر لهم يا أبتاه".

وتابع "اللاعنف ينطلق من المحبة والمسامحة والمغفرة، عندها يصبح هذا المنطق طريقاً إلى السلام، السلام الذي يضمن الحرية والعدالة للجميع فتزهر في المجتمعات المحبّة التي هي ركيزة أساسيّة من ركائز السلام بين الشعوب"، مضيفا "ما أحوجنا اليوم إلى نشر ثقافة السلام في مجتمعنا الداخلي أولاً في لبنان، السلام الحقيقي في النفوس وليس السلام المزيف بأشكال التملّق والوصولية، نحن بحاجةً لأن نبني مداميك السلام في عائلاتنا، في مدارسنا في جامعاتنا، في رعايانا، ومع كل الناس، عندها نضحي رسل سلامً كما أرادنا الله. أما عن السلام في شرقنا المجروع، فنحن مدعوون اليوم وأكثر من أي وقت مضى لأن نصلي من أجل إحلال السلام في سوريا والعراق وفلسطين، هناك إخوة لنا مشردون، نازحون عن قراهم وبيوتهم، يعيشون في قلق دائم، حول مصيرهم ومستقبلهم، مشيرا الى أن "في الواقع، العالم كله يعيش في قلق دائم، فالإرهاب يضرب في كل مكان، يتنقل من دولة إلى أخرى، والسبب الوحيد، هو إنتشار ثقافة العنف والقتل تحت عناوين مختلفة". وختم "نشكر قداسة البابا فرنسيس، على دعوته لنا هذه السنة، لكي نحتفل باليوم العالمي الخمسين للسلام"، آملين أن "تلقى هذه الدعوة آذاناً صاغية لدى كل المسؤولين السياسيين في كل أنحاء العالم، سائلين طفل المغارة، أمير السلام، أن يبسط سلامه على الأرض فننعم بالحرية والسلام والمحبّة".

ثم قدّم المطران شكرالله نبيل الحاج رسالة البابا فرنسيس، فقال "يتميز اليوم العالمي للسلام في هذا العام بمناسبتين تاريخيتين، الاولى الذكرى الخمسون لاطلاق البابا الطوباوي بولس السادس اليوم العالمي للسلام الذي احتفل به للمرة الاولى في العام 1968 ، والثانية الذكرى المئة والخمسة وعشرون للرسالة الباباوية "الشؤون الحديثة" للبابا لاوون الثالث عشر". وتابع "في رسالته الخاصة باليوم العالمي للسلام للعام 2017، اختار البابا فرنسيس العنوان التالي"اللاعنف: أسلوب سياسة من أجل السلام". استهلها بأمنيات السلام الصادقة لشعوب العالم ولكل رجل وامرأة وطفل وطفلة"، مشدداَ على ضرورة "أن نعترف ببعضنا البعض كعطايا مقدّسة لها كرامة كبيرة"، وداعياَ الى "احترام هذه "الكرامة العميقة" لاسيما في أوضاع النزاع والى اعتماد "اللاعنف الفعّال كأسلوب لحياتنا". وأضاف "ذكَّر البابا فرنسيس باليوم الأول للسلام العالمي الذي توجّه فيه الطوباوي البابا بولس السادس إلى جميع الشعوب وليس إلى الكاثوليك فقط بكلمات واضحة "لقد ظهر بوضوح أخيرًا أن السلام هو الخط الوحيد والحقيقي للترقّي البشري".كما استشهد بالرسالة العامة الشهيرة "السلام في الأرض" لسلفه القديس يوحنا الثالث والعشرين التي نادت "بمحبة السلام ومعناه المؤسَّس على الحقيقة والعدالة والحريّة والمحبّة".

وأردف "عبَر البابا فرنسيس كذلك عن رغبته بالتوقّف عند اللاعنف كأسلوب لسياسة سلام ، طالباً أن تقودنا المحبة واللاعنف في طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض في العلاقات الشخصيّة والاجتماعيّة والدوليّة". وميّز "دور ضحايا العنف الذين بامكانهم أن يصبحوا رواداَ حقيقيين لبناء السلام، ان كانت لهم الجرأة في مقاومة تجربة الانتفام". وأكّد قائلاَ "فليصبح اللاعنف، الأسلوب الذي يميّز قراراتنا وعلاقاتنا وأعمالنا واسلوب السياسة في جميع أشكالها". وتابع "من منا يذكر عبارة البابا القوية "أننا نعيش اليوم في قبضة حرب عالمية رهيبة مُجزّأة، لكنه يعود ليؤكد البشرى السارة أن يسوع الذي عاش أيضًا في أوقات عنف علّمنا أن حقل المعركة الحقيقي، حيث يتواجه العنف والسلام، هو القلب البشري". وأضاف "لقد رسم يسوع درب اللاعنف الذي سلكه حتى النهاية، حتى الصليب، ومن خلال هذا الدرب حقق السلام ودمّر العداوة. لذلك، من يقبل بشرى يسوع السارة، يعرف العنف الذي يحمله في داخله ويسمح لرحمة الله بأن تشفيه فيصبح هكذا بدوره أداة مصالحة. لا بل أن محبة العدو تشكل نواة "الثورة المسيحيّة" فهي لا تقوم على "الاستسلام للشر... وإنما على الإجابة على الشرّ بالخير فنكسر بهذا الشكل سلسلة الظلم".

وقال "أعطى البابا فرنسيس مثال القديسة الأم تريزا التي وصفها كرمز لفاعلي السلام وأيقونة لعصرنا، انحنت على الأشخاص المتعبين الذين تُركوا ليموتوا على جانب الطريق، وإذ اعترفت بالكرامة التي أعطاهم الله إياهم، جعلت مقتدري الأرض يسمعون صوتها لكي يعترفوا بذنوبهم إزاء جرائم الفقر الذي خلقوه بأنفسهم". ومن خلال الام تريزا وغيرها من النساء حرص البابا فرنسيس على "ابراز دور المرأة الرائدة في حقل اللاعنف ". تابع "كما ذكّر قداسته برسالة البابا القديس يوحنا بولس الثاني في الذكرى المئوية الاولى للرسالة العامة Novarum Rerum الشؤون الحديثة الذي قال فيها إن التغيير التاريخي في حياة الشعوب لا يتحقق إلا من خلال كفاح سلمي يستعمل فقط أسلحة الحقيقة والعدالة". وأضاف أن "هذا الالتزام لصالح ضحايا الظلم والعنف ليس إرثًا خاصًا بالكنيسة الكاثوليكية وإنما هو من ميزة العديد من التقاليد الدينيّة حيث "الشفقة واللاعنف أساسيّان ويشيران إلى درب الحياة" مؤكّداَ أن "ما من دِينٍ إرهابي، العنف هو تدنيس لاسم الله". لا نتعبنّ أبدًا من تكراره "لا يمكن لاسم الله أن يبرِّر العنف أبدًا، وحده السلام مقدّس، وحده السلام مقدّس وليس الحرب".

وأردف "إذا كان المصدر الذي ينبع العنف منه هو قلب البشر، يقول البابا، فمن الجوهريّ إذًا أن نسير في سبيل اللاعنف أولاً داخل العائلة، حيث ينبغي تخطي التوترات أو حتى النزاعات لا بواسطة القوة وإنما بواسطة الحوار والاحترام والبحث عن خير الآخر والرحمة والمغفرة وأن يتواصل أفراد العائلة ويعتنوا بعضهم ببعض بشكل مجاني إذ ان فرح الحب ينتشر من داخل العائلة إلى العالم ويشع في المجتمع بأسره". وتابع "اللافت في هذه الرسالة النداءَ الصارخ الذي وجهه البابا مطالباَ فيه بضرورة نزع الأسلحة وإلغاء الأسلحة النوويّة. كما طلب بإلحاح أن يتوقف العنف المنزلي والانتهاكات على النساء والأطفال".

وبعدها "ذكر البابا فرنسيس بيوبيل الرحمة "التي جعلنا ندرك مدى كثرة ضحايا اللامبالاة والظلم والعنف، وأعطى مثال القديسة تريزيا الطفل يسوع التي تدعونا أن نسير على درب المحبّة الصغيرة لئلا نفوّت فرصة كلمة لطيفة أو ابتسامة أو مطلق أي تصرّف صغير يزرع السلام والصداقة".

وأضاف "لم يتردد البابا فرنسيس في رسالته بدعوتنا الى اتباع استراتجية يسوع "لبناء السلام من خلال اللاعنف الفاعل والمبدع"، في ما نعرفه في عظة الجبل، بالتطويبات الثمانية: طوبى للودعاء يقول يسوع وللرحماء وصانعي السلام وأنقياء القلوب والجائعين والعطاش إلى البرّ. هذا هو أيضًا برنامج وتحدٍّ للقادة السياسيين والدينيين ومسؤولي المؤسسات الدوليّة ومدراء الشركات ووسائل الإعلام في العالم كلّه، تطبيق التطويبات في الأسلوب الذي يمارسون فيه مسؤولياتهم. تحدٍّ لبناء المجتمع والجماعة أو الشركة المسؤولين عنها بواسطة أسلوب صانعي السلام؛ وإعطاء علامة للرحمة من خلال رفض إقصاء الأشخاص والإساءة للبيئة والرغبة بالربح مهما كلّف الأمر". وتابع "إن اللاعنف الفاعل قد أثبت أن الوحدة هي أقوى وأخصب من النزاع حقًّا. فكلّ شيء في العالم مترابط بشكل حميم. وإن تحرير العالم من العنف هو أول خطوة نحو العدالة والسلام". وفي الختام "أنهى البابا رسالته ضارعاَ الى سيدتنا العذراء مريم ، ملكة السلام أن تقودنا في التزامنا خلال العام ۲۰١۷ بالصلاة والعمل حتى نصبح أشخاصًا أزالوا العنف من قلوبهم وكلماتهم وتصرفاتهم، فلنبني معاَ جماعات غير عنيفة تعتني بالبيت المشترك . يمكننا جميعاَ أن نكون صانعي سلام". وفي الختام تحدث جرجس فدعا المؤمنين الى "المشاركة في 1 كانون الثاني 2017 بالإحتفال بيوبيل الخمسين ليوم السلام العالمي بالقداس الإلهي التي تقيمه "اللجنة الأسقفية عدالة وسلام"، والذي سيترأسه غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي- بكركي، العاشرة والنصف صباحاً، ويشارك فيه الرسميين والقياديين الروحيين والسياسيين، وسيتم في نهاية الإحتفال تكريم بعض الشخصيات التي تهتم بحقوق الإنسان، نأمل المشاركة الكثيفة، وستوزع رزنامة العام 2017 وهي تقدمة جميعة الكتاب المقدّس بالإشتراك مع المركز الكاثوليكي للإعلام وهي تحمل عنوان يوم السلام العالمي المذكور".

 

الجلسة الثانية لمناقشة البيان الوزاري :الجميل حجب الثقة عن الحكومة واعتبر ان الفساد بدأ مع تشكيل الحكومة وتناتش الحقائب الخدماتية

الثلاثاء 27 كانون الأول 2016 /وطنية -اعلن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل "حجب الكتائب الثقة عن الحكومة إنطلاقا من شكلها والتزامنا بالثوابت ورفضنا ان يكون هناك فكر سياسي يتناقض مع رؤيتنا للبنان، مشيرا الى ان الحكومة الحالية هي حكومة من لون فاقع تفتقد الى التوازن".

واعتبر الجميل خلال مداخلة له في الجلسة الثانية مناقشة البيان الوزاري مساء اليوم في مجلس النواب أن "الفساد بدأ مع تشكيل الحكومة عندما استمرت عملية تناتش الحقائب الخدماتية على مدى شهر من الزمن بهدف استخدامها في الانتخابات النيابية المقبلة لاستقطاب الناخبين". أضاف: "نحلم بدولة لا تتقاسم نفسها وببلد يمكن ان يصوت فيه كل مواطن كما يريد"، مؤكدا ان "خيار الكتاب السياسي مبني على المحاسبة وقول الحقيقة وعلى الثوابت التي لا يمكن ان تكون تفصيلا والمطلوب استعادة ثقة الناس بالحياة السياسية ونطرح انفسنا فريقا يعمل لاعادة ثقة الناس بالحياة السياسية". ووجه تحية الى "روح الوزير محمد شطح الذي استشهد في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات واصفا اياه بالمناضل والصديق العزيز"، معتبرا انه "من بداية خوض الحياة السياسية كان الهدف استكمال النضال الذي بدأه الشهداء وخدمة لبنان"، متسائلا هل ما نقوم به اليوم يخدم لبنان؟ واشار الى ان واقع الحال هو اننا نبدأ بالانتفاض على الاعوجاج ومع الوقت نعتاد عليه ثم ننساق لنشارك بالخطأ". ولفت الى انه "عندما رأينا ان لا سيادة كاملة على ارضنا، انتفض الشعب في 2005 ليقول انه صاحب القرار وليس هنالك من يقرر عنه ونجح باسترداد القرار. ثم بدأنا نغرق لان هناك من يفرض ما يريد خارج اطار المؤسسات على اللبنانيين فاستشهد الكثيرون ومن بينهم نائبان للكتائب هما الشهيدان بيار الجميل وانطوان غانم، ثم استعمل السلاح في الداخل وحصل تعطيل واقفال وقاومنا وناضلنا وواجهنا ثم بدأنا بالتأقلم ثم بالخضوع، وفي اللحظة التي قبلنا ان نتخلى فيها عن حقنا في تقرير مصيرنا "مشي" البلد".

وأشار الى ان الأمر نفسه بالنسبة الى ملف الفساد: "فان يكون في لبنان فساد وقضايا تطوى دون كشفها او دون محاسبة اصبح كله أمرا بسيطا فثمة قضايا منسية في لبنان"، متسائلا: "فهل من يتذكر قضية بنك المدينة ورنا قليلات وهل من عاد وفهم شيئا في القضية؟".

وكشف عن "اتصالات هاتفية تلقاها قاضي الأمور المستعجلة لثنيه عن قراره باقفال المجزرة البيئية في برج حمود متسائلا: "اين من ناضل في هذا الملف اليوم؟ ملياران في مسألة النفايات والكتائب اخذت قرارا بالمواجهة في الشارع فمن وقف الى جانبنا من كل الذين نظروا اليوم ؟".

واضاف: "البلد تعطل سنتين ونصف بالفراغ فأصبح دون امل فهاجر الشباب لأن لا قوى سياسية تناضل باسمها وكل ذلك "بسيطة" ووضعنا امام خيار ان نرفض ما يحصل لاسيما اننا نحلم ببلد حقيقي والسيادة فيه اساسية وليس فيه "ناس بسمنة وناس بزيت"، اننا نمثل الشعب اللبناني ومن حقنا أن نرفض ان ينجر لبنان الى معارك ليس له شأن فيها وان يتعرض ابناؤنا للاذى حيثما هم موجودون".

وتابع: "دعانا الكثيرون الى ان "نلطي" رأسنا وفكرنا كثيرا الى ان وصلنا الى مكان سألنا فيه هل يجب ان يبقى في لبنان صوت حر ومعارضة تدل على الاخطاء وتتكلم باسم جزء كبير من اللبنانيين الذين يرفضون ما يحصل؟".

وأردف: "كان من السهل ان نشارك في الصفقة التي حصلت في البلد من الانتخابات الرئاسية الى تشكيل الحكومة والى امور اخرى لكننا اخذنا خيارنا ودفعنا ثمنه ونحن فخورون لسببين: ظروف التشكيل والتوازن المفقود في الوزارة، حيث أن هناك 17 وزيرا على الاقل يتشاركون نظرة سيادية تختلف ونظرتنا للسيادة"، معتبرا ان "الحكومة من لون واحد او على الأقل من لون فاقع"، قائلا: " صراحة لم نعلم بالتشكيلة الا في اللحظة الاخيرة وعرضت علينا المشاركة من دون ان نعلم التوازن فيها اذ تمنى النجاح للحكومة لأنها لو نجحت فذلك يعتبر خيرا للبلد"، معلنا "حجب الثقة عن الحكومة انطلاقا من شكلها والتزاما بالثوابت والمبادئ ورفض وجود فكر سياسي يتناقض مع رؤيتنا للبنان". وختم الجميل كلمته مشددا على "ضرورة اعادة النظر في نظامنا السياسي وتطوير مؤسساتنا ودستورنا وصولا الى عقد مؤتمر للمصارحة والمصالحة وهو امر لم يحصل بعد الحرب اللبنانية"، لافتا الى ان "تطوير النظام يبدأ بانتخابات نيابية يتمثل فيها اللبنانيون بطريقة صحيحة على اساس قانون منصف ويسمح للمجتمع المدني والمستقلين والاصلاحيين ان يتمثلوا، ونكرر القول ان مشكلة لبنان بنيوية ونحن لا نزال في اطار الترقيع وانعاش مؤسسات اهترت".

 

الرئيس عون: العدالة المتأخرة ليست بعدالة ومنذ اليوم القضاة محررون من تبعية السلطة السياسية

الثلاثاء 27 كانون الأول 2016 /وطنية - شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ضرورة تحرير القضاء من التبعية السياسية، وطالب القضاة برفع صوتهم في وجه من يضغط عليهم مؤكدا وقوفه الى جانبهم لحمايتهم من أي ضغط.

وأشار الى أن "العدالة المتأخرة ليست بعدالة"، داعيا الى الإسراع في إصدار الأحكام، ومشددا على ضرورة تعديل قانون أصول المحاكمات على نحو يساعد في تقليل عدد الدعاوى التي لا تزال عالقة لدى المحاكم.

كلام عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في حضور وزير العدل سليم جريصاتي رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد وأعضاء المجلس الذين أقسم سبعة منهم اليمين أمام رئيس الجمهورية، لكونهم عينوا في العامين 2014 و2015 في ظل الشغور الرئاسي.

والقضاة هم: رئيس هيئة القضايا في وزارة العدل مروان كركبي، الرئيس الاول لمحكمة استئناف بيروت طنوس مشلب، رئيس الغرفة التاسعة لدى محكمة التمييز جان عيد، رئيس الغرفة الخامسة لدى محكمة التمييز ميشال طرزي، رئيس الغرفة الثامنة لدى محكمة التمييز غسان فواز، رئيس الهيئة الاتهامية في جبل لبنان عفيف الحكيم، رئيس الغرفة الثالثة لدى محكمة الدرجة الاولى في جبل لبنان محمد وسام عدنان مرتضى.

فهد

وبعد أداء القسم، ألقى القاضي فهد كلمة قال فيها: "يشرفني وزملائي اليوم، ان نلتقي في حضرتكم، فيستوفي امامكم الاعضاء غير الحكميين في مجلس القضاء الاعلى يمين الانامة والاخلاص امام رأس الدولة وحارس الدستور وحامي المؤسسات. يمين لتجديد الوكالة التي يحوزها مجلس القضاء الاعلى من فخامة رئيس الجمهورية. يمين تختزن في مضامينها كل المعاني والدلالات والالتزامات، ولا سيما على مستوى الحرص على حسن سير القضاء وكرامته واستقلاله. وإنه لمؤشر خير أن يتزامن اداء هذه اليمين مع الانطلاقة الميمونة لعهدكم المبارك، وهو العهد الذي نؤمن بأنه سوف يكون عهد الحق والعدل.

فالعدل على ما تعلمون يا فخامة الرئيس، هو أساس الملك وأساس الجمهورية توق الى العدالة.

وقد سلطتم الضوء يا فخامة الرئيس، في خطاب القسم على سلامة القضاء ودوره في قيام دولة المواطنة واطمئنان المواطن الى يومه وغده ومصيره. ولطالما ناديتم منذ سنوات بأن يكون لدينا قضاء موثوق، قضاء نطمئن الى عدالته ونعتز بنزاهته ونفتخر بكفاءته وفعاليته واستقلاليته.

هذا هو سعينا، هذا هو دأبنا، وهذه هي نياتنا، بل طموحاتنا وأمانينا، نبذل في سبيلها كل جهد وعزم وتضحية، لنضمن انتظام العمل القضائي وتفعيل انتاجيته كما ونوعا، ونؤمن للمواطن حقه كاملا، ونمنح القاضي الحصانة التامة والاستقلالية الناجزة.

هكذا تؤدي السلطة القضائية واجبها ودورها الى جانب السلطتين التشريعية والتنفيذية في خدمة الوطن والمواطن. وكلنا ثقة يا فخامة الرئيس بأنكم ستولون السلطة القضائية الدعم المطلق والثقة الكاملة.

تنتظرون منا الكثير ونحن لن نكون إلا جادين، مخلصين في تحقيق هذه الانتظارات، بالتعاون مع معالي الوزير البروفسور سليم جريصاتي. ونحن مصممون على أن نكون على مستوى الحالة التاريخية التي يعيشها لبنان في ظل عهدكم الميمون المبشر بالعدالة والسلام والتعاون والاتحاد.

فخامة الرئيس، لا يبقى إلا أن نجدد أمامكم ما عاهدنا الله به من ان نسهر على حسن سير العدالة وصيانتها من كل شائبة. ولنا في سيرتكم الذاتية وفي خطاب قسمكم القدوة والمثال في العمل الدؤوب والمثابرة والاصرار على تحقيق ما اقسمنا على احترامه في سبيل قضاء نزيه عادل شفاف، يكون ركيزة اساسية في عهد واعد حافل بالعدل والامن والازدهار".

رد عون

ورد عون مرحبا برئيس وأعضاء مجلس القضاء الاعلى، ومركزا على الاهمية التي يعلقها على عمل القضاء الذي قال عنه في خطاب القسم انه يجب أن يكون محررا من التبعية السياسية.

وأشار الى أنه سبق أن أورد في برنامجه في انتخابات عام 2009 ضرورة أن يكون القضاء سلطة منتخبة، وهذا الامر يحتاج الى تعديلات في القوانين القائمة حاليا.

وأضاف: "منذ اليوم، إن جميع القضاة محررون من تبعية السلطة السياسية، وعليهم أن يرفعوا صوتهم في وجه من يضغط عليهم، وأنا سأكون الى جانب القضاة لحمايتهم من أي ضغط. لا يجوز بعد اليوم ان تكون سمعة القضاة سيئة، كما لا يجوز تعميم ذلك لأن القضاء في مجمله نزيه وشريف وفعال".

ودعا عون الى الاسراع في اصدار الاحكام "لأن العدالة المتأخرة ليست بعدالة"، لافتا الى ضرورة تعديل قانون أصول المحاكمات على نحو يساعد في تقليل عدد الدعاوى التي لا تزال عالقة لدى المحاكم.

كذلك شدد على الاهتمام بأوضاع قصور العدل ووضع برنامج يؤدي الى تحسين بيئة عمل الجسم القضائي والمحامين، وكذلك الاهتمام بالسجون وبظروف الموجودين فيها لجهة مراعاة النواحي الانسانية.

وبعدما أعرب رئيس الجمهورية عن أمله في إنجاز هذه الاصلاحات قريبا لتمكين القضاء من القيام بمهامه، أكد مسؤولية القاضي في أن يحافظ على سمعته ويبقى بمنأى عن التجارب، لأن هناك الكثير من التدخلات لدى القاضي لكي يتجاوز القانون لمصلحة الأشخاص، وهذا ما يجب أن يتحاشاه. وعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية، فهناك مجلس تأديبي وتفتيش قضائي للقيام بمهامهم في هذا المجال.

جريصاتي

وفي ختام اللقاء تحدث جريصاتي شاكرا رئيس الجمهورية على مواقفه حيال الجسم القضائي، ووجه له دعوة لرعاية افتتاح السنة القضائية خلال الشهر المقبل، وقال: "إن مجلس القضاء الاعلى لم يجتمع كهيئة مقررة ما دام الفراغ كان قائما في سدة الرئاسة. واعتبارا من هذه الساعة، للمجلس سلطة التقرير والاجتماع بعد حلف اليمين. فلكم الشكر لتمكينه من هذه السلطة".

أضاف: "لقد طلبنا بناء على رغبة فخامتكم إجراء تشكيلات عامة في القضاء، قائمة على معايير الجدارة والاستحقاق والاختصاص والكفاءة الى جانب معايير أخرى يجب مراعاتها. وإننا نعاهدكم بأن نسعى جميعا الى أن يكون القضاء على ما تأملون، والإنسان يحاسب على الاعمال. ونحن نأمل في خلال عمر هذه الحكومة أن نستطيع طبع علامة فارقة، هي علامة فخامتكم، في القضاء اللبناني".

"هيئة دعم المقاومة"

واستقبل عون وفد "هيئة دعم المقاومة" برئاسة منيف أشمر الذي ألقى كلمة حيا فيها رئيس الجمهورية، مجددا العهد "بالدفاع عن كل حبة تراب من لبنان في وجه العدوين الاسرائيلي والتكفيري مهما غلت التضحيات".

وشكر عون الوفد مؤكدا أن "الوحدة الوطنية هي الأساس في المقاومة ضد اسرائيل"، وداعيا الى "المحافظة على البيئة اللبنانية الحاضنة للمقاومة من خلال المحافظة على الامن والاستقرار وضبط الحدود، ومحاربة الارهاب استباقيا، وهو ما ساعد في اعتقال إرهابيين كلفوا القيام باعتداءات في الداخل".

رئيس "حزب الوفاق الوطني"

وفي قصر بعبدا، رئيس "حزب الوفاق الوطني" بلال تقي الدين الذي تداول مع رئيس الجمهورية الأوضاع العامة في البلاد والمشاورات القائمة للاتفاق على قانون انتخابي جديد على اساس النسبية بهدف إجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

تعزية بوتين

الى ذلك، أبرق عون الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معزيا بضحايا الطائرة الروسية التي سقطت. وجاء في البرقية:

"تابعت ببالغ الاسى نبأ الطائرة المنكوبة "تو-154" التي تحطمت في البحر الاسود. إني إذ أشاطركم الألم بهذا الحادث المؤسف، اتقدم منكم، باسمي الشخصي وباسم الشعب اللبناني، ومن خلالكم، الى حكومتكم وشعبكم الصديق، بأحر التعازي بالضحايا الذين سقطوا.

وأسأل الله أن يمدكم بالقوة لتجاوز هذه المأساة، وأن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان".

 

الضاهر: نرفض السلاح غير الشرعي ودعم ميليشيات تحارب في سوريا واليمن

وطنية - تناول النائب خالد الضاهر، في مداخلة القاها خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة "إستعاد الثقة"، موضوع انماء عكار فلفت الى ان "الفقر في لبنان هو بنسبة 30 المئة و70 في المئة في عكار، وهناك غياب تام للحكومات ولمجلس الانماء والاعمار والمدارس"، وقال: "نحن امام سياسة مقصودة تجاه هذه المناطق، هذه سياسة كيدية كنا نتمنى ان يتم افتتاح مطار القليعات مما يؤدي الى تنمية على مستوى لبنان، وهناك قضايا اساسية تتعلق بالسدود".  وأضاف: "نحن في دولة اساءة الى المواطنين؟ تهم الارهاب جاهزة، عشرات الاف الوثائق في حق شعبنا وثائق غير قانونية، هل هذا امر مقبول؟ هل الحكومة مسؤولة أو لا؟". وطالب ب"اتفاق المسلمين، فشباب اهل السنة يعتقلون وهناك اساءة الى شبابنا ولا بد من انصاف الناس وحماية المجتمع ليشعر هؤلاء المواطنون بأنهم في بلدهم". وسأل: "هل القيادة السياسية ستلتزم المعايير السياسية وحقوق الانسان؟"، وقال: "نريد كرامة انسانية يجب ان يعاملوا معاملة انسانية وتتوقف الاعتقالات العشوائية. نحن امام مشكلة انسانية علينا ان نتعامل معها". وتوقف عند موضوع النازحين السوريين، وقال: "علينا ان نعاملهم كما تعاملهم بعض الدول الاجنبية". وتطرق الى وضع قرية الطفيل، وقال: "يجب ان تكون هناك صرخة بما يعزز استقرار لبنان والخدمة الانسانية".  وسأل: "لماذا تتم زيادة حق المواطنين اللبنانيين في المقاومة؟".

 الرئيس نبيه بري: "هذه واردة في البيان الوزاري في حكومة (الرئيس تمام) سلام أصلا، أنت ضد المقاومة؟".

 الضاهر: "لا، ان يكون هناك سلاح واحد سلاح الجيش والقوى الامنية، هل هذا الكلام الملتبس لايجاد العذر لتشريع ايجاد سلاح غير سلاح الدولة؟".

 بري: "شرح ما ورد في البيان الوزاري وواجب الدولة، كما انت مسؤول عن عكار وانت مسؤول عن الجنوب، "شو كنا عاملين في العام 1978؟".

 وتابع الضاهر: "نحن ايضا شاركنا في الدفاع عن الوطن وعندما يكون هناك احتلال فواجبنا جميعا الدفاع عن الوطن، ولكن لماذا هناك جماعة تذهب الى سوريا وتقاتل هناك وتعود ليس بحجة حماية الحدود انما دفاعا عن دمشق وحلب؟ وهذه مشكلة اساسية وهناك سلطة منقوصة في لبنان ومأخوذ من سيادتها، وانا لا اقبل بأن تكون في البيان الوزاري تناقضات وتوضع عبارات ملتبسة لتبرر الامور والبلد في وضع صعب، ما دامت هناك قوة تقوم بدعم ميليشيات في اليمن وسوريا فلا يمكن التغاضي عن هذا الموضوع. ثم ماذا يعني المحكمة الدولية؟ ولا يجوز ان تشعر بان هناك إبعاد للبنان عن محيطه التي تربطه به العقيدة والتاريخ، وهناك عبارات ملتبسة حول كل هذه النقاط في البيان الوزاري". وتمنى ان "يعلن في بداية العهد عفو عام عن الاسلاميين". ودعا الى "إقرار سلسلة الرتب والرواتب". وقال: "ان هذا البلد لا يبني الا على القيم الدينية التي تدعو الى المساواة والحرية والتسامح". وشدد على "الانماء المتوازن"، وتمنى على الرئيس بري ان "تشمل عنايته منطقة الشمال"، فقاطعه النائب رياض رحال قائلا: "انت زعلان لأنك لم تحصل على وزارة فلو كنت وزيرا فعليك بالانماء"، فقاطعه الضاهر قائلا: "أنت قليل الادب وسكر تمك". هنا تدخل الرئيس بري واضعا حدا لهذا السجال، وطلب "شطب هذه العبارة من محضر الجلسة".

 

نص خطاب السيد حسن نصر الله في تأبين عبد الناصر جبري: تيارات التكفير والغلو تخدم المشروع الاستكباري الصهيوني في تفتيت وضرب ونقل المعركة من ساحتها الحقيقية

الثلاثاء 27 كانون الأول 2016

وطنية -أطل الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله عبر الشاشة، في تأبين العلامة الراحل الشيخ عبد الناصر جبري، الذي أقيم عصر اليوم، في قاعة "رسالات" قرب السفارة الكويتية، والقى الكلمة الآتية: "في البداية أتقدم بأحر التعازي إلى عائلته الكريمة والشريفة وإلى جميع إخوانه ومحبيه وأصدقائه ورفاق دربه وإليكم في هذا اللقاء المبارك إن شاء الله. معرفتي بسماحة الشيخ عبد الناصر تعود إلى عام 1985 وبالتالي بعض الشهادة التي أقدمها بين أيديكم هي شهادة عن حس وليس نقلا عن نقل، وبعض ما أقوله أنا أو قاله إخواني قبل قليل إنما هو من باب الشكر والتقدير لجهوده وتضحياته وعطاءاته رضوان الله عليه، وأيضا لتثبيت وترسيخ وتركيز هذا النوع من العلماء المجاهدين المضحين كقدوة وأسوة نتعلم منهم ونسير في دربهم، نواصل طريقهم حتى نقضي نحبنا ولن نبدل تبديلا، كما أن سماحته لم يبدل على الإطلاق.

كلنا يعرف سماحة الشيخ عبدالناصر في تدينه وعلمه وفضله وأخلاقه الحسنة وصفاته الحميدة وهدوئه واتزانه وتواضعه ومحبته الآخرين وصبره وصدقه وعمله الدؤوب وجهاده المتواصل. كلنا يعرفه بالعالم المجاهد المهاجر الذي لا يكل ولا يمل ولا يضجر ولا يتعب ولا ييأس ولا حدود لحركته ونشاطه لا في الزمان ولا في المكان. طبعا عندما نريد أن نقارب هذه الشخصية العلمية الجهادية يمكن أن نقاربها من زوايا متعددة وأبعاد متنوعة وخصوصا أن سماحة الشيخ كان متنوعا في اهتماماته وعمله. في البعد الشخصي والسلوكي والأخلاقي والديني والتقوائي هذا بعد، في البعد التبليغي والدعوي، في البعد السياسي والحركي عندما تتحدث عن جبهة العمل الإسلامي وحركة الأمة ونشاطه فيهما ودوره المؤسس، البعد الإعلامي والمؤسسات الإعلامية، البعد الجهادي والمقاوم، البعد الوحدوي والتقريبي. لكن نتيجة ضيق الوقت اسمحوا لي أن أركز على بعض العناوين في شخصيته وأنتقل في كل عنوان إلى حالنا الحاضر بالاختصار الشديد إن شاء الله.

في العنوان التقريبي والوحدوي إيمانه بالتقريب بين المسلمين، بالأخوة، بأخوة المسلمين لبعضهم البعض بأننا إخوة في الله وفي الإسلام، إيمانه بوجوب التقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية. هذا على مستوى الإيمان والقناعة والفكر، وعمله، لأنه لا يكفي الإيمان، لا بد مع الإيمان من العمل الصالح، من يؤمن بفكرة يجب أن يعمل بهذه الفكرة وقدم سماحة الشيخ عبد الناصر رحمه الله نموذجا مميزا خصوصا هو وأخوانه، في الإطار الذي كلنا نعتز به، وهو تجمع العلماء المسلمين في لبنان. هنا نحن أمام نموذج رائع واستثنائي ومميز: مجموعة من علماء السنة ومجموعة من علماء الشيعة يعملون سويا، يجلسون سويا، يتواصلون بشكل دائم، يتعاونون في مختلف المجالات، يتلاقون بشكل دوري، يناقشون المسائل، يتفقون، ينسقون، يشكلون وفودا مشتركة وواحدة في المناسبات المختلفة، يتخذون المواقف الموحدة إزاء القضايا المختلفة في الأمة.

ولكن أهم ما في هذه التجربة هي الصدق في العلاقة، مشاعر الأخوة، هذا الود، هذا الحب، هذه المشاعر، العاطفة الخاصة. ما كنا نشاهده قبل قليل، هذا ليس مجاملات، فقدان الشيخ عبد الناصر أحزننا جميعا وأحزن جميع إخوانه وأبكى عيوننا وشعرنا بعظيم الخسارة. هذه التجربة استثنائية ومميزة لأنها تفيد أنه يمكن في مكان ما في العالم الإسلامي بعد مئات السنين من الجفاء والتباعد هنا وهناك سوى حالات مميزة واستثنائية أن ينشأ إطار يجمع هذا العدد الكبير من علماء الشيعة والسنة في لبنان ويتواصلون ويتعاونون ويتآخون ويتحابون، ليس علاقات سياسية ومجاملات وما شاكل، وإنما علاقة في العمق.

هذا النموذج سماحة الشيخ عبد الناصر كان مؤسسا فيه، كان فاعلا وحاضرا ومصرا عليه. حتى في بعض المراحل التي مر فيها البلد في أزمات وكانت تأتي أفكار من هنا أو هناك أن مشروع التجمع أو مرحلة التجمع استنفذت أغراضها، كان الشيخ عبد الناصر من المصرين بقوة على مواصلة هذه التجربة وهذا النموذج وهذا الطريق. وفي نفس الاتجاه هو أكمل إلى الأطر المشابهة، اتحاد علماء بلاد الشام الذي صار أوسع، يجمع أيضا علماء من مختلف المناطق والمذاهب الإسلامية، إلى المجمع العالمي للتقريب. في أي إطار، في أي مؤسسة، في أي صيغة توحيدية تقريبية تجمع وتوحد وتآخي كان الشيخ عبد الناصر رحمة الله عليه سباقا وفعالا ومقداما وحاضرا. ونحن نأمل لهذا النوع من التجارب أن ينتقل إلى بقية البلدان العربية والإسلامية.

نحن الآن في هذا الزمن أحوج ما نكون إلى الشيخ عبد الناصر جبري، إلى أمثاله، إلى فكره، إلى نهجه، إلى روحه، إلى صدقه، إلى تآخيه، لأن عالمنا الإسلامي اليوم يواجه ظاهرة شديدة الخطورة وهي ظاهرة التطرف المنفلت من كل قيود، سواء في بعض الأوساط السنية أو في بعض الأوساط الشيعية.

عندما نرقب ظاهرة التكفير وتيارات التكفير نجد بأنه حتى قبل العام 2000 وقبل التسعينيات كان موجودا ولكن في بعض الأطر، في بعض البلدان، في بعض الساحات. لم يعبر هذا التيار التكفيري عن نفسه كما هو الحال الآن. التكفيريون سواء في المواقع الفكرية أو المواقع الإعلامية أو المواقع السياسية أو المواقع الميدانية اليوم يعبرون عن موقفهم بلا حدود وبلا ضوابط وأخذوا الأمور إلى أقصى وأبعد مدى، وهذا خطير جدا. في معركة التكفير اليوم لا يكتفى بالتكفير وإنما يتطور إلى القتل والمجازر والمذابح والسبي وقطع الرؤوس وشق الصدور والصلب وما شاكل. هذا أخطر ما يمكن أن تصل إليه الأمة الآن نعيشه.

وأيضا في بعض الأوساط الشيعية للأسف الشديد اتجاهات معينة، وهي التي يسميها سماحة الإمام الخامنئي بالتشيع اللندني أو التشيع البريطاني التي أيضا تأخذ منحى التكفير والتخوين والإساءة لكل المقدسات ولكل الرموز، وللمناسبة ليس فقط لمقدسات ورموز إخواننا اهل السنة بل أيضا لمقدسات ورموز الشيعة من علماء ومرجعيات ورموز علمائية وأخلاقية رفيعة عالية.

اليوم عندما تجد أن كل الإمكانات توفر لهذين الاتجاهين، اتجاهات التكفير والغلو والتطرف والسباب والشتم والاتهام والتخوين والذبح والقتل، توفر لهم كل وسائل الإعلام. قنوات المقاومة يتم إسقاطها من عرب سات ومن نيل سات ومن الأقمار الصناعية الأوروبية، أما قنوات الفتنة مثل وصال وصفا وفدك وما شاكل تشرع لها كل الأبواب في العالم.

إذا ما يجري أيها الإخوة أيها السادة والسيدات والسادة العلماء هو ليس من سبيل الصدفة وليس عفويا وإنما هناك عمل دول وأجهزة مخابرات ومراكز دراسات تعمل في الليل وفي النهار، اكتشفت أن الصحوة الإسلامية وأن الأمة الإسلامية وأن الشعوب المسلمة استيقظت وقامت وبدأت تتخذ مواقف واضحة من الهيمنة الأمريكية والاستكبارية على بلاد المسلمين وعلى منطقتنا، وبات لها موقف واضح وحاسم إنبنى أيضا بمعنويات عالية على ضوء انتصارات المقاومة تجاه إسرائيل، فأدركت أن هذه الأمة يجب أن يضرب بعضها ببعض ولا سبيل لمواجهة هذا القيام الشعبي الهادر في بلاد العرب والبلاد العربية خصوصا والبلاد الإسلامية بشكل عام الذي شهدناه قبل سنوات إلا بحرف كل هذه المسارات إلى اتجاهات الفتنة. ومن أولى بأن يخدم هذا المشروع الاستكباري الصهيوني في تفتيت وضرب وتقسيم ونقل المعركة من ساحتها الحقيقية والصحيحة إلى ساحات أخرى مثل تيارات التكفير والغلو.

اليوم نحن أكثر من أي زمن مضى يجب أن نتحمل المسؤولية كما تحملها المرحوم الشيخ عبد الناصر، يجب أن نعزل هؤلاء، أن نحاصر هؤلاء، أن نقف في وجه هؤلاء، أن نسكت هؤلاء من جهة، ومن جهة أخرى يجب أن نعمل من أجل المزيد من التلاقي والتقارب والتعاون والتآخي والتوحد والتكامل لأن غرض هؤلاء التكفيريين والمتطرفين وأسيادهم من الأمريكيين والصهاينة هو أن نتمزق وأن نبتعد عن بعضنا البعض وأن نذهب كل في واد.

إن أصرارنا على التلاقي وعلى اللقاء وعلى العمل الواحد وعلى الأطر الجامعة العلمائية والسياسية والمقاومة هو أفضل جواب وأفضل تحد بل هو أفضل إنجاز من خلاله نفهم فشل المشروع الآخر.

العنوان الثاني عنوان المقاومة، موقف سماحة الشيخ عبد الناصر، لا أعيد، أنا أؤيد وأؤكد على كل ما قاله الإخوة قبلي، وأنا أتابع الاحتفال منذ اللحظة الأولى، موقفه الحاسم من المقاومة. من الأيام الأولى هو لم يأخذ موقفا من المقاومة، هو جزء من المقاومة، وهو واحد من علمائها ومجاهديها ومفكريها والعاملين فيها في المجال السياسي والإعلامي والشعبي والاجتماعي والميداني، ولكن في كل المراحل الصعبة عندما احتاجت المقاومة إلى دفاع عن مشروعها وعن فكرتها وعن منطقها وعن شرعيتها كان الشيخ عبد الناصر كبقية إخوانه في تجمع العلماء المسلمين، في جبهة العمل الإسلامي، في الأطر الإسلامية المختلفة، صوتا عاليا وقويا وشجاعا خصوصا بعد أحداث 2005، 2006 في لبنان وما تلاها من أحداث إلى آخر لحظة في حياته، كانت المقاومة في لبنان وفلسطين ثابتة مركزية من ثوابته في الإيمان وفي العمل وفي التضحية. هذه المقاومة اليوم أيضا هي مستهدفة بدولها وشعوبها ومجتمعاتها وجيوشها وحركاتها الجهادية.

أحد أخطر عناوين الحرب القائمة في المنطقة منذ سنوات هو الحرب على المقاومة ومحور المقاومة، وهذه هي الحقيقة التي تتكشف يوما بعد يوم من خلال اعترافات القادة الأمريكيين والسياسيين والدبلوماسيين والجنرالات والمسؤولين الأمنيين والوثائق الدامغة والشواهد والتسجيلات. ما يجري في منطقتنا هدفه أصبح واضحا وجليا.

اليوم هناك من يعمل على تدمير الجيوش العربية لمصلحة إسرائيل وعلى إسقاط بقية الأنظمة العربية المقاومة من أجل إسرائيل ليعود جيش إسرائيل الأقوى بعد أن هزمته المقاومة في لبنان وفلسطين، وبعد أن أذلته المقاومة في لبنان وفي فلسطين وبعد أن أصبح هذا الجيش جيشا خاويا في معنوياته، في ثقته في نفسه، في ثقة ضباطه بجنوده وثقة جنوده بضباطه. المطلوب أن تدمر جيوش المنطقة ليبقى جيش واحد قوي يستعيد المعنويات ويستعيد الآفاق ويستعيد الثقة وهو الجيش الإسرائيلي.

اليوم تعزل وتحاصر وتشوه سمعة حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وكل المنطقة، تشوه سمعة كل المؤيدين والداعمين للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، الداعمين بحق ويقتلون ويحاربون في كل أنحاء العالم من سورية إلى العراق إلى البحرين إلى اليمن إلى بقية بلدان العالم إلى نيجيريا التي يتظاهر أهلها بمئات الآلاف في يوم القدس العالمي من أجل فلسطين ومن أجل القدس.

المقاومة المستهدفة اليوم هي أيضا الدفاع عنها مسؤولية الجميع كما كان يفعل الشيخ عبد الناصر، وهذا الاستهداف مستمر على كل الجبهات. لا تتصوروا أن إسرائيل هي تتفرج والعالم مشغولة ببعضها والساحات مستنزفة وهي تتفرج. هي تلاحق كل عقل يمكن أن يكون عقلا في المقاومة أو لديه إمكانية تطوير مجال ما في المقاومة، كما فعلت من خلال اغتيال الشهيد محمد الزواري في تونس وكما فعلت في السابق بالشهيد القائد حسان اللقيس وكما فعلت بالعلماء النوويين الإيرانيين والعلماء النوويين العراقيين. إسرائيل هذه لا تستطيع أن تتحمل في مجتمعاتنا وفي شعوب منطقتنا لا عقول ولا إرادات ولا جيوش ولا حركات مقاومة ولا علماء ولا فكر يمكن أن يتجمع وأن يتوحد وأن يتناسق في مواجهة هذا المشروع الصهيوني وهذا المشروع الاستكباري.

اليوم هذه أيضا مسؤولية ويجب أن يدافع عن المقاومة وعن محور المقاومة وعن حركات المقاومة وعن مجتمعات المقاومة. الوعي من قبل سماحة الشيخ رحمه الله الموقف الشجاع والصريح في الدفاع عن المقاومة هو علامة بارزة في الدنيا وفي الآخرة للشيخ عبد الناصر. نحن نثق بشعوبنا وأمتنا، لدينا ثقة كبيرة جدا، مهما كانت الآلام والمآسي. اسمحوا لي أن أقول لكم اليوم في ذكرى هذا الشيخ المجاهد المؤمن والتقي، مهما كانت آلام هذه الأمة لن تتخلى عن فلسطين. حسابات الإسرائيليين هي حسابات خائبة وخاطئة في فلسطين، طالما كانت حساباتهم أن الشعب الفلسطيني سيتخلى عن قضيته وعن مقدساته الإسلامية والمسيحية وسوف يقبل بالفتات الذي يقدمه له الصهاينة، ولكن الشعب الفلسطيني كان دائما يفاجئ الإسرائيليين. فاجأهم عامي 83 و84 وفاجأهم بانتفاضة الأقصى وفاجأهم بالمقاومة المسلحة، كان قبلها طبعا قاتلهم طويلا منذ النكبة والنكسة، وأيضا فاجأهم بانتفاضة القدس الأخيرة ويفاجئهم الشعب الفلسطيني بتأييده العالي جدا في أعلى نسب التأييد لخيار المقاومة.

أيضا في لبنان كل حساباتهم عام 1982 خابت وضاعت وهم يعترفون بأنهم أخطأوا الحساب. وأيضا الآن هم يحسبون أن المنطقة التي تواجه هذه الحرب وهذه الفتنة وهذه المصائب وهذه المآسي، سوف تخرج هذه المنطقة وشعوبها وقادتها وعلماءها مجروحين مستنزفين، لن يكون في بداية ولا في جزء اهتماماتهم شيء اسمه إسرائيل ومواجهة المشروع الصهيوني. هم واهمون، أنا أقول لكم: محور المقاومة سيخرج من هذه الحرب الكونية عليه في كل البلدان منتصرا وأصلب عودا وأقوى وقودا إن شاء الله.

وشعوب هذه المنطقة وهذه التجربة المؤلمة سوف تخرج منها حركات المقاومة لتعود الأولوية في المحور وفي الأنظمة وفي الجيوش وفي الشعوب وفي الأحزاب وفي القوى السياسية وفي الفكر وفي الاعلام وفي المشاعر، لتعود فلسطين هي الأولوية ومواجهة المشروع الصهيوني هو الأولوية وتحرير القدس هو الأولوية. إذا كان هؤلاء يراهنون أن الحرب الكونية ستدفن تحت تراب هذه الأرض وهذه المنطقة كل مقاوم ومجاهد وشريف هم مشتبهون ومخطئون. هذا خلاف السنن الإلهية وخلاف سنن التاريخ وخلاف "إن لله رجالا إذا أرادوا أراد".

وفي هذه المنطقة كل المقاومين مصرون على الصمود وعلى الثبات كما كان يحب هذا الاسم الشيخ عبد الناصر وعلى مواصلة المواجهة حتى الانتصار النهائي ولن يسلموا هذه المنطقة، لا فلسطين ولا لبنان ولا سورية ولا العراق ولا أي بلد، لن يسلموه لا للهيمنة الأمريكية ولا للصهاينة.

اليوم مثلا في الوقت الذي يضغط فيه العدو الإسرائيلي في كل مكان نجد ثبات الأسرى في السجون الإسرائيلية الذين يضربون عن الطعام والشراب حتى حافة الهاوية أو الذين يقتلون ظلما في السجون كما حصل بالأمس مع الشيخ أسعد الولي من الشخصيات الوطنية والمقاوِمة في الجولان السوري المحتل وخرج في تشييعه هذا الحشد الكبير من أهل الجولان ليعبروا عن هويتهم وعن موقفهم وعن التزامهم وعن رفضهم لهذا الكيان والخضوع لهذا الكيان.

اليوم تستسلم بعض الأنظمة، تسمح حكومة البحرين لأسوأ منظمة صهيونية أن تأتي إلى البحرين، "يقولون إسرائيلية مش إسرائيلية" هويتهم أمريكية، لكن هم منظمة صهيونية بالمعنى الأوسع لأسوأ منظمة صهيونية، أن تأتي إلى البحرين وتستقبل في البحرين وتتحدث وسائل الاعلام الإسرائيلي بنشوة، تحدثت وسائل الاعلام الإسرائيلية عن أمرين:

أولا أن هؤلاء هذه المنظمة الصهيونية بلباسها التقليدي وإلى جانبها عرب "بالدشاديش وبالحطة والعكال" واللباس العربي كانوا يرقصون سويا، والمشهد الآخر أن هذه المنظمة أنشدت في شوارع البحرين نشيد الهيكل سيبنى على أنقاض المسجد.

إذا كانت حكومة البحرين دخلت في مسار التطبيع منذ زمن فإن شعب البحرين وعلماء البحرين، المجلودة ظهورهم الذين القي بهم في السجون الذين قتل رجالهم ونساؤهم، المعذبون وأيضا المخذولون من العالم العربي والإسلامي لم ينسوا فلسطين ولم ينسوا قضية فلسطين ولم ينسوا أن الصراع الأساسي هو مع العدو الإسرائيلي، ولذلك في الوقت الذي يسكت العالم كله عن تطبيع البحرين ويضطر فقط بعض الحركات الفلسطينية أن تندد، يخرج الشعب البحريني وعلماء البحرين لينددوا ويرفضوا، وهذا يعني أنه أيا تكن الآلام عندنا لا يمكن أن تنسينا فلسطين ولا قضية فلسطين.

في اليمن حصار وجوع وقصف وقتل، وآلاف الأطفال يموتون من الجوع والمرض، ولكن الشعب اليمني يهتف لفلسطين ويتظاهر لفلسطين في صنعاء تحت القصف. ما يعني ماذا؟ يعني أن الخير قوي في هذه الأمة، ولذلك أقول في ختام هذا العنوان، أنا أقول للصهاينة: لا تراهنوا، المستقبل في هذه المنطقة هو للمقاومة ولمحور المقاومة ولمشروع المقاومة. هذا ليس كلاما بالخطابات، هذا كلام يترجم بالدم وبالصمود وبالثبات وبالتضحيات الجسام في أكثر من بلد وفي أكثر من ميدان.

والعنوان الأخير، البصيرة والثبات عند سماحة الشيخ عبد الناصر الجبري، بصيرة الشيخ، فهمه الصحيح للأحداث والمواقف والمشاريع والأهداف والخطط. منذ سنوات ومنطقتنا وشعوبنا في فتنة يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه. وعندما يختلط الحق بالباطل وتتزين الشعارات والعناوين البراقة وتختلف الرايات وتحتد الاصطفافات. كل واحد منا يكون أمام المسؤولية الأصعب في حياته، من أجل دنياه ومن أجل آخرته.

على الإنسان أن يحكم عقله ودينه. أن لا تأخذه الأهواء والعصبيات والشعارات والخطابات الحماسية ولا الدعايات ولا الوشايات ولا الاندفاعات الشعبية هنا وهناك، أن يكون لنفسه كما فعل الشيخ عبد الناصر موقفا للدنيا وللآخرة يستطيع أن يقدم الإجابة عنه يوم القيامة لله سبحانه وتعالى.

الشيخ عبد الناصر، في هذه المحنة في السنوات الأخيرة، كان صاحب البصيرة والفهم والرؤية الثاقبة، وأيضا هو لم يدخل في أي حيرة في المواقف. من اللحظة الأولى كان لديه وضوح شديد وفهم واضح جدا حول ما يجري، ولم يكتف بالفهم والبصيرة والإيمان، بل دائما هو رجل الإيمان والعمل. كان أيضا في موقع المواجهة في هذه الحرب وفي هذه الفتنة وفي هذا التحدي. طبعا، بما يمثله من شخصية علمائية وأكاديمية وسياسية ودعوية، من خلال خطابه وموقفه وتعبيره عن الموقف، ومؤسساته، ومن أهم ما ذكره الإخوان قبلي هو هجرته إلى العالم، لأن الكثيرين منع عليهم أن يسافروا، والكثيرين منع عليهم أن يتكلموا أو أن يحضروا في مؤتمرات، الشيخ عبد الناصر كان يسافر من بلد إلى بلد ومن مؤتمر إلى مؤتمر ليعوض هذا النقص، ليملأه بحنجرته وبصوته الشجاع الهادر وبمنطقه القوي والمتين لأن المسألة ليست مسألة حماسة من هنا أو من هناك.

اليوم أيضا هذه المسؤولية بعد رحيله تكبر ونحن جميعا معنيون في أن نوضح المواقف للناس جميعا من حولنا وأن نصر على اتخاذ الطريق وعلى أن نواجه هذه الفتنة بمنطق الجمع والتوحيد والتآخي والتسامح كما يجري الآن في العديد من الساحات. عندنا مثلا في بعض البلدان مثل سوريا أو غيرها عندما في مدينة معينة أو بلدة معينة يحمل بعض المقاتلين أو الجماعات المسلحة السلاح لسنوات يقاتلون ويقتلون الجنود ويجرحون وثم ينتهي الأمر بتسوية هنا ومسامحة هناك وإيجاد معالجة هنا، نعم، نحن يجب أن نسعى في هذه المنطقة أن نعمل بمنطق التسامح وبمنطق التسويات الداخلية وبمنطق القفز فوق الآلام وفوق الجراح. هم يريدون لكل مياديننا أن توغل في الدم وأن توغل في الأحقاد وأن تزداد الخسائر النفسية والمعنوية والعسكرية والبشرية في أمتنا.

نحن في الوقت الذي يجب أن نكون حاسمين صارمين في مواقع الدفاع، يجب أن تبقى الأيدي ممدودة والصدور مفتوحة وأن تبقى الروح الحاكمة هي روح التسامح والعقل الحاكم، هو عقل الانفتاح والحوار والسعي لمعالجة كل مشكلة مهما كبرت حتى ولو تمادت إلى المواجهات الدامية، أن نعالجها بالحوار وبالحل السياسي وبالكلمة الطيبة وبالكلمة الحسنة، لأن هذا هو المستقبل الذي يجب أن نصنعه لأولادنا وأحفادنا وهكذا نحبط كل المؤامرات.

أيها الإخوة والأخوات: نحن نشعر جميعا بالخسارة الكبيرة، برحيل سماحة الأخ، الحبيب، العزيز، الكريم، المجاهد، الشيخ عبد الناصر جبري، ولكننا نسلم بقضاء الله تعالى ومشيئته، ونسأله أن يعوض بعائلته الكريمة، وخصوصا المشايخ الكرام من أبنائه، وبكم أنتم، بالسادة والأخوة والأخوات، بالعلماء الوحدويين المجاهدين الثابتين لأن هذه المرحلة، أنتم إخوة وأصدقاء الشيخ عبد الناصر جبري وأبناؤه أنتم ضمانتها، وأنتم عمادها، وأنتم مستقبلها. تغمده الله تعالى برحمته كما كان يجمعنا في حياته، هذا المشهد اليوم، عندما سينظر إليه التكفيريون، هذا مشهدكم، العمائم، العلماء من المذاهب الإسلامية المختلفة، من الاتجاهات السياسية المختلفة على المستوى الإسلامي وعلى المستوى الوطني، عندما ينظر إليكم التكفيريون أو الغلاة المتطرفون أو الصهاينة أو الأميركيون يدركون جيدا أن الشيخ عبد الناصر بحياته كان يواجههم، وبوفاته يجمع هؤلاء الصالحين المؤمنين ليقولو للعالم إن فتنتكم وإن حربكم وإن مؤامراتكم وإن مخططاتكم لن تفرقنا ولن تمزقنا، ستزداد وحدتنا بكل هؤلاء الأعزاء الذين ثبتوا حتى اللحظة الأخيرة، وقضوا نحبهم في هذا الطريق في الهجرة إلى الله.

نحن أيضا يا شيخنا الغالي، يا شيخ عبد الناصر سنواصل هذا الدرب، هذا عهدنا لك، لكل الأعزاء ، للدكتور الشيخ فتحي يكن، لسماحة الشيخ سعيد شعبان، لسماحة الشيخ فيصل مولوي، لهؤلاء الأعزاء الذين عملنا سويا في لبنان من أجل هذا النموذج وهذا التقارب وهذا التآخي.

عهدنا لكم جميعا، لكل العلماء الذين مضوا، لكل الشهداء الذين قضوا، أن نواصل درب الوحدة والتآخي والتقارب، ودرب الجهاد والمقاومة حتى تكون مشيئة الله بمشيئة الله كما شاء الله كلمة الله هي العليا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".