المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 تشرين الثاني/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.november13.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

آيات تحكي قصة الكاهن زكريا وزوجته اليصابات والدي يوحنا المعمدان

سَيُحْسَبُ لَنَا بِرًّا، لأَنَّنَا نُؤْمِنُ بِالَّذي أَقَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يَسُوعَ رَبَّنَا، الَّذي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ زَلاَّتِنَا، وأُقيمَ مِنْ أَجْلِ تَبْريرِنَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة: سجالات صبيانية والابتعاد عن المشكلة الأساسية/13 تشرين الثاني/16

ردح وزجليات القوات والكتائب الصبياني والتضليلي/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

10 بالمئة من اللبنانيين هم في حالة فقر مدقع/أبو ارز

الدكتور فارس سعيْد مع حلفائه وضدّ خياراتهم.. يعارض وحيداً وسعيداً/الراي/ وسام أبو حرفوش

صراع الديوك/خليل حلو/فايسبوك

تلخيص الكلام في تجربة تمام سلام/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

الاتصالات الحكومية تتكثف... والتفاؤل بقرب الولادة يرتفع

بري بحث مع الحريري في تشكيل الحكومة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 12/11/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 12 تشرين الثاني 2016

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بري استقبل الحريري وبحثا في تشكيل الحكومة

إصابة عسكري ومدني برصاص مسلح مجهول في طرابلس

سلام يستعد لنشر مذكرة.. والده

جنبلاط حجز «الصحة» لحمادة

سامي الجميّل يعيد تموضعه: التحالف مع القوات انتهى

العقدة الشيعية – القواتية تحبط تسهيلات جنبلاط لتأليف الحكومة

جنة الوزارات أفسدت الودّ بين الكتائب والقوات

حماس وحزب الله…البندقية من فلسطين باتجاه سوريا!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قوات الأسد تسيطر على منطقتين غرب حلب بعد معارك مع المعارضة

اتهامات لنظام الأسد بتورطه في استخدام أسلحة كيميائية محظورة

مقتل أربعة في هجوم على قاعدة باغرام الاميركية في أفغانستان

العرب يترقبون اي من «صقور» اميركا سيتولى الخارجية فيها

صهر ترامب يشرف على نقل السلطة

وليد فارس، مستشار ترامب للشؤون الخارجية: قصد بتصريحاته حظر دخول "الإخوان المسلمين" لأمريكا.. وسيفاجئ الكثيرين بتوجهه للعرب

بالأسماء... مرشحون لمعاونة ترامب في الأمن القومي/جواد الصايغ/ايلاف

تقارير دبلوماسية: كثير من وعود ترامب سـيطير بعد دخوله البيت الابيض

قرار أميركي مرتقب يمنع بيع طائرات لإيران

ترمب: سأوقف دعم المعارضة السورية المسلحة

مصرع كبير مراسلي التلفزيون الإيراني في حلب

11 دولة عربية تدين إيران: راعية للإرهاب تقوض السلام بالمنطقة/رسالة خليجية مشتركة إلى الأمم المتحدة تشكو سلوك طهران المتطرف

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حرب الأوراق الخمس/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

الهجمة الإيرانية على لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

قلق إيراني من خروج لبنان من الفلك الإيراني السوري/شادي علاء الدين/العرب

الملف الإقليمي ينتظر «ربيع ترامب»/ثريا شاهين/المستقبل

لا تخافوا ترامب... ولكن استعدوا له/جمال خاشقجي/الحياة

حكاية الحرب والبلاء في مدينة حلب/أكرم البني/الحياة

ترامب و «داعش»: تشابه بين... صعودين/حازم الامين/الحياة

الرئيس المنتخب ترامب يستحق فرصة/خلف أحمد الحبتور/السياسة

دونالد ترامب وعبدالفتاح السيسي/أسعد البصري/العرب

«حزب الله» يسدد «دينه» الرئاسي لعون ويرفض استخدامه ضد «المردة» و «الكتائب»/محمد شقير /الحياة

اللوبي اللبناني في الحزب الجمهوري يُعيد إحياء شعارات «ثورة الأرز» وتشكيل مظلة لتطبيق القرارين 1559 و1701/سي أن أن

ترامب ولبنان: بيان وزاري يؤسّس لشراكة بين الدولة والدولة فقط!

ترنّح عهد أوباما يُنهي حقبة إيران المدللة ويفتح الباب لسياسات جديدة بدءاً من النووي إلى أزمات الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

زهرا: الحياة الديمقراطية لا تستقيم الا بوجود معارضة خارج الحكومة وهذا لا يعني فيتو على أحد

باسيل: سيكون لنا حكومة وقانون انتخابات

علاوي زار وزير الداخلية: نتطلع الى دور عراقي إقليمي بعد إنهاء داعش

القوات طلبت من محازبيها ومناصريها وقف الحملة على الكتائبيين

 مجلس ثورة الارز: لتسهيل مهام العهد ومهام الرئيس المكلف تشكيل الحكومة

بيسي عرضت للراعي مشروع التوأمة بين مزرعة الضهر وديزيربيه: متمسك برأسمال لبنان وهو العلاقة بين مسلميه ومسيحييه

نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ: واهم من يعتقد أنّ بإمكانه إقصاء الكتائب تمهيدا لإلغائها من العمل السياسي

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم
آيات تحكي قصة الكاهن زكريا وزوجته اليصابات والدي يوحنا المعمدان

إنجيل القدّيس لوقا01/من01حتى25/:"بِمَا أَنَّ كثيرينَ أَخَذُوا يُرَتِّبونَ رِوَايةً لِلأَحْدَاثِ ٱلَّتي تَمَّتْ عِنْدَنا، كَمَا سَلَّمَها إِلَيْنَا مَنْ كَانُوا مُنْذُ البَدْءِ شُهُودَ عِيَانٍ لِلْكَلِمَة، ثُمَّ صَارُوا خُدَّامًا لَهَا، رَأَيْتُ أَنا أَيْضًا، أَيُّهَا الشَّرِيفُ تِيُوفِيل، أَنْ أَكْتُبَها لَكَ بِحَسَبِ تَرْتِيِبهَا، بَعْدَما تَتَبَّعْتُهَا كُلَّها، مُنْذُ بِدَايَتِهَا، تَتَبُّعًا دَقيقًا، لِكَي تَتَيَقَّنَ صِحَّةَ الكَلامِ الَّذي وُعِظْتَ بِهِ. كَانَ في أَيَّامِ هِيرُودُس، مَلِكِ اليَهُودِيَّة، كَاهِنٌ ٱسْمُهُ زَكَرِيَّا، مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، لهُ ٱمْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ ٱسْمُها إِليصَابَات. وكَانَا كِلاهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ الله، سَالِكَيْنِ في جَمِيعِ وصَايَا الرَّبِّ وأَحْكَامِه بِلا لَوْم. ومَا كَانَ لَهُمَا وَلَد، لأَنَّ إِليصَابَاتَ كَانَتْ عَاقِرًا، وكَانَا كِلاهُمَا قَدْ طَعَنَا في أَيَّامِهِمَا. وفِيمَا كَانَ زَكَرِيَّا يَقُومُ بِالخِدْمَةِ الكَهَنُوتِيَّةِ أَمَامَ الله، في أَثْنَاءِ نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ، أَصَابَتْهُ القُرْعَة، بِحَسَبِ عَادَةِ الكَهَنُوت، لِيَدْخُلَ مَقْدِسَ هَيْكَلِ الرَّبِّ ويُحْرِقَ البَخُور. وكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلِّي في الخَارِج، في أَثْنَاءِ إِحْرَاقِ البَخُور. وَتَراءَى مَلاكُ الرَّبِّ لِزَكَرِيَّا وَاقِفًا مِنْ عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ البَخُور، فَٱضْطَرَبَ زَكَرِيَّا حِينَ رَآه، وٱسْتَولَى عَلَيْهِ الخَوف. فقَالَ لهُ المَلاك: «لا تَخَفْ، يَا زَكَرِيَّا، فَقَدِ ٱسْتُجيبَتْ طِلْبَتُكَ، وَٱمْرَأَتُكَ إِلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يُوحَنَّا. ويَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَٱبْتِهَاج، ويَفْرَحُ بِمَوْلِدِهِ كَثِيرُون، لأَنَّهُ سَيَكُونُ عَظِيمًا في نَظَرِ الرَّبّ، لا يَشْرَبُ خَمْرًا ولا مُسْكِرًا، وَيَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ وَهُوَ بَعْدُ في حَشَا أُمِّهِ. ويَرُدُّ كَثِيرينَ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ إِلى الرَّبِّ إِلهِهِم. ويَسيرُ أَمَامَ الرَّبِّ بِرُوحِ إِيلِيَّا وقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلى الأَبْنَاء، والعُصَاةَ إِلى حِكْمَةِ الأَبْرَار، فيُهيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُعَدًّا خَيْرَ إِعْدَاد». فقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاك: «بِمَاذَا أَعْرِفُ هذَا؟ فإِنِّي أَنَا شَيْخٌ ، وٱمْرَأَتي قَدْ طَعَنَتْ في أَيَّامِهَا!». فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لهُ: «أَنَا هُوَ جِبْرَائِيلُ ٱلوَاقِفُ في حَضْرَةِ الله، وقَدْ أُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وأُبَشِّرَكَ بِهذَا. وهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا، لا تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّم، حَتَّى اليَوْمِ الَّذي يَحْدُثُ فِيهِ ذلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تُؤْمِنْ بِكَلامِي الَّذي سَيَتِمُّ في أَوَانِهِ». وكَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظرُ زَكَرِيَّا، ويَتَعَجَّبُ مِنْ إِبْطَائِهِ في مَقْدِسِ الهَيْكَل. ولَمَّا خَرَجَ زَكَريَّا، لَمْ يَكُنْ قَادِرًا أَنْ يُكَلِّمَهُم، فأَدْرَكُوا أَنَّهُ رَأَى رُؤْيَا في المَقْدِس، وكَانَ يُشيرُ إِلَيْهِم بِالإِشَارَة، وبَقِيَ أَبْكَم. ولَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ، مَضَى إِلى بَيْتِهِ.وبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، حَمَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ إِلِيصَابَات، وكَتمَتْ أَمْرَهَا خَمْسَةَ أَشْهُر، وهِيَ تَقُول: هكَذا صَنعَ الرَّبُّ إِليَّ، في الأَيَّامِ الَّتي نَظَرَ إِليَّ فِيهَا، لِيُزيلَ العَارَ عَنِّي مِنْ بَيْنِ النَّاس!."

 

سَيُحْسَبُ لَنَا بِرًّا، لأَنَّنَا نُؤْمِنُ بِالَّذي أَقَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يَسُوعَ رَبَّنَا، الَّذي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ زَلاَّتِنَا، وأُقيمَ مِنْ أَجْلِ تَبْريرِنَا

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة04/من13حتى25/:"يا إِخوَتي، الْوَعْدُ لإِبْرَاهيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ بِأَنْ يَكُونَ وَارِثًا لِلعَالَم، لَمْ يَكُنْ بِواسِطَةِ الشَّرِيعَة، بَلْ بالبِرِّ الَّذي نَالَهُ بالإِيْمَان. فلَوْ كَانَ أَهْلُ الشَّرِيعَةِ هُمُ الوَارِثِين، لأُبْطِلَ الإِيْمَان، وأُلْغِيَ الوَعْد؛ لأَنَّ الشَّرِيعَةَ تُسَبِّبُ غَضَبَ الله؛ وحَيْثُ لا شَرِيعَة، فَلا تَعَدِّيَ لِلشَّرِيعَة. لِذَلِكَ فَأَهْلُ الإِيْمَانِ هُمُ الوَارِثُون، لِكَي تَكُونَ الوِرَاثَةُ هِبَةً مِنَ الله. وهكَذَا تَحَقَّقَ الوَعْدُ لِكُلِّ نَسْلِ إِبْرَاهيم، لا لِلنَّسْلِ الَّذي هُوَ مِنْ أَهْلِ الشَّرِيعَةِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا لِلنَّسْلِ الَّذي هُوَ مِنْ أَهْلِ الإِيْمَان، إِيْمَانِ إِبْرَاهِيم، الَّذي هُوَ أَبٌ لَنَا أَجْمَعِين؛ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنِّي جَعَلْتُكَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَة». فَإِبْرَاهِيمُ الَّذي آمَنَ بٱللهِ هُوَ أَبٌ لَنَا أَمَامَ الله، الَّذي يُحْيي الأَمْوَات، ويَدْعُو غَيْرَ المَوْجُودِ إِلى الوُجُود. وقَدْ آمَنَ إِبْرَاهيمُ رَاجِيًا عَلى غَيرِ رَجَاء، بِأَنَّهُ سَيَصيرُ أَبًا لأُمَمٍ كَثيرَة، كَمَا قِيلَ لَهُ: «هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ». ولَمْ يَضْعُفْ بِإِيْمَانِهِ، بِرَغْمِ أَنَّهُ رأَى، وهُوَ ٱبنُ نَحْوِ مِئَةِ سَنَة، أَنَّ جَسَدَهُ مَائِت، وأَنَّ حَشَا سَارَةَ قَدْ مَات. وبِنَاءً عَلى وَعْدِ الله، مَا شَكَّ وَلا تَرَدَّد، بَلْ تَقَوَّى بالإِيْمَان، ومَجَّدَ ٱلله. وأَيْقَنَ مِلْءَ اليَقِينِ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُنْجِزَ مَا وَعَدَ بِهِ. فَلِذلِكَ حُسِبَ لَهُ إِيْمَانُهُ بِرًّا. ولَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ «حُسِبَ لَهُ بِرًّا»، بَلْ كُتِبَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِنَا، نَحْنُ الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا بِرًّا، لأَنَّنَا نُؤْمِنُ بِالَّذي أَقَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يَسُوعَ رَبَّنَا، الَّذي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ زَلاَّتِنَا، وأُقيمَ مِنْ أَجْلِ تَبْريرِنَا".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سجالات صبيانية والابتعاد عن المشكلة الأساسية

الياس بجاني/مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة: سجالات صبيانية والابتعاد عن المشكلة الأساسية/13 تشرين الثاني/16/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%d8%b3%d8%ac%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%b5%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%a8%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d8%a7/

 

ردح وزجليات القوات والكتائب الصبياني والتضليلي

الياس بجاني/12 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/12/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%af%d8%ad-%d9%88%d8%b2%d8%ac%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7/

من يتابع زجليات وعنتريات وردح القوات والكتائب السخيفة والصبيانية والحالمة يعتقد لأول وهلة أن لبنان قد تحرر من الاحتلال الإيراني واستعاد حريته واستقلاله وأصبحت السيادة ناجزة وكاملة، وأن حزب الله قد سلم سلاحه للدولة وأن الدويلة تفككت والحدود ضبطت وعاد جيش الحزب اللاهي من سوريا وتم القبض على قتلة الرئيس الحريري وأن كل المطلوبين والمجرمين المحميين من قوى الاحتلال قد أصبحوا في السجون.

من يتابع الردح الولادي هذا يظن أن الأشاوس هؤلاء من الرداحين ونافخي الصدور وسلطي الألسنة هم من حرر الوطن وأعاد له الاستقلال، وهم من أعاد أهلنا اللاجئين في إسرائيل قسراً، وأنهم هم من اقتحم السجون والمعتقلات السورية الأسدية وحرروا كل المعتقلين اللبنانيين المغيبين فيها منذ عشرات السنين، وهم أيضاً من مزقوا مذكرات وزير المال علي حسن خليل التي تصادر أراضي الموارنة ومشاعات بلداتهم في جبل لبنان، وبالتالي من حقهم الشرعي قبض الثمن وفوراً مقاعد وزارية دسمة وتقاسم الجبنة مع الجميع كما الافتخار بانجازاتهم التاريخية.

والله عيب هذا الانسلاخ عن الواقع وألف عيب هذا التضليل للرأي العام..

ألا يعلم هؤلاء علم اليقين أن لا شي تغير وأن البلد لا يزال أسيرا ورهينة عند حزب الله وتحت تصرف ومشيئة وهز أصابع المرشد السيد نصرالله؟

نلفت الأشاوس من الواهمين والمنسلخين عن الواقع وأصحاب الذاكرة الانتقائية ومعهم القطعان والهوبرجية والزلم والزقيفة كافة إلى أن الحكومة التي يتناحرون بقرونهم ، ونعم بقرونهم، على الدخول إليها هي بأمرة حزب الله المطلقة وتحت سيطرته وغب فرماناته.

نذكر الأشاوس الرداحين والقطعان إلى أن الرئاسة والدولة بكل مؤسساتها لا يزالون تحت هيمنة حزب الله وهو من يقرر من يدخل الحكومة ومن لا يدخلها وهو من يأمر لمن تعطى الحقائب ونوعيتها ولمن لا تعطى.. وهو من يفرض الفيتوات ويرفعها.. وهو من يحلل ويحرّم ودون رادع.

يبقى أن الاستسلام لا يمكن عملاً بكل المعايير الوطنية والعلمية والأخلاقية والدينية أن يسمى انتصاراً ومن يتوهم بغير ذلك فهو  واهم وحالم ولا يخدع غير نفسه.

نذكر الأشاوس الذين أضاعوا البوصلة ومعها سلم الأوليات بقول السيد المسيح: "مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد"..

إن المطلوب تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني وكل ما عداه هو تلهي بالقشور..

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

سجال الكتائب والقوات تلهي بالقشور وابتعاد عن المشكل الأساس

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/11/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%ac%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a6%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d9%84%d9%87%d9%8a/

حقيقة مأساوية قلناها من قبل مراراً وتكراراً ومنذ توقيع العماد ميشال عون ورقة تفاهمه مع حزب الله عام 2006 والتحاقه الكامل والشامل تكتيكياً واستراتجياً ومصالح وإعلام وخطاب وسلطة ونيابة ووزارات بمحور الشر السوري_الإيراني المسمى كذباً بمحور الممانعة.

الحقيقة القاتلة للآمال والمحبطة للهمم هي أن ميشال عون نجح وكبر وتجبر واستكبر ووصل إلى ما وصل إليه وتوجه بعودته المظفرة إلى قصر بعبدا ليس بشطارته أو بسبب شعبيته أو لا سمح الله بنتيجة عبقريته وبعد نظره ووطنيته ورؤيوته الخارقة.

عون نجح وحلق وكبرت شعبيته، وهنا الكارثة المارونية المدمرة تحديداً، لأن البدائل السياسية والحزبية في مجتمعنا المسيحي هي تعيسة وفاشلة ونرسيسية ولم يكون عندها وحتى يومنا هذا لا ثوابت ولا قضية ولا مشروع غير ما يتعلق فقط بمصالحها العائلية والسلطوية والمالية، وذلك على حساب المواطن وقضية الوطن ومصيره وسيادته والاستقلال.

إن البدائل المسيحية الحزبية هذه ودون استثناء واحد لا تزال على تعاستها وفشلها وقصر نظرها وعقم تفكيرها والأنانية وقد امتهنت هذا النهج السطحي والنفعي والشخصي حتى الثمالة.

للأسف إن ما نراه اليوم من سجال إعلامي صبياني بين حزبي القوات والكتائب على المستويين الرسمي والشعبي يأتِ في هذا السياق التضليلي والشخصي 100%.

سجال عدائي وصبياني وبحت شخصي تعودنا عليه وهو للأسف يرتكز كلياً على أمور جانية سخيفة وردح زجلي دون أي محتوى وطني أو رؤيوي، والأخطر أنه يتلهى بالقشور ويهمل المشكل الأساس الذي هو الاحتلال الإيراني للبنان الذي تم تتويجه بوصول مرشح حزب الله، ميشال عون إلى موقع رئاسة الجمهورية.

إنه وبنتيجة فقدان البدائل عن عون وصل الرجل وبعد أن استسلمت القوات اللبنانية (ومعها تيار المستقبل) تحديداً ورضخت للابتزاز اللاهي وتخلت عن كل ثوابتها الوطنية والمسيحية التي هي علة وجودها وانتقلت فجأة إلى دور تمارسه للمرة الأولى منذ السبعينات وهو القبول بواقع الاحتلال والعمل تحت مظلته وشروطه والضوابط.

من هنا فإن كل النفاق والتضليل الإعلامي والتبريرات الواهية والواهمة والحروب الجانبية التي يمارسها الفريق الإعلامي القواتي هدفها التعمية على واقع الاستسلام والتسوّق له على أنه انتصار تحت ذريعة اقتناص فرصة التسوية على خلفية الواقعية.

تسوية هي عملياً استسلام طبقاً لكل المعايير ويُسوّق لها بهدف التضليل والتعمية على أنها هي خشبة الخلاص وأن ليس من بدائل لها بهدف انتشال لبنان من خطر المؤتمر التأسيسي الذي يريده ويسعى له حزب الله والحفاظ على دور ووجود المسيحيين ومنع الانهيار الاقتصادي الوشيك.

أي تسوية هذه وحزب الله لم يغير أو يبدل ولو فاصلة واحدة من خططه ومشروعه وممارساته محلياً واقليمياً ودولياً وفي نهج طرق تعاطيه مع الدولة والدستور وكل الشرائح اللبنانية؟

نسأل أهلنا في وطننا المقهور والمهيمن عليه بالإرهاب والإبتزاز والقوة والفاقد لقراره واستقلاله، وتحديداً نسأل ربع أصحاب شركات الأحزاب المسيحية التجارية والعائلية بامتياز، ومعهم من ينظّر لهم عكاظياً ويسوّق لتضليل الرأي العام وتصوير الاستسلام على انه انتصار، نسأل ما نفع  وقيمة حصولكم على كل الوزارات والمواقع في الدولة بما فيها رئاسة الجمهورية في حين أن حزب الله يحتل البلد ولا وجود فعلي لاستقلال وسيادة وقانون وحقوق وحريات؟؟؟

ننصح أصحاب شركات الأحزاب الدكتاتوريين والتجار أن يحترموا عقول وذكاء اللبنانيين وأن يصارحوا الناس بالحقيقة بدلاً من تضليلهم واللعب على مخاوفهم والعصبيات واستغلال طيبتهم والاستهزاء بهم.

في الخلاصة لا تسوية ولا من يحزنون، بل استسلام كامل وشامل وتغليب للمصالح الشخصية والكيديات، كما أن السجالات السخيفة الدائرة حالياً هي تضليلية وللتغطية على خطيئة الاستسلام من خلال زجليات التلهي بالقشور وإهمال المشكل الأساس.. ونقطة على السطر

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

10 بالمئة من اللبنانيين هم في حالة فقر مدقع

أبو ارز/12 تشرين الثاني/16

آخر تقرير للاسكوا يشير إلى أن 10 بالمئة من اللبنانيين هم في حالة فقر مدقع ، اي أنهم يعيشون على أقل من 2.4 دولار في اليوم . ما يعني أن حوالي 400 الف لبناني يتقاضون أقل من 72 دولارا في الشهر..و يعني أيضا أننا نقترب من دول مجاهل أفريقيا في مستوى الفقر.لعنة الله على كل مسؤول ساهم ، بشكل أو بآخر ، في وصول لبنان إلى هذه الحالة من البؤس و التعاسة ، بعد أن كان بلد الخير و البحبوحة.

لبيك لبنان/أبو ارز/.

 

الدكتور فارس سعيْد مع حلفائه وضدّ خياراتهم.. يعارض وحيداً و... سعيداً

الراي/ وسام أبو حرفوش/السبت، 12 نوفمبر 2016 

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/12/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D9%92%D8%AF-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D9%87-%D9%88%D8%B6%D8%AF/

... في الردهة الفسيحة، غادر «الشهود» الكراسي وبقي الشهداء على الحائط. ردهةٌ خاويةٌ يضجّ فيها الصمت، وعلى الجدران فرحٌ حزينٌ يطلّ من صورٍ لرجال لم يغيّبهم الموت بل «أقصتهم اللعبة»... هكذا غالباً ما تأكل الثورة أبناءها ومن ثم تجرّ خيباتها وتصبح مجرّد «ذكرى سنوية».

إنه حال حركة «14 آذار» ومقرّ أمانتها العامة في حي الأشرفية البيروتي... الشهداء أكثر من الأحياء بعدما «انفخت الدفّ وتفرّق الثوار»... من رفيق الحريري الذي لم يذبل تفاؤله، الى محمد شطح الدائم التفكير، مروراً بكل «العلامات الفارقة» في وطنٍ فَقَدَ أجمل ما لديه.

وحده منسّق الأمانة العامة فارس سعيْد «يعتصم» في مكتبه المجاور، يستظلّ المشهد المليوني بفائض حنينٍ لـ «اللحظة العابرة» التي أزهرتْ ربيعاً لم يزهر بعدما أرهقتْه لعبة الدم وأفسدتْه لوثة الأحجام والسلطة، فسقطتْ أوراقه واستمرّت الفكرة... فكرة.

لم يترجّل الدكتور فارس، الذي يبدأ يومياته بتمرينٍ صباحي على «ركوب الخيل»، عن صهوة «14 آذار» وخطابها، الذي يكاد ان يصبح كـ «الدفاتر العتيقة» بعدما قلَب قادتها الصفحة وانخرطوا في تفاهماتٍ وتسوياتٍ أمْلتها «الواقعية السياسية».

هذه «الواقعية» التي لا يقرّ بها سعيْد هي الاسم الحركي لاختلال موازين القوى التي جعلتْ من «حزب الله» بمثابة «ناظمٍ» للحياة السياسية بعدما أمسك بـ «الإمرة الاستراتيجية». وليس أدلّ على ذلك من احتجازه مفتاح الرئاسة لنحو 30 شهراً ووضْعه الجميع أمام السؤال الصعب: ماذا عن اليوم التالي؟

فـ «الحكيم» الذي خلع «الروب الابيض» واعتزل الطب قبل أعوام للانصراف الى مشروعٍ سياسي علّه يداوي «الوطن العليل»، لم يجد في التسوية التي أتت بالعماد ميشال عون، مرشّح «حزب الله»، رئيساً إلا «رايةً بيضاء» كرّست الغلبة للسلاح غير الشرعي (الحزب) وشكّلت انصياعاً لـ «الاحتلال الإيراني».

وبدا سعيْد معارضاً وحيداً و«سعيداً» بعدما استقلّ الجميع قطار التسوية، وهو يحرص على استقلاليته كـ «حالٍ اعتراضية» من دون ان «يستقيل» من العلاقة مع حلفائه الذين يبادلونه الاحترام. فالخلاف العميق حول شروط التسوية ونتائجها لم يُفسِد تودُّد الجميع الدائم ليافطةٍ اسمها «14 آذار».

لا يضيره ان يصبح وحيداً في المعارضة ورفاقه مع الموالاة. فـ سعيْد، الذي كان كلما أطلّ على الشاشة حضرتْ «14 آذار»، لم يتردّد في القول إنه «يترك لهؤلاء مكاناً دافئاً عند عودتهم سالمين». وفي هذه الخلاصة قد يخطئ وقد يصيب لكنه هو هو.

فرغم ان رفاقه يقاتلون لحجز «حقائبهم» في حكومة العهد الجديد، لم يكلّ هو عن «الصراخ في البرية»، كأنه يخشى من نهايةِ فترة السماح باضطرابٍ يزيد من «حقائب السفر»، ولسان حاله ان هكذا تسوية لن تؤدي إلا الى هكذا نتيجة... ربما لم يرَ في الكوب نصفيْن... كلّه فارِغ.

في اعتقاد نائب جبيل السابق، الذي لم يجد في البرلمان ممراً وحيداً الى الناس والسياسة، ان العهد الجديد سيجعل لبنان مرتعاً لكلّ الذي يريدون مواجهة ايران، وربما يتحوّل اقتصاده ومصارفه «فشة خلق» بالنيابة عن «حزب الله» المطارَد بالعقوبات في أميركا والخليج، بعدما تماهتْ الدولة مع «الدويْلة».

سعيْد، ابن البيت السياسي، الذي فقد والده الطبيب يوم كان صغير السنّ ولم يعرفه إلا في حكايا الناس الطيبين، لم ينسَ انه دشّن دخوله الحياة العامة بعبوره على متن الباخرة «فوش» الآتية من باريس في العام 1989 للمشاركة بـ «ردائه الأبيض» في إنقاذ جرحى مغامرة «حزب التحرير» التي أعلنها العماد ميشال عون.

والصلابة التي غالباً ما تقترن بـ «الرجولة» لم تكن صدفة في سلوك سعيْد، لكنه اكتسبها من والدته الستّ نهاد، التي جعلها القدَر في مواجهةٍ شرسة ومديدة مع أحد رموز الموارنة الأقوياء ريمون إده يوم كانت في الـ 32 من عمرها، فلم «يغيّبها» موت زوجها، تماماً كما لم يغيّب الموت الافتراضي لـ«14 آذار» فارس سعيْد. فصحيح ان سعيْد، الذي بدا الآن وكأنه يسير «عكس السير»، ورث شعبية بيتهم السياسي لكنه بنى شخصيةً فيها الكثير من الخاصيات التي اكتسبها في مسيرته المهنية والفكرية، فهو فتح نوافذ عقله على تجارب الشرق والغرب وبنى شراكةً دائمة مع الحوار الذي صار واحداً من أربابه.

والأصحّ انه لا يمكن الحديث عن «صلة الوصل» بين أقطاب «14 آذار» في لحظاتِ تَباعُدهم، من دون إبراز الدور المحوري و«الريادي» لسعيْد، الى جانب توْأمه الآخر سمير فرنجية، في صناعة «انتفاضة الاستقلال» منذ أن أدارا «المكتب السياسي» للبطريرك «النادر» مار نصرالله بطرس صفير والمتمثّل بـ «لقاء قرنة شهوان».

بمهارةٍ وإرادةٍ وحنكةٍ نقلوا معارضة الوصاية السورية من مجرّد نقمةٍ مسيحيةٍ الى مشروعٍ استقلالي إسلامي - مسيحي عبر الشراكة مع رفيق الحريري ووليد جنبلاط، وهو المشروع الذي نجح في إخراج الجيش السوري على وهج استشهاد الحريري - الأب قبل ان تنكسر شوكة الانتفاضة وغصونها الواحد تلو الآخر.

وفي اللحظةِ التي كان البطريرك صفير يبارك الزعامات العائدة الى الساحة، كالعماد عون من المنفى والدكتور سمير جعجع من السجن، اصطحب سيّد بكركي سعيْد وفرنجية الى بهو الصرح حيث المكتبة، ونصحهما بقراءة هذا الكتاب وذاك... وكأنّ لهما حسن الاطلاع ولسواهما الاضطلاع بكتابة الفصل الجديد.

في مقرّ الأمانة العامة، يجلس سعيْد مع روادٍ دائمين وضيوفٍ، يحاور، يناقش، يستكشف، ويغضب أحياناً، لكن الأهمّ انه يجعل من السياسة فكرةً نبيلة لا وظيفة، وهو ربما يكون السياسي اللبناني الوحيد الذي «يغرّد» بأسى مع كل طلعة شمس سائلاً عن دور أطباء لبنان والعرب في إنقاذ أطفال حلب، وعن أخلاقيات المهنة والصمت المهين حتى من السوريين المتشرّدين في أصقاع عواصم القرار في العالم، والذين يديرون الظهر لوليمة الموت التي تلتهم شعبهم.

 

صراع الديوك

خليل حلو/فايسبوك/12 تشرين الثاني/16

منذ زمنٍ عندما لم يكم هناك حواسيب وانترنت وهواتف جوالة وعشرات المحطات التلفزيونية وعندما كان التلفزيون يعمل فقط خلال ساعات الليل، كانت السلوى أحداث حيـّة في الضيعة (نعم في حينه كانت بعبدا ضيعة). من هذه الأحداث أتذكر أن هناك من استقدم ديكين (مثنى ديك أي ذكر الدجاجة) وراحوا يجولون بهما بالسيارات في شوارع الضيعة مع زمامير وهمروجة وعرض للديكين من شبابيك السيارات، فلحقتهم الناس بالسيارات وركضاً على الأقدام، وأنا منهم، إلى ملعب حيث وضع الديكان في حلقة وبدأ "صراع الديوك" وبدأت معه الرهانات المالية على الديكين المتصارعين والناس متجمهرة في حلقة دائرية تتفرج، فطالت المعركة كثيراً وتضرج الديكان بالماء ولم يستسلم أي منهما أو يموت بالضربة القاضية، وبدت المعركة كأنها لن تنتهي وفي بعض المراحل كان الديكان يتكئان على بعضهما البعض للإستراحة قبل مواصلة الصراع. وهنا أتذكر النائب السابق أوغست باخوس الذي قال لي يوماً عن لسان الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب أن اللبنانيين كالديوك التي تتصارع فيهشمون بعضهم ولا أحد يربح فيتكئ كل منهم على الآخر ويعكز عليه لأخذ النفس قبل مواصلة الصراع الذي لا ينتهي ..."

وبالعودة إلى قصتنا في الضيعة: بعد طول "صراع الديوك" أعلن أحدهم إنتهاء المعركة وفوز أحد الديكين وكان إسمه نمرود. فاحتج أحد أنصار الديك الآخر قائلاً "أنا كمان أفهم في الديوك" والديك الآخر هو الذي ربح ... وهنا توقف "صراع الديوك" وأصبح صراع بين خبيري الديوك وكاد الجمهور أن ينقسم ويبدا بالتضارب بالأيدي ... ولكن هذا لم يحدث وانسحب المتجمهرون شيئاً فشيئاً وبقي الديكان يتفرجان على "صراع الخبراء" ... هذه القصة حقيقية وعمرها أكثر من خمسة وثلاثين عاماً ورحم الله الرئيس فؤاد شهاب وما أشبه الأمس باليوم: على نشرات الأخبار صراعات خبراء وديوك لدرجة الهبل والإستهبال، ثم إتفاق ديوك واستسلام ديك لآخر واتكائه عليه قبل مواصلة الصراع، وجمهور يتفرج ويراهن ويخسر رهاناته، وقسم منه يحبط وينصرف ويخسر رهاناته ويقرف، بينما قسم آخر يترفع ويتابع نضاله الوطني بعيداً عن خم الدجاج والإسطبلات وصراع الديوك.

 

تلخيص الكلام في تجربة تمام سلام٠

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/12 تشرين الثاني/16

رئيس الحكومة "الراحلة" تمام سلام كان قد وصف حكومته بأنها افشل الحكومات ووصف بعض القوى السياسية فيها بأنها "نفايات سياسية" وقد ادلى البارحة بحديث الى احدى الصحف المحلية لخص فيه تجربته بالاسطر التالية :" ويكشف سلام أنه استطاع أثناء رئاسته للحكومة أن يرصد عن قرب ظواهر الفساد المستشري في جسم الدولة، «بعدما كنتُ أسمع عنها»، مشيراً إلى أن هناك مَن يستسهل العبث بالمال العام لخدمة مصالحه الخاصة. ويتابع: للأسف، بعض الأطراف السياسية في مجلس الوزراء كانت تتوزّع الحصص والمنافع بطريقة فجّة، وكانت تتصارع لهذه الغاية، ولو غلّفت صراعها أحياناً بعناوين سياسية برّاقة."اذاً حكومته التي استمرت سنتين وتسعة أشهر مكونة من بعض الأطراف السياسية التي تستسهل العبث بالمال العام لخدمة مصالحها الشخصية وهي كانت تتوزع الحصص والمنافع بطريقة فجّة وكانت تتصارع لهذه الغاية ولو غلّفت صراعها بعناوين سياسية برّاقة ولكن من هي هذه الأطراف السياسية؟.

تمام سلام لا يسمي هذه الأطراف التي يتهمها بالفساد والصراعات لأجل المصالح الخاصة ولكن من السهل ان نرى ما هي مكونات هذه الحكومة أو اطرافها السياسية:

تيار عون- تيار بري- تيار المستقبل- تيار ولاية الفقيه- تيار الجميّل- تيار فرنجية- تيار بقرادونيان اضافة الى عدد من المستقلين٠

هذه التيارات مسؤولة مجتمعة ومتضامنة عن الفساد ويبدو ان تمام سلام كان غير قادر على مواجهة فساد بعضها أو غير راغب بذلك اما لأنها أقوى منه سياسياً وعلى الارض أو لأن الفساد كان قوة الاستمرار الوحيدة٠

هذه التيارات كلها ستعود الى الحكومة التي يتم تشكيلها حالياً وسيُضاف اليها تيار جعجع وتيار اسعد حردان مع تعديل طفيف في المستقلين وستعود الأمور الى ما كانت عليه من الفساد والصراع على المصالح الخاصة رغم كل الكلام الكبير على مكافحة الفساد و رغم الخطابات الرنّانة والوعود الطنّانة وواضح انه فقط في لبنان يتم احضار الفاسدين لمكافحة الفساد٠اكتشف الجميع ان للمحاصصة واقتسام مغانم الدولة اسم جديد لامع هو الميثاقية ويبدو ان الفساد سيُصبِح في المرحلة المقبلة جزءاً اساسياً من صميم الميثاقية بإسم حقوق الطوائف والشعب العظيم

 

الاتصالات الحكومية تتكثف... والتفاؤل بقرب الولادة يرتفع

خالد موسى/المستقبل/13 تشرين الثاني/16/يجهد الرئيس المكلف سعد الحريري لإنجاز تركيبة حكومة «الوحدة الوطنية» التي أرادها منذ اليوم الأول من التكليف، متسلحاً بـ«الإجماع الوطني» للوصول الى أرضية مشتركة تتيح بناء شراكة حكومية عادلة وقادرة على دفع عجلة العهد الجديد. وبالتزامن، لا تزال الأجواء التفاؤلية بقرب إنضاج هذه التركيبة طاغية والتي عبّر عنها في أكثر من مناسبة كان آخرها قبل أيام في المعرض الفرنكوفوني في البيال، حيث يسعى جاهداً عبر اتصالات مع جميع الأطراف من دون استثناء الى تأمين مشاركة جميع القوى ضمن الحكومة وفق مبدأ أن «لبنان المستقبل لا يُبنى إلا بمشاركة كل أبنائه»، بحسب ما كان يشدد عليه دائماً والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ويريد الرئيس الحريري عبر هذه الحكومة الوطنية الجامعة انتشال البلد من حال الجمود والتدهور على المستويات كافة التي شهدها طوال فترة الفراغ الرئاسي وإعادته الى خارطة الاهتمامات الإقليمية والدولية وإعادة العالم اليه. هذه الأجواء التفاؤلية بقرب ولادة هذه الحكومة الجديدة، ليست موجودة عنده فحسب، بل هي موجودة أيضاً عند كُثر غيره ومن بينهم أعضاء كتلة «المستقبل» الذين دعوا في وقت سابق وخلال اجتماعهم الأخير قبل أيام الى «التقاط هذه اللحظة الإيجابية وتسهيل عملية التأليف التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري وأن تتّسم مطالب جميع الأفرقاء بالواقعية السياسية بما يعجل في تأليف الحكومة». وفي شأن الاتصالات التي تجري في هذا السياق، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد زهرمان في حديث لـ«المستقبل» أمس أن «الاتصالات لتشكيل الحكومة والتي يجريها الرئيس سعد الحريري لا تزال مستمرة ومكثفة مع جميع الأطراف من دون استثناء»، مشدداً على أن «الأجواء التفاؤلية بقرب ولادة الحكومة لا تزال طاغية والتشكيل أصبح يتم بشكل سريع بعد تبيان مطالب ومواقف جميع الأطراف». ولفت الى أن «الرئيس سعد الحريري مصّر على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطياف السياسية في البلد»، مشيراً الى أنه «بطبيعة الحال هناك صعوبة في توزيع الحقائب وإرضاء جميع الأفرقاء ليس من خلال دخولهم الى الحكومة بل من خلال إرضائهم بالحقائب التي سيحصلون عليها». وإذ أوضح أنه «من الطبيعي أن يكون هناك صراع ومعارك ومحاولات لتحصيل مكاسب أكثر بين كل الأفرقاء»، أكد زهرمان أن «الرئيس الحريري تخطى نسبة كبيرة من هذه العراقيل والأمور سائرة نحو الحلحلة في الآتي من الأيام على أن تبصر الحكومة النور قريباً»، مشيراً الى «وجود أجواء تسووية نعيشها اليوم وإصرار من الجميع على المشاركة في هذه الحكومة، ولو أننا في أجواء أخرى لاستغرقت عملية تأليف الحكومة أشهراً». من جهته، اعتبر عضو الكتلة النائب عاصم عراجي «أننا ما زلنا متفائلين بقرب تشكيل الحكومة خصوصاً أن كل الأطراف تريد ذلك وتريد المشاركة فيها»، مؤكداً أن «الاتصالات بشأن التشكيل التي يجريها الرئيس سعد الحريري لا تزال مستمرة ومكثفة مع جميع الأطراف من دون استثناء». ولفت عراجي الى أن «وضع المطالب العالية من حيث الحصص والحقائب من قِبل بعض الأطراف هو بهدف تحسين المواقع والمراكز، وما هو مطلوب اليوم التعاطي بواقعية سياسية والتضحية في بعض الأحيان من أجل مصلحة الوطن والتخلي عن المصالح الشخصية الضيقة»، مشدداً على «النية الطيبة الموجودة لدى الجميع والإصرار على تسهيل تشكيل هذه الحكومة والمشاركة فيها من أجل خدمة الناس وإعادة الحياة الى كافة شرايين البلد». وأشار عراجي الى أن «من حق كل القوى أن تتمثل في الحكومة»، لافتاً الى أن «المستقبل» تيار عابر للطوائف وسيُمثل بوزير مسيحي، وهو يبدي انفتاحاً على احتمال تمثيل «المعارضة السنية» في الحكومة الجديدة.

 

بري بحث مع الحريري في تشكيل الحكومة

الوكالة الوطنية للإعلام/13 تشرين الثاني/16/استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، الرئيس سعد الحريري يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، في حضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، ودار البحث حول تشكيل الحكومة. واستبقاهم إلى مائدة العشاء.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 12/11/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تنهمك المراجع السياسية اللبنانية بمتابعة ملفات عدة، بدءا من خطوات تأليف الحكومة، مرورا بتطورات المنطقة، ووصولا إلى مرحلة ما بعد الانتخاب الرئاسي الاميركي.

وفي الشأن الأخير، تبرز التظاهرات في عدد من الولايات المتحدة، ومواقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب في ما يتعلق بالسياسة التي ستتبعها ادارته خصوصا في الشرق الأوسط، وطبيعة التفاهم مع الجانب الروسي وتأثيراته على الأزمات السورية والعراقية واليمنية والليبية وسعر برميل النفط.

وفيما لم تتضح بعد ما ستؤول إليه علاقة واشنطن بالاتحاد الأوروبي، يرى بعض المحافل السياسية اللبنانية أن على العهد الجديد والحكومة الطالعة، انتهاج مبدأ الابتعاد عن أزمات المنطقة، وارساء العلاقات الجيدة مع كل الدول الشقيقة والصديقة للبنان.

وبإنتظار ولادة الحكومة، شدد الرئيس نبيه بري على الأمل في ان يتم ذلك قبل عيد الاستقلال في الثاني والعشرين من الشهر الحالي، معتبرا ان عدم وضع قانون جديد للانتخابات النيابية سيكون نحرا للعهد. ودعا الرئيس بري، أمام وفد من الجامعة الأميركية، إلى تأليف حكومة بأسرع وقت ممكن، وإقرار قانون انتخابي جديد يعتمد النسبية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

استحالت معركة حلب الكبرى إلى هزيمة كبرى للارهابيين، الذين بدأوها تحت عنوان فك الحصار عن مسلحيهم في الأحياء الشرقية للمدينة، وأنهوها بدخول الجيش السوري والحلفاء إلى كافة مناطق ريفها الغربي والجنوبي التي احتلها المسلحون مع بدء هذه المعركة.

خنق التكفيريون بأعداد قتلاهم وخسائرهم المعنوية والمادية. وازداد حنق رعاتهم الاقليميين والدوليين الباحثين عن شيء يسمونه انجازا ميدانيا لعله يصلح للاستثمار السياسي. فأعلن مرصدهم المعارض عن فشل معركة حلب الكبرى، رغم كل كميات السلاح التي وصلت عبر تركيا طيلة الأشهر الماضية.

في لبنان، العين إلى الأيام المقبلة لعلها تحمل حكومة جديدة، المفروض ان تشكل بأسرع وقت ممكن، بحسب رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل عيد الاستقلال ليس لأن المسألة مسألة أيام، كما قال، بل لأننا بحاجة لكسب الوقت من أجل اقرار قانون انتخاب مبني على النسبية، ولكي لا يكون التمديد، الذي يعتبر نحرا لمجلس النواب وللعهد الجديد.

ومن جديد، أكد وزير الخارجية جبران باسيل ان الحكومة ستتشكل قريبا، وان الانتخابات حاصلة ولن يكون هناك تمديد، بل انتخابات وفق قانون يؤمن عدالة التمثيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إذا لم يتمكن الرئيس الحريري من تشكيل حكومته حتى الآن، فالأمر يعود إلى جملة عوامل:

أولا، لا ننسى ان لبننة الاستحقاق الرئاسي بنسبة عالية جدا، استجر حكما لبننة لعملية تشكيل الحكومة. واللبننة تعود وتعني اسقاط مفاعيل الدوحة وكل اعوجاجاته القاتلة للحكومات.

ثانيا، عدم اعتياد الطباخين على رأي للمسيحيين، إن في نوعية تركيب الحكومات أو في حصرية اختيارهم لوزرائهم، إضافة إلى استعادة حقهم في ضم وزراء من الطوائف المقابلة، وان لا يبقى الأمر حكرا على الطوائف الاسلامية.

مما تقدم، الرئيس الحريري لا يزال ضمن المواقيت الطبيعية لتشكيل الحكومات، بل هو لا يزال في مرحلة التحمية والغربلة. وفي العملي هو ذلل عقبات كثيرة، وفي مقدمها هرطقة ما سمي بالفيتوات من فريق على آخر. وهو يسعى إلى كسر مبدأ حصرية امتلاك طائفة حقيبة، تحديد مفهوم المداورة بين الحقائب المصنفة سياديا، وانتزاع الاعتراف لرئيس الجمهورية بحصة وزارية في الحكومات تعوض جزئيا ما سلبه منه الطائف من صلاحيات، والرئيس المكلف يعمل على هاتين النقطتين على خط عين التينة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حتى ولو لم يسمع هديرها، فإن محركات المساعي الحكومية دائرة وناشطة. والنقاشات تسير بجدية لتأمين الولادة الحكومية في أقرب فرصة، لتكون حكومة الاعداد للانتخابات النيابية، والاهتمام بالأولويات الضرورية للأشهر القليلة المقبلة. وتؤكد المعطيات المنحى الايجابي للمشاورات القائمة، مع ما يعنيه ذلك من أن التفاؤل لا يزال قائما، بحيث ترتقب حلحلة حكومية الأسبوع المقبل.

وبينما يتوقع ان تتكثف في الساعات المقبلة، حركة الاتصالات بين المعنيين بالتركيبة الحكومية، لمحاولة دفع التشكيل إلى "النور" عشية عيد الاستقلال، مع التذكير بأن هذا التاريخ وضع كمهلة "حث" لا كمهلة "حسم"، ينتظر أن يحمل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة أولى الأفكار المترجمة على الورق، إلى رئيس الجمهورية خلال أيام، بعدما يكون قد تواصل مع مختلف المعنيين ليخرج بأفضل تصور ممكن، على قاعدة احترام الميثاقية والأحجام. أما إذا كانت من مداورة، فعليها ان تكون شاملة لا استنسابية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

عمر تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، لا يتعدى الأسبوع الواحد. وعمر الحديث عن التأخير في التشكيل يكاد يوازي عمر التكليف. تيار "المستقبل" يبدو مطمئنا، فالحكومات لكي تتشكل احتاجت سابقا لأشهر طويلة، أما الوضع اليوم فيلخص بالعمل الطبيعي والجاد والعملي الذي سيؤدي في شكل ايجابي ومن دون عقد تذكر، إلى خروج الحكومة إلى النور حين تصبح جاهزة.

هذه الحين، على ما يبدو، هي التي تدفع رئيس مجلس النواب إلى الاستعجال، لأن الهدف ليس الحكومة بحد ذاتها، إنما كسب الوقت لاقرار قانون انتخابي مبني على النسبية. العقدة إذا في الانتخابات النيابية، والرؤساء الثلاثة متفقون على ضرورة وحتمية اجرائها في موعدها، فيما شد الحبال المستتر يتمحور حول قانون الانتخاب. فمن يقصر المسافات بين القوانين المطروحة، لاسيما ان تيار "المستقبل" واضح وقانون الانتخاب المختلط الذي طرحه معروف، وهو حتى مستعد للبحث في تحسينه، بما يتلاءم مع طروحات الأفرقاء الآخرين سعيا لتحقيق تقارب يطيح بقانون الستين المرفوض من قبله.

وإذا كانت الحكومة على خط التشكيل، وقانون الانتخاب على خط التفاوض، فما يحصل في منطقة بعلبك- الهرمل مقلق، أكثر من 30 ألف مذكرة توقيف تطال أبناء المنطقة، والوضع الأمني لم يعد يطاق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

محركات تشكيل الحكومة، التي يشغلها الرئيس المكلف سعد الحريري لازالت حامية. والنقاشات لا تزال ضمن السياق الطبيعي لتأليف الحكومات في لبنان. والأجواء تميل إلى التفاؤل، من دون وضع مواعيد وسيناريوهات.

الجديد، اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن اتفاق مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، على قانون جديد للانتخابات، لأن التمديد للمجلس الحالي هو نحر للعهد.

لكن الأنظار لا تزال موجهة نحو أميركا، حيث لفت الانتباه كلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في مقابلته التلفزيونية الأولى، الذي دعا إلى التركيز على محاربة تنظيم "داعش" في سوريا، وليس على الإطاحة بالأسد، ملمحا إلى قطع الدعم العسكري عن المعارضة السورية المعتدلة. وأشار إلى ان ايران قوية بسبب السياسة الأميركية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ارتفعت فوق دونالد ترامب، سحب من حركات الاحتجاج المصنعة بأدوات ورغبات داخلية، والتي تواكب زمن الرئيس المنتخب، من تاريخ الفوز حتى موعد تسلم العهدة رسميا. وإذ يرفع المحتجون عبارات تطعن في أهلية ترامب للحكم، وتقول إن الرئيس لا يمثلهم، فإن هناك في الشارع الأميركي من يتظاهر في وجه أزمة القضاة التسعة في المحكمة الفدرالية العليا، والتي سيطغى عليها الجمهوريون إذا ما جرى تعيين قاض محافظ يتوسط أربعة ديمقراطيين وأربعة جمهوريين، لأن الليبرالي الذي عينه أوباما أخيرا رفضه الكونغرس، لكون التعيين جاء من خارج الولاية الرسمية للرئيس.

ومتى طغى الجمهوريون على المحكمة، طمست حقوق تتصل حصرا بمثليي الجنس والداعمين للاجهاض. وهؤلاء يشكلون عصب تظاهرات الغضب اليوم. ولما كان الشارع الأميركي المحتج يثور على المثلية والإجهاض، فإنه يترك للادارة الأميركية الاهتمامات السياسية الأخرى التي لم تعنه يوما، وهو بين النظام الصحي والنظام السوري، لا يأبه إلا بعافيته وسبل عيشه وسداد ديونه للمصارف. لكن رؤساءه المتعاقبين يدخلون مواطنيهم في قضايا وأزمات دول لا يعرفون موقعها على الخريطة. من هنا وعد ترامب بتبديل الاحتباس السياسي الأميركي، وقال إننا ندعم ثورة لا نعرف عنها شيئا في سوريا، ولا ندرك من هم هؤلاء المسلحون الذين نمدهم بالقوة، مقترحا التركيز على محاربة "داعش" عوضا من إطاحة الرئيس بشار الأسد.

انقلاب الرجل الأصفر على سياسات البيت الأبيض، سيبدأه من بوابات دمشق، لتصبح أميركا وروسيا في حلف علني واحد، بعدما كانت الإدارة الأميركية تنسق مع موسكو من تحت الطاولات، وتدعي الخلاف من فوقها حتى لا تغضب الزمرة المسلحة "المطلية" بالثورة السورية.

على أرضنا، اختفى أي أثر للثورات، وبات الجهاد من قلب المؤسسات للانقلاب عليها أو قضمها حصصا في حكومة الثلاثين وزيرا حتى الساعة، فإن التوقعات بتأليفها يناقض بعضها بعضا. فريق يرجح إنجازها عيدية للاستقلال. وآخر يتوقع تمديد التشاور إلى ما بعد الثاني والعشرين.

ومع الحديث عن البطاقة الحمراء المرفوعة ضد توزير رموز الفساد، فإن البحث في الأسماء المستعصية، استدعى اجتماعا طلبه رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل مع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، حيث قصده للتشاور عبر الهاتف الداخلي، فوجد نفسه مجردا من هاتفه ومحمولا إلى اللقاء المباشر الذي استمر نحو ثلاث ساعات.

وما إن انتهى اجتماع الضاحية الذي عقد قبل أيام قليلة، حتى نشأت نزاعات أخرى في ضواحي "القوات" و"الكتائب"، قبل أن تصدر معراب أمرا بوقف إطلاق النار الكلامي بين المناصرين من الفريقين. وهذا المساء فإن عين التينة موعودة بزائر سياسي على الخطوط الحكومية، يرجح أن يكون الرئيس سعد الحريري. فيما حدد رئيس المجلس النيابي خط ما بعد التأليف، محذرا من أن التمديد سيكون نحرا للعهد. وطرح بري خيارات لقانون الانتخاب أسقطت جميعا، بينها النسبي والنسبي النصفي المتضمن "نص عاقل ونص مجنون"، والنصف الثاني ينتمي على ما يبدو إلى ملحقات رئيس المجلس التي لا دور لها ولا موهبة سوى الارتباط بالعائلة الحاكمة، وتصرف وقتها الإضافي على توزيع الشتائم والتحريض التي لم نجد من داع إلى ترفيعها لمستوى الرد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 12 تشرين الثاني 2016

النهار

ينتقد مصرفي كبير الاجراءات الأخيرة لمصرف لبنان التي أفادت عدداً محدوداً من المصارف بمنافع كبيرة جداً.

يؤكّد مرجع سابق أن الهبة السعودية للجيش توقّفت موقتاً ولم تلغ.

لوحظ أن موقعاً حزبياً شنّ هجوماً لاذعاً على رئيس حزب آخر بتوجيه رسائل مباشرة إليه.

رجح وزير سابق أن تعمد دولة خليجية الى تقديم هبة للبنان بقيمة 500 مليون دولار دعماً للعهد الجديد.

يتحدث دبلوماسي عن علاقة وثيقة لابن زحلة طوم براك بالرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب كونه صديقه وشريكه بما يؤهله لفرصة ان يكون الى جانبه .

السفير

عُرض على رجل أعمال زحلاوي منصـب نائـب رئيس الحكومة لكنه طلب التريث في الرد.

تبين أن استبدال اسم أحد الوزراء الدروز ناتج عن رغبة رئيس أحد الأحزاب في أن يشارك في الحكومة شخصياً

يعتبر معظم المعنيين بتشكيل الحكومة أن وزيراً مسلماً من حصة رئيس الجمهورية سيكون محسوباً عليهم ضمناً.

المستقبل

يقال

إنّ أربعة طامحين للمشاركة في الحكومة العتيدة زاروا أكثر من مرجع مطالبين بحقيبة وزارية واحدة وأقرنوا تمنياتهم بأسباب موجبة لا تختلف هي الأخرى بعضها عن بعض.

اللواء

يربط مصدر نيابي بين إبعاد وزير حالي عن الحكومة الجديدة، ونتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية؟!

نقلت قوى نيابية وحزبية في 8 آذار رسالة عتب لحزب بارز، على خلفية استبعادها عن التأليف الوزاري.

لاحظت مصادر نيابية أن تياراً كان متحمّساً جداً للنسبية، لم يعد مكترثاً لهذا المشروع؟!

الأخبار

بري يؤنّب المصارف

عبّر رئيس مجلس النّواب نبيه برّي أمام زوّاره عن امتعاضه الشديد بسبب المبلغ "الزهيد" الذي تبرّعت به المصارف اللبنانية للجيش اللبناني، الذي لم يتخطَّ العشرة ملايين دولار أميركي.

وقال برّي أمام زواره إن "هذا الأمر ليس مقبولاً، ومبلغ العشرة ملايين يمكن لمتموّل واحد أن يدفعه، وهو لا يقارن بالمسؤولية والتضحيات التي تقع على عاتق الجيش. ولو تبرّع كل مصرف بمليون دولار على الأقل، لكان المبلغ قد تخطّى الثلاثين مليون دولار، أين يخبّئون الأموال؟ لقد جنوا المليارات في الأشهر الماضية، ويبخلون على الجيش؟".

هل تُمنع المحاكمة عن عميد حمود؟

تنظر قاضية التحقيق العسكري نجاة ابو شقرا، في ادعاء ضد المسؤول الأمني السابق في تيار المستقبل، العقيد المتقاعد عميد حمود، بجرم تجنيد شبان في مجموعات مسلحة والاتجار بالأسلحة. ومن المتوقع أن يصدر قرار بشأنه خلال الأيام المقبلة، إلا أن المصادر تكشف أن هناك اتجاهاً لمنع المحاكمة عن حمود، برغم أن عشرات الشهود أدلوا بإفادات كافية لإدانته أمام القضاء.

حمّام عدلية بيروت مقطوعة "ميتو"

أصدر رئيس محاكم الاستئناف في بيروت طلباً إلى "الزملاء القضاة" في قصر عدل بيروت، "يأمل" فيه منهم المساهمة في دفع مبلغ عشرين دولارا شهريا، لملء خزانات مياه قصر العدل الفارغة. وقد أثار التعميم استياء القضاة الملزمين دفع المبلغ، بعدما تمنّع الدفاع المدني عن تعبئة الخزانات بالمياه إثر استمرار انقطاع المياه في بيروت.

البون مرشّح العهد!

يؤكد النائب السابق منصور البون، أنه كان وسيبقى مرشح العهد في كسروان، وهو عراب انطلاقة العميد شامل روكز في كسروان، وسيبقى إلى جانبه في السراء والضراء.

البحث عن الحماية

يحاول مقربون من الوزير بطرس حرب في وزارة الاتصالات، التواصل بشتى الوسائل مع فريق عمل رئيس التيار الوطني الحر، الوزير جبران باسيل لطلب الحماية، وعدم اتخاذ أي إجراءات بحقهم في الحكومة المقبلة.

مرشحون بالجملة

بدأ عدد من رجال الأعمال في عكار فجأة، حملة تسويق لأنفسهم كمرشحين إلى الانتخابات النيابية على لائحة المستقبل، عبر رفع عشرات الصور التي تجمعهم مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

"تصريف الأعمال" يهدّد الوزارات

تسود البلبلة في أكثر من وزارة، بعد إصدار رئيس الحكومة المستقيلة تمام سلام بداية الأسبوع الماضي، تعميماً يقضي بتخفيف النفقات إلى حدودها الدنيا في ظلّ حكومة تصريف الأعمال. كذلك يسعى ديوان المحاسبة إلى التقيّد بإجراءات ظروف تصريف الأعمال، على قاعدة "عقد النفقة قبل اعتبار الحكومة مستقيلة"، لا إجراء التلزيمات فقط. وبالتالي، إذا استمرت فترة تصريف الأعمال مدّة أطول، فلن تستطيع الوزارات صرف الأموال المقرّة في موازنتها، ولا سيّما وزارة الدفاع. ويطالب عدد من الوزراء سلام بإيجاد آلية معيّنة تسمح للوزارات بتنفيذ العقود، أو إجراء التلزيمات قبل سقوط الاعتمادات نهاية شهر تشرين الثاني.

رفّول إلى الحكومة؟

بات من شبه المحسوم أنّ القيادي في التيار الوطني الحر بيار رفول، سيكون من الأسماء المطروحة من جانب رئيس الجمهورية لتولي حقيبة وزارية. ويُعد رفول من المقربين من عون، الذين رافقوه منذ أن كان رئيساً للحكومة العسكرية المؤقتة خريف عام 1988.

روكز في القصر

تمكث ابنة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كلودين عون روكز، على نحو دائم في قصر بعبدا، وهي وفقاً للمعلومات تُتابع تسيير شؤون السيّدة الأولى ناديا عون.

الجمهورية

قال أحد النواب المسيحيّين إن كل الحديث عن أن حزبه حصل على هذه الحقيبة أو تلك غير صحيح لأن الحسم الحكومي لم يأتِ بعد.

كشف سفير دولة إقليمية أن الجميع سيُدرك كيف أن دولته أعادت الإعتبار لدورها في لبنان من خلال التركيبة الحكومية والأسماء التي ستتضمّنها.

أكّد وزير سيادي أن مجرّد لقائه مع سفير دولة إقليمية هو أمر إيجابي بحدّ ذاته بعد المقاطعة التي قامت بها دولته نتيجة حدث إقليمي معروف.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بري استقبل الحريري وبحثا في تشكيل الحكومة

السبت 12 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، عند الثامنة والنصف من مساء اليوم في عين التينة، الرئيس سعد الحريري يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، في حضور وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، ودار البحث حول تشكيل الحكومة. واستبقاهم إلى مائدة العشاء.

 

إصابة عسكري ومدني برصاص مسلح مجهول في طرابلس

السبت 12 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس محسن السقال، ان مجهولا يستقل سيارة من نوع "مرسيدس"، أطلق النار من مسدس حربي، باتجاه العسكري في الجيش "م. ا."، في منطقة القبة قرب جامع حمزة، فأصابه بطلقات عدة، كما أصاب المواطن "م. ز." عن طريق الخطأ، وفر إلى إلى جهة مجهولة. وعلى الفور حضرت قوة من الجيش إلى المكان، وبدأت بملاحقة مطلق النار.

 

سلام يستعد لنشر مذكرة.. والده

"الأنباء الكويتية" - 12 تشرين الثاني 2016/بدأ الرئيس تمام سلام يخطط منذ الآن لما سيفعله بعد «تقاعده الحكومي». ومن أولوياته، في مرحلة ما بعد العودة الى «الحرية»، نشر مذكرات والده الرئيس الراحل صائب سلام في كتاب، إضافة الى نشر نصوص أخرى للرئيس الراحل يضيء فيها على بعض التقاليد البيروتية واللبنانية.

 

جنبلاط حجز «الصحة» لحمادة

"الأنباء الكويتية" - 12 تشرين الثاني 2016/اختار النائب وليد جنبلاط بحركة سياسية لافتة، النائب مروان حمادة للتوزير، وهو الشخصية الأكثر عدائية للعماد عون قبل انتخابه والمفترض أنه لم يصوت له. لكن عون حكما لن يعارض هذا التوزير لاعتبارات معروفة، من ضمنها أن جنبلاط ارتضى التسوية الرئاسية. واستبعدت مصادر أي تعديل في الاسم المقترح لوزارة الصحة، التي ستكون من نصيب حمادة، مشيرة إلى أن اللقاء الذي عقد ليل أول من أمس بين الحريري وجنبلاط في حضور حمادة ومستشار زعيم «المستقبل» غطاس خوري، كان وديا وإيجابيا.

 

سامي الجميّل يعيد تموضعه: التحالف مع القوات انتهى

"الأنباء الكويتية" - 12 تشرين الثاني 2016 /أخرج رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل (في لقاء خاص مع مجموعة إعلامية منتقاة) خلافه مع القوات اللبنانية ورئيسها د.سمير جعجع الى العلن وبطريقة أوحت بأنه تقصد نسف جسور الثقة وإسقاط التحالف السياسي والانتخابي مع «القوات» من خياراته للمرحلة المقبلة. اتهم الجميل جعجع صراحة بأنه يسعى الى إقصاء حزب الكتائب وعزله، معتبرا ان «هذه المحاولة باتت واضحة ومكشوفة والنيات حيالنا لم تعد مخفية»، مستغربا طريقة معراب في التعاطي مع الصيفي في الفترة الأخيرة. هذا الاتهام أتبعه الجميّل برد مباشر على جعجع ومواقفه في فترة ما بعد انتخاب عون مركزا على 3 نقاط ومسائل:

1 ـ لا يوافق الجميّل جعجع رأيه في أن رئيس الجمهورية صنع في لبنان ويعتبر أن ظروف انتخاب عون جاءت عبر تسوية خارجية، وأن اللاعب الأول كان فريقا إقليميا عطل البلد وساهم في كل فترة الشغور الرئاسي من دون أن يستبعد أن تكون إيران استعجلت إيصال المرشح المحسوب عليها الى الرئاسة في لبنان استباقا لاحتمال وصول ترامب الى الرئاسة الأميركية.

2 ـ ينفي الجميل أي دور وفضل للقوات في إيصال عون الى رئاسة الجمهورية ويرفض تصنيفها على لائحة الرابحين والمنتصرين في الاستحقاق الرئاسي. يعتبر أن الرابح الحقيقي في انتخاب عون هما إيران إقليميا وحزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله محليا، الذي ظل داعما لترشيح الجنرال منذ البداية وتمسك به وتحدى الجميع، وفي نهاية المطاف من كان ضد خياره عاد إليه. وأضاف: المفارقة أن كل طرف شارك في التصويت للجنرال يفترض أن خطه هو الذي ربح، ولكن الحقيقة أن موافقة البعض على انتخاب حليف حزب الله بعد رفض لسنوات إنما يعكس رضوخا للابتزاز السياسي الذي مارسه فريق إقليمي محلي على قاعدة: «عون أو الفراغ».

3 ـ ينتقد الجميل طرح جعجع الداعي الى تشكيل حكومة متجانسة لا تضم الذين عارضوا انتخاب عون. والقائل ان كل من عارض انتخاب عون عليه الاتجاه الى المعارضة وعدم المشاركة في الحكومة، معتبرا ان في هذه الدعوة محاولة إقصاء واضحة للكتائب. الجميل يفصل المسار الرئاسي عن المسار الحكومي ويستند الى طبيعة النظام اللبناني البرلماني، حيث تكون طبيعة السلطة فيه تنفيذية أي مجلس الوزراء خلافا للنظام الرئاسي، وبالتالي فإن من لم يسم رئيس الوزراء هو من عليه ان يكون في المعارضة وليس من لم يسم رئيس الجمهورية، وفي هذه الحالة يكون حزب الله.

يأخذ الجميل مسافة بعيدة عن جعجع الى حد تدشين مرحلة جديدة من العلاقة الثنائية التي انتقلت من التحالف الى التنافس ومن أجواء الود الى أجواء التوتر.. يخاصم الجميل جعجع ولكنه يتقرب من الرئيس عون مثنيا على شخصيته القوية وكلامه الانفتاحي ونواياه حيث «لم يظهر كرئيس للجمهورية أي نية عاطلة تجاهنا»، ومتوقعا ان «عون رجل المفاجآت يمكنه أن يفاجئنا إيجابيا بالمواقف السيادية ومحاربة الفساد»، الجميل يقفل على جعجع ليفتح على عون.. ويكرر رفضه للتسوية التي جاءت بعون رئيسا والحريري رئيسا للحكومة، ولكنه يعلن استعداده للمشاركة في الحكومة ومن دون اشتراط الحصول على وزارة خدماتية لأن المطالبة بمثل هذه الوزارة تدين صاحبها.

واضح في مجمل ما قاله الشيخ سامي الجميل أنه في صدد إعادة تموضع سياسي بما يتناسب مع طبيعة المرحلة السياسية الجديدة والتكيف المتأخر معها، وبما يؤدي الى إخراج حزب الكتائب من حالة «الحيرة والتأرجح والتناقض» التي كلفته أخطاء متلاحقة هذا العام، كان أولها التعاطي مع اتفاق القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر (اتفاق معراب) بحذر شديد يلامس «السلبية»، وبطريقة دلت على أنه فوجئ به ولم يتوقعه ولم يكن جاهزا للتعاطي مع وضع جديد أحرجه وحشره في زاوية ضيقة. فمن جهة هو غير قادر على التصدي لعملية مصالحة مسيحية ترفد المسيحيين بقوة تأثير وحضور في المعادلة، ومن جهة أخرى هو غير قادر على الانضمام و«الذوبان» في وضع غير منسق معه. وثانيها الاستقالة من الحكومة وخسارة موقع أساسي في السلطة وحجم استثنائي في السياسة. وهذه الاستقالة أحدثت اهتزازات في حزب الكتائب ولم تؤثر على الحكومة، ولم يكن لها من مفعول شعبي، كما لم يكن لها قيمة سياسية. وثالثها الخوض في ملف النفايات من دون التحضير مسبقا لكل الاحتمالات والبدائل. وأما الخطأ الرابع فكان عدم انتخاب الرئيس ميشال عون مع أن الأكثرية المسيحية (التيار والقوات) اختارته وقوى 14 آذار (المستقبل والقوات) أيدته. عدم انتخاب عون قابله تسمية رئيس الحكومة سعد الحريري ورفض التسوية قابله «قبول الحكومة».

 

العقدة الشيعية – القواتية تحبط تسهيلات جنبلاط لتأليف الحكومة

إعداد جنوبية 12 نوفمبر، 2016/تسير عملية التأليف بخطوات بطيئة بين مطالب الأفرقاء السياسية المتقاطعة حيناً والمتعارضة أحياناً والتي يبرز فيها خصوصا الفيتو الذي يفرضه الثنائي الشيعي على حصول القوات اللبنانية على حقيبة سيادية. بدا اليوم المشهد في الساحة المحلية انّ تأليف الحكومة دخل في مرحلة الجمود السلبي، حيث لم يسجّل ايّ حراك علني يصبّ في هذا الاتجاه، او إشارات إيجابية من اي من المصادر المعنية بالتأليف، إذ لم تشهد الساعات الأخيرة أي جديد بارز من شأنه ان يشجع على تحديد سقف زمني واضح لاخراج عملية التأليف من مرحلتها الاولى المتعلقة بتوزيع الحقائب الوزارية على مختلف القوى السياسية والكتل النيابية تمهيداً لاسقاط اسماء الوزراء على الحقائب في المرحلة التالية. وكشف زوّار قصر انّ الرئيس المكلف لم ينقل بعد الى رئيس الجمهورية اي تصوّر للتشكيلة الوزارية، لا على مستوى الحقائب ولا على مستوى الأسماء. إلى ذلك، قالت مصادر وثيقة الصلة بالمشاورات الجارية ان العقدة الاساسية التي لا تزال تدور حولها المشاورات تتمثل في تعذر التوافق حتى الآن على توزيع الحقائب السيادية الاربع باعتبار ان شد الحبال الجاري بين بعض القوى على هذه الحقائب يكتسب بعداً يتجاوز تأليف الحكومة الى ما يخشى ان يكون تصفية حسابات سياسية موروثة تضع الرئيس المكلف ومن خلاله العهد أمام استحقاق حساس ودقيق. وعلم ان الحريري طرح على القوات اللبنانية وزارات الصحة والاعلام ووزارة دولة، لكن القوات رفضت الامر وتمسكت بحقيبة سيادية يدرك الحريري انه من الصعوبة اعطاؤها للقوات. ولذلك قد تتجه القوات الى وضع فيتو مقابل على تسلم الرئيس بري وزارة المالية في حال استمر الفيتو الشيعي على اسناد اي وزارة سيادية للقوات. وأوضحت المصادر ان هذا البعد بدأ يتضح اكثر فاكثر مع تشبث الثنائي الشيعي “أمل” و”حزب الله ” بالاحتفاظ بحقيبة المال كثابتة غير قابلة للتفاوض وقت أبلغ المعنيون مباشرة ومداورة رفض الثنائي المذكور أو أحد طرفيه على الاقل أن تتقلّد “القوات اللبنانية ” حقيبة سيادية، بالاضافة الى رفض مبطن لمنحها حقيبة الاتصالات. كما بدى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط كل استعداد لتسهيل التأليف، وقد حضّ بدوره جميع الاطراف على هذا الاتجاه في اعتبار انّ الاوضاع لا تتحمّل ايّ تأخير وتشنّج وإرباك في ظل عهد جديد. ورحّب جنبلاط بتوزير ارسلان بحقيبة الى جانب حصته التي تضمّ وزيرين، من دون ان يكون أحدهما وزير دولة والآخر تسند اليه حقيبة خدماتية، إذ انّ المهم هو التسهيل. وكان جنبلاط غرّد عبر «تويتر»، قائلاً: «بعض الطفيليين يعرقلون مسيرة التأليف لكن يجري التعامل معهم.

 

جنة الوزارات أفسدت الودّ بين الكتائب والقوات

نسرين مرعب/جنوبية/ 12 نوفمبر، 2016

تفاقمت السجال بين القوات اللبنانية والكتائب، فالحزبين اللذين يجمعهما تاريخٌ مشترك، أوصل التباين بينهما إلى سجال بين المحازبين وإلى شتائم وتراشق عبر مواقع التواصل الاجتماعي. سبب المشكلة المستجدة بين حزبي الكتائب والقوات كانت شرارتها تصريح رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل أنّ القوات تريد إلغاء تمثيلهم في الحكومة، ممّا استلزم رداً وتوضيحاً من القواتيين، إلا أنّ ما كان يجري بين القيادات السياسية كان يستتبع بحملة شتائم الكترونية وسقوط إلى الدرك، وهذا ما دفع الأمانة العامة لحزب “القوات اللبنانية”، إلى إصدار بيان طلبت به من محازبي “القوات”، كما تمنت على الأصدقاء والمناصرين “وقف الحملة ضد الرفاق في حزب الكتائب فورا”. فماذا يجري بين الفريقين وما حقيقة المشكلة؟ عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا أوضح لـ”جنوبية” أنّ “المشكلة ليست بيننا وبين الكتائب ولن نرضى الدخول بهذا السجال لقد ردينا بشكل مقتضب، والمشكلة ليست معنا وحقوقهم ليست لدينا وما من إشكال بيننا وبينهم”. ولفت إلى “لسنا نحن من نشكل الحكومة وقد حاول البعض التحريض وروجوا أنّنا نتجنب توزيرهم ولكن نحن لا فيتو لدينا على أحد”. من جهته الصحافي والسياسي نوفل ضو أشار في حديث لـ”جنوبية” إلى أنّ “المستفيد من هذا السجال بين الفريقين هو من لا يريد حياة ديمقراطية في البلد، وللأسف كل من الحزبين يفتقدان إلى قواعد شعبية ومثقفة وقادرة على النقاش السياسي، وقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تضخيم الخلاف السياسي بالتعبير عن وجهات النظر بين القيادتين”. مضيفاً “الواضح اليوم أنّ هناك تباين بين الكتائب والقوات على مقاربة المرحلة وهذا حق طبيعي أن يكون لحزب سياسي وجهة نظر، ولكن أن يتحول المحازبون إلى شتامين فهذا لا يليق بالفريقين ويدل على أنّ الحياة السياسية في لبنان ما زالت بدائية جداً وتحتاج إلى الكثير من العمل والجهد من قبل القيادات الحزبية لنصبح أمام حياة حزبية حقيقية تتصارع فيها الأفكار والمشاريع السياسية بشكل راقي وحضاري ومن خلال حوارات ونقاشات بين المختلفين وليس من خلال شتم أو تحويل الأمور إلى تجريح شخصي والكثير من القضايا التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في الـ24 ساعة الأخيرة”. وأكدّ ضو أنّه “من الطبيعي أن يكون لكل حزب سياسي التقاء مع أفرقاء وتباين مع آخرين، والمشكلة اليوم ليست في تعدد وجهات النظر وإنما في عدم تقبلنا، فالذهنية الموجودة عند أغلب الأحزاب السياسية لا تتقبل الأخر وهذه مشكلة الثقافة عند معظم الأحزاب التي ما زالت تتأثر بمنطق الأحادية، ومشكلة التبعية العمياء وغياب ثقافة النقاش وطرح الأمور، وغياب التثقيف السياسي ومنطق النقاشات الجدية والفعلية داخل الأحزاب وكذاك غياب التيارات السياسية داخل الحزب الواحد”. لافتاً إلى أنّه “في أوروبا داخل الحزب الواحد هناك يسار الحزب ويمين الحزب ووسط الحزب، أما نحن فقد استبدلنا الثقافة السياسية بالولاء الأعمى وهذا هو السبب الحقيقي بما يجري بمعزل إن كان هناك خلافات سياسية”. وختم ضو موضحاً أنّ “المشكلة الحزبية في لبنان هي مشكلة بنيوية لها علاقة بمفهوم العمل الحزبي والانتماء الحزبي والثقافة السياسية عند الأحزاب اللبنانية وليست شكلية أو سياسية، وهذه الشكلة ليس فقط الكتائب والقوات ولا يجوز اختزالها بما يحصل بين الفريقين إذ أنّها حالة عامة، وقد شهدنا مثلها خلال فترة معينة بين حركة أمل وحزب الله وأبصرنا كيف مواقع التواصل الاجتماعي تحولت لساحة من التراشق، وكذلك سبق وحصلت هذه الصورة بين التيار الوطني والمردة”.

 

حماس وحزب الله…البندقية من فلسطين باتجاه سوريا!

سلوى فاضل/جنوبية/ 12 نوفمبر، 2016

الحركات الإسلامية تشبه بعضها البعض في النهاية، وان كانت تختلف بالنشأة والأسس والمنطلقات، وهي واحدة في منهجية تفكيرها. كيف ينظر كل من حماس وحزب الله الى القتال في سوريا والتخلي عن القضية الفلسطينية؟ ظلّ النظام السوري طيلة سنوات، الحاضن الأول للأحزاب والحركات والتنظيمات العربية والإسلامية المناهضة لإسرائيل، إضافة ان هذا النظام يجمع النقيضين على أرضه، ابتداءا من التنظيمات الفلسطينية اليسارية الى التنظيمات الإسلامية اللبنانية والعراقية، اضافة الى شخصيات أمميّة معروفة. غير انه مع بداية الحرب السورية قبل 5 سنوات، ولان هذه الحرب أخذت منحى طائفيّا، فان حركة “حماس” الفلسطينية التي كان مقرها سوريا وهي من أفرعة الإخوان المسلمين في العالم اتخذت موقفا ابتعدت فيه عن خيارات النظام السوري، ثم ما لبثت ان اقفلت مكاتبها وانتقلت قيادتها الى قطر. وهي بالمقابل اختارت الحياد، فلم يخرج الخطاب الحمساويّ عن إطار القضية الفلسطينية منذ اندلاع الحرب السورية، ولم يعلق أحد من مسؤوليها على ما يحدث في سوريا رغم ان عواطف جمهورها وميله تبدو واضحة باتجاه فصائل الثورة المناوئة لنظام الأسد. بالمقابل، تبنىّ حزب الله اللبناني الذي تأسس عام 1982، وهو أيضا تنظيم إسلامي أصولي شيعي، وفرع من أفرعة النظام الإيراني الإسلامي الذي قام عام 1979 بعد إنقلاب ضد الشاه- وساند الموقف السوري الرسميّ فيما يخص الثورات الشعبية في سوريا، مؤيدا النظام.

الحركتان تستفيدان من الدعم الإيراني والتسهيلات السورية، ولكن الفصام والخصام وقع بعد العام 2011 بسبب إختلاف النظرة الى الثورة السورية. واللافت ان العديد من الفلسطينيين شاركوا بالقتال في سوريا آتين من غزة بدلا من التوجه نحو فلسطين المحتلة لمقاتلة العدو الاسرائيلي الذي يحتل أرضهم.

بالمقابل، وقف حزب الله الى جانب حليفه بشّار الأسد للأسباب الطائفية نفسها التي حوّلت حماس عن سوريا، واذا كانت حماس لم تنخرط في القتال مباشرة، فان حزب الله ما لبث ان دفع بالآلاف من مقاتليه منذ عام 2013 للقتال الى جانب قوات الأسد، مع العلم ان تنظيم داعش الإرهابي لم يكن قد ظهر بعد.

وفي تصريح للقيادي البارز في حركة حماس عزيز دويك في العام 2013 قال “إن دعم المعارضة السورية للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد بات أولوية مستعجلة تتقدم على أي انشغال آخر، بما في ذلك الجهاد في فلسطين”. ولأجل مزيد من الإنخراط في لعبة الحرب وتوريط الشيعة فيها، أعلن “داعش” عن نيته “هدم الحرمين في العراق، وتدمير رموز الشرك في النجف وسامراء وكربلاء، وتدميرمشهد في إيران”.

وبذلك، يكون حزب الله لاحقا قد وجد حجة منطقية، ونوع من واجب ديني، حيث برّر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مشاركة الحزب في القتال في كل خطاباته بالقول إن “قتال حزب الله في سوريا هو قتال دفاعي واستباقي، وهذا القتال هو من تكليفه ومسؤوليته دفاعا عن العقائد والمفاهيم والكرامات والوجود.. وما كان لبنان لينعم بالإستقرار الذي نشهده قياسا على دول المنطقة المحيطة. ولكان التكفيريون اليوم يفجّرون حيث يشاؤون ولكانوا يقصفون مناطقنا على الحدود”. ولمزيد من الإطلاع، اعتبر خبير مطّلّع على الحركات الإسلامية، رفض الكشف عن اسمه، ان “حماس وحزب الله لم يتخليّا عن القضية الفلسطينية. ولا زال دور حماس موجودا. وحماس غير موجودة عسكريا في سوريا، رغم مشاركة عدد من أفراد حماس بشكل شخصيّ في القتال بالشام. ومشكلة حماس تنحصر مع النظام السوري بالموقف السياسي الذي تغيّر مؤخرا من خلال تصريح قادتها أنها لن تتدخل بأي شأن داخلي لأيّ دولة عربية أو إسلامية”. وتابع المحلل السياسي قائلا “أما فيما يخص حزب الله فهو قد شارك بشكل مباشر في القتال بسوريا ولا يزال، ولكنه بالوقت عينه لم يوقف المواجهة مع إسرائيل حيث ان المجموعة التي قتلتها اسرائيل في الجولان ومن بينهم كان سمير القنطار كانت تجهّز لعملية داخل الأراضي المحتلة. والحزب لا يمكنه فتح جبهة من الجنوب اللبناني حاليّا نظرا للقرار1701 وللظروف الميدانية، رغم ان الحزب قام بعدد من العمليات في مزارع شبعا وعلى الحدود، وان كان الوضع قد اختلف منذ العام 2000”. وختم الخبير في الحركات الإسلامية، ردا على سؤال حول تصريح القيادي الحمساويّ عزيز دويك، وتصريحات حزب الله بخصوص اعتبار الإرهاب التكفيري أخطر من إسرائيل، فقال ان “القضية الفلسطينية لا تزال حاضرة، ولكن الظروف الميدانية تغيّرت”. وهنا يمكن القول، إن الواقعة قد وقعت بين الحليفين الإسلاميين السنيّ والشيعيّ، اللذين قاما وتأسسا على هدف واحد ومبدأ واحد، بجناحين: الأول شيعي والثاني سنيّ، لمقاتلة اسرائيل ومحاربتها. ولذلك بدأت إيران بتقليل دعمها الماليّ والعسكريّ لحركة حماس رغم انها لم تبلغ حدّ قطعه عنها نهائيا كما يقول العديد من الخبراء.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قوات الأسد تسيطر على منطقتين غرب حلب بعد معارك مع المعارضة

العرب/13 تشرين الثاني/16/بيروت - اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان السبت ان القوات السورية استرجعت جميع المناطق التي خسرتها اثناء الهجوم الاخير للفصائل المعارضة لكسر الحصار على مناطقها شرق حلب. وقال المرصد ان القوات السورية "مدعمة بحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، وبغطاء من القصف الجوي والصاروخي والمدفعي المكثف" تمكنت من استعادة منطقة ضاحية الاسد ومنطقة منيان خارج المدينة. بذلك تكون القوات السورية "استعادت كافة المناطق التي خسرتها" في هجوم فصائل المعارضة وبينها جبهة فتح الشام لمحاولة فك الحصار المفروض على احياء حلب الشرقية التابعة لهم منذ يوليو. وادى الحصار الى قطع طريق الامدادات الاخيرة الى احياء المعارضة ونقص في الاغذية والمحروقات. وحاولت الفصائل تكرارا كسر الحصار المفروض منذ اكثر من ثلاثة اشهر وتمكنت من ذلك لفترة قصيرة في اغسطس، لكن تعذر ادخال المساعدات الى المنطقة منذ يوليو. كما سجل المرصد مقتل اكثر من 450 شخصا من المقاتلين والمدنيين منذ اطلاق الفصائل معركتهم الاخيرة لمحاولة كسر الحصار في 28 اكتوبر. وبين القتلى 215 مقاتلا معارضا سوريا واجنبيا بعضهم نفذ هجمات انتحارية، و143 عنصرا من القوات السورية. كما قتل بحسب المرصد حوالى 100 مدني اغلبهم في مناطق غرب حلب التابعة للحكومة، وبينهم 29 طفلا قتلوا نتيجة قنابل اطلقتها الفصائل. واعلنت روسيا التي تشن غارات في سوريا منذ اكثر من عام دعما لقوات النظام، الهدنة عدة مرات من جانب واحد واوقفت القوات السورية المعارك على الارض للسماح للمقاتلين المعارضين والمدنيين بمغادرة حلب. لكن من غادروا كانوا قلة اذ عبر كثيرون عن شكوكهم بشأن الممرات التي حددت كطرق آمنة للخروج من المدينة. وقالت موسكو الخميس انها ادخلت اكثر من 100 الف طن من المساعدات الانسانية الى حلب خلال الاشهر الماضية بغض النظر عن الهدنة الانسانية.وشن الجيش السوري في 22 سبتمبر هجوما واسعا للسيطرة على كامل حلب، العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا والتي تشكل رهانا كبيرا بالنسبة للنظام السوري والمعارضة في النزاع الذي أوقع أكثر من 300 الف قتيل منذ اندلاعه في 2011.

 

اتهامات لنظام الأسد بتورطه في استخدام أسلحة كيميائية محظورة

العرب/13 تشرين الثاني/16/لاهاي - اتهم المكتب التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الجمعة الجهاديين ونظام الاسد بانتهاك معاهدة هذه المنظمة من خلال اللجوء الى استخدام اسلحة محظورة، بحسب مصادر عدة. وقال مصدر شارك في الاجتماع المغلق لمكتب المنظمة وطلب عدم كشف هويته، انه تم التصويت داخل المكتب على انتهاك سوريا لاتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية، مع العلم ان التصويت امر نادر الحصول. وياتي القرار في اربع صفحات حصلت وكالة فرانس على نسخة منه، ويعبر عن "القلق البالغ" ازاء نتائج تحقيق اجراه خبراء للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية. وقدمت اسبانيا مشروع القرار للتصويت وهو "يدين باشد التعابير" استخدام اسلحة كيميائية في سوريا ويدعو "كل الاطراف المحددين" في تقرير الخبراء الى "التوقف فورا عن اي استخدام" لهذا النوع من السلاح. وايد 28 من الدول الاعضاء ال 41 في المكتب التنفيذي، مشروع القرار الاسباني بينها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

ويطلب القرار من سوريا "التقيد بشكل كامل بالتزاماتها الواردة في الاتفاقية" ويطلب من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية القيام باسرع ما يمكن بعمليات تفتيش في المواقع التي شهدت الهجمات الكيميائية. واشارت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في بيان الى ان عمليات تفتيش اخرى يجب اجراؤها مرتين في السنة، مشددة على ان سوريا "ملزمة ان تسهل بشكل سريع وان تتعاون بالكامل مع عمليات التفتيش هذه". وتعمل المنظمة عادة على صدور قراراتها بالاجماع، الا ان الاعضاء لم يتوصلوا الى اي اتفاق بعد اسابيع عدة من المفاوضات خصوصا بسبب اعتراضات روسيا، ما ادى الى عرض مشروع القرار على التصويت فحصل على ثلثي الاصوات الضرورية لاقراره.

وصوتت ضد القرار روسيا والصين وايران والسودان.

وكانت آلية التحقيق المشتركة بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية اعلنت في اواخر اكتوبر الماضي ان الجيش السوري استهدف بهجمات كيميائية ثلاث بلدات عامي 2014 و2015. كما اتهمت هذه الالية تنظيم الدولة الاسلامية باستخدام غاز الخردل في مارع في محافظة حلب في شمال سوريا في الحادي والعشرين من اغسطس 2015. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون "ان هذا القرار يؤكد ان نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد وداعش مسؤولان عن استخدام اسلحة كيميائية فظيعة ضد مدنيين". واضاف "هناك تصميم واضح داخل المجتمع الدولي على طلب محاسبة من استخدم هذه الاسلحة البشعة". وانضمت سوريا رسميا الى معاهدة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية في اكتوبر 2013. واثر هجوم كيميائي قتل مئات الاشخاص في منطقة الغوطة الشرقية شرق دمشق في اغسطس 2013 وافقت السلطات السورية على تسليم ترسانتها الكيميائية في اطار اتفاق تم التوصل اليه مع منظمة حظر الاسلحة الكيميائية. ومن المقرر ان يعرض القرار على مجلس الامن، وسيكون الملف السوري في قلب المناقشات خلال عقد المؤتمر السنوي للدول ال192 الاعضاء الذي يبدا اعماله في الثامن والعشرين من نوفمبر الجاري في لاهاي.

 

مقتل أربعة في هجوم على قاعدة باغرام الاميركية في أفغانستان

العرب/13 تشرين الثاني/16/كابول - قتل أربعة أشخاص على الاقل واصيب 14 بجروح في عملية تفجير وقعت في وقت مبكر السبت في قاعدة باغرام، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في أفغانستان، على ما أعلن الحلف الأطلسي. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الانفجار في القاعدة الجوية شمالي العاصمة الأفغانية والذي قال مسؤولون محليون إنه أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 13 آخرين. وأعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان المسؤولية عن الانفجار في رسالة عبر حسابه على تويتر. وقالت بعثة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي إن الانفجار وقع بعد الساعة 5.30 صباحا مباشرة وإن هناك ضحايا. وتابعت أن قوة الحماية والفرق الطبية تعمل إلا أنها لم تذكر المزيد من التفاصيل. وقال عبد الشكور قدوسي حاكم باجرام إن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص قُتلوا كما أصيب 13 آخرون في الانفجار الذي قال إنه وقع قرب صالة للطعام. وقال الحلف في بيان "تم تفجير عبوة ناسفة في قاعدة باغرام ما تسبب بسقوط عدة ضحايا، إننا نعالج الجرحى وفتحنا تحقيقا"، مشيرا الى سقوط أربعة قتلى على الأقل و14 جريحا بدون تحديد جنسياتهم. وكان حاكم باغرام عبد الشكور قدوسي أفاد في وقت سابق عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 بجروح في "انفجار قوي" في القاعدة. وأكدت وزارة الدفاع الأفغانية الانفجار الذي وقع في قاعدة باغرام العسكرية صباحا بعيد الساعة 5,30 (01,00 ت غ). ويشير الانفجار الى تدهور الوضع الأمني في أفغانستان بعد حوالى عامين على اعلان الحلف الاطلسي نهاية العمليات القتالية في أفغانستان، وفي وقت تواجه القوات الأفغانية صعوبة في قتالها مع المتمردين الاسلاميين. وتعرضت قاعدة باغرام الواقعة على مسافة حوالى خمسين كلم من كابول بانتظام لهجمات طالبان. وفي ديسمبر الماضي، فجر انتحاري على دراجة نارية نفسه قرب القاعدة ما أدى إلى مقتل ستة جنود أميركيين، في أحد الهجمات الأكثر دموية ضد العسكريين الأجانب في افغانستان عام 2015.

وما زال ينتشر اكثر من 12 الف جندي غربي نحو عشرة الاف منهم اميركيون في افغانستان في اطار عملية "الدعم الحازم" لتدريب ودعم القوات الافغانية في مواجهة المتمردين الاسلاميين.

 

العرب يترقبون اي من «صقور» اميركا سيتولى الخارجية فيها

خاص جنوبية 12 نوفمبر، 2016/المرحلة قادمة على المزيد من النزاعات لأن الأسماء الثلاث لتولي منصب الخارجية مخيفة وتحمل روح الحرب التي شهدناها في العراق وافغانستان. ثلاث مرشحين لتولي حقيبة وزارة الخارجية الأميركية في عهد دونالد ترامب، وسيكون على أولئك المرشحين مهمة صعبة خصوصاً في الشرق الأوسط المشتعل. أبرز المرشحين هم نيوت غينغريتش، وقد تولى في السابق رئاسة مجلس النواب الأميركي، أبرز النقاط في مواقفه السياسية هي، الرفض المطلق للإتفاق النووي الذي وقعه باراك اوباما مع ايران، ويرى إيران دولة راعية للإرهاب. كذلك يعتبر غينغريتش الإسلام خطراً على أميركا، وداعماً لخيارات ترامب في وقف إستقبال المسلمين في أميركا وطالب مرات عدة بفحص المسلمين المقيمين في أميركا وإذا تم إكتشاف انهم يوالون قيام الشريعة الإسلامية فمن الواجب طردهم. المرشح الثاني لتولي وزارة الخارجية هو بوب كوركر، ويعد صقر من صقور الحزب الجمهوري، لديه رؤية مغايرة تماماً لرؤية وزير الخارجية السابق جون كيري حول سوريا والشرق الأوسط. يتهم كوركر أوباما بالقيام بانشطة سرية مع منظمات مشبوهة تعمل لزعزعة إستقرار الشرق الأوسط ومعروف بصداقته الحميمة مع الأمير السعودي بندر بن سلطان. في سوريا يوافق كوركر على إقامة منطقة حظر جوي ويتهم اوباما بأنه سبب الكارثة التي حلت في سوريا. من جهة اخرى يرفض كذلك تقديم المزيد من التنازلات لإيران التي يصفها بالضعف. وعارض بشدة قرار سحب القوات الأميركية من العراق، ويعتبر ان الإنسحاب يجب ان يكون مدروساً ويأخذ كوركر على اوباما ان انسحابه من العراق بهذا الشكل سهل تسلل ايران للعراق ومن ثم السيطرة عليها. وهاجم كوركر كثيراً جون كيري ووصفه بالخاضع لروسيا. جون بولتون سفير أميركا السابق في الأمم المتحدة، يعارض بشدة إيران والإتفاق النووي، وضد الانسحاب الاميركي من العراق، ويرفض التفاوض مع بشار الأسد ولديه مواقف دعا فيها إلى ضرب حزب الله. التحليلات الصحافية تقول، أن في حال جاء كوركر فإن سوريا ستكون محور الأربع سنوات القادمة، أما في حال جاء بولتين فإن إيران ستكون هدف الولايات المتحدة الأميركية وكذلك الأمر مع غينغريتش الذي يرفض الإعتراف بالوجود الفلسطيني. العرب قلقين من الاسم الثلاث خصوصاً أنها تمثل لهم تاريخ اسود تشكل بعد الإحتلال الأميركي للعراق، وتفاعل العرب على مواقع التواصل الإجتماعي مع نبأ الأسماء المتوقعة لتولي حقيبة وزارة الخارجية. المغردون العرب على تويتر، تنبئوا أن غينغريتش وبولتين يحملان نزعة حربية وفي حال اختير احدهما فإن هذا يعني أن المنطقة العربية ستكون على موعد مع المزيد من النزاعات.

 

صهر ترامب يشرف على نقل السلطة

"العربية"/12 تشرين الثاني 2016/كلف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اليوم الجمعة نائبه مايك بنس بقيادة فريقه للإشراف على انتقال السلطة في البيت الأبيض مفضلا إياه على حاكم ولاية نيوجيرزي كريس كريستي. وقالت حملة ترامب إن كريستي سيبقى نائبا لرئيس الفريق الانتقالي. وجاء الإعلان بعد وقت قصير من اجتماع معاوني ترمب في البناية السكنية التي يملكها قطب العقارات في مدينة نيويورك للبدء في تقييم المرشحين لبعض من 4000 وظيفة سيعين من سيشغلونها بعد أن يتولى الرئاسة رسميا في العشرين من يناير/كانون الثاني. وقال ترامب إن ثلاثة من أولاده الخمسة وزوج ابنته جاريد كوشنر سيساعدون في الإشراف على عملية انتقال السلطة. وقال رودي جولياني للصحفيين بعد الاجتماع "أستطيع بالفعل أن أرى كيف أنه سيكون رئيسا عظيما وأنا يسعدني أن أتمكن من لعب دور صغير". وجولياني هو المرشح الرئيسي لمنصب وزير العدل حسبما قال مصدران على دراية بالمناقشات. وأضاف المصدران أن كريستي الذي كان في وقت ما مرشحا بارزا للمنصب لم يعد فيما يبدو في السباق. ووفقا لمصادر قريبة من حملة ترامب فإن رينس بريبوس رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري مرشح قوي لتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض. وقالت المصادر إنه يجري أيضا تقييم ستيفن بانون الرئيس التنفيذي لحملة ترامب لشغل المنصب. ولدى ترامب مجموعة صغيرة نسبيا من المرشحين للعمل معه لأن جمهوريين كثيرين أدانوا خطابه ذي النبرة العنصرية خلال الحملة الانتخابية كما أن بعض مواقفه تتعارض مع النهج التقليدي للحزب. وقالت مصادر إن السناتور جيف سيسشنز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية آلاباما قد يتولى منصب وزير الدفاع في حين قد يعين رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش وزيرا للخارجية وقد يتولى الجنرال المتقاعد مايكل فلين منصب مستشار الأمن القومي.

 

وليد فارس، مستشار ترامب للشؤون الخارجية: قصد بتصريحاته حظر دخول "الإخوان المسلمين" لأمريكا.. وسيفاجئ الكثيرين بتوجهه للعرب

الخميس, 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2016

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال وليد فارس، محلل الإرهاب الأمريكي من أصل لبناني ومستشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إن تصريحات الأخير السابقة حول حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة الأمريكية كانت مغلوطة، إذ كان يعني أنه يريد حظر دخول "الإخوان المسلمين" من دخول أمريكا وليس جميع المسلمين عامة.

وجاء تعليق فارس في حوار أجراه مع جريدة "الأهرام" المصرية نُشر الاثنين الماضي، إذ قال: "منذ صدور تصريح ترامب حول منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، كانت هناك عملية إساءة فهم لما قصده المرشح الجمهوري فقد كان يقصد فعليا، منع دخول الجهاديين والتكفيريين إلى الولايات المتحدة وحاول أن يقول إنه يريد منع دخول الإخوان المسلمين إلى الأراضي الأمريكية. لكن ما صدر عنه بشكل مقتضب في تغريدات على تويتر قوله ’أنا أريد أن أضع حدا لدخول المسلمين‘ في رد فعل على العمليات الإرهابية في أوروبا ولكنه قصد ’أريد أن أمنع دخول الإخوان المسلمين والجماعات العقائدية المتطرفة‘."

وأضاف فارس أنه "شرح الأمر بوضوح لكبار المسئولين الدينيين في مصر،" متابعا: "قابلت في زيارتي الأخيرة وزير الأوقاف المصري وشيخ الأزهر والبابا تواضروس لتوضيح مواقف ترامب وهم يتفهمون ضرورة تحسين أمريكا ضبط اختراقات الإرهابيين التكفيريين لحدودها. وقد قال ترامب في خطابه في مارس/ آذار الماضي إنه يريد أن يفتح ذراعيه ويمد يد التعاون للقوى العربي والإسلامية المعتدلة، وقد اجتمع مع الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس أكبر دولة عربية سنية ومع ملك الأردن وتقابلنا مع أعضاء البرلمان المصري في زيارة الرئيس للأمم المتحدة مؤخرا."

وقال فارس إن ترامب سيتجه إلى العالم العربي متوقعا أن يفاجئ ذلك الكثيرين، منتقدا ما وصفها بـ"الآلة الإعلامية" التي تهاجم ترامب ولا تريد أن يكون هناك "بناء للعلاقات الاستراتيجية بين ترامب والقيادات المعتدلة والواعية في العالم العربي،" على حد تعبيره.

أما عن موقف ترامب من مصر، قارن فارس بثورة 30 يونيو/ حزيران في مصر وبين اتجاه الملايين من الناس للتصويت لترامب في أمريكا، قائلا: "هناك شيء حدث في البلدين يتمثل في رفض للماضي السلبي الذي يتحكم فيه المتطرفون وأصحاب البروبجاندا ويغذون الحقد ضد مصر وضد الولايات المتحدة الأمريكية. يوجد (في أمريكا) من يعمل على تشويه صورة مصر وفى مصر هناك من يعمل على تشويه صورة أمريكا وكل هذا سينتهي بانتخاب ترامب رئيسا."

وأعرب فارس عن تأييد مستشاري ترامب للعلاقات الاستراتيجية مع مصر، قائلا: " كل المستشارين مع ترامب يؤيدون بشدة العلاقات الاستراتيجية مع مصر إيمانا بأن أحد الأركان الرئيسية للعلاقات المتميزة بين الولايات المتحدة والعالم العربي هو مصر، أكبر دولة وجيشها يجرى تدريبات مع الجيش الأمريكي لعدة عقود. ومصر هي التي تواجه الإرهابيين في سيناء وهي التي يتكالب عليها الجهاديون من الشرق والغرب وهي حامية السلام في الشرق الأوسط وهو أمر يعلمه المرشح الجمهوري جيدا."

وأكد فارس بأن ترامب سيختلف في سياسته مع مصر عن الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، الذي قال إنه إلى جانب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، كان يدعم جماعة "الإخوان المسلمين"، مؤكداً: "لن يتدخل في الشئون الداخلية لبلد مثل مصر. من الواضح أن أوباما وهيلاري قد قاما بدعم فريق سياسي دون الأطراف الأخرى وقد كان دعمهم لجماعة الإخوان وليس التيار الليبرالي. اختاروا دعم فريق يريد أن يعيد مصر إلى العصور القديمة أو إلى الخومينية، وهو ما كان تصرفا عجيبا وغريبا. كانت وفود الإخوان تُستقبل في مبنى الخارجية الأمريكية بينما يتجاهلون وفود الأقباط الأمريكيين. الأمر يحتاج إلى تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية وسوف يكون ترامب مهتما بأوضاع مصر الاقتصادية لأنه رجل اقتصاد في المقام الأول وهو يحب كلمة الازدهار ويحب أن يرى الشعوب تتقدم في مواجهة المتطرفين خاصة دولا مثل مصر والأردن والفلسطينيين في قطاع غزة."

 

بالأسماء... مرشحون لمعاونة ترامب في الأمن القومي

جواد الصايغ/ايلاف/12 تنشرين الثاني/16

إيلاف من نيويورك: بدأ الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، تجهيز الفريق الذي سيعمل معه في الفترة القادمة. وبعد يومين من فوزه بالانتخابات الاميركية، طفت الى العلن معلومات عن تحضير ترامب لفريق عمله، والبداية من الامن القومي.فقد كشفت شبكة أن بي سي عن عدد من الاسماء المرشحة للانضمام الى الفريق المعني بشؤون الأمن القومي للولايات المتحدة الاميركية تحت إدارة دونالد ترامب. ومن بين الاسماء المطروحة، مايك روجرز من ميتشيغن، وميتشل ماكول، والسناتور جيف ساسون، ودانكن هانتر، ونيوت غينغريتش وروبرت سميث، وجون بولتون.

مصادر في الهيئة الانتقالية لإدارة ترامب (The Transition Team) في واشنطن قالت لـ "إيلاف": "إن عمل الهيئة يتضمن طرح الاسماء المرشحة لشغل المناصب، وعلى ضوء السياسة التي تنوي الادارة القادمة اتباعها يتم الاختيار، فمثلا اذا إختير نيوت غينغريتش او جون بولتون لمساعدة ترامب في القضايا المتعلقة بالأمن القومي، فمعنى ذلك أن السياسة الاميركية في الشرق الاوسط ستشهد تغييرا جذريا عن تلك التي اتبعتها ادارة الرئيس أوباما". ومن الاسماء المرشحة أيضًا، الجنرال المتقاعد مايكل فلين، وكيث كيلوغ، وكلار لوبيز، إضافة الى الأميركي من أصول عربية د.وليد فارس الذي يتعرض وبحسب مراقبين "لحملة من قبل الإعلام المؤيد للاتفاق النووي مع إيران على خلفية موقفه الداعي إلى إعادة فتح ملف التفاوض"، وقالت شبكة ان بي سي ان فارس يحظى بثقة دونالد ترامب.

 

تقارير دبلوماسية: كثير من وعود ترامب سـيطير بعد دخوله البيت الابيض

"المركزية" - 12 تشرين الثاني 2016/كشفت تقارير دبلوماسية وردت من واشنطن انه من المفيد جدا وقف التعاطي مع نتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية التي فتحت الطريق امام المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب للدخول الى البيت الأبيض مطلع العام المقبل، على انها من المفاجآت غير المتوقعة او كانها جرت في دولة من مجاهل افريقيا. لا بل انها كانت في نتائجها وما كشفت عنه من متغيرات في العقل والمنطق والسلوك لدى غالبية الأميركيين، شكلت صورة صادقة للغاية ومعبرة الى اقصى الحدود عما فعلته إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما من أخطاء قاربت في جوانب منها حدود الجرائم بحق الشعب الأميركي وصورة اميركا في الخارج. وقالت ان الإدارة الجمهورية كرست ما سعت اليه ايديولوجيات عديدة قامت في الشرق والغرب توحي بان بلادهم الدولة الوحيدة التي تبيع وتشتري حلفاءها في العالم بأبخث الأثمان وتتخلى عنهم في وقت الشدة وتحديدا في اللحظات التي يمكن أن تعقد فيها صفقة سلاح او نفط او قمح.

وقالت هذه التقارير ان الشعب الأميركي لم يصوت لدونالد ترامب على انه من نوابغ العصر او لأنه مفكر سياسي كبير او رجل مفاوض دبلوماسي او وزير خارجية سابق حقق صفقة لبلاده، بل لأنه رجل اعمال لا يفقه السياسة وهو يكافح من خارج الطاقم السياسي الاميركي الذي يحكم بلا رحمة.

ولذلك على العالم ان يتوقف عن التطلع الى هذه الإنتخابات على انها اتت برئيس يقال تارة انه معتوه ومختلف عن العالم او انه غبي كما صورته وسائل الإعلام الأميركية التي فشلت في تأليب الرأي العام ضده بقدر ما شكلت سببا للإنقلاب على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون او قتل روح الحماس لدى فئآت من مناصريها ترددوا في التصويت لها اعتقادا منهم ان النتائج مضمونة لها في صناديق الإقتراع. ولذلك، رأى اكثرية الناخبين في ترامب رجلا واعدا يتحدث باسم أكثرية الشعب الأميركي وبلغة الفقراء منهم والرازحين تحت وطأة الضرائب التي تذهب بمعظمها الى ايواء النازحين والمهاجرين غير الشرعيين الذين يقصدون بلادهم بالملايين من دول اميركا اللاتينية والجوار الاميركي ومن الشرق الاوسط وسوريا لإيوائهم واسكانهم وتعليمهم وتوفير الطبابة لهم.

وعليه، عكست هذه الصورة كيفية انتخاب قسم كبير من الأميركيين شكلوا 50 % من الذين كانوا بعيدين عن اللعبة الانتخابية في السابق ولم يكونوا من الذين يصوتون لمرشحي اي من الحزبين الجمهوري او الديمقراطي، فوجدوا باكثريتهم في ترامب رجل الاعمال الآتي من عالم المال والشهرة والنجاح وهو محاط بطاقم سياسي ودبلوماسي واداري ومالي واسع الشهرة وكبير للغاية يمكنه ان يدير بلادهم ويسعى الى الربح والرخاء المالي والإقتصادي وتخفيف الضرائب عنهم.

وقالت التقارير ان الأكثرية الأميركية عبرت عن الرغبة بان يحمل ترامب تغييرات سياسية ايجابية داخل المجتمع الاميركي وقد يغير من سياسة التدخل الخارجية التي قادها باراك اوباما على الساحات العالمية وهو ما تسبب بتشويه صورة الولايات المتحدة في الخارج. عدا عن بروز من استخف من قادة ثورات ودول بقدرات دولتهم العسكرية والإقتصادية فرفعوا بوجهها مواقف التهديد والتحدي. وبدل ان يواجههم باللغة والمنطق عينهما انكفأ وادار الظهر للأزمات الدولية على خلفية الوعود التي قطعها بوقف قتل اي من الأميركيين على اية اراض خارج بلاده، فقاد المعارك من القمرة الخلفية ولم يحصد سوى الفشل في افغانستان والعراق وسوريا وغيرها من البلدان التي عاشت ازمات بابعادها الدولية والاقليمية.

وفي مقابل هذه الصورة التي عكستها التقارير الواردة من واشنطن ومن مراكز الدراسات التي ما زالت تبحث في الأسباب التي قادت الكثير من المراقبين الى الرهان على فشل ترامب في المواجهة مع كلينتون، فقد شدد بعضها ان على الشعب الأميركي ان ينتظر بعض الوقت ليرى جوانب من رهانه الخاسر على ترامب. فالاخير اطلق ما اطلقه من مواقف وهو ينظر الى واشنطن والإدارة الأميركية "من تحت" ولم يقاربها بعد "من فوق" حيث يتوقع ان تتغير نظرته الى الكثير من الأمور التي رفعها في حملته الإنتخابية. ولذلك فقد نصحت هذه التقارير بانتظار كيفية تعامل الادارة الجديدة مع التحديات الداخلية والخارجية التي ستواجهها فور دخول ترامب المكتب البيضاوي، ولفتت الى صعوبة إحداث اي تغيير في سياسات بلاده الداخلية والخارجية والتي رسمتها الإدارات السابقة والتزمها كل من سكن البيت الأبيض فتراجع كثر عن وعود قطعوها واعترف آخرون بالفشل في تحقيق ما وعدوا به الشعب الأميركي. ولذلك سيجد ترامب نفسه متغيرا في مقاربته للقضايا الدولية فور جلوسه رئيسا في المكتب البيضاوي ليواجه القضايا الداخلية والعالمية بـ "مسؤولية الرئيس" الذي سيتخذ قرارات اجتماعية ومعيشية يومية للأميركيين وفي الإستحقاقات العسكرية والسياسية والدبلوماسية الكبرى في العالم وليتحمل مسؤولياتها وتبعاتها.

وعن المتغيرات التي يمكن ان تشهدها المنطقة، قالت التقارير الديبلوماسية ان منطقة الشرق الأوسط ولبنان دولة من دولها، لن تشهد في المدى المنظور اية متغيرات اساسية رغم الوعود التي قطعها ترامب عبر مستشاريه من اصول لبنانية وعربية، عن انه مصر على الإستمرار بالحرب الإستباقية على داعش والمنظمات الإرهابية قبل معالجة مصير النظام السوري نفسه. وهو ما سينعكس تدريجيا على الوضع في لبنان بقدر ما سيغير في قضايا الشرق الأوسط، لأن ليس لدى الإدارة الأميركية والعالم اليوم ملف مستقل اسمه لبنان بمعزل عما يجري في محيطه والمنطقة.

 

قرار أميركي مرتقب يمنع بيع طائرات لإيران

السبت 12 صفر 1438هـ - 12 نوفمبر 2016م/صالح حميد – العربية.نت/يتجه مجلس النواب في الكونغرس الأميركي للتصويت إلى منع بيع طائرات بوينغ لإيران، من خلال لائحة قدمتها لجنة التشريع، ومن المقرر أن يتم التصويت عليها عقب انتهاء عطلة الكونغرس، الاثنين المقبل. ووفقاً لشبكة "يورو نيوز"، فقد جاء مشروع القرار الأميركي هذا، عقب فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية، ونظراً لمواقفه المغايرة لمواقف سلفه حول الاتفاق النووي مع إيران، حيث يتوجه الكونغرس الذي أصبح في قبضة الجمهوريين، إلى سن قانون يمنع بيع طائرات لإيران بشكل نهائي. وقال النائب الجمهوري بيل هويزنغا، من معدي مشروع القرار، إنه "مع بدء عمل الكونغرس عقب انتهاء العطلة الصيفية الاثنين القادم، سيتم طرح مشروع قرار منع بيع الطائرات إلى إيران، ومن المتوقع أن ينتهي التصويت عليه يوم الأربعاء المقبل". وبحسب صحيفة "يو إس إي توداي"، فقد أكد هويزنغا في بيان أصدره بهذه المناسبة أن "بيع الطائرات إلى إيران يساعدها تقوية برنامج التسلح، ويجب أن نوقف هذا الأمر الذي تم في عهد حكومة (الرئيس الأميركي) أوباما". يذكر أن مجلس النواب في الكونغرس الأميركي صوت بالأغلبية، في تموز/يوليو الماضي، لصالح لائحتين مكملتين لمنع بيع طائرات بوينغ لإيران، وقد حظي القرار بموافقة 239 نائباً مقابل 185 صوتاً ضد القرار. وكان موقع "ديلي بيست" الأميركي كشف في تقرير أن صفقة شركة بوينغ العملاقة للطيران مع إيران كانت مقابل أموال دفعتها الشركة إلى دبلوماسيين وجماعات ضغط (لوبيات) لإنجاح تطبيق الاتفاق النووي، الذي أبرم بين الدول الست الكبرى وإيران في حزيران/يونيو 2016. ويعارض الجمهوريون في الكونغرس الأميركي بقوة صفقة بيع الطائرات إلى إيران حيث إن أغلبهم صرح لوسائل إعلام أميركية بأن هذه الصفقة قد تهدد الأمن القومي الأميركي لأن الحرس الثوري الإيراني يستخدمها في أنشطته الإرهابية.

 

ترمب: سأوقف دعم المعارضة السورية المسلحة

دبي – قناة الحدث/السبت 12 صفر 1438هـ - 12 نوفمبر 2016م/في تصريحات لافتة، قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، إنه يجدر على الولايات المتحدة قطع الدعم العسكري عن المعارضة السورية المسلحة، وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية. ترمب اعتبر أن الفصائل التي تقاتل بشار الأسد "مجهولة" بالنسبة له، وفيما هي تعمل على قتال النظام بدعم من الولايات المتحدة "ستصبح واشنطن في مواجهة مباشرة مع روسيا التي لن تتخلى عن الأسد"، بحسب تعبيره. وأضاف ترمب أن الولايات المتحدة تقاتل النظام السوري "بينما هو يقاتل داعش"، في الوقت الذي "يجب أن تكون الأولوية لقتال التنظيم"، بحسب تعبيره.

 

مصرع كبير مراسلي التلفزيون الإيراني في حلب

الأحد 13 صفر 1438هـ - 13 نوفمبر 2016م/صالح حميد – العربية.نت/لقي كبير مراسلي التلفزيون الايراني الرسمي، محسن خزايي، مصرعه في حلب خلال تغطيته اشتباكات قوات الحرس الثوري والميليشيات التابعة لها مع المعارضة السورية السبت. وأفادت وكالة الأنباء الايرانية "إرنا"، أن خزايي أصيب برأسه بقذيفة هاون خلال تغطيته اشتباكات دارت شرقي مدينة حلب بين القوات الايرانية والميليشيات من جهة وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى. ووفقا للوكالة، لقد أصيب مصور محلي يدعى تامر صندوق، خلال تلك الاشتباكات أيضا. يذكر أن ماكنة الاعلام الايراني لعبت دورا كبيرا في تضليل الحقائق وتزوير الأحداث حول حقيقة التدخل الايراني في سوريا، بدءا من وصف هذا التدخل بـ " الاستشاري" بحجة " حماية المقامات الشيعية المقدسة" مرورا بوسم صفة "الارهاب" ضد كل المعارضة السورية ووصف جميع الثوار بـ " التكفيريين". كما يصور الاعلام الايراني تدخل القوات الايرانية والميليشيات الشيعية في سوريا على أنها حرب ضد "داعش" بينما بدأت هذه القوات تدخلها عام 2012 بقمع ثورة الشعب السوري السلمية ومن ثم القتال ضد فصائل المعارضة السورية المعتدلة، بينما نادرا ما حدثت اشتباكات بينها وبين تنظيم "داعش " الارهابي. واعتادت وسائل إعلام إيرانية وعلى رأسها التلفزيون الإيراني الرسمي بتزوير الأحداث وقلب الحقائق للتعتيم على ما يحدث في سوريا خاصة تجاه الداخل الايراني. ومن أشهر نماذج التزوير قيام التلفزيون الايراني بعملية تزوير فاضحة لمقطع الفيديو بث في فبراير الماضي، يظهر قيام قنّاص من ميليشيات "حزب الله" بقتل عناصر من داعش ، تبين أن مصدره لعبة الفيديو " ميدال أوف أونور"المنتجة في العام 2010. ومن النماذج الأخرى لتزوير الاعلام الايراني هو قيام صحيفة " صبح نو" الإيرانية بتلاعب بصور ضحايا الحرب في سوريا، واستعملتها لصالح تقارير إخبارية أخرى، كما حدثت في احدى الغارات حيث نسبتها إلى انفجار في بغداد بدلان عن مكان الصور الحقيقية وهي عن ضحايا غارة شنتها طائرات نظام الأسد ضد المنديين في إدلب شمال سوريا. كذلك سبق لوسائل إعلام إيرانية وأن قامت بتحريف خطابات مسؤولين دوليين وعرب كالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز حول الأزمة السورية. وفي أبريل/ نيسان 2016، بث التلفزيون الايراني شريطاً دعائيًا يدعو إلى تجنيد الأطفال للدفاع عن المقامات المقدسة في سورية والعراق، حمل الفيديو اسم "شهداء لحماية العتبات المقدسة"، ويشجع الأطفال على المشاركة في الحرب بسورية كما بدأ ينشر اخبار قتلى الحرس تحت مسمى " المدافعين عن العتبات" الطائفي، الذين يسقطون " دفاعا عن الأمن القومي الايراني"، و"محور المقاومة " الشيعي.

 

11 دولة عربية تدين إيران: راعية للإرهاب تقوض السلام بالمنطقة/رسالة خليجية مشتركة إلى الأمم المتحدة تشكو سلوك طهران المتطرف

• السيسي هاتف الأمير: دعم جهود لم الشمل العربي وتعزيز وحدة الصف

الكويت ـ أبو ظبي ـ القاهرة ـ كونا ووكالات:13 تشرين الثاني/16/يغادر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق له أرض الوطن اليوم الأحد متوجها إلى المغرب لترؤس وفد الكويت في مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ والقمة الإفريقية بحضور قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واللذين سيعقدان في مدينة مراكش. بعدها يتوجه سموه إلى غينيا الاستوائية لترؤس وفد الكويت في القمة العربية الإفريقية الرابعة التي ستعقد في العاصمة مالابو. في موازاة ذلك أعربت الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي و5 دول عربية أخرى عن قلقها إزاء استمرار السياسات الإقليمية التوسعية التي تنتهجها إيران في المنطقة، واصفة إياها بـ”دولة راعية للإرهاب”. واستنكرت الدول الـ11 ـ في رسالة مشتركة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ـ مواصلة إيران القيام بدور سلبي بالتسبب في حالة الاحتقان وعدم الاستقرار في المنطقة،من خلال دعمها العسكري والمادي للعدوان الحوثي في اليمن وتدخلها الدائم في الشؤون الداخلية للدول العربية،فضلا عن استمرارها في احتلال جزر الإمارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. وبحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) فقد جاءت الرسالة التي وجهتها الإمارات بالاشتراك مع عشر دول إلى رئيس الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بيتر تومسون في سياق حق الإمارات في الرد على البيان الذي أدلى به وفد إيران في ختام المناقشة رفيعة المستوى للجمعية العامة في 26 سبتمبر الماضي وتضمن سلسلة من الادعاءات الباطلة التي لا أساس لها من الصحة. وأعربت الرسالة عن القلق المشترك تجاه دستور إيران الذي يدعو إلى تصدير الثورة إلى الدول الأخرى،وشددت على أن إيران دولة راعية للإرهاب في المنطقة، بدءا من حزب الله في لبنان وسورية إلى الحوثيين في اليمن ووصولا إلى الجماعات والخلايا الإرهابية في كل من البحرين والعراق والسعودية والكويت وغيرها. وردا على تعليق عضو الوفد الإيراني بشأن الحملة العسكرية التي تقودها قوات تحالف استعادة الشرعية في اليمن، أوضحت الرسالة أن الحكومة الشرعية في اليمن تقدمت في مارس 2015 إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإلى جامعة الدول العربية بطلب المساعدة بما في ذلك التدخل العسكري،من أجل حماية اليمن وشعبه، مؤكدة اتساق الطلب مع القانون الدولي ومع حق الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

وأكدت أن تحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي في منطقة الخليج العربي يتوقف على الحفاظ على علاقات حسن الجوار واحترام مبادئ السيادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، لافتة إلى أن النهج المتطرف الذي تسلكه إيران يتعارض بوضوح مع هذه المبادئ ويقوض فرص تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والعالم العربي. من جهة أخرى قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية:إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى اتصالاً هاتفياً بسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مساء أول من أمس، تم خلاله بحث عدد من الموضوعات على الساحتين العربية والإقليمية في إطار التشاور المستمر، الذي يعكس عمق ومتانة العلاقات بين البلدين. وأضافت الوكالة ـ استنادا إلى بيان أصدرته الرئاسة المصرية ـ :إن الزعيمين أكدا أهمية العمل على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى دعم جهود لم الشمل العربي وتعزيز وحدة الصف في مواجهة كل المخاطر والتهديدات التي تهدد أمن واستقرار أمتنا العربية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حرب الأوراق الخمس

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/12 تشرين الثاني/16

لا يشكّل الـ"فيتو" الذي يضعه "حزب الله" على تسلُّم "القوّات اللبنانيّة" وزارة سياديّة من الوزارات الأربع المصنّفة تحت هذا التوصيف، سوى رأس جبل الجليد من أساس الأزمة الاستراتيجيّة التي تواجه لبنان في العهد الجديد. ففي الأصل، هناك حرب غير معلنة، منذ قرابة 11 سنة، بين "القوّات اللبنانيّة" ووراءها "14 آذار"، وبين "التحالف الوجودي" الذي شكّلته ورقة "تفاهم مار مخايل" الموقّعة بين السيّد حسن نصرالله والعماد ميشال عون. وتجلّت هذه الحرب في جولات كثيرة، كان أبرزها في الاعتصام المديد الذي نفّذه طرفا الورقة وسائر قوى "8 آذار"، ثمّ في غزوة بيروت و"إعادة الأُمور إلى نصابها"، وبعدها تجويف ثنائيّة الـ"س - س" وإسقاط حكومة الحريري بـ"القمصان السود". وبعد فشل هذه الجولات "الميدانيّة"، سَجّلت هذه المواجهة خرقاً سياسيّاً نوعيّاً تَجسّد بمفاوضات بين "القوّات اللبنانيّة" و"التيّار الوطني الحرّ"، وتوّجته ورقة "إعلان النيّات"، وكرّسته "ورقة معراب" التي وضعت أسس ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهوريّة.

وليس خافياً مدى التناقض بين ورقتي مار مخايل ومعراب، خصوصاً لجهة تكريس سلاح "حزب الله" كـ"وسيلة مقدّسة" في الأُولى، وتكريس سلاح الشرعيّة اللبنانيّة في الثانية، إضافةً إلى "السياسة الخارجيّة المستقلّة" والتزام المواثيق العربيّة والدوليّة.

هذه النقلة النوعيّة في "ورقة معراب" أسّست للورقة غير المعلنة في "بيت الوسط"، والتي كشف الرئيس سعد الحريري بنودها، وأبرزها بناء الدولة على أساس الطائف وتحييد لبنان عن الصراعات الخارجيّة. وكان هذا التطوّر في موقف المرشّح عون كافياً لدعمه في الوصول إلى الرئاسة. وهذا ما تحقّق فعلاً.

وقد جاءت الورقة الرابعة، وهي خطاب القسم، كترجمة طبيعيّة لورقتي معراب وبيت الوسط، خصوصاً لجهة حماية نظام الطائف وتحييد لبنان وتكريس دور الجيش، بينما نالت الورقة الأُولى (تفاهم مار مخايل) إشارات خجولة قابلة للاجتهاد في التفسير، مثل عبارة "مقاومة" (ضدّ إسرائيل حصراً)، و"حرب استباقيّة" ضدّ الإرهاب، و"المادّة 8" من ميثاق الجامعة العربيّة.

أمّا الورقة الخامسة المعلّقة في قصر بعبدا، وهي المعروفة باسم "إعلان بعبدا"، فهي الشاهد الحيّ على مضامين أوراق معراب وبيت الوسط وخطاب القسَم، وتشكّل نقيضاً للورقة الأقدم، أي "ورقة مار مخايل". وأهميّة هذا الإعلان أنّه صار جزءاً من الخطاب الدولي تجاه لبنان، وتمّ تكريسه عربيّاً وفي الأمم المتّحدة، ولا تستطيع أيّ شرعيّة لبنانية تجاهله أو القفز فوقه. فإذا قارنّا بين الأوراق الخمس، نجد أنّ الأربع الأخيرة منها تتقاطع عند ثوابت وطنيّة كالسيادة، وأولويّة الجيش، والتحييد عن صراعات الخارج، والسياسة الخارجيّة المستقلّة، وعدم الارتهان لأيّ دولة، وعدم الدخول في مَحاور. ويظهر لنا أنّ الورقة الأُولى (زمنيّاً)، "ورقة التفاهم"، باتت معزولة عن الأوراق التي وُضعت بعدها، خصوصاً لجهة تكريسها السلاح غير الشرعي، وإغفالها دور الجيش واتفاق الطائف والمواثيق العربيّة والدوليّة وقرارات مجلس الأمن الدولي.

وكلّ ما يجري الآن، تحت عنوان تشكيل الحكومة، وبَعده البيان الوزاري، يُضمر فكّ عزلة هذه الورقة. والواضح أنّ "حزب الله" يضع الفيتو السيادي على "القوّات اللبنانيّة" كردّ على الخرق الذي أحدثته، وأنتج خروقاً أُخرى أدّت إلى النتيجة المعروفة في الانتخابات الرئاسيّة. وقد أكّد أهل أوراق معراب وبيت الوسط والقسَم وإعلان بعبدا، أنّهم يؤيّدون تحويل خطاب القسَم إلى بيان وزاري. والمطبّ المنتظر سيكون في مغالاة "حزب الله" في تأويل العبارات الثلاث، كي ينفد منها إلى ما يشبه ثلاثيّته "المقدّسة". في الواقع، ليست الحرب بين أوراق خمس، بل بين الأوراق الأربع ذات الطابع السيادي المرتكز في عمقه على خطاب "ثورة الأرز" من جهة، وبين "ورقة التفاهم" التي يستخدمها "حزب الله" ويبحث عن فلولها في الخطاب الرئاسي بعبارة هنا أو هناك، من جهة ثانية. والحقيقة أنّ لبنان محكوم بشرعيّته الدستوريّة، وبالشرعيّتين العربيّة والدوليّة، وبوثيقة الوفاق الوطني التي عادت تشكّل ملاذاً للذين حمَلوا عليها، ثمّ حكَموا باسمها، وباتوا من أشرس حماة نظامها. فروما من فوق غير روما من تحت. هذا يصحّ في لبنان، كما يصحّ في روما العصر وقيصرها الجديد، دونالد ترامب.

 

الهجمة الإيرانية على لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/13 تشرين الثاني/16

ملفتة، في هذه الأيام، الهجمة الإيرانية على لبنان. رافق الهجمة تهافت للنظام السوري على بلد خرج قبل سنوات عدة من تحت وصاية دمشق. هل هو حنين إلى تلك الأيّام التي لا يمكن أن تعود يوما؟ تعكس الهجمة الإيرانية رغبة في البحث عن انتصار ما بمجرد أن العماد ميشال عون صار رئيسا للجمهورية. كانت هناك، حتّى، رغبة إيرانية في حضور وزير الخارجية محمّد جواد ظريف جلسة انتخاب عون رئيسا. لكنّ جهات لبنانية استطاعت تفادي ذلك، مستخدمة اللباقة. اكتفى ظريف بالمجيء إلى بيروت لاحقا للتهنئة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعدما بقي الموقع شاغرا سنتين ونصف سنة بسبب ضغوط إيرانية ولا شيء آخر. هل على لبنان أن يفرح بإفراج إيران عن الرئاسة أخيرا؟ كان يمكن لزيارة ظريف أن تثير الارتياح لو ترافقت مع تغيير في نظرة إيران إلى لبنان بصفة كونه دولة عربية سيّدة مستقلة تقف على مسافة واحدة من كلّ دول المنطقة، لكنه دولة عربية أوّلا. لبنان لديه مصالح مع العرب قبل أيّ شيء آخر، خصوصا مع دول الخليج. من يعمل على ضرب هذه المصالح، يخدم عملية نشر الفقر والبؤس في لبنان من أجل تسهيل عملية وضع اليد عليه بعد تهجير أكبر عدد من مواطنيه، خصوصا المسيحيين. لذلك، يمكن القول إنّه حسنا فعل الرئيس المنتخب عندما ذكّر في خطاب القسم أن لبنان ملتزم ميثاق جامعة الدول العربية والقوانين الدولية، أي أنّه ملتزم في طبيعة الحال بالمحكمة الدولية التي تنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. هذه المحكمة، هي في نهاية المطاف، نتاج قرار صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. بكلام أوضح، لا معنى لأي زيارة يقوم بها مسؤول إيراني من أيّ مستوى كان للبنان من دون إعادة نظر إيرانية في سياسة لم تجلب سوى الويلات على البلد الذي عانى طويلا من السلاح الفلسطيني وسلاح الميليشيات متنوعة المشارب والذي لا يزال يعاني من السلاح الإيراني، أي سلاح “حزب الله”.

جلسة غير مريحة

هذا الواقع يقود إلى التساؤل هل في استطاعة إيران أن تكون دولة طبيعية وأن تنطلق من الإفراج عن الانتخابات الرئاسية اللبنانية كي تعيد النظر في تعاطيها مع البلد ونظرتها إليه؟ لدى طرح الموضوع المرتبط بعلاقة لبنان بإيران، فإنّ الميل الطبيعي هو إلى التشاؤم. يعود الميل إلى التشاؤم إلى طبيعة النظام الإيراني القائمة على تصدير أزماته الداخلية إلى الخارج أوّلا ثمّ إلى اعتقاده أنّ إيران قوة عظمى تستطيع لعب دور مهيمن في المنطقة. يدلّ على ذلك التورط الإيراني في كلّ ما من شأنه إثارة الغرائز المذهبية في كلّ دولة عربية من دول الخليج، إضافة إلى دول المشرق العربي. ماذا فعلت إيران وما زالت تفعل في البحرين؟ ماذا فعلت في الكويت؟ ماذا تفعل في اليمن؟ ماذا تفعل في العراق؟ ماذا تفعل في سوريا؟ ماذا تفعل في لبنان؟ من تشجّع وتدعم في فلسطين؟ إذا أخذنا كلّ بلد من هذه البلدان وحده، نجد أن التدخل الإيراني يلعب دوره في تأجيج الصراعات المذهبية والطائفية وخلق بؤر للتوتر في حين أنّه كان في استطاعة إيران منذ العام 1979، تاريخ نجاح الثورة على الشاه، التصرف بشكل مختلف يساعد في تكريس الاستقرار في المنطقة كلّها ونشر الازدهار فيها.

مؤسف أن شيئا من ذلك لم يحدث. على العكس من ذلك، استثمرت إيران في كلّ ما من شأنه تخويف جيرانها وحتّى الدول البعيدة عنها مثل لبنان. لا يحتاج لبنان إلى دعم من دولة يفتخر المسؤولون فيها بأنّهم صاروا يسيطرون على أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. ما هذه السيطرة التي لم تؤد سوى إلى خراب بغداد ودمشق بعد تغيير طبيعة المدينتين وإلى حصار صنعاء وجعل بيروت تعاني يوميا من توقف أيّ مشروع إنمائي فيها منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط ـ فبراير 2005. لم يعد سرّا من اغتال رفيق الحريري ومن نفّذ الاغتيالات الأخرى بهدف إخضاع لبنان ونقله من الوصاية السورية-الإيرانية إلى الوصاية الإيرانية. كان يمكن لزيارة ظريف لبيروت توفير فرصة كي تثبت إيران أنّ لديها ما تقدّمه للبنان باستثناء المتاجرة به من أجل عقد صفقات مع “الشيطان الأكبر” ولاحقا مع “الشيطان الأصغر” الإسرائيلي.

ليس سرّا أن ورقة رئاسة الجمهورية من الأوراق التي استخدمتها إيران طوال سنتين ونصف سنة من أجل القول إنّها قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها في أيّ بلد من بلدان المنطقة، خصوصا في لبنان. أكثر من ذلك، أرادت القول إنّ لبنان ليس سوى محميّة إيرانية وإنّها قادرة على التفاوض مع الولايات المتحدة في شأنه.

حسنا، أفرجت إيران عن رئاسة الجمهورية لأسباب تعود إلى تطور العلاقة بينها وبين “الشيطان الأكبر”. يبدو “الشيطان الأكبر” مستعدا للسماح لإيران بممارسة كلّ نشاطاتها العدوانية في المنطقة حماية للاتفاق النووي الذي يعتبره باراك أوباما الإنجاز الوحيد لإدارته في مجال السياسة الخارجية. هل تتغيّر الأمور في عهد دونالد ترامب الذي لا يؤمن بالاتفاق النووي مع إيران ويعتبره “سيّئا”؟ جاء ظريف إلى بيروت مستقويا بأن الميليشيات الإيرانية في حلب ومحيطها تتحرّك بغطاء جوي روسي، فيما تتحرّك الميليشيات التابعة لإيران في العراق، المسمّاة “الحشد الشعبي” بغطاء جوّي أميركي.

خلاصة الأمر أن إيران دخلت في شهر عسل مع “الشيطان الأكبر” وهي تستقوي به حاليا. يمكن أن تتغيّر الأمور بعد خروج باراك أوباما من البيت الأبيض في غضون شهرين. لكنّ ما لا بدّ من الاعتراف به أن ظريف جاء إلى لبنان من موقع قوّة عائد أساسا إلى الرغبة الأميركية في عدم إزعاج إيران. هل يكمل معروفه مع لبنان الذي كان دائما صديقا للولايات المتحدة والسياسة الغربية فيفرج عنه مثلما أفرج عن الرئاسة؟ مثل هذا التطور على صعيد العلاقة مع لبنان، حيث إصرار شديد من رئيس الجمهورية ومن رئيس الوزراء المكلّف على العلاقات مع الدول العربية الأخرى، خصوصا تلك التي يتشكل منها مجلس التعاون لدول الخليج العربية، سيساهم إلى حدّ كبير في تحسين صورة إيران لدى اللبنانيين عموما. بكلام أوضح، إن مثل هذا الإفراج الإيراني عن لبنان الذي يمكن أن يبدأ بسحب مقاتلي “حزب الله” من الأراضي السورية ووقف الحزب تهديده للعرب الذين يزورون لبنان، سيشكل أفضل هدية للعهد الجديد.

سيظهر ذلك قبل كلّ شيء أن إيران لا تستخدم علاقتها الطيّبة مع الولايات المتحدة والتي توجت بالغطاء الجوي الأميركي لـ”الحشد الشعبي” في معركة الموصل، للتدمير فقط. على العكس من ذلك، إن الإفراج عن لبنان، في انتظار اليوم الذي لا يعود فيه سلاح غير شرعي على أراضيه، أكان لـ”حزب الله” أو غير “حزب الله” من منظمات فلسطينية تابعة للأجهزة السورية، سيصبّ في نهاية المطاف في مصلحة إيران وفي مصلحة انصرافها إلى الاهتمام بالإيرانيين ورفاههم. سيكون ذلك دليلا على أنّها دولة طبيعية تقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين وليست طرفا في كلّ النزاعات الإقليمية من دون استثناء.

 

قلق إيراني من خروج لبنان من الفلك الإيراني السوري

شادي علاء الدين/العرب/13 تشرين الثاني/16

بيروت – برز منذ تولي الجنرال ميشال عون لسدة الرئاسة نقاش حاد حول توجه هذا العهد الرئاسي. وحرصت بعض الأطراف من قبيل تيار المستقبل والقوات اللبنانية على تصويره بوصفه عهدا صنع في لبنان وأنه لم يكن نتيجة لإملاءات خارجية أو توافقات إقليمية ودولية. وتؤكد هذه القوى أن الأمور، على العكس من ذلك، وأن دور الخارج كان وربما للمرة الأولى في تاريخ لبنان الحديث مقتصرا على التصديق على ما يتوافق عليه اللبنانيون وحسب. يقف في وجه هذا التصور تصور آخر مناقض تماما يرى أن هذا العهد ليس صنيعة الخارج وحسب بل إنه تتويج واضح وحاسم لانتصار المحور السوري الإيراني في سوريا وهزيمة السنة. وأن هذا العهد ليس سوى النتيجة الحتمية لواقع هذا الانتصار الواضح، والذي لم يترك للأطراف الأخرى في لبنان وخصوصا سعد الحريري سوى خيار الخضوع لخيارات حزب الله، والإتيان بخصمه السياسي وخصم طائفته، رئيسا للجمهورية. تكرّس الواقع الذي يعبر عنه أصحاب وجهة النظر الأخيرة مع الترحيب الإيراني الرسمي بانتخاب ميشال عون، والتأكيد على أنه يمثل انتصارا واضحا لإيران وحزب الله ومحور الممانعة. ومع الزيارتين التي قام بهما كل من وزير الدولة لشؤون الرئاسة السورية منصور عزام ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بعبدا للقاء الرئيس المنتخب، يضاف إلى ذلك أن حزب الله لم يلحق بالخطاب التسووي الشعري للعهد الرئاسي كما تبلور في خطاب القسم، وهو لا يزال يحرص على رسم صورة لعهد ميشال عون الرئاسي تعكس نجاحه في فرض شروطه على جميع اللبنانيين. تجتمع جملة من العناوين العريضة والمؤشرات الواضحة لترسم صورة للعهد بوصفه عهدا يدور في الفلك الإيراني السوري.

محو الذاكرة

لم يكن حدثا عابرا أن يعمد الرئيس المنتخب ميشال عون في أول إطلالة جماهيرية له في قصر بعبدا إلى تجهيل الفاعل الرئيسي في أحداث عام 1989 أي الجيش السوري الذي كان قد أخرجه من بعبدا بالقوة في ذلك العام. مقابل محو الذاكرة الذي يتعامل به العهد مع النظام السوري فإنه يتعامل مع خصومه وحلفائه من المسيحيين عبر عملية معاكسة تقوم على إحياء ذاكرة الصراعات والبناء على الاختلافات حلّ مكان هذا الفاعل المعلوم فاعل آخر هو القوات الأجنبية. وأظهر هذا التجهيل ميل الرئيس، ليس إلى تصميم خطاب مصالحة مع النظام السوري وحسب، بل إلى اصطناع خطاب يوحي بالمسؤولية الإسرائيلية عن تلك الأحداث ويبرئ النظام السوري من تهمة المشاركة فيها. يسعى هذا الخطاب إلى خلق حالة من الانسجام مع ما جاء في خطاب القسم ومع الدعاية التي افتتح بها الجنرال ميشال عون عهده الرئاسي، والذي يقدم فيها نفسه على أنه “بَيّْ الكل” أي والد الجميع، وكذلك مع تسميته للقصر الرئاسي بـ”بيت الشعب”.

يريد الجنرال ميشال عون أن يفتتح عهده بتسوية مع التاريخ، وذلك لا يتم إلا بعملية مونتاج عاجلة له، تحذف منه الوقائع التي لا تنسجم مع الأطروحات العامة للعهد، والتي لا يوجد أي دليل على قدرته على تنفيذ الحد الأدنى منها في ظل واقع توزع القوى السياسية الحالي وإحجامها. بعد ذلك جاءت الزيارة الخاصة لوزير الدولة لشؤون الرئاسة السورية إلى الرئيس والتي أطلق الموفد السوري إثرها مواقف تشي بأنها ليست محاولة لفتح علاقة مع الجنرال وعهده الرئاسي، بل هي استكمال لتاريخ من العلاقات التي تتسم بالثقة. بدأت هذه العلاقات مع عودة الجنرال من منفاه الباريسي إلى لبنان ليكون قطبا في حركة 14 آذار المناهضة للوجود السوري قبل أن ينضم إلى فريق 8 آذار الموالي للوجود السوري ويزور سوريا عام 2008 حيث استقبل استقبال الفاتحين، ويساهم في منح حزب الله شرعية وطنية ومسيحية بعد أن كانت حدوده لا تتجاوز حدود الطائفة الشيعية.

في مقابل محو الذاكرة الذي يتعامل به العهد مع النظام السوري فإنه يتعامل مع خصومه وحلفائه من المسيحيين عبر عملية معاكسة تقوم على إحياء ذاكرة الصراعات والبناء على الاختلافات. أطلق الوزير جبران باسيل، الذي يمكن اعتباره الناطق الرسمي بلسان العهد، تصريحات اعتبر فيها أن من كان رافضا للتسوية فإنه لا تحق له المشاركة في الحكومة، في تعبير واضح عن نزعة لمعاقبة الكتائب على موقفها السلبي من انتخاب الجنرال عون. كذلك لا يبدو العهد ميّالا للدفاع عن مطلب القوات اللبنانية بتولّي حقيبة سيادية في وجه رفض حزب الله القاطع لهذا الأمر على الرغم من الحلف المعلن بينهما.

هكذا فإن دخول مسيحيي 14 آذار إلى حكومة العهد الجديد سيكون ضعيفا وهشا وموازيا للإقصاء، في حين أن حصة مسيحيي فريق 8 آذار محفوظة سلفا عبر تأكيد رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري والرئيس نبيه بري على ضرورة وجود تمثيل لسليمان فرنجية، كما أن حصة الجزء الآخر من فريق 8 آذار المسيحي أي التيار الوطني الحر محفوظة وهي مفصولة عن حصة الرئيس. هكذا يبدأ العهد نشاطه بعملية محو ذاكرة تنكيل النظام السوري بالمسيحيين لصالح الانسجام مع طبيعة المرحلة، كما يعمل على فتح جروح الذاكرة قريبة العهد مع الأطراف المسيحية جميعها والتي تشكل إما حلفا معلنا معه أو حلفا محتملا.

راية ترفرف باسم إيران

محاربة التكفيريين

طرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارته إلى لبنان، والتي التقى فيها الرئيس المنتخب، العديد من العناوين عريضة وأبرزها كان محاربة التكفيريين. ولكن البعد العميق لهذا العنوان لا يمكن فهمه إلا من خلال الكشف عن المعنى الذي يحمله وفق التصور الإيراني له، والذي يربطه بشكل مباشر بمحاربة السنّة. هكذا يأتي وزير الخارجية الإيراني الذي تحارب بلاده السنّة في كل المنطقة إلى لبنان ليطرح هذا العنوان، كما يفهمه، بوصفه عنوانا يُجمع عليه اللبنانيون، في حين أنه يشكل عمليا العنوان الفعلي والبارز للصراع في المنطقة، والذي يهدد بانفجار لبنان في ظل احتدام أزمة اللجوء السوري.

تكمن المشكلة في أن زيارة ظريف اتخذت عنوان التأكيد على نضوج التسويات فهو كان قد أدلى بتصريحاته حول محاربة التكفيريين والإرهاب إثر لقائه برئيس الحكومة المكلّف، وكأنه يريد التأكيد على أن هزيمة السنّة استتبعت منطقا من التعاطي لا يمكنهم فيه مناقشة المفاهيم كما تطرحها إيران، حتى إذا كانت تمسّهم مباشرة. من هنا فإن عنوان محاربة الإرهاب والتكفيريين، بما يعنيه من تأكيد صريح على استمرار حزب الله، الذي تدعمه إيران، في المشاركة في الحروب ضد السنّة في سوريا والعراق، وفي أماكن كثيرة غيرهما، لم يعد سياسة فريق واحد من اللبنانيين، بل اكتسب مع إطلاقه من بيت الوسط سمة الشرعية الوطنية العامة التي انضم إليها سنّة لبنان كذلك، والتي تطبع العهد.

مخاوف نفطية

رافق ظريف في زيارته وفد اقتصادي كبير مكوّن من 45 شخصا، وكان من اللافت كذلك تزامن هذه الزيارة مع شروع إيران في الخروج من عزلتها الاقتصادية إثر استثمار شركة توتال الفرنسية في قطاع النفط الإيراني بمبلغ ملياري دولار. ما تريده إيران إذن في هذه الفترة هو تفعيل حالة خروجها من عزلتها الاقتصادية، والتي كانت قد شرعت فيها منذ فترة عبر نجاحها في إنجاز صفقات مع عدد من الدول الأوروبية بمليارات الدولارات، لذا لن يكون ممكنا أن نفهم الجانب الاقتصادي من زيارة ظريف خارج هذا التوجه. والمجال الأكثر قابلية لكي تستثمر فيه إيران نفوذها اقتصاديا هو النفط اللبناني، الذي يبدو أنه هو ما يرسم خريطة الصراعات والنزعات والتفاهمات بين مختلف القوى في لبنان. وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، المعترض على وصول الجنرال عون إلى سدة الرئاسة، قد أنجز قبل فترة اتفاقا مع التيار الوطني الحر عبر الوزير جبران باسيل، سمّي بالاتفاق النفطي، كما أن الشّروط التي يضعها من أجل مشاركته في الحكومة وتسهيل ولادتها لا تقتصر على ضرورة بقاء وزارة المال في عهدته، ولكن في تسليمه كامل إدارة الملف النفطي. أوكل حزب الله أمر التفاوض الحكومي إلى نبيه بري، ما يؤكد على أن الملف النفطي والإمساك به هو مطلب إيراني يريد حزب الله أن تترك لرئيس المجلس النيابي إدارته. تاليا تكون زيارة ظريف في شقها الاقتصادي، الذي لم يتم الإعلان عن عناوين واضحة له، نوعا من استكمال مشروع استخدام العهد الرئاسي والتوافقات التي تمت حوله لصالح مشاريع التوسع الاقتصادي الإيراني.

الخطر الترامبي

روجت وسائل الإعلام الإيرانية للمرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية الذي كان قد أعلن في العديد من المناسبات أنه معجب ببوتين وبتجربته، وأعلن في الوقت نفسه عن رغبته في نسف الاتفاق النووي مع إيران. وكان التخوف الإيراني من المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون يقوم على أنها لا يمكن أن تكون استمرارا حرفيا لمرحلة أوباما الذهبية، والتي منحتها أكثر مما كانت تتمناه في أقصى أحلامها مغالاة وجموحا.  الملف النفطي والإمساك به مطلب إيراني يريد حزب الله أن يترك لرئيس المجلس النيابي إدارته.. وزيارة ظريف في شقها الاقتصادي، الذي لم يتم الإعلان عن عناوين واضحة له، نوع من استكمال مشروع استخدام العهد الرئاسي والتوافقات التي تمت حوله لصالح مشاريع التوسع الاقتصادي الإيراني

جاء فوز ترامب ليعيد صياغة المعادلات في العالم كله وخصوصا في إيران فالرجل حليف روسيا في الأساس وليس حليف إيران، وإن حاولت الترويج أنه المرشح الذي كانت تتمنى فوزه. هذا يعني أن النفوذ الإيراني في المنطقة وخصوصا في سوريا عرضة لمخاطر جمّة، تنذر بنسفه أمام الحلف الترامبي البوتيني والذي قد سيرسم، إن تحقق، ملامح المرحلة القادمة. الخريطة الجديدة التي يرسمها وصول ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية تقول إن تقاسم النفوذ لا يمكن أن يكون سوى بين الكبار وحسب، وروسيا هي اللاعب الأكبر في سوريا في حين تلعب كل الأطراف الأخرى أدوارا هامشية وثانوية. ويتوقع أن يقوى الميل الأميركي للتدخل المباشر في عهد ترامب، ما يعني أن إيران لن تستطيع المحافظة على نفوذها الحالي والذي يشمل العديد من المناطق في سوريا بصيغته الحالية. وانعكاس هذه التحولات سيدفع بها إلى البحث عن مواقع أخرى لتمكين حضورها في المنطقة وانتزاع دور لها. من هنا لا شك أن لبنان هو مجال النفوذ الأنسب والأقل كلفة والذي ستسعى إيران إلى استغلاله لمواجهة التحولات المتوقعة في عهد ترامب، والتي يرجّح أنها لا تصبّ لا في صالحها ولا في صالح من تواجهه، ولكن من المؤكد أن وضع إطلاق اليد الذي كان سائدا على عهد أوباما لن يستمر. هكذا، فإن العهد الرئاسي الجديد في لبنان هو المجال الذي تريد إيران من خلال السيطرة عليه أن تخلق لنفسها فرصة التعامل مع المستجدات. هي تعمل على الاستفادة من حالة ضبط النزاع معها فيه لتحويله إلى مستعمرة بديلة عن احتلالها للعديد من المناطق السورية في ظل ما يمكن أن ينتجه الحلف البوتيني الترامبي.

 

الملف الإقليمي ينتظر «ربيع ترامب»

ثريا شاهين/المستقبل/13 تشرين الثاني/16

بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ينتظر العالم وقادة المنطقة ما ستكون عليه سياسته الخارجية لما لها من انعكاسات على كافة الملفات المطروحة والأخرى الملتهبة إقليمياً. وتُفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أنه من الصعب التكهن منذ الآن بأداء ترامب في الرئاسة، إذ إنّ كلامه في الحملة الانتخابية، ومواقفه كمرشح، لن تكون كما هي عندما يتسلم السلطة في العشرين من كانون الثاني المقبل، وبالتالي هناك عوامل عدة ستكون مؤثرة في سياسته وستقولب أداءه لأن ترامب المرشح سيكون مختلفاً عن ترامب الرئيس، لا سيما وأنه على الرغم من مواقفه، إلا أنه لم يطرح برنامجاً متكاملاً في السياسة الخارجية. ويُفترض أيضاً الانتظار لتشكيل ترامب فريق عمل لدرس كافة الملفات، وبعدها تتضح صورة التعاطي مع المسائل، فريق العمل مهم وكذلك التوجيهات والتوصيات التي يقدمها. في النتيجة، ترامب سيقوم بما تمليه عليه مصلحة الولايات المتحدة، المؤسسات الأميركية ستعمل وتُعد له وستؤثر توجهاتها على أدائه، لأنه لن يعمل من الفراغ. لكن طلعاته غير المحسوبة غير مستبعدة مصالح أي بلد تحددها جغرافيته وموقعه واقتصاده. حتى لو كان التغيير في التكتيك، لكن هناك فارق، كما كان الفارق بين بوش الابن وأوباما في الأداء، وكله من ضمن استراتيجية أميركا التي لا تتغيّر. السؤال كيف تتم ترجمة مصالح الولايات المتحدة في مجال التكتيك؟ فوز ترامب قد يكون جيداً لسوريا ما قد يخلق تفاهمات مع الروس، لأن علاقته بالرئيس الروسي جيدة، خلافاً للعلاقة بين الرئيس الروسي وهيلاري كلينتون. ترامب يتبع في الأساس مبدأ العزل، أي أنه يحب أن تركز بلاده على الداخل، شرط عدم تعرض مصالحها للخطر خارجياً. وتتوقع المصادر، أن يكون هناك دور أكبر لفرنسا، ولروسيا على المستوى الدولي، مع الإشارة الى أنه عندما يتسلم الجمهوريون الحكم عادة، تصبح الاعتمادات المخصصة للأجهزة المخابراتية أضخم، مع ما يعني ذلك من أبعاد سياسية واستراتيجية. السبب وراء تلاعب البورصات لدى فوزه يعود الى أن لا خطط واضحة يحملها، لأن البورصات تستقر عندما يكون هناك خطط مستقرة الى الأمام. ولضبط الأمور، قد تعمد الإدارة الأميركية الى رفع الفوائد قليلاً خلال المرحلة الانتقالية، ما قد يؤثر على الدول المُدينة مثل لبنان لناحية فوائد الدين. الأسئلة، هل يوقف ترامب المساعدات على صعيد الصحة والتي كانت أقرتها إدارة أوباما؟ وما مصير اتفاق التجارة الخارجية، والانفتاح على كوبا، والاتفاق النووي مع إيران، حيث أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في أول تعليق له على فوز ترامب بأنه يأمل أن لا ينقض هذا الاتفاق. في كلام ترامب ما قبل الانتخابات، تناقض حيث كان يقول إنه سيضع حدوداً لإيران، لكنه مستعد للتعاون مع النظام السوري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمكافحة الإرهاب. جميع المسؤولين الأميركيين يتحدثون ويريدون الاستقرار للبنان ويدعمون المؤسسات، إنما السؤال كيف سيتم التعامل مع «حزب الله» الذي يريده ترامب أن يتموضع في البقاع فقط. وهل سيشكل فريق من المحافظين الجدد مثل اليوت ابرامز وهؤلاء معروفون بتوجهاتهم.

في التكتيك بوش الابن عمل على احتلال أنظمة حفاظاً على استراتيجية الولايات المتحدة. في التكتيك أوباما تراجع وسحب الجيوش من المنطقة وآثر سياسة عدم التورط. فكيف سيكون التكتيك الذي سيعتمده ترامب في إطار الاستراتيجية الأميركية التي لا تتغيّر؟ في النتيجة السياسات الأميركية تُعلن، ومن المستبعد أن تتغير جذرياً في كل سنة. وبالتالي الاستراتيجية الأميركية الكبيرة لا يغيّر فيها أي رئيس أكان جمهورياً أو ديموقراطياً. ما يتغيّر هو التكتيك فقط. وإذا كان الأمر كذلك، فإن الاستراتيجية الأميركية مبنية على محاربة الشيوعية، وتأمين مصالح الولايات المتحدة سياسياً واقتصادياً، ومحاربة الإرهاب، تحت هذه العناوين يعمل أي حزب يفوز في الانتخابات.

 

لا تخافوا ترامب... ولكن استعدوا له

 جمال خاشقجي/الحياة/13 تشرين الثاني/16

كتب الزميل عبدالرحمن الراشد في عموده الشهير، بعد فوز الرئيس باراك أوباما قبل ثمانية أعوام «لا تفرطوا في التفاؤل»، رداً على المحتفين بوصول رئيس مثقف إلى رئاسة أميركا، متعلم ويقرأ الكثير من الكتب، ويعرف عالمناً جيداً، ومهتم بالديموقراطية وحقوق الإنسان، ويشبهنا.

الخميس الماضي كتب «لا تخافوا ترامب»، رداً على المنزعجين من وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم هناك، ذلك بأنه على العكس من أوباما الذي تفاءلنا به، لا يعرف عالمنا ولا يحب الكتب، ولم يعرف الفرق بين الفلسطينيين والأكراد إلا متأخراً، وبالطبع هو غير مهتم بالديموقراطية وحقوق الإنسان، وبالطبع لا يشبهنا. الأستاذ الراشد معه حق في الحالتين، فأوباما لم ينصر القضايا العربية، ولم يهتم حقيقة بحقوق الإنسان، ودعا العرب في جامعة القاهرة -وكنت ممن حضروا محاضرته الشهيرة آنذاك- إلى الحرية والديموقراطية، وعندما ثاروا في ربيعهم العربي (ولا فضل له في ذلك) لم يحمِ ثوراتهم الوليدة، وإنما ترك ثورات مضادة تفتك بها، وإيران تتغول عليها، فتنهار دولها وتدمر مدنها التاريخية وحواضرها، وهو يكتفي بالشجب والاستنكار! بالطبع لن يشن دونالد ترامب حرباً علينا كي نخافه، وإن هدد بأنه سيدمر المدن التي يحتمي بها «داعش» ويقصفها طولاً وعرضاً، ولن يبالي بأن يستهدف عائلات الإرهابيين. وتعريفه للإرهابيين واسع جداً بشكل يدعو للقلق، وهو لو طبق سياسة حمقاء كهذه سيولد جيلاً من الإرهابيين. كما أنه لن يرسل لنا فاتورة في مقابل ما يزعمه من حماية، ولن يطرد المسلمين من أميركا، وقد «يلم» لسانه الحاد عن السعودية ودول الخليج بعدما أصبح رئيساً، ولكنه أيضاً سيفعل مثلما فعل أوباما، ما أدى إلى توتر العلاقة بينه وبين السعودية. «لا شيء» في سورية، ولا شيء حيال التغول الإيراني في عالمنا، هذا إذا لم يصطف في الجانب الآخر، فما صدر عنه من تصريحات قليلة حيال سورية تجعله أقرب إلى الموقف الروسي، ويعني ذلك الاستمرار في تدمير علاقات سعودية- أميركية عمرها أكثر من 60 عاماً، بدأها أوباما ببروده، وقد يكمل عليها ترامب باندفاعه ورعونته! نريد أن نصدق أن «الرئيس» ترامب غير المرشح ترامب، وأن أميركا دولة مؤسسات، ولن يستطيع ترامب أو غيره دفع أميركا إلى سياسات غير متوقعة، وكل ذلك غير صحيح.

الرئيس ترامب هو المرشح ترامب، فتصريحاته الجانحة هي آراؤه حتى قبل 20 عاماً، وقبل أن يفكر في الترشح للرئاسة الأميركية، ليست تكتيكاً انتخابياً، وإنما هذا هو دونالد ترامب، يميني متطرف شعبوي، ويرى دول الخليج العربي مجرد آبار نفط! الرئاسة ستكسو أفكاره المتطرفة ببعض من الديبلوماسية، ولكن إن حككت قشرتها كثيراً فسيظهر لك دونالد ترامب الحقيقي، لذلك يجب التعامل معه بحذر. الخطأ الثاني الذي يردده البعض، أنه رئيس «جمهوري» متسق مع الخطاب الجمهوري، وبالتالي يمكن أن يكون صديقاً للسعودية، كما كان معظم الرؤساء القادمين من ذلك الحزب، ولكنه ليس بالرئيس الجمهوري التقليدي، بل إن الجمهوريين لا يزالون في حال صدمة، ويتفكرون كيف يتعاملون معه وقد أصبح القيصر، من دون أن ينهار ما تبقى من قيم الحزب التقليدية.

الخطأ الثالث، أن أميركا دولة مؤسسات، ولا يستطيع الرئيس أياً كان أن يجنح بسياستها. لهؤلاء أذكّرهم بما فعل جورج بوش الابن بغزوه العراق، إذ استخدم دولة المؤسسات لتمرير قراره الغاضب، بما في ذلك تزوير الحقائق، وحصل الغزو، ولا يهمنا ما خسرته أميركا من تريليونات بسبب قراره الخاطئ. الذي يهمنا أننا خسرنا العراق كما نعرفه، ربما إلى الأبد، وجرى تقديمه على طبق من ذهب لإيران، والتي أطلقت من هناك -ولا تزال- مشروعها التوسعي الطائفي، والذي لا نزال نقاومه بعد أن وصل بعيداً إلى «شامنا ويمننا». حصل كل ذلك بسبب قرار رجل واحد أحاطت به مجموعة من المحافظين الجدد، بأجندة تخصهم. إذاً، لا يقولنّ أحد إن الرئيس الأميركي محدود الصلاحيات وتحكمه دولة مؤسسات، والمقارنة بين جورج بوش الابن ودونالد ترامب تقول إن الأول أكثر اعتدالاً وانضباطاً من الثاني، على رغم أنه كان يوماً موضع تندر عند الحديث عن السياسة الأميركية.

حتى الآن، القليل المتاح من المعلومات عن سياسة ترامب الشرق أوسطية لا يبشر بخير، وكذلك نوع المستشارين الذين من حوله والشخصيات المرشحة لوزارة خارجيته، مثل زعيم الغالبية السابق في الكونغرس نيوت غينغريتش وهو مسيحي متعصب لن يرى في الشرق الأوسط غير الأقليات المسيحية البائسة، أو جون بولتون ممثل أميركا في الأمم المتحدة زمن جورج بوش الابن، والذي يمكن وصفه بثقة بأنه ليكودي متعصب، حينها سنفتقد جون كيري بشدة.

ولكن طالما أن صفة الرجل التي تقلق العالم لا تزال «عدم اليقين» بسياسته وخططه، بالتالي يمكن توقع أن تتغير مواقفه عندما ينتقل من عالم تصريحاته الانتخابية، والتي لا تختلف كثيراً عما يطرح من آراء انطباعية مستعجلة على مائدة عشاء، إلى عالم السياسة المنضبطة بموقعه بصفته رئيساً، والمحكمة بمن حوله من مستشارين. فعلى سبيل المثال، تجده في سورية معجباً بسياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هناك، ويقول إنه سيحارب «داعش» والإرهابيين أولاً، ولا نعرف، وربما هو لا يعرف من يقصد بالإرهابيين، فإن اتبع تفسير بوتين فأعان الله الثورة السورية. ويضيف أنه يفضّل لو يبقى بشار الأسد حتى لا يأتي من هو أسوأ منه، معتمداً على تحليل مبسط، أن كل من جاء بعد صدام حسين ومعمر القذافي في العراق وليبيا كان أسوأ منهما. في الوقت ذاته هو ضد إيران و«حزب الله»، فهل سيدرك أن الانتصار لبشار وبوتين هو انتصار لخصومه إيران و»حزب الله»؟

ما سبق نموذج لآرائه، التي من الواضح أنها بحاجة إلى إعادة ضبط، وهنا قد تتوافر فرصة للسعودية، بحكم أنها قوة أساسية في المنطقة لا يستطيع ترامب إلا أن ينظر إليها عندما يحين وقت اهتمامه بالمنطقة، والذي لا نعرف متى، فهو أيضاً سيستمر في السياسة الأميركية الانعزالية. انشغالاته الداخلية كثيرة جداً، وهي ما أوصلته إلى الحكم، يحتاج إلى معجزة كي يحقق وعده لملايين الأميركيين بأنه سيعيد إليهم الوظائف التي ذهبت إلى الصين والهند، ولكن أحداث الشرق الأوسط المتفجرة لا بد من أن تلفت انتباهه، فهي من مهددات أمنه القومي، حينها قد ينظر إلى بوتين يطلب منه الحل، أو يوكل له (من الباطن) تنفيذ سياسة مشتركة بين البلدين. حينها ستقع الكارثة. هذا السيناريو الأسوأ، أما الأحسن أن يستمع لنصيحة أن من الضروري اللجوء إلى القوة السنّية المحلية، فهي الوحيدة القادرة على هزيمة «داعش» وإعادة الاستقرار، حينها لا بد من أن ينظر إلى السعودية، والأفضل ألا تكون وحدها، وإنما تكتلاً من القوى الفعالة في المنطقة، وكلمة السر هنا هي «الفعالة»، أي الدول التي لها حضور «إيجابي» في أزمات المنطقة، لذلك من الأفضل للمملكة أن تستعيد زمام المبادرة وروح «عاصفة الحزم»، بأن تحضر بقوة في أزمات المنطقة مع شركاء في عملية إطفاء حرائق من الموصل حتى طرابلس الغرب، حينها لن يملك ترامب المندفع إلا أن يتعامل باحترام مع المملكة ذات النفوذ في المنطقة. السعودية تريد دوماً علاقات جيدة مع أميركا، ولكن المشكلة أن علاقتها معها تستحيل أن تقتصر على الثنائية فقط، كالتجارة والخدمات والتعليم وشراء الأسلحة وبيع النفط، قلما اختلف البلدان في هذه الأصعدة، إنما هي قضايا السياسة الخارجية. سابقاً كانت القضية الفلسطينية أهم أسباب الخلاف، اليوم توجد ثلاث قضايا أخرى، قانون «جاستا» وسورية واليمن، وكلها أسباب محتملة للخلاف مع ترامب أو الاتفاق معه.

لذلك يجب أن تكون المملكة أمامه في المنطقة، تحذره، ولكن لا تهابه وتنكمش خشية الصدام به. لا تندفع إليه، وإنما تمارس دورها في المنطقة مع حلفائها، بل حتى تتوسع فيه، حينها سيعرف الرئيس ترامب أن المملكة ليست مجرد «آبار نفط».

الأفضل أن تضع الرياض شروط التعامل مع ترامب أولاً قبل أن يفعل هو ذلك.

* كاتب وإعلامي سعودي

 

حكاية الحرب والبلاء في مدينة حلب!

أكرم البني/الحياة/13 تشرين الثاني/16

... والحكاية هي عن مدينة لا تزال تتعرض لحصار ظالم، ابتليت أسوة بغيرها من مناطق الصراع السورية بكل أنواع الفتك والتنكيل في ظل صمت مريب، كأنها في كوكب آخر، أو كأن ثمة مؤامرة كونية للنيل منها، وتركها وحيدة أمام آلة قمع لا ترحم. مدينة صارت مشاهد موت أبنائها البسطاء وتشريدهم وخراب بيوتهم وممتلكاتهم أشبه بمشاهد روتينية، وكأن مئات ألوف المدنيين المحاصرين فيها، ليسوا بشراً يستحقون الحياة، بل ينتظرهم المزيد من العنف والقهر لأنهم آثروا البقاء في أرضهم، أو لم يتمكنوا من الهرب إلى مناطق آمنة، إما لضيق الحال وإما خوفاً من مصير أسوأ، وقد لمسوا شروط العيش المذلة لإخوانهم المشردين داخل البلاد وخارجها. مدينة فرض عليها أن تخوض صراع وجودها في وقت يبدو العالم كأنه متواطئ على إبقاء الجرح السوري مفتوحاً واستكمال تحطيم اجتماع السوريين الوطني وحلمهم في الحرية والكرامة، ربما لأن هذا الحلم هو الخطر الأشد عليهم، وربما لأن العالم بشعوبه وحكوماته يسير نحو التقوقع والانعزال وفقد حساسيته الإنسانية ولم يعد يكترث بما يحصل من فظائع وأهوال، وبالأعداد المتزايدة من الضحايا والجرحى والمشردين في بؤر التوتر والصراع، وربما عملياً، لأن سلبية واشنطن وانشغالها بأوضاعها الداخلية أطلقا يد موسكو لتفعل ما تشاء، أو لأنهما توافقتا معاً على تقاسم النفوذ بين العراق وسورية في تزامن لمعركتي الموصل وحلب! مدينة من سوء حظها أن تغدو في نظر المتحاربين «بيضة القبان» وأن يذهب النظام السوري وحلفاؤه بعيداً في الاعتقاد بأن الانتصار فيها، وإن لم يكن حاسماً، سيحقق انعطافة كبيرة في مسار الصراع، ويقلب طاولة المفاوضات السياسية على رؤوس الجميع، عدا اعتقادهم بأن إنجاز السيطرة على العاصمة الاقتصادية للبلاد، سيمكنهم من التفرغ للعاصمة السياسية دمشق وجوارها، والتعامل بفاعلية أكبر مع المعارضة المسلحة هناك، لاستعادة مناطق خرجت عن السيطرة قبل سنوات.

مدينة أحد وجوه بلائها نظام عاجز عن تقديم التنازلات السياسية، أنكر ولا يزال مشروعية حراك الناس ومطالبهم، ودأب على تصويرهم كأدوات طائفية ومتآمرة يحل سحقهم، وليس من رادع يردعه في استجرار ما استطاع من إمدادات خارجية واستخدام العقاب الجماعي والتنكيل العشوائي في رهان على أخذ المدينة بالقوة، فكيف الحال وحكومة طهران لا تتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم وزج أدواتها وميليشياتها لكسب هذا الرهان، في سياق الحفاظ على ما راكمته من نفوذ مشرقي تهدد بفعل تصاعد الصراع السوري؟ وكيف الحال عندما يتطابق الرهان مع مصالح الحليف الروسي، وقد غدا بقوته العسكرية مقرراً في حرب حلب، يمنح الهدن ويلغيها، يوقف القصف ويعاوده، تحدوه دوافع قوية للسيطرة التامة على المدينة ولو تكررت مشاهد غروزني وغيرها من مدن الشيشان، طامعاً في تحقيق وزن ودور جديدين يعيدان الصورة القديمة عن ثنائية القوة العالمية؟!

القصد أن هدف الكرملين من حرب حلب، ليس فقط تصفية الجماعات الجهادية المتطرفة وتحجيم المعارضة المسلحة، وإنما الإمساك بزمام الملف السوري لاستخدامه ورقة ضاغطة في التنازع على حصص السيطرة والنفوذ العالميين وتحسين مستوى الشراكة والتعاون مع الغرب.

وحكاية الحرب والبلاء في حلب هي حكاية معارضة سياسية لم تنجح في نيل الثقة بأن تكون بديلاً آمناً، ولا تزال للأسف، رغم فداحة الدماء والتضحيات، كأنها في رحلة بحث عن ذاتها ودورها، معارضة ستجد نفسها أمام معضلة سياسية وميدانية كبيرة عند خسارة مدينة كحلب بقيمتها الرمزية والمعنوية في الوجدان السوري، يحدوها خوف من أن تؤدي هذه الخسارة إلى تغيير نوعي في التوازنات القائمة، ينعكس سلباً في العمق السوري بدءاً بدمشق، مروراً بمحافظة إدلب، وصولاً إلى كامل المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، فاتحاً الباب أمام معارك أخرى وربما هزائم أخرى.

وأيضاً هي حكاية بلاء مدينة تنامى فيها حضور الجماعات الإسلاموية المتـشددة ربطاً بتصاعد العنف والاستفزاز الطائفيين، إلى أن انتزعت الحيز الأكبر من المشهد، جماعات لا يهمها احترام التنوع وحقوق الناس، في وطن تعددي، عرقياً ودينياً وطائفياً، كالوطن السوري، بل تدعو إلى أسلمة الدولة والمجتمع متوسلة لغة القهر والإرهاب. ومع الاعتراف بأن بعض هذه الجماعات هو الأكثر استعداداً للمواجهة والتضحية، لكنه الأبعد سياسياً عن شعارات الحرية والديموقراطية، وزاد البلاء بلاءً تكاثر أعداد المقاتلين الوافدين من الخارج وتدخل المال السياسي في تمويل بعضهم بخاصة الأكثر تطرفاً.

في البلاء والحرب لم يعد ثمة شيء يقينيّ أمام الناس المحاصرين في حلب، لا حلول عملية ولا أفكار نظرية، وكل ما هنالك هو غموض وخوف يحاصران الجميع واستشعار مرحلة من تصاعد العنف والتدمير والإمعان في تخريب حيواتهم وممتلكاتهم.

ولكن، أياً يكن المصير الذي ينتظر حلب، لا بد أن يدرك المتحاربون، بخاصة النظام وحلفاءه أن ما يسمى انتصاراً على المدينة هو هزيمة للحياة والعقل والإنسان، هزيمة لوطن حلم أبناؤه بأن يكون رائداً في المشاركة في بناء صرح الحضارة الإنسانية... أن يدركوا أن من المحال أن تستتب الأمور لهم وأن يتمكنوا من حكم شعب منكوب ومفجوع لم يبقَ عنده ما يخسره سوى حالتَي الذل والخنوع اللتين يعيشهما، فأنّى لسلطة يمكن أن تستقر وتصنع مجتمعاً واقتصاداً وسياسة فوق ما صنعته من دمار وخراب؟ صحيح أن التاريخ لن ينسى أن الإنسانية لاذت بالصمت تجاه معاناة الشعب السوري بينما آلة العنف تعمل بأقصى طاقتها، لكن الصحيح أيضاً أن السوريين لن يعودوا إلى ما كانوا عليه قبل آذار (مارس) 2011. فثمة جديد واعد رسخ في الأرض وثمة متغيرات نوعية حصلت وتركت علامات عميقة في ضمائر الناس وطرائق تفكيرهم، لا يمكن أن تمحى أو تزول.

 

ترامب و «داعش»: تشابه بين... صعودين

حازم الامين/الحياة/13 تشرين الثاني/16

لا بـــأس بــتـــمريـــن ذهني يستعين به المرء لتمرير مرحلة الانتظار التي تقتضيها المباشرة بفهم ما حصل في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) في أميركا. فماذا عن شعور غير مبلور يتلخص بافتراض شبَه ما بين الطريق الذي سلكه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والطريق الذي سلكه آلاف الغربيين، سواء من «البيض» أو من أصول مهاجرة، إلى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»؟ لا بأس باستعادة الدهشة والذهول اللذين رافقا الفعل الفجائي لواقعتي ترامب و «داعش»، فللمرء أن يفسر، بينه وبين نفسه، الأشياء بنوع استجاباته لها. فوز ترامب في ليلة غير مسبوقة وغير متوقعة، وسقوط الموصل في لحظة واحدة بيد «داعش»، يتشابهان في صدورهما عن مفاجأة. المسافة لم تعد هائلة بين الموصل وواشنطن، والعالم صار أضيق من أن نستبعد أن يُشبه ناخب ترامب الأبيض والمتوسط التعليم، متوسط تعليم آخر آتياً إلى «داعش» من بلجيكا.

ثمة انهيارات رافقت الظاهرتين، وخلل في جوهر النظام النفسي الجماعي الممسك بالمجتمعات التي وقفت خلف سلوك الناخب الأميركي الأبيض وخلف المهاجر من مجتمعات الغرب الواسعة إلى مجتمع «داعش» الضيق. والمرجح ألّا يكون الدافع المباشر واحداً في الحالين، إنما هو تحويل غير الممكن ممكناً، والانتقال العنيف من الهامش إلى المتن، والنجاح في جعل النقيصة إضافة، والتوظيف السهل لـ «الفصام الجماعي» في فعل إيجابي وسياسي... هذه كلها ما كان لها أن تتحقق لولا أن انهيارات أصابت جوهر نظام نفسي كان تماسكَ حول قيم حديثة أُنتجت خلال تقدم المجتمعات صاحبة الظاهرتين.

لا أحد كان يقف خلف تحول «داعش» إلى مصفاة أمراض الحداثة النفسية. فالتنظيم المسخ خاطب هؤلاء من تلقائه. قال لهم أن ثمة مكاناً يستوعب فصامكم ويجعل له وظيفة ويطرح عليه مهمات «مقدسة». وقال لهم أيضاً تعالوا لنحول جنوحكم إلى خيال ممكن التحقق، ولنجعل من كفاءاتكم مشاهد موت وقتل. فتقاطر الفصاميون الغربيون إلى «دولة الخلافة» وتولوا مهمة تحويل الصحراء إلى هوليوود موازية.

حصل ما يشبه ذلك، أو يوازيه، يوم الاقتراع الأميركي لدونالد ترامب. فأن يتحول الاقتراع إلى فعل ضمني يخبئه المقدمون عليه خلف طبقات غير سياسية من وجدانهم، فذلك فعل فصامي من دون شك. أن يتحول احتقار المرأة مثلاً أو إهانتها إلى قوة جذب انتخابية لها لمصلحة المُحتقِر والمُهين، ففي ذلك عودة إلى ما قبل السياسة في العلاقة بين الناخب والمُنتخب، وهي عودة غير «رجعية»، ذاك أنها مشحونة بقوة التقدم، وبما توفره الحداثة من تسهيلات.

قد لا يبدو التشابه واضحاً حتى الآن، ولا يكفي التشارك في انهيار حتى تنضج الشُبهة، وهنا ربما علينا أن ندفع بالمقارنة إلى مساحات أخرى، لا سيما أن الاقتراع لترامب كان فعلاً جماعياً بينما التقاطر الغربي على «داعش» تمّ على نحو فردي. لكن ما حصل في أميركا في 9 تشرين الثاني كان انقلاباً «غير سياسي» على كل شيء. خروج أميركا من نفسها، وهذا ناجم عن مؤشرات تشبه المؤشرات التي خرج في ضوئها «المجاهد الغربي» من نفسه بصفته غربياً. وهنا يضعف الفارق بين الأنا الجماعية والأنا الفردية، فالانهيار واحد، وفعل الاقتراع يبقى فردياً، كما هو فردي خيار امرأة فرنسية بمغادرة مدينة ليون إلى مدينة الرقة.

الناخب الأبيض المتوسط التعليم والريفي هو من انتخب ترامب، وهو فعل ذلك لأن الأخير «قصة نجاح بيضاء». والناخب المديني الجمهوري، ذاك الذي أخفى عن مؤسسات الاستطلاع نياته، هو من انتخبه أيضاً. وفجأة اكتشف العالم أن النظام، الأبيض أصلاً، طرح البيض خلفه، وأن آلافاً من الأميركيين يخجلون من الإفصاح عمن يرغبونه رئيسهم! ألا يردّنا ذلك إلى أولئك الفتية الذين أرسلهم نظام الحداثة الغربية إلى جامعاتهم محدثاً فصاماً رهيباً بين ما يتعلمونه في هذه الجامعات وبين ما يعيشونه من قيم أعيد بعثها فيهم بفعل ما تتيحه التكنولوجيا من ممكنات؟

العودة بالمرأة إلى تقديس جلادها في ظاهرتي «داعش» وترامب لا تبدو رجعية هذه المرة. نعم، اقترعت نساء أميركيات كثيرات لترامب الذي أهانهن في غير محطة، وبموازاة ذلك توجهت نساء من الغرب سواء بمفردهن أو برفقة رجالهن إلى دولة الخلافة التي تعتبر المرأة نقيصة الخلق وعورته، لكن في الحالين لابس الفعلة بعض من الحداثة في المظهر. فذكورية ترامب و «ماتشويّته» كانت جزءاً من عراضة رجل الأعمال القوي ومُستهلك المتع ومُبتذلها، والمُحاط بنساء يُبعدن عنه شُبهات التخلف التقليدية. وفي مقابل ذلك، ارتدت نساء «داعش» الغربيات البرقع وتولين مهمات لم يسبق أن أوكلتها الجماعات المتطرفة التقليدية إلى النساء، وبينها عمليات تزويج وتوسط بين «المجاهدين» ونساء محليات، مستفيدات من خبرات حصّلنها في حياتهن السابقة حين كن «سافرات»، وهذه كلها مثلت انقلاباً «تقدمياً» على ما أرسته جماعات الإسلام السياسي لجهة العلاقة السلبية بالمرأة.

المسافة بعيدة بين الظاهرتين، وخطوط افتراقهما كثيرة، لكن المرء يشعر بأن جسراً وهمياً يجعل من علاقتهما ممكنة، ذاك أن انهياراً جعل من الأوهام حقيقة وسهّل مهمة توظيفها في ظواهر جماعية. فترامب كان يعرف أن أميركيين يشعرون بأن اقتراعهم له «عيب سياسي»، وهم سيقدمون على ارتكاب هذا العيب على نحو ما يُقدمون على ارتكاب «عيوب» كثيرة لا يفصحون عنها. وهو أيضاً لم يشعر بأن في ذلك انتقاصاً منه، فالرئاسة في هذه الحالة هي اقتناص لحظة في سياق انهيار، ولا يُعيبها أنها امتداد لهذا الانهيار. والإغراء الذي يستدرج المضيّ في المشابهة لا يُضعفه الميل إلى تجنب السقوط في أخطائه، فلحظة الانهيار التي استثمرها ترامب ترد بقوة في مانيفستو «داعش»، أي «فقه التوحش»: ذاك أن فرض السلطة وإقامة الدولة ليسا عملية مراكمة، إنما هما استثمار للحظة انهيار النظام و «توحش المجتمع». هذا الافتراض لا يدعي علاقة بين ظاهرتي انتخاب ترامب في سياق انهيار منظومة قيم غربية، وانهيار السلطة الذي قام على أثره «داعش». لكنّ تشابهاً يحضر، مع ذلك، لمراقب الظاهرتين، ويُعزز ميله إلى الاعتقاد بأن عالماً مختلفاً بدأ يُطل برأسه من بين أنقاض العالم الحديث، ومن المؤكد أنه ليس عالماً أفضل.

 

الرئيس المنتخب ترامب يستحق فرصة

خلف أحمد الحبتور/السياسة/13 تشرين الثاني/16

الانتخابات الحرة والنزيهة هي من ركائز الديمقراطية الأساسية، شأنها في ذلك شأن الانتقال السلس والسلمي للسلطة. أميركا قالت كلمتها، وسواءً كنّا نوافق على خيارها أم لا، يجب القبول به واحترامه في الداخل والخارج. ليس سراً أنني كتبت مقالة في أغسطس العام 2015 أعلنت فيها تأييدي القوي لدونالد ترامب، ودعمت ترشيحه للرئاسة خلال الكلمة التي ألقيتها أمام المندوبين المشاركين في المؤتمر السنوي الرابع والعشرين لصنّاع السياسات الذي أقيم في واشنطن العام الماضي. شعرت آنذاك – وما زلت أشعر – ان من شأن رجل الأعمال الناجح أن يتمتع بالمهارات اللازمة لتعزيز الاقتصاد الأميركي ما يؤدّي بدوره إلى منح اندفاعة للاقتصاد العالمي. لا يمكنني أن أنكر انني صُدِمت وفوجئت بنيته المعلَنة حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة (سياسة غير مدروسة اختفت الإشارة إليها اخيراً عن موقع ترامب الإلكتروني)، ما أرغمني على سحب الدعم الحماسي الذي كنت قد أظهرته له في البداية. أعتقد الآن أنه بعد تسلّمه سدّة الرئاسة، سيتعامل مع المسائل بطريقة أفضل ويصبح لديه إدراك أكبر عن العواقب المحتملة. لقد أظهر في الأيام الأخيرة خصالاً أكثر ملاءمة لشخصية الرئيس. فقد بات خطابه أكثر هدوءاً واتزاناً، ويعكس سلوكه الجديد جدّية طموحاته. فلنعطِ دونالد ترامب حق قدره. لقد فاز في سباق شديد الصعوبة خاضه بصلابة استثنائية رغم الانتقادات المستمرة من وسائل الإعلام التي أظهرت بغالبيتها الساحقة ميلاً إلى هيلاري كلينتون، ومن شخصيات المؤسسة السياسية أو ما يُعرَف بـ”الاستابلشمنت” من مختلف الانتماءات، بما في ذلك تعرّضه للهجمات من الرئيس باراك أوباما. لا بد لي من إبداء إعجابي بدهائه. لقد شقّ طريقه بعزم شديد إلى جادة بنسلفانيا، في حين أن أعداءه لم يكفّوا عن مطاردته على امتداد عامَين من حملته الانتخابية.

ينبغي على أميركا أن تجري مراجعة ضمير لتحديد الأسباب التي أدّت إلى تفوّق مرشح من خارج التركيبة السياسية على شخصية سياسية متمرسة في رصيدها عقود من الخبرة. واقع الحال هو أن المنظومة خذلت الملايين من الأميركيين المكافحين الذين رفضوا في الثامن من نوفمبر الوضع القائم الذي تجسّده وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. هؤلاء الأشخاص نسيَهم المستطلِعون؛ لقد شعروا ان واشنطن تخلّت عنهم. وكثرٌ منهم صوّتوا للمرة الأولى في حياتهم. شعر الرجال والنساء العاديون ان دونالد ترامب قريب منهم. لقد تكلّم لغتهم، وتفاعل مع مظالمهم، ولم يعرض تغييراً حقيقياً فقط بل أثار أيضاً إحساساً متجدداً بالاعتزاز الوطني. يجب الآن منح الرئيس المنتخب فرصة لتنفيذ تعهداته. يجب إعطاؤه فرصة كي يتمكّن من إعداد سياساته وتشكيل فريق عمله، وكي يثبت للأميركيين أن وعوده باستحداث وظائف وإنشاء بنى تحتية جديدة ومضاعفة نمو إجمالي الناتج المحلي – والعمل مع الحلفاء للقضاء على تنظيم “داعش”، لم تكن مجرد كلام فارغ بهدف الحصول على الأصوات.

لكن ومن أجل أن يتمكّن من تحقيق مصالح الولايات المتحدة في الداخل والخارج، ينبغي على الأميركيين أولاً أن يتخلصوا من شكوكهم وأن يلتئم شملهم في سبيل الخير العام. الاحتجاجات الشعبية وأعمال الشغب والتخريب ليست هي الحل، بل تتسبّب بتفاقم مشاعر الضغينة والانقسامات.مهما رُفِعت لافتات أو أُطلِقت هتافات للتنديد بترامب، لن تتمكّن الاعتراضات، ولو اشتدّ حجمها، من وقف عجلة التاريخ. لقد فاز دونالد ترامب بـ290 صوتاً في المجمع الانتخابي، وسيتم تنصيبه الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في 20 يناير 2017. الأشخاص المصمّمون على إفساد ذلك اليوم بالاحتجاجات يرتكبون حماقة تلحق الأذى بهم وبإخوتهم في الوطن. عندما تحلّ التفرقة والتجاذبات بين الأميركيين فيتناتشون بلادهم في اتجاهَين معاكسين، لن تكون العواقب حميدة، ولن يعود بالإمكان تحقيق أي شيء على الإطلاق. تحتاج أميركا إلى الوحدة وليس الانقسام. البلاد بأمس الحاجة إلى المعافاة والتئام الجروح. يدرك الرئيس أوباما ذلك، لهذا السبب وضع كل الإهانات ومشاعر الضغينة خلفه، ومدّ يده برقيٍّ إلى خلفه. أناشد جميع الأميركيين التمثّل بالترفّع الذي أظهره أوباما. الأحقاد والضرب على وتر “ماذا لو” تدمّر البلاد والعباد. لن يكسب الأميركيون شيئاً من وضع العراقيل أمام الرئيس الجديد وجعل مهمته أصعب مما هي عليه في الأصل، أو من تقويض مكانته في أنظار العالم. بعد تعيينه فريق عمله، يجب إمهاله عاماً واحداً على الأقل ليُظهر ما هو قادر على فعله. في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، آمل بأن يعيد ترامب التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني، ويعمل لإنهاء المجزرة في سورية، ويطهّر عالمنا من آفتَي الإرهاب والتطرف. إليكم هذا التوقّع. تماماً كما أن الرئيس رونالد ريغان أثبت أنه مختلف عن الصورة التي ظهر عليها في البداية، ممثّل هوليوودي تجرأ على الترشح للمنصب الأعلى وتعرّض للسخرية بسبب ذلك، سوف يستجمع الرئيس ترامب قواه ويحيط نفسه بأشخاص متمرسين ويكون على قدر التحدّي. فمثلما يصنع المرء المنصب، المنصب يصنع أيضاً الإنسان. لا يسعني سوى أن أتمنّى لترامب والأشخاص الذين سيقسم اليمين على خدمتهم بعد أقل من سبعة أسابيع، كل التوفيق من أجل إعادة إحياء الحلم الأميركي وترسيخ مكانة أميركا المستحَقّة على رأس العالم الحر. التسامح والمصالحة هما الأساس لمستقبل لامع للجميع.

 

دونالد ترامب وعبدالفتاح السيسي

أسعد البصري/العرب/13 تشرين الثاني/16

الولايات المتحدة مقبلة على مشكلة داخلية، من غير المعقول أن ترامب لن ينفّذ شيئا مما قال. لقد حرّض على العنصرية داخل بلاده، المهاجرون المكسيك والسود واليهود والمسلمون في قلق. الشرق الأوسط ينتظر الكثير، فهناك فلاديمير بوتين. سيكون البيت الأبيض بين خيارين، إمّا أن يصدّر الأزمة الداخلية إلى الخارج، أو يصدّر الأزمة الخارجية إلى الداخل. نحن أمام رئيس فاز باسم الكراهية والعنصرية. أميركا بالغت في كونها بلدا لكل الثقافات. الريف والعامل والعاطل الأبيض يرى أنه في منافسة شرسة مع غرباء. هذا تناقض بنيوي، وستكون هناك مشاكل بكل تأكيد. داعش ساهم في صعود ترامب، فقد حرّض العالم على الكراهية. إن الحديث عن داعش نشر الخوف وأصاب العالم بالهلع. انظروا إلى المطارات حول العالم، صرنا ننزعج من السفر بسبب ما نرى ونشاهد من خوف عالمي. منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001 وأميركا تعاني نفسيا. كل تلك الأفلام عن بطولة رامبو والكاوبوي والسوبرمان اليانكي الأميركي، المبالغات حول الأميركي قاهر العالم انهارت مع برجي التجارة في نيويورك.

صدمة كبيرة سببها أسامة بن لادن. لقد لاحقوه في كل مكان حتى قتلوه، وبقيت أسطورته الرهيبة رغم إلقاء جثته إلى سمك القرش بأعماق المحيط. الأميركي الأبيض لم يشف ولم يفهم كيف أن مليارديرا سعوديا يفعل بهم ذلك؟ كيف يفعل بنفسه ذلك؟ كيف أن 19 مسلما يقومون بمغامرة لا مثيل لها في التاريخ ؟ كيف أن 15 من هؤلاء الخاطفين سعوديون؟ الدولة الصديقة التي تحالفوا معها لقرن كامل ودافعوا عنها في حرب الخليج 1991، كيف أن حفنة من مواطنيها الميسورين فعلوا بها أمرا لم يفعله الياباني ولا الروسي ولا اللاتيني ولا الأسود؟ مَن يكون هؤلاء المسلمون؟ ما هذا الدين؟ ماذا يقول محمد؟ ما هي تعاليم الشيخ ابن عبدالوهاب؟ لقد صدموا أميركا في الصميم. ضربوها في كبريائها. إن الحادي عشر من سبتمبر صدمة حطمت الشعور الأميركي الجميل بالتفوق. تلك المتعة بأفلام المغامرات الهوليودية ذهبت إلى الأبد. ثم ظهر داعش والبغدادي والانتحاريون. لا يستطيع الأميركي النزول على الأرض، إنّ ضربهم بالطائرات الحديثة لا يرضي الشعب الأميركي. يريدون النزول الشجاع على الأرض وذبحهم بالسكاكين، يريدون أن يروا شجاعة الأميركي الحقيقية. تلك النشوة الغامضة التي تبعثها المبارزة. الإعلام يحدثهم عن داعش ليل نهار، إصدارات داعش الانتحارية والخوف والصدمة تصاعدت في أوربا وأميركا إلى درجة انتشار التطرّف والعنصرية والكراهية. إن فكرة داعش مؤذية لمشاعر المسلم نفسه، فكيف هي على الأبيض الأميركي؟ الأمر الذي أثار ذكريات الحرب الأهلية الأميركية، مشكلة السود والأجانب. داعش تخريب للعالم حقا.

إن تدخل فلاديمير بوتين يعتبر إنقاذا لأميركا، فروسيا غير مصابة بعقدة الحادي عشر من سبتمبر. لقد بالغت أميركا في احتقار القيم والبشر. إن رسالتها لم تعد واضحة في التاريخ، وأكبر دليل على ذلك هو أن حلفاءها ما عادوا يفهمونها وتصدعت التحالفات التاريخية السياسية. تحالف أردوغان مع روسيا مؤخرا رغم أن تركيا عضو في حلف الناتو، وجنوح الرئيس السيسي إلى الأسد والشيعة. الأشياء بدأت تكشف عن استحالة قيام إمبراطورية بمفردها، لا بد من شركاء في إدارة هذا العالم، لا يمكن إيقاف التاريخ. هناك 40 مليون أسود في أميركا، عدد كبير منهم قلق من صعود ترامب، فهو يمثل رغبة الرجل الأبيض المخيف وغضبه في بلد يبيح الاتجار بالأسلحة. يبدو أن الرجل الأبيض لم يكن سعيدا برؤية مهاجر أسود يحصل على تعليم أميركي رفيع ويصبح رئيسا للولايات المتحدة كما حدث مع باراك أوباما.

اللعبة عندكم الآن

ما معنى قول ترامب سنعيد أميركا عظيمة مرة أخرى؟ هذا شعار لو تفحّصناه لظهر معناه العنصري. أي أن أميركا قد غاصت في الانحطاط إلى درجة أن يحكمها رئيس أفريقي. هل نستبعد حدوث أعمال شغب، أو احتجاجات للسود خصوصا، ممكن جدا لأعمال العنف أن تتصاعد. في السياسة الخارجية الشرق الأوسط مثلا، أعتقد أن ترامب سيتفاهم مع روسيا فهو يتفق مع رجل كعبدالفتاح السيسي لهذا كان أول اتصال تلقاه بعد فوزه بالرئاسة من الرئيس المصري. دونالد رجل أعمال، يريد رجالا للقيام بمهمات معينة كمكافحة الإرهاب مثلا. بالنسبة إلى إيران الأمر مختلف. إيران تحظى بعناية من روسيا والصين. الرئيس الروسي وصف السياسة الإيرانية بالدهاء، ويقول إن الإيرانيين قد حوّلوا السياسة إلى فن، والشعب الفارسي له تاريخ وثقافة عظيمة. وقال صراحة إنه يمكن أن يتوسط في حال سوء تفاهم مع أميركا، لكنه أبدا لن يسمح بضرب إيران. وقال الخلاف حول المفاعلات النووية هو خلاف حول مفاعلات نحن بنيناها بأيدينا لإيران.

بالنسبة إلى السعودية الأمر غير مفهوم، على المملكة تغيير شيء ما في إعلامها لتوضيح وجهة نظرها أكثر. إن انتشار داعش ضرب الإسلام كله في الصميم، خصوصا الإسلام السنّي، وخصوصا الإسلام السلفي، وخصوصا الوهابية. السعودية في موقف صعب فالبلاد تريد التقدم إلى الأمام ولكن تاريخها يجرها أحيانا إلى الخلف. إيران لا تعطي السعودية فرصة للخروج نحو الحداثة، لدى طهران ثأر وتنافس مع السعودية. حاليا الوضع متأزم بين البلدين، لاحظنا ذلك من منع الحجيج الإيرانيين هذا العام، ومن اللغة التي استخدمها المرشد الأعلى، الهجومات الخطابية لحسن نصرالله.

تود إيران الخروج من الحصار المضروب عليها، فلا يمكن حصار إيران إلى الأبد، وروسيا والصين تجدان الحرب التي تشنها دول الغاز الطبيعي على سوريا هي حرب للسيطرة على الطاقة والمضايق والممرات البحرية. الصين مثلا تحتاج ممرات مائية للتسويق، وروسيا لن تسمح بعزلها عن أوروبا بأنبوب غاز عبر تركيا والمتوسط. هذا سيكون تمهيدا لحصار روسيا وعزل الصين. لقد زرعت طهران نفسها في مصالح روسيا والصين باسم الشيعة والإسلام الشيعي. العراق وضعه محسوم فهو مكبّل باتفاقيات مع أميركا. الحكومة العراقية حليف أميركي لكن الشيعة قلوبهم مع المشروع الروسي والإيراني لأنهم لا يثقون بأميركا كثيرا، فهي حليف قديم لخصومهم، لهذا فإن العراق هو ممرّ الحوار الروسي الأميركي في المنطقة، والعراق هو رئة إيران الاقتصادية حاليا. لهذا ترى السنّة يقاومون، هناك حرب في العراق وسوريا واليمن. لا يمكن ترك الشيعة ينجحون في مشروعهم. أميركا قد تعطي فرصة لتأخير المشروع الإيراني الروسي، ولكن أيضا هناك سقف زمني ومشكلة الإرهاب والمهاجرين ومسألة استقرار العالم. لم ينجح السنّة في إسقاط بشار الأسد، ولهذا ستتم (لفلفة) الميليشيات المسلحة السنية. لا توجد حاجة ولا رغبة بهم، فإضافة لكونهم فشلوا في تحقيق الغاية منهم بعد تدخل الجيش الروسي، فإنهم يشكلون خطرا باجتماع التطرّف والسلاح فيهم.

هل المستقبل لإيران؟ هل المستقبل لتركيا؟ الوضع معقد حقا. اللاعب التركي نجح في جرّ السعودية إلى جانبه في الصراع الإقليمي، بينما توترت العلاقات بين السعودية ومصر، فالمصريون يَرَوْن أن إيران وبشار الأسد أقلّ خطرا من تركيا والإخوان المسلمين والإرهاب، وهنا أمام الرئيس الجديد عدة حلول لن نعرفها حتى بداية العام القادم حيث يؤدي الرئيس دونالد ترامب القسم في 20 يناير.

الخلاف بين مصر والسعودية حقيقي وليس عرضيا كما يشاع. السيسي أنفق عشرات المليارات من الدولارات لتوسعة قناة السويس، وهو مشروع عملاق حقا يهدف إلى عودة الخطوط التجارية القديمة، وإنعاش مكانة مصر الاقتصادية مستقبلا. مصر تريد رفع المردود السنوي للبلاد من الطريق التجاري البحري عبر البحر الأحمر وباب المندب. الخلاف هو أن العمليات العسكرية في اليمن قد طالت والخسائر المصرية بالمليارات، لأن الطريق غير آمن ويقع في منطقة حرب. السيسي يرى أن كلاّ من ليبيا وسوريا قد تحوّلتا إلى دولتين فاشلتين ومصدر خطر على الأمن المصري، ويخشى انهيار الوضع في اليمن أيضا إلى درجة تهدد الممرات البحرية، خصوصا وأن الحوثيين قد بدأوا يطلقون الصواريخ على السفن. يلمّح السيسي باستقبال بشار الأسد وبطلب البترول من إيران، إنه يريد من وراء ذلك وقف العمليات العسكرية في اليمن، والتوقف عن دعم الإخوان المسلمين في سوريا، وبقاء النظام السوري لضمان وحدة سوريا. مصر ترى بأن الدماغ المصري لا يستوعب الصراع ضد الإرهاب السنّي وضد إيران في وقت واحد. خلال أيام قليلة سمعنا أن كلاّ من العميد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة مدرعات، والمقدم رامي حسنين قائد كتيبة الصاعقة بشمال سيناء، والعميد هشام أبو العزم من قوات شمال سيناء، قد لقوا حتفهم على أيدي إرهابيين. مصر في حالة حرب حقيقية. الرئيس السيسي كان واضحا منذ البداية، فقد بدأ عهده بالراقصة المصرية شاهيناز ترقص نصف عارية على نشيد الدواعش “صليل الصوارم” ساخرة بجسدها الجميل من الحور العين، وفي تلك الفترة تم منح شهادة تقدير للراقصة المصرية الشهيرة فيفي عبده.

 الخلاف بين مصر والسعودية حقيقي وليس عرضيا كما يشاع. السيسي أنفق عشرات المليارات من الدولارات لتوسعة قناة السويس، وهو مشروع عملاق حقا يهدف إلى عودة الخطوط التجارية القديمة، وإنعاش مكانة مصر الاقتصادية مستقبلا

والرئيس دونالد ترامب بدأ حملته الانتخابية بتسجيل منتشر مع عارضتين عاريتين بملابسهما الداخلية، ويصوّر معهما صورا بإشارات جنسية، حتى أنه وضع يده علنا على لباس إحداهن الداخلي الأبيض. كلا الرجلين أراد أن يكون واضحا في حربه على الثقافة الدينية بكل أشكالها. ولهذا السبب كان أول اتصال تلقاه ترامب للتهنئة بالفوز الانتخابي من الرئيس السيسي، وقد وجّه له دعوة لزيارة مصر في أقرب فرصة. وصف تشومكسي ترامب بأنه “حصيلة مجتمع متداع وماضٍ بقوة نحو الانهيار” يبدو ترامب كبركان غاضب يدعمه عدد كبير من الصقور وجنرالات الجيش الأميركي. لهذا قال فلاديمير بوتين منذ فترة قريبة بأنه لا يوجد شك في القيم الديمقراطية للولايات المتحدة، ولكننا لنتعرف على شعب ما علينا العودة إلى تاريخه، والأميركان تاريخهم مرتبط بحكايتين، الأولى هي إبادة السكان الأصليين الهنود الحمر، والثانية هي تجارة العبيد واستعباد السود، ومع كل ما يقال عن ستالين إلا أنني متأكد بأنه ما كان ليستخدم السلاح النووي على هيروشيما وناكازاكي خصوصا عام 1945 لأن اليابان كانت مهزومة وتبحث عن الاستسلام. ويقول بوتين إن الاختلاف بين الروسي والأميركي هو جوهري وتاريخي، فالروسي ينظر إلى العالم بعاطفة خاصة هي عاطفة التاريخ الروسي، بينما ينظر الأميركي بطريقة مختلفة تماما. ولهذا نحن بحاجة إلى المجتمع الدولي وقوانينه لأن أميركا شعرت في النهاية أنها لا تستطيع التحكم بالعالم بمفردها، وأنه لا مناص من مشاركة الآخرين.

بعد خمسين سنة من الآن لن يتذكر أحد شيئا عن داعش. سوى أنك إذا آذيت المسلمين كثيرا فإنهم قد يصابون بالجنون ويفجّرون أنفسهم، هناك حدود يجب التوقف عندها. تحدث الرئيس السيسي في خطابه الأخير عن مشكلة “التآمر السياسي” واعتقد أن العبث السياسي والجشع هما السبب في احتلال العراق مثلا. البريطانيون مثلا بدأوا يقولون كان ذلك خطأ. مؤامرات دولة قطر وتركيا الإخوانية السابقة لم يكن لها أي داع، وما حدث في سوريا وليبيا لم يكن له داعٍ أيضاً. الذي حدث هو اللعب بالجهاد والذاكرة لأغراض سياسية ومصالح، ثم فجأة انفجر شيء خارج السيطرة ومختلف ومتوحش. هناك هوية غامضة عند المسلمين، المفروض تركها تنام بسلام دون تحريض وتحريك، وترك الشعوب تعيش بأمان وهدوء. إن المبالغة في الجشع والمكر قد تؤدي إلى نتائج غير محسوبة. القلق العالمي الذي خلقه الإرهاب ومشاكل الهجرة والتآمر السياسي، كل ذلك تراكم وأدى إلى صعود رئيس أميركي عنصري وغاضب مثل دونالد ترامب.

 

«حزب الله» يسدد «دينه» الرئاسي لعون ويرفض استخدامه ضد «المردة» و «الكتائب»

محمد شقير /الحياة/12 تشرين الثاني/16

سألت مصادر نيابية لبنانية بارزة عن أسباب نأي «حزب الله» بنفسه عن المشاركة في المفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة وتفويضه رئيس المجلس النيابي نبيه بري التفاوض عنه في كل شاردة وواردة. وقالت ان تفويضه على بياض لحليفه الشيعي في هذا الخصوص لم يكن عن عبث وإنما ليقينه بضرورة الوقوف على الحياد حيال حليفه الآخر «التيار الوطني الحر». واعتبرت المصادر النيابية نفسها أن تفويض «حزب الله» المطلق للرئيس بري أتى بناء لمعلومات توافرت لديه حول مضمون التفاهمات التي توصل اليها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل مع حزب «القوات اللبنانية» في أعقاب مبادرة زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري إلى تبني ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية ما أدى الى فتح الباب على مصراعيه لوصوله الى سدة الرئاسة الأولى... ولفتت الى ان باسيل توصل أيضاً الى تفاهم مع «المستقبل» على العناوين السياسية الرئيسة، وإلى ان تفاهمه هذا استبق تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة العتيدة، وقالت ان «حزب الله» ارتأى النأي بنفسه عن المفاوضات انطلاقاً من اعتقاده بأن في كل من التفاهمين بنوداً تتعارض مع بنود التفاهم الآخر. وبالتالي يفضل الوقوف على الحياد لئلا يحشره حليفه «التيار الوطني».

وأكدت المصادر عينها ان «حزب الله» تصرف مع انتخابه عون رئيساً للجمهورية على أنه وفى بالتزامه الذي كان قطعه على نفسه بمقاطعة جلسات الانتخاب ما لم يضمن وصوله الى الرئاسة. وبكلام آخر، فإن «حزب الله» يعتبر أنه بانتخابه عون. سدد له ديناً سياسياً وبالتالي استحصل منه على براءة ذمة تعفيه من الدفاع عنه أمام حليفه الرئيس بري، اعتقاداً منه بأن تفاهم «التيار الوطني» مع «القوات» يمكن ان يستهدفه، وهذا ما برز جلياً من خلال وضع «فيتو» على اسناد حقيبة المال الى حركة «أمل» بذريعة انه لا بد من تطبيق مبدأ المداورة في توزيع الحقائب السيادية بناء لاتفاق مسبق تم التوصل اليه في هذا الشأن. ناهيك بأن «حزب الله» بدأ يتوجس من تفاهم «التيار الوطني» و «القوات» على توزيع الحقائب الوزارية على قاعدة المساواة بينهما في توزيعها، وربما يشارك بري في توجسه في ضوء عتب الأخير على «المستقبل» لعقده تفاهماً ثنائياً مع باسيل لم يكن على علم به.

 اصطفافات

كما ان «حزب الله» لا يبدي ارتياحاً - وفق ما تقوله المصادر النيابية - حيال امكان قيام حلف ثنائي بين «التيار الوطني» و«القوات»، فيما الأخير يحرّض عليه ويسعى إلى ضرب علاقته برئيس الجمهورية، وهذا ما دفع برئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط الى توثيق علاقته بالرئيس المكلف تحسباً لما سيشهده البلد من اعادة لخلط الأوراق السياسية في ضوء تراجع الاصطفافات السياسية السابقة التي كانت قائمة قبل انتخاب عون رئيساً كمؤشر الى قيام اصطفافات من نوع آخر مع ارتفاع منسوب التوقعات بأن «قوى 14 آذار» و «8 آذار» قد تصبح من الماضي.

وفي هذا السياق قالت المصادر هذه ان «القوات» بدأ يتصرف منذ اللحظة الأولى لانتخاب عون وكأنه العراب الأول للعهد الجديد ويسعى الى توظيف حاجته اليه في تصفيه حساباته مع منافسيه في الشارع المسيحي وتحديداً «تيار المردة» وحزب «الكتائب» بذريعة انهما رفضا ان يكونا في مركب واحد مع الآخرين في تأييدهم لانتخابه. اضافة الى انه يتصدى لإعادة وزارة المال الى «أمل». وكشفت المصادر أن إصرار «القوات» على وضع «فيتو» على ان تكون وزارة المال من نصيب «أمل» سيدفع الرئيس بري الى استخدام حق النقض لمنعه من تولي حقائب وزارية معينة. وقالت ان استعمال «الفيتو» ما هو إلا سيف ذو حدين. ورأت ان تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة الحريري يجب أن يوظف لاستيعاب ما أمكن من جميع الأطراف، وقالت ان «التيار الوطني» لا يستطيع ان يطلب النجدة السياسية من حليفه «حزب الله» في مواجهته بري لأن تنظيم الاختلاف داخل التحالف الشيعي حول الانتخابات الرئاسية لن يتسبب في إحداث فجوة بين حليفين إستراتيجيين. واعتبرت أن باسيل يريد أن ينتهز فرصة تشكيل الحكومة «ليثأر» من وزير المال علي حسن خليل في ضوء المطالعة التي صدرت عن ديوان المحاسبة بعدم دفع الأموال المترتبة للشركة التي تقوم بإنشاء معمل دير عمار لتوليد الطاقة على خلفية «تجهيل» الجهة التي يفترض فيها تسديد الضريبة على القيمة المضافة نتيجة تلزيم تشغيل هذا المعمل، اضافة الى وقف تمويل استكمال تنفيذ سد جنة بعدما تبين ان لا جدوى منه لتخزين المياه لافتقاده الشروط البيئية والمعايير الفنية المطلوبة.

فيتوات

وقالت إن هذين الأمرين هما السبب الذي يقف وراء فيتو «التيار الوطني» على إسناد المال إلى خليل، وهو يتناغم بطريقة أو أخرى مع «القوات» الذي يستخدم كل ما لديه من سلاح للحصول على حقيبة سيادية بناء على تفاهم مسبق مع باسيل على اقتسام الحقيبتين السياديتين من حصة المسيحيين في الحكومة.ولاحظت المصادر أيضاً وجود فيتو على توزير «المردة» وآخر على «الكتائب». وسألت ما إذا كان «القوات» على تفاهم مع باسيل في استبعادهما عن الحكومة وأيضاً عن الدوافع التي أملت على «القوات» المطالبة بتوزير رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض منافس زعيم «المردة» النائب سليمان فرنجية في زغرتا؟ وتابعت أن لمطالبة «القوات» بتوزير معوض وأيضاً وزير السياحة المستقيل النائب ميشال فرعون من حصته أكثر من معنى سياسي، فهل توزيره الأول هو جزء من المعركة السياسية بين «القوات» و «المردة»؟ وأضافت أن جعجع تبنى ترشيح عون للرئاسة من زاوية أنه يعيق وصول فرنجية إليها بعد أن حظي بدعم الرئيس الحريري قبل أن يعود الأخير إلى التموضع في الضفة السياسية الأخرى داعماً ترشيح عون. وسألت المصادر إذا كان «القوات» سيتمكن من إقصاء «المردة» وهل يدعمه في قراره هذا الوزير باسيل الذي سيواجه في حال تأييده له اعتراضاً من قوة سياسية ضاربة تضم بري والحريري و «حزب الله» وآخرين؟ لذلك، فإن رغبة «القوات» في إبعاد «المردة» قائمة، لكنها مستحيلة وإلا ستؤدي إلى تمديد المراوحة في تشكيل الحكومة، خصوصاً أن الحريري صامد على موقفه ولن يكون طرفاً في «معاقبة» فرنجية الذي تربطه به علاقة وطيدة وسيبقى وفياً له وبالتالي يرفض أن تتحول حكومته ساحة لتصفية الحسابات وأن تستخدم في وجه بري، وإلا كيف يمكن صرف طيّ صفحة الماضي لمصلحة فتح صفحة جديدة في أول انطلاقة العهد الجديد. وعليه، فإن تأخير استكمال المشهد السياسي الذي سيكون عليه البلد مع تشكيل الحكومة ينتظر ما سيقدم عليه الرئيس عون من أجل إعادة الأمور إلى نصابها لجهة خفض سقوف من يطالب بحصص كبرى في الحكومة من أجل إقصاء الخصوم بدلاً من أن يتواضع ويكف عن إشهار «عصاه» ضد هذا الفريق أو ذاك.

 

اللوبي اللبناني في الحزب الجمهوري يُعيد إحياء شعارات «ثورة الأرز» وتشكيل مظلة لتطبيق القرارين 1559 و1701

ترامب ولبنان: بيان وزاري يؤسّس لشراكة بين الدولة والدولة فقط!

ترنّح عهد أوباما يُنهي حقبة إيران المدللة ويفتح الباب لسياسات جديدة بدءاً من النووي إلى أزمات الشرق الأوسط

بقلم رلى موفق/اللواء/12 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/11/%D8%B1%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%88%D9%81%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85/

لعل السؤال الذي يمكن أن يُطرح اليوم: هل وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض كان سيُغيّر شيئاً في مسار الانتخابات اللبنانية التي سبقت الاستحقاق الرئاسي الأميركي بأيام معدودة؟

وهل كان المرشح  ميشال عون المدعوم من محور طهران - دمشق - حارة حريك ليصل إلى قصر بعبدا؟

سؤال تفرضه قراءة كان يُعبّر عنها اللوبي الأميركي، من أصل لبناني، المنتمي إلى الحزب الجمهوري، والذي عمل فريق منه في الحملة الانتخابية لترامب، وهي قراءة مفادها أن إيران قد تلجأ في الربع الساعة الأخير إلى تسهيل انتخابات الرئاسة إذا شعرت أن حظوظ الديموقراطيين متأرجحة وأن سيّد البيت الأبيض سيكون ترامب، انطلاقاً من إدراكها أن المسار الذي سيسلكه ترامب حيال إيران لن يكون مكمّلاً لمسار سلفه، بل سيحمل توجهات مختلفة:

أولى هذه التوجهات تتعلق  بالاتفاق النووي الإيراني، الذي لقي معارضة شديدة من الجمهوريين، والذي عبّر عنه ترامب بوضوح، خلال حملته الانتخابية، أنه لن يمضي به بالشكل الذي انتهى إليه، بل إن الخيارات تتراوح بين الإلغاء كحد أقصى والتعديل كحد أدنى، ما يعني أن هناك إعادة تفاوض على الاتفاق انطلاقاً من الاقتناع السائد لدى الجمهوريين بأن هذا الاتفاق لايخدم المصالح الأميركية ولامصالح الحلفاء في المنطقة، وهو الاتفاق الذي شكّل تحولاً تاريخياً في السياسة الأميركية، بحيث أن إدارة باراك أوباما اختارت التحالف مع إيران وحماية مصالحها على حساب مصالح بلادها ومصالح حلفائها التقليديين من العرب، والذين أصيبوا بخيبة أمل، واعتبروا أن أمنهم القومي أضحى مكشوفاً.

فالقلق الإيراني بدا واضحاً حين دعت طهران الرئيس العتيد إلى احترام الاتفاقات الدولية، في إشارة لاتعكس الخوف من تراجع  الولايات المتحدة  الكلي عن الاتفاق النووي، بقدر إدراكها أن آليات تطبيق الاتفاق لايمكن التفلت منها، ولايمكن التلاعب بالنصوص والملاحِق من أجل الاستمرار سراً أو مواربة لتحقيق حلم دخول النادي النووي.

أما ثاني تلك التوجهات، والتي لا تقل أهمية، فتتمثل بموقف الجمهوريين المناهض لتدخل إيران في شؤون الدول المجاورة، سواء من خلال دور عسكري مباشر لها أو بواسطة أذرعها العسكرية والأمنية في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان وحتى البحرين والكويت، من أجل تكريس نفوذها في المنطقة والدفع إلى الاعتراف به، هذا فيما كانت إدارة أوباما تتعامل مع التمدّد الإيراني بسياسة التعايش أو غض الطرف  من أجل تفادي أي تعقيدات في إمكان التوصل إلى الاتفاق النووي الذي أراد أوباما أن يَدخل التاريخ من بوابته.

هذا الواقع تغيّر اليوم. فإيران ليست «الطفل المُدلل أميركياً». وإذا كان من غير الواضح كيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع إيران بشقيّها النووي ودورها العسكري، فإن من شأن الفريق الذي سيختاره الرئيس في الفترة الانتقالية أن يُؤشر إلى المسار الذي سيطبع العلاقة مع إيران تساهلاً أو تصلباً، وهو ما يبدو أن حلفاء إيران وخصومها يرصدونه، إذ على أساسه يمكن عندها استشراف المرحلة المقبلة، على الرغم من أن مستشار حملة ترامب للشؤون الخارجية، اللبناني وليد فارس، أشار  في غير مناسبة إلى أن التوجهات التي تحكم ترامب في علاقاته الخارجية تنطلق من تحقيق مصلحة أميركا أولاً، لكن ذلك ليس بالضرورة أن يكون عن طريق الصدام، ولاسيما أن الرجل يُتقن «فن الاتفاق»، وكتابه الذي حَمَل هذا العنوان حقق أكثر المبيعات.

وفي رأي اللوبي الجمهوري من أصل لبناني، والذي يُتابع ملف لبنان لسنوات وكان من داعمي «ثورة الأرز»، أن  لبنان أمام فرصة ثمينة لابد من التقاطها مجدداً مع وجود إدارة جديدة تتبنى سياسة مختلفة حيال تعاطيها مع أزمات المنطقة. ورغم أن لبنان ليس أولوية في أجندة الإدارة الجديدة لكنه ليس غائباً. وبالتالي فبقدر ما يستطيع العهد الجديد، رئيساً وحكومة، التماشي مع الإدارة الأميركية الجديدة حيال إبراز الالتزام بتطبيق القرارات الدولية المرتبطة بلبنان، وعدم اتّباع سياسة العجز والتردّد في العمل على استعادة سيادة الدولة  وبسط سلطة قواه الأمنية الشرعية والخروج من منطق التعايش مع الأمر الواقع، بقدر ما ينجح في دفع هذه الإدارة وحلفائها إلى تقديم دعم أكبر  من أجل صون لبنان عبر الضغط  لتنفيذ القرارات الدولية  التي تسهم في حماية لبنان ودعم مؤسساته الشرعية، ولاسيما القرارين  1559 و 1701.

فلبنان الذي حظي، حتى الساعة، بدعم أميركي لمؤسساته الأمنية في مواجهة الإرهاب الآتي من الحدود مع سوريا حفاظاً على استقراره، في اطار سياسة عزله عن الحرائق المحيطة به، لابدّ لحكومته التي يُنتظر أن تبصر النور من أن تُظهر سياسة واضحة في بيانها الوزاري تؤسس لرغبة وعزم على إعادة إرساء السبل إلى استعادة الدولة لدور مؤسساتها كاملاً، ولاسيما الأمنية منها، من دون شراكة حتّمتها الهيمنة السورية على البلاد، حيث تمّ منح المقاومة امتيازات أمنية تبدأ من التنسيق مع الجيش ولا تنهي عند تحديد أرصفة خاصة لها على المرفأ لضرورات المقاومة أضحت اليوم مصدر تهريب للبضائع والتهرّب من دفع رسوم الجمارك، بما يؤثر سلباً على خزينة الدولة ويُـلحق بالشركات التجارية والاقتصاد أضراراً بالغة عبر المضاربة غير المشروعة.

فحين يبدأ حل الأزمات في المنطقة، ولا سيما الأزمة السورية، سيكون لذلك تأثير أكيد على لبنان، لكن المعادلة التي ستحكم المشهد الداخلي آنذاك تبقى رهن جهوزية العهد والحكومة والقوى السياسية في محاكاة المشهد الدولي والإقليمي المتغيّرة.

فالتحدّي الذي يُواجه عهد عون وحكومة الحريري اللذين يدركان أن ثمة فرصة جدية متاحة لإرساء دولة ذات سيادة لا شريك لها إن لجهة العلاقات مع الدول والسياسات الخارجية أو المسائل السيادية المتعلقة بالسلاح والحدود وتحييد لبنان على الأزمات وخصوصاً الأزمة السورية، يُعبّر عن نفسه بمدى القدرة على إعادة «حزب الله» إلى كنف الدولة بقوة وجودها ومكانتها السيادية أو قوّة المعادلات الإقليمية والدولية الجديدة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

زهرا: الحياة الديمقراطية لا تستقيم الا بوجود معارضة خارج الحكومة وهذا لا يعني فيتو على أحد

السبت 12 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا ان "القوات واقعية جدا ومنفتحة جدا، وهي مستعدة لتسهيل كل شيء من اجل انطلاقة هذا العهد، لاننا نعول عليه الكثير، والقوات اثبتت انها تسهم في ايجاد الحلول، وتكون عرابة لها، عندما يقتضي الامر ذلك، وهي قامت بخطوة استراتيجية منذ بدء إعلان النوايا مع التيار الوطني الحر، مرورا بترشيح الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية"، معتبرا أنها "أسهمت بخلق واقع سياسي جديد من أجل حماية الطائف ولبنان"، موضحا أن "الطائف وضع لخلق شراكة وتوافق وتوازن وتعاون بين المؤسسات، وهو لم يحترم منذ بدء تطبيقه".

كلام زهرا، جاء في حديث الى قناة "ام تي في"، الذي لفت فيه إلى أن "مشروع بناء الدولة في لبنان، هو مشروع تاريخي للمسيحيين"، مشددا على أن "مشاريع الغلبة ممنوعة، لأن التوزان يختل، ويأخذ البلاد إلى حروب أهلية"، مؤكدا أن "القوات هي أكبر المسهلين لتشكيل الحكومة"، مشيرا إلى أن "انتخاب رئيس الجمهورية، كان صناعة لبنانية مع سماح دولي إقليمي، رغم أن البعض لا يصدق أن هناك رئيس لا يقبل أن يقال له هذه حصتك ولا تتدخل بالباقي".

وشدد على أن "القوات عقدة عند الأشخاص، الذين يفكرون أنهم بتصرفات متذاكية يمكنهم أن يحاصروها من أجل إخراجها، معتبرا أن "الوزارة ليست ملك أحد، ويحق للجميع المطالبة"، متمنيا على رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن "يطلب من رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني، أن يفرج عن محاضر اتفاق الطائف، كي نرى ماذا تتضمن حول المداورة وسواها من الامور". وقال: "يحق لحزب القوات اللبنانية، ما يحق لغيرها، وهي فريق سياسي ممثل في البرلمان، واي مركز في الحكومة، او الدولة، حق لنا مثل سوانا، والا هذا التصنيف، نريد ان نعرف من وضعه وبأي حق؟ وهل هناك حقوق حصرية لاحد غير مذكورة في الدستور، ولا يحق لاحد سواه المطالبة بها؟ وزمن تبليغ رئيس الجمهورية بما تقرر من توزيع الحصص ولى مع الرئيس العماد ميشال عون".

ورأى ان "الاسماء المتداولة في الاعلام غير دقيقة، وغير صحيحة، وقد تتمثل القوات اللبنانية بوزراء لم ترد اسماؤهم، وكلها تتحلى بأحسن الصفات. وعندنا اسماء تكفي لتشكيل حكومة كاملة وتزيد. والاستيزار ليس مشكلة عندنا، ولكن تهميشنا ممنوع ومشاريع الغلبة ممنوعة". وإذ سأل "لماذا الكل يعترف بتمثيل الرئيس الحريري، وبأحقية الثنائية الشيعية، ولا يريد ان يعترف بالثنائية المسيحية، التي تشكل غالبية مسيحية، ويجب التعامل معها بواقعية، وهناك فئات سياسية لا تريد الاقرار بما يمثل تفاهم التيار والقوات؟"، أكد أن "القوات اللبنانية، لن تدخل في الاسماء الى حين معرفة الحقائب المطروحة عليها. ونحن لم نقبل ان نظلم سابقا، ولن نقبل ان يظلم احد اليوم"، مشيرا الى انه "لن يدخل في الصيغ المطروحة، التي يجري تداولها في الاعلام، والعقدة هي في طريقة التعاطي مع التشكيل وعدم الاعتراف بالثنائية المسيحية والتعامل معها، والعقدة الثالثة ان البعض يتمنى احراج القوات واخراجها، والامر يتطلب التعاطي يشكل منفتح مع ما استجد: وجود رئيس جمهورية قوي والثنائية المسيحية وقوتها ووقف استهداف القوات اللبنانية، لاننا نستند الى وجودنا ومشروعنا وتضحياتنا وشهدائنا، وتفاهمنا مع التيار هو من عناصر القوة الاضافية".

وقال: "نحن من اكثر الناس الحريصين على حلحلة الامور والتفاهم بيننا وبين التيار ارسخ واكبر من الاتفاق على حقائب وزارية وتوزيعها، وقد قمنا بمراجعات عديدة على اعلان النوايا حتى توصلنا الى صيغة نهائية، واما اعلان الترشيح، فجاء بعد مفاوضات عسيرة وشاقة، وخطاب القسم كان اكثر من مطمئن على جميع الصعد، ولاحقا في الخطاب الجماهيري في بعبدا، عاد الرئيس للتأكيد اننا دولة سيدة حرة ومستقلة مع الحرص على افضل العلاقات مع العالم العربي".

أضاف "اننا على صداقة كبرى وتقارب وتفاهم مع الوزير جنبلاط وهو يعرفنا، ونحن نعرفه"، مؤكدا ان "التفاهم هو من عناصر القوة الاضافية، ونحن لا نقرأ في الاعلام مواقف التيار، بل نسمعها من رئيسه الوزير جبران باسيل".

وأكد ان "رئيس الجمهورية مؤتمن على الدستور، وهو يؤمن التوازن بين السلطات، وهو ليس فريقا سياسيا، وهو فوق كل السلطات بموجب الدستور، ومنطق الترويكا هو من اوجد تقاسم الحصص منذ زمن الوصاية".

وذكر انه قال باسم القوات اللبنانية: "اننا لسنا في نظام رئاسي، وليس رئيس الجمهورية هو من يشكل الحكومة، وليس من لم ينتخب الرئيس يكون في المعارضة، وكل من سمى الرئيس الحريري يطالب بحصة في الحكومة. نحن تمنينا حكومة متجانسة ومنتجة وغير فضفاضة، وقلنا ان الحياة الديمقراطية لا تستقيم الا بوجود معارضة خارج الحكومة، وكل هذا لا يعني فيتو على احد. واردت في ردي امس ان اصوب الامور وتبيان اننا لا نقبل بعزلنا ولا نريد عزل احد".ورأى ان "لبنان بحاجة الى حكومة بأسرع وقت ممكن، وقليل من تدوير الزوايا قد يجعلنا نصل اليها في اسرع وقت ممكن، وسنشارك حتما في هذه الحكومة لاننا شركاء العهد احب من احب".وختم "اذا اقدم الجميع على المشاركة بواقعية في الحكومة، فستكون مميزة وسيرتاح الناس الى الشفافية وحسن الاداء".

 

باسيل: سيكون لنا حكومة وقانون انتخابات

السبت 12 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أقامت هيئة الشياح في "التيار الوطني الحر" عشاءها السنوي لمناسبة عيد مار مخايل شفيع البلدة، في حضور رئيس التيار وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل والنواب ناجي غاريوس وحكمت ديب والان عون وفادي الاعور، وزير العدل السابق شكيب قرطباوي، رئيس البلدية ادمون غاريوس وعدد من الفاعليات والمحازبين والأهالي. النشيد الوطني افتتاحا، ثم كانت كلمات لأمين سر هيئة الشباب جاد دعيبس ومنسق الشياح ميشال الطيار ومنسق قضاء بعبدا ربيع طراف. وكانت كلمة للنائب غاريوس اعتبر فيها ان "بين 13 تشرين الاول 1990 و31 تشرين الاول 2016 26 سنة نضال من اجل القيم التي نؤمن بها، على التيار مسؤوليات ومطلوب منا جهوزية افضل لمواكبة التطورات على كل الصعد، ووصول العماد عون الى سدة الرئاسة بعث فينا الامل ببدء تحقيق ما ناضلنا من اجله عبر خطاب القسم الذي يصلح ان يكون برنامج عمل حكوميا لديه اولويات سياسية وهي تشكيل حكومة وقانون انتخاب يؤمن عدالة التمثيل وانتخابات في موعدها". وألقى باسيل كلمة قال فيها: "نحتاج اليوم الى بعضنا اكثر واكثر، وفرحتنا كبيرة بعد 28 سنة ظلم. نريد ان نعيش الامل والعمل من أجل مستقبل لوطننا ليكون أفضل من ذلك، لذلك نحن بحاجة الى التيار القوي والى كل شركائنا في الوطن لنبني سويا الدولة القوية والوطن القوي. الأمر الصعب قد أنجز، حرية وسيادة واستقلال لبنان تم استردادهم. اسرائيل خرجت من لبنان والأهم ان لبنان بدأ باستعادة الدور وحضور الدولة، وأصبح لدى لبنان ما اعتبروه مستحيلا بأن العماد ميشال عون أصبح رئيسا لجمهورية كل لبنان".

أضاف: "نريد ان نكون على قدر هذه المسؤولية. نريد ان نحول لبنان الى حلم اجمل ولا تخافوا على الحكومة فستتشكل وبسرعة، ولا تخافوا على قانون الانتخاب، لذلك لن نقبل الا ان يكون هناك قانون انتخاب وبان تحصل الانتخابات ولا يحدث تمديد، ولا تخافوا على النفط ولا على الكهرباء ولا على المياه، كل ما قمنا به من الممكن تمت عرقلته لكنه سيتابع ويستمر وستتم متابعة كافة المشاريع وهي حق للمواطنين". وختم: "أمامنا مرحلة عمل. يجب ان نعمل اكثر ونضحي اكثر. التيار الوطني الحر كان مضحيا في الايام الصعبة وفي الايام الاسهل سيضحي ايضا من اجل ايصال شركائه في الوطن ويكون واياهم يدا بيد من اجل بناء هذا الوطن". في الختام تم توزيع دروع تذكارية تكريمية.

 

علاوي زار وزير الداخلية: نتطلع الى دور عراقي إقليمي بعد إنهاء داعش

السبت 12 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أكد نائب رئيس الجمهورية العراقي الدكتور إياد علاوي أن "بإمكان العراق ان يلعب دورا داعما وفاعلا على الصعيد الاقليمي وخصوصا في لبنان وسوريا، بعد إنهاء داعش عسكريا وتغيير البيئة السياسية الحاضنة له"، ونوه "بشخصية وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لبنانيا وعربيا"، مشيرا الى أنه "يتطلع لأن يكون له دور مهما في مستقبل لبنان وإعادة بناء الدولة فيه". وزار علاوي المشنوق في مكتبه في وزارة الداخلية حيث عقدا لقاء مطولا عرضا فيه مستجدات الوضعين اللبناني والعراقي والتطورات على الصعيد الاقليمي. رافق علاوي في زيارته شقيقه صباح علاوي ونقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي، رئيس الجالية اللبنانية في العراق عبدالودود النصولي. بعد اللقاء، قال علاوي: "معالي الوزير المشنوق هو من الشخصيات ليس فقط اللبنانية بل العربية الكريمة ايضا التي لها أياد بيضاء على الاوضاع السياسية في لبنان وفي امور المنطقة. جئنا نستأنس برأيه حول ما يحصل هنا، كما أوجزنا له ما يجري في العراق ايضا. وبصراحة نتطلع لأن يكون له دورا مهما ان شاء الله في المستقبل هنا في هذا البلد الكريم ومع هذا الشعب الكريم لانه يمتلك الاحساس الوطني والشعور الاساسي من اجل بناء لبنان من دون أي اضطرابات، وان يكون لهذا البلد مستقبل واعد يحقق الرفاهية للشعب اللبناني". وعن رؤيته لمستقبل العراق والمنطقة في ضوء التطورات الميدانية في الموصل ونينوى قال: "أنا شخصيا أعتقد ان المعركة مع داعش ستطول وستنتقل من معركة مواجهات الى وجود خلايا سرية نائمة في العراق وغير العراق، وهذا الموضوع يجب ان نعمل على تغييره. ويأتي التغيير الأساسي في إطار تغيير البيئة السياسية التي اذا استمرت في العراق على أسس طائفية سياسية وعلى أسس التهميش والإقصاء ستكون بيئة حاضنة للارهاب وليس بيئة طاردة له. ومن هذا المنطلق انا شخصيا أتبنى موضوع تغيير البيئة وتأجيل انتخابات مجالس المحافظات في العراق وان تجرى انتخابات مشتركة للمحافظات والمجلس النيابي في مطلع 2018 وذلك بعد تغيير القانون الانتخابي وتغيير آلية الانتخابات حتى نستطيع التخلص من الكثير من العوائق التي رافقت مسيرة العراق منذ احتلاله الى الآن. واعتقد ان ما يحصل في معركة نينوى هي بطولة خارقة للعراقيين ولجيش العراق الذي لا يزال للاسف فتيا على الرغم من انه كان جيشا مهما وقادرا لكن بسبب تفكيك الجيش وحله في السابق وما رافق ذلك، فضلا عن التدخلات الاقليمية الضارة في الشأن العراقي اوصلت العراق الى هذا الوضع المأساوي، لكن لنا ثقة بالجيش وبالقوات المسلحة كما لنا ثقة كبيرة بعشائر العراق التي بدأت تقاتل بجد وتضرب داعش بقوة، ويحقق الآن المقاتلون العراقيون تقدما في الموصل ونينوى، ولكن يبقى الاساس هو انه يجب ان نغير البيئة السياسية لكي لا نسمح لاي ارهابي بالعودة الى العراق والمنطقة". وعن انعكاسات الواقع العراقي على الوضع في سوريا ولبنان، قال: "سوريا والعراق ساحة واحدة في الصراع مع داعش ومع التطرف والارهاب. انا شخصيا عملت على ان تقام علاقات متينة اقتصادية مع لبنان، وعندما كنت رئيسا للوزراء زرت لبنان وكان حينها الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئيسا للوزراء واتفقنا على شراكة كاملة بين لبنان والعراق في مسألة الموانىء وتصدير النفط الى حوض البحر المتوسط الخ. لكنها لم تنفذ". وختم: "من هنا اعتقد ان بامكان العراق ان يكون داعما للبنان وداعما حتى لسوريا اذا استجيب لمطالب الشعب السوري بعودة سوريا الى الاستقرار والهدوء. لهذا نتطلع الى ان ننجز مرحلة إنهاء الوجود العسكري لداعش، وان نغير البيئة لننطلق في ان نكون جزءا فاعلا في الوطن العربي وظهيرا لكل اشقائنا العرب بخاصة في البلدان التي لا تمتلك الثروات كما يمتلكها العراق ودول اخرى".

 

القوات طلبت من محازبيها ومناصريها وقف الحملة على الكتائبيين

السبت 12 تشرين الثاني 2016 /وطنية - طلبت الأمانة العامة لحزب "القوات اللبنانية"، في بيان، من محازبي "القوات"، كما تمنت على الأصدقاء والمناصرين "وقف الحملة ضد الرفاق في حزب الكتائب فورا".

 

 مجلس ثورة الارز: لتسهيل مهام العهد ومهام الرئيس المكلف تشكيل الحكومة

السبت 12 تشرين الثاني 2016 /وطنية - عقد "المجلس الوطني لثورة الأرز" الجبهة اللبنانية، إجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام ومشاركة أعضاء المكتب السياسي، وإستعرضوا الشؤون السياسية والإجتماعية والأمنية والإقتصادية، المدرجة على جدول الأعمال، وفي ختام الإجتماع أصدروا بيانا أملوا فيه أن "يكون عهد العماد ميشال عون الرئاسي مدخلا إلى إعادة إحياء المؤسسات المدنية والعسكرية، وعهد بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على أراضيها كافة من دون أي شريك، وأن يكون عهد العماد عون عهد دولة سيدة مستقلة لا دويلات فيها ولا من يقرر عن الحكومة المركزية"، وأملوا في أن يكون القضاء منزها على ما جاء في مضمون خطاب الرئيس أثناء لقائه القضاة في القصر الجمهوري. واعتبروا أن "وجود دولة قوية يتطلب تعاونا صادقا من كل الأطراف". وطالبوا "بتسهيل مهام العهد ومهام الرئيس المكلف تشكيل حكومته الأولى للعهد الحالي التي ينتظرها العديد من القرارات رغم ضيق وقتها وفي أولى أولوياتها العمل على صياغة قانون إنتخاب يعيد إنتاج السلطة على قواعد الديمقراطية". وأملوا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء المكلف ورئيس مجلس النواب في "وضع حد للتسويات المستمرة الفاسدة، ووضع حد للفساد المستشري في كل مؤسسات الدولة". وهنأ المجتمعون رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، آملين منه في "دعم كل القضايا المحقة، وفي طليعتها قضية كل شعب يناضل من أجل حريته وإستقلاله وكرامته".

 

بيسي عرضت للراعي مشروع التوأمة بين مزرعة الضهر وديزيربيه: متمسك برأسمال لبنان وهو العلاقة بين مسلميه ومسيحييه

السبت 12 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، النائبة في البرلمان الفرنسي ورئيسة بلدية desherbiers فيرونيك بيسي، يرافقها مدير مكتبها كريستوف هوغار، المستشار ستيفان رينو، رئيس بلدية مزرعة الضهر المحامي حسيب عيد، فادي عيد وعضوا لجنة هيئة التوأمة بين مزرعة الضهر وديزيربيه: اليسار عيد كالامي وانطوان عيد، في زيارة لعرض مشروع التوأمة. وأعربت بيسي بعد اللقاء عن امتنانها "لغبطة البطريرك الذي استقبل الوفد بحفاوة"، واصفة الراعي بأنه "شخصية هامة جدا في لبنان والشرق".

وقالت: "لقد اردت ان التقي بغبطته لكوني رئيسة فريق مسيحيي الشرق في مجلس النواب الفرنسي. وفي هذا الإطار لا بد لي من ان اقرأ كتاب "وسط الفوضى... مقاوم من الشرق" للكاتبة ايزابيل ديلمان التي تحدثت فيه عن البطريرك الراعي وعن قراءته لوضع المسيحيين في لبنان والشرق، لكي اغتني بالأفكار وتتوضح امامي الصورة أكثر فأكثر، الأمر الذي يساعدنا على فهم الأمور ومواكبتها كما يجب". أضافت: "لقد تحدثنا مع غبطته عن مشروع التعاون مع بلدة مزرعة الضهر وعن التوأمة التي أردناها، نظرا للروابط الكثيرة التي تربط بلدينا. ولذلك قررنا خلق روابط جديدة قوية بين هذين البلدين على الصعيد الثقافي والإقتصادي والتعارف الى بعضنا البعض ومعرفة كيف يمكننا المساعدة". وتابعت: "أنا مسرورة جدا لوجودي في لبنان. ولقد تأثرت كثيرا بلقاء البطريرك الراعي الذي يملك كاريزما مميزة تمثلت بوضوحه وشفافيته في قول ما يريد، ولا سيما في ما يتعلق بمسيحيي الشرق. ولمست مدى تمسكه بالعلاقة التي تربط المسلمين بالمسيحيين في لبنان وسعيه ودعوته للحفاظ عليها لأنها، كما قال، تشكل رأسمال لبنان". بدوره اكد المحامي عيد ان الزيارة هي "لإلتماس بركة غبطته قبل التوقيع غدا على مشروع التوأمة الذي نأمل ان يتفعل بسرعة، وان يأتي بالخير على أبناء البلدتين".

 

نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ: واهم من يعتقد أنّ بإمكانه إقصاء الكتائب تمهيدا لإلغائها من العمل السياسي

 موقع الكتائب/١٢ تشرين الثاني ٢٠١٦/أكد نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ في حديث لـ"قناة الجديد" عبر نشرتها المسائية أن خيارنا ثابت وواضح، فقد قلنا منذ الاساس اننا نتعامل مع العهد الجديد حسب آدائه، مشيرا الى أننا شاركنا في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية كي لا تكون شرعية الرئيس منقوصة، ولم نلعب على لعبة النصاب، علما انه كان بامكاننا أن نلعب اللعبة التي لعبها الاخرون. ولفت الصايغ الى اننا نعتبر ان العهد بدأ مع خطاب القسم والذي كان مفصليا وقد رأينا فيه نوعا من التطور المهم، مضيفا: الآن نحن في مرحلة تأليف الحكومة ونحن قلنا انها يجب ان تكون متعددة الالوان وأن تجمع الكل مضيفا: المؤتمنون على الحكومة يقولون انهم يريدون اشراك الكل فيها. وأشار الى ان القوات اللبنانية أوضحت موقفها من ألا نية لوضع اي فيتو على أي وزارة تتبوأها او اي حصة قد تنالها عليها الكتائب وننتظر ان يُقرن القول بالفعل.

وختم بالقول: اذا كان هناك احتكار للسلطة وإقصاء للكتائب تمهيدا لالغائها من العمل السياسي فهذا وهم، لأن سعد الحريري يعرف أنه كلما كان دور الكتائب معززا فإنه يعزز الثوابت التي استشهد من اجلها رفيق الحريري وبيار أمين الجميّل.

الصايغ كان قد أكد في حديث لبرنامج "الحدث" عبر الجديد ان الحزب أبدى كل ايجابية في موضوع تشكيل الحكومة وذلك تجاوبا مع قناعاته ومع دعوة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وتمنيات رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة ائتلافية، مشيرا الى ان الحزب لم يدخل بلعبة بازارات المحاصصات لانها لا تليق بانطلاقة العهد الذي يجب ان يكون منقذا للبنان.

وأشار الصايغ الى ان الكتائب لا تضع الشروط لانها تعتبر ان عقلية المحاصصة والمقايضة لا تليق بلبنان، موضحا ان المشاركة في الحكومة هي مشاركة سياسية فهي تحتاج الى اندفاعة معنوية وسياسية لاقرار قانون انتخابات جديد يسمح بقيام قوى سياسية جديدة في البلد تؤمن موالاة ومعارضة كما يجب للتعبير عن الرأي والرأي الآخر. وتابع: "لسنا في الولايات المتحدة ولا فرنسا، نظامنا برلماني أي ان رئيس الجمهورية لا يُنتخب مباشرة من الشعب انما من المجلس النيابي، وبالتالي فإن الحكومة هي حكومة البرلمان وليس حكومة الرئيس، لذلك هناك فصل بين تأييد أو عدم تأييد رئيس الجمهورية وقيام موالاة ومعارضة للحكومة".

وأضاف:" يقولون ان التسوية تقف عند قدوم العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية والحريري الى رئاسة الحكومة، ونحن لم نمتنع عن التصويت ولم نقاطع جلسة الانتخاب".

ولفت الصايغ الى ان رئيس الحزب أكد خلال مؤتمر صحافي ان الكتائب ستتعامل مع العهد الجديد بحسب ادائه، وقال إنه علينا انتظار خطاب القسم الذي كان مطمئنا، وقلنا اذا كان نهج العهد الجديد على اساس هذا الخطاب فسنتعامل معه وسنكون ايجابيين، مضيفا: "نحن طوينا صفحة خطاب القسم ونتعامل مع العهد بطريقة بناءة". ورأى انه لو كانت الحكومة جزءا من التسوية التي حصلت، فكان يجب تأليفها خلال 24 ساعة والسير بها وان تكون الكتائب ورئيس مجلس النواب نبيه بري خارجها، مضيفا: "رئيس الجمهورية يجب ان يكون فوق الاحزاب والحكومات وفي لبنان لا يمكن معارضة عهد انما حكومة".

واعتبر ان لدى العهد الجديد فرصة لتحويل اتفاق المصلحة والصفقة الى تسوية وطنية تاريخية، وقال:" ان عقدة تشكيل الحكومة ليست لدى الكتائب، واحتراما لشخص الحريري والنضال المشترك الذي جمعنا به ونحن نعتبره رجل الاعتدال في لبنان لا نعتبر انه يجب الدخول بمفهوم المحاصصة".

ووصف الصايغ المرحلة الحالية بأنها مرحلة تأسيسية للمستقبل، وقال "لا يمكن ابدا الا يكون لدينا معايير واضحة لقيام حكومة ائتلافية، اولا يجب احترام كل الطوائف، ثانيا التوزيع المناطقي، وثالثا الاحجام السياسية بشكل عام وتمثيل كل كتلة حسب حجمها".

وتعليقا على ما ورد في احدى الصحف عن عدم موافقة الرئيس امين الجميّل على الخطوات التي اتخذها الحزب مؤخراً، اكد الصايغ ان هذا الكلام لا اساس له من الصحة، وتابع "من المرات القليلة في تاريخ الحزب نجد ان الاغلبية الساحقة من المكتب السياسي تؤيد الموقف المتخذ. انا كنت اول نائب رئيس في عهد الرئيس امين الجميّل، واليوم انا نائب رئيس في عهد النائب سامي الجميّل، إذاً يضم الحزب اربع الى خمس اجيال وكلّها تشارك في القرارات."

واعتبر ان موقف الكتائب من ملف النفايات كان مزعجاً بالنسبة للبعض، كاشفاً ان الرئيس امين الجميّل، المخضرم بالسياسة، قال لنا "إذا لم ننزل نحن هو سينزل"، إذاً هو سبقنا كما نزلت الشيخة جويس على الارض". وشدد الصايغ على ان هذا الملف لم يشكّل هزيمة للكتائب بل للدولة والطبقة السياسية ومافيا الفساد ومن يحمي الفساد في الدولة، وتابع "كذبوا علينا واطلقوا وعودا، لكن قطعوا الحبل في نصف الطريق". واكد ان تحرّك الكتائب في ملف النفايات اوصل الى تطبيق اللامركزية، مشيراً الى ان 15 بلدية في المتن تعمل بقوة باطار لا مركزية النفايات ولم يعد بالامكان ايقافها.

واضاف "الكتائب لا تُدجّن، رئيس الجمهورية يقول اليوم لا للفساد والحريري يقول انه سيحارب الفساد، لكن للفساد عنوان واسماء، ونحن سنكون الصوت الصارخ وسنتسلّح بسلاح الموقف لاننا اخذنا دروسا من تجارب الماضي وسنواجه بطريقة جديدة".

ولفت الى ان الكتائب ليست بموقع المُتَهَم بل المتهِّم، مشيراً الى انها تُعطي مصداقية حيث وُجدت ولا تنتظر حقيبة وزارية.

ورداً على سؤال حول سبب السجال الاخير بين حزبي الكتائب والقوات، قال الصايغ: "يجري تضخيم المشكلة لان القوات اهلنا ونحن اخوة ودائما المشكلة بين الاخوة تأخذ ضجة اكبر، لذا نعتبر دائما ان اي امر يحصل يأخذ ابعاداً كبيرة". واوضح الصايغ ان ما قاله رئيس الحزب النائب سامي الجميّل اول من امس سبق ان لمّح له اكثر من مرة عند حصول اتفاق معراب وهو قال ان المصالحة تختلف عن الاتفاق، وتابع الصايغ "في مقابلة لرئيس حزب القوات على احدى الشاشات قال إن من عارض انتخاب عون يجب الا يكون ضمن الحكومة وتمت تسمية الكتائب خلال الحلقة. هذا رأيه ونحترمه ونحن مع قيام معارضة وموالاة وعندما دخلنا حكومة تمام سلام تمنينا على القوات الانضمام اليها لكن اخذوا خيار عدم المشاركة بسبب حزب الله". وتحدّث الصايغ عن معلومات نتجت بعد اتفاق القوات والتيار مفادها ان تسمية الوزراء المسيحيين تنحصر بمن انتخب عون، واردف الصايغ "نتمنى تكذيب هذا الامر، وبالاضافة الى كلام جعجع، نجد ان هناك ارادة واضحة على احتكار السلطة". وشدد على ان حزب الكتائب لا يلهث وراء الدخول الى الحكومة، فهناك الكثير من الطرق لاكمال نضالنا السياسي.

وتابع "عون يقول كلاما مختلفا فهو يريد تشكيل حكومة ائتلافية، كذلك الامر رئيس الحكومة المكلّف ورئيس مجلس النواب، وإذا كان فريقا التسوية يدعون الى تشكيل حكومة ائتلافية إذاً الدكتور جعجع يعبّر عن رأيه". واضاف "فليسمحوا لنا، لا يمكن لأحد ان يفرض رأيه كعراب لهذا العهد ونحن لا نقبل بهذه الطريقة من التعامل معنا، مشكلتهم مع الصفقة التي قاموا بها ولا يستطيعون اكمالها عبر تشكيل الحكومة، وحزب الكتائب ليس هو من يوزّع الحقائب".وتوجّه الصايغ الى الاخوة في القوات بالقول: "المعارك التي جمعتنا والنضالات من العام 2005 اهم بكثير من اي صفقة وزارية ونيابية، وحزب الكتائب كان حريصاً في ادائه الوزاري على الاخذ بعين الاعتبار مصلحة القوات وجعجع يعرف ذلك"، ورأى الصايغ ان هناك اهتزازا بالثقة نسبة للاداء الحاصل، ولو ان اهداف النضال واحدة. وأمل ان يتم التعامل باحترام وندية ودون مهزأة والتصرّف غير اللائق باحزاب لبنانية كبيرة، متمنياً الجلوس والتفكير بتصوّر مشترك للبنان والمسيحيين. وتابع "اذا اردنا بناء وحدة لبنانية ومسيحية يجب ان لا ننسى الحقيقة، وبالنسبة لنا لا يمكن ان ننسى حقيقتنا خصوصا على ابواب استذكار الذكرى العاشرة لاستشهاد الوزير بيار الجميّل،" داعياً الى الاحتكام لبوصلة القيم باي اداء سياسي.

واكد انه لو كان لدى الكتائب ضغينة تجاه القوات لما تمت دعوتهم للمشاركة في ذكرى استشهاد بيار، متمنياً على القوات المشاركة في الذكرى واستعادة الاخوة المبنية على حقيقة واضحة وليست اخوة مصلحة لظرف معين ينتهي بالوصول الى السلطة. وتعليقاً على فيتو حزب الله على حصول القوات لحقيبة سيادية، سأل الصايغ "اليست اهانة لهذا العهد قبل ان يبدأ؟" مذكراً ان حزب الله قال انه لن يتعاطى بتشكيل الحكومة وسلّم الامر لبري، إذاً من اين خرج الحاج وفيق صفا ليقول هذا الكلام؟" واكد انه رغم السجال الحاصل والتمايز في مواقف القوات والكتائب إلا انه لا يقبل اقصاء القوات عن اي موقع من قبل حزب الله، واصفاً هذا الكلام بأنه لا يبشّر بالخير. ورأى ان خطاب القسم طوى صفحة الماضي، ويجب اليوم ان نسهّل مهام الرئيس ومهام الرئيس المكلف، كما على حزب الله في هذا الظرف ان يكون متواضعاً والا يعرقل تشكيل الحكومة. وعن الانتخابات النيابية المقبلة، لفت الصايغ الى ان عون كان قد دعا الى دفن الستين وتصحيح التمثيل، وقال "من حق اللبنانيين ان يعرفوا ان الموقف الحاسم والقاطع هو انتاج قانون انتخابي جديد يؤمّن صحة وعدالة التمثيل، لكي يعود الحق الى اصحابه اي الناس". واعتبر ان في حال اجراء الانتخابات وفق قانون الستين، يكون عون قد فوّت فرصة ذهبية ليكون الرئيس الذي غيّر مجرى الامور في لبنان، وتابع الصايغ "افهم انه ليس قادرا على تغيير موضوع الدولة والدويلة رغم انه يجب ان يضع هذه الملفات على المسار الصحيح، لكن في موضوع قانون الانتخاب لا يوجد اي حجة تخفيفية لعدم اقرار قانون جديد." بالانتقال الى الانتخابات الرئاسية الاميركية وفوز دونالد ترامب، قال "هذا الرئيس اتى بقوة سياسية لا مثيل لها، فهو لديه اغلبية في مجلسي النواب والشيوخ اضافة الى الدفع الشعبي، إذاً هو قادر، في حال عرف كيف، على إحداث التغيير اللازم. ورأى الصايغ ان السياسات الاميركية لا تتغيّر بطريقة راديكالية وهي تحتاج لسنتين او اكثر لكي نشعر ان هناك تغييرا معينا، وتابع "تعوّدنا في لبنان ان نكون واقعيين ولا ينفعنا رفع صور ترامب، فالادارة الاميركية ثابتة وهناك سياسات لا تتغيّر خصوصا تلك المتعلقة بالامن والدفاع والسياسة الخارجية التي لا تتغيّر بين ليلة وضحاها." ولفت الى اننا لا نعرف بعد ما هي عقيدة ترامب للسياسة الخارجية.