المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 تشرين الثاني/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.november09.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

الانتخابات الأميركية الرئاسية

اليوم تعلن نتائج الانتخابات اللبنانية الرئاسية التي تواجه فيها الجمهوري دونلد ترامب والديموقراطية هيليري كلنتون

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هُمْ لَيْسُوا مِنَ العَالَم، كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ العَالَم. قَدِّسْهُم في الحَقّ

فَنَحْنُ نَعْرِفُ الَّذي قَال: «لِيَ الٱنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي»، وقال: «إِنَّ الرَّبَّ سَيَدِينُ شَعْبَهُ».

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

برافو لحزب الله فقد اغرق طاقمنا السياسي في فجع وتناتش الحقائب الوزارية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

يقول رئيس الجمهورية انه سيحارب الفساد و يعزز الوحدة الوطنية في البلاد...إلخ./أبو ارز

ظريف انهى زيارته الى بيروت وغادر الى رومانيا

ظريف هنأ من المصيطبة بخطوة انتخاب الرئيس: سوف نشهد إنجازا آخر هو ولادة الحكومة الجديدة

نصرالله التقى ظريف وبحثا في التطورات في لبنان والمنطقة

ظريف من بيت الوسط: مستعدون للتعاون مع الشعب اللبناني لنتمكن سوية من مواجهة الاخطار المحدقة بنا جميعا

وزير خارجية إيران يزور بري وسلام والحريري ونصرالله: عازمون على الإنفتاح على لبنان والاخطار تهددنا جميعـاً

ظريف من عين التينة: دور بري في إنتخاب رئيس وجهود تشكيل الحكومة أساسي وجوهري

توزير باسيل اصبح محسوماً.. و"المالية" الى من؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 8/11/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء الواقع في 8 تشرين الثاني 2016

الاحاطة الايرانية – السورية السريعة بالعهد لا تبدّل في "توازن" التسـوية والدعوات الغربية والخليجية لعون ومؤتمرات الدعم دليل الى الغطاء "الدولي"

عون امام وفد جمعية المصارف: لا عودة الى الوراء وسنعتمد التخطيط في بناء الدولة

جعجع لـ"النهار": أتكئ على صخرة بعبدا ولست محاصراً لن تقع الحرب إذا لم أنل حقيبة المال وبرّي أب لكل المحرومين/رضوان عقيل/النهار

العربي الجديد: زيارة ظريف إلى بيروت: تكريس "انتصار" حلفاء إيران لبنانياً

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

“التغيير والإصلاح”: نأمل من الجميع عدم التعرض لإتفاق “القوات” و”التيار”

زهرا: نريد حصـة وازنة وتعاوننا لا يعني نسيان حقوقنا ونفى اي خلاف مع بري ودعا للمداورة في توزيع الحقائب

باسيل ينسّق وبون الخطوات بين لبنان وفرنسا لمواكبة انطلاقة العهد وإظهار الدعـم الدولـي

الشيعي العالمي».. سوبرمان لبناني لأجل إيران إقليمية/سلوى فاضل/جنوبية

إيران في بعبدا ودول الخليج في بيت الوسط/منير الربيع/المدن

العونيّة كمشروع: تحوّلات على طريق بعبدا/علي نور/المدن

صمود الطائف وسايكس بيكو/العميد الركن خالد حمادة

صورة الجنرالين ميشال عون/روجيه عوطة/المدن

رزق: الطائف لم يتطرق الى توزيع الحقائب طائفياً ومذهبياً وجوائز الترضية والمكافأة والزبائنية خارجة عن "خلقيتـه"

جنبلاط لم يحسـم خيـاره في تسـمية الوزراء واتجاه للفصل بين "التقدمي" و"اللقاء الديموقراطي"

كتلة المستقبل: لتتسم مطالب جميع الأفرقاء بالواقعية بما يعجل في تأليف الحكومة

التيار المستقل: لهيئة وطنية من قضاة ومهندسين تشرف على استخراج النفط

جابر: "التسوية النهائية في اتفاق كيري – لافروف" و "تحرير الرقـــة لـن يكـون كرديـــا فقـط"

كرم: كتلة "لبنان الحر الموحد" تتمنى وزارة خدماتية والطائـف لـم يحــدد طــوائف "السـياديـــة"

نديم الجميل:الكتائب ستشارك في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة

السفيرة الأميركية من عوكر: الأميركيون يؤمن بدستور بلدهم لأنه يضعهم حول نظام حكومي ومؤسسات لا حول اشخاص يتبوأون المناصب

البابا منح طلال مقدسي وسام القديس غريغوار البابوي تقديرا لإنجازاته

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قوات البشمركة الكردية سيطرت بشكل كامل على بعشيقة شرق الموصل

القضاء المصري رفض وقف تنفيذ حكم بطلان اتفاق تيران وصنافير

ايران توقع مع مجموعة توتال الفرنسية اتفاقا لاستثمار حقل غاز كبير

ما مستقبل علاقة الخليج بالرئيس الأميركي الجديد؟

ماهي الدولة الأكثر ذعراً من ترامب؟

"داعش" يخطف 30 شيخا من سنجار.. و295 حول الموصل

إذا فازت هيلاري يمسك الجنس اللطيف بثلث اقتصاد العالم

أزمات المنطقة في ستاتيكو مكلف والمعالجة تنتظر الادارة الاميركية الجديدة وكلينتون وترامب يحملان

روسيا اليوم": تظاهرة في مصر في 11 الجاري وكــــرة لهـب يتقاذفهــا الجميــــع

الامم المتحدة: المتطرفون يجبرون آلاف المدنيين على الانسحاب معهم من حمام العليل قرب الموصل

محققون فرنسيون يشتبهون بان بلجيكيا مغربيا نسق هجمات باريس وبروكسيل من سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميراي عون: مستشارة أولى للرئيس

جنجانيان: لا حكومـة من دوننـا وهدفنـا إنجـاح العهـد و"لأننا انقذنا الجمهورية مـن حقنا حصة وزارية وفق حجمنا"

بري مع خريطة طريق للنهوض وسقف للحكومة و"النزول من الابراج لصعوبــة تحقيق الاحـلام"

لقاء الـ"ميشالَيَن": تعاون وانفتاح ونصائح لعهد واعد ودور الرئيس الحَكَـــم يُدعّمـه فريقــه الوزاري

الصايغ: نتمنى أن تكون مواقف ظريف انعكاسا لحياد لبنان والحوار الجدي مع حـزب الله وظيفة عـون الأسـاسـية

مكارم: القطاع تلزمه جرعة إضافية من الحلحلة السياسية والمغتربون والعرب بدأوا يستفسـرون عن الوضع العقاري

الراعي زار معهد الرسل وتفقد حريق الريحانية: فجر جديد أطل علينا في حياتنا الوطنية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المتاح الآن مجرّد انتظار وترقّب/عبد الوهاب بدرخان/النهار

مبكرين " ... على العهد/نبيل بومنصف/النهار

تعقيدات ما بعد الانتخاب والتكليف أداة تأخير لكنها لم تخلط التحالفات/روزانا بومنصف/النهار

يا شعب لبنان العظيم/ميشيل تويني/النهار

أيّهما أفضل للبنان: كلينتون أم ترامب/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

أيّ تغيير ينتظر لبنان بعد الإنتخابات الأميركية/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

دور تاريخي ينتظر عون والحريري/حسن نافعة/الحياة

عون والحكومة: محاولة أخيرة لعودة الدولة/جميل السيد/السفير

«هجمة» محورية على العهد الجديد/بقلم نون/اللواء

بين “بكركي” و”بعبدا” و”معراب”… استراتيجية واحدة/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

أميركا البعيدة/غسان شربل/الحياة

هيلاري كلينتون الخيار الأمثل.. لو كان الوضع طبيعيا/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

ديموقراطيون أو جمهوريون... نحن الخائبون/زهير قصيباتي/الحياة

الطاقة بين كلينتون وترامب/رندة تقي الدين/الحياة

انتخابات ملطخة "بالطين"/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

هُمْ لَيْسُوا مِنَ العَالَم، كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ العَالَم. قَدِّسْهُم في الحَقّ

إنجيل القدّيس يوحنّا17/من14حتى19/:"قالَ الرَبُّ يَسوع: « يا أبتِ، أَنَا وَهَبْتُ لَهُم كَلِمَتَكَ، فَأَبْغَضَهُمُ العَالَم، لأَنَّهُم لَيْسُوا مِنَ العَالَم، كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ العَالَم. لا أَسْأَلُ أَنْ تَرْفَعَهُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُم مِنَ الشِّرِّير. هُمْ لَيْسُوا مِنَ العَالَم، كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ العَالَم. قَدِّسْهُم في الحَقّ. كَلِمَتُكَ هِيَ الحَقّ. كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلى العَالَم، أَنَا أَيْضًا أَرْسَلْتُهُم إِلى العَالَم. وأَنَا أُقَدِّسُ ذَاتِي مِنْ أَجْلِهِم، لِيَكُونُوا هُم أَيْضًا مُقَدَّسِينَ في الحَقّ."

 

فَنَحْنُ نَعْرِفُ الَّذي قَال: «لِيَ الٱنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي»، وقال: «إِنَّ الرَّبَّ سَيَدِينُ شَعْبَهُ».

الرسالة إلى العبرانيّين10/من26حتى31/:"يا إِخوَتي، إِنْ نَخْطَأْ عَمْدًا، بَعْدَ أَنْ نِلْنَا مَعْرِفَةَ الحَقّ، فلا يَبْقَى مِن بَعْدُ ذَبيحَةٌ عَنِ الخَطايَا، بَلِ ٱنْتِظَارٌ رَهِيبٌ لِلدَّيْنُونَة، وَلَهِيبُ نَارٍ يَلْتَهِمُ المُعَانِدِين. مَنْ خَالَفَ شَرِيعَةَ مُوسَى يُقْتَلُ بِلا رَحْمَة، بِشَهَادَةِ ٱثْنَيْنِ أَو ثَلاثَة، فَكَم تَظُنُّونَ يَسْتَوجِبُ عِقَابًا أَشَدّ، مَنْ دَاسَ ٱبْنَ الله، وحَسِبَ دَمَ العَهْد، الَّذي تَقَدَّسَ بِهِ، نَجِسًا، وأَهَانَ رُوحَ النِّعْمَة؟! فَنَحْنُ نَعْرِفُ الَّذي قَال: «لِيَ الٱنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي»، وقال: «إِنَّ الرَّبَّ سَيَدِينُ شَعْبَهُ». رَهِيبٌ هوَ الوُقُوعُ في يَدَيِ ٱللهِ الحَيّ!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

برافو لحزب الله فقد اغرق طاقمنا السياسي في فجع وتناتش الحقائب الوزارية

الياس بجاني/07 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/07/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%88-%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%82%d8%af-%d8%a7%d8%ba%d8%b1%d9%82-%d8%b7-3/

من يراقب من خارج لبنان، كما هو حالنا، مجريات وتطورات الأحداث في لبنان عن قرب وبفكر منفتح ومتحرر من الولاءات الغنمية والغبية لشركات الأحزاب وأصحابها من تجار الدم والمال والطائفية لا وبد وأنه يتابع بحزن وحسرة وغضب سخافة وسطحية وطروادية وعقم المشهد المسرحي والسيريالي المفروض بالقوة على أهلنا منذ أن عينت إيران العماد ميشال عون رئيساً.

وسائل إعلام تمتهن التسويق لأجندات ومشاريع ومصالح من يمولها من الداخل والخارج، وطاقم سياسي وحزبي متخصص وبامتياز بكل علوم وثقافة وفنون الغش والخداع والنرسيسية والشعبوية والحربائية والذمية والتقية.

وقطعان شعبية من الهوبرجية والزقيفة يؤلهون ويوالون ع عماها رؤساء شركات أحزاب تجارية وعائلية وهم في غربة كاملة عن كل ما هو وطن ووطنية وعقل وحرية واحترام للذات وبصر وبصيرة.

فجأة تغيرت أولويات غالبية ال 14 آذاريين من نواب وأحزاب وتبدلت أجنداتهم والأولويات.

تلحفوا بشعار الواقعية الكاذبة ووقعوا طوعاً وبذل في أفخاخ المحتل.

دفنوا ودون أن يذرفوا دمعة واحدة وبفجور وعهر كل الملفات والمطالب السيادية والاستقلالية.

غيروا الجاكتات وبدلوا الطرابيش بعد أن استوردوها وعلى عجل من المصانع الإيرانية والشامية ودخلوا في معمعة حرب الحقائب الوزارية والتحاصص والمغانم.

حرب شرسة تدور رحاها على التحاصص اين منها حرب داحس والغبرة.

هذا يطالب بوزارة المالية ليعوض عن حرمانه من جنة الحكم لسنين، وذاك يريد إبقائها معه وهكذا ودواليك؟؟؟

تعامى الأبطال والأشاوس هؤلاء وجلهم من ال 14 آذاريين المرتدين والمستسلمين مجاناً، تعاموا عن حقيقة مهمة جداً وهي أن البلد لا يزال تحت هيمنة وسلطة وإرهاب الاحتلال الإيراني الكامل.

تناسوا وبغباء فاقع أنه وفي ظل الاحتلال الإيراني الإرهابي والدموي هذا أي حكومة ومهما كانت كبيرة أو صغيرة سوف تكون مجرد واجهة وغطاء لحزب الله، وبوقاً صنجياً لإملاءات مرشد الجمهورية السيد نصرالله.. لا أكثر ولا أقل.

وفيما ال 14 آذاريين بدلوا جلودهم وانقلبوا على ذواتهم ونحروا تاريخهم وتعروا حتى من أوراق التوت، نرى عملياً أن حزب الله يشدد قبضته أكثر وأكثر على كل مفاصل الدولة.

من هنا فإن أهم ما أنجزه حزب الله بذكاء ودهاء مجوسي مشهود له من خلال تعيين العماد ميشال والسماح للرئيس سعد الحريري بالعودة إلى لبنان وممارسة السياسة وتكليفه تشكيل الحكومة هو أنه ادخل كل الأحزاب والسياسيين اللبنانيين وبشكل خاص ومهين ومعيب ال 14 آذاريين، أدخلهم جميعاً في بازار فجع وتناتش الحقائب الوزارية والتنافس الغرائزي على الحصص.

حقق حزب الله ما يريده وابعد غالبية معارضيه عن كل ما يتعلق بدويلته وسلاحه وإرهابه وحروبه ومشروعه الملالوي الإيراني التوسعي والمذهبي،

كما سخف وهمش القرارات الدولية ومعها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وأخرجهم من أجندات وأولويات الطاقم السياسي والحزبي العفن.

إن من يراقب من خارج لبنان السجالات والمماحكات السخيفة القائمة حالياً بين كل القوى السياسية والمفرغة من أي محتوي وطني وسيادي واستقلالي يرى الحقيقة المؤلمة والصادمة.

إن من يتوهم من أهلنا  على خلفية همروجة الاحتفالات النوستلجية الكاذبة بأن لبنان قد تحرر من هيمنة وإرهاب حزب الله وإن طاقمه السياسي يريد فعلاً ممارسة دوره وواجباته بصدق وشفافية وتجرد…هو عملياً بحاجة إلى مراجعة اقرب عيادة للأمراض النفسية والعقلية.

في الخلاصة.. لبنان دولة محتلة وطاقمها السياسي نتن وعفن ونرسيسي، وبالتالي لا قيمة أو معنى لأي موقع رسمي ولأي حقيبة وزارية.. ونقطة على السطر.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

يقول رئيس الجمهورية انه سيحارب الفساد و يعزز الوحدة الوطنية في البلاد...إلخ.

أبو ارز/ الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016/

كلام جميل و لكن السؤال الذي يطرح نفسه ؛

1- كيف السبيل الى محاربة الفساد بواسطة طبقة سياسية فاسدة أوصلته إلى سدة الرئاسة.؟ ؟ ؟

2- و كيف السبيل إلى تعزيز الوحدة الوطنية بواسطة طبقة سياسية بنت زعامتها على الشحن الديني و الطائفي و المذهبي؟ ؟ ؟

قد يكون الحل بحكومة تكنوقراط مطلقة الصلاحية يؤتى بها من طبقة الأوادم و ما أكثرهم في لبنان...و الا عبثا يبني البناؤون.

لبيك لبنان.

أبو ارز.www.gotc.info

 

ظريف انهى زيارته الى بيروت وغادر الى رومانيا

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016/وطنية - المطار - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" درويش عمار أن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أنهى زيارته الى لبنان التي إستمرت يومين، حيث قدم التهاني للرئيس العماد ميشال عون بمناسبة إنتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانينة، كما التقى خلال هذه الزيارة بكل من نظريه اللبناني جبران باسيل، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام، الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري والامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله. وتم بحث التطورات الراهنة في المنطقة والعالم. وغادر ظريف بيروت الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم، متوجها الى رومانيا على متن طائرة خاصة، وكان في وداعه في المطار سفير إيران في لبنان محمد فتح علي وأركان السفارة.

 

ظريف هنأ من المصيطبة بخطوة انتخاب الرئيس: سوف نشهد إنجازا آخر هو ولادة الحكومة الجديدة

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام قبل ظهر اليوم في دارته في المصيطبة، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد جواد ظريف يرافقه السفير محمد فتحعلي والوفد المرافق .

ظريف

وقال الوزير ظريف:"كانت فرصة طيبة وثمينة للغاية جمعتنا بدولة الرئيس سلام، واغتنمتها مناسبة كي اتقدم منه ومن أبناء الشعب اللبناني العزيز بالتهنئة والتبريك على هذه الخطوة والإنجاز الكبير الذي تحقق مؤخرا في لبنان من خلال إنتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية وبإذنه تعالى سوف نرى ونشهد إنجازا آخر هو ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة، وقد عبرنا لدولته عن ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم وتؤآزر هذا التوجه السياسي البناء الموجود في لبنان. كذلك أكدت له مرة أخرى على الإرادة الراسخة الموجودة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال تعزيز وتوثيق أوجه التعاون الثنائي مع لبنان الشقيق في كافة المجالات خاصة في المجالين الإقتصادي والتجاري، وأكبر دليل على هذا التوجه هو وجود وفد إقتصادي و تجاري رفيع المستوى يرافقني في هذه الزيارة ويمثل القطاعين الخاص والعام في إيران".

تابع:" من جهة ثانية تطرقنا الى كافة الأزمات السياسية في المنطقة سواء كانت في سوريا او في اليمن، و أكدنا لدولته على ضرورة وضع حد نهائي وفوري لسفك الدماء الجاري في البلدين وضرورة التوصل الى حل سياسي مناسب لهاتين الأزمتين المستعصيتين وضرورة تأكيد الجميع على إستحالة الحل العسكري لهذه الأزمات ".

مقبل

واستقبل الرئيس سلام، نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال وزير الدفاع سمير مقبل، وجرى عرض للاوضاع والتطورات.

 

نصرالله التقى ظريف وبحثا في التطورات في لبنان والمنطقة

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استقبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران الدكتور محمد جواد ظريف، يرافقه المدير العام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيد محمد إيراني، والسفير محمد فتحعلي، في حضور عدد من قياديي الحزب، حيث تم عرض لآخر الأحداث والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

 

ظريف من بيت الوسط: مستعدون للتعاون مع الشعب اللبناني لنتمكن سوية من مواجهة الاخطار المحدقة بنا جميعا

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في "بيت الوسط" وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وعقد معه اجتماعا حضره الوفد الايراني المرافق والسفير الايراني محمد فتحعلي والنائبان السابقان باسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري وتم خلاله عرض آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

ظريف

بعد الاجتماع تحدث الوزير ظريف، فقال: "بداية أوجه تحية شكر وتقدير الى كل وسائل الاعلام. لقد عقدنا لقاء مميزا مع دولة رئيس الحكومة المكلف الاستاذ سعد الحريري، وقد اغتنمت هذه المناسبة الطيبة لاتقدم من دولته ومن خلاله للشعب اللبناني العزيز باسمى آيات التهنئة والتبريك نظرا لغلبة منطق الحكمة والعقل والديموقراطية في الساحة السياسية اللبنانية، كما اكدت له من جانب آخر على عزم وارادة الجمهورية الاسلامية الايرانية على التعاون والانفتاح على الجمهورية اللبنانية الشقيقة في كافة المجالات في ظل الحكومة الحالية والحكومة التي ستبصر النور قريبا، ونحن نعتقد ان الاخطار الاساسية التي تهددنا جميعا هي عبارة عن خطر الارهاب الصهيوني من جهة والارهاب التكفيري من جهة اخرى، وهذه الاخطار تهددنا جميعا ولا تستثني احدا، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون مع الشعب اللبناني الشقيق بكافة طوائفه واطيافه من اجل ان نتمكن سوية من مواجهة هذه الاخطار المحدقة بنا جميعا".

اضاف: "كما تحدثنا في جانب آخر من هذا اللقاء مع دولته حول مختلف الازمات الموجود على مستوى الاقليم وعن ضرورة تقارب وجهات النظر السياسية بين مختلف اللاعبين على مستوى المنطقة من اجل ايجاد الحلول السياسية المناسبة. ونحن نتمنى انه كما شهد لبنان العزيز في المرحلة الماضية من خلال الاجماع الوطني والتوافق الوطني النجاح والتسديد في مجال انجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، نتمنى لدولة الرئيس المكلف السيد سعد الحريري وللشعب اللبناني العزيز وايضا من خلال هذا الاجماع الوطني ان يوفقا في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة التي تصب لمصلحة الشعب اللبناني برمته".

كبارة

كما استقبل الرئيس الحريري النائب محمد عبد اللطيف كبارة وعرض معه الاوضاع العامة ومطالب مدينة طرابلس.

 

وزير خارجية إيران يزور بري وسلام والحريري ونصرالله: عازمون على الإنفتاح على لبنان والاخطار تهددنا جميعـاً

المركزية- أكد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد جواد ظريف عزم بلاده على التعاون والإنفتاح على لبنان في ظل الحكومة العتيدة التي تمنى تشكيلها بسرعة، وشدد على انها تدعم التوجه السياسي الموجود في لبنان.

واصل رئيس الديبلوماسية الإيرانية محمد جواد ظريف لليوم الثاني على التوالي جولاته على كبار المسؤولين، فزار برفقة الوفد المرافق الذي يضم السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي، رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام في دارته في المصيطبة وقال على الأثر:" كانت فرصة طيبة وثمينة للغاية جمعتنا بالرئيس سلام واغتنمتها مناسبة كي اتقدم منه ومن أبناء الشعب اللبناني العزيز بالتهنئة والتبريك على هذه الخطوة والإنجاز الكبير الذي تحقق أخيرا في لبنان من خلال إنتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية وبإذنه تعالى سنشهد إنجازا آخر هو ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة. لقد عبرنا له عن ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم وتؤازر هذا التوجه السياسي البناء الموجود في لبنان. كذلك أكدت له مرة أخرى الإرادة الراسخة لدينا في مجال تعزيز وتوثيق أوجه التعاون الثنائي مع لبنان الشقيق في المجالات كافة خصوصا في المجالين الإقتصادي والتجاري وأكبر دليل على هذا التوجه هو وجود وفد إقتصادي و تجاري رفيع المستوى يرافقني في هذه الزيارة ويُمثل القطاعين الخاص والعام في إيران".

تابع:" من جهة ثانية تطرقنا الى الأزمات السياسية كافة في المنطقة سواء كانت في سوريا او في اليمن و أكدنا للرئيس سلام ضرورة وضع حد نهائي وفوري لسفك الدماء الجاري في البلدين والتوصل الى حل سياسي مناسب لهاتين الأزمتين المستعصيتين وعلى الجميع تأكيد إستحالة الحل العسكري لهذه الأزمات".

في بيت الوسط: وفي الثانية عشرة والربع انتقل ظريف والوفد المرافق الى "بيت الوسط"، حيث اجتمع الى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في حضور النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري وتم عرض آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. بعد الاجتماع تحدث ظريف الى الصحافيين فقال: بداية اوجه تحية شكر وتقدير الى كل وسائل الاعلام. لقد عقدنا لقاء مميزا مع رئيس االمكلف واغتنمت هذه المناسبة الطيبة لاتقدم منه ومن خلاله للشعب اللبناني العزيز باسمى آيات التهنئة والتبريك نظرا لغلبة منطق الحكمة والعقل والديموقراطية في الساحة السياسية اللبنانية، كما اكدت له من جانب آخر عزم وارادة الجمهورية الاسلامية الايرانية على التعاون والانفتاح على الجمهورية اللبنانية الشقيقة في المجالات كافة في ظلّ الحكومة الحالية والحكومة التي ستبصر النور قريبا، ونحن نعتقد ان الاخطار الاساسية التي تهددنا جميعا هي عبارة عن خطر الارهاب الصهيوني من جهة والارهاب التكفيري من جهة اخرى، وهذه الاخطار تهددنا جميعا ولا تستثني احدا، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون مع الشعب اللبناني الشقيق بطوائفه واطيافه كافة من اجل ان نتمكن سوية من مواجهة هذه الاخطار المحدقة بنا جميعا.

اضاف: كما تحدثنا في جانب آخر من هذا اللقاء مع الرئيس حول مختلف الازمات الموجودة على مستوى الاقليم وعن ضرورة تقارب وجهات النظر السياسية بين مختلف اللاعبين على مستوى المنطقة من اجل ايجاد الحلول السياسية المناسبة ونتمنى انه كما شهد لبنان العزيز في المرحلة الماضية من خلال الاجماع الوطني والتوافق الوطني النجاح والتسديد في مجال انجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، نتمنى للرئيس الحريري وللشعب اللبناني العزيز وايضا من خلال هذا الاجماع الوطني ان يوفقا في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة التي تصب لمصلحة الشعب اللبناني برمته.

في عين التينة: ثم زار رئيس الديبلوماسية الإيرانية مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أقام مأدبة غداء تكريما للضيف الإيراني، تم خلالها عرض التطورات في لبنان والمنطقة.

بعد اللقاء قال ظريف: كانت فرصة طيبة وثمينة للغاية جمعتنا بالرئيس بري، هذا السياسي اللبناني الوطني الكبير الذي إمتزج تاريخ لبنان بإسمه. واتيحت لنا مرة اخرى هذه الفرصة كي نستأنس بسماع رأيه السديد تجاه كل التطورات. ونحن نعتقد ان الدور الذي قام به أولاً الإثنين الماضي في جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية، وثانياً في الجهود الرامية راهنا لتشكيل الحكومة الوطنية الجديدة إنطلاقاً من الإجماع اللبناني، هو دور اساسي وجوهري وبنّاء لأنه يأخذ مصلحة الشعب اللبناني كله بالإعتبار. ونحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ندعم ونؤازر هذا التوجه الوطني المبذول من قبل دولته. ونأمل في أن نشهد في المرحلة القريبة المقبلة ومن خلال التوافق والإنسجام بين مختلف التيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة على الساحة اللبنانية، ولادة الحكومة الجديدة. كما نأمل ايضاً على صعيد المنطقة أن نشهد هذا التلاقي وهذا التعاون بين كل الدول والأفرقاء الإقليميين الحريصين على مستقبل هذه المنطقة ومصيرها.

* هل نعتبر زيارتكم للرئيس الحريري بأن الحوار في لبنان هو "بروفة" بالنسبة الى السعودية وايران؟

- نحن إلتقينا بالرئيس الحريري إنطلاقاً من نظرة مستقبلية، ونأمل في انه من خلال الدراية التي تجلت من قبله والتي أدت الى انجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان، والتي ستؤدي الى تشكيل الحكومة الجديدة من خلال التوافق والإجماع الوطني بين جميع الفرقاء السياسيين الأساسيين على الساحة اللبنانية، ان تتعزز العلاقات الثنائية بين الجمهوريتين الإيرانية واللبنانية وتتبلور على كل الصعد والمستويات إن شاءالله.

* يقال أن وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية هو إنتصار للممانعة في لبنان، فهل تجدون أن إيران هي التي ربحت المعركة في لبنان؟

- إن أي نجاح يحرزه لبنان هو نجاح لنا ولجميع أبناء الشعب اللبناني، ونحن نأمل في أن يستمر نجاح الشعب اللبناني في تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن.

* هل يمكن أن نرى الرئيس الحريري في طهران؟

- إن شاءالله.

عند نصرالله: وكان الوزير الإيراني زار ليل أمس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حضور عدد من قياديي الحزب وتم عرض التطورات السياسية في لبنان.

 

ظريف من عين التينة: دور بري في إنتخاب رئيس وجهود تشكيل الحكومة أساسي وجوهري

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر اليوم في عين التينة، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والوفد المرافق والسفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي، ودار الحديث حول التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. وتخلل اللقاء مأدبة غداء اقامها الرئيس بري تكريما للوزير الإيراني والوفد المرافق. وقال ظريف بعد اللقاء: "كانت فرصة طيبة وثمينة للغاية جمعتنا بدولة الرئيس بري، هذا السياسي اللبناني الوطني الكبير الذي امتزج تاريخ لبنان بإسمه. وقد اتيحت لنا مرة اخرى هذه الفرصة كي نستأنس بسماع رأيه السديد تجاه كل التطورات. ونحن نعتقد ان الدور الذي قام به دولة الرئيس بري أولا يوم الإثنين الماضي في جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية، وثانيا في الجهود الرامية حاليا لتشكيل الحكومة الوطنية الجديدة إنطلاقا من الإجماع اللبناني، نعتقد ان هذا الدور الذي قام ويقوم به دولته هو دور اساسي وجوهري وبناء لأنه يأخذ مصلحة الشعب اللبناني كله بعين الإعتبار. ونحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ندعم ونؤازر هذا التوجه الوطني المبذول من قبل دولته. ونأمل أن نشهد في المرحلة القريبة المقبلة ومن خلال التوافق والإنسجام بين مختلف التيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة على الساحة اللبنانية، أن نشهد في المستقبل القريب ولادة الحكومة الجديدة. كما نأمل ايضا على صعيد المنطقة أن نشهد هذا التلاقي وهذا التعاون بين كل الدول والأفرقاء الإقليميين الحرصاء على مستقبل هذه المنطقة ومصيرها".

سئل: هل نعتبر ان زيارتكم للرئيس الحريري بان الحوار في لبنان هو "بروفة" بالنسبة للسعودية وايران؟

اجاب: "نحن إلتقينا بالرئيس الحريري إنطلاقا من نظرة مستقبلية، ونأمل انه من خلال الدراية التي تجلت من قبل دولته والتي أدت الى انجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان، والتي سوف تؤدي الى تشكيل الحكومة الجديدة من خلال التوافق والإجماع الوطني بين كافة الفرقاء السياسيين الأساسيين على الساحة اللبنانية، نحن على ثقة تامة أن هذا الأمر سوف يحدث وأن العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية اللبنانية سوف تتعزز وتتبلور على كل الصعد والمستويات إن شاء الله".

سئل: يقال أن وصول الرئيس عون الى الرئاسة هو إنتصار للممانعة في لبنان، فهل تجدون أن إيران هي التي ربحت المعركة في لبنان؟

اجاب: "إن أي نجاح يحرزه لبنان هو نجاح لنا ولكل أبناء الشعب اللبناني، ونحن نأمل أن يستمر نجاح الشعب اللبناني في تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن".

سئل: هل يمكن أن نرى الرئيس الحريري في طهران؟

اجاب: "إن شاءالله".

المفتي قبلان

وكان الرئيس بري إستقبل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.

برقية

من جهة اخرى تلقى الرئيس بري برقية من رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال، مهنئا المجلس بانتخاب رئيس الجمهورية ومشيدا بدور بري في هذا المجال وفي حفظ امن واستقرار لبنان. وجاء في البرقية:

"تلقينا بمزيد من الغبطة والسرور نبأ انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية الشقيقة.

ولا شك ان نجاح مجلس النواب اللبناني في الاصطفاف والتوحد لاختيار الرئيس، كان من ورائه جهودكم الوطنية المخلصة التي ما تخلفت يوما عن الوقوف خلف لبنان الامن المستقر.

واسمحوا لنا ان ننقل من خلالكم الى فخامة الرئيس المنتخب، بالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن اعضاء مجلس النواب المصري، خالص التهنئة القلبية، مقرونة بأعظم التمنيات ان تكون هذه الخطوة المباركة هي البداية الحقيقية لرأب الصدع، والقضاء على الفراغ الدستوري، وبناء مستقبل اكثر ازدهارا واستقرارا للشعب اللبناني الشقيق.

واننا اذ نؤكد على عمق الروابط ووشائح المودة والرحمة التي تربط بين شعبينا الشقيقين والتي تضرب بجذورها في عمق التاريخ، فان شعب مصر الابي يقف دائما مؤازرا لشعب لبنان الشقيق ضد كل من ينال من امنه واستقراره.

نكرر تهنئتنا القلبية اليكم، راجين المولى عز وجل ان يكلل جهودكم بالنجاح، وان يعينكم على ما حملتم".

 

توزير باسيل اصبح محسوماً.. و"المالية" الى من؟

الجديد/08 تشرين الثاني/16/أكدّت مصادر مطلعة على أجواء النقاشات النيابية أنّ "كلّ ما نُشر في الصحافة حول توزيع المقاعد الوزارية والأسماء والحصص غير دقيق"، إذ إن أي فريق سياسي لم يرشّح حتى الآن أي اسم لديه لتولّي حقيبة وزارية، باستثناء النائب الممدد لنفسه وليد جنبلاط الذي طالب بتوزير النائب الممدد مروان حمادة. وتابعت المصادر لصحيفة "الاخبار" انه وفيما بات بقاء الوزير جبران باسيل على رأس الديبلوماسية اللبنانية شبه مؤكد، أشارت المصادر إلى أن "الرئيس المكلف سعد الحريري لم يحدّد بعد من هم وزراؤه في الحكومة"، علماً بأن "لديه رأياً إيجابياً بوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي مثّل تيار المستقبل بشكل جيّد". ولفتت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يحاول مع الرئيس سعد الحريري إقناع الكتل بترشيح 3 أسماء لكل مقعد وزاري ليختارا منها واحداً، لكن دون ذلك رفض غالبية قوى الائتلاف الحكومي. يبقى القاسم المشترك بين معظم الكتل النيابية هو رغبتها في الحصول على وزارة المال. فحركة أمل كانت واضحة حين أكدت أنها "تريد المالية وكل الحقائب الأخرى قابلة للنقاش".

لكن شركاء بري في المفاوضات يرون أن "اتفاق الطائف لم ينصّ على أن المالية محسومة للطائفة الشيعية".  وبحسب المصادر، فإن "التيار الوطني الحر أيضاً طالب بالحصول على وزارة المالية".  وماذا يريد سمير جعجع؟ قالت المصادر متهكّمة "شو ما بدو سمير جعجع؟ ما يقوله نوابه في الإعلام يقولونه في النقاشات الداخلية أيضاً، يريدون وزارة المال". على الرغم من ذلك، توقعت المصادر أنّ الكل في النهاية "سيتنازل عن هذه الحقيبة لمصلحة حركة أمل"، وهي ترى أنّ الحريري "غير ملزم بالموافقة على اتفاق لم يكن جزءاً منه"، في إشارة إلى إعلان النوايا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ومطالبة الأخير بنصف عدد المقاعد الوزارية المسيحية.  الى ذلك قالت مصادر قريبة من معراب إنه "خلافاً للأجواء التي تشير إلى أن القوات غير مرتاحة للمفاوضات حول الحكومة، بدليل زيارة سمير جعجع للرئيس سعد الحريري، واستقباله أمس أمين سرّ تكتّل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان، فإن جعجع لبّى دعوة الحريري الى العشاء، وأن الأجواء كانت إيجابية، وتم خلال اللقاء استعراض الأفكار المتداولة لتشكيل الحكومة، وأنه مع نهاية الأسبوع سيظهر التصور إلى العلن". أما في ما يتعلّق بزيارة كنعان لمعراب، فقد قالت مصادر التيار الوطني الحر لصحيفة "الاخبار"  إنه "حصل تبادل للأفكار، وقد وضع كنعان الرئيس عون والوزير باسيل في أجواء الاجتماع"، وأبرزها أن "القوات لا تزال مصرّة على حصولها على حقيبة سيادية. وبما أن الطرفين السنّي الشيعي سيتمثلان بوزارتين سياديتين، فكذلك يجب أن يتمثل الطرفان المسيحيان بوزارتين سياديتين أيضاً"، علماً بأن جعجع كان قد قال عبر تويتر أمس إن "أقصى اهتمامه في الوقت الحاضر هو نجاح العهد الجديد". وفي هذا الإطار، لفتت مصادر مطّلعة على أجواء اللقاء بين جعجع وكنعان أن "العمل جار على خط التأليف وتذليل العقبات، مع إمكان حصول لقاءات واتصالات في الساعات المقبلة". وأشارت إلى أن "تصوير الإشكالية على أنها في مكان واحد غير صحيح. هناك تداخل في المطالب بين مختلف الأفرقاء، ما يتطلب جوجلة جدية للمعالجة، لناحية الحقائب وعدد الوزارت التي تطالب بها كل كتلة". أما عن الكتائب، فقد أشارت المصادر إلى أنه "قد لا يشارك في الحكومة في حال عُرضت عليه حقيبة واحدة".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 8/11/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أنظار العالم الى الانتخابات الرئاسية الاميركية وترقب لمن سيكون الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة.

الجمهوري دونالد ترامب يتنافس مع الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تظهر استطلاعات الرأي حتى الساعة تقدمها. العملية الانتخابية التي انطلقت اليوم تستمر حتى منتصف هذه الليلة بتوقيت بيروت لتظهر النتائج فجر غد. الناخبون الاميركيون يصوتون في خمسين ولاية وفي العاصمة واشنطن لاختيار رئيسهم اللاعب الاقوى على المسرح الدولي والذي سيدخل في كانون الثاني المقبل البيت الابيض حيث تنتظره الملفات الشائكة وللمنطقة حصتها خصوصا الملفات الساخنة في سوريا - العراق وليبيا.

فهل تكون هيلاري كلينتون اول سيدة تتولى الرئاسة الاميركية حاملة شعار "اميركا للجميع" مليئة بالامل وكريمة، أم دونالد ترامب الذي وعد بجمع البلاد داخل حدود آمنة تحت شعار "اميركا اولا"؟ ساعات قليلة وتظهر النتيجة.

وفي لبنان ينشغل اللبنانيون بحياكة الثوب الحكومي وسط أجواء توحي بمناخات من التفاؤل حيال التأليف بعدما تجاوزت الغيوم السوداء العلاقات وإن لم تكن الطرق خالية من الالغام والشروط وانهماك بفك العقد والمطالب.

وفي ظل شد الحبال على توزيع الحقائب والحصص شدد تكتل التغيير والاصلاح على عدم إرساء ممارسات تؤسس لامور خاطئة سائلا أين المداورة في الحقائب وهل لكل طائفة حقيبة باسمها. فيما دعت كتلة المستقبل الى ضرورة ان تتسم مطالب الفرقاء بالواقعية السياسية.

وفي إشارة الى انطلاقة ورشة العهد السياسية شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على اهمية وجود خطة إقتصادية شاملة مؤكدا ان لا عودة الى الوراء وضرورة ان يترافق الاستقرار الامني والسياسي مع الاستقرار الاقتصادي.

يبقى ان نشير الى ان وزير الخارجية الايراني انهى زيارته بيروت بعدما استكملها بلقائه المسؤولين وبرزت زيارته بيت الوسط وهي الاولى بعد قطيعة لسنوات في ظل الصراع السعودي-الايراني وقد تمنى ظريف التوفيق للرئيس الحريري.

البداية من الانتخابات الاميركية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

لا يزال الجو الإيجابي يرخي بظلاله على المشهد العام، في ضوء استمرار حركة المشاورات بين المعنيين بتأليف الحكومة الجديدة، على وقع تداول بأسماء مطروحة للتوزير، بعضها قد يكون صحيحا، غير أن أكثرها من نسج الخيال... لكن، من ضمن إطار المساعي المبذولة للتوصل إلى صيغة تواكب الأمل الوطني الذي ولده انتخاب رئيس الجمهورية وتسمية رئيس الحكومة المكلف، يبدو أن الإشكاليات الميثاقية - الدستورية التاريخية لا تزال تطرح نفسها، من دون أن يعني ذلك أنها غير قابلة للحل... الإشكالية الأولى، موضوع الحقائب السيادية، تصنيفا وتوزيعا سياسيا وطائفيا ومذهبيا... الإشكالية الثانية، ملف وزارة المال، ومصدر القول ان اتفاق الطائف نص على حصرها بجهة محددة، فيما الحصر يغيب عن النص، ولا يحضر في التجارب الحكومية منذ ربع قرن ونيف... الإشكالية الثالثة، ما إصطلح على تسميته بـ"الثلث الضامن أو المعطل" كما مبرره في مرحلة سقطت فيها التصنيفات السابقة، والانقسامات العمودية التي جعلت من الساحة ساحتين حتى أمس القريب... وفي موازاة المسار الحكومي، واصل وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف جولته التي بدأها أمس، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ثم الوزير جبران باسيل. ولعل المحطة الأبرز اليوم، زيارته للرئيس سعد الحريري، في لقاء هو الأول بين الأخير ومسؤول إيراني منذ سنوات...

لكن، بعيدا من التطورات المحلية، تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة، التي تخوض انتخاباتها الرئاسية في ختام حملة قد تكون الأغرب في تاريخ البلاد... وقبل الخوض في تفاصيل التوقعات والأرقام.

* مقدمة نشرة أحبار "المنار"

بين السيئ و الاسوأ يختار الاميركيون لرئاسة بلادهم، فيما خيار حكومتهم العدواني تجاه منطقتنا والعالم لن يغيره تبديل رئيس.. يقترع الاميركيون في انتخابات نادرة التقدير، مع عجز استطلاعات الرأي حتى عن إعطاء ولو مؤشرات للنتائج، أما المنافسة فتحت عنوان أي من المرشحين أقل فضائحية من الآخر، الجمهوري دونالد ترامب أو الديمقراطية هيلاري كلينتون..

ينتخب الاميركيون وهم ينتحبون على سياسات بلادهم الداخلية والخارجية، ويخرجون من عصر الاحادية القطبية التي لوعت العالم لعقود.. في منطقتنا عقد الهزائم للإرهاب المدعوم اميركيا سيطول، وجديده تمكن الجيش السوري والحلفاء من استعادة مشروع الـ”الف وسبعين شقة” الذي يعد نقطة ارتكاز للارهابيين نحو احياء حلب الشرقية، فكان انجاز اليوم ابعد من المساحة الجغرافية المستعادة، الى كسر مخططات للارهابيين، كان ممنوعا اقليميا ودوليا ان تكسر..

اما في لبنان فقد كسرت اوهام وضع البلد خارج سياقه الطبيعي في العلاقة مع الاشقاء، لتخترق جولة وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف كل الاصطفافات بعنوان الشراكة الايرانية اللبنانية بمواجهة الخطرين الصهيوني والارهابي، والعلاقة الاقتصادية المرجحة للحاجة اللبنانية اكثر منها ايرانية..

جال الضيف الايراني على المسؤولين اللبنانيين وزيرا لخارجية بلاده وموفدا من رئيسها، فيما رجع صدى الموفد الرئاسي السوري ما زال يتردد على كل خطوط السياسة المحلية، بما يفوق حديثا عن حصص الحقائب الوزارية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

في الولايات المتحدة معركة رئاسية قاسية لن تتضح معالمها قبل صباح الغد، وفي لبنان تجاذب حول التشكيلة الحكومة لن تتبلور نتائجه قبل نهاية الاسبوع، اميركيا اولا الانطباع الدولي ان المعركة بين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب ستصب لمصلحة الاولى، ولا سيما بعدما بينت الاستطلاعات الاخيرة تقدمها من جديد وتوسيعها الفارق مع منافسها، مع ذلك فإن باب المفاجئات يبقى مفتوحا وخصوصا مع ارتفاع نسبة الناخبين المترددين.

في لبنان الصورة الحكومية ليست اكثر وضوحا، فمع ان هناك شبه اجماع مع مختلف القوى على عدم تأخير عملية التأليف، لكن المطالب المتضاربة لا بد ان تعرقل التشكيلة الحكومية المنتظرة، واللافت اليوم البيان الصادر عن تكتل التغيير والاصلاح والذي شدد على المداورة بالنسبة الى الوزارات مع ما يعنيه هذا الامر بالنسبة الى الرئيس بري وتمسك المكون الشيعي بوزارة المال، كما لفت في البيان تشديد التكتل على اهمية تفاهم القوات والتيار ودعوته الجميع الى عدم التعرض له.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

كلينتون ام ترامب؟ العالم يحبس انفاسه لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة الاميركية واللبنانيون يحبسون انفاسهم لمعرفة تشكيلة الحكومة الاولى للعهد، واذا كانت نتائج الانتخابات النيابية تظهر بعد ساعات وفي ضوئها تتحدد كيفية تعاطي الدولة العظمى مع دول العالم فان بلورة التشكيلة الحكومية ليس مسألة ساعات على الاطلاق ولا حتى مسألة ايام، فالكباش حول الحقائب يبلغ اشده شيئا فشيئا والمناورات السياسية لحشر الاطراف تبلغ ذروتها.

في المقابل فان موقفا بارزا صدر عن تكتل التغيير والاصلاح اكد ان التفاهم مع القوات اللبنانية اساسي آملا من الجميع عدم التعرض لهذا الاتفاق الذي يؤسس الى عودة مكوننا وقوة حضوره، وسأل التيار في موقفه بعد اجتماعه الاسبوعي اين المداورة في توزيع الحقائب؟ موقف التكتل من شأنه ان يشكل ردا على كل ما ينشر عن تباينات وخلافات بين الرابية ومعراب، ويبقى معطى اساسي يتعلق بما اثاره التكتل وهو المداورة في الحقائب بما يعني مباشرة وزارة المال فهل يتخلى عنها الرئيس نبيه بري؟

تبقى البداية من آخر تطورات العملية الانتخابية في الولايات المتحدة الاميركية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

العالم يترقب من سيحكمه بعد ساعات.. من سيتسلم قيادة الدنيا من أرضها إلى مائها ومن سيعلن الحروب وينهيها هربا أو إعلان خسارات بين هيلاري ودونالد .. كلهم ترامب، تلك الشخصية التي أبرزت وجه أميركا الواقعي، وكشفت عن أميركيين، لا هم جمهوريون، ولا هم ديمقراطيون، إنما حزب ثالث يتعسكر بين ولايات متحدة محدثا فيها أولى حالات فوضى الرأي نتائج هذا النهار مرتقبة طلوع الفجر في واحد من أكثر الانتخابات غرابة بعدما دخلت فيها عوامل التحرش الجنسي والابتزاز السياسي والشخصي وتخلى المرشحان عن أخلاقهما لكسب الصوت فيما أدت وكالات الاستخبارات أدورا ناخبة بفتح بريد كلنتون ثم إغلاقه وحصيلة حروب الأشهر الماضية بين الطرفين، ستنتج غدا رئيسا على هذا المقاس، لكنها ستحدث أيضا بين الأميركيين شرخا، هو الأول من نوعه إذ ظهرت دولة عميقة في الشارع تمثل حالات الاستنفار، والتعصب، والرأي الثالث ..حتى الساعة، فإن نصف نهار الانتخاب أعطى كلنتون أرجيحة الفوز، وفق استطلاعات الناخب الفوري .. لكن هذا الأمل، لا يمكن التسليم به، لأن لدونالد ترامب حظوظا لا تزال تضمرها الولايات المتأرجحة، لا يخير الشارع العربي بين سيفين، فكلا المرشحين يتسابق للفوز أولا بود إسرائيل .. مع فرق أن ترامب أكثر مكاشفة ووضوحا من منافسته الديمقراطية التي قد تتلون بحسب المصالح الأميركية.

وعليه فإن العالم تتقدمه المنطقة العربية والخليجية ينتظر رجلا أو امراة ستقوده الى خياراته السياسية بالابتزاز تارة وبفرض الضغوط تارة أخرى .. وقانون جاستا أولى التجارب الطبخة الرئاسية الأميركية على نار حامية وفي انتظار صياح الديك فجرا باسم زعيم العالم فإن التسوية الرئاسية اللبنانية طبخت بين عون والحريري على نار هادئة في لقائي روما وباريس قبل عامين وبالرواية الكاملة سنفتتح النشرة صوتا وصورة بلسان عرابها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

سباق رئاسي اميركي يحبس انفاس عواصم العالم التي تتابع ما سيخرج من صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة، ساعات حاسمة في التوجهات التي لا تقتصر حدود نتائجها على تلك الولايات بل ستترك اثرا على مساحات واسعة من العالم، من العلاقات الاميركية الروسية الى ما بين واشنطن وبكين والسياسات المتبعة ازاء الشرق الاوسط وما يجري في الساحات العربية، واذا كانت هيلاري كلينتون تعتبر امتدادا لعهد الرئيس الحالي باراك اوباما فان دونالد ترامب يحمل معه مفاجآت سياسية اظهرت مؤشراتها الحملة الانتخابية غير المسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة فمن يفوز؟ وهل يدخل الاميركيون في مرحلة جديدة؟ الجواب تحمله ساعات الفجر الاولى.

اما الفجر اللبناني فينتظر استيلاد الحكومة العالقة في حسابات الاحجام والوعود والديون السياسية، الاتصالات مستمرة والسيناريوهات مفتوحة وكتلة المستقبل دعت القوى لالتقاط هذه اللحظة الايجابية وتسهيل عملية التأليف وان تتسم مطالب الافرقاء بالواقعية، فيما كان تكتل التغيير والاصلاح الذي يتخذ خطاب القسم مشروعا له يطالب بحكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع من دون وجود لا صفقات ثنائية ولا ثلاثية.

الدعم الخارجي يتراكم، وهو بدا في جوهر كلام وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في عين التينة وبيت الوسط آملا ولادة حكومة لبنانية جديدة قريبا على قاعدة التفاهم والتوافق اللبناني، الاجماع في لبنان هو مطلب اقليمي عبرت عنه طهران لترسيخ استقرار لا تقتصر ايجابياته فقط على الحدود اللبنانية بل تطال العلاقات مع الدول الاخرى ومنها الجمهورية الاسلامية المنفتحة على كل القوى في لبنان.

الاميركيون ينتخبون رئيسهم الخامس والاربعين بثلاث مواقيت مختلفة واعضاء مجلس النواب وثلث اعضاء مجلس الشيوخ.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

انظار اللبنانيين مشدودة الى تأليف حكومة العهد الاولى؛ على امل ان تكون ولادتها سريعة؛ اذا ما اتسمت مطالب جميع الأفرقاء بالواقعية السياسية وفقا لبيان كتلة “المستقبل”.

اما انظار العالم من مشرقه الى مغربه فهي مشدودة الى الولايات المتحدة حيث بدأ الناخبون الاميركيون الادلاء باصواتهم في الانتخابات الاميركية الرئاسية.

الانتخابات الاميركية انطلقت.. ساعات قليلة ويعرف العالم من هو الرئيس الاميركي الخامس والاربعين: دونالد ترامب الجمهوري ام هيلاري كلنتون الديمقراطية. وعليه يتحدد اي سياسة اميركية جديدة تنتظرنا.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء الواقع في 8 تشرين الثاني 2016

النهار

غياب البطريرك...

ينظر الكثيرون بارتياب الى تأخر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن تقديم التهانئ للرئيس ميشال عون علماً أنه كان يزور القصر باستمرار في عهد الرئيس سليمان.

تحريك مشاغبين...

أكدت مصادر مستقبلية أن الرئيس الحريري عاد فأمسك بزمام الأمور في ساحته وأن أحد كبار المعارضين سيلزم الصمت إذ لا يملك غير تحريك بعض المشاغبين.

فقد الأمل...

نُقل عن أحد الوزراء والنواب السابقين استياءه من تطورات التحضيرات الوزارية إذ بدا مستبعداً بعدما كان وعد نفسه بحقيبة سيادية في الحكومة المقبلة.

السعودية ودمشق...

قال سياسي قريب من دمشق إن أي زيارة متوقعة للرئيس عون الى السعودية تقابلها حكماً زيارة إلى دمشق.

السفير

الدرزية حُسمت لمصلحة كل من مروان حمادة وطلال ارسلان وأيمن شقير.

أبلغ "تيار المستقبل" بعض المراجعين أن نادر الحريري ليس مطروحا للتوزير وأن حصته ستتوزع على وزيرين من بيروت (الحريري والمشنوق) ووزيرين من الشمال (كبارة والمرعبي) وخامس من البقاع (الجراح).

رجح قيادي "قومي" أن يكون التوزير من نصيب أسعد حردان، لأن رئيس الحزب لا يكون وزيراً عادة.

المستقبل

يقال

إن نواباً من كتل مختلفة يؤكدون أن البحث الجدّي في أسماء المرشّحين لعضوية الحكومة العتيدة لن يبدأ قبل البت بعملية توزيع الحقائب الوزارية بين مختلف الأفرقاء.

اللواء

بات بحكم المؤكَّد أن الحكومة لن تواجه صعوبات خارجية، نظراً للتوافق العربي - الدولي على رئيسها..

نقل أحد النواب رسالة شفوية إلى رئيس حزب حليف، طالباً المساعدة على تجاوز عُقدة مطروحة، على أن تُعالج بعد الإنتخابات النيابية..

يحرص رئيس وسطي على أن يكون الوزيران اللذان سيسمّيهما إلى جانب نجله في الإستقبالات الأسبوعية لتلبية طلبات المواطنين، على وجه السرعة..

الجمهورية

قال مرجع روحي إن الضغط الآن يجب أن يتركز على تأليف الحكومة بعد انتخاب الرئيس لأنّ الإستحقاقات المالية والأمنية توازي الأزمة السياسية.

دعت وزارة الخارجية السفراء العرب والأجانب الذين لم يُقدِّموا أوراق اعتمادهم في الفترة الماضية بسبب الشغور في موقع الرئاسة إلى اجتماع لتنسيق

عملية تقديم أوراق اعتمادهم إلى الرئيس ميشال عون.

تردّد أن حزباً يسارياً تلقّى وعداً بتوزير رئيسه وحجز مقعد نيابي له في جبل لبنان

البناء

كشف وزير سابق أنّ أحد المعنيين بتشكيل الحكومة الجديدة يصرّ على أن لا يدخل في الأسماء قبل التوصل إلى تفاهم بين جميع الأفرقاء على التركيبة الحكومية، من حيث التوزيع السياسي أولاً ثم توزيع الحقائب بشكل متوازن بين الطوائف والمذاهب، وبعد ذلك يأتي دور التفاهم على الأسماء، لأنّ هذه المرحلة الأخيرة هي الأسهل باعتبار أنّ من حق كلّ فريق أن يختار ممثليه لتولي الحقائب التي اتفق على أن تكون من حصته

 

الاحاطة الايرانية – السورية السريعة بالعهد لا تبدّل في "توازن" التسـوية والدعوات الغربية والخليجية لعون ومؤتمرات الدعم دليل الى الغطاء "الدولي"

المركزية- لم يتأخر أهل السياسية والاعلام ممن يدورون في فلك محور الممانعة في صرف "الهجمة" الدبلوماسية الايرانية – السورية نحو لبنان، في رصيدهم السياسي معتبرين ان هذه الاحاطة الاقليمية بالعهد الجديد، تدل الى أن محورهم حقق انتصارا في لبنان عندما تربع "مرشحهم" رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "عرش" قصر بعبدا. غير ان هذه التفسيرات غير منطقية وتفتقد الى الواقعية والدقة، في رأي مصادر سياسية مستقلة تابعت مسار التسوية الرئاسية. فصحيح ان باكورة الزيارات الخارجية الى لبنان حملت توقيع طرف من طرفيّ الكباش الدائر في المنطقة، الا ان ذلك لا يعني ان كفة الميزان اللبناني مالت لهذا الفريق. فالتسوية التي حملت العماد عون الى بعبدا، فتحت أيضا أبواب السراي امام الرئيس سعد الحريري، كما ان خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس المنتخب أتى مدروسا ومتوازنا وقد أثنى عليه أكثر من مسؤول غربي وأبدوا ارتياحهم لمضمونه، وقد نقلوا الى بعبدا تمنيات بالالتزام به واعتماده خريطة طريق للعهد الجديد. في الموازاة، أتت المواقف الاخيرة التي اطلقها وزير الخارجية (في حكومة تصريف الاعمال) جبران باسيل، خصوصا انه يعتبر اليد اليمنى للرئيس عون، لتؤكد وفق ما تقول المصادر لـ"المركزية"، خلعَ الجنرال عباءة 8 آذار واستبدالها بثوب مستقل جامع. وقد تضمن كلام باسيل اشادة بالمملكة العربية السعودية وتأكيدا على ضرورة عودة العلاقات مع المملكة الى طبيعتها، معلنا ان "الرئيس عون كان حليفا لحزب الله عندما كان رئيسا لتكتل "التغيير والاصلاح" النيابي لكنه بعدما اصبح رئيسا للبلاد بات حليفا لكل اللبنانيين". والى كل ذلك، تفيد المصادر بأن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يزمع زيارة لبنان بعد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة وتوجيه دعوة الى نظيره اللبناني للقيام بزيارة رسمية الى فرنسا في الشهرين المقبلين، كما ان الدول الخليجية ليست بعيدة من هذا التوجه حيث يرتقب ان تبادر الى توجيه دعوات للرئيس عون لزيارتها في الفترة المقبلة، موضحة انها تسرد هذه الوقائع لتؤكد ان العهد الجديد لا يحظى بمظلة اقليمية جزئية من لون واحد، بل يتمتع بغطاء دولي - اقليمي واسع وشامل. واذا كان وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف تحدث خلال زيارته بيروت عن استعداد بلاده لدعم لبنان، فان فرنسا في المقابل، تعد العدة لترجمة دعمها لبنان عمليا عبر التحضير لاستضافة اجتماع لمجموعة العمل الدولية من أجل لبنان قبل نهاية العام الحالي، كما ان الفرنسيين أبلغوا الرئيس سعد الحريري أنهم سيبدأون ببذل جهد لعقد مؤتمر "باريس 4"، الذي من شأنه أن يشكل دعماً مادّياً من قبل كل الدول المعنية التي حضرت مؤتمرات باريس السابقة 1و2 و3، وفق ما أعلن أمس وزير الداخلية (في حكومة تصريف الاعمال) نهاد المشنوق.

في الموازاة، تتوقع المصادر ان ينشط الرئيسان عون والحريري في الايام المقبلة لاطلاق مسار عودة العرب والخليجيين الى لبنان ووضع حد للقطيعة الخليجية، انطلاقا من ادراكهما لحقيقة ان اي نهضة اقتصادية في البلاد مستحيلة من دون الدول الخليجية، وهو ما أكده أمس الرئيس الحريري لسفراء دول مجلس التعاون الخليجي حين قال ان "لبنان الذي يتطلع إلى مساعدة المجتمع الدولي لإعادة إطلاق عجلة التنمية في اقتصاده، يعلم أن المحرك الأول لهذه المساعدات كان وسيبقى مجلس التعاون الخليجي ودوله وحكوماته وقياداته". وتختم المصادر مؤكدة ان "رهان البعض على أن تكون رعاية العهد الجديد "ايرانية" الطابع، لا يستقيم، ذلك ان التسوية الرئاسية اللبنانية، عرابوها دوليون – اقليميون، والهدف منها صون التوازنات اللبنانية ومنع انتصار فريق على آخر، الى حين اتضاح معالم الحل الشامل لأزمات المنطقة.

 

عون امام وفد جمعية المصارف: لا عودة الى الوراء وسنعتمد التخطيط في بناء الدولة

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016/وطنية - شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "اهمية وجود خطة اقتصادية شاملة مبنية على خطط قطاعية للنهوض بالبلاد"، مؤكدا "أهمية التنسيق بين مختلف الوزارات والمؤسسات العامة واعتماد التخطيط لأن بناء الدولة لا يمكن ان يستقيم من دون ذلك". وقال الرئيس عون خلال استقباله وفدا من جمعية المصارف في لبنان برئاسة الدكتور جوزف طربيه: "ان تحسنا ملموسا طرأ على الوضع العام في البلاد خلال الاسبوعين الماضيين"، مؤكدا "ان لا عودة الى الوراء". واشار الى ان "الاولوية ستكون لمشاريع التنمية التي تحتاج الى تمويل يمكن ان يشارك فيه الرأسمال الوطني". واعتبر "أن الاستقرار الامني والسياسي لا بد ان يترافق مع الاستقرار الاقتصادي، لأن لبنان المستقر يساعد على تحفيز المستثمرين اللبنانيين والعرب والاجانب للاستثمار فيه، كما يشجع المغتربين على استمرار التواصل مع وطنهم الام والمساهمة في نهوضه. وهذا التوجه الذي بدأ مع مؤتمرات الطاقات الاغترابية اثبت فعاليته وسنواصل العمل وفق المنهجية ذاتها لربط لبنان المقيم بلبنان المغترب".

طربيه

وكان طربيه نقل إلى الرئيس عون تهاني القطاع المصرفي، منوها بالثوابت التي وردت في خطاب القسم، لافتا إلى الارتياح الذي حصل في البلاد وفي حركة الأسواق المالية والقطاع الاقتصادي بعد انتخاب الرئيس عون. ووضع الدكتور طربيه رئيس الجمهورية في عمل الجمعية ومواكبتها للعهد الجديد.

بعد اللقاء، قال طربيه: "زرنا فخامة رئيس الجمهورية لتهنئته كجمعية مصارف لبنان، وكان حديث في العمق من جانبه واخذنا تطمينات في مواضيع عدة، سواء في الامن او الاقتصاد او الاغتراب او في ما يتعلق في الاصلاح والتغيير. وفهمنا من فخامة الرئيس انه يجب ان ننتظر وثبة في كل هذه الامور لان هناك نية قوية لإعادة انهاض البلد والتعويض عن سنوات الفراغ الرئاسي وما اصاب المنطقة ايضا من اضرار. كما ان هناك تفاؤلا كبيرا بأن يقوم لبنان بدور القاطرة في هذه المنطقة، سواء بالنسبة للاستقرار الذي يعم فيه أو للملفات الاقتصادية التي من شأنها أن تعيد خلق فرص عمل للبنانيين جميعا".

بطريرك الارمن

والتقى الرئيس عون، بطريرك الارمن الكاثوليك غريغوار غبرويان على رأس وفد وفد من الطائفة ضم المطران جورج أسادوريان والمطران جورج خزوميان والمونسينيور كبرئيل موراديان والسيد ميشال دو شادارفيان.ونقل البطريرك تهاني أبناء الطائفة للرئيس عون وتمنياتهم له "بالتوفيق في قيادة سفينة البلاد نحو الأمان والاستقرار والتقدم". وقال: "ان خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس عون يعكس بأمانة طموحات اللبنانيين في بناء دولة آمنة ومستقرة وسيدة وحرة"، مشددا على "وحدة اللبنانيين وتضامنهم".

معوض

واستقبل الرئيس عون رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد، وسلمه دعوة للقداس الإلهي الذي سيقام في 4 كانون الأول المقبل في ذكرى استشهاد الرئيس رينيه معوض في كنيسة مار يوحنا في زغرتا. واعلن معوض أنه هنأ الرئيس عون، متمنيا التوفيق للعهد الجديد، وقال: "ان اللبنانيين يتوقون لعودة المؤسسات إلى العمل في دولة فاعلة، وكان المدخل إلى ذلك انتخاب رئيس الجمهورية وانهاء الشغور وعودة القصر الجمهوري إلى رونقه". واضاف: "ان ما نراه مع بداية العهد، سواء ما ورد في خطاب القسم أو في مواقف الرئيس عون، يشكل نقطة التقاء بين اللبنانيين، إضافة إلى أن وجود رئيس مسيحي قوي يعيد التوازن والشراكة، وهذا مدخل حقيقي وفعلي لاتفاق الطائف".

فهد

إلى ذلك، عرض الرئيس عون أوضاع الجسم القضائي مع رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، والاجراءات المتعلقة بافتتاح السنة القضائية 2016-2017، والسلطات القضائية والخطة الخمسية لإدارة المحاكم، إضافة إلى مواضيع أخرى تتصل بتعزيز استقلالية السلطة القضائية على ضوء خطاب القسم.

حمود

واستقبل الرئيس عون أيضا المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود.

برقيات تهنئة

وتلقى رئيس الجمهورية مزيدا من برقيات التهنئة لمناسبة انتخابه أبرزها من الرئيس اليوناني ورئيس جمهورية فنلندا.

الرئيس اليوناني

وجاء في برقية الرئيس اليوناني بركوبويوس بافلوبولس Prokopios Pavlopoulos ما يلي: "أتوجه إلى فخامتكم بأطيب عبارات التهنئة لمناسبة إنتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية، وكلي ثقة أنه سيكون لدينا التصميم المشترك لتوطيد علاقاتنا الثنائية الممتازة، متعاونين في المسائل ذات الاهتمام المشترك لمصلحة شعبينا، ومن أجل استقرار ورفاهية منطقتنا. ولهذه الغاية يطيب لي أن أعبر لكم عن تمنياتي الحارة للنجاح في مهمتكم السامية".

رئيس فنلندا

وجاء في برقية رئيس جمهورية فنلندا ساوليني نيستو Sauli Niinistoالآتي: "يسعدني أن أعبر لكم عن تهاني الحارة لمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية. إن وطنكم يواجه تحديات عدة، آخرها نتيجة الأزمة السورية، وأود لهذه الغاية أن أتمنى لكم كل النجاح في مواجهة هذه التحديات.

كما أود التأكيد لكم أن فنلندا ملتزمة بدعم بلادكم بما تبذلونه من جهود هائلة لاستضافة اللاجئين السوريين. وستواصل فنلندا كذلك المساهمة في دعم استقرار لبنان والمنطقة من خلال مشاركتها المديدة في قوات حفظ السلام "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان.

وإنني أتطلع قدما إلى فرصة لقائكم وتبادل وجهات النظر مع فخامتكم بهدف توطيد علاقات الصداقة القائمة بين بلدينا".

 

جعجع لـ"النهار": أتكئ على صخرة بعبدا ولست محاصراً لن تقع الحرب إذا لم أنل حقيبة المال وبرّي أب لكل المحرومين

رضوان عقيل/النهار/9 تشرين الثاني 2016

من مقره في معراب يدير رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ملف الحكومة بهدوئه المعتاد، ولا يخفي سروره بملء الشغور في رئاسة الجمهورية وانتخاب العماد ميشال عون.

ويرفض كل ما يتم تصويره عن أن حصارا ينفذ ضده ويواجهه لتمثيله في حكومة الرئيس سعد الحريري. ويقول لـ"النهار" في جلسة في مكتبه مساء أمس: "أنا لا أحاصر، ومن يتكئ ظهره على صخرة بعبدا لا يتضايق ولا يشعر بالتعب. هي متينة ونحن لن نقصر في إسنادها ودعمها. وأنا مطمئن".

ويتحدث بتفاؤل عن ولادة الحكومة المنتظرة التي يأمل منها ان تحقق الكثير إذا عمل ممثلوها جديا وكانوا في اطار فريق واحد ومتماسك لنقل البلاد من دولة فاشلة الى ناجحة وفاعلة.

لا يحدد جعجع مواعيد لإطلاق التشكيلة الحكومية، وهو يريدها من 24 وزيرا وليس من 30، وهذا ما قاله للحريري، "لكن اذا فضل الافرقاء الخيار الثاني فلا حول ولا قوة"، ولن يعترض على هذا الامر. ولا يؤيد فكرة "إشراك كل العالم". والحكومة في رأيه لا يمكن ان تكون كمجلس النواب الذي يمثل معظم القوى السياسية والطائفية في البلد. وان ما قصده منذ اليوم الاول لتكليف الحريري انه لا يميل الى حكومة "فضفاضة ومبهبطة"، بل ما يتمناه ويعمل عليه هو أن تكون منتجة ومنسجمة و"هذا هو بيت القصيد" بين القوى التي تتمثل فيها، ومن حق الجميع النقاش على الطاولة وإبداء كل الآراء، شرط التزام ما يصدر عنها في النهاية، فلا تكون كحكومة الرئيس تمّام سلام وما سبقها.

ويعترض على الكلام والمواقف التي صدرت وما زالت في حق "القوات"، والتي تتهمها بأنها "جوعانة" وتعمل على التهام الحقائب الوزارية، وان "القوات" تبقى في مقدم القوى السياسية والحزبية التي لم تلهث خلف المقاعد الوزارية منذ اطلاق اتفاق الطائف قبل 26 عاما، فنحن لم نشارك في حكومات عدة ولم نسأل عن حصص، والجميع يعلم الدور الذي أديناه وساهمنا فيه في ولادة هذا الاتفاق بين اللبنانيين".

وينفي جعجع كل الاتهامات التي توجه الى "القوات" بأنها اتفقت و"التيار الوطني الحر" على توزيع الحقائب بينهما قبل اتفاقهما على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، إنما ثمة جملة من الافكار والمبادئ تم وضعها للسير بها والعمل على تطبيقها.

أما بالنسبة الى التراشق في الايام الاخيرة بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري حيال حقيبة المال، فيحرص جعجع على الكيمياء التي تجمعه و"الصديق نبيه بري"، وقد لمسها كل من شاهدهما حول طاولة الحوار، وتستمر الى اليوم. والواقع أن مطالبته بوزارة المال لم تأت من باب الوقوف في وجه بري، إنما انطلاقا من مبدأ تطبيق المداورة بين الافرقاء، وهذا ما يؤكده "التيار الوطني الحر" أيضاً.

ويعترف بأن هذه الحقيبة "محورية في الحكومة، وثمة فريق في "القوات" يحضر لها أكثر من اي حقيبة أخرى، ولكن اذا لم نحصل عليها فلن تقع حرب اهلية". ويرفض جعجع الدخول عبر صفحات الجرائد ووسائل الاعلام في حصة "القوات" في الحكومة المنتظرة، "فهذا الامر يناقش مع الرئيسين عون والحريري، ولست متمسكاً بأي شيء، ولن تكون العقد عند المسيحيين". ويدعو كل الغيارى والمحبين والخائفين على "القوات" الى الاطمئنان. وعند مفاتحته في أن حزبه ممنوع عليه تسلم أي من الحقائب السيادية، وان مطالبته بالمال موجهة الى رئيس الجمهورية وليست في اتجاه بري، ليحصل على واحدة من وزارتي الخارجية او الدفاع، يرد: "مرة اخرى اقول إن هذا الموضوع نبحثه مع الرئيسين عون والحريري".

ولم يشأ جعجع الخوض في مسألة انه يريد ابعاد "تيار المردة" وحزبي الكتائب والقومي عن الحكومة، لكنه يبعث برسالة الى بري مؤداها أنه يبدو في موقع "أبي كل المحرومين والمظلومين في البلد". ويعترض بشدة على من يقول له إن كتلته مؤلفة من ثمانية نواب وأنه يطالب بحصة اكبر من حجمه. وينتظر بفارغ الصبر ان تصل حكومة الحريري الى قانون انتخاب عادل تجرى على أساسه الانتخابات المقبلة، ليلمس الجميع حضور "القوات" وحجم تمثيلها الحقيقي. ويقدم نفسه على أنه في مقدم القوى الساعية "مئة في المئة" للتوصل الى قانون جديد بدل الابقاء على الستين.

وعن البيان الوزاري، ومنعا لوقوع أفرقاء الحكومة في "مطباته"، يدعو الى الاخذ بخطاب القسم وما ورد فيه ووضعه في البيان، ولا سيما أنه كان محل ترحيب وتقدير واشادة من "حزب الله"، وهذا "ما سمعناه من الشيخ نعيم قاسم، فنكون على الاقل قد اتفقنا نحن والحزب هنا على هذه النقطة" بدل الغرق في ثالوث "الشعب والجيش والمقاومة"، علما أن الخلاف في استراتجيات الطرفين سيبقى قائماً.

ويرحب جعجع بجلوس وزراء "القوات" والحزب الى طاولة الحكومة المقبلة، جازما بأنه وعون والحريري سخوضون حرباً "لا هوادة فيها على الفساد. وأمام العهد فرصة ذهبية" للتصدي للفساد في الوزارات، "واذا تم تطبيق هذا الامر فسنوفر ما لا يقل عن مليار دولار في السنة الواحدة".

يبقى أنه لم يحدد بعد هوية ممثليه في الحكومة، وعندما تحدد حقائب "القوات" يسقط الأسماء عليها.

وماذا عن حال 14 آذار بعد الهزات التي أصابت أركانها يا حكيم؟ يودعنا بعبارة "هيكلية 14 آذار انتهت لكن مشروعها باق".

 

العربي الجديد: زيارة ظريف إلى بيروت: تكريس "انتصار" حلفاء إيران لبنانياً

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد" تقول: منذ إعلان مجلس النواب اللبناني انتخاب ميشال عون رئيساً للبلاد، سارعت إيران لتوجيه المباركات والإشادة بالرئيس الجديد، الذي ترى في وصوله إلى كرسي الرئاسة انتصاراً لحزب الله وتراجعاً للدور السعودي في لبنان وفي الإقليم برمته. وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بيروت، التي بدأها أمس الإثنين، في مرحلة حساسة تشهد فيها المنطقة ملفات مصيرية، ليكون أول المسؤولين الإقليميين والدوليين المتوجّهين إلى لبنان بمستوى تمثيل وزاري رفيع، منذ انتهاء حالة الشغور الرئاسي التي دامت لأكثر من عامين.

تحمل الزيارة في طياتها بُعدين، سياسي واقتصادي، إذ وصل ظريف إلى بيروت على رأس وفد مكوّن من شخصيات سياسية واقتصادية من القطاعين العام والخاص على حد سواء. أمر قال عنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إنه استمرار للعلاقات الإيجابية بين البلدين، مضيفاً في اتصال مع "العربي الجديد"، أن الحوار بين بيروت وطهران كان وما زال مستمراً حول قضايا عديدة وعلى مستويات رفيعة. وذكر قاسمي أن التطورات السياسية الجديدة في لبنان والمتزامنة مع وجود رغبة من كلا الطرفين بتطوير العلاقات، استدعت أن يقوم ظريف بهذه الزيارة التي ستستمر يومين، ويلتقي الوزير خلالها عدداً من المسؤولين، على رأسهم عون، فضلاً عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. كما اعتبر المتحدث باسم الخارجية أن لبنان بلد صغير جغرافياً لكن له وضعه الخاص في الإقليم، قائلاً إنه يأمل أن تصب زيارة ظريف لصالح البلدين ولصالح المنطقة برمتها. فضلاً عن هذا، تعاطت وسائل الإعلام الإيرانية مع انتخاب عون رئيساً للبنان بطريقة خاصة، وأكدت أن زيارة ظريف للبنان ستصب لصالح البلدين. صحيفة "كيهان" المحسوبة على الخط المحافظ المتشدد، رأت في الأمر انتصاراً لحزب الله بالدرجة الأولى، ونشرت صوراً لعون مجتمعاً مع الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، معتبرة بالتالي أن ما جرى سار بعكس اتجاه الرغبة الإسرائيلية. كما ركّزت "كيهان" على أن ما حدث يعني أن الكفة رجحت لصالح إيران "مرة أخرى"، إذ رأت أن التقدّم الميداني ما زال مستمراً في كل من سورية والعراق، وهو ما يعني حسم الملفات لصالح الخيار الذي تدعمه طهران.

كذلك اهتمت صحيفة "إطلاعات" وموقعها بشكل خاص بالتهاني الإيرانية المتتالية لعون التي جاءت على لسان المسؤولين الإيرانيين، بدءاً من الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي اتصل سريعاً بعون، إلى ظريف الذي كتب على صفحته الرسمية على موقع "تويتر"، أن في انتظار لبنان مستقبل جيد، معتبراً أن ما جرى يعني انسجام الأطياف السياسية هناك. وأخيراً ما جاء على لسان مستشار المرشد الأعلى للشؤون العسكرية يحيى رحيم صفوي، الذي قال، الاثنين، إن ما جرى في لبنان يعني أن "حزب الله" انتصر مرة أخرى. في السياق ذاته، رأت صحف "التيار الإصلاحي"، ومنها "ابتكار"، أن ما جرى يعني تراجع الدور السعودي بالضرورة، كما يعني أن مستقبل لبنان بعد انتخاب عون سيتأثر باختلاف مؤشرات معادلة الصراع السياسي في الداخل اللبناني. وتعليقاً على زيارة ظريف، قال الخبير في الشؤون السياسية الإيرانية حسين رويوران، في حديث مع "العربي الجديد"، إن الزيارة بعد كل هذا التهليل والترحيب خطوة عملية هامة، إذ سيحمل ظريف دعم بلاده إلى لبنان، لا سيما أنه سيحرص على لقاء مسؤولين من التيارات المختلفة. ورأى أن الاهتمام الإيراني بعون خاص بالفعل، "فطهران تتعامل مع الأمر على أنه انتصار لمحور المقاومة في لبنان والمنطقة"، مضيفاً أن التعاون بين طهران وبيروت في المستقبل القريب سيكون على شاكلة سياسية إيديولوجية، مستبعداً تطبيق الصفقات الاقتصادية بشكل سريع، إذ إن طهران تتعامل مع لبنان ضمن توجّهات سياسية واضحة.يُذكر أن ظريف توجه إلى لبنان بعد اجتماع ثنائي عقده مع مساعد وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، الذي حضر إلى طهران ملبياً دعوة رئيس الدائرة العربية في الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري، لعقد اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين، بغرض متابعة الملفات التي تعنيهما، بحسب ما نقلت الوكالات الإيرانية. وكان "للحرب على الإرهاب"، بحسب المصطلح المستخدم إيرانياً، مساحة واسعة من لقاء المقداد وظريف، وهو عنوان هام يحمله الأخير معه إلى لبنان أيضاً، إذ ترى طهران أن هذا البلد معني وبشكل مباشر بالحرب في سورية، ولا يعود الأمر لتجاور البلدين جغرافياً وحسب، وإنما لانخراط حزب الله في معارك ميدانية هناك تحت إشراف مستشارين عسكريين إيرانيين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

“التغيير والإصلاح”: نأمل من الجميع عدم التعرض لإتفاق “القوات” و”التيار”

أكد تكتل “التغيير والإصلاح” ان موقف التكتل هو مد اليد للجميع من دون استثناء، وتفاهم “التيار” و”القوات” اساسي والتهميش غير مقبول، وهذا الإتفاق يؤسس لقوة حضورنا، ونأمل من الجميع عدم التعرض لحدائقنا الأمامية> واضاف في بيان بعد إجتماعه الأسبوعي: “لا صفقات ثنائية او ثلاثية، والكلام يتم على بياض، ونطالب بحكومة وحدة وطنية يكون فيها لكل مكون حضوراً ومشاركة”. وتابع: ” لن نرسي ممارسات تؤسس لأمور خاطئة، اين المداورة في الحقائب الوزارية؟ هل لكل طائفة حقيبة بإسمها؟”.وختم: “خطاب القسم هو مشروعنا للمرحلة القادمة مع إيلاء الأهمية للوضع الإقتصادي والمادي”.

 

زهرا: نريد حصـة وازنة وتعاوننا لا يعني نسيان حقوقنا ونفى اي خلاف مع بري ودعا للمداورة في توزيع الحقائب

المركزية- اكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا "ان الكلام عن خلاف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليس سوى انطباع او مناخ او جو غير حقيقي على الاطلاق، وكلام صحف واعلاميين معروفة ارتباطاتهم السياسية تطوعوا لايجاد هذا الجو ونقلوا كلاما عن الرئيس بري لم يقله، ثم رد سمير جعجع عبر "تويتر".وقال في تصريح "هذا الموضوع بدأ قبل انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عندما بدأ صحافيو محور المقاومة يضعون فيتو على "القوات اللبنانية"، وتحديداً في وزارات معينة، وكان ردّنا واضحا ان لا احد يستطيع ان يضع فيتو على احد واننا نريد ان نعرف بأي حق يستطيع اي فريق ان يتصرف في موضوع تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب. وتطور الموضوع لاحقا مع اعلان "القوات اللبنانية" في الاستشارات النيابية انها تريد حقيبة سيادية وحددت الاولوية لوزارة المال، فخرجوا ليجعلوا منها اشكالا مباشراً مع "حركة امل" والرئيس بري، وربما مع الطائفة الشيعية الكريمة، في وقت الموضوع ليس على هذا النحو اطلاقا". واوضح ان "القوات" انطلقت من مبدأ المداورة المقر في توزيع الحقائب ووظائف الدرجة الاولى، والذي اقر في الطائف"، مؤكداً اننا "لسنا في وارد التخلي عن العلاقة الاستراتيجية بيننا وبين "تيار "المستقبل"، والعلاقة تحمل بعض "الطلعات والنزلات"، لكن ليس "الفك"، ومعوّلاً "على انطلاقة واعدة للعهد، لان المناخات ايجابية جداً"، ولافتا الى ان "مبادرة الرئيس المكلف سعد الحريري بترشيح الرئيس ميشال عون ودينامية انتخابه كانت آخر مرحلة من إعادة تطبيع العلاقة الوثيقة بين "المستقبل" و"القوات". واعلن زهرا ان "وصول الحريري الى رئاسة الحكومة هو وصولنا الى مشروعنا السياسي كما وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية"، مضيفاً "انطلقت "القوات" من مبدأ المداورة المحق في الوزارات، وانصح اللبنانيين الا يتوقفوا لا عند الاسماء ولا عند الحقائب لانهم قد يتفاجأون بعدم دقة المعلومات، لاننا نعتبر ان الحكومة يجب ان تكون الضمانة للبلد ومن سمى رئيس الحكومة من حقه ان يتمنى عليه المشاركة في الحكومة، لكن إغراق الحريري بالمطالب يمكن ان يكون سببا لعرقلة تشكيل الحكومة". وتابع "التسويات ليس فيها تنازلات، وهي تسويات ايجابية بهدف إعادة تفعيل مؤسسات الدولة، وتعاوننا لا يعني ان ننسى حقوقنا ونتفرّج فقط، نحن نريد حصة وازنة"، جازماً باننا "لن نتوجه الى المعارضة، لاننا نثق برئيسي الجمهورية والحكومة، لكن من الممكن ان ننطلق الى المعارضة حسب اداء الحكومة". واعلن زهرا اننا "سنكون اساسيين وفاعلين وعلى قدر "ما نستأهل" في الحكومة، وأحد اهم اسباب التسوية الرئاسية استنهاض الوضع الاقتصادي، ونستطيع ان نُعيد بناء الدولة رويداً رويداً بصدمة ايجابية. واليوم لا شيء يتقدم على إقرار قانون انتخاب جديد". وختم "يجب ان نذهب الى دولة اللافساد ونحصّن الموظف، ومن يريد شفافية يجب ان يقول ما "مر قد مر" ومن اليوم لن نتغاضى عن اي خطأ، ويجب ان تكون هناك موازنة تتضمن سلسلة الرتب والرواتب ولا يجوز ان نبقى بلا سلسلة في هذه المرحلة، وقد تتوفر مبالغ السلسلة من الهدر الحاصل حالياً".

 

باسيل ينسّق وبون الخطوات بين لبنان وفرنسا لمواكبة انطلاقة العهد وإظهار الدعـم الدولـي

المركزية- آخر الخطوات المرتقب تنسيقها بين لبنان وفرنسا لمواكبة إنطلاقة العهد الجديد بخطوات تساعد على إظهار الدعم الدولي للبنان سياسيا واقتصاديا، عرضها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الإعمال جبران باسيل في قصر بسترس مع السفير الفرنسي إيمانويل بون، الذي غادر من دون الإدلاء بتصريح، رافضا الإجابة عن سؤال حول زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لبيروت، كما عن إمكان عقد مؤتمر باريس 4 لمساعدة لبنان. التعاون الدولي في موناكو: ثم التقى الوزير باسيل وفدا من مكتب التعاون الدولي في حكومة إمارة موناكو برئاسة منسقة المشاريع إميلي سيلفستر التي قالت بعد اللقاء:"نحمل رسالة صداقة للشعب اللبناني وحسن جوار مع لبنان الذي نعتبره دولة صديقة وشريكة لإمارة موناكو. ونحن الى جانبكم من اجل المضي قدماً في هذه المرحلة التي تشهد انفتاحاً، ونهنئ الشعب اللبناني على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعلى تشكيل الحكومة العتيدة قريباً، كل هذه الأمور تشكل رؤية متفائلة ويمكنكم الاعتماد على تعاون امارتنا للسير معاً الى الامام". اضافت:" نحن نمثل التعاون بين حكومة موناكو وشركائنا اللبنانيين وزيارتنا هي زيارة عمل وصداقة على حد سواء وللتعاون ميدانياً ونعمل عادة مع المنظمات غير الحكومية والجمعيات التي تهدف تحسين نوعية وظروف الحياة".

المنظمة الدولية للهجرة: وعرض الوزير باسيل مع وفد من المنظمة الدولية للهجرة برئاسة المديرة الاقليمية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا كارميلا غودوه، أوضاع النازحين السوريين في لبنان. بعد اللقاء قالت غودو:"جئنا لتقيدم التهاني بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونؤكد استعدادنا في المنظمة لمواصلة العمل مع الحكومة اللبنانية على التواصل مع الانتشار اللبناني في العالم، ودعمها في أولوياتها ومنها عودة النازحين السوريين الى ديارهم. ونحن اتينا الى لبنان مع خبرائنا ومستعدون لتقديم الدعم على الدوام". وردا على سؤال حول إمكان انتقال النازحين السوريين الى بلدان ثالثة، اعلنت غودوه ان المنظمة اصبحت جزءا من اجهزة الامم المتحدة بعد التوقيع على اتفاق بين المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال انعقاد مؤتمر الهجرة في نيوريوك في شهر ايلول الماضي. ولم يكن مستغرباً توقيع هذه الاتفاقية في مثل هذه المناسبة التي حضرها قادة العالم ورؤساء الحكومات الذين جاؤوا لمناقشة سبل التعاون مع ازمة نزوح الملايين من اللاجئين." واوضحت "ان المنظمة ساعدت على نقل عدد كبير من اللاجئين بلغ عددهم 25 الفا من دول المنطقة ومنها الى لبنان الى كندا مع بداية العام الجاري، كما ان عددا لا بأس به تمت المساعدة على انتقاله الى دول أوروبية ومنها بريطانيا وألمانيا وبأعداد اقل الى ايطاليا وفرنسا، ولا نزال نقدم المساعدة لهؤلاء في عملية إدماجهم في الدول المضيفة. ونأمل في ان يتم التوصل الى حلّ للازمة السورية ومعها تحل ازمة النزوح تلقائياً".

 

الشيعي العالمي».. سوبرمان لبناني لأجل إيران إقليمية

سلوى فاضل/جنوبية/08 تشرين الثاني/16

فكرة الشيعي العالمي أو الشيعي الأخير تأخذ مداها في الفكر والممارسة بين الشيعة اللبنانيين والشيعة الإيرانيين بشكل واسع. وما سرّ الجاذبية في هذا الفكر الأيديولوجي الطائفي؟ “الإنسان الأخير ونهاية التاريخ” هو المقال الشهير الصادر في العام 1989 للكاتب السياسي الأميركي فرانسيس فوكوياما الذي أثار ضجة كبيرة حين صدوره، وتنوعت الإنطباعات حوله بين مؤيد ومعارض، إذ روّج فيه فوكوياما لإنتصارالليبرالية بعد إعلان إنتهاء الحرب الباردة ما بين الإتحاد السوفياتي(سابقا) والولايات المتحدة الأميركية. اليوم، وفي استعارة للعنوان الذي يؤّرخ لمرحلة طويلة من الصراع، والذي سميّ بالحرب الباردة التي قسّمت العالم فسطاطين. نجد أن هناك من استعار الفكرة ليُحييّها من جديد بعد تعرّضها لإنتقادات شتى حيث اعتبرت فكرة عنصرّية. فمنذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، ومع انتصار الثورة الإسلامية في إيران الشيعية، انطلقت حملة كبيرة على كافة الأصعدة تخص المسلم الشيعيّ بالذات، دعاية ديماغوجية تصوّر المسلم الشيعي ككائن جماعي بدأ تهميشه منذ اغتيال الإمام عليّ سنة 660 ميلادية. وبعد ان وصل الحرس الثوريّ الإيراني الى لبنان ليدّرب شباب المقاومة الإسلامية، تحوّل حزب الله، الذي تتلمذ عناصره على أيدي الإيرانيين، تحولوا الى قادة كبار ومدربين ثم مقاتلين أشداء، فحرروا الجنوب المحتل، لكن لم يرتاحوا في”اليوم السابع” فانطلقوا في كل الإتجاهات نحو العراق، وسوريا، واليمن، وقبلها نحو البوسنة- التي شكّلت الخروج الأول لهم باسم الوحدة الإسلامية. ولم يكتفوا بشرف مواجهة إسرائيل دون غيرها وصبّ الجهود في مكانها الصحيح. بعد 34 سنة من الإنطلاقة السرّية لحزب الله، والتي انطلقت أصلا بخطاب عالميّ وكرة أرضية مرسومة على شعار الثورة الإسلامية في لبنان، لم يكن جديدا ان يذهب مقاتلوه الى كافة أنحاء المعمورة، مما يودي بنا الى الشعار الجديد وهو (الشيعي العالميّ) كما هو حال الفلسفة الأميركية التي تؤكد لنا دوما وتزرع في عمق تفكيرنا أن الخلاص هو لدى الرجل الأبيضّ! وتثبتت فكرة “الشيعي العالمي والأخير” في اليوم التالي لتحرير الجنوب، حيث نادى الأمين العام لحزب الله جماهيره بأن “تواضعوا قليلا”، وذلك قبل ان يبدأ بتدريب عدد أكبر من المقاتلين الشيعة وتحضيرهم لمعارك اقليمية. فقيادة الحزب نفسها سارت في خط تكريس”المقاتل الشيعي العالمي” أو “الشيعي الأخير” عندما أرسلت شباب الحزب وعناصره الى سوريا الشقيقة، التي يدين لها بإمرارها أسلحة المقاومة عبر أراضيها طيلة عقود. وقبلها الى العراق لتدريب “الحشد الشعبي” و”قوات المهدي” وغيرها من القوى الشيعية التابعة سياسيّا لإيران. “المقاتل الشيعي العالمي” لاضير فيه، الا لجهة أن شيعة لبنان يدفعون الثمن كأقليّة في بلد متعدد الطوائف، وفي محيط عربيّ سنيّ متعارض في سياسته مع سياسة إيران الراعي الإقليمي للحزب الذي لا يمكنه إخراج نفسه من بحر العرب. في تعليق للباحث محمد عقل على فكرة “الشيعي الأخير” او “المقاتل الشيعي العالمي” يقول لـ”جنوبية”: “يتبدّى للشيعة اليوم أنهم “سوبرمان” عالميّ. والذي يجعلهم يشعرون بهذا الشعور هو خلطهم بين العقيدة الدينية والغايات السياسيّة البعيدة المدى والأهداف، وبذلك يتداخل السياسي بالعقائدي. وهذا ما يجعل الفرد الشيعي يتصور أنه يحقق هدفا إلهيّا مرتبطا بمصالحه الأرضية، فيبدو الشيعيّ أكثر إطمئنانا وأكثر شراسة، خاصة بوجود المشروع الإيراني الذي يُشكّل له مظلة من حديد. باعتبار إيران دولة إقليميّة ولها دور أساسي وفاعل في النظام العالميّ الأميركي الجديد. “هذا السرّ بالربط بين العقائدي والغاية والهدف السياسيين، يشكّل حافزا قوّيا ليس لدى الشيعي فحسب، وخطورة الموضوع ان هذا السرّ والخطر مشترك بين الدولة اليهودية، والدولة الداعشية، والدولة الشيعية المعاصرة. وكأن المشهدية تكتمل في الشرقين الأوسط والعربي لنوع من التذابح المذهبي على أساس الشخصيات العقائدية، وهي تعتمد على مبررات من التاريخ والجغرافيا والمال والقوة العسكرية”. وختم عقل بالقول، ردا على سؤال “وكأن تصادم الحضارات الذي حُكيّ عنه في الغرب يتجوّل بين الأنسان الأنوي المتفوّق على ساحة هذين الشرقين. وهنا مكمن الخطر، وتطور سلبيّ يرتد على الشيعة في مكوناتهم الوطنية والعقائدية، ويُسيئ الى فكرهم العقائدي، ويدّمر مستقبل وجودهم الحضاريّ والإنساني في هذا المشرق، وخاصة ان “السوبرمان” اليهودي يمتلك التطور نفسه، وقد جعله حديثا ومعاصرا، وجمع نقاط القوة، وعرف بالمقابل مكامن الضعف بدءا بالتكنولوجيا وإنتهاءا بالعلاقات الدوليّة، وهذا ما لا يُبشر على الإطلاق”.

 

إيران في بعبدا ودول الخليج في بيت الوسط

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 08/11/2016

بدت المشهدية السياسية في لبنان الإثنين،ابعد أسبوع على إنجاز التسوية الرئاسية، سوريالية. محورين إقليميان ودوليان ينقسمان في صورتين مختلفتين، الجامع الوحيد بينهما هو إتفاق. في الوقت الذي كان يستقبل فيه رئيس الجمهورية ميشال عون مبعوثاً خاصاً لرئيس النظام السوري بشار الأسد، ويستعد لاستقبال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يلتقي سفراء دول الخليج. المشهد لا يوجي أن الرئيسين "متحالفين" حديثاً، بل كأن الإنقسام مازال على حاله. هذا هو لبنان في كلّ الأحوال. لا توحي المشهدية بأن إتمام التسوية حصل بجهد لبناني مئة في المئة. رغم تأكيد أكثر من ظرف ذلك، ولاسيما من خلال هذا الدفق الدولي لزيارة لبنان، وعودة الحراك الديبلوماسي إليه. ولكن أيضاً على الهامش، قد يقول قائل إن القوى الدولية تتهافت على لبنان للتعبير عن نفسها كعامل مساعد على الخروج من الأزمة، وللتمهيد لما هو مقبل، خصوصاً أن المرحلة المقبلة ستشهد تحول المنافسة بين المحاور المتصارعة تنافساً خدماتياً أو اقتصادياً، أكثر منه عسكرياً أو سياسياً. وهذا ما يُقرأ من خلال الوفد الذي يرافق ظريف ويضمّ العديد من الشخصيات الإقتصادية الإيرانية". في الشكل السياسي، توحي الزيارتان الإيرانية والسورية قصر بعبدا، بالإضافة إلى المواقف الروسية والحديث عن استعداد شخصية روسية لزيارة لبنان أيضاً، وكأن العهد يحسب على هذا المحور ضد الآخر. لكن عملياً لا يستقيم هذا التقييم في ضوء التطورات الدولية والمحلية، خصوصاً أن لبنان جزء من ساحات تفاوضية عديدة، تبدأ من سوريا ولا تنتهي في اليمن، وكلها تنبع من الإتفاق النووي بين إيران والغرب. لمضمون التصريحات دلائل عديدة، وتجتمع على اختلافات قائليها على ضرورة دعم لبنان في الشق الإقتصادي بشكل خاص. هذا ما أعلنه ظريف من بعبدا. وهو نفسه ما أعلنه السفراء الخليجيون من بيت الوسط، إذ أكدوا أن دول الخليج لن تترك لبنان وحيداً وستبقى عاملاً مساعداً له. وفي هذا ما يشير إلى استمرار الخلاف، وإن بشكل آخر بين إيران من جهة ودول الخليج من جهة أخرى. تعتبر طهران أنها حققت انتصاراً في لبنان عبر إيصال حليفها الإستراتيجي، ميشال عون، إلى بعبدا، وتريد استثمار ذلك في ما هو أبعد من السياسة والعسكر، أي في الإقتصاد، خصوصاً بعد إنجاز الإتفاق النووي مع الغرب واستمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية في شأن الشرق الأوسط. وهي بذلك تسعى إلى فتح أسواق جديدة أمامها، كما تسعى إلى استقطاب العديد من المستثمرين والشركات اللبنانية إلى أسواقها المتعطّشة للمستثمرين. ولا شك في أن طهران إستفادت من الإبتعاد الخليجي، وتحديداً السعودي، عن لبنان، لتقديم نفسها خياراً إقتصادياً بديلاً. وهي تستعد لتنظيم العديد من المؤتمرات الإقتصادية لرجال أعمال لبنانيين في الأشهر المقبلة، بعدما تحرّكت في اتجاه لبنان سابقاً وعقدت أكثر من مؤتمر، في فترة الإجراءات الخليجية بحق لبنان وتصنيف حزب الله منظمة إرهابية. لكن ذلك ليس أمراً سهلاً، خصوصاً بعد التحرك الديبلوماسي الخليجي السريع على الخطّ اللبناني. ما يعطي إشارة إلى أن دول الخليج لن تسمح بتسليم لبنان لإيران، كما أن الإعلان عن تنظيم مؤتمر باريس 4 لدعم لبنان، يأتي بمسعى خليجي لتأكيد ذلك.

 

العونيّة كمشروع: تحوّلات على طريق بعبدا

علي نور/المدن/الثلاثاء 08/11/2016

ثمانٍ وعشرون سنة مرّت بين دخول ميشال عون قصر بعبدا للمرّة الأولى في العام 1988 رئيساً لحكومة عسكريّة، وعودته إليه أخيراً رئيساً للجمهوريّة ضمن تسوية شملت في طيّاتها مصالح أغلبية الطبقة السياسيّة الحاكمة في لبنان. وبين الموعدين، تشكّلت الحالة العونيّة كحالة سياسيّة بين القتال تحت لواء "الشرعيّة"، والتمرّد المدني على حكم الوصاية، وصولاً إلى الدخول في نسيج الأحلاف والمحاور التي حملت قائدها إلى موقعه اليوم. وفي كل من تلك الحقبات، تطبّعت العونيّة السياسيّة في كل شيء مع ظروف كل مرحلة وحاجاتها، حتّى في طروحاتها كمشروع. ومن البديهي أنّه يصعب- بل ربّما يَستحيل- تكوين نظرة لمشروع "العونيّة السياسيّة" على صعيد الإصلاحات والسياسات الإقتصاديّة أو الاجتماعيّة بين 1988 و2005، وهي السنوات التي طبعت العونيين بصورة "المقاومة" لسلطة "الاحتلال السوري"، كما كانت التسمية رائجة في أدبيّات التيار. لكنّ المقارنة على هذا الصعيد في خطاب التيّار تصبح مشروعة منذ 2005، تاريخ عودة عون إلى البلد وعودته إلى السياسة على رأس كتلة نيابيّة وازنة وقائمة بمشروعها ونظرتها. كانت وثيقة "الطريق الآخر" في العام 2005 أوّل وثائق التيّار التي حاولت وضع طرح عام متكامل لمشروعه، لكنّ "طريقاً آخر" سرعان ما أخفاه كمستند وكمشروع من أدبيّات التيّار بعد أقل من سنة، واختفت معه طروحاته التي تميّزت بليبراليّة واضحة وفاقعة في الشأن الإقتصادي. وباختفاء المشروع، انتفى أثره. ولم يحاول العونيون توثيق طرح متكامل آخر قبل العام 2009، سنة الإعلان عن مشروع "نحو الجمهوريّة الثالثة" (مشروعهم الانتخابي لدورة 2009)، وهو المشروع الذي تميّز اقتصاديّاً بنفس إصلاحي طوباوي ذهب طيّ النسيان بعد الانتخابات مباشرةً. أمّا "الإبراء المستحيل"، كتاب العونيّين عن سوء سياسات "الحريريّة السياسيّة" وفسادها على المستويين المالي والإقتصادي، فذهب في زحمة التسويات السياسيّة.

وإذا كانت الوثائق الثلاث، الخارجة عن الخدمة حاليّاً، تعجز عن إعطاء صورة منسجمة عن مشروع التيار الإقتصادي والإصلاحي منذ 2005، فإن خطاب التيار لا يعطي صورة أكثر إنسجاماً. فهو تميّز بنفس إصلاحي ثوري منذ عودة العماد عون في العام 2005 ولغاية دخوله السلطة في العام 2008، وهي السنوات التي كان فيها التيّار معارضاً بقسوة، وركز نقده على الهدر والفساد وتراكم الدين العام وتدهور الوضع الإقتصادي والمحاصصة وغيرها من الشعارات.

دخل التيّار السلطة بشعاراته في بداية الأمر، وبوجوه مثل شربل نحّاس المعروف بتوجّهاته اليساريّة. وتدريجاً، بدأ الخطاب يتجه نحو الواقعيّة والمطالبة بالشراكة مع الآخر، وغيرها من عوارض البراغماتيّة الباحثة عن حصّة في النظام.

يقول شربل نحّاس، لـ"المدن"، أنه "على صعيد الخطاب حصل منذ العام 2012 تغيير ملحوظ في نقاط إرتكاز الخطاب من موقع مناهضة سلوكيات وحتى شرعيّة النظام القائم، إلى موقع المطالبة بتصحيح الحصّة التي تعود إلى الطائفة المارونيّة والمسيحيّين بشكل عام". وهو يشبّه هذا التحوّل بالتحوّل "الذي حصل مع حركة المحرومين في الإنتقال من مناهضة النظام القائم على أساس عدم عدالته إلى موقع مرتكز على تعديل حصّة الطائفة الشيعيّة". كانت هذه التعديلات في الخطاب تترافق مع تغييرات جذريّة في الممارسة، من موقع المعارضة المبدئيّة للسياسات العامّة الموجودة إلى تشكّل شبكة المصالح المرتبطة بالتيّار، والتي لم يكن من أولويّاتها المطالبة بإصلاحات على مستوى السياسات الإقتصاديّة القائمة. هنا يعتقد نحّاس أن "المشاركة في السلطة هي التي أدّت إلى احتلال مواقع أساسيّة في الإدارة والمؤسسات العامّة وحتى في الإقتصاد الخاص. وهذا يصح على كل الأطراف التي دخلت الساحة بعد 2005، بعدما كانت غائبة عنها قبل ذلك". كانت لتحوّلات التيار ومشاركته في النهج القائم (على الصعيدين السياسي والإقتصادي) الدور الحاسم في بلوغه مرحلة التسوية النهائيّة، إذ يقول نحّاس في هذا المجال: "لا أعتقد أنّه كان بإمكان العماد عون بلوغ الرئاسة من دون هذه التحوّلات، لأن الوصول إلى الرئاسة يتم من خلال آليّة يقوم بها المجلس النيابي، الذي تم انتخابه وفق صيغة تتواءم مع هذا النظام، واتخاذ موقف مواجه لهذه التركيبة كان مساراً سيؤدّي إلى أمور أخرى".  تحوّلات كثيرة شهدها التيّار في خطابه وسياساته منذ عودة قائده إلى لبنان ولغاية بلوغه قصر بعبدا. وهي تحوّلات تدرّجت من الرفض الشامل للتركيبة والسياسات الإقتصاديّة والاجتماعيّة القائمة، ورفض نهج المحاصصة ودعوة الجمهور إلى "الغضب المقدّس" كما دعا عون جمهوره في أكثر من مناسبة، إلى طلب الإصلاح في الشراكة، وبعدها طلب الإشراك في المحاصصة. وإذا كانت بدايات الرفض في المشروع والخطاب سمحت للتيار تكوين قاعدة "إصلاحيّة" لمشروعه، فإن التحوّلات البراغماتيّة سمحت له ركوب التسويات الكبرى التي جاءت بعماده رئيساً للجمهوريّة.

 

صمود الطائف وسايكس بيكو

العميد الركن خالد حمادة/اللواء/08 تشرين الثاني/16

 انتهى الشغور الرئاسي في لبنان وتوقف حوار الطرشان الذي لم يراعِ أبسط حدود المنطق على مدى أكثر من سنتين. الانسيابية والخطاب الهادئ اللذان تُبديهما الكتل السياسية في مسار تشكيل الحكومة لا ينتسبان الى الأدبيات السياسية اللبنانية المعهودة التي طالما شابها الفجور. يبدو المشهد اللبناني وكأنه جزء من مشهدٍ لتسويةٍ إقليمية قادمة، وتبدو إعادة الاستقرار السياسي الى لبنان إحدى تعبيرات هذا المشهد، وربما يمثّل دستور لبنان نموذجاً للتعميم على امتداد المنطقة المتناثرة مذاهب وأعراق من بيروت إلى صنعاء مروراً بدمشق وبغداد. اتفاق الطائف أثبت قدرته على الصمود في وجه كلّ الطموحات الإقليمية، لم يقتتل اللبنانيون برغم كلّ الإغراءات وربما لعبت التقاطعات الاقتصادية بين أركان التركيبة السياسية في لبنان دوراً كبيراً في الحدّ من تأثير هذه الإغراءات. الاتصالات المهنئة بانتخاب رئيس للجمهورية والتي تُوّجت بزيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، سبقته بساعات زيارة وفد سوري الى القصر الجمهوري وزيارة سفراء دول مجلس التعاون الخليجي للرئيس سعد الحريري، كلّها تقدّم دليلاً على استكمال اختبارات المناعة وإعادة تكريس اتّفاق الطائف كأفضل الممكن.

تبدو الساحة السورية على قاب قوسين أو أدنى من الدخول في ستاتيكو مع كلّ وقف لإطلاق النار في حلب على طرفيّ خطوط التماس بعد انسداد الأفق السياسي واستحالة تحقيق انتصار عسكري حاسم. في النطاق السوري مأزق روسي تركي إيراني عربي. لم تعدّ حلب ميداناً للصراع المحلي، هي ميدان صراع دولي تتقاتل على أرضها قوات أميركية وروسية وإيرانية وأفغانية وتركية ومجموعات إسلامية من أكثر من هوية. الفصائل الموجودة في حلب الشرقية وتحديداً تحالف جيش الفتح، لا تقبل الدخول في عملية سياسية مع النظام وهذا ما يُسقط صيغة لا غالب ولا مغلوب التي قامت عليها رؤية جنيف. الأفق مسدود أمام موسكو والخياران المتاحان إما معاودة القصف أو الخضوع لشروط التفاوض. المأزق الكبير أمام موسكو هو مَن سيفاوضها وماذا لديها لتتنازل عنه، التفاوض بحاجة إلى طرفين، من يحوّل مكاسب موسكو العسكرية الى مكاسب سياسية، سيما انّه ليس أمامها ما تفاوض عليه سوى مستقبل الرئيس بشار الأسد.

مأزق تركيا في سوريا يتمثّل بمحاولتها الجمع بين إزدواجيتين من الولاءات، الازدواجية الأولى تتمثّل بالانتماء إلى حلف شمال الأطلسي والصلات مع أوروبا والتطبيع مع روسيا من باب الطاقة في آن، والازدواجية الثانية تتمثّل بالحفاظ على العلاقة الاقتصادية مع إيران من جهة، والعلاقة الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية من جهة أخرى. على المستوى الميداني يستعجل الرئيس أردوغان قوات درع الفرات الدخول الى مدينة الباب، بينما يبقى دخول مدينة منبج مرتبطاً بقبول حلفائه الأميركيين التخلي عن وحدات الحماية الكردية. وعلى جبهة الرقة تُجاهر قوات سوريا الديمقراطية بإطلاق عملية تحريرها بينما لا يقبل أردوغان بدخول أي طرف غير عربي إليها، وفي الوقت عينه لا تقبل روسيا المزيد من تمدّده واقترابه من منطقة نفوذها في شمال سوريا. ما الذي يدفع نائب قائد فيلق القدس الإيراني العميد إسماعيل قاآني، في احتفال تأبيني للعميد حسين همداني الذي قُتل في ضواحي مدينة حلب العام الماضي، إلى القول بأنّ الحرب في سوريا ستنتهي مطلع آذار المقبل، مُعتبراً أن الحرب في سوريا في غاية الصعوبة؟

إعادة الاعتبار الى النموذج اللبناني والاحتضان الدولي والإقليمي لانتخاب رئيس الجمهورية وتركيز خطاب القسم على التمسك باتفاق الطائف سينسحب على المنطقة، فوراء وقائع الميداني في سوريا وسواها هناك وقائع الاقتصاد وحدود النفوذ الإقليمي. لقد كُتب الكثير من السيناريوهات وكثير من الخرائط قد رُسّمت، لكن المرجّح أنّ مقولة سقوط حدود سايكس – بيكو قد غابت إلى غير رجعة وما يجري هو إعادة تركيب للكيانات المشرقية من الداخل وفقاً لتسويات تشابه التسوية اللبنانية في الطائف. سوريا الجديدة في ظلّ سايكس بيكو، ربما هي الأقرب للذهاب الى تسوية في توزيع السلطة على غرار الطائف تحفظ مناطق النفوذ التي انتزعتها القوى الإقليمية على قاعدة توزيع السلطة بين الطوائف. فهل يصبح الطائف نموذجاً يُحتذى لبناء الدولة في المشرق العربي؟

* مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات

 

صورة الجنرالين ميشال عون

روجيه عوطة/المدن/الثلاثاء 08/11/2016

للمحدق في صور رئيس الجمهورية اللبنانية، أو "عمادها"، بحسبما تروج المنظومة الميديو-سياسية الراهنة، تودي به عيناه إلى شعورٍ محدد حيالها، وهو أنها لا تستطيع تجسيم موضوعها، أي الرئيس ميشال عون، ولا تظهيره على ما ترغب، أو تريد. ولما يقرأ العبارات المسجلة في جوارها، يصير شعوره هذا مضاعفاً، بحيث أن التفاوت جلي للغاية بين الظاهر فيها والمكتوب في شعاراتها. فالصورة ضاوية في قرب الخطاب المتضخم، مثلما أنها ذاوية أمام شموليته، التي تحيط بـ"تاريخ الأقوياء"، وتحوي "البلاد" والعباد"، وتنحو إلى "الدولة القوية"، عدا عن تشديدها على أبوة "الكل".. لعائلة واسعة ومقفلة على حد سواء، فهي عائلة قاطبة، غير أن أباها "لبناني مئة بالمئة". لا تتمكن الصورة من إبانة خطابها، ولا من الإرتفاع إليه. فثمة فاصل يبعدها عنه، ولا يجعلها مملوءة به، أو مماثلة له. إذ أنه فاصل خالٍ، لا تقدر على التمدد صوبه، ولا أن تتخطاه، حتى تبلغ مرماها، وهو أن تبرز الجنرال، الذي يحضر من خلالها، على تطابق تام مع الجنرال، الذي ينطق الخطاب به. فليس هناك جنرال واحد في اليافطات واللافتات، التي تنتشر في الشوارع والطرقات، بل إثنان. الأول، تظّهره الصورة، والثاني، يظّهره الخطاب، وهما لا يتوافقان، مثلما أنهما لا يتساويان، وطبعاً، لا يتشابهان. جنرال الصورة هو غير جنرال الخطاب، فهما منقطعان عن بعضهما البعض، ولا يتصلان سوى بالإسم، بإسم موضوعهما، الذي يتغلب لقبه التعريفي أو التشريفي عليه. تحول المسافة، بين جنرال الصورة، وجنرال الخطاب، دون تطابقهما، ودون إلتصاقهما. وهي، قد يصح القول أنها مسكونة بالمكروه والمنبوذ حالياً في البلد، أي الفراغ. فتسعى صورة الجنرال إلى تخطي هذا الفراغ، اختراقه، بغاية اللحاق والإنضمام إلى خطاب الجنرال. إلا أنها، وفي الكثير من الأحيان، تُخفق، ومن جراء ذلك، تضمر أكثر، وتعود شاغرة من أي علامة، قد تشير إلى أن موضوعها هو ذاته  موضوع الشعار المرفق بها. تبذل تلك الصورة، وعلى مقالبها المتنوعة، كل مرئيتها في سبيل نقل "عمادها" من رئيس "التيار الوطني الحر" إلى "رئيس كل لبنان"، ومن جَدّ الأسرة البرتقالية إلى "أب كل اللبنانيين"، لكنها، سرعان ما ترتطم بحاجز الفراغ، الذي يبعدها عن إثبات أن جنرالها هو جنرال الخطاب، وعندها، تنكفئ على موضوعها، وتحتجزه فيها.

هذا ما يحيل إلى تلك الصور، التي التقطتها كاميرا "العهد الجديد" لعون في قصر بعبدا، والتي انتشرت باعتبارها "الصورة الرئاسية"، بحيث أنها مفرطة في استديويتها، كأنها مغلقة على جنرالها، الذي يقف، ويجلس، ويرتدي قلادة الجمهورية داخلها، متجمداً تحت وطأتها، ومصدوماً في إثرها، وساكتاً بفعلها.

فهذه الصور، التي تريد أن تظّهر جنرالها متطابقاً مع الجنرال المنطوق به في الخطاب، ولأنها لا تجد طريقها إلى ذلك بسبب التفاوت بين الجنرالين، ترتدّ على موضوعها، وتأسره، لدرجة أنه حين يبرز فيها، يبدو على هيئتها، وليس على هيئته، وعلى أمرها، وليس على أمره، وعلى انحسارها، وليس على "كليته".

وربما، هذا على ارتباط بأن التصويرة الأولى لعون عند الشروع في تنفيذ الإتفاق على ترئيسه، كانت تلك الصورة، التي تظهر فيها كاميرا تصور كاميرا أخرى خلال تصويرها له. ففي تلك اللحظة، كانت هناك كاميرا الخطاب، التي لا تظهر في المشهد، وهناك كاميرا الصورة، التي تظهر في المشهد، والإثنان يلتقطان الجنرال ذاته. لكن، كل عدسة من العدستين تقع في زاويتها، التي لا تماثل الأخرى من ناحية الاتساع والإطار. أما بعد ترئيسه، فكان على كاميرا الصورة أن تنتج الجنرال إياه، الذي أنتجته كاميرا الخطاب، لكنها، فعلياً، لا تقدر على ذلك. ففي حال تراجعت إلى الوراء، لكي تجانب كاميرا الخطاب، ستصطدم بالفراغ خلفها، وفي حال تقدمت إلى الأمام، وهذا ما فعلته، ستصير استديويتها واضحة، وبالتالي، ستطلب من جنرالها ألا يتحرك، أن يتجمد، أن يتصلب، أن يسكت مقابل عدستها، كأنها تحوله إلى صورة قبل أن تلتقطه، ولما تلتقطه، يبرز كصورة منتهية في صورة مختومة.

في الجمهورية اللبنانية، جنرالان. جنرال الكاميرا الاستديوية، التي تظّهره كصورة مجمدة في صورة لا حركة فيها ولا نشاط، وجنرال الكاميرا الخطابية، التي تظّهره قائداً على "كلٍ" عائلي، سمته أنه موصد بالنكران على عدمه. التفاوت بين الجنرالين فادح، وهما لا يستطيعان التوافق والتطابق، لأن كلاً منهما هو نقيض الثاني. الصورة هي مآل الخطاب بعد انحساره، أما مآل الصورة فهو، ومن شدة توترها من جراء الفراغ الذي يقع في ورائها، الإطباق الـ"كلي" على موضوعها، الذي بعدما أفرط في حلمه بها، إلتقطته بالكامل.  بعد ذلك، ليس تحدي ميشال عون أن يؤدي جنرال الخطاب المتورم، ولا أن يستسلم لجنرال الصورة الناهشة له، بل أن يقف بينهما، حيث يحل الفراغ، صانعاً صورة أخرى لا تتعلق بالإثنين، بل تقوم، وعلى قول جان لوك غودار، بـ"نسيان الحقيقة"، وتاريخها، الذي صنعها كل من الخطاب والصورة. وفي هذا السياق، ملاحظة أخيرة على سبيل المزاح: الصورة الوحيدة، التي يبدو فيها عون كأنه في أول انفكاكه عن كونه  جنرال الصورة، أو جنرال الخطاب، أو في أول مغايرته البصري لهما تحديداً، هي حين يظهر بلا نظارتيه. فقليل من الهمة في نزع النظارة!

 

رزق: الطائف لم يتطرق الى توزيع الحقائب طائفياً ومذهبياً وجوائز الترضية والمكافأة والزبائنية خارجة عن "خلقيتـه"

المركزية- أوضح المرجع الدستوري وزير العدل الاسبق وواضع مشروع تعديل الدستور ادمون رزق "ان لم ترد مرّة واحدة، حتى عن طريق الصدفة، عبارة تولّي اي طائفة او مذهب حقا في اي موقع او وظيفة على الاطلاق، وتكفي العودة الى المادة 95 من الدستور لادراك التصور الذي اجمعنا عليه بالنسبة الى مواصفات الاشخاص الذين يتولون المسؤوليات العامة ووجوب تمتعهم بشرطَي الكفاءة والاختصاص". وإذ رفض الدخول في أي جدل مع أي كان، قال في حديث لـ"المركزية": مؤتمر الطائف لم يتطرق الى توزيع الحقائب الوزارية ولا الى عدد الوزراء وانما تعاطى مع المبادئ الاساسية مركزا على الوفاق الوطني ووحدة المشروع والتعاون وشراكة المسؤولية، ولم يتحدث عن حصص اطلاقا لان ذلك بدعة في الانظمة الديموقراطية، وخصوصا اننا وضعنا شرطا مبدئيا لتولي المسؤوليات العامّة، وأكّدناه في المادة 95 من الدستور اي اعتماد الكفاءة والاختصاص من دون تخصيص اي وظفية، ومنها الوزارات، لاي طائفة، على العكس كان هناك اصرار على تولية المختصين والاكفياء بمعزل عن اي مذهبية او حزبية او مناطقية، وهذا يستدعي العودة الى المبادئ الاساسية المعتمدة في الانظمة الديموقراطية، وهي ان الحكم، على مختلف مستوياته، هو موقع للخدمة، أي: الرئيس الخادم والوزير الخادم والنائب الخادم والموظف الخادم، خدمة الشعب من خلال الدولة". اضاف "كل ما يثار من اقاويل وتقوّلات حول اي نوع من انواع التقاسم والتوزيعات، سواء جوائز الترضية والمكافأة والزبائنية، كل ذلك خارج عن الخلقية التي سادت مؤتمر الطائف وجسدناها في التعديلات الدستورية. وليس هناك اي وزارة لاي طائفة، فقط العرف الميثاقي حدّد مذاهب رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة، على ان انتماء اي منهم الى مذهب معيّن لا يعني اطلاقا ان الموقع هو ملك هذا المذهب، بل انه نطاق خدمته العامّة، على ان كل هذه المواقع، هي مواقع وطنية عامّة، في خدمة الجميع، وليست حكراً على فئة كما طاب لبعض المستفيدين ان يتصوّر تمادياً في التصرف الفئوي.

ولفت رزق الى انه لم ترد مرة واحدة حتى عن طريق الصدفة عبارة تولي اي طائفة او مذهب حقا في اي موقع او وظيفة على الاطلاق، وتكفي العودة الى الماد 95 من الدستور لادراك التصور الذي اجمعنا عليه بالنسبة الى مواصفات الاشخاص الذين يتولون المسؤوليات العامة ووجوب تمتعهم بشرطَي الكفاءة والاختصاص. وقال: ان المطلوب اليوم العمل الحثيث للعبور من الحالة المذهبية المتشنجة والتحزبية المتوترة والاستقواء، الى المواطنة الحقيقية والتمرس بالخدمة العامة، لأن لبنان يحتاج الى اكفياء علماً وخبرة، متخصصين ومختصين مؤهلين لتولي المسؤوليات النوعية، مع لفت النظر الى ان السياسة العامة للحكومة والدولة، هي من اختصاص مجلس الوزراء، المكان الوحيد لتعاطي السياسة، واما الوزارات فهي مجالات لتأمين الخدمة العامّة، وليست اقطاعات سياسية لاحزاب او حركات او تيارات او اي اصطفاف فئوي على الاطلاق.

واشار الى ان العهد الجديد يمرّ بامتحان مفصلّي في تأليف الحكومة الاولى، فاذا اعتمد الشخصنة وتسديد الفواتير وتلبية المطالب والاسترضاء، فانه يحكم على نفسه بالفشل منذ بدايته، واما اذا انطلق من اعتبارات مبدئية تتجاوز تسديد الفواتير وتسليف الانعامات، فانه سيحظى بثقة الناس الحقيقية القائمة ليس على الانفعالات العاطفية وانما على الاقتناع العقلاني والاطمئنان الوجداني، مما يشكل الرأسمال الحقيقي الصلب لانطلاقة العهد. وأوضح رزق انه يستعيد جوَّ المسؤولية امام الحقيقة التي عشناها في الطائف آملاً أن تتجلّى في الممارسات المسؤولة، لأن لبنان لا يحتمل المزيد من العذابات وعلى الجميع البدء من البداية، قبل ان تدهمهم النهايات! وتمنى التقليل من اثارة المسائل الجدلية والتعجيزية تحاشياً لتفشيل العهد في بدايته، وشلّ انطلاقته، مما يرتّد وبالا على الجميع، ورأى انها فرصة جديدة لاحياء الجمهورية فلا يجوز اهدارها بالاجهاز عليها.

ولفت الى ان ما يتعلق باتفاق الطائف لجهة ما سمّي الاصلاحات السياسية قد صغناه في المشروع الذي وضعناه لتعديل الدستور، واقرّه مجلس مجلس الوزراء وصدّقه المجلس النيابي وصدر وفقا للاصول منذ 26 عاما ولا مجال لاي اجتهاد بوجود النص... اضافة الى اننا، في الكتابين اللذين اصدرهما لقاء الوثيقة والدستور اوضحنا جميع الأسس والمبادئ والابعاد التي تتعلق بوثيقة الوفاق الوطني اي اتفاق الطائف الذي لم يُطبّق بأمانة حتى الآن ولا يزال عرضة للانتهاك اليومي، بالنية والفعل، بالرغم من ادّعاء الجميع التزامهم ايّاه.. ولعلّ الاصرار على تجهيله والتشكيك فيه، بالرغم من وضوحه، يُخفي النيّة المبيّتة لاطاحته بالممارسة وتجاوزه بالأمر الواقع ! اضاف "ان الرئيس العماد ميشال عون مدعوّ الى اخذ الحيطة بالمبادرة الى تطبيق اتفاق الطائف، فعلياً وكلياً كما تعهّد، من دون انتقائية او تحريف... لأنه صمام الامان الاساسي لعهده وللبنان، وما عدا ذلك سيكون تلاعبا بالكيان وتصفية الجمهورية".

وختم: "يتجلّى الميثاق الوطني بالمناصفة والمشاركة المتكافئة والمساواة في المواطنية، والتزام المواثيق العربية والأممية والاعلان العالمي لحقوق الانسان، التي جسدناها في مقدمة الدستور واحكامه، فروح اتفاق الطائف هو الوحدة الوطنية والمصالحة والمساواة والشراكة في المسؤولية والحرية والاستقلال وبسط السيادة مباشرة على الأرض كلها بقوى الدولة الذاتية، والنصوص واضحة لا تحتمل اجتهادات، ومن يريد المزيد من التوضيح فليسأل بحسن نيّة.

 

جنبلاط لم يحسـم خيـاره في تسـمية الوزراء واتجاه للفصل بين "التقدمي" و"اللقاء الديموقراطي"

المركزية- فيما تنشط الاتصالات التي تسبق تأليف الحكومة والتي من المفترض ان تبصر النور قبل عيد الاستقلال، تكثر الاحاديث في الاعلام عن اسماء لتولي حقائب وزارية سيادية منها وغير سيادية، وقد اعلنت مصادر في "اللقاء الديموقراطي" لـ"المركزية" ان لا صحة لما يتم التداول به حول اسماء مرشحة للتوزير من قبل النائب وليد جنبلاط، موضحة ان لا قرار بعد في هذا السياق، وان التشاور لا يزال قائما بانتظار تبلور المعطيات، خصوصا ان جنبلاط كان دعا الى تفادي المعارك الجانبية في تشكيل الحكومة والاستفادة من لحظة التوافق، معلنا ان "اللقاء الديموقراطي" طالب بالحد الادنى من المطالب والاهم سرعة التشكيل. واذ لمحت المصادر الى امكان توجه جنبلاط الى تسمية شخصية من اللقاء الديموقراطي واخرى من الحزب التقدمي الاشتراكي لتولي حقيبتين لم تفصح عنهما، اعلنت ان ثمة احتمالا كبيرا لعودة وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور لتولي وزارة الصحة نظرا الى نجاحه في المهام الموكلة اليه ان في وزارة الشؤون الاجتماعية سابقا او في وزارة الصحة راهنا.

 

كتلة المستقبل: لتتسم مطالب جميع الأفرقاء بالواقعية بما يعجل في تأليف الحكومة

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها في "بيت الوسط" برئاسة الرئيس سعد الحريري وحضور الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب عاطف مجدلاني ودعت فيه الكتلة "جميع القوى السياسية الى التقاط هذه اللحظة الإيجابية وتسهيل عملية التأليف التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري، من اجل انجاز تشكيل حكومة العهد الأولى". ورأت أن "من الضروري أن تتسم مطالب جميع الأفرقاء بالواقعية السياسية بما يعجل في تأليف الحكومة، وبالتالي تمكينها من ممارسة مهماتها وواجباتها للعودة بالبلاد إلى الحياة الطبيعية على الصعد الوطنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية بعد أن طالت فترة الشغور وتعاظمت الاضرار التي خلفتها ونتجت عنها"، معتبرة أن "اغتنام الفرصة الراهنة لتشكيل الحكومة تحت مظلة توجهات خطاب القسم من شأنها أن تولد دفعا كبيرا في البلاد ينعكس إيجابا في جميع الاتجاهات".

 

التيار المستقل: لهيئة وطنية من قضاة ومهندسين تشرف على استخراج النفط

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الاسبوعي برئاسة اللواء عصام أبو جمرة، وقال في بيان إن المجتمعين "تداولوا عملية انتخاب رئيس الجمهورية من مجلس نواب ممدد له، وتساءلوا عما إذا كان صاحب الفخامة شرعيا ام غير شرعي، بناء على ما أعلنه فخامته قبل انتخابه". وسألوا: "كيف أن من خالف الدستور بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية سنتين ونصف سنة يعلن في خطاب القسم أن خرق الدستور أصبح ممنوعا؟". وعن موضوع الاستقرار الامني وما ورد في خطاب القسم عن "التعامل مع الارهاب استباقيا وردعيا وتصديا حتى القضاء عليه"، طالبوا "في ظل الدستور القائم بتوضيح من؟ وكيف؟ وأين؟" وفي ختام الجلسة طالب المجتمعون بتعيين "هيئة وطنية عليا تضم كبار القضاة الى جانب مهندسين من ذوي الاختصاص والخبرة في شؤون النفط والغاز للاشراف على استخراجه حفاظا على هذه الثروة الوطنية".

 

جابر: "التسوية النهائية في اتفاق كيري – لافروف" و "تحرير الرقـــة لـن يكـون كرديـــا فقـط"

المركزية- منذ الاعلان عن معركة الرقة، بدأت التساؤلات عن الجهة العسكرية التي ستقود المعارك في الميدان، وفرص النجاح في حال عدم الاتفاق الروسي- الاميركي، خصوصا في ظل استبعاد تركيا و ما يترتب عن ذلك من نتائج في الميدان. في السياق، أشار العميد المتقاعد هشام جابر في حديث لـ"المركزية" الى أن "قوات سوريا الديمقراطية أعلنت بدء معركة تحرير الرقة من تنظيم "داعش"، أما الجانب الاميركي فيسعى لعزل التنظيم أي قطع الامدادات عنه وبالتالي عدم طرده بالكامل، ما يطرح علامات استفهام حول الاردن الذي يقع على تماس مع البادية السورية والتهديد الداعشي لأمنه". مضيفا: "قوات سوريا الديمقراطية المكونة من 15000 مقاتل لن تستطيع تحرير الرقة وحدها، والطرف التركي استبعدت مشاركته بعدما أخذ جائزة ترضية تعويضا عن حلب هي درع الفرات وسيحصل أيضا على مدينة منبج بعد سحبها من تحت البساط الكردي".وهنا يطرح السؤال أي دور للنظام السوري؟ يجيب جابر أن "مشاركة النظام وروسيا أقله في المراحل الاولية أي المناطق المحيطة كالطبقة ودير الزور، ليس بالامر المستبعد، لكن ذلك لا يعني أن سيكون هناك نفوذ للنظام في الرقة، اذ ثمة خطوط حمر واضحة بين الروس والاميركيين، تجلت سابقا في تراجع النظام بعد تحرير تدمر وعدم التوجه نحو دير الزور". وحول ما يشاع عن اتفاق اميركي-روسي مسبق حول التسوية في سوريا، اعتبر جابر أن "اميركا الان في فترة مراوحة في ظل الانتخابات الرئاسية، إذ ليس من قرار حاسم، مشيرا الى أن "الاتفاق التاريخي بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ووزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري، الذي لم يطبق بعد، سيشكل خريطة طريق الحل في سوريا بعد أن تنفذ بنوده الاساسية التي تنص على فصل المعارضة، ضرب التنظيمات الارهابية، وقف القتال في حلب والذهاب الى المفاوضات"..

 

كرم: كتلة "لبنان الحر الموحد" تتمنى وزارة خدماتية والطائـف لـم يحــدد طــوائف "السـياديـــة"

المركزية- أكد النائب سليم كرم ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، معلنا ان كتلة "لبنان الحر الموحد" تتمنى إسنادها وزارة خدماتية لتستطيع خدمة الشعب والوطن. كلام النائب كرم جاء في حديث لـ"المركزية" قال فيه: "الأجواء التي سادت خلال الإستشارات مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم تكن استشارات لتسمية رئيس حكومة أكثر من كونها زيارات للتهنئة والتمني بتأليف حكومة في أسرع وقت ممكن، أما في ما يتعلق بالإستشارات مع الرئيس المكلف فالحديث تمحور حول اننا لا نفرّق بين وزارة سيادية أو خدماتية لأن كل الوزارات تسهم في قيام الدولة، لكن من جهة أخرى كل فريق يتمنى الحصول على وزارة ونحن نتمنى ان تكون خدماتية لنستطيع خدمة الشعب والوطن والحكومة في نفس الوقت وهذا المطلب ليس شرطا، إنما تمنٍ وهنا نذكّر بعمل الوزير ريمون عريجي في وزارة الثقافة والتعليم العالي وحيازته جائزة للبنان من فرنسا، فنحن نتمنى ألا تكون الأمور إلزامية، ونطالب بان يكون التداول سيد الموقف وكل شخص يعطي أفضل ما عنده للوطن، حيث إذا تم ربط كل وزارة بطرف معين نكون نتحدث عن إمارات. وعن المداورة في الحقائب السيادية قال كرم: "نؤيد هذا الإقتراح، ونشدد على ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب". وردا على سؤال عما يتردد بأن وزارة المال من حق الطائفة الشيعية كما ينص اتفاق الطائف قال: "لا أعتقد بأن الطائف نص على إلزام الوزارات السيادية بأطراف معينة لأن هذا الأمر سيخلق الإحراج وستطالب كل طائفة بوزارة معينة". وعن علاقة رئيس تيار"المردة" النائب سليمان فرنجية مع الرئيس المكلف سعد الحريري بعد الإنتخابات قال: "ان رئيس التيار قريب من كل شخص يحمل الهوية اللبنانية، وعلى الجميع التسابق على من سيقدم الأفضل للبنان خصوصا بعد المرحلة السوداء الذي مرّ بها والتي نتمنى ان تصبح بيضاء بعد إنجاز الإستحقاق الرئاسي، ويتم تشكيل الحكومة في أسرع وقت للسير بالبلد وعودة الحياة الى المؤسسات لتلبية حاجات المواطنين".

 

نديم الجميل:الكتائب ستشارك في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أكد النائب نديم الجميل في حديث الى اذاعة صوت لبنان 100,3-100,5، "ان التوجه العام ذاهب باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة وفي هذه الحالة من الطبيعي ان يشارك حزب الكتائب فيها والا يكون خارج اللعبة السياسية"، مضيفا:"أما اذا تم تأليف حكومة من 24 وزيرا أو حكومة موالاة على ان تبقى المعارضة خارجها فسيكون للبحث صلة عندها". واعتبر الجميل "ان مهمة الحكومة الجديدة هي إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها وبالتالي يجب تشكيلها سريعا"، متمنيا "الا تكون الحكومة الجديدة مماثلة للحكومة السابقة وألا يتكرر الفجع المالي والسرقات المالية".

 

السفيرة الأميركية من عوكر: الأميركيون يؤمن بدستور بلدهم لأنه يضعهم حول نظام حكومي ومؤسسات لا حول اشخاص يتبوأون المناصب

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - فتحت السفارة الأميركية في عوكر أبوابها اليوم أمام افراد الجالية الاميركية في لبنان للمشاركة في الإنتخابات الرئاسية الأميركية، التي واكبها من هناك السياسيون والصحافيون.وتحدثت السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد فقالت: "أريد أن أهنىء، مرة أخرى، الرئيس ميشال عون بانتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية، والشعب اللبناني للانتقال السلمي للسلطة. نحن نقدر مثلكم أهمية هذا الحدث، خصوصا في ظل ما يحصل في المنطقة". أضافت: "الإنتخابات الأميركية جذبت انتباها كبيرا حول العالم، فهناك تفاعل قوي حول سياسات المرشحين. والليلة، سنرى الشعب الأميركي يقرر المرشح الذي سيصوت له. وما أود أن اشير إليه بالنسبة إلى الجمهور غير الأميركي هو أهمية هذه العملية في احترام المؤسسات، فإن أعجب الشعب الأميركي بالفائز أم لا، فإنه يكن دوما احتراما قويا لتوازن القوى وللمؤسسات، ولهذه القيم التي رسخها مؤسسو هذه الأمة. إن الشعب الاميركي يؤمن بشغف كبير بدستور بلاده، وهو يمثل إيمانه، ويضعنا سويا حول نظام حكومي ومؤسسات، وليس فقط حول اشخاص يتبوأون المناصب". وتابعت: "الليلة، سنتابع ونشاهد المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، وأيا كان الفائز سيكون هناك ملايين من الشعب الأميركي مسرورين بالنتائج، وآخرون غير مسرورين، وهذا واقع. وكما قال الرئيس باراك أوباما الشهر الماضي، فإن من أهم مميزات الديموقراطية الأميركية إنه بعد انتهاء العملية الإنتخابية، وبغض النظر عن الحزب أو المرشح الفائز، فإن الخاسر يهنىء الفائز، وهذا ما يعزز ديموقراطيتنا وآمالنا، وهذه هي الديموقراطية". وختمت: "هناك أمور أهم من الحملات الإنتخابية المنفردة، وهي ضمان مصداقية مؤسساتنا وحمايتها. إن الاختلافات تتغير كل عام، وللشعب الأميركي فرصة كل 4 سنوات لتجديد ثقته بحكومته وبأمته. وأود أن أشكركم مجددا لاهتمامكم بنا اليوم في هذا البلد".

 

البابا منح طلال مقدسي وسام القديس غريغوار البابوي تقديرا لإنجازاته

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - منح الحبر الأعظم البابا فرنسيس رئيس مجلس إدارة المدير العام لتلفزيون لبنان طلال مقدسي وسام القديس غريغوار البابوي، تقديرا لإنجازاته على المستويين الإنساني والإجتماعي في مجال دعم اللبنانيين في قرى الأطراف، من خلال تأمين المواصلات للطلاب للانتقال إلى جامعاتهم في المناطق البعيدة، إضافة إلى مشاريع إنمائية وصحية ومائية مكنتهم من الصمود في أرضهم.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قوات البشمركة الكردية سيطرت بشكل كامل على بعشيقة شرق الموصل

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - فرضت قوات البشمركة الكردية سيطرتها الكاملة على بلدة بعشيقة الواقعة شرق الموصل، بحسب ما ذكرت "وكالة فرانس برس" اليوم. وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور في اتصال هاتفي مع الوكالة :"سيطرنا سيطرة كاملة" على بعشيقة. وتشارك القوات الكردية في عملية استعادة مدينة الموصل في شمال العراق باشراف القوات الحكومية، لكنها تقاتل وحدها.

 

القضاء المصري رفض وقف تنفيذ حكم بطلان اتفاق تيران وصنافير

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - رفضت المحكمة الادارية المصرية، اليوم، طلب الحكومة وقف تنفيذ حكم ببطلان اتفاق تمنح بموجبه مصر، السعودية حق السيادة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الاحمر. وفي حزيران الماضي، قضت المحكمة الادارية ببطلان هذا الاتفاق الذي وقعته القاهرة والرياض اثناء زيارة قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر في نيسان الماضي. واعلنت الحكومة المصرية، بعد ذلك، انها طعنت في هذا الحكم امام المحكمة الادارية العليا، وتقدمت بطلب الى المحكمة الادارية - درجة أولى - لوقف تنفيذ حكم البطلان الى حين الفصل في الطعن الذي تقدمت به الى المحكمة الادارية العليا. وقررت المحكمة الادارية اليوم رفض طلب الحكومة وقف تنفيذ الحكم، حسبما قال ل"وكالة لصحافة الفرنسية" مسؤول في المحكمة الادارية العليا وخالد علي الذي اقام مع زملاء له دعوى تطالب بالغاء اتفاق تيران وصنافير. وقال علي: "رفضت المحكمة الادارية الثلثاء طلبا تقدمت به الحكومة لوقف تنفيذ حكم بطلان اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية"، والذي يمنح الرياض السيادة على تيران وصنافير الواقعتين عند المدخل الجنوبي لخليج العقبة.

 

ايران توقع مع مجموعة توتال الفرنسية اتفاقا لاستثمار حقل غاز كبير

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - وقعت الشركة الوطنية الايرانية للنفط مع مجموعة توتال الفرنسية اليوم اتفاقا لتطوير واستثمار حقل كبير للغاز في الخليج، حسبما افاد مراسل "لوكالة فرانس برس". وباتت توتال التي ترأس كونسورسيوم يضم مجموعة صينية وشركة ايطالية، اول شركة غربية كبرى في قطاع النفط تعود الى ايران منذ بدء رفع غالبية العقوبات الدولية في كانون الثاني الماضي.

 

ما مستقبل علاقة الخليج بالرئيس الأميركي الجديد؟

الثلاثاء 8 صفر 1438هـ - 8 نوفمبر 2016م/العربية.نت/في كل سباق رئاسي تعلو التساؤلات بشأن إن كان الرئيس المقبل سيواصل السير في الطريق نفسه أو سيتحول عنه. ولأنها القوة الأكبر، تؤثر انتخابات الولايات المتحدة على سائر العالم ومع علاقات مع الخليج استراتيجية أزلية، عمرها اليوم يتجاوز السبعين عاما وتوتر غير مسبوق شهدته ولاية أوباما الثانية، يكثر الحديث عن تبعات هذه الانتخابات على العلاقات الأميركية الخليجية. فالمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، هاجم الخليج في غير مرة وتوعد بتغيير السياسة وهو ما وجده محللون غير منطقي أصلا. فالعلاقات الأميركية الخليجية أمتن وأقوى بكثير من أن يفك ارتباطها، لاسيما اقتصاديا، أما الديمقراطية كلينتون فبرنامجها الانتخابي يعد بالحفاظ على العلاقات الأميركية. هذه الانتخابات تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية الخليجية بعض الخلافات، فالسنوات الأربع الماضية شهدت تغيراً في طبيعتها، لاسيما مع تراجع إدارة أوباما في الأزمة السورية، ومن ثم الاتفاق النووي الإيراني وختاماً إقرار قانون جاستا، الذي قُرئ فيه استهداف لحلفاء الولايات المتحدة.

 

ماهي الدولة الأكثر ذعراً من ترامب؟

الثلاثاء 8 صفر 1438هـ - 8 نوفمبر 2016م/دبي- العربية.نت/تستعد المكسيك لأسوأ سيناريو من وجهة نظرها وهو فوز دونالد ترامب برئاسة أميركا. ويتوقع الخبراء أن يتخذ المسؤولون في المكسيك إجراءات فورية يوم الأربعاء لإنقاذ عملة البلاد البيزو من التدهور، في حال فوز ترامب، بحسب سيناريو أعلنه محافظ البنك المركزي المكسيكي وأطلق عليه "الإعصار المحتمل"، وفقا لشبكة التلفزة الأميركية CNN. والبيزو قد ينخفض حوالي 30٪ يوم الأربعاء إذا فاز ترامب، وفقا لشركة أبحاث كابيتال ايكونوميكس. وتقول الشركة إن مثل هذا الهبوط الحاد سيجبر البنك المركزي المكسيكي على الدعوة لاجتماع طارئ. وقلل ترامب خلال حملته الانتخابية عدة مرات من قيمة البيزو، ومن المتوقع إذا فاز وانتهج سياسات تقييدية لعملة المكسيك أن تتعرض الأخيرة لانهيارات. كما أعلن مسؤولون في حكومة المكسيك الأسبوع الماضي أنهم يعدون خطة لاحتواء سياسات ترامب إذا تولى مقاليد السلطة في واشنطن. وهدد المرشح الجمهوري أكثر من مرة بفرض ضرائب على السلع المصنعة بالمكسيك بما يخالف نصوص اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، وهو سيناريو يهدد قدرة سلع المكسيك على المنافسة. كما تحدث ترامب عن فرض ضرائب على التحويلات المالية من أميركا للمكسيك. وسياسيا، تعهد المرشح الجمهوري ببناء جدار حدودي بين المكسيك والولايات المتحدة، لمنع تهريب المخدرات والهجرة غير القانونية، ومثل هذا الجدار يمكن أن يترك آثارا سلبية على اقتصاد المكسيك. وخلال الأيام الماضية، تقدم مواطنون من المكسيك للحصول على تأشيرة أميركا، لأن الأمر سيزداد صعوبة إذا تواجد ترامب في البيت الأبيض. وكان ترامب قد وصف المكسيكيين بأنهم "عصابات". جيران ترامب في المكسيك هم الأشد خوفا، ولكن هذه ضريبة الجوار.

 

"داعش" يخطف 30 شيخا من سنجار.. و295 حول الموصل

الثلاثاء 8 صفر 1438هـ - 8 نوفمبر 2016م/دبي – العربية.نت/فيما لا تزال معركة الموصل التي انطلقت في 17 أكتوبر تشهد اشتباكات عنيفة، رغم التقدم الملحوظ للقوات العراقية، أعلنت متحدثة باسم الأمم المتحدة رافينا شامداساني الثلاثاء، عن ورود تقارير تفيد بتنفيذ عناصر تنظيم داعش عمليات خطف حول الموصل وتلعفر، حيث إن المعلومات تشير إلى أن من بين المختطفين 295 من أفراد قوات الأمن العراقية سابقاً، وإنهم أجبروا أيضا 1500 أسرة على الانسحاب معهم من بلدة حمام العليل. أما في منطقة جبل سنجار فقالت الأمم المتحدة إن داعش خطف 30 شيخا على الأقل هناك، خلال يومي 2 أو 3 نوفمبر الجاري، بينهم 18 تم قتلهم في الرابع من نوفمبر. وقالت شامداساني إن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لديه مصادر على الأرض ولكن المعلومات التي تستطيع تقديمها "غير مكتملة". من جانبه أفاد مراسل قناة "العربية" مساء الاثنين بأن القوات العراقية شنت هجوماً على مواقع "داعش" في الساحل الأيمن للموصل، استعدادا لاقتحامه، بعد إكمالها السيطرة على بلدة حمام العليل وتخومها. من ناحية ثانية، أعلنت قوات البيشمركة الكردية الاثنين سيطرة قواتها على ناحية بعشيقة بالكامل وطرد داعش منها. كما أفادت مصادر كردية بوقوع اشتباكات خلال الساعات الأولى من المعارك أسفرت عن مقتل عشرات من مقاتلي التنظيم وتدمير سيارات مفخخة، فيما سيطرت وحدات أخرى من البيشمركة على مفرق طرق غرب بعشيقة يربط بين الموصل وأربيل ودهوك بعد مواجهات متقطعة انتهت بقتل عناصر من "داعش" وتدمير أسلحتهم. من جهة أخرى، أعلنت الشرطة العراقية الاثنين أنها عثرت على مقبرة جماعية داخل كلية الزراعة في منطقة حمام العليل، التي استعيدت السيطرة عليها من تنظيم داعش الاثنين. وعثر على المقبرة في منطقة حمام العليل، التي تبعد حوالي 15 كيلومتراً إلى جنوب ضواحي الموصل، آخر أكبر معاقل تنظيم داعش في العراق. كما نشرت الشرطة مجموعة صور تظهر عناصر أمن وأشخاصاً آخرين بملابس مدنية في منطقة مفتوحة غير مستوية مليئة بالقمامة. وأظهرت بعض الصور أشكالاً غير واضحة قد تكون لجثث رميت بين النفايات. من جهتها، أفادت قيادة العمليات المشتركة أن "القوات العراقية عثرت على جريمة جديدة بوجود مئة جثة مقطوعة الرأس للمواطنين" داخل الكلية نفسها، لافتة إلى أنه "سيتم إرسال فرق تخصصية" للتحقيق. ولم تحدد القيادة ما إذا كانت تلك الجثث مدفونة أم لا. وسبق أن قدمت القوات العراقية تقديرات عن أعداد ضحايا في مقابر جماعية قبل أن يتم سحبها وتعدادها. إلى ذلك، شهد شرق الموصل الاثنين سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح جراء انهيار منازلهم فوق رؤوسهم بعد قيام تنظيم داعش بتفجير سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة خلال المواجهات المحتدمة مع القوات العراقية. ووفق قادة عسكرين فإن نحو 5 عائلات مكونة من 38 فردا بينهم أطفال قتلوا جميعاً في منطقة حي السماح شرق الموصل جراء انهيار المنازل فوق رؤوسهم. وبحسب مصادر عسكرية فإن سبب انهيار المنازل جاء بعد أن فجر تنظيم داعش أكثر من أربع سيارات مفخخة و5 انتحاريين في المنطقة في محاولة لإعاقة تقدم القوات العراقية. أما على صعيد ملف النازحين من الموصل، فلا شك أن معاناة الهاربين من أتون الحرب والقصف المستمر لم تنته باحتمائهم في مخيم خازر للاجئين الواقع على نحو 30 كلم شرق الموصل، بل فرض الجوع نفسه عليهم وأثقل كاهلهم فأصبحوا لا يجدون سوى الخبز لسد جوع أطفالهم. وعلى الرغم من محاولة النساء اللواتي يعشن في المخيم إضفاء الإحساس بالحياة الطبيعية إلى حياتهم اليومية بخبز الخبز، وباستخدام الحجر الساخن ومكونات توزع في المخيم، إلا أنها إمكانات تظل ضئيلة أمام الاحتياجات الضرورية مع اقتراب فصل الشتاء. الجدير بالذكر أن عدد النازحين بلغ نحو 34 ألفا منذ بدء هجوم الموصل في السابع عشر من أكتوبر، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، في حين تصل السعة الاستيعابية لمخيم الخازر نحو 30 ألف شخص مع استمرار تحذيرات الأمم المتحدة من نزوح محتمل لمئات الآلاف من اللاجئين.

 

إذا فازت هيلاري يمسك الجنس اللطيف بثلث اقتصاد العالم

الثلاثاء 8 صفر 1438هـ - 8 نوفمبر 2016م/لندن - كمال قبيسي/منذ حصلت المرأة في 1893 بنيوزيلندا، ولأول مرة على حق الترشح والتصويت بالعالم، ورقعة سلطتها تتسع في كل مكان وعلى كل صعيد، اعتبارا أن هيلاري كلينتون هي الفائزة بالرئاسة الأميركية اليوم، فبدخولها "نادي الحاكمات" تصبح السلطة الأولى بيد المرأة في 16 دولة، سكانها 800 مليون تقريبا. ويزيد الإنتاج القومي لهذه الدول عن 27 تريليون دولار، أي أكثر من ثلث اقتصاد وإنتاج الكرة الأرضية بأسره، والمقدّر وصوله في 2016 إلى 75 تريليون دولار، وفق مؤشرات قرأتها "العربية.نت" في عدد من المواقع الإخبارية الاقتصادية، كما في الأهم، وهو World Development Indicators التابع للبنك الدولي، وفيه نجد أن 3 دول بينها، أي الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، إنتاجها القومي وحده 22 تريليون دولار، ويحكمها 3 نساء. وفي اللائحة أدناه أسماء الدول والمتوليات المنصب الأول فيها حاليا، أي رئيس أو رئيس وزراء، وهي دول مجموع مساحتها أكثر من 12 مليون كيلومتر مربع. كما في اللائحة الإنتاج القومي لكل منها بالمليارات، مع السكان بالملايين والمساحة بالكيلومترات. رئيسة مالطا ماري لويز كوليرو بريك ورئيسة وزراء استونيا كريستي كاليولايد، ورئيسة وزراء بولندا لياتا سيدلو، ورئيسة التشيلي ميشيل باتشيليه، ثم صور الأسفل، رئيسة كرواتيا كوليندا جرابار كيتاروفيتش، وداليا غريباوسكايتي، حاكمة ليتوانيا، ورئيسة وزراء النرويج أرنا سولبرغ وامتد سلطان المرأة أيضا إلى مناصب سياسية وغيرها، فعندنا Nicola Sturgeon رئيسة وزراء سكوتلندا، وأيضا Susana Pacheco رئيسة حكومة قطاع أندلوسيا (الأندلس) في إسبانيا، إضافة إلى Loretta Lynch المتولية منصب المدعي العام الأميركي، إضافة إلى نساء بالمئات يتولين مناصب عليا في دول أميركا اللاتينية ودول الشرق البعيدة، كما بشكل خاص في روسيا ودول الاتحاد الأوروبي والدول الاسكندنافية. من اليمين لوريتا لينش، المدعي العام الأميركي، وجانيت يلن، رئيسة نظام الاحتياط الفدرالي الأميركي، وروث غينسبورع رئيسة المحكمة العليا للولايات المتحدة من النساء في الولايات المتحدة أيضا، نجد Janet Yellen رئيسة نظام الاحتياط الفدرالي الأميركي، ونجد أيضا مواطنتها الأميركية Ruth Bader Ginsburg رئيسة المحكمة العليا للولايات المتحدة، ونجد في ميانمار رئيسة المعارضة الشهيرة فيها Aung San Suu Kyi ومعها نجد 49 امرأة من جنسيات عدة، حصلن على جوائز نوبل في علوم متنوعة.الدكتورة نعمت شفيق، نائبة محافظ بنك انجلترا، ثم حاكمة البنك المركزي الروسي الفيرا نبيوللينا بين حاملات نوبل، نجد من حصلت في 2011 على نوبل السلام، اليمنية توكل كرمان. ونجد في روسيا حاكمة البنك المركزي Elvira Nabiullina إضافة إلى عربية تتولى منصب نائب محافظ بنك إنجلترا، وهي البريطانية من أصل مصري، الدكتورة نعمت شفيق.

 

أزمات المنطقة في ستاتيكو مكلف والمعالجة تنتظر الادارة الاميركية الجديدة وكلينتون وترامب يحملان مقاربات "مختلفة" عن سياسات أوباما لملفات الشرق

المركزية- في انتظار اتضاح نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية التي انطلقت اليوم، تعيش المنطقة مرحلة ترقب تبدو فيها بؤر التوتر الكثيرة تشهد عمليات كرّ وفرّ تملأ الوقت الضائع من دون ان تحقق فيها أي من الأطراف المتصارعة، انتصارات يمكن ان تكسر الستاتيكو الذي يحكم ميزان القوى.

وتقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان أيا كانت الجهة التي ستنتصر في الانتخابات الاميركية، فانها ستحمل معها تصورا جديدا للشرق الاوسط وأزماته. واذا كان التبدل في المقاربات الاميركية سيبدو جليا اذا آل البيت الابيض الى "الجمهوريين" عبر نجاح مرشحهم دونالد ترامب، فان المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، وإن كانت من "حزب" الرئيس باراك أوباما، الا انها ستضع خططا أميركية جديدة لسياسات بلادها في الشرق، مغايرة لنهج "الانكفاء" الذي اعتمده سلفها، ان هي تسلمت مقاليد الحكم في واشنطن. في الاثناء، تعيش حلب "مراوحة" على صعيد التطورات في الميدان، يحاول فيها الجيش النظامي لكن أيضا الفصائل المعارضة، تحقيق تقدّم على الارض يمكن ان تضعه في مرحلة المفاوضات المقبلة بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، على الطاولة، لتحسين موقعها وشروطها في التسوية السياسية المرتقبة. وتدل أرقام القتلى الذين يسقطون في الميدان السوري من العناصر الاجانب الذين يقاتلون الى جانب النظام السوري الى ان مرحلة التسويات قد لا تتأخر كثيرا، وفق المصادر حيث تذكّر بإعلان اللواء يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، السبت، أن "آلافا من أفراد حزب الله اللبناني سقطوا في سوريا، وإن عدد قتلاه يفوق قتلى الإيرانيين هناك"، وذلك بعد يوم من الإعلان عن مقتل سبعة عناصر من حزب الله في معارك مدينة حلب، علما ان شهر تشرين الأول الماضي وحده، سجّل مقتل 31 من حزب الله في سوريا، من بينهم قياديون. أما خلال الاثني عشر شهرا الأخيرة، فقتل 312 إيرانيا في معارك سوريا، بينما تقول بعض التقديرات إن إيران فقدت 1300 عسكري في سوريا منذ اندلاع الثورة عام 2011. أما في اليمن، فالستاتيكو سيّد النزاع أيضا وسط تعثر في مسار الحلّ السياسي. غير ان ارتفاع منسوب الخلافات بين الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جهة والحوثيين من جهة أخرى على خلفية تأخر إعلان الحكومة التي كُلف قيادي في حزب صالح، بتشكيلها، قد ينعكس تشرذما في جبهة هؤلاء يساعد في وضع قطار التسوية على السكة في المرحلة المقبلة. وبالانتقال الى الميدان العراقي وتحديدا الى معركة استعادة الموصل من يد "داعش"، فان أي خرق عسكري لافت لم يتحقق بعد، وسط غياب الجواب الشافي لسؤال "من سيملأ فراغ "تنظيم الدولة" في الموصل". فالاتراك والاكراد لن يقبلوا بسقوط الموصل وكركوك، المدينتين السنيتين الغنيتين بالنفط، تحت سيطرة قوى الحشد الشعبي المدعومة من ايران والتي تقاتل في العراق اليوم، وهو ما أكده صفوي الذي لفت الى أن اللواء الإيراني قاسم سليماني هو من اقترح على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تشكيل قوات الحشد الشعبي لقتال تنظيم الدولة، لأن "الجيش النظامي غير قادر على مواجهته". وكل هذه الاعتبارات تجعل الحسم في معركة الموصل مؤجلا وترفع عقبات على طريق تحريرها. المنطقة كلها وملفاتها الشائكة، تتقلب على نار الانتظار الثقيل والمكلف بشريا وسياسيا ومادياً الى حين استلام الادارة الاميركية الجديدة مسؤولياتها في واشنطن، تختم المصادر.

 

"روسيا اليوم": تظاهرة في مصر في 11 الجاري وكــــرة لهـب يتقاذفهــا الجميــــع

المركزية- ذكرت صحيفة "روسيا اليوم" ان "العد التنازلي للوقوف على حقيقة الدعوات إلى الاحتجاج والتظاهر في الحادي عشر من الجاري ضد القيادة المصرية بدأ، والدعوات إلى التظاهر والاحتجاج باتت تشبه كرة لهب يتقاذفها الجميع في مصر، بالتعاطي والتأييد او بالاستنكار والتخوين، من دون ان يعلم احد صاحب الدعوة الحقيقية او الأهداف من ورائها في هذا التوقيت الحرج سياسياً واقتصادياً على الصعيد الداخلي في مصر، وبعد عامين من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي اطاح حكم "الإخوان المسلمين" في 30 حزيران 2013، بعد 3 اعوام من الفوضى التي ضربت البلاد في اعقاب اندلاع ثورة 2011".

وافادت الصحيفة ان "دعوات 11 تشرين الثاني نُسبت إلى واحدة من احدث الحركات الإخوانية، التي اطلقتها الجماعة من الخارج، والتي تحمل اسم "غلابة"، مستغلة تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار التي تعانيها قطاعات واسعة من الشعب في دفعهم للخروج والتظاهر هذا اليوم. ولجأ الداعون إلى بعض الأساليب مثل الكتابة على الجدران في الشوارع الرئيسة والتدوين على العملات الورقية، ظناً منهم ان هذه هي افضل طريقة للوصول إلى البسطاء. وهو ما دفع الأمن إلى التحذير من ترويج هذه العملات الورقية او كتابة عبارات تحريضية عليها". واشارت "روسيا اليوم" الى ان "احزاباً مغمورة ومنظمات مدنية ونشطاء إعلاميين لا وجود لهم في الشارع، استغلوا تلك الدعوات في إعادة تسويق انفسهم سياسياً كداعمين للقيادة الحالية وجعل صراخهم من الداعين إلى تلك التظاهرات شياطين قادرة على هدم الوطن، وبادلتهم ابواق "جماعة الإخوان" من الخارج، الاتهامات، بأن اجهزة في الدولة هي التي صنعت هذا الحدث لتمرير قرارات صعبة فأصبحنا امام كرة من اللهب يتقاذفها الجميع".

 

الامم المتحدة: المتطرفون يجبرون آلاف المدنيين على الانسحاب معهم من حمام العليل قرب الموصل

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أجبر مقاتلو تنظيم "داعش" الاف المدنيين على الانسحاب معهم من بلدة حمام العليل عند المدخل الجنوبي لمدينة الموصل والتي استعادتها القوات العراقية، واقتادوهم في اتجاه مطار الموصل، حسبما ذكرت الامم المتحدة اليوم. وصرحت المتحدثة باسم مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة رافينا شامدساني للصحافيين في جنيف بان "المقاتلين لم يغادروا البلدة وحدهم"، موضحة ان "المكتب تلقى تقارير بان المتطرفين "اقتادوا عنوة زهاء 1500 عائلة من بلدة حمام العليل في اتجاه مطار الموصل" في 4 تشرين الثاني. وتحذر الامم المتحدة منذ اسابيع من ان تنظيم داعش" "يجبر المدنيين الذين يعيشون في المناطق المحيطة بالموصل على الانتقال الى المدينة لاستخدامهم دروعا بشرية في المعركة المقبلة". وقالت شامدساني ان مكتبها تلقى معلومات بان المتطرفين "خطفوا 296 عنصرا سابقا في قوات الامن العراقية" من مناطق محيطة بالموصل. واضافت انه "في الفترة من 1 الى 4 تشرين الثاني، خطف المتطرفون 195 عنصرا سابقا في قوات الامن العراقية من العديد من القرى في تلعفر، وعند منتصف الثالث من تشرين الثاني خطفوا 100 عنصر سابق من تلك القوات من قرية موالي غرب الموصل". واشارت الى ان "مصير كل هؤلاء المدنيين غير معروف في الوقت الحالي".

 

محققون فرنسيون يشتبهون بان بلجيكيا مغربيا نسق هجمات باريس وبروكسيل من سوريا

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - كشف محققون فرنسيون ان "متطرفا بلجيكيا مغربيا يدعى اسامة عطار كان احد المنسقين من سوريا للهجمات التي شهدتها باريس وبروكسيل". ويعتقد المحققون ان الاسم الحركي "ابو احمد" الذي ورد في التحقيقات يخفي وراءه هذا الجهادي المقاتل الذي اصبح عضوا في تنظيم "داعش"، المنسق الوحيد انطلاقا من سوريا الذي اتاحت التحقيقات كشفه". وكان التنظيم المتطرف تبنى الهجمات التي وقعت في 13 تشرين الثاني الماضي في باريس و22 آذار في بروكسيل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المتاح الآن مجرّد انتظار وترقّب

عبد الوهاب بدرخان/النهار/9 تشرين الثاني 2016

من الطبيعي أن اللبنانيين، بلا استثناء، كانوا يتطلّعون الى نهاية أزمة الشغور الرئاسي، وعودة الدولة الى ادارة شؤون البلد، واستئناف النظام اللبناني تفعيل صيغته الميثاقية. أي تفكير خارج هذا الاطار كان ليعني ارتياحاً مريباً الى رئاسة من دون رئيس وإلى برلمان وحكومة عاطلَين عن العمل، وإلى فوضى يعتقد هذا أو ذاك أنه مستفيد منها. أما وقد انتُخب رئيس وكُلف رئيس لتشكيل حكومة جديدة فقد أصبحت الأولوية حُكماً لإنجاح التجربة - لأنها فعلاً تجربة وليست استمرارية لجمهورية مستقرّة. مرّ لبنان بحرب أهلية عصفت بالدولة والتعايش المشترك، واُعلن مراراً عن انتهاء تلك الحرب التي لمّا تنتهِ بعد، بل إنها تبدّل أطوارها ووجوهها و"أبطالها" و"شهداءها". وفي كل مرحلة كانت هناك تسوية تنطوي على توصية رئيسية: تجاوز ما سبق ونسيانه كأنه لم يكنْ، وعدم نقاشه لاستخلاص دروس وإصلاحات. وكانت جهة الوصاية - النظام السوري سابقاً، ايران و"حزب الله" حالياً - تشجّع على إشغال الحياة اليومية للحكم والحكومة بمشاكل الداخل وهي كثيرة ومتراكمة وتستحق كل الاهتمام، أمّا الشأن الخارجي فكان "نظام الوصاية" يتكفّله ويحتكره سابقاً باسم "تلازم المسارَين" وحالياً باسم "خط المقاومة" الذي انتقل من مواجهة مع العدو الاسرائيلي الى قلب بيروت ثم مدن سوريا وبلداتها تقتيلاً وتدميراً وتهجيراً. من المحتمل أن تكون التسوية الأخيرة أنقذت النظام والدولة موقّتاً، ولعلها أوقفت تصدّعهما قبل الانهيار، لكن أعمال الترميم الداخلي للبناء لا يمكنها أن تبدّد المخاطر القائمة. والسبب واضح في أن التسوية نفسها لم تعالج أسباب الأزمة، بل لم تطمح الى معالجة كهذه، فالقول بـ "تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية" يبقى جملة انشائية يعرف "حزب الله" قبل سواه أنها لا تعني شيئاً. كذلك القول بـ "دولة قوية" و"غير مرتهنة" طالما أن هذا "الحزب" مستقوٍ عليها ومرتهنها لأجندة ايرانية. ففي نهاية المطاف تبيّن بجلاء أن المشكلة لم تكن في شخص العماد ميشال عون وإنما في السياسات التي تبنّاها ويُشاع اليوم أن مقتضيات المنصب الرئاسي تدفعه الى مراجعتها. كان مفهوماً أن تصارح تسوية عون - الحريري اللبنانيين بأن أزمات المنطقة "أكبر منّا"، فهذا واقع لا يُلامان عليه. لكن المصارحة الخجولة تفيد بأن تورّط "حزب الله" في سوريا والعراق واليمن والبحرين، وأن سلاحه غير الشرعي وتسلّطه على الداخل وتهميشه للدولة والجيش، باتت "أكبر منّا" أيضاً. وفي هذه الحال كيف للحكم والحكومة أن يتصرّفا بما تبقّى لهما من صلاحية تفوق قليلاً صلاحية البلديات، وكيف يعيدان ثقة الداخل والخارج بفاعلية دولة صار معروفاً مَن يتحكّم بها؟ الأكيد أن الداخل والخارج يتمنّيان نجاح "العهد الجديد"، لكنهما لا يملكان حتى الآن سوى الانتظار والمراهنة، أمّا اللبنانيون فينبغي الكثير الكثير كي يصدّقوا ما تلقّوه من وعود.

 

" مبكرين " ... على العهد !!

نبيل بومنصف/النهار/9 تشرين الثاني 2016

يتعين الاعتراف لرئيس النظام السوري كما لحليفته ايران بأنهما أفضل من يحسن اصطياد اللحظات اللبنانية لنشر مظلة "المحور الممانع" ذي النفوذ المتقدم على لبنان. حل الموفدان السوري والايراني بالامس في قصر بعبدا حيث كان الجمهور العوني يستعيد قبل يوم واحد البعض الكثير من ذكريات عملية 13 تشرين الاول 1990 التي ارتكبها الجيش السوري. ليست اولى المفارقات ولن تكون آخرها ، فها هو الرئيس سعد الحريري ايضا الذي زار قصر المهاجرين ثلاث مرات زمن رئاسته لحكومته الاولى يستقبل في دارته وزير الخارجية الايراني غداة لقائه وسفراء الدول الخليجية. لعلنا سنكون معنيين أكثر بالمناخ الداخلي الطالع على خلفية اندفاع نظام الأسد وطهران الى توظيف اقليمي فاقع لانطلاقة العهد العوني الذي قلنا سابقا انه سيكون عليه ان يتحلى بقدرات وخبرات الكيميائي لئلا تتفجر مكونات عهده من حوله وفيه. لذا لا يعود غريبا والحال هذه ان يصبح الدكتور سمير جعجع نقطة ارتكاز لافتة ومستعجلة في حملات تتصاعد عليه وعلى "قواته" لتصوره كأنه صاحب الشهوة الاستيزارية النهمة وحده دون سائر الآخرين. فزعيم "القوات" تحديدا يقلق الحلفاء الممانعين للعهد اكثر من الرئيس المكلف سعد الحريري نفسه الذي يجد نفسه في شراكة وجودية محققة مع الرئيس عون ولا قبل له بصداميات سياسية الان فيما الجنرال الرئيس يتلقى تهاني موفدي "الممانعة" المفعمة بفائض المحبة والنصر . لم يخطئ الشامتون بخفوت أصوات 14 آذارية حيال تهافت الموفدين الأسدي والايراني الى بيروت كمبشرين "بانتصار الممانعين" . مع ذلك تتصاعد الهجمة على سمير جعجع، ويراد لشراكته الاساسية مع العهد ان تضرب في المهد. ولكن لحسابات تكوين السلطة الإجرائية معايير مختلفة. حتى الرئيس بري نفسه استطاب إجراء قراءته الخاصة للانتخاب الرئاسي وصوب هدفه المستجد نحو معراب. غالبا ما تكون نبرة الود المستحيل "طبيعية" بين معراب وحارة حريك ، فاذا بحلفاء " حزب الله" الآن يشاطرونه الضرب على هذه الخاصرة مع بداية توليفة الحكومة الحريرية الاولى للعهد. لا نغالي ان قلنا ان خطأ موصوفا كبيرا يرتكب ان مضى "الحلفاء الممانعون" في جعل الشريك المسيحي الاساسي للعهد الرقم واحد في بنك اهدافهم السياسية قبل ان يجف حبر الاستحقاق الانتخابي للرئيس عون. كان التهافت الدمشقي والايراني على القصر علامة اضافية في الالتباس الذي يشوش مقولة "صنع الرئاسة في لبنان" التي كان "الحكيم" اكثر من بشر بها ولا يزال. ولكننا لا ندري طبيعة "الخدمات" التي يقدمها خصوم "القوات" للعهد ان هم مضوا في سياسة تجويف مبكرة لمعادلة التوازن الحتمي الذي لن تستقيم انطلاقة قوية للعهد من دونه !! .

 

تعقيدات ما بعد الانتخاب والتكليف أداة تأخير لكنها لم تخلط التحالفات

روزانا بومنصف/النهار/9 تشرين الثاني 2016

دحض البيانان الاسبوعيان اللذان صدرا عن كتلة "المستقبل و"تكتل التغيير والإصلاح" الانطباعات المتفائلة بقرب ولادة الحكومة وفق ما شاع على خلفية اجواء التطبيع التي سادت بين الافرقاء السياسيين مع انتخاب العماد ميشال عون رئيسا وتكليف الرئيس سعد الحريري بتأليف الحكومة . يعتبر البعض انه يحق لرئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الذي يعتبر انه من وضع المدماك الاول لرئاسة عون، والذي لولاه لما حصلت التطورات التي ادت الى انتخابه، بأن يطالب بترجمة تعبر عن ذلك امام جمهوره وناسه من خلال حصة وزارية وازنة وحقائب اساسية، تحت طائل أن اعتبار جمهوره انه اقدم على خطوة ناقصة لن يقطف ثمارها. لكنه حين طالب بوزارة المال تحت عنوان ان لديه اصحاب اختصاص يتصفون بالشفافية وبعيدين من الفساد قد يكون ساهم في توسيع شقة الاعتراض على حصته، وذلك في ضوء ما قد يكون اعتبره البعض اتهاما مبطنا للرئيس نبيه بري الذي كانت وزارة المال في عهدة وزيره علي حسن خليل الذي يرجح ان يبقيه بري في الوزارة كرد فعل على ما قاله جعجع، علما ان الاعتراض الأساسي هو من جانب " حزب الله" على الارجح الذي لا يعتبر ان رئيس "القوات" هو الذي وضع المدماك الاول لانتخاب عون بقدر ما سعى الى تدارك دوره وتحسين موقعه . وهذا يشكل أحد ابرز العناوين الراهنة للتعقيدات امام سرعة تأليف الحكومة في ظل تعذر اعطاء حقيبة سيادية لجعجع، وهذه ستكون حكما وفقا للتوزيع المفترض لهذه الحقائب ان تكون حقيبة وزارة الخارجية. وكون عون وجعجع اقاما مصالحة ادت الى دعم جعجع عون للرئاسة لا يعني ان الاتفاق المسيحي - المسيحي ينظر اليه ايجابا بهذا المعنى على انه تكامل في المواقف والنظرة، بل يعتقد ان ثمة بوناً شاسعاً بين أن تكون وزارة الخارجية في عهدة عون أو في عهدة جعجع لاعتبارات تتعلق بالمواقف المعروفة والمعلنة لرئيس "القوات".

ولعل المشهد الذي ظهر يوم الاثنين بزيارتين قام بهما موفد رئاسي سوري من نظام بشار الاسد الى قصر بعبدا وزيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ايضا لتهنئة العماد عون، بينما كان وفد من سفراء دول الخليج العربي في زيارة "بيت الوسط" لتهنئة الرئيس سعد الحريري والاطمئنان الى توجهات المرحلة برئاسته للحكومة، انما يعكس على نحو غير قابل للتأويل مشهدية معقدة لا توحي ان الامور يمكن ان تكون سهلة ومنفتحة وفق ما أشارت بعض المظاهر الاسبوع الماضي مع انتخاب عون وتكليف الحريري، بل ان المسائل اكثر تعقيدا مما ظهر الاسبوع الماضي . ( وفي حين أن الزيارتين السورية والايرانية صبتا في الاستثمار الفوري في انتخاب رئيس الجمهورية، فان الدول الاخرى تربط انفتاحها على المرحلة الجديدة بسرعة تأليف الحكومة، وما اذا كانت مهمة الحريري سهلة في التأليف ام لا وطبيعة التعقيدات امامه ) . كما ان تحالف عون وجعجع مزق الاصطفافات بين قوى 8 آذار و14 آذار، لكن احدا لم يأت الى موقع الاخر بل بقي كل واحد عند مواقفه. يضاف الى ذلك انه لا يعتقد ان موضوع المناصفة في الحقائب المسيحية بين عون و"القوات اللبنانية" باعتباره امرا قد يكون اتفق عليه الطرفان هو امر مريح، بل هو ما سيتم السعي الى عدم تحققه انطلاقا من انه اذا كان التحالف المسيحي بين الطرفين اطاح الوسطيين المسيحيين من قوى 14 آذار فان ذلك لن ينسحب على مسيحيي 8 آذار ، بل انه سيتم الدفاع عن موقع هؤلاء وحصصهم وادوارهم . ولذلك حتى لو ان هناك فرصة لتوزيع الحقائب السيادية وفق ما يفرضه منطق الامور فان ذلك لن يحصل وفق ما يعتقد ، والمؤشر من الزيارتين السورية والايرانية ابلغ من التهاني فقط.

ثمة تعقيد اخر يعتقد كثر انه قائم وان كانت ظواهره توحي العكس. فالرئيس بري الذي بات واضحا انه غدا ممرا الزاميا للحكومة ليس بحكم موقعه فحسب بل بحكم تمثيله " حزب الله" للتفاوض حول الحكومة ومطالبته بحقائب لحلفائه في 8 آذار، مثل "تيار المردة" انما يعزز وضعه ليس من خلال ثلث معطل، بل من خلال ثلث ضامن سيكون مؤمنا عبر الحصص التي يفاوض باسمها . فاعتبار بري ممرا الزاميا للحكومة انما يعني وفق ما يقول البعض عدم الركون الى ما يطبخه الثنائي نادر الحريري وجبران باسيل او ما يفصلانه من اجل ان يلبسه الاخرون. والمسألة مع الرئيس بري ليست بالسهولة التي تبدو لا في الشكل ولا في المضمون لاعتبارات متعددة لم تبددها لحظات الالتقاء الأخيرة وإن أُعلن تبديدها .

وهذه ليست التعقيدات الوحيدة وسط مطالبات بالحقائب بين الحصة المفترضة لرئيس الجمهورية وحصة تكتله النيابي، مع فارق ان هذا الفريق هو في موقع اخر لجهة امكان ان يسهل بعض الامور في حال اراد انطلاقة مزخمة للعهد بحكومة تتألف سريعا، وذلك نقيض ما كان يشترطه حين كان خارج الرئاسة ويفاوض على حصصه . فهناك حكومة ستتألف في نهاية الامر، لكن الآمال لم تعد كبيرة في ان ترى النور قبل عيد الاستقلال في 22 الجاري لأن فرملة للاندفاعة ككل قد تطرأ وتكون مماثلة للدورات الانتخابية المتتالية التي ادت الى انتخاب عون في نهاية الامر .

وعلى الهامش يلفت بعض السياسيين الى ضرورة تأمين حضور المرأة في الحكومة، ويذكّر بأن حكومة الحريري في العام 2009 ضمت وزيرتين ، لكن اللافت ان الكتل الرئيسية لا تولي اي اهمية تذكر لهذا الحضور، باستثناء رئيس الحكومة على الارجح.

 

يا شعب لبنان العظيم ...

ميشيل تويني/النهار/9 تشرين الثاني 2016

بعد انتخاب الجنرال عون رئيساً للجمهورية، لا يمكن إلا أن نتوقف عند بعض النقاط:

- المشهد الذي كرر التاريخ بعد ٢٦ عاما مع خطاب الرئيس ميشال عون أمام الشعب في قصر بعبدا، أعاد الى اللبنانيين مشهد الجنرال عندما قصف الجيش السوري القصر واضطر هو للمغادرة الى السفارة الفرنسية. فهذا المشهد ذكرنا جميعاً بالتضحيات والحروب والموت والاستشهاد والتهجير والمآسي التي عاشها اللبناني في تلك الحقبات.

- مشهد السياسة المتقلبة يتكرس الآن في لبنان على مشارف العهد الجديد، فمن أخرج الجنرال من القصر قبل ٢٦ عاما، جاء اليه بالامس لتهنئته بانتخابه، ومن عارض الجنرال سياسياً من خصومه السياسيين منذ عام ٢٠٠٥ حتى الأمس القريب (تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية) هم من دعموه وأوصلوه الى الرئاسة الاولى، علماً أنهم كانوا في الانتخابات النيابية الحلفاء الذين يخاصمهم الحزب و"التيار".

- من يدعم سياسة "التيار الوطني الحر" أو من يعارضها، لا يمكنه إلا أن يشعر بإيجابية بعد فراغ دام سنتين ونصف سنة، إذ إن الفراغ كان المصيبة الاكبر، ومن ساهم في إبقائه سنتين ونصف سنة ارتكب الانتهاك الأكبر في حق الدستور والجمهورية. ولكن بانتهاء الفراغ لا يمكن إلا أن يكون كل لبناني مرتاحاً، ولو انهم لسوء الحظ أوصلونا الى ان نعتبر ان انتخاب رئيس هو "إنجاز تاريخي"!.

- جميلة صورة الاتفاق على رئيس الحكومة والحديث عن تأليف حكومة قبل عيد الاستقلال إذا لم يطرأ أي جديد، وان تكون الأحزاب التي عطلت البلاد لسنين متفقة اليوم على المشاركة في السلطة، فهذا سيمكننا من أن ننعم بحياة سياسية أفضل من الاعوام الماضية.

- من يعارض "التيار" أو من يؤيده لا يمكنه سوى أن يعترف بأنه منذ زمن طويل لم يأت رئيس للجمهورية يمتلك كتلة نيابية كبيرة وجمهوراً كبيراً، وهو نائب منتخب من الشعب اللبناني، ففي الحقبات الماضية عرف لبنان تعيينات واتفاقات أكثر منها انتخابات.

كل هذه النقاط الإيجابية لا يمكن من أراد أن يكون موضوعياً إلا أن يتوقف عندها، خصوصاً أننا كتبنا مرات ومرات مطالبين بانتخاب رئيس وبالتوجه الى مجلس النواب فوراً للانتخاب، وطالبنا مراراً بحكومة لا يتعطل عملها لأن الكابوس الذي مرّ به الرئيس تمام سلام لم يكن بالأمر السليم للسلطة التنفيذية.

فاليوم الشعب اللبناني ينتظر الكثير من الذي فعل الكثير للوصول الى هذا المشهد. واليوم باتوا جميعهم في السلطة مجدداً. واليوم هو آخر فرصة ليثبتوا أن مشاريعهم جدية وتغييرهم للوضع الراهن مشروع فعلي وليس فقط شعارات ومزايدات. فيا شعب لبنان العظيم، انتظر، ترقب، تأمل، حاكم، وحاسب على الإيجابي والسلبي ... لأنك الشعب الذي انتظر وينتظر منذ سنين.

 

أيّهما أفضل للبنان: كلينتون أم ترامب؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 09 تشرين الثاني 2016

يُراهن كثيرون على أنّ الإدارة الأميركية الجديدة، أيّاً كان الرئيس المنتظر، ستكون أفضلَ للبنان من إدارة الرئيس باراك أوباما. فهل هذا الرهان في محلّه، خصوصاً أنّ الانتخابات الرئاسية الأميركية تأتي مباشرةً بعد الانفراج النسبي والمفاجئ في مسار الأزمة اللبنانية؟ يقول البعض إنّ لبنان «زَمط» برئيس للجمهورية قبل أيام قليلة من انتخاب رئيس أميركي جديد، وأنّ المبادرة التي أدّت إلى إنتاج التسوية الحالية في لبنان لم يكن مصدرها خارجياً، كما جرت العادة، ولم تكن الولايات المتحدة من صانعيها، لكنّها وافقت عليها. فقد بدت الخارجية الأميركية متحفّظة جداً في الأيام الأولى، وقلِقة من عواقب وصول رئيس للجمهورية حليف لـ»حزب الله» إلى بعبدا، في ذروة الحملة التي يخوضها الأميركيون لتجفيف مصادر تمويل «الحزب». لكنّ الأميركيين سرعان ما تداركوا الأمر، ووافَقوا على مقولة أنّ الرئيس ميشال عون، الذي يَعرفونه منذ مدّة طويلة جداً، لن ينتهج سياسة تقود لبنان إلى المحور الإيراني، خصوصاً أنّ العهد سيكون «ممسوكاً» بحكومة «متوازنة» يرأسُها الرئيس سعد الحريري. ولذلك، عبّر الأميركيون لاحقاً عن دعمِهم الواضح للعهد، مشفوعاً بالترقّب للمسار الذي سينتهجه.

ولكن، إذا كان صحيحاً أنّ هذه التسوية المصغّرة التي جاءت بعون والحريري إلى الحكم أساسُها مبادرة محلّية (عون- جعجع- الحريري)، فالصحيح أيضاً أنّ عوامل إقليمية ودولية ساعدت على توفير التغطيات لها، من جانب إيران وسوريا والمملكة العربية السعودية، وأبرزها استحقاق تغيير الإدارة الأميركية.

فالسعوديون تتملّكهم الهواجس من تداعيات وصول دونالد ترامب. وأمّا الإيرانيون فيطرحون الأسئلة عمّا بعد أوباما، سواء كانت هيلاري كلينتون أو ترامب. في أيّ حال، يترقّب لبنان مَن سيكون في البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني المقبل. فإذا فازت كلينتون، سيستمرّ نهج أوباما على حاله في الشرق الأوسط ولبنان. وكلينتون قادت جزءاً من هذا النهج من خلال عملها وزيرةً للخارجية. ولذلك، ليس هناك كثيرٌ من المفاجآت المنتظرة في لبنان والشرق الأوسط خلال عهدها.

وأمّا ترامب، بصفته حالةً مختلفة، فهو يُدغدغ طموحات شريحة من اللبنانيين الراغبين في تغيير النهج الأميركي الحالي، وتحديداً في استعادة النهج الجمهوري الذي قاده الرئيس جورج بوش الإبن بين 2001 و2009، والذي كانت أبرز محطاته انتفاضة 2005 التي أدّت إلى إخراج القوات السورية من لبنان.

طبعاً، ظروف المرحلة لم تعُد هي إيّاها. فتلك الانتفاضة انتهت مفاعيلها عملياً. إلّا أنّ الطاقم اللبناني المحيط بحملة ترامب، وفي مقدّمهم مستشارُه للسياسة الخارجية الدكتور وليد فارس، يوحي بأنّ هناك كثيراً ممّا يمكن القيام به للبنان، إذا أتيحَ لترامب أن يفوز بالرئاسة، إذ إنّ إدارته ستقوم بمراجعة شاملة للملفات الشرق أوسطية. ويطلق هؤلاء وعوداً بأنّ تلتزم إدارة ترامب القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان، وفي مقدّمها القرار 1559 بما طُبِّق منه وما لم يطبَّق، كخروج القوى الغريبة المسلّحة من لبنان ونزعِ سلاح الميليشيات.

لكنّهم يسألون: ماذا يمكن أن يفعل الأميركيون للبنان، خصوصاً بعد السيطرة الإيرانية على السلطة، والتي حصلت أخيراً من خلال التسوية. فقد استعجَل الإيرانيون انتخابَ أحد الحليفَين، عون أو فرنجية، استباقاً لاحتمال وصول ترامب إلى الحكم. وهذا الموقف يعبّر عنه المهندس توم حرب، الذي يقود اليوم التحالفَ الأميركي- الشرق أوسطي لدعم ترامب. فالقرار 1559 وُلِد بدعم بوش، لكنّ اللبنانيين لم يُحسنوا استثمارَ الظروف التي أتيحَت لهم لا في 2005، ولا في حرب تمّوز 2006، حين عملَ بوش لوضعِ القرار 1701 تحت الفصل السابع، فيما تمسّكَت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بورقة «النقاط السبع».

وكذلك، لم يحسِن لبنان استثمار الدعم الأميركي في 2008، مع دخول «حزب الله» إلى بيروت، حين اقترحَت واشنطن أن يستفيد الجيش اللبناني من القرار 1701، فيتمّ توسيع صلاحية القوات الدولية لتشمل مناطق حسّاسة، ولا سيّما الدعم البحري. لكنّ لبنان رفضَ ذلك.

فالمطلوب، وفق حرب، هو أن نحدّد كلبنانيين ما نريد من الولايات المتحدة أن تساعدنا به. فإذا وصَل ترامب إلى البيت الأبيض، وأرادت إدارته تنفيذَ مبادرة تجاه لبنان، فمع مَن في لبنان يجب أن نعمل لتحقيق هذا الهدف؟

وترامب المعروف بانتقاده الاتّفاقَ حول الملف النووي، والذي يأخذ على الإدارة الديموقراطية ترتيبَ هذا الاتفاق، هو أوّل مرشّح للرئاسة الأميركية يتحدّث عن خطر إيران في لبنان، وهو يرى أنّ الاتفاق حول النووي يخلق تسابقاً نووياً في الشرق الأوسط قوامُه دوَل ترعى الإرهاب وتتسبّب في خلق الفِتن.

وفيما يتوجّه ترامب إلى كلينتون بتهمة تغطية «داعش»، فإنّه يعترض على طريقة المواجهة الدائرة مع هذا التنظيم، ويرى أنّ محاربته تكون بدخول جيوش عربية برّاً إلى سوريا والعراق، بدعم القوى الدولية، لضربِها، على أن يتحمَّلَ العرب أكلافَ هذا التدخّل. والمهم هو الاتّجاه إلى إقامة أنظمة حُكمٍ مستقرّة في الشرق الأوسط. ويرى حرب أنّ الفيدراليات التي تقوم في الولايات المتحدة وفرنسا والبرازيل وسويسرا وسواها، والتي ترتكِز إلى الوحدات الإدارية المحلية كالبلديات، كفيلةٌ بمنحِ المواطنين القدرة الإدارية والسياسية على انتخاب ممثّليهم، بمعزل عن السلطة المركزية.وهذا النظام ناجح جداً في الغرب.

في المقابل، يقول داعمو كلينتون إنّ سياسة ترامب لا تجد حلولاً للمعضلات الكبرى في الشرق الأوسط، التي تنعكس مباشرةً على لبنان. فهو بسياسته يمكن أن يزيد منسوبَ التطرّف في المنطقة ويحرّض الإرهاب، كما سيطلِق يد روسيا. وسيكون لبنان متضرّراً من هذا الاضطراب، باستقراره الأمني والسياسي والاجتماعي، ولا سيّما لجهة تدفّقِ النازحين إليه. وفي اعتقاد هؤلاء أن انتهاج سياسة واقعية تتعاطى مع القوى الإقليمية التي تتحكّم باللعبة في الشرق الأوسط يبقى أفضلَ لمستقبل بلدان المنطقة، ومنها لبنان.

وعلى مستوى آخر، تنقسم الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة بين من يعتقد بأنّ فوز كلينتون هو الأنسب للجالية، ومن يرى أنّ الأفضل هو ترامب. فالداعمون للمرشّحة الديموقراطية يعبّرون عن خشيتهم من نزعة ترامب «العنصرية»، فـ«هو غاضبٌ من الأميركيين من أصل مكسيكي، حاملي الجنسية منذ أكثر من قرن، فكيف سيتعاطى مع اللبنانيين الوافدين من الشرق الأوسط منذ أقلّ من نصف قرن؟ ويردّ داعمو ترامب بالقول: لو كان الرَجل عنصرياً يَستهدف العرب والجالية اللبنانية، هل كان يختار لبنانيّاً مستشاراً له؟ في الخلاصة، يقول بعض الخبراء، سينتظر الشرق الأوسط، ومعه لبنان، أن يأتي الفرَج من جهة واشنطن، لكنّ ذلك لن يكون مضموناً، سواء فازت كلينتون أو ترامب. فالتعقيدات التي يَغرق فيها الشرق الأوسط، والتداخلات المستجدّة للقوى الدولية والإقليمية، الباحثة عن دور، كروسيا والصين وإيران وتركيا، تَجعل المسائل أكثر تعقيداً. كما أنّ مسائل الإرهاب لا يمكن فصلُها عن مسار النزاع بين القوى الإقليمية والدولية. ومن هنا الاتهامات التي رُميت خلال المعركة لكلينتون وبعض الجهات الإقليمية بتغطية «داعش». وعلى الأرجح، سيكون مفيداً للبنانيين أن لا ينتظروا تبدّلَ العهود في واشنطن أو سواها للمراهنة على حلول. وإذا كانوا فعلاً قد صَنعوا التسوية الأخيرة بأيديهم، فالأفضل أن يستكملوها ويحوّلوها طبخة حلٍّ متكامل ودائم وعادل، لأنّ أحداً في العالم قد لا يكون لديه الوقت الكافي للتمحيص في نقطةٍ صغيرة تحت «الميكروسكوب» على رقعة الشرق الأوسط، هي لبنان. وإلّا فإنّ هذا اللبنان سيدفع ثمنَ «عدم الاهتمام» الأميركي في موازاة تآمر آخرين. ثابتان أساسيان للإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، أيّاً كان العهد الآتي: النفط الذي سيبقى «تحت السيطرة»، وإسرائيل التي ستبقى هي «صاحبة السيطرة». ألم يَسمع الجميع كيف يتنافر كلينتون وترامب حول مسائل كثيرة، ويتباريان في مغازلة إسرائيل؟

 

أيّ تغيير ينتظر لبنان بعد الإنتخابات الأميركية؟

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 09 تشرين الثاني 2016

تنتظر المنطقة العربية ولبنان نتائج الانتخابات الاميركية، بعد 8 سنوات قضاها باراك أوباما في البيت الابيض، مُتّبعاً سياسة ادارة الأزمة، وقد واجهت إدارتا اوباما، حدثاً كبيراً في العالم العربي تمثّل في انطلاق ثورات «الربيع العربي»، التي كانت أشبه بسقوط جدار برلين في أواخر التسعينات من القرن الماضي، لكن مع اختلاف كبير في النتائج.ينتظر لبنان نتائج الانتخابات الأميركية، بعد غيابه الطويل عن طاولة الاهتمامات الاميركية، إلّا في ما يتعلق باستقراره الأمني والنقدي، علماً أنّ واشنطن كما غيرها من الدول الكبرى راقبت من بعد الفراغ الدستوري في سدة الرئاسة لمدة سنتين ونصف سنة، ولم تقم بأيّ مبادرة، باستثناء تلك التي قامت بها فرنسا مع ايران، والتي فشلت في انتخاب رئيس للجمهورية، وفي كل ذلك كانت الولايات المتحدة الأميركية غائبة كلياً عن المشهد، وباتت صورة الموفد الاميركي ريتشارد مورفي الذي زار الرئيس السوري حافظ الأسد عام 1988، حاملاً مبادرة لانتخاب رئيس الجمهورية، صورة من الخيال البعيد.

لم يكن اليأس الأميركي من الحالة اللبنانية وليد تلك اللحظات، بل انّ هذا اليأس ترجم في مرحلة ما بعد العام 2005، خصوصاً بعد السابع من ايار، التي أيقن بعدها الأميركيون ان لا وجود ولا فرصة لنجاح القوى السيادية في استعادة الدولة، ومن المعروف أنّ الديبلوماسية الاميركية دعمت قبل الفراغ الرئاسي في تلك المرحلة وبعده، انتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً، لكن قوى «14 آذار» لم تجرؤ على الذهاب الى هذه الخطوة، كما انّ تلك الخطوة لم تنل غطاء الكنيسة. كانت إدارة جورج بوش قد راهنت على الملف اللبناني ووضعته في سلم الاولويات، حتى أنّ عدد الاتصالات الهاتفية التي أجراها بوش بالرئيس فؤاد السنيورة في فترة قصيرة، قد تجاوزت البروتوكول والمتعارف عليه، إذ لم ينل أي رئيس دولة حليفة للولايات المتحدة هذا التميّز، لكن كل تلك المرحلة انهارت بعد السابع من أيار، وانسحب الاميركيون من الملف اللبناني، بطريقة تشبه انسحابهم منه عام 1983، بعد تعرّض مقرهم في بيروت لتفجير انتحاري، وسقوط المئات من جنود المارينز بين قتلى وجرحى.

في مشهد الانتخابات الرئاسية الاميركية اليوم، معالم أساسية بما يعني السياسة الاميركية التي ستتبع تجاه المنطقة، والابرز فيها إدارة العلاقة المتفجرة في المنطقة بين السعودية وحلفائها العرب وايران، من اليمن الى العراق وسوريا ولبنان وسائر مناطق الاشتباك. فعلى وجه التحديد، سيكون المدخل الى تحديد كثير من خطوط هذه السياسة، طريقة تعاطي الادارة الجديدة مع ايران، سواء بالتزام الاتفاق النووي من دون تعديل كما تريد هيلاري كلينتون، أو بفرض قيود جديدة على ايران، جرّاء توغّلها خارج حدودها، ما يؤدي الى تخريب الاستقرار في المنطقة، وإشاعة الفوضى، وهذا ما سيقوم به دونالد ترامب، الذي بنى برنامجه الانتخابي في السياسة الخارجية على انتقاد «لا توازن» الاتفاق النووي مع ايران، فيما يروّج فريق عمل ترامب عن حتمية العودة الى دعم المعارضة الايرانية، التي امتنع اوباما عن ملاقاتها عام 2009. واذا كان المؤشر الاول بالنسبة الى المنطقة مرتبطاً باعتماد سياسة أكثر تشدداً مع ايران، فإنّ التداعيات اللبنانية لهذه السياسة لن تترجم على شكل إعادة ترسيم توازن جديد أقله في مرحلة ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية، فهذا التوازن مرشّح للاستمرار، في ظل الانسحاب الاميركي الذي ترجم على شكل تلزيم للملف اللبناني مرة لفرنسا وأخرى للسعودية، امّا الالتزام الوحيد فهو الاستمرار في المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية ولو من حيث الشكل، وتأمين الاستقرارين المالي والأمني، لأنّ بهما تتفادى أي ادارة اميركية جديدة، تلقّف أزمة جديدة تضاف الى الازمات المفتوحة في سوريا والعراق وليبيا واليمن.

 

دور تاريخي ينتظر عون والحريري

حسن نافعة/الحياة/09 تشرين الثاني/16

أخيراً، وبعد فراغ رئاسي دام ما يقرب من عامين ونصف العام، أجريت انتخابات رئاسية في لبنان، ونجح ميشال عون في اقتناص المنصب الذي تطلع إليه بشغف وقاتَل للفوز به بعزيمة لا تلين. غير أن وصول عون إلى المقعد الرئاسي لم يكن ممكناً إلا في ظل ظروف محلية وإقليمية وعالمية استثنائية، من ناحية، وفي إطار صفقة سياسية تتيح لسعد الحريري، من ناحية أخرى، أن يصبح في الوقت نفسه رئيساً للحكومة. وهكذا أصبح لبنان في وضع جديد قد يؤدي إما إلى استمرار الأزمة وإدارتها بوسائل وأساليب أخرى، وإما إلى إعادة ترتيب الأوراق بطريقة تساعد البلد على إيجاد حل حقيقي للأزمة وليس تأجيلها أو إدارتها. فهل يعي عون والحريري أن التاريخ يتيح أمامهما اليوم فرصة فريدة للإسهام في شكل فعال، ليس في إنقاذ لبنان فقط، بل العالم العربي كله، من هوة سحيقة تنتظر الجميع في حال استمرت السياسات العربية على ما هي عليه من بلادة وقِصر نظر؟

أثار انتخاب عون، كما كان متوقعاً، عاصفة من ردود الأفعال المتناقضة. وبينما اهتم بعضهم بالتوقف أمام السمات الشخصية التي مكَّنت الجنرال من حسم الصراع لمصلحته في النهاية، عكف آخرون على تحليل الحدث بعيون حزبية أو طائفية أو أيديولوجية. فمن قائل أن فوز عون يعد انتصاراً للتيار الذي يقوده «حزب الله» وهزيمة للتيار الذي يقوده الحريري، ومن ثم سيؤدي إلى ترجيح كفة المكون الشيعي في معادلة الداخل اللبناني، وقائل بأنه يعد تراجعاً أمام موجات المد الإيراني، ومن ثم سيؤدي إلى مزيد من الاختراق الإيراني للعالم العربي، إلى قائل بأنه يعد تكريساً لانحسار النفوذ الأميركي وانسحابه التدرجي من المنطقة، ومن ثم سيؤدي إلى تسارع معدلات عودة النفوذ الروسي... الخ.

قد تنطوي هذه الرؤى أو التحليلات على بعض الحقيقة. لكنّ أياً منها لا يعكس الحقيقة كلها. فانتخاب عون لم يكن حدثاً تقليدياً أفرزته مناورات وتحالفات سياسية معتادة في ظروف طبيعية، وإنما جاء كمحصلة لعملية تفاعلية قسرية أفرزت في النهاية صفقة من شقين يصعب فصل أحدهما عن الآخر: عون رئيساً للدولة في مقابل الحريري رئيساً للحكومة. ولأن الأوضاع الإقليمية والدولية المحيطة ظلت متوترة ولم تسمح بإنضاج رئيس توافقي، فالأرجح أن تكون العملية التفاعلية التي أفرزت عون رئيساً للبنان قد تمّت هذه المرة، وعلى غير المعتاد، داخل حاضنة لبنانية خالصة، بعيداً من أي تأثيرات إقليمية أو دولية ضاغطة. وإذا صحَّ هذا الاستنتاج، فلن يكون لما حصل سوى معنى واحد، وهو أن الساحة اللبنانية تشهد حال تمرد هادئ على أوضاع إقليمية ودولية كثيراً ما تحكَّمت في شؤونها الداخلية وأملَت عليها قوانينها وموازينها الخاصة، من دون أي اعتبار لمصالح لبنان الدولة أو المجتمع، وتعد المسؤول الأول عن حال الجمود التي أصابت الحياة السياسية اللبنانية طوال الأعوام الماضية. ليس معنى ذلك أن عون والحريري أصبحا بموجب هذه الصفقة شريكين متضامنين وأنهما انتقلا من خندق العداء المستحكم إلى ساحة الصداقة الرحبة، لأنها كانت في الواقع صفقة عكست تحالف المضطرين بأكثر مما عكست تعاون المتفاهمين.

لوحظت مسارعة إيران بتهنئة عون بفوز رأت فيه «انتصاراً لمحور المقاومة». وأوفدت السعودية مندوباً لها إلى لبنان في إشارة رمزية إلى مباركتها الاتفاق، لا تعني انتهاء قلقها مما اعتبرته «مغامرة كبرى». وأياً كان الأمر، فإن الحقيقة التي يتعين التوقف أمامها هنا هي أن النظام اللبناني سيظل عاجزاً عن العمل بالكفاءة المطلوبة في تلك المرحلة الحسَّاسة ما لم يتمكن كل من عون والحريري من التوصل إلى صيغة لعلاقة تعاونية تسمح للنظام اللبناني بتجاوز التحديات التي تواجهه حالياً، وهي كثيرة ومعقَّدة. ولأن الصيغة المؤسسية التقليدية القائمة على تعايش شكلي بين رئيس دولة ماروني ورئيس حكومة سُني لن تصمد في وجه تلك التحديات، يتعين البحث عن صيغة جديدة تسمح بإدخال تغييرات جوهرية على بنية النظام السياسي اللبناني نفسه، ولو بعد حين.

كانت الدولة اللبنانية قد اكتسبت خصوصيتها، منذ اللحظة الأولى لتأسيسها في العام 1943، من طبيعة النموذج الذي طرحته لتحقيق تعايش مجتمعي يقوم على توازنات طائفية دقيقة. فقد اعتقد الآباء المؤسسون أن الطريقة المثلى للحفاظ على هذا التعايش تفرض على الدولة اللبنانية النأي بنفسها عن صراع المحاور المتنافسة على الساحة العربية، وهو ما يفسر حرصها المبالغ فيه أحياناً على التمسك بفكرة السيادة. ومن المعروف، على سبيل المثل وليس الحصر، أن ممثل لبنان في المشاورات التمهيدية التي سبقت تأسيس جامعة الدول العربية رفض في شكل قاطع كل الصيغ الوحدوية التي طرحت، فيديرالية كانت أم كونفيديرالية، معتبراً أن اندماج لبنان في محيط عربي، أي مسلماً بالضرورة، ينتقص من سيادة البلد ويهدد أمنه. غير أن التطورات التاريخية اللاحقة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك استحالة انعزال لبنان عما يجرى في محيطه العربي، وأن الحماية الحقيقية لسيادة الدول العربية لا تتحقق إلا في ظل حد أدنى من التضامن والوحدة بين الدول العربية كافة. ففي غياب مظلة عربية أصبح لبنان، شأنه في ذلك شأن الدول العربية الأخرى، ساحة مستباحة لكل أنواع النفوذ والاختراق الأجنبيين.

يرى كثيرون اليوم أن إيران باتت تشكل تهديداً لأمن العالم العربي كله، خصوصاً أنها أصبحت حاضرة بقوة في أزمات الداخل العراقي والسوري واليمني واللبناني ودول عربية أخرى، ولست ممن يجنحون إلى التقليل من خطورة هذا الوضع. غير أنني لا أستريح كثيراً للأطروحات التي تصر على تصوير هذا الخطر وكأنه التهديد الوحيد أو الأعظم على الأمن القومي العربي، وهو ما يوحي به معظم ما نشر أخيراً من مقالات وتصريحات عن دلالة انتخاب عون رئيساً للبنان. فالمشكلة التي يواجهها العالم العربي أعمق من ذلك بكثير. وإذا أخذنا لبنان مثالاً، فسنكتشف أن خللاً جسيماً أصاب بنية نظامه السياسي منذ البداية وكان من بين أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الفوضى فيه في مراحل تاريخية مختلفة، مثلما حدث خلال الملابسات التي أدت إلى استدعاء قوات «المارينز» الأميركية في العام 1958، وتلك التي فجَّرت حرباً أهلية في العام 1975 ظلت مشتعلة لسنوات طويلة، أو التي أدَّت إلى احتلال إسرائيل الجنوب اللبناني في العام 1978... إلخ. وكلها أحداث حصلت قبل تأسيس «حزب الله» وقبل اندلاع الثورة في إيران. بل يمكن القول إن تأسيس «حزب الله» وتسليحه كانا من النتائج المترتبة على وجود هذا الخلل وليس من الأسباب التي أدت إليه. ولأن تصحيحه يحتاج وقتاً طويلاً وإعداداً جيداً، فقد لا يكون من الحكمة طرحه على جدول أعمال النظام السياسي اللبناني في المرحلة الراهنة، أو فتح ملفات حساسة أخرى من قبيل سلاح «حزب الله» أو المطالبة باستدعاء قواته المشاركة في القتال إلى جانب النظام السوري، إلا إذا اقترن ذلك برؤية شاملة ومتوافق عليها لإصلاح النظام السياسي اللبناني ككل. لذا يفضل التركيز في الوقت الراهن على البحث في سبل تخفيض حدة الاحتقان الطائفي في لبنان كمقدمة للبحث في سبل تخفيف حدة هذا الاحتقان في المنطقة ككل.

لقد تمتع النظام السياسي اللبناني في الأوقات كافة بكم هائل من الحريات لم يتمتع بمثلها أي نظام عربي آخر، ورغم ذلك ظل أبعد ما يكون من الديموقراطية بسبب أساسه الطائفي. ولأن الديموقراطية الحقة تقوم على مبادئ المواطنة وعدم التمييز والمساواة التامة أمام القانون، فمن الطبيعي أن تتناقض في شكل مطلق مع أي منظور طائفي. وفي تقديري أن وجود عون والحريري معاً كرأسين للسلطة التنفيذية في النظام اللبناني في تلك اللحظة الاستثنائية النادرة يتيح أمامهما فرصة فريدة لدفع مشروع التحول الديموقراطي في لبنان إلى الأمام.

من مصلحة عون، بوصفه رئيساً للدولة اللبنانية للسنوات الست المقبلة، استثمار علاقة التحالف التي ربطته بـ «حزب الله» منذ فترة ليست قصيرة، وعلاقة العمل التي باتت تربطه اليوم بالحريري بعدما أصبح رئيساً للحكومة، لدفع الجهود الرامية إلى تغيير بنية النظام اللبناني بنقله من حاله الراهنة القائمة على المحاصصة الطائفية إلى الحال الديموقراطية المأمولة والقائمة على مبدأ المواطنة. فهذا هو التحدي الأكبر الذي سيواجهه النظام اللبناني في المرحلة المقبلة. وإذا كانت عدوى النظام اللبناني القديم المؤسس على الطائفية قد انتقلت بسرعة إلى البيئة العربية المحيطة، خصوصاً عقب الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، فليس مستبعداً أن ينتقل ترياق النظام اللبناني الجديد المؤسس على المواطنة إلى البيئة العربية المحيطة ويصبح مصلاً فاعلاً في وقف حال التدهور الراهنة في المنطقة وتغيير بوصلة الأحداث فيها.

 

عون والحكومة: محاولة أخيرة لعودة الدولة

جميل السيد/السفير/08 تشرين الثاني/16

أيّاً تكن التحليلات المتداوَلة حول الظروف التي أدّت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، بما فيها قول البعض إنه أوّل رئيس صُنِع في لبنان، فإنّ المؤكّد هو أنّ العماد عون هو أوّل رئيس سمح الخارج للبنانيين بصُنْعِه. ذلك أنّ هذا الخارج المؤلَّف من تيّارَيْن اقليميَّيْن دوليَّيْن يمتدّان من روسيا إلى ايران وسوريا من جهة ومن الولايات المتحدة الاميركية والغرب الى السعودية وتركيا من جهة أخرى، هذا الخارج الذي يتصارع دمويًّا تحت مسميّات محليّة مختلفة في سوريا والعراق واليمن، ويتصارع سلميًّا في لبنان تحت مسميّات 8 و14 آذار، هذا الخارج لم يستطع أيّ طرف فيه بمفرده طيلة سنوات الفراغ الرئاسي الماضية أن يستأثر بتعيين رئيس للجمهورية في لبنان في ظلّ عجز الكلّ عن تحقيق أيّ انتصار حاسم في الساحات الإقليمية المشتعلّة.

وفي إطار هذا الانتصار المستحيل لأيّ من الأطراف الإقليمية والدولية المتصارعة في المنطقة، تَمَكَّن محور المقاومة مؤخراً من إفشال مشاريع المحور المضاد في سوريا والعراق واليمن، محقّقاً مؤخراً إنجازات عسكريّة ميدانية لا يُستهان بها، وهي إنجازات دفعت ببعض الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا، ومعها حلفاء اقليميون كالسعودية وغيرها، إلى الاستخلاص بأنه من العبث الاستمرار في تَرْك لبنان رهينة الفراغ في ظل الانقسامات المتفاعلة فيه والمخاطر المحدقة به، بينما الإشارات الآتية من محور المقاومة بلسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كانت تدعو تكراراً إلى عدم الانتظار وعدم المراهنة على المتغيّرات الإقليميّة وإلى حلّ الموضوع الرئاسي اللبناني بمعزل عنها، مؤكداً بالمقابل بأن الممرّ الإلزامي لهذا الاستحقاق يكون بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

لهذا كلّه وغيره، جاء الطرح الفرنسي السعودي في نهاية العام الماضي ليقترح، على الجانب الايراني أوّلاً ثم على اللبنانيين، زواجاً رئاسياً بين الاستراتيجيتَين المتصارعتَين في لبنان والمنطقة على قاعدة: «لكم رئاسة الجمهورية ولنا رئاسة الحكومة»، «لكم سليمان فرنجية ولنا سعد الحريري» الذي لم يكن مخترعَ صيغة الزواج تلك، على نحو ما قيل يومها، بقَدَر ما كُلِّف علَناً حينذاك بتسويق هذا الزواج واختبار نجاحه لدى الفرقاء اللبنانيين.

حينذاك لم ينجح الرئيس السابق سعد الحريري في تسويق هذا الزواج الأوّل الذي كان يُعتبر تنازلاً نوعياً من شأنه إغراء فريق المقاومة وحلفائها، لأنّ حزب الله أصّر على دعم ترشيح العماد ميشال عون من باب الأفضلية في حجم التمثيل المسيحي والعُمر المتقدّم للعماد، وليس من باب المفاضلة السياسية بينه وبين فرنجية والتي يتساويان فيها لدى المقاومة وفريقها. وكانت النتيجة أن عادت الرئاسة الى سبات عميق يقارب السنة، اعتقد خلالها الفريق الخارجي الراعي لسعد الحريري أنه ربما تطرأ تطورات تجعل حزب الله يعود عن موقفه ويعيد حساباته.

خلال أشهر الفراغ التي تلت عرض الزواج الاول لم يتعدّل شيء في المشهد الاقليمي واللبناني سوى أن فريق المقاومة بات أفضل حالاً ممّا كان عليه، فعاد ذلك الخارج الى طرح زواج رئاسي جديد، ولكن الزواج هذه المرّة بين عون والحريري، ميشال عون لكم وسعد الحريري لنا، مع الفارق أن هذا الطرح الجديد لم يأتِ مُعْلناً وصريحاً على غرار الطرح السابق الّذي تلقى طارحُوه صفعةً لم يكونوا يتوقعونها، فجاء الطرح الجديد خجولاً وموارباً خوفاً من الفشل، حتى بدا وكأنّه من عِنديِّات سعد الحريري. وقيل عندها لسعد: «إذهب واختبر، فإن نجَحْتَ نتبنَّ، وإن فشلت فنحن أبرياء منك ومن هذا الطرح».

مع وصول طرح الزواج الثاني الى لبنان على مَتْن الحريري، كان خوف الخارج عارماً من أنّ فريق المقاومة ربّما قد تكون غرّته بعض الانتصارات الأخيرة في سوريا واليمن والعراق بحيث قد يرفض الزواج بين عون والحريري كما رفض العرض الأول مع فرنجية. كان ذلك الخارج يستبعد إلى حدٍّ كبير أن يوافق فريق المقاومة على هذا الطرح، ليس لأن حزب الله يُراوغ حيال العماد عون، بل لأنهم كانوا يعتقدون أن التوقيت ربّما قد لا يناسبه في ظل تحسن ظروفه القتالية في سوريا وغيرها. إلاّ أنّ الصدمة الايجابية التي تلقّاها ذلك الخارج كانت بموافقة حزب الله على هذا الزواج، فكانت رئاسة الجمهورية للعماد عون ورئاسة الحكومة لسعد الحريري، أقلّه حتى الانتخابات النيابية المقبلة.

وللغرابة القصوى، حصل هذا الزواج الاستراتيجي بين عون والحريري، أي بين 8 و 14 آذار، بمُباركة أبوَيْن إقليميَّيْن هما إيران والسعوديّة بينما حلفاؤهما، يتقاتلان بشراسة في كل مكان في المنطقة باستثناء خطّ التماس البارد بينهما في لبنان، باردٌ لأسباب ومصالح تتعلّق بكلِّ منهما. إذن، الأهل يتذابحون في المنطقة ويسمحون لأولادهم بالزواج في لبنان على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، زواج قسري أملته الظروف وليس الغرام المتبادل، فأصبح العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وسعد الحريري رئيساً مكلّفاً بتشكيل الحكومة، فماذا بعد؟

في المفهوم السياسي والدستوري، فإنّ المولود الأول المفترض أن ينتج من زواج عون – الحريري هو الحكومة، وهي حكومة العهد الأولى بما يعنيه ذلك من أنّ صورتها لدى عامة الناس ستكون المؤشر على نجاح العهد الرئاسي أو فشله.

في خطاب القسم كما في اللقاء الجماهيري في قصر بعبدا التزم الرئيس عون بالدستور وقدسيّته وبتطبيق القانون على الكبير والصغير ورفع أيدي السياسيّين عن قطاعات القضاء والعدالة والأمن، والحؤول دون عرقلتهم لبناء الدولة وقطع دابر الفساد وتحسين الخدمات العامة، واضعاً في أولوياته الوحدة الوطنية ومشاركة الجميع من دون إقصاء أحد وصولاً الى إجراء الانتخابات اللبنانية في موعدها.

في المقياس الداخلي اللبناني، يجب ان تكون الحكومة بأشخاصها على صورة تلك العناوين وليس على عكسها. لبنان بلد صغير، والكُلّ فيه يعرف الكُلّ. وأسهل ما يكون على الفرقاء السياسيين والطوائف المشاركين في الحكومة أن يسمّوا ممثّليهم فيها. في كل فريق أفاضل وأراذِل. أنْ يتمَثّل الفرقاء والطوائف بأفاضلهم فذلك ما يُسمى مشاركة وتوازن. وأن يتمثّل الفرقاء والطوائف بأراذِلهم فذلك ما يُسمى مقاسمة ومحاصصة. الأولى تبني والثانية تهدم.

ليس الأشخاص بيت القصيد في هذا المقال، بل أساسيات الحكومة الأخرى.

كما سبق وقُلنا، هذه الحكومة ليست من حكومات الزمن السوري ولا من حكومات اتفاق الدوحة التي كانت ترعاها الضمانات الخارجية المسبقة لهذا الفريق وذاك. هي حكومة على غرار الرئاستَيْن، لا غالب ولا مغلوب، لكنها لا تقترن بأيّ ضمانة خارجية لأي فريق، ما عدا ما يلتزم به الأطراف المشاركون فيها حيال بعضهم البعض. ولأنّ التجارب السابقة مريرة بين 8 و14 آذار، ولأنّ الثقة بينهما ستظلّ مفقودة، ولأنّ الصراع الإقليمي بين رعاتهم محتدم وخاضع للتقلّبات، فإنّه من الطبيعي أن يسعى كلّ طرف لبناني إلى حيازة ضمانته بنفسه في الحكومة من خلال الحصة العددية من جهة والحصة النوعية المتعلّقة بطبيعة الوزارات التي سيحصل عليها من جهة أخرى.

ماذا تعني هذه الضمانة لكل فريق؟

بكل بساطة الضمانة تعني أن لا يستطيع الشريك الآخر في الحكومة، أكان 8 أو14 آذار، أن يستأثر بمفرده بقرارات الحكومة، سواء على صعيد إدارة الدولة من جهة أو على صعيد الانقلاب الإستراتيجي وجرّ الدولة الى المعسكر الإقليمي المعادي من جهة أخرى.

ورُبّ قائلٍ هنا بأن نفصل إدارة الدولة عن الوضع الإقليمي، وهذا صحيح وضروري جزئيّاً، لكن ما لا ينبغي تجاهله هنا أنّ في هذه الحكومة فريقين وسقفين إستراتيجيَّين، كما رئاستَيْ الجمهورية والحكومة، وهي تعبير عن زواج إقليمي وداخلي، ولا يستقر أي سقف إلاّ بوجود الأعمدة التي تدعمه، والأعمدة هنا تعني تركيبة الحكومة من حيث وجود فريقَين فيها وعدد الوزراء من كل فريق ونوعية الوزارات التي يحملونها.

ورُبّ قائل آخر بأنّ الرئيس الجديد، العماد ميشال عون، ينبغي أن يكون هو الضمانة للجميع في هذه الحكومة. والجواب هنا أنّ العماد عون هو ثقة الجميع، والثقة هنا تعني المواصفات والقناعات الشخصية التي يتمتع بها والتي عبّر عنها في مواقفه الماضية والحاضرة، لكن الثقة بشخصه شيء والضمانة على غيره شيء آخر.

لا يستطيع الرئيس عون أن يكون بشخصه فقط، أو أن يدعي بأن يكون، أو نرغب له أن يكون، ضمانةً على أيّ من فرقاء الحكومة، ما لم يستحوذ منهم على الأدوات العملية لتنفيذ تلك الضمانة إذا ما حاول مستقبلاً أي فريق في الحكومة الانقلاب على الآخر.

حكومة لا غالب ولا مغلوب، وحكومة أولى للعهد، مطلوب منها تنفيذ ما جاء في خطاب القسم وطمأنة الجميع، تفترض ان يُعطى فيها لرئيس الجمهورية الإمكانية ليلعب دور الضامِن والحَكَم بين الفرقاء ودورَ المحايد المُرَجِّح لمصلحة الدولة والناس. وما دام أنْ ليس في الدستور ما يُعطيه القدرة للعب هذا الدور، فإن من الواجب تخصيصه بالعدد الكافي من الوزراء لمنع سيطرة أي فريق على قرارات الحكومة سواء بأكثرية النصف زائدا واحدا أو بأكثرية الثلثَين. هذا التخصيص العددي هو الكفيل بإعطاء رئيس الجمهورية الدور الوسطي الذي يحمي من خلاله الدولة والناس والقانون والدستور، كما يحمي مختلف شركاء الحكومة من الانقلاب على بعضهم البعض عند أوّل انعطاف في التطوّرات الإقليمية.

وما ينبغي ربّما للرئيس المكلّف سعد الحريري أن ينتبه إليه، إن أراد تسريع انطلاقة العهد والدولة، هو أنّ هذه الحكومة، حكومة لا غالب ولا مغلوب، لا يمكن أن تكون شبيهة بالحكومات التي تلت الخروج السوري في العام 2005، وحيث كان هنالك فريق 14 آذار يبتزّ الجميع مستثمراً اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومأخوذاً بنشوة الدعم الخارجي، فأطاح يومها التوازنات الوطنية وصولاً الى تجاهل رئيس الجمهورية العماد إميل لحود في قصر بعبدا، وانتهاءً بوضع البلاد على حافة الحرب الأهلية في 7 أيار 2008.

كما أنّ هذه الحكومة لا يمكن ان تكون شبيهة بالحكومات التي أعقبت اتفاق الدوحة عام 2008 والتي بقي فيها ذلك الفريق نفسه، 14 آذار، منتشياً بزخم الدعم الخارجي وسلاح المحكمة الدولية والتحريض السني الشيعي، وصولاً الى المراهنة على سقوط الأسد في سوريا وتطويق المقاومة في لبنان...

على هذا الأساس، كما سبق وقلنا، في حكومة العهد الأولى ينبغي أن تكون الضمانات منها وفيها، وبالتالي سيكون من الخطأ للرئيس المكلّف التفكير بتشكيل حكومة في لبنان من خارج معادلة لا غالب ولا مغلوب على غرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2005 وما بعدها، والتي لم تُراعَ فيها التوازنات العددية والنوعية فَشَلَّت البلد وأوصلته الى حافة الانهيار والحرب.

ومخطئ أكثر مَن يمكن أن ينصح الرئيس المكلَّف بالتمترس خلف الرئيس عون لابتزاز تنازلات من الفريق الآخر على قاعدة أنّ مَن لا يُقدِّم هذه التنازلات إنما يعرقل انطلاقة العهد ورئيسه.

هذه الحكومة المنتظرة تختلف عن سابقاتها في كونها ليست حكومة مفروضة أو مضمونة من الخارج، ولا هي نتيجة توافق اقليمي ودولي بقدر ما هي ثمرة زواج رئاسي قسري أملته ظروف خارجية بين محْورَيْن متصارِعَيْن في المنطقة، في سوريا والعراق واليمن، أحدهما هاجَم ولم يربح والثاني دافَع ولم يخسر، فكان الزواج القسري في لبنان على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.

حكومة لا غالب ولا مغلوب تعني أنه إنْ حصل فريقٌ فيها على الثلث المعطل لَوَجَبَ حصول الفريق الآخر على ثلث معطّل أيضاً.

حكومة لا غالب ولا مغلوب تعني أن لا أحد من الفريقين، لا 8 ولا 14 آذار بإمكانه بمفرده بلوغ أكثرية النصف زائدا واحدا أو الثلثَين للتحكّم بقرارات مجلس الوزراء من دون أصوات رئيس الجمهورية أو أصوات الفريق الآخر.

حكومة لا غالب ولا مغلوب تعني تخصيص رئيس الجمهورية بوزارات العدل والأمن، وعدالة المشاركة بين الفرقاء في الوزارات الهامة والثانوية على قاعدة تخصيصها للأفاضل وليس للأراذل في كل فريق.

وبخلاف ذلك، يُخشى أن تكون الحكومة المُنتَظَرة بمثابة الخطوة الأولى للعهد الرئاسي إلى الوراء، والخطر حينها لن يكون فقط على الرئيس، بل على كثير من الناس الذين وضعوا كل آمالهم في قيام الدولة، أمّا الخطر الأكبر فهو على البلد ككيان وكدولة، ذلك بأنّ أسبابا كثيرة تدفع إلى الاعتقاد بأنه إن فشل اللبنانيون هذه المرة في إعادة تكوين دولتهم ولملمة وطنهم، فإنّ تلك ستكون المحاولة الأخيرة التي ستسبق نشوء لبنان آخر غير الذي نعرفه، لبنان آخر ربّما يصبح اللبنانيّون أنفسهم أقليةً فيه.

*المدير العام السابق للأمن العام

 

«هجمة» محورية على العهد الجديد..؟!

بقلم نون/اللواء/الثلاثاء,8 تشرين الثاني 2016

تهنئة الموفد الرئاسي السوري، المتزامنة مع زيارة وزير الخارجية الإيرانية، بدت وكأن ثمة «هجمة» من المحور السوري - الإيراني، لإعطاء العهد صبغة سياسية إقليمية معينة، والإيحاء بأن فريق هذا المحور هو المنتصر في الانتخابات الرئاسية، التي أوصلت العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، بعيداً عمّا قيل ويقال عن التسوية السياسية، التي قضت بوجود رئيس جمهورية من 8 آذار، محسوب على المحور الإيراني، مقابل عودة الرئيس سعد الحريري من 14 آذار، أو ما كان يُعرف بحركة السيادة والاستقلال، والمعروف بعلاقته الوثيقة بأطراف المحور العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية.

قد يكون من السابق لأوانه بالنسبة للبنانيين، التسليم باللون السياسي الإقليمي الذي يسعى البعض إلى إلباسه للعهد الجديد، لأن الرئيس ميشال عون تعهد بخطاب القسم تحييد لبنان - الدولة عن المحاور الإقليمية، والحروب الملتهبة، بغض النظر عن تورط فريق سياسي مُعيّن (حزب الله) في القتال الدائر في سوريا. لذلك يترقب اللبنانيون، ترجمة ما ورد في خطاب القسَم، ليس عبر اعتماده بنداً سياسياً وأساسياً في البيان الوزاري للحكومة العتيدة وحسب، بل وأيضاً على صعيد الممارسة اليومية للسياسة الخارجية في العهد الجديد، والتي يجب أن تضع في قمّة أولوياتها إعادة ترميم العلاقات اللبنانية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وزيارة وفد سفراء الدول الخليجية برئاسة عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير الكويت عبدالعال القناعي إلى الرئيس سعد الحريري، أكدت حرص الأشقاء الخليجيين على أطيب العلاقات مع لبنان... هذا إذا أدرك لبنان نفسه أهمية هذه العلاقات سياسياً واقتصادياً، وبالنسبة للبنانيين، كل اللبنانيين، المقيمين والعاملين في بلدان الخليج العربي!

 

بين “بكركي” و”بعبدا” و”معراب”… استراتيجية واحدة

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/08 تشرين الثاني/16

تختلف ظروف انتخاب البطريرك بشارة الراعي عن ظروف انتخاب الرئيس ميشال عون لجهة ان الانقسام بين 8 و 14 آذار المحلي والإقليمي كان على أشده، وفي ظل محاولات جدية من 8 للإطاحة بالتوازن الذي نشأ في العام 2005، ورفض 14 اي تطبيع مع خصمها السياسي بشقيه المحلي والإقليمي، ما عرّض البطريرك المنتخب حديثاً حينذاك لانتقادات شديدة بسبب زيارته سوريا واعتماده سياسة صفر مشاكل مع الجميع. وأما انتخاب عون فحصل في ظروف مغايرة محليا لا إقليميا، حيث وصلت القوى الأساسية إلى قناعة بان حسم اي طرف على الآخر غير ممكن، وان مصلحة الجميع تكمن في تبريد الساحة الداخلية بانتظار ما ستؤل إليه التطورات الإقليمية وتحديدا السورية، وهذا ما عكسه عون في خطاب القسم الذي اعتمد ميزان الجوهرجي في الموازنة بين محوري الانقسام، وهذا ما جعل مشهد من قبيل وزير الخارجية الإيراني في القصر الجمهوري والموفد الرئاسي السوري أكثر من عادي.

فالاستراتيجية التي وضعها الراعي لبكركي انتقلت اليوم إلى بعبدا لجهة فك الاشتباك المسيحي مع أزمات المنطقة، وما كان يصعب تنفيذه سابقا أصبح متاحا اليوم للأسباب الآتية:

أولا، الوزن التمثيلي لعون يجعله قادرا على انتهاج سياسة صفر مشاكل مع الجميع، لان لا مصلحة لأي قوة او محور في الدخول في صدام معه، لان هذا الصدام لن يقتصر على عون بل سينتقل إلى مواجهة مع الشارع المسيحي، فيما الخلاف مع رئيس الجمهورية سابقا كانت حدوده القصر الجمهوري لا الشارع المسيحي.

ثانيا، لم يصل عون إلى الرئاسة كجزء من محور داخلي له امتداده الخارجي، إنما انتخب بعدما انتهج سياسة صفر مشاكل مع الجميع، هذه السياسة التي ستشكل القاعدة الأساسية لحكمه.

ثالثا، استفاد عون من حاجة “حزب الله” إلى تحييد الداخل عن الخارج، كما من رغبة “المستقبل” بفصل الداخل عن الخارج، ولكن انتفاء هذه الحاجة، لو حصل، لن يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل انتخاب عون.

رابعا، حصل عون على دعم استثنائي من جعجع الذي مكّنه من إقفال الساحة أمام اي مرشح آخر وفتح طريق القصر أمامه، ولكن هذا الدعم لا يقتصر على ذلك، إنما يشكل قاعدة التوازن المسيحية الأساسية للعهد الجديد الذي سيستند إليها للحفاظ على سياسة صفر مشاكل، لان “القوات” تشكل جزءا لا يتجزأ من التوازن بين “المستقبل” و”حزب الله”، هذا التوازن الذي إما يختل برمته او يصمد برمته، وبالتالي سيتعامل عون مع جعجع على نفس القاعدة التي اعتمدها فؤاد شهاب مع بيار الجميل والياس سركيس مع بشير الجميل.

وهذا الإيقاع السياسي الذي بدأه الراعي ويستكمله عون اليوم مدعوما من جعجع سيفرض إيقاعه على مجمل الحياة السياسية، حيث سيتمكن الثلاثي المسيحي ممثلا بالراعي وعون وجعجع من تحييد لبنان بالفعل والواقع وفرض أجندة وتحديات من طبيعة محلية.

فالتحييد، والمقصود تحييد الدولة لا لبنان، يتطلب توافر ثلاثة عوامل أساسية: توازن إقليمي، وهو قائم بين الرياض وطهران، وتوازن محلي، وهو قائم بين “حزب الله” و”المستقبل”، ووزن مسيحي يشكل الضمانة لاستمرار التوازن الداخلي في حال اختلاله خارجيا، كما يشكل قوة دفع محلية للانتقال من سياسة الجمود الانتظارية لتطورات الخارج إلى سياسة التفعيل الدولتية.

 

أميركا البعيدة

غسان شربل/الحياة/08 تشرين الثاني/16

يصعب الاعتقاد بأننا سنرى بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عودة إلى الدور الأميركي السابق في الشرق الأوسط. أي دور الشرطي أو الرادع أو الضامن. وإذا كانت حرائق «الربيع العربي» كشفت انسحاب الظل الأميركي من المنطقة، فإن رحلة الانسحاب بدأت عملياً من بغداد. كان ذلك في عام 2010. قلت للرئيس جلال طالباني أننا اضطررنا بعد خروجنا من مطار بغداد إلى السير مسافة طويلة وراء رتل عسكري أميركي مهيب. أجابني ببراعته المعهودة ما معناه أن هيبة أميركا انسحبت من العراق قبل انسحاب جنودها المقرر في السنة التالية. استوقفني كلام طالباني. في اليوم التالي سألت رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي عما يشاع عن انحسار الدور الأميركي في العراق، فأجاب: «بعد الاتفاق الذي وقّع بيننا وبينهم فإن الوجود الأميركي في العراق هو في بلدٍ ذي سيادة، كما الوجود الأميركي في اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية». بعد خمسة أعوام على هذا الكلام، تحديداً في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، ذهبتُ للقاء رئيس الحكومة حيدر العبادي بعد شهور على سقوط الموصل في يد «داعش». شعرتُ حين نمت في المنطقة الخضراء بأن أميركا التي تركت العراق لمصيره تتابع رحلة استقالتها من دور الشرطي، وها هي تترك الشرق الأوسط لمصيره، ربما باستثناء أمن إسرائيل. صحيح أن الطائرات الأميركية تُغير اليوم على مواقع «داعش»، وأن آلافاً من الجنود والخبراء الأميركيين يساهمون في استعادة الموصل ومعها الرقة، لكن الصحيح أيضاً هو أن هذه المساعدة الأميركية لا تلغي خيار الانسحاب الذي بلوره باراك أوباما ونفّذه. إذا استثنينا أمن إسرائيل، فإن أوباما انشغل بموضوع وحيد آخر هو الاتفاق النووي مع إيران. تصرّف أوباما كمن يئس من الشرق الأوسط. اعتبر أن هذه المنطقة لا تستحق أن يُهدَر من أجلها دم الجنود الأميركيين ولا بلايين الخزينة الأميركية، وأنها عالقة في كهوف التاريخ وحروبه. وضاعف الميل إلى الانسحاب تراجع حاجة أميركا إلى نفط الشرق الأوسط.

ساهم غياب الشرطي الأميركي في سقوط حصانة التوازنات التاريخية في الشرق الأوسط. استيقظت أحلام قديمة، خصوصاً لدى دول نامت طويلاً على ذاكرة إمبراطورية. دول تعتبر أن التاريخ قلص امتداداتها وبتر أطرافها. في هذا السياق يمكن فهم الهجوم الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن. وفهم الكلام الأخير للرئيس رجب طيب أردوغان عن حلب والموصل وتلعفر. سقطت حصانة الحدود الدولية واختلطت الجيوش بالميليشيات الوافدة، وتراجع الحديث عن الدول لمصلحة الحديث عن المكوّنات.

كانت دول الشرق الأوسط في السابق تتبرّم سراً بسلوك السفير الأميركي. يتحدث كمن يملي إرادته. يتدخّل في ما تعتبره العواصم أموراً لا تعنيه. يلفت وينصح ويحذّر ويكتب إلى إدارته. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، باتت روسيا نفسها دائمة الانشغال بمزاج السفير الأميركي والثورات الملونة ومطالب المجتمع المدني. اليوم تفتقد دول الشرق الأوسط الدور الأميركي السابق، وإن شكت منه في حينه. بلغ الانسحاب الأميركي حدوداً غير مسبوقة. روسيا تُشرعِن قواعدها العسكرية على الأرض السورية وتعاقب المعارضين قبل الإرهابيين. السفن الحربية تتجمّع كنذر الغضب، والقيصر يستحم في الدم والمياه الدافئة.

كان الحضور الأميركي مشكلة بسبب انحيازه الأعمى إلى إسرائيل. تحوّل الغياب الأميركي معضلة بعد انهيار النظام الإقليمي وشيوع الخوف والإرهاب والتدخُّلات. لا شيء يوحي بأن الشرطي الأميركي عائد إلى الشرق الأوسط. ربما تخفّف هيلاري كلينتون الميول الانسحابية إذا فازت. أما فوز دونالد ترامب فهو في حال حصوله، مشكلة للعالم قبل أن يكون مشكلة للشرق الأوسط. يذهب الأميركيون إلى انتخابات الرئاسة ويأخذون العالم معهم. شاشات وحملات ومناظرات واتهامات وتبرُّعات. صحافيون ينقّبون بلا رحمة في تواريخ المرشحين. هذا لم يدفع الضرائب كما يجب، وذلك خان زوجته، وهذه استخدمت إيميلها على نحو غير مشروع. الرأي العام مأساة عامة. يهوى الفضائح ويتلذّذ بسقوط الضحايا. يغرق الأميركيون في التفاصيل ويغرق العالم معهم. أميركا هي أميركا ولو تراجعت هالتها وشراهتها في إدارة العالم. من يخرج منتصراً من الصناديق سيتربّع على عرش استثنائي. الزر النووي في عهدته. وهو القائد الأعلى لأقوى جيش في التاريخ. إننا نتحدث عن الاقتصاد الأول في العالم، وعن أرقى الجامعات ومراكز الأبحاث والفتوحات التكنولوجية. لكن العربي يشعر اليوم بأن أميركا بعيدة وأن المنطقة ستبقى حتى إشعار آخر متروكة للمبارزات الإقليمية وحروب المكوّنات والفتن العابرة للحدود. وثمة مَنْ يراهن على أن تؤدي شراهة القيصر إلى تذكير البيت الأبيض بأن أميركا بالغت في الاستقالة من مصير الشرق الأوسط.

 

المرشح الأفضل.. رحيل أوباما

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/16

عندما تعلن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية فجر غد بتوقيت غرينتش٬ سينتهي السؤال الأكثر ترديًدا في الأسابيع الماضية: َم ْن الأفضل للمنطقة؟ المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أم المرشح الجمهوري دونالد ترامب؟ هل هي السيدة التي شاركت وخ ّططت ونفّذت سياسات إدارة الرئيس باراك أوباما٬ أم أول مرشح رئاسي يجاهر بخصومته لشرائح متعددة من أبناء شعبه٬ ويعادي المسلمين والمهاجرين وذوي الاحتياجات الخاصة والمكسيكيين ويفاخر بتحرشاته الجنسية؟ ربما من حسن حظ المرشحين أنهما يتنافسان سوًيا٬ فلو نافس ترامب مرش ًحا ديمقراطًيا غير كلينتون لكانت حظوظه أوفر٬ وكذلك الحال لو كان مرشح الحزب الجمهوري مرش ًحا بخلاف ترامب وواجه هيلاري. من خلال المناظرات الانتخابية بين كلينتون وترامب٬ وبعيًدا عن وصول مستوى النقاش فيها إلى مسار لا أخلاقي لم يسبق له نظير٬ وهو أمر على كل حال لم يعد لافتًا أو مفاجئًا من هذه الانتخابات وصاعًدا٬ فإن المناظرات لم تأ ِت بجديد عندما يذهب الحديث حول قضايا الشرق الأوسط٬ مثلاً الموقف من الاتفاق النووي مع إيران؛ لم يقدم ترامب أي بديل واضح للاتفاق الذي هاجمه مرا ًرا بشراسة٬ أما كلينتون بدورها فدافعت عن الاتفاق من جهة٬ ثم اعترفت بأن النظام الإيراني يشكل خط ًرا من جهة أخرى٬ ولّوحت باستخدام القوة العسكرية ضد إيران في حال وقوع انتهاكات للاتفاق٬ لكنها حتى الآن لم تقدم أي مقترحات مفصلة للتصدي للاتفاق النووي٬ وإذا ذهبنا إلى سوريا الجريحة فقد أغفل المرشحان في مناظراتهما الكارثة الإنسانية الأكثر مأساوية في التاريخ الحديث٬ مما يعني استمرارهما بنفس السياسة الأوبامية التي يمكن تسميتها «اللامبالاة الاستراتيجية»٬ وهكذا استمر الحال بين المرشحين بشأن الخلافات حول غزو العراق ٬2003 ثم الانسحاب منه 2011 .للأسف ج ّل النقاشات بين ترامب وكلينتون تناولت مواقف سابقة ولم تتطرق لسياسات قادمة تفصيلية٬ أو تلك التي سيشرحها الرئيس القادم لشعبه والعالم في خطاب التنصيب٬ بالطبع باستثناء ما تم تسريبه من فريقي المرشحين وليس سياسات قاطعة يمكن البناء عليها في استراتيجيتهما مستقبلاً. لا أظن أحًدا في الشرق الأوسط يمكن أن يصف سياسة الرئيس باراك أوباما بغير المضللة والمترددة٬ بدًءا من خطابه الشهير في جامعة القاهرة ٬2009 مرو ًرا بكذبة الخط الأحمر الذي حدده حول استخدام نظام بشار الأسد للكيماوي٬ وانتهاء بالاتفاق النووي مع إيران الذي تبّين أنه مكافأة لنظام تعّده واشنطن ذاتها داع ًما للإرهاب. ونظًرا لأن كلينتون كانت إحدى أدوات الرئيس٬ وهي شريكة كاملة داخل إدارة أوباما سواء في دورها الاستشاري أو في شغلها لمنصب وزيرة الخارجية٬ وأن إدارة واشنطن لملفات المنطقة خلال ما يسمى «الربيع العربي» أدت إلى نشوب حروب داخلية في بعض دول المنطقة٬ فمن الطبيعي عدم التفاؤل بأنها ستأتي بسياسة مختلفة ع ّما عملت بقناعة عليه طوال السنوات الماضية٬ وفي الوقت نفسه فإن الأمر الإيجابي الوحيد الذي تحمله هيلاري بالنسبة للمنطقة أنها٬ مقارنة بمنافسها٬ لن تأتي بمفاجآت أكثر سو ًءا مما هي عليه حالًيا٬ بالمقابل فإن السياسي ­ أي سياسي ­ لا يمكن أن يراهن على شخصية نزقة متقلبة مثل ترامب٬) قد) تحدث المفاجأة ويكون أقل سو ًءا من الرئيس أوباما٬ وبالمقابل (قد) نشهد رئيسا أميركًيا عدوانًيا لم يسبق له مثيل٬ و(قد) نصحو يوًما على عالم سيئ جديد تقوده الولايات المتحدة٬ وترامب بالتأكيد يحمل المؤشرات المناسبة لأن يكون رئيًسا سيئًا٬ فهل يمكن المقامرة على ما يمكن أو ما لا يمكن٬ مع الأخذ في الاعتبار أن العواصم العربية لم تفهم حتى الآن ما هي حقيقة توجه ترامب إزاء العالم العربي٬ وما إذا كانت سياساته ستصبح إيجابية أم أكثر سو ًءا من الإدارة الحالية.

إذا كانت إدارة الرئيس باراك أوباما بالمنطقة اعتمدت خلال الثماني سنوات الماضية على سياسة التواصل مع الخصوم أكثر من تعزيز الشراكات مع الحلفاء٬ فإن الساكن القادم للبيت الأبيض سيعي جيًدا أن التخلي عن المنطقة ليس خيا ًرا٬ أو كما قالت هيلاري كلينتون: «سيكون خطأ فاد ًحا من الولايات المتحدة أن تتخلى عن مسؤوليتها أو تتنازل عن زمام القيادة». وبغض النظر ع ّمن سيكون الساكن الجديد للبيت الأبيض٬ فإن المنطقة بحاجة ماسة لرحيل الرئيس الحالي أولاً وثانًيا وعاشًرا٬ الذي تضّررت المنطقة من سياساته كما لم يفعل أي رئيس سابق٬ ومن ثم سبر أغوار الرئيس القادم الذي سيكون محظو ًظا بكل تأكيد أنه سيأتي بعد باراك حسين أوباما.

 

هيلاري كلينتون الخيار الأمثل.. لو كان الوضع طبيعيا

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/08 تشرين الثاني/16

في أي وضع طبيعي، ما كان هناك أصلاً حاجة في ديمقراطية عريقة كالديمقراطية الأميركية إلى أن يكون هناك مجال للمفاضلة بين مرشحي رئاسة كهيلاري كلينتون ودونالد ترامب. في دولة متقدمة تقوم على المؤسسات كان يفترض في الحملة التمهيدية لمعركة الانتخابات أن تكون «تصفية» أو «غربلة» تميّز بين السياسي الجاد والمرشح الطارئ على البيئة السياسية. وبين البرامج الحقيقية وبين الاعتراض الصارخ. وبين المقاربة العقلانية المسؤولية التي تطرح أمام المواطن الخيارات الممكنة والحلول المرجوة من دون «رتوش» وبين «الشعبوية» الرخيصة التي لا تتحرّج من الهبوط بالخطاب السياسي إلى التجريح الشخصي والوعود المتناقضة والمزايدات الممجوجة. ما كان لمرشح مثل ترامب أن يكون أصلاً مرشحًا لأحد حزبي السلطة في الولايات المتحدة، الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي. إلا أننا حتمًا لسنا في وضع طبيعي. ذلك أن منظومة المثل عند الأميركيين ما عادت تلك التي أسهمت في بناء أقوى دولة في العالم، وأرقى نظام تعليمي، وأحد أكثر الاقتصادات ديناميكية. صحيح أن ظاهرة الاعتراض ليست جديدة، والساسة الطارئين والمثيرين للجدل ظهروا في ظروف معينة من تاريخ البلاد، لكن الحياة السياسية في الولايات ظلت تحت خيمة توافق سياسي واجتماعي عريض.

في مرحلة ما في منتصف القرن العشرين كان هناك تيار داخل الحزب الديمقراطي، وبالأخص في ولايات الجنوب، يقف إلى يمين جمهوريين ولايات الشمال. غير أن هذا الوضع أخذ يتلاشى تدريجيًا، وأخذ شمال شرقي البلاد يتحول شيئا فشيئًا إلى الحزب الديمقراطي، بينما غدت ولايات الجنوب التي أعطت أميركا آخر ثلاثة رؤساء ديمقراطيين قبل باراك أوباما معاقل حصينة للجمهوريين. بول كروغمان، الاقتصادي والأكاديمي الحائز جائزة نوبل، قال مرة في محاضرة له بلندن، عبارة ذات دلالة مهمة، هي «لم يعد في أميركا جمهوري واحد على يسار الديمقراطيين، أو ديمقراطي على يمين الجمهوريين». والمعنى أن المجتمع بات مجتمعًا استقطابيًا بالكامل، وبات لكل من جمهوري الحزبين معاييره السياسية القاطعة. فالديمقراطيون هم الليبراليون اجتماعيًا ودينيًا، الذين يحترمون حرية الفرد في خياراته الشخصية مقابل الحرص على حقوق الجماعة، ويؤيدون بشكل من أشكال التدخل الحكومي والسلم الأهلي والمسؤولية الجماعية بما يعني شبكات أمان للطبقات الدنيا والأقليات، والتسامح مع التنوع العرقي والجنسي والديني والمذهبي. في المقابل، الجمهوريون هم المحافظون دينيًا ومذهبيًا وقوميًا، والمتحمّسون لحرية الفرد المطلقة ولو حساب مصلحة الجماعة، ويعتبرون شبكات الأمان تكبيلاً لهذه الحرية، ويرون أن مفهوم الحكومة مقيّد لطموح الفرد، وكابح لروح المبادرة والتفوق والعظمة. كما يؤمن المتطرفون منهم، بأن أميركا يجب أن تكون، كما أسسها «الآباء المؤسسون»، وطنًا مسيحيًا أبيض لا مكان فيه للدخلاء والغرباء. وحقًا، هذا هو الخيار المطروح أمام الناخبين الأميركيين اليوم، وبسبب الفرز الصريح والقاطع شهدنا ظاهرتين مهمتين:

- تعذّر تحقيق اختراق على صعيد البرامج لأن «الشارعين الحزبيين» للمرشحين باتا معبأين تمامًا ولا مجال عند أي منهما للمساومة والإصغاء والاقتناع. وهذا ما فتح الباب على مصراعيه أمام التشفي والتجريح المتبادل.

- صار «الشارعان الحزبيان» يعبّران عن «منظومتي معايير» مختلفتين تمامًا تشكلان، اليوم، خطرًا حقيقيًا على الانسجام الاجتماعي، ومن ثم السلم الأهلي. هيلاري وهنا أكرر عبارة «في أي وضع طبيعي»، يجب أن تفوز وهي الأجدر بالفوز؛ لأنها سياسية عاقلة ومعتدلة وذات خبرة. في حين أن ترامب رجل «شعبوي» لا يتورّع عن شيء، وهو مستعد للمقامرة بأي شيء وقول أي شيء، وللأسف، بلغ من نفور الأميركيين من «مؤسسة السلطة» في واشنطن أن نسبة كبيرة منهم مستعدة لإعطاء أصواتها لمرشح من هذه النوعية.

 

ديموقراطيون أو جمهوريون... نحن الخائبون

 زهير قصيباتي/الحياة/09 تشرين الثاني/16

مَنْ يجهل اليوم أن المحافظين الجدد من بين الجمهوريين في الولايات المتحدة دمّروا العراق بعد غزوه، ودمّروا كل إمكانات حماية وحدته حين حلّوا جيشه؟ مَنْ من العرب لا يزال يجهل أن الديموقراطيين في أميركا مسؤولون عن إبادة ثلاثمئة ألف سوري، كما الروس شركاء في الإبادة، وفي حماية نظام البراميل المتفجّرة والغازات السامّة؟ مَنْ يشك في دور للولايات المتحدة، وراء «خريطة الطريق» التي رسمتها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن، وتفخيخ الطريق أمام الشرعية اليمنية في قتالها الحوثيين وجماعة علي صالح؟ وإذا كان الجمهوريون «أسخياء» مع إسرائيل، فإدارة الرئيس باراك أوباما «الديموقراطية» وقّعت أضخم صفقات مع حكومة بنيامين نتانياهو، ليغادر البيت الأبيض مطمئن البال إلى ضمان أمن إسرائيل لخمسين سنة مقبلة. الجمهوريون المحافظون تفرّدوا خارج الشرعية الدولية، بقرار غزو العراق واحتلاله، فيما الروس يتفرّجون. انقلبت الأدوار، بات الروس ومعهم الإيرانيون قوة احتلال وتدمير لسورية، بينما الأميركي يتفرّج، ويشارك من بعيد في إحصاء الضحايا.

أيّهما الأفضل للعرب، الديموقراطية هيلاري كلينتون التي سلّفها أوباما قرار تدشين معركتي الموصل والرقة لاستعادتهما من «داعش»، أم مرشح الجمهوريين الشعبوي المشاكس دونالد ترامب الذي توعّد المسلمين بحظر على دخولهم الولايات المتحدة، ووعد إسرائيل بالاعتراف بالقدس عاصمة لها، إذا فاز بالبيت الأبيض؟

أيهما أفضل، هيلاري التي لن تعاقب إسرائيل على ابتلاع أراضٍ من الضفة الغربية بالاستيطان، أم ترامب الذي يعتبر أن الرئيس بشار الأسد استعاد قوته، ويكرر إشادته بقيصر الكرملين الرئيس فلاديمير بوتين؟ ولا تكتمل مشاهد «لعبة الأمم» إلا باللعبة الإيرانية المملّة: أميركا باتت بلا أخلاق(!) بدليل حفلات الشتائم والبذاءة التي طبعت حملة الانتخابات الرئاسية... الشرسة. وأما المعايير الأخلاقية والإنسانية فآخر ما تجتهد طهران لتبريره، في تجييش الميليشيات التي تشارك في قتل سوريين وعراقيين ويمنيين.

صحيح أن الإندونيسي أو الفيليبيني بعد الأوروبي والكوري الشمالي لا يمكنه إلا الاهتمام بما يهزّ أميركا، وباحتمالات الليلة الأخيرة في الانتخابات، ولكن يرجّح اطمئنان العرب إلى أن ترامب لو فاز، لن يضغط على الزر النووي في فورة غضب... وهو على رأس السلطة لن يكون ترامب المرشّح الذي تعهّد أولوية لتجفيف منابع «الفساد» في هذه السلطة و «النظام المزوّر». سيعني الكثير فوز ترامب المتمرّد على كل أصول اللياقات الديبلوماسية والإنسانية، في التعامل مع قضايا الداخل والخارج، لكن الكارثة تكمن ربما في حال كرّس حلفاً مع القيصر المعجب به، لتُمعن روسيا في خريطة أحلامها وأطماعها في قلب أوروبا والعالم العربي. وإن تكن هيلاري كلينتون الأقل سوءاً، حتى بالنسبة إلى العرب، فلا شيء في حملاتها الانتخابية أوحى باستعدادها لسياسة نشطة في المنطقة توقف حروبها واضطراباتها، وتلجم شهية الروس، وتعطّل براكين الدم. للأميركي أن يحلم بأميركا أفضل، أن يختار، بعدما أهملت السلطة هموم الفقراء والأقليات، وخضعت لكوابيس الأمن وهواجسه. بهذا المعنى، يصح القول أن شعار الشعبوي ترامب «أميركا أولاً»، هو حرفياً النهج الذي طبّقته إدارة أوباما، منسحبة من مناطق النزاعات في العالم، مستسلمة أمام خطف الروس مجلسَ الأمن. شيء من التعقُّل يرجَّح أن تنحاز إليه غالبية الأميركيين، مفضلةً هيلاري، من دون إسقاط احتمالات المفاجأة. والكارثة أن يطعن ترامب في نتائج الاقتراع، مدّعياً التزوير إذا هُزِم، فذاك كفيل بهزّ ما بقي من صمام أمان لتداول السلطة، إلا إذا تكاتف مع الديموقراطيين جمهوريو «النظام الفاسد» لردع طيش البليونير. مع الديموقراطيين في أميركا، لا ضمان بوقف مجازر مئات من الأطفال في سورية والعراق قريباً. مع شعبوية ترامب، إذا تحالفت مع «محور التمرُّد» في العالم، لا شيء سيحول دون توسيع حزام الحروب، بالأصالة والوكالة. وبين جنون ولا مبالاة، يراهن العرب على الآتي، ويخيّبهم.

 

الطاقة بين كلينتون وترامب

رندة تقي الدين/الحياة/09 تشرين الثاني/16

تميزت حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية بالتوتر العنيف والمستوى غير اللائق بسبب المرشح دونالد ترامب الذي يتمنى الكثير ألا يكون الرئيس الجديد لأقوى دولة في العالم. وغاب عن الحوارات المتوترة بين هيلاري كلينتون ومنافسها دونالد ترامب الخوض في العمق في برامج كل من المرشحين التي تهم العالم على صعيد الطاقة مثلاً. فقليلاً ما تطرقا إلى هذا الموضوع ولكن من بحث عن توجه الاثنين في ما يخص الطاقة يرى اختلافاً مهماً بين كلينتون وترامب. فهي تريد التركيز على الإسراع في تطوير الطاقة البديلة للنفط. وهدفها أن تكون نسبة خمسين في المئة من التغذية الكهربائية في الولايات المتحدة من الطاقة المتجددة في نهاية ولايتها الأولى، كما أنها تريد إطلاق برنامج الطاقة النظيفة بـ ٦٠ بليون دولار وتطوير تقنيات الطاقة النظيفة. وتؤيد تكسير الصخر لإنتاج النفط الصخري ولكن مع ضوابط تضمن حماية البيئة. أما ترامب فيقول إنه يريد تعزيز وتطوير الطاقة الحفورية ورفع جميع القيود عن شركات النفط والغاز في الولايات المتحدة وأنه خلافاً لكلينتون يريد إنقاذ صناعة الفحم. وما من شك في أنه إذا كانت هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة سنرى قفزة نوعية بدأت في عهد أوباما وهي مستمرة الآن في العالم لتطوير الطاقات المتجددة وفي طليعتها الشمس والهواء. وهذا تطور مشجع للدول العربية. فقد بدأت هذه الدول برامج لتطوير الطاقة الشمسية كما في الإمارات والسعودية والمغرب، وتنشط دول مثل الأردن في هذا المجال. وقال وزير النفط السعودي السابق علي النعيمي في ندوة في لندن الأسبوع الماضي أن الطاقة الشمسية ستحوز على ٤٠ في المئة من الحاجات العالمية إلى الطاقة في المستقبل القريب، مؤكداً اأن الطاقة الحفورية ستبقى أساسية إلى جانب الشمس والهواء. وقد قامت الصين بتطوير تقنيات للطاقة الشمسية التي خفضت سعرها بسرعة وأجبرت الولايات المتحدة على الإسراع بتقنيات أفضل وتخفيض كلفتها. ومجيء كلينتون إلى الرئاسة قد يسرع الاستمرار في تطوير هذه التقنيات النظيفة والجيدة لدول الشرق الأوسط الغنية بالشمس والأماكن الشاسعة لإنشاء مراكز هذه الطاقة. أما إذا تولى ترامب الرئاسة وهذا أمر لا يتمناه أحد فسيعني ذلك أن إنتاج النفط والغاز الصخري في أميركا سينطلق بكثرة مجدداً على حساب البيئة مع احتمال المزيد من الضغط على أسعار النفط للمزيد من انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية بسبب فائض نفطي يعود إلى أكبر سوق في العالم. ولكن سطحية ترامب وجهله في حواراته أديا إلى شرح عابر لتصوره لاستقلالية أميركا في مجال الطاقة. ففي حين أن كلينتون قالت إنها تعارض إجراء التنقيب والحفر في المحيط المتجمد الشمالي يقول ترامب إنه سيرفع جميع القيود عن التنقيب في هذا المحيط وفي شاطئ الأطلسي أي أنه سيفتح المزيد من الأماكن للحفر والتنقيب. وكلينتون مثل أوباما تعارض إنشاء الأنبوب النفطي بـ ٨ بلايين دولار الذي سينقل النفط من ألبرتا في كندا إلى مصافي خليج تكساس لأن المشروع يضر بالبيئة. أما ترامب وعلى عكس منافسته يؤيد إنشاء هذا الأنبوب وقال إنه سيبنيه في أول مئة يوم من ولايته.

إن خطة كلينتون للطاقة ككل سياستها وشخصيتها أفضل بكثير من المرشح ترامب. فكيف يمكن تصور أن شخصاً مثل ترامب ينال تأييد خمسين مليون ناخب أميركي؟ إنه لغز لأن شعبويته ليست حقيقية فهو جاهل وسطحي. يشبه زعيم الجبهة الوطنية الفرنسي السابق جان ماري لوبن ولكن من دون حنكة الأخير ومعرفته العميقة للملفات. فهو خطير بخطورة لوبن بسبب تطرفه ولكنه أخطر بسبب جهله. وسيكون من حظ العالم تفادي وصوله إلى الرئاسة الأميركية. كانت العادة خلال هذه الحملة هي انتقاد كلينتون على أنها مرشحة سيئة وكاذبة إلخ... لكن هذه الصفات أتت من أعدائها وأثرت على العالم. وأتت أيضاً من رجال لا يحبذون وصول امرأة إلى هذا المنصب. ولكن الفرق شاسع بينها وبين ترامب والخلاصة أن فوزها في الانتخابات الرئاسية سيؤكد تجنب أميركا والعالم قائداً جاهلاً وخطيراً.

 

انتخابات ملطخة "بالطين"

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/08 تشرين الثاني/16

على غلاف مجلة «دير شبيغل» رسمت صورة هيلاري وترامب وهما ملطّخان بالطين. مستوى التفاضح بين المرشحين بلغ ذروته، حتى باتت الانتخابات بكل تفاصيلها موضع تسليةٍ للمجتمعات المهتمّة بمصائر الرئاسة والمردود الذي سيأتيها من خلال وصول أحدهما. بالرجوع إلى المرحلة الأوبامية بسنواتها العجاف، نرى هيلاري بوصفها جزءًا من تلك الحالة، لا بأس لديها نبرة أكثر تحمسًا لاستخدام القوّة «المحدودة» في مناطق الصراع ضمن ظروف مضت، وصحيح أنها خاضت معارك إدارية تقنية مع أوباما بما يتعلق بوزارة الخارجية كما يذكر شهودٌ على ذلك مثل الراحل ريتشارد هولبروك، لكنها ميّالةٌ نحو الانعزال عن مشكلات الشرق الأوسط بشكلٍ عام حتى بالأزمة السورية، وكتبت مقالةً في «فورين بوليسي» تعتبر آسيا هي المنطقة الأهم بالنسبة للولايات المتحدة وليست الشرق الأوسط. في ظلّ تمدد روسيا التاريخي في الشرق الأوسط، تفقد أميركا مصالح قوميّة لها، ومناطق نفوذ تاريخية، وذلك بسبب تضاؤل مستوى استخدام القوّة السياسية والعسكرية، سياسة أوباما الانعزالية قد تمتد بعهد هيلاري، ذلك أن المنطقة بحاجةٍ إلى وجود أميركي يساعد على محاربة الإرهاب، ويضعف التمدد الإيراني، ويبقي على تحالفاته مع دول المنطقة. صانع سياسات مخضرم مثل هنري كسينجر يعتبر أن «الاتجاهات المتضاربة جاءت بسبب انسحاب أميركا من المنطقة، مما أتاح لروسيا المشاركة في العمليات العسكرية العميقة في الشرق الأوسط، وانتشرت بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الروسي! ويبدو أن موسكو تشعر بالقلق من أن يعيد انهيار نظام الأسد الفوضى كما حدث في ليبيا، ويجلب (داعش) إلى السلطة في دمشق، ويؤدي إلى تحويل سوريا بأسرها إلى ملاذ للعمليات الإرهابية التي قد تمتد لتصل إلى المناطق الإسلامية داخل الحدود الجنوبية لروسيا في القوقاز ومناطق أخرى، كما أن سياسة روسيا تخدم تدخل إيران في الحفاظ على العنصر الشيعي في سوريا». أمير طاهري يعلم المعضلة التي تواجه الشرق الأوسط تجاه الرئيس القادم، بدأ مقالته المهمّة بالسؤال المتداول: هيلاري كلينتون أم دونالد ترامب، أيهما يكون الأفضل لصالح الشرق الأوسط؟! يخلص إلى نتيجةٍ حول ترامب فـ«على الرغم من الهراء الكثير الذي قاله حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإنه قد أصرّ كثيرًا على نقطة شديدة الأهمية: أن السياسة الخارجية الأميركية الحالية غير مجدية، وهذا، بدوره قد يقنع الرجل بالبحث عن شيء مختلف، أو قد يخلق فرصة جديدة لإصلاح بعض من الأضرار التي تسبب بها أوباما وسياساته حيال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، أما هيلاري كلينتون، فعلى النقيض من ذلك، فلديها بالفعل سجلها المعروف. فلقد دعمت تنظيم الإخوان في مصر قبل أن يتخذ أوباما قراره بالتخلي عنهم. ولقد كانت من المناصرين المشاركين في صياغة سياسة أوباما الكارثية في ليبيا». هيلاري قد تشكلّ امتدادًا لسنوات تسليم المنطقة لإيران، وتشجيع الإخوان المسلمين كما حصل من قبل، ومن ثم تشجيع الدخول بصراعاتٍ عبثيّة بين إيران ودول الاعتدال بدلاً من الوقوف بوجه السياسة الإيرانية الكارثية. ترامب لديه كوارثه الكبرى، لكن قد يكون أكثر قدرةً على تصحيح الثغرة الأخطر في السنوات الماضية، وهي الاضطراب في السياسة الخارجية، وفلتان مناطق النفوذ لدى الولايات المتحدة، و«الانسحاب المضطرب» كما يعبّر هنري كسينجر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ميراي عون: مستشارة أولى للرئيس

رلى ابراهيم - الأخبار /08 تشرين الثاني/16/ورد في صحيفة "الاخبار" أنه في الأيام المقبلة، تتسلم ميراي عون الهاشم منصب المستشار الأول لرئيس الجمهورية ميشال عون. ويفترض بهذا المنصب أن يضعها تحت المجهر الاعلامي والشعبي الذي سيراقبها ويحاسبها أكثر من غيرها، لا لشيء سوى لأنها إحدى بنات الرئيس ميشال عون. عادة ما تكتسب علاقة الأب بابنته منحى عاطفياً خاصاً، فتصبح سريعاً "غنّوجة بيّا". غير أن ميراي عون الهاشم، ابنة رئيس الجمهورية ميشال عون الكبرى، اختارت منذ صغرها أن تكون يد والدها اليمنى، لا "غنوجته".

تفكيرها العملي ودراستها إدارة أعمال المصارف في فرنسا، خوّلاها فرض نفسها على والدها لكسب ثقته عبر تسلّم المهمات التنفيذية في الرابية. فبعد تركها منصبها كمسؤولة الموارد البشرية في محطة "أو تي في"، عيّنت مديرة لمكتب عون والمسؤولة عن ملفاته الدبلوماسية والقضائية، وحتى الأمنية، لفترة من الوقت. حرصت على الإمساك بكل شؤون والدها الادارية، فأسّست أرشيفاً كبيراً له. لاحقاً انطلقت من تجربتها في المحطة البرتقالية لتهندس إطلالات الجنرال الاعلامية والتلفزيونية، قبل أن تبتعد أو تُبعد عن هذه المهمات، وتتولى منصباً إدارياً في "سيدروس بنك"، وإعداد برامج تنظيمية لعدة مصارف أخرى. ويقول المقرّبون منها إنها لعبت دوراً كبيراً مع حاكم مصرف لبنان لإتمام صفقة شراء "الستاندرد تشارترد" الذي تحوّل إلى "بنك سيدروس".

تغيب العاطفة لتحضر "الورقة والقلم". ما سبق دفع عون الى توكيلها مهمة مساعدة العميد بول مطر في صياغة نظام داخلي للتيار الوطني. وفي الانتخابات الحزبية الأخيرة، فازت بعضوية المكتب السياسي حاصدة العدد الأكبر من الأصوات، استكملته بسعيها الى تقوية العلاقة الباردة بينها وبين عدد من الحزبيين عبر تجوالها على هيئات الأقضية وحرصها على التفاعل مع الشباب. أما اليوم، ومع فوز والدها ميشال عون برئاسة الجمهورية، فتستعد ميراي لتسلم مهمة جديدة الى جانب والدها، أكبر من كل المهمات التي تسلمتها سابقاً، اذ تتحدث دوائر القصر الجمهوري عن تعيينها مستشارة أولى للرئيس، بعد أن حسمت قرارها بالبقاء قرب عون كما دائماً، لا بتسلّم حقيبة وزارية. وتضيف المصادر أنها على غرار والدتها نادية الشامي التي رفضت الوصول الى القصر الجمهوري بالموكب الرئاسي، ترفض البنت الكبرى استعمال سيارات القصر المتوافرة لها. الوجه الجدّي تقابله فتاة تكرّس الجزء الأكبر من وقتها في إيفاء النذورات ولو تطلب الأمر السفر الى بلد آخر (كما حدث عندما ذهبت الى سانت تيريز في فرنسا عقب تعافي زوجها روي الهاشم، رئيس مجلس إدارة "أو تي في"، من حادث سير في أفريقيا). هي أم لولدين، ماريا وإيلي، "ستّ بيت"، وطباخة ماهرة، خصوصاً إذا تعلّق الأمر بالبرغل ببندورة والملوخية. إحدى نقاط ضعفها هي كلبها "ميلو". لباريس مكانة خاصة في قلبها تدفعها الى زيارتها باستمرار، وأصدقاؤها هم أنفسهم منذ التسعينيات لغاية اليوم. حتى بداية العام الجاري، كانت ميراي تعمل في ظل والدها سياسياً وإدارياً، لكن منذ انتخابها عضواً في المكتب السياسي للتيار الوطني الحر، باتت تحلّ ضيفة في البرامج السياسية. وكادت تشعل في أيار الماضي "حرباً" بين الرابية وبنشعي عبر سؤالها "عمين بدو يعمل سليمان فرنجية رئيس". في موازاة ذلك، باتت أكثر حدة في التعبير عن آرائها السياسية على صفحاتها الافتراضية، وأكثر تفاعلاً مع الشباب العوني، أكان من خلال الرد على تعليقاتهم أم من خلال حرصها على نشر صورها معهم في مختلف النشاطات. يفترض بالمنصب الرفيع الذي تتسلمه اليوم أن ينقلها من ضفة الى أخرى، وأن يضعها تحت المجهر الاعلامي والشعبي منذ اليوم الأول، لا لشيء سوى لأنها إحدى بنات عون. والأهم أن كل ما كان يجري تناقله كشائعات عن صورتها وقدراتها الفعلية، سيتظهّر في العهد الرئاسي، خصوصاً بعد ما تردّد عن أنها أصرّت على تسلمها هذا المنصب وإدارتها ملفات والدها بنفسها.

 

جنجانيان: لا حكومـة من دوننـا وهدفنـا إنجـاح العهـد و"لأننا انقذنا الجمهورية مـن حقنا حصة وزارية وفق حجمنا"

المركزية- بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الاولى للعهد، ينشغل اهل السياسة ومعهم اللبنانيون "بورشة" توزيع الحقائب الوزارية وبورصة الاسماء وحجم الحصص لكل فريق سياسي، وسط "شهية مفتوحة" على الاستيزار انطلاقاً من رغبة الرئيس المكلّف بتشكيل حكومة جامعة لا تستثني احداً. "القوات اللبنانية" مثلها مثل قوى سياسية اخرى تطالب بحصة وزارية تعكس حجمها النيابي والشعبي، وترفض اعطاءها "الفُتات" من المائدة الحكومية، لانها شريكة في إنقاذ الجمهورية من الفراغ الذي كان يتآكلها لاكثر من عامين، وفق ما ما يُنقل عن نوّابها ورئيسها سمير جعجع في اطلالته التلفزيونية الاخيرة، الا انها وبحسب الجهة المقابلة، وتحديداً الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة امل" تسعى الى "تكبير حجمها" وانها تريد إقصاء قوى سياسية عن التركيبة الحكومية ليخلو لها الجوّ في التنعّم بالجنّة الحكومية.

عضو كتلة "القوات" النائب شانت جنجانيان اوضح لـ"المركزية ان "القوات" شاركت في عملية إنقاذ الجمهورية من الفراغ، لذلك نعتبر "ان من حقنا ان نتمثّل وفق حجمنا في الحكومة مثل غيرنا، ولا مشكلة لدينا في ان تكون وزارة الخارجية من حصّتنا، فالمهم بالنسبة لنا ان نحصل على وزارة سيادية".

وقال "لا نستغرب "الحملة" على "القوات" من باب تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب، فأسبابها غير المُعلنة نعرفها جيداً، لكن للمرّة الالف نؤكد ان "القوات" لا تعمل على اقصاء او إلغاء اي فريق سياسي، فجل ما نطالب به ان نتمثّل في الحكومة وفق حجمنا وانطلاقاً من حقنا"، جازماً بأننا "لم نحد قيد انملة عن مبادئنا وتمسّكنا بالديموقراطية".واشار الى "اننا طالبنا بثلاث وزارات واحدة سيادية وواحدة خدماتية واخرى متوسطة"، مؤكداً اننا "وحلفاءنا الجدد اي "التيار الوطني الحرّ" متّفقون على ذلك"، ولافتاً الى ان "من يُعرقل انطلاقة العهد الجديد هو من يريد حجز حصة وزارية اكبر من حجمه النيابي والسياسي ويُطالب "بامور غير طبيعية". واكد جنجانيان رداً على سؤال اننا "لن نذهب الى المعارضة في حال لم يستجب لمطالبنا "هالمرة ما بتركب"، والحكومة لن تتشكّل من دوننا"، مشيراً الى ان "التنسيق قائم ومستمر بين "القوات" و"التيار الوطني الحرّ"، لان الهدف الاساسي إنجاح العهد الجديد الذي هو فرصة للبنان واللبنانيين لا يجب تفويتها".

اضاف "القوات" لا تتمسّك بحقيبة معيّنة وتصرّ عليها كما فعل اخرون باصرارهم على إبقاء حقيبة محددة من ضمن حصتهم الوزارية. ما نريده وزارة سيادية وهذا حقّنا كَوننا شركاء في إنقاذ الجمهورية"، معتبراً ان "تشكيلة هذه الحكومة حتى ولو كانت مؤقتة تعدّ للانتخابات النيابية، مدماك اساسي للعهد، فاذا كانت تركيبتها "عرجاء" فان الحكومات الاخرى التي ستتشكّل بعدها ستكون على شاكلتها"، آملاً في "إنجاز تشكيل الحكومة قبل عيد الاستقلال".

 

بري مع خريطة طريق للنهوض وسقف للحكومة و"النزول من الابراج لصعوبــة تحقيق الاحـلام"

المركزية- يؤكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ضرورة وضع خريطة طريق للنهوض بالبلاد على المستويات كافة وخصوصا على المستوى الحكومي حيث من الضروري اولا الاتفاق على سقف معين للحكومة العتيدة يرتكز الى الشكل والمضمون. ويدعو بحسب زواره ايضا الى ضرورة التوافق على هذا السقف بحيث لا يعود لأي فريق الحق في تجاوزه. ويلفت الى ضرورة التواضع قليلا والنزول من الابراج العالية وتكبير الاحجام. ويلتقي هنا مع قول الرئيس المكلف سعد الحريري إن تحقيق مطالب كتلة نواب المستقبل وحدها يحتاج الى اكثر من حكومة. ويشير الى ان الوقت يجب ان يكون للتفاهم والاتفاق بين كل الناس ومع كل المكونات لانضاج تفاهمات وطنية تصب في خانة اجراء الانتخابات النيابية المقبلة قبل الوقوع في المحظور والوصول الى خيار من اثنين احلاهما مر، إما التمديد للمجلس او اجراء الانتخابات على اساس القانون الحالي. وينفي بري بحسب الزوار ما ينقل عن لسانه في شأن التمسك بهذه الحقيبة او تلك لافتا الى انه قبل الحديث عن توزيع الحقائب والقبول بها او رفضها يجب الاتفاق على العناوين الاساسية التي يفترض ان تحكم الحكومة الجديدة ومهامها. الا ان اوساطا اخرى متابعة دعت الى ضرورة الانتظار اياما لمعرفة اتجاه الريح الحكومية من خلال تسريب "بروفة" او تشكيلة اولية تكون بمثابة بالون اختبار لردود فعل المكونات المعنية، خصوصا لجهة ما يتعلق بتوزيع الحصص والحقائب. واشارت على هذا الصعيد الى ان ما يحكى عن تمسك المكون الشيعي بحقيبة المال والمكون السني بحقيبة الداخلية، اضافة الى بقاء وزارة الطاقة مع تكتل "التغييروالاصلاح" او "التيار الوطني الحر" يبدو قريبا الى الواقع، لان الامور في الادارات الثلاث لا تزال تسير حتى الان من ضمن النهج المتبع وكأن التغيير لا يطالها من قريب او بعيد. وتختم الاوساط متوقعة عدم حصول تغيير كبير في الحقائب السيادية وتوزيعها على الاحزاب والكتل النيابية واذا حدث ذلك، فقد يشمل اسماء الوزراء لا الحقائب.

 

لقاء الـ"ميشالَيَن": تعاون وانفتاح ونصائح لعهد واعد ودور الرئيس الحَكَـــم يُدعّمـه فريقــه الوزاري

المركزية- مع ان بوصلة الاهتمامات السياسية امس كانت متجهة نحو زيارتي وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف ووزيرَ شؤون الرئاسة السورية منصور عزام موفدا من الرئيس بشارالاسد لتقديم التهنئة للرئيس العماد ميشال عون، نظرا لما حملتا من مدلولات سياسية في مطلع العهد، بيد انها لم تحجب انظار بعض المراقبين السياسيين عن اللقاء الاول بين الرئيسين العمادين ميشال عون وميشال سليمان، بعد المصافحة بينهما في البرلمان ابان تقديم التهاني اثر جلسة الانتخاب، اذ اعتبروه نوعياً، نسبة للحساسية التي طبعت علاقة العمادين سابقا، وادخلتها في حال من "الجفاء السياسي" الذي بدا جلياً في المواقف في اكثر من استحقاق وملف. وتقول مصادر سياسية تسنى لها الاطلاع على جانب من اللقاء الرئاسي لـ"المركزية" ان حقبة غياب الكيمياء انقضت، فجنرال الرابية انتقل من ضفة الزعامة السياسية الى موقع رئيس الدولة، كما اثبتت مواقفه منذ انتخابه إن في خطاب القسم او في الكلام الذي قاله امام الجماهير المهنئة الاحد الماضي في "بيت الشعب"، وهو تحرر من التزاماته السياسية السابقة ليلتزم المشروع الوطني وحده. فخطاب القسم يحرر الرئيس، على ما يقول سليمان، وأكد ذلك وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بإعلانه "ان عون كان حليفا لحزب الله عندما كان رئيسا لتكتل التغيير والاصلاح النيابي، لكنه بعدما اصبح رئيسا للبلاد صار حليفاً لكل اللبنانيين". وتبعاً لذلك، فإن لقاء الامس اتسم بكثير من المرونة والانفتاح ومد اليد وصولا الى تحقيق الافضل للوطن. وتفيد ان الرئيس سليمان الذي سرعان ما تمت تلبية طلبه لتحديد موعد مع الرئيس عون واستقبل بحفاوة لافتة، حيث رحب به عون حمل لخلفه مجموعة نصائح منبثقة من خبرته الرئاسية طوال ست سنوات وانجازات تحققت في عهده قد تشكل مدماكاً اساسياً لكثير من القضايا الشائكة والملفات العالقة، لا سيما منها "اعلان بعبدا" والاستراتيجية الدفاعية ومجموعة الدعم الدولية التي انشئت في نيويورك، الى جانب تعديلات دستورية اقترحها اخيرا "لقاء الجمهورية" الذي يرأسه سليمان بهدف تلافي ثغرات تجلّت بوضوح في عهده وستشكل محور مؤتمر وجّه سليمان الدعوة لعون لحضوره في 3 كانون الاول المقبل. وتشير الى ان الارث السياسي الذي تركه سليمان لعون وفي شكل خاص ما يتصل بركائز سياسة لبنان الخارجية وتحييده عن صراعات المحاور، لا يمكن الا ان يشكل لبنة اساسية في مدماك العهد الجديد، وبات التطابق واضحا في النظرة اليها بدءا من خطاب القسم الذي ذكر مسألة ابعاد لبنان عن الصراعات الخارجية ولم يأت على ذكر ثلاثية " الجيش والشعب والمقاومة. فخطاب القسم لم يحصر المقاومة لا بثلاثيات ولا برباعيات وفق المصادر، بل تحرر من كل القيود الحزبية بما فيها تلك التي حكمت اداء التيار الوطني الحر، فرئيس البلاد هو الحكم وليس فريقا في اي نزاع بين القوى السياسية حتى لو انه انبثق من احداها. ولأداء هذا الدور، تختم المصادر يفترض ان تكون لرئيس الجمهورية حصة في الحكومة تشكل أداة او "ريموت كونترول" يصوب بها الاداء الحكومي كلما جنح في اتجاه معين، خصوصا بعدما انتزعت من الموقع الرئاسي صلاحيات وضعت في عهدة مجلس الوزراء، فبات فريق الرئيس الوزاري الضمانة الافعّل لدور الحَكم

 

الصايغ: نتمنى أن تكون مواقف ظريف انعكاسا لحياد لبنان والحوار الجدي مع حـزب الله وظيفة عـون الأسـاسـية

المركزية- في توقيت لافت ومتزامن، حط وزير شؤون الرئاسة السورية عزام منصور ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في قصر بعبدا، في موقف اعتبر رسالة ايرانية –سورية تثبتّ موقع البلدين السياسي في لبنان، في وقت كان سفراء دول الخليج يعبرون عن دعمهم للرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط. كل هذا بعد أسبوع على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في ظل مخاوف داخلية كثيرة من جر لبنان إلى محاور الصراع الاقليمي. تعليقا على هذا المشهد اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ في حديث لـ "المركزية" أن "في هذه اللحظة غير الاعتيادية في ظل الاشتباك الاقليمي القائم، تعتبر هذه الزيارات، بغض النظر عما يقال وما يعلن في للإعلام، مشهدية تعطي تثبيتا للموقع الايراني السوري المتقدم على الساحة اللبنانية. وهنا ألفت إلى إشارة ايجابية تتعلق بالوزير ظريف الذي قال إن ما جرى ليس انتصارا لمحور على آخر، بل لجميع اللبنانيين. وهذا مؤشر إلى أن ايران تريد أن يكون للبنان دور يعزز تواصلها مع العالم العربي، أكثر من أن ترى فيه ساحة اشتباك اقليمية. ونتمنى أن يكون كلام الوزير ظريف تعبيرا عن الموقف الايراني الحقيقي، ذلك أن بعض المواقف الصادرة عن طهران كانت مغايرة، معتبرة أن ما حصل انتصار لايران".

وشدد الصايغ على "أننا لا نريد إلا أن نتعاطى دائما بطريقة بناءة، ونعتبر أن هذه الزيارة يجب أن تخدم تحييد لبنان الذي نطالب به منذ زمن، ونطالب بترجمة هذا الحياد عبر احترام القانون الدولي العام، وهو ما عبر عنه خطاب القسم (ولا بد للبيان الوزاري أن يصب في الاتجاه نفسه). وهذا يعني احترام القرارات الدولية ابتداء من الـ1559 وصولا إلى الـ1701، إضافة إلى القرارات المتعلقة بالمحكمة الدولية. وهنا يكمن اختبار النيات الحقيقي". وتعليقا على تزامن الزيارتين الايرانية والسورية مع جرعة الدعم الخليجي للبنان، لفت إلى أهمية العمل على أن يكون هذا المشهد تكامليا، أي أن هناك بعض عناصر القوة في علاقاتنا الخارجية، يجب أن نستفيد منها لتصويبها في اتجاه المصلحة اللبنانية الوطنية، لا أن نكون "مجرد بضاعة تعرض في الأسواق الخارجية، يستخدمها الآخرون في مصالحهم الخارجية". حكوميا، أكد الصايغ أن "إذا كان لا بد لهذه الحكومة أن تكون حكومة وفاق وطني، خصوصا أن التحديات التي ستواجهها لا تقتصر على قانون الانتخاب، بل تشمل الوضع الاقتصادي، تحتاج إلى وجود الجميع في داخلها، علما أن آليات الطائف تسمح بقيام معارضة من الداخل"، وأعلن أن "موقفنا مبدئي: نتعامل بايجابية عندما يريد العهد السير بهدي المبادئ التي وردت في خطاب القسم، الذي نعتبره أهم من كل الأوراق المتناقضة التي وقعها عون قبله. وكل ما يخص الخلاف الذي قسم لبنان لعقد من الزمن، لا يزال قائما ويجب تأمين الأرضية اللازمة لحله، علما أننا نعرف أن إشكالية سلاح حزب الله باتت أكبر من لبنان، ووظيفة عون الآتي من 8 آذار الاساسية تكمن في إجراء حوار جدي مع حزب الله، يطاول هذا الملف إذا كان يريد لعهده النجاح. لذلك يجب مساعدة العهد في هذا الامر، ولا ننتظر منه أقل من ذلك". وحول كيفية إنصاف الكتائب في الحكومة العتيدة، نبه إلى "أننا لا نتعاطى مع الرئيس الحريري، الذي نعتبره من صفوفنا، وان اختلفنا في الملف الرئاسي على طريقة الشروط. لكن هناك حضورا وطنيا يجب أن يكون معززا، لا سيما على مستوى بعض القوى السياسية التي لا يجوز بناء مستقبل لبنان بتهمشيها. والمشاكسة البناءة التي تميّزنا تشكل مصدر قوة لحليفنا ووضوحا لخصمنا السياسي".

 

مكارم: القطاع تلزمه جرعة إضافية من الحلحلة السياسية والمغتربون والعرب بدأوا يستفسـرون عن الوضع العقاري

المركزية- لفت الخبير العقاري ورئيس شركة "رامكو" رجا مكارم إلى أن أوضاع القطاع العقاري "لم تتغيّر رغم اجواء الارتياح السائدة بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة". وقال لـ"المركزية": القطاع العقاري تلزمه جرعة إضافية من الحلحلة السياسية كإقرار قانون الانتخاب وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، إضافة الى إزالة العراقيل السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة. ومتى توفرت هذه العوامل يمكن عندئذٍ أن يسترد القطاع العقاري عافيته. لكنه لمح إلى أن "الترجمة الفعلية لحركة القطاع العقاري لم تظهر بعد، في انتظار التطورات السياسية واستعادة لبنان موقعه بثقة المستثمرين من خلال معالجة بعض الملفات الاساسية كملفيّ النفايات والكهرباء". في المقابل، لاحظ مكارم "عودة المطوّرين العقاريين إلى التشدد في البيع، بعدما كانوا تساهلوا في الفترة الأخيرة وخفضوا أسعار الشقق بنسبة 20 في المئة للتخلص من الشقق المجمّدة". وأكد أن القطاع العقاري "أثبت قدرته على التأقلم مع الأوضاع المحيطة به، فهو يخفض الاسعار في حالة الركود ثم تعود الى الارتفاع متى لاحت بوادر أمل في الأفق السياسي، لذلك يبقى القطاع العقاري الأفضل على الصعيد الإستثماري". وتوقع "عودة اللبنانيين المغتربين الى الإهتمام بالقطاع العقاري، والبحث في إمكان شراء الشقق مع حلحلة الاوضاع السياسية في البلد".

مصادر عقارية: وفي هذا الاطار، ذكرت مصادر عقارية لـ"المركزية"، أن المطوّرين العقاريين بدأوا يتلقون الإتصالات من لبنانيين مقيمين ومغتربين ومن بعض الدول العربية، للإستفسار عن أوضاع السوق العقارية وإمكان الاستثمار في القطاع، وتتركز هذه الاتصالات على مواقع في جبل لبنان ولا سيما في المتن الشمالي وبعبدا وحتى عاليه، بعدما أصبحت بيروت غير قادرة على استيعاب المزيد من الأبنية وباتت الارض فيها تشكل عملة نادرة بحسب قول أحد المطوّرين العقاريين. ونصحت هذه المصادر الراغبين في شراء الشقق "بالإسراع في ذلك قبل أن تعاود الاسعار ارتفاعها مع استمرار التحسن في المناخ السياسي وعودة الثقة الى البلد بمختلف قطاعاته الاقتصادية، خصوصاً أن لبنان بات الاكثر أماناً بين الدول المجاورة".

 

الراعي زار معهد الرسل وتفقد حريق الريحانية: فجر جديد أطل علينا في حياتنا الوطنية

الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 /وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، معهد الرسل لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة يرافقه النائب البطريركي المطران جوزف نفاع المسؤول عن مكاتب الدائرة البطريركية، أمين سر البطريرك الأب بول مطر، مسؤول دائرة راعوية الشبيبة في البطريركية الأب توفيق بو هدير، ومدير المكتب الإعلامي في الصرح المحامي وليد غياض، وكان في استقبالهم في الباحة الخارجية للمعهد الرئيس العام للجمعية الأباتي مالك بو طانوس، رئيس المدرسة الأب نديم الحلو وجمهور المعهد من الآباء. وكان لقاء مع طلاب المدرسة وآباء المعهد وعدد من اعضاء الهيئتين الإدارية والتعليمية، نظمته دائرة راعوية الشبيبة في البطريركية. استهل اللقاء بكلمة ترحيبية القاها الاب نديم الحلو امام الراعي والطلاب الذين رفعوا الأعلام البطريركية واللبنانية، وحملوا الزهور ورنموا الأناشيد الدينية احتفاء بزيارة الراعي، ومما قال: "تتهلل قلوبنا فرحا بزيارتكم الحبيبة لمعهد الرسل، وأنتم خليفة الرسل. هذه مدرستكم، وهي مسماة على اسمكم، فأنتم خليفة بطرس والرسل". وأضاف: "لقد تعلمنا منكم يا صاحب الغبطة أمثولتين. الأولى تتمثل بالاصرار الذي تسلحتم به على مدى سنتين ونصف سنة، فلم تتوقفوا لحظة عن المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية. أصررتم على إتمام الأمر فيما أراد البعض تنفيذ مشاريع أخرى. وبإصراركم القوي تم الانتخاب، ونحنا سعداء اليوم بوجود رئيس للبلاد. إنه الإصرار على محو اللامبالاة من حياتنا، وهذا ما أوصانا به البابا فرنسيس لمواجهة مرض العصر، اللامبالاة". وتابع: "أما الدرس الثاني الذي تعلمناه منكم يا صاحب الغبطة فهو قول الحق لأن الحق يحررنا. فغبطتكم وكل أسلافنا السادة البطاركة ما كانوا يقولون إلا الحق، ونحن نتعلم منكم الحق والحقيقة لنعيش على مثالكم أحرارا، وما من شيء أجمل من أن يعيش الشخص حرا من أي قيود". وختم الحلو: "فرحنا اليوم كبير بحضوركم بيننا يا صاحب الغبطة. نسألكم أن تباركونا جميعا، آباء وهيئة تعليمية وادارية وطلابا، ولا سيما الذين تحمسوا للقاء معكم لأنهم يرون فيكم بطلا من أبطال مجتمعنا يعطينا دروسا في الحياة".

الراعي

بدوره شكر الراعي الطلاب والقيمين على المدرسة على "حفاوة الاستقبال والمحبة الصادرة من القلب،" وسأل الله ان "يمدهم واهلهم بالخير والنعم والسلام من أجل مستقبل زاهر". وقال: "أود تهنئة معهد الرسل لأنه يربي على قيم ثلاث نحن في حاجة اليها لتكون مرتكزا اساسيا لحياتنا، وذلك من اجل الرسالة. المرتكز الأول هو ان التربية في المدرسة تقوم على الإصرار. اصرار التلامذة على التوجه يوميا الى المدرسة لطلب العلم، اصرار الأساتذة على التعليم، واصرار الإدارة على المساعدة لكي يصبح هؤلاء الطلاب في ما بعد اصحاب قرار. أما الركيزة الثانية فهي الالتزام الذي يبعدنا عن عدم الاكتراث، فلا نعيش على هامش الحياة، ونحن جماعة ملتزمة إيمانها ووطنها وقيمها. والنقطة الثالثة تتمثل بالحقيقة التي من دونها لا وجود للحرية ولا للوحدة. إن معهد الرسل يرسلكم رسلا الى المجتمع في لبنان وخارجه، لتكونوا أشخاصا مهيئين كل التهيئة لتعيشوا أبعاد الحياة وقيمها".

أضاف: "فجر جديد أطل علينا اليوم في حياتنا الوطنية. لقد رأيناه بعد انتظار سنتين ونصف سنة تقريبا. لقد كنا نعيش قبله في فراغ قاتل والناس كانت تصلي وتنتظر. افتقدنا الرب وسيدة لبنان المطلة علينا والتي تحفظ لبنان بيدها الخفية، فتم مع هذا الفجر الجديد انتخاب رئيس للجمهورية. ومن هنا من معهد الرسل، أوجه تحية كبيرة جدا لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أتى وهو يحمل قرار الإصلاح والتغيير ليتمكن من خدمة هذا المجتمع اللبناني. كما أحيي الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري، ونتمنى أن يؤلف الحكومة بأسرع ما يمكن لكي تتمكن السلطة اللبنانية من مواجهة التحديات المطروحة علينا، وأولها بالنسبة إلي هو اعطاء الرجاء والأمل لشبيبتنا التي تنظر الى المستقبل". بعدها التقى البطريرك طلاب الصفوف الثانوية في مسرح المدرسة، حيث عرض فيلم وثائقي نفذه الطلاب وأعربوا فيه عن إيمانهم بالكنيسة وبرأسها وآمالهم وتطلعاتهم، مثمنين تلبية البطريرك دعوتهم للقائه والتحدث اليه في عدد من القضايا.

ثم ألقى رئيس الجمعية الأباتي بو طانوس كلمة ترحيبية قال فيها: "إن أكثر ما أتأثر به يا صاحب الغبطة هو مطالبة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في الشرق وليس فقط في لبنان، بأن يكون هذا الشرق بحماية البطريرك الماروني، وهذه مسؤولية كبيرة جدا لأنكم تحملون أوجاع لبنان وصليبه وأوجاع الشرق بأكمله".

وأشار بو طانوس الى كتاب "وسط الفوضى...مقاومة مسيحي في الشرق" للكاتبة الفرنسية ايزابيل ديلمان الذي تتحدث فيه عن البطريرك الراعي، لافتا الى "ما ذكرته في هذا السياق قائلة: "لم أر وجها يشع رجاء أكثر من وجه البطريرك الماروني البطريرك مار بشارة بطرس الراعي". وتابع: "هذا ما نحبه فيكم يا صاحب الغبطة. نحن نحب ما تحملونه الينا من محبة وفرح ورجاء وأمل للكبار والصغار. لبنان في حاجة الى وجه مثل وجهكم يحمل لنا الفرح والأمل والرجاء". بعدها كان حوار طرح فيه عدد من الطلاب مجموعة من الأسئلة على صاحب الغبطة تنوعت بين لاهوتية وسياسية واجتماعية ودينية. وكان تركيز من الراعي على "دور الشبيبة في لبنان وضرورة تمتين علاقتها بأمها الكنيسة وأتباع تعاليمها".وإذ شدد على "دور الشباب لبناء مستقبل لبنان الزاهر"، دعا "هؤلاء الشباب الى الانخراط في الدولة من خلال الانخراط في مؤسساتها العامة، ولا سيما في الجيش وسائر الأجهزة الأمنية من باب المسؤولية الوطنية، ولأن فيها تتوافر فرص عمل شبابنا بأمس الحاجة اليها". وحض الراعي المنتشرين اللبنانيين على تسجيل قيود نفوسهم لدى البعثات الديبلوماسية من اجل الحصول على الجنسية اللبنانية والمحافظة على حقوقهم المدنية في وطنهم الأم، "وهذا خير ما يتركون لأولادهم من إرث"، موجها "تحية شكر وتقدير لكل من الوزير السابق ميشال اده والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير لتأسيسهما المؤسسة المارونية للإنتشار التي تتابع هذا الأمر وتبذل جهودا جبارة في معظم دول الانتشار". وفي ختام اللقاء قدم مكتب راعوية الشبيبة هدايا تذكارية للطلاب الذين قدموا بدورهم تعهد إيمان موقعا بأسمائهم تلوه أمام البطريرك الراعي.

الريحانية

بعدها توجه الراعي الى منطقة عين الريحانة وتفقد الحرج الملاصق لها حيث شب فيه مساء امس حريق هائل قضى على مساحات واسعة من الأشجار، ولا تزال طوافات الجيش اللبناني وفرق الدفاع المدني تعمل حتى الساعة على اخماده. وقد نوه بالجهود التي يبذلها الجيش وفرق الدفاع المدني لإخماد الحريق.

والتقى في المكان كلا من مدير الدفاع المدني العميد ريمون خطار وقائمقام كسروان جوزف منصور اللذين عرضا أهم المعطيات المتوافرة في هذا السياق.

المطران سويف

وبعد الظهر استقبل الراعي في بكركي راعي ابرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف على رأس وفد اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية الذي ضم الخوري بولس الريفوني، الأب يوسف طنوس، والأب الياس شختورة، وقدموا اليه المفكرة الليتورجية للعام 2017.

سفير منظمة مالطا

بعدها التقى سفير منظمة مالطا في قبرص ادوارد مايير شيدرجوفيكس والملحق الإعلامي جوزف حاجي حنا وجورج حاجي حنا يرافقهم المطران يوسف سويف. وكان عرض لأبرز نشاطات المنظمة في قبرص، ولا سيما تعاونها مع الموارنة في الجزيرة، والبحث في سبل تطوير هذا التعاون.