المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 تشرين الثاني/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.november21.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

بِمَا أَنَّ الأَبْنَاءَ شُرَكَاءُ في اللَّحْمِ والدَّم، صَارَ هُوَ أَيْضًا شَرِيكًا فِيهِمَا، لِيُبْطِلَ بِالمَوتِ مَنْ لَهُ سُلْطَانُ المَوت، أَي إِبْلِيس

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/مقالتي المنشورة يوم الأحد في جريدة السياسة/مرحلة الهزيمة والأحزاب الـ  14 آذارية

الرئيس القوي وجيش الوهاب .. قوي عا مين ووين وكيف/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عشر سنوات على غياب بيار أمين الجميل/خيرالله خيرالله/العرب

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 20/11/2016

الأمّة اللبنانية تفتخر بجيشها البطل/أبو أرز

ثلاثية العبيد والحريم والخصيان في قصور الامراء والسلاطين/وسام سعادة/فيسبوك

مشهدية الاستقلال في بعدين وتوازنين سياديين أين 14 آذار في ذكرى معوض وبيار الجميل

الحريري أقل المتضررين وتحذيرات لعون من نسخ طبعة لحود بري لرئيس الجمهورية: "إذا اقتربت كيلومترا "فسأقترب 100"/رضوان عقيل/النهار

استحقاقات مالية واستدانة وعجز يتخطى الـ 5 مليارات دولار سنوياً... فمن المنقذ؟/ابرهيم حيدر/النهار

الجاهلية أو القصَير 2: فلينظر العهد إن لم يسمع/علي الأمين/جنوبية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

"علَم الشعب" عاد إلى القصر بعد 27 عاماً وعون يذيع اليوم رسالة الاستقلال الأولى في عهده

الرياشي وكنعان: الثنائية المسيحية ليست لمحاربة أحد بل لاستعادة الحضور وتصحيح التوازن

علوش: على الحريري حسم الموقف لأن إرضاء الجميع مستحيل

حرب إلغاء على الكتائب والمردة/كمال ذبيان/الديار

انفجرت بين عون وبري.. والسبب جبران

استعراض حزب الله رسالة لعون

الهبة السعودية عائدة

التيار: لا نريد إعطاء فرنجية حقيبة وازنة

الحريري يرى نفسه مستهدفاً

هكذا تتطابق "ولاية الفقيه" مع داعش

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

العراق: أجراس كنائس بعشيقة تدق بعد عامين من الصمت

دمشق ترفض خطة دي ميستورا وباريس تحذّر من التقسيم

نظام الأسد يرفض مقترحاً أممياً بمنح شرق حلب إدارة ذاتية

هل يعين ترمب وزيراً للدفاع طرده أوباما بسبب إيران؟

ميليشيات الحشد: ننتظر أوامر سليماني لاقتحام قضاء تلعفر

ما المواصفات الغريبة التي طلبها ترمب بسيارته الرئاسية؟

لماذا لن تنتقل ميلانيا ترمب للبيت الأبيض؟

نائب ترمب: رومني مرشح بقوة لتولي "الخارجية"

لقاء مقتضب بين بوتين وأوباما على هامش قمة ابيك

إيران تخضع لتهديدات أميركا وتتخلص من الماء الثقيل

نائب ترمب: لست مستاء من التعليقات التي وجهت لي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون لن يوقِّع إلّا إذا اقتنع/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

من الاستقلال، إلى الاستغلال، إلى الاحتلال ماذا تغيّر في لبنان خلال 73 عاماً؟!/ اميل خوري/النهار

إياكم والشغور الثاني/ نبيل بومنصف/النهار

حتى لا تبقى الهدنة الرئاسية... هشّة/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

العهد التأسيسيّ وآخر الفرص/البروفسور باسكال مونان/جريدة الجمهورية

بيار الجميل.. حلم يتجدد في كل ذكرى/علي الحسيني/المستقبل

إقرأوا “الأخبار”/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

جرائم ضد الإنسانية في حلب/رندة تقي الدين/الحياة

فريق ترامب والاتفاق الإيراني/محمد هاني/الحياة

هذا القويّ لن ينقذنا/غسان شربل/الحياة

ماذا يريد مجلس التعاون أم ماذا يرسم ترامب/جورج سمعان/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

باسيل: تفاهماتنا وتحالفاتنا ثابتة واتخذنا خياراً نهائياً بالحفاظ عليها

وهاب: لرفض أي تسوية لا تضمن للدروز حقيبة سيادية ومن يقبل نحن نتكفل بمنعه بالقوة من المشاركة بالحكومة

تناصفت النتائج بين المستقلين والأحزاب في انتخابات المحامين فوز الياس ولحود واسطفان ومسعد في العضوية ومعلولي رديفاً/كلوديت سركيس/النهار

عون يتلقى برقيات تهنئة من رؤساء دول ويوجه رسالة الاستقلال مساء غد

نواف الموسوي: نرى في عون فرصة لإنقاذ لبنان من أزماته

بو صعب ممثلا عون في افتتاح جادة كميل شمعون: الاوطان التي لا تستلهم من كبارها نجاحات الحاضر وآفاق المستقبل محكوم عليها بالضعف والوهن

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

إنجيل القدّيس لوقا11/من27حتى31/:"فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان. رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.:

 

بِمَا أَنَّ الأَبْنَاءَ شُرَكَاءُ في اللَّحْمِ والدَّم، صَارَ هُوَ أَيْضًا شَرِيكًا فِيهِمَا، لِيُبْطِلَ بِالمَوتِ مَنْ لَهُ سُلْطَانُ المَوت، أَي إِبْلِيس

الرسالة إلى العبرانيّين02/من14حتى18//03/من01حتى06/:"يا إخوتي، بِمَا أَنَّ الأَبْنَاءَ شُرَكَاءُ في اللَّحْمِ والدَّم، صَارَ هُوَ أَيْضًا شَرِيكًا فِيهِمَا، لِيُبْطِلَ بِالمَوتِ مَنْ لَهُ سُلْطَانُ المَوت، أَي إِبْلِيس، ويُعْتِقَ جَمِيعَ الَّذِينَ كانُوا مَدَى الحَياةِ خَاضِعِينَ لِلعُبُودِيَّةِ خَوْفًا مِنَ المَوْت. فَمِنَ المُؤَكَّدِ أَنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ على عَاتِقِهِ ٱلمَلائِكَة، بَلْ نَسْلَ إِبْرَاهيم. ومِن ثَمَّ كَانَ عَلَيهِ أَنْ يتَشَبَّهَ بإِخْوَتِهِ في كُلِّ شَيء، لِيَصِيرَ عَظيمَ أَحْبَارٍ رَحِيمًا وأَمِينًا في مَا هُوَ لله، حَتَّى يُكَفِّرَ خَطايَا الشَّعْب. وبِمَا أَنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ قَدْ ٱبْتُلِيَ بِالآلام، فَهُوَ قَادِرٌ عَلى إِغَاثَةِ المُبْتَلَيْن. والآن، أَيُّهَا الإِخْوَةُ القِدِّيسُون، ٱلْمُشْتَرِكُونَ في الدَّعْوَةِ السَّماوِيَّة، تَأَمَّلُوا رَسُولَ وعَظِيمَ أَحْبَارِ ٱعْتِرَافِنَا، يَسُوع، وهُوَ مُؤتَمَنٌ لِمَنْ أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى مُؤْتَمَنًا على بَيْتِ اللهِ كُلِّهِ. فَإِنَّهُ قَدْ صَارَ أَهْلاً لِمَجْدٍ يَفُوقُ مَجْدَ مُوسى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي البَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ تَفُوقُ كَرَامَةَ البَيْت. فَلِكُلِّ بَيْتٍ إِنْسَانٌ يَبْنِيه، وبَانِي الكُلِّ هُوَ الله. وكانَ مُوسَى مُؤْتَمَنًا عَلى بَيْتِ اللهِ كُلِّهِ بِصِفَتِهِ خَادِمًا، لِيَشْهَدَ لِمَا سَوفَ يُقَال؛ أَمَّا المَسِيحُ فَكَالٱبْنِ على بَيتِهِ، وبَيتُهُ هُوَ نَحْنُ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وفَخْرِهِ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مرحلة الهزيمة والأحزاب الـ 14 آذارية

الياس بجاني/مقالتي المنشورة يوم الأحد في جريدة السياسة/مرحلة الهزيمة والأحزاب الـ  14 آذارية/21 تشرين الثاني/1614

http://al-seyassah.com/%d9%85%d8%b1%d8%ad%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%b2%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%80-14-%d8%a2%d8%b0%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%a9/

 

الرئيس القوي وجيش الوهاب .. قوي عا مين ووين وكيف!!؟

الياس بجاني/20 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/20/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%87%d8%a7%d8%a8/

شو المطلوب نفهمه نحنا المواطنين من اطلالة جيش الوهاب النهاب والملحق ببراميل وكيماويات عمنا الأسد؟

شو المطلوب نفهمه من اطلالة جيش الوهاب التابع مليون بالميي لإشارات هز أصابع مرشد الجمهورية المقيم سعيداً في حجره اللاهي؟

شو المطلوب نفهمه من اطلالة جيش الوهاب النهاب الموظف قداحاً ومداحاً عند الملالوي الأمني والمخابراتي وفق صفا وما يصطفيه ويفرخه ويفقسه من سرايا ومرايا؟

شو المفروض نفهمه من تظهر جيش الوهاب قبل يومين من عيد الإستقلال؟

وشو كان المفروض نفهمه من استعراض القصير العسكري ومن تهميشه الكامل والفاضح لإستعراض عيد الإستقلال؟

يلي بدو المرشد، السيد نصرالله يفهمنا ياه كتير واضح وكتير بسيط . والمفروض أن اللبيب من اشارات الوهاب يفهم وإلا!!

عم يفهما عالرايق أنه هو الحاكم وانو نحن كلنا مجرد أتباع وحاشية ولزوم ما لا يلزم…

عم يفهما انو يلي منا بيكبر راس شغلوه بيكون مع الصفا والسرايا والمتفرعات والأبواق.

عم يفهمنا المرشد أنه ما علينا كلبنانيين غير لاهيين سوى الطاعة والخضوع والخنوع وإلا!!

عم يفهمنا انو لازم وضروري نعمل متل ما عملو جماعة ركني احزاب 14 آذار ونبيع القضية.

عم يقلنا ننسى القضية ونعمل متل ركني وحزبي 14 آذار يلي استسلموا ورضخوا للأمر الواقع وبرموا وجهتون عالوزرات والمغانم والتناتش ودفنوا كل شي بيخص السيادة والدولة والقرارات الدولية والسلاح والدويلي.

بدو يفهما المرشد بان الأمره له وليست لرئيس الجمهورية ولا للحكومة ولا للدولة ولا للقوى الأمنية الشرعية.

بدو يفهما انو الرئيس ببعبدا وجوده وعدم وجود واحد لأنو الرئاسة هي للدويلة مش للدولة.

أكيد نحنا فهمنا..بس دخلكون يلي رافعين رايات النصر مع الرئيس من عرابين للعهد هني فهمانين؟

أكيد نحنا فهمنا ولكن هل أصحاب شركتي وركني 14 آذار هني فهمانين انو نحن الناس فهمانين وانو هني مكشوفين وانو كل رايات نفاقون ودجلون مفضوحا ومكشوفي ع الآخر؟

مبين انو هالعهد هو عهد تعميم الفوضى الخلاقة والملجمومي.

مبين انو هالعهد هو عهد تفريخ الميليشيات وتعميم موضة الإستعراضات العسكرية.

مبين انو هالعهد هو عهد تغييب الدولة وعهد اكمال حزب الشيطان سيطرته على الطوائف والمذاهب والساحات كلها..

مبين انو هالعهد هو كمان عهد الفيتوات والتحجيم وتفقيع وتنفيس البالونات المنفوخة … وعهد اليالي الملاح..

واكيد هيدا كله ماشيي اموره  تحت راية الرئيس القوي.. ورئيس استعادة الحقوق!!

السؤال هو قوي عم مين ووين وكيف.. طمونوننا طمنكم الله..!!

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عشر سنوات على غياب بيار أمين الجميل

خيرالله خيرالله/العرب/21 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/20/%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D8%B4%D8%B1-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D9%8A%D8%A7/

قبل عشر سنوات، بالتمام، اغتيل في إحدى ضواحي بيروت الوزير والنائب اللبناني بيار أمين الجميّل. لم يكن اغتيال هذا السياسي الشاب ذي المستقبل الواعد سوى حلقة في سلسلة من عمليات القتل والتفجير استهدفت إخضاع لبنان وحرمانه من أي شخصيات قادرة على امتلاك صفات معيّنة. في مقدّمة هذه الصفات القدرة على لعب دور إيجابي على الصعيد الوطني، وتوفير مناخ للتلاقي بين اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق. هذا ما استهدُف الشيخ بيار أمين الجميل من أجله نظرا إلى أنّه كان قادرا على ملء فراغ في الوسط المسيحي. كان قادرا على أن يكون جسرا بين اللبنانيين، خصوصا بعد الدور الذي لعبه في “ثورة الأرز” التي أخرجت القوات السورية من لبنان، وبعد الجهود التي بذلها من أجل إعادة الحياة إلى “حزب الكتائب اللبنانية” الذي أسسه جدّه الذي حمل الحفيد اسمه.

ليس سرّا أن بيار أمين الجميّل كان على علاقة وثيقة بسعد رفيق الحريري. نشأت صداقة بين السياسييْن سمحت بوجود نوع من التكامل بينهما، في وقت كان لبنان يحتاج بشدة إلى مزيد من التنسيق المسيحي-الإسلامي. لا شك أن من بين الأسباب التي دفعت إلى اغتيال بيار أمين الجميّل تلك العلاقة مع سعد الحريري الذي أصيب بكسر في يده بعدما ضرب بها الطـاولة إثر تبلّغه نبأ الجريمة. قبل ذلك، لعب بيار أمين الجميل دورا في استعادة “حزب الكتائب” من براثن النظام السوري الذي وضع على رأس “الكتائب” شخصيات جعلت اللبنانيين يتساءلون هل هذا هو حزب بيار الجميّل فعلا؟ هل لا تزال هناك علاقة تربط الحزب بلبنان السيّد الحرّ المستقلّ؟

لم يخش بيار أمين الجميّل الأجهزة السورية. أعاد بناء “حزب الكتائب” على أسس وطنية تتجاوز الاعتبارات الضيّقة والطائفية والمذهبية والمناطقية، في وقت كان الجنود السوريون ما زالوا في لبنان. وقتذاك، كان الرئيس أمين الجميّل والعماد ميشال عون في المنفى، وكان الدكتور سمير جعجع في السجن، وكان بيار أمين الجميّل يعمل على الأرض. كان من بين أوائل الذين قاوموا الاحتلال السوري بالفعل وليس بمجرّد الكلام… ولا بإثارة الحساسيات أو المعارك الخاسرة سلفا.

كان فقدان بيار أمين الجميّل خسارة لا تعوّض للبنان. صحيح أن حزب الكتائب بقي حيّا يرزق بفضل شجاعة الرئيس أمين الجميّل الـذي عضّ على جرحه. صحيح أيضا أن الشقيق الأصغر الشيخ سامي الجميّل ما لبث أن حمل شعلة إعادة الحياة إلى الحزب كي يبقى له موقعه في الساحة السياسية اللبنانية، لكنّ الصحيح أيضا أنّ بيار أمين الجميّل كان حالة خاصة. لم يكتف باستعادة “حزب الكتائب”. عمل في الوقت ذاته على تطوير الحزب وإعادة تنظيمه وانتشاره على خريطة لبنان كلّه. رفض باختصار التقوقع. الأهمّ من ذلك كلّه أنّه استوعب المرحلة الجديدة التي يمر فيها لبنان، ومن هم الأعداء الجدد للبلد بعد خروج السوري منه وقبل ذلك الخروج الذي دفعت إليه تظاهرة الرابع عشر من آذار. فهم، باكرا، من هم أعداء ثقافة الحياة التي ميّزت لبنان، ومعنى مشروع الإنماء والإعمار وإعادة بيروت على خريطة الشرق الأوسط ومعها لبنان.

هذه الحالة الخاصة التي اسمها بيار أمين الجميّل جعلت منه هدفا لأعداء لبنان الذين أرادوا إحلال وصاية أخرى مكان الوصاية السورية التي انتهت في اليوم الذي اغتيل فيه الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. كان مطلوبا في كلّ وقت منع التلاقي بين المسيحيين والمسلمين. ولذلك انصبّ الرصاص على بيار أمين الجميل الذي عمل من أجل تحقيق هذا الهدف بدل الدخول في مزايدات رخيصة ذات طابع شعبوي من أجل الحصول على دعم مسيحي مبني على التعصّب وإخراج الغرائز إلى العلن.

كان في استطاعة بيار أمين الجميّل تقديم الكثير للبنان عموما، وللمسيحيين خصوصا. لذلك كان مطلوبا التخلّص منه كي لا تعود هناك جسور بين المسلمين والمسيحيين. هناك حاجة يومية لدى أعداء لبنان لمواجهة مسيحية-إسلامية. هذا ما وعاه بيار أمين الجميّل الذي تطور خطابه السياسي إلى درجة كبيرة في السنوات التي سبقت الجريمة. انتقل من زعيم مسيحي إلى مرحلة صار ممكنا فيها أن يكون زعيما وطنيا بكلّ معنى الكلمة. وكان هذا تطورا جديدا فريدا من نوعه على صعيد حزب مثل “حزب الكتائب اللبنانية” لم يستطع يوما توسيع دائرة الانتماء إليه، خصوصا بعد انخراطه الخاطئ في الحرب اللبنانية عن طريق ميليشيا مسلّحة خاصة به. جعلته هذه الميليشيا، التي كانت جناحه العسكري، في مواجهة مع المسلمين على الرغم من أن الهدف الأصلي من قيامها كان مواجهة التجاوزات الفلسطينية.

سقط بيار أمين الجميّل شهيدا من أجل لبنان كلّه. سار مسلمون ومسيحيون خلف نعشه. جاء اغتياله ليؤكّد أنّ أعداء لبنان يعرفون تماما ماذا يفعلون. استهدفوا مروان حماده في الأول من تشرين الأول – أكتوبر 2004 لأنّه كان يرمز إلى التلاقي بين اللبنانيين، بين العلاقة القائمة بين رفيق الحريري ووليد جنبلاط، وبين وليد جنبلاط و”لقاء البريستول” الذي ما لبث أن انضم إليه ممثل لرفيق الحريري الذي كان بدأ يفهم معنى “لقاء قرنة شهوان” الذي رعاه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، أطال الله عمره.

اختار بيار أمين الجميّل الطريق الصعب. قاوم النظام السوري بذكاء شديد. لم يفقد يوما الأمل. وعندما تحقّق الانسحاب من لبنان، صار قطبا مسيحيا يمتلك امتدادا إسلاميا. لهذا السبب يصعب إيجاد بديل من هذا الرجل الذي كان مطلوبا كسر “حزب الكتائب” عبر الانتهاء منه.

بعد عشر سنوات على اغتيال بيار أمين الجميّل، لا يزال لبنان يقاوم. لا يزال “حزب الكتائب” موجودا. لا يزال هناك لبنانيون يعتبرون أن لا شيء يحدث بالصدفة في بلدهم. لم يكن اغتيال رفيق الحريري صدفة. كان الرجل في حجم بلد. لذلك كان مطلوبا تفجيره من أجل القضاء على البلد، ثمّ على أي مؤسسة ناجحة ترمز إلى لبنان وإلى إمكان قيامه.

لم يكن اغتيال جبران تويني وسمير قصير إلا من أجل التخلّص من جريدة “النهار”. لم يعد التخلصّ من “النهار” مستحيلا في ضوء الأزمة التي تواجه هذه الصحيفة. لم يكن اغتيال جورج حاوي إلا من أجل ثني أي يساري لبناني عن القيام بعملية مراجعة عميقة للذات.

لكلّ شهيد من الشهداء قصة. لكلّ من الشهداء الأحياء مثل مي شدياق وإلياس المرّ، وصولا إلى الشهيد الدكتور محمد شطح، مرورا بوليد عيدو وانطوان غانم ووسام عيد ووسام الحسن قصّة.

يبدو الجامع الوحيد بين قصص الشهداء، شهداء ما كان يعرف بالرابع عشر من آذار، هو الحرب المستمرّة على لبنان التي نعيش حاليا فصلا آخر من فصولها الحزينة. ففي غياب بيار أمين الجميّل، هناك خوف من وجود قوى تعتقد أن ما لم يتحقّق باغتيال رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما، واغتيال بقية الشخصيات السياسية والأمنية، يمكن أن يتحقّق بطرق سلمية… أي بالاغتيال السياسي!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 20/11/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تنشط المساعي لازالة العقبات وعقد التوزير القائمة، للاسراع في تشكيل الحكومة، والذي سيكون قريبا، وفق ما أكد الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي قال إن المهم الآن هو وضع القطار على السكة لانطلاقة قريبة جدا، فيما كشف النائب ابراهيم كنعان أن الشوط الأصعب في تشكيل الحكومة قد مر.

إلى ذلك، تعلق الأوساط أهمية على الزيارة التي يقوم بها إلى بيروت غدا، الموفدان السعوديان الأمير خالد الفيصل يرافقه وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج تامر السبهان. وتكتسب هذه الزيارة أهمية استثنائية انطلاقا من عنوانها المعلن، وهو تقديم التهنئة للعماد عون بانتخابه رئيسا، وتأكيد الدعم للبنان، إضافة إلى توجيه دعوة له لزيارة المملكة.

واليوم شهد القصر الجمهوري، عشية عيد الاستقلال، عودة علم الشعب إلى بيت الشعب، احتفالا لتكريم العلم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

المراوحة الحكومية مستمرة، والبلد في مساحة الانتظار. غدا موفدان سعوديان في بيروت، وبعد غد عيد الاستقلال، فهل تشكل استقبالات العيد في القصر الجمهوري فرصة للاجتماع ودفع التأليف الحكومي من جديد؟.

بالانتظار، تراكمت الرسائل السياسية، ومنها ما ظهر في الجاهلية بعرض ل"حزب التوحيد العربي"، معطوف على خطاب وئام وهاب، والخلاصة: انا موجود. توقيت العرض وأبعاد الكلام التوحيدي والمؤشرات المحيطة به، تؤكد ان وهاب لن يستسيغ توزيع الحصص الدرزية بين تقدم اشتراكي وديمقراطيٍ لبناني، لكنه دعا القيادات الدرزية للتضامن تحت راية المشايخ كي لا يتحول الموحدون إلى مواطنين درجة ثانية.

رسائل وهاب، استدعت ردا فوريا ممن أصابته سهامه، فالمغرد وليد جنبلاط ذهب في جلسة تأمل تصاعدي، بالرغم من بعض الضجيج المختلق وسهام ورقية طائشة. سهام جنبلاط ردها وهاب بقوله: نمور كرتونية لا تستأهل أكثر من صواريخ ورقية.

أعلى درجات الوحدة واليقظة سجلتها اليوم عشائر وعائلات وفاعليات بعلبك- الهرمل، التي التفت مع بعضها متضامنة متكافلة، تنشر الأمن أولا ثم الانماء. لقاء تشاوري وطني جامع تبنى مبادرة "حزب الله" وحركة "أمل" التي أطلقها السيد حسن نصرالله، ومضى اللقاء في تأسيس لجان تنفيذية تواكب وتؤازر وتطالب، كي لا يكون البقاع الشمالي مساحة للفلتان. فهل تكون الدولة على قدر مسؤولية ووعي أهل بعلبك- الهرمل؟.

أبعد من لبنان، اشتباك سوري- غربي حول منطقة ادارة ذاتية، سوق لها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تحت عنوان ادارة محلية من دون وجود المتشددين. ما وصلت إليه المفاوضات مع سوريا، يوحي بأن دمشق صارت تتحكم بزمام المبادرة، فترفض وتشترط وتطالب وتعترض، كل ذلك ما كان ليتم لولا انجازات الميدان وتحديدا في حلب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

غدا اللقاء في كربلاء الولاء.

أربعون سيد الشهداء تحييه الملايين، وفيه أمواج عشق متلاطمة على ضفة نهر الألم الجاري بين كربلاء الأمس وكربلاء كل يوم.

شاهدة تبقى أرض العراق على واقعة أحزان ولدت انتصارا متكاملا متواصلا. انها نينوى اسم عابر للمآثر، واليوم في الجغرافيا القريبة الموصل تترقب بصبر المتحضر للقاء مع فلذات وطن مزقه الارهاب.

الارهاب نفسه رأسه في سوريا تحت مطرقة الهزيمة، وفي حلب ساعة الحسم أهلت مع تعزيزات عسكرية كبيرة جدا كشف عنها الاعلام الحربي في ما يبدو انذارا لمن لا يعتبر ولا يرحم مئتين وسبعين ألف نسمة رهائن بيديه.

الدولة السورية مصممة على انهاء الحالة الشاذة في حلب وإعادتها إلى الوطن، أكد الوزير وليد المعلم، معلنا رفض اقتراح دي مستورا اعطاء المسلحين سلطة ذاتية في المدينة.

وبقوة ذاتية تندفع الأجواء السياسية في لبنان، مشحونة بايجابية انطلاق العهد الجديد. ولكن دون الاستمرار على السكة إلى نهاية التأليف، عقد تتراوح بين السهلة الحل والصعبة، جراء أسماء وحقائب وتورم أحجام واختلاق ظروف ووضع شروط.

المحسوم، ان عيد الاستقلال سيحضره رئيسا التكليف والتصريف، ومعا يتقبلان التهاني إلى جانب رئيسي الجمهورية ومجلس النواب في قصر بعبدا، بحسب بيان صادر عن مراسم الرئاسة الأولى، لعلها تكون "بروفا" لتهاني تأليف الحكومة في أيام قليلة فاصلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لو تركت لعبة تأليف الحكومة لأصولها، لكان سهلا انجازها، ولكانت المنصة الرئيسية في الاستقلال ثلاثية الكرسي، لا متورمة بكرسي رابع. لكن خصوم العهد ينتهجون تكتيك القتال التأخيري، فإعاقة قيام حكومة يفقده زخم الانطلاق، ولبنان بحاجة إلى هذا الزخم.

ولا تتوقف الهجمة هنا، فبعد عرض القصير الذي قيل إنه لتخويف الخارج، كيف يفسر عرض الجاهلية بالقمصان السود ولو بلا سلاح؟. وهل ينفع ان يموه برسالة لجنبلاط؟.

وسط هذا الضباب، يصل وفد سعودي الاثنين إلى بيروت.

أما سيناريوهات المعارك التأخيرية فمعروفة، تحجيم كتل وأحزاب كبيرة لجهة حصصها في الحقائب، ومنح أحزاب صغيرة حصصا ضخمة، إضافة إلى توريم أفراد ليصيروا بحجم كتل.

وإذا مر عيد الاستقلال ولم تر الحكومة النور، فيمكن ساعتئذ البدء بالتساؤل عما إذا كان مخاض التأليف سيتبع تقويم التأليف الذي اتبعته الحكومة السلامية. وما إذا كان الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية سيقبلان أم سيقلبان الطاولة.

مما تقدم، لا بأس برصد خطاب الاستقلال الأول للرئيس عون الاثنين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

قبل ثلاثة أسابيع عاد الرئيس- العلم إلى حيث يجب ويستحق. وقبل أسبوعين، عاد الشعب إلى بيت الشعب. واليوم عاد العلم الموقع بدموع المناضلين ودماء الشهداء وتعب الشرفاء، وساما على صدر القصر. بعد غد يعود الاستقلال، جيشا وعاصمة ووطنا معصوما، وخطابا وفعلا.

لم يعد ينقص الآن، إلا حكومة. فهل تكون على الموعد؟. كل المؤشرات والمعلومات تدل على أنها آتية، حتما آتية. تركيبتها الأساسية باتت منجزة. سيادياتها صارت جاهزة. الحقائب والأسماء باتت بحكم الخالصة، بنسبة 99 بالمئة، أو بنسبة 23 على 24. رقم واحد لا يزال ينتظر الاستكمال، وبالتأكيد أنه ليس رقما صعبا. والأرجح أنه سيذلل لا محال، بالمنطق والحق، أو بالدستور وبلا "نق".

المهم أن الحكومة آتية، وإن كانت حكومة انتخابية التوقيت، وإن جاءت كآخر حكومات برلمان الـ 2009، لكنها ستكون حتما حكومة باسم الشعب، وبهدف الاستقلال، وبلون علم النضال للحرية والسيادة، الذي عاد اليوم إلى بيت الشعب، ليقيم فيه، ما دام على أرضنا أحرار مناضلون، وأبطال مقاومون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يخط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رسالة الاستقلال التي سيوجهها إلى اللبنانيين غدا. ويختار معانيها وكلماتها بنفسه، من بعد العيد الوطني إلى المغزى الحقيقي للاستقلال.

وفيما ينتظر اللبنانيون الكلمة، يبقى همهم الأكبر عدم التفريط بجرعة الأمل بغد أفضل، والتي ارتسمت مع التوافق على رئاستي الجمهورية والحكومة، لتصطدم لاحقا بشيطان تشكيل هذه الحكومة.

شيطان التفاصيل هذا عالق عند عقدتين أساسيتين، حصة رئيس الجمهورية التي تأتي من ضمن حقوق الرئاسة الأولى وصلاحياتها، وحصة تيار "المردة" المتمحورة حول وزارة الأشغال وهوية حامل حقيبتها.

مشكلة الحكومة أضيف إليها اليوم، الاستعراض الذي نفذه "حزب التوحيد العربي" تحت أعين ممثل "حزب الله". استعراض صحيح انه خال من السلاح إلا انه يعيد للبنان كله خوف التفلت الأمني، أو على الأقل يمس هيبة الدولة برئاساتها الثلاث وبقيادتها العسكرية.

وفيما يبدو الجميع متمترسا خلف مواقفه وخلف حائط الحقوق والدفاع عن النفس، علمت الـ LBCI ان لقاءات بعيدة عن الاعلام حصلت مساء أمس بين أكثر من فريق معني بالتشكيل، في محاولة لاحداث خرق قد يؤدي إلى حلحلة العقد.

وسط كل هذه الأجواء، تعود إلينا من الجرد المصقع صورة وطن خطفه الارهاب ولم يعد أحد يسمع عنه شيئا منذ أكثر من عامين، صورة الوطن وصوته يهزا مضاجعنا مطالبين بكشف كل الحقيقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هو سؤال إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، وبرسم خطاب القسم: هل سيكون زمن تفريخ الميليشيات وتآكل المؤسسات وتحلل القوانين وانهيار ما تبقى من الدولة، أم سيكون زمن استعادة هيبة هذه الدولة وحصر السلاح بيدها والمساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين؟.

مشهد سرايا "حزب الله" عبر وئام وهاب قبل ساعات من عيد الاستقلال، وعلى بعد دقائق من خطاب الرئيس عون، مشهد رفع علم ميليشياوي جديد في عيد العلم، لهو الإهانة الأكبر والصفعة الكبيرة للاستقلال، بعد مشهد استعراض "حزب الله" العسكري في القصير على أنقاض بيوت السوريين وفي أملاكهم المحتلة زورا وعدوانا.

ومن القصير إلى حلب، حيث تواصل طائرات كتائب الأسد، بمشاركة الطيران الروسي، ارتكاب المجازر بحق مدنييها، حاصدة أرواح عائلات بكاملها، مستخدمة براميل متفجرة تحمل غاز الكلور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

سرايا عابرة للسرايا، تعسكر وئام وهاب بثوب رياضي وقمصان سود وعصبة رأس لصفوف مرصوصة، وتسلح علو النبرة بعتاد بشري منزوع السلاح معلنين له الدين، موحدين ممانعين. جيش وهاب كساب يتطلع إلى دعم المؤسسة العسكرية وصد أي عدوان إسرائيلي مع المقاومة، لكن أجهزته التقنية مزودة برادار سياسي يتطلع إلى نقطة المختارة- خلدة، كهدف للرصد وتسديد الصليات من مواقعه في جمهورية الجاهلية وبأنظمة بعيدة المدى.

صواريخ وهاب ذات الرؤوس السياسية، حلقت ولم تنفجر، واستقر عمقها في بيوت السياسة، من البيك إلى المير، وصولا إلى الأيادي العاملة على تأليف الحكومة، مع تحذير للدرزيين الكبيرين قائلا: أنا أتحداكم أرفضوا أي تسوية لا تضمن لنا حقيبة سيادية، ومن يقبل نحن نتكفل منعه بالقوة من المشاركة في الحكومة.

لكن هل كانت الحقيبة السيادية تستلزم كسر السيادة؟. فالاستعراض المموه بالروح الرياضية، لم يضرب جنبلاط وأرسلان فحسب، بل أصاب صورة العهد واستقراره، وقد يسمح لأي فريق سياسي آخر بإستنساخ التجربة غدا. لكن ذلك لا يعني أن رئيس "حزب التوحيد" يجب أن يبقى معزولا في التمثيل الحكومي، لاسيما أنه دخل شريكا ثالثا مضاربا على المعادلة الثنائية التاريخية درزيا. وفي ظل التوافق ومعاهدات الأخوة والتنسيق بين الشيعة، والشيعة السنة، والسنة المسيحيين، والمسيحيين بقيت الطائفة الدرزية على غير وئام بين أطيافها السياسية، واستبعدت ابن الجاهلية من الحصة الحكومية إلى أن انقلب عليها ودب الرعب فيها وكشف بعض أوراقها المستورة، كتلك التي أعلنها وهاب اليوم عن زعيم الحزب "التقدمي"، والإغراء المالي والسياسي الذي كان سيحصل عليه عام 2004 من سوريا الأسد.

رد جنبلاط على ابن جلدته، كان في جلسة تأمل افتراضية رأت في الاستعراض سهاما ورقية طائشة، ما استدعى تعليقا من وهاب يقول فيه: النمور الكرتونية لا تستأهل أكثر من صواريخ ورقية.

ومن النمور والأسود إلى ثعابين الحكم العسكري في مصر، حيث باتت الصحافة سجينة رأيها وموقفها من قضايا ذات سيادة وطنية، اعترض صحافيان قبل أشهر على وهب جزيرتي تيران والصنافير للسعودية، فاندلع ما سمي ثورة الأرض. احتمى الصحافيان بنقابتهما فاقتحمتها وزارة الداخلية، وأوعز إلى محام متسلط يمثل النظام برفع دعوى إيواء إرهابيين على نقيب الصحافة يحيى قلاش، الذي صدر بالأمس حكم عليه بالسجن عامين مع دفع غرامة. خبطة ضد الصحافة لم يسبقهم إليها رجب طيب أردوغان ذو الحساسية المفرطة من الكلمة والحقيقة والخبر. لم تعرف مصر ديكتاتورية الرأي حتى في أيام حسني مبارك، وبعده مع "الإخواني" محمد مرسي الذي هتكت سمعته وشخصيته وإنكليزيته وأصبح "نكتة" أسبوعية على برنامج باسم يوسف. اليوم في عهد المشير عبد الفتاح السيسي، فإن الصحافة الحرة والحكم "دونت ميكس".

 

الأمّة اللبنانية تفتخر بجيشها البطل

أبو أرز/20 تشرين الثاني/16

بعد تدريبات مشتركة جرت بين الجيشين الأميركي واللبناني، صرّح قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف ووتل قائلاً: لا أحد يضاهي شجاعة الجيش اللبناني ومهارة جنوده وحرفيتهم وتفانيهم في إداء واجبهم في الدفاع عن بلادهم.

الأمّة اللبنانية تفتخر بجيشها البطل، إنه الأمل الباقي في زمن اللا أمل.

لبَّيك لبنان

 

ثلاثية العبيد والحريم والخصيان في قصور الامراء والسلاطين

وسام سعادة/فيسبوك/20 تشرين الثاني/16

ثلاثية العبيد والحريم والخصيان في قصور الامراء والسلاطين، على امتداد التاريخ السلطاني، أعقد بكثير، وأثرى بكثير، من محاولة الاختصار التعسفي، الكوميدي للتاريخ، بين مضطهِِِدين بكسر الهاء، ومضطهدين بفتح الهاء. فالحدود غير فاصلة بين الحاشية وبين الطبقة الحاكمة، والطبقة الحاكمة السلطانية، كانت في المقام الاول مشكلة من العبيد والحريم والخصيان. ليس قليلا ان العبد، مملوكا عسكريا كان او عاملا في القصر، كانت تنتزع منه حريته، والخصي، خصيته، والمرأة في الحرملك تصير فراشا، او ترمى فجأة، لكن في نفس الوقت كانت السلطة، جزء اساسي من السلطة، في يد هؤلاء.

كيفية تشكل الطبقات الحاكمة، والطابع المركب لمفاهيم مثل البلاط والحاشية والطبقة الحاكمة، يحجمان رأساً كل نظرة "مادوية تاريخية " للتاريخ تجعل الاضطهاد مركزا لها، على ما يجنح "البيان الشيوعي" مثلاً. ان تاريخ كل مجتمع لم يكن تاريخ صراع بين مضطهدين بكسر الهاء وبين مضطهدين بفتحها. ليس قليلا ان تخسر خصيتك ثم تتحول بسبب من خسارتك لها الى "فحل سياسي" في الزمن السلطاني.

 

مشهدية الاستقلال في بعدين وتوازنين سياديين أين 14 آذار في ذكرى معوض وبيار الجميل

النهار/21 تشرين الثاني 2016/تنظر أوساط سياسية من فريق 14 آذار الذي بدأ تعرضه منذ سنة تماما للتفكك التدريجي بكثير من الرمزيات الى المشهد السياسي الطالع في البلاد والذي تتوزع حياله بقوة معالم الايجابيات وبوادر السلبيات بما يضفي مزيجا من الانطباعات المتوجسة حيال مستقبل الواقع السياسي على المديين القريب والبعيد. وتنطلق هذه الاوساط من اللحظة السياسية الحالية التي ترتسم واقعيا عبرها ملامح الانتقال الملحوظ من حقبة الفراغ الرئاسي الى بدايات إقلاع الدولة في ظل العهد الجديد، فتلفت الى ان أحدا لا يمكنه ان يتنكر لاهمية عودة النبض الى قصر بعبدا الذي بدأ احتفالات عيد الاستقلال بالامس عبر تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "علم الشعب" والذي يستعد غدا لحضور العرض العسكري العائد بعد سنتين من الانقطاع ومن ثم سيشهد القصر الاستقبالات التقليدية في يوم الاستقلال. هذه الرمزية تستكمل التطور الذي حصل بانتخاب رئيس الجمهورية وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة ولو تعثرت عملية التأليف على نحو لم يكن يحسب له كثيرون باعتبار ان الدفع القوي الذي واكب الحدث الرئاسي بدأ يشهد فرملة ملحوظة ويعيد الى الواقع الجديد ملامح الصعوبات الكامنة امام العهد والحكومة الجديدة بما يوجب إجراء حسابات متأنية لئلا تسقط اقلاعة العهد في المحظورات. واذا كان الاختبار الحكومي الماثل الآن كاستحقاق رئيسي سيتخذ مقياسا لامتحان سيد العهد والرئيس المكلف في التعامل مع تعقيدات الواقع السياسي التي برزت في طريق تأليف الحكومة، كما كإختبار للقوى السياسية قاطبة في التعامل مع الصفحة الجديدة التي يفترض انها بدأت بعد الانتخاب الرئاسي، فلا يفوت الاوساط نفسها في فريق 14 آذار ان تلتفت الى الجانب الآخر المتصل بمستقبل التوازن السياسي والوطني في لبنان ليس وفق توزيع الحقائب الوزارية في محاصصة اصطدمت في لحظاتها الحاسمة بمعركة التنافس على الاحجام فقط بل بالمنحى السيادي الصرف الذي تعتبر هذه الاوساط انه يفترض ان يشكل اولوية لا تتقدمها أي أولوية أخرى سواء لتحييد لبنان عن تداعيات صراعات المحاور الاقليمية أو للحؤول دون ضغوط على العهد الجديد والحكومة الجديدة من شأنها ان تزج بلبنان مجددا في أتون صراعات المحاور هذه. ففي جانب مهم من بعض التحذيرات او المخاوف التي يطلقها البعض تتصل بوجوب الاستفادة من اللحظة الاقليمية المناسبة من اجل تاليف الحكومة والاقلاع بها في حين يخشى اكثر من مصدر سياسي بدء ظهور مؤشرات ربما يتخذها البعض ذرائع ضمنية من اجل الاكتفاء بما وصل اليه لبنان من دون سائر الخطوات التي يمكن ان تساعد في انتقاله الى مرحلة جديدة. فعلى رغم الايجابية التي تحملها زيارة مهمة لوفد سعودي رفيع للبنان فان ثمة خشية من ان يتخذها افرقاء اقليميون ومحليون تباعا من ضمن اندراجها ضمن الصراع الاقليمي او بعض وجوهه على لبنان ما قد يساهم في رسم علامات استفهام حول المرحلة المقبلة. هذا من جهة. ومن جهة ثانية فان المؤشرات الدولية التي برزت في تعيينات بدأها الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب في منحى يوحي بالتشدد ازاء ايران، فانما ذلك يثير الخشية من ان تعمد ايران الى ابراز تشدد في المقابل عبر ساحات اخرى قد يكون منها لبنان لعرقلة تأليف حكومة بعدما تكون قد امنت انتخاب العماد ميشال عون للرئاسة الاولى، الامر الذي رسم اسئلة سابقا عن سيناريو محتمل من هذا النوع وبدأ بعض الاوساط يثير قابليته للترجمة تحت وطأة بروز عوامل طارئة جديدة.

بالعودة الى التداعيات المتصلة بذكرى الاستقلال، تلفت الاوساط المذكورة في هذا السياق الى ان مناسبة احياء هذه الذكرى غدا تتضمن رمزيات كبيرة جدا لجهة عودة مشهد الدولة مع العرض العسكري الذي سيقام في وسط بيروت مع كل ما سيتركه ذلك من ايحاءات ايجابية ولو غابت عنه حكومة جديدة ومثلت حكومة تصريف الاعمال، ولكن ثمة جانبا آخر من يوم 22 تشرين الثاني سيمثل بقوة ايضا برمزيته المواكبة لذكرى الاستقلال وأكلاف الاستقلال قديما وحديثا. اذ ان يوم غد سيصادف ايضا الذكرى الـ27 لاغتيال الرئيس الاول في عصر الطائف رينه معوض والذكرى العاشرة لاغتيال النائب والوزير السابق بيار الجميل. لا تدرج الاوساط هاتين المناسبتين المثقلتين بكل ما يعيد احياء الانفعالات والمشاعر القاتمة حيال صفحات سوداء من تاريخ طبعته دماء الشهداء على طريق "الاستقلال الثاني" الذي تحقق في "ثورة الأرز"، بل من منطلق اعادة الاعتبار بالكامل للأهمية الحاسمة للدفاع عن منطق مشروع الدولة الذي يفترض ان يكون أقوى رافعة يسند بها العهد الجديد والحكومة الجديدة والذي احتل مكانة اساسية في خطاب القسم للرئيس عون يفترض ان تكون ترجمته اساس دعم هذا العهد ومساءلته سواء بسواء. وتعتبر الاوساط نفسها انه من المحزن والخطير معا ان تحل هذه الذكرى المثلثة غدا بشق يتعلق باحياء مشهد الدولة وبشق يتعلق باحياء ذكرى الرئيس معوض والنائب والوزير السابق بيار الجميل فيما القوى السيادية على هذا المصير من التفكك والتفرد والتخلي عن جوهر القضية الاساسية التي كانت وراء نشوء تحالف 14 آذار. وتضيف انه كانت كل من أحزاب هذا التحالف وتياراته لا تزال تعلن تمسكها بمبادئ قضية بدأت معالمها مع شهادة الرئيس معوض ومرت بشهادة بيار الجميل والشهداء الآخرين من رموز "ثورة الأرز"، فان مشاركتهم القوية في دعم العهد الجديد والحكومة الجديدة يفترض ان تحمل في الدرجة الاولى ترجمة لهذه المبادئ.

 

الحريري أقل المتضررين وتحذيرات لعون من نسخ طبعة لحود بري لرئيس الجمهورية: "إذا اقتربت كيلومترا "فسأقترب 100"

رضوان عقيل/النهار/21 تشرين الثاني 2016

لم ينفع الرئيس سعد الحريري في مشوار تأليف حكومته الذي بدأ بسلسلة عراقيل وتعقيدات، إلا الاستماع الى تجربة الرئيسين تمام سلام ونجيب ميقاتي ونصائحهما لإتمام عنقود مجلس الوزراء، خصوصاً ان كلاً منهما أمضى وقتاً طويلا في رحلة التأليف، لكأن التأخير في ولادة الحكومات أصبح تقليدا في لبنان لن يخرج عنه عهد رئيس الجمهورية ميشال عون. وبات في حكم المؤكد ان حكومة الحريري سترحَّل الى ما بعد عيد الاستقلال، وربما الى أبعد. ويبدو انه كلما تجاوز المعنيون عقدة، تعترض طريق التشكيل رزمة حواجز و"فيتوات"، وتبرز تعقيدات أخرى زاد عليها السجال بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كرر موقفه المعروف من الحكومة للحريري في آخر اتصال بينهما. ولم تحصل اتصالات في نهاية الاسبوع لا على صعيد "الاشتباك الرئاسي" ولا في شأن الحكومة. وتأخذ جهات مواكبة للاتصالات على عون أسلوب تعاطيه والحريري عندما قدم إليه الاسبوع الفائت مسودة تشكيلته، إذ طلب إليه رئيس الجمهورية ان يتركها " وأنا برجعلك". وثمة من يعتبر هذه الطريقة في التعامل مع الرئيس المكلف غير مقبولة، فهو شريك رئيسي في عملية تأليف الحكومة واختيار اعضائها. وحتى لو كانت عملية التأليف محتاجة في نهاية المطاف الى توقيع عون، كان على الحريري ان يتصدى لهذا التعامل معه للحؤول دون تكراره في المستقبل، وتحديدا عند مناقشات الملفات الساخنة التي تتطلب صلابة وردا عند اتخاذ القرارات. وثمة من يخاطب الحريري هنا بعبارة: "كن قائداً".ويظهر ان الحريري أقرب الى رؤية بري حيال ضرورة تمثيل مروحة واسعة من الأفرقاء في الحكومة. وهو يشدد على عدم استبعاد حزب الكتائب و"تيار المردة" وحصول هذا التيار على حقيبة وازنة، مثل وزارة الطاقة التي يطالب بها، في حين يستبسل "التيار الوطني الحر" لإبقاء هذه الوزارة في حوزته، هو الذي يدير مفاتيحها منذ اعوام من خلال مجموعة مستشارين محسوبين على الوزير جبران باسيل.

وكان لافتاً نجاح بري في استدراج عون الى ملعبه، وربما أوقعه في مكمن بعد كلام رئيس الجمهورية من بكركي في حق البرلمان ومسألة التمديد له، وبدا بعد هذه التطورات أن لا قدرة كافية عند باسيل ومستشار الحريري نادر الحريري على تركيب البازل المعقد للحكومة، بل ان المسافات أخذت في الاتساع بين الوهم والواقع. ويلاحظ ان الحريري أقل المتضررين من السجال بين بعبدا وعين التينة، وهو يتابع مهمة استعادة المسيحيين وعدم خسارته بري، مواظباً على تأكيد العلاقة التي تربطه برئيس الكتائب سامي الجميّل، ورئيس "المردة" سليمان فرنجيه، وإصراره على عدم التفريط بها.

وتفيد المصادر بأن بري "فتح قلبه" لعون بعد إتمام الانتخابات الرئاسية. وفي جلسة المصارحة بينهما قال له بري، بحسب معلومات لـ"النهار" من خارج عين التينة: "اذا اقتربت مني 10 سنتيمترات فسأرد بـ 15. واذا اقتربت كيلومتراً فسأقترب مئة كيلومتر".

وثمة من يحذر عون، بحسب المصادر، من سلوك طريق الرئيس الأسبق إميل لحود الذي عمل على تطبيق خطة في الوزارات والمؤسسات " لم تحقق أي نجاح"، قوامها زرع ضباط فوق رؤوس العاملين والمسؤولين عن تلك الوزارات. والخشية تعود إلى وجود من يعمل على ترسيخ عقلية قاعدتها ان "الفاجر يأكل مال التاجر، فكيف إذا كان الفاجر تاجراً؟". من جهة اخرى ثمة تخوف يراود بعض الجهات من عدم الإقدام على التخلي عن "قانون الستين"، كما أن هناك جهات لا تلمس الحماسة المطلوبة لخوض الانتخابات المقبلة بقانون على أساس النسبية، خصوصاً أن الحزب التقدمي الاشتراكي يصر على إبقاء "الستين" ويشاطره " تيار المستقبل" هذا الرأي من دون إعلان موقفه هذا صراحة. ويظهر ايضا وفقا لثنائي عون و" القوات اللبنانية" انهما لا يعترضان على "قانون الستين" على أساس أن تحالفهما سيحقق لهما ما لا يقل عن 50 نائبا مسيحياً من اصل 64، مع سعيهما الدائم إلى إقصاء جملة من الوجوه المسيحية المستقلة، من النواب دوري شمعون وبطرس حرب وروبير غانم وسواهم، وصولا إلى محاصرة حزب الكتائب. وتشير المصادر في السياق إلى سعي "القوات" التي تضم كتلتها اليوم 8 نواب إلى رفع عدد أعضائها كي تصل إلى 20 نائباً، وتعتبر سعي عون إلى تكبير حصة "القوات" في الحكومة المقبلة "تدليلاً لها أكثر من اللزوم".

 

استحقاقات مالية واستدانة وعجز يتخطى الـ 5 مليارات دولار سنوياً... فمن المنقذ؟

ابرهيم حيدر/النهار/21 تشرين الثاني 2016

تثير نقاشات الاقتصاديين أسئلة كثيرة حول سبل الحل والإنقاذ لأزمات البلاد المالية، بعدما سجل الدين العام أكثر من 74 مليار دولار، وتخطى عجز الموازنة الـ5 مليارات دولار سنوياً، فيما الاستحقاقات المالية على الدولة اللبنانية التي ينبغي تسديدها في السنة المقبلة 2017 تتجاوز الـ8 مليارات دولار، علماً أن سداد ما تبقى من استحقاقات للسنة الجارية، أقفله مصرف لبنان أو أنهى الجزء الأكبر منه، عبر ما سمي بـ"الهندسة المالية" التي اضطر معها الى الاستدانة والاقتراض من المصارف لتعزيز موجوداته المالية بسبب الأوضاع الاستثنائية التي عاشها لبنان أخيراً.

وبلغ النقاش ذروته ومعه تساؤلات كثيرة بعد الموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حين قال أمام وفد من الهيئات الاقتصادية زاره أخيراً إنه لا يجوز أن تبقى الليرة اللبنانية مدعومة بالدين الذي بلغ حجماً كبيراً، فتحسين وضعها يكون بالإنتاج، والاقتصاد هو الداعم الأول للعملة اللبنانية. واستذكر اقتصاديون وفقاً لهذا الكلام مرحلة سابقة، طغت عليها سياسات مالية محددة اعتمدت على الاستدانة لدعم المالية العامة وتثبيت سعر صرف الليرة، رغم أن وجهات نظر أخرى كانت ترى في ذلك أخطاراً على لبنان، إنما هذه السياسة لا يتحمل مصرف لبنان وحده مسؤوليتها.

لا شك في أن الاستحقاقات المالية الداهمة والخطرة على لبنان، يضاف اليها انخفاض النمو الى 1 في المئة للسنة 2016، وتراجع تحويلات اللبنانيين من الخارج، كلها عوامل لا تسمح اليوم بتغيير جذري للسياسات المالية التي اتبعت منذ النصف الأول من تسعينات القرن الماضي، وهي المرحلة التي فتحت نقاشاً استمر حتى بداية الألفية حول أي سياسة اقتصادية ومالية يمكن أن تجنّب لبنان الاستدانة التي تراكم الدين العام. فأي تغيير يحتاج الى مرحلة نمو واستقرار تسمح بمناقشة هادئة لمستقبل الاقتصاد بهدف الحفاظ على سلامة النقد واستقراره من غير طريق الاستدانة المطلقة. قبل ذلك على المعنيين بالملفين المالي والاقتصادي أن يفكروا في طريقة سداد المترتبات المالية على لبنان، ليس من طريق الاستدانة، بل في إعادة الاعتبار لعمل المؤسسات ثم الإنفاق مرتبطاً بالحاجات الاقتصادية الفعلية، وتطبيق ما ورد في خطاب القسم عبر ربط الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي بإرساء نظام الشفافية ومواجهة الفساد.

وإذا كان من توجه لتغيير السياسات القائمة، فذلك سيفتح على احتمالات تتعلق بدور مصرف لبنان الراهن في تثبيت سعر صرف الليرة، رغم أنه يؤخذ عليه أخيراً توسعه في هندساته المالية والاستدانة الواسعة، علماً أن هذا الأمر أعطى المصارف اللبنانية هامش أرباح واسع. لكن للعلم أن اقتراض الدولة الواسع منذ نحو عقدين ونيف هو سياسة تعني الحكومة ومجلس النواب ووزارة المال أيضاً، فيما دور مصرف لبنان الذي اعتبر لسنوات طويلة أنه حافظ على قيمة الليرة كان يتولى ترتيب إصدارات الدين، واضطرته الظروف الى أن يتدخل في السوق على نطاق واسع خلال مراحل الأزمات الكبرى، وفي التوترات الأمنية والسياسية، ولذا كان يعمل دائماً على تعزيز موجوداته كي يتمكن من مواجهة كل الاحتمالات.

يستعيد كلام الرئيس عون نقاشات سابقة، ويسلط الضوء على سياسات مالية من خلال تكبير الاقتصاد الذي وحده يسمح باستقرار الليرة، وهذا أمر يأتي في ظروف طبيعية، وهو في الأساس قاعدة للسلطات المالية والنقدية في الوضع الطبيعي لأي بلد. وإذا كان لا يوجد تصور واضح كبديل لوقف الاستدانة، فإن كل ما يمكن عمله بعد تأليف الحكومة هو إعادة إصدار الموازنة العامة وتحديد الإنفاق، علماً أن اقتصاديين يذكرون بالخلاف الذي نشأ قبل سنوات حول إصدار الموازنة ربطاً بالمبالغ التي أنفقت من خارجها، أي مبلغ الـ11 مليار دولار. فلو كانت الموازنة تسيّر أمور الانقاق وتحدد الإيرادات لما كان العجز قد وصل الى مستويات خطيرة. وإصدار الموازنة خطوة أولى تمر من خلالها كل الاجراءات المالية والاقتصادية، ووضع سقف للإستدانة وخفض العجز يؤدي الى وضع أفضل يسمح بنقاش هادئ للسياسات المالية والنقدية الحالية.

وبينما يرتفع الدين العام وخدمته الى مستويات قياسية وعجز الموازنة السنوي بدأ يتخطى الـ5 مليارات دولار، وفي وقت تبدو الاستحقاقات المالية داهمة، يطرح سؤال، من يكون المنقذ؟ إذ لا يمكن وفق اقتصاديين تغيير السياسات المالية والنقدية بقرار، فذلك يستلزم خطوات كثيرة. فوقف الاستدانة في الوضع الحالي له آثار سلبية، ووقف دعم الليرة أيضاً يرتب أخطاراً قد تكون كارثية، لذا تبدو الإجراءات الكفيلة حالياً بوقف الانحدار، تطبيق القانون ووقف الإهدار ومكافحة الفساد وضبط الإنفاق وإعادة إطلاق خطط اقتصادية لجذب الإستثمار، واعتماد المساءلة والشفافية، الى أن يحين الوقت لتغيير شامل إذا كان ذلك ممكناً في ظل المحاصصة السياسية والطائفية. فالحل الجذري ليس متاحاً حالياً!

 

الجاهلية أو القصَير 2: فلينظر العهد إن لم يسمع

علي الأمين/جنوبية/ 20 نوفمبر، 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/20/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D9%8E%D9%8A%D8%B1-2-%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%B8/

حزب الله يرعى سرايا التوحيد لتشكل مع استعراض القصير ضربة للمؤسسة العسكرية وإضعاف لشرعية العهد الجديد تحت عنوان: الحزب هو من يحمي الدولة والجيش والحزب هو من يمنع الميليشيات المساحة لأن تتشكل. العرض العسكري الذي أقامه الوزير السابق وئام وهاب في الجاهلية أمس، يكتسب أهمية ودلالات لا يمكن إخفاءها مع بداية عهد الرئيس العماد ميشال عون. فسرايا التوحيد التي استعرضت أمس عدداً من مقاتليها، ومن بينهم عدد من السوريين، حرصت علىأان يكون في منصة الإستعراض نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي والقيادي في حزب البعث السوري الوزير السابق فايز شكر. وجود ممثلان عن حزب الله والبعث السوري، هو الأهم في الرسالة، إذ لا لأحد يعير اعتباراً لمثل هذه الخطوة إن كانت مقتصرة على تيار التوحيد وبلا مظلة حزب الله. ليس من قبيل الصدفة أن يتمّ هذا الاستعراض العسكري بعد تسعة أيام من العرض العسكري الذي أقامه حزب الله في بلدة القصير السورية، ولا من باب الصدفة أيضاً ان يتم قبل يومين من العرض العسكري الذي يقيمه الجيش اللبناني في عيد الاستقلال يوم الثلاثاء، بعد سنتين من الغياب بسبب الفراغ الرئاسي الذي حال دون قيامه. وأن يكرر وئام وهاب مقولته أمس بأن مقاتليه في تيار التوحيد هدفهم حماية الجيش، هي الرسالة الأهم التي يطلقها من هو خلف وهاب ومفادها: نحن من يحمي الجيش. وأنا احميك يعني أنا املك وصاية عليك، ولا أخضع لسلطتك. وهو كلام لا معنى له إلاّ إهانة الجيش الذي يرمز وحده إلى السيادة الوطنية.

بوجه العهد هذا العرض العسكري وبلا تحفظ هو رسالة بالدرجة الأولى من حزب الله إلى الرئيس ميشال عون، خصوصاً مع وجود عمق سوري لمواقف وهاب. إلاّ أنّ النظام السوري قاصر على القيام بمثل هذه الخطوة في لبنان، بسبب ضعفه ولأنّ المنظومة الإيرانية التي يمثلها حزب الله باتت هي المتحكم والمسيطر ليس في لبنان بل حتى في العديد من المناطق السورية. ولعل المشهد اللافت الذي يؤكد هذه الحقيقة، هو العرض العسكري في القصير. فحزب الله برز كجيش يقوم بعرض عسكري في سوريا كما لو أنه جيش في قلب جيش.

وماذا يريد حزب الله من العرض العسكري في القصير وفي الجاهلية عبر سرايا التوحيد؟ ولماذا يقوم بهذه الخطوة عشية عيد الاستقلال وغداة وصول حليفه ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى؟

ما أخذه الرئيس عون من حليفه أخذه وصار رئيساً للدولة. والرئيس عون في موقع رئاسة الجمهورية هو غير الجنرال عون رئيس حزب أو زعيم مسيحي. لا يعني ذلك أنّ الرئيس عون صار في مواجهة حزب الله، بل عون الذي وصل الرئاسة لينجز ما يطمح إليه، أيّ بناء الدولة وتعزيز السيادة. فآخر الأمر عون يحظى بالتفاف ماروني ومسيحي حوله غير مسبوق. وهو يدرك أنّ المسيحيين والموارنة تحديداً يشكل الكيان وأفق الدولة، العمق السياسي بل الوجودي لهم. وهم يتقدمون في هذه الناحية على بقية المكونات اللبنانية، لأسباب تتصل بنشأة الكيان وبخصوصية الوجود المسيحي في هذا البلد. وكان الرئيس عون، في خطاب القسم، تحدث عن سيادة الدولة وتطبيق الدستور. حتى المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي لم يتحدث عنها كأمر واقع، ولم يخصصها بعبارة يقصد فيها حزب الله، بل تحدث عن حق عام وطبيعي للبنانيين في مقاومة الاحتلال، وليس ميزة مخصصة لفئة محددة.

العرض العسكري في القصير، وإن كانت له أبعاد إقليمية، إلاّ أنّ رسالته اللبنانية استكملت مع عرض الجاهلية العسكري أمس، وبدا واضحاً أنّها موجهة إلى الدولة وإلى الترتيب السياسي الجديد في لبنان بعد انتخاب عون، وهو أنّ هناك وضعيات أمنية وعسكرية خارج سلطة الدولة يجب أن تقبلوا بها. خصوصاً أنّ استعراض وهاب لم يقل أنّه يحضّر مقاتليه من أجل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير مزارع شبعا مثلاً، بل حدد وظيفة جديدة هي أصلاً من وظائف الجيش والقوى الأمنية. لذا فالعرض الممتد من القصير إلى الجاهلية غايته رسم ملعب العهد الجديد، والسقف الذي يجب أن يتحرك تحته ولا يتجاوزه.  ولحزب الله اليد الطولى في تحديد من هو الذي يجب أن يحمل السلاح ومن هو الممنوع من حمله بيت الأحزاب والمجموعات غير الرسمية في لبنان. لا شكّ أنّ الانشغال الداخلي هو الأولوية التي تفرض نفسها على العهد. لكن حتى ما يطال عملية تشكيل الحكومة لم يعد مفصولاً عن الاحتكاك الخشن بين السياسية الشيعية والسياسية المارونية. وحزب الله الذي كلّف الرئيس نبيه بري بهذه المهمة، ليس بعيداً عن سجال السياسية الشيعية والسياسية المارونية. فالأخيرة تلتف حول الرئيس وتطمح إلى إعادة الاعتبار إلى الدولة والكيان، فيما السياسية الشيعية التي يشكل حزب الله بوصلتها وثقلها اليوم، لا الرئيس نبيه بري، تتركب وتتموضع في سياق اللادولة وامتداداتها الإقليمية، وهي تتعارض في بنيتها واستراتيجيتها مع بنية الدولة. حزب الله من خلال العرض العسكري يقوم بعملية التفاف ويقوم بخطوات استباقية ويفرض قواعد وحدود … هو احتكاك خشن، لكن واضح التصادم المعنوي والرمزي بين ملامح مشروع يريد تعزيز الدولة والسيادة، وبين قوة أخرى عابرة للأوطان تريد أن تفرض أمراً واقعاً وتعريفاً استثنائياً للسيادة لا بد من قبوله.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"علَم الشعب" عاد إلى القصر بعد 27 عاماً وعون يذيع اليوم رسالة الاستقلال الأولى في عهده

النهار/21 تشرين الثاني 2016/أكد رئيس الجمهورية ميشال عون "أن المغزى الحقيقي من فكرة "علم الشعب" الذي وقّع في 18/12/1989، هو تمكين اللبنانيين من التعبير عن وحدتهم والانضواء تحت علم بلادهم الذي هو رمز لوحدة لبنان أرضاً وشعباً". موقف عون جاء خلال الاحتفال الذي أقيم ظهر أمس في قصر بعبدا، وشهد عودة "علم الشعب" الى "بيت الشعب" بعد 27 عاماً. وحضرت الاحتفال اللجنة التي تولت تنظيم احتفال "علم الشعب" عام 1989. وكان الاحتفال بدأ بوصول المنظمين وأكثر من 150 عضواً من فرق الكشاف من كل لبنان، الى الباحة الخارجية للقصر، حاملين العلم الضخم الذي يبلغ طوله 21 متراً وعرضه 10 أمتار، تتقدمهم موسيقى الجيش، وعلى مدخل البهو الكبير كانت جوقة الفيحاء بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان تنشد أغاني وطنية. وعندما اكتمل توزيع العلم الذي يحمل 126.549 توقيعاً، دخل رئيس الجمهورية وقرينته السيدة ناديا الى البهو، وسط تصفيق وهتاف. وأنشدت جوقة الفيحاء النشيد اللبناني، وألقى الرئيس عون كلمة قال فيها: "احتفال اليوم عزيزٌ على قلوبنا كما على قلوبكم، فهذا العلم سُجن معنا طوال خمسة عشر عاماً، وأنقذ بفضل السيدة ليلى الهبر التي حفظته طوال تلك الفترة، وها نحن اليوم نحتفل بعودته الى بيته الحقيقي، بيت الشعب. فكرة التظاهرة التي حصلت عام 1989 وتوقيع العلم لم يكن الهدف منها التظاهر في ذاته. ففي تلك المرحلة كما تعرفون، كان لبنان مقسماً الى أجزاء، وكل ميليشيا تسيطر على جزء من الوطن، وكان لها علمها الخاص. لم يبق سوى بيت الشعب هنا يرفع الأعلام اللبنانية، والوفود التي كانت تؤمّه كانت ترفع العلم اللبناني وحده". ثم استقبل عون وقرينته الفرق الكشفية واعضاء اللجنة المنظمة والمايسترو تاسلاكيان وشكرهم على الجهود التي بذلوها لإنجاح عودة "علم الشعب" الى "بيت الشعب". وسيبقى العلم في قصر بعبدا خلال الاستقبال الرسمي الذي سيقام غداً، والذي وزعت برنامجه دوائر القصر أمس، على ان يحفظ لاحقاً في مكان خاص في القصر الجمهوري.

ويذكر أن توقيع "علم الشعب" ونقله الى "بيت الشعب" تم في 18 كانون الاول 1989 عندما انتقل في مسيرة شعبية من باحة كنيسة مار الياس الحي في انطلياس وصولاً الى قصر بعبدا، حيث وقّع عون العلم مع الوزيرين آنذاك عصام أبو جمرة وادغار معلوف. وبعد حوادث 13 تشرين الاول 1990 احتفظت به السيدة ليلى الهبر داخل حائط محميّ بالطين، حتى سنة 2005 حيث تم إخراجه مع عودة العماد عون من باريس الى لبنان. وفي ذكرى الاستقلال، تلقى عون برقيات تهنئة أبرزها من الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي قدم التهاني بالنيابة عن الشعب الاميركي، مقدراً "العلاقة العميقة التي تربط شعبينا، والروابط العديدة بين الولايات المتحدة الاميركية ولبنان على أكثر من صعيد: تجارة، استثمار، تعاون في مكافحة الارهاب ومساعدة في المجال الامني". وأكد أن الولايات المتحدة "ستستمر في الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في دعمها لاستقلال لبنان وسيادته واستقراره".

كذلك تلقى برقيات تهنئة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والامين العام للامم المتحدة بان كي - مون والحاكم العام لأوستراليا الجنرال بيتر كوسغروف والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والرئيس التركي رجب طيب اردوغان وولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. ويوجه رئيس الجمهورية في الثامنة مساء اليوم رسالة الاستقلال الاولى في عهده.

 

الرياشي وكنعان: الثنائية المسيحية ليست لمحاربة أحد بل لاستعادة الحضور وتصحيح التوازن

أم تي في/20 تشرين الثاني/16/اعتبر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” ملحم الرياشي أن “البعض لا يريد أن يكون المسيحيون شركاء حقيقيين في القرار والوطن” موضحاً أن “كل هذه الحرب المرفوعة على الثنائية المسيحية ليست في محلها لأن هذه الثنائية لم تفكّر يوماً في أن تضرّ أو تلغي أو تؤذي أحداً، بل هي قامت لإعادة الحقوق الى أصحابها ولتصحيح التوازن، وهي لم تأتِ لتقوّم المسيحي على المسلم أو تكبّر المسيحي على أحد آخر”. وسأل: “نحن لا نحارب أحداً فلمَ يريدون محاربتنا؟”. وعما إذا كانت الثنائية الشيعية هي من تحارب الثنائية المسيحية في الحُكم قال الرياشي في حديث للـ mtv: “لا أظن، أعتقد أن الثنائية الشيعية يجب أن تكون أكثر ثنائية تفهم الثنائية المسيحية”. بدوره، رأى أمين سر تكتل “التغيير والإصلاح” ابراهيم كنعان في حديث للـ mtv أنه “من المؤكد ثمّة أناساً لديهم قلق، ونحن نشعر أنهم لم يعتادوا بعد على هذا الحضور المسيحي الذي هو ناتج عن التفاعل المسيحي أكثر مما هو ثنائية مسيحية”. وأوضح أن “عودتنا هي عودة للجميع وهدفنا ليس أن نكوّن ثنائية بل نستعيد الحضور المسيحي لشراكة فعلية في النظام. عودتُنا اليوم  سواء من باب رئاسة الجمهورية أو من باب تشكيل الحكومة أو من باب قانون الانتخاب، بالطبع لن يكون نزهة وستلقى اعتراضات وتفسيرات خاطئة ممن يعتبر نفسه متضرراً من هذه العودة”.وقال: “لا أعتبر أن هناك ثنائية شيعية تحارب الثنائية المسيحية، هذا مشهد خاطئ. الرئيس بري لم يُخفِ أنه كان ضد الرئيس عون قبيل انتخابه لكن في الحكومة كانت له مواقف مختلفة وسهّل تكليف الرئيس سعد الحريري. ولا يمكن النكران أنه من دون العنصر الشيعي كانت هناك صعوبة في التشكيل. وأرى أن الخلاف الرئاسي الحاصل بين بري وعون لم ينتهِ بكامله بعد ولا تزال لديه ذيول”.

 

علوش: على الحريري حسم الموقف لأن إرضاء الجميع مستحيل

الأنباء الكويتية//20 تشرين الثاني/16/رأى النائب السابق مصطفى علوش انه كان من الخطأ الاعتقاد ان الحكومة العتيدة ستبصر النور قبل عيد الاستقلال، خصوصا ان التجارب السابقة تؤكد استحالة ولادتها بسرعة في بلد كل فريق فيه يعتبر نفسه هو الدولة ودوره اساسي ورئيسي في التركيبة السياسية، معتبرا ان المشكلة في عملية التشكيل هي ان كل الفرقاء دون استثناء يتكلمون من موقع الموزع في عملية التأليف ويضعون الفيتوات على هذا وذاك، الامر الذي يحول دون ولادة سريعة للتشكيلة الحكومية، داعيا بالتالي الرئيس المكلف لاتخاذ قراره ويحسم الموقف بالتعاون مع رئيس الجمهورية لأن ارضاء الجميع هو ضرب من المستحيل. وعليه، لفت علوش في تصريح لـ”الأنباء الكويتية”، الى ان التشكيلة الحكومية عادت مربعات الى الوراء بعد ان كانت قاب قوسين او ادنى من الاعلان عنها، مشيرا الى ان الرئيس المكلف سعد الحريري تمكن من اجتياز المرحلة الاصعب والاكثر تعقيدا، الا ان عقدا جديدة ظهرت في الربع الساعة الاخير تمثلت في اصرار الرئيس نبيه بري و”حزب الله” على اعطاء حقيبة دسمة لتيار المردة، الامر الذي فرمل امكان حضور المولود الجديد على منصة الرسميين في عيد الاستقلال. وردا على سؤال، لفت الى ان ما شهدته الايام الاخيرة من توتر بين بكركي ورئاسة الجمهورية من جهة وبين الرئيس بري والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى من جهة ثانية ليس توترا بين المذهبين الماروني والشيعي بقدر ما هو ردة فعل من قبل الاعتدال الشيعي التقليدي في لبنان الذي يعتبر انه آن الاوان لتكريس حصة ثابتة ووازنة له في السلطة التنفيذية تساوي حصة رئيس الجمهورية الماروني من جهة ورئيس الحكومة السني من جهة ثانية. واستطرادا، اكد علوش ان تفويض “حزب الله” للرئيس بري لا يعني ان هناك عملية توزيع ادوار بينهما على قاعدة ان يتولى الاول الشأن السياسي والثاني الشأن العسكري، مشيرا الى ان “حزب الله “يترك للرئيس بري حرية التصرف في الشأن الحكومي لأن رؤيته للبنان تختلف جذريا عن رؤية الرئيس بري المعتدل، فالاخير يرى بلبنان النظام الكلاسيكي القائم على توزيع الحصص، فيما “حزب الله” يتخذ من لبنان منصة مساهمة في اطلاق مشروع الولي الفقيه في العالم العربي. وختاما، يرى علوش انه على الرغم من انتخاب رئيس للجمهورية، فليس هناك اي مؤشر يوحي بتبدل الوضع الذي كان سائدا ما قبل 13 تشرين الأول الماضي، لأن اي تغيير في الوضع يعني صداما دمويا مع “حزب الله”، مؤكدا انه واهم من يعتقد ان الاخير يرتبط بمونة الرئيس عون عليه، بدليل الاستعراض العسكري الذي اجراه في القصير السورية على الحدود مع لبنان والذي شكل اهانة مباشرة للعهد، مؤكدا ان أي رئيس للبنان يطمح لان يكون رجل سيادة واستقلال واستقرار لابد له من ان يصطدم بمشروع ورؤية وتطلعات “حزب الله”.

 

حرب إلغاء على الكتائب والمردة

كمال ذبيان/الديار/20 تشرين الثاني 2016

تأخر تشكيل الحكومة عن الموعد غير الرسمي الذي وُضع كي تبصر النور مع ذكرى الاستقلال، بسبب العقد التي واجهت الرئىس المكلف سعد الحريري، وهي طبيعية عند ولادة كل حكومة، وهي ما زالت ضمن المهلة الزمنية المقبولة، قياساً على ما حصل مع الحكومتين السابقتين للرئيسين تمام سلام ونجيب ميقاتي، الا انه في تاريخ الحكومات في لبنان، ان بعضها وُلد بعد يوم، من تكليف رئيسها، والبعض الآخر خلال ايام قليلة، او اسابيع لا تتعدى الشهر الواحد، وانها كانت سريعة الولادة في زمن الوجود السوري.

وان ابرز العقد التي تواجه تشكيل الحكومة، هو التمثيل المسيحي فيها، ثم الحقائب التي ستحصل عليها الكتل النيابية، والتي تتمركز عند الاطراف المسيحية، التي لم يهضم رئىس حزب «القوات اللبنانية» توزير من لم ينتخب رئىس الجمهورية العماد ميشال عون، وهي كتل حزب الكتائب، و«تيار المردة» ورئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، نواب مسيحيون مستقلون، ووضع «فيتو» على مشاركتهم ليتقاسم هو و«التيار الوطني الحر» الحقائب الوزارية، وفق ما تقول مصادر نيابية في 8 آذار، التي ترى ان الكرة في ملعب رئيس الجمهورية الذي عليه ان يقول كلمته وهو الشريك في التوقيع على مراسيم تشكيل الحكومة، بأن يبلغ جعجع، انه لن يقصي احداً عن الحكومة، وهو لن يمارس «الفيتو»، وهو ما عبر عنه بيان «تكتل الاصلاح والتغيير»، في اجتماعه الاخير، وتلاه امين سره النائب ابراهيم كنعان، مما يعني التزاماً، بأن تكون الحكومة جامعة، دون النظر الى من انتخب عون او لم ينتخبه، وقد اعلن حزب الكتائب انه وضع نفسه بتصرف العهد، وكان النائب فرنجية اعتبر انتخاب عون انتصاراً للخط السياسي الذي ينتمي الى الرجلين.

والازمة الاساسية التي تؤخر ولادة الحكومة، هي في ان يسلّم جعجع بأنه ليس وصياً على العهد، وهو ما يمارسه وفق ما تشير المصادر، ويتصرف بانه لا يريد ان يشاركه اي طرف مسيحي، ما يعتبره هو، انه هو من اوصل عون الى رئاسة الجمهورية، ويحق له ان يقبض ثمن تنازله عن ترشيحه، وهو ما تم الاتفاق عليه بينه وبين الرئيس عون، الذي لا يمكنه ان يقفز اقله عن اعطاء النائب سليمان فرنجية او من يسميه في الحكومة حقيبة وازنة هي من بين ثلاث: الاشغال والاتصالات والطاقة، اذ سبق للامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، ان قال علناً، ان رئىس «تيار المردة» لو لم يلتزم معنا بمقاطعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، لكان هو في هذا المنصب، وهذه رسالة الى العماد عون من حليفه الاستراتيجي الذي التزم اخلاقياً معه في ترشيحه للرئاسة، ان يبادر الى اعطاء فرنجية حقيبة اساسية وهو الاقرب سياسياً اليه، ولا يمانع الرئيس الحريري بأن يكون حليفه الجديد النائب فرنجية في الحكومة، وينال حقيبة اساسية.

فالثنائية المسيحية التي يتم تثبيتها بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، وانها هي من تمثل «المجتمع المسيحي» بحوالى 86%، لا يمكن ان تفرض نفسها فيه، وتمارس «حرب الغاء» على المكونات المسيحية الاخرى، التي لها حضورها التاريخي سياسياً وحزبياً وشعبياً، وان الكتائب و«المردة»، هما من ضمن «الرباعي المسيحي» الذي اجتمع في بكركي، وجرى توصيفه على انه هو ومن فيه من الرئيسين عون وامين الجميل وفرنجية وجعجع، يمثلون الحالة المسيحية، ومنهم يجب ان ينتخب العماد عون، ولا يمكن شطب اي طرف منهم من المشاركة في الحكومة، تقول المصادر، الا ان الخلاف هو بين «القوات اللبنانية» وكل من حزب الكتائب و«تيار المردة»، التي تعمل على عزلهما واقصائهما، وهو ما اعلنه رئيس الكتائب النائب سامي الجميل، في محاولة لانهاء وجود هذا الحزب، وان ابعاد المردة هو لقطع الطريق على المرشح الثاني الطبيعي بعد عون، لرئاسة الجمهورية هو رئىسها النائب فرنجية، وهو ما تنبه له حلفاؤه، من الرئيس بري الى الرئيس الحريري و«حزب الله» وقوى اخرى، وصمموا على ان يكون لكتلة فرنجية الحضور الوازن في الحكومة، وعلى جعجع ان يتواضع، ولا يطلب المستحيل، وعلى الرئيس عون، ان يخبره انه ملتزم بتفاهم مع «حزب الله»، ولا يمكن الخروج عنه اخلاقياً.

 

انفجرت بين عون وبري.. والسبب جبران

"السياسة الكويتية" - 20 تشرين الثاني 2016/أكدت مصادر نيابية بارزة لصحيفة “السياسة” الكويتية ان تفجر الخلاف مبكرا بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وحتى قبل ولادة حكومة العهد الأولى يرخي ظلالا من الشك حول طبيعة العلاقة التي ستجمع الرجلين في المرحلة المقبلة وانعكاساتها على عمل المؤسسات الدستورية، الأمر الذي قد يعرض مسيرة “العهد العوني” لمطبات كثيرة اذا استمرت اجواء التوتر بين قصر بعبدا وقصر الرئاسة الثانية، في ضوء ازدياد النقمة من جانب الرئيس بري وحركة “أمل” على صهر الرئيس عون الوزير جبران باسيل الذي كان يلعب دورا كبيرا الى جانب عمه في القرارات السياسية للتيار “الوطني الحر” قبل انتخاب عون رئيسا للجمهورية، وبالتالي فإن هناك خشية من أن يبقى دور باسيل مؤثرا في العهد الحالي، وفي قرارات الرئاسة الاولى، وهو ما لا يروق لحركة “أمل”، في ضوء التجارب السابقة مع هذا الرجل التي ساهمت في توتير العلاقة بين عون وبري في المرحلة السابقة، من دون استبعاد استمرارها على هذا النحو في العهد الجديد.

 

استعراض حزب الله رسالة لعون

"السياسة الكويتية" - 20 تشرين الثاني 2016/كشفت صحيفة “السياسة” الكويتية ان رئيس الجمهورية ميشال عون الذي بدأ اعداد الخطوط العريضة للكلمة التي سيلقيها على اللبنانيين عشية عيد الاستقلال الثلاثاء، سيتحدث اليوم لمناسبة تكريم العلم اللبناني في عيده تحت عنوان “علم الشعب يعود الى بيت الشعب”، وسيطلق مواقف سياسية ستكون استكمالا لما اعلنه في خطاب القسم الذي سيحرص على توفير افضل الظروف لتنفيذه، في ضوء التأييد العارم الذي حصل عليه من قبل معظم القوى السياسية. وفيما يؤكد رئيس الجمهورية انه ملتزم بخطاب القسم، الا ان الاستعراض العسكري الذي قام به حليفه “حزب الله” في القصير السورية، شكل كما اكدت لـ”السياسة”، اوساط سياسية رسالة الى العهد الجديد قبل عيد الاستقلال وتشكيل الحكومة الاولى، مفادها ان القرار في لبنان هو لـ”حزب الله” الذي اوصل عون الى رئاسة الجمهورية وان ما يحكى عن تحييد لبنان عن الصراع السوري لن ينفذ منه شيء، طالما ان “حزب الله” يرى ان مشاركته في الحرب السورية ضرورية.

 

الهبة السعودية عائدة

"السياسة الكويتية" - 20 تشرين الثاني 2016/ذكرت صحيفة “السياسة” الكويتية انه في اطار الانفتاح على العهد الجديد واعادة ترتيب العلاقات السعودية – اللبنانية، يزور بيروت في الساعات المقبلة، موفدان سعوديان رجحت المعلومات ان يكونا أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل ووزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال عون وتهنئته، باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتوجيه دعوة رسمية له لزيارة المملكة، كما سيلتقي الموفدان السعوديان كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.واشارت “السياسة” الى ان الموفدين السعوديين سيؤكدان للمسؤولين اللبنانيين حرص المملكة على افضل العلاقات مع لبنان وتفعيلها على مختلف المستويات، من دون استبعاد ان يحمل الرجلان معهما قراراً ملكياً بإعادة الاعتبار لهبة الـ4 مليارات دولار التي منحها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز للبنان، ثم عادت الحكومة السعودية عند تسلم الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة وأوقفتها.

 

التيار: لا نريد إعطاء فرنجية حقيبة وازنة

"الأنباء الكويتية" - 20 تشرين الثاني 2016/أبلغت اوساط معنية بالتأليف الحكومي صحيفة “السياسة” الكويتية ان رئيس الجمهورية ميشال عون يحاول التعديل على مسودة التشكيلة التي رفعها اليه الرئيس سعد الحريري في لقائهما الاخير في القصر الجمهوري، وهو الامر الذي لا يلقى موافقة من جانب بعض القوى السياسية الاساسية التي تعتبر نفسها مستهدفة من ذلك، في وقت علم ان “التيار الوطني الحر” لا يريد اعطاء النائب سليمان فرنجية حقيبة وازنة كما يطالب، خلافا لموقف الرئيس المكلف الذي يريد لرئيس “المردة” ان يكون في حكومته وعلى رأس حقيبة “دسمة”.

 

الحريري يرى نفسه مستهدفاً

"الأنباء الكويتية" - 20 تشرين الثاني 2016/ردت مصادر سياسية قريبة من “تيار المستقبل” في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية استعجال تشكيل الحكومة إلى هاجس تبدل المناخات الاقليمية والدولية، التي افسحت المجال امام انتخاب رئيس للبنان، وتكليف رئيس للحكومة حيث قد نصبح أمام رئيس جمهورية بلا حكومة ورئيس مكلف بتأليف الحكومة، لا يستطيع أن يؤلف، ورئيس حكومة تصريف أعمال ورئيس مجلس نواب لا يجتمع، وأن تتسارع الأيام إلى ايار 2017، بلا قانون انتخابات، وبالتالي بلا انتخابات ايضا. واضافت المصادر ان الرئيس سعد الحريري بدأ يشعر بأنه مستهدف هو الآخر بالعرقلات التي يراد تسجيلها في خانة تصفية الحسابات من جانب رئيس مجلس النواب مع رئيس الجمهورية، وان أوساطه ترى أن على المعنيين أخذ علاقتهم مع سعد الحريري بعين الاعتبار ايضا. وتأمل هذه المصادر ان تهبط السكينة على الاطراف المعرقلة، ما يسهل اعلان الحكومة اليوم الاحد، أو غدا الاثنين، لأنه إذا انقضى يوم الاستقلال الثلاثاء، دون حكومة، فسيكون للحريري حديث آخر، خصوصا على صعيد اختيار الحقائب والأسماء.

 

هكذا تتطابق "ولاية الفقيه" مع داعش

"العربية" - 20 تشرين الثاني /لا تختلف أفكار القتل كثيراً بين الجماعات التي تعتمد تصفية "الآخر" أسلوباً، على الرغم من اختلاف منشأ تلك الجماعات ومكانه. فقد أظهر لقاء تلفزيوني لبنانياً قُتل ابنه في حلب، وحين سأل المذيع ضيفه عن سبب موافقته على ذهاب ابنه إلى سوريا، أجاب: "بسبب ولاية الفقيه، التي يمثل خامنئي رأس هرمها"، بحسب وصفه. ولما سأل المذيع: "إنت خسرت ابنك في سوريا دفاعاً عن ماذا؟"، رد الرجل: "دفاعاً عن عقيدتنا وعن وجودنا، (عن) ولاية الفقيه. السيد الخامنئي حفظه الله"، وفق ما قال. والضيف رجل لبناني، حاوره طوني خليفة في برنامجه "العين بالعين" على قناة "الجديد"، وكان محل حديث الضيف عن "ولاية الفقيه" العابرة للحدود، فقد صاغتها إيران منذ ثورتها، وزج بها حزب الله شباب لبنان في أتون حرب سوريا. وهذه الطائفية والولاء الأعمى التي يغذي بها حزب الله أتباعه، جرياً على عادة ولاية الفقيه، وإن كانت بحجة قتال تنظيم داعش في سوريا، تتطابق مع ما يحاول زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي ترسيخه في عقول أتباعه، فالسعوديون يذكرون جيداً الجريمة التي هزت مجتمعهم، حين غدر شاب بابن عمه، إثباتاً لمبايعته لقائد التنظيم المتطرف. وفي هذه الحوادث يتساوى عند أتباع ولاية الفقيه بإيران، أو أتباع قائد تنظيم داعش، أن يمارس الشخص كل صنوف التطرف من قتل وتخريب وإيذاء، ولو كان بحق أقرب الناس.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

العراق: أجراس كنائس بعشيقة تدق بعد عامين من الصمت

العرب/21 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/20/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A3%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%B3-%D9%83%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%B3-%D8%A8%D8%B9%D8%B4%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D9%82-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%8A/

عشرات المسيحيين يشاركون بأول صلاة أقيمت في كنيسة مار كوركيس في بلدة بعشيقة المحررة على وقع دق أجراس الكنائس في المنطقة.

بعشيقة (العراق)- دقت الأجراس بعد عامين من الصمت في كنيسة مار كوركيس في بلدة بعشيقة التي تبعد نحو 15 كيلومترا شمالي الموصل آخر مدينة كبيرة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وانتزعت قوات البشمركة الكردية العراقية السيطرة على البلدة يوم السابع من نوفمبر منهية سيطرة التنظيم المتشدد التي استمرت عامين عليها اضطهد خلالهما المسيحيين والأقليات الأخرى في سهول نينوى أحد أقدم المراكز المسيحية في العالم.

وهللت النساء احتفالا بلحظة رفع صليب جديد على الكنيسة ليحل محل صليب كسره تنظيم الدولة الإسلامية. واستولى داعش على بعشيقة منذ منتصف عام 2014 وطرد المكونات الدينية كما نفذ عمليات قتل جماعي بحق الايزيديين والشبك.

وبدت البلدة خالية من السكان تقريبا إذ أن قوات البشمركة لم تستكمل تطهيرها من المتفجرات والألغام التي تركها المتشددون أثناء مقاومتهم لقوات عراقية وكردية مدعومة من الولايات المتحدة بدأت هجوما يوم 17 أكتوبر لاستعادة الموصل.

وناشد محرم ياسين أحد كبار ضباط البشمركة الناس الصبر وألا يعودوا حتى تستكمل عملية تطهير المنطقة ضمانا لسلامتهم. وبعد أن سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على سهول نينوى عام 2014 أصدر إنذارا للمسيحيين: إما أن يدفعوا الجزية أو يعتنقوا الإسلام أو يموتوا بحد السيف. وترك أغلبهم ديارهم وفروا إلى المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي. وقال الأب أفرام قس كنيسة مار كوركيس "نحن طبعا أكيد نفضل أن نكون موجودين مع الإقليم. السبب أولا لقرب منطقتنا الجغرافية إلى الإقليم. ثانيا صار لنا 13 سنة الإقليم هو من يسأل علينا ويهتم بنا وبشؤوننا وبكل الأمور. نحن لم نر في يوم أحد من بغداد أتى وقال لنا مرحبا. نهائيا." فقد تجمع بركات وآخرون يعيشون في المنفى في المدينة الأربعاء الماضي بعد تحريرها من الجهاديين على أيدي قوات البشمركة الكردية. وتبادل الجيران السابقون والأصدقاء القدامى من اليزيديين والمسيحيين والمسلمين العناق والقبلات والتحية. غير أن أمامهم فترة طويلة قبل أن يتمكنوا من العودة للعيش في المدينة. فقد سوى القصف بيوتا بالأرض وتعرضت متاجر للتدمير والحرق والنهب وعلى امتداد الطريق الرئيسي في المدينة تنتشر على الأرض بقع سوداء من آثار انفجار قذائف المورتر. وفر سكان بعشيقة في اتجاهات مختلفة عندما سيطر المسلحون عليها عام 2014 بعد اجتياح مساحات كبيرة من الأراضي العراقية قادمين من سوريا. وقال بركات اليزيدي مثل معظم سكان المدينة "رحلنا على الفور". ورغم أن مقاتلي التنظيم قتلوا مسلمين وغير المسلمين دون تفرقة فقد اختصوا الأقلية اليزيدية التي تجمع معتقداتها بين عناصر مختلفة من عدة أديان بمعاملة وحشية.

وتعرض الآلاف من أبناء هذه الطائفة للقتل والأسر والاسترقاق على أيدي التنظيم فيما وصفته الأمم المتحدة بحملة إبادة جماعية. وقال بركات إن بعض السكان المسلمين بقوا في المدينة لفترة لكن المسيحيين واليزيديين كانوا يعلمون المصير الذي ينتظرهم إذا لم يخرجوا منها على الفور. واستأجر ميسورو الحال منهم بيوتا في مدن أخرى أما من لم يتيسر لهم ذلك فاتجهوا إلى المخيمات.

ومازال بركات وأسرته يعيشون في مدينة دهوك الشمالية. وتتوقع الأسرة أن يطول منفاها لأن معظم مدينة بعشيقة أصابه الدمار ولم يعد بها خدمات أو إمدادات. وقال في أول مرة يعود فيها للمدينة "يمكننا البدء في تطهير هذه الفوضى لكن ما الفائدة من العودة للإقامة إلى أن تتاح الكهرباء والمياه والأهم من ذلك كله الأمن التام". وقد بدأ الشهر الماضي هجوم تدعمه الولايات المتحدة لإخراج التنظيم من الموصل آخر معاقله الرئيسية في العراق واستطاعت القوات المهاجمة السيطرة على العديد من المدن والقرى حول الموصل. ويشارك في تلك العملية حوالي 100 ألف مقاتل من القوات الحكومية وقوات الأمن الكردية ورجال الفصائل المسلحة الشيعية. ويرجع تاريخ المسيحية في شمال العراق إلى القرن الأول الميلادي. وتراجعت أعداد المسيحيين بدرجة كبيرة أثناء أعمال العنف التي أعقبت الإطاحة بصدام حسين عام 2003 وأدت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل قبل عامين إلى إخراج المسيحيين من المنطقة لأول مرة منذ نحو ألفي عام.

ورغم أن المنطقة تتبع اسميا بغداد فهي تخضع لسيطرة الحكومة الكردية. وأعلن أبو بكر البغدادي من مسجد في الموصل عام 2014 قيام "دولة الخلافة" على أراض في العراق وسوريا. وستمثل استعادة الموصل هزيمة فعلية للتنظيم في العراق.

 

دمشق ترفض خطة دي ميستورا وباريس تحذّر من التقسيم

21 تشرين الثاني/16ليما - «الحياة»، رويترز، أ ف ب /رفضت دمشق خطة اقترحها المبعوث الدولي ستـيفان دي ميستورا لإنقاذ شــرق حلــب، تضمــنــت إبقاء المجلس المحلي المعارض ووقف الغارات السورية على الأحياء المحاصرة شرقاً بعد إخراج عـنـاصر «فتــح الشـام» (جبهة النصرة سابقاً)، في حين دان وزيــر الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت الضربات التي تشنّها قوات النظــام الســوري المدعومة من موسكو عــلى مدينــة حلب، محذّراً من أن «الحرب الشامــلة» في ســـورية قد تـؤدي إلى «تقسيم» البلاد وتعــزيز تنظيم «داعش». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس باستمرار القصف على شرق حلب وريفها، ما أسفر عن عشرات الإصابات بين المدنيين، وقتل ستة من أسرة واحدة في حي الصاخور ودُمِّرت مؤسسات محلية وطبية. ولفت المرصد إلى مقتل آخرين وسقوط جرحى بقذائف طاولت مناطق النظام غرب حلب، وبينهم تلاميذ مدارس أطفال، بعدما أعربت الأمم المتحدة عن «شديد الحزن والصدمة إزاء التصعيد الأخير في الأعمال القتالية في مناطق عدة من سورية». وحضّت «كل الأطراف» على «وقف كامل للهجمات العشوائية على المدنيين والبنى التحتية المدنية». إلى ذلك، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي عقده أمس بعد لقائه دي ميستورا الذي زار دمشق لمناقشة خطته الهادفة إلى وقف العنف في مدينة حلب: «هو تحدّث عن إدارة ذاتية في شرق حلب، وقلنا له أن هذا الأمر مرفوض». وأضاف: «هل يُعقل أن تأتي الأمم المتحدة لتكافئ الإرهابيين؟».

ونصّت خطة دي ميستورا على أربع نقاط، هي: وقف القصف على شرق حلب، توصيل مساعدات إنسانية إلى شرق المدينة وغربها، إخراج عناصر «فتح الشام»، بقاء المجلس المحلي المعارض. وتابع المعلم: «قلنا له (المبعوث الدولي)، نحن متّفقون على خروج الإرهابيين من شرق حلب (...) ولكن لا يُعقل أن يبقى 275 ألف نسمة من مواطنينا رهائن لخمسة أو ستة آلاف، سبعة آلاف مسلح». وأشار إلى أنه «لا توجد حكومة في العالم تسمح بذلك». لكن دي ميستورا أكد بعد لقائه المعلّم تمسّكه باقتراحه وبقاء المجلس المحلي لفترة انتقالية. وذكر أنه اقترح رحيل المتشدّدين عن حلب، و «لكن على الحكومة السماح باستمرار الإدارة المحلية في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة». وبعد لقائه المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب في الدوحة أمس، قال إرولت: «أدين مجدداً بأشد العبارات الهجمات والقصف (الجوي) والقصف المدفعي على حلب، حيث يقيم زهاء 300 ألف شخص، محرومين من المواد الغذائية والأدوية، والعناية» الطبية. وحذّر من أن «ثمة استراتيجية حرب شاملة لا يمكن أن تؤدي سوى إلى تقسيم سورية وتعزيز داعش» الذي يسيطر على مناطق في شمال سورية وشرقها. وشدد الوزير الفرنسي على أن هذه الاستراتيجية من جانب النظام وحلفائه هي «خطأ استراتيجي»، داعياً المجتمع الدولي إلى «التحرك لوقف المجزرة». وأكد أن بلاده ستبادر إلى الاتصالات اللازمة «للمساهمة في مبادرة تتيح وقف» النزاع واستئناف مفاوضات السلام. وأفاد حجاب في بيان على صفحته في «فايسبوك» أمس، بأن اللقاء مع الوزير الفرنسي بحث في «ما يفعله نظام الأسد وروسيا من تصعيد عسكري خطير ضد المدنيين والمرافق الطبية، بخاصة في حلب التي أصبح الوضع فيها كارثياً بعد تعطُّل كل المستشفيات الطبية عن العمل منذ يوم (أول من) أمس» بسبب القصف الذي استهدفها. وتطرّق اللقاء إلى «سبل رفع الحصار الذي تفرضه قوات الأسد والميليشيات الطائفية التابعة لإيران على المدن والبلدات السورية، وضرورة الاستجابة للتحذيرات الدولية من احتمال حصول مجاعة بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية لدى المحاصَرين».إلى ذلك، قال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تحدثا لمدة أربع دقائق أمس عن سورية وأوكرانيا، خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (آبيك). وأشار إلى أن أوباما شدد على ضرورة أن يستمر وزيرا خارجية البلدين في «متابعة المبادرات مع المجتمع الدولي للحد من العنف وتخفيف معاناة الشعب السوري». كما حض بوتين على «الحفاظ على تعهدات روسيا بموجب اتفاقيات مينسك، مؤكداً التزام الولايات المتحدة وشركائها بسيادة أوكرانيا».

 

نظام الأسد يرفض مقترحاً أممياً بمنح شرق حلب إدارة ذاتية

الأحد 20 صفر 1438هـ - 20 نوفمبر 2016م/دبي - قناة العربية/أعلن وليد المعلم، وزير خارجية النظام السوري، الأحد، أن ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، اقترح تشكيل إدارة ذاتية في شرق حلب الذي تسيطر عليه قوات المعارضة، لكن النظام رفض الاقتراح. وقال المعلم في مؤتمر صحافي بعد محادثات عقدها مع دي ميستورا في دمشق: "فكرة الإدارة الذاتية التي طرحها دي ميستورا مرفوضة لدينا، لأنها نيل من سيادتنا الوطنية ومكافحة الإرهاب". وأشار إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على السياسة التي سيتبعها الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، بشأن الحرب في سوريا، معبّراً عن "أمل النظام في أن يضع ترمب نهاية لدعم الجماعات المسلحة وأن يكبح القوى الإقليمية التي تساندها"، على حد قوله. من جانبه، حذر المبعوث الأممي من أن الوقت "ينفد" بالنسبة للوضع في شرق حلب، معبراً عن الاستنكار الدولي لحملة القصف المكثف التي يقوم بها النظام السوري على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة. وكان دي ميستورا قد اقترح، في مقابلة أجراها في بداية الأسبوع الماضي مع صحيفة "غارديان" البريطانية، بأن تعترف حكومة النظام بالإدارة التي يقوم بها مقاتلو المعارضة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرتهم منذ صيف 2012، في مقابل رحيل المقاتلين المتطرفين عن حلب.

وقد وصل المبعوث الأممي إلى دمشق قادماً من بيروت في وقت سابق اليوم الأحد. وتستمر زيارة دي ميستورا ليوم واحد.

 

هل يعين ترمب وزيراً للدفاع طرده أوباما بسبب إيران؟

الأحد 20 صفر 1438هـ - 20 نوفمبر 2016م/لندن - رمضان الساعدي/أكدت مصادر صحفية أميركية، الأحد، أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، يرغب في ضم قائد القوات الوسطى الأميركية السابق، الجنرال المتقاعد، جيمس ماتيس، إلى حقيبته الوزارية وتعيينه وزيراً للدفاع في حكومته المقبلة، حيث التقى الاثنان في ملعب ترمب للغولف بولاية نيو جيرسي مساء السبت. وقالت قناة "سي إن إن" الأميركية إن بعد اللقاء الذي تم بين ترمب وماتيس يمكن اعتبار قائد القوات الوسطى الأميركية السابق، أحد أبرز المرشحين لمنصب وزير الدفاع في الحكومة الأميركية المقبلة. ورداً على سؤال الصحفيين في ما إذا كان الرئيس الأميركي المنتخب قد اختار بالفعل جيمس ماتيس لمنصب وزير الدفاع، قال ترمب: "كل ما يمكن قوله هو أن هناك صفقة حقيقية، صفقة حقيقية". وكان الجنرال جيمس ماتيس قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي في أعوام 2010 و2013 قبل أن يقيله الرئيس باراك أوباما من منصبه بسبب ما كشفت عنه واشنطن بوست نقلاً عن مصادرها أن أوباما كان يحضّر لمفاوضات جدية مع إيران لتوقيع الاتفاقية النووية ولم تعجبه توجهات ماتيس المتشددة نحو طهران. وذكرت واشنطن بوست أن قائد القيادة الوسطى السابق كان يطالب بمعاقبة طهران وحلفائها بسبب تهديداتهم، كما طرح فكرة القيام بعمليات سرية لاعتقال أو قتل قوات إيرانية ومواجهة زوارق الحرس الثوري في الخليج. من جانبها، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن الجنرال جيمس ماتيس معروف عنه تشدده تجاه التهديدات الإيرانية، حيث صرح أكثر من مرة بأن إيران أكبر تهديد أمني في الشرق الأوسط. لكن بحسب الصحيفة لم تكن إدارة أوباما تعطي الجنرال المتقاعد ثقة كبيرة في تصريحاته وكانت تنظر له كمتحمس لمواجهة عسكرية مع إيران وكانت تشعر بالارتياح لتقاعده في أيار/مايو 2013. كذلك لفتت قناة "سي إن إن" إلى أن ماتيس كان يعارض الاتفاق النووي مع إيران بشدة. كما أنه اختلف مع أوباما حول خفض عدد القوات الأميركية المتواجدة في العراق مما اضطره للتقاعد في وقت مبكر. الجدير بالذكر أن وزير الدفاع الأميركي المحتمل كان قد أثار جدلاً عام 2005 حين قال إنه "من الممتع إطلاق النار على مسلحي حركة طالبان الأفغانية".

 

ميليشيات الحشد: ننتظر أوامر سليماني لاقتحام قضاء تلعفر

الأحد 20 صفر 1438هـ - 20 نوفمبر 2016م/دبي – قناة العربية/رغم التحذيرات من مغبة دخولها في عمق المعارك، أكدت ميليشيات "عصائب أهل الحق"، أن الحشد الشعبي بانتظار تعليمات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، للدخول إلى قضاء تلعفر. واعتبر المتحدث باسم ميليشيات "عصائب أهل الحق"، جواد الطيباوي، أن تصريحات الحكومة التركية الرافضة لدخول الحشد الشعبي مدينة تلعفر لن تثنيه عن استعادة المدينة، على حد وصفه. إلى ذلك، تحاصر القوات العراقية التي تقاتل في الجانب الشرقي من الموصل حي الزهور، الذي لا يبعد سوى 8 كيلومترات عن مركز الموصل. وبحسب مصادر عسكرية، فإن وصول القوات على مشارف الحي دفع بمئات المدنيين إلى الخروج من منازلهم والتلويح بالأعلام البيضاء. وكشفت القوات العراقية أن تنظيم داعش لجأ القناصة والتفجيرات الانتحارية لإعاقة تقدمها.

 

ما المواصفات الغريبة التي طلبها ترمب بسيارته الرئاسية؟

الأحد 20 صفر 1438هـ - 20 نوفمبر 2016م/العربية.نت - عبير طايل/يبدو أن السيارة الرئاسية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ستكون مثيرة للجدل هي أيضاً. فبحسب الصور المسربة للسيارة، التي تعكف شركة "جنرال موتورز"، عملاق تصنيع السيارات، على تطويرها وتجهيزها لتصبح جاهزة قبيل تنصيب الرئيس الجديد في يناير 2017، ستحمل اسم "الشبح". وبحسب تقرير نشره موقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن السيارة المصفحة والمخصصة لنقل وحماية الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأميركية ستكون مزودة بعدة خصائص للحماية، ربما أكثر مما كانت عليه السيارة الرئاسية الخاصة بالرئيس باراك أوباما، والتي كانت مصنعة من قبل "كاديلاك".وفي الأغلب ستحمل السيارة اللون الأسود والفضي، مثل السيارة الحالية لأوباما، إلا أنه قد تم تغطيتها في الوقت الحالي كنوع من "التمويه" لإخفاء المزايا الجديدة في السيارة، حتى الإفصاح عنها مطلع العام المقبل. وكانت شبكة "فوكس نيوز" قد أشارت من قبل إلى أن شركة "جنرال موتورز" كانت قد استحوذت على 3 عقود لتطوير السيارة الرئاسية، وأن مبلغ 15 مليون دولار أميركي قد تم دفعه مؤخراً للشركة للبدء في تجهيز السيارة. يذكر أن البيت الأبيض يمتلك 12 سيارة رئاسية حول العالم، مخصصة لتأمين الرئيس الأميركي في زياراته، حيث وصلت تكلفة كل سيارة حوالي 1.5 مليون دولار.

وبالرغم من كون السيارة الجديدة للرئيس ترمب مازالت مغطاة ولا يظهر منها أي شيء، إلا أن وسائل الإعلام الأميركية تنبأت بأنها ستكون "مختلفة". فالسيارة الخالية الخاصة بالرئيس أوباما يصل وزنها حوالي 8 أطنان، نظراً للتصفيح الكبير لجسم السيارة. ويصل سمك الأبواب إلى 8 بوصات (20.3 سنتيمتر)، وكل واحد من الأبواب يصل وزنه إلى نفس الوزن الخاص بباب طائرة "بوينغ 747"، كما أن السيارة من الداخل محكمة الغلق لحماية الداخل من أي اعتداء كيمياوي أو بيولوجي.

والسيارة مزودة بأنابيب الأوكسجين ليتم تزويد الهواء الداخلي بالأوكسجين الكافي، في حالة تسمم الهواء المحيط بالسيارة. جميع زجاج السيارة لا يتم فتحه، ما عدا الزجاج الخاص بالسائق، حتى يتمكن من دفع أي رسوم، وبالطبع جميع زجاج السيارة مضاد للرصاص وأي نوع من التفجيرات.

أما إطارات السيارة، فهي مغلقة بمادة "كفلار Kevlar" والتي تحمي الإطارات من الانفجار، وحتى في أسوأ الظروف، فإن الـ"رينغات rings" (قلب الإطار) الفولاذية تستطيع حمل السيارة والإبقاء عليها في حالة القيادة حتى إذا انفجر الإطار الخارجي، وهو من المستحيل.

وعند استهداف خزان الوقود.. أما خزان الوقود، فهو مصفح أيضاً، ويحتوي على نوع معين من "الرغوة" التي تمنع الخزان من الانفجار، حتى لو تم استهدافه مباشرة. وبطبيعة الحال، فإن السيارة مزودة بتسعة كاميرات عالية الدقة، ذات الرؤية الليلية، وجهاز ملاحة "جي بي إس GPS"، وكذلك جهاز اتصالات عبر الأقمار الصناعية، لضمان إبقاء الرئيس الأميركي على اتصال بالعالم الخارجي تحت أي ظرف. كما أن السيارة تكون دائماً مزودة بأكياس دم، من نفس فصيلة دم الرئيس الأميركي، في حال تم الاحتياج لنقل دم على الطريق لأي سبب من الأسباب. وبالطبع فالسيارة مزودة بجميع أجهزة إطفاء الحريق، وبأسلحة، ونظارات للرؤية الليلية، وأجهزة إطلاق الغازات المسيلة للدموع، وكل ذلك لضمان خروج السيارة من أي مكان يمكن أن تشتعل به أي نوع من أنواع الاضطرابات. والآن يبقى أن نعرف المزايا الجديدة التي يمكن أن تحملها السيارة الرئاسية للرئيس ترمب، إضافة إلى كل ما سبق؟ وسؤال آخر قد يطرح نفسه أيضاً.. اين تذهب سيارات البيت الأبيض القديمة عند حلول الضيف الرئاسي الجديد؟ هكذا كان تأمين الرئيس أوباما

 

لماذا لن تنتقل ميلانيا ترمب للبيت الأبيض؟

الأحد 20 صفر 1438هـ - 20 نوفمبر 2016م/دبي - حسام عبد ربه/لن تنتقل ميلانيا ترمب زوجة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وابنهما بارون إلى البيت الأبيض في 20 يناير القادم، بحسب ما كشفت مصادر مقربة من عائلة ترمب ومن داخل الفريق الانتقالي لـ NEW YORK POST.

وقالت المصادر إن ميلانيا وبارون (10 سنوات) سيمكثان على نحو دائم في دارتهما ببرج ترمب في نيوريورك، ما سيحيل هذا الموقع إلى قلعة محصنة حتى بعد رحيل ترمب إلى البيت الأبيض. وكانت الحملة الانتخابية لدونالد ترمب قد أحدثت اضطراباً في حياة ابنه بارون الذي يدرس في الصف الرابع الابتدائي في واحدة من أرقى المدارس الخاصة Upper West Side ، والتي تبلغ مصروفاتها السنوية حوالي 40 ألف دولار. ولهذا قررت ميلانيا التي ترتبط ارتباطاً شديداً بابنها بارون البقاء في دارتها ببرج ترمب، لتجنب المزيد من الاضطراب في حياة بارون إذا انتقل إلى البيت الأبيض في يناير. وحسبما كشفت المصادر القريبة من عائلة ترمب، فإن ميلانيا رغم عدم انتقالها رسمياً إلى البيت الأبيض إلا أنها ستواصل الذهاب إلى هناك والبقاء بجانب زوجها في المناسبات التي تتطلب وجود السيدة الأولى. ومن المرجح أن تنتقل ميلانيا إلى البيت الأبيض بعد انتهاء العام الدراسي لطفلها بارون، ولكن لم يتم الإعلان عن خطط في هذا الصدد. الحملة الانتخابية أثرت على دراسة بارون أوضحت المصادر أن بارون سيذهب إلى مدرسته في حماية أمنية وداخل سيارة مدرعة، وستتولى فرق أمنية التأكد من أن مدرسته آمنة قبل ذهابه إليها كل صباح، وكذلك الترتيبات الأمنية الخاصة بزوجة الرئيس. وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن ترمب نفسه سيقضي بعض الأيام أسبوعياً في نيويورك، ما يعني أنه لن يقيم إقامة كاملة في البيت الأبيض طوال الوقت. ويخضع برج ترمب والمنطقة المحيطة به لإجراءات أمنية هائلة منذ فوز ترمب بالانتخابات، ما تسبب في اختناقات مرورية في حي مانهاتن الشهير. كما تقرر حظر الطيران في أجواء البرج حتى 20 يناير باستثناء الجيش وأجهزة سيادية أخرى. وأصبح البرج قبلة السياسيين البارزين وكبار رجال الأعمال الذين يزورون ترمب. وبداخله، التقى الرئيس الأميركي المنتخب أول رئيس وزراء أجنبي وهو رئيس وزراء اليابان شينزو آبي.

 

نائب ترمب: رومني مرشح بقوة لتولي "الخارجية"

الأحد 20 صفر 1438هـ - 20 نوفمبر 2016م/واشنطن – رويترز/قال نائب الرئيس الأميركي المنتخب مايك بنس لبرنامج "فوكس نيوز صنداي" إن المرشح الجمهوري السابق لانتخابات الرئاسة الأميركية ميت رومني "مرشح بقوة" لتولي منصب وزير الخارجية الأميركية إلى جانب مرشحين آخرين. ورومني الذي التقى مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب، السبت، كان من المنتقدين لترمب خلال حملته الانتخابية. وقال بنس إن رومني أبدى استعداداً للترشح للمنصب. وأضاف أن ترمب كان "ممتناً بشدة للقاء الحاكم ميت رومني. عقدا اجتماعاً جيداً. كان حواراً دافئاً وجوهرياً وأعلم أنه مرشح بقوة لوزارة الخارجية.. إلى جانب بعض الأميركيين المتميزين الآخرين". لكن الديمقراطيين شككوا في أن يكون رومني منافساً فعلياً على المنصب.

 

لقاء مقتضب بين بوتين وأوباما على هامش قمة ابيك

الأحد 20 صفر 1438هـ - 20 نوفمبر 2016م/ليما - فرانس برس/عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما لقاء مقتضباً الأحد في ليما على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا-المحيط الهادئ (ابيك). وأفاد مراسل لوكالة "فرانس برس" في المكان أن الرئيسين تحادثا لوقت قصير ثم تصافحا قبل أن ينضما إلى القادة الآخرين الذين يشاركون في قمة ابيك. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية "لقد تبادلا التحية في مستهل اللقاء وأجريا مناقشة مقتضبة جدا"، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وأفاد مصدر في البيت الأبيض أن أوباما حضّ بوتين على بذل مزيد من الجهود للحد من أعمال العنف ومعاناة السكان في سوريا.  وأبلغ أوباما بوتين بحسب ما نقل المصدر أن "وزير الخارجية جون كيري ووزير (الخارجية الروسي سيرغي) لافروف يجب أن يواصلا القيام بمبادرات مع المجتمع الدولي للحد من العنف والتخفيف من معاناة الشعب السوري". كذلك، حض الرئيس الأميركي بوتين على احترام التزامات روسيا التي نصت عليها اتفاقات مينسك، مشددا على تمسك الولايات المتحدة وشركائها باحترام سيادة أوكرانيا. ويعقد قادة البلدان الـ21 في منطقة آسيا-المحيط الهادئ قمة في البيرو لبحث تحديات الاقتصاد العالمي، على أن يصدروا بيانا يكررون فيه تمسكهم بمواصلة الاندماج الاقتصادي وإزالة العوائق التجارية. والعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تشهد توترا غير مسبوق منذ الحرب الباردة على خلفية النزاعين في سوريا وأوكرانيا.

 

إيران تخضع لتهديدات أميركا وتتخلص من الماء الثقيل

الأحد 20 صفر 1438هـ - 20 نوفمبر 2016م/العربية.نت/تبدأ إيران خلال اليومين المقبلين في إخراج حوالي 11 طن متري من الماء الثقيل الذي كانت تستخدمه في برنامجها النووي خارج البلاد، وفق ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، وذلك لتفادي أزمة جديدة مع أميركا والأطراف الأخرى في مجموعة "5+1"٬ والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الاتفاق النووي. وقالت الصحيفة إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيو أمانو، أعرب الأسبوع الماضي عن مخاوفه حول تجاوز إيران للمرة الثانية عتبة 130 طن متري لمخزونها من الماء الثقيل. وحذر من أن تكرار هذا الخرق يمكن أن يقوض الثقة في التنفيذ الكامل لاتفاق يوليو 2015 الذي يهدف إلى منع امتلاك إيران للأسلحة النووية. وعلى الأرجح، سينقل الماء الثقيل إلى عمان لبيعه في السوق الدولية، سيتراجع مخزون إيران من الماء الثقيل إلى حوالي 120 طن متري.

 

نائب ترمب: لست مستاء من التعليقات التي وجهت لي

الأحد 20 صفر 1438هـ - 20 نوفمبر 2016م/واشنطن – رويترز/أعلن نائب الرئيس الأميركي المنتخب، مايك بنس، أنه ليس مستاء من التعليقات التي وجهها له عضو بفريق مسرحية "هاميلتون" بعد حضوره العرض في برودواي. وقال بنس لشبكة فوكس نيوز صنداي "لم أشعر باستياء"، ممتنعاً عن المطالبة باعتذار مثلما طلب الرئيس المنتخب، دونالد ترمب. وأقر بنس بأن الكثير من الأميركيين يشعرون بخيبة أمل وقلق بعد فوز ترمب في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، لكنه يسعى إلى طمأنة الأميركيين بأن ترمب سيكون رئيساً للكل. وكان الرئيس المنتخب قد طالب، السبت، أعضاء فريق مسرحية "هاميلتون" بتقديم اعتذار عن دعوتهم لنائبه، الذي كان ضمن جمهور الحضور، لدعم القيم الأميركية. وقوبل بنس بمزيج من الاستهجان والهتافات فور دخوله مسرح ريتشارد رودجرز في نيويورك الليلة الماضية لمشاهدة العرض الذي كان عن الآباء المؤسسين للولايات المتحدة. وتلا براندون فيكتور ديكسون، الذي لعب دور آرون بور ثالث نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، بياناً مكتوباً موجهاً لبنس، بعد ختام العرض، قال فيه "نحن يا سيدي (نمثل) التنوع في أميركا .. ونحن قلقون للغاية من ألا تعمل الإدارة الجديدة على حمايتنا وحماية كوكبنا وأطفالنا وآبائنا أو الدفاع عنا وتعزيز حقوقنا الراسخة". وكان بنس قد هم بمغادرة القاعة عندما بدأ ديكسون في قراءة البيان. ونشرت لقطات فيديو نقلت ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال ديكسون وسط تصفيق وترحيب كبيرين من جمهور الحضور: "نأمل بحق في أن يكون هذا العرض ملهماً لك لكي تدعم قيمنا الأميركية وتعمل نيابة عنا كلنا".ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن متحدث باسم العرض قوله إن بنس توقف في منتصف طريقه للخروج من القاعة وسمع كل ما جاء في البيان.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون لن يوقِّع إلّا إذا اقتنع

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 21 تشرين الثاني 2016

كان واضحاً أنّ العماد ميشال عون في موقع رئاسة الجمهورية سيُتعِب كثيرين. فهل كان مستغرَباً أنه ليس المرشح المفضّل لـ«الكثيرين»؟ توحي الأجواء بأنّ عون سيتعاطى مع أوّل حدث في عهده، أي تشكيل الحكومة الجديدة، بما يكرِّس المنحى الذي يريده للعهد، أي تغيير ذهنية التعاطي مع رئيس الجمهورية السائدة منذ «الطائف». هناك مَن يقول: لقد انتظر عون عامين ونصف العام، وعطّل الانتخابات الرئاسية، لئلّا يأتي سواه إلى الرئاسة. فهل مِن المستغرب أن ينتظر بضعة أشهر لتأليف الحكومة إذا لم يكن مقتنعاً بها؟ بالنسبة إلى عون، هناك صلاحيات أخذها «الطائف» من الرئيس، لكنّ حالة الضعف التي مرَّ بها رؤساء الجمهورية بعد «الطائف» ليست بالضرورة ناتجة عن ضعف الصلاحيات، بل تعود في الدرجة الأولى إلى ضعف الرؤساء أنفسهم لأنهم لا ينطلقون من قواعد شعبية قوية، فيضطرون إلى الرضوخ لمصادر أخرى يستقوون بها. وهنا تكمن المشكلة. يريد عون أن يستجيب تماماً لمتطلّبات «الطائف»، وهو لن يرتكب أيّ هفوة تسجَّل عليه في هذا الإطار. وهو يعتقد أنّ تنفيذ «الطائف» بحذافيره سيمنح رئيس الجمهورية قدراتٍ تعوِّضه الكثير ممّا فقده عام 1989. مثلاً، من صلاحيات الرئيس الأساسية التي بقيت له في «الطائف» توقيعه ولادة الحكومة. فالدستور لا يفرض عليه مهلة زمنية للتوقيع، ولا يُجبره على قبول أيّ تشكيلة لا يقتنع بها. كما أنه لا يُحدّد مهلة زمنية لرئيس الحكومة المكلَّف في هذا الأمر. إذاً، يستطيع رئيس الجمهورية أن يُمسك بأوّل حجر من حجارة بناء السلطة، أي مجلس الوزراء الذي منحه «الطائف» أيضاً صلاحية ترؤسه، كلما قرَّر حضوره. وهو لم يضع له ضوابط وشروطاً للحضور. فلا يمرّ أيّ قرار لا يرضى عنه في مجلس الوزراء، خصوصاً أنه أساساً مارس حقَّه الكامل في الموافقة على التركيبة الحكومية حجماً ونوعاً. هذه الممارسة للصلاحيات- الباقية رغم «الطائف»- تعيد جزءاً كبيراً من الوهج الذي كان يتمتع به موقع الرئاسة قبل «الطائف»، في إطار عدالة التوزيع للمواقع بين الطوائف والمذاهب.

وممارسة هذه الصلاحيات تنسجم مع مفهوم المناصفة الذي يقول به «الطائف»، بين المسيحيين والمسلمين. فتحويل رئاسة الجمهورية إلى مجرّد صورةٍ، ولا دور لها، يضرب هذا المفهوم، وينقل لبنان من مفهوم الشراكة المسيحية- الإسلامية إلى مفهوم الشراكة السنّية- الشيعية.

وهذا الأمر لا يؤدي إلى ضرب «الطائف» نصّاً وروحاً فحسب، بل إلى ضرب فكرة لبنان ككيان، لأنّ المسيحيين هم الذين بادروا إلى الخروج قبل 100 عام من كيانهم الصغير، جبل لبنان، حيث هم غالبية ساحقة، إلى لبنان الكبير.

فالرئيس عون هو اليوم أمام مفرق حاسم:

1 - أن يكتفي بوصوله إلى رئاسة الجمهورية ويترك البلد رهينة المسار القديم المشوّه لـ»الطائف». وإذا فعل ذلك يكون قد أوحى للجميع أنّ عناده لعامين ونصف العام كان فقط من أجل الوصول إلى السلطة.

2 - أن يعيد «الطائف» إلى مساره السليم المفترض، ما يثبت للجميع أنّ معاندة الرجل لم تكن من أجل السلطة بل المشروع.

المحيطون بعون يقولون إنه في أيّ شكل، ومهما بلغ الثمن، لن يتخلّى عن المسار التصحيحي لا لمصلحة المسيحيين، بل للمصلحة الوطنية. فلن يستفيد أحد إذا تخلّى المسيحيون عن دورهم في لبنان. وأساساً، لا يمكن للبنان أن يستمرّ من دون المسيحيين.

لذلك، سيتشبّث عون بدور رئيس الجمهورية، بدءاً بتشكيل الحكومة، مهما طال الوقت لذلك. فهو لن يطالب بما لا يحقّ للرئيس أن يطالب به، لكنه أيضاً لن يترك لأحد أن يمارس حقاً مكرّساً لرئيس الجمهورية.

وعندما يتسلّم رئيس الجمهورية من الرئيس المكلّف لائحته المقترَحة للحكومة العتيدة ويبدي ملاحظاته عليها، ويبقيها لديه للدراسة، فذلك لا يجوز أن يُفسَّر بسوء نيَّة، لأنّ هذا السلوك هو الممارسة الدستورية السليمة.

فاللبنانيون اعتادوا ممارسة مغلوطة منذ نحو ربع قرن، وباتوا اليوم يُصدمون بالممارسة السليمة ويعتقدون أنها من خارج الدستور. ولكن، عندما يعود الجميع إلى نص الدستور وروحه سيكتشفون أنّ ما يقوم به الرئيس اليوم هو الذي ينطبق فعلاً على الدستور.

وكذلك، إنّ موقف عون وبكركي من «الفيتوات» في تشكيل الحكومة ليس موجَّهاً ضدّ أيّ طرف تحديداً، وإنما هو محاولة لتصويب ممارسة سابقة كانت مغلوطة وتأخذ من رئيس الجمهورية حتى الصلاحيات التي بقيت له بعد «الطائف».

ويؤكد المحيطون بعون أنّ كلّ أمنياته تتلخّص بعلاقات جيدة مع الجميع، حيث يمارس كلّ طرف صلاحياته الدستورية من دون زيادة ولا نقصان، وفي منطق الشراكة والتعاون الوطنيين، حيث لا يسعى أحد إلى الهيمنة على أحد.

عند هذه المسلَّمة، يصبح ممكناً تأليف الحكومة اليوم أو في مدى زمني غير محدَّد. فعون عاند عامين ونصف العام ليحقق عدالة التمثيل في موقع الرئاسة، وهو سيعاند لتشكيل الحكومة إلى أن يقتنع بعدالة التمثيل فيها، حسب رأيه.

المتابعون لمسار التأليف يقولون: هذا يعني أنّ الحكومة قد تتشكل في أيّ لحظة، ولكن قد تتأخّر. وإذا جاء موعد الإنتخابات النيابية المقبلة، فإنّ الحكومة العتيدة ستأتي نتيجة لهذه الانتخابات. وعندئذٍ، سيكون قد جرى خلط الأوراق كافةً، من جديد. والمعطيات التي ستطرأ هي التي ستتحكّم بهذا الملف.

ولكن أيضاً، في هذه الحال، هل ستتمّ الانتخابات النيابية في موعدها، قبل 20 حزيران 2017، أو بتأخير تقني لبضعة أشهر، أو ستكون في مهب الريح بسبب التوترات الناجمة عن الإخفاق في تشكيل الحكومة؟

الأسئلة تبدو مبكرة. وقد تدخل على اللعبة عناصر جديدة تحسم التوجّهات. ولكن، لا يبدو عون في صدد التراجع عن مساره.

عندما صعد عون إلى قصر بعبدا وتسلّم رئاسة الحكومة الانتقالية في 1988، كانت صلاحيات رئيس الجمهورية واسعة إلى حدِّ قول البعض إنّ لبنان يقترب من النظام الرئاسي لا البرلماني.

كان طموح عون أن يتولّى رئاسة «تلك» الجمهورية. ولكنّ مسار الحروب يومذاك أدّى إلى 3 أمور لا يرغب عون فيها:

- صلاحيات الرئيس تقلّصت في «الطائف» إلى حدّ القول إنه بات أقرب إلى «ملكة بريطانيا»، مع فارق أنّ الملكة تتمتع بمقام معنوي كبير كرمز للوطن، فيما رئيس الجمهورية اللبناني خسر موقعه المعنوي في ظلّ الطائف وممارساته.

- هو لم يصل إلى الرئاسة.

- المسيحيون أصيبوا بهزائم شاملة وذهبوا إلى المنافي الخارجية والداخلية.

يعود عون اليوم لتصحيح «ما أفسده الدهر». إنه يواجه «الدهر». حتى الآن، حقق جزءاً من المعجزة، وفي انتظاره معجزات كثيرة... فما الذي سيتحقّق؟

 

من الاستقلال، إلى الاستغلال، إلى الاحتلال ماذا تغيّر في لبنان خلال 73 عاماً؟!

 اميل خوري/النهار/21 تشرين الثاني 2016

ماذا تغير في لبنان منذ الاستقلال الذي ناله عام 1943 الى اليوم سوى الاحتفال به في 22 تشرين الثاني من كل سنة لئلا يظل مجرد ذكرى؟ لقد كان لهذا الاستقلال زمن رجاله معنى ومبنى فحافظوا عليه، وجاء بعدهم مَنْ حوّلوه استغلالاً ثم حروباً داخلية واجتياحات اسرائيلية ووصاية سورية وسيطرة إيرانية، ففقد لبنان معنى الاستقلال الحقيقي. حتى أن الحكومات التي تعاقبت كرّرت في بياناتها الوزارية المواضيع ذاتها التي وردت في بيان أول حكومة الاستقلال برئاسة الزعيم الوطني رياض الصلح ونقتطف منه الآتي: "إن الحكومة التي انبثقت من مجلسكم الكريم ومن إرادة الشعب لن تعرف غيره مرجعاً، ولن تستوحي سياستها من غير مصلحته الوطنية العليا، فهي منه وله وحده أولاً وأخيراً. وأن الساعة التي يمكن فيها إلغاء الطائفية هي ساعة يقظة وطنية شاملة مباركة في تاريخ لبنان. وستسعى الحكومة لكي تكون هذه الساعة قريبة بإذن الله. إن لبنان يُقبل مختاراً على التعاون مع أشقائه العرب على قدم المساواة والاحترام المتبادل للسيادة، ويسعى إلى أحسن العلاقات مع الدول الحليفة المجاهدة في سبيل حرية الشعوب وإقامة أحسن الصلات المبنية على الود والاحترام. وسوف تعمد الحكومة الى ادخال اصلاحات إدارية أولها توسيع صلاحيات الحكام الاداريين، محافظين وقائمقامين، بحيث يصبح قضاء مصالح الناس سريعاً وقليل الكلفة، وتنظيم القضاء اللبناني تنظيماً نهائياً مع مقتضيات الاستقلال. فإذا كان العدل أساس الملك فهو دعامة أساسيّة من دعائم الاستقلال الصحي. وستدأب الحكومة على تشجيع زيادة حركة التبادل التجاري، وعلى معالجة الغلاء بشدّة وحزم بالضرب على أيدي المستغلين وفرض رقابة صارمة على التجارة لتمنع الاستغلال والاحتكار، وستعنى بتعزيز السياحة والاصطياف وتحسين المواصلات وذلك بتأمين وسائل التنقل والنقل الكافية، وإصلاح شبكات الطرق وزيادتها في جميع المناطق، وإصلاح النظام المالي بما يكفل لفئات المكلفين المختلفة العدل والمساواة وذلك بدرس أنواع الضرائب وطرق الاصلاح الملائمة، وإيلاء الزراعة التي هي في طليعة العناصر التي ترتكز عليها حياة الأمة الأهمية وذلك باتخاذ التدابير المؤدّية إلى تنمية الانتاج الزراعي ومنها توسيع المساحات الصالحة للزراعة وإمدادها بالآلات الزراعية وتعزيز وسائل الري وتعميم الارشادات الفنية على المشتغلين بالزراعة، وتعزيز التحريج العام والاهتمام بالصحة والاسعاف العام، ومعالجة مشاكل العمل والعمال بأن تكفل الحكومة للعامل خبزه وحريته ومستقبله وحقوقه المشروعة والسهر على القوانين الموضوعة لحماية، وتشجيع الصناعة بغية الاستغناء عن كل الصناعات الأجنبية، وتنفيذ خطة خمسية لمشاريع مختلفة كالري وشق الطرق، وتجديد المدن وانعاش القرى واقامة العدل الاجتماعي للقضاء على البؤس. وستنظر الحكومة بكثير من الاهتمام الى النشاط الانساني والوطني الذي تبذله المرأة وتوسيع حقوقها السياسية، وأن تخصص الحكومة للصحافة العناية اللائقة بها كمدرسة للشعب ومرآة لشعوره بامدادها بالمساعدات الأدبية والمادية المشروعة لتكون لصحافة لبنان وصحافيّه المنزلة اللائقة بهم. وستسعى الحكومة إلى أن تربي النشء تربية وطنية صحيحة ليكون واحداً موحّد الهدف والشعور الوطني، وإيلاء التربية الرياضية عناية خاصة فتعمل على تقوية الشباب روحاً وجسداً حتى تكفل للوطن أجيالاً قوية. وستتصل الحكومة بشطر لبنان المغترب الذي أقام لبلاده حيث حلّ الذكر الطيب، وقد تلفّتوا الى كل نهضة وطنية قامت في لبنان وأمدّوها بما ملكوا".

وفي ما يتعلق بالتعاون مع الدول العربية المجاورة، دعا بيان حكومة الاستقلال الى "التعاون الدولي تعاوناً يزداد وثوقاً، فالعصر يأبى العزلة التامة للدول كبيرها وصغيرها، وإقامة العلاقات على أسس تكفل احترام الدول العربية لاستقلال لبنان وسيادته وسلامة حدوده، فإخواننا في الأقطار العربية لا يريدون للبنان إلا ما يريده أبناؤه الأُباة الوطنيون، فنحن لا نريده للاستعمار مستقراً وهم لا يريدون للاستعمار إليهم ممراً، فنحن وهم إذاً نريده وطناً عزيزاً مستقلاً سيداً حراً". لقد كان رياض الصلح حامي ميثاق 43 والمدافع عن موقع لبنان والارتقاء بدور يضطلع به في المحافل العربية والدولية. فهل ينجح زعماء اليوم بحماية "ميثاق الطائف" الذي يحتاج لحمايته ثقة الجميع به؟ وفي المناسبة، فإن كريمة الزعيم رياض الصلح الوزيرة السابقة ليلى حماده، وهي الصغرى في شجرة بطل الاستقلال، اختارت أن تكون شجرة عطاء لكل المناطق والمذاهب مساهمة منها بمشاريع انمائية وانسانية واجتماعية، قالت رداً على سؤال خلال مدة الشغور الرئاسي الطويلة: "أين نحن من دولة الاستقلال"، "إن والدي كان صانع قرار وبنى وطن الحريات لوطن الطوائف. واليوم ذهبت الحرية وبقيت الطوائف. وكان يقول ليس للحرية جدران، ولكن يجب أن يكون لها سقف، وسقفها أمن المواطن. واني اعترف بأن الوطن تأسس لغير مواطنين فأضحى لقيطاً عند العرب، ولم يبق من الاستقلال إلّا العرض العسكري". هل يخرج بعض القادة من سياسة الاستغلال والترحيب بكل احتلال ويعودون إلى حبّهم الحقيقي والصادق للاستقلال التام الناجز؟

 

إياكم والشغور الثاني!

 نبيل بومنصف/النهار/21 تشرين الثاني 2016

لنكن واقعيين، السذّج وحدهم كانوا يتوقعون اقلاعة معبدة بالورود للعهد العوني، ولكن احدا لم توقع ان يحصل ذلك مبكرا على هذا النحو. لا يتصل الامر حصرا بتعقيدات تأليف الحكومة من الناحية المحاصصية التي لم يكن ممكنا تجاوزها بسرعة وسط اختلاط عوامل التناقضات المتدافعة ضمن تركيبة يراد لها ان ترسم هيكل السياسات العريضة للعهد والحكومة من اول الطريق. بل الأهم هو عامل الاعتراض المبكّر الذي بدأ ينشر مؤشراته حول احدى الرافعات الرئيسية للعهد المتمثّلة بالتحالف الثنائي المسيحي بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" من خلال الرمي المركز سياسيا واعلاميا على حجم تمثيل "القوات" في الحكومة والتعامل معه كفقاعة مضخمة يراد لها تغيير قواعد التوازنات السياسية مع العهد العوني. يعرف الجميع ان هاجس سطوة ثنائية مسيحية تنتاب قوى مسيحية أخرى أولا وقبل الشركاء الآخرين. ولم يكن مفاجئا ان تتردد أصداء هذا الهاجس لدى الفئات المسيحية الحزبية والمستقلة قبيل انتخاب الرئيس العماد ميشال عون وبعده لأن الساحة الانتخابية والسياسية الأساسية التي ستشهد تداعيات واقع التحالف الثنائي العوني - القواتي تتصل بالشارع المسيحي اولا. ولكن المفاجأة الحقيقية التي تكتسب دلالات شديدة التعبير تبرز في معالم الريبة الآتية من مقلب الثنائي الشيعي والتي كان صوت الاعتراض العاجل الذي صدر عن الرئيس نبيه بري حيال موقف الرئيس عون في زيارته لبكركي بمثابة "مفرزتها السباقة" وأعقبتها مؤشرات متتالية في معركة الأحجام السياسية الدائرة عبر عملية تأليف الحكومة. لا ندري ما اذا كان الرئيس المكلف سعد الحريري الذي بات خبيرا متمرسا في التزام الهدوء والصمت وقت احتدام الأزمات قد اكتشف حقيقة ثابتة وهي ان ما صنع قبل انتخاب الرئيس يختلف عما يراد صنعه بعد الانتخاب. هي حقيقة ليس الرئيس الحريري وحده معنيا بها بل اكثر الافرقاء المنخرطين الآن في البحث عن سر اندفاعة قلقة من امكان ان تشكل الحكومة الجديدة عنوان تبديل جوهري في ميزان القوى الداخلي. وربما يتعين الإشارة هنا الى ان ثمة "نشوة" مسيحية راحت بعيدا في التغني بالرئيس القوي والثنائي القوي والواقع الذي يراد استعادة توازنه حركت بقوة حساسيات وحسابات كانت في طور المهادنة واستفاقت على نذير هذا المنحى. تبعا لذلك سيغدو طبيعيا التساؤل عن سبل تسييل شعار الميثاقية وتصحيح المشاركة المختلة واستعادة التوازن المفقود ما دام تأليف الحكومة ايقظ معركة لم تكن في الحسبان في هذا التوقيت المتسرع. ولعلنا لا نغالي ان تساءلنا هل ثمة ما لا ندركه بعد من اسرار غلفت انهاء ازمة فراغ رئاسية قياسية لندخل في غياهب أزمة شغور حكومية تحت وطأة صراع الاحجام والأدوار الذي يحاصر استيلاد الحكومة الجديدة؟

 

حتى لا تبقى الهدنة الرئاسية... هشّة!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 21 تشرين الثاني 2016

غداً عيد الاستقلال... واعتاد اللبنانيون أن يُردّدوا عشية كلّ عيد قولاً صار تقليدياً «عيدٌ بأيّ حال عُدت يا عيد». كانوا يشكون حال بلدهم وانحداره من سيّئ الى أسوأ وعلى كلّ المستويات. ولكن في زمن الاشتباك الرئاسي دخلت عليه إضافة جديدة «عيدٌ بأيّ حال ستأتي يا عيد، وأيّ حال ستكون عليه مرحلة ما بعد العيد؟». واضح أنّ الاشتباك الرئاسي دخل في هدنة غير معلنة، ولكن حتى الآن لا اتفاق جدياً على وقف حقيقي ونهائي لإطلاق النار بين الجبهات الرئاسية. وبالتالي ليس معلوماً كم ستصمد إن كانت هدنة موقّتة وهشّة قابلة للانفجار في أيّ وقت وتحت أيّ عنوان، خصوصاً أنّ اليد ما زالت على الزناد.

هذا الاشتباك ما زال هو المتحكّم بالمشهد الداخلي، وتسبب في إطفاء محركات التأليف كلها، وطيّر الحكومة الى ما بعد عيد الاستقلال، وليس معلوماً كم من الوقت ستتطلّبه إعادة تشغيل تلك المحركات من جديد، وعلى أيّ أساس.

يقال إنّ الرئيس المكلف سعد الحريري لم يقطع الامل في انطلاقة جديدة وأكثر جدية بعد العيد، ولكن يقال في المقابل إنّ توجّه الحريري هذا مبني على تمنيات اكثر ممّا هو مبني على وقائع تنفي عودة مسار التأليف الى الغرق والمراوحة السلبية في المربع الأول.

يًشي المشهد بدخول البلد في حال انتظار، الحريري يريد تشغيل محركات التأليف اليوم قبل الغد، يرفض أن يكون قد دخل أو أُدخِل في كوما التأليف، لكنه لا يستطيع أن يصفق وحيداً.

فالتباين السياسي قائم، والجبهات الرئاسية ما زالت على سخونتها، و«الأصدقاء» الذين يعتبرون انفسهم أنّ في إمكانهم لعب دور وسيط أو ساعي خير أو عامل على خط تبريد الجبهات، مصدومون ممّا حصل، يبحثون عن سرّ الخطاب التصعيدي وموجباته وتوقيته والهدف منه، فلا يجدونها.

هم يتمنون أن تهدأ النفوس من تلقاء نفسها، لكنّهم مرتابون من سرعة اندلاع هذا الاشتباك على مسافة أيام معدودة من الولادة الرئاسية، ويخشون مع هذا الاشتعال السريع، من تدحرج الأمور الى ما هو أسوأ وأكثر تعقيداً، وأولى الضحايا هنا هي الحكومة التي لم تُشكّل بعد. إضافة الى الضرر الكبير الذي سيلحق بالمرحلة الرئاسية الجديدة، وكذلك بالبلد. أُخِذ على الرئيس نبيه بري أنه ردّ على الهجوم الرئاسي على مجلس النواب، ولكن هذا «الأخذ» كان محلّ استغراب في عين التينة، وهناك مَن يقول»للموقع الرئاسي الأول كرامته واحترامه، وكذلك للموقع الرئاسي الثاني احترامه وكرامته، وأيضاً للموقع الثالث، إلّا أنّ هذه «الهجمة» تبعث على الريبة، ولا هي مبلوعة لا في مضمونها وتعابيرها، ولا الزمان الذي أُطلقت فيه ولا في المكان الذي أُطلقت منه.

وبالتالي يستحيل على برّي أن يقبل بجعل مجلس النواب الذي يرأسه مكسر عصا، أو هدفاً سهلاً للتصويب عليه، وساحة للتشفي وأرضاً سائبة لرمي كلّ الموبقات عليها، لذلك من يطرق الباب سيسمع الجواب. ثمّ لو أنّ برّي سكت على هذه الهجمة وتجاوزها حالياً، فمَن يضمن ألّا تتكرّر وتتصاعد وتتوسع اكثر تحت عنوان التمديد للمجلس او أيّ عناوين أخرى»؟ وفي المقابل أُخذ على الرئيس ميشال عون هجومه على مجلس نيابي انتخبه قبل أيام. وهناك مَن هو على قناعة بأنّ كرة المعالجة في ملعبه، وثمّة طريق وحيد للمعالجة ورأب ما تصدّع سواء بين الرئاستين أو ما أحاط مسار تأليف الحكومة من عثرات ومطبات ومطالبات ومحاولات إبعاد وإلغاء، وهذه الطريق تمرّ عبر ما يلي:

- أولاً، الاقتناع بأنّ الأولوية هي لإعادة ترميم التصدع الذي سببه اشتباك الرئاستين، وبأنّ الحاجة باتت اكثر من ملحّة لإعادة الوهج الى المرحلة الرئاسية، التي تشظّت. وبالتالي مدّها بحقنة معنوية كبرى تعيد لها الحيوية التي يُفترض أن تدبّ فيها بمبادرة من رئيس الجمهورية بالتكافل والتضامن مع كلّ القوى السياسية. والرئيس هو المعني الأول في إعادة هذا الوهج.

- ثانياً، الاقتناع بأنّ الرئيس لا يستطيع أن يحكم وحده، لأنه جزء من هذا الحكم وليس كله. وأنّ لغة مرحلة ما قبل «الطائف»، لا تصحّ في مرحلة ما بعده.

- ثالثاً، الاقتناع بأنّ الرئاسات الثلاث، محكومة بالتفاهم والتعاون لاطلاق عجلة الدولة، بمعزل عن أيّ خلافات أو تباينات سياسية أو آراء مختلفة حول أيّ أمر.

- رابعاً، الاقتناع بأنّ سياسة الاشتباك تأكل من وهج الرئاسة ومن رصيد المرحلة المقبلة، ليس من رصيد الرئاسة وحدها بل من رصيد كلّ المؤسسات والبلد.

- خامساً، الاقتناع بأنّ استمرار دحرجة المواقف الاستفزازية في اتجاهات متعددة، وبطريقة استعلائية وبلغة استئثارية، يفتح الباب امام استفزازات مقابلة وتوترات سياسية وتعكير للمناخ العام. كما أنّ الاستمرار في سياسة الاشتباك، من شأنه أن يوسّع مساحته الى حدٍّ يصبح معه احتواؤه أمراً شديد الصعوبة والتعقيد. فضلاً عن أنه يستفزّ، أو هو استفزّ الصديق القريب قبل الخصم البعيد.

وجعَله يشعر بريبة وخشية من أن يكون خلف الاكمة ما خلفها، ويرسم علامات شك في المرحلة الرئاسية المقبلة، وفي الخيارات والتوجهات التي ستتبع. وهناك من الأصدقاء مَن صار يسأل صراحة: أيّ خيارات ستتبع في المرحلة الرئاسية، وأيها ستكون لها افضلية الالتزام بها؛ التحالفات القديمة أم التفاهمات الجديدة؟

- سادساً، القراءة الواقعية والموضوعية للمشهد الداخلي وتوازناته التي لا يستطيع أحد أن يتخطّاها أو أن يفرض توازنات جديدة على واقع سياسي وطائفي شديد الحساسية.

- سابعاً، الاقتناع بأنّ كلّ الأطراف مسلمة بأنّ العهد يحتاج فعلاً الى حصانة مسيحية شاملة، ولكن ليس أن تكون هذه الحصانة من لون واحد يؤمّنها طرف مسيحي واحد أو طرفان وعلى حساب كلّ الألوان المسيحية الأخرى.

الحصانة المسيحية تكتمل بكلّ الألوان وليس بإبعاد بعضها أو محاولة إلغاء البعض الآخر، خصوصاً أنّ لكلّ لون مسيحي حضوره وفعاليّته ودوره التحصيني، الذي لا يستطيع أحد أن ينفي وجوده أو يلغيه.

- ثامناً، الاقتناع بأنّ الحصانة المسيحية للعهد، وعلى أهميتها، وحدها لا تكفي، بل تزيد فعاليتها بالحصانة الوطنية التي توجب أن يكون جميع الآخرين، والمسلمون الى جانب المسيحيين، شركاء فيها.

- تاسعاً، الاقتناع بأنّ خريطة التوازنات اللبنانية، لا تخوّل طرفاً أن يبلع طرفاً أو أن يمون على طرف أو أن يحتوي طرفاً أو أن يُبعد طرفاً أو أن يلغي طرفاً أو يفرض رأيه على كلّ الآخرين، أو أن يختار لهم مواقفهم وآراءهم وحتى ممثليهم ويضع «الفيتو» على أسماء مرشحيهم لتولي حقائب وزارية.

- عاشراً، الاقتناع بأنّ خريطة التوازنات تؤكّد أنّ الشراكة حق لكلّ مكوّنات الشعب اللبناني، وأنّ ما يحق لهذا الطرف يحق لغيره أيضاً.

- حادي عشر، الاقتناع بأنّ أيّ تفاهمات جانبية، ثنائية أو ثلاثية، هي ملزمة لأطرافها فقط ولا تلزم أحداً غير المتفاهمين، ولا يمكن بالتالي فرض هذه التفاهمات على الآخرين.

- ثاني عشر، الاقتناع بأنّ سياسة الاحجام المنفوخة، والإصرار على استرضاء طرف بعينه والنزول عند طلباته ورغباته، وقطع الطريق على إشراك وزراء مسيحيين في الحكومة، من خارج إطار «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، هي التي تعطل تأليف الحكومة حتى الآن، فضلاً عن أنها تخلّ بالتوازنات الداخلية. فضلاً عن أنّ الضرر الأكبر الذي لحق بالحكومة قبل تشكيلها، نجم عن تخفيض رتبتها من حكومة العهد الأولى فاعلة ومنتجة الى حكومة انتقالية لا يعوّل على فعاليتها وانتاجيتها.

تبعاً لما تقدم، تؤكد قراءة صديقة للعهد الرئاسي الجديد أنّ انطلاقة المرحلة الرئاسية ومعها الحكومة الأولى، باتت تفرض أخذ العبر ممّا جرى، وإعادة ترميم المشهد الذي تصدع ومعالجة النتوءات التي ظهرت ومحاولة تشذيبها وإعادتها الى حجمها الطبيعي، وهناك فرصة للعمل بما نصح فيه «أصدقاء الرئيس» بالذهاب نحو إعادة تصويب الطرح السياسي وفتح المدى لاستيعاب الجميع والعودة الى لعبة الأحجام الطبيعية والابتعاد من لعبة الأحجام المنفوخة.

 

العهد التأسيسيّ وآخر الفرص؟

البروفسور باسكال مونان/جريدة الجمهورية/الاثنين 21 تشرين الثاني 2016

يشكّل العهد الرئاسي الجديد تجربة سياسيّة - دستورية غير مسبوقة منذ «اتفاق الطائف». للمرة الأولى يصل الى رئاسة الجمهورية زعيمٌ يتمتّع بدعم شعبي واسع، وله في مجلس النواب كتلة نيابيّة وازنة. تغيّر الكثير في لبنان منذ العام 1989، تاريخ التوصّل الى «الطائف» حتى اليوم، وتغيّر الناس بمَن فيهم العماد ميشال عون نفسه. من القتال وحيداً في مواجهة الجميع تقريباً، الى جمع الجميع حول شخصه، بعد مخاض طويل انتهى بمجموعة تفاهمات. ومن الانطلاق من الهواجس والمخاوف الخاصّة الى البحث عن الشراكة في الهموم والحلول. بهذا المعنى نحن أمام اختبار جديد لإنقاذ «الطائف»، واستنباط مقارَبة مختلفة في تطبيقه تقوم على رؤية لبنانية مشترَكة. لكن ما رافق تأليف حكومة العهد الأولى يشير الى تجذّر ممارسات سياسية من شأنها أن تعوق التغيير المنشود. لم تختلف الهجمة على الحصص الحكومية الوازنة من سياديّة وخدماتيّة عمّا كان سائداً، وتحوّلت الشراكة المطلوبة الى لوائح مطالب وفيتوات متبادلة، وعلى الرغم من الإعلان أنّ الحكومة العتيدة ليست حكومة العهد فهي ستكون محسوبة عليه وستحمل على الأقل قسماً من برنامجه ورؤيته. والمشهد الذي واكب ورشة التأليف ليس صحّياً، إذ بدا رئيس الجمهورية في مواجهة البازار الحكومي المحتدم أسير وضع موروث لا يمكنه نسفه حرصاً على شبه الإجماع الوطني الذي واكب عمليّة انتخابه. ولأنّ الآمال كبيرة بحكم الرئيس ميشال عون وكذلك الرهان على دوره في إعادة الاعتبار الى الدستور والقوانين والقيم والمؤسسات، يبدو ملحّاً إطلاق صفّارة إنذار لتصويب المسار العام مع إيماني بأنّ الرئيس الجديد سيلجأ الى ممارسة دوره بصفته رأس الدولة المؤتمَن على تحقيق المصلحة العليا.

ومن الضروري في هذا المجال العمل على تنفيذ خريطة طريق داخليّة تحمل بذور التغيير المُرتجى والإصلاح المنشود، بعدما سلّمت غالبيّة القوى السياسية بأولويّة معالجة المشكلات الداخلية. فالحكومة العتيدة بعكس كلّ ما يُقال لن تكون انتقالية بل تأسيسية على الرغم من عمرها القصير المفترَض، وستكون أمام قرارات أساسيّة تحدّد مسار العهد.

أما خريطة الطريق الصالحة، فيمكن اختصار عناوينها الأساسية بالآتية:

1 - التصدّي للمشكلات الحياتية المتفاقمة بذهنيّة مختلفة تقوم على الاستعانة بأصحاب الخبرات والكفاءات. إذ لم يعد مسموحاً أن يبقى قطاع الكهرباء على ما هو عليه، فيما مشاريع تنظيمه وزيادة الإنتاج بإنشاء 3 معامل جديدة نائمة منذ سنوات في أدراج وزارة الطاقة والمياه.

والأمر ذاته ينطبق على المياه، والنفايات، والضمان، والتربية... ومختلف الشؤون الحياتية التي تنقص إيجاد الحلول لها الإرادة الصادقة بعيداً من المحسوبيات وإرادة التعطيل. وفي تاريخ الرئيس عون ما يدلّ على تفكير ونهج علميَّين وتقدير لدور الكفاءة والخبرة في توفير الحلول المطلوبة.

2 - إعادة الاعتبار الى مؤسسات الرقابة الثلاث: التفتيش المركزي، ديوان المحاسبة، ومجلس الخدمة المدنية، لإحياء الإدارات والمؤسسات العامة وتنشيطها وترشيقها بعد طول فراغ.

ولعلّ التعيينات الإدارية المرتقبة هي في الأهميّة ذاتها التي يعوَّل عليها لإنتاج السلطة. سيكون الفريق الإداري الجديد هو الأداة في يد الرئيس والحكومة لتنفيذ السياسة الحكومية الموضوعة.

وتكفي استعادة تجربة الرئيس الراحل فؤاد شهاب وما حقّقه الفريق الإداري معه من إنجازات باقية حتى اليوم، لمعرفة مدى أهمّية هذه التعيينات، التي يجب أن تُترك الكلمة الأولى والأخيرة فيها لمجلس الخدمة، إضافة الى جذب الكفاءات العالية للعمل في القطاع العام.

وكذلك يجب أن تبدأ الخطوة الأولى في رحلة الإصلاح ومكافحة الفساد، التي لفت الانتباه اليها الرئيس عون نفسه في خطاب القسم. إذ لم يعد مسموحاً أن يكون في لبنان فساد من دون فاسدين، وموظّفون صالحون، وهم كثر تتعامل الدولة معهم بجحود من دون أيّ تقدير.

يشكّل القطاع العام ساحة اختبار جدّية للعهد الجديد الذي يتوقّف جزءٌ كبير من نجاحه على كيفيّة النظر الى هذا القطاع والى دوره في صناعة الغد، في وطن لامست ديونه الـ75 مليار دولار أميركي.

3 - وضع قانون للانتخاب يسمح بالتمثيل الشعبيّ الصحيح والعادل. وهذا هو التحدّي الأكبر لمعالجة مشكلة عمرها من عمر «اتفاق الطائف»، لأنّ كلّ القوانين الانتخابية التي وُضعت منذ العام 1992 لم تحقّق التغيير السياسي المطلوب في إنتاج نواب يمثّلون الناس ويحملون قضاياهم وهمومهم وأحلامهم. كان معظم القوانين تسويات سياسية، توفّر الحفاظ على غالبيّة مكوّنات الطبقة السياسية.

وليس مستغرَباً أن تبقى المشكلات ذاتها طوال ربع قرن طالما أنّ المسؤولين عن إيجاد الحلول هم ذاتهم مع عجزهم وانغماسهم في لعبة تأمين المصالح المتبادَلة، وطالما أنّ المقاربات هي ذاتها.

يجب أن يسمح القانون المنتظر للناس بأن يوصلوا أصواتهم واختيار مَن يمثّلهم حتى يبدأ التغيير المطلوب والإصلاح الموعود. وربّما شكّل القانون الذي توصّلت اليه لجنة الوزير الراحل فؤاد بطرس ووافقت عليه غالبيّة القوى والتيارات، الأساس الصالح لذلك، حتى لا يستمرّ الجدل البيزنطي والتجاذب السياسي حول مشاريع قوانين الانتخاب المطروحة مع مرور المهل الدستورية. هذه العناوين تفترض شراكة حقيقية في الحكم والمسؤوليات، وهي تجربة جديدة للبننة تطبيق «اتفاق الطائف» واكتشاف ما إذا كانت هذه الوصفة ملائمة.

يخوض الرئيس ميشال عون اليوم آخر معاركه السياسية وأعظمها على الأرجح، وهو أكّد في خطاب القسم وجود الرغبة والتصميم على النجاح. الخسارة ممنوعة في بعض المعارك، ومعركة التغيير التي يخوضها الرئيس عون واحدة منها. الفرصة هذه المرّة قد تكون آخر الفرص أمام لبنان...

 

بيار الجميل.. حلم يتجدد في كل ذكرى

علي الحسيني/المستقبل/21 تشرين الثاني/16

كان اغتياله جزءاً من اغتيال وطن، تماماً كما كانت ازاحته عن الخارطة السياسية مقدمة للاستيلاء على الوطن. كان ثابتا صامدا مدافعاً عن الذين لا صوت لهم، ولهذا كان لا بد من تنفيذ حكم الاغتيال بحق هامات من هذا الوطن، وذلك ضمن مُخطط سياسي إقصائي، المُستهدف منه لبنان وقوى الاستقلال.

في الواحد والعشرين من تشرين الثاني العام 2006 وتحديداً عشية ذكرى الاستقلال، ترجّل ثلاثة مجهولين من سيّارة رباعية الدفع سوداء اللون في منطقة الجديدة في ضاحية بيروت الشمالية وأطلقوا رصاص غدرهم على شاب قيادي ينتمي بأفكاره وتطلعاته إلى أبناء جيل حوّل الخوف إلى إنتصار، كان في داخلها. في لحظة من الزمن، يُعلن عن الوزير بيار الجميل، شهيدا سادسا يسقط على طريق العبور إلى الدولة بعد الرئيس الشهيد رفيق الحريري والوزير باسل فليحان والصحافي سمير قصير و«أبو المقاومة» اللبنانية جورج حاوي والنائب الصحافي جبران تويني. شاب جاء من بلاد الغربة القسرية ليسعى مع أبناء وطنه إلى بناء وطن جميل يكون على قدر آمال تطلعاتهم. حمل أحلاماً جديدة وبدأ بزرعها بين أبناء جيله. أراد لمّ شمل «الكتائب» وإعادة رصّ صفوفها وتنظيمها، فكانت القيامة بالجناحين الإسلامي والمسيحي. واجهته آلات الحقد، فكان لها ندّاً لا يكلّ ولا يهدأ. تهديدات في السرّ والعلن ومحاولات لإقصائه وإيقاف حلمه، لكن نظرة منه في عيون الاجيال الواعدة والاطفال الذين كانوا يهتفون للحرية في الساحات، كانت كافية لأن يتجاوز العقبات والحواجز والإصرار على السير مع رفاقه في النضال من كتائبيين وحزبيين واستقلاليين لبنانيين، للوصول الى ربيع العمر في السادس والعشرين من نيسان 2005 تاريخ انسحاب آخر عنصر من جيش النظام السوري من لبنان.

يوم استشهاد فتى «الكتائب»، خرجت الإستنكارات المنددة بالجريمة ووجّهت أصابع الإتهام إلى مجرم موصوف بارتكاب الجرائم. وكان أوّلهم مجلس الأمن الذي وصفها بـ«الإرهابية» وسُجل إجماع دولي ولبناني على المضي في اقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مع التحذير من انعكاسات الجريمة على السلم الأهلي وهو ما كان يسعى اليه القاتل، لكن دم الشهيد بيار كان أكبر من الفتنة وأحرص على الإستقرار الأمني في البلد، وها هي المحكمة الدولية اليوم تقف على مسافة قريبة من القاتل الذي افتتح عهد الجرائم في لبنان بإنتظار الصوت الذي سيعلو في أرجاء القاعة ذات يوم مُنتظر.

في تلك الحقبة وعند وقوع أي انفجار، كان اللبنانيون يعلمون أن النظام السوري وعملاءه في لبنان، قد «اصطادوا» سياسياً «ثميناً» من قوى 14 آذار، لكن نظام القتل والاجرام خرج كعادته ليتفنّن بـ«فصاحته» متوجهاً بالاتهام إلى «العدو الذي يريد شراً بلبنان وسوريا ويعمل على مزيد من الانقسامات بين البلدين». لكن الحقيقة كانت تُلامس قلوب اللبنانيين قبل عقولهم وهي أن النظام السوري نفسه يُدرك كما العالم كله، بأنه لم يكن يوفّر فرصة وبسبل متنوعة للقضاء على الحركة الاستقلالية وإنهائها عبر مجموعة كبيرة من الضربات المتتالية للقضاء على فئة جهدت ليلاً ونهاراً لإخراج لبنان من تحت نير الوصاية بعد ثلاثين عاماً من حكم ظالم وقاتل ومستبد. كعادته، كان والد شهيد لبنان وصاحب شعار «بتحب لبنان؟..حب صناعتو»، الرئيس امين الجميل كبيرا عندما دعا الى ضبط النفس والتعالي على الاحقاد اثر استشهاد بيار. كان يعرف تماما ان نجله دفع ثمن وقوفه مع اللبنانيين الشرفاء في معركة الاستقلال الثاني. وكان يعرف قبل كل ذلك ان بيار دفع ثمن استعادة لبنان لحزب الكتائب بعدما كانت اجهزة الوصاية تتلاعب بالحزب وبمصيره. لكن الوالد المفجوع برحيل «الحلم»، كان قد أدرك أن نجله فعل الكثير قبل الرحيل وعمل على تعبيد الطريق نحو الآخر. كان يُدرك أن نجله إنتفض مع أبناء الخط الوطني ليصرخوا بأعلى صوتهم «لا». أبناء هدموا الجدار الذي فصل بين أبناء الوطن الواحد لعقود من الزمن وكسروا حاجز الصمت وأيقظوا الكلمة من سباتها وأخرجوها من سجنها ليعود شعاع الحق والأمل إلى عيون الأطفال والعجائز ولتستمر الأحلام في ملامح الأجيال القادمة.

كتائبي يشبه العائلة بمفهوم جديد قادر على فتح الأبواب الموصدة، هكذا يصف أحد القادة الكتائبيين الشهيد بيار الجميّل، حيث كان يعتبر ان النقاش هو السبيل الوحيد لإقناع الآخرين، وجهات نظر تحتمل التغيير لكن الحفاظ يبقى على الأساسيات، وطن واحد، محرّر مستقل، قادر على الوقوف في أسوأ الظروف، وكذلك لكل أبنائه من شماله إلى جنوبه وبقاعه. بيار مثّل جيل الشباب في عمله السياسي العام والحزبي، واستطاع بجهود جبارة أن يعيد التوازن إلى حزب الكتائب ويوحّده، لم يكن بالأمر السهل إعادة آل الجميل إلى بيت الصيفي بعد مدّ سيطرة الوصاية عليه، لكن فنّ التفاوض والمثابرة والقيادة الشابة لديه استطاعت تبديل الواقع، وفتح الباب مجدداً ليقف رفاق وأبناء وأحفاد بيار المؤسس تحت صورته الموضوعة في وسط صالة المركز. يوم استشهاد بيار الجميل، كان الرئيس المُكلف سعد الحريري أول من نعى الجميل خلال لقائه وفوداً في قصر «قريطم». يومها بكى الحريري بحرقة على صديقه ورفيقه في النضال، وبعد أن أعلم الحضور بالمصاب، اتّهم سوريا بالضلوع في الاغتيال. وقال «يريدون قتل كل لبناني حر. بدأوا مسلسل الاغتيالات الذي وعدوا به».

 

إقرأوا “الأخبار”

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/20 تشرين الثاني/16

شهدت المرحلة الممتدة من ترشيح “الحكيم” لـ”الجنرال” في ١٨ كانون الثاني حتى انتخابه في ٣١ تشرين الأول والاتفاق على حصة “القوات” المبدئية داخل الحكومة نقاشات سياسية عكست شعورا بالخيبة لدى البعض بسبب عدم إعطاء “القوات” حقها في حقيبة سيادية على رغم التضحيات التي قدمتها، وراح هذا البعض يلقي اللوم على “الجنرال” و”الشيخ” مقارنا بينهما وبين تمسك “حزب الله” بحلفائه، علما ان التضامن الذي أبدياه مع “الحكيم” كان صادقا وكبيرا واستثنائيا ووفيا. وفي اللحظة التي كانت الاستعدادات فيها جارية على قدم وساق لإطلاق حملة مضادة لشرح الأهداف الاستراتيجية التي حققتها “القوات” بين الترشيح والانتخاب والتكليف وعلى طريق التأليف، تكفلت جريدة “الأخبار” بالمهمة من خلال حملة مبرمجة على “القوات” شكلا وعلى رئيس الجمهورية ضمنا بفعل تمسكه بالتحالف مع “الحكيم”، رافضة إعطاء “القوات” كتلة وزارية، ومحذرة من عودة المارونية السياسية التي أطلت برأسها مع انتخاب عون مدعوما من جعجع.

وعلى رغم معرفتنا الكاملة بماهية “القوات” وحيثيتها الشعبية وحضورها السياسي ودورها الوطني وفعاليتها وتأثيرها ووزنها، إلا انه لا بد لبعض المشككين، عن حسن نية طبعا، من متابعة أخصام “القوات” للتثبت من صوابية خطواتها وسياساتها، وبالتالي تكفي متابعة الزميلة “الأخبار” لتبيان الآتي:

أولا، أن سمير جعجع، وعلى طريقة أبو الطيب المتنبي، “مالئ الدنيا وشاغل الناس”، فإذا أقدم على خطوة معينة يتم وضعها في سياق دولي- إقليمي- محلي، وإذا لم يقدم تنشغل تلك الأوساط بما يمكن ان يقدم عليه، وهكذا دواليك…

ثانيا، ان كل القوى السياسية في لبنان في دفّة وسمير جعجع في دفّة أخرى.

ثالثا، ان الخطر الاستراتيجي الوحيد على “الشرق الأوسط المقاوم” يتمثل بسمير جعجع.

رابعا، ان لا مشكلة مع اي فريق سياسي في لبنان سوى بسبب تحالفه مع سمير جعجع.

خامسا، ان محور الممانعة لا يمكن ان يطمئن ويستكين على الوضع في لبنان في ظل وجود سمير جعجع.

سادسا، ان الحياة السياسية لا يمكن ان تستقيم وتستقر في ظل سعي سمير جعجع الدؤوب لكسر التوازن الذي نشأ مع الاحتلال السوري للبنان في العام ١٩٩٠.

سابعا، ان سمير جعجع يريد إعادة لبنان إما إلى العام ١٩٨٨ او ١٩٨٢.

ثامنا، ان سمير جعجع يريد إعادة تغيير عقيدة الجيش التي أصبحت عقيدة مقاومة، علما ان عقيدة الجيش الوحيدة هي لبنان والدستور اللبناني والعلم اللبناني والبزة العسكرية.

فما تقدم هو مجرد عينة من وحي حملة الزميلة “الأخبار” على “الحكيم”، وبالتالي ننصح بل نحث على قراءة “الأخبار” في هذه الفترة لثلاثة أسباب أساسية:

السبب الأول لتبديد اي شك، إن وجد، والتأكد باستمرار ان كل خطوة يخطوها سمير جعجع تصب في صلب الرؤية الوطنية للبنان السيد والحر والمستقل والقائم على الشراكة المسيحية- الإسلامية.

السبب الثاني لمتابعة تفكير الخصم ونظرته إلى “القوات” و”حكيمها”، وهذه المتابعة أكثر من ضرورية بغية كشف أولوياته التكتية ومخطاطاته الآنية والتعامل معها بالمثل عن طريق إسقاطها.

السبب الثالث لإبقاء العصب القواتي- الوطني مشدودا، كما إبقاء التعبئة السياسية- الوطنية بأقصى درجاتها، والحفاظ على الجهوزية النضالية، لأن اي تراخ يرتد سلبا على “القوات” والقضية.

 

جرائم ضد الإنسانية في حلب

 رندة تقي الدين/الحياة/21 تشرين الثاني/16

سيبقى باراك أوباما الرئيس الأميركي الأكثر مهارة في الكلام والوعود على الصعيد الدولي والأقل تحركاً لمكافحة جرائم ضد الإنسانية بين سابقيه. وليست إدانة البيت الأبيض للقصف الوحشي على مدينة حلب ومستشفياتها من النظام السوري وروسيا، سوى مجرد رفع عتب من إدارة تخاذلت مع موسكو وتركتها تهيمن بوحشية، مع إيران و «حزب الله»، على سورية ولبنان والعراق.ألا تستحق حلب الجريحة المتألمة، حيث يعيش ربع مليون شخص تحت حصار ويعانون نقص الأدوية والأطباء، وحيث عناصر الدفاع المدني عاجزون عن تغطية الجثث من قصف متواصل لنظام بشار الأسد وحاميه جيش فلاديمير بوتين، أكثر من إدانة من البيت الأبيض؟ كارثة إنسانية يرتكبها بحق شعبه رئيس ينوي البقاء على رأس بلد دمره، ويعتقد بعض القيادات الغربية أنه ينبغي إعادة فتح الحوار معه، وأحدهم رئيس حكومة فرنسي سابق هو فرانسوا فيون أحد مرشحي الحزب الجمهوري للانتخابات الأولية للرئاسة.

إن عدم مبالاة العالم بما يرتكبه النظامان السوري والروسي في سورية مريع. سمعنا سيد البيت الأبيض في العام 2013 يهدد النظام السوري إذا تجاوز «الخط الأحمر» باستخدام الأسلحة الكيماوية، وتبين أنه خط أحمر وهمي. فماذا عن الخط الأحمر للجرائم ضد الإنسانية؟ إن مواقف أوباما كما سكوت العالم العربي عما يجري في حلب وفي سورية عموماً أمر مذرٍ لمستقبل الشعوب العربية. مصر على سبيل المثال تؤيد بقاء الأسد لأنه في اعتقاد القيادة المصرية «يتصدى للإخوان المسلمين»، في حين أن جرائمه ضد الإنسانية ستقوي نشر التشدد والتطرف الإسلامي. فروسيا تركز كل ضرباتها على حلب ومدنييها وأطفالها ومستشفياتها ومدارسها. وليس صحيحاً أن روسيا والنظام السوري يركزان على «داعش»، ففي حلب ثوار أخرجوا «داعش» منها، في حين أن روسيا والنظام والتحالف ضد «داعش» تركوا الرقة معقلاً للتنظيم ولم يتعرضوا لها رغم إعلاناتهم. إن مخاوف بعض الدول العربية التي جعلتها تسكت عن هذه الجرائم هي سوء تقدير معيب، بل عجز سياسي واضح. لم نسمع صوتاً عربياً يحاول وقف جريمة الأسد وبوتين ضد الإنسانية، فكيف نتوقع أكثر من إدانة أميركية؟ دُمّرت مدن سورية وبقيت بضعة أماكن يسيطر عليها النظام. لكن ما هو مستقبل نظام يسيطر على بعض الأماكن في البلد وهجر ملايين من شعبه وما زال بعضهم يدعي أنه الأفضل لحماية مسيحيي الشرق فيه. أي مسيحيين يريدون العيش في هذا الجو من الخراب والدمار والجرح العميق والتعصب والفوضى وانهيار المؤسسات وانقسامها إلى جماعات ومافيات تتقاسم النفوذ والأموال والتهريب؟

إن الوضع السوري مزرٍ، وهيمنة بوتين في المتوسط ستكون إرث رئاسة أوباما. فصحيح أن انتخاب دونالد ترامب مثل صدمة للعالم بسبب مواقفه المتطرفة وشخصيته الشعبوية المثيرة للقلق من مستقبل ديبلوماسيته، لكن شخصية أوباما المثقفة والراقية أساءت إلى الشرق الأوسط. وتبدو صداقة دونالد ترامب مع بوتين غير مقلقة، طالما أنه لا يمكنه أن الرئيس الأميركي المنتخب لن يعطي صديقه في الكرملين أكثر مما سلمه أوباما في سورية والمتوسط. الخلاصة أن المأساة السورية المستمرة لن تجد حلاً، لا مع بقاء الأسد ولا مع تفاهم روسي - أميركي، لأن سكوت إدارة أوباما هو تنازل عن المصالح الأميركية في المنطقة وتفاهم على ترك روسيا تهيمن عليها. المستقبل قاتم، وستبقى سورية ومدنها الباسلة جريحة ومتألمة حتى إشعار آخر، مع الأمل بيقظة عالمية تخرج الشعب السوري من هذه الكارثة الإنسانية.

 

فريق ترامب والاتفاق الإيراني

محمد هاني/الحياة/21 تشرين الثاني/16

عززت التعيينات التي أعلنها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في إدارته المنتظرة، التوقعات بتبنيه موقفاً متشدداً من إيران، كان أعرب عنه خلال الحملة الانتخابية، خصوصاً حين وعد لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية «ايباك» في آذار (مارس) الماضي، بجعل «تفكيك» الاتفاق النووي مع طهران «الأولوية الأولى» لرئاسته. تاريخ مرشح ترامب لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية «سي اي ايه» مايك بومبيو حافل بما يدعم هذه التوقعات. فهو كان أحد أبرز معارضي الاتفاق النووي داخل مجلس النواب الذي ترأس فيه لجنة الاستخبارات، وهو قدم مشاريع قوانين عدة لتشديد العقوبات على إيران قبل الاتفاق وبعده. كما أنه عبر قبل ساعات من إعلان اختياره للمنصب أول من أمس عن تطلعه إلى «التراجع عن الاتفاق الكارثي مع أكبر راعٍ للإرهاب في العالم». الأمر نفسه ينسحب على مرشح ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي الجنرال المتقاعد مايكل فلين الذي عارض الاتفاق النووي بشدة، وأفرد القسم الأكبر من شهادة له أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس النواب الأميركي العام الماضي، لمهاجمة إيران التي اعتبرها «خطراً واضحاً على المنطقة والعالم». ودعا إلى تغيير نظامها ودعم «تشكيل جيش عربي على غرار حلف شمال الأطلسي» لمواجهتها. وإذا صحت التكهنات التي تسوقها وسائل الإعلام الأميركية بأن وزير الخارجية الجديد المتوقع إعلان اسمه خلال أيام سيكون إما عمدة نيويورك السابق رودي جولياني أو السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، فسيصبح المثلث المعني بالتعامل مع إيران في الإدارة الجديدة على الموجة نفسها من التشدد في مواجهتها، خصوصاً أن جولياني وبولتون عارضا الاتفاق النووي. لكن هذا الزخم الذي اكتسبته معارضة الاتفاق النووي في الإدارة الجديدة لن يفضي بالضرورة إلى إلغائه، إذ كان لافتاً تنازل بعض أبرز معارضي الاتفاق الجمهوريين عن هذا الهدف قبل أيام واقتراحهم الإبقاء على الاتفاق مع التشدد في تطبيقه، كما دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر الذي كان أحد الأسماء المطروحة لتولي وزارة الخارجية في إدارة ترامب. وهو اعتبر أن أميركا «فقدت نفوذها» حين أفرجت لإيران عن بلايين الدولارات بعد الاتفاق، ما يعني أن إلغاء الاتفاق «في مصلحة طهران». غير أن الانعطافة اللافتة في ما يخص الاتفاق جاءت من إسرائيل التي كرر ترامب وبومبيو وفلين مراراً أن أمنها أحد أهم دوافع موقفهم الرافض له. فوفق ما نقلته وكالة «بلومبرغ» عن مسؤولين إسرائيليين، يعتزم بنيامين نتانياهو الطلب من ترامب في لقائهما الأول عدم إلغاء الاتفاق، والحزم في المقابل في مواجهة إيران ومحاصرة تمدد نفوذها الإقليمي، عبر التوسع في العقوبات غير المرتبطة بالنشاط النووي. الدول الخمس الأخرى المنضوية في الاتفاق ليست متحمسة لإلغائه أيضاً. فالأطراف الأوروبية بدأت جني المكاسب الاقتصادية من الاتفاق النووي مع دخولها السوق الإيرانية، لا سيما فرنسا التي أبرمت عقوداً بليونية لتحديث أسطول الطيران الإيراني. وروسيا المنخرطة مع إيران في الحرب السورية لا تريد إضافة عامل توتر آخر إلى العلاقة. ولن ترى الصين مصلحة لها في عرقلة روابطها التجارية المتنامية مع طهران. وفي ضوء التفاعل بين مواقف الحلفاء الدوليين لأميركا وتراجعات بعض معارضي الاتفاق الجمهوريين من جهة، والقناعات المتشددة لأركان إدارة ترامب من جهة أخرى، ربما تكون المحصلة توازناً جديداً في العلاقات الأميركية - الإيرانية يحمل الكثير من سمات ما قبل عهد باراك أوباما، لكنه قد لا يصل إلى حد إلغاء الاتفاق النووي.

 

هذا القويّ لن ينقذنا

غسان شربل/الحياة/21 تشرين الثاني/16

يصعب الاعتقاد بأن دونالد ترامب سيساعدنا على الخروج من الهاوية التي انزلقنا إليها. هذا ليس همّه، أو برنامجه. ولم نجهز أنفسنا لجعل مصلحتنا جزءاً من مصلحة حكمه وبلاده. والولايات المتحدة لم تكن يوماً جمعية خيرية ولن تكون. صحيح أننا نستحق الشفقة، لكن ذلك يمكن أن يترجم ببعض الخيام والمساعدات الغذائية واللقاحات. يصعب الاعتقاد بأن فلاديمير بوتين سيمدّ لنا يد الإنقاذ مهما تقاذفتنا الأمواج وتوزّعت جثثنا في البحار والمحيطات. هذا ليس هدفه، أو برنامجه. لا يمكن اتهام سيد الكرملين بحمل مشاعر من تلك التي حكمت مسيرة الأم تيريزا. بوتين معنيّ بحصة بلاده. وصورتها، وهيبتها. وقد تثبت الأيام أن سلوكه في منطقتنا صبّ مزيداً من الزيت على حرائقها، وأن الأقليات قد تدفع أثماناً مضاعفة للأحلام التي ارتكبتها بالرهان على موسكو أو طهران أو الاثنتين. لا جدوى على الإطلاق من الاستغاثات التي سنوجهها إلى خليفة بان كي مون في ذلك المبنى المقيم في نيويورك. خوابي الدموع لا تغيّر جوهر السياسات. قلب العالم حجر أعمى، وعيون مجلس الأمن من زجاج. لا دمعة تنحدر، ولا غضب يقلب الطاولة. موازين قوى صارمة تطحن دولاً وخرائط وشعوباً ومجموعات. مبعوثون مهذبون لمواكبة الأهوال، وبطانيات لتغطية الجثث الصغيرة ودموع اللاجئين.

العربي أعقل من العودة إلى إلصاق دموعه على جدران ذلك المبنى المقيم على كورنيش النيل قرب ميدان التحرير في القاهرة. لَسَعَته التجارب. يستحيل أن تكون جامعة الدول العربية فاعلة في أمة تفسّخت روحها، وتداعت ركائز وحدتها وصار العجز أعتى جيوشها. أتخيل أحياناً أحمد أبو الغيط يواري دموعه في النيل فهو يعرف أن الأمة تشبه ثكلى تشيِّع أولادها واحداً تلو الآخر. لا تتسرّع عزيزي القارئ. ولا تتّهمني بالمبالغة أو اليأس. شاءت المصادفة أن أكون صحافياً في حقبة الانحدار الكبير. وأن أعرف هذه الملاعب الغارقة في الوحل والدم والحطام. وأن أحاور أصحاب القرار فيها. لستُ مجروحاً من عتمة الماضي، ولا من قسوة الحاضر. أنا مذعور من ضراوة المستقبل. المستقبل القريب. لست خائفاً من فشل الحكومات. أنا خائف من فشل المجتمعات. وطبيعة المعارضات. والأفكار الغدّارة المسنونة. والجامعات المعتّمة، والمدارس التي تنتج الجنازات. لم نتوقع يوماً هذا الإعصار من الوحل والدّم. منذ سنوات لا أغادر الصحيفة إلا بعد أن أكون دفنتُ ما يزيد على مئة عربي في صفحتها الأولى. حوّلني الانهيار العربي الكبير حفاراً للقبور. إنني خائف من سؤال يلازمني وهو إلى أين يتجه العرب؟ أكاد أشعر بأن العربي صار يُعتبَر وقحاً إذا قال أنه يريد أن يعيش في الإقليم كما يعيش فيه الإيراني أو التركي. وصار يُعتبَر وقحاً إذا طالب بخريطة غير متصدّعة، وعاصمة بلا حرب أهلية. وبدولة تعيش في حماية جيشها لا الميليشيات... وبالحد الأدنى من الكرامة والمياه الصالحة للشرب. أفكّر أحياناً في ما سيكتبه صحافي سيزور بغداد بعد عشرة أعوام. وفي ما سيرسله زميل له من دمشق، أو صنعاء، أو بيروت. عن أي عراق سيكتب؟ عن أي سورية؟ عن أي يمن؟ وعن أي لبنان؟ أخطر من السؤال عن الحدود الدولية السؤال عن الحدود داخل هذه الدول، والتي ترسم اليوم بالدم والشطب وأمواج النازحين والجذور المقتَلَعة وتبديل الهويات. يخالجني شعور بأن مجموعات بكاملها تندفع في رهانات انتحارية مجنونة.لا أقصد أبداً أنّ على العرب الاستسلام للهاوية. العيش تحت الركام ليس خياراً لأمة جذورها ضاربة في التاريخ. لا بد أن يكون سؤال إلى أين حاضراً وأن يتقدّم على كل ما عداه. لا بد من قرارات جريئة وسريعة لكبح جاذبية الهاوية. لا بد من قرارات مؤلمة تكبح رياح التفكُّك وتصدّ النار عمّا تبقى من البيوت الآمنة. على الحكومات أن تسأل إلى أين؟ وعلى القوى والجماعات والكتّاب والجامعات طرح السؤال ذاته، وعلى العربي أن يعد نفسه لدفع ثمن وقف الانحدار إلى إقامة دائمة في الهاوية.

 

ماذا يريد مجلس التعاون أم ماذا يرسم ترامب؟

 جورج سمعان/الحياة/21 تشرين الثاني/16

«مركز الإمارات للسياسات» تابع في ملتقاه السنوي الثالث الأسبوع الماضي بأبو ظبي، مع شريكه «مجلس الأطلسي»، رصد التحولات في النظام الدولي. وركز على موقع الخليج وسط هذه التحولات ووقعها عليه. رسم خريطة القوى التقليدية والصاعدة والمتراجعة في هذا النظام المتغير. واستشرف إمكانات التعاون الأمني الإقليمي على غرار نموذج هلسنكي، خصوصاً مع إيران. وهو نموذج يصعب قيامه في ظل الخلل في ميزان القوى العسكري مع الجمهورية الإسلامية، وفي ظل سياسة الهيمنة التي تنتهجها في الإقليم. وكانت هذه استأثرت بالقسط الوافر من النقاش. ولم تفت المركز قراءة المشهد الاستراتيجي العربي على رغم ما يكتنفه من غموض وفوضى وقلاقل. وكان للسياسة الخارجية الأميركية في ظل الإدارة المقبلة نصيب واضح. فالعالم كله يشارك الأميركيين قلقهم من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية. رئيسة المركز الدكتورة ابتسام الكتبي أعلنت أن التعاون مع خبراء ومختصّين لإنتاج «نظام إنذار مبكر للأزمات»، خاص بمنطقة الخليج العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة. أهل الخليج ليسوا استثناء. حالهم كحال الأميركيين والعالم. الجميع ينتظرون استراتيجية جديدة للولايات المتحدة. قد تطلق هذه بداية رسم نظام دولي جديد. حلفاء الولايات المتحدة من اليابان إلى أوروبا يأملون بأن تواصل واشنطن قيادة العالم، وأن تظل وفية لدورها التقليدي في كل المجالات. يخشون أن تنكفئ على نفسها وتنشغل بقضاياها الداخلية. في حين تخلى الساحة لدول كبرى صاعدة مثل روسيا التي هللت لوصول ترامب. وتخطط للإفادة من إمكان التعاون معه بما يثبت مكانتها قوة عظمى. وهي تطمح إلى توسيع فضائها، سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط وأماكن أخرى. وتراهن على تفكك الاتحاد الأوروبي بما يلحق وهناً في قدرة حلف شمال الأطلسي. ومثلها الصين التي قد لا تستعجل الخروج من فضائها في آسيا - المحيط الهادي بمقدار ما تركز على مواصلة بناء اقتصادها وتوسيع تجارتها التي باتت تضغط على أسواق العالم إلى حد أن الرئيس الأميركي المنتخب وعد بمراجعة هذا الملف في إطار حماية السوق الداخلية لبلاده. وبخلاف هذه القوى، ركزت إحدى الجلسات المخصصة للأمن المعلوماتي عن فاعلين آخرين وأطراف من غير الدول والقطاع الخاص لا يقلون تأثيراً عن تأثير الدول والحكومات التي لم تعد قادرة على وقف نشاطات الميليشيات لتحقيق أهدافها الإجرامية أو المضرة بالأمن عموماً.

لا يخفي الخليجيون قلقهم من فوز دونالد ترامب. صدمهم وصوله إلى البيت الأبيض كما صدم الأميركيين والعالم. كانوا يتلمسون بناء استراتيجية لا تظل مرهونة لمواقف الخارج. أي أن تتحرر من التوكؤ على الولايات المتحدة لتوفير الحماية لبلدانهم ومصالحهم، بعد انكفاء إدارة الرئيس باراك أوباما وتعويله على الاتفاق النووي مع إيران. إنها مرحلة ضبابية. أو هي مرحلة من عدم اليقين، كما وصفها الشيخ محمد السالم الصباح، تفاقم التحديات التي تواجه مجلس التعاون المهموم بالأمن الإقليمي ومواجهة التمدد الإيراني. والمهموم بسبل البحث لتجاوز مرحلة ركود اقتصادي قد يطول. إضافة إلى الحرب على الإرهاب. كل هذه التحديات تستدعي استجابة سريعة من الحكومات. وتفرض تغييرات هيكلية سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية يجب أن تنتهي بإنهاء دولة الرعاية. ورأى الشيخ محمد أن هذه التغييرات يجب أن تقوم في إطار وحدوي خليجي مع تسريع الانصهار لتقليل الكلفة. لكن حديث «الوحدة» كان ويبقى العقبة الرئيسية في وجه دول المجلس. الدكتورة الكتبي أشارت إلى مشكلة وجوب الإجماع في قرارات مجلس التعاون. فالواضح في الملف الإيراني وملف الإسلام السياسي أن دول الخليج ليست في خط واحد. في حين لا تملك ترف الانتظار فيما تحيط بها الحرائق من كل صوب. لذلك، ستواصل العمل على تنويع الشراكات. فلا تحصر علاقاتها ومصالحها في طرف بعينه مهما بلغت قوته.

لن تتوانى دول المجلس عن التوجه إلى الإدارة الجديدة المقبلة من أجل البحث في الشراكة التاريخية التي كانت قائمة بين واشنطن وعرب الاعتدال أياً كانت توجهات الرئيس المقبل. فلا تقبع بانتظار ما يريده أو يخطط له ترامب وإدارته، بل تحمل هي أيضاً مشروعها لأي شراكة جديدة. بعض المعنيين من أهل الخليج كان يرى أن مواجهة الاستراتيجية التي نهجها الرئيس أوباما كان يجب ألا تدفع نحو البحث عن شركاء جدد أو قوى كبرى أخرى فحسب، بل كان يجب أن تواكبها حركة سياسية ضاغطة حيال البيت الأبيض والدوائر الأخرى الفاعلة في القرار الأميركي من أجل الفعل والتأثير والحد من الخسائر. فالذهاب إلى روسيا مثلاً ليس وجهة مثالية وإن كانت تفرضها الديبلوماسية وتوسيع دائرة الأصدقاء والمصالح. فهذه تتعارض سياساتها في الإقليم مع سياسات الخليج ولا تقدم حلاً للمواجهة مع إيران، شريكتها وحليفتها في سورية ومواقع أخرى. بالطبع يشعر هؤلاء المعنيون بأن المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق النووي كان يجب أن تشارك فيها الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي المتضرر الأول من تدخلات الجمهورية الإسلامية. ولائحة الغياب العربي عن أحداث الإقليم طويلة قبل «عاصفة الحزم» التي حالت دون اكتمال الطوق على شبه الجزيرة. فمصير العراق مثلاً كان رهن الحوار بين طهران وواشنطن، ومثله إلى حد ما مصير سورية بالشراكة مع موسكو التي مدت ذراعها إلى أرض الرافدين برفضها خطة الحرب التي تخاض اليوم لتحرير الموصل من «داعش». اعترضت مع دمشق وطهران على رغبة أميركية في ترك ممر لخروج الإرهابيين إلى الرقة ومحيطها تسهيلاً لتحرير المدينة وحصر «الجهاديين» في منطقة واحدة في بلاد الشام.

يعزى هذا الغياب إلى تهاوي العمل العربي المشترك فوق أنقاض ما خلفته رياح «الربيع العربي»، بعد سقوط عواصم تشكل ركناً لا غنى عنه في النظام العربي مثل بغداد ودمشق. وغياب القاهرة المنشغلة بحربها على الإرهاب في سيناء وغيرها من مواقع. والمنشغلة أيضاً بأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية. على رغم أن هذا الانشغال لم يكن ليبرر لها بعض المواقف الملتبسة في شأن الأزمة السورية. كان بإمكان القاهرة أن تلعب دوراً أكثر فاعلية في البحث عن تسوية للأزمة السورية، بما لها ولمؤسستها العسكرية من علاقة تاريخية مع دمشق وعسكرها. وعلى رغم ما يشوب علاقة بعض أهل الخليج مع مصر إلا أن الحاجة مشتركة إلى مواصلة التفاهم والتعاون بين الطرفين. فلا مصلحة في انكشاف شبه الجزيرة أو إضعافها وهز استقرارها وتعريض أمنها للخطر لأن الفوضى ستعم مساحة واسعة من المنطقة العربية. وكذلك لا مصلحة في انهيار مصر وإغراقها في الفوضى لأن في ذلك تهديداً لمجمل الأمن العربي.

لا جدال في أن الولايات المتحدة تبقى أكبر قوة اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية في العالم. ولا مفر أمام دول مجلس التعاون، كما هي حال الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي، من محاولة استعادة بعض ما تصدع من علاقات وتفاهمات بفعل سياسة إدارة الرئيس أوباما. ولا مفر من فتح حوار مع الرئيس الأميركي المنتخب بعد انتهائه من تشكيل فريقه الحكومي. ولا يغيب عن بال صناع القرار في شبه الجزيرة أن ترامب، أياً كانت مواقفه وشعاراته التي رفعها ويكرر بعضها أو يعدل فيها أو يتراجع عن بعضها الآخر، لن يكون مطلق الحرية في نهج سياسات تلحق الضرر بصورة أميركا أو تهز مكانتها. ثمة مؤسسات دستورية وعسكرية وكتل اقتصادية لا يمكن التغاضي عنها وتجاهل مواقفها. كما لا يمكن إسقاط اتفاقات وتجاوز قوانين ومعاهدات دولية ببساطة. وبالتأكيد سيكون للحزب الجمهوري الذي تبنى ترشيح ترامب دور في تصويب سياسات رجل لا قِبلَ له بالعمل السياسي. فالحزب الذي يسيطر على مجلسي الكونغرس اليوم لا بد أن يستعد للانتخابات النصفية بعد سنتين. ولا مصلحة له في مجاراة الرئيس المنتخب في شعبويته ومفاجآته لئلا يخسر هذه الأكثرية ويتراجع موقعه، خصوصاً أن تظاهرات الاعتراض التي استقبل بها فوز ترامب تصيبه شراراتها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

باسيل: تفاهماتنا وتحالفاتنا ثابتة واتخذنا خياراً نهائياً بالحفاظ عليها

النهار/21 تشرين الثاني 2016/شدد رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال عشاء هيئة قضاء جزين في التيار على ثلاث لاءات: "لا للخلاف مع حزب الله من أجل قوة لبنان، ولا للخلاف مع تيار المستقبل من أجل الشركة في لبنان، ولا للخلاف مع القوات اللبنانية من أجل قوة المجتمع المسيحي في الشرق". وقال: "راهن كثيرون ان تفاهماتنا وتحالفاتنا عابرة، وقالوا العام 2006 عندما وضعنا ورقة التفاهم مع حزب الله انها لن تعيش، وبالأمس القريب عندما تفاهمنا مع القوات اللبنانية، راهنوا ان التفاهم هو فقط من اجل رئاسة الجمهورية، ومع تيار المستقبل قيل ان هذا التفاهم عابر، فكان رئيس مقابل دولة رئيس. نحن محكومون ان نعيش مع بعضنا البعض، ونحن كتيار وطني حر اتخذنا خيارا نهائيا بأن نسعى للقيام بكل ما يلزم من أجل الحفاظ على التفاهمات الثلاثة. اننا معنيون بتسهيل كل ما هو لخير البلد، ونحن لم نضع فيتوات على أحد لا بالإسم ولا بالحقيبة، نحن لدينا ما يكفي من القوة ومن المحبة لنعطي، ولكن زمن أن نستعطي انتهى". وتوجه الى اهل جزين قائلا: "نحن معنيون بأن نعمل كلنا بدفع اكبر لهذه المنطقة التي أعطت لبنان والتي يطالها الإهمال والنسيان، وعندما نتذكر غازي عاد لا يمكننا ألا نفكر بالمفقودين قسرا وبالمنسيين قسرا، وبالبعيدين قسرا. إننا معنيون بأن نرد كل لبناني الى لبنان، وهذه هي قضيتنا وستظل قضيتنا، وهذا الأمر يتطلب أن نكون أقوياء، وقوتنا أولا تكون بوحدتنا داخل التيار الوطني الحر، ووحدتنا لا تعني ذوبانا ببعضنا، بل سنبقى منوعين داخل التيار الوطني الحر، وستبقى الديموقراطية والمنافسة في الإنتخابات. هذا داخل التيار، أما داخل البلد فالدرس يجب أن يكون أكبر من ذلك، فتفاهماتنا وتحالفاتنا ثابتة واتخذنا خيارا نهائيا بالتيار بالحفاظ عليها".

 

وهاب: لرفض أي تسوية لا تضمن للدروز حقيبة سيادية ومن يقبل نحن نتكفل بمنعه بالقوة من المشاركة بالحكومة

الأحد 20 تشرين الثاني 2016 /وطنية - نظمت "هيئة العمل التوحيدي"، احتفالا بعنوان "العزة والكرامة"، تحت شعار "تعزيزا لصمود أهالي الجولان العربي السوري المحتل وجبل العرب وجبل الشيخ"، في دار البلدة في الجاهلية، شارك فيه الوزراء السابقون: رئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهاب، مروان شربل وفايز شكر، ممثل عن النائب الأسبق لرئيس الحكومة عصام أبو جمرا، ممثل السفارة الروسية، ممثل سفير فلسطين أشرف دبور المستشار خالد العبادي، ممثل السفارة الروسية، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الرائد طارق الشوفي، عضوا المجلس السياسي ل"حزب الله" محمود قماطي والدكتور علي ضاهر، رئيس "المركز الوطني في الشمال" كمال الخير، أمين سر حركة "فتح الإنتفاضة"- إقليم لبنان حسن زيدان على رأس وفد، أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، ممثل رئيس حزب "حماة الديار" رالف شمالي، ممثل الأمين العام ل"التيار الأسعدي" المحامي معن الأسعد، ممثل رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا غازي عويدات، ممثل النائب زاهر الخطيب أمين الخطيب، القاضي راجي الهاشم، مشايخ من حاصبيا وراشيا وعاليه والمتن، ومن السويداء وجبل العرب وجبل الشيخ، وممثلو الهيئات الدبلوماسية والأحزاب الوطنية ورؤساء بلديات وهيئات اختيارية وحشود شعبية من كافة مناطق الشوف وعاليه وشخصيات. افتتح الإحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الحزب، ثم القى قماطي كلمة الأحزاب والقوى الوطنية، فأكد أن "العزة والكرامة تكمنان في المقاومة ومشروع الأمة وتحريرها، ولن تكون عزتنا إلا عزة المواجهة للإحتلال ومواجهة التآمر والمشروع الغربي الأميركي والعدو التكفيري والعدو الإسرائيلي".

وتابع: "عزتنا من فلسطين وفي فلسطين، ومن غزة وفي غزة، وفي كل أرض فلسطين، عزتنا في سوريا وفي وجه التآمر على سوريا وعزتنا في المقاومة، سوريا إنتصرت بخياراتها القومية والعربية الى جانب المقاومة، ولولا دماء المقاومة وتضحياتها ولولا معادلة الجيش والشعب والمقاومة لما كنا نعيش أجواء العز في لبنان".وجدد تأكيده على أن "المقاومة ومشروعها وشهداءها هم من حموا لبنان، ووضعوا المظلة الأمنية للبنان وحموا كل أطيافه، كما حموا صيغة العيش المشترك والوطن والحرية في لبنان، المقاومة الى جانب الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية".

وختم قماطي: "أهلنا أهل العزة والكرامة في الجولان وجبل العرب وجبل الشيخ، كانوا منذ التاريخ العميق حماة الثغور، وها هم اليوم يعودون الى هذا الدور ولا يزالون حماة الثغور أينما وجدوا، إن كان على الحدود بين فلسطين وسوريا أو على الحدود بين لبنان وفلسطين وفي الجولان. ان الموحدين الدروز أخوتنا وحلفاؤنا في المقاومة ويعملون لحماية الجولان وسوريا".

وهاب

وفي الختام ألقى وهاب كلمة، أكد خلالها "صمود أهالي الجولان وجبل العرب وجبل الشيخ والسويداء في وجه المشروع التكفيري، الى جانب المقاومة وجيشهم العربي السوري البطل وقائدهم الدكتور بشار الأسد لدحر الهجمة على سوريا".

وقال: "بإسمي، وبإسم حزب التوحيد العربي، وبإسم الشرفاء في هذا الجبل، أشكر هيئة العمل التوحيدي لإقامتها هذا الاحتفال، تضامنا مع أهلنا في السويداء وجبل الشيخ والجولان ومع كل الشعب السوري، الذي يقاوم الإرهاب الصهيوني والتكفيري على امتداد الأرض السورية".

أضاف "منذ أعلنا تأسيس سرايا التوحيد، إنهالت التساؤلات وكثرت التحليلات، وكلها خارج سياق الهدف، فهي ليست سرايا عسكرية، وليست أمنية، وليست تخريبية، كما يقول الخائفون الهلعون. نعم، إنها سرايا التغيير الآتي، التغيير الجارف، التغيير نحو غد أفضل لنا ولجبلنا ولأهلنا من إقليم الخروب، إلى آخر الجبل، إلى آخر بقعة في لبنان. من الجنوب الى الشمال، هي سرايا مدنية، ترفض استعمال السلاح إلا دفاعا عن النفس ودعما للجيش اللبناني والقوى الأمنية إذا استدعى أي شيء ذلك، وفي مواجهة أي عدوان إسرائيلي هي جزء من المقاومة".

وتوجه إلى "أهلنا في سوريا" بالقول: "أنتم يا أهلنا في سوريا، ثمانون دولة ونيف، سخروا كل إمكاناتهم لقتلكم وتمزيقكم، وجمعوا كل شذاذ الآفاق لذبحكم، لذا نحن معكم، ومن هنا نوجه تحية لكم ولجيشكم السوري العربي البطل وللمقاومة اللبنانية البطلة، التي وقفت إلى جانبكم وقاتلت الى جانبكم، ولرئيسكم الدكتور بشار الأسد الذي أسقط محاولات إسقاط سوريا. نوجه تحية لجبل الشيخ، للسويداء، لجرمانا ولعرنة ولحضر الصمود والبطولة، التي أذلت المعتدين عشرات المرات عن أبوابها ولم يتمكنوا من الاقتراب منها".

أضاف "في هذا اليوم، لا بد من توجيه تحية كبيرة لفخامة الرئيس العماد ميشال عون، ونحن إلى جانبه طالما التزم العهد بوعده في التغيير والإصلاح ومحاربة الفساد وضرب الزبائنية السياسية، ومصادرة الدولة من قبل بعض، الذين تعودوا مصادرتها والعيش على فتاتها. فالوطن ليس فندقا ولا متجرا ولا شركات ولا محاصصة، الوطن هو المدرسة والجامعة، هو المصنع والمعمل، هو الزراعة والأرض والإنتاج، هو المستشفيات والتأمين الصحي الإلزامي، هو ضمان الشيخوخة والتقاعد، هو في إحراق بطاقات السفر لأبنائه، ومنحهم فرص العمل والنجاح، هو في الطرقات والمياه والكهرباء، هو في الحرف والمهن الحرة، هو في حقوق المواطن وواجباته. الوطن، هو في قطع يد الفاسدين والناهبين للمال العام، هو في منع احتقار المواطن وإذلاله من أجل وظيفة أو علاج ووقوفه على الأبواب مطأطئ الرأس".

وتابع "أما نحن، فما أخطأنا الاتجاه يوما، ووقفنا إلى جانب المحور المقاوم والممانع، لأننا ندرك أن حقنا في أرضنا ووجودنا لا يأخذه من أيدينا لا شيطان، ولا استعمار، ولا مال، ولا مصالح فردية وفئوية وكيانية. وقفنا، ونحن أهل الإيمان والتقوى والتوحيد، إلى جانب إخوتنا في العقيدة والوطن والأمة، شأننا في ذلك، شأن سلمان الفارسي والمقداد في معركة الخندق إلى جانب الرسول الأكرم وصحبه، شأننا في ذلك شأن أبي ذر الغفاري وحمزة بن علي، شأن قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، وكل رجالات هذه الأمة وتاريخها المضيء".

وتوجه "لمن يسأل لماذا سرايا التوحيد؟"، موضحا "نقول إنها ستعم كل القرى والمدن والمناطق، وما الخطأ؟ أسسنا مجموعات شبابية عنوانها لبنان عامة والجبل خاصة وتحت سقف الدولة وعينها. فهل في جهوزيتنا لملاقاة أي اعتداء إسرائيلي أو تكفيري عمل مستهجن ويستلزم الصراخ؟ إننا نعلن أمامكم أن هذا الإجراء لن يكون إلا في خدمة أهلنا جميعا دون تفرقة أو تمييز. وأنا شخصيا عندما اخترت هذه الطريق، اخترت أن يكون إلى جانبي أحرار لا أتباع، يعملون بضميرهم وأخلاقهم ومعتقدهم ومحبتهم لجميع الناس، فنحن جزء من مجتمع واحد، لن يستطيع أحد أن يفرق صفوفه ويشتت شمله، لأن هدفنا خدمة أهلنا، ونقلهم إلى ممارسة الوعي الفكري، الناتج عن إعتقادهم الديني أو السياسي".

وقال: "أما النقاش المستجد حول حقوقنا، فأنا أؤمن بالمشاركة ولا أؤمن بالكلام الفوقي بين القيادات، بل أعتبر أن حق كل واحد منكم أن يعرف الحقيقة، لذا سأناقش الأمور علنا وأمامكم مع مَن يشكون اليوم من الحرمان، ولا أعرف إذا كانت الشكوى صحيحة أو على سبيل المزاح. ولكني أود أن أسأل: الحرمان قائم منذ الطائف وحتى اليوم، لماذا قبلتم به منذ زمان، وأعرف بأنكم ستقولون أن الوجود السوري هو السبب وأسألكم، ألم تنسحب سوريا منذ 12 عاما؟ فماذا أخذتم من حلفائكم وماذا أعطتكم تحالفاتكم، لا بل على العكس كانت حقوقنا أفضل عندما كان الوجود السوري في لبنان".

أضاف "أتذكر أنني في العام 2004، ألم آتي لك يا صديقي العزيز بعرض من السوريين يقول لكم وزارة الداخلية للدروز، 2000 عسكري في قوى الأمن الداخلي و250 مليون دولار لمصالحة الشحار، هذا قبل التمديد للعماد إميل لحود، وكنت قد أعلنت موافقتك على هذا التمديد، فوافقت في البداية، ثم بعد أسبوع أتيت لتقول لي: أنا لا أريد السير في هذا العرض لأنه صاحبك في سوريا لن يبقى لرأس السنة. وكنت تراهن، ولم تنجح الرهانات وما تسميه أنت وشوشات القناصل. أسألكم كيف كيف تقلصت إمارة فخرالدين، التي كان مركزها بعقلين، وهي تمتد من هنا إلى صفد إلى حلب إلى تدمر؟ الآن إمارتنا تمتد بين بضعة قرى كريمة وشريفة، ولكن ليس هذا حجم الدروز التاريخي؟ بل الذين تعاقبوا على قيادة الدروز هم الذين أوصلونا الى ذلك. كذبت كلينتون كذبة واحدة أسقطتها في الانتخابات الرئاسية، تكذبون علينا منذ عشرات السنين وآن الأوان لنحاسب. عملتم همروجة حرمان طيب، أنا أتحداكم أرفضوا أية تسوية لا تضمن لنا حقيبة سيادية، ومن يقبل نحن نتكفل بمنعه بالقوة من المشاركة بالحكومة".

وتابع: " الصحة والزراعة كانت أفضل في الماضي، واليوم أصبحنا في العدل والبيئة، من 400 سنة 500 سنة فليتحداني أحد ويقول إنه عمل مؤسسات باستثناء الشيخ محمد أبو شقرا - رحمه الله - الذي أسس مستشفى عين وزين ودار الطائفة الدرزية. المريض بدو يبوس مية إيد تايفوت على المستشفى، والبردان بدو يقص رزقاته حتى يدفى وإلي باع رزقاتو حتى علم إبنو مضطر يبكي هوي وعم يودعوا ليسافر لأن ما في فرص عمل. طيب، الزبالة طمتنا ليش؟ ليش تلزمت بكل لبنان إلا بالشوف والإقليم وعاليه؟ طيب، إذا ما زبطت شركة الصبي شو منعمل منضلنا نطمها بالضيع؟ الصراحة يا إخوان نقيض الكذب، والحقيقة نقيض الجبن والتخاذل، وأولها وأعظمها صدق اللسان ومحبة الإخوان، بربكم أين صدق لسان البعض وكيف حفظنا إخواننا؟ هل بتحريضهم على مغامرة في السويداء مع التكفيريين وفي مواجهة سوريا هكذا نحفظ إخواننا؟ هل التشهير بهم ووصفهم بالقتلة هو حفظ لهم؟".

وأردف "كفانا نفاقا، ويجب أن نعلم أن مال الدنيا يجب أن لا يدفعنا لغدر الإخوان والأهل والجيران، يجب أن نكون تعلمنا من التجارب. من قال إنك الأعلم والأحرص على مصالح أهلنا؟ أبدا لست أحرص من مشايخنا، ولست أعلم منهم، لماذا نضعهم خارج حلقة تشاورنا؟ ونحن نستثني بآرائنا الخونفوشورية غير الصائبة".

وأوضح "رغم هذا الكلام وحتى لا نتحول الى مواطنين درجة ثانية، أدعوكم الى التضامن، جنبلاط، إرسلان، الداوود للتضامن، ولكن تحت راية المشايخ وليس تحت راية أحد آخر، نحن لا نتضامن من أجل مواقع، إشحذوا مواقع، تذللوا، تزلفوا، أما نحن فنحن من يصنع الموقع، لا نريد مواقع ولكن خدمات الناس ستدفعونها دون تردد عندما نطلب لأنفسنا أرفضوا طلبنا، أما الخدمات فإياكم أن تجربوا أن ترفضوها، هي ملك للناس وكلكم في هذه الدولة موظفون عند الناس وبأموالهم. أنتم تمثلون الأكثرية في لبنان نتيجة قانون مزور للانتخابات، أما حزب التوحيد فيمثل الأكثرية، من هنا حتى الجولان وفلسطين والسويداء، لأنه يمثل ضميرهم وتاريخهم وكرامتهم وقيمهم العالية التي يحاول البعض التنازل عنها".

وقال: "ولمن يقول إننا أقلية فليأت وير، نحن أقلية عددية ولكننا أكثرية قوية بحكم القانون المزور ونهب المال العام واستعماله لاستمالة الناس. نحن لم نطلب شيئا لأنفسنا، طلبنا أن يكون هناك شابا مثقفا ومتطورا وقادرا أن يكون وزيرا في إحدى الوزارات، كممثل لما نسميه نحن المعارضة الدرزية، ولكن ماذا نفعل إذا كان التكالب على الحقائب أعمى بصائر الجميع، ولكن خذوا المواقع، لا تكبروا أحدا لأن ما يكبر هو هذه الناس، هذه العمائم البيض الناصعة كجبل الشيخ، التي ما ركعت يوما لمستعمرٍ أو غاز أو متكبر أو سلطان، واعذروني عن صراحتي لأن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس، وأنا ما أردتموني يوما ساكتا عن هذا الحق". أضاف "لذلك، أما أنتم يا رفقائي، أردتكم خارج الاصطفافات القاتلة، شعاركم الخروج من الولاء الأعمى، للولاء الذي يبصر الحق وينطق به، والذي لا يخشى بشرا مثله حتى لا يسلطوا عليه. أوصيكم بأنفسكم، بأهلكم، بجبلكم، بوطنكم، فالكل أخوتكم وآباؤكم وأمهاتكم، كونوا القدوة والمشعل الذي ينير الطريق، لأن الزمن زمنكم، زمن الشباب الواعد لنهضة المجتمع والوطن".وختم "أعدكم سأكون معكم الى آخر الطريق، والطريق أراه أمامي طريقا يصل الى النصر - إن شاء الله - والتغيير المنشود بسواعد شبابنا وحكمة شيوخنا وبثباتنا وبنشاط فتياتنا ونسائنا في هذا المجتمع، أعدكم بأننا سنصل قريبا الى زمن النصر"، موجها التحية الى "أهلنا في الجولان، تحية الى أهلنا في جبل العرب، تحية الى سوريا، الى فلسطين، الى كل من وقف لجانب قضيتنا".

وتخلل المهرجان عرض رياضي ل"سرايا التوحيد".

 

تناصفت النتائج بين المستقلين والأحزاب في انتخابات المحامين فوز الياس ولحود واسطفان ومسعد في العضوية ومعلولي رديفاً

كلوديت سركيس/النهار/21 تشرين الثاني 2016/تناصفت نتائج انتخابات المحامين في بيروت بين المستقلين والأحزاب هذه المرة، ومنذ اكثر من عقد لم ينتزع المستقلون هذه النتيجة. فهل هذا مؤشر الى انحسار تأثير الاحزاب تدريجا في انتخابات المحامين؟

فقد حل المرشح المستقل المحامي اسكندر الياس في المرتبة الأولى ونال 1900 صوت وبفارق 221 صوتا عن منافسه المحامي عبدو لحود مرشح حزب "القوات اللبنانية" الذي نال 1679 صوتا، وبزيادة 152 صوتا عن مرشح حزب"الكتائب" المحامي جورج اسطفان (1527 صوتا)، وبفارق صوت واحد عن المرشح المستقل المحامي وجيه مسعد (1526 صوتا). وفاز في مركز العضو الرديف مرشح "التيار الوطني الحر" المحامي ربيع معلولي الذي نال 1519 صوتاً، بفارق سبعة اصوات عن المحامي مسعد.

وفُسِر نيل المحامي المستقل الياس هذا العدد من الاصوات بجديته ومهنيته. وهو استطاع ان يستقطب أصواتا من كل الاتجاهات وبطبيعة الحال من المحامين المستقلين الذين صوتوا للمرشح الياس بازرلي. فهو نال 1319 صوتا، واقترع له الحزب التقدمي الاشتراكي وعونيون. أما مرشح"القوات" المحامي لحود العتيق في المهنة فصوَت له، إلى القواتيين، "الوطني الحر" و"تيار المستقبل" وحزب الكتائب. وفي السياق جرى تبادل اصوات بين "القوات" وحزب الكتائب لمصلحة مرشح الأخير اسطفان الذي نال اصواتا ايضا من حزب الوطنيين الاحرار و"المستقبل" وحركة "أمل". ويشكل المرشح اسطفان، الذي سبق أن شغل مركز العضوية في النقابة، حالة على صعيد قاعدة المحامين في اتصالاته المباشرة معها، كما انعكس احياء اثارة قضية صندوق الاستشفاء تعاطفا معه، وهو الصندوق الذي جرى توقيع عقده خلال ولاية النقيب السابق للمحامين جورج جريج.

ومثله ايضا المحامي مسعد الذي يفوز للمرة الرابعة في العضوية. وهو في ذاته حالة في طريقة جمع أصواته الانتخابية صوتا صوتا على الطريقة التي فاز بها النقيب الأسبق للمحامين بطرس ضومط. فمسعد اخترق حواجز الأحزاب والتيارات بالعلاقة المباشرة مع المحامين، وخصوصا محامي الجنوب. هذه العلاقة تغيب مع المرشح العوني معلولي الذي بدا وجها جديدا يخوض غمار العضوية وكاد ان يفلح في هذا المركز. فصوَت له العونيون والتزم القواتيون التصويت له. وتحدثت أوساط المحامين عن أن المعارضة في التيار الحر حجبت التصويت عن مرشحه. أما مصدر اصوات مرشح "أمل" المحامي عبدالله فمن الحركة و"حزب الله" والتقدمي الاشتراكي و"التيار الحر" الذي ادرج اسمه في لائحته الانتخابية، كما حظي باصوات من "القوات"، الا ان وجود ثلاثة مرشحين شيعة آخرين ادى الى توزع الأصوات. فنال المرشحون عبدالله 1071 صوتا، واسما حماده 637 صوتا وعباس صفا 423 صوتا وريم يتيم 299 صوتا.

وتدفقت حشود المحامين من الصباح الى قصر العدل مع التئام الجمعية العمومية برئاسة النقيب انطونيو الهاشم الذي فتح باب النقاش معلنا ان قضية صندوق الاستشفاء غير مطروحة للتصويت ومرجأة الى بعد الانتخابات. وطالب ثلاثة محامين اعطي لهم الكلام بتعيين لجنة تحقيق. وعلى هامش الانتخابات سُجل اقتراع 4056 محاميا، ووجدت 78 ورقة بيضاء، وسمعت أصداء اعتراضات إثر إعلان النتائج. ولوحظ مغادرة محامين بدون تصويت لزحمة المقترعين الذين توزعوا على أماكن التصويت الإلكتروني خلف العازل للمرة الأولى، والفرز السريع.

 

عون يتلقى برقيات تهنئة من رؤساء دول ويوجه رسالة الاستقلال مساء غد

الأحد 20 تشرين الثاني 2016 /وطنية - يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الثامنة من مساء غد الاثنين رسالة الاستقلال الاولى في عهده، عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة. ولمناسبة الاستقلال، تلقى عون برقيات تهنئة عدة ابرزها من الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي قال: "بالنيابة عن الشعب الاميركي، اقدم لكم وللشعب اللبناني تهاني لمناسبة ذكرى الاستقلال. نقدر العلاقة العميقة التي تربط شعبينا، والروابط العديدة بين الولايات المتحدة الاميركية ولبنان على أكثر من صعيد: تجارة، استثمار، تعاون في مكافحة الارهاب ومساعدة في المجال الامني. الولايات المتحدة ستستمر في الوقوف بجانب الشعب اللبناني في دعمها لاستقلال لبنان وسيادته واستقراره".

العاهل السعودي

وتلقى برقية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، جاء فيها: "يطيب لنا بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال لبلدكم، ان نبعث لفخامتكم باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة، ولحكومة وشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق أطراد التقدم والازدهار".

الامين العام للامم المتحدة

وأبرق الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى رئيس الجمهورية مهنئا بالذكرى الوطنية التي شدد على انها "لتجديد تأكيد القيم العالمية لحقوق الانسان والتطور والسلام". واذ اوضح ان "المنظمة الدولية تعمل حاليا على متابعة المشاريع التي تم تبنيها اخيرا بهدف الوصول الى عالم اكثر سلاما، والحفاظ على البيئة"، اشار الى ان "الامم المتحدة تنتظر من كل بلد التزام ما تعهد به وبالاخص في اتفاق باريس للتغييرات المناخية. ان مساهمة الجمهورية اللبنانية يبقى اساسيا اذا ما اردنا تحقيق اهدافنا المشتركة. واني اعتمد على تعاونكم الحثيث مع المنظمة الدولية حين يحين الوقت لوضع اسس مستقبل افضل".

الحاكم العام لاوستراليا

وتلقى عون برقية من الحاكم العام لاوستراليا الجنرال بيتر كوسغروف تضمنت تهنئته بذكرى الاستقلال، وتشديده على "عمق الروابط التي تجمع لبنان واوستراليا التي تستقبل اكثر من 350 الف لبناني اندمجوا في بيئتها ومجتمعها، ولعبوا دورا كبيرا في تحويل البلد الى ما هو عليه اليوم من مجتمع متعدد الثقافات". وشدد على ان "اوستراليا تقدر مدى الكرم الذي اظهره لبنان تجاه اكثر من مليون لاجىء سوري استقبلهم على اراضيه وما يشكله هذا الامر من ضغط كبير على الحكومة والشعب اللبناني"، وجدد "التزام مساعدة لبنان في هذا الوقت العصيب من خلال تقديم 220 مليون دولار من المساعدات الإنسانية على مدى ثلاث سنوات للاجئين السوريين بمن فيهم الذين في لبنان".ورحب "بالتزام لبنان السلام والامن العالميين، وتقدير اوستراليا لانعكاسات النزاع الدائر في سوريا على لبنان، وهي ملتزمة المساعدة للحفاظ على الامن في لبنان من خلال التزامها المساهمة عسكريا وامنيا لمكافحة الارهاب، وسنقدم في هذا المجال قطعا للطائرات المروحية للجيش اللبناني بقيمة 1.6 مليون دولار في كانون الثاني 2018".

الرئيس الفلسطيني

وأبرق الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى رئيس الجمهورية مهنئا، وقال: "يسعدنا وأنتم تحتفلون وشعب لبنان الشقيق بعيد الاستقلال، ان نتقدم لفخامتكم، باسم دولة فلسطين وشعبها، وباسمي شخصيا، بأصدق عبارات التهاني القلبية، مقرونة بتمنياتنا لكم ولشعبكم بمزيد الاستقرار والازدهار، معربين عن اعتزازنا بعرى الاخوة المتينة التي تربط شعبينا الشقيقين، وستظل محط اهتمامنا المشترك من اجل تنميتها وتعزيزها ولما فيه خير شعبينا وبلدينا، مؤكدين أننا وشعبنا سنظل نحفظ للبنان ولشعبه الشقيق بكل تقدير مواقفه المبدئية ودعمه الثابت لشعبنا ولقضيتنا وحرصكم على تخفيف معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان الذين هم ضيوف على لبنان وشعبه لحين عودتهم الى وطنهم فلسطين. مع أطيب التمنيات لفخامتكم بموفور الصحة والسعادة، ولشعبكم ولبلدكم بأطراد التقدم والتطور والازدهار".

الرئيس الجزائري

كذلك تلقى برقية من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة جاء فيها: "يسرني ان اغتنم مناسبة احتفال الشعب اللبناني الشقيق بالذكرى الثالثة والسبعين لاستقلاله المجيد، لأتوجه اليكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة واصالة عن نفسي، بأحر التهاني مقرونة بأخلص تمنياتي لكم بموفور الصحة والعافية، وللشعب اللبناني بمزيد من التقدم والازدهار.

ان تزامن احتفالات هذه السنة مع انجاز الاستحقاق الرئاسي وطي صفحة الازمة السياسية فيه يزيدنا ارتياحا لما تحلى به الفرقاء اللبنانيون من حكمة وشعور بالمسؤولية، واضعين المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار.

هذا، واغتنم هذه السانحة الطيبة لاعرب لكم عن حرصي على العمل معكم من اجل تعزيز اواصر الاخوة والتضامن والتعاون التي تربط بلدينا لتحقيق ما يتطلع اليه شعبانا الشقيقان من اطراد التقدم والرخاء".

الرئيس التركي

وجاء في برقية الرئيس التركي رجب طيب اردوغان: "باسمي وباسم الشعب التركي اتوجه الى فخامتكم بأطيب التهاني القلبية لمناسبة حلول العيد الوطني اللبناني. في تهنئتي لفخامتكم بالعيد الوطني الاول الذي يصدف بعد انتخاب فخامتكم رئيسا للجمهورية، اتقدم منكم بأطيب التمنيات بأن يعم السلام والاستقرار في لبنان. اود ان اعبر عن رغبتنا بتعزيز التقدم خلال الفترة المقبلة في جميع مجالات التعاون المبنية على علاقات الصداقة والاخوة المتينة التي تجمع بين شعبينا".

وأبرق مهنئا ايضا ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

 

نواف الموسوي: نرى في عون فرصة لإنقاذ لبنان من أزماته

الأحد 20 تشرين الثاني 2016 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "في الرئيس ميشال عون فرصة لإنقاذ لبنان من أزماته، وأولاها الأزمة السياسية التي عصفت بالمؤسسات الدستورية في الحكومة والمجلس النيابي، والآن يجرى تشكيل الحكومة العتيدة، وكما يعلم الجميع أننا فوضنا الرئيس نبيه بري أن يتولى عنا وعن حركة "أمل" التفاوض بشأن تشكيلها، وبالتالي على هذه الحكومة الجديدة أن تعمل عندما تتشكل على رأب الصدوع في الوحدة الوطنية والتي ظهرت على مدى سنتين ونصف السنة، وأن تتولى إدارة شؤون البلاد ولو بالحد الأدنى، ولكن الأهم هو أن تضع قانونا جديدا للانتخاب يؤمن صحة وعدالة وفاعلية التمثيل، وهذه العناصر الثلاثة ينبغي أن تتحقق بأي قانون انتخابي جديد، مع التأكيد أن القانون الساري لم يعد صالحا لإجراء الانتخابات على أساسه، لأنه أظهر فشله في الإتيان بمجلس نيابي يعكس صحة التمثيل الطائفي والسياسي".

وقال خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة شحور الجنوبية: "هذه الحكومة معنية بإدارة الانتخابات النيابية، فإذا أخذنا في الاعتبار هذه العوامل الأربعة أي رأب الصدوع في الوحدة الوطنية وإدارة شؤون البلاد ووضع قانون انتخابي جديد وإدارة الانتخابات النيابية المقبلة، لكان من البديهي أن تشكل هذه الحكومة وفق أوسع قاعدة تمثيل سياسي وشعبي، بحيث لا تقصي أحدا إلا إذا أقصى أحد نفسه، وذلك من أجل أن يشارك الجميع بوضع قانون للانتخاب وبالاشراف على الانتخابات، فهكذا نضمن قانونا عادلا ونضمن انتخابات نزيهة ومرضي عن نتائجها".

أضاف: "واحدة من أسباب الأزمة الدستورية السياسية كانت البدانة والسمنة الزائدة المفتعلة لبعض الكتل النيابية، وعليه فعندما تتضخم كتلة من الكتل النيابية في مجلس نيابي مثل المجلس النيابي اللبناني الذي فيه 128 نائبا، فإنها تعوق عمل هذا المجلس وتعوق النمو وتكون كائنا غير طبيعي ولا سيما أن هذه الكتلة كانت قد تشكلت وفق قانون غير عادل ودقيق، لذلك الرشاقة أمر حميد وتمكن الدولة من أداء مهماتها على نحو أفضل، ونحن في هذا الإطار لا نريد قانونا يلغي أو يحجم أحدا ولكن على الجميع أن يقتنع بعد كل هذه السنوات التي مضت أن تضخم بعض الكتل النيابية أمر لا يصب في مصلحتها ولا في مصلحة لبنان، وبات من الضروري إيجاد قانون يسمح لجميع القوى أن تجرب حظها في الوصول إلى الندوة البرلمانية، لا في أن تقفل الطريق سلفا عليها". وتابع: "نحن والإخوة في حركة "أمل"، نرى أن لبنان دائرة واحدة، والاقتراع على أساس النسبية هو قانون انتخابي من شأنه أن يؤمن العدالة للجميع، وعلى الرغم من أن هذا القانون قد ينعكس تقليصا لحصتنا من النواب نحن والإخوة في الحركة، إلا أننا مستعدون لهذه التضحية مقابل أن نؤمن سلامة الوطن من خلال سلامة المؤسسات الدستورية وحسن سير عملها، وبالتالي إن لم تكن النسبية على أساس دائرة واحدة، فإننا نرضى بالنسبية على أساس المحافظات، لأن النسبية هي الحل الطبيعي والتلقائي لأي بلد تعددي". وختم الموسوي: "هناك 22 دولة تعددية في العالم وجميعها تتبنى الانتخابات النسبية، أما لمن يحدثنا عن النموذج الأمريكي فإننا نقول له: "عد واقرأ ما يكتب في صحافة الغرب عن نتائج الانتخابات الأميركية التي بات يقال إن نظامها المعمول به هو اغتيال للديموقراطية، وتمكين لغير المؤهل من الوصول إلى سدة الحكم".

 

بو صعب ممثلا عون في افتتاح جادة كميل شمعون: الاوطان التي لا تستلهم من كبارها نجاحات الحاضر وآفاق المستقبل محكوم عليها بالضعف والوهن

الأحد 20 تشرين الثاني 2016/وطنية - اقام حزب الوطنيين الاحرار ومؤسسة الرئيس كميل شمعون احتفالا في اوتيل مونرو، بمناسبة اعادة افتتاح جادة الرئيس كميل شمعون وعيد الاستقلال، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير التربية الياس بو صعب، ممثل رئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام وزير الزراعة اكرم شهيب، ممثل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري النائب محمد الحجار، ممثل الرئيس ميشال سليمان محمود عواد، ممثل الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وزير الاقتصاد الان حكيم، وزير الثقافة روني عريجي، رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، النائب انطوان زهرا ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، النائب انطوان سعد، النائب مروان حمادة ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب بهية الحريري، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، محافظ الشمال رمزي نهرا، الامين العام لحزب الاحرار الياس بو عاصي، ممثل الامين العام لتيار المستقبل بسام عبد الملك، وعدد من الوزراء والنواب السابقين.

وحضر ايضا سفير الاردن في لبنان نبيل مصاورة، ممثل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس الاب كوستانتين نصار، مدير مخابرات الجيش اللبناني العميد الركن كميل ضاهر وممثلون عن الاجهزة الامنية، ممثل الرابطة المارونية عبدو جرجس، وعدد من الفاعليات السياسية والاعلاميين ومرجعيات روحية ودينية ورؤساء بلديات وحشد من المحازبين.

بو صعب

والقى بو صعب كلمة باسم رئيس الجمهورية، جاء فيها: "ابدأ بشكر صاحب الدعوة رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون الذي اراد من خلالها ان نتسعيد معا ويستعيد لبنان وهج شخصية تاريخية فرضت احترامها على الخصوم قبل الحلفاء، وآمنت بالركائز التي نشأ عليها لبنان وبالدولة القوية بمؤسساتها، وقوانينها، ووحدة ابنائها".

واعتبر ان "الرئيس كميل شمعون الذي نستذكره اليوم لمناسبة اعادة افتتاح الجادة التي تحمل اسمه تزامنا مع عيد الاستقلال، يلهمنا من خلال عمله السياسي الانفتاح بين ابناء الوطن الواحد". اضاف: "ان دلالة تأسيسه حزب الدستور مع مجموعة من الشخصيات السياسية من طوائف مختلفة هي خير مثال على ذلك. لا ننسى ان فكره الرحب ورؤيته المستقبلية افضيا الى انجازات كثيرة طبعت عهده الرئاسي ومسؤولياته الوزارية المختلفة، ان كان في قطاعي المصارف والمرافئ، او في الزراعة والادارة والعدل وغيرها".

وشدد بو صعب على ان "العبرة اليوم وعشية الاستقلال هي ان لبنان لم يكن يوما قويا الا حين كان ابناؤه متضامنين، وملتفين حول مؤسساتهم الدستورية، ورئيس بلادهم، وذلك منذ عهد الانتداب الى وقتنا الحاضر"، لافتا الى ان "الاستقلال انتزع بالكلمة الواحدة والموقف الواحد والنضال الواحد، وكذلك كل الانجازات التي تحققت في بنيان الدولة، كانت في اوقات التوافق واعلاء المصالح الوطنية على مصالح الافراد والطوائف والخارج".

وتابع: "اما اليوم وقد ترهلت ادارات الدولة وانسدت شرايينها وافضت الانقسامات السياسية الحادة على مدى السنوات الماضية الى ضبابية معالم الدولة، وتراكم الفساد وتخبط اللبنانيين في ازمات اقتصادية واجتماعية ووجودية، علينا اقتناص الفرصة الايجابية التي شكلها انتخاب رئيس الجمهورية عبر تلاق غير مسبوق لمكونات سياسية مختلفة للعمل معا كمسؤولين سياسيين وحزبيين ودينيين واجتماعيين واقتصاديين لاعادة عجلة المؤسسات الى الدوران وابعاد معالم اليأس المتمادي في النفوس".

وختم بو صعب: "ان الاوطان التي لا تستلهم من كبارها نجاحات الحاضر وآفاق المستقبل، محكوم عليها بالضعف والوهن. عسى ان تضيء الاجيال الطالعة على ارث هؤلاء ومنهم الرئيس كميل شمعون ووطنيتهم، وايمانهم بالحضارة اللبنانية المتجذرة في هذه الارض منذ الاف السنين ليظل لبنان بالفعل لا بالقول ارض الانفتاح والعلم والتنور".

شهيب

والقى الوزير شهيب كلمة رأى فيها ان "عهد كميل شمعون ابعد من جادة شكلت يومها رمز تحديث واطلالة على المستقبل، عهد كميل شمعون ابعد من مدينة رياضية حملت اسمه وابعد من انجازات انطلق منها ذاك العهد ولا تزال في ذاكرة اللبنانيين عنوان بحبوحة وتطوير وتحديث"، مشيرا الى ان "عهد كميل شمعون ابعد من انجازات بدأت بانتخاب "فتى العروبة الأغر" الآتي الى الرئاسة بدعم قوي من جبهة وطنية عريقة شكلت يومها جوابا على الحال الوطنية اللبنانية واملا للمواطنين، تماما كما شكلت جوابا على الحال العربية يوم تحول لبنان الى محور جمع وتآلف وعمل بشري مشترك بمواجهة التفرقة وكنايات متناقضة ومتصارعة ضيعت فلسطين وشققت اهلها".

وتابع: "عهد كميل شمعون ابعد من انجازات على اهميتها، انه عهد دروس وعبر، لا نزال نحتاج الى الاستفادة منها اليوم كما كنا بحاجة الى الاستفادة منها في كل المراحل التاريخية بعد احداث 1958 وما تلى العهد الشهابي الاول ورافق عهد الرئيس شارل حلو اواخر الستينيات مع ما سمي يومها اتفاق القاهرة وما تبعه من انحدارات اوصلتنا الى حرب اهلية، دفعنا جميعا اثمانها الغالية منذ العام 1975 ولا نزال. الى زمن الوصاية وما كرسه من انقسام وما منع من تلاق للبنانيين، وصولا الى الاستقلال الثاني بعد زلزال استشهاد الرئيس رفيق الحريري عام 2005، وما تلاه من انقسام عسانا نخرج منه في عهد جديد نريد له النجاح والانطلاقة".

ووصف شهيب دروس كميل شمعون بـ"الكبيرة" و"الكثيرة"، مكتفيا بالقول: "ان وحدة اللبنانيين تجلت بجبهة وطنية عريضة وحلت بالرئيس شمعون للرئاسة"، مضيفا: "ان فتى العروبة الاغر" مارس مطلع عهده عروبة الانفتاح على الكفايات العربية وقواها، فحصد لبنان ايجابيات الانفتاح اقتصاديا وسياسيا وبات الكيان الكبير دورا بعد ان كان الكيان الاصغر مساحة".

واوضح انه "عندما اختل الانفتاح الايجابي وتحول لبنان باتجاه ان يكون جزءا من محور عربي ضد محور عربي آخر، اختل التوازن الداخلي وتببدت الايجابيات وحل الانقسام وخيم الخطر على الكيان".

واردف قائلا: "حمى الله لبنان من سياسة المحاور والهم سياسييه نعمة النأي باللبنانيين عن حرائق المنطقة وشظاياها، شعبنا جدير بوطن الدور الكبير، بوطن الكفاية ان لم نقل البحبوحة، جدير بوطن يبنى على جبهة وطنية جامعة تتسع للجميع وتبعد كل انقسام وتعيد لوطننا دوره وانفتاحه الايجابي الذي يحمل الخير".

وختم: "تستذكرون واحدا من الكبار، تحالف وتخاصم مع كبير من بلادي، مع كمال جنبلاط. رجلان كبيران اتفقا في المنطقة واختلفا في المنطق، اتفقا على صيانة الوحدة والعيش الواحد واختلفا ديموقراطيا بوجهات النظر السياسية ولم يخرج خلافهما يوما عن قواعد المنطق، "اين نحن اليوم من المنطقة والديموقراطية؟. حين نستذكر "فتى العروبة الاغر" نستذكر داني شمعون شهيد التحرر مع عائلته في زمن الوصاية".

الحريري

بدورها قالت بهية الحريري: "أود بداية أن أتوجه بالشكر والتقدير للصديق الكبير الأستاذ دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار، وأعضاء الحزب، على دعوتهم الكريمة أن نكون معا في هذه المناسبة الوطنية التي لا يكتمل معناها إلا في أن نكون معا. تلك هي قصة الإستقلال، ومعنى دولة الإستقلال التي أرادها فخامة الرئيس الراحل كميل شمعون أن تكون دولة حديثة، مزدهرة، مستقرة. وهو من عمل على تعميق أواصر الشراكة الوطنية، مؤسسا لمسيرة طويلة من العمل الدؤوب، من صناعة الإستقلال إلى رئاسة الجمهورية، إلى الحكومة والبرلمان، وحتى آخر لحظة في حياته الوطنية".

أضافت: "إن عموم اللبنانيين، وعشية الذكرى الثالثة والسبعين لاستقلال لبنان، تواقون إلى عودة الإنتظام لحياتهم السياسية، التي تعكس نفسها استقرارا وطنيا وإقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وسياسيا، لينعموا بالأمان وليتخلصوا من الهواجس والقلق الذي ينتابهم نتيجة ما يحصل في جوارنا من قتل وتهجير ودمار. وهذا ما كنا قد عرفناه في بلادنا لسنوات طوال، وتجاوزناه بوحدتنا وإرادتنا في بناء وطننا وإستعادة دورنا. وجعلنا مرة أخرى من عاصمتنا ومدينتنا الحبيبة بيروت منارة للأشقاء والأصدقاء، وهي التي تحملت سنوات النزاع البغيضة وكانت تستحق أن تستعيد رونقها ووحدتها، وقد تشرفت اليوم بإطلاق تسمية بوليفار الرئيس كميل شمعون في الذكرى الثالثة والسبعين للاستقلال".

وتابعت: "إن تجاوز الصعاب يحتاج إلى الإرادة الطيبة وإلى شجاعة الأمل. وإن أصحاب الإرادات الوطنية الطيبة هم الذين يعطون ويبادرون ويتجرأون على تجاوز الإنقسام والخلافات، من أجل بناء مصالحة وطنية حقيقية، لا يمكن أن تقوم إلا بالتنازلات والتضحيات من كل الأطراف والمكونات وبدون إستثناء. وعلينا جميعا، ونحن نواجه حاضرنا، أن نفكر وبمسؤولية بالأجيال الصاعدة الذين من حقهم علينا أن نترك لهم وطنا آمنا مستقرا، ودولة حديثة تليق بعلومهم وطموحاتهم وبنجاحاتهم، وتضحيات أمهاتهم وآبائهم".

وختمت: "إن هذه الأمانة هي ألف باء المسؤولية لأن ننظر جميعا نحو الأمام، وأن نتخلص نهائيا جميعا من رواسب الماضي وآثاره وآلامه وأحزانه. لأننا لا نستطيع أن نصنع مستقبلنا إذا بقينا نعيش في ماضينا. وإن لبنان واللبنانيين يستحقون وطنا يليق بإنسانيتهم ووطنيتهم.. عشتم وعاش لبنان".

شبيب

والقى المحافظ شبيب كلمة قال فيها:

"نلتقي اليوم للاحتفال بعيد الاستقلال الثالث والسبعين للبنان وبأحد رجالاته الذين صنعوا تاريخ لبنان الحديث وميثاقه الوطني وأرسوا قواعد الانتماء إليه. لقد أناط الدستور اللبناني برئيس الجمهورية مهمة السهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان.

وللعيد هذا العام فرحته بعد أن أصبح للبنان رئيس جديد، الرئيس العماد ميشال عون، الذي أقسم أمام ممثلي الشعب على احترام الدستور والقوانين وعلى الحفاظ على استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه.

رئيس الجمهورية وبحسب الدستور أيضا، هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. والرئيس الذي نقيم ذكراه اليوم، كميل شمعون، وعندما اقتربت ولايته من نهايتها العام 1958، آثر عدم التجديد له لولاية ثانية رغم حيازته على الأكثرية النيابية وطلب الى النواب المؤيدين له انتخاب مرشح آخر. وبذلك حفظ الدستور وصان وحدة الوطن. وكان أمينا على قسمه الدستوري".

اضاف: "شهد عهد الرئيس شمعون تحقيق الكثير من الإنجازات الاقتصادية والإنمائية. ومن الإنجازات التي تعني بيروت تحديدا في عهده.

- الإذاعة اللبنانية في الصنائع.

- الحوض الثالث في مرفأ بيروت.

- توسيع المطار.

- التليفون الأوتوماتيكي.

- المدينة الرياضية، التي أعاد بناءها وتوسيعها وتحديثها الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

كما شهد العديد من الإنجازات الاصلاحية والحضارية ومنها:

إعطاء المرأة حق الاقتراع، وإقرار قانون الإثراء غير المشروع (من أين لك هذا)

وإعادة إحياء وتنظيم مجلس شورى الدولة وإقرار مبدأ التقاضي على درجتين أمامه (الذي ألغي لاحقا) وقانون سرية المصارف وغيرها الكثير من التشريعات الاقتصادية والإصلاحية.

لم تمنع ظروف ذلك الزمن ومصاعبه الرئيس شمعون من الإنجاز على المستوى الداخلي، وانتقل لبنان معه الى عصر الحداثة والازدهار ووضعت في عهده أسس الاقتصاد اللبناني الليبرالي. وبيروت بعد سنوات عهده الست لم تعد كما قبلها. فقد أصبحت عاصمة اقليمية، ليس في السياسة وحسب إنما في الاقتصاد والسياحة والإشعاع الحضاري.

أحداث ذلك الزمن وسياساته أصبحت في كتب التاريخ، أما إنجازاته (الاقتصادية والعمرانية والإصلاحية) فهي حاضرة في حياتنا حتى اليوم".

وتابع: "الفصل بين مشاغل الخارج وتأثيراته والقدرة على الدفع بالاقتصاد قدما في الداخل، تبدو اليوم إحدى أهم محاور خطاب القسم للرئيس ميشال عون. فقد أشار صراحة الى أنه " إذا كانت الأسباب الخارجية ( للأزمات) عاصية علينا ولا نستطيع سوى الحد من آثارها، فإن الداخلية منها تفرض علينا نهجا تغييريا لمعالجتها، يبدأ بإصلاح اقتصادي يقوم على التخطيط والتنسيق بين الوزارات والتأليل في مختلف إدارات الدولة. إذ لا يمكن أن نستمر من دون خطة اقتصادية شاملة مبنية على خطط قطاعية. فالدولة من دون تخطيط لا يستقيم بناؤها، والدولة من دون مجتمع مدني لا يمكن بناؤها".

ويأتي تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة بارقة أمل بأن النهوض الاقتصادي الشامل ممكن وبأن الوطن مقبل على مرحلة من الازدهار لاسيما اذا نشط العمل البرلماني وأقرت السلطة التشريعية المشاريع الاصلاحية اللازمة.

تحية الى كبار هذا الوطن الذين صنعوا استقلاله والى كل من حمل الأمانة".

شمعون

بدوره، شكر النائب شمعون "جميع الحضور الذين رغبوا في المشاركة في هذه الذكرى"، لافتا الى ان كميل شمعون كان اخر الرؤساء الذين وضعت اسماؤهم على شوارع بيروت. واستذكر احدى القصص التي جمعته بالرئيس كميل شمعون: "اتذكر مرة كنت معه في السعديات عندما استقبل احد الاشخاص وتذمرت والدتي لسبب استقباله. وعندما انتهى لقاؤه به، كررت السؤال نفسه عليه، عندها اخرجني الى شرفة مطلة على البحر واجابني: "في السياسة، عليك ان تعرف امرا ما، قم بالاعمال الحسنة وارمها في البحر، وكل ما يعاد لك منه "كتر خيروا". بمعنى آخر، عندما تريد ان تقوم بالعمل السياسي لاجل وطنك ولا يجب ان تقوم بهذا العمل لحسابات شخصية، فمردود السياسة يكون لمصلحة البلد لا للمصلحة الشخصية".

واكد انهم "ما زالوا مستمرين على نفس النهج الذي كان يتبعه كميل شمعون"، مشددا على ان "المشكلة الاهم تبقى راحة الضمير".

ابرهيم شمس الدين

واعتبر الوزير السابق ابرهيم شمس الدين ان "في لبنان لا تؤدي كل الطرق الى روما وذلك ان روما كانت دولة حقيقية، اذا كانت روما مصب كل طرق امبراطوريتها المترامية وسكانها وشعوبها، فان كل طرق لبنان تصب في كل دول الخارج هجرة وخيبة فرار من عجز وفشل مشروع الدولة المأكولة من داخلها". وشدد على ان "العبور الى الدولة يحتاج الى طريق، بل الى كل الطرق، وقبل كل شيء يحتاج الى دولة وهذه تحتاج الى رجال دولة". اضاف: "الرئيس كميل شمعون، رغم اشكالية رآها البعض في مرحلته، كان رجل دولة ومن كبار بناة الدولة، كان ثاني رؤساء الاستقلال لدولة لبنان، سن القوانين وبنى المؤسسات وطور ونظم اخرى".

واوضح ان "هذا الافتتاح او اعادة الافتتاح لجادة الرئيس كميل شمعون عشية ذكرى الاستقلال يظهر كم من الطرق جرب اللبنانيون خلال 40 سنة، محاولين الوصول الى استقلال حقيقي لبناء دولة في ظله وانماء شعب وازدهار اجيال من الشباب بدلا من الهجرة والغربة، فواجه اللبنانيون فتنة الداخل والعدوان الاسرائيلي وحروب الفساد".

اضاف: "اما الفتنة فدفناها واما الاحتلال الاسرائيلي فرديناه وهزمناه بمقاومة لبنانية وطنية شارك فيها جميع اللبنانيين قتالا او استشهادا او صبرا على التهجير او تمويلا واحتضانا عاما وتأييدا في كل لبنان. واما الفساد، فهزمناه ولا يزال ولكننا لم ننكسر له وسنبني دولة بلا فساد".

ووصف جادة كميل شمعون انها "الطريق التي تصل بيروت قلب لبنان بالجنوب درع لبنان، مشيرا الى ان "الدرع يحمي القلب ولا يعصره ولا يحاصره". وتطرق شمس الدين الى حدث انتخاب الرئيس، واعتبر ان "بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية يكون نصاب الجمهورية قد اكتمل لمباشرة عمل بناء الاستقلال في الداخل حتى تصبح كل الطرق تؤدي الى الدولة وليس الى الدويلات"، مستبشرا بالعهد الجديد.

ضرغام

وكان كلمة افتتاحية لرئيس مصلحة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار سيمون ضرغام الذي اعتبر ان "هذه المناسبة لاستعادة الهوية والكرامة، مناسبة ستصبح ذكرى يعود معها اسم فخامة الملك الى بيروت الفخامة".

ولفت الى ان "حزب الوطنيين الأحرار يريد لبنان التعايش، لبنان العابر للطوائف، لبنان الإزدهار ولبنان العمران، لبنان السلام لبنان القانون والمؤسسات، لبنان الشرعية وحصر الشرعية بيد الدولة، لبنان السيادة غير المنقوصة ولبنان الكرامة"، مشددا على ان "لا يعنيهم أي لبنان يريده الآخرون وان الاحرار لن تساوم على ما آمنت به طوال ستين عاما وما زالت".ودعا بإسم حزب الوطنيين الأحرار الشباب اللبناني الحالم بدولة عصرية مدنية الى "الإنضمام لحزب فخامة الملك، هذا الحزب النظيف، ذات التاريخ المشرف، والعمل المؤسساتي والشفافية المالية والالتزام بالمبادئ، الحزب الذي يؤمن بكينونة لبنان".

وقدم الحزب دروعا تكريمية لكل من الوزير السابق ادمون رزق، السيد ميشال بشارة الخوري والسيد فيليب بسترس. وكان محافظ بيروت القاضي شبيب قبيل الاحتفال الذي اقامه حزب الوطنيين الاحرار قد ازاح الستارة عن لوحة بولفار كميل شمعون عند مدخل موقف المدينة الرياضية، شارع غانا، في حضور الوزير بو صعب ممثلا الرئيس عون، والنائب حمادة ممثلا النائب جنبلاط، الوزير حكيم، وممثل وزير السياحة ميشال فرعون سيبوه ماخشيان، النائب شمعون وحشد من الشخصيات البلدية والاجتماعية.