المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 تشرين الثاني/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.november19.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَّ اللهَ وَاحِد، فهُوَ بِالإِيْمَانِ يُبَرِّرُ الخِتَانَة، وبِالإِيْمَانِ يُبَرِّرُ عَدَمَ الخِتَانَة. إِذًا فَهَلْ نُبْطِلُ الشَّرِيعَةَ بِالإِيْمَان؟ حَاشَا! بَلْ بِالإِيْمَانِ نُثْبِتُ الشَّرِيعَة

ألحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: قَبْلَ أَنْ كَانَ إِبْرَاهِيم، أَنَا كَائِن

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

دكتاتورية الأحزاب واحتكارها للتمثيل الوزاري/الياس بجاني

الياس بجاني/مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسية/ وليد فارس شوكة بعيون الحساد والأقزام والمأجورين

وليد فارس شوكة بعيون الحساد والأقزام والمأجورين/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

غازي عاد في ذمة الله/أبو ارز/فايسبوك

أينك يا رئيس يا قوي ؟ هل تقبل/ايلي الحاج/فايسبوك

الدكتور فارس سعيد في تغريدات مميزة

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 18/11/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 18 تشرين الثاني 2016

الكتائب يتحرك للحيلولة دون تثبيت الثنائية ممثلا حصريا للمسيحيين

ماذا يبطن السجال السياسي - الطائفي ؟ الرئاسة شيء وقواعد الاشتباك شيء آخر!

بري يعود إلى "الجهاد الأكبر" ورقصة "التانغو" ستستمر "حزب الله" يراقب بحذر فرملة انطلاقة عهد حليفه عون

محاولات "تحجيم" الثنائية المسيحية إلى تزايد والردّ بتفعيل التنسيق لاستعادة الشراكة ودعم العهد/ألين فرح/النهار

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عون يجمّد تشكيلة الحريري

فيتو حزب الله ضد القوات لأنها رسخت الجمهورية القوية/نسرين مرعب/جنوبية

هل تحوّل الصراع في لبنان الى ماروني – شيعي/سهى جفّال/جنوبية

برّي لـ"المدن": مستعد للتدخل وفك اللغم/منير الربيع/المدن

مضيفات طيران لبنانيات: ممنوع الهبوط في إسرائيل/حنان حمدان /المدن

لابورا: لتعزيز الشراكة الوطنية والتوازن الفعلي في الوظائف

الاحرار: لولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال ولقانون انتخاب يكفل صحة التمثيل

عين التينة" علــى موقفها من الحكومة وتسهيلها:ما انقضى مضى ولعدم تحميل الامور اكثر مما تحتمل

سـجال عون- بري "لا يفسد في الود قضية"/مقربون: "الرئيس أبدى ملاحظة لا أكثر ولا أقل"

الكباش على الحصص وتناتش الحقائب الخدماتيـة رأس جبـل الجليد فقـط وصراع خفي حول "معادلة" الحكم وتنافس في البيت المسيحي يؤخران التأليف

زيارة التهنئة الفرنسـية للعهد تنتظر اكتمـال العقـد الحكومـــي ووفد اصدقاء عون السياسيين في باريس يزوره في 10 كانون المقبل

النكايات السياسية تفرمل التشكيلة الحكومية رغم تذليل العقدة القواتية

التيار والكتائب يوحدان الرؤية تجاه العهـــد ويعدان باحداث الفرق

سجال بكركي– بعبدا- عين التينة عابر والراعي: لا لاستنباط الخلافات

"الرياض": تأخر التقارب مع "التيار" خطأ كبير

لقاء الجمهورية يطالب "حزب الله" بتوضيح اسباب العرض العسكري

اوغاسابيان: "للقوات دور في الرئاسة لا يجب تجاوزه" وعرض القصيـر رســالة إيرانيـة للدول الكبـرى"

النائب انطوان سعد : مجلس النواب يتجه نحو تمديد تقني/حصـة جنبلاط: حماده للعدل وشقير للبيئة

محامو بيروت ينتخبون الأحد 4 أعضاء في مجلس النقابة وتحالفات سياسية ودعم للمسـتقلين وتصويت إلكتـروني

الراعي غادر الى روما وأكد أن العلاقة مع بري وقبلان ممتازة: لعدم التشبث بوزارة أو وضع فيتو على الاخر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مريم رجوي: الاتفاق النووي سمح لإيران بتأجيج حروب المنطقة

الكونغرس الأميركي حظر بيع طائرات مدنية إلى طهران

معركة تحرير الموصل دخلت شهرها الثاني وسط ترجيحات بأن الأسوأ لم يأتِ بعد

القوات العراقية تتقدم غرباً وجنوباً وتخوض حرب شوارع شرقاً

ترمب يختار مرشحيه لـ CIA والعدل والأمن القومي

عائلات الموصل تواصل الفرار من بطش داعش وانتقام الحشد

ترامب يرشح رومني للخارجية..واوباما ينصحه بالعمل مع روسيا

اتفاق أوباما وقادة أوروبا على مواصلة التعاون بالناتو

جون بولتون/ أحد مرشحي "خارجية" ترمب يدعو لتغيير النظام في إيران

جوبيه الأوفر حظاً للفوز برئاسة فرنسا: أنا لست كلينتون

باكستان: الحرب على الإرهاب كلفتها 118 مليار دولار

العربي الجديد : حلب: انتقام من الحاضنة الشعبية لرفضها عروض التهجير

"تايمز": ترددات التطرف اليميني قد تتخطى الاطلسي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التعجيل في التأليف ضرورة/علي حماده/النهار

ليلة الانقضاض على الحريري/احمد عياش/النهار

هل بدأت فرملة العهد/غسان حجار/النهار

بلا فذلكة"/هنري زغيب/النهار

أية رسائل أرادها بري من خلال بيانه المفاجئ عن رفض التوريث/ابراهيم بيرم/النهار

حزب الله": عرضان سياسي لبناني وعسكري سوري/سليم نصار/النهار

الإشتباك الرئاسي... إنذار مبكر لأزمة دائمة/بيل هيثم/جريدة الجمهورية

لهذه الأسباب «الدفاع» محرّمة على القوات/فراس الشوفي/الأخبار

القوات” فاجأتهم للمرة الثانية/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

كيف تصير عبداً طوعياً لمستغليك/الفضل شلق/السفير

النظام الأميركي يراجع نفسه/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

النزاع السوري: الاختبار الأول بين ترامب وبوتين/د. خطار أبودياب/العرب

كيف سيتعامل ترامب مع تحديات إيران/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

نهاية ولاية أوباما قد تعني نهاية خداع إيران/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

أهالي المخطوفين والمفقودين ودعوا الناشط غازي عاد في خيمة اعتصامهم وسط بيروت مخيبر: لقاء لتكريمه في 26 الحالي وعدا بعدم ترك القضية

مأتم رسمي وشعبي لغازي عاد في بلدته الدليبة ورئيس الجمهورية ممثلا بباسيل منحه وسام الشرف الفضي

عون استقبل وفودا مهنئة واطلع من سليمان على عمل المجلس الدستوري: وضع المؤسسات القضائية يحتاج الى إعادة تقييم

عون التقى البطريرك الماروني وتسلم اوراق اعتماد 7 سفراء الراعي: الاستقلال استعاد قيمته ولتجنب لغة استنباط الخلافات والمعارك

الرئيس أمين  الجميل افتتح ورشة عمل عن الشفافية والمساءلة: لترسيخ مفهوم المواطنة في الثقافة السياسية وارساء دولة المؤسسات

شارل مالك مكرما في AUST: تمثال رائد شرعة حقوق الإنسان في حديقة المبدعين

فضل الله: على الجميع وخصوصا المواقع الدينية عدم الانزلاق الى مواقف تساهم في تعقيد الأمور

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَّ اللهَ وَاحِد، فهُوَ بِالإِيْمَانِ يُبَرِّرُ الخِتَانَة، وبِالإِيْمَانِ يُبَرِّرُ عَدَمَ الخِتَانَة. إِذًا فَهَلْ نُبْطِلُ الشَّرِيعَةَ بِالإِيْمَان؟ حَاشَا! بَلْ بِالإِيْمَانِ نُثْبِتُ الشَّرِيعَة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة03/من21حتى33/:"يا إِخوَتي، أَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ الله بِدُونِ الشَّرِيعَةِ، وَتَشْهَدُ لَهُ الشَّرِيعَةُ والأَنْبِيَاء؛ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِالإِيْمَانِ بِيَسُوعَ المَسيح، لِجَميعِ المُؤْمِنِين، دُونَ تَمْيِيز؛ لأَنَّ الجَمِيعَ قَدْ خَطِئُوا، ويَنْقُصُهُم مَجْدُ الله، لكِنَّهُم يُبَرَّرُونَ مَجَّانًا بِنِعْمَةِ الله، بِالفِدَاءِ الَّذي تَمَّ في المَسِيحِ يَسُوع؛ وقَدْ جَعَلَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِدَمِهِ بِوَاسِطَةِ الإِيْمَان، وَبِذلِكَ أَظْهَرَ اللهُ بِرَّهُ، إِذْ تَغَاضَى عَنِ الخَطَايَا السَّالِفَة، وٱحْتَمَلَهَا، فَأَظْهَرَ بِرَّهُ أَيْضًا في الوَقْتِ الحَاضِر، لِكَي يَكُونَ اللهُ بَارًّا وَمُبَرِّرًا لِمَنْ هُمْ عَلى الإِيْمَانِ بِيَسُوع. إِذًا فَأَيْنَ ٱلٱفْتِخَار؟ لَقَدْ أُلْغِيَ! وَبِأَيِّ شَرِيعَة؟ أَبِشَرِيعَةِ ٱلأَعْمَال؟ كَلاَّ! بَلْ بِشَرِيعَةِ ٱلإِيْمَان! لأَنَّنَا نَعْتَقِدُ أَنَّ الإِنْسَانَ يُبَرَّرُ بِالإِيْمَان، بِدُونِ أَعْمَالِ الشَّرِيعَة. أَيَكُونُ اللهُ إِلهَ اليَهُودِ وَحْدَهُم؟ أَلَيْسَ هُوَ أَيْضًا إِلهَ الأُمَم؟ بَلَى، إِنَّهُ إِلهُ الأُمَمِ أَيْضًا. وَبِمَا أَنَّ اللهَ وَاحِد، فهُوَ بِالإِيْمَانِ يُبَرِّرُ الخِتَانَة، وبِالإِيْمَانِ يُبَرِّرُ عَدَمَ الخِتَانَة. إِذًا فَهَلْ نُبْطِلُ الشَّرِيعَةَ بِالإِيْمَان؟ حَاشَا! بَلْ بِالإِيْمَانِ نُثْبِتُ الشَّرِيعَة."

 

ألحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: قَبْلَ أَنْ كَانَ إِبْرَاهِيم، أَنَا كَائِن

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من56حتى59/:"قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «إِبْرَاهِيمُ أَبُوكُمُ ٱشْتَهَى أَنْ يَرَى يَوْمِي، ورَأَى فَفَرِح». فَقَالَ لَهُ اليَهُود: «لا تَزَالُ دُونَ الخَمْسِين، ورَأَيْتَ إِبْرَاهِيم؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: قَبْلَ أَنْ كَانَ إِبْرَاهِيم، أَنَا كَائِن». فَأَخَذُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوه. أَمَّا يَسُوعُ فَتَوارَى وخَرَجَ مِنَ الهَيْكَل."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

دكتاتورية الأحزاب واحتكارها للتمثيل الوزاري

الياس بجاني/18 تشرين/16

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

إن حصر التمثيل الوزاري فقط بالأحزاب عمل دكتاتوري وغير ديموقراطي ويتصف بالسلبطة والسرقة.. وهو يحرم 90% من شرائح الشعب اللبناني حقهم التمثيل العادل في خدمة الوطن والمواطنين. كما أن غالبية الشرفاء والأحرار ونظيفي الكف والمثقفين هم خارج الأحزاب اضافة إلى أن الأحزاب المسيحية والإسلامية كما العلمانية والجهادية وعلى حد سواء هي كافة شركات تجارية فاجرة وعائلية مملوكة من أفراد وأصحابها هؤلاء يخدمون جيوبهم ومن يمولهم من مرجعيات محلية وخارجية.. وآخر همهم الناس ومصالحهم.

ربي احمي لبنان من فجع وغرائزية وأنانية وطروادية أصحاب شركات الأحزاب.

 

وليد فارس شوكة بعيون الحساد والأقزام والمأجورين

الياس بجاني/مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسية/ وليد فارس شوكة بعيون الحساد والأقزام والمأجورين/18 تشرين الثاني/16

http://al-seyassah.com/%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%b4%d9%88%d9%83%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d8%b2%d8%a7%d9%85-%d9%88/

 

وليد فارس شوكة بعيون الحساد والأقزام والمأجورين

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/17/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%b4%d9%88%d9%83%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%a7/

منذ أن تم تعيين الدكتور وليد فارس الأميركي اللبناني مستشاراً للمرشح الرئاسي الأميركي الجمهوري دونالد ترمب وهو يتعرض لحملة ممنهجة ومنظمة وشبه يومية من جهات سياسية وأصولية وجهادية متعددة من داخل أميركا وخارجها هدفها تشويه سمعته وتزوير حقيقة أنشطته المميزة وفبركة قصص وروايات خيالية عن ماضيه قبل أن يهاجر سنة 1990 إلى الولايات المتحدة الأميركية.

يوم أمس بالذات تزامن نشر جريدة الأخبار في لبنان التابعة لحزب الله الإرهابي والإيراني لمقال مهلوس وواهم وحاقد يتناول الدكتور وليد فارس، ومقال آخر مماثل في محتواه والأهداف نشرته صحفية الجاروزالم بوست الإسرائيلية.

في المقالين توارد أفكار واضح وأهداف مشتركة وتركيز يكاد يكون استنساخاً كاملاً في مقاربة وتفسير وتزوير وتحريف أنشطة فارس السياسية والوطنية والفكرية قبل هجرته إلى الولايات المتحدة... كما خلال إقامته فيها.

لن ندخل في متاهات ونفاق وفبركة وحقد ما جاء في المقالين حيث ما ورد من تفاهات رخيصة ومفبركة هي تبين دون عناء المستوى الهابط  للمستكتبين في الصحيفتين المفترض أنهما تابعتين لعدوين يسعى كل منهما لإنهاء الأخر وإزالته من الوجود...

إلا أن حقدهما وخوفهما وغيرتهما والمصالح المشتركة بينهما على ما يبدو جمعتهما..على خلفية أن المصيبة تجمع.. وهذا بالطبع لا غريباً ولا مستغرباً لا حاضراً ولا ماضياً وخصوصاً في حال عرفنا أسباب الخوف والهلع وهما أمرين مهمين وأساسيين الأول سعي فارس الحثيث والواعد لجهة توطيد علاقات الدول العربية ككل والمصرية والخليجية تحديداً مع الرئيس ترمب.. والثاني الاحتمال الكبير إلى أن يلغي ترمب أو يعيد التفاوض مع إيران المعاهدة النووية.

نحن كلبنانيين مغتربين نفتخر بأمثال الدكتور وليد فارس وقد باركنا وأيدنا في الماضي ونبارك ونؤيد في الحاضر باستمرار كل مساعيه وأنشطته اللبنانية والعربية والأميركية قبل وبعد هجرته إلى أميركا وهي بمجلها تهدف إلى فهم الآخر والمحافظة على حقوق ودور الأقليات وتعميم السلام والديمقراطية والحريات في دول الشرق الأوسط كما في أميركا وغيرها من البلدان.

يبقى أن قافلة السلام تسير بقوة وثبات وهي لن تتأثر بهرطقات ومقالات صحافيين وإعلاميين عكاظيين حاقدين ومأجورين.

ألف تحية للدكتور وليد فارس.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

غازي عاد في ذمة الله

أبو ارز/فايسبوك/18 تشرين الثاني/16

في غيابك نفتقد النخوة و المروءة و النضال الذي لم يهدأ حتى الرمق الاخير . غازي عاد ، المناضل-القدوة من أجل حرية الإنسان ، نطلب لك ، بعد هذا المشوار المضني، الراحة الأبدية في جوار الله مع ملا ئكته و القديسين .

لبيك لبنان

 

أينك يا رئيس يا قوي ؟ هل تقبل ؟

ايلي الحاج/فايسبوك/18 تشرين الثاني/16

أمر خطير أن تقبل "القوات" وكل من يهمهم أمر السيادة والمساواة بين المواطنين في لبنان، بإعطاء "حزب الله" حق تعيين أي حزب هو وطني، ويمكن ائتمانه على وزارة سيادية، كالدفاع أو الخارجية، وأي حزب هو أقل وطنية، أو غير وطني بالمرّة ويُمنع عليه تولي حقيبة سيادية.

أينك يا رئيس يا قوي ؟ هل تقبل ؟

*أكثر بيئة حيوية فكرياً وثقافة في لبنان هي بيئة الشباب والشابات الشيعة المعترضين على "حزب الله" وثقافته. لهم تحية إعجاب بما يفعلون هذا الصباح.

*أتساءل لماذا ليس ل"القوات اللبنانية" حلفاء حقيقيون تثق بهم ويثقون بها؟ لماذا "حزب الله" في المقابل يستطيع أن يكتفي بوزيرين وحتى بلا حقائب في الحكومة ويبقى مطمئناً إلى تمثيله ووزن حضوره فيها؟ طبعا "القوات" ليست "حزب الله". ولكن على قيادتها أن تجهد في المرحلة المقبلة لتبديد التباسات حول علاقاتها حتى بأقرب الحلفاء إليها. وشخصيا وفي المبدأ، لا أحب مشاهد صراعها من أجل مقاعد حكومية مهما كانت، كان لبشير الجميّل وزيران فقط في حكومة شفيق الوزان سليم الجاهل وقيصر نصر. وصار رئيساً. صباحكم خير.

* لماذا لم يقبل ميشال عون باتفاق الطائف في 1989- 1990، وقبل به اليوم ؟ كم خسر لبنان واللبنانيون- المسيحيون خصوصاً- في كل المجالات، في المرحلة ما بين رفض ميشال عون اتفاق الطائف، وقبوله ؟ ليت أحداً يشرح لي !

 

الدكتور فارس سعيد في تغريدات مميزة

18 تشرين الثاني/16

*تدور حرب باردة بين الطوائف حول كل شيء و يتحول الخلاف السياسي الى طائفي فورا حمى الله لبنان من جوع عتيق لدى البعض و انتفاخ لدى الآخرين.

*الاشتباك السياسي بين الرىئيس عون و الرئيس بري في سياق السياسة اما اشتباك الصرحين بكركي و المجلس الاسلامي الشيعي غير مألوف و مرفوض.

*اختزال الطوائف بإدارة سياسية واحدة هو انحدار سياسي يتوهم الارتفاع.

*اختزال الطوائف بحزب او اكثر يضعها في دائرة الخطر لان الاحزاب الحاكمة تنتصر لوحدها اما خسارتها تعود على كل الطائفة.

*انهارت الأُطر السياسية و أصبحت الطوائف مكونات سياسية و تحول الخلاف من سياسي الى طائفي ..مخجل.

*تدور حرب باردة بين الطوائف حول كل شيء و يتحول الخلاف السياسي الى طائفي فورا حمى الله لبنان من جوع عتيق لدى البعض و انتفاخ لدى الآخرين.

*انهارت الأُطر السياسية و أصبحت الطوائف مكونات سياسية و تحول الخلاف من سياسي الى طائفي ..مخجل.

*الكلام عن شرق اوسط" مقاوم" من قبل الشيخ هاشم صفي الدين هو استدراج عروض إيرانية للإدارة الأميركية الجديدة.

 

 مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 18/11/2016

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

كتاب المؤسسات مفتوح على صفحة الحكومة، والتشكيل متأخر بعض الوقت بسبب مفاجآت المطالب التي تتلاحق بعد كل تصحيح لخلل أو لتمثيل.

وصحيح ان الأمر متصل بحكومة وحدة وطنية، لكن الصحيح أكثر أن انجاز التشكيلة الوزارية يعني ولادة حكومة العهد الأولى.

وفي تصحيح للجو السياسي الذي نشأ أمس، قال البطريرك الماروني اليوم إن العلاقة مع الرئيس بري والشيخ قبلان ممتازة.

وفي تصحيح لمسودة التشكيلة الوزارية تداول في استبدال طرحين لحقيبتين غير سياديتين.

وفي تأكيد لضرورة استعجال ولادة الحكومة ما يتصل بمخاطر تبدل المناخ الخارجي الذي افسح في المجال أمام خطوتي الانتخاب الرئاسي والتكليف الحكومي.

وفي تنبيه للمخاطر التي يمكن أن تتهدد البلد، ان يكون هناك رئيس جمهورية بلا حكومة، ورئيس مكلف دون تأليف، ورئيس تصريف اعمال، ورئيس برلمان لا يجتمع ، وأن تتلاحق الايام الى أيار بلا قانون انتخابات وبلا انتخاب، وهذا يعطي صورة سوداء.

ولذا تقول اوساط سياسية إن المطلوب حكومة انتخابات نيابية تضع لها قانونا أولا، كما تكون لها جملة أهداف تعنى بالاستقرارات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

وينتظر أن تكون الايام القليلة المقبلة فرصة لولادة الحكومة تحت اي ظرف.

وبعد غد الأحد يصادف عيد العلم اللبناني، ورئيس الجمهورية سيتسلم العلم العملاق الذي كان تسلمه في العام 89، وسيوضع في بهو القصر الجمهوري.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

لا جديد لاح في موضوع الحكومة وسط انباء عن امكانية رفع التشكيلة الى 30 بدلا من 24 لتوسيع مروحة التمثيل، فرملة الاندفاعة ليست ناتجة عن عقدة واحدة ولا عقدتين ولا محصورة بمطلب تيار المردة فقط كما اشيع، والدليل تجميد الرئيس المكلف حركته من بعد ليل الاربعاء بعد زيارة بعبدا .

حركة امل لم تتنازل عن حقيبة الاشغال ولا عن المقعد الشيعي الثالث من حصتها، لكن الرئيس نبيه بري يقبل بوزير دولة الى جانب المالية والاشغال من باب التسهيل ومستعد للتدخل لدى النائب سليمان فرنجيه عندما تكون عقبة المردة هي الاخيرة امام اتمام الحكومة، فهل يتحرك الرئيس المكلف من جديد؟ ام ان الشروط التي يرفعها كل من القوات والتيار الوطني الحر تبقي الاتصالات الحكومية مقطوعة والخطوات مجمدة.

الاهم ماذا عن قانون الانتخابات الجديد؟ هل تهدف القوى نفسها القوات والتيار الى ابقاء الستين حيا لاقصاء القوى المسيحية الاخرى كالكتائب والمردة؟

اللقاء بين الوزير جبران باسيل والنائب سامي الجميل اليوم لم يكن منتجا بدليل مغادرة رئيس الكتائب من دون تصريح ما يعني ان السباق السياسي سيمتد من تأليف الحكومة الى عنوان قانون الانتخابات، تحضيرا لمرحلة مقبلة لم تتطابق فيها حسابات الحقل حسابات البيدر كما علمتنا التجارب الالغائية السابقة في لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

سحابة صيف عبرت، لم تبلل صفاء الربيع السياسي وان في الخريف الزمني ..

فمسار التأليف الحكومي لا يزال سالكا بالاتجاه الايجابي، على امل الوصول قبل موعد الاستقلال، طالما تمكنت الاتصالات السياسية من ابطال مفاعيل الاستنباطات الخلافية. ولم يبق امام التأليف سوى خطوة تنفيس بعض الجهات المصابة بالتضخم السياسي، واعادتها الى واقعها التمثيلي ..

فالواقعية والجدية هما المطلوبتان في عملية تشكيل الحكومة، كما الاقلاع عن كل كيدية تقف عائقا امام نجاح هذا التشكيل بحسب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين.

في الواقع الصهيوني رعب بين تشكيلاته الامنية والسياسية المنشغلة بقدرات حزب الله، والسناريوهات التي تفترضها لأي حرب مقبلة..

فحزب الله بحسب المحللين العسكريين في صحيفة هآرتس لن يكتفي بالدفاع في الحرب المقبلة، بل قد يشن هجوما مسبقا أو مضادا على طول الحدود.. وبحسب الصحيفة فان القائد العسكري لمنطقة الشمال يقود عملية تحصين وتنظيم للجهاز الدفاعي على طول الحدود الشمالية. كما يعد خططا لاخلاء بلدات تقع على مسافة تصل الى اربعة كيلومترات من الحدود مع لبنان كما ذكرت الصحيفة الاسرائيلية.

* مقدمة شنرة اخبار ال "او تي في"

بروح الميثاق، ونص الدستور، تشكل الحكومات في لبنان... الميثاق، يتحدث عن المشاركة، والمناصفة، والمساواة. فلا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، كما أن الطوائف تمثل بصورة عادلة في تشكيل الوزارة، على ما يرد حرفيا في مقدمة الدستور وفي مادته الخامسة والتسعين. والدستور عينه، يشير بوضوح، في مادته الثالثة والخمسين، إلى أن رئيس الجمهورية يصدر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة، ما يعني عمليا، أن المعنيين (2) الأساسيين بالتشكيل، هما رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة المكلف، اللذان يتعين عليهما بالسياسة، مراعاة الكتل النيابية الأساسية، حتى تنال الحكومة الوليدة ثقة المجلس النيابي... ليس في ما تقدم أي جديد، تماما كما في آخر تطورات توليف الحكومة.غير أن العودة إليه اليوم بالذات، يحمل رسالة واضحة إلى من يهمه أو يعنيه الأمر، مفادها أنْ بعيدا من لعبة الأسماء، وتصنيف الحقائب، والأعراف المستنبطة، المعيار الوحيد في تأليف آخر حكومات مجلس 2009، كما أي حكومة مقبلة، هو وحدة المعيار، فرئيس جمهورية ما بعد 31 تشرين الأول 2016 لن يكون أقل من رأس الدولة ورمز وحدة الوطن، على ما تنص المادة التاسعة والأربعون من الدستور. فللدولة رأس واحد، وللوحدة شرط واحد، هو وحدة المعيار... لكن، على مسافة من غابة ملفات السياسة اليومية بقضاياها والإشكالات، العنوان الأبرز اليوم كلمتان: "غازي عاد". فغازي، الذي زار قبل ظهر اليوم خيمة المخفيين قسرا للمرة الأخيرة، عاد بعدها إلى مسقط رأسه، حيث عانق جسده تراب الوطن إلى الأبد على رجاء القيامة، لتبقى روحه حية أبدا في قضيته التي لن تموت. تفاصيل الرحلة الأخيرة لغازي في هذا التقرير.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

طبق تشكيل الحكومة على نار هادئة، تحت عنوان انجاز التشكيلة بسرعة ولكن من دون تسرع.

الأجواء إيجابية وفقا للمواقف والتصريحات المعلنة والكل منفتحون على تسهيل عملية التشكيل من أجل تجهيز انطلاقة قوية للعهد.

لكن الخبر اليوم من عرسال. سلاح حزب الله غير الشرعي لا يزال يؤلم الداخل اللبناني بقدر ما يعذب الخارج السوري.

ففي رسالة واضحة لأهالي عرسال بأنهم سيظلون ممنوعين من التنقل داخل أراضيهم، صاروخ غادر أصاب المواطن حسين حمزة الحجيري ابن الثامنة والعشرين عاما وهو متزوج ولديه ثلاثة أولاد.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

لم تكن تاتش لدى تأسيسها تتوقع أن هذا الاسم سيغري أحد مدرائها فيلمس المال العام حد السرقة ويعقد جلسات عصف الأدمغة التي تضخ الملايين على أربعة منتفعين سيظهرون بعد قليل صوتيا للرأي العام جلسة الأربعة ليكس سيسمع صداها بعد هذه النشرة في عالم الاتصالات من الجيل الحالي إلى الجيل الرابع ليتبين للمشتركين من هم أرباب السوء الذين دخلوا السوق فباعوا واشتروا ولماذا ظل الإنترنت "بطيء" وكيف يدفع المواطن مبالغ عالية لقاء خدمة رديئة. في أصل الحكاية نحن أمام كشف جلسة تسجيل تضم شخصيتين معنيتين بشركة تاتش وشخصيتين أخريين من إحدى الشركات المتعهدة العمل في صيانة وتركيب المعدات في قطاع الاتصالات وستكشف حوارات الأربعة عمليات مجون مالي غير مسبوقة حيث يقْدم مدير تركيب المواقع والصيانة في الشركة السيد نصري خاروف على تعليم الشركات المتعهدة فن أصول السمسرة والتحايل على شركته الأم لرفع نسب الأرباح ويفتح عروضا مع شركات رفضتْها تاتش نفسها سابقا. جلسة تعاملت مع البلد كخروف للذبح وأقل أرباح وصلها الأربعة الكبار كانت ترتطم بنسبة السبعين في المئة وتلعب بالملايين المقتطعة من مال الناس وتستغني عن فريق التركيب التقْني لتستبدله باثنين من عمال العتالة وتحول محطات أربعة وعشرين إلى مولدات "وهودي مصاري كلن إلك". الخاروف يعاونه أبو علي حسن حجيج وعماد الخطيب مالك شركة أوراكسل وأديب حجاوي التقني في الشركة المذكورة رباعية انعقدت على هدف رفع أرباح شركة أوراكسل من خلال التلاعب بالمبالغ المرصودة للصيانة حدث ذلك في أحد فنادق العاصمة ومن دون "ثري جي" جرى رصد الوقائع في شريط من ست وأربعين دقيقة ليصبح من الليلة ثورة رقْيمة في عالم الاتصالات لكن المسألة الإيجابية في هذه الثورة أن شركة "الام تي سي تاتش" دخلت المعركة للمواجهة والمحاسبة وقد اتخذت تدابير إدارية ووظيفية وقرارات ظنية أدت إلى إجراءات قضت بتوقيف عدد من الأشخاص عن العمل وهذه الاجراءات حتمية لكون "تاتش" كانت أول المتضررين من جلسة تقاسم الأرباح ولكون خاروفها تعاقد مع خصومها على ذبحها لكن تلك الفضيحة ستشكل أول تحد لوزير الاتصالات في الحكومة التي لم تعرفْ قيامة لليوم.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

مهلة الحث التي وضعت لتشكيل الحكومة قبل عيد الاستقلال الثلاثاء المقبل يبدو انها ستمر من دون ولادة الحكومة الا اذا طرأ ما يفجر الالغام التي وضعت في طريقها، واليوم الجمعة حيث غابت الوساطات العلنية على الاقل شهد تقاربا وتقريبا بين الاطراف، سواء في الموقف او في اللقاءات فعلى مستوى المواقف فإن الكاردينال الراعي في مطار بيروت خفف من وقع ما جرى في بكركي وعين التينة والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وعلى مستوى التقارب سجلت زيارة لوفد كتائبي برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل لرئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وجاء هذا اللقاء بعد زيارة الرئيس الجميل للرئيسين عون الثلاثاء الماضي بالتزامن يبدو ان الملفات الملتبسة في المناقصات تأخذ طريقها الى التصاعد وبرز منها اليوم ملف مناقصة تجهيزات المطار والانقسام الحاصل بالنسبة الى المعاينة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال "ام تي في"

سجالات الامس اثرت سلبيا على الاجواء الحكومية اليوم فلم تسجل تحركات ظاهرة وفاعلة للعرابين الكبار الذين فضلوا اطفاء محركات مفاوضاتهم بانتظار انتهاء العاصفة، لكن مرحلة اطفاء المحركات لن تطول اذ تؤكد المعلومات ان الطبخة الحكومية سيعاد وضعها على نار حامية بدءا من الليلة او قبل ظهر الغد على ابعد تقدير، لأن احدا لا يريد الفراغ الحكومي بعد الانتهاء من الفراغ الرئاسي، ولأن مصلحة الجميع تفضي بتسريع عملية التأليف.

وسط هذه الاجواء علمت ال "ام تي في" من مصادر تواكب عملية التأليف ان معظم العقد على طريق الحلحلة، فالنائب وليد جنبلاط قبل بوزارة العدل بعدما كان تحفظ على قبولها وحزب الكتائب سيحتفظ بوزارة الاقتصاد، فيما سيحصل تيار المردة على وزارة الطاقة.

اما بالنسبة للقوات اللبنانية فستحصل على نيابة رئاسة الحكومة ووزارات الاتصالات والاعلام والشؤون الاجتماعية. على اي حال الصيغة النهائية رهن مشاورات الساعات الاخيرة التي تؤدي على الارجح الى ولادة الحكومة العتيدة قبل عيد الاستقلال.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 18 تشرين الثاني 2016

النهار

قال الخبير الدستوري حسن الرفاعي إن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يخالفان الدستور في عملية تأليف الحكومة.

ازدادت نسبة الحجوزات في الفنادق لموسم الميلاد ورأس السنة بشكل لافت منذ الانتخابات الرئاسية.

قال ناشط سياسي إن رهانه في المرحلة المقبلة سيكون على المجتمع المدني وعلى المعترضين على العهد الحالي.

عُلم أن مسؤولاً في مؤسسة رسمية يستأجر شقة على حساب المؤسسة ويستخدمها لخدمات شخصية.

السفير

تفضل مراجع رسمية إسناد وزارة الزراعة الى فريق "8 آذار" من أجل تسهيل التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية.

قال مرجع نيابي إن حقيبة "الطاقة" طرحت عليه في إحدى مراحل التأليف، لكنه رفضها.

لوحظ غياب معظم النقباء السابقين للمحامين عن عشاء لجنة المحامين في "التيار الحر" اعتراضا على الترشيح المعتمد لعضوية النقابة من قبل "التيار".

المستقبل

يقال

إنّ زائراً لأحد مخيمات النازحين السوريين في لبنان نقل عن عائلة من أهالي القصير قولها تعليقاً على وصف أرضها بأنها "محرّرة" خلال الاستعراض العسكري لـ"حزب الله": هل أصبحنا مثل فلسطينيي عكا وحيفا ويافا؟

اللواء

يؤكّد قيادي مسيحي أن حسابات قُطب وسطي لا تتعلّق بأصوات الناخبين من غير طائفته، بل باعتبارات أخرى، منها تداعيات المنطقة.

تحوّلت عمليات التوزير، لنكايات سياسية حول الحقائب، بين فيتو وآخر. أكثر منها حسابات شعبية أو انتخابية..

خلافاً لأجواء إغترابية تشجعت في الأيام الأولى لملء الشغور الرئاسي، عاد متموّلون يضربون أخماساً بأسداس في ما خصّ عودة رساميلهم إلى لبنان..

الأخبار

انزعاج في القومي

يسود استياء كبير في قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي بسبب إصرار القوى المسيحية البارزة على احتكار كل المقاعد المسيحية في التشكيلة الحكومية العتيدة، ما يحرم الحزب التمثّل بوزير مسيحي.

وينسحب هذا الاستياء على ما يعدّ "إهمالاً" من الثنائي الشيعي لحليفه الاستراتيجي. ولَم يحسم الحزب ما إذا كان سيُصدِر بياناً قاسياً بحق حلفائه قبل خصومه على خلفية الملف الحكومي، وسط مطالبة كوادر حزبية بالخروج من تحالف السلطة والوقوف في جبهة المعارضة للنظام وقواه أيضاً.

كرامي لم يُفاتَح

نقل مقربون من الوزير السابق فيصل كرامي أن أحداً لم يفاتحه في شأن توزيره في الحكومة الجديدة منذ طرح اسمه في التداول الإعلامي كمرشح للتوزير من حصة الرئيس ميشال عون، علماً بأن كرامي زار عون في بعبدا أمس.

تساؤل "مردي"

تساءلت مصادر في تيار المردة عمن يقف وراء إشاعة أجواء سلبية في وسائل الإعلام في شأن مشاركته في الحكومة، وعمّا إذا كانت هذه الأجواء صادرة عن قيادة التيار الوطني الحر أو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أو جناح "عوني" آخر.

ريفي يكرّم كالداس

تبيّن أن وزير العدل المستقيل أشرف ريفي بعث درعاً تكريميةً إلى المحقق الأوسترالي من أصل مصري نجيب كالداس "تقديراً لجهوده" أثناء عمله في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، علماً بأن كالداس، الذي تولى منصب مدير قسم التحقيق في مكتب المدعي العام، تبنّى باكراً اتهام حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري. خطوة ريفي، التي لم تتم بالتشاور مع أحد، هدفت أيضاً الى تعزيز حضور أحد أقربائه من المهاجرين في أوستراليا.

عفو عام؟

تتدارس جهات معنية إمكانية التقدم باقتراح لرئيس الجمهورية لإصدار عفو عام عن جرائم يمكن وضعها في خانة الانعكاسات الطبيعية لحالة الترهل السياسي والاقتصادي في البلاد، على أن يترافق العفو مع حملة قاسية ضد المخالفات الجديدة. ويأتي الاقتراح في ظل تعاظم المخاوف من لجوء المطلوبين الى منظمات إجرامية أو إلى التنظيمات الإرهابية، وخصوصاً في المناطق الحدودية كالبقاع والشمال.

مصروفو "المستقبل": لا جواب

علمت "الأخبار" أن المدير العام لجريدة "المستقبل" سعد العلايلي لم يتلقّ رداً على أكثر من كتاب أرسله إلى المعنيين بضرورة سداد مستحقات المصروفين تعسفياً من الصحيفة، أو على الأقل إعطاء تعهد بكيفية صرف المستحقات قبل انقضاء مهلة آخر الشهر التي وعَد بها المصروفين. ونُقل عن العلايلي أنه إذا بقي الوضع على ما هو عليه، فإنه سيسحب يده من القضية، وسيترك للمصروفين حرية التحرك لتحصيل حقوقهم بالطرق التي يرونها مناسبة. وكان العلايلي قد اتصل بأحد الصحافيين المصروفين، مستنكراً التسريب الإعلامي

لمحضر الاجتماع الذي عقد في وزارة العمل على خلفية دعوى جماعية تقدم بها المصروفون.

انتقادات واسعة لجمعية المصارف

تتعرض جمعية المصارف، ولا سيما رئيسها جوزيف طربيه، لانتقادات واسعة. وتعزى هذه الانتقادات إلى ربط الجمعية الخطوات الانفراجية بتشكيل الحكومة، في ما بدا رسالة سلبية الى رئيس الجمهورية ميشال عون. كذلك تُعزى الى تبرع الجمعية بمبلغ زهيد لدعم الجيش، مقابل نحو خمسة مليارات دولار ربحتها المصارف خلال أقل من شهرين.

يشار إلى أن مصرفيين كباراً أكدوا لمراجع رسمية أن طربيه يتصرف في كثير من الأمور من تلقاء نفسه.

حيث يكون نديم تكون الكتائب!

سُئل النائب نديم الجميل عن التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة في دائرة بيروت الأولى، فقال إنّ ترشيحه للانتخابات حُسم بمعزل عن التحالفات السياسية، "وحيث أكون تكون قيادة حزب الكتائب".

الجمهورية

شهد اجتماع أحد المجالس المذهبية نقاشاً كبيراً حول رفع سقف المطالب باتجاه مطالبة الطائفة بالحصول على حقيبة سيادية.

أبدى مرجع حزبي رفيع إمتعاضه من نشر صور عرض عسكري جرى في القُصير، وقد أبلغ ذلك الى المراجع المعنية.

قال أحد المراجع أنه كان ينتظر إنجاز استحقاق حسّاس قبل يومين، ولكنه فوجئ ببروز بعض المعطيات التي أخّرت هذا الإنجاز ولم تكن متوقعة.

 

الكتائب يتحرك للحيلولة دون تثبيت الثنائية ممثلا حصريا للمسيحيين

العرب/19 تشرين الثاني/16/بيروت – يستشعر حزب الكتائب اللبنانية وجود محاولات لعزله عن المشهد السياسي وحصر التمثيل المسيحي في حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. وهذا الاعتقاد شبه الجازم لديه دفع قيادته إلى التحرك على خط التيار الوطني الحر وإعادة حبل الود، الذي ضعف كثيرا خاصة بعد قرار نواب الكتائب بعدم التصويت لصالح ميشال عون في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 31 أكتوبر الماضي، وفاز بها الأخير في الجولة الثانية. وكانت العلاقة بين التيار والكتائب قد شهدت، قبل فترة، انفراجا نسبيا، بعد عشر سنوات من التدهور جراء خيارات الحر السياسية، ولكن سرعان ما انتكست مجددا بعد إصرار الكتائب على رفض دعم عون خلال الاستحقاق الرئاسي. ويرى مراقبون أنه لا يمكن تجاهل تأثير التقارب الذي تحقق بين القوات والتيار الوطني الحر والدور الذي لعبه الزعيم اللبناني سمير جعجع في إيصال عون إلى الرئاسة، على العلاقة مع الكتائب. ودشنت القوات والحر مرحلة جديدة العام الماضي بتوقيع الزعيمين المارونين جعجع وعون ورقة تفاهم أطلق عليها “اتفاق معراب”، وترجم هذا التطور في ما بعد عمليا من خلال إعلان القوات عن دعمها للجنرال لرئاسة الجمهورية ليلي ذلك دخولهما معا في قوائم مشتركة في الانتخابات البلدية. وأخيرا وليس آخرا تحرك رئيس القوات بكل ثقله لإقناع زعيم تيار المستقبل بتبني ترشيح عون للمنصب الرئاسي، وهو ما وقع بالفعل بعد سلسلة تفاهمات، أفرزت تكليف الحريري برئاسة الحكومة وتعهد الحر بدعم القوات في الحصول على حصة وازنة في حكومة الوحدة الوطنية التي تشهد تعثرا. وأمام هذه التطورات وجد حزب الكتائب نفسه على هامش المشهد السياسي، والمسيحي، وقد دخل في سجالات بلغت أوجهها مع حزب القوات الذي اتهمه بمحاولة إقصائه وحصر التمثيل المسيحي بينه والحر. ويرى الكتائب أن التراشق الإعلامي مع القوات لن يزيد وضعه إلا ترهلا وأنه لا بد من اتخاذ خطوات جريئة للعودة مجددا إلى المشهد وكسر هذه الثنائية المسيحية التي بدأت تتشكل على حسابه. وارتأى الكتائب أن تكون وجهته التيار الوطني الحر، بدلا من القوات التي يبدو أن العلاقة بينهما في أسوأ فتراتها. وقام رئيس الحزب سامي الجميل برفقة الوزير آلان الحكيم وعضو المكتب السياسي سيرج داغر، الجمعة، بزيارة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حيث هنأه بفوز العماد عون بالرئاسة، داعيا إلى استكمال النقاش بينهما حيال الملفات العالقة. وشدد الجميل على الأمل بالعهد الجديد وبالرئيس الجديد، مجددا تأكيده أن “الكتائب ستكون إلى جانب رئيس الجمهورية”. وتمّ الاتفاق على العمل معا من أجل وضع تصور مشترك لقانون الانتخابات ولمشروع اللامركزية الإدارية وسواها من الملفات. وقبل هذه الزيارة بيومين كان أمين الجميل، رئيس الكتائب السابق، قد ذهب إلى قصر بعبدا حيث أجرى لقاء مع الرئيس عون، أكد خلاله على حرص حزبه على دعم العهد الجديد.

 

ماذا يبطن السجال السياسي - الطائفي ؟ الرئاسة شيء وقواعد الاشتباك شيء آخر!

النهار/19 تشرين الثاني 2016/لا تجد أوساط سياسية واسعة الاطلاع حرجا في ابداء حيرتها المقرونة باستغراب وبعض المخاوف المبكرة حيال المشهد المفاجئ الذي نشأ على هامش عملية تأليف الحكومة الاولى في عهد الرئيس العماد ميشال عون والذي انزاحت معه على نحو سيئ الاهتمامات المركزة على استعجال الولادة الحكومية الى معالجة التشنج المبكر الذي تصاعد بين بعبدا وعين التينة خصوصا. اذ ان هذه الاوساط لا تزال تؤثر التريث في اعتبار ما واكب زيارة الرئيس عون لبكركي واعقبها من ردود فعل أمرا ذا دلالات أو مؤشرات تتصل بأفق التعامل مع مسيرة العهد كلا فيما الأمل ان يبقى ما حصل محدودا ومحصورا باشتباك عرضي يمكن ادراجه في عدم امكان زوال بعض الرواسب الماثلة من مرحلة الفراغ الرئاسي والتي تحتاج الى مزيد من اعادة تطبيع العلاقات بين الافرقاء السياسيين. واذا كانت هذه الأوساط تبدي آمالا ورهانات قوية على ترجيح الاحتمال الثاني فانها في الوقت نفسه لا تملك ان تخفف وقع الدلالات السلبية التي يمكن ان تتأتى عن عدم مسارعة المعنيين الى احتواء ما حصل خصوصا لجهة تصاعد منحى طائفي في السجال التي نشأ والذي لن تكفي لاخماد دلالاته مواقف ملطفة ما لم تقترن بتسريع ازالة العوائق من طريق تشكيل الحكومة الجديدة لئلا يغدو الاستحقاق الحكومي الضحية الاولى المبكرة لهذا التطور السلبي. في هذا السياق لا تتردد الاوساط نفسها عن ادراج مجموعة عوامل تحمل في طياتها مخاوف مبطنة حيال ما يمكن ان يؤدي اليه تأخير تشكيل الحكومة سواء بذريعة العقبات الاخيرة التي لا تزال تعترض استكمال توزيع الحقائب الوزارية على القوى السياسية او بذريعة التشنج العائد الى سطح المشهد السياسي بفعل الردين اللذين صدرا عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان على كلمتي الرئيس عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الزيارة الاولى التي قام بها رئيس الجمهورية عقب انتخابه لبكركي. ولعل ما يستوقف الاوساط في هذا السياق انها ترى انه كان من الممكن جدا بل من المتوقع ان يمر أي موقف سياسي يتصل بالتعبير عن رواسب المرحلة التي سبقت انتخاب الرئيس عون من دون ان يحدث دويا او تداعيات كتلك التي حصلت ما دام لا يعبر عن استهدافات سياسية آنية او مقبلة وسط صفحة جديدة فتحت يفترض ان تمنح فرصتها الكاملة لنقل البلاد من ضفة الى اخرى. ولكن الامر لم يسر هذا المنوال بل جاء السجال ليشكل صدمة سريعة مبكرة اعادت اضاءة الاشارات السلبية امام الذين ظنوا ان الحدث الانتخابي الرئاسي ومن ثم السير في عملية تشكيل الحكومة الحريرية اقاما نوعا من تغيير قواعد الاشتباك السياسي التي طبعت مرحلة الفراغ الرئاسي بطابعها المرهق والاستنزافي بالاضافة الى ممارسات التعطيل التي تركت افدح الاضرار على البلاد والمؤسسات والنظام. وتتساءل الاوساط بقلق عما اذا كان ما حصل عفويا ام مقصودا سواء في الفعل ام في رد الفعل لان الامر يختلف اختلافا جذريا بين كل من الاحتمالين. بل انها لا تجد حرجا في التساؤل عما اذا كانت سلسلة اخطاء متتابعة قد حصلت في الظرف الخاطئ والتوقيت الخاطئ بما لا يوفر احدا من المعنيين بما جرى وهذا التساؤل يغدو مشروعا ومنطقيا في رأيها اذا تمادت التداعيات التي نشأت عن السجال من دون احتواء سريع لانها سترسم حينذاك صورة ارباكات مبكرة امام مسيرة العهد كما ستترك مزيدا من الارباكات ليس في طريق الولادة الحكومية فحسب بل على مستقبل العمل الحكومي بعد تأليف الحكومة ايضا.

والواقع ان اكثر ما يثير قلق هذه الاوساط هي فرضية ان تكون مجموعة تطورات حصلت اخيرا وبعضها سابق للسجال الاخير مؤشرا الى استمرار قواعد قديمة سيصعب تبديلها حتى في ظل انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية وكأنها بمثابة رسائل الى ان الانتخاب الرئاسي لا يعني تبديل قواعد الاشتباك السياسي ولو في ظل هدنة املاها الانتخاب. تعدد الاوساط نماذج متعاقبة تبدو موصولة بخط هذه الرسائل من ابرزها العرض العسكري الذي اقامه "حزب الله " الاسبوع الماضي في القصير السورية، والكلام الذي صدر عن نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم حول اعتبار هذا العرض "لجيش الحزب " رسالة للجميع ومن ثم نفي هذا الكلام، وصولا الى ما يثار حول معركة تحديد الاحجام والنفوذات والتحالفات في العهد الجديد ومن ابرز معالم هذه المعركة ما يتصل بحجم التمثيل الحكومي لـ"القوات اللبنانية " من جهة وتمثيل "المردة" وافرقاء آخرين من فريق 8 آذار من جهة مقابلة. وتقول الاوساط السياسية المطلعة ان هذا المخاض الذي يشهد تشابكا في العوامل المتصلة بتاليف الحكومة مع الايحاءات التي تصاعدت عن السجال السياسي – الطائفي الاخير يفترض ان يحط غباره مع انجاز التشكيلة الحكومية واعلانها لان ما ينتظرها من استحقاقات وتحديات بدءا ببت مصير قانون الانتخاب كاستحقاق سياسي مفصلي لا يحتمل تراكمات مبكرة اخرى والا ارتسمت علامات بالغة السلبية فوق واقع داخلي توسم الانفراج بقوة مع بداية العهد وساد انطباع بان ما بعده لن يكون كما قبله وهنا الاستحقاق الحقيقي الذي يرصده الجميع في قابل الايام والاسابيع للحكم على مسار المرحلة الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل.

 

بري يعود إلى "الجهاد الأكبر" ورقصة "التانغو" ستستمر "حزب الله" يراقب بحذر فرملة انطلاقة عهد حليفه عون

عباس الصباغ/النهار/19 تشرين الثاني 2016/لم يكن رئيس مجلس النواب نبيه بري متمسكاً بالحصة الكاملة في الحكومات السابقة كما يبدو اليوم. فالحكومة الاخيرة للرئيس نجيب ميقاتي شهدت تركيبة مخالفة لروح الميثاق والطائف عندما "تبرعت" الطائفة الشيعية بمقعد وزاري من حصتها للطائفة السنية لتوزير فيصل كرامي بعد تعذر إيجاد صيغة مع ميقاتي، ويومذاك توصل بري الى هذه الصيغة لانقاذ حكومة سميت عام 2011 حكومة اللون السياسي الواحد وهي كانت في معظم ادائها كذلك. أما اليوم فاختلف المشهد، وما كان مسموحاً لرئيس الجمهورية لم يعد كذلك في ظل "فيتو" كبير يشهره رئيس المجلس في وجه الرئيس العماد ميشال عون ويقطع الطريق على توزير شيعي في حصته على عكس ما كانت الحال عندما تم توزير ابرهيم شمس الدين او عدنان السيد حسين ومن ثم الوزير الحالي عبد المطلب حناوي.

"الجهاد ضد عون"

عندما أعلن الرئيس بري أن "الجهاد الاكبر" يبدأ بعد انتخاب عون، فإنه كان يقصد ما نشهده الان من ملابسات وتعقيدات لا لبس فيها في تأليف الحكومة وصولا الى الرد السريع على رئيس الجمهورية ومشاركة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في رد على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

في خضم هذا الاشتباك السريع بين بعبدا وعين التينة، فإن الأنظار تشخص الى حارة حريك وموقفها من استمرار عرقلة انطلاقة عهد رئاسي دفع "حزب الله" بكل قوته للوصول الى ما وصلنا اليه، عدا أن الرد على عون باتهامه بتعطيل نصاب 45 جلسة في الانتخابات الرئاسية منذ ايار عام 2014 حتى تشرين الاول الفائت، يطاول ضمنا الحزب الذي تضامن مع حليفه في ورقة تفاهم شباط 2006 وعطل النصاب لان اصوات "تكتل التغيير والاصلاح" الـ 26 لم تكن كافية لتعطيله. وفي سياق الحديث عن النصاب وعدم تعطيله في جلسة 31 تشرين الاول الشهيرة بعد استنفاد وسائل التعطيل والاخفاق في استدراج العونيين الى افتعال الفوضى لتطيير جلسة الانتخاب، فإن عملية حسابية بسيطة تؤكد ان كتلة "التنمية والتحرير" لا تستطيع تعطيل النصاب وانها بحاجة الى 30 نائباً اضافياً لتصبح الثلث المعطل (42 من اصل 128). وبناء على تلك العملية الحسابية البسيطة، فإن الحديث عن تعطيل النصاب في غير محله بحسب مصادر وازنة ومقربة من العهد. لكن ماذا بعد؟ الاجابة ربما عبّر عنها نائب جنوبي بتوصيفه ما يجري اليوم بانه اشبه برقصة التانغو التي بدأت ولن تتوقف في الفترة المقبلة ما لم يتراجع العهد عن انتقاداته وتلميحاته ضد طبقة سياسية حكمت البلاد لعقدين ونيف، وهي اصلاً كانت ولا تزال لا تكن المودة لرئيس قوي وذهبت الى مقاطعة الرئيس السابق اميل لحود وتجاوز دوره عام 2006 عبر حوار في البرلمان في ظل وجود رئيس للجمهورية. في الخلاصة، يبدو "حزب الله" اكثر المحرجين بين الرابية وعين التينة، فالحزب فوّض الى بري التفاوض في تأليف الحكومة ومنحه ثقة كبيرة بموازاة زهد حارة حريك في الحصول على حقائب وزارية على رغم تلميح نائب بارز في كتلة "الوفاء للمقاومة" الى امتعاضه من عدم الحصول على حقائب وازنة طالما ان كتلاً من 3 او 5 او 8 نواب تحصل على حقائب، في حين ان 13 نائباً لا يتمثلون في حقيبة اساسية، ما يزيد المشهد الراهن تعقيداً وسط همس من امتعاض وإن كان محدودا من اداء رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل في المفاوضات لتأليف الحكومة.

 

محاولات "تحجيم" الثنائية المسيحية إلى تزايد والردّ بتفعيل التنسيق لاستعادة الشراكة ودعم العهد

ألين فرح/النهار/19 تشرين الثاني 2016

تعي الثنائية المسيحية المتمثلة بـ"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" أن ثمة محاولة لضربها وتحجيمها منذ أن أنتجت وساهمت على المستوى الرئاسي وفي تشكيل الحكومة، إذ انها تحاول عبر التوزيع الحكومي استعادة الشراكة الميثاقية الى مكانها الصحيح.

لا شك في أن هذه الثنائية أزعجت كثيرين، و"استهدافها" يأتي ضمن استراتيجية للمستقبل في ما يمكنها أن تحققه في الانتخابات النيابية المقبلة والتمثيل الوازن، وفي محاولات تحجيمها حكومياً لفرض حقائب معينة وتمثيل مسيحي، تارة في وضع فيتوات على "القوات اللبنانية" وطوراً على حصة رئيس الجمهورية من طوائف أخرى. ووفق مدافعين عن هذه الثنائية، أنها شكّلت صدمة إيجابية لدى من يرغب في تصحيح تطبيق اتفاق الطائف وفق الأصول. أما الصدمة السلبية فكانت لدى من استغلّ الغياب المسيحي عن السلطة، فأتت محاولات التحجيم هذه، عبر شنّ "حرب شعواء" عليها، وكأن ثمة محاولة لتحميل هذا الثنائي سبب العرقلة في تأليف الحكومة، لأنه لا يتنازل عن الحقوق الأساسية الميثاقية للمسيحيين. فمنذ بدء هذا الحراك المسيحي بين "القوات" و"التيار" في 2 حزيران 2015 مع "إعلان النيات"، وصولاً الى 18 كانون الثاني 2016 في تبني رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، مروراً بالتنسيق في ملفات كثيرة وجلسات مجلس النواب وقانون استعادة الجنسية، أثبتت هذه الثنائية أنها قادرة على الإنجاز واستقطاب قوى أساسية فاعلة والتفاف وطني حول طروحاتها، وهذا ما جعل بعض من يفكّر في السلطة أكثر من بقاء الدولة، يعارضها ويحاربها لأنها ستفقده مكاسب معينة.

وبعد، في الشق المسيحي – المسيحي، أثبت كل هذا الرفض الذي كان حاصلاً، أنه لم يوصل الى أي مكان، وخصوصاً بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، إذ إن حركات الاعتراض بدأت بالتراجع والخفوت، وبدأت تأخذ أوجهاً أخرى من محاولات الدخول الى أحد الطرفين أو حصول بعض التقارب. علماً أنه منذ "إعلان النيات"، أعلن الطرفان ان اتفاقهما ليس على حساب أي طرف ولن يلغي أحداً، بل بالعكس، ولو ان محاولات التقارب جاءت متأخرة، لكنها أفضل من ألا تأتي، لأن هذه الثنائية أثبتت إيجابية وأنها لا تعيد فحسب تكوين التوازنات في السلطة، بل تساهم أيضا في تفعيل الوضعين المسيحي والوطني. وهذا ما جعل أحد السفراء الأوروبيين يشيد بالدينامية المسيحية المتمثلة بالثنائية، إذ لم يكن أحد يتوقع كرة الثلج هذه، متوقعاً أيضاً أن تحقق أكثر على المستوى الوطني. فثمة "انبهار" خارجي إقليمي ودولي بالخطوات والإنجازات الحاصلة في المدة الاخيرة، وخصوصاً أن كل الرهانات كانت أن هذا التقارب ظرفي ومرحلي، لكنها أثبتت للجميع ان الرهان خاطىء وأنه يجب التعاطي معها كأمر واقع موجود، وان النصيحة المعطاة للآخرين ضرورة التعاطي بإيجابية مع هذا الواقع الذي سيتطور، لأنها ستأخذ مداها وألا يتم الوقوف بوجهها. والنصيحة الأخرى أن ثمة قراراً بالحفاظ على الاستقرار الداخلي، وان الممر الالزامي للحفاظ على هذا الاستقرار هو انتخاب العماد عون رئيساً، لأنه أثبت أنه الورقة اللبنانية الداخلية وليس مرتبطاً بأي محور. وفي هذا السياق، تفيد معلومات "النهار" أن الاتصالات بين "التيار" و"القوات" قائمة ومستمرة بوتيرة أقوى، وهناك تفكير بين القيادتين في المرحلة المقبلة، كما ورد في "إعلان النيات"، أن الثنائية المسيحية ستتحوّل قوة دفع في اتجاه الانجاز وتحقيق المشاريع الحيوية والوطنية التي يحتاج اليها المواطنون، وبالتالي سيفعّل التنسيق الحكومي والنيابي بينهما ويتّحد العمل دفاعاً عن موقع الرئاسة. كما أنها ستأخذ مكانها من خلال آلية تنسيق فاعلة كما كانت، وستتطور لتشمل الوضع الجديد حفاظاً على العهد ودعماً له، مع التنبيه أن موقع رئاسة الجمهورية له هيبته، فكيف بالحري اليوم مع وصول العماد عون الى بعبدا والالتفاف المسيحي والوطني حوله. وبالتالي لن يمر مرور الكرام أي تطاول على مقام رئاسة الجمهورية، وخصوصاً أن السياسيين لم يعتادوا عهدا مثل عهد العماد عون، فهو يدقق ويتابع كل شيء، وهو رئيس فعلي للمسيحيين والمسلمين على السواء، لتأتي مطالبته بحقيبة سنية وأخرى شيعية وكأنها أمر غريب، علماً أنه رئيس لجميع اللبنانيين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عون يجمّد تشكيلة الحريري!

السفير/2016 - تشرين الثاني – 18/رفع الرئيس سعد الحريري لرئيس الجمهورية ميشال عون ـ في اجتماعهما الأخير ـ تشكيلة نهائية، لكن رئيس الجمهورية لم يوافق عليها واستمهل لدراسة التفاصيل المتعلقة ببعض الحقائب، وقال للحريري الذي بدا مصدوماً بردة الفعل الرئاسية: "اتركها عندي.. أنا ممنونك".

 

فيتو حزب الله ضد القوات لأنها رسخت الجمهورية القوية

نسرين مرعب/جنوبية/ 18 نوفمبر، 2016

لم يعد خفياً أنّ "حزب الله" يضع فيتو على "حزب القوات اللبنانية"، فالحقيبة السيادية والتي يعتبر القواتيون أنّها حقّ لهم، أصبحت إشكالية في ظلّ تعنت حزب الله بهذا الشأن. المعلومات التي أوردتها الصحافة منذ يومين حول أنّ الوزير جبران باسيل قد نقل لحزب القوات عقب اجتماعه مع مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا، معارضة الحزب لتسلمهم أي حقيبة سيادية أصبحت مؤكدة. فكل التطورات باتت تؤكد أنّ للحزب إشكالية مع القوات اللبنانية، وأنّ الفيتو قد وضع في حارة حريك. في هذا السياق يؤكّد رئيس تحرير موقع القوات اللبنانية الصحافي شارل جبور لـ”جنوبية” أنّ “وضع حزب الله فيتو على القوات اللبنانية يعد أكبر دليل على قوة القوات وليس ضعفاً، إذ لم يسبق أن وضع الحزب فيتو على أي طرف لبناني، وهذا يؤكد أنّ القوات حزب مبدأي وسيادي، ويلتزم بالقوانين والدستور والشرعية لذلك نعتبر أنّ هذا الفيتو يسجل لمصلحة القواتيين”. مضيفاً “القوات اللبنانية حريصة كل الحرص على انطلاقة هذا العهد وهي تعتبر أنّها إذ خيّرت بين وزارة تغطي حزب الله وبين الصدام مع الحزب، فهي ليست بوارد تغطيته وليست بوارد أيضاً أي صدام سوف يؤدي إلى عرقلة العهد الجديد”. ليؤكد جبّور أنّ “أولوية القوات اللبنانية الدخول بكتلة وزاية وازنة، ويسجل لها أنّها كانت لثلاثة مرات الراعي لإنطلاقة مراحل مفصلية في لبنان هي الطائف، ثورة 14 آذار، التسوية الرئاسية، وكلّ ما سوف تقوم به حالياً هو لدعم هذا العهد “. وتابع “صحيح أنّ القوات اللبنانية تتعامل مع الأحداث بشكل أساسي ولكنها تتعاطى بواقعية وهي بمزاج سياسي لن ينكسر لمصلحة حزب الله، وتعتبر القوات أنّها من خلال إيصال الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة والذي هو مكانه الطبيعي ومن خلال الكتلة الوزارية الوازنة تكون قد حققت شيئاً مهماً وهو الجمهورية القوية والحزب الضعيف بحيث الأقوياء هم الذين يحكمون بهذا العهد”. وختم جبّور مشيراً إلى أنّ “القوات كانت حريصة على لبنان وذلك بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية الأمر الذي أدّى إلى تغطية الطائف وحمايته، كما لم يعد العماد عون بذلك حليفاً لحزب الله كما أنّه ليس عدواً له أيضاً، كذلك القوات ومن خلال التحالف الرباعي الغير معلن (عون حريري جعجع جنبلاط)، حققت مبدأها وهو ترسيخ الجمهورية القوية والحزب الضعيف بدلاً من الحزب القوي والجمهورية الضعيفة”.

 

هل تحوّل الصراع في لبنان الى ماروني – شيعي؟

سهى جفّال/جنوبية/ 18 نوفمبر، 2016

جاء السجال المفاجئ بين الكاردينال بشارة الراعي ونائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ قبلان أمس، سببا كافيا لتأجيج النار الكامنة تحت الرماد بشكل أثارَ مخاوفَ أن تؤثر على ولادة الحكومة. فهل ستشهد البلاد صراعا شيعيا – مارونيا؟ أدّت الردود المتبادلة بين نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان والبطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى تغليّف السجال الذي طرأ على خط عين التينة – بعبدا بغلاف طائفي مباشر وواضح. فما قاله عون في زيارته الأولى إلى بكركي، بعد لقائه الراعي، حيث لفتَ بعد زيارة عون إلى “أنّ المؤسسات أصيبَت بالوهن، بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب، والعجز الذي وقعَت فيه السلطة”. وأكّد أنّ أكثر ما يؤلم لبنان في هذه المرحلة “هو الفساد المستشري الذي سدَّ شرايين الدولة وجَعلها في حالة عجز في المقابل، وجَد كلام عون عن الوهن في المؤسسات بسبب التمديد لمجلس النواب صداه سريعاً في عين التينة، حيث تلقّى برّي أصداءَ كلام بكركي باستغراب، ما دفعَه إلى ردّ مباشَر على عون. فسارَع بالقول: “فعلاً التمديد سيّئ، والمؤسسات أصيبَت بالوهن، كما قال فخامة الرئيس، ولكنّ تعطيل انتخاب الرئيس كان أسوأ على المؤسسات بما في ذلك المجلس النيابي”.

بالتوازي، دخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على خط السجال، مصوّباً على الراعي، وقال نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان: لم نوفّر فرصةً لتحقيق الشراكة الحقيقية بين المكوّنات السياسية والطائفية، ليظلّ لبنان الوطنَ النهائي الجامع لكلّ بنيه. وغمز من قناة البطريرك قائلاً: “لم نسمع مثل هذا الكلام الذي نسمعه اليوم”. وكان الراعي تطرق في كلمته الى أولويات العهد والحكومة وقال: “لا يجوز في أي حال استبدال “سلة الشروط” بصيغ التشبث بحقائب وباستخدام الفيتو من فريق ضد آخر وهذا أمر مخالف للدستور ووثيقة الوفاق الوطني ويدخل أعرافاً تشرع الباب أمام آخرين للمبادلة بالمثل”.

ومع هجوم الراعي على فيتو “حزب الله” الذي يعترض على تسليم حقيبة وزارية سيادية للقوات اللبنانية في المقابل وإنتقاد سلّة بري، يكون البطرك قد أجاد التصويب على الثنائي الشيعي وبشكل مباشر. مصدر مطلع رأى أنه “بعدما كان الصراع في لبنان سني – ماروني قبل انتخاب عون رئيس للجمهورية مع ترأس زعيم المستقبل سعد الحريري المعارضة لإنتخاب عون رئيسا، تحوّل المشهد الداخلي إلى صراع لبناني – شيعي في مظهره بمعنى أن الطوائف مجتمعة ضد الشيعية السياسية التي لم تتبلور بعد إنما هناك شعور يتنامى بالإحباط وهو ما دفع بالتالي الى هجمة رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني على الطائفة الشيعية”.

وفي حديث لـ “جنوبية” مع منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد تمنّى بداية أن “لا يكون الصراع الطائفي بين أية طائفة وأخرى”. وتابع “وإذا كان الصراع شيعي – ماروني فهذا خطأ كبير يرتكبه كل من البطريركية والمجلس الشيعي الأعلى”. كما رأى أن “الخلاف الذي جرى بيت الرئيسين عون وبري طبيعي ولكن لا ينبغي أن يخرج عن سياقه السياسي”. معتبراً أن “تحول اشكال سياسي طبيعي حول التشكيل الحكومي أمر خطير ويجب التنبه منه”. كما شدد على أن اشتباك الصرحين بكركي و المجلس الاسلامي الشيعي غير مألوف و مرفوض”. وفي سؤالنا حول ما إذا كان الهجوم المفاجئ بسبب الشيعية السياسية التي تسيطر على المشهد الداخلي علّق سعيد ان “الشيعية السياسية حلّت مكان المارونية السياسية قبل الحرب الللبنانية، والسنية السياسية ما بعد الحرب، والآن من الواضح أن نصرالله يشكّل مصدر السلطات، فيما حامي الأقليات هو بري وكأن المعارضة والموالاة في آن بيد الطائفة الشيعية”. وأضاف “يشكل نصرالله المرجعية لبت الصلاحيات والحصص، بعدما تحولت الضاحية الجنوبية الى ضاحية بيروت السياسية تشكل المرجعية السياسية الصالحة لبناء دولة بشروط الفريق الذي يقطنها فحسب”

 

برّي لـ"المدن": مستعد للتدخل وفك اللغم

منير الربيع/المدن/الجمعة 18/11/2016

لا يكف الرئيس نبيه بري عن متابعة تفاصيل عملية تأليف الحكومة. حتى في أوقات استراحته يواصل ذلك، تارة عبر معاونيه وطوراً بشكل مباشر منه. يقرأ آخر التطورات من خلال تقرير صحافي من بضع صفحات يقلّبها بين يديه. يبدي استهجانه إلى استحضار الرئيس ميشال عون مسألة التمديد للمجلس النيابي والتصويب عليه. ويسأل: "لم أفهم سبب التصويب عليّ، ولماذا يستحضر الرئيس عون في بكركي التمديد، علماً أنني خلال جلسة الانتخاب مررت مسألة شرعية المجلس بطريقة مازحة رافقتها ضحكة من الجميع!". ويلفت إلى أنه ينتظر لمعرفة الخلفية، علماً أن هذا المجلس نفسه منذ أيام قليلة هو الذي انتخب عون رئيساً للجمهورية. ويرى أن من حقه أيضاً المطالبة بتطبيق الميثاقية في تشكيل الحكومة. مازال مسار تأليف الحكومة إيجابياً، وفق برّي، ويأمل ألا يشكل سجال الخميس، 17 تشرين الثاني، مادة للتأثير سلباً على التأليف. ويقول لـ"المدن" إن الأجواء توحي بأن الحكومة ستتألف قبل عيد الإستقلال، لافتاً إلى أنه على تواصل دائم مع الرئيس سعد الحريري، لكنه لا يسأله عن كل التفاصيل وكيفية توزيع الحصص، ويقول: "اتصل بي الحريري (الأربعاء)، وكانت الأجواء إيجابية، وكان من المفترض أن يظهر شيء ما ليل الأربعاء. فتوجه الحريري إلى بعبدا، لكن صباح الخميس تلقيت إتصالاً منه يعلمني أن هناك بعض النقاط العالقة". يؤكد بري أنه أبدى للحريري كل الاستعداد في التدخل والمساعدة إذا ما واجه أي عقدة مع حلفائه في قوى الثامن من آذار، وخصوصاً مع النائب سليمان فرنجية الذي عرضت عليه وزارة التربية، لكنه يرفضها ويطالب بوزارة أساسية. وينفي رئيس المجلس ما نقل عنه بأنه أبدى استعداداً لمنح وزارة الأشغال لفرنجية. وهنا، يسجّل بري تساؤلاً عن مطالبة قوى عديدة بوزارة الأشغال، علماً أن الوزارات الأساسية ستبقى بيد القوى نفسها التي تتولاها في حكومة الرئيس تمام سلام. ما يعني أن الأشغال من المفترض أن تبقى مع حركة أمل. أما في شأن فرنجية، فيقول بري: "ما قلته هو أنني مستعد للمساعدة إذا ما بقيت العقدة الوحيدة لدى فرنجية. وحينها أتدخل أنا وأفك اللغم". يشدد بري على أنه متعاون إلى أقصى الحدود لتسهيل ولادة الحكومة. وإذ يأمل من الجميع البقاء على مواقفهم الإيجابية، يكشف عن أن تأليف حكومة من 24 وزيراً، يجل حصة الشيعة خمسة وزراء، وقد طلب الحريري منه الحصول على أربع حقائب فيما الوزير الخامس بلا حقيبة ووافق على الأمر في خطوة إيجابية منه. ويختم: "أنا اطالب بما كانوا يطالبون به، ونريد التعاطي معنا وفقاً لمفهوم الشراكة واحترامها فقط". ويفضّل ألا يدخل في تفاصيل الحقائب والحصص، لكنه يعتبر أن ما تريده حركة أمل وحزب الله هو بقاء القديم على قدمه نوعاً ما، أي إلى جانب وزارتي المال والاشغال، يحصل على الصحة والشباب والرياضة والصناعة".

 

مضيفات طيران لبنانيات: ممنوع الهبوط في إسرائيل

حنان حمدان /المدن/الجمعة 18/11/2016

لن تتمكن، ابتداءً من الخميس في 17 تشرين الثاني، المضيفات اللبنانيات العاملات في شركات طيران أجنبية من الهبوط في مطارات العدو الإسرائيلي بن غوريون، إيلات وحيفا. إذ أصدر المدير العام للطيران المدني المهندس محمد شهاب الدين تعميماً، حمل الرقم 2/41، طلب فيه من جميع شركات الطيران الأجنبية العاملة في لبنان، التي توظف مضيفات لبنانيات، تحصيل أذونات مسبقة من الحكومة اللبنانية عبر وزارة الداخلية والبلديات، في حال كان لديها رحلات تستلزم هبوط مضيفة لبنانية في المطارات الإسرائيلية. وذلك، تحت طائلة الملاحقة القانونية لأي مخالفة للأنظمة والأصول المعمول بها في لبنان.

وقد استند التعميم إلى القانون اللبناني (قانونا العقوبات والقضاء العسكري)، الذي يمنع إتصال المواطنين اللبنانيين بالعدو الإسرائيلي، وهو صدر بعدما تبين أن عدداً من مضيفات الطيران اللبنانيات يعملن على متن طائرات تهبط في مطارات إسرائيلية. وبناءً على كتاب وجهته المديرية العامة للأمن العام إلى وزارة الأشغال العامة والنقل، وبعد موافقة الوزير غازي زعيتر. لكن آلية تنفيذه مازالت شبه مبهمة، بإستثناء جزئية الملاحقة القانونية التي ينص عليها القانون، وفق ما أكد شهاب الدين لـ"المدن". إلا أن مضمون التعميم يحمل تناقضاً يلغي الغاية التي صدر من أجلها، وهو مخالف للقانون نفسه أيضاً. إذ شرّع التعميم دخول المضيفات اللبنانيات إلى المطارات الإسرائيلية في حال حصول الشركة التي يعملن لمصلحتها على إذن مسبق. لكن شهاب الدين يؤكد أن الحصول على الإذن لن يكون بهذه السهولة فهو يحتاج إلى موافقة الحكومة. غير أن التعميم يبقى فضفاضاً، في عدم لحظه الإجراءات التنظيمية الكفيلة بتطبيقه كما أنه لم يحدد مدة زمنية لمنح الإذن، وفق المحامي واصف الحركة. من جهة ثانية، يمكن لهذا التعميم، بالإستثناء الذي تضمنه، أن يشكل مصدر حماية للمضيفات في عملهن، إذ يمكن أن يتحججن بجزئية طلب الإذن من الحكومة اللبنانية للتمنع عن دخول الأراضي الإسرائيلية. لكن التعميم لم يلحظ حالة شركات الطيران الأجنبية غير العاملة في لبنان، التي تُشغّل مضيفات لبنانيات، حيث أنه حصر طلب الإذن بالشركات العاملة في لبنان. لكن في حال المخالفة، في كلا الحالتين، فإن المضيفة هي الجهة التي ستُعاقب، رغم وجود وسائل عديدة يمكن الضغط عبرها على شركات الطيران للحؤول دون تجاهل تعميم المديرية أو اجبار المضيفات على الهبوط في المطارات الاسرائيلية. فوفق القانون اللبناني، فإن المضيفة تجرم وتحاكم أمام المحكمة العسكرية بتهمة التواصل مع إسرائيل، فيما لا يوجد أي نص قانوني يخول محاسبة الشركة، وفق الحركة. من هنا، يبقى السؤال: هل ستلتزم شركات الطيران الأجنبية بهذا القرار، وما هو مصير المضيفات اللبنانيات؟ سؤال يصعب الإجابة عنه في الوقت الراهن، إذ لم تتسلم شركات الطيران الأجنبية تعميم المديرية العامة للطيران المدني، وفق ما أكد المعنيون في شركة طيران لوفتهانزا العاملة في مطار بيروت الدولي في إتصال مع "المدن".

 

لابورا: لتعزيز الشراكة الوطنية والتوازن الفعلي في الوظائف

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أصدرت "لابورا" بيانا قالت فيه إنه "انطلاقا من أهدافها، وهي المشاركة الحقيقية والتوازن الفعلي في الوظائف العامة، تأسف ومعها أحزاب التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية، والكتائب، والطاشناق، للكلام الذي ورد في وسائل الاعلام من أحد النواب الذي تسرع في الاعتراض على التعيينات التي قام بها وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب في المنطقة التربوية في عكار". وأضافت: "أمام هذا الواقع ترى لابورا أن اجراء معالي الوزير جاء في سياق تعزيز التوازن والشراكة، عنوان العهد الحالي، الذي تجسد في انتخاب رئيس الجمهورية الذي لنا كل الثقة بأن يحقق عهده التوازن الفعلي والشراكة الحقيقية بين جميع المكونات الوطنية". واعتبرت أن "هذه التعيينات الجديدة لا تحمل أي غبن للشركاء في الوطن، لأنها تأتي في سياق إعادة التوازن المطلوب، وكم كنا نتمنى على المعترضين لو حكموا بالمثل عندما كان المسيحيون يستبعدون عن مواقع كثيرة في وزارات عدة، في ظل السكوت وعدم الاعتراض من المسؤولين". وتابعت: "تشهد لابورا على ان الوزير بو صعب أعاد معنى الشراكة بعمله هذا، وانه لم يخل بأي توازن، وأنه تعاون مع الجميع من مبدأ انه وزير لكل لبنان وليس لطائفة معينة. لذلك ندين اللغة التي استعملت في التخاطب معه". وتمنت "على جميع المسؤولين والشركاء في الوطن التحلي بالروح الإيجابية والموضوعية لتكون مرحلة العهد الجديد محطة نحقق من خلالها التوافق والتوازن والمشاركة الفعلية الحقيقية. كما نتمنى على الغيورين على كل إصلاح في وزارات الدولة ودوائرها كافة، رؤية ما يحصل من خلل في التوازن في حق المسيحيين والعمل معا من أجل إصلاحها من منظور المواطنية العادلة لا الطائفية أو الحزبية البغيضتين".

 

الاحرار: لولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال ولقانون انتخاب يكفل صحة التمثيل

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016 /وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء، بعد الاجتماع اشار المجتمعون في بيان، "عن ترقب ولادة الحكومة العتيدة قبل عيد الاستقلال مع تجديد تحفظنا عن شكلها الفضفاض وتفضيلنا حكومة متجانسة تحافظ على المبدأ الديموقراطي في المعارضة والموالاة، ونرى ان العقبات التي تعترض مسيرة التأليف يجب ان تكون حافزا إصلاحيا كون غالبيتها تتمحور حول المصالح الخاصة. من هنا الكلام عن وزارات الخدمات التي تجذب المستوزرين ومرجعياتهم والمقصود منها تحقيق أهداف لا تمت بصلة الى حسن سير العمل الوزاري والى المصلحة العامة. ناهيك عن الرجوع عن المداورة في توزيع الحقائب الذي يشكل استفزازا وخروجا على الثوابت التي أرساها اتفاق الطائف على ان يكرسها العرف كما كانت عليه الحال في حكومات سابقة. ورأى المجتمعون ان تحديات كثيرة تنتظر الحكومة رغم قصر عمرها الذي لا يتعدى الأشهر الستة وفي مقدمها إنجاز قانون الانتخاب. ونذكر هنا بوجود مشاريع قانون متعددة وما ينقص هو الإرادة الصادقة في تبني أحدها. مشددين "في هذا المجال على قانون جديد يكفل صحة التمثيل والمشاركة في إدارة الشؤون العامة. ورغم ان خيارنا يبقى الدائرة الفردية فإننا لا نعارض القانون المختلط الذي يجمع بين الاقتراع الأكثري والنسبي والذي يشكل نقطة تلاقي بين المشاريع المطروحة"، محذرين "في المقابل من المراوحة والمناورة من أجل إمرار الوقت من دون التوصل الى نتيجة ملموسة لتصبح المعادلة إما إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين مع تعديلات طفيفة لتجميله وإما التمديد للمجلس الحالي الممددة ولايته مرتين على التوالي وهذا ما يجب رفضه.

وتوقف المجتمعون أمام العرض العسكري الذي أقامه "حزب الله" في القصير والذي قال نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم "أنه يحمل رسائل في عدة اتجاهات"، وكانت الملاحظات التالية:

أ - جاء العرض العسكري ليؤكد المؤكد بالنسبة الى أجندة "حزب الله" المتماهية مع خيارات ايران في المنطقة وهو يتصرف وفق قول أمينه العام ان حزبه ينضوي تحت لواء ولاية الفقيه.

ب - يمكن اعتبار هذا العرض بمثابة رد على الدعوات التي تطلق لحض "حزب الله" على وضع حد لتورطه في الحرب السورية ولعدم تدخله في الشؤون الداخلية للدول العربية من اليمن الى العراق والبحرين وغيرها.

وتساءل المجتمعون "عن إمكانية استمرار التعايش بين منطقي الدولة والدويلة في ظل الاستكبار الذي يبديه "حزب الله" وعدم تردده في تعريض المصالح اللبنانية للخطر كما حصل مع عدد من الدول الخليجية".

وجدد البيان دعوة "حزب الله" الى وضع حد لسياساته والعودة الى العمل تحت سقف الدولة الواحدة الموحدة أرضا وشعبا ومؤسسات من ضمن التعددية البناءة التي تؤمن المشاركة المتوازنة لكل العائلات اللبنانية.

وتقدم المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار من اللبنانيين بأحلى التهاني وأصدق التمنيات بمناسبة عيد الاستقلال، آملين أن "يحمل العيد لهم الأمن والاستقرار والازدهار. ونخص الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بالمعايدة على ان تتأمن الحاجات والإمكانيات التي تسمح لهم بالقيام بواجباتهم لترسيخ الاستقلال خصوصا في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة ولبنان.

 

عين التينة" علــى موقفها من الحكومة وتسهيلها:ما انقضى مضى ولعدم تحميل الامور اكثر مما تحتمل

المركزية/الجمعة 18 تشرين الثاني/16/ تستغرب اوساط عين التينة ما تتناقله وسائل الاعلام وتتداوله الاندية السياسية عن بروز مشكلة او ازمة بين قصر بعبدا وبكركي وبينها مستغربة الذهاب في الموضوع الى ابعد من حدوده التي لا تتعدى الاطار الكلامي والتعليق وحسب، وهو ما حرص عليه الرئيس نبيه بري الذي اصر على كلمة تعليق في التوضيح الذي صدر للكلام الذي قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال زيارته لبكركي امس واللقاء مع سيدها الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وتؤكد ان ما قيل امس انتهى مع انقضاء اليوم ولا داعي لتحميله اكثر مما يحتمل. فهو انقضى ومضى وان بري كان واضحا على هذا الصعيد وقال بالحرف الواحد حول تداعيات ما جرى على الحكومة الجديدة وتشكيلها "لا دخل لهذا بذاك". وتلفت الى ان بري الذي استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر الاربعاء قبل توجهه الى القصر الجمهوري ليعرض على رئيس الجمهورية التشكيلة الحكومية وابدى كل استعداد للمساعدة في تذليل العقد اذا استوجب الامر وهو على موقفه سواء لجهة الاصرار على الحقائب او الاسماء التي طرحها للتوزير في الحكومة الثلاثينية او في صيغة الـ24 وزيرا او لجهة تسهيل تشكيلها وعلى كل المستويات وان تأجيل اعلان التشكيلة الوزارية هو في القصر الجمهوري وبيت الوسط وليس في عين التينة التي حددت موقفها وابلغته الى الرئيس المكلف منذ اللحظة الاولى ولن تحيد عنه.وتضيف: ان عين التينة التي مدت يد العون والتسهيل للعهد منذ جلسة الانتخاب وتوجّها (بري) في خطاب التهنئة الى الرئيس المنتخب عون بالقول ان "هذا المجلس الذي تشكل احد اعمدة شرعيته"، كانت على قناعة وما زالت بضرورة تجاوز الماضي للانطلاق نحو المستقبل وبناء دولة المؤسسات والقانون، وهي على ما تقول، تلتقي مع فخامة الرئيس في الكثير من المواضيع اقله واهمه وضع قانون جديد للانتخابات واجراؤها على مبدأ النسبية. وتختم الاوساط معتبرة ان البلد قائم على توازنات سياسية وطائفية، اما ان تحفظ وهي مصرة على ذلك وتؤكده في كل موقف ومناسبة، واما ان تتغير وكذلك عبر تفاهمات واتفاقات يصار الى ارسائها من خلال الحوار الذي طالما دعت اليه عين التينة والرئيس بري تحديدا الذي يصر اليوم ايضا على رعاية رئيس الجمهورية لكل حوار وعملية تفاهم بين المكونات اللبنانية تحصينا للوحدة الوطنية والعيش المشترك.

 

سـجال عون- بري "لا يفسد في الود قضية"/مقربون: "الرئيس أبدى ملاحظة لا أكثر ولا أقل"

المركزية/الجمعة 18 تشرين الثاني/16/ عض رئيس المجلس النيابي نبيه بري على جرحه الرئاسي، فساد "هدوء حذر" خط بعبدا- عين التينة هزته بوضوح ما تسميها أوساط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مجرد "ملاحظة" دستورية أبداها رئيس الجمهورية في معرض الكلام عن مشهد مؤسسات الدولة العائدة حديثا إلى الحياة. وفيما اخترق السجال بين عون وبري مشهد الايجابية الذي بدأت ملامحه ترسم بحبر الاستحقاق الرئاسي، طعم هذا "الاشكال الكلامي" بنكهة طائفية بعد رد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. فهل يؤثر السجال المستجد على مسار تشكيل حكومة يريدها المعنيون جامعة، إلى حد ضم المعارضين إليها؟ في معرض الاجابة عن هذا التساؤل، تؤكد مصادر مقربة من التيار الوطني الحر عبر "المركزية" أن "عندما تمر البلاد في مراحل كالتي تعيشها راهنا، تكون حكومات الوحدة الوطنية الحل الأمثل لأننا في حال حرب اقتصادية في ظل معدلات فساد غير مسبوقة". وعلى رغم السجال الاخير، ينقل زوار بعبدا أن عون وفريقه لا يزالون مصرين على الركون إلى الايجابية التي تعيشها البلاد منذ ملء الشغور الرئاسي، وعلى الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يوتر هذه الأجواء. وتلفت المصادر العونية إلى أن "لا يجوز التعليق على كل كلمة لأي فريق". لافتة إلى أن "اتهامنا بالتعطيل يأتي في وقت نقول فيه إن التمديد للمجلس عطل الحياة الديموقراطية. التعطيل أمر مذكور في الدستور". في مقابل هذه الصورة التفاؤلية، تبرز تساؤلات عن توقيت عودة الكلام عن التمديد النيابي إلى الواجهة، مع انطلاقة العهد، وعشية انتخابات نيابية يبدو جميع الفرقاء متحمسين لخوض غمارها، وفي وقت يذهب فيه كثيرون إلى إبداء خشيتهم من مطبات قد تؤدي إلى فشل العهد الجديد، تشدد بعبدا بحسب الزوار، على أن "أحدا لا يريد نبش القبور. كل ما في الأمر أن رئيس الجمهورية أبدى مجرد ملاحظة". وعن مدى تأثير السجالات السياسية الأخيرة في مفاوضات تأليف الحكومة بعد تراجع منسوب التفاؤل بولادة قريبة، على وقع مطالب كثيرة ترفعها كل المكونات السياسية، يكتفي الزوار بالتذكير أن "في تاريخ لبنان، لم تتألف حكومة إلا في ظل سجال حاد، لكن التأليف يسلك اليوم المسار الصحيح، علما أن أحدا لا يقصر في رفع سقوف المطالب بوزارات خدماتية وسواها، وكل هذه التصنيفات دعابة يجب وضع حد لها". وفي السياق، اعتبر مراقبون عبر "المركزية" أن السجال الأخير بين عون وبري مرده أولا إلى أن رئيس المجلس لا يمكن أن يغض النظر عن أي موقف يطال البرلمان"، لافتين إلى أن الطرفين يحاولان احتواء ما جرى عن طريق التشديد على أن "صفحة الخصومة السابقة بين الزعيمين طويت إلى غير رجعة"، علما أن لا مصلحة لأحد في هز الاستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد منذ 31 تشرين الأول الماضي. غير أن مصادر سياسية مطلعة اعتبرت عبر "المركزية" أيضا أن القضية قصة "قلوب مليانة بين بعبدا وعين التينة"، في وقت يذهب آخرون بعيدا إلى حد الحديث عن أن ما جرى يأتي في سياق محاولات دق الأسافين بين عون والرئيس المكلف سعد الحريري، معتبرين أن "الثنائي الشيعي" لن يرتاح لمشهد التناغم بين عون والحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

 

الكباش على الحصص وتناتش الحقائب الخدماتيـة رأس جبـل الجليد فقـط وصراع خفي حول "معادلة" الحكم وتنافس في البيت المسيحي يؤخران التأليف

المركزية/الجمعة 18 تشرين الثاني/16/ "هبّة ساخنة هبّة باردة"، هكذا تتقلّب، بين ليلة وضحاها، المناخات في "سماء" تأليف الحكومة الجديدة، حتى بات من الصعب التكهن في موعد ولادتها وما اذا كانت واردة قبل عيد الاستقلال أم لا، كما لم يعد معلوما ما اذا كانت ستعتمد تركيبة ثلاثينية أو من 24 وزيرا. في الساعات القليلة الماضية، أعيد خلط الاوراق الحكومية مجددا وبدت العقبات تتجمع وترتفع أمام عربة الرئيس المكلف سعد الحريري، الا ان المحيطين به لا زالوا يخففون من حجم التعقيدات ويقولون ان العمل جار على فكفكتها ويأملون بإبصار الحكومة النور قريبا وإن كانوا يرفضون ربطها بمهل.

وفي نظرة أشمل الى واقع التأليف، تقول مصادر سياسية متابعة لمجريات المخاض الحكومي، لـ"المركزية" إن الصراع الدائر على الحصص والحقائب خاصة تلك "الخدماتية"، يشكل فقط رأس جبل الجليد الذي يؤخّر ولادة التشكيلة، فصحيح أن الانتخابات النيابية المنتظرة في الربيع المقبل حاضرة في حسابات الاطراف السياسيين الباطنية، وبعضهم يتطلّع الى خوض الاستحقاق من "جيب" الدولة، الا ان المشكلة الرئيسية التي تعوق إخراج التركيبة الوزارية الى الضوء اليوم، تكمن في مكان أو أمكنة أخرى. ففي خلفية مشهد التشكيل، يدور كباش خفي حول طبيعة المعادلة التي ستحكم العهد الجديد. فصحيح ان المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل نفى أن يكون تحدث عن ثنائية مارونية – سنية شبيهة بتلك التي قامت عام 1943 تسعى الى اعادة فرض نفسها على الحياة السياسية اليوم، الا ان هاجس هذا التحالف، وشبحَ تهميش المكون الشيعي، لا يزالان حاضرين بقوة في بال المكون "الشيعي" وفق ما تقول المصادر. ومن هنا، أتى الرد السريع المزدوج الذي صدر أمس عن رئيس المجلس نبيه بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان، على الرئيس ميشال عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقد بدا لافتا اعلان قبلان أن "الشيعة يطالبون بشيء هو مشاركة حقيقية في السلطة. نعم، إنه حق من حقوقنا، وعند إلغاء الطائفية السياسية تروننا الأولين". ومن هنا أيضا، يتمسك الرئيس بري بحقيبة المالية، لضمان توقيع المكون الشيعي على كافة المراسيم الى جانب توقيعي رئيسي الجمهورية والحكومة، لعلّ هذه الوزارة تعوّض الى حين، عن المؤتمر التأسيسي الذي كان "حزب الله" يهدف ضمنيا الى ايصال البلاد اليه، وفق المصادر، ليفرض من خلاله معادلة أو نظاما لبنانيا جديدا يقوم على "المثالثة" لا على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وفي السياق، تتوقف المصادر عند الموقع المدروس الذي قرر "حزب الله" الوقوف فيه اليوم، حيث أبعد نفسه عن الاشتباك الحكومي الحاصل وأسند مهمة التفاوض في هذا الشأن الى الرئيس بري وايجاد التخريجة المناسبة للحصة الشيعية. وبذلك، تحاشى وضع نفسه في مواجهة مع أي من حليفيه العماد عون أو الرئيس بري، والسؤال يبقى "هل يتدخل لترطيب الاجواء بينهما بعد أن توترت مجددا، أم أنه يرى ان مهمته انتهت عند حدود ايصال العماد عون الى بعبدا، وهو ما ترجحه المصادر؟ أما العقبة الثانية الكبيرة التي تعترض طريق التشكيل، فتتمثل في تنافس قوي داخل البيت المسيحي الواحد، على الاحجام أولا وعلى زعامة الشارع ثانيا. حيث ترفض ثنائية "التيار الوطني – القوات" نفخ حجم المردة أو الكتائب ولا تحبّذ اسنادهما حقائب خدماتية أساسية، خصوصا على مشارف الانتخابات النيابية المنتظرة، وترى أنها أحق بها منهما. ولا تستبعد المصادر ان ينتقل الكباش لاحقا الى جبهة طرفي تفاهم معراب اذ قد ينتهي شهر العسل بينهما مع ارتفاع منسوب التسابق بينهما على تزعّم الشارع المسيحي. وتختم المصادر "أعان الله الرئيس الحريري في إتمام مهمته وسط غابة التعقيدات هذه".

 

زيارة التهنئة الفرنسـية للعهد تنتظر اكتمـال العقـد الحكومـــي ووفد اصدقاء عون السياسيين في باريس يزوره في 10 كانون المقبل

المركزية/الجمعة 18 تشرين الثاني/16/تؤكد اوساط دبلوماسية فرنسية ان عدم زيارة اي مسؤول فرنسي لبنان حتى الساعة على رغم انقضاء نحو 20 يوما على انتخاب الرئيس العماد ميشال عون في31 تشرين الاول المنصرم، لا تعني في اي شكل عدم رضى باريس على التسوية اللبنانية التي كانت لها اليد الطولى فيها عن بعد، ولا تحمل رسائل سلبية للعهد الذي بادر الرئيس فرنسوا هولاند الى الاتصال بالرئيس عون وتهنئته فور انتخابه. لكن فرنسا المنهمكة في التحضير لاستحقاقها الرئاسي في أيار المقبل تتريث في الخطوة، في انتظار اكتمال عقد السلطة في لبنان بحيث تأتي الزيارة لتهنئة مزدوجة بانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة.وتفيد المصادر "المركزية" ان الادارة الفرنسية على رغم تكتمها على موعد الزيارة التي لا بد ان تحصل الى لبنان، في غض النظر عما اذا كانت رئاسية ام وزارية، نسبة للمكانة المعنوية التي تحتلها لدى اللبنانيين وهي "الام الحنون" التي لم تتركه يوما وكانت لها اليد الطولى في تسهيل انجاز الاستحقاق الرئاسي، بعدما فتحت قنوات اتصالها مع الدول الاقليمية المؤثرة في الاستحقاق لتذليل العقبات وارسلت اكثر من موفد في جولات مكوكية بين طهران والرياض، فإن الاكيد ان التحضيرات جارية لزيارة قد يقوم بها وزير الخارجية جان مارك ايرولت لبيروت اثر تأليف الحكومة، اذا تعذر حضور هولاند بفعل الانهماك بالاستحقاق الرئاسي الداخلي وبالتطورات الدولية التي تتربع نتائج الانتخابات الاميركية في صدارتها، مع ما يعني فوز دونالد ترامب على مستوى قلب الكثير من المعادلات التي كانت متحكمة بالسياسة الاميركية في عهد الرئيس باراك اوباما خصوصا ما يتصل منها بالعلاقات مع اوروبا.

وحتى ذلك الموعد، تشير المصادر الى ان سفير فرنسا في لبنان ايمانويل بون الموجود راهنا في باريس يطلع المسؤولين الفرنسيين على تفاصيل ودقائق الوضع اللبناني منذ ما قبل انتخاب الرئيس عون حتى تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة ثم الاتصالات الجارية للتأليف وحتى ما يحول حتى الساعة دون اصدار المراسيم الحكومية من بعبدا، من عقد وعقبات تعترض طريق الرئيس المكلف.وهم باتوا على اطلاع واف بما يدور على ساحة التشكيل حتى انهم يسألون عما حال دون ولادة الحكومة امس بعدما كانت المعلومات تؤشر الى تشكيلها خلال ساعات.

وتعزو المصادر هذا الكمّ من الاهتمام الى نية فرنسا الجدية بتقديم المساعدة للبنان لتمكينه من تجاوز المرحلة الصعبة التي يمر فيها في ظل الاعباء الهائلة المترتبة عليه جراء ثقل النزوح السوري، بحيث تعتزم تحضير الاجواء لعقد مؤتمري مجموعة الدعم الدولي للبنان وباريس4، ولئن كانت ظروف انعقادهما راهنا غير متوافرة، على الاقل ليس قبل الانتخابات الفرنسية واستلام الادارة الاميركية الجديدة الحكم لتأمين اوسع مشاركة دولية فيهما. والاهتمام الفرنسي لا يقتصر على الجهات الرسمية فحسب، بل ينسحب ايضا على اهل السياسة في فرنسا وتحديدا اصدقاء الرئيس ميشال عون منذ اكثر من 26 عاما، اذ كشفت المصادر لـ"المركزية" عن زيارة ستقوم بها مجموعة من السياسيين تضم وزراء ونوابا حاليين وسابقين من بينهم وزير الخارجية السابق ايرفيه دوشاريت، وشخصيات اقتصادية واجتماعية واعلامية في 10 كانون الاول المقبل لتقديم التهنئة للرئيس الصديق الذي يكنّ لهم مودّة خاصة كونهم وقفوا الى جانبه في احلك الظروف وتحديدا في 13 تشرين 1990، حينما اضطر الى مغادرة قصر بعبدا الى السفارة الفرنسية ومنها الى باريس حيث آزروه وقدموا له كل دعم على مدى خمسة عشر عاما وما زالوا. واوضحت ان التحضيرات جارية للزيارة وان الوفد المهنئ سيصل الى بيروت على متن طائرة خاصة.

 

النكايات السياسية تفرمل التشكيلة الحكومية رغم تذليل العقدة القواتية

التيار والكتائب يوحدان الرؤية تجاه العهـــد ويعدان باحداث الفرق

سجال بكركي– بعبدا- عين التينة عابر والراعي: لا لاستنباط الخلافات

المركزية- اذا كان تبادل النكايات السياسية سيدير دفة التشكيلة الحكومية العتيدة، على ما هو ظاهر للعيان منذ يوم امس، فلا حكومة ولا تشكيلة في المدى المنظور، الا اذا وجد الرئيس المكلف سعد الحريري الوسيلة المثلى لادارة مسار التأليف في درب بعيد من حقل ألغام يفخخه السياسيون مع كل طلعة صباح بلغم جديد، وسط مخاوف من نيات مبيّتة قد يضمرها بعض الاطراف ويوظّف ادواته السياسية فيها لعرقلة التشكيل، في انتظار اتضاح اجزاء من المشهد الاقليمي يعوّل عليها لتثبيت رجليه لمرة نهائية في الداخل.

فالاجواء التي ضختها بعض هذه الاطراف في الساعات الاخيرة تعزز هذه النظرية، فهي ما وصفته مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية على الخط "التشكيلي" لـ"المركزية" بمحاولة دقّ اسفين بين اهل العهد العازمين على انطلاقه بزخم وقوة، موحية بلا تناغم ولا تفاهم وغياب الكيمياء بينهم، وتحديدا بين الرئيس العماد ميشال عون والرئيس الحريري، بالاشارة الى ان التشكيلة التي رفعها الحريري لعون لم تعجبه وتعامل معها بما يشبه اللامبالاة، بحسب ما ضخت مصادر الاطراف المشار اليها اعلاميا، حتى انها تحدثت عن "ان الحريري بدا مصدوما بردة فعل الرئيس". واشارت المصادر المواكبة الى ما جرى امس على محور بكركي - عين التينة وما استتبعه من ردات فعل مستغربة، فقالت ان الجهات التي لا تريد للحكومة ان تتشكل هي نفسها تلعب على اكثر من وتر من ضمن اوركسترا وزعت الادوار بين عازفيها لبلوغ الهدف.

الراعي يستغرب: وذيول التوتر الذي شاب جبهة بكركي – بعبدا – عين التينة حضرت في القصر الجمهوري اليوم. فالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي زار رئيس الجمهورية على رأس وفد من المطارنة، مهنئا بالاستقلال "الذي استعاد قيمته بوجود رئيس بعد فراغ حرم اللبنانيين من هذا العيد" على حد تعبيره، قبيل سفره الى روما للقاء البابا ومن بعدها مارسيليا، دعا الصحافيين الى "تجنب لغة استنباط الخلافات والمعارك، حيث لا توجد". ولدى سؤاله عن سبب الرد الذي تناول كلامه بالامس في بكركي، اجاب "اني لم اجد سبباً، واستغربت الموضوع".

لا خلاف: وفي السياق، وضع عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرة عبر "المركزية" السجال بين الرئيسين عون وبري في إطار "تصفية حساب سابق، لا يؤسس لخلاف جديد"، موضحا أن "عون بكلامه عن مجلس غير شرعي، يقصد أنه يعترف بقانونية المجلس ولكن يشكك بشرعيته الشعبية وهذا أمر يُجمع عليه مختلف اللبنانيين، فالتمديد انتقص من شرعيته"، مستبعدا أن "يعرقل هذا السجال تشكيل الحكومة، فالاجواء إيجابية وقد تشكل الحكومة قبل عيد الاستقلال، مشيرا الى أن "التفاوض على الحقائب وليس على موقف الاطراف من بعضها البعض".

من جهتها، قالت مصادر قواتية لـ"المركزية" ان حصة القوات في الحكومة باتت ثابتة وخارج النقاش، والمعنيون بالتشكيل في اجوائها وقد رست على نائب رئيس الحكومة وزير الاشغال غسان حاصباني، بيار بو عاصي وزيرا للشؤون الاجتماعية، ملحم رياشي وزيرا للاعلام على ان ينضم الى كتلة وزراء الحزب وزير السياحة ميشال فرعون.

صعوبات التأليف: وعلى الخط الحكومي، أعيد خلط الاوراق مجددا في الساعات الماضية وبدت العقبات تتجمع وترتفع أمام الرئيس المكلف، الا ان المحيطين به لا زالوا يخففون من حجم التعقيدات ويقولون ان العمل جار على فكفكتها ويأملون إبصار الحكومة النور قريبا وإن كانوا يرفضون ربطها بمهل. وفي نظرة أشمل الى واقع التأليف، قالت مصادر سياسية متابعة لمجريات المخاض الحكومي، لـ"المركزية" إن الصراع الدائر على الحصص والحقائب خاصة "الخدماتية"، يشكل فقط رأس جبل الجليد الذي يؤخّر ولادة التشكيلة، الا ان المشكلة الرئيسية التي تعوق إخراج التركيبة الوزارية، تكمن في مكان أو أمكنة أخرى. ففي خلفية مشهد التشكيل، كباش خفي حول طبيعة المعادلة التي ستحكم العهد الجديد. صحيح ان المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل نفى أن يكون تحدث عن ثنائية مارونية – سنية شبيهة بتلك التي قامت عام 1943 تسعى الى اعادة فرض نفسها على الحياة السياسية اليوم، الا ان هاجس هذا التحالف، وشبحَ تهميش المكون الشيعي، لا يزالان حاضرين بقوة في بال المكون "الشيعي" وفق ما تقول المصادر. من هنا، يتمسك الرئيس بري بحقيبة المالية، لضمان توقيع المكون الشيعي على كافة المراسيم الى جانب توقيعي رئيسي الجمهورية والحكومة، لعلّ هذه الوزارة تعوّض الى حين، عن المؤتمر التأسيسي أو المثالثة المرجوة. أما العقبة الاخرى، فتتمثل في تنافس قوي داخل البيت المسيحي الواحد، على الاحجام أولا وعلى زعامة الشارع ثانيا، حيث ترفض ثنائية "التيار الوطني – القوات" نفخ حجم المردة أو الكتائب ولا تحبّذ اسنادهما حقائب خدماتية أساسية، خصوصا على مشارف الانتخابات النيابية المنتظرة، وترى أنها أحق بها منهما.

قبل الاستقلال! في المقابل، اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري ان الرئيس المكلف سيتمكن ضمن مهلة قليلة وبالتنسيق مع رئيس الجمهورية من الانتهاء من التشكيل، لافتا الى أن هناك اثنتين وسبعين ساعة قبل ذكرى الاستقلال، وهذا وقت طويل يمكن ان تولد فيه الحكومة.

الجميل في الخارجية: وليس بعيدا، عقد اليوم في قصر بسترس اجتماع ضم رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل الى وفد من "الكتائب" برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل الذي أوضح ان "اللقاء يأتي استكمالاً للقاءات التي كانت تحصل قبل انتخاب رئيس للجمهورية بين "التيار" والكتائب، وتمّ استعراض النقاط التي كان الطرفان تفاهما عليها سابقاً، خصوصاً أن ثمة نقاطاً مشتركة بينهما يمكن البناء عليها، وتمّ الاتفاق على تعاون مستقبلي بين الحزبين. وشدد الجميل على الأمل بالعهد الجديد وبالرئيس الجديد، مجدداً تأكيده ان الكتائب ستكون الى جانب رئيس الجمهورية، وأمله بالقدرة على إنجاز الكثير من الأمور في هذه المرحلة وإحداث فرق في معالجة الكثير من الملفات إذا كان الجميع موحّدين حول رئيس الجمهورية. لذا تمّ الاتفاق على العمل الموحد بين "التيار" والكتائب من أجل وضع تصور مشترك لقانون الانتخابات وعلى مشروع اللامركزية الادارية ومكافحة الفساد وسواها من الملفات".

حكيم: وفي اتصال مع "المركزية" اكد الوزير الآن حكيم ان اللقاء الذي حضره، سادته اجواء ايجابية جدا واتخذ الطابع التنسيقي بين الكتائب والتيار الوطني الحر، موضحا ان هدفه الاول تهنئة رئيس التيار على انتخاب الرئيس ميشال عون والتباحث في مواضيع مشتركة، ستبرز الى الضوء في المرحلة المنظورة وابرزها قانون الانتخاب واللامركزية وسبل اعادة احياء المؤسسات ومنها السلطة التشريعية وتعزيز القضاء والتنسيق بشأن وضع خطة عمل للوصول الى الهدف المشترك الذي يجمع الطرفين. ولفت حكيم الى ان موضوع تشكيل الحكومة تناوله الاجتماع بشكل عام، ولم يتم الخوض في التفاصيل، ولم يعرض علينا شيئ كما اننا لم نطلب شيئا، مؤكداً ان اللقاء ليس الاول ولن يكون الاخير والعلاقات مع التيار الوطني الحر مستمرة.

ضمان التوازن: في المقلب الاقليمي، وفي وقت نفى الكرملين اتفاق الادارتين الروسية والاميركية على عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما في البيرو، اكد بوتين اليوم ان موسكو تعتبر محاولات كسر توازن القوى الاستراتيجي خطيرة للغاية، لافتا الى العمل على تطوير أسلحة جديدة لضمان هذا التوازن .

 

"الرياض": تأخر التقارب مع "التيار" خطأ كبير

المركزية/الجمعة 18 تشرين الثاني/16/أشارت أوساط واسعة الإطلاع في "تيار المستقبل" عبر صحيفة "الرياض" السعودية الى أن "حصل خطأ كبير من قبل تيار "المستقبل" في التأخر أعواما وتحديدا منذ عام 2005 في التقارب مع التيار الوطني الحر بسبب بعض الجهات التي زرعت الشقاق".

وأكدت الأوساط أن "التجربة الحالية مع التيار الوطني الحرّ تشي بكثير من الإيجابيّة"، مشيرة الى أن "رئيس الجمهورية ميشال عون هدفه القيام بإنجازات وهو يدرك أن تحقيقها لا يحصل إلا بالتفاهم وبالانفتاح بينه كرئيس لديه شرعية شعبية وكتلة نيابية وازنة، وبين رئيس حكومة لديه ثقله وهو وريث مدرسة سياسية قائمة على الإنجاز، وبالتالي هذا الثنائي قادر على القيام بالكثير للبنان إذا ارتكز على تفاهم حقيقي ومتين".

 

لقاء الجمهورية يطالب "حزب الله" بتوضيح اسباب العرض العسكري

المركزية/الجمعة 18 تشرين الثاني/16/سأل "لقاء الجمهورية" حزب الله عن الهدف من عرضه العسكري في القصير مؤكدا خلال اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان ان الاسراع في تشكيل الحكومة يهم جميع اللبنانيين سواء من سيتمثلون بوزراء أم غير المشاركين فيها، لأسباب عدة أهمها ترتبط بضرورة انطلاق العهد سريعاً وإقرار القانون الانتخابي النسبي المنتظر قبل الوصول إلى خيارات مرفوضة كالتمديد أو الإبقاء على القانون الحالي بحكم الأمر الواقع. وجدد "اللقاء" التأكيد ان التحديات كثيرة والعمل الحكومي الجيد سيظهر من خلال كل الوزارات بعيداً من منطق التسميات ما بين سيادية أو غير سيادية، فالوزارة التي تنجز أيّاً كانت، تكون سيادية فوق العادة وهناك أمثلة كثيرة، سائلاً "ما المانع من حكومة تكنوقراط أو مختلطة طالما سيكون عمرها قصير ومهمتها الاعداد للانتخابات النيابية"؟ وتوجه إلى قيادة "حزب الله" مطالباً بتوضيح أسباب العرض العسكري في مدينة القصير وتوقيته وأبعاده، استباقاً لعرض الاستقلال في حين تتشكل حكومة جامعة بعد انتخاب رئيس الجمهورية الذي دعمه "الحزب" حتى الوصول إلى بعبدا. واعتبر "اللقاء" ان رحيل المناضل غازي عاد يجب ألا يؤثر على قضيته النبيلة التي كافح طيلة حياته من أجلها، متغلباً على أوجاعه للتخفيف من أوجاع أمهات المعتقلين والمخفيين قسراً أو المفقودين منذ اندلعت الحرب الأهلية في لبنان.

 

اوغاسابيان: "للقوات دور في الرئاسة لا يجب تجاوزه" وعرض القصيـر رســالة إيرانيـة للدول الكبـرى"

المركزية/الجمعة 18 تشرين الثاني/16/ لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب جان اوغاسابيان الى أن "اذا كان الهدف من التفاهمات التي تحصل بناء الدولة بما فيها مؤسساتها السياسية والعسكرية والامنية، وهناك من يتكلم عن جيش رديف، فعن أي دولة نتكلم"، موضحا أنه "من أحد مقومات انتخاب العماد عون رئيسا للجمهوية هو تأييد رئيس حزب "القوات" سمير جعجع وبالتالي حصوله على شبه اجماع مسيحي، ما أدى الى حصوله على تأييد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري". وأكد أوغاسابيان في حديث تلفزيوني أن "انتخاب عون جاء نتيجة توافقات وتوازنات جديدة، وهذه التوازنات تتعلق بموقف "القوات" ضمن التركيبة السياسية، وهذا الامر يجب أن يؤخذ بالاعتبار ولا يجب تجاوزه". وأشار الى أن "هناك تحولات كبيرة في المنطقة واستحقاقات مالية داهمة، وأموال وقروض مقدمة للبنان لذلك يجب أن يكون هناك حكومة لتسهيل أمور الناس". ورأى أن "اهتمامات حزب الله الاقليمية أبعد بكثير كما تتخطى الادارة اللبنانية وسياسة التوزير، أي أن "حزب الله" يريد وزيرا فقط حتى يؤمن حضورا سياسيا له، لمعرفة ماذا يحصل في الحكومة، ولا تهمه أي حقيبة". واعتبر أن "عرض "حزب الله" العسكري في القصير جاء بعد كلام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي قال إن الأزمة السورية تحل عبر أميركا وروسيا، فجاء الرد من إيران عبر "حزب الله" لتقول أنا موجودة على الساحة ويجب العودة لي عند أي تفاهم، ووضع ما حصل في خانة "عرض عضلات" ايراني وهو شبيه بتدخل تركيا العسكري في سوريا".

 

النائب انطوان سعد : مجلس النواب يتجه نحو تمديد تقني/حصـة جنبلاط: حماده للعدل وشقير للبيئة

المركزية/الجمعة 18 تشرين الثاني/16/أعلن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط انه سيسهّل من ناحيته تشكيل الحكومة، وهذا ما فعله، فبعد الجدال الذي سببته تغريدته التي رفض من خلالها "وزارة الشؤون بعد ان أُفرغت من مضمونها"، حصد في التشكيلة الحكومية المنتظر الاعلان عنها وزيرين بعد التوافق مع رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان الذي استثني من هذه التشكيلة الا اذا طرأ تعديل ما وألّفت الحكومة من 30 وزيرا. وفي السياق، قال عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب انطوان سعد لـ"المركزية": "نظرا لان عقبتين تحولان دون اعلان التشكيلة الحكومية المنتظرة، اولهما عدم اعطاء "تيار المردة" حقيبة من الحقائب التالية: الاشغال، الطاقة، الاتصالات، او الصحة، ويبدو ان رئيس الجمهورية ليس في وارد قبول مثل هذا الامر رغم تأييده من قبل حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وثانيا كلام الرئيس عون والبطريرك الراعي من بكركي امس الذي يبدو "استفز" الطائفة الشيعية ما استوجب ردّا من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، لا يبدو ان ولادة الحكومة ستكون قريبة، لأن ما حصل مؤشر سلبي، الا اذا طرأت معطيات جديدة مفاجئة سرّعت الامر". واذ اشار الى ان النائب جنبلاط حصل على حقيبتي العدل للوزير السابق النائب مروان حمادة والبيئة للنائب السابق ايمن شقير، لفت سعد الى ان الرئيس المكّلف سعد الحريري يعمل على حكومة من 24 وزيرا، لكن التعقيدات التي برزت قد تعيد خلط الاوراق من جديد وتكون التشكيلة من 30 وزيرا. واشار الى ان الامور متجهة نحو تمديد تقني لمجلس النواب، حيث لا يمكن اجراء انتخابات نيابية في ظل وجود اكثر من قانون او على اساس قانون الستين الذي ترفضه غالبية النواب، اضافة الى اننا سمعنا أمس تمسّك حزب الله بالنسبية واعتبار لبنان دائرة واحدة، او دوائر كبيرة، وبالتالي قد نشهد تمديدا تقنيا لمجلس النواب يتراوح بين ثلاثة اشهر وسنة او اكثر".

 

محامو بيروت ينتخبون الأحد 4 أعضاء في مجلس النقابة وتحالفات سياسية ودعم للمسـتقلين وتصويت إلكتـروني

المركزية/الجمعة 18 تشرين الثاني/16/ يتجه محامو نقابة بيروت بعد غد الأحد الى صناديق الإقتراع لانتخاب أربعة أعضاء لعضوية مجلس النقابة، خلفا للذين انتهت ولايتهم وهم: النقيب السابق جورج جريج، ناضر كسبار، سميح بشراوي واسكندر الياس، وذلك من بين 13 مرشحا هم: طوني الياس الحوراني، نجيب نقولا ليان، اسكندر رضا الياس الياس، علي حسين عبدالله، ريم حسين يتيم شامي، عباس محمد صفا، اسما حسين علي، داغر حماده، وجيه عمون مسعد، جرجس ابراهيم اسطفان، عبده نخلة لحود، الياس سيمون بازرلي، ربيع سهيل المعلولي وكاتيا ميشال جحا. وخلال انعقاد الجمعية، يتلو نقيب المحامين أنطونيو الهاشم بيانه السنوي الذي يعدد فيه الإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات. ثم يتلو كل من امين صندوق النقابة بيار حنا وامين صندوق لجنة التقاعد سمير شبلي البيان المالي وموازنة الصندوقين وقطع الحسابات. بعد ذلك تبدأ عملية الإقتراع.

العملية الإنتخابية التي يتنافس فيها 13 مرشحاً (تسعة مسيحيين وأربعة شيعة) تطبخ على نار حامية في ضوء تبدّل التحالفات السياسية وحصول اتفاق بين محامي التيار"الوطني الحر" و"القوات اللبنانية "على خوضها بمرشحيهما المحاميين ربيع معلولي (تيار) وعبدو لحود (قوات) في حين يستمر التواصل مع كل من تيار "المستقبل" وحركة "أمل" لتشكيل رباعي قادر على الفوز بهذه المعركة، ما يعزز فرضية فوز المحاميين، علي عبدالله مرشح "امل" الذي يحظى بتأييد "الاشتراكي" مقابل تأييد "أمل" لـ "المستقل" إيلي بازرلي، وذلك في مقابل الحديث عن اتفاق مماثل بين "أمل" وحزب الكتائب بمرشحيهما جورج اسطفان (الكتائب) وعلي عبدالله (أمل). وفي هذا الإطار أفادت أوساط نقابية "المركزية" أن هناك مناخا داعما للمستقلين في هذا الإستحقاق يتمثّل بالدرجة الأولى بدعم النقباء السابقين لهذا التوجه، الذين يملكون "مفاتيح أساسية" في العملية الإنتخابية نظراً لتاريخ يجمعهم مع عدد كبير من المحامين، موضحة ان المستقلين يشكلون أكثر من ثلثي المحامين الذين يحقّ لهم التصويت، وشددت على أن الإنتخابات النقابية مهنية في المعيار الأول على رغم وجود الأحزاب وتزايد دورها، مشيرة الى أن اعتبارات عدّة تحكم هذه الإنتخابات منها الدعم السياسي والصداقات، مشددة على ان مجلس نقابة المحامين يجب أن يتمتّع بالحسّ الوطني، فالجميع يعلم أن لنقابة المحامين دوراً وطنياً وليس سياسياً. "التيار": الى ذلك أعلنت هيئة المحامين في التيار الوطني الحر دعم مرشحها ربيع معلولي، وعبدو لحود مرشح القوات اللبنانية، وعلي عبدالله مرشح حركة أمل في الانتخابات.

"الأحرار": بدورها، أعلنت هيئة المحامين في "حزب الوطنيين الأحرار" في بيان، انه "بعد التنسيق والتداول، قررت دعم ترشيح جورج إسطفان وعبده لحود لعضوية مجلس النقابة متمنية على المحامين المحازبين والمناصرين والأصدقاء "التصويت لهما بكثافة واحترام ميثاق الشرف النقابي حرصا على حسن تمثيل كل العائلات الروحية في مجلس النقابة". "الإشتراكي": من جهته، زار وفد من محامي "الوطني الحر" مفوضية العدل في الحزب التقدمي الإشتراكي، وتم التباحث في الشؤون النقابية ورحب محامو الحزب بترشيح معلولي لعضوية مجلس النقابة، وأكدوا دعم ترشيحه. أقتراع الكتروني: الاستعدادات لهذه الدورة مختلفة عن السابق حيث استقدمت النقابة ٥٠ "كيوسك" للاقتراع الإلكتروني، مزودة بعوازل يدخل المحامون وراءها ليختاروا إلكترونياً، عبر شاشة، التصويت لأحد المرشحين أو بورقة بيضاء. وستُقسم باحة الخطى الضائعة في العدلية إلى منطقتين، يحظر على غير المقترعين دخولهما، وتوزّع أسماء المحامين فيهما بحسب أرقامهم على الجدول النقابي، الأمر الذي تقصّدته النقابة لتصعيب تحديد مسار الأصوات أو التأثير على المقترعين.

 

الراعي غادر الى روما وأكد أن العلاقة مع بري وقبلان ممتازة: لعدم التشبث بوزارة أو وضع فيتو على الاخر

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016/وطنية - المطار - غادر بيروت مساء اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي متوجها الى روما في جولة تشمل ايضا مارسيليا وليون، للمشاركة في عدة اجتماعات هناك، اضافة الى الاحتفال بالقداس الالهي الذي يرأسه قداسة البابا فرنسيس في بازليلك القديس بطرس وزيارات راعوية. وغادر مع الراعي مسؤول الاعلام في الصرح البطريركي وليد غياض. وكان في وداعه في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال سجعان قزي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المطرانان بولس صياح وحنا علوان، وفد من المجلس العام الماروني ضم نائب الرئيس ميشال متى، رولان غسطين وانطوان رميا، اضافة الى الدكتور الياس صفير. واستعرض الراعي وممثل رئيس الجمهورية ثلة من قوى الامن الداخلي أدت التحية الرسمية. وقال البطريرك الماروني ردا على سؤال عن شعوره بعد إعادة وضع صورة لرئيس الجمهورية في قاعة الشرف بعد غياب لاكثر من سنتين ونصف سنة وحضور ممثل لرئيس الجمهورية خلال الوداع: "هذه المناسبة تعني لنا الكثير الكثير، فهي تعني عودة الكرامة الوطنية، لقد أصبح لدينا رئيس للجمهورية أي هذا الجسم صار له رأس وصار لنا وجود وكيان، وهذه الفرحة عمت كل اللبنانيين وغير اللبنانيين ايضا حتى كل الدول".

أضاف: "خلال فترة الفراغ كانت كل الدول تطالب اللبنانيين والمجلس النيابي بانتخاب رئيس للجمهورية، إذن هذه فرحة شاملة، ومناسبة لنا ايضا مع غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام كي نوجه تحية كبيرة لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر الوزير سجعان قزي الذي اشكره اولا شخصيا على تمثيله فخامة رئيس الجمهورية ونحمله كل الشكر لفخامة الرئيس، وهذا الامر كنا افتقدناه منذ سنتين ونصف وقد عدنا اليه بفرح كبير مما يدل عن مدى العلاقة بين بكركي وبعبدا، اي بين البطريركية ورئاسة الجمهورية، وهي وحدة متكاملة تنصب مع كل الجهود اللبنانية وكل الارادات الطيبة في لبنان وكل الكنائس".

وتابع: "هذا ما كنا عبرنا عنه بالامس في حضور مجلس البطاركة والاساقفة، ومدى استطاعتنا المساعدة الى جانب رئيس الجمهورية لاستكمال وتوطيد وتشديد روابط الوحدة الوطنية والمصالحة اللبنانية الكاملة والنهوض سويا لبناء وطننا الذي هو آية من آيات الدول. وهنا سأستعمل كلمة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني: انه يمثل نموذجا ويمثل رسالة وعلينا ان نعيش ذلك".

وسئل: هل ستمهد زيارتكم الى الفاتيكان لزيارة رئيس الجمهورية الى الكرسي الرسولي ولقاء قداسة البابا؟

اجاب: "من اجل هذا الامر يجب ان تكون هناك حكومة ويجب ان يكون هناك سفير للبنان في الفاتيكان لان سفير لبنان الحالي لدى حاضرة الفاتيكان انتهت ولايته امس بالذات، (السفير جورج خوري)، لذلك الفاتيكان لا يستقبل رئيس دولة لا سفير لديها".

أضاف: "نحن نحيي مجددا فخامة الرئيس عون والرئيس سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة على الاتفاق مع الرئيس وكل القوى السياسية حتى يكون عندنا حكومة في اسرع ما يمكن لتستكمل مكونات الدولة، وعندها يستطيع رئيس الجمهورية زيارة الفاتيكان من جهته، ومن جهة ثانية يستطيع ان يوجه الدعوة الى قداسة البابا لزيارة لبنان".

سئل: زرتم اليوم رئيس الجمهورية، فهل لمستم منه ان تشكيل الحكومة بات قريبا جدا؟

اجاب: "لقد تحدث عن بعض الصعوبات، وكنا خطونا خطوات الى الامام وفجأة نعود الى الوراء. لذلك نحن نقول ونتمنى على كل الكتل السياسية والنيابية المعنية، تسهيل هذه المهمة من اجل خير لبنان واللبنانيين".

وإذا كان يتوقع الاعلان عن الحكومة الجديدة قبل عيد الاستقلال، قال الراعي: "هذه رغبة الجميع ونحن نصلي على هذه النية، وسنبقى نأمل الى ان تكتمل الفرحة".

قيل له: الوضع في لبنان يحتاج الى تبريد الاجواء لا سيما بعدما ورد أمس من كلام للرئيس نبيه بري والشيخ عبد الامير قبلان؟

اجاب ضاحكا: "أولا ما حميت حتى نبردها، فعلاقتنا مع دولة الرئيس نبيه بري ممتازة ونحن على اتصال مع بعضنا البعض، والعلاقة ايضا مع سماحة الشيخ عبد الامير قبلان احسن واحسن. ولكن المؤسف ان الاعلام يصنع مشكلة كبيرة في حين ان ليس هناك ما يستدعي ذلك، فمثلا نرى خبرا بمانشيت كبير وعندما نقرأ النص نجده فارغا من اي محتوى. لذلك اكرر واقول: ما حميت حتى نبردها، وعلاقتنا بالرئيس بري والشيخ قبلان فوق الممتازة".

سئل: هل جرى اتصال بينكم وبين كل من الرئيس بري والشيخ قبلان لتوضيح الصورة؟

اجاب: "أنا اتصلت بالرئيس بري عندما تم انتخاب رئيس للجمهورية وهنأته بصفته رئيسا للمجلس النيابي، وهناك اتصال دائم بيننا وبينه عبر وسيط مستمر. ولكن خلال هذين اليومين لم تتح لي الفرصة لكي اتحدث معه، فإذا كان هناك ضرورة للتحدث معه فنحن على استعداد للقيام بذلك وما من مشكلة في هذا الامر. أكرر واقول نحن على اتصال مستمر".

سئل: هل ستشهد بكركي بعد عودتكم الى بيروت قمة روحية مارونية شيعية؟

اجاب: "قمة روحية مسيحية، شيعية، سنية، درزية، علوية كما جرت العادة، ونحن دائما كل الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والبروتستانية وكل السنة والشيعة والدروز والعلويين فهذه اسمها القمة الروحية هكذا نجتمع، ولا نجتمع الا على هذا الاساس وليس لدينا اي فئوية او تخصيص او تهميش لدور اي احد. نحن دائما نعمل للوحدة وشعارنا المشترك كما يقول سيدنا البطريرك "أنا احبكم"، وشعاري انا كان منذ الاساس "الشراكة والمحبة" فإذا لم نعش ذلك عمليا على الارض فهذا يعني اننا لا نطبق فعليا هذا الامر".

سئل: برأيكم اين تكمن الصعوبات التي تواجه الرئيس الحريري في تشكيل الحكومة؟

اجاب: "نحن نتمنى ألا تكون هناك اي صعوبات، وأنا لا اعلم اين توجد مثل هذه الصعوبات. منذ فترة ونحن نسمع ان هذه الحكومة ستشكل بين ليلة وضحاها او بين ساعة واخرى، لذلك نحن نبقى نأمل ان تكون مناسبة الاستقلال جامعة للرؤساء الثلاثة مع الحكومة الجديدة وعندها يكتمل العيد ولا يأتي ناقصا، وهذه رغبة كل اللبنانيين وليس رغبتي وحدي فقط".

سئل: اذا كانت الخلافات حول تشكيل الحكومة الجديدة وتقاسم الحصص فيها قد اخذ هذا الحيز من الوقت، برأيكم ماذا سيحصل عندما تصل الامور عند البحث بقانون الانتخاب الجديد؟

اجاب: "هذه هي المشكلة، فقانون الانتخاب يعملون للوصول اليه منذ أحد عشر عاما، اي منذ العام 2005 دون التوصل الى نتيجة حتى الان، لان كل فئة وكل واحد يريده على قياسه والقانون لا يمشي على قياس احد، انما يجب ان يكون فقط على قياس لبنان وكل اللبنانيين، وعلى الجميع العمل ليس لمصالحهم الشخصية والفئوية فقط انما عليهم العمل ليربح لبنان والمجتمع اللبناني. وهذا الامر ينطبق ايضا على الحكومة، وعلينا التمييز بين تقاسم الحصص كقالب الجبنة او بين اختيار المشاركة بروح الميثاق الوطني دون ان يتشبث احد بهذه الوزارة او تلك او بهذه الحقيبة او تلك وألا يضع احد فيتو على الاخر، لاننا بذلك لا نبني دولة. وهنا نتمنى ونطلب ان ننهض بدولتنا لكي تأخذ قيمتها ومقامها في هذا العالم وان نعود الى روح الدستور والميثاق الوطني بروح المشاركة وليس بالمحاصصة".

سئل: وجهتم اليوم رسالة للاعلام اللبناني من قصر بعبدا، فهل من مآخذ من قبلكم على الاعلام اللبناني؟

اجاب: "نحن قلنا للاعلام في لبنان ان لديكم رسالة كبيرة جدا ومهمة وانتم تكونون الرأي العام، لذلك نتمنى عليكم خدمة الحقيقة دائما وتجنب خلق المشاكل حيث لا توجد، فمثلا الزيارة الحلوة والجميلة التي جمعت بالامس رئيس الجمهورية مع كل البطاركة والمطارنة والرؤساء والرئيسات العامات وكل الكلمات التي قيلت بهذه المناسبة، أخذ الاعلام من كل ذلك جملة واحدة استدعت ردود الفعل وحذفت كل الجمل الرائعة عن وحدة لبنان، ولم يأت احد على ذكرها. وهنا أثني على دور الاعلام في المطار لانه لم يحرف مرة واحد في الاقوال ويسعى دائما الى قول الحقيقة كما هي".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مريم رجوي: الاتفاق النووي سمح لإيران بتأجيج حروب المنطقة

الكونغرس الأميركي حظر بيع طائرات مدنية إلى طهران

لندن – وكالات18 تشرين الثاني/16/ أعرب أساقفة وبرلمانيون بريطانيون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، في اجتماع عقد في البرلمان البريطاني بلندن، عن قلقهم تجاه تزايد الإعدامات التي يقوم بها النظام الإيراني، بينها إعدام القصر والنساء في إيران. ورحب المجتمعون أول من أمس، بقرار لجنة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دانت فيه طهران لعدم التزامها بمعايير حقوق الإنسان في إيران. وفي كلمة مسجلة بثت في الاجتماع، قالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي إن «الاتفاق النووي كان فرصة للملالي لكي يغيروا سلوكهم ويتخلون على الأقل عن إثارة الفوضى والإرهاب على الصعيد الدولي، إلا أنهم كثفوا مساعيهم لاحتلال الدول وتأجيج الحروب في المنطقة، خصوصاً في سورية، وبات حالياً النظام الإيراني أهم عامل لزعزعة الاستقرار في المنطقة». وأضافت «كان البعض يرى أن حقوق الإنسان في إيران ستتحسن، لكن عدد الإعدامات في العام الماضي بلغ نحو ألف حالة». من ناحية ثانية، حظر مجلس النواب الأمريكي «الكونغرس» أول من أمس، بيع طائرات مدنية إلى إيران. ووافق 243 من أصل 435 عضواً في الكونغرس على تشريع يمنع وزير الخزانة الأميركية من السماح ببيع طائرات إلى إيران. ونصت مسودة القانون، التي رفضها 174 عضواً في مجلس النواب ولم يصوت عليها 18 آخرين، على منع وزير الخزانة من إصدار أذونات إلى المصارف الأميركية للعمل على تحويل الأموال بين إيران وشركات مصنعة للطائرات، بالإضافة إلى إلغاء أي إجازات سابقة كان الوزير قد منحها لهذه الشركات، تسمح لها ببيع طائراتها إلى طهران. وبعد تصويت الكونغرس، سيذهب مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ، وفي حال أقره، سيحيله إلى مكتب الرئيس الذي يقول مراقبون إنه سيستخدم حقه في النقض «فيتو». يشار إلى أن عقد الخطوط الجوية الإيرانية مع «بوينغ» الأميركية شمل 80 طائرة بقيمة 17.6 مليار دولار. إلى ذلك، أكدت إيران أمس، أنها «تؤدي واجباتها» بشأن فائض مخزونها من المياه الثقيلة، عملاً بالاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى في يوليو العام 2015. وقال المتحدث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة النووية بهروز كمالوندي إن الاتفاق يقضي «بأن نطرح في السوق العالمية فائضنا من المياه الثقيلة البالغ 130 طناً، وتمكنا من بيع 70 طنا منها»، مضيفاً إن «المفاوضات جارية مع دول مهتمة، خصوصاً اوروبية» لبيع ما يجب بيعه. وجاء تصريح المسؤول رداً على مخاوف عبر عنها أول من أمس، أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو بشأن فائض مخزون الماء الثقيل الإيراني.

 

معركة تحرير الموصل دخلت شهرها الثاني وسط ترجيحات بأن الأسوأ لم يأتِ بعد

القوات العراقية تتقدم غرباً وجنوباً وتخوض حرب شوارع شرقاً

الموصل (العراق) – وكالات/18 تشرين الثاني/16/ بعد مرور شهر على انطلاق العملية العسكرية الواسعة لتحرير الموصل من قبضة تنظيم «داعش»، تواصل القوات العراقية تقدمها للضغط على التنظيم في محيط المدينة، بعدما دخلت مطار بلدة تلعفر الواقعة غرباً، بهدف قطع خطوط إمداد التنظيم من سورية.

وأعلنت فصائل «الحشد الشعبي»، الميليشيات الشيعية الموالية لايران، أنها دخلت إلى مطار تلعفر وتخوض مواجهات مع مقاتلي «داعش» وتجري عمليات بحث عن مفخخات زرعها التنظيم داخل المطار، الذي يقع على بعد ستة كيلومترات جنوب البلدة. وأوضحت الفصائل، في بيان، أمس، أن «داعش لغم مساحات كبيرة من مطار تلعفر والعمليات مستمرة لتطهيره بالكامل «. وتأتي هذه العملية في إطار سعي هذه الفصائل لاستعادة السيطرة على بلدة تلعفر الواقعة على بعد 50 كيلومتراً غرب الموصل بهدف عزل التنظيم داخل آخر أكبر معاقله في العراق. وبعد مرور شهر على الهجوم الضخم من محاور عدة، بدأت القوات العراقية أيضاً بالتقدم نحو مطار الموصل الواقع على الأطراف الجنوبية للمدينة. وقال ضابط من قوات الشرطة الاتحادية، أمس، إن هناك خططاً للتقدم بحيث تصبح القوات على بعد أربعة كيلومترات من مطار الموصل. أما على الجبهة الشمالية، فتمركزت أعداد من الوحدات العسكرية على مسافة قريبة من أحياء المدينة في الوقت الذي تتقدم فيه قوات مكافحة الإرهاب في عمق الموصل من المحور الشرقي. وتواصل قوات مكافحة الإرهاب التقدم أيضاً من الجهة الشمالية الشرقية في داخل الاحياء، فيما يتحرك الجيش باتجاه المحور الجنوبي الشرقي. وتواجه القوات في كلا المحورين مقاومة شرسة، ومن المتوقع أن تلتقي خلال الساعات أو الايام المقبلة. ومن شأن ذلك تعزيز قبضة القوات العراقية على الجانب الشرقي لمدينة الموصل، لكن لا يزال أمامها الكثير من القتال الصعب داخل الشوارع الضيقة للمدينة القديمة الواقعة في الضفة الغربية لنهر دجلة. وفي هذا المحور، تخوض القوات العراقية حرب شوارع ضد مسلحي «داعش» في حي عدن، في واحدة من أعنف المعارك منذ انطلاق عملية تحرير الموصل في 17 أكتوبر الماضي. وقال النقيب في جهاز مكافحة الإرهاب علي ذو الفقار إن «الفرقة الذهبية في الجهاز شرعت باقتحام حي عدن والاشتباك مع مسلحي داعش الذين انتشروا بين المنازل وعلى أسطح الأبنية العالية»، مضيفاً ان «مسلحي التنظيم يتواجدون في حي عدن بكثافة وأغلبهم يتميزون بالمناورة القتالية والمهارات العسكرية في المواجهة المسلحة». وأوضح أن «الاشتباكات المسلحة بين قوات مكافحة الإرهاب ومقاتلي التنظيم تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة»، لافتاً إلى أن «الغطاء الجوي لطيران التحالف الدولي غير فعال بنحو كبير في حرب الشوارع». ورغم القتال الشرس من قبل التنظيم، إلا أن ستراتيجيته لا تزال غير واضحة، إذ أشار الباحث مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إلى أنه من الصعب التنبؤ ما إذا كان الأسوأ لم يأت بعد، مضيفاً انه «قد يكون القتال على شكل قشرة قاسية وداخل لين، وقد يكون كل القتال قاسياً». ودفعت القوات العراقية والمدنيون ثمناً باهظاً خلال الشهر الأول من معارك الموصل، رغم عدم إعلان السلطات حتى الآن أرقاما بأعداد الضحايا. ففي شرق الموصل، قتل أمس ثلاثة أطفال وأصيب أكثر من 24 مدنيا بجروح في هجمات بقذائف هاون وعبوات ناسفة، بحسب ما قال المسعف حسام النوري في مشفى ميداني عند أطراف الموصل. وبدأ السكان المصابون بالتوافد إلى المشفى بعد وقوع الهجوم بقذائف الهاون، وملأوا كل الأسرة التسعة الملطخة بالدماء في غضون دقائق، فيما أجبر جرحى آخرون على الجلوس في مقاعد بلاستيكية أو التمدد على السجاد المغطى بالتراب. وبحسب الأمم المتحدة، بلغ عدد النازحين منذ بدء عملية الموصل نحو 60 ألف شخص. وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ليز غراندي «نحن نعمل بأسرع ما يمكننا، وبتنسيق وثيق مع السلطات العراقية لمساعدة بعض من أكثر الناس المعرضين للخطر في العالم». وحذرت منظمات إنسانية عدة من نزوح أكثر من مليون شخص بفعل عملية الموصل، ودعت إلى فتح ممرات آمنة لهم.

 

ترمب يختار مرشحيه لـ CIA والعدل والأمن القومي

الجمعة 18 صفر 1438هـ - 18 نوفمبر 2016م/نيويورك- رويترز/دبي- العربية.نت/قال مسؤول في الإدارة الانتقالية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اليوم الجمعة إن ترمب اختار ثلاثة من قدامى المحاربين المحافظين الموالين له لقيادة فريقيه للأمن القومي وإنفاذ القانون منهم السناتور جيف سيشنز لمنصب وزير العدل ومايك بومبيو عضو مجلس النواب لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه). وأضاف المسؤول أن اللفتنانت جنرال مايك فلين اختير لوظيفة مستشار الأمن القومي للرئيس المنتخب وهو منصب لا يتطلب تأكيد مجلس الشيوخ الأميركي لتعيين من سيشغله.

وقال عضو الفريق الانتقالي الذي طلب عدم نشر اسمه إن الثلاثة قبلوا عرض ترمب وسيتم إعلان ذلك رسميا في وقت لاحق اليوم الجمعة.

عدو إيران للاستخبارات المركزية

ويعتبر اختيار بومبيو (52 عاما) - العضو بالكونغرس لثلاث ولايات - لقيادة وكالة المخابرات المركزية الأميركية مفاجأة. وكان عضوا في لجان المخابرات والطاقة والتجارة بمجلس النواب بالإضافة إلى اللجنة التي حققت في هجوم عام 2012 على مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي في ليبيا.

وكرر بومبيو انتقادات ترمب للاتفاق النووي الإيراني وكتب في تغريدة على موقع تويتر يوم الخميس يقول "أتطلع لإلغاء هذا الاتفاق الكارثي مع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم." وتخرج بومبيو في أكاديمية وست بوينت العسكرية وكان الأول على دفعته وعمل ضابطا بسلاح المدرعات كما تخرج في كلية الحقوق بجامعة هارفارد وأسس فيما بعد شركة تصنع أجزاء الطائرات التجارية والعسكرية.

مستشار الأمن القومي لا يحتاج تأكيد مجلس الشيوخ

أما فلين فهو جنرال سابق بالجيش الأميركي وأحد أقرب مستشاري ترامب. أقيل من وكالة المخابرات الدفاعية عام 2014 وهي خطوة نسبت إلى روايته حقائق صادمة عن الحرب على المتطرفين. ويشير مسؤولون عملوا مع فلين إلى أن افتقاره لمهارات الإدارة وأسلوبه في القيادة وراء عزله من وظيفته.

وزير العدل يؤيد إقامة جدار عازل مع المكسيك

وباختيار سيشنز لمنصب وزير العدل فإن ترامب يكافئ أحد الموالين له تشابهت تصريحاته المتشددة والنارية في بعض الأحيان عن الهجرة مع تصريحات الرئيس المنتخب. ويرفض سيشنز أي إجراءات لمنح الجنسية للمهاجرين الذين لا يحملون وثائق رسمية وكان من أكبر المتحمسين لتعهد ترامب بإقامة جدار على الحدود مع المكسيك. ولم يؤكد المتحدث باسم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري شون سبايسر الذي يشارك في عملية انتقال الرئاسة لترامب صحة هذه التقارير لشبكة (سي.إن.إن). وقال "إلى أن يقولها دونالد ترمب بنفسه فالأمر ليس رسميا".

 

عائلات الموصل تواصل الفرار من بطش داعش وانتقام الحشد

الجمعة 18 صفر 1438هـ - 18 نوفمبر 2016م/دبي- العربية.نت/واصلت عشرات العائلات النزوح من مدينة الموصل، هرباً من بطش داعش وعمليات انتقام متوقعة لميليشيات الحشد الشعبي، فيما انتظر الآلاف من النازحين دخول مراكز إيواء ذات طاقة استيعابية محدودة، وسط توقعات بإمكانية نزوح عشرات آلاف أخرى من أبناء الموصل عن مدينتهم. ومع دخول معركة الموصل شهرها الثاني (انطلقت في 17 أكتوبر)، يبدو أن القوات العراقية بأجهزتها المختلفة المشاركة في العملية المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي، تركز جهدها على إحكام الحصار على مركز المدينة، وسط تقارير عن محاولات يقوم بها تنظيم داعش لإعادة بناء خطوط دفاعية جديدة لعرقلة تقدم القوات. وفي هذا السياق، أكدت مصادر عسكرية الخميس أن المصاعب الميدانية تتعقد بالنسبة للقوات العراقية التي يبدو أنها تسعى جاهدة لتفريق الصديق من العدو في المعركة التي تحولت إلى حرب شوارع مضنية.

داعش يفجر سيارات مفخخة وسط منازل المدنيين

وشرق الموصل، عمد تنظيم داعش إلى تفجير سيارات مفخخة وسط منازل المدنيين. وأعلنت مصادر عسكرية بحسب ما أفاد مراسل العربية الخميس عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف المدنيين بينهم نساء في انفجار سيارات مفخخة وضعها التنظيم بين منازل المدنيين في حي التحرير شرقي الموصل.

وأضافت المصادر أن عناصر مكافحة الإرهاب ساهموا بإسعاف الجرحى ونقلهم إلى المراكز الطبية القريبة من الحي، فيما انتشرت قوات في محيط حي التحرير لمطاردة عناصر التنظيم الذين هربوا بسبب المعارك .

79 ألف نازح من الموصل

أما على صعيد ملف النزوح المستمر من مدينة الموصل، فقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقية الخميس ارتفاع أعداد النازحين إلى أكثر من 79 ألفا، منذ انطلاق عمليات استعادتها من "داعش". وأشار عضو الجمعية الى أن نحو 1500 مدني أغلبهم من النساء والأطفال تم نقلهم الخميس الى مخيم الخازر. في حين أوضح تقرير الجمعية أن النازحين لجأوا إلى مخيمات "حسن شام"، و"الخازر" في محافظة أربيل، و"زيلكان" في محافظة دهوك، و"الجدعة" في ناحية "القيارة"، بمحافظة نينوى.

 

ترامب يرشح رومني للخارجية..واوباما ينصحه بالعمل مع روسيا

المدن - عرب وعالم | الجمعة 18/11/2016/يبحث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الأحد المقبل، تعيين مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية عام 2012 ميت رومني لشغل منصب وزير الخارجية. ونقلت قناة "ان.بي.سي" الأميركية عن مصادر قولها، إن هذه المسألة سيتم بحثها بين ترامب ورومني، الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس. ويعتبر رومني أحد الجمهوريين المثيرين للجدل بسبب مواقفه من قضايا عديدة، إذ يرى أن الولايات المتحدة لم تقدم دعماً كافياً لإسرائيل خلال ولايتي الرئيس باراك أوباما، كما أنه على صلة وثيقة بمنظمة "ايباك" الإسرائيلية، ويتهم الفلسطينيين بأنهم لا يريدون السلام مع إسرائيل. وتتطابق مواقف رومني مع ترامب حيال العلاقة مع إيران، إذ أكد، عندما كان مرشحاً للرئاسة في العام 2012، أنه سيمنع إيران من امتلاك السلاح النووي إذا ما فاز في الانتخابات، حتى لو اضطر إلى استخدام القوة العسكرية. من جهة ثانية، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما، عن أمله في أن يقوم ترامب بالتصدي لروسيا عند الحاجة لذلك، وأن يتبنى نهجاً بناء معها عندما تتوافق مصالح البلدين. وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الخميس، إنه "من أجل أن نحل الكثير من المشكلات الكبرى حول العالم من مصلحتنا العمل مع روسيا". وأضاف "آمل في أن الرئيس المنتخب مع توليه المنصب سيتبنى نهجا بناء مماثلا ويعثر على المناطق التي يمكننا أن نتعاون فيها مع روسيا عندما تتفق مصالحنا وقيمنا لكن آمل أيضا أن الرئيس المنتخب سيكون مستعدا للوقوف في وجه روسيا عندما تحيد عن قيمنا وعن الأعراف الدولية". وشدد أوباما على ضرورة أن تبقى العقوبات المفروضة على روسيا قائمة، بسبب ما قامت به في أوكرانيا، حيث اعتبر أنها انتهكت بنود اتفاق السلام الموقع في مينسك. واستثنى أوباما الحديث عن التدخل الروسي في سوريا، عندما علّق على العقوبات المفروضة على موسكو.

 

اتفاق أوباما وقادة أوروبا على مواصلة التعاون بالناتو

الجمعة 18 صفر 1438هـ - 18 نوفمبر 2016م/برلين - رويترز/دبي- العربية.نت/قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي باراك أوباما والزعماء الأوروبيين اتفقوا في برلين اليوم الجمعة، على الحاجة لمواصلة العمل سويا في إطار الهيئات متعددة الأطراف مثل حلف شمال الأطلسي وللمضي قدما في جدول الأعمال عبر الأطلسي. يأتي اتفاقهم بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية والذي قال خلال حملته الانتخابية إن روسيا إذا هاجمت دولة من أعضاء الحلف فإنه سيدرس أولا ما إذا كانت الدولة المستهدفة أوفت بالتزاماتها الدفاعية قبل تقديم الدعم العسكري.وقال البيت الأبيض في بيان "اتفق القادة على ضرورة العمل الجماعي لمواصلة جدول الأعمال عبر الأطلسي لا سيما تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فضلا عن التوصل لحل دبلوماسي للصراعات في سوريا وشرق أوكرانيا".

 

جون بولتون/ أحد مرشحي "خارجية" ترمب يدعو لتغيير النظام في إيران

الجمعة 18 صفر 1438هـ - 18 نوفمبر 2016م/لندن - رمضان الساعدي/دبي- العربية.نت/طالب جون بولتون سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة، وأحد المرشحين لمنصب خارجية حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في لقاء صحفي بتغيير النظام في طهران، وهي دعوة طالما كررها بولتون في تصريحاته حول إيران. وقال بولتون في لقاء صحفي نشرته صحيفة هافينغتون بوست الأميركية الخميس حول مواجهة تحديات إيران للمنطقة والعالم إن: "الحل بعيد المدى الوحيد هو تغيير النظام في طهران". وأكد السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة أن "رجال الدين في طهران هم أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم"، على حد وصفه. وأضاف بولتون الذي دعم ترمب في حملته الانتخابية وتصريحاته حول الاتفاقية النووية: "أنا لا أقول إن إسقاط النظام الإيراني سيحل جميع مشاكل المنطقة، لكن سيزول التهديد الأكبر فيها." وانتقد بولتون مواقف الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما تجاه طهران.

وقال إن الشعب الإيراني طالب أوباما أثناء احتجاجات 2009، إما أن يكون مع الشعب أو الحكومة، ولكن الرئيس الأميركي لم يفعل أي شيء تجاه دعم الشعب الإيراني.

من أشد المعارضين للاتفاق النووي

ويعد السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة من المعارضين بشدة للاتفاق النووي مع طهران، إذ قال في مقابلة سابقة مع "فوكس نيوز" إن الاتفاق النووي مع إيران ليس سوى التزام طوعي، ويعتبر أقل من وثيقة عادية. وبعد فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية، ذكر الإعلام الأميركي ثلاثة أسماء مرشحة لتبوؤ منصب الخارجية الأميركية ربما يكون أكثرهم شهرة في قضايا الشرق الأوسط هو جون بولتون. مع ذلك تحدثت الجمعة الصحافة الأميركية عن احتمال أن يكون المرشح الأسبق في الانتخابات الأميركية "ميت رومني" الأوفر حظا لأخذ منصب وزارة الخارجية في حكومة دونالد ترمب التي ستتضح معالمها خلال الأيام القادمة، خصوصاً وأن الرئيس المنتخب سيلتقي به يوم الأحد للبحث حول الخارجية الأميركية، بحسب ما ورد في الإعلام الأميركي.

 

جوبيه الأوفر حظاً للفوز برئاسة فرنسا: أنا لست كلينتون

المدن - عرب وعالم | الجمعة 18/11/2016/تشير مراكز استطلاع الرأي إلى أن الجمهوري البارز في فرنسا آلان جوبيه، يعزز حظوظه للفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية. ومن المنتظر أن يخوض جوبيه انتخابات تمهيدية في الحزب الجمهوري، الأحد المقبل، ويتضمن السباق جولة ثانية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، لاختيار مرشح وحيد للانتخابات الرئاسية.وينافس جوبيه مرشحين أقوياء في حزبه المحافظ، أبرزهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون، وهما يحتلان المركزين الثاني والثالث بعد جوبيه في استطلاعات الرأي. وقال جوبيه، الجمعة، في تعليقه على توقعات البعض بحدوث سيناريو مماثل في فرنسا، لما حدث في الولايات المتحدة خلال الانتخابات الرئاسية، إن "فرنسا ليست أميركا.. أنا لست هيلاري كلينتون". وكان فوز ترامب قد أحيا آمالاً كثيرة لدى اليمين الفرنسي، وخصوصاً لدى زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" ماري لوبان، التي كانت من أول المهنئين بفوزه. وتسعى لوبان إلى خوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إلا أن فوزها سيكون مرتبطاً بهوية منافسها، إذ يرى الكثير من المراقبين أن حظوظ لوبان ستكون شبه معدومة إذا ما كان منافسها آلان جوبيه، فيما سيكون لها هامش مريح إذا كان منافسها نيكولا ساركوزي. في هذا السياق، قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، إن فوز لوبان "أمر ممكن". وأضاف "كل إستطلاعات الرأي تشير إلى أن المرشحة مارين لوبان ستشارك في الجولة الثانية من إنتخابات الرئاسة للعام 2017 وذلك يعني أن الحياة السياسية الفرسية ستتغير بالكامل". وآلان جوبيه شغل منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس جاك شيراك، وأصبح وزيراً للدفاع ووزيراً للخارجية خلال عهد نيكولا ساركوزي. ولجوبيه مواقف مؤيدة للتغيير السياسي في سوريا، كما أنه قاد جهوداً دبلوماسية استثنائية في مجلس الأمن الدولي، نجح من خلالها بتحييد موسكو وبكين عند اتخاذ قرار فرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا، إبان عهد الرئيس الراحل معمر القذافي.

 

باكستان: الحرب على الإرهاب كلفتها 118 مليار دولار

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016 /وطنية - كشفت دراسة للمصرف المركزي الباكستاني أن "مشاركة إسلام اباد في الحرب على الإرهاب كلفتها 118 مليار دولار خلال 14 عاما"، أي ما يعادل أكثر من ثلث إجمالي النتاج الداخلي لهذا البلد الناشئ.ونشر بنك دولة باكستان أمس تقريره السنوي الذي قال فيه ان "كلفة اعمال عنف المتطرفين كلفت البلاد خسائر مباشرة وغير مباشرة تقدر ب118,3 مليار دولار بين 2002 و2016". وكتبت المؤسسة في تقريرها ان "النمو الاقتصادي وكذلك تنمية القطاع الاجتماعي تضررا بقسوة بالحوادث المرتبطة بالارهاب". وهزت باكستان مدى أعوام اعمال عنف مرتبطة بالاسلاميين المتطرفين بعدما اصبحت حليفة للولايات المتحدة في حربها على الارهاب التي اطلقت بعد اعتداءات 11 أيلول 2001 مع الغزو الاميركي لافغانستان المجاورة.واقامت الولايات المتحدة صندوق دعم للتحالف لمساندة حليفتها باكستان بمبالغ بلغت نحو مليار دولار سنويا منذ 2002. وتسلمت باكستان العام الماضي 14 مليار دولار في اطار هذا الصندوق. من جهة اخرى، يرى البنك المركزي انه "الى جانب المعاناة التي لا توصف والقتلى والجرحى والنازحين بسبب العنف، ادت الحرب الى فرار المستثمرين الاجانب وعرقلة الاستثمار المحلي وتجميد الصادرات وتباطؤ التجارة".

 

العربي الجديد : حلب: انتقام من الحاضنة الشعبية لرفضها عروض التهجير

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : يكشف رصد مستوى العنف الذي يمارسه النظام السوري في الساعات الماضية، في حلب خصوصاً، بكثافة نارية غير مسبوقة منذ فترة، معطوفاً على القصف الروسي متعدد المصادر، بحراً وجواً وبراً، على أرياف إدلب وحمص، عن أن معسكر دمشق ــ موسكو يئس من احتمال إخضاع الفصائل المسلحة المعارضة، فقرر الانتقام من الحاضنة الشعبية للمعارضة السورية. الأدلة عديدة على النية الانتقامية من المدنيين، خصوصاً الذين رفضوا عروض الاستسلام والتهجير، تحديداً من الأحياء الشرقية لمدينة حلب: أولاً استهداف المدنيين بشكل أساسي في حلب، وهو ما يظهر في حصيلة المائة قتيل في يومين، غالبيتهم الساحقة غير مسلحين وغير مقاتلين. ثانياً تقصّد ضرب كل ما من شأنه أن يسمح باستمرار الحياة، من مرافق حيوية ومخازن أدوية ومحطات مياه ومخابز ومشاف ميدانية وأبنية سكنية. ثالثاً الهستيريا التي يستخدم فيها النظام خصوصاً، والمليشيات اللبنانية والعراقية التي تقود قواته على محاور حلب، قوة نارية هائلة لتنفيذ خطة الأرض المحروقة، وكأن هذا المعسكر يقول للمدنيين إن الموت سيكون مصيرهم الحتمي طالما أنهم رفضوا عروض الاستسلام والتهجير وإخلاء الأرض للقوات الغازية من مختلف الجنسيات.

وقد وزّعت روسيا وقوات النظام السوري الأدوار بينهما، في إطار الحرب الدامية على مدينة حلب، وفيما تولى النظام دك الأحياء الشرقية المحاصرة من المدينة بالطائرات والمدفعية والصواريخ، ركزت الطائرات الحربية الروسية غاراتها على ريف حلب ومحافظة إدلب، وسط تأكيد مصادر النظام بأن هذا القصف المكثف، هو مقدمة لاقتحام المدينة بذريعة "إنقاذ الأهالي" من سيطرة المسلحين الذين يرغمونهم على البقاء في المدينة. وهي رواية للاستهلاك الإعلامي، إذ رفض أهالي حلب الشرقية سابقاً الخروج من المدينة عبر مزاعم "الممرات الإنسانية". في المقابل، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس الخميس، أن "وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي نظيره الأميركي جون كيري في البيرو هذا الأسبوع لبحث ملفي سورية وأوكرانيا"، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، المقررة، يومي غد السبت وبعد غد الأحد.

ميدانياً، ارتفعت حصيلة الضحايا في حلب وريفها الغربي إلى أكثر من 100 قتيل في يومين، بعد تجدد القصف الجوي من الطيران الحربي التابع للنظام وحليفته الروسية. وذكر المتحدث باسم الدفاع المدني السوري في حلب، ابراهيم أبو الليث، لـ"العربي الجديد"، أن "حصيلة القصف الجوي على الأحياء الشرقية من مدينة حلب وبلدات في ريفها الغربي، بلغت 46 قتيلاً إضافة لأعداد كبيرة من الجرحى بينهم حالات خطرة". وأضاف أن "الحصيلة ارتفعت بعد انتشال ضحايا من تحت الأنقاض وتجدد القصف على أحياء الشيخ الفارس، والمعادي، وبستان الباشا، والفردوس، والصاخو، والأنصاري، وقضى كثر بقصف على بلدتي أورم الكبرى وقبتان الجبل في ريف حلب الغربي". وكان طيران النظام قد شنّ أكثر من 60 غارة بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية. وأوضح "مركز حلب الإعلامي" أن "قوات النظام قصفت حي مساكن هنانو وحده بأكثر من 150 قذيفة، والذي تعرّض أيضاً لغارات من الطيران الحربي بالقنابل العنقودية، فيما سقط قتلى وجرحى جراء استهداف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة حي الهلك".

كما أفاد ناشطون بأن "طائرات حربية روسية شنّت غارات بالصواريخ المظلية على حي الصالحين، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وجرح أكثر من 12 آخرين، بينما قُتل مدنيان وجرح 11 آخرون جراء غارة بالصواريخ لسلاح الجو الروسي على حي الشعار، في حين استهدف الطيران المروحي ببرميل متفجر محطة المياه الواقعة في باب النيرب شرق حلب". كما قُتل خمسة مدنيين وأصيب آخرون، جراء قصف من الطيران الروسي على بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي بالصواريخ الفراغية. وطاولت الغارات الروسية منطقة آسيا في الريف الشمالي، فيما قصفت قوات النظام بصاروخي "أرض - أرض" مدينة عندان في ريف حلب الشمالي، التي تعرضت أيضاً لغارات جوية بالصواريخ. كما سقط جرحى جراء استهداف الطيران الحربي بالقنابل الارتجاجية، بلدة معارة الأرتيق في ريف حلب الشمالي. بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "عشرة أشخاص على الأقل قُتلوا وأصيب عشرات آخرون، أمس، في انفجار سيارة ملغومة استهدفت مبنى تستخدمه جماعة معارضة في بلدة أعزاز، شمال سورية، قرب الحدود التركية". وقال ياسر اليوسف من المكتب السياسي لجماعة كتائب نور الدين الزنكي المسلحة، التي تسيطر على المبنى، إن "عدد القتلى بلغ 25 شخصاً". وذكر المرصد أن "السيارة الملغومة استهدفت مقراً أمنياً تابعاً للجماعة". من جانبها، أكدّت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على حسابها في موقع "تويتر"، أن "مئات المدنيين قتلوا وجرحوا، معظمهم أطفال، جراء القصف على حلب، في ظل نقص حاد بالمعدات الطبية والمواد الغذائية والمحروقات". وأضافت أن "أكثر من ثمانية آلاف شخص، اضطروا إلى الفرار من حلب خلال الأسبوعين الماضيين، بينما نزح آخرون من الريف الغربي ليعيشوا في العراء ومراكز إيواء"، مشيرةً إلى "استهداف أربع مستشفيات خلال 24 ساعة".

ويأتي كل هذا التصعيد على مناطق حلب، بالتزامن مع تهديدٍ من قبل النظام وروسيا، باقتراب فتح معركة حاسمة ضد المعارضة السورية في حلب، بينما ذكرت قناة "روسيا اليوم"، أن طائرات سوخوي ــ 33، واصلت الإقلاع من حاملة الطائرات الروسية، الأميرال كوزنيتسوف، في البحر المتوسط، لقصف إدلب وحمص، التي تعرضت أيضاً لصواريخ كروز أطلقت من المتوسط.

بدورها، أفادت صحيفة "الوطن" السورية، الموالية للنظام، بأن "القصف الحالي على حلب، يمهّد الطريق أمام الجيش العربي السوري لعملية عسكرية قد تقوده إلى داخل أحياء في شرقي حلب، في الوقت الذي قطع فيه مسلحو تلك الأحياء خطوط العودة عن قرارهم بالتشبث فيها، عبر تفخيخ الطرقات المؤدية إلى الممرات الإنسانية التي حجز مدنيو الأحياء بعيداً عنها، ونالوا حظهم وافراً من إجرام المسلحين". وبعد أن ادّعت الصحيفة بأن "قوات النظام تمكنت خلال المعارك الأخيرة من إحراز تقدم على العديد من جبهات حلب، وتوغلت في بعض أحيائها التي باتت شبه ساقطة" بحسب الصحيفة، التي كررت مزاعم وزارة الدفاع الروسية، بأن "فصائل المعارضة في المدينة، قتلت أكثر من 27 مدنياً خلال تفريقها احتجاجات في بعض أحياء حلب الشرقية".

غير أن المحلل العسكري والاستراتيجي، أحمد رحال، نفى هذه الادّعاءات، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "تلك التظاهرات خرجت في الأيام الأخيرة بالدرجة الأولى ضد جرائم روسيا والنظام وحصارهم للمدينة، وبالدرجة الثانية ضد غلاء الأسعار واحتكار المواد الغذائية في المدينة، لكن لم يقع خلالها أي ضحايا".

وحول إمكانية اقتحام المدينة من جانب قوات النظام، قال رحال إن "قوات النظام والمليشيات الداعمة لها، جربت مراراً اقتحام المدينة خلال الأشهر الماضية، لكنها أخفقت في ذلك". وأكد أن "أية محاولة جديدة لهم ستكون ذات تكلفة عالية جداً، لأن مقاتلي المعارضة متمترسون في مواقعهم، ولهم خبرة كبيرة في حرب المدن". واستدرك قائلاً إن "قوات النظام لن تستطيع دخول الأحياء الشرقية إذا اعتمدت القتال العسكري المعتاد، لكن ما يخشى منه هو أن تلجأ إلى سياسة التدمير الكلي للمدينة، وسياسة الإبادة الشاملة، ما يعني سقوط مئات وآلاف الضحايا من المدنيين، وهذا سيكون برسم المجتمع الدولي". وخلافا لادعاءات موسكو، التي تتحدث عن عدم مشاركة الطيران الروسي في الحملة، أكد رحال بأن "الطائرات الروسية تشارك بكثافة في قصف الأحياء الشرقية من المدينة، وتسقط أنواعاً من القذائف عليها لا يملكها النظام السوري، مثل قنابل الضغط والقنابل بالمظلات التي تحملها فقط طائرات سو 27، وسو 34، الموجودتان لدى روسيا فقط".

وفي شأن العرض العسكري الأخير لحزب الله في منطقة القصير السورية، الأسبوع الماضي، طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري، أنس العبدة، أمس، المجتمع الدولي، بـ"إدانة أممية واضحة لتدخل حزب الله في سورية، بعد العرض العسكري في القصير". وأضاف، في مؤتمر صحافي في إسطنبول، أن "الجهة التي يجب أن تكون أساسية في تحرير الرقة هي الجيش السوري الحر، الذي حرر هذه المحافظة من نظام الأسد، لا قوات سورية الديمقراطية، التي يقوم عناصرها بإعطاء إحداثيات مناطق مدنية للتحالف ليقوم بقصفها".

 

"تايمز": ترددات التطرف اليميني قد تتخطى الاطلسي

المركزية- لفتت صحيفة "تايمز" الى "توتر في الأجواء السياسية الفرنسية على مقربة من الانتخابات الرئاسية، وتصاعد التيار اليميني المتطرف". واعتبرت أن "فرنسا بحاجة إلى زعيم قادر على الوقوف في وجه اليمين المتطرف، وإصلاح الاقتصاد المترنح". مشيرة الى أن "الثورة الشعبوية المتصاعدة يمكن أن تعبر المحيط الأطلسي وتشعل نارا في إيطاليا وهولندا، وخاصة في فرنسا، التي بدأت فيها الأحزاب إجراءات اختيار مرشحيها، كما يفعل حزب الجمهوريين، بهدف إيجاد مرشح من يمين الوسط، بإمكانه وقف زحف مارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية في الانتخابات الرئاسية". وأضافت: "لا بد أن يكون الرئيس الجديد مختلفا تماما عن الرئيس فرانسوا هولاند، فيقوم بإصلاح الاقتصاد وحماية مكانة فرنسا في الخارج، وضمان السلامة والأمن في الداخل، و تحقيق الانسجام الاجتماعي الذي يجعل المسلمين يشعرون بأنهم جزء لا يتجزأ من الدولة، ما يتطلب مرشحا استثنائيا". وأشارت الصحيفة إلى "صعود التيار اليميني، بزعامة مارين لوبان، الذي يرفع شعار معارضة النخبة السياسية من جميع الأحزاب، وترى أن لوبان ستواجه منافسة ليس من وسط اليمين وإنما من مرشح يساري يعتزم المشاركة في الانتخابات الرئاسية بصفة مستقل، وهو إيمانويل ماكرون، الذي يعد وجها بارزا في تيار معارضة النخبة السياسية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التعجيل في التأليف ضرورة

علي حماده/النهار/19 تشرين الثاني 2016

لا بد من الإسراع في تأليف الحكومة. فالمهملة المنطقية في المراحل قد تصل الى خمسة أسابيع، لكن بالنسبة الى الحكومة الاولى للعهد الجديد الآتي بعد ثمانية وعشرين شهرا من الفراغ الرئاسي، وبسبب المهلة الزمنية القصيرة التي تفصلنا عن الانتخابات النيابية، فإن الولادة يجب ان تحصل اليوم قبل الغد. ففي مطلع ٢٠١٧ يفترض ان يتم التفاهم على قانون للانتخاب، أكان قانونا جديدا أم القديم مجددا. كما ان الحكومة القصيرة العمر من حيث المبدأ ستكون مدعوة الى تقديم اول موازنة عامة منذ سنين طويلة، والقيام بسلسلة تعيينات ادارية مهمة، ووضع عدد من المشاريع على سكة الاقرار والتنفيذ، والتحضير العملاني للانتخابات، ولا سيما اذا جرى اقرار قانون جديد يعتمد النظامين الاكثري والنسبي، ومواجهة مرحلة شديدة الخطورة ماليا مع اقتراب استحقاقات هائلة تقدر بمليارات الدولارات. ولا ننسى أن الحكومة القصيرة العمر هذه ستكون في مواجهة مع كل النتائج السلبية التي تسبب بها الشغور الرئاسي مدى عامين ونصف عام.

إذاً لا بد من ولادة سريعة. وكل يوم يتأخر فيه الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة بسبب تراكم العقد على طريقه، سيضعف من زخم الانطلاقة الحكومية، كما سيصيب في مكان ما انطلاقة العهد، وخصوصا ان الرئيس ميشال عون لم يصل الى الرئاسة بسهولة وسلاسة، على الرغم من ان انتخابة أتى نتيجة لتسوية كبيرة توسعت لتشمل كل الاطراف التي أيدت وصوله وتلك التي عارضته. لذا فإن مصلحة الحريري وعون معا ان تحصل ولادة سريعة خلال اليومين المقبلين. ومن أجل التعجيل، على عون ان يبادر الى تسهيل ضم قوى جرى استبعادها في الصيغ الاولى والمسودات التي جرى تبادلها بين المعنيين. وتأمين حصة رئيس الجمهورية من خارج المكونات المسيحية يجب ألا يكون شرطا من دون إتمام التشكيلة. فالرئيس عون له كتلة نيابية كبيرة ستتمثل بحصة موازية لحجمها، وقد لا يكون من الضروري ان يتمسك بحصة رئاسية، لكون فريقه السياسي ممثلا وفق معايير عادلة. وعون قادر على تعبيد الطريق امام الحريري ويساعده على تفكيك العقد باعتباره يمتلك هامشا لتقديم تنازلات، تحديدا من الحصة عير المسيحية التي ينوي الحصول عليها. تأسيسا على ما تقدم، مطلوب أيضا من الرئيس نبيه بري ان يكون عاملا مسهلا لولادة الحكومة، بدل ان ينقل معارضته وصول عون الى بعبدا من مجلس النواب الى حرب مواقع خلال تأليف الحكومة، فالعمل الحكومي لاحقا. كل هذا يفترض بالجميع عدم الانزلاق نحو معارك سياسية جانبية. فلا عون هو الرئيس الآتي الى بعبدا لقلب الطاولة على الآخرين والتسبب بأزمة وطنية حادة، ولا بري هو المعارض المثالي فيما هو في قلب السلطة التنفيذية والحكم، ولا المسيحيون هم في طور العودة الى مرحلة سابقة انقضت وتغيرت معها الحقائق على الارض.على المعنيين، من أعلى الهرم الى أدناه، أن يتذكروا ان هناك مواطنا لبنانيا ينتظر حصول تغيير في الاداء والسلوك، أقله في يومياته التي ما عادت تطاق. إذاً فلتُسرّع ولادة الحكومة العتيدة، وليبدأ الجميع بالعمل المنتج.

 

ليلة الانقضاض على الحريري

 احمد عياش/النهار/19 تشرين الثاني 2016

في الاشتباك الاخير بين الرئيسين عون وبري وتاليا بين البطريرك الراعي والمفتي قبلان سقطت جهود الرئيس المكلف سعد الحريري لتأليف الحكومة الجديدة ضحية بـ"نيران صديقة". كان من المتوقع أن تكون الحكومة الجديدة على منصة الاحتفال بعيد الاستقلال الثلثاء المقبل. لكن لم يعد هناك من رهان عند من يأملون في نجاح مساعي الرئيس الحريري في أن التشكيل سيتحقق في القريب العاجل. وما يعزز هذا الاقتناع ان أي توضيح لم يصدر بعد عن قصر بعبدا أو عن قصر عين التينة يصف الاشتباك بأنه "غيمة صيف" لن تؤدي الى عرقلة ولادة الحكومة. يقول المتابعون لجهود الحريري إنه قدم ليل الاربعاء الماضي تصورا متكاملا لحكومة يمكن اعتباره، بعد إدخال رتوش عليه إذا أحب عون، الطبعة الاخيرة قبل ذهابه الى الاعلان هذا اليوم على أبعد تقدير. لكن اشتباك الخميس محا كلام الاربعاء. ويحتاج المرء الى جهد كبير في الفهم كي يصدق أن هذا الاشتباك يبرر حرمان لبنان من سلطة تنفيذية تعطيه شيئا من الامل في زمن المصاعب على كل الصعد. هناك من راهن على تدخل "حزب الله" لإصلاح ذات البين بين حليفيّه في الرئاستين الاولى والثانية.لكن هذا الرهان سرعان ما تبدد بعدما أظهر الحزب برودة كاملة حيال ما جرى. وتبرير الاخير أنه وضع موضوع الحكومة بيد بري "الذي لديه الحل" مما يعيدنا الى تبرير سابق للحزب والذي عاش نحو عامين ونصف العام وهو ان الرئاسة الاولى بيد عون و"لديه الحل". وهناك خشية من ان نكون في مسار طويل لن تكون خلاله في لبنان سوى حكومة لتصريف للاعمال وربما حتى موعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل.

في زمن الاضطراب الكبير في الشرق الاوسط، لا يمكن مهما حسنت النيات الفصل بين ما يجري في لبنان عما يجري في الاقليم. ولا يزال على الموقع الالكتروني لوكالة الانباء الايرانية (أرنا) منذ 13 الجاري تعليق يحمل عنوان"هل بدأت حقبة التراجع الاميركي والسعودي في الهيمنة على القرار السيادي اللبناني؟" ولا ريب في أن نظرة طهران الى الدور الذي لعبه الحريري وكان حاسما في كسر حلقة الفراغ الرئاسي وانتخاب عون تنطلق من ان الرياض قد تقدمت على طهران في تحقيق هذا الانجاز اللبناني. التكهنات تتصاعد بأن شهر العسل النووي بين واشنطن وطهران الى أفول. وفي العدد الحالي من مجلة الايكونوميست" ان بإمكان الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب أن يعطّل الاتفاق النووي "بسهولة" إذا ما أراد. كما أن روجر بويز في مقال له في "التايمز" البريطانية علّق على تهديد آية الله احمد خاتمي في خطبة الجمعة لترامب من المس بالاتفاق فقال ان على المسؤول الايراني "أن يتحضّر لأن ترامب سيعمل على قلب السياسة في الشرق الاوسط رأسا على عقب". هل ان نذير العواصف بدأ حكوميا؟

 

هل بدأت فرملة العهد؟

غسان حجار/النهار/19 تشرين الثاني 2016

أتم "حزب الله" وعده بإيصال العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة. قضي الامر. وسدد الرئيس نبيه بري "دينه" كاملا للرئيس سعد الحريري. ثم أوكل الحزب أمريهما الى رئيس المجلس. هو المفاوض على الحكومة، والآمر الناهي في هذا المجال. اذن يجب ان تكون الرسالة وصلت، وقد بانت بشائرها في الأيام الاخيرة. لا دين ولا وعد بعد اليوم. نحن أمام مرحلة جديدة يجب ألا يصدق فيها الرئيس عون انه فعلاً الرئيس القوي الذي يمكن ان يحمل معه "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" الى الحكومة ويحاول "تحجيم" حركة المحرومين، و"إقصاء" حلفاء سوريا من "تيار المردة" الى الحزب السوري القومي الاجتماعي و"حزب الإتحاد" وغيرها.

تراجع موجة التفاؤل بولادة الحكومة في اليومين الماضيين، والرد السريع من الرئيس بري على الرئيس عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، يرسمان صورة لما يمكن ان تكون عليه الايام المقبلة من العهد. بداية متعثرة قد تستمر طويلا بعدما سحب "حزب الله" يديه من تقريب وجهات النظر، كأنه اوكل الى حليفه الاول فرملة العهد لوضع الامور في "نصابها الصحيح".

زد على ذلك اموراً عدة:

الاول: ان الرئيس عون أخطأ بانتقاد مجلس النواب الممدد له من دون سبب وجيه، كأنه لم يدرك ان المجلس ذاته هو الذي اوصله رئيساً، وقد اختار بكركي منصة لكلامه ومؤيداً من البطريرك الماروني كأنه بذلك يحاول محاصرة رئاسة المجلس.

الثاني: ان التنسيق في عملية التأليف لا يشمل الثنائي الشيعي بما فيه الكفاية، خصوصا من المكلف متابعة الملف اي الوزير جبران باسيل.

الثالث: ان تمسك عون بحصة "القوات" يثير الريبة والقلق لدى الآخرين، كل الآخرين، من عودة الشراكة المسيحية الكاملة بعدما امعن هؤلاء الآخرون في الانقضاض على الحصة المسيحية زمن الوصاية السورية.

الرابع: ان فشل الرئيس بري في استيعاب الكتائب وتحويلهم جزءا من "حركة الاعتراض" على العهد بعدما عمل الجميل الاب والابن على ارضاء رئيس الجمهورية اخيراً، أظهر وكأن هناك تحالفاً مسيحياً واسعاً يمكن ان يعيد رسم الخريطة السياسية. وقد ايده المشهد الجامع للبطاركة الكاثوليك حول عون في بكركي.

الخامس: ان التقارب بين باسيل و"تيار المستقبل" يثير ايضا الريبة، ويدفع باتجاه التمسك بـ "المردة"، علماً ان تخلي الاخير عن دوره في التفاوض وايكاله الامر الى بري، يعيده الى مربع كان سعى للخروج منه عندما ارتفعت حظوظ النائب سليمان فرنجية الرئاسية. وكان رفض العودة الى ثنائية العام 1943 خير دليل على هذا التخوف غير المبرر. اذن يحتاج الامر الى جلسة حوار (ليس ضرورياً في عين التينة) ومصارحة لرفع منسوب الاطمئنان لدى كل الاطراف، والاتفاق على خطوط عريضة للمرحلة المقبلة كي لا يصاب العهد بتعثر قبل ان ينطلق.

 

بلا فذلكة"

 هنري زغيب/النهار/19 تشرين الثاني 2016

في القاموس: "فَذْلَكَ الحسابَ أَي فَرِغَ منه". و"الفَذْلَكَة": "خُلاصةُ ما فُصِّلَ من الحساب أَو غيره" مأْخوذة من عبارة "فَذَلِكَ كَذا وكَذا". وفي علْم الـمُوازَنَة أَنّ "الفَذْلَكَة" هي "وَضْعُ تفصيلٍ دقيقٍ لكل بندٍ من بنودِها تبريرًا له وشرحًا وغايةً". من هنا أَن فَذْلَكَةَ الـمُوازَنَة هي تفصيلُ الوارد والخارج لضبط نفقات الدولة بين قطْع الحساب وخدمة الدين العام واحتساب الرواتب والنفقات الثابتة المطلوبة للمشاريع الاستثمارية، وسواها مـمّا يضبط الهدر في الإِنفاق. عند تشكيل حكومة تَـمَّام سلام اتّخذَت شعارها "المصلحة الوطنية" وتعثّرت مسيرتها في حقول الأَلغام والحَــرَد وكيديات المصلحة الشخصية والحزبية لا المصلحة الوطنية.

فـبِـمَ تعدُنا الوزارة الجديدة كما تقاسَمَ تشكيلَها دومينو "بيت بو سياسة"؟ وما "الفَذْلَكَة" التي ستعتمدُها لـمسـيرتها الحكومية؟ بل أَكثر: ما كان المعيار لتكليف رئيسها ولظروف تأْليفها؟ هل استند فعلًا إِلى "فَذْلَكَة" واضحة مبرَّرة لاختيارها الوزير المناسب للحقيبة المناسبة؟ أَم كعادة التأْليف الإِرضائيّ تَـمَّ اختيار كوتا تناسب المراجع السياسية المسيطرة على البلد متحكِّمةً فيه طائفيًّا ومذهبيًّا وحزبيًا وتياريًّا ومناطقيًّا ومحسوباتــيًّا في دهليزٍ عميق لا قرار له ولا مخرج منه للبنان الحاضر والمستقبل مع هذا الطقم السياسي المتحكِّم بمصير الوطن والحاضر والمستقبل؟

هل سيكون الشعار من كلمات نشيدنا الوطني "كلُّنا للوطن"؟ أَم سيكون كالعادة وفْق مبدأ "كلُّنا على الوطن"؟ هل سيكون العمل لجمهورية الشعب اللبناني؟ أَم لإِرضاء جمهورية العائلات السياسية المعدودة في لبنان؟

وما "فَذْلَكَة" الحكومة الجديدة؟ هل ستكون لها فَذْلَكَة ميدانية؟ أَم ستطالعنا كالعادة ببيانٍ وزاري لفظي منَمَّق نظري تنظيري على قياس الآتين إِلى الحكومة بتعيينٍ من أَولياء العشيرة وأَسياد القبيلة وزعماء المزرعة؟

وهل الأَساس أَن تنال الحكومة ثقةَ المجلس النيابي؟ أَم ثقة الشعب؟ وهل التنافس في طلب الحقائب كان لخدمة الشعب على أَساس برامج واضحة؟ أَم جاء لخدمة لاعبي الشطرنج مقتَسِمِي خيرات الوطن في وزارات سيادية وأَساسية ورئيسية وخدماتية؟

كان ديفيد كاميرون رئيس الحكومة البريطانية ضدّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأُوروبي. فلما قال الشعب كلمته عكْس ذلك، احترَمَ إِرادة الشعب واستقال من الحكومة مطَـبِّقًا ديموقراطيةَ بلاده. فهل عندنا احترامٌ للشعب ومجتمعه المدني ومطالبه العالقة المعلَّقة في أَدراج الوزارات؟ أَم سيبقى كلُّ تكليف وتأْليف وتصنيف وتوليف خاضعًا لـمقايـيس الهيمنة السياسية وعائلات حاكمة متحكّمة بدكتاتورية مقَنَّعة تتغرغر بادّعاء الديومقراطية؟ وإِذا كان الأَمر سيبقى كذلك: من حكومة "فروماجيست" إِلى حكومة "فروماجيست"، فلا نلومنَّ شبابنا حين يهاجرون بالآلاف لِـيَقينهم أَن لبنان السياسي مقتطَعٌ سلَفًا لعائلات سياسية إِقطاعية معدودة لا تُـمثّلهم، ولذا يَهجرونه بدون أَسف، رافضين بغضبٍ أَن ينتموا إِلى دولته الإقطاعية الفاسدة.

 

أية رسائل أرادها بري من خلال بيانه المفاجئ عن رفض التوريث؟

 ابراهيم بيرم/النهار/19 تشرين الثاني 2016

لم يكن أمراً مقطوع الدلالات وفاقد الابعاد والمضامين البيان الصادر اخيرا عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي انطوى على دحض مقولة "التوريث" لزعامته السياسية في حركة "امل" باعتبار انه ليس من انصارها وليس في وارد التفكير بها، لاسيما ان الحركة التي عبَر من رئاستها الى الزعامة السياسية الوارفة الظل نهضت اساساً على فكرة محاربة الاقطاع السياسي ومظهره الابرز "التوريث"، الذي صار احدى سمات المشهد السياسي منذ زمن. البيان صدر فجأة ومن دون اي مقدمات تتفاعل في الاوساط والمحافل السياسية وتستوجب ما انطوى عليه البيان المذكور، وهذا ما اوحى للمراقبين المعنيين الاستنتاج ان خلف جدران الغرف الموصدة في داخل هذا التنظيم السياسي العريق، والذي ابصر النور عشية اندلاع الحرب الاهلية في منتصف العقد السابع من القرن الماضي، واحتل موقعه المتقدم والفاعل في الواقع السياسي بعد "انتفاضة السادس من شباط" عام 1984، يعتمل كلاما، ولو هامساً، محوره سؤال عمن يخلف الرئيس بري في زعامة الحركة التي تبوأ سدة رئاستها بلا انقطاع منذ عام 1979، اي بعيد عام واحد على حادث اختفاء مؤسسها الامام موسى الصدر الشخصية الاستثنائية في سدة الزعامة السياسية والروحية للشيعة في لبنان. ويدور ايضا كلام او يشار بالبنان الى شخصية بعينها تتجمع عندها المؤهلات التي تتيح لها ان تكون الوريث الموعود او المنتظر، او انها هي من يبادر الى تقديم نفسها ضمن سياق معين لتكون هي الوريث الشرعي التلقائي لزعامة الحركة صاحبة الراية الخضراء بحكم اعتبارات شتى.

الى الساعة التي بُثَّ فيها البيان الصادر عن بري في وسائل الاعلام الاربعاء المنصرم، كان ثمة من يدرج اي حديث عن خلافة الرئيس بري او وراثته في رأس الهرم القيادي للحركة في خانة المحرمات او في سمة "التابو" خلافاً لكل ما حصل وما يمكن ان يحصل في الغالبية العظمى من التنظيمات والقوى والاطر الحزبية مثل الحزب التقدمي الاشتراكي و"التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل"، وحتى الحزب السوري القومي الاجتماعي حيث يُنشر "غسيل" الصراعات الداخلية على سطوح وسائل الاعلام وتأخذ مداها الى اقصى الحدود والتفصيلات.

وتوسّل التكتم لدى بري في طمس اي حديث عن توريث او صراعات على الارث السياسي يعزوه البعض الى جملة اسباب ابرزها:

- ان الرئيس بري نفسه لم يبدِ اي رغبة في اثارة هذا الموضوع في اي مستوى من المستويات في الحركة، ولم يسمح بفتح ابوابه، وبطبيعة الحال لم ينوجد احد يجرؤ على مفاتحته في هذا الشأن، لاسيما ان القيادات التاريخية التي تملك شرعية الانتساب الى "الاباء المؤسسين" في الحركة والتي تملك بموجب ذلك حق اثارة مثل هذا النقاش المفصلي، تساقطت او غادرت الواحدة تلو الاخرى وغابت عن مشهد الفعل والتأثير.

- ابعد من ذلك، حافظ بري منذ ولوجه عالم السلطة والحكم والدولة عام 1984 على مستوى من الصعود والنجاح والفعل، فضلاً عن مد بساط نفوذه واستحواذه على كامل الحصة الشيعية في الدولة، ما صيّره شخصية استثنائية في تاريخ "الشيعية السياسية" منذ نشوء الكيان اللبناني، الامر الذي صعّب على اي كان ان يطرح مسألة خلافته. الى عامل آخر لا يستهان به هو حاجة "حزب الله" اليه في الموقع الذي يشغله والدور الذي يؤديه منذ عام 1992 نتيجة اختياره اجندة سياسية تبدي زهداً في السلطة ولا ترغب في ولوج عالم المحاصصات الداخلية. وحتى عندما تناهى ذات يوم الى علم بري ان الحزب يقلّب ضمناً ما يمكن ان يطرأ على الحركة اذا ما خلت سدة رئاستها يوما من بري بعد عمر طويل، كان رده على طريقته الطريفة عبر رسالة الى المعنيين انه سيوصي الحركيين بأن يقدموا فروض الطاعة والولاء للسيد حسن نصرالله اذا حصل المقدر.

انطلاقا من كل هذه الوقائع المعروف بعضها، فان حديث بري المفاجئ اخيرا عن رفضه التوريث وجد من يذهب في رحلة تقصٍ عن ابعاد هذا الكلام والعوامل غير المرئية التي استوجبت اطلاقه على هذا النحو، وبالطبع يفيض الجو الشيعي تحديدا بتفسيرات وتكهنات عدة تنطلق من الآتي:

- ان للرئيس بري 3 ابناء ذكور كبيرهم لم يفصح يوما عن رغبة في اخذ موقع سياسي او دور. اما الآخران فان المقربين من عين التينة يعرفون ان اصغرهما متحمس لأخذ مكانه في عالم السياسة والخدمة العامة وفي قيادة الحركة، وهو من المشرفين حاليا على صرح جامعي حديث وناجح في منطقة الزهراني، فيما انصرف شقيقه الآخر منذ زمن الى عالم الاعمال حيث برع وأسس ايضا صرحا تربويا ضخما في اقصى الجنوب كما شرع في بناء مؤسسات رعائية وتربوية في المناطق الساحلية من الجنوب.

وعلى ما يبدو من خلال بيان بري ان السؤال عن المؤهل للتوريث في قيادة الحركة قد فرض نفسه وأخذ الموضوع مداه في داخل الجسم الحركي وتنامى في الظل، الى درجة كبرت الخشية معه من الخروج الى الضوء.

- اما على مستوى القيادات والرموز الحركية التي تعتبر نفسها انها الاحق والاجدر بالتقدم لملء اي فراغ قيادي يمكن ان يحدث، فقد دخلت وفق مصادر عليمة ببواطن الامور تدريجا في طور التنافس والسباق مع بعضها البعض، ويتجلى ذلك في الظهور الاعلامي وعلى منابر المناسبات الى درجة ان الحديث عن ظاهرة "مراكز القوى" في داخل الحركة بدأ يأخذ مداه. وعليه فان بيان بري يراد منه ضمناً البعث برسالة تحذير قوية الى كل من يعنيهم الامر للتأكيد انه ما زال هو صاحب الكلمة الفصل في قرار الحركة لكي يحول دون ظواهر الانفلاش ومراكز القوى وفتح ابواب التنافس. وبمعنى آخر اراد بري الا تتكرر في حركته الظواهر التي برزت منذ زمن ليس ببعيد في "التيار الوطني الحر" ومن ثم في "تيار المستقبل".

 

حزب الله": عرضان سياسي لبناني وعسكري سوري

سليم نصار/النهار/19 تشرين الثاني 2016

مطلع هذا الأسبوع اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب ليهنئه على الثقة الشعبية التي نالها ويؤكد له استعداده للتعاون معه في مختلف المجالات. وعلقت موسكو على الاتصال الهاتفي بالقول إن هذه الخطوة تمهد للقاء شخصي بعد 20 كانون الثاني 2017. أي موعد دخول ترامب الى البيت الأبيض، ونهاية عهد أوباما.

المؤكد أن عبارات الإعجاب ببوتين التي كررها ترامب أثناء حملته الانتخابية، هي التي شجعت سيد الكرملين على الاتصال به وإبلاغه قرار الانفتاح والتعاون. وذكرت الصحف الروسية أن الرئيسَيْن أشارا في حديثهما المقتضب إلى جعل سنة 2017 بداية مرحلة الانفراج الدولي.

الحكومة البريطانية لا تخفي قلقها من حدوث تقارب روسي - أميركي ربما يكون الشأن السوري أول اختباراته. خصوصاً بعدما باشر ترامب إطلالته الإعلامية الأولى هذا الأسبوع عبر حديث أجراه مع صحيفة "وول ستريت جورنال". وقد رسم من خلال هذا الحديث خطاً سياسياً مختلفاً عن الخط التقليدي الذي التزمته الإدارات السابقة. وقال صراحة إن إدارته ستركز، ضمن أولوياتها على إنزال الهزيمة بنظام "داعش" بدلاً من السعي إلى إسقاط نظام بشار الأسد.

واعترف ترامب في حديثه بتشكيل موقف سياسي يؤدي إلى التخلي عن المنظمات التي تدعمها الولايات المتحدة بالمال والسلاح لمحاربة نظام يقاوم "داعش". وبما أن ايران، التي عقدت مع واشنطن اتفاقاً نووياً، تتعاون مع روسيا بغرض محاربة "داعش"، فإن العمل على إسقاط نظام الأسد معناه، في نظره، إنهاء مهمة موسكو وطهران، ومساعدة العدو الأساسي على البقاء.

ومثل هذا التصور الانقلابي يخالف تصور رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي التي تتهم الأسد بارتكاب جرائم ضد شعبه. واستناداً إلى هذه القناعة، تطالب الأسرة الدولية بإعادة بناء مستقبل سوريا من دون الأسد الذي تعتبره مسؤولاً عن مقتل 400 ألف مواطن وتهجير سبعة ملايين نسمة. لذلك طلبت من وزير خارجيتها بوريس جونسون السفر إلى واشنطن للتعرف على الأعضاء الجدد في إدارة ترامب، لعله ينجح في إقناعهم بتبني موقف لندن من التطورات الجارية في الشرق الأوسط.

والثابت أن الحكومة البريطانية تنظر إلى مواقف ترامب بطريقة لا تختلف عن سائر الحكومات الأوروبية. أي أنها ترى فيه رئيساً متقلباً في قراراته، عفوياً في تصريحاته، الأمر الذي يؤدي إلى عجز المحللين عن استكشاف توقعاته، خصوصاً أنه تجاهل الأسماء البارزة في الحزب الجمهوري أثناء التعيينات، واختار معاونين يفتقرون إلى الخبرة والحنكة... على الأقل حتى الآن.

يوم الاثنين الماضي حدث على الجبهة السورية ما يؤكد نظرية التعاون بين بوتين وترامب. والدليل على ذلك أن القوات الروسية شنت حملة واسعة في البر والجو والبحر، عقب الانتهاء من حديث طويل على الهاتف بين الرئيسَيْن. ووصف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الغارات الصاروخية التي استهدفت شرق حلب ومواقع تدريب قوات المعارضة قرب إدلب وحمص بأنها مظهر من مظاهر التعاون على محاربة الارهاب. علماً أن وزير خارجية أوباما جون كيري كان يتدخل لوقف القصف بحجة حماية المدنيين.

وكما شكل انتخاب ترامب للأسرة الدولية حدثاً سياسياً غير متوقع، كذلك شكل انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبنان خرقاً لجمود سياسي استمر نحواً من سنتين ونصف السنة.

وبما أن "حزب الله" لعب دوراً كبيراً في عملية الانفراج، فقد اعتبرته وسائل الإعلام الرسمية في إيران بمثابة القوة الدافعة التي تقود لبنان من الوراء. وعلقت صحيفة "كيهان"، الناطقة بإسم المرشد الأعلى علي خامنئي، في افتتاحيتها تقول: النصر التاريخي لـ حزب الله" في لبنان. ونشرت في صدر صفحتها الأولى صورة السيد حسن نصرالله وهو يستقبل الرئيس ميشال عون في مكتبه. وكان ذلك بمثابة مؤشر على العلاقة الوثيقة التي ستحظى بمباركة طهران، ورضى المسؤولين في طهران. وبسبب الأهمية الاستثنائية التي يوليها خامنئي لدور لبنان على المتوسط، أرسل إلى بيروت وزير الخارجية محمد جواد ظريف، كبير المفاوضين في عملية الاتفاق النووي.

وحرص ظريف، بعد زياراته للمسؤولين اللبنانيين، على حضور "مؤتمر الفرص الاقتصادية بين ايران ولبنان". وألقى كلمة بالمناسبة شدد فيها على أهمية التعاون الوثيق والعلاقات الاقتصادية الصلبة، مع وعد بتذليل الصعوبات من أجل خلق فرص استثمارية بين البلدين.

رئيس "اللقاء الديموقراطي" اللبناني النائب وليد جنبلاط دعا مختلف الأطراف إلى التقاط اللحظة التاريخية التي سمحت بانتخاب رئيس جديد للجمهورية. كذلك طالب عون وسعد الحريري بضرورة الإسراع في تأليف الحكومة، ملمحاً الى تعليقات بعض السياسيين الذين وصفوا ميشال عون بأنه رئيس لم يُصنَع في لبنان، ... بأن هذه الصناعة لم تحصل في يوم من الأيام.

في الوقت الذي تشاغل اللبنانيون بمتابعة أخبار التشكيلة الحكومية، كان "حزب الله" يقدم عرضاً عسكرياً في مدينة القصير السورية بمناسبة "يوم الشهيد"، نفذته عناصر تابعة لـ"قوات التدخل". وظهرت في العرض دبابات وناقلات جنود ومدفعية ميدان وشاحنات تحمل قاذفات ثقيلة. وتمثل الأمين العام في العرض برئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين الذي ألقى كلمة أشاد فيها بالنظام السوري وتعهد الدفاع عنه. وكان من الطبيعي أن يتبارى خصوم الحزب، في لبنان والخارج، في تفسير الغايات السياسية والعسكرية التي تتوخاها قيادة "حزب الله" من وراء العرض فوق الأرض السورية بالذات.

واتفق المحللون على اعتبار هذا العرض العسكري مرتبطاً بمستقبل العلاقات الأميركية - الروسية - الإيرانية، وما قد تفرضه الترتيبات الدولية المقبلة من متغيرات على أرض الواقع. خصوصاً أن عهد ترامب يؤذن بنهاية مرحلة دامت من 9 تشرين الثاني 1989 - أي منذ تدمير جدار برلين - حتى اليوم.

ويُستدَل من فحوى الحديث الهاتفي الذي جرى بين الرئيسَيْن الروسي والاميركي أن بوتين يطمح الى جعل ترامب شريكاً في المباحثات المتعلقة بدور الحلف الأطلسي ومستقبل أوكرانيا ورسم خريطة الشرق الأوسط الجديد، وإبرام اتفاق حل الدولتين في فلسطين المحتلة.

مستشار الرئيس الأميركي الجمهوري للشؤون الخارجية وليد فارس اختصر موقف ترامب من مسألة أزمة لبنان المستعصية منذ عام 1990 على الشكل التالي: "يعتقد ترامب أن التسوية المطلوبة تبدأ من تنفيذ القرار الرقم 1559 الذي يدعو الى تجريد كل الميليشيات والقوى المسلحة غير الحكومية من أسلحتها، سواء كانت "حزب الله" أو المنظمات الفلسطينية". وصدر قرار الأمم المتحدة الذي أيَّده في حينه العماد ميشال عون، عام 2004. واستباقاً لكل محاولة قد تُقْدِم عليها الادارة الأميركية الجديدة، إن كان مع روسيا أو مع نظام بشار الأسد، فإن عرض "حزب الله" كان أشبه بمظاهرة مسلحة بهدف إقناع الدول المعنية بأنه يمثل قوة إقليمية يجب أخذها في الحسبان.

ومن المؤكد أن اختلاف وجهات نظر الدول الأجنبية حول تصنيف ماهية "حزب الله" قد أعانه على زعزعة المواقف الملتبسة لغالبية الدول. ذلك أن الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وهولندا تعتبره منظمة إرهابية مثله مثل "القاعدة". في حين تحصر بريطانيا ونيوزيلندا هذا التعريف - أي الإرهاب - بالجناح العسكري للحزب، مع استثناء الجناح السياسي من التهمة. وبين هذا وذاك، تضع أوستراليا "منظمة الأمن الخارجي" للحزب على قائمة الحظر. أما دول الاتحاد الاوروبي فعجزت عن الاتفاق على تحديد موقف موحد، الأمر الذي ترك حرية القرار لكل دولة على حدة.

ومثل هذه البلبلة تعزز مكانة المختلفين على شرعية عمل "حزب الله" الذي انزلق بالمسيحيين والسنّة والدروز إلى إنعزالية لم تعرفها هذه الطوائف منذ زمن بعيد. لذلك اعتبرت قرارات الحزب، غير المنظورة وغير المنشورة، مجرد هيمنة تشبه الاحتلال بوسائل وطنية.

وعليه يرى المراقبون أن تشكيل حكومة إتحاد وطني لن يكون أمرأً سهلاً مثل انتخاب رئيس الجمهورية!

 

الإشتباك الرئاسي... إنذار مبكر لأزمة دائمة!

بيل هيثم/جريدة الجمهورية/السبت 19 تشرين الثاني 2016

أولى نتائج الاشتباك بين الرئاستين الأولى والثانية أنه وضع تأليف الحكومة على الرف، واحتمال ولادتها قبل عيد الاستقلال دخل مرحلة الصعوبة الشديدة، إلّا إذا لعب عقل الرحمن لعبته في رؤوس بعض العاملين على هذا الخط، وأُدخلت هذه الحكومة فعلاً الى غرفة الولادة الأكيدة. هذا الاشتباك فرض نفسه، وصارت الأولويّة هي البحث عن أسبابه وكيفية اطفائه، والى أن يتدخّل الاطفائي المجهول الهوية حتى الآن، تبقى لغة الاشتباك هي السائدة من خلف المتاريس. لمذا حصل هذا الاشتباك، ما هي أسبابه ودوافعه وخلفياته، والى أين سيصل؟ هذا السؤال هو الوحيد الطافي على السطح الداخلي، ولا جواب شافياً حتى الآن. من السذاجة القول إنه ناجم من «قلوب مليانة» على حدّ ما ذهب اليه البعض في تبرير حصول هذا الاشتباك، خصوصاً أنّ هذه القلوب قد غسلتها سياسة اليد الممدودة للتعاون التي مُدَّت بمجرّد انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي فتحت صفحة جديدة كادت على وشك أن تكتمل بتأليف وشيك لحكومة سعد الحريري.

إذا عدنا لساعات قبل الاشتباك تتجلّى الوقائع الآتية:

- مسار التأليف كان يسير بخطى جدّية واقترب المخاض من لحظة الولادة، التي صار يحدّد زمنها بساعات.

- الرئيس الحريري أنجز مسودة لحكومة من 24 وزيراً، تشاور حولها مع القوى السياسية، وتواصل مع رئيس مجلس النواب الذي زاد تفاؤله في إمكان الوصول الى ولادة حكومية سريعة، وانتظر أن يصدر شيء ما حول هذه الحكومة ليل الأربعاء، بعدما حمل الحريري هذه التشكيلة الى القصر الجمهوري ووضعها في يد رئيس الجمهورية ميشال عون.

كان الحريري على ثقة بأنّ هذه المسودة الحكومية ستبصر النور، لكنّ ما حصل هو أنّ عون لم يوافق عليها، بل استمهل لبعض الوقت لدراستها. وغادر الحريري منتظراً أن يتلقى اتصالاً من رئيس الجمهورية بعد أن ينتهي من هذه الدراسة.

- يزور الرئيس عون بكركي، وهناك ومن دون أيّ مقدمات، يستحضر مجلس النواب ويصوّب عليه من زاوية التمديد. ويلقي على هذا التمديد كلّ الموبقات والأوبئة والأمراض السياسية والاقتصادية والإدارية والمعيشية التي يعاني منها البلد.

وهذا الكلام استتبع رداً من برّي. فهل أصاب عون في هذا الهجوم المفاجئ على مجلس النواب، أم إنه أخطأ بالعودة الى سجال ما قبل انتخابات رئاسة الجمهورية حول المجلس وشرعيّته؟ ومعلوم أنّ بكركي صرح مسيحي وطني جامع، فهل أصاب عون في اختيار منبرها لإطلاق النار السياسي على مجلس النواب، أم إنه أخطأ في ذلك؟

وفي المكان نفسه يتلقّى عون دعماً من المرجعية المارونية، فبدا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يعزف مع عون على الوتر ذاته ويصوّب معه في اتجاه معيَّن، فأطلق النار على «سلّة الشروط» (التي هي سلّة التفاهمات المسبَقة التي طرحها بري)، وعلى حقيبة المال عبر قوله بأنه لا يجوز في أيّ حال استبدال «سلّة الشروط» بصيغ التشبّث بحقائب وباستخدام «الفيتو» من فريق ضدّ آخر.

وهذا أمر مخالف للدستور ووثيقة الوفاق الوطني». وهذا الكلام استتبعه ردّ من المرجعية الشيعية تؤكد فيه على هذا الحق بحقيبة معيّنة، مع التذكير بماضي الحرمان والاستضعاف.

وهذا السجال بين المرجعيّتين المارونية والشيعية، لا ينبغي المرور عليه مرور الكرام، خصوصاً أنه لا يجب أن يحصل أصلاً، لكنّ ما حصل يفتح على سؤال خطير: الامَ يؤسّس هذا السجال؟ وأين المصلحة في إشعاله بين هاتين المرجعيّتين، بل لمصلحة مَن؟

وهل أصاب البطريرك الراعي الذي له تقديره واحترامه لدى المستويات كلّها، وخصوصاً الشيعية، في استمرار الغمز على «السلّة» واستحضار حقيبة وزارية مهما كان نوعها؟

في هذا الاشتباك، كان برّي في موقع المتلقي وليس في موقع المبادر اليه، وثمّة سؤال في عين التينة: لماذا هذه الهجمة، ولماذا يُعاد فتح صفحة سبق أن طُويت، والتصويب على مجلس نيابي هو الذي انتخب رئيس الجمهورية الذي يهجم عليه ويشكك فيه، وما هي المصلحة في إعادة فتح هذه الصفحة»؟

في زمن التأليف الحالي، يُراد، بحسب ما عبّرت عنه «النيات الحسنة» تشكيل حكومة تقود المرحلة الانتقالية الى ما هو أفضل للبلد. خطورة هذا الاشتباك الرئاسي، بالمعنى السياسي، أنه اندلع والبلد ما زال على مقربة أيام من انتخاب رئيس الجمهورية، ومحا كلّ الوهج الذي صعد مع انتخاب رئيس الجمهورية.

فهل الاشتباك بين الرئاستين الأولى والثانية يعطي إنذاراً خطيراً لما هو آت، خصوصاً أنّ أخطر ما في اشتباك بهذا الحجم، هو إن كان المُراد منه قصداً أو عن غير قصد، أن يشكل مرحلة انتقالية للاشتباك الدائم.

واشتباك الأمس، كان أشبه بوضع «حجر الأساس» لبناء حلبة مصارعة سياسية مفتوحة. وفي هذه الحال، تصبح القدرة على الإنجاز أضعف ممّا هي عليه الآن، أو ربما تنعدم، وتصبح الأولوية للاشتباك لا للإنجاز الموعود مع الإصلاح والتغيير!

في مكان ما، لا ينفصل هذا الاشتباك عن حركة تأليف الحكومة المرتبط حتماً بما بعده، وقد تكون أسبابه، على ما يقول سياسيون، مردّها الى خلاف جدّي على قراءة اللوحة السياسية في المرحلة المقبلة، وكيفية إعادة تركيب قطع البازل السياسية الداخلية، وترتيب سلّم الأولويات.

قد يكون في ذهن بعض المستويات السياسية أنّ هناك إمكانية لخلط الأوراق الداخلية كلّها وفرض توازنات جديدة. وهو أمر فيه شيء من المقامرة المتسرّعة، ذلك أنّ جذور اللعبة السياسية وتوازنات القوى ومصالحها راسخة الى درجة أنّ مَن يعتقد أنه يستطيع حالياً أن يمسّ جوهرياً هذه التوازنات يكون واهماً.

وفي رأي هؤلاء السياسيين أنّ محاولة فرض هذه التوازنات الجديدة تبدّت في مرحلة التأليف عبر:

- التعاطي مع «القوات اللبنانية» وكأنها الوحيدة صاحبة الفضل الحصري بوصول عون الى رئاسة الجمهورية، ومسايرتها ومداراتها وبالتالي مكافأتها بتضخيم حصتها الوزارية بما يفوق حجمها السياسي والنيابي، وعلى حساب سائر المسيحيين.

- التعاطي «الكيدي» مع سليمان فرنجية، تارة بمحاولة إبعاده ووضع «الفيتو» على إشراكه في الحكومة، وتارة أخرى بالقبول بإشراكه على مضض ومحاولة إسناد حقيبة وزارية متواضعة له. مع أنّ هذا التعاطي مرفوض من فرنجية وكذلك من حلفائه القدامى والجدد الذين يرفضون مكافأته بتحجيمه، أو المنّ عليه بحقيبة وزارية «كيفما كان». في وقت يُمَنُّ فيه على بعض الأطراف بحقائب أكبر من حجمها.

علماً أنّ هذا الرجل كان على شفير الوصول الى الرئاسة في لحظة معيّنة، ومع ذلك نزل عند رغبة حلفائه ولم ينزل الى مجلس النواب لانتخابه، ولو فعل ونزل الى المجلس آنذاك، لكان هو الآن رئيس الجمهورية.

- إبعاد القوميين عن الاشتراك في الحكومة، مع أنّ لهؤلاء موقفهم الثابت من دعم عون من اللحظات الأولى لترشيحه، ووقفوا معه بل قاطعوا معه حضور الجلسات الانتخابية في مجلس النواب، خلافاً لبعض الذين التحقوا مكرَهين ومتأخّرين بهذا الترشيح، ويحاولون أن يجنوا وحدهم ثمار الالتحاق المتأخّر في الجنّة الحكومية.

- التعاطي المرتبك مع حزب الكتائب، بدءاً برفض إشراكه في الحكومة، ثمّ التردّد في إشراكه، ثمّ إن تمّ القبول به فعلى مضض.

- حصر التمثيل المسيحي بمّن يُسمَون «القوى الكبرى»، وإبعاد كلّ الآخرين من سياسيين مستقلين ومعتدلين وشخصيات وازنة لها حضورها وثقلها، ومحاولة إلغائها من الوجود، وأكثر من ذلك اختزال طوائف كاملة بحزبيّين ينتمون الى «القوى الكبرى»، أو بمَن يسميهم هؤلاء الحزبيون.

- استمرار الحديث عن حكومة العهد المقبلة ما بعد الانتخابات، وانطلاقة العهد وفعاليته وما شابه ذلك، علماً أنّ القول بحكومة العهد تصلح لزمن ما قبل الطائف، إذ بعد الطائف صارت كلمة «العهد»، كلمة رمزية معنوية، وأما الحكم الفعلي فهو لمجلس الوزراء مجتمعاً ورئيس الجمهورية هو جزءٌ من هذا الحكم، وليس كلّه.

- استمرار العزف على وتر التمديد للمجلس النيابي والقول إنه غير شرعي، وتناسي مهمته الكبرى التي أدّاها قبل أسبوعين بانتخاب عون رئيساً للجمهورية. ألا يمكن أن يفتح هذا الكلام الباب أمام آخرين ليقولوا إذا كان المجلس غير شرعي فإنّ ما بُني على غير شرعي هو غير شرعي؟

يتأكد ممّا تقدّم، أنّ اشتباك الرئاستين يؤكد أنّ البلد أمام أزمة سياسية كاملة المواصفات، أحدثت صدمة سلبية على مستوى البلد كله، وباتت تحتاج الى جهود خارقة لإعادة تبريد النفوس وترميم ما تصدّع... وبالتأكيد هذه المهمة لن تكون سهلة.

 

لهذه الأسباب «الدفاع» محرّمة على القوات

فراس الشوفي/الأخبار/18 تشرين الثاني/16/

لم تنل القوات اللبنانية مرادها في الحصول على حقيبة سيادية، ولا سيّما أن الحقيبة الباقية هي حقيبة الدّفاع، وما دامت القوات تحمل مشروعاً سياسيّاً يتعارض مع العقيدة القتالية للجيش، فإن حصولها على حقيبة الدفاع سيبقى أقرب إلى «حلم إبليس في الجنة»

بعد كباشٍ طويل، انتهت عقدة حصول حزب القوات اللبنانية على واحدة من الحقائب السيادية الأربع في الحكومة المنتظرة، بغير ما تشتهي القوّات. وربّما وضع رئيس القوات سمير جعجع الحقيبة السيادية هدفاً معلناً في التفاوض، لينتهي الأمر بحصول حزبه على عددٍ أكبر من الحقائب كجائزة ترضية.

وفي ظلّ تمسّك الرئيس نبيه برّي ومعه حزب الله بوزارة المال والرئيس سعد الحريري بوزارة الداخلية، وبقاء وزارة الخارجية في عهدة الوزير جبران باسيل، كان من شبه المستحيل أن تنال القوات الحقيبة السيادية الرابعة الباقية، أي الدّفاع، على الرغم من الاتفاق الواضح بين القوّات والتيّار الوطني الحرّ على اقتسام الحصص المسيحية بين الطرفين بالتساوي. لماذا لا يمكن أن تكون وزارة الدفاع من حصّة القوّات؟ سؤال يحمل في طيّاته أجوبة بديهية، ولو أن لبنان بلد العجائب السياسية.

حين طُرحت في الإعلام مسألة تولّي وزير قواتي أو قريب من القوّات حقيبة الدّفاع، ثمّة من تخيّل بين ضبّاط الجيش اللبناني يده اليمنى ترتفع أمام جبينه لأداء التحيّة، لوزير يمثّل مشروعاً سياسياً اسمه القوات، بنى انتصاراته العسكرية الوحيدة خلال فترة الحرب الأهلية على قتال الجيش اللبناني ويداه مغمّستان بدماء الجنود والضّباط اللبنانيين. وهؤلاء الضّباط، بالمناسبة، لا لون لهم ولا دين في مقاربتهم لمسألة القوّات، وليسوا جميعهم من معاصري الرئيس العماد ميشال عون في قيادة الجيش وقتذاك، ولا يقلقهم سوى «النكسة» المعنويّة لهذا المشهد السوريالي بعد كلّ هذه السنوات، والخوف من تسلّل المشروع السياسي القواتي إلى جسم المؤسسة العسكرية، التي تبدّلت عقيدتها القتالية تبدّلاً جذرياً مع وصول العماد إميل لحود إلى قيادة الجيش. قد يقول قائل إن مختلف الميليشيات اللبنانية خلال الحرب قاتلت الجيش وقتلت من جنوده وقتل الجيش من مقاتليها، لكنّ صراع القوّات في ذلك الوقت مع الجيش، كان صراعاً على «الشرعية المسيحية» وعلى الذراع العسكرية للمسيحيين، حين كان الجيش «جيش الرئيس أمين الجميّل».

صلاحيات وزير الدفاع ليست شكلية، بل تمسّ صلب عمل الجيش

ومع أن خطاب القوّات في نسخة ما بعد خروج جعجع بعفوٍ عام في 2005 «خالٍ من السّلاح»، إلّا أن المشروع السياسي، على الأقلّ في ما يتعلّق بالعداء لفكرة المقاومة بحدّ ذاتها وليس لحزب الله فقط، لم يتبدّل، ولا يزال الخلاف على حاله حول موقع لبنان في الإقليم وما يتبعه من ملفّات تخصّ سوريا وفلسطين والعلاقة مع الخارج. وإذا كان الجانب المعنوي يأخذ الحيّز الكبير بين ضبّاط الجيش، فإن وجود وزير قوّاتي على رأس المؤسسة العسكرية، يأخذ حيّزاً «عملانياً» يدفع القوى السياسية إلى الرفض التام، ولا سيّما تلك التي تعتبر نفسها جزءاً من مشروع المقاومة المنتصر على إسرائيل، في مقابل مشروع الاستسلام المهزوم أمام إسرائيل، منذ 17 أيّار 1983. سلطات وزير الدّفاع ليست شكلية كما يحلو للبعض أن يظنّ، ولو أنّها اتخذت هذا الطابع منذ ما قبل الطائف، ثم تعززت أثناء الوجود السوري في لبنان، وبعده بوجود وزراء دفاع محسوبين على رئيس الجمهورية، من دون أن يكون هؤلاء مدعومين من تيار سياسي يملك مشروعاً محدّداً، كالقوات اللبنانية. يملك وزير الدّفاع مفتاح الحلّ والرّبط بسلطة التوقيع على عدّة أمور تدخل في صلب عمل المؤسسة العسكرية وتركيبتها. فتعيين قادة الكتائب في الجيش، يحتاج لتوقيع الوزير، كما قرارات ترقية الضباط من رتبة رائد وما فوقها. ولا يمكن الفائزين بمباراة الدخول إلى المدرسة الحربية أن يدخلوها من دون توقيعه، فضلاً عن أن سفر أي ضابط في الجيش من رتبة ملازم وصولاً إلى رتبة عماد، يحتاج إلى إذن الوزير، بصرف النظر عما إذا كان السفر للتدريب أو للمشاركة في مهمات أو في مؤتمرات أو لعقد لقاءات مع مسؤولين أمنيين أو سياسيين أجانب. فهل يؤتمن جانب القوّات في عدم السّيطرة على الجيش عبر اختيار قادة الكتائب والإسهام في اختيار قادة الألوية؟ وهل يؤتمن جانب الوزير القواتي لجهة ترقية الضباط ومنحهم أذونات السفر، بعدم استغلال هذه الصلاحية لتحويل الوزير إلى مرجعية سياسية للضباط، توضع أسماؤهم على جدول الترقية ويسافرون إن نالوا الرّضى ويمنعون من السّفر إن كانوا من المغضوب عليهم؟ والقصة هنا ليست شكلية أبداً، بل إن ما يُخشى منه هو نشوء «تيار قواتي» داخل الجيش، يُبنى من تلامذة ضباط يفرض الوزير ــ بقوة توقيعه، وعلى الطريقة اللبنانية ــ إدخالهم إلى المدرسة الحربية، ويجري تعزيزه بالضباط الذين يستقطبهم الوزير.

تغيير عقيدة الجيش اللبناني لم يأتِ على طبقٍ من فضّة، بل بعد حربٍ طويلة مدمّرة وبحر من الدّماء. وليس وارداً، الآن أو غداً، أن يُسلِّم المنتصرون على مشروع إسرائيل في لبنان الجيش على طبقٍ من فضّة.

 

القوات” فاجأتهم للمرة الثانية

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/18 تشرين الثاني/16

شكل ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون المفاجأة الأولى غير المتوقعة، فأطلق “الحكيم” في ١٨ كانون الثاني العد العكسي لإنهاء الفراغ الذي توِّج في ٣١ تشرين الأول بانتخاب “الجنرال”. والتذكير بهذه المحطة التاريخية المفصلية اليوم سببه تشكيل الحكومة، حيث ان “القوات” التي أسقطت كل الرهانات على موقفها لاستمرار الفراغ، أسقطت مجددا كل الرهانات على موقفها لعرقلة التأليف. فبعد انتخاب “الجنرال” وتكليف الرئيس سعد الحريري سربت الأوساط القريبة من الرئيس نبيه بري معلومات تتحدث عن ان حكومة تصريف الأعمال للرئيس تمام سلام ستشرف على الانتخابات النيابية، وان الحكومة الأولى للعهد ستولد بعد تلك الانتخابات كرد اعتبار لرئيس المجلس على تجاوزه في التسوية الرئاسية. ولكن “حزب الله” سارع إلى ترييح بري من خلال اللجوء إلى خطوتين: رد اعتبار معنوي لرئيس المجلس بتفويضه التفاوض عن الثنائية الحزبية الشيعية، والخطوة الثانية تحقيق الهدف الذي كان يعمل عليه بري بغية عرقلة التأليف، إنما عن طريق “القوات” لا الثنائية الشيعية تجنبا لانقسام ماروني-شيعي بفعل اتهام الشيعية السياسية بعرقلة انطلاقة العهد الماروني القوي. وليس عن طريق الصدفة بدأ الكلام عن ان “حزب الله” غير معني بتفاهمات عون مع “القوات” و”المستقبل” في مؤشر واضح إلى نيته عرقلة العهد، لان هذا الكلام إن دل على شيء، فعلى عدم ثقة بعون، وإلا كان باستطاعته تفويض عون، على طريقة تفويض بري، إدارة المفاوضات التي تمكنه من إنجاز التسوية التي يريد. وقد استتبع تنصل الحزب من تفاهمات الرئيس عون الوطنية بوضع فيتوات بالجملة على “القوات اللبنانية” الهدف الأساس منها تحقيق الآتي:

أولا، إحراج “القوات” لإخراجها من الحكومة بسبب رفضها الفيتوات الموضوعة عليها، وهذا حق بديهي وطبيعي، مقابل تمسكها بحقها في الحصول على حقيبة سيادية.

ثانيا، عرقلة تأليف الحكومة في حال تضامن عون والحريري مع جعجع، فيما الحزب، وربطا بخطته، ليس بوارد رفع الفيتو من اجل ضرب انطلاقة العهد، ويقول لعون بان عليه الاكتفاء بدعم انتخابه رئيسا للجمهورية. ثالثا، ضرب العلاقة بين جعجع من جهة، وعون والحريري من جهة أخرى في حال لم يتضامنا معه، الأمر الذي يشكل هدفا استراتيجيا لدى الحزب الذي لم ينظر بعين الارتياح إلى ترشيح جعجع لعون ولا لدور والجسر الذي بناه جعجع بين عون والحريري. وترافقت الفيتوات الموضوعة على “القوات” مع حملة تحريض منظمة الهدف منها تعبئة الرأي العام القواتي ضد عون والحريري بحجة تخليهما عن جعجع، علما ان الرجلين، وهذه شهادة للحق، وضعا مفتاح الحكومة بيد جعجع، ولكن رئيس “القوات” الذي أسقط الفراغ الرئاسي وأظهر الطرف الحقيقي المعطل للاستحقاق، قرر مجددا إظهار الطرف الفعلي المعرقل للتأليف، فنقل في المرتين المشكلة من قواتية-عونية رئاسيا إلى مشكلة شيعية-عونية، ومن مشكلة قواتية-عونية-حريرية في التأليف إلى مشكلة شيعية-عونية-حريرية. وما شهدته البلاد في الأمس من رد فعل غير مبرر للرئيس بري ضد الرئيس عون والبطريرك بشارة راعي ما هو إلا نتيجة لفشل مخطط عرقلة التأليف عن يد “القوات”، وذلك تماماً على غرار رد الفعل نفسه لرئيس المجلس بعد وصوله إلى الحائط الرئاسي المسدود نتيجة ترشيح الحريري لعون الذي يقف خلفه جعجع. فالنتيجة الأولى لإفشال جعجع لمخطط الثنائية الشيعية اشتعال جبهة الرئيس بري ضد عون حكوميا كما اشتعلت سابقا رئاسيا، والنتيجة الثانية التعبير الواضح الذي ظهر في صحف ٨ آذار اليوم عن الانزعاج الكبير من الكتلة الوزارية القواتية، الأمر الذي يؤكد ان الهدف من الفيتو عرقلة التأليف او فصل “القوات” عن عون والحريري، فيما حصة “القوات” أكثر من وازنة، هذه الحصة التي جعلت ٨ آذار تستفيق بعد “سكرتها” بوظيفة الحقيبة السيادية التي عطلها رئيس “القوات”.

 

كيف تصير عبداً طوعياً لمستغليك

الفضل شلق/السفير/2016-11-18

في الحداثة أنت فرد، تحللت من العلاقات البدائية، تقف في مواجهة العالم، عضو في طبقة، تمارس الإنتاج، تخضع للاستغلال، تتواضع ذاتك أمام ما يحيط بك من أخطار، تكاد تسحقك الرأسمالية، تشكل نقابات وجمعيات، أنت مستقل عن العالم، عن الموضوع، تدرك تواضع ذاتك أمام الموضوع. فرديتك لا تمنعك من الانضواء في علاقات مع الآخرين، تعرف كيف تحسب مصالحك، بعض الانتهازية يحتمها تقديم الخاص على العام وهذا نوع من حساب المصلحة، لكنه حساب مبني على فرضية أن ما تكسبه بالتعاون مع الآخرين أفضل وأكثر مما تخسره وأنت صاحب موقف وحدك. تتواضع الذات أمام الموضوع (أي العالم الخارجي). يبقى الموضوع قابلاً لأن لا يعرف إذا لا تطغى الذات على الموضوع. لا تكون الذات أقوى من الموضوع. لا يعتبر الموضوع مجرد فكرة أو مجرد شعور في مواجهة الذات. للموضوع احترامه. في مواجهتك معه، في تأكيد فرديتك أمام العالم تدرك صغر حجمك أمام العالم. بمعنى إفشاء العلاقات التي تتحول إلى بنى اجتماعية لمواجهة العالم. أنت فرد لا فردي. فرد لا تواجه العالم وحدك تشكل النقابات المبنية على المصلحة كي تواجه العالم. ليست المصلحة سيدة الساحة. الفرد هو السيد. المصلحة مكرسة لخدمة الفرد يكرس المصلحة لخدمة ذاته المتواضعة. يشكل النقابات لكي لا يبقى مكشوفاً، يتجاوز الفرد علاقاته التقليدية، كالعشيرة والعائلة والمذهب إلى النقابة والأمة والأممية.

في ما بعد الحداثة أنت فرد دفعت حداثتك إلى حدها الأقصى. تقف فرداً خاضعاً للتحكم بك. أنت وحيد تشعر بالعزلة، تعوّض عن العزلة بالانتفاخ الذاتي. ذاتك أقوى من الموضوع. أحياناً لا تحتاج إلى موضوع، تهدم البنى والبنيوية. كل ما تحتاجه ليس التفسير بل التأويل. في التفسير تحترم الموضوع. في التأويل لا تحترم إلا ذاتك بحجة قراءة ما وراء النص. تكنولوجيا ما بعد الحداثة تهدم البنى كل البنى الأولية كالعائلة والاثنية وحتى القومية وحتى الدولة. لا تبقى إلا أنت. أمامك الآلة، آلة المشاهدة، ووسائل الاتصال الاجتماعية. كل كتاب وكل قاموس في متناول يدك. تحمل قاموساً، بل قواميس العالم في آلة جيب. تستخرج منها كل المعلومات. تخسر قوة الربط والعقلانية والتواضع أمام الموضوع. الموضوع أمامك في جيبك: معلومات كثيرة لا أصل لها. يتفكك المجتمع، يجري تدمير بناه التي تم إنشاؤها في عصر الحداثة. رأسمالية ما بعد الحداثة تحتاجك كفرد، لكنك فرد مستهلك غير منتج. الإنتاج انتقل نقلته الرأسمالية، إلى «بلاد برا» التي حجبتها عنك قرية كونية. في أحيائها لا يجتمع الإنتاج والاستهلاك، جزؤها المتقدم عبر ما قبل الحداثة إلى الإنتاج. عَبَر التأخر إلى الحداثة ويعبر الحداثة إلى ما بعد الحداثة. الفرد الذي أنتجته الحداثة أصبح وحيداً معزولاً مستوحشاً، واقعه هو «السرياليتي شو»، لا يدرك الموضوع سوى من خلال وسائل الاتصال، يقضي وقته مع الآلة التي في جيبه. يحسب أنه يتحكم بها، في حين انها هي التي تتحكم به. تحوّله المعلومات التي يزوّده بها الحاسب الممتلئ دوائر معارف إلى ذيل الحاسوب. هو فرد يحسب، يصبح عبداً لحساباته. يستدين، يضطر إلى الاستدانة. لا يدخر. لا يستطيع أن يدخر. الاستهلاك ذو أولوية على الإنتاج. يستدين لشراء كل شيء. لا يشتري فقط ما يحتاجه. يستدين ليشتري ما لا يحتاجه. بطاقات الائتمان في جيبه. كل منها يغويه. هو قابل للإغواء. يجب أن يستهلك دون عقلانية ليحافظ عما بقي من سويته العقلانية. تحوّل من العقلانية ومن التواضع أمام الموضوع إلى الانتفاخ الذاتي وإلى التعالي على الموضوع، يفقد قدرة الربط والحساب. المصرف يحاصره. لا يحتاج للادخار لشراء سيارة أو دفع أقساط الأولاد. يحتاج إلى قرض لشراء الألعاب التي تكثر في بيوت الفقراء ولا يستخدمها أحد. لا سلوان للأولاد إلا في الشارع حيث يعوّضون بيأس عن بعض عزلتهم.

رأسمالية الواحد في المئة، هي رأسمالية القرن الحادي والعشرين. لا تحتاج إلى إنتاج ومنتجين. الإنتاج تصدّره البلدان المتقدمة إلى المتخلفة من أجل الاستفادة من رخص الأيدي العاملة. تحتاج فقط إلى مستهلكين، هي مالكة 99 في المئة من ثروات العالم. الاستهلاك لديها تحصيل حاصل. بقية العالم التي تعمل لديها تنتج ولا تستهلك (إلا القليل كي تبقى على قيد الحياة، قادرة على الشغل).

القوى المنتجة بعيدة لا تستطيع التضامن في نقابات. يتولاها الاستبداد وأحياناً يكون حزبياً شيوعياً ورأسمالياً (الصين) وأحياناً يكون ليبرالية ـ رأسمالية (الهند). هما معاً ومع ما يشبههما أي أكثر من نصف العالم سكاناً. مجتمعات تنتج ولا تستهلك مقابل مجتمعات تستهلك ولا تنتج. لكنها جميعها تملك الآلة في جيبها. تزودها بكل معلومة. تجيبها عن كل سؤال. لا حاجة للمعرفة. لا حاجة للعقل، العقل هو الربط. لا تحتاج إلى ربط. وسائل اتصال اجتماعية تدمّر علاقات المجتمع إذ لا تعود هذه ضرورية. لقد دمرت البنى الاجتماعية التي كانت أساسية للمعرفة.

المعلومات التي في جيبك، أو التي تتدفق عليك من شاشة التلفزيون ليس فيها ربط، لا حاجة للربط والنِسب. معلومات تتكاثر وتتكدس في الرأس. يتوقف الدماغ عن العمل، وقد جُرّد من مهمته التي هي الربط. تزداد العزلة. تؤدي أحياناً الى الانتحار، إذ تتخلى عن العلاقات الاجتماعية، فأنت تتخلى عما يجعلك لازماً ملتزماً. تصير وأنت لا ضرورة لك إلا كرقم ائتمان أو رقم حساب، منتجاً أو مستهلكاً. بعد فصل العمليتين، لا يمكنك أن تشكل خطراً. إذا كنت في نقابة مستهلكين، تطالبك البنوك بالدين، تضعك على لائحة الإفلاس. تخسر بيتك ووظيفتك. وإذا كنت في نقابة المنتجين فأنت والقطاع الذي تعمل فيه قد أحيل إلى بلدان الاستبداد كي تمعن فيك العقاب لأنك اخترت الانضمام إلى تنظيم حزبي أو نقابي.

أنت في البلدان المتأخرة تنتج لا كي تستهلك. أنت تنتج للتصدير. مع انتهاء مهمة بلدك، تصبح أنت عرضة للتصدير. يكثر المهاجرون. يموتون في عرض البحر. هي فقط مشكلة إنسانية للبلدان الراقية التي لا ترى فيك إلا جانبك المهاجر والتهديد الذي يمكن أن تشكله للقوى العاملة فيها.

تعود العنصرية. القوى العاملة في بلدان الإنتاج المتقدمة (الولايات المتحدة وأوروبا الغربية) ترى في المهاجرين القديمين والمهاجرين الجدد منافساً لها. بينما ترحب البلدان المتقدمة برأسماليي البلدان المتخلفة فإنها ترفض مهاجري هذه البلدان الفقراء. الرأسماليون الأغنياء ينتمون إلى الطبقة العالمية ذاتها. يستطيعون أن يعيشوا في أي بلد، ويمكن أن يملكوا في أي بلد. ما يُسمح لهم يُمنع على غيرهم. يُرحب بهم. الرأسمالية العليا في كل أنحاء العالم مندمجة في ما بينها. الدولة لا تعني لها شيئاً. إنها فقط موقع لتراكم الثروة (أو سحب الثروة منها، إذا كانت في بلد متخلف). قومية البلدان المتقدمة تتحول إلى فاشية، وفي البلدان المتأخرة يحذون حذوها.

هذا البلد الذي جاءت منه لم يعد ممكناً وصفه بالتخلف. هو دخل الحداثة لكنها حداثة البلد المستعمر. حين قام الاستعمار على استيراد المواد الأولية وتصدير البضائع المصنعة. أما في مرحلة ما بعد الحداثة فأنت إذا كنت من بلد متخلف تصدّر لا المواد الأولية فقط بل تصدّر منتجات الصناعة والموارد البشرية المتعلمة، أو فاقدة المهارة (واحدة للاستخدام، وواحدة لتسبب مشكلة لا حل لها كما يدّعون). الذين لا يجدون حلاً في بلادهم يهاجرون، والذين منهم لا يجدون حلاً في بلاد الهجرة، ليس أمامهم سوى مخالفة القانون أو الانتحار. الانتحار مخالف للدين، إذاً الموت في الجهاد في سبيل الله. يخترعون ديناً، يخترعون تاريخاً، يزوّرون خلافة، ألا يفقد العقل تواضعه في مرحلة ما بعد الحداثة؟ بعض فقدان تواضع الذات أن تصير موصولاً بالله على الأرض كما في السماء. الانتحار ليس موتاً، هو انتقال من صحبة إلى صحبة. فرد ينتحر، مجتمع ينتحر. أليست الحروب الأهلية انتحاراً. السّياف بالانتظار. أنظمة الاستبداد تعمل عمل السّياف.

العالم قرية عولمية أساسها التواصل، لكن قاعدتها الفصل والعزلة والوحشة. عيناك مسمّرتان على شاشة التلفزيون. لا تحتاج إلى السفر. ينتقل العالم إليك. تدفق الأمكنة سمة العصر. بتغيير محطة تلفزيونية واحدة تنتقل من شرق الأرض إلى غربها. مع تلفزيون الواقع تتوهم أن هذا ما هو أنت عليه. واقعك الجديد ليس على عتبة البيت حين تجتاز إلى الشارع خالي الوفاض. هو في بيتك حيث يقدمون لك واقعاً مغايراً يصير أنت. تصير أنت غير ما أنت عليه. تتراكم الأوهام. لا يراد لك إلا الأوهام. عليك بالاستهلاك. تُعان على ذلك بالدَّين. البنوك حاضرة، بطاقات الائتمان في جيبك. فرديتك صارت أداة لغيرة ـ تنتخب أعداءك ـ ليست النقابات ما يشفي الغليل. مودي في الهند، ترامب في الولايات المتحدة، نايجل في المملكة المتحدة، وإيلدر في هولندا، لوبين في فرنسا، والحبل على الجرار.

العلاقات الإنتاجية للحداثة جعلت هؤلاء على طرفي نقيض معك. اللاعلاقات الاجتماعية، ومنها تدمير البنى الاجتماعية، جعلتك عبداً لهؤلاء. شعبوية لا نعرف معناها، لكنها بالضبط رأسمالية بلغت ذروة تطورها. صار الوعي البشري ملكاً لها. لم يعد الأمر يقتصر على ملكية قوى الإنتاج والأيدي العاملة. ملكية قوى الإنتاج صارت تشمل وعي الطبقة العاملة التي تنتخب أعداءها من نصّابي ومنافقي الرأسمالية التي تجاوزت الوحشية. سيطرت على وعيك وأنت تخضع بمتعة لا نظير لها. لقد فشلت الشيوعية السوفياتية (ولم تكن إلا رأسمالية دولة) فما عليك إلا الانضواء للطبقة العالمية، كي تنضوي عليك أن تقدّم قوة عملك وتعود إلى العلاقات البدائية التي كادت تختفي، من عائلية وعشائرية وقبلية وإثنية وقومية، الخ.. أنت فرد معزول حزين، محروم المتع اليومية إلا التي تمنحها لك بطاقة الائتمان، والتي تغرقك بالدين الذي يؤدي إلى سلخ ما تبقى لك من بيت وثروة، هذه المتع هي ما يغرقك في دياجير العطالة والتهميش وانعدام الحاجة إليك.

رأسمالية القرن الحادي والعشرين ليست أفيون الشعوب هي كبتاغون الشعوب، مادة رخيصة تؤدي إلى الموت، في الجهاد أو خارجه.

صرت عبداً لمستغليك. الهاتف الذكي الذي تحمله يعرف كل شيء عنك وأنت لا تعرف شيئاً عما في داخله. بعد إدخال الرقاقة الرقمية إليه تفقد كل سيطرة عليه.

 

النظام الأميركي يراجع نفسه

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/16

أغلبية الأميركيين صوتوا لهيلاري كلينتون بأكثر من مليون صوت من أصوات دونالد ترمب، ومع هذا ذهبت الرئاسة لمنافسها، لأنه ربح المجمعات الانتخابية. وسبق أن تكرر التناقض في انتخابات عام 2000، ولهذا ارتفعت دعوات تطالب بإصلاح النظام الانتخابي ويبدو أن الكونغرس أنصت ويستعد لمراجعته.

وعلى الرغم من كثرة الانتقادات الذاتية، وعلى الرغم من تعدد علله، فإن النظام الأميركي يعتبر من أفضل الأنظمة الديمقراطية الغربية، مقارنة بالأنظمة البرلمانية مثل الفرنسي أو البريطاني. الانتقادات ترتفع بعد كل موسم انتخابي تشتكي من تدخل الشركات الكبرى في ترجيح كفة المرشحين من خلال التبرعات، وقوى الباكس، والسوبر لوبيست، التي انتقدها ترمب نفسه ووعد بإصلاحها، مع أنه أمر مشكوك فيه.

مع هذا، النظام نفسه، أكثر شفافية من غيره، وأكثر توازنًا بين السلطات، ويمكن المحاسبة من داخله، بما يفوق الأنظمة الغربية المثيلة. فالرئيس يملك سلطة كبيرة لكنها ليست مطلقة، حيث توجد سلطات موازنة له في المجالس التشريعية تقوم بالمراجعة والمحاسبة، فهو الذي يعين وزراءه وليس الحزب لكن الكونغرس هو من يقرر الموافقة أو الرفض بعد جلسات الاستماع. الحكومة الأميركية على الرغم من ضخامتها لا يتعدى عدد وزرائها الخمسة عشر فقط، مقارنة بوزراء دولة صغيرة مثل لبنان، حكومته الأخيرة من 24 وزيرا. والرئيس لا يجتمع بهم بصفتهم مجلس وزراء، كما هي الحال في معظم دول العالم، مباشرة، ومن خلال أجهزته أو رئيس ديوانه، كما يسمونه رئيس كبار الموظفين. والبعض يعتبر أن من عيوب النظام الأميركي أن الرئيس هو الذي يعين قضاة المحكمة العليا، فقط عندما يوجد هناك شاغر، ومنصب القاضي مدى الحياة أو إلى حالة العجز. وبخلاف الأنظمة الأوروبية فإنه لا يجوز لوزراء الحكومة أن يكونوا أعضاء في الكونغرس، بل عليهم الاستقالة عند اختيار أحدهم. والعكس في فرنسا، وكذلك بريطانيا، كل الوزراء أعضاء في البرلمان أو مجلس اللوردات، ومن يوزّر من خارجه يتم تعيينه في مجلس اللوردات. ولا يحق للرئيس أن يتدخل في شؤون الكونغرس، ولا يرأسه إلا مرة واحدة في السنة. السلطات مفصولة، فلا يفرض أحدهما على الآخر قراراته. الرئيس وحكومته، أي السلطة التنفيذية، مفصولون عن الكونغرس، أي السلطة التشريعية، وعن السلطة القضائية. والنظام يلزم الحكومة بتقديم المعلومات للمواطن عند طلبه، إلا ما يصنف سريًا، ويحق له أن يطلب من نائبه في الكونغرس أن يبحث فيه، وتلك الموسومة بالبالغة السرية تترك للجان المتخصصة فيه التي تقوم بمراجعتها.

نظام معقول لكنه ليس مثاليًا، فيه تستطيع الجماعات النشطة التأثير على حركة الدولة، أما الجماعات الخاملة فإنها قد تفقد كثيرا لأن النظام لا يقوم ذاتيًا بحماية أهل الحاجات، لهذا توجد تجمعات لحماية البيئة، وحقوق الأقليات، وأهل المهن وهكذا. ومن الجماعات الخاملة العرب الأميركيون، وكذلك المسلمون الأميركيون، ويخسرون كثيرا بسبب عدم انخراطهم كجماعات في العمل السياسي، ويتكلون على حماية الدستور حقوقهم.

والدستور بالفعل أعلى مراتب النظام، وهناك دول بلا دساتير مثل بريطانيا. في أميركا يعتبر شبه مقدس، لا يجوز نقضه مهما كانت قوة الرئيس أو القضاة، والتعديلات عليه نادرة تاريخيًا. يحمي الحقوق الأساسية للجميع، ويعتبر السند الأول للأقليات رغم كثرة الحملات التحريضية ضدهم، ومعظم القضايا التي رفعها مسلمون أميركيون بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) في قضايا تمييز ضدهم، كسبوها بناء على مبادئ دستورية. وهذا لا يغني عن حاجتهم للعمل السياسي، وفق النظام السياسي المتاح للجميع الذي يتميز بالمرونة، ويعطي للأقليات صوتًا عاليًا مهما كانت صغيرة، الأمر الذي يميز بلدًا كالولايات المتحدة، حيث إن معظم سكانه منحدرون من مهاجرين من أمم مختلفة، بعكس الدول الأوروبية التي تغلب عليها إثنيات وديانات خالصة، حيث تهيمن مصالح الأغلبية على الأقليات.

أخيرًا، رغم أن الحريات محمية، والمشاركة السياسية متاحة للجميع، فإن النظام السياسي يهيمن عليه حزبان، الديمقراطي والجمهوري، الفروقات الفكرية بينهما محدودة بخلاف الحال في أوروبا. والانتخابات الأخيرة غريبة ومختلفة لأن ترمب فعليًا لا ينتمي للحزب الجمهوري ولا يؤمن بكل مبادئه، وكذلك بيرني ساندرز منافس كلينتون الرئيسي في الحزب الديمقراطي، أكثر يسارية من أي مرشح آخر في تاريخ الحزب. ولا ندري إن كانت هذه علامات انتقال وتبدل داخل المجتمع السياسي الأميركي أم إنهما حالتان نادرتان.

 

النزاع السوري: الاختبار الأول بين ترامب وبوتين

د. خطار أبودياب/العرب/19 تشرين الثاني/16

تفرض روسيا إيقاعها على الساحة السورية التي تعتبر أكثر ساحة خارجية تأثرا بنتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية. بعد أقل من أسبوع على انتخاب دونالد ترامب، تطلق موسكو العنان لتصعيد عسكري وكأن فلاديمير بوتين يسابق الزمن قبل بدء عمل الإدارة الأميركية الجديدة. الانتظار أو المهادنة لا يندرجان في قاموس الواقعية السياسية عند “القيصر الجديد” الذي لا يعول على رسائل طمأنة وصلته من “الدونالد” صديقه المفترض، ويريد التفاوض معه حسب شروطه وأجندته. مقابل التصميم الروسي على الإمساك بالورقة السورية وعلى انتزاع موقع قوي في الإقليم، ترتكز أولوية دونالد ترامب على مقارعة تنظيم داعش والظاهرة الجهادية. لكن الاندفاعة الروسية نحو ما يشبه الحسم في الوقت المستقطع قبل 20 يناير المقبل، يمكن أن تدفع بسيد البيت الأبيض الجديد إلى صوغ رؤية مغايرة للعلاقة مع موسكو، ومن الواضح أن النزاع السوري سيكون الاختبار الأول الذي يضع علاقة بوتين وترامب على المحك.

بعد 9 أسابيع يتسلم الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة مهامه، وسيكون الشرق الأوسط بمثابة الضيف الثقيل الذي يحل عليه في بداية ولايته. إبان الاجتماع مع باراك أوباما، كان لملفي العراق وسوريا حصة كبيرة من التداول، وبما أنه توجد قوات أميركية هناك، سيهتم القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية بتطورات هذه المنطقة، بالرغم من اختزالها سابقا في سياق الحرب ضد الإرهاب، وليس كأحد أبرز مسارح السياسة الخارجية الأميركية منذ عقود.

هكذا سيكون الشرق الأوسط بمثابة المعمودية الدبلوماسية لملياردير مانهاتن الذي يتبع خط مدرسة انعزالية تاريخية (أميركا أولا)، ولكنه يريد في نفس الوقت إعادة قوة أميركا مما يلزمه السعي لوقف التراجع الأميركي حول العالم. أما التناقض الإقليمي في سياسة ترامب فيتمثل في كيفية التوفيق بين التنسيق المباشر أو غير المباشر مع إيران وحلفها في سوريا من جهة، والعمل على التنبه للاتفاق النووي ولمدى دورها الإقليمي من جهة أخرى. لا يمكن اختصار الوضع في سوريا على هزيمة داعش وعدم اعتماد مقاربة شاملة للحل السياسي ومستقبل منظومة الأسد والتوازنات الإقليمية.

احتمال بلورة ترامب لحلف مع روسيا في سوريا سيمثل انقلابا في المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، لأن ذلك لن يعني استمرارية مقنعة لسياسة إدارة أوباما فحسب، بل تسليما بوقائع جديدة وإعادة رسم تحالفات. لكن ترامب لا يملك الحرية المطلقة في تحديد خياراته ويمكن أن تقيده لعبة المؤسسات، إذ أن مجلس النواب الأميركي فاجأنا وأقر هذا الأسبوع وبالأغلبية المطلقة، قانون “حماية المدنيين”، المعروف اختصارا بـ“سيزر” (الاسم الكامل هو “قانون قيصر للحماية المدنية بسوريا”، نسبة للمصور العسكري السوري السابق، الذي قام بالتقاط 55 ألف صورة لضحايا مدنيين قضوا تحت التعذيب على يد القوات الحكومية قبل أن يهرّبها خارج سوريا، والمعروف باسم “قيصر”، وأدلى بشهادته أمام لجنة مجلس النواب الأميركي للشؤون الخارجية عام 2014) حول تعذيب نظام الأسد للمدنيين السوريين، والذي ينص على معاقبة كل من يدعم النظام السوري، بما في ذلك روسيا وإيران وحزب الله وبعض الجماعات المسلحة.

ويعد هذا القرار لغزا جديدا بشأن التوقيت، لأن إدارة أوباما عملت سابقا على عدم إقراره لمراعاة روسيا وتمرير اتفاق جون كيري – سيرجي لافروف (9 سبتمبر الماضي) ولأن أغلبية الكونغرس تنبثق من الجمهوريين الداعمين للرئيس الجديد دونالد ترامب الذي لم يصوب يوما على نظام الأسد، ولم نسمع له آراء عن الترويج لقيم حقوق الإنسان من قبل زعيمة “العالم الحر”.

ربما يزيد هذا القرار من التوتر مع روسيا في حال مروره في مجلس الشيوخ وعدم فرض أوباما الفيتو عليه، لكنه يمثل نوعا من الرسالة المشفرة للرئيس الجديد حول ضرورة احترام بعض الثوابت في سياسة أميركا في الشرق الأوسط، إزاء تطور الوضع الميداني والسعي المحموم للحسم في شمال سوريا، لا يمكن لإدارة ترامب الاعتصام بالصمت أو تجاهل محرقة حلب وكأنها لا تحصل، ولذا من المحتمل ألاّ يذهب بوتين بعيدا في اجتياح شرق حلب وجعل مصير المدينة السورية موضع تفاوض.

في هذه الحالة، لا يستبعد أن تستمر سياسة إدارة أوباما (مع بعض التعديلات) خلال العام الأول من إدارة ترامب. من خلال بعض إطلالات الرئيس الجديد الإعلامية ومداخلات بعض المقربين منه من أمثال المرشح المحتمل لمنصب مستشار الأمن القومي الجنرال مايكل تي فلاين (الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية بين 2012 و2014، وكان قد اعتبر أن عدم التدخل الأميركي في سوريا أواخر 2013 بعد استخدام الكيميائي قد قوض مصداقية واشنطن) يمكن أن يتم التسليم لروسيا بإدارة منطقة نفوذها، مقابل اهتمام واشنطن بترتيب أوضاع المناطق التي يسيطر عليها الأكراد والمعارضة. وهذا يعني استمرار حالة التفكك مع إمكانية إنشاء منطقة آمنة على الحدود مع تركيا، لكن ذلك ينطوي على تساؤلات حول ردود فعل القوى الإقليمية المنخرطة في الحرب السورية.

نتيجة تداخل معركتيْ الموصل والرقة، وتهديد الحشد الشعبي العراقي بالدخول إلى سوريا، ستجد واشنطن نفسها في موقع حرج للتوفيق بين تناقضات تحالفاتها مع الحكومتين التركية والعراقية وجماعات الأكراد وغيرها من الجماعات في سوريا، وسيعقّد ذلك الحوار أو التجاذب مع موسكو التي أعطت الأولوية في عام تدخلها الأول لدعم النظام وليس لضرب داعش، وتحاول الآن عبر إنزالها البحري تبيان إسهامها في ضرب الإرهاب قبل بدء عهد ترامب.

من الواضح أنه من دون بلورة مقاربة إقليمية شاملة، ومن دون نجاح اختبار القوة مع روسيا (مع ما يعنيه من إنهاء أو تخفيف للتوتر في ملفات أخرى) لا يمكن لواشنطن ترامب أن تكون أكثر فعالية من إدارة أوباما في حل النزاع السوري.

أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك - باريس

 

كيف سيتعامل ترامب مع تحديات إيران؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/18/%D9%87%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%85%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7/

كثير من الأميركيين، ولأسباب كثيرة، كانوا مشمئزين من مقولة: «السياسة كما جرت العادة»، وأظهروا ذلك عن طريق التصويت لدونالد ترامب أو عدم التصويت إطلاقًا. بعد «البريكست» في المملكة المتحدة، وفوز ترامب في الولايات المتحدة الأميركية، انتهت الفترة الطويلة والمجحفة المؤيدة للعولمة التي تحكم بها سياسيون تقليديون أغفلوا تنامي معارضة المهمشين، ويمكن القول اليوم إن التأييد للعولمة، أو الرفض لها، صار بدل اليسار مقابل اليمين في العالم. لقد بدأنا فصلاً جديدًا، لكن اللوم لا يقع على الديمقراطية، بل على فشل المؤسسات الحاكمة التي انفصلت بعيدًا عن الواقع، ولم تدرك غضب الشعب.

بالنسبة إلينا، قال الرئيس الأميركي المنتخَب إن لديه خطة طموحة لوقف توسع تنظيم داعش، واحتواء الإسلام الراديكالي: «يجب أن يكون هذا أهم أهداف السياسة الخارجية الأميركية، وكذلك سياسة العالم، وهذا يتطلب اللجوء إلى القوة العسكرية، إنما أيضًا مواجهة عقائدية كمواجهتنا الطويلة أثناء الحرب الباردة، لهذا سنعمل معًا، وعن كثب، مع حلفائنا في العالم الإسلامي الذي يتعرض هو الآخر لخطر عنف الإسلام الراديكالي».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أول المهنئين لترامب. علاقة مصر الحالية مع الولايات المتحدة صعبة، وكذلك حال كثير من الدول العربية، إذ كانت إدارة باراك أوباما تركز على انتقاد هذه الدول، ولا تعترف بالجهود التي تبذلها لمكافحة الإرهاب.

قد يكون الرئيس السيسي ارتاح لفوز ترامب، لكن ما يريده من واشنطن دعمًا اقتصاديًا ضخمًا، وسبق لترامب أن قال إنه يعارض المساعدات الاقتصادية لأي دولة خارجية. هو أشار إلى استعداده لتقديم الدعم المالي «حيث يجب ذلك»، وذكر الأكراد «الذين بحاجة، كي يكونوا مجهزين لقتال (داعش)»، لكن إذا اكتفى ترامب بدعم معنوي لمصر، فهناك خطر اهتزاز الاستقرار فيها، إذا ما استمر اقتصادها في التدهور.

بالنسبة إلى سوريا، اقترح ترامب أن تقاتل روسيا «داعش»، وقد يطرب الرئيس السوري بشار الأسد لهذا الاقتراح، لكن إذا سمح ترامب لروسيا بأن تفعل ما تريد في سوريا، فهذا يعني السماح لها بتقوية وجودها في الشرق الأوسط، مع كل ما في ذلك من تبعات.

أكثر المترقبين لسياسة الرئيس الأميركي المنتَخَب هي إيران، رغم كل عنجهية التصريحات، ستبدأ إدارة ترامب في التهديد باللجوء إلى القوة، وتفرض على إيران الخيار بين عقوبات صارمة، أو عمل عسكري، أو العودة إلى طاولة المفاوضات.

يوم الجمعة الماضي، وأثناء وجوده في براغ، قال محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تطبق الشقَّ الخاص بها من الاتفاق النووي، وأَسِف لأن الإدارة الأميركية الحالية لم تفعل ذلك.

الاتفاق يلزم إيران بالحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم وتخزينه والقبول بالمفتشين الدوليين. الأسبوع الماضي، انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران لانتهاكها الاتفاق، بحيث أنتجت 130 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب.

خلال حملته الانتخابية وصف ترامب الاتفاق بـ«الكارثة»، وقال إن الأولوية عنده العمل على تفكيكه، متهمًا إيران بخرقه. بعد فوزه، قال أحد مستشاريه للشؤون الخارجية، إن ترامب سيعيد النظر في الاتفاق، ويرسله إلى الكونغرس ليطالب الإيرانيين ببعض التغييرات.

السؤال هو: هل يستطيع رئيس الولايات المتحدة التراجع عن اتفاق بمفرده؟! فالاتفاق النووي لم يُناقَش فقط بين أميركا وإيران، وإن كانت إدارة أوباما هي الرائدة، بل ناقشته الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن (بما فيها أميركا) بالإضافة إلى ألمانيا، ثم صادق عليه مجلس الأمن. لهذا على ترامب أن يذهب بعد الكونغرس إلى مجلس الأمن الدولي ليرى إن كان باستطاعته إقناع الأعضاء الآخرين بالتوافق على التغييرات التي يراها. هنا يأتي دور جون بولتون السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، على زمن الرئيس جورج دبليو بوش، الذي لا يرى تبريرًا لكل الأمم المتحدة وأدوارها.

من ناحية أخرى، يستطيع الرئيس فرض عقوبات أميركية يمكن لها أن تطيح بالاتفاق، والمعروف أن الولايات المتحدة هي الأقوى في النظام العالمي، وهي الأهم عندما يتعلق الأمر بالعقوبات. ثم إن القيود الأقوى التي ستواجهه في تطبيق نظرته تعود إلى عدم استعداده، وعدم استعداد الحزب الجمهوري لخطوة كهذه. يمكنهم القول إنهم يريدون تمزيق الاتفاق، وتستطيع أميركا الخروج منه بفرض عقوبات أحادية، لكن أوروبا لن توافق، ولن تفرض عقوبات جديدة. الصين أيضًا لن توافق، وبالتالي سيحمّل الكل ترامب مسؤولية تدمير الاتفاق، وخلال شهر أو شهرين سيكون أمام خيارين؛ إما قصف إيران أو عدم قصفها. فهل يريد إشعال حرب في بداية عهده؟

أعضاء في مجلس الشيوخ، وبينهم بوب كروكر (جمهوري من تنيسي وأحد المرشحين لمنصب وزير الخارجية) ينتقدون بشدة الاتفاق، ويريدون التفاوض مجددًا بشأنه، أو التخلي عنه واللجوء إلى القوة. الآن أمامهم الفرصة، إنما لا فكرة واضحة لديهم عما يجب عمله، وستكشف لنا الأيام كيف سيتعاملون معه، قد تكون لديهم مفاجأة، لأنهم يرون أنه كافأ إيران فعمدت إلى سجن أميركيين من أصل إيراني، وزادت من عدوانيتها وتدخلها في سوريا والعراق واليمن. وإدارة أوباما تريد من ترامب احترام الاتفاق والالتزامات الأميركية، تمامًا كما طلبت إيران التي تشعر بأنها قد تكون الخاسر الأكبر، ولأن السياسة الأميركية المواتية الآن لها، يمكن أن تنقلب رأسًا على عقب في الأشهر المقبلة.

المهم أنه إذا بقي الاتفاق، حتى إلى وقت محدد، يجب التفكير بجدية عما سيليه، كوضع استراتيجية تحد من اندفاع إيران إقليميًا، وهذا يتطلب موارد عسكرية، وإرادة سياسية، وموقفًا حازمًا. ولن ينفع إيران تهليلها بأنها وقّعت على مناورات عسكرية مشتركة مع الصين، يوم الاثنين الماضي، لأنه إذا كانت هناك دولة كبرى تريد استقرار الشرق الأوسط، فإنها الصين.

وقبل أن يصوغ ترامب سياسته تجاه إيران، يجب معرفة ما تريد الولايات المتحدة تحقيقه إقليميًا. هل تريد الاحتواء أم الردع، خصوصًا مع وجود اللاعب الروسي على المسرح الإقليمي؟! الإيرانيون متداخلون جدًا مع الروس في سوريا. وعاد الحديث عن احتمال عودة روسيا إلى استخدام قاعدة همدان الجوية لعملياتها في سوريا. من الواضح أن ترامب يريد تخفيف التوتر مع روسيا. كيف سيُترجم ذلك.. هل بإعطائها اليد العليا في سوريا، أو في كيفية معاملته إيران؟! هذا ليس معروفًا حتى الآن. لكن بناء على ما نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، فإن النظام الإيراني يخشى من أن تفرض إدارة ترامب وبقوة تطبيق الاتفاق، ثم إن النظام الإيراني قلق لأن بعض الفوائد الاقتصادية التي كان يأمل بها مع الصفقة، لن تؤتي ثمارها. وعلى سبيل المثال، فإن إدارة ترامب قد لا توافق على بيع طائرات «بوينغ» لإيران.

المهم التأكد من أن تهديد إيران للمصالح الأميركية ولحلفاء أميركا في الشرق الأوسط سيتم احتواؤه مع وقف مغامراتها الإرهابية في الدول المجاورة. الأسبوع الماضي، قال ديفيد فريدمان كبير مستشاري ترامب، إن إدارة ترامب ستعود للتعاون مع الأطراف العالمية بطريقة تسعى لإعادة الضغط على إيران، لأن إيران نووية بعد 9 سنوات غير مقبولة. قد تبدو الـ9 سنوات فترة طويلة لكنها تمر في غمضة عين.

هناك عوامل كثيرة تعمل على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، من بينها النظام الإيراني. صحيح أن نظرة الرئيس المنتخَب إلى العالم ليست جيوسياسية بقدر ما هي اقتصادية، ولهذا فهو ليس مهتمًا بالشرق الأوسط كثيرًا، لكن يبقى الشرق الأوسط مهمًا من ناحية النفط، والممرات، ثم إن شركات ترامب نفسها عملت في الخليج، هو يعتقد أن كل شيء قابل للتفاوض، وسيأتي الوقت الذي يشعر فيه بأن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط يؤثر على المصالح الاقتصادية والأمنية الأميركية.

وهنا يجب تحذيره: إن رجل الأعمال ترامب غير معتاد على البيروقراطية، لكن الرئيس ترامب سيكون تحديه الأكبر البيروقراطية، إن كان في أميركا أو في الشرق الأوسط!

 

نهاية ولاية أوباما قد تعني نهاية خداع إيران

أمير طاهري/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/18/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%AF-%D8%AA%D8%B9%D9%86%D9%8A-%D9%86/

أشار دونالد ترامب في غير مناسبة خلال الحملة الانتخابية الرئاسية إلى «تمزيق» ما يسمى الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس باراك أوباما مع إيران، في حين أن السيد حسن روحاني رئيس «الجمهورية الإسلامية» قد أصر على أن الرئيس ترامب لن يكون قادرًا على تنفيذ ذلك.

وبمعنى من المعاني، فإن الرئيس روحاني على حق، فليست هناك اتفاقية جرى التفاوض والمصادقة والتوقيع عليها بالنحو الواجب حتى يتم تمزيقها. كل ما هنالك مجرد خيال من خيالات الرئيس أوباما، بمساعدة الفصيل الموالي لرفسنجاني في طهران والاتحاد الأوروبي، وتم تسويقه «على النحو الواجب» إلى الرأي العام العالمي.

وما سوف يواجهه ترامب خليط من الخداع والتضليل الذي لا يُلزم أحدًا حيال أي شيء محدد بأي طريقة يمكن التحقق منها. ولجذب هذا الأرنب تحديدًا خارج قبعة الساحر، تحايل أوباما على الكونغرس الأميركي، وأقنع شركاءه في طهران بالالتفاف على المجلس التشريعي الإيراني، واستحضر نسخة وهمية من مجلس الأمن، وأصدر بيانًا صحافيًا عُرف باسم الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني من 179 صفحة تلك التي لم يوقع عليها أحد ولم يُصادق عليها أي مجلس تشريعي حتى الآن.

خلال العام الماضي، تظاهر الملالي في طهران بأن الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني هي معاهدة دولية حسنة النية يتم بموجبها رفع كل العقوبات الدولية المفروضة على «الجمهورية الإسلامية». ومع ذلك، فإن الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني لا تلزم أي طرف بأي شيء. وإحقاقًا للحق فإن أوباما قد استخدم المعاهدة ذريعة لتعليق بعض من العقوبات المفروضة على إيران، الأمر الذي يحق لأي رئيس للولايات المتحدة فعله وفق القانون نفسه الذي فُرضت بموجبه العقوبات في المقام الأول. وعلى مدى العقدين الماضيين، علق كل من الرئيس بيل كلينتون وجورج دبليو بوش بعض العقوبات على إيران في مناسبات عدة بهدف تشجيع الملالي على تعديل سلوكياتهم. وفي مقابل تعليق أوباما لبعض العقوبات على إيران، وافقت طهران على تفعيل بعض التنازلات التجميلية تلك التي تترك برنامجها النووي سليمًا في حين تفسح المجال لأوباما لكي يتفاخر بقطع الطريق نهائيًا على إيران في بناء القنبلة النووية.

وكانت طهران قد أعربت عن أملها في أن خدعة الثقة التي تقوم بها بمساعدة أوباما سوف تستمر في ولاية الرئيسة هيلاري كلينتون. وبعد كل شيء، فإن السيدة كلينتون كانت على رأس المحادثات السرية الأولى التي أجريت مع الملالي في سلطنة عمان، وكانت ملتزمة بالاستمرار في الخيارات الشاملة لسياسة أوباما الخارجية ولا سيما فيما يتعلق بطهران.

ومع رحيل أوباما وفشل كلينتون، يدرك الملالي في إيران أن الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني لن تكون لها أي قيمة تُذكر. وهو السبب في أنه منذ انتخاب الرئيس ترامب بدأ الملالي الإشارة إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 أساسًا لإبرام الاتفاق غير الموجود. وهذا من الأمور المثيرة للاهتمام بسبب أن السيد روحاني وفريقه الرئاسي طالما أكدوا مرارًا وتكرارًا أنهم لا يقبلون القرار الأممي «القاسي والمجحف» كما لم تقبل إيران أيًا من القرارات الأممية الستة السابقة الصادرة بشأنها من مجلس الأمن فيما يخص المشكلة النووية الإيرانية.

والقرار 2231 هو من الوثائق المثيرة للاهتمام كذلك؛ فمن المفترض أن يلغى ويحل محل قرارات مجلس الأمن رقم 1969، و1737، و1647، و1803، و1929، التي مررت في الفترة بين عام 2006 و2010. وكل هذه القرارات، على الأقل جزئيًا، قد مررت بموجب الفصل السابع الشهير من ميثاق الأمم المتحدة الذي يترك الباب مفتوحًا لاتخاذ الإجراءات العسكرية ضد انتهاكات قرارات مجلس الأمن. وفي المعتاد، لا بد أن طهران كانت مسرورة بأن كل هذه القرارات قد ألغيت، وبالتالي إزالة التهديد النظري باتخاذ العمل العسكري ضد إيران.

ومع ذلك، ورغبة منهم في استغلال ضعف أوباما، أو حسن نيته، إن كنتم تفضلون ذلك، وإلى أقصى حد ممكن، عزف الملالي نغمات الرفض القديمة خاصتهم على يقين من جانبهم بأن ما فعلوه أو لم يفعلوه لن يجبرهم الصديق أوباما «القديم» على سداد ثمنه.

ومع تولي ترامب مهام الرئاسة، يخشى الملالي من أنه قد يرفض اللعبة الدبلوماسية لباراك أوباما ويصر على التعامل مع المشكلة الإيرانية بطريقة جادة. وهو السبب في أنهم، وعلى نحو مفاجئ، بدأوا في عرض أنفسهم مدافعين متحمسين عن قرار مجلس الأمن رقم 2231، وبالتالي عن «الشرعية الدولية».

يمنح كل هذا الرئيس ترامب مجموعة من الخيارات؛ إذ يمكنه المطالبة بأن تقبل طهران رسميا القرار 2231 الذي يمكن استخدامه ضدها في المعتركات الدبلوماسية الدولية. وبالنسبة للمواد 11 و12 من القرار، يمكن لأي دولة من أعضاء مجلس الأمن رفع دعوى عدم الامتثال ضد إيران. ومن شأن ذلك أن يحرك عملية «التقصي»، وبموجبها يمكن لمجلس الأمن استعراض الموقف بأكمله مرة أخرى واتخاذ قرار أممي جديد خلال 30 يومًا. وإذا لم يكن هناك اتفاق بعد 30 يومًا، فسوف يتم إعادة تفعيل القرارات الستة السابقة مع إعادة فرض العقوبات المعلقة من جميع أعضاء منظمة الأمم المتحدة. وبفضل حق الفيتو، يمكن للولايات المتحدة منع أي قرار أممي جديد من شأنه إخلاء المسألة من مضمونها.

وحتى الآن، وبفضل سخاء الرئيس أوباما، استطاع الملالي ممارسة أسلوب الدبلوماسية حسب الطلب، حيث يقبلون ما يشاءون ويرفضون ما يشاءون، مع التظاهر المستمر بالامتثال التام لقرارات الأمم المتحدة. ولقد كانت تساعدهم في هذه الحيل فيديريكا موغيريني، الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، التي تدخلت بصورة أو بأخرى في أعمال مجموعة دول 5+1، حيث جعلت منها مجموعة دول 5+2 من دون أي قرار تفويض محدد من قبل الاتحاد الأوروبي.

ومع قرار 2231 الأممي، الذي سُلط عليه الضوء باعتباره أساس أي اتفاق قادم، يمكن البعث بمجموعة دول 5+1 أو 5+2 إلى سلة المهملات كقصة من نسج خيال الرئيس أوباما ومن دون أي أساس قانوني، الذي يستهدف إنقاذ الملالي من الورطة الكبيرة بقدر ما يهتم مجلس الأمن الحقيقي بالأمر.

والخيار الثاني المتاح أمام ترامب هو عدم فعل أي شيء ما لم يقم الملالي باتخاذ إجراء معين ويمكن التحقق منه بشأن البرنامج النووي الإيراني. وعدم فعل أي شيء يتضمن أيضًا عدم تمديد تعليق أوباما للعقوبات ضد «الجمهورية الإسلامية». فلقد كان أوباما متخصصًا في منح الهدايا إلى أعداء الولايات المتحدة من دون حتى المطالبة بأي شيء في المقابل. وينبغي على ترامب إظهار أن الولايات المتحدة لن تعمل بأسلوب المنح من دون مقابل. وبوصفه رجلاً للأعمال يمكنه العمل بأسلوب الأخذ والعطاء من الناحية الدبلوماسية، فإذا ما جمد الملالي، بالفعل، برنامجهم النووي، فسوف يمكن وقتها تعليق العقوبات الدولية المفروضة عليهم بموجب هذه القضية وبطريقة منصفة ومناسبة.

ومساعدة الملالي في إدراك أن وقت الحفلات الذي استمتعوا به في عهد أوباما قد ولى وانتهى من شأنه أن يعود بالفائدة على الولايات المتحدة في المقام الأول، وبالنسبة لإيران والعالم أجمع كذلك. وبعد ثماني سنوات، يمكن لأصدقاء الولايات المتحدة وأعدائها استئناف العمل معها بقدر كبير من الاحترام بوصفها قوة دولية عظمى تلك التي لا تبني ملفاتها الدبلوماسية على أساس الزخارف والمنمقات. ومن الجيد أيضًا بالنسبة لإيران بسبب أن الملالي قد يبدأون في تفهم أن تصرفاتهم سيكون لها عواقب، وأنه في نقطة من النقاط يتعين عليهم الاعتراف بأنهم لا يمكنهم تجاهل كل قاعدة من قواعد السلوكيات المسؤولة، ناهيكم عن ذكر القانون الدولي. كما سوف يكون من الجيد أيضًا بالنسبة للعالم، بسبب، شئنا أم أبينا، أن «الجمهورية الإسلامية» هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار والتوتر المستمر في منطقة الشرق الأوسط، وتغيير السلوكيات من شأنه المساهمة في إيجاد الحلول لأكثر المشكلات الجيو - سياسية الراهنة في المنطقة.

إن نهاية عهد أوباما توفر فرصة ذهبية لمعالجة وحل مشكلة إيران في صالح الجميع، بما في ذلك، وقبل أي شيء في صالح إيران نفسها. ولا ينبغي على الرئيس ترامب تفويت هذه الفرصة من بين يديه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

أهالي المخطوفين والمفقودين ودعوا الناشط غازي عاد في خيمة اعتصامهم وسط بيروت مخيبر: لقاء لتكريمه في 26 الحالي وعدا بعدم ترك القضية

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/18/%D8%A3%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D9%82%D9%88%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%88%D9%86/

وطنية - إختار أهالي المخطوفين والمفقودين والمخفيين خيمة اعتصامهم في حديقة جبران خليل جبران، مقابل مبنى "الاسكوا" في وسط بيروت، لالقاء "تحية الوداع" على رئيس هيئة دعم اهالي المعتقلين في السجون السورية "سوليد" غازي عاد، بوصفه رمزا من رموز النضال من اجل معرفة مصير اكثر 17 الف مفقود ومفقودة من ضحايا الخطف والاخفاء بين عامي 1975 و1990. لقاء الوداع للمناضل غازي عاد، تحول الى يوم حزن كبير، شارك فيه الوزير السابق شكيب قرطباوي، النائبان غسان مخيبر وحكمت ديب، وممثلو منظمات المجتمع المدني والصليب الاحمر الدولي اضافة الى عائلة عاد ومحبيه واهالي المفقودين.

بعد وصول النعش الى امام حديقة جبران، حمل على الاكف وسط الدموع والتصفيق ومناداته ب "البطل" ونثر الورود، الى امام خيمة الاهالي، حيث وضع النعش على الارض. ورفعت على الخيمة لوحة كبيرة للراحل متوسطا صور المفقودين والمخطوفين، كما احاطت النعش اكاليل الزهر البيضاء.

عيد

بداية، اقام الاب عماد جابر صلاة الجنازة، ثم ألقت نتالي عيد شقيقة المفقود جهاد عيد، كلمة اهالي المعتقلين في السجون السورية. ووصفت عاد بـ"الاخ والصديق"، وقالت: "لا يوجد اصعب من فقدان عزيز علينا. كان معنا في اشد الصعوبات وهو رمز انساني واجتماعي ووطني لا مثيل له".

أضافت: "غازي مرجعنا، هويتنا، قضيتنا. كان يزور الخيمة صيفا وشتاء لا يكل ولا يمل، وكنا نخجل منه اذا قصرنا في يوم من الايام".

حلواني

بعدها، ألقت رئيسة لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني كلمة قالت فيها: "يعز علي اليوم ان اتكلم عنك يا غازي بعدما اعتدنا الكلام معا، الكتابة واعلاء الصوت معا. اعذرني غازي ان تلعثمت، المهمة صعبة بعد ان حزمت قرارك، وتسللت بصمت مع طلوع الفجر كي لا تزعج احدا، كعادتك. غازي، في هذه اللحظات الحزينة، الشديدة الوطأة علي وعلى جميع اهالي المفقودين، لن استرسل في سرد محاسنك، مزاياك، مواقفك وافعالك. لقد قيل وسيقال، كتب وسيكتب الكثير الكثير. وانت تستحق اكثر واكثر. اعرف انك لا تستسيغ ذلك، كما اعرف ان دافع نشاطك انساني بحت. فأعطيت الجهد والصحة والوقت لقضية المفقودين دون ان يكون لك فقيد". أضافت: "أسست "سوليد" منبرا للمطالبة بتحرير المعتقلين في السجون السورية. لن أدخل في تفصيل ممارسات الزمن الرديء القمعية بحقك، بل اقف عند اصرارك العنيد بعدم التراجع او التنازل عن مطلب حق. لم تكن قضية مفقودي الحرب اللبنانية "غنوجة" الزمن الرديء. القاسم مشترك في القمع والتهميش والاستلشاق. الهم واحد دفاعا عن حرية الانسان وحقه بعيش كريم. والقضية ذاتها ما بين انسان خطف او فقد او اعتقل تعسفا او اخفي قسرا. هنا التقينا ورفعنا الصوت عاليا مطالبين بحق معرفة مصائر المغيبين اينما كانوا وكائنا من كانت الجهة المسؤولة عن اخفائهم. نقاط الخلاف بيننا يا غازي كانت اقل بكثير من نقاط التوافق. فصارت تحركاتنا بمعظمها مشتركة كما البيانات". وتابعت حلواني: "ذروة التقارب كانت خيمة ال 2005 التي تحولت الى ارضية لخارطة التحركات ومركزا لانطلاقها. العلاقة بيننا لم تقتصر على عملنا النضالي بل تطورت الى صداقة عميقة وتبادل الدعم مع كل محطة احباط او تعب. اللقاء الاخير يا غازي كان في 30 آب احياء لليوم العالمي للمفقود. تواصلنا هاتفيا للتنسيق. توافقنا على مضمون المداخلة على ان اتكفل انا بالكتابة باعتبار انك كنت متوعكا وتعبا. لم نلتق بعدها، تواصلنا عبر الهاتف. توقف هاتفك عن الكلام فانقطع التواصل". وقالت: "برحيلك غازي زاد الحمل على كتفي. رحيلك زاد اصرارنا اصرارا على متابعة المسيرة حتى النهاية هذه المتابعة هي بمثابة تعويض عن خسارتنا لك. هي متابعة يواكبها امل بالعهد الجديد لأكثر من اعتبار:

1- اننا اصحاب حق لن نتخلى عنه.

2- ان سيد العهد اقسم باحترام الدستور والقوانين وانه سيحكم بموجبها.

3- ان سيد العهد سبق ان خبر الخطف والفقدان وعرف مرارة مذاقها.

4- ان سيد العهد على اطلاع مسبق على ملف المفقودين والمخفيين قسرا، وموقفه معلن حول احقيته واحقية اصحابه.

5- ان سيد العهد قد نعاك بكلمات لامست حزننا، فتحت كوة في جدار التعتيم المزمن على قضيتنا.

غازي عاد رحل بالجسد لكنه بقي بدفاعه عن حقوق كل انسان ونضاله لأجل كل مفقود ومغيب. وسيظل نموذجا وقدوة وحافزا لاستمرار الرسالة.

البقاء لله يا غازي والبقاء ايضا للاقوى. نأمل من الاقوى ان يضع خاتمة لأحزاننا. غازي ، كلمات النعي شاهد على مزارك. شاهد على نضالك. شاهد على نية اغلاق ملف يختم معاناة الاهالي، ويدعك تقابل ربك بطمأنينة وسلام".

الاسمر

ورثى رئيس المركز اللبناني لحقوق الانسان وديع الاسمر الراحل فقال: "الوطن يشكر رجاله العظام". لو كان لنا في لبنان "بانتيون" لكان هناك رقد جسدك يا غازي. وكنا كتبنا على الرخامة، للتاريخ "شكرا غازي، باسم لبنان وشعبه". كنا نحتنا اسمك يا غازي، كي تتذكر الاجيال القادمة قضية جعلت منها رسالة حياتك، وإصرارك على الحصول على الحقيقة والعدالة ومعرفة مصير أبناء هذا الوطن الذين أعتقلوا او فقدوا، الذين وإن تبخروا من ذاكرة المسؤولين السياسيين سيبقون بفضلك والى الأبد أحياء في قلوبنا في عقلنا وفي صميم إرادتنا لجلاء الحقيقة عن مصيرهم". أضاف: "كنا نحتنا اسمك يا غازي، كي نتذكر أبدا اعمالك المثالية: التظاهرات، آلاف الطلاب الذين مشوا خلفك عام 2005 حتى ساحة النجمة أمام مجلس النواب، مطالبين بحقنا بمعرفة الحقيقة حول المعتقلين والمفقودين والمخفيين قسرا. تنقلاتك الى سوريا، بلجيكا، فرنسا، سويسرا، إسبانيا، المؤتمرات الدولية والصحافية وخيمة الاعتصام في حديقة جبران خليل جبران... كنا نحتنا اسمك يا غازي، لأطفالنا وأحفادنا واطفالهم كي لا ينسوا أنه لا مستحيل في الحياة، وأن من سلبه القدر قدرة السير إستطاع أن يسير شعبا بأكمله لقضية محقة. لقد حملت عاليا قضية المعتقلين والمخفيين قسرا. لقد نحتها في التاريخ والأهم أنك فرضتها على مستقبل هذا البلد. وفاء لاسمك سنكمل النضال. روحك هجرت الجسد الذي كان يأسرها لتستقر الى الابد في كل شخص منا. ضحتك، طاقتك، قوتك وآمالك سيبقيان معنا".

مخيبر

من جهته، قال مخيبر: "غازي قضيتنا وهي قضية لم ولن تموت". ودعا الاهالي الى "تقديم وعد لغازي بالعودة الى الخيمة وعدم تركها، طالما القضية باقية". كذلك، دعا الى "لقاء نهار الاحد في 26 الحالي لتكريم غازي عاد وتقديم الوعد له بعدم ترك القضية". وقال: "هذا الملف لن يقفل طالما غازي خط الطريق".ووعد مخيبر "ان يعمل على إقرار القانون الذي عمل عليه غازي، في مجلس النواب، "غصبا عمن لا يريد".

كاربوني

بدوره، وصف رئيس البعثة الدولية للصليب الاحمر في لبنان فابريزيو كاربوني هذا اليوم بـ"يوم خزن لا يوصف". وقال: "فقدنا شخصا عظيما، صديقا عزيزا، وصوتا قويا لأهالي المفقودين. حمل غازي لعقود ثقل وصوت اهالي المفقودين مطالبا بحقهم لمعرفة مصير احبائهم. لقد ناضل بإيمان تام ومن دون كلل من اجل هذه القضية، ولم يكن يوما يستغني عن ابتسامته المطمئنة لجميع من وقف الى جانبه. توفي العديد من أهالي المفقودين من دون معرفة مصير ابنائهم وبناتهم، اخوتهم واخواتهم الذين فقدوا. واليوم نشهد على رحيل شخص من أعز اصدقائهم، الرجل الذي كان بمثابة فرد من العائلة لأهالي المفقودين".

أضاف: "نتذكر في هذا اليوم مجددا، بأننا في صراع ضد الوقت، ولا بد من اتخاذ الخطوات اللازمة الآن حتى تتمكن آلاف العائلات المتبقية من الحصول على اجابات قبل فوات الأوان. كان يريدنا غازي ان نكمل المسيرة، كل منا من خلال دوره من اجل هذه القضية وان اللجنة الدولية للصليب الاحمر لن تخذله. ندعو السلطات الى عدم خذله ايضا، والى تشكيل آلية تعمل على كشف مصير المفقودين. غازي، سنشتاق الى ابتسامتك اللطيفة، سنشتاق الى كلماتك المشجعة، سنشتاق اليك يا صديقنا العزيز". ثم حمل نعش عاد مجددا وانطلق في موكب الى قريته الدلبية في المتن، على ان تجري مراسم الجنازة الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر.

 

مأتم رسمي وشعبي لغازي عاد في بلدته الدليبة ورئيس الجمهورية ممثلا بباسيل منحه وسام الشرف الفضي

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016 /وطنية - المتن الاعلى - شيعت بلدة الدليبة في المتن الاعلى ولبنان رئيس جمعية "سوليد" غازي عاد في مأتم رسمي وشعبي حاشد، واقيم قداس لراحة نفسه في قاعة كنيسة حبل بلا دنس في بلدته الدليبة، بحضور وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب غسان مخيبر ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب السابق انطوان اندراوس ممثلا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، المطران كميل زيادة ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال الياس بو صعب، النواب: ناجي غاريوس، فادى الاعور، الان عون، حكمت ديب، سيمون ابي رميا، النائب سامي الجميل ممثلا بمسؤول قسم بعبدا الكتائبي رمزي ابو خالد، رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلا بمسؤول منسقية المتن الاعلى في الحزب جان انطون، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعميد هارتيون كوك كوزيان، رئيس اتحاد بلديات المتن الاعلى مروان صالحة، رئيس رابطة مختاري قضاء بعبدا جورج رزق الله، رئيس بلدية العربانية - الدليبة يوسف رزق الله، وفاعليات عسكرية واجتماعية وحزبية ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من اهالي البلدة والمناطق.

بداية تقبلت عائلة الفقيد عاد في صالون الكنيسة التعازي، بعد ذلك اقيم قداس لراحة نفسه، ترأسه المطران كميل زيادة وعاونه لفيف من الكهنة.

والقى الاب رفيق الورشا البركة الرسولية، فقال:"بالاسى الكبير والصلاة تلقينا ككل اللبنانيين خبر وفاة العزيز غازي، المناضل الانساني والحقوقي من اجل تحرير اللبنانيين المعتقلين والمنفيين قسرا، معتصما في خيمته الى جانب اهاليهم في جمعية "سوليد" التي اسسها مع بعض الرفاق ضمن حديقة جبران خليل جبران، وكلنا نجمع على انه يغيب ولا تغيب معه القضية التي من اجلها اعتصم وناضل حاملا اوجاعه ومرضه، وانه مات تاركا الوصية والارث في ضمائر المسؤولين اللبنانيين وكم يؤلمنا غيابه وهو بعد في التاسعة والخمسين من العمر".

اضاف: "انه ابن الدليبة العزيزة ولد في بيت واسرة كريمتين، والداه المرحومان روبير عاد وكليمانس سليمان، تربى مه المرحوم شقيقه الشهيد غابريال على القيم الروحية والانسانية والوطنية، وتلقى العلم الرفيع بشهادات عالية في الطب والعلوم البحرية من الجامعة الاميركية في بيروت ومن جامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة الاميركية.

وتابع الورشا: "بعد عودته الى لبنان تعرض الى حادث سير مروع اقعده في حالة شلل دائم، داخل كرسي متحرك وهو في الثالثة والثلاثين من العمر، فكان ان حصل تحول كبير في حياته اذ نذر نفسه لقضية اللبنانيين المخطوفين والمعتقلين والمنفيين متضامنا مع اهلهم عبر جمعية "سوليد"، ناصبا خيمته التضامنية والاجتماعية والمطالبة قرب الاسكوا مدة خمس عشرة سنة حتى مماته، وكان عمله الدؤوب الذي انهك قواه، متوزعا بين لجنة الاهالي وجمعية عدل للدفاع عن الحقوق والحريات وجمعية التحرك من اجل حقوق الانسان ومركز الخيام لاعادة تأهيل ضحايا التعذيب وحركة التنظيم، والمركز اللبناني لحقوق الانسان وبنك المعلومات للحمض النووي، هذا بالاضافة الى اطلالاته المتعددة في مؤتمرات دولية وعبر الاعلان المحلي والعالمي".

واردف: "لقد تمكن المرحوم غازي بفضل نضاله من احصاء الاسرى المخفيين قسرا ومن الحصول على الافراج عن عدد منهم على دفعات من دون اي تمييز ديني او سياسي او مناطقي، ومن حمل القضية الى تحت القبة البرلمانية املا ولو بعد مماته ان تصبح قضية وطنية تشريعية واجرائية، متحررة من التجاذبات السياسية فتكون هيئة وطنية خاصة بشؤون المفقودين وضحايا الاختفاء القسري تندرج في اطار الاتفاق الدولي لحماية هؤلاء الاشخاص المعتمد من منظمة الامم المتحدة".

وقال: "الى بيت الاب انطلق ايها العزيز غازي المناضل الانساني والاجتماعي بإمتياز تصحبك صلوات ودموع الضحايا واهاليهم ورفاق خيمة "سوليد" الذين ودعتهم جثة هامدة بل ناطقة والمحبين الكثر وابناء بلدتك الدليبة والمنطقة، راجين لك اكليل المجد في السماء والمشاهدة السعيدة حيث تحمل قضيتك الى امام العرش الالهي صلاة وتشفيعا".

وختم: "وعلى هذا الامل واعرابا لكم عن عواطفنا الابوية لقد كلفنا سيادة اخينا المطران كميل زيادة راعي ابرشية انطلياس السامي الاحترام الصلاة لراحة نفسه وننقل اليكم تعازينا الحارة، تغمد الله روح الفقيد الغالي وسكب على قلوبكم بلسم العزاء".

وسام الشرف

بعد ذلك قلد باسيل الفقيد وسام الشرف اللبناني الفضي، وقال: "تقديرا لنضالك في الدفاع عن المنفيين قسرا وعملك المخلص لجميع اللبنانيين، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الشرف اللبناني وكلفني وشرفني ان اضعه على نعشك في يوم فرقاك والتقدم من عائلتك بالعزاء الحار.

ثم ووري الفقيد في مدافن البلدة.

 

عون استقبل وفودا مهنئة واطلع من سليمان على عمل المجلس الدستوري: وضع المؤسسات القضائية يحتاج الى إعادة تقييم

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016/وطنية - واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، فاستقبل عند الرابعة، وفدا من المجلس الدستوري برئاسة رئيسه الدكتور عصام سليمان الذي هنأه بانتخابه، وأطلعه على عمل المجلس الدستوري والصعوبات التي كانت تواجهه، مشيرا إلى إعداد مشروع لتوسيع صلاحيات المجلس. وشكر الرئيس عون للوفد التهنئة، شارحا وجهة نظره من عمل المجلس الدستوري ومسؤوليته في المحافظة على دستورية القوانين، مركزا على ما كان أكد عليه في خطاب القسم لجهة "تحرير القضاء من التبعية السياسية". وأكد الرئيس عون أن "الوضع الحالي للمؤسسات القضائية عموما والمجلس الدستوري خصوصا، يحتاج إلى إعادة تقييم حتى تعمل هذه المؤسسات إستنادا إلى القوانين والنظم المعمول بها بعيدا عن أي مداخلات من أي جهة أتت".

المارونية للانتشار

والتقى الرئيس عون وفدا من "المؤسسة اللبنانية للانتشار" برئاسة رئيسها الفخري الوزير السابق ميشال إده وفي عداده الرئيس التنفيذي نعمت افرام. وتحدث إده مؤكدا أن "انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية سابقة تاريخية بعد 28 سنة من النضال من أجل الحرية والسيادة والاستقلال"، مشيرا إلى أن "الانتخاب ترك ردود فعل إيجابية لدى اللبنانيين على اختلاف مواقعهم والذين عليهم أن يتكاتفوا من أجل مساعدة رئيس الجمهورية في مسيرة بناء الدولة". كذلك تحدث افرام عن عمل المؤسسة على "تعزيز التواصل مع لبنان المنتشر".

ورد الرئيس عون مشددا على دور اللبنانيين المنتشرين في الخارج وأهمية "تجديد التواصل معهم"، مركزا خصوصا على "الاستفادة من الطاقات الاغترابية"، منوها بالجهد الذي بذلته وزارة الخارجية في هذا الصدد، معتبرا أن "تجاوب اللبنانيين والمتحدرين من أصل لبناني هو العامل الاساسي لضمان نجاح قيام لبنان بجناحيه المقيم والمغترب".

مؤسسة العرفان

واستقبل رئيس الجمهورية وفدا من مؤسسة العرفان التوحيدية برئاسة الشيخ علي زين الدين الذي نقل تهاني المؤسسة، داعيا إلى "التفاف اللبنانيين حول رئيس الجمهورية خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان".

وشدد الرئيس عون في رده، على "ضرورة التشبث بالوحدة الوطنية عموما وبوحدة الجبل خصوصا"، مؤكدا على إرادته "العمل لتعزيز الأمن والاستقرار في لبنان وتحقيق الإنماء المتوازن ورفع الحرمان، وإقرار قانون للانتخابات النيابية كي تجري في موعدها وتعكس إرادة اللبنانيين".

الكنيسة الانغليكانية

والتقى رئيس الجمهورية وفدا من الكنيسة الأنغليكانية برئاسة رئيس الأساقفة على كرسي القدس المطران سهيل دواني الذي نقل إليه تهاني أبناء الكنيسة الأنغليكانية. ولفت الى أن "فرحة المسيحيين المشرقيين كبيرة بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية"، مؤكدا على دوره "المهم في إعادة تثبيت الحضور المسيحي في الشرق الأوسط". وعرض أبرز ما تقوم به مؤسسات الكنيسة الأنغليكانية في لبنان من أعمال إنسانية واجتماعية.وشكر الرئيس عون الوفد على تهانيه، مؤكدا "العمل على إعادة الدور الريادي لمسيحيي الشرق والدفاع عن حقوقهم، وإيجاد الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين ووقف الممارسات العدوانية بحق الشعب الفلسطيني"، متمنيا أن "تكون كنائس العالم إلى جانب لبنان ويخفق قلبها مع الشعب اللبناني".

وقدم المطران دواني إلى الرئيس عون صليبا من خشب القدس.

 

عون التقى البطريرك الماروني وتسلم اوراق اعتماد 7 سفراء الراعي: الاستقلال استعاد قيمته ولتجنب لغة استنباط الخلافات والمعارك

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016 /وطنية - اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، "ان عيد الاستقلال استعاد هذا العام قيمته ورونقه وعزته بوجود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد فراغ حرم اللبنانيين من احياء هذا العيد الوطني الكبير الذي يشكل اساس كرامتنا كلبنانيين في وطن ينعم بكامل استقلاله وسيادته". واذ تمنى البطريرك الراعي ان "يوفق الرئيس عون في تحقيق امنيات اللبنانيين وآمالهم"، اشار الى انه "لم ير سببا للرد الذي تناول كلامه في بكركي امس، وقال انه استغرب الموضوع". كلام البطريرك الراعي، جاء في اعقاب خلوة جمعته مع رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، تلاها اجتماع موسع حضره مطارنة الطائفة المارونية، جدد خلاله البطريرك التهنئة بانتخاب الرئيس عون وشكره على الزيارة التي قام بها الى الصرح البطريركي الماروني امس. كذلك، هنأ البطريرك الرئيس عون بعيد الاستقلال، وقال: "لدى دخولنا الى باحة القصر، شعرنا بأن الحياة والكرامة عادتا الى هذا المقر- الرمز، وكل ما نتمناه هو ان توفق فخامة الرئيس في تحقيق امنيات اللبنانيين وامالهم". ورد الرئيس عون شاكرا البطريرك واعضاء الوفد المرافق على تمنياتهم، مشددا على "اهمية مشاركة جميع اللبنانيين في الورشة الوطنية التي حدد خطوطها العريضة في خطاب القسم".

الراعي

بعد اللقاء، تحدث البطريرك الراعي للصحافيين، فقال: "جئت مع اخواني السادة المطارنة باسم سينودس اساقفة كنيستنا البطريركية المارونية المقدس حتى نبادل فخامة الرئيس العماد ميشال عون الزيارة التي شرفنا بها امس في الكرسي البطريركي في بكركي، جريا على تقليد عريق. فنجدد لفخامته رسميا تهانينا الحارة بانتخابه رئيسا للجمهورية، متمنين له النجاح في تحقيق كل امنياته الوطنية الكبيرة بمؤازرة المؤسسات الدستورية والعامة ومعاونيه". اضاف: "تشرفنا ايضا بهذه الزيارة لفخامة الرئيس، لنقدم له، ومن خلاله، لكل اللبنانيين، اخلص تهانينا وأمنياتنا وتمنياتنا بعيد الاستقلال المقبل، وقد استعاد العيد قيمته ورونقه وعزته بوجود رئيس للجمهورية، بعد فراغ حرم اللبنانيين من احياء هذا العيد الوطني الكبير الذي يشكل اساس كرامتنا كلبنانيين في وطن ينعم بكامل استقلاله وسيادته". وتابع: "وأتينا، ثالثا، لكي نودع فخامة الرئيس قبل سفري الى روما ومرسيليا وليون. ففي روما اشارك في اجتماع مجمع الكرادلة والاحتفال بمنح رتبة الكردينالية للكرادلة السبعة عشر الجدد. وفي اليوم الثاني الاحتفال بالقداس الالهي معهم الذي يرأسه قداسة البابا فرنسيس في بازيليك القديس بطرس. وفي مرسيليا، ابارك تدشين المباني الجديدة في الـfoyer الفرنسي- اللبناني التابع للبطريركية، وألتقي رئيس اساقفة الابرشية المطران جورج pontier، الذي هو حاليا رئيس مجلس اساقفة فرنسا، واحتفل بالقداس السنوي للمؤسسة الكنسية الاجتماعية- الانمائية l'oeuvred'orient. وفي ليون، اقوم بزيارة راعوية لجاليتنا المارونية واللبنانية، واجري لقاء تعاون وعمل مع نيافة الكاردينال فيليب Barbarin، رئيس اساقفة الابرشية". وقال: "يسعدني ختاما، ان احييكم باسم اخواني السادة المطارنة، انتم الصحافيون والصحافيات الكرام الذين تعملون في القصر الجمهوري. واحيي المؤسسات الاعلامية المتنوعة. ونشكركم على خدمة الحقيقة التي تكون رأي عام سليم، راجين، وهذا اوجهه الى كل الاعلاميين، تجنب لغة استنباط الخلافات والمعارك، حيث لا توجد. عاش فخامة رئيس الجمهورية! عشتم! وعاش لبنان".

ولدى سؤاله عن سبب الرد الذي تناول كلامه بالامس في بكركي، اجاب: "اني لم اجد سببا، واستغربت الموضوع".

حبيش

واستقبل الرئيس عون النائب هادي حبيش الذي هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية، وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد".

تقديم أوراق اعتماد

الى ذلك، شهد القصر الجمهوري اليوم تقديم اوراق اعتماد سبعة سفراء معتمدين في لبنان، يشكلون الدفعة الثالثة من رؤساء البعثات الديبلوماسية الذين يقدمون اوراق اعتمادهم لرئيس الجمهورية تباعا بعدما كانوا يمارسون مهامهم الديبلوماسية بصفة قائمين بالأعمال. وتضمنت الدفعة الثالثة سفراء: كندا ميشيل كامرون، جمهورية العراق علي عباس بندر العامري، جمهورية قبرص كريستينا رافتي، جمهورية باكستان الاسلامية آفتاب احمد خوخر، جمهورية اذربيجان آغا ساليم شاكروف، جمهورية النمسا ماريان وربا، وجمهورية تشيكيا ميكايلا فرونكوفا. وحضر تقديم اوراق الاعتماد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والامين العام لوزارة الخارجية السفير وفيق رحيمي والمدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية لحود لحود ومديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة ميرا ضاهر فيوليدس. ولدى وصول السفراء تباعا الى القصر، أقيمت المراسم والتشريفات المعتمدة، فعزفت موسيقى الجيش نشيد البلاد التي يمثلها السفير في الوقت الذي رفع فيه علم دولته على سارية القصر الجمهوري الى جانب العلم اللبناني. بعد ذلك حيا السفير العلم ثم عرض سرية من لواء الحرس الجمهوري، دخل بعدها الى صالون 22 تشرين وسط صفين من الرماحة، ومنه الى صالون السفراء حيث قدم اوراق اعتماده الى الرئيس عون كما قدم له اعضاء البعثة الدبلوماسية.

ولدى مغادرة السفير، بعد تقديم اوراق الاعتماد، عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني اللبناني. ونقل السفراء الى الرئيس عون تحيات رؤساء دولهم وتمنياتهم له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية، مؤكدين له العمل من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع بين لبنان وبلدانهم. وحمل رئيس الجمهورية السفراء تحياته الى رؤساء دولهم متمنيا لهم التوفيق في مهمتهم الدبلوماسية.

نبذات عن السفراء

وفي ما يلي نبذة عن سيرة حياة السفراء الذين قدموا اليوم اوراق اعتمادهم:

سفيرة كندا ميشيل كامرون Michelle Cameron

حائزة على اجازة في علم الاحياء وعملت مدرسة ومحاضرة ومدربة للغة الفرنسية قبل ان تدخل الى قسم العلاقات الدولية والتجارية في وزارة خارجية بلادها. تقلبت في مناصب عدة في سفارات كندا لدى تركيا وافغانستان قبل ان تعين مديرة تنفيذية لقسم التفتيش في وزارة الخارجية والتجارة والنمو الكندية.

سفير جمهورية العراق علي عباس بندر العامري

حائز على شهادة دكتوراه في الفيزياء من جامعة بغداد. شارك في مؤتمرات عدة ولديه العديد من المؤلفات. عمل رئيسا لدائرة في وزارة خارجية بلاده برتبة سفير، قبل ان يعين سفيرا في ابوجا ومن ثم لدى منظمة الاكواس.

سفيرة جمهورية قبرص كريستينا رافتي Christina Rafti

حائزة على اجازة في القانون من جامعة فيرفيك في المملكة البريطانية. عملت محامية في بلادها قبل ان تتقلب في مناصب عدة في وزارة خارجية قبرص حيث تولت ادارة ملف تقسيم الجزيرة القبرصية، وكانت رئيسة البعثة التي تولت بحث العلاقات الثنائية بين بلادها والاتحاد الاوروبي، قبل ان تتولى رئاسة قسم العلاقات الدولية والمنظمات الدولية في وزارة خارجية بلادها.

سفير جمهورية باكستان الاسلامية آفتاب احمد خوخر Aftab Ahmad Khokher

عمل في بعثات بلاده لدى طاشقند وجنيف، بعد ان انضم الى وزارة خارجية بلاده في العام 1991 وهو حائز على اجازتين في العلوم السياسية والاقتصاد.

سفير جمهورية اذربيجان آغا ساليم شاكروف

شغل مناصب عدة في كل من ليبيا والعراق ابرزها كمترجم عسكري قبل ان يكلف ادارة منظمة المؤتمر الاسلامية في وزارة خارجية بلاده. عين في عدة مناصب في سفارة بلاده لدى مصر قبل ان يعين سفيرا في ليبيا وبعدها في لبنان.

سفير جمهورية النمسا ماريان وربا Marian wrba

حائز على دراسات عليا من جامعة كليرمونت في كليفورنيا وماجستير بفن الدراسات الدولية. التحق بوزارة خارجية بلاده حيث تقلب بمناصب عدة قبل ان يتم تعيينه في سفارات النمسا في تل ابيب، براغ وسلوفاكيا. شغل منصب رئيس دائرة العلاقات الاقتصادية الخارجية الثنائية للولايات المتحدة الاميركية وافريقيا وآسيا والشرق الاوسط ومنطقة الخليج في وزارة خارجية بلاده، ورئيس دائرة الاستراتيجيات الكبرى الاقليمية والوطنية وما وراء الحدود في الاتحاد الاوروبي. وهو يتكلم 8 لغات.

سفيرة جمهورية تشيكيا ميكايلا فرونكوفا Michaela Fronkava

حائزة على شهادة دكتوراه في الصيدلة والعلوم الطبية، اضافة الى شهادة دراسات في القانون الاوروبي، وفي الدراسات الاوروبية المتخصصة من المركز الدولي للتنشئة الاوروبية بفرعيه في نيس وبراغ.

عملت كطبيبة معالجة في براغ قبل ان تدخل الى وزارة الخارجية وتتقلب في مناصب عدة حيث عملت في سفارات بلادها في كل من فنلندا، فرنسا، المغرب، موريتانيا، السنغال، وكندا. عينت مستشارة لدى وزارة خارجية بلادها، ومديرة لقسم اوروبا الشرقية لدى الوزارة. لها مقالات عدة وشاركت في محاضرات دولية حول المسائل الاوروبية.

 

الرئيس أمين  الجميل افتتح ورشة عمل عن الشفافية والمساءلة: لترسيخ مفهوم المواطنة في الثقافة السياسية وارساء دولة المؤسسات

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016 /وطنية - افتتح الرئيس أمين الجميل ورشة عمل "الشفافية والمساءلة" التي اطلقتها مؤسسة "بيت المستقبل" بالتعاون مع مؤسسة "كونراد أديناور" و"منظمة الشفافية الدولية"، في مقر بيت المستقبل في سرايا بكفيا بحضور النائب غسان مخيبر، الوزيرين السابقين خالد قباني وزياد بارود، ممثلة مؤسسة "كونراد اديناور" في لبنان هلا ناصر، عضو الهيئة الادارية العالمية لمنظمة الشفافية الدولية ندى عبد الساتر، امين عام المنظمة العربية لمكافحة الفساد عامر خياط، مدير البرنامج الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي اركان السبلاني، رئيس المجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك وعدد من المتخصصين.

الجميل

بداية النشيد الوطني ثم تحدث الجميل فقال: "يشهد عالمنا الذي بات اليوم قرية كونية صغيرة بفعل الثورة التكنولوجية مجموعة من المتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية، طالت كافة المفاهيم المرتبطة بالحكم، وأدت إلى اتساع نطاقه من المستوى الرسمي إلى المستوى غير الرسمي من خلال إشراك الأطراف المجتمعية". وترافق ذلك مع ظهور فلسفة جديدة في إدارة شؤون الدولة الحديثة طرحت مفهوما جديدا يهدف إلى صياغة عقد اجتماعي جديد بين الدولة والمجتمع وهو مفهوم الـ "Governance"، أطلق عليه البعض مسمى "الحكم الجيد" والبعض الأخر "الحوكمة الرشيدة". وظهر هذا المفهوم كجزء من ثقافة عالمية تقوم على تعزيز مشاركة الأطراف المجتمعية المتعددة مع الحكومة في صنع وتنفيذ السياسات العامة، تعبيرا عن الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والانتقال من نموذج الحكم المركزي إلى نموذج الحكم الموسع".

اضاف: "هذا المفهوم الجديد للحكم قضى على سرية العمل الإداري واعترف بالحق بالوصول إلى المعلومات كما بالحق بالمحاسبة، وبات الأخذ بمبدأ الشفافية كمبدأ عام في إدارة الشؤون العامة، قضية ملحة كأداة من أدوات الإصلاح الإداري وأحد روافد عملية التنمية المستدامة في المجالات التنموية كافة، فمبدأ الشفافية متلازم مع مبدأ المساءلة.

وعن السبل الكفيلة بإنفاذ مبدأي الشفافية والمساءلة، ركز على "بعض النقاط التي تتناول شقين: العمل التوعوي والعمل التشريعي والتنفيذي".

وعن العمل التوعوي، قال: "لا بد من العمل الجاد على توعية المواطن على أهمية الشفافية والمساءلة من باب توعيته على حقوقه وواجباته كمواطن وبالتالي كشريك في عملية الحكم والإدارة. نركز دائما على أهمية مفهوم المواطنة في إرساء دولة المؤسسات وأهمية ترسيخها في الثقافة السياسية والمجتمعية للمواطنين ولشريحة الشباب منهم بخاصة. فالحوكمة فرضت على الحكومة إشراك الأطراف المجتمعية كافة في الحكم والإدارة وفرضت على المواطن من جهة أخرى الإنخراط الجاد والمسؤول في هذه العملية. لن نذكر مرة أخرى بأهمية التربية المدنية في هذا المجال والإصلاح التربوي بعامة لجهة تحديث المناهج التربوية بعامة وأساليب التعليم أو لجهة إدماج مفهوم المواطنة والحوكمة الرشيدة في هذه المناهج".

وشدد الجميل على "ضرورة البدء بورشة تحديث للقوانين وبخاصة تلك التي ترعى عمل وهيكلة الإدارة العامة، إضافة إلى ورشة للاصلاح الإداري التي تبدأ بإعادة تفعيل مجلس الخدمة المدنية على أسس سليمة وأجهزة الرقابة والانتقال إلى الحكومة الإلكترونية".

ناصر

والقت ناصر كلمة مؤسسة "كونراد" وقالت: "يزداد وضع الشفافية والمساءلة في لبنان سوءا يوما بعد يوم، فوفقا للتقارير الأخيرة للمنظمات العالمية حول الفساد يحتل لبنان المركز 123 على 168 عالميا، وهو المركز الأول على مستوى العالم العربي، علما ان الدولة اللبنانية قد وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في العام 2008، غير انها لم تطبقها حتى اليوم".

ورأت انه "من الأهمية في لبنان، تشريع الحق في الوصول الى المعلومات ونشر المعلومات الأساسية للحكومة على المواقع الإلكترونية اضافة الى تفعيل آليات الرقابة الإدارية والبرلمانية والقضائية وتحديد الأطر القانونية لمعاقبة الفاسد والرافض للشفافية معاقبة صارمة".

عبد الساتر

من جهتها، رأت عبد الساتر ان "المطلوب في لبنان وعالميا تشخيص صحيح وعلمي لكلفة الفساد على المواطنين وبعده يصبح الحل أسهل. وطالبت بالأدوات القانونية اللازمة لتحقيق الشفافية والمساءلة، مثل قانون حق الحصول على المعلومات، فهذا القانون يعطي الحق للمواطنين بالوصول الى المعلومات غير السرية وغير المتعلقة بالامن القومي".

واعلنت: "ان الحكومة الحالية سحبت القانون من مجلس النواب لاعادة درسه، علينا الضغط من جديد لإقراره، اما القانون التوأم لهذا القانون هو قانون حماية المبلغين عن الفساد، يشكل هذان القانونان أطارا للحد من الفساد إضافة الى تطبيق الحكومة الالكترونية ما يخلق لاحقا ثقافة الشفافية من قبل المواطن والمسؤول".

وتحدثت عن التقرير الدولي الذي تصدره المنظمة سنويا الذي اظهر ان "الدول الاقل فسادا هي الدول الاكثر سعادة ويتمتع مواطنوها بالرفاهية والأمان. والدول الاكثر فسادا هي الدول التي سكانها الاكثر تعاسة".

وختمت انه "لا بد من وجود ضوابط للحد من السلطة المطلقة. في جميع الاحوال الفساد في لبنان بات يهدد الحكام، فالفساد في الدولة والمؤسسات بات يهدد الدولة والمؤسسات بالسقوط".

الجلسة الأولى

عقدت الجلسة الأولى تحت عنوان "الفساد"، خصصت للتعريف بمفهوم الفساد وبأشكاله المختلفة وحددت العوامل الرئيسة الكامنة في النظام الوطني والتي تؤدي إلى استشرائه. أدارها نائب رئيس مؤسسة "أبفي" لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عبدو بجاني، وتحدث فيها رئيس الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية بدري معوشي وتطرق خلالها أمين عام المنظمة العربية لمكافحة الفساد عامر خياط "لحال الفساد السياسي في بعض الدول العربية مع ما يشمله من احتكار للسلطة وعدم تداولها او الفصل بين السلطات والتلاعب بالانتخابات والمحسوبية وعدم استقلالية القضاء مما يؤدي الى شلل المؤسسات وظهورالدول الفاشلة".

اما الوزير السابق قباني فاعتبر ان "دولة تعتبر فيها الثروة وسيلة لبلوغ السلطة، والسلطة اداة لبلوغ الثروة، هي الدولة لا تقيم وزنا لإحترام القانون ولقيم الحق والمساواة والعدالة تشكل بيئة حاضنة للفساد. وما يحصل في لبنان يثبت ان الديموقراطية لم تؤمن الاليات المناسبة لما يتطلبه مجتمعنا من اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. واذا لم تعمل القيادة السياسية على بث روح جديدة في الحياة السياسية والسعي الى بناء ادارة حيادية نزيهة شفافة حريصة على المصلحة العامة فلا امل بالإصلاح ولا امل بالقضاء على الفساد".

الجلسة الثانية

أدار الجلسة الثانية بدري المعوشي، وتحدث فيها كل سبلاني الذي اعلن ان "لبنان وقع على الاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد عام 2008، وعام وصدق عليها عام 2009 ثم شكلت لجنة وزارية عام 2012 لتطبيق هذه الاتفاقية التي تتضمن التدرج في عملية مكافحة الفساد: الوقاية، التجريم، التعاون الدولي واخيرا استعادة الاموال".

بدوره عرض القاضي مارسيل باسيل ما "تقوم به وزارة العدل في مجال مكافحة الفساد من تبادل المعلومات الضرائبية، مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب، الانضمام الى الاتفاقية الدولية لقمع الارهاب وقوانين اخرى قيد الدرس: حق الوصول الى المعلومات الحكومة الالكترونية".

النائب مخيبر اعتبر بدوره ان "مكافحة الفساد هو جزء من مشروع بناء الدولة ويتسم بخصوصية كونه بنيوي ويرتبط بالبيئة السياسية للدولة واسوأ وجوهه هي الزبائنية". ورأى ان "الفساد هو مجموعة جرائم ويمكن حله بمعادلة بسيطة وهي ان نجعل كلفة الفساد على الفاسد اغلى من المنافع المتأتية منه". واعتبر ان مجلس النواب "مقصرا في ممارسة دوره الرقابي فمنذ الطائف حتى اليوم لم يعقد سوى 18 جلسة مساءلة للحكومات وطالب بتعديل النظام الداخلي لمجلس النواب وتعديل دوره الرقابي"، واعلن ان "قانون حق الوصول الى المعلومات بات جاهزا يتوقع ان يقر باول جلسة لمجلس النواب ومن اهم احكامه انه يسمح بحالات النشر الحكمي للمعلومات واهمها مصارف، الادارات، البلديات والشركات التي تعمل في خدمة عامة. القانون الاخر الجاهز هو حماية المبلغين عن الفساد وهو يتضمن احكاما جيدة لتشجيع كاشفي الفساد وجمايته وظيفيا ومكافأته".

وختم مخيبر: "يبقى الأهم هو استعمال هذه المنظومة والسعي لكي تبصر النور. لا يمكن ان ننجح سوى بتحالف النزيهين. في الادارة والقضاء ومجلس الوزارء والكتل النيابية والبرلمان. برلمانيين من اجل مكافحة الفساد ربط النواب بدورهم الرقابي والتشريعي وايجاد شراكة بين السلطة والمجتمع المدني والاطراف المجتمعية الاخرى".

الجلسة الثالثة

واستعرضت الجلسة الثالثة التي ادارها المهندس سامي حداد مشكلتين مستديمتين في لبنان "تشكلان سببا رئيسا وراء إحباط اللبنانيين استمرار فشل مؤسسة كهرباء لبنان منذ نهاية الحرب في العام 1990، في تأمين حاجات لبنان من الطاقة الكهربائية المنزلية والصناعية". تحدث فيها كل من رئيس مجلس الخصخصة في لبنان زياد حايك عن الشراكة بين القطاعين العام والخاص معلنا "السعي الى تنظيم العلاقة بين القطاعين عبر قانون لتأمين الشفافية، والفصل بين من يريد وبين من يؤمن الخدمة".

اما المستشارة السابقة في مؤسسة كهرباء لبنان جينا شماس فتحدثت عن "وضع مؤسسة الكهرباء والفساد المستشري فيها"، فيما رأت رئيسة برنامج الهندسة البيئية في جامعة البلمند ميرفت الهوز ان "مسألة الشفافية والمسائلة هما دعامتان للحوكمة الرشيدة وجودهما يعزز ادارة النفايات".

بارود

واختتم الوزير السابق زياد بارود ورشة العمل بكلمة قال فيها: "الكلام في الفساد كثير والعمل قليل وليس كل من يدعي مكافحة الفساد يقوم به". واعتبر ان "هناك سياسات لمكافحة الفساد انما لا وجود لتدابير ادارية وقضائية". ولفت الى ان "هناك مستويات لمكافحة الفساد يجب العمل عليها: المستوى التشريعي ومستوى اداء مجلس النواب، فبغياب رئيس للدولة لم يكن المجلس يجتمع لممارسة دوره الرقابي، وبعد انتخاب رئيس لا سبب لعدم ممارسته مهامه الرقابية وهذا ما ننتظره ي الأيام المقبلة".

وطالب ب"اقرار عدد من القوانين المطلوبة لمواكبة عمل مكافحة الفساد منها قانون الحق بالحصول على المعلومات الذي نوقش في اللجان، فحق الوصول الى المعلومات من القوانين الأساسية للمساءلة، اضافة الى قانون حماية كاشفي الفساد وعدد من القوانين الأحرى والإتفاقات الدولية التي يجب اقرارها". كما طالب "السلطة التنفيذية بتحصين الهيئات الرقابية وابعاد النفوذ السياسي عنها، واعطاء دور كبير لوسيط الجمهورية الذي تم انشاؤه بقانون عام 2005 ولا يزال غير مطبق الى الآن"، كما دعا كل الهيئات الناظمة الى القيام بدورها.

وشدد على "ضرورة ابعاد التدخلات السياسية عن القضاء وتفعيل دوره واطلاق دور الأعلام والصحافة الأستقصائية لمواكبة عمل القضاء وتزويده بالمواد الازمة فيتحول الإعلام الى شريك اساسي في مكافحة الفساد".

 

شارل مالك مكرما في AUST: تمثال رائد شرعة حقوق الإنسان في حديقة المبدعين

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016 /وطنية - افتتحت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) موسمها الثقافي للعام 2016-2017، بنشاط تكريمي ثقافي وهو زرع تمثال المفكر والديبلوماسي والسياسي والمساهم في وضع شرعة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة اللبناني الكبير الدكتور شارل مالك. وهو التمثال الخامس المزروع في "حديقة المبدعين" في الجامعة إلى جانب تماثيل كل من: الأديب والمفكر اللبناني العالمي جبران خليل جبران، الطبيب اللبناني العالمي مايكل دبغي، شاعر لبنان سعيد عقل، وعميد الصحافة اللبنانية غسان تويني.

وفي المناسبة، أقيمت ندوة عن المكرم حضرها جمع من الديبلوماسيين والسياسيين والأكاديميين والمثقفين ووفود من المهتمين بشارل مالك من مؤسسات وجمعيات، منها مؤسسة الفكر اللبناني في جامعة سيدة اللويزة التي تعنى بتوثيق إرث مالك الفكري، والهيئتان الإدارية والتعليمية في الجامعة، إلى عائلة المكرم وأصدقائه. أدارت الندوة مديرة الدائرة الإعلامية والعلاقات العامة في الجامعة ماجدة داغر، وكانت كلمات وشهادات في المكرم من: رئيسة الجامعة السيدة هيام صقر، السفير الدكتور جوي تابت، رئيس كلية اللاهوت للشرق الأدنى الدكتور جورج صبرا، الباحث في مؤسسة الفكر اللبناني الأستاذ طوني نصرالله والدكتور حبيب شارل مالك.

هيام صقر

وفي كلمتها، استذكرت السيدة صقر معرفتها بالمكرم عندما كان استاذها في الجامعة الأميركية في بيروت، وقالت: "هو عملاق من بلادي، يعزى له الفضل الاكبر في الافكار والصياغة لشرعة حقوق الانسان التي اعتبرت أن للانسان حقوقا بمجرد أن يولد، حق الحياة والطبابة وحرية المعتقد والايمان وحرية التنقل وحق التعلم وحق البيئة النظيفة والماء النظيف والهواء النظيف وحق العيش الكريم. وبالرغم من فكره الرائد والثاقب كان المؤمن والمتواضع الذي يواظب على الصلاة وكم سمعناه يقول " أعطني يا رب أن أملك ايمان فلاح بسيط في أعلى قرية من قرى لبنان" أضافت صقر:"ليس احتفالنا اليوم بالكبير شارل مالك بعيدا من أهداف جامعتنا. ففي رسالتها الأساسية التي على أساسها بنينا غاية إنشائها، إدخال حقوق الإنسان برنامجا أكاديميا مستقلا بين اختصاصات الجامعة، كي ينشأ طلابنا على هذا النهج فيما يواصلون تحصيلهم العلمي أيًا يكن الاختصاص الذي اختاروه. من هذا المنطلق، يأتي احتفاؤُنا بشارل مالك رائدا نهج حقوق الإنسان، والمقرر الأول للجنة التي تولت صياغة الشرعة فكان إطلاقها في 10 كانون الأول 1948 حدثا عظيما للانسانية جمعاء".

تابت

وتحدث السفير تابت مهنئا الرئيسة السيدة هيام صقر، شاكرا الجامعة "على المبادرة الوطنية المميزة التي قامت بها وتقوم منذ سنوات، ألا وهي تجسيد محبتها لوطننا لبنان بتخليدها ذكرى عظماء من لبنان فتقيم لهم تماثيل تزين بها مداخل الجامعة. اشكرها بصورة خاصة على تكريمها اليوم، مرشدي وصديقي العبقري اللبناني العالمي الدكتور شارل مالك (ابو حبيب) الذي بوهج عقله المجنح ملأ القارات الخمس، رافعا اسم لبنان الى اعلى المراتب التي يستحقها. لقد ذكر الدكتور شارل مالك العالم بدور وفضل لبنان في صنع تاريخ الحضارة المتراكمة طيلة ستة آلاف سنة". وأضاف:" شارل مالك، عبقري، صعب، والكلام عنه أصعب، لأن عبقريته ثابتة ومركزة وموزعة بالتساوي بين مواهبه. فهو ليس عبقريا بعقله وحسب، انما ايضا بباقي مواهبه: عبقري بعقله وبفكره، بمحبته، بإنسانيته، بوطنيته، بلبنانيته. أعتز بمعرفتي الجيدة به وملازمتي له كمرشد لي وقدوة وصديق واخ له وللسيدة ايفا طيلة 28".

وتحدث عن مالك الفيلسوف والمساهم في شرعة حقوق الإنسان، وعن مبادئه الفكرية وعن لبنانيته الصميمة وعن عائلته وجوانب متعددة من حياته.

شهادة

أما الدكتور صبرا فأدلى بشهادة عن أستاذه ومعلمه شارل مالك، فقال:"اعتبر نفسي منعما عليه لأني تتلمذت على شارل مالك ولأنني استطيع أن أضيف اسمي الى لائحة طلابه ومن تأثروا به - وأنا لا أساوي نفسي بهم ولا اضع نفسي في مصافهم، بل شرف لي أن يرد اسمي - ولو احصائيا - مع اسمائهم - عنيت شخصيات وعقولا لبنانية وعربية مميزة من أمثال الأب عفيف عسيران، سعيد ابو علوان، فخري معلوف، البرت حوراني، يوسف الخال، ماجد فخري، فايز صايغ، هشام شرابي، حبيب هزيم (لاحقا البطريرك الراحل اغناطيوس الرابع)، غسان تويني، أديب صعب، وغيرهم". وتابع: "قبل أن يكون ديبلوماسيا ورجل سياسة كان شارل مالك وظل طوال حياته معلما، مربيا (educator) . آمن شارل مالك أن نشدان الحقيقة يفترض الانغماس في تراث متراكم لخمسة آلاف سنة، والخلق والعطاء الحقيقيان خارج هذا التراث المتواصل المتراكم مستحيلان. وهذا التراث الحي المتواصل "ينقل بالتعليم والقدوة من جيل الى جيل. (المقدمة 404).أهم حدث في حياة المفكر هو الصلة الحية التي كونته وقدحت فيه شرارة العقل والإبداع... "المهم"، كان يقول، "عمن اخذت الشعلة ومن قدح الشرارة فيك". (415) السؤال الأهم هو اذا "من هو معلمك وما هي مراجعك؟"(414)(...)".

نصر الله

وتحدث الباحث نصرالله عن مالك قائلا: "في سيرة شارل مالك وأعماله جوانب عديدة وهامة كل منها يستأهل دراسات معمقة. فلشارل مالك الفيلسوف كتابات رائدة. ولمالك السياسي مواقف هامة ساهمت في صناعة تاريخ لبنان الحديث، وتأملات روحية مسيحية عميقة منها ما نشر ومنها ما زال مخطوطا. وكذلك ترك لنا كتابات في المسكونيات أي في وحدة المسيحيين، وله أعمال فعالة في هذا المضمار على مستوى لقاءات بطاركة وبابوات. وله أيضا دراسات وأقوال نبوية في مسائل الشرق والغرب في إطار الحرب الباردة. أما في كلمتي فسأتناول مالك الديبلوماسي، مع تركيز على مساهمته في كتابة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنته الأمم المتحدة سنة 1948. قد يكون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أهم وثيقة كتبت في القرن العشرين إذا ما قيست بعدد الإستشهادات النصية المقتبسة منها، وبعدد ترجماتها وانتشارها وتأثيرها على دساتير الدول وسياساتها ومصيرها وإسقاط حكومات واندلاع ثورات باسمها. كذلك كتب المعلم مالك المادة 18 من الإعلان وهي المادة عن حرية المعتقد وحرية الضمير، بحيث تضمن هذه المادة حقوق من يشاء تغيير انتمائه الديني من دون قيد أوشرط، أرضاء للضمير".

كلمة العائلة

وفي الختام، كانت كلمة العائلة لنجل المكرم الدكتور حبيب شارل مالك، تحدث فيها عن والده القدوة وعن جوانب من مسيرته، وشكر الجامعة على مبادرتها المهمة، كما شكر كل المؤسسات والأفراد الذين كرموا والده ليبقى ذكره خالدا".

ازاحة الستارة

ثم توجه الجميع إلى حديقة المبدعين في الجامعة وأزاحوا الستارة عن تمثال شارل مالك الذي نحته في الصخر الفنانون الإخوة عساف، على وقع تسجيل صوتي للمكرم في حضور الضيوف والطلاب والأساتذة، وقدمت الجامعة للحاضرين نبتة زيتون هدية ذكرى في المناسبة.

 

فضل الله: على الجميع وخصوصا المواقع الدينية عدم الانزلاق الى مواقف تساهم في تعقيد الأمور

الجمعة 18 تشرين الثاني 2016 /وطنية - ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصانا به الإمام الحسين عن رسول الله، عندما قال: "يا أيها الناس، إني سمعت رسول الله يقول: من رأى منكم سلطانا جائرا، مستحلا لحرم الله، ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله، ألا وأن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله، وأنا أحق من غير". اضاف: "لقد أراد لنا رسول الله من خلال هذه الوصية أن نوسع دائرة اهتماماتنا، وأن يكون الله حاضرا في وجداننا، فرسول الله لن يكتفي منا بما تعارفنا عليه من صلاة وصيام وحج وخمس وزكاة فحسب، بل يريدنا أن نكون حاضرين في كل قضايا العدل والحرية والحق، وفي مواجهة الظالم، أي ظالم، والفاسد، أي فاسد، وفي مواجهة الانحراف الفكري والإيماني والأخلاقي، بأن لا نجلس جانبا على التل، وننظر إلى الصراع الجاري أمامنا، فإن فعلنا ذلك، فسنكون شركاء فيما آلت إليه الأمور، وسنتحمل نتائج ذلك فيما بعد، فما أصعبها من مسؤولية. لكن بذلك وحده تبنى الحياة وتنمو، وتصبح أكثر صفاء وطهارة وعدلا، وبذلك نواجه التحديات".

وتابع: "البداية من لبنان، حيث لا يزال اللبنانيون ينتظرون التشكيلة الحكومية التي ما زال أمامها بعض العقبات، وإن كانت غير أساسية، وهم يأملون من القوى السياسية أن تسارع إلى إزالة ما تبقى من هذه العقبات، والقيام بالدور المطلوب منها في هذه المرحلة، لتنطلق عجلة الحكم لمعالجة جادة للقضايا الاجتماعية والحياتية الملحة من ماء وكهرباء، إضافة إلى قانون انتخابي عصري يضمن صحة التمثيل، ومعالجة الفساد المستشري الذي بات يتهدد مفاصل الدولة، ويخشى أن يقوض أركانها. إن اللبنانيين ينتظرون الكثير من هذا العهد، ومن حقهم الحصول على حقوقهم، بناء على الآمال التي طرحها الرئيس الجديد، والوعود التي قطعها، هم يريدون أن يروا حكومة مختلفة عما سبق، تتغير فيها الوجوه، وتنطلق بآليات جديدة، ولكن ذلك لم يحصل، لأن لبنان لم يتغير بعد ليصل إلى هذه الصورة، ونأمل أن يتغير، فهو لا يزال محكوما بالحسابات والتوازنات الطائفية والمذهبية والسياسية، التي تجعل من التغيير أمرا صعبا، وقد لا يحصل في الوقت القريب. في هذا الوقت، تعود إلى الواجهة السجالات التي أخذت في الأيام الأخيرة بعدا طائفيا وسياسيا بين المواقع الدينية والسياسية، مما نخشى أن يؤدي إلى تعكير استقرار البلد، أو التأثير سلبا في أجواء الارتياح التي كانت سائدة، أو تعقيد مسيرة الحكم". ودعا فضل الله إلى "إيقاف هذه السجالات، رأفة بهذا البلد وإنسانه، والتعالي عن الخوض فيها، في الوقت الذي نريد من الجميع، وخصوصا المواقع الدينية، أن لا تنزلق إلى إطلاق مواقف تساهم في تعقيد الأمور، وقد ترفع نسبة الحساسيات الطائفية، وهي التي نريد لها أن يكون دورها جامعا ومتوازنا، وأن تتوخى الدقة في خطابها السياسي والديني، بما يساهم في تعميق الاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية.إن المطلوب من كل المواقع السياسية والدينية الارتفاع إلى مستوى المخاطر التي تهدد هذا البلد في إنسانه وأمنه، بعد أن تعب اللبنانيون من السجالات، ولا سيما في المرحلة المقبلة، وبعد الانتخابات الأميركية، حيث لا يعلم كيف سيكون مسار الرياح الدولية والإقليمية، ما يستدعي من كل الفرقاء السياسيين العمل لإيجاد أرض صلبة لمواجهة أي تغييرات قد تحصل". ولفت فضل الله إلى نقطتين:الأولى: هي ارتفاع منسوب الجريمة، ولا سيما الجرائم العائلية، التي شهدناها في الأسابيع الماضية، مما ينذر بنتائج خطيرة، وهذا يستدعي المسارعة إلى دراسة أسبابها، واستنفار الجهود لمعالجتها بكل الوسائل.الثانية: هي استسهال قطع الطرقات تحت عناوين مختلفة، مما أدى ويؤدي إلى حبس الناس في سياراتهم وتعطيل مصالحهم. ونحن في الوقت الذي نقف مع أي مطالب محقة للنقابات وغيرها، لكننا ندعو دائما إلى أن تكون الخطوات المطلبية مدروسة، بما لا يسيء إلى الناس ومصالحهم، حيث لا بد من أن تكون أساليب التعبير عن الاحتجاجات شرعية وحضارية. وعلى المستوى اللبناني أيضا، نتوجه بالتهنئة إلى اللبنانيين بيوم الاستقلال، حيث نستذكر الذين بذلوا التضحيات، وقدموا الأثمان من أجل استقلال لبنان وبقائه حرا عزيزا، من الجيش اللبناني والقوى الأمنية والمقاومة، ومن الشعب اللبناني الذي عانى في هذا الطريق، ولا سيما أولئك الذين يقفون الآن على الحدود الشرقية والغربية وفي الداخل، ويمنعون عن البلد كل من يريد العبث بأمنه واستقراره، فالاستقلال ليس تاريخا نقف عنده، بل هو محطة نستمد منها معاني التضحية من أجل الوطن". وقال: "إلى سوريا، التي يستمر فيها نزيف الدم والدمار، بفعل السعي الدولي والإقليمي لتقاسم النفوذ على هذا البلد، وجعله ساحة للتجاذبات البعيدة عن مصالح هذا البلد، ما يستدعي من كل الحريصين عليه مد يد العون إليه، لاستعادة وحدته وقيامه بدوره الريادي".

اضاف: "وإلى العراق، حيث يستمر الشعب العراقي بكل تنوعاته الدينية والقومية، وبجيشه وحشده وعشائره، في تقديم أغلى التضحيات، ودفع أثمان عالية من أجل إزالة الكابوس الجاثم على صدر العراقيين، والذي يكتوون به جميعا.إن هذه الوحدة التي تعمدت بالدم، وتجاوزت الحساسيات المصطنعة بين مكوناتها، ستكون مفتاح الخلاص لهذا البلد والنهوض به. ونتوجه في هذه الأيام إلى كربلاء، التي تهفو إليها أفئدة العراقيين والقادمين من كل فج عميق، رغم الأخطار المحدقة بهم، ليعبروا عن حبهم وعشقهم وولائهم للحسين وأصحابه وأهل بيته، ويجددوا عهدهم مع الحسين بأنهم لن يخذلوه، وأنهم سيكونون حاضرين في كل ساحات الحق والعدل والحرية. ان هذه الجموع المحتشدة ليست، كما يصورها البعض، في مواجهة المذاهب الأخرى أو الأديان الأخرى، بل على العكس، هي عنوان للوحدة والانفتاح، ومد جسور التواصل مع الآخرين، في مواجهة دعاة الفتنة الذين يريدون شرا بالبلاد والعباد، فلا يمكن لمن يردد شعار الحسين "أريد الإصلاح في أمة جدي"، أن يكون داعية فتنة أو أن يعمل لها.إن هذه الأصوات الهادرة ستبقى واضحة في أهدافها، في مواجهة الاستكبار والظلم والفساد والانحراف والطغيان، أيا كان عنوانه أو موقعه وهويته".