المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 كانون الأول/2016

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.december29.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

صَوْتٌ سُمِعَ في الرَّامَة، بُكَاءٌ وَنَحِيبٌ كَثِير. رَاحِيلُ تَبْكِي أَوْلادَهَا، وقَدْ أَبَتْ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُم زَالُوا مِنَ الوُجُود

بِالإِيْمَانِ عَبَرَ بَنُو إِسْرائِيلَ البَحْرَ الأَحْمَر، كَمَا على أَرْضٍ يَابِسَة، ولَمَّا حَاوَلَ المِصْرِيُّونَ عُبُورَهُ غَرِقُوا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

كفر وفجور وترف اسعار حفلات رأس السنة/الياس بجاني

على خلفية الحملة البشعة والسوقية التي يتعرض لها هشام حداد من قبل مناصري القوات لأنه انتقد د.جعجع/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ما نتمنّاه من الكنيسة المارونية/د. فارس سعيد/جريدة الجمهورية

جديد تغريدات د.فارس سعيد/ النواب الذين استذكروا محمد شطح في كلامهم لم يسألوا أنفسهم اذا ما كان قاتله جالس الىً جانبهم على مقاعد النواب او الوزراء

الناقد يجب أن يستند الى معايير موحدة في حكمه على الأمور/نوفل ضو/فايسبوك

حكومة الحريري تتخطى مطب البيان الوزاري وتحصل على ثقة البرلمان

الحكومة نالت الثقة ب 87 صوتا وحجبها 4 وامتنع 1 من اصل 92 مقترعا الحريري:الحكومة ستعالج الاولويات والقضاء على الفساد يتطلب مكننة الدولة

الحريري رد على مداخلات النواب: لإنجاز الأولويات الواردة في البيان الوزاري بالتعاون والتوافق مع القوى السياسية

الامن العام: نتيجة عينات الجثث غير مطابقة مع عينات أهالي العسكريين المخطوفين

تشييع الشهيد العريف علي القاق

مقتل نائب رئيس بلدية العين في الانفجار في البلدة صباح اليوم

نصرالله لجنبلاط وجعجع: قانون الإنتخاب أو عباءتي/علي الأمين/جنوبية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 28/12/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاربعاء الواقع في 28 كانون الاول 2016

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

متى اللقاء؟

مؤسس حزب الله يوجّه رسالة مثيرة لشباب الحزب

الحريري ينسى المحكمة الدولية وبري يسارع بإنقاذه

هل هذا هو مرشّح عون لخلافة رياض سلامة؟

هل هذا هو مرشّح عون لخلافة رياض سلامة؟

ماروني: لمعالجة الملفات الخلافيــــة الشائكــة وحوار بطيء بين الكتائب وحزب الله والامكانات متاحة"

مجدلاني: الارهــــاب والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة/وفد نيابي روسي يستطلع اراء اللبنانيين من تطورات المنطقة

وفد نيابي روسي يستطلع اراء اللبنانيين من تطورات المنطقة

الجسر: "مرونة" من "حزب الله" في مناقشة صيغ عدة و"الثنائي" مستمر واجتماعات مكثّفة لخبراء "الانتخاب" والمقترحات الــى لجنة سـياسية

العريضي: لقاء كليمنصو ايجابي و"الحزب" منفتح على النقاش والعلاقة مع حزب الله تتـحرك تحـت سـقف تنظيم الخـلاف

نقولا: "الحوار داخـــل الحكومـــة" و"النسبية لم تعد حجر عثرة لدى أي طرف"

حنكش: التغيير لن يتحقق عبر هذه الطبقة الحاكمة و"الكتائب في المعارضــــة والناس هم حلفاؤنا"

اتفاق فلسـطيني جامـع لوأد الفتنـة: تسليم قتلة "نجمة" وتشكيل لجنة تحقيق

وهاب لنصرالله: الحلفاء أولى بالتطمين من بعض الخصوم

جنبلاط وحزب الله: علاقة محكومة بالتوافق رغم الخلاف/سلوى فاضل/جنوبية

معارضات لا تجمعها تغريدات فارس سعيد/إيلي القصيفي/المدن

"النهار" تستغني عن نصف موظفيها.. بلا تعويضات!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

صورٌ لعدد من الإيرانيين دفعهم الفقر والتشرد للعيش في المقابر

نتنياهو يهاجم كيري: "مهووس" بانحيازه ضد المستوطنات

عباس: مستعدون لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل بشرط

السفارة الروسية في دمشق تتعرض للقصف

تحقيق جنائي ضد نتنياهو في قضيتين

التحاق عناصر من الحرس الثوري بطالبان أفغانستان

عُمان تنضم للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب

إيران تجرب منظومة صواريخ جديدة.. ولكن أين S300 الروسية؟

"غارديان": العلاقة الاميركية - الاسرائيلية في أدنى مستوياتها

أوباما في نهاية عهده: حرصٌ علـى تظهيـر صـورة الداعي الى السـلام واستغراب لـ"صحوته" المتأخرة على قضية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي

عبد القادر: الفلسطينيون سيواجهون اياماً صعبة في عهد ترامب وادارة اوباما "ثأرت" من "تعالي" نتنياهو فــي مسألة الاستيطان

روسيا وتركيا تقرّان خطة لوقف النار في سوريا ابتداء من الغد وهل ينجح اتفاق غابت عنه واشـنطن وقد تكون ايران ضحيّته؟

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

استعادة الثقة" مع "حزب الله"، كيف؟/عبد الوهاب بدرخان/النهار

لهذه الأسباب: يومان ويُطــوى البيان الوزاري/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

حزب الله" يُصر على ذكر المقاومة ليحصل على شرعيّة ما تقوم به/اميل خوري/النهار

قصة "الموت المعلَن" في قضية قتل العنصر الأمني القاق "ثأراً"/ابراهيم بيرم/النهار

الحكومة: الآن إلى العمل/علي حماده/النهار

الميزان الإقليمي المختلّ لا ينفع اعتماده قانوناً للانتخاب/وسام سعادة/المستقبل

المعارضة الطرابلسية تتبلور/غسان ريفي/السفير

الرابية لم تنصف الفرزلي وروكز غبن مرتين/اسكندر شاهين/الديار

على جعجع المبادرة بخطوات للحوار مع حزب الله/عباس صالح/الديار

النيابية قد تخلط أوراق التحالفات/ميشال نصر/الديار

جيل التطرف والتعليم على الجهاد/ابراهيم حيدر/النهار

من سنة الأسئلة إلى سنة الأجوبة/خيرالله خيرالله/المستقبل

جلسة الثقة: حبّ لا يخفي الانكسار الحريري/غسان سعود/الأخبار

الشرقُ بين تناسلِ الصراعات وعُقمِ التسويات/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

العدل في القرآن/سعود المولى/فايسبوك

تحديات أمام ارتفاع سعر النفط/ رندة تقي الدين/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع: قطار بناء الدولة انطلق ولبنان بمنأى عن غليان المنطقة

الرياشي: مهمة الإعلام الرسمي الحوار والتواصل وحماية الحضارات والمطلوب تأمين حقوق الإعلامي

ماذا تضمّنت رسالة نصرالله إلى جنبلاط؟

الرياشي خلال تكريمه في نادي الصحافة : وزارة الاعلام ستكون الحارس لهيكل الحرية ولن نقبل بتعرض اي صحافي للظلم

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

صَوْتٌ سُمِعَ في الرَّامَة، بُكَاءٌ وَنَحِيبٌ كَثِير. رَاحِيلُ تَبْكِي أَوْلادَهَا، وقَدْ أَبَتْ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُم زَالُوا مِنَ الوُجُود

إنجيل القدّيس متّى02/من13حتى18/:"بَعْدَمَا ٱنْصَرَفَ المَجُوس، تَرَاءَى مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ لِيُوسُف، وقَالَ لَهُ: «قُمْ، خُذِ ٱلصَّبِيَّ وأُمَّهُ، وَٱهْرُبْ إِلى مِصْر، وٱبْقَ هُنَاكَ إِلى أَنْ أَقُولَ لَكَ، لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَبْحَثَ عَنِ الصَّبِيِّ لِيُهْلِكَهُ».قَامَ يُوسُفُ وأَخَذَ ٱلصَّبِيَّ وأُمَّهُ لَيْلاً، ولَجَأَ إِلى مِصْر. وبَقِيَ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ هِيرُودُس، لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ٱبْنِي». ولَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ المَجُوسَ سَخِرُوا مِنْهُ غَضِبَ جِدًّا. وأَرْسَلَ فَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ في بَيْتَ لَحْمَ وضَواحِيها، مِنِ ٱبْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُون، بِحَسَبِ الزَّمَنِ الَّذي تَحَقَّقَهُ مِنَ المَجُوس. حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ إِرْمِيَا: صَوْتٌ سُمِعَ في الرَّامَة، بُكَاءٌ وَنَحِيبٌ كَثِير. رَاحِيلُ تَبْكِي أَوْلادَهَا، وقَدْ أَبَتْ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُم زَالُوا مِنَ الوُجُود."

 

بِالإِيْمَانِ عَبَرَ بَنُو إِسْرائِيلَ البَحْرَ الأَحْمَر، كَمَا على أَرْضٍ يَابِسَة، ولَمَّا حَاوَلَ المِصْرِيُّونَ عُبُورَهُ غَرِقُوا

الرسالة إلى العبرانيّين11/من23حتى31/:"يا إخوَتِي، بِالإِيْمَانِ مُوسَى، لَمَّا وُلِدَ، أَخْفَاهُ أَبَواهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُر، لأَنَّهُمَا رَأَيَا ٱلصَّبِيَّ جَمِيلاً، ولَمْ يَرْهَبَا أَمْرَ المَلِك. بِالإِيْمَانِ مُوسَى، لَمَّا كَبُرَ، أَبَى أَنْ يُدْعَى ٱبْنًا لٱبْنَةِ فِرْعَون، وٱخْتَارَ المَشَقَّةَ معَ شَعْبِ اللهِ على التَّمَتُّعِ الوَقْتِيِّ بِالْخَطِيئَة، حَاسِبًا عَارَ المَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ كُنُوزِ مِصْر، لأَنَّهُ كانَ يَتَطَلَّعُ إِلى المُكافَأَة. بِالإِيْمَانِ تَرَكَ مِصْر، ولَمْ يَخْشَ غَضَبَ المَلِك، وثَبَتَ على عَزْمِهِ، كَأَنَّهُ يَرَى مَا لا يُرَى. بِالإِيْمَانِ صَنَعَ الفِصْحَ ورَشَّ الدَّمّ، لِئَلاَّ يَمَسَّهُم مُهْلِكُ الأَبْكَار. بِالإِيْمَانِ عَبَرَ بَنُو إِسْرائِيلَ البَحْرَ الأَحْمَر، كَمَا على أَرْضٍ يَابِسَة، ولَمَّا حَاوَلَ المِصْرِيُّونَ عُبُورَهُ غَرِقُوا. بِالإِيْمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيْحَا، بَعْدَ الطَّوَافِ حَولَهَا سَبْعَةَ أَيَّام. بِالإِيْمَانِ رَاحَابُ البَغِيُّ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الَّذِينَ عَصَوا، لأَنَّهَا قَبِلَتِ الجَاسُوسَينِ بِسَلام."

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

كفر وفجور وترف اسعار حفلات رأس السنة

الياس بجاني/28 كانون الأول/16

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

من يتابع اعلانات حفلات رأس السنة في لبنان يصاب بالذهول والقرف عندما يقرأ الأسعار التي بالتأكيد هي خيالية وبعضها يزيد10 مرات عن الحد الأدنى لدخل الفرد؟

هل من تفسير منطقي وعملي لهذه الظاهرة الجحودية والكافرة بنعم وعطايا الله جل جلاله؟

تفسيرنا الوحيد هو أن شرائح لا بأس بها من شعبنا هي منسلخة عن واقع معاناة باق أهلها ومتخمة بثروات لم تعرق ولم تتعب بجمعها..ثروات جمعتها عن طريق السرقات والتشبيح والمتاجرة بالممنوعات في ظل غياب القانون والمحاسبة.

الف دور اميركي سعر البطاقة الواحدة لبعض السهرات؟؟؟

هذا كفر وفجور بعطايا ونعم الله في بلد يعيش ما نسبته 30% من اهله تحت خط الفقر...

خافوا الله ولا تنسوا يوم حسابه الأخير

 

على خلفية الحملة البشعة والسوقية التي يتعرض لها هشام حداد من قبل مناصري القوات لأنه انتقد د.جعجع !!!

الياس بجاني/29 كانون الأول/16

إن من يسمون انفسهم حزبيين ليس فقط التابعين للقوات بل لكافة الأحزاب اللبنانية الشركات التجارية والعائلية هم للأسف من خامة وطينة واحدة..خامة الجهل والغباء والصنمية ..ومن يتابع ما (يتسفرغونه )يتقيؤوه من تفاهات وشتائم مهينة وسوقية على مواقع التواصل يتأكد من خطورة ودركية هذه الظاهرة اللاثقافية واللا اخلاقية.. الكارثة أن اصحاب شركات الأحزاب هم من يشجع هذه السخافات ويفرحون بها. يبقى أنه من حق كل البرامج الفكاهية ان تنتقد من تريد وكيفا تشاء ما دامت لا تخالف القوانين المرعية الشأن. فلا جعجع من صنف الألهة ولا غيره من السياسيين وكفى صنمية وغباء.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ما نتمنّاه من الكنيسة المارونية

د. فارس سعيد/جريدة الجمهورية/الخميس 29 كانون الأول 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/28/%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%A7-%D9%86%D8%AA%D9%85%D9%86%D9%91%D8%A7%D9%87-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7/

مع انهيار السلطنة العثمانية في مطلع القرن الماضي وبداية الانتدابين الفرنسي والبريطاني على المنطقة، التقى البطريرك الياس الحويك أحد مهندسي العالم الذي خرج منتصراً من الحرب العالمية الأولى، الجنرال كليمنصو، وأكّد أمامه خيار الموارنة في لبنان، طالباً مساعدة فرنسا لتحقيقه: قيام دولة لبنان الكبير التي ينتسب إليها الفرد بوصفه مواطناً، وليس بوصفه مسلماً أو مسيحياً! (راجع كتاب:وثائق البطريرك الحويك السياسية، لبنان 2013، الوثيقة 32 الصفحة 118).

قيمة هذا الخيار التاريخي تتمثّل في أنّ من شأنه فتح الطريق لنقل الموارنة ومعهم أقليات المنطقة من مرتبة «رعايا» أو أقليات باحثة عن حمايات من هنا أو هناك، إلى مرتبة مواطنين، على غرار النموذج الغربي، يَحميهم القانون ويضمن حقوقهم الدستور. وبذلك يكونون قد تحرّروا من قيود الوصايات المتعاقبة التي ظنّوا أنها توفّر لهم الحماية عبر العصور ليتبيّن في ما بعد أنها إنما كانت تَحمي مصالحها.

اليوم، وبعد نحو مئة عام، تبدو منطقتنا على عتبة إعادة رسم معالمها الجيوسياسية، في ظلّ موازين مختلفة، أهمّها إنهيار النظام العربي القديم في سوريا والعراق واليمن وتونس ومصر، وتراجع ملحوظ لتأثير الأطر العربية التضامنية في صناعة قرار المنطقة، وبروز قوى إقليمية غير عربية (روسيا ـ تركيا ـ ايران ـ إسرائيل) تحاول تقاسم النفوذ في المنطقة على غرار معاهدة «سايكس ـ بيكو» القديمة تحت مسمّى «إعلان موسكو»... وعليه فإنّ غالبية أقليات المنطقة، لا سيما المسيحية والشيعية، تحاول أن تبني على هذا الشيء مقتضاه... وذلك بانحياز معظم قياداتها السياسية والدينية إلى «التوازن الجديد» الذي تعتبره ناجزاً وعنواناً أكيداً للمرحلة المقبلة، تحت شعار «تحالف الأقليات ضد الأكثرية» (تأمّلوا مشهد الكنائس المسيحية الشرقية في مؤتمر واشنطن لحماية الأقليات في أيلول 2014).

وفي هذه المرحلة يسَجَّل تراجعٌ ملحوظ للكنيسة المارونية وتقدّم نسبي للكنيسة الأرثوذكسية من خلال حضور روسيا، بعد الاتحاد السوفياتي، بشكل وازن في أحداث المنطقة.

طبعاً هناك مَن يعتبر أنّ حضور روسيا «التوسّعية» في المنطقة هو حضور مضخّم ومرهون بوقت ضائع أميركي امتدَّ بين فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية واستلام الإدارة الجديدة في 20 كانون الثاني 2017.

ويرى هؤلاء أنّ تسارع الأحداث التي تدَحرجت في بلدان عدة، من انتخاب العماد ميشال عون بمظلّة إيرانية وتشريع «الحشد الشعبي» في العراق من قبل مجلس النواب وسقوط حلب، إنما أتت من أجل تجميع أوراق روسية ـ إيرانية تخوّل الثنائي التفاوض مع الإدارة الجديدة من موقعٍ أفضل... هذا مع تزاحم روسي ـ إيراني على قيادة تحالف الأقليات، ومع إشكالية الدور التركي المناور.

وأصحاب هذه الرؤية يستهينون بقبضة المثلث الإقليمي على المنطقة، ويعتبرون أن لا نهائيّات سياسية حتى الآن، وأنّ المنطقة في مرحلة إنتقالية رجراجة، قد تنام على شيء وتستفيق على شيءٍ آخر.

وعلى أي حال، وبصرف النظر عن القراءة السياسية، فإننا نسجّل بمرارة غياب الكنيسة المارونة عن أحداث المنطقة في هذه المرحلة!

وهنا لا داعي لابتكار أو اختراع أدوار جديدة لهذه الكنيسة.

إن لهذه الكنيسة العربية العريقة أدبيات، وإرشادات باباوية، ورسائل وخلوات مع بطاركة الشرق، وأوراق عمل المجمع البطريركي الماروني ما يكفي لتحديد الدور تلقائياً من دون البحث عن أفكار جديدة.

دورها هو في المساهمة في بلورة كل مفاهيم العيش المشترك الذي لا معنى للبنان من دونه. وهي مدعوة اليوم الى التزام سلام لبنان وسلام المنطقة. سلام المنطقة يصنعه من بنى عقيدته الفلسفية على السلام، لا الحرب...

وإنّي لأدعو الكنيسة المارونية ومعها الكنيسة الجامعة الى استبدال ما فعله إقحام الكنيسة الأرثوذكسية العريقة في تاريخها في هذه المنطقة والتي ليس من شأنها صناعة أباطرة جدد في الشرق!

فللكنيسة المارونية تراث في بلورة خيار الاستقلال المرتكز على العيش المشترَك ولا يجوز التخلّي عنه؛ وللكنيسة الأرثوذكسية التزاماتٌ وعهودٌ لا يجوز ربطها بصوَر أنظمةٍ استمرّت بالعنف والدعم الخارجي.

عودوا إلى مشروع الحويك، فلا بديل عنه!

 

جديد تغريدات د.فارس سعيد/ النواب الذين استذكروا محمد شطح في كلامهم لم يسألوا أنفسهم اذا ما كان قاتله جالس الىً جانبهم على مقاعد النواب او الوزراء

تويتر/28 كانون الأول/16

**رفاقي في ١٤ اذار القديم يريدون في الوقت ذاته التسوية مع حزب الله "من اجل استقرار لبنان"و الحفاظ على ادبيات ١٤ اذار ...مهمة صعبةً.

**كلام نواب حزب الله عن محاربة الفساد استفزازي لانه يعتبر فساده هو فساد مشروع لمقاومة اسرائيل! فساد غيره غير مشروع لانه مخالف للأصول!!!!!

**حزب الله الذي يشعر بنشوة انتصار حلب يتصرف كأنه منتصر ايضا على لبنان... حزب الله لا يعرف تاريخ لبنان لانه عصي على كل متسلط...تنوعه ضمانته.

**النواب الذين استذكروا محمد شطح في كلامهم لم يسألوا أنفسهم اذا ما كان قاتله جالس الىً جانبهم على مقاعد النواب او الوزراء ...اتركوا لنا الشهداء.

**كل التقدير لعبد الوهاب بدرخان .. ما كتبه اليوم في النهار قمة الشجاعة.

**تميزت جلسات مناقشة البيان الوزاري بالرتابة والكلاسيكيية.. حتى من عارض حافظ على خطوط الرجعة مع الجميع.. لبنان وطن أسير والاسرى لا يتجرأون.

**أصبحنا في بناء دولة ال٩٩٪ على غرار الأنظمة العربية البائدة ... معارضة صوتية مقابل القافلة التي تسير.

**بعد تورط حزب الله في الدم السوري يصيغ اليوم خطابا سياسيا موجها ضد اسرائيل (ويدعي احتكار المقاومة) في محاولة لاستعادة ثقة الراي العام .... صعبة.

 

الناقد يجب أن يستند الى معايير موحدة في حكمه على الأمور

نوفل ضو/فايسبوك/28 كانون الأول/16

**النقد السياسي ضروري لاستقامة العمل الديمقراطي ... ولكن الناقد يجب أن يستند الى معايير موحدة في حكمه على الأمور لئلا ينقلب النقد على فريقه السياسي وعلى من يدافع عنه...

مناسبة هذه الملاحظة الإنتقادات الموجهة الى حزب الكتائب بأن عدم مشاركته في الحكومة سببها عدم إعطائه حقيبة وازنة...

والسؤال الذي يجب أن يطرح لمعرفة ما إذا كان هذا النقد في مكانه: هل أن تيار المردة كان ليشارك لو لم يعط الحقيبة التي طالب بها؟

وهل أن نبيه بري كان سيشارك لو لم يعط وزارة المال؟

وهل أن القوات اللبنانية كانت ستشارك لو لم تعط نيابة رئاسة الحكومة تعويضا عن الوزارة السيادية التي طالبت بها إضافة الى حقيبتي الصحة والشؤون الإجتماعية...

وهل عدم مشاركة الكتائب في الحكومة الحالية بسبب عدم إعطائها حقيبة وازنة يختلف عن احجام القوات عن المشاركة في حكومة ما بعد الطائف بسبب عدم احترام حجم تمثيلها؟

وهل أن انتقال عون الى أحضان حزب الله سنة 2005 مبرر لأن فريق 14 آذار لم يعطه ما كان يرغب بالحصول عليه من مقاعد نيابية؟

وهل أن عدم مشاركة القوات اللبنانية في الحكومة السابقة تختلف عن عدم مشاركة الكتائب في الحكومة الحالية علما أن تركيبة الحكومة الحالية تميل لمصلحة 8 آذار أكثر بكثير من تركيبة الحكومة السابقة؟

بامكانكم معارضة الكتائب وغيرها بقدر ما تشاؤون ... وبإمكانكم التحزب لم تشاؤون ... ولكن في الحالتين عليكم احترام عقول الناس!

**اعجبتني دعوة نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان الى تشكيل حكومة من أصحاب الإختصاص الناجحين في قطاعاتهم وقوله إن باستطاعتنا إيجاد هؤلاء إذا وقفنا لبعض الوقت في المطار الذي يقصدونه للهجرة بعدما يئسوا من السياسيين الذين فشلوا في طمأنتهم الى مستقبلهم...

**طيب إذا هيك بتكون مواجهة السلاح غير الشرعي لشو اتهمنا كل النواب المسيحيين من 1992 لل 2005 بإنن كانوا متساهلين مع الإحتلال السوري؟

 

حكومة الحريري تتخطى مطب البيان الوزاري وتحصل على ثقة البرلمان

العرب/29 كانون الأول/16/بيروت – نجحت حكومة الوفاق الوطني اللبنانية برئاسة سعد الحريري في تخطي النقاط الخلافية التي سببها بيانها الوزاري، وحصلت على ثقة البرلمان.

ومنح 87 نائبا من أصل 92 حضروا إلى المجلس النيابي، الأربعاء، الثقة لحكومة الحريري بعد عشرة أيام من تشكيلها، وهي الحكومة الأولى في عهد الرئيس اللبناني ميشال عون الذي انتخب في 31 أكتوبر بموجب تسوية أنهت شغورا رئاسيا استمر لأكثر من عامين ونصف العام.

ويأتي نيل الحكومة ثقة كافة الكتل السياسية الكبرى وبينها حزب الله، استكمالا للتسوية ذاتها التي أثمرت أيضا تكليف الحريري بتشكيل الحكومة في 3 نوفمبر وتسهيل ولادتها في 18 ديسمبر. وأثار البيان الوزاري للحكومة، والذي جاء تقريبا بنفس روحية خطاب القسم الذي أدلى به رئيس الجمهورية، تحفظات من قبل قوى سياسية وعلى رأسها القوات التي اعتبرت أن التنصيص على “المقاومة” بالبيان دون ربطها بالدولة، هو تشريع ضمني لسلاح حزب الله.

ويحدد البيان الوزاري التوجهات الرئيسية لخطة عمل الحكومة في الأشهر المقبلة ويحدد موقفها من الملفات الخلافية الرئيسية على الساحة اللبنانية، وأبرزها النزاع السوري و”حق مقاومة” إسرائيل والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي تنظر في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في بيروت في 14 فبراير 2005. ويؤكد البيان الوزاري الذي تم إنجازه وإقراره بسرعة قياسية مقارنة مع الحكومات السابقة، في ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل على “أننا لن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة.. مع التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي”.

ويرى سياسيون أن مسألة “المقاومة” كانت عنصرا أساسيا في التسوية التي أدت إلى ولادة العهد الجديد، فحزب الله ما كان ليسمح بتشكيل الحكومة دون التنصيص عليها. ويتمسك الحزب الذي يمتلك ترسانة ضخمة من السلاح، بثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة” ويسوق نفسه كحركة “مقاومة” ضد إسرائيل، إلا أنه على أرض الواقع هو تنظيم يقاتل لفائدة الأجندة الإيرانية والدليل حضوره في سوريا وتورطه في اليمن والعراق. وفي ما يتعلق بالحرب المستمرة في سوريا المجاورة، شدد البيان على “ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية”. ومن جهة أخرى، أكد البيان الوزاري عزم الحكومة على أن “تتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت مبدئيا لإحقاق الحق والعدالة بعيدا عن أي تسييس أو انتقام” في قضية اغتيال الراحل رفيق الحريري. وقد حاول حزب الله الضغط لعدم تضمين مسألة المحكمة في البيان، بيد أن المستقبل أصر على ذلك، لعدة اعتبارات أولها أن هذه القضية هي قضية مركزية بالنسبة إلى التيار ولقوى 14 آذار.

 

الحكومة نالت الثقة ب 87 صوتا وحجبها 4 وامتنع 1 من اصل 92 مقترعا الحريري:الحكومة ستعالج الاولويات والقضاء على الفساد يتطلب مكننة الدولة

الأربعاء 28 كانون الأول 2016 /وطنية - نالت حكومة "استعادة الثقة" برئاسة الرئيس سعد الحريري ثقة مجلس النواب ب87 صوتا، من اصل 92 نائبا شاركوا في جلسة اليوم، فيما حجبها عنها 4 نواب وامتنع نائب واحد. وترأس الجلسة رئيس مجلس النواب نبيه بري وشارك فيها الرئيس الحريري والوزراء والنواب.

وغاب عن الجلسة 34 نائبا، هم: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وليد جنبلاط، سليمان فرنجيه، ميشال المر، بطرس حرب، غازي العريضي، أحمد كرامي، نقولا فتوش، عاصم قانصوه، دوري شمعون، ايلي ماروني، فادي الهبر، أسعد حردان، حسين الموسوي، قاسم هاشم، سليم كرم، إميل رحمة، روبير غانم، محمد الصفدي، طوني ابو خاطر، الوليد سكرية، فؤاد السعد، إدغار معلوف، نعمة طعمة، نايلة تويني، أنور الخليل، بهية الحريري، ستريدا جعجع، زياد أسود، بدر ونوس، يوسف خليل، وسيبوه كالباكيان. وبعد رد الرئيس الحريري على مداخلات 22 نائبا تحدثوا في جلسة أمس، لفت الرئيس بري "السادة النواب الى ضرورة التزام المادة 85 من النظام الداخلي التي تحدث عن التصويت على الثقة بالمناداة بالاسماء بعبارة ثقة او لا ثقة او ممتنع". ومنح مجلس النواب الحكومة الثقة بأكثرية 87 صوتا، وحجب الثقة نواب حزب الكتائب: سامي الجميل، نديم الجميل، وسامر سعادة، والنائب خالد الضاهر، وامتنع نائب "الجماعة الاسلامية" عماد الحوت عن التصويت. واعلن الرئيس بري نيل حكومة الرئيس سعد الحريري الثقة بأكثرية 87 صوتا. وجاءت النتيجة على الشكل الآتي: المقترعون 92 نائبا، ثقة 97، لا ثقة 4، وممتنع واحد. وفي نهاية الجلسة، وقبل تلاوة محضر الجلسة، توجه الرئيس بري ب"التهنئة والمباركة للبنانيين بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية". وتلقى الرئيس الحريري واعضاء الحكومة الجديدة تهنئة النواب الذين صافحوه فردا فردا. وكان الرئيس الحريري رد على مداخلات النواب فأعلن انه "الحكومة ستأخذ بالجزء الاكبر من ملاحظات النواب بالاعتبار"، لافتا الى "القضايا الخلافية التي لا تزال عالقة مثل: السلاح خارج السلطة والمتروك للاستراتيجية الدفاعية، وان الحكومة كانت واضحة في بيانها الوزاري حول هذه النقطة، اما بالنسبة الى قانون الانتخابات فان الحكومة وضعت في بيانها الكلام الذي يعكسه المجلس ايضا، وهو عدم التوافق على قانون الانتخابات"، مشددا على ان "الجميع يريد قانون انتخابات جديدا وسنقوم بذلك بالتعاون مع المجلس النيابي". وأكد التزام الحكومة "المحكمة الدولية بشكل جازم ونهائي وان لا خلاف حول هذا الموضوع"، لافتا الى "وجود قرار في مجلس الوزراء يقضي بالغاء وثائق الاتصالات ما لم تكن هناك حولها استنابات قضائية". وأكد ان "القوانين والمراسيم في ملف النفط يجب ان تصدر عن مجلس الوزراء وكذلك اطلاق التراخيص والصندوق السيادي"، مشددا على "استقلال القضاء وتحصينه من التدخلات"، متمنيا على الجميع "عدم التشهير بالقضاء"، وانتقد "تأخر لبنان في مجال التكنولوجيا والتطور، وان لبنان لا يزال يعمل على الورق والقلم، في حين ان القضاء على الفساد يتطلب مكننة الدولة". واكد "انكباب الحكومة على معالجة الاولوليات التي وضعتها الحكومة في بيانها الوزاري لتنفيذها".

 

الحريري رد على مداخلات النواب: لإنجاز الأولويات الواردة في البيان الوزاري بالتعاون والتوافق مع القوى السياسية

الأربعاء 28 كانون الأول 2016 /وطنية - رد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، قبل ظهر اليوم في المجلس النيابي، على مداخلات النواب التي أدلوا بها في جلسة مناقشة البيان الوزاري، فأكد أن "الحكومة ستتابع ملف العسكرييين المخطوفين إلى حين عودتهم".

وقال: "نعم، هناك قضايا خلافية ما زالت لدينا في البلد، مثل موضوع السلاح، حيث أن توافق الحد الأدنى يقول أن هذا الموضوع متروك للاستراتيجية الدفاعية، والحكومة في هذا الشأن كانت واضحة في بيانها، ووضعته في هذا الإطار، لأننا نعلم أن هناك خلافا على هذا البند، وقلنا بكل هدوء أن هناك استراتيجية دفاعية ويجب أن نجلس ونتحاور في هذا الموضوع". وأضاف: "في موضوع قانون الانتخابات، الحكومة وضعت في بيانها الوزاري الكلام الذي ينعكس أيضا من مجلس النواب. فعليا، نحن اليوم غير متوافقين على قانون انتخاب، ولكني أؤكد لكم أن كل القوى السياسية في الحكومة، وأنا على رأسهم، نريد قانون انتخابات جديدا، ونريد أن ننجز هذا القانون ومجلسكم الكريم سيقره. أنتم لكم دور ونحن لنا دور. وأنا أعتبر أنه، بما أن أحدا لم يأت على ذكر الكوتا النسائية، فإن جميعكم موافقون عليها إن شاء الله".

وتابع: "بالنسبة إلى المحكمة الخاصة بلبنان، نحن أكدنا التزامنا بها بشكل جازم ونهائي، ولكن يبدو أن هناك إشكالا في قراءة عبارة "مبدئيا" في الفقرة المتعلقة بالمحكمة. الجملة تقول أن "الحكومة ستتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان، التي إنشئت مبدئيا لإحقاق الحق والعدالة"، والمقصود أن المحكمة إنشئت من حيث المبدأ لإحقاق الحق، ولا أعتقد أن هناك أي خلاف حول ذلك. وقال: "بخصوص وثائق الاتصال، هناك قرار من مجلس الوزراء بإلغاء العمل بهذه الوثائق، ما لم تستند إلى استنابة قضائية. قد تكون بعض الأجهزة لم تلتزم بعد بهذا القرار، وأنا أؤكد للجميع أننا لن نسمح بأي تجاوز في هذا المجال، وقرار مجلس الوزراء في هذا الخصوص يجب أن ينفذ". وعن الشراكة بين القطاعين العام والخاص، قال الحريري: "سنعمل على إصدار التشريعات في أسرع وقت ممكن بالتعاون معكم يا دولة الرئيس، لأن هذا الموضوع طرحناه في حكومة العام 2010، ولكنه حتى اليوم لم يتحقق، وهذا أمر مؤسف. فعليا كان يجب أن يقر منذ زمن ويجب أن يحصل في أسرع وقت ممكن". وأردف قائلا: "أما بالنسبة إلى النفط، فإن هذه القضية فيها تسلسل، أولا يجب إصدار القوانين المراسيم التطبيقية في مجلس الوزراء، ويجب أن نقر النظام الضريبي الخاص بالقطاع الذي هو موجود على ما أظن في مجلس النواب، وإطلاق دورة التراخيص، ويجب أيضا إقرار الصندوق السيادي، وهذا أمر سنعمل عليه. علينا أن نبدأ أولا بإقرار المراسيم، وتباعا كل الأمور يجب أن تتوالى. بالنسبة لنا هذا الموضوع من أولوياتنا، وهذا هو تسلسله".

اضاف: "في ما يتعلق بالفساد والرقابة والقضاء، نحن أكدنا في بياننا الوزاري على تأمين استقلالية القضاء وتحصينه من التدخلات، وعلى مكافحة الفساد. ولأول مرة هناك وزير مهمته مكافحة الفساد، ولا أظن أن أحدا قام بذلك قبلا في لبنان. لكن لنكن أيضا واقعيين، فنحن أصبحنا في نهاية العام 2016 وبداية العام 2017، وما زلنا دولة تعتمد على الورق والقلم. إذا أردتم أن نقضي على الفساد فلا بد من مكننة الدولة، لأنه من غير الطبيعي أن الدولة بأكملها ما زالت تعتمد على الورقة والقلم والكربون. جزء كبير من الفساد يقضى عليه بمكننة الدولة. وهنا أيضا أتوجه الى الزملاء النواب وكل اللبنانيين بالقول، أن توجيه الاتهامات لكبار القضاة بدون دليل هو نوع من التشهير، وهو ما لا يجوز، خصوصا أن القضاة لا يملكون إمكانية الرد، بحكم واجب التحفظ المفروض عليهم".

وتابع: "أود أن أقول أنه منذ أن انتخب مجلس النواب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كان هناك تشكيك في البلد، وكانت هناك أصوات كثيرة تتساءل عما يحصل، ولكننا رأينا أن البلد ارتاح. ثم حصل تشكيك حول من سيسمون لرئاسة الحكومة، والحمد لله حصل التكليف، ثم كان هناك تشكيك بأن سعد الحريري سيكلف ولكن من يعلم متى سيشكل الحكومة؟ وتشكلت الحكومة برقم قياسي كما رأى الجميع، وبعد ذلك حصل تشكيك أيضا بأنه ستكون هناك مماطلة في انجاز البيان الوزاري وانه ولن ينتهي، ولكن والحمد لله أنجز في جلستين فقط". وختم الرئيس الحريري قائلا: "ما أود قوله، دولة الرئيس، أيها الزملاء، أن هناك إيجابية في البلد وهناك تعاون، لأن القوى السياسية وصلت إلى مكان اكتشفت فيه أنه لا يمكننا أن نتقدم في هذا البلد ما لم يكن هناك توافق. قد نقول أن هذه الأمور حصلت لأسباب إقليمية أو غيرها، ولكني أؤكد لكم أن هذا الموضوع ليس إقليميا، بل كانت هناك خطوات لبنانية بحتة اتفق عليها اللبنانيون على أساس أن نسير في هذا المسار. كل منا تحمل خطرا معينا، إن كنا نحن أو الأفرقاء الذين كنا مختلفين معهم. إن كان مع "حزب الله"، أو "التيار الوطني الحر" الذي كان في مكان آخر عنا، وكذلك بالنسبة إلى "القوات اللبنانية"، ولكننا قررنا أن نسير سويا لمصلحة الناس، لأن الناس فعليا تعبوا، وهم يريدون نتائج عملية. نحن واجبنا في هذه الحكومة أن ننكب على إنجاز كل الأولويات التي أوردناها في البيان الوزاري ونعمل على هذا الأساس. قد لا نستطيع وضع كل ما نريد، لأنه اساسا، عمر الحكومة سيكون حوالي الستة أشهر، ولكني أؤكد لكم إن شاء الله، أننا جميعا سنعمل على إقرار قانون انتخابات جديد. بناء على ذلك، تطلب الحكومة ثقتكم، ثقة مجلس النواب".

 

الامن العام: نتيجة عينات الجثث غير مطابقة مع عينات أهالي العسكريين المخطوفين

الأربعاء 28 كانون الأول 2016 /وطنية - أعلنت المديرية العامة للامن العام في بيان، أنه "في إطار متابعة ملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش الإرهابي، توفرت معلومات للمديرية العامة للأمن العام عن وجود أربع جثث في إحدى المناطق على الحدود اللبنانية - السورية، فتوجهت دورية من المديرية يرافقها طبيب شرعي إلى المكان وأخذت عينات من الجثث وأجرت عليها فحوصات الحمض النووية (DNA)، وبعد مقارنتها مع العينات التي أخذت من أهالي العسكريين المخطوفين جاءت النتيجة غير مطابقة".

 

تشييع الشهيد العريف علي القاق

الأربعاء 28 كانون الأول 2016 /وطنية - شيعت قيادة الجيش وبلدة السفري في بعلبك، العريف في مخابرات الجيش علي ماجد القاق، في حضور ممثل وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد كرم فريجي، وممثلين عن الاجهزة الامنية في الامن العام وقوى الامن الداخلي والجمارك وفاعليات بقاعية ورؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين.

فريجي

وألقى العقيد فريجي كلمة، اكد فيها "مكافحة الارهاب في الداخل والخارج"، مشددا على ان "قدر الجندي ان يقدم التضحيات ويكون شهيدا على مذبح الوطن". وقدمت ثلة من الشرطة العسكرية التحية للعريف الشهيد قبل ان يوارى الثرى في جبانة البلدة.

 

مقتل نائب رئيس بلدية العين في الانفجار في البلدة صباح اليوم

الأربعاء 28 كانون الأول 2016 /وطنية - الهرمل - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" جمال الساحلي، ان الانفجار الذي وقع صباح اليوم في بلدة العين في البقاع الشمالي، أدى إلى مقتل نائب رئيس بلدية العين خالد علي حوري وإصابة شقيقه محمود بجروح وقد نقله الصليب الاحمر الى مستشفى دار الحكمة.

 

نصرالله لجنبلاط وجعجع: قانون الإنتخاب أو عباءتي

علي الأمين/جنوبية/26 ديسمبر، 2016

قبل زيارة وفد حزب الله إلى زعيم الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط مساء اليوم (الإثنين) كان زعيم حزب الله السيد حسن نصرالله أعلن أنّه متمسك بالنظام النسبي لقانون الإنتخاب المفترض لإنتخابات 2017 النيابية، لكنّه ابدى استعداده لمراعاة بعض الخصوصيات. إشارة نصرالله جاءت بعد صرخة جنبلاط ضد محاولة الإبتلاع والإقصاء له ولنفوذه من الحكومة إلى مجلس النواب. السيد نصرالله أوفد معاونه السياسي حسين خليل ليطمئن جنبلاط، هذا ما يوحي به تعليق جنبلاط بأنّه حمل وفد حزب الله رسالة الى نصرالله يعبر فيها عن رغبته في التعاون مع حزب الله. ما يمكن تلمسه من هذه الزيارة أيضاً، أنّ قانون الإنتخاب يتحول ألى سيف في يد حزب الله، وهو سيلوح به لمزيد من تطويع بعض المترددين في الدخول تحت عباءة نصرالله الدافئة، لن تكون العودة إلى قانون يشبه قانون الستين مجانية، تحتاج إلى تقديم الولاء لمرجعية نصرالله من قبل الجميع، حتى التحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يحتاج إلى بركة نصرالله، فالقوات اللبنانية تدرك أنّ نجاح تحالفها هذا شرطه رضا حزب الله الوحيد القادر على تقويض العلاقة مع التيار. والحكومة كانت رسالة فهمتها القوات وعليها أن تقرر علاقتها مع دولة حزب الله. لأنّ طبيعتها تقرر بقاء الثنائية المسيحية او تقوضها. سيف قانون الانتخاب الذي يلوح به نصرالله  كفيل بأن يدفع معظم القوى إلى زيارة مسؤول وحدة الارتباط رستم غزالة عفواً وفيق صفا لأخذ الإذن والبركة خصوصاً أنّ السيد نصرالله منهمك في رسم خريطة المنطقة بعد معركة حلب ولا وقت لديه لتوزيع الحصص اللبنانية .. ولا للمساجلة في النظام الانتخابي. وفيق صفا بحل الموضوع واذا عقدت الحاج حسين الخليل بحلها والسلام.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 28/12/2016

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

بعد الانتخاب الرئاسي والتكليف الحكومي ثم التأليف، خطوة جديدة في المسار الايجابي تمثلت بالثقة النيابية للحكومة التي عليها اعتبارا من اليوم، التخطيط والتنفيذ بعد التشريع، والأشهر الستة ليست بمدة قصيرة إذ إنها ستكون مليئة بالافعال بدءا من قانون الانتخاب، مرورا بالموازنة العامة، وبالتعيينات الادارية، وانتهاء بالانتخابات النيابية التي ستنتج حكومة واقعية، ويبقى الاهتمام بقضايا الناس، وأول الغيث مؤتمر صحافي لوزير الصحة غدا حول مشكلة الدواء.

ثقة النواب بالحكومة كبيرة، فأصوات السبعة وثمانين نائبا هي من أصل إثنين وتسعين حضروا أي بنسبة ثلاثة وتسعين بالمئة من مجموع اعضاء الندوة البرلمانية، ومن لم يحضر كان بسبب السفر او الإنشغال أو الحرد.

المهم ان الحكومة والبرلمان سيتعاونان لما فيه خير البلد والمواطنين، والبعض يقول إن أهم من ثقة النواب ثقة الناس بالنواب والحكومة في آن.

الثقة إذن اعطيت للحكومة والرئيس سعد الحريري كان واضحا في الرد على كلمات النواب.

مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

الاختبارات نجحت بها الحكومة الجديدة وتوجتها بثقة نيابية، لكن ثقة مرتفعة تريدها من الشعب.. والشعب يرهن الثقة بافعال تبدأ باستيلاد قانون جديد للانتخابات النيابية.

الممارسات السياسية اطاحت بالنسبية في البيان الوزاري، لكن لن تتغلب عليها بقوة المطالبة الشعبية التي يترجمها الرئيس نبيه بري بالدفاع عن تلك الصيغة النموذجية وحمل لوائها الى حد التهديد بالتخلي عن كل ما قدمه حيال قانون الانتخاب، والمطالبة حصرا باعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة على اساس النسبية.

معركة القانون فتحت لتثبيت لبنان على سكة الخلاص وطريق الديمقراطية ومن يعارض عصرنة قانون الانتخاب سيحاسبه الشعب وينتقده التاريخ.

حاضر لبنان تحدده الحكومة الان ومستقبله يرسمه القانون العتيد، فيما حاضر المنطقة يكتبه الميدان السوري ومستقبلها تحدده التسويات على اساس صمود دمشق وتشتت معارضيها بين اتراك غرقوا في المواجهة المفتوحة بين داعش من جهة الباب وكرد على كل الابواب الحدودية السورية التركية، عجزت انقرة عن فتح الباب حتى الان عسكريا، فيما فتح الكرد الابواب بين مناطق الشمال والشرق لضمها في فيدرالية لا زالت حبرا على ورق.

لكن جرأة الطرح الكردي طرح علامات استفهام حول التوقيت، هل لتوظيف التخبط التركي بشأن سوريا؟ ام ترجمة للغضب الاميركي من انقرة؟ او لفرض شروط عالية تسبق التسوية الثلاثية الايرانية الروسية التركية.

مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

تكون أسرع ثقة حكومية، حققتها حكومة استعادة الثقة، ففي سحابة يوم ونيف، صار الإطار الدستوري لانطلاق عمل السلطة التنفيذية مكتملا، وصار جدول مجلس الوزراء مفتوحا منذ الأسبوع الأول من السنة الجديدة، على الإنتاج والإنجاز ... 87 صوتا واثقا من أصل 92 حضروا ... رقم أثار بعض التساؤلات ... تحديدا لجهة عدد النواب المتغيبين ... خصوصا، بعدما راجت معلومات عن أن رئيس الحكومة طلب تأجيل التصويت على الثقة من مساء أمس إلى اليوم، حرصا على حشد أكبر عدد من النواب المؤيدين ... وبالأخص، بعدما تردد مساء أمس أيضا، نقلا عن أحد النواب الفاعلين، أن السعي يتجه إلى ثقة مئوية على الأقل ... غير أن التدقيق في أسماء النواب المتغيبين، يظهر أن هذا التسرب عفوي الأسباب، عشوائي الخلفيات ... فعدد النواب الغائبين من الكتل النيابية المشاركة في الحكومة، بلغ 21 نائبا . وهو رقم يكفي للتأكيد على أن ما حصل بريء سياسيا، وهو يراوح بين التراخي وبين الاعتقاد بأن الثقة محسومة بصوتنا أو من دونه ... المهم، أن استعادة الثقة أنجزت نيابيا ودستوريا اليوم ... تبقى استعادة الثقة فعليا وعمليا ... في انتظار عمل الحكومة بدءا من الأسبوع المقبل ... 87 صوت ثقة، هذه تفاصيلها، في تقرير خاص ضمن نشرة الـ OTV.

مقدمة نشرة اخبار "المنار"

تختلف الثقة البرلمانية عن نسختها السياسية. نالت الحكومة اللبنانية الجديدة "نعم" المشرعين، وان اعترضتها لاءات أربع وامتناع خامس عن التصويت من حلفاء مفترضين للرئيس، الا ان التحدي الاهم هو نيل الثقة الشعبية. ثقة تبدأ باقرار قانون انتخاب عادل مقدمة لدولة حقيقية وبضمانة فخامة الرئيس الذي جدد عشية عام جديد التأكيد ليس فقط على رجم شيطان الفساد وانما محاربته.

وعن محاربة العدو الخارجي يقول الرئيس عون حتى المعارك الخاسرة تكون أحيانا مربحة، فالقوة فرضت علينا الاحتلال ومقاومتنا ثبتت حقنا بالسيادة والاستقلال.الكلام الباعث على الامل أمام مهنئي الرئيس العماد من قادة الاجهزة الامنية، تزامن مع اعادة بث امل جديد لدى اهالي العسكريين المختطفين بعدما اكدت المديرية العامة للامن العام ان نتائج الحمض النووي التي اجريت على الاهالي اثر العثور على اربع جثث على الحدود اللبنانية السورية جاءت غير مطابقة.

وعلى الساحة الاقليمية غير مطابق كان الكلام التركي عن تسويات في سوريا مع سياسة رجب طيب اردوغان على مدى سنوات. فحامل لواء الاطاحة بالرئيس بشار الاسد، عاد للحديث عن حل سياسي بعد الهزيمة المدوية للجماعات الارهابية في حلب، في وقت يسجل ذل مدو في البحرين مع تراقص صهاينة يدا بيد مع بعض العرب على انغام موسيقى، وشعارات “ سيبنى الهيكل المقدس، وستمتلئ مدينة صهيون في اشارة الى اقامة هيكل سليمان المزعوم مكان المسجد الاقصى المبارك.

مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

أفضل عيدية حصل عليها اللبنانيون منذ سنوات.الهدية الأكبر. ينتهي العام 2016 طاويا معه سنوات من الفراغ وعدم الاستقرار. ويبدأ 2017 بنصاب دستوري مكتمل، بانتظار بت التعيينات الأمنية والإدارية، وصولا إلى إقرار قانون جديد للانتخابات الانتخابات النيابية.

87 ثقة من أصل 92.أي 95 في المئة من عدد النواب الحاضرين. رئيس الحكومة سعد الحريري رد على ملاحظات النواب ووعد بالأخذ بمعظمها.

وفيما كان الرئيس الحريري يؤكد ان حكومته ستولي أهمية قصوى لملف العسكريين المخطوفين كان الامن العام يعلن أن الجثث التي وجدها الأمن العام ليست للعسكريين المخطوفين.

مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

اللبنانيون هيكل الدولة يهتز تحت ضربات الفساد والتدخل في القضاء والتمديد المتكرر لمجلس النواب وعدم القدرة على وضع قانون انتخابي عصري قادر على تفتيت الطائفية والزبائنية .

صدق الرئيس ميشال عون عندما اكد امس ان لا تبعية للقضاء في السلطة السياسية بعد اليوم، وصدق الرئيس الحريري عندما شدد على مكافحة الفساد معلنا انه "عن جد الناس تعبت وعن جد بدها نتائج ".

اليوم وضع قطار بناء الدولة على السكة والمحطات الممنوع التوقف عندها هي نفسها المحطات التي افقدت الناس ثقتهم بدولتهم، واليوم بدأ عمل الحكومة الفعلي فهل تكون مهمتها وضع قانون جديد للانتخابات؟ ام مجرد التأكيد من اجرائها؟

نجاح الحكومة في التوصل الى قانون انتخابي جديد يعيد تلقائيا توزيع السلطة بشكل عادل يصيب الفساد اصابة قاتلة، اما اكتفاؤها باجراء الانتخابات على اساس قانون الستين فيصيبها وآمال اللبنانيين اصابة قاتلة.

والى حين اتضاح الصورة ملفات اخرى مهمة امام الحكومة من الموازنة الى الامن وناره المختبئة تحت نار التصفيات في مخيم عين الحلوة ومن داخل اروقة المخيم نبدأ.

مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

اخذت حكومة "استعادة الثقة" الثقة محدثة ارتياحا عاما في البلاد الذي اشتاقت الى دولة بجسم كامل رأسه رئيس الجمهورية اداته التنفيذية حكومة تعمل وعيناه مجلس النواب يشرع ويراقب وذراعاه اجهزة امنية متناغمة وقائمتاه ادارة سوية تعمل في خدمة الناس.

لكن الكل يعرف ويعترف ولا يمكنه ان ينكر بأن هذا الجسم حتى الساعة مصاب بكثير من العلل وينقصه الكثير من الادوات حتى يعمل بشكل فاعل، اول العلل الفساد واولى الادوات المحاسبة على مختلف مستوياتها.

هاتان الاداة والعلة شدد عليهما الرئيس ميشال عون امام الجسم القضائي وامام الاجهزة الامنية فقد طلب من القضاء الى انتزاع الاستقلالية والاجهزة الى المزيد من التنسيق ولهما منه كل الدعم.

اما الدواء الاساس اي قانون الانتخاب فيتحدث عنه الجميع بالكثير من الكلام الجميل الا ان هذا الجميع يقاربه كما يقارب طفل عار المياه الباردة هذا ان رغب في الاستحمام.

اقليميا، كلام تركي عن هدنة في سوريا تم التوصل اليها بالتعاون مع روسيا لم تعلق عليه موسكو، في وقت قصفت سفارتها في دمشق .

مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

علامة سؤال رسمت على العين البقاعية.. وأجوبة صدرت من العين الأمنية ففي اغتيال غامض الأسباب قضى آدمي يساري في انفجار ملتبس صحت عليه بلدة العين البعلبكية.. إذ انفجرت عبوة ناسفة في حافلة ركاب وأودت بحياة القيادي في الحزب الشيوعي ونائب رئيس البلدية خالد حوري وجرحت ابن عمه. كل المعطيات المتوافرة ظلت بعيدة من الشبهات ضد رجل كان من صفْوة الناس والعين المفتوحة على الحذر وفيما كان خبر إستهدافه يتفاعل بقاعا.. ارتفعت خيوط الأمل لدى أهالي العسكريين المخطوفين من فحص الحمض النووي الذي لم يأت مطابقا.. في بشائر تمنح " بضع " ضوء في النفق الطويل. هذه البشائر تصنفها دقة متابعة الأمن العام الجهاز المؤتمن على ملف العسكريين المخطوفين من جهة وصلوات ذوي المخطوفين ودموع حسين يوسف الأب الذي لم يفقد الأمل يوما في استعادة ابنه حيا والأمل عينه دخل ثقة الحكومة التي أدرج رئيسها اليوم وعدا بعودة العسكريين إلى ديارهم وتبنى سعد الحريري قضيتهم وهو الذي كاد ينسى قضيته الأم المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بوالده الشهيد رفيق الحريري. والحريري خرج من ساحة النجمة بثقة ستة وثمانين نائبا.. وهو ليس العدد المأمول نيابيا لكن العبرة في الجهاد الحقيقي الأكبر نحو العمل الحكومي وإطلاق عجلة الانتخابات النيابية كأول استحقاق يواجه الحكم بعد انتهاء مهلة الأعياد. سلام الداخل تفوق على هدنة المحيط المضطرب وجديدها إعلان تركي روسي نحو تبني وقف إطلاق النار في سوريا وتلفيق المعارضة السورية هذا النبأ بمشاروات بدأت في تركيا أما الجمر الاكثر ترجيحا للاشتعال فقد ارتفعت سخونته من حرب المستوطنات بين عهدين أميركيين. وفيما أرجأت إسرائيل تنفيذ قرار بناء الاستيطان ترقبا لخطاب جون كيري فقد وصلتها صليات الدعم المفتوح من دونالد ترامب محذرا الادارة الاميركية والعالم بالقول: إياكم وأمن إسرائيل.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاربعاء الواقع في 28 كانون الاول 2016

النهار

من أقصى من؟ ...

يركز ناطقون باسم فريق سياسي على أن حزب "القوات" هو الذي أقصى الكتائب من الحكومة كأنها كلمة سر لإذكاء الخلاف.

الإستياء مستمر ...

لم تنته مفاعيل تبديل أسماء وحقائب وزارية في الساعات الأخيرة قبل إعلان الحكومة ونقلت رسائل عدة في اتجاهات رئاسية مختلفة.

سخرية من المرجع ...

يسخر أحد الوزراء من معلومات عن نية مرجع سابق خوض الانتخابات النيابية بلوائح عدة.

السفير

يتحدّث معنيون أن افتتاح مركز طبي لجهاز أمني يشوبه هدر يصل إلى ملايين الدولارات.

يدرس مسؤولون في دولة كبرى إمكان توجيه دعوة إلى مرجع رئاسي لبناني بعد تذليل العقبات البروتوكولية.

لم يعرف ما إذا كان الترميم في قصر بعبدا سيشمل إعادة تثبيت "إعلان بعبدا" على جدران مدخله بعد تشوّهه بفعل الحريق الأخير.

المستقبل

يقال

إنّ تقارباً ملحوظاً سُجّل في الفترة الأخيرة بين كتلتين نيابيّتين خلال النقاشات الجارية حول ملف قانون الانتخابات العتيد بعدما كانتا متباعدتين في المواقف بشأن هذا الملف.

الجمهورية

إكتشف مرجع كبير أنه كان يُزوّد في الأشهر الماضية معلومات ناقصة حول عمل المؤسسات.

يدرس مرجع مسؤول إعادة هيكلة المؤسسات التابعة لاحدى الرئاسات.

أبدى رئيس حكومة سابق ملاحظة حول مبادرة رئيس الجمهورية بتحديد يوم الأربعاء موعداً لإنعقاد مجلس الوزراء بين الساعة الحادية عشرة والثانية في الوقت الذي يعتبر حسب الطائف بأن هذا الأمر من صلاحيات رئيس الحكومة.

البناء

أيّد نائب بارز موقف الوزير السابق فيصل كرامي الذي اعتبر "أنّ المتحفظين على البند المتعلق بالمقاومة في البيان الوزاري يمارسون النفاق السياسي"، وقال: "إنّ تحفّظ الوزراء واعتراضهم خارج مجلس الوزراء لا مكان له في الدستور، لأنّ الأصل هو أن يدافع الوزراء عن بيانات وقرارات مجلس الوزراء، أما المعترضون فليس أمامهم إلا الاستقالة التي يفترض أن يتبعها حجب الثقة عن الحكومة في مجلس النواب، أما بدعة التحفظ وفي الوقت نفسه البقاء في الحكومة فهي النفاق السياسي بعينه…"!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

متى اللقاء؟

"ليبانون ديبايت":/28 كانون الأول/16/كشفت معلومات، أن الإتصالات قد بدأت لتحديد موعد لقاء السيد حسن نصرالله بالنائب وليد جنبلاط، وأن هذا اللقاء قد يحدث في أي وقت قريب.

 

مؤسس حزب الله يوجّه رسالة مثيرة لشباب الحزب

عربي21/28 كانون الأول/16/قال مؤسس جماعة حزب الله في لبنان، وأول أمين عام لها، الشيخ صبحي الطفيلي، إن الغرب يستهدف تركيا، ولا يريد لهذه الدولة الإسلامية أن تكون قوية، مشددا على أن الأتراك "يقفون وحدهم وسط حرب ونار مشتعلة" الطفيلي (68 عاما)، وهو رجل دين شيعي من بلدة بيرتال في البقاع الشمالي شرقي لبنان، قال: إن "تركيا من الدول المستهدفة في المنطقة؛ فالغرب لا يريد لهذه الدولة الإسلامية أن تكون قوية". ووجّه الطفيلي الذي أعلن يأسه من قيادة حزب الله، بسبب تبعينها "للإرادة الإيرانية" حسب قوله، رسالة مهمة لكل شاب في الحزب بأن يعود إلى تفكيره وربه .

وقال الطفيلي في رسالته: "أنت في حلب أو الموصل.. تنتظر الطيران الأميركي في الموصل حتى ينهي نشاطه التدميري، وتنتظر الطيران الروسي حتى ينهي نشاطه التدميري في حلب، ثم تدخل لتجهز على هذا الجريح أو الفقير.. أنتم قتلاكم.. موتكم، جناياتكم بحق أهلكم من يستثمرها؟ العدو الأمريكي.. في العراق، العدو الروسي في سوريا.. هل هناك عداوة لدينك أو أهلك أكثر من ذلك؟..". يخدعوك بسني وشيعي، يخدعوك بزوج الرسوك وبنت الرسول".

 

الحريري ينسى المحكمة الدولية وبري يسارع بإنقاذه

 ليبانون ديبايت/28 كانون الأول/16/كشف مدير مركز الإرتكاز الاعلامي سالم زهران، عن تناسي رئيس الحكومة سعد الحريري وضع بند المحكمة الدولية في البيان الوزاري لحكومته علماً أن الحريري رسم حياته السياسية على أساس المحكمة ومفاعيلها التي نصبها مقام المقدسة! وكشف زهران ان الحكومة صادقت على بيان وزاري خالٍ من بند المحكمة الدولية، وأرسلت نسخ منه الى مجلس النواب. ولاحقاً انتبه الحريري وطلب من الرئيس نبيه بري مساعدته حيث أوجد له مخرجاً بالقول في مستهل جلسة مناقشة الثقة أن "بند المحكمة لم يورد لخطأ مطبعي"لكن الإعلامي سالم زهران أكد في حديث لموقع "ليبانون ديبايت" ان الحريري اتصل قبيل جلسة مناقشة الثقة للحكومة بالرئيس نبيه بري لإخراجه من هذا المأزق، وكون بري مع الحريري ظالماً كان أو مظلوماً بدا جلسة مناقشة الثقة الاولى بتبرير ان ما حصل هو خطأ مطبعي لإخراج الحريري من الحرج. واللافت بالأمر أن بند المحكمة الدولية لم ينتبه له ٣٠ وزيراً اضافة الى ١٢٧ نائباً!!

 

هل هذا هو مرشّح عون لخلافة رياض سلامة؟

ام تي في/28 كانون الأول/16/تتحدّث مصادر مطلعة عن أنّ رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون يعتزم تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان بعد انتهاء ولاية الحاكم الحالي رياض سلامة منتصف العام المقبل، ولو أنّه لم يفصح علناً عن هذا الرغبة حتى الآن. وتشير المعلومات الى أنّ أبرز المرشّحين لخلافة سلامة هو المصرفي، من مجموعة "فرنسبنك"، منصور بطيش، الذي يتولّى رئاسة لجنة الدراسات في جمعيّة المصارف، إلا أنّ هذا التعيين يتطلّب توافقاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري وحزب الله الذي بات معنيّاً بهذا الموقع نتيجة ارتباطه مباشرةً بملف العقوبات الماليّة الأميركيّة على الحزب.

 

قراءة سـياسـية في ايجابيـات حـزب الله الداخليـة المسـتجدة: خشية من "تسونامي" التحالفات وحسابات اقليمية لحفظ "خط الرجعة"

المركزية- لا يفوت اي لبناني يتابع التطورات السياسية الداخلية ملاحظة كمّ الايجابيات التي يضخها حزب الله في شرايين جسم الدولة منذ مدة غير قصيرة، ان بالمواقف الانفتاحية ومد اليد في اتجاه جميع الاطراف في الداخل لدرجة مراعاة خواطر البعض، او بالممارسة السياسية اللافتة التي تسهم الى درجة كبيرة في انجاز الاستحقاقات وتمريرها بسهولة لا مثيل لها. واذا كان البعض يعزو المنحى الجديد في تعاطي الحزب مع الدولة ومؤسساتها الى رغبة في المساهمة في انجاح عهد مرشحه الرئيس ميشال عون او لخشيته من "تسونامي" التحالفات الجديدة التي اوصلت عون الى قصر بعبدا، التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية وتيار المستقبل، فان اخرين يرون في الافق حسابات اقليمة ابعد من الداخل تتحكم بالمسار الجديد. وتقول مصادر سياسية قريبة من العهد لـ"المركزية" ان حزب الله يبدو اتخذ قرارا كبيراً باعتماد معادلة صفر مشاكل مع القوى السياسية الداخلية كافة بمن فيها الاكثر مناهضة لمشروعه السياسي والعسكري ورؤيته الاستراتيجية للدولة، بحيث تبين ان الحزب ليس في وارد استثمار انتصاراته الخارجية في لبنان كما تردد، لا بل يذهب في اتجاه تحييد ملفات الخارج عن الداخل، خصوصا بعدما سلكت الاستحقاقات مسارها الطبيعي ولعب فيها دور المُسَهِّل الى درجة كبيرة. وتعتبر ان الهدف الاساسي خلف ايجابيات حزب الله في هذه المرحلة رغبته في تثبيت الاستقرار السياسي والامني بما دفعه للقبول بتحييد لبنان عن سوريا، وقد انتقل من مرحلة الى اخرى، اذ بعدما كانت اولويته الاستقرار الامني الذي على اساسه تم تشكيل الحكومة في عهد الرئيس تمام سلام، نحا بعد انتخاب الرئيس ميشال عون في اتجاه الاستقرارالسياسي لتثبيت هيكل الدولة الذي كان معرضا لخطر الانهيار. لذلك، تضيف المصادر يترقب الحزب ما يحصل على الساحتين الدولية والاقليمية بحذر شديد، من الادارة الاميركية الجديدة وكيفية تعاطيها مع ملفات المنطقة ومع الجمهورية الاسلامية الايرانية الى الوضع السوري والتسويات التي قد يرسو عليها. امام هذه الخريطة الجديدة الغامضة اقليميا، تعتبر المصادر ان الحزب يسعى الى ضخ اكبر قدر من الايجابيات في بيئته لاراحة الوضع الداخلي واشاعة مناخ مريح للقوى السياسية، حتى ذهبت الامور الى تسويات معينة يكون قد حفظ خط الرجعة وبات مستعدا للقائها في منتصف الطريق.

وإذ تأمل في استمرار هذه السياسة من خلال الحكومة بعدم اعتماد المشاكسة في جلسات مجلس الوزراء لتكون منتجة وفاعلة وينسحب الامر على قانون الانتخاب، بحيث يكون الحزب انتقل حقيقة من مرحلة الرغبة بالاستقرار الامني الى السياسي تحت عنوان اعادة الاعتبار لمشروع بناء الدولة القوية، تشير الى ان النهج السياسي الجديد للحزب لا يلغي الشكوك بذهاب حزب الله حتى النهاية في هذا المشروع، خصوصا ان الامور مرهونة بمجموعة تطورات واعتبارات اقليمية قد تحمله على الذهاب في اتجاهات معاكسة، ذلك ان دوره ليس محليا فقط كما سائر الكتل السياسية بل اقليمي، وسياسة التبريد التي يعتمدها اليوم مرتبطة تحديدا بهذا الدور، فهو يبرّد في لبنان من اجل التسخين في الخارج. من هنا تكمن الخشية من اي تداعيات لدوره الاقليمي على المحلي، علما ان اي طرف لبناني لم يتمكن حتى الساعة من اقناع الحزب بالتخلي عن هذا الدور. ولم تستبعد المصادر ان يعمد الحزب في حال حصول تطورات اقليمية معينة تتصل بسوريا او بايران ان يعيد لبنان الى وضعه السابق فيستخدمه مجددا ورقة لبعث رسائل لواشنطن او غيرها من القوى الدولية الكبرى. وتتمنى المصادر الا تكون الايجابيات ظرفية ناتجة من الخشية من الاصطدام مع الرئيس عون ومن مخطط لنشر الفوضى في لبنان وتفجير بيئة الحزب، بل ثابتة لا تتأثر بارتجاجات وتحولات اقليمية فيعمل حزب الله على تحصين الوضع الداخلي الى جانب سائر القوى السياسية ولا يكون له دور في زعزعة اي وضعية داخلية نتيجة تطورات خارجية. واذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن المصادر قرأت في قرار وزير الاعلام ملحم رياشي الايعاز لتلفزيون لبنان بنقل خطابات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسالة ايجابية قواتية في اتجاه الحزب. بيد ان اوساطا في القوات قالت لـ"المركزية" ان خطوة وزير الاعلام منطلقة من الحرص على تعامل التلفزيون الرسمي بمبدأ التعاطي بالمثل مع القوى السياسية كافة. فقرار عدم نقل الخطابات حينما اتخذ كان له مسبب يكمن في عدم تبني لبنان الرسمي مواقف ضد دولة صديقة كان السيد نصرالله يطلقها آنذاك، مؤكدة ان لا جديد على مستوى تعاطي القوات مع حزب الله باستثناء حرص الطرفين على المساحة المشتركة التي تجمعهما في مجلس الوزراء على امل ان تجمعهما في مساحات مشتركة جديدة في قانون الانتخاب ومكافحة الفساد وتثبيت الاستقرار، لكن ذلك لا يلغي الخلاف حول الرؤية الاستراتيجية للبنان والنظرة الى دوره.

 

ماروني: لمعالجة الملفات الخلافيــــة الشائكــة وحوار بطيء بين الكتائب وحزب الله والامكانات متاحة"

المركزية- لا يفوّت رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، كما كوادر الحزب ونوابه أي فرصة لتوجيه انتقاداته اللاذعة لحزب الله لان تدخله في الحرب السورية، وتمسكه بسلاحه قفز فوق السيادة اللبنانية وتوجيه سهام قاتلة في اتجاهها، من دون أن تفوته المطالبة بحياد لبنان عن "حروب الآخرين"، والدعوة إلى الالتزام بالمبادئ والثوابت، وحث الجميع على البحث من دون تردد في سبل "تطوير النظام السياسي اللبناني" لتبديد هواجس كل الأفرقاء، بمن فيهم حزب الله. وإذا كان الفريقان على طرفي نقيض في عدد من الملفات الكبرى، فإن ذلك لا يمنع لقاءهما إلى طاولة حوارية، وإن كانت وتيرة هذه اللقاءات بطيئة. وقد أوضح عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني لـ"المركزية" "أننا ارتأينا أن نتمهل قليلا في هذا الحوار لأننا نبحث عددا من الملفات من دون الوصول إلى نتيجة ملموسة". وعن الملفات المطروحة على طاولة الحوار على خط الصيفي – حارة حريك، ذكّر أن "في المرحلة السابقة، كنا نتحدث عن الملف الرئاسي الذي كان في ثلاجة الانتظار. ففي وقت كنا نعارض التعطيل، لم يكن الحزب يبدي أي تجاوب وربطوا الملف بالعماد ميشال عون، ثم ارتأينا الحديث عن السلاح، غير أنهم اعتبروه أمرا غير قابل للبحث، تماما كما ملف التدخل في الحرب السورية". غير أن ماروني لفت إلى "أننا تعاونا في بعض الأمور المتعلقة بالتنسيق في ما يخص حكومة الرئيس تمام سلام. ونحن لا نمانع استمرار هذا التنسيق اليوم تمهيدا لمرحلة جديدة نستطيع أن نبحث فيها كل الملفات الشائكة"، مشيرا إلى أن "الحوار الوطني في عين التينة حل محل الطاولات الثنائية، وكنا نلتقي على هامش الجلسات. واليوم كل الامكانات متاحة لهذا الحوار لأننا نؤمن أنه وسيلة تواصل بين اللبنانيين". وشدد على أن "الجميع يعرف نقاط خلافنا مع حزب الله التي نعبر عنها في كل فرصة متاحة، وأولها كوننا مع الدولة الواحدة الموحدة، والسلاح الواحد في يد القوى الشرعية اللبنانية، ونريد أن تكون الدولة عادلة للجميع"، معتبرا "أننا نلتقي على لبنان وحبه، وإن كنا نبدي هذه المحبة بطريقتين مختلفتين. نحن نحبه على طريقة المؤسسات الدستورية، ونعتبر أن الناس إلى جانب للجيش للدفاع عن لبنان، فيما هم يرون في المقاومة المعيار، إلى جانب الجيش والشعب، في هذا الملف. ونحن ننادي بحياد لبنان عن الأزمات الاقليمية، فيما هم يعتبرون أن التدخل في هذه الأزمات هو الحل لإنقاذ لبنان، وأتمنى أن تتطور النظرة إلى هذه الأمور لنتمكن من معالجتها". وختم ماروني لافتا إلى "مكافحة الفساد، تدعيم الادارة وسواها من الملفات التي يمكن أن نتواصل في شأنها، خصوصا أننا منتشرون على كل الأراضي اللبنانية. غير أن الملفات الشائكة التي أدت إلى نشوء الحوارات الوطنية والثنائية هي التي يجب العمل على معالجتها".

 

مجدلاني: الارهــــاب والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة/وفد نيابي روسي يستطلع اراء اللبنانيين من تطورات المنطقة

المركزية- علمت "المركزية" ان وفداً نيابياً من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي وصل الى بيروت في اطار جولة في المنطقة للقاء قوى سياسية عدة لاستطلاع ارائها في التطورات الحاصلة، وتحديداً في سوريا. وفي السياق، اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني لـ "المركزية" ان "نواباً من التيار سيلتقون الوفد الروسي مساءً في بيت الوسط للتشاور في قضايا عدة مرتبطة بالاوضاع اللبنانية والاقليمية، اضافة الى العلاقات الثنائية"، مذكّراًَ "بالعلاقات الوثيقة التي تربط التيار بالقيادة الروسية، والتي ارساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والزيارات الاخيرة للرئيس سعد الحريري الى موسكو ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولين روس". ولفت مجدلاني الى "ان الازمة السورية لن تغيب عن اللقاء، اذ سنركّز على ان الارهاب والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة. نحن من جهة ضد الارهاب والتطرّف، لكننا في الوقت نفسه ضد الديكتاتورية في الحكم وما ترتكبه من جرائم في حق شعبها".

 

وفد نيابي روسي يستطلع اراء اللبنانيين من تطورات المنطقة

المركزية- علمت "المركزية" ان وفداً نيابياً من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي وصل الى بيروت في اطار جولة في المنطقة للقاء قوى سياسية عدة لاستطلاع ارائها في التطورات الحاصلة، وتحديداً في سوريا. وفي السياق، اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني لـ "المركزية" ان "نواباً من التيار سيلتقون الوفد الروسي مساءً في بيت الوسط للتشاور في قضايا عدة مرتبطة بالاوضاع اللبنانية والاقليمية، اضافة الى العلاقات الثنائية"، مذكّراًَ "بالعلاقات الوثيقة التي تربط التيار بالقيادة الروسية، والتي ارساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والزيارات الاخيرة للرئيس سعد الحريري الى موسكو ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولين روس". ولفت مجدلاني الى "ان الازمة السورية لن تغيب عن اللقاء، اذ سنركّز على ان الارهاب والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة. نحن من جهة ضد الارهاب والتطرّف، لكننا في الوقت نفسه ضد الديكتاتورية في الحكم وما ترتكبه من جرائم في حق شعبها".

 

الجسر: "مرونة" من "حزب الله" في مناقشة صيغ عدة و"الثنائي" مستمر واجتماعات مكثّفة لخبراء "الانتخاب" والمقترحات الــى لجنة سـياسية

المركزية- انطلقت ورشة الاعداد لقانون الانتخاب في اتجاهات عدة، بدأت بمضمون خطاب القسم والبيان الوزاري لحكومة "استعادة الثقة" بتشديدهما على ضرورة اقرار قانون جديد يُحسّن التمثيل، مروراً بجولة لنواب تكتل "التغيير والاصلاح" على القوى السياسية من اجل التوافق على صيغة موحّدة تؤمّن عدالة التمثيل واخيراً بمواقف مرجعيات سياسية عدة اجمعت على "دفن" قانون الستين والبدء بمراسم ولادة قانون جديد يلحظ "النسبية". وفي السياق، اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر ان "لجنة خبراء في القوانين الانتخابية تضمّ ممثلين عن احزاب وقوى سياسية عدة تعقد اجتماعات مكثّفة للبحث في صيغ قوانين عدة، على ان تنقل لاحقاً مقترحاتها الى لجنة سياسية تضمّ نوابا ممثلين عن كتلهم النيابية من اجل التوافق على صيغة موحّدة"، املاً في ان "تنسحب الاجواء الايجابية التوافقية المخيّمة على البلد منذ انتخاب الرئيس ميشال عون، على مناقشات الصيغ الانتخابية من اجل اقرار قانون يؤمّن عدالة التمثيل".

وذكّر عبر "المركزية" "بوجود اكثر من 14 صيغة انتخابية بين مشروع واقتراح قانون خضعت للدرس داخل اللجان النيابية المشتركة، وهناك اقتراحان حظيا بإجماع هما: القانون المختلط الذي تقدّم به الثلاثي "تيار المستقبل"، حزب "القوات اللبنانية" والحزب "التقدمي الاشتراكي" القائم على انتخاب 68 نائباً وفق النظام الاكثري و60 وفق النسبي، وصيغة "المختلط" التي تقدّم بها الرئيس نبيه بري القائمة على المناصفة بين النظامين الاكثري والنسبي في انتخاب النواب (64 اكثري و64 نسبي)". ولم يستبعد "اقرار قانون جديد للانتخاب قائم على الجمع بين النظامين الاكثري والنسبي انطلاقاً من اقتراحي "الثلاثي" والرئيس بري مع توحيد المعايير"، متحدّثاً رداً على سؤال عن "مرونة" من قبل "حزب الله" في شأن قانون الانتخاب، اذ لم يتمسّك بالنسبية الكاملة "كممر إلزامي" لقانون الانتخاب، بل اكد عبر امينه العام السيد حسن نصرالله وزيارة وفد منه الى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط انه يُراعي هواجس قوى سياسية من النسبية الكاملة وانه منفتح على مناقشة صيغ اخرى". وشدد على ان "البلد لا يحتمل تمديداً جديداً لمجلس النواب"، متمنياً الاستفادة من "الاجواء التوافقية السائدة لصرفها في مسألة اقرار قانون جديد للانتخاب". واكد الجسر ان "قانون الانتخاب حضر على طاولة الحوار الثنائي بيننا وبين الحزب الذي عقد جولته الـ 38 الاسبوع الماضي في عين التينة، بحيث كان ممثلو "حزب الله" مستمعين وان كل الصيغ الانتخابية المطروحة قابلة للنقاش"، معلناً ان "الجولة 39 ستُعقد في 9 كانون الثاني المقبل"، ومشيراً الى "إصرار من قبلنا ومن الحزب على الاستمرار بالحوار حتى لو كنّا معاً على طاولة مجلس الوزراء، لان "الثنائي" ساهم في حلحلة ازمات عدة، فضلاً عن انه خلق مناخات ايجابية خيّمت على البلد منذ انطلاقته".

 

العريضي: لقاء كليمنصو ايجابي و"الحزب" منفتح على النقاش والعلاقة مع حزب الله تتـحرك تحـت سـقف تنظيم الخـلاف

المركزية- فيما يأمل الجميع في إجراء الانتخابات النيابية المقبلة على أساس قانون انتخابي جديد يسمح بما يسميه البعض "تصحيح التمثيل النيابي" بعد تمديدين لبرلمان العام 2009، هاجم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عبر "تويتر" الصيغة النسبية، معتبرا أنها قد "تبطل التمثيل في المجلس النيابي". غير أن حزب الله سارع إلى "تلقف" كرة الموقف الجنبلاطي الذي قرأ البعض بين سطوره هواجس وجودية يعبر عنها زعيم المختارة، فأعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "تفهم هواجس البعض". واستتبع هذا الموقف بلقاء جمع النائب جنبلاط والوزراء السابقين وائل أبو فاعور وأكرم شهيب وغازي العريضي، إلى وفد من حزب الله ضم المعاون السياسي للأمين العام، حسين الخليل، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، وتناول البحث ملف قانون الانتخاب، إضافة إلى العلاقة بين الطرفين في ظل مواقفهما المتباعدة في شأن عدد من القضايا الشائكة.

وأوضح العريضي لـ"المركزية" أنها "كانت زيارة ايجابية شهدت لقاء وديا ، أكد فيه حزب الله انفتاحه على مناقشة مشروع قانون الانتخاب مع الجميع، وإن كان لهم موقف مبدئي من هذا الملف". وشدد على أن "العلاقة بيننا لا تزال تتحرك تحت سقف تنظيم الخلاف حول القضايا الأساسية. لكن هذا لا ينفي أننا نلتقي على عدد من الملفات التي لا تسقط. ثم إن الحوار بيننا دائم ومستمر ونحن حريصون على استمراره، ومن الطبيعي أن نبدي ايجابية في هذا الشأن لأن هذا موقفنا منذ البداية". وعن الفرص الحقيقية المتاحة للوصول إلى صيغة انتخابية جديدة، في ظل تمسك الجميع بمواقفهم من هذه القضية، وإن كانوا حريصين على تحقيق هذا الهدف، اعتبر العريضي أن "الآمال كبيرة والانتظارات والهموم والتمنيات أيضا. ولا أحد يتوقع أن تحل الأمور العالقة بين ليلة وضحاها، ذلك أن المشكلات التي تعانيها البلاد مزمنة، لكن المهم يبقى في توافر الارادة السياسية للإنطلاق في مسار الحلول، وإن كان هذا يستلزم وقتا".

 

نقولا: "الحوار داخـــل الحكومـــة" و"النسبية لم تعد حجر عثرة لدى أي طرف"

المركزية- بعد توالي الاستحقاقات التي تلت انتخاب رئيس الجمهورية من تكليف رئيس الحكومة الى تشكيلها ونيلها الثقة، بسلاسة، بات في الامكان التفرغ لقانون الانتخاب الذي انسحبت الايجابية الحكومية عليه، من خلال التقارب بين الكتل حول القانون المختلط، لكن يبقى الخلاف على صيغة نهائية ترضي الجميع، في ظل تأكيد تام على دفن الستين، تأكيد مشكوك بمصداقيته ما دام قانون جديد لم يقر. عضو كتلة التغيير والاصلاح النائب نبيل نقولا أشار في حديث لـ"المركزية" الى أن "طرح النسبية أضحى مقبولا من جميع المكونات، حتى رئيس الحكومة سعد الحريري أعلن أنه ليس ضد النسبية، ويبقى البحث في الصيغة التي تنال توافق الجميع، وتاليا النسبية لم تعد حجر عثرة لدى أي طرف"، مضيفا "الحكومة ستنكب على انجاز قانون انتخاب جديد يكون الطرح عماده، أما الشكل فرهن المفاوضات". وعن اعتبار النائب سامي الجميل المعارض الابرز للحكومة، أنها الاخيرة من لون واحد او على الأقل من لون فاقع، في وقت يحرص العهد على اعطاء حكومته الاولى صبغة وطنية جامعة، لفت نقولا الى "أن هذه الحكومة تضم جميع الافرقاء، واعتبار اتفاق اللبنانيين لونا واحدا ليس بالامر الخطأ"، مشيرا الى أن "لم يعد هناك 8 و 14 آذار بل حكومة وحدة وطنية تعمل من أجل المصلحة العامة". وعن العودة لطاولة الحوار بما يتعلق بالمواضيع الخلافية، اعتبر نقولا أن "لا حاجة لطاولة حوار في ظل تمثيل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء داخل الحكومة وكذلك القوات اللبنانية والاشتراكي وغيرها من الكتل وبالتالي الحوار سيكون داخل الحكومة"، مشيرا الى أن "الاستراتيجية الدفاعية كما قال الرئيس الحريري ستبحث بهدوء داخل الحكومة".

 

حنكش: التغيير لن يتحقق عبر هذه الطبقة الحاكمة و"الكتائب في المعارضــــة والناس هم حلفاؤنا"

المركزية- تغرد الكتائب وحيدة خارج سرب العهد الجديد. فبعد عدم الاقتراع لصالح الرئيس ميشال عون والبقاء خارج أولى حكومات العهد، أعطى النائب سامي الجميل الأولوية لما يعتبرها "المبادئ والثوابت التي سال دم كثير في سبيلها"، وحجب وكتلته النيابية الثقة عن الفريق الوزاري الجديد، وأعلن وقوفه في معسكر المعارضة للإضاءة على الخلل، إذا وجد. وفيما يبدو الجميل حريصا على "المبدئية" التي طبعت خطابه في الآونة الأخيرة، يخشى كثيرون أن تتكبد الصيفي ثمن هذا الخيار في الانتخابات النيابية المقبلة، حيث يخشى البعض غياب الكتائب عن المجلس النيابي الجديد.

وتعليقا، أكد عضو المكتب السياسي الكتائبي الياس حنكش عبر "المركزية" أن "الكتائب تعمل بهدي ثوابتها السياسية انسجاما مع اقتناعاتها. ما نشهده هو بازار سياسي بعيد كل البعد عما ننادي به. ذلك أننا اليوم أمام صفقة رئاسية أدت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا وفقاً لمساومات وتنازلات غير متبادلة أدت إلى ما أدت إليه. وهذا المنحى الانحداري في التعاطي بالشأن العام أبقى الكتائب الثابتة على مواقفها خارج هذه التركيبة، فيما الآخرون ماضون في منطق البيع والشراء". وتعليقا على إصرار الكتائب على دخول الحكومة، بغض النظر عن معارضتها عون، ذكّر "أننا قلنا مرارا أننا سنكون معارضين حتى انتخاب الرئيس. ولكننا أردنا أن نعطي العهد جديد فرصة، باعتبار أن الرئيس المنتخب رئيس لجميع اللبنانيين، وقلنا إن من حقنا أن نكون ممثلين في حكومة وحدة وطنية، من دون منة من أحد". وشدد على أن "لا يجوز أن يقبل ما سمي بالقوى السيادية بتسوية تقضي بتشكيل حكومة من 20 وزيرا لـ8 آذار و10 لـ14 آذار، في تركيبة تمنح كتلة من 3 نواب وزارة الأشغال وتعطي أخرى من 5 نواب وزارة دولة". وعن رفض تولي الكتائب وزارة دولة، كما اعلن الرئيس الحريري من بعبدا، أشار حنكش إلى "أننا ربطنا قرار مشاركتنا في الحكومة بطريقة تعاطي المعنيين بتشكيل الفريق الوزاري معنا، خصوصا أن وجودنا تاريخي، وأننا منتشرون على كل الأراضي اللبنانية، وأن كتلتنا النيابية نشيطة وقدمت ما يقارب 26 إقتراح قانون. إنطلاقا من هذه الصورة، نادى الشيخ سامي بوحدة المعايير في تشكيل الحكومة". واعتبر "أننا بتتا أمام ثقافة سياسية في لبنان تنادي بالصفقات المشبوهة، فيما الثابت على مواقفه وسيحمل رؤية لمستقبل البلد لا مكان له. نحن لن نقبل باستمرار هذا المنحى لأن ذلك لن يغير البلد، فيما الشباب يحلم ببلد جديد، ولا يمكن أن نصل إلى هذا الهدف عن طريق الطبقة السياسية نفسها التي حكمت البلد بالصفقات والفساد. ولو كان الجميع، بمن فيهم حلفاؤنا صادقين، لما وصلنا إلى هذه النتيجة حيث يعرض على الكتائب بقايا في حكومة غير متوازنة. ونحن نلوم طريقة تعاطي هذه الشبكة السياسية التي نسجت، صفقات وتسويات لم تترك مكانا لمن هم ثابتون على مواقفهم". من يقف إلى جانب الكتائب اليوم؟ بحسب حنكش "حلفاؤنا اليوم هم الناس لأن أياً من الأفرقاء لا يبدي استعدادا للتحالف معنا فيما هم يشكلون محادل انتخابية كبيرة. لذلك، نحن نعول على الناس والأكثرية الصامتة منهم غير الراضية على الواقع، والتي تربط وجهة أصواتها بالاداء السياسي للأحزاب".

 

اتفاق فلسـطيني جامـع لوأد الفتنـة: تسليم قتلة "نجمة" وتشكيل لجنة تحقيق

المركزية- لا يزال الوضع الامني في مخيم عين الحلوة يستحوذ على اهتمام معظم القيادات الفلسطينية واللبنانية، اثر ظهور العناصر المتطرفة مؤخرا في الاشتباكات مع "حركة فتح" والاسلحة المتطورة التي تمتلكها، وبالتالي سيطرتها على مربعات أمنية ما يحوّل المخيم الى بؤر أمنية تهدد استقراره.

وأفاد مصدر فلسطيني "المركزية" أن "اتفاق القوى الفلسطينية، جاء في اللقاء المصغر الذي عقد في منزل القيادي في "عصبة الانصار الاسلامية" الشيخ ابو طارق السعدي في مخيم عين الحلوة وجمع قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، ونائبه قائد القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح، قائد القوة الامنية في منطقة صيدا العميد خالد الشايب، والناطق الرسمي باسم العصبة الشيخ ابو شريف عقل، أمير "الحركة الاسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب والقيادي في الحركة ابو اسحاق المقدح، اضافة الى عضو المكتب السياسي لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف، وعضو اللجنة المركزية لـ"الجبهة الديمقراطية" عدنان ابو النايف واتفق المجتمعون على وضع المشتبه بهما في جريمة اغتيال احد عناصر "عصبة الانصار الاسلامية"، "نجمة" ومحمود صالح بعهدة القوة الامنية المشتركة، وقيام "لجنة التحقيق" التي شكلت من قبل قيادة القوة الامنية بالاستماع الى افادتهما".

وقام وفد من المجتمعين ضم "اللواء ابو عرب واليوسف وابو النايف والشايب بزيارة نائب المسؤول السياسي لحركة "حماس" في لبنان احمد عبد الهادي، لوضعه في اجواء الاجتماع، قبل ان ينتقل الجميع الى مقر "الامانة العامة" لحركة "انصار الله" في مخيم المية ومية، حيث التقوا الامين العام الحاج جمال سليمان واعضاء شورى الحركة ابراهيم الجشي واحمد وحمزة سليمان وجرت مناقشة الوضع العام في مخيم عين الحلوة وتم الاتفاق على استمرار الاجتماعات بين جميع الفصائل الوطنية والاسلامية من اجل العمل على ضبط الوضع.

 

وهاب لنصرالله: الحلفاء أولى بالتطمين من بعض الخصوم

المركزية- وجّه رئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهاب كتابا مفتوحا الى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، جاء فيه "سماحة السيد سأسمح لنفسي، وأنا الذي أعرف مكانتي عندك، وربما سأستغل هذه المكانة لأقول بأن الحلفاء أولى بالتطمين من بعض الخصوم الذين ما تركوا مناسبة إلا واستغلوها في محاولة إذلالنا وهزيمتنا ومنع الهواء عنا إذا استطاعوا. يا صاحب السماحة، نحن مع طمأنة الطوائف الخائفة، ولكن لسنا مع طمأنة أشخاص يريدون الإستمرار في اعتقال الطوائف لمصالحهم الشخصية، ونحن الأولى بالتطمين من جهاد الصمد وكمال الخير في الشمال الى أسامة سعد في صيدا صعودا حتى عبد الرحيم مراد وفيصل الداود في البقاع مرورا بكل الحلفاء الذين ما بدلوا تبديلا. ولا أعتقد بأن أحمد فتفت وفؤاد السنيورة، ومروان حمادة ووائل أبوفاعور مع احترامي للجميع في حاجة الى تطمين. سماحة السيد، هذا الكلام يقوله الجميع، ولكن ربما لا أحد سيجرؤ على قوله لسماحتك إلا أنه آن الأوان لنطمئن اللبنانيين بمعزل عن الأشخاص لقانون انتخاب يضمن صحة التمثيل. لقد طمأنت سوريا البعض لمدة 15 عاما، فماذا كانت النتيجة؟ كانوا أول من انقلبوا عليها، فهل نكرر التجربة؟ هل نهمل القوى الحليفة والشريفة التي لا تتغير لمصلحة قوى متلونة ومستعدة للانقلاب في أول لحظة؟ أنا واثق بأنك يا سماحة السيد كما تريد تطمين الأخصام، ستقوم بتطمين الحلفاء المتروكين لمصيرهم، وإذا لم تبادر سماحتك فلا تنتظر أن يبادر أحد في فريقنا، لأن كل واحد يسعى ليأخذ ما يستطيع على حساب الجميع، وحدك أنت والمقاومة تضع في حسابك حلفاء شرفاء ما بخلوا يوما في تقديم كل ما يملكونه من أجل خيارهم الشريف الى جانب المقاومة".

 

جنبلاط وحزب الله: علاقة محكومة بالتوافق رغم الخلاف

سلوى فاضل/جنوبية/ 28 ديسمبر، 2016

تشهد علاقة حزب الله ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط أشكال صعود كما تشهد أشكال هبوط. ويحرص الحزب على عدم قطع حبال التواصل مع الزعيم الدرزي الأوحد في الجبل. جاء خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الأخير هادئا فيما يخّص القانون الإنتخابي الذي أقلق الزعيم الدرزي وليد جنبلاط،، فألحقه نصرالله بإيفاد مستشاره الحاج حسين الخليل، ومسؤول الارتباط الحاج وفيق صفا، في مبادرة طمأنة رغم العلاقة المتوترة بسبب المواقف المتباينة من الصراع في سوريا. فهل لتغيّر لهجة خطاب السيّد نحو الإيجابية علاقة بالوضع الميداني للحزب بعد استعادة حلب؟ والى ماذا يتطلّع الحزب تجاه العمل الحكومي الحالي؟ وهل سيبدأ أخيرا بتركيز اهتمامه بقضايا الناس بعيدا عن اهتماماته الاقليمية والمحاصصة الوزارية؟ حول هذه العناوين، ألتقت “جنوبية” المحلل السياسي، المقرّب من حزب الله، الزميل غسان جواد، الذي أكد ردا على سؤال بالقول إن: “التواصل بدأ بعد استحقاق محلي واستحقاق درزي. الإستحقاق المحلي هو انتخاب رئيس للجمهورية، وقيام النائب وليد جنبلاط بتسهيل المهمة من خلال اعطاء اصوات الحزب للعماد ميشال عون الذي رشحه حزب الله”. “وبالتالي التواصل بدأ مع النائب وليد جنبلاط ضمن سلسلة نقاط التقاء منذ العام 2008، وهذا اللقاء هو في ظل استحقاقين الأول هو رئاسة جمهورية، وتأليف الحكومة. والثاني هو العرض “الرياضي” الذي أقامه الوزير السابق وئام وهّاب، والذي ازعج وليد جنبلاط، واعتبره رسالة من حزب الله”. وبحسب معطياتي، يلفت غسان جواد الى أن “حزب الله كان مطلّعا على موضوع العرض، وكان يعلم انه عبارة عن “نينجا” لا أكثر ولا أقل. ولما ارسل أبو تيمور سائلا عن الموضوع وغرّد عبر تويتر بقوله انها “صواريخ طائشة” عرف الحزب ان جنبلاط يظهر انزعاجه من هذا الأمر. وتابع جواد “اعتقد انه بهذا السياق أثير هذا الملف بين جنبلاط ووفد الحزب منذ يومين، فالحزب يقول للبيك مجددا انه لا قرار يستهدفك او يستهدف الساحة الدرزية. ولكن حزب الله ايضا حريص على حلفائه أيّ الوزير وئام وهاب، الذي هو أحد اركان الموقف السياسي المؤيد للحزب، فعمليّا، ومنذ بدء حرب اليمن، لم يذهب جميع الحلفاء حتى النهاية بمواقفهم ما عدا وئام وهاب”.

علما أن “حزب الله لا يطلب من حلفائه أيّ موقف محدد او تعليق معين. فموقف وهّاب موقف متقدّم، لذلك حزب الله معنيّ ان يوضح لجنبلاط انه لا يقف خلف أية رسالة تستهدفه”.

أما فيما يخص الشق المتعلق بالإنتخابات النيابية لدى حزب الله، فيقول غسان جواد أن للحزب “رأي خاص، وهو تأييد النسبيّة الشاملة على صعيد لبنان، ولكنه في الوقت نفسه لا يعمل على فرضها. لأنه بذلك سيكون مُحرجا أمام السنّة والدروز، مما سيجعله قابلا للدخول في تسوية، والعمل سيكون على دمج النسبيّة مع القانون الأكثريّ، وهو الأكثر قابلية للسير به”. وعن تعارض موقف الحزب حيال النسبيّة وسعيه لارضاء الاقليات ومراعاتهم، يرى غسان جواد، انه: “اذا استطعنا ان ندخل مفهوم النسبية الى القانون الإنتخابي سنكون قد نجحنا، وثمة مجموعة مدنيّة، وانا من ضمنها بصدد تأليف جبهة وطنية لدعم خيار النسبيّة”.

وعن موقف حزب الله من نشاط مجموعات الضغط هذه، كونها تعارض سياسته، يؤكد جواد ان: “حزب الله سيتفهم موقفنا، والحزب سيأخذ قراره، وحلفاؤه سيتحركون ضمن السقف العام المؤيد للنسبية”.

وفي ظل انطلاقة العهد الجديد والحكومة الجديدة، هل سيتوجه حزب الله نحو معالجة قضايا الناس الحياتية، وهو الذي عوّدنا على ان تكون الأولوية لتوجهاته الإقليمية؟ يجيب غسان جواد، رئيس تحرير موقع بيروت برس، بقوله “لا زلت آمل دائما ان حزب الله والقوى الشريفة في لبنان غير المتورطة بالفساد ستعمل على ولادة قانون انتخاب نسبي عادل، وهذا الإصلاح السياسيّ سيؤدي الى إصلاح اقتصاديّ، وعندما نحاسب الفاسدين سيتحرر الوطن، والتمثيل سيكون أفقيّا وليس عاموديّا. وأنا شخصيّا أؤيد الفيدرالية في حال فشلنا في اعتماد النسبيّة الشاملة الكاملة”.

 

معارضات لا تجمعها تغريدات فارس سعيد

إيلي القصيفي/المدن/الخميس 29/12/2016

المعارضة التي لاحت في أفق التسوية الرئاسية الأخيرة لم يبق منها إلّا القليل. فالرئيس نبيه بري الذي كان أوّل من لوّح بالانضمام إلى المعارضة عشية انتخاب عون صار اليوم "مدوزن" السلطة الوليدة، يشارك بشكل أساسي في رسم التوازنات داخل الحكومة بعدما أطلق "الجهاد الأكبر" لإقرار قانون انتخابي جديد. وأساساً، كان من الصعب جداً التصديق أنّ بري سينهي حياته السياسية معارضاً بعدما أمضاها موالياً طيلة عهود الطائف. ثمّ جاء النائب سليمان فرنجية ليعلن هو الآخر انضمامه إلى المعارضة بعد أن طار منه حلم الرئاسة وآل إلى حليفه القديم ميشال عون. وفرنجية لم يألف، هو الآخر، المعارضة طيلة حياته السياسية وكان من الصعب جداً أيضاً التصديق أنّه سيكون معارضاً إلى جانب الرئيس بري كما أوحى هو عشية الانتخابات الرئاسية. هذا فضلاً عن معارضة حزب الكتائب التسوية الرئاسية قبل أن يضع نفسه في خدمة العهد ويدنو من المشاركة في الحكومة لكن في اللحظة الأخيرة عاد وابتعد عنها بعدما خُصّص بوزارة دولة لم تناسب طموحه. كذلك عارض هذه التسوية الرئيسان نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة إضافة إلى شخصيات سياسية مستقلة غالبيتها من الوسط السياسي المسيحي، كالنائبين بطرس حرب ودوري شمعون والنائب السابق فارس سعيد.

الحقيقة أنّه منذ إعلان الرئيس سعد الحريري تأييد ترشيح عون لرئاسة الجمهورية بدا أنّ معارضي هذه التسوية مشتتون، ومن خطوط سياسية متناقضة، ما كان يصعّب احتمال اجتماعهم على موقف سياسي موحد وفاعل من التسوية هذه. إضافة إلى أنّ أطرافاً أساسية منهم، لاسيما بري وفرنجية وحتى ميقاتي، هم أبناء "المؤسسة"، لم يعرفوا المعارضة يوماً وبنوا كل رصيدهم السياسي من خلال مشاركتهم في الحكم وليس من خلال معارضته. فضلاً عن أن حزب الكتائب لديه ميل "تاريخي" إلى الموالاة وإن إضطرته الظروف إلى المعارضة غير مرّة، لكن في النهاية قابليته للمعارضة تبقى أكبر بما لا يقاس من قابلية بري وفرنجية وميقاتي. جلسات طرح الثقة بحكومة الرئيس الحريري لم تظهر معارضة برلمانية حقيقة لهذه الحكومة، اللهم من موقف حزب الكتائب المعروف حتى من قبل الجلسة والذي أخذ مع مداخلة النائب سامي الجميل طابع الاعتراض على النظام أكثر منه على الحكومة. وقد دعا الجميل إلى إعادة النظر بالنظام السياسي برمته والإنتقال إلى الجمهورية الثالثة. وهو موقف لا يساعد في جمع المعارضة إذ إنّه في توقيته ومضمونه ليس أولوية أحد منها اليوم، ناهيك بأنّ مجمل المعارضة المتفرقة تعارض بشدة أي مس بنظام الطائف.

الاستنتاج الأساسي الذي يستخلص من مجريات جلسات الثقة أن هناك مؤشرات لمعارضة "سنيّة" للتسوية القائمة، وهي معارضة للحريري أساساً. فمن تغيب الرئيس ميقاتي والنائب أحمد كرامي الطرابلسيين عن الجلسة إضافة إلى تغيّب رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة عنها "بداعي السفر"، فضلاً عن حجب النائب خالد الضاهر العكاري الثقة عن الحكومة وامتناع النائب عن "الجماعة الإسلامية" عن منحها إياها، هذه كلّها مؤشرات إلى وجود جوّ سنّي غير مرتاح إلى تركيبة العهد الجديد. فغالبية هذه الشخصيات لم تكن لتأخذ هذا الموقف لولا علمها بأنّه يصلح للاستثمار في الانتخابات المقبلة، ولولا علمها أيضاً بأنّ التمرد على زعامة الحريري مفيد انتخابياً لاسيما بعد التنازلات التي قدمّها لخصومه لتسريع ولادة حكومته، وصولاً حتى إلى إضافته في متن البيان الوزاري فقرة عن المحكمة الدولية لاقت إستغراب مؤيدّيها، بعدما كانت هذه الفقرة قد "سقطت سهواً" من المسودة النهائية لهذا البيان. والغريب أنّ أياً من النواب لم يسأل كيف تضاف فقرة إلى البيان بعد إقرار مسودته من دون العودة إلى اللجنة الوزارية المكلفة وضع هذه المسودة. بالعودة إلى موضوع المعارضة، فإن المعطيات السياسية الحاضرة تؤشر إلى أنه من الصعب توقّع نشوء معارضة "تقليدية"، أي معارضة تتجاوز البيئات الطائفية وتجتمع على عناوين سياسية عريضة. فالمعارضة المتوقعة هي في واقع الأمر معارضات، تقوم كل منها ضمن بيئة طائفية محددة. فمثلما هناك ثنائيات وأحاديات "حاكمة" ضمن الطوائف، هناك معارضة لهذه الثنائيات وهذه الأحاديات ضمن هذه الطوائف نفسها. فهناك معارضة سنيّة للحريري ومعارضة مسيحية لثنائية القوات اللبنانية- التيار الوطني الحر، وليس هناك معارضة "وطنية" تتجاوز البيئات الطائفية الصرف. بالتالي، هذه المعارضات ستتحول مع الوقت لتمسي معارضات انتخابية بحت، تصارع خصومها ضمن طوائفها ولا ترسم سياسة معارضة تتجاوزها. فضلاً عن أنّ هذه المعارضات غير موحدّة بالحد الأدنى ضمن طوائفها إذ إنّ كلاً منها يتّبع سياسة خاصة به، وإن كان بعض هذه المعارضات قد يلتقي انتخابياً كفرنجية (وهو معارض وموالٍ في الوقت نفسه!) والكتائب مثلاً. ومثل هذه المعارضات من الصعب أن تجمعها تغريدات فارس سعيد الذي يعارض "الإنتداب الإيراني على لبنان"..

 

"النهار" تستغني عن نصف موظفيها.. بلا تعويضات!

المدن - ميديا | الأربعاء 28/12/2016

بدأت جريدة "النهار" الآليات التنفيذية للاستغناء عن عشرات الموظفين، يصل عددهم الى 80 موظفاً على الاقل من أصل 170، بعدما باعت الصحيفة جزءاً من الطابق السابع في مبناها القائم في وسط بيروت، ستمول من عائداته عملية صرف الموظفين الذين سيتقاضون متأخراتهم فقط، من غير تعويضات الطرد التعسفي. وبدأ المدير المالي في الجريدة هذا الاسبوع إبلاغ الموظفين الذين تتضمنهم قائمة المستغى عن خدماتهم، وأبلغهم بعد استدعائهم فرادى، أن هذا الاسبوع سيكون الأسبوع الأخير لهم في العمل، على أن تُحسب مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ أشهر طويلة، ويتقاضوها في الأسبوع الأول من العام الجديد، وذلك بسبب "الأزمة المالية"، وأن الصحيفة "غير قادرة على الاستمرار".  وتصل المستحقات (الرواتب المتأخرة) لدى بعض الموظفين الى 14 شهراً، بينما تصل لدى آخرين الى 4 أشهر، وهو الأمر الذي كان محط اعتراض لدى كثيرين خلال الأشهر الماضية، على ضوء ما أسموه "الاستنسابية" في دفع المستحقات المالية المتأخرة للموظفين. وتنضم "النهار" بذلك الى التعثر الذي يطاول وسائل الاعلام في لبنان منذ أكثر من عامين، على ضوء انحسار المال السياسي، وتراجع العائدات الاعلانية بسبب الأزمات المالية التي تعصف بالمنطقة، فضلاً عن تراجع نسب المبيعات بسبب التحول الى القراءة الالكترونية. وثمة توقعات بأن يتحسن واقع الصحف ووسائل الاعلام بدءاً من شباط/فبراير المقبل، على ضوء "الاستقرار السياسي" الذين يشهده لبنان ويتمثل في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، ما يجعل البعض في الأوساط الصحافية يتوقع إعادة ضخ للمال السياسي، لا سيما الأموال العربية، في أوردة صحف وتلفزيونات لبنانية عديدة. اللافت في قضية "النهار" أن الموظفين، وبحسب قرار التبليغ، لن يتقاضوا تعويضات الطرد التعسفي، وستقتصر المستحقات على المتأخرات المالية في ذمة المؤسسة. وذلك خلافاً لموظفي صحيفة "السفير" الذين تتراوح تعويضات الطرد لكل منهم بين 4 و6 و8 أشهر، إضافة الى تعويضات نهاية الخدمة من الضمان الاجتماعي، بحسب ما أبلغهم الناشر طلال سلمان في اجتماع عقد مع الموظفين أبلغهم خلاله قراره بإغلاق الجريدة نهاية العام الحالي. كذلك، تختلف قضية موظفي "النهار" عن موظفي جريدة "المستقبل" الخمسين الذين لجأوا الى وزارة العمل، وحصلوا على تعهد بأن ينالوا مستحقاتهم وتعويضات صرف قانونية. و"النهار"، تعاني أزمة مالية كبيرة دفعتها بادئ الامر الى اقفال الملاحق الأسبوعية، تلاها قرار خفض عدد الصفحات في الجريدة الى 12 صفحة. واستفحلت الأزمة بشكل بالغ منذ نحو عامين، وبدأت الصحيفة تتأخر في دفع رواتب الموظفين، حتى تراكم بعضها الى 14 شهراً. ولم تجد الصحيفة وسيلة للاستغناء عن نحو نصف موظفيها الذين تتراكم رواتبهم، الا بطرح الطابق السابع من مبناها للببيع، وهو ما تحقق خلال الاسابيع الماضية، إذ تم بيع نصف الطابق، ما وفر العائدات المالية اللازمة لدفع المستحقات، ولتجنب مصير الإقفال.

ويعاني الموظفون حالة نفسية صعبة على ضوء القرار الاخير، خصوصاً في ظل التأكيد بأن الجريدة غير قادرة على دفع تعويضات الطرد. وتتفاوت أرقام المبَلَّغين بين 80 و100 موظف بحسب مصدرين في الجريدة، ويشمل هذا العدد كل الأقسام، علماً أن أكثرها تضرراً هو القسم الرياضي، إضافة الى موظفين في قسم التصوير. ومن المتوقع أن يلجأ الموظفون الى نقاباتهم (خصوصاً نقابتا المحررين والمصورين) خلال الاسبوع الحالي، في محاولة لتحصيل تعويضات. في حين تسعى الصحيفة لاعلان خطة اعادة هيكلة، لم تتضح معالمها بعد.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

صورٌ لعدد من الإيرانيين دفعهم الفقر والتشرد للعيش في المقابر

29 ديسمبر، 2016/جنوبية/كشفت صحيفة شهروند الإيرانية في تحقيق نشرته يوم الثلاثاء 27 كانون الأول، إلى أنّ الفقر والتشرد دفعا خمسين إيرانياً للسكن داخل قبور إحدى المقابر وذلك في منطقة نصير أباد التي تبعد ما يقارب الساعة عن العاصمة طهران.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ سكان القبور في طهران يواجهون البرد ولا يملكون حتى الخشب للتدفئة، مضيفة أنّ المعاناة ليس مقتصرة على القبور إذ أنّ هناك من العائلات من ينامون أيضاً في الخِيَم وداخل الأنفاق في المدينة نفسها.

 

كيري: الاستيطان يهدد آمال الفلسطينيين والإسرائيليين معا/وزير الخارجية الأميركي يقترح مقايضة معتدلة للأراضي لتعديل الحدود

الأربعاء 29 ربيع الأول 1438هـ - 28 ديسمبر 2016م/واشنطن – فرانس برس/حذّر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الأربعاء، من أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة تهدد أمل الفلسطينيين بإقامة دولتهم ومستقبل إسرائيل في آن واحد. كما حذر في خطاب شامل عرض فيه رؤيته لحل النزاع، من أن إسرائيل تحاول الاستيلاء على أراض في الضفة الغربية، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى "احتلال دائم" للأراضي الفلسطينية. واعتبر أن "لا أحد يفكر جديا في السلام يمكنه أن يتجاهل التهديد الذي تشكله المستوطنات على السلام، لكن المشكلة أبعد من المستوطنات بحد ذاتها. وتشير التوجهات إلى جهود واسعة لاستيلاء إسرائيل على أراض في الضفة الغربية ومنع التنمية الفلسطينية هناك". وأكد كيري أن "أجندة المستوطنين بصدد تحديد المستقبل في إسرائيل، وهدف هؤلاء واضح، فهم يؤمنون بدولة واحدة: إسرائيل الكبرى" وليس بحل الدولتين. وفي كلمة له قبل أسابيع قليلة من تسليم إدارة الرئيس باراك أوباما السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترمب، دافع كيري عن قرار الولايات المتحدة السماح بصدور قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية، قائلا إن الهدف من ذلك كان الحفاظ على إمكانية تنفيذ حل الدولتين. وأضاف في تصريحاته بوزارة الخارجية "برغم جهودنا المخلصة على مدى سنوات بات حل الدولتين الآن في خطر شديد". وتابع: "لا يجوز لنا.. بضمير سليم.. ألا نفعل شيئا وألا نقول شيئا.. بينما نرى أمل السلام يتبدد". واعتبر كيري أن فلسطين وإسرائيل في المستقبل يجب أن تعيشا كدولتين على أساس الأراضي التي كانت قائمة قبل حرب عام 1967، مع إمكانية إجراء "مقايضة متعادلة" للأراضي من أجل تعديل الحدود، ولكن فقط عن طريق التراضي.

 

نتنياهو يهاجم كيري: "مهووس" بانحيازه ضد المستوطنات

الأربعاء 29 ربيع الأول 1438هـ - 28 ديسمبر 2016م/دبي – العربية.نت/ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، برؤية وزير الخارجية الأميركي جون كيري لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، واصفاً إياها بأنها "منحازة". وأفاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو "على غرار قرار مجلس الأمن الذي قدمه الوزير كيري إلى الأمم المتحدة، كان خطابه الليلة منحازاً ضد إسرائيل". وبحسب نتنياهو، فإنه "لأكثر من ساعة، تعامل كيري بشكل مهووس مع المستوطنات، وبالكاد تطرق إلى أصل النزاع، معارضة الفلسطينيين لدولة يهودية ضمن أي حدود".

 

عباس: مستعدون لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل بشرط

الأربعاء 29 ربيع الأول 1438هـ - 28 ديسمبر 2016م/دبي – العربية.نت/أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، التزامه بالسلام العادل كخيار استراتيجي. وقال عباس، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إنه "في حال وافقت الحكومة الإسرائيلية على وقف النشاطات الاستيطانية وبما يشمل القدس الشرقية، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشكل متبادل، فإن القيادة على استعداد لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي ضمن سقف زمني محدد وعلى أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بما فيها قرار مجلس الأمن الأخير (2334). وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الأربعاء، حذر من أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة تهدد أمل الفلسطينيين بإقامة دولتهم ومستقبل إسرائيل في آن واحد. كما حذر في خطاب شامل عرض فيه رؤيته لحل النزاع، من أن إسرائيل تحاول الاستيلاء على أراض في الضفة الغربية، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى "احتلال دائم" للأراضي الفلسطينية.

واعتبر أن "لا أحد يفكر جديا في السلام يمكنه أن يتجاهل التهديد الذي تشكله المستوطنات على السلام، لكن المشكلة أبعد من المستوطنات بحد ذاتها. وتشير التوجهات إلى جهود واسعة لاستيلاء إسرائيل على أراض في الضفة الغربية ومنع التنمية الفلسطينية هناك". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الخطاب بالمنحاز ضد إسرائيل، وأن كيري يتعامل "مع المستوطنات بشكل مهووس".

 

السفارة الروسية في دمشق تتعرض للقصف

الأربعاء 29 ربيع الأول 1438هـ - 28 ديسمبر 2016م/موسكو – رويترز/أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن سفارتها في دمشق تعرضت للقصف مرتين، مساء اليوم الأربعاء، ووصفت ذلك بأنه "استفزاز" يهدف لإحباط التسوية السلمية في هذا البلد. وأضافت أن قذيفة أصابت ساحة داخل مجمع السفارة بينما سقطت أخرى قرب البعثة الدبلوماسية. وتعمل فرق إزالة الألغام في المنطقة التي تعرضت للقصف. وكانت السفارة الروسية في دمشق، الواقعة في منطقة المزرعة، تعرضت مرارا للاستهداف في السنوات الأخيرة. وفي أيار/مايو 2015، قتل رجل بقذائف هاون سقطت قرب مقرها.

وتشن روسيا منذ أكثر من عام حملة قصف جوي في سوريا دعما لقوات حليفها بشار الأسد.

 

تحقيق جنائي ضد نتنياهو في قضيتين

الأربعاء 29 ربيع الأول 1438هـ - 28 ديسمبر 2016م/رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – أرشيفية/القدس – رويترز/قال تلفزيون القناة العاشرة الإسرائيلي، الأربعاء، إن المدعي العام الإسرائيلي، أفيخاي ماندلبليت، أمر الشرطة بفتح تحقيق جنائي في قضيتين لم يحددهما، لهما علاقة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ورفضت متحدثة باسم وزارة العدل التعليق على التقرير عندما سئلت بشأنه. وسبق أن نفى نتنياهو ارتكاب مخالفات في شراء غواصات من ألمانيا، حيث كانت وسائل إعلام قد تحدثت عن تضارب محتمل في المصالح يشمل محاميه. وقال تلفزيون القناة العاشرة إن إحدى القضيتين اللتين كان المدعي العام يبحثهما غير معروفة للعامة. وذكر أن المدعي العام سمح للشرطة باستجواب نتنياهو وإنه سيتم تحديد موعد للاستجواب في الأيام القادمة.

                                                                                                                            

التحاق عناصر من الحرس الثوري بطالبان أفغانستان

الخميس 30 ربيع الأول 1438هـ - 29 ديسمبر 2016م/دبي – مسعود الزاهد/كشف سلطات محلية في ولاية "فراه" غربي أفغانستان الثلاثاء عن التحاق عناصر من الحرس الثوري الإيراني بصفوف المعارضين المسلحين في الولاية. وذكر موقع الإذاعة الفرنسية الناطق بالدارية نقلا عن "جميلة أميني" رئيس مجلس ولاية "فراه" قولها إن مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني انضموا إلى حركة طالبان في الولاية وكشفت أن 25 من عناصر طالبان الذين قتلوا مؤخراً في فراه كانوا من أعضاء الحرس الثوري الإيراني. على صعيد متصل، قال محمد ناصر مهري المتحدث باسم والي "فراه" استناداً إلى معلومات استخباراتية إن السلطات الإيرانية أقامت مؤخراً مراسم تأبين لعناصر طالبان كانوا لقوا حتفهم في فراه. يأتي الكشف عن تواجد عناصر الحرس الثوري في صفوف طالبان تزامناً من تصريحات لوالي فراه، محمد آصف ننج، الذي اتهم قبل بضعة أيام إيران بالسعي لنشر العنف والقضاء على الأمن والاستقرار في الولاية بغية الحيلولة دون بناء سد "باخش آباد" في ولاية فراه.ولم تبد السلطات الإيرانية أي ردة فعل تجاه هذه الاتهامات. وكان أعضاء في مجلس الشيوخ الأفغاني اتهموا في السابع من كانون الأول/ديسمبر كلاً من إيران وروسيا بدعم حركة طالبان الأفغانية التي تقاتل ضد الجيش الأفغاني. وأعلن حينها عدد من نواب مجلس شيوخ أفغانستان أن "موسكو تزود حركة طالبان بالعتاد بهدف الحيلولة دون اتساع نفوذ تنظيم داعش والمجموعات التابعة له في أفغانستان ومنع التهديدات ضد دول آسيا الوسطى". وكان الوالي آصف ننج كشف في مقابلة له مع "إذاعة الحرية" الناطقة بالدارية والتابعة لإذاعة "أوروبا الحرة" يوم الثلاثاء حيثيات تواجد عناصر طالبان على الأراضي الإيرانية فقال: "إنهم يعيشون في مدن يزد وكرمان ومشهد ويعودون إلى أفغانستان لتنفيذ عمليات تخريبية وفي الوقت الحاضر تعيش عدد من أعضاء أسر كبار قادة طالبان في إيران". ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الاتهامات قائلاً: "إن التقارير بشأن تواجد أعضاء طالبان في إيران لا أساس لها من الصحة، وتحظى إيران بعلاقات أخوية مع كابل أساسها المصالح المشتركة". ونُقل عن رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني، فضل هادي مسلم يار، قوله: "توجد في حوزتنا وثائق وإثباتات تؤكد التعاون بين روسيا وإيران مع طالبان". وكان الملا أختر منصور زعيم حركة طالبان الأفغانية عائداً من إيران حين استهدفته طائرة أميركية بدون طيار في منطقة حدودية باكستانية في 21 أيار/مايو الماضي وأنهت حياته. وقتها أعلنت الخارجية الباكستانية أن السلطات عثرت على جواز سفر لرجل باكستاني يحمل اسم والي محمد، في موقع غارة شنتها طائرة بدون طيار مستهدفة زعيم حركة طالبان الملا أختر منصور. وأضافت الوزارة أن جواز السفر كانت عليه تأشيرة دخول سارية لإيران. وكشفت وسائل إعلام إيرانية أن وفداً يمثل المكتب السياسي لحركة طالبان الأفغانية برئاسة مسؤول المكتب، طيب آغا، وصل، مساء الاثنين 12 أيار/مايو، إلى العاصمة الإيرانية طهران والتقى عدداً من المسؤولين الأمنيين الإيرانيين لبحث مسائل عدة، منها أوضاع المنطقة، وملف المهاجرين الأفغان بإيران، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

 

عُمان تنضم للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب

الخميس 30 ربيع الأول 1438هـ - 29 ديسمبر 2016م/دبي – العربية.نت/أفادت وكالة الأنباء السعودية أن سلطنة عمان قررت الانضمام للتحالف العسكري الإسلامي بقيادة السعودية لمحاربة الإرهاب. وقد أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد السعودي، عن التحالف في كانون الأول/ديسمبر 2015، ليؤكد حرص العالم الإسلامي على محاربة الإرهاب، الذي تضرر منه العالم الإسلامي أولاً، قبل المجتمع الدولي. وبدأ التحالف عمله عبر إنشاء "مركز التحالف الإسلامي العسكري"، في الرياض، وذلك من أجل تطوير الأساليب والجهود لمحاربة الإرهاب في العالم الإسلامي، ولتنسيق الجهود بين الدول المشاركة بهدف الارتقاء بالقدرات لمحاربة الإرهاب وكل ما يزعزع أمن دول العالم الإسلامي. وذكرت الوكالة الرسمية أن ولي ولي العهد السعودي تلقى رسالة من الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع في سلطنة عمان، بدر بن سعيد البوسعيدي، تتضمن انضمام السلطنة للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.

وقد ثمن الأمير محمد بن سلمان هذا الموقف وأعرب عن تقديره للقيادة في سلطنة عمان على دعم جهود المملكة العربية السعودية في قيادة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب. يذكر أن سلطنة عمان تعد الدولة الواحدة والأربعين التي تنضم للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.

 

إيران تجرب منظومة صواريخ جديدة.. ولكن أين S300 الروسية؟

الأربعاء 29 ربيع الأول 1438هـ - 28 ديسمبر 2016م/دبي – العربية.نت/بث مقر "خاتم الأنبياء" المسؤول عن الدفاعات الجوية الإيرانية، صباح الثلاثاء 27/12/2016، فيديو قال إنه لمنظومة "زهراء3" للدفاع الجوي الجديد، ولكن المقر لزم الصمت عن النظام الصاروخي S300 الذي استلمته طهران من موسكو قبل شهر والذي لم تجربه بعد ولم يقدم أي إيضاحات عن أسباب التأخر في تجربة هذه المنظومة. وكشف المقر عن المنظومة الصاروخية التي تعتبر الجيل الثالث على ما يبدو لمنظومة "يا زهراء" ضمن مناورات "سماء الولاية" التي انطلقت يوم الاثنين الماضي، كما كشف عن منظومة صاروخية أخرى للدفاع الجوي باسم "مرصاد". ولم يتسن التأكد من مصادر مستقلة عن مدى فاعلية المنظومتين التي تقول إيران إنها تستخدمهما ضد الأهداف المتحركة في الارتفاع المنخفض والارتفاع المتوسط، وتضيف أنه بإمكانهما رصد وتدمير طائرات مغيرة لعدو افتراضي.

ونقل الخبر موقع وكالة "تسنيم" للأنباء القريبة من الحرس الثوري، وكالمعتاد نسبت وسائل إعلام إيرانية مواصفات وميزات للنظامين الجديدين مشابهة لما تنتجه دول متقدمة في التصنيع الدفاعي. ومن مواصفات النسخة الجديدة لمنظومة "يا زهراء 3"، وفقا لمصادر إعلامية إيرانية، "الدقة العالية" في كشف ورصد وضرب الأهداف الجوية المغيرة، وذلك بعد أن تم تطوير النظام الإلكتروني في الجيل السابق لهذه المنظومة. لو تركنا الأسلوب الدعائي الذي تلجأ إليه وسائل الإعلام الإيرانية عادة كلما تحدث جهاز التصنيع العسكري عن "إنتاج عسكري جديد" وألقينا نظرة فاحصة على هذا المنتج الذي تزعم طهران بأنه منتج محلي بالكامل، نكتشف أن المنظومة تستخدم صاروخا من طراز "شهاب ثاقب"، وهذا الصاروخ ما هو إلا نسخة مقلدة لصاروخ "كروتال" الفرنسي، وقد تم تصنيعه وفق الهندسة العكسية، إلا أنه من الصعوبة بمكان التأكد مدى نجاعة هذا التقليد.

المنظومة الصاروخة "يا زهراء 3" هي محاولة إيرانية لاستبدال الدفاعات الجوية القديمة التي عمودها الفقري هو المنظومة الصاروخية الأميركية "هوك" والتي كان استوردها الشاه قبل الثورة. وكانت إيران كشفت لأول مرة عن الجيل الأول لمنظومة "یا زهراء" في عام 2003، إلا أن هذه المنظومة واجهت مشاكل عدة، لذا فشلت طهران في جعلها بديلا لمنظومة "هوك" رغم قدمها. لكن إيران تقول اليوم إنها نجحت في تطوير هذا الصاروخ، مؤكدةً إمكانية ربطه بشبكة الدفاعات الجوية الموحدة واستقراره في مختلف المواقع، مضيفةً أنه يتميز بكشف 30 هدفا ورصد 12 هدفا في آن واحد.

يذكر أن مناورات "سماء الولاية" التي تم خلالها تجربة منظومة "يا زهراء 3" الصاروخية بدأت يوم الاثنين 26 ديسمبر/كانون الأول في المناطق الجنوبية الإيرانية المطلة على الخليج العربي.

وأعلن العميد عباس فرج بور علمداري، المتحدث باسم المناورات في تصريحات للصحافيين، الثلاثاء، عن استخدام منظومة صواريخ "مرصاد" أيضا لتعالج الأهداف متوسطة الارتفاع، ولكن لو تابعنا خطوات إنتاج هذا الصاروخ نجد أنه تقليد لمنظومة "هوك" الأميركي.

 أين منظومة الدفاع الجوي الروسي S300؟ في الوقت الذي تتحدث إيران عن تصنيع منظومات دفاعية جديدة من قبيل "يا زهراء 3" و"مرصاد"، السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: لماذا لا تجرب إيران المنظومة الصاروخيةS300 التي استلمتها من روسيا الشهر الماضي بعد انتظار طال سنوات، وتسبب تأخير موسكو في تسليم المنظومة لطهران في خلافات بين الجانبين؟ وعلى الرغم من أن قائد مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي وعد بتجربة الصواريخ الروسية إلا أنه لم يحدد تاريخا لهذه التجرية، الأمر الذي يثير الشكوك حول الالتزام الكامل لروسيا بالصفقة المبرمة بهذا الخصوص.

منظومةS300 أو كما يطلق عليه حلف الشمال الأطلسي (أس أي-10 غرومبل) هي منظومة للدفاع الجوي الصاروخي روسية الصنع تستخدم لضرب الأهداف الجوية بعيدة المدى، وهي من إنتاج شركة ألماز للصناعات العلمية (Almaz Scientific Industrial Corporation) . وللمنظومة عدة أجيال طورت جميعها من النسخة الأصلية (أس-300 بيجي" وصُممت لأول مرة في عام 1979 في حقبة الاتحاد السوفييتي لمواجهة الطائرات الغربية وصواريخ "كروز" الأميركية والصواريخ الباليستية، لكن أصبحت هذه المنظومة قديمة نسبيا بعد أن صممت روسيا منظومة S- 400 والتي من المستبعد أن تزود إيران بها رغم التعاون بين البلدين في المجالات العسكرية.

طائرة بدون طيار حلقت بالقرب من بيت المرشد

وكشف العميد علمداري، المتحدث باسم المناورات الأخيرة عن منظومة "آسمان" أيضا وهي للاتصالات الجوية بعيدة المدى، والتي تهدف إلى إيجاد اتصال آمن يبعد مداه 150 كيلومترا، مؤكدا على حراسة الأماكن الدقيقة والحساسة في جنوب البلاد. وبالرغم من هذا كله، استطاعت طائرة بدون طيار يوم الجمعة الماضي التحليق بالقرب من بيت المرشد الأعلى للنظام وتم إسقاطها. وتضاربت الأنباء عن الجهة التي استخدمت هذه الطائرة، حيث أعلن بعد ثلاث ساعات من هذا الحادث أن الطائرة كانت من نوع "هالي شات" خاصة بالتصوير الجوي ومتعلقة بهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، وقيل إنها كانت في مهمة تصوير لصلاة الجمعة ولكنها دخلت بالخطأ في أجواء محظورة. إلا أنه بعد مضي يوم على هذا الادعاء أكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون أنها لم ترسل أي طائرة بدون طيار يوم الجمعة، ولا يزال الغموض يكتنف الحادث، الأمر الذي يثير الشكوك حول قدرة الدفاعات الجوية الإيرانية في رصد الأهداف وتدميرها، وحول مدى نجاح طهران في استخدام الهندسة العكسية للتصنيع العسكري.

 

"غارديان": العلاقة الاميركية - الاسرائيلية في أدنى مستوياتها

المركزية- أشارت صحيفة "غارديان" البريطانية الى ان "إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك اوباما بالتعاون مع حلفائه الدوليين يسعى الى عزل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو". ولفتت الصحيفة الى أن "الوقت الحالي يشهد تدهورا في العلاقات الاميركية الإسرائيلية لأدنى مستوى في العقود الأخيرة"، مضيفة "السلطات الإسرائيلية ردت بغضب حيث اكدت أنها ستعزز من عمليات بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية بالتزامن مع انتقادات علنية وجهها نتنياهو للرئيس الاميركي باراك اوباما بسبب عدم استخدام حق النقض الفيتو لمنع صدور القرار"، مؤكدة أن "وزير الخارجية الاميركي جون كيري ينوي التقدم بخطة جديدة للسلام على أساس حل الدولتين في مؤتمر دولي في العاصمة الفرنسية باريس يبدأ منتصف الشهر المقبل وقبل 5 أيام فقط من تسلم إدارة ترامب مهامها"، مستبعدة ان "تحظى الخطة بدعم كبير من إدارة ترامب الذي يتوقع ان يقوم بنقل السفارة الاميركية إلى مدينة القدس".

 

أوباما في نهاية عهده: حرصٌ علـى تظهيـر صـورة الداعي الى السـلام واستغراب لـ"صحوته" المتأخرة على قضية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي

المركزية- فيما تقترب الادارة الاميركية الديموقراطية برئاسة باراك اوباما من خواتيم ولايتها التي تنتهي في العشرين من كانون الثاني المقبل، تبدو ادارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب متحفظة عن الاعلان عن رؤيتها لمشاكل الشرق الاوسط، وأبرزها القضية الفلسطينية والازمة السورية.في الوقت الفاصل، يصر أوباما على تظهير ادارته بصورة الداعية الى السلام والساعية الى الحفاظ على الحد الادنى من التوازن في علاقاتها مع ايران في شكل خاص. كما ان الرئيس الديموقراطي أوعز الى وزير خارجيته جون كيري بالادلاء برؤيته حول حل القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الاوسط، عموما، الى الاعلام في السادسة عصر اليوم بتوقيت بيروت. وفي هذا الاطار، سأل مصدر ديبلوماسي عبر "المركزية" عن جدوى خطوة كهذه تأتي متأخرة، وعن دلالاتها لا سيما وأنها تفتقد القدرة على تنفيذها على ارض الواقع، اذ يبدو هدف هذه "الصحوة" فقط إظهار اوباما بمظهر رجل السلام، فيما كانت مواقفه متحيزة لاسرائيل في منعطفات عديدة. واضاف المصدر "رغم موافقة اوباما على حل الدولتين الذي تبناه اسلافه، فإن كل ممارسات الرؤساء المتعاقبين على ادارة الولايات المتحدة كانت تصب في ضمان امن اسرائيل ومصالحها. ورغم اعتراف كيري منذ ايام بأن هذا الحل هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لفتت عبارة استخدمتها وزارة الخارجية الا وهي "السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية". ورأى المصدر نفسه ان لا معنى لأي تحرك في اتجاه اعادة مسار التفاوض مع اسرائيل والذي تسعى اليه فرنسا عبر مؤتمر السلام بنسخته الثانية والمقرر في اذار المقبل، من دون موافقة الاسرائيليين او مشاركتهم حيث ان ساحات القتال تعددت في ضوء النزاعات القائمة في اليمن وسوريا، والارهاب الضارب في المنطقة، وفي ظل امعان اسرائيل في توسيع رقعة المستوطنات. الجدير ذكره ان خطاب كيري اليوم يأتي في اعقاب قرار مجلس الامن الدولي ٢٣٣٤ الذي ينصّ على الوقف الفوري للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي صدر بشبه إجماع عن مجلس الأمن.

 

عبد القادر: الفلسطينيون سيواجهون اياماً صعبة في عهد ترامب وادارة اوباما "ثأرت" من "تعالي" نتنياهو فــي مسألة الاستيطان

المركزية- فجّرت الادارة الاميركية "الراحلة" بقيادة الرئيس باراك اوباما قنبلة من العيار الثقيل بتمنّع السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنتا باور الاسبوع الماضي عن التصويت على مشروع قرار يُدين الاستيطان الاسرائيلي، في سابقة هي الاولى من نوعها في سياق تاريخ الموقف الاميركي تجاه اسرائيل والقضية الفلسطينية، اذ لطالما شهر سلاح "الفيتو" ضد اي مشروع قرار يُدين اسرائيل وجرائمها المتنوعة والمتعددة في حق القضية الفلسطينية. فلماذا هذا التحوّل في مسار العلاقة الاميركية-الاسرائيلية في الامم المتحدة؟ وما هي تداعياته على الصراع الاطول في التاريخ؟

الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر اعتبر عبر "المركزية "ان ما حصل في مجلس الامن يدل الى مدى "الاحباط" الذي اُصيب به اوباما ووزير خارجيته جون كيري من المواقف السلبية لحكومة بنيامين نتنياهو الحالية والسابقة في موضوع الاستيطان وفي التعامل مع الادارة الاميركية، بحيث رأينا رئيس الوزراء الاسرائيلي في مناسبات عدة يتعامل "بفوقية" مع الرئيس الاميركي ويذهب الى واشنطن للقاء اوباما من دون موعد مُسبق ويتوجّه الى الكونغرس ويُلقي خطابات".

وذكّر بان "اوباما وفي موضوع الاستيطان حاول إلزام نتنياهو بموقفه الا ان الاخير كسب المعركة بعدم الرضوخ"، لافتاً الى ان "اوباما طيلة عهده "لم يُعاقب" اسرائيل لانها لم تلتزم بموقف الادارة الاميركية خلافاً لأسلافه رونالد ريغن وجورج بوش الاب وبيل كلينتون الذين اوقفوا صفقة تسليم طائرات "اف.15" لتل ابيب لانها لم تنصع للرؤية الاميركية". واوضح "ان من بين الامور التي تعامل بها الاسرائيليون "بفوقية واستهزاء" مع الادارة الاميركية، مبادرة السلام التي اطلقها كيري والتي وافق عليها نتنياهو، الا انهم "تجاهلوها" واعتبروا ان وزير الخارجية لا يفهم بالدبلوماسية وليس خبيراً في شؤون الشرق الاوسط، لذلك كان لا بد من ردّ للادارة الاميركية على ما وصفه بالـ "تعالي" لرئيس الوزراء الاسرائيلي وادارته في مجلس الامن من خلال التمنّع عن التصويت على القرار". وسأل هل ما حصل في مجلس الامن سيُستكمل في مؤتمر السلام الذي دعت اليه باريس لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي المقرر عقده في كانون الثاني المقبل؟ وهل ستُصعّد ادارة اوباما من عملية "اخذ الثأر" من نتنياهو بتأييدها مبادرة ترسم خريطة جديدة للصراع؟ الا ان عبد القادر لفت الى "تبدّل كبير في السياسة الاميركية تجاه اسرائيل مع تسلّم الرئيس دونالد ترامب الرئاسة الاميركية. فهو عيّن المحامي الشهير ديفيد فريدمان سفيراً للولايات المتحدة في اسرائيل، وهو عمليا سفير اسرائيل في اسرائيل لانه "يجاهر" بدعمه توسيع الاستيطان في الضفة الغربية"، متوقعاً ان "تواجه القضية الفلسطينية والفلسطينيون في ظل ادارة ترامب اياماً صعبة"، لكنه اعتبر ان "بعض اصوات العرب، وتحديداً دول الخليج اضافةً الى "ضبط" الموقف المصري المُشين والقريب من مواقف نتنياهو الاسرائيلية، يُمكن ان تؤثّر على اميركا في ايقاف الهجمة الصهيونية التي يُمكن ان تعتمدها ادارة ترامب في مسألة المستوطنات". اما في شأن الازمة السورية، فأشار عبد القادر الى "ان روسيا تحاول شقّ طريق جديدة في مسار الازمة متعارضة كلياً مع المواقف الدولية في شأن الحلّ السلمي للازمة، اي الابتعاد عن "آلية جنيف" المدعومة بقرار من مجلس الامن، لذلك يحاول الروسي الان بالتفاهم مع التركي بعد "إرضائه" في معركة الباب وعملية درع الفرات والحليف الايراني البدء بحركة سياسية انطلقت من موسكو وقد تُستكمل في أستانة عاصمة كازاخستان"، ومشيراً الى ان "روسيا بدأت التحدّث عن ادارات محلية لمناطق تسيطر عليها المعارضة كجزء من الحل السياسي". ودعا الى "انتظار اللقاء الاول بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب لمعرفة المسار الجديد للازمة السورية".

 

روسيا وتركيا تقرّان خطة لوقف النار في سوريا ابتداء من الغد وهل ينجح اتفاق غابت عنه واشـنطن وقد تكون ايران ضحيّته؟

المركزية- فيما كانت وكالة الاناضول الحكومية التركية تعلن صباحا ان موسكو وأنقرة توصلتا الى خطة لوقف إطلاق النار في كل أنحاء سوريا تدخل حيز التنفيذ منتصف الليل، موضحة انها تشمل توسيع نطاق وقف النار الساري في حلب ليشمل كل أنحاء البلاد، إلا أنها تستثني- على غرار اتفاقات الهدنة السابقة- "المجموعات الإرهابية"، وانها في حال نجاحها ستشكل أساسا لمفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة تسعى العاصمتان الى تنظيمها في الآستانة في كازاخستان، كانت الرئاسة الروسية تقول ان "لا معلومات كافية لديها عما أعلنته تركيا في شأن اتفاق وقف النار".

لكن رغم الالتباس، تشير مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" الى أن "اتفاقا" حاسما جرى بين روسيا وتركيا على ضرورة وقف التصعيد العسكري في سوريا واطلاق عجلات الحل السياسي، كرّسه الاجتماع الثلاثي في موسكو الذي ضم وزيري خارجيتي الدولتين الى نظيرهما الايراني. فالكرملين يستعجل الخروج من الوحول السورية وطي صفحة النزاع بعد أن بات يدفع سياسيا واقتصاديا و"دبلوماسيا" ثمن مساندته النظام. وتركيا بدورها تناسبها المباشرة بالحل السياسي بما يُبعد عن حدودها شبح داعش والاكراد. الا ان تفاصيل هذا "الاتفاق" لا تزال الى حد كبير، ضبابية، وقد يكمن فيها أكثر من "شيطان". فوزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو لفت اليوم الى ان بلاده لم تغير موقفها في شأن سوريا وتؤكد أن الحل الأمثل سياسي، الا انه اكد ان "الانتقال السياسي بوجود بشار الأسد مستحيل ونعلم أن المعارضة لن تتقبله"، متحدثا عن "اتفاقين جاهزين في شأن سوريا أحدهما يتعلق بالحل السياسي والثاني بوقف إطلاق النار وبالإمكان تنفيذهما في أي وقت". والى الخلاف على مصير الأسد، تتحدث المصادر عن أحجار عثرة أخرى تعترض طريق الحل المنشود، تتمثل أولا في غياب الرعاية او المشاركة الأممية أو الاميركية أو الاوروبية أو السورية – أقلّه من جانب المعارضة- عن الاتفاق الروسي – التركي، علما ان رأس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف والمبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي مستورا أجريا محادثة هاتفية اليوم في شأن سوريا وقد أعربت الأمم المتحدة عن استعدادها للمساهمة في تنفيذ الإتفاق الروسي - الإيراني – التركي، في حين أشارت معلومات صحافية الى ان المعارضة السورية المسلحة تسلمت نسخة من مسودة اتفاقية وقف النار وبعض فصائلها وافق عليها. أما العقبة الثانية، فتكمن في غموض الموقف الايراني من خطة وفق النار. وفي هذا الاطار، تشير المصادر الى وجهتي نظر تتجاذبان طهران. الاولى، يقودها المعتدلون برئاسة الرئيس حسن روحاني، وهي لا تمانع وقف الآلة العسكرية. أما الثانية، فأكثر تشددا، يقودها مرشد الثورة والحرس الثوري وتحبّذ مواصلة المعارك الى حين تظهير موقع ايران وحصتها في التسوية السياسية التي يعمل الروس والأتراك على نسج خيوطها. وتكشف المصادر في السياق، عن خشية ايرانية متزايدة من إبرام حل يأتي على حساب طهران فتذهب ضحيته.

ويبدو ان مخاوف ايران مبررة، حسب المصادر، اذ يكثر الحديث في عواصم القرار عن ضرورة القضاء على مظاهر التطرف كلها في المنطقة لضمان نجاح الحلول السياسية. وفي مقابل محاربة "داعش" و"فتح الشام" قد يكون من الضروري تضييق الخناق على "الحشد الشعبي" و"الحوثيين" وحزب الله" وهي أذرعة عسكرية ايرانية، فهل ترضى طهران؟ وقد تكون الاجواء هذه، المقلقة لطهران، والتي ترافق المساعي المبذولة لاسكات المدافع في الشرق، عاملا مساهما في خفض "حزب الله"، على سبيل المثال، نبرته السياسية في الداخل في الأيام القليلة الماضية، حيث تحسب "الضاحية" خطّ الرجعة الى الوطن في حال كان "الحزب" كبش محرقة في التسوية المنتظرة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"استعادة الثقة" مع "حزب الله"، كيف؟

 عبد الوهاب بدرخان/النهار/28 كانون الأول 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/28/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%AE%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D8%B2/

افتتحت جلسات الثقة بالحكومة مع استذكار الوزير محمد شطح من دون أن يُعرف، بعد ثلاثة أعوام، مَن طلب اغتيال رجل سياسي عقلاني ومسالم، وما المصلحة التي حققها بتغييبه، بل من دون التأكّد من أن قاتله لم يكن جالساً أمس بين النواب أو بين الوزراء وهم يناقشون البيان الوزاري المعنون "استعادة الثقة". ولا شك في أن استعادة هذه الثقة هدفٌ مطلوب وشعار صحيح يخاطب توقّعات اللبنانيين جميعاً، وقد تضمّن البيان معظم الاجابات عما تعتزمه الحكومة باعتبارها المكان الجامع لمختلف التيارات التي تريد لتلك "الثقة" أن تعود، كلٌ منها لأسبابه. وفي عهود حكومات سابقة كانت "استعادة الثقة" ممكنة سريعاً لأن أوضاع البلد وتياراته ورجالاته كانت مختلفة، ولأنه كانت هناك دائماً مساحة لـ "المصلحة العامة" في زحام المصالح الخاصة، لكن بعد أعوام الاستهتار والجنون والفجور التي عاناها اللبنانيون، ولمّا يخرجوا منها بعد، سيلزم بالتأكيد أكثر من خمسة اشهر لـ "استعادة الثقة"، لماذا؟

لأن النزاعات على الحقائب الوزارية كانت "بروفة" سمجة وممجوجة لما هو آتٍ، ولأن المعارك المريرة السابقة من أجل قانون جديد للانتخاب ستستمر، وبحدّةٍ أكبر، خصوصاً أن مسارَي الحقائب وقانون الانتخاب ارتبطا موضوعياً، فالأول لتمرير ما أمكن من قرارات تعزيزاً للشعبية (بعيداً عن الفساد!) والآخر لجني ثمار "الوزارات الدسمة" في صناديق الاقتراع. لكن عودة "الثقة" تعني عودة البلد طبيعياً متعافياً، وبالطبع هناك فريق له مصلحة في ذلك، وهناك فريق يرى مصلحته في مكان آخر. فـ "حزب الله" يعيش هذه الأيام نشوة "الانتصار" في حلب، ويتوقّع أن يتمكّن من استثمار "فتوحاته" السورية في لبنان لمصلحته لا لمصلحة لبنان واللبنانيين. لكن متطلبات ما بعد حلب وحساباته لا تبدو، روسياً على الأقل، مطابقة تماماً لتوقّعات ايران وميليشياتها، واذا كانت هناك حساسية تجمع حالياً بين أنصار نظام بشار الاسد وخصومه فهي الحساسية ضد "حزب الله" تحديداً، ويُفترض أن "الحزب" لا يجهل ذلك. وفي أبسط تقدير، باتت "ايجابيات" مغامرته السورية مشوّشة، وإنْ استمرّ قادراً على الترهيب والاستقواء في الداخل.

هذا يعني أن مسيرة "استعادة الثقة" تنطلق مثقلةً بعبء "حزب الله" الذي لم يكن ولن يكون عنصر استقرار للبلد مهما حاول المتفائلون تجاهله أو اعتبار أن دوره في سوريا لا يعنيهم ولا يعوّق عملهم. فالعرب وغير العرب يعتبرون لبنان رهينة هذا "الحزب". وقبل أن يحاول أمينه العام طمأنة الآخرين فليقنع "جمهوره" أولاً بأنه يسعى الى "الشراكة" لا الى "السيطرة". وإذ قال مراراً إن رجاله يقاتلون في سوريا "من أجل لبنان" فإن هناك مهمة قد تكون أقلّ كلفة: لماذا لا يعيد النازحين الى ديارهم؟ فهذا عمل نبيل سيشكره عليه النازحون وحلفاؤه الذين صاروا الآن في الحكم ويشكون كل يوم من الهاجس الديموغرافي الذي يشكله النازحون.

 

لهذه الأسباب: يومان ويُطــوى البيان الوزاري

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 29 كانون الأول 2016

طوت حكومة «استعادة الثقة» محطتها الأخيرة التي ستؤهّلها الإنصراف الى العمل مطلع السنة الجديدة ما لم يطرأ ما يجمعها قبله. وفيما غابت المواقف اللافتة عن جلسات الثقة، توقعت مراجع مطّلعة إنتهاء النقاش في البيان الوزاري شكلاً ومضموناً في الساعات المقبلة بسبب حجم الملفات المطروحة على أولويّاتها. لماذا وكيف؟ باستثناء الملاحظات العابرة التي دفعت وزراء «القوات اللبنانية» وزميلهم ميشال فرعون الى الاعتراض على الفقرة المتعلّقة بـ «حق المواطنين اللبنانيين في المقاومة» معتبرين أنّ هذا الحق محصور بالدولة فقط أسوة بمَن سبقهم من كتل نيابية ووزارية في عهد الحكومتين السابقتين، عَبَرَ البيان الوزاري بسلاسة وكاد مضمونه أن يغيب عن مناقشات جلسة الثقة النيابية. فلولا بعض المواقف التي سجّلتها كتلة نواب الكتائب اللبنانية وبعض النواب المستقلين من بعض البنود وما رافق تشكيل الحكومة من فيتوات ومواقف ومناقشات، لما توقّف المراقبون عند أيّ كلمة من الكلمات التي استهلكت ست ساعات فقط من المناقشات قبل أن يردّ رئيس الحكومة التحية للنواب في بداية جلسة التصويت على الثقة وهي التي تساوت في ساعاتها مع ما استهلكته اللجنة الوزارية التي كُلِّفت صوغ البيان على مرحلتين.

وبناءً على ما تقدّم، وبالعودة الى التجارب السابقة هناك مَن يعتقد أنّ البيان الوزاري سيُطوى في القريب العاجل مع دخول البلاد مدار عيد رأس السنة الميلادية خلال يومين. فمطلع السنة الجديدة سيحمل مؤشرات عدة تصرف النظر عن مضمون البيان وتطوي فقراته التي يمكن أن يستذكرها بعض الوزراء في مناسبات محدّدة لأنّ حجم الملفات المفتوحة سيضعه على الرف. ففي الأيام المقبلة، وتحديداً الاولى من السنة الجديدة سينصرف الوزراء، كلّ الى شؤون وزاراته اليومية. وإن كان القليلون منهم يمتلكون ما يكفي من الخبرة لفهم المهمة التي أُنيطت بهم، فهناك مخاوف من أن يستهلك البعض الآخر ولاية الحكومة قبل أن يفهم تركيبة وزارته ومهماتها وما يمكن أن يُنجزه، خصوصاً في الحقائب التي أُحدِثت للمرة الأولى بحيث سيكون مضطراً الى البحث عن مقرّ له قبل أن يدير الملفات التي سيعالجها.

وفي أولويات الحكومة ملفات كبرى تتنازعها المواقف الحادة وهو ما ينطبق خصوصاً على ملف قانون الإنتخاب الذي يشكل إحدى الاولويات التي تعهّدت بها الحكومة، ما يوحي بأنها ستكون معركة قاسية بين منطقين قد تقود الى مخرج موقت:

- المنطق الأول، يدعو الى إعتماد النسبية الكاملة قبل أن يتراجع الى الجزئية بعدما فتح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله النقاش حول بعض الهواجس من هذا العنوان فيما بقي آخرون يصرّون عليه فعابوا على الحكومة عدم الإشارة الى هذه العبارة في متن الحديث عن القانون العتيد.

- المنطق الثاني يقول بإعادة النظر في قانون الستين و»شلبنته» ببعض التعديلات الشكلية التي تسمح بتحولّه قانوناً عابراً للمرحلة الراهنة في انتظار التفاهم على حجم وطريقة الإعتماد على النسبية في أجواء تسمح ببناء تحالفات حرة وديمقراطية بعيداً من منطق الفرض الذي يمكن أن يتحكّم ببعض الدوائر الإنتخابية ذات التوجّه الخالص. وما بين هذين المنطقين يتقدّم البحث عن مخرج قديم ـ جديد يتجسّد بمشروع قانون ثالث يقول بإتمام العملية الانتخابية على مرحلتين، بحيث يتمّ التأهيل في دوائر صغيرة هي القائمة حالياً وفق قانون الستين وما قال به القانون الأرتوذكسي وفق المذاهب على أن تجرى المرحلة الثانية على أساس الدوائر الكبرى. وفي موازة الإهتمام بقانون الإنتخاب تعطي الحكومة الأولوية لعدد من الملفات المُعقّدة والصعبة التي تتشابك فيها المصالح الخاصة مع المصلحة العامة كحال ملفات النفايات والكهرباء التي يتخبّط المسؤولون عنها بين الحريصين على إبقائها مزاريبَ هدر لفئات واسعة من اللبنانيين وأخرى تبحث عن مشاريع لا يمكن تطبيقها في غياب ما يوحي بإمكان قيام «جمهورية الفارابي» البيئية والصحّية والمالية في لبنان. والى قانون الإنتخاب سيكون ملفا الكهرباء والمياه والنفايات على أولويات البحث في وقت تشابكت المصالح السياسية مع تركيبة الحكومة الجديدة. فالعِقد المستعصية في ملف النفايات معروفة الحجم والمصدر والمخارج مفقودة الى الآن وخصوصاً في شأن نفايات عاليه والشوف وإقليم الخروب الذي ينتمي اليه وزير البيئة الجديد المتّجه الى إسترجاع ملف النفايات قريباً ليقول كلمته فيه مع الخوف من صدام مع واقع تعيشه المنطقة أدّى الى حجب الملف عن الوزير السابق ابن المنطقة الذي كان يتعاطى بمطمرَي برج حمود و«الكوستابرافا» مع حجب سلطته عن نفاياته المنزلية في عاليه. ومن دون الدخول في تفاصيل أزمة الكهرباء والمياه التي باتت في عهدة مَن خطّط لكلّ المشاريع المجمّدة بين مصانع الطاقة والسدود، لا يخفى على أحد حجم النزاع القائم حول هذا القطاع الذي دخل القضاء في جوانب منه تتّصل بآلية العمل في مؤسسة كهرباء لبنان، ما سيؤدّي الى تعقيد المشكلات بدلاً من حلحلتها. وبناءً على ما تقدّم، يرجّح المراقبون أن ينسى اللبنانيون البيان الوزاري قريباً لإنشغالهم بهمومهم اليومية، كذلك سيتناسى آخرون مضمونه قصداً، فلن تكون لهم مصلحة في التذكير به في ضوء بعض الملاحظات التي شابت البيان وليس ابرزها نسيان المقطع الخاص بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، عدا عن الفقرة الخاصة بالمقاومة وما رافقها من التباسات ستفعل فعلها في المدى القريب في الساحة السياسية وعلى أكثر من مستوى.

 

"حزب الله" يُصر على ذكر المقاومة ليحصل على شرعيّة ما تقوم به...

 اميل خوري/النهار/29 كانون الأول 2016

متى ينتهي الخلاف حول "المقاومة" كلّما كان مطلوباً الاشارة إليها في كل بيان وزاري أو عند وضع البيان الختامي لجلسات هيئة الحوار الوطني، ويصير اتفاق على اعتبار أن الدولة اللبنانية القوية هي وحدها من يتحمّل مسؤولية حفظ الأمن على حدود لبنان وداخل حدوده ولا شريك لها في ذلك سوى دعم الشعب بكل فئاته؟ ثم لماذا يتّهم "حزب الله" بذكر "المقاومة" في كل بيان وزاري ما دام انه لا يتقيّد بمضمونه متى شاء ولا بقرارات جلسات الحوار إذا كان فيها ما لا يعجبه؟ ففي تأليف الحكومات منذ العام 2005 الى اليوم و"حزب الله" يكرّر القول بلسان أكثر من قيادي فيه: "إذا كان تأليفها مرتبطاً بإسقاط معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" فلينتظروا تأليفها طويلاً"... وأنهى الحزب مرة الجدل حول ذكر "المقاومة" في بيان ختامي لإحدى جلسات الحوار بقول ممثله النائب محمد رعد: "كلما أردتم أن تضعوا كلمة "المقاومة" بتربّحونا ميّة جميلة. شيلوها وحطّو الكلمة البدكم ياها، أي "اكتبوا ما تشاؤون ونحن نفعل ما نشاء". وقد قرن الحزب قوله هذا بالفعل، فلا التزم تنفيذ القرارات التي صدرت عن اجتماعات هيئة الحوار الوطني، بل التزم موقف سوريا وإيران منها، ولم يلتزم حتى سياسة "النأي بالنفس" التي اعتمدتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، مع أن الحزب كان ممثلاً فيها أفضل تمثيل بحيث وصفها البعض بـ"حكومة حزب الله". ومع ذلك فإنه قرر منفرداً التدخل عسكرياً في الحرب السورية غير آخذ في الاعتبار انقسام اللبنانيين الحاد حول هذا التدخل، ولا نص "إعلان بعبدا" الذي كان الحزب من الموقعين عليه.

الواقع أنه عند وضع صيغة كل بيان وزاري كان النقاش يدور حول "بند المقاومة"، لا سيما لجهة حق لبنان وشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير أرضه. وقد تم التوصّل في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الى اتفاق على ضرورة التمييز بين حق تحرير الأرض بكل الوسائل المتاحة والمشروعة، وممارسة هذا الحق، بمعنى أن هذا الحق هو للبنان الرسمي، بحيث أن المقاومة قد تكون إحدى الوسائل، وأنهت هذه الصيغة الجدل حول الموضوع خصوصاً بعد التأكيد على التزام القرار 1701 بكل مندرجاته. ولكن ظل وزراء في تلك الحكومة يشدّدون على مرجعية الدولة، وجرى نقاش، فمن لم يقبل بعبارة "في كنف الدولة" قبل بعبارة وحدة الدولة ومرجعيتها بصفتها ناظماً لتوجّهات الحكومة وقراراتها على أن توضع العبارة هذه في مقدمة البيان الوزاري. لكن وزراء، تأكيداً منهم على مرجعية الدولة، ظلّوا متمسّكين بعبارة "في كنف الدولة"، في حين اعتبر آخرون أن فقرة "مرجعية الدولة" تعبّر بشكل كافٍ عن ذلك، فسجّل وزراء تحفّظهم وكان ذلك طبيعياً لأن الحكومة كانت مثل حكومة اليوم تمثل كل الاتجاهات السياسية ومن الصعب الاجماع على كل شيء. وهو ما حصل في جلسة إقرار البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري. وتكرّرت في بيانات وزاريّة حسماً للخلاف عبارة "تأكيد حق لبنان في الدفاع عن أرضه وسيادته بكل الوسائل بما فيها المقاومة" لأن لبنان الرسمي هو الذي يقرر نوع الوسائل ومنها المقاومة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يصر "حزب الله" عند وضع كل بيان وزاري على ذكر "المقاومة" ما دام أنه حر في تصرّفه وقراراته ولا يتقيّد بمضمون أي بيان إذا جاء فيه ما لا يعجبه؟ وهو ما جعل الرئيس ميشال سليمان يكرّر القول في أكثر من مناسبة: "إن معادلة الجيش والشعب والمقاومة تحمي لبنان شرط أن يكون لها جهة تديرها. فمن أجدى وأدرى بادارة هذه المعادلة غير الدولة اللبنانية التي إذا لم تقم بواجباتها يفقد الجيش هيبته وتنكشف حصانة المقاومة، وإذا لم يدافع الجيش عن الأرض ضد الاعتداءات الاسرائيلية ولم يقم بواجبه في حفظ الأمن بشكل جيد فهو أيضاً يكشف المقاومة. كذلك لا يمكن المقاومة أن تنفرد بالتدخل في الشؤون الخارجية والداخلية، بل يجب أن تلتزم ادارة المعادلة وقرارات الدولة". الى ذلك، ينبغي على الدولة اللبنانية ألّا تقع في خطأ "اتفاق القاهرة" الذي نص على "تسهيل العمل الفدائي عن طريق تسهيل المرور للفدائيين، وتحديد نقاط مرور واستطلاع في مناطق الحدود، وتأمين الطريق الى منطقة العرقوب، وإيجاد انضباط مشترك بين الكفاح المسلح والجيش اللبناني، وتعيين ممثلين عن الكفاح المسلح في الأركان اللبنانية يشتركون في حل جميع الأمور الطارئة". فجعل هذا النص اسرائيل تعتبر الدولة اللبنانية شريكة في كل ما يقوم به الكفاح المسلح، كما اعتبرت اتفاق الهدنة بينها وبين لبنان ساقطاً، فردّت بسلسلة اعتداءات واجتياحات للجنوب بلغ أحدها العاصمة بيروت. واضطر لبنان في ما بعد الى اعتبار ذاك الاتفاق لاغياً وإن بعد خرابه، واضطرت الحكومة اللبنانية أيضاً الى إعلان عدم علمها بقرار "حزب الله" المتعلق بحرب تموز مع اسرائيل لتتفادى ضرب المرافق في لبنان. لكن اسرائيل لم تستثنها لأنها اعتبرت الدولة اللبنانية و"حزب الله" واحداً، كذلك المنظّمات الارهابية عندما ضربت داخل لبنان، فتذرعت بالقول إنها ترد على ضربات "حزب الله" داخل سوريا. لذلك من مصلحة الحزب ولبنان الرسمي التمييز بينهما كي لا يتحمل أحدهما وزر قرارات الآخر، بل يكون تنسيق يحدّد زمان المواجهة ومكانها وفي الوقت المناسب.

 

قصة "الموت المعلَن" في قضية قتل العنصر الأمني القاق "ثأراً"

ابراهيم بيرم/النهار/29 كانون الأول 2016

قبل فترة ليست بالبعيدة "جرّدت" قيادات الطائفة الشيعية حملة سياسية – اعلامية واسعة تصدّرها الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله شخصيا وشاركت فيها حركة "امل" ولو رمزيا وباركها المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وذلك تحت عنوان عريض هو الحد من اعمال الثأر بين العشائر والعائلات البقاعية الشيعية وما يندرج تحتها من عناوين فرعية من قبيل "التمرد" على القوانين والانظمة و"الخروج" على موجبات الانتظام العام. الحملة بدأت كما هو معلوم بخطاب صريح خصصه السيد نصرالله لهذا الغرض حصراً اسهب خلاله في الحديث عن مخاطر ما يجري وما يمكن ان ينجم عنه، وتلاه لقاء موسع جمعه مع حشد من الفاعليات البقاعية على اختلافها، ثم كان عمل لإحياء لجان المصالحة والتواصل ورأب الصدع وارساء اسس آليات للمعالجة وخفض منسوب التوتر وضبط الاوضاع. وعليه سرت لدى البعض نسبة معينة من التفاؤل والامل بانفتاح الابواب امام مشهد مختلف وصورة نمطية مغايرة عن الوضع في البقاع الشمالي تحديدا. وفجأة ومن خارج هذا السياق أتت قضية مقتل العنصر في مخابرات الجيش ماجد القاق غيلة على يد اشخاص من عشيرة آل جعفر بتهمة انه قتل شابا من العشيرة في 18 ايلول الماضي عن طريق الخطأ عندما كان القاق مع رفاق له على حاجز للجيش في الهرمل. في القصة الدرامية مفارقات عدة وسوابق غير مألوفة اطلاقا، اذ تبنّت ما سمّيت "الوحدة الامنية" لآل جعفر صراحة عملية اغتيال القاق وأقرت بذلك عبر بثها فيديو من طريق"اليوتيوب".

واكثر من ذلك، تكشف العشيرة في شريطها ان قتلها العسكري تم بعد عملية رصد وملاحقة في محلة السيدة زينب في ريف دمشق بعدما كان التجأ الى هناك قبل فترة قصيرة خشية وتحسباً. القضية برمتها تبدو وكأنها "قصة موت معلن" على غرار احداث الرواية الشهيرة التي تحمل الاسم اياه والتي كتبها الروائي الكولومبي الشهير غبريال ماركيز، اذ ان العنصر القتيل سبق له ان تبلغ مرارا بانه مقتول لامحالة بموجب "قوانين الثأر العشائري". وعندما غيّر محل اقامته ولاذ في الحمى السوري لوحق الى حيث اختبأ طلباً للامان ورمي بالرصاص في وضح النهار. ومن المفارقات ايضا ما انتشر لاحقا عن ان الجهود التي بذلتها قيادة الجيش غداة مقتل الشاب جعفر لمعالجة تداعيات القضية وذيولها وفق القوانين المرعية الاجراء والحيلولة دون عملية الثأر وما يليها، ذهبت ادراج الرياح في وقت سرت معلومات تفيد ان العنصر القاق لجأ الى سوريا بايعاز ضمني من مخابرات الجيش او بعلم مسبق منها بعدما تبدّى لها العجز عن حمايته.

الثابت ان هناك عمليات ثأر عدة شهدتها سابقا منطقة البقاع، لكن العملية الاخيرة بكل تفاصيلها غير مسبوقة سواء بمندرجاتها او بدلالاتها، إذ تظهر بشكل او بآخر ثلاث وقائع:

- عجز الفاعليات والمراجع الشيعية المعنية عن الوصول بأهداف الحملة السياسية والاخلاقية والاعلامية التي جردتها ووضعت فيها كل ثقلها المعنوي للحد من عمليات الثأر والاخلال بالنظام العام في البقاع الشمالي تحديدا تمهيدا لاعطاء صورة اكثر ايجابية وحضارية عن المنطقة وقاطنيها وتنهي حالة توازن الرعب التي عاشت عليها لعقود عدة خلت بين عشائرها وعائلاتها.

- مجاهرة عشيرة بعينها بالسعي الى فرض أعراف وتوازنات جديدة في نطاق جغرافي تبدو فيها وكأنها تحولت قوة عسكرية منظمة تحت مسمى "وحدة امنية" مهمتها الملاحقة وتنفيذ عمليات الثأر وفق العرف العشائري، وهو امر من شأنه ان يفتح الباب امام مفاجآت واحتمالات ليست في الحسبان.

- مجريات القضية وتفاصيلها اعطت انطباعا بعجز المؤسسة العسكرية عن حماية احد عناصرها او معالجة ما نشأ عن فعل قام به ابان تأدية مهمته العسكرية بغض النظر عما اذا كان ارتكب خطأ مسلكيا ادى الى قتل شخص بريء ام لا.

في كل الاحوال، القضية من ألفها الى يائها هزت الوجدان الوطني في مرحلة تسعى القوى السياسية الى استعادة ثقة الناس بالسلطة والحكم، ولكنها كانت وفق رؤية البعض بمثابة جرس انذار وتحذير لاحتمالات ما بعد الحادث، فإما تتم المعالجة على نحو يعيد الاعتبار الى هيبة القانون والسلطة، او تنفتح ابواب مفاجآت يخشى من نتائجها مستقبلا ومن بينها ان تصير عشائر بعينها فوق القوانين او دويلة ضمن الدولة.

 

الحكومة: الآن إلى العمل

علي حماده/النهار/29 كانون الأول 2016

نالت الحكومة ثقة مجلس النواب المنتظرة، وابتداء من اليوم صار لزاما عليها الانطلاق في العمل على أكثر من مستوى:

الأول، تشكيل لجنة وزارية مهمتها وضع استراتيجية مالية - اقتصادية للسنة المقبلة، وخصوصا أن هذه الاخيرة ستشهد في نصفها الثاني استحقاقات مالية كبيرة على الدولة أن تواجهها. والبداية تكون بإنهاء دراسة مشروع الموازنة الاول منذ اعوام طويلة، وقد انجزه وزير المال السابق - اللاحق علي حسن خليل. فأساس استعادة الثقة الاقتصادية يكون بالعودة الى ممارسة الدولة مهماتها كاملة، والموازنة العامة تقع على رأس الأجندة المنتظرة. ثم، على الرئيس سعد الحريري الذي أوكل الى عدد من مستشاريه يوم تكليفه تشكيل الحكومة الاولى للعهد وضع مشروع برنامج "المئة يوم" الاولى، أن يضع ما توصل اليه الفريق الاقتصادي - المالي للحريري على طاولة اللجنة الوزارية المتخصصة لدرسه، تمهيدا لتقديمه الى مجلس الوزراء. وتشكل حزمة الإجراءات التي يفترض أن يتضمنها مشروع "المئة يوم" التصدي الجدي لملف النفايات المخزي، ووضع حل نهائي له. إضافة الى ذلك، سيكون ملف النفط في مقدم الملفات التي تحتاج الى معالجة سريعة. ولا ننسى ملف الكهرباء الذي يحتاج الى أن يوضع على سكة الحل، وخصوصا أن مشروع الوزير جبران باسيل يمكن أن يشكل منطلقا لوضع اللمسات الاخيرة على حل نهائي لأزمة الكهرباء. ومن المهم بمكان التصدي لملف الانترنت السريع، ومعه الهاتف الخليوي، ولبنان يحتاج الى برنامج ترقية سريع في هذين المجالين المتلازمين. وأخيرا وليس آخرا، مشكلة المياه التي يعانيها اللبنانيون منذ سنوات طويلة. ولعلّ الأهم من كل ما سبق، هو أن تراعي الحكومة بتلاوينها كافة معايير النزاهة والشفافية المطلقة لاحداث قطيعة حقيقية مع تاريخ طويل من الفساد الفلكي. لكن هنا الأمل ضعيف جدا!

أما المستوى الثاني، فيجب أن يتركز على إقرار قانون انتخاب جديد قبل انقضاء المهل، وهي قصيرة للغاية. وإذا لم يتم الاتفاق على قانون جديد يضمن صحة التمثيل، ولا يزيد هواجس مكونات لبنان الطائفية، فلا بد من دعوة الهيئات الناخبة ضمن المهل الحالية والذهاب الى الانتخابات على أساس القانون النافذ حاليا، على أن يستمر العمل بجدية لإقرار قانون جديد للانتخاب لدورة ٢٠٢١. لا يجوز تأجيل الانتخابات، وإن لأسباب تقنية لأكثر من ستين الى تسعين يوما حدا أقصى. وهنا لا بد من الاشارة الى أن الوسيلة لإقرار النسبية في أي انتخابات مقبلة قد تكون العمل على تنفيذ بند إنشاء مجلس الشيوخ الوارد في حزمة إصلاحات اتفاق الطائف، الذي اجتزئ تنفيذه. وأما المستوى الثالث الذي ينتظر المواطنون أن تعمل حكومة "استعادة الثقة" العمل عليه، ففي فتح حوار سياسي حقيقي وهادئ حول القضايا الخلافية الكبرى التي ينقسم البلد حولها، مثل استراتيجية الدفاع الوطني ومصير عصابات "سرايا المقاومة" المنتشرة في أرجاء البلد، والتي كانت ولا تزال تشكل خطرا حقيقيا على الوفاق الوطني الداخلي. والمنتظر من الاطراف كافة ان تتناول جميع القضايا الخلافية، وان تطرح جميع المخاوف والهواجس من دون أي عقد. ويبقى الأهم كما قال الرئيس سعد الحريري، أن "لبنان دولة على الورق فقط"، وهنا التحدي الكبير أمام الحكومة لتغيير هذا الواقع.

 

الميزان الإقليمي المختلّ لا ينفع اعتماده قانوناً للانتخاب

وسام سعادة/المستقبل/28 كانون الأول/16

ميزان القوى مختل في الاقليم بعد فرض «حلف الممانعة المزركشة» معادلته في حلب، وبعد تراجع حسابات «تقلّص رقعة داعش»، الأمر الذي يستفيد منه الحلف المذكور بشكل أو بآخر.

الأسابيع القليلة التي تفصلنا عن موعد دخول دونالد ترامب الى البيت الأبيض أبرزت همّة كان من المفترض أن يظهرها باراك اوباما قبل سنوات عديدة، أكان في مواجهة الاستيطان بالمناطق الفلسطينية المستقلة، أو من زاوية تسليح الفصائل السورية «المعتدلة». واذا كانت هذه «الهمّة» تتحرّك بدافع التأثير على توجهات الادارة المقبلة، فانّ هذه الادارة الآتية لا يمكن استقاء توجهاتها من عنتريات ترامب الانتخابية وحدها، وان كان ترامب وضع معادلات «غير بديهية»: التشدد مع الصين، والليونة مع موسكو، التشدد مع ايران، والليونة مع نظام الأسد. وفي النهاية، فيما يعني المنطقة العربية، فان المعطى الاساسي هو انتماء ترامب والقسم الاكبر من الادارة المقبلة الى معسكر اخصام الاتفاق النووي الايراني - الاميركي او من انصار إلزام هذا الاتفاق بضمانات جديدة.

وما بين فرض الطيران الروسي «املاءه» في حلب، وخروج المقاتلين والاهالي من قسمها الشرقي الى مناطق محررة من سيطرة النظام، وما بين مجيء الادارة الاميركية الجديدة، ثمة محاولة روسية للاستعجال بتركيب اطار سياسي بديل عن مقررات جنيف بخصوص الازمة السورية، من خلال ما ارساه «اعلان موسكو» المستبق، عشيته، بجريمة اغتيال السفير الروسي في أنقرة.

ميزان القوى مختل اذاً، لكن قاعدة الميزان أيضاً متأرجحة: «الحل العسكري» يقرب موسكو من طهران، و«الحل السياسي»، أياً كان تصريفه، يقربها من أنقرة أكثر. أي حل سياسي جدي في سوريا سيكون بشراكة روسية تركية، والمؤسف اختلال موقف الاجماع الرسمي العربي في الموضوع السوري، الذي كان قائماً، وداعماً بشكل قوي لخط الثورة السورية قبل أعوام، وتجاوز هكذا اختلال اساسي كي يكون هناك دور عربي أساسي في تأهيل مسار الحل السياسي في سوريا.

اختلال القوى له حدود، رغم كل المسار الكارثي في سوريا والعراق، ورغم العراقيل الذاتية أمام تحرك الكتلة العربية للدفاع عن العراقيين والسوريين. فلا النظام السوري مرشح لاسترجاع المساحة الكلية: خارطة انتشاره فوق الارض السورية لا تزال تفضح طبيعته كمسخ. ولا الهيمنة الايرانية يمكن ان تتحول الى مستقرة وشاملة في العراق، ولا «حزب الله» في لبنان يمكنه ان يترجم سيطرته الامنية الى حالة هيمنة شاملة: فهذه السيطرة يظهر مأزقها جدياً كلما استكملت المؤسسات الدستورية شكلها، نعم شكلها، ويزداد هذا المأزق كلما اعطي للنقاش السياسي تغطية دستورية جدية ودائمة، وكلما اعطي للنقاش حول قانون الانتخاب - ما دام هو المحور اليوم - تغطية دستورية، ونعني بالتغطية الدستورية كلاماً منهجياً ينطلق من تصور ومعجم جديين في تبنيهما لرؤية عملية، حقوقية المرتكز، قانونية المسار، لتشغيل وظائف ومرافق الدولة.

اختلال القوى في لبنان يختلف الى حد ما طبعاً عن اختلال القوى في سوريا. هذا الاختلاف لا يزال يمنح لبنان مسافة من الحريق الاقليمي، وهي مسافة لا بد من الحرص عليها. بالتوازي: قطع الطريق دون اقتراب اختلال القوى / نموذج لبنان من اختلال القوى / نموذج سوريا يمر عبر منع «املاء» فريق لـ«خاطرته» عن قانون الانتخاب، على بقية اللبنانيين، والعودة الى النقطة المفترض ان تكون بديهية: قانون الانتخاب، في اي بلد، ملحق بالقانون الدستوري، ويتشكل في ضوئه وعلى أساسه. الانتخابات التشريعية هي انتخاب يراد منها ليس فقط انتخاب مجلس تمثيلي، بل مجلس تشريعي قبل اي شيء آخر. وظيفة التشريع لا يمكن اقصاؤها عن كل النقاش المتعلق بقانون الانتخاب. صحة التمثيل؟ نعم. لكن ايضا: عافية التشريع. صحة التمثيل؟ نعم. لكن ايضا: حيوية التداول على السلطة، ومجلس قادر بتكريس صفته التشريعية على افساح المجال لتكريس كل واحدة من السلطات الدستورية لذاتيتها الوظيفية المستقلة. وهذا يكون: بأبعد قانون انتخابي عن التأثر بالاختلال «الأمني» بين القوى والمجموعات القائم في هذا البلد، وبأقرب قانون يمكنه أن يتيح لمهارات تشريعية من الدخول الى الندوة البرلمانية. «النسبية المزركشة»، انعكاس «حلف الممانعة المزركش»، لا تتيح لا هذا ولا ذاك!

 

المعارضة الطرابلسية تتبلور

غسان ريفي/السفير/28 كانون الأول 2016

بات واضحاً أن طرابلس لن تسير في ركب العهد الجديد وحكومته الأولى برئاسة سعد الحريري، وأنها سوف تشكل قلقا دائما لمن يعنيهم الأمر، في ظل وجود أكثر من جهة معارضة لها وزنها وتاريخها وحضورها في الفيحاء.  أمس، خرجت «كتلة التضامن» المؤلفة من الرئيس نجيب ميقاتي والنائب أحمد كرامي عن المألوف بامتناعها عن حضور جلسة مناقشة البيان الوزاري، ما يعني حجب هذه الثقة تلقائيا عن الحكومة.  كما خرج الوزير السابق فيصل كرامي عن صمته، بانتقاد لاذع للحريري بعد إقرار الحكومة للبيان الوزاري، ما أدى الى فتح «تيار المستقبل» النار على كرامي، والى اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري الطرفين باتهامات وانتقادات بلغت حدود تبادل الشتائم.  ويمكن القول إن تنامي المعارضة في طرابلس وتلاقي أطرافها، من شأنه أن يعيد قرارها السياسي الذي كانت فقدته قبل نحو عقدين من الزمن بفعل انتماء غالبية نوابها الى تيار سياسي مركزي، كما أن وجود الرئيس نجيب ميقاتي على رأس هذه المعارضة، من شأنه أن يعيد حضور طرابلس في الحياة السياسية.  واللافت للانتباه أن ميقاتي بدأ يترجم معارضته للعهد والحكومة عمليا وحيويا، إذ انتقل من المعارضة السياسية التقليدية، باتجاه اعتماد خطاب أقرب ما يكون إلى نبض الشارع. وجاء بيان «كتلة التضامن» ليدعو الحكومة الى «ترجمة الأقوال الى أفعال، بعدما سئم المواطنون المداخلات والمطولات الخطابية وباتوا يتطلعون فقط الى معالجة مشكلاتهم الحياتية بعدما سقطت كل الدوافع السياسية التي اصطفت خلفها القوى والكتل السياسية»، وأشار الى أن «أزمات السير والشتاء والكهرباء والماء والفساد والبطالة باتت أكثر وقعًا من كل الخطب والمطالعات».

 وإذ اعتبر البيان أن التغيير الحقيقي يبدأ بإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية يمثل تطلعات اللبنانيين وآمالهم، شدّد على أن طرابلس تنتظر أن تنال نصيبها من المشاريع الانمائية والخدماتية، لا سيما تنفيذ المشاريع المدرجة ضمن مبلغ المئة مليون دولار الذي أقرته الحكومة الميقاتية، مذكرا بأن الحكومة الحالية التزمت وتبنت الكثير من الثوابت الوطنية والسياسية التي أرستها تلك الحكومة، مقدراً أن تنال الحكومة الحريرية ثقة الناس قبل أن تنال ثقة المجلس النيابي.

 ويرى مقربون من ميقاتي أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة وضع النقاط السياسية على الحروف، بما يخص بمصالح الناس وذلك بعد سقوط كل الشعارات الكبرى، لافتين الانتباه الى أن ميقاتي كان ولا يزال يدعو الى مقاربة القضايا الاجتماعية والإنسانية والمعيشية موضوعيا، خصوصا أنها لا تحتاج الى إجماع وطني.

 من جهة أخرى، سقطت الهدنة التي كانت قائمة بين «المستقبل» والوزير السابق فيصل كرامي الذي عبّر في بيان عن ارتياحه لتوافق الحريري وأعضاء حكومته على البند المتعلق بحق المواطنين اللبنانيين في المقاومة، لكنه سأل عن أولئك الذين تضرروا مباشرة من الخطاب التحريضي والصراعات الدموية والحروب العبثية التي شهدها البلد تحت عنوان رفض المقاومة والصراع مع المقاومة، آملاً أن يكون ما حصل مع الحريري نوعا من أنواع الهداية المتأخرة.  ويبدو أن «المستقبل» لم يحتمل انتقاد كرامي، فأطلق العنان لسلسلة بيانات ضده، قابلتها بيانات مضادة من أنصار «الأفندي» فعلت فعلها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

الرابية لم تنصف الفرزلي وروكز غبن مرتين

اسكندر شاهين/الديار/28 كانون الأول 2016

كثيرون من المناضلين في صفوف «التيار الوطني الحر» كوفئوا بالغبن والابعاد وفق اوساط المعارضة البرتقالية ولن يكون اللواء عصام ابو جمرة اول الذين احرجوا فاخرجوا ولن يكون آخرهم نعيم عون وانطوان نصر الله وغيرهم من سبحة المفصولين من التيار المذكور، ولا تخفي الاوساط نفسها ان مقولة «الاقربون اولى بالمعروف» لم ترد اطلاقاً في القاموس البرتقالي الا بشكل استنسابي لتحل نعمة التوزير على وزير الخارجية جبران باسيل ومن ثم انتقلت اليه قيادة «التيار» تعويضاً على سقوطه في الانتخابات النيابية لدورتين متتاليتين في قضاء البترون والحبل على الجرار في مسلسل النعم بعد وصول الرئيس ميشال عون الى الكرسي الاولى. وتضيف اوساط المعارضة ان في الرابية منازل كثيرة وان وصول باسيل الى رأس الهرم يشكل نكسة لنضال الذين صنعوا مجد الجنرال، فعون قامة تاريخية وصاحب «كاريزما» يفتقر اليها وريثه، وهذا امر ينعكس سلباً على رقعة الممارسة السياسية كون باسيل صاحب عقلية الغائية وهو اقرب ما يكون الى العقلية الاقطاعية الانتقامية وقد برز ذلك في محطات كثيرة بدءا بخلافه مع الرئيس ميشال سليمان في احدى جلسات مجلس الوزراء في القصر الجمهوري على خلفية تصرفه واملاءاته في الجلسة ما اخرج سليمان من ثيابه ليذكره «بأننا في جلسة حكومية ولسنا في اجتماع للتيار» مروراً باستقباله للنائب سليمان فرنجية في دارته بالبترون وما شابها من خروج على الاعراف وصولاً الى خلافه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ناهيك بعلاقته الفوقية مع كوادر وعناصر التيار على طريقة الملك لويس الرابع عشر «انا التيار والتيار انا»، ومن لا يعجبه الامر فالجدران كثيرة ينطحها المشاكسون له، وقد نجح باقصاء اصحاب التضحيات الطالعين من تحت ركام زمن الوصاية السورية. وتشير الاوساط الى ان الغبن داخل صفوف التيار لحق كثيرين من الغالبية الصامتة التي عضت على الجرح بكبر، ويأتي في طليعتها العميد شامل روكز الذي يحمل جراحاً في جسده من المعارك التي خاضها، الا ان جرح تغييبه على الحلبة الوزارية اوجع بكثير من بقية الجراحات، لا سيما وان معظم المراقبين توقعوا وصوله وزيراً للدفاع كونه الرجل المناسب نظراً الى تاريخه العسكري والخبرات التي راكمها في هذا الميدان، وكماروكز كذلك النائب السابق ايلي الفرزلي الذي لعب دوراً كبيراً في اطلاق حراك مسيحيي انطلاقاً من الرابية حيث كان يزورها اسبوعياً ليلتقي الجنرال لساعات وكان المنظر الفكري والسياسي للحراك المذكور الذي انتج «القانون الارثوذكسي» الذي لا يزال باسيل نفسه يفضله على بقية القوانين المقترحة من النسبية الى المختلط، وقد توقع الجميع من الدائرين في الفك البرتقالي ان يكون الفرزلي وزيراً في حكومة العهد الاولى ولكن وفق التسريبات ان «فيتوات» وضعت عليه من داخل التيار وليس من قبل اطراف اخرى كما قيل خشية ان تطغى شخصيته على نجم باسيل الصاعد ولو كانت الاطراف الاخرى رفضت وصوله الى النادي الحكومي لوضعت ايضاَ «فيتو» على وزير الدفاع يعقوب الصراف على خلفية قربه من الرئيس اميل لحود، اضافة الى خروج وزير التربية الياس بو صعب من التشكيلة الحكومية، علماً انه يعتبر من انجح الوزراء الذين شغلوا حقيبة التربية والاقرب الى قلوب الجسم التربوي من اساتذة وطلاب. ويبقى السؤال المطروح لدى المعارضة البرتقالية هل سيرشح التيار الفرزلي وروكز وبو صعب للدخول الى الندوة البرلمانية في الانتخابات المرتقبة ام ان لدى باسيل خيارات اخرى؟

 

على جعجع المبادرة بخطوات للحوار مع حزب الله

عباس صالح/الديار/28 كانون الأول 2016

لا يفوت حزب «القوات اللبنانية» فرصة من الفرص الا وينتهزها في بعث رسائل وإشارات إلى «حزب الله» بهدف الوصول الى فتح قنوات حوار ثنائية تمهد للوصول إلى تفاهم وتقارب سياسي على غرار التفاهمات السياسية القائمة بين الحزب وعدد من القوى السياسية اللبنانية.

هذا ما قاله رئيس القوات يوما في حوار تلفزيوني مباشر معه، عندما سئل عن الامر من دون ان يكشف عن طبيعة الموانع التي تحول دون ابرام التفاهم المنشود في هذا الصدد، أو عن سبب عدم استعداد الحزب للحوار مع القوات ودفع القائمين بكل هذه المبادرات الى تأجيل مساعيهم في هذا الاطار الى اوقات لاحقة، وهو ما يعني ان الحزب لم يوصد الابواب نهائيا في وجه مثل هذه المحاولات الا انه ينتظر من سمير جعجع القيام بخطوات عملانية ملموسة توحي بجديته في قرار التقارب معه، بعيدا عن التنظير السياسي والتمنيات ومحاولات الاستثمار الفارغة في الاجواء الايجابية التي تحتم على الحزب التعاطي بمرونة فائقة الدقة خلال المحطات السياسية الكبيرة كما حصل خلال تشكيل الحكومة الحالية التي تجمع الفريقين على طاولة سلطة تنفيذية واحدة.

 في هذا الاطار تلاحظ مصادر سياسية متابعة ان المحطة الاخيرة في تلك العلاقة الجدلية ومحاولات القوات الحثيثة لتسجيل خرق على جبهتها تمثل بالاعتراض الشكلي من قبل وزرائها على الفقرة المتعلقة بحق اللبنانيين في مقاومة العدو الاسرائيلي، التي وردت كعبارة ملزمة لكل الاطراف في البيان الوزاري، من دون الذهاب الى ما هو أبعد من ذلك من اجراءات كان يفترض ان يتخذها سمير جعجع تماشيا مع ما بات يعرف عن طبيعة تفكيره وتعاطيه مع الازمات المماثلة، لو لم يكن بصدد تعبيد الطريق الصعبة للوصول الى تفاهم سياسي مع الحزب الذي بات يملك كل مفاتيح اللعبة السياسية اقليميا ودوليا، وبات التفاهم معه ضرورة حتمية للبقاء على الخارطة السياسية في تشكيلة قوى النفوذ السياسي في لبنان.

من هذا المنطلق يرى العارفون بخبايا الامور ان جعجع الذي سلك سبيل محاولات ايجاد اي خرق في جدار العلاقة مع «حزب الله» منذ مدة طويلة تعود الى فترة ما عرف بالتحالف الرباعي في العام 2005، وآثر استئنافه بقوة بعيد ابرام التفاهم بين الحزب والتيار الوطني الحر في العام 2006 لكنه دائما ما كان يصطدم بالرفض القاطع من كل مسؤولي الحزب وعلى كل المستويات لهذا النوع من التفاهمات، وتتم إحالته الى ضرورة التفاهم أولا مع الحليف الاول للحزب على الساحة المسيحية وهو التيار العوني كخطوة أولى، ثم بعد ذلك يتم الحديث عن البنود المتبقية لانطلاق هذا الحوار الذي سيفضي بلا شك الى ابرام نوع من العلاقة العلنية بين الطرفين.

 منذ ذلك الحين بدأت فكرة التفاهم مع العدو الاول للقوات على الساحة المسيحية تراود سمير جعجع بقوة لمحاولة اجتياز تلك العقدة الصعبة على طريق فتح كوة في الجدار المسدود مع الحزب في نهاية المطاف، من دون التغاضي عن أهمية ما يطرحه الحزب كشرط أولي لفتح الحوار، وهو التفاهم مع التيار العوني وما يعنيه ذلك من انجاز كبير بحد ذاته مهم جدا على كافة المستويات.

 وتأسيساً على ذلك بدأت رحلة الحوار الجدي بين القوات والتيار والتي افضت في نهايتها الى ابرام الاتفاق التاريخي بين الفريقين، والذي اراد جعجع من خلاله النفاذ الى ابرام اتفاق مماثل مع الحزب لكنه ووجه بفرملة اندفاعته من جديد بعد ابلاغه رسميا من قبل وسطائه ومبعوثيه وحملة رسائله الى الحزب، بأن اتفاقه مع التيار في هذا الصدد ينظر اليه الحزب بارتياح كبير وعلى انه انجاز مهم لكنه ما يزال خطوة اولى يجب ان تتبعها خطوات ليس أقلها توضيح موقفه بشكل معلن وواضح من العدو الوجودي للبنان بكل أطيافه وشرائحه الشعبية وهو العدو الاسرائيلي، وتوضيح علاقته الملتبسة بالكيان الصهيوني بشكل حاسم ونهائي لا يحمل اي وجه من أوجه المراوغة والالتباسات التي يمكن الاختباء وراءها، والاقلاع عن التمسك بأدبيات المرحلة الماضية وتداعياتها ولا سيما الامنية منها، حيث عليه ان يكشف بوضوح مصير الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين خطفتهم قواته عن حاجز امني لها في المنطقة التي كانت خاضعة لنفوذه ابان الحرب الاهلية اللبنانية، باعتبار ان ذلك مسؤولية لبنانية رسمية وفقا لكل مندرجات المعاهدات الدولية المتعلقة بحماية البعثات الدبلوماسية عبر العالم، وحيث تشير كل المعلومات المتوافرة الى ان جعجع سلم هؤلاء الدبلوماسيين الايرانيين في نهاية الحرب الاهلية اللبنانية الى السلطات الامنية الاسرائيلية في سياق صفقة قضت بتسليم كل المعتقلين في سجونه الى اسرائيل في حينه، وثمة عدد منهم تم الافراج عنهم في سياق صفقات التبادل التي ابرمها حزب الله لتبادل الاسرى مع اسرائيل عبر الوسطاء الالمان وغيرهم في اوقات لاحقة.

 وفي هذا الاطار يقول مصدر مطلع ان تمسك جعجع بإنكار واقعة تسليم الدبلوماسيين الايرانيين الاسرى لديه الى اسرائيل يدرأ عن سلطات الدولة العبرية تهمة احتجاز دبلوماسيين اربعة من دون وجه حق ويبرئ ساحتها امام المجتمع الدولي من عدوان محقق وغير مبرر في هذه النقطة، وهو ما يدل على ان جعجع ما يزال متمسكا بالعلاقة مع هذا الكيان المغتصب والمعادي، وهي نقطة تشكل جدار استحالة في أي علاقة ممكنة مع حزب الله القائم على فكرة العداء لاسرائيل واعتبارها الشر المطلق.

 ولكن مع كل ذلك، ومع ان الخطوات المطلوبة من جعجع في إطار اي تفاهم مفترض كبيرة جدا وتتعلق بتاريخ الرجل وتحولاته السياسية واعلان ذلك بما لا يقبل الالتباس فان «حزب الله» لم يوصد الباب امامها بشكل نهائي بل أبقى امكانية ان يسري التفاهم بين الطرفين في اي لحظة بعد توضيح جعجع لهذه النقاط الاساسية التي يؤسس عليها، ولذلك فان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ذكر حزب القوات بايجابية لافتة في احد خطاباته الاخيرة حين وصفه بأنه قوة أساسية سياسية، وذلك بهدف تشجيع القوات على المضي في نهجها التصالحي الجديد مع كل القوى ، وللدلالة على ان ما فعلته حتى الان جيد ولكنه غير كافٍ.

 

النيابية قد تخلط أوراق التحالفات

ميشال نصر/الديار/28 كانون الأول 2016

بالزخم نفسه الذي يحكم كل الاستحقاقات منذ اعجوبة الانتخابات الرئاسية ووصول العماد ميشال عون الى بعبدا، يسير قطار التسوية متجاوزا كل المطبّات والعراقيل من محطة الى اخرى على امل ان تنصرف الحكومة إلى ثلاث ملفات: الأول، قانون الانتخاب الذي يرجح ان يكون مختلطاً، والثاني، الموازنة العامة التي يتوقع ان تكون موضوعية، اما الثالث: تعيينات ادارية لإنهاء الشغور، ما يعوّل عليه الكثيرون لاحداث التغيير ، ليس آخرهم سيد العهد.

 ففي وقت يغوص مجلس النواب بين سطور البيان الوزاري وتفاصيله لتنال الحكومة الجديدة الثقة على أساسه، لا تزال الأصوات المعارضة لإنطلاقة العهد تعلو احتجاجا على ما تسميه «تنازلات كبيرة» قدمتها ما عرف بالقوى السيادية لمصلحة لاعبين آخرين. ففي مقابل الايجابية التي تطبع خطاب أركان العهد وحلفائه لا يتوانى آخرون عن إبداء خشيتهم من أن ينزلق لبنان إلى فصل عنفي جديد قد يعتبره كثيرون ثمن التسويات السياسية الأخيرة.

 غير ان طبيعة التركيبة الحكومية التي ضمت غالبية المجلس تمهد لثقة شبه اجماعية للحكومة الحريرية الثانية، دون ان يسقط ذلك وجود أصوات لا تثق بالحكومة الحالية لعدة إعتبارات بحسب مصادر متابعة، وهو ما ظهر في بعض مداخلات اليوم الاول والاجواء المشدودة التي شهدتها الجلسة، عشية مخاض الانتخابات النيابية الذي قد يتسبب بخلط أوراق التحالفات السياسية، حتى تلك التي قامت بعد الانتخابات الرئاسية، اذ قد يلتقي الخصوم ويبتعد الحلفاء، حتى داخل البيت الواحد بحسب ما اوحى به السجال بين النائبين الضاهر ورحال.

 ومع اجتياز «حكومة استعادة الثقة»، كما وصفها الرئيس سعد الحريري، امتحان نيل الثقة بنجاح خلال الساعات القادمة، يتوقع وعلى حدّ قول المصادر، ان تدخل البلاد مرحلة جديدة من شد الحبال عنوانه قانون انتخابات عتيد وسط تباعد وجهات النظر بين الاقطاب السياسيين وتضارب آرائهم وفقا لحساباتهم ومصالحهم، حيث تؤكد المصادر ان شهر كانون الثاني سيكون مفصليا على هذا الصعيد، رغم استبعادها حصول اي خرق، متوقعة ان يسير رئيس الجمهورية بقانون الدوحة مع بعض التعديلات و«لمرّة أخيرة»، لان لا مصلحة للعهد باي تمديد ، فـ«النسبية» الكاملة مرفوضة من النائب وليد جنبلاط، كما أن «المختلط» عالق في عنق زجاجة التيار الوطني الحر الذي يعتبره لا يراعي وحدة المعايير، مستدركة بان باب المفاجآت الذي يحكم الاستحقاقات هذه الايام يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات ومن ضمنها امكانية التوصل الى اقرار قانون جديد وربما اجراء الانتخابات عقب تأجيل تقني، بعد شروحات وتفاهمات تنتهي إلى قانون أكبر من الستين وأصغر من النسبية الشاملة. بمعنى ان كفة القانون المختلط بين النسبية والأكثرية هي المرجحة.

 في هذا الاطار سجلت مواقف بارزة خلال الساعات الماضية، ان حزب الله وبعدما كان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد قد أظهر مرونة في التعاطي مع القوى التي تعارض النسبة الكاملة في قانون الانتخاب، أكد نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم «اننا ملتزمون بالنظام النسبي، وندرك ان هناك العديد من المعترضين، لكننا سنسير في الملف حتى النهاية، فيما سربت مصادر قواتية بأن الاتصالات قطعت شوطاً كبيراً للوصول الى قانون جديد، ممكن وان كان غير نموذجي، معتبرة ان القانون المختلط ممكن ان يمر من ضمن صيغة معينة في الأيام المقبلة، مشددة على ان «القوات» لن تقبل بالتمديد ولا بقانون الدوحة.  في هذا الاطار تعتبر مصادر مقربة من بعبدا ان العهد الجديد يأمل ان يكون قانون الانتخابات البوابة للاصلاح والتغيير المرجيين والذين طالما طالب بهما الرئيس العماد عون وخاض المواجهات من اجلهما، معتبرة انه حان الوقت للانتقال الى الجمهورية الثالثة مستفيدين من الاخطاء السابقة ، دون المس بالدستور او باتفاق الطائف الذي يقوم على توازنات دقيقة، لم يحن اوان تغييرها بعد.  في المحصلة ستنال الحكومة الثقة العددية المطلوبة ليبقى امامها الامتحان الاكبر في اكتساب ثقة الناس التي تأتي من الافعال وليس الاقوال والجمل الانشائية التي خبرها اللبنانيون عهودا ولم تلتزم بها الحكومات يوما. فهل يعيد التاريخ نفسه ويحصل الحريري على ثقة استثنائية كتلك التي نالتها حكومته الاولى عندما منحه 122 نائبا الثقة؟

 

جيل التطرف والتعليم على الجهاد!

 ابراهيم حيدر/النهار/28 كانون الأول 2016

كل الوقائع تشير الى أن التربية الدينية، خصوصاً الإسلامية خارج المدرسة، (أو التعليم الديني) باتت أقوى من التعليم العام. ونسأل في هذا الصدد، هل أنّ هذا النوع الموازي من التعليم الذي تديره جمعيات دينية ومؤسسات يستمر في التوسع ولا يخضع لأي رقابة رسمية؟ ذلك أن التطرف الإسلامي لدى مجموعات ترفض الآخر يستمد مقوماته من تربية دينية خاصة مقابلة للمدرسة أو توازيها، وإلا ما الذي يبرر الحملات ورفض الآخر لمجرد الحديث عن الإصلاح الديني وتنقية الدين من الممارسات المتطرفة والفتاوى التي تستند اليها، وما الذي يبرر أيضاً التعبئة التي تغذي الاصطفافات عند أي موضوع خلافي بين المذاهب الإسلامية في لبنان وفي الخارج، حيث تصل الأمور في بعض الأحيان، الى تكفير الآخر واعتباره خارجاً عن الدين؟ لا نتحدث هنا عن مناهج تعليمية معتمدة في لبنان، إنما عن تعليم مواز في مدارس لجمعيات، وفي مؤسسات دينية خارج المدرسة، واستطراداً خطابات دينية تعمل على التعبئة واستنفار الغرائز في لحظات الصراع السياسي والطائفي. فبعض هذا التعليم مستمد من مؤسسات مرجعية اسلامية، يعتمد مناهج لصفوف دراسية ترفض الآخر، كما يرد في مناهج التربية الدينية للتعليم الإبتدائي في مصر والتي يشرف عليها الأزهر، وأيضاً في عدد من الدول العربية. فما الذي يبرر عملية "برلين" الإرهابية الأخيرة التي نفذها عدد من المتطرفين المسلمين الذين تعلموا في أوروبا، وقبلها عمليات في باريس ونيس وفي بلجيكا، وما الذي يجعل هؤلاء يندفعون الى قتل الآخر؟ والتطرف والتكفير، غير تربية موازية للنظام التعليمي العام وتعبئة من تيارات تغذي التطرف؟ كذلك ما الذي يدعو طلاب جامعات من لبنان انضموا الى "داعش" و "النصرة" غير بنية دينية متطرفة أقوى من الدولة أحياناً، ناهيك بالتعبئة الدينية المستمرة في المذهب الشيعي أيضاً حيث يلبي الشباب قرار مرجعيتهم الدينية المذهبية للقتال خارج بلدهم والبحث عن دور أكبر في المنطقة في الصراع مع المذهب الآخر. وما الذي يدفع المتطرفين في باكستان الى منع الفتيات من دخول المدرسة والتعلم؟ هذا يعني أن مشكلة التطرف الإسلامي ترعاها بيئة موازية للتعليم عالمياً، وتعبر عن أزمة هوية في المنطقة، بصرف النظر إذا كان لها في لبنان بعداً خاصاً، وهو كذلك، نظراً لتنوعه الطائفي والمذهبي. لكن ما الذي يجعل لبنانيين تعلموا في المدرسة يقدمون على رفض الآخر، وحتى الدعوة لقتله في بعض المراحل، إلا وجود تعبئة بعنوان تربوي ديني. ليس التعليم الديني الرسمي هو المشكلة في لبنان، بل ما يتلى من خُطب دينية تحرض التلامذة على العنف وكره أبناء الطوائف الأخرى، وتحضّ المراهقين منهم على الجهاد. هنا ينشأ جيل التطرف في المذهبين!

 

من سنة الأسئلة إلى سنة الأجوبة

خيرالله خيرالله/المستقبل/28 كانون الأول/16

لم تكن سنة 2016، سنة عادية بأيّ مقياس كان. في نهاية السنة، مرّ ربع قرن على نهاية الاتحاد السوفياتي بشكل رسمي من دون ان يكون هناك من يريد ان يتعلّم من مغزى سقوط الدولة العظمى تلك وابعاد ذلك. على العكس من ذلك، هناك في طهران وموسكو من يريد تكرار تلك التجربة الفاشلة ولكن على حساب المنطقة العربية هذه المرّة، في ظلّ قرار أميركي اتخذه باراك أوباما يقوم على تفسير خاص به لما هو الإرهاب ولمن يمارس الارهاب. لم تكن 2016 سنة تفرّج العالم على المأساة السورية، التي اكّدت حجم الاطماع الايرانية في بلاد العرب والتواطؤ الإسرائيلي مع عملية تدمير المدن العربية بشكل ممنهج فحسب، بل كشفت أيضا كم لعب باراك أوباما دورا في تغير طبيعة السياسة الخارجية للولايات المتحدة في العمق. نقل أوباما اميركا من مكان الى آخر بعدما اعتبر ان الإنجاز الوحيد الذي يستطيع تحقيقه هو الاتفاق في شأن الملفّ النووي الايراني!

كشفت الحملة على حلب الكثير. كشفت حقيقة ما يدور في العالم. كشفت قبل كلّ شيء كم انّ الولايات المتحدة صارت في عالم آخر. كشفت مدى الشراسة الروسية والقدرة على استغلال الغياب الاميركي والاوروبي لاقامة منطقة نفوذ في سوريا. كشفت خصوصا القدرة الايرانية على استخدام الميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية والافغانية والباكستانية في حروب تصبّ في خدمة مشروع توسّعي يستهدف الهيمنة على المنطقة، بدءا بالعراق وصولا الى لبنان، مرورا بسوريا طبعا... مع تركيز خاص على اليمن. هناك تركيز إيراني على اليمن بصفة كونه خاصرة الخليج العربي ومكانا يمكن استخدامه لالهاء دول الخليج عن عملية استهداف البحرين والعراق وسوريا ولبنان في طبيعة الحال.

لعلّ الدرس الاوّل الذي يمكن استخلاصه من احداث 2016 هو انّ العالم كلّه مقبل على تغييرات كبيرة. من كان يصدّق ان المملكة المتحدة، ستخرج من الاتحاد الاوروبي؟ من كان يصدّق ان دونالد ترامب سيكون رئيسا للولايات المتحدة، آخذا القوّة العظمى الوحيدة في العالم، ومعها العالم كلّه، في رحلة الى المجهول؟

كان خروج المملكة المتحدة، أي بريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية من الاتحاد الاوروبي مؤشرا الى انّ أوروبا دخلت مرحلة جديدة لا علاقة لها بالماضي. لم يعد ممكنا الكلام عن سياسة أوروبية واحدة تجاه ايّ قضية مطروحة. هناك سياسات أوروبية مختلفة في غياب القدرة، حتّى، على اتخاذ موقف موحّد من الهجرة والإرهاب واسئلة مشروعة في شأن الحدود المفتوحة التي مكّنت إرهابيا، مثل ذلك الشاب التونسي ابن الـ24 عاما الذي اقتحم بشاحنة سوقا في برلين عشية عيد الميلاد، من ان ينتهي في ميلانو. عبر الإرهابي الذي كان المطلوب الاوّل في أوروبا بعد التعرف اليه، حدود ثلاث دول هي المانيا وفرنسا وإيطاليا. لو لم يكن هناك شرطي يقظ استطاع اطلاق النار عليه، لكان لا يزال طليقا. تغيّرت أوروبا وتغيّرت الولايات المتحدة وتغيّرت روسيا وتغيّرت ايران. صارت روسيا وايران اكثر عدائية. تغيّرت تركيا. جعل الانقلاب الذي استهدف رجب طيب اردوغان من الرئيس التركي شخصا آخر. أعاد العلاقات مع روسيا وإسرائيل. صارت كل المعطيات الإقليمية مختلفة، خصوصا بعدما اعتبرت تركيا ان الولايات المتحدة تخلّت عنها وبعدما شهرت قوى عدّة الورقة الكردية في وجهها.

لا تشبه 2016 سوى 1989، سنة انهيار جدار برلين. دخل العالم بعد 1989 مرحلة جديدة مهّدت لانهيار الاتحاد السوفياتي واستعادة دول أوروبا الشرقية حرّيتها. لم يستوعب كثيرون ابعاد تلك المرحلة. لم يفهم صدّام حسين، في ذلك الحين، ماذا يعني هذا الحدث. حاول اللعب في الوقت الضائع. احتل الكويت معتقدا انّ هناك توازنا دوليا بين القوتين العظمتين سيحميه وانّ في استطاعته لعب دور القوّة الإقليمية المهيمنة التي لا يردّ لها طلب.

في السنة 2016، ثمّة من يحاول اللعب في الوقت الضائع. نجحت ايران وروسيا في سوريا حيث فشل العراق في الكويت في 1990. كان الاحتلال الروسي ـ الايراني لحلب وتهجير أهلها بمثابة لعب في الوقت الضائع. ستجيب السنة 2017 بعد وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض عن سؤال أساسي: هل تستعيد الولايات المتحدة دور القوّة العظمى الوحيدة في العالم وتضع ايران وروسيا في مكانهما وفي حجمهما الحقيقي، في وقت بات معروفا ان البلدين يعانيان من ازمة اقتصادية عميقة بسبب هبوط أسعار النفط والغاز التي اثّرت على دول كثيرة في المنطقة؟

كانت 2016 سنة الأسئلة. تبدو 2017 سنة الأجوبة في ظلّ التغيّرات الكبيرة التي يشهدها العالم. من الصعب الرهان على ان دونالد ترامب سيعيد لاميركا امجادها كما وعد في اثناء حملته الانتخابية. الأكيد ان هناك ثورة تحصل في الولايات المتحدة. كان انتصار دونالد ترامب على هيلاري كلينتون افضل تعبير عن هذه الثورة التي ليس معروفا المدى الذي ستبلغه. من القضايا الكبيرة، يمكن الذهاب الى القضايا الصغيرة مثل قضيّة لبنان الذي فقد الكثير من اهمّيته في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة، خصوصا في ضوء ما يجري في سوريا، التي وقعت تحت استعمارين روسي وايراني في ظل تنسيق في العمق بين روسيا وتركيا وروسيا وإسرائيل. ليس امام لبنان سوى ان يحمي نفسه. لديه رئيس للجمهورية بفضل ما قام به الرئيس سعد الحريري. لديه حكومة أيضا. هذه الحكومة ليست مثالية، خصوصا ان ليس في استطاعة أي لبناني، شريف فعلا، تجاهل تضحيات الرابع عشر من آذار والضحايا الذين اغتالتهم يد الشر التي يعرف الجميع من هي. كان محمد شطح آخر الضحايا التي قدمت دماءها من اجل لبنان افضل وكي تنتصر ثقافة الحياة... هل يمكن للنواة الصالحة في الحكومة العمل على المحافظة على ما بقي من البلد ومؤسساته في وقت ليس الشرق الاوسط وحده يتغيّر بل العالم كلّه في مرحلة مخاض؟

 

جلسة الثقة: حبّ لا يخفي الانكسار الحريري

غسان سعود/الأخبار/28 كانون الأول/16

يؤذي المشهد النظر حين يقررون حب بعضهم البعض علناً طوال يوم كامل من البث المباشر، ولا يخرج صوت واحد ينتقد الأيادي السود. إلا أن التظاهر بعدم وجود رابح ومهزوم هذه المرة أيضاً لا يعكس حقيقة الانكسار الحريريّ المفضوح الذي تتردد أصداؤه سواء في مقاعد الوزراء أو النواب

عبثاً تمرّ بهم الكاميرات مرة تلو أخرى؛ وجوه كأنها صفراء تضحك من دون سبب. تكرار النكات عن النواب غير المعروفين جعلهم معروفين: يعرفون بأنهم غير المعروفين. يبتسم النائب عقاب صقر كأنه يضحك لمعرفته أنه يحكم البلد، يراقب مطرقة الرئيس نبيه بري ويقول لنفسه: جزء من البلد.

النائب محمد كبارة وزير. «معالي الوزير»، يقول له عنصر الأمن والصحافيون عند باب المجلس. من قال إن الفرص معدومة في هذا البلد، ولا يمكن «ونّيش المرفأ» أن يصبح وزير عمل إذا أصعده ضابط استخبارات درجة، وغيره درجات؟ «معالي الوزير معين المرعبي». أكثر النواب حماسة في تأييد ثورة التكفيريين وزيراً لشؤون النازحين السوريين. توزيع النواب في القاعة العامة يوحي بتوجه قوي صوب دمج كتلتي المستقبل والتغيير والإصلاح بكتلة واحدة، يتناوب الوزير جبران باسيل والرئيس فؤاد السنيورة على ترؤسها. جائزة الترضية للنائب سمير الجسر هي إفساح المجال أمامه لإلقاء كلمة المستقبل ومنح الثقة بالنيابة عن السنيورة وكتلته. ملحم رياشي وزير، وإبراهيم كنعان... يلقي كلمة التكتل. النائب سيمون أبي رميا استبشر خيراً مما رآه وسمعه، فخرج ليقول بوصفه رئيس لجنة الشباب والرياضة إن إعادة الثقة تبدأ بإعادة ثقة الشباب اللبناني بوطنه. لم يقلها صراحة، لكنه يعتقد أن انتقال الوزير محمد فنيش إلى وزارة الشباب والرياضة خطوة كبيرة في هذا الاتجاه. غياب النائب سليم كرم يرخي بثقله على الجلسة. من كان يكتب الخطابات العونية عن «قانون انتخابيّ عادل يحقق المناصفة» يكتب الخطابات الحريرية هذه الأيام، ومن كان يكتب الخطابات الحريرية يكتب للعونيين. تكاد تسيل الدموع من عيني الوزير سليم جريصاتي وهو ينظر بحب وعطف إلى الرئيس سعد الحريري، وينكبّ على صياغة لقب لرئيس حكومته أسوة بالألقاب التي يوزعها على من يحبهم. طلال أرسلان في مقاعد الوزراء غيره في مقاعد النواب؛ يؤثّر الأمر في نفسيته، وبالتالي نضارة بشرته بشكل واضح. تسجل جيلبرت زوين على ورقة صغيرة وزراء الرئيس سعد الحريري ووزراء الوزير جبران باسيل ووزراء النائب السابق منصور البون؛ كان لديه الوزير وائل أبو فاعور صار لديها عشرة على الأقل.

كان لغياب النائب سليم كرم وقع قاس على الحياة التشريعية التي لم تعتد الانتظام من دونه!

من أكثر تأثيراً في كسروان: وزارة الأشغال أم الثنائية المسيحية؟ فجأة يضطرب النواب، إذ يكتشفون تغيّب الرئيس نجيب ميقاتي وزميله أحمد كرامي، فلا يمكن الحياة البرلمانية أن تنتظم من دون حضورهما، ولا سيما كرامي. لكن سرعان ما يتبين لهم أن كتلة التضامن، وهي غير حزب التضامن، أصدرت بياناً اعتبرت فيه انتخاب العماد عون رئيساً هو صفقة سياسية، فيما الرئيس ميقاتي من أنصار «التسويات الوطنية الجامعة» المماثلة لتلك التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة، سواء عام 2005 أو عام 2011. المرشح الجدي من الآن وصاعداً إلى رئاسة الجمهورية إميل رحمة كان غائباً بالمناسبة أيضاً.

في التسعينيات كان ثمة أكثر من نائب ينتظرون دورهم للصعود إلى المنبر النيابي ليُسمعوا الحريرية السياسية بعضاً مما تستحقه، أما اليوم فيبلغ الفراغ حد انتظار النائب خالد ضاهر ليحجب الثقة. الثقة مطلقة ــ هذه الأيام ــ بسعد الحريري. يمكن العونيين والمردة مثلاً أن يختلفوا قليلاً، يمكن القوات والقوميين أن يتمايز أحدهما عن الآخر قليلاً أيضاً. لكن الأساس: الحريري خط أحمر. الحريري هذا الإنسانيّ المجتهد في القراءة والإملاء، الطباخ الماهر اللبناني الأصيل، الأبيض الكفين. يمكن العودة إلى حلف 2005 الرباعي وما قبله من أحلاف دون رمشة عين: لا يوجد ولو صوتاً خافتاً يقول للحاضرين إن أياديهم سود. يمكن إبراء الجميع، وها هم ينبهر بعضهم بالبعض الآخر أمام الكاميرات. يتحدث نواب المستقبل عن النائبين عباس الهاشم ونبيل نقولا كما كان يتحدث المراهقون في التسعينيات عن نينا وريدا بطرس، فيما يفترض أن يحلّ عمار حوري محل جورج ياسمين في إجراء المقابلات السياسية على قناة أو تي في. الدمار شامل؛ يسميها ميقاتي صفقة وهم يسمونها تسوية، فيما هي في الشكل مصيبة حقيقية. حتى الرئيس نبيه بري الذي كان يعوّل البعض على حرده للحؤول دون اصطفافهم جميعاً في الخندق نفسه قرر كسر الشرّ ونزل إلى الخندق نفسه. لكن لا بدّ من التروي قليلاً، فالمشهد يبين تناغماً كاملاً بين الأفرقاء السياسيين، لكن لا شيء يؤكد، حتى الآن أقله، أن هذا يخدم المشروع الحريريّ ومن شأنه توسيع نفوذ الفساد. فصحيح أن البيان الوزاريّ لم يتطرق إلى استعادة وسط بيروت من سارقيه مثلاً وتحرير السوق الحرة وقطاع المقاولات والنقل البحري والجوي وفتح تحقيقات جدية في ملفات الفساد المعروفة، إلا أن الحريري انتخب مبتسماً العماد عون رئيساً، وأسند مبتسماً أيضاً حقيبة العدل للمحامي الأجرأ في وقوفه إلى جانب حزب الله في وجه المحكمة الدولية، ويردد مبتسماً أيضاً البند المتعلق بحق اللبنانيين بتحرير أرضهم ومطاردة التكفيريين حيثما كانوا، وثمة معلومات أولية لكنها جدية عن توجهه صوب تنازلات إضافية أكبر في قانون الانتخاب. الأساسات التي قامت عليها الحريرية السياسية تترنح هذه الأيام. وبعيداً عن مداخلات النواب بات واضحاً وشبه أكيد أن عنوان المرحلة هو إعادة العمل بالمناصفة مع كل ما يتطلبه ذلك من تنازلات حريرية. والمقابل؟ تقول الأوساط السياسية إنه تأمين مقومات الأُحادية الحريرية في الطائفة السنية. التلويح بالنسبية يهدد هذه الأُحادية، وضع فيتو على توزير معين المرعبي الذي من شأنه إقلاق راحة النائب خالد ضاهر في عكار كان سيهددها أيضاً، وحفظ ماء وجه الرئيس نجيب ميقاتي أو غيره يهددها أيضاً وأيضاً. فهي هشة وكرتونية ويمكن من أسقط المشروع الكبير من القصير إلى حلب أن يسقطها بسهولة هائلة من دون خشية من البديل. وهكذا يمكن القول إن الحريري يقدم تنازلات لكنه يحقق مكاسب، ويكفيه في ظل الانكفاء السعودي وأوضاع التكفيريين في المنطقة أن يكون رئيساً للحكومة وزعيماً للطائفة السنية. علماً أن الحديث عن توق حريريّ إلى فتح مغاور السلطة فيه الكثير من المبالغة. ففي وزارة «العمل»، لا شيء «يحرز»، فيما لا شيء البتة في «الثقافة». أما «الاتصالات» فصفقاتها المحتملة تخضع لتقاسم عادل بين الجميع دون استثناء، و»الداخلية» استحدثت خلال العامين الماضيين كل ما يمكن استحداثه من مشاريع. أما النفط والدفاع فهما أهم ما في السلطة اليوم، ولا يشك من يعرف وزيريهما باستحالة فتحهما أية شبابيك جانبية للصفقات الحريرية. وعليه ثمة الكثير من الكذب في المجلس النيابي هذين اليومين، ومبالغة في تودد الخصوم السابقين بعضهم للبعض الآخر، ومشهد يوحي بعودة الحكم إلى ما كان عليه في تسعينيات القرن الماضي. لكن لا شيء في المقابل يدفع إلى القول إن الحريري سيكون المستفيد الأول من هذا كله. فهو حتى الآن الخاسر الأول الذي يخفي في ظله صفاً طويلاً من الخاسرين تتقدمهم القوات اللبنانية. يمكن الحريري أن يواصل التظاهر بأنه الرئيس القوي للحكومة، ويمكن المجلس النيابي أن يُسمِعَه ما يريده. ولا شك في أن غياب الحماسة العونية لفضح الأيادي السود يُحبط قليلاً. إلا أن مشاهدة رئيس الحزب القومي الوزير علي قانصو وهذا الكمّ من الوزراء العونيين ووزراء المردة وحزب الله يحيطون بالحريري متبسمين، يؤكد أن ما أُخِذ بدهاء دبلوماسيّ هادئ لا يُسترد إلا بدهاء دبلوماسيّ أهدأ. ولعل الرئيس فؤاد السنيورة هو الوحيد المتصالح مع نفسه إلى درجة يرفض فيها المشاركة في هذا الإذلال المتمادي لفريقه.

 

الشرقُ بين تناسلِ الصراعات وعُقمِ التسويات

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الأربعاء 28 كانون الأول 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/12/28/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82%d9%8f-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d9%86%d8%a7%d8%b3%d9%84%d9%90-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d8%a7/

لا تصدِّقوا المتشائمين فحروبُ الشرقِ الأوسط ليست سرمديةً. ولا تصدّقوا المتفائلين فالحلول ليست قريبة. ولا تصدّقوا التقليديين فالكيانات ليست ثابتة. ولا تصدِّقوا المخطِّطين فالأرض تُعدِّل الخرائطَ الجاهزة.

التجاربُ التاريخية، معطوفةٌ على سيرِ الأحداث تُمليان التروي بتحديد مواعيد التسويات وأشكالِها، لاسيما وأنها تسوياتٌ تتأثر بحروبٍ متوقَّعةٍ في دول أخرى تظنّ نفسهَا قادرةً على تجنّب ما يحدُث، أو ما هي أحدَثتْه، للآخَرين. وأساساً إن أحدَ أسباب تمديدِ العنف في دول المشرق هو تأخيرُ انتقالِه إلى شبهِ الجزيرة العربية (دول الخليج) وأسيا الصغرى (بلاد الأناضول) وآسيا الوسطى (دول محيط بحر قزوين).

لكن خطَّ النارِ يرجِع دائماً إلى وطنه الأم، فالنارُ من فكرٍ وإلى الفكرِ تعود. والارهابُ من مَذهبٍ وإلى المذهب يعود. ومع العودة سيكون وجعٌ عظيم: تَسقطُ أنظمةٌ وتَندثِر عائلات وتَنتقل ثروات وتَندلِع ثورات وتَبرز كياناتٌ مُجهَّزة.

أما الشعوبَ فستبقى على ضَـلالها وضَـياعها، فشعوبَ العالم العربي، مع أحلامِها، أسوأُ من الأنظمة، مع مساوئها، وإلا لكانت الأنظمةُ هَوَت من زمان. إن شعوبَ المنطقةِ كرّست حياتَها للحروب، ولتفسيرِ الدين ــ وأي تفسير! ــ عِوض تفسيرِ الحياة.

إننا أمام عقودٍ صعبةٍ ولو هَمدت المعارك، فحروب الشرق الأوسط لصيقةٌ بطبيعةِ تكوينه. هي خبزُه اليومي. ومن يَستغرب هذا التوقّعَ المقلِق، فلينظر إلى لبنان الذي لا يزال يتخبَّط في حروبٍ وأحداثٍ جانبية مع أن الحربَ اللبنانية انتهت رسمياً منذ أربعين سنة (1976). أمَا انتقلنا في لبنان من التدمير بالمدفع إلى التدمير بالسياسة؟ وأمَا استهوتْنا لعبةُ السلاح فانتسبنا إلى حروب الشرق والغرب؟

ما هذا الشرق الذي يَعجُّ بالأحقادِ وهو أرضُ الرسالات السماوية؟ وما هذه الشعوبُ التي تتبادل الكراهيةَ وهي من أرحامٍ قُربى؟ وما هذه الأديانُ التي تَفرز منتحلي صفةٍ دينية وفِقهية؟ وما هذه الأنظمةُ التي تُشبِه أعداءَ شعوبها؟ وما هذه المجتمعاتُ التي فوّتت موعدَها مع الحضارةِ فالتحقت بالجَهالة؟

شرقٌ وكأن «القافَ» فيه حرفٌ زائدٌ زوراً على «الشرّ». هو شرقُ النارِ المشتعِلة أبداً، هو شرقُ الوأدِ والسيفِ والصلبِ والرجْم. هو شرقُ الوراثةِ التناسلية والسلالاتِ المريضة والالقاب الطويلة والعنفِ المستدام. هو شرقٌ مضادٌ للحضارة. منابعُ خيرِه صارت مصادرَ شرِّه: اليهودُ يُعادون الجميع، السُنّةُ يَنقُضون الشيعةَ، الشيعةُ ينازِعون السُنّةَ، الدروزُ يَحذَرون الاثنين، والمسيحيون يستعيدون دربَ الجلجلةِ فيما القيامةُ قدرُهم.

وحالُ الدولِ تحاكي حالَ الشعوب: مصرُ أُضعِفت باقتصادِها، والعراقُ بتقسيمه، وسوريا بحربها، وتركيا بطموحاتِ أكرادِها، والخليجُ بأسعارِ نِفطه وفِقهه، واليمنُ بقبائله المتقاتلةِ دورياً، وليبيا بفوضاها الناميةِ، والسودانُ بتخلّفِه، ولبنانُ بتناقضاتِ تعدديته، إلخ.

وأغربُ ما شهِدناه في السنواتِ الأخيرة هو توكيلُ «داعش» بحركة التغيير (أو ضربِ التغيير) في سوريا والعراق بغضِّ النظر عن الجِهات المُوكِّلة. هكذا تبدو «داعش» ومثيلاتُها حالةً إسلاميةً لا حركةً إرهابيةً فقط رغم أنها تتحدى الإسلامَ الطبيعي وتعادي المسيحيةَ، بل الإنسانية.

إن أخطرَ ما يؤذي العربَ والمسلمين هو ظاهرةُ تناسلِ الصراعاتِ التي تُعبِّر أساساً عن عجزِ الإسلامِ التقليدي والنُخبوي عن إحداثِ التغييرِ التقدمي والسيطرة على الرأي العام. وُلِدت ثنائياتٌ عقَّدت الصراعَ الأساسي، وجعلت مواقفَ القوى المتصارعة تخضَع لمفهومِ الخير والشر والايمان والتكفير والوليِّ والفقيه عوضَ الموالاةِ والمعارضةِ والديمقراطيةِ والمؤسساتِ المدنية.

أدى ذلك إلى إخراجِ قضايا العربِ والمسلمين من معاييرِ القيمِ العالمية وربْطِها بقيمٍ منافيةٍ للقيم، علماً أن تصرّفَ الغرب تجاه الشعوب العربية المقاومِة والثائِرة جاء منافياً أيضاً لأبسطِ القيم الاخلاقية.

وضَعت الراديكاليةُ الإسلاميةُ مصيرَ الصراعات أمام الهزيمة الكاملة أو الانتصار الكامل في زمن يتعذّر فيه الانتصارُ وتتكدّس فيه الهزائم. أطرافُ الصراع استبعدوا التسوياتِ والحلول لحسابِ استمراريةِ العنف والنظريات الجذرية: بدأ الصراعُ بعنوانِ القضية الفلسطينية (الشعب) ثم صار صراعاً إسرائيلياً ــ فلسطينياً (الأرض) فإسرائيلياً ــ عربياً (المصالح)، فعربياً ــ فارسياً (قيادة المسلمين). وبموازاة ذلك استمرت الصراعاتُ الثنائيةُ بين المسيحيةِ والإسلام والسُنةِ والشيعة والأنظمةِ والشعوب والمتطرفين والأكثر تطرفاً...

كلّ صراعٍ ثنائيٍّ يبرّر وجودَه بشكل منفصلٍ عن الصراعِ الأساسيِّ الكبير، ويعتبر نفسَه أهمَّ من الصراع الكبير الذي هو مع إسرائيل ومع التخلف. إن تداعياتِ التخلّف، بكلِّ تجلياته، على شعوبِ المنطقة تفوق تداعياتِ الحروبِ الإسرائيلية. أليس مدعاةُ غضبٍ أن يبقى هذا الشرقُ، مهدُ الحضاراتِ والدياناتِ والأبجدية، جاهلياً ومتخلّفاً وأن تَفرزَ مكوناتُه الحروبَ والفتن بشكلٍ آليٍّ ودوري؟

وما يزيد الغضب أن قوى التغييرِ، التي ابتلعتها الصراعاتُ الثنائية، فشِلت في مواجهةِ الأنظمة وتراجعت أمامَ قوى الارهاب ما وفَّر للمجتمعَ الدولي الذريعةَ الذهبية لتفضيل الأنظمةِ على الارهاب.

لكن الانتعاشَ الذي تشهَدُه أنظمةُ المنطقة هو مرحليٌّ لأنه يُعرقل تنفيذَ الخريطة العتيدة للشرق الأوسط. لا بل، يَتِمَّ استخدامُ الأنظمةِ الآنَ ضدَّ داعش كما استُخدِمت داعشُ سابقاً ضدَّ المعارضةِ والأنظمة معاً، وسنة 2017 مليئةٌ بالمفاجآتِ العسكرية والأمنية والانفصالية. لذا، إن أفضلَ خطوةٍ تقوم بها الأنظمةُ المنتعشةُ هي أن تغيِّر سلوكَها، وهو أمرٌ متعذرٌ فمَن شبَّ على شيء شابَ عليه، أو أن تعيدَ النظرَ بمساحةِ نفوذِها لتَسلَم.

صحيحٌ أن النظامَ السوريَّ بعدَ حلب ليس مثلَ قبلَ حلب، لكن سوريا بعد سنة 2011 ليست مثلَ سوريا ما قبلَ هذا التاريخ. أما نحن في لبنان، فما لم تتوقّف التنازلاتُ، فسائرون نحو مؤتمرٍ تأسيسيٍ بالتقسيط تحت مُسمَّياتٍ مختلفة.

 

العدل في القرآن

سعود المولى/فايسبوك/28 كانون الأول/16

في القرآن أنّ الله هو "الذي خلقك فسوّاك فعدلك" (الإنفطار7:82). فالإنسان مخلوقٌ "من صلصال كالفخّار" (الرحمن 14:55) و "من حمإ مسنون" (الحجر 26:15) و"من طين". غير أنّ الله نفخ من روحه في هذا الوحل الجاف، فكان الإنسان ذلك الموجود الجامع لبعدين إثنين: الطين وروح الله. البعد الأول يشده إلى تحت، إلى الرسوب والتوقف والركود؛ والبعد الثاني يشدّه إلى المطلق، إلى الكمال والخير والجمال. وفي داخل الإنسان نشبت وتنشب حربٌ مستمرة بين البعدين، بين طبيعة الإنسان الغريزية، وفطرة الإنسان التي فطره الله عليها أي التي أنشأه بها.

فهو سوّاه فعدله وجعله خليفة له على الأرض. أي أن رسالة الإنسان في معنى الإستخلاف هي تنفيذ كلام الله في الكائنات نيابة عنه في الأرض:"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" (التين 4:95)، "ولقد كرّمنا بني آدم" (الإسراء 7:17). فالتكريم وحسن التقويم هما في العقل والإرادة وحريّة الإختيار. فهذه هي الفضيلة التي تميّز الإنسان عن كافة الموجودات، وهي العدل. فالتسوية والتوازي والإعتدال أو التوسط بين حديّ الإفراط والتفريط في كل الأمور والأعمال هي المخلوق العاقل أو الإنسان.

وهذا أيضًا في الكون: "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة" (الأنبياء47:21)؛ "والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان" (الرحمن 55: 7-8).

وبحسب التفسير المعتبر لدى جميع الفقهاء، فإنه روعي في بناء الكون التعادل. فأستفيد من كل شيء ومن كل مادة بقدر ما يلزم. وقيست الفواصل بدقة متناهية. فكان العدل هو التناسب والتوازن وهو مقتضى الحكمة أيضًا. وفي تفسير للإمام الصادق(ع) "أن الميزان والعدل هو مراعاة الإستقامة على حاق الوسط في طرفي الإفراط والتفريط اللذين هما ككفتي ميزان متى رجحت إحداهما فالنقصان لازم والخسران قائم (....) بالعدل قامت السموات والأرض ولو كان شيء من أصول العالم وجزئياته زائدًا على الآخر إفراطًا، أو ناقصًا عنه تفريطًا لاختل نظامه ولم يستقم قوامه. ولهذا وصف الله تعإلى بالعدل إذ كان معنى عدالته وعدله هو وضعه كلّ موجود في مرتبته وهبته له ما يستحقه دون زيادة أو نقصان، مضبوطًا بنظام حكمته بنواميس عدله" .

وفي قول للإمام علي(ع) "العدل هو وضع الأشياء موضعها" . ومن أسماء الله الحسنى الحكم والعدل والحق والمقسط.... وفي القرآن الحكمة والعدل والميزان والقسط مترادفات تفسّر العدل الإلهي.

كما أن بعض الفقهاء يماهي بين العدل والرحمة في القرآن بناء على قوله تعإلى "ورحمتي وسعت كل شيء" (الأعراف 7: 156)، من حيث عدم تفريق الرحمة الإلهية بين الناس إذ هم جميعًا خلق الله يحكم بينهم بالعدل ويشملهم برحمته.

والعدل الإلهي كان أبرز مسائل الخلاف في العقائد الإسلامية بين المتكلّمين والفلاسفة. وهو كان عنوانًا رئيسيًا من عناوين التمايز الشيعيّ داخل الفكر الإسلامي حتى سميّ الشيعة في فترة من الفترات بالعدلية في الكلام والفقه على السواء. وجعل الشيعة العدل الإلهي أصلًا من أصول الدين إلى جانب الإمامة. بل إنهم جعلوا الإمامة من أصول الدين نظرًا إلى وجوبها عدلًا. وتتعلق بموضوع العدل الإلهي مباحث هامة لها صلة وثيقة بمكانة الإنسان ودوره في الحياة وعلاقته بالله وبالكون، وإرادته وحريته ومسؤوليته. وقد دارت بحوث علم الكلام في القرن الأول للهجرة حول مسألتي الجبر والإختيار. وهو يؤدي بذاته إلى عنوان العدل، إذ إن هناك رابطة إذ إن هناك رابطة مباشرة بين العدل والحرية والمسؤولية من جهة، والجبر ونفي العدل من جهة أخرى. فحين يكون الإنسان حرًّا مختارًا يصبح للجزاء، ثوابًا وعقابًا، مفهوم ومعنىً. ويصبح للتكليف (وللإستخلاف أصلًا) مفهوم ومعنى. ونصوص القرآن واضحة. في ترتيب جزاء ومكافاْة الإنسان على أفعاله إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.

" فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرًا يره" (الزلزلة 99: 7-8 )؛ "ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى" (النجم 53: 31) "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى" (النجم 53: 39-40-41) "ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط"(يونس 4:10)؛ "من عمل صالحًا فلنفسه، ومن أساء فعليها" (فصّلت 46:41)؛ "أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون" (النحل 16: 32)؛ "فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون" (الأعراف 39:7)؛ ولقد نفى الله الظلم نفيًا قاطعًا في محكم آياته: "إن الله لا يظلم الناس شيئًا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون" (يونس 44:10)؛ "وما ربّك بظلام للعبيد" (فصّلت 46:41) ؛"إن الله لا يظلم مثقال ذرةً"( النساء 40:4).

وفي الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّمًا فلا تظالموا". فالله، الرحمن الرحيم السلام العدل الحق المقسط الحكيم الحليم، جعل من تحريم الظلم ومن إقامة العدل أساسًا للرسالات السماوية، للهداية الإلهية في بناء الفرد والمجتمع والحضارة، في علاقة الإنسان بخالقه وبذاته وبغيره. فمجمل أصول الهداية الإسلامية تتلخص في الأمر والنهي الإلهيين. الأمر بالعدل والقسط: " قل أمر ربي بالقسط" (الأعراف 29:7)، "وأمرت لأعدل بينكم" (الشورى 15:42)؛ والنهي عن الفحشاء والمنكر والظلم والبغي. وفي قول للشيخ التونسي إبن عاشور إن الأمر الإلهي كان بثلاثة أو بشيئين وتكملة: العدل والإحسان، والتكملة هي إيتاء ذي القربى، وذلك مصداقًا للآية: " إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى" (النحل 90:16). ويعتبر الشيخ عز الدين بن عبد السلام أن هذه الآية هي الأصل العام لجميع الأحكام الشرعية في سائر أبواب الفقه. وقال الشيخ الإمام فخر الدين الرازي إن القرآن كله ليس إلا تفسيرًا لهذا المبدأ. وإن هذه الآية هي قلب القرآن ومحوره. فهذا المبدأ هو أصل كلي نسبه القرآن إلى الله وإلى جميع الأنبياء.

 

تحديات أمام ارتفاع سعر النفط

 رندة تقي الدين/الحياة/28 كانون الأول/16

بدأت أسعار النفط ترتفع قبل تنفيذ الدول الأعضاء في «أوبك» وخارجها قرارها بتخفيض ١.٨ مليون برميل في اليوم ابتداء من اول الشهر المقبل. فمنذ قرار «اوبك» الأخير بقي سعر برميل النفط يتراوح بين ٥٠ و٥٥ دولاراً في سوقي لندن والولايات المتحدة. وتوقع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الأسبوع الماضي تحسن اسعار النفط السنة المقبلة مع إزالة الفائض النفطي في الأسواق نتيجة قرار أعضاء «اوبك» وخارجها بتخفيض الإنتاج. ومن الواضح ان اسواق النفط وصناديق التحوط راهنت على ارتفاع الأسعار على المدى الطويل. ولكن هذا الارتفاع سيف ذو حدين اذ ان منتجي النفط الصخري في اميركا يراقبون هذا التطور وما اذا كان سيستمر ليستعيدوا نشاطهم الاستكشافي في شكل مكثف. بعد انخفاض أسعار النفط في السنة الأخيرة شهدت اميركا انخفاضاً كبيراً في انتاج النفط الصخري مع افلاس شركات صغيرة ذهبت تنقب عن النفط الصخري في مختلف الأماكن الأميركية. اما الآن ودونالد ترامب يستعد لتولي الرئاسة بعد أن وعد خلال حملته الانتخابية انه سيزيل العراقيل المالية والقوانين التي تعيق انتاج النفط في مختلف انحاء اميركا، فمن المتوقع ان يمثل ذلك حافزاً لعودة نشاط منتجي النفط والغاز الصخري خصوصاً إذا وصل سعر النفط الى ٦٠ دولاراً للبرميل في ٢٠١٧. اضافة الى ان ارتفاع قيمة الدولار الذي بدأ مع انتخاب ترامب سيشجع الاستهلاك المحلي. حدثت فورة النفط الصخري في اميركا التي ادت الى انخفاض سعر النفط في منتصف عام ٢٠١٤. واليوم ودول «اوبك» تسعى الى رفع سعر النفط للبرميل هناك تخوف من عودة النفط الصخري بكثافة ما قد يؤدي الى فائض آخر يهدد مستوى سعر النفط. فالولايات المتحدة تنتج حالياً ٨.٨ مليون برميل في اليوم وهو المستوى نفسه الذي انتجته منذ سنتين. ووفق وكالة الطاقة الأميركية شهد قطاع الإنتاج والتنقيب في اميركا منذ ايار (مايو) الماضي زيادة ٢٠٠ آلة حفر بعد تحسن اسعار النفط وقرارات «اوبك». الا انه لم يكن امام «اوبك» خيار آخر غير تخفيض الإنتاج لأن عائدات الدول الأعضاء في المنظمة انخفضت الى ٥١٨ بليون دولار في ٢٠١٥ من مستوى ٩٥٦ بليوناً في ٢٠١٤. وقدر صندوق النقد الدولي ان معدل سعر البرميل عند ٦٢ دولاراً قد يكون المستوى المناسب لدول «اوبك» كي تعوض بعض الانخفاض في عائداتها.

إن «أوبك» هي اليوم أمام اختبار تضامن الدول الأعضاء وغيرها من خارج المنظمة التي ينبغي ان تكون ملتزمة جداً تخفيض انتاجها وإلا ستعود الأسعار الى الانخفاض. فممارسات الدول الأعضاء في «اوبك» وروسيا في الماضي لم تكن مشجعة من ناحية الالتزام وذلك باستثناء السعودية وهي المتتج الأكبر في «اوبك». ولكن هذه فترة مختلفة لأن الدول في حاجة ماسة الى تحسين عائداتها وكلها من دون استثناء تحتاج الى المزيد من العائدات. وربما يفرض الالتزام بالتخفيض نفسه على كل دولة منتجة بسبب حاجتها الى المزيد من الأموال. ولكن السؤال اذا التزمت «اوبك» وروسيا كيف ستواجه تزايد النفط الصخري، علماً ان انتعاش النمو الأميركي قد يؤدي الى نمو افضل في العالم الصناعي وإلى زيادة في الطلب على النفط وهو الأمل للدول المنتجة للنفط. على كل حال ان اتفاق «اوبك» والدول غير الأعضاء في المنظمة هو انجاز وينبغي ان تظهر نتائجه في ٢٠١٧ وليس فقط لمدة قصيرة ولكن في شكل مستمر كي يكون له تأثير فعلي على عائدات الدول الأعضاء وألا تعود الدول الى ما سبق ومارسته من تجاوزات وغش لأن شفافية التعامل في اسواق النفط تظهر بسرعة الملتزمين والمتجاوزين.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع: قطار بناء الدولة انطلق ولبنان بمنأى عن غليان المنطقة

الأربعاء 28 كانون الأول 2016 /وطنية - نظم قطاع الانتشار في حزب "القوات اللبنانية" المؤتمر السابع لمقاطعة دول الخليج العربي في معراب تحت شعار: "10452 وأكثر..."، في حضور رئيس الحزب سمير جعجع. بعد نهار طويل من النقاش وورشة العمل، ألقى جعجع كلمة استهلها بالترحيب بالمغتربين "الذين تكبدوا عناء المجيء من الخليج للمشاركة في هذا المؤتمر، بدل أن يمضوا فترة الأعياد مع عائلاتهم". وشرح جعجع للمغتربين "أهمية خطوة اتفاق معراب" الذي حصل في 18 كانون الثاني 2016 "والذي نشهد على تأثيره في الحياة السياسية في لبنان، بحيث عادت الى مسارها الطبيعي، فضلا عما تركته من ارتياح إيجابي بين اللبنانيين، الأمر الذي لمستم نتائجه على أرض الواقع". وطمأن الى "أن لبنان بمنأى عما نشهده في المنطقة من غليان، باعتبار أنه شئنا أم أبينا عاد موقع رئاسة الجمهورية الى أداء دوره كحام للدستور والمؤسسات، وتحديدا شارك في تشكيل الحكومة الحالية". وإذ أكد "أن قطار بناء الدولة انطلق لقيام مؤسسات فاعلة بكل ما للكلمة من معنى"، دعا جعجع المغتربين اللبنانيين، سواء في الخليج أو في كل بلدان العالم الى تسجيل أسمائهم في السفارات ليتمكنوا من الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة وممارسة حقهم الديموقراطي". وكان رؤساء المراكز في الدول الخليجية قد عرضوا شؤونهم الداخلية والتنظيمية، ثم أطلع رئيس جهاز الاعلام والتواصل في الحزب شارل جبور الحاضرين على أجواء الخطة الإعلامية المستقبلية لمواكبة عمل الحكومة والتحضير للانتخابات النيابية. بدوره، تطرق رئيس قطاع الانتشار الدكتور أنطوان بارد الى طريقة التحضير للانتخابات النيابية المقبلة وما يقوم به الانتشار "القواتي" للمشاركة في الاقتراع في القنصليات والسفارات اللبنانية، كما شرح بعض المعلومات عن القوانين الانتخابية المقترحة وكيفية التعامل معها في بلدان الانتشار، فضلا عن أهمية تفعيل دور الجالية اللبنانية و"القواتية" لإنخراطها في العمل السياسي وخلق أسس استمرارية للأجيال الصاعدة وحضها على تحمل المسؤولية. أما رئيس مقاطعة دول الخليج العربي في الحزب السفير فادي سلامة فشكر الحاضرين على الثقة التي أولوه إياها لإعادة انتخابه مجددا كرئيس لهذه المقاطعة، داعيا الى مواكبة الحركة السياسية الكبيرة للقوات في هذه المرحلة "والتي تتطلب منا فعالية أكبر في الانتشار ولاسيما في الخليج العربي، نظرا الى علاقات الصداقة التي تربط دول الخليج العربي بلبنان حيث يجد المغتربون اللبنانيون فيها فرص عمل تمكنهم من مساعدة بلدهم الأم". تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها.

 

الرياشي: مهمة الإعلام الرسمي الحوار والتواصل وحماية الحضارات والمطلوب تأمين حقوق الإعلامي

الأربعاء 28 كانون الأول 2016 /وطنية - أكد وزير الإعلام ملحم الرياشي في حديث الى "تلفزيون لبنان"، "أن الوضع الحياتي والمعيشي سيكون عملا يوميا للحكومة، وسيتابع الوزراء مشاكل الناس وهمومهم، خصوصا أننا في فصل الشتاء القاسي". وأشار الى "أن مختلف بنود البيان الوزاري تضمنت حق اللبنانيين علينا، وان الحكومة سوف تعمل قدر المستطاع لتحقيق آمالهم، او على الاقل وضع المداميك الاساسية لحكومة ما بعد الانتخابات".

وعن قانون الانتخاب، قال "إن التوأمة ستتم بين القانونين الأكثر تداولا، القانون المتوافق عليه بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، وقانون رئيس مجلس النواب نبيه بري. القانونان يخلطان بين الاكثرية والنسبية، ولكن هناك معايير مختلفة سيتم توحيدها وإعادة توزيع بعض المقاعد إرضاء للجميع، حتى يكون التمثيل الطائفي واسعا وعريضا ومن كل الطوائف". وأكد الرياشي "ضرورة رفع الغبن عن الجميع وتصحيح التمثيل". وردا على سؤال، عن التوجس من القوانين الأخرى، فأجاب: "هناك منطق في العمل البرلماني مؤداه أن أي قانون يحتاج الى نسبة من النواب ليمر في المجلس. وبما أن طبيعة النظام والعمل النيابي في لبنان توافقية، فإن قانون الانتخاب يحتاج الى توافق معظم المكونات السياسية الممثلة في مجلس النواب"، مشيرا الى أن "القوات اللبنانية لا تعتبر القانون الذي قدمته مثاليا، ولكن تلافيا لصراعات دون جدوى ولا تنتج أي قانون، نطرح القوانين القابلة للحياة".

وأعلن أن "هناك امورا كثيرة مطلوبة من الإعلاميين، لكن في المقابل هناك واجبات علينا تجاههم. المطلوب هو الحد الاقصى من الحرية، واحترام آداب المهنة والحرية المطلقة في ملاحقة الحقيقة والبحث عنها. فالاضاءة على جوانب سياسية معينة والتعبير عن الرأي يجب أن يكونا ضمن آداب المهنة وسلوكياتها التي تشبه صورة لبنان الحقيقية، وعلينا ان نقدمها للعالم". وأضاف: "على الإعلامي أن يكون حارسا للحرية، حريته وحرية غيره. ولكن في الوقت نفسه يجب أن يلتزم آداب المهنة التي لا تتعارض مع ممارسة الحرية. هناك حقوق للاعلامي يجب أن يحصل عليها لأنه لا يستطيع أن يحرر الناس وهو عبد، ولا يمكنه أن يخرج الى الحياة الشريفة من تحت سلطة المال وأصحابه". وشدد على "ضرورة تأمين الحقوق الاساسية للاعلامي، أي الدخل الشهري المحترم، وكفالة نقابة المحررين، والصندوق التعاضدي والتقاعدي، فالاعلامي يجب ألا يعمل في سن الثمانين إلا هاويا"، مؤكدا "ان مهمة وزارة الاعلام اليوم هي ان تكون وزارة للاعلاميين وتعمل على هذا الاساس مع النقابات المتخصصة". وعن موضوع إلغاء وزارة الاعلام، قال الرياشي: "لبنان هو بلد الرسالة والحق والحرية، ويجب ان يدخل القرن الحادي والعشرين كما يجب، فلم يعد هناك وزارة إعلام في العالم".

وأشار الى أن "وزارة الإعلام تضم وحدات ادارية واعلامية، والاجهزة الاعلامية التابعة لها ستصبح تابعة لوزارة الحوار والتواصل، لأن الإعلام الرسمي يجب ألا يكون إعلاما للرسميين، بل يجب ان يحمل مهمة قضية وهوية ويدافع عنها، يحمل رسالتها وهمومها، وهي قضية الحوار والتواصل وحماية الحضارات".

وقدم الرياشي مثلا، "محاولة شيطنة الإسلام وادخاله في السياسة من ابواب مختلفة"، وقال: "وزارة التواصل والحوار سوف تشرح حقيقة الاسلام، كما ستوضح حقيقة العلاقات الاسلامية-المسيحية للعالمين الغربي والشرقي".

ورأى أن "هناك ثلاثة أسباب اساسية لما نحن عليه اليوم: الجهل والجوع والجندرما التي لا يمكن مكافحتها إلا بالحوار والثقافة والتثقيف"، مشددا على "تثقيف المجتمع فعليا ليفهم حقيقة الاديان ويواجه تحديات المستقبل، كما تثقيف العالم لمعرفة من نحن وما نحن عليه، سواء كمشرقيين او كلبنانيين، ليعلم العالم ان هذه الارض لا تنتج إرهابا بل تنتج مؤمنين ومثقفين وأناسا حضاريين". وختم مؤكدا "أن ملحم الرياشي هو واحد، الاعلامي الزميل لكم قبل وزارة الاعلام وفي أثنائها وبعدها"، لافتا الى "ان الاعلام الرسمي اليوم لا يرتبط بشكل مباشر بصورة لبنان بل يعاني لأنه غير معني بهذه الصورة". وقال: "علينا نقل العملية الى مرفق ومنطق وأسلوب آخر في التعاطي لتفعيل الموظفين في وزارة الاعلام ودفعهم أكثر نحو عمل جدي محرك لهم ليأتوا الى وظائفهم بحماسة ويدافعوا عن قضية وهوية".

 

ماذا تضمّنت رسالة نصرالله إلى جنبلاط؟

الأربعاء 28 كانون الأول 2016 /السفير/لم تحمل الجلسة النيابية العامة المخصصة لمناقشة البيان الوزاري مفاجآت سياسية، خصوصا أن حكومة «استعادة الثقة» تكاد تكون في الأساس «برلماناً مصغراً»، بفعل تمثيلها لمعظم الكتل النيابية.

ولولا «مفرقعات» المشادة بين النائبين خالد الضاهر ورياض رحال، و «تمايز» بعض الكلمات النوعية لعدد من النواب، لكانت الجلسة عادية، مع الإشارة الى أن مجرد انعقادها بعد غياب طويل قد منحها، في الشكل، شيئا من الجاذبية.

واستكمالا للإيقاع السريع في عبور مراحل ترميم السلطة، من المقرر ان يتم اليوم الاستماع الى رد الرئيس سعد الحريري على الكلمات التي أُلقيت، والتصويت على الثقة في الحكومة، علما ان النواب سامي الجميل وبطرس حرب والضاهر أعلنوا خلال مداخلاتهم أمس عن حجبها اعتراضا على كيفية مقاربة البيان الوزاري لدور المقاومة ومبدأ السيادة، فيما كان لافتا للانتباه أن النائب حسن فضل الله ركز في كلمته على مقاومة الفساد باعتبارها ممرا إلزاميا نحو إعادة بناء الدولة، واختبارا لمدى قدرة الحكومة على كسب الثقة الشعبية، عارضا بالأرقام والوقائع نماذج عن هذا الفساد الذي يتخذ أحيانا كثيرة طابعا مقوننا.

وبينما ساهمت حكومة الوحدة الوطنية في فتح شرايين سياسية مسدودة، أعادت زيارة وفد قيادي من «حزب الله» للنائب وليد جنبلاط، قبل أيام، تثبيت «براغي» العلاقة الثنائية التي تقوم منذ فترة طويلة على ركيزتي التعاون في مساحة القواسم المشتركة، وربط النزاع في مساحة الخلاف، لا سيما بالنسبة الى الملف السوري.

يحصل أحيانا، أن تهتز هذه العلاقة بفعل «مطبات هوائية» طارئة، كما جرى مؤخرا بعد استعراض «سرايا التوحيد» في الجاهلية، الذي وضعه جنبلاط حينها في سياق توجيه رسالة اليه من الحزب عبر «البريد السريع».

احتار جنبلاط في أمره آنذاك، وهو الذي لم يجد تفسيرا واضحا لدوافع هذه «الرسالة المفترضة»، في ظل التقاطع الواسع بينه وبين الحزب داخليا، مع اقتناعه في الوقت ذاته بأنها موجهة اليه شخصيا.

تجنب جنبلاط الإفصاح عما يختلج في نفسه بصوت عال، لتفادي أي توتر علني وظاهر مع «حزب الله»، مفضلا أن يعبر عن مكنوناته في اللحظة المناسبة عبر أقنية التواصل التقليدية التي تربطه بمركز القرار في الضاحية.

ثم أتى «شبح» النسبية الكاملة ليزيد من أرق جنبلاط وقلقه، بعدما شعر أن هناك ضغطا متزايدا في اتجاه الدفع نحو اعتماد هذا النظام الانتخابي الذي لا يتناسب مع حسابات المختارة وحساسيتها.

لاحقا، التقطت «رادارات» الحزب انزعاج جنبلاط من دلالات «استعراض الجاهلية» بناءً على اعتقاد لديه بأنه موجّه عن بُعد، فيما كانت إشارات اعتراضه على النسبية تصبح ايضا أكثر وضوحا وتسارعا.

أدركت قيادة الحزب أن السبب الأساسي لهذا الالتباس المستجد في العلاقة مع جنبلاط إنما يعود الى سوء فهم أو سوء تفاهم، بُنيت عليه فرضيات سياسية غير واقعية، فكان لا بد من توضيح تولاه في المرحلة الاولى سفير «النيات الحسنة» على خط الضاحية - كليمنصو وفيق صفا (مسؤول الارتباط والتنسيق في «حزب الله»). أكد صفا للمعنيين في «الحزب التقدمي الاشتراكي»، عبر اتصالات في الكواليس، أن «حزب الله» لا يعتمد مع جنبلاط أسلوب توجيه الرسائل بالواسطة، وإذا كان هناك ما يريد أن يبلغه إياه، فهو يفعل ذلك مباشرة ومن دون مواربة، «ثم ليس هناك ما يستدعي أصلا توجيه أي رسالة اليه، ذلك أن هناك تناغما معه في مسألة انتخاب رئيس الجمهورية وتثبيت الاستقرار الداخلي وتشكيل الحكومة وتفهم الهواجس المتعلقة بقانون الانتخاب، أما التباين حيال الأزمة السورية فهو تحت السيطرة على قاعدة تنظيم الخلاف».

وبعد ذلك، أطل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، مشددا على أن دعم خيار النسبية الكاملة لا يلغي ضرورة تفهم هواجس القلقين وأخذها بعين الاعتبار. ترك موقف نصرالله معطوفا على توضيحات صفا ارتياحا لدى جنبلاط، وبالتالي أصبحت الأرضية جاهزة لعقد لقاء بين الجانبين.

وإذا كان صفا قد أصبح من «أهل البيت»، بحكم «تخصصه» في التنسيق مع جنبلاط، فإن وجود المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل في اجتماع كليمنصو الأخير لم يخلُ من الدلالة السياسية المعبرة، بحيث انطوى هذا الحضور لاثنين من أبرز معاوني نصرالله على لفتة خاصة من «السيد» في اتجاه رئيس اللقاء الديموقراطي، ما عكس رغبة الحزب في طمأنته حتى أقصى الحدود الممكنة.

في مستهل اللقاء الذي حضره أصلان جنبلاط ومسؤولون في «التقدمي»، نقل وفد الحزب الى وليد جنبلاط سلام نصرالله واطمئنانه الى صحته، فبادل التحية بمثلها، مستفسرا بدوره عن أحوال «السيد» وصحته.

وأكد الوفد تمسك الحزب بالعلاقة الوطيدة مع جنبلاط، ووجوب تفعيل التواصل واستمراره وفق القاعدة المتبعة أصلا وهي توثيق التعاون في الملفات الداخلية التي تجمعهما وتنظيم الخلاف في القضايا التي يتباينان في شأنها.

وفي مسألة قانون الانتخاب، أبلغ الوفد جنبلاط تفهم نصرالله لخصوصية موقفه، وأوضح له أنه عندما تكلم «السيد « عن ضرورة مراعاة هواجس البعض حيال النسبية الشاملة فإنه كان يقصده تحديدا. كما شدد الوفد على أن التفاهم حول قانون الانتخاب يحتاج الى حوار بين مختلف المكوّنات اللبنانية ولا يمكن اختصاره بتوافق بين طرفين فقط، لافتاً الانتباه الى أن الواقع اللبناني يحول دون إقرار أي قانون انتخابي لا يحظى برضى جميع المكونات الداخلية أو معظمها.

وفيما تفادى جنبلاط الخوض في تفاصيل هذا الملف، بادر أحد قياديي «التقدمي» الى القول إن الثقل الأساسي للطائفة الدرزية موجود في الشوف وعاليه، ونحن معنيون بأن نحافظ على وجودنا..

واتفق الجانبان على أنه لا يجوز ربط كل الأمور بقانون الانتخاب، لئلا تتعطل مصالح المواطنين الحيوية أو تتعثر ربطا بالخلاف الانتخابي، كما تطرق النقاش الى شؤون إنمائية ومعيشية، ومستقبل الوضع الحكومي وكيفية تنشيطه، وأهمية تفعيل التواصل بين الحزبين.

وعلم أن جنبلاط أبدى بعد اللقاء ارتياحه الشديد الى ما سمعه من خليل وصفا، «بحيث يمكن الجزم بأن صفحة الالتباس طُويت نهائيا، وان العلاقة الثنائية استرجعت نضارتها ورصانتها»، كما قالت أوساط قيادية في «التقدمي» لـ «السفير»، مشيرة الى أن وفد الحزب نقل حرص نصرالله على تفهم هواجس جنبلاط.

وقالت مصادر مقربة من «حزب الله» لـ «السفير» إن الزيارة لجنبلاط اندرجت في إطار تعزيز التعاون والتنسيق، مؤكدة انها كانت ودية وإيجابية.

وكان نصرالله قد أكد في كلمة له أمس، خلال حفل تأبين الشيخ الراحل عبد الناصر جبري، أن التكفيريين أوصلوا الأمة الى أخطر ما يمكن أن تصل اليه ويجب ان نتحمل «المسؤولية ونُحاصر ونعزل الذين يبثون الفتن».

وشدد نصر الله على «وجوب الدفاع عن المقاومة ومحورها ومجتمعاتها»، لافتا الانتباه الى أن «محور المقاومة سيخرج منتصراً من هذه الحرب الكونية عليه لان المقاومين في المنطقة مصرون على المواجهة حتى الانتصار النهائي». وأضاف: ان المستقبل هو للمقاومة ومحور المقاومة.

 

الرياشي خلال تكريمه في نادي الصحافة : وزارة الاعلام ستكون الحارس لهيكل الحرية ولن نقبل بتعرض اي صحافي للظلم

الأربعاء 28 كانون الأول 2016 /وطنية - اقام نادي الصحافة حفل استقبال تكريما لوزير الإعلام ملحم الرياشي، لمناسبة تعيينه في الحكومة، في مقر النادي، شارك فيه المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، رئيس النادي بسام ابو زيد واعضاء الهيئة الأدارية في النادي وحشد من الإعلاميين.

ابوزيد

والقى ابو زيد كلمة قال فيها: " نجتمع اليوم في نادي الصحافة لنكرم زميلا لنا في النادي وفي مهنة الإعلام، زميلا حملته جهود مضنية ومثابرة الى واجهة الإهتمام السياسي مع ما حققه من مصالحة مسيحية طال انتظارها بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، فجسدها تفاهم معراب بين الرئيس العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، وقد استحق زميلنا ملحم رياشي بعد هذا الإنجاز ان يتولى مسؤولية سياسية واعلامية تمثلت بتعيينه وزيرا للاعلام. يقول وزيرنا ملحم رياشي انه سيكون آخر وزير للاعلام في لبنان وسيعمل على الغاء هذه الوزارة، انها بالفعل خطوة في الإتجاه الصحيح في بلد سبقت فيه الحريات الوزارات والقوانين والإعراف حتى الإستشهاد، ولكننا لا نريد لهذه الحرية ان تتحول الى فوضى التعدي على حرية الأخرين وحرية الشتم وحرية التخوين وحرية التخلي عن اصول واخلاق ومفاهيم مهنة الصحافة".

اضاف : "معالي الوزير الزميل، ان التحديات الماثلة امامكم في المجالات الإعلامية كبيرة وكبيرة جدا واولها الحفاظ على حرية الرأي والتعبير، الحرية المسؤولة الهادفة الى تصحيح وتصويب اي خلل في اي مجال، ولا سيما على الصعيد الوطني، حيث يجب ان نكون كإعلاميين قوة ضغط في سبيل الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن والمواطن، مكتسبات الدولة التي تتجسد في دولة القانون والمؤسسات وصاحبة السيادة على كل ارضها وحدودها. ان القطاع الإعلامي يعاني كثيرا من المشكلات، الصحف الورقية مهددة بالإقفال والصحافيون العاملون فيها مهددون بالصرف من دون الحصول على كامل حقوقهم. في مؤسسات اخرى مضت اكثر من سنة ولم يتقاض العاملون فيها رواتبهم واذا بقيت الحال على ما هي عليه، فستنتقل العدوى الى مؤسسات اخرى، وبات من الملح ايجاد السبل الكفيلة باستمرار هذه المؤسسات. وهي مسؤوليات ملقاة في الدرجة الأولى على اصحاب هذه المؤسسات وعلى الدولة، حيث ان هناك موارد تستطيع ان تؤمنها لقطاعات الإعلام فتساهم بالحد الأدنى المطلوب بإنقاذ ما يمكن انقاذه، بعدما شح المال السياسي وبعدما تراجعت السوق الإعلانية لأسباب متعددة.

وتابع :"اننا في نادي الصحافة نطالبكم بقانون للاعلام عصري ومتطور مع مؤسسات تحمي الحرية بموجب القانون وتحمي الوطن ايضا من الفتنة والتحريض، اننا نعاهدكم بأننا سنبقى منبرا وصرحا للحرية حرية الإعلام والتعبير ونقف في وجه كل اعتداء على الحرية وندافع عن كل زميل مظلوم، وبما انكم من صفوفنا نرغب ان تولي وزارتكم هذا النادي اهتماما يوازي الاهتمام الذي توليه لنقابتي الصحافة والمحررين، ولا سيما من الناحية المادية، فنحن بقدراتنا الذاتية وبقدرات من يقدرون دور هذا النادي استطعنا ان نكمل رسالتنا ولن نتوقف ونحن اليوم على ابواب البدء لتنفيذ مركز للتدريب الإعلامي في هذا النادي وقد امنا جزءا من التمويل وسنبدأ التنفيذ قاب قوسين وادنى". معالي الوزير، اهلا بكم في ناديكم اهلا بكم بين زميلات وزملاء قرروا الوقوف الى جانبكم في الدفاع عن الحريات واصول مهنة الإعلام، ولن نتوانى عن ان نكون معكم في اي لحظة لردع المتطاولين على مهنة حان الوقت ان تستعيد رونقها وقدسيتها.

الوزير الرياشي

ورد الوزير الرياشي بكلمة قال فيها: "شكر كبير لنادي الصحافة وللزميل بسام ابو زيد رئيس النادي الذي يمثل كل اعضاء النادي وانا واحد منهم، وفخور ان اكون بينكم اليوم ". وقال: "وزارة الإعلام ستكون وزارة الإعلاميين وستكون واقفة الى جانب الحرية لا بل هي الحارس لهيكل الحرية، ولآداب المهنة، الحارس والحامي لكل مظلوم ومحام عن كل مظلوم . لن نقبل بعد اليوم ان يتعرض اي صحافي للظلم ونقف على الحياد،اي نوع من انواع الظلم يمكن ان نرفعه عن الصحافي سنمارسه بكل قوتنا".

اضاف الوزير رياشي: " تحدثت ايها الصديق بسام عن مشكلة الصحافة المكتوبة التي هي ايضا مشكلة المرئي والمسموع وكل انواع الصحافة، فالوضع في لبنان والمنطقة مأسوي اقتصاديا، ولكن لبنان البلد الاكثر قدرة على ان يستفيد من اقتصاد المعرفة، ووزارة الإعلام ستكون وزارة اقتصاد المعرفة للوصول الى بر الأمان لكل الصحافيين ووسائل الإعلام. سنكون المدافعين الشرسين عن حقوقكم بأي طريقة او وسيلة كان لتأمين هذه الحقوق، صحيح قلت انني سأكون آخر وزير للاعلام وسأبذل جهدي من اجل ذلك، فوزارة الإعلام يجب ان تكون وزارة الحوار ووزارة التواصل، وهذا لا يعني الغاء الإدارات الأدارية ولا الإعلامية للوزارة، لا اريد لأحد من الموظفين او المتعاقدين في الوزارة ان يخاف بل اريده ان يفرح وان يعرف ان لديه محركا اكبر لينجز شيئا". وتابع الوزيرالرياشي:" وزارة الإعلام تضم ادارات اعلامية رسمية تهتم بشأن الرسميين ويجب الا يبقى همها الإهتمام بالرسميين، سيكون هم الإذاعة اللبنانية، تلفزيون لبنان والوكالة الوطنية هم الشعب اللبناني لينقلوه للرسميين، وليس اذاعة او تلفزيون او وكالة الرسميين لنقل هموهم، فالشعب اللبناني هو من يصرف على هذه الوسائل الرسمية التي هي ملك له، ويجب ان نكون في خدمة هذا الشعب. يجب ان نكون سويا وسنضع المدماك الأول لتحقيق هذا الإنجاز، ولا يمكنني ان اضع المدماك الاول وحدي، ولكن يمكننا ان نكون يدا بيد لنضع مدماكا جديدا لسنة2017، لسنة حضارية في القرن الحادي والعشرين تشبه لبنان وصورته والعالم الحديث".