المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 تشرين الثاني/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.november05.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أمَا قَرَأْتُم في الكِتَاب: أَلحَجَرُ الَّذي رَذَلَهُ البَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَة، مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وهُوَ عَجِيبٌ في عُيُونِنَا

لِذلِكَ يَجِبُ عَلى الَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ أَنْ يُصَلِّيَ لِكَي يَنَالَ مَوهِبَةَ التَّرْجَمَة

تحية صادقة ومن القلب للنائب أحمد فتفت ال 14 آذاري قلباً وقالباً ومواقف/الياس بجاني

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مرشد جمهورية لبنان أمر بتشكيل حكومة جامعة وفيها كل مكونات 08 آذار/الياس بجاني

تضليل ال 14 آذاريين الذين خانوها يزداد فجوراً ووقاحةً/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سقوط 9 مقاتلين لـ"حزب الله" في سوريا بينهم أحد لاعبي "العهد" لكرة القدم

وانتصرت_بكم_حلب: عن أي انتصارٍ يتحدث جمهور الممانعة؟

الايليزيه: هولاند هنأ الحريري وشجعه على تشكيل حكومة جامعة سريعا وأشاد بعمل سلام

ريفي ردّاً على الكلام الذي يتردد: هم لا يعرفون أشرف ريفي

ماذا قصد نصر الله بقوله أنّ «الأخلاق» تتقدم على الدستور والقانون في بناء الدولة/علي الأمين/جنوبية

اليوم الأول من استشارات التأليف يفتح الشهية على وزارة المال "القوات" تريد حقها في المشاركة وبري يدير دفة التفاوض

سفراء مجموعة الدعم الدولي سلموا عون مذكرة "مبادئ عامة" رئيس الجمهورية: قانون الانتخاب أولوية المرحلة المقبلة

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 4 تشرين الثاني 2016

عون استقبل سفراء مجموعــة الدعم الدولي وقـــادة الاجهـزة واكد ان جمع اللبنانيين حول سياسة داخلية سيليه جمعهم حول الخارجية/تطبيق القوانين معيار لحركــة الدولـــة ومؤسساتها

رئيس الجمهورية تلقى برقيات تهنئة هولاند: لبنان لا يزال بإمكانه أن يبقى نموذجا للشرق الاوسط

الانباء": "هولاند يرجئ زيارته لبنان

"الرياض": "الثنائي الشيعي" يتشـبث بـ"الثلث المعطّل" والحق بالمقاومة

المصارف تتجه لإغلاق حسابات أفراد بشركات مرتبطة بـ”حزب الله”

أقدمت مجموعة تدعو للسلام في سورية على الاحتجاج ضد آلة القتل التي تفتك بالمدنيين، عبر التظاهر أمام

 اتجاه لحكومة ثلاثينية من التكنوقراط مطعّمــة بسياسييــن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

استدعاء طاقات اغترابية اسهاما في ورشة نهوض الدولــة

نصرالله يفوض حليفه للتشكيل: لا لمشاركة عون من دون بري

التسوية الرئاسـية: صيغة "مؤقتة" تحفظ التوازنات حتى اتضاح صورة الإقليم" وخطاب القسـم وحركة الرئيس الخارجيـة يكرسـان موقع لبـنان الوسـطي

"السـتون" سيد النيابية في غياب البديل وتعذر الجديد وهل تنجز الاشهر الخمسة ما عجزت عنه السـنوات؟

على رغم الشهية الكبيرة للفرقاء والمستوزريـــن وطبخة حكومية عاجلة "وبروفة" اولية الاسبوع المقبل

موسى: الكلام عن شروط بري يكشف شد الحبال السياسية والحوار فـــي عهدة عون وقانون الانتخــاب أولويـة

علوش: "التوافق على قانون انتخابي شبه مستحيل"وإذا تعذّر التأليف قد يشـكل حكومـــة تقنيـــة

من هو سعد الحريري؟

الفيديو.. حزب الله يحول الجامعة اللبنانية لحفلة ولاء لخامنئي

عن أخلاق الممانعة في الدفاع عن قتال حزب الله في سوريا

الباب العريض فُتح للحريري فماذا عن الجهاد الأكبر؟

من هن أكثر زوجات السياسيين أناقة؟

قاطيشا: سنراقب كل الوزارات لنعلم أين يتم التهريب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خمسة آلاف نازح جديد في العراق

التحالف: 40 ألف مقاتل على استعداد لعزل الرقة

القوات العراقية تستعيد أحياء بالموصل و”داعش” يهاجم الشرقاط

مسؤول كردي لـ "السياسة": بغداد تفكر بالاستعانة بمروحيات أميركية لحسم معركة الساحل الأيسر

داعش” يقتل المئات ويحتجز النساء ويجند الأطفال بالموصل

أميركا تؤكد مقتل القحطاني..صديق بن لادن ومجند انتحارييه

روسيا "تشتري" مرتزقة وتنشرهم سراً في سوريا

مسؤول إسرائيلي: إيران تقود 25 ألف مقاتل في سورية

هدنة روسية جديدة في حلب لم تسجل خروج أحد من الأحياء الشرقية

مصر نفت إرسال قوات عسكرية إلى سورية للتنسيق مع الأسد

إحباط مخطط “إخواني” لشن هجمات والعثور على معسكر تدريب في أسوان

موغيريني عبرت عن قلق عميق بعد توقيف نواب مدافعين عن القضية الكردية في تركيا

صحيفة إيرانية تكشف للمرة الأولى أعداد قتلى ميليشيات إيران في سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رئيس الجمهورية والدستور/شبلي ملاّط/النهار

في لبنان لا شيكات على بياض/علي حماده/النهار

جميع الأفرقاء يخرجون رابحين من الفراغ ! المناخ الجديد لا يحجب انعدام المساءلة/روزانا بومنصف/النهار

الحريري 2016: انتهى زمن البراءة/ احمد عياش/النهار

لبنان بعد انتخاب عون لرئاسة الجمهورية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

هذا ما قاله لي ميشال عون/نديم قطيش/الشرق الأوسط

صنع في لبنان الإقليمي/وليد شقير/الحياة

الرئيس اللبناني بين الواقع والأمل/كرم الحلو/الحياة

“حزب الله”: الحلف مع “أمل” أهم من السلطة/عماد مرمل/السفير

التكليف شرف لا ترف/علي الحسيني/المستقبل

خطيئة “القوات”… لا تغتفر/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

الحكومة و"النقزة" الشيعية/إيلي القصيفي/المدن

المواطنون الشيعة ضد الإرهاب/حسن المصطفى/الرياض

كلينتون أم ترامب: أيهما الأفضل ومن الأسوأ/أمير طاهري/الشرق الأوسط

من يوقف انتصارات ايران/حسين عبد الحسين/المدن

هكذا يحكم “حزب الله” لبنان/ طوني أبي نجم/امليبانون

الخبث كأداة هيمنة: استغلال شهادة الحسين/منى فياض/العرب

شفرة خامنئي للتهديم والتفليش/حامد الكيلاني/العرب

انهيار 'دولة الخلافة' في الموصل/سلام السعدي/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

دريان من روما: الاختلاف الديني ليس سببا للصراع إذا بقي تحت مظلة التراحم والتحابب

الحريري استهل الجولة الاولى من الاستشارات بخلوة مع بري واستقبل سلام والسنيورة ومكاري والتنمية والتحرير

جنبلاط بعد لقائه الحريري: تقدمنا بالحد الأدنى من المطالب ونتمنى السرعة في التشكيل

كنعان باسم نواب التيار: لتسهيل التأليف واحترام الميثاقية والمداورة وتمثيل الاقليات

رئيسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إختتمت زيارتها الى بيروت

المفتي قباني: خطوة عون والحريري الإنقاذية هي الأولى في مسيرة الألف ميل

مراد: التأليف يتأخّر اذا طغت المصالح الحزبية و"الطمع" ونتمنّى على الحريري السعي الى "لمّ الشـمل السـنّي"

ادمون رزق: الوزارات السيادية مفهوم منـــاقض للدستور نصا وروحا ولمراعاة الكفاءة والاختصاص من دون تخصيص الوظيفة لاي طائفة

وزني: لن تتبنى مشاريع موازنة ويصعب عليها وضع أخرى و"لحكومـة الحريري أولويـات اقتصادية وقانون انتخاب جديد

وزراء اوروبيون يزورون بيروت الاربعاء إنفــاذا لمؤتمـــر "رودس للأمــن"

نص خطاب السيد نصرالله/نصر الله في تكريم شحادة:ندعو الجميع الى ان يتعاطى بايجابية مع العهد الجديد ونريد لهذه الحكومة ان تؤلف وتنجح

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أمَا قَرَأْتُم في الكِتَاب: أَلحَجَرُ الَّذي رَذَلَهُ البَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَة، مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وهُوَ عَجِيبٌ في عُيُونِنَا

إنجيل القدّيس متّى21/من33حتى46/:"قالَ الرَبُّ يَسوع لِلأَحبارِ وشُيوُخِ الشَعب: «إِسْمَعُوا مَثَلاً آخَر: كَانَ رَجُلٌ رَبَّ بَيت. فَغَرَسَ كَرْمًا، وسَيَّجَهُ، وحَفَرَ فيهِ مَعْصَرَة، وبَنَى بُرجًا، ثُمَّ أَجَّرَهُ إِلى كَرَّامِين، وسَافَر.ولَمَّا ٱقْتَرَبَ وَقْتُ الثَّمَر، أَرْسَلَ عَبِيْدَهُ إِلى الكَرَّامِيْن، لِيَأْتُوهُ بِثَمَرِهِ. وقَبَضَ الكَرَّامُونَ على عَبِيدِهِ فَضَرَبُوا بَعْضًا، وقَتَلُوا بَعْضًا، ورَجَمُوا بَعْضًا. وعَادَ رَبُّ الكَرْمِ فَأَرْسَلَ عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِين، فَفَعَلُوا بِهِم مَا فَعَلُوهُ بِالأَوَّلِين. وفي آخِرِ الأَمْرِ أَرْسَلَ إِلَيْهِم رَبُّ الكَرْمِ ٱبْنَهُ قَائِلاً: سَيَهَابُونَ ٱبْنِي! ورَأَى الكَرَّامُونَ الٱبْنَ فَقَالُوا فيمَا بَينَهُم: هذَا هُوَ الوَارِث! تَعَالَوا نَقْتُلُهُ، ونَسْتَولي على مِيرَاثِهِ. فَقَبَضُوا عَلَيه، وأَخْرَجُوهُ مِنَ الكَرْم، وقَتَلُوه. فَمَتَى جَاءَ رَبُّ الكَرْم، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولئِكَ الكَرَّامِين؟». قَالُوا لَهُ: «إِنَّهُ سَيُهْلِكُ أُولئِكَ الأَشْرَارَ شَرَّ هَلاك. ثُمَّ يُؤَجِّرُ الكَرْمَ إِلى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُؤَدُّونَ إِلَيهِ الثَّمَرَ في أَوانِهِ». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَمَا قَرَأْتُم في الكِتَاب: أَلحَجَرُ الَّذي رَذَلَهُ البَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَة، مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وهُوَ عَجِيبٌ في عُيُونِنَا؟ لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُم، ويُعْطَى لأُمَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَرَهُ. فَمَنْ وَقَعَ عَلى هذَا الحَجَرِ تَهَشَّم، ومَنْ وَقَعَ الحَجَرُ عَلَيهِ سَحَقَهُ». ولَمَّا سَمِعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَ يَسُوع، أَدْرَكُوا أَنَّهُ كَانَ يَعْنِيهِم بِكَلامِهِ. فَحَاوَلُوا أَنْ يُمْسِكُوه، ولكِنَّهُم خَافُوا مِنَ الجُمُوعِ الَّذينَ كَانُوا يَعْتَبِرونَهُ نَبِيًّا".

 

لِذلِكَ يَجِبُ عَلى الَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ أَنْ يُصَلِّيَ لِكَي يَنَالَ مَوهِبَةَ التَّرْجَمَة

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس  14/01-05/13/14/20/26/:"يا إِخوَتِي، إِسْعَوا إِلى المَحَبَّة، وٱطْمَحُوا إِلى المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّة، ولا سِيَّمَا النُّبُوءَة. فَٱلَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ لا يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ الله، ولا أَحَدَ يَفْهَمُهُ، لأَنَّهُ يَقُولُ بِالرُّوحِ أَشْيَاءَ خَفِيَّة. وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأُ فهوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ كَلامَ بُنْيَانٍ وتَشْجِيعٍ وتَعْزِيَة. فَٱلَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ يَبْنِي نَفْسَهُ، وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الكَنِيسَة. إِنِّي أَوَدُّ أَنْ تتَكَلَّمُوا جَمِيعُكُم بِالأَلْسُن، ولكِنْ بِالأَحْرَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا، لأَنَّ الَّذي يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِنَ الَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُن، إِلاَّ إِذَا كَانَ المُتَكَلِّمُ يُتَرْجِم، لِكَي تُبْنَى الكَنِيسَة. لِذلِكَ يَجِبُ عَلى الَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ أَنْ يُصَلِّيَ لِكَي يَنَالَ مَوهِبَةَ التَّرْجَمَة. فَإِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِالأَلْسُنِ فَرُوحِي تُصَلِّي، أَمَّا عَقْلِي فلا يَجْنِي ثَمَرًا. أَيُّهَا الإِخْوَة، لا تَكُونُوا أَوْلادًا في تَفْكِيرِكُم، بَلْ كُونُوا أَطْفَالاً في الشَّرّ، ورَاشِدِينَ في التَّفْكِير. فَمَاذَا إِذًا، أَيُّهَا الإِخْوَة؟ عِنْدَمَا تَجْتَمِعُون، ويَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُم تَرْنِيمَة، أَو تَعْلِيم، أَوْ وَحْيٌ، أَوْ تَكَلُّمٌ بِالأَلْسُن، أَوْ تَرْجَمَةٌ لِلأَلْسُن، فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيءٍ لِلبُنْيَان".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مرشد جمهورية لبنان أمر بتشكيل حكومة جامعة وفيها كل مكونات 08 آذار

الياس بجاني/04 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/04/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%AF-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D8%AA%D8%B4/

كعادته باستعلاء وتكبر وفوقية، ولكن بهدوء لافت مصحوباً ببعض السخرية وبالكثير من الشماتة والكيدية أمر السيد حسن نصرالله من موقعه كمرشد وحاكم وآمر ناهي في الجمهورية اللبنانية التي يحتلها ويُعين ويُقيل حكامها ويتحكم بكل مفاصلها والمؤسسات، أمر اليوم من خلال خطابه المتلفز كل من الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بتشكيل حكومة جامعة يدخلها كل حلفاء حزبه اللاهي الصادقين والأوفياء ال 08 آذاريين، ومنهم وفي مقدمهم الوزير سليمان فرنجية بشكل خاص ومحدد، وقد اسقط عليه رزم من الصفات الأخلاقية والوطنية والمقاومتية.

هذا وافهم المرشد وهو يبتسم ابتسامة صفراوية، أفهم الرئيسين سعد الحريري وميشال عون وبالعربي المشبرح الذي لا لبس فيه أن عليهما فوراً ودون سؤال أو اعتراض الرضوخ الكامل لإملاءات الرئيس نبيه بري الموكل من قبله انجاز صفقة الحكومة..

وفي حال لم يستجاب لإملاءات بري بالكامل فتعطيل وتفشيل وعرقلة.

ومن هو أكثر مهنية وحرفية من حزب السلاح والإرهاب والغزوات في هذا التخصص التدميري.

كما افهم الرئيس ميشال عون وبعد أن نفخ في كبريائه وعظم في صفاته الحميدة وأشاد بصدقه واستقلاليته ووطنيته، أفهمه أن ورقة التفاهم معه وبعد أن أوصله الحزب إلى بعبدا فيها إنّ ..وذلك بعد تحقيق الوعد الرئاسي واجلاسه سعيداً على كرسي بعبداالذي حلم به طوال عمره.

وبالتالي على عون الرئيس وكما تمت مسايرته منذ العام 2006 حكومياً في أمور العرقلة والتعطيل أن يساير ويعطل ويعرقل هو وحزبه أيضاً غب فرمانات وأوامر الرئيس بري المُكلف من قبله الشأن الحكومي وأن لا يدخل مع حزبه في أي حكومة لا يشاركان فيها أمل وحزب الله...

يعني على عون وحزبه دفع الدين نقداً وعداً وإلا فعرقلة العهد وإفشاله وتسخيفه.

كما لمح بوضوح إلى احتمال سلوك طريق التعطيل الحكومي دون مسايرة لأحد.

وحتى لا يقال أنه ملتزم بعدم مهاجمة الدول العربية وأنه هو الآمر والناهي ورئيس الجمهورية تحت أمرته وليس العكس فقد هاجم السعودية ولكن بهدوء ودون تجريح فاضح كما كان يفعل في السابق.

ما يمكن استخلاصه بوضوح من كلام المرشد أن لا شيء تغير بعد تعينه عون رئيساً وتكليفه الحريري صورياً تشكيل الحكومة..

وأنه هو من يعين ويقيل ويسهل ويعرقل ويكافئ ويعاقب؟؟

عملياً المرشد قد كلف الرئيس بري تشكيل حكومة عهد عون الأولى وليس الرئيس الحريري...

وهذا التكليف للإستيذ بدا أمره واضحاً وجلياً من خطابه اليوم.

هذا ولم يغيب عن بال المرشد تسفيه كل من سوّق من ال 14 آذاريين السياسيين والأحزاب والقادة إلى أن حزبه لا يريد لا رئيس ولا جمهورية وبالتحديد بأنه لا يريد عون رئيساً..وبشماتة مميزة استهزأ بكل هؤلاء.

في الخلاصة إن لبنان باق أقله في الوقت الراهن تحت هيمنة ونفوذ الاحتلال الإيراني برئيس وبحكومة وبدون رئيس وبدون حكومة على حد سواء..

أما من توهم من أحزاب ونواب وقادة 14 آذار أنهم فعلاً مقابل استسلامهم وخنوعهم ووضع كل ما هو سيادة وقرارات دولية وسلاح ودويلة على الرف بأنهم سوف يكافئون ويشاركون في جنة الحكم وبتولي وزارات دسمة قد خاب ظنهم.

وهؤلاء ال 14 آذاريين المرتدين الذين قفزوا فوق دماء الشهداء ويضللون الناس ويستهزئون بعقولهم وبذاكرتهم وبتضحياتهم، هؤلاء على الأكيد الأكيد سوف يهانون أكثر ويهمشون أكثر وأكثر..

ويلي من ايدو الله يزيدو ويكترلو...

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تضليل ال 14 آذاريين الذين خانوها يزداد فجوراً ووقاحةً.

الياس بجاني/04 تشرين الثاني/16

*نواب وأحزاب 14 آذار الذين خانوها واستسلموا وصوتوا لعون ومعهم كثر من الإعلاميين العكاظيين يخدعون أنفسهم بتصويرهم للناس أن عوناً مختلفاً هو في قصر بعبدا وأن استسلامهم هو نصر مبين.

*فلقونا بزجليات بتضحيات الحريري.. يا جماعة هو حر يضحي بحاله وبماله ولكن ليس حراً وليس من حقه أن يضحي بلبنان وأن ينحر مع جعجع 14 آذار.

*لكل الواهمين والمتوهمين أن في قصر بعبدا عوناً مختلفاً نقول اسمعوا ما يتقيئه جبران باسل من عنتريات وتهديد تتأكدون أن عون القصر هو عون الرابية.

*نعتقد أن مقابلة عقاب صقر امس كانت فاشلة وفيها رزم من التناقضات والطروحات السخيفة والأوهام. اطلالته لم تكن ضرورية وبالأكيد لم تنجح في تجميل خطيئة استسلام الحريري لحزب الله.

*إن رفض النائب أحمد فتفت انتخاب عون يشبه موقف النائب المرحوم البير مخيبر الذي لم ينتخب الشيخ بشير.الفرق أن بشير زار مخيبر وشكره في حين فتفت واجه عون في القصر وقال له لماذا رفضه.

*من حق الناس أن تفرح.. ولكن ليس لتخدع نفسها بأوهام واهمين ومخادعين كواها تضليلهم مرات ومرات.

 

تحية صادقة ومن القلب للنائب أحمد فتفت ال 14 آذاري قلباً وقالباً ومواقف

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/03/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%82%D8%A9-%D9%88%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%A6/

تحية للنائب أحمد فتفت على صدقه وجرئته واحترامه لنفسه وللذين انتخبوه وأوصلوه إلى مجلس النواب.

تحية تقدير كبيرة مقرونة باعتزازنا وفخرنا ومعنا كثر من الأحرار بمواقف هذا النائب الوطنية والسيادية ال 14 آذارية المشرفة والتي رفض إلا أن يتمسك بها بعناد لا يلين ليبين للقاصي والداني ولمن يعنيهم الأمر من أصحاب الأمر والنهي!! ليبين لهم ولغيرهم وبالمحسوس والملموس وبالعلن أن في وطن الأرز رجال رجال في مواقفهم والصدق والصلابة والنبل وأحترام الذات.

في اسفل الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء الوطنية اليوم عن لقاء النائب أحمد فتفت بالرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري كنائب مستقل وذلك من ضمن لقاءات عون الرسمية والإستشارية مع النواب لمعرفة من يرشحون لتأليف الحكومة.

وطنية/03 تشرين الثاني/16/(التقى الرئيس عون النائب أحمد فتفت الذي وصف خطاب القسم ب”الممتاز”، وقال: “لقد هنأت الرئيس عون على انتخابه وتمنيت اظهار كل من لم يصوت له انه على خطأ وأنا منهم. واشرت إلى ملاحظتين صغيرتين، الأولى واضحة بالنسبة للإعلاميين أو السياسيين، إلا ان الرأي العام لا يعلم أن وثيقة الوفاق الوطني هي اتفاق الطائف، فيجب أن يكون ذلك واضحا. أما بالنسبة للنقطة الثانية، فكنت أتمنى، وان شاء الله أن تحل الحكومة العتيدة هذه المشكلة، وأن تكون هناك إشارة إلى القرارات الدولية وتحديدا القرار 1701 بكامل مندرجاته التي تشمل كامل الحدود اللبنانية، والقرار 1757 الذي يتعلق بالمحكمة الدولية. وبالتأكيد لقد سميت دولة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة”. وردا على سؤال عما إذا كان انفصل تماما عن كتلة “تيار المستقبل”، أجاب: “لقد قررت في هذه المرحلة أن ابدي رأيي بالشكل الذي أبديته الآن، لأن الكلام الذي قلته لا يمكن قوله مع الكتلة ولم أرد تحميلها أعباء مواقفي والآراء التي لم أنسجم فيها معها، إن كان عبر التصويت أو عبر الموقف الذي أدليت به الآن”. ولفت إلى أن الرئيس عون رأى في موقفه “رمزا للديموقراطية، شاكرا الذين صوتوا له والذين لم يصوتوا له، لأنهم أكدوا بذلك وجود ديموقراطية في لبنان”.)

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سقوط 9 مقاتلين لـ"حزب الله" في سوريا بينهم أحد لاعبي "العهد" لكرة القدم

النهار/5 تشرين الثاني 2016/قضى اللاعب في صفوف نادي العهد لكرة القدم قاسم علي شمخة (19 عاماً)، خلال مشاركته مع "حزب الله" في القتال الى جانب الجيش السوري في مدينة حلب (شمال سوريا)، بحسب ما اعلن النادي أمس، والذي نعاه وأرفق بيانه بصورة له يرتدي زي النادي ويقبّل كأسا تذكارية.

وكشف مصدر قريب من الحزب لوكالة "فرانس برس" ان "شمخة استشهد خلال صدّ هجوم للمسلحين الخميس غرب حلب".ويتحدر شمخة من بلدة برج قلويه (قضاء بنت جبيل) ويقطن في برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت. وكانت مواقع الكترونية قريبة من الحزب، أكدت سقوط تسعة مقاتلين في اليومين الأخيرين في سوريا، وهم الى شمخة: خليل محمد مرتضى من حي السلم (الضاحية الجنوبية)، حسين زين الطويل من كفرملكي (قضاء صيدا)، حسين علي جواد من حومين الفوقا وسامر عادل عواضة من عين قانا (قضاء النبطية)، شادي علي الزين من جويا وعلي رضا كمال من دبعال (قضاء صور)، فراس محمد قطيش من حولا (قضاء مرجعيون)، وحسين علي الموسوي من قرحا (قضاء بعلبك).

 

وانتصرت_بكم_حلب: عن أي انتصارٍ يتحدث جمهور الممانعة؟

نسرين مرعب/جنوبية/5 نوفمبر، 2016/سقط يوم أمس الجمعة 4 تشرين الثاني، تسعة عناصر من حزب الله في معركة حلب، ليطلق جمهور الممانعة هاشتاغ #وانتصرت_بكم_حلب مؤكدين من خلاله أنّه بدماء هؤلاء تنتصر القضية والمقاومة، وأنّ حلب سوف تسقط. المعركة التي أطلقها ابناء حلب لكسر الحصار عنهم وعن الأهالي، ما زالت مستمرة في خطى مدروسة وفي إنجازات متتالية، فالقوات الروسية المشاركة للدفاع عن نظام الأسد والتي منعت طائراتها وأسلحتها المحرمة وقذائف النابالم والفوسفور، ثوار حلب من استكمال النصر في المعركة السابقة، يبدو أنّ قياداتها قد أقامت مراجعة شاملة لإخراج الدور الروسي من الفخ الاميركي. روسيا التي تراجع دورها العسكري إلى الإعلامي والبروباغندا، يبدو أنّها لن تغامر أكثر لأجل بشار الأسد فهي لا تريد أن تتحمل وحدها مسؤولية حلب. إلا أنّ جمهور الممانعة ما زال يتحدث عن الانتصار فيما الوقائع الميدانية تعكس أنّ الثوار وحدهم يتقدمون، لاسيما وأنّ ملحمة حلب الكبرى قد انتقلت من المرحلة الأولى لكسر الحصار إلى المرحلة الثانية. مصادر الجيش الحر تؤكد لـ”جنوبية” أنّ “التقدم جيد ولكن الجبهة عريضة موضحة أنّ المعركة حالياً في مشروع الـ 3000 شقة في حلب الجديدة”. فيما مصادر ميدانية تلفت إلى أنّه “ما من استسلام حتى كسر الحصار والمعركة مستمرة”.

هذا الانتصار الذي يعلنه جمهور الممانعة في لبنان، تزامن مع  انتهاء الهدنة التي أعلنتها القوات الروسية والسورية في حلب دون تسجيل خروج أي مدني أو عسكري من حلب الشرقية، هذا الرد على الجانب الروسي من من قبل ثوار حلب هو الانتصار الحقيقي في حرب يخوضها أبناء الأرض ضد الغزاة والمرتزقة.

الاستنزاف العسكري لحزب الله وحركة النجباء ولجنرالات الحرس الثوري، مع ما يقابله من ثبات الثوار الحلبيين، إن كان له دلالة فهو الجغرافيا، فالثائر الحلبي هو الأكثر علماً بطبيعة أرضه لأنّه منها وإليها، بينما المقاتلين من لبنان لإيران إلى افغانستان والعراق، ليسوا إلا أدوات لا تنتمي لا لسوريا ولا لحلب وتخدم أجندة إقليمية لا علاقة لها لا بالقدس ولا بمقامات او مقاومات ولا بمقدسات. أخيراً، هذا الجمهور الذي يغرد #وانتصرت_بكم_حلب، هو من تحوّل عداءه مع الإحتلال الاسرائيلي الى درجة ثانية وربما عاشرة وذلك بحسب ما شهدناه يوم أمس في حلقة “العين بالعين” عبر قناة الجديد، لذا من يرى بالحرب على الثورة السورية اولى من الحرب ضد اسرائيل المنسية، لا يستبعد أن يقرأ الهزيمة بأبجدية النصر.

 

الايليزيه: هولاند هنأ الحريري وشجعه على تشكيل حكومة جامعة سريعا وأشاد بعمل سلام

الجمعة 04 تشرين الثاني 2016 /وطنية - باريس - صدر عن المكتب الصحافي في قصر الايليزيه ليلا بيان أعلن فيه ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اتصل برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري "لتهنئته وتشجيعه بغية تشكيل سريع لحكومة جامعة". وأكد ان "فرنسا تقف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الجديدة. وذكر رئيس الجمهورية كم أن الوحدة والاستقرار والأمن في لبنان مهم في الظرف المأساوي الذي تشهده المنطقة". وأفاد البيان أن "رئيس الجمهورية تحدث مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته تمام سلام، مشيدا بعمله الشجاع في ظروف صعبة منذ أكثر من سنتين".

 

ريفي ردّاً على الكلام الذي يتردد: هم لا يعرفون أشرف ريفي

5 نوفمبر، 2016/صرّح الوزير السابق أشرف ريفي عن الكلام الذي تردد عن انكفائه بعد انطلاق العهد الجديد لـ”النهار”، موضحاً أنّه “لا يعرفون أشرف ريفي، قلت كلمتي رفضاً للوصاية الايرانية امام اهلنا في طرابلس”.مضيفاً  “عندما استقلت من الحكومة تركت الموقع غير أسف لاحافظ على الموقف”.

متابعاً “لن نقبل أن يكون لبنان تابعاً لولاية الفقيه، ولن نقبل ان يسيطر ممثل الولي الفقيه على الدولة، ولن نقبل أن تكون جمهورية المرشد الأعلى”.

 

ماذا قصد نصر الله بقوله أنّ «الأخلاق» تتقدم على الدستور والقانون في بناء الدولة؟

علي الأمين/جنوبية/ 5 نوفمبر، 2016/الدستور والقوانين بنظر السيد حسن نصرالله لا يعوّل عليها في بناء الدولة والوطن في لبنان. ذلك أنّه كما قال فإنّ الدستور والقانون قابلان للتفسير والتأويل كما يشاء. لكن بنظره الإلتزام الأخلاقي والصدق هما ما يبنيان الدولة والوطن. أعتقد أنّ أحداً لا يدعو لقلّة الأخلاق ولا لكثرتها أو المتاجرة فيها أيضاً، ولكن السيد نصرالله يريد أن يجعل من الأخلاق هي المرجعية.. مهلاً، الأخلاق وجد تعريفاً وطريقاً محدداً لها. تبدأ من عدم احترام الدستور ولا القانون لأنّه لا يعول عليهما. ومن ثم الأخلاق والإلتزام هما في من يلتزم مع السيد نصرالله ويقدم الولاء والطاعة. فمثلاً الأخلاق أن تعطل الرئاسة عامين ونصف كُرمى لشخص ولو خالف ذلك مقاصد الدستور وأضر بالبلاد والعباد. الأخلاق ان ترسل اللبنانيين للقتال من أجل الدفاع عن نظام الأسد ولو كان ذلك على حساب الشعب السوري وعلى حساب الدولة والشعب في لبنان. وهنا التزام أخلاقي كما يقول نصرالله وهو لذلك أهم من الدستور والقانون . الإلتزام الأخلاقي والصدق. هما باختصار الطاعة والولاء لمشروع السيد وسوى ذلك هو قلّة اخلاق. عبارة الإلتزام الاخلاقي هي صناعة حزب الله وهي مرجعية اللبنانيين. أمّا الدستور والقانون فهي ألاعيب بنظر نصرالله. معادلة جديدة يريد نصرالله فرضها على اللبنانيين ودائما باسم الأخلاق زوراً. إذ أمام الإنتهاكات التي يرتكبها حزب الله ضد الدستور والقانون. ضد السيادة، بحيث أنّ وجوده اليوم يناقض فكرة الدولة وأصل وجودها..ولكن يبدو أنّ حزب الله يريد أن يبتدع معادلة جديدة تبرر هذه الانتهاكات. هو يحيلها إلى الأخلاق والإلتزام الأخلاقي ودائماً هو مرجع تفسير الأخلاق. إذ ليس هناك من وسيلة لتسفيه الدستور والقانون إلاّ بابتداع معادلة لم يسبقه أحد عليها الأخلاق تتقدم على الدستور والقانون في بناء الدول والأوطان…بربكم هل من استهزاء بعقول الناس أكثر من ذلك.

 

اليوم الأول من استشارات التأليف يفتح الشهية على وزارة المال "القوات" تريد حقها في المشاركة وبري يدير دفة التفاوض

منال شعيا/النهار/5 تشرين الثاني 2016

خرج الرئيس المكلف سعد الحريري من الباب الخلفي لمجلس النواب. لم يعلق على نتيجة اليوم الاول من الاستشارات النيابية. يعي تماما كثرة المطالب. قالها علنا أمام إحدى الكتل أمس: "حتى الآن، 4 جهات طالبت بوزارة المال". هي شهية التوزير في زمن الجوع. وهي الحكومة الجامعة التي يحرص رئيس الجمهورية ميشال عون في أول عهده، تماما كما الحريري في بداية عودته، على تظهير صورة جامعة لحكمهما، لا تقصي أحدا ولا ترفع الفيتو في وجه أحد. كل هذا التحدي يزيد صعوبة التأليف، وان تكن الاجواء الايجابية لا تزال هي هي. حتى الساعة، أمكن القول ان الحكومة ستكون ثلاثينية، كي تتسع لهذا القدر من المستوزرين والطامعين، وان خطوطا اربعة ستفتح منذ الان على باب التأليف الجدّي، هي: خط عون، خط الحريري، خط الرئيس نبيه بري وخط "القوات اللبنانية". والواضح أن بري سيكون لولب التأليف عند الفريق المعارض، اي فريق رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه والحلفاء الآخرين. إنه "تكليف شرعي" أعطاه امس الامين العام لــ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لبري، حين قال: "هو المفاوض في الحقائب والعدد، ولا نريد ان نعرقل تشكيل الحكومة". نأى الحزب بنفسه عن التأليف. أما المحك الاكبر للعهد، فسيكون هذه المرة عند "القوات"، الحليف الاساسي. المطالب واضحة. قالها النائب جورج عدوان: "ثلاث وزارات، واحدة سيادية، واخرى خدماتية وثالثة متوسطة". تماما كما هي المطالب واضحة عند كتلة "التيار الوطني الحر". فقد أعلنت للحريري خلال لقائها معه امس انها تريد أربع حصص: واحدة سيادية، اثنان للخدمات، ورابعة متوسطة".

وكان المفارقة التشديد على أن حصة رئيس الجمهورية تختلف تماما عن حصة "التيار"، وبالتالي فإن حصة الرئيس في الحكومة الثلاثينية ستكون أيضا أربع حقائب، واحدة منها سيادية. وكما هو متعارف عليه، فإن الحقائب السيادية هي أربع: الداخلية والدفاع والخارجية والمال، وهي موزعة: اثنتان للمسيحيين واثنتان للمسلمين. وبناء على المعطيات السابقة، فإن الاتجاه ان الحقيبتين السياديتين اللتين تعتبران من الحصة المسيحية ستكونان عند فريق واحد، (يحكى ان الخارجية للياس بو صعب والدفاع لشامل روكز)، فأي تفاوض سيكتب له النجاح بين "التيار" و"القوات"؟

جواب عدوان واضح ايضا: "اتركوا هذه المسألة لنا. ارتاحوا، العلاقة جيدة جدا اليوم وغدا وبعد غد. لا مشكلة". لكن عدوان جازم في جواب آخر: "القوات تريد حقها في المشاركة".

عند هذا الحد، لا تبدو مهمة الرئيس سهلة، وان يكن لا يزال مصرا على التشكيل السريع، على ان يكون للبنان حكومة قبل عيد الاستقلال. وللمفارقة ايضا، ان الادوار انقلبت. من كان يطالب دوما بالميثاقية والشراكة الحقيقية، بات الآن في السلطة، فيما بري اليوم أصبح ينادي بـ"ضرورة احترام التمثيل والشراكة".

كلمة فاصلة قالها الرئيس فؤاد السنيورة: "لا نريد فخاخا في الحكومة". وتلاه نائب رئيس الحكومة فريد مكاري: "لا ألغام. لا ثلث معطل ولا ثلث ضامن". واذا كان اي فريق لم يسم علنا امام عدسات الكاميرات الحقائب الوزارية التي يرغب فيها، فإن كلمة "المداورة" كانت بمثابة كلمة السر. السنيورة أكد ان "القاعدة ينبغي ان تكون في المداورة"، فيما تحدث النائب ابرهيم كنعان عن "المداورة في السلطة"، الا انه من الناحية العملية، قد يشكل هذا الامر تعقيدا كبيرا في الحقائب السيادية.

أما ما يحكى عن عقدة فرنجيه فيبدو ان زعيم "المردة" واضح: "نريد حقيبة اساسية. واذا كان ثمة احراج فلسنا متمسكين بأي وزارة". بات واضحا ان مشكلة فرنجيه هي مع الرئيس لا مع الحكومة. غاب عن استشارات بعبدا، وحضر استشارات التأليف في المجلس. وطالب "بجلسة مصارحة" مع الرئيس عون حتى تعود الامور الى نصابها، وهو مستعد في اي لحظة لهذه الجلسة، انما قبل ذلك، لن يزور القصر الجمهوري. طرف آخر أساسي هو الكتائب. النائب سامي الجميل والكتلة تدرس المشاركة، ان عرضت عليها، وتتمنى ان يكون "التشكيل فرصة نجاح للشعب اللبناني".

يبقى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط. كعادته، بكلام مقتضب، اوصل الرسالة: "نطالب بالحد الادنى"، ودعا الى "التوافق والابتعاد عن الخلافات". اليوم الاول من الاستشارات شمل ايضا كتلة "وحدة الجبل" والنائبين ميشال المر ونايلة تويني والنواب محمد الصفدي والنائب احمد كرامي وعاصم قانصوه.

أولويات كثيرة امام الحكومة، من قانون انتخاب الى مشروع الموازنة مرورا بالمطالب المعيشية، اما التحدي الاول فسيكون البيان الوزاري، وسط مطالب بأن يأتي على شكل خطاب القسم: يرضي الجميع ولا يحرج احدا. يبدو انه زمن الارضاء الشامل.

 

سفراء مجموعة الدعم الدولي سلموا عون مذكرة "مبادئ عامة" رئيس الجمهورية: قانون الانتخاب أولوية المرحلة المقبلة

النهار/5 تشرين الثاني 2016/أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن "جميع مكونات الشعب اللبناني التقت على تبني خطاب القسم الذي سيلتزم رئيس الجمهورية العمل على تحقيق ما ورد فيه خلال ولايته الرئاسية"، معتبرا أن "جمع اللبنانيين حول سياسة داخلية وطنية سيليه جمعهم حول سياسة خارجية واحدة أيضا، بعد تذليل كل التعقيدات التي تعترض تحقيق ذلك حتى الآن". وشدد على أن "تطبيق القوانين هو المعيار الوحيد الذي يرسم حركة الدولة ومؤسساتها، سواء كانت امنية او ادارية، لإنهاء حالة التراخي التي حصلت في عمل المؤسسات خلال الفترة الماضية"، مشيرا الى أن "أولويات المرحلة المقبلة هي إنجاز قانون جديد للانتخابات النيابية التي ستجرى في موعدها في أيار المقبل".كلام عون جاء خلال استقباله قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وفد سفراء مجموعة الدعم الدولي للبنان، الذي ضم سفراء روسيا الكسندر زاسبكين والمانيا مارتن هوت والولايات المتحدة اليزابيت ريتشارد وبريطانيا هيوغو تشورتر وايطاليا ماسيمو ماروتي وفرنسا ايمانويل بون والصين وانغ كيجيان، ومنسقة الامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ومندوب جامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح.

في مستهل اللقاء نقلت كاغ باسم السفراء الحاضرين تهاني دولهم والامين العام للامم المتحدة بان كي- مون، مؤكدة أن "انتخاب الرئيس عون شكل خطوة اساسية لمستقبل لبنان وخروجه من ازمته"، ومشيرة الى ان "دول المجموعة ملتزمة دعم الدولة اللبنانية ومساعدتها في مواجهة التحديات وتعزيز الاستقرار فيها". ثم تحدث عدد من السفراء عن مواقف دولهم، وشكر عون دول المجموعة على وقوفها الى جانب لبنان في مختلف الظروف. وبعد اللقاء صرحت كاغ: "كان لنا الشرف أن نكون في البرلمان ونشهد جلسة انتخاب الرئيس وإتمام العملية الديموقراطية. كذلك عبرنا عن أملنا في أن تتم الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها في أيار 2017، وتحدثنا مع الرئيس عن أهمية استمرار استقرار لبنان بعيدا عن الصراعات الاقليمية. إن تأثير الازمة السورية على لبنان هو من القضايا موضع الاهتمام المشترك. واتفقنا مع الرئيس على أن نبقى على حوار منتظم معه ومع الرئيس المكلف سعد الحريري لمناقشة سبل الحد من الضغوط على لبنان. وكانت لنا فرصة لتقديم مذكرة الى الرئيس تحمل عددا من المبادىء العامة التي عززت إشراك لبنان مع المجتمع الدولي، بالاستناد الى قرارات مجلس الامن و"بيان نيات" 2016".

قيادات دينية

على صعيد آخر، كانت لعون سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء الطوائف، واستقبل كاثوليكوس الارمن الارثوذكس لبيت كيليكيا آرام الاول يرافقه المطران شاهي بانوسيان والمطران نورايراشكيان، وتمنى له التوفيق في مسؤولياته الرئاسية. واعتبر الكاثوليكوس أن "خطاب القسم هو برنامج عمل للسنوات الآتية، ويحتاج الى التفاف جميع اللبنانيين حول الرئيس". ثم التقى بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر على رأس وفد ضم المطارنة الياس عوده والياس الكفوري وباسيليوس منصور. وبعد اللقاء صرح يوحنا: "قمنا بزيارة لفخامة الرئيس العماد ميشال عون لتهنئته بانتخابه رئيسا للجمهورية وعودة الحياة الى القصر الجمهوري. ونحن ندعو له بالصحة والقوة كي يقود الدفة في لبنان العزيز على قلوبنا، الى مرسى الامان والسلام والخلاص".

كذلك استقبل رئيس الطائفة القبطية في لبنان الأب رويس الأورشليمي، فالمعتمد البطريركي الأنطاكي في روسيا المطران نيفن صيقلي ومتروبوليت زحلة انطونيوس الصوري. وأشار صيقلي أنه حمل رسالة تهنئة من بطريرك موسكو وعموم الروسيا كيريل إلى عون، جاء فيها: "يسرنا أن نشهد ان لبنان، لقرون مضت، كان دائماً بيتاً جامعاً للمسيحيين والمسلمين. أما الآن فقد أصبح إضافة الى ذلك ملجأ لآلاف الناس، طالبي النجاة من الاعمال العسكرية في سوريا والعراق. نتمنى تحت ظل قيادتكم، أن تحافظ الجمهورية اللبنانية على مجد أرض لبنان حيث يعيش المسيحيون في سلام واتفاق مع مواطني الديانات الاخرى".

الى ذلك كانت لرئيس الجمهورية لقاءات مع قادة الأجهزة الامنية، أعطى خلالها توجيهاته لهم، والتقى على هذا الصعيد: المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص يرافقه رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، والمدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، ومدير المخابرات العميد الركن كميل ضاهر. وتلقى برقيات تهنئة بينها برقية من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 4 تشرين الثاني 2016

النهار

فارس يدرس الوضع ...

عُلم أن نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس وعد محدثيه في لبنان بدرس إمكان عودته كما وعد بوضع امكاناته في تصرّف العهد الجديد

من يتبدل؟ ...

يتحدث وزير سابق للخارجية مذكراً برسالة من الراحل جان عزيز الى الرئيس المنتخب بشير الجميّل عام 1982 وفيها "لتتمكن من الحكم عليك أن تتبدل أو أن يتغيّر البلد"..

تكبير الوعود ...

يردّد رئيس حكومة سابق أنه يخشى من "تكبير الوعود بعهد الرئيس عون لئلا يصاب الناس بخيبة لاحقة".

العهد والنضال ...

استبدل أحد الإعلاميين عبارة "العهد العوني" قبل أشهر قليلة بـ"النضال العوني" في أحاديثه المتلفزة.

السفير

لاحظ مواطنون أن العمل يتوقف في مكتب المؤسسة العامة للإسكان في طرابلس لدى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، نظراً لعدم وجود "اشتراك" بديل.

تردد أن فتح الملفات في السعودية يشمل التدقيق في عمولات حصل عليها بعض السعوديين من هبة المليار دولار للبنان التي جُمِّدت قبل استكمال صرف الجزء الأكبر منها.

تبين أثناء التحقيق في عملية تهريب مخدرات تورط شخصين غير مدنيين فيها.

المستقبل

يقال

إنّ هيئات اقتصادية بدأت تعدّ لورش عمل استعداداً لمشاريع واستثمارات يُفترض أن تواكب العهد الجديد وتُساعد في إنجاح انطلاقته اقتصادياً وإنمائياً.

اللواء

قام وزير سيادي بزيارة غير معلنة لمرجعية حزبية من غير طائفته عشية بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلّف.

قوبلت تصريحات تلفزيونية لقطب ماروني باستياء في أوساط متعدّدة، نظراً لما انطوت عليه من نظرة دونية..

استبعد مصدر مصرفي حدوث أية تغييرات في السلطات النقدية في المديَيْن المنظور والمتوسط..

الجمهورية

تتوقع قيادات سياسية أن يفتح إنجاز إستحقاق حكومي الباب أمام مصالحات كبيرة ستنعكس إيجاباً على هذا الإستحقاق.

كشفت جهة فلسطينية رسمية أن عدد الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا إلى لبنان بلغ 85 ألفاً وذهب نصفهم إلى دبي ومصر.

تمنّى سفير دولة مهمّة من مرجع روحي أن ينسحب الإتفاق المسيحي على عدم تهميش أحد من القوى المسيحية الفاعلة في مؤسسات الدولة.

البناء

بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في إطار الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، سئل نائب كان قد تسلّم وزارة سيادية في حكومة سابقة عما إذا كان مرشحاً لدخول الحكومة العتيدة؟ فردّ بالنفي لأنّ الوزارات السيادية محجوزة للقوى الأساسية في البلد، وهو لن يرضى أن يتولى وزارة أقلّ شأناً…

 الاحرار: خطاب القسم يكرس قواعد معتمدة لبناء الدولة

الجمعة 04 تشرين الثاني 2016

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء، واصدر بيانا أيد خلاله خطاب القسم واعتبر "انه يؤكد الثوابت التي ينص عليها الدستور واتفاق الطائف ويكرس القواعد التي يجب اعتمادها لبناء الدولة، وفي مقدمها الحرية والسيادة والاستقلال.أضف الى ذلك انه يراعي المبادىء الميثاقية في شكل يضمن المشاركة المتوازنة بين مكونات المجتمع مما يثبت استقرار الوطن وازدهاره. لذا نحبذ اعتماده ارضية صلبة للبيان الوزاري خصوصا أنه يشكل خارطة طريق للحكم من المستحسن دعمها، ونرى من الممكن أن يؤمن تطبيقه خروجا من الأزمات التي يتخبط فيها الوطن في ظل التحديات والأخطار المحدقة به، كما انه يكفل حقوق كل القوى السياسية المدعوة الى العمل تحت سقف الدولة بعيدا عن منطق الدويلات ويعيد اليها حصرية قرار الحرب والسلم من جهة، وحصرية السلاح من جهة أخرى".

وتابع:"نأمل أن تتشكل الحكومة في أسرع وقت ممكن، على أن تكون على مبدأ الموالاة والمعارضة بعد أن تأكد فشل ما يسمى حكومات الوفاق والوحدة الوطنية التي كانت تتحول وزارية تؤدي الى الدوران في حلقة مفرغة وفشل العمل الحكومي".

وقال:"ندعو الى إحلال قانون الانتخاب صدارة أعمال الحكومة على ان يكون حديثا وعادلا ويضمن صحة التمثيل ويتيح إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، ونحذر من إضاعة الوقت بمماحكات سياسية تنال من فعالية الحكومة بهدف معين هو محاولة تمديد ولاية مجلس النواب للمرة الثالثة أو إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين المرفوض".

واضاف:"ندعو الاتحادات والنقابات والجمعيات التي كانت تتحرك في الشارع الى تحقيق مطالبها ومنح الحكومة العتيدة فترة سماح تمتد على الأقل لفترة ثلاثة أشهر بعد نيلها ثقة مجلس النواب. في المقابل نهيب بالحكومة تحمل مسؤولياتها كاملة بدءا بقيادة حوار موضوعي ينتج منه جدول بالمطالب المحقة وتحقيقها تدريجيا، ونعتبر ان مثل هذا التصرف ضروري نظرا الى الأزمات الاجتماعية والاقتصادية الضاغطة وبعضها لم يعد يحتمل التأجيل ولا المماطلة".

وختم "على جميع المسؤولين والمواطنين التحلي بحس وطني يكفل التضامن في مواجهة الأخطار المتعددة ومن بينها تلك الناتجة من النزوح السوري وما يفرضه من أعباء لا طاقة للبنان على تحملها".

 

عون استقبل سفراء مجموعــة الدعم الدولي وقـــادة الاجهـزة واكد ان جمع اللبنانيين حول سياسة داخلية سيليه جمعهم حول الخارجية/تطبيق القوانين معيار لحركــة الدولـــة ومؤسساتها

المركزية- اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان جميع مكونات الشعب اللبناني التقت على تبني خطاب القسم الذي سيلتزم على تحقيق ما ورد فيه خلال ولايته الرئاسية، معتبرا ان جمع اللبنانيين حول سياسة داخلية وطنية سيليه جمعهم حول سياسة خارجية واحدة ايضا بعد تذليل كل التعقيدات التي تعترض تحقيق ذلك حتى الان. وشدد على ان تطبيق القوانين هو المعيار الوحيد الذي يرسم حركة الدولة ومؤسساتها سواء كانت امنية او ادارية لإنهاء حالة التراخي التي حصلت في عمل المؤسسات خلال الفترة الماضية، مشيرا الى ان اولويات المرحلة المقبلة هي انجاز قانون جديد للانتخابات النيابية التي سوف تجري في موعدها في شهر ايار المقبل. وقال الرئيس ان لبنان مقبل على مرحلة جديدة يتعزز فيها الاستقرار السياسي الذي يتأمن باحترام الميثاق والدستور والقوانين من خلال الشراكة الوطنية التي هي جوهر نظامنا و فرادة كياننا.

كلام الرئيس عون، جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وفد سفراء مجموعة الدعم الدولي للبنان، ضمّ سفراء روسيا الكسندر زاسبيكين والمانيا مارتن هوت والولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد وبريطانيا هوغو شورتر، وايطاليا ماسيمو ماروتي، وفرنسا ايمانويل بون، والصين وانغ كيجيان، ومنسقة الامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ومندوب جامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح.

في مستهل اللقاء نقلت السيدة كاغ باسم السفراء الحاضرين تهاني دولهم والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، مؤكدة ان انتخاب الرئيس عون شكّل خطوة اساسية لمستقبل لبنان وخروجه من ازمته، مشيرة الى ان دول المجموعة ملتزمة دعم الدولة اللبنانية ومساعدتها في مواجهة التحديات وتعزيز الاستقرار فيها.

ثم تحدث عدد من السفراء عن مواقف دولهم، وشكر عون دول المجموعة على وقوفها الى جانب لبنان في مختلف الظروف.

كاغ: وبعد اللقاء، قالت كاغ: "نحن هنا كاعضاء مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان. وكان لنا شرف لقاء الرئيس ميشال عون. بالطبع هنأنا الرئيس مرة جديدة باسم المجموعة الدولية، وكانت لنا فرصة مفيدة لتبادل الافكار. نحن مسرورون بان الانتخاب جدد الثقة واعطى الامل للبنان وشعبه ومؤسسات الدولة فيه بالاضافة الى اقتصاده وامنه".

اضافت: كان لنا الشرف ان نكون في البرلمان ونشهد جلسة انتخاب الرئيس واتمام العملية الديموقراطية . كذلك عبرنا عن املنا في ان تتم الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها في ايار 2017، وتكلمنا مع الرئيس عن اهمية استمرار استقرار لبنان بعيدا عن الصراعات الاقليمية. ان تأثير الازمة السورية على لبنان هي من القضايا موضع الاهتمام المشترك. واتفقنا مع الرئيس على ان نبقى على حوار منتظم معه ومع الرئيس المكلف سعد الحريري لمناقشة سبل الحد من الضغوط على لبنان، وبما يمكننا من مواصلة تقديم المساعدة المناسبة ودعم تنمية لبنان ومواطنيه بالاضافة الى اللاجئين السوريين والفلسطينيين. كانت لنا فرصة لتقديم مذكرة الى الرئيس تحمل عددا من المبادىء العامة التي عززت اشراك لبنان مع المجتمع الدولي بالاستناد الى قرارات مجلس الامن و"بيان نيات" 2016 . هذا كان بالطبع لقاؤنا الاول ونرغب في نبقى على اتصال مباشر كما اكد الرئيس عون .

كاثوليكوس الارمن الارثوذكس: الى ذلك كانت للرئيس عون سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء الطوائف الذين نقلوا اليه تهاني ابناء طوائفهم بانتخابه، معلقين الآمال على عهده. وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون كاثوليكوس الارمن الارثوذكس لبيت كيليكيا ارام الاول يرافقه المطران شاهي بانوسيان والمطران نوراير اشكيان، وتمنى له التوفيق في مسؤولياته الرئاسية. وقال الكاثوليكوس بعد اللقاء ان انتخاب الرئيس عون يعيد الثقة بلبنان وصورته في الخارج ، متمينا ان يعمل رئيس الجمهورية على تعزيز الوحدة الوطنية والاحترام بين جميع ابناء الطوائف في اطار من التماسك والتضامن. وشدد على اهمية الاغتراب اللبناني وضرورة تحقيق تواصل دائم بين لبنان المقيم ولبنان المغترب. واعتبر ان خطاب القسم الذي القاه رئيس الجمهورية هو برنامج عمل للسنوات الاتية وهو يحتاج الى التفاف جميع اللبنانيين حول الرئيس.

البطريرك يازجي: والتقى عون بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي على رأس وفد من المطارنة ضم المطران الياس عوده والمطران الياس الكفوري والمطران باسيليوس منصور.

وبعد اللقاء ادلى البطريرك يازجي بالتصريح الآتي:" قمنا بزيارة لفخامة الرئيس العماد ميشال عون باسم كنيستنا الانطاكية وبرفقة الاخوة السادة المطارنة لتهنئته بانتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية وعودة الحياة الى القصر الجمهوري. ونحن ندعو له بالصحة والقوة كي يقود الدفة في لبنان العزيز على قلوبنا، الى مرسى الامان والسلام والخلاص. ورفعنا الدعاء ان يمنحه الله الصحة والقوة مع العاملين معه، وكلّنا امل والشعب اللبناني ان تكون هناك صفحة جديدة مع عهد جديد في لبنان الذي يواجه كل الازمات والصعوبات من مختلف جوانبها، ان كانت سياسية او اقتصادية وتطال حياة المواطن اللبناني ولقمة عيشه، إضافة الى بقاء وثبات اللبنانيين في ارضهم.

صلاتنا ورجاؤنا واملنا ان تكون ورشة عمل جديدة تتضافر فيها كل الجهود والاطياف يدا بيد من اجل خير لبنان واللبنانيين".

رئيس الطائفة القبطية: كما استقبل رئيس الجمهورية رئيس الطائفة القبطية في لبنان الأب رويس الأورشليمي في زيارة تهنئة والذي قال: "جئنا نحمل تهنئة قداسة البابا تواضروس الثاني في مصر الى الرئيس، متمنين عهدا مزدهرا للبنان وللامة العربية. وكلنا امل كاقباط موجودين في لبنان بالرئيس. لقد وضع شعار انه اب للجميع ونحن وجدنا فيه الابوة ونتمنى الازدهار والعمل الجاد لكي يكون لبنان مزدهرا على الدوام" .

اضاف: "ابدينا محبة كبيرة لحظة سماعنا بانتخابه، وقد قرعت اجراس الكنيسة التي علمتنا قرع الاجراس لرؤساء الدولة والكنيسة، وهي تصلي دائما من اجل الرؤساء ولها صلاة خاصة من اجل الرئيس ومن هم في المناصب كي يمدهم الله بالحكمة ويوصلهم الى بر الامان. ونتمنى الخير للبنان ولكل البلدان العربية ومصر".

المتروبوليت صيقلي: والتقى رئيس الجمهورية المعتمد البطريركي الأنطاكي في روسيا المتروبوليت نيفون صيقلي يرافقه متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما انطونيوس الصوري، في زيارة تهنئة.

وبعد اللقاء قال المتروبوليت الصوري: "اتينا اليوم لتهنئة الرئيس، ونهنىء الشعب اللبناني بأسره بانطلاقة هذه المرحلة الجديدة التي بدأت بروح التفاهم والثقة المتبادلة، بروح الشراكة والانفتاح. نحن نعتبر هذه المرحلة رجاءً لزمن جديد ولنمو متجدد لهذا البلد. ونأمل ان تفتح هذه المرحلة الآفاق امام اللبنانيين، خصوصا امام شباب لبنان كي يستعيدوا ثقتهم فيه، وتعود الطاقات المنتشرة في الخارج للاستثمار فيه، فتنفتح مجالات العمل والنمو امام ابنائنا. ونصلّي كي يحفظ الرب هذا البلد ورئيسه وجميع الرؤساء الذين سيتعاونون معه لخدمة كل انسان، ولأجل النمو الانساني والحضاري والشهادة لهذا البلد الذي هو رسالة كبرى في المنطقة وفي كل مكان. انّ للبنان رسالة مميّزة، ونأمل اليوم مع وجود رئيس مميّز ورئيس حكومة مميّز، وغدا مع حصول انتخابات نيابية، ان تتجدّد الروح والحياة ببركة الرب لهذا الوطن".

من جهته، قال المتروبوليت صيقلي: "لقد حملت رسالة تهنئة من السيد كيريل بطريرك موسكو وعموم الروسيا الى الرئيس، يعبّر له فيها عن عميق محبته له وللبنان، متمنياً كل الخير والاستقرار والسلام والطمأنينة والمجد لهذا البلد".

رسالة كيريل: وجاء في رسالة البطريرك كيريل: "اهنئكم من كل قلبي بانتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية، الحدث الهام والمميز جدا للبلاد والشعب. لقد مررتم في السنين الماضية باوقات غير سهلة كقائد عسكري وسياسي. ان اللبنانيين منحوكم ثقتهم لانه باسمكم يربطون وعودهم في تطوير الدولة والمجتمع المتماسك، وفي مزيد التنسيق التام للعلاقات بين الاديان.

يسرنا ان نشهد ان لبنان ولقرون مضت كان دائما بيتا جامعاً للمسيحيين والمسلمين. اما الان فقد اصبح بالإضافة الى ذلك ملجأ لألاف الناس، طالبي النجاة من الاعمال العسكرية الحاصلة في سوريا والعراق.

نتمنى تحت ظل قيادتكم، ان تحافظ الجمهورية اللبنانية على مجد ارض لبنان حيث يعيش المسيحيون في سلام واتفاق مع مواطني الديانات الاخرى واضعين مساهمتهم في بناء البلد ومتطلعين بكل ثقة نحو المستقبل.

اتمنى لكم القوة بصلابة وعون الله والنجاح في خدمتكم الرفيعة والمسؤولة، وذلك لخير شعب لبنان.

قادة الاجهزة الامنية: كذلك كانت لرئيس الجمهورية لقاءات مع قادة الاجهزة الامنية، اعطى خلالها توجيهاته اليهم للتشدد في حفظ الامن والاستقرار في البلاد وتطبيق القوانين بعدالة تحصن المؤسسات الامنية من جهة وتحفظ حقوق اللبنانيين كافة من جهة اخرى. والتقى على هذا الصعيد كلا من: المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص يرافقه رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، والمدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، ومدير المخابرات في الجيش العميد الركن كميل ضاهر.

 

رئيس الجمهورية تلقى برقيات تهنئة هولاند: لبنان لا يزال بإمكانه أن يبقى نموذجا للشرق الاوسط

الجمعة 04 تشرين الثاني 2016 /وطنية - اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن "انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية هو حدث تاريخي بالنسبة الى جميع اصدقاء لبنان وأنا منهم، وان هذا الحدث يشكل ضمانا لآمال اللبنانيين ولجميع الذين يؤمنون بأن لبنان لا يزال بإمكانه ان يبقى نموذجا للشرق الاوسط، ومن بينهم فرنسا".موقف الرئيس الفرنسي جاء في رسالة وجهها الى الرئيس عون، هنا نصها: "في الوقت الذي اولاكم فيه اعضاء المجلس النيابي اللبناني ثقتهم، فانتخبوكم رئيسا للجمهورية اللبنانية، اود ان اجدد لفخامتكم اطيب عبارات التهنئة. ان هذا الحدث، تاريخي، بالنسبة الى جميع اصدقاء لبنان، وانا من بينهم، ذلك انه يضع حدا لفترة الشغور الرئاسي الطويلة، كما يشكل ضمانا لآمال اللبنانيين ولجميع الذين يؤمنون بأن لبنان لا يزال بإمكانه ان يبقى نموذجا للشرق الاوسط، ومن بينهم فرنسا. بانتخابكم تفتح صفحة جديدة للبنان الذي هو في حاجة أكثر من أي وقت مضى الى مؤسسات قوية لمواجهة التحديات الناجمة عن الوضع الاقليمي، سواء كانت ناجمة عن التهديد الارهابي أو الازمة الانسانية التي تواجه لبنان نتيجة الحرب في سوريا. وانني ارجو، ضمن سياق وصولكم الى سدة الرئاسة، ان تشكل حكومة في اسرع وقت تجسد الوحدة الوطنية، وهو ما من شأنه وضع السياسات التي يحتاجها لبنان موضع التنفيذ، آملا ان يعود مجلس النواب الى التشريع بشكل طبيعي والاستعداد الى ان يتجدد بما يضمن للجميع تمثيلا صحيحا. ان العودة الى المسيرة المؤسساتية الدستورية للانتظام بشكل طبيعي سيتيح المجال للمجتمع الدولي ان يساعد لبنان بشكل افضل على مواجهة نتائج الازمة السورية، وبصورة خاصة التدفق الكبير للاجئين السوريين، ومعالجة تدهور الظروف المعيشية للبنانيين الذين يستقبلونهم. كما من شأنه ان يشكل اساسا صلبا لرغبتنا المشتركة في توطيد العلاقات الاستثنائية التي تجمع تاريخيا بين لبنان وفرنسا في مختلف المجالات".

الملكة اليزابيث الثانية

وأرسلت الملكة اليزابيث الثانية الى عون، برقية تهنئة جاء فيها:

"أرسل اليكم تهاني الصادقة لمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية. كما ارسل اطيب الامنيات لكم وللشعب اللبناني، واتطلع الى استمرار العلاقات الممتازة التي تربط بلدينا".

المستشارة الالمانية

وتلقى رئيس الجمهورية برقية تهنئة من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل جاء فيها: "يواجه وطنكم تحديات كبيرة. ان انتخابكم يشكل خطوة أولى باتجاه تخطي الازمة السياسية والشلل في المؤسسات الدستورية في لبنان. ان الاسراع في تشكيل حكومة جديدة كما واجراء انتخابات نيابية على نحو مطابق للدستور يكتسبان اهمية كبيرة في سبيل تحقيق الاستقرار والسلام. إن حكومة المانيا الاتحادية عازمة على تقديم الدعم لكم، وتعرض عليكم تعاونها على نحو وثيق. اتمنى لكم القوة ودوام التوفيق في منصبكم الجديد في سدة الرئاسة".

الرئيس الجزائري

وتلقى عون برقية من الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة جاء فيها: "يسرني بمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية الشقيقة ان اتقدم اليكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة واصالة عن نفسي، بأحر التهاني واخص التمنيات راجيا لكم التوفيق والنجاح في مهامكم السامية خدمة لشعبكم الكريم في اطار التوافق المبارك الذي توصل اليه الفرقاء في لبنان عن طريق الحوار البناء والمثمر لتجاوز الازمة التي مر بها بلدكم العزيز. إن فوزكم بالثقة الغالية للشعب اللبناني الشقيق عبر ممثليه في مجلس النواب الموقر يعكس ما تحظون به من مكانة مرموقة وما تتمتعون به من كفاءة متميزة، ونيتكم الصادقة في الدفاع عن المصالح والقضايا العليا لوطنكم وشعبكم، المتطلع لعودة المؤسسات الدستورية الى عملها الطبيعي والى تحقيق المزيد من التنمية والتقدم في كنف الامن والاستقرار. وأغتنم هذه السانحة لاؤكد لكم عزمنا الراسخ وحرصنا الثابت على العمل معكم لتعزيز أواصر الاخوة والتعاون بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، والارتقاء بها الى اسمى المراتب في المجالات كافة، وتكريس التشاور والتنسيق بين بلدينا حيال قضايا امتنا وحشد جهودنا المشتركة من أجل صون السلم والامن في منطقتنا العربية وفي العالم".

الرئيس التركي

كما أبرق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مهنئا عون، وجاء في البرقية: "أهنئكم بمناسبة انتخابكم الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية من مجلس النواب اللبناني في الاقتراع الذي حصل في تاريخ 31 تشرين الاول 2016، واعتقد انكم من خلال توليكم هذه المهام سوف تستجيبون لتطلعات الشعب اللبناني الصديق والشقيق بشكل شامل. إن انتخاب فخامتكم بعد تعسر انتخاب رئيس جمهورية في لبنان لمدة سنتين ونصف سنة، يشكل خطوة إيجابية في اتجاه توفير الاستقرار والازدهار في لبنان، ونتمنى أن تستمر روح المصالحة التي تمثلت بهذه الخطوة الى المزيد من الخطوات القادمة خلال العملية السياسية.

تدعم تركيا الشعب اللبناني الصديق والشقيق دعما كاملا. ومن هذا المنطلق، ارغب في إقامة علاقة عمل مثمرة مع فخامتكم لتعزيز وتطوير العلاقات بين بلدينا اكثر فأكثر. انتهز هذه المناسبة لاتقدم من جديد بأطيب تمنياتي بالسلام والرخاء للشعب اللبناني الشقيق واتمنى لفخامتكم الصحة والعافية".

برقية الرئيس السويسري

وجاء في برقية رئيس الاتحاد الكونفدرالي السويسري يوهان شنايدر آمان: "يطيب لي أن أعبر لكم، لمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية، عن أطيب التهاني، باسمي وباسم المجلس الفدرالي السويسري، داعيا لكم بالنجاح في مهمتكم النبيلة وبموفور الصحة، وللشعب اللبناني بالهناء.

وإني مقتنع بأن روابط الصداقة والتعاون الممتازة بين بلدينا ستشهد بفضلكم مزيدا من التطور في المستقبل".

برقية رئيس طاجيكستان

وجاء في برقية رئيس جمهورية طاجيكستان امام علي رحمان الاتي: "يشرفني ان ابعث الى فخامتكم بأصدق التهاني بمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية ومباشرتكم اداء هذه المهمة رسميا. واننا اذ نتطلع الى المستقبل الواعد لعلاقات التعاون البناء بين بلدينا، نعرب عن استعدادنا لبذل الجهود المتواصلة معا من اجل تنميتها وتعزيزها في كل المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأنتهز الفرصة السانحة لأتمنى لكم، فخامة الرئيس، موفور الصحة والسعادة والانجازات الجديدة وانتم في هذا المنصب السامي، وللشعب اللبناني الصديق الامن والاستقرار والرفاه والازدهار".

برقية الرئيس السنغالي

وجاء في برقية الرئيس السنغالي ماكي سال الاتي: "اود لمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية ان اتقدم منكم باحر التهاني. وفي هذه المناسبة السعيدة ينضم الي الشعب السنغالي متقدما منكم بأطيب تمنيات النجاح في اداء مهمتكم السامية في خدمة مواطنيكم من اجل السلام والوئام الوطني.

واغتنم المناسبة لاعبر لكم عن استعدادي الدائم للعمل معكم من اجل توطيد علاقات الصداقة والمودة والتعاون التي تجمع بين بلدينا". كما أبرق مهنئا رئيس مجلس الدولة والوزراء لجمهورية كوبا راوول كاسترو، ولي عهد الكويت نواف الاحمد الجابر الصباح، ورئيس وزراء مملكة البحرين خليفة بن سلمان آل خليفة، والنائبان في البرلمان الاوروبي نيكول مانيسكو وماريا ارينا، ورئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الايطالي السيناتور نيكولا لاتوري.

 

الانباء": "هولاند يرجئ زيارته لبنان

المركزية- ذكرت صحيفة "الانباء" الكويتية ان "الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ارجأ زيارته المرتقبة الى لبنان لتهنئة الرئيس ميشال عون الى ما بعد تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري الجديدة.

 

"الرياض": "الثنائي الشيعي" يتشـبث بـ"الثلث المعطّل" والحق بالمقاومة

المركزية- أكدت مصادر سياسية لصحيفة "الرياض" السعودية أن "لا خوف من عراقيل كبرى أمام تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى خصوصا أن عمرها لن يكون طويلا لأن الانتخابات النيابية القادمة مقررة في حزيران 2017".

ولفتت إلى أن "حزب الله" و"حركة أمل" لن يقبلا بتشكيل الحكومة بلا "الثلث المعطّل" الذي يوازن مع الصلاحيات الكبرى التي بحوزة رئيس الحكومة، وكي لا يتفرّد بقرارات لا تعجب هذا الفريق، فضلا عن عدم التنازل عن تضمين فقرة في البيان الوزاري تتعلّق بحق لبنان بالمقاومة كونه لا يزال محتلا من قبل إسرائيل".

 

المصارف تتجه لإغلاق حسابات أفراد بشركات مرتبطة بـ”حزب الله”

السياسة/05 تشرين الثاني/16/أبدت مصادر لبنانية مسؤولة قلقها من اتساع ظاهرة العقوبات التي باتت تفرض بين الحين والاخر على أفراد وشركات لبنانية ترتبط بعلاقات مع “حزب الله”، في اشارة الى العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الاميركية وتم نشرها في العشرين من شهر أكتوبر الماضي على محمد المختار كلاس وحسن جمال الدين مدققي الحسابات في شركة “الانماء” التي يمتلكها رجل الاعمال اللبناني ادهم طباجة المعروف بكونه احد اهم الشخصيات التي تسير الاعمال المالية لـ”حزب الله”، وعلى شركة “غلوبال كليرنس” التابعة لشركة “الانماء” المملوكة هي الاخرى من قبل ادهم طباجة، حيث تعد هذه العقوبات الاولى من نوعها التي يتم فرضها على موظفين يعملون في شركات ترتبط بالحزب مثل مدققي الحسابات المذكورين. وقالت المصادر ان رجل الاعمال ادهم طباجة بات قاب قوسين او ادنى من اعلان افلاسه في اعقاب العقوبات الجديدة التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بعد عقوبات مماثلة كانت قد فرضتها وزارة الخزانة الاميركة عليه وعلى شركاته في العاشر من يونيو العام الماضي، بعد ان اوقفت المصارف اللبنانية منح الاعتمادات لشركة “الانماء” والشركات التابعة لها في لبنان والعراق وقامت باغلاق حسابات الشركة خشية تعرض المصارف لعقوبات اميركية.

وقالت المصادر انها تتفهم تماما الخطوات التي قامت بها المصارف اللبنانية التي تخشى على سمعتها في السوق المالية اللبنانية والدولية في ما إذا ثبت قيام هذه المصارف بتسهيل اعمال شركات ترتبط بـ”حزب الله”، مضيفة انه لن يكون أمام المصارف سوى القيام بإغلاق حسابات أفراد آخرين يرتبطون بشركة “الانماء” والتي تدرس الان احتمال فرض عقوبات عليهم في المرحلة المقبلة، وهم (م. ع)، و(ع. و)، و(ع. س)، والمهندس (ع. ف)، و(ح. ح)، و(م. ا) التي تعمل في فرع شركة “الانماء” في بغداد والمهندس (م. ت) والمسؤول في الشركة (م. ق) وغيرهم.

وختمت المصادر بأن العقوبات التي فرضت على طباجة وشركاته بدأت تؤثر على شركات اخرى ترتبط بالحزب، حيث قامت باتخاذ خطوات وقائية وألغت بعض العقود التي تربطها مع الحزب خشية ان تطالها العقوبات الاميركية هي الاخرى.

 

أقدمت مجموعة تدعو للسلام في سورية على الاحتجاج ضد آلة القتل التي تفتك بالمدنيين، عبر التظاهر أمام

السياسة/05 تشرين الثاني/16/السفارة الروسية في لندن، وإغلاق الأبواب المؤدية إليها بالأشلاء البشرية المصنوعة من البلاستيك. وذكرت “المجموعة السورية” في بيان نشرته على شبكة الإنترنت، أنها أغلقت مدخل السفارة الروسية في محاولة منها للاحتجاج على الخطط الروسية لإطلاق العنان في قتل المزيد من المدنيين في حلب، تعقيباً على المنشورات التي ألقيت في سورية وتدعو إما للخروج وإما للإبادة. وعن سبب اختيار السفارة الروسية، أوضحت أن موسكو حالياً تعتبر لاعباً أساسياً في استمرار القتل الممنهج في سورية وتتسبب في معاناة إنسانية لا يمكن تصورها، مضيفة إن 275 ألف شخص يقبعون في حصار مستمر على مناطق في حلب، ويتم تخييرهم إما التجوييع ببطء وإما الخضوع للقصف. وأظهرت صور نشرتها “المجموعة السورية” قيام أعضائها بإغلاق الأبواب المؤدية إلى السفارة الروسية بالأطراف البشرية المصنوعة من البلاستيك، في إشارة إلى أن هذه الأطراف هي دليل على الجثث التي لا تزال مفقودة تحت الأنقاض، بالإضافة إلى القتلى الذين لم يتم دفنهم بسبب القصف المستمر، كما هي تعبير على عدم وجود جثث أو حتى قطع منها لتشييع صاحبها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 اتجاه لحكومة ثلاثينية من التكنوقراط مطعّمــة بسياسييــن

استدعاء طاقات اغترابية اسهاما في ورشة نهوض الدولــة

نصرالله يفوض حليفه للتشكيل: لا لمشاركة عون من دون بري

المركزية- كل النفحات التفاؤلية الممكن ضخها في عروق الجسد اللبناني لاعادة انعاشه، يضخها العهد الجديد بجرعات متتالية توحي بأن التسوية الكبرى التي اصابت الفراغ الرئاسي في مقتل، ستنسحب على سائر الاستحقاقات، على أمل ان تشق طريقها بسرعة الى التنفيذ لتخرج الدولة من "العناية الفائقة" وتعيدها الى سكة العمل والانتاج.

توحيد السياسة الخارجية: ففي موازاة الموجة الايجابية التي عمت التكليف وتبدو ستعم التأليف بالاستناد الى طلائع مواقف الجولة الاولى من الاستشارات التي بدأها الرئيس سعد الحريري اليوم في البرلمان، خصوصا انها شملت كتلة "التنمية والتحرير" التي تنشدّ الانظار الى مطالبها وشروطها للمشاركة في الحكومة التي يريدها الحريري وطنية جامعة، نفخ الرئيس ميشال عون نفحة جديدة مطمئنة تتصل بموقع لبنان الخارجي في عهده بعدما توسعت رقعة التساؤل حول المحور الذي سينحو في اتجاهه، فأكد "أن جمع اللبنانيين حول سياسة داخلية وطنية سيليه جمعهم حول سياسة خارجية واحدة"، مشددا على أن "تطبيق القوانين هو المعيار الوحيد الذي يرسم حركة الدولة ومؤسساتها لإنهاء حالة التراخي. ولفت الى أن اولويات المرحلة المقبلة هي انجاز قانون جديد للانتخابات النيابية التي ستجري في موعدها، وقال:"لبنان مقبل على مرحلة جديدة يتعزز فيها الاستقرار السياسي باحترام الميثاق والدستور".

مجموعة الدعم: وكان رئيس الجمهورية التقى اليوم سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان، وقد دعت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في بيروت سيغريد كاغ عقب الاجتماع الى إتمام الانتخابات النيابية في موعدها وشددت على ضرورة صون الاستقرار اللبناني بعيدا من الصراعات. كما استقبل عددا من المسؤولين الامنيين منهم المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص يرافقه رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان ومدير المخابرات العميد الركن كميل ضاهر ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، اضافة الى قيادات روحية.

الاستشارات النيابية: في غضون ذلك، بدأ الرئيس الحريري الاستشارات النيابية غير الملزمة لتأليف حكومة تكنوقراط ثلاثينية مطعّمة بسياسيين، وعلمت " المركزية" انه سيتم استدعاء شخصيات من الطاقات اللبنانية الاغترابية في المجالات كافة للاسهام في ورشة نهوض الدولة . وقبل المباشرة في اجتماعاته تحت قبة البرلمان، اجتمع الرئيس الحريري برئيس مجلس النواب نبيه بري. أما أول لقاءاته، فكانت مع رئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام، فالرئيس فؤاد السنيورة الذي رأى "أننا وصلنا إلى مرحلة لم يعد بإمكاننا التساهل بإدارة الشأن العام ،نحن أمام فترة عصيبة يجب أخذ الحذر فيها لأن الأمر أصبح شديد الخطورة"، مضيفا "نحن في حاجة الى تشكيل حكومة بشكل سريع وذلك يقتضي تعاون جميع المعنيين بالشأن السياسي لتسهيل عملية التأليف". أما نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري فتمنى على الرئيس المكلف "ان تكون الحكومة منسجمة لتشكّل فريق عمل منتجا" معتبرا ان "لا يجوز ان تحمل اي الغام ولا يجوز ان يكون فيها اي ثلث معطّل او ضامن". وختم الحريري جولة استشاراته الاولى بالتشاور مع كتلة "التنمية والتحرير"، وقد أعلن النائب أنور الخليل بعد اللقاء أن "الإجتماع كان مفيدا ومنتجا وصريحا للغاية وبحثنا في الأمور المعيشية والأساسية التي يجب أن يحصل عليها المواطن وأكدنا أنه يجب ألا تتأخر فيها الحكومة"، مشيرا الى أننا "لم نطلب حقائب معينة على الإطلاق بل طلبنا من الحريري أن تكون عملية توزيع الحقائب عادلة بين الافرقاء".

جولة ايجابية: وفي حين وصف الحريري الجولة الصباحية بـ"الايجابية والجيدة"، استكمل لقاءاته عصرا على ان يتابعها غدا، والابرز فيها اجتماعه مع كتلة "الوفاء للمقاومة" اذ سيكون الاول بين الحريري ونواب حزب الله منذ سنوات، على رغم ان التواصل بين الحزب وتيار المستقبل لم ينقطع ، منذ انطلاق الحوار الثنائي الذي بلغ عدد جولاته الخامسة والثلاثين، وهو على موعد جديد الاربعاء المقبل لبت مصيره وجدوى استمراره ما دام احد ابرز بنوده ، الاستحقاق الرئاسي انجز.

نصرالله: وعشية الاجتماع، أطلّ الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في احتفال تكريمي للقائد مصطفى شحادة، ليفنّد المسار الانتخابي الطويل ويحدد مواقف حزبه مما يدور على حلبة العهد الجديد، فأكد بداية ان ايران وسوريا ارادتا ان يكون الاستحقاق الرئاسي لبنانيا بحتا" مشددا على "اننا في حزب الله ظلمنا كثيرا على مدى سنتين ونصف ونحن كنا صادقين في اننا نريد انتخابات رئاسية ونريد هذا الرئيس بالذات اي العماد عون، وكنا صادقين بمواقفنا ودعمناه ولم نتخلف عن هذا الموقف على الاطلاق". واذ وصف "ساكن قصر بعبدا بالجبل والقائد الشجاع والوطني وله ثوابت ومبادئ"، قال "كل ما بيننا وبين الرئيس اليوم ثقة لا غير ولا صفقات او تفاهمات ، نحن نثق به وباستقلاليته وبوطنيته.اما في ما خص الحليف الشيعي، فأكد امين عام حزب الله ان الرئيس بري كان حاسما في ضبط الجلسة الرئاسية وعدم تأجيلها بعد البلبلة، وهو يثبت انه الضمانة الوطنية الكبرى في الزمن الصعب. اما رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية فلم يغفل نصرالله الثناء على مواقفه معلنا انه قاطع الجلسات التي كان يراد فيها انتخابه، وقد بقي على التزامه، وهذا الرجل يمكن أن يؤتمن على البلد والشعب والدولة".واذ شكر الرئيس تمام سلام مبديا تقديره لصبره وتحمله وادارته للأزمة ولمجلس الوزراء، شدد على ان البلد يحتاج الى حكومة وفاق ووحدة وطنية ، وقال "نحن في كتلة الوفاء للمقاومة لم نسمّ الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة ولكننا قمنا بكل التسهيلات الممكنة ليحصل هذا التكليف، لكن لن نشارك في الحكومة اذا لم يشارك الرئيس بري، وهو المفاوض حكوميا في الحقائب والعدد، مشددا على ان كتلة الرئيس عون يجب ايضا الا تشارك اذا لم يشارك بري.

زيارات رئاسية ووزارية: في غضون ذلك، وفي ما يتوقع ان يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بيروت بعد تشكيل الحكومة لتقديم التهنئة لاركان العهد الجديد، بعدما كان وعد بالزيارة اثر انتخاب رئيس جمهورية، تردد ان وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف سيزور لبنان الثلاثاء المقبل لتقديم التهنئة لعون بانتخابه ، ويؤكد الدعم الايراني للعهد الجديد.

من جهتهم، يزور وزراء خارجية كل من اليونان والبانيا وبلغاريا وكرواتيا وقبرص، لبنان الاربعاء المقبل لإجراء محادثات موسعة مع نظيرهم اللبناني جبران باسيل وذلك ترجمة للمؤتمر الاول من نوعه الذي انعقد في رودس- اليونان في ايلول الفائت حول الامن، في ضوء ازمة اللاجئين والمهاجرين والذي جمع حينها عددا من الوزراء من أجل مناقشة التحديات التي تواجه الأمن الإقليمي في منطقة شرق الأوسط. واوضح مصدر ديبلوماسي لـ"المركزية" ان الوزراء سيبحثون مخاطر التطرف ومشكلة الارهاب ومواجهة هذه التحديات من خلال تنسيق الجهود مع لبنان عبر تبادل المعلومات.

 

التسوية الرئاسـية: صيغة "مؤقتة" تحفظ التوازنات حتى اتضاح صورة الإقليم" وخطاب القسـم وحركة الرئيس الخارجيـة يكرسـان موقع لبـنان الوسـطي

المركزية- اذا كان بعض الافرقاء الداخليين يعتبرون ان الانتخابات الرئاسية جرت باتفاق لبناني – لبناني فرض نفسه على القوى الخارجية التي سرعان ما أمّنت له الغطاء، فان جهات سياسية أخرى تتحدث عن قرار فاتيكاني – أميركي – فرنسي – اقليمي تبلور في الأسابيع الماضية وسمح باجراء الاستحقاق كون الانتخاب ضرورياً لتحصين الاستقرار على الساحة اللبنانية ليس أمنيا فقط، انما اقتصاديا وسياسيا أيضا. ويرى مؤيدو وجهة النظر هذه أن الضوء الاخضر الدولي – الاقليمي الذي أوصل الرئيس العماد ميشال عون الى قصر بعبدا والرئيس سعد الحريري الى السراي، سينسحب أيضا على عملية تأليف الحكومة لتسهيل انطلاقة العهد الجديد. ويصف هؤلاء عبر "المركزية" التفاهم الذي أبصر النور بـ"التسوية الضرورية" لمواكبة المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة، وقد خيطت خطوطها وفق صيغة تُبقي "البازل" اللبناني وتوازناته الدقيقة، على حالهما، الى حين انتهاء مخاض الحلول السياسية للنزاعات الدامية في الاقليم والمتعثرة حتى الساعة. ومن شأن الخطوة "الاستباقية" هذه، حفظ رأس لبنان وتزويده بمظلة واقية تمنع اصابته بشظايا النيران الملتهبة حوله. في الموازاة، تشير مصادر قيادية في قوى 14 آذار، الى ان التسوية المذكورة كانت عادلة ومتوازنة، اذ ضمنت وصول شخصيتين قويتين في بيئتهما وبيتيهما السياسيين الى رئاستي الجمهورية والحكومة، ولم تكرّس غلبة فريق أو محور على آخر، مبدية اطمئنانها الى مضمون خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس عون، وقد أتى ليؤكد ان كفة الميزان السياسي لم "تطبش" لصالح المحور الايراني بل دل الى ان الرئيس عون سيكون جامعا ووسطيا وقد تحرر من كل التزاماته السابقة. غير ان هذه الحقيقة لا تعني ان علينا ان "ننام على أمجادنا"، تتابع المصادر، بل ان أعيننا ستبقى مفتّحة لمراقبة مسار العهد الجديد ومنع انحرافه نحو اتجاهات يمكن ألا تلتقي والمصلحة والسيادة اللبنانيتين. وليس بعيدا، ترى المصادر أن من الضروري رصد حركة الرئيس المنتخب على المسرح الدولي والاقليمي في المرحلة المقبلة، حيث يفترض ان تكرّس مرة جديدة موقع لبنان الرسمي "الوسطي" غير المنحاز لأي محور في المنطقة. ففي أعقاب الاتصال اللافت الذي أجراه العاهل السعودي الملك سلمان بالرئيس عون مهنئا، لا بد أن تكون لرئيس الجمهورية جولة على الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، في محاولة لاعادة الدفء الى العلاقات بين بيروت والرياض التي أصيبت بفتور في الفترة الماضية، بما يساعد على اعادة الخليجيين والعرب تدريجيا الى الربوع اللبنانية. كما قد يزور الرئيس عون تركيا، ولا ضير والحالة هذه، أن تشمل زياراته إيران أيضا. وفي عود على بدء، تعتبر المصادر ان التسوية اللبنانية الطرية العود "مؤقتة" وأراد ناسجوها الخارجيون، أن تصون ميزان القوى المحلية وتمنع انتصار فريق على آخر، الى حين اتضاح مصير الكباش الدائر في الاقليم ومعالم التسوية القادمة اليها وحصة كل فريق اقليمي منها.

 

"السـتون" سيد النيابية في غياب البديل وتعذر الجديد وهل تنجز الاشهر الخمسة ما عجزت عنه السـنوات؟

المركزية- في خضم الانهماك بالاستحقاق الرئاسي و"همروجة" الاستشارات الملزمة للتكليف في بعبدا والتأليف في المجلس النيابي، مر بيان كتلة التنمية والتحرير في شقه المتصل بقانون الانتخاب مرور الكرام ، من دون ان يتنبه كثيرون لاشارته الى اجراء الانتخابات النيابية على اساس القانون النسبي، اذ جاء ما حرفيته "نتمنى لعهد الرئيس عون النجاح لتحقيق الاهداف التي تضمنها خطاب القسم وخصوصا ضمان الامن على الحدود السيادية وحدود المجتمع وفي تمكين المجلس النيابي من صياغة قانون عصري للانتخابات على اساس النسبية يحفظ حسن تمثيل اللبنانيين".

ومع ان الرئيس بري لطالما كان من مناصري النسبية وينادي باعتماد لبنان دائرة واحدة او الدوائر الكبرى، الا انه ابدى مرونة ملحوظة إبان مناقشة اقتراحي القانون المختلط في اطارسعي لتقريب المسافات وصولا الى الاتفاق على قانون جديد تجري الانتخابات النيابية على اساسه. وترى مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" ان تعمّد الرئيس بري اثارة ملف قانون الانتخاب في اول بيان لكتلته بعد الانتخابات الرئاسية بعث برسالة الى الرئيس سعد الحريري الذي لم يجارِه في الاستحقاق الرئاسي، مفادها ان المنازلة الكبرى ستقع حول قانون الانتخابات، لأن المعركة في شأن تشكيل الحكومة "مش حرزانة" ما دام عمرها قصيرا وهدفها محصورا بتحضير الارضية للانتخابات. وتلفت الى ان رئيس البرلمان سيوظف ورقته الانتخابية في شدّ الحبال "المنظّم" مع العهد الجديد لتحقيق اهداف يصبو اليها . بيد ان المصادر تعتبر ان الليونة التي أبداها رئيس المجلس وعكست اتجاها للتعاون مع العهد الجديد، قد تذهب في اتجاه مجاراة الامر الواقع الذي سيجد اهل السلطة الجديدة واركان الحكم انفسهم امامه في غياب البديل، واجراء الانتخابات على اساس قانون الستين، على رغم كل المعلن من مواقف رافضة. وتقول ان ما عجزت عنه السنوات لا يمكن ان تنجزه بضعة اشهر، بمعنى ان صولات وجولات واجتماعات لجان التواصل الانتخابية الماراتونية التي لم تخرج باتفاق الحد الادنى ولم تتمكن حتى من الوصول الى قواسم مشتركة لقانون انتخابي تؤكد بما لا يرقى اليه شك ان راية قانون الستين سترتفع مجددا في الربيع المقبل تحت شعار " ليس بالامكان افضل مما كان" واجراء الاستحقاق يتفوق على نوعية القانون بعد تمديدين مريرين للمجلس الحالي، خصوصا ان سيد العهد الرئيس ميشال عون كان وما زال من أشدّ مناهضي التمديد. وفي افضل الاحوال، تضيف المصادر تُجرى الانتخابات على اساس الستين مع اعتماد قاعدة صوت واحد لكل مواطن. وتعزز المصادر اعتقادها هذا، بالاشارة الى ان التسوية الظرفية التي فرضت التقاء معظم القوى السياسية على انتخاب العماد عون رئيسا وتكليف سعد الحريري رئاسة الحكومة والمتوقع ان تنسحب على التأليف لجهة تسريع مساره هي نفسها ستسري على الانتخابات النيابية ، فما دام التمديد مرفوضا والقانون الجديد شبه مستحيل الوصول اليه، يفترض ان يتم الاستحقاق الانتخابي على اساس " من الموجود جود"، علما ان القوى السياسية الداخلية غير متضررة من "الستين" ويسعى بعضها من تحت الطاولة، الى الابقاء عليه الى حين انقشاع المشهد الضبابي الذي يغلف المنطقة برمتها ويفرز الخيط الابيض من الاسود ويرسي الحل النهائي في دول المنطقة ومن ضمنها لبنان.

 

على رغم الشهية الكبيرة للفرقاء والمستوزريـــن وطبخة حكومية عاجلة "وبروفة" اولية الاسبوع المقبل

المركزية- على رغم شهية التوزير التي طفت على واجهة المشهد السياسي منذ التأكد من رجحان كفة وصول العماد ميشال عون الى بعبدا بعد اعلان رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري تبني تأييد انتخابه رئيسا للجمهورية، تستبعد مصادر سياسية مواكبة للتطورات تأخير اعلان التشكيلة الوزارية الجديدة للحكومة التي يستطلع رئيسها المكلف الاراء النيابية في شكلها وحجمها. وتتوقع تظهير "بروفة" اولية لها منتصف الاسبوع المقبل، من ضمن عملية جس نبض سياسية وشعبية.

والتفاؤل بقرب الولادة العاجلة لحكومة العهد الاولى، تعزوه المصادر نفسها الى اسباب عدة ابرزها:

اولا: الجهود المبذولة من قبل فريقي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لاستعجال التأليف قبل عيد الاستقلال في الثاني والعشرين من الجاري وتوفير مشاركة كاملة لأركان العهد ورؤساء السلطات الدستورية في البلاد في العرض المزمع اقامته في المناسبة هذه السنة.

ثانيا: امكان تخطي الشهية الواسعة للمستوزرين وذلك لعدم تمسك الممسكين بزمام الامور بحجم التوزير ونوعيته لادراكهم ان عمر الحكومة لن يتعدى الاشهر اذ سرعان ما ستستقيل بفعل انتهاء ولاية المجلس النيابي. ثالثا: خلو الحكومة المقبلة مما يعرف بالثلث الضامن او المعطل بعد اتفاق المعنيين بعملية التشكيل على ضرورة تجاوز هذا الموضوع خصوصا بعد التبلغ من الرئيس نبيه بري انه لم يكن يوما مع هذا التقليد وانه يعول كثيرا على الثقة المتبادلة.

رابعا: عدم تمسك حزب الله بموضوع المشاركة في الحكومة وتحديدا بتمثيل حزبيين كما كان يفعل سابقا وميله الى مشاركة مقربين منه لعدم تعليقه كبير الآمال على انتاجية هذه الحكومة القصيرة العمر من جهة، وافساحا في المجال امام انطلاقة جيدة للحكم لعلمهم ان تمثلهم في الحكومة من شأنه ان يحمّل العهد ورئيسه الكثير من التأويلات والاوزار، في وقت هو في حاجة لكل دعم نظرا للآمال المعلّقة عليه محليا وخارجيا، اضافة الى ان الحزب غير طامح على ما تقول الاوساط للتوزير، نظرا لعدم صفاء العلاقة كليا بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري وهو يفضل عدم نقل التوتر القائم راهنا بين الطرفين الى طاولة مجلس الوزراء.

 

موسى: الكلام عن شروط بري يكشف شد الحبال السياسية والحوار فـــي عهدة عون وقانون الانتخــاب أولويـة

المركزية- إذا كان الرئيس المكلف سعد الحريري متفائلا بولادة الحكومة العتيدة في أقرب وقت، فإن الأنظار الحكومية تتجه اليوم الى عين التينة، التي يعتبر كثيرون أنها قد لا تسهل عملية التأليف، خصوصا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حرص من على منبر قصر بعبدا على الفصل بوضوح بين التكليف والتأليف. هذا إلى جانب الكلام الكثير عن أن "الثنائي الشيعي سيدخل الحكومة يدا بيد" واستعداد الحريري لتلبية كل مطالب رئيس المجلس في سبيل ولادة حكومية "سهلة". فماذا يريد بري من الحريري؟ في معرض الاجابة عن هذا السؤال، أوضح عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى لـ"المركزية" أن "رئيس المجلس ، شأنه شأن سائر الفرقاء الذين سيتشاورون لدراسة التوازن السياسي العام لهذه الحكومة وتوزيع الحقائب فيها، تماما كما هي الحال عند تأليف كل الحكومات. ولا أعتبر أن في ذلك جديدا".

وردا على "اتهام البعض الرئيس بري بعرقلة ولادة الحكومة عن طريق شروط تعجيزية قد يضعها أمام الرئيس الحريري، اعتبر أن "من الطبيعي أن يحاول البعض وضع الكرة في ملعب فريق محدد، في محاولة لإثارة ضغط معين. لا نزال في اليوم الأول من الاستشارات التي يجريها الرئيس المكلف. فلننتظر لنرى ما سيطرحه الرئيس الحريري والكتل النيابية، وما يجري اليوم يعد مبكرا جدا. هذا يكشف لعبة شد حبال سياسية تبيّت نيات لا تتناسب والمناخ الذي ساد بعد انتخاب الرئيس، وإعادة إطلاق عجلة الدولة".

وعن تفاؤل الرئيس الحريري بإنجاز قانون انتخاب، لفت إلى أن "حظوظ حصول هذا الأمر كبيرة، لكنها تتوقف على النيات. علما أن الصيغ الانتخابية المتداولة باتت معروفة، ولا بد أن يتفق الجميع على إحداها ليطرحها على المجلس النيابي، علنا نؤمن قانونا جديدا ننتخب على أساسه عندما يحين موعد الاستحقاق. وهذا أولوية في المرحلة المقبلة". وفي ما يخص مصير الطاولة الحوارية عقب إنطلاق العهد الرئاسي الجديد، أشار موسى إلى أن "طاولة الحوار كانت تناقش قانون الانتخاب. اليوم بات لنا رئيس جمهورية، وحكومة في طور التأليف. وكانت الطاولة الحوارية قائمة على هذا الموضوع لحماية أي عهد مقبل. واليوم باتت في عهدة رئيس الجمهورية، والرئيس بري سيكون شريكا في أي حوار مقبل". وختم: "من المفترض أن يساهم الجميع في انطلاقة هذا العهد، وأن تتشكل حكومة تظهّر توجهه العام، بعد غياب طويل للمؤسسات

 

علوش: "التوافق على قانون انتخابي شبه مستحيل"وإذا تعذّر التأليف قد يشـكل حكومـــة تقنيـــة

المركزية- العودة السياسية للرئيس سعد الحريري أفرزت عودة شعبية تجلت معالمها أمس من خلال احتفالات شعبية بتكليفه رئيساً للحكومة، في مختلف المناطق اللبنانية، في لحظة سياسية مفصلية ستنقل لبنان من مستنقع الفراغ والتعطيل والمواجهة الى دولة المؤسسات والقانون. أجواء ايجابية يعيشها تيار المستقبل، فما هي القراءة للمرحلة المقبلة؟ أشار النائب السابق مصطفى علوش عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" في حديث لـ"المركزية" الى ان "الحدث المفصلي الذي قلب المعادلة في الشارع السني، هو خطاب الرئيس المكلف سعد الحريري معلنا فيه ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ما أحيا مشاعر التعاطف مع خياراته". معتبرا أن "ردة الفعل الاولية كانت ايجابية لكن العبرة في تعاطي الحكومة مع شؤون الناس في المرحلة المقبلة". وعن مدى تأثير حالة اللواء أشرف ريفي على حظوظ "المستقبل" النيابية خصوصا أن صدمة الانتخابات البلدية في طرابلس لا تزال مفاعيلها تتردد حتى الأمس القريب، اعتبر علوش أن "حالة اللواء ريفي ظرفية، وهي في سياق ردات الفعل على الوضع الذي كان ساريا آنذاك، والرئيس الحريري لا يأخذ ما جرى بالحسبان، ولو كان العكس لما أخذ خياراته الاخيرة، فحسابات الحريري أبعد من أن تكون مرتبطة بالاصوات التي سيحصدها في الانتخابات النيابية".

وفي ما يتعلق بتأليف الحكومة، لفت علوش الى أن "صعوبة تأليف الحكومة مرتبطة بكثرة الاطراف المشاركة، فحكومة الخصوم والحلفاء في آن معا تخلق عوائق في تأليفها والتوفيق بين مختلف أطرافها. وإذا تعذّر تأليف حكومة سياسية، يمكن أن يصار الى اعتماد حكومة تقنية، ولكن ذلك رهن قبول الاطراف الاخرى".وعما يشاع عن مطالبة الرئيس نبيه بري بوزارة المال، طالب علوش بتطبيق مبدأ المداورة. وحول قانون الانتخاب، أشار علوش الى أنه "مقتنع بأن التوافق على قانون جديد حاليا أمر شبه مستحيل، اذ لا توجد مؤشرات توحي بأن الكتل النيابية قادرة أن تُجمع على قانون جديد".

 

من هو سعد الحريري؟

جنوبية بتصرف 4 نوفمبر، 2016

كلف الرئيس اللبناني المنتخب ميشال عون، سعد الحريري رئيس تيار المستقبل، بتشكيل حكومة العهد الاولى. و سعد الحريري هو سياسي لبناني شاب من مواليد عام 1970، يبلغ من العمر 46 عاما، ولد في الرياض بالمملكة العربية السعودية، وهو نجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، الذي اغتيل في تفجير ارهابي في وسط بيروت في 14 شباط/ فبراير2005. يُعد سعد الحريري أحد أبرز خصوم حزب الله، حيث يحمّله مسؤولية الضلوع في التفجير الذي أودى بحياة والده عام 2005.

ومن المفارقات انه ظل لفترة طويلة أحد خصوم الرئيس ميشال عون الرئيسيين، لكن بعد ترشيحه المفاجئ له ضمن صفقة إقليمية مؤخرا فاز عون بتولي منصب الرئاسة.

تخرّج  سعد من جامعة جورج تاون في واشنطن، وحاز منها على شهادة في إدارة الأعمال الدولية عام 1992. ولم يتعاط السياسة الا بعد اغتيال والده في 14 فبراير/ شباط 2005، إذ دخل الانتخابات النيابية وفاز فيها، وترأس أكبر كتلة برلمانية ضمت 35 نائبا من أصل 128 مقعدا. وأسس تيار المستقبل عام 2007، وهو بمثابة تجمع سياسي يمثل السنّة في لبنان.

وفي يونيو/ حزيران عام 2009 حقق الحريري فوزا ثانيا في الانتخابات التشريعية، وحصل مع حلفائه على 71 مقعدا، وبذلك تولى منصب رئاسة الوزراء لأول مرة في مسيرته السياسية ما بين 2009 وعام 2011.

يحمل سعد الحريري الجنسية السعودية، ويُعد من أبرز المدافعين عن “الدور السعودي في لبنان”.

وبعد سقوط حكومته في 2011 عاش متنقلا بين باريس والرياض لأسباب قيل إنها أمنية. لكنه عاد في العام 2015 بشكل مفاجئ دون أي توضيح لأسباب عودته. حيث تراجعت شعبيته كثيرا نتيجة غيابه عن لبنان لمدة خمس سنوات.

تزوج سعد الحريري من لمى بشير العظم، وهي سورية الأصل وانجب منها ثلاثة أطفال، وهم يعيشون بين الرياض وباريس بقوا في السعودية حتى بعد عودته إلى لبنان عام 2014.

وكان السبب الرئيس لسقوط الحكومة آنذاك هو قرار حزب الله بسحب وزرائه منها على خلفية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

ويرى المراقبون أن تأثير سعد الحريري والعائلة المالكة السعودية بدأ في التضاؤل منذ وفاة الملك عبد الله في شباط/ يناير 2015، إضافة إلى انتقادات وجهت إليه من داخل البيئة السنية في لبنان بسبب غيابه الطويل، وفشله في دعم تماسك المكون السني الذي ينتمي إليه.

وينظر إلى دعم الحريري للرئيس اللبناني المنتخب ميشال عون بمثابة عودة تفعيل الحياة السياسية في لبنان وانهاءا للفراغ السياسي، الذي امتد لسنتين ونصف تقريبا.

 

الفيديو.. حزب الله يحول الجامعة اللبنانية لحفلة ولاء لخامنئي

رصد موقع ليبانون ديبايت/04 تشرين الثاني/16/

https://youtu.be/hMV2mj42VtE

تحولت قاعة في الجامعة اللبنانية إلى ما يشبه "الثكنة العسكرية" بهتافات حزبية موالية لعلي خامنئي. وفي التفاصيل، انتشر فيديو من داخل الجامعة اللبنانية فرع كلية العلوم في الحدث، والتي يقصدها مختلف فئات الشعب اللبناني ومن كافة الطوائف، يظهر مجموعة من الطلاب الذين ينتمون لحزب الله يؤدون قسم الولاء للمرشد الإيراني. الفيديو نشر على صفحة "هويتي- كلية العلوم"، وهي صفحة تابعة على ما يبدو لمجموعة طلاب حزب الله، إذ تصدرت صفحتها صورة لطلاب سقطوا خلال القتال في صفوف حزب الله. وظهر في الفيديو الذي نشر تحت عنوان "كلية الشهداءِ نرتدي ثوب الفداءِ لعلي الخامنئي"، مجموعة من الشبان ينشدون نحن أبناء الخميني وهتفنا بالولاء لعلي الخامنئي. وفور انتشار الفيديو على فيسبوك بدأت السجالات والانتقادات، من تلك التصرفات التي حولت الجامعة إلى ما يشبه الحسينية، في حين علق آخرون أنه على الأمم المتحدة أن تتولى الأمن في مثل تلك الجامعات، ووصف معلقون آخرون الجامعة بالكلية المحتلة. واعتبر احد المعلقين ان "الجامعة اللبنانية هي صرح علمي. التعبير فيه عن الرأي يكون فكرياً و ليس عاطفياً "ثورياً" على غرار ما يحصل في الحسينيات. فلو نادى تيار المستقبل بالولاء للسعودية لقامت قيامتكم. حتى في الجامعات يغيّب العقل و تساق الناس بالعواطف."

وكتبت إحدى المعلقات: "اللي بيحب يكون دايما فدا "حدا" أو فدا "صرماية حدا" ما إلنا معو. يصطفل.. بس عالقليلة غيروا اسم الجامعة"!. أما آخر فعلّق على الفيديو بالقول "بيجي بي قلك" ليه بتعملو festival و حفلات فولكلورية و نحن ممنوع نعلن ولاءنا بالجامعة"...يا خيي يا حبيبي ، في شيعة و سنة و مسيحية و دروز و... بيسمعو موسيقى و بيستمتعو بالفولكلور ، بس شي مرة شفتلك درزي فات يلطم معك؟ هيدي شعائر و معتقدات بتخصك وحدك ، بتخص ديانتك...يا خيي أنا شيعي و بدي أعلن ولائي في مكان مخصص للموضوع ، هيدي الجامعة لعامة الشعب ، اذا النشاطات الي بتعملها عامة الشعب و النشاطات الفنية و المتعلقة بالفولكلور اللبناني بتستفزك و بتخليك تبرر الي عم تعملو المشكلة بتكون منك."

 

عن أخلاق الممانعة في الدفاع عن قتال حزب الله في سوريا

خاص جنوبية 4 نوفمبر، 2016/من يموت؟ ولأجل ماذا، ومتى سنخرج من الظلمة لرؤية النور؟ تحت هذه العناوين افتتح الإعلامي طوني خليفه حلقة يوم أمس 3 ت2 من برنامجه العين بالعين والذي كان محوره الحرب السورية ومشاركة حزب الله بها. في هذه الحلقة استضاف خليفة كل من الشيخ عباس الجوهري والصحافي غسان جواد، وأبٌ لثلاثة شهداء من حزب الله وهو سامي مسلماني، فيما كان للزميلة سلوى فاضل حضور في الفقرة الأخيرة. بداية وفيما يتعلق بالحلقة وإطارها، فقد أكّد الشيخ الجوهري أنّ حزب الله ارتكب خطيئة كبيرة وأنّه يبكي على الشهداء اكثر من السيد حسن نصرالله. معتبراً أنّ ما يجري في سوريا هو حرب مذهبية قذرة، ومؤكداً أنّه ضد النظام السوري ويعارضه ويعارض حرب الشيعة في الأراضي السورية. الجوهري أشار أيضاً إلى أنّ حزب الله يتمتع بهامش من الديمقراطية وأنّه لا أشعر بغربة في الضاحية، موضحاً أنّ الضوء الذي أنزله الله لنا وهو حزب الله والمقاومة نضيعه في أروقة الأنظمة الفاسدة. هذا الرأي انتقده كل من أب الشهداء والصحافي غسان جواد، اللذان دافعا عن وجود الحزب في سوريا، تحت تعليل أنّه لولا الحزب لكانت داعش قد قتلتنا وباعت نساءنا. بدورها الزميلة سلوى فاضل اعتبرت أنّ الجمهور الشيعي لا يستطيع إبصار الوجه الأخر، وأنّ الطاقات الشيعية تُهدر في سوريا، مؤكدة أنّها ليست مع حرب حزب الله في سوريا. وفي سجال مع الصحافي غسان جواد توقفت فاضل عند مواقفه المتبدلة، وتماهيه مع محور حزب الله. وانتقدت الزميلة ما قاله جواد عن أنّ الشهيد في سوريا أكثر أهمية من الشهيد الذي يسقط في مواجهة اسرائيل، مؤكدة أنّ السلطة الإعلامية التي يتم العمل عليها في هذه المرحلة قائمة على التخوين وليس بالإمكان مواجهتها. هذه الحلقة التي ارتبطت بهاشتاغ #حزب_الله_يقاتل_في_سوريا_من_أجل، كانت نشطة تويترياً إن لأهمية الموضوع على الساحة اللبنانية أو للجدلية حوله بين محورين، الأول يؤيد وجود الحزب والثاني يعتبر مغامرة.  اللافت في المتابعة أنّ جمهور فريق الممانعة يحوّل الساحة الالكترونية إلى معركة تنتهك بها الكرامات، فيرفضون من لا يوافقهم الرأي بأقذع العبارات وأكثرها هبوطاً. أخلاق الممانعة دائماً ما تتجلى وتصبح أكثر سقوطاً حينما لا يجدون حجة يردون بها فتكون الشتائم هي الحاضرة ويكون العري الخلقي هو الأوضح. الشيخ عباس الجوهري والزميلة سلوى فاضل، تعرضا لحملة عنيفة، هذه الحملة على شراستها ضعيفة فهي لم تحمل لا رداً ولا انتقاداً منطقياً لم تحمل إلا السباب

 

الباب العريض فُتح للحريري فماذا عن الجهاد الأكبر؟

إعداد جنوبية 4 نوفمبر، 2016/إنتهى مشوار التكليف بأكثرية نيابية موصوفة للرئيس سعد الحريري بـ 112 صوتاً، لينطلق فيها مشوار التأليف، وأولى محطاته الاستشارات النيابية التي سينطلق فيها الرئيس المكلّف اليوم.

اكتسب التطور البارز  في اليوم الثاني والختامي من الاستشارات التي أجراها رئيس الجمهورية  دلالة مهمة  تمثل في الغالبية الواسعة التي حازها الرئيس سعد الحريري رئيساً مكلفاً والتي شكلت شبه اجماع على تكليفه إذ سمّاه 112 نائباً فيما امتنعت كتلة “الوفاء للمقاومة” (13 نائباً) والنائب البعثي عاصم قانصوه عن تسميته.هذه الغالبية الواسعة تعيد الحريري الى رئاسة الحكومة من الباب العريض مطلع العهد العوني الذي شكل الحريري رافعة اساسية لوصوله بما يشيع انطباعات أن عملية التأليف قد لا تكون معقدة بالقدر الذي يخشاه البعض اذا استمرت وتيرة الاجواء السائدة على زخمها وخصوصاً بعد الخرق الذي شكله موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس في موضوع التكليف وتسميته الحريري بالتوافق بينه وبين “حزب الله”. وسارع الرئيس الحريري فور تكليفه الى ترجمة هذه الأجواء باعلانه العناوين العريضة لـ”حكومة وفاق وطني تتخطى الانقسام السياسي مستندة الى اجماع كل القوى السياسية حول خطاب القسم (للرئيس عون) بكل مندرجاته” وحدد أبرز هذه العناوين “بوضع حد لمعاناة الوطن والمواطنين وانجاز قانون انتخابي يؤمن عدالة التمثيل ومعالجة الازمات المعيشية والاقتصادية”.

وحرص الحريري عقب جولته على رؤساء الحكومة السابقين ووصوله الى “بيت الوسط” وسط احتفالات الابتهاج بتكليفه التي عمت معظم المناطق على ابراز تفاؤله بعهد الرئيس عون وكذلك بالاستشارات التي سيجريها اليوم وغداً في مجلس النيابي. وقال: “لقد أثبتنا اننا كلبنانيين قادرون على ان نستنبط الحلول”، مشدداً على ان الحكومة ستتشكل والانتخابات النيابية ستجري في موعدها “والخير لقدام”. كما أعرب عن ثقته بأن كل الأفرقاء السياسيين “بمن فيهم الرئيس بري الذي كان متعاوناً راغبون في رؤية عهد الرئيس ميشال عون ناجحاً من البداية”. وأضاف: “هذا عهد جديد يجب ان نعطيه فرصة والحكومة ستضم كل الأطراف ويجب ان ننفتح وان نتكلم بعضنا مع البعض”.  وتوقع ان يكون تشكيل الحكومة سريعاً مع مشاركة الجميع في الحكومة.

واللافت النقطة المشتركة بين عون وبري وكذلك مع الحريري، هي التعجيل في ترجمة الايجابيات التي يعيشها البلد، بحكومة سريعة، من دون تسرّع، تعتبر بشكلها ومضمونها وبرنامجها عنواناً للشراكة الحقيقية والتوازن، بما ينفخ الروح مجدداً في بلد أصابه الشلل لسنوات طويلة، كما تشكّل فرصة ثمينة لا بدّ من قطفها لجَمع اللبنانيين على كلمة سواء: إنقاذ البلد اولاً، بعيداً من التعقيدات والمطبّات وكل ما من شأنه خلق التفسّخات في جسم الدولة. وعلى ما يبدو إنّ “الجهاد الاكبر” الذي أشار اليه رئيس مجلس النواب، مرشّح في هذه الاجواء لأن يكون “الجهاد الاسهل”، لبناء حكومة تأخذ على عاتقها التصدي للأولويات الملحّة التي تتقدمها الموازنة العامة، وكذلك القانون الانتخابي الذي صار الوصول اليه محلّ إجماع بين القوى السياسية. وعلمت انّ عون قدّم خلال “القاء الثلاثي” مع بري والحريري، مداخلة سياسية ووجدانية أدت الى ترطيب الأجواء، وشدّد على أهمية التضامن في مواجهة التطورات داعياً الى مواقف جريئة تؤدي الى استيعاب الأجواء المتشنّجة تمهيداً لطَي الصفحة الماضية نهائياً وفتح صفحة جديدة. وشدّد على أهمية التفاهم للإسراع بتشكيل. وبعد مداخلة رئيس الجمهورية وملاحظات متبادلة بين بري والحريري تخللها عبارات ود متبادلة، طلب عون الدخول في تفاصيل المرحلة المقبلة والخطوات الواجب اعتمادها بدءاً بالإستشارات النيابية التي سيجريها الرئيس المكلف، مشدداً على التعاون في إنجاز هذه المرحلة في افضل الظروف. وتمّ التفاهم على البدء بها اعتباراً من اليوم، على ان تكون على مرحلتين: واحدة قبل صلاة الجمعة وثانية بعد الظهر وتستكمل قبل ظهر غد، لتبدأ عملية الجوجلة المطلوبة في المرحلة الأولى في عطلة نهاية الأسبوع.

 

من هن أكثر زوجات السياسيين أناقة؟

المدن - مجتمع | الجمعة 04/11/2016

تعتبر الصورة التي يقدمها السياسي في المجال العام عنصراً أساسياً يسهم في تحسين موقعه في الحياة السياسية. يحاول السياسيون قدر الإمكان إشراك زوجاتهن في تحسين تلك الصورة، إذ ينجح البعض في المهمة ويفشل البعض الآخر.  نقدم هنا ثلاث نساء استطعن دعم مواقع أزواجهن، من خلال قوة حضورهن والأدوار الاجتماعية التي لعبنها خارج نطاق العمل السياسي التقليدي.

ستريدا جعجع

تالقت ستريدا جعجع منذ أيام في جلسة انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية بتايور بروكارد أبيض، بدت فيه نجمة تطأ السجادة الحمراء في حدث هوليودي. دائماً تتفوق جعجع بأنقاتها الجريئة، فرغم تقيدها بمعايير الاحتشام التي يفرضها العمل السياسي، إلا أنها لا تخفي جرأة من حيث انتقاء الألوان، ولم يعرف مجلس النواب غيرها سيدة تدخل مرتدية ثوباً أحمر كما الثوب الذي ارتدته في جلسة التصويت لسمير جعجع منذ سنتين. تظهر جعجع أحياناً مرتدية قبعة كلاسيكية، وغالباً لا تزيد ألوان ثيابها عن لون واحد أو لونين كحد أقصى. تجسد البساطة الراقية مع الحرص دائماً على تنوع الاطلالات، من حيث الشعر والمكياج. ورغم غموض ملامح شخصيتها، وما يعرف عن عملها الحزبي والإنمائي في منطقة بشري ودعمها قانون حماية المرأة من العنف الأسري، إلا أن صورتها السياسية بقيت كظل لزوجها، وممثلة له ولمواقفه في مجلس النواب. على سبيل المثال، من النادر ظهورها في برامج حوارية سجالية، فصوت القوات يأتي دائماً ممثلاً بقواتيين آخرين، كالحكيم والنائب جورج عدوان وتبقى ستريدا تلك الصورة الجميلة ذات الاطلالات المميزة. فهل أناقة جعجع الجريئة هي تعويض عن فعالية سياسية غائبة؟

منى الهراوي

رغم تقدمها في السن، تبقى منى الهراوي أكثر زوجات رؤساء الجمهورية السابقين أناقة وطلاقة ومتابعة للموضة. توحي إطلالاتها المميزة بشخصية جميلة ومنفتحة، كما أنها جريئة لا تتردد في التنويع والمخاطرة في انتقاء الألوان. تلبس الهراوي تارة الديكولتيه وتارة أخرى ملابس كلاسيكية عصرية مع قصة شعر بارزة. يعرف عن الهراوي أنها سيدة اجتماعية كثيرة النشاط، تشارك في عدد كبير من المناسبات التي تسجل فيها حضوراً لامعاً. وهي تترأس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، ولها إنجازات عديدة في مجال التعليم والثقافة والمساعدات الطبية، وتعتبر أكثر نماذج السيدة الأولى نجاحاً.

رندة بري

يمكن اعتبار حجاب رندة بري متمرداً على الحجاب النسائي التقليدي، من خلال إبرازه تلك الغرة الشهيرة التي تُرى أحياناً ملائمة لما تمثله حركة أمل في الطائفة الشيعية، مقارنة مع حجاب نساء حزب الله الأكثر تحفظاً. عندما يرد اسم بري، تلقائياً ما يظهر في المخيلة ذلك الحجاب الذي يعتبر علامتها الفارقة والمقترن في الوقت نفسه بشخصيتها. لم يمنع الحجاب بري من ارتداء ألوان متناسقة ومتنوعة، حيث تحرص على أن يكون قماش الحجاب هو نفسه لون قماش القميص أو الجاكيت. في العام 2008 استبدلت بري الإشارب الذي يلف عنقها بآخر أكثر عصرية صممه لها خصيصاً المصمم العالمي إيلي صعب، وتحول لاحقاً إلى موضة. برز في التصميم الجديد عنقها، وجزء من أذنيها كي تبرز الأقراط التي تضعها. لا تعتبر بري زوجة ظل مثل الأخريات، بل تظهر أحياناً كأنها منشقة عن نبيه بري ومن المعروف عنها أنها "تدير ولا تدار"، ولها سلطة في الجنوب بمعزل عن سلطة زوجها السياسية.

 

قاطيشا: سنراقب كل الوزارات لنعلم أين يتم التهريب

 قناة المستقبل/04 تشرين الثاني/16/اعتبر مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد المتقاعد  أن “حزب الله” يقول إنه والرئيس بري ينسقان في المواقف لذلك أنا أرى أن الرئيس الحريري حصل على 126 صوتاً وليس على 112 صوتاً وأرى إجماعاً من الحزب على تسمية الحريري. وأشار عبر تلفزيون “المستقبل” إلى أن هناك شجاعة عند القائد فيتخطى مشاعر الناس ويتحملها ويقود السفينة نحو شاطئ الأمان، لذلك فإن خطوة الدكتور جعجع وبعدها خطوة الحريري هما اللذان أنقذا البلاد من الشغور الرئاسي، وأضاف: “أن تأتي برئيس لا مساحة له بالرأي العام المسيحي يكون مقيد ولا يتجرأ على التعاطي مع الحلفاء أو الأخصام، لذلك من لديه المساحة في الرأي العام المسيحي هو من يستطيع أن يخدم المجتمع”. ولفت إلى أنه “نحن نتكلم مع “حزب الله” ولكن هو من لا يتكلم معنا، لانه يعرف ماذا نريد أي قيام الدولة، ولكن مشروعه مغاير عن هذا المشروع”، مشيرا إلى أنه “نحن نقول لحزب الله دائما “مشروعك ذاهب نحو الفشل فعد إلى لبنان”، ونحن لا نريد صراعاً مع أحد وقصة الحرب راحت إلى غير رجعة”. وعن تشكيل الحكومة، رأى قاطيشا أنه “من الصعب أن يكمل البلد على هذا النحو فقد وصلنا إلى مكان صعب لذلك كل الأطراف تقدم تنازلات من أجل تشكيل حكومة في ظل هذه المرحلة”. وعن مطالبة القوات اللبنانية بوزارة المال، قال قاطيشا: غبنا عن السلطة 26 عاما وكان خيارنا مقاومة الإحتلال الأسدي هذا السبب الأول، أما السبب الثاني فهو الشفافية التي أخذناها على عاتقنا وهي محاربة الفساد وبالتالي إنطلاقا من وزارة المال يمكن مراقبة عمل كل الوزارات ونحن أخذنا استراتيجية محاربة الفساد على عاتقنا وعلى كل المستويات إن كانت المالية معنا أو لا سنراقب كل الوزارات لنعلم أين يتم التهريب ربما لا يمكن محاكة الفاسد ولكن قد نشهر به. وأردف: نحن والرئيس الحريري لن نختلف ولن نختلف مع باقي المكونات، نحن إذا طالبنا بحقيبة معينة فنطالبها بحق، ومن يضع فيتو علينا في مكان ما فليقل  لنا هل نحن مواطنين فئة ثانية؟ نحن أكثر من ضحّى في سبيل هذا الوطن. وتساءل في السياق قاطيشا، لماذا لا نحصل على المالية فهل نحن من كاتانغا مثلاً؟ نحن قدمنا تضحيات كثيرة من أجل الوطن وهذا من حقنا. ورأى قاطيشا أن هناك العديد من الوزارات المهمة كوزارة البيئة و”الرياضة والشباب” وكل الوزرات مهمة على شرط أن يعمل الوزير وأن تلبيه الحكومة، لافتا إلى أنه “من الـ 2005 إلى اليوم نحن أكثر من عانينا واتحدى أن يمسك أحد أي نقطة فساد على أي قواتي ومحاربة الفساد هي موضوعنا الأساسي”. واشار إلى أنه “نحن ذاهبون إلى وفاق حكومي وليس وفاق وطني فأنا لا أتفق على ذهاب “حزب الله” إلى سوريا ولكن لا مانع لدي أن أجلس معه على طاولة مجلس الوزراء”. وعن الإنتخابات النيابية، قال: “من الصعب الوصول إلى قانون إنتخابات جديد وأن تطبقه في أيار لا بل هناك إستحالة إدارية وعلى كل المستويات، وإذا كان هناك إصرار على قانون جديد يجب تأجيل موعد الإنتخابات النيابية وإلا سيتم الذهاب الى قانون الستين، بالموعد الحالي”. وشدد على أنه “أكيد أن هذه الرئاسة صُنعت 100% في لبنان وأنا لم أر يوماً سفير دولة ضرب على يد أحد إذهب هنا أو هناك ودائما كانوا يقولون الشؤون اللبنانية تخصكم وانتخبوا من تريدون رئيساً. ولا أدري لماذا ينتظر البعض أميركا أو غيرها ويطلعون إلى المنطقة لكي يختاروا رئيسهم”، معتبرا أن الإيرانيين “انزركوا” بترشيحنا للعماد عون لانه أكيد لو عطل “حزب الله” لفقد مصداقيته وهو أذكى من أن يقع بهذا الخطأ ومبروك لكل البلد. واعتبر قاطيشا أنه “عندما نكون أسياد أنفسنا لسنا بحاجة إلى شيء ولكن البعض يربطون مستقبلهم بالخارج”، مشيرا إلى أنه “لا يمكن إنتظار الإنتخابات الأميركية لذلك ذهبنا إلى إنتخابات في لبنان كذلك في سوريا والموصل ونحن نريد عزل لبنان عن كل ما يدور من حوله”. وتابع: السعودية دولة شقيقة ولا يأتي منها إلا الخير وهي لا تهدف إلا إلى استقرار لبنان ومن الـ 2005 إلى اليوم دفعت أموالا للمصرف المركزي وهي دولة شقيقة تغار على لبنان وعلى مصلحته وهي تمارس حرصها عملياً.

 

الأخبار الإقليمية والدولية

خمسة آلاف نازح جديد في العراق

السياسة/05 تشرين الثاني/16/بغداد – الأناضول: أعلنت اللجنة الحكومية العليا لإغاثة النازحين في العراق أمس، أن خمسة الاف مدني نزحوا في الساعات الأخيرة مع تقدم القوات العراقية باتجاه مركز الموصل. وقال رئيس اللجنة جاسم الجاف في بيان، إن “فرق الوزارة استقبلت اليوم (أمس)، خمسة آلاف نازح من منطقة كوكجلي أول أحياء مدينة الموصل عند طرفها الشرقي، وتم إيواؤهم في مخيم الخازر شرق المدينة”. من جهته، قال رئيس للجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي رعد الدهكلي إن “عدد نازحي الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية وحتى اليوم (أمس)، وصل إلى 25 ألف شخص”، مشيراً إلى أن “عمليات النزوح تزداد وتيرتها مع تقدم القوات العراقية نحو مركز الموصل”. واضاف “حالياً الأوضاع مسيطر عليها، وعملية الإغاثة تتم بشكل طبيعي، لكن التخوف من الأيام المقبلة وإمكانية حصول موجات نزوح كبيرة قد لا تكون الإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا لإغاثة النازحين كافية” -

 

التحالف: 40 ألف مقاتل على استعداد لعزل الرقة

05 تشرين الثاني/16/واشنطن – الأناضول: أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” العقيد جون دوريان أمس، أن نحو 40 ألف مقاتل على استعداد لعزل مدينة الرقة شمال سورية، تمهيداً للبدء بتطهيرها. وقال دوريان خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو، إن هناك “قوات كافيه” للعملية، وأن نحو 30 إلى 40 ألف مقاتل تدعمهم الولايات المتحدة على استعداد لحصار المدينة، التي يسيطر عليها “داعش” منذ العام 2014. وأوضح أنه ستكون هناك محادثات مستمرة بين الولايات المتحدة وشركائها في التحالف ليقرروا من سيدخل المدينة ويسيطر عليها بعد الإنتهاء من عزلها. ورداً على سؤال عن الجهة التي ستقطع طرق إمداد “داعش” في الجنوب، في الوقت الذي تضغط فيه “قوات سورية الديمقراطية” على التنظيم من الشمال، قال إنه “سيكون هناك أعداد كبيرة من القوات العربية في تلك المنطقة أيضاً”، ويعتزم التحالف تدريب أكبر عدد ممكن. وأشار إلى التقارير التي تحدثت عن تسجيل صوتي لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وتداعياته قائلاً، إنه لم يتسن له التحقق من صحته.

 

القوات العراقية تستعيد أحياء بالموصل و”داعش” يهاجم الشرقاط

مسؤول كردي لـ "السياسة": بغداد تفكر بالاستعانة بمروحيات أميركية لحسم معركة الساحل الأيسر

بغداد ـ باسل محمد: السياسة/05 تشرين الثاني/16/تقدمت القوات العراقية، أمس، داخل الموصل شمال العراق حيث واجهت مقاومة شرسة من إرهابيي تنظيم “داعش”، الذين يسيطرون على المدينة منذ نحو عامين. ونجحت قوات النخبة في الجيش العراقي التي تسمى قوات مكافحة الأرهاب التي خضعت في الغالب لتدريبات خاصة من قبل العسكريين الأميركيين وعسكريي دول التحالف الدولي، في استعادة ستة أحياء من أصل 40 حياً في الساحل الأيسر للموصل، هي الملايين والسماح وكركوكي والكرامة والقدس والخضراء. وبالتزامن مع استمرار معركة السيطرة على الساحل الأيسر للموصل وهي الأحياء الشرقية للمدينة، شن مسلحو تنظيم “داعش” هجوماً مباغتاً في بلدة الشرقاط بمحافظة صلاح الدين المجاورة، ضد القوات العراقية وفصائل “الحشد” الشيعية التي تصدت للمهاجمين وسيطرت على الموقف. وجاء هذا الهجوم، الذي أدى إلى مقتل 16 من “داعش” و11 من الجيش و”الحشد”، في محاولة من التنظيم لإشغال القيادة العسكرية العراقية واستنزاف المجهود العسكري للقوات المشتركة الذي تحول إلى مصدر اسناد دائم لمعركة الموصل. وفي هذا السياق، كشف مسؤول في قوات البشمركة الكردية لـ”السياسة” أن الحكومة برئاسة حيدر العبادي بدأت تفكر بالإستعانة بمروحيات قتالية أميركية لمساندة قوات مكافحة الإرهاب والتعجيل في حسم معركة الساحل الأيسر على اعتبار أن الجهد الجوي لمقاتلات التحالف الدولي انحسر مع اندلاع معارك حرب الشوارع مع مسلحي “داعش” في الأحياء وبالتالي استخدام المروحيات بديل مناسب ومهم لأنه يسهم في تدمير أهداف المتطرفين عن قرب وبدقة.

وقال المسؤول الكردي، إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لا يريد أن تتحول المعارك في أحياء الساحل الأيسر إلى حرب عصابات طويلة لأنه سيتسبب بخسائر بالغة للقوات العراقية، كما أن هذا الأسلوب سيؤدي الى تهديد كبير لحياة المدنيين العالقين داخل الموصل، مضيفاً إن تعثر تحقيق اختراق مهم في المحور الجنوبي باتجاه بلدة حمام العليل لفتح جبهة قتال جديدة في أحياء الساحل الأيمن للمدينة، يسهم في إعطاء فرصة لـ”داعش” كي يركز مقاومته على الساحل الأيسر ما يصعب حسمها بسرعة. وأضاف إن القوات الخاصة الأميركية وبمشاركة قوات خاصة من البشمركة ربما تدخل معركة الساحل الأيسر للموصل بتنسيق مع حكومة العبادي اذا سارت الأمور على الأرض الى التعقيد وبدأت قوات مكافحة الإرهاب تواجه مشكلات ميدانية حقيقية. وأكد أن كل السيناريوهات مطروحة في معركة الساحل الأيسر لأن تدَخل قوات خاصة لمكافحة الإرهاب من إقليم كردستان برئاسة الزعيم الكردي مسعود بارزاني لا يعد انتهاكاً للتفاهم السياسي مع العبادي والذي يتعلق بعدم دخول القوات الكردية للموصل لأن القوات الكردية ستعمل مع القوات الخاصة الأميركية وهي عبارة عن أعداد قليلة لا تتجاوز على أبعد تقدير 80 عنصراً وستنفذ مهاماً محددة وتخرج من المدينة، مشيراً الى أن العسكريين الأميركيين متحمسين لدور لقوات مكافحة الإرهاب الكردية في معركة الأحياء الشرقية بالساحل الأيسر للموصل لأنها تتمتع بكفاءة قتالية عالية ومجهزة بتقنيات وأسلحة متطورة. واعتبر أن معركة الساحل الأيسر ستكون أصعب نظراً لكبر مساحته وكثرة أحياءه مقارنة بالساحل الأيمن الذي يضم قرابة 30 حياً غير أنه يتميز عن الأيسر بأنه يضم أعداد أكبر من المدنيين، فالأيسر يضم 600 أو 700 ألف نسمة، في حين الأيمن يضم قرابة مليون نسمة، لافتاً الى أن الخطة العسكرية العراقية تشمل استعادة الساحل الأيسر أولاً أو جزءاً كبيراً منه وتطويق الساحل الأيمن للموصل وبالتالي هذه الخطة ستسهل إما فرار مسلحي “داعش” من الموصل الى سورية أو محاصرتهم بشكل تام في الساحل الأيمن ما يؤدي الى تصفيتهم وهذا هو الهدف الرئيسي للقيادة العسكرية العراقية لأنها لا تريد أن يخرج الدواعش سالمين الى سورية. ورأى أن الحكومة العراقية لا تريد توفير ممرات آمنة متعمدة لمسلحي “داعش” للخروج من الموصل كما حدث في الفلوجة، غرب بغداد قبل نحو ثلاثة شهور على أساس أن تسهيل خروجهم يقرب حسم المعركة وبالتالي يوجد رفض لهذا السيناريو، لأن انتقال المتطرفين إلى سورية سيشكل تهديداً مستمراً للحدود العراقية وللمناطق الحدودية وربما يتمكن بعض الإرهابيين من التسلل للموصل نفسها في وقت لاحق بعد تحريرها.

 

داعش” يقتل المئات ويحتجز النساء ويجند الأطفال بالموصل

السياسة/05 تشرين الثاني/16/جنيف – رويترز: أكدت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني أمس، أن متشددي تنظيم “داعش” قتلوا مئات، بينهم 50 من المنشقين و180 من الموظفين السابقين في الحكومة العراقية حول معقل التنظيم في الموصل. وأضافت إنهم نقلوا أيضاً 1600 شخص من بلدة حمام العليل إلى تلعفر لاحتمال استخدامهم دروعاً بشرية ضد الضربات الجوية، وأبلغوا بعض هؤلاء بأنهم ربما ينقلون إلى سورية. كما نقلوا أيضاً 150 أسرة من حمام العليل إلى الموصل الأربعاء الماضي. وقالت إن المتشددين أبلغوا سكان حمام العليل أنه يتعين عليهم أن يسلموا أطفالهم، سيما الصبية الذين تتجاوز أعمارهم التاسعة في توجه لتجنيد الاطفال فيما يبدو، مضيفة إن التنظيم يحتجز نحو 400 امرأة كردية وأزيدية وشيعية في تلعفر، وربما قتلوا نحو 200 شخص في مدينة الموصل. وأوضحت أنه وردت تقارير عن ضربات جوية تسببت في مقتل مدنيين بما في ذلك ضربات الأربعاء الماضي، قتلت أربع نساء وأصابت 17 من المدنيين في حي القدوس بشرق الموصل.

 

أميركا تؤكد مقتل القحطاني..صديق بن لادن ومجند انتحارييه

السبت 5 صفر 1438هـ - 5 نوفمبر 2016م/واشنطن- فرانس برس/أكدت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، مقتل القيادي في تنظيم القاعدة في أفغانستان، فاروق القحطاني، في غارة جوية أميركية استهدفته في 23 تشرين أكتوبر في إقليم كونار، الواقع في شمال شرقي أفغانستان على الحدود مع باكستان. وقال المتحدث باسم البنتاغون، بيتر كوك، في بيان إن "القحطاني كان أمير القاعدة في شرق أفغانستان، وأحد المسؤولين الرئيسيين في التنظيم عن التخطيط لشن هجمات على الولايات المتحدة. وكان جهاز الاستخبارات الأفغاني أكد في 27 أكتوبر مقتل القحطاني ونائبه بلال العتيبي وقيادي ثالث في القاعدة، وذلك في غارات جوية نفذتها طائرات أميركية بالتنسيق معه، بينما اكتفت يومها واشنطن بتأكيد إطلاق عدة صواريخ "هيلفاير" على مجمعين منفصلين في إقليم كونار، حيث كان القحطاني ونائبه يختبئان، من دون أن تؤكد ما إذا كانت الضربات أدت لمقتلهما. وفي 27 أكتوبر قال بيتر كوك إن "العتيبي هو من نظم كل شيء لجعل أفغانستان قاعدة خلفية آمنة يمكن تهديد الغرب منها، وأشرف على تجنيد وتدريب مقاتلين أجانب"، معتبراً أنه "إذا تأكد القضاء عليهما فسيعرقل ذلك إلى حد كبير المؤامرات ضد الولايات المتحدة وحلفائنا". وقال مسؤولون إن القحطاني والعتيبي كانا في قرية هيلغال في مبنيين مختلفين تفصل بينهما مئات الأمتار، وقد استهدفا في الوقت نفسه تقريباً بطائرة من دون طيار.

 تطارده منذ 4 سنوات

وبحسب مسؤولين أميركيين فإن الولايات المتحدة تطارد منذ 4 سنوات القحطاني، الذي كان مقرباً من أسامة بن لادن، والمتهم بتجنيد عدد كبير من الشبان في المنطقة في صفوف تنظيم القاعدة.

كما تتهم واشنطن القحطاني بتمويل وإعداد هجمات ضد قوات التحالف في أفغانستان وكذلك في جنوب شرقي آسيا والغرب. وأوضح مصدر أميركي أن القحطاني كان يعمل على جمع التبرعات، ويقوم بتوزيع الأموال لتمويل العمليات الخارجية للتنظيم ولحركة طالبان في أفغانستان.

من هو القحطاني؟

يعتبر القحطاني الذي كان مقرباً من بن لادن، قيادياً مهماً في القاعدة، اسمه الحقيقي نايف سلام محمد عجيم الحبابي. وبحسب مصدر أميركي فإنه مواطن قطري ولد في السعودية بين 1979 و1981 وينشط في أفغانستان منذ 2009 على الأقل. ويعتقد البنتاغون أن القحطاني أطلق منذ 2012 عدداً من الانتحاريين ضد قواعد للقوات الأفغانية وقوافل التحالف الغربي. وفي بداية 2013، حاولت وحدة تابعة له تضم عشرات المقاتلين السيطرة على إقليم كونار لجعله قاعدة خلفية للعمليات الخارجية للتنظيم. وبحسب مسؤول أميركي فإن وثائق عثر عليها خلال الهجوم الأميركي على المجمع، الذي كان يختبئ فيه أسامة بن لادن في 2011، هي التي كشفت أهمية دور القحطاني.

 

روسيا "تشتري" مرتزقة وتنشرهم سراً في سوريا

السبت 5 صفر 1438هـ - 5 نوفمبر 2016م/دبي- قناة العربية/كشف تقرير أعدته وكالة رويترز عن استخدام روسيا ميليشيات وعناصر مرتزقة تقاتل إلى جانب قوات نظام الأسد في سوريا، وذلك كما تفعل إيران. واعتمدت رويترز في تقريرها على مقابلات مع مسؤولين وذوي عدد من القتلى الروس الذين يقاتلون في سوريا. وكشف تقرير أيضا ان التدخل الروسي العسكري الذي بدأ قبل أكثر من عام، اعتمد أساسا على سلاح الجو، وعدد محدود من القوات الخاصة، وفق الرواية الرسمية، لكن التقارير تشير الى وجود عسكري روسي بري متستر يعمل كمرتزقة تنفي موسكو وجودهم. واشارت مقابلات أجريت مع أكثر من 12 شخصا على دراية مباشرة بنشر المرتزقة سراً ، أن المقاتلين الروس يلعبون دورا أهم بكثير في القتال على الأرض من الدور الذي يقول الكرملين إن الجيش النظامي الروسي يقوم به في سوريا. ووصفت المصادر المقاتلين الروس بأنهم متعاقدون أو مرتزقة عينتهم شركة خاصة تتعاون مع وزارة الدفاع الروسية . ولم تتمكن رويترز من تحديد عددهم اوإجمالي قتلاهم ولكن أفادت بأنهم ينقلون إلى سوريا جوا على متن طائرات عسكرية روسية تحط في قواعد روسية او يصلون بحرا عبر قاعدة طرطوس البحرية الروسية. وعند تعرضهم للإصابة يتلقون العناية في مستشفيات مخصصة للجيش الروسي. وتقر السلطات الروسية بسقوط بعض القتلى أثناء القتال في صفوف أفراد الجيش، لكنها تعلن الأمر متأخرا في كثير من الأحيان دون أن تقدم حصيلة رسمية. وبموجب القانون الروسي، يمنع العمل كمتعاقد عسكري خاص في دولة اخرى ومع ذلك، فقد شارك مواطنون روسا في اوكرانيا، و تمت الاستعانة بهم مجددا في سوريا.ورغم دورهم غير الرسمي وفقا لهذه الروايات، فإنهم يعملون بالتنسيق مع الجيش الروسي ويحصلون على امتيازات في روسيا، تمنح في العادة للجنود النظاميين كما يحصلون على مكافآت مادية مجزية.

 

مسؤول إسرائيلي: إيران تقود 25 ألف مقاتل في سورية

السياسة/05 تشرين الثاني/16/كشف الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي في إسرائيل “شين بيت” الرئيس الحالي للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست آفي ديختر أن إيران تقود حالياً قوات قوامها نحو 25 ألف مقاتل شيعي في سورية، غالبيتهم ممن تم تجنيدهم من أفغانستان وباكستان. وقال ديختر لوفد من نواب البرلمان السويسري الأربعاء الماضي، إن القوات المدعومة من إيران تركز على محاربة مقاتلي المعارضة المناهضين لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وليس على قتال تنظيم “داعش”. وأكد أن “هذه فرقة أجنبية قوامها نحو 25 ألف متشدد غالبيتهم أتوا من أفغانستان وباكستان.. إنهم يحاربون في سورية ضد مقاتلي المعارضة فقط وليس ضد داعش”. وقال إن “حزب الله” يقاتل في سورية و1600 من عناصره قتلوا هناك، موضحاً “اختار الإيرانيون أن يقاتل حزب الله في سورية، لأن الجيش الإيراني مناسب أكثر للقتال ضد جيش آخر، فيما يستطيع مقاتلو حزب الله القتال ضد الجماعات الإرهابية”.

في سياق متصل، كشفت صحيفة “كيهان” الإيرانية مقتل وأسر نحو 2700 من ميليشيات إيران المتواجدة في سورية، في مقدمها “فيلق القدس” و”فاطميون” و”زينبيون”، وذلك خلال أربع سنوات من قتال هذه الميليشيات إلى جانب النظام السوري.

وأشارت الصحيفة إلى أن جنرالات في “الحرس الثوري” والجيش الإيراني، وهم رحيم صفوي وجعفري وسليماني ورضائي اتخذوا قراراً يقضي بزيادة أعداد المقاتلين في سورية إلى ثلاثة أضعاف، مرجحة أن الخسائر الكبيرة التي منيت بها إيران في منطقة خان طومان جنوب حلب كانت السبب وراء القرار.

 

هدنة روسية جديدة في حلب لم تسجل خروج أحد من الأحياء الشرقية

مصر نفت إرسال قوات عسكرية إلى سورية للتنسيق مع الأسد

عواصم – وكالات/السياسة/05 تشرين الثاني/16 مرت نحو سبع ساعات على بدء الهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا من طرف واحد ولمدة عشر ساعات في مدينة حلب شمال سورية، من دون أن تسجل حتى اللحظة خروج جرحى أو مقاتلين أو مدنيين من الأحياء الشرقية المحاصرة. ودخلت الهدنة الجديدة حيز التنفيذ عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (07,00 ت غ) وانتهت عند الساعة السابعة مساء (17,00 ت غ). واكد شاهدا عيان من جانبي معبر الخير-المشارقة أن أحدا لم يخرج من الجهة الشرقية بعد ست ساعات على بدء الهدنة. وتهدف الهدنة الروسية، كما تلك التي سبقتها في أكتوبر الماضي، حسب ما اعلنت موسكو، حليفة النظام السوري، الى إجلاء الجرحى والمرضى ومقاتلين ومن يرغب من مدنيين من الاحياء الشرقية عبر ثمانية معابر. وخصص معبران أساسيان هما الكاستيلو بالشمال والخير – المشارقة بالوسط لخروج المقاتلين والراغبين من المدنيين. وأظهرت صورة في الجهة الشرقية من المعبر منطقة خالية تماما سوى من الدمار والأعشاب اليابسة. وأظهر شريط فيديو بث مباشرة من معبر الكاستيلو على موقع وزارة الدفاع الروسية عدداً من سيارات الاسعاف تنتظر عند حاجز للجيش السوري حيث وضعت صورة للرئيس بشار الأسد، من دون أن يتم تسجيل خروج أي شخص. وكررت فصائل مقاتلة رفض المبادرات الروسية، حيث قال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، وهي من أبرز الفصائل المشاركة في معارك حلب، “لسنا معنيين بها ولا نثق بالروس ولا بمبادراتهم الرخيصة”. وذكرت وكالة الانباء الرسمية السورية “سانا” أن الفصائل المعارضة استهدفت معبر الكاستيلو “بسبع قذائف صاروخية”، مشيرة إلى إصابة مراسل قناة “الاخبارية” الرسمية. بدوره، أعلن الجيش الروسي، في بيان، عن اصابة جنديين روسيين “بجروح طفيفة” جراء تلك القذائف، مؤكداً نقلهما سريعا الى حي آمن في المدينة حيث تلقيا العلاج، وأن “حياتهما ليست في خطر”.

ومساء أول من أمس، اعتبرت الأمم المتحدة أن “العمليات الانسانية في حلب لا يمكن أن تتوقف على المبادرات السياسية والعسكرية”. وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ديفيد سوانسون، “الأمم المتحدة لن تكون معنية بأي شكل في إجلاء مدنيين من شرق حلب”.

واعتبر أن “عمليات إجلاء المرضى لا يمكن أن تحصل سوى اذا اتخذت الأطراف المعنية بالنزاع الاجراءات اللازمة كافة لتأمين بيئة مناسبة، وهذا ما لم يحصل”. كما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ينس لاريكه، أمس، “ليس لدينا الضمانات الامنية التي نحتاجها لارسال المساعدات الى شرق حلب”، فيما قالت جيسي شاهين المتحدثة باسم مبعوث الامم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إن المنظمة الدولية تعارض أيضاً إجلاء المدنيين ما لم يكن ذلك طوعاً.وصعدت الفصائل الهجوم أول من أمس، على الأحياء الغربية لحلب، لكن شاهد عيان أشار إلى هدوء طوال الليل، فيما سجلت أمس بعض الغارات على منطقة ضاحية الاسد التي كانت تقدمت اليها الفصائل. من جهة أخرى، نفت القاهرة ما روجته وسائل إعلام إيرانية عن أنباء بشأن إيفاد قوات عسكرية مصرية إلى سورية للتنسيق مع قوات الرئيس بشار الأسد، في “محاربة الإرهاب”. وأكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن “الحديث عن إرسال قوات عسكرية مصرية إلى سورية لا يمت للواقع بصلة”، نافياً “وجود أي قوات مصرية في سورية تحت أي ذريعة”. وأشار أبو زيد لموقع “هافنغتون بوست” عربي إلى أن بلاده “لا تدعم أي طرف عسكري داخل الأراضي السورية”، مؤكداً “موقف مصر الثابت من الحرب السورية، التي لا حل لها إلا بالحلول الديبلوماسية، وأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء تلك الأزمة”.

 

إحباط مخطط “إخواني” لشن هجمات والعثور على معسكر تدريب في أسوان

القاهرة – وكالات: السياسة/05 تشرين الثاني/16/أعلنت السلطات المصرية، أمس، أنها أفشلت مخططاً لجماعة “الإخوان” في الخارج لشن هجمات إرهابية، مشيرة إلى أنها عثرت على معسكر لتدريب عناصر الجماعة يستخدم كمخزن للأسلحة في جبال أسوان. وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أن المعلومات والرصد الأمني لأنشطة الجماعة الإرهابية كشفت عن اضطلاع قياداتها الهاربة بالخارج بتطوير هيكلها التنظيمي بالداخل، بتشكيل كيانات مسلحة بمسميات جديدة منها “حركة سواعد مصر وحسم ولواء الثورة”، واستغلالها كواجهة إعلامية ينسب إليها عمليات العنف التي تنفذها الجماعة. وأضافت أنه تم إفشال مخطط “الإخوان” لشن هجمات إرهابية بتحديد القيادات والكوادر المتورطة في ذلك التحرك داخل وخارج مصر، حيث تم اعتقال كلٍ من محمد السعيد فتح الدين وأحمد تونى عبد العال تونى وعبد الحكيم محمود عبد الحكيم ونبيل إبراهيم محمد ومؤمن محمد عبد الجواد، إضافة إلى تحديد العديد من الأوكار المخصصة للتدريب والإيواء والتخزين وتصنيع العبوات المتفجرة، وكان أهمها معسكر تدريبي بمنطقة جبلية بأسوان جنوب مصر. من جهة أخرى، تعرض القاضي المصري أحمد أبو الفتوح، أمس، لمحاولة اغتيال فاشلة بسيارة مفخخة استهدفت سيارته أثناء عودته من صلاة الجمعة، متجهاً لمنزله في مدينة نصر شرق القاهرة. وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أن “إحدى السيارات المتوقفة على جانب الطريق بجوار قطعة أرض فضاء بنهاية شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر انفجرت أثناء مرور سيارة رئيس محكمة جنايات بإحدى دوائر القاهرة القاضي أحمد أبوالفتوح”، موضحة أن “القاضي سبق له نظر بعض قضايا عناصر الإرهاب من بينها إحدى قضايا محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى”. وأبو الفتوح عضو هيئة المحكمة في محاكمة مرسي في قضية قصر الاتحادية، ويشغل موقع عضو اليسار بالدائرة 23 جنايات شمال القاهرة، التي حاكمت الرئيس المعزول وقضت فيها بمعاقبته بالسجن 20 عاماً.

إلى ذلك، قُتل ضابط كبير و13 مسلحاً، أمس، في حادثين منفصلين شمال سيناء. وقال مصدرأمني إن “مسلحين مجهولين أطلقوا وابلا من الرصاص على ضابط شرطة برتبة عميد اسمه هشام شاهين (50عاماً)، خلال عودته من صلاة الجمعة بمدينة العريش ما أسفر عن مقتله”، فيما قتل 13 مسلحاً في عملية للجيش جنوب الشيخ زويد في المحافظة ذاتها.

 

موغيريني عبرت عن قلق عميق بعد توقيف نواب مدافعين عن القضية الكردية في تركيا

الجمعة 04 تشرين الثاني 2016 /وطنية - عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني اليوم عن قلق الاتحاد العميق اثر توقيف مسؤولين ونواب مدافعين عن القضية الكردية في تركيا، مشيرة الى انها "على تواصل مع المسؤولين في انقرة بهذا الشأن". وكتبت موغيريني في تغريدة على تويتر "قلقون جدا اثر توقيف صلاح الدين دميرتاش ونواب آخرين من حزب الشعوب الديموقراطي على تواصل مع السلطات. الدعوة الى اجتماع لسفراء الاتحاد الاوروبي في انقرة اثر توقيف رئيسي الحزب ونواب من الحزب الذي يمثل القوة الثالثة في البلاد".

 

صحيفة إيرانية تكشف للمرة الأولى أعداد قتلى ميليشيات إيران في سوريا

اوينت نيوز/04 تشرين الثاني/16/في خطوة غير مسبوقة، كشفت صحيفة “كيهان” الإيرانية حصيلة عدد قتلى ميليشيات إيران الشيعية من “فيلق القدس” و”فاطميون” و”زينبيون” المنتشرة في الأراضي السورية. وأكدت الصحيفة مقتل وأسر نحو 2700 مقاتل من ميليشيات (فيلق القدس، ومليشيات فاطميون، وزينبيون) التابعة للحرس الثوري الإيراني، وذلك في حصيلة أربع سنوات من قتال هذه الميليشيات في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن القرار قبل نحو ستة أشهر اتخذه الجنرالات في الحرس الثوري والجيش الإيراني، وهم “رحيم صفوي وجعفري وسليماني ورضائي” يقضي بزيادة أعداد المقاتلين في سوريا إلى ثلاثة أضعاف، مرجحة أن “الخسائر الكبيرة التي منيت بها إيران في منطقة خان طومان جنوب حلب، التي شكلت ضربة كبيرة للقوات الإيرانية والجيش الإيراني، لا سيما كتيبة (القبعات الخضر)”، سببها القرار الأخير. وأوضحت أن “أكبر عدد القتلى كان من مدينة قم، وذلك نسبة لعدد سكانها، ومن ثم أتت المحافظات الغربية والجنوبية (خوزستان، إيلام، كرمانشاه، وهمدان)، وشمال إيران (كلستان، مازندران، وجيلان)، ثم المناطق الوسطى (المركزي، سمنان، كرمان، ويزد)”.  وبينت أنه “قتل حتى اليوم حوالي 90 من رجال الدين وطلبة العلم الشرعي، وأكثرهم شهرة كان حجة الإسلام محمد علي قليزاده، الذي كان يشغل “مندوب ولي الفقيه” (خامنئي) فيما يعرف بـ”جيش قم”. كذلك أكدت مقتل 50 شخصاً من خريجي الجامعات وطلابها في سوريا، ومن أشهرهم علي دارجي، وآخرهم الأفغاني مصطفى كريمي، خريج هندسة العمارة، قبل ثلاثة أيام. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك “ما بين 10-15 شخصاً دون السن القانوني للقتال، أي ربما كانوا أطفالا يقاتلون ضمن المليشيات الشيعية في سوريا. وأشارت إلى أن مدينة حلب سجّلت أكبر خسائر إيران، “عندما خسرت كلا من الضباط: أحمد‌ غلامي، محسن قاجاريان، صفدر حيدري، سيد سجاد روشنايي، علي أکبر عربي، ومرتضي ترابي، وجميعهم من القادة الكبار في الجيش الإيراني”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رئيس الجمهورية والدستور

شبلي ملاّط/النهار/5 تشرين الثاني 2016

موقفُنا من مرجعية الدستور أساساً للمحافظة على الجمهورية اللبنانية هو الذي سمح للجلسة الـ46 أن تحصل. طبعاً ليس فقط موقفنا أدّى الى ذلك، فالعوامل السياسية كثيرة تضافَرَت الى أن أُفرِجَ عن الدستور والتأم النواب لانتخاب الرئيس، كما هو واجبهم الدستوري.

إنما كان سهلاً للتعطيل أن يحدث من طرف أولئك الذين وضعوا في الصندوق ورقة بيضاء، وهي ورقة تعبّر عن رفضهم للمرشح الذي بات وحيداً لا منافِس رسمياً له. كان ممكناً، بل سهلاً عليهم أن يقتفوا أثرَ المرشح الوحيد وأثرَ حلفائه، وأن يمنعوه من الرئاسة بمجرّد عدم وجودهم في المجلس، أو أن يخرجوا من المجلس بعد إدلائهم بالورقة البيضاء فيعطّلوا الرئاسة، كما حدث في الجلسة الأولى.

أما وقد تمّت الجلسة وصار العماد ميشال عون رئيساً، فودّي هنا أن أذكّر من ناصَرَه أن تقويض التعطيل جاء بفضلنا، أي بجهد "لبنان الإنسان" واهتمام الساحة العامة الداخلية والدولية في تغيير المناخ الدستوري الرافض للتعطيل على أثرِه. كما عليه أن يقدّر شهامة النواب الذين جاؤوا الجلسة كما هو واجبهم الدستوري ليدلوا بصوتهم، ولو كان صوتاً أبيض استنكاراً للمرشّح. هذا العمل سمح اليوم للنائب ميشال عون أن يكون رئيساً.

هذه حقيقة عليه أن يقدّرَها لعملنا، فمن دون إحيائه للجوّ الجديد الذي أدخلناه على البلاد منذ عريضتنا الأولى المقدمة الى مجلس النواب في 30 آب 2016، لكُنّا بقينا في دوّامة التعطيل اللادستوري.

أما ولئن النتيجة كانت أن أبرز المعطّلين، وهو اليوم رئيس الجمهورية، استفاد من تعطيله للرئاسة على امتداد 45 جلسة، فهذا أيضاً لا يغيب عن تاريخ دستورنا، كما لا يغيب عن حياة دستورنا فرضُ القوات الإسرائيلية رئيسين على جمهوريتنا في عام 1982، وقبلها وبعدها القوات السورية، مع الياس سركيس عام 1976 ومع الياس الهراوي وإميل لحود – والتمديد لكلٍّ منهما بهذا الفرض الخارجي، وفي الدوحة دورُ حالة من الهلع الناشئة عن فاجعة 7 أيار في تعيين الرئيس ميشال سليمان بمخالفة الدستور لناحية عدم احترام السنتين اللتين تمليها المادة 49 ليصحّ ترشيح قائد الجيش للرئاسة.

لا أظن أنَّ محو التاريخ ممكن، لا سيما في المخالفات الدستورية الكبرى، وإن كان ردّ فعل الناس، على الغالب، في رفع نظرتهم الى السقف مؤاساة للمثالية الساذجة: لسنا مثاليين ولسنا ساذجين. موقفنا الثابت كان ولا يزال أنّ لخرق الدستور نتائج وخيمة، وما أشدّ برهاناً على هذه الحقيقة سوى الحالة المزرية التي عشناها منذ عام 1976. فقد غاب الدستور عنا عام 1976، وغياب الدستور هو شبح الحرب المستقرّ، يسمّى أيضاً شريعة الغاب. لا بديل للدستور سوى شريعة الغاب، ومن أبواب هذه الشريعة ما رأيناه من تعطيل يتمثل بفراغ رئاسي انتهى إلى غير عودة، إن شاء الله، في 31 تشرين الأول، ولو كان المستفيد الأول من غيابه الشخص الذي تمّ التعطيل لأجلِه على امتداد هذه الفترة.

نتيجةُ هذه القراءة، إن صحّت، أن القلق سيّد الموقف. والقلق لا حلّ له سوى في إحياء الدستور ضدّ الإنتهاكات التي اعترته حتى يوم 31 تشرين الأول 2016، والإلتزام به. وهنا أعود الى تلاقي البلاد معنا على المرجعية الدستورية لرسم المستويين اللذين يحكمان الحياة العامة، في لبنان كما في أية دولة حريصة على الديموقراطية: (1) الدستور بما هو مجموعة قواعد يلتئم حولها الجميع بغضّ النظر عن النتيجة، و(2) العمل السياسي المعقّد الذي يتمّ تحت سقفه.

لا بدّ أن أبدّد هنا الشّبهة حول المقولة الأدبية المعروفة، "ما بُنِي على باطل هو باطل" – ومرادفها القانوني، خاصّة في أثرها الجلل على الحقل العام. لا بُدّ من توضيح وجيز لها من منطلق قانوني.

"ما بني على باطل هو باطل" عبارة لا تصحّ قانوناً بإطلاقها. والمثل الأسهل هو العقد، العقد اليومي من تجارة أو إجارة أو قرض. قد يكون العقد باطلاً، لكن ما بني عليه ليس بالضرورة باطلاً، وللتفاصيل في معالجة العقد الباطل على أساس ما بني عليه يملأ رفوفاً مكتظّة بالكتب الفقهية. وفي الحقل العام أيضاً، فإن استمرار المرفق العام مبدأ أساسي أيضاً يعني أن "ما بني على الباطل باطل" لا يصحّ على إطلاقه.

هذا لا يعني أن ما كان باطلاً في أساسه ممحوّ عن بكرة أبيه. لا. للقانون احترامُه للتاريخ ومكانتِه المميّزة. إنما يعرف القانوني أيضاً أن العدالة المطلقة ليست من عالمنا وأن الدستور المنتهك لا يعني توقّف الحياة العامة بالمطلق على أساس بطلانِ العقد الإجتماعي من أصله بسبب خرق الدستور في مناسبة ولو كانت هامّة، ولو كانت انتخاب رئيس الجمهورية.

هذه مساحة دائماً ضبابية، وهي دائمة عرضة لأخذ وردّ بين ما يسمح به الدستور، وما هو مخالف له. نحن نعرف في هذه المنطقة بالأخص، بطابعها الديني العميق، أن النصوص الإلهية محكوم تطبيقُها بأخذ وردّ يرافقان تاريخها منذ أن وُضِعَت، تفسيراً وتأويلاً. فكيف بالنصوص التي وضعها الإنسان ميثاقاً اجتماعياً Pacte social ليعيش المواطن الأعزل، كما السياسي المتمرس، في ظلّ قواعدها.

هذا يعني اليوم، في جمهورية انتهى الفراغ في رأسها، أن تعود مجدداً إلى قواعدها الدستورية، لتبديد هذا القلق المساور للفراغ وكيفية إنهاء الشواذّ، بما فيها العمل بمبدأ عدم دستورية التعطيل.

مثلان سهلان أعرضُهما اليوم في تحدٍ يجابهنا ولا بُدّ أن نتخطاه دستورياً لناحية بتطبيق مبدأ لادستورية التعطيل.

من حديثنا في "لبنان الانسان" منذ اليوم الأول أن الدستور موجود لتسهيل الحياة على المواطن وليس لتعطيلها. فبعد انهاء التعطيل الرئاسي، يحتّم المبدأ أمرين:

أولهما أنّه يحق للمواطن أن يتمتع بحكومة تعمل، وفي أسرع وقت ممكن. لا ينص الدستور على مَدَى هذا الوقت، إنما يحدّه، خلافاً للقراءات المعطّلة في المجتمعات اللاديموقراطية، بحدثٍ دستوري مفصليّ هو الثقة بتصويت في المجلس، بالأغلبية، على منظومة حكومية معينة (المادة 64). إن رُفضَت الثقة عادت المشاورات الى نقطة الصفر، برئيس للحكومة ذاته أو برئيس للحكومة جديد يمكنه إنشاء منظومة حكومية قادرة على نيل الثقة. إذاً المعيار هو الثقة، فلا يجوز كما حصل مراراً وتكراراً جَرْجَرة المشاورات على تأليف الحكومة أشهراً قبل وضعها أمام المجلس لنيل الثقة – وفي التجارب الدستورية في البلاد التي تعتبر دستورَها أيامٌ معدودة يقوم خلالها رئيس الوزراء بعرض لمنظومتِه الى المجلس لسدّ الفراغ الحكومي، فيصوّت المجلس بلا تباطؤ على منح الثقة أو رفضها. هذا ما نحن بحاجة إليه من باب لادستورية التعطيل، خلافاً لتجارب مؤسفة في تاريخنا القريب والأبعد. أيام معدودة لرئيس الحكومة لجمع منظومته وتصويت المجلس على الثقة بها.

الموضوع الثاني هو قانون الإنتخاب. يسأل الكثيرون عن أفضل قانون للإنتخاب دستورياً. رغم الحماسة التي أبداها دستوريّو القرن العشرين، - مثالٌ آخر هو في تراجع الإستفتاء وسيلة ناجزة ديموقراطياً و"البركسيت" خير دليل على سوء استعماله - ، فإن طرح النسبية حلاً لمستعصيات التمثيل الصحيح في المجتمعات الديموقراطية تراجع في الفقه الدستوري الأقرب. القرن الحادي والعشرون لا يعوّل على أفضلية النسبية مسترسلةً، يعني أنه قد يكون قانون الإنتخاب النسبي جيداً أم لا بحسب التركيبة الإجتماعية – أي الطائفية في لبنان - ، وأهم من ذلك، بحسب التركيبة السياسية، أي بشكل خاص وجود أو عدم وجود أحزاب لاطائفية على امتداد الوطن. القانون الإنتخابي النسبي أفضل في وجود مثل هذه الأحزاب، أي في وجود أحزاب وطنية جامعة. أما في غيابها، فالتشرذم الوطني، ما يعرف أيضاً بالبيزنطيّة السياسية، يزيد شأناً في ظل القانون النسبي. ولا أدخل في تفاصيل متشعبة ذاق أمرّيها من عَملِ، كما في لجنة المرحوم فؤاد بطرس، على فكّ طلاسمها وعِقَدها.

إنمّا ما لا شك فيه دستورياً هو ضرورة إقرار قانون انتخابي ثابت في أسرع وقت ممكن، ليتمكن السياسي (أي المرشح) والمواطن (أي الناخب) على السواء الإطلاع عليه، وبناء خياره واستراتيجيته حتى يوم الإنتخاب على أساسه، وليس بمفاجأة اللحظة الأخيرة والقلق والاضطراب الملازمين للتساؤل عن أفضل القوانين الانتخابية الى أبد الآبدين.

أختصر الحديث الدستوري الدارئ للتعطيل ختاماً:

لدينا رئاسة جديدة أنهت فراغاً مزمناً. هي مشوبة بأسئلة شتى حول صحّة استفادة الرئيس من موقف لادستوري معطل على امتداد 29 شهراً. هذا لا يمنع أن المعالجة تكون اليوم دستورياً بالتركيز على الأداء الذي يقوم به الرئيس، وهو واسع الأرجاء لأنه حامي الدستور ومؤتمن عليه.

بديهي القول أن الدستور يحمي الحرية، ويحمي من ينتقد الزعماء السياسيين كافة بما هم مسؤولون سياسياً في الوطن، وبالأخص رئيس الجمهورية لصدارة الأمانة الدستورية في شخصه. هذا تحصيل ما يجب أن يحصل، ومهمّ جداً ألا يتراجع عالم الحريات في تميّز لبنان عن محيطه بتعاملٍ قامع لحريات الصحافي والمدوّن والخطيب متى تناول مسؤولين في السلطة، أكانوا موظفين أو نواب أو رؤساء. متى برِم المسؤول الذي ضاق نفساً من النقد والانتقاد، ولو كان هذا النقد مبالغاً به، واقتص من نقاده، انهار العهد المسؤول وانهار البلد دستورياً.

إضافة لهذا التحصيل الحاصل، ومن باب الملحّ اليوم في تركيزنا على مرجعية الدستور رفضاً للتعطيل، تداهِمُنا مناسبتان لا بدّ من معالجتهما المباشرة: منظومة حكومية تُطرح على الثقة في غضون أيام وليس أسابيع، وقانون انتخابي يقر في غضون أسابيع وليس أشهر.

متى نجح الرئيس ميشال عون في هذين الإمتحانين الدستوريين يكون الناس معه في دستور يُسهِّل العيش على المواطن، وتكون حركة "لبنان الإنسان" أول الداعمين لعمله، ومجابهةً لمن يعترض على السياق الدستوري الذي يرى التعطيل سبيلاً مخالفاً للحياة العامة المحكومة بالدستور.

وهكذا في جميع المواضيع التي تطرح كلّ يوم على الرئاسة: متى يُحترم الدستور في روحه نَدعم، ومتى يُنتهك أو يُوهن نتحفّظ ونعارض.

محامٍ وأستاذ في القانون

¶ شبلي ملاّط عضو مؤسس في كل من "رابطة أصدقاء كمال جنبلاط" و"حركة لبنان الإنسان"

 

في لبنان لا شيكات على بياض

علي حماده/النهار/5 تشرين الثاني 2016

انتخب الجنرال ميشال عون رئيسا، ثم كلف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الاولى للعهد. ارتاحت البلاد نوعا ما، وإن يكن العارفون ببواطن الامور يقرون بأن أيا من القضايا الخلافية الكبرى التي تنقسم البلاد حولها لم تحل، ولن تحل. فإشكالية سلاح "حزب الله" غير الشرعي بكل وجوهه قائمة اكثر من اي وقت مضى. والخلاف العميق حول عصابات ما يسمى "سرايا المقاومة" قائم ايضا. والخلاف حول تورط "حزب الله" في حرب في سوريا تحت عنوان "الحرب الاستباقية" مطروح ايضا. وأخيرا وليس آخرا، هناك مستويان من المواطنية في لبنان، حيث ثمة بيئة معينة تعتبر نفسها فوق بقية البيئات المكونة للبنان. هذه القضايا الخلافية سترافق عهد عون، ومسار الحريري رئيسا للحكومة. وإذا كانت سمة المرحلة الحالية، استنادا الى موازين القوى على الارض، فرضت على الكثيرين اتخاذ وضعية النعامة بدفن الرؤوس في الرمال، فإن التطورات في الاقليم وحركة "حزب الله" التوسعية في الداخل، ووظيفته الامنية والعسكرية في الخارج ستؤدي باللبنانيين عاجلا ام آجلا الى العودة الى لب الازمة ومنابعها.

لا شك في أن آمال اللبنانيين انتعشت كثيرا بعد حصول التسوية الرئاسية التي أفضت الى انتخاب عون رئيسا، وتكليف الحريري تشكيل الحكومة الاولى وترؤسها، أقله حتى إتمام استحقاق الانتخابات النيابية في منتصف ٢٠١٧ أو في الربع الثالث منه. ولا شك في ان انتعاش الآمال ترجم ارتياحا في الداخل، ولا سيما بعدما سمع اللبنانيون أن الرئيسين عون والحريري ينويان فعلا ان يتعاونا في سبيل تحقيق إنجازات سريعة تنعكس مباشرة على حياة المواطنين. كما ينويان وضع عدد من المشاريع والاجراءات المتوسطة المدى على سكة الاقرار في مجلسي النواب والوزراء. لكن التجربة في لبنان علمتنا أن الآمال هشة بسبب هشاشة الوضع السياسي، أكان في الداخل أم في الاقليم. ومع ذلك فإن جميع اللبنانيين يريدون إعطاء العهد الجديد بجناحي التسوية عون والحريري، فرصة للانجاز، أقله في المجالات التي يفترض ألا تكون موضع خلاف. وهذا لا يكون من دون تعاون حقيقي بين عون والحريري، فحيث يمكن الحريري ان يعمل وينجز، سيكون مطلوبا من عون ان يعبد الطريق أمامه، لكي يكسبا معا. يبقى أن هناك علامة استفهام كبيرة تتعلق بموقف العرب من لبنان بعد انتخاب عون رئيسا للجمهورية. صحيح ان ترؤس الحريري حكومة العهد الاولى يشكل رسالة ايجابية للعرب، لكنه غير كاف. والرئيس عون مطالب بأكثر من خطاب القسم الذي حاول فيه ارضاء كل الاطراف بشيء من الغموض. فاستمرار لبنان منصة لاستهداف العرب امنيا وعسكريا واعلاميا، لن يسهل انطلاقة عهد عون. واي عهد في لبنان مهما علا شأن صاحبه محليا، لا يمكنه ان ينجح من دون العرب. وسلوك "حزب الله" ليس عاملا مسهلا لانفتاح عربي جديد على لبنان.

بناء على ما تقدم ، نقول ان التحديات كبيرة جدا. وان فرحة الايام الاولى لملء الشغور الرئاسي لن تطول، لان الاستحقاقات داهمة وفورية، ولان ما من شيء في السياسة اسمه شيك على بياض لأي كان.

 

جميع الأفرقاء يخرجون رابحين من الفراغ ! المناخ الجديد لا يحجب انعدام المساءلة

 روزانا بومنصف/النهار/5 تشرين الثاني 2016

على رغم ارتياح اللبنانيين لانتهاء الوضع الصعب الذي تمثل بانتهاء الشغور في الرئاسة الاولى وبدء تأليف حكومة جديدة مع عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاستها ، فان ما يبدو مثيرا للاستغراب واحيانا للاستهجان كيف ان جميع الافرقاء السياسيين يخرجون رابحين من فراغ تميز بصراع سياسي من خلال اقتسام السلطة من دون ان يخضع اي منهم للمحاسبة او لتقديم مراجعة امام الرأي العام . فالربح الذي تعممت افضاله على القوى السياسية الاساسية والذي سيطاول بعض القوى في المشاركة الحكومية لم يأخذ في الاعتبار العائلات التي دفعت اثمانا طردا من دول الخليج مثلا او اللبنانيين الذين اضطروا الى اقفال مؤسساتهم تحت وطاة الازمة الاقتصادية التي دقت ابواب اللبنانيين او الشباب الذين ازدادوا يأسا من البلد واضطروا الى الهجرة للعمل بظروف صعبة، وذلك من دون التوقف عند حال التوتر شبه الدائم للبنانيين خلال العامين الماضيين لاعتبارات تتصل بغياب المؤسسات والانتظام فيها ما انعكس على يومياتهم وحياتهم. كما ان هذا الربح سيعتد به على ان ما اعتمد من اساليب كان ناجعا بالنسبة اليهم ولو على حساب اللبنانيين الذين يكتفون بما يقدم اليهم على انه انقاذ ساهمت فيه هذه القوى و"كان الله يحب المحسنين". فلا مساءلة لمن اوصل الوضع الى هذه الحال بعد تعطيل علني لم يثر خجل من قام به وهم قوى محلية في الدرجة الاولى ساهمت على الاقل في ان تشكل واجهة للخارج ولا محاسبة على مواقف دفع البلد وابناؤه اثمانها . ولذلك ليس واضحا ما اذا كان الافضل بالنسبة الى السياسيين ان ينسب الانتهاء من الازمة اليهم وحدهم شخصيا وتاليا اعادة الاعتبار الى الصناعة اللبنانية للحل الذي شهد لبنان ترجمته منذ مطلع الاسبوع ، او من الافضل نسبة ذلك الى قطبة اقليمية في مكان ما ساهمت في فك اسر الاستحقاقات اللبنانية الدستورية نتيجة حسابات او اعتبارات ما. وبالنسبة الى اوساط سياسية فان الاحتمال الثاني يبقى اقل وطأة على القوى السياسية من الاعتداد بصناعة الحل لان الاسئلة التي يمكن ان يستدرجها او يحفزها ذلك تتصل بالاسترهان المعتمد من قوى سياسية متضاربة من اجل تحسين اوراقها ومواقعها من دون الاخذ في الاعتبار مصالح الناس واللبنانيين فيما ان استرهان الوضع اللبناني من قوى اقليمية وانتزاعه منها في لحظة مناسبة وفق ما يتفق السياسيون على القول يظل افضل بكثير كذريعة تصب في مصلحة القوى السياسية. ولعل ما انهال من اتصالات على الرئيس تمام سلام من العواصم المؤثرة في الدرجة الاولى ان من خلال موقف للامين العام للامم المتحدة بان كي مون او مجموعة الدعم الدولية للبنان او الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وسواهم الكثير والاقرار له بما بذله على المستوى الشخصي في ابقاء البلد متماسكا بالحد الادنى الممكن وسط تلاطم الامواج الداخلية والخارجية يشكل المؤشر الوحيد الابرز على ان قيادة البلد لم تكن سهلة في العامين الماضيين في الوقت الذي عانى الرئيس سلام ما عاناه من الافرقاء السياسيين الذين وجدوا الطريق لاحراز المكاسب على حساب ما مثله سلام من صبر وهدوء ساعدا على عبور البلد المرحلة الصعبة على هذا الصعيد. وهو وحده من دون حكومته من استحق كل الثناء والتقدير على ما قام به ممن يقدرون ويعرفون حجم التحديات التي واجهت البلد.

ما اشاعته التسوية التي حصلت بالنسبة الى اللبنانيين كمشهد عام ان البلد لن يسمح له بالسقوط او الانهيار ايا تكن الاثمان التي دفعها البعض او الخسائر التي ترتبت عليه. وعلى رغم ذلك فان الشكوك والمخاوف تبقى قائمة من تسوية سياسية يسأل كثر اذا كانت مرحلية والى متى تدوم في ظل خشية فعلية ان تكون كذلك فعلا وقد حتمتها اعتبارات تلاقت على مواجهة لبنان شفير الهاوية على الصعيد الاقتصادي في شكل خاص كما احتمال مواجهة لبنان فراغا مؤسساتيا شاملا في الربيع المقبل متى حان موعد الانتخابات النيابية خصوصا ان التسوية قد اعتمدت على عناصر ارغام ضاغطة عدة لا تخفيها الوعود او التمنيات التي اطلقت ولا تبددها مشاعر الود والاحترام التي اطلقت الاسبوع المنصرم. ذلك ان ما يحوط بلبنان خصوصا في الجوار السوري المباشر لا يحمل افقا قريبا في اتجاه الحلول ولا كذلك العلاقات الاقليمية المتوترة بين السعودية وايران فيما شكل الموضوعان عقبتين بارزتين في موضوع انجاز الاستحقاق الرئاسي بداية ثم سائر الاستحقاقات فيما علامات الاستفهام تبقى قائمة حول السبيل للسير بين التناقضات الاقليمية بعدما فشل لبنان في ذلك في العامين الماضيين وتسبب افرقاء فيه في خسارة علاقات لبنان العربية والاستثمارات المحتملة. وهذا السؤال الذي يفترض ان يعني امكان تحييد لبنان او اذا كان ذلك سيطبق بمعايير الحد الادنى ان لم يكن لجهة عودة " حزب الله" من سوريا فعلى الاقل بالنسبة الى انخراطه في سائر صراعات المنطقة يطاول ايضا امكان السير بين التناقضات المحلية التي تشكل في جزء لا بأس به انعكاسا للتناقضات الاقليمية بدورها. لذلك فان الهدف الابعد من دعم المناصرين والمؤيدين في هذا الاتجاه او ذاك، يرتبط بما اذا كان يمكن استعادة ثقة اللبنانيين بصدقية القوى السياسية التي تعمل على انتاج نفسها بالعمل من اجل لبنان وابنائه وليس من اجل مصالحها فقط.

 

الحريري 2016: انتهى زمن البراءة

 احمد عياش/النهار/5 تشرين الثاني 2016

عودة الرئيس سعد الحريري قريبا الى السرايا التي ينتصب في باحتها الخارجية تمثال والده الرئيس رفيق الحريري تمثل برهانا على ميزان القوى في لبنان المستمر منذ اتفاق الطائف عام 1989. رب قائل ان العماد ميشال عون، وقد بات اليوم رئيسا للجمهورية، كان عند إبرام هذا الاتفاق من أشد معارضيه، مثله مثل "حزب الله" وهذا صحيح. لكن الزمن تغيّر كحال الشرق الاوسط الذي يقع على خط التحولات التي تشبه براكين الطبيعة. لذلك، فإن جريمة اغتيال رفيق الحريري عام 2005 التي كان مدبروها يريدون الانقضاض على ميزان قوى الطائف قد فشلت في تحقيق أهدافها. وها هو سعد الحريري اليوم يعود الى موقعه الذي أجبر على تركه في بداية عام 2011 في لحظة ظنّ فيها قاتلو والده ان بمقدورهم إغتيال نجله سياسيا فخاب فعلهم مرة أخرى.كل الذي قيل، ولا يزال يقال، ان سعد الحريري عاد الى السلطة بفعل تنازلات مؤلمة لمصلحة المحور الذي تقوده إيران يغفل أمرا جوهريا هو إضطرار هذا المحور للقبول بأن يكون الحريري الطرف الذي تصدّر مرحلة إنهاء الفراغ الرئاسي بتأييد ترشيح عون ليكون بالتالي المرشح الذي لا يضاهى بترؤس الحكومة الاولى للعهد الجديد. إن في ذلك برهانا على ميزان القوى الذي لا يستقيم إلا بالاقوياء في المعادلة السياسية - الطائفية وهم اليوم: "حزب الله" وعون والحريري. وأي إخلال بهذا الميزان سيرتد على المخلّ أو المخلّين به. وهذا ما تشهد به وقائع الاسابيع القليلة الماضية على مختلف الصعد المالية والسياسية والامنية. كثيرون في لبنان وخارجه ما زال يسكنهم هاجس الماضي القريب المضطرب الذي كان فيه من هم أعداء قد أصبحوا شركاء في التسوية الجديدة التي فتحت امام لبنان مسارا إنقاذيا. ولن يبدأ هذا الهاجس بالانحسار إلا من خلال السرعة في تشكيل حكومة تتمتع بدينامية العمل في فترة الاشهر المقبلة التي تفصلنا عن الانتخابات النيابية وتقنع اللبنانيين بأن إزالة النفايات من شوارعهم وتزويد منازلهم بالمياه والكهرباء وتحريك الركود الاقتصادي ليست من عجائب الدنيا السبع. ما يهم اليوم هو الكلام عن الحريري العائد الى الصدارة سنة 2016. ما أظهره زعيم "المستقبل" في عودته الان أنه يمتلك طاقة على السباحة عكس التيار راح يمتلكها تدريجيا منذ استشهاد والده قبل 11 عاما. نتذكره مثلا عام 2007 عندما بثّ حيوية كبيرة جدا عندما بدأت تخبو عزيمة جمهور 14 آذار. كما نتذكره في العام 2009 عندما ظنّ محور 8 آذار انه قادر على إلحاق الهزيمة به في الانتخابات النيابية فخاض المواجهة التي قلبت الهزيمة الى انتصار. وها هو اليوم ينطلق من قعر الازمات السياسية والاقتصادية والامنية ليثبت انه باق في وطنه ولن تكون هناك حقائب سفر إذا اشتدت الازمات كما اشتدت في الاعوام التي تلت 2011. إن زمن البراءة قد انتهى.

 

لبنان بعد انتخاب عون لرئاسة الجمهورية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/16

يوم الاثنين في 31-10-2016 تمكّن مجلس النواب اللبناني في جلسته السادسة والأربعين من انتخاب رئيسٍ للجمهورية هو الجنرال ميشال عون، بعد فراغٍ في المنصب استمر لعامين ونصف العام. الجنرال عون هو العسكري الثالث على التوالي الذي يجري انتخابه لمنصب الرئاسة بعد الجنرالين إميل لحود وميشال سليمان. بيد أنّ هناك فرقًا ذا دلالة. فقد انتقل الجنرالان السابقان من قيادة الجيش مباشرة إلى منصب الرئاسة. أما في حالة عون؛ فإنه كان قد طمح للرئاسة في عام 1988 وكان قائدًا للجيش، على أثر انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل. لكن في عام 1990 وبدلاً من الرئاسة ذهب الجنرال عون للمنفى في فرنسا، ومع الوقت تطور إلى زعيم لتيار شعبي مسيحي قوي، كسب في الانتخابات على أثر عودته من المنفى عام 2005 لعدة مرات. وفي عام 2006 عقد حلفًا مع «حزب الله»، بحيث تبادل معه الدعم والتأييد والسيطرة على الحكومات وفيها لحين وصوله للرئاسة عام 2016، وقد أظهر الإيرانيون فرحًا بوصول عون للرئاسة وقالوا إن في ذلك انتصارًا لـ«حزب الله»، الذي أصرَّ على ترشيحه للرئاسة طوال الأعوام الثلاثة الفائتة. لكنْ في ذلك فرقٌ وفارقٌ أيضًا. فهو ما استطاع الوصول إلى الرئاسة إلاّ بعد أن رشّحه سعد الحريري زعيم تيار المستقبل، وزعيم السنة في لبنان، والخصم اللدود لـ«حزب الله» وإيران. وهو أيضًا ما استطاع الحصول حتى الآن على دعم الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب الحالي، والحليف الرئيسي لـ«حزب الله». بل إنّ حلفاء بشار الأسد في لبنان من قوميين سوريين وبعثيين أظهروا قبل انتخاب عون وبعد ترشيح الحريري له انزعاجًا شديدًا منه ودعموا منافسه على المنصب النائب سليمان فرنجية. وهذه كلها مفارقات تصبح ذات دلالة، عندما نتابع الخطاب الذي ألقاه الرئيس الجديد في مجلس النواب بعد أدائه القَسَم. فقد تحدث عن الطائف والدستور، وعن الوفاق الوطني، وعن الشراكة، وعن تحييد لبنان عن النزاع في سوريا، وعن الالتزام بمواثيق الجامعة العربية، ومواثيق الأُمم المتحدة. وهذه كلُّها مبادئ ونقاطٌ ما عرفها خطاب عون منذ التسعينات من القرن الماضي، وإلى حين تولّيه رئاسة الجمهورية! وتُضافُ لذلك كُلِّه واقعة أُخرى، وهي أنه بعد ترشيح الرئيس الحريري لعون، وقبل اجتماع مجلس النواب بأيام، جاء إلى لبنان موفدٌ سعودي هو وزير الدولة ثامر السبهان مؤيّدًا خطوة الرئيس الحريري باتجاه الجنرال، ومطالبًا تيار المستقبل وحلفاءه في 14 آذار بالوقوف معه. وفي زيارته للجنرال عون قبل الانتخاب بساعات قال إنّ السعودية تدعم خيارات اللبنانيين واتفاقاتهم، وتقف مع المؤسسات الدستورية اللبنانية.

كيف حصلت تلك الانقلابات كلّها ولماذا؟

في الخطاب الذي رشّح فيه الحريري العماد عون للرئاسة قبل أسبوعين، اعتبر عمله الكبير والمفاجئ هذا تضحية من جانبه كما كان يفعل والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري لاعتبارات المصلحة الوطنية وحفظ الوطن والدولة في الأزمات. قال الحريري إنه خاف على المؤسسات وعلى الدولة من الفراغ الطويل في سُدّة الرئاسة. وقد صار خلال قرابة الثلاث سنوات إلى ترشيح الدكتور سمير جعجع ثم الرئيس أمين الجميّل ثم الوزير سليمان فرنجية. ومع ذلك فقد بقي الأُفق مسدودًا؛ لأنّ الحزب وحلفاءه يريدون الفراغ، ووضع الوطن والمواطنين على حافة الهاوية. ولذلك فقد صار للمرة الثانية أو الثالثة إلى التفاوض مع الجنرال عون على مسائل الطائف والدستور والوفاق الوطني وحفظ لبنان من التردّي في النزاعات الإقليمية، وترميم الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية. وعندما وجد تقارباتٍ مُرضية في هذه الشؤون الهامة، أقدم على المخاطرة الكبرى بترشيح عون للرئاسة. وموقف الحريري هذا ما جلب لعون أصوات كتلة المستقبل التي هي أكبر الكتل في البرلمان فقط، بل جلب له أيضًا موافقة الجانب السني الذي كان شديد الاعتراض على عون لعدوانه المستمر على حُرُماته لما يزيد على العقد ونصف العقد! وقد لقيت مخاطرة الحريري هذه استجابة من جهاتٍ عربية في مقدمتها السعودية، وأُخرى دولية مثل فرنسا وروسيا ودول أُخرى في الاتحاد الأوروبي المهتمة بالشأن اللبناني، والمتوجسة من تفاقم أزمات اللجوء السوري الكثيف إلى أراضيه، وللخوف من وصول النيران السورية إلى لبنان بعد تدخل «حزب الله» في القتال ضد الشعب السوري منذ عام 2013.

إنّ ما ذكره الرئيس الحريري من توافقاتٍ مع عون في شؤونٍ كبرى، ورد بعضه بالفعل في خطاب القسم الذي ألقاه الجنرال الرئيس في مجلس النواب. إنما لا ينبغي الإسراف في التفاؤل. فقد تدخل «حزب الله» بسوريا في عهد الرئيس ميشال سليمان، وكان سليمان ضد التدخل وما استطاع منعه حتى بعد صدور إعلان بعبدا بالإجماع والذي ينصُّ على النأْي بالنفس عن النزاع السوري. بل إنّ «حزب الله» غزا بيروت عام 2008 وكان سليمان الذي صار رئيسًا فيما بعد قائدًا للجيش وما تدخل لمنع مسلّحيه من اجتياح العاصمة. وإلى ذلك فإنّ عون الذي دعم «حزب الله» بداخل لبنان في سياسته الخارجية، وشاركه في مغانم الحكومات طوال عشر سنواتٍ، صعبٌ الانتظار منه استنادًا للقوة المعنوية للرئاسة، أنّ يواجه بصرامة سطوة الحزب في المرافق مثل المطار والمرفأ، وفي الكثير من الوزارات، بل وفي الجيش والقوى الأمنية.لقد أنجزت مبادرة الرئيس الحريري أمرين اثنين شديدي الأهمية: أنْهت الفراغ في سُدّة الرئاسة. وقد كان في ذلك خطرٌ داهمٌ ولا شكّ، لأنّ استمرار الفراغ يهدد سائر المؤسسات والقطاعات. وقد كانت الحكومة شبه معطَّلة وكان فراغٌ يهدّد الوطن والدولة سيحدث عندما ينتهي أجل التمديد لمجلس النواب في الربيع القريب، فلا تعود أي من المؤسسات الدستورية قائمة فضلاً عن أن تكونَ فاعلة.

والأمر الآخر الذي أنجزته المبادرة الحريرية، وأنجزه مجلس النواب أخيرًا، هو ضرب الفساد والإفساد الذي نخر في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين. فقد نشر عون وتياره، و«حزب الله» ومناصروه، أجواء عدائية، أوشكت أن تُعيدَ النزاع القديم بين المسلمين والمسيحيين. صار المسلمون السنة جميعًا متطرفين ودواعش، ولا يريدون الخير ولا الشراكة الوطنية مع المسيحيين، رغم أنّ المسيطرين على الدولة والمؤسسات هم جماعة عون ونصر الله. لقد وصلت السكين إلى الذقن. وسادت أجواء سامّة النقاشات التلفزيونية والصحافية، وأحسسنا جميعًا بالعزلة المتزايدة، رغم التأكيدات شبه اليومية من جانبنا على المناصفة وعلى العيش المشترك، وعلى مكافحة التطرف والإرهاب، إنما على مَنْ تقرأ مزاميرك يا داود؟! إذ ما عاد هناك جمهورٌ للإنصات والمناقشة الحرة، وصار الميزان الأوحد للشراكة في نظر كثرة مسيحية: قبول عَون رئيسًا أو لا وطن ولا دولة لعيشٍ مسيحي إسلامي! لقد أنفقأ هذا الدُمَّل. وصار عون رمز الانعزالية المسيحية المتشنجة خلال عقدين، رئيسًا للجمهورية، وبترشيحٍ وترجيحٍ من سعد الحريري. فهل يكون خطابُ قسَم الجنرال عودة إلى الرشد والرشاد، وجسرًا فعليًا للعبور إلى الدولة الجامعة بعد طول انتظار؟! إنّ مخاطرة سعد الحريري أظهرت أنّ هناك أُناسًا مسؤولين يخافون على الدولة في لبنان وهم مستعدون للتضحية من أجلها. فهل يُصغي الشركاء والخصوم، وإذا أصغى الجنرال فهل يُصغي الحزب؟!

 

هذا ما قاله لي ميشال عون

نديم قطيش/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/16

لبنان بلد عجيب. أشياء كثيرة فيه لا يتطابق مظهرها مع حقيقتها، وانتخاب الجنرال ميشال عون رئيسًا للجمهورية هو واحد من هذه الأشياء الكثيرة. قبل انتخابه بساعات كان ليبدو أن وصوله إلى قصر بعبدا هو انتصار كبير لمحور إيران وهزيمة لخصومها، وهو ما دفع أحد كبار المعلقين السياسيين في لبنان، الكاتب سركيس نعوم لاعتباره رئيسًا صنع في الضاحية الجنوبية! والحقيقة أن هذا ما حاولت الماكينة السياسية الإيرانية تكريسه من خلال مسارعة رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني لتهنئة الرئيس المنتخب، تلاه مستشار المرشد، علي ولايتي، واصفًا انتخاب عون بأنه «انتصار كبير للمقاومة، ولحلفاء إيران وأصدقائها».

صحيح ولكن! هذه صيغة لا بد منها لفهم معظم ما يتصل بشؤون السياسة في لبنان. طبعًا، ما كان ممكنًا انتخاب عون لولا التغطية السياسية الكثيفة التي واكبت ترشيحه من «حزب الله»، وتمسك الحزب به مرشحًا وحيدًا وتفضيله على أقرب المقربين، والأسبق منه في التحالف مع «حزب الله». وما كان ممكنًا انتخابه لولا قرار سعد الحريري بالتسوية التي حملته إلى القصر! هو التقاء إرادتين سبق أن حرم تنافرهما عون من الرئاسة في عام 2008 وفي أعقاب اتفاق الدوحة الذي وضع حدًا لانهيار الوضع الأمني في لبنان بعد انقلاب سلاح «حزب الله» على الداخل في بيروت وجبل لبنان.

لو انتخب عون عام 2008 لصحت مقولة الكاتب الصديق سركيس نعوم إن عون «صنع في الضاحية»، ولكان الانتخاب تكريسًا لمنطق الغالب والمغلوب. يومها انتخب قائد الجيش ميشال سليمان ولم يستطع السلاح الإتيان بعون رئيسًا، مكسورًا آنذاك أمام ممانعة مسيحية وسنية رافضة لانتخابه!

أما المبالغات الراهنة حول انتصار المقاومة بشخص عون، فتفضحها مفارقة فاقعة، مفادها أن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يتصدر الاحتفال بفوز «مرشح محور إيران والأسد والمقاومة»، في حين ينأى عن الاحتفال، ويشوش عليه، ركنان من أركان المحور، الرئيس نبيه بري والوزير سليمان فرنجية! الحقيقة أن الشهية الإيرانية، في إيران نفسها وعبر حلفائها اللبنانيين، لتأطير الانتخاب على أنه انتصار لها ولمحورها هو دليل على أنها لا تشعر في العمق أنها حققت انتصارًا بالشكل الذي تريده. فائض التركيز على تظهير النصر هو تعويض عن انتصار غير قائم. فميشال عون ليس الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود ولا رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. هل سينقلب عون على «حزب الله»؟ هذا رهان لا تقل فيه المبالغة عمن يروجون لانتصار عون.

حين التقيت الجنرال عون قبل نحو سنتين، في دارته في الرابية، في ذروة الاشتباك السياسي في لبنان، سمعت منه الكثير من الأسرار التي أحتفظ بمعظمها وأكشف منها واحدًا. قال لي «أنا أريد عهدًا ناجحًا، لا أن أنتخب رئيسًا فقط. ولا عهد يمكنه أن يقلع من دون سعد الحريري». وأضاف: «من يراهنون على انقلابي على (حزب الله) واهمون، فأنا أريد أن أجمع البلد لا أن أقفز من موجة إلى أخرى». حينها عرض الجنرال أمامي عددًا من الرسائل الإلكترونية التي بعث بها إليه سفير أميركي سابق خلال حرب تموز 2006، وفيها من التهديدات المبطنة والترهيب لعون ما فيها، بغية دفعه لفك الارتباط بـ«حزب الله»! من لم ينقلب يومها لن ينقلب على «حزب الله» اليوم. مشكلة عون مع «حزب الله» ستكون من طبيعة مختلفة، وهي طبيعة «حزب الله» نفسه، التي لا تسمح لأي كان، خارج الإطار العقائدي للحزب أن يكون جزءًا ثابتًا في مشروع «حزب الله».

صحيح أن «حزب الله» استخدم عون وشعبيته كرافعة سياسية في مواجهة احتمالات أن يكون معزولاً، ولكن الصحيح أيضًا أن عون استخدم «حزب الله» للموازنة مع السنة، على اعتبار أن «الكباش» داخل النظام السياسي هو كباش سني ماروني. كان كذلك قبل اتفاق الطائف واستمر بعده!

عون يريد عهدًا ناجحًا. وهذا يتطلب حضورًا أكبر للدولة ولمؤسساتها ولانتظام العمل بالدستور، ولعلاقات لبنانية سليمة مع العرب، وهي عناوين كان عون المرشح متحررًا منها إلى حد كبير ولن يكون عون الرئيس كذلك! فالمغامرة كبيرة أن ينتهي «الرئيس القوي» والرئيس «الأكثر تمثيلاً» في طائفته مجرد أداة عند «حزب الله»، أو مكونًا من مكونات مشروعه ومحوره، لأن ما ستطيح به هذه المغامرة ليس أقل من الإطاحة بفكرة الضمانة المسيحية للنظام والكيان. بعدها بحث آخر، في كل شيء! عون هو أول رئيس مسيحي منذ عام 1990 يصالح المسيحيين مع اتفاق الطائف، ويسقط عن وثيقة الوفاق الوطني شبهة «الإجحاف المنظم» بحقهم. لبنان أكبر من صانعي رؤسائه أيًا كانوا. من الرئيس بشارة الخوري إلى الرئيس ميشال سليمان، كل تعلم أن أيًا تكن الرافعة، لا يمكن لأحد أن يحكم إلا بشروط هذا البلد الصغير مجتمعًا وليس بشروط أحد مكوناته. الرئيس ميشال عون لن يكون مختلفًا، وهو أكثر من يفهم هذا المنطق بعد أن عانده 27 عامًا! فخامة الرئيس ميشال عون، بالتوفيق!

 

صنع في لبنان الإقليمي

  وليد شقير/الحياة/04 تشرين الثاني/16

المرحلة الجديدة التي دخلها لبنان بعد تبوؤ العماد ميشال عون الرئاسة الأولى وتهيؤ زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة برئاسته، تنقل الصراع الإقليمي حول لبنان إلى دينامية جديدة تتعلق بالتحكم بقرار السلطة السياسية فيه، بعدما استوجب الأمر تغييب هذه السلطة والقرار فيها، عبر الفراغ الرئاسي. تطلَّبَ انخراط «حزب الله» في صراعات المنطقة إباحة فتح حدود البلد (وتشريعها في كثير من الأحيان) واستخدام المنصة اللبنانية بمقدار من حرية الحركة على الصعد التي تغذي هذا الانخراط، الأمنية والعسكرية والمالية والخدماتية كافة، إضعافَ السلطة المركزية، طالما تتعذر السيطرة عليها بالكامل لتسهيل هذا الاستخدام، فالموزاييك اللبناني والتوازنات الطائفية، وتعدد الانتماءات الإقليمية للجماعات اللبنانية التي يفترض أن تأتلف في قلب السلطة، يصعب أن تجيز هذا المقدار من إقحام البلد الصغير في صراعات المنطقة مثلما هو حاصل في شكل تصاعدي منذ بداية الحرب السورية، وصولاً إلى الأزمة اليمنية، مروراً بالتدخلات في دول الخليج. وإذا تعذر على المشروع الإيراني تجويف السلطة من داخلها وجب اكتساب الأرجحية فيها بشتى الوسائل الضاغطة، السياسية والأمنية والعسكرية.

بهذا المعنى لا يجافي الحقيقة قول بعضهم إن شعار انتخاب عون للرئاسة «صنع في لبنان» غير واقعي، فعون هو مرشح إيران قبل أي شيء، حتى لو رأى مناصروه أنه استعاد حق المسيحيين بمجيء القوي منهم إلى الرئاسة، وهو الحليف الذي تأمل طهران من خلاله بمواصلة الإفادة من المنصة اللبنانية لخدمة مشاريعها الإقليمية. وإذا كان بعض الزعامات المسيحية يصر على أن التسوية الداخلية صنعته، فإنه يتعامى عن المعادلة القائلة بأن تعذر استمرار تجويف السلطة من الداخل (كخيار أول جرى اعتماده لسنتين ونصف السنة) لأسباب تتعلق بالتركيبة الداخلية، يقود إلى الخيار الثاني البديل (الخطة ب)، أي الإفادة من إعادة تركيبها عبر الحلفاء، وبتكبيلها بقوة الأمر الواقع.

لم يكن عن عبث تسابق المسؤولين الإيرانيين على تهنئة الرئيس والمجاهرة باعتبار وصوله انتصاراً لمحور المقاومة. ولم يكن عن عبث أن تُسابق طهران سائر الدول في الترحيب بالعهد الجديد، لا سيما المملكة العربية السعودية، بعدما استرجعت اهتمامها بلبنان بإرسال موفدها إلى بيروت لمباركة ما قام به الحريري من «مخاطرة كبرى». وإذا كان جوهر التسوية قضى بعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة مقابل وصول العماد عون، لم يكن عن عبث أن يبدي «حزب الله» حذره من تأثيرات الثنائية المسيحية- السنية التي أخرجت هذه التسوية، على سطوته في السلطة المركزية. ولم يكن عن عبث أن يرد على عودة السعودية إلى لبنان بعدما استفاد سنوات من غيابها، بتبديد أي أوهام حول إمكان قضم نفوذه على المؤسسات الرئيسة، والتي يتوزع مواقعها مع رئيس البرلمان نبيه بري، بتأكيده متانة التحالف الذي حقق الكثير من المكاسب على مر السنين، هذا من دون إغفال توسعه في الشارع عبر تشكيلات عسكرية متعددة.

لا ينظر محور إيران- الأسد إلى الوضع في بيروت بمعزل عن المعارك التي يخوضها في الموصل للسيطرة عليها، وعن تلك التي يخوضها في حلب وفي صنعاء، مقابل اندفاع قوى إقليمية أخرى للحد من تقدم نفوذه في المنطقة.

وإذا وضعنا جانباً التكهنات بأن التسوية الرئاسية اللبنانية هي نقطة تقاطع إيرانية- أميركية للحؤول دون سقوط البلد اقتصادياً، فإن التفاهم الذي أطلق المرحلة الجديدة محفوف بالمخاطر الكبرى، نتيجة التجاذب على توسيع مواقع التأثير داخل السلطة، فأي رئيس، حتى الحليف لـ «حزب الله»، قد يجد نفسه مضطراً للاصطدام بالأمر الواقع الذي يمنع تحقيق أبسط الإنجازات، وأي رئيس للحكومة مجبر على أن يقف في وجه توسل شعارات كبرى من أجل إجهاض دور الدولة، وإحدى المخاطر أن يعود أسلوب تعطيل الرئاستين، بعدما استُنفِد تعطيل الرئاسة بالفراغ. وسيخضع التجاذب في السلطة لقاعدة الشاطر بشطارته، ولمدى انخراط القوى الخارجية فيه. يعود الرئيس عون إلى القصر الرئاسي متخففاً من المرحلة العسكرية التي حكمت تمترسه فيه آخر الثمانينات، لكنه مثقل بضغوط حلفاء سبق أن فضّل الرضوخ لنهجهم، وبلغة تعبوية حول حقوق المسيحيين يواصل قادة تياره اعتمادها على رغم وصوله إلى الموقع. ويعود الرئيس الحريري إلى السراي الحكومية بعدما عجنته تجاربه السابقة في التعاطي مع خبث السياسة الداخلية والإقليمية التي أخرجته منها آخر 2010، وهو متخفف من أسر اصطفافات سابقة، فهل يكفي كل هذا ليتمكنا من التعاطي مع الآلة الخارجية الضخمة التي سيواجهانها؟

 

الرئيس اللبناني بين الواقع والأمل

 كرم الحلو/الحياة/04 تشرين الثاني/16

كعادتهم في الاحتفاء بزعمائهم التاريخيين، هلل اللبنانيون وزغردوا ورفعوا الأعلام والرايات احتفالاً بانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، خصوصاً أن الرئيس العتيد يتمتع منذ عقود بكاريزما استثنائية وصلت لدى بعض مريديه إلى حد اعتباره القائد والمنقذ والمعلم والأب و»الوريث الشرعي» لأبطال لبنان الوطنيين التاريخيين منذ الأمير فخر الدين الثاني. بيد أن الواقع سرعان ما يعيد اللبناني إلى خواء حاضره بعيداً عن كل تلك الهالة القدسية الباهرة ليضعه وجهاً لوجه إزاء تحديات أساسية وأسئلة مربكة لا يمكن الإجابة عنها بلغة أيديولوجية فائتة أو تغطيتها برطانة خطابية فارغة.

يعود اللبناني إلى واقعه ليتساءل كيف سينهض لبنان من كارثة دين فاق السبعين بليون دولار وهدر متواصل يفاقمه ببلايين أخرى سنوياً؟ كيف ستؤمن الكهرباء والماء إلى مواطنيه العطاش والقابعين في الظلمة، وكيف سترفع النفايات المتراكمة في شوارعه وقراه؟ كيف ستتحقق العدالة الاجتماعية في بنيته المجتمعية بينما تشير الإحصاءات إلى بطالة 30 في المئة من قواه العاملة وفقر أكثر من ثلث من سكانه؟ كيف سيضع لبنان يده على ثرواته الاقتصادية ليحولها إلى خدمة مواطنيه ونمائهم وازدهارهم، بينما تسيطر 50 أسرة على الاقتصاد اللبناني وتقبض ثلاثة مصارف على نصف الودائع، فيما هنالك مليون لبناني تحت خط الفقر، منهم 250 ألفاً في فقر مدقع. كل ذلك في ظل انهيار متمادٍ للطبقة الوسطى واختلال الثروة بين المدن والأرياف، وتركّز جيوب الفقر في الخواصر المدينية وفي بعض المدن الكبرى كطرابلس حيث تصل نسبة الفقر إلى 80 في المئة؟

كيف ستحل مسألة انهيار الأوضاع المعيشية للطبقة العاملة وموظفي الدولة بعد استعصاء إقرار سلسلة رواتب عادلة تحد من معاناتهم؟ كيف ستحول الدولة دون هجرة الكفاءات العلمية وإعادة عشرات الآلاف من هؤلاء للإسهام في تقدم الوطن ونمائه؟ كيف ستعمل لإنصاف المرأة والحد من الانتهاك المتواصل لحقوقها الطبيعية وكرامتها الإنسانية، في حين تتعرض للتعذيب أو القتل في لبنان مئات النساء سنوياً، في ظل قوانين ظالمة جائرة تحمي الجاني؟

إلى جانب هذه الأسئلة ثمة أسئلة سياسية وإدارية وبيئية لا تقل إرباكاً. فكيف سيشعر اللبناني بالأمان في منطقة تعصف بها الأصوليات التكفيرية إلى حد نبذ الآخر واستئصاله؟ وكيف سنصل إلى دولة الحرية والعدالة والمساواة ومجرى شرائعها على الجميع من دون تمييز بين الأشخاص أو تفريق بين الأحوال؟ ومتى سنتعامل مع الشخص البشري بوصفه قيمة في حد ذاته، بصرف النظر عن طائفته أو مذهبه أو انتمائه أياً يكن؟ وهل سيتمكن اللبناني من الحصول على حقوقه من دون اللجوء إلى الرشوة والمحسوبية، بينما تذكر التقارير والإحصاءات استشراء الفساد والفوضى في دوائر الدولة إلى حد يجعل لبنان في طليعة الدول الفاسدة إدارياً، وفق مؤشر الشفافية الدولية؟ أما بيئياً، فلبنان يتعرض إلى خراب متمادٍ في طبيعته، غاباته تتآكل وثروته الزراعية تتراجع وأجواؤه تتلوث والبناء العشوائي يعم مدنه وقراه، فهل ثمة تصور إنقاذي يبقي على مجال طبيعته وطيب مناخه وخضرة سفوحه؟

نعلم أن هذه الأسئلة وسواها، ليس في وسع أي سياسي أو زعيم أن ينهض بها بالكامل، إذ هي وريثة تاريخ بكامله من التخلف والفساد والأنانية وانعدام المسؤولية. إذ أننا نأمل أن يكون التصدي لها ومقاربتها من منظور مختلف، من أولويات الحكم وهمومه في المرحلة الراهنة. ولنا أن نأمل ذلك في حقيبة الرئيس العتيد من وعود وأحلام كبيرة. عندها يكون احتفاء اللبنانيين بالعهد الجديد مبرراً وذا معنى، لا مرارة تضاف إلى مراراتهم وغصة تضاف إلى غصاتهم.

 

“حزب الله”: الحلف مع “أمل” أهم من السلطة

عماد مرمل/السفير/04 تشرين الثاني/16

يدرك “حزب الله” جيدا ان تعقيدات الساحة اللبنانية وخصوصياتها تتطلب أنماطا مدروسة وواقعية من السلوك السياسي، فلا الانتصارات ولا الهزائم في الداخل يمكن لها ان تغير في صلب التوازنات التي تقوم عليها قواعد السلطة والعلاقة بين الطوائف. ليس أدل على هذه الحقيقة من ان “حزب الله” اضطر الى التعامل بكثير من التواضع و”الانضباط” مع الانجاز النوعي الذي تحقق بانتخاب حليفه المسيحي و”المرشح الطبيعي” ميشال عون رئيسا للجمهورية، فيما تعمدت أطراف أخرى استقلت متأخرة قطار ترشيح الجنرال ان توحي وكأنها هي صاحبة الفضل في إيصاله الى قصر بعبدا، برغم ان رئيس «التيار الحر» جبران باسيل كان واضحا وجازما في التأكيد بان «حزب الله» هو شريك في النصر الرئاسي. بالنسبة الى “تيار المستقبل”، فان موقف الرئيس سعد الحريري الداعم لانتخاب عون في ربع الساعة الاخير هو الذي فتح امامه ابواب قصر بعبدا، وبالنسبة الى “القوات اللبنانية” فان مبادرة رئيسها سمير جعجع الى التضحية بترشيحه وتجاوز جراح الماضي وصولا الى تأييد عون هي التي فرضت على الآخرين ان يتعاطوا مع عون باعتباره مرشح التوافق المسيحي الذي لا بديل عنه. أكثر من ذلك، يروي أحد قياديي “التيار الحر” انه فوجئ بان بعض الشخصيات الهامشية والثانوية في اللعبة السياسية تحاول الترويج في مجالسها وإطلالاتها بانها ساهمت بشكل او بآخر في وصول عون الى قصر بعبدا، وبالتالي فان بعضها ذهب الى المطالبة بـ”بقشيش” وزاري كنوع من المكافأة له! انه لبنان. الانتصار له ألف أب والهزيمة تكون عادة يتيمة. ومع ذلك، يتعاطى “حزب الله” ببرودة مع محاولات البعض تهميش دوره المحوري في الاستحقاق الرئاسي وصولا الى اتهامه بانه لم يكن متحمسا أصلا لانتخاب الجنرال وان مرشحه الحقيقي كان الفراغ، وفق أدبيات “القوات” وبعض القوى التي ذهبت بعيدا في السيناريوهات الافتراضية. المهم عند الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان الجنرال والمقربين منه يعرفون بالتفصيل الممل طبيعة الدور الحيوي الذي أداه في كسب معركة انتخاب عون، وهو يفترض ان القواعد الشعبية للتيار البرتقالي تعرف أيضا جوهر نيات الحزب، برغم المسعى المنهجي الذي يبذله خصومه لتشويه الوقائع وتحويرها. والمقتنعون بالدور المفصلي للحزب يؤكدون انه لولا ثباته على خياره، عبر دعم عون من الترشيح الى مقاطعة جلسات الانتخاب، ما كان الحريري وجعجع ليبدلا موقفيهما لاحقا. ويشير هؤلاء الى ان من كان يروج بان قيادة الحزب لم تفعل شيئا عمليا ولم تبذل جهدا حقيقيا لتسهيل انتخاب الجنرال واكتفت بالتأييد النظري له، إنما حاول التسويق لبضاعة فاسدة سياسيا، لافتين الانتباه الى ان النائب سليمان فرنجية كان قد طلب من الحزب، بعد دعم الحريري ترشيحه، ان يشارك فقط في جلسة الانتخاب وان يصوّت ضده إذا أراد، لكن الحزب وبرغم تقديره الكبير لرئيس «تيار المردة» بقي على التزامه مع الجنرال، فهل من فعل يمكن ان يبادر اليه أهم واصعب من هذا الامر، خصوصا ان فرنجية يعني له الكثير، سياسيا ووجدانيا؟ وعلى أهمية التطور الذي يعكسه انتخاب عون، لا سيما لجهة التعبير عن ميزان القوى السائد، محليا وإقليميا، تفادى الحزب التباهي بما حصل، تاركا لبعض الإعلام الداخلي والخارجي تظهير دلالات فوز الجنرال برئاسة الجمهورية، ومعانيه السياسية. وما زاد من حرص الحزب على تعمد عدم الظهور بمظهر الرابح الكبير، رغبته في مراعاة موقف الرئيس نبيه بري الذي كان يعارض انتخاب عون، لا سيما ان التحالف الوجودي بين الطرفين يكتسب في هذه المرحلة اولوية قصوى لديهما. ويؤكد مصدر مقرب من «حزب الله» ان الحلف مع «أمل» ووحدة الصف الشيعي يتقدمان على أي مسألة أخرى، وهما بالتأكيد أهم من السلطة ومكاسبها، مشددا على ان بري شريك اساسي في الحكم، وعلى المعنيين التعامل بجدية مع مطالبه إذا أرادوا للحكومة الجديدة ان تتشكل بطريقة صحيحة وميثاقية.

 

التكليف شرف لا ترف

علي الحسيني/المستقبل/04 تشرين الثاني/16

عهد جديد، عاهد في بدايته شعب وطنه بالعمل الدؤوب من أجل حمايتهم وحماية البلد من «النيران المشتعلة من حوله». وهو الأمين منذ العام 2005 على تثبيت مشروع الدولة وقيامة المؤسسات رغم الأخطار التي كان وما زال يواجهها والمعوقات والعراقيل التي توضع في طريق وصوله إلى ما يصبو اليه من حلم جامع راوده يوم تسلّم أمانة وطن من والد أبى إلّا أن يزرع في العاصمة بيروت سيرة عمل ونضال واستشهاد تتحدث عن رجل حمل هموم المدينة والناس ساعيا إلى الوحدة وناشداً لوطنه الأمن والأمان. الرئيس سعد الحريري العائد بالأمس إلى رئاسة الحكومة من باب التكليف بأكثرية ساحقة من الأصوات المؤيدة، يُثبت مرة جديدة للقاصي والداني وللصديق قبل الخصم، أن الحكومة بالنسبة له ولما يُمثّله، «شرف وليست ترفاً وأن المواقف والصمود والصدق والإلتزام بالمبادئ، هي التي تصنع المواقع والمراكز وليس العكس، فكم من مرّات حاول فيها البعض ثنيه عن عزيمته تجاه وطنه وإخضاعه لقرارات ومشاريع خارجية إمّا ترهيباً وإمّا ترغيباً، لكنه فضّل أن يكون مُراقباً وفاعلاً في الوقت عينه، ولو من بعيد لفترة هو الذي حدّدها بملء إرادته، عوض أن يكون شاهد زور على وضع شاذ تحكمه الغرائز والعصبيات، وتتحكّم به إرادات خارجية بعدما جعلت منه صاعق تفجير تُهدد بإستعماله طبقاً لمصالحها.

يعود اليوم الرئيس الحريري لممارسة دور لم ينقطع في الأصل عنه يوماً وهو الذي اكتسب هذه القناعة والثقة والإلتزام، من بيت امتهن عشق الوطن والعمل لمستقبله والتضحية بالنفس والمال من أجله. دور لن يكون سهلا بكل تأكيد لكنه سيكون مفصليا في إبعاد لبنان عن النيران التي تشتعل من حوله والنأي به عن الأحداث، ومن جهة اخرى، سيكون همّ المواطن ومعيشته من ضمن أولويات مشروعه الإقتصادي الذي تنفس الصعداء في اللحظة التي أُعلن فيها عن تكليفه لتشكيل الحكومة.

على الرغم من أن بعض خياراته خصوصاً المصيرية منها، لم تكن تنسجم سواء مع قاعدته الشعبية أو عدد من المقربين منه سواء من السياسيين أو الأصدقاء، إلا أنه كان على الدوام «الفدائي» العاقل الذي يتلقّى في صدره «الطلقات» في سبيل إنقاذ ما تبقّى من الدولة، وهيبتها وهو العارف بأن ذهاب هيبة الدولة، يعني سقوط المشروع الذي آمن به تماماً مثلما آمن به والده من قبله، وهو مشروع تثبيت دعائم الوطن من خلال مؤسّسة الجيش التي جاهد من أجلها ومنع سقوطها في الكثير من الأفخاخ التي نُصبت لها، وهو الذي كان من أوّل الداعين إلى ضرورة تسليح الجيش يوم دعا في العام 2010 إلى إطلاق حملة التبرّع للغرض نفسه. لم تكن السلطة مرّة غايته ولا هواية ليُمارس من خلالها سلطته المعقودة أصلاً على طينة طيّبة وليّنة وعاطفة في التعاطي مع اللبنانيين كافة من دون أي تمييز، وإنسانياً في حقوله المتنوّعة والمتعددة. صاحب المبادرات، وسياسة اليد الممدودة لها معه حكايات في الكثير من المحطّات التي كاد أن ينهار فيها البلد. كان أوّل الداعين إلى إنتخاب رئيس وراح في خياره إلى حد ترشيح أسماء لم تكن في وارد أن يرشحها، لكن الهمّ كان دائماً، إنقاذ الوطن وإخراجه من دائرة الإستهداف. رجل اتُهم بأمور متعددة وبمواقف متقلّبة وبـ«نهاية» لا تليق بأمثاله ولا بتاريخه وإنجازاته. رجل سار على درب الجلجلة متكئاً على رصيده الشعبي وعلى مواقف لم تخذله يوماً، فكانت عودته من بوّابة الوطن الكبيرة، بوّابة لا يمكن أن يمر عبرها، إلّا أصحاب السيرة الحسنة ومن حسبت لهم الأيام الف وألف حساب لمثل هذا اليوم. تكليف الأمس، جاء ليؤكد مُجدّداً بأن الرئيس الحريري حاجة وطنية دائمة وأن المراحل الصعبة التي يمر بها لبنان، تتطلب وجوده وحضوره في كافة الميادين السياسية والإقتصادية، وبدوره لم يتهرّب الحريري من مسؤوليات فرضت نفسها عليه ولا من منصب من المؤكد أنه سيُحمّله أعباءً إضافية وسوف يضعه في مواجهة كل من يُحاول الإنتقاص من قيمة البلد أو وضعه في مكان لا يليق به. ما يحمله الحريري في اليد الممدودة سيساعده على تجاوز المحن والسير باتجاه إستعادة الأحلام. أمّا في اليد الأخرى التي ما احجمت يوما عن مصافحة الغير، فسوف يسير وفق قناعاته التي عبّر عنها لحظة تكليفه تشكيل الحكومة « قبلت هذا التكليف شاكرا لفخامته ثقته وثقة الزملاء النواب الذين شرفوني بتسميتي لهذه المهمة الوطنية التي أنطلق فيها منفتحا على جميع الكتل النيابية، بما فيها تلك التي امتنعت عن تسميتي عملا بدستورنا وقيمنا الديمقراطية». ما يُمثله الرئيس الحريري اليوم على الأرض، هو محبّة الناس وتعاطفهم معه وتأييدهم لخياراته، أمّا في السياسة، فهو يُمثّل مئة واثني عشر صوتاً من نوّاب في برلمان يمثلون كل الشعب اللبناني. هؤلاء جميعهم ذهبوا بخيار واحد عنوانه «نثق بك». وسيبقى شعار الرئيس سعد الحريري الأوحد والأبقى هو ما قاله والده الشهيد ذات يوم «مش مهم مين بيبقى ومين بيروح.. المهم يبقى البلد».

 

خطيئة “القوات”… لا تغتفر!!

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/04 تشرين الثاني/16

ما إن حدد الدكتور سمير جعجع رؤيته لشكل الحكومة ودورها والحقائب الوزارية التي تستطيع “القوات اللبنانية” ان تشكل قيمة مضافة إذا ما تولتها حتى فتحت نهار جهنم عليها، وكأنه ما يحق لغيرها لا يحق لها، ولكن يبدو ان بعض القوى السياسية إما اعتادت على طوباوية “القوات”، وإما ترفض الإقرار بحضورها وتعمل دوماً على تغييبها. فعشية تشكيل كل حكومة منذ اتفاق الطائف إلى اليوم تدور حرب “داحس والغبراء” بين القوى السياسية على اختلافها على الأحجام والحصص ونوعية الحقائب، ولا تتردد بعض تلك القوى في وضع الفيتوات واشتراط وزارات محددة واعتبار ان هذه الوزارة او تلك من الحقوق المكتسبة غير القابلة للنقاش. وكل ما تقدم يفترض ان يعتبر من البديهيات وفي سياق شد الحبال الطبيعي، أما دخول “القوات” على هذا الخط فيعتبر من المحظورات، علماً انها لم تطالب يوماً بالحصة التي تتناسب مع دورها الكبير، هذا الدور الذي تظهّر أقله في ثلاث محطات أساسية:

الدور الأول في تغطية اتفاق الطائف الذي لما أبصر النور لولا تلك التغطية، فكان نصيبها الحل والاعتقال.

الدور الثاني في صناعة لحظة 14 آذار 2005 باعتبارها القوة الأساسية التي مهدت المناخ المعارض للوصول إلى تلك اللحظة، فكانت مشاركتها في السلطة بالكاد شكلية.

الدور الثالث في هندسة الخروج من الفراغ وإطلاق الدينامية الرئاسية التي أوصلت العماد ميشال عون إلى القصر الجمهوري، وبالتالي إما تكون الثالة ثابتة، كما يقال، وإلا الأمور لن تمر بسلام.

فبأي منطق وحق يكون حجم “القوات” داخل الحكومة كحجم قوة سياسية عارضت انتخاب عون، او يكون حجم “القوات” أقل من قوة أخرى وضعت كل ثقلها لمنع انتخابه، او يكون حجم “القوات” كحجم أحزاب أخرى أدوارها ثانوية وملحقة بهذا الطرف أو ذاك؟

وإذا كانت الكتل النيابية تمثل وفق أحجامها، فـ”القوات” يجب ان تمثل ليس فقط انطلاقاً من وزنها النيابي، بل انسجاماً مع دورها السياسي الكبير الذي ساهم بإنهاء الفراغ وانتخاب عون، وتذكيراً هناك ثلاث قوى أساسية ساهمت بانتخاب عون: “حزب الله” و”القوات” و”المستقبل”.

وما كان يصح في الماضي ليس مسموحاً استمراره اليوم مع انطلاقة عهد جديد. وما تطالب به “القوات” ليس كفراً، إنما يدخل في باب الحقوق البديهية، ومن ثم لماذا العودة إلى تجارب فاشلة تحت مسمى حكومات الوحدة الوطنية، خصوصاً ان القوى التي انتخبت عون تجسد بحد ذاتها الوحدة الوطنية حيث تضم الأكثر تمثيلاً داخل كل الطوائف اللبنانية من دون استثناء، وبالتالي اين المصلحة في جمع القوى التي انتخبت عون وعارضت انتخابه في حكومة واحدة تعيد إلى الأذهان الأدوار المشاكسة غب الطلب، فيما ثمة مصلحة وطنية في فتح الباب أمام تجربة قديمة – جديدة على قاعدة معارضة وموالاة بين من مع العهد ومن ضده، خصوصاً ان هذه التجربة القابلة للتكرار والاستمرار حدودها الانتخابات النيابية، اي اقل من ستة أشهر، وبالتالي ألا تستحق الاختبار؟

فخطيئة “القوات” التي لا تغتفر انها طالبت بالحصة التي تتناسب مع دورها الوطني كشريكة أساسية في الوصول إلى هذه اللحظة، وكحريصة على ان تلعب دور الرافعة للعهد الجديد استكمالاً لدور الرافعة في انتخابه، فتجنّدت قوى الممانعة لإقفال الطريق عليها ومحاصرتها، إلا ان “القوات” التي نجحت والعماد عون في فك الحصار عن القصر الجمهوري، ستنجح والرئيس عون في فك الحصار عن العهد الجديد من أجل انطلاقة جديدة ونوعية تمنع إفشال العهد الجديد، وتقدم تجربة نموذجية تجعل من عهد عون أفضل العهود التي عرفها لبنان.

 

الحكومة و"النقزة" الشيعية

إيلي القصيفي/المدن/ الجمعة 04/11/2016

دخل لبنان عملياً مساراً تفاؤلياً يصعب على أي جهة إيقافه لأنّ أحداً لا يمكنه تحمّل مسؤولية فرملة هذه الإندفاعة بعد نحو السنتين والنصف من الشغور الرئاسي وتداعياته سواء على عمل الحكومة أو مجلس النواب. المفارقة أنّ المزاج الشعبي الذي ضاق ذرعاً بتصرفات الطبقة السياسية جميعاً طيلة الفترة الماضية غضّ الطرف عن غضبه هذا ولو إلى حين وبدأ يتطلع بأمل إلى إنطلاقة العهد الجديد بتوازناته ومعادلاته الجديدة التي أعادت خلط الأوراق السياسية بحيث تبدّلت خريطة التحالفات والخصومات على نحو غير مسبوق منذ العام 2005. الوتيرة السياسية- الدستورية السريعة التي فرضها انتخاب رئيس للجمهورية هي في اللحظة  الراهنة المعطى الرئيسي الذي على أساسه يقارب المشهد السياسي في البلد. وبالتالي، ضيّقت هذه الوتيرة هامش اللعبة السياسية إلى أبعد الحدود بحيث أصبح كل طرف ملزماً بإظهار نيته مجاراة اندفاعة العهد الوليد وعدم الوقوف في وجهها من خلال عرقلة تشكيل الحكومة، الاستحقاق السياسي- الدستوري الداهم الآن.

هذه نقطة يستفيد منها كل من الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري. والأخير الذي سميّ من قبل 112 نائباً من أصل 125 لتأليف الحكومة سيستفيد ما أمكنه من الزخم الذي وفرته له الإستشارات النيابية، ولاسيما أنّ عون سيكون ضنيناً هو الآخر بتسريع التأليف لأنّ في ذلك مصلحة أكيدة لانطلاقة عهده.

طبعاً، ليس من اليسر تأليف حكومة وحدة وطنية تجمع هذا الطيف الواسع من القوى السياسية. لكنّ لا يتوقع أن يستغرق التأليف هذه المرة الوقت الذي كان يستغرقه في المرحلة الماضية. فتقاطع الحريري- عون يستجرّ تحالفات تشمل غالبية الأطراف السياسية. وبالتالي، أي من هذه الأطراف لن يكون بمقدوره التسويف والممطالة في التأليف لأنّه بذلك يسيء إلى تحالفه سواء مع الحريري أو عون، ولاسيما أنّ الانتخابات النيابية على الأبواب والجميع سيحرص على حفظ تحالفاته القديمة والجديدة تحضيراً لها.

وما ينطبق على سائر القوى في موضوع الحكومة ينطبق على الثنائي الشيعية لناحية عدم قدرته على فرملة التفاؤل الذي بعثته انتخابات الرئاسة، خصوصاً أن حزب الله سيحرص على إكمال الطريق مع العماد عون وليس من مصلحته تأخير تأليف الحكومة لأنّ في تأخيرها رسالة سلبية إلى الرئيس عون نفسه.

لكنّ التسوية الرئاسية الأخيرة التي أوجدت خشية شيعية من إعادة إحياء الثنائية السنية- المارونية لن تستقر تماماً قبل تبديد هذه الخشية وتركيبة الحكومة كما بيانها الوزاري مدخل رئيسي نحو ذلك، ولاسيما أنّ انتخاب عون وتكليف الحريري، وما تبعهما من احتفالات شعبية في الأوساط المسيحية ومن ثمّ السنيّة، لا تعكس حصة أو انتصاراً شيعيين واضحين في التسوية المذكورة، حتى ولو كان العماد عون حليفاً أساسياً لحزب الله وقد كان مرشحّه الأوحد إلى الرئاسة. فعون في النهاية رئيس شارك في إيصاله إلى بعبدا أكثر من طرف بينهم خضوم للحزب، كما أنّ انتخابه شكّل بداية مهمّة لعودة الفاعلية المسيحية إلى السلطة والنظام. وهذا عامل يجب أخذه في الحسبان عند قراءة المزاج الشيعي إزاء انتخاب عون. طبعاً، المبارة السياسية لن نتنهي عند تأليف الحكومة، إذ إنّ الشوط الرئيسي فيها سيكون الانتخابات النيابية المقبلة التي ستحدد الأحجام السياسية في البلد وتقيس تبدّل موازين القوى فيه. لكن أي استحقاق فاصل عن هذه الانتخابات لا يمكن لأي قوة سياسية، خصوصاً حركة أمل وحزب الله، التعامل معه باستخفاف باعتباره استحقاقاً مرحلياً لا يسمن ولا يغني من جوع. فالحكومة العتيدة توطئة للانتخابات النيابية ليس من ناحية إشرافها عليها فحسب، إنما لجهة تحديد علاقات القوى السياسية بين بعضها البعض تبعاً لخريطة التحالفات والخضومات التي افرزتها الانتخابات الرئاسية. لكنّ الثنائي الشيعي يتمايز عن القوى الأخرى في مقاربته تأليف الحكومة في أمر أساسي لا يمكن إغفاله، وهو الحصة الشيعية في التسوية الحاصلة. وهذه مسألة لن يتساهل فيها هذا الثنائي حتى ولو صعب عليه- وتحديداً على حزب الله- إعاقة الانطلاقة المتفائلة للعهد. وبالتالي، سيكون عليه اللعب بين حديّن: ضمان حصة تجعله شريكاً مباشراً لا بالوكالة (عبر عون) في العهد الجديد، وعدم الظهور بمظهر المعرقل لانطلاقته، أولاً لأنّ المزاج الشعبي مع تسريع اكتمال النصاب الدستوري، وثانياً لأنّ عون لن تروقه المماطلة في تأليف الحكومة. وهذه "النقزة" الشيعية لا يمكن للحريري كما عون إغفالها لأن التسوية الرئاسية بينهما تبقى هشّة إن لم تُقابل بحد مقبول من الحماسة الشيعية، الفاترة حتى الآن.

 

المواطنون الشيعة ضد الإرهاب

حسن المصطفى/الرياض/05 تشرين الثاني/16

بين فينة وأخرى تقع عمليات قتل وتفجير، تطال مدنيين وعسكريين، في مدن سعودية متفرقة. وهي العمليات التي تقوم بها جماعات راديكالية خارجة عن القانون، لغايات متنوعة. إلا أن القاسم المشترك، هو السعي لتقويض الأمن الذي ينعم به الجميع. هذا العنف تقوم به "خلايا منظمة" من مذاهب مختلفة، سنية وشيعية. وهو ما يؤكد على أن الإدانة يجب أن توجه ضد هذه الجماعات والأفراد، لا بصفتهم المذهبية والدينية، وإنما تبعا لما يمارسونه من خروج على القانون، وتقويض للأمن العام، وتهديد للسلم الأهلي. مدينة القطيف، التي تعتبر مركزا للشيعة في المملكة، ومنذ عدة سنوات تعاني من مشكلة وجود مجموعات مسلحة، تستهدف رجال الأمن، والمقرات الحكومية، وبعضها طال أهالي وأعيان المدينة! وهي إذ تمارس هذا الإرهاب، إنما تقوم به دون أي تأييد أو غطاء ديني أو شعبي من قبل العلماء أو الوجهاء أو الأهالي. الإعلان الأخير لوزارة الداخلية عن قائمة تضم عددا من المطلوبين من القطيف على خلفية "تورط الخلية الإرهابية المطلوبة بعدد من القضايا التي وقعت خلال الفترة الماضية في محافظة القطيف ومدينة الدمام، وتمثلت في استهداف مواطنين ومقيمين ورجال أمن، وتخريب للمرافق العامة" -بحسب ما جاء في بيان الوزارة- هذا الإعلان قابله تأكيد من عدد من الشخصيات على "رفض الإرهاب"؛ ومنه ما كتبه الدكتور توفيق السيف من أن "تكرر الاعتداءات المسلحة.. ينذر بشر عظيم على المجتمع بكل أطيافه".السيف أكد بشكل صريح أنه "لا أحد في بلدنا يقبل أو يتمنى أن يرى السلاح والنار وسيلة للتعامل بين أبناء المجتمع، أو بينهم وبين الدولة. مهما كانت الظروف والأسباب". مضيفا "دعونا نقول لهؤلاء بصراحة أن لا أحد في مجتمعنا يقبل فعلهم، ولا أحد سيتعاطف معهم ماداموا على هذا الطريق". مشددا على أن "من سعى في حقه مسالما فهو أخ لنا، ومن حمل السلاح فهو خارج عنا". هذا الموقف المباشر والصريح من د. السيف، ليس الأول الذي تعلنه شخصيات شيعية وطنية، بل تكرر عشرات المرات، في جميع الحوادث الأمنية السابقة؛ حيث تم التأكيد على "تجريم الإرهاب"، و"حرمة قتل رجال الأمن". المواطنون في القطيف ينظرون لأنفسهم بأنهم جزء من هذا الوطن، لهم حقوقهم الكاملة، وعليهم واجباتهم، مثل بقية أفراد الشعب. ويقدمون أنفسهم بصيغتهم الوطنية، لا بصفتهم المذهبية. وهو ما يجعلهم يرفضون اختبارات الولاء الكاذبة والسمجة، التي يحاول عبرها "الطائفيون" انتزاع الوطن من أهله.

 

كلينتون أم ترامب: أيهما الأفضل ومن الأسوأ؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/16

هيلاري كلينتون أم دونالد ترامب، أيهما يكون الأفضل لصالح الشرق الأوسط؟ كان هذا هو السؤال الذي طرحه عليّ بعض من الأصدقاء طيلة الأسابيع الماضية. وليس من السهل الإجابة عن هكذا سؤال نظرًا لأنه يفترض أن كلا المرشحين جيد وأن أحدهما يمكن أن يكون أفضل من الآخر.

وبرغم ذلك، ماذا لو أن كلا المشرحين سيئ، وفي هذه الحالة سوف يكون السؤال على النحو التالي: أيهما سوف يكون الأسوأ بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط؟ وحتى في هذه الحالة، فإن العثور على الإجابة يتوقف على ما نعتقد أن المرشحين سوف يفعلانه لصالح الولايات المتحدة نفسها، لأنه إن كانت الولايات المتحدة غير قادرة على تنظيم بيتها من الداخل فلن تكون بالتالي قادرة على أن تقدم الكثير من الخير لأي دولة أخرى حول العالم. من خلال تاريخها القصير، وعبر فترات وجيزة وسريعة الزوال، تمكنت الولايات المتحدة وعلى الدوام من ضم واستيعاب التنوع العرقي، والديني، والفكري، والعنصري، وشكلت من وراء ذلك توافقًا وطنيًا حول القضايا الرئيسية الخاصة بالسياسات الداخلية والخارجية. غير أن هذا التوافق المجتمعي لم يعد له وجود. وفي حقيقة الأمر، مع استثناء وحيد في العقد الذي ضم بين جنباته حقبة الحرب الأهلية الأميركية، بما في ذلك مراحل ما قبل وما بعد الحرب ذاتها، حيث إن الولايات المتحدة اليوم هي أكثر انقساما على نفسها من أي وقت آخر في تاريخها الحديث.وعلى الرغم من ذلك، فلن يكون من الإنصاف إلقاء اللوم مرة واحدة على الرئيس باراك أوباما، ولكن ليس هناك مفر من الحقيقة الناصعة بأنه كان شخصية عامة مثيرة للانقسام بشكل كبير.

فمن واقع فشله في العثور على صيغة واحدة للعمل والتعامل مع الكونغرس حاول الرئيس أوباما الالتفاف على المجلس التشريعي الأميركي كلما كان ذلك ممكنا، مما أضاف الكثير من الوقود على نيران الانقسام المشتعلة في الداخل الأميركي.

وسوف يغادر منصبه بعد عدة أيام تاركًا وراءه حكومة منقسمة للغاية. فمن خلال تحويل قاعدة نفوذه إلى الائتلاف الذي يضم الأقليات العرقية والإثنية والدينية، دفع أوباما الأغلبية من الشعب الأميركي نحو الدعوات المتطرفة التي كانت منبوذة لديهم لعدة أجيال. هو يغادر منصبه ويترك وراءه مجتمعًا منقسمًا على نفسه.

واليوم، حتى أن الحزبين الكبيرين في البلاد، الديمقراطي والجمهوري، منقسمان وسط انتكاسات مفاجئة للتحالفات داخل كل معسكر منهما. كما أنه يغادر منصبه تاركًا وراءه مؤسسة منقسمة.

ومن خلال مراوغاته وكسله الفكري الواضح، عمل أوباما أيضًا على انقسام حلف شمال الأطلسي على ذاته، حيث فتح مساحات جديدة للقوى الانتهازية من مختلف الأحجام للخوض في مغامرات غير مدروسة مع دول الحلف. وهذا يقودنا إلى طرح السؤال الحقيقي: أي من المرشحين الحاليين هو أقل عرضة لتعميق هذه الانقسامات، ناهيكم عن تضميد الجروح السياسية الأميركية؟ إذا حاولنا الإجابة من واقع التدابير اللفظية، فإن دونالد ترامب في واقع الأمر هو الأكثر تسببًا في الانقسامات بسبب لسانه الذي أهان به المكسيكيين، والمسلمين، وحتى كبار أعضاء الحزب الجمهوري.

ولكن إذا كان العمل هو المقياس في الإجابة، فسوف تكون هيلاري كلينتون أكثر المرشحين الحاليين إحداثًا للانقسام. والسبب هو، سواء كان صوابًا أم خطأ، أنها يُنظر إليها على أنها العنصر المكمل لعهد باراك أوباما، والكثير من المواطنين الأميركيين ينظرون إليها من واقع أنها مجرد فترة الحكم الثالثة للرئيس باراك أوباما. ورئيس آخر من عائلة كلينتون قد يعني أربع سنوات أخرى من استمرار النزاعات الداخلية في الولايات المتحدة. ولسوف يكون ذلك من سوء الطالع بالنسبة للشعب الأميركي وبالنسبة للعالم بأسره، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط من دون أدنى شك.

وفي المقابل، فإن ترامب، الذي، وعلى الرغم من أنه يتحدث كثيرًا، لا يزال غير معروف كرئيس للبلاد بعد، فربما يتحول لأن يكون شخصية عامة أقل تسببًا في الانقسام في حالة أنه سمح لهياكل الحكومة الأميركية بامتصاص الصدمة التي أحدثها أوباما ويستعيد تدابير التوازن ورباطة الجأش.

وعندما يتعلق الأمر بمنطقة الشرق الأوسط، يملك ترامب أيضًا ميزة أنه شخصية غير معروفة على المستوى السياسي. فعلى الرغم من الهراء الكثير الذي قاله حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإنه قد أصر كثيرًا على نقطة شديدة الأهمية: أن السياسة الخارجية الأميركية الحالية غير مجدية بحال من الأحوال. وهذا، بدوره، قد يقنع الرجل بالبحث عن شيء مختلف، أو ربما يخلق فرصة جديدة لإصلاح بعض من الأضرار التي تسبب فيها باراك أوباما وسياساته الضالة حيال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

أما السيدة هيلاري كلينتون، فعلى النقيض من ذلك، فلديها بالفعل سجلها المعروف. فلقد دعمت وأيدت تنظيم الإخوان المسلمين في مصر قبل أن يتخذ أوباما قراره بالتخلي عنهم. ولقد كانت من المناصرين المشاركين في صياغة سياسة أوباما الكارثية في ليبيا. وفيما يتعلق بقضية الصراع العربي الإسرائيلي، فكانت هيلاري ترقص على كل الحبال التي وضعها باراك أوباما، حيث عقدت الجولات تلو الجولات من المفاوضات التي لم تؤدِ إلى نتيجة تُذكر.

وكانت كلينتون أيضًا في مقعد القيادة عندما بدأت الولايات المتحدة في عُمان مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وهو مثال منهجي للمغالطات الدبلوماسية التي أدت إلى الخدعة الكبرى المعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني مع الولايات المتحدة. ودونالد ترامب متهم بالتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولكن هيلاري كلينتون هي التي قدمت للقيصر الروسي الجديد الأداة التي تحمل رسالة مفادها «إعادة الضبط». ومن الواضح أيضًا أنها أمضت جزءًا من وقتها كوزيرة لخارجية الولايات المتحدة تجمع التبرعات لصالح مؤسسة كلينتون، وهي قضية نبيلة من دون شك ولكن لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأهداف السياسة الخارجية الأميركية.

لذا، يمكننا الاستنتاج، بقدر من التوازن، أنه على الرغم من أن السيدة كلينتون ليست بمثل سوء باراك أوباما، وهو أمر لا يمكن تصوره، فمن غير المرجح أن تكون أقل سوءًا بكثير منه.

وفي المقابل، فإن ترامب الذي قد يثبت أن يكون أسوأ بكثير من أوباما، وهو أمر محتمل للغاية، قد يثبت أيضًا أن يكون أقل سوءًا منه بكثير.

يمكن لأحدنا أن يراهن في مقامرة ما على دونالد ترامب مع احتمال حقيقي للخسارة.

ولكن المراهنة على السيدة كلينتون ليست من قبيل المقامرة لأننا نعرف بالفعل أنه مع تنحية صفاتها الشخصية جانبًا، فمن المرجح أن تعيد إنتاج الخسائر التي جلبتها إدارة أوباما على الولايات المتحدة وعلى حلفائها. أما وقد ذكرنا ذلك، ينبغي على الناخبين الأميركيين أن يهتموا بأمر وحيد قبل كل شيء: أي من المرشحين يمكنه رأب الصدع الذي يسبب الضرر البالغ بنسيج الأمة الأميركية؟ تحتاج منطقة الشرق الأوسط، والعالم بأسره، إلى أميركا القوية والموحدة، لأن الولايات المتحدة لا تزال القوة الوحيدة القادرة على إحداث فارق كبير سواء للأفضل أو للأسوأ.

كثيرا ما أتذكر تلك الكلمات من الدبلوماسي البريطاني والمؤلف جون بوشان في روايته الرائعة «محاكم الصباح» لعام 1929:

«لا يمكن لأي قوة أو تحالف للقوى أن يهزم أميركا. ولكن لنفرض أنها أجبرت على التشاجر مع مجموعة من الأعداء، وأنه من خلال عبقرية تشويه الذات جنحت إلى الإساءة إلى ذاتها من حيث الدفاع عن قضية خاطئة.. فهل هناك الكثير من الأصدقاء حول العالم؟ أغلب الدول تتملقها وتنافقها وتقترض الأموال منها. ولكنهم يكرهونها كراهيتهم للجحيم.. وداخل حدودها هناك نصف دزينة من الدول بدلا من دولة واحدة تلك التي يمكنها منعها من التصرف بشكل حاسم».

وفي نفس الرواية، كان البطل الرئيسي للدبلوماسي بوشان هو ساندي، نظيره الإنجليزي، والذي قال على لسانه:

«إنني اؤمن حقًا في الحرية، على الرغم من أنها موضة قديمة. وبسبب أن أميركا، بطريقتها المعتلة، تقف إلى جانب الحرية، فإنني أقف إلى جانب أميركا!».

 

من يوقف انتصارات ايران؟

حسين عبد الحسين/المدن/الجمعة 04/11/2016

على الرغم من بعض الكبوات بين الحين والآخر، تحقق ايران انتصارات متتالية في منطقة الشرق الاوسط، وهي ان استمرت على هذا المنوال، يصبح اخضاعها مساحات عربية واسعة، وعرب كثيرين، امرا متوقعا. فلنأخذ العراق مثالا. كانت ايران تخشى أميركا واحتلالها، فراحت تنظم عمليات عسكرية أدت الى مقتل ربع الجنود الاميركيين الاربعة الاف الذين ماتوا في العراق. بعد انسحاب أميركا، خاضت طهران معارك شرسة ضد رئيس حكومة العراق السابق نوري المالكي، فراح الأخير يبالغ في تطرفه للابقاء على الدعم الشيعي له. وتجلى تطرف المالكي باستهداف السنة المنخرطين في العملية السياسية، حتى اخرجهم، ودفع سنة آخرين الى الاختيار بين الفناء وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).  ثم وافقت اميركا على استبدال حليفها المالكي بخلفه الضعيف حيدر العبادي كثمن انخراط ايران في الحرب على داعش، فراح سليماني يقود خطوط الجبهة في الفلوجة والرمادي بغطاء جوي اميركي، واقترب العراق من التحول الى دولة تابعة لايران بالكامل، الى درجة ان ايران اثارت العراقيين ضد الوجود التركي في بعشيقة الحدودية، على الرغم من انه وجود متفق عليه مع حكومة اقليم كردستان وسببه انهيار سيادة بغداد على حدودها الشمالية.

في لبنان، كانت ايران تكافح ضد غالبية شعبية نيابية سياسية مدعومة بتأييد دولي دبلوماسي واسع فرض اقامة محكمة دولية لمحاسبة قتلة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. واتهمت المحكمة خمسة من “حزب الله” بالجريمة، وبدا ان ايران تتقهقر في لبنان بعدما انهار حليفها الرئيس السوري بشار الأسد وسحب قواته. لكن “حزب الله” نجح في تقويض المحكمة، وتحولت التسوية السياسية اللبنانية من واحدة مبنية على تحييد سلاح الحزب، حسب القرارات الدولية، الى تسوية مبنية على انتخاب حليف “حزب الله” ميشال عون رئيسا للجمهورية.

في سوريا، كانت مفاوضات التسوية السياسية تجري والمعارضة المسلحة على مشارف القصر الرئاسي. اليوم صار اقصى طموح معارضي الأسد وايران من السوريين التوصل الى هدنة في حلب تسمح للمدنيين المنكوبين بالتقاط انفاسهم بين المجزرة والاخرى، فيما الرئيس السوري بشار الأسد يفتح ابوابه لبعض المسؤولين والاعلاميين الغربيين استعدادا لخروج مؤتمل من عزلته الدولية. ومثل في العراق ولبنان وسوريا، توسعت ايران في اليمن، وانتقل حلفاؤها من ممسكين بشمال البلاد الى حاكمين في صنعاء.

ارفقت ايران نجاحاتها العسكرية على الاراضي العراقية واللبنانية والسورية واليمنية باداء قوي قلّ مثيله في اروقة الديبلوماسية العالمية. العرب يمولون التحالف الدولي ضد داعش، ويشاركون في الطلعات الجوية، ويخوضون معارك اعلامية ضد التنظيم، والغرب يتهم العرب بداعش ويرى ان الحل يقضي بان تمسك ايران بالملف الأمني في منطقة الشرق الاوسط برمتها. ويتمسك بعض الغرب بايران حتى لو قام حلفاؤها بقصف سفن حربية اميركية امام الشواطئ اليمنية. ليست نجاحات ايران صدفة ولا هي تآمر عالمي على العرب. الايرانيون، على فسادهم وانقساماتهم، اثبتوا مهارة أكبر من العرب في رسم استراتيجيات طويلة الأمد لخلق وتدريب وتمويل ودعم حلفاء في عموم المنطقة. “حزب الله” اللبناني، مثلا، ليس وليد الساعة، بل هو ثمرة اكثر من ربع قرن من الاستثمار الايراني المالي والديبلوماسي والسياسي المتواصل. ولو قارنا هذا الحزب بلاعبين لبنانيين آخرين يستمدون دعمهم، او كانوا، من قوى اقليمية او عالمية، لوجدنا ان خصوم “حزب الله” ينفقون نصف وقتهم في اقناع داعميهم بضرورة استمرار الدعم، ونصفه الآخر في التآمر على بعضهم البعض. وكما في لبنان، كذلك في اليمن وفي العراق وسوريا. تخلق ايران مجموعات، تمولها على فترات طويلة، تدربها، تعمل على بناء صورة لها، تخلق لها تنظيمات عسكرية ومدنية واجتماعية واعلامية.

وكما على الارض، كذلك في اروقة القرار العالمي: لايران هدف، ولديها خطة، ومعظم العاملين لديها مخلصين لها، وهي مخلصة لهم. اما خصومها، فلا هدف ولا خطة ولا اخلاص، بل بطاقات طيران درجة اولى، وفنادق فاخرة، وكلام فارغ.   ايران تفوز. من يوقفها؟ أميركا لا تتحرك الا ان تعرضت مصالحها، بما فيها اسرائيل، للخطر، وايران عرفت كيف تحافظ على أمن اسرائيل، ومتى تهزه، وكيف. اما ضحايا ايران، فما زال معظمهم يصرخون “مؤامرة” وهم ينفخون دخان سجائرهم.

 

هكذا يحكم “حزب الله” لبنان

 طوني أبي نجم/امليبانون/04 تشرين الثاني/16

 بعيداً عن المزايدات ثمة واقع لا بد من الاعتراف به. لبنان بات تحت الوصاية الإيرانية بالكامل ويحكمه بالإنابة عن إيران حزبها في لبنان… “حزب الله”، وذلك برضى المجتمع الدولي واعترافه وشهادات إعلامه وكبريات صحفه، وسقوط آخر معاقل الممانعة والمقاومة الداخلية في لبنان تحت شعار تسيير شؤون البلاد والعباد والاقتصاد. وللتذكير فإن الاقتصاد كان في أفضل أحواله وفرص العمل متوافرة والنمو يشهد أرقاماً لافتة في التسعينيات إبان فترة الاحتلال السوري… ولكن بقيت شعلة المقاومة حيّة يحملها بطريرك مقاوم من طراز مار نصرالله بطرس صفير، وشعب يقاوم متمسكاً صورة قائد سجين نحيل رفض أن يساوم. هذه الخلاصة اليوم لا تهدف إلى دفع أحد لليأس، إنما تشكل استنتاجاً منطقياً لخلاصة الانتخابات الرئاسية وتسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة العهد الأولى، إضافة إلى مسار سابق بدأ منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أحدث زلزالاً لبنانياً مدوياً في 14 آذار 2005، قبل أن يستوعب “حزب الله” ما جرى اعتباراً من حرب تموز 2006 والقواعد السياسية الداخلية التي فرضها بالقوة، بدءاً من الاعتصام في ساحة رياض الصلح في 1 كانون الأول 2006 مروراٌ بـ7 أيار 2008 واتفاق الدوحة الذي كرّس عرف الثلث المعطل على الطريق إلى المثالثة وصولاً إلى إيصال العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وفي هذا الإطار، ومهما كثرت المزايدات، لن يتمكن أحد من إنكار أن الرئيس ميشال عون كان منذ اللحظة الأولى مرشح “حزب الله” الذي أعلن أن لا رئيس للجمهورية سوى العماد عون. وما فعله الآخرون هو الانصياع إلى رغبة “حزب الله” وانتخاب مرشحه ليس أكثر مهما جرى من تنميق للسيناريوهات. لا بل إن كل المحاولات التحايل على الحزب فشلت، سواء من خلال محاولات طرح مرشح توافقي على غرار الرئيس السابق ميشال سليمان أو من خلال مبادرة الرئيس سعد الحريري إلى ترشيح أحد أقرب المقربين من الحزب النائب سليمان فرنجية.

ولعل من أهم أهداف إصرار “حزب الله” على ترشيح عون وانتخابه، إفهام من يعنيهم الأمر أن الإمرة في الجمهورية اللبنانية هي لـ”المرشد الأعلى” السيد حسن نصرالله من دون أي شريك. فلا ديمقراطية بالنسبة لنصرالله ولا نظاماً ديمقراطياً ولا برلماناً ولا من يحزنون.

ومن يقول إن نصرالله لم يستطع أن يوصل الرئيس عون إلى بعبدا طوال أكثر من 30 شهراً، يتناسى أنه لم يستطع إيصال أي مرشح آخر طوال تلك الفترة، وعاد واستجاب لإرادة “المرشد” ولو توجساً من تغيير النظام! ومن يشك في هذا الكلام ما عليه إلا مراقبة كيف أن السيد نصرالله “سمح” أو تنازل وقبل أن يتم تكليف سعد الحريري برئاسة الحكومة الأولى في العهد. وبالتالي، لو لم “يسمح” نصرالله بذلك لما كانت ثمة أي قيمة لـ112 صوتاً التي نالها الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة، ولسقطت أي قيمة لإرادة أغلبية ساحقة من النواب في نظام يُفترض أنه برلماني ديمقراطي.

وفي الأساس لا قيمة لأي أكثرية وأقلية في نظامنا هذا طالما أن نتائج الانتخابات النيابية لم تُحترم مرة. فرئيس مجلس النواب أيضاً يعلنه السيد نصرالله مسبقاًً  مستبقاً نتائج أي انتخابات نيابية وأي تصويت في مجلس النواب لأن إرادة “المرشد الأعلى” تتفوق على آليات النظام.

لا داعي للمكابرة أيها السادة. لا داعي للشعارات الفضفاضة لأن لا شيء يمكن أن يحصل في لبنان من دون إرادة “المرشد الأعلى” أو “سماحه” في القضايا الوطنية. ونفوذ المرشد يصل أيضاً إلى كل مفاصل الدولة، فهو يضع الفيتوات على التشكيلة الحكومية والتعيينات تماماً كما وضع الفيتو على تولي اللواء أشرف ريفي وزارة الداخلية في حكومة الرئيس تمام سلام، وتماماً كما يضع الفيتو اليوم على إسناد وزارة الداخلية إلى “القوات اللبنانية”. و”حزب المرشد” يبقى أيضاً فوق القوانين اللبنانية والدولية، فالمتهمون باغتيال الرئيس رفيق الحريري “قديسون”، ولا سلطة للدولة اللبنانية لاعتقال نوح زعيتر وأمثاله، كما أن الجيش والقوى الأمنية الشرعية ملزمون بالتنسيق مع “حزب الله”، ليس بناء على سياسة حكومية أو بيان وزاري في ظل سلطة وسطوة حزب السلاح، بل بفعل أمر واقع يجعل كل من يخالف تعليمات “المرشد” شهيداً أو مشروع شهيد في وطن دخل النفق المظلم في انتظار بزوغ فجر جديد.

 

الخبث كأداة هيمنة: استغلال شهادة الحسين

منى فياض/العرب/04 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/04/%D9%85%D9%86%D9%89-%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A8%D8%AB-%D9%83%D8%A3%D8%AF%D8%A7%D8%A9-%D9%87%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%B4%D9%87%D8%A7/

يقرر دون جوان في مسرحية موليير عندما وصل إلى حائط الأخلاق المسدود أن يلجأ إلى الخبث، فهو وجد أن “الخبث رذيلة على الموضة. وجميع الرذائل التي على الموضة يعتبرونها فضائل. وشخصية الفاضل هي أفضل الشخصيات التي يمكن أن نلعبها. لمهنة الخبث محاسن رائعة. إنها فن يجعل من الدجال شخصا محترما، ومهما كشفنا أمره لا يتجرأ أحد على قول شيء ضده. جميع الرذائل معرضة للرقابة ما عدا الخبث، فهو فضيلة لها امتياز تكميم الأفواه فتنجو من العقاب”. سوف يلعب إذن دور الفاضل ويتخذ من الدين درعاً فيلبس عباءته. “من المسموح تحت هذا الرداء المحترم أن يكون الشخص الأسوأ. سوف أصبح منتقما لمصالح السماء، وتحت هذه الذريعة سأتحدى أعدائي وأدينهم بالكفر وأطلق العنان للمتحمسين السذج والذين يجهلون ما القضية، بالهجوم عليهم وإغراقهم بالشتائم… هكذا علينا استغلال ضعف البشر وهكذا يمكن للعاقل التأقلم مع رذائل العصر”. كأن موليير معاصر لنا يصف ما يجري أمام أعيننا ونشاهده بعجز.

فبينما يوزع علينا جواد ظريف ابتساماته وأقواله المأثورة عن ضرورة “حل الخلافات سلمياً ومنع التهديد أو استخدام القوة”، يترك للسيد حسن نصرالله الشيعي اللبناني العربي استغلال عاشوراء الحسين ليطلق شعارات التهديد والوعيد والمطالبة “بالموت للسعودية” بعد أن قاتل الشعب السوري السني بغالبيته تحت راية “محاربة التكفيريين” وحماية الإسلام. يتم تحوير معنى الشهادة بمناسبة عاشوراء، التي غالباً ما كان يدعو السيد فيها إلى تأليف قلوب المسلمين، فتصبح مناسبة لتجزئتهم. وبعد أن كانت شهادة ثالث الأئمة مناسبة للكشف عن المغتصبين بغية إصلاح دين الرسول وبهدف التضحية بالذات، ليس من أجل النصر بل العكس، فالنتيجة كانت هزيمة مؤقتة. لقد صرع الحسين في معركة غير متكافئة، حيث “سيد الشهداء” قتل دون أن يتذوق النصر. هذا النصر سيتحقق، حسب هذه الرواية، بعد وفاته عبر كشف لا شرعية السلطة الظالمة. ينقلب الأمر مع شيعة الولي الفقيه، ويترجم استشهاد الحسين الذي رضي أن يضحي بنفسه من أجل فكرة الحق والعدل، ليصبح جميع قتلى حزب الله في دفاعهم عن نظام الأسد الاستبدادي شهداء حسينيين.

كم صار بعيداً عام 1979 حين وقف العالم مع الخميني عندما قلب النظام في إيران اعتماداً على فئات الشعب نفسها التي قمعها المرشد الأعلى في 2009 وأُخرست أصواتها، فهتفت مجدداً وبعد 30 عاماً “مجيداً” “الموت للدكتاتور”. انقلبت الثورة الإسلامية على نفسها، وتحولت من مدافعة وناطقة باسم الشعب الإيراني، إلى جهاز مهمته الأولى العمل على إرساء تحكّم الولي الفقيه الذي استعاد تراث الشاهنشاهية وشهيتها التوسعية بأثواب الثيوقراطيين الجدد المقدسة.

فرهاد خسرو خافار في كتابه “شهداء الله الجدد” يلقي نظرة على تاريخية هذا التحول وآلياته. يجد أن مفهوم الشهادة عند الشيعة مستجد، فلم تقلد الجماهير الشهادة إلا خلال الانقلاب على الشاه أولاً، وفيما بعد في الحرب الطويلة ضد العراق من 1981-1988. الظاهرة الجديدة إذن هي “تفريد” مأساة الشهيد أي أنسنتها وجعلها فردية. كان التقليد قد جعل من الحسين كائنا تفوق قدرته البشر وموته كأنه محدد مسبقا. قال الإمام السادس جعفر الصادق (توفي عام 765) “بأن الحسين لم يرضع إطلاقا من حليب أمه ولا من حليب أي امرأة أخرى. كان الرسول يحمله بين ذراعيه، ويضع أصبعه في فمه لكي يمصه، ويقتات بهذا الشكل العجائبي لمدة يومين أو ثلاثة أيام. جسد الحسين يأتي من جسد الرسول. فالحسين نشأ من طبيعة تختلف عن طبيعة البشر”.

يشير خافار إلى أنه من المحتمل أن تكون المرة الأولى على صعيد مفهومي التي يحصل فيها فصلا واعيا بين الجهاد والشهادة. ففي التقليد السني، كما لدى أغلبية مراجع التقليد الشيعية، ثمة علاقة تبعية بين الشهادة والجهاد، حيث تخضع الأولى للثاني. ففي سبيل نجاح الجهاد، يجب على المسلم أن يموت في “سبيل الله” أي الشهادة. بيْدَ أن علي شريعتي يدرج نوعين من الشهداء: من جهة لدينا الشهيد الذي يحارب العدو حتى الموت على غرار حمزة عم الرسول. ومن جهة أخرى لدينا الإمام الحسين. سمي حمزة سيد الشهداء، وبعد عاشوراء أطلق التشيع هذا اللقب على الإمام الحسين. كلاهما سيد الشهداء: حمزة في ساحة شهداء الجهاد، والحسين من بين شهداء الشهادة. شهادة حمزة، وباقي المجاهدين، هدفها النصر أما الحسين فهدفه إنكار الذات في سبيل المقدس. هنا تنفصل الشهادة عن الجهاد. الفرق بين حمزة والحسين أن الأول كان يريد أن يموت كي يهزم العدو، بينما الثاني كان على يقين أنه سيُهزم ويموت. كان الموت في هذه الحالة متعمدا: تضحية من أجل الحق. بينما في الحالة الأولى الموت هو الحل الأقل سوءاً.

ربما نفهم لماذا تلقى الشبان الفلسطينيون السنة هذه الرسالة: جيش إسرائيلي متفوق في العدد والعتاد يجعل من أي احتمال للنصر وهماً، عندئذ لا يمكن أن يتحقق إثبات الذات إلا عبر موت الشخص الذي يقتل أفرادا من معسكر العدو بقتله لنفسه. لكن الرد يأتي عبر عمل بطولي يقتضي القضاء على الذات، ليؤدي أيضا إلى موت الآخر، مع العلم أنه الأقوى. وفي لحظتها لا يهزم. تعبّر الشهادة الجديدة في لغة الإسلام المتشدد عن يأس فرد قيد التكوّن، ويحتفظ برابط بالمقدس، ويحاول في الوقت ذاته أن يثبت نفسه في عالم أصم إزاء طموحاته.

لكن أن ينطبق هذا المفهوم على الشاب الشيعي اللبناني المحارب في سوريا ويعد موته هناك “شهادة حسينية” فهذا تزوير وافتراء. ومن هنا أمكن القول إنها ظاهرة لا تبغي إعادة إنتاج البنيات التقليدية في المجتمعات الإسلامية كما يوهمنا الملالي. إن الشهداء الجدد هم الأشكال الجديدة من الانقلاب على التقليد، بشكل مبالغ أحيانا، فهم يتحررون منها باعتناقهم أشكالا من الشرعية تنتمي شكليا إلى هذا التقليد، لكنها تهمشه في الواقع. فنحن أمام تناقض أصبح كلاسيكيا بالنسبة إلى سوسيولوجيي الدين: تديّن جديد يمثل انقطاعا مع الأشكال التقليدية للحياة الاجتماعية، وهو في الوقت نفسه، يغيّب هذا الانقطاع باسم منهج “أكثر صحة” لإسلام الأصول. إن جزءا كبيرا من جدة الظاهرة المسماة “إسلامية” يكمن في الاستعمال المزدوج لمستوى التقليد الديني بغية تقويضه. وفي حالة إيران استغلال الدين بغية تقسيم العالم العربي والهيمنة عليه.

ومنذ أن طور الخميني مفهوم ولاية الفقيه جعل السياسة خاضعة للدين باسم الله، مستنداً إلى نفوذ رجال الدين الذي قوي إبّان الدولة القاجارية. تجديد الخميني لا يكمن في صفاته الفقهية فحسب بل أيضا في صفاته كمحارب وسياسي. استخدام الخميني لخطاب متطرف، اعتمادا على مانوية الخير والشر، سمحت له بالتوجه إلى العالم الخارجي، أي الغرب من جهة والمسلمين من جهة أخرى. وأتى التنديد بتصرفات أميركا في عملية استقطاب مزدوج، حيث الخير يواجه الشر. الآن لم تعد أميركا مجسدة الشر وتم محو شعار “الموت لأميركا” عن جدران طهران. الموت الآن للسعودية الدولة الدينية المسلمة كإيران. يتدرج الاستقطاب من التوجه نحو الخارج، إلى التوجه نحو الداخل. وليس في هذا الأمر مفاجأة فلقد سبق للاستقطاب أن تمرّن على المستوى الداخلي حين توجه السيد نصرالله بعد حرب 2006 إلى قسم من اللبنانيين الموالين له مطلقاً عليهم نعت “أشرف الناس”، وجميع الآخرين من خصومه صنّفهم كـ”عملاء”. ومؤخراً فصل “شيعة السفارة” عن الجسم الشريف لشيعته.

والآن نفس الاستقطاب يحصل ضد السنة تحت غشاء محاربة “آل سعود”. وكأننا أمام تشيع ثالث تلجأ إليه إيران لإنقاذ طموحاتها الإمبراطورية المأزومة والمعرضة للفشل. لم يبق لديها سوى استخدام التشيع والمذهبية كسلاح أخير لكسر روح التضامن العربي من أجل السيطرة على المنطقة بعد تفتيتها. فالشعوب المظلومة التي يساندها “حزب الله” تنحصر في “رفض العدوان على أهل اليمن، والظلم على أهل البحرين”. أما العراق حيث إرث نوري المالكي وتخبط حيدر العبادي، وسوريا حيث براميل بشار ومستشاري خامنئي، فنجد الحق والعدل والأمن والديمقراطية والإسلام الصحيح.

 

شفرة خامنئي للتهديم والتفليش

حامد الكيلاني/العرب/05 تشرين الثاني/16

تصادفنا في الحياة اليومية بنايات تبدو متهالكة ومهجورة وبنوافذ محطمة وجدران متداعية، حتى يخيل لنا أننا نخاطر بالقرب منها لاحتمال أن تتهاوى بفعل صدمة أو ريح عابرة. ما يدهشنا هو الجهد الاستثنائي الذي تتطلبه إزالة البناء وكيفية التهديم، لنتبين واقعيا متانة الأسس والأعمدة الثابتة التي تستند عليها كل متممات التصميم والإنشاءات؛ من يقومون بالهدم مهندسون متخصصون ومقاولون على دراية كبيرة ومعرفة دقيقة بالخرائط الأولية، وبموجبها يتم تحديد أسلوب ومواقع الإجهاز عليها. عادة لكل بناء هيكل يستند على نقاط قوة، وأي مفاضلة وانحياز إلى جمالية التصميم على حساب متانة الثبات والاستقرار يكون مصيرها الرفض أو المعالجة الإنشائية قبل الموافقة النهائية على البدء في إنجاز المشروع. تحضر في ذهني تلك التقارير التي نبشت كل التفاصيل في خرائط تصميم برجيْ مركز التجارة العالمي في نيويورك إثر تعرضهما إلى التداعي بعد الصدمات المروعة بالطائرات المدنية في العمل الإرهابي النوعي يوم 11 سبتمبر 2001. كان التحدي سؤالا لطاقم المهندسين: لماذا انهار البناء بالكامل، دون أن يتوقف أو تختصر خسائره على الطوابق التي تلقت الصدمة أو شبت بها الحرائق؟ الإجابة فتحت طريقا لإعادة النظر في فلسفة البناء، وتدشين مفاهيم مبتكرة تميل إلى تدعيم الركائز الأرضية بدعامات متتالية وبمواد إنشائية مختلفة توفر المتانة والمرونة وتحجيم الأضرار عند الحوادث مهما كانت وتأمين عناصر السلامة والإنقاذ واختصار الزمن للمعالجة، خاصة في ناطحات السحاب والبنايات الفخمة والأكثر تأثيرا في وظيفتها ونشاطها الإنساني.

مقدمة كان لا بد منها للمرور بحذر في قاعة عمليات جراحية كبرى نفترضها في مشفى ميداني لحروب متناثرة تزدحم بالفوضى والعبث والصراخ والألم، نخشى فيها من تماس غير متعمد بجراح مازالت تنزف بيننا، ونتمنى لها أن تتوقف بالإسعافات السريعة والضمادات البسيطة، أو إذا تطلب الموقف مع الرغبة والإصرار لإنقاذ المصاب من الخطب الجلل، وذلك باللجوء إلى اتخاذ القرار الحاسم في نهاية المطاف بالعملية الكبرى.

في صلب الموضوع؛ القدس في هدف المشروع الإيراني قدس لعمليات الحرس الثوري وتوسع نشاطه وفروعه حتى بات شركة جامعة وقابضة وجدت في انهيار الدعامة الأساس للأمة العربية، ونعني بها الاحتلال الأميركي للعراق، وبعدها التواطؤ لفتح البـوابة الشرقية للمـد العنصري القومي الطائفي لملالي طهران الذي استثمر الواقع الدولي للثأر والانتقام وإطلاق بالونات الاختبار في كل الاتجاهات السيـاسية والمذهبية والتاريخية والجغرافية، ليضعها في خدمة طموحاته المتصاعدة وسقفها المفتوح من دون حدود، فالغيب دائما كالبلّورة المسحورة يمكن استحضار كل الرغبات داخلها، وهذا هو المطلوب.

قادة إيران، مهندسون متخصصون ومبدعون بالتهديم، ويعرفون أسرار وخفايا الصنعة ويبتكرون الأعاجيب وما لا يصدق لإنجـاح شـركتهم التي تتلقى الـدعم والمهـادنة والتـرويج مـن صغـار المستفيـدين أو من بعض كبار الانتهـازيين أو الـذين تلتقي مصالحهم بخراب وتفليش المدن العامرة.

آخر بالون اختبار كان الصاروخ الباليستي باتجاه مكة؛ هم يدركون أن منظومة الدفاع المتطورة ستسقطه، ويدركون أنه لم يطلق من أراضيهم، لكنهم يجمعون المعلومات وردود الأفعال ليناوروا في السياسة والإعلام، وبعدها يمهدون لزرع نقاط الشك والريبة بأصابع ديناميت وهمية تعمل وفق نظرية التنافس وخلق الأعداء لزيادة أرباحهم، وما خرجوا به من إلقاء ضلال أعمال قادمة قد ترتكبها المنظمات الإرهابية كتنظيم داعش أو غيره لاستهداف كعبة المسلمين، ليس جديدا لكنه الأخطر، لأنها محطة متقدمة عن سابقاتها من تصريحات أو حماقات كلفت تحطيم الوئام المجتمعي في العراق، مستغلة اندفاع البسطاء نحو معتقداتهم الدينية المذهبية لإعادة تجهيز الواقع بالطقوس والحقن الطائفي وشيطنة الملايين من إخوة الوطن الواحد بذريعة الانتماء، إما إلى مذهب فقهي آخر وإما استعارة حوادث التاريخ وتناسل الانتقام إلى ما لا نهاية، إلا بالقضاء على الاختلاف والمخالفين.

تفجير المرقديْن في سامراء في العام 2006 درس لخلق ردة فعل فاصلة في التكوين النفسي بين أبناء الوطن الواحد وأيضا الدين الواحد، وأي مراجعة للإحصائيات لما بعد التفجير ستنتهي إلى خلاصة مرعبة لعدد القتلى وعشوائية الصيد الطائفي والتهجير والنزوح واللجوء الدائم، وخلق استجابات مضادة أنتجت سيلا من الدماء وفوضى الإرباك الأمني والعزل المناطقي، وعدم الثقة بين المكونات، وصناعة مبررات لتأسيس الميليشيات والعصابات والمافيات المتنوعة، ونشوء ظواهر اجتماعية تتسم بضياع المواطنة.

سامراء نموذج لموجة انفعـالات امتدت إلى سوريا لحماية النظام الحاكم، وهو غـرض سياسي طـائفي أدى إلى تهديم البناية الشـامية وتحـويلها إلى مجمـوعة آثار بعـد تهجيـر وتغييـر ديمـوغـرافي للمـلايين من المواطنين، والحجة حماية مرقد يرقد بأمان واحترام وتقديس منذ أكثر من ألف عام.

الحرب مستعرة على ثوابت ومرتكزات الأمـة، والسعي للنيل منهـا وتقويض دعائمها مستمر وبانفعال، لكن أخطرها احتلال المدن والدول بالتدخل من خلال فرض الإرادات الطائفية وتجنيد المنتمين إلى مشروعيتهم المذهبية العنصرية في إطار خدمة أهدافهم المتلاحقة التي لن تتوقف ضمن مخططاتهم إلا بهولوكوست شامل مقزز بلا سقف، لأنه يتناوش غيب أحلامهم الإمبراطورية. عندما تقول شركة التهديم والتفليش العائدة لمالكها النظام الإيراني أو مقلدي ماركتها التجارية، إن هناك نيات مبيتة وتآمرية لإلصاق تهمة محاولة تدمير مكة بها، فتأكدوا أنها ستنبش تحت كل قواعد وثوابت الإنسانية وثوابت وأركان الدين ودعائم الإخاء، لتفرق شمل “الأسرة الأمة” وتحطم بـوصلة وحدتها في أوقـاتها الخمسة. القبور والمراقد، قاموس لحل شفرة خامنئي الساذجة وسياسته الخارجية المتمثلة بتصدير فقه ولايته التي لن تتورع في سبيل تحقيق مرادها من حفر حوض لبحر وليس لنهر، لتوجيه موجات عارمة من حشود غاضبة تتدافع عشوائيا في لحظة تاريخية فاصلة كانت غيبا، لكنها تبدو اليوم أقرب ما تكون إلى الواقع. تفجير سامراء في العام 2006 ربما يكون قنبلة كُتلوية بتأثيرها ونتائجها تلتها قنابل تكتيكية أخرى تسبق تفجير قنبلة يظن العالم أنه تخلص منها في الاتفاق النووي الإيراني مع خمسة زائدا واحد، نسخة إلى المهندسين قبل التداعي الحر وانهيار البناية الخالدة.

 

انهيار 'دولة الخلافة' في الموصل

سلام السعدي/العرب/05 تشرين الثاني/16

توشك مغامرة تنظيم داعش في مدينة الموصل على الانتهاء. فالمعركة التي انطلقت قبل نحو أسبوعين تحقق تقدما عسكريا متواصلا سوف يفضي إلى سقوط المدينة في نهاية المطاف. يبدو ذلك واضحا بمتابعة تفاصيل المعركة، ولكن أيضا، بمتابعة التسجيل الصوتي لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي. إذ يشير حجم اليأس والإحباط في كلماته إلى أنه يعيش أيامه، أو أسابيعه، الأخيرة كـ“خليفة للمسلمين”، ليشهد انهيار “الخلافة” التي لم تكمل عامها الثالث بعد. في رسالته الصوتية الأخيرة، هاجم أبوبكر البغدادي الجميع من دون استثناء، مكرسا ظاهرة فريدة تخص التنظيم دون سواه من التنظيمات السياسية – العسكرية عبر التاريخ، وهي انعدام وجود تحالفات وعلاقات سياسية مع أي طرف. التنظيم يعادي الجميع وهو أيضا عدو للجميع. انطلاقا من هذا الواقع، هاجم البغدادي “زعماء السنة” في المنطقة خاصا بالذكر كلا من السعودية وتركيا التي وصفها بـ“العلمانية المرتدة”.

لم يكتف البغدادي بالهجوم على دول المنطقـة والعـالم المـشاركـة بالتحـالف الـدولي ضد الدولة الإسلامية، بل هاجم أيضا الفصائل الإسلامية العسكرية في مدينة حلب، ومن بينها جبهة النصرة، واصفـا إياهـا بأنها “خائنة ومرتدة”، وتسعى إلى تمثيل مصالح داعميها من “دول الكفر”.

لكن المؤشر الأهم على حالة اليأس التام التي يقبع بها أبوبكر البغدادي هو مهاجمة “أهل السنة” بصورة هستيرية متسائلا: “أفي كل مرة لا تعقلون.. استمرأتم الذلة والمهانة”، محاولا حشدهم خلف تنظيمه عبر الترهيب: “ما بقي لكم بعد الله إلا دولة الخلافة”.

يحيلنا هذا اليأس والغضب اللذان يحيطان بالبغدادي إلى حالة مشابهة انتابت الإسلامي المصري سيد قطب، والذي يعتبر من أهم وأوائل منظري السلفية الجهادية منذ ستينات القرن العشرين. اعتبر سيد قطب أن المصريين يعيشون في حالة من الجاهلية توجب العمل على إخراجهم منها. لاحقا، أظهرت التيارات السلفية الجهادية التي اعتنقت أفكار سيد قطب حالة إحباط ويأس من إمكانية تغيير قيم وسلوك “الأمة” ما دفعها إلى إباحة قتل المدنيين في مصر والجزائر وتحميلهم مسؤولية الحكومات التي اعتبرت فاسدة وكافرة.

وكذلك الأمر مع أبي بكر البغدادي الذي يعبر عن غضبه من “أهل السنة” العاجزين عن تشكيل “الأمة” المسلمة. تلك الأمة، وبحسب قطب، يجب أن تستمد معتقداتها وأنظمتها وقيمها وأخلاقها من المنهج الإسلامي، ولكن وجودها “انقطع منذ انقطاع الحكم بشريعة الله” كما أكد قطب. إعادة تأهيل الأمة والتحرر من الجاهلية يستوجبان أن تكون “الحاكمية العليا في المجتمع لله وحده، متمثلة في سيادة الشريعة الإلهية”.

هكذا حاول البغدادي تحرير السنة في العراق وسوريا من الجاهلية بإقامة الدولة الإسلامية، ولكنه أدرك متأخرا، وهو على أعتاب الهزيمة، أن الحفاظ على الدولة الإسلامية يبدو غير ممكن دون مساندة الأمة التي تغرق بدورها بالجهل. هي حلقة مفرغة وجد البغدادي نفسه في داخلها ليقرأ علينا كلمته الأخيرة المثقلة بالإحباط والخيبة ومرارة الهزيمة. يأتي جزء من المرارة التي تحيط بالبغدادي من اعتقاده الراسخ بأنه قد نجح في بناء دولة الخلافة ولم يتبق له سوى تأمـين وجودهـا والحفاظ عليها. فمنذ البداية، تبنى تنظيم داعش مشروع إقامة “دولة”، وهو ما دفعه إلى خوض صراعات متعددة مع جميع الفصائل العسكرية في المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق. لم تكن السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي هي الهدف الوحيد للتنظيم، بل أيضا احتكار ممارسة العنف داخل حدود السيطرة، تماما كما تفعل الدولة الحديثة، وشن الحروب على المناطق المجاورة وخصوصا تلك الغنية بالموارد الطبيعية.

لطالما كان مفهوم الخلافة الإسلامية حاضرا في أدبيات وخطاب الحركات الإسلامية. في وقت لاحق، حضر مفهوم الدولة الإسلامية بصورة أكبر وخصوصا بعد نشوء الدولة ككيان سياسي يحتكر ممارسة القوة على أراض محددة أولا (القرن السـابع عشر)، ومن ثم على أمة محددة (القرن الثامن عشر والتاسع عشر). ورغم مركزية هذا المفهوم لدى حركات الإسلام السيـاسي، فإنه بقي مبهما إلى حـد بعيد، ولم يجر وضع أي تصور لشكل تحققه المحتمل.

وكذلك هو الحال مع تنظيم داعش الذي لم يمتلك أي تصور لإنشاء الخلافة، لكنه، وضمن ظروف استثنائية في نهاية العام 2014، وجد نفسه قد سيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا قيل إنها تعادل مساحة بريطانيا. لكن تلك المساحة تقلصت خلال العامين الماضيين بصورة كبيرة جردت “الدولة” من نقاط قوتها، لتواجه اليوم معركة الموصل التي يبدو أنها سترسم نهاية مشروع “دولة الخلافة”.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

دريان من روما: الاختلاف الديني ليس سببا للصراع إذا بقي تحت مظلة التراحم والتحابب

الجمعة 04 تشرين الثاني 2016 /وطنية - ترأس مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان جلسة في اللقاء الدولي في روما، حول "الرحمة وتعزيز المشتركات بين اتباع الاديان من اجل التعايش والسلام"، في حضور كبار الشخصيات الدينية في العالم. وقال دريان: "ان المجتمع الذي تخلو منه الرحمة، لا يمكن أن يكون مجتمع سلام، بل لا يمكن أن يكون مؤمنا بالسلام، ولا داعيا إليه، فالرحمة والسلام وجهان لحالة واحدة". أضاف: "يواجه عالمنا اليوم ظواهر زيادة التداخل بين الشعوب المختلفة الأديان والعقائد، ليس فقط من خلال العولمة بكل مظاهرها وآلياتها المتقدمة، ولكن أيضا من خلال الهجرات البشرية شرقا وغربا". وتابع: "هذا التداخل يمكن أن يؤدي إلى أحد أمرين: إما إلى الصدام، وبالتالي إلى العنف والتقاتل، وإما إلى التفاهم والتعايش بسلام ومحبة. ويشهد تاريخ الإسلام من الصين حتى إسبانيا بالسماحة والاعتراف بحق الآخر بالاختلاف. وهو اعتراف يقوم أساسا على مبادئ الإسلام التي تؤكد السلام والرحمة بين الناس، والتي تؤكد كذلك أن الإنسان مكرم من الله، وأن هذا التكريم ليس مرتبطا بالإيمان بعقيدة معينة، أو بالانتماء إلى جنس معين، ولكنه تكريم للذات الإنسانية "ولقد كرمنا بني آدم" وبنو آدم يعني كل البشر، بصرف النظر عن عقائدهم وأجناسهم". وختم دريان: "ان تجربة العيش المشترك في الشرق الأوسط، بين المسلمين والمسيحيين، وبخاصة في بلدنا لبنان، تقدم نموذجا حيا على أن الاختلاف الديني ليس مشكلة في حد ذاته وأنه ليس سببا للصراع، إذا ما بقي تحت مظلة التراحم والتحابب والإيمان بالله الواحد".

 

الحريري استهل الجولة الاولى من الاستشارات بخلوة مع بري واستقبل سلام والسنيورة ومكاري والتنمية والتحرير

الجمعة 04 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استهل الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة سعد الحريري استشاراته النيابية غير الملزمة في يومها الاول عند الساعة الواحدة ظهرا، باستقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري، واللذين كانا عقدا خلوة قبيل الاستشارات استمرت قرابة الربع ساعة في مكتب الرئيس بري.

بعد ذلك ترأس بري في مكتبه اجتماعا لكتلة "التحرير والتنمية".

سلام

ثم انتقل الرئيس المكلف الى صالون النواب وكان لقاؤه الثاني مع الرئيس تمام سلام الذي قال بعد اللقاء: "كان لقائي مع دولة الرئيس سعد الحريري في بداية مشاورات التأليف مرتكزا الى لقاءات سابقة ساهمت في توضيح الصورة والرؤيا لمرحلة مستقبلية نتمناها خيرا وازدهارا للبنان وللبنانيين، والرئيس الحريري الذي تمكن بجدارة وكفاءة من ان ينجز استحقاقا كبيرا ومفصليا في مجال انتخاب رئيس للجمهورية فهو لن يعجز عن مواجهة موضوع تأليف الحكومة، خصوصا وان الامور متكاملة مع بعضها البعض في ما نطمح اليه جميعا لمستقبل مستقر وامن وواعد وناجح ان شاء الله للبنان وللبنانيين، ونتمنى له كل التوفيق ونحن موجودون الى جانبه لدعمه ودعم العهد ودعم وطننا الحبيب لبنان والغالي على قلوبنا جميعا".

سئل هل لمستم حلحلة في موضوع تشكيل الحكومة؟

اجاب: "بشكل عام اقول ان الاجواء في البلد متفائلة والجميع مرتاح وهناك الكثير من الايجابية، وعندما التقيت الرئيس الحريري لم اجد اجواء مختلفة عن ذلك". وحول النصيحة التي اسداها للرئيس المكلف قال: "نأمل ان تمضي الامور بالشكل الصحيح ويكون لنا حكومة قريبة وتعلمون جميعا ان تاليف الحكومات ليس بالامر السهل وهناك عدة عوامل وعناصر واعتبارات، ولكن طالما النية موجودة والجميع مهتم بانطلاقة واعدة لهذا العهد ان شاء الله لن تكون الحكومة بعيدة. اضاف: "بيني وبين الرئيس الحريري تبادل النصائح قائم على قدم وساق وهو ذو تجربة كبيرة وانا كذلك وعندما نجتمع سويا وبشكل دائم يكون هناك تبادل لوجهات النظر". وردا على سؤال حول ما اذا كان هذا الانسجام ينسحب على الانتخابات النيابية، خصوصا في بيروت قال سلام: "منذ تولي المسؤولية من قبل الرئيس الحريري في فترة استشهاد الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 والعلاقة بيننا قائمة ودقيقة ومتينة بيني وبينه وعهد عقدناه سويا ونستكمله ان شاء الله بكل مستلزماته وحيثما تدعو الحاجة واينما يفرضه علينا الواجب في خدمة لبنان".

السنيورة

واستقبل الحريري بعد ذلك الرئيس فؤاد السنيورة واستغرق اللقاء نصف ساعة حيث استفاد من غياب الرئيس نجيب ميقاتي من الاستشارات لانه اكتفى بلقائه الرئيس المكلف امس. بعد اللقاء قال السنيورة :"على مدى اليومين الماضيين التقيت اكثر من مرة مع وسائل الاعلام وتحدثنا عن الاستشارات التي ادت الى تكليف الرئيس سعد الحريري وبعد ذلك ايضا في التكليف الذي جرى واليوم وكما البارحة هنأت دولة الرئيس سعد الحريري على هذه الثقة التي حصل عليها والتي تعبر من آمال المجلس النيابي الكريم من جهة، وامال اللبنانيين في التوفيق في تأليف هذه الحكومة التي نأمل ان تكون قادرة خلال الفترة الزمنية التي هي محكومة بها بحسب الدستور لانه عندما يتم انتخاب مجلس نيابي جديد طبيعي تستقيل الحكومة وخلال هذه الفترة نأمل ان تتولى المسؤولية على القدر والمستوى الذي يتوقعه اللبنانيون جميعا". اضاف: "كانت اليوم مناسبة للبحث مع دولة الرئيس الحريري في موضوع الافكار التي يجري التداول بها مع النواب وايضا لديه في موضوع تشكيل الحكومة وأود هنا ان اقول ان ادارة الشأن العام هي من اهم القضايا التي ينبغي ان يصار الى التاكيد على نوعية والمستوى الذي يتم به حسن ادارة الشأن العام الذي هو قضية هامة في اي وقت وفي اي زمان وفي اي دولة من الدول، ولكن نحن في لبنان بالذات وفي هذه الفترة بالتحديد لم يعد بامكاننا على الاطلاق التساهل، وهناك مثلا شخص ما يكون مرتاحا يقول انه يمكن ان اتساهل او شيء من هذا النوع فوصلنا الى مرحلة من المراحل اصبح هذا الامر ليس فقط شديد الاهمية بل هو مسالة حياة او موت، وبالتالي حتما نحن لا تؤلف حكومة في الفراغ هي حكومة تعبر عن الوسط السياسي، وهنا ما اتمناه على جميع المعنيين في الامر السياسي في لبنان والذين يودون ان يرشحوا وزراء لشغل هذه المواقع ان ينتبهوا اننا جميعا على مركب واحد، فاذا لم نحسن ادارة هذا المركب فذلك سينعكس على كل الفئات السياسية في البلد وسنغرق جميعنا ولم يعد بامكاننا ان نقول هذا من فريقنا وهذا نريد ارضاءه فيكون المستوى الذي سنشهده بعد ذلك هو مستوى يؤدي الى المزيد من الانحدار في الاوضاع المعيشية والاقتصادية والمالية والنقدية، نحن امام فترة عصيبة علينا ان ننتبه كيف سيتم هذا الامر الذي اصبح شديد الدقة والخطورة في هذا الشأن".

وردا على سؤال قال السنيورة: "اولا نود ان نختار احدا من هذا الفريق فليكن الكفوء فكيف نعيد الاعتبار في لبنان الى الكفاءة والجدارة وفي نفس الوقت اخضاع الجميع للمساءلة لاننا "مين ما جبنا" اذا كان غير خاضع للمساءلة ماذا يستطيع ان ينجز وماذا انجز، فاذا لم نسترجع الاعتبار لهذه المبادىء الاساسية فسنجد انفسنا في حال المزيد من الانحدار، وما اود ان اقوله من جهة ان هذه الفترة الزمنية القصيرة لتاليف هذه الحكومة نأمل ويجب ان تكون ايضا قادرة على تحديد مجالات محددة تستطيع ان تظهر انها انجزت وفي نفس الوقت ايضا الناس لا تحاول ان تلهب التوقعات من هذه الحكومة، وايضا علينا ان نكون منطقيين. اننا الان بحاجة الى تأليف حكومة وبشكل سريع وهذا الامر يتطلب التعاون من قبل جميع المعنيين بالشان السياسي في البلد لتسهيل عملية التاليف وليس لتعقيدها لان البلد والناس تريد حكومة وحكومة سريعة لكي تهتم بالامور التي يعاني منها المواطن وحتما الامور المالية والاقتصادية يجب ان تكون من الاشياء التي يفترض ان تعطى الاولوية".

قيل له: هل تتمسكون ككتلة نواب المستقبل بحقيبة وزارة الداخلية؟

اجاب السنيورة: "انا سمعتموني منذ اربع سنوات عند تأليف حكومة الرئيس تمام سلام وانا ذكرت بأن المبدأ الاساسي ونظرا للطريقة التي تمت فيها الامور انا من حيث المبدأ ولا اتحدث هنا عن وزارة ما، انما عن كل الوزارات على ان تكون القاعدة هي المداورة".

مكاري

والتقى الرئيس المكلف بعد ذلك نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي قال: "هنأت الرئيس سعد الحريري على تكليفه برئاسة الحكومة وعلى شبه الاجماع الذي عاد به الى الحكم، وهذا يعكس الحاجة اليه لاخراج البلد من الحالة التي وصل اليها على كل المستويات. تمنيت ايضا على دولة الرئيس ان تكون الحكومة منسجمة لكي تشكل فريق عمل منتجا قادرا على انعاش البلد واعادة ثقة الناس بدولتهم وثقة العالم بلبنان. ومن هذا المنطلق لا يجوز ان تحمل الحكومة في داخلها اي الغام ولا يجوز ان يكون فيها لا ثلث معطل ولا ثلث ضامن بل يجب ان يكون انسجامها ضمانة ضد التعطيل".

التنمية والتحرير

ثم استقبل الحريري كتلة "التنمية والتحرير" وضمت الرئيس نبيه بري والنواب السادة: انور الخليل، ايوب حميد، عبد اللطيف الزين، عبد المجيد صالح، علي بزي، علي حسن خليل، علي خريس، علي عسيران، غازي زعيتر، ميشال موسى، هاني قبيسي وياسين جابر.

وتحدث باسم الكتلة النائب انور الخليل فقال: "اود ان اقول ان الاجتماع كان مفيدا جدا ومنتجا وصريحا في جميع الحقول التي تهمنا وتهم المواطن، وقد بحثنا بشكل عام بالامور المعيشية والامور الاساسية التي يجب ان يحصل عليها المواطن اليوم، وذكرنا بعض المشاريع الموجودة التي يمكن البدء بها لكي تتمكن الحكومة ان تظهر انها فعلا تريد ان تكون لخير الناس ولكل الناس، لذلك اعتقد اننا خير ممثل للناس في هذا الموضوع خصوصا ما يتعلق بالمواضيع التي اخذت حيزا، عملية الاصلاح الاداري، وعملية الاهتمام ببعض المواسم الاساسية التي تنتج في البلد وامكانية التصريف. هذه الامور بحثت وكل ما يمكن ان اقوله ان الرئيس (الحريري) وبعد التهنئة التي قدمها له دولة الرئيس بري بالاصوات ال 112 التي حصل، كان متفهما لجميع هذه الامور ووعد خيرا ونحن نعلم ان وعده سيكون حتما قاطعا في هذا المجال".

وقال: "لم نطلب حقائب معينة على الاطلاق ولكن نحن طالبناه ان يكون الامر عادلا بين الناس وان لا تذهب العملية بعملية تنقية بدلا من ان تكون عادلة".

وعلقت الاستشارات لاستراحة الغداء حتى الرابعة والنصف حيث تسستأنف بلقاء الرئيس المكلف لكتلة نواب التيار الوطني الحر.

 

جنبلاط بعد لقائه الحريري: تقدمنا بالحد الأدنى من المطالب ونتمنى السرعة في التشكيل

الجمعة 04 تشرين الثاني 2016 /وطنية - قال رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بعد لقائه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري: "يجب أن نلتقط هذه الاشارة التاريخية المتمثلة انتخاب العماد ميشال عون رئيسا وتكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة، لأنها فرصة ايجابية للبنان، لكي نستطيع اكمال المشوار". اضاف: "اللقاء الديمقراطي تقدم بالحد الأدنى من المطالب، ونتمنى السرعة في تشكيل الحكومة، فلنجتمع على التوافق ولنهتم بشؤوننا".

 

كنعان باسم نواب التيار: لتسهيل التأليف واحترام الميثاقية والمداورة وتمثيل الاقليات

الجمعة 04 تشرين الثاني 2016/وطنية - اكد النائب ابراهيم كنعان باسم كتلة "التيار الوطني الحر"، بعد لقائه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في المجلس النيابي، ان "العهد الرئاسي الجديد، الذي هو عهد الميثاقية على مستوى رئاسة الجمهورية بوجود العماد ميشال عون، وعلى المستوى الحكومي بوجود الرئيس سعد الحريري والمجلس النيابي بوجود الرئيس نبيه بري، فهذه الميثاقية يجب ان تستكمل بتشكيل الحكومة. واليوم، يجب الاستفادة من اللحظة الايجابية، المحلية والخارجية، لتسهيل التأليف، وتكون لدينا حكومة في اقرب فرصة".

اضاف: "ليس الوقت للحديث عن المقاعد الوزارية، لكننا طالبنا بتمثيل الاقليات في الحكومة وطرحنا مسألة المداورة بالحقائب". وعلى صعيد البيان الوزاري، قال كنعان: "إن خطاب القسم شكل نقطة التقاء وتأييد من مختلف الكتل النيابية بالعناوين التي حملها".

 

رئيسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إختتمت زيارتها الى بيروت

الجمعة 04 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في بيان اليوم، أن "رئيسة المحكمة الخاصة بلبنان القاضية إيفانا هردليشكوفا إختتمت زيارتها إلى بيروت حيث إجتمعت خلالها مع مسؤولين حكوميين وأعضاء في السلك الديبلوماسي وفي الأوساط القانونية والأكاديمية. كما شاركت أيضا في عدد من أنشطة التواصل الخارجي، وألقت محاضرة في الجامعة الأميركية في بيروت عن نشوء ومستجدات القانون الجنائي الدولي. وستواصل المحكمة القيام بدور في مستقبل لبنان، بإتاحة الفرصة أمام الشباب والخبراء اللبنانيين لتطوير انجازاتها".

جامعة الحكمة

وكانت هردليشكوفا قد زارت كلية الحقوق في جامعة الحكمة وشاركت في إفتتاح الدورة السادسة لبرنامج تنظمه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ومؤسسة "آسر" في لاهاي ويشارك فيه طلاب من 11 جامعة في لبنان. وكان موضوع مداخلتها "القانون الجزائي الدولي".

وحضر اللقاء في الجامعة الوزير السابق سليم الصايغ، رئيس أساقفة بيروت ولي جامعة الحكمة المطران بولس مطر، رئيس الجامعة الخوري خليل شلفون، نائب رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي رالف رياشي، عميد كلية الحقوق الدكتور مارون البستاني، وطلاب الجامعات المنتسبة لهذا البرنامج وعدد من رجال القانون.

 

المفتي قباني: خطوة عون والحريري الإنقاذية هي الأولى في مسيرة الألف ميل

الجمعة 04 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أجرى المفتي الشيخ محمد رشيد راغب قباني اتصالا بالرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، هنأه فيها على "الخطوة الوطنية الشجاعة التي تجلت في وفاقه مع الرئيس ميشال عون لإنقاذ لبنان واللبنانيين من مخاطر انقسامهم الداخلي وخطورة انزلاقهم أو جرهم إلى صراعات المنطقة المدمرة من حولهم، وتعاون اللبنانيين جميعا على بناء مستقبل وطنهم". كما هنأه على "ثقة وترشيح المجلس النيابي وتكليف رئيس الجمهورية ميشال عون له بتشكيل الحكومة اللبنانية التي ستحتضن كافة الأطراف والأطياف اللبنانية وتكون حكومة إنقاذ لبنان الوفاقي، ومعقد آمال اللبنانيين جميعا".ودعا قباني للحريري ب"التوفيق في تشكيل حكومته التي يرتاح إليها اللبنانيون جميعا وتنطلق في مسيرة الألف ميل التي ينتظرها اللبنانيون لتحقيق آمالهم، على خطى والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري فقيد لبنان والعرب والمسلمين والعالم رحمه الله تعالى وتغمده برحمته وعفوه ورضوانه".

عون

وكان قباني اتصل بالرئيس المنتخب ميشال عون وهنأه بـ"ثقة اللبنانيين التي تجلت بانتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية، وبمسيرة الوفاق الوطني التي كان يطمح ويصبو إليها في التغيير والإصلاح لتحقيق رجاء اللبنانيين في دولة الحق والعدل وإنقاذ وطنهم لبنان وإثرائه في كل مجال وخدمة شعبه"، داعيا له بـ"التوفيق في مهامه الوطنية الجليلة التي سيتفرغ لإنجاحها واستعادة دور لبنان العربي والدولي".

 

مراد: التأليف يتأخّر اذا طغت المصالح الحزبية و"الطمع" ونتمنّى على الحريري السعي الى "لمّ الشـمل السـنّي"

المركزية- مع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتكليف الرئيس سعد الحريري تأليف حكومة العهد الاولى، انطلقت بوتيرةٍ سريعة الاستشارات النيابية غير المُلزمة مع رؤساء الحكومات السابقين والكتل النيابية لانجاح انطلاقة العهد بتشكيل حكومة جامعة كما اعلن الرئيس الحريري اثر تكليفه امس وكما تُجمع معظم المواقف. الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي لفت الى ان "احداً لم يبحث معه في شأن توزيره في الحكومة الجديدة، وانه يقرأ ذلك عبر الاعلام"، تمنّى عبر "المركزية" "تشكيل حكومة سريعاً يتعاون لانجاحها معظم القوى السياسية، لكن اذا طغت المصالح الحزبية والطائفية "المُبالغ" فيها على المصلحة العامة فان التأليف لن يكون سهلاً بسبب كثرة العراقيل"، مشدداً على "ضرورة تشكيل حكومة تتمثّل فيها القوى السياسية كافة من دون استثناء وفق احجامها ومن دون طمع". واشار الى ان "اللبنانيين رحّبوا بالعهد الجديد انطلاقاً من املهم بالتغيير والاصلاح ومعالجة الازمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية المتراكمة، حتى ان البعض منهم ذهب الى حدّ تشبيه عهد الرئيس عون بعهد الرئيس فؤاد شهاب الاصلاحي والمؤسساتي، والرئيس عون متحمّس جداً لاجراء اصلاحات في الدولة". وشدد على "ضرورة ان يكون قانون الانتخاب على رأس اولويات "ورشة الاصلاح" في العهد الجديد، لان الابقاء على قانون "الستين" انما هو تمديد للازمة، وعكس ذلك يعني انتكاسة العهد في بدايته"، مقترحاً "تقريب موعد الانتخابات النيابية المقررة في ربيع 2017"، معتبراً ان "اقرار قانون انتخاب جديد رهن بالارادة السياسية والنيّات الحسنة". وتمنّى مراد على "الرئيس الحريري العائد الى الرئاسة الثالثة ان يسعى الى "لمّ الشمل السنّي"، وترتيب البيت الداخلي، لان لا يجوز بقاء السنّة مشتتين في وقت رتّب الاخرون، كالمسيحيين مثلاً اوضاعهم الداخلية وتفاهموا".

 

ادمون رزق: الوزارات السيادية مفهوم منـــاقض للدستور نصا وروحا ولمراعاة الكفاءة والاختصاص من دون تخصيص الوظيفة لاي طائفة

المركزية- مع كل حقبة تشكيل حكومة جديدة يظهر الى العلن الحديث عن حقائق سيادية وربطها بفئات ومرجعيات مذهبية او سياسية او حزبية، ويبدأ التكهن من حصة مَن ستكون حقيبة الخارجية مثلا او المالية او الدفاع او الداخلية، ممن تصنّف حقائب سيادية من ناحية العرف، اما دستوريا فلا معنى لسيادتها باعتبار ان تطبيق الدستور يستوجب البدء بالارتقاء فوق التصنيف الفئوي حيث ان وزير الخارجية مثلا هو وزير خارجية لبنان ينفذ سياسة مجلس الوزراء وليس سياسة حزبه.وفي هذا السياق، أوضح المرجع الدستوري وزير العدل الاسبق وواضع مشروع تعديل الدستور ادمون رزق الموضوع قائلا عبر "المركزية": "ان الدستور اللبناني واضح جدا في شأن عدم تخصيص أي حقيبة وزارية أو وظيفة ع امّة حسب "المادة 95 منه " ولا يُشترط او يُفترض في الوزير ان يكون ذا انتماء مذهبي أو سياسي او حزبي معيّن لتولي حقيبة لان ذلك يدخل في اطار التشاور او الاستشارات التي تؤدي الى تأليف الحكومة". اضاف "واما ابتداء من صدور مراسيم التأليف فان الوزير يتعاطى السياسة في اطار مجلس وزراء فقط، واما في وزارته فهو يتحمل مسؤولية عامة مجرّدة من خلفية حزبية او مذهبية او سياسية عموما لان الوزارة هي وظيفة عامّة، وهي اعلى درجات السلّم وبالتالي تنسحب عليها احكام المادة 95 من الدستور التي تفرض تخطّي الصفة السياسية وتشترط اعتبار انه يجب مراعاة شرط الكفاءة والاختصاص من دون تخصيص اي وظيفة لأي طائفة، وهذا ما طبقناه في الحكومة الاولى بعد الطائف حيث لم نتقيّد بما كان رائجا من "احتكار" مذهبي لبعض الوظائف، وبكل اسف فان تلك التجربة الاولى أُجهضت في الحكومات التي تلت وتبدّلت حتى الاعراف وتكرّست وظائف لطوائف بل لمذاهب وهذا يتنافى مع الدستور نصا وروحا". وقال بالنسبة الى تشكيل الحكومة، المطلوب حكومة وفاق وطني كما تمّ اعلانه، كما يجب الالتزام بشرط الكفاءة والاختصاص لتوزيع الحقائب، مع مراعاة التوازنات السياسية شرط الا تتناقض الخيارات مع المصلحة العامة أي وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وليس اعطاء حقيبة ما لحزب ما أو مذهب ما. ولفت الى ان هذه الحكومة الاولى تشكل امتحانا للعهد الجديد والمطلوب من الذين يحرصون على انجاحه، بدءا بالاقربين، تجنيب العهد المنزلقات واعطاؤه الفرص كل افرص للنجاح. ولا شك في ان الشعب اللبناني يستحق بعد كل هذه المعاناة ان يحصل على حكومة تتولى شؤونه بروح الخدمة والانصاف. وختم "كل الوزراء هم اعضاء في مجلس الوزراء الذي يرسم السياسة العامة ويضع الخطط للنهوض بالوطن".

 

وزني: لن تتبنى مشاريع موازنة ويصعب عليها وضع أخرى و"لحكومـة الحريري أولويـات اقتصادية وقانون انتخاب جديد

المركزية- "تغيّر المناخ العام في لبنان بأكمله مع انتخاب الرئيس العماد ميشال عون وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة" بهذه العبارة لخّص الخبير المالي الدكتور غازي وزني تأثير هذين الحدثين على الأوضاع العامة في البلاد، واعتبر أن "هذا المناخ سيشهد مزيداً من التحسن إذا نجح في تأليف الحكومة، لاعتباره عاملاً إيجابياً جداً، رغم أنها حكومة أشهر معدودة إلى حين إجراء الإنتخابات النيابية".

ولفت في حديث لـ"المركزية"، إلى أن "الرئيس الحريري هو الزعيم الأكثر تمثيلاً في طائفته أولاً، كما لديه مشروعه الإقتصادي، إضافة إلى تواصله مع المستثمرين ورجال الأعمال في الخارج، وبالتالي يُعتبر إسماً محفزاً للإقتصاد في المرحلة المقبلة كونه أيضاً إبن الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وعن أولويات حكومة الحريري الإقتصادية والتي يراها ملحّة، قال وزني: للحكومة الجديدة أولوية وضع قانون انتخاب جديد. أما إقتصادياً ومالياً، فالأولويات محدودة بـ:

- أولاً: الملفات الحياتية للناس هي أولوية الأولويات، ولا سيما ما يتعلق بقضية النفايات، والمياه، والطرقات، والكهرباء التي تم إنجاز الخطوات الأولية في مسار الإصلاح في انتظار الخطوات اللاحقة.

- ثانياً: ملف النازحين السوريين، وما يتطلب من تكثيف الإتصالات بالخارج والتواصل في ما يتعلق بتأمين المساعدات للنازحين وتوفير عودة آمنة لهم.

- ثالثاً: مرسوما التنقيب عن النفط والغاز اللذان من شأن إقرارهما دخول لبنان "نادي الدول المنتجة للنفط"، وبالتالي تكون صورته إيجابية في نظر المستثمرين المحليين والأجانب.

- رابعاً: ضبط العجز في المالية العامة والذي يتجاوز 9 في المئة من حجم الإقتصاد، لجهة وقف الإنفاق العشوائي والهدر وتحسين الجباية. علماً أن هذا الملف هو احدى المشكلات الأساسية للبنان اتجاه المؤسسات الدولية، كالأسواق المالية، ووكالات التصنيف الدولية، وصندوق النقد والبنك الدوليين.

- خامساً: النمو الإقتصادي الضعيف، لأن هذه الحكومة تخلق عامل ثقة الأمر الذي يحرّك العجلة السياحية والتجارية في البلاد. وأكد أنه "يُستصعب على هذه الحكومة إعداد موازنة عامة جديدة وإقرارها، نظراً إلى مدتها القصيرة"، موضحاً أن "حكومة الحريري لن تتبنى مشاريع الموازنات التي أعدّت في عهد حكومة الرئيس تمام سلام".

 

وزراء اوروبيون يزورون بيروت الاربعاء إنفــاذا لمؤتمـــر "رودس للأمــن"

المركزية- في زيارة كانت مقررة مسبقا يزور وزراء خارجية كل من اليونان والبانيا وبلغاريا وكرواتيا وقبرص لبنان الاربعاء المقبل، لإجراء محادثات موسعة مع نظيرهم اللبناني جبران باسيل وذلك ترجمة للمؤتمر الاول من نوعه الذي انعقد في رودس اليونانية في ايلول الفائت حول الامن في ضوء ازمة اللاجئين والمهاجرين الذي جمع حينها وزراء خارجية عرب الى نظرائهم من اليونان وقبرص والبانيا وبلغاريا وكرواتيا وايطاليا من أجل مناقشة التحديات التي تواجه الأمن الإقليمي في منطقة شرق الأوسط. وفي هذا الإطار، اوضح مصدر ديبلوماسي لـ"المركزية" ان الوزراء سيبحثون مخاطر التطرف ومشكلة الارهاب ومواجهة هذه التحديات من خلال تنسيق الجهود مع لبنان عبر تبادل المعلومات في اطار مبادرات سياسية وثقافية، فضلا عن سبل تأمين الامن البحري ومحاربة القرصنة وتجارة البشر والسلاح. كما سيبحثون اقامة شبكة ترابط اقتصادي ومنح لبنان مساعدات تصب في خانة التنمية في ضوء خطة وقائية للقضاء على المجموعات المهددة للاستقرار. ويشددون على ضرورة التنسيق بين الأجهزة الأمنية بغية إنشاء برنامج عابر للحدود للتنسيق في إطار إقليمي وشامل. وكان الوزراء الأوروبيون قرروا زيارة لبنان على أثر مقررات المؤتمر منذ شهرين. ومن المتوقع ان يلتقوا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في إطار التهنئة والبحث في المواضيع السياسية والأمنية.

 

نصر الله في تكريم شحادة:ندعو الجميع الى ان يتعاطى بايجابية مع العهد الجديد ونريد لهذه الحكومة ان تؤلف وتنجح

الجمعة 04 تشرين الثاني 2016 /وطنية - القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة في الحفل التكريمي للقائد الراحل مصطفى شحادة قال فيها: "بداية أرحب بكم جميعا في هذا اللقاء التكريمي لقائد عزيز وكبير وحبيب، هو الأخ الحاج مصطفى شحادة (أبو أحمد)، أرحب بكم وأشكركم على هذا الحضور باسم العائلة وباسم حزب الله، وإخوان الحاج أبو أحمد في المقاومة الإسلامية.

في نيتي في الوقت المتاح أن أتكلم كلمة عن المناسبة وحول هذا القائد الذي نحيي ذكراه وكلمة حول الإستحقاق الرئاسي والعهد الجديد طالما أنه أنجز، فإلى حين الانتخاب وصار عندنا رئيس، يوجد ملف عمره سنتان ونصف السنة، نتكلم فيه كلمتين ونقفله ونذهب إلى مرحلة جديدة، وكلمة حول الوضع الحكومي الحالي والمستجد، وكلمة حول وضع المنطقة.

مجددا يجب أن أتوجه بالتعزية إلى عائلة الأخ العزيز والقائد الحاج مصطفى شحادة، إلى أهله وإلى زوجته المجاهدة والمضحية وإلى ابنته وأبنائه وإلى إخوانه وأخواته وإلى كل أحبائه ورفاق دربه، وهو إبن العائلة المقاومة والمجاهدة منذ البدايات، هي العائلة التي قدمت أيضا من بين أبنائها الشهداء في هذا الطريق، وتحملت الكثير من الصعاب والشدائد وصبرت منذ الانطلاقة الأولى لهذه المسيرة، أعزيهم بفقد هذا القائد وهذا العزيز وهذا الحبيب، الذي كان أستاذا للمجاهدين وأبا للشهداء وأخا كبيرا لهم، واسأل الله تعالى أن يحشرهم معه إن شاء الله.

الحاج مصطفى الحاج أبو أحمد، عندما أتكلم عنه في الجزء الأول من الكلمة إنما أتكلم من موقع الشهادة الحسية، يعني التجربة المباشرة والشخصية، ليس قال لي فلان عن فلان، لا أتكلم عن تاريخ بعيد ولا عن شخص لا أعرفه، وإنما عن شخص أعرفه عن قرب، عملنا سويا ومشينا في الطرقات سويا، وحضرنا في الشدائد سويا.

أبو أحمد كان أحد الرجال الأوائل في بدايات هذه المسيرة، وفي بدايات تكوين حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان، وفي بدايات هذا التشكل وهذا التشكيل وهذا الالتقاء بين مجموعة كبيرة من الشباب المؤمن والمتدين والمقاوم والمجاهد، ومنذ الأيام الاولى وليس منذ السنة الأولى أو الشهور الأولى، بل منذ الأيام الأولى لتشكل حزب الله كان الحاج مصطفى واحدا من هؤلاء المساهمين في البدايات، كان شابا في مقتبل العمر، 22 سنة 23 سنة كما هو حال الكثيرين من الجيل المؤسس في هذه المسيرة وفي هذه المقاومة، وعاش كل شبابه وعمره في هذه المسيرة وختم له وهو رغم مرضه يتحمل المسؤولية فيها، كان من المسؤولين المؤسسين في الميدان، في الجبهة وبقي في الميدان ولم يغادره يوما إلا إلى مثواه الأخير.

كان الأخ المؤمن والشجاع والواعي وصاحب الإرادة الصلبة من النوع الذي لا يتسرب الخوف إلى قلبه، يعني أنا مثلا في ذهني توجد مجموعة أشخاص ومجموعة إخوة، هؤلاء أصلا لا يدخل الخوف إلى قلبهم، في الشدائد والحروب والقتال والخطوط الأمامية لا يهتزون ولا يتزحزحون ولا قلبهم يرجف ولا أعصابهم تهتز، واحد من رموز هذه النوعية. كان الأخ مصطفى شحادة، القريب جدا من الشباب والمجاهدين والناس حبا ولطفا وأخوة وصداقة وتواضعا، عندما نعود إلى البدايات، إلى تلك البدايات في 1982، يعني إلى عددنا القليل في حزب الله، إلى تنظيمنا المتواضع، إلى إمكانياتنا المحدودة، يعني عندما كنا قليلا، نخاف أن يتخطفنا الناس من حولنا، يعني عندما نعود إلى زمن الغربة، كان لحزب الله عرين في بيروت الغربية، كان لحزب الله عرين في فتح الله، وكان ليث هذا العرين هو مصطفى شحادة (أبو أحمد)، وكان حامي هذا العرين هو مصطفى شحادة (أبو أحمد).

حزب الله، هذه الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، كانت هذه الشجرة وما زالت جذورها الضاربة في الأرض قوية وصلبة منذ بداية التأسيس، هذا أحد أسباب أن هذه الشجرة لم تهزها العواصف والرياح العاتية وصمدت أكثر من ثلاثين عاما، مع أنها كانت تبتلى وتمتحن في كل عام مرة أو مرتين، وكان الحاج مصطفى ابو أحمد أحد جذورها القوية والراسخة الذي جعلها ثابتة في الأرض وتعانق السماء.

إيمانه وتدينه والتزامه بقضية المقاومة وطريق حزب الله، كل ذلك دفعه إلى تحمل المخاطر على المستوى الشخصي، وهو الذي كان يقاتل بيده ويحضر في الخطوط الأمامية ويفتح صدره للنيران ويواجه التحدي وهو الذي أصيب بالجراح، وكاد أن يقتل ويستشهد في أكثر من مرة وفي أكثر من ساحة.

كان الحاج مصطفى من البنائين الأوائل الذين أحسنوا البناء وأتقنوا البناء وأوجدوا هذا البنيان الجهادي، وعززوه وطوروه حتى غدا مع الزمن قوة قادرة على طرد الإحتلال ومواجهة التهديد والعدوان والدفاع عن الوطن والأمة في أكثر من جبهة وفي زمن واحد.

لو كان لي أن اختار مفصلا مركزيا في سيرة وحياة هذا القائد الجهادي، ليعرف بعض حقه وفضله، عادة في حياة أي كادر وأي قائد وأي شخص ممكن أن يعيش أربعين سنة أو خمسين سنة ويكون له جهاد ونضال، مثلا، عشرات السنين، مثل الحاج مصطفى، كل شخص في النهاية توجد في حياته وفي سيرته مفصل أو مفصلين أو ثلاثة أساسية، يشار إليها بالبنان ويعرف من خلالها هذه الشخصية وفضلها وحقها.

ليس كل شيء يكشف عن حقيقة جوهر الإنسان، هناك أحداث محددة ومعينة هي التي تكشف عن جوهر أي إنسان، وحقيقة أي إنسان.

لو كان لي أن أختار مفصلا، سأختار المفصل التالي، وسأتكلم عنه، ليس من أجل أن أنكأ جراحا أو أثير شيئا من الماضي، وإنما لأخذ العبرة للحاضر وللمستقبل.

اضاف:"الحاج مصطفى كان مسؤول حزب الله العسكري في منطقة بيروت الغربية. في سنة 1987 وعلى أثر القتال الداخلي الذي كان قائما في ذلك الحين بين مجموعة من القوى السياسية في بيروت، دخلت القوات السورية إلى بيروت وانتشرت على المستوى العسكري. حصلت حادثة مفجعة وقاسية ومؤلمة في ذلك الوقت، في الشهر الثاني من عام 1987 في منطقة فتح الله، فيما عرف لاحقا بمجزرة فتح الله، قضى فيها من إخواننا وشبابنا 18 شهيدا، من خيرة الشباب، كانوا موجودين في نفس المبنى، في الطابق الأول، وكان الحاج مصطفى موجودا ربما في الطابق السادس أو الثامن لا أذكر، لكن في نفس المبنى.

طبعا أنا سأشير إلى هذه الحادثة لأقول، قبل أن أتعرض لها، أننا نحن دائما كنا أمام تحد وأمام معاناة في الإدارة السورية السابقة، كان في الإدارة السورية السابقة من يسعى لسبب أو لآخر إلى أن يكون هناك قتال بين الجيش السوري وحزب الله، وحصلت أحداث كثيرة في الثمانينات وحتى في التسعينات، لكن كانت هذه الحادثة أخطرها وأكبرها.

بالتأكيد كان هناك من يريد أن يفرض واقعا ميدانيا معينا على القيادة السورية في ذلك الوقت، (القيادة) المتمثلة بالرئيس الراحل حافظ الاسد، الذي كانت نظرته لمسألة المقاومة في لبنان ولحزب الله في لبنان نظرة استراتيجية منفصلة عن المنافسات الداخلية والصراعات الداخلية والمعارك الداخلية في لبنان، ولكن في الإدارة السورية ـ الآن هذا أصبح من الماضي على كل حال، لكن يجب ان نذكر ذلك ـ من كان يسعى في ذلك الوقت، لحسابات معينة ولأسباب معينة، لأن يدفع الأمور باتجاه قتال كامل وواسع بين الجيش السوري وحزب الله. الآن لا أريد أن أدخل في الأسباب، لكن هذه كانت واحدة من معاناتنا، وهذه المعاناة استمرت بعد ذلك.

أيضا، مع الوقت كان هناك من يراهن على قتال بين المقاومة والجيش اللبناني، وهذا ما خطط له في مجزرة 1993، عند مستديرة المطار، أيضا عندما سقط لنا 10 شهداء من الإخوة والأخوات، وخمسون جريحا، كانت جراحهم في الرأس وفي الصدر، وكان علينا مرة أخرى أن نصبر لنفوت المؤامرة، وهناك أيضا من كان يفكر ويدرس ويبحث ويخطط لصدام بين الجيش اللبناني والمقاومة، عام 2005، بعد خروج القوات السورية من لبنان، ولكن الدراسة في ذلك الوقت أوصلته إلى مكان (أيقن فيه) أن هذا رهان خاسر، لأن عقيدة الجيش وتركيبة الجيش وقيادة الجيش وضباط الجيش وثقافة الجيش اللبناني، التي تكونت خلال عقود، تأبى أن تسير في هذا الاتجاه.

على كل هذا واحد من التحديات والآلام والمرارات التي عشناها خلال عقود من الزمن، في ذلك الوقت.

لنرجح لأخينا العزيز الحاج مصطفى، في ذلك الوقت ونتيجة ما حصل، يعني قتل إخواننا في مجزرة فتح الله من قبل جنود سوريين أعطيت لهم الأوامر بأن يفعلوا ذلك، وما تبعه من تفاصيل مستفزة، يعني كان هناك تعمد في الاستفزاز، حتى نذهب باتجاه رد الفعل غير المدروس الكبير الذي يؤدي إلى المواجهة الكبيرة.

بطبيعة الحال، في تلك الليلة، كل إخواننا وشبابنا في بيروت الغربية استنفروا، تجمعوا وتكتلوا، وأخذوا نقاطا، وهناك شباب من الضاحية ـ أيضا نتيجة هول الحادثة ـ جاؤوا إلى بيروت. كان قائد الميدان هو الحج مصطفى. وكانت كلمة واحدة منه، أمر واحد، طلقة واحدة، كانت كفيلة بوقوع كارثة في الشهر الثاني من عام 1987، كان يمكن أن تحصل مواجهة كاملة وشاملة، ليس فقط في بيروت والضاحية، وإنما في كل مكان بين حزب الله وبين الجيش العربي السوري.

وبالرغم من أن الشهداء كانوا أصحابه وإخوانه وأحباءه وأصدقاءه و"شبابه"، وهذا يعني الكثير، لكن هذا القائد كان من الانضباط والطاعة والحكمة وتحمل المسؤولية ورباطة الجأش والصبر والسيطرة على الغضب وأيضا الوعي الكبير (بحيث أنه) لم يحرك ساكنا، و"مسك" الشارع و"مسك" المجموعات بأكملها، وكان بانتظار القرار الذي ستتخذه قيادة حزب الله في ذلك الوقت.

بالفعل، الإخوة في قيادة حزب الله في ذلك الوقت، طبعا لم يكن لدينا أمين عام ـ كانت قيادة جماعية مثلما هي الآن قيادة جماعية لكن بدون أمين عام ـ اجتمع الإخوة ودرسوا خلفيات الحادث ونتائج الحادث وتداعيات الحادث وأجمعوا أنه يجب أن نتحمل ونصبر ونضغط على جراحنا لأن هناك من يريدنا ان نذهب إلى صدام، المستفيد الأول منه هو إسرائيل ومن يدعم إسرائيل، المشروع الأمريكي في لبنان والمنطقة، تعرفون في ذلك الوقت الأميركيون كانوا حاضرين وفاعلين ومؤثرين مباشرة في كل أحداث المنطقة.

بالرغم من ألم المصاب يجب أن نتحمل هذه المسؤولية ونتجاوز هذا الأمر ونذهب إلى علاجه بطريقة مختلفة.

وأنا أذكر في تلك الليلة، الساعة 12:30 ليلا، مجموعة من الإخوة القياديين، من قيادة حزب الله المركزية، ركبوا في السيارة وتوجهوا إلى بيروت في ظلام الليل، رغم المخاطر جاؤوا إلى الضاحية، كانوا يعتبرون أنه الآن يجب أن نتكلم مع الحاج مصطفى، يجب أن نتكلم مع الشباب، والأمر صعب، إلخ...

أذكر أنني كنت مع الإخوة في ذلك الوقت في السيارة نفسها، ذهبنا في السيارة إلى حيث الأخ الحاج مصطفى شحادة موجود، نزلت أنا تكلمت معه، لم يحتج الأمر سوى إلى نصف دقيقة: يا حاج عظم الله أجرك، بارك الله بك وبإخوانك، قرارنا أننا لا نريد أن نذهب إلى صدام، هناك من يريد أن يجرنا إلى فتنة، إلى قتال على حساب المقاومة وعلى حساب شهدائنا، هذا يخدم أميركا واسرائيل، نريد أن نضبط أنفسنا وأن نلم شبابنا ونجمع سلاحنا وننكفىء وأن نرى هذا الموضوع كيف نعالجه في المستقبل، (وكان جوابه): أمر مطاع، انتهى.

في تلك الليلة أبدى هذا القائد، كما قلت، عبر ، بين جوهره: طاعة، ولاية، انضباط، صدق، إخلاص، تواضع، الوعي، الحكمة، الإدارة، الصبر، الحس القيادي، تحمل المسؤولية، يكفي هذا.

لنا أن نفترض أنه في تلك الليلة لم يرد أحد على أحد، وأن الناس تفلتت أو كان القرار شيئا آخر. لكن هنا لأن القرار لم يكن شيئا آخر، تأتي مفصلية وجود قائد اسمه مصطفى شحادة في تلك الليلة. لو ذهب إخواننا وشبابنا ومقاتلونا إلى المواجهة الشاملة في بيروت، كانت كارثة حقيقية، على الجميع، وعلى مشروع المقاومة بالدرجة الأولى.

هذا مفصلي، أنا أستحضره دائما ولا يغيب عن بالي لحظة على الإطلاق، لأن هذا من المفاصل الصيرية. هذا ليس حدثا عاديا، هذا مفصل مصيري، كان يمكن أن يأخذنا باتجاه ونحن كنا نريد أن نسير باتجاه آخر (مختلف تماما)، باتجاه الجنوب والقدس والمعركة الحقيقية الأساسية.

طبعا، بعد ذلك صار هناك تواصل مع الرئيس حافظ الأسد، وتم فهم حقيقة ما جرى، ومنذ ذلك الوقت صارت هناك عناية خاصة والتفاتة خاصة وحذر خاص من شخص الرئيس الأسد، وفتحت قنوات مختلفة لمنع حصول أو دفع الأمور باتجاه فتنة من هذا النوع أو مشروع من هذا النوع، وكانت أياما قاسية.

على كل، في تلك الحادثة يحضر هذا القائد، بعدها واصل تحمل مسؤولياته على مستوى منطقة كل بيروت وليس فقط بيروت الغربية، أيضا في الجنوب، في عمليات المقاومة، في جهود المقاومة، أيضا في تأسيس السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال، في ذلك الوقت، في التسعينات، كان له دور أساسي وجوهري،

وفي كل الأحوال، كما بدأ من بيروت الغربية عاد إليها في سنوات عمره الأخيرة، مسؤولا ومجاهدا ومتحملا للمسؤولية وقائدا وأبا وأخا كبيرا للإخوة، حتى قضى نحبه بعد صبر طويل مع مرض عضال.

أحببت أن أقدم هذه الشهادة بحق هذا القائد، الذي كان نموذجا في الوفاء وفي الإيمان وفي الصدق والعطاء بلا حدود وفي الشجاعة والشهامة، وفي الاستعداد للفداء في كل الخطوط الأمامية.

في المعركة التي أصيب بها بالجراح وكاد أن يستشهد، أنا التقيته خلال يوم أو يومين بعد إصابته، وكان أيضا رابطا يده ويحمل بندقية في اليد الأخرى، لم يتذرع لا بمرض ولا بجراح ولا بضعف ولا بأي مشكلة من المشاكل، لم يتخلف يوما عن الحضور في ساحة قتال أو مواجهة ميدان.

الحاج مصطفى شحادة، أبو أحمد، القائد الراحل، هو بحق أسد من أسود الله وسيف من سيوف الله في هذه المسيرة الإلهية المباركة، رحمه الله إن شاء الله وحشره مع الأنبياء والأولياء والشهداء والصديقين والصالحين".

وتابع:"إذا سمحتم لي أريد أن أنتقل قليلا للاستحقاقات القائمة:

أولا: في الملف الرئاسي، الحمد لله في 31 تشرين الأول أنجز هذا الاستحقاق وصار للبنان رئيس للجمهورية، هو فخامة الرئيس العماد ميشال عون.

أنا بالعنوان الرئاسي أحب أن أتكلم ببعض النقاط، مثل ما قلت، لكي نغلق الملف في

ما مضى، لأنه حكي كثيرا ولكن نحن طبعا تكلمنا القليل، يعني غيرنا الذي تكلم كثيرا على مدى سنتين ونصف، وننتقل إلى الملف الحكومي.

النقطة الأولى: على مدى عامين ونصف تقريبا، اليوم فرصة أن أعيد وأقول إنه بعد إنجاز الانتخاب أننا نحن في حزب الله ظلمنا كثيرا، سنتين ونصف السنة، واتهمنا كثيرا، وصار هناك الكثير من التجني علينا، ويستطيع الذين ظلمونا والذين اتهمونا والذين تجنوا علينا سنتين ونصف أن يراجعوا أنفسهم وحساباتهم وماذا كتبوا وتكلموا خلال سنتين ونصف السنة، بشكل أساسي حكاية أن حزب الله إذا كان يريد انتخابات رئاسية فهو لا يريد العماد ميشال عون رئيسا، وهو يكذب على العماد عون ويخدعه.

ونحن لم نكن في يوم من الايام لا كذابين ولا خداعين، بعد ذلك ترقوا (إلى) أن حزب الله أساسا هو لا يريد رئيسا في لبنان، ومشروعه هو الفراغ الرئاسي وهو يعطل انتخاب أي رئيس، لا ميشال عون ولا سليمان فرنجية ولا أي أحد ـ مع حفظ الألقاب ـ وبنوا على ذلك الكثير من الأوهام والأقاويل والاتهامات والتحاليل، ولم يتركوا شيئا محليا وإقليميا ودوليا إلا وأدخلوه ببعضه، وحملونا أياه.

في البداية اعتبروا أن حزب الله يسجن الاستحقاق الرئاسي من أجل المفاوضات النووية بين إيران والخمسة زائد واحدا، والملف الرئاسي اللبناني هو على طاولة المفاوضات في فيينا. وتعبنا و"جف ريقنا" ونحن نقول لهم: يا جماعة كفى توهما وكفى تخاريف ولا تتحدثوا بكلام فارغ، على طاولة المفاوضات في فيينا لا يوجد شيء سوى النووي فقط، لا لبنان ولا غير لبنان. طبعا ليس هناك من يسمع.

وجرى الاتفاق النووي ولم تحل الرئاسة في لبنان، وتبين أن ما تحدثنا به صدق وما كانوا يتحدثون به هو افتراء وكذب، وتبين أنه على طاولة المفاوضات النووية لا يوجد شيء اسمه لبنان ولا ملف الرئاسة ولا المقاومة ولا سورية ولا أي شيء، لا يوجد إلا الملف النووي، لأن الجمهورية الإسلامية ولأن سماحة الإمام الخامنئي وقيادة الجمهورية الإسلامية رفضوا بشكل قاطع أن يناقش شيء آخر غير الملف النووي على طاولة المفاوضات، انتهى هذا (الموضوع)، ولاحقا تحدث الأمريكي بهذا.

تبين أننا صادقون وغيرنا يظلمنا، ومع ذلك تابع (هؤلاء) أن حزب الله يسجن ويحبس الاستحقاق الرئاسي بانتظار ما يحصل في سورية. وألف مرة خرجنا وقلنا يا أخي لا تنتظروا ما يجري في سورية ولا ما يجري في المنطقة. تعالوا، تفاهموا، اجلسوا وتحدثوا، والعماد ميشال عون هو ممر إلزامي، اذهبوا وتحدثوا معه، تفاوضوا معه وتفاهموا معه. لم يرد أحد.

بكل الأحوال اليوم وصلنا في 31 تشرين الأول لنتيجة أن هذا (الاستحقاق) ليس له علاقة لا بملف نووي ولا بأحداث بسورية ولا إيران فاوضت أحدا أصلا. عندما تحدث الرئيس هولند مع الرئيس روحاني قال له هذا شأن لبناني "شوفوا اللبنانيين بما يتفقوا"، الفاتيكان تحدث مع إيران، وإيطاليا تحدثت مع إيران، وروسيا تحدثت مع إيران، كل الناس تحدثوا مع الإيرانيين فقالوا لهم هذا الموضوع عند اللبنانيين، لدينا حلفاؤنا وأصدقاؤنا وهذا شأنهم، نحن لا نتدخل فيه. بكل صدق، بكل شفافية، إيران وسورية أرادا لهذا الاستحقاق أن يكون لبنانيا بحتا، والذي لم يكن يريده أن يكون لبنانيا هو أحد غيرنا ولسنا نحن. وهذه النقطة الأولى وأكتفي بهذا المقدار.

لاحقا هناك أناس ربطوا (الموضوع) بالصراع السعودي الإيراني، أنه الآن سننتظر السعودية وإيران ليتفقوا في العراق واليمن وبسورية والبحرين، وملف الرئاسة أحد هذه الملفات. كله كان كلاما ليس له أساس، أوهام، نحن كنا منذ اللحظة الأولى صادقين في موقفنا وصادقين في دعمنا للمرشح الطبيعي العماد ميشال عون، صادقين في أننا نريد انتخابات رئاسية، وفي أننا نريد هذا الرجل رئيسا للجمهورية، ولم نتخلف عن هذا الموقف لحظة واحدة على الإطلاق، وكل ما كان يمكن أن يؤدي إلى انجاز هذا الاستحقاق ويوصل هذا الرئيس ونستطيع أن نفعله فعلناه على طول الخط. هذه نقطة.

النقطة الثانية حتى ننهي هذه النقاط. حتى بعد الانتخاب، للأسف الشديد، هناك من يصر ويريد أن يقول إنه هو صاحب الفضل، مع أننا نحن لم نتحدث عن فضل، ولا نود المن على أحد، لا البلد ولا شيء، ولا نقارب هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعي.د لكن هناك جهة مصرة أن تقول إن حزب الله لم يكن يريد العماد عون، وهم حشرونا حتى ذهبنا إلى الانتخاب بـ 31 تشرين الأول. بلغة الشارع البسيطة العامية: "يا حبيباتي كنتوا احشرونا من سنتين ونصف". لم تحشروننا الآن؟ لم انتظرتم سنتين ونصف لحشرنا، "كنتوا احشرونا" من سنتين ونصف ويظهر من المخادع ومن الصادق. لا داعي لأن أدخل بجدل وأناقش نوايانا ونواياهم.

كذلك هناك من يصر ـ ونحن نريد أن ننتهي ولا أريد فتح سجال، ننهي هذا وننتهي من الملف الرئاسي ـ من يصر أنه حقق انجازا وانتصارا أنه الآن جيد أن يتعلم الناس أن الانتصار هو إسقاط أهداف العدو أو الخصم. نحن وأنتم مختلفون، بحرب تموز كنا نحن نقول إن انتصارنا هو أننا أسقطنا أهداف العدوان الإسرائيلي، وأنتم تقولون كلا، هذا ليس انتصارا. الآن ظهر أن هناك منتصرا في البلد، أنهم هم اكتشفوا أو علموا بأن هدف حزب الله هو الفراغ الرئاسي، ومن أجل إسقاط هدف حزب الله تبنوا العماد ميشال عون للرئاسة من أجل إسقاط الهدف وإلحاق الهزيمة بحزب الله وتحقيق انتصار.

عظيم، عظيم جدا. أنتم تتهموننا أن هدفنا هو الفراغ الرئاسي لمدة سنتين ونصف السنة. "كنتوا اهزمونا" من سنتين ونصف وتبنوا ترشيح العماد عون وانتخبوا رئيس جمهورية، وكنتم وفرتم على البلد الفراغ سنتين ونصف ومعه كل هذه التداعيات التي تتحدثون عنها، تعطيل مؤسسات والوضع المالي والاقتصادي.. إلخ.

"هذه السوالف" حشرناهم وهدفهم الفراغ، مع ذلك أنا أقبل، لا مشكلة، ليس فقط أنا، أنا وإخواني نقبل، لمن يتحدث فليتحدث بما يقول، من حقق انتصارات ليقل إنه حقق انتصارات، ومن حقق انجازات ليقل إنه حقق انجازات، لا مشكلة على الإطلاق. المهم أنه بعد 31 تشرين الأول يوم آخر في لبنان.

هذا المهم بالنسبة لنا، هذا المهم، ولذلك شاهدتم خلال كل الأسابيع الماضية، رغم اشتداد الحملة وكثرة هذا الكلام الذي ليس له أساس وليس له أي قيمة، نحن لم نعلق ومررنا عليه، لأنه مثلما تحدثت أنا يوم الأحد بذكرى الشهيد الحاج علاء (رحمة الله عليه) كان هدفنا حقيقة أن يتحقق الانجاز ويسير.

وهناك البعض أيضا، هناك إحدى القوى السياسية تبين معها أنها هي تريد تبني العماد عون لأن التزام حزب الله معه فقط التزام اخلاقي وليس قائما على أساس سياسي. غريب أن هناك قيادة حزب في لبنان، قيادة سياسية ومكتب سياسي طويل عريض ويجتمعون، ونحن على مدى سنتين ونصف نقول إننا نحن ندعم ترشيح العماد عون، ليس فقط أخلاقا ووفاء وإنما أيضا بما يمثل من مواصفات كذا وكذا وكذا وكذا "وعلى شوي سنكتب معلقات كنا" ومن يمثل، بما يمثل ومن يمثل. خرج أناس أصلا على مدى سنتين ونصف لا يسمعوننا ولا يقرأون الصحف ولا يطلعون على الحيثيات. هناك قوة سياسية بالبلد اسمها حزب الله تدعم مرشحا، لم تدعمه، لم تقرأوا، لم تسمعوا، لم تناقشوا، تبين لديكم أن الموضوع موضوع أخلاقي فقط. هذا غير كاف لأن تقارب هذا الترشيح من الزاوية السياسية".

اكتفي بالملاحظات الثلاث: من حشرنا ومن أسقط أهداف الفراغ ومن اعتبر أن موقفنا هو فقط موقف أخلاقي ليس له علاقة لا بالرؤية الاستراتيجية ولا بما يمثل العماد ميشال عون ولا بمن يمثل العماد ميشال عون.

ثالثا: أريد أيضا مع بداية العهد الجديد لأنه قيل كثيرا عن تفاهمات وصفقات رئاسية واتفاقيات واتفاقات وكذا.

نحن بيننا وبين العماد عون، مع فخامة الرئيس، هناك التفاهم الذي عقد في شباط 2006 في كنيسة مار مخايل، تفاهم علني ومكتوب ونشر بوسائل الإعلام. لا يوجد شيء له علاقة لا بالرئاسة ولا بأي تفاصيل من هذا النوع. هذا كان التفاهم الذي بيننا، انتهى. الآن نحن لا يوجد تفاهم بيننا وبين العماد عون ولا يوجد صفقة رئاسية حتى يكون الأمر واضحا. لا أعتقد أن هناك من يتهمنا أو يتهم العماد عون بهذا، لكن ليكون واضحا: لا يوجد شيء.

بالعكس، نحن بناء على تجربة السنوات العشر، من شباط 2006 وحتى الآن، لما دعمنا هذا الترشيح دعمناه من موقع الثقة بالرجل. حتى عندما تفاهمنا على دعم ترشيحه، وقبل أن نعلن بعدة أشهر، وتناقشنا بهذا الموضوع، هو سألني: بالنهاية إذا أردت التفاوض والنقاش، وسألتقي مع قيادات سياسية، أنتم حزب الله تدعمون ترشيحي، ما الذي تريدونه بالضبط؟ قلنا له: جنرال نحن نثق بك، نحن نثق بك، أنت بالنسبة لنا رجل صادق ورجل واضح ورجل شفاف ورجل مستقل ـ أنا لم أكن أجامله والآن أتحدث بهذا بالاعلام ولا أجامل أحدا ـ رجل مستقل، وهذا دائما كنت أقوله بالمناسبات: العماد عون لا يتبع أحدا، لا دولة ولا سفارة ولا محورا، ولا أحد. ما يقتنع به هو، ما يريح ضميره يقوم به، يتخذ القرار. (قلت له) نحن نثق بك وبهذه المواصفات وباستقلالياتك وبصدقك وبوطنيتك خلال السنوات من التجربة.

الآن هناك أناس يأتون يفتحون ملفات قديمة. "شو بدنا" بالملفات القديمة. الآن الناس ماذا وأين، بالشدائد الكبرى والمحن، بحرب تموز وما بعد حرب تموز، نحن يا إخواننا وأخواتنا والسادة المشاهدين في بداية عهد جديد، ليعرف المشاهدون: كل ما بيننا وبين فخامة الرئيس العماد عون هو هذه الثقة، لا يوجد شيء (آخر) ولسنا متفقين على شيء ولا نجري صفقة بشيء، ونحن تكفينا هذه الثقة، اليوم نحن مطمئنون جدا، لأن الذي يسكن قصر بعبدا هو رجل وقائد وصادق وشجاع ووطني وشخصية مستقلة و..جبل، جبل. هذا بالنسبة لنا لا يشرى ولا يباع "ولا يبرم ولا يفتل" لديه ثوابت ولديه مبادئ يثبت عليها ويسير عليها، هذا بالنسبة لنا ما كان مطلوبا، وهذا الذي وصلنا له. لم نكن محتاجين لنجري مع العماد عون أي اتفاق أو صفقة رئاسية. هذه النقطة الثالثة.

النقطة الرابعة، أيضا بالملف الرئاسي، يجب أن نتوقف مليا أمام الدور الإيجابي الكبير الذي قام به دولة الرئيس نبيه بري يوم الانتخاب، وإدارته الدقيقة والممتازة لإنجاز هذا الاستحقاق.

يعني ببساطة، رغم أن الرئيس بري أعلن موقفه من ترشيح العماد عون وقال له أنا لا أريد أن أصوت لك، أنا أريد أن أصوت للوزير سليمان فرنجية، وبعد ذلك لما قال الوزير فرنجية نضع ورقة بيضاء فأيضا إخواننا في حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير التزموا بالورقة البيضاء. باللعبة السياسية كان الرئيس بري يستطيع وأيضا ومعه آخرون، أن "يطيروا النصاب" بـ 31 تشرين الأول ، كان يستطيع، لكنه لم يفعلها وحافظ على الميثاق.

وحتى أثناء الجلسة، لما حصلت هذه الهمروجة التي تابعها كل اللبنانيين ـ والتي بين هلالين بعض النواب اذوا من خلالها صورة المجلس النيابي، وآذوا صورة البلد كله ـ لما حصلت هذه الهمروجة هناك أناس صاروا يشتغلون من أجل تأجيل الجلسة، وهذا يريد أن يخرج وهذا يريد أن يهرب. دولة الرئيس كان حاسما وقويا في ضبطه ومنعه لأي تسرب في الجلسة، مجرد أن انتهت الدورة الأولى بسرعة فتح الدورة الثانية، وأدار التصويت بالشيء الذي شاهدناه كلنا إلى أن انتهى إلى الانتخاب الذي حصل، وكان مجهزا لخطاب التهنئة، ومجهزا لجلسة القسم، يعني أيضا هو مستعجل، يريد أن ينهي هذا الاستحقاق، بالرغم من موقفه الذي كان واضحا وعلنيا ولم يجامل فيه.

بكل الأحوال، مجريات جلسة 31 تشرين الأول هي شهادة كبيرة لدولة الرئيس نبيه بري، الذي يثبت مرة جديدة، ليست هذه أول مرة، يثبت مرة جديدة أنه رجل دولة بامتياز، وأنه الضمانة الوطنية الكبرى في الزمن الصعب، وكل من يختلف معه أو من اختلف معه في الاستحقاق الرئاسي يجب أن يحفظ له ذلك.

خامسا، النقطة الخامسة: أنا خلال الأسابيع الماضية والأشهر الماضية بالاستحقاق الرئاسي كنت دائما أذكر وأتحدث عن الحليف الشريف الوزير سليمان فرنجية، الآن وقتها أن أذكر واحدة من النقاط الأساسية التي تدفعني لأطلق هذا الوصف: "الحليف الشريف" ولا أريد أن أقولها لأمجد بالوزير الفرنجية وإنما لنبني على الشيء مقتضاه.

الوزير فرنجية، حتى بعد أن رشحه تيار المستقبل للرئاسة، كان عنده فرصة ذهبية أن ينتخب رئيسا، ولكن من اليوم الأول التزم معنا، هنا معنى الالتزام، يعني هنا لما بدأ يحكى بالبلد، الحمد لله الآن يحكى كثيرا عن الأخلاق، هذا ما نريده، يحكى عن الالتزامات، الالتزام والوفاء بالالتزام، هذا ما نريده، هذا الذي أريد أن أبني عليه بعد قليل. التزم معنا، قال: أنا أقدر حراجة الموقف ولذلك أنا لن أذهب إلى جلسة انتخاب رئيس حتى لو يريدون أن ينتخبوني أنا، إذا أنتم غبتم عن الجلسة، هذا التزام مع حزب الله كان، هذا التزام معنا.

حسنا، بكل بساطة هكذا بحسبة عددية، الرئيس بري كان يحضر الجلسات، لم يكن يغيب، بصفته رئيس مجلس، ومعه الكتلة، لكن هناك مجموعة من الحلفاء كانوا يغيبون معنا، يعني لما نذكر مثلا الوزير سليمان فرنجية وكتلته، الآن غير نحن وتكتل الإصلاح والتغيير، نذكر مثلا حلفاءنا القوميين السوريين، نذكر المير طلال، نذكر، الآن لا أعرف النائب قاسم هاشم كان يحضر أو كان يغيب، لكن أكيد النائب عاصم قانصوه كان يغيب معنا، هناك مجموعة من النواب كانت تغيب معنا، وإلا كتلة الوفاء وتكتل الإصلاح والتغيير لوحدهم لم يكن ليستطيعوا أن يعطلوا النصاب، صحيح أو لا؟ حسنا، هؤلاء الأخوة بقوا معنا. الوزير فرنجية قاطع الجلسات التي يراد فيها أن ينتخب هو رئيسا للجمهورية. يعني لا بأس بلحظة تأمل قليلا، بكل بساطة يستطيع الوزير فرنجية يأتي لحزب الله يقول يا إخواننا هذه كثرة أخلاقكم وأخلاقي ستذبحنا، يا أخي عندي فرصة تاريخية، دعوني أصبح رئيس جمهورية، مع ذلك لم يقل، وعلى الإعلام قال، أنا التزمت وأنا أفي بالتزامي، هذا يعني الحليف الشريف، هذا يعني الرجل الرجل، هذا يعني من تستطيع أن تأمنه على وطنك وعلى قضاياك الوطنية وعلى مصيرك وعلى ناسك وعلى مقاومتك، وهذا الذي نحتاجه للبلد، هذه التجربة نحن نريد أن يبنى عليها، ماذا يعني إذا بالبلد، تقول لي القانون هو الضمان، الناس تلعب على القوانين "طالع ونازل"، كل واحد يفسر القانون مثلما يريد، والدستور؟ "لحق على تفاسير للدستور"، والميثاق والميثاقية أيضا أصبحت مطاطة بشكل غير مفهوم. الضمانة الحقيقية لبناء دولة، الضمانة الحقيقية لقيام وطن، الضمانة الحقيقية لتتطور بنية الدولة، الضمانة الحقيقية لعيش أفضل في هذا البلد، ما الضمانة الحقيقية؟ هو صدق الالتزام بين القوى السياسية والقيادات السياسية في البلد، يجب أن يتغير شيء في هذا البلد،.

بشكل دائم، من السياسي الشاطر؟ الذي يكذب، الذي يطعن بالظهر، الذي يغدر، الذي يترك بنصف الطريق، بالسياسة اللبنانية هذه السياسة، لما أقول سياسي شاطر، "هلأ نحن مثلا في حزب الله يقولون عننا معترين، نحن بالسياسة معترين، لا نحن لسنا معترين، أبدا لسنا معترين"، "ونوزع فهم" بقدر ما تريدون، ليس أنا طبعا، حزب الله، أنا أقلهم وأصغرهم، لكن ما نحتاجه أنه نريد أن نغير المفهوم، في هذا البلد إذا بقيت الناس تخاف من بعضها، أنه والله أناس يعقدون اتفاقا لكن لا أحد يأمن للآخر، أناس يعقدون تفاهما لا أحد يأمن للآخر، أمام أول مصلحة حزبية أو شخصية أو عائلية أو مذهبية أو طائفية يترك صديقه وحليفه وتفاهمه والاتفاق الاستراتيجي والخيار الاستراتيجي ويلحق مصلحته الصغيرة، هكذا لا يبنى بلد، هكذا نقطع وقت وأعان الله اللبنانيين إذا أكملنا هكذا. من هذا الاستحقاق الرئاسي مطلوب أن يأخذ هذا الدرس، أنه عندنا في لبنان هناك أخلاق وهناك التزامات وهناك رجال دولة وهناك قامات وهناك عقول، إذا تضامن الناس وتفاهموا وتعاونوا نستطيع أن نبني دولة ونقطع ببلدنا في مواجهة كل هذه التحديات.

النقطة الأخيرة بالملف الرئاسي: ندعو إلى أن يتعاطى الجميع بايجابية مع العهد الجديد، من أيد، من صوت للعماد عون ومن لم يصوت له، ولنعتبر كلبنانيين أننا أمام فرصة وطنية كبرى للانطلاق من جديد وللعمل سويا من أجل الحفاظ على بلدنا ومعالجة أزماته ومواجهة التحديات القائمة في هذا المحيط المتلاطمة أمواجه، هذا المحيط الصعب، أعاصير وزلازل من حولنا، ونحن رهاننا كبير جدا في حزب الله على قدرة فخامة الرئيس ميشال عون والعهد الجديد على إدارة كل الاستحقاقات الوطنية المقبلة بكفاءة عالية وصدر واسع وأبوة للجميع.

ننتقل إلى ملف الحكومة أيضا بكلمتين.

أولا: بكل صدق، نتوجه بالشكر والتقدير لدولة الرئيس تمام سلام الذي أبدى خلال هذه المدة كلها صبرا وتحملا وحكمة وهدوءا ما شاء الله، وحقيقة أن البلد كان يحتاج شخصية كهذه في مرحلة كهذه، واستطاع أن يدير الأزمة، الآن لم تكن هذه الحكومة قادرة أن تحل الأزمة، ولكنه استطاع أن يدير الأزمة بأقل خسائر ممكنة، واضح أن دولة الرئيس سلام بذل جهودا كبيرة جدا قدر طاقته واستطاعته، بالرغم من الصعوبات الموجودة بالبلد. نحن نشكره على هذا التحمل وعلى هذا الصبر، وإن شاء الله بفترة تصريف الأعمال أيضا يكمل صبره وتحمله في الفترة التي نأمل أن لا تطول كثيرا.

ثانيا: في مسألة تكليف رئيس جديد للحكومة، نحن في كتلة الوفاء للمقاومة لم نسم الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة ولم نسم أحدا أساسا، لم نطرح أي اسم، ولكننا قمنا بكل التسهيلات الممكنة ليحصل هذا التكليف، ولتبدأ مرحلة جديدة، نأمل أن تكون خيرا على لبنان وعلى الجميع.

ثالثا: العناوين الأساسية التي نتطلع إليها في الحكومة المقبلة، في عمل الحكومة المقبلة، لن أتحدث عنها الآن، سأترك الحديث عنها للأخ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، لأنه هو ووفد من الكتلة سيلتقيان بالرئيس المكلف ويحكون ما هي العناوين التي نتطلع إليها في كتلة الوفاء وفي حزب الله، وبعد ذلك أخونا رئيس الكتلة الحاج أبو حسن هو سيصرح للإعلام حول هذه العناوين الأساسية، فأنا أترك له ولا أستبق الأمور، لكن هناك نقطتان بالشأن الحكومي سأتكلم عنهما:

النقطة الأولى، رغم أن هذه سيتحدث عنها الحاج أبو حسن بالإعلام ومفهومة وواضحة ولكن لا أريد أن أقطع عنها لأهميتها، أننا ندعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلى حكومة وفاق وطني، الآن بعض الناس يقولون لك معارضة وموالاة، في هذا البلد هناك أناس "مصدقين" أنه لا ندري أين نعيش. هذا البلد يحتاج حكومة وحدة وطنية، يحتاج لتضافر كل القوى، يحتاج لتعاون كل القوى، هناك البعض يتمنى أن يكون أحد ما بالمعارضة حتى هو "يعني يقش شمال ويمين" هؤلاء مشتبهون، يعني هؤلاء الشباب مشتبهون، مصلحة هذا البلد خصوصا بهذه المرحلة، خصوصا بهذه الظروف هي حكومة وحدة وطنية وحكومة وفاق وطني. على كل حال الرئيس المكلف قال إنه سيمشي ويسعى بهذا الاتجاه وهذا جيد، هذه بداية جيدة.

النقطة الثانية : هذه النقطة التي أنا أريد أن أفصل فيها قليلا. ما تم تداوله خلال الأيام الماضية أو الأسابيع الماضية في وسائل الإعلام، طبعا كله كان تحليلات وتسريبات ومصادر، طبعا نحن ليس عندنا شيء رسمي اسمه مصادر، أو أصدقاء كانوا ينقلون عن مسؤولين بالحزب، لكن ما أريد أن أؤكده رسميا الآن. حول مسالة الحكومة المقبلة وأيضا التفاوض حول التشكيل الحكومة المقبلة.

لكن اسمحوا لي أن أقول مقدمة صغيرة، في الحكومات الماضية التي شاركنا فيها مع التيار الوطني الحر في الحكومات، أظن ثلاث حكومات بالحد الأدنى، حسب ذاكرتي، أو أكثر، ثلاث أو أربع، كان يحصل مفاوضات على تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب وعدد الوزراء ونوعية الحقائب، وكان تكتل الاصلاح والتغيير يشعر بالغبن، يقولون إنهم لا يعطوننا حقنا ويظلموننا ويقزموننا ويحجموننا ونحن بهذه الحالة لا نشارك. فكنا نحن، حزب الله وحركة أمل، حزب الله ودولة الرئيس نبيه بري نقول للتيار الوطني الحر ولتكتل التغيير والاصلاح: كلا في حال كنتم غير راضين ولم تشاركوا فنحن أيضا لا نشارك، وكنا أيضا نفاوض من أجل أن يحصل تكتل الإصلاح والتغيير على ما يرضيه وما يقنعه، وكان يتأخر تشكيل الحكومة أحيانا أشهر، 3 أشهر، 6 أشهر، 7 أشهر، 9 أشهر، ما شاء الله كان يتأخر تشكيل الحكومة، مع العلم أنه بحسب التوزيع الطائفي في لبنان ما يعني الحصة الشيعية يكون محسوما في الشهر الأول، العدد والحقائب، ولكن كنا نرفض أن ندخل نحن والرئيس بري إلى حكومة لا ترضي تكتل الإصلاح والتغيير والتيار الوطني الحر، ونحن نتكلم عن شيء عمره سنوات، ولا نتكلم عن خمسين عام ومئة عام.

بالنسبة للحكومة المقبلة:

أولا: في ما يعني موقفنا نحن، لا أريد أن أعيد ما قلته قبل أسبوع حول طبيعة العلاقة ما بين حزب الله وحركة أمل والعلاقة الاستراتيجية والمقاومة وغيره، كل ذلك "حافظينه بصم" وكررناه الف مرة، ولكن يكفي من ناحية تكتيكية سياسية بحتة، ضعوا الموضوع الاستراتيجي جانبا، إذا كان الرئيس بري وحركة امل بالحكومات السابقة كانوا يقولون نحن لا نشارك إذا لم يشارك التيار الوطني الحر وحزب الله بالحكومة، بطربق طبيعي جدا أن يأتي حزب الله ويقول بالحكومة المقبلة: إذا لم يشارك الرئيس بري وحركة أمل نحن لا نشارك ولا نستطيع أن نشارك.

ليس لهذا علاقة بأن هذا يستهدف العهد الجديد، لا يزايدن أحد علينا بالعهد الجديد، نحن على مدى سنتين ونصف نجلد بسبب العهد الجديد، لا يزايدن أحد علينا بهذا الموضوع، هذا موضوع بالسياسة هكذا وبالاخلاق هكذا وبالوفاء هكذا وبالأخوة هكذا. بل سأقول أكثر من ذلك: من حق الرئيس بري على تكتل الإصلاح والتغيير والتيار الوطني الحر أن لا يشارك في حكومة لا يشارك فيها الرئيس نبيه بري، ليس المطلوب أن يعلنوا ذلك ولكن المطلوب أن يفعلوا ذلك.

ألم نقل إننا سنمضي في حياة سياسية جديدة (فيها) صدق ووفاء وأناس تقف عند الحقائق وليس عند المجاملات؟ هذه حقائق من المفترض أن تؤخذ بالاعتبار.

النقطة الثانية أيضا في هذا السياق، يعني بهذه النقطة الملاحظة الثانية: نعم، كل ما قيل في وسائل الاعلام صحيح، نحن غدا أو بعد غد، كتلة الوفاء للمقاومة تلتقي الرئيس المكلف، ستقول العناوين وستقول له أيضا، المعني بالتفاوض حول الحقائب وتشكيل الحكومة بالنيابة عن حركة أمل وعن حزب الله سويا هو دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، هو معني أن يفاوض حول حقائب، حول اعداد، نحن لسنا جهة مفاوضة، طبعا نحن نتابع مع دولة الرئيس بري في اتصالاته، في النتائج التي وصل لها، نحن على الخط تماما، ولكن هو المعني بهذا التفاوض.

ختاما بالملف الحكومي، أود أنا أن أؤكد أنه ليس هناك أحد منا يريد أن يعطل أو يؤجل أو يعذب أحدا، كلا ابدا. يوجد نقاش طبيعي المفترض أن يحصل، في حال كان الناس واقعيين وكانوا صادقين وكانوا إيجابيين وبادلوا الإيجابييات بإيجابية ، تمشي الأمور بسرعة.

يعني ربما يستخرج احدهم في النقاش أنه في مكان ما ـ سأكون شفافا وصريحا أيضا ـ في مكان ما، ربما يا أخي حزب الله، ربما حركة أمل، ربما سوريا، يخرج أحدهم ويتهم هؤلاء بأنهم لا يريدون للرئيس سعد الحريري أن يؤلف حكومة، هؤلاء يريدون أن يبقى ضعيفا، رئيسا مكلفا، غير مؤلف، معلقا بين السماء والارض لتأتي الانتخابات النيابية، وستسمعون الكثير من هذا الكلام. أنا أقول لكم إن هذا غير صحيح، بكل صدق، وفي حال أراد أحد أن يعمل بهذه الطريقة فيستطيع أن يعمل هكذا، وكل شيء بهذا البلد ممكن، لكن الناس التي سهلت التكليف هي حريصة بأن يحصل تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن، لكن المطلوب الإيجابية، التعاون، والقناعة بعدم الاقصاء وبضرورة التعاون جميعا، وأنا سمعت في اليومين الماضيين كلاما مشجعا بالحقيقة، اننا نريد أن نتجاوز خلافاتنا. نحن مختلفون في الموضوع الإقليمي، مختلفون في موضوع سوريا، مختلفون في موضوع إيران، مختلفون في موضوع السعودية، مختلفون في موضوع البحرين، في موضوع اليمن، وأيضا بموضوع فلسطين، يعني أنا اقول نحن مختلفون في الكثير من الملفات، ولكن هذا هو البلد، دعونا نضع خلافاتنا جانبا بتعاوننا في حال لدينا نية تعاون، وأنا أؤكد: نحن وفريقنا لدينا نية تعاون.

نحن نريد لهذا العهد أن ينجح، ربما معنيون أكثر من سوانا بأن ينجح هذا العهد، وأيضا نحن نريد لهذه الحكومة أن تؤلف وأن تنجح، فإذا لا يذهب أحد إلى النوايا على طريقة السنتين ونصف الذين مضوا، اذهبوا تعاطوا مع النوايا على أنها نوايا طيبة وإيجابية وصادقة، وقابلوها بنفس الطيبة والإيجابية والصدق.

وعلى كل حال نحن ننتظر نتيجة المباحثات والمحادثات الحكومية لنرى إلى أين تصل الأمور. إذا كنا نحن نستطيع في مكان ما أن نساعد أو أن نقوم بدور إيجابي لتسهيل الأمور لن نوفر جهدا، ولكن الأصل هو أن يتم التعاطي مع من يفاوض باسمنا جميعا بالصدق والإيجابية المطلوبة.

النقطة الأخيرة بالملف الحكومي، بالملف السياسي الداخلي، أود أن أقول: اللبنانيون امام فرصة جديدة، اليوم نحن بلدنا مستقر أمنيا بنسبة كبيرة والحمد لله، هذا بفضل تضحيات الجيش والأجهزة الأمنية ورجال المقاومة ووعي الناس وتفهم القوى السياسية، يوجد مجموعة عوامل توصل إلى الأمن في لبنان، لا يوجد عامل واحد وحيد ينسب إليه هذا الفضل وهذا الانجاز، هذا إنجاز مهم.

اليوم لدينا تقارب سياسي معقول، الناس تقول إنها تريد أن تتكلم مع بعضها، تريد أن تمد يدها إلى بعضها، لدينا عهد جديد وأمام فرصة حكومة جديدة، ولدينا وضع بالإقليم مضطرب جدا، ولا يوجد افق، غير واضح أنه يوجد افق، أنا مصر على الذي تكلمت به قبل عدة شهور، غير واضح أنه يوجد أفق، بالعكس، (هناك) المزيد من الحروب المشتعلة والقتال الدامي.

نحن كلبنانيين أمام فرصة تاريخية لنحمي بلدنا ونتعاون في ما بيننا لنحل مشاكله، الذي نقدر عليه من مشاكله، نستطيع أن نؤجل القضايا العالقة، القضايا التي نستطيع أن نتفاهم عليها نذهب لنعمل عليها، نعيد إحياء المؤسسات، ولكن هذا كله له علاقة بالروح الإيجابية والنية الصادقة والطيبة.

بالموضوع الإقليمي كلمتان فقط، وإن كان هذا الموضوع يستحق أن أعطيه وقتا، لكن في الأسبوع المقبل في يوم الشهيد لدينا بعض الكلام نقوله، لدينا ذكرى وعد بلفور عندما أعطى من لا يملك أرضا لمن لا يستحق ـ كما يقال - الوعد الذي أسس على أساسه الكيان الصهيوني، واستخدم فيه اليهود الصهاينة في المشروع البريطاني. وإلا فاليهود والمشروع الصهيوني كان يبحث عن دولة في أي مكان. كانت الأرجنتين خيارا، كانت أوغندا خيارا، كانوا يبحثون أيضا في أوروبا في مكان ما، لكن الانكليز، العقل الانكليزي، الاستعمار القديم ومن معه، فكر في منطقتنا وفي كيفية تقسيمها وشقها والسيطرة عليها واستنزافها... وكانت فلسطين واحدة من خيارات المشروع الصهيوني. الإنكليز أتوا بهم إلى فلسطين. وجاءت قصة "أرض الميعاد، وأرض الآباء والأجداد واللبن والعسل وما إلى ذلك، وإلا الجماعة ما كانت فلسطين هي خيارهم القاطع والحاسم. كانت لديهم مجموعة خيارات من بينها فلسطين. ولذلك عندما نقارب إسرائيل أنها القاعدة العسكرية الاستعمارية، الثكنة العسكرية المتقدمة للاستعمار القديم والاستكبار الحديث الذي يمثله الآن الولايات المتحدة الأميركية، هو هذا.

الوقفة أمام هذا الوعد وهذه المناسبة، وإعادة تثقيف الأمة وتذكيرها بما جرى في ذلك الوقت وموقف الحكام العرب والأنظمة العربية ومن باع ومن اشترى ومن وقف ومن خان، هذا الماضي كله مهم. هذا الماضي لا يجوز أن يتجاهله أحد، لكن في كل الأحوال وعد بلفور، صنع دولة لكن هذه الدولة لا تستطيع البقاء في هذه المنطقة لأنها خارج الطبيعة وخارج القوانين الطبيعية وخارج القوانين التاريخية وخارج السنن وخارج إرادة الأمة، والمسألة هي مسألة وقت.

النقطة الأخرى، لأنه فقط لا يمكن بلعها، على الرغم من أن بعض الإخوان قالوا :"خلينا رايقين. نحن على طول رايقين"، لكن حقيقة هذا الاتهام الذي وجه للجيش اليمني واللجان الشعبية في اليمن بأنهم أطلقوا صاروخا باليستيا باتجاه مكة المكرمة، "يا خيي هذا لا ينبلع" ولا يصدق ولا يهضم، يعني هناك كذبة كبيرة صنعتها السعودية وتريد أن يصدقها ويماشيها العالم كله، طبعا العالم لم يصدقها، بالعكس، هناك جهات دولية نفت ذلك، وهم لم يقدموا أي دليل، لكن للأسف الشديد هناك بعض وسائل الإعلام، وبعض الدول، مداراة، مراعاة، خوفا، طمعا، ماشوهم في هذا الأمر.

من يصدق أن هذا الشعب اليمني الطيب، المتدين، الصبور، المصلي، الصائم، أهل الحج والعمرة ، الذين هم دائما أهل النخوة لحماية الحرمين الشريفين طوال التاريخ، هؤلاء الناس تأتي وتتهمهم أنهم يقصفون مكة! هم قالوا نحن قصفنا مطار فلان الفلاني في جدة، انت اجلب دليلا أنهم قصفوا مكة، اقنع العالم. إذا كان لديك دليل نحن أيضا الذين ندافع عن إخواننا اليمنيين سنقول لهم هذا عمل مدان، لكن لماذا الافتراء إلى هذا المستوى؟ لماذا الظلم؟ لماذا التجني إلى هذا الحد؟ فوق مظلومية هؤلاء الناس الين يقتلون ويذبحون ويقصفون كل يوم، يتجنى عليهم وتتم إدانتهم من أعلى المنابر الإسلامية في العالم الإسلامي بتهمة قصف مكة المكرمة. هذا أمر معيب وفاضح ولا يوصل إلى أي نتيجة على كل حال.

الموصل، حلب، المنطقة، إن شاء الله نعود ونتحدث".

وختم :"رحم الله قائدنا العزيز وأخانا الحبيب وفقيدنا الغالي الحاج أبو أحمد، الحاج مصطفى شحادة، وحشره الله مع أنبيائه وأوليائه وأوصياء أنبيائه والشهداء والصالحين، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على عائلته بالصبر والاحساس بالاعتزاز والفخار، وعليكم جميعا بالطمأنينة والسلام وراحة البال والعزة والنصر والكرامة، والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته".