المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 تشرين الثاني/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.november12.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ

فكَمَا أَنَّهُ بِعُصْيَانِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ جُعِلَ الكَثيرُونَ خَطَأَة، كَذلِكَ بِطَاعَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ يُجْعَلُ الكَثيرُونَ أَبْرَارًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سجال الكتائب والقوات تلهي بالقشور وابتعاد عن المشكل الأساس/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حرب حزب الله السورية: أوامر إلهية… في خدمة شياطين إيران/علي الأمين/جنوبية

بان كي مون يطالب حزب الله بوقف تدخلاته في دول الجوار

الرياض تعود بقوة إلى بيروت

الحريري هنأ ترامب وعرض معه للعلاقات اللبنانية الاميركية

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 11/11/2016

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 11 تشرين الثاني 2016

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الاحرار: للاسراع في إنجاز تأليف الحكومة ونعارض فكرة الثلث المعطل

هل تنتصر الخلطة الحكومية المعدّلة بتوزير صقر وفحص وحردان ووهاب؟

التركيبة الحكومية النهائية... بالطوائف والاسماء والحقائب

 زهرا: القوات رفضت الظلم ومحاولات الاقصاء والعزل ولن توافق عليها اليوم بحقهاأو بحق أي طرف آخر

«القوات»: حصتنا الوزارية محفوظة والجميل يفتعل المشكلات معنا

البخاري نقل رسالتين سعوديتين الى باسيل

معلولي: لحكومة مستقلة تأتي بممثلين حقيقيين عن الشعب

استمرار المخاطر الإقتصادية على لبنان/عزة الحاج حسن/المدن

الطرّاس بين مطرقة الاستدعاءات وسندان التوقيف والترك نجّار لـ"النهار": الحرية الشخصية ليست موضع تجاذبات/كلوديت سركيس/النهار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مستشار ترمب: نؤسس ائتلافا مع دول الخليج عارضه أوباما

بوادر صدام أوروبي مبكر مع ترمب حول حلف الناتو

الأمم المتحدة: "داعش" ينشر أطفالاً مفخخين بالموصل وعمليات قتل انتقامية نفذها مدنيون وقوات تحت قيادة الجيش العراقي

أوباما يأمر بضرب  قادة تنظيم جبهة فتح الشام  في سوريا.. وموسكو تشكك

روسيا مترددة حيال شن عملية عسكرية واسعة في حلب

الامم المتحدة: داعش أعدم 60 مدنيا على الاقل في الموصل

26.7 مليار دولار لتسوية المستحقات المتأخرة للشركات السعودية

مدفيدف في إسرائيل: تعميق النفوذ المتبادل؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عقدة تمثيل "القوات" عقدة حكومة "الطائف" الأولى/ايلي الحاج/النهار

حكومة الأعراف الدائمة/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

المقعَد المسيحي «المُعقَّد» طرابلسياً/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

«خسائر النسبية» تدفع بقانون الإنتخاب الى الـ 2021/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

التأليف السريع ليس مسؤولية الحريري وحده/علي حماده/النهار

التمديد للمجلس: اللي استحوا ماتوا/غسان حجار/النهار

محاصصة وزارات؟ أَم حصص إِعاشات/هنري زغيب/النهار

المنطق الأعوج او اللامنطق/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

بالأسماء والتفاصيل: هذا ما يعرقل تشكيل الحكومة/هيام القصيفي/الأخبار

عن السوبر ترامب الذي صُنِعَ في لبنان/طوني أبو روحانا/بيروت اوبزرفر

ملفات ترمب: مواجهة إيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

فرصة اسمها دونالد ترامب؟.. ربما/نديم قطيش/الشرق الأوسط

رياح ترامب - إيران تلفح لبنان/احمد عياش/النهار

السياسة «الترامبية» والتصعيد الإيراني/أسعد حيدر/المستقبل

ماذا على "اللوبي اللبناني" أن يفعل في عهد ترامب/أديب فايز فرحة/النهار

العالم على متن طائرة ترامب/د. خطار أبودياب/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون امام وفد الهيئات الاقتصادية: لفصل الخيارات السياسية الخارجية عن الداخل اللبناني

ارام الاول زار البابا ورحب بانتخاب رئيس للجمهورية: للتعايش السلمي والتعاون الوثيق بين المسلمين والمسيحيين

الراعي استقبل سفيرة تشيكيا ورئيس الكتائب وهيئات جيرار: لتقليص عدد النازحين بدعوة الدول لاستقبالهم

بري استقبل ارسلان ومخزومي ووفد المحاكم الجعفرية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ
إنجيل القدّيس يوحما15/من15حتلا21/:"قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي. لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي. بِهذَا أُوصِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. إِنْ يُبْغِضْكُمُ العَالَم، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُم. لَوْ كُنْتُم مِنَ العَالَمِ لَكَانَ العَالَمُ يُحِبُّ مَا هُوَ لَهُ. ولكِنْ، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ العَالَم. تَذَكَّرُوا الكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُم أَيْضًا. وإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَوْفَ يَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُم أَيْضًا. غَيرَ أَنَّهُم سَيَفْعَلُونَ بِكُم هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، لأَنَّهُم لا يَعْرِفُونَ الَّذي أَرْسَلَنِي".

فكَمَا أَنَّهُ بِعُصْيَانِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ جُعِلَ الكَثيرُونَ خَطَأَة، كَذلِكَ بِطَاعَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ يُجْعَلُ الكَثيرُونَ أَبْرَارًا
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة05/من17حتى21/:"يا إِخوَتي، إِنْ كَانَ بِزَلَّةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ قَدْ مَلَكَ المَوْت، فَكَمْ بِالأَحْرَى الَّذينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ البِرّ، يَمْلِكُونَ في الحَيَاةِ بِإِنْسَانٍ وَاحِد، هُوَ يَسُوعُ المَسِيح! إِذًا، فَكَمَا أَنَّهُ بِزَلَّةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ كَانَ الهَلاكُ لِجَميعِ النَّاس، كذلِكَ بِبِرِّ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ كَانَ لِجَميعِ النَّاسِ تَبْرِيرُ الحَيَاة. فكَمَا أَنَّهُ بِعُصْيَانِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ جُعِلَ الكَثيرُونَ خَطَأَة، كَذلِكَ بِطَاعَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ يُجْعَلُ الكَثيرُونَ أَبْرَارًا. أَمَّا الشِّرِيعَةُ فقَدِ ٱنْدَسَّتْ لِكَيْ تَكْثُرَ الزَّلَّة، وحَيْثُمَا كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فَاضَتِ النِّعْمَة؛ حَتَّى إِنَّهُ كَمَا مَلَكَتِ الخَطيئَةُ بِالمَوْت، كَذلِكَ تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالبِرِّ لِلحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنَا."

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سجال الكتائب والقوات تلهي بالقشور وابتعاد عن المشكل الأساس

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/11/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%ac%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a6%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d9%84%d9%87%d9%8a/

حقيقة مأساوية قلناها من قبل مراراً وتكراراً ومنذ توقيع العماد ميشال عون ورقة تفاهمه مع حزب الله عام 2006 والتحاقه الكامل والشامل تكتيكياً واستراتجياً ومصالح وإعلام وخطاب وسلطة ونيابة ووزارات بمحور الشر السوري_الإيراني المسمى كذباً بمحور الممانعة.

الحقيقة القاتلة للآمال والمحبطة للهمم هي أن ميشال عون نجح وكبر وتجبر واستكبر ووصل إلى ما وصل إليه وتوجه بعودته المظفرة إلى قصر بعبدا ليس بشطارته أو بسبب شعبيته أو لا سمح الله بنتيجة عبقريته وبعد نظره ووطنيته ورؤيوته الخارقة.

عون نجح وحلق وكبرت شعبيته، وهنا الكارثة المارونية المدمرة تحديداً، لأن البدائل السياسية والحزبية في مجتمعنا المسيحي هي تعيسة وفاشلة ونرسيسية ولم يكون عندها وحتى يومنا هذا لا ثوابت ولا قضية ولا مشروع غير ما يتعلق فقط بمصالحها العائلية والسلطوية والمالية، وذلك على حساب المواطن وقضية الوطن ومصيره وسيادته والاستقلال.

إن البدائل المسيحية الحزبية هذه ودون استثناء واحد لا تزال على تعاستها وفشلها وقصر نظرها وعقم تفكيرها والأنانية وقد امتهنت هذا النهج السطحي والنفعي والشخصي حتى الثمالة.

للأسف إن ما نراه اليوم من سجال إعلامي صبياني بين حزبي القوات والكتائب على المستويين الرسمي والشعبي يأتِ في هذا السياق التضليلي والشخصي 100%.

سجال عدائي وصبياني وبحت شخصي تعودنا عليه وهو للأسف يرتكز كلياً على أمور جانية سخيفة وردح زجلي دون أي محتوى وطني أو رؤيوي، والأخطر أنه يتلهى بالقشور ويهمل المشكل الأساس الذي هو الاحتلال الإيراني للبنان الذي تم تتويجه بوصول مرشح حزب الله، ميشال عون إلى موقع رئاسة الجمهورية.

إنه وبنتيجة فقدان البدائل عن عون وصل الرجل وبعد أن استسلمت القوات اللبنانية (ومعها تيار المستقبل) تحديداً ورضخت للابتزاز اللاهي وتخلت عن كل ثوابتها الوطنية والمسيحية التي هي علة وجودها وانتقلت فجأة إلى دور تمارسه للمرة الأولى منذ السبعينات وهو القبول بواقع الاحتلال والعمل تحت مظلته وشروطه والضوابط.

من هنا فإن كل النفاق والتضليل الإعلامي والتبريرات الواهية والواهمة والحروب الجانبية التي يمارسها الفريق الإعلامي القواتي هدفها التعمية على واقع الاستسلام والتسوّق له على أنه انتصار تحت ذريعة اقتناص فرصة التسوية على خلفية الواقعية.

تسوية هي عملياً استسلام طبقاً لكل المعايير ويُسوّق لها بهدف التضليل والتعمية على أنها هي خشبة الخلاص وأن ليس من بدائل لها بهدف انتشال لبنان من خطر المؤتمر التأسيسي الذي يريده ويسعى له حزب الله والحفاظ على دور ووجود المسيحيين ومنع الانهيار الاقتصادي الوشيك.

أي تسوية هذه وحزب الله لم يغير أو يبدل ولو فاصلة واحدة من خططه ومشروعه وممارساته محلياً واقليمياً ودولياً وفي نهج طرق تعاطيه مع الدولة والدستور وكل الشرائح اللبنانية؟

نسأل أهلنا في وطننا المقهور والمهيمن عليه بالإرهاب والإبتزاز والقوة والفاقد لقراره واستقلاله، وتحديداً نسأل ربع أصحاب شركات الأحزاب المسيحية التجارية والعائلية بامتياز، ومعهم من ينظّر لهم عكاظياً ويسوّق لتضليل الرأي العام وتصوير الاستسلام على انه انتصار، نسأل ما نفع  وقيمة حصولكم على كل الوزارات والمواقع في الدولة بما فيها رئاسة الجمهورية في حين أن حزب الله يحتل البلد ولا وجود فعلي لاستقلال وسيادة وقانون وحقوق وحريات؟؟؟

ننصح أصحاب شركات الأحزاب الدكتاتوريين والتجار أن يحترموا عقول وذكاء اللبنانيين وأن يصارحوا الناس بالحقيقة بدلاً من تضليلهم واللعب على مخاوفهم والعصبيات واستغلال طيبتهم والاستهزاء بهم.

في الخلاصة لا تسوية ولا من يحزنون، بل استسلام كامل وشامل وتغليب للمصالح الشخصية والكيديات، كما أن السجالات السخيفة الدائرة حالياً هي تضليلية وللتغطية على خطيئة الاستسلام من خلال زجليات التلهي بالقشور وإهمال المشكل الأساس.. ونقطة على السطر

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حرب حزب الله السورية: أوامر إلهية… في خدمة شياطين إيران

علي الأمين/جنوبية/ 11 نوفمبر، 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/11/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%B1/

حزب الله طوى صفحة القتال ضد اسرائيل، الساحة السورية هي الاولوية ويكتفي بما تكتبه الصحافة الإسرائيلية عن قدراته. حزب الله الذي يتحول شيئاً فشيئاً إلى قوة قتالة مذهبية لها عداء مع أغلبية العرب.

كلما طال استغراق حزب الله في القتال داخل سورية، زاد الحديث لدى قيادات حزب الله، والنخبة العسكرية والأمنية والإعلامية الإسرائيلية، عن تطور قدرات الحزب، وأنّ قوته وخبرته كجيش تزداد وتطور. ولأي مراقب ومتابع أن يلاحظ كيف أنّ وسائل إعلام حزب الله تحرص على تصيّد كل موقف إسرائيلي، سواء كان تصريحاً أو مقالاً أو تحليلاً منشوراً في إحدى الدوريات الإسرائيلية، يشير إلى هذا التطور في قدرات حزب الله. ودائماً يستشهد مسؤولو حزب الله، حين يريدون التأكيد على صوابية ما يفعله حزبهم في سوريا، إلى استحضار هذه المواقف كشواهد أو حجج لإسكات معارضي تدخّلهم في الحرب السورية.

ليس المجال هنا للنصح أو انتقاد قتال حزب الله في سورية، ذلك أنّ هذه من القضايا الكبرى التي قد لا نقدر على وعي أبعادها الكونية ومدى ارتباطها بظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وبالتالي لعجزنا عن إدراك الحكمة الإلهية التي ألهمت الولي الفقيه بهذا الموقف الجلل. ما نحاوله هو أن نوصّف فقط. وأن نعترف بقدراتنا المحدودة على الإدراك والإحاطة. إذ “لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها”. الأرجح أنّ هذه المهمة الإلهية التي خصّ الله بها حزب الله في سوريا، تبدو طويلة. فلا مؤشرات تدل على نهاية قريبة للحرب، ولا يريد ممثل الولي الفقيه في بلاد الشام، سماحة السيد حسن نصرالله، أن يعيد جنوده إلى لبنان قبل أن يحقق النصر. من هنا يمكن الإستنتاج أنّه ما لم يتدخل الله سبحانه وتعالى في نصرة حزبه، فالحرب طويلة وحزب الله سيستمر في القتال وفي نقل الجثامين من سوريا إلى لبنان.

ورغم اننا في حضرة حزب الله، والتكليف الإلهي، وفي محضر القرارات الإلهية، لا بدّ من ملاحظة أنّ هذه الحرب، ولو كان من يخوضها من بلادنا هم جنود الله، إلاّ أنّها في نهاية الأمر حرب، تفعل فعلها في المجتمع. ثمّة أشياء عديدة غيرتها هذه الحرب في بيئة حزب الله. فقد زاد الفساد والإفساد، بإعتراف نصر الله خلال خطابه الأخير الموجّه إلى أهالي البقاع. والفوضى راحت تتحول إلى نظام اجتماعي. وظاهرة التشبيح تنتشر، في الضاحية والجنوب والبقاع، كما العصابات والشللية. منطقة بعلبك الهرمل باتت أكثر من منطقة منكوبة، إنّها منطقة فلتان أمني واجتماعي. منطقة تهريب واستقواء وسرقات وخوات. المجتمع يأكل بعضه بعضاً، ولا همّ. فقد سيطر نظام مصالح لم يعد يجد حاجة للمطالبة بعودة الدولة. السرقات من داخل حزب الله وتطال عتاده وآلياته.

الانتقال إلى سوريا والعودة منها تحوّل إلى خطّ تهريب من لبنان الى سوريا وبالعكس. المخدرات تجارة ناشطة وزراعة الحشيشة تبشر بموسم جيد. على الصعيد الاجتماعي والأخلاقي القصص أكثر من أن تعد وتحصى، ومعظمها يعكس تقهقراً مضطرداً على المستوى الأخلاقي والإجتماعي، ودائماً نتحدث عن البيئة الحاضنة لحزب الله. في الشأن المتصل بالموقف من اسرائيل، لا شكّ أنّ عدم قيام تل أبيب بتوجيه أي ضربة لجنود الله في سوريا، ليس منشأه عجز اسرائيلي، على ما يرجح كثيرون. فأكثر من تقرير اسرائيلي قال بوضوح إنّ وجود حزب الله العسكري مكشوف لديها، وهي قادرة، إذا اقتضت مصالحها ذلك، أن توجّه ضربات موجعة له. لكنها تكتفي بتصيّد بعض قوافل أسلحته المتجهة من سوريا إلى لبنان، وسوى ذلك لا تعكّر صفو حزب الله في سوريا، إن في حلب أو ريف دمشق أو على امتداد الجنوب السوري.

الأرجح أنّ اسرائيل تقوم بكل ما يلزم لبثّ الطمأنينة لدى بيئة حزب الله، بأنّ قتاله في سوريا لن يعكر صفو الاستقرار، بل تبثّ وسائل الإعلام الإسرائيلية ما يشير إلى القلق الإسرائيلي من تطور قدرات حزب الله القتالية، فيما هي ملتزمة بالصوم عن أي خطوة عسكرية عدائية ضده منعاً لإحراجه، ومنعاً لتعديل أولوياته السورية. ومن يتابع يدرك أنّ الحزب قد طوى صفحة المبادرة لقتال اسرائيل نهائياً، ولحسابات إيرانية بالدرجة الأولى، فيما شكل الشرخ بينه وبين السنة العرب عنصراً قاتلاً ضمن أيّ مغامرة محتملة بوجه إسرائيل. وهو سيعتصم بخيار المحافظة على الهدوء في جنوب لبنان، كورقة قوة وحيدة لديه تمنع اسرائيل من المغامرة نحوه. الفخ السوري يعتبره حزب الله عملياً فرصة ليتحول إلى قوة اقليمية، ولو على حساب العداء مع أكثرية الشعب السوري. هذا الفخ الذي يستنزف حزب الله وبيئته هو فرصة ليس لإنهاء حزب الله بالمعنى العسكري، بل لترسيخ وجوده كقوة إيرانية مذهبية غايتها القتال. ولأنّ القتال الوحيد المتاح حالياً هو في الحروب الأهلية والمذهبية العربية – العربية، فلا بأس أن يستمر الحزب، إلى ما يشاء، في القتال. وهذا وحده يكفي لتطويعه وإدراجه في سياق الحروب البعيدة عن اسرائيل و“الشيطان الاكبر” والغرب.وجود حزب الله في سوريا يستمرّ كوظيفة الهية، ولو كانت في خدمة الشياطين… فأبشروا.

 

بان كي مون يطالب حزب الله بوقف تدخلاته في دول الجوار

العرب/12 تشرين الثاني/16/نيويورك – يشكل انخراط حزب الله اللبناني في الصراعات الإقليمية وبخاصة في الجارة سوريا مبعث قلق للمجتمع الدولي، الذي يبدي حرصا كبيرا على الحفاظ على استقرار لبنان. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مؤخرا، حزب الله وجميع الأطراف اللبنانية بـ”إيقاف أي مشاركة لهم في النزاع السوري”. وأدان الأمين العام للمنظمة الدولية، عبر تقرير ناقشه، أعضاء مجلس الأمن الدولي مشاركة مواطنين لبنانيين في النزاع السوري “فيما يشكل خرقا لسياسة النأي بالنفس التي اتفقت عليها جميع الأحزاب السياسية اللبنانية”. وكانت الأقطاب السياسة في لبنان، قد توصلت إلى اتفاق في يونيو 2012 حمل اسم “إعلان بعبدا”، وتضمن عدة بنود من أهمها تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية من أجل تجنيبه جل الانعكاسات السلبية. وحزب الله من بين القوى التي وقعت على الاتفاق، إلا أنه لم يلتزم به، لا بل بالعكس فقد عزز حضور عناصره في جبهات القتال بسوريا، والتي كلفته ما لا يقل عن 1600 قتيل. وحذر بان كي مون من أن “التدخل العسكري لحزب الله وغيره من العناصر اللبنانية يُعرض لبنان لخطر جسيم في وقت ينبغي فيه أن تتضافر جميع الجهود من أجل حماية البلد من عواقب الأزمات الإقليمية”. ورغم أن لبنان نجح في تخطي عتبة الفراغ الرئاسي الذي كاد أن تنتقل عدواه إلى باقي مؤسسات الدولة، إلا أن الوضع العام يبقى رخوا بسبب تدخلات حزب الله في المنطقة. وأعرب الأمين العام، عبر تقريره، أيضا، عن قلقه إزاء تردي الحالة في سوريا وتداعياتها الخطيرة على مستقبل الاستقرار في لبنان. واعتبر أن انتفاء القدرة على تبيّن ما سيؤول إليه النزاع السوري على وجه اليقين “يعرض لبنان لخطر السقوط ضحية لهذه الأزمة الإقليمية بالتبعية، ويزيد من إلحاح الحاجة إلى حمايته من عواقبها”. كما حذر من مخاطر تفشي نزعة التطرف بين شرائح واسعة من المواطنين اللبنانيين واللاجئين السوريين  ورحب بان كي مون، في تقريره، بانتخاب مجلس النواب اللبناني رئيسا للجمهورية، داعيا إلى ضرورة تشكيل “حكومة موحدة وقادرة على أداء عملها”.

 

الرياض تعود بقوة إلى بيروت

العرب/12 تشرين الثاني/16/بيروت – توقفت مصادر سياسية عند نقل القائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري لوزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل الجمعة رسالتين سعوديتين، إحداهما من نظيره السعودي عادل الجبير. واعتبرت هذه المصادر أن الأمر يضاف إلى تطوّر لافت سجل في الأسابيع الأخيرة لجهة ارتفاع لبنان في سلم الأولويات السعودية. ولفتت هذه المصادر إلى تطوّر آخر يؤشّر إلى نهاية أزمة شركة “سعودي أوجيه” المالية من خلال ما أعلنه وزير المالية السعودي الجديد محمد الجدعان الخميس عن قرار الحكومة السعودية لتسديد المليارات من الدولارات المستحقة لشركات خاصة. وذكرت المصادر أن وزارة المالية السعودية باشرت في إصدار أوامر سداد بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 26 مليار دولار أميركي، بعد إعلان مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الاثنين، أن الرياض ستدفع قبل نهاية ديسمبر المقبل متأخرات شركات المقاولات الخاصة. وستكون “سعودي أوجيه” المملوكة من قبل رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري مشمولة بالقرار السعودي، ما سيتداعى إيجابيا على زعيم المستقبل عشية المؤتمر العام للتيار في الـ26 والـ27 من الشهر الجاري. وكانت مراجع دبلوماسية قد لفتت إلى عزم السعودية على العودة إلى لعب دور نشط في لبنان، واعتبرت أن الاتصال الذي أجراه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس اللبناني المنتخب ميشال عون يعبّر عن لفتة خاصة تتجاوز البروتوكول. وأوضحت هذه المراجع أن الرياض كان بإمكانها الاكتفاء بإرسال برقية بروتوكولية، إلا أن الاتصال الهاتفي الذي بادر الملك سلمان إلى إجرائه مع الرئيس اللبناني يعبّر عن رعاية خاصة للعهد برئيسه، كما يمثّل دعما سعوديا كاملا للحريري في مداولاته الحالية مع كل الأطراف المحلية والخارجية. وعودة اهتمام الرياض بالشأن اللبناني ترجع إلى نجاح الحريري في تسويق التسوية، كما تعود إلى الصورة التي نقلها وزير الدولة السعودي للشؤون الخليجية ثامر السبهان “الذي تتحدث الأنباء عن تسليمه الملف اللبناني” بعد زيارة مفاجئة قام بها إلى بيروت عشية جلسة الانتخاب. ولفتت المصادر إلى الرسائل المطمئنة التي تسرّبت من تصريحات وزير الخارجية اللبناني الأخيرة والتي تحفّظ فيها على انخراط حزب الله في الشأن السوري ووصفه بأنه “وضع شائك يتطلب انسحابا كاملا لجميع الأفرقاء وترك سوريا للسوريين”.

 

الحريري هنأ ترامب وعرض معه للعلاقات اللبنانية الاميركية

الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أجرى الرئيس المكلف سعد الحريري اتصالا هاتفيا مساء اليوم بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هنأه خلاله على فوزه. وكان الاتصال مناسبة لعرض سريع للعلاقات اللبنانية الأميركية ولآفاق التعاون بين لبنان والإدارة الأميركية الجديدة. وتم الاتفاق على متابعة التواصل والتشاور لما فيه مصلحة البلدين والشعبين والصداقة بينهما.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 11/11/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عاد الهدوء الى الاسواق المالية العالمية لا سيما السوق الاميركية بعد تراجع عاصفة الانتخاب الرئاسي وان كانت هناك تظاهرات قليلة احتجاجا على انتخاب دونالد ترامب ومن الطبيعي القول ان الاحتجاج صدر عن انصار الحزب الديمقراطي الذي اصبح خارج السلطة ليس في الرئاسة فقط وإنما ايضا في الكونغرس وبضعف الوجود في مجلس الشيوخ.

وينصرف ترامب إلى إختيار فريق عمله للداخل الاميركي كما للخارج ويبرز اسم بوب كوركر للخارجية. ومن الآن وحتى اكتمال فريق عمله يبدو ترامب متجها الى التراجع عن مواقف ساخنة اطلقها خلال حملته الانتخابية خصوصا ما يتعلق بنظرته الى المسلمين.

وفي غضون ذلك السفارات الاميركية في العالم ترقب الانتقال في السلطة الاميركية وتنتظر تعليمات الادارة الاميركية الجديدة اعتبارات من مطلع السنة الجديدة.

وعلى الصعيد اللبناني يتردد في بعض المحافل السياسية أن أكبر ناخب للرئيس ميشال عون كانت المعلومات الخطيرة التي تبلغها أكثر من مرجع بأن عملا ارهابيا كبيرا كان يستهدف لبنان الدولة والكيان والشعب. وان الاسراع في الإنتخاب الرئاسي وفي تكليف الرئيس سعد الحريري والتأكيد على ضرورة الاسراع في تأليف حكومة الكل يندرج تحت عنوان عمل انقاذي للوطن.

وفي التشكيل الحكومي يواصل الرئيس الحريري تشاوره مع رئيس الجمهورية والبرلمان وعدد من المراجع المؤثرة والمعنية ليأتي التشكيل رافعة للخطة الانقاذية نحو تحصين الاستقرار الأمني وتحسين الوضع الاقتصادي وبإجراء الانتخابات النيابية مع اعادة تأهيل مؤسسات الدولة بشرا وحجرا.

وقبل تفصيل الحركة السياسية التي برز فيها التحرك السعودي نشير الى جريمة نفذها أب غير سوي بحق ولديه الصغيرين وبحق نفسه في عكار.

قبل ذلك نشير الى ان محكمة عسكرية اسرائيلية اعتقلت البريطاني من اصل لبناني فايز شراري بتهمة نقل اموال وهواتف الى حركة حماس.

والآن مع جريمة قتل الوالد لولديه الصغيرين ثم انتحاره.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

أسبوع مر على التكليف الشرعي لتأليف يمر بمخاض عسير يحول دون ولادة طبيعية لأول حكومة في العهد الجديد بسلسلة عقبات وفيتوات على مؤشر التشاور الحكومي برز التالي فإن الكتائب وبعد تمنع مدت يد المشاركة في الحكومة. المردة يطالب بحقيبة خدماتية وإلا فلن يشارك وهو رد على قول الرئيس نبيه بري بأنه يفاوض باسمه بأن تيار المردة ليس بحاجة إلى وسيط. أما القوات فأطلقت سهما أصاب عصفورين بقولها إن من عارض انتخاب عون يجب ألا يشارك في الحكومة بل ينبغي أن يكون في المعارضة وإذا كان الرئيس المكلف سعد الحريري محكوما بالتفاؤل فإن الحكومة كي تبصر النور محكومة بأمل وعلى ما يبدو فإن قائد ثورة المحرومين أعلنها ثورة من باب مالية الدولة كحق مكتسب لا من باب حرمان تلك المالية مستحقات بملايين الدولارات صبت في جيوب المنتفعين وإنعاشا للذاكرة فعشية الاستحقاق الرئاسي رمى رئيس مجلس النواب نبيه بري بورقة تلو أخرى من تعطيل النصاب الموجود في جيبه الكبير إلى الجهاد الأكبر ما بعد انتخاب الرئيس إضافة إلى التهديد بالانتقال إلى المعسكر المعارض وكلها أوراق رماها على طاولة الرئاسة ليستثمرها في المعركة الحكومية ويبدو أن بري بدأ جهاده الأكبر على جبهة تأليف الحكومة متسلحا بإمضاء سري كتب بحبر أبيض ليلة التوقيع على اتفاقية الطائف معلنا تمسكه بوزارة المال بصفتها من حصة الطائفة الشيعية اثنان وعشرون عاما بقيت وزارة المال سنية الهوية حين أعطيت حكومات الشهيد رفيق الحريري صك الاقتصاد سكت خلالها الرئيس بري عن المطالبة بها من باب المكاسب التي كان يحصلها في السياسة والاقتصاد واستفاق اليوم على عرف التوقيع وعلى خطر أبعد من التطييف وصولا إلى مذهبة هذه الوزراة التي عبرت عليها كل الطوائف اليوم وفي معركة الحكومة استبدل بري الأرانب بالثعالب واستقر به الأمر على التمسك بالوزير علي حسن خليل والتمديد له بحقيبة المالية. ولسان حال المواطن يقول" اللي بجرب مجرب بكون عقلو مخرب" فكيف بك بوزير ائتمن على مالية دولة مفتاحها بجيب الشخص يستبيح القوانين ويصدر المذكرات ويلغي رسوما وغرامات ويجمد قرارات ومعاملات تسيير أمور المواطنين لحساب منافع حزبية وبشحطة قلم يغرف من ميزانية الدولة العامة ليصبها في مصلحة المنفعة الخاصة. قد يقول قائل إن ابن الخليل "فاتح على حسابو" لكن تمسك بري به وزيرا للمال تحوم حوله الشبهات. في الطائفة الشيعية شخصيات كالوزير ياسين جابر مشهود لها بالاستقامة تناوبت على وزارات وكانت عنوان الأمانة يا صاحب الأمانة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

يوم أعز الوطن بجزيل العطاء، فخلده اهله كبعض وفاء.. هو يوم شهيد حزب الله، عندما فتح الاستشهادي احمد قصير ذات صباح طريق النصر الاكيد، فخطت صفحات عز بدماء مئات الشهداء، ليقرأ اللبنانيون ومعهم العالم اجمل الانتصارات.. يوم هو توأم ايار الفين، وتموز الفين وستة بإذلال العدو الصهيوني.. وتوأم ايامنا التي تذل العدو التكفيري..

يوم يحييه حزب الله واهل المقاومة عنوانا للثبات وايمانا بعظيم التضحيات التي لولاها لكان وطننا مستعمرة صهيونية او امارة تكفيرية كما قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق.. والى اليوم لا زال الصهاينة وحلفاؤهم يقرأونه في تاريخ الفشل المرير، ويتجرعه التكفيريون واسيادهم في مدرسة الميدان الطويل..

وجديد ما افرزته التضحيات بعد مدرسة الحكمة غربي حلب، تقدم الجيش السوري والحلفاء الى منيان بعد كسر بنيان الارهابيين وضعضعة صفوفهم، رغم استخدامهم اسلحة كيميائية على ما اثبتت ادلة وزارة الدفاع الروسية..

اما في شأن الوزارات اللبنانية فلا زال العمل جاريا لترتيبها بما ينتج حكومة جديدة، حكومة الوفاق الوطني التي تجمع كل الافرقاء في سلطة إجرائية واحدة كما أكد الرئيس نبيه بري..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

العقد الحكومية تتظهر يوما بعد يوم، والتأليف الذي كان يعتقد في البدء انه سيكون سهلا، يبدو انه سيتأخر قليلا لأسباب كثيرة، ابرز هذه الاسباب، تعمد بعض القوى وضع فيتوات على توزير قوى اخرى او نيلها حقائب معينة.

وبين الفيتوات والفيتوات المضادة ضاع الاسبوع الاول من التكليف وعادت الامور تقريبا الى المربع الاول، بحيث لم يتم حتى الان وضع قاعدة للتأليف، وهو أمر سيبحثه الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية في الاجتماع المرتقب بينهما.

بعيدا من السياسة، لبنان تحت الصدمة نتيجة جريمة عائلية مروعة، ففي بلدة مشتى حسن العكارية اقدم أب على قتل ولديه بإطلاق النار عليهما من بندقية صيد ثم قتل نفسها بالطريقة ذاتها.

دوليا، الانظار لا تزال شاخصة الى الولايات المتحدة الاميركية ترقب لمرحلة ما بعد انتخاب دونالد ترامب، واللافت في هذا المجال تطور الاحتجاجات الشعبية في بعض المدن الاميركية وتحولها اعمال شغب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

زلزال الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب ما زالت ارتداداته تضرب الولايات المتحدة والعالم، في لبنان زلزال الجريمة ضرب ضربة موجعة جدا ليظهر حجم التفلت في المجتمع، والد يقتل طفليه وابنة تبيعها عائلتها، جريمتان تظهران حجم استسهال التفلت من القوانين الرادعة ما يجعل المجتمع بين حدي الجنون والامراض النفسية.

على مستوى تشكيل الحكومة المعلن ان الامور تراوح مكانها فيما هناك معطيات لم تخرج الى العلن تشير الى ان الامور في طريقها الى الحلحلة.

ديبلوماسيا سجل تحرك سعودي في اتجاه وزير الخارجية جبران باسيل الذي تسلم من القائم بالاعمال السعودي في لبنان رسالتين، الاولى من قيادة المملكة والثانية من وزير الخارجية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

على الرغم من بعض التعقيدات التي تواجه العمل المتواصل لاعلان التشكيلة الحكومية فان التفاؤل لا يزال يظلل المواقف السياسية المتعددة والتي تؤكد ان الحكومة ستبصر النور في الايام القليلة المقبلة وسط ايمان بمستقبل لبنان اكد عليه رئيس الجمهورية ميشال عون مستندا الى برقيات التهنئة والدعم التي تلقاها من العالمين العربي والدولي املا ان تتمكن الحكومة والعهد من تحقيق الانجازات لتعويض ما خسره لبنان.

وفي سياق الدعم السعودي للبنان، رسالتان تسلمهما وزير الخارجية جبران باسيل من القائم بالأعمال السعودي، احداهما من السلطات السعودية، والثانية من وزير الخارجية عادل الجبيري.

وفيما ينتظر ان تتكثف في الساعات المقبلة التحركات لانجاز التشكيلة الحكومية، برزت تغريدة لرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على تويتر بقوله: الطفيليون يعرقلون مسيرة التأليف، لكن يجري التعامل معهم.

واللبنانيون الذين ينتظرون من الحكومة العتيدة الكثير على المستويات السياسية والانمائية فانهم يطمحون ايضا الى ان تضع حدا لفلتان السلاح الذي يتسبب بمقتل الابرياء.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لا يزال الامل قائما في تأليف الحكومة قبل عيد الاستقلال في ظل سباق بين مسار التشكيل الايجابي والمطبات التي تعترض طريق التأليف السريع، الرئيس نبيه بري بقي متفائلا ومستعدا لمساعدة الرئيس المكلف اذا اقتضى الامر قائلا: "عندما ترونه عندي فهذا يعني ان الدخان الابيض الحكومي يكون قد بدأ بالتصاعد"، فمتى يظهر هذا الدخان؟ سيناريوهات بالجملة حول طبيعة التشكيلة الحكومية واذا كانت الحقائب السيادية حسمت ولم تعد عائقا، فان توزيع الحقائب الاخرى لا يزال خاضعا للأخذ والرد في مسار بطيء ما يعني ان النقاش السياسي مفتوح على خط التأليف الحكومي من دون القدرة على وضع سقف زمني لاستيلاد التركيبة المرتقبة، وفي الكواليس السياسية خشية من ان يكون تأجيل ولادة الحكومة ذريعة لعدم اجراء الانتخابات النيابية في موعدها او البقاء على قانون الستين، لكن تلك الفرضيات تبقى محط جدل وتحليل ومتابعة حتى اعلان الولادة الحكومية.

الانشغال بهذا الاستحقاق لا يلغ الاهتمام بملفات حيوية كتحرك نقابات النقل البري الماضية الى الامام على درب المطالبة باعادة المعاينة الميكانيكية الى كنف الدولة والثلاثاء سيكون محطة جديدة في نضال السائقين.

خارجيا اضرابات في الولايات المتحدة الاميركية احتجاجا على فوز دونالد ترامب بالرئاسة تشغل الاميركيين وسط محاولات دول اوروبية الوصول الى اتفاق مع ترامب قبل وصوله الى البيت الأبيض رسميا.

الى سوريا كانت معادلة الميدان هي الاساس في ظل تقدم الجيش في حلب وترجع المجموعات المسلحة التي اختارت الكر والفر في الايام الماضية بعد انسحاباتها المتدحرجة، تلك المجموعات اقلقها تصنيف الاميركيين لفتح الشام على انها جبهة نصرة غيرت اسمها ووضعها على لائحة المنظمات الارهابية، هذا التصنيف المتأخر يأتي قبل تسلم ترامب زمام المبادرة الاميركية فيما الآتي هو اصعب على المسلحين الذين راهنوا على وصول هيلاري كلينتون قلقا من تخلي واشنطن – ترامب عن المشاريع في الشرق الاوسط.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

يستمر المشهد اللبناني في حركتين متباينتين... أو في التحرك وفق سرعتين مختلفتين... أولا، سرعة المؤشرات الدولية الإيجابية لجهة انتخاب رئيس جديد للجمهورية... واستمرار تدفق رسائل الطمأنة والانفتاح والمساعدة والتعاون مع بيروت... وثانيا، سرعة التأخير والتباطؤ والعرقلة والعقد المفتعلة... في ورشة تشكيل الحكومة الجديدة... اليوم بدت هاتان السرعتان أقرب إلى التناقض... ففيما يستعد لبنان لعودة العلاقات الخليجية إلى طبيعتها، وعودة المساعدات السعودية إلى لبنان ومؤسساته العسكرية والأمنية... وصولا إلى تتويج هذه الحركة بكلام عن دعوة سعودية قد توجه إلى الرئيس عون لزيارة الرياض... في هذا الوقت بالذات، يبدو مسار الحكومة الجديدة متأخرا عند فيتوات متبادلة من هنا، وشهيات متزايدة من هناك... غير أن الأخطر هو أن تكون ثمة علاقة سببية بين الاتجاهين... لناحية أن يكون معرقلو التشكيل، يهدفون إلى إحباط الإيجابيات الخارجية تجاه لبنان... وهذا ما كشفته معلومات مؤكدة للـ OTV، عن أن الكلام عن فيتوات رئاسية هو عار عن الصحة تماما... وأن عملية الاتفاق على تركيبة الحكومة متروكة لرئيسها المكلف مع باقي القوى السياسية التي يتشاور معها... غير أن هذا لا ينفي أن بعبدا تعرف كل الحقائق وكل الوقائع، عن مختلف المخالفات والارتكابات، وعلى مختلف مستويات الدولة ومؤسساتها وإداراتها... لكن قبل تطورات الحكومة ومعلومات الأسماء والحقائب، ثمة اسمان لملاكين سرقهما النوم القاتل في عكار...

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 11 تشرين الثاني 2016

النهار

سأل وزير عن الأسباب الموجبة لتوقيف أحدهم ثم إطلاقه ثم توقيفه مجدداً ثم إطلاقه.

توقّع مسؤول في مجلس خاص أن يقوم خلاف عند البحث في تعيين محافظ جديد لجبل لبنان من دون أن يفصح عن السبب.

السفير

عممت قيادة الدرك على الوحدات كافة عدم اتخاذ أي تدابير بحق المركبات المتخلّفة عن دفع الميكانيك من تاريخ الأول من تشرين الأول الماضي.

تردد أن مجموعة ملثمة دخلت إلى حرم إحدى الجامعات، في وضح النهار، وسرقت خزنتها بقوة السلاح.

قررت دولة خليجية كبيرة إرسال سفير إلى بيروت قبل نهاية العام الحالي.

المستقبل

إن نواباً وسطيين لمسوا لدى أعضاء في كتلة "الوفاء للمقاومة" اتجاهاً لدى "حزب الله" لتسمية وزيرين جديدين في الحكومة العتيدة أحدهما نائب حالي والثاني وزير سابق.

اللواء

همس

يعتبر مرجع رفيع "الكباش" الحالي حول "الوزارات السيادية" بمثابة معركة أولى وأخيرة مع العهد الحالي!

غمز

طلب نائب يرتاد عادة، مجلساً عاماً، من إعلاميين سحب تصريح، اعتبر أنه تسرَّع فيه، بعد إعلان نتائج الانتخابات الأميركية.

لغز

حتى الآن، يلمس مصدر مطلع على معطيات التأليف أن أسماء طائفة كبرى لم يُفرج عنها بعد؟

الجمهورية

كشف وزير خدماتي أمام مجموعة من الإعلاميّين أنه غير عائد الى الحكومة، لا في الحقيبة التي تولّاها ولا في غيرها.

مِن المنتظر أن تحصل تغييرات الأسبوع المقبل في عدد من المراكز الإدارية في مقر رئاسي بما يُعطي زخماً للعهد الجديد

تُعقد إجتماعات بعيداً مِن الأنظار بين المعنيّين بالتكليف وبعض المرجعيات الديبلوماسية المعتمدة في لبنان.

البناء

خفايا

ذكرت أوساط سياسية أنّ مسؤولاً سابقاً يعيش حالة من القلق الشديد بعد تأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تصميمه على مكافحة الفساد في مؤسسات الدولة وملاحقة المرتكبين، إذ إنّ المسؤول السابق المشار إليه حامت حوله شبهات حول صفقات غير قانونية وتلقي مبالغ مالية ضخمة لقاء تقديم خدمات لطالبيها في مراكز حسّاسة أثناء تبوئه منصبه

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الاحرار: للاسراع في إنجاز تأليف الحكومة ونعارض فكرة الثلث المعطل

الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 /وطنية - جدد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون، تحفظنه "عن شكل الحكومة المسماة حكومة وحدة وطنية لما تتسبب به من تعطيل جراء ممارسة حق النقض الذي تمنحه لمكوناتها. وفي السياق عينه نعارض فكرة الثلث المعطل التي يسعى بعض الأفرقاء الى إدخالها والتي يقصد منها إبقاء السيف مسلطا فوق رأس الحكومة بقصد الابتزاز". اضاف: "في حال الإصرار على حكومة الوحدة الوطنية لتأمين مشاركة الجميع من دون استثناء، نطالب ان نتمثل فيها وهذا من حقنا أسوة بكل الأطراف"، داعيا الى "الإسراع في إنجاز تأليف الحكومة وفي مدة أقصاها عيد الاستقلال لكي تتفرغ لمواجهة الملفات الكثيرة العالقة علما ان هذه الملفات لا تتحمل أي تأجيل إضافي". وتابع الحزب: "يأتي في طليعة المواضيع الملحة استحقاق الانتخابات النيابية على أن يصار الى تبني قانون انتخاب جديد يضمن صحة التمثيل ويساهم في تأمين المشاركة المتوازنة على كل الأصعدة"، مكررا "في المقابل مطالبتنا بمنح الحكومة فترة سماح بحيث يتم تجميد كل التحركات في الشارع من تظاهرات واعتصامات وغيرها لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر من تاريخ نيلها ثقة مجلس النواب". وشدد "على إيلاء ملف النازحين أكبر قدر من الاهتمام لحساسيته وتداعياته على لبنان. على أن تكون نقطة الانطلاق من عدم القدرة على استقبال نازحين جدد من جهة، وإعادة تنظيم الموجودين في شكل ينسجم مع المصالح الوطنية من جهة أخرى. ونشير في شكل خاص الى المنافسة غير المشروعة التي يواجهها اللبنانيون في مختلف المجالات ومن هنا يجب أن تبدأ المعالجات". ودعا الى "العمل على وضع حد للكيدية في التعامل مع مدير عام جهاز أمن الدولة على أساس المساواة مع باقي رؤساء الأجهزة الامنية ، مع إبداء الاسف لاستمرار الممارسة التعسفية غير المبررة . ونلفت على هذا الصعيد الى أهمية هذا الجهاز في ظل الظروف التي يعيشها الوطن". وشدد على "تركيز الاهتمام على قضية العسكريين المخطوفين لدى داعش وبذل قصارى الجهد لتحريك ملفهم وعدم توفير أي مبادرة لدى المراجع التي يمكنها المساعدة في تأمين الاتصال مع الخاطفين". وامل "في أن تعمل الإدارة الاميركية الجديدة على حل المشاكل التي يتخبط فيها الشرق الاوسط بدءا من القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين مرورا بمحاربة الإرهاب واجتثاثه من جذوره، وصولا الى دعم لبنان لتأمين عودة اللاجئين الى بلدانهم ومساعدته على استغلال موارده الطبيعية والتصدي للأزمات الضاغطة على مختلف الأصعدة".

 

هل تنتصر الخلطة الحكومية المعدّلة بتوزير صقر وفحص وحردان ووهاب؟

خاص جنوبية 11 نوفمبر، 2016/فيما ينشغل الداخل اللبناني، في تأليف حكومة العهد العوني، وردت أنباء عن إتجاه للقوى السياسية إلى توزير بعض الشخصيات بشكلٍ غير تقليدي يتمثّل بواسطتها قوى الاعتراض داخل كل طائفة. تتواصل مشاورات ولقاءات الرئيس المكلف سعد الحريري مع القوى السياسية، وتفيد أوساطه بأنه يعكف على وضع اللمسات الاولى على شكل حكومته وخريطة التوزيع فيها، والاساس الذي ينطلق منه ان تكون حكومة متوازنة، على ان يعرضها على الرئيس عون بعد ان ينهي مشاوراته المرتقبة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وعلى ما يبدو أن الحريري قطع شوطاً لا بأس به في جوجلة المطالب التي تلقّاها من النواب في يومي الاستشارات. واضافت انّ الأجواء مريحة بما يؤشّر الى إمكانية تشكيل الحكومة بطريقة انسيابية بلا تعقيدات. وفيما يحرص الرئيس المكلف على منهجية تقوم على تحديد حجم تمثيل القوى السياسية وكيفية توزيع الحقائب فيها وصولاً الى مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب التي لم تبلغها العملية حتى الآن. وردت معلومات تتعلّق بتشكيل الحكومة حول توزير لبعض الشخصيات بشكلٍ غير تقليدي تخرق فيها نسبيا المحاصصة الطائفية. فقد أفاد مصدر مطلع لـ “جنوبية” أن رئيس الجمهورية ميشال عون يريد وزيرا درزيا  قد يكون الوزير السابق وئام وهاب. أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيصرّ على تأييد توزير النائب سليمان فرنجية وكذلك طرح شخصية سنية حليفة له. والمصادر نفسها المقربة من 8 أذار أفادت عن نية حزب الله توزير النائب أسعد حردان عن الحزب القومي أو وزير آخر من حزب البعث، سيما أن الأخير طالب بالمشاركة في الحكومة على لسان النائب عاصم قانصوه الذي صرح بعد لقائه الرئيس المكلف سعد الحريري، أنه  “إذا كان لنا موقع في هذه الحكومة نطالب بوزارة الشؤون الاجتماعية”. وفي المقابل، فإن معلومات خاصة وردت لموقع “جنوبية” عن مصدر مقرب من بيت الوسط يتحدث عن الرئيس الحريري بتوزير النائب عقاب صقر ممثلا للشيعة، أو الصحافي مصطفى فحص نجل المرحوم السيد هاني فحص. وأوضحت هذه المعلومات، أن “هذا الإتجاه الذي ستسلكه القوى السياسية يتجسّد بإفساح المجال لكل مكون طائفي بتوزير شخصية من الطائفة الأخرى بشكل متبادل”. كذلك فإن المصدر أفاد عن نية الرئيس الحريري بتوزير مستشاره الدكتور غطاس خوري عن الموارنة وانه سيتولّى إحدى الوزارات الخدماتية ذات الصلة بإنماء المناطق المهملة في لبنان.

 

التركيبة الحكومية النهائية... بالطوائف والاسماء والحقائب

الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 /لم تهدأ حركة الاتصالات واللقاءات لمعالجة ما بدا انه “فيتوات” متبادلة، طوال يوم أمس، لا سيما من العاملين على خط المعالجة، إن في وزارة الخارجية، حيث عقدت سلسلة لقاءات بين رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، أو في “بيت الوسط” حيث ينشط مدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيّد نادر الحريري في التواصل بين عين التينة والرابية، أو في عين التينة حيث فوض الرئيس نبيه برّي من قبل “حزب الله” بالتفاوض على الملف الحكومي.

ورصدت أمس، حركة بعيدة الأضواء لوزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل في غير اتجاه.

وإذ كانت أوساط “التيار الوطني الحر” تضرب موعداً الثلثاء المقبل لولادة الحكومة، وإذا تعذر ففي موعد يسبق عيد الاستقلال في 22 الحالي، فإن رهانات أخرى تتحدث عن نهاية الشهر، والا فقبل عيد الميلاد.

وهذا الضغط على المواعيد يتوقف على المعالجات الجارية “للفيتوات” المتبادلة، سواء على الحقائب او الاسماء، فضلاً عن مصير قانون انتخاب جديد الذي في ضوء اقراره أو عدمه، يتقرر مصير الانتخابات النيابية، أكانت ستجري في مواعيدها أو تخضع لخيار التمديد التقني من 20 حزيران 2017 إلى 20 أيلول من العام نفسه، أي مُدّة ثلاثة أشهر، وفقاً لاقتراح سبق وطرحه رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط مع الأطراف المعنية.

ومن “الفيتوات” المتبادلة:

1- “فيتو” “التيار الوطني الحر” على بقاء وزير المال علي حسن خليل على رأس وزارة المال، فإذا ما نجحت عملية ابعاده، فإن الطريق تصبح مفتوحة امام شخصية يقترحها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لتولي هذه الحقيبة.

الا ان ردّ الرئيس برّي بأن المال وخليل “سلة واحدة” وأن وضع “الفيتو” على الوزير خليل يعتبر مسألة شخصية عنده، معتبراً ان البعض في “التيار الوطني الحر” و”تحالف معراب” يريد لي ذراعه بدءاً من المالية، قطع الطريق على هذه المحاولة، “فالمال للشيعة وعلي حسن خليل وحده المرشح لها”، وفقاً لما أبلغه رئيس المجلس لأحد الوسطاء.

2- “الفيتو” القواتي على توزير حزب “الكتائب” الذي يطالب بحقيبتين في الحكومة على نحو ما كانت حصته في الحكومة السلامية، وهو أمر اعترضت عليه “القوات” التي تعتبر ان توزير “الكتائب” و”المردة” وبعض الشخصيات المسيحية المستقلة من شأنه ان يقلص حصة “القوات” في الحكومة، والتي تعتبر نفسها بشراكة مع التيار العوني في تمثيل المسيحيين في الحكومة العتيدة.

وعلمت “اللواء” ان رئيس “الكتائب” النائب سامي الجميل طلب موعداً لزيارة قصر بعبدا، وهو كان أكّد لـ”اللواء” ان رئيس الجمهورية شيء والحكومة شيء آخر، فهو سمى الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، ويتعامل مع الرئيس ميشال عون كرئيس للجمهورية بصرف النظر عن انتخابه أو عدم انتخابه.

3- “الفيتو” الشيعي على تمثيل شيعي في حصة رئيس الجمهورية لثلاثة اسباب: عدم المعاملة بالمثل، والخشية من اضعاف حصة “8 آذار” بعدما اقترح “التيار الوطني الحر” ان يكون الوزير السابق فيصل كرامي من حصة بعبدا، الأمر الذي يعني انه سيكون خارج “8 آذار” في التصويت على أي قرار.

اما السبب الثالث انه لا اتفاق على اسم الشخصية الشيعية التي ستكون من حصة عون، “ولا يمكن القبول بمقايضة الوزير الشيعي بوزير مسيحي يسميه النائب سليمان فرنجية”، على حدّ ما أكده مصدر نيابي في “8 آذار” لـ”اللواء”.

4- “فيتو” يضعه “حزب الله” على إسناد الخارجية أو الدفاع لأي شخصية من “القوات” بالإضافة إلى وزارة الاتصالات.

وفي إطار معالجة هذا “الفيتو” تحدثت مصادر عن أن وزارة الخارجية ستكون من حصة رئيس التيار جبران باسيل، بعدما استبعد وزير التربية الحالي الياس بو صعب من الوزارة نهائياً، وارتأى التيار أن يكون مستشاراً للرئيس عون في قصر بعبدا.

وبالنسبة لوزارة الدفاع، وهي الحقيبة السيادية الثانية من حصة المسيحيين، فالمعلومات المتوافرة تُشير إلى أنه في حال لم تسند إلى النجل الثاني لنائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس السيّد فارس، وهو عن الأرثوذكس، فإنه تردّد أن مُنسّق “التيار الوطني الحر” بيار رفول مرشّح لهذا الموقع، شرط أن يتخلّى باسيل عن الخارجية، وتعطى في هذه الحالة لأرثوذكسي تختاره “القوات اللبنانية”.

5- ومن “الفيتوات” المستجدة، عدم إعطاء سليمان فرنجية حقيبة خدماتية، وفي حال استمر الإصرار على توزيره، أو من يمثله، فإن “القوات” تدفع لتوزير رئيس حركة “الاستقلال” ميشال معوّض وإسناد حقيبة خدماتية له، باعتباره من ضمن حصة “14 آذار” التي تعبّر عنها مسيحياً “القوات اللبنانية” فيصبح لها حصة مسيحية وازنة من خمس وزارات على النحو الآتي: إبراهيم نجار (ماروني) وزيراً للعدل، وهو كان زار الرئيس برّي أمس، الزميل ملحم رياشي (كاثوليكي) وزيراً للإعلام، والوزير ميشال فرعون الذي يرجح أن يبقى في السياحة (كاثوليكي) بالإضافة إلى وزير أرثوذكسي تردّد أنه غسّان حاصباني، وتطالب “الوقات” بإسناد حقيبة الأشغال أو الشؤون الاجتماعية أو الصحة له، فضلاً عن معوّض.

التشكيلة

اما بالنسبة للتشكيلة فهي، وأن كانت ما تزال رهن التفاهم على الحقائب لإسقاط الأسماء عليها، فإن المعلومات ترجح ان تكون على الشكل الآتي:

– السنة (6 وزراء) هم: الرئيس الحريري، نهاد المشنوق (الداخلية)، جمال الجراح (بيئة)، محمّد عبد اللطيف كبارة (للشؤون الاجتماعية)، سمير الجسر (للعدلية)، فيصل عمر كرامي (للتربية وهو من حصة الرئيس عون).

– الموارنة: (6 وزراء) عرف منهم: بيار رفول، جبران باسيل (الخارجية)، إبراهيم نجار، روني عريجي (ثقافة)، ميشال معوض، الدكتور غطاس خوري (للصحة).

– شيعة: (6 وزراء) هم: علي حسن خليل (المالية)، علي حسين عبد الله (أو غازي زعيتر) بالإضافة إلى شيعي ثالث من حصة الرئيس برّي.

وثلاثة وزراء لـ”حزب الله” تردّد انهم: حسين الحاج حسن، علي فياض وعبد الحليم فضل الله.

دروز: (3 وزراء): مروان حمادة وايمن شقير (من حصة النائب جنبلاط)، ومروان خير الدين (من حصة النائب طلال ارسلان).

– ارثوذكس (4 وزراء) عرف منهم: ايلي الفرزلي، غسّان حاصباني.

– كاثوليك (ثلاثة وزراء): ميشال فرعون (للسياحة)، ملحم رياشي (للاعلام) ووزير ثالث يسميه حزب الكتائب.

– أرمن ارثوذكس: جان اوغاسبيان.

– اقليات: حبيب افرام.

غير ان مصادر وزارية مطلعة على أجواء اتصالات التأليف، تتوقع عدم ولادة الحكومة الجديدة قبل عيد الاستقلال وتعتبر ان عقدة التأليف هي عند الطرف الشيعي مشيرة الى ان الامور لا تزال تحتاج الى مزيد من المشاورات والاتصالات لتتظهر صورة حكومة العهد الاول والمعقود عليها آمال كبيرة رغم عمرها المفترض ان يكون وجيزا.

وقالت مصادر أخرى، انه رغم ان الاتصالات متواصلة، فإن لا شيء نهائياً بعد، ونشير إلى ان الرئيس برّي ما يزال متفائلاً بإمكان تشكيل الحكومة قريباً.

وأضافت انه عندما ترون الرئيس الحريري في عين التينة فهذا يعني ان موعد ولادة الحكومة قد اقترب.

وفي حين اشارت المصادر الى ان صيغة “8-8-14” ( 14 وزيرا للحريري وجنبلاط والكتائب والاقليات)، (8 وزراء للقوات والعونيين)، (8 وزراء لحزب الله وامل و”والقومي” وفرنجية) هي الاكثر تداولا، لفتت في المقابل الى عدم امكانية حسم هذه الصيغة قبل معرفة المحصلة النهائية للمشاورات بخصوص تبادل الحصص بين الافرقاء.

 

 زهرا: القوات رفضت الظلم ومحاولات الاقصاء والعزل ولن توافق عليها اليوم بحقهاأو بحق أي طرف آخر

الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 /وطنية - ذكر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا "الزميل" و"الصديق الشاب" النائب سامي الجميل أننا "نعيش اليوم في الـ2016 وليس العام 1975 وادعاء المظلومية ومحاولة العزل لا يجدي نفعا ولن يعطي النتيجة التي أعطتها سياسة العزل عام 75 والتي دفعت المسيحيين جميعا للتعاطف مع حزب "الكتائب اللبنانية"، لافتا إلى أن "زمن الأول تحول". وشدد النائب زهرا في حديث للـ"MTV" على أن كلام الجميل عن أن "الكتائب" تتعرض لمحاولة عزل من شركائها المسيحيين وتحديدا "القوات اللبنانية" تجن في غير محله ومرفوض، مشيرا إلى أن "القوات" هي من رفضت سياسة "الفيتوات" وبالطبع هي لا تضع "فيتو" على أحد. وأضاف: "إن "القوات اللبنانية" رفضت الظلم في السابق ومحاولات الاقصاء والعزل ولن توافق عليها اليوم بحقهاأو بحق أي طرف آخر". وردا على سؤال عن الكلام الذي يتداول عن أن "القوات" تريد ضمنا اقصاء "الكتائب" و"المردة" عن المشاركة في الحكومة من أجل أن تحصل على حصتهما، قال زهرا: "هذا الكلام غير صحيح ومن يتكلم بهذا الشكل يعول على استفادة "الكتائب" في الحكومة السابقة من غياب "القوات" من أجل الحصول على حصة وزارية كبيرة"، لافتا إلى أن "الجميع يذكرون أن "الكتائب" دخل الحكومة بثلاثة وزراء ولكن عندما قرر الخروح منها خرج بوزير واحد فقط". وردا على ما حكي في الأيام الماضية عن أن الرئيس نبيه بري حذر الرئيس المكلف سعد الحريري من نية "القوات" إقصاء حزبي "الكتائب" و"المردة" من الحكومة، قال زهرا: "هذا الكلام مرفوض، وما سمعناه من الرئيسين بري والحريري ينفي هذا الفكرة جملة وتفصيلاً"، مؤكدا أن "بعض الإعلام يستهدف احراج "القوات اللبنانية" من أجل إخراجها". وأضاف: "هناك بعض يحلم بإعادة تشكيل حكومة مماثلة لحكومة الرئيس تمام سلام إلا أنه فاتهم أننا شركاء هذا العهد وحريصون على تسهيل انطلاقته وسنشارك في الحكومة بفعالية كما نستحق"، مشددا على أنه لا يستطيع خدمة من يحلمون بعكس هذا الإتجاه. وختاما، اعرب زهرا عن اطمئنانه لإتفاق "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وإلى الحصص الوازنة التي ستنالها "القوات" الشريكة الأولى في العهد في الحكومة العتيدة.

 

«القوات»: حصتنا الوزارية محفوظة والجميل يفتعل المشكلات معنا

جانا حويس/المستقبل/12 تشرين الثاني/16/يتعامل حزب «القوات اللبنانية» بحذر مع عملية تأليف الحكومة، ويكتفي كوادره بالتأكيد أن لا مشكلات أساسية فيها وفي توزيع الحصص المسيحية لا من جهة التيار «الوطني الحر» ولا أي جهة أخرى، مع التشديد على أن الصورة النهائية لم تكتمل بعد وكل شيء خاضع للتبدل أو التعديل في أي لحظة. يدخل حزب «القوات» بورصة تأليف الحكومة متحصناً بالاتفاق الثنائي بينه وبين «الوطني الحر»، الذي تُرجم في نهاية الأمر بوصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا. وترفض أي من المصادر القواتية التحدث عن اتفاق مسبق بين الطرفين على عملية تقاسم الحصص الوزارية من ناحية الكمية أو النوعية، فيما تصر على أن مطالب «القوات« تأتي انطلاقاً «من حرصه على أن يكون رافعة لإنجاح عهد الرئيس عون كما كان الرافعة الأساسية لوصوله الى الرئاسة»، من هذا المنطلق يسعى الحزب الى رفع سقف مطالبته الى خمس وزارات، تراوح ما بين حقيبة سيادية وأخرى خدماتية وثالثة «شبه خدماتية» ووزيرين يسمّيهما من خارج صفوف محازبيه، وفي السياق، وصف مصدر قواتي إمكانية تسمية رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض بـ«الجدية جداً«، مشيراً الى أن معوض «حليف أساسي للقوات اللبنانية في منطقة زغرتا«.

مطالب «القوات« التي لا تتناغم بالمبدأ مع تمثيله النيابي، يمكن تغطيتها بدوره «الأساسي» في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ما يمكنه من تحقيق «شراكة سياسية أساسية تطلع اليها في عهد الرئيس عون»، ما خلق عقبة في المرحلة الأولى على المستوى المسيحي المتمثل في الحكومة والتمثيل الماروني بشكل خاص، بحيث يعترف المصدر المطلع على عملية التأليف بشكل دقيق بأن الأمور «لا تزال رهن التوازنات المذهبية والطائفية في توزيع الوزارات الأساسية وغير الأساسية»، مشدداً على «عدم حسم أي أمر بشكل نهائي على صعيد الحصص ولا حتى الأسماء من قبل القوات بانتظار انتهاء عملية التقاسم حتى النهاية». وفيما بات توزيع الحقيبتين السياديتين المسيحيتين شبه واضح، بضم حقيبة الدفاع الى حصة رئيس الجمهورية كما كانت في عهد الرئيس ميشال سليمان وحقيبة الخارجية الى حصة «الوطني الحر» مع إبقائها في عهدة الوزير جبران باسيل، يكتفي المصدر بالتذكير بموقف التيار الأخير الذي أكد أن العلاقة مع «القوات« ثابتة «قاطعاً الطريق أمام أي محاولات تشويش أو الإيحاء بحصول أي خلاف على الحصص« إشارة الى أن «حصة القوات محفوظة»، لافتاً الى أن «كل الاحتمالات واردة» رداً على إمكانية حصول «القوات« على وزارة الأشغال في حكومة ستشهد إجراء انتخابات نيابية طال أيضاً انتظارها.

وتعليقاً على «سوء التفاهم» الذي حصل مع الرئيس نبيه بري، كما وصفته المصادر، احتمى «القوات« بموقف الرئيس عون بالإشارة الى أن «المطالبة بحقيبة المالية أتت على خلفية كلام الرئيس عون عن المداورة»، مشددة على أن «القوات لم يدخل في سجال انطلاقاً من مطالبته المحقة بالمداورة كما كل الأطراف». وأكدت أن العلاقة مع الحريري تتخطى عملية تأليف الحكومة بحيث لم «نلحظ أي عقبة وضعت أمامنا من جانب الحريري»، واصفة العلاقة بـ«الاستراتيجية داخلياً وإقليمياً وخصوصاً على مستوى السعودية وهي مبنية على الثوابت«.

وفي أول رد قواتي على اتهام رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بمحاولة إقصاء الحزب وتحجيم دوره ومنعه من دخول الحكومة، أوضح المصدر أن «مشكلة الجميل ليست مع سمير جعجع»، لافتاً الى أنه «المبادر في افتعال المشكلات مع القوات وليس العكس«. ولفت الى أنه «أخذ خيار مهاجمة القوات بعد امتناعه عن المشاركة في حكومة الرئيس تمام سلام». فيما أكد أن كلام جعجع عن ضرورة بقاء المعارضة خارج الحكومة «لم يأتِ حصراً بوجه الكتائب بل أتى انطلاقاً من تجربة الحكومات السابقة في عهد الرئيس الحريري بحيث كانت تستغل المعارضة مشاركتها في الحكومات بتفعيل التعطيل والمشاغبة، بينما نحن اليوم نتطلع الى عهد فاعل ومنتج«. واستغرب «وصف الجميل لجعجع والحريري بالمستسلمين لخيار حزب الله، وبعدها يستميت في المشاركة في حكومة يترأسها الحريري ويشارك فيها جعجع بشكل أساسي»، مضيفاً: «بالتالي وبانضمامه الى الحكومة يكون هو أيضاً من المستسلمين بحسب منطقه». واعتبر أن «هم الجميل الأول هو عزل جعجع وظهر ذلك واضحاً مع تأييد صفقة سليمان فرنجية ضمنياً، وعارض التفاهم مع التيار الوطني الحر أيضاً بهدف التهجم على القوات«.

أسبوع مر على تكليف الرئيس الحريري تشكيل أولى حكومات عهد الرئيس عون، والأجواء الإيجابية التي سيطرت على الاستشارات وعملية التأليف عموماً، بعثت بالتفاؤل بإمكان ولادة الحكومة الثلاثينية قبل عيد الاستقلال، وبالتالي فإن أي من العقبات لا يوحي بتأجيل تشكيلها، على الأقل، بلسان الأطراف المسيحية التي يمثل تقاسمها للحصص أهم العقبات الحالية.

 

البخاري نقل رسالتين سعوديتين الى باسيل

الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري في مكتبه في الوزارة، وبحث معه المستجدات والاوضاع في لبنان والمنطقة.

ونقل البخاري رسالتين للوزير باسيل، واحدة من السلطات السعودية والثانية من نظيره وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.

 

معلولي: لحكومة مستقلة تأتي بممثلين حقيقيين عن الشعب

الجمعة 11 تشرين الثاني 2016/وطنية - أعلن نائب رئيس مجلس النواب سابقا ميشال معلولي في بيان، أن "دولة الرئيس نبيه بري أكد أنه لن يكون هناك تمديد آخر لمجلس النواب، كما أن الحكومة التي سيشكلها دولة الرئيس الحريري هي التي ستشرف على الانتخابات النيابية المقبلة بعد ستة أشهر".

وأشار معلولي الى أن "جميع الافرقاء من 8 و14 آذار يكررون بأنهم يريدون انتخابات حرة تأتي بممثلين حقيقيين عن الشعب"، وقال: "كيف يمكن أن يوضع هذا المطلب في خانة التطبيق الفعلي، الا بتعيين حكومة مستقلة لا يرتبط أعضاؤها بأي حزب أو كتلة أو فريق سياسي. أما اذا كانت الحكومة تمثل الكتل النيابية، فمن المؤكد أن أعضاءها سيعملون لدعم مرشحي كتلهم وبذلك تكون الانتخابات النيابية غير شرعية و لا تمثل الشعب". ودعا الى "تشكيل حكومة مستقلة هدفها الاساسي، خلال الستة أشهر المقبلة أي مدة ولايتها، العمل على التحضير لاجراء انتخابات نيابية تأتي بممثلين حقيقيين عن الشعب وبذلك يعود النظام الديمقراطي البرلماني الى لبنان".

 

استمرار المخاطر الإقتصادية على لبنان

عزة الحاج حسن/المدن/الجمعة 11/11/2016

على مدى عامين ونصف العام ارتبطت أزمات لبنان الإقتصادية بالوضع السياسي، وارتبطت معها التقارير الدولية بالفراغ الرئاسي وغياب المؤسسات الدستوريه وأثر ذلك على اقتصاد الدولة، وبالتالي على ماليتها. ما دفع البعض إلى الإعتقاد بأن انتخاب رئيس للجمهوريه وتشكيل حكومة وعودة الحياة إلى المؤسسات الدستورية من شأنه أن يشكل مدخلاً لحل سحري للإقتصاد ويكون كفيلاً بإخراجه تدريجاً من دائرة الخطر التي لازمته منذ سنوات. إلا أن الإنفراج السياسي لم يشكّل حافزاً أمام المؤسسات الدولية لتكوين نظرة استشراقية للإقتصاد اللبناني، ومنها وكالة فيتش للتصنيف الإئتماني التي سارعت فور انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون وتكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة، إلى لجم جماح المتفائلين بانفراج اقتصادي، مؤكدة في تقرير لها استمرار المخاطر الإقتصادية وارتباطها بـ"ضغط الحرب السورية والضعف البالغ للمالية العامة". فالوضع الصعب للمالية العامة للبنان، والذي تجاوزت نسبته 140 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، سيحدّ، إلى جانب الحرب في سوريا، من المزايا الاقتصادية للتطورات السياسية الإيجابية. ما يعني أن الإنفراج السياسي لن يُخرج الإقتصاد اللبناني من دائرة الخطر، وليس كافياً لوضع الأزمات الاقتصادية على سكة الحلول، ولاسيما أن خبراء الاقتصاد والمال لا يختلفون بغالبيتهم على أن حلول الأزمة الاقتصادية في لبنان لا يمكن أن تكون مجتزأة ولا قصيرة المدى، والنهوض الاقتصادي يحتاج إلى خطط اقتصادية مالية متكاملة واستراتيجية. ولأن العجز المالي يتراكم بشكل متسارع والدين العام يبلغ مستويات عالية جداً بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي تفوق 145 في المئة يرى نائب حاكم مصريف لبنان الأسبق ناصر السعيدي أن الإنفراج السياسي ليس كافياً لإخراج الاقتصاد اللبناني من دائرة المخاطر "إنما هناك استحقاقات قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى من شأنها أن تنهض بالاقتصاد العاجز، يتصدّر تلك الاستحقاقات والاصلاحات المالية".

ويذهب السعيدي في حديثه إلى "المدن" بالإصلاحات المالية إلى ضرورة إعادة النظر بعدد كبير من البرامج والمؤسسات غير المجدية، "بمعنى آخر لإعادة النظر بهيكلية الدولة"، كما بات من الضروري وضع حد لعجز مؤسسات الدولة الخدماتية ولسوء إدارتها من قبل الدولة ولاسيما ما يتعلّق بالبنى التحتية (كهرباء وماء واتصالات ونقل...) داعياً إلى الإسراع في تحرير القطاعات الخدماتية عبر مشاريع الخصخصة والشراكة بين القطاعين العام والخاص. إذاً، حل الأزمات الاقتصادية لا يقتصر على الانفراجات السياسية وربما لا ينطلق منها، إنما من نيّة حقيقية لإجراء إصلاحات جذرية في مالية الدولة ولاسيما، وفق السعيدي، "في ما يتعلّق بالفوائد المرتفعة التي يستقطب بها لبنان رؤوس أموال ضخمة لكن بكلفة عالية جداً"، ما يستدعي إعادة النظر بسياسة الفوائد. بالعودة إلى بعض الحقبات السابقة، لم يَثبت يوماً أن الاستقرار السياسي ساهم في خفض الدين العام أو في ضبط السياسة المالية، بل على العكس، فالدين العام يرتفع منذ عشرات الأعوام بشكل تصاعدي بغض النظر على الوضع السياسي أو الأمني، وهو ما يبرّر تحذيرات المؤسسات الدولية للبنان من أن الانفراج السياسي لن يعفي البلد من المخاطر الإقتصادية، ما لم تباشر الدولة بالإصلاحات.وللتذكير فإن الدين العام اللبناني تطور من 4.6 مليار دولار في العام 1993 إلى نحو 18.6 مليار دولار خلال العام 1998 بمعزل عن الأوضاع السياسية السائدة، ثم ارتفع إلى 38.6 مليار دولار في العام 2006، ليصل حجمه إلى 55.7 مليار دولار في العام 2012، وإلى أكثر من 63.5 مليار دولار خلال العام 2014. وما يفوق 71 مليار دولار في العام 2016.

 

الطرّاس بين مطرقة الاستدعاءات وسندان التوقيف والترك نجّار لـ"النهار": الحرية الشخصية ليست موضع تجاذبات

كلوديت سركيس/النهار/12 تشرين الثاني 2016

ما حصل مع المفتي السابق لراشيا الشيخ بسام الطراس منذ بدء التحقيق معه لدى الاجهزة الامنية حتى تخليته بكفالة مالية زهيدة قياسا على جرم الانتماء الى تنظيم "داعش" الارهابي المدعى به عليه، يضع في الواجهة قضية الاستدعاءات التي قطعها الطراس امام الاجهزة الامنية منذ استدعائه للمرة الاولى في ايلول الماضي امام الضابطة العدلية، واخضاعه للتحقيق تكرارا ثم تركه بإشارة من القضاء، فاستدعائه مجددا امام جهاز امني آخر للتحقيق معه في موضوع منفصل عن تفجير كسارة الذي حصل في 31 آب الماضي، ثم انتقال هذا الاستدعاء امام النيابة العامة العسكرية والابقاء عليه موقوفا فالادعاء عليه ثم تركه بعد الاستجواب الاستنطاقي، فتمييز قرار تركه لتصدر محكمة التمييز العسكرية مذكرة بتوقيفه لعدم استكمال التحقيق معه، ثم الموافقة على تخليته فتمييز القرار ومصادقة محكمة التمييز العسكرية على قرار التخلية مع رفع قيمة الكفالة من 300 الف ليرة الى مليون ليرة. وبعد كل هذه الدوامة لا يزال ملف الطراس مفتوحا، لأن تخلية موقوف لا تعني أن ملفه أقفل. ثمة تناقض بين حجم سبب الاستدعاء وما آلت اليه هذه القضية أمام القضاء حتى الآن، نظرا الى قيمة الكفالة. ويمكن القول إن ضحيتها الطراس، كإنسان، خضع لكل هذه الاستدعاءات الاولية وامتثل ذهابا الى التحقيق وايابا منه او توقيفا. وكل ذلك باسم القانون الذي أعطى التحقيق صلاحية الاستدعاء بإشراف القضاء. ولكن الى أي مدى يمكن مراعاة الاصول القانونية في عدد الاستدعاءات الى التحقيق؟ وهل ثمة نقص قانوني في التشريع في انتهاك حقوق الإنسان، أو تجاوز حد السلطة أو عدم تنسيق بين الاجهزة الامنية التي تشكل مجتمعة الضابطة العدلية؟

الوزير السابق ابرهيم نجار يقول إن التوقيف الاحتياطي أو اتخاذ تدبير قانوني أمر ممكن من حيث المبادئ القانونية، بصرف النظر عن المضمون. وكل شيء جائز في مرحلة التحقيق لأنه قد يظهر دليل أو إثباتات غير متوقعة لدى بدء التحقيق الذي هو رهن وسائل الإثبات، بخلاف قضاء الحكم. وهو قانون معتمد في كل العالم. حتى إن تعرض الخاضع للتحقيق لاستدعاءات متكررة يعتبر مسّا بالسمعة، ويعتبر نجار أن هذا يقال بعد صدور القرار النهائي في قضاء الحكم، عندها يُعرف اذا كان الامر كذلك او العكس، لأن كل ما يحصل هو التوقيف الموقت. ويُذكر بمشروع قانون وضعه عندما أوقفوا غسان تويني عام 1973، لحظ بعض الضوابط والعقوبات على الدولة عندما يصار الى توقيف احتياطي غير قانوني. ويستطرد: "في فرنسا عدّلوا القانون وجعلوا مسألة التوقيف الاحتياطي منوطة بهيئة قضائية (اكثر من قاض) ويمكن ادخال هذا التعديل على القانون اللبناني لتكون مذاكرة او مزيد من التدقيق في موضوع التوقيف الاحتياطي"، مؤكدا ان "الحرية الشخصية يجب ألا تكون موضع تجاذبات". ويضيف: "يجب في مكان ما ترشيد القرارات التي تقضي بالتوقيف او بالتخلية. ولكن رغم أن قانون أصول المحاكمات الجزائية في لبنان هو قانون حديث، من الضروري إعادة النظر فيه في ضوء حقوق الانسان وقرينة البراءة".

أما وكيلة الطراس المحامية زينة المصري فترفض التعليق على مرحلة التحقيق الاولي مع موكلها، ما دام ملفه الذي تسلمته كمحامية عندما أحيل على القضاء، لا يزال عالقا أمام قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا. وتتوقع "إحالة ملف الطراس على النيابة العامة العسكرية لإبداء المطالعة في الأساس، ولا سيما أنه ختم التحقيق في القضية قبل بته طلب تخلية الموكل". وتؤمن المصري ببراءة الطراس الذي أوقف 36 يوما. وتقول: "أنا على ثقة بأن القضاء سينصف الدكتور الطراس لنصل بالملف الى نهاية سعيدة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مستشار ترمب: نؤسس ائتلافا مع دول الخليج عارضه أوباما

الجمعة 11 صفر 1438هـ - 11 نوفمبر 2016م/لندن - رمضان الساعدي/قال وليد فارس، مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في شؤون الشرق الأوسط والإرهاب، إن الحكومة الأميركية المقبلة بقيادة ترمب ستقوم بتأسيس ائتلاف مع دول الخليج ومصر والأردن ضد الإرهاب. ائتلاف عارضه باراك أوباما خلال فترته الرئاسية لإنجاح الاتفاقية النووية مع طهران، الأمر الذي سمح للميليشيات الموالية لإيران بأن يكون لها الحضور الأكبر في العراق، بحسب تصريح فارس في لقاء مع شبكة "بي بي سي نيوز BBC News" البريطانية. وعن الاتفاقية النووية، قال مستشار ترمب إن الرئيس المنتخب سيراجع الاتفاقية مع طهران وسيبعثها إلى الكونغرس وسيذهب بالاتفاقية من جديد للاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين، وستجري واشنطن محادثات مكثفة جديدة مع طهران من أجل تغيير بعض بنودها. وأضاف فارس، الذي عينه ترمب أثناء حملته الانتخابية مستشاراً له في أمور الشرق الأوسط: "الاتفاقية مع طهران كما هي الآن، أي إرسال 750 مليون دولار لإيران (من الأموال المجمدة) من دون مقابل يذكر وتدخل إيران في أربع دول عربية، أمر غير مرض بالنسبة للرئيس المنتخب دونالد ترمب". ومنذ اليوم الأول من إعلان ترمب فائزاً في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتصريحات الإيرانية تتواصل، معبرة عن تخوفها من خطوات الإدارة الأميركية الجديدة تجاه الاتفاقية النووية التي أبرمتها طهران في سبتمبر عام 2015 مع الدول الست الكبرى، آخرها كان تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم أمس الخميس، قال فيه إن بلاده تطالب كل الأطراف بالالتزام بالاتفاق النووي، "لكن لدينا خيارات إذا لم يحدث ذلك"، بحسب تعبيره. وكان ترمب قد قال في حملته الانتخابية إنه سيقوم بتمزيق الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الست الكبرى مع طهران في سبتمبر عام 2015، لكنه عدل من حدته فيما بعد، وأكد أنه "سيراقب بشدة تنفيذ بنود الاتفاقية بهدف تغييرها من اتفاقية سيئة إلى جيدة".وقال مستشار ترمب حول مستقبل العلاقات بين الدول العربية والحكومة الأميركية: "ستكون من أولوياتنا العمل على تأسيس ائتلاف مع دول الخليج ومصر والأردن". وفي رده على مداخلة مقدم "بي بي سي BBC" على أن مثل هذا الائتلاف موجود حالياً، قال فارس: "كنا نتمنى ذلك، كثير من الدبلوماسيين العرب يقولون إنهم كانوا يتمنون مشاركة دولهم بالقيام بطلعات جوية مشتركة ضد الإرهاب، لكن إدارة أوباما كانت تعارض وتقول لهم: لا نريدكم في سوريا والعراق، من أجل إنجاح الاتفاق النووي مع طهران، لذلك نرى الجزء الأكبر من المعارك في العراق، تديره الميليشيات الموالية لإيران".

 

بوادر صدام أوروبي مبكر مع ترمب حول حلف الناتو

الجمعة 11 صفر 1438هـ - 11 نوفمبر 2016م/بروكسل - العربية.نت، رويترز/قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اليوم الجمعة إن انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة يشكل خطرا على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقال يونكر لطلبة في مؤتمر في لكسمبورج إن الفائز بشكل صادم في الانتخابات الأمريكية جاهل بالاتحاد الأوروبي وطرق عمله. وأضاف "انتخاب ترمب ينطوي على خطر بزعزعة العلاقات بين القارتين من أساسها وفي هيكلها". ويعد يونكر من أكثر الشخصيات السياسية نفوذا في أوروبا. وتعكس تصريحاته الجريئة صدمة واسعة النطاق في أوساط الأوروبيين بسبب انتخاب ترمب الذي أشاد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين تصريحات جدلية أخرى وشكك في مبدأ الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي.وتعارضت تصريحاته مع ردود الفعل الأكثر دبلوماسية من القادة الأوروبيين الذين قالوا إنهم يتطلعون للعمل مع الرئيس الجمهوري المقبل. وحذر يونكر من العواقب "الوخيمة" لتصريحات ترامب بشأن السياسة الأمنية. كما ذكر أيضا بتصريح لترمب بدا فيه أنه يعتقد أن بلجيكا التي تضم مقري الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي مدينة وليست دولة. وقال "نحتاج لأن نعلم الرئيس المنتخب ما هي أوروبا وكيف تعمل" مضيفا أن الأمريكيين عادة ما لا يبدون اهتماما بأوروبا. وأضاف "أعتقد أننا سنضيع عامين لحين انتهاء السيد ترمب من التجول في العالم الذي لا يعرفه." وقد أثار يونكر أمس الخميس شكوكا بشأن آراء ترامب بشأن التجارة العالمية والتغير المناخي والأمن في الغرب.

 

الأمم المتحدة: "داعش" ينشر أطفالاً مفخخين بالموصل وعمليات قتل انتقامية نفذها مدنيون وقوات تحت قيادة الجيش العراقي

الجمعة 11 صفر 1438هـ - 11 نوفمبر 2016م/دبي – العربية.نت/قالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن تنظيم "داعش" أجبر نساء مختطفات على الانضمام لقوافله العسكرية كدروع بشرية. وكشفت المنظمة الدولية أن التنظيم ينشر أطفالاً مفخخين بأحزمة ناسفة وسط الموصل، التي تخوض القوات العراقية معركة لاستعادتها منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي. كذلك وثق مكتب حقوق الإنسان عمليات قتل انتقامية متفرقة نفذها مدنيون وقوات تعمل تحت قيادة الجيش العراقي بالتزامن مع معركة الموصل. كما ذكر أن "داعش" قتل 20 مدنياً في الموصل رمياً بالرصاص هذا الأسبوع لتسريبهم معلومات تتعلق بالتنظيم. وفي السياق ذاته أعدم 40 مدنياً في الموصل الثلاثاء الماضي بتهمة الخيانة والتواطؤ وعلق جثثهم على أعمدة الكهرباء، فيما أعلن التنظيم يوم السادس من نوفمبر عن إعدام ستة من مقاتليه لفرارهم من أرض المعركة في كوكجلي قرب الموصل. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن "داعش" وزع على مقاتليه نساء مختطفات، وأن المقبرة الجماعية في حمام العليل واحدة من مقابر جماعية عدة لضحايا التنظيم. إلى ذلك، أكدت المنظمة أن التنظيم يكميات ضخمة من الأمونيا والكبريت لاستخدامها كأسلحة كيماوية بمناطق المدنيين في الموصل. وذكرت مفوضية اللاجئين أن الضحايا الذين علقت جثثهم على أعمدة الكهرباء في الموصل، كانوا يرتدون زياً برتقالياً مع كتابة باللون الأحمر "خونة وعملاء لقوات الأمن العراقية". وقال أبو سيف، أحد سكان الموصل لوكالة "فرانس برس"، إنه رأى ما بين 30 و40 جثة ألصقت على ثيابها كلمات "عميل" و"خائن". وأضاف أن تنظيم "داعش" يجمع أشخاصاً في شوارع الموصل ويعدمهم على مرأى من الناس، البعض منهم بالرصاص والبعض الآخر بقطع الرأس. وأعلنت الأمم المتحدة أن رجلاً في السابعة والعشرين من عمره أُعدم مساء الثلاثاء بالرصاص في حي باب الجديد بوسط الموصل، لأنه استخدم الهاتف المحمول الذي يمنع التنظيم المتطرف استعماله، كما تقول الأمم المتحدة. وفيما واصلت الأمم المتحدة في الأيام الأخيرة كشف تفاصيل عن الرعب والتعذيب والاستغلال الجنسي وتجنيد الأطفال وعمليات القتل، التي يرتكبها تنظيم "داعش" في العراق، طلب المفوض الأعلى زيد رعد الحسين رفع هذه المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية. من جهتها، أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين، الجمعة، أن عدد المهجرين منذ بداية الهجوم على الموصل في 17 أكتوبر قد تضاعف خلال أسبوع وبلغ 47 ألفاً و730 شخصاً.

 

أوباما يأمر بضرب  قادة تنظيم جبهة فتح الشام  في سوريا.. وموسكو تشكك

الجمعة 11 صفر 1438هـ - 11 نوفمبر 2016م/دبي - قناة العربية/كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أعطى أوامره للبنتاغون باستهداف قادة تنظيم جبهة فتح الشام، "جفش" في سوريا. وأوضحت الصحيفة أن القرار يـتضمن نشر المزيد من طائرات من دون طيار، وتوفير المعلومات الاستخباراتية اللازمة لذلك. وبدأت الطائرات من دون طيار تـنفيذ عملياتها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقتلت أربعة من قادة "جفش"، بحسب مصادر عسكرية للصحيفة، الأمر الذي اعتبره مسؤولون أميركيون رسالة إلى المعارضة المسلحة المعتدلة بالابتعاد عن "جفش"، علماً أن الطرفين يقاتلان جنباً إلى جنب ضد النظام السوري. من جانبهم، رأى مسؤولون معارضون للقرار أنه سيسهم في إضعاف فصائل المعارضة التي تقاتل النظام. روسيا: لم نتلق تأكيداً رسمياً باستهداف أميركا قادة "جفش" من جهته، علّق سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، على ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" حول قرار البيت الأبيض إرسال المزيد من طائرات بدون طيار إلى سوريا للقضاء على قادة جبهة النصرة، قائلاً: "إنه من الصعب التعليق على تقارير الصحيفة التي أوردت مؤخرا أنباء غير موثوقة"، حسب قوله. وأكد ريابكوف أن القرار إذا كان صحيحاً فيمكن الترحيب به. كما أشار إلى أن قاعدة السياسة الخارجية والدبلوماسية تتمثل في الرد على البيانات الرسمية وهو ما لم يحدث. وأعرب ريابكوف عن استيائه بشأن تبني حلف الناتو استراتيجية تهدف إلى ردع روسيا. وأضاف أن موسكو لم تر بعد أية إشارات بشأن موقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إزاء استراتيجية الناتو المذكورة، مشيرا إلى أنه يجب تحليل هذه المسألة بعد تشكيل فريق الرئيس الجديد.

 

روسيا مترددة حيال شن عملية عسكرية واسعة في حلب

العرب/12 تشرين الثاني/16/دمشق – توحي العديد من المؤشرات أن روسيا مترددة حيال شن عملية عسكرية كبرى في مدينة حلب السورية، خاصة بعد الفوز المفاجئ للجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأميركية.

ومن المؤشرات البارزة التي تعكس هذا التردد تضارب المواقف بين المؤسستين العسكرية والسياسية في روسيا في اليومين الأخيرين. فقد أعلن اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن وزارته ترى أن تمديد فترات التهدئة الإنسانية بلا مسوغ سيأتي بنتائج عكسية.

وأوضح كوناشينكوف “بلا شك، فترات التهدئة ضرورية، لكننا نعتبر أن تمديدها بلا مسوغ، ليس من أجل تقديم مساعدة فعلية للسكان المسالمين، بل من أجل تمكين الإرهابيين من استعادة قدراتهم القتالية، وهو أمر ضار ومتعارض مع العقل السليم”.في المقابل أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، أن بلاده ستستأنف التهدئة الإنسانية في حلب. وأعرب المسؤول الروسي عن رفضه لانتقادات نظرائه الأميركيين لعمليات التهدئة التي تقوم بها بلاده في سوريا، متسائلا “ما الذي تريده الولايات المتحدة الأميركية ؟!، هل تريد استمرار روسيا في هجماتها الجوية؟”. وشدد الكرملين في وقت سابق على أن الطائرات الروسية لم تقصف أي هدف في حلب، منذ 18 أكتوبر. وأعلنت روسيا، الجمعة الماضي، هدنة إنسانية جديدة أحادية الجانب لمدة 10 ساعات، في مدينة حلب، دعا فيها الرئيس فلاديمير بوتين فصائل المعارضة إلى استغلالها والخروج من مناطق حلب الشرقية المحاصرة وهو ما رفضته الأخيرة.

واعتبر متابعون أنذاك أن تلك الهدنة جاءت بغرض نزع الغطاء عن المعارضة والتمهيد لشن عملية موسعة في مدينة حلب، خاصة وأن روسيا أرسلت أبرز قطعها البحرية إلى السواحل السورية ما عزز من احتمال الهجوم. ولكن فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة وفق رأي البعض، أعاد خلط الأوراق مجددا في أروقة الكرملين، تجاه شن ضربة في المدينة الواقعة شمالي سوريا. ويرى مراقبون أن هناك توجهين مختلفين في روسيا الآن حول شن عملية عسكرية في حلب: فهناك توجه يدعمه الفريق العسكري الذي يقول إن الأمر بات مفروضا خاصة وأن إضاعة المزيد من الوقت سيعني بالضرورة إعادة الفصائل المعارضة تجميع شتاتها وتمكينها من فرص أكبر للحصول على الدعم المادي واللوجستي، من القوى الإقليمية.

بوريس دولغوف: أستبعد أن يكون هناك تصعيد في حلب، في حال توافق الروس مع ترامب

وهناك الفريق السياسي الذي بات موقفه أكثر قوة بعد فوز ترامب ويرى أن الإقدام على هجوم شامل على حلب ليس مناسبا حاليا. يذكر أن الاختلاف في المواقف بين المسؤولين العسكريين والسياسيين في روسيا ليس مستجدا فسبق وأن أعلن الرئيس فلاديمير بوتين رفضه للتدخل الجوي، بعد مطالبة وزارة الدفاع الروسية بذلك، على إثر إطلاق المعارضة لمعركة “ملحمة حلب الكبرى” منذ أسابيع والتي نجحت عبرها في تحقيق اختراق ترجم في سيطرتها على ضاحية الأسد الاستراتيجية وذلك قبل انكفائها. وتعتبر الدوائر السياسية في موسكو أن ترامب، على خلاف المرشحة الديمقراطية هيلاري كيلنتون، قريب كثيرا في مواقفه من الكرملين حيال قضايا الشرق الأوسط وعلى الأخص في الملف السوري. وبالتالي ضرورة تأجيل أي اندفاعة عسكرية في سوريا إلى حين المزيد من اتضاح الرؤية بشأن السياسة الخارجية التي سيسلكها الرئيس الأميركي الجديد.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، الجمعة، إن هناك تقاربا في الرؤى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي المنتخب دونالد ترامب في السياسة الخارجية، ويكاد يصل هذا التقارب إلى حد التطابق.

هذا الاعتقاد شبه الجازم بوجود قدر كبير من النقاط المشتركة بين الرئيس الأميركي الجديد وروسيا سيساهم بشكل كبير في ترجيح كفة المسؤولين السياسيين الروس وإبعاد شبح معركة ضروس قريبة في حلب.

ومعلوم أن بوتين ورغم تبنيه للخيار العسكري لحسم الملف السوري إلا أنه يميل أكثر إلى التسوية السياسية، لتجنب المزيد من الخسائر، ولعل معركة الموصل التي بدأت تتحول إلى مستنقع بالنسبة للقوات العراقية ستعزز هذا الميل. وعملت روسيا على مدار الأسابيع الماضية على وضع خطط عسكرية وإرسال أبرز قطعها البحرية وعلى رأسها حاملة الطائرات “الأميرال كوزنيتسوف”، والطراد الذري الثقيل “بطرس الأكبر”، وفرقاطة “الأميرال جريجوروفيتش”، إلى السواحل السورية، استعدادا لشن العملية (التي يبدو أنها باتت مؤجلة) في حلب ، خاصة وأن جميع المؤشرات كانت تقول بأن هيلاري كلينتون ستكون سيدة البيت الأبيض. ومعلوم أن هيلاري كلينتون من أشد المعارضين للمسلك الروسي في سوريا، وقد أكدت في أكثر من مرة على ضرورة تعزيز قدرة المعارضة السورية وإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.

ووصول كلينتون إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة كان سيعقد خطط القيادة الروسية، ومن هنا جاءت رغبة الأخيرة في شن عملية في حلب والتي يصفها الكثيرون بـ”منطقة شد الأعصاب” في الشرق الأوسط.

ولكن اليوم ستجد القيادة الروسية نفسها مضطرة إلى الانتظار قبل اتخاذ أي خطوة كبيرة في سوريا، وتعلق قيادتها آمالا كبيرة على ترامب الذي أعلن في حملته الانتخابية أن مشكلته الرئيسية في سوريا هو تنظيم الدولة الإسلامية، وليس الرئيس بشار الأسد. وأكد بوريس دولغوف عضو معهد الاستشراق والباحث في مركز الدراسات العربية لـ“العرب” “أن روسيا قرأت كلام ترامب الانتخابي بشكل إيجابي وتعتقد إن هو طبق أقاويله فستكون العلاقة ممتازة بين البلدين”. وأضاف دولغوف “أن روسيا أكدت أكثر من مرة أن هدفها ليس الحل العسكري بل إيجاد حل سياسي ولكن إدارة باراك أوباما لم تكن جادة، فاضطرت إلى التصعيد العسكري”. واستبعد الباحث في مركز الدراسات العربية أن “يكون هناك تصعيد عسكري في حلب، في حال توافق الروس مع ترامب، بل سيكون التركيز على إيجاد حل سياسي”، مضيفا “وإذا لم تجد موسكو تعاونا أميركيا فإنها ستكون عندها مضطرة للاستمرار بفرض الأمور عسكريا في سوريا”.

ويتفق مارتن شولوف في مقال له في صحيفة الغارديان البريطانية، مع دولغوف، حيث أكد أن المعارضة السورية سيكون وضعها سيئا بوجود ترامب. ويرى شولوف أن ترامب لن يدعم المعارضة بل سيركز على ضرب داعش والضغط لإيجاد حل سياسي. 

 

الامم المتحدة: داعش أعدم 60 مدنيا على الاقل في الموصل

الجمعة 11 تشرين الثاني 2016/وطنية - أعلنت الامم المتحدة اليوم ان تنظيم "داعش"أعدم هذا الاسبوع 60 مدنيا على الاقل في مدينة الموصل العراقية وضواحيها، متهما 40 منهم ب"الخيانة" وال20 الآخرين بنقل معلومات الى القوات العراقية.   واوضحت المتحدثة باسم المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان رافينا شمدساني، في مؤتمر صحافي عقدته في جنيف، ان "عمليات القتل" هذه  حصلت في اوقات واماكن مختلفة في الموصل، المعقل الاخير لتنظيم الدولة في العراق.  واضافت المتحدثة التي لم تحدد مصادرها، ان "عناصر التنظيم قتلوا 40 مدنيا في مدينة الموصل بعدما اتهموهم ب "الخيانة والتعاون" مع قوات الامن العراقية".  وذكرت مفوضية اللاجئين ان الضحايا الذين علقت جثثهم على اعمدة الكهرباء في الموصل، كانوا يرتدون زيا برتقاليا مع كتابة باللون الاحمر "خونة وعملاء لقوات الأمن العراقية".  واعلنت الامم المتحدة ان رجلا في ال27 من عمره اعدم مساء الثلثاء بالرصاص في حي باب الجديد بوسط الموصل، لانه استخدم الهاتف المحمول الذي يمنع تنظيم الدولة استعماله، كما تقول الامم المتحدة.  وذكرت شمدساني ان "داعش" "قتل 20 مدنيا" في معكسر في منطقة الغابات شمال الموصل مساء أول من أمس  "لانهم نقلوا معلومات" الى القوات العراقية. وفيما واصلت الامم المتحدة في الايام الاخيرة كشف تفاصيل عن الرعب والتعذيب والاستغلال الجنسي وتجنيد الاطفال وعمليات القتل، التي يرتكبها "داعش" في العراق، طلب المفوض الاعلى زيد رعد الحسين رفع هذه المسألة الى المحكمة الجنائية الدولية.  من جهتها، اعلنت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين اليوم ان عدد المهجرين منذ بداية الهجوم على الموصل في 17 تشرين الاول قد تضاعف في خلال اسبوع وبلغ 47 الفا و730 شخصا.

 

26.7 مليار دولار لتسوية المستحقات المتأخرة للشركات السعودية

العرب/12 تشرين الثاني/16/الرياض – أظهرت وثيقة رسمية أمس أن الحكومة السعودية خصصت 100 مليار ريال (26.7 مليار دولار) لسداد الديون المستحقة عليها لشركات القطاع الخاص بعد تأخر المدفوعات لأشهر طويلة. وتأتي الخطوة في إطار انقلاب كبير في سلم أولويات الإنفاق لوقف التعاقد مع مشاريع تصل قيمتها إلى 267 مليار دولار من أجل زيادة كفاءة الإنفاق الحكومي. وكانت الرياض قد قلصت الإنفاق وخفضت أو علقت المدفوعات المستحقة عليها لشركات المقاولات وقطاع الرعاية الصحية وبعض المستشارين الأجانب الذين ساهموا في رسم ملامح الإصلاح الاقتصادي، في محاولة للحد من عجز الموازنة الضخم الناجم عن تدني أسعار النفط. ويرى محللون أن تأخر المدفوعات ألحق ضررا بالغا ببعض الشركات، وأدى إلى تباطؤ الاقتصاد. وقد أعلنت الحكومة بداية الأسبوع الحالي، أنها ستسدد كافة المستحقات المتأخرة بحلول نهاية العام الحالي. ولم تكشف السلطات عن إجمالي حجم المستحقات المتأخرة لكن محللين في القطاع الخاص قدروا حجم مستحقات شركات البناء لوحدها بنحو 21.3 مليار دولار. وقالت الوثيقة، التي وصفت بأنها تعميم “عاجل جدا” وأصدرتها وزارة المالية لجميع الجهات الحكومية، إن مرسوما ملكيا فوض وزير المالية “باتخاذ الإجراءات والترتيبات واللازمة لصرف المبالغ المستحقة المستكملة للإجراءات النظامية إلى نهاية العام المالي الحالي، على ألا يتجاوز ما يتم صرفه الـ100 مليار ريال”. 267 مليار دولار حجم المشاريع التي تم إيقاف التعاقد على تنفيذها من أجل زيادة كفاءة الإنفاق الحكومي وأضافت أن الأموال سيتم صرفها “من فوائض إيرادات الأعوام المالية الماضية”، لكنها لم تذكر ما إذا كانت الحكومة تتوقع بالفعل دفع جميع تلك الأموال المخصصة لسداد المستحقات المتأخرة. وذكرت وكالة رويترز أنها اطلعت على الوثيقة، وأنها تقول إن على الأجهزة الحكومية تسجيل طلبات صرف المستحقات في البوابة الإلكترونية، التي أعدتها وزارة المالية لحصر المستحقات وذلك “في مدة لا تزيد على ثلاثة أسابيع. وكان وزير المالية محمد الجدعان قد أكد الخميس الماضي عزم الحكومة على سداد جميع المستحقات المتأخرة للقطاع الخاص “في أقرب وقت ممكن”، لكنه لم يذكر الرقم المحدد لحجم تلك المستحقات. وعانت شركات الإنشاءات الكبرى في السعودية وخاصة مجموعتي بن لادن وسعودي أوجيه، التابعة لعائلة رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، من مصاعب مالية كبيرة نتيجة تأخر المستحقات المالية على الحكومة السعودية. واضطرت تلك الشركات لتسريح الآلاف من العمال في وقت سابق من العام الحالي. ولم تذكر الوثيقة ولا وسائل الإعلام السعودية أمس أي تفاصيل عن طريقة توزيع المبالغ التي خصصتها السعودية لسداد المستحقات. وتسارعت في الأشهر الأخيرة خطوات تنفيذ برنامج التحول الاقتصادي، التي شملت خفض الدعم الحكومي لأسعار الوقود والكهرباء والمياه، وخفض رواتب المسؤولين الكبار ومخصصات العملين في القطاع الخاص. كما غيرت الرياض الطاقم الوزاري الذي يدير الملفات الاقتصادية، وأقالت خلال الأسبوع الماضي آخر رموز الحرس القديم، وزير المالية إبراهيم العساف، ليحل محله محمد الجدعان، الذي قاد تحديث أسواق المال وفتحها أمام الاستثمارات الأجنبية.وحدثت التحولات الكبرى في تسديد مستحقات الشركات وإيقاف عدد هائل من العقود، بعد تعيين الجدعان، لتمثل انقلابا كبيرا في أولويات الإنفاق الحكومي. وكانت التقديرات الأولية لموازنة العام الحالي تتوقع عجزا بقيمة 87 مليار دولار، لكن المحللين يرجحون أن تظهر الحسابات الختامية التي ستعلن الشهر المقبل مع إعلان موازنة عام 2017 انخفاض العجز عن تلك التقديرات الأولية، بسبب إجراءات التقشف وخفض الإنفاق. 90 مليار دولار حجم الدين العام وهو مستوى منخفض مقارنة بحجم الاقتصاد ومستويات الديون العالمية وإذا صرفت الحكومة 26.7 مليار دولار على سداد مستحقات الشركات بحلول نهاية هذا العام، فإن عجز الموازنة قد يتجاوز توقعات الكثير من المحللين، الذين يرجحون أن يصل العجز إلى نحو 67 مليار دولار. وتشير التقديرات إلى أن الدين العام السعودي يصل حاليا إلى نحو 90 مليار دولار بعد أن جمعت مؤخرا نحو 17.5 مليار دولار عبر أول إصدار للسندات السيادية في أسواق المال العالمية. وتقدر الديون المحلية بنحو 63 مليار دولار والديون الخارجية بنحو 27 مليار دولار، وهي مستويات منخفضة مقارنة بحجم الاقتصاد السعودي ومستويات الديون في دول العالم. ودعت السعودية في الأيام الماضية إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول الخليج وعدم الاكتفاء بخطوات تنويع الاقتصاد لمواجهة التحديات المتزايدة في الاقتصاد العالمي. وقال ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمس خلال الاجتماع الأول لهيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية في دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض هذا الأسبوع، إن دول الخليج أمامها فرصة لأن تتكتل وتصبح سادس أكبر اقتصاد في العالم. وأضاف أننا “نحاول اليوم استغلال الفرص ونحتاج لأن نتكتل في عصر التكتلات، خاصة وأننا نعيش في عصر تشوبه الكثير من التقلبات الاقتصادية”. وأكد أن “دول الخليج تريد أن تنطلق هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية نحو تحقيق الأهداف المرجوة لقادة دول مجلس التعاون وشعوبها لتحقيق النمو والازدهار”.وأشار إلى أن هناك الكثير من الفرص التي نستطيع أن نحققها، كي نضمن الازدهار الاقتصادي والنمو في دول الخليج، إضافة إلى ضمان أمن الإمدادات والأمن الاقتصادي.

 

مدفيدف في إسرائيل: تعميق النفوذ المتبادل؟

أدهم مناصرة/المدن/الجمعة 11/11/2016/على الرغم من أن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف لم يتردد في زيارته الختامية إلى مدينة أريحا في الضفة الغربية، الجمعة، في دعوة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى تحريك العملية السلمية واستئناف اللقاءات الثنائية، إلا أن الحديث عن هذا الملف على هامش لقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يكن إلا بروتوكولياً في جولته الأخيرة، خاصة وأن روسيا لديها ما يشغلها في منطقة الشرق الأوسط أكثر من فلسطين، وخصوصاً الملف السوري. وأفاد مصدر سياسي مطلع لـ"المدن"، أنه كان واضحاً وجلياً بأن الموضوعين السوري والفلسطيني لم يكونا الرئيسيين والمباشرين في هذه الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء الروسي، الأربعاء الماضي، والتقى خلالها اقتصاديين ومسؤولين إسرائيليين، قبل أن يختتمها بلقاء رئيس السلطة الفلسطينية في مدينة أريحا بالضفة الغربية، إذ حرص مدفيدف أن يحصر الحديث حول الملف الاقتصادي وتعزيزه مع إسرائيل، وقد رافقه وفد اقتصادي لهذا الغرض. ورغم تصدّر الموضوع الاقتصادي لهذه الزيارة، إلا أن نيتنياهو، وبحسب مصادر صحافية إسرائيلية، فاجأ مدفيدف عندما طلب من روسيا الوقوف إلى جانب إخلاء سوريا والمنطقة من القوات العسكرية الإيرانية، وكذلك التابعة لحزب الله اللبناني، إضافة إلى التأكيد على الطلب الإسرائيلي القديم والمتمثل بالضمانات الروسية بأن الأسلحة التي تقدمها روسيا للنظام السوري، لن تعود بالضرر على إسرائيل. في المقابل، تجاهل رئيس الحكومة الروسية هذا "الطلب الغريب" من نتنياهو، عبر التأكيد على ضرورة توسيع التعاون الاقتصادي والأمني بين الجانبين. وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن نتنياهو توهّم بأن هناك مجالاً للحديث مع مدفيدف بهذا الأمر. واستهزأ بعض الأقلام الإسرائيلية بهذه المحاولة من نيتنياهو، بالقول: "من قلة عقله، يريد من مدفيدف أن يجاوبه على ذلك"، متناسياً أن روسيا تطرح الملف السوري مع تل أبيب بطريقة بعيدة عن التوجه الإسرائيلي، وبشكل يحافظ على الأجندة الروسية التي تدرك ماذا تريد تحديداً في سوريا من دون أن يقف في وجهها أحد، بل تعزز هذا الشعور الروسي بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، كونه يُنادي بعدم توريط الجيش الأميركي في سوريا، ما يعني تمتع روسيا براحة أكبر في سبيل أن تكون "لاعب النرد الوحيد". وتطمح موسكو بعد الاتفاقيات الاقتصادية والتعاونية مع إسرائيل، التي تم توقيعها على هامش زيارة الوفد الروسي برئاسة مدفيدف، الى إحداث نوع من"التقاطع"الاضافي بين الدولتين، كونها تَدخُل في عمق المجتمع الإسرائيلي من خلال الجالية الروسية المؤثرة في صناعة السياسة الاقتصادية والدولية لإسرائيل.وتدعي روسيا أن تنسيقها الجاري مع إسرائيل بخصوص الملف السوري، ليس سياسياً وإنما عسكري اضطراري، بسبب الحرب في سوريا من أجل ضمان عدم تعرض الطائرات الروسية لأي استهداف إذا ما اخترقت الأجواء التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى منع تل أبيب من تنفيذ ضربات لأهداف مرتبطة بالنظام السوري.يُذكر أن الدبلوماسي الروسي السابق فيتسلاف موتوزوف، قال في حديث إذاعي سابق، إن اللوبي اليهودي الموالي للغرب تنامى بشكل كبير في الأوساط المصرفية والاقتصادية والإعلامية في روسيا، وحتى في صفوف بعض وزرائها، مضيفاً أن الأمر بات حديثاً يومياً في الأوساط الروسية، ولكن موتوزوف ذكر في الوقت ذاته أن هذا النفوذ اليهودي ليس حاسماً كما يتصوره البعض في الشرق والغرب "لأن الأمن القومي الروسي الذي يقوده فلاديمير بوتين هو الذي يتغلب على هذه المحاولات في نهاية المطاف".ويبدو أن روسيا تحاول هي الأخرى أن ترفع مستوى نفوذها وتأثيرها في إسرائيل من خلال جاليتها المؤثرة والموجودة فيها، ولعل الاتفاقيات الاقتصادية والتعاونية التي جاءت في جعبة رئيس الوزراء الروسي تتناغم مع هذا الهدف المركزي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عقدة تمثيل "القوات" عقدة حكومة "الطائف" الأولى

 ايلي الحاج/النهار/12 تشرين الثاني 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/11/%D8%A7%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC-%D8%B9%D9%82%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D8%AB%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%82%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%83%D9%88/

كان يحلو لرئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، زمن الحرب في الثمانينيات التذكير في لقاءاته بمعادلة فحواها أن أميركا (زمن رونالد ريغان) أقوى من سوريا بما لا يُقاس، لكن سوريا أقوى من أميركا في لبنان، لأن حافظ الأسد مستعد للقتال من أجل استمرار سيطرته عليه، حين أن أميركا لا تعطي لبنان هذه الأهمية القصوى. بعد ثلاثة عقود لا تزال المعادلة نفسها قائمة، مع استبدال نظام الأسد بـ"حزب الله" المرتبط عضوياً بإيران، ولا يمكن أن يتخلى الحزب عن حيازة القرار الاستراتيجي للبنان، بعدما بات نهائياً في يده، بما تتضمن هذه الحيازة من تحديد للأحجام السياسية وقدرة على اتخاذ القرارات الرئيسية للدولة، أو حق "الفيتو" عليها أقله. لعلّ أسلوب "حزب الله" في التعامل مع قضية رئاسة الجمهورية تقدم إلى من يرغب فكرة عن الطريقة الجديدة في إدارة شؤون هذه البلاد. قال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بوضوح ما بعده وضوح، إن الرئاسة عند الجنرال ميشال عون، انتخبوه فينتهي الشغور الرئاسي. تستطيعون ألّا تنتخبوه فيستمر الشغور. خلال سنتين ونصف السنة لم يزح نصرالله أنملة عن موقفه، وعندما غيّر الآخرون رأيهم وقرروا انتخاب عون صار للبنانيين رئيس جمهورية كما أراد الحزب. دور الأفرقاء الآخرين هؤلاء في ترئيس عون اقتصر على القبول بما رفضوا سابقاً، وكان في إمكانهم الإستمرار على ذلك المنوال. لكن البديل من عون كان سيبقى عون نفسه وإن بعد سنوات.

هذه وجهة نظر "حزب الله" كما عبّر عنها مراراً منذ انتخاب عون، يستحضرها بكل هدوء في مجال الرد على من يطالبون بحصة في السلطة أكبر من الحصة التي يقررها الحزب لهم على أساس أن لولاهم لما كان صار عون رئيساً. وماذا يستطيع أن يفعل رئيس الجمهورية إذا كان قرار حليفه الأكبر "حزب الله" عدم إعطاء حليفه الآخر المسيحي ("القوات") أكثر مما يقدر أنه حجمه، أي حقيبة "متوسطة" مثل وزارة العدل، إلى حقيبة أو حقيبتين "خفيفتين"؟

يدرك الرئيس عون كما يدرك الرئيس المكلف سعد الحريري أن القرار بإطلاق عملية تشكيل الحكومة العتيدة يعود عملياً وفي نهاية المطاف إلى الرئيس المكلف من "حزب الله" بإعطاء الموافقة أي الرئيس نبيه بري، وإلا فإنها لن تبصر النور حتى لو مرّت شهور وشهور.

سيقدم الحريري ورقة عليها تشكيلة وراء ورقة عليها تشكيلة، يلقي بري نظرة عليها ثم يردها إليه، مرة تلو مرة، وهكذا دواليك.

هل يستطيع الرئيس عون الإنتظار مدة طويلة لينطلق عهده عملياً بإعلان ولادة الحكومة؟

وبين أن يزعل رئيس "القوات" وتتشكل حكومة على مضض منه، أو يرفض بري مشاريع التشكيلات المتلاحقة وخلفه السيد نصرالله، ماذا سيفضّل؟

الأرجح لن يكون أمام رئيس "القوات" خيار غير القبول بما يرفضه اليوم، تماماً كما فعل والرئيس الحريري في رئاسة الجمهورية مما شجّع "حزب الله" على نجاح أسلوبه في إدارة الأوضاع اللبنانية.

 فعدم دخول جعجع الحكومة الأولى للعهد الجديد سيكون مكلفاً عليه، خصوصاً أنها حكومة تنظيم انتخابات نيابية بعد 7 أشهر.

وثمة تجربة سابقة لا تشجعه على الرفض، بعد انتهاء "حرب الإلغاء" والبدء بتطبيق الطائف عام 1990 كان يتطلع إلى حكومة يكون لـ"القوات" مع حلفاء لها ورئيس الجمهورية الثلث الضامن، وذلك لقاء دورها في التوصل إلى "اتفاق الطائف" وحمايته والقتال من أجله على الأقل.

لكن النظام السوري الذي أوكل إليه الإشراف على تطبيق الطائف، أو أُطلقت يداه للتصرف بما يناسبه في لبنان، لقاء مساهمته في حرب تحرير الكويت كان له رأي مختلف.

فوجئ قائد "القوات" آنذاك بأنه، بدل الثلث الذي كان يتطلع إلى قيادته، أعطي حقيبة واحدة في حكومة الرئيس الراحل عمر كرامي. أي أن "القوات" في الحكومة مثلها مثل الكتائب و"المردة " وحزب الوزير الراحل إيلي حقيبة "وعد" والحزب السوري القومي الاجتماعي.

مسألة الحجم والاعتراف به طغت عند جعجع آنذاك على مكاسب عُرضت عليه، مثل طي صفحة الماضي والمصالحة مع آل كرامي وآل فرنجية.

لا شك أنه أدرك مدى وطأة الاعتراف بأن لبنان وقع تحت النفوذ السوري بدل أن ينطلق إلى محاولة الحياة مجدداً في ظلال الطائف.

رفض جعجع الوزارة ثم قبل بتولي أمين عام "القوات" آنذاك روجيه ديب وزارة التنمية الإدارية، ثم قرر أن يستقيل ديب وتخرج "القوات" من الحكومة.

وبدأ على الأثر الزمن السيئ، له شخصياً وإلى أقصى حد، ولتنظيمه وأنصاره، في موازاة اضطهاد الأحزاب الأخرى وإن بدرجات أقل، بينما تنعمت أحزاب أخرى بالسلطة.

الأرجح اليوم أن رئيس "القوات" بدأ يستذكر تلك الحقبة وقد يستذكرها أكثر.

هل إن رهانه على عهد عون يحمل شبهاً برهانه على "الطائف"؟

 

حكومة الأعراف الدائمة

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 12 تشرين الثاني 2016

تصعب قراءة المشهد الحالي والمستقبلي بعدما زالت كتحالفات ثابتة كل من قوى «8 و14 آذار»، وانخرط الجميع في سباق الى السلطة يتمّ التعبير عن أبسط أشكاله في تشكيل الحكومة، فيما الاشكال الأخرى متروكة للانتخابات النيابية وما ستفرزه من تحالفات.

لم تعد علاقة تيار «المستقبل» بـ«القوات اللبنانية» كما كانت، وربما لن تعود، كما أنّ علاقتهما معاً ببقية القوى لن تكون كما في الماضي، فـ«14 آذار» التي يطمحان لتمثيلها داخل الحكومة وتحت سقف العهد الجديد، لم يتبقَ منها سوى العنوان، فيما الواقع يقول إنّ لغة الواقعية وممارساتها حذفت الشق الاهم من مشروع «14 آذار» ووضعته في الانتظار، بداعي عدم القدرة على الاستمرار في حمل عناوين لا يمكن تطبيقها. من أولى النتائج على «14 آذار» الداعمة للعهد أنها دخلت في لعبة النزاع على الأحجام داخل الحكومة، وهذا النزاع غطّى على الغبار الكثيف الذي علا بعد انتخاب الرئيس ميشال عون، والذي حجب لوهلة ما سيحدث. لا يبدو أنّ العلاقة بين تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» عادت الى مرحلة شهر العسل حسبما أعلن الطرفان بعد الاتفاق على انتخاب عون، فـ«القوات» لا تجد أنّ «المستقبل» يتعاطى معها انطلاقاً من كونهما ثنائية 14 آذارية، كما لا تجد أنّ «المستقبل» يتصرف معها كأنها تمثّل الشريك المسيحي الوحيد. على الصعيد العملي لم يَخض الرئيس سعد الحريري الى الآن معركة «القوات» لنيل حقيبة سيادية، كذلك لم يتم الاتفاق على نوع الحقائب وعددها، وتركت «القوات» لتقلّع شوك تمثيلها الوزاري بيدها، مع ما يعني ذلك من محاصرة مطالبها، التي لم يتبنّها بحماسة رئيس الحكومة المكلّف.

فضلاً عن كل ذلك يتمسّك الحريري بتوسيع تمثيله المسيحي، وتمثيل الحلفاء، مثل الكتائب وغيرها، وهذا ما ادى الى تعميق الشرخ الكتائبي - القواتي، الى درجة بات يصعب ترميمه.

ولعل النزاع الحاصل على الاحجام، يعكس حقيقة ما تبقّى من هوامش توسيع النفوذ. فإذا كان البُعد السيادي للحكومة بات مقفلاً تماماً، ولا يجد من يطرق بابه، فإنّ البعد المتمثّل بتوزيع الاحجام داخل السلطة قد فتح على مصراعيه، ولن يكون تشكيل هذه الحكومة سهلاً، لأنّ ولادتها ستعكس أحجاماً غير قابلة للتعديل في المستقبل، اي أنّ كل طرف سيقبل بحصة وزارية، عليه أن يعترف منذ الآن بأنّ حصته ستصبح رقماً ثابتاً غير قابل للارتفاع، ومن هنا يمكن فهم النزاع على الاحجام ونوعية الحقائب.

فإذا قبلت «القوات اللبنانية» على سبيل المثال بأن تخضع لـ«الفيتو» الذي يضعه عليها «حزب الله» لنيل وزارة سيادية في هذه الحكومة، فسيتحول هذا الفيتو عرفاً يطبّق حكماً في كل الحكومات التي تليها، وما يُطبّق على «القوات» يُطبّق على الكتائب و«المستقبل» بدرجة أقل، لكنه بالتأكيد لا يُطبّق على «حزب الله» الذي يمسك بورقة ولادة الحكومة، من دون ان يبدي اي استعجال في ولادتها إلّا بعد أن تطبق خريطة الطريق التي رسمها.

واذا كان «حزب الله» قد رسم هذه الخريطة مسبقاً، فإنّ كل الحكومات المقبلة ستشكّل وفقاً لهذا العرف الذي أصبح أقوى من الدستور، والذي تجاوز بأشواط مبدأ الاستشارات والتسمية وصلاحيّات رئيسي الجمهورية والحكومة بتشكيل الوزارة، وهو ما سيطبّق في اول حكومة تشكّل بعد الانتخابات النيابية، وفي كل الحكومات. عملياً، سيكون الوقت الضائع قبل ولادة هذه الحكومة بلا معنى أو فائدة، خصوصاً في ما يتعلق بالتوزير المسيحي، بالحصص والحقائب، فالفيتو الموضوع على تَولّي «القوات اللبنانية» وزارة الخارجية مصدره «حزب الله»، ويعرف ذلك عون والحريري، وسيمضي وقت ليس بقصير لتجد «القوات اللبنانية» نفسها وحيدة في مطالبتها بالوزارة السيادية، عندها سيتمّ تحميلها مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة. هذا ما فعله عون عندما أخّر تشكيل الحكومات السابقة، لكن كان «حزب الله» غطاءه وداعمه، امّا «القوات اللبنانية» فلن تجد من يغطي الى الأبد تمسّكها بالوزارة السيادية، ولن تستطيع الانتصار على خريطة الطريق التي رسمت من الضاحية لإعطاء الضوء الاخضر لولادة الحكومة.

 

المقعَد المسيحي «المُعقَّد» طرابلسياً

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/السبت 12 تشرين الثاني 2016

في ضوء ما برَز من تطوّرات على الساحة السياسية، رئاسيّاً كان أم حكومياً، والاستنهاض الملحوظ للتيّار الأزرق شمالاً بعد الدفع المعنوي الذي لفَحه جرّاء عودة زعيمه الرئيس سعد الحريري المدوّية إلى القصر الحكومي. تعود إلى الواجهة المعارك الانتخابية، خصوصاً إذا ما قرّرَت وزارة الداخلية إجراءَ الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان. مِن المتوقع أن تقرّر وزارة الداخلية في الأيام المقبلة إجراءَ الانتخابات الفرعية لملء المقعدين الشاغرَين في قضاءَي كسروان وطرابلس، بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، وقبولِ استقالة النائب روبير فاضل، إذا لم تحصل أيّ مفاجآت.

إنتخابات كسروان قد تكون محسومةً لصالح مرشح «التيار الوطني الحرّ»، إنّما انتخابات طرابلس فستكون تحت الضوء والمجهر لأنّنا أمام مشهدين مثيرين للجدل طرابلسيّاً، ومِن الجدير مراقبتُهما.

المشهد الأوّل هو فوز الوزير المستقيل اللواء أشرف ريفي ببلدية طرابلس، فيما المشهد الثاني كان ترحيب شعبي واسع وملفِت شمالاً لعودة الحريري إلى الساحة الحكومية من بابها العريض، ووفقَ هذين المشهدين سيحرَص الحريري على خوض معركة الانتخابات الفرعية في طرابلس شخصيّاً، وفق المراقبين، للأسباب الآتية:

أوّلاً: إثبات قدرته على التغيير وتثبيتُ قوّته، خصوصاً في طرابلس.

ثانياً: ردّ اعتبارِ قوّة «التيّار الأزرق» بعد النكسة التي منيَ بها في الانتخابات البلدية.

ثالثاً: محاولة الاحتفاظ بالمقعد المسيحي لصالح كتلة «المستقبل»، بعدما كثرَ الحديث عن محاولة «التيّار الوطني الحر» ضمَّه إليه تحت شعار الميثاقية واستعادة النواب المسيحيين.

وفي هذا السياق، تبرز قوى عدة مؤثّرة في مسار الانتخابات في عاصمة الشمال، إضافةً إلى قوّة تيار «المستقبل»، وتتمثّل بالرئيس نجيب ميقاتي وقدرتِه التجييريّة، إذ يهمّه اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى أن يوسّع كتلة «التضامن الطرابلسي» التي تضمّ النائب أحمد كرامي، لا سيّما بعد الإنتكاسة في الانتخابات البلدية، ولذلك سيحرَص ميقاتي على الاستفادة من صوت إضافي في مجلس النواب لتمرير الاستحقاقات المقبلة، مِثل قانون الانتخاب، خصوصاً بعد التسوية الرئاسية والحكومية التي استبعدَته عن الساحة السياسية.

ويبرز أيضاً على الساحة الطرابلسية النائب محمد الصفدي الذي أيَّد التسوية الرئاسية، عكسَ ميقاتي، إضافةً إلى قوّة التجيير العلوية وشخصيات طرابلسية لها حضورُها.

مِن جهته، يحاول تيّار «المردة» فرضَ مرشّحٍ مسيحي لصالحه استناداً إلى عاملَين؛ أوّلهما رصيده المسيحي الشعبي في طرابلس الذي سانَده في جميع المحطات السياسية، لا سيّما في مدينة الميناء فحصَد مقعدين في بلديتها، وثانيهما ما يُعتبر دَيناً لفرنجية في رقبة تيار «المستقبل» قد يَفيه الأخيرعبر مساندةِ مرشّحِه.

ويترقّب الطرابلسيون هوية المرشّح الذي سيدعمه ريفي في الانتخابات الفرعية، علماً أنّه بحاجة إلى إعادة تثبيتِ مكانته وقوّتِه في ضوء ما يُشاع عن انتهاء دوره بعد سطوع نجم الحريري مجدّداً في العهد الجديد.

إلّا أنّ تعقيدات وتأويلات الانتخابات الفرعية في أزقّة طرابلس وصالوناتها كثيرة وتَطرح أسئلة تبقى إجاباتُها مجهولة، ومِن أبرزها:

1- هل يتنازل الحريري لفرنجية عن المقعد المسيحي الذي انضوى تحت عباءة تيّار «المستقبل» منذ أكثر من سبع سنوات لكسرِ المَثل الشائع «ليس محبّةً بعلي إنّما نكايةً بعمر» أم يُعدّل الحريري بالمَثل الشعبي ليصبح « محبّة بعلي ونكايةً بعُمَر؟! عن هذا السؤال يجيب أحد أنصار الحريري بالقول: «إنّ الذي صاغ تسويةً رئاسية مع خصمِه سيتنازل بالتأكيد عن مقعد نيابي لصديقه».

2- هل ستتمكّن القوى المسيحية غير المؤيّدة لدعم حلفائها السنّة مرشّحَ فرنجية، من إيصال مرشّح آخر يدعمونه على خلفية أحقّية القرار والاختيار المسيحي دون الاستعانة بدعم الأصوات السنّية؟

3- هل سيتحالف «التيّار الوطني الحر» مع ريفي الذي هو أمام معضلة صعبة تضعه أمام ضِيق الخيارات لمنعِ وصول مرشّح فرنجية المدعوم افتراضيّاً من الحريري، وهل سيقبل ريفي بالتحالف مع خصمه القديم لمنعِ وصول مرشّح خصمِه الجديد؟

4- هل ستَستعين «القوات اللبنانية» بأنصار ريفي لمنعِ وصول مرشّح فرنجية في وقتٍ تَكثر الأقاويل عن تراجع العلاقة بين الاثنين بعد تبنّي جعحع عون رئيساً؟

5- ماذا عن التحالف الجديد الناشئ بين «التيار الوطني الحرّ» وتيار «المستقبل»، وما موقفُ «القوات» و»التيار» من الانتخابات، خصوصاً أنّهما يَحظيان بقاعدة شعبية في طرابلس، وهل سيُعلنان دعم مرشّح معيّن؟ وهل سيَدعم «المستقبل» مرشّحاً مسيحياً لا ترضى عنه القوّتان المسيحيتان الأقويان؟

أسئلةٌ كثيرة ومعقّدة تلفّ مجريات الانتخابات الفرعية في طرابلس في حال حصولِها، في وقتٍ تتسابق أسماء المرشّحين في بورصة التداول. إشارة إلى أنّ عدد الناخبين في طرابلس يبلغ ما يقارب 130 ألف ناخب سنّي و7 آلاف مسيحي و15 ألف علوي، يتوزّعون بين طرابلس والميناء فقط، أمّا إذا أضَفنا بلدةَ القلمون والبدّاوي فيصلُ رقم الناخبين إلى حوالي 200 ألف.

والمرجّح أن تكون نسبة الاقتراع، إذا ما قورنَت بالانتخابات الماضية، حوالي 25 في المئة، أي أنّ نسبة الاقتراع المسيحي ستنخفض تلقائيّاً أيضاً... وبالتالي فإنّ الأصوات المسيحية لن تعود هي المؤثّرة أو الفاصلة في إيصال المرشّح المسيحي.

مع التذكير بأنّه جرت العادة في انتخابات المقعد المسيحي في طرابلس بالرجوع إلى رأي الفاعليات الروحية التي يبقى لها وحدَها الفصلُ في مباركة اسم المرشّح المسيحي بغَضّ النظر إذا وصَل بصوت المسيحيين أم لم يصِل.

 

«خسائر النسبية» تدفع بقانون الإنتخاب الى الـ 2021!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 12 تشرين الثاني 2016

من المؤكّد أنّ قانون الإنتخاب الجديد سيكون مطروحاً في أولويات الحكومة العتيدة وسيحلّ ضيفاً ثقيلاً على البيان الوزاري، مع الإعتراف بأنه سيلقي بظلاله السلبية على مجموعة تمادت بعيداً في الدعوة الى النسبية بعد نعيها قانون الستين خشية البدء بإحصاء الخسائر التي ستُمنى بها مضافة الى اضطرارها للسعي الى التمديد مرة ثالثة للمجلس النيابي... فكيف ولماذا؟ الى جانب السعي الى تركيب «البازل الحكومي» ومحاولة فكفكة العقد المتصلة بالحقائب السيادية والأساسية الخدماتية من أجل وضع تصوّر أوّلي لشكل الحكومة العتيدة وتوزيع المقاعد، ثمّة مَن يبدي اهتماماً بالغاً بالقانون الجديد للإنتخاب على خلفية الوعد الذي قطعه العهد الجديد بالسعي اليه كمهمة أولى لا تتقدم عليها أيّ مهمة أو خطوة أخرى. لذلك تعترف مراجع وزارية وإدارية عملت بجهد لإصدار قانون انتخابي جديد ووزّعت عليه الأوصاف المختلفة فقالت إنه قانون عصري وعادل يفسح المجال أمام تصحيح التمثيل السياسي والوطني والطائفي في مختلف الدوائر الإنتخابية ويُنتج مجلساً نيابياً أكثر اقتراباً من هموم الناس ومطالبهم الحياتية واليومية ويخضع أعضاؤه لمبدأ المحاسبة والمراقبة.

ويعترف هؤلاء أنّ المهمة في مضمونها العلمي والتقني لم تكن ولن تكون صعبة أبداً، لا بل إنّ اعتماد القواعد الرياضية والإحصائية الدقيقة يؤدّي الى قانون نسبي مثالي. فهم يراقبون عن بعد ومنذ أن وعدوا بهذا القانون كلّ القوانين المعتمدة في أرقى الدول الديموقراطية وفي تلك الساعية الى اعتمادها.

ولذلك فإنهم حلموا لفترة من الزمن بقانون يساوي في الفرص الممنوحة للمرشحين الى عضوية مجلس النواب في أفضل الظروف المادية والسياسية والطائفية بعيداً من منطق المحادل والبوسطات النيابية التي تتحكّم بها قلّة من الأقطاب السياسيين وبقي الحلم حلماً.

لكنّ بعض هؤلاء لا يرغبون في الكشف عميقاً عن الظروف والأسباب التي تحول دون الوصول الى مثل هذا القانون ويكتفون بالقول إنّ الظروف السياسية في لبنان هي التي تمنع إقراره ويردّونها الى رغبة مجموعة تحكّمت بالبلد طويلاً وتريد الإستمرار في نهجها، فلا تفوّت فرصة تحول دون ولادة هذا القانون من أجل استغلالها وتعطيله لإبقاء القديم على قدمه وهم يتناوبون الأدوار والمواقف وفقاً للظروف السياسية وموازين القوى المتأرجحة بين فترة وأخرى.

ثمّة مَن يعترف اليوم أنّ الظروف التي عاشتها البلاد أدّت الى التمديد للمجلس النيابي مرتين عام 2013 وعام 2015 من دون أيّ مسوغ شرعي أو سبب مقنع.

فربط القرار الأول بالظروف الأمنية التي لم تكن ملائمة لإجراء الإنتخابات فيما الحقيقة كانت في مكان آخر ولم يشأ أيّ مسؤول الكشف عنها في حينه رغم معرفته بأنّ ما جرى شكّل وما زال الى اليوم «كذبة كبيرة»، فكلّ المخارج التي اقترحها المعنيون يومها لم يُؤخذ بها وعُدّت رغم بساطتها أنها من باب التجنّي على السلم الأهلي والسعي الى الفتنة المذهبية. وزاد في الطين بلة أن لجأ دعاة التمديد للمجلس مرة اخرى الى اتخاذ القرار عينه وللأسباب عينها في مرحلة من الإستقرار النسبي الذي كانت تعيشه البلاد. لكنّ الرسالة التي أرادت مجموعة من القياديين توجيهها الى الأقربين والأبعدين والحلفاء وحلفاء الحلفاء كانت واضحة وصريحة. وقد تولّى المهمة بجدارة حلف قوي ومتين رغم تركيبه على عجل وموقتاً. ولذلك تعطلت كلّ وسائل المراجعة والطعن ووضع المجلس الدستوري على الرف وشوّهت صورته ودوره الى اقصى الحدود.

ليس في كلّ ما ورد شيء مخفي أو غريب، ففيه ترجمة لواقع عاشته البلاد طيلة السنوات الثماني الماضية تحكمت فيها الكيدية السياسية التي استندت الى أحلاف جمعتها المصالح الآنية والموقتة رغم خلافاتها حول كثير من الملفات المطروحة، ولم تلتق سوى على الإستمرار في تقاسم السلطة والنفوذ على ما هو قائم.

وعليه يعترف كثر أنّ نسبة التفاؤل بالتوصل الى قانون جديد سواء اعتمد النسبية الكاملة أو المجتزأة ما زالت متدنّية وكما كانت قبلاً. وإذا صح القول إنّ هناك تفاهمات سبقت التوصل الى تسوية الإنتخابات الرئاسية نهاية الشهر الماضي، فإنّ السيناريو الذي سيُعتمد لتطيير القانون الجديد لن يشكل مفاجأة لأحد على الإطلاق وسيعيد التاريخ نفسه في مهل قياسية. في الطريق الى البحث عن النتائج المتوقعة لقانون يعتمد النسبية سيُصاب كثر بشظاياها عند إحصاء الخسائر. وإن كانت الثنائية الشيعية لا تخفي الحديث عن حجم خسائرها ذلك أنها لا تتجاوز الـ 15 في المئة من عدد نوابها.

لكنّ الطائفة السنّية ستعيش حالاً من الهلع عندما تحصي خسائرها، فالأكثرية الحالية ستخسر 40 في المئة من تمثيلها النيابي وهو أمر يتجنّبه قادتها والغيارى عليها في آن عند وجود الحد الأدنى من التفاهمات في ما بينها تحت شعار قطع دابر الفتنة المذهبية والساعين اليها.

أما الإحصائيات على الساحة المسيحية فما زالت تخضع للأخذ والرد طالما أنها لم تشهد بعد مظهراً من مظاهر الآحادية ولا الثنائية التي تعيشها الساحات الطائفية الأخرى. وعلى رغم توجّس البعض من احتمال أن تقوم ثنائية مسيحية جديدة يسعى اليها البعض، عندها يمكن ربط نتائج أيّ انتخابات بما سيكون عليه شكل الدوائر الإنتخابية وحجمها وطريقة تقسيمها، فتتكرّر تجربة الإنتخابات البلدية والإختيارية التي حالت دون هذه الثنائية. وختاماً لا بد من الإشارة الى أنّ السعي الى قانون جديد للإنتخاب يعتمد النسبية دونه معوقات، خصوصاً عند ربط تنفيذه بولادة الحكومة الجديدة التي ربما سيطول انتظارها ليتمّ الربط تالياً بين إمكانية تطبيقه والمهل الضيقة الفاصلة عن مواعيد الإنتخابات في الربيع المقبل فيعود البحث في مخرجين لا ثالث لهما: فإما التمديد التقني للمجلس النيابي لأشهر عدة وهو أمر شبه مستحيل إذا صدقت المواقف المبدئية منه، أو اعتماد قانون الستين وهو مرجح وعندها سيُؤجَل البحث في القانون الجديد الى ربيع الـ2021.. ومَن يعش يرَ!؟

 

التأليف السريع ليس مسؤولية الحريري وحده

علي حماده/النهار/12 تشرين الثاني 2016

من حيث المبدأ، يعتبر تأليف الحكومة مسؤولية رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية. الواقع أن المسؤولية أوسع بكثير، وتتجاوز رئيسي الجمهورية والحكومة معا. فالتركيبة اللبنانية والتوازنات السياسية والطائفية المتقاطعة تسحب المسؤولية على كل الاطراف المعنية والوازنة في المعادلة السياسية اللبنانية. لذا، فإن العقبات (ليست دراماتيكية حتى الآن) التي بدأت تلوح في وجه التأليف السريع هي عقبات بوجه الجميع معا، وليس بوجه عهد الرئيس عون ورئاسة الحريري فحسب. فالسمة الغالبة في مطلع عهد الرئيس ميشال عون، هي أن لبنان داخل مرحلة تسوية كبيرة انضمت اليها كل الاطراف، حتى تلك التي لم تنتخب عون في المجلس النيابي. وبما اننا نتحدث عن تسوية كبيرة تسع الجميع، فالحكومة موسعة، ولا يحتمل تأليفها تبادل "فيتوات" من اي نوع كانت، ولا سيما متى تجاوزت منطق التوازنات الدقيقة التي ترعى المعادلة اللبنانية الداخلية. فليس معقولا أن يوضع فيتو بوجه حصول حزب "القوات اللبنانية" على وزارة سيادية. في المقابل، لا يمكن الأخير أن يضع فيتو على انضمام حزب الكتائب الى الحكومة، على قاعدة استبعاد من عارضوا انتخاب عون، لأن الامر لا يستوي مع دخول حركة "أمل" وكتلة "التنمية والتحرير" شريكين في الحكومة، مع انهما كانا رأس حربة في معارضة وصول عون، ومثلهما "تيار المردة" برئاسة النائب سليمان فرنجية. والمنطق عينه ينسحب على ما يحكى عن فيتو وضع على احد مرشحي الرئيس نبيه بري لتولي حقيبة المال.

لقد انطلق عهد جديد على قاعدة تسوية كبيرة تضم كل الاطراف الوازنة. ومن هذا المنطلق، ليس من الحكمة بمكان تبادل "الفيتوات" التي من شأنها اذا ما تراكمت على طريق التأليف أن تؤخر انطلاقة عهد رئاسي جديد، ومعه تتدهور آمال اللبنانيين الذين ينتظرون تغييرا سريعا في حال البلاد المأزومة على أكثر من صعيد. ومن هنا وجوب التبصر أكثر، والتوقف قليلا عند الصورة البشعة التي تعكسها الشهيات المفتوحة من كل حدب وصوب على الحكومة والحقائب!

ليس مطلب اللبنانيين ان تضرب عصا سحرية البلاد، فتزيل الفساد والمحسوبيات والزبائنية واستغلال السلطة، دفعة واحدة بين ليلة وضحاها، ولكن مطلبهم ازاء ما بدأ يتظهر من صورة تهافت على الحقائب الوزارية، ان تتحلى القوى السياسية بشيء من الحياء.

لعل الاسوأ مما تقدم، هو خلو كل تنافس وصراع من اي مضمون (عدا المحاصصة) يتصل برؤية وطنية وإصلاحية من شأنها ان تقول للبنانيين ان من يحكمونهم وضعوا نصب اعينهم حياة اربعة ملايين لبناني ومستقبلهم.

إن انحدار مستوى التنافس والتناتش على الحصص الوزراية كما نرى اليوم، هو رسالة سيئة في بداية عهد جديد، من شأنها ان لم يتدخل رئيس الجمهورية بسرعة، ان تقوض امكان احداث اي صدمة ايجابية لعهده.

 

التمديد للمجلس: اللي استحوا ماتوا

غسان حجار/النهار/12 تشرين الثاني 2016

لا يملك مجلس النواب الحالي، المنتخب في العام 2009، والممدد له في العام 2013، ثم في العام 2014، وكالة غير قابلة للعزل، وفق ما صرح به رئيسه عند التمديد بأن اي اتفاق بين الكتل النيابية على قانون جديد للانتخاب يمكن ان يعيد الغاء الفترة الممددة او تقليصها، واجراء الاستحقاق قبل انقضائها. وكنا كلبنانيين على ثقة بان الامر لن يحصل لاسباب عدة، منها ان الاتفاق على قانون للانتخاب لم يحصل منذ اعوام ولن يحصل في الاجواء التي احاطت بالتمديد، وان النواب الممددين لأنفسهم لا يجدون مصلحة في تقصير فترة التمديد، وان الزعماء الذين يمسكون باللعبة السياسية يفضلون عدم الاحراج في اوساطهم وعدم الانفاق المالي الكبير في الاستحقاق النيابي مع تراجع الدعم الخارجي، لذا اتفقوا ضمناً على ان إبقاء القديم على قدمه، أهنأ بالاً. لكن المؤسف والذي يثبت مقولة "اللي استحوا ماتوا" هو الكلام عن تمديد ثالث للمجلس للافساح في المجال امام الاتفاق على قانون جديد يجري الاستحقاق بموجبه، او اجراء الانتخابات وفق قانون الستين الذي يُجمع الاطراف على رفضه امام الاعلام، ويتطلعون الى قانون يعتمد النسبية كاملة او جزئية، اي بقانون مختلط. علماً اننا لم نعد نصدق رغبتهم في تطوير النظام بقدر ما نرى سعيهم مدخلا الى تحقيق مكاسب اضافية بعناوين جديدة، وقد يتفقون جميعا على "بوسطة" جديدة لا تنفع معها كل اشكال القوانين، اذ تبقى لغة السلاح، ولغة الشارع، ولغة المذهبية، افعل واقدر على تحريك المقترعين والتلاعب بتوجهاتهم في اللحظة الحرجة. يقول الرئيس نجيب ميقاتي ان "اكبر اساءة للعهد الجديد ان يتم التمديد للمجلس او ان يعتمد قانون الستين، خصوصا ان الرئيس ميشال عون سبق له ان أصر على محاربة الامرين، ولمّا حصل التمديد طعن به امام المجلس الدستوري، وكانت كتلته النيابية "تكتل التغيير والاصلاح" تعترض دائما على قانون الستين". وفي دفاع البعض عن العهد، يقولون إن التمديد لن يكون إلا تقنياً، ولمدة ستة اشهر فقط. وفي هذا ايضاً استغباء لعقول اللبنانيين، لاسباب عدة منها ان التمديد لا يختلف اذا كان تقنياً او سياسياً. الامر نفسه امام الرأي العام الداخلي والخارجي، وفيه ان لبنان لم يتمكن من اجراء الانتخابات النيابية. ومنها ايضا ان احدا لا يكفل اهل السياسة عندنا، ويضمن اتفاقهم في المدة الممددة، او حتى اتفاقهم على عدم الاتفاق. ومن الاسباب "التقنية" ايضا، ان التمديد لستة اشهر يجعل الاستحقاق في عز الشتاء، ومع عيدي الميلاد ورأس السنة، وفي ذلك اكثر من استحالة بسبب الاوضاع المناخية وصعوبة الانتقال ربما من تراكم الثلوج على المرتفعات، وعدم رغبة الناخبين في العودة الى قراهم، وبسبب انشغالات اخرى وزحمات سير ترافق الاعياد، وايضا عدم قدوم المغتربين الذين غالبا ما يظهر تأثيرهم في عدد من المناطق.

 

محاصصة وزارات؟ أَم حصص إِعاشات؟

هنري زغيب/النهار/12 تشرين الثاني 2016

حضرة الذي قال: "يجب وضعُ الشخص المناسب في المكان المناسب". شكرًا على قاعدتكَ الذهبية الـمنقِذةِ الدُوَلَ من السقوط في المحسوبيات والزبائنيات والمحاصصات والإِرضاءات والمعليشيات، وتعيـين شخص غير مناسب في مكان يناسب رئيس القبيلة. مبروكةٌ قاعدتُكَ الذهبية لتلك الدول لا لنا. نحن يا أَخ لا تنطبق علينا قاعدَتُك ولا يعترف بها مسؤُولونا الفالتون من كل مقياس وكل معيار، لأَن لهم مقايــيسهم على قياسهم، ومعايــيرهم على معيار مصالحهم ومستقبل ذَرّيّــتهم "الـمباركة" التي تَـشُـبُّ منذ "نعومة أَظفارها" على أَن الشعب في خدمتها وليست أَبدًا في خدمة الشعب.

لا أَمل يا حضرة الذي. لا أَمل مع هذا الطقم الذي ورثناه عن آبائه وهو، يا حماه الله، يُورِثُنا أَبناءَه كي لا تنقرض السلالة المالكة سعيدةً بل يفيض خيرها على لبنان أَبًا عن جد إِلى كل ابن وحفيد. أُبالغ؟ تعالَ معي: كانت عندنا في القصر الجمهوري قبل أَيام استشاراتُ تكليف "مُلْزِمة" لا إِلزام فيها إِلّا المعروفُ تكليفُه سلَــفًا. ثم كانت "تحت قبة البرلمان" استشاراتُ تأْليف "غير مُلْزِمة" تلاطمَت فيها الإِلزامات من كل فريق وكتلة وحزب وجبهة وتيار. وحدها، يا حضرة الذي، استشاراتُ التكليف والتأْليف تعطيكَ فكرةً أُوتوسترادية عن الديموقراطية عندنا بهذا الـ"سيكْسويل" من ترشيحات يُسوّقها الإِعلام بينما يتحفّز المسؤولون كي يتقاسموا الحقائب السيادية والرئيسية والخدماتية والثانوية وفق "أَرقى" معايـير الحزبية والطائفية والمناطقية والعائلية والحصصية والإرضائية والمحاسيبية والأَزلامية، بتوزيع الحصص كما يُوَزَّع غَوْثُ الإِعاشة على اللاجئين والنازحين. ولْتفهم، يا حضرة الذي، من كل هذا الـ"أَعلاه" أَن جميع الأَزمات الحاضرة الناطرة الفرج لدى شعب مقهور مطحون بالأَزمات المعيشية والبيئية والاقتصادية والمالية لا وقت لها الآن. لتَتَأَجَّلْ ولينتظر الشعب المزعج بمطالبه فلا مجال حاليًّا لـيـبـحثها حكْمٌ مشغول بتسديدٍ فواتير صندوق الاقتراع تنفيذًا لوعود أَصوات في التشكيلات، ووفاءً لعهود في فترة التحضيرات. المهم الآن، قبل الشعب ومطالبه الثقيلة الدم: شكلُ التشكيلة كي تكون "حكومة وفاق" يتقاسمها جميع "الفروماجيين" حصةً حصةً فلا يـبقى أَحد من "النادي السياسي" خارج الحكومة، وليأْكُل الشعب البسكوت في انتظار الخبز إِذا بقي طحين في معاجن "الوفاقيين". "يجب وضع الشخص المناسب في المكان المناسب"؟ لا يا أَخ، فاحمِل قاعدتَكَ وارحل عن أَرضنا التي تنعم بديموقراطية تركيبتنا السياسية، ولا تكُن ساذجًا فتصدِّق أَن "الشعب مصدر السلطات" لأَن السلطات عندنا مصدَرُها ممسوكٌ بطقم سياسي رابض على صَدر شعبٍ معظَمُه أَغنامي، والأَحرارُ فيه قلةُ غرباء عن وطنهم لكنهم يجاهرون بغضَب: - لا علاقة لنا بهذا اللبنان السياسي الفاسد، ولا ننتمي إِليه.

 

المنطق الأعوج او اللامنطق

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/11 تشرين الثاني/16

احترم كثيرا من عارض التسوية الرئاسية واعتبرها خطوة استسلامية ويرفض التسليم بنتائجها ويضع نفسه في خانة المعارضة لها ويصر على التذكير بكاريثيتها ويستهجن منطق التسليم بالأمر الواقع. ولكن احترامي لهذه الفئة من الناس، وفي طليعتها الدكتور فارس سعيد، لا يعني عدم الخلاف معها وبشكل جذري، لان التسوية الحالية هي أفضل تسوية منذ اتفاق الطائف إلى اليوم، حيث ان كل التسويات التي سبقت ومن ضمنها التحالف الرباعي واتفاق الدوحة وحكومة الرئيس تمام سلام كانت تستبعد المكون المسيحي وتواصل تهميشه، وذلك خلافا للتسوية الأخيرة التي أعادت تصحيح الخلل التمثيلي، وتمت على أساس تموضع جديد للرئيس ميشال عون، ومن ثم من لا يستطيع ان يكفل عدم السير بتسوية أخرى لا يمكنه المزايدة على “القوات” بفعل دخولها في هذه التسوية، ومن لا يقدم بديلا سوى السياسة الانتظارية لا يستطيع أيضا المزايدة على “القوات”، ويبقى ان اتهام سمير جعجع بالاستسلام نكتة ثقيلة، فيما لا يمر هذا الاتهام على أحد.

والسجال مع هذا الفريق يحصل من موقع صديق ومحب كونه منسجم مع نفسه، فلم يعارض عون قبل وصوله وأعاد صياغة مواقفه بعد انتخابه مباشرة، ولا يميز بين رئاسة وحكومة باعتبار ان التسوية ليست رئاسية جزئية، بل هي كل متكامل يستحيل فصل الرئاسة فيها عن الحكومة او العكس. ولذلك، كل الاحترام لهذا الفريق الذي سيدرك سريعا ان ما قام به كل من سمير جعجع وسعد الحريري يصب في مصلحة تعزيز خيار الدولة.

ولكن المشكلة الفعلية تكمن مع فريق صغير أو حزيِّب يقول الشيء وعكسه لا لشيء إلا ليغطي استسلامه للتسوية القائمة بالكلام عن استسلام غيره لطهران و”حزب الله”، وتمييزه بين رئاسة وحكومة بدعة، لان بقاموسه يفترض ان يكون الحريري وجعجع استسلما للأمر الواقع، وبالتالي يفترض برجل المبادئ وحزب الثوابت والشعارات الرنانة التي طبل أذاننا بها ان يعلن معارضته للتسوية “الاستسلامية” التي أنتجت رئيسا للجمهورية ورئيسا للحكومة، كما يعلن ترأسه لجبهة معارضة ويفتح الباب لكل من يريد الانضمام إليها.

ولو فعل لكان له منا كل احترام على رغم قناعتنا الراسخة بالتسوية لألف سبب وسبب، ولكن ان يزايد على غيره ويلتف على موقفه بفعل عجزه عن المعارضة أو عدم جرأته على البقاء في المعارضة لستة أشهر فقط، فهذا ما لا يمكن تمريره والسكوت عنه.

وعلى طريقته الديماغوجية بتغطية السماوات بالقباوات يحاول توسيع كوعه والالتحاق بالتسوية ان من خلال كلام معسول وحمال أوجه لرئيس الجمهورية، او من خلال التمييز المكشوف والمفضوح بين رئاسة وحكومة، او، وهنا الأهم، من خلال الهجوم على الكبار وشد العصب بالكلام عن محاولات عزله، فيما سياساته فقط أوصلته إلى حيث ما هو اليوم. والهدف الأوحد من وراء هذا الهجوم حرف الأنظار عن الكلام الكبير الذي كان أطلقه عن استسلام وتعهده بالتصدي للواقع الاستسلامي من أجل تغطية دخوله في الحكومة، فهو بحاجة إلى غبار سياسي كثيف يُنسّي الناس مواقفه الطنانة ويُمكِّنه من تصحيح موقفه، وبدلا من ان يصحح هذا الموقف مع الجهة التي دعته مرارا إلى الانضمام للمصالحة، يحاول الالتفاف على هذه الجهة ربطا بمخططه الأساسي الهادف إلى عزلها من خلال دعمه المطلق للتسوية التي سبقتها.

فمن يتهم غيره بالغزل كل سياسته قائمة على الحقد والعزل، ولا خوف من هذه الناس، ليس بسبب حجمها الصغير، إنما لأن الناس الحاقدة تقتل نفسها، وهي تتولى هذه المهمة باحتراف إذ يكفي التمعن بالسياسات التي اعتمدتها منذ استلامها إلى اليوم.

وكان احب على قلبنا ان نختلف مع هذا الطرف مع كل الاحترام لموقفه لو حافظ على ما يسمى مبدئيته بمواجهة هذه التسوية وما نتج عنها، ولا نتكلم هنا عن مواجهة مفتوحة، لان عمر الحكومة لن يتجاوز الأشهر، وبالتالي كان باستطاعته ان يعيد توسيع كوعه من الآن وحتى الانتخابات وبعد الاستحقاق الانتخابي تحديدا، وعلى رغم ذلك لم يتجرأ على خوض المواجهة والتمسك بما يسمى موقفه المبدئي، إنما سلم بشروط اللعبة بحجج واهية وذرائع مكشوفة، وكل ما عدا ذلك كلام بكلام

 

بالأسماء والتفاصيل: هذا ما يعرقل تشكيل الحكومة

هيام القصيفي/الأخبار/11 تشرين الثاني/16

تتنافس الاحزاب المسيحية على المقاعد المارونية في الحكومة، من دون ان يظهر ان التيار الوطني والقوات اللبنانية مستعدان للتنازل عن حصصهما المارونية. فيما تتنافس كل القوى السياسية على الوزارات الخدماتية قبل الانتخابات النيابية.

على هامش انشغال القوى السياسية الرئيسية بالمشاورات لتأليف الحكومة، تظهر سلسلة مفارقات لا تترك تأثيرها على مجريات الحدث الحكومي وفحسب، وانما ايضا على الواقع السياسي الذي يواجهه العهد الجديد مع انطلاقته الفعلية.

أولاً: مستجدّ اساسي فرض نفسه على المشاورات، وهو دخول التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على خط التأليف المباشر لأول مرة منذ عام 2005، مستندين الى قاعدة مركزية تتعلق بتحسين التمثيل المسيحي، وحصره بالقوى المسيحية. ولم ينجح الطرفان كليا بعد، في انتزاع موافقة نهائية من تيار المستقبل على عدم تمثله بأي وزير مسيحي. علما ان هذا الأمر يمثّل مادة اساسية في النقاشات الحكومية الحالية.

لكن ثمة اشكالية لافتة على طريق طرح الاسماء المرشحة للتوزير لتحسين التمثيل المسيحي. فالاحزاب المسيحية احزاب "مارونية" بالمعنى الفعلي لقياداتها وابرز مسؤوليها. ولان الحكومة المفترضة قد تتألف من 30 وزيرا، رغم ان معلومات تتحدث عن رغبة الرئيس ميشال عون في حكومة من 24 وزيرا، فإن حصة الموارنة فيها ستة وزراء. والاحزاب المسيحية الاربعة، التيار والقوات والمردة والكتائب، تريد حصة مارونية في الحكومة، اضافة الى حصة رئيس الجمهورية. والتمسك بالحصول على حصص مارونية يعني الكثير لهذه الاحزاب، التي تريد أداء دور اساسي في صناعة القرار الحكومي عن طريق وزارات اساسية ووزراء من الصف الاول. ومن الصعوبة اقناع التيار والقوات بالتخلي عن الحصص المارونية لوزراء لم يصوتوا لرئيس الجمهورية، فضلا عن انهم خصوم في السياسة. مع ما يعني لهذه الاحزاب توزير شخصيات مارونية على طريق الحضور المسيحي – الماروني في الحكم مجددا. فهل تقبل القوات والتيار ان يتساويا في المقاعد المارونية مع الكتائب والمردة، وأن يحصلا على الحصص الوزارية الباقية عن طريق توزير شخصيات من المذاهب المسيحية الاخرى؟

اضافة الى المقاعد المارونية، تبرز لدى هذه الاحزاب عقدة تتمثل في توزير شخصيات ارثوذكسية او كاثوليكية ولا سيما حين تطرح من اجل وزارات اساسية. واذا كانت الاحزاب الارمنية هي التي تسمي عادة وزراءها ممن اصبحوا معروفين سلفا، فان الاحزاب المسيحية، تسير هي الاخرى على الطريق ذاتها. فهي غالبا ما تفتقر إلى شخصيات ارثوذكسية وكاثوليكية من صلب العمل الحزبي وهيكليته، لذا تسعى الى اختيار شخصيات حليفة وصديقة، لكن المشكلة ان هذه الشخصيات الارثوذكسية والكاثوليكية صارت هي نفسها التي تطرح عند كل تأليف حكومة منذ سنوات، علما ان الطائفتين المذكورتين فيهما من القدرات والكفاءات ومن الشخصيات الحزبية او المقربة منها، ما يسمح بتوسيع "البيكار" والبحث عن شخصيات وزارية لها موقعها وحضورها، ووجوه قادرة على ضخ دم جديد في الاحزاب وفي الحكومة نفسها.

ثانياً، ان طرح اسماء للتوزير يفترض ان يأخذ في الاعتبار، ايضا، ان هذه الحكومة، هي الاولى في العهد الاتي بعد تسوية كبرى. ما يفرض ان تتعامل القوى السياسية بروية وهدوء مع المطالب المتبادلة، من دون احكام وشروط مسبقة، ونفي لفريق او وضع عوائق امام مرشحيه للتوزير. فالنائب وليد جنبلاط اختار، بحركة سياسية لافتة، النائب مروان حماده للتوزير، وهو الشخصية الاكثر عدائية للعماد عون قبل انتخابه والمفترض انه لم يصوت له. لكن عون حكما لن يعارض هذا التوزير لاعتبارات معروفة، من ضمنها ان جنبلاط ارتضى التسوية الرئاسية. فهل ما يسري على اختيارات جنبلاط، لا يسري على الاخرين، وهل يمكن للقوى المشاركة في التأليف ان تضع فيتوات على شخصيات او حقائب، والحديث هنا يشمل موضوع تمثيل القوات في الحكومة ويتعداه ايضا؟ للقوات والتيار ايضا معايير وشروط يضعانها على الاخرين، وخصوصا في التمثيل المسيحي، فهناك ايضا حقائب ممنوعة على المعارضين المسيحيين لوصول عون، وهناك شروط مقابلة يضعها البعض على اسماء محددة من الوزراء لا يريد التخلي عنها، او على طوائف معينة. فلا يعطى الكتائب او المردة وزراء الا بعد توزيع الحصص المارونية، او الخدماتية الاساسية. فهل هذه بداية جيدة لحكومة العهد الاولى؟

ثالثاً، تبدو شهية جميع القوى السياسية مفتوحة على وزارات الخدمات، كما على الحقائب السيادية. فالنقاش حاليا يدور حول وزارات صارت من الفئة الاولى، كالطاقة ونحن على ابواب توقيع مراسيم النفط، ووزارة الاتصالات والاشغال والصحة، ووزارة التربية بعدما تحولت مزرابا لكثير من المسائل التي لها علاقة بالمدراس الرسمية والجامعة اللبنانية والمساعدات للنازحين السوريين بواسطة الاعانات الدولية.

ولا ننسى ان الانتخابات النيابية على الابواب، وجميع الاطراف المشاركين في الحكومة يتسابقون سلفا على وزارات الخدمات عشية الاستعداد للانتخابات مهما كان شكل التحالفات وقبل معرفة هوية قانون الانتخاب. وهذا يحوّل الوزارات الخدماتية وزارات اساسية، بدأ كل فريق سياسي يجاهر برغبته في الحصول عليها. علما انه يفترض ان تكون الشفافية والمحاسبة اللتان يتحدث عنهما رئيس الجمهورية هما المعيار في اختيار الوزراء لهذه الحقائب لكون بعضها شهد اكثر النزاعات السياسية حدة حول اشكالات وملفات عالقة فيها. اضافة الى ان ثمة وزراء سيدخلون الحكومة وهم مرشحون تقليديون للنيابة، فكيف سيكون الحد الفاصل بين وزاراتهم وخدماتهم على طريق النيابة؟

 

عن السوبر ترامب الذي صُنِعَ في لبنان..

طوني أبو روحانا/بيروت اوبزرفر/11 تشرين الثاني/16

ما وعد به أوباما لم يُحَقّق لأي من الأميريكيين ما كانوا يطمحون له في دولة عظمى تقود العالم دفاعاً عن التغيير والديموقراطية، خيبة أمل موصوفة من حكم الديموقراطيين، أبرزت الى الواقع قوّة صاحبة خيارات شبه متطرفة، إنفعالية، مشتتة النظرة الى بلاد قادرة يحكمها التردّد، تطمح الى أفعال ومواقف خارجة عن العناوين الملتبسة، والشعارات الفارغة، تحمي مجتمعها، وتُعيد إليه ما عاد يبحث عنه الحلم الأميريكي من أمجاد غابرة.

في لحظة وعي مُفاجئة، وبعد طول صمت وانتظار..

اتضح للشعب الأميريكي أن لا أوباما ولا الديموقراطيين لديهم القدرة، او يرغبون حتى بأي تغيير

وعود كاذبة، وستاتيكو أيديولوجي يُرَسّخ حال هيمنة باردة، تُشبه الى حد بعيد هوية الديموقراطيين

لا شيء سوى كلمات بحجم القنابل الصوتية، تتحكّم بخُطَبٍ ظاهرها يشبه أميريكا بعد هيروشيما

فيما تتهاوى متتالية عند الإنتقال الى التنفيذ، كما فيتنام.

ديموقراطيون بذهنية أوتوقراطية..

أوباما وحزبه، الواجهة الأرستقراطية في سياسة الولايات المتحدة

نأوا بأنفسهم عن الحزم في مواجهة العنصرية والدفاع عن حقوق الإنسان ومكافحة اضطهاد الأقليات والمهاجرين

خداع حتى في الشؤون الإنسانية المُلحة في ظل ظروف معيشية أكثر من سيئة

في المقابل، هزائم تتوالى في السياسة الخارجية المريضة، وحروب عبثية جبانة، أذلت أميريكا حيثما خاضتها

كل هذا، كان سبباً أساسياً في انهيار استطلاعات الرأي التي رجحت فوز كلينتون، أمام الدفع المُمَنهَج الذي منحه خطاب ترامب على المستوى الشعبوي، والذي تظهّر وكأنه توجه به تحديداً، الى هؤلاء الذين ما عادت لديهم قدرة احتمال السياسة الإنهزامية للسيّد أوباما وديموقراطييه..

أكثرية كانت صامتة، أسقطتها هواجس الإنفتاح، فقررت واختارت وفق أسس ومعايير قومية بحتة، أقرب ما تكون الى الإنعزال.

الخوف من التغيير المجهول، لم يمنع ترامب من الإطاحة بحظوظ كلينتون في الوصول الى البيت الأبيض، ولا منع أيضاً الكثيرين من الذين يخشون سياسته من التصويت له، مفارقة أدت الى اكتساح جمهوري، وإن بمرشح ما كان يملك التأييد الكامل حتى من الجمهوريين أنفسهم، فأتت المقاربة بين سياسة المُرَشَحَين لمصلحة ما خاطب به ترامب عاطفة الأميريكيين وإن أفزع عقولهم، على حساب هيلاري التي هزمتها هزيمة نكراء قاتلة، سياسة أوباما الضعيفة والمزيّفة، والمخادعة في الداخل والخارج، خاصة في الشرق الأوسط..

سلسلة الإتهامات التي وجهها الديموقراطيون لترامب

والتي عانت منها أميريكا خلال سنوات حكمهم إنما بهدوء المحترفين

قدمت الرئاسة للرجل المثير للجدل على طبق من فضة

وعلى وقع الإنقلاب في القرار والخيار الذي قادته أغلبية من العمّال وأصحاب الدرجات العلمية المحدودة، والفقراء، والمتديّنين الذين جيّشتهم الكنائس المتشدّدة، ومجموعات لا يُستهان بها من الضباط النافذين في المؤسسة العسكرية..

أصبح دونالد ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميريكية.

السوبر ترامب الذي صُنِعَ في لبنان..

وعلى مبدأ أن اللبناني ”بكل عرس له قرص“

صدّق اللبنانيون أنفسهم

فاستعرضوا واستفاضوا في الدور الذي لعبه بعض أبناء جاليتهم ضمن حملة ترامب الرئاسية

المضحك المبكي، في الرهان على الدور الإستشاري وما يُمكن أن يُحَقّق للبنان

غير مُستَغرَب، فالآمال التي يعقدها البعض على التغيير في المنطقة مع حبيبنا دونالد

هي نفسها الآمال التي أوصلت العماد ميشال عون الى بعبدا، وعلى نفس الأسس والمعايير.

 

ملفات ترمب: مواجهة إيران

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/12 تشرين الثاني/16

عندما فاز رونالد ريغان بالرئاسة عام 1981 وصل صيته كزعيم قوي وتحذيراته لإيران، التي أطلقت سراح اثنين وخمسين أميركيًا من موظفي السفارة في طهران، كانت قد قامت بأسرهم في عهد الرئيس جيمي كارتر لأكثر من أربعمائة يوم. في أول أسبوع من رئاسته وصل الرهائن الأميركيون إلى بلادهم. فهل يعيد التاريخ نفسه، ويفرض الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب سياسته ضد النظام الإيراني الذي استمتع بغياب النفوذ الأميركي لثماني سنوات؟ قبل انتخاب باراك أوباما كانت إيران محاصرة في المنطقة ضمن سياسة الاحتواء الأميركية، وبنهاية عهده أصبحت هي التي تحاصر المنطقة نتيجة توقيع الاتفاق النووي، الذي أطلق حريتها السياسية والعسكرية. وقد افتتح وزير خارجية إيران، جواد ظريف، علاقة حكومته بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بالتهديد؛ يحذره إن جرب التخلي عن الاتفاق، قائلا إن لديهم خيارات أخرى سيلجأون إليها.

وشعور القيادة الإيرانية بالقلق من فوز ترمب بالرئاسة انعكس على تصريحاتها وإعلامها، وحتى خطيب صلاة الجمعة في طهران آية الله أحمد خاتمي الذي طالب ترمب بالاعتذار، وهدده إن لعب بـ«ذيل الأسد» الإيراني!

وكان الرئيس ترمب قد عبر عن معارضته للاتفاق النووي، واصفًا إياه، «بأسوأ اتفاق» وأنه قد يؤدي إلى «هولوكوست نووية». فهل هي مجرد كلمات انتخابية من ترمب ضد حزبه المنافس الديمقراطي أم أنها عن قناعة وتمثل سياسته المقبلة؟ لا ندري بعد، لكن سبق لقيادات من حزب ترمب الجمهوري، أن عبرت منتقدة الاتفاق النووي، وصوت معظمهم في الكونغرس لإفشال بعض مطالب الرئيس أوباما، مثل بيع الطائرات المدنية لإيران، ردًا عليه.

ومع أن وزير الخارجية الإيراني محق في تذكيره ترمب بأن الاتفاقية النووية مع إيران ليست ثنائية، بل دولية، وقعت في لوزان في سويسرا، مع خمس دول إلى جانب الولايات المتحدة، فإن إيران لم تحترم كامل الاتفاقية وارتكبت الكثير من المخالفات، كما يتهمها الغربيون، وهي كافية لتبرير تعطيل العمل بها جزئيًا، أو تصعيد الخلاف حولها. الحقيقة أن إيران حصلت على معاملة استثنائية وسخية من الرئيس أوباما لكنها قابلته بمعاملة سيئة في ممارساتها الوحشية في المنطقة، متحدية دعواته لها بالتعاون في العراق وسوريا. أيضا، عاملته القيادة الإيرانية بصلافة وعجرفة عندما اعتقلت البحّارة الأميركيين وأذلتهم أمام كاميرات التلفزيون، ثم لاحقًا، قامت باعتقال أميركيين من أصول إيرانية كانوا في زيارة لذويهم. وما يشكك في جدية النظام في طهران حيال الاتفاق النووي أن النخبة الدينية والعسكرية الحاكمة في طهران شنت حملة ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني، وفريقه، تتهمهم بأنهم يريدون الانفتاح والتعامل مع الغرب وفق الاتفاق، أي أن الراديكاليين يريدون فقط تطبيق المتاجرة دون الالتزام بالتعاون.

وفوق هذا، زادت طهران من تعاونها بعد الاتفاق مع روسيا، وصار البلدان حليفين يقتتلان جنبًا إلى جنب في مناطق النزاع في المنطقة. وحصلت روسيا على تسهيلات عسكرية في إيران تدير نشاطاتها في سوريا، وأنجزت صفقات عسكرية واقتصادية كبيرة مع موسكو. والنتيجة أن إيران استغلت كرم أوباما وتسامحه معها في الاتفاقية وقامت بمحاصرة الدول الحليفة للولايات المتحدة مثل الدول الخليجية وتركيا، وشنت حروبها في سوريا واليمن. هذا هو المشهد الذي يواجهه ترمب وإدارته، التي هي تحت التشكيل حاليًا. فهل سيرضى الرئيس المنتخب بتركة أوباما مثل الاتفاق النووي، ويسكت عن الفوضى التي تحدثها إيران في المنطقة؟ أم أنه سيكون مثل الرئيس الراحل ريغان، الذي باشر فورًا بمواجهة آية الله في طهران.

 

فرصة اسمها دونالد ترامب؟.. ربما!

نديم قطيش/الشرق الأوسط/12 تشرين الثاني/16

سيكون صعبًا البناء على تصريحات متفرقة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حول القضايا الدولية، لوضع تصور حول ما ستكون عليه السياسة الخارجية الأميركية في عهده. لم تكن هذه الانتخابات حول السياسة الخارجية، وأسئلتها التي حضرت، لم تُعَالج بعمق يسمح بمعرفة دقيقة، أقله بالنسبة لترامب، الذي لا نعرف له مسؤولية تولاها، على أي من مستويات الحكم والإدارة داخل الدولة. أما ما نعلمه من مواقفه فهو لا يرقى إلى أكثر من لمعات شعبوية وظيفتها خدمة التحريض على منافسته هيلاري كلينتون وسياسات سلفه الرئيس باراك أوباما، ومفاقمة الغضب عليهما.

هاجم الأقليات، الإثنية والدينية، ورفع سقف الاعتراض على قوانين الهجرة، واستثمر في ظاهرة القلق من الحركات الإسلامية المتطرفة داعيًا إلى «مكارثية» جديدة بحق المواطنين الأميركيين المسلمين. غازل الديكتاتوريات والأنظمة التسلطية وحكم كاريزما الرجل الواحد، فامتدح فلاديمير بوتين واستعاد ذكرى صدام حسين وأبدى إيجابية تجاه بشار الأسد وإعجابًا برجب طيب إردوغان، مدفوعًا بغريزة «رئيس مجلس الإدارة» أو «رئيس الشركة» وما يتيحه هذا المنصب من قدرة على سرعة المبادرة والقرار وعقد الصفقات!

لا شك أن انتخابه هو انتصار لعقيدة «الرجل القوي» في مقابل عجز مؤسسات الديمقراطية الليبرالية عن معالجة الأسئلة الاقتصادية والأمنية التي تقلق الناخب الغربي، في أوروبا وأميركا. وهو انتصار أيضًا، لـ«الترامبية» كحركة كما سماها في خطاب الانتصار، بما هي يمين غير تقليدي، ثوري، صاحب شهية للاصطدام أولاً بالمؤسسات القائمة داخل أميركا وخارجها، والإجماعات التقليدية داخل الحزب الجمهوري. هو باختصار حصيلة خطاب يقوم على فوائض ثلاثة: فائض حمائي على مستوى الاقتصاد، لا سيما في الشق التجاري. وفائض انعزالي، شديد الحساسية حيال ربط المصلحة الأميركية المباشرة بمصالح أخرى حول العالم. وفائض قومي، يريد لأميركا أن تكون أولاً في أي قرار تتخذه الإدارة، مع ما يعنيه ذلك من تخفف من مسؤوليات الدور القيادي الأميركي. وقد نجح في إدارة هذه الفوائض الثلاثة، باستراتيجية دعائية تقوم هي الأخرى على ثلاث آليات؛ الارتكاز إلى الحقائق البسيطة في عالم بالغ التعقيد، موصوف بالقلق والشك أكثر من وصفه باليقين. الخطاب الهجومي الرفضي الذي يتغذى من غضب الناخبين مما هو قائم أكثر مما يتغذى من رؤى الناخبين ورغباتهم الواضحة ببدائل محددة. وإحياء النوستالجيا والحنين إلى أميركا شبه متخيلة أو أميركا آفلة كانت ابنة ظرف عالمي واقتصادي وديموغرافي مختلف عما هو راهن عام 2016.

لكن كل هذا لا يوفر معطيات تساعد على فهم أو توقع سياسته الخارجية. وكل هذا لا يجيب عن السؤال المركزي الذي لا بد من سبره وقد عبرت عنه كتابات أميركية قليلة حتى الآن. هل كانت ولايتا باراك أوباما سببا في إضعاف أميركا، التي يريد ترامب إعادتها إلى العظمة، أم أن ضعف ولايتيه جاء ترجمة أمينة لتراجع دور أميركا في عالم تبدلت شروطه وتغير ميزان قواه وتعقدت صناعة القيادة العالمية فيه نتيجة أسباب اقتصادية وجيوسياسية وأمنية، لا يملك الرئيس الأميركي، أيًا يكن، أن يتحكم فيها وبنتائجها؟ هل تكفي إرادة الرئيس الأميركي وقراره لأن يفرض إعادة تقييم العملة الصينية كمدخل لتصحيح العجز التجاري مع الصين؟ هل يكفي الغزل بين ترامب وبوتين لفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية بين موسكو المتوثبة في أوروبا والشرق الأوسط وبين واشنطن الفاقدة للمبادرة؟ هل تكفي التصريحات الغاضبة من التطرف الإسلامي لإحداث قطيعة مع العالم الإسلامي ودوله، كما بدا أن ترامب يرغب أو يريد؟

لا أعتقد ذلك. ولست مع التشاؤم من رئاسة هذا الآتي من خارج النادي السياسي الأميركي ومن خارج تقاليد ما يسمى «الصواب السياسي»، الذي بات ينظر إليه على أنه جزء من آليات النفاق التي تعتمدها النخب السياسية، فلا تسمي الأمور بأسمائها.

لقد طرح ترامب أسئلة جدية على نتائج الديمقراطية الليبرالية في العالم، وهز على طريقته الكثير من المسلمات في العلاقات الدولية الراسخة منذ انتهاء الحرب الباردة. خذ مثلاً تركيزه على رفض اتفاقيات تحرير التجارة في خطابه الانتخابي، وتنبه أنه يتحدث إلى مواطن أميركي وغربي بعد الانهيار الاقتصادي عام 2008، ما يقوله ترامب إن العقيدة التي تقول إن تحرير التجارة يؤدي حكمًا إلى تعميم الازدهار ليست حقيقة ثابتة، بدليل تراجع الأوضاع الاقتصادية للمزارعين والصناعيين الأميركيين، وهذا كلام ليس بعيدًا عن قناعات القاعدة الناخبة لترامب فرنسا، أي مارين لوبين. وفيما يعنينا طرح أسئلة جادة حول التطرف وعلاقته بنا وبإسلامنا وكتبنا ومناهجنا وسياساتنا وحكوماتنا. قد لا يملك ترامب الأجوبة عن كل الإشكالات التي تصدى لها، والأكيد أنه لا يملكها، كما أنه لا يملك فهمًا دقيقًا لهذه الإشكالات لتحديدها وتأطيرها. لكنه يملك من الحيوية والمفاجأة بحيث سيطرح على الجميع ضرورة أن يعيدوا النظر بثوابتهم وقناعاتهم وأسئلتهم. وكرجل أعمال سيكون جاهزًا لعقد صفقات مع من يملكون «بضاعة» جذابة. ترامب لن يحل مشاكلنا ولن يفاقمها لكن طاولته ستتسع لنا إن وضعنا عليها ما يلفت انتباهه، علما بأنه رجل يصعب إبهاره بالعادي والمكرر.

 

رياح ترامب - إيران تلفح لبنان

احمد عياش/النهار/12 تشرين الثاني 2016

ليس هناك من لبناني لا يشاطر الرئيس سعد الحريري رغبته في انجاز تشكيل الحكومة سريعاً، وأن تتحقق التمنيات بأن تولد هذه الحكومة في عطلة نهاية هذا الاسبوع، أو في غضون الايام القليلة المقبلة.لكن رغم كل ذلك، الحذر واجب في بلد كلبنان الذي عرف كل أنواع اللامنطق في الحاضر والماضي. ولا ننسى ما جرى ذات يوم في كانون الثاني عام 2011 عندما تم اسقاط حكومة الرئيس الحريري خلال اجتماعه بالرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض. في ذلك التاريخ دخل الحريري مكتب الرئيس الاميركي رئيسا للحكومة وخرج منه رئيسا سابقا. ليس هناك من تفسير لتدخل "حزب الله" في توزيع الحقائب الوزارية متجاوزا الرئيس المكلّف ومعه رئيس الجمهورية ميشال عون سوى قرار الحزب ومن خلفه طهران ضبط التحولات اللبنانية على ايقاع المصالح الايرانية التي لم تستوعب حتى الان اسقاط ورقة الفراغ الرئاسي التي كانت بحوزة ايران. ثم جاءت نتائج الانتخابات الاميركية لتثير كل التساؤلات حول مصير الاتفاق النووي مع ايران والذي يمثل أحد أبرز انجازات السياسة الخارجية لاوباما. فالرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وخلال حملات ترشيحه وصف هذا الاتفاق بأنه "أغبى ما رأيت". وجاء موقف الخارجية الاميركية بالامس القائل بان بامكان ترامب الغاء الاتفاق ليشعل النار في هشيم الشكوك التي تجتاح الجمهورية الاسلامية. وهذا ما استدعى ردا سريعا من وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي قال ان الاتفاق "ليس بين ايران وأميركا فقط، بل هو اتفاق دولي بين ايران والدول الست الكبرى". لبنان مجددا، كما هي حاله دائما، صندوق بريد. والرسالة الجديدة التي يجري تحضيرها هي شكل الحكومة التي ستطلق عهد الرئيس عون الى العمل. معدو الرسالة، سواء أكانوا على صواب أم على خطأ، لن تعجبهم ولادة حكومة تنعم بترف حرية القول والفعل، وتضم في صفوفها "القوات اللبنانية" التي تعتبر نفسها مناهضة للهيمنة الايرانية عبر "حزب الله" على مقادير لبنان. هل استعجل الرئيس الحريري في تهنئة الرئيس الاميركي المنتخب واصفا فوزه بـ"انتصار مدوّ للديموقراطية الاميركية"؟ الجواب ليس متوافرا بعد. لكن بالامكان مقاربته من خلال طريقة التعامل مع مهمة الحريري في التأليف. ومن المؤشرات اللافتة تدخل الحزب في تحديد حصة "القوات" في الحكومة ونوعية الحقائب التي يجب أن تحظى بها. وكذلك من مؤشراتها تحوّل قصر بسترس وليس بيت الوسط مكانا لتوزيع الحقائب فيتجه اليه الحاج وفيق صفا ثم السيد نادر الحريري. ومن المؤشرات أيضا وأيضا تعليق نشرته وكالة أنباء فارس الايرانية في 9 الجاري واتهمت فيه الرياض بأنها "تأمل" من خلال الحريري "اعادة بناء سياساتها وتحالفاتها وتحقيق مصالحها على الصعيد الداخلي اللبناني". ان ولادة الحكومة الجديدة سريعا يسقط كل هذه الهواجس. أما اذا تأخرت هذه الولادة فسيطل أحدهم ليقول: "الحق على ترامب"، جريا على القول المشهور "الحق على الطليان".

 

 السياسة «الترامبية» والتصعيد الإيراني؟

أسعد حيدر/المستقبل/12 تشرين الثاني/16

من الطبيعي جداً أن يجتاح الغموض مواقف العواصم الدولية، حول السياسة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب. سياسياً، ترامب قادم من المجهول. طوال الحملة الانتخابية الطويلة، لم يحدّد ماذا يريد وكيف سينفذ ما يريد، ومع مَن سيتعامل. ليس معروفاً مَن سيكون صديقه ومَن سيكون عدوّه أو حتى خصمه. يجب انتظار خطاب القسم في 20/1/2017 أولاً ومن ثم مرور مئة يوم على رئاسته، حتى تتوضح سياسته ومواقفه، للبناء عليها في العواصم المعنية. لا شك في أن دونالد ترامب، أصبح يعرف بعد لقائه بالرئيس باراك أوباما، أن واشنطن ومعها العالم كله من البيت الأبيض، مختلف جداً عن واشنطن التي يطلّ عليها من فندقه المواجه للبيت الأبيض. الفرق كبير بين مسؤولية إدارة البلاد والسياسة الدولية، وبين إدارة «البيزنس» لتحقيق الأرباح لتضخيم ثروته. لذلك انتهى زمن التصريحات النارية والعدائية، وجاء زمن كل كلمة تصنع حدثاً يهزّ استقرار العالم أو يدعمه ومعه البورصة التي يعرف

تأثيرها، وانعكاسات هزّاتها على الثروات. أمام هذا كله، لا يمكن للعواصم إلاّ أن تسدل «ستارة» على تصريحات ترامب – المرشح وتسلط الأضواء على كل كلمة وموقف له منذ الآن. مواقف ترامب من الشرق الأوسط كانت الأكثر غموضاً، لأنها كانت مليئة بالتناقضات، لذلك رغم كل الكلام الترحيبي البروتوكولي بالرئيس ترامب، فإن الحذر سيد الأحكام. ولا شك في أن أكثر ما يعني منطقة الشرق الأوسط مستقبلاً، هو سياسة إدارة ترامب من إيران، خصوصاً أن «الحزب الجمهوري» يمسك وفي حالة نادرة، بالبيت الأبيض والكونغرس ومجلس الشيوخ والمحكمة العليا. ما لم يرتكب الرئيس ترامب خطأ من نوع الخطيئة فستكون صلاحياته واسعة جداً لا تنافسها إلا صلاحيات «الولي الفقيه» في طهران. بداية، فإن الولي الفقيه آية الله علي خامنئي والمحافظين المتشددين و»الحرس الثوري»، يرتاحون لوجود «الجمهوريين» في البيت الابيض وواشنطن، لأن لا شيء يشرعن التشدّد إلا التشدّد الذي يواجهه. يمكن الآن للمتشددين الإيرانيين أن يطالبوا وينفذوا سياسة «شدّ الأحزمة» في إيران على جميع الصعد السياسية والفكرية والحريات، بحجّة ضرورة تصعيد المقاومة في مواجهة «العدو الأميركي». ما يساعد مثل هذه السياسة أنه منذ فترة ولأسباب داخلية تتعلق بالمنافسة على الانتخابات الرئاسية، جرت العودة إلى الخطاب المتشدّد من أميركا وسياستها. وكانت ذكرى احتلال السفارة الأميركية في طهران قبل 36 سنة مناسبة لتجييش الشباب من جديد.

لكن موقف «الدولة» ممثلة بالرئيس حسن روحاني تبدو حذرة جداً. وفي حذرها هذا تعمل على «فرملة» التطرّف في التوجّه المعادي لواشنطن، عبر التأكيد على «ان الاتفاق النووي اتفاق دولي وليس مع الولايات المتحدة الأميركية». لذلك لا يمكن شطبه أو تعديله. وإذا كان هذا صحيحاً، فإن السؤال يبقى: ماذا عن البنود السرّية التي طالما تساءلت أوساط أميركية ودولية عنها والتي وقّعت تحت الطاولة بين الإيرانيين والأميركيين؟ ماذا سيكون موقف الرئيس ترامب منها متى اطلع على أسرارها؟ هل يأخذ بها وعلى أي مدى؟ أو يرفضها ويدخل في مواجهة مع طهران؟

هنا السؤال الكبير، ماذا ستكون سياسة ترامب تجاه سوريا والعراق واليمن؟ هل يقبل ترك إيران تعمل بهذه الحرية دون قيود ولا خطوط حمر؟ مشكلة ترامب وإيران هنا وما بينهما موسكو أن التناقضات سيدة المواقف. فإذا توافق مع موسكو، وتحمّس لسياستها في سوريا، فإنه بذلك يقوّي إيران وهذا يتناقض مع مواقفه في «قصقصة أجنحة» إيران في المنطقة؟ وإذا أراد فعلاً إضعاف إيران فإن ذلك يكون من العراق وسوريا، وهذا يؤذي موسكو وسياسة «القيصر». لذلك كله فإن البداية ستكون: ما هي سياسة ترامب مع موسكو، هل يترك لها الحرية كما فعل اوباما، أم أنه سيقرّر سياسة أخرى أكثر تشدداً أو أعمق في التفاهمات الواسعة؟ من الآن وحتى تتبلور «السياسة الترامبية»، فإن الرئيس حسن روحاني والمعتدلين يعتمدون سياسة طمأنة الداخل الإيراني بالتأكيد على أن أميركا تشهد كما أوضحت الانتخابات الرئاسية «وجود توترات وعدم استقرار وهي لذلك ستبقى فترة طويلة حتى يتم حل الخلافات فيها». بعد ذلك لكل حادث حديث. لا يملك روحاني بعد الحدث الأميركي وفي مواجهة تصعيد خامنئي و»الحرس» والمتشددين أكثر من هذا الخطاب السياسي المطمئن، حيث إن الفريق الآخر سيعتمد التصعيد السياسي الداخلي والعسكري الخارجي خلال فترة نضوج «السياسة الترامبية» وتبلورها، لضبط الجبهة الداخلية لمصلحته ولتحقيق مكاسب خارجية تمكنه في فترة المفاوضات اللاحقة، من التفاوض من فائض ما كسبه وليس ما كسبه أصلاً. كلما أسرع الرئيس ترامب في بلورة سياسته كان أفضل خصوصاً أن هذه السياسة بحاجة عملياً الى مئة يوم، أي حتى الربيع القادم الذي يوافق الانتخابات الرئاسية الإيرانية. السؤال الكبير هنا: هل يُصعِّد ترامب مواقفه من إيران فيصعّب مهمة روحاني وإعادة انتخابه، لأنه من الأفضل له إمساك المتشددين في طهران، حتى يبرّر تشدّده الهادف إلى زعزعة الداخل الإيراني من الداخل، أو يلاقي اعتدال روحاني بالاعتدال تاركاً لعبة التغيير في إيران لقوى الداخل؟

 

ماذا على "اللوبي اللبناني" أن يفعل في عهد ترامب؟

أديب فايز فرحة/النهار/12 تشرين الثاني 2016

هذا المقال هو للناشط والسياسي الأميركي من أصل لبناني أديب فرحة، العضو البارز في "اللوبي الأميركي اللبناني" والمحلل السياسي. كتبه بطلب من صفحة "القضايا" في النهار".

شكل حصول المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب على عدد من أصوات أعضاء المجمّع الإنتخابي (ELECTORAL COLLEGE) يفوق بكثير الحد الأدنى المطلوب للفوز بالرئاسة صدمة لم تفاجئ أنصار منافسته هيلاري كلينتون فحسب وإنما فاجأت أيضاً الأعم الأغلب من مناصريه. والجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من أن ترامب حاز على الأكثرية في المجمَّع الإنتخابي، والذي يمثل "الإستابلشمنت" (النظام) والذي لطالما ادّعى ترامب أنه يناهضه، فإن كلينتون فازت بغالبية أصوات المقترعين.

وبالتعبير اللبناني، فهي فازت بأكثرية "شعبية" فيما فاز ترامب بأكثرية "دستورية". ولعل شبه إجماع مؤسسات استطلاع الرأي بأن لكلينتون الأرجحية هو سبب أساس لتلك الصدمة، ناهيك بتخوّف كثيرين ممن اقترعوا له فقط لأنهم لا يثقون بكلينتون، تخوّفهم من مغبّة تسليم مفاتيح قيادة بلادهم (والعالم) إلى شخص مزاجي، متقلّب، لا خبرة له في السياسة وإعطائه صلاحية التحكّم بأسلحة أميركا النووية.

قبل الشروع في محاولة تقصّي ما قد يحمله ترامب للبنانيين وللعرب وللمسلمين، من الجدير محاولة تفسير فوزه الصاعق وما تمثله ظاهرة ترامب. وبزعمي أن فوزه يعود الى الأسباب التالية.

أولاً، النقمة الشعبية العارمة على إداء "واشنطن"، والمقصود هنا السياسيين التقليديين والذي شكل ترامب في نظر أنصاره خياراً من خارج الحلقة السياسية بغض النظر عن عدم كفاءته.

ثانياً، نجح ترامب في اللعب على وتر العنصرية والغضبة المتصاعدة والتي كانت مكبوتة خاصة لدى الأميركيين البيض من تصاعد نفوذ السود وتزايد أعدادهم كما أعداد المتحدرين من أصول لاتينية، والتي كانت ولايتا باراك أوباما وجهاً صارخاً لها في نظرهم، لم يرتح له بيض كثر، وخاصة أولئك الذين اقتصر مستواهم العلمي على الشهادة الثانوية، في حين حظيت كلينتون بتأييد واسع من البيض حاملي الشهادات الجامعية.

ثالثاً، استخدامه للشعبوية في حملته الانتخابية ولعبه على الوتر القومي والعنصري والذي ذكّر بعض المحللين بصعود أدولف هتلر وبمواقف وخطابات الأخير ضد اليهود والتي هدفت إلى ضمان "نقاء العرق الآري".

رابعاً، تهييج البيض العاطلين عن العمل نتيجة للعولمة وتحميله الإدارة الديموقراطية الحالية المسؤولية عن بطالتهم.

خامساً، استخدام عنصر الترهيب من أخطار مزعومة يشكّلها تواجد المهاجرين السوريين (على ضآلته) وتواجد الأميركيين من أصول مكسيكية ومكسيكيين لا يحملون الجنسية الأميركية والذي اتهمهم بأنهم مجموعة من اللصوص يمارسون الاغتصاب والإجرام.

ومن هنا كانت دعوته المدهشة، والتي تحمّس لها البيض العاطلون عن العمل وغير الحاصلين على شهادات جامعية، لبناء حائط يفصل بين الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك على "أن تدفع المكسيك كلفة بنائه".

وسادساً، اللجوء إلى مهاجمة كلينتون لاستخدامها خادماً الكترونياً غير مشفّر خاص بها عندما كانت وزيرة للخارجية بدل استعمال الخادم المشفّر للخارجية، كما هاجمها لأن لزوجها تاريخاً حافلاً من الخيانات الزوجية، مع العلم أن ترامب تزوج ثلاث مرات وخان زوجته الثانية مع زوجته الثالثة والحالية. وأكتفي بهذا القدر من التحليل لفوزه ومغازيه لأن الموضوع يستوجب كتاباً وليس مجرد مقال في صحيفة، كما يستوجب تحليلات معمّقة من قبل خبراء العلوم السياسية وعلماء النفس والاجتماع.

ماذا يمكن اللبنانيين خاصة والعرب عامة وكذلك المسلمين أينما كانوا أن يتوقعوا من عهد ترامب العتيد؟

بداية، من الملفت أن لبنانيين كُثُراً تفاءلوا بفوزه. البعض تفاءل لأن الصديق الدكتور وليد فارس كان أحد المستشارين في حملة ترامب، وقد دفع هذا التفاؤل البعض أن يفترضوا أن الدكتور فارس سيحلّ في البيت الأبيض (كذا)، وأن ترامب سيأخذ بمشورته في شؤون الشرق الأوسط. ولعل تعلّقهم بـ"حبال الهوا" مردّه عدم المتابعة العميقة للحملة الانتخابية في تفاصيلها. فهل نتوقّع ممن لم يأخذ بمشورات الحلقة الضيقة من مدراء حملته الانتخابية واستمرّ في شططه و"خروجه على النصّ" أن يستمع لمن كان أحد مستشاريه إبان الحملة الانتخابية؟ وقد لفت انتباهي في هذا السياق ما صرّح به الدكتور الصديق حين دعا "المتخوّفين من السياسة الخارجية لترامب بناء على تصريحات مثيرة للجدل إلى إدراك أنها جاءت ضمن الحملة الانتخابية، لافتاً إلى أن ما يقال في الحملات يختلف عندما يصبح الشخص رئيساً إلخ...". فإذا صدق حدس فارس والذي أكنّ له المودة والاحترام، فإن أي توقُّع لما سيقوم به ترامب الرئيس يصبح دون جدوى. بعبارة أخرى، يطمئننا مستشار الحملة الانتخابية الى أن "حكي السرايا هو غير حكي القرايا". كما أنه يبدو أن العرب المتفائلين لم يتذكّروا مواقف ترامب من الحرب الدائرة في سوريا والتي لها ما لها من انعكاسات على الداخل اللبناني، وقد صرح ترامب (خطأً) بأن التدخل الروسي في سوريا هو حصراً لمحاربة "الدولة الإسلامية" في حلب! ومن هنا فإن فوز ترامب هو هدية لبشار الأسد، خاصة وأنه صرّح بأن سوف يُبعد إدارته عن الأزمة السورية ويُنهي المساعدات الأميركية للقوى السورية المعارضة.

أما في ما يشكّله فوز ترامب بالنسبة الى العرب وللمسلمين، فمن المفيد التذكير بدعوته إلى حظر دخول المسلمين إلى أميركا "حتى نتبيّن ما يحصل" ودعوته لمراقبة المساجد وما أبداه مراراً من أسف لأن بلاده "لم تهاجم آبار النفط العربي ولم تأخذ ثرواتهم"، ونصيحته للإدارة الحالية بأن عليها أن "تُهاجم النفط وأن تحتفظ بالنفط". ومع ذلك، فقد اقترع الأميركيون العرب لترامب بكثافة قد تدل على نقمتهم على كلينتون والتي اختبروها وزيرة لخارجية دولة يجدها معظم العرب مناهضة لهم، على أمل أن يكون ترامب والذي لا يعرفون خيره من شره في هذا المضمار أكثر تعاطفاً مع قضاياهم.

وبالنسبة إلى الصراع العربي – الإسرائيلي، وعلى الرغم من دعم كلينتون لإسرائيل (كما أي مرشّح لرئاسة أميركا يأمل بالحصول على الأصوات المؤثرة لليهود)، فإن ترامب تفوق عليها في خطب ود اسرائيل، إذ أضاف أن دعمه لإسرائيل هو "دون شروط" والتزامه بـ"نقل السفارة الأميركية في اسرائيل إلى القدس، العاصمة الأبدية للدولة اليهودية"، وهو إلتزام ورَدَ مراراً في البرامج الرئاسية لكلا الحزبين الرئيسيين ولكنه لم يرد إطلاقاً على لسان المرشح ذاته، كما أن وروده في بيانات حزبية سابقة لم يُترجم عملياً حتى من قبل أكثر الرؤساء الأميركيين مناصرة لإسرائيل لعلمهم بأن ذلك مؤذٍ لأي أمل في الوصول الى حل للنزاع العربي – الإسرائيلي ويحرم الولايات المتحدة من دورها كوسيط محايد(!) في المفاوضات بين فريقي النزاع.

كما أن فوز ترامب هو هدية لـ"داعش" و"القاعدة" وأخواتهما ذلك أن تبووء رجل يجاهر علناً بازدرائه للمسلمين يشكل مادة خصبة في محاولاتهما المستمرة لدفع المسلمين المعتدلين إلى التطرّف وإنخراطهم فيها، خاصة وأن التنظيمين يعانيان من نقص في عديدهما.

أما في ما يتعلق بالحرب الباردة بين إيران والسعودية، فإن ترامب وعلى الرغم من انتقاده لسلفه أوباما لتوقيعه المعاهدة النووية مع إيران، فإنه، وعلى الرغم من عنترياته، لم يعِد بنقضها، واقتصر موقفه منها على وجوب التصدّي لمفاعيلها من خلال "التطبيق الشرس" لها وتفكيكها بالممارسة خطوة بعد خطوة. ولعل موقفه هذا هو من المواقف القليلة العقلانية والبراغماتية له حيث أن ثمة مصلحة لأميركا بالتفاهم مع ايران حتى لو أدى ذلك إلى مزيد من البرودة في علاقاتها بدول الخليج بدأت بوادرها تظهر من خلال ردة الفعل الخليجية على التزامه بنقل سفارة بلاده في اسرائيل الى القدس، وقد هدد مثلاً الأمير السعودي تركي الفيصل بأن دول منظمة التعاون الاسلامية كافة سوف تسحب سفراءها من واشنطن إذا نقلت أميركا سفارتها إلى القدس. وهذا أول الغيث.

ماذا بعد؟

ما أتمنّاه من الرئيس العتيد كأميركي من أصل لبناني هو ما يلي:

أولاً، استمرار دعم الإدارة الأميركية للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية.

ثانياً، استمرار الضغط لتحقيق التطبيق الكامل لقراري مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 و1701.

ثالثاً، التصدي لمشاريع توطين الإخوة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، وإيلاء الشأن الإنساني في مأساتهم ما يستأهله من دولة كبرى تفتخر بإعلائها حقوق الإنسان.

رابعاً: العمل لوقف التدخل الخارجي في شؤون لبنان الداخلية.

خامساً، إعادة لبنان الى أولويات السياسة الخارجية الأميركية، وفصل ملفّه عن ملفات المنطقة.

ومما قد يشكل ضمانة لتحقيق الأماني التي أسلفتها أعلاه هو أن السياسة الخارجية الأميركية يقررها أساساً الكونغرس الأميركي والذي يؤيّد بحزبيه لبنان بحماسة، ويؤيد استقلاله وسيادته. ويكون من المُلِحّ على الحكومة اللبنانية العمل على رفع مستوى إلمام الرئيس الأميركي العتيد بشؤون لبنان وشجونه، كما أن الأمل قويٌ بأن تصعّد منظمات "اللوبي الأميركي – اللبناني" من نشاطها واستخدام نفوذ أعضائها وأصواتهم في الولايات المتحدة التي يقطنوها للضغط على ممثليهم في الكونغرس للدفاع عن سيادة لبنان وأمنه واستقلاله. فالسياسة في الولايات المتحدة الأميركية، مثلها في سائر دول العالم الديموقراطي، تخضع لمصالح السياسيين الانتخابية حيث يعمل السياسيون بما يضمن استمرار ولاياتهم من خلال تبرعات مواطنيهم وأصواتهم. والمحزن هنا أن السواد الأعظم من الأميركيين من أصل لبناني يبخلون بالتبرع لحملات المرشحين للانتخابات الأميركية ويكتفون بالتنظير، تماماً كما في بلدهم الأم. كما يكون على منظمات اللوبي الآنفة الذكر العمل مع مؤسسات الأبحاث في واشنطن، والتي يُراعي الرؤساء وأعضاء الإدارة والكونغرس آراءها واقتراحاتها، لإحاطتها بوجهة النظر اللبنانية والعمل معها على إصدار مذكرات تدعو الى تحقيق الأماني السالفة الذكر بما يتعلق بلبنان، وغيرها الكثير.

نهاية، وعلى الرغم من انني لم أكن من أنصار ترامب، فهو قد أصبح رئيساً لموطني الجديد وتالياً أرجو له التوفيق في كل ما يحقق مصالح الولايات المتحدة الأميركية وما يؤمّن الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم، آملاً ألّا تشكّل مواقف ترامب المرشح نموذجاً لما سيكون عليه ترامب الرئيس.

 

العالم على متن طائرة ترامب

د. خطار أبودياب/العرب/12 تشرين الثاني/16

يصعب فك شيفرة (رقم سري أو رمز) الرؤية العالمية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وتتكاثر التساؤلات وتزداد الشكوك في حقبة عالمية مطبوعة بتوازن غير مستقر واضطراب استراتيجي. لكن استنادا إلى أقواله وخطاباته خلال الحملة الانتخابية يمكن استخلاص البعض من ملامح السياسة الخارجية لرئيس بلاد كانت القوة العظمى الوحيدة المهيمنة في السنوات التسعين والتي سيسعى ترامب، على الأرجح، إلى الحفاظ على تفوقها ورفض التحولات العالمية تحت عنوان “أميركا أولا”. للوهلة الأولى إزاء الغموض السائد حول الخطاب الترامبي، يبدو القلق مشروعا ابتداء من الداخل الأميركي إلى أوروبا والشرق الأوسط وباقي العالم، لأن مجرد انتخاب ترامب يعدّ في نظر الكثيرين تأكيداً على توعك أميركا وتصدع العولمة ودخول العالم في نوع من القفزة إلى المجهول على “متن طائرته”. في تتويج للفيلم الهوليوودي الطويل طوال الحملة الانتخابية العجيبة والغريبة، وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، على متن الطائرة “ترامب” التي طلي بعض أجزائها بالذهب من عيار 24 قيراطا (مظاهر الثراء والأبهة لا تنقص الملياردير وأبرزها منزله في برج ترامب النيويوركي)، وهي تفوق في فخامتها الطائرة الرئاسية المعروفة باسم “آير فورس وان”. لكن الرئيس الأميركي الخامس والأربعين سيستقل طائرة النقل الرئاسية المحصنة والتي تحتوي على أجهزة تشويش إلكتروني وتشكل ملاذا طائرا للرئيس الأميركي في حال حصول أي هجوم نووي. “الدونالد” كما يحلو له أن يسمي نفسه، له كل الحماية، لكن كيف سيكون حال العالم في زمن ترامب؟

زمن ترامب لم يبدأ في فترة 2015 – 2016 بل في مرحلة 2007 – 2008 مع الأزمة النقدية والمالية العالمية التي مهدت لنهاية النيوليبرالية، تماماً كما أشرت مرحلة 1985 – 1990 لنهاية الشيوعية.

هكذا، بينما تحققت نبوءة البريطاني جورج أورويل بخصوص نهاية الأنظمة الكلية التوتاليتارية في نمطها السوفييتي، تعجل فرنسيس فوكوياما في حسم نهاية التاريخ لصالح اقتصاد السوق من دون كوابح، ونرى أمامنا تداعيات حرب الثقافات والحضارات التي تصور صدامها صموئيل هنتنغتون. ومن زلزال وول ستريت في أواخر صيف 2008، إلى عودة الحرب الثقافية في أميركا 2016 وكأن مرور رئيس ملون من أصول أفريقية لم يسمح بإدارة التعدد الأميركي نتيجة تزايد الفوارق الاجتماعية وخوف الطبقة المتوسطة على نفسها. وتوجد نفس الأزمة على صعيد عالمي بما فيه الشمال (حيث الغنى والصناعة قبل التحول الكبير نحو آسيا والدول الصاعدة) إذ أن المغالاة في الأتمتة (الاعتماد على الآلة أوتوماتيكيا والاستغناء عن البشر كأيدي عاملة) والذكاء الاصطناعي في الثورتين الرقمية والتكنولوجية يقوداننا إلى المزيد من البطالة وتدمير فرص العمل، وما يعنيه ذلك من اهتزاز استقرار المجتمعات وصعود القوميات والأصوليات وقوى القطيعة والفاشية الجديدة. في هذه الحقبة، اختارت الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب الذي نترقب بلورته لسياسة خارجية بوصلتها، من الآن وصاعدا، الدفاع عن المصالح الأميركية وليس عن أيّ شيء آخر. إنها القطيعة مع التدخل الليبرالي والترويج للقيم وحقوق الإنسان، وما يواكب ذلك من عدم إعطاء الأولوية للزعامة العالمية والدفاع عن الحلفاء. ربما سنشهد أكبر تحوّل في السياسة الأميركية الخارجية إزاء أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ما يذكر بنزعة انعزالية أميركية تطفو على السطح من جديد، وتبرز الانكشاف الاستراتيجي للقارة القديمة التي خفضت ميزانيات دفاعها ورهنت أمنها بحلف شمال الأطلسي وقيادته الأميركية. حيال الانكشاف الاستراتيجي الأوروبي المتفاقم بعد البريكست، وتحت ضغط مخاطر التحوّل الأميركي، يندم البعض على التباطؤ في بلورة نواة صلبة لمشروع أوروبي متماسك لأن عين ترامب على عدم إسهام الأوروبيين في ميزان حلف شمال الأطلسي، وعلى دور المفوضية الأوروبية في بروكسيل لناحية منع الشركات الأميركية الكبرى من خرق قواعد التنافسية. بيد أن معركة واشنطن ترامب الحقيقية ستكون مع الصين التي تحاول أن تكون الند الاقتصادي من الناحية الصناعية والتجارية، أو لجهة كسر هيمنة الدولار. وهذا التجاذب لا يعني انعدام إمكانية عقد الصفقات لأن كلمة Deal هي الأكثر تداولا في قاموس رجل الأعمال ترامب. وسينطبق ذلك بشكل أو بآخر على الصلة مع “الصديق فلاديمير بوتين” وعلى مدى التوفيق بين المصالح الأميركية والروسية وإنهاء حقبة توتر وصلت أخيرا إلى ما يشبه الحرب الباردة القديمة.

بالرغم من الإعلانات حول الملف النووي الإيراني، أو الموقف من المملكة العربية السعودية، تبقى مقاربة رؤية ترامب فيها نوع من المقامرة ولن تتضح الصورة تماما قبل الربيع القادم. لكن سيكون هناك وضوح أكثر من حقبة باراك أوباما، وربما عدم السماح لإيران بانتهاك التوازنات على حساب الآخرين.

والأوضح يبقى موقف ترامب من إسرائيل وترحيب بنيامين نتانياهو به مع ما يعنيه ذلك من مناخ مواتٍ لإسرائيل بوجود ترامب وبوتين معا في المشهد الإقليمي. يدور التاريخ دورته ولا ينتهي، لكننا ندخل فعلا في زمن يتوجب فيه التركيز على تجميع ما تبقى من عناصر القوة العربية حتى لا يتم استكمال استباحة العالم العربي في زمن دونالد ترامب.

*أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك – باريس

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون امام وفد الهيئات الاقتصادية: لفصل الخيارات السياسية الخارجية عن الداخل اللبناني

الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 /وطنية - اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن ما ورد حول الأبعاد الاقتصادية في خطاب القسم يمثل التخطيط الشامل للاقتصاد ومجمل المخططات القطاعية، "ولكن بما أننا في نظام اقتصادي حر، فالعمل يقع على عاتق الجميع، على أساس التضامن". وشدد على أنه "لا يجوز أن تبقى الليرة اللبنانية مدعومة بالدين الذي بلغ حجما كبيرا، وتحسين وضعها يتم بالانتاج، فالاقتصاد هو الداعم الاول للعملة اللبنانية". وإذ دعا الى فصل الخيارات السياسية الخارجية عن الداخل اللبناني، أكد أن "ما من أحد سيمس بالمعتقد السياسي او الديني للأخر، فذلك من الشروط الطبيعية للحياة المشتركة في لبنان، والجميع مدعو ليعمر لبنان، إذ لا يمكن النهوض بأرض أو وطن إلا عبر ورشة شعبية". وأشار الى أن الاتصالات التي تلقاها من رؤساء الدول العربية والاجنبية تؤكد الثقة بلبنان وبمستقبل افضل له.

القصار

كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفد الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار، الذي تحدث باسم الوفد، فقال: "ان زيارة الهيئات الاقتصادية بما تمثل من حيثية هامة طبيعية، لهذا الصرح الوطني، هي من أجل تقديم التهنئة الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية، وانهاء الشغور الرئاسي في موقع الرئاسة الاولى والذي دام اكثر من سنتين ونصف سنة، ونتمنى لفخامتكم التوفيق والنجاح في مهامكم، خصوصا انكم تقودون البلاد اليوم في ظل اوضاع داخلية استثنائية، وظروف مضطربة في محيطنا العربي". وشدد القصار على "ضرورة انفتاح الرئيس عون على جميع الاطراف والقوى السياسية، وأهمية العودة الى الحوار الوطني، وانتهاج الاعتدال في ممارسة السلطة"، مبديا الدعم والتأييد للجهود الجارية على صعيد تشكيل الحكومة، واهمية ان يتمكن الرئيس الحريري من تأليفها في اقرب فرصة ممكنة نظرا الى أهمية ان يكون العهد الجديد حافلا بالإنجازات". وقال: "جئنا نؤكد كوفد هيئات اقتصادية تأييدنا لخطاب القسم الذي كان بمثابة خارطة طريق نحو بناء دولة القانون والمؤسسات، لذا نأمل أن يتمكن الرئيس من تحقيق ما وعد به، خصوصا أن الطريق طويلة في ظل التعقيدات الداخلية والخارجية. كما نأمل أن يكون عنوان العهد الجديد العمل والانتاج لتعويض ما خسره لبنان على مدى السنوات الماضية". ووضع القصار الهيئات الاقتصادية بتصرف رئيس الجمهورية للمساعدة في تحقيق ما يصبو اليه من أهداف حددها في خطاب القسم، مؤكدا أن "الهيئات الاقتصادية على أتم الاستعداد للتعاون مع رئيس الجمهورية لما فيه المصلحة الوطنية ومصلحة اللبنانيين والاقتصاد الوطني".

عون

ورد رئيس الجمهورية بالكلمة التالية: "ان ما ورد في خطاب القسم يمثل التخطيط الشامل للاقتصاد ومجمل المخططات القطاعية. وبما أننا في نظام اقتصادي حر علينا التوجيه وفقا لمصلحة البلد ومصالح القطاع. الا ان العمل يقع على عاتقكم. أما توافق الجو مع الاهداف فيتطلب امنا واستقرارا وقضاء. ان مسؤولية العناصر الثلاثة المذكورة تقع على عاتق الدولة، فيما التوظيف من مسؤوليتكم، ولا سيما أن نسبة كل من البطالة والهجرة مرتفعة. نحن لا نريد ان نصدر أولادنا الذين نقوم بتعليمهم في لبنان. إننا نريد ان نستثمر ثقافة اولادنا وعلمهم في وطنهم وليس في الخارج". وتابع: "إن الوضع الامني والاستقرار في لبنان كانا أكثر من مرضيين. لم نكن نريد الشر لأي أحد، الا اننا لم نرغب في ان يقع علينا في كل مرة. فبالرغم من الانشقاق السياسي الحاصل الذي علينا توجيهه والخطابات اللاهبة، لم يندلع حريق ولم تهدر قطرة دماء. وهذا انجاز كبير تحقق بفضل جهود الجميع. لا يمكن لأحد ادعاء عدم التعاون مع الآخرين تحقيقا لهذه الغاية، أحصل ذلك بصمت أم بالتوجيه. لقد رضي كل الافرقاء بذلك وان عبروا عن آرائهم المتناقضة". وقال: "في آخر جلسة حوار شاركت فيها، وبعد حصول سجال سياسي حول قضايا الشرق الاوسط، قلت للحاضرين ايا كان الرابح عليه أن يأخذ لبنان معمرا، وأيا كان الخاسر سيعيش في لبنان المعمر. لذلك دعونا نفصل الخيارات السياسية الخارجية عن الداخل اللبناني. لن يمس أحد بالمعتقد السياسي او الديني للآخر. فذلك من الشروط الطبيعية للحياة المشتركة في لبنان. لذلك دعونا نعمر لبنان. واعتقد ان الفكرة نجحت اليوم، وسنثابر إن شاء الله. وهناك وعود جيدة، وخصوصا بالنسبة الى موسم الاصطياف. تلقيت اتصالات للتهنئة من كل الدول العربية. وقد دعوناهم الى زيارة لبنان وطمأناهم الى الامن والاستقرار، فوعدوا جميعا خيرا، ونأمل أن يتحقق الامر". وأكد عون "أننا كلنا مسؤولون. لا يمكن النهوض بأرض أو وطن أو بلد إلا بورشة شعبية. الاقتصاد ورشة شعبية تشترك فيها القطاعات كافة. ولدينا امكان لذلك. ان طريق الحرير ستعود لتزدهر بعد أن يظللها الامن. نحن نأمل خيرا ان يحصل تعاون بيننا، وسنسعى لوضع التشريعات اللازمة لهذا الموضوع. وننتظر منكم تقديم ورقة مختصرة من كل قطاع اقتصادي تضم المبادئ العامة التي ترونها مهمة. وسنستفيد منها لنرى ما يمكن تحقيقه في مختلف هذه القطاعات". وشدد على أن "الأمور الاقتصادية تتحقق بشكل تصاعدي وتحتاج الى وقت. وإن الوضع الامني سيشهد تحسنا، وعندما تهدأ الاوضاع في المنطقة من حولنا، فإن لبنان سيعود مركزا للاستقطاب".

حسن

واستقبل رئيس الجمهورية شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على رأس وفد من الطائفة لتهنئته. وشكره لزيارته، مؤكدا أهمية وحدة اللبنانيين عموما، ووحدة أبناء الجبل خصوصا. وبعد اللقاء، أدلى حسن بالتصريح التالي: "زيارتنا اليوم هي لتهنئة فخامة الرئيس في العهد الجديد، برفقة اخواننا قضاة المذهب واعضاء مجلس ادارة المجلس المذهبي، وقد تمنينا له التوفيق وان يكون عهده خيرا، تتحقق فيه الخطوات الاساسية لاستقرار لبنان ومنعته، بتضامن ابنائه ومن خلال النهوض الاقتصادي". وأضاف: "لقد جددنا أملنا في غد أفضل للبنان، يكون مفعما بالسلام والمحبة والوفاق، واكدنا لفخامته على اهمية العيش المشترك، بصورة خاصة في الجبل. وقد شدد فخامته على سلامة الوطن واهمية هذا العيش. ونحن نسأل الله ان يسدد خطاه وخطى الجميع لما فيه خير لبنان".

المجلس العام الماروني

واستقبل عون رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من الهيئة التنفيذية للمجلس للتهنئة بانتخابه، وتم خلال اللقاء عرض الاوضاع العامة. بعد اللقاء، قال الخازن: "تشرفت وأعضاء الهيئة التنفيذية في المجلس الاعلى الماروني بتهنئة فخامة الرئيس على انتخابه رئيسا للجمهورية. وقدمنا كل دعمنا لفخامته وتمنينا له التوفيق في كل مهامه التي يقوم وسيقوم بها. وقد أعربنا عن ارتياحنا وسائر المؤسسات المارونية التابعة للمجلس الى هذا الخيار الرئاسي الذي يجسد تطلعات اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا في لبنان والمشرق العربي، نظرا الى الرؤية والمشروع النهضوي الذي يمثله الرئيس عون منذ تاريخ نضاله لتصحيح الخلل في التوازن الذي أقصى المكون المسيحي عن السلطة. كما أثنينا على خطاب القسم وما أرساه من آمال لترميم التصدع في السلطات والصلاحيات وانتظام العمل على صعيد المؤسسات في الدولة وحسن سيرها لتثبيت شؤون المواطن المعيشية. وأبلغت فخامة الرئيس انني ذاهب الى الفاتيكان لوضع المسؤولين هناك في صورة ما حصل خلال الاسبوعين الماضيين، لان الفاتيكان كان يتابع باهتمام بالغ عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، نظرا الى ما له من انعكاسات ايجابية على وضع المسيحيين في لبنان وفي المشرق عموما".

وزير الثقافة الفرنسي السابق

وزار قصر بعبدا مهنئا وزير الثقافة الفرنسي السابق رينو دونديو دوفابر في حضور النائب سيمون ابي رميا.

رئيس الاركان

ومن زوار قصر بعبدا رئيس الاركان العامة في الجيش اللواء حاتم ملاك.

برقيات تهنئة

الى ذلك، تلقى عون مزيدا من برقيات التهنئة بانتخابه رئيسا للجمهورية، ابرزها من رئيسة وزراء بريطانيا، والرئيس الارجنتيني ورئيس باكستان، والرئيس التشيكي.

برقية رئيسة وزراء بريطانيا

وجاء في برقية رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي ما يلي: "انني اذ اعرب لفخامتكم عن احر التهاني لوصولكم الى سدة الرئاسة، ارى في انتخابكم فرصة مهمة امام لبنان من اجل اعادة احياء العملية السياسية وتعزيز المشاركة الديمقراطية وتشكيل حكومة تخدم جميع مواطنيها. كما ذكرتم في خطاب القسم، فانه يجب حماية المجتمع اللبناني التعددي. منذ العام 2011، رصدت المملكة المتحدة ما يزيد عن 436 مليون جنيه استرليني في اطار شراكتها مع لبنان، وساعدت الحكومة اللبنانية على حماية الحدود وتعليم الاطفال ودعم اكثر المجتمعات هشاشة وتعزيز الامن والاستقرار. انني فخورة بهذا التعاون وسوف تواصل المملكة المتحدة مد يد العون اليكم في سعيكم من اجل استقرار لبنان وسيادته وقوة مؤسساته وشفافيتها. انكم تتسلمون مقاليد الحكم في وقت حرج. وفيما يستمر الصراع في تدمير سوريا، لم يكن الصمود والكرم اللبنانيان يوما بهذه الاهمية او الوضوح. انني على يقين ان مستقبل لبنان الامن سوف يتعزز من خلال حكم يتماشى مع مبادىء اعلان بعبدا وقرارات مجلس الامن ذات الصلة. كما ان التقيد بهذه المبادىء يمكن اصدقاء لبنان من دعمه على افضل وجه. سوف تواصل المملكة المتحدة لعب دور قيادي في التخفيف من معاناة الشعب السوري، ساعية للتوصل الى حل سياسي للصراع ومدافعة عن الاستقرار الاقليمي. وفي هذا السياق، اود ان احيي لبنان على اعلان النوايا الذي قدمه في مؤتمر لندن لدعم سوريا والمنطقة في شباط 2016، الذي شكل خطوة مهمة لحشد الدعم الدولي من اجل مساندة جهود لبنان العظيمة لدعم اللاجئين السوريين. لقد تم احراز تقدم ملحوظ منذ انعقاد المؤتمر ولكن هنالك بالطبع المزيد لنفعله. انني اتطلع للعمل مع فخامتكم على تطبيق التزاماتنا المشتركة بهدف تأمين مستقبل مستقر للشعب اللبناني وكذلك للنازحين السوريين الذين استضفتموهم بمنتهى الكرم".

برقية الرئيس الارجنتيني

وجاء في برقية الرئيس الارجنتيني موريسيو ماكري الاتي: "لمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية، اود ان اعبر لكم عن احر تهاني وتمنياتي الصادقة بان تتكلل مهمتكم بالنجاح. واود كذلك التأكيد على اهمية علاقاتنا الثنائية والتزام تمتينها بمزيد من روابط الصداقة والتعاون بين شعبينا".

برقية رئيس باكستان

وجاء في برقية الرئيس الباكستاني مؤمن حسين ما يلي: "يطيب لي، باسم حكومة وشعب جمهورية باكستان، ان اتقدم منكم بأطيب التهاني لمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية، وقد وضع هذا الانتخاب حدا لنحو سنتين ونصف من الشغور الرئاسي، ما يعكس ثقة وايمانا بنظرتكم للشعب اللبناني ومستقبله. واني واثق بان لبنان، في ظل قيادتكم سيكون اكثر قوة وسيشهد نموا وازدهارا كما سيساهم في تحقيق السلام والامن في منطقتكم. ان باكستان ولبنان يتمتعان بروابط صداقة ثابتة وانني اتطلع للعمل معكم لتوطيدها اكثر فاكثر لمصلحة بلدينا وشعبينا في المستقبل".

برقية الرئيس التشيكي

وجاء في برقية الرئيس التشيكي ميلوش زيمان، ما يلي: "يطيب لي أن أتقدم منكم بأحر التهاني لمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية. وكلي ثقة بأن العلاقات الثنائية بين الجمهورية التشيكية ولبنان ستشهد مزيدا من التطور المتبادل في عهدكم، بروح التفاهم والتعاون وذلك لمصلحة شعبينا وبلدينا.

ولأجل ذلك أرفع الدعاء وأطيب التمنيات لكم بدوام الصحة والنجاح في مسؤولياتكم الجسام".

 

ارام الاول زار البابا ورحب بانتخاب رئيس للجمهورية: للتعايش السلمي والتعاون الوثيق بين المسلمين والمسيحيين

الجمعة 11 تشرين الثاني 2016/وطنية - أعلنت كاثوليكوسية الارمن الارثوذكس في بيان، أن "الكاثوليكوس آرام الأول التقى اليوم، قداسة الحبر الأعظم فرنسيس الثاني في مكتبه في الفاتيكان". بداية، أعرب آرام الأول عن سروره ب"انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، وأيده في هذه الفرحة قداسة الحبر الأعظم"، مشددا على "أولوية التعايش السلمي والتعاون الوثيق بين المسلمين والمسيحيين". وشكر البابا على "تصاريحه في الذكرى المئوية للابادة الأرمنية إن في الفاتيكان أو في يريفان أرمينيا، وتأكيده أن الإبادة الأرمنية هي الابادة الأولى في القرن العشرين"، لافتا الى أن "الكنيسة يجب أن تتحلى بالشجاعة وأن يكون السباق للدفاع عن الحقيقة". وتطرق آرام الاول الى الأوضاع السائدة في الشرق الأوسط والصعوبات والتحديات التي تمر بها الطوائف المسيحية، فقال: "ان تاريخ الكنيسة كان دوما تاريخ شهادة ولكن الكنيسة بدماء الشهداء وشهادتها الحية بقيت صامدة ووفية لرسالتها السماوية. واليوم أيضا، تبقى الكنيسة في الشرق الأوسط ملتزمة برسالتها". وثمن "مقاربة الفاتيكان، عاليا، ان في الدفاع عن حقوق الطوائف المسيحية أو في تشديده على التعاون والتعايش بين المسلمين والمسيحيين".

البابا

من ناحيته، أكد البابا فرنسيس "مجددا الابادة الجماعية الأولى في القرن العشرين، أي الابادة الأرمنية"، مشيرا الى "رد فعل الحكومة التركية على تصاريحه العلنية بهذا الخصوص". وشدد على "أهمية الحوار ما بين الأديان وخاصة الحوار بين المسلمين والمسيحيين بالاشارة الى مؤتمر حوار الأديان المعقد قبل اسبوع في الفاتيكان". وأشار الى "ضرورة الحفاظ على الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط وتقوية دور ورسالة المسيحيين فيها ودعم الفاتيكان في هذا المجال". وفي ما خص الحوار المسكوني بين الكنائس، أثنى البابا فرنسيس على "وجهة نظر الكاثوليكوس آرام الأول بضرورة إعلاء الشؤون والشجون الاجتماعية والأخلاقية لمجتمعنا اليوم في قائمة تداول الحوارات اللاهوتية والمسكونية".

توحيد الكنيسة

وعن أولوية وحدة الكنائس، ذكر آرام الاول الحبر الأعظم ب"أهمية توحيد تاريخ عيد الفصح المجيد كتعبير ملموس لوحدة الكنيسة، وبهذا الصدد جهوده السابقة كرئيس لمجلس الكنائس العالمي"، فيما أثنى البابا فرنسيس على موقف الكاثوليكوس، مؤكدا على "الموقف الايجابي للفاتيكان من هذه الرؤية في العهود السابقة والمستمرة حتى اليوم".

 

الراعي استقبل سفيرة تشيكيا ورئيس الكتائب وهيئات جيرار: لتقليص عدد النازحين بدعوة الدول لاستقبالهم

الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، ممثلة مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين ميراي جيرار يرافقها مسؤول الإرتباط ريان قطيش، في زيارة تخللها البحث في موضوع النازحين السوريين. وكان توافق على "ضرورة بذل الجهود لإرساء السلام في سوريا لما فيه خير ابناء هذا البلد والدول المجاورة". وأشارت جيرار بعد اللقاء، الى ان "الزيارة شكلت فرصة هامة للاستفادة من قراءة غبطته للوضع في المنطقة والإستماع الى توجيهاته". وقالت: "تحدثنا بالتأكيد عن وضع النازحين في لبنان وعن تأثرهم ليس هم فقط وانما ايضا الشعب اللبناني الذي استقبلهم بحفاوة، بالحرب الدائرة في سوريا، وكيفية تقديم العون لهم من خلال المساعدات الإنسانية لمعالجة المشاكل التي يعانون منها. وتطرقنا الى اهمية الحوار بين الأديان ولا سيما مع وجود التعايش بين الجماعات وكيفية الحفاظ عليه في ظل وجود النازحين السوريين في البلد". أضافت: "لمست خبرة صاحب الغبطة العميقة ولا سيما في ما يتعلق بمسألة الحوار بين الأديان، وهو قد اوكله الفاتيكان وظائف عدة ما اكسبه خبرة عريقة يجب علينا الإستفادة منها ولا سيما في المسائل الإنسانية". وعن امكانية ايجاد حل لقضية النازحين في لبنان، قالت: "لا بد من ايجاد، حل ولكن السؤال يبقى متى؟ لهذا علينا بذل الجهود لإحلال السلام في سوريا وهذا من الأولويات في اجندة الأسرة الدولية والأمم المتحدة للسماح للسوريين بالعودة الى بلادهم". وعن كيفية مساعدة الأسرة الدولية لبنان لحل هذه الأزمة، قالت: "على الاسرة الدولية اولا مساعدة لبنان ليتمكن من الإستمرار في تقديم المساعدة للنازحين الموجودين على ارضه من خلال تقديم دعم زائد للمؤسسات اللبنانية التي تقدم الخدمات العامة من صحة وتعليم وبنى تحتية، أي ان تستثمر هذه الأسرة بشكل اكبر في هذا القطاع وهذا أمر يستفيد منه لبنان مستقبلا حتى بعد عودة النازحين الى بلادهم". أضافت: "ثانيا يجب ان يقلص عدد النازحين وذلك بدعوة الدول الى استقبالهم كالولايات المتحدة وكندا واستراليا. ونحن نشهد يوميا رحيل عائلات سورية من لبنان الى هذه الدول وفق كوتا معينة. اما الحل الأنسب والأفضل فيبقى ارساء سلام في سوريا وانطلاق الحوار السياسي بين الأفرقاء كافة". وعن امكانية ايجاد ارض آمنة في سوريا يتوجه اليها النازحون، قالت: "في الوقت الحالي الأمر صعب جدا لأن الحرب لا تزال دائرة وما من مباحثات سياسية، لذلك لا يمكن ضمان الأمن، اللاعبون كثر في سوريا وهم يتقاتلون بضراوة. لقد كانت لنا تجربة عبر التاريخ في البوسنة ورواندا ولكنها لم تنجح والنتائج كانت جرائم فظيعة بحق المدنيين. لذلك نتوخى الحذر حيال هذا الأمر".

سفيرة تشيكيا

كما استقبل الراعي سفيرة تشيكيا ميكاييلا فرانكوفا في زيارة بروتوكولية، تمنت بعدها فرانكوفا "العودة مجددا للقاء غبطته والاستماع الى رؤيته حول مواضيع عدة ولا سيما تلك التي تتعلق بمسألة التعايش في لبنان"، وقالت: "اللقاء مع غبطته هام ومفيد جدا. لقد استمعت من غبطته الى العلاقة التي تربط الطوائف الثلاث الاساسية في لبنان بين بعضها البعض وطريقة تعاونها مع بعضها البعض عبر التاريخ وبشكل فعال جدا. انه امر فريد ومميز في هذا البلد، الذي اهنئه بانتخاب رئيس جديد له".

زوار

ومن زوار الصرح، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل والوزير السابق الدكتور سليم الصايغ، ثم وليد الخازم، فقائد الدرك العميد الركن جوزيف الحلو الي عرض شؤونا امنية. وأثنى الراعي على "الجهود التي تبذلها القوى الأمنية كافة في سبيل الحفاظ على الأمن والإستقرار في البلاد".

وبعد الظهر، التقى الراعي مؤسسة مهرجان "بيروت ترنم" ميشلين ابي سمرا ونجلها في زيارة وجها خلالها دعوة له لحضور افتتاح المهرجان في 1 كانون الاول المقبل، حيث من المفترض ان يلقي المونسنيور كارلوس ازافيدو الموفد الرسمي من الفاتيكان كلمة قداسة البابا فرنسيس بالمناسبة.

ثم التقى وليد الخازن.

 

بري استقبل ارسلان ومخزومي ووفد المحاكم الجعفرية

الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، الذي قال بعد اللقاء: "لا بد دائما من زيارة هذا الصرح بوجود دولة الاخ الرئيس نبيه بري، وجئت اليوم لاشكره على موقفه باصراره على تمثيل الحزب الديموقراطي اللبناني في اي تشكيلة حكومية، انطلاقا من ايمانه بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع". اضاف: "موقف دولة الرئيس بري هذا، ليس بجديد على الاطلاق، فمنذ اكثر من 25 عاما وهذه العلاقة تتطور وتتوطد يوما بعد يوم. ونحن متمسكون بها في كل الاحوال لاننا نعتبر ان الرئيس بري كان وسيبقى في كل الاوقات الصعبة الضمانة لحقوق الجميع في البلد ولكي تكون الوحدة الوطنية في احلى مظهرها من خلال معالجته واصراره لردم الهوة بين جميع اللبنانيين، وبالتالي انقاذ المؤسسات الدستورية من الانقسام. ويبقى دولته الضمانة الاساسية لوحدة الدولة ووحدة اللبنانيين باصراره الدؤوب على جمع كل الناس في كل الظروف".

مخزومي

ثم استقبل رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي الذي بحث معه في الأوضاع العامة، وهنأه بإنجاز الانتخابات الرئاسية بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة العتيدة. وتمنى مخزومي على "العهد الجديد أن يبعث برسائل إيجابية إلى العالم والسعودية خصوصا للمحافظة على اتفاق الطائف وأن يعمل على تسهيل أعمال اللبنانيين في الخارج". ودعا رئيس الحكومة المكلف إلى تسريع تشكيل الحكومة، مشددا على ضرورة اعتماد برنامج إنقاذي محدد لإخراج البلد من أزمته الاقتصادية، وإيجاد حلول استراتيجية للملفات الحياتية مثل موضوع النفايات والكهرباء والمياه والبيئة وإصلاح الإدارة على نحو يخرج مؤسسات الدولة من حالة المراوحة سواء على مستوى تأهيل الموظفين وتفعيل المراقبة والمحاسبة ومكافحة الفساد". وقال: "إن احترام الإنسان في لبنان يجب أن يكون له الأولوية على مستوى الصحة وضمان الشيخوخة والتربية والتعليم، وكذلك إيلاء سلسلة الرتب والرواتب الاهتمام الضروري لتحريك العجلة الاقتصادية، خصوصا وأن كلفة المعيشة تجاوزت قدرات غالبية اللبنانيين". وشدد على "أن الإنتخابات النيابية يجب أن تجري في مواعيدها المقررة، لذا على المعنيين التحضير لها بإنجاز قانون عادل للانتخاب"، مؤكدا "أن الانتخابات ضرورية لتعطي الشباب دورا في التغيير".

وثمن مخزومي دور الرئيس بري في هذه المرحلة، مبديا ثقته بالرئيس عون "ولا سيما في ما يخص محاربة الفساد لتحسين صورتنا أمام العالم".

كنعان

وبعد الظهر، استقبل الرئيس بري وفدا من اعضاء المحكمة الشرعية الجعفرية العليا ورؤساء المحاكم في بيروت والضاحية الجنوبية برئاسة رئيس المحاكم الشيخ محمد كنعان. وقال الشيخ كنعان بعد اللقاء: "تشرفنا بزيارة دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري لاستعراض شؤون القضاء الشرعي عموما والمحاكم الشرعية الجعفرية خصوصا ولا سيما في اجواء الحملة المغرضة في الايام الاخيرة. وقد ثمن الوفد مبادرته الكريمة والمسؤولة في هذا الشأن. وتفضل بالتأكيد على ضرورة تعزيز القضاء الشرعي باعتباره ركنا من اركان الصيغة اللبنانية وجزءا من تنظيمات الدولة القضائية من جهة، ومن جهة ثانية باعتباره يعبر عن الشخصية الاسلامية في هذا الوطن بأبعادها العقائدية والشرعية والقيمية على مستوى نظام احوالها الشخصية، وما يتضمن من منظومة حقوق وواجبات، معبرا عن احترامه للفقه الشريف الذي تنتمي اليه هذه المنظومة. ووعد دولته بالعمل على تعزيز وضع المحاكم ودورها على الصعد كافة".

كما استقبل بري النائب السابق ناصر قنديل .