المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 تشرين الثاني/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.november18.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد

لَيْسَ بَارٌّ ولا وَاحِد. لَيْسَ مَنْ يَفْهَم، ولاَ مَنْ يَطْلُبُ الله. كُلُّهُم زَاغُوا، وفَسُدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاحَ وَلا وَاحِد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

وليد فارس شوكة بعيون الحساد والأقزام والمأجورين/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الغيرة طبيعة بشرية، وأغار/ايلي الحاج/فايسبوك

كنت تمنيت لو أنسى ... لكنه هو "الرئيس القوي" مصر على أن يذكرني/نوفل ضو/فايسبوك

بين استعراض استقلال الدولة واستعراض الاستقلال عن الدولة/أحمد الأسعد

طوم حرب يكشف لماذا سارعت ايران لانتخاب عون قبل انتخاب ترامب/الكلمة أونلاين – عبير بركات

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 17/11/2017

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 17 تشرين الثاني 2016

الحكومة اللبنانية قاب قوسين أو أدنى من ميلادها

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عين التينة: تعليق بري على كلام رئيس الجمهورية توضيحـي وليس رداً ولا يفسد فـي الود قضيـة

تحالف "التيار- القوات" أمام الاختبار "الحكومي" الصعب: متانة وثبات خدماتيتان وعاديتان ونيابة الرئاسـة لمعراب.. والعقدة الى بنشـعي؟

ملامح قنص سياسي "شيعي" علـى العهد فــــي انطلاقتــــــه

بري: تعطيل الرئاسة اسوأ من التمديد وقبلان: نحن الاكثر حرصا على الدولة

التشكيل في مراحله الاخيرة والمفاوضــــــات بين "الاشغال" و"الطاقة"

رحيمي يمثل باسيل في إجتماع منظمة التعاون الإسلامي في السعودية ولبنان يلتزم مبدأ التضامن مع المملكـة لكنه يتحفط عند ذكر حزب الله

جريصاتي: لمراعاة التفاهمات الجديدة في توزيع الحقائب وعرض القصيـر" لا يحرجنا ما دام لم يجر فـي لبـنان

الشعّار: عون صادق في كل كلمة وعرض "القصير" ليس لمصلحة لبنان و"ما يُنسـب الـى الطائف في تحديد هوية الحقائب للضغط على الحريري"

هل توقف واشنطن دعمها للجيش بعد استعراض القصير؟

تشكيلة الحكومة التي يتم التداول بها حتى الساعة

الوفاء للمقاومة: لتترجم القوى الوازنة حرصها على الشراكة بتوسيع قاعدة التمثيل في الحكومة

كنعان بعد اجتماع التكتل: مشهد الرئيس في بكركي يعني ان صمودنا صحح التمديد لخلل استمر 26 عاما ولا فيتوات في الحكومة

حزب الله يعلن سيادته في سوريا بعد سقوط سلطة الأسد/عهد فاضل/العربية

معارضو حزب الله: الميليشيا أعلنت دولتها

هل يسقط التحالف العوني - القواتي في الاختبار الحكومي؟

حزب الله يوجّه ضربة قوية للعهد الجديد

شمعون: لا نسمح لأحد أن يقلل من شأن الرئيس

ليلى الصلح.. وزيرة من حصة رئيس الجمهورية

فرنجية يرفض وزارة التربية.. ويصرّ على الصحة

ريفي طلب إجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان والتحقيق في معلومات عن خطف وتعذيب

الرهبانية الأنطونية تصلي من أجل غازي عاد: كان جريئا وصادقا ومحقا

من هو اللبناني ناقل أموال القذافي إلى ساركوزي؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

كلينتون: الانتخابات كشفت عن انقسامات حادة في الولايات المتحدة

خامنئي: إيران مستعدة لمواجهة أي حادث بعد وصول ترامب

هولندا: تعزيز الاجراءات الامنية في مطار روتردام لاهاي بسبب تهديد ارهابي

الوكالة الدولية للطاقة دعت ايران الى احترام الاتفاق النووي

البابا فرنسيس أشاد بتضحيات المسيحيين في العراق وسوريا

قانون أميركي يسمح بتجديد العقوبات على إيران

الجمهوريـون يعـدّون أوراق قـوة لترامـب قبـل تســلم الحكــم وتمديد العقوبات تهويل وضغط في غياب القدرة على الغاء الاتفاق النووي

النواب الأميركي يقر منع بيع الطائرات لإيران

اعتذار" أميركي عن تصريحات كيري حول وقف النار في اليمن

عهد ترمب يبدأ بزيادة الضغوط على إيران وروسيا والأسد

العفو الدولية: إيران تتبجح بقتل مواطنيها السنة جماعيا

حزب الله أكد المؤكد: أصبحنا جيشاً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ضيف النهار شكراً غازي عاد، ضمير قضية المفقودين ... نضالك يستمر/النائب غسان مخيبر/النهار

من حقيبة النهار الديبلوماسية "عون الثالث"/عبد الكريم أبو النصر/النهار

وبماذا يدهشوننا/نبيل بومنصف/النهار

إذا كانت إيران تريد النجاح لعهد عون فعليها أن تحل مشكلة سلاح "حزب الله"/اميل خوري/النهار

فيتو مسيحي على منح فرنجية حقيبة وزارية وازنة في الحكومة اللبنانية/شادي علاء الدين/العرب

لهذه الأسباب إنتفض الراعي مُجدَّداً/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

رسالة القصير… رسالة إيرانية/خيرالله خيرالله/العرب

هل آن الأوان لكشف مَحاضر «الطائف»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الطائفية والجريمة في لبنان والمشرق/محمد علي فرحات/الحياة

أوقفوا التواطؤ ضد الشيعة المستقلين: يحق لهم وزير/علي الأمين/جنوبية

قصّة «عرض القصَير»: الحقائق والرسائل/ناصر شرارة/الجمهورية

أوروبا تبحث عن زعامة/د. هادي عيد/لبتايم

القوات: لا مع عون بخير ولا مع الحريري بخير/ميسم رزق/الاخبار

هل يؤمن ترامب بـ'عقيدة أوباما'/محمد قواص/العرب

هل سينهار الاتفاق مع إيران في عهد ترامب/صالح حميد/العربية

وقف التخريب الإيراني أجدى من إلغاء الاتفاق النووي/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

كيف سيتعامل ترامب مع تحديات إيران/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

«الخامنئيّة» بين ترامب وقورش/أسعد حيدر/المستقبل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون زار بكركي: مؤسساتنا أصيبت بالوهن بسبب التمديد لمجلس النواب الراعي: لا يجوز استبدال سلة الشروط بالتشبث بحقائب واستخدام الفيتو

بري: التمديد سيء لكن تعطيل انتخاب الرئيس كان أسوأ

عون استقبل رئيسي طائفتي الكلدان واللاتين قصارجي: نريد عهد أمان وإنصاف للجميع بعيدا عن المحسوبيات

الجيش تسلم معدات مقدمة من الوحدة الايطالية في ثكنة صور

مراسم جنازة المطران يوسف رزق الله الخوري السبت في كنيسة الصعود بالضبيه والدفن في بحويتا الضنية

الراعي استقبل وفد لجنة الادارات والوظيفة في الرابطة المارونية

قبلان ردا على الراعي: الشيعة ما زالوا أكثر حرصا على دولة العدالة

مجلس البطاركة الكاثوليك: لتشكيل سريع لمجلس الوزراء بروح الميثاق والدستور والبدء بوضع قانون جديد للانتخابات

زهرا: الحكومة تبدو على ساعاتها ونصحنا بحكومة منتجة

رابطة النواب السابقين: للاسراع في تأليف الحكومة

وزنـي يعتبر تكبير حجم الاقتصـاد ضروريـاً لاحتواء المديونية: يكمّل خطوات حاكمية "المركزي" ويدخل في صميم سياستها النقدية

صوما يشيد بتعميم سلامـة لدعم بنـاء مواقف سيارات للعموم: أعطى الحوافز اللازمة لإراحة المواطن والمناطق من زحمة السير

الإدعاء على أمهز وعسكريين في جرم تهريب أجهزة خلوية والقوى الأمنيــة تداهم محلاتـــه وتغلق 5 لشركائــه

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من51حتى58/:"قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد». فَقَالَ لَهُ اليَهُود: «أَلآنَ عَرَفْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. إِبْرَاهِيمُ مَات، والأَنْبِيَاءُ مَاتُوا، وأَنْتَ تَقُول: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يَذُوقَ المَوتَ إِلى الأَبَد. أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذي مَات؟ والأَنْبِيَاءُ أَيْضًا مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟». أَجَابَ يَسُوع: «إِنْ أُمَجِّدْ أَنَا نَفْسِي فَمَجْدِي لَيْسَ بِشَيء. أَبِي هُوَ الَّذي يُمَجِّدُنِي، وهُوَ مَنْ تَقُولُونَ أَنْتُم إِنَّهُ إِلهُكُم. وأَنْتُم مَا عَرَفْتُمُوه، أَمَّا أَنَا فَأَعرِفُهُ. وإِنْ قُلْتُ إِنِّي لا أَعْرِفُهُ كُنْتُ مِثلَكُم كَاذِبًا. لكِنِّي أَعْرِفُهُ، وأَحْفَظُ كَلِمَتَهُ."

 

لَيْسَ بَارٌّ ولا وَاحِد. لَيْسَ مَنْ يَفْهَم، ولاَ مَنْ يَطْلُبُ الله. كُلُّهُم زَاغُوا، وفَسُدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاحَ وَلا وَاحِد

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة03/من01حتى12/:"يا إِخوَتي، مَا فَضْلُ اليَهُودِيّ؟ أَو مَا نَفْعُ الخِتَانَة؟ إِنَّهُ جَزِيلٌ، عَلى كُلِّ حَال! إِنَّ أَوَّلَ فَضْلٍ لَهُم هوَ أَنَّهُم ٱئْتُمِنُوا عَلى كَلاَمِ الله. فمَاذَا إِنْ كَانَ بَعْضُهُم لَمْ يُؤْمِنُوا؟ هَلْ يُبْطِلُ عَدَمُ إِيْمَانِهِم أَمَانَةَ ٱلله؟ حَاشَا! بَلْ صَدَقَ اللهُ وَكَذِبَ كُلُّ إِنْسَان، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «لِكَي تُبَرَّرَ في كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ في قَضَائِكَ». وإِنْ كَانَ إِثْمُنَا يُثْبِتُ بِرَّ الله، فَمَاذَا نَقُول؟ أَيَكونُ اللهُ ظَالِمًا حِينَ يُنْزِلُ غَضَبَهُ عَلَيْنَا؟ كَبَشَرٍ أَقُولُ هذَا! حَاشَا! وإِلاَّ فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ العَالَم؟ فإِنْ كَانَ بِكَذِبي قَدِ ٱزْدَادَ صِدْقُ الله، لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَإِنْسَانٍ خَاطِئ؟ وَلِمَ لا نَفْعَلُ السَّيِّئَاتِ لِتَأْتيَ الصَّالِحَات، كَمَا يَفْتَري عَلَيْنَا قَوْمٌ وَيَزْعَمُونَ أَنَّنَا نَقُولُ ذلِكَ؟ هؤُلاءِ دَيْنُونَتُهُم عَادِلَة. إِذًا مَاذَا؟ هَلْ نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْهُم؟ لا، أَبَدًا! فإِنَّنَا قَدْ بَيَّنَّا مِنْ قَبْلُ أَنَّ الجَمِيعَ، يَهُودًا وَيُونَانيِّين، هُم تَحْتَ الخَطِيئَة، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «لَيْسَ بَارٌّ ولا وَاحِد. لَيْسَ مَنْ يَفْهَم، ولاَ مَنْ يَطْلُبُ الله. كُلُّهُم زَاغُوا، وفَسُدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاحَ وَلا وَاحِد.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

وليد فارس شوكة بعيون الحساد والأقزام والمأجورين

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/17/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%b4%d9%88%d9%83%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%a7/

منذ أن تم تعيين الدكتور وليد فارس الأميركي اللبناني مستشاراً للمرشح الرئاسي الأميركي الجمهوري دونالد ترمب وهو يتعرض لحملة ممنهجة ومنظمة وشبه يومية من جهات سياسية وأصولية وجهادية متعددة من داخل أميركا وخارجها هدفها تشويه سمعته وتزوير حقيقة أنشطته المميزة وفبركة قصص وروايات خيالية عن ماضيه قبل أن يهاجر سنة 1990 إلى الولايات المتحدة الأميركية.

يوم أمس بالذات تزامن نشر جريدة الأخبار في لبنان التابعة لحزب الله الإرهابي والإيراني لمقال مهلوس وواهم وحاقد يتناول الدكتور وليد فارس، ومقال آخر مماثل في محتواه والأهداف نشرته صحفية الجاروزالم بوست الإسرائيلية.

في المقالين توارد أفكار واضح وأهداف مشتركة وتركيز يكاد يكون استنساخاً كاملاً في مقاربة وتفسير وتزوير وتحريف أنشطة فارس السياسية والوطنية والفكرية قبل هجرته إلى الولايات المتحدة... كما خلال إقامته فيها.

لن ندخل في متاهات ونفاق وفبركة وحقد ما جاء في المقالين حيث ما ورد من تفاهات رخيصة ومفبركة هي تبين دون عناء المستوى الهابط  للمستكتبين في الصحيفتين المفترض أنهما تابعتين لعدوين يسعى كل منهما لإنهاء الأخر وإزالته من الوجود...

إلا أن حقدهما وخوفهما وغيرتهما والمصالح المشتركة بينهما على ما يبدو جمعتهما..على خلفية أن المصيبة تجمع.. وهذا بالطبع لا غريباً ولا مستغرباً لا حاضراً ولا ماضياً وخصوصاً في حال عرفنا أسباب الخوف والهلع وهما أمرين مهمين وأساسيين الأول سعي فارس الحثيث والواعد لجهة توطيد علاقات الدول العربية ككل والمصرية والخليجية تحديداً مع الرئيس ترمب.. والثاني الاحتمال الكبير إلى أن يلغي ترمب أو يعيد التفاوض مع إيران المعاهدة النووية.

نحن كلبنانيين مغتربين نفتخر بأمثال الدكتور وليد فارس وقد باركنا وأيدنا في الماضي ونبارك ونؤيد في الحاضر باستمرار كل مساعيه وأنشطته اللبنانية والعربية والأميركية قبل وبعد هجرته إلى أميركا وهي بمجلها تهدف إلى فهم الآخر والمحافظة على حقوق ودور الأقليات وتعميم السلام والديمقراطية والحريات في دول الشرق الأوسط كما في أميركا وغيرها من البلدان.

يبقى أن قافلة السلام تسير بقوة وثبات وهي لن تتأثر بهرطقات ومقالات صحافيين وإعلاميين عكاظيين حاقدين ومأجورين.

ألف تحية للدكتور وليد فارس.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الغيرة طبيعة بشرية، وأغار

ايلي الحاج/فايسبوك/17 تشرين الثاني/16

بل أحسد صديقين لي، العزيزين شارل جبور وجورج بكاسيني (وغيرهما).ليس على موقعهما الإداري في "القوات" و"المستقبل"، فهذا آخر همي. بل قدرتهما على الذهاب أبعد من رئيس الحزب أو التيار، وبسرعة فائقة وحماسة واقتناع تام ، عندما يغيّر الرئيس رأيه وموقفه وموقعه ولو 180 درجة

لا أملك ربع ربع هذه القدرة على الالتفاف والمناورة، وإكمال السير لا ألوي  وما أكتبه ليس تعريضاً بل إبداء إعجاب . السياسة متغيرة ومن لا يتغير معها، جامدا في أرضه، يدهسه العابرون المسرعون. والحزبية في لبنان ثقة مطلقة وإيمان برئيس حزب، لا يمكن أن يخطئ. وهي راحة بال أيضاً . لذلك أقول نيّالهم، وأتابع على التلفزيون آخر أخبار الهزيمة بغير ابتهاج.

 

كنت تمنيت لو أنسى ... لكنه هو "الرئيس القوي" مصر على أن يذكرني!

نوفل ضو/فايسبوك/17 تشرين الثاني/16

الرئيس القوي لا يسمح لحزب الله بأن يسقط اتفاقه مع القوات اللبنانية على المساواة في التمثيل الحكومي عدد وزراء وحقائب سيادية ! فهل الرئيس غير القادر على تنفيذ تعهداته لحلفائه هو رئيس قوي؟ وهل الرئيس القوي يكون غير قادر على استخدام صلاحياته الدستورية مع رئيس الحكومة في تسمية الوزراء وإسناد الحقائب اليهم ... وهل هذا الرئيس قادر على تنفيذ ما تبقى من صلاحياته الدستورية؟ وهل الرئيس القوي يقبل بالتراجع عن التزاماته تحت ضغط حزب الله؟ ما يشهده قصر بعبدا منذ 31 تشرين الأول 2016 ليس "ميشال عون جديد" الذي راهن البعض عليه .... ولكنه ميشال عون ذاته ... ميشال عون 23 ايلول 1988 الذي قال: بيشرفي العسكري يا سمير إذا بتدعم وصولي لرئاسة الحكومة الإنتقالية بعامل القوات متل ما بعامل الجيش... تذكرون كيف عامل عون القوات يومها؟ أنا أتذكر جيدا! نت تمنيت لو أنسى ... لكنه هو "الرئيس القوي" مصر على أن يذكرني!

في شباط 1989، وبعد المواجهة العسكرية الاولى بين القوات اللبنانية والعماد عون، كنت ممن حاولوا احتواء الأزمة على قاعدة جس النبض في شأن إمكان تنفيذ تعهد سبق للعماد عون أن قطعه للدكتور سمير جعجع ليلة 23 ايلول 1988 بالإلتزام بتوسيع الحكومة في حال رفض المسلمون المشاركة فيها... جواب العماد عون على مشروع توسيع الحكومة نقله إلي اللواء عصام أبو جمرة خلال لقاء معه في مكتبه في وزارة الإتصالات في منطقة العدلية. الجواب كان: العماد عون مستعد لتوسيع الحكومة شرط إبقاء حقيبة الدفاع بيده لأنه قائد للجيش، والإحتفاظ بالخارجية والمالية والداخلية والإعلام لأنها تمكنه من إدارة البلد ... ومن هونيك ورايح هوي جاهز! ... وتوقفت المحاولات عند هذا الحد من الديموقراطية وروح المشاركة ! يومها ما كان في حزب الله يحط شروط ! ما أشبه اليوم بالأمس!

 

بين استعراض استقلال الدولة واستعراض الاستقلال عن الدولة

أحمد الأسعد/17 تشرين الثاني/16

 قبل نحو أسبوع من الاستعراض التقليدي المنتظر في عيد الاستقلال، والذي يتوقع أن يكرّس صورة انتهاء الفراغ الدستوري، وعودة مؤسسات الدولة، جاء استعراض حزب الله في القصير لِيُسيء مجدداً إلى صورة الدولة في لبنان، ولِيؤكد استقلال حزب الله بقراره وسياساته عنها.

كما إن هذا الاستعراض أفرغ البيان الوزاري للحكومة العتيدة من مضمونه، قبل أن يُكتَب حتى، وجعل من سياسة النأي بالنفس التي قد تَرِد في البيان الوزاري، مجرّد حبر على ورق سلفاً، فحيث يجب أن يكون "حزب الله" سيكون، على ما قال السيد نصرالله، وطبعاً الولي الفقيه هو الذي يحدّد أين يجب أن يكون، ولا رأي للدولة اللبنانية في ذلك. أما البحث في ما يسمى الإستراتيجيّة الدفاعيّة للبنان، فلم يعد مفيداً، لأن حزب الله يطبق في الواقع إستراتيجية هجومية تُرسَم... في إيران.

إن هذا الواقع المتمثل في استمرار وجود سلاح حزب الله، وتورّطه في نزاعات خارجية، وخصوصاً في سوريا، واستقلاله بقراراته عن الدولة وعن الشركاء اللبنانيين الآخرين في الوطن، يشكّل تحدّياً للعهد الرئاسيّ الجديد، ويبدو أشبه بجسٍّ لٍنَبَض العهد واختبار لردود فعله، وما إذا كان سيسكت عن استقواء طَرَف حزبي على الجمهورية القوية، واستمراره في التصرف كما لو أن الدولة غير موجودة.

ولذلك، على الرئيس ميشال عون أن يثبت منذ بداية الطريق أنه أصبح الرئيس ولم يعد الحليف. وبالتالي، فإن الاستعراض الوقح لحزب الله في القصير، يجب ألاّ يمرّ مرور الكرام، بل أن يكون مناسبة لكي يُدشّن العماد عون جمهوريته القوية الموعودة.

 

طوم حرب يكشف لماذا سارعت ايران لانتخاب عون قبل انتخاب ترامب

الكلمة أونلاين – عبير بركات/ الخميس، 17 نوفمبر، 2016/

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/17/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D9%86%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%85-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D9%83/

شرح مدير التحالف الأميركي – الشرق أوسطي لدعم ترامب، توم حرب للكلمة اونلاين، نظرة الرئيس الأميركي المنتخب ترامب نظرته للشرق الاوسط ولبنان في حوار تناول عدة مواضيع من انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية وقدرته على تعزيز السيادة اللبنانية الى مواضيع اخرى اقليمية ومحلية وكان الحوار التالي:

اليوم بعد إنتخاب الرئيس ترامب ماذا يتوقع اللبنانيون أن يحقق للبلد نتيجة الأزمة التي يعانيها؟

بالنسبة للبنان لا شيء في ذهنية الرئيس المنتخب فاهتمامه سيكون للشرق الاوسط وسينعكس ذلك ايجابا على لبنان الذي ينتظر تطبيق القرارات الدولية والتي بدأ مسار تنفيذها فعلا من خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت والتي سارع الايرانيون الى تحقيقها لأنهم كانوا يعتقدون ان الفوز سيكون حليف الرئيس المنتخب دونالد ترامب ،فلكي لا يخسروا ورقتهم في لبنان عمدوا الى انتخاب حليف حزب الله  الرئيس ميشال عون وحليفهم لحماية الخط الإيراني وسلاح الحزب في لبنان.

وبرأي المسؤول الاميركي بات السؤال المطروح: ” هل سينفذ الرئيس العماد ميشال عون ومعه الحكومة العتيدة القرارات الدولية؟ الجواب سيكون لدى المسؤولين ولدى الشعب الذي عليه ان يضغط على الحكومة لتنفذ القرارات الدولية،اذا كان يريد ايضا عودة الشركات الأميركية والأوروبية للعمل في لبنان.

واذا لم يُعمل على هذا الامر عندها ستلجأ ادارة ترامب الى اعتماد الحل من الدول المجاورة من خلال اعادة النظر بالملف الإيراني والعقوبات الجديدة على طهران بهدف تخفيف تدخلها بدول المنطقة مثل سوريا واليمن والعراق.

هذه السياسة ستريح الدول العربية التي قد تشكل جيش ردع داخل سوريا لمهمتين:

*إقامة مناطق آمنة للشعب السوري النازح  الى لبنان والأردن وتركيا بما يخفف العبء على الحكومة اللبنانية

*تحرير المناطق من سيطرة داعش وتحديد مصير الاسد والسلطة السياسية في البلاد.

ويؤكد حرب ان كل هذه الامور ستتبلور بعد تسلم الرئيس الجديد مهامه وبعد ان يرتب ترامب ادارته من الأمن القومي الى وزارة الدفاع فالخارجية ليبدأ العمل في شهرايار او حزيران 2017.

كفريق لبناني لعب ادوارا هامة في السابق مع د. فارس. اليوم ما هو الدور الذي من الممكن ان تلعبوه وماذا ينتظر اللبنانيون والمسيحيون بنوع خاص من الإدارة الجديدة؟

نحن كلبنانيين اليوم  ننقسم الى مجموعتين:

الأولى: وهي مكونة من د. وليد فارس مستشار مباشر للرئيس ترامب وله مكانة وتقدير لديه والتعاطي المباشر يكون معه.

والثانية: مكونة من تحالفنا ألاميركي – الشرق أوسطي لدعم ترامب.

والى جانبهم ايضا يُعول على الطاقات الشابة العربية والشرق اوسطية والمتخصصين في العلوم السياسية الذين لديهم امكانات يمكن توظيفها في ملف الشرق الأوسط أو الأمن القومي لخدمة الولايات المتحدة الأميركية.

وبالحديث عن النفوذ الايراني وسياسة طهران في لبنان حيث سارعت الى انتخاب حليفها لرئاسة الجمهورية.

كيف ستكون النظرة للبنان في ظل وجود رئيس حليف لايران؟ وهل العماد عون برأيكم صناعة لبنانية؟

على الرغم من ان العماد ميشال عون جاء رئيسا في انتخابات برلمانية، الا ان عليه ترجمة سياسة لا غالب ولا مغلوب ليثبت انه صناعة وطنية، ونحن نعتبر ان الرئيس عون ضمانة للنظام الإيراني في لبنان، وعليه لعب دور إيجابي ليثبت عكس ذلك، من خلال الغاء تفاهمه مع حزب الله، اذ كيف يريد أن يكون رئيسا للجمهورية وحامي الدستور ويُطبق القرارات الدولية في مقابل التزامه بحزب الله والسماح له بحمل السلاح غير الشرعي في الداخل اللبناني وفي سوريا.

والنقطة الثانية التي يجب على العماد ميشال عون توضيحها والعمل عليها، هي كيفية ترجمة ما قاله على الارض. فكيف سيحارب الفساد من المؤسسات ويحررها؟ فهل سيلغي غرفة العمليات المشتركة بين الجيش اللبناني وحزب الله؟ اذ لم نرَ أنه فعل شيئاً بعد لنغير نظرتنا به، وقد رأينا العرض العسكري الذي قام به قبل ايام فهو   ليس شريكا في الوطن، بل مجموعة مسلحة على الأراضي اللبنانية تفرض واقعها عندما تريد.

ويرى الرجل ان هناك ايجابية بعد انتخاب ترامب تمثلت  بتصريح للامين العام للامم المتحدة بان كي مون طالب فيه الدولة اللبنانية بمنع حزب الله من القتال في سوريا، وتطبيق القرار 1701  واليوم نجد ان الوصاية السورية في لبنان استبدلت بوصاية إيرانية وهيمنة من حزب الله.

الكل يعلم ان الرئيس عون انتخب لحماية الطائف وإعطاء دور للمسيحيين في السلطة.

الا ترى ان ما يُطلب من العماد عون لم تستطيع  الدول الكبرى وإلاقليمية فعله وتحديدا نزع سلاح حزب الله؟

اذا لم يستطع العماد عون حل هذه المشاكل فلماذا ترشح؟. فلو جاء شخص من خارج 8 و 14 آذار لكان استطاع ان يُقرّب وجهات النظر بين الأفرقاء وأشرف على تطبيق الدستور اللبناني فعلى الرئيس اللبناني حماية الجميع وليس طرفا على حساب آخر.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 17/11/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزبون لبنان"

من الجو الى الأرض.. التشكيلة الوزارية جاهزة غير أن ثقبا يطرأ في حقيبة وما أن يعالج حتى يظهر ثقب آخر نتيجة اختيار كل فريق ما يعجبه من حقائب في وقت تبدو الحكومة الجامعة هي المطلوبة للبلد كما أن كل حقيبة لها مهمة في إنجاح العمل الحكومي الذي يتطلع إليه اللبنانيون.

وثمة سباق بين ولادة الحكومة وعيد الإستقلال الثلاثاء المقبل وعليه فإن إحباطا سيصيب اللبنانيين إذا لم تعلن مراسيم الحكومة قبل العيد.

وبإنتظار صعود الرئيس المكلف سعد الحريري الى القصر الجمهوري للإعلان عن الحكومة برزت مواقف حملت أكثر مما تحمل، فرئيس الجمهورية قال إن مؤسساتنا أصيبت بالوهن بسبب التمديد لمجلس النواب ورئيس المجلس قال إن التمديد سيئ لكن تعطيل انتخاب الرئيس كان أسوأ.

ايضا البطريرك الراعي أكد أنه لا يجوز استبدال سلة الشروط بالتشبث بحقائب معينة واستخدام الفتيو. ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى قال إن الشيعة ما زالوا أكثر حرصا على دولة العدالة.

وفيما يواصل الرئيس الحريري معالجة الثقوب في مسودة التشكيلة الوزارية التقى مجلس البطاركة الكاثوليك وكتلة الوفاء للمقاومة على ضرورة استعجال تشكيل الحكومة.

الرئيس عون كان زار الصرح البطريركي وأطلق مواقف مهمة داعيا لاحترام الميثاق والاخلاق.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

عطل طارئ أصاب عجلات الحكومة وكبح سرعتها مرجئا إعلانها ولأن العطل تتأثر به مجموع الحقائب غير السيادية فإن أضراره انتقلت من القوات إلى المردة فالتيار وأمل واستقر الخلاف عند أبواب بعبدا عين التينة قبل أن يصحبه الرئيس ميشال عون إلى بكركي ومن هناك سدد سهاما أصابت الرئيس نبيه بري واستدعت رده إذ قال رئيس الجمهورية إن جميع مؤسساتنا أصيب بالوهن بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب وإن كل مرتكزات الحكم أصبحت خارج نطاق الكفاءة والأخلاق بسبب الفساد والانحطاط في المجتمع. وسريعا اعتبر بري نفسه معنيا فرد موافقا بأن التمديد سيئ والمؤسسات أصيبت بالوهن ولكن تعطيل انتخاب الرئيس كان أسوأ على المؤسسات بما في ذلك مجلس النواب على أن الاتهام بالتعطيل يستوي أمامه معظم الأفرقاء السياسيين "وما حدا قصر" ففراغ السنتين ونصف عبأته قوى سياسية تفننت في أصول التعطيل والنصب بالنصاب والتسلل وصولا إلى عدم الحضور نهائيا من سمير جعجع الذي تسمر مرشحا أربعين جلسة إلى حزب الله الغائب بحجة عون إلى العونيين الملتزمين رئيسهم أو لا أحد إلى فرنجية بري والمستقبل هذا إذا لم نحتسب الكتل الأصغر عددا ولن يحق لجهة أن تزايد على الأخرى في الفنون القتالية المعطلة للمؤسسات من مجلس النواب إلى الحكومة وكل كان يبتدع حجة وسببا حتى أصبنا بداء "وهن الأمة" والشراكة في الضرر لم تكن ملكا حصريا لطرف فالرئيس اليوم هو عماد الأمس وجزء من حكم الماضي وإذ يشكو بعد انتخابه فسادا ومرتكزات خارج نطاق المؤسسات والأخلاق فهل يعترض غدا عندما يفرض عليه توزير وزير فاسد؟ هل يكون له حق النقض الفيتو على أي اسم يعتلي الحكومة وهو القادم من خارج الكفاءات؟ وماذا لو فرض على رئيس الجمهورية غدا التمديد الثالث المتمادي لمجلس النواب؟ إلى من سوف يشكو والدستوري مخطوف؟ ولماذا لم يستقل نوابه في التمديد الثاني وظلوا نوابا يؤمنون الشرعية للمجلس؟ حبل الإصلاح طويل لان الفساد ضارب حتى في المؤسسات التي يؤمل ان توزع عدالتها على الناس، والسلطة القضائية يعتريها الوجه غير الحسن، واخر القرارات المتخذة صفة العجلة تلك التي اصدرتها قاضية الامور المستعجلة زلفة الحسن، ومنعت بموجبها قناة الجديد من التعرض لشخص رئيس مجلس النواب نبيه بري او اي احد من عائلته او حركة امل بناء على طلب لشبكة تلفزيون nbn، قرارات متزلفة سياسيا لقاضية يبدو ان لديها امورا خاصة مستعجلة جدا تودي بها في منصب محافظ جبل لبنان دفعة واحدة، ولأن الزيارات التي قامت بها للمراجع السياسية من الرئيس تمام سلام الى وزير الداخلية نهاد المشنوق فالنائب وليد جنبلاط لم تلب حلمها، فقد كانت زيارة رئيس المجلس الملجأ الاخير للتعيين، من دون ان يعدها بري بأي ايجابيات، حرصت زلفة الحسن على تقديم ورقة اعتماد عبر قرار ينصف بري، لكنها كادت تودي بنيابته التي عاش في كنفها كل هذه السنوات، حماسة الحسن دفعتها الى اعطاء قوة ثبوتية على امتلاك بري محطة الـ nbn وهذا يخالف قانوني الاعلام والمطبوعات، ومن المحافظة ما قتل، اذ تسرعت قاضية العجلة ووضعت رئيسا بحجم نبيه بري في دائرة العيب القانوني واعتمدت الحسن ذاتية الاحكام المطلقة فمنعت الجديد من التعرض لحركة امل من دون ان تفسر الحكم وتزودنا بلوائح اسمية عن المنتسبين الى حركة على مستوى لبنان يدخلون ضمن الاشخاص الممنوع التعرض لهم، واحتراما لقرار القضاء وللمنتسبين الى حركة امل، نطلب موافاتنا بلوائح الامليين الذين يشكلون اعدادا هائلة تفوق قدرتنا على تعدادهم لانهم بحجم وطن وفي العجلة الندامة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

جالت ازمة تاليف الحكومة جولتها وعادت لتستقر على خط بنشعي الثنائي الشيعي بعبدا، فبعد سعي دؤوب لاسترضاء من هم ضد العهد في صيغة حكومية ثلاثينية رفضها الرئيس عون جرى تصويب التركيبة الى 24 وزيرا من دون التخلي عن المعارضين لكن في الصيغتين كانت العين على حصة "القوات اللبنانية" كما ونوعا.

الا ان رفض" القوات" التخلي عما هو حق لها وحصولها على مبتغاها اعادا الكرة الى نقطة الانطلاق فتعقدت من دون ان يفقد المتفائلون الامل بحل قبل الاستقلال.

وسط المخاض انفجرت ازمة مفاجأة البطريرك الراعي. اوصى الرئيس عون في بكركي بعدم جواز استبدال سلة الشروط بصيغ التشبث بالحقائب والفيتوات، الرئيس عون وافقه عازيا وهن الدولة الى التمديد المتمادي للمجلس النيابي.

استفز ابو السلة الرئيس بري فرد معتبرا ان الوهن سببه تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية. الشيخ قبلان لم يترك ابن الطائفة وحيدا فتولى هو الرد على البطريرك مذكرا بتضحيات الشيعة وبمظلوميتهم التاريخية.

بعد السجال، من هو الطبيب الذي سيسارع الى انقاذ الجنين الحكومي والعهد الوليد؟

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

بري يرد على عون، وقبلان يرد على الراعي... وهكذا انفجرت بين بعبدا وعين التينة وبين بكركي والمجلس الشيعي الأعلى.

زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الصرح البطريركي في بكركي، وهي الخروج الاول للرئيس عون من بعبدا، فجرت ما تختزنه القلوب الملآنة بين القصر الجمهوري ومقر الرئاسة الثانية في عين التينة... فالرئيس عون، وفي كلمته في بكركي، قال "إن جميع مؤسساتنا أصيبت بالوهن بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب".

ما كادت هذه الكلمة تنتهي حتى سارع الرئيس بري إلى الرد، فاعتبر ان تعطيل انتخاب الرئيس كانه أسوأ على المؤسسات بما في ذلك مجلس النواب...

لم يقف الإنفجار عند هذا الحد، بل بلغ بكركي والمجلس الشيعي، فالبطريرك الراعي في كلمته اعتبر انه لا يجوز استبدال "سلة الشروط" بصيغ التشبث بحقائب وباستخدام الفيتو من فريق ضد آخر، وهذا مخالف للدستور... لم يأت الرد من عين التينة أيضا علما انها هي المقصودة بهذا الكلام، بل جاء الرد من الشيخ عبد الأمير قبلان الذي قال "طرحنا ضرورة انجاز تفاهمات ضمن سلة حل، لتجنب أزمات نحن بغنى عنها".

هذا الإنفجار، هل تصل شظاياه إلى ملف تشكيل الحكومة؟ وهل يؤدي هذا التصعيد إلى إطاحة عملية التشكيل؟ وأين يقف حزب الله من هذا السجال؟ هل يتفرج على حليفه الرئيس بري، والذي كلفه ملف الحكومة؟ وعلى المرجعية عبد الامير قبلان؟ هل يسترد ملف التفويض من الرئيس بري ليدخل على خط التفاوض مباشرة مع رئيس الجمهورية؟

يبدو أن الازمة أعمق من مسألة حصص وتوزيع حقائب، إنها أزمة ثقة تتجسد في أكثر من مناسبة: تظهرت بين الرئيس بري والرئيس عون في جلسة الانتخاب في الحادي والثلاثين من تشرين الاول الماضي، وتظهرت من جديد اليوم في رد بري على الرئيس عون، فهل تدفع الحكومة، قبل ان تولد، ثمن انعدام الثقة هذا؟

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

السجالات السياسية التي تشهدها البلاد على خلفية توزيع الحقائب الوزارية لن تحول دون انضاج الطبخة الحكومية قريبا وفق تأكيد اكثر من مصدر سياسي على صلة بالمساعي والاتصالات الدائرة.

وفي ظل هذه التطمينات، غرقت البلاد اليوم في متابعة ما تخلل زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون الى بكركي من مواقف وما اعقبها من ردود فعل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان.

فما كاد الرئيس عون يغادر الصرح البطركي متحدثا عن ان جميع مؤسساتنا أصيبت بالوهن، بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب حتى جاءه الرد من الرئيس بري بقوله فعلا التمديد سيء ولكن تعطيل انتخاب الرئيس كان اسوأ على المؤسسات بما في ذلك المجلس النيابي.

ولم يقتصر السجال على ما دار بين الرئيسين عون وبري بل دخل على الخط الشيخ عبد الامير قبلان ليرد على ما قاله البطريرك الراعي مؤكدا ان المسلمين الشيعة يطالبون بالمشاركة الحقيقية في السلطة وعند إلغاء الطائفية السياسية تروننا الأولين.

في سوريا، واصلت الطائرات الروسية ارتكاب المجازر في أحياء حلب المحررة وسط انباء عن حشود للنظام حول المدينة تحضيرا لهجوم وشيك.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

لا دخان ابيض حول موعد ولادة الحكومة، لان كل ساعة تاليف تكون في شأن..

المتفق عليه، ان الايجابية لا تزال تسيطر على اتصالات التشكيل، ولكن ضيق مساحة التوزير امام اتساع التمثيل في بعض الكتل يشي بالتاخير، او اقله باستبعاد ان يكون كشف المسودة الاولى في الساعات المقبلة..

والى ان تبصر النور، قبل عيد الاستقلال او بعده، فان الحكومة العتيدة معنية بصون وحدة الوطن واستقراره، واقرار قانون الانتخاب كاولوية اكدت عليها كتلة الوفاء للمقاومة.

في وقت مستقطع بين الاتصالات والمتابعات، حل الرئيس عون في بكركي، وعاد الى قصر بعبدا محملا بدعم كامل من راس الكنيسة، وتبعه بيانان من عين التينة والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في اطار التوضيح الصريح لبعض ما خرج من لقاء بكركي.

الجديد في لبنان يحال الى لعبة الوقت، اما جديد الاقليم فيأتي متسارعا من سوريا حيث تضيق المساحة والوقت على الارهابيين في محاور حلب. وفي تلعفر العراق اصبح الحشد متوثبا حول اسوارها بعد تأمين مطارها الاستراتيجي وقطع خطوط حيوية لامداد داعش باتجاه سوريا. اما في اليمن، فاتفاق مسقط يدخل مرحلة الاختبار منتصف هذه الليلة، فهل يسقطه العدوان بخروقاته كالمعتاد؟

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

ليس المهم الآن، من سيكون وزيرا لهذه الحقيبة... ولا هاجس المخلصين في هذه الساعة، كم ستكون حصة هذا الحزب... أو قضمة ذاك الفريق... أو شهية ذلك الطرف... الأخطر الآن، هو هذا الانطباع الذي بدأت ملامحه الأولى تتكون عند الناس، أن هناك صراعا خفيا... سريا... مكتوما... مكبوتا... قد عاد إلى الظهور... صراع، بين من يعتقد ويؤمن ويريد أن يكون هناك ما قد تغير في البلد... نحو الأحسن والأفضل... وبين من يسعى ويجهد ويدأب... كي يثبت للناس، أن صحيح أنكم انتخبتم رئيسا للجمهورية... لكن لن نسمح لكم بأن تغيروا شيئا مما كان قائما في مزرعتنا... منذ ربع قرن... من زمن الوصاية حتى ما حسبتموه سيادة... ومن أيام ما تسمونه الاحتلال، حتى تطلعكم إلى مواعيد ما تعتبرونه الاستقلال... انطباع ناشئ، حول كباش كامن... يصلي الجميع كي يكون غير دقيق... لا بل غير صحيح... لأن الناس تعبت... وقرفت... وسئمت... وكادت تقول يئست... الناس، المواطنون، الشعب... نعم، هو الشعب من يريد للفساد أن يستأصل... وللميثاق أن يحترم... وللدستور أن يطبق... وللأخلاق أن تحكم وأن يحتكم إليها... الشعب يريد، لا بلغة طائفية... ولا باستنفارات مذهبية... ولا بأخطاء في الرزنامة الزمنية بين ما سبق وما لحق... الشعب يريد، كما أعلن في بكركي اليوم، كل الخير، لطائفة واحدة، اسمها... الطائفة اللبنانية... الرئيس في بكركي... إنها البداية...

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

تفرملت الاندفاعة الحكومية في الساعات الماضية بعد رفع سقوف مطالب القوى السياسية، شروط متبادلة بدلت الاجواء بانتظار خطوات منتظرة للرئيس المكلف سعد الحريري، فهل تأجلت الولادة الى ما بعد عيد الاستقلال؟

كل الاحتمالات واردة من دون اي وضوح في مسار التأليف، عقبات ومطبات متوقعة كان يفترض ان تزال في تفاهمات طرح الرئيس نبيه بري انجازها مسبقا ضمن سلة حل متكاملة، وها هو لبنان اليوم يشهد على ساحة ما طرح رئيس المجلس النيابي.

رئيس الجمهورية ميشال عون تحدث من بكركي عن الوهن الذي اصاب المؤسسات من خلال التمديد للمجلس النيابي فوافقه الرئيس بري مذكرا ان تعطيل انتخاب الرئيس كان اسوء على المؤسسات بما في ذلك المجلس.

واذا كان البطريرك الماروني بشارة الراعي توسع في خطابه عن المحاصصات فان كلام صاحب الغبطة علق عليه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان باستحضار المحطات التاريخية والحالية، مذكرا ان الشيعة كانوا وما زالوا اكثر حرصا على اقامة دولة العدالة والمساواة وهم قدموا التضحيات والتنازلات لانجاز الاستحقاقات الدستورية وتحقيق الاستقرار السياسي. وكان الشيعة على مر التاريخ مقهورين ومظلومين ومحرومين حتى من حق الدفاع عن مناطقهم ولم نسمع مثل هذا الكلام الذي نسمعه اليوم لان المطالبة هي للمشاركة الحقيقية في السلطة وعند الغاء الطائفية السياسية تروننا الاولين قال صاحب السماحة.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 17 تشرين الثاني 2016

الخميس 17 تشرين الثاني 2016

النهار

علاقة سيئة...

ساءت العلاقة كثيراً بين مؤسسة إعلاميّة ووزير بعدما تأخّر الأخير في اعطائها رخصة لانشاء مؤسسة ترتبط بوزارته.

تنازلات إضافية...

يقول وزير حالي إن المرحلة المقبلة ستحمل عدداً من السياسيّين على تقديم تنازلات إضافية قبيل الاستحقاق النيابي.

حكومة العهد...

استغرب مرجع وزاري سابق كيف يقول الرئيس إن حكومته هي التي ستلي الانتخابات النيابية علماً أن المقبلة هي حكومة العهد الأولى.

استقبال السفراء...

أبلغت دوائر القصر الجمهوري السفراء الذين لم يقدّموا أوراق اعتمادهم بعد تأجيل استقبالهم الرسمي إلى حين اتمام الأمر.

السفير

عندما سئل نادر الحريري عن صحة موضوع توزيره، أجاب "هل تريدون أن تعدمني والدتي"؟

شوهدت شخصية لبنانية تنتظر دورها أمام الأمن في مطار دولة خليجية كبرى، وذلك خلافاً لما كان عليه طريق دخولها سابقا.

تحول اللقاء بين مرجع حكومي جديد وقيادة تنظيم إسلامي الى "غسيل قلوب"، مع وعد بأن يتجدد التعاون في الانتخابات النيابية.

اللواء

يتوقع أحد وزراء تصريف الأعمال، أن تكون المعركة المقبلة حول قانون الانتخاب، من زاوية تحسين قانون الستين ليس إلا!..

يتردد مستوزرون إلى مراكز التوزير، مكتفين بتسجيل الحضور فقط..

تحدثت مصادر عن أن اجتماعاً بين قيادي حزبي كبير، ورئيس حزب حليف رسم خطوطاً حمراً للمرفوض والمسموح في الحكومة..

الجمهورية

ينتقد مرجع سابق ما يعتبره "أخطاء بروتوكولية" حصلت معه في الساعات 48 الأخيرة.

يقول أحد الأحزاب أن توزير حليف بيروتي بات مؤكداً فيما يطمح إلى توزير حلفاء آخرين في الحكومات المقبلة.

لاحظت أوساط سياسية قريبة من مسؤول كبير أنه وضع شرطاً أساسياً على نفسه خلال تشكيل الحكومة وهو توزير العنصر النسائي فيها.

 

الحكومة اللبنانية قاب قوسين أو أدنى من ميلادها

العرب/18 تشرين الثاني/16/بيروت - أكدت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري أن التشكيلة الحكومية تقريبا باتت جاهزة وسيقع في الساعات المقبلة الإعلان عنها، ما لم يستجد أي طارئ. وأشارت هذه المصادر إلى أنه تم تذليل جميع العقبات تقريبا باستثناء عقبة وحيدة متعلقة بالحقيبة التي سيحصل عليها تيار المردة، من مجمل 24 حقيبة وزارية. ويشترط المردة (مسيحي) الحصول على حقيبة أساسية من الحقائب الوزارية الست للمشاركة في حكومة سعد الحريري، ويدعمه في ذلك رئيس حركة أمل نبيه بري الذي شدد في أكثر من لقاء على أنه لن تكون حركته داخل الحكومة في حال لم يكن بها المردة. ويرجح سياسيون لبنانونيون أن يتم تجاوز هذه العقبة، خاصة وأن هناك حرصا من كل القوى السياسية تقريبا على أن تكون التشكيلة الحكومية جاهزة قبل عيد الاستقلال الموافق ليوم 22 نوفمبر من الشهر الجاري. وقال القيادي في حزب القوات اللبنانية فادي كرم، الخميس، “خلال ساعات سوف تصدر التشكيلة من قبل رئيس الحكومة”، موضحا “إن الحكومة أصبحت باللحظات النهائية”. وعن الوزارات التي تحصل عليها حزب القوات، أكد “نحن راضون وسوف نكون موجودين في هذه الحكومة وربما سيكون عمرها قصيرا حتى شهر مايو المقبل، لكن دورها كبير ومهم جدا لإنجاز بأسرع وقت قانون انتخاب جديد والعمل على التحضير للانتخابات النيابية التي سوف تجرى في موعدها وتكون انتخابات فعالة، ودورها أن تضع الأمور حسب الدستور ونعود إلى احترام الدستور ووقف الهدر في الخزينة اللبنانية”. وكانت المشاورات الحكومية قد شهدت سجالات كثيرة خاصة بين القوات من جهة والثنائية الشيعية الممثلة في حزب الله وحركة أمل حيث رفض الطرفان أن يكون حزب القوات ممثلا بحقيبة سيادية. ويرى الحزب الماروني أن حصوله على إحدى الحقائب السيادية (مالية، خارجية، داخلية، دفاع) هو حق طبيعي له خاصة بعد الجهود التي بذلها في تذليل الصعوبات أمام ولادة العهد الجديد.

فادي كرم: خلال ساعات سوف تصدر التشكيلة من قبل رئيس الحكومة سعد الحريري

وأكد أن هناك اتفاقا مسبقا حول الحقيبة مع التيار الوطني الحر، متهما كلا من أمل وحزب الله بالسعي لحرمانه منها. ويبدو أن مساعي الطرفين نجحت حيث أن القوات لم يحصل على أي حقيبة سيادية ولكنه تم تعويضه بـ3 حقائب وهي العدل والإعلام ووزير يكون نائبا لرئيس الحكومة.

بالمقابل تحصل التيار الوطني الحر، وفق المعطيات المسربة على حقيبتين سياديتين وهما الخارجية والدفاع، فيما آلت المالية إلى حركة أمل كما هو متوقع، أما المستقبل فقد حافظ على حقيبة الداخلية. وقال في هذا الإطار القيادي في القوات أنطوان زهرا “إن القوات لو حصل على حقيبة سيادية فلن يقبل بأي تجاوزات وهذا ما أخاف حزب الله وغيره من الذين وضعوا الفيتو في وجهنا، وبين عدم تشكيل الحكومة وبين إعطاء وزارة المال لبري، نفضل تشكيل الحكومة، وإذا هذا يعتبر انتصارا لبري فمبروك عليه”.وعن الجدل الذي رافق عملية ولادة الحكومة التي لن يتجاوز عمرها بضعة أشهر، يتساءل مراقبون كيف سيكون الحال مع اقتراب الاستحقاق الأكبر وهو التوافق على قانون انتخابي جديد في ظل التباينات الكبيرة القائمة حوله. ومعلوم أن هناك خلافا كبيرا بين الأطراف اللبنانية حول قانون جديد للانتخابات التشريعية، وهذا ما يجعل البعض يجزم في أن التوجه الأغلب سيكون اعتماد قانون الستين الحالي (مع بعض التعديلات) في الانتخابات المقبلة رغم الاحترازات الكبيرة عليه.وحمل الرئيس ميشال عون خلال زيارته إلى بكركي، الخميس، مسؤولية الوهن الذي أصاب المؤسسات للتمديد للمجلس النيابي، الأمر الذي أثار غضب رئيس المجلس نبيه بري الذي رد عليه “فعلا، التمديد سيء والمؤسسات أصيبت بالوهن كما قال فخامة الرئيس، ولكن تعطيل انتخاب الرئيس كان أسوأ على المؤسسات”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عين التينة: تعليق بري على كلام رئيس الجمهورية توضيحـي وليس رداً ولا يفسد فـي الود قضيـة

المركزية- ترك تعليق رئيس مجلس النواب نبيه بري على كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول الوهن في المؤسسات بسبب التمديد للمجلس النيابي وقول بري "فعلا التمديد سيئ ولكن تعطيل انتخاب الرئيس كان اسوأ" اكثر من سؤال وعلامة استفهام في الوسطين السياسي والاقتصادي حول مستقبل العلاقة بين الرئاستين الاولى والثانية ومصير تكامل السلطات اذا ما استمر التباعد والخلاف اللذان عكسهما بوضوح كلام الرئيسين. الا ان اوساط عين التينة اعتبرت كلام الرئيس بري في اطار التوضيح وليس الرد على رئيس الجمهورية واكدت ان ما قيل يأتي في الاطار الدستوري ولا يفسد في الود قضية خصوصا وان التفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي كان كاملا وتاما حول المرحلة المقبلة وتعاونهما، سواء بالنسبة الى تسهيل تأليف الحكومة او الاتفاق في شأن اجراء الانتخابات النيابية المقبلة على اساس النسبية بغض النظر عن الدوائر التي قد تتوسع او تضيق لترتكز الى المحافظات وما شابهها من صيغ ودوائر.

وتستطرد الاوساط نفسها لافتة في هذا الاطار الى اكثر من موقف وكلام ايجابي لرئيس المجلس ساقه امام رئيس الجمهورية في اللقاء الذي جمعهما على هامش الاطلاع على حصيلة المشاورات النيابية وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة. ومن تلك الايجابيات على ما تنقل الاوساط، اعلان رئيس المجلس طي صفحة الماضي مع الرئيس عون اضافة الى تأكيد بري بذل الجهود نيابيا بعد تشكيل الحكومة لاعداد قانون انتخابي لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها، علما وفي رأيها ان المواقيت باتت ضاغطة من اجل اعداد القانون وتحضير مستلزمات الانتخابات خصوصا وان بداية السنة تقترب اكثر من الدخول في المهل الدستورية التي تنص على ضرورة تشكيل اللجنة العليا لمراقبة الانتخابات وتحضير لوائح الشطب وسواها.

الا ان مصادر مراقبة رأت وجوب تنقية العلاقات بين الجانبين لارساء قواعد وعناوين مسيرة جديدة بين الرئاستين الاولى والثانية ترتكز الى التفاهم والتعاون وتجاوز الماضي الذي حفل بسجل من الاختلاف ان لم يكن حول التمديد للمجلس النيابي الذي لا يزال يطل برأسه حتى الساعة ويشكل عقبة تعترض عملية التقارب بين الرئيسين، وقد برز ذلك واضحا في اصرار الرئيس بري على موقفه الرافض لانتخاب عون في جلسة الاستحقاق والاكتفاء بتأمين النصاب واعتباره ذلك فضيلة. علما ان النصاب والكلام للمصادر كان مؤمنا من دون احتساب حضور نواب كتلة التنمية والتحرير الـ13.

واذ تدعو الاوساط الى تجاوز تقليل رئيس المجلس من زياراته للقصر الجمهوري والاكتفاء بما يوجبه الدستور وهي ترى ان بري لا يزال يتمترس خلف خط المعارضة ولم يقدم فعلا على دعم العهد بعد وان يكن قد ابدى تسهيلا في جانب ما.

 

تحالف "التيار- القوات" أمام الاختبار "الحكومي" الصعب: متانة وثبات خدماتيتان وعاديتان ونيابة الرئاسـة لمعراب.. والعقدة الى بنشـعي؟

المركزية- يمرّ التحالف العوني – القواتي، في غمرة عملية تأليف الحكومة العتيدة، بامتحان صعب، ستشكّل نتائجه مؤشرا واضحا الى مدى متانته. فمعراب التي كانت وفق ما تقول أوساطها، المبادِرة الى دعم ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وترى نفسها عرّابة العهد الجديد، تنتظر أن يبادلها التيار الوطني الحرّ "الجميل السياسي"، من خلال التزامه بمضمون الاتفاق الذي قام بين الحزبين قبيل الانتخابات الرئاسية، وتعهّد به الفريق البرتقالي بتأمين تمثيل عادل ووازن للقوات في الحكومة الجديدة. الا ان الرهان القواتي دونه صعوبات. فـ"أرضية" التأليف سرعان ما أفرزت ما كان أو لم يكن في "حسبان" "التيار"، حيث وجد نفسه عالقا بين مطرقة معراب وسندان الضاحية بعد أن شهر حليفُه الآخر، "حزب الله"، فيتو في وجه تسليم "القوات" اي حقيبة سيادية أو أساسية كالاتصالات أو العدل. وبات الحديث يتركز على اسناد 4 حقائب الى القوات هي نيابة رئاسة الحكومة والعدل والاعلام والسياحة للتعويض عن مطلبها الاساسي بتولي حقيبة سيادية. فهل تهزّ "مطبّات" التشكيل متانة التحالف بين الطرفين؟ مصادر سياسية متابعة لاتصالات التأليف، تتحدث عبر "المركزية" عن شبه "عتب" بدأ ينتاب معراب على الحليف "العوني" الذي لم يخض معركة دفاع "شرسة" عن حق "القوات" بـ"السيادية" ولم يحاول اقناع حلفائه باسقاط الفيتوات التي رفعوها، أسوة بما يفعله اليوم الثنائي الشيعي دفاعا عن حصة "المردة" في الحكومة مثلا. في المقابل، تنفي أوساط الحزبين هذه الاجواء نفيا قاطعا، وتؤكد على متانة وسلامة التحالف الذي يجمعهما وتجزم انه ثابت وقوي وأن لا شيء سيؤثر عليه سلبا.

وفي حين تجدد أوساط "القوات" إيمانها بضرورة تحصين هذا الاتفاق وبأن الرئيس عون سيلتزم تطبيق مضامينه، تضع موقف "حزب الله" في خانة محاولة دق اسفين بين بعبدا ومعراب.

وتطمئن الاوساط الى ان الاتصالات بين التيار والقوات لم تنقطع منذ انتخاب الرئيس عون والتنسيق بينهما في شأن تشكيل الحكومة مفتوح وقائم، وآخر تجلياته كان عصر أمس في قصر بسترس حيث اجتمع رئيس التيار الوزير جبران باسيل بالنائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي موفداً من رئيس "القوات" سمير جعجع لتقويم حصيلة المشاورات في الساعات الأخيرة. واذ تفيد بأن أجواء الاجتماع كانت ايجابية وأتت لتؤكد وقوف الطرفين في خندق واحد، تكشف عبر "المركزية" ان تم الاتفاق خلاله على انه اذا لم تنل القوات "سيادية"، فسيتم اعطاؤها حقيبة أساسية خدماتية أو اثنتين، إحداهما وزارة "الأشغال" والثانية ربما كانت "الشؤون الاجتماعية"، اضافة الى حقيبتين عاديتين إحداهما ستؤول الى الوزير ميشال فرعون وهي على الارجح "السياحة" والاخرى قد تكون وزارة الاعلام، ناهيك عن منصب نائب رئيس الحكومة، على أن تسند وزارة الدفاع، وهي من حصة رئيس الجمهورية، الى شخصية أرثوذكسية مقربة من العماد عون ومن القوات اللبنانية ويتداول في هذا السياق باسم الوزير الياس بو صعب. واذا اجتاز الـ"ديل" هذا ممرّ عين التينة التي تتمسك باعطاء "الاشغال" الى حليفها "المردة"، تكون التركيبة الحكومية باتت في حكم الجاهزة ويبقى فقط الاعلان عنها. اما اذا لم يحظ بمباركة رئيس المجلس نبيه بري فان الولادة الحكومية قد تتأخّر مجددا، حيث يصر الثنائي الشيعي على أفضل تمثيل لـ"المردة" تقديرا لـ"التضحية" والالتزام اللذين أظهرهما إبان الانتخابات الرئاسية، وتكون العقدة بذلك انتقلت من "القوات" الى "بنشعي".                                  

 

ملامح قنص سياسي "شيعي" علـى العهد فــــي انطلاقتــــــه

بري: تعطيل الرئاسة اسوأ من التمديد وقبلان: نحن الاكثر حرصا على الدولة

التشكيل في مراحله الاخيرة والمفاوضــــــات بين "الاشغال" و"الطاقة"

المركزية- قفزت ردات الفعل المفاجئة على موقفي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان فوق الحدثين الحكومي والرئاسي، المتمثلين بعملية تشكيل الحكومة الحريرية وزيارة الرئيس عون الاولى الى الصرح البطريركي. ذلك انها أحدثت "نقزة" في الاوساط السياسية، خشية ان تكون باكورة مشروع خلاف سياسي مبطن بالطائفي لاستهداف العهد في بداياته، اذ ان الموقفَين الرئاسي من العماد عون الذي علّق عليه سريعا الرئيس بري والبطريركي من سيد بكركي الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والذي جاءه الرد من الشيخ قبلان، لا يستدعيان بحسب المراقبين السياسين حجم " الهجمة" التي شنت في وجهيهما، موحية بأن وراء الاكّمة ما وراءها" من نيات مبيته لا تحمل على التفاؤل.

ففي خضم الانهماك بتشكيل الحكومة المرتقب ان تبصر النور قريباً، جاء بيانا عين التينة والمجلس الاسلامي ليطرحا علامات استفهام واسعة حول هدفهما في هذا التوقيت بالذات وتزامنا مع الزيارة البروتوكولية الاولى لرئيس البلاد الى المقام المسيحي الاول، وما اذا كانا مجرد رد موضعي على موقفين لا يستأهلان المضمون الذي جاء في البيانين، ام رسالة خطتّ احرفها بتأن "لمن يعنيه الامر" رسمت اطارا لكيفية التعاطي مع الفريق الشيعي، بحسب ما اعتبر المراقبون.

الرئيس في بكركي: جريا على تقليد متبع منذ انشاء الجمهورية اللبنانية يقضي بأن تكون بكركي أولى وجهات رئيس الجمهورية بعيد انتخابه، توجه الرئيس عون اليوم الى الصرح البطريركي حيث اجتمع بالبطريرك الراعي،وكانت مناسبة حدد فيها سيّد الصرح تطلعاته من العهد الجديد، فقال لعون "انها فرصتكم، فخامة الرئيس، لتطبيق وثيقة اتفاق الطائف تطبيقا فعليا، منعا لشل قرارات الدولة في كل حين، وتجنبا لتفكيك اوصالها. وهذا يشكل الخطر الأكبر على الكيان. ولا بد، بادىء ذي بدء، وبالسرعة الممكنة، من إقرار قانون جديد للإنتخابات يكون حافزا لمشاركة كل فئات الشعب في هذا الواجب الوطني، ويؤمن المناصفة التي نص عليها اتفاق الطائف". ورأى ان "من اولى الأولويات ان يوفق رئيس الحكومة المكلف بالتعاون مع فخامتكم في تأليف مجلس الوزراء الجامع، بروح المشاركة الشاملة لا المحاصصة"، معتبرا في موقف متقدم ان "لا يجوز في أي حال استبدال "سلة الشروط" بصيغ التشبث بحقائب وباستخدام "الفيتو" من فريق ضد آخر. وهذا امر مخالف للدستور ووثيقة الوفاق الوطني، ويدخل اعرافا تشرّع الباب أمام آخرين للمبادلة بالمثل، وتعرقل مسيرة قيام دولة الحق والقانون. نحن نأمل إزالة هذه الغيوم السوداء عن بداية عهدكم". في الموازاة، أكد الراعي ان "لا بد من أجل حماية رسالة لبنان السلامية في محيطه، من اعتماد سياسة ابعاده عن الصراعات الخارجية، كما وعدتم في خطاب القسم، جريا على خط سلفكم والحكومة".

عون وتداعيات التمديد: من جهته، اعتبر رئيس الجمهورية "أن جميع مؤسساتنا أصيبت بالوهن، بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب، والعجز الذي وقعت فيه السلطة. وأكثر ما يؤلم وطننا في هذه المرحلة هو الفساد المستشري الذي سد شرايين الدولة وجعلها في حالة عجز دائم. والسبب الأساسي هو الانحطاط الذي ضرب المجتمع، فأصبحت كل مرتكزات الحكم خارج نطاق الكفاءة والأخلاق. وكل عمل سلطوي لا يحترم بمعاييره القوانين والأخلاق يصبح جريمة، لأنه يسبب الأذى للأفراد وللمجتمع".

بري يرد: لكن مواقف الرئيس التي أطلقت من داخل كنيسة الصرح البطريركي، تبدو لم ترق لرئيس مجلس النواب الذي سارع الى التعليق في بيان قائلا "فعلاً التمديد سيء والمؤسسات اصيبت بالوهن كما قال فخامة الرئيس، ولكن تعطيل انتخاب الرئيس كان اسوأ على المؤسسات بما في ذلك المجلس النيابي".

...وقبلان ايضا: واذا كان رد بري طبيعيا من زاوية خصومته السياسية "المعروفة" مع العماد عون، الا ان الرد الذي صدر عن نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على البطريرك الراعي جاء لافتا، حيث قلّ أن ينشب جدل بين مرجعيات روحية. فلفت قبلان في بيان أصدره الى ان "الشيعة حرصوا على الدوام على تذليل العقبات وازالة العراقيل من امام العهد الجديد حين طرحوا ضرورة انجاز تفاهمات جديدة ضمن سلة حل متكاملة لتجنب أزمات نحن بالغنى عنها، ولإزالة الغيوم السوداء عن سماء هذا الوطن". وقال "المسلمون الشيعة كانوا وما زالوا أكثر حرصاً على إقامة دولة العدالة والمساواة، وهم قدموا التضحيات والتنازلات لإنجاز الاستحقاقات الدستورية وتحقيق الاستقرار السياسي"، مضيفا "على مر التاريخ كان الشيعة مقهورين ومظلومين ومحرومين حتى حق الدفاع عن مناطقهم، ولم نسمع مثل هذا الكلام الذي نسمعه اليوم، لأننا نطالب بشيء هو مشاركة حقيقية في السلطة. نعم، إنه حق من حقوقنا، وعند إلغاء الطائفية السياسية تروننا الأولين. ونحن لم نأل جهداً ولم نوفر فرصة لتحقيق الشراكة الحقيقية بين المكونات السياسية والطائفية، ليظل لبنان الوطن النهائي الجامع لكل بنيه".

مجلس البطاركة: بدوره اعرب مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك عن تطلعه الى تشكيل سريع لمجلس وزراء مطلوب منه تحقيق المصالحة الشاملة ووضع قانون انتخابي عادل ومنصف.

بورصة التأليف: في مجال آخر، تبدو بورصة التأليف الحكومية رست على صيغة شبه "نهائية" وفق معلومات متقاطعة. اذ أفادت المعطيات ان معظم العقبات ذلل ويبقى بعض التفاصيل التي يعمل الرئيس المكلف سعد الحريري وفريقه على حلحلتها. وقالت مصادر سياسية ان الاجتماع الذي ضم أمس في قصر بسترس رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بالنائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي موفداً من رئيس "القوات" سمير جعجع في حضور مستشاري الحريري النائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري اللذين توجها لاحقا الى الصيفي، كان ايجابيا. وكشفت عبر "المركزية" ان تم الاتفاق خلاله على انه اذا لم تنل القوات "سيادية"، فسيتم اسناد حقيبة أساسية خدماتية أو اثنتين اليها، إحداهما وزارة "الأشغال" والثانية ربما "الشؤون الاجتماعية"، اضافة الى حقيبتين عاديتين إحداهما ستؤول الى الوزير ميشال فرعون وهي على الارجح "السياحة" والاخرى قد تكون وزارة الاعلام، ناهيك عن منصب نائب رئيس الحكومة، على أن تسند وزارة الدفاع، وهي من حصة رئيس الجمهورية، الى شخصية أرثوذكسية مقربة من العماد عون ومن القوات اللبنانية ويتداول في هذا السياق باسم الوزير الياس بو صعب. واذا اجتاز الـ"ديل" هذا ممرّ عين التينة التي تتمسك باعطاء "الاشغال" الى حليفها "المردة"، تصبح التركيبة الحكومية في حكم الجاهزة ، يبقى فقط الاعلان عنها. اما اذا لم يحظ بمباركة رئيس المجلس، فان الولادة الحكومية قد تتأخّر مجددا، حيث يصر الثنائي الشيعي على أفضل تمثيل لـ"المردة" تقديرا لـ"التضحية" والالتزام اللذين أظهرهما إبان الانتخابات الرئاسية، وتكون العقدة بذلك انتقلت من "القوات" الى "بنشعي"، الا ان المعلومات تشير الى ان الاخيرة قد تعطى حقيبة "الطاقة".

 

رحيمي يمثل باسيل في إجتماع منظمة التعاون الإسلامي في السعودية ولبنان يلتزم مبدأ التضامن مع المملكـة لكنه يتحفط عند ذكر حزب الله

المركزية- لم يشأ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل التوجه الى المملكة العربية السعودية في ظل حكومة تصريف الاعمال للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي الطارئ الذي انعقد اليوم استثنائيا في مكة، للبحث في استهداف الحوثيين ومن اسمتهم المنظمة "ميليشيات علي عبدالله صالح" لمكة المكرمة بصاروخ باليستي. وارتأى باسيل انتداب الامين العام للوزارة السفير وفيق رحيمي لتمثيل لبنان وابداء كل الدعم للمملكة ازاء هذا الاعتداء، مع التشديد على ان لبنان ملتزم مبدأ التضامن مع المملكة كما مع كل اشقائه العرب، ويدين اي اعتداء عليها. لكن التحفظ يبقى ممكنا اذا اتى البيان على ذكر حزب الله الموصوف "بالارهابي" من قبل المنظمة. وفي هذا الإطار، ابرزت اوساط ديبلوماسية اهمية الموقف الذي سيتخذه لبنان من باب فتح علاقة جديدة مع المملكة بعد التوتر السائد، والانزعاج الذي شاب العلاقات من وزير الخارجية نفسه. واكدت ان باسيل سيزور المملكة ضمن الوفد الرئاسي الذي يتحضر للتوجه الى المملكة، ما ان تتشكل الحكومة الجديدة على ان تكون البلد الأول الذي يزوره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، موضحة ان انتداب رحيمي جاء كونه أعلى رتبة ديبلوماسية في الوزارة، ولأن لبنان لم يشأ ان يقتصر التمثيل على مندوب لبنان الدائم لدى المنظمة السفير لدى الرياض عبد الستار عيسى، في وقت لم يرأس الجانب السعودي في الاجتماع وزير الخارجية عادل الجبير الموجود في واشنطن لبحث قضية اليمن مع المسؤولين الاميركيين. وذكرت الأوساط ان اجتماع وزراء الخارجية اليوم سيخرج بإدانة شديدة اللهجة لميليشيات الحوثي وصالح ومن يدعمها ويمدها بالسلاح والقذائف والصواريخ لاستهداف مكة المكرمة، وسيأتي على ذكر ايران كمحرضة وداعمة لهذه الميليشيات.

 

جريصاتي: لمراعاة التفاهمات الجديدة في توزيع الحقائب وعرض القصيـر" لا يحرجنا ما دام لم يجر فـي لبـنان

المركزية- يصر الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري على لمّ الشمل السياسي في أولى حكومات العهد الجديد، على وقع رفع سقوف المطالب لدى مختلف الافرقاء، وإن كان بعضهم قد عمد إلى تليين نبرة مطالبه انسجاما مع المناخات الايجابية التي تعيشها البلاد. غير أن هذه الصورة لا تلغي التساؤلات عن قدرة العهد على التوفيق بين مطالب "حليفيه" القوات وحزب الله في ظل الفيتوات المتبادلة بينهما، من جهة، وفي وقت يعول فيه كثيرون على خطاب القسم الذي افتتح به الرئيس عون عهده، من جهة أخرى.

عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق سليم جريصاتي اوضح لـ"المركزية" أن "عند تأليف أي حكومة، يتحرك المسار بين تفاؤل بتشكيل سريع، وآخر أقل تفاؤلا. غير أن الفرق بين هذا العهد وسواه يكمن في أنه ينطلق من تفتهمات كبرى لبنانية المنشأ، وتاليا، من الطبيعي أن يعبر عن هذه التفاهمات (ولا أعني صفقات ثنائية أو ثلاثية) في الحكومة، وترجمة هذه التفاهمات في إطار توزيع الحقائب تفترض خفض سقف الطموحات لكي نستطيع أن نشكل حكومة من 24 وزيرا، طبقا للقانون اللبناني".

ولفت إلى "أننا لا نزال ضمن المهلة المعقولة لتأليف الحكومة، علما أننا أصبحنا قاب قوسين من تأليف الحكومة، غير أن ذلك يفترض مراعاة التفاهمات الجديدة في توزيع الحقائب".

وعن قدرة عون على التوفيق بين مطالب القوات وحزب الله، في ظل الفيتوات الحكومية، أشار إلى أن "الفريقين صرحا مرارا أن الرئيس ميشال عون هو الضامن، والأرضية المشتركة بين استحقاقي انتخاب الرئيس وتأليف الحكومة بين الطرفين هو فخامة الرئيس. لذلك سقطت كثير من العبارات من خطابي الطرفين بينها "الثلث الضامن"، و"ثلث التعطيل" و"حكومة ربط النزاع"، وذلك لكون الرئيس عون الضمانة الوحيدة".

وفي وقت يكثر الكلام عن أن آخر العقد الحكومية عالقة عند تيار المردة الذي يصر على تولي "حقيبة اساسية"، اذ يعتبر البعض أن في ذلك تصفية حسابات سياسية ورئاسية على خط بعبدا- بنشعي، أكد جريصاتي أن "حتى اليوم، لم نتلمس أي كيدية سياسية في توزيع الحقائب. غير أننا نعاني من طموحات قد يكون بعضها مشروعا، وقد يكون مبالغا في بعضها الآخر. وتاليا، عندما يجتمع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في إطار التوليفة الأخيرة التي سيحملها الحريري لعون، سينظر فخامة الرئيس إلى أمرين أساسيين: أولا توافر شرط الدستور، أي عدالة التمثيل، أو ما يسمى "الشراكة الوطنية الحقيقية"، وثانيا مراعاة الأحجام بهدف تأمين التجانس والانتاجية، لكن لا متاريس أو عقبات".

وتعليقا على السجالات بين الفرقاء المسيحيين، التي فجرتها المفاوضات الحكومية ، شدد على "أننا نتمنى أن يفهم الجميع أن إعلان النيات الذي وقعناه مع القوات ليس إلغائيا ولا إقصائيا ولا تهميشيا بل على العكس من ذلك، إنه إعلان مفتوح. لذلك نتمنى على الكتائب، تماما كما نتمنى على القوات التي يجمعنا بها حلف سياسي، ايجاد أرضية توافق مشتركة لتكون الشراكة الوطنية فعلية في لبنان. ونحن نعرف أن للمردة اعتبارا معيناً، والأمر نفسه ينطبق على الكتائب. لكننا نتمنى على كل الأفرقاء السياسيين في مكوننا المسيحي التوافق على أرضية مشتركة".

وفي ما يخص العرض العسكري الذي أقامه حزب الله في القصير، والذي قرأ كثيرون بين سطوره رسالة محرجة إلى الرئيس عون، حليف الحزب، الذي كان طالب بوضوح بتحييد لبنان عن صراعات المحاور في خطاب القسم، اعتبر جريصاتي أن "ما حصل في القصير يعني القصير والميدان السوري تحديدا، بدليل موقع العرض. وإذا كنا نذهب إلى الشكل ونستنتج منه رسائل، إلا أن المطلوب أن ننظر إلى المضمون: هناك حرب تخاض على أرض سوريا وحزب الله لاعب أساسي فيها. ولماذا قد يهمنا الشكل ما دام العرض لم يجر على الأراضي اللبنانية"؟، مؤكدا أن "حزب الله فريق سياسي يمثل مكونا أساسيا ووازنا ومقاوماً في التركيبة اللبنانية. ويجب أن ننظر إليه من هذه الزاوية، وما يدور في القصير يتعلق بالميدان السوري وبانخراط الحزب فيه، وبكونه أصبح لاعبا إقليميا. أما تحييد لبنان، فعبر عنه فخامة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والسيد حسن نصرالله لجهة عدم انتقال شرارات المنطقة إلى لبنان، وإن حصل ذلك، فلكل حادث حديث".

 

الشعّار: عون صادق في كل كلمة وعرض "القصير" ليس لمصلحة لبنان و"ما يُنسـب الـى الطائف في تحديد هوية الحقائب للضغط على الحريري"

المركزية- بعد زيارته امس قصر بعبدا من ضمن وفد المفتين برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لتهنئة الرئيس ميشال عون، اشار مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار الى ان "اللقاء مع الرئيس عون كان مميزاً ومُطمئناً، وان الرئيس ليس عنده سوى خطاب واحد يتمثّل بخطاب القسم، وخرجنا بعد اللقاء نحمل تباشير الامل بالمستقبل، ونحن واثقون ان فخامة الرئيس يقول هذا (مندرجات خطاب القسم) من خلال قناعة وطنية تربّى ونشأ عليها، وانه ليس من باب الاستهلاك السياسي وليس من باب ترطيب الاجواء مع احد". واعلن عبر "المركزية ان "الرئيس عون خصّ في حديثه خلال لقائنا معه امس طرابلس والشمال باهتمام كبير وانه يعرف ما تعانيه طرابلس والشمال من حرمان، ووعد بايجاد حلّ عادل وسريع لقضية الموقوفين الاسلاميين". ولمس الشعاّر رداً على سؤال ان "الرئيس عون كان صادقاً في كل كلمة قالها، خصوصاً ما جاء في خطاب القسم"، معرباً عن اعتقاده بان "الرئيس عون مُلتزم حرفياً بما ورد في خطاب القسم، لانه وخلال اللقاء ذكر مضمونه ومندرجاته وكأنه يحفظه عن ظهر قلب، مما يدل الى ان هذا الخطاب جزء من ثقافة وضمير وقناعة فخامة الرئيس"، وكشف "اننا لمّحنا خلال اللقاء الى رغبتنا بزيارته طرابلس". وعلى خط تشكيل الحكومة الاولى للعهد، اعتبر مفتي طرابلس والشمال ان "ما يحدث من رغبة "واسعة" في طلب الاستيزار امر لافت، لكن الرئيس المكلّف سعد الحريري وفخامة الرئيس كلاهما يدرك ذلك، وان مسيرة التأليف لن تضيع بوصلتها ولم تضل الطريق"، متوقعاً "ولادة الحكومة خلال ايام". ولفت رداً على سؤال الى ان "ما يُنسب الى اتفاق الطائف في تحديد هوية الحقائب وتغليفها بمطالب طائفية يأتي في سياق الضغط السياسي على الرئيس المكلّف، واعتقد ان الامور ستأخذ مجراها الطبيعي ضمن المناخ الوطني، وفي النهاية "ما بيصح الا الصحيح". واكتفى المفتي الشعّار بالتعليق على العرض العسكري الذي اجراه "حزب الله" في بلدة القصير السورية، بالقول "العرض لم يكن لصالح لبنان".

 

هل توقف واشنطن دعمها للجيش بعد استعراض القصير؟

أم تي في/17 تشرين الثاني/17/ابلغ مصدر دبلوماسي أميركي رفيع المستوى صحيفة "القبس" الكويتية ان الولايات المتحدة ستوقف دعمها للجيش اللبناني بشكل تام اذا ما تأكد ان حزب الله استخدم مدرعات واسلحة ثقيلة أميركية الصنع في الاستعراض العسكري الذي أقامه في مدينة القصير في ريف حمص السوري قبل أيام. واكد المصدر ان بلاده تأخذ الامر على محمل الجدية، وتحقق بشكل دقيق ما اذا كانت ناقلات الجند المدرعة الأميركية الصنع M113 (وهي الناقلة التي سلمها الجيش الأميركي إلى الجيش اللبناني ضمن الهبات الأميركية لتعزيز قوة المؤسسة العسكرية) التي ظهرت في العرض العسكري قد حصل عليها حزب الله من الجيش اللبناني، مشيرا الى انه في حال التأكد من هذه الفرضية فهذا سيعني حكما "وقف التعامل مع الجيش الذي يدعم منظمة مصنفة إرهابية في الولايات المتحدة". وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الأميركية اليزابيث ترودو أن واشنطن بدأت بالتحقيق في قضية ظهور آليات عسكرية أميركية بحوزة "حزب الله".

 

تشكيلة الحكومة التي يتم التداول بها حتى الساعة

ال بي سي/17 تشرين الثاني/16

الحقائب السيادية:

الخارجية (ماروني) من حصة التيار الوطني الحر - جبران باسيل

الدفاع (ارثوذكسي) من حصة رئيس الجمهورية – الاسم لم يحسم بعد

المال (شيعي) من حصة حركة امل – علي حسن خليل

الداخلية (سني) من حصة المستقبل – نهاد المشنوق

حصة رئيس الجمهورية:

وزير الدفاع

حقيبة للأقليات الاسم لم يحسم بعد

حصة المستقبل:

رئيس الحكومة – سعد الحريري

الاتصالات – جمال الجراح

الاقتصاد – غطاس خوري

العمل - محمد كبارة

زراعة – معين المرعبي

اضافة الى الداخلية لنهاد المشنوق

حصة التيار الوطني الحر:

الطاقة – سيزار بو خليل

اضافة الى الخارجية لجبران باسيل

حصة القوات اللبنانية:

نائب رئيس مجلس وزراء ووزير اشغال – غسان حاصباني

الاعلام – ملحم رياشي

الشؤون الاجتماعية بيار ابو عاصي

حصة حركة امل:

الصحة – الاسم لم يحدد بعد

اضافة الى المال - علي حسن خليل

حصة الاشتراكي:

وزارة العدل

حصة المردة :

وزارة التربية

حصة حزب الله :

حقيبة لمحمد فنيش

حقيبة لحسين الحاج حسن

حصة المستقلين:

السياحة – ميشال فرعون

 

الوفاء للمقاومة: لتترجم القوى الوازنة حرصها على الشراكة بتوسيع قاعدة التمثيل في الحكومة

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد. افتتحت الجلسة بتلاوة سورة الفاتحة وقوفا عن أرواح شهداء "المقاومة الاسلامية"، ثم جرى التوقف عند دلالات "يوم شهيد حزب الله" المعتمد في تاريخ 11/11 من كل عام، فأعربت الكتلة عن "عظيم امتنانها ووفائها للتضحيات الجسام وللدماء الزكية والارواح الطاهرة التي بذلها ويبذلها المقاومون الشرفاء من أجل تحرير الوطن واستعادة سيادته وحماية أمنه واستقراره والتصدي لأعدائه الارهابيين من الصهاينة الغزاة ومن التكفيريين".

وعبرت الكتلة عن اعتزازها "بالإنجازات الوطنية التي حققتها المقاومة للبنان واللبنانيين كافة، وبالتكامل القائم بين الجيش والشعب والمقاومة لدرء المخاطر الاستراتيجية عن لبنان وتعزيز الفرص أمام نهوض الدولة ومؤسساتها بواجباتها الوطنية لحماية الوطن ورعاية شؤون المواطنين".

ولمناسبة يوم الاستقلال في 22 تشرين الثاني لهذا العام، توجهت الكتلة في بيانها بالتهاني الى كل اللبنانيين، ونوهت "بالتضحيات والجهود الاستثنائية التي يضطلع بها الجيش اللبناني قيادة وضباطا وجنودا مع بقية الاجهزة الامنية في التصدي للارهابيين وكشف وملاحقة خلاياهم واحباط العديد من اعتداءاتهم واكدت الكتلة التزامها دعم السياسات الوطنية الرامية الى تحرير لبنان من كل تبعية او ارتهان، وتعزيز علاقاته الاقليمية والدولية على قاعدة حفظ السيادة الوطنية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

وقالت: "في ضوء التطورات الاقليمية والدولية التي تجري من حولنا وخصوصا ما يقدم عليه العدو الصهيوني من تمادي وآخره منع الأذان في القدس المحتلة، ناقشت الكتلة جملة من القضايا وخلصت الى ما يأتي:

- تدعو الكتلة الى الاسراع في تأليف حكومة الوحدة الوطنية الجامعة واشراك مختلف القوى السياسية فيها لتأتي معبرة عن روح الشراكة بين اللبنانيين وخصوصا في مستهل العهد الرئاسي الجديد الذي يأمل منه المواطنون الانفتاح والتعاون مع الجميع.

- تأمل الكتلة من القوى السياسية الوازنة في البلاد أن تترجم حرصها على الشراكة، فتأخذ في الاعتبار أهمية توسعة قاعدة التمثيل في الحكومة توخيا للصدقية وتجنبا لبعض الحساسيات والاعتراضات.

- تعتبر الكتلة أن تعزيز الاستقرار وحفظ الأمن، والاهتمام بمعالجة الوضع المعيشي والخدماتي المتردي للمواطنين، وإقرار قانون انتخاب جديد يحقق تمثيلا صحيحا وعادلا بما يعزز الاندماج الوطني بين اللبنانيين، هي أولويات عمل الحكومة المرتقبة، وفي هذا السياق تجدد الكتلة موقفها الداعي الى اعتماد النسبية الكاملة في قانون الانتخاب على اساس الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسعة.

- إن الاجراءات الاستفزازاية التي سارع العدو الاسرائيلي الى اتخاذها مؤخرا مستفيدا من بعض التطورات الدولية، تستدعي منا الشجب والادانة وتأكيد الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته المشروعه والعادلة.

إن منع رفع الاذان في القدس بوصفه تتويجا لممارسات الانتهاك اليومي والمستمر لهوية ولكرامة الشعب الفلسطيني ولكل الشعوب الاسلامية، هو توغل في العدوان لا بد من التصدي له ومقاومته، وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته في رفض هذه الممارسات الإجراءات وإجهاضها".

 

كنعان بعد اجتماع التكتل: مشهد الرئيس في بكركي يعني ان صمودنا صحح التمديد لخلل استمر 26 عاما ولا فيتوات في الحكومة

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أكد امين سر "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان، عقب الاجتماع الاسبوعي للتكتل في الرابية، ان "المشهد الجامع في الكنيسة المارونية والمتمثل بلقاء رأس الدولة مع البطاركة والمطارنة والذي اتى بعد صمودنا كل هذه الفترة، وادى الى تصحيح خلل ميثاقي عمره 26 عاما، ووصول الرئيس الميثاقي مع ما تبعه من ارتياح اللبنانيين اولا، والمسيحيين ثانيا، يشكل دفعا كبيرا باتجاه تحقيق شراكة وطنية فعلية، بعد صعاب ونضال ومشكلات مررنا بها، من تمديد للمجلس النيابي وللازمة والخلل المستمر منذ 26 عاما. من هنا كان صمودنا ضد هذا الواقع الذي ادى الى الالتفاف الوطني حول انتخاب الرئيس الميثاقي وتصحيح الخلل". ورأى كنعان أن "هذا الأمر بحاجة لأن يستكمل من خلال تأليف الحكومة ضمن المهل المعقولة، لكن التسرع غير مطلوب لينطلق العهد بقوة"، وسأل: "من له مصلحة في ان يكون عائقا امام هذه الانطلاقة مع كل الآمال المعقودة من قبل اللبنانيين بعد كل الفترة التي ممرنا بها؟"، معتبرا ان "لا مصلحة لأحد في ذلك". وقال: "نحن نعتبر اننا لا نزال ضمن المهل، وان مسار التأليف جيد وبحاجة الى استكمال ولا فتوات من قبلنا على احد، والكلام الذي يصدر من هنا وهناك على هذا الصعيد لا اساس له من الصحة. واذا كنا نحن اصحاب فكرة حكومة الوحدة الوطنية وندفع ثمنها بحسابات الربح والخسارة، فكيف يمكن ان يكون لدينا منطق فيتوات كما يقول البعض؟ وهو في الحقيقة كلام مؤسف ومضحك. لذلك نرفض منطق الفيتوات، او ان يضع احد علينا او على حلفائنا فيتوات".

اضاف: "كرر التكتل انه مع تأليف حكومة بحسب الاصول الدستورية والميثاقية التي ناضل من اجلها في كل المراحل، مؤكدا في هذا السياق دعم موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري بما يقومان به للوصول الى هذا الهدف، ومثمنا كل تعاون مع كل كتلة تريد تحقيق هذا الهدف"، مشددا على ان "الاصول يجب ان تتبع، وسمعة الدولة من سمعة الكتل السياسية ولا يمكن لاحد ان يعتبر نفسه في جزيرة معزولة وان المسؤولية على سواه".

وتابع: "وجدد التكتل المطالبة بضرورة وضع قانون انتخاب جديد، لاننا نعيش خللا في التمثيل منذ 26 عاما ونريد التغيير والاصلاح وان نضع يدنا بيد كل طرف سياسي له الرغبة نفسها في هذا الشأن".

واردف: "لقد سمعنا مواقف هامة في هذا الخصوص من المطلوب ترجمتها، والحكومة تشكل خطوة اساسية على هذا الصعيد. ولا يمكن وضع قانون انتخاب في غياب الحكومة. لذلك، نكرر المطالبة بالاسراع من دون تسرع في تشكيل الحكومة، لوضع قانون انتخاب واجراء انتخابات في موعدها، وهي مسألة لن نحيد عنها ابدا. وهذه هي المقومات الاساسية التي يسعى اليها التكتل ويدعم خطوات العهد بهذا الاتجاه". واذ لفت الى أن "التكتل توقف عند الورشة الداخلية والتنظيمية"، قال: "نعرف المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقنا. وقد بدأنا بورشة تنظيمية على مستوى الرؤية والنيابية والحكومة وعلى فكرة صهر كل القوى والطاقات على مستوى التكتل والتيار لنضعها في اطار تحقيق الاهداف التي نصبو اليها. وستكون لدينا لجان نيابية وحكومية ومن المستشارين، لمتابعة ملفات محددة بيئية ومالية وتربوية ومتعلقة بتكوين السلطة وسواها من الملفات. ونحن نعمل على عدم اضاعة فرصة تاريخيية لقيام الدولة. وعلينا ان نكون بجهوزية لمتابعة هذه الملفات، لا سيما في ضوء هذا الامل الذي يجسده العماد عون واركان الحكم الذين يحاولون مواكبة هذه الانطلاقة". وختم: "نأمل ان تكون الفترة المقبلة فترة عمل على قدر طموحات اللبنانيين، للوصول الى اهداف مشتركة بدل التلهي في السجالات. فاذا تكونت المؤسسات الدستورية بشكل صحيح، فتتأمن الشراكة للجميع. فقانون الانتخاب والتمثيل الصحيح والنفط والغاز والاصلاح المالي هو لكل اللبنانيين. وبهذا الاستعداد والايجابية والحرص على موقع الرئيس والرئاسة سنقارب كل المواضيع وستكون لنا خطوات جدية باتجاه تحقيق الاهداف".

 

حزب الله يعلن سيادته في سوريا بعد سقوط سلطة الأسد

عهد فاضل/العربية/16 تشرين الثاني 2016/ أثار العرض العسكري غير المسبوق، لـ "حزب الله" اللبناني المصنّف إرهابياً، في منطقة "القصير" السورية المحاذية للحدود السورية اللبنانية، كثيراً من ردود الأفعال، حول توقيت الخطوة ودلالتها، وما إذا كانت في شكل أو آخر، تعني بقاءً طويل الأمد لقوات الحزب على الأرض السورية.  وجاء في صحيفة "النهار" اللبنانية، الأربعاء، أن العروض العسكرية "لأي ميليشيات إنما تعني نهاية سيادة البلد، حتى لو كانت هذه الميليشيات حليفة".

 "حزب الله" يشارك في احتلال سوريا

كما ذكرت نفس الصحيفة السالفة الذكر أن العرض العسكري لميليشيات "حزب الله" المتحالفة مع نظام الأسد لقتل السوريين وإجهاض ثورتهم: "يؤكد أن سوريا لن تعود كما كانت". وتؤكد الصحيفة في تقريرها أن هذا العرض العسكري للميليشيات التابعة لإيران، تشير إلى أن "حزب الله" قد "حجز لنفسه موقعاً في الواقع السوري في المدى المنظور". ملمحة أن "لا أفق ولا نية لا نسحابه" من سوريا. وكانت ميليشيات "حزب الله" اللبناني قد أقامت عرضاً عسكرياً في منطقة "القصير" السورية، منذ أيام، تعمّد فيها الحزب المصنّف إرهابياً، إظهار مجموعة متعددة من المدرعات والدبابات والعناصر العسكرية التي تقاتل السوريين على أرضهم، مما حدا بوزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية اللواء أشرف ريفي للقول في تغريدات متتابعة: "حزب الله يستعرض قوته العسكرية في شكل سافر في سوريا المحتلّة".

لا سلطة للأسد على الذين يقاتلون معه!

وأكد وزير العدل اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، أن "حزب الله" إن كان يريد توجيه رسالة بعرضه العسكري و"يستدرج عروضاً للمجتمع الدولي" بأنه "شريك في محاربة الإرهاب" فهذا "ترويج لعملة مزوّرة". داعياً كل القوى الوطنية "الرافضة للوصاية الإيرانية" أن "تكون معاً" لإنقاذ "لبنان الذي يستعمله حزب الله منصةً في خدمة مشروع إيران". وذلك في تغريدات له بتاريخ 14 من الجاري. من جهته، أشار عضو الائتلاف السوري المعارض ميشيل كيلو، أن استعراض ميليشيات "حزب الله" العسكري في سوريا هو "رسالة بأنه أصبح قوة احتلال ولم يعد قوة مقاتلة فقط"، مؤكداً أن الحزب أراد باستعراضه العسكري المشار إليه، أن يؤكد "بأن وجوده جزء من الوجود الإيراني الشامل الذي يغطي سوريا بأسرها". أما المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد، فقد أكد في تصريحات صحافية أن استعراض "حزب الله" يؤكد أن "الأسد لا سلطة له على الناس الذين يقاتلون معه، وأن الهدف من قتالهم إلى جانبه تقاسم النفوذ والمناطق الجغرافية".

 

معارضو حزب الله: الميليشيا أعلنت دولتها

"العربية" - 17 تشرين الثاني 2016/أشعل العرض العسكري غير المسبوق، الذي نظمته ميليشيا حزب الله في القصير السورية مواقع تواصل الاجتماعي، لاسيما بعد تصريحات لنائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم قال فيها إن الميليشيا باتت جيشاً مدرباً، ولم تعد تستخدم حرب العصابات.

ونقلت صحيفة السفير عن قاسم قوله: "رسالة العرض العسكري في القصير واضحة، ومفادها أصبح لدينا جيش مدرب ولم نعد نستخدم حرب العصابات".  وأشعلت الرسالة المعارضين لهذه الميليشيا لما حملته من معانٍ عدة، أبرزها أن حزب الله أعلن دولته صراحة كون الدول وحدها هي من تمتلك الجيوش. فاستبدل هؤلاء شعار حزب الله الذي بات رمزاً لهيمنته السياسية على لبنان، وهو شعار "الشعب الجيش والمقاومة"، بهاشتاغ "جيش شعب ميليشيا". هذا الهاشتاغ أشعل حرباً بين معارضي ومؤيدي حزب الله الذين أطلق بعضهم تهديدات للبنانيين. آخرون بشروا بأن العرض العسكري لميليشيا حزب الله سيكون في بيروت العام المقبل، أو بين طرابلس وقريطم وحلب، وهي مناطق ذات أغلبية سنية ومناهضة للحزب. وسارعت ميليشيا حزب الله في بيان إلى نفي الجزئية المتعلقة بتحولها إلى جيش في كلام نعيم قاسم، المنظر الأول الذي كان له باع أساسي في وضع وصياغة المبادئ التي قامت عليها ميليشيا حزب الله، إلا أن بيان حزب الله لم يتضمن نفي التوقف عن استخدام أسلوب حرب العصابات، وهو جزء من منظومة الحجج التي يشهرها حزب الله، ليبرر وجود ما يسميها مقاومة ضد إسرائيل التي لا تنفع معها الجيوش التقليدية. بينما اعتبرت الصحف الموالية والممولة من ميليشيا حزب الله اعتبرت عرض القصير رسالة إلى إسرائيل، أما معارضو حزب الله ففسروا الرسالة على أنها، تطمين لتل أبيب بأن وقف استخدام حرب العصابات يعني أن الصراع بينهما قد يكون انتهى.

 

هل يسقط التحالف العوني - القواتي في الاختبار الحكومي؟

"المركزية" - 17 تشرين الثاني 2016/يمرّ التحالف العوني – القواتي، في غمرة عملية تأليف الحكومة العتيدة، بامتحان صعب، ستشكّل نتائجه مؤشرا واضحا الى مدى متانته. فمعراب التي كانت وفق ما تقول أوساطها، المبادِرة الى دعم ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وترى نفسها عرّابة العهد الجديد، تنتظر أن يبادلها التيار الوطني الحرّ "الجميل السياسي"، من خلال التزامه بمضمون الاتفاق الذي قام بين الحزبين قبيل الانتخابات الرئاسية، وتعهّد به الفريق البرتقالي بتأمين تمثيل عادل ووازن للقوات في الحكومة الجديدة. الا ان الرهان القواتي دونه صعوبات. فـ"أرضية" التأليف سرعان ما أفرزت ما كان أو لم يكن في "حسبان" "التيار"، حيث وجد نفسه عالقا بين مطرقة معراب وسندان الضاحية بعد أن شهر حليفُه الآخر، "حزب الله"، فيتو في وجه تسليم "القوات" اي حقيبة سيادية أو أساسية كالاتصالات أو العدل. وبات الحديث يتركز على اسناد 4 حقائب الى القوات هي نيابة رئاسة الحكومة والعدل والاعلام والسياحة للتعويض عن مطلبها الاساسي بتولي حقيبة سيادية. فهل تهزّ "مطبّات" التشكيل متانة التحالف بين الطرفين؟ مصادر سياسية متابعة لاتصالات التأليف، تتحدث عبر "المركزية" عن شبه "عتب" بدأ ينتاب معراب على الحليف "العوني" الذي لم يخض معركة دفاع "شرسة" عن حق "القوات" بـ"السيادية" ولم يحاول اقناع حلفائه باسقاط الفيتوات التي رفعوها، أسوة بما يفعله اليوم الثنائي الشيعي دفاعا عن حصة "المردة" في الحكومة مثلا. في المقابل، تنفي أوساط الحزبين هذه الاجواء نفيا قاطعا، وتؤكد على متانة وسلامة التحالف الذي يجمعهما وتجزم انه ثابت وقوي وأن لا شيء سيؤثر عليه سلبا.

وفي حين تجدد أوساط "القوات" إيمانها بضرورة تحصين هذا الاتفاق وبأن الرئيس عون سيلتزم تطبيق مضامينه، تضع موقف "حزب الله" في خانة محاولة دق اسفين بين بعبدا ومعراب.

وتطمئن الاوساط الى ان الاتصالات بين التيار والقوات لم تنقطع منذ انتخاب الرئيس عون والتنسيق بينهما في شأن تشكيل الحكومة مفتوح وقائم، وآخر تجلياته كان عصر أمس في قصر بسترس حيث اجتمع رئيس التيار الوزير جبران باسيل بالنائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي موفداً من رئيس "القوات" سمير جعجع لتقويم حصيلة المشاورات في الساعات الأخيرة. واذ تفيد بأن أجواء الاجتماع كانت ايجابية وأتت لتؤكد وقوف الطرفين في خندق واحد، تكشف عبر "المركزية" ان تم الاتفاق خلاله على انه اذا لم تنل القوات "سيادية"، فسيتم اعطاؤها حقيبة أساسية خدماتية أو اثنتين، إحداهما وزارة "الأشغال" والثانية ربما كانت "الشؤون الاجتماعية"، اضافة الى حقيبتين عاديتين إحداهما ستؤول الى الوزير ميشال فرعون وهي على الارجح "السياحة" والاخرى قد تكون وزارة الاعلام، ناهيك عن منصب نائب رئيس الحكومة، على أن تسند وزارة الدفاع، وهي من حصة رئيس الجمهورية، الى شخصية أرثوذكسية مقربة من العماد عون ومن القوات اللبنانية ويتداول في هذا السياق باسم الوزير الياس بو صعب. واذا اجتاز الـ"ديل" هذا ممرّ عين التينة التي تتمسك باعطاء "الاشغال" الى حليفها "المردة"، تكون التركيبة الحكومية باتت في حكم الجاهزة ويبقى فقط الاعلان عنها. اما اذا لم يحظ بمباركة رئيس المجلس نبيه بري فان الولادة الحكومية قد تتأخّر مجددا، حيث يصر الثنائي الشيعي على أفضل تمثيل لـ"المردة" تقديرا لـ"التضحية" والالتزام اللذين أظهرهما إبان الانتخابات الرئاسية، وتكون العقدة بذلك انتقلت من "القوات" الى "بنشعي".

 

حزب الله يوجّه ضربة قوية للعهد الجديد

"السياسة الكويتية" - 17 تشرين الثاني 2016/أكدت مصادر سياسية بارزة لصحيفة ”السياسة” الكويتية، أنّ قول نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم إنه أصبح “لحزب الله” جيش، يمثّل ضربة قوية للعهد الجديد الذي يحتفل بعد أيام قليلة بعيد الاستقلال، ويزيد في حراجة موقف رئيس الجمهورية ميشال عون، لا بل أكثر من ذلك، فإنّه سيدفع الدول الغربية الى إعادة النظر بتسليح الجيش اللبناني في المرحلة المقبلة، في وقت لم يتأكد فعليّاً ما إذا كانت المملكة العربية السعوديّة ستعيد الاعتبار الى هبة الـ4 مليارات دولار للجيش، أم أنها طوَت هذه الصفحة نهائياً ولم يعد هناك مجال لإحياء هذه الهبة مجدداً.

وكان نائب الأمين العام لـ”حزب الله” قال إن “العرض العسكري في القصير هو رسالة واضحة وصريحة للجميع ولا تحتاج لتوضيحات وتفسيرات لأنّ أي تفسير سيؤدي الى إنهاء دلالتها وعلى كل جهة أن تقرأها كما هي”، مضيفاً: “نحن موجودون في سورية ولا نحتاج لتفسير أو تبرير، أصبح لدينا جيش مدرّب ولم تعد المقاومة تعتمد على أسلوب حرب العصابات، وأصبحنا أكثر تسلحاً وتدريباً”.

 

شمعون: لا نسمح لأحد أن يقلل من شأن الرئيس

"السياسة الكويتية" - 17 تشرين الثاني 2016/وصف رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون الاستعراض العسكري الذي أقامه “حزب الله” في بلدة القصير السورية بـ”عرض العضلات” الذي عودنا عليه “حزب الله” بين حين وآخر، بهدف القول لحلفائه بأنه موجود على الساحة، وإنه لا يقلّ شأناً عنهم، وإذا كان هناك ثمة مغانم من خلال مشاركته في هذه الحرب العبثية، فإنه يريد حصته. واضاف في حديث لصحيفة “السياسة” الكويتية إنّ “حزب الله” وبعد الخسائر البشرية التي تكبّدها في هذه الحرب، يريد أن يؤكد لقاعدته الشعبية وللطائفة الشيعيّة، بأنّه لا يزال قوياً وموجوداً على الساحة، لافتاً الى أنّه ليس هناك أي خطر على لبنان جراء هذا العرض العسكري، طالما إنه أقيم خارج الحدود لأنّ بإمكانه أن يفعل ما يشاء طالما أنه يحارب الى جانب إيران وروسيا والنظام السوري الذي يبدو أنه محمي دولياً مع الأسف. وفي الشأن الحكومي، توقع شمعون تشكيل الحكومة قبل عيد الإستقلال من أجل إلتقاط الصورة التذكارية. وعن علاقته برئيس الجمهورية ميشال عون بعد إقتراحه أن يعرض كل نائب تجاوز سن الثمانين ويريد الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية على الطبيب، قال شمعون “كان ذلك قبل إنتخاب الرئيس، أما اليوم فقد إختلفت الأمور بوجود الرئيس. ولقد تعلّمنا من الرئيس كميل شمعون أن نحترم مقام الرئاسة ولا نسمح لأحد أن يقلل من شأنها”.

 

ليلى الصلح.. وزيرة من حصة رئيس الجمهورية

"الأنباء الكويتية" - 17 تشرين الثاني 2016/أكدت مصادر مطلعة لـ “الأنباء” ان السيدة ليلى الصلح، كريمة رئيس حكومة الاستقلال الاولى رياض الصلح، ستكون المرأة الوحيدة في الحكومة، وهي نائبة رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية (الامير الوليد ابن شقيقتها) وستحسب على حصة الرئيس ميشال عون، ويبدو انها حلت محل فيصل كرامي في هذا الموقع.

 

فرنجية يرفض وزارة التربية.. ويصرّ على الصحة

"الأنباء الكويتية" - 17 تشرين الثاني 2016/كشفت “الأنباء” ان النائب سليمان فرنجية رفض وزارة التربية لممثله في الحكومة بسبب التخمة الوظائفية فيها بعد حشوها بالموظفين من جانب الوزير إلياس بوصعب، كما تقول الاوساط المعنية، وطالب بدلاً منها وزارة الصحة المقرر اعطاؤها لكتلة وليد جنبلاط، على ان يأخذ الاخير بدلا منها وزارة الشؤون الاجتماعية، لكن جنبلاط رفض واصر على الصحة، كما سبقت الاشارة، فعادت وزارة الشؤون الى حضن تيار المستقبل بشخص نائب طرابلس محمد كبارة.

 

ريفي طلب إجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان والتحقيق في معلومات عن خطف وتعذيب

الخميس 17 تشرين الثاني 2016/وطنية - وجه وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللواء أشرف ريفي كتابا إلى رئاسة مجلس الوزراء يتعلق بإجراء الانتخابات النيابية الفرعية في طرابلس، جاء فيه: "لما كان المقعد النيابي في طرابلس عن الروم الأرثوذكس قد شغر بفعل استقالة السيد روبير فاضل، ولما كان المقعد النيابي في كسروان عن الموارنة قد شغر بفعل انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ولما كانت المادة 41 من الدستور أوجبت الشروع في انتخاب خلف خلال شهرين من تاريخ خلو المقعد النيابي طالما أن المهلة التي تفصل الشغور عن نهاية ولاية المجلس تزيد عن ستة أشهر، وإنطلاقا من مجمل ما سبق بيانه، فإننا نطلب اتخاذ الإجراءات الآيلة إلى إتمام الاستحقاق الانتخابي بأسرع وقت ممكن إنفاذا لأحكام الدستور وإحتراما لإرادة الناس". كذلك وجه ريفي كتابا إلى النائب العام لدى محكمة التمييز للتحقيق في صحة معلومات عن قيام مجموعة مسلحة بخطف المواطن اللبناني محمد ياسين والتحقيق معه وتعذيبه، جاء فيه: "أوردت قناة ال MTV في تقرير عرض مساء السادس عشر من الجاري معلومات عن قيام مجموعة مسلحة بخطف المواطن اللبناني محمد ياسين والتحقيق معه وتعذيبه بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي، ومن ثم إطلاق سراحه بعد 76 يوما من الإعتقال. وقد تضمن التقرير المذكور صورا وفيديوات تبين هول التعذيب الذي تعرض له المواطن ياسين. وبما أن الأفعال المذكورة من شأنها في حال ثبوتها أن تشكل جرائم معاقبا عليها قانونا، فضلا عن أنها تصيب هيبة الدولة والقوى الأمنية الشرعية في الصميم وتفقد المواطن اللبناني الثقة بالقضاء وتشكل اعتداء صارخا على كرامة الناس، وسندا لأحكام المادة 14 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، أحيل لكم هذا الكتاب لإجراء المقتضى القانوني اللازم بأسرع وقت والإفادة بالإجراءات والتدابير التي اتخذت من جانبكم".

 

الرهبانية الأنطونية تصلي من أجل غازي عاد: كان جريئا وصادقا ومحقا

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أعلنت أمانة السر العامة للرهبانية الأنطونية، في بيان اليوم، ان "عاد غازي عاد إلى بيت الآب مفتخرا بصليب حمله عمرا على مثال معلمه الإلهي، ومتحسرا على قضية ناضل في سبيلها ولم يفرح بكشف حقيقتها وهو على الأرض". واعتبرت ان "غازي كان جريئا وصادقا ومحقا عندما وقف ليطالب بمعرفة مصير المخطوفين والمأسورين ظلما، ولكن الذين يتلاعبون بمصائر الناس وحقوقهم لم يكونوا على مستوى المسؤولية ليعطوه الجواب الشافي". واشار البيان الى ان الرهبانية الأنطونية "عرفته صوتا صارخا في الضمائر يتضامن معها. ومع كثيرين، في السعي للكشف عن مصير الراهبين الأنطونيين المغيبين: ألبير شرفان وسليمان أبي خليل اللذين كان لهما في قلبه الطيب موقع مميز وذكر دائم ومؤثر. واليوم تجدد له الرهبانية وفاءها وتقديرها وشكرها لنضاله ومقاومته السليمة والشريفة، وترافقه بالصلاة والأدعية ليواصل شفاعته للذين وقف أمام الله والناس ليطالب بحقهم وحق أهلهم وحرية وطنهم وكرامته".وختم البيان: "ليرحمه الله، وبالرحمة كل العزاء لأهله ورفاقه وللذين ناضل من أجلهم ليبقى لبنان".

 

من هو اللبناني ناقل أموال القذافي إلى ساركوزي؟

الخميس 17 صفر 1438هـ - 17 نوفمبر 2016م/دبي- العربية.نت/عادت قضية أموال معمر القذافي وتمويل حملة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى الواجهة مجدداً، الخميس، بعد مقابلة "نارية" لرجل الأعمال اللبناني الفرنسي "المثير للجدل"، زياد تقي الدين، أعلن فيها صراحة أنه نقل 5 ملايين يورو في 3 حقائب من العاصمة الليبية طرابلس إلى ساركوزي أواخر العام 2006 وأوائل 2007. وقال إنه أعطى كلود غيون، الأمين العام للإليزيه خلال ولاية نيكولا ساركوزي ووزير الداخلية لاحقاً، ثلاث حقائب من المال الليبي. وإثر المقابلة التي بثت الثلاثاء عبر الفيديو على موقع "ميديابارت"، استجوب الرجل من قبل مكتب مكافحة الفساد التابع للشرطة الفرنسية لخمس ساعات، ومن ثم الخميس لـ 8 ساعات.

ناقل أموال القذافي؟

فمن هو هذا الرجل الوسيط؟ وما سر "صحوة الضمير" المتأخرة هذه وقبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في مايو المقبل 2017؟ والتي أجاب عنها تقي الدين في مقابلته قائلاً:" اكتشف أن تلك الأمور لا يجب أن تبقى سراً؟".

الرجل "المثير للجدل"

زياد تقي الدين كان قد استجوب سابقاً في الـ 2011 بعد شبهات بنقله أموالاً لساركوزي من نظام معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية، إلا أن شيئاً لم يثبت عليه ولم يدن، على الرغم من أن رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي عاد وأعلن في 2012 عن تمويل ليبي لساركوزي، وأن أموالاً تقدر بـ 5 ملايين يورو نقلت عبر وسيط. تقي الدين المولود عام 1950 في بلدة بعقلين اللبنانية القابعة في جبل لبنان، رجل أعمال لبناني فرنسي، لعب دور وسيط في عدد من العقود الدولية الكبرى لا سيما في مجال السلاح. طرح اسمه في عدد من الصفقات السياسية المالية. وعلى الرغم من أن اسمه تداول بشكل كبير قبيل عام 2007، ونشر موقع "ميديابارت" صوراً تجمعه بعدد من المسؤولين الفرنسيين، إلا أن نجمه لم يسطع إلا في قضية القذافي- ساركوزي.

وبحسب "ميديابارت" فإن الرجل كان أشبه بالوسيط "الرسمي" بين ساركوزي وحكومته وبين نظام معمر القذافي في مجال العقود التجارية حول الأسلحة. حتى إنه تلقى مبلغاً كبيراً من المال من قبل شركة نفط كبيرة نظراً لخدماته ونجاحه في عقد اتفاق غاز بين الشركة ونظام القذافي، فالرجل كان قوياً على ما يبدو في علاقاته مع النظام الليبي. تمكن الرجل الستيني حين أثيرت قضية تمويل حملة ساركوزي بأموال ليبية من الإفلات، ولم يدنه القضاء، لا سيما أن المسألة إذا ما أثبتت تتعلق بقضية فساد كبرى قد تطيح برؤوس سياسية. إلا أنه أكد عام 2012 صدقية "مستند" نشره موقع "ميديابارت" يفيد بأن ليبيا وعدت بدفع 50 مليون يورو لساركوزي، وكان المستند أو الرسالة موقعا من رئيس الاستخبارات الليبية في حينه موسى كوسى. اليوم وبعد أن قبع الملف أمام القضاء الفرنسي لسنوات دون أن يتوصل إلى أدلة تدين تورط ساركوزي بتلك القضية وتثبت عليه "الفساد"، يقلب تقي الدين الطاولة، معترفاً أنه بنفسه نقل 3 حقائب من المال الليبي على دفعات إلى ساركوزي. اعتراف لا شك أن القضاء سيأخذه بعين الاعتبار، وسيتابعه حتى النهاية. اعتراف قد يطيح بمستقبل ساركوزي السياسي، إلا أنه بالتأكيد سيكلف تقي الدين أيضاً الكثير، ولهذا يبقى سبب الاعتراف "غامضاً" ومحيراً!

 

حزب الله أكد المؤكد: أصبحنا جيشاً

"الرأي الكويتية" - 17 تشرين الثاني 2016/استمر الضجيج السياسي على أشدّه في بيروت بسبب العرض العسكري المفاجئ وغير المسبوق الذي أقامه “حزب الله” في بلدة القصير السورية المتاخمة للحدود مع لبنان، وسط قراءاتٍ متناقضة لطبيعة الرسائل “المرقّطة” التي أراد إطلاقها الحزب الذي يفاخر بأنه تحوّل “جيشاً” عابراً للحدود ورقماً صعباً في المعادلات الإقليمية. وفي أول تعليق “رسمي” لقيادة “حزب الله” على “عرض القوة”، تعمّد نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم تجهيل الجهات التي أراد إبلاغ رسائله إليها بـ “البريد المجوْقل” والمغزى منها، عندما قال: “كان العرض العسكري في القصير رسالة واضحة وصريحة للجميع ولا تحتاج الى توضيحات وتفسيرات (…) وعلى كل جهة أن تقرأها كما هي”. هذا “التمويه” الذي يتقنه “حزب الله” ضاعف من وتيرة التأويلات في شأن الرسالة التي وجّهها، خصوصاً أنها ترافقت مع تطورين بارزين هما: قيام عهد جديد في لبنان برئاسة العماد ميشال عون، والتداعيات الملتبسة لانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، رغم الارتياح العلني لروسيا.  فرغم المهادنة السياسية التي يبديها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري حمايةً للمناخ الإيجابي في لبنان عبر التسوية التي حظيت باحتضانٍ داخلي وإقليمي، فإن كتلته البرلمانية لم تجد ملائماً إدارة الظهر لعرض القوة الذي قام به “حزب الله” والذي رأتْ فيه “رسائل يرسلها حزب الله في مختلف الاتجاهات”. واعتبرت “كتلة المستقبل” أن أولى هذه الرسائل تأكيد “حزب الله” من جديد تقديم مصلحة إيران على المصلحة الوطنية، وثانيها توجيه رسالة تهديد دولية وإقليمية، وأخرى داخلية للدولة اللبنانية، معتبرة أنها تعكس عدم اكتراث بإطلالة العهد الرئاسي الجديد وخطاب القسَم للرئيس ميشال عون. ورأت أوساط سياسية في بيروت ان حرص الرئيس عون أمس على تأكيد تمسكه بخطاب القسم يشكّل محاولة ضمنية للحدّ من الأجواء السلبية التي نجمت عن التعاطي مع العرض العسكري لـ “حزب الله” على أنه ردّ غير مباشر على الإشادات المتعاظمة لما تضمّنه خطاب القسَم عن الحاجة الى تحييد لبنان عن النزاعات الإقليمية. وبرز ميل لدى بعض الدوائر السياسية للقول إن “حزب الله”، الذي باغت العهد الجديد بعرضه العسكري غير المسبوق أراد تقديم نفسه على أنه “جيش حماية لبنان” تارة من إسرائيل وتارة من التكفيريين، وأن الجيش اللبناني الذي يستعدّ لعرض عسكري الثلاثاء في ذكرى الاستقلال مجرد أداة لحماية الأمن الداخلي. ورغم أن الإعلام القريب من “حزب الله” حرص على الترويج لـ “رسالة واحدة” أرادها الحزب “ضد الإسرائيليين والتكفيريين”، فإن آخرين رأوا في هذه المقاربة مجرد “بروباغندا” لا يحتاج اليها الحزب أساساً، وهو الذي تعمّد تجهيل “مَن يعنيهم الأمر” برسائله المدجّجة.

وهذا التجهيل لم يحل دون معرفة الأبعاد الحقيقة لـ “التظاهرة المدرّعة” التي أطلقها “حزب الله” الأحد الماضي. ففي تقدير أوساط خبيرة في سلوكه أن الهدف من “عرض القوة” كان القول إنه “باقٍ في سورية ويتمدد” في رسالة شبه حصرية للعالم العربي، خصوصاً دوله التي تضغط في اتجاه تكوين رأي عام دولي يطالب بانسحاب “حزب الله” من سورية أسوة بأي ميليشيات أخرى. وتماشياً مع هذا الاعتقاد، ربطت بعض الدوائر بين العراضة العسكرية لـ “حزب الله” وإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي -مون أن عبور مقاتلين تابعين لـ “حزب الله” الى سورية يشكل انتهاكاً للقرار 1701، الذي كان أنهى العمليات العسكرية في جنوب لبنان في أعقاب حرب الـ 33 يوماً في تموز 2006. وكان لافتاً في سياق آخر أن كلام نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عن أن حزبه تحوّل “جيشاً”، جاء ليؤكد ما كانت نشرته “الراي” في تقرير لها في 26 ايلول 2015 من أن “الرئيس السوري بشار الأسد قرر إعطاء حزب الله 75 دبابة ليصبح لهذه القوة المنظّمة غير النظامية أول لواء مدرّع تملكه من دبابات T-72 وt-55 وغيرها…”، وهي الدبابات التي أظهرها العرض العسكري أخيراً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

كلينتون: الانتخابات كشفت عن انقسامات حادة في الولايات المتحدة

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - اكدت هيلاري كلينتون في اول ظهور عام منذ خطاب الاقرار بالهزيمة امام دونالد ترامب، امس ان التصويت الرئاسي كشف عن انقسامات عميقة في "اعظم بلد في العالم". وقالت المرشحة الديموقراطية السابقة في امسية خيرية في واشنطن :"في الاسبوع الفائت تساءل كثيرون ان كانت اميركا فعلا البلد الذي يخالون". واضافت :"الانقسامات التي كشفتها هذه الانتخابات عميقة، لكن رجاء صدقوني عندما اقول ان اميركا تستحق العناء". وألقت كلينتون كلمتها امام جهات تمويل وضيوف آخرين في حفل خيري لصندوق الدفاع عن الطفولة، وهي جمعية لا تبتغي الربح تعنى بالاطفال الفقراء. وكرم الحفل كلينتون لمساهماتها في المنظمة. وكانت قد عملت فيها كمحامية شابة في السبعينيات قبل ان تترأس مجلس ادارتها. وقالت كلينتون امام حضور بالمئات: "اعترف ان المجيء الى هنا الليلة لم يكن سهلا"، مضيفة: "في الاسبوع الفائت لم اكن احيانا ارغب الا بالمكوث في المنزل مع كتاب جيد وكلابنا، والا اخرج مجددا الى الابد". واضافت :"ان الكثيرين من الحضور واجهوا خيبة نتائج الانتخابات، متابعة "انا كذلك، اكثر مما استطيع التعبير. لكن كما قلت في الاسبوع الفائت، لم تكن حملتنا اطلاقا تتعلق بشخص واحد ولا حتى انتخاب واحد، بل كانت بشأن البلد الذي نحب وبناء اميركا ملؤها الامل شاملة للجميع وواسعة القلب. لم اخض العمل العام لتولي منصب عال".

 

خامنئي: إيران مستعدة لمواجهة أي حادث بعد وصول ترامب

"العربية"/17 تشرين الثاني 2016/صرح المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأربعاء، أن بلاده مستعدة لمواجهة أي حادث يأتي إثر وصول دونالد ترمب للرئاسة الأميركية، مشدداً على أن طهران لم تبتهج أو تحزن بفوز ترمب بانتخابات الولايات المتحدة.  واعتبر خامنئي الحزبين الجمهوري والديمقراطي "شراً" لإيران، وقال إن الحزبين أضرا بإيران طيلة العقود الماضية من انتصار الثورة الإيرانية، على حد قوله.  ولم يتطرق المرشد الإيراني إلى تصريحات ترامب حول الاتفاق النووي وتهديد الرئيس الأميركي الجديد بتمزيقه أو على أقل تقدير تعديله، لكنه انتقد بعض من سمّاهم بـ"فاقدي البصيرة" من النخب في بلاده، بإشارة إلى الداعين للتقارب مع الولايات المتحدة. وقال خامنئي إنه لا يحكم على الانتخابات الأميركية، أو إن هذا الحزب أو ذلك وصل للسلطة، فكلاهما ألحق شراً ببلاده. حسب ما جاء في وكالة تسنيم المقربة من الأمن الإيراني. وتتضارب تصريحات السلطات الإيرانية بين من هاجم الرئيس الأميركي المنتخب بعد إعلان فوزه رسمياً، ومن يدعو إلى الانتظار حتى يتكشف موقف ترامب الحقيقي حول الاتفاقية النووية، حيث كان قد وصف الاتفاق خلال حملاته الانتخابية بأنه "الأكثر غباء في التاريخ". وفي حين طالبت الحكومة الإيرانية بقيادة حسن روحاني التي تنتمي للإصلاحيين والمتشددين، الرئيس الأميركي المنتخب باحترام الاتفاقية النووية المنعقدة بين طهران والدول الست الكبرى، هاجم التيار المتشدد ومن بينهم أئمة الجمعة وقيادات الحرس الثوري الإيراني، دونالد ترامب بعد فوزه في الانتخابات الأميركية، بسبب تصريحاته حول إيران والاتفاقية النووية.

 

هولندا: تعزيز الاجراءات الامنية في مطار روتردام لاهاي بسبب تهديد ارهابي

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أعلنت السلطات الامنية الهولندية تعزيز الاجراءات الامنية في مطار روتردام-لاهاي، اليوم، بعدما تلقت الشرطة "رسالة من مجهول" تشير الى "تهديد ارهابي محتمل ضد المطار". وقالت في بيان: "ان جهازي الشرطة العسكرية والشرطة اطلقا تحقيقا بعد هذا الانذار" و"اتخذا عددا من الاجراءات الامنية الاضافية المرئية وغير المرئية". واظهرت لقطات بثتها هيئة الاذاعة والتلفزيون الحكومية الهولندية رجالا من الشرطة العسكرية مدججين بالسلاح ومزودين سترات واقية وخوذا يراقبون الحافلات والآليات الاخرى ويتمركزون في بهو المغادرين وكذلك عند مدخل مرأب المطار الذي يبعد 6 كيلومترات الى الشمال من روتردام. وفي مؤتمر صحافي قصير، قال ناطق باسم الشرطة العسكرية ان "حركة السير في اتجاه المطار لم تتوقف". ولم يتحدث الموقع الالكتروني للمطار عن اي اضطراب في حركة النقل الجوي. واشار البيان الى ان "رئيس بلدية روتردام والمدعي وقائد الشرطة يعملون معا حول هذه الاجراءات الامنية الاضافية ويتعاونون بشكل وثيق مع الشرطة العسكرية".

 

الوكالة الدولية للطاقة دعت ايران الى احترام الاتفاق النووي

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - دعا الامين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو طهران، اليوم، الى "الاحترام الدقيق للاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى الكبرى، بعد رصد فائض في مخزون الماء الثقيل الايراني". وقال امانو لدى افتتاح اجتماع لحكام الوكالة الاممية في فيينا: "من المهم تجنب اوضاع مماثلة في المستقبل للحفاظ على الثقة الدولية في تطبيق الاتفاق". وفي تقريرها المرحلي الأخير الذي كشفت عنه الاسبوع الماضي، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان طهران "تحترم التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق الموقع في تموز 2015 مع الدول الست الكبرى". لكن الوكالة كشفت عن "تجاوز بنحو 100 كيلو عن السقف المحدد للجمهورية الاسلامية ب130 طنا في مخزون الماء الثقيل. وقد تعهدت طهران نقل خمسة اطنان منه الى الخارج".

 

البابا فرنسيس أشاد بتضحيات المسيحيين في العراق وسوريا

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - اشاد قداسة البابا فرنسيس، اليوم، بقوة بتضحيات "الشهداء" المسيحيين في العراق وسوريا الذين ظلوا مخلصين لعقيدتهم ودفعوا حياتهم ثمنا لذلك". وقال اثناء استقباله بطريرك كنيسة المشرق الاشورية كيوركيس الثالث في الفاتيكان: "نحن مصدومون بشدة لما يحصل في الشرق الاوسط" وخصوصا في العراق وسوريا. وندد مرة جديدة "بعنف النزاعات الدموية" التي يتعرض لها الاف الاشخاص من دون "أي دافع مبرر"، قائلا ان "اخوتنا واخواتنا المسيحيين وكذلك مختلف الاقليات الدينية والاتنية تتعرض، للأسف، يوميا لمحن كبرى". واضاف البابا ان هؤلاء "الاخوة والاخوات يشكلون بالنسبة الينا مثالا ونموذجا ويحضوننا على البقاء متحدين مع الرب، هذا الأمر نتعلمه خصوصا من الشهداء الذين حافظوا على أمانتهم للرب ودفعوا حياتهم ثمنا لهذه الأمانة". من جهته، دعا بطريرك كنيسة المشرق الاشورية الى اجتماع دولي كبير لكل البطاركة من اجل "فهم افضل للمعضلة الحالية التي يعيشها المسيحيون في الشرق الاوسط" والذين يضطرون الى النزوح بكثافة من المنطقة.

 

قانون أميركي يسمح بتجديد العقوبات على إيران

العرب/18 تشرين الثاني/16/واشنطن ـ صادق مجلس النواب الأميركي (إحدى غرفتي الكونغرس)، الأربعاء، على مشروع قانون يسمح بتجديد العقوبات المفروضة على إيران لمدة 10 سنوات، في خطوة تعتبر احترازية لضمان التزام طهران بالاتفاق النووي الموقع العام الماضي. ويهدف مشروع القانون، الذي حاز موافقة 419 من أصل 435 عضواً، إلى توفير خلفية للرئيس الجديد للبلاد، تمكنه من إعادة فرض العقوبات على إيران خلال السنوات العشر القادمة، في حال مخالفتها الاتفاق النووي الذي وقعته مع عدد من الدول العظمى، منتصف العام الماضي. والتشريع الذي يحمل اسم "قانون تمديد العقوبات على إيران مدة 10 سنوات"، يأتي امتدادا لقانون تم التصويت عليه لأول مرة عام 1996 ويستهدف قطاعات المصارف والدفاع والطاقة في إيران. وكان أجل هذا القانون سينقضي في نهاية عام 2016 لو لم يتم تجديده بتشريع جديد. ورغم أن القانون قد يتعارض مع الاتفاق النووي الذي ينص على تخفيف العقوبات المفروضة على طهران، إلا أن مراقبين يرون أن تلك الخطوة تأتي احترازية للرد على أي خروقات إيرانية. وقال عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي، إليوت انغل، في معرض الجلسة التي بثت وقائعها على موقع المجلس: "منذ التوصل للاتفاقية النووية مع إيران قبل سنة مضت، وأنا اردد باستمرار عدم موافقتي عليها، لكن طالما تم تنفيذها، فعلينا العمل عليها بدلاً من تقويضها". وتابع: "علينا أن نواصل البحث عن طرق للضغط على إيران بخصوص جميع تصرفاتها السيئة الأخرى بما في ذلك دعم الإرهاب، والصواريخ البالستية وخروقات حقوق الإنسان وكل شيء من هذا القبيل"، على حد قوله. وقال أعضاء الكونغرس إنهم يرغبون في بقاء العقوبات لتوجيه رسالة قوية بأن الولايات المتحدة سترد على إي استفزازات من إيران وتعطي أي رئيس أميركي القدرة على إعادة العقوبات سريعا إذا انتهكت إيران الاتفاق النووي. من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية بغض النظر عن تولي دونالد ترامب لمنصب الرئيس الأميركي. واضاف روحاني " سنستمر في الوفاء بالتزاماتنا"، مشيرا الى انه يشك في ان يحافظ ترامب على وعده الانتخابي بإلغاء اتفاق فيينا 2015. ووقعت إيران والدول الست (الصين وروسيا وامريكا وفرنسا والمانيا وبريطانيا) في يوليو 2015 اتفاقا وافقت طهران بموجبه على تقييد برنامجها النووي مقابل تخيف العقوبات. وقوبل هذا الاتفاق برفض من قبل الجمهوريين وكذلك الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي سيتولى رسميا منصبه في 20 يناير. وعلى صعيد متصل، صوت مجلس النواب، الثلاثاء، على قرار يفرض بموجبه عقوبات على الدول الداعمة لنظام بشار الأسد في سوريا. وقال رئيس مجلس النواب الأميركي، بول رايان، الثلاثاء في بيان نشره موقعه الإلكتروني "الجمهوريون والديمقراطيون موقنون بضرورة عزل نظام الأسد لاستمرار في ارتكاب الفظائع ضد الشعب السوري". يشار إلى أن إيران وروسيا من أكبر الدول الداعمة لنظام الأسد ويقدمون المساعدات العسكرية له في سوريا.

وبعد إقرار مجلس النواب لهذين التشريعين، سيكون عليهما التوجه إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليهما وإذا ما أقرهما هو الآخر فسينتهي بهما الأمر على مكتب الرئيس الأمريكي الذي سيقوم إما بالمصادقة عليهما او استخدام حقه بالنقض (الفيتو) في حال رفضه.

 

الجمهوريـون يعـدّون أوراق قـوة لترامـب قبـل تســلم الحكــم وتمديد العقوبات تهويل وضغط في غياب القدرة على الغاء الاتفاق النووي

المركزية- قبل ان يتسلم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم في كانون الثاني 2017، بدأ الحزب الجمهوري بتوظيف كل الاوراق المتاحة في ملفات الداخل والخارج لتمهيد ارضية العمل للرئيس الجديد وسياسته التي يبدو ستقلب الامور راساً على عقب. وادرجت مصادر دبلوماسية غربية عبر "المركزية" تصويت مجلس النواب بغالبية 419 صوتاً، على تمديد قانون العقوبات على إيران لمدة 10 سنوات إضافية، وموافقته على مشروع قانون آخر يفرض عقوبات جديدة على النظام السوري وداعميه، من بينهم روسيا وإيران، لارتكابهما "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" في هذا الاطار تحديدا، ذلك ان القانون المشار اليه الساري المفعول منذ العام 1996، كان يفترض أن ينقضي في نهاية العام الجاري لو لم يتم تجديده، علما انه ما زال يستوجب موافقة مجلس الشيوخ على التشريع وتوقيع الرئيس باراك أوباما ليصبح نافذاً.

واعتبرت المصادر ان الحزب الجمهوري الذي اوصل مرشحه الى البيت الابيض يضغط في اتجاه إبقاء قانون العقوبات ساري المفعول، موجها رسالة قوية لطهران بأن ادارة ترامب الذي تصفه المصادر بـ"بوش +" (Bush Plus)، لن تشبه في ادائها نهج الادارة الحالية برئاسة باراك اوباما التي عقدت الاتفاق "الكارثي" مع الجمهورية الاسلامية، وفق توصيف ترامب، وهي منحت الرئيس الجديد فرصة إعادة فرض العقوبات على استثمارات قطاع الطاقة في إيران لردعها عن الحصول على أسلحة نووية في اقصى سرعة إذا ما انتهكت الاتفاق النووي، او صدرت منها اي محاولة "استفزاز".

ومع ان الرئيس ترامب لن يتمكن من الغاء الاتفاق النووي لان القرار لا يقتصر على الجانب الاميركي، بل يتطلب موافقة الاطراف الستة وايران الموقعة عليه ويحتاج ايضا الى قرار من مجلس الامن بعدما وافق عليه واصدر قرارا دوليا به، تعتبر المصادر الدبلوماسية ان ترامب يهوّل باستخدام القوة للضغط على الاطراف الاقليميين من اجل القبول بالتسوية السلمية لبلوغ الحل والابتعاد عن القوة العسكرية التي اثبتت عقمها في ترجيح كفة الميزان ميدانيا لمصلحة اي فريق خلافا للمفاوضات المستندة الى المنطق الحواري.

وللغاية تضيف المصادر، تحرك وزير الخارجية جون كيري في اتجاه دول الشرق الاوسط ساعياً الى تثبيت وقف اطلاق النار في اليمن وسوريا تمهيدا لانطلاق المفاوضات للحل السلمي، خصوصا بعدما تبين ان هناك بداية تفاهم في الملف اليمني بين السعودية وايران عبرالحوثيين وان الاتصالات تتواصل للاتفاق على اطار لبدء البحث في التسوية جديا. في حين يسعى الجانب الاميركي في العراق لمنع عناصر الحشد الشعبي من دخول المناطق التي يطرد منها تنظيم "داعش" ومعظم سكانها من المذهب السني يطالبون بدخول الحشد الوطني او الحرس الوطني وهي مجموعة سنية انشئت اخيرا.

في الاثناء، ينصرف ترامب في مهلة الشهرين المتبقية قبل جلوسه في المكتب البيضاوي الى تركيب "بازل" ادارته وتعيين فريق عمله، ومن بينه كما تفيد المصادر، طوم باراك الاميركي من اصل لبناني للاشراف على عملية الانتقال بين العهدين ولعب دورالمنسق في هذه المسيرة، وتردد ان ترامب قد يعينه وزيرا للمال في الادارة الجديدة التي لم تكتمل هيكليتها بعد، الا ان اسماء كثيرة تتردد من بينها جون بولتن او نيوت غرينغريتش رئيس مجلس النواب سابقا لمنصب وزير الخارجية الذي تتجه انظار العالم اليه.

 

النواب الأميركي يقر منع بيع الطائرات لإيران

الخميس 17 صفر 1438هـ - 17 نوفمبر 2016م/صالح حميد – العربية.نت/أقر مجلس النواب الأميركي مشروع قرار يمنع بيع طائرات بوينغ لإيران خلال جلسة تصويت مساء الخميس، بعد جدل بين معارضي الاتفاق مع إيران من الجمهوريين ومؤيديه من الحزب الديمقراطي. وينص القرار في حال التصديق عليه من قبل كل من أعضاء مجلس الشيوخ والرئيس الأميركي، على منع وزارة الخزانة الأميركية من إصدار أي ترخيص للبنوك الأميركية للتعاملات التجارية والتحويلات المالية المباشرة وغير المباشرة من قبل شركات الطيران الأميركية مع إيران. ويأتي بحث مشروع القرار الأميركي هذا بعد يوم من تصويت مجلس النواب على تمديد قانون العقوبات على إيران لعشر سنوات بأغلبية 419 صوتا. وكان النائب الجمهوري بيل هويزنغا، من معدي مشروع قرار منع بيع الطائرات لإيران، أكد أن مشروع القرار يبقي على إغلاق الأنظمة المالية الأميركية بوجه إيران، قائلا إن "بيع الطائرات إلى إيران يساعدها في تقوية برنامج التسلح، ويجب أن نوقف هذا الأمر الذي تم في عهد حكومة (الرئيس الأميركي) أوباما". من جهته، اتهم النائب ماكسين واترز، عن الحزب الديمقراطي، الجمهوريين بأنهم يسعون وراء تقويض الاتفاق النووي. ويؤكد نواب الحزب الجمهوري الذي يهيمن على أكثرية مقاعد الكونغرس أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، عازمة على اتخاذ سياسات جديدة وحازمة تجاه النظام الإيراني.

 

اعتذار" أميركي عن تصريحات كيري حول وقف النار في اليمن

الخميس 17 صفر 1438هـ - 17 نوفمبر 2016م/دبي- قناة العربية/أعلنت وكالة سبأ الرسمية أن الخارجية الأميركية اعتذرت للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، عن تصريحات الوزير جون كيري التي أعلن فيها، الأربعاء، التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار. وكان هادي استقبل صباح الخميس نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، تيم ليندر كينغ، وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن السفير ماثيو تولر، حيث تم استعراض الواقع اليمني. من جانبه، عبر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي والسفير الأميركي عن تقديرهما لمجمل الجهود التي بذلها هادي لمصلحة بلده ومجتمعه خلال مختلف المراحل الماضية. كما نقلا رسالة تحمل اعتذارا عما حصل، وفسر في وسائل الإعلام التي أخرجت الأمر عن سياقه، في ما يتعلق بتصريحات كيري حول التوصل لاتفاق لوقف النار. يأتي هذا في وقت تروج ميليشيات الحوثي لاتفاق في مسقط لوقف النار، كان تحدث عنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وأعلنت الحكومة اليمنية أنها ليست طرفاً فيه، وقالت إنه بمثابة التزام من ميليشيات الحوثي للأميركيين بالعودة إلى المفاوضات.

 

عهد ترمب يبدأ بزيادة الضغوط على إيران وروسيا والأسد

الخميس 17 صفر 1438هـ - 17 نوفمبر 2016م/العربية نت/دبي - إيليا جزائري/فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميريكية، أحدث ضجة كبيرة في الولايات المتحدة والعالم بأسره. وهذه الضجة صرفت الأنظار عن سائر التحولات التي حدثت في الساحة السياسية الأميركية التي من شأنها أن تحدث تغييرا كبيرا في السياسات التي تبناها البيت الأبيض في السنوات الثماني المنصرمة. في الأسبوع الماضي، فشل الحزب الديمقراطي في استحقاقين وهما الانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية. وكانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن الديمقراطيين سوف يستعيدون تفوقهم في الكونغرس الأميركي، ولكن حصل العكس وعزز الجمهوريون أغلبيتهم في مجلسي الشيوخ والنواب. الجمهوريون الذين كانوا يشعرون بالقلق من إمكانية تأثرهم بشكل سلبي بترمب في الانتخابات باعتبار أن الترجيحات كانت تستبعد فوزه، اتضح أنهم استفادوا بشكل غير منتظر من شعبية ترمب في عدد من الولايات المتأرجحة، وتمكنوا من تسجيل اختراقات لم تكن بالحُسبان بالنسبة لهم. ويمكن للسيطرة المطلقة للجمهوريين الآن على البيت الأبيض والكونغرس أن تفتح الباب أمامهم من أجل إجراء تعديلات قانونية سريعة وواسعة النطاق كفيلة بإلغاء الكثير من سياسات الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما.

ترمب سيتبنى نهجا مختلفا عن باراك أوباما

انتهت المواجهة في مجلس الشيوخ لصالح الجمهوريين بواقع 51 مقعدا مقابل 47 للديمقراطيين. وهذه النتائج ما هي إلا إشارة إلى أن الشعب الأميركي غير راض عن السياسات التي اتبعتها الإدارة الديمقراطية في السنوات الثماني الأخيرة. ويتعزز ذلك أيضا بواقع الانتصار المسجل في مجلس النواب، حيث بات للجمهوريين فيه 235 مقعدا مقابل 191 للديمقراطيين. وها نحن نقف في بداية عهد جمهوري بامتياز في الولايات المتحدة الذي من شأنه أن يغير ملامح سياسة وعسكرية كثيرة في أميركا والعالم.

بداية شرق أوسطية في الكونغرس ضد إيران

ويبدو أن المشرعين الأميركيين مصممون على لعب دور قوي في سياسة الشرق الأوسط بغض النظر عمن يشغل المنصب في البيت الأبيض. وكانت بداية الكونغرس بعد الانتخابات بالتصويت لمشروعين يزيدان من الضغوط على النظام الإيراني وحلفائه. وصوت مجلس النواب الأميركي بأغلبية 419 صوتا على تمديد قانون العقوبات على إيران لمدة عشر سنوات. وأقر القانون لأول مرة في عام 1996 لفرض عقوبات على الاستثمارات في قطاع الطاقة في إيران، وردع سعي إيران للحصول على أسلحة نووية. وكان أجل قانون العقوبات ضد إيران سينقضي في نهاية عام 2016 لو لم يتم تجديده. ولا يزال يتعين موافقة مجلس الشيوخ على التشريع، وأن يوقعه الرئيس كي يصبح قانونا. وقال الزعيم الجمهوري لمجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل، إن المجلس سيصوت لتجديد العقوبات على إيران لمدة عشرة أعوام قبل أن يرفع جلساته الشهر القادم، وسيرسل مشروع القانون إلى البيت الأبيض حيث من المتوقع أن يوقع عليه الرئيس باراك أوباما ليصير قانونا.

الرد الإيراني: هذه نهاية الاتفاق النووي

وردا على أول تحرك للكونغرس الأميركي بعد الانتخابات قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن إقرار مجلس النواب الأميركي تمديد العقوبات الأميركية على إيران، سيعني إلغاء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى. وأضاف شمخاني أنه إذا جرى تمديد العقوبات فإن بلاده أعدت ردا تقنيا على ذلك يمكن تفعيله في أي لحظة وبشكل سريع. وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والقوى العالمية الأخرى توصلت إلى اتفاق العام الماضي وافقت إيران بموجبه على تقييد برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات. علما بأن التصويت جاء بعد مرور أسبوع على انتخاب الجمهوري دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة. وعارض الجمهوريون في الكونغرس الاتفاق النووي بالإجماع، إضافة إلى حوالي 20 مشرعا ديمقراطيا وانتقده ترمب بشدة.

عقوبات ضد النظام السوري وحلفائه

وأقر مجلس النواب أيضا بالتصويت على مشروع قانون سيفرض عقوبات على الحكومة السورية ومؤيديها ومن بينهم روسيا وإيران لارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ومن شأن هذا المشروع إن أصبح قانونا أن يزيد الضغوط على النظام السوري وأهم حلفائها، ويفتح الباب لفرض عقوبات أكبر على إيران وروسيا. وساعات بعد إقرار المشروع في مجلس النواب الأميركي وقع الرئيس فلاديمير بوتين أمرا تنفيذيا يوم الأربعاء يسحب توقيع روسيا من معاهدة تأسيس المحكمة الجنائية الدولية. وتتعرض روسيا لضغوط عالمية بسبب ضرباتها الجوية في سوريا، ويتهمها بعض المدافعين عن حقوق الإنسان والمسؤولين الأميركيين بقصف مدنيين وأهداف مدنية. وأثار تقرير أصدره مكتب الادعاء بالمحكمة يوم الاثنين غضب روسيا بسبب إشارته إلى ضمها شبه جزيرة القرم في عام 2014 من أوكرانيا على أنه صراع مسلح. وتدرس أيضا مزاعم عن جرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية والجورجية أثناء حرب قصيرة في عام 2008.

مشرعون يطالبون بزيادة الضغوط على روسيا

ويطالب مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون كبار في الكونغرس الأميركي بأن ترد واشنطن على مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية وتصرفاتها في أوكرانيا وسوريا على الرغم من دعوات الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب لتحسين العلاقات.

وحسب وكالة رويترز، قال أكبر عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور بن كاردين يوم الأربعاء، إنه يعمل على ما وصفه بتشريع "شامل" للرد على الأفعال الروسية المناهضة للمصالح الأميركية في أوروبا وسوريا، وكذلك على الهجمات الإلكترونية التي ألقي باللوم فيها على موسكو خلال الحملة الانتخابية. وأبلغ السيناتور الجمهوري لينزي جراهام- أحد أبرز أصوات حزبه في مجال السياسة الخارجية- الصحفيين أنه يريد عقد جلسات لمجلس الشيوخ بشأن ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل في الانتخابات.

واتهمت أميركا روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية من خلال القرصنة الإلكترونية التي تعرضت لها مواقع ذات صلة بالانتخابات وأيضا البريد الإلكتروني لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.

 

العفو الدولية: إيران تتبجح بقتل مواطنيها السنة جماعيا

الخميس 17 صفر 1438هـ - 17 نوفمبر 2016م/صالح حميد – العربية.نت/نددت منظمة العفو الدولية قيام السلطات الإيرانية باستخدام أساليب دعائية فجَّة لتجريد ضحايا عقوبة الإعدام من الصفة الإنسانية في عيون الجمهور، وتحويل الأنظار عن المحاكمات المشوبة بالمثالب الجسيمة التي أدت إلى إصدار أحكام الإعدام، وذلك من خلال عرض أفلام تشوه صورة النشطاء السنة الذين أعدمتهم. ويسلط تقرير المنظمة الذي نشر الخميس والمعنون بــ:"عرض الظلم على شاشات التلفزة، التبجح بالقتل الجماعي" الضوء على كيفية إطلاق السلطات الإيرانية حملة إعلامية عقب تنفيذ عمليات الإعدام الجماعي ضد 25 رجلاُ سُنياً في 2 أغسطس 2016. وتقول المنظمة إن السلطات قامت "بإغراق النوافذ الإعلامية الخاضعة لسيطرة الدولة بالعديد من أشرطة الفيديو التي تُظهر "اعترافات" قسرية في محاولة لتبرير عمليات الإعدام". وبعد مرور ثلاثة أشهر على تنفيذ عمليات الإعدام الجماعي، لم تقدم السلطات الإيرانية معلومات حول الأنشطة الجنائية التي كان كل من الرجال الذين أُعدموا قد اتُهم أو أُدين بارتكابها. وهذا أمر بحسب المنظمة الحقوقية الدولية يشكل انتهاكاً لالتزامات إيران بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان بإصدار أحكام عامة في جميع القضايا الجنائية، مع توضيح الأدلة والأسباب القانونية التي استندت إليها الإدانة والحكم. وقال فيليب لوثر، مدير الأبحاث وأنشطة كسب التأييد في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية: "إن السلطات الإيرانية بعرضها السجناء المحكومين بالإعدام على شاشة التلفزة الوطنية، إنما تحاول على نحو مكشوف إقناع الجمهور "بذنب" أولئك السجناء، ولكنها لا تستطيع إخفاء الحقيقة التي تقول إن الرجال الذين أُعدموا أدينوا بارتكاب جرائم وُصفت بعبارات غامضة وفضفاضة، وحُكم عليهم بالإعدام إثر محاكمات جائرة بشكل صارخ." وأضاف: " ليس هناك من مبرر على الإطلاق لانتزاع "اعترافات" تحت وطأة التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة، أو عرضها بواسطة أفلام فيديو تقشعر لها الأبدان".

وأكد لوثر أن عرض السلطات الإيرانية لأشرطة فيديو "الاعترافات" الممسرحة عناوين مثيرة للغرائز والأحاسيس، من قبيل "بين يدي الشيطان" و"غياهب الظلام"، ولها خلفية موسيقية ميلودرامية. وفي بعض الأشرطة تم قطع المشاهد على الطريقة السينمائية بتعليقات من قبيل: "تتمة" أو "للحديث صلة" أو "يأتيكم قريباً" وذلك لرفع وتيرة التأثير الدرامي.ويؤكد تقرير منظمة العفو الدولية أنه في رسائل سُجلت داخل السجن وأُرسلت عبر الإنترنت باستخدام هاتف خليوي أمام الكاميرا عقب التعرض للتعذيب على مدى أشهر في مراكز الاعتقال التابعة لوزارة الاستخبارات، حيث احتُجزوا في الحبس الانفرادي لمدة طويلة، تحدث هؤلاء عن تعرضهم للركل واللكم والضرب بالهراوات الكهربائية والجَلد والحرمان من النوم والغذاء والدواء".وبالإضافة إلى إصدار أفلام فيديو دعائية، أصدرت السلطات الإيرانية سلسلة من البيانات المثيرة للغضب التي تصف الرجال المعدومين بأنهم مجرمون بشعون يستحقون العقاب الذي حلّ بهم".

وبحسب المنظمة، قد أنتجت أفلام الفيديو، وبثتها وسائل إعلام مختلفة مرتبطة بالدولة، ومن بينها إذاعة جمهورية إيران الإسلامية (إريب)، و"بريس تي في"، ومنظمة تدعى "جمعية هبيليان".

وتقول العفو الدولية إن " أية هيئة خاضعة لسيطرة الدولة، ومتورطة في إنتاج أشرطة فيديو خاصة "بالاعترافات"، تتحمل المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تُرتكب ضد الرجال الذين يظهرون في إنتاجها، وضد عائلاتهم". يذكر أن منظمات حقوقية إيرانية كشفت أن السجناء السنة الذين أعدمتهم إيران بشكل جماعي في 2 أغسطس الجاري، تعرضوا للتعذيب على أيدي عناصر الاستخبارات قبل تنفيذ الإعدام بهم شنقا. ونقل مركز مدافعي حقوق الإنسان في كردستان عن عوائل هؤلاء السجناء بأنهم شاهدوا آثار التعذيب على جثامين أبناءهم وكسور في أيديهم وأرجلهم تظهر بعض العظام الخارجة من الجلد.

ولاقت قضية الإعدام الجماعي ضد 25 ناشطاً سنياً في إيران بينهم الداعية الشاب، شهرام أحمدي، موجة من الإدانات الدولية ضد طهران، خاصة وأن أجهزة الاستخبارات الإيرانية، حاولت تلفيق التهم ووصم نشاطات هؤلاء السجناء بتنيمات متطرفة كـ "داعش" رغم أنهم كانوا معتقلين منذ عام 2009 بتهم الدعاية ضد النظام.وكانت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، أدانت الإعدام الجماعي ضد هؤلاء السجناء، وانتقدت المحاكمات غير الشفافة والاستناد على اعترافات مأخوذة تحت التعذيب من المعتقلين وعدم منح المتهمين حق الدفاع عن أنفسهم.

وكان أغلب هؤلاء المعدومين نفوا في رسائل سربوها من السجن إلى المنظمات الحقوقية الدولية قيامهم بأية أعمال مسلحة وأكدوا أن نشاطاتهم كانت تركز على تعاليم مذهب أهل السنة والجماعة بشكل سلمي وعلني وعدم عضويتهم أو مناصرتهم أية تيارات متطرفة من أي جهة كانت.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ضيف النهار شكراً غازي عاد، ضمير قضية المفقودين ... نضالك يستمر

النائب غسان مخيبر/النهار/18 تشرين الثاني 2016

ذرفتُ الدمع الحار لغياب غازي عاد، المناضل الصديق ورفيق الدرب، الذي قست عليه الحياة وجار عليه القدر حتى الضربة القاضية بالمرض المفاجئ الأخير، فاضطر للتوقف قسراً عن النضال في سبيل حل قضية آلاف المفقودين والمخفيين قسراً في لبنان وفي سوريا. كان غازي، ويبقى، مثالا فريدا في النضال، ومدرسة في القيم التي يفترض ان تتلازم مع أي عمل في الشأن العام. لا بد لي من ان اشهد له بما يتيسر من كلمات، علّ شهادتي تفي بعضا من الجميل الذي يحفظه لبنان لغازي. فشكرا لغازي عاد، على ما كان عليه وعلى ما يمثله من قدوة لأجيال من مناضلي حقوق الإنسان:

متفان في حمل قضية انسانية عامة، باتت "قضيته" والتزام حياة، لا عن مصلحة شخصية او مادية أو فئوية سياسية او طائفية. بات ابا واخا وابنا وفيا لسائر ذوي ضحايا الإخفاء القسري والجمعيات الداعمة لقضيتهم.

كان مقداما وجريئا، شامخا ونشيطا في كرسيه المتحرك. كانت له جرأة الكلام حين سكت كثيرون، والعمل حيث لم يجرؤ احد على المواجهة، لا سيما بالنسبة الى ضحايا الإخفاء القسري في سوريا. ما تردد يوما في تخطي الحواجز والمعوقات المادية والسياسية والقانونية. فاقتحم سلميا المحافل الأممية لحقوق الإنسان، واقتحم سلميا المحاكم والمؤسسات الرسمية، واقتحم سلميا حواجز القوى الأمنية في التظاهرات العديدة التي نظمها وقادها دعما لقضيته. مثابر على رغم الصعاب وانقضاء السنين من دون حلول مرجوة، ثابت على مبادئه الراسخة في قوانين ومعايير حقوق الإنسان، لا يتزحزح في اصراره للوصول الى نتائج عملية، واضح وصريح في بياناته ومناظراته الإعلامية. عالم بتفاصيل قضيته في ابعادها القانونية والواقعية. ذكاؤه متقد وذاكرته واسعة، تختزن عن ظهر قلب، اكثر واحسن من أي كومبيوتر، الأسماء والتواريخ وأرقام الهواتف وظروف اختفاء الآلاف من ضحايا الإخفاء القسري. ساهم في صوغ اقتراح القانون الرامي الى انشاء هيئة وطنية لحل قضية المفقودين وفي ابرام اتفاقات تعاون مع جهات دولية ومحلية مختلفة.

قدير في التنظيم والتخطيط. عمل على تطوير التعاون بين مختلف الناشطين والجمعيات التي ركزت على فئات مختلفة من ضحايا الإخفاء القسري، في اسرائيل وسوريا ولبنان. نظم تحركات واسس في نيسان من العام 2005 "بيت القضية"، أي خيمة اهالي المفقودين في حديقة جبران قبالة بيت الأمم المتحدة في بيروت، فبات الناشط المحرك لأطول اعتصام في تاريخ لبنان، لا بل في العالم. اليوم الجمعة، يحتضن تراب لبنان جثمان غازي عاد، وتتحرر روحه الطاهرة وتتوزع في ارواح جميع المناضلين اللبنانيين العاملين في سبيل حقوق الإنسان، قدوة ومثال وضمير قضية المفقودين. أما نحن، فنستمر في العمل والجهاد الذي بدأه غازي عاد، من دون كلل أو تباطؤ، حتى نصل الى قضية المفقودين وضحايا الإخفاء القسري بمعرفة مصيرهم جميعا وعودة رفاتهم الى ذويهم. ومن اجل ذلك، نستمر في العمل حتى يصير للبنانيين هيئة وطنية مستقلة متخصصة بحل هذه القضية الإنسانية الكبيرة وبنك معلومات للحمض النووي وغيرها من المعلومات والأدلة العائدة للضحايا وذويهم. نستمر، حتى يصير لنا في لبنان تجربة ناجحة في الوصول الى الحقيقة والعدالة والمصالحة.

شكراً غازي عاد، ضمير قضية المفقودين ... نضالك يستمر.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية "عون الثالث"

عبد الكريم أبو النصر/النهار/18 تشرين الثاني 2016

"الحقيقة الأساسية أن المحور الإيراني – السوري لم يسجل انتصاراً بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية خلافاً لما يحرص حلفاء هذا المحور والمسؤولون الإيرانيون على ترويجه، إذ ان "حزب الله" وحلفاءه لم يستطيعوا طوال أكثر من سنتين ونصف سنة ايصاله الى قصر الرئاسة بقدراتهم الذاتية بل تحققت هذه الخطوة بعد مفاوضات وتفاهمات علنية وسرية مباشرة وغير مباشرة بين عون من جهة والرئيس سعد الحريري ورئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع من جهة أخرى. وقد اضطر "حزب الله" الى قبول هذا الواقع والتكيّف معه لكنه ليس مرتاحاً اليه إدراكاً منه للدور الرئيسي الذي لعبه الحريري في دعم عون داخلياً وعربياً ودولياً". هذا تقويم مسؤول دولي من باريس استناداً الى معلومات ديبلوماسيين أميركيين واوربيين ومبعوثين دوليين مرتبطين بالأمم المتحدة. ويبدي الديبلوماسيون الغربيون تفاؤلاً مبدئياً وحذراً بالعهد الجديد في لبنان ويركزون على المعلومات والعوامل والمعطيات الأساسية الآتية التي يبنون عليها موقفهم من حكم عون وتقويمهم له:

أولاً، المسؤولون السعوديون والأميركيون والفرنسيون كانوا مطلعين على تطور المفاوضات والاتصالات السرية بين عون والحريري والتفاهمات التي أسفرت عنها والتي تشمل الحفاظ على النظام وعلى اتفاق الطائف ويرون ضرورة إعطاء الفرصة الكاملة لتسهيل نجاح العهد الجديد مع التمسّك بمبدأ أن الحكم النهائي سيكون على أفعال هذا العهد وأعماله وليس على أقواله.

ثانياً، إن من وصل الى قصر الرئاسة هو "عون الثالث" على حدّ قول ديبلوماسي غربي. فعون له ماضيان الأول معاد للنظام السوري ولـ"حزب الله" والثاني متحالف مع الحزب. وفي تقويم هؤلاء الديبلوماسيين أن عون الثاني انتهى بعد انتخابه رئيساً للجمهورية وبدأت منذ ذلك الحين مرحلة "عون الثالث" القادر على أن يكون "الجسر الوطني" بين سائر الأفرقاء والراغب ربما في الاضطلاع بهذا الدور.

ثالثاً، نجاح العهد الجديد يتطلب أن يحترم عون ويطبق صيغة تقاسم السلطة التنفيذية بين رئاسة الجمهورية والحكومة استناداً الى الدستور واتفاق الطائف، الأمر الذي يحقق المشاركة الوطنية في الحكم ويجعل عون يتعامل مع "حزب الله" على أساس أنه فريق قوي وليس الفريق الوحيد الذي ينبغي أن يتفاهم معه على كل الأمور لكي يحكم لبنان. ويدرك عون هذا الواقع.

رابعاً، لعون مصلحة حقيقية في التعاون جدياً مع الحريري رئيس الحكومة المكلّف وفي تقاسم المسؤوليات الدستورية والفعلية معه إدراكاً منه أنه الزعيم السنّي القوي في لبنان وأنه يقود تيار الاعتدال الحقيقي في مواجهة قوى الإرهاب والتطرّف، وإدراكاً منه أيضاً أن تجربة "حزب الله" في الاتيان بنجيب ميقاتي رئيساً للحكومة بعد إرغام الحريري على الاستقالة عام 2011 كانت تجربة فاشلة في نهاية الأمر.

خامساً، ليس لعون مصلحة في أن يتصرّف على أساس أنه جزء من المحور الإيراني – السوري لأن السياسات الايرانية الاقليمية مرفوضة لدى الغالبية الكبرى من الدول العربية والاقليمية ولدى الدول الغربية عموماً، بل أن مصلحة عون تقضي بأن يكون الحكم الجديد في معسكر الدول العربية المعتدلة والدول الغربية مع الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع ايران وروسيا على أساس احترام المصالح المشروعة للبنان ومتطلبات استقراره. ويبدو أن عون على اقتناع بهذا الأمر مما جعله يؤكد في خطاب القسم ضرورة النأي عن النيران المُشتعلة في المنطقة وعلى ضرورة "التزام احترام لبنان ميثاق الجامعة العربية واعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي"، وتعهد أيضاً التزام مواثيق الأمم المتحدة.

سادساً، "عون الثالث" يستطيع التعامل مع "حزب الله" من موقع قوي ولكن ليس عدائياً اذ ان الحزب مضطر الى مساعدته لكي ينجح وهذا يعني تلقائياً مساعدة الثنائي عون – الحريري، والامتناع عن وضع عقبات وشروط صعبة على الحكم الجديد اذ ان فشل هذا الحكم سينعكس سلباً على "حزب الله" ويجعله يخسر حليفه الأساسي في لبنان استناداً الى تقويم هؤلاء الديبلوماسيين الغربيين.

سابعاً، تدرك الدول العربية والغربية المعنية بشؤون لبنان أن الحكم الجديد لن يحقق معجزات وتغييرات أساسية في البلد ولن يدفع "حزب الله" الى الانسحاب من سوريا لأن هذا قرار إيراني استراتيجي. وتأمل هذه الدول في المقابل أن يركز الحكم جهوده على احياء عمل المؤسسات الدستورية وعلى تحقيق استقرار أمني وسياسي أفضل يفتح المجال أمام معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية البالغة الصعوبة وعلى ضمان حياة طبيعية نسبياً للبنانيين، وهو قادر على إنجاز هذه المهمات ضمن نطاق تطبيق المشاركة الحقيقية في السلطة ومنع أي فريق من الاستقواء على الأفرقاء الآخرين والتعاون الجدي مع الدول العربية المعتدلة والدول الغربية المؤثرة والمجتمع الدولي عموماً.

 

وبماذا يدهشوننا ؟!

نبيل بومنصف/النهار/18 تشرين الثاني 2016

كأن شيئا لم يتبدل ، وكأن لبنان بالكاد يخرج مجرجرا ذيول أفدح أزماته السياسية والإقتصادية والإجتماعية وسط انهيارات محققة في معظم قطاعاته. هذا الجاري الآن في عملية تأليف الحكومة تحول الى استعادة حرفية وممجة لمهرجان طائفي لتقاسم إقطاعات المحاصصة الحزبية لـ"القبائل الكبرى والصغرى" على نحو صادم تماما لكل من توسم نفحة تغييرية من أول طريق الخروج من نفق الازمات الخانقة عقب أزمة الفراغ الرئاسي. ترانا نبحث عبثا عن المعايير التغييرية في مسودات تشكيلة تعلو وتهبط وتتطاير معها أسماء وحقائب، فاذا بنا امام عامل الطغيان الساحق المتصل اولا وأخيرا بـ"حقوق" الأحزاب والطوائف والمذاهب ولا تكسر عيوننا معايير أخرى مرتجاة من مثل اختيارات خارجة على التقليد تتوسل ادهاشنا بنوعية مختلفة صاعدة الى السلطة. تبدو هذه التركيبة الحكومية التي تتناثر حقائبها وأسماء شاغليها المفترضين بإرادات الزعامات او بتفاهمات ثنائية وثلاثية من هنا وهناك كأنها اصابت منا الملل المسبق وانتزعت عامل الاندهاش بالكامل. في اقل من ثلاثة أسابيع تكيفنا مع تركيبة افتراضية ممعنة في التقليدية لا لشيء الا لان اللبنانيين لا يسمعون عن أي معيار آخر سوى حصص الأحزاب وتصارع التنافس اللاهث على تصيد الحقائب وترصيع أسماء المحظوظين لاحتلال الكراسي. عظيم : انها لعبة التناوب على السلطة المشروعة. ولكن صوتا لا يعلو صوت المحاصصات. اليس في هذا المهرجان الممج الممل الرتيب مكان يتيم لذاك الشيء المفتقد بشدة الذي يقول للناس لماذا التصنيف الهزلي اولا للحقائب بين مراتب وهمية لا تجد مثيلا لها في العالم الا في لبنان؟ ماذا تعني "السيادية" يا سادة حين تغدو أي حقيبة وزارية في عالم معولم بجنون موازية لشقيقتها؟ أي فارق حقيقي وواقعي بين حقيبة لا يزال "فهم" الطبقة السياسية عندنا يعدها سيادية ويصنفها "فئة اولى" فيما حقيبة البيئة مثلا تقيم في العالم "الاول" المتمدن ثورات في الفكر الإجتماعي وانقلابات في تغيير السياسيات وتحمل دونالد ترامب مثلا على التعهد بالخروج من معاهدة المناخ الكونية؟ ماذا يبقى من قيمة تصنيفات الساسة اللبنانيين للحقائب والتصارع على حقائب "اساسية" حين تغدو في واقع لبنان كبلد اول للجؤ السوري حقيبة الشؤون الاجتماعية اكثر الحقائب اتصالا وتواصلا مع سائر المنظمات الدولية والدول واكثر من وزارة الخارجية نفسها؟ وماذا نقول عن حقيبة الاتصالات التي تختصر كل عولمة الاتصالات المذهلة؟ هذا جانب من جوانب اللغو الهائل المفرط في ارجاعنا عقودا الى الوراء مع المهرجان الجاري. ولا نزيد في ما يتوجب ان نفرد له الكثير من مساحات الكلام عن معايير الاختيار التي لم نسمع عنها سوى الانتماء الى المصنفين فقط لا غير!

 

إذا كانت إيران تريد النجاح لعهد عون فعليها أن تحل مشكلة سلاح "حزب الله"

اميل خوري/النهار/18 تشرين الثاني 2016

إذا كانت إيران تريد فعلاً النجاح لعهد حليفها الرئيس ميشال عون وتؤكد صدقية تصريحات غير مسؤول فيها الداعمة للبنان، فما عليها سوى جعل السلاح حصراً في يد الدولة لتكون وحدها مسؤولة عن حماية لبنان وشعبه وصدّ كل اعتداء يقع عليه بالتفاف الجميع حول قواته المسلحة، وهو ما فعلته سوريا عندما دخلت قواتها الى لبنان إذ سحبت الأسلحة من أيدي الميليشيات اللبنانية، لأن لا دولة تستطيع أن تحكم بوجود سلاح خارجها وفي يد أي حزب أو طائفة، لان هذا السلاح لا يعطل قيام الدولة القوية فحسب بل يخلّ بالتوازن السياسي الداخلي الدقيق والحساس في لبنان ويهدّد السلم الأهلي.

لذلك مطلوب من إيران مساعدة العهد الجديد على إزالة كل سلاح خارج الدولة لأنها قادرة على ذلك كما كانت سوريا من قبل، فساعدت على تعزيز القوات المسلحة للبنان لتصبح قادرة على حفظ أمن الداخل وصد أي اعتداء من الخارج. أما إذا ظل السلاح في يد "حزب الله" فإنه يجعل أحزاباً أخرى تتسلّح هي أيضاً، فلا يعود الاحتكام عند أي خلاف للمؤسسات الدستورية إنما للسلاح وللشارع فتقع الفتنة.

إن بقاء السلاح خارج الدولة لأي سبب من الأسباب لا يحول دون إقامة الدولة القوية فقط بل يعطّل عمل السلطات والمؤسسات. وهو ما حصل منذ العام 2005 إذ ان السلاح استطاع فرض من يريد رئيساً للجمهورية ورئيساً للحكومة ووزراء فيها وحقائب. فـ"حزب الله" لم يعترف بنتائج انتخابات 2005 و2009 لأن قوى 14 آذار هي التي فازت فيها بأكثرية المقاعد واعتبرها أكثرية نيابية لا شعبية خلافاً لنص الدستور، وفرض تشكيل حكومات له فيها الثلث المعطل باسم "الشراكة الوطنية"، فكانت حكومات فاشلة وغير منتجة لأنها حكومات أضداد ومتخاصمين، ولم يلتزم الحزب بقوة سلاحه سياسة أي حكومة على رغم أنه كان شريكاً فاعلاً فيها، ولا التزم تنفيذ قرارات هيئة الحوار الوطني مع أنها اتخذت بالاجماع، ولا سيما قرار "إعلان بعبدا"، ولا شيء يمنع الحزب من أن يكرر ما فعل اذا ظل السلاح في يده، فيرفض اجراء انتخابات نيابية إلا على أساس القانون الذي يريد، فيتعرض لبنان عندئذ لخطر الفراغ التشريعي عندما لا تجرى انتخابات نيابية ولا يتم التمديد للمجلس، وقد يحول الخلاف دون الاتفاق على تشكيل حكومة فيبقى لبنان برئيس ولكن بدون حكومة بعدما كان بحكومة ولكن بدون رئيس. وعندما يحين موعد انتخاب رئيس للجمهورية بوجود مجلس نواب جديد وحكومة جديدة، وكان السلاح لا يزال في يد "حزب الله" أو في يد أي حزب آخر، فإن تعطيل نصاب جلسة انتخاب الرئيس قد يتكرر ويصبح قاعدة، حتى إذا طال أمد تعطيله، وأوشك لبنان على الدخول في المجهول، كما كاد أن يحصل هذه المرة، اضطر النواب على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم الى انتخاب اي رئيس خوفاً على مصير لبنان، وان يضطروا ايضاً الى القبول بأي قانون للانتخاب من أجل اجراء الانتخابات النيابية لأنها تصبح انتخابات الضرورة، كما صار انتخاب الرئيس عون، وان يضطروا الى القبول بأي حكومة خوفاً من فراغ يفتح على لبنان أبواب الفوضى العارمة، فتسود عندئذ سياسة "الفاجر يأكل مال التاجر"، وسياسة كل من يضع يده القوية على عنق لبنان يخيّر الخائفين عليه بين القبول بمن يريد رئيساً للجمهورية أو لا يكون رئيس في لبنان، وان تكون له هذه الحكومة او يبقى لبنان بلا حكومة، أو يكون لاجراء الانتخابات النيابية هذا القانون أو لا تجرى انتخابات.

هذا الوضع الشاذ الذي لا يحكمه دستور ولا قانون ولا نظام لا خروج منه إلا بمنع وجود أي سلاح خارج الدولة، ليكون في لبنان دولة لا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها.

إن السؤال المهم الذي ينتظر جواب ايران هو: هل هي مستعدة لأن تساعد حليفها الرئيس عون على جعل السلاح حصراً بالدولة لتكون وحدها مسؤولة عن حماية أمن الوطن والمواطن، وتجعل الدستور هو الحكم بين الجميع والقانون يطبق بدون تمييز ولا استثناء، أم تريد أن يبقى السلاح في يد "حزب الله" لأن دوره الاقليمي لم ينته بعد، ولا يهم إن لم تقم دولة في لبنان وظل الحزب هو الدولة، ولا أن ينتخب رئيس للجمهورية بإرادة حرة، ولا أن تشكل حكومة وفقاً لما نص عليه الدستور، بل جعل الشعب مكرهاً وبقوّة السلاح يقبل بأي رئيس واي حكومة وأي قانون للانتخاب خوفاً على وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات، مع أنه لم يعد لسلاح "حزب الله" دور بوجود سلاح دول كبرى في المنطقة. فهل يكون العرض العسكري في بلدة القصير السورية نذير شر وليس بشرى خير للبنان؟

 

فيتو مسيحي على منح فرنجية حقيبة وزارية وازنة في الحكومة اللبنانية

شادي علاء الدين/العرب/18 تشرين الثاني/16

بيروت - يسعى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي إلى منح رئيس حزب المردة والمرشح الرئاسي “الخاسر” سليمان فرنجية، حقيبة وازنة في أول حكومة تتشكل في عهد رئاسة الجنرال ميشال عون. لكن مساعي الحريري وبري، تصطدم كما تؤكد معلومات متقاطعة من أكثر من جهة، بفيتو من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. ويشير هذا المناخ إلى أن المسألة لا تتعلق بحدود الخلاف على الحقائب في الحكومة بل تؤشر إلى سيطرة مناخ من الصراعات وإعادة إنتاج الخيارات والتحالفات داخل كل التركيبة السياسية اللبنانية، المسيحية خصوصا.

ويمكن رد أسباب الفيتو الثنائي العوني القواتي على منح فرنجية حقيبة وازنة إلى عدة عناوين عريضة، منها أن جعجع كان يتخوف من تضخم نفوذ فرنجية في الساحة المسيحية عموما وفي منطقة الشمال خصوصا في حال وصوله إلى سدة الرئاسة، وهو السبب الذي دفعه إلى تأييد ترشيح عون الذي يسيطر الخلاف على أجواء علاقته بفرنجية على الرغم من انتمائهما إلى محور واحد. وكان إقصاء فرنجية العنوان غير المعلن لحلف عون وجعجع، وليس الموقف السلبي من منح فرنجية حقيبة وازنة سوى استكمال لعناوين الحلف المضمرة. ويبدو أن الحكومة التي يُنوى تشكيلها حاليا لن تكون حكومة العهد الأساسية بل إن مهمتها ستقتصر على التمهيد لإجراء الانتخابات النيابية التي ستعيد نتائجها إنتاج موازين القوى بشكل جديد. فيما يعود إصرار جل القوى السياسية على الحصول على حقائب سيادية أو خدماتية، إلى قدرة من يحصل على هذه الحقائب على تمكين وضعه الانتخابي والتأثير في الجماهير ودفعها إلى التصويت له وتأمين فوزه في الانتخابات النيابية.وتتعامل القوى السياسية مع هذه الفكرة كأمر محسوم، وتعتبر أن حرمانها من الحقائب الوازنة خدماتيا يهدف إلى التأثير على حظوظها في الانتخابات النيابية.

سليمان فرنجية: البلد اليوم بحاجة إلى خدمات ونريد وزارة ذات فعالية أكبر

ويمكن فهم الفيتو على فرنجية في هذا الإطار، حيث يسعى الحلف المسيحي الثنائي إلى شل قدرة فرنجية على التأثير في الناخبين وتقديم الخدمات لهم، وهو ما سيؤدي إلى تقليص حجم كتلته النيابية في الانتخابات القادمة.ورسمت العهود العسكرية المتلاحقة من إميل لحود مرورا بميشال سليمان وصولا إلى ميشال عون ملامح بلد يعيش في أزمة مستمرة تتطلب وجودا عسكريا على رأس السلطة تحت عنوان الضبط وفض النزاعات. ويمتاز فرنجية بأنه النقيض المباشر للعناوين التي تسمّ رئاسات العسكر وحضور الشخصيات العسكرية ونفوذها في الوسط المسيحي واللبناني. ففرنجية قادم من منطقة أخرى لا ترتبط بالأزمات وفض النزاعات بقدر ما ترتبط بمشهد التسويات. ولحظة وصول الجنرال عون إلى سدة الرئاسة هي لحظة ملتبسة مبنية على واقع الصراعات الزلزالي والآيل لتقلّبات عنيفة وحادة لن تسفر في نهاية المطاف سوى عن تسويات تتطلب إزالة العسكر من واجهة مشهد السلطة، والبحث عن شخصيات تنسجم مع متطلبات المرحلة الجديدة.

لحظة وصول الجنرال هي لحظة اختلال التوازنات لصالح فريق في حين أن لحظة فرنجية المنتظرة تتخذ صيغة ثبات التوازنات. وتتخوف الثنائية المسيحية من هذا الواقع، حيث يخشى التيار الوطني الحر من تكون رئاسة الجنرال هي الحد الأقصى الذي يمكن أن يحظى به والذي ستتبعه فترة انحدار وتراجع ما لم ينجح هذا العهد في تمكين سيطرة التيار على القرار المسيحي. ويخشى جعجع من أن تؤدي التطورات إلى الدفع بفرنجية إلى واجهة الأحداث على حساب طموحاته الرئاسية والشعبية المسيحية، خصوصا وأنه يعرف أن التحاقه بعون مغامرة خطيرة في حال لم ينجح في انتزاع حصة وازنة لنفسه ضمن تركيبة السلطة تجعله الوريث الشرعي للتيار الوطني الحر الذي يعيش مع رئاسة عون عهده الذهبي.

ونجح فرنجية في إنجاز مصالحة مع المكون السني في لبنان ومع المحيط العربي، فهو على الرغم من انتمائه إلى محور الممانعة، إلا أنه لم يورط نفسه في الهجوم على السعودية ولم يعمد إلى استعدائها كما فعل التيار الوطني الحر. ويشكل هذا الأمر عاملا أساسيا في تركيب خارطة المرحلة القادمة التي يرجّح أن يتمتّن فيها الحلف السني في لبنان والمدعوم من المحيط العربي. ولا ينظر الجمهور السني في لبنان إلى رئاسة عون بعين الرضا قياسا على تاريخ الصراع بينه وبين التيار الوطني الحر. وتضاف إلى ذلك أن العلاقة بين القوات اللبنانية والمستقبل والتي ليست على ما يرام لأن الحريري أنجز الاتفاق مع التيار الوطني الحر بمعزل عنها. وفرنجية هو المرشح الأكثر حظا لكي يكون الشخصية المسيحية الأكثر قبولا في المرحلة القادمة، وهو ما يسعى كل من جعجع وعون إلى نسف المعطيات التي تؤمّن نجاحه. ولا يزال التيار الوطني الحر يصر على طرح مشروع القانون الأرثوذوكسي، وهو ما تتوافق معه عليه القوات مبدئيا، وإن كانت تبدي انفتاحا على إقرار قوانين أخرى. ويمكن ربط الفكرة من التأكيد على أولوية هذا القانون من قبل الثنائية المسيحية برفض منح حقيبة وزارية وازنة لفرنجية من خلال موضوع تضييق حدود التحالفات الانتخابية، وحصرها في حدود الطائفة المسيحية. ويهدف هذا المنطق إلى حصر حدود فرنجية في الإطار المسيحي البحت، ما يفقد علاقته بالأطراف الإسلامية من ناحية أيّ جدوى انتخابية ويجعل من ناحية أخرى قدرته على التأثير على الناخبين المسيحيين في منطقته محدودة. وهكذا تكتمل عملية الحصار المزدوجة قانونيا عبر طبيعة القانون الانتخابي من ناحية وميدانيا من ناحية ثانية، حيث يمكن أن يتسبب عجز فرنجية عن تقديم الخدمات إلى جمهوره في تفكيك شعبيته. والنتيجة المتوقعة من هذا الحصار، كما تنظر إليه الثنائية المسيحية، ستكون دفع جمهور فرنجية إلى الالتحاق بركب الثنائية المسيحية التي تمتلك قدرة أكبر على التأكيد على أنها وحدها القادرة على تحويل عنوان حقوق المسيحيين إلى أفعال وفرص عمل.

 

لهذه الأسباب إنتفض الراعي مُجدَّداً

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الجمعة 18 تشرين الثاني 2016

ظنّ البعض أنّ لهجة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قد خفّت بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لكنّه فاجأ الجميع أمس وأثناء استقباله رئيس الجمهورية باستمرار هجومه على ما يَعتبره «شواذاً» عن الدستور، رافضاً «استبدال «سلة الشروط» بصيَغ التشبّث بحقائب واستخدام «الفيتو» من فريق ضد آخر». طُبّق العرف، زار رئيس الجمهورية المنتخب الصرح البطريركي في بكركي، لكنّ الأبعد من هذا كلّه، الكلام العالي النبرة الذي أدلى به بطريرك الموارنة والذي واصل فيه إسقاط الشروط التي توضع على رئيس الجمهورية «لتكبيله والإنتقاص من صلاحياته».

في نظر بكركي، انّ القضية ليست انتخاب رئيس للجمهورية فقط أو تحصيل مكاسب، بل إنّ المسألة أعمق بكثير، وتتمثّل في عودة المسيحيين الى الدولة والحكم، عودة أتت أقوى ممّا تمنّاها البعض، حتى إنّ اكثر الطامحين من «التيار الوطني الحر» لم يحلموا بها.

كل تلك الأمور ظهَرت جلياً خلال الكلمتين اللتين تُليتا في بكركي أمس، فقد بدأ الراعي بالتذكير بالمراحل التي مرّ بها لبنان ليستكملها عون بسَرد تاريخ النضال الماروني منذ التأسيس الاوّل حتّى وقتنا هذا.

وفي الواقع، فإنّ الراعي يتبع لهجة عالية ساهمت فيها تصرّفات عدّة، بدءاً من الملفات المطلبية المسيحية، مروراً بقضايا الديموغرافيا والجغرافيا وصولاً الى انتخاب الرئيس. وفي السياق، تؤكد مصادر كنسية لـ«الجمهورية» أنّ الأسباب التي تقف وراء النبرة الخطابية للبطريرك تدرّجت بمراحل عدّة، فعند وقوع الفراغ الرئاسي، وصلت الأمور الى حائط مسدود، ولم يبقَ لبكركي والمسيحيين شيء يخسرونه، فعلَت الصرخة في كل الإتجاهات، حتى انّ الراعي لم يرحم القيادات المسيحية من انتقاداته.

وتتابع المصادر: «كل شيء كان قيد الدرس، الى أن وصلنا الى اللحظة الحالية، ففي مرحلة الحلول يجب التسهيل، لكنّ العراقيل التي كانت توضع كثيرة وأبرزها «السلّة»، فاضطر البطريرك الى «الضرب بيد من حديد» لإسقاط العراقيل وكَسر المحرمات «المصطنعة».

وتَروي المصادر أنّ لحظة الإنتخاب كانت مصيريّة، لكنّها لم تُنهِ القصة، لذلك وجَد الراعي أنّ المعركة مستمرة، خصوصاً أنّ الفريق نفسه يستمرّ في وضع شروط على الاحزاب المسيحية فقط، وكأنّ حقوق المسيحيين سائبة، وتعوّدوا على الإستهانة بها.

وتؤكّد المصادر أنّ «ما قبل انتخاب عون ليس كما بعده، فزَمن الاستهتار بالمسيحيين قد ولّى، ويستند الراعي في مواقفه هذه الى عوامل عدّة، تفنّد بالآتي:

أولاً: ينطلق الراعي في مطالبه من الدستور واتفاق «الطائف»، فهو لم يدعُ الى خرق الدستور أو الإستئثار بالسلطة، بل إنه شدّد امام عون على تطبيق «الطائف» الذي نصّ على المناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين، من هنا، مطالبته بقانون انتخاب عادل لا تراجع عنه.

ثانياً: يستند الراعي في تصعيد موقفه الى الإرتياح وجرعة الدعم التي تطبع الساحة المسيحيّة. فتاريخياً، عندما كان المسيحيون أقوياء، كانت بكركي والمراكز المسيحية القيادية مثل رئاسة الجمهورية، قيادة الجيش، حاكم مصرف لبنان قوية، وعندما ضعف المسيحيون ضعف الجميع، وبالتالي يتسلّح الراعي بـ«اتفاق معراب» والمسيحيين لينطلق الى تثبيت خطواته وتقوية العهد.

ثالثاً: إنّ عودة المسيحيين الى رأس الدولة تعطي دفعاً، فوجود رئيس قوي، اضافة الى حكومة جديدة، يعني أنّ المعطى تغيّر، وبالتالي فإنّ المسيحيين يستعيدون مواقعهم الطبيعية في البلد الذي أسَّسوه.

رابعاً: إنّ الراعي مصرّ على تطبيق «الطائف» كاملاً، وبالتالي فإنّ من يشكّل الحكومة هُما رئيسا الجمهورية والحكومة، ولن تقبل بكركي بانتقاص ما تبقّى من صلاحيات لرئاسة الجمهورية وأهمّها توقيع تأليف الحكومة. ومن جهة ثانية، فإنّ «الطائف» قد أخذ قسماً من صلاحيات الرئيس وأعطاها لمجلس الوزراء مجتمعاً، لذلك فإنّ وضع «فيتو» على أي قوة تمثيلية مسيحية وعلى رأسها «القوات اللبنانية» يعني أنّ خللاً في التركيبة والشراكة قد يحصل.

خامساً: بالإضافة الى الإتفاق المسيحي الداخلي، تأتي الرياح الإقليمية والدولية لصالح استعادة المسيحيين دورهم من خلال عدم ممانعة الدول انتخاب المسيحي القوي، وعلى رأسها ايران والسعودية إضافة الى رفض الدول الغربية المسّ بصلاحيات المسيحيين، لذلك ترى بكركي انّ اللحظة مؤاتية لاستعادة ما سلب.

تفضّل بكركي عدم الدخول في سجال مع بعض المرجعيات الروحية في الطائفة الشيعية التي رَدّت على كلام الراعي، خصوصاً أنّ البطريرك كان واضحاً، والظلم والحرمان رافق المسيحيين منذ العام 1990، في حين كانت فئات كثيرة تسرح وتمرح وحدها في الحكم ولم نسمع منها موقفاً واحداً ضدّ الإضطهاد المسيحي، في وقت يمتعض البعض من مطالبة المسيحيين بحقوقهم وهم لا يتعدّون على حقوق الآخرين.

 

رسالة القصير… رسالة إيرانية

خيرالله خيرالله/العرب/18 تشرين الثاني/16

كان العرض العسكري لـ“حزب الله” في القصير السورية رسالة في اتجاهات عدّة أكّدت قبل أيّ شيء آخر أنّ ميليشيا هذا الحزب ليست سوى لواء في “الحرس الثوري الإيراني”. فحوى الرسالة أن إيران موجودة في سوريا وذلك ليس عبر قواتها فحسب، بل عبر ميليشيات أخرى تابعة لها أيضا. بين هذه الميليشيات “حزب الله”. هذا يعني في طبيعة الحال، أنّ ليس في استطاعة أي جهة، أكانت أميركية أو إسرائيلية أو تركية أو روسية خصوصا، أو أي اتفاقات بين هذه الدولة أو تلك، تجاوز الوجود الإيراني في الأراضي السورية. إيران شريك في أي قرار متعلّق بمستقبل سوريا بغض النظر عمّا يحصل بين روسيا وتركيا، وما يمكن أن يحصل في المستقبل بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، أو بين إسرائيل وكلّ من تركيا وروسيا. لم يكن العرض العسكري مجرّد عرض قوة يظهر أن “حزب الله” صار بالفعل أقرب إلى جيش نظامي يستطيع التحرك بكلّ حرية بين سوريا ولبنان وفي البلدين معا، أي أنّه ألغى شيئا اسمه الحدود اللبنانية والسيادة الوطنية لكلّ من لبنان وسوريا، وكلّ ما ترمز إليه هذه الحدود. هناك، إلى جانب ذلك، عاملان في غاية الأهمّية لا يمكن تجاهلهما هما عاملا المكان والزمان، إضافة بالطبع إلى معنى سقوط نظرية السيادة السورية، بعدما صار في استطاعة ميليشيا لبنانية تابعة لإيران تنظيم عرض عسكري على أرض ذلك البلد…

عامل المكان هو القصير، ذات الموقع الاستراتيجي على الطريق الممتد بين دمشق وحمص. الوجود في القصير جزء من عملية تدمير حمص كمدينة سنّية – مسيحية رفضت تاريخيا الرضوخ للنظام الأقلّوي في سوريا. هذا الوجود جزء أيضا من عملية تدجين دمشق وتغيير طبيعة المدينة وتركيبتها السكّانية. يشمل ذلك أيضا كلّ المناطق المحيطة بها، أكان ذلك عن طريق التطهير ذي الطابع المذهبي، الذي يتضمن استحضار عائلات من مناطق سورية أخرى أو من لبنان والعراق، أو عن طريق التهجير وشراء الأراضي.

باختصار، إن القصير، التي هجّر “حزب الله” أهلها، ترمز إلى سياسة تقوم على ربط دمشق بحمص كجزء من مشروع “سوريا المفيدة” الذي تعتبر إيران أنّ لديها حصّة كبيرة فيه تقوم على التحكّم بدمشق عبر وسائل عدة. من بين هذه الوسائل ربط “سوريا المفيدة” بالدويلة التي أقامها “حزب الله” في لبنان.

أمّا الزمان، فهو زمان دونالد ترامب. تريد إيران إبلاغ الإدارة الجديدة في واشنطن أنّها لاعب أساسي في سوريا، وأنّ لا مجال لتجاهل ذلك بأي شكل. إيران تؤكد، عبر العرض العسكري لـ“حزب الله” في القصير، أنّها تتحكم بلبنان وتتحكم بجزء من سوريا وأن لا شيء يمكن أن يحصل في سوريا من دونها، تماما كما عليه الحال في العراق. بالنسبة إلى عامل الزمان، لم يعد سرّا أن إيران تقدّم أوراق اعتمادها، في هذا الوقت بالذات، للإدارة الأميركية الجديدة في حين يتحدّث رئيس النظام السوري بشّار الأسد عن استعداده للتعاون مع إدارة ترامب في الحرب على الإرهاب. هل من مهزلة أكبر من مهزلة أن يتحدث النظام السوري وإيران عن الحرب على الإرهاب؟ إذا كان ترامب ساذجا إلى حد عدم الربط بين النظام السوري وإيران من جهة، والإرهاب من جهة أخرى، هل سيكون المسؤولون البارزون في الإدارة الجديدة من الجهل إلى درجة السقوط في الفخّ الإيراني القائم على فكرة أن الشعب السوري مجموعة من الإرهابيين؟

إنّه زمان ترامب الذي تحاول إيران التكيّف معه عن طريق سلسلة من المناورات التي تقوم بها من بينها فرض أمر واقع في سوريا. يقوم هذا الأمر الواقع على أنّ وجودها العسكري والأمني ووجودها الآخر، الذي يحمل الطابع المذهبي في دمشق وحول دمشق وفي محيط حلب، يعني أن لا بحث في مستقبل هذا البلد، بقي موحّدا أم لا، من دونها.

تبقى للبنان حصّته في رسالة القصير. جاء العرض العسكري بعد انتخاب رئيس للجمهورية وبعد تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة. من يقوم بعرض عسكري في القصير، إنّما يقول للعهد الجديد إنّه أكبر من لبنان. “حزب الله” أكبر من البلد ومن كلّ مؤسساته. ولذلك سمح أخيرا بانتخاب رئيس للجمهورية بعدما أربكه موقف سعد الحريري. إنّه لاعب إقليمي منخرط في المشروع التوسّعي الإيراني الذي يبدأ في العراق ويصل إلى لبنان عبر سوريا. لم تعد من حدود معترف بها دوليا تفصل بين الدول. هناك رابط مذهبي يتجاوز كلّ حدود وكلّ سيادة وطنية. هذا الرابط المذهبي الذي تستثمر فيه إيران يجعل “حزب الله” قادرا على القول إنّ لبنان مجرد تفصيل بالنسبة إليه، وأنّه يخوض معارك كبيرة أبعد بكثير من حدود البلد الصغير… وصولا إلى اليمن والبحرين وعدد لا بأس به من دول الخليج! يطرح العرض العسكري لـ“حزب الله” في القصير والذي ترافق مع ممارسات عدّة ذات طابع مذهبي، كانت إحداها في مطار بيروت، تحدّيات كثيرة أمام العهد الجديد في لبنان. يواجه هذا العهد، قبل كلّ شيء، أزمة اقتصادية عميقة يعاني منها البلد. لا خروج من هذه الأزمة من دون لملمة الأوضاع الداخلية والعمل على إعادة الانفتاح على دول الخليج العربي. ما يفعله “حزب الله” يصبّ في عزل لبنان عن العرب وسدّ أبوابه في وجههم. وستكون لذلك انعكاسات في غاية السلبية على اللبنانيين العاملين في الخليج في المدى البعيد وعلى مستقبل أولادهم. في الإمكان الإشارة إلى تحديات كثيرة أخرى، من بينها النفايات والمعاينة الميكانيكية للسيارات، لكنّ الموضوع الذي سيطرح نفسه في الأسابيع والأشهر المقبلة هو ذلك المتعلّق باللاجئين السوريين في لبنان. الأكيد أن تهجير السوريين من أرضهم إلى لبنان وغير لبنان، من منطلق مذهبي أوّلا، لن يساعد في حلّ المعضلة السورية. على العكس من ذلك، سيساهم في تعقيدها، كما سيخلق مشاكل ضخمة لبلد صغير مثل لبنان. الأكيد أيضا أنّ وجود “حزب الله” في سوريا كتعبير عن الاحتلال الإيراني لجزء من هذا البلد لن يساهم سوى في خدمة الإرهاب. من يقمع شعبا ويهجّره من أرضه، إنما لا يدري ما الذي يفعله وما ستكون عليه النتائج التي ستترتب على ذلك في مرحلة لاحقة. سيكون على من يستثمر في إثارة الغرائز المذهبية، إنْ عبر المشاركة في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري، أو عبر عرض عسكري في القصير، تحمّل نتائج أعماله عاجلا أم آجلا… ولكن منذ متى كان لبنان واللبنانيون ومستقبل أبنائهم همّا إيرانيا أو أحد هموم “حزب الله” بكلّ ما يجسّده على كلّ صعيد، بما في ذلك التعبير عن مشروع توسّعي قائم على استخدام الشعارات الطنانة والغرائز المذهبية لتفتيت المنطقة طوائف ومذاهب وإشعال حروب داخلية لا نهاية لها!

 

هل آن الأوان لكشف مَحاضر «الطائف»؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 18 تشرين الثاني 2016

بعد 27 عاماً من المواجهة، دخل رئيس الجمهورية ميشال عون في مصالحة «مفاجئة» مع «اتفاق الطائف». لكنّ تحقيق المصالحة فعلاً لا يكون «على زغل»، بل بمكاشفة شاملة وكاملة حول «الطائف»، أي بوضع كل الأوراق القديمة على الطاولة، فيعرف كل طرفٍ ما له وما عليه. فهل هناك استعداد لدى بعض اللاعبين لتغيير قواعد اللعبة التي اعتاد عليها منذ عشرات السنين؟ في «اتفاق الطائف» بنود جرى تنفيذها بدقّة، وأخرى جرى تنفيذها مشوّهة، وأخرى لم تنفَّذ على رغم الرغبة في تنفيذها، وأخرى لم تنفَّذ لرغبةٍ في الهروب. وفوق كل ذلك، لم تزل محاضر المؤتمر واللقاءات التي سبقته طيّ الكتمان منذ 27 عاماً.

فلماذا يجب كشف المحاضر؟ المعنيون بالدستور يقولون: هناك نصوص الطائف، وهناك «روح الطائف» التي تكشفها النصوص أحياناً، لكنها غامضة في معظم الأحيان. وما تعجز النصوص عن إيضاحه يمكن أن تفسِّره المحاضر المطويّة في الأدراج منذ أكثر من ربع قرن. ولكن، تحوم التكهنات والتخمينات حول مضامين هذه المحاضر، من دون أن يتمكن أحد من إثباتها أو نفيها. وإذا كان وصول عون إلى الحكم قد قطع الطريق على المسار نحو المؤتمر التأسيسي، وفق ما يعتقد المتفائلون. فإنّ أولى الخطوات المنطقية في استعادة الدولة ومنع الانزلاق إلى هذا المؤتمر هو التفاهم حول دستور الطائف وكشف خفاياه، ما ينهي الوساوس بين القوى الطائفية والمذهبية، ويبدّد انطباع بعضها بوجود رغبة لدى البعض الآخر في الاستئثار بالسلطة. وفي هذا الإطار، يأتي الكشف عن محاضر الطائف في درجة أولى من الأهمية.

الرئيس حسين الحسيني يحتفظ بهذه المحاضر في أدراجه، وهو لا يرغب في كشف محتوياتها، لأنّ بعض الذين شاركوا في الاجتماعات وصياغة الاتفاق ما زالوا على قيد الحياة، وربما هم لا يريدون الكشف عن مواقفهم الحقيقية وعمّا قاموا به في المؤتمر، لأنّ ذلك يعرِّضهم للخطر.

والمحاضر الأكثر حساسية هي تلك التي تشمل وقائع الاجتماعات والاتصالات التي جرت عشية عقد المؤتمر، والتي شارك فيها البطريرك مار نصرالله صفير والرئيس الحسيني، والتي انتهت بالبنود التي حظيت بموافقة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وجرى اعتمادها أساساً للاتفاق.

كما تتضمّن في شكل خاص أعمال 21 يوماً من النقاشات في مدينة الطائف السعودية، والتي كان فيها دور أساسي لما سمّي يومذاك «لجنة العتّالة» التي تضمّ 18 نائباً. وهذه النقاشات التي انتهت بتوقيع الاتفاق، كانت تحظى بموافقة القوى المعنية لبنانياً وإقليمياً. وأعضاء هذه اللجنة هم الذين أقرّوا سرّية محاضر الطائف، خوفاً على أنفسهم.

ويؤكد الرئيس الحسيني أنّ المحاضر باتت جزءاً من محاضر جلسات المجلس النيابي، وأنّه يجب إبقاؤها سرّية إلا في أحد خيارين: إمّا أن تطلب غالبية النواب الذين شاركوا في الاجتماعات نشرها، وإمّا أن يكون وضع لبنان قد بات مستقرّاً بحيث لم يعد هناك خطر على النواب المعنيين.

لكنّ هذا المنطق بات يلقى مزيداً من الاعتراض. وفي رأي كثيرين أنّ الحجج المعطاة للاستمرار في التعتيم على المحاضر لم تعد مقنعة بعد 27 عاماً من الاتفاق، للأسباب الآتية:

1- إنّ العديد من النواب المعنيين لم يعودوا على قيد الحياة، وهناك آخرون باتوا في وضعية التقاعد.

2- إنّ الظروف السائدة اليوم مختلفة تماماً عن تلك التي كانت قائمة يومذاك، والقوى التي كان يُخشى أن تقوم بردّات تستهدف هؤلاء النواب لم تعُد هي نفسها، وبعضها بات داعماً للطائف.

وأمّا دمشق فليس معروفاً ما إذا كانت قد حصلت على نسخة من المحاضر «بطريقتها» أم لا، علماً أنها هي التي احتكرت المسار الذي انتهجه تنفيذ الطائف، خصوصاً بعد استشهاد الرئيس رينيه معوّض الذي أدى إلى زوال «الطائف السعودي» واعتماد «الطائف السوري».

3- إنّ التغاضي عن نشر المحاضر بات يخلق إشكالات في تفسير الدستور أشدّ خطراً من عملية النشر. وتالياً، من ناحية المصلحة الوطنية العليا، إنّ نشر المحاضر يسهّل التوصل إلى تفاهمات وطنية واضحة ومبنية على أسس لا التباس فيها.

4- لا يمكن الركون إلى حسن تنفيذ الطائف وعدالته من دون كشف المحاضر، خصوصاً أنّ الحسيني نفسه يؤكد وجود ثغرات ومخالفات فادحة رافقت تنفيذ الطائف منذ 1990. وما يجري اليوم هو أنّ قوى معينة من هنا وهناك، تعلن من طرف واحد عن بنود ووقائع تقول إنها واردة في المحاضر. ولكن، هل هناك قدرة لأيّ طرف آخر على تأكيد ذلك أو نفيه؟

5- إنّ أحداً في لبنان اليوم لم يعد معادياً للطائف، بدءاً بالرئيس عون الخصم الأكبر للاتفاق، والذي دشّن عهده بإطلاق وعدٍ بتنفيذه كاملاً.

6- إنّ محاضر الطائف هي جزء من عملية بناء السلطة وترسيخ الميثاق الوطني، وتالياً هي ليست ملكاً لأيّ طرف أو شخص، بل هي ملك للدولة واللبنانيين جميعاً ومن حقهم الاطّلاع عليها ليبنوا عليها مستقبلهم. كما مِن حقّهم أن يعرفوا- للتاريخ- دور كل طرف في الاتفاق، سواء كان سلبياً أو إيجابياً. فالمحاسبة هي الأساس في النظام الديموقراطي.

لقد استفادت قوى محلية وخارجية من التنفيذ السيئ للطائف على مدى أكثر من ربع قرن، ودمشق في المقدمة. وفي تقدير البعض أنّ نشر المحاضر اليوم، وجعلها جزءاً أساسياً من عملية الحوار الوطني المنشودة، والتي سيرعاها الرئيس عون، من شأنه فتح الباب لإعادة الطائف إلى مساره الأساسي. وفي أيّ حال، إنّ إيجابيات الكشف عن المحاضر ستفوق السلبيات بكثير. ولكن، هل المستفيدون من التنفيذ المشوَّه، في شكل متمادٍ، سيقبلون بالتخلّي عن مكاسبهم ويعودون إلى تنفيذ طائفٍ أكثر توازناً، ما لم يتعرضوا لضغوط تدفعهم إلى ذلك؟ بعبارة أخرى، هل إنّ بعض القوى الذي وقف ضد وصول عون إلى السلطة سيقف أيضاً ضد رعايته تنفيذ الطائف في شكل أكثر توازناً، وهو الذي تعهّد في خطاب القسَم بتنفيذ الاتفاق «كاملاً وفي شكل غير استنسابي»؟ يقول البعض: إنّ الإصرار على إخفاء محاضر الطائف «إلى أن تسمح الظروف بذلك» يشبه الإصرار في مراحل سابقة على إبقاء القوات السورية في لبنان إلى أن تسمح الظروف بذلك. إنها نظرية «الشرعي والضروري والموقّت»، فهل تستمرّ بوجهٍ آخر؟

 

الطائفية والجريمة في لبنان والمشرق

محمد علي فرحات/الحياة/18 تشرين الثاني/16

سواء شُكّلت حكومة الرئيس سعد الحريري في وقت قريب أو تأخرت، فقد اعتاد اللبنانيون مخاض حكوماتهم، وربما يعتادون الشغور الرئاسي بعد تجربة سنتين ونصف السنة من الفراغ بين رئيسي الجمهورية السابق ميشال سليمان والحالي ميشال عون. صار انتخاب رئيس أو تشكيل حكومة أشبه بإعادة هيكلة الدولة أو التمديد لها، فالقوى الطائفية التي كانت تتميز بالثبات النسبي منذ إنشاء الكيان اللبناني، صارت قلقة بعد الحرب الأهلية و «اتفاق الطائف»، ومبعث قلقها ارتباطها بقوى إقليمية تميّزت بالتنافس فصارت بعد الثورة الخمينية في حال صراع، بل حرب، على صعيدي النخب الحاكمة والتشكيلات الاجتماعية الاقتصادية الدينية. وفي حين كان العرب يتغنّون بلبنان وطن السياحة والثقافة والحداثة والتعدُّد الطائفي القائم على الاعتراف والتسامح، بدأوا ينفرون ويعتبرونه مرتعاً للتعصُّب والتطرف، خصوصاً بعد تمدُّد «حزب الله» في الوسط الشيعي اللبناني وانسياقه في الحرب السورية واعتماده لغة الإعلام الإيراني المعادية في معظم الأوقات لدول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدّمها السعودية. إنها الطائفية. يحاول العرب درء أخطارها على مجتمعاتهم وإنقاذ دولهم من لهبها الحارق، لكن مبعث الخطر ليس لبنان الذي يمكن استيعاب طائفيته لكونها متبلورة ومرنة كما حصل بين دول عربية وجماعات طائفية لبنانية قريبة من تلك الدول أو بعيدة عنها. المشكلة تفاقمت مع طائفية العراق، لأسباب عدة، منها حجم العراق السكاني والجغرافي الكبير، وطائفيته التي كانت مستترة مثل جمر تحت الرماد، وافتقاد العراقيين تراثاً في الاعتراف المتبادل بطائفيتهم وتفضيلهم شعارات ذات أصول تاريخية مثل العروبة أو ذات وجود حديث مثل الوطنية العراقية. وبعد حرب الخليج الأولى التي أنتجتها الوطنية المتعالية التي عبّر عنها صدّام حسين رمزاً واستبداداً، فوجئ العراقيون بانهيار عروبتهم ووطنيتهم لمصلحة نفوذ شيعي وانكفاء سني مصحوب بحساسية تدفع إلى توسُّل السبل السياسية والعنفية لمواجهة حكومات ما بعد الاحتلال الأميركي الموالية لإيران. ابتلعت الطائفية بلداً كبيراً هو العراق وتبتلع بلداً آخر لا يقل أهمية هو سورية. لكن وحش الطائفية لم يتمكن من ابتلاع البلدين إلا بعد انهيار اجتماعي ومناطقي وعشائري، جعل منهما مجرد ساحة اختبار لقوى إقليمية ودولية، كما لقوى متطرفة تقتطع أفكاراً وتجارب من أشكال الحكم في القرون الوسطى وتجرّدها من إطارها التاريخي وتنفي عنها مجاورة أفكار مختلفة في العصر نفسه، لتفرضها كما هي بكيانها الصلب، محطمة مجتمعات العراق وسورية ومرتكبة فظاعات تشكل أكبر إساءة للإسلام والمسلمين عبر العصور.

لا أسباب مقنعة سياسياً أو اقتصادياً أو دينياً للارتكابات الطائفية الجرمية في العراق وسورية. إنها حركات أهل الجهل والغزو الباحثين عن سلطة بائسة ضيقة الأفق، فلا يمكن تبرير هذا التحطيم لآثار شعوب المنطقة وهذا القتل الأعمى للمواطنين غير المؤهلين للعيش في ما يسمّونه «دولة الخلافة» كما للمواطنين الرافضين الانصياع لدولة تعتبرهم خونة لما هم مؤهلون له، فتُلحق بهم حكم القتل قبل غيرهم.

إنها الطائفية، إنها الجريمة.

تدمّر الدولة وتسحق الفرد وتطفئ الإيمان وتضع عبادة «الخليفة» في مكان عبادة الله.

ولا يصل عنف الطائفية إلى مدى محدد، فما أن تنتصر طائفة على غيرها حتى تتفتت هي نفسها إلى طائفيات صغيرة متصارعة ثم متحاربة، لكونها تقدّس أدبيات تاريخية مجبولة بعوامل عصبية القبيلة واستبداد القائد وتدليس فقيه السلطان. سبق أن عانت بلاد المشرق العربي ما يشبه معاناتها اليوم، لكنّ أفراداً وجماعات صغيرة في هدأة ما بين حرب طائفية وأخرى، استطاعوا بناء حضارة لأوطانهم وللعالم. ولكن، ها هم الأسلاف المسلحون اليوم بأدوات الحضارة الحديثة لا يسمحون بهدنة ما بين حرب وحرب ولا ببناء حضاري مفيد لأهل المنطقة وللعالم. إنهم يواصلون رسالة الاقتتال التي يقدّسونها، في شكل من العبثية يسمّونه دولة دينية، لن تتشكل، وقد يهدمونها بأيديهم إذا تشكّلت، من باب الجهاد الدائم حتى نهاية الكون. إنها الطائفية - الجريمة. المسؤولون عنها يخبّئون رؤوسهم، و «أبطالها» يمضون في قطع رؤوس الأحياء وتماثيل الأموات.

 

أوقفوا التواطؤ ضد الشيعة المستقلين: يحق لهم وزير

علي الأمين/جنوبية/17 نوفمبر، 2016 علي الأمين

تشكل النخب الشيعية المستقلة والمعترضة محوراً أساسيا للحيوية السيادية الاستقلالية في لبنان، لذا فهي خارج التداول في اي عملية توزير في اية حكومة، هذا الاستثناء ينطوي على اكثر من خطر...

الحكومة على أهبة التشكيل. ربما تتأخر بعض الوقت ليهدأ بال الرئيس نبيه بري من كلام قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بكركي عن الفساد وعن التمديد المقيت لمجلس النواب. وقد يتطلب الامر بعض الوقت ليطمئن سماحة الامام الشيخ عبد الامير قبلان الى مستقبل الشيعة في دولة لبنان، لا سيما ان الخطر الكبير على الطائفة دفعه الى الكلام بعد صمت وهدوء مديدين، إذ طالب البطريرك بشارة الراعي بالمداورة في الوزارات.لا همّ. كل هذه المغامرات بالطائفة الشيعية اللبنانية من القصير الى حمص وحلب وبقية الاقطار العربية، لا تتطلب تنويها ولا اعتراضا بل استكانة دائمة. لعل الشيخ قبلان لم ينتبه الى ان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في غيبوبة منذ سنوات، بانتظار اعلان رسمي للوفاة، او استمراره كمجرد منبر لبيان غبّ الطلب. كل ذلك ليس مستفزا، فقط ما قاله البطريرك الراعي هو ما ايقظ ملائكة المجلس الشيعي من سباتها العميق.

في السجال حول الحصص الحكومية، أو الأصح في بازار التشكيل الحكومي، لم يقل سماحة الشيخ، رمز الطائفة ونائب رئيسها المغيب، ما يفيد في طمأنة ابناء طائفته الى مستقبلها. ربما هو مطمئن اطمئنان من تبقى على قيد الحياة من اعضاء الهيئتين التنفيذية والشرعية الى القيادة السياسية والشرعية للطائفة اليوم. في البازار هذا، تم استعراض كل احتمالات التوزير في العهد الجديد. لم يستطع التيار الوطني الحر وحليفه القوات اللبنانية التجرؤ على القول: نحن نمثل المسيحيين. كان حزب الله والرئيس نبيه بري كما الرئيس سعد الحريري لهما بالمرصاد: انتما لا يحق لكما تسمية الوزراء المسيحيين وحدكما في هذه الحكومة، نحن شركاء في التسمية ايضاً. حتى وليد جنبلاط لم يتجرأ على اعلان رفض توزير وئام وهاب. لاذ بالنائب طلال ارسلان وتمسك بمشروع حكومة من 24 وزيرا بدلا من 30 وزيرا، كوسيلة لتفادي توزير وهّاب، بل خفض من مطالبه في هذا السبيل.

وعلى هذا المنوال يمكن ايراد العديد مما قيل ونشر عن المقايضات التي تركزت على حساب الحصة الوزارية المسيحية. طالبت الثنائية الشيعية بتوزير سني، كان ردّ الحريري بطلب توزير مسيحي من تيار المستقبل او زيادة حصته المسيحية. طالبت الثنائية الشيعية من خلال الرئيس نبيه بري بتوزير تيار المردة بوزارة اساسية، وبتوزير الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكان الرد بالمقابل من قبل رئيس الجمهورية انه يريد وزيرا شيعياً. لكن العماد ميشال عون لن يتجرأ بطبيعة الحال على توزير من يستفز الثنائية الشيعية. الارجح سيكون الوزير الشيعي في المحصلة تحت مظلة “الثنائية”، كما كان الحال مع الوزراء الشيعة الذين عينهم الرئيس ميشال سليمان من ضمن حصته الوزارية. لم يرد على لسان مختلف الفرقاء، سواء من الرئيس الحريري او من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع او سواهم اي محاولة او حتى التفكير في خضم السجال، ولا سيما الاعتراض من قبل حزب الله على محاولة توزير القوات اللبنانية في وزارة الدفاع او غيرها، لم ترد اي رد بالمطالبة بتوزير شخصية من عشرات الشخصيات الشيعية المعتبرة من خارج مظلة الثنائية الشيعية، او الشخصيات التي تقف موقفا اعتراضيا من حزب الله.

توزير شخصية شيعية من تيار الاعتراض على سياسة حزب الله مطلب وطني وسيادي بالدرجة الاولى، وهو مكسب لكل من يسعى الى اخراج الدولة من مصادرة الميليشيا، ولتثبيت مقولة ان الشيعة في لبنان ليسوا في خدمة المشروع الايراني او ادوات له. هذه حقيقة، لكن  يجب ان تظهر في السياسة. وكان هناك فرصة لتظهيرها من دون خوف اذا احسنا النيّة، حتى لا نقول ان في لبنان من يريد جعل الشيعة تحت المظلة الايرانية وفي خدمتها. رأينا الرئيس الحريري شديد الاهتمام بأن يكون من حصة تيار المستقبل وزراء مسيحيين، لذا على الأقل يجب ان يعطي اعتبارا لنواب المستقبل من الشيعة وهم ثلاثة يوازي عددهم عدد نواب كتلة تيار المردة... فيطالب بتوزير شخصية شيعية. لكنه لم يفعل، او قل لم يجرؤ على الأرجح. ليس القصد هنا توزير شيعي من تيار المستقبل، بل المطلوب توزير شيعي من المساحة اللبنانية المدنية التي لها حضور في الطائفة الشيعية يجري تغييبه دوما بتواطؤ سياسي غير مسبوق في اي طائفة اخرى.

 

قصّة «عرض القصَير»: الحقائق والرسائل

ناصر شرارة/الجمهورية/17 تشرين الثاني 2016

بعيداً من السجال السياسي الدائر حول العرض العسكري لـ«حزب الله» في القُصير، سواء منه الذي يثمّنه غالياً، أو المنتقد له، فإنّ هذا العرض شكّل مناسبة ثمينة لخبراء كثر، ليلتقطوا من خلاله صورةً حقيقية لواقع «حزب الله» في مرحلة ما بعد مشاركته في الحرب السورية.  هؤلاء يضعون هذا العرض حسبما ظهرت وقائعه، في سياق أنه «يؤكّد حقائق» من جهة، ويُطيّر «رسائل» لها أهدافها المهمة، من جهة ثانية:

أوّلاً - يشكّل العرض مساهمة استراتيجية للحزب في إطار «الحرب النفسية» الدائرة بين تل أبيب وحارة حريك. قبل شهرين قال آفي ديختر رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الاسرائيلي، إنّ «حزب الله» خسر في سوريا 1600 مقاتل وما بين 5 إلى 6 آلاف جريح.

كلام ديختير أتى في سياق مادة إعلامية اسرائيلية يدعمها «الموساد» و«الشاباك» يتمّ بثّها منذ عامين بكثافة، وهي تريد القول «إنّ الحزب يدفع ثمنَ مشاركته في سوريا من رصيد قوّته الاستراتيجية».

هذا المعنى نفسه حاوَل الاسرائيليون ومعهم إعلام للمعارضة السورية، تركيز الضوء عليه في مناسبة الهجوم الثاني الذي شنّه «جيش الفتح» لفكّ حصار حلب أواخر الشهر الماضي، والذي تقصّد مخطّطوه من بين عدة أهداف اساسية، أن يظهر ابو محمد الجولاني بدور المشرف عليه شخصياً، وأن تنتقي خطة الهجوم نقاطاً دفاعية للنظام حول حلب، تتميّز بأنّ من يَحرسها هم مقاتلو «حزب الله» خصوصاً، وتمّت مهاجمتها بنحو اربع حافلات مفخّخة يقودها انتحاريون، ما سَمح لمسلّحي المعارضة بفتح ثغرات إلى داخل المدينة، عاد النظام واستعاد معظمها.

داخل خطط هجوم «جيش الفتح» أخيراً على حلب، وأيضاً داخل معظم خططه لمهاجمة ريفها الشمالي والجنوبي، يوجد دائماً هدف أساسي وهو «التقاط صور لهزائم» يُمنى بها «حزب الله» في سوريا.

ولا تقتصر هذه الخسائر، المطلوب إظهارُها، على فقدانه لمقاتليه، بل أيضاً، وبالأساس، على «فقدانه الكفاية العسكرية» توصّلاً للقول إنّ «أداء الحزب العسكري المحترف تمّ استنزافه في سوريا»، وهو في حالة تراجُع، ولم يعد له «بريق جودة الكفاءة» نفسه الذي كان عليه خلال بدايات دخول الحزب الى سوريا، خصوصاً خلال معاركه في القصَير!

وداخل ذاكرة غرَف العمليات الاساسية التي تدير المعارضات السورية المسلحة، خارج سوريا، توجد «عقدة القصير»، بصفتها تمثّل نجاحاً عسكرياً لـ«حزب الله» غير مسبوق قياساً بكلّ المعارك التي شهدها الميدان السوري بين كلّ أطرافه العسكرية.

فسيطرة الحزب على القصير وريفها، أنهَت وجود مسلحي المعارضة بكامله في تلك المنطقة، ومنَعت عودتهم، بمعنى انّها طوَت صفحة خضوع هذه المنطقة لمعادلة الكرّ والفر التي تجري في كلّ مسارح الاشتباكات السورية.

أضِف أنّ الحزب دشّن في القصير تكتيكات مركبة تجمع بين الضغط العسكري على المعارضة وفرض تسويات عليهم لانسحابهم منها الى مناطق يُحدّدها المهاجم وليس المنسحب. وهو أمرٌ لم يحصل خلال ايّ معركة في المناطق الاخرى، حيث كان المسلحون يحدّدون المناطق التي يرغبون بالانسحاب اليها.

وأخيراً وليس آخراً، أدّت معركة القصير الى إقفال جزء كبير من جبهة الحدود بين لبنان وسوريا.

قبل القصير كانت طرابلس اللبنانية تُعتبر جزءاً من ميدان حمص. وكانت المعارضة تقول إنّ ميدان حمص يبلغ ألف كلم متر مربّع ويمتد من حمص المدينة حتى البساتين حتى الوعر وصولاً إلى ميناء طرابلس.

بعد سيطرة النظام و«حزب الله» على القصير، أقفِل خط إمداد الجبهات الحدودية بين لبنان والمعارضة المسلحة في حمص وريفها.

تَجدر هنا إشارة مهمّة، يؤشّر إليها التوقيت الذي جرَت فيه معركة القصير، وكان هناك تبَنٍّ حينها من قبَل المعارضة السورية لنظرية عسكرية طرِحت آنذاك حتى في إحدى اجتماعات «دول أصدقاء الشعب السوري» في باريس، ومفادُها أنّ المعارضة تستطيع عزلَ النظام وإسقاطه في دمشق، عبر سيطرتها على حدود سوريا مع دول جوارها.

وسُمّيت تلك الخطة بـ«حرب الجبهات الخمس»، أي حدود سوريا مع لبنان والعراق وتركيا والجولان المحتل والأردن. بهذا المعنى شكّلت معركة القصير، إلى جانب المعاني الآنفة، خرقاً استراتيجياً لخطة حروب الجبهات الخمس، وعرضُ الحزب العسكري في القصير يريد نَكأ ذاكرة «عقدة القصير» لدى أطراف إقليمية ودولية، وذلك في وجه الحملة النفسية ضدّه التي تتبنّى مقولة انّ الحرب السورية تستنزف كفاية «حزب الله» العسكرية.

ثانياً - هناك سؤال طبيعي يطرَح نفسَه، وهو لماذا لم يحتسب الحزب خلال تحضيره للعرض العسكري في القصير، من استغلال إسرائيل الفرصة وتوجيه ضربة جوّية لأرتاله العسكرية المشاركة فيه. النظرية السائدة لدى خبراء متابعين لملفّ الحرب بين الحزب وإسرائيل، ترى أنّ الإجابة على هذا السؤال تشكّل إحدى أبرز رسائل الحزب من عرض القصير، ومِن بينها طرح إمكانية أنّه بات يمتلك غطاءً جوّياً لنقاط تواجدِ ثِقله العسكري في سوريا وربّما أيضا في لبنان.

والسؤال البديهي هو هل يملك الحزب فعلاً أنظمة دفاع جوّية يعتدّ بها، ما جَعله يتجرّأ على كشف جزء من قوّته النخبوية خلال عرض القصير من دون أن يخشى من الاستهداف الاسرائيلي الجوّي لها؟ أم أنّ عدم تحسّبِه لغارةٍ إسرائيلية تعكس ثقتَه بأنّ العرض ستَحميه قواعد الاشتباك مع إسرائيل التي تقوم على احترام الأخيرة لتوازن الرعب القائم بينهما، وهذا ما جعل الحزب مطمَئناً إلى أنّ تل ابيب لن تقدِم على مغامرة عسكرية؟

وأيّ مِن المعطيَين الآنفين كان صحيحاً، فإنّ الحزب من خلال عرض القصير ثبتَ قواعد اللعبة مع إسرائيل وفق تفسيره لها، وترَك في اسرائيل هاجساً جديداً عن إمكانية امتلاكه قوّةً دفاعية جوّية مستجدّة.

ويُشار ضمن السياق عينه، إلى أنّ ظهور أكبر تجمّع عسكري لـ«حزب الله» في القصير، كان سبَقه قبل فترة قصيرة ظهور الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله علناً لمرّتين متتاليتين خلال 48 ساعة في مناسبة عاشوراء، علماً أنّ تكرار هذا الظهور، هو «عيب أمني» لأنه يَسمح لاسرائيل بالاستعداد إذا كان لديها قرار باغتياله.

غير أنّ تكرار نصرالله لظهوره في فترة زمنية قصيرة جداً، يؤكّد أنّ الحزب بات يحتسب حماية أمن نصرالله ليس فقط من خلال أساليب التخفّي، بل ايضاً من خلال واحد من أمرَين وربّما من خلالهما مجتمعين؛ أوّلاً، ثقتُه بأنّ تطبيقات معادلة توازن الرعب بين الحزب وإسرائيل، أصبَح لها فعلُها الحاسم داخل العقل الاسرائيلي العسكري والسياسي. وثانياً، امتلاكه لنظام دفاع جوّي، توجد بخصوصه ثقة كاملة بأنّه قادر على حماية ايّ مساحة يَعتبرها الحزب استراتيجية وحيوية له.

ثالثاً - وهو أمر إشكالي، ويتمّ طرحه انطلاقاً من انّ سوريا مع دونالد ترامب دخلت مرحلة إعطاء اولوية لقتال «داعش»، وإعطاء اولوية للتعاون مع القوى العسكرية الموجودة في الميدان السوري والقادرة على إنجاز هذه المهمة المعقدة عسكرياً، خصوصاً أنّ التقدير الغربي يعترف بأنّ معركة الرقة أصعبُ عسكرياً بما لا يقاس من معركة الموصل. ومن حيث حجم العديد ونوعية التدريب والعتاد، يُعتبر «حزب الله» في سوريا قوّةً توازي في أهمّيتها القوةَ العسكرية للأكراد السوريين.

وخلاف واشنطن مع أنقرة يقع في أنّ الأخيرة تصنّف القوّة الكردية السورية بأنّها إرهابية، بينما تعتبرها واشنطن قوّة مؤهّلة دون سواها من القوى المحلية لتحقّقَ إنجازات إخراج «داعش» من مناطق سيطرتها أو عزلِها. والواقع انّ عرض القصير يؤكّد صورة «حزب الله» في سوريا بأنّه من بين القوى النادرة في الميدان السوري القادرة على مواجهة «داعش».

لا يعني ما تَقدّم أنّ الحزب يقدّم عرضاً للأميركيين لكي يعتمدوه قوّةً في وجه «داعش»، ولكنّ واشنطن ستقرأ الدلائل العسكرية عن قوّة الحزب التي يُظهرها عرض القصير، وقد يقودها ذلك، وهي في زمن الواقعية السياسية «الترامبية»، الى التفكير مليّاً بدور «حزب الله» في ضرب «داعش» في سوريا، وبالتالي إلى شطب فكرة موجودة في أدراج البنتاغون ومفادها أن تتمّ مقايضة موسكو بإخراج الحزب من سوريا شرطاً أميركياً للقبول بطلبها الخاص اعتبار «جبهة النصرة»، وبنحو نهائي تنظيماً إرهابياً.

ومِن ضمن الاهتمام الاميركي ايضاً بعرض القصير، برَز ردّ فِعل وزارة الخارجية الذي اعلنَ قلقَه لوجود مركبة عسكرية اميركية الصنع في العرض، كتلك التي يستوردها الجيش اللبناني من الولايات المتحدة الاميركية، ما أثارَ سؤال واشنطن عن طريقة حصول «حزب الله» عليها، وما إذا كانت قد وصَلت إليه بطريقة أو بأخرى من مخازن الجيش اللبناني.

طبعاً هذا النوع من القلق الاميركي ليس جديداً، فأثناء «عملية الشجرة» في مركبا التي أطلقَ فيها جنديّ لبناني النار على دورية إسرائيلية تجاوزت الخط الحدودي، حاوَل الاميركيون التحقيقَ بنوعية الرصاص الذي أطلقَه الجندي وما إذا كان مرسَلاً للجيش اللبناني من واشنطن.

وفي كلّ مرّة يكتشف الاميركيون أنّ سوق السلاح الأسود مفتوح أمام كلّ من يريد الحصول على أيّ نوع منه تقريباً، خصوصاً إذا كان تقليدياً وقليل النوعية الممتازة بحداثة أجهزته.

ولكنّ واشنطن، بحسب مصدر مطّلع، لا تستطيع إلّا إثارة موضوع الخشية من انتقال أسلحتها المرسلة للجيش اللبناني إلى أيدي «حزب الله»، لأنّ ضمن تشريعات بيعِ الأسلحة الأميركية في الكونغرس، يوجد نصّ واضح يشترط ألّا تتضمّن اتفاقات تصدير الأسلحة الأميركية - سواء المباعة أو التي لها شكل الهبة، لبعض الدول، وبينها لبنان- ضماناً واضحاً بأنّها لن تصل إلى تنظيمات تعادي إسرائيل.

 

أوروبا تبحث عن زعامة

د. هادي عيد/لبتايم/ 17 تشرين الثاني 2016

د التاريخ وجزره لا مراء فيهما. بالأمس البعيد شهدت إفريقيا يومين أسودين: الأول عندما دخلها الأوروبي الأبيض ليستعمرها ويغيّر نسيجها الإجتماعي، والثاني عندما تركها كالطائر الذي حاول مشية الحجل، ففشل ونسي مشيته!.

أوروبا دخلت في المخاض نفسه عندما دخلها الأميركي بعد الحربين العالميتين، ولملم جراحها وأخذ بيدها اجتماعياً وأمنياً عبر تكوين الناتو وإغداق المساعدات المتنوعة حيث مكنها خلال مائة سنة من استقرار أكيد وعيش رغيد.

الرئيس ويلسون تسنم منصب الشرطي الأوروبي للحفاظ على "الإستقرار والعدالة" عندما أعلن "أن العالم لا بد أن يستمتع بالأمان لتزدهر الديمقراطية"، وأرسل قواته ليقضي على الفاشية في إيطاليا وألمانيا ويرسّخ زعامة أميركا شبه المطلقة في الغرب الأوروبي.

هذا "العصر الذهبي" الذي برز سنة1917، بدأ يتلاشى عندما وصل أوباما إلى البيت الأبيض وصمم على استقلالية بلاده عن مشاكل العالم الخارجي. ويبدو أن خليفته ترامب سوف يستمر في سياسة الإنعزال هذه تاركاً أوروبا "تقلع أشواكها بيديها"، وعليه يشعر الأوروبيون ان سنة 2017 ستكون ذكرى الميلاد المئوي "للعصر الأميركي"، ومراسم دفنه في آن.

إنهم يرون في دونالد ترامب رئيساً لا تهمه قضايا العولمة، فهو حريص على الإهتمامات الأميركية بمعزل عن العالم وبيئته واتفاقاته التجارية، هذا ما بدا في حملته الإنتخابية الجموح التي اتسمت بالحنق والعنصرية والتحريض. وجميعها تُعارض مبدأ الكرامة الإنسانية للثقافة الأوروبية وقضايا حقوق الإنسان التي نشرتها أميركا في العالم.

أوروبا بدأت تعاني هذه العزلة وتبحث عن مخرج لملء "الفراغ الأميركي" بعد أن تراكمت مشاكل اتحادها الأوروبي بفعل خروج بريطانيا والهجمة الإسلامية الشرسة على ثقافتها ومقدساتها.

الهجمة تتوالى فصولاَ وتُهيب بها لتتفهم استراتيجية ترامب وتبحث عن زعيم أوروبي بعقليته مثل مارين لوبن في فرنسا، بعيداً عن سياسات ميركل الألمانية المتأرجحة. إنها بحاجة إلى ديغول فرنسي أو أديناور ألماني يمسك بيد القارة العجوز ويعيد إليها رونقها للوقوف في وجه أميركا وروسيا. لكنها تعلم أن هذا الضرب من القيادة يبدو بعيد المنال.

هنا يبرز بوتين "الأوروبي" الذي بدأ التسلل لاحتلال أمجاد الناتو وبخاصة بعد تقربه الأخير من ترامب واستعداده "للتعاون" معه عبر "حوار براغماتي" مؤداه المشاركة في مجريات القارة ناهيك عن أمور الشرق الأوسط نظراً للمجال الجغرافي والمشاريع الإقتصادية القائمة كأنابيب النفط والغاز. لكن الأوروبيين الذين اعتادوا على "الفاست فود" وامتلأت لغتهم بالمفردات الأميركية لا يزالون يعتبرون جبال الأورال أبعد بكثير عن الأطلسي. ومعظمهم ينتظر "معجزة الرجوع لأميركا" حتى بعد تسلّم ترامب، والتي نجح أوباما في "تطييرها" عبر زيارته الأخيرة

إنتظروا وليد فارس أولاً..

بدأت آمال العرب والعجم تتمحور حول ترامب لكنها تبدو كسراب صحراوي. المحللون السياسيون بين عرب وإسرائيليين يهرولون لتوقعات إيجابية من الرئيس العتيد تبدو كتوقعات ليلى عبد اللطيف، وبعضهم توصّل لإسداء النصائح إليه عن كيفية التعامل مع داعش، أو موقفه من الأسد. لكننا ننصحهم بعدم إطلاق خيولهم والتأكد من منصب وليد فارس، مستشار القوات اللبنانية سابقاً، كمستشار ترامب المقترح لشؤون الشرق الأوسط.

الرئيس السيسي كان أكبر المتحمسين لترامب وأول المهنئين. وبعد محادثتهما الهاتفية ضحك وقال: "أي رجل عظيم هذا.. أخيراَ جاء من لا يزعجنا في مواضيع حقوق الإنسان!" لقد دعاه لزيارة القاهرة دعوة لم تقابل بمثلها. أما الرئيس السوري فاطمأن لانضمام ترامب لبوتين في معالجة الوضع السوري. ثم نتنياهو الذي زار ترامب خلال الحملة متوسماً نقل السفارة الأميركية إلى القدس، فهو لا يزال في حيّز التمنيات.. "وكل يدّعي وصلاً بليلى/ وليلى لا تقرّ له بذاكا"! لكن وليد فارس سيقلب المعادلات.

 

القوات: لا مع عون بخير ولا مع الحريري بخير

ميسم رزق/الاخبار/17 تشرين الثاني 2016

عشيّة إعلان الولادة الحكومية، تقف «القوات اللبنانية» مستاءة من الرئيس سعد الحريري، وعاتبة على التيار الوطني الحر. مع بداية العهد الجديد لم تجد معراب لها حليفاً كحزب الله يضع خطاً أحمر ضد المسّ بما تعدّه حقاً «مقدساً»، وخصوصاً الحصول على حقيبة سيادية. مع ذلك، ارتأت الصمت كي لا تُتهم بالتعطيل. جاهَدت «القُوات اللبنانية» لإثبات حقّها في الحصول على حقيبة سيادية، وسعَت من أجل انتزاعها. ثمّة من كان مُستعداً لأن يفرش لها السجاد الأحمر على باب الوزارة لو كان بمقدروه ذلك، كالتيار الوطنيّ الحرّ.

وآخر كادَ يقبلها من مُنطلق استحياء، حتى لا يُتهم بالإساءة إلى حليفه، كتيار «المُستقبل». وحده حزب الله الذي وكّل الرئيس نبيه برّي التفاوض الحكومي، نجح في انتزاع «اللقمة» قبل أن تصِل إلى فم معراب، فلم تجِد حلاً سوى التسليم بالأمر الواقع، كي لا تُتَّهَم بعرقلة التشكيل. تحمِل استياءً كبيراً من الرئيس سعد الحريري الذي يمنعها من ترجمة الانتصار الرئاسي حكومياً، وعتباً أكبر على بعبدا التي «كان بمقدورها أن تفعل الكثير لأجل شريك العهد»!

يتمنّى سمير جعجع لو أنه الرئيس نبيه برّي. أو على الأقل أن يكون حليفاً لحزب الله. لكانت الحقائب هي التي تبعته. هذا ما يختلج في نفوس القواتيين الذين يشعرون بالغبن في التركيبة الحكومية العتيدة، لأنها لا ترقى إلى مستوى «التضحيات» التي قدّموها. مع ذلك، لا يريد رئيس القوات أن يكون في موقع النادم أو المستاء أو المعرقل للعهد، بل يريد للزخم الذي انطلق مع انتخاب ميشال عون أن يستمر. تنازل عن الحقيبة السيادية، مقابل الحصول على حصّة وازنة وعدم الوقوف عقبة على طريق التشكيل.

لربّما تنطلق حسابات جعجع لكونه متحالفاً مع طرف «عاجز» عن التعطيل كرمى لعيونه، كما فعل حزب الله من أجل الرئيس برّي، لذلك قضت «براغماتيته» بالمشاركة، رغم مجموعة من التحفظات على تعاطي العونيين والمستقبليين معه على حد سواء. بالنسبة إلى عون، أبرز التحفظات عليه، هي «عدم وقوفه إلى جانب القوات لنيلها حقيبة سيادية، إذ لم يرسم الرئيس خطاً أحمر لمنع المسّ بحصة حليفه الجديد، بل اقتصر التعويض على ثلاث حقائب»، لا تبدو أنها تروي عطش القواتيين، رغم أهميتها. وهذا أيضاً لم يشفِ غليل الجمهور القواتي الذي كان يعتبر أن حزبه سيكون أمّ العهد وأبا الحكومة، وبالتالي يحق له تحصيل ما هو أكبر بكثير مما تحقق، لأن ذلك لا ينسجم مع حجم التنازلات التي قدّمها. كذلك لم يُؤخذ في الاعتبار أن «موقف جعجع المبكر في دعم عون هو الذي أتى بالأخير رئيساً، وأجبر تيار المستقبل على السير بهذا الخيار، نزولاً عند رغبة الأكثرية المسيحية»، كما يروّج القواتيون. ولم يكُن المفترق الأول مطمئناً بالنسبة إلى هؤلاء، خصوصاً أن هناك من يرى أن البعض نكر تعهّداته قبل صياح الديك. والتعهدات هذه مثبتة على «لسان نواب عونيين أكدوا حق القوات في الحصول على حقيبة سيادية». وأكثر من ذلك، ثمّة من القواتيين من يرى أن القوات ستكون الضحية الأبرز في هذا العهد، فيما يقول آخرون إنها لن تحصل على ما تريده، ولا سيما أن فريق عمل الرئيس ميشال عون، بمعظمه معادٍ للقوات، وكان أبرز أركان حرب عون عليها في السابق!

على ضفّة الحلفاء «القدامى» ليس الحال بأفضل من ذلك. كانت «القوات» في مكان ما، تعوّل على دور الرئيس المكلف لتحصيل مغانمها الوزارية. فيتبيّن لها أن لرئيس تيار المستقبل حسابات أخرى تنطلق من الوعد الذي أعطاه لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية بتمثيله في الحكومة، ما تعتبره القوات «على حساب حصتها». كان جعجع قد استبق هذا الأمر، لدى مطالبته بأن لا تتمثّل المعارضة داخل الحكومة، وذلك لضمان توسيع حصته. واعتبر في أكثر من محطّة أن من لم يسِر في خيار انتخاب عون لا يجب أن يكون شريكاً في التشكيلة الحكومية الجديدة. لكن الحريري سار بخلاف ما أراده جعجع، وهو التمسك بحكومة الوحدة الوطنية، وهذا ما تعتبره القوات أيضاً «استمراراً من قبل الحريري في محاولة الالتفاف عليها لتحجيم دورها، عبر عدم حصر التمثيل المسيحي بها وبالتيار الوطني الحرّ». ولـ«القوات» مع «المستقبل» قصّة أخرى في هذا المجال، منذ عام 2005، تتمثل في «إصرار الحريري على عدم التنازل عن نوابه المسيحيين للقوات، ما ينعكس قّلة في عدد أعضاء الكتلة النيابية القواتية، وبالتالي تمثيلها حكومياً». لا يترك هذا الكلام في أروقة المستقبل أثراً كبيراً، على الرغم من أنه يتردّد كثيراً على مسامع الحريري والمقربين منه. فيعتبر المستقبليون أن «مشكلة جعجع هي مع الرئيس عون والتيار الوطني الحرّ، وما اتفق عليه معهم، فيما كان تيار المستقبل خارج هذا الاتفاق». وبحسب ما يقول أحد المستقبليين فإن «على جعجع أن يخوض معركته مع حزب الله وعون بنفسه، لا انتظار خوضها له من قبل الآخرين، تحديداً نحن». يقود هذا الكلام إلى الاعتقاد أن ثمّة تصفية حسابات قديمة بين الحليفين، تعود إلى محاولة الحريري الأولى لترشيح عون، وما تخللها من تحريض لرئيس القوات لدى السعودية على هذا الخيار. وهذا ما يعتبر محرماً بالنسبة إلى الحريري، خصوصاً أن أحداً لم يجرؤ قبل ذلك على تعكير صفو العلاقة بينه وبين المملكة العربية السعودية.

حتى اللحظة، تفضّل القوات «بلع الموسى» وعدم الاعتراف بما تضمره تجاه حلفائها. لكنها على الأقل تُقر بأن «الملامة الأكبر على العونيين، وليس الرئيس الحريري». لا تزال معراب تتحدث بلسان صانعة الرؤساء «لم ندفع بعون إلى بعبدا، حتى سيادية ما يطلعنا»! أما بالنسبة إلى الحريري فتعتبر معراب أنه «لا يزال يحتاج إلى جعجع كحليف، لأنه لم يثبّت بعد علاقته بعون، ولم يحل مشكلته مع الرئيس برّي»، مع ذلك «لن نتحمّل تأخير انطلاقة الحكومة». تعرف القوات حق المعرفة موازين القوى التي لا تسمح لها بالحصول على ما تريد. وهي ترجّح أن من يمنع عنها هذا الحق، فهو إما «يريد إحراجها لإخراجها، أو الضغط عليها كي تشتبك مع عون أو الحريري والفصل بينهما». لكنها، بحسب ما تقول، «متنبهة جداً للمخطط الذي يحاك ضدّها، وعلى هذا الأساس، قبلت بقسمتها ونصيبها في الحكومة»!

 

هل يؤمن ترامب بـ'عقيدة أوباما'؟

محمد قواص/العرب/18 تشرين الثاني/16

من الصعب القبول بوجود عقيدة تتحكّم بمواقف دونالد ترامب على منوال تلك التي حاول الصحافي الأميركي جيفري غولدبيرغ جمعها، من خلال مقابلات مع الرئيس الأميركي الحالي، وإخراجها في مقال في صحيفة أتلانتيك الأميركية تحت عنوان “عقيدة أوباما”. لكن للمفارقة، فإنه إذا ما راكمنا مواقف الرئيس الأميركي المنتخب منذ حملته الانتخابية، أو تلك التي أدلى بها بعد انتخابه، فإن المراقب قد يلاحظ تكاملاً، وربما امتدادا، يربط فتاوى باراك أوباما برؤية دونالد ترامب لعالم اليوم. يحاول وزير الخارجية الأميركي الأسبق والشهير هنري كيسينجر أن يعطي تفسيراً لما طرأ من تبدّل في فلسفة السياسة الخارجية لبلاده ووزنها في صناعة النظام العالمي. يلفت الرجل إلى أن الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية كانت تملك 55 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي العام في العالم، ما جعل وزارة الخارجية تخصص موارد لكل منطقة. أما في الوقت الراهن، حسب قوله، فإنها لا تملك إلا 22 بالمئة من الناتج العالمي، فلذلك “تحتاج واشنطن إلى تحديد الأولويات بدلا من الاعتراف بأنها لا تستطيع التدخل في مناطق العالم دون التعاون مع دول أخرى”. المسألة أولويات، والأولويات وجهة نظر.

بالمقابل فإن المفكّر الأميركي فرانسيس فوكوياما الذي صدّع رؤوسنا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بنظريته حول “نهاية التاريخ” وبشكواه من الضجر من جراء ذلك، يستفيق مرتبكاً هذه الأيام ليتعرف، من خلال ظاهرة ترامب رئيساً، على حقيقة أننا نلجُ “عصرا جديدا” من القومية الشعبية، يتعرض فيها النظام الليبرالي الذي أخذ في التشكّل منذ خمسينات القـرن الماضي للهجوم من قبل الأغلبيات الديمقراطية الغاضبة، ليحذر، في مقال له في الفايننشال تايمز، من “خطورة الانزلاق نحو عالم من القوميات المتنافسة والغاضبة في الوقت نفسه، وإذا ما حدث ذلك فإننا بصدد لحظة تاريخية حاسمة مثل لحظة سقوط جدار برلين في عام 1988”. المسألة إذن هي عصر جديد.

تتناسل من “صدمة” انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة نظريات يومية تحاول إيجاد إطار نظري أو فلسفي لأمر لم يكن متوقعاً أو مستطلعاً، أو لأمر لم تكن النخب البليدة تتخيّله ممكناً. لكن العالم، كما الداخل الأميركي، بدأ يأخذ “الترامبية” على محمل الجد، ويستعد للتموضع وفق الأمر الواقع الجديد في واشنطن.

تقارب روسيا فوز ترامب بصفته واقعاً قد يمثّل قطيعة مع تقليد أميركي قديم وسم العلاقات الأميركية الروسية، فيما تتأمل الصين الأمر ضمن سكينة تخلط ما بين الثقة والتوجّس، وتنتفض أوروبا بقلق من خطاب الاستقالة الذي يتسرّب من مواقف ترامب إزاء الالتزامات التاريخية التي جمعت القارتين القديمة والجديدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتنشدّ أنظار منابر الاقتصاد إلى المؤشرات خوفاً من انهيار قد يوحي به ما وعد به ترامب من عزم على الانسحاب من اتفاقية التجارة العالمية. بكلمة أخرى فإن الولايات المتحدة التي عرفناها، شكّلت القاعدة الأساس للنظام السياسي والأمني والاقتصادي العالمي، بحيث أن اختيار نزيل جديد للبيت الأبيض على مدى العقود السبعة الأخيرة كان دائماً حدثاً محلياً يخص كافة دول العالم، شأنه في ذلك شأن الأميركيين أنفسهم. وقد يجوز استنتاج البون الشاسع الذي يفصل بين مضمون خطاب باراك أوباما الاجتماعي الوحدوي إبان حملاته الانتخابية، وخطاب دونالد ترامب الذي أدى عند انتخابه إلى ظهور تشققات داخلية مقلقة، سارع الرئيس أوباما والحزبان الرئيسيان إلى استيعابها والتخفيف من وقعها من خلال المبالغة في تلميع شعارات “أميركا” و”وحدة الشعب الأميركي”.

لكن تفحصا منصفا قد لا يجد في رؤية ترامب للسياسة الخارجية لبلاده انقلاباً كبيراً في الاستراتيجيات التي اعتمدتها إدارة أوبـاما طـوال الثماني سنـوات الأخيـرة. وفيما ترتبك أوروبا وتسعى لاستراتيجية عسكرية خاصة بها مستقلة عن المظلة الأميركية، فإنه حريّ التذكير بأن التفكير بهذه المقاربة قد ترعرع في عهد أوباما الذي لم يقدم رواية مطمئنة حول التزام واشنطن بأمن أوروبا، وسط تململ من سياسات أميركية يُشتبه أنها تستخدم أوروبا في ورشة مناكفة واشنطن لموسكو، دون أي ضمانات تحمي دول الاتحاد الأوروبي من مغبة الصدام المحتمل مع الطموحات الروسية.

إلا أن الأمر يبدو أكثر وضوحاً في منطقة الشرق الأوسط. فالسياسة الأميركية ثابتة إزاء دعم إسرائيل، ولو أن شكل العلاقة بين باراك أوباما وبنيامين نتنياهو أوحى بغير ذلك، وأن تحفّظ واشنطن حيال برامج الاستيطان لم يوقفه عتب الرئيس الحالي الذي ارتفعت مستويات التمويل الأميركي السنوي لإسرائيل في عهده. وقد يظهر في مواقف ترامب (ونائبه خصوصا) حماس مفرط لصالح إسرائيل، لكن ذلك بدا منسجماً مع السياسة الأميركية التقليدية المتمسكة بـ”أمن إسرائيل”، كونها “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”.

إلا أن الأمر السوري يشكل ميدان تقاطع دقيق يضع الموقف الأميركي الجديد تحت المجهر في مقاربته للشأن الإيراني والروسي مجتمعاً.

ترتكز رؤية ترامب على اعتبار تنظيم “داعش” خطراً أول يجب التحالف لضربه مع كافة الأطراف بما فيها الأقل سوءا (وهذا ما تفعله إدارة أوباما تماما في الموصل والرقة). بشار الأسد سيء في عرف الرئيس الجمهوري المنتخب، لكن وجوده ضروري ضمن ورشة الإجهاز على التنظيم الإرهابي. وقد يتساءل أي مراقب للشأن السوري عن الدور الذي لعبه ويلعبه الجيش السوري التابع لدمشق في مكافحة داعش، ناهيك عن اتهامات بالتواطؤ بين الطرفين والمشاركة، كل من موقعه، في ضرب المعارضة المعتدلة.

لكن المتابع لليوميات السورية يستنتج أن موقف الرئيس الأميركي المنتخب يقوم بناء على غياب المعلومات وليس بناء على فائضها. يبشّر ترامب بوقف الدعم الأميركي للمعارضة لصالح النظام، فيما تلك المعارضة ما برحت تعتبر أن غياب قرار بإزاحة النظام السوري من قبل واشنطن يقف وراء صمود النظام حتى الآن، وأن ما يحظى به النظام من دعم مباشر عسكري ومالي من قبل روسيا وإيران والميليشيات التابعة لها، لا يقارن بالدعم المزعوم الذي تقدمه واشنطن للمعارضة. بمعنى آخر فإن دونالد ترامب لا يقترح إلا تمددا لموقف إدارة أوباما لجهة الحفاظ على نظام دمشق.

في هذا السياق أيضا يندرج الجهد العسكري الروسي في سوريا؛ فإدارة أوباما هي التي أتاحت حصول التدخل العسكري الروسي مباشرة منذ أكثر من عام. انطلقت العمليات الروسية بعد ساعات من لقاء جمع الرئيسين الروسي والأميركي في نيويورك على هامش قمة الأمم المتحدة. فهم العالم أن تواطؤا مّا جرى الاتفاق عليه بين واشنطن وموسكو لمواكبة الورشة العسكرية الروسية في سوريا، وأن ظهور الخلافات الأميركية الروسية في مداولات وزيريْ خارجية البلدين يتعلق بتجاوز روسيا لما كان التواطؤ الثنائي يسمح به، والذي نجح في إنقاذ نظام الأسد من سقوط كان الأسد نفسه قد لمّح إلى احتماله.

ما يقوله ترامب في موضوع سوريا هو ما رآه أوباما بكلمات وشكل آخرَيْن، وبالتالي فإن رجل البيت الأبيض الجديد لا يختلف في المضمون السوري عن رجل البيت الأبيض القديم.

يبقى أن ترامب، الذي سيمعن في تجديد وكالة أوباما لفلاديمير بوتين في سوريا، سيصطدم بما يحتاجه سيّد الكرملين من أجوبة تتعلق بأوكرانيا والدرع الصاروخي، وإطلالة الحلف الأطلسي على حدائق موسكو الخلفية، وموقع روسيا في إدارة شؤون العالم. عندها قد لا يجد بوتين الردود التي ينتظرها، وقد يكتشف ترامب أنه لا يملك إعطاء الزعيم الروسي ما يتمناه. عندها أيضاً سيعتمد ترامب على نظرية كيسينجر حول “الأولويات”، وسيكتشف فوكوياما أن لا “عصر جديد” في مواسم ترامب الداهمة.

 

هل سينهار الاتفاق مع إيران في عهد ترامب؟

صالح حميد/العربية/17 تشرين الثاني 2016

تنذر التطورات والتهديدات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة بانهيار الاتفاق النووي في عهد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، حيث تصاعدت التصريحات في طهران حول إلغاء الاتفاق بالتزامن مع تمديد الكونغرس الأميركي للعقوبات ضد إيران لعشر سنوات أخرى. وبينما صرح المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بأنه غير مكترث بنتائج انتخاب ترمب واستلام الجمهوريين سدة الحكم في واشنطن، هدّد سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، بالانسحاب من الاتفاق النووي رداً على تمديد واشنطن للعقوبات على طهران، معتبراً ذلك نقضاً للاتفاق من جانب أميركا. وقال شمخاني في كلمة له خلال مؤتمر في محافظة غلستان الثلاثاء، إن "طهران ستعمل بخيارات فنية سريعة إذا نقض الطرف المقابل الاتفاق النووي". وفي حين يصر الإصلاحيون وعلى رأسهم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، على عدم إمكانية إلغاء الاتفاق النووي، يدفع المتشددون باتجاه إلغاء الاتفاق والبدء بتخصيب اليورانيوم وإجراءات استفزازية أخرى تضع الاتفاق في مهب الريح. وتتهم القوى الغربية إيران بـ "انتهاك روح الاتفاق" من خلال عدم الالتزام الكامل ببنوده، خاصة في ما يتعلق بالتجارب الصاروخية المثيرة للجدل، والتي تنتهك القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن، وكذلك تدخلات إيران في المنطقة ودعمها للإرهاب.

إلغاء أم تعديل الاتفاق؟ في المقابل، يقول مراقبون إن إدارة الرئيس المنتخب ترمب المرتقبة لن تقوم بفسخ الاتفاق النووي مع إيران، لأنه ذو طابع دولي وقعت عليه ست دول كبرى، بالإضافة إلى إيران، لكنها ستقوم حتما بتعديله بما يتناسب مع روح الاتفاق الذي يمنع طهران من إنتاج أسلحة نووية ويردع سياسة تدخلها الإقليمي. كما سيتم تعديل الاتفاق بوضع آليات تضمن عدم استخدام إيران للأموال المفرج عنها لدعم الإرهاب في سوريا واليمن وتمويل الميليشيات التابعة لإيران في دول المنطقة. وكان وليد فارس، مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط، قال إن الرئيس المنتخب يعتزم مراجعة الاتفاقية بشكل كامل، ثم إرسالها للكونغرس للتصويت عليها، ثم مطالبة الإيرانيين بعمل بعض التعديلات وإنه سيكون هناك محادثات حول تلك الاتفاقية.

الخيار العسكري وارد

وكان مسؤولون أميركيون قد تحدثوا حول استخدام الخيار العسكري ضد إيران، إذا لم تلتزم بتطبيق كافة بنود الاتفاق النووي، حتى لو يتم إلغاء الاتفاق. واستندت تصريحات هؤلاء المسؤولين إلى بنود في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 تنص على اتخاذ "كافة التدابير بما فيها الخيار العسكري" إذا لم تلتزم ببنود الاتفاق وخاصة تطوير البرنامج الصاروخي والتجارب الباليستية التي أجرتها إيران 4 مرات على الأقل منذ توقيع الاتفاق النووي، في تحد واضح للقرار الأممي. وكان تقرير أمني إسرائيلي ذكر أن أول عمل عسكري سيقوم به الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، هو الهجوم على إيران وقصف مفاعلاتها النووية وقواعد صواريخها الباليستية المثيرة للجدل. ونقل موقع "ديبكا" الأمني الإسرائيلي، عن مصادر إيرانية رفيعة تحدثت عن مخاوف في طهران من قيام ترمب بشن هجوم على إيران لإعادة هيبة أميركا، ورجحت أن تكون أحد أهداف ترامب هو قصف مفاعل "أراك" الذي يعمل بالماء الثقيل فيما يكون الهدف الثاني القواعد العسكرية للصواريخ الباليستية الإيرانية.

موقف الإصلاحيين

ويدعو الإصلاحيون في إيران الذين يتأملون فوز روحاني بولاية ثانية في انتخابات أبريل 2017، إلى فتح حوار مباشر مع إدارة ترمب حول الاتفاق النووي لتفادي وقوع حرب ستكون فيها إيران الخاسرة حتما. وكتب حسين موسويان، المفاوض النووي السابق المقرب من الرئيس روحاني، مقالا بصحيفة "إيران" التابعة للحكومة، قال فيه إن أوباما فتح الطريق أمام إيران لتصبح قوة إقليمية من خلال الاتفاق النووي، داعياً إلى التعامل بحنكة مع إدارة ترامب للحفاظ على هذا المكتسب الكبير الذي أورثته حقبة أوباما لإيران.

وأوصى موسويان المسؤولين في بلاده إلى اتخاذ الخطوات التالية :

- تجنب استفزاز ترمب وعدم السب أو التحقير أو الإساءة له ولأميركا.

- عدم إطلاق تصريحات عدائية لا مبرر لها للحيلولة دون إعطاء ترمب ذريعة للتحرك ضد إيران.

- دراسة التهديدات والفرص المحتملة وتنظيم برامج لأي سيناريو محتمل.

- تجنب اتخاذ أي إجراء أو موقف يوحي بخوف أو ضعف إيران، ما يشجع الصقور في أميركا.

خيار المتشددين الإيرانيين

وبينما يدعو الإصلاحيون إلى فتح حوار مع إدارة ترامب، يرحب المتشددون في إيران بإنهاء الاتفاق النووي، لأنهم يرون أنه أدى إلى تقديم تنازلات كبيرة للغرب، وفرض قيوداً غير محدودة على برامج إيران التسليحية ومهد الطريق للنفوذ الأميركي والغربي في البلاد.

وكان حسين شريعتمداري، مندوب المرشد الأعلى علي خامنئي في مؤسسة "كيهان" الإعلامية، دعا إلى تمزيق الاتفاق النووي، وقال إنه "من الأفضل لنا تمزيق الاتفاق النووي من قبل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب"، مضيفاً: "نحن نؤيد تمزيق وحرق هذا الاتفاق".

الصواريخ والإرهاب وحقوق الإنسان

وإلى الخلافات المتصاعدة حول الاتفاق النووي بين إيران، هناك ثلاث قضايا خلافية يمكن أن تؤدي إلى تصادم أميركي – إيراني، وهي ملفات الصواريخ ودعم طهران للإرهاب وانتهاكات السلطات الإيرانية المطردة لحقوق الإنسان، حيث خابت آمال المجتمع الدولي من أن يؤدي الاتفاق النووي مع القوى الدولية إلى حلحلة هذه القضايا.

وفي هذا السياق، توحدت مواقف كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي حيال تلك الملفات خاصة تهديدات إيران الصاروخية، حيث دعا وزراء خارجية الدول الأعضاء الـ28 في الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعهم في بروكسل، الاثنين الماضي، إيران إلى وقف تجاربها على صواريخ باليستية.

كما فرض مجلس النواب بالكونغرس الأميركي قانون تمديد العقوبات على إيران لعشر سنوات، بأغلبية 419 صوتا، بسبب استمرار دعمها للإرهاب وانتهاك القرارات الأممية من خلال تطوير وتجربة الصواريخ الباليستية.

أما بالنسبة لحقوق الإنسان فقد تبنت اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً تقدمت به كندا وحظي بأغلبية 85 صوتا الثلاثاء 15 نوفمبر، يدين انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، لاسيما مواصلة طهران تـنفيذ عدد كبير من أحكام الإعدام واستمرار سياسة التمييز المتبعة بحق النساء والأقليات.

كما أصدرت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال العام الجاري عدة قرارات شملت عقوبات ضد أفراد ومؤسسات إيرانية متورطة بانتهاكات وتعذيب وقمع حرية التعبير واستمرار الإعدامات.

أما في ما يتعلق بدعم إيران للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والعالم، فقد أصدر مجلس النواب الأميركي الثلاثاء قرارا آخر يفرض عقوبات على حكومة النظام السوري ومؤيديها، ومن بينهم روسيا وإيران، لارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

كما أن هناك عقوبات أميركية أحادية مرتقبة ضد إيران بسبب تدخلاتها في المنطقة وتمويلها ودعمها للإرهاب في كل من سوريا واليمن والعراق وباقي دول المنطقة، وتهديد المصالح الأميركية وحلفائها، مما ينذر بمرحلة جديدة من الصدام الأميركي - الإيراني في عهد الرئيس المنتخب ترمب الذي سيجلس في 20 يناير/ كانون الثاني 2017 على مكتب الرئاسة في البيت الأبيض.

 

وقف التخريب الإيراني أجدى من إلغاء الاتفاق النووي

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/18 تشرين الثاني/16

يبقى عدم اليقين مرجّحاً مع دونالد ترامب، الى أن يثبت العكس. ولا تبدو المؤشّرات الحالية ذات دلالة، فالمسألة لا تقاس بتشاؤمٍ أو تفاؤلٍ، ولا بالخوف والحذر أو بالاطمئنان، إذ إن الرئيس الأميركي الجديد أطنب في الكلام وأثار الكثير من القلق وقليلاً من الآمال، لا للعرب وحدهم بل لمجمل العالم. وهناك مَن يدعون الى عدم الأخذ بحرفية ما قاله لزوم المعركة الانتخابية، بل الى استخراج الجدّية الكامنة في مواقفه. وهناك مَن يقولون أنه أحدث لتوّه انقلاباً في السياسة الأميركية بلونيها التقليديين، الجمهوري والديموقراطي، اللذَين قدّما في الستة عشر عاماً الأخيرة نموذجَين في المنطقة العربية، الأول تدخليٌّ جداً وكارثيٌّ مع جورج دبليو بوش في العراق الذي انتهى تحت الهيمنة الإيرانية، والآخر غير تدخليّ وأكثر كارثية مع باراك أوباما في سورية التي أصبحت تحت الاحتلال الروسي - الإيراني. أي أن الثابت الوحيد في هذين العهدَين، اعتمادٌ مباشر أو غير مباشر على إيران، وبالتالي على الشيعية السياسية في مواجهة السنّية السياسية باعتبارها مسؤولة عن ظهور «الإرهاب السنّي».

فهل أن اختراق ترامب «مؤسسة الحكم» يشكّل انقلاباً فعلياً في السياستين الداخلية والخارجية؟ ثمة مؤشّرات قليلة، والباقي مجرّد افتراضات ومراهنات قد تنطبق أو لا تنطبق على الواقع، في انتظار توجّهات حقيقية لن تتضح قبل شهور. لم يكن جديداً ولا مفاجئاً (ولا انقلابياً) تشديد ترامب على علاقة خاصة مع إسرائيل، فهذا عنوان حَكَم عقلية الإدارات الأميركية واختصر سياساتها تجاه المنطقة العربية طوال العقود الماضية، وتحته اندرجت المراحل المتقلّبة مع العرب من التقارب والتنافر والعداء، وبموجبه ظلّت «الصداقات» هشّة على رغم «المصالح»، بل استحال الارتقاء بهذه المصالح الى تحالفات على رغم إلحاح الظروف. وإذا كانت طرأت تغييرات طفيفة، غير ثابتة وغير جوهرية، على المقاربة الأميركية للعالم العربي بعد تخلّي العرب عن خيار الحرب ضد إسرائيل، إلا أنها استمرّت متماهية مع المقاربة الإسرائيلية، ثم جدّدت سلبيتها منذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر) محمّلة مسؤوليتها للعرب حكوماتٍ (قانون «جاستا» آخر التجلّيات وليس الأخير) وشعوباً (بدءاً بإجهاض مشروع السلام الفلسطيني - الإسرائيلي، ثم بالتضحية بالشعب الفلسطيني ومن بعده العراقي والسوري واليمني) ودولاً (بالمساهمة في تفتيت المنطقة الى دويلات).

في الأعوام الستة الأخيرة، أتاحت اضـطرابات «الربيع العربي» لواشنطن فـــرصة تاريخية لتبرهن صدقية نياتها بترجيح الاعتدال على التطرّف وتغليب الاستقـــرار علـــى التوتر في المنطقة. لكنها اتّبعـــت سياسة لمـــ يستفد منها ســـوى دعاة العنف والتطرّف والتخلّف، وكان واضحاً أن المتضرّرين هم رموز الاعتدال والاستقرار فضلاً عن دعاة الإصلاح والتطوير. وحتى «الحرب على داعش» بدت وتبدو ذريعةً ووسيلةً لتطبيق مشروع «الشرق الأوسط الكبير» كما بلوره المحافظون الجدد أيام بوش الابن، ولم يتخلَّ عنه أوباما بل تولّى متابعة «تمكين إيران» الذي بدأ عملياً بـ «التفاهم» على العراق خلال فترة الاحتلال الأميركي. وإذ أضاف أوباما تمكيناً لإيران في سورية واليمن ولبنان، مع جهد لمدّ هذا التمكين الى البحرين، فإنه مرّر كل الانتهاكات الإيرانية لقاء الحصول على الاتفاق النووي، واتّبع بعد ذلك نهج حماية لمكاسب إيران، ولذلك تأبّطت طهران الاتفاق كصكٍّ يشرّع تدخّلاتها ويعترف بنفوذها الإقليمي مقابل «التنازل» الذي قدّمته في برنامجها النووي. وبناءً على هذا «الاعتراف»، أخرجت دورها في العراق وسورية الى الواجهة، ولو أتيح لها لفعلت ذلك في اليمن، لكنها تلعب يمنياً ورقة عدم وجودها على الأرض لتمكين إدارة أوباما من مواجهة السعودية و»التحالف العربي» وإحراجهما بأن ما يقال عن تهديد إيراني ليس واقعياً.

يدخل الرئيس الأميركي الجديد الى هذا المشهد الخليجي - الشرق أوسطي، بما فيه من كوارث ووقائع وخيارات ساهمت فيها أميركا نفسها أو حسمت وجهتها، ليجد حتى أن الدور الإيراني كان الثابت الوحيد في «تفاهمات» واشنطن وموسكو للتعاون في سورية، فهل يريد تغيير هذا الواقع؟ المعروف أن الأميركيين والروس لم يتطرّقوا يوماً الى حدود الدور الإيراني أو الى وجود الميليشيات الموالية لطهران وانعكاساته التخريبية على أي حل سياسي أو حتى عسكري للصراع. وعلى رغم غموض الأفكار الترامبية، تم التركيز على نيّته تغيير الخط الأوبامي، أولاً بتطوير مسارٍ للتعاون مع روسيا، وهذا يتوقف على أجندة «صديقه» فلاديمير بوتين الذي استغلّ تعاون أوباما لإضعافه، وثانياً باستعادة شروط «الاحتواء» في التعامل مع إيران إذا كانت لا تزال صالحة للتطبيق مع الإبقاء على الاتفاق النووي «معدّلاً» أو إلغائه وربما الانسحاب منه.

قد يتناغم تعاون ترامب مع روسيا مع جهود بذلها العرب للانفتاح على موسكو ومحاولة التفاهم معها من دون أن تعدّل شيئاً في السلوك أو السياسة الروسيَّين. ومن غير المؤكّد أن معادلة التهادن مع روسيا مقابل المواجهة مع إيران لا تزال ممكنة في ظلّ حاجة الروس والإيرانيين الى بعضهم بعضاً في سورية، كما أن شيئاً لا يضمن أن تنعكس علاقة ترامب مع بوتين إيجاباً على المنطقة العربية. فأي تقارب بينهما ينجح استراتيجياً أولاً أو لا ينجح إطلاقاً، ويسعى الى التفاهم على السياسة الدفاعية وملف أوكرانيا بما فيه رفع العقوبات المفروضة على روسيا ليتوصّل الى تفاهم على القضايا الإقليمية. وقياساً الى التجربة مع أوباما، فإن عدم التنازل لروسيا في المسائل الكبرى هو ما أفشل التعاون في سورية على رغم كل التنازلات الأميركية، وإذ يستند ترامب الى تلك التنازلات (1 – بإعلانه حجب الدعم التسليحي (غير الموجود أصلاً) للمعارضة، (2 - وإخضاعه الصراع الداخلي السوري لأولوية محاربة الإرهاب وموجباتها، (3 - وعدم اهتمامه ببشار الأسد ومصيره بل اعتباره «شريكاً» مع إيران في محاربة الإرهاب، مع ما يفترضه ذلك من تجاهل وتمييع لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الأسد ونظامه... فإنه يتطلّع الى أن يكتفي بوتين بسورية كمقدمة لتعاونهما، في حين أن بوتين يوجّه نظره الى ما يعتزمه ترامب من تغيير في المفاهيم الدفاعية المعتمدة داخل حلف «الناتو».

في أي حال، لم تكن للعرب مشكلة مع هذا الاتفاق النووي بل مع استخدامات إدارة أوباما ونظام الملالي لهذا الاتفاق، خلال التفاوض عليه وقبل إبرامه وبعده. فإلى أي حدّ سيكون ترامب معنيّاً بـ «تصحيح» السلوك الإيراني، خارج المسألة النووية، وهل سيكون لديه تصوّرٌ لـ«مصالح أميركا» مختلفٌ عن ذلك الذي رسمه أوباما وجعل فيه لإيران موقعاً بارزاً ودوراً مستقبلياً؟ وإذا كانت للحرب على الإرهاب، وتحديداً ضرب تنظيم «داعش»، الصدارة في أي استراتيجية ترامبية، فهل يتجاهل حقائق دورَي النظامين السوري والإيراني في رعاية الإرهاب وتوظيفه ليحافظ على المهادنة المجّانية غير المجدية التي أقامها أوباما معهما؟

قد يبدو تلويح ترامب بإلغاء الاتفاق النووي والعودة الى احتواء إيران، نبأً جيداً - نظرياً - بالنسبة الى العالم العربي، إلا أنه لن يكون مجدياً عملياً من دون استراتيجية تعاون شاملة تتوافق فيها أميركا وروسيا على خفض التوتّرات بينهما وكذلك التوتّرات الإقليمية، وعلى محاربة جدّية للإرهاب والمستفيدين منه في دمشق وطهران وبغداد، وبالتالي على دعم حلول سياسية لنزاعات عربية أهلية بات مؤكّداً أنها تهدد الاستقرار العالمي سواء بعمليات الإرهاب أو موجات اللاجئين. وكل توجّه آخر سيكون مجرّد استمرار لنمط الحروب بالوكالة والمتاجرة بمآسي الشعوب والمجتمعات، وهو ما يبقى مرجّحاً لأن مصطلحات السلام على أنواعها لم تتسلّل الى قاموسَي بوتين أو ترامب. أن يعمّ القلـــق والشك معظم أوروبا والعالم العـــربي إزاء انتخاب ترامب، مقابل ارتيـــاح في موسكو ودمشق وإسرائيل وحتى تركيـــا وأوساط اليمين الأوروبي المتطرّف، فهل في ذلك دلالة على أين ينتمي ترامب (وناخبوه؟) أو على أنه قد ينتهج حيال العــرب سياسة مناقضة لسلبية مواقفه خلال الحمــلة الانتخابية؟ لا بدّ للرئيس الجديد أن يتعامل مع الواقع الذي ساهم معظـــم مريديه في تخريبه والدفع ببعض الدول العــربية نحو التفكّك، وستتوقف على خياراته احتمالات إضعاف الإرهاب أو مضاعفته، كما وحدة الدول أو تقسيمها.

 

كيف سيتعامل ترامب مع تحديات إيران؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/16

كثير من الأميركيين، ولأسباب كثيرة، كانوا مشمئزين من مقولة: «السياسة كما جرت العادة»، وأظهروا ذلك عن طريق التصويت لدونالد ترامب أو عدم التصويت إطلاقًا. بعد «البريكست» في المملكة المتحدة، وفوز ترامب في الولايات المتحدة الأميركية، انتهت الفترة الطويلة والمجحفة المؤيدة للعولمة التي تحكم بها سياسيون تقليديون أغفلوا تنامي معارضة المهمشين، ويمكن القول اليوم إن التأييد للعولمة، أو الرفض لها، صار بدل اليسار مقابل اليمين في العالم. لقد بدأنا فصلاً جديدًا، لكن اللوم لا يقع على الديمقراطية، بل على فشل المؤسسات الحاكمة التي انفصلت بعيدًا عن الواقع، ولم تدرك غضب الشعب.

بالنسبة إلينا، قال الرئيس الأميركي المنتخَب إن لديه خطة طموحة لوقف توسع تنظيم داعش، واحتواء الإسلام الراديكالي: «يجب أن يكون هذا أهم أهداف السياسة الخارجية الأميركية، وكذلك سياسة العالم، وهذا يتطلب اللجوء إلى القوة العسكرية، إنما أيضًا مواجهة عقائدية كمواجهتنا الطويلة أثناء الحرب الباردة، لهذا سنعمل معًا، وعن كثب، مع حلفائنا في العالم الإسلامي الذي يتعرض هو الآخر لخطر عنف الإسلام الراديكالي».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أول المهنئين لترامب. علاقة مصر الحالية مع الولايات المتحدة صعبة، وكذلك حال كثير من الدول العربية، إذ كانت إدارة باراك أوباما تركز على انتقاد هذه الدول، ولا تعترف بالجهود التي تبذلها لمكافحة الإرهاب. قد يكون الرئيس السيسي ارتاح لفوز ترامب، لكن ما يريده من واشنطن دعمًا اقتصاديًا ضخمًا، وسبق لترامب أن قال إنه يعارض المساعدات الاقتصادية لأي دولة خارجية. هو أشار إلى استعداده لتقديم الدعم المالي «حيث يجب ذلك»، وذكر الأكراد «الذين بحاجة، كي يكونوا مجهزين لقتال (داعش)»، لكن إذا اكتفى ترامب بدعم معنوي لمصر، فهناك خطر اهتزاز الاستقرار فيها، إذا ما استمر اقتصادها في التدهور. بالنسبة إلى سوريا، اقترح ترامب أن تقاتل روسيا «داعش»، وقد يطرب الرئيس السوري بشار الأسد لهذا الاقتراح، لكن إذا سمح ترامب لروسيا بأن تفعل ما تريد في سوريا، فهذا يعني السماح لها بتقوية وجودها في الشرق الأوسط، مع كل ما في ذلك من تبعات.

أكثر المترقبين لسياسة الرئيس الأميركي المنتَخَب هي إيران، رغم كل عنجهية التصريحات، ستبدأ إدارة ترامب في التهديد باللجوء إلى القوة، وتفرض على إيران الخيار بين عقوبات صارمة، أو عمل عسكري، أو العودة إلى طاولة المفاوضات.

يوم الجمعة الماضي، وأثناء وجوده في براغ، قال محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تطبق الشقَّ الخاص بها من الاتفاق النووي، وأَسِف لأن الإدارة الأميركية الحالية لم تفعل ذلك.

الاتفاق يلزم إيران بالحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم وتخزينه والقبول بالمفتشين الدوليين. الأسبوع الماضي، انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران لانتهاكها الاتفاق، بحيث أنتجت 130 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب. خلال حملته الانتخابية وصف ترامب الاتفاق بـ«الكارثة»، وقال إن الأولوية عنده العمل على تفكيكه، متهمًا إيران بخرقه. بعد فوزه، قال أحد مستشاريه للشؤون الخارجية، إن ترامب سيعيد النظر في الاتفاق، ويرسله إلى الكونغرس ليطالب الإيرانيين ببعض التغييرات. السؤال هو: هل يستطيع رئيس الولايات المتحدة التراجع عن اتفاق بمفرده؟! فالاتفاق النووي لم يُناقَش فقط بين أميركا وإيران، وإن كانت إدارة أوباما هي الرائدة، بل ناقشته الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن (بما فيها أميركا) بالإضافة إلى ألمانيا، ثم صادق عليه مجلس الأمن. لهذا على ترامب أن يذهب بعد الكونغرس إلى مجلس الأمن الدولي ليرى إن كان باستطاعته إقناع الأعضاء الآخرين بالتوافق على التغييرات التي يراها. هنا يأتي دور جون بولتون السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، على زمن الرئيس جورج دبليو بوش، الذي لا يرى تبريرًا لكل الأمم المتحدة وأدوارها.

من ناحية أخرى، يستطيع الرئيس فرض عقوبات أميركية يمكن لها أن تطيح بالاتفاق، والمعروف أن الولايات المتحدة هي الأقوى في النظام العالمي، وهي الأهم عندما يتعلق الأمر بالعقوبات. ثم إن القيود الأقوى التي ستواجهه في تطبيق نظرته تعود إلى عدم استعداده، وعدم استعداد الحزب الجمهوري لخطوة كهذه. يمكنهم القول إنهم يريدون تمزيق الاتفاق، وتستطيع أميركا الخروج منه بفرض عقوبات أحادية، لكن أوروبا لن توافق، ولن تفرض عقوبات جديدة. الصين أيضًا لن توافق، وبالتالي سيحمّل الكل ترامب مسؤولية تدمير الاتفاق، وخلال شهر أو شهرين سيكون أمام خيارين؛ إما قصف إيران أو عدم قصفها. فهل يريد إشعال حرب في بداية عهده؟ أعضاء في مجلس الشيوخ، وبينهم بوب كروكر (جمهوري من تنيسي وأحد المرشحين لمنصب وزير الخارجية) ينتقدون بشدة الاتفاق، ويريدون التفاوض مجددًا بشأنه، أو التخلي عنه واللجوء إلى القوة. الآن أمامهم الفرصة، إنما لا فكرة واضحة لديهم عما يجب عمله، وستكشف لنا الأيام كيف سيتعاملون معه، قد تكون لديهم مفاجأة، لأنهم يرون أنه كافأ إيران فعمدت إلى سجن أميركيين من أصل إيراني، وزادت من عدوانيتها وتدخلها في سوريا والعراق واليمن. وإدارة أوباما تريد من ترامب احترام الاتفاق والالتزامات الأميركية، تمامًا كما طلبت إيران التي تشعر بأنها قد تكون الخاسر الأكبر، ولأن السياسة الأميركية المواتية الآن لها، يمكن أن تنقلب رأسًا على عقب في الأشهر المقبلة. المهم أنه إذا بقي الاتفاق، حتى إلى وقت محدد، يجب التفكير بجدية عما سيليه، كوضع استراتيجية تحد من اندفاع إيران إقليميًا، وهذا يتطلب موارد عسكرية، وإرادة سياسية، وموقفًا حازمًا. ولن ينفع إيران تهليلها بأنها وقّعت على مناورات عسكرية مشتركة مع الصين، يوم الاثنين الماضي، لأنه إذا كانت هناك دولة كبرى تريد استقرار الشرق الأوسط، فإنها الصين. وقبل أن يصوغ ترامب سياسته تجاه إيران، يجب معرفة ما تريد الولايات المتحدة تحقيقه إقليميًا. هل تريد الاحتواء أم الردع، خصوصًا مع وجود اللاعب الروسي على المسرح الإقليمي؟! الإيرانيون متداخلون جدًا مع الروس في سوريا. وعاد الحديث عن احتمال عودة روسيا إلى استخدام قاعدة همدان الجوية لعملياتها في سوريا.

من الواضح أن ترامب يريد تخفيف التوتر مع روسيا. كيف سيُترجم ذلك.. هل بإعطائها اليد العليا في سوريا، أو في كيفية معاملته إيران؟! هذا ليس معروفًا حتى الآن. لكن بناء على ما نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، فإن النظام الإيراني يخشى من أن تفرض إدارة ترامب وبقوة تطبيق الاتفاق، ثم إن النظام الإيراني قلق لأن بعض الفوائد الاقتصادية التي كان يأمل بها مع الصفقة، لن تؤتي ثمارها. وعلى سبيل المثال، فإن إدارة ترامب قد لا توافق على بيع طائرات «بوينغ» لإيران. المهم التأكد من أن تهديد إيران للمصالح الأميركية ولحلفاء أميركا في الشرق الأوسط سيتم احتواؤه مع وقف مغامراتها الإرهابية في الدول المجاورة. الأسبوع الماضي، قال ديفيد فريدمان كبير مستشاري ترامب، إن إدارة ترامب ستعود للتعاون مع الأطراف العالمية بطريقة تسعى لإعادة الضغط على إيران، لأن إيران نووية بعد 9 سنوات غير مقبولة. قد تبدو الـ9 سنوات فترة طويلة لكنها تمر في غمضة عين. هناك عوامل كثيرة تعمل على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، من بينها النظام الإيراني. صحيح أن نظرة الرئيس المنتخَب إلى العالم ليست جيوسياسية بقدر ما هي اقتصادية، ولهذا فهو ليس مهتمًا بالشرق الأوسط كثيرًا، لكن يبقى الشرق الأوسط مهمًا من ناحية النفط، والممرات، ثم إن شركات ترامب نفسها عملت في الخليج، هو يعتقد أن كل شيء قابل للتفاوض، وسيأتي الوقت الذي يشعر فيه بأن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط يؤثر على المصالح الاقتصادية والأمنية الأميركية. وهنا يجب تحذيره: إن رجل الأعمال ترامب غير معتاد على البيروقراطية، لكن الرئيس ترامب سيكون تحديه الأكبر البيروقراطية، إن كان في أميركا أو في الشرق الأوسط!

 

«الخامنئيّة» بين ترامب وقورش!

أسعد حيدر/المستقبل/18 تشرين الثاني/16

السياسة الإيرانية كانت وما زالت حتى انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، إما أسود أو أبيض. لذلك رغم توقيع الاتفاق النووي، بقيت طهران على موقفها «أميركا هي الشيطان الأكبر». لكن بعد انتخاب دونالد ترامب، اندفعت طهران للانزلاق نحو مأزق سياسي جديد من نوعه، لأنها مثلها مثل 99 بالمائة من دول العالم لم تتوقع سقوط هيلاري كلينتون وفوز دونالد ترامب. مشكلة طهران، أن علاقاتها منذ توقيع الاتفاق النووي مع واشنطن ازدادت تعقيداً، لأنها بحاجة لها وفي الوقت نفسه ترفضها ولا ترغب في صداقتها. أما الآن، فإن طهران لا تعرف كيف ستتعامل مع الرئيس الأميركي الجديد الذي لا يعرف أحد حتى الآن مواقفه الثابتة من كل ملفات العالم، وإن كان يتجه بحكم «جمهوريته» نحو التشدد خصوصاً ما يتعلق بالعلاقات مع إيران انطلاقاً من ملف الاتفاق النووي. هذا الغموض الى درجة الجهل، أسقط المواقف الرسمية الإيرانية في حالة من القلق والتردد والتناقض. البداية من المرشد آية الله علي خامنئي الذي قال: «إيران لا تحكم على نتيجة الانتخابات.. نحن على أهبّة مواجهة أي حادث محتمل». «الحادث» المقصود هنا، هو إمكانية إلغاء «الادارة الترامبية« للاتفاق النووي. مع ما يعني ذلك من إمكانية العودة الى حالة المقاطعة والعقوبات. ولا شك في أن مثل هذا الاحتمال يفرض كيفيّة مواجهته: «هل تعود إيران الى الانغلاق الداخلي، بكل ما يعني ذلك من وضع اقتصادي صعب جداً، أو تعمل على فكفكة الموقف الأميركي بخطوات انفتاحية والى أي مدى خصوصاً على صعيد السياسة الخارجية، باعتبار أنّ مشكلة الداخل يواجهها أهل الداخل الإيرانيون إما يستكينوا لقرارات التشدد ونتائجها خصوصاً على الصعيد المعيشي أو ينفجروا في زمن لا ضبط لترددات الانفجار الداخلي على وقع الانشطارات الخارجية؟ بيان مصدر في الخارجية الايرانية بعد الاعلان عن تمديد الكونغرس للعقوبات، يؤكد هذا القلق والتردد الى درجة افتقاد الموقف، إذ يقول المصدر (كما نشرته وكالة إيرنا): «إن تمديد العقوبات لا يعني تمديد قانون «داماتو» للعقوبات».. بعد عدة أسطر من البرقية نفسها «مدد مساء اليوم قانون داماتو المتمثل بفرض عقوبات على إيران في القطاع المصرفي والدفاعي والطاقة لمدة عشر سنوات.

الأغرب والأعجب (بدون مبالغة) أن البرقية نفسها تؤكد أن الجمهورية جهّزت الخيارات المناسبة لكل الظروف... وإن من واجب الرئيس الأميركي الحدّ من قرار تمديد العقوبات». إذن طهران تطلب «النجدة» من الرئيس دونالد ترامب الذي يرفضه، حتى لا يقع الأسوأ علماً أن بروجوردي المتشدد في مجلس الشورى يقول: «نحن لا نخطط برامجنا وفقاً لمن يتولى الرئاسة في أميركا». «ثعلب» السياسة الإيرانية هاشمي رفسنجاني يعيد تصويب هذا الاعتماد على الرئيس الأميركي لتحديد خيارات أميركا فيقول «إن ترامب له شخصية خطيرة جداً الى درجة أنه يشكل خطراً على القواعد الدولية«، ثم يجهز على تعليق الأمل على ترامب فيقول «إن هيلاري كلينتون نفسها قالت إن الاتفاق منح إيران أكثر من اللازم». في هذا التحذير الرفسنجاني، سؤال كبير وغامض مثل الاتفاق وهو ماذا منح الثنائي أوباما – كيري «أكثر من اللازم لإيران»؟ هل كما يقال إن اتفاقاً أميركياً – إيرانياً تمّ توقيعه أو الاتفاق عليه، يقضي بترك إيران تتمدد سياسياً في المنطقة؟ على الأقل فإن ترامب الأكثر تشدداً من كلينتون ومعه كونغرس ومجلس شيوخ أكثر تشدداً منه، لن يقبلوا بمثل هذا الاتفاق إذا وجد. ولا شك أن طهران تخشى هذا الاحتمال لأنه يضعها إما المواجهة المفتوحة وهي خطرة، أو العمل على تفاهمات تتضمن تنازلات مفتوحة من سوريا الى اليمن وأيضاً في أفغانستان البعيدة عن الأنظار لكن الميدان القريب الى الهمّ الاستراتيجي اليومي. المتضرر الكبير من «السياسة الترامبية» في إيران، هو «الحرس الثوري»، لأنه خاسر في الحالتين. إذا تشدد واندفع الى المواجهة فإنّ عليه التعامل مع الداخل الرافض لهذه السياسة لأنها تضيق عليه معيشياً. وإذا هادن وتراجع فإنه سيخسر نفوذه رويداً رويداً. لذلك يعمل على التحذير والتهديد دون معرفة ماذا لديه من إمكانات لتنفيذ هذا التهديد. الجنرال دهقان وزير الدفاع والجنرال الصفوي المستشار الأول للمرشد خامنئي قال: «إن انتهاك أو نقض الاتفاق النووي سيكلف أميركا ثمناً باهظاً».

أين ستدفع واشنطن «الثمن الباهظ» في سوريا والعراق؟ إن ترجمة ذلك في الاشتباك المفتوح على كل الاحتمالات، وهنا يصبح السؤال الكبير ماذا عن موقف موسكو في سوريا أساساً من هكذا اشتباك علماً أن فلاديمير بوتين ينتظر وصول ترامب الى الرئاسة وكأنه جزء من خططه الاستراتيجية على قاعدة التحالف أو الشراكة. لا يمكن للقيصر المخاطرة بهذه الفرصة الاستثنائية من أجل المرشد.مصلحة روسيا اولاً. مرة أخرى «الثعلب» رفسنجاني قدّم حلاً لمشاكل إيران على طريقته. كل كلمة «قطبة» وكل «قطبة» تشكل «مفتاحاً» لقراءة «السجادة المحاكة». إذ طالب في مقابلة مع صحيفة «آرمان» الإيرانية يوم الإثنين الماضي، بالسماح للاحتفال بـ»قورش». وأكمل هذا الطلب بتأكيده: «إن الفكر القومي هو أساس الحضارة الإيرانية». أي إن الفكر الاسلامي طارئ ولاحق على الحضارة الايرانية».

فماذا يبقى للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتقاتل من أجله في مواجهة «الشيطان الأكبر؟«.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون زار بكركي: مؤسساتنا أصيبت بالوهن بسبب التمديد لمجلس النواب الراعي: لا يجوز استبدال سلة الشروط بالتشبث بحقائب واستخدام الفيتو

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، "ان جميع مؤسساتنا أصيبت بالوهن، بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب، والعجز الذي وقعت فيه السلطة، وان أكثر ما يؤلم وطننا في هذه المرحلة هو الفساد المستشري، وسببه الأساسي هو الانحطاط الذي ضرب المجتمع، فأصبحت كل مرتكزات الحكم خارج نطاق الكفاءة والأخلاق". واعتبر "ان الكنيسة هي الضامنة للقيم، ونحن لا نستطيع منفردين أن نقوم بأي واجب علينا إلا بمعاضدة الجميع". ورأى الرئيس عون ان "المشرق اليوم، بجميع مسيحييه، يمر بفترة قد تكون الأصعب، لأنها تحاول اجتثاث جذور المسيحية في هذا الشرق"، مشيرا الى انه "وإن لم تكن عذاباتنا في لبنان جسدية فالعذابات المعنوية ترافقنا وتواكب أحلامنا لتحولها أحيانا الى كوابيس". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال زيارة قام بها الى الصرح البطريركي في بكركي، حيث كان في استقباله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وبطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وبطريرك الارمن الكاثوليك. وتوجه الرئيس عون، الذي رافقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، مع البطاركة الى كنيسة الصرح حيث كان السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا ومطارنة الطوائف الكاثوليك، والرؤساء العامون والرئيسات العامات للرهبانيات، الذين رفعوا صلاة الشكر على نية الرئيس عون.

الراعي

وبعد الصلاة، ألقى البطريرك الراعي كلمة ترحيبية بالرئيس عون، قال فيها: "شرف كبير لنا في هذا الكرسي البطريركي ان تقوم فخامتكم بالزيارة الاولى الرسمية اليه، بعد انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية، مع ما تحمل هذه الزيارة من دلالات. فيسعدني أن أرحب بكم وأهنئكم مع اخواني اصحاب الغبطة البطاركة والسادة المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات، أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، الذي يعقد دورته السنوية الخمسين. ويطيب لي أن أوجه باسمهم الى فخامتكم هذه الكلمة التي أعبر فيها عن تمنياتهم وانتظاراتهم ودعائهم".

ان تكون زيارتكم الرسمية الأولى الى بكركي، جريا على تقليد عريق، فللتعبير عن أن رئاسة الجمهورية والبطريركية المارونية تعملان معا بوحدة الكلمة والتعاون والسعي الدؤوب من اجل لبنان، كيانا ومؤسسات وشعبا. فنهج هذه البطريركية هو اياه الذي رسمه سلفنا البطريرك مار الياس بطرس الحويك ابو لبنان الكبير: "أنا بطريرك ماروني... أنا بطريرك لبنان... لقد نذرت حياتي من أجل القضية اللبنانية، التي اعتبرها قضية مقدسة... بما يخصني، ليس في لبنان طوائف، ولكن طائفة واحدة اسمها الطائفة اللبنانية" (المونسنيور عبدو يعقوب : الياس بطرس الحويك، بطريرك الموارنة بطريرك لبنان ، ص 390 - 391).

هذا النهج استكمله من بعده، خلفه البطريرك مار انطون بطرس عريضه، ابو الاستقلال الناجز في خطابه الشهير لجمهور اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق والنزعات في 25 كانون الأول 1941، قال : "نصرح لكم بأن هذا الصرح البطريركي ليس وقفا على الطائفة المارونية فحسب، بل هو بيت جميع اللبنانيين، ووقف للمصلحة اللبنانية، لا فرق فيها بين طائفة وأخرى" (الخوري باسم الراعي: وثائق البطريرك انطون عريضه الوطنية، ص221).

وقال: "ولذا، نؤكد لفخامتكم دعمنا الكامل لكم بوصفكم "رئيس الدولة، ورمز وحدة الوطن، ولكونكم تسهرون على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة اراضيه وفقا لأحكام الدستور (الدستور المادة49)".

نستقبلكم، فخامة الرئيس، في كنيسة الكرسي البطريرك، لكي نرفع صلاة الشكر لله على انتخابكم رئيسا للجمهورية، بعد سنتين وخمسة أشهر من الفراغ القاتل. وبخاصة لأن انتخابكم وحد ما بين كبريات الكتل السياسية والنيابية التي تجاوزت انقسامات الماضي، ووحد ما بين فئات الشعب اللبناني، كمقدمة لمصالحة وطنية شاملة تحتاج الى استكمال في بداية عهدكم بتحقيق مشاركة جامعة ومتوازنة في الحكم والإدارة. إن نهوض لبنان وترقيه وازدهاره يحتاج الى الاتحاد بين جميع مكوناته والى توجيه طاقاتهم من اجله، فيما الخلاف يضعفه ويهدده.

هذا يعني ان انتخابكم اتى وفاء لنضالكم الطويل، لا كنقطة وصول وحسب، بل كنقطة انطلاق مسؤولة منكم، كربان لسفينة الوطن، نحو اقامة الدولة القادرة والعادلة والمنتجة، وسط رياح معاكسة، تعصف في منطقتنا المشرقية، ولبنان يتلقى الكثير من نتائجها السلبية. ما يقتضي الالتزام بالدستور والميثاق الوطني نصا وروحا من قبل القيادات السياسية والمسؤولين في الدولة كافة. انها فرصتكم، فخامة الرئيس، لتطبيق وثيقة اتفاق الطائف تطبيقا فعليا، منعا لشل قرارات الدولة في كل حين، وتجنبا لتفكيك اوصالها. وهذا يشكل الخطر الأكبر على الكيان. فلا بد، بادىء ذي بدء، وبالسرعة الممكنة، من إقرار قانون جديد للإنتخابات يكون حافزا لمشاركة كل فئات الشعب في هذا الواجب الوطني، ويؤمن المناصفة التي نص عليها اتفاق الطائف، ويساهم في تجديد النخب في القيادة الوطنية، ويضمن حق مساءلة الشعب لمسؤوليه ومحاسبتهم.

ولكن من اولى الأولويات ان يوفق رئيس الحكومة المكلف بالتعاون مع فخامتكم في تأليف مجلس الوزراء الجامع، بروح المشاركة الشاملة لا المحاصصة. لا يجوز في أي حال استبدال "سلة الشروط" بصيغ التشبث بحقائب وباستخدام "الفيتو" من فريق ضد آخر. وهذا امر مخالف للدستور ووثيقة الوفاق الوطني، ويدخل اعرافا تشرع الباب أمام آخرين للمبادلة بالمثل، وتعرقل مسيرة قيام دولة الحق والقانون. نحن نأمل إزالة هذه الغيوم السوداء عن بداية عهدكم.

من مقتضيات قيامة الدولة، التي ترغبون فيها، محاربة الفساد، ووضع حد لتدخل اهل السياسة في الإدارة العامة والقضاء والأجهزة الأمنية، واعتماد الكفاءة في مؤسسات الدولة والمساءلة والمحاسبة والثواب والعقاب.

ان الشعب اللبناني يتطلع اليكم، وقد عانى طويلا من تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي والبيئي، حتى بات في معظمه فقيرا. انه شعبكم وانتم حماته: شبابنا وسائر قوانا الحية ينتظرون تحفيز طاقاتهم داخل الوطن؛ المناطق تطالب بتطبيق اللامركزية الادارية من اجل نموها ومساهمتها في إنماء الدولة؛ القطاع الخاص، الذي يشكل قوة لبنان، يحتاج تعاونا مع القطاع العام ودعما تشريعيا بناء".

ان الكنيسة في لبنان، المتمثلة حولكم الآن ببطاركتها ومطارنة ابرشياتها ورهبانياتها، مصممة، امانة منها للسيد المسيح ولرسالتها الإنجيلية، على مضاعفة جهودها في هيكلياتها الراعوية ومؤسساتها التعليمية العامة والتقنية والجامعية، والاستشفائية والاجتماعية والانسانية، من اجل خدمة شعبنا واجيالنا الطالعة وكل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن أجل تأمين المزيد من فرص العمل. يمكنكم الاتكال عليها، وهي تطالب الدولة بدعمها والقيام بواجبها نحوها وانصافها بتشريعاتها.

فلا يخفى على أحد دور الكنيسة في تعزيز ثقافة التعددية في الوحدة، والعيش معا مسيحيين وملسمين، والتربية على السلام المبني على العدالة والترقي والانماء، ما جعل لبنان صاحب نموذج تحتاج اليه المنطقة التي تمزقها الحروب المذهبية. ولا بد من أجل حماية رسالة لبنان السلامية في محيطه، من اعتماد سياسة ابعاده عن الصراعات الخارجية، كما وعدتم في خطاب القسم، جريا على خط سلفكم والحكومة.

لقد أردنا، من هذا العرض، يا فخامة الرئيس، ان نعبر لكم عن موآزرة الكنيسة لكم ولمؤسساتنا الدستورية والعامة. وأردناه استقبالا في كنيسة الكرسي البطريركي لنرفعه دعاء الى الله كي يسدد خطاكم في تحقيق امنياتكم الوطنية الكبيرة، ويفيض عليكم النور والنعمة لتحافظوا مع جميع معاونيكم على لبنان في كيانه ووحدته وتنوعه وحرياته، وفي انتمائه الملتزم بمحيطه العربي، حاملا اليه رسالة المحبة والتضامن والسلام. عشتم فخامة الرئيس! وعاش لبنان!".

عون

ورد رئيس الجمهورية على كلمة البطريرك الراعي، بكلمة جاء فيها:

"أصحاب الغبطة، سيادة الأساقفة، إخواني،

أنا اليوم على منبرٍ كنسي، في الصرح البطريركي الماروني، وتعاودني وقائع تاريخية سرد قسما منها غبطة البطريرك سيدنا، بطريرك الموارنة، وهي جزء من تاريخ لبنان الحديث".

اضاف: "إن دور غبطة البطريرك حويك الذي عمل على وحدة لبنان وسيادته، وجمع جميع طوائفه ومكوناته حول هذا الاستقلال وحول ميثاق واجب علينا احترامه، نعرفه جميعنا.

ولكننا نذكر أيضا التاريخ الذي سبق هذه الفترة، وأعني هنا عذابات الموارنة في مختلف مراحل التاريخ، سواء قبل قدومهم الى لبنان أو بعده، مع المماليك، مع الأتراك، ومع كل الفاتحين. لذلك، نجد في ترانيمناالليتورجية، وفي ألحاننا الكنسية، الحزن والتعب. ومن هنا نبدأ حياتنا الجهادية التي أوصلتنا الى ما نحن عليه".

وأعلن ان "المشرق يمر اليوم، بجميع مسيحييه، بفترة قد تكون الأصعب، لأنها تحاول اجتثاث جذور المسيحية في هذا الشرق؛ فما يصلنا عن العراق من أن بيوت المسيحيين هدمت في الموصل فور خروجهم منها ولم تنتظر القنابل، يؤكد هذه المقولة. ونحن في لبنان نعيش هذه الأخطار، وإن لم تكن عذابتنا جسدية فالعذابات المعنوية ترافقنا وتواكب أحلامنا لتحولها أحيانا الى كوابيس".

وقال: "إن جميع مؤسساتنا أصيبت بالوهن، بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب، والعجز الذي وقعت فيه السلطة. وأكثر ما يؤلم وطننا في هذه المرحلة هو الفساد المستشري الذي سد شرايين الدولة وجعلها في حالة عجز دائم. والسبب الأساسي هو الانحطاط الذي ضرب المجتمع؛ فأصبحت كل مرتكزات الحكم خارج نطاق الكفاءة والأخلاق. وكل عمل سلطوي لا يحترم بمعاييره القوانين والأخلاق يصبح جريمة، لأنه يسبب الأذى للأفراد وللمجتمع".

وتابع: "لذلك نعود الى الكنيسة التي تمتلك السلطة المعنوية، والتي تدافع عن القضايا الكبرى، عن العدالة، عن القيم الانسانية، عن الأخلاق.. لتساعد شعبنا في التربية وليس فقط في التعليم؛ فإذا كانت التنشئة السياسية هي علوم واختصاص فإن القضايا التربوية مرجعها الأخلاق، والأخلاق تعلو مرتبة عن القوانين. إن الأخلاق هي الرادع لكل مسؤول، وهي التي تمنعه من ارتكاب الشواذ، فالمسؤول هو القدوة، وكل من يمارس سلطة، سياسية كانت أو روحية أو اجتماعية، عليه أن يكون القدوة".

وقال: "نأمل الكثير الكثير من كنيستنا، لا بل كل كنائسنا، أن تقوم بهذا الدور التربوي الرائد، إذ من دون التربية لا يمكن أن يرتقي مجتمع، وأن تتحسن سيرته وسلوكه".

اضاف: "قلتها مرارا وأكررها اليوم، إن الكنيسة هي الضامنة للقيم، ونحن لا نستطيع منفردين أن نقوم بأي واجب علينا إلا بمعاضدة الجميع، وخصوصا الكنائس المسيحية التي تربي أجيالنا على الاخلاق والايمان والرجاء".

وختم: "أشكر غبطة بطريركنا بشارة الراعي على الحفاوة التي استقبلتموني بها، واشكر أيضا غبطة بطاركة الكنائس الشرقية، وآمل ان نتعاون جميعا لما فيه خير الكنيسة وخير لبنان".

بعد ذلك، انتقل الرئيس عون والبطاركة والسفير البابوي والمطارنة وسائر الحضور الى الصالون الكبير للصرح حيث صافح الرئيس الحاضرين وتداول مع البطاركة في مواضيع الساعة. وعلى الاثر غادر رئيس الجمهورية الصرح البطريركي مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

مقبل

وكان رئيس الجمهورية عرض، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الاوضاع العامة في البلاد واوضاع وزارة الدفاع مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال سمير مقبل، الذي قال بعد اللقاء: "هنأت فخامة الرئيس على انتخابه وعرضت معه اوضاع وزارة الدفاع قبيل تشكيل الحكومة الجديدة".

واضاف: "ثمة آمال كبيرة معلقة على رئاسة العماد عون ولا سيما في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان. وقد أتى خطاب القسم ليعبر عن تطلعات اللبنانيين باستعادة مؤسسات الدولة قدراتها في المجالات كافة، ولا سيما في المجالين الامني والعسكري، بهدف المحافظة على الاستقرار الذي تحقق خلال الفترة الماضية، على الرغم من الحرائق التي اندلعت في الجوار اللبناني. ولا يسعني في هذا السياق الا ان انوه بالتضحيات التي قدمها الجيش والقوى الامنية في حماية السلم الاهلي".

وتمنى مقبل التوفيق للعهد الجديد، معتبرا ان "مواقف الرئيس عون كانت وستبقى من اجل لبنان الواحد والسيد والحر والمستقل".

كرامي

من جهة ثانية، استقبل الرئيس عون الوزير السابق فيصل كرامي الذي هنأه بانتخابه وبحث معه في الاوضاع العامة في البلاد وقانون الانتخابات النيابية، كما عرض له للوضع في طرابلس والشمال. وقدم الوزير السابق كرامي لرئيس الجمهورية في مناسبة عيد الاستقلال كتابين: الاول عن الرئيس عبد الحميد كرامي للكاتب نصري الصايغ، والثاني عن الرئيس رشيد كرامي للكاتب جورج فرشخ.

ديوان المحاسبة

واستقبل الرئيس عون ايضا وفد هيئة ديوان المحاسبة برئاسة القاضي احمد حمدان وعضوية المدعي العام في ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس والقضاة عبد الرضى ناصر، ناصيف ناصيف وانعام البستاني. وحضر اللقاء رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان. وعرض الوفد لرئيس الجمهورية اوضاع ديوان المحاسبة.

 

بري: التمديد سيء لكن تعطيل انتخاب الرئيس كان أسوأ

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - علق رئيس مجلس النواب نبيه بري على كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بكركي، عن "الوهن في المؤسسات بسبب التمديد لمجلس النواب"، بما يلي: "فعلا، التمديد سيء والمؤسسات اصيبت بالوهن كما قال فخامة الرئيس، ولكن تعطيل انتخاب الرئيس كان أسوأ على المؤسسات بما في ذلك المجلس النيابي".

 

عون استقبل رئيسي طائفتي الكلدان واللاتين قصارجي: نريد عهد أمان وإنصاف للجميع بعيدا عن المحسوبيات

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته مع رؤساء الطوائف اللبنانية المهنئين بانتخابه رئيسا للجمهورية. وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي على رأس وفد من الطائفة قدم التهاني، وقال: "نحن على يقين بأن عهدكم سيكون عهدا استثنائيا لمرحلة استثنائية لوطن استثنائي ولرئيس استثنائي، وكلنا نعول على حكمتكم فأنتم من حمل هموم الناس وفرحهم ووجعهم". أضاف: "نتطلع معكم لبناء دولة حديثة، سيدة مستقلة، دولة مؤسسات وقانون. ان شعب لبنان العظيم لن يكون الا وانتم على رأس هذه السلطة رئيسا وابا وحاكما عادلا. لقد اعاد الينا خطاب القسم ايماننا بوطن سينهض معكم، واننا نعول كثيرا على عهدكم الذي نريده عهدا بعيدا عن المحسوبيات، عهد خير وامان وسلام وازدهار، عهد انصاف لجميع اللبنانيين".

وعدد قصارجي مطالب ابناء طائفة الكلدان في لبنان لا سيما "التمثيل الوزاري والنيابي والغاء تسمية الاقليات، وكذلك تمثيل الطائفة في الوظائف العامة المدنية والعسكرية". ورد الرئيس عون شاكرا لقصارجي والوفد التهنئة، مؤكدا على "العمل لانصاف جميع اللبنانيين وتحقيق العدالة في ما بينهم، وذلك في كل المجالات السياسية والاجتماعية والوظيفية".

رئيس الطائفة اللاتينية

واستقبل رئيس الجمهورية رئيس الطائفة اللاتينية في لبنان المطران سيزار اسايان يرافقه الاب مخول فرحة والاب طانيوس رزق الذين نقلوا اليه تهاني ابناء الطائفة بانتخابه رئيسا للجمهورية.

 

الجيش تسلم معدات مقدمة من الوحدة الايطالية في ثكنة صور

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أقيم ظهر اليوم في ثكنة بنوا بركات - صور، حفل تسلم كمية من المعدات الهندسية مقدمة هبة من الوحدة الإيطالية لمصلحة الجيش اللبناني، في حضور العميد الركن خليل الجميل ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد القطاع الغربي في القوات الدولية الجنرال الإيطالي يوغو سيلو وعدد من الضباط. والقى العميد الركن الجميل كلمة في المناسبة، نوه فيها ب"الدعم اللوجستي الذي تقدمه السلطات الإيطالية للجيش اللبناني والنشاطات الإجتماعية والإنمائية، التي تقوم بها الوحدة الايطالية لمصلحة المواطنين الجنوبيين". كما القى الجنرال سيللو كلمة أشاد فيها ب"التعاون القائم بين الجيش والقوات الدولية على مختلف الصعد". في الختام تلا العميد الركن الجميل كتاب شكر باسم العماد قهوجي وسلمه الى قائد القطاع الغربي مع درع الجيش التذكاري.

 

مراسم جنازة المطران يوسف رزق الله الخوري السبت في كنيسة الصعود بالضبيه والدفن في بحويتا الضنية

الخميس 17 تشرين الثاني 2016/وطنية - نعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وسينودس أساقفة الكنيسة البطريركية المارونية وراعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده وراعي أبرشية مار مارون مونتريال كندا المارونية المطران بول مروان تابت وكهنة أبرشية طرابلس المارونية وكهنة أبرشية مار مارون مونتريال كندا المارونية، راعي أبرشية مار مارون مونتريال كندا المارونية سابقا المثلث الرحمة المطران يوسف رزق الله الخوري . يسجى جثمان الراحل في كنيسة الصعود - الضبيه في الثامنة والنصف من صباح السبت في 19 الحالي، ثم يحتفل بالصلاة لراحة نفسه عند الحادية عشرة، على أن ينقل الى بحويتا -الضنية، حيث تقام صلاة رفع البخور في الثالثة بعد الظهر ليوارى في الثرى بمدافن العائلة. تقبل التعازي قبل الدفن في الضبيه ابتداء من التاسعة ويوم الأحد من العاشرة حتى السادسة مساء، في صالون كنيسة مار جرجس - بحويتا، ويوم الإثنين من العاشرة حتى السادسة مساء، في صالون كنيسة الصعود الضبيه.

 

الراعي استقبل وفد لجنة الادارات والوظيفة في الرابطة المارونية

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، وفدا من لجنة الادارات والوظيفة العامة في الرابطة المارونية، ضم عضو المجلس التنفيذي الدكتور مارون سرحال، واعضاء مجلس الادارة جهاد طربيه ويوسف العمار، في زيارة جرى في خلالها عرض لاجواء التحرك الذي تقوم به اللجنة بما يتعلق بخطة الادارة، التي ترتكز على العمل لدعوة الشباب الى الانخراط في الوظيفة العامة وخدمة الدولة.

 

قبلان ردا على الراعي: الشيعة ما زالوا أكثر حرصا على دولة العدالة

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /طنية - أدلى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان بتصريح، ردا على ما أدلى به البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي أمام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بكركي. وقال: "كان المسلمون الشيعة وما زالوا أكثر حرصا على إقامة دولة العدالة والمساواة، وهم قدموا التضحيات والتنازلات لإنجاز الاستحقاقات الدستورية وتحقيق الاستقرار السياسي، وعلى مر التاريخ كان الشيعة مقهورين ومظلومين ومحرومين حتى حق الدفاع عن مناطقهم، ولم نسمع مثل هذا الكلام الذي نسمعه اليوم، لأننا نطالب بشيء هو مشاركة حقيقية في السلطة. نعم، إنه حق من حقوقنا، وعند إلغاء الطائفية السياسية تروننا الأولين. ونحن لم نأل جهدا ولم نوفر فرصة لتحقيق الشراكة الحقيقية بين المكونات السياسية والطائفية، ليظل لبنان الوطن النهائي الجامع لكل بنيه. وقد حرصنا على الدوام على تذليل العقبات وازالة العراقيل امام العهد الجديد حين طرحنا ضرورة انجاز تفاهمات جديدة ضمن سلة حل متكاملة لتجنب أزمات نحن بالغنى عنها، ولإزالة الغيوم السوداء عن سماء هذا الوطن".

 

مجلس البطاركة الكاثوليك: لتشكيل سريع لمجلس الوزراء بروح الميثاق والدستور والبدء بوضع قانون جديد للانتخابات

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - عقد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية الخمسين في الصرح البطريركي في بكركي، من 14 الى 17 تشرين الثاني الحالي، برئاسة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وبمشاركة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث، والبطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبطريرك كاثوليكوس الأرمن الكاثوليك على كرسي كيليكيا كريكور بيدروس العشرين، والمطارنة، والرؤساء العامين والرؤساء الأعلين، والرئيسات العامات أعضاء المكتب الدائم للرهبانيات النسائية. وقد شارك في جلسة الافتتاح السفير البابوي المونسنيور غبرياللي كاتشا.

البيان الختامي

وأصدر المجتمعون البيان الختامي، تلاه امين سر المجلس المونسنيور وهيب الخواجا، أعلنوا فيه ما يلي:

"تشرف الآباء بلقاء فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، بمناسبة زيارته الرسمية الى الكرسي البطريركي في بكركي جريا على تقليد عريق. وقد وجه الى فخامته رئيس المجلس كلمة ترحيب وانتظارات ودعاء. فرد عليها فخامته بكلمة أشرك بها الآباء في تطلعاته كرئيس للبلاد.

2.رحب رئيس المجلس في كلمته الافتتاحية بالأعضاء الجدد وهم سيادة المطران جوزف نفاع وسيادة المطران سيزار أسيان وقدس الأباتي نعمة الله الهاشم والأخت كريستينا سلامه. ثم تحدث عن أعمال الدورة وما تشتمل عليه من مواضيع عدة وهي على التوالي:

إعداد اليوبيل الذهبي للمجلس (1967 - 2017) والنظر في تقرير اللجنة المكلفة دراسة الورقة اللاهوتية حول "الشركة والحياة المجمعية لتعزيز العمل الراعوي المشترك"، النظر في التدابير المقترحة بشأن تطبيق التوجيهات الفاتيكانية حول التعديات الجنسية على القاصرين، إقرار النظام الداخلي والنظام المالي لرابطة كاريتاس لبنان، انتخاب رؤساء ونواب رؤساء للجان وهيئات تابعة للمجلس وانتخابات في مكتب رابطة كاريتاس، والاطلاع على توصيات اللجان والهيئات الواردة في تقاريرها وإقرارها.

وتناول غبطته في حديثه الشأن الوطني شاكرا الله على انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس مجلس الوزراء تشكيل الحكومة ومطالبا الدولة بتحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها تجاه المؤسسات الكنسية. ووجه باسم المجلس برقية الى قداسة البابا فرنسيس يعلمه فيها عن انعقاد الدورة وموضوعها والتمس بركته الرسولية على أعمالها وعلى الآباء.

3.ثم ألقى سيادة السفير البابوي كلمة ذكر فيها بختام سنة الرحمة التي دعانا اليها قداسة البابا فرنسيس، ولفت الى ثلاثة أمور تواجهها كنيسة لبنان: بروز مسألة اللاجئين والنازحين بشكل كثيف وخطير، ازدياد عدد العمال والعاملات الأجانب في لبنان، ودور كنيسة لبنان في مساعدة الكنيسة الجامعة في الحوار المسيحي الإسلامي.

أولا: مواضيع الدورة

4.استمع أعضاء المجلس الى اللجنة الخاصة المكلفة إعداد اليوبيل الذهبي التي اعتبرت أن المناسبة تستحق وقفة كنسية روحية لتقييم الواقع ووضع رؤية مستقبلية. فعرضت حصيلة أعمالها خلال السنة الفائتة. بدءا بتحديد الأسس اللاهوتية التي تقوم عليها الشهادة المشتركة بين الكنائس الأعضاء والتي يبنى عليها العمل الراعوي المشترك إنطلاقا من البنية المجمعية والجماعية الأسقفية والحس الإيماني الذي يتمتع به شعب الله. ثم عمدت، بالتعاون مع شركة مختصة، الى وضع دراسة ميدانية تطال واقع المجلس ولجانه وعلاقته مع البطريركيات والأبرشيات والرهبانيات. وعرضت تصورا للخطة المستقبلية مبنيا على تفعيل بنى الشركة وأدواتها الراعوية ضمن المجلس.

5.ناقش الآباء النظام الداخلي والنظام المالي لرابطة كاريتاس لبنان، بعد أن كانوا قد نظروا في التعديلات المقترحة على النظام الأساسي وأقروه في الدورة الاستثنائية التي عقدت في 28 و29 كانون الثاني 2016. فاقترحوا بعض التعديلات على النظامين.

6.ناقش الآباء الدليل العملي للتعامل مع قضايات التحرش والتعديات الجنسية على القاصرين والذي أعدته اللجنة الأسقفية للشؤون القانونية، تطبيقا لتوجيهات الكرسي الرسولي، وأقروه بكامل بنوده ليوضع حيز التنفيذ في كنائسنا الكاثوليكية في لبنان.

7.واطلع الآباء على تقارير اللجان الأسقفية والهيئات التابعة لها، وناقشوا أعمالها وصوتوا على مقرراتها وتوصياتها الخاصة بتعزيز نشاطها ورسالتها في خدمة الكنيسة والمجتمع. وانتخبوا رؤساء ونواب رؤساء للجان وهيئات تابعة للمجلس خلفـا للذين انتهت ولايتهم. كما انتخبوا رئيسا لرابطة كاريتاس لبنان ومرشدا عاما لرابطة الأخويات، كما يلي:

"سيادة المطران كميل زيدان، رئيسا للهيئة التنفيذية.

"سيادة المطران حنا رحمه، رئيسا للجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية.

"سيادة المطران سيزار إسيان، رئيسا للجنة الأسقفية للتعليم المسيحي.

"سيادة المطران جوزيف نفاع، رئيسا للجنة الأسقفية لرسالة العلمانيين.

"سيادة المطران منير خيرالله، رئيسا للجنة الأسقفية للعائلة والحياة.

"سيادة المطران جورج بو جوده، رئيسا للجنة الأسقفية للتعاون الرسالي بين الكنائس ولراعوية المهاجرين والمتنقلين.

"سيادة المطران ميخائيل أبرص، رئيسا للجنة الأسقفية لخدمة المحبة.

"سيادة المطران ايلي حداد، رئيسا للجنة الأسقفية للثقافة والممتلكات الثقافية.

"المطران كيرلس سليم بسترس والمطران جوزيف معوض، والأب العام نعمة الله الهاشم، أعضاء في اللجنة الأسقفية لكلية اللاهوت الحبرية.

"سيادة المطران يوحنا جهاد بطاح، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية.

"الأب العام مالك بو طانوس، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية اللاهوتية الكتابية.

"الأب العام بطرس طربيه، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للتعليم العالي والجامعي.

"الأب زياد حداد، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للتعاون الرسالي بين الكنائس ولراعوية المهاجرين والمتنقلين.

"الأم ماري أنطوانيت سعاده، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للثقافة والممتلكات الثقافية.

"الأخت كريستينا سلامه، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية لراعوية الصحة والبيئة.

"الخوري بول كرم، رئيسا لرابطة كاريتاس لبنان.

"الأب إدمون رزق المريمي، مرشدا عاما لرابطة الأخويات في لبنان.

ثانيا: الأوضاع في لبنان والمنطقة

8.يشكر الآباء الله الذي استجاب صلاتهم وصلاة شعبهم، فصار الاتفاق بين الكتل السياسية والنيابية، بعد سنتين وخمسة أشهر من الفراغ، وتم انتخاب رئيس للبلاد بشخص العماد ميشال عون، وتكليف دولة الرئيس سعد الدين الحريري برئاسة الحكومة الجديدة وتشكيلها بالاتفاق مع فخامة الرئيس.

وإن الآباء، إذ يهنئون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف والشعب اللبناني، يتطلعون مع الجميع الى تشكيل سريع لمجلس الوزراء بروح الميثاق الوطني والدستور، وعلى مبدأ المشاركة المتساوية بعيدا عن احتكار حصص وحقائب. ومطلوب من المجلس العتيد تحقيق المصالحة الوطنية الكاملة والشاملة، والبدء بوضع قانون جديد للانتخابات النيابية يؤمن صحة التمثيل وعدالته، ويعطي قيمة لصوت الناخب بحيث يتمكن من ممارسة حقه في المساءلة والمحاسبة. ويطلب من الدولة الانكباب، من دون إبطاء، على المضي بمواجهة التحديات الراهنة وأهمها: محاربة الفساد، النهوض الإقتصادي بكل قطاعاته وتعزيزالإنماء والبيئة، تقليص الدين العام، إقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب العادلة والمنصفة للجميع، معالجة خطر النازحين واللاجئين على المستوى الإقتصادي والأمني والسياسي والثقافي، ومستقبل الشباب اللبناني.

9.يعمل الآباء على أن تظل الكنيسة علامة رجاء لشعبنا وملاذا له في صعوباته. فإن مؤسسات الكنيسة، التربوية والإستشفائية والإجتماعية والإنسانية، تواصل إداء خدمتها للجميع، وتقدم المساعدة لمن هم في حاجة، مع توفير فرص عمل متنوعة. ولكن، بسبب إزدياد حالة الفقر عند شعبنا، يطلب الآباء من مؤسسات الكنيسة أن تزيد من قدراتها في خدمة المحبة، بالاتكال على عناية الله الذي يعرف كيف يفيض عليها خيراته. وفي المناسبة يعرب الآباء عن تقديرهم لنشاطات رابطة كاريتاس لبنان ومثيلاتها من المؤسسات. ويذكرون السلطات الرسمية والأبرشيات والرعايا والأديار والمؤسسات التربوية والجامعية والصحية والاستشفائية والمنظمات الرسولية كافة، بأن رابطة كاريتاس لبنان هي "جهاز الكنيسة الكاثوليكية المشترك للعمل الاجتماعي والإنمائي المعتمد رسميا لخدمة المحبة، لمساعدة الأشخاص والجماعات، وللقيام بالنشاطات الإنسانية والاجتماعية والانمائية".

ففي ظل الظروف الراهنة ومآسي أزمة النزوح الكثيفة والحاجات المتصاعدة لشعبنا اللبناني بشكل خاص، من الضروري التعاون مع كاريتاس ودعمها في أنشطتها كافة وبخاصة حملتها السنوية. كما ويثني الآباء على العمل الدؤوب الذي تم لإعادة هيكلتها وتوحيد أقسامها وفق القانون الأساسي والنظامين الداخلي والمالي الجدد، وإنسجاما مع رسمها البياني الحديث، ووفق الأسسس العلمية العصرية، لأن العمل الإداري المؤسساتي المبني على الشفافية المطلقة والوضوح في الرؤيا، يخدم رسالة المحبة المرجوة بحسب تعاليم الكنيسة، ويخلق عدالة في التعاطي من أجل التضامن الحسي مع كل محتاج ومعوز.

10.غير أن الآباء لا ينفكون يطالبون الدولة بدعم مؤسسات الكنيسة في تشريعاتها ومشاريع الانماء وبإيفاء ما عليها من مستحقات للمدارس المجانية والمستشفيات ودور اليتامى والمسنين والحالات الخاصة. فلا يحق للدولة إهمال واجبها تجاه مؤسسات ترفع عن كاهلها عبئا ثقيلا، لا تستطيع الدولة بأي شكل من الأشكال أن تحمله. وفيما يعرب الآباء عن تقديرهم وشكرهم للأشخاص والمؤسسات الخاصة لما يقومون به من مبادرات لإيجاد فرص عمل وتقديم منح مدرسية وجامعية، ودعم مالي للمؤسسات الكنسية على أنواعها، فإنهم يدعون المجتمع الأهلي الى مزيد من التضامن في تضافر الجهود والقوى. فالمجتمع اللبناني يحتاج الى مؤازرة الجميع، وفقا لإمكانيات الأفراد والجماعات، لكي ينمو ويتوحد، وبذلك نبني معا وطننا ونعيد اليه بهاء ماضيه وندعم مقومات حضوره ودوره الحضاري في البيئة المشرقية ونفعل أهمية موقعه على الضفة الشرقية من المتوسط.

11.آلم الآباء استمرار الحروب الدائرة في بلدان الشرق الأوسط، ولا سيما في سوريا والعراق وفلسطين واليمن، وقد زعزعت الاستقرار والسلم وتسببت بالهدم المبرمج وبويلات ومصائب على المواطنين الأبرياء. فإنهم إذ يجددون إدانتهم العنف بكل أشكاله، يدعون أبناءهم المسيحيين لأن يصمدوا بنعمة الله في رجائهم بإعادة بناء أوطانهم يدا بيد مع أخوتهم المسلمين في تكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية والمسؤولة. ويناشدون المجتمع الدولي والدول المعنية لإيقاف الحرب وإحلال السلام في المنطقة، والتوصل الى حلول سياسية سلمية، بالاستناد الى القوانين الدولية التي تحفظ حقوق الشعوب والدول وتصون وحدة أراضيها، والعمل الجدي على عودة النازحين واللاجئين والمخطوفين والمبعدين الى بلدانهم وبيوتهم وممتلكاتهم، حفاظا على حقوقهم كمواطنين.

خاتمة

12في ختام سنة الرحمة، يستمطر الآباء بركة الله على أبنائهم وبناتهم ليعيشوا الرحمة بالمصالحة والانفتاح والالتزام بتحقيق السلام، ويعلنوا رجاءهم بمستقبل أفضل يعملون فيه معا على تحقيق ملكوت المحبة والعدالة والسلام.

وفيما يجري الاستعداد للاحتفال بذكرى الاستقلال في أجواء إيجابية تسود البلاد والعباد، يأمل الآباء أن يعمل فخامة رئيس الجمهورية بالتعاون مع الحكومة العتيدة ومجلس النواب على تنفيذ خطاب القسم وإعادة الدولة ومؤسساتها الى انتظامها وحيويتها وهيبتها في خدمة المواطنين فيجددوا ولاءهم الكامل للبنان ويعملوا معا على اعادة بنائه وطنا رسالة في الأخوة والحرية والاحترام المتبادل والعيش الواحد. كما يسألون الله بشفاعة العذراء مريم والدة الاله وسيدة لبنان أن يحمي لبنان في كيانه ورسالته وينعم على بلدان الشرق الأوسط بالسلام العادل والشامل وبالأمن والازدهار".

 

زهرا: الحكومة تبدو على ساعاتها ونصحنا بحكومة منتجة

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أكد عضو "كتلة القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" أن الحكومة تبدو على ساعاتها خصوصا بعد ما تداول الرئيس المكلف تشكيلها سعد الحريري مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في تشكيلة مقترحة من 24 وزيرا".

وأشار الى أن "أطراف اكثر كانت لتتمثل في حكومة اكبر عددا ولكن مع توزيع الحقائب لم يكن ليبقى الا وزراء دولة ونحن نصحنا بحكومة منتجة وليس منتدى للسجلات العقيمة". ورأى أن "العهد ينطلق جديا بعد انتخابات نيابية جديدة وأكيد هناك مؤشرات ايجابية وامام هذه الحكومة مهمتان اساسيتان: قانون انتخابات جديد وموازنة عامة تتضمن السلسلة ومواردها وقد ابدينا رأينا في كل هذا. وعلى صعيد مشاركتنا في الحكومة وباستثناء الوزير ميشال فرعون الصديق الذي اصرينا عليه فأن باقي حصة القوات اللبنانية هم ملتزمون بالحزب ومنتمون اليه".

وأشار إلى أن "الدكتور سمير جعجع، بعد تكليف الرئيس الحريري، تكلم عن وجهة نظر بانه يجب ان يكون هناك موالاة ومعارضة وان تكون الحكومة فريق عمل متجانس، وانا شرحت اننا لسنا في نظام رئاسي واننا في نظام برلماني والكل اعترفوا بنتائج الانتخابات والرئيس صار "بي الكل" والمجلس النيابي كله (باستثناء عاصم قانصو) سمى الحريري وحزب الله بلسان السيد نصرالله قال انه لا يمانع في رئاسته للحكومة وكلف الرئيس بري ادارة الملف واليوم العقدة المتبقية في تشكيل الحكومة هي في تمثيل تيار "المردة" لأن الثنائي الشيعي مصر على تمثيلهم بحقيبة اساسية".

أضاف: "إن التسريبة المتداولة في الإعلام عن الحكومة صحيحة تقريبا وهي شبه نهائية. ونحن لم يكن عندنا ادنى شك ان وزارة المالية باقية عند حركة امل والموضوع كان مناسبة لفتح نقاش وطني دستوري حول وجود حصرية لفريق معين بوزارات معينة وهل ورد في الطائف؟ ووجدناها مناسبة للطلب من الرئيس بري ان يمون على الرئيس الحسيني للافراج عن نصوص الطائف ومعرفة ما تتضمنه".

وتابع: "منطق الفيتو مرفوض ولكن مع محبتنا للوزراء الذين سيتولون الحقائب السيادية هم انفسهم عليهم ان يرفضوا هذا المنطق، والقوات لو حصلت على حقيبة سيادية لن تقبل بأي تجاوزات وهذا ما اخاف حزب الله وغيره من الذين وضعوا الفيتو في وجهنا، وبين عدم تشكيل الحكومة وبين اعطاء وزارة المال لبري، نفضل تشكيل الحكومة واذا هذا يعتبر انتصارا لبري فمبروك عليه". ورأى أننا " نجحنا بأحقية تمثيل المسيحي من خلال الثنائية المتمثلة بالقوات والوطني الحر، وجميع الأطراف تعاطت مع المسيحيين بالمفرق وفشلت هذه الطريقة، والأسماء داخل الحكومة تثبت ذلك، ونجحنا من خلال التشكيلة العتيدة بتطبيق الطائف، والموضوع لا يختصر بالتوقيع الشيعي، كما ان رئيس الجمهورية عاد الى محوره الحقيقي المشارك لا المتفرج وعاد التمثيل الفعلي للمسيحيين". وأكد أن "القوات كانت تريد اسقاط نظرية أن أحدا يستطيع وضع فيتو ونجحنا ونجحنا ايضا في اثبات قوة الثنائية المسيحية ودورها في تشكيل الحكومة للمرة الاولى منذ 1990 واثبتنا ان المسيحيين شركاء في الحكم ولا احد يستطيع ان يختزل دورهم، وفي تمثيلنا سنثبت ان هناك امكانية للشفافية وللممارسة بعيدا عن الفساد وسيلمس الجمهور ممارستنا مع التيار في الحكم".

وذكر أن "المسيحيين لم يستطيعوا قبل اليوم الاتفاق وايصال رئيس جمهورية واخذ حصة وازنة في الحكومة وقد قلت سابقا ان من بدأ ترشيح العماد عون (باستثناء الموقف المبدئي لحزب الله) هما التيار والقوات وما حققناه في التفاهم مع التيار يدفعنا الى تعزيز هذا التفاهم وتقويته".

وعن اي تقارب بين "القوات" و"حزب الله" قال: كسب صداقة حزب الله ليس هاجسا او هدفا عندنا ولا يفيد التقارب فيما بيننا لأن نظرتنا تختلف تماما عن نظرته الإيرانية وشماعة الحزب التاريخية هي اسرائيل وينسب لنفسه قدسية سقطت بنظر العالم العربي والإسلامي، ولا تعنينا الإتهامات وآخر هم عندنا شيء اسمه حزب الله". وعن مشهد العرض العسكري قال زهرا: "إن دوام الحال من المحال وأكبر الأخطاء التي ارتكبها حزب الله هو استعداء جمهور سوري وعربي جراء ممارساته في سوريا والمنطقة وبرأيي لولا تدخل الحزب خارج الحدود فإن الجيش والقوى الامنية قادرون على ضبط الحدود ومنع تفلت الوضع".

أضاف ردا على سؤال قال: "كنا اقوى بكثير مما هو عليه حزب الله اليوم وما شاهدناه قليل جدا مقارنة بما كانت تملكه القوات، ومن اكبر الأخطاء الذي ارتكبها حزب الله هو هذا المظهر الإستقوائي في منظقة محتلة لأنه ظهر كقوة احتلال".

ورأى زهرا ان " مسار وصول الرئيس عون الى بعبدا بدأ مع تبني "القوات" لترشيحه وهذا هو اهم نصر تحقق وهو مسار لمزيد من الإصلاحات داخل الدولة، ما حققناه في العلاقة مع الرئيس عون يدفعنا لتوثيق هذه العلاقة اكثر فأكثر". واكد أن "خطاب القسم والخطاب الجماهيري بعده يدل على ان المنطق السيادي انتصر لا الممانع وهو انتصار لسياسة لبنان الخارجية القائمة على التزام ميثاق جامعة الدول العربية".

 

رابطة النواب السابقين: للاسراع في تأليف الحكومة

الخميس 17 تشرين الثاني 2016 /وطنية - عقدت الهيئة الادارية لرابطة النواب السابقين اجتماعها الدوري في مقر الرابطة، ادلى على اثره رئيسها نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي بالبيان التالي: "أعادت الهيئة الادارية للرابطة التأكيد على ضرورة التسريع في تأليف الحكومة حيث ان المؤسسات الدستورية معطلة حاليا وشؤون البلد والمواطنين متوقفة عن المعالجة، والرابطة اذ تأمل من المعنيين بتأليف الحكومة التوجه لتوزير شخصيات مستقلة يمكنها ان تنكب على وضع قانون جديد للانتخابات يؤمن التمثيل الصحيح للبنانيين ويتم على اساسه اجراء الانتخابات النيابية في موعدها مما يؤمن تجديد السلطات و اعادة الحياة الى المؤسسات الدستورية . وتوقفت الرابطة عند الوضع البيئي السيئ في لبنان خصوصا حوض الليطاني، وتمنت على المؤسسات والادارات المعنية الالتزام بتنفيذ خارطة الطريق التي صدرت عن مجلس النواب في جلسته التشريعية الاخيرة والتي تضمنهاالقانون البرنامج المتعلق بهذاالخصوص" .

 

وزنـي يعتبر تكبير حجم الاقتصـاد ضروريـاً لاحتواء المديونية: يكمّل خطوات حاكمية "المركزي" ويدخل في صميم سياستها النقدية

المركزية- أثنى الخبير المالي الدكتور غازي وزني على سياسة الحاكم سلامة "الناجحة"، واعتبر أن "تكبير حجم الإقتصاد ضروري لاحتواء المديونية العامة، وهذا يكمّل خطوات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ويدخل في صميم سياسته النقدية التي كان لها دور في استقرار القطاع العقاري خصوصاً بعدما كان مهدداً بالإهتزاز والإنهيار، من خلال قروض لمتوسطي الدخل تحديداً". وفي إطار الحديث عن تكبير حجم الإقتصاد، قال وزني لـ"المركزية"، "تنامى الدين العام في السنوات الأخيرة على نحو لافت، إذ ارتفع من 60 مليار دولار إلى أكثر من 75 ملياراً في نهاية العام الجاري، ويعود ذلك إلى العجز القياسي في المالية العامة، والذي تجاوز حجم الإقتصاد بنسبة 10 في المئة في العام 2016 ، ما يفوق الـ6 مليارات دولار"، ورأى أن "معالجة تنامي الدين العام تتم عبر طريقتين: الأولى، تكبير الإقتصاد الذي سجل نمواً ضعيفاً جداً خلال فترة 2010 - 2016. والثانية، خفض العجز في المالية العامة، الأمر الذي لم يتحقق.

وأسف "للغياب الكلي للسياسة المالية الحكومية خلال السنوات الماضية، لأن هذه السياسة تظهر عادة في الموازنات العامة فيما الدولة تنفق وفق القاعدة الإثني عشرية منذ العام 2006 حتى اليوم، من دون أن تملك القدرة على وضع رؤية اقتصادية – مالية- اجتماعية".

أما سياسة مصرف لبنان، فاعتبرها أنها "الوحيدة التي كانت فاعلة في السنوات الأخيرة، وكان لها دور كبير جداً في إنقاذ الليرة اللبنانية من الإنهيار، وفي الوقت ذاته في النمو الإقتصادي سنوياً عبر إعطاء قروض ميسّرة لغالبية القطاعات، إن قطاع المعرفة، أو الإسكان...إلخ". وأضاف: رغم تراجع كل المؤشرات الإقتصادية والمالية - إن لجهة زيادة العجز في الميزان التجاري، بلوغ عجز ميزان المدفوعات أكثر من 3 مليارات دولار سنوياً، تقلص الإستثمارات الأجنبية أكثر من 40 في المئة، تراجع الصادرات اللبنانية أكثر من 35 في المئة، انخفاض المداخيل السياحية إلى أكثر من 30 في المئة - استطاعت سياسة مصرف لبنان النقدية الحفاظ على سعر صرف الليرة واستقرارها، في حين شاهدنا انهيارات العملات في الدول الأخرى، كمصر أخيراً وقبلها في اليونان، وما إلى ذلك. وختم: يمكن القول إن تكبير الإقتصاد ضروري لاحتواء المديونية العامة، وهذا يكمّل الخطوات ويدخل في صميم السياسة النقدية لحاكمية مصرف لبنان التي كان لها دور في استقرار القطاع العقاري الذي كان مهدداً بالإهتزاز والإنهيار، من خلال قروض لمتوسطي الدخل تحديداً.

 

صوما يشيد بتعميم سلامـة لدعم بنـاء مواقف سيارات للعموم: أعطى الحوافز اللازمة لإراحة المواطن والمناطق من زحمة السير

المركزية- في إطار مبادراته الإجتماعية، أطلق مصرف لبنان أخيراً تعميماً يشجع المصارف، عن طريق إعفائها من الإحتياطي الإلزامي، على تأمين قروض بفوائد مخفضة لإنشاء مرائب جماعية للعموم بهدف تأجير مواقف للسيارات، على أن يكون هذا المرأب مستقلاً أو إضافياً للبناء وله مدخل ومخرج مستقل عن أقسامه الباقية، وألا يكون مفروضاً بموجب قانون البناء ونظام الملكية المشتركة. رئيس جمعية تجار ومنشئي الأبنية إيلي صوما أشاد بهذا التعميم، واعتبر في حديث لـ"المركزية"، أنه "يخفف من زحمة السير اليومية، إذ أننا نصبح شيئاً فشيئاً مثل الغرب حيث تُشيّد مواقف السيارات في مبنى متكامل في إطار من الجمالية من جهة، وتسَع في الوقت ذاته لعدد كبير من السيارات من دون أن تتطلب مساحات كبيرة". وشكر الحاكم رياض سلامة على هذا التعميم "الذي سبق وعرضنا عليه هذا المشروع، فالحاكم يلبّي دائماً كل طلباتنا بما يصبّ في مصلحة القطاع خصوصاً والإقتصاد عموماً، للمحافظة على سريان العجلة الإقتصادية في البلد"، ولفت إلى "العشوائية في ركن السيارات، يميناً ويساراً، لكن الحاكم أعطى الحوافز اللازمة لتشييد أبنية تضمّ مواقف للسيارات، من أجل تنظيم الوضع، مدعومة بقروض وتسهيلات هندسية ومرفقاتها،" وقال "نحن ممتنّون جداً لحاكم البنك المركزي على هذا التعميم وعلى كل خطواته الداعمة لتسهيل شؤون المواطنين وأعمالهم". وعما إذا كان تطبيق المشروع يتطلب تنسيقاً مع إدارات الدولة المعنية ومنها البلديات، أوضح رداً على سؤال، أن "كل رخصة بناء من الطبيعي أن تسير ضمن عملية الروتين الإداري المعهودة"، لافتاً إلى أن هذا المشروع "يوفر مواقف للجميع بطريقة منظمة، ما يريح المواطن والمناطق على السواء". ونفى صوما رداً على سؤال، وجود أي عراقيل قد تعوق دون تطبيق هذا التعميم أو المشروع، مؤكداً أن "الحاكم سلامة وضع هذا التعميم بشكل مدروس ومتقَن، وتطلّب سنوات من الدرس والتمحيص". وجدّد شكره للحاكم سلامة دعمه القروض الإسكانية الميسّرة المدعومة من الإحتياطي الإلزامي في مصرف لبنان، "والتي تصل إلى نحو عشرة آلاف قرض سمحت للمواطنين بالحصول على شقق سكنية كي لا يهاجروا البلد والبقاء فيه". وختم: نحن في تنسيق تام ودائم مع الحاكم سلامة، لتبقى العجلة الإقتصادية مستمرة، ولا سيما القطاع العقاري.

 

الإدعاء على أمهز وعسكريين في جرم تهريب أجهزة خلوية والقوى الأمنيــة تداهم محلاتـــه وتغلق 5 لشركائــه

المركزية- ادعى المدعي العام المالي علي ابراهيم على كامل أمهز والعسكريين أمهز وعبد الله في جرم تهريب أجهزة خلوية وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا لاستجوابهم بسبب وجود عسكريين في القضية. وعلى الأثر دهمت وحدات من الجمارك محلات الخلوي العائدة لأمهز الموجودة في حارة حريك وبئر العبد وطرابلس وبعلبك وذلك للتأكد من الشبهات المتعلقة بتهريب الهواتف الخلوية.  وفي هذا الإطار أفادت مصادر متابعة "المركزية" ان معلومات توافرت للاجهزة الامنية، تتحدّث عن تحركات مشبوهة لبعض مالكي محلات اجهزة خلوية في منطقة الدكوانة. ومن المحتمل ان يكون هؤلاء بمثابة شركاء محتملين للموقوف أمهز، وتأتي تحركاتهم هذه خوفاً من ان تكرّ سبحة التوقيفات وتطاولهم في ملف تهريب الهواتف، معلنة ان دورية من شعبة معلومات المتن في قوى الامن الداخلي نفذت عمليات دهم في الشارع الموجودة فيها المحلات بحثاً عن الاجهزة الخلوية وأغلقت 5 محلات.