المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 تشرين الثاني/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.november28.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

شَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين

وأَخْضَعَ كُلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه، وجَعَلَهُ فَوْقَ كُلِّ شَيء، رَأْسًا لِلكَنِيسَة، وهِيَ جَسَدُهُ ومِلْؤُهُ، هُوَ الَّذي يَمْلأُ الكُلَّ في الكُلّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

رحيل فيدل كاسترو: سجله اللبناني واحترام الموت/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الياس بجاني: قال رئيس قوي قال..شو هالخرافة هيدي!!

في لبنان… أن تكون عونياً يعني أن تكون سعيداً/حازم الأمين/الحياة

محمد عبد الحميد بيضون لـ "الأنباء": العهد إنطلق محاصرا ومطوقا من قبل حلفائه/حزب الله استعرض عسكريا في القصير للقول أن انتخاب عون رئيسا لا يعني أن القرار أصبح في بعبدا

الأسد يصادر منزل رفيق الحريري في دمشق

 تنازلات كثيرة على الحريري وعون تقديمها قبل تأليف الحكومة

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 27/11/2016

باسيل سلم رئيس البرازيل رسالة من عون يدعوه فيها لزيارة لبنان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مفاجأة حول عرض حزب الله العسكري

المعرقلون لا يريدون قانوناً جديداً للانتخابات وتحذير من مخطط لإطالة عملية التأليف/خليل فليحان/النهار

ريفي يطلق على حزب الله وصف جديد.. ويرفض تشريعه

بكاسيني يتصدى للسنيورة وفتفت في المؤتمر العام

دراسة اسرائيلية.. الدروز ليسوا عرباً!!

ريفي: الجيش يجب ان يكون القوة العسكرية الوحيدة في لبنان

هل يطيح العناد المتبادل بتشكيل الحكومة؟

فرنجية: لن نسمح للتيار والقوات بكسرنا

ماذا لو أقام جنبلاط عرضاً عسكرياً في الشوف؟

د. ناصر زيدان/الأنباء الكويتية

استغباؤنا هل يطول/الدكتور سامي الريشوني/النهار

عون ضد دعم الليرة.. بالدين/علي نور/جنوبية

المفقودون والمخطوفون قضية وطنية بامتياز/نايلة تويني/النهار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تقتل 4 “داعشيين” في الجولان

صواريخ داعش "الكيمياوية" تصيب العشرات شمال سوريا

نزوح أكثر من 10 آلاف سوري من شرق حلب

فرار اكثر من 400 مدني من شرق حلب الى مناطق سيطرة النظام السوري

إيران "تهلل" لدمج ميليشيات الحشد بالقوات العراقية

فيون يتقدم بفارق كبير على جوبيه في انتخابات اليمين الفرنسي

اثينا تستبعد حل الازمة القبرصية من دون انسحاب القوات التركية

المعارضة تفوز بنصف مقاعد مجلس الامة الكويتي

محلل سياسى :حرائق إسرائيل كشفت عنصرية العقل العربى

حلب سوف تنهض رغم جرائمكم/عصام صالح/جنوبية

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مديرية المخابرات تطبق خطاب القسم/سيمون أبو فاضل/الديار

عون وفلسفة التوسُّع في الصلاحيات/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

هكذا جُمِّد التأليف... خلف المتاريس/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

جِهادٌ بالحكومة واجتهادٌ بالطائف/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

هل سمعتم بالمجازر/نبيل بومنصف/النهار

المارونية والشيعية السياسيتان.. صراع لتحديد هوية العهد/منير الربيع/المدن

ثقة "الحزب" كبيرة... لكن الاحتياط واجب/سركيس نعوم/النهار

حزب الله المتوجس من تقلبات العهد يُحدّد قواعد التعامل ويطرح النظام على الطاولة/سابين عويس/النهار

من المستهدف باستنزاف الثلاثة أشهر الأولى ؟ تحديد "الضوابط " وصراع محاصصة انتخابية/روزانا بومنصف/النهار

البازل الحكومي/المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية

مراقبون: حلم إيران بإضعاف الجيش اللبناني سيتبخر بعودة الهبة السعودية/صفاء قره محمد/اليوم

تخيل أنك عراقي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

'فتح' لا علاقة لها بـ'فتح'/خيرالله خيرالله/العربي/العرب

العربي الجديد: فيديل كاسترو... نهاية قرن سياسي

الإبداع اللبناني.. صورة وواقع/رضوان السيد/الإتحاد

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي احتفل في مرسيليا بقداس على نية جمعية عمل الشرق

سعد الحريري رئيسا وأحمد الحريري أمينا عاما و7 نساء للمكتب السياسي للمستقبل بمؤتمره الثاني

طلال المرعبي: لماذا هذا التهافت على الحقائب وكأن الحكومة العتيدة باقية الى الأبد؟

وهاب من الجاهلية: حصص الدروز ليست صدقة من أحد ونستطيع تحصيلها إما بحرب مع حلفائنا أو أخصامنا أو ببوسة منهم

يزبك: لدعم الجيش والمؤسسات الامنية وتشكيل الحكومة

فياض: انتخاب عون أنهى الإشكالية المسيحية في توازنات القرار السياسي

رعد في احتفال للبعث في النبطية: لاعادة تفعيل العلاقات مع سوريا بزي: نحن مع حكومة وحدة وليس مع حكومة تنتفخ فيها احجام البعض على حساب الاخر

باسيل زار ترينيداد وتوباغو ودعا الجالية للتسجيل لاستعادة الجنسية

اوغاسابيان: خيار الحريري بتسمية عون صحيح مئة في المئة والعرقلة اليوم هي لاعادة الوضع الى ما كان عليه ايام الفراغ الرئاسي

كنعان في تكريمه ورياشي: في الاتحاد قوة ولن نسمح بتجاوز حقوقنا ابي اللمع ممثلا جعجع: سنفتح الدفاتر اذا وضع أحد فيتو علينا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

شَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين

إنجيل القدّيس لوقا01/من46حتى56/:"قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين. عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ، لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».ومَكَثَتْ مَرْيَمُ عِندَ إِليصَابَاتَ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَشْهُر، ثُمَّ عَادَتْ إِلى بَيتِهَا.

 

وأَخْضَعَ كُلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه، وجَعَلَهُ فَوْقَ كُلِّ شَيء، رَأْسًا لِلكَنِيسَة، وهِيَ جَسَدُهُ ومِلْؤُهُ، هُوَ الَّذي يَمْلأُ الكُلَّ في الكُلّ

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس01/من15حتى23/:"يا إِخوَتِي، أَنَا أَيْضًا، وقَدْ سَمِعْتُ بإِيْمَانِكُم بِالرَّبِّ يَسُوع، ومَحَبَّتِكُم لِجَمِيعِ الإِخْوَةِ القِدِّيسِين، لا أَزَالُ أَشْكُرُ اللهَ مِنْ أَجْلِكُم، وأَذْكُرُكُم في صَلَواتِي، لِيُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، أَبُو المَجْد، رُوحَ ٱلحِكْمَةِ والوَحْيِ في مَعْرِفَتِكُم لَهُ، فَيُنِيرَ عُيُونَ قُلُوبِكُم، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، ومَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيراثِهِ في القِدِّيسِين، ومَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الفَائِقَةِ مِنْ أَجْلِنَا، نَحْنُ المُؤْمِنِين، بِحَسَبِ عَمَلِ عِزَّةِ قُوَّتِهِ، الَّذي عَمِلَهُ في المَسِيح، إِذْ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وأَجْلَسَهُ إِلى يَمِينِهِ في السَّمَاوَات، فَوقَ كُلِّ رِئَاسَةٍ وسُلْطَانٍ وقُوَّةٍ وسِيَادَة، وكُلِّ ٱسْمٍ مُسَمَّى، لا في هذَا الدَّهْرِ وحَسْبُ، بَلْ في الآتي أَيْضًا؛ وأَخْضَعَ كُلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه، وجَعَلَهُ فَوْقَ كُلِّ شَيء، رَأْسًا لِلكَنِيسَة،وهِيَ جَسَدُهُ ومِلْؤُهُ، هُوَ الَّذي يَمْلأُ الكُلَّ في الكُلّ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

رحيل فيدل كاسترو: سجله اللبناني واحترام الموت

الياس بجاني/26 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/26/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%84-%D9%83%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%88-%D8%B3%D8%AC%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8/

المؤمن بربه سبحانه وتعالى، والمؤمن بأن الله وحده هو القاضي المنصف وأن يوم حسابه هو الحساب الأخير العادل.. المؤمن هذا يتوقف عن إصدار الأحكام، كما ينهي كل ما هو عداء وحسابات بشرية مع أي إنسان كائن من كان حين يسترد الله منه وديعة الحياة وتصبح هذه الوديعة، أي الروح بأيدي خالقها.

من هذا المنطلق الإيماني لا شماتة في الموت، ولا شماتة في الذين يموتون، بل احترام للموت وترك الله وفقط الله هو يحاسب ويجازي ويقاصص من استرد منه الروح، أي وديعة الحياة.

اليوم استرد الله وديعة الحياة من الزعيم الكوبي فيدل كاسترو وهو الذي من حقه فقط أن يحاسبه الحساب الأخير وليس أي بشري.

واجبنا الإيماني والإنساني والأخلاقي يوجب علينا طلب الرحمة لروح كاسترو، كما كمؤمنين نطلبها دائماً ودون أية تفرقة لكل إنسان يغادر هذه الحياة الترابية الفانية.

ولكن فيا ما يتعلق بوطننا الحبيب لبنان فإن سجل الراحل كاسترو لم يكن إيجابياً.

لم يكن من الذين ساعدوا لبنان واللبنانيين على الخير والسلام.

بما يخص الممارسات السياسية والثورية  كان كاسترو مع كثر غيره من الشيوعيين واليساريين قد عملوا على تخريب لبنان وضرب كيانه وتقوية المخربين والإرهابيين فيه على زعزعة استقراره وتهجير شعبه.

أما فيما يخص احترام الراحل من موقعه كحاكم لشرعة حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية في موطنه الكوبي فهذا أمر اعتراه الكثير من الشوائب.

كما أن مفاهيم الشيوعية التي حمل لوائها كاسترو وكان من قادتها قد فشلت فشلاً ذريعاً وتم التخلص منها في معظم دول العالم وأمست مجرد ذكرى سلبية من الماضي.

يبقى أن روح كاسترو البشري الذي أنكر وجود الله وعملاً بإيماننا الراسخ هي بين أيدي من أنكره الذي هو أب يرحم ويحب ويسامح ويغفر…

ولروحه نطلب الرحمة.

هذا الكلام هو للتذكير فقط وليس إلا مع علمنا الأكيد أن من بين أهلنا من يرى الأمور بمنظار مناقض كلياً لما نراه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الياس بجاني: قال رئيس قوي قال..شو هالخرافة هيدي!!

في اسفل مقالة رائعة لحازم الأمين تحكي وهم وخرافة وحلم يقظة هرطقة وخزعبلة مقولة الرئيس القوي في لبناننا المقهور والمحتل والمحكوم من حزب الله في ظل طبقة سياسية وحزبية خانعة ومستسلمة وعفنة ونرسيسية وفاشلة، لا بل هي الفشل بعينه.

 

في لبنان… أن تكون عونياً يعني أن تكون سعيداً

حازم الأمين (الحياة) 27 نوفمبر، 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/27/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D9%8A/

يدرك المسيحيون اللبنانيون أن الرئيس المنتخب ليس قوياً، وهم إذ يعلقون صوره مذيلة بعبارة «الرئيس القوي»، إنما يفعلون ذلك ليدفعوا عن أنفسهم شُبهة ضعف كانت التصقت بهم عقب انتهاء الحرب الأهلية.

«إنه الرئيس القوي لأننا ضعفاء»! هذه حال المسيحيين في لبنان ومن بينهم خصوم الرئيس التقليديون. وهو ضعيف ليس فقط لأن اتفاق الطائف قلل من صلاحياته، وليس لأن دفة السلطة مالت نحو المسلمين في العقود الأخيرة، لكنه ضعيف لأن أقرب حلفائه إليه يريده ضعيفاً، لا بل أن فريقه السياسي مجتمعاً (8 آذار) يريده ضعيفاً. ومنذ اليوم الأول لانتخابه، لا بل أثناء عملية الانتخاب، انهالت صفعات الحلفاء عليه، بدءاً من أوراق الاقتراع الفائضة في مجلس النواب ومروراً بمطار بيروت ومدينة القصير السورية وبلدة الجاهلية الدرزية، ووصولاً إلى حكومة العهد الأولى التي يتولى عرقلة تأليفها عميدا جماعة (8 آذار) الرئيس نبيه بري والوزير سليمان فرنجية. فيما يبدو أن خصوم عون في «14 آذار» هم أكثر من يُسهل عليه مهمته.

«الرئيس القوي» تعويذة هذيانية جماعية، يشعر المرء لشدة انتشارها في مناطق المسيحيين اللبنانيين بأنه على خطأ في اعتقاده أن الرئيس ليس قوياً. فكيف يكون «غير قوي» في حين يعتقد هذا الكم الهائل من الناس أنه قوي. وما على المتجول في أحياء الأشرفية إلا أن يقول: «يبدو أنه قوي فعلاً»، ذاك أن رفع هذا الشعار لم يقتصر على مناصري الرئيس التقليديين أعضاء التيار العوني. مناصرو القوات اللبنانية، والخصوم التاريخيون لميشال عون رفعوا هذا الشعار، لا بل آمنوا به أيضاً، وجماعات الشوارع والأزقة ممن لا تربطهم رابطة بالعونية ومساراتها. ومخاتير الأحياء أيضاً، ومن بينهم مسلمو الأشرفية السنة والشيعة.

وهنا لا بد من ملاحظة تتمثل في أن انعدام الكفاءة التعبيرية في تظهير السعادة ترافق مع ظاهرة انخراط الفنانين الشعبيين باحتفالات الترحيب، وربما كان ميشال عون أكثر رئيس للجمهورية اللبنانية نيلاً لسعادة المغنين وترحيباتهم، بحيث تلاشت المسافة بينهم وبين مخاتير الأحياء غناءً وهنداماً، فظهر المغنون في محطات التلفزيون في هيئات المخاتير، فيما راح الأخيرون يستعيرون من الأغاني والأراجيز العبارات التي كتبوها على لافتات الترحيب الموقعة بأسمائهم.

عليك أيها العابر المنذهل بين طرفي المشهد (الأشرفية صاحبة الرئيس القوي، ومطار بيروت الشاهد على انتهاك قوة العهد في يومه الأول) أن تقترب أكثر من عناصر الفصام، علّك تعثر على ضالة تعينك على فهم ما أصاب أهلك في المطار وفي الأشرفية. فإذا كانت الجماعات تهذي بقوة رئيسها الجديد دفعاً لضعف حقيقي وأصلي تشعر به، فإن الأفراد أكثر واقعية في لحظة الفصام الجماعي هذه. فالمشهد حين تتحلل عناصره يكشف أن الجماعات أقل ذكاء من أفرادها، وأن الناس دهاة ومُداهنون وأنهم يستجيبون بخبث لمنادٍ داخلي ضمني يحضّهم على القول إن «الرئيس قوي».

والحال أن الهذيان اللبناني بـ «الرئيس القوي» هو حالة عيادية شديدة البديهية بحيث يتردد التحليل والتفسير في الاقتراب منها لشدة وضوحها. فلا الرئيس قوي ولا لبنان باشر نهوضه في أعقاب انتخابه. هذه حال اكتئاب جماعي يسعى الأفراد لتفادي سقوطهم فيها عبر الاستعانة بأوهام الجماعة. وفي هذه اللحظة، تكشف الجماعات عن سذاجة ضرورية لمداواة الجروح، ويكشف الأفراد عن خبث لا يقوى اللبناني على العيش من دونه في ظل هذا الفراغ الهائل. فمختار الأشرفية الشيعي استعجل رفع لافتات الترحيب بالرئيس، لكن السرعة لم تسعف عبارته فبدت متأرجحة بين الترحيب والسخرية: «عماد البلاد والعباد»، ولا بأس بتحية لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي يشكل «السعد القادم بعد شقاء الغياب»!

الناس تعبر من تحت عبارات الترحيب محنية رؤوسها وراسمة ابتسامات صفراء لا تلبث أن تتحول إيماناً عميقاً بالرئيس القوي. والصحافية السويسرية المقيمة في شارع بدارو القريب من الأشرفية ومن الضاحية الجنوبية لم تزعجها الصورة الكبيرة للجنرال ميشال عون التي حجبت الشمس عن شرفتها. قالت ربما يُصبح قوياً لشدة إيمان الناس بقوته. وهي تعتقد أن صاحب المتجر الذي رفع الصورة وحجب الشمس عنها يؤمن بأنه قوي، على رغم أنه لم يكن يطيق ذكر اسمه قبل أشهر قليلة من انتخابه.

يُدرك اللبنانيون أن لا أحد قوياً في لبنان إلا «حزب الله»، وعون نفسه ربما صدق بأنه قوي فقط لأنه قريب من الحزب ولأن الحزب ضمانة أخيرة لهذا الضعف المقنع. وبما أننا حيال انفعالات لا قيمة سياسية لها، فقد رصد صديق شعوراً جماعياً شيعياً بالإحباط نتيجة انتخاب عون، ذاك أن ثمة اعتقاداً بأن عون استثمر بقوة الحزب لكي يصبح رئيساً، أما «التضحيات» الفعلية فـ «مطلوب من الشيعة تقديمها» في سورية وغير سورية. الصديق الذي رصد هذا الشعور شبه قصة «حزب الله» مع الجنرال عون بقصة رجل غني ومُرهق بأعباء ثروته واستثماراته ولا وقت لديه للتمتع بها، أقدم ذات يوم على مكافأة موظف لديه بإعطائه مئة دولار. المئة دولار كانت كفيلة بأن يُمضي الموظف وقتاً سعيداً مع أصدقائه لاهياً وساهراً، في حين كان الغني مثقلاً بأعباء ثروته ولا وقت لديه ليستفيد مما تتيحه من متع.

وبهذا المعنى تصدق العونية، غير القوية، في توهمها السعادة وفي إيهامها جمهورها بها، في وقت يبدو «حزب الله» المنتصر ومحقق الإنجازات حزباً غير سعيد ومثقلاً بجنازات عناصره وبأعباء المهمات الموكلة إليه، وعديم القدرة على تحويل إنجازاته غبطة ونشوة، وهذه في النهاية وظيفة السياسة ومبتغاها.

إذاً العونية على حق، حتى لو لم يكن الرئيس قوياً.

 

محمد عبد الحميد بيضون لـ "الأنباء": العهد إنطلق محاصرا ومطوقا من قبل حلفائه/حزب الله استعرض عسكريا في القصير للقول أن انتخاب عون رئيسا لا يعني أن القرار أصبح في بعبدا

27 تشرين الثاني/16/رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أن لا أمل بنجاح عهد الرئيس عون إن لم يتوصل الى صياغة علاقات لبنانية عربية سليمة، وتحديدا مع دول التعاون الخليجي، وذلك من خلال إعطائها الضمانات اللازمة على كافة المستويات لاسيما على المستوى السياسي والأمني والمصرفي والقضائي، إلا أن العائق الكبير أمام هذه الخطوة كمدماك أساسي للقيام بالدولة، هو إيران وحزب الله اللذان يعتبران لبنان وسوريا والعراق واليمن مستعمرات إيرانية، الأمر الذي سيشكل صعوبة كبيرة أمام الرئيس الحريري الذي يرتكز مشروعه الإنقاذي على عودة العلاقات اللبنانية الخليجية الى سابق عهدها الذهبي.ولفت بيضون في تصريح لـ "الأنباء" الى أن احتضان دول الخليج لعهد الرئيس عون مؤشر إيجابي كبير، إلا أن ترجمته على المستوى الإقتصادي تحتاج الى إجراءات عملية من قبل الدولة اللبنانية لضبط تصرفات حزب الله الخارجة عن الشرعية والقوانين والدستور، لكن ما جرى عمليا هو أن العهد إنطلق محاصرا ومطوقا من قبل حلفائه، وذلك من خلال عدد من المواقف التصعيدية اهمهما:

1 ـ العرض العسكري الذي أقامه حزب الله على الحدود اللبنانية ـ السورية بالتزامن مع استلام العماد عون السدة الرئاسية للقول أن انتخاب عون رئيسا للجمهورية لا يعني أن القرار أصبح في بعبدا،

2 ـ شروط المحاصصة التعجيزية التي يضعها الرئيس برّي على تأليف الحكومة.

واستطرادا، لفت بيضون الى أن العرض العسكري لحزب الله والشروط التعجيزية لبري وغيرها من المواقف السلبية والتصعيدية في وجه رئيس الدولة والرئيس المكلف، ليست فقط محاولة لتطويق العهد سياسيا انما أيضا لاضعافه وتجويفه من الداخل، وما الفيتو الذي يضعه حزب الله والرئيس برّي على علاقات التيار الوطني الحرّ مع القوات اللبنانية من خلال منع الأخيرة من التمثل حسب اتفاقها مع عون في الحكومة، سوى دليل لا لبس فيه على محاولة انتزاع عناصر القوة من الرئيس عون، والإتيان بحكومة صورية تكون مرآة لحكومة الرئيس سلام، أي حكومة من معدومي الكفاءة والغارقين بالفساد والمتحاصصين طائفيا بشهادة الرئيس سلام نفسه في توصيفه لحكومته.

وردا على سؤال، ختم بيضون معربا عن قناعته بأن الرئيس عون والرئيس الحريري أمام مرحلة صعبة للغاية حدودها الانتخابات النيابية في أيار(مايو) المقبل، وذلك لكونهما محاصران بعدة نيران تمنعهما من حرية التحرك والعمل وبالتالي من تطبيق خطاب القسم، معتبرا أن الطريقة التي تتشكل بها الحكومة كناية عن بداية متعثرة للعهد ما يعني أن المشروع الإنقاذي الذي ينتظره الشعب اللبناني يبدو مؤجلا، مذكرا الرئيس عون بأن الرئيس سليمان فرنجية ورئيس حكومته المكلف آنذاك صائب سلام، شكلا "حكومة الشباب" بهدف إحداث صدمة إيجابية تمكنها من العمل.

الأسد يصادر منزل رفيق الحريري في دمشق

الأحد 27 صفر 1438هـ - 27 نوفمبر 2016م/العربية.نت – عهد فاضل/قال موقع "هاشتاج سيريا" السوري، وهو مؤسسة إعلامية مرخّص لها بالعمل رسميا في سوريا، إن سلطات النظام السوري ستبدأ اليوم الأحد، إجراءات الاستيلاء على منزل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في دمشق. وجاء في خبر الموقع المرخَّص، والذي نشره خبره عن الموضوع بتاريخ 25 من الجاري، أن مصادر قضائية تابعة لنظام الأسد أبلغته عن "انتهاء الإجراءات القانونية لنقل ملكية منزل رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري".

وأكّدت المصار السابقة للموقع السالف أنه "من المفترض أن يقوم، يوم الأحد، قاضي التنفيذ بزيارة العقار (منزل الحريري) وتسليمه إلى أملاك الدولة بحضور ممثل عن مديرية المصالح العقارية". كما جاء في الخبر.

وقال الموقع إن "نقل ملكية" منزل الحريري تم "بموجب دعوى قضائية" لم يحدد طرفها المدّعي، بل اكتفى بالقول إن هذه الدعوى اكتسبت حكماً حمل "الدرجة القطعية".

ويقع منزل الحريري المشار إليه في منطقة الروضة في العاصمة السورية دمشق.

وبينما لم تصدر أخبار رسمية عن مصادرة المنزل، قال موقع "جنوبية" اللبناني، أمس السبت، إن "النظام السوري صادَر منزل الشهيد رفيق الحريري" في دمشق. واعتبر أن حصول ما سمّي "إجراءات نقل المليكة" لمنزل رئيس وزراء لبنان الأسبق، لصالح مؤسسات النظام السوري، فإن المنزل بذلك، يصبح "مستملكاً" من قبل حكومة الأسد.

واهتمّت مواقع إلكترونية عديدة بخبر الاستيلاء على منزل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، والذي اغتيل بعملية تفجير في بيروت عام 2005، وتحدث أغلب هذه المواقع على أن "نقل ملكية" المنزل، كما أورد الموقع السوري السالف، هو "استيلاء" أو "مصادرة". وحسب موقع "ليبانون ديبت" اللبناني، فإن قرار مصادرة منزل رفيق الحريري هو ردّ من نظام الأسد على سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان المكلّف. فقد أورد الموقع خبر مصادرة نظام الأسد لمنزل الحريري تحت هذا العنوان: "جاء الرد على سعد.. مصادرة منزل رفيق الحريري في دمشق". حسب ما جاء في الموقع المذكور اليوم الأحد.

وكان رئيس وزراء لبنان المكلف سعد الحريري، وهو نجل رئيس وزراء لبنان الأسبق الذي صودر منزله بدمشق، رفيق الحريري، قد رفض مصافحة سفير نظام الأسد في بيروت علي عبد الكريم علي، في خبر حظي بتغطية إعلامية محلية وعربية واسعة.

 

 تنازلات كثيرة على الحريري وعون تقديمها قبل تأليف الحكومة

نهارنت/27 تشرين الثاني/16/لا تزال عملية تأليف الحكومة تمر في مرحلة مخاض كبير، في ظل مطالب كل فريق بحقيبة أساسية يصعب على الفريق الاخر التخلي عنها بسهولة. وإلى جانب العقدة المتمثّلة بحصة تيار " المردة" الذي لا يزال على تمسكه بواحدة من الحقائب الثلاث الاساسية: الأشغال او الطاقة او الاتصالات، في حين ان الحقائب الثلاث المشار اليها باتت خارج متناول زعيم زغرتا، تبرز بحسب صحيفة "النهار" شكوى بعض القوى، من افتقاد التوزيع الى معايير متساوية سواء نسبة الى حجم الكتل او لثبات الوزارات، ما يقود الى الانطباع بأن المسألة الحكومية لا تزال في حاجة بعد الى المزيد من الاتصالات والمشاورات. وفي رأي مصادر سياسية مواكبة ان "التأليف سيتم والحكومة ستولد لكن المخاض لا يزال أمامه المزيد من التنازلات التي لا يتوقف على الحريري وحده ان يقدمها بل رئيس الجمهورية ايضا". ولا تخفي المصادر قلقها من ان تكون الغاية من العقد الموضوعة في طريق التأليف ليس ضرب زخم انطلاقة العهد الجديد، وإنما وضع دفتر شروط بمعايير التعاطي السياسي المقبل.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 27/11/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تأليف الحكومة يبدو كأنه في المربع الأول، فلا جواب بعد على العرض المقدم ل"المردة" بتوليها حقيبة التربية، ولا جواب أيضا من "القوات اللبنانية" على ترك حقيبة الأشغال. وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فإن عملية التأليف ستبدأ من جديد عند الرئيس المكلف سعد الحريري، وثمة من يتعلق بالأمل في ولادة الحكومة السبت المقبل على أبعد تقدير، كما قالت أوساط سياسية معنية، وإلا فالمسألة ستطول.

وفي غياب التحركات السياسية، برز انتهاء المؤتمر الثاني لتيار "المستقبل" لانتخاب 18 عضوا في المكتب السياسي للتيار، على ان يعين الرئيس الحريري 11 عضوا آخرين.

وعلى صعيد آخر، قال مطلعون أن التحقيقات مع مسؤول "داعش" أحمد أمون، لم تبدأ بعد بسبب وضعه الصحي الناشىء عن جروحه البليغة، متمنين على أهالي العسكريين المخطوفين المزيد من الصبر.

وفي المنطقة، تطورات متسارعة أبرزها في حلب التي أعلن الجيش السوري تقدمه في عدد من النقاط في شرق المدينة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا جديد سياسيا في الداخل، ليبقى الانتظار عنوان المرحلة. لكن تطورات سوريا الميدانية جذبت الأنظار إلى حلب، وستترك تداعيات عابرة لحدودها الجغرافية.

حلب تعود تدريجيا إلى حضن الدولة السورية. أحياء المسلحين تتساقط بعد تهاوي خطوط الدفاع، والمدنيون يخرجون بالمئات، دفعات دفعات، إلى مساحات الجيش السوري آمنين، مطمئنين، يودعون مرحلة امتدت لسنوات خمس، بدءا من حي هنانو، أول الخارجين على الدولة السورية في حلب الشرقية.

الصاخور، جبل بدرو، مناطق استراتيجية تفتح الطريق على منطقة الباب، بعد تأمين مسرح العمليات. سريعة تأتي الانجازات العسكرية في حلب، معطوفة على فشل المسلحين في جبهة الجنوب، وخروج المجموعات من مناطق ريف دمشق تدريجيا، وتوسيع دائرة المصالحات.

التطورات الميدانية تسقط شعارات التقسيم ومصطلحات "سوريا المفيدة"، فيما يترجم العراق خطوات تشريع "الحشد الشعبي"، بعد انجازاته المتواصلة ضد تنظيم "داعش".

هذا التنظيم نفسه الذي قبض الجيش اللبناني على أميره في جرود عرسال أحمد أمون، ينتظر اللبنانيون ان يفرج عن خبايا اختطاف العسكريين وأمكنة تواجدهم. لا صحة للأخبار التي وردت اعلاميا عن اعترافات أدلى بها أمون حول المخطوفين، بانتظار استجوابات لم تبدأ بعد بسبب وضعه الصحي، كما قال مصدر أمني للـ NBN.

أما خطوط التفاوض والتوسط مع العواصم الخارجية لحل أزمة المخطوفين العسكريين، فهي مفتوحة. وهو ما أكد عليه اللواء عباس ابراهيم للـ NBN، قائلا إن العمل جدي وحثيث والأجواء ايجابية.

طقس لبنان السياسي بارد، لكن مناخه سيكون عاصفا في الأيام المقبلة، مع وصول المنخفض الجوي الذي يحمل معه أمطارا غزيرة وفيضانات، من تركيا حتى مصر، مرورا بلبنان.

عاصفة باربارا ستصل إلى بيروت ليل الثلاثاء، مصحوبة بعواصف رعدية وسيولا تستوجب الحذر، إذا ما تكرر مشهد فيضانات قطر اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

سريعا جدا يتقدم الجيش السوري والحلفاء في الأحياء الشرقية لحلب. وأسرع من ذلك تتهاوى معنويات الارهابيين ومن يراهن عليهم. بعد مساكن هنانو، لا مسكن للارهاب في حلب.

واليوم قطار التحرير عبر جبل بدرو، ثم الصاخور، ويواصل إلى بعيدين، فالحيدرية وغيرها. الهدف قطع مساحة الارهابيين إلى نصفين، وشد الخناق عليهم في مجموعتين منفصلتين، وبالتالي تضييق الخيارات أمامهم.

في مقياس الوقت ومعايير الجغرافيا الحلبية، انكسار الارهاب يحمل نتائج مدوية في العسكر والسياسة، يزيد من وقعها خروج مئات المدنيين من الأحياء الشرقية إلى ضفة الدولة رغم رصاص القنص والاستهداف.

المشهد الذي واكبه اليوم موفد "المنار"، وثق بسالة عناصر الجيش وثورة الأهالي على حكم الارهابيين واتخاذهم المدنيين دروعا بشرية. ومن يستمع إلى الأهالي الناجين، يتيقين حجم الضربة التي تلقاها ستيفان دي مستورا ومشروعه للسيطرة الذاتية، وكذلك مخطط كل من مول وسلح لفرملة اندفاعة الجيش الوطنية لاستعادة الشهباء وانجاز التحرير الكامل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأسبوع الطالع يفترض ان يكون حاسما في ملف تشكيل الحكومة. في الظاهر العقد القليلة المتبقية، توحي ان حظوظ إمكان التوصل إلى التأليف مرتفعة، وان التوقيت يتعلق بعودة الوزير جبران باسيل من رحلته إلى اميركا الجنوبية. هذا إذا كان الأمر يتعلق بتشكيل الحكومة فقط، أما إذا كان تشكيل الحكومة هو الجزء الظاهر من جبل الجليد، وان الواقع أعقد من هذا بكثير، فإن الأسبوع الطالع سينتهي من دون حكومة، ما يمكن أن يؤدي إلى أزمة حكومية مفتوحة.

وفي الوقت المستقطع حكوميا، برزت انتخابات تيار "المستقبل" لاختيار عشرين عضوا جديدا للمكتب السياسي. وينتظر ان تشكل الانتخابات الداخلية ل"المستقبل" انطلاقة جديدة للتيار، وخصوصا انها تجري في مرحلة مفصلية عنوانها انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة.

توازيا، لا تزال العملية العسكرية التي نفذها الجيش اللبناني وأدت إلى القاء القبض على الارهابي أحمد أمون، تتفاعل. جديدها تأكيد مصدر أمني ان كل ما نشر عن اعترافات لأمون بخصوص العسكريين المخطوفين عار من الصحة تماما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يراوح التأليف مكانه، ويدور في حلقة العقد المفتعلة والأحجام المصطنعة والتبريرات الضعيفة. ظاهريا تبدو المشكلة مرتبطة بالحقائب والمطالب. وفي الشكل أيضا ثمة ايحاء بأن المشكلة تقتصر على المعسكر المسيحي، وتحديدا ما اصطلح على تسميته بالأقطاب الأربعة، وقد أصبحوا ثلاثة بعد ان صار العماد عون رئيسا للجمهورية.

في المضمون، تتكشف الأمور عن صراع أحجام واعادة تحديد أوزان وخلط أوراق، بعد الانقلاب السياسي في المشهد الداخلي إثر انتخاب الرئيس عون، والذي أنتج بدوره توازنا سياسيا جديدا وواقعا جديدا لم يعد بالامكان تخطيه والتعامل معه كما لو ان شيئا لم يتغير، وهو ما بدأ اللبنانيون يلمسونه في قواعد تأليف الحكومة التي باتت تخضع لمنطق الشراكة من دون الانتقاص من صلاحيات رئيس الحكومة، وباتت محكومة بروح الميثاقية من دون انتقائية.

التأليف يراوح مكانه، والأيام المقبلة ستكون لمواصلة الاتصالات وإزالة العثرات، وتوسيع الأرضية المشتركة للتفاهم، وتضييق هوامش التباين. وهو ما قد يجد ترجمته في موقف متجاوب من بنشعي، معطوفا أو موصولا بتأكيد من عين التينة، للعمل على تذليل عقدة "المردة"، من ضمن سلة الاتفاق الكامل الذي سيوصل إلى ولادة غير قيصرية لحكومة سعد الحريري الذي مضى على تكليفه أقل من شهر، وفاز بالتزكية رئيسا لتيار "المستقبل" بساعات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الرئيس نبيه بري و"حزب الله" يتبادلان كرة تأخير تأليف الحكومة، وإن بدا ان في الصورة آخرين. اليوم، النائب في كتلة بري أيوب حميد ينتقد عدم القبول بالسلة قبل الانتخابات وهذا ما يسبب التأخير اليوم. أما "حزب الله"، وبلسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، فأوحى بانه غير مستعجل، معلنا لسنا ممن يسعون لاستحقاقات تعويضا عن خسائر مالية أو سياسية. وهكذا يكون "حزب الله" قد ضيق هدف عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، إلى حد تعويض خسائره المالية، ما يعني اتهاما لاحقا له بعدم النزاهة.

في المقابل، فإن سعد الحريري، وفي خلال مشاركته في اليوم الثاني لمؤتمر تيار "المستقبل"، أوحى بأن الأمور جيدة من دون ان يدخل في التفاصيل.

وفي قصر بعبدا لا سياسة في يوم العطلة، أما إعادة تشغيل المحركات بقوة، فتنتظر عودة الوزير جبران باسيل من البرازيل يوم الجمعة المقبل، وكذلك عودة مدير مكتب الحريري نادر الحريري من الخارج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

مع تأكيد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، أن الأجواء في البلاد تميل إلى الايجابية، وما قاله نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، عن ان عقبات تأليف الحكومة ليست جوهرية، حيز لمسار تفاؤلي يترك انعكاساته على مختلف الصعد في البلاد.

أما اليوم الثاني من انعقاد المؤتمر الثاني لتيار "المستقبل"، فشكل نقطة مضيئة في مسيرة التيار، الذي ينظر إلى الأمام، وفق تأكيد الرئيس الحريري الذي لفت إلى انه كان داعما لكل المرشحين لعضوية المكتب السياسي.

ومنذ بعض الوقت، بدأت عملية فرز الأصوات لعضوية المكتب السياسي، بعد نهار طويل بدأ بجلسة عن التقرير التنظيمي، وجلسة عن النظام الداخلي، على ان يختتم المؤتمر بإعلان المقررات الختامية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أشرقت شمس حلب من مساكن هنانو إلى جبل بدرو. أحياء بالجملة سقطت من أيدي المسلحين اليوم، وأصبحت تحت مرمى الجيش السوري وحلفائه، في أسرع حسم عسكري منذ بدء الحرب السورية حتى اليوم.

سيطرة الجيش على جزء كبير من مساحات حلب الشرقية، ترافقت ومغادرة عدد وافر من المسلحين مع عائلاتهم، حيث اختلط المدني بالعسكري، واستعدت مناطق محررة إلى إستقبال سكانها بالتنسيق مع أجهزة الدولة.

حلب تتقدم نحو الحسم العسكري، وفرنسا تجري تأهيلا سياسيا لدخول عصر فرانسوا فيون، المرشح الرئاسي الذي صاغ بيانه السياسي على عزف روسي- سوري منفرد، وذهب أبعد من دونالد ترامب في تأسيس علاقة جديدة مع موسكو ودمشق.

كانت فرنسا اليوم على موعد مع الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية، لإختيار مرشح يمين الوسط الفرنسي في انتخابات الرئاسة العام المقبل. وإذا ما حصل فيون على نسبة أصوات تقارب الستين في المئة على منافسه آلان جوبيه، فإنه سيخوض المنافسة في وجه اليمين المتطرف في نيسان وأيار المقبلين، مع ترجيح كفة اليمين التقليدي المعتدل الذي يمثله فيون، الرجل القادم من انقلاب على سياسة ساكوزي وهولند معا. فهو ومنذ ما قبل اعتداءات باريس الارهابية، يطرح تعاونا مع الجيش الروسي ومع كل من يحارب الارهاب، بمن فيهم الجيش النظامي في سوريا.

فيون الممانع، على ترامب الصاخب الرافض لسياسات أسلافه، على واقع عسكري بدأ يحسم في الميدان انطلاقا من حلب، كل هذا سيضع المنطقة أمام معادلة جديدة. لكن هذه المعادلة لن تغير مسار المعركة على وزارة الأشغال محليا. تلك الوزارة التي أصبحت محدلة، باتت تنبىء بترحيل الحكومة الجديدة إلى العام المقبل، لاسيما مع الولع الساسي الطارىء حيالها، وما يمكن ان تحدله من زفت على طريق الانتخابات النيابية، إذا حصلت.

 

باسيل سلم رئيس البرازيل رسالة من عون يدعوه فيها لزيارة لبنان

الأحد 27 تشرين الثاني 2016/وطنية - سلم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رسالة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلى رئيس جمهورية البرازيل ميشال تامر، خلال لقاء جمعهما اليوم في قصر حاكم ساو باولو. وجاء في رسالة عون لتامر: "يسرني ان أتوجه إلى فخامتكم في هذه الرسالة، بتحية تقدير واعتزاز بالصداقة التاريخية التي تربط البرازيل بأرضكم الأم لبنان، والتي عززها وجود شريحة واسعة من البرازيليين من أصل لبناني، باتوا جزءا أصيلا من شعبكم، وتشكل نجاحاتهم مصدر اعتزاز لدولتينا". وحملت الرسالة دعوة رسمية إلى تامر لزيارة لبنان "وطن جذوركم". وأمل عون فيها "العمل معا على تمتين أواصر العلاقات الثنائية بين بلدينا، وتحقيق المزيد من التعاون بيننا في نختلف المجالات".

لقاءات

وكان باسيل قد التقى حاكم ساو باولو في قصر دوس باندييرانتس جيرالدو الكمين، ثم وزير خارجية البرازيل خوسيه سييرا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مفاجأة حول عرض حزب الله العسكري!

ليبانون ديبايت/27 تشرين الثاني/16/أوضح المحلل السياسي سالم زهران أنّ العرض العسكري لحزب الله الذي جرى في القصير ليس بمثابة رد على العهد الجديد أو على رئيس الجمهورية ميشال عون وإطلاق نار على خطاب القسم كما يُشاع، بل إن حزب الله لم يقصد إيصال رسائل من العرض العسكري بالقصير و لم يكن راغباً بإحراج فخامة الرئيس. وأضاف ان "العرض حصل في أرض غير لبنانية، وهو جزء من عملية التعبئة لقوات حزب الله التي تقاتل في الأرض السورية، والعرض كان قد أُقيم قبل تداوله في الإعلام بـ 14 يوماً".  وأشار إلى أنّ "العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر ممتازة ولكن هناك إشكال بين حلفاء الاثنين".

 

المعرقلون لا يريدون قانوناً جديداً للانتخابات وتحذير من مخطط لإطالة عملية التأليف

خليل فليحان/النهار/28 تشرين الثاني 2016

يعاود الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم اتصالاته الرامية الى تذليل عقبات "عقدة الحقائب " التي تؤخر ولادة الحكومة بعدما أمضى عطلة الأسبوع منشغلاً بانتخابات "تيار المستقبل" في مجمع "البيال". ويرى أحد مواكبي عملية التشكيل "ان التصنيفات التي نعتت بها الحقائب الوزارية بين"سيادية" و"أساسية" و"خدماتية " والتهافت عليها هي العامل المؤخر في ولادة الحكومة". ويشدّد على "ان بعض الافرقاء يتعمد المطالبة بحقيبة يعرف سلفا أنه لن يحصل عليها، لأن تكتلا نيابيا يتمتع بحجم اكبر منه لن يتخلى عنها"، وقال "إن من يصرّ على حقيبة معينة او يمتنع عن المشاركة يعني انه يسعى الى منع الحريري من تشكيل حكومة وحدة وطنية شجعه عليها رئيس الجمهورية ميشال عون ومعظم الفاعليات السياسية والحزبية، أو أنه لا يريد إعطاء الفرصة الكافية للحكومة من أجل إعداد قانون جديد للانتخابات وإجراء الانتخابات النيابية في شهر 21 أيار المقبل مع انتهاء ولاية المجلس الحالي، خصوصاً اذا كانت الامور ستستمر على هذا المنوال."

صحيح أن الحريري لا يزال في المهلة المقبولة لتشكيل الحكومة، إذ لم يمرّ عليها سوى 25 يوماً، لكنه لا يريد ان يكرّر تجربة الرئيس تمام سلام أو سواه في هذا المضمار، لأن اوضاع البلاد الاقتصادية لا تتحمل اي تأخير في إعادة الاستقرار السياسي، خصوصاً بعد الترحيب الدولي والعربي بانتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور هذا المنصب سنتين ونصف السنة. ونصح للرئيس المكلف بان يقدم على تشكيل حكومة بمن تجاوب اذا بقي المعرقلون عند مطالبتهم بحقائب او على الأقل إذا لم يتنازلوا حيث يمكن ذلك، لأن صوت وزير الدولة في الحكومة كصوت الوزير الذي يشغل حقيبة سيادية او أساسية، فكيف الحال اذا كانت بتسلمه حقيبة أساسية او خدماتية . وبرَّر التنازلات المطلوبة ممن يرفضون التجاوب مع ما يطرح عليهم من حقائب بالقول إن مهمة الحكومة الحريرية هي في الدرجة الاولى إعداد قانون جديد للانتخابات النيابية، ثم أن عمرها لا يتجاوز سبعة أشهر، وان رئيس الجمهورية ميشال عون لطالما ردّد ان حكومة العهد هي تلك التي ستتألف بعد الانتخابات النيابية .

وأبدت دوائر ديبلوماسية عربية وغربية في بيروت خشيتها ان تكون بعض القوى السياسية تنتهج هذا الأسلوب المعرقل لإبقاء حكومة تصريف الاعمال فترة طويلة خلافاً لما يريده الحريري، وذلك في سبيل "تصفية لحسابات مع عون او الحريري او الاثنين معا".

ولاحظت ان قوى سياسية تتعمد فرملة زخم العهد بطلب حقائب كان الرئيس المكلف قد وعد قوى أخرى بها، أو انها تفوق تمثيلها الفعلي وحجمها العددي. ونبهت الى ان الاستمرار في هذا النمط من التعاطي سينتج تأخيراً لزيارات كان وعد الرئيس عون بتلبيتها فور نيل الحكومة الثقة، أولا للرياض تلبية لدعوة رسمية من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وأيضاً لقطر . كما ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيتأخر في ايفاد وزير خارجيته جان مارك ايرولت الى بيروت لتوجيه دعوة الى الرئيس عون لزيارة باريس رسميا .

وسرت معلومات نيابية ليل أمس فحواها ان العرقلة تهدف ايضا الى إحداث شرخ بين العهد والرئيس نبيه بري علما ان الكثير من مطالب "التيار الوطني الحر" في تشكيل الحكومة لم يؤخذ بها من أجل تسهيل مهمة الحريري، مثل المداورة في الحقائب. واكدت ان كل المعوقات والشروط التي يطرحها رؤساء تيارات سياسية ستواجه بهدوء، وفي حال الإصرار عليها فستكون الانتخابات وفق قانون الستين الذي لا يضر بعض الفاعليات السياسية الوازنة .

وخلص مطلعون على الطبخة الحكومية الى أنه قد يكون على الرئيس المكلف - من أجل تجاوز المعوقات التي توضع في وجه التأليف - ان يشكّل حكومته من الأفرقاء الرئيسيين الذين قبلوا بالحقائب التي طالبوا بها، وأن يتخلوا عن إصرارهم على إسناد وزارات إلى غيرهم، لا سيما انهم لا ينتمون الى التيار او الحركة او الحزب التابع لهم .

 

ريفي يطلق على حزب الله وصف جديد.. ويرفض تشريعه

ليبانون ديبايت/27 تشرين الثاني/16/غرد وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي، عبر موقع "تويتر" بالقول: "‏تشريع الحشد الشعبي يؤكد أن الأطماع الإيرانية في العالم العربي لا تقف عند حد، وهي تهدد وحدة العراق وعروبته". وأضاف: "إيران تعمم النموذج نفسه بالعراق وسوريا ولبنان واليمن بأدوات مختلفة. ولن نقبل بتشريع الحشد اللبناني ونرفض سيطرته على الدولة والمؤسسات". وتابع: "المسار الحالي يؤكد أن الدويلة تريد اليوم وغدا فرض أمر واقع دستوري سوف يحول لبنان إلى جمهورية حشد شعبي، نرفض هذا الأمر وسنواجهه". واعتبر أن "المواجهة مع المشروع الايراني مسؤولية لبنانية وعربية لا مكان فيها للتردد والحسابات الصغيرة".

 

بكاسيني يتصدى للسنيورة وفتفت في المؤتمر العام

ليبانون ديبايت/27 تشرين الثاني/16/علم موقع "ليبانون ديبايت" أن مواجهة حادة دارت بين بعض أعضاء نواب كتلة المستقبل ومجموعة من الكوادر الحزبية خلال المؤتمر العام للتيار الذي إنعقد مؤخراً. وفي التفاصيل، أن مجموعة من الحزبيين إنتقدت أداء الكتلة غير الموحد في ضوء سلسلة الإستحقاقات وآخرها إستحقاق رئاسة الجمهورية حيث ترافقت الإنتقادات مع جملة من الردود الحادة التي تميّزت بها مداخلة النائب أحمد فتفت والتي إستتبعها الرئيس السنيورة بردّ مماثل مما دفع بمنسق التيار في البترون وجبيل جورج بكاسيني الى التصدي لهما بنبرة عالية رافضاً "قمع الكوادر الحزبية عن الإدلاء برأيها."

وأضاف بكاسيني أن "التيار ينتظر هذه الفرصة منذ ست سنوات ليتاح من خلالها للكوادر التعبير عن رأيها. فلا يجوز لأعضاء الكتلة إعتماد هذا النوع من الردود في كل مرة يكون هناك رأي خاص لأحد الكوادر مخالف لقناعة البعض" وذلك صوناً للتنوع وحماية للمنطق الديموقراطي الذي ينادي به التيار.

 

دراسة اسرائيلية.. الدروز ليسوا عرباً!!

27 تشرين الثاني/16/قطعت إسرائيل خطوة جديدة على طريق سلخ الأقلية الدرزية فيها عن محيطها العربي، بعد ظهور "بحث علمي وراثي عن دروز إسرائيل" أكد أن الطائفة الدرزية في المنطقة لا علاقة لها بالعالم العربي، وأن أصلها أرميني تركي، وفق ما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وأكدت صحيفة إسرائيل تايمز، وموقع المصدر، أن "بحثاً علمياً إسرائيلياً نُشر في مجلة ساينتيفيك ريبورتس أوف نيتشر، قبل أسبوع" أكد تدفق الدروز على المنطقة من خارجها، بالاعتماد على دراسة "عينة من الجينات الخاصة بأبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل".

وبعد التشديد على القطيعة بين الدروز ومحيطهم العربي، قطعت الدراسة العلاقة بين الطائفة الدرزية الموحدة، وأصولها المسلمة بما أنها حسب تايمز أوف إسرائيل "الديانة التي تجمع الإسلام بالمسيحية واليهودية والزرادشتية، وبعض النظم الدينية الأخرى" وأضافت الدراسة، التي أجرتها جامعة شيفيلد تحتب إشراف عيران الحايك، إليها عنصراً جديداً يتمثل في ربط الدروز باليهود الأشكيناز، أي اليهود الغربيين. وأكدت هذه الدراسة أن "اليهود الإشكيناز يتحدرون في الأصل مما يُعرف اليوم بتركيا" مثل الدروز، الذين قالت الدراسة إن أول ظهرو لهم كان "من القبائل الأرمنية-التركية التي أقامت في زغروس والجبال المحيط بها، قبل نهاية الألفية الأولى ميلادية" والذين الذين اختلطوا في وقت لاحق مع شعوب سوريا عند هجرتهم إلى الشام. وأَضافت الصحيفة أن الباحث نفسه الذي أجرى هذه الدراسة أكد الأسبوع الماضي في "بحث نشره موقع Scroll.in، قال إن القرب الجيني بين اليهود الأشكيناز، والدروز، تدعمه دراستان سابقتان أجراهما هذا العام، وتشيران إلى الأصول التركية للشعبين".

 

ريفي: الجيش يجب ان يكون القوة العسكرية الوحيدة في لبنان

المدينة السعودية" - 27 تشرين الثاني 2016/جدد وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال أشرف ريفي رفضه لـ»الوصاية الإيرانية» على لبنان، مشددًا على ضرورة أن يكون الجيش هو القوة العسكرية الوحيدة في بلاده. ورفض ريفي وجود حزب الله ككيان يحمل السلاح منوّهاً بدعم المملكة لبلاده. وأشار في حواره مع «المدينة»، على هامش مشاركته في أعمال الدورة 32 لمجلس وزراء العدل العرب، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مؤخرا، إلى أن مُستقبل لبنان يتحدد مع تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري، كاشفًا عن وجود عقبات في طريق تشكيلها بسبب الخلفيات السياسية.  وأكد ريفي أن اتجاهات الأوضاع في لبنان تتوقف على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، حتى تعود الحياة الطبيعية وينتظم العمل ومن ثم الانطلاق نحو الازدهار والأمن والاستقرار».  وحو العلاقات الايرانية اللبنانية قال ريفي: «نحن نرفض الوصاية الإيرانية على شعبنا وفي الوقت الذي كان يفترض فيه أن يكون الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة على أرض لبنان، يقوم حزب الله بعرض عسكري في القصير على مسافة أمتار من الحدود اللبنانية وهذه الأفعال مُدانة ومرفوضة، وندعو إلى أن يكون الجيش اللبناني هو القوة العسكرية الوحيدة». وفيما يتعلق بتطورات بتشكيل الحكومة والمساعي التي يقوم بها رئيس الوزراء سعد الحريري، اوضح ريفي وجود عقبات «ظاهرها خلاف على الحقائب ولكن في باطنها خلفيات سياسية»، معبرا عن الأمل في أن يتمكن الحريري من تذليل كافة العقبات وأن يشكل حكومته بأسرع ما يمكن. وذكر انه عقب تشكيل الحكومة سيتجه للمعارضة. وحول الدور السعودي في لبنان، أكد ريفي ان السعودية ظلت وعلى الدوام «صاحبة أياد بيضاء على لبنان من خلال دعمه والعمل على حفظ أمنه واستقراره وفي عيشه المشترك». مشيرا الى ان المملكة «تدعم كافة اللبنانيين بعكس المشروع الإيراني الذي يخص مساعداته إلى فريق لبناني محدد».  وفيما يتعلق بالشأن السوري قال ريفي: إن «ما يحدث في سوريا خاصة في حلب جريمة إنسانية كبيرة، في ظل صمت دولي على ما يجري لأطفال المدينة الذين يقتلون تحت القصف الهمجي العنيف». وفي شأن اجتماع الدورة 32 لمجلس وزراء العدل العرب قال ريفي: إن «المواضيع المطروحة على جدول الأعمال كانت تحمل أهمية كبرى خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفساد، كما اقترح لبنان ضرورة إدانة ما تقوم به إسرائيل بمنع الأذان في مدينة القدس».

 

هل يطيح العناد المتبادل بتشكيل الحكومة؟

"الأنباء الكويتية" - 27 تشرين الثاني 2016/لاحظت مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان مستوى العناد المتبادل يصعب حلول تشكيل الحكومة، وربما يطيح بها، وبالتالي قد يعيدها الى نقطة الصفر، خصوصا اذا أضفنا اليها العوامل الاقليمية التي عادت تذر قرنها في لعبة تشكيل الحكومة اللبنانية، أكان من اجل ضبط ايقاع العهد الجديد على نوتتها السياسية، او من جل تسديد حسابات رئاسية قديمة من خلال الحكومة الحريرية.

 

فرنجية: لن نسمح للتيار والقوات بكسرنا

"السياسة الكويتية" - 27 تشرين الثاني 2016/لا تزال الأزمة المتّصلة بتأليف الحكومة تراوح عند الحصص والأحجام وتحديداً عند الجانب المسيحي، حيث التجاذب على الحقائب بين “تيار المردة” من جهة و”التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” من جهة ثانية على أشّده، في ضوء إصرار الفريق الثاني على عدم القبول بإعطاء نائب زغرتا سليمان فرنجية حقيبة خدماتية أساسية، وهو ما أضفى على عملية التشكيل مزيداً من التعقيد، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من حلول، نتيجة الاتصالات التي يقوم بها الرئيس المكلّف سعد الحريري لتجاوز العراقيل. وأكدت مصادر موثوقة لـ”السياسة”، نقلاً عن مصادر قريبة من رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، أنّ الأخير لديه قناعة أنّ هناك حرباً تشنّ ضدّه، من جانب “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” لتحجيمه سياسياً، من خلال رفض الطرفين إعطاءه حقيبة وازنة في الحكومة المقبلة، مشيرةً الى أنّ فرنجية ومن خلال تشدده مدعوماً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في الموضوع الحكومي وإصراره على الحصول على حقيبة خدماتية أساسية، يعمل على التصدي للحرب التي تُشنّ ضدّه ويريد إثبات أنّه رقم أساسي مسيحي لا يمكن تجاوزه، كما أنّه يشكّل ركناً صلباً في أساس المعادلة السياسية اللبنانية، وبالتالي فإنّه لن يسمح لأحد بكسره سياسياً أو إضعافه، من خلال إعطائه حقيبة وزارية ليست أساسيّة، في سياق الإيحاء بأنه لا يمثّل قوة مسيحيّة سياسيّة وشعبيّة هامّة، مقارنةً مع الحضور السياسي والشعبي لـ”التيار الحر” و”القوات”. وشدّدت المصادر على أنّ فرنجية سيخوض المعركة حتى النهاية ولن يقبل بألا يكون شريكاً فاعلاً في الحكومة ولن يتهاون مطلقاً أمام محاولات قوى مسيحية إضعافه سياسياً، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، حيث يعمل “التيار” و”القوات” على أن يكون لهما الحصّة المسيحيّة الأكبر في الندوة النيابيّة العتيدة.

 

ماذا لو أقام جنبلاط عرضاً عسكرياً في الشوف؟

د. ناصر زيدان/الأنباء الكويتية/27 تشرين الثاني 2016

ماذا لو قرر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن يقيم في كل بلدة من بلدات الجبل عروضا لمجموعات شبابية مشابهة للعرض العسكري الذي حصل في بلدة الجاهلية الشوفية الاحد الماضي، وهو لا يحتاج الى طلب المساعدة من أي جهة لاستكمال عدد الحاضرين، او المشاركين في العرض لأنه يملك من الأنصار ما يكفي، خصوصا اذا كانت المساعدة من الإخوة السوريين، لاسيما من المهجرين منهم الى لبنان، لأن هذه الاستعانة تشكل خطورة كبيرة على لبنان وعلى المهجرين أنفسهم، ذلك ان امتعاض اللبنانيين من مشاهدة سوريين مشاركين في عرض الجاهلية- على ما بدا أمام كاميرات الإعلام- كان كبيرا جدا، ومن دعاهم اليوم أو ساند مشاركتهم يمكن أن يدفع اكثر من غيره ثمن انغماس هؤلاء في اللعبة الداخلية اللبنانية فيما لو حصل ذلك اكثر. لو أقام جنبلاط بالفعل عرضا لمجموعات من الملثمين، ومرتدي الثياب السوداء، مع أغان حربية وشعارات تشبه الشعارات التي وضعت على رؤوس الذين شاركوا في استعراض الجاهلية لقامت القيامة السياسية بكل تأكيد، ولاستنفرت القوى الامنية برمتها، ولاعتبر الأمر انقلابا عسكريا هدفه تقويض استقرار الدولة، ومحاصرة العهد الجديد الذي بدأ بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.

يمتلك من أشرف ونظم استعراض الجاهلية (ولو ببضع عشرات من الشبان) قدرة خارقة على الخلط بين الرياضي والعسكري، وقدرة على التوضيح الإعلامي: في كونه أخفى السلاح هذه المرة احتراما للدولة، أو لأن العدو «الصهيوني– الداعشي» الذي أنشئت السرايا لمحاربته لم يأت بعد.

طبعا اللبنانيون وغير اللبنانيين يعرفون حكاية هذه «السرايا» ومن يقف وراءها، ومن يزودها بالمال والسلاح، ومن يغطي تجاوزاتها ويغض الطرف عن ممارساتها، وآخرها تفجير سيارة عنجر بالجرم المشهود، كما يعرف اللبنانيون أيضا أن أهدافها ليس محاربة إسرائيل أو داعش.

بطبيعة الحال، فإن هذه الاستعراضات العسكرية في الجاهلية وغير الجاهلية، وفي هذا التوقيت بالذات، هدفها توجيه رسائل إلى الداخل اللبناني، أي إلى العهد الجديد، مفادها إفهام رموز هذا العهد، وداعميه ـ خصوصا الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ـ ان هذه القوى التي تقف خلف الاستعراضات العسكرية، قادرة على تقويض الاستقرار اللبناني ومحاصرة العهد حيثما تشاء. ولا تعتقد أوساط مطلعة على ما يجري أن التهديد يستهدف جنبلاط ـ كما ورد في بعض الخطابات ـ لأن جنبلاط اعتاد على التعايش مع مثل هؤلاء خلال حقبة الوصاية السورية وما بعدها، ويعرف أن رسائل «الصواريخ الورقية»، كما قال، لا تؤثر على صلابة موقفه الثابت الى جانب تدعيم مؤسسات الدولة التي من مسؤولياتها- وتعود لها - كامل الصلاحية في التعامل مع التجاوزات الأمنية وغير الأمنية. وجنبلاط، وغيره من القوى المؤمنة بهذا المسار، وضعوا كل أوراقهم في سلة الشرعية، ولن يقدموا على أي عمل يعيد الفوضى ـ او الحرب الاهلية ـ الى البلاد، مهما كان نوع التهديد الذي يواجههم، لأن المصلحة العامة للشعبين اللبناني والسوري فوق كل الاعتبارات، ولا يغير هذه القناعة بعض العتب على جهات في وزارتي الداخلية والدفاع لديها القدرة على ان تمنع هذه الاستعراضات المحاصرة شعبيا (ودائما حسب الأوساط المطلعة ذاتها).

 

استغباؤنا هل يطول؟

الدكتور سامي الريشوني/النهار/28 تشرين الثاني 2016

مضحك ومؤلم معاً أنّ اللبنانيين منشغلون بالمقاعد وبمن يملأ إمّا ربعها أو نصفها أو كلها في الوزارة المقبلة. ويبدو أنّ الاعتبارات قائمة على الفئوية والطائفية والكفايات مؤجّلة أو مطوية أو ملوية الأعناق، لأنّها غير ضرورية في الوقت الحاضر. ما الذي تغيّر غير انتخاب فخامة الرئيس ميشال عون؟

ثقتنا بالرئيس عون كبيرة، لكن ثقتنا قليلة بالظروف والاعتبارات التي تطوّقه وتضجّ حوله. وما ينقله إلينا الإعلام على مختلف أنواعه، يجمّد حماستنا نحن الحالمين، نحن الصابرين، نحن الغارقين في الحسرات والقهر. وأسأل: ألا يحق للعصاميين غير "المسنودين"، غير ساكني القصور والدور، والطائرات الخاصة، وأساطيل السيارات أن يتولّوا مسؤوليات رسمية في هذا الوطن المشلّع؟ إنّ الحقيقة محزنة جداً، والواقع المتشابك "المشربك"، كما نقول بالعامية، محزن وموجع معاً، والإستغباء سائد في أحاديث القادرين واجاباتهم، لكن حتى الصغار في لبنان يدركون أنّ الدولة في يد حكّامها هي غير الوطن بشعبه الذي لا يستحق إلّا الخير، وفي الخير حق الشعب وكرامته.

 

عون ضد دعم الليرة.. بالدين

علي نور/جنوبية/الإثنين 28/11/2016

مرّ كلام رئيس الجمهوريّة ميشال عون أمام وفد الهيئات الإقتصاديّة عن سياسة تثبيت سعر صرف الليرة اللبنانيّة من دون ضجيج، ربّما بسبب حساسيّة الموضوع وعدم وجود مصلحة فعليّة لدى صنّاع السياسات النقديّة والماليّة في إثارته. لكنّ كلام عون، عن عدم جواز إبقاء الليرة اللبنانيّة "مدعومة بالدين الذي بلغ حجماً كبيراً"، كان أحد المؤشّرات التي تدل، ربما، على توجّهات جديدة ومقلقة في الشأن المالي والنقدي. سبقت كلام عون رؤية قاتمة لدراسة أعدّتها جمعيّة المصارف، خلصت إلى أنّ القدرة على تثبيت سعر صرف الليرة اللبنانيّة ستنهار خلال سنتين إذا إستمر الوضع الحالي. وهي الدراسة نفسها التي تنبّأت بتغيّر تدريجي لسعر صرف العملة الوطنيّة الذي سيبلغ 5,638 ليرة لبنانيّة للدولار الواحد في العام 2020. وفي ظل الكلام عن مبادرات دوليّة محتملة لإعادة تمويل الدين العام اللبناني، تبرز فرضيّة أن يكون هذا الكلام تمهيداً لتعديل سياسات لبنان النقديّة لتطابق معايير التمويل الدولي على النحو المصري بعد تعويم الجينيه.

بالنسبة إلى الخبير الإقتصادي كمال حمدان، ساهمت سياسة تثبيت الليرة خلال الفترة الماضية إلى حدٍّ ما في الحفاظ على استقرار معيّن في الكلفة المعيشيّة، بالإضافة إلى السيطرة على معدّلات التضخّم. ويعود حمدان بالزمن إلى بدايات تطبيق هذه السياسة التي كان يجب أن تُطبّق بشكل موضعي مع ضبط شديد في معدّلات الإنفاق العام. لكن ما جرى هو العكس تماماً، إذ أطلقت الحكومات المتعاقبة العنان للإنفاق المسرف وتم تطبيق سياسة تثبيت سعر الليرة من دون خطّة زمنيّة واضحة. إنفلات الإنفاق مع سياسة تثبيت الليرة خلقا معاً، وفق حمدان، سيناريو كارثي نتج عنه تعاظم الدين العام الذي تم تمويله من المصارف، التي بدأ معدّل نمو ودائعها بالتناقص مؤخّراً. وبالتالي تناقصت قدرة المصارف على تمويل تنامي هذا الدين الذي تحمل مخاطره حاليّاً. ما دفعها، في رأي حمدان، إلى إطلاق جرس الإنذار عبر الدراسة المذكورة. كما أنّ هناك علامات إستفهام جديّة حول قدرة مصرف لبنان على الإستمرار في تحمّل كلفة سياسة دعم الليرة، التي يُحكى عن خسائر كبيرة بسببها، خصوصاً في ظل عجز ميزان المدفوعات المستمر خلال السنوات الماضية. لا يستبعد حمدان أن تكون نتائج سيناريو رفع الدعم عن الليرة مشابهة لنتائج تعويم الجينيه المصري لجهة إنفلات التضخّم وغلاء المعيشة، ويعود بالذاكرة إلى الأعوام بين 1984 و1993 حين تضاعفت أسعار السلع بأضعاف معدّلات تصحيح الأجور. ووفق حمدان، فإن المطلوب تكاتف الفئات المتضرّرة من نتائج هذه السياسات "لفرض شروط الحل عند حصول السيناريوهات الأسوأ".

ورغم أن الليرة اللبنانيّة غير مدعومة بالدين العام، كما جاء في كلام عون، بل من الإحتياطات بالعملات الأجنبيّة المتراكمة، وفق أستاذ علوم الإقتصاد في الجامعة اليسوعيّة بشير الخوري، إلا أن ما قيل "يمكن أن يكون مقدّمة لتغيير في التركيبة القائمة منذ التسعينات".

ويرى الخوري أن تحرير سعر الصرف، يسهم في زيادة القدرة التنافسيّة للعملة المحليّة، بجعلها أرخص. ما سيخفّض سعر الصادرات اللبنانيّة مقارنةً بغيرها من الصادرات بعملات أُخرى. وبالتالي، زيادة الصادرات. ما سيؤدي إلى تقلص العجز في الميزان التجاري، وهو الأمر الذي سيسهم بخفض البطالة وتنويع الإقتصاد وزيادة الإنتاجيّة. والعامل نفسه سيؤدّي إلى تعزيز السياحة، وهو الأمر الذي سيزيد النمو الإقتصادي والتوظيف في هذا القطاع. ولئن كان سعر صرف العملة المحليّة متضخّماً بنسبة 50% إلى 70% نسبةً لسعر صرفها الواقعي، فإن تحريرها، وبالتالي إعادتها إلى سعرها الواقعي المنخفض، سيؤدي إلى خفض قيمة الدين العام بالنسبة نفسها، وفق الخوري. أمّا عن المخاوف والسلبيّات المتوقّعة من تحرير سعر الصرف، فتبدأ بالتضخّم الممكن أن ينتج، خصوصاً إذا لم يتم الأمر بشكل تدريجي. ما سيؤثّر بشكل كبير على القدرة الشرائيّة، خصوصاً عند الطبقات المتوسّطة والفقيرة. فانخفاض سعر صرف العملة الوطنيّة سيؤدّي إلى إنخفاض قيمة صغار المودعين الذي يستفيدون من فوائد مرتفعة نسبيّاً على الودائع بالعملة المحليّة. ويلفت الخوري إلى أنّ دائني الدولة اللبنانيّة سيكونون في هذه الحالة من كبار الخاسرين، وهم تحديداً المصارف، المصرف المركزي والأفراد. كما أن تطبيق نظام "تعويم العملة" بشكل مفاجئ يمكن أن يُنتج فقداناً في الثقة وحالة من الخوف في السوق، شبيهة بتلك التي حدثت في نهاية ثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي في لبنان. ما سينتج ارتفاعاً في معدّلات الفوائد وضرباً للإستثمارات والنمو الإقتصادي ومعدّلات التوظيف. على مدى أكثر من 20 سنة كانت سياسات مصرف لبنان القائمة على تثبيت سعر صرف الليرة محل إشادة السياسيّين والمؤسسات الإقتصاديّة، نظراً لقدرتها على الحفاظ على قيمة عوائد اللبنانيّين ومداخيلهم في بلد يعتمد على الإستيراد إلى حد كبير. ويبدو الآن من الصعب تخيل جميع نتائج قرار يعاكس هذه السياسة النقديّة، خصوصاً في ظل عدم ثقة كثيرين بالطبقة السياسيّة وأولويّاتها عند صياغة السياسات.

 

المفقودون والمخطوفون قضية وطنية بامتياز

 نايلة تويني/النهار/28 تشرين الثاني 2016

لعلَّ المصدر الأكثر ثقة في ملف العسكريين المخطوفين منذ العام 2014 هو المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم الذي قال أمس إن "العمل جدي وحثيث والأجواء ايجابية في ملف العسكريين المختطفين لدى داعش". وفيما تغيب المعلومات والأدلة الملموسة عن أوضاع العسكريين المخطوفين، تستمر المساعي التي تنشط حيناً وتتوقف احياناً. ولم تتقدم المفاوضات كتلك التي حصلت في مرحلة سابقة وأدت الى تحرير العديد منهم، بعد نجاح المفاوضات التي قادها اللواء ابرهيم أيضاً لتحرير راهبات معلولا. لكن الأمل موجود دائماً. وأذكر اني سمعت أحد الديبلوماسيين يتحدث في الموضوع، ويقول إن بلاده وضعت كل ثقتها باللواء ابرهيم، ورفضت أن يدخل على خط التفاوض أي مسؤول لبناني آخر، ودعت المسؤولين اللبنانيين الى عدم ادخال هذا الملف في المتاهات الطائفية والمذهبية، وفي التسابق بين الأجهزة الأمنية، ما دام اللواء المكلف أظهر براعة في متابعة الموضوع، كما في ملفات مهمة أخرى أهّلته لكسب الثقة. ومن المفيد عدم التشويش بأخبار غير دقيقة عندما يتعلق الأمر بحياة الناس وأوجاعهم. ولنعد الى الملف المهم لنا جميعاً كلبنانيين، وقد حركه موت غازي عاد، ذلك المناضل البطل الذي دفع حياته ثمناً لقضية المخطوفين والمخفيين والغائبين قسراً، وأولئك القابعين في سجون النظام السوري. والذين أعدموا هناك طالب بجثثهم أو بأي آثار منهم تتيح لذويهم عيش الحداد الرسمي، بعد قطع الامل في امكان عودتهم سالمين. القضية انسانية بامتياز، ووطنية بامتياز، ويجدر بالحكومة اللبنانية تكليف اللواء ابرهيم بما له من خبرة وعلاقة طيبة مع مختلف الأطراف في الداخل والخارج، متابعة ملف المخفيين والمسجونين في سوريا، لأنه حان الوقت بعد 26 سنة من وقف الحرب، حرب الآخرين على أرضنا، وحروبنا الداخلية أيضاً، ان يصار الى اعلان الحقيقة للاهالي، من أجل اقفال هذا الملف الذي لا يزال ينزف منذ 30 سنة واكثر.غياب غازي عاد شكّل خسارة للمطالبين والمنتظرين والمتألمين، وخصوصاً المتألمات، أولئك الأمهات اللواتي يمضين أياما وليالي في خيمة أهالي المفقودين في وسط بيروت، وقد انضم اليهن أهالي العسكريين. ما يجري حالياً من فحوص حمض نووي لأهالي المخفيين في الحرب، قد يكون خطوة علمية، ولكن غير عملية لانه لا يوصل الى نتيجة حقيقية اذ لا يمكن مقارنة النتائج بالحمض النووي لأشخاص مخفيين. هذا الملف الوطني الذي شكّل غازي عاد صوته الصارخ، يجب ألا يدخل في غياهب النسيان، لان طي صفحة الحرب، ان حصل يوماً، يجب الا يحصل على حساب الفقراء والموجوعين والمتألمين. وعلى الحكومة العتيدة، ان تضع هذا الملف في سلم اولوياتها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تقتل 4 “داعشيين” في الجولان

وكالات/28 تشرين الثاني/16/ذكرت مصادر إسرائيلية أنّ غارة جوية إسرائيلية استهدفت 4 عناصر من تنظيم “داعش” في الجولان ما أدّى الى مقتلهم. وأضافت المصادر أنّ قوة تابعة للواء جولاني في الجيش الإسرائيلي تعرّضت صباحًا لإطلاق النار وقذائف هاون أثناء قيامها بنصب كمين خارج السياج الحدودي جنوب هضبة الجولان وداخل الخط الأزرق بين قريتي “نوف” و”افني إيتان”، من دون وقوع اصابات في صفوف القوة. وبحسب المصادر، فإنّ عناصر من تنظيم “داعش” أطلقوا النار نحو القوة الإسرائيلية من أسلحة رشاشة خفيفة أثناء تواجدهم في سيارة، قبل أن يشتبك الجنود الإسرائيليون بالرصاص مع العناصر الأربعة من ثمّ استهدافهم بغارة جوية أدّت الى مقتلهم. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلة إنّها “تنظر بخطورة بالغة الى هذا الحادث

 

صواريخ داعش "الكيمياوية" تصيب العشرات شمال سوريا

الأحد 27 صفر 1438هـ - 27 نوفمبر 2016م/العربية.نت – وكالات/أعلن الجيش التركي الأحد إصابة 22 مسلحاً سورياً معارضاً تدعمهم تركيا في هجوم بالغاز نفذه عناصر من داعش في شمال سوريا. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن بيان لقيادة أركان الجيش قوله: "بعد إطلاق داعش صاروخاً، رصد تعرض 22 عنصراً من الفصائل المعارضة لإصابات بالغاز الكيمياوي في العينين والجسم". وأثير الحديث مراراً عن امتلاك داعش لأسلحة وصواريخ محملة برؤوس كيمياوية، سواء في العراق أو سوريا، كما دانت عدة تقارير دولية تنفيذ النظام السوري كما داعش هجمات كيمياوية في سوريا.

وفي العراق، أعلنت القوات الكردية السبت عن ضبط مجموعة صواريخ محلية الصنع تحمل رؤوساً كيمياوية، وذلك في ناحية بعشيقة شمالي الموصل. وكان داعش استخدم تلك الصواريخ سابقاً ضد القوات الكردية ويعتقد أنه لايزال يمتلك عدداً منها داخل الموصل . من جهة أخرى، أعلن الجيش التركي يوم السبت أن مقاتلات تركية دمرت 12 هدفا تابعا لداعش، فيما قتل جندي تركي واحد في اشتباك مع المتطرفين خلال هجوم في شمال سوريا. وتنفذ تركيا ومقاتلون من المعارضة السورية عملية لطرد داعش من المنطقة الحدودية. وقتل ثلاثة جنود أتراك يوم الخميس في ضربة جوية يعتقد الجيش التركي إن قوات النظام السوري نفذتها.

 

نزوح أكثر من 10 آلاف سوري من شرق حلب

الاثنين 28 صفر 1438هـ - 28 نوفمبر 2016م/بيروت- فرانس برس/فر نحو عشرة آلاف شخص من شرق حلب نحو المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وحي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة الأكراد، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد. وأوضح المرصد أن "نحو عشرة آلاف مدني فروا من شرق حلب منذ ليل السبت الأحد"، مضيفا أن ستة آلاف على الأقل من بينهم اتجهوا إلى حي الشيخ مقصود، فيما اتجهت البقية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في حلب. وتخوض قوات النظام، الأحد، معارك عنيفة على أطراف حيي الصاخور والحيدرية المتاخمين لمساكن هنانو، وفق المرصد السوري. وتترافق المعارك مع قصف مدفعي وجوي عنيف لقوات النظام على مناطق الاشتباك وأحياء عدة في شرق المدينة. وأحصى المرصد مقتل 18 مدنيا على الأقل في الأحياء الشرقية السبت جراء القصف والغارات، فيما قتل 4 مدنيين على الأقل، وأصيب العشرات بجروح جراء قذائف كثيفة أطلقتها الفصائل على غرب حلب. ويتيح تقدم قوات النظام من مساكن هنانو إلى حي الصاخور الذي بات وفق المرصد "تحت مرمى نيرانها باعتباره منطقة منخفضة، فصل الأحياء الشرقية إلى جزءين عبر عزل القسم الشمالي منها عن الجنوبي". وبحسب عبد الرحمن، "تبعد أقرب مواقع قوات النظام على أطراف حي الصاخور عن مواقعها في الجهة المقابلة، وتحديدا على أطراف حي سليمان الحلبي، نحو كيلومتر ونصف" كيلومتر. ويجمع محللون على أن معركة حلب أشبه بـ"معركة تحديد مصير"، ومن شأن نتائجها أن تحسم مسار الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات والتي أوقعت أكثر من 300 ألف قتيل.

 

فرار اكثر من 400 مدني من شرق حلب الى مناطق سيطرة النظام السوري

وكالة الصحافة الفرنسية/27 تشرين الثاني/16/فر اكثر من 400 مدني ليل السبت من الاحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب الى مناطق تحت سيطرة قوات النظام السوري تزامنا مع سيطرة القوات الحكومية على حي استراتيجي، وفق ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "اكثر من 400 مدني من سكان حيي الحيدرية والشعار في شرق حلب، توجهوا ليلا الى مساكن هنانو، اثناء تقدم قوات النظام فيها". واوضح ان قوات النظام "نقلتهم ليلا الى مناطق سيطرتها شمال حلب وتحديدا الشيخ نجار، قبل ان يصل قسم منهم صباح الاحد الى الاحياء الغربية في المدينة". وتمكنت قوات النظام السبت من السيطرة بالكامل على حي مساكن هنانو الاستراتيجي، بعد اسبوع من الاشتباكات العنيفة ضد الفصائل المعارضة. واستأنفت قوات النظام في 15 تشرين الثاني حملة عسكرية ضد الاحياء الشرقية في مدينة حلب، بهدف استعادة السيطرة عليها.ودفعت الاشتباكات العنيفة في الايام الاخيرة عشرات من العائلات الى النزوح من مناطق الاشتباك الى احياء اخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة. وتمكنت خمس عائلات على الاقل من الوصول الى حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في حلب. وتتهم قوات النظام الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من الخروج من الاحياء الشرقية واستخدامهم كـ"دروع بشرية". ويعيش اكثر من 250 الف شخص محاصرين في الاحياء الشرقية في ظل ظروف معيشية صعبة. وكانت اخر قافلة مساعدات دخلت شرق المدينة في تموز الماضي.وتعد سيطرة قوات النظام على مساكن هنانو ضربة موجعة للفصائل المقاتلة والتي تسعى قوات النظام الى تضييق الخناق عليها. واوردت صحيفة الوطن السورية القريبة من دمشق، في عددها الاحد، "سطّر الجيش العربي السوري أهم إنجاز في سجل انتصاراته شرقي مدينة حلب ومد نفوذه إلى مساكن هنانو بشكل كامل التي تعد أهم بوابة للأحياء الشرقية وتفتح المجال أمام مزيد من التقدم في محيطها وفي عمق مناطق سيطرة المسلحين". ونقلت عن مصدر ميداني ان "الجيش عازم على استكمال إنجازاته في الأحياء المجاورة لمساكن هنانو بداية ثم تطهير الأحياء الشرقية كاملة". وتخوض قوات النظام الاحد معارك عنيفة على اطراف حيي الصاخور والحيدرية المتاخمين لمساكن هنانو، وفق المرصد السوري. وتترافق المعارك مع قصف مدفعي وجوي عنيف لقوات النظام على مناطق الاشتباك واحياء عدة في شرق المدينة. واحصى المرصد مقتل 18 مدنيا على الاقل في الاحياء الشرقية السبت جراء القصف والغارات، فيما قتل اربعة مدنيين على الاقل واصيب العشرات بجروح جراء قذائف كثيفة اطلقتها الفصائل على غرب حلب. ويتيح تقدم قوات النظام من مساكن هنانو الى حي الصاخور الذي بات وفق المرصد "تحت مرمى نيرانها باعتباره منطقة منخفضة، فصل الاحياء الشرقية الى جزئين عبر عزل القسم الشمالي منها عن الجنوبي". وبحسب عبد الرحمن، "تبعد اقرب مواقع قوات النظام على اطراف حي الصاخور عن مواقعها في الجهة المقابلة، وتحديدا على اطراف حي سليمان الحلبي، نحو كيلومتر ونصف" كيلومتر. ويجمع محللون على ان معركة حلب اشبه بـ"معركة تحديد مصير"، ومن شأن نتائجها ان تحسم مسار الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات والتي اوقعت اكثر من 300 الف قتيل.

 

إيران "تهلل" لدمج ميليشيات الحشد بالقوات العراقية

الأحد 27 صفر 1438هـ - 27 نوفمبر 2016م/العربية.نت - صالح حميد/هللت إيران فرحا بقرار دمج ميليشيات الحشد الشعبي، الموالية لها والمتهمة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، بالقوات المسلحة العراقية، حيث اعتبر السفير الإيراني السابق في العراق، حسن كاظمي قمي، هذا القرار بأنه "إنجاز كبير" لحكومة بغداد التي تهيمن عليها الأحزاب الشيعية الموالية لطهران. ومع الإعلان عن هذا القرار، اكتملت خطة إيران لتشكيل "حرس ثوري عراقي" على غرار الحرس الثوري الإيراني، كما أعلن عنها الجنرال محسن رفيقدوست، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، وهو أحد أبرز مؤسسي الحرس بعد ثورة عام 1979، والذي اقترح مساهمة طهران المباشرة في تسليح وتدريب ونقل الخبرات إلى الحشد الشعبي بشكل أكبر. وتريد إيران للحشد الشعبي أن يكون قوة عسكرية موازية للجيش العراقي، وبالتالي أداة لحماية الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد، كما هو الأمر مع الحرس الثوري في طهران الذي تختصر مهمته في حماية الطغمة الحاكمة وقمع معارضيها ومنتقديها وأداة لتدخلاتها الإقليمية.

وكان لقائد فيلق القدس، جناح العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، المصنف على لائحة الإرهاب، دور كبير في تأسيس وتشكيل الحشد الشعبي، بدعم ورعاية أهم حلفاء ورجال إيران في العراق، وعلى رأسهم قائد منظمة بدر هادي العامري، ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس الذي لعب دوراً أساسياً في تشكيل وصياغة الحشد الشعبي ليكون قوة موازية للجيش العراقي وسلاحا إيرانيا في التعامل مع أي تغيرات سياسية في المستقبل. وكان زعيم ميليشيات بدر، هادي العامري، والقيادي في الحشد الشعبي والذي يعرف بأنه أحد رجال إيران في العراق الجديد، قال في نهاية أغسطس/آب الماضي، إن قوات الشعبي أصبحت أقوى من الجيش العراقي والشرطة العراقية". وكان حامد الجزائري، القيادي بميليشيات الحشد الشعبي العراقية، قال في تصريحات لوكالة "ميزان" الحكومية الإيرانية، إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فوض إلى سليماني "كافة الصلاحيات"، وأن "الحشد الشعبي يعتبر سليماني مندوبا لخامنئي في العراق".

الحشد يتبع ولاية الفقيه

وأكد الجزائري قائد اللواء 18 بالحشد الشعبي، أن "قادة الحشد الشعبي تربوا في أحضان النظام الإيراني"، وشدد على أن ميليشيات الحشد الشعبي تعتبر نفسها" تابعة لدولة ولاية الفقيه التي لا تعترف بالحدود". كما أكد الجزائري أن ما سماها "قوات المقاومة" ويقصد بها الحشد الشعبي والحرس الثوري، تتواجد في محافظة كربلاء في الصحراء الحدودية بين العراق والسعودية ولكن "ليس بشكل مكثف"، على حد تعبيره.

عزل العراق عن محيطه العربي

وكانت البرلمانية العراقية لقاء وردي، قالت في وقت سابق، إن إيران تغذي " ثقافة الثأر من السنة" عبر الميليشيات الموالية لها في العراق، مشددة على ضرورة "عزل المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية عن الأجندات المذهبية". وأكدت وردي وهي رئيسة لجنة المهجّرين في مجلس النواب العراقي، أن هناك "محاولات لجر العراق إلى الفلك الإيراني، وإبعاده عن سياقه الوطني والقومي العروبي".

استخبارات للحشد

وكانت مصادر عراقية كشفت أن قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" الإرهابي يشرف على تشكيل جهاز استخبارات للحشد الشعبي على غرار جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري في إيران الذي يسمى "حفاظت إطلاعات". ووفقاً لوسائل إعلام عراقية، فقد أوعز الحرس الثوري الإيراني لمؤسسة "الرضوان"، وهي مؤسسة شيعية ممولة من إيران مقرها في مدينة كربلاء، وتتكون من عدة جمعيات شيعية، بتنفيذ مهمة "تشكيل جهاز الحشد الشعبي الاستخباري" ليتولى عمليات "المراقبة وجمع المعلومات" في جميع المحافظات العراقية. ووفقا للمصادر، فقد تم تجنيد حوالي 2000 شخص في الآونة الأخيرة بمحافظة كربلاء وحدها، ويشرف عليها بشكل مباشر قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، من خلال نائبه المتواجد في محافظة كربلاء. وأضافت المصادر أن الجهات الرسمية العراقية خصصت بشكل غير معلن ميزانية مالية ضخمة لشراء معدات وصرف رواتب لأفراد التشكيل الجديد الذي يعمل بمعزل عن المؤسسات الرسمية، لكنه يتخذ من الحشد الشعبي غطاءً له".

 

فيون يتقدم بفارق كبير على جوبيه في انتخابات اليمين الفرنسي

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /وطنية - أظهرت نتائج 2121 مكتب اقتراع من أصل 10228، في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي للانتخابات الرئاسية العام 2017، تقدم فرنسوا فيون، رئيس الوزراء في عهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بفارق كبير، إذ حصل على نسبة 69,5 من الأصوات في الجولة الثانية، مقابل 30,5 لمنافسه رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه.

 

اثينا تستبعد حل الازمة القبرصية من دون انسحاب القوات التركية

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /وطنية - كرر وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس التاكيد "ان حل ازمة قبرص رهن بانسحاب القوات التركية من شمال الجزيرة المتوسطية". وقال: "ان اي اتفاق لانهاء انقسام الجزيرة يجب ان يشمل بندا ينص على انسحاب القوات التركية"، ولفت الى "ان اثينا لا تطلب انسحابا بين ليلة وضحاها بل ضمن مهلة مؤاتية"، مشيرا على سبيل المثال الى "انسحاب القوات السوفياتية بعد توحيد المانيا والذي استغرق اربع سنوات".

 

المعارضة تفوز بنصف مقاعد مجلس الامة الكويتي

وكالة الصحافة الفرنسية/الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /فازت المعارضة الكويتية وحلفاؤها بقرابة نصف اعضاء مجلس الامة الكويتي الذي يضم 50 مقعدا وفق النتائج المعلنة الاحد للانتخابات التي جرت السبت، ما يثير مخاوف من تعطيل سياسي جديد. وفاز المعارضون ومرشحون مقربون منهم بـ24 مقعدا وفق النتائج التي نشرتها لجنة الانتخابات. وينتمي نصف نواب المعارضة المنتخبين الى تيارات اسلامية من الاخوان المسلمين والسلفيين. وفازت امرأة واحدة في الانتخابات وتراجع عدد نواب الاقلية الشيعية الى ستة مقابل تسعة في المجلس السابق. وبات يشغل ثلث مقاعد المجلس نواب جدد.

شارك المعارضون الاسلاميون والليبراليون والقوميون في الانتخابات المبكرة بعد مقاطعة استمرت اربع سنوات احتجاجا على تعديل قانون الانتخابات. وشارك الكويتيون بكثافة في الانتخابات التي نظمت بعد اشهر من التقلبات تأثرا بخفض الدعم الحكومي واتخاذ تدابير تقشفية اثر تدهور اسعار النفط. وسجل العديد من مراكز الاقتراع نسبة مشاركة بلغت 80% وفق التلفزيون الحكومي. نظمت الانتخابات اثر حل البرلمان في 16 تشرين الاول بعد اعتراض نواب على زيادة اسعار المحروقات التي كانت احد المواضيع الرئيسية للحملة الانتخابية.

 

محلل سياسى :حرائق إسرائيل كشفت عنصرية العقل العربى

موقع هونا/27 تشرين الثاني/16

http://www.hona.co.il/news-7,N-18168.html#.WDqlVFOvPb0.twitter

قال  المحلل السياسى زيدان القنائى ومدير منظمة العدل والتنمية تحولت  مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتويتر الى ساحات مفتوحة لبث الحقد والكراهية العنصرية ضد الشعب اليهودى باسرائيل  على خلفية الحرائق الكبيرة التى تشهدها اسرائيل وحيفا  وغيرها من المناطق وسيطرت نظرية الانتقام الالهى على  عقول غالبية العرب  بمختلف دول الشرق الاوسط وفى الوقت الذى فشلت فيه ثورات الربيع العربى فى تغيير العقل الجمعى للشعوب العربية وفشلت فيه ايضا فى تغيير  النظريات القومية والناصرية  والدينية ايضا التى ما زالت تحكم العقل العربى  وتاسره فى مساحات ضيقة للغاية ترى ان اليهود  واسرائيل هى العدو الاول للشعوب العربية واضاف تلك الثورات فشلت فشلا ذريعا  فى احداث اى تغيير بالعقل العربى الذى تحكمه نظريات المؤامرة ونظريات القاء اليهود فى البحر حتى الان  وساهمت وسائل الاعلام العربية والمصرية  التى تسيطر عليها انظمة الحكم المستبدة العسكرية والقومية  فى  تصعيد خطاب الكراهية والعنصرية ضد  اليهود واسرائيل فقط  للسيطرة على تلمك الشعوب التى  لا تعرف حتى عدوها الحقيقى وهو انظمة الحكم التى تحكمها وتمارس الكذب عليها ليلا ونهارا بوسائل الاعلام  وتسرق ثرواتها

خطاب الكراهية والعنصرية الذى كشفته حرائق اسرائيل خطاب  خطير للغاية ومؤشر  اخطر على  ان انظمة الحكم السائدة ووسائل الاعلام بالشرق الاوسط التى تسيطر عليها الاجهزة الامنية والاستخباراتية  ما زالت حتى الوقت الراهن تتبنى نفس النظريات القومية والدينية المنغلقة التى ترفض التعايش السلمى بين المسلمين واليهود وتتغافل عن الخطر الحقيقى الذى ينتظر اليهود والمسلمين والمسيحيين بالعالم وهو صعود النازية من جديد باوروبا واليمين المتطرف باوروبا الذى  يخطط لابادة المسلمين واليهود والافارقة السود وطردهم من اوروبا  وهو  اليمين ذاته الذى يدعم ظاهرة التطرف الاسلامى  وداعش وغيرها من الحركات المتشددة وصولا الى صراع الحضارات  الحقيقى ليتحول الى صراع دينى عالمى شعوب الشرق الاوسط لم تتحرر حتى الان من اوهام القومية العربية  والنظريات الدينية  ولم تتحرر حتى من حكامها المستبدين  وسيطؤتهم على  تلك الشعوب بوسائل الاعلام والدعاية وما زالت تلك الشعوب اسيرة للاوهام والخرافات  والنظريات المتعصبة التى تمنع اى تقارب او تعايش مع الاخر عموما ولابد ان تلعب  مؤسسات المجتمع المدنى  وكل الكيانات المعنية بالتعايش السلمى باسرائيل وحتى سفارات اسرائيل بالخارج دورا اكبر فى  التقارب مباشرة مع شعوب الشرق الاوسط بعيدا عن انظمة الحكم التى تستغل علاقتها بتل ابيب لتحقيق مصالح سياسية مع الغرب وامريكا التيارات  اليسارية والاشتراكية  والقومية والناصرية والدينية المتمثلة فى الحركات الدينية بالشرق الاوسط ما زالت تغذى خطاب العنصرية والكراهية ضد اليهود وضد الاوروبيين  وضد كل ما يختلف مع افكارهم ومعتقداتهم السياسية والدينية وللاسف الشديد تلك التيارات ما  زالت تسيطر على الكثير من وسائل الاعلام العربية التى تبث يوميا خطاب الكراهية والعنصرية

 

حلب سوف تنهض رغم جرائمكم

عصام صالح/جنوبية/ 27 نوفمبر، 2016

أما شبعتم نهشاً بجسد اطفال حلب. أما شبعتم دماّّ….اما اكتفيتم صراخاً. الصراخ يقارع السماء..النواح يغالب السحاب. امتلأ جسد الاطفال ندوباً. امتلأت الشوارع جثثاً. لا اكفان تكفي….لا ادوية تشفي. لا طعام يشبع…..لا حليب حتى لرضيع. اولاد الزنا حرقتم حلب. حرقتم التراث….دمرتم كل اشكال الحياة

انها حلب ……انها حلب. من تحت الانقاض ستنهض. على جثث شهداءها ستنهض. من تحت رماد حرائق قصفكم ستنتفض. شهداء في الشوارع…..شهداء تحت الانقاض…..شهداء أينما كان. يا عاهر موسكو…….ويا زاني الشام. ستنهض……ستنهض. قتلتم البشر انما ستنهض. حرقتم الارض انما ستنهض. دمرتم الحجر انما ستنهض. حلب الحضارة…….حلب الشهباء. رغم غيكم……رغم حقدكم. رغم جرائمكم…….رغم اجرامكم حلب ستنهض

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مديرية المخابرات تطبق خطاب القسم

سيمون أبو فاضل/الديار/28 تشرين الثاني/16

تقدمت العملية النوعية التي نفذتها قوات النخبة في مديرية مخابرات الجيش اللبناني المساحة الإعلامية على حساب الاهتمام بالمسار المعقد لتشكيل الحكومة الاولى لعهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون . وتندرج العملية التي نفذتها مديرية المخابرات في سياق السعي الطبيعي للجيش اللبناني لمواجهة الإرهاب كخيار استراتيجي بالتنسيق مع سائر الأجهزة الأمنية وبينها “مديرية أمن الدولة” التي يصر عون على رفع الشلل عنها بعد محاولات كربجة دورها وعرقلة مهام مديرها اللواء جورج قرعة على ما دلت الاستقبالات المكثفة للأخير من قبل رئيس البلاد لنيل دعمه بعدما ارتفعت درجة محاربته كنتيجة لاعتراض عون على ما يلحق بالمديرية من تضييق في اطار تصفية الحسابات معه. وتأتي محاربة الإرهاب في سلم الأولويات الطبيعية التي على رئيس الجمهورية التعاطي معها باهتمام كبير حسب اوساط مطلعة على اهتماماته، اسوة بموضوع اللاجئين السوريين، مواجهة الفساد والقضاء عليه وإيجاد حل جذري لملف الكهرباء وتداعياته الاقتصادية على المواطن الا ان العملية الامنية تأتي في سياق المتابعة المباشرة لعون انطلاقا، من كونه القائد الأعلى للقوى المسلحة ولذلك رافق العملية هذه تواصل تفصيلي ابان تنفيذها بين كل من رئيس البلاد وقائد الجيش ومدير المخابرات حتى نهايتها، وهو الامر الذي استدعى تحليق طائرة sesna “سيسنا” مزودة بصواريخ في اجواء محاذية وكذلك تحليق طائرة “إيغيل” eagle من دون طيار لمواكبة مسار العمليات، فيما كانت طوافات في حال جهوزية وذلك نظرا لدقتها وحساسية موقع التنفيذ. كما ان العملية دلت حسب المراقبين الامنيين “ضباط تقاعدوا مؤخراً” على تماس بالواقع الحالي، على ان مديرية المخابرات في الجيش البناني انتقلت بعد تولي ضاهر رئاستها الى منطق ترهيب الاٍرهابيين وفق ما اعتمد قهوجي وضاهر بحيث نفذت عدة عمليات تحت هذا العنوان بانتقالها الى العمل الميداني وتوقيف الارهابيين وقتلة الضباط والجنود وسوقهم الى العدالة. ثم كانت العملية الاخيرة تحت عنوان الحرب الاستباقية على الاٍرهاب على ما اعلن عون في خطاب القسم، وقد تم اختيار الضباط والعناصر التي كانوا تعرضوا سابقا لما يقارب الإزعاج من مواطنين وأهالي اللاجئين المتعاطفين مع الارهابيين في تلك المنطقة لتنفيذ العملية التي اطلق عليها صفة “رد الاعتبار” بهدف استنهاض وإعادة معنويات العسكر الذي أصيب معنويا.

ويقول المراقبون بأن الجيش اللبناني بات شريكا عمليا مع المجتمع الدولي في قتال الارهاب على اي بقعة وفي اي مكان وان القدرات التي كانت مجمدة سابقا باتت مطلقة اليد بعد تعيين ضاهر وبقرار من قهوجي وغطاء من رئيس الجمهورية الذي يضع نصب عينيه تحقيق نجاح في هذا المجال.

ولا تنفصل ازمة بناء الحائط والأبراج في عدد من جوانب مخيم عين الخلوة عن سياق مواجهة الاٍرهاب يتابع المراقبون، فبناؤه حاليا هو تنفيذ مؤخر لاتفاق جرى بين الفصائل الفلسطينية وبين قيادة الجيش اللبناني ممثلة بقائد متطقة الجنوب يومها العميد علي شحرور، بهدف حماية المخيم من اي تسلل داخلي او خارجي من شأنه ان يحمل إساءة امنية في اي اتجاه. وقد بات الاعتراض على بناء الجدار حاليا شبيها باتفاق قاهرة ثانٍ على حساب دور الجيش اللبناني في حماية الاستقرار وتطبيق الامن، لانه يعيد الى الاذهان زمن سيطرة السلاح الفلسطيني على الاراضي اللبنانية واقصاء الشرعية مع ما حمل الامر من تداعيات واضحة، خصوصا ان الجدار تمت دراسة بنائه في مناطق تضم إنفاقا ولا يمر منها الا الهادفون للتسلل لاعمال امنية ام الهروب من الدولة الى داخله للالتحاق بالاسلاميين والارهابيين.ويلفت المراقبون بأن العلاقة بين عون وبين قهوجي جد جيدة، فلا رئيس الجمهورية يتصرف بتشفي ولا قائد الجيش الذي يكن الاحترام لعون يريد الاستقالة في هذا الظرف الحساس حتى تعيين خلف له، وان الذين كانوا يعملون على تعكير العلاقة بين الرجلين ونقل «الكلام السلبي» قد انكشفوا وان كل منهما يقوم بدوره من موقعه الوطني.

 

عون وفلسفة التوسُّع في الصلاحيات

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 28 تشرين الثاني 2016

لا يستطيع الرئيس ميشال عون أن يعيد الرئاسة إلى ما كانت عليه حين قرّر الوصول إليها في العام 1988. فالصلاحيات التي أخذها «إتفاق الطائف» تصعب استعادتها. لكنّ كثيرين يعتقدون أن رئيس الجمهورية ما زال يتمتع بصلاحيات مهمة، وأنه يستطيع القيام بالكثير... شرط أن يمارسها فعلاً.

في الخطاب السياسي الذي اعتمده عون قبل وصوله إلى الحكم، كان يرى أنّ رئاسة الجمهورية تلاشت بعد «الطائف» لأنها عانت ضعفاً مزدوجاً: ضعف الصلاحيات الدستورية وضعف الرئيس نفسه. فإذا تمّ تصحيحهما معاً عادت الرئاسة إلى سابق قوتها وأكثر. وأما إذا تعذّرت استعادة الصلاحيات، فإنّ قوة الرئيس قادرة على تعويض الكثير. المثير هو أنّ موقف عون، الآتي إلى تنفيذ «إتفاق الطائف» من موقع المقاتل ضده لسنوات طويلة، يتقاطع مع النواب الذين شاركوا قبل ربع قرن في صُنع هذا الإتفاق، ومنهم حقوقيون بارزون.

فهؤلاء لطالما دافعوا عمّا فعلوه في «الطائف» بالقول: «إنّ مقدار ما أُخِذ من رئاسة الجمهورية لا يؤدّي إلى تعطيلها. ويمكن رئيس الجمهورية أن يبقى قوياً على رغم ما تعرَّضت له صلاحياته من إضعاف».

ويستشهد هؤلاء على موقفهم قائلين: «إنّ الطائف الذي صنعناه مرغمين وتحت وابل النار لم يقتل الرئاسة، بل إنّ ما قتلها هو اغتيال الرئيس رينيه معوّض وانتصار المنطق الفوقي وحرف «الطائف» الأساسي عن مساره باعتماد «طائفٍ» آخر مزوَّر». ويضيفون: «إنّ ما يمكن أن يفعله الرئيس عون هو إنهاء المنطق الفوقي واستعادة ذلك «الطائف» الذي لم تتحقق له الفرصة لكي ينفَّذ. وعندئذٍ، سيظهر ما فعله «الطائف» بالرئاسة فعلاً، وسيكتشف الجميع- للتاريخ- أنّ «نواب الطائف» لم يرتكبوا الخطيئة العظمى وطنياً». بالنسبة إلى نواب الطائف، إنّ ما أجبرهم على القبول بهذا الحدّ من التنازلات هو الإنهزام العسكري - السياسي الذي كانت أسبابه معروفة. وقد رحل من هؤلاء النواب كثيرون من دون أن تُتاح لهم محاكمة عادلة، لأنّ زمن ما بعد «الطائف» استخدم هؤلاء النواب كحجارة شطرنج انقضت مفاعيلها.طبعاً، هذا المنطق يتبنّى منطلقات يناقضها عون. ولكن، على مسافة 27 عاماً من الطائف، الجميع يريد الخروج من التاريخ والوصول إلى حلول عملية للحاضر والمستقبل. لذلك، يلتقي المتناقضان عند النقطة الآتية:

ما هو في التاريخ متروك للتاريخ. والآن، تعالوا جميعاً لنتدارك الأسوأ، إذا لم يكن ممكناً الحصول على الأفضل، أي إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، خصوصاً أنّ هذا المنطق لطالما تبنّاه أيضاً خصوم عون المسيحيون، حلفاؤه الجدد، أي «القوات اللبنانية».

إذاً، وفي الدرجة الأولى، كيف لعون الرئيس الذي فرض نفسه بـ»قوة الأمر الواقع» الجديد، أن يعوِّض ما خسره موقع الرئاسة بـ»قوة الأمر الواقع» التي فرضت نفسها خلال «الطائف» وربع قرن بعده؟

ويعوِّل حقوقيون على شخصية الرئيس. فهو «بأدائه وطريقة إدارته لمجلس الوزراء وانتظام الحياة السياسية يستطيع أن يتخطى بعض العوائق التي نعتقد أنها نقص في الصلاحيات».

وينطلق حقوقيون آخرون، ومنهم الدكتور بول مرقص، من قاعدة مهمّة في استخدام الصلاحيات هي الآتية: «كلّ ما لا يمنع النص الدستوري ممارستَه من صلاحيات يكون مسموحاً به، وتالياً يمكن اعتماده لتوسيع الصلاحيات إلى الحدّ الأقصى، من دون الخروج عليها».

وأهمية هذه الفلسفة الحقوقية لتوسيع الصلاحيات تكمن في أنها لا تستلزم الدخول في عناء التعديل الدستوري، وتالياً لا تحتاج إلى انتظار الظروف المناسبة لإنضاج التعديلات الدستورية، مع ما تحتاج إليه من تحضير على المستوى السياسي.

وفي إمكان عون أن يعتمد هذه الفلسفة الهادفة إلى توسيع الصلاحيات تحقيقاً للعناوين التي طرحها في خطاب القسَم، وللتعهدات التي لطالما أطلقها باستعادة قوة الرئاسة، بما يخدم الدور الطبيعي لرئاسة الجمهورية وطنياً.

وهناك أمثلة عدة يوردها بعض المعنيين في هذا المجال، ومنها:

1 - يولي الدستور رئيس الجمهورية موقع المدافع عن الدستور والأمة اللبنانية. والقسَم الذي يؤدّيه في هذا المجال لا يؤدّيه أحد سواه. وهذا يعني أنّ الائتمان على الدستور هو أساساً خصوصية لرئيس الجمهورية. وانطلاقاً من هذه الخصوصية يستطيع الرئيس أن يمارس قوة معنوية لمواجهة أيّ تعطيل للدستور.

ومن ذلك مثلاً، إعطاء مهلة «معقولة» لتأليف الحكومة. فإذا استمرت المراوحة، يتوجّه إلى رئيس الحكومة بطلب يحضّه فيه على التأليف وعرضِ التشكيلة الوزارية على المجلس النيابي لنيل ثقته، لئلّا تستمرّ البلاد مشلولة بحكومةٍ لتصريف الأعمال.

2 - في الممارسة أيضاً، لا يتخلّى رئيس الجمهورية عن موقعٍ وازنٍ له في مجلس الوزراء، وعن تسمية وزراء له من فئات أخرى، على غرار ما يفعل رئيسا المجلس والحكومة بتسميتهما وزراء مسيحيين.

3 - يتيح الدستور أن يترأس رئيس الجمهورية جلسات مجلس الوزراء، من دون ضوابط. ويعني ذلك أنّ رئيس الجمهورية قادر على ممارسة هذه الصلاحية في استمرار، فيترأس الجلسات لإقرار كلّ القرارات ذات الشأن. وإذا ارتأى أنّ القرارات المتبقة للدرس لم تعد تحتاج إلى حضوره، وأن لا حاجة ضرورية لبقائه في الجلسة، يمكنه الإنسحاب منها.

4 - في الدستور، رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلّحة. وتحت هذا العنوان، هو يمكن أن يساهم في صون الدور الرائد للمؤسسة العسكرية على مختلف المستويات.

5 - في ربع قرن مضى، جرى التعاطي في عدد من الوزارات والمؤسسات والمصالح والأجهزة بنحو غير متوازن مع المسيحيين بسبب غياب المرجعية القوية في السلطة لهؤلاء، في مقابل مرجعيات قوية في السلطة للشيعة والسنّة والدروز.

ومن شأن وجود رئيس قوي للجمهورية، يمتلك قوة شخصية وتمثيلية، أن يعيد التوازن تدريجاً إلى الأمكنة التي اعتراها الخلل، فيتوقف نهج إزاحة الموظّفين المسيحيين، لأن «لا ظهر لهم» يحميهم.

طبعاً، هذه نقاط أولية. وهناك أخرى كثيرة تظهر تدريجاً ويمكن تكريس الممارسة الجديدة فيها. ولا يصعب على عون اكتشافها، خصوصاً إذا كان يستند إلى إدراك عميق للممارسة والدستور، نتيجة للقراءة الدقيقة لا للارتجال.

ويُضاف إلى ذلك ما أعلنه عون مباشرة في خطاب القسَم بعد انتخابه، أي التزام «الطائف» كاملاً وفي شكل غير استنسابي. ومن ذلك اليوم التمسك الكامل بواحدة من أبرز الصلاحيات الباقية لرئيس الجمهورية - بالنص- بعد الطائف، أي التوقيع على مراسيم تأليف الحكومة.

فهذه الصلاحية أساسية لبناء السلطة بكاملها، لأنها تعطي الرئيس فرصة لاختيار حكومة يرضى عنها وتمنحه الفرصة لوضع الفيتو على أيّ حكومة يرفضها.

ولا تتكرّر للرئيس فرصة أخرى في مناسبات أخرى. فإذا أضاعها ووافق على حكومة «على مضض»، سيكتشف لاحقاً كم كان كبيراً الخطأ الذي ارتكبه بقبول ولادة الحكومة التي لا تناسبه، تحت ضغط الوقت أو أيّ ظروف أخرى.

فالحكومة سيكون لها دور أساسي في استيلاد قانون جديد للانتخابات النيابية. وهذا القانون هو الذي سيتحكّم بولادة السلطة التشريعية التي تأتي بالحكومات اللاحقة وتقرّ كلّ القوانين، وهي التي عنها تنبثق كلّ السلطات.

اليوم، يبدو عون أمام هذه التحديات جميعاً، ولا سيما منها تحدّي ولادة الحكومة المتوازنة وطنياً والقادرة على ممارسة السلطة بنحو سليم... مع التزام المهلة المعقولة للتأليف. فالحكومة العتيدة حجرٌ أساس في إثبات قدرات العهد الجديد، وهي ركيزة للانطلاق إلى فلسفة التوسّع بالصلاحيات.

فهل سيتمكّن عون من تحقيق هدفٍ يراهن عليه كثيرون وسيتصدّى له كثيرون؟

 

هكذا جُمِّد التأليف... خلف المتاريس

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 28 تشرين الثاني 2016

هذا الأسبوع في نظر «القوات اللبنانية»، هو أسبوع الحكومة. والسبت 3 كانون الأوّل المقبل، موعد للولادة الموعودة. الصورة ليست بهذه الحماسة على خط «التيار الوطني الحر»، إنّما هو يلمس ما يُسمّيه نافذون فيه بدايةً إيجابية وردت بكلام غير مباشر من فريق سياسي أقلّ سلبيةً ممّا كان عليه. والمقصود هنا تيار «المردة». لكن من دون أن يكشفَ هؤلاء النافذون ماهيّة هذا الكلام. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرئيس المكلف سعد الحريري، فهو يشيع إيجابيّات، لكنّه لا يدخل لعبة تحديد المواعيد، لأنّ الصورة لم تكتمل، وهناك صعوبات وعقبات جوهرية مستعصية ما زالت ماثلةً في الطريق. وأمّا الرئيس نبيه برّي، فهو ينتظر، ويرى تراجعَ التأليف إلى المربّع الأوّل، وحينما يُسأل عن موعد الولادة يقول: «في اللغة العربية يقال أبجد، هوّز، حطّي، كلمن... ما زلنا في أبجد». أمام هذه الصورة تبدو «القوات» وكأنّها تغرّد وحدها، هناك من يسأل عمّا يدفعها إلى هذا الجزم، فيما التأليف ما زال عالقاً في حقل الألغام والعبوات الناسفة؟ هل هي تتمنّى، هل تمتلك معطيات بأنّ الأطراف الأخرى ستبادر إلى تقديم تنازلات؟ هل ستبادر هي إلى تخفيض سقف مطالبها وشروطها؟ هل تُحفّز المعنيين بالتأليف على إصدار مراسيم تشكيل الحكومة وفرضها أمراً واقعاً على الجميع؟

مسار التأليف ما زال يدور في متاهة التفاصيل والمطبّات، وأشبَه ما يكون بمتاريس متقابلة تتقاذف الشروط، ولكي يقال إنه بات وشيكاً، ينبغي بَتُّ عقدة تمثيل «القوات» وحصّتها كمّاً ونوعاً. وعقدة تمثيل النائب سليمان فرنجية، ونوعية حقيبته. وعقدة وزارة الاشغال ولمَن ستُسند.

واذا كانت «القوات» ترى أنّ حقّها أن تطالب بما تمّ التفاهم عليه مع «التيار الوطني الحر» قبل الانتخابات الرئاسية، وإذا كان من حقّ «التيار الوطني الحر»، وانسجاماً مع التفاهم المعقود بينه وبين «القوات»، ان يقول إنّ «القوات» محقّة بما تطالب به، وأنّ لها الحق بحصّة تمثيلية وازنة وبحقائب أساسية كوزارة الأشغال، فإنّ من حقّ مَن هم في المقابل ان يقولوا إنّ تفاهم «التيار» و»القوات» يعنيهما فقط. العقدة هنا، مسؤولية التعطيل يلقيها أطراف التفاهم العوني القواتي، على برّي، الذي يؤكّد «أنّ مندرجات هذا التفاهم ملزمة لطرفيه ولا تسري على غيرهما. والحصص المتّفق عليها بينهما كمّاً ونوعاً، لا تسقط على حصص الآخرين أو تأخذ منها أو تحجبها، وخصوصاً عمّن هم من اهل البيت المسيحي، فمَن يقطع الوعد وعد بالدفع، عليه هو أن يدفع من كيسه وليس من كيس غيره أو على حساب غيره».

مسار التأليف انطلق بإيجابية لكنّ الشروط والتراجعات فَرملته، وتَخلص رواية عين التينة لِما جرى على هذا الخط بأنّه بعد تكليف الحريري تشكيلَ الحكومة شرَع الرئيس المكلف في إعداد خطة عملِه، كان برّي في جوّ أن ليس هناك ما يوجب أن يتأخّر التأليف، وتبعاً للأجواء المشجّعة التي رافقت التكليف، سارَع برّي إلى القول «عندما ترون الرئيس الحريري في عين التينة، فمعنى ذلك أنّ الدخان الأبيض سيتصاعد». بالفعل حضَر الحريري إلى عين التينة، وكان حاضراً في اللقاء مع بري كلٌّ مِن الوزير علي حسن خليل ونادر الحريري. بدأ الحريري كلامه بأنّ الاجواء مريحة بشكل عام، آملاً في ان تبصر حكومته النور خلال أيام قليلة.

كان برّي يَعتقد أنّ الحريري يريد الذهاب إلى حكومة ثلاثين، لكنّ الحريري أبلغَه أنّه في صَدد تشكيل حكومة من 24 وزيراً لكي نوفّر على أنفسنا أيّ إرباك. ولأنّ الحكومة عمرُها ستة أو سبعة أشهر، «مِش مِحرزة نلبّك حالنا»، وعبّر عن رغبته تشكيلَ حكومة لا تختلف في جوهرها عن حكومة الرئيس تمام سلام الحالية، أي شكل الحكومة الحالية لكن مع بعض الروتوش. فوافَقه برّي وقال له «كما تريد». وأكملَ الحريري حديثه وسأل برّي: ماذا تريدون في الحكومة؟ فردّ باسمِه وباسمِ «حزب الله» وقال طالما إنّ الحكومة التي يُراد تشكيلها هي صورة منقَّحة عن الحكومة الحالية، فحصّتُنا (حصة الشيعة 5 وزراء) تبقى كما هي بالحقائب ذاتها، أي المال، الأشغال، الصناعة والشباب والرياضة. وبالنسبة الى الوزير الخامس نريد وزيراً بحقيبة. هنا تحفّظَ الحريري على الحقيبة للوزير الخامس، وأبدى عدمَ استطاعتِه تلبية هذا الطلب، فنزل برّي عند رغبتِه وقال «مِش مشكلة، خلّي الحكومة تمشي، وتسهيلاً لها نحن نَقبل بأن يكون الوزير الشيعي الخامس من دون حقيبة، أي وزير دولة، ولا نمانع ان يكون للشيعة وحدهم وزير دولة، المهم أن تمشي الحكومة.ثمّ توجَّه الحريري الى برّي قائلاً: أريد أن أطلب منك طلباً، هل تعطيني وزارة الأشغال لي شخصياً؟ فردّ برّي: بهذا الأمر ستخلق لي إرباكاً، هناك معادلة متّبَعة في التمثيل عندنا، بين الجنوب والبقاع ولا نستطيع أن نتخطّاها، وإن تخطّيناها سنَدخل في إرباك كبير، لذلك أفضّل ألّا نذهب إلى هذا الأمر. فتفهَّم الحريري كلام برّي.

وهنا انتقلَ الحديث إلى حصص سائر الأطراف، فأشار الحريري إلى أنّ الحصة المسيحية هي مناصَفة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات»، فسأله برّي: ماذا عن الكتائب، وماذا عن تمثيل النائب سليمان فرنجية، فردّ الحريري بأنّه طرَح على فرنجية حقيبة التربية لكنّه رفضَها، فاستغرَب برّي وقال ولماذا رفضَها، «ما معو حقّ»، هذه حقيبة أساسية، وفي أيّ حال أنتم حاوِلوا أن تتفاهموا معه حول هذا الأمر، وإن لم تتمكّنوا من إقناعه فأنا حاضر لكي أساعد وأقنعَه. وسأل برّي عن حصّة النائب وليد جنبلاط، فقال الحريري إنّه يطلب حقيبة الصحّة، موحياً بأنّ هناك صعوبة في تلبية هذه الطلب، مشيراً إلى إمكان استبدالها بحقيبة العدل. هنا قال برّي للحريري: كما قلتُ لك في موضوع النائب فرنجية، أقول لك أيضاً إنّه في موضوع النائب جنبلاط أنا على استعداد لكي أساعد. وإن شئتَ فأنا على استعداد لكي أبدأ من الآن. لكنّ الحريري استمهَله.

بعد هذا الحديث تبيّنَ أنّ هناك إصراراً على أن تكون الحصة المسيحية حصراً بـ«التيار» و«القوات»، وأنّ هناك تحفّظاً كبيراً على مبدأ مشاركة فرنجية في الحكومة، لكن في ظلّ الأصوات المصرّة على تمثيل فرنجية تمّ القبول بمشاركته إنّما بوزارة لا تُعدّ أساسية. على أن يأتي تمثيله من خارج الحصّة المسيحية، أي مِن حساب الحصة المقابلة. فرَفض هذا الأمر، وتلا ذلك تبخُّر اقتراح الحريري إسنادَ التربية إلى فرنجية نظراً لاعتراض رئيس الجمهورية على هذه المسألة.وتجلّى هذا الاعتراض في عدم موافقة عون على تشكيلة طرَحها الحريري على عون الأربعاء 16 تشرين الثاني الجاري وقبل يوم واحد من زيارة رئيس الجمهورية إلى بكركي، والتي تلاها في اليوم نفسه الخميس 17 تشرين الثاني، الاشتباك السياسي مع برّي. يومها، أي الأربعاء، اتّصل الحريري قبل زيارته بعبدا بالرئيس برّي وأبلغه أنّه سيقصد القصر الجمهوري لعرض تشكيلته، فرحّب برّي بذلك وساد تفاؤل في عين التينة بأنّ الحكومة ستولد مساء ذلك اليوم، لكنّ ذلك لم يحصل تحت عنوان «الصباح رباح»... وعلى أن يردّ عون على الحريري قريباً.

وتّرَ الاشتباك الرئاسي جوَّ التأليف، فسارَع برّي بعد ظهر الخميس لإبلاغ الحريري بأنّ ما قاله له في اجتماعهما الأوّل لناحية الحقائب، هو كلام ثابت. وإضافةً إلى ذلك، أبلغَه بأسماء الوزراء الشيعة الخمسة.

بالإضافة إلى الإصرار على تمثيل فرنجية بحقيبة أساسية، مؤكّداً في الوقت ذاته أنّنا لا نشارك في الحكومة وفرنجية خارجَها. وفي جنبٍ آخر من الحديث بين برّي والحريري، كان رئيس المجلس يردّ بطريقة غير مباشرة على «الفيتو» الذي وضَعه بعض من هم حول رئيس الجمهورية، على بعض الأسماء القريبة من برّي، وتحديداً الوزير علي حسن خليل.اختلطَت الأوراق بعد هذا الاشتباك، «القوات» أصَرّت على حصّتها وحجمها وعلى وزارات أساسية أوّلها الأشغال، فيما هي تلقّت عرضاً من الحريري بإسناد نيابة رئاسة مجلس الوزراء لها، وتقلّصَ العرض لفرنجية من حكومة أساسية إلى إعادة إسناد وزارة الثقافة له، على اعتبار أنّ الوزير روني عريجي قد نجح فيها. وهذا الأمر رفضَه فرنجية وكذلك حلفاؤه بالإصرار على الحقيبة الأساسية. وواحدة من الصحة أو الاتّصالات أو الأشغال. وهذا ما أبلغَه وفد «المردة» المؤلف من عريجي والوزير السابق يوسف سعادة ويوسف فنيانوس إلى الحريري يوم الجمعة الماضي. ففي هذا اللقاء كان الحريري ودّياً إلّا أنّه بدا غيرَ قادرٍ على تلبية ما يريده «المردة»، فقال بداية إنّني في الحقيقة لستُ مستعجلاً على المستوى الشخصي إنّما البلد مستعجل على انطلاقة الحكومة.إنتظر الوفد أن يتلقّى عرضاً من الحريري، إلّا أنّ ذلك لم يحصل، بل هو تمنّى على الوفد المشاركة في الحكومة، بصرف النظر عن الحقيبة التي يمكن أن تُسند الى «المردة»، «المهم ان تكونوا في الحكومة». وأمام إصرار الوفد على الحقيبة الأساسية، قال الحريري ما مفاده أنّني شخصياً لو عادت الأمور إليّ، لأعطيتكم ما تريدون، وأيَّ حقيبة تطلبون. وأوحى أنّ رئيس الجمهورية «مِش قابل» .

منذ يوم الجمعة، دخل التأليف في حال المراوحة السلبية، بين رفضِ إشراك فرنجية بحقيبة أساسية، وبين إصرار قوّاتي على الأشغال، في مقابل رفض قطعيّ لبرّي بالتخلّي عن الأشغال: «لم تكن هذه الحقيبة عند «القوات» وأنا أطلبها وأحاول أن أنتزعَها، هي كانت عندي وستبقى عندي». وبين رفضٍ لتكبير حصّة «القوات» على حساب سائر المسيحيين، وبين رفضِ إشراك للكتائب وعدمه، الأمرُ لم يُبت بعد. تبعاً لذلك، الحريري يحاول جاهداً إخراجَ حكومته من عنق الزجاجة، يحاول تدويرَ الزوايا وخصوصاً مع من يُعتبرون في خانة الأصدقاء، لكنّ الأمور ما زالت مستعصية. هناك من ينتظر أن يليّنَ موقفَ الثنائي الشيعي، وهناك في المقابل من ينتظر دوراً ما لبعبدا مع جعجع، وأيضاً هناك من يقول إنّ شراكة فرنجية بحقيبة أساسية هي الأساس، وسيبقى الإصرار عليها ثابتاً حتى ولو بقيَ الحال على ما هو عليه مئة سنة.

 

جِهادٌ بالحكومة واجتهادٌ بالطائف

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 28 تشرين الثاني 2016

بقدر ما يُهمُّ العهدُ تأليفَ حكومةٍ جديدة، يُهِمّه إرساءَ حكمٍ جديد أيضاً. هذا عهدٌ يَطمَح أن يكونَ الأولَ بنوعيَّتِه لا الثالثَ عشرَ بترتيبِه الزمني. وبالتالي، لا يَضيرُه التأني بتشكيلِ الحكومة ريثما يتأكدُ من الأسسِ الدستوريةِ والأعرافِ الميثاقيةِ التي سيرتكز عليها ومن القواعدِ التي ستُدير العلاقاتِ بين الرئاسةِ والمؤسساتِ الدستورية الأخرى والطبقة السياسية (سيروا في النور ما دام لكم النور ــ من إنجيل يوحنا).عَلاوةً عن الأسبابِ المعلَنة (الحصصُ والحقائب والأسماء وقانون الانتخاب وموعد الانتخابات)، ما يؤخّر التأليفَ أساساً هو الخلافُ على مفهومِِ "الطائف" ومصيرِه بين المعنيّين بعملية التأليف.

ومن خلالِ الصراع على "الطائف" يسعى كل مكوّنٍ طائفي، بل حضاري، لتحديدِ مساحتِه في الدولة اللبنانية في زمن تقريرِ مصيرِ الأكثريات والأقليات في الشرق الأوسط. ويترافق ذلك مع شعورِ كلِّ مكوّنات لبنان بالقلقِ على المصير بغضّ النظرِ عن القوّة السياسية أو العسكرية لكل مكوّن.

قبلَ "إعلان النيات" بين حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" كانت نسبةُ القلقِ المسيحي كبيرة، وقبلَ انضمامِ تيار "المستقبل" إلى هذا الثنائي كانت نسبةُ الانزعاج السنّي مرتفعة. أما اليوم فبرز توجّسٌ لدى الشيعة من الالتفافِ عليهم بغية الحدِّ من دورهم المتنامي، فتصلّبوا واعتقلوا الحكومةَ رهنَ التحقُّـق من النيات. لذا، تسعى الأطرافُ السياسية من خلال عمليةِ تأليفِ الحكومة إلى تفكيكِ عددِ من التحالفات الأساسية القائمة: فحزبُ الله يريد أن يزعزعَ اتفاقَ "إعلان النيات" بين حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر". و"القواتُ اللبنانية" تترافعُ لإخلاءِ سبيلِ "التيار الوطني الحر" من "تفاهم مار مخايل" مع حزب الله. والمكوّن الشيعي يقيم حواجزَ للحدِّ من التقارب المنتعش بين المكونين المسيحي والسني بعدما أيّد تيارُ "المستقبل" الجنرال عون. وفي نفس السياق، تُرغِّب المملكةُ العربية السعودية الرئيسَ اللبناني بهجرِ المحورِ السوري ــ الإيراني، وتَدعمُها دولُ الخليج وأميركا وفرنسا. أما سوريا، متجاهلةً تغيّراتِ الزمن، فتَلتمس أن يُجدّد الرئيسان عون والحريري الاعترافَ بشرعيةِ نظامها وباستمرارِ تأثيرها في لبنان (وقَلِّعْ يا جنرال). كل ذلك يعني أن اتفاقَ الطائف لم يَضع حداً لهواجس اللبنانيين وأنه كان مُجردَ تسويةٍ مرحلية تحتاج إلى تعديل.

منذ ولادتِه سنة 1989، عرَف اتفاقُ الطائف هوياتٍ مختلفةً وتطبيقاتٍ اعتباطية. هويّتُه الأولى طغى اللونُ السعودي ــ الأميركي عليها فانتُخب الرئيسُ الشهيد رينه معوض. والثانيةُ طغى اللونُ السوري عليها فاختير الرئيسان الياس الهراوي وإميل لحود ومُدِّدَ لهما.

والثالثةُ استعادت اللونَ السعودي ــ الأميركي نحو سنتين مع ثورة الأرز و14 آذار 2005 وانتخاب الرئيس ميشال سليمان لاحقاً. والرابعة زها اللونُ الإيراني فيها من خلال حزب الله بعد حرب 2006. وفي كل مراحل تداولِ الألوان ظلّت مختلفُ الهويّات حاضرةً وإنْ تنحّت لبعضها البعض بغـصّاتٍ متفاوتةٍ.

طَوال تلك الحقبات كان دورُ رئيس الجمهورية في تأليف الحكومات مِنَّةً من الوصي السوري أو "إكرامية" سياسيةً (تسوية الدوحة) منفصلةً عما يُفترض أن يعطيَه إياه نصُّ دستورِ الطائف وروحُه. حان الوقتُ لأن يكونَ رئيسُ الجمهورية، رمزُ البلادِ ووحدتِها، هو ناظمُ الحياةِ الدستورية ومرجِعيّتُها بَعدَ السوريّ وليس هذا الفريقُ السياسيّ أو ذاك المكوّنُ الطائفي.

ما يحاول أن يقومَ به الرئيس عون اليوم هو تخطي هذه الهويّات الخارجية المناقضةِ للولاء الوطني ولبننةُ الطائف وإرجاعُ الحق السليب إلى رئاسة الجمهورية وإعادةُ دور المسيحيين إلى المعادلة. ويفترض أن تَحظى خطوةُ الرئيس عون بتأييد كل المسلمين شيعةً وسُنَّةً انسجاماً مع تصاريحهم المُسرِفة عن الميثاقيةِ والشراكة والمناصفة. إن اللبنانيين، ولاسيما المسلمين منهم، الذين ردّدوا طَوالَ سبعٍ وعشرين سنةً أن الطائفَ جيدٌّ لكن تطبيقَه سيءٌّ، مدعوون اليوم أن يؤكدوا نظريتهم ويدعموا رئيسَ الجمهورية العماد ميشال عون في حسن تطبيقه. إذ لا يستطيع هؤلاء أن يرفضوا تعديلَ نصِّ اتفاق الطائف بحُجّة أنه جيد، وأن يرفضوا بالمقابل تصحيحَ تطبيقه ليصبحَ بالفعل جيداً وميثاقياً ومتوازناً. إذا استمر هذا الموقف، لا الطائفُ سيبقى ولا الحكومةُ ستؤلَّف. سيتحوّل رئيسُ الجمهورية مُشرفاً على مؤتمرٍ حواري لإعادة تكوين النظام اللبناني على أسسٍ جديدة من وحْي التناقضات التي برزت في التعددية اللبنانية وفي مجتمعاتِ دولِ المحيط عوضَ التركيز على تأليفِ الحكومة ووضعِ قانونٍ انتخابي جديد. أي أن العهدَ سيكون أمامَ السلّةِ التي تجنّبها قبل الانتخابات الرئاسية. ولا يخفى بأن دستورَ الطائف أدّى، من خلال طائفيته المذهبية، خلافاً للميثاق الوطني، إلى انتشار حالةٍ فدرالية لبنانية تبحث عن شرعيةٍ دستورية فلا تبقى أمراً واقعاً. كلنا نُندّد بالفدرالية إعلامياً وكلنا نطبّقها واقعياً. وأكثرُ من يُطبقها هم أولئك الذين يَرفضونها. من هنا أعجبُ من الذين يأخذون على رئيس البلاد إشرافَه المباشَر على عملية تأليف الحكومة. فهل صارت ممارسةُ رئيسِ الجمهورية دورَه وصلاحياتِه عرقلةً لتأليف الحكومة؟ يجب أن نَعرفَ ونعترف أن الأمورَ ستختلف مع ميشال عون وإلا ما كان هناك داع لانتخابِ رجلٍ بشخصيتِه وقوته وميثاقيته لرئاسة الجمهورية. لقد انتخبوا رئيساً قوياً ويتعاملون معه كأنه رئيسٌ ضعيف، وانتخبوا رئيساً ميثاقياً ويتصرفون تجاهَه بأسلوبٍ غير ميثاقي، وانتخبوا رئيساً حليفاً ويتصرفون معه وكأنه خَصمٌ. لن يحيا لبنان طويلاً إذا استمر قرارُه الوطني خارجَ حدودِه ومرجِعيّتُه خارجَ قصر الرئاسة

 

هل سمعتم بالمجازر؟

 نبيل بومنصف/النهار/28 تشرين الثاني 2016

لا نفتعل اثارة مسألة لا نجد لها أثرا في مجريات الانهماك بترتيب الهيكل السياسي الجديد إن تساءلنا ماذا تراه يكون عليه الموقف اللبناني من إحدى أفظع المجازر الانسانية التي ترتكب في مدينة حلب ؟ نعلم تماما الجواب المعلب من انه لا يتوقف على لبنان وطبقته السياسية ونخبه المدنية ان يعوضوا أفظع ما يواكب مجازر حلب من قصور دولي وتواطؤ مشين في حق الانسانية قاطبة جراء هذا الذي يجري والذي تقشعر له الأبدان . ولكن هل كان الامر كذلك في السوابق حين كان لبنان يحتفظ لنفسه دوما بميزة الصراخ حيال مجازر كهذه وهو الذي لا تزال المجازر التي ارتكبتها اسرائيل ضد شعبه ومناطقه ترسم ندوبا لا تمحى ؟ وهل ثمة فوارق بين مجازر ترتكب اليوم في حلب مهددة بأبشع الاستباحات ضد البشر والعمران في إحدى اعرق المدن قاطبة فيما يطبع لبنان تجاهل مريب وهو البلد الذي طبع على خصائص مناهضة الظلم والعدوان والفظائع والنزاعات الدموية المجنونة التي تسكر على أنهار الدماء ؟

لا نسوق الامر من زاوية سخافة مقاربة السياسات الخارجية للدولة اللبنانية التي لا نزعم كيف سيمكنها رسم اتجاهاتها مع ولادة حكومة جديدة يراد لها ان تحشر في تركيبة الـ24 محظيا كل تناقضات الواقع السياسي والامتدادات الاقليمية الشديدة الالتهاب . نترك هذا الاستحقاق للمنخرطين في معركة تحديد الأحجام والتوازنات وما ستفضي اليه مع تمنياتنا المقرونة بالدعاء الصادق لأصحاب اللهفة على العهد والحكومة بان يوفقوا في ابتكار يحول دون ولادة حكومة تحمل في بذورها عناصر تفجيرها . ما يعنينا هنا هو مساءلة قوى سياسية تقيم على رفع حقبة جديدة موعودة في لبنان وتلتزم معايير التواطؤ الدولي نفسها في الصمت عن المجازر الجارية في حلب مهددة بفناء حقيقي وكأنها غير معنية لا بتنديد ولا بصراخ ولا باستنكار ولا بتحرك . لم يكن لبنان هكذا يوما ، وثمة قوى فيه كانت حتى الأمس العابر فقط تحمل لواء الثورة السورية كثورة على الطغيان . وليس ممكنا ولا مقبولا ولا مبررا تبرير الصمت أو التجاهل حيال هذه المجازر بتمرير الفترة الانتقالية الجارية منذ بداية العهد الجديد لئلا يتفتق الانقسام الكامن حول مسألة تورط " حزب الله " في الحرب السورية . هل تراها حتى قوى 14 آذار ( السابقة ! ) اختطت لنفسها خيارات النأي بالنفس حتى عن موقف صارخ من هذه المجازر ؟ وماذا تراها فاعلة قوى الحكومة الجديدة كما العهد الجديد اذا حصل المحظور الأكبر المترائي وراء كثافة الغارات التدميرية للنظام وداعمته روسيا بلوغا الى المجزرة الكبرى ؟ لعلنا نتوهم أن أحدا سمع بالامس ان مجاعة بدأت تضرب المحاصرين في شرق حلب وان حرب الفناء شارفت المأساة النهائية . فالمحاصصة الطالعة لا تبيح هذا الترف!

 

المارونية والشيعية السياسيتان.. صراع لتحديد هوية العهد

منير الربيع/المدن/الأحد 27/11/2016

ليست عرقلة تشكيل الحكومة نابعة من خلاف على الحصص والحقائب فحسب، وإن كان هذا هو الظاهر في ذلك. المشكلة تتخطى مسألة طائفة أو حزب في تحصيل حقيبة من هنا أو من هناك. في المشهد العام المرسوم منذ إتفاق معراب، إلى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، تعود لغة قديمة- جديدة إلى الحياة السياسية. يأتي عون مدعوماً من القوات اللبنانية لتحصيل حقوق المسيحيين، واستعادة صلاحيات وامتيازات خسرها الموارنة في السنوات التي خلت، ولذلك يطرح الحزبان المسيحيان مسألة إعادة أسس الشراكة، عبر اشراكهما بشكل أساسي في تكوين السلطة. في المقابل، يحضر الرئيس نبيه بري على جبهتين، الأولى صون حقوق طائفة المحرومين في الدورة السياسية والمؤسساتية؛ والثانية رفض انحسار التمثيل المسيحي بعون والقوات والإصرار على إشراك الأفرقاء الآخرين، وخصوصاً تيار المردة. والغاية من ذلك صون الحقوق السياسية لبري والفريق الذي ينتمي إليه.

عليه، فإن هذا التنافس المستجد، يأتي من خلفية سعي المسيحيين لاستعادة ما سُلب منهم، فيما الشيعة يريدون الاستمرار في مراكمة إنجازات حقّقوها لأنفسهم، إستناداً إلى معطيات داخلية وخارجية. والحفاظ على هذا المسار التصاعدي لا يمكن أن يستمر من دون مواجهة مع المارونية السياسية، خصوصاً أن أبرز الإمتيازات المارونية سيطر عليها السنة والشيعة. السنة في الدستور والقانون، والشيعة في الممارسة العملانية.

عملياً، أراد الرئيس سعد الحريري تحييد نفسه عن أي صراع سنّي ماروني، من خلال التسوية الرئاسية التي عقدها. وبالتالي، لم يعد من إشكال بالنسبة إلى عون مع صلاحيات رئيس الحكومة طالما هو في بعبدا، فيما تستمر المشكلة مع بري، وتوحي بأن الصراع تحول إلى ماروني شيعي، خصوصاً أن أبرز المواقع في الدولة التي كانت من نصيب المسيحيين أصبحت للشيعة، في المديرية العامة للأمن العام وأمن الدولة، إضافة إلى الإشكالات المارونية مع وزارة المال، وأمور أخرى في معظم الإدارات.

وهذا ما يبدو جلياً من خلال الصراع المفتوح بين عون وبري. وهنا يبرز التكتيك الذي يستخدمه رئيس المجلس لاختيار الحقائب الوزارية، والتي تتعلق بالتمسك بجانب تمثيلي وخدماتي، لا ينفصل عن عملية تحديد الأحجام. إصرار بري على دعم النائب سليمان فرنجية في اختيار وزارة الاتصالات أو وزارة الطاقة، رسالة موجهة إلى الوزير جبران باسيل. وهدف بري مزدوج: أولاً، هو يريد منح فرنجية وزارة خدماتية كي يستفيد منها في الانتخابات النيابية المقبلة، وهذا ما يتجنّب باسيل تجرّعه. وثانياً، يسعي بري إلى سحب هذه الوزارات التي تولاها باسيل ووظفها في سبيل الإستثمار بها خدماتياً في بيئته.

عندما سئل باسيل عن العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة، أجاب بأن كل الأمور متفاهم عليها، فيما يتحمّل بري مسؤولية التعطيل. لذلك، على الجميع مراجعته لأنه يعرقل إنطلاقة العهد. وفي المقابل، يعتبر بري أن التيار الوطني الحر هو الذي يعرقل لأنه يريد احتكار الوزارات الأساسية وحرمان الأفرقاء الآخرين مما يحق لهم الحصول عليه. وإذا ما أخذ الصراع على تشكيل الحكومة، مع العروض العسكرية، والرسائل السياسية، والاحتضان الخليجي للعهد، قد تتكون الصورة الأوسع، وهي أن ما يجري هو تنافس شيعي ماروني.

لذلك، تندرج هذه الرسائل في سياق محاولة كبح إندفاعة العهد ووضع حدود للزخم الذي انطلق به الرئيس. وما يريده بري هنا، كممثل للشيعة، هو عدم السماح لأي طرف أو فئة بتخطيهم. وبالتالي، إعادة إنتاج ترويكا معينة لا غلبة فيها لأحد على أحد. هذا في الشق التحاصصي والإداري.

أما في الشق السياسي، فإن بري الذي يتحدث باسم قوى "8 آذار" ويطالب بتوزير مختلف مكوناتها، فهو تحسباً لعدم تكرار أي سيناريو يشبه ما حصل في آخر ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان وحزب الله، خصوصاً أن الصورة الظاهرة اليوم، هي أن عون يتقدم جميع خصوم 8 آذار، أي أن المستقبل والقوات يصطفان خلف رئيس الجمهورية، ويطالبانه بأن يقود السفينة، في محاولة لدق إسفين بينه وبين حلفائه. وتحسباً لذلك، وبهدف تحصين التحالف، لا بد من توزير المردة والقومي وإحدى الشخصيات السنية المعارضة. وهنا أيضاً، لا يقتصر توجيه الرسالة إلى عون فحسب، بل يطال الرئيس الحريري أيضاً، من خلال وضع ضوابط غير معلنة على الحكومة وآلية عملها. وبذلك، فإن الصراع على الحصص والحقائب، هو شكل آخر للصراع الطائفي والسياسي، في سياق تحديد هوية العهد الجديد.

 

ثقة "الحزب" كبيرة... لكن الاحتياط واجب!

سركيس نعوم/النهار/28 تشرين الثاني 2016

يحاول بعض الإعلام تحميل الرئيس المكلّف سعد الحريري مسؤولية "تعطيل" تأليف الحكومة الأولى للعهد الرئاسي الجديد. ويحاول بعضه الآخر تحميل رئيس مجلس النواب نبيه بري المسؤولية نفسها جرّاء تمسّكه بوزارة المال وشاغلها الحالي ووزارة الأشغال العامة، وجرّاء إصراره على حقيبة وازنة للنائب سليمان فرنجية وعلى تمثيل حكومي للحزب السوري القومي الاجتماعي. ويحاول بعضه الثالث تحميل "التيار الوطني الحر" مسؤولية "التعطيل" جرّاء تمسكه باتفاقه "الحكومي" مع حليفه الجديد "القوات اللبنانية" لحصر التمثيل الحكومي المسيحي ولاحقاً النيابي بهما. ويحاول بعضه الرابع تحميل المسؤولية نفسها لـ"القوات" كونها تستغل حاجة الرئيس الجديد الى استمرار تأييد غالبية "الشعب المسيحي"، التي كبرت جداً بتحالفه وتياره معها، واكتشاف الفريقين أن ما يجمعهما من زمان أكبر بكثير بل أعمق بكثير مما فرّقهما بما في ذلك الدمّ والحروب والدمار.

هذه المسؤوليات الأربع صحيحة على وجه العموم. لكن الموضوعية تقتضي الإشارة هنا الى مسؤولية فريق خامس عن "تعطيل" تأليف الحكومة الأولى لعهد عون، رغم أن استعمال كلمة "تعطيل" في غير محلّه. ذلك أن الرئيس الحريري كلّف رسمياً يوم الخميس في الثالث من الشهر الجاري، ولم يبدأ الاستشارات الفعلية للتأليف الا بعد ثلاثة أو أربعة أيام من هذا التاريخ. وهذا يعني أنه لا يزال ضمن المهلة المعقولة. "فزمان الأول تحوّل" كما يقول اللبنانيون حين كانت الحكومات تؤلف بعد أيام قليلة من التكليف في الجمهورية الأولى، وأيضاً بعد أيام أو أكثر بقليل في الجمهورية الثانية أيام الوصاية السورية، وأخيراً خلال أسابيع وأشهر بعد انتهاء هذه الوصاية رغم بقاء "ملائكتها حاضرة"، وعودة الانقسامات الحادة بين "شعوب" لبنان. والفريق الخامس المقصود هو "حزب الله". فهو لم يعارض حتى الآن تشدّد حليفه في "الثنائية الشيعية" الرئيس بري، ولا يزال على تفويضه إياه التفاوض حول الحكومة المرتقبة مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وكذلك مع الأطراف السياسيين المعنيين. ويعني ذلك أنه راضٍ عن تنفيذ التفويض رغم ملاحظاته على الشكل أحياناً، كما يعني أن هناك أموراً عدة تقلقه ويريد من الحكومة الجديدة التي ستسمّى "حكومة وحدة وطنية" أن تكون المؤسسة الدستورية التي يستند إليها، إضافة الى مجلس النواب برئاسة حليفه بري، فضلاً عن الأسباب المتنوّعة الأخرى لقوته، لمواجهة أي طارئ جرّاء تغيّر جدّي في مواقف جهات الداخل وإن حليفة، أو جرّاء تعثّر جدّي وخطير في مواقف أطراف الخارج المتصارعين على لبنان وحواليه. طبعاً يثق "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله بالعماد ميشال عون وهو لم يخن الثقة. ولهذا السبب لم يرَ موجباً للبحث معه قبل اتخاذ قرار بإنهاء الشغور الرئاسي الطويل بواسطته في مرحلة ما بعد الانتخاب، وكل ما سيرافقها على صعيد الداخل من إجراءات دستورية وعلى صعيد الخارج من متغيّرات. وهذه الثقة لا تزال موجودة وبحجمها نفسه. وقد عزّزها قول عون الرئيس لنصرالله في مكالمة هاتفية على ما نشر قريبون من "حزب" الثاني: "الثوابت التي كنا ملتزمين بها قبل الرئاسة سنبقى ملتزمين بها بعد الرئاسة"، وقوله للموفد السعودي الأمير خالد الفيصل ان "لبنان سينتهج سياسة خارجية مستقلة ولن يكون تابعاً لأحد". لكن الحيطة والحذر واجبان في نظر قيادة الحزب، ويبررهما قريبون منه بتغيّر الظروف الآن. فعلى الصعيد العربي تحرّكت السعودية في اتجاه لبنان، وقطر والخليج عموماً ومصر. وقد تكون هناك محاولة لاستعادة عون و"تياره" من الفريق الاقليمي "الممانع" الذي أيده منذ أكثر من 10 سنوات، أو على الأقل لـ"تحييده". وقد يتشجع هذا الفريق بقبول عون دعوة السعودية لزيارتها بعد تشكيل الحكومة. ويعني ذلك أن أولى زيارة له للخارج ستكون لرأس المعسكر المعادي لـ"الحزب" ومعسكره. علماً أن الحزب كان يفضّل أن تكون الزيارة الأولى لفرنسا مثلاً، وليس لحليفته إيران أو سوريا أو حتى لمصر التي بدأت تعلن اقترابها المزمن من سوريا وربما من محورها الاقليمي، رغم أنه تلقى دعوة إيرانية وأخرى مصرية للزيارة. وسوريّا قال له موفد الرئيس بشار الأسد في أثناء التهنئة: الدعوة مفتوحة لك لزيارة سوريا. وكان جوابه بعد تثمينه عالياً الدور السوري "سأزور دمشق قريباً".

 

حزب الله المتوجس من تقلبات العهد يُحدّد قواعد التعامل ويطرح النظام على الطاولة

سابين عويس/النهار/28 تشرين الثاني 2016

لا يؤمن سياسي مخضرم بأن العِقد التي تواجه عملية تأليف حكومة العهد الاولى، مردها إلى انتقام يمارسه رئيس المجلس نبيه بري المكلف رسمياً من الأمين العام لـ"حزب الله" بالتفاوض باسمه واسم التحالف الذي يقوده، ضد رئيس تيار " المستقبل" سعد الحريري أولاً، ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون ثانياً، بسبب تكتمهما الشديد على التسوية التي أفضت إلى وصولهما معاً إلى بعبدا والسرايا، وحرصهما على عدم اطلاع أي فريق سياسي آخر على هذه التسوية، بمن فيهم الرئيس بري الذي يعتبر نفسه مهندس الحلول وعرابها. وحال بري في هذا المجال ليست أفضل من حال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي يسعى إلى إظهار نفسه عراب العهد وراعيه، في حين كان خارج تفاصيل بنوده. يدرك السياسي أن هذه العرقلة الناتجة من توزيع حقائب وتحديد أحجام ليست سوى ظاهر الأمور، فيما باطنها يكتنز خلفيات أكبر وأعمق، وهي تنحصر في هدف واحد محوري وجوهري: إرساء قواعد التعامل مع العهد الجديد من خلال طرح النظام على الطاولة، وذلك على قاعدة أن ما لم يمكن أخذه بمؤتمر تأسيسي، يمكن الوصول إليه في شكل أسهل بالممارسة. وربما هذا ما يشجع السياسي المخضرم على تفسير سبب الجدل الذي حصل حول أحقية الطائفة الشيعية بوزارة المال والعودة الى وثائق الطائف، اذ يلاحظ أن عملية قضم مبرمجة لحصص الطوائف تحصل في شكل تدريجي، وترسي أعرافا لا تلبث ان تصبح حقاً مكتسباً. ويرى السياسي المخضرم أن طرح موضوع النظام على الطاولة سيكون عبر قانون انتخابي ينتظر أن يفتح الجدل حوله، أو عبر أعراف وقواعد تتصل بالتمسك بوزارات، أو بأحجام. ويلفت إلى ان الرئيس بري ليس وحده في هذا الموضوع، بل يقف "حزب الله" الى جانبه ويدعمه، انطلاقا من هواجس شيعية حيال الاندفاعة المسيحية وعودة التواصل مع السُنَّّة، من خلال عون- الحريري، ومساعي رئيس "القوات اللبنانية" إلى سحب رئيس الجمهورية من محور الحزب.

ولا يخفي السياسي في هذا السياق خشيته أن يصل الأمر نهاية المطاف إلى اشتباك سياسي أقوى وأكبر، خصوصا أنه مقتنع بأن رئيس الجمهورية ليس أقل من بري رغبة في المواجهة. ويكفي كلامه الأخير أمام وفد "اللقاء الأرثوذكسي" عن الـ٢٠ في المئة الذين تجب محاربتهم، لفهم استمرار وجود خلفيات تصعيدية عند رئيس الجمهورية، حتى بعدما اطمأن إلى جلوسه على كرسي الرئاسة الأولى. والخوف الأكبر الذي يعبر عنه هذا السياسي يكمن في ان يتحول الصدام إلى مستوى أعلى، من شأنه ان يُحرج السُنّة. اذ سيكون السؤال اين سيقف السُنّة وتحديدا رئيس الحكومة؟

يرى السياسي ان الحريري يسعى الى ان يكون متوازناً ويبقى على تشاور دائم مع رئيس المجلس رغم عتب بري الذي بلغ اخيراً مرحلة الإنزعاج. علما ان الحريري يقوم في رأيه بدوره في مفاوضات تأليف الحكومة إنما من دون استعراض. لكن السياسي مقتنع بأن رئيس المجلس يضع قواعد جديدة في مقياسه للأحجام بعقل وصفه بـ" الانقلابي"، فيما المسيحيون يضعون بدورهم قواعد جديدة لقياس أحجام التمثيل المسيحي وأسلوب تعاملهم مع القوى الأخرى، بحيث بدا أن ثمة فريقين إلغائيين يسعيان إلى فرض قواعدهما. ويروي أحد الذين اطلعوا على ما دار بين بري ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال زيارته لبيروت، ان رئيس المجلس عاد الى طرح السلة كشرط لتشكيل الحكومة في إطار استذكاره تجربة اتفاق الدوحة والسلة المتكاملة، علما ان ما تبقى من هذه السلة يكمن في قانون الانتخاب. لكن السياسي المخضرم يبقى مؤمناً، رغم تشابك الصورة السياسية وتداخلها بما يعوق التأليف ويؤخره، بأن موضوع الحكومة هو قرار عربي ودولي كبير، وستبصر الحكومة النور في لحظة غير متوقعة لجميع القوى، تماماً كما حصل في التسوية الرئاسية!

 

من المستهدف باستنزاف الثلاثة أشهر الأولى ؟ تحديد "الضوابط " وصراع محاصصة انتخابية

 روزانا بومنصف/النهار/28 تشرين الثاني 2016

تصر مصادر سياسية عدة على التحذير من ان التأخير في تأليف الحكومة العتيدة الاولى في عهد الرئيس العماد ميشال عون يصيب القوة والزخم اللذين ينطلق بهما العهد سبيلا لاقناع المعطلين الذين تتفق اوساط عدة على انهم من القوى الحليفة للرئيس من حيث المبدأ بتخفيف غلواء مطالبهم او حصصهم والعمل تاليا على تسهيل تأليف الحكومة. وذهب بعض السياسيين الى اعتبار ان الرئيس عون وان لم يكمل بعد الشهر الاول من انتخابه يبدو كأنه امام واقع تقليدي يتمدد مع مطلع عهده في حين ان فترة السماح التي تتركز مبدئيا في الاشهر الثلاثة الاولى من تسلم اي رئيس مهماته تنزلق بسرعة خصوصا ان هذه الفترة هي التي تتحدد فيها قدرة الرئيس على تأطير عناوين رئاسته، في حين ان ما يحصل هو رسم حدود مسبقة من شأنها تقييد العهد ومعه حكومته الاولى. لكن السؤال هو من المستهدف فعلا بهذه القيود وهل هو رئيس الجمهورية باعتبار ان من يقيد او يساهم في التقييد هم حلفاؤه ام رئيس الحكومة التي صدرت تحذيرات عشية اتضاح اتجاهه الى دعم ترشيح العماد عون للرئاسة في اواخر ايلول الماضي من انه قد يواجه احتمالات عرقلة في رئاسته للحكومة واثار كثر سيناريوات مختلفة في هذا الشأن لا تزال حية ؟ ومع ان رئاسة الحريري حظيت بزخم ساهمت فيه العودة الخليجية الى لبنان وليس فقط العودة السعودية بدءا من استيعاب موضوع انتخاب العماد عون الى جانب المؤتمر العام لتيار المستقبل الذي عقد من اجل اعادة ترميم قواعد التيار الحريري ، فان ثمة من يخشى اولا ان تصح مخاوف الخائفين من ان رهان الحريري لم يصح وتم تفريغه من مضمونه من خلال اخذ ما يلائم البعض وعرقلة الجزء الثاني او المتبقي من التسوية وثانيا حملة استنزاف له تمهيدا لاضعافه او لدفعه الى تنازلات لم تخفها الوثيقة السياسية لمؤتمر "المستقبل " لكونه الوحيد الذي قدمها في الفترة الماضية ، الامر الذي قد يشجع الاخرين على الرهان ان الضغط والاستنزاف قد يدفعانه الى مزيد من التنازلات من اجل تمرير تأليف الحكومة.

ذلك ان ثمة ضوابط فرضتها عوامل باتت معروفة من حيث المبدأ الا وابرزها دعم الحريري للعماد عون ما ساهم في انتخابه رئيسا على نحو تعتبر المصادر السياسية ان "حزب الله " اضطر معه الى القبول بذلك وهو الذي تبنى عون مرشحا وحيدا ما ساعده على ابقاء الرئاسة شاغرة لعامين ونصف عام في حين ان الغطاء الذي كان يوفره عون خارج الحكم افضل للحزب وصاف من دون مسايرات لا للدول العربية ولا لسواها، وكذلك التحالف الذي قام بين عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. هذه الضوابط تبدأ من ضرب طوق حول الحكم لمنع " شروده" ان في اتجاه رجحان الكفة مع الحريري وتاليا مع الدول العربية وفق ما برز مع الانفتاح السعودي والخليجي على عون والعكس صحيح او رجحان الكفة مع "القوات". وهذه النقطة الاخيرة نجحت في منع حصول "القوات" على وزارة سيادية وفي موضوع تكريس وزارة المال للطائفة الشيعية مع الرد المناسب بابقاء وزراء حركة "امل" انفسهم مع ما تعنيه رقابة المال على كل الوزارات الى جانب وضع "القوات" في مواجهة مع الطائفة الارثوذكسية انطلاقا من مواجهة عون بأن نيابة رئاسة الحكومة لمن يمثل طائفته وفقا للمعارك التي خاضها تحت هذا العنوان في العامين الاخيرين في حين ان مرشح "القوات" لهذا الموقع لا تلبي هذا المعيار. وتترابط الضوابط مع رغبة حلفاء الرئيس عون في الاصرار على حقيبة اساسية لزعيم "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية كونه يشكل الاحتياط الاستراتيجي لهذا الفريق بناء على اعلان الامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله في وقت سابق ان عون هو عين فيما فرنجية هو العين الاخرى. وساهم في تبرير هذا المنحى اندفاع "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في اتجاه حصر التمثيل المسيحي في الحكومة بهما على نحو فسر بأنه "حرب الغاء" سياسية يمارسانها في حق الاخرين فيما ليس من مصلحة كل الافرقاء ان يرث جعجع الرئيس عون في الساحة المسيحية او ان تخلو الساحة لرئيس حزب "القوات" من دون القوى المستقلة الاخرى . ومن هنا ليس فقط معادلة الدفاع عن فرنجيه بل عن حزب الكتائب ايضا من اجل مواجهة هذا المنحى وضرورة بقاء قوى فاعلة تتصدى لتكريس ما يسعى الثنائي القواتي العوني الى تكريسه. ثمة مصادر تضيف الى ذلك الصراع الضمني على وزارة الطاقة والتي يطالب بها "تيار المردة" من اجل المشاركة في الحكومة علما انها وزارة حساسة ومهمة في وقت عصيب للبنان. اذ كما ان الصراع على الحصص الوزارية لا يخفي الخجل ولا النية لدى معظم الاحزاب السياسية من اجل توظيف مواقعها من اجل تعزيز حظوظها الانتخابية عشية انتخابات نيابية يفترض حصولها في الربيع المقبل، فان وزارة الطاقة يعتقد انها ستكون مهمة بالنسبة الى الاحزاب وليس من اجل لبنان فحسب. اذ ان الاحزاب كلها وفي ظل شح الاموال السياسية الخارجية عموما الخليجية او الايرانية تحتاج الى ان تمول نفسها من عائدات الدولة اللبنانية .وهذا كله من شأنه ان يوحي ان لا شيء تغير او يمكن ان يتغير في المدى المنظور حتى لو انتخب رئيس للجمهورية او تم تأليف حكومة جديدة باستثناء وقف النزف الذي اصاب الدولة حتى اشعار اخر.

 

البازل الحكومي

المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية/الاثنين 28 تشرين الثاني 2016

في الظاهر يبدو أنّ التجاذب حول تشكيل الحكومة العتيدة أمرٌ طبيعي مع بداية عهد جديد، ولكن حقيقة الأمر أبعد من ذلك. فالمعركة القائمة على تشكيلها سببُها تصفية حساب مع الماضي القريب ومع ذلك الاتفاق الذي أوصَل إلى انتخاب رئيس جديد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى وضعُ ضوابط مستقبلية آنيّة وطويلة الأمد لكيفية مشاركة وتمثيل الجماعات اللبنانية في السلطة التنفيذية. من هنا فإنّ السؤال الذي كان يطرحه اللبنانيون والمتابعون للتفاصيل اللبنانية؛ هل يستحقّ عمر الحكومة القصير كلَّ هذا الشَدّ والتذاكي وهذه الشهية التي لا تشبع للحصول على حقيبة وزارية؛ أصبح وراءَنا، إذ إنّ هنالك أموراً جوهرية أخرى تَعوق تشكيلَ الحكومة الجديدة، وبالتالي الانطلاق الفعلي للعهد المأمول منه الكثير... ولكي نُجيبَ عن الأسباب الحقيقية لمأزق التشكيل ينبغي مراقبة تحرّكات كلّ مِن فخامة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ورئيس مجلس النواب لإدراك حقيقة الاشكال، ففي يد كلّ واحد منهم جزء من بازل التأليف:

صحيح أنّه ينبغي الاعتراف أوّلاً بأنّ الرئيس المكلف، وقياساً مع التجارب السابقة في تشكيل الحكومات منذ العام 2005، لم يستنفد لتاريخ كتابة هذه الأسطر الكثيرَ من الوقت لتشكيل حكومته وأنّ الفرصة ما زالت أمامه.

وفي حال استبعاد المعطى الخارجي بوجهَيه السلبي والإيجابي، هل نستطيع القول إنّ الرئيس مكبَّل باتفاقات ثنائية أو أكثر لا يمكنه التخلّص منها بسهولة وهي تعوق حركتَه؟ أم أنّه يتّبع سياسة تتّكل على أن يتعب الجميع لكي يخرج عليهم بحكومة أمر واقع يراعي فيها بعضَ الآراء والمطالب التي لن يمكنَه الخروج منها؟ في المختصر، فإنّ تصرّفاته لا يمكن أن تريحَ المستعجلين بإمكانية صدور المراسيم قريباً. وبالتالي، إذا ما استمرّ الوضع على ما هو عليه، يجب أن يوضح للرأي العام الأسباب الحقيقية التي تؤخّر تشكيلَ حكومةٍ أيامُها معدودة وهدفُها الأوّل والأخير إجراء انتخابات نيابية في موعدها الدستوري، لكي لا يتحمّل وزرَ الإحباط الذي سيعاني منه اللبنانيون.في المقلب الآخر، يُدرك رئيس المجلس النيابي حجمَه وعلى هذا الأساس يدير المفاوضات في عملية التأليف، خصوصاً أنّه مطمئنّ إلى أنّه سيحصل في النهاية على ما يريد من هذه الحكومة، ولكنّه ينظر بعين الريبة إلى أمور عدة من الممكن أن تصبح قاعدةً عند تشكيل الحكومات في حال السماح بها ولو لمرّة واحدة... وتتلخّص بالتقاسم المستقبلي للنفوذ طوال العهد الجديد سواء في التعيينات أو في توزيع الحصص عند تأليف الحكومات المستقبلية، وصولاً إلى من يتحكّم بالثلث الضامن فيها، من هنا، فإنّ حركته أبعد من مجرّد عتَب على تخَطّيه في الانتخابات الأخيرة، وإنّما هي في إطار النزاع المستمرّ على المشاركة في السلطة، والتي لم ينظّمها تطبيق اتّفاق الطائف. وأخيراً تبدو حركة فخامة الرئيس هجوميّة متحرّكة، على عكس خطوات وتحرّكات الرئيس المكلف، فهو مع إدراكه لحدود صلاحياته، خصوصاً تلك التي حدّدها الطائف، إلّا أنّه يدرك تمام الإدراك بأنّه يستطيع الاتّكال على شعبية واسعة وكتلة نيابية وازنة تَضمن له الكثيرَ من حرّية التحرّك ومن التشدّد في المطالبة بقلبِ العديد من المفاهيم التي كانت سائدةً عند تشكيل الحكومات، إلّا أنّه ومع ذلك كلّه يعاني من عوارضِ المَثل القائل «اللهمّ اكفِني شرّ أصحابي أمّا أعدائي فأنا كفيل بهم»... وعليه الخروج سريعاً من هذه الدوّامة.

إنّ الاستعراض أعلاه يؤكّد أنّ تشكيل السلطة التنفيذية في لبنان هو بازل معقّد لا يمكن حلّه إلّا بتضافر وتقارُب كلّ القوى التي في يدها جزءٌ من الصورة حتى ولو كان صغيراً وثانوياً، لكي لا نبقى في المربّع الأوّل من التشكيل والتأليف.

 

مراقبون: حلم إيران بإضعاف الجيش اللبناني سيتبخر بعودة الهبة السعودية

صفاء قره محمد/اليوم/27 تشرين الثاني 2016

يبرر الآن عودة الكلام عن الهبة السعودية للجيش اللبناني والذي سبق وجمدت نتيجة للفراغ الرئاسي وتصرفات «حزب الله» وأتباعه في الحكومة، وبعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتكليف رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بتأليف حكومية وفاق وطني، ما الذي يمنع مملكة الخير من فك قرار تجميدها الهبة وإعادة العمل لتسليمها الى الجيش اللبناني الذي يجب أن يكون قوياً ومزوداً بأفضل الأسلحة والتقنيات لمواجهة الإرهاب الذي يقف كغيمة سوداء فوق سماء المنطقة العربية. الرهان يبقى على الأيادي البيضاء في المملكة العربية السعودية التي لطالما كانت وستبقى الأخ الأكبر لكل بلد عربي وإسلامي، فهل ستحمل زيارة الرئيس عون الى المملكة البشائر بإعادة الهبة الى الجيش اللبناني وتذهب أحلام الولي الفقيه وأتباعه سراباً باستضعاف الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية.

المملكة ستعيد النظر بقرار التجميد

شدد العميد المتقاعد نزار عبدالقادر في تصريح لـ«اليوم» على ان «الافراج عن الهبة هو قرار سعودي كما كان توقيفها قرارا سعوديا»، لافتاً الى انه «لا أحد لديه معلومات عن ماهية القرار الذي من الممكن أن تتخذه السعودية، لكن الآمال كبيرة لكي تعيد النظر في وصول السلاح الى الجيش اللبناني».

وأوضح أنه «جرى إطلاق مشروع صنع هذه الأسلحة داخل الشركات الفرنسية، لذلك هناك التزام تجاري ـ مالي ـ معنوي من المملكة العربية السعودية تجاه الدولة الفرنسية والشركات الفرنسية، والمملكة لن تتملص منه، الا ان السؤال هو الى أين ستذهب هذه الأسلحة، ولهذا أرجح أنه في نهاية المطاف، أن السعودية ستعيد النظر بقرار التجميد، وأن يكون المصب النهائي لهذه الأسلحة هو لبنان وليس المخازن السعودية أو جيوش أخرى كما جرى الترويج له في بعض وسائل الاعلام اللبنانية التي اعتادت أن تقرأ في الغيب دون أي ركيزة لها علاقة بالحقيقية أو بالواقع».

الهبة السعودية لم تسحب

من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب في تصريح للصحيفة ان «كل المعلومات تشير إلى أن الهبة السعودية لم تسحب، أي أن المملكة لم تسحب الأموال التي أعطتها لفرنسا من أجل تصنيع الأسلحة الحديثة للبنان، وكل ما جرى هو تجميد الاتفاقيات التي وقعت مع الشركات الخاصة التي تصنع الاسلحة»، مشدداً على انها «كانت وسيلة ضغط على السياسة القائمة في لبنان، فالسعودية تعلم قبل غيرها لا بل أكثر من اللبنانيين أن مصلحة لبنان بالدرجة الاولى أن يكون هناك جيش قوي، وهذا الجيش القوي ليس بالإمكان تحقيقه على أرض الواقع الا من خلال تسليحه تسليحاً عالياً، وان يكون لديه اكتفاء داخلي، بحيث لا يكون بحاجة في المهمات الداخلية لمساعدة»حزب الله«أو لأجهزة أمنية لصيقة بالدولة أو دخيلة عليها».

وأوضح دياب ان «السعودية تعلم ان التجارب التي خاضها العرب واللبنانيون، ومشاهدتهم لدور حزب الله الإقليمي يقتضي ألا يكون هناك رفع يد عن لبنان، بل يجب أن يكون هناك دعم للمؤسسات العسكرية اللبنانية، من هنا عاد الكلام في المملكة عن اعادة تحريك الهبة للجيش اللبناني، لأن عماد الإستقرار في لبنان هو الأمن، فعندما يكون هناك إستقرار أمني يتولاه الجيش والاجهزة الأمنية التي رصد لها مبالغ لدعمها وتقويتها وتسليحها وتدريبها، عندها يعزز الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي»، مشدداً على أن «لبنان الآن أكثر من أي وقت مضى يحتاج الى هذه الهبة والى تسريعها»، لافتاً الى ان «الزيارات المتبادلة بين السعودية ولبنان وزيارة الرئيس ميشال عون الى المملكة ستتطرق في بندها الاول لهذا الموضوع، وستعود السعودية حاضنة أساسية للبنان في المرحلة المقبلة».

خلط أوراق

وفي السياق، أكد مستشار الرئيس العماد ميشال سليمان بشارة خيرالله في تصريح لـ«اليوم» ان «عودة المؤسسات الدستورية إلى الانتظام بعد انتخاب رئيس للجمهورية، ستخلط الكثير من الأوراق وستحرك الكثير من الملفات العالقة، وفي مقدمها -الهبة الاستثنائية- لدعم الجيش اللبناني التي منحت إلى لبنان في أواخر عهد الرئيس ميشال سليمان، ثم جمدت في ظل الفراغ الرئاسي والفلتان الأمني في لبنان، الذي عانى ما عاناه من هستيريا سياسية من دون رئيس يضبط إيقاع المؤسسات الدستورية».

وشدد بشارة على ان «خيوط التواصل بين الرئيس سليمان وقيادة المملكة العربية السعودية قديمة وهي بحالة جيدة جداً ولم ولن تنقطع، وهي مبنية على الاحترام المتبادل، إيماناً من حرص الرئيس سليمان الدائم على أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب وجامعة الدول العربية، ومن محبة المملكة للبنان واللبنانيين من دون أي تفريق، ومن حرصها الدائم على دعم المؤسسات، سيما مؤسسة الجيش اللبناني الذي يحارب الإرهاب ويحقق انتصارات عدة منذ الضنية عام 2000 ونهر البارد 2006 في الشمال اللبناني وصولاً إلى المعارك الأخيرة على الحدود الشرقية اللبنانية السورية».

عودة العلاقات

وفي هذا الإطار، أمل رئيس التجمع «الدستوري الديمقراطي» محمد سلهب ان «تعود العلاقات اللبنانية ـ السعودية في عهد الرئيس عون إلى ما كانت عليه أيام الرئيس سليمان، لأنه في ظل الفراغ الرئاسي وتعطيل أعمال الحكومة والمجلس النيابي، تراجعت علاقة لبنان مع الدول العربية بفعل غياب المرجعية الدستورية القادرة»، آملاً ان «تتشكل الحكومة سريعاً، ولا بأس من تطعيمها ببعض الوزراء التكنوقراط لتعزيز شأنها وتحسين إنتاجيتها».

 

تخيل أنك عراقي!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/28 تشرين الثاني/16

تخيل أنك عراقي ٬ سني تؤمن بالمواطنة٬ وتحلم بزمن أفضل من زمن الديكتاتور صدام حسين. أو شيعي معتدل٬ لا ترى العراق محافظة إيرانية٬ وإنما وطن جامع تُحترم فيه ا بزهو بأنه أبلغ ً كرامة المواطن٬ أًيا كان مذهبه٬ أو دينه. أو كردي وطني٬ تحلم بالعراق المتنوع٬ أو مسيحي يرى العراق وطنا أما٬ ثم تشاهد رئيس وزراء العراق متحدث أوروبًيا بعدم الاكتراث بحقوق الإنسان في معركة استعادة الموصل من “داعش”؟ تخيل أن تكون عراقًيا وتشاهد٬ وتسمع٬ حيدر العبادي وهو يقول إن ممثل الإتحاد الأوروبي في بغداد باتريك سيمونيه ، أبلغه بأن الإتحاد راض عما يتعلق بحقوق الإنسان بمعركة الموصل ٬ وبأن الممثل الأوروبي طلب من العبادي ألا يكترث لتقارير أصدرتها منظمتا العفو الدولية و”هيومن رايتس ووتش”٬ ووثقتا فيها انتهاكات للقوات العراقية٬ وميليشيات “الحشد الشعبي” ضد المدنيين٬ حيث يقول العبادي٬ وتلفزيونًيا٬ إن الممثل الأوروبي طالبه بألا يكترث بتلك التقارير “لأن لها أسبابها”! فكيف سيكون رد فعلك٬ بصفتك عراقيا وطنيا٬ أًيا كان دينك٬ أو مذهبك٬ وتحلم بوطن لا مكان للديكتاتورية فيه٬ ولا العنف٬ ولا القمع٬ ولا التطرف؟ بالتأكيد ستشعر بأن العراق بات بؤرا وليس بؤرة٬ للتوحش٬ من الديكتاتور صدام٬ للإرهابي الزرقاوي٬ إلى المتطرف بمواقفه نوري المالكي ٬ والإرهابي أبو بكر البغدادي٬  إلى المتفاخر بعدم الاكتراث بحقوق الإنسان حيدر العبادي صاحب الحصانة التاريخية الآن٬ التي منحه إياها ممثل الإتحاد الأوروبي ببغداد٬ بحسب ما قاله العبادي٬  وصولاً الذي تعني تصريحاته هذه عن عدم الاكتراث بملف حقوق الإنسان أننا تجاوزنا مرحلة الابتذال السياسي في العراق٬ ووصلنا إلى مرحلة الابتذال الأخلاقي المشرعن دولًيا٬ ومن ممثل أعرق الدول المعنية برعاية حقوق الإنسان٬ ممثل الإتحاد الأوروبي في العراق  الذي يرضى٬ ويقبل٬ أن تنتهك حقوق المواطنة٬ والإنسانية٬ في العراق الذي يفترض أنه ديمقراطي٬ ويحارب التطرف٬ ويساند أوروبًيا بأموال دافعي الضرائب٬ فأي مهزلة أكبر من هذه؟ وطالما لم يصدر نفي واضح٬ قاطع٬ من الاتحاد الأوروبي٬ وممثله في العراق٬ حول ما نسبه له العبادي٬ الذي ربما يكون أول حديث للممثل الأوروبي٬ أو أخرجه من سياقه٬ ونقول ربما٬ فإننا نكون أمام نفاق سياسي مريب٬ وخطر٬ من الجانب الأوروبي حيال ملف حقوق الإنسان في العراق٬ وهو ما يثير الشكوك في مواقفهم في سوريا أيضا ً وخصوصا أمام جرائم الأسد ٬ وحلفائه الإيرانيين٬ تحديًدا. كما أنه يثير الريبة أيضا تجاه مواقف الإتحاد الأوروبي من قضايا المنطقة المتعلقة بحقوق الإنسان٬ حيث نرى الآن مواقف أوروبية متساهلة في العراق٬ مقابل مواقف متشددة بدول أخرى في منطقتنا؛ مما يعني أننا أمام مواقف انتقائية٬ وليس مبدئية أخلاقية٬ وقانونية. وعليه٬ فإما أن يصدر نفي أوروبي قاطع٬ أو توضيح كا ٍف٬ أو نكون أمام كارثة أخلاقية٬ وسياسية٬ ومأزق حقيقي؛ لأن موقف الاتحاد الأوروبي هذا الذي تحدث عنه العبادي يعني أن ديمقراطية العراق مجرد كذبة٬ كما يعني أننا مقبلون على مزيد من التطرف٬ والعنف٬ والإرهاب٬ في العراق وسوريا ٬ وغيرهما.

 

'فتح' لا علاقة لها بـ'فتح'

خيرالله خيرالله/العربي/العرب/28 تشرين الثاني/16

ينعقد مؤتمر “فتح” في وقت لم يعد لـ“فتح” علاقة بـ“فتح”. هناك محاولة واضحة لإيجاد “فتح” جديدة تتلاءم مع المرحلة التي تمرّ بها القضية الفلسطينية، وتكون في الوقت ذاته مجرّد وسيلة يستخدمها الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس “أبو مازن” لضمان بقائه في السلطة ومنع خصومه من لعب أيّ دور في حال غيابه. ولكن ما هو المشروع الوطني الفلسطيني في حال غياب “أبو مازن”، بعد عمر طويل، وكيف يمكن لـ“فتح” الجديدة لعب دور في تحقيق هذا المشروع؟ هناك جانبان مهمّان في المؤتمر الذي ستعقده الحركة بعد أيّام. يتمثل الأوّل في غياب أيّ معارض لـ“أبو مازن” عن المؤتمر، والآخر في انتفاء ثقل الخارج لمصلحة قيادات من الضفة الغربية وغزّة، لا يمكن للأسف الشديد وصفها بالقيادات. لا يختلف اثنان على أنّ “أبو مازن” هو آخر القيادات التاريخية للحركة، هذا إذا استثنينا فاروق القدومي “أبو اللطف” الذي رفض العودة إلى فلسطين والذي تقدّم به العمر ولم يعد له أيّ دور منذ فترة طويلة. بقي “أبو مازن” في الصف الثاني للقيادة الفلسطينية فترة طويلة. لا شكّ أنّه لعب دورا مهمّا في مجال العلاقات الخارجية، خصوصا في مجال تمتين العلاقة بين “فتح” وموسكو. سمح له ذلك بأن يكون على معرفة دقيقة بموازين القوى الإقليمية والدولية. استثمر معرفته هذه في مرحلة ما قبل التوصل إلى اتفاق أوسلو في صيف العام 1993، وهو اتفاق وقّع في حديقة البيت الأبيض لاحقا، في أيلول – سبتمبر من ذلك العام، وفتح أبواب واشنطن على مصراعيها أمام “أبو عمّار”. سيحكم التاريخ على ما إذا كان ياسر عرفات استطاع استغلال الفرصة المتاحة له أم لا، علما أن إسرائيل لم تكن في أيّ يوم تعتقد أنّ اتفاق أوسلو يمكن أن يؤدي إلى تسوية معقولة ومقبولة ترضي بعض الطموحات المشروعة للفلسطينيين، بل كانت تريد أن تثبت من خلال اتفاق أوسلو أن الفلسطينيين لا يحترمون التزاماتهم.

في الواقع، سيحكم التاريخ على ما إذا كان عرفات عرف تماما ما الذي وقّع عليه في حديقة البيت الأبيض؟ الأهمّ من ذلك هل كان يعرف ما هي إسرائيل التي وقّع الاتفاق معها وهل استطاع فهم أصول لعبة العلاقات العامة التي تدور في واشنطن وفهم أميركا نفسها؟

بقي ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، على رأس “فتح” أقلّ بقليل من نصف قرن. وإذا كان من كلمة حقّ تقال، فإن “فتح” تميّزت منذ نشوئها بتنوع الآراء في داخلها. كان ذلك مصدر غنى لـ”فتح” كما تسبب بمشكلات وأزمات كبيرة استطاع “أبو عمّار” ضبطها واحتواءها في معظم الأحيان. لم تكن هناك “فتح” واحدة إلّا في بدايات البدايات. بدأت تظهر الانشقاقات خلال وجود “فتح” في الأردن حيث أصبحت هناك دكاكين فتحاوية. وعندما انغمست “فتح” في الحرب اللبنانية وحوّلت نفسها إلى جيش المسلمين ضد المسيحيين، كانت تضمّ تيارات بعضها “ماوي”، نسبة إلى الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، وبعضها، في مرحلة لاحقة “خميني”، نسبة إلى زعيم الثورة علي الشاه في إيران. كان هناك أيضا من يُعتبر محسوبا على دول الخليج العربي التي لم تقصّر يوما في دعم “فتح” ماليا، باستثناء سلطنة عمان.

وكان هناك من يُعتبر محسوبا على مصر وعلى الأجهزة المصرية تحديدا… وكان هناك بالطبع مستقلون لا ولاء لديهم سوى لقضية ما لبثت أن تراجعت أهمّيتها مع مرور الوقت لأسباب كثيرة في مقدّمها الشرخ المذهبي الذي ظهر بوضوح بعد الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003.

كانت “فتح” في حال ضياع أيديولوجي مستمر، لكن “أبو عمّار” عرف دائما كيف يمكن ضبط الأمور معتمدا قبل أيّ شيء آخر على عامل المال الذي جعله فوق كلّ الخلافات، في معظم الأحيان وليس في كلّ وقت. كذلك، عرف “أبو عمّار” كيف يفرض إرادته وذلك بقبوله القرار 242 وإعلان نبذه الإرهاب في العامين 1988 و1989.

خاضت “فتح” في عهد ياسر عرفات صراعات كانت في غنى عنها، بما في ذلك الصراع مع النظام السوري برئاسة حافظ الأسد الذي كان يعتبر القرار الفلسطيني المستقلّ “بدعة”… وفلسطين “جنوب سوريا”. وضع ياسر عرفات نفسه، من خلال تمسّكه بالوجود العسكري في لبنان، لقمة في فم حافظ الأسد الذي حرمه من أي فوائد كان يمكن أن يحصل عليها عبر أنور السادات! مرّت “فتح” بمراحل كثيرة قبل الوصول إلى اتفاق أوسلو. فقدت خليل الوزير “أبو جهاد” ثم صلاح خلف “أبو إياد”. كانا منافسين جدّيين لياسر عرفات، لكنّهما كانا في الوقت ذاته أبرز حليفين له عندما تدعو الحاجة إلى ذلك.

لدى وفاة “أبو عمّار” في تشرين الثاني – نوفمبر 2004، لم يكن يعد في الساحة غير “أبو مازن”، الرجل الواقعي الذي يمتلك شخصية مختلفة كلّيا عن شخصية الزعيم الفلسطيني الراحل. كان “أبو مازن” يمتلك من الواقعية ما دفعه إلى زيارة مسقط رأسه في صفد برفقة أفراد عائلته. كان ذلك في مرحلة ما بعد أوسلو. قال وقتذاك للذين رافقوه إنّه جاء بهم إلى المكان الذي لن يعودوا إليه يوما.

هناك خيط عريض يربط بين كلّ تصرّفات محمود عباس الذي يرئس السلطة الوطنية منذ ما يزيد على عقد من الزمن. ورث “أبو مازن” كلّ مواقع ياسر عرفات وألقابه، بما في ذلك لقب “رئيس دولة فلسطين”. لكنّه تصرّف في كلّ مناسبة بما يؤكّد أنّه يرفض كلّيا كلّ ممارسات سلفه. حتّى نظرته إلى الأشخاص مختلفة تماما عن نظرة ياسر عرفات. لا يقبل بوجود أي شخص قوي قربه. مع “أبو مازن”، لا مجال لأي نقاش من أي نوع كان في أي موضوع كان. نظرته إلى المال مختلفة أيضا عن ياسر عرفات الذي عرف كيف يستخدم هذه الوسيلة للوصول إلى غاياته. كان المال سلاحا من أسلحته، في حين أن أهمّيته بالنسبة إلى “أبو مازن” مختلفة تماما. إضافة إلى ذلك، لم يحطْ “أبو مازن” نفسه بأشخاص قادرين على التعاطي مع الإعلام. بالنسبة إليه، لا وجود لسلاح الإعلام، لا على الصعيد العربي ولا على الصعيد العالمي.

باختصار شديد، أن “أبو مازن” شخصية تمثّل نقيض شخصية “أبو عمّار”. لذلك يريد أن تكون “فتح” على شكله. عذره أن المنطقة كلّها تغيّرت. لم تعد القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والمركزية. لا يتحدث اليوم عن القضية الفلسطينية إلا أولئك الذين يريدون المتاجرة بها من مسؤولين إيرانيين وأدوات لإيران وسياساتها ومشروعها الإقليمي. هل يبرّر ذلك قيام “فتح” جديدة لا تضمّ سوى أزلام لمحمود عبّاس؟ هل تتطلب المرحلة التي تمرّ بها القضية الفلسطينية مثل هذا الانقلاب الكبير على ما بقي من إرث لياسر عرفات بحسناته الكثيرة وسيئاته التي لا تحصى أيضا، على رأسها أخطاء الأردن ولبنان والكويت والسقوط في الأفخاخ التي أوقعه فيها حافظ الأسد من حيث يدري أو لا يدري، فضلا عن أخطاء ما بعد أوسلو وكيفية التعاطي مع إسرائيل والولايات المتحدة؟

 

العربي الجديد: فيديل كاسترو... نهاية قرن سياسي

الأحد 27 تشرين الثاني 2016

وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: لعلّ ردود الفعل المنقسمة بين السعادة المطلقة في ميامي الأميركية، التي تعرف بـ"هافانا الصغيرة"، على وفاة فيدل كاسترو، والحزن المميت في أماكن كثيرة من العالم، تختصر جانباً كبيراً مما يمكن أن يقال عن الرجل الذي يصنف، موضوعياً، في خانة الظواهر السياسية للقرن العشرين. ولعلّ الكلمات القليلة التي صدرت عن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، تعليقاً على نبأ الوفاة، تختزل الجزء الآخر لشخصية الرجل وسيرته، هو الذي "جسد الثورة بآمالها وخيباتها" بحسب تعبير الرئيس "الاشتراكي" الذي لا شك في أنه نشأ، أيام كان الحزب الاشتراكي الفرنسي اشتراكياً بالفعل، على أدبيات تمجّد الزعيم الكوبي.

مات كاسترو بعد 90 عاماً قضى أكثر من 70 منها في المشاغبة والحروب والثورات والتصفيات والتأثير في أجيال على امتداد العالم. وربما ليس من المبالغة القول إنه يندر وجود أي شخص في العالم لا يعرف اسم فيديل كاسترو، بغض النظر عن الانطباع الأولي الذي يثيره الاسم، بين مجرم أو أسطورة ثورية، بين حالم بعالم أفضل بالفعل، وانتهازي جعل شعبه يموت جوعاً وحصاراً وتنكيلاً، وقائد تحرر من الإمبريالية والوصاية وقوانين رأس المال والكنيسة، قبل المراجعات الكبرى التي أجراها على كل حال. وربما يكون عدد من سمّوا أولادهم "فيديل" دليلاً على كون الرجل ينتمي إلى فئة باتت منقرضة من الزعماء التاريخيين الذي كتبوا تاريخ العالم، من صنف شارل ديغول ولينين وهو شي مينه وجمال عبد الناصر وجون كينيدي وياسر عرفات ونيلسون مانديلا وأرنستو تشي غيفارا، الذي أخذ معه، مثلما أخذ كاسترو معه، أسرار وألغاز العلاقة التي انتهت بينهما، ودياً بحسب البعض، وبشكل مأساوي بحسب كثيرين آخرين.

مات فيديل كاسترو في هافانا مثلما أراد على الأرجح. مات بعدما كاد يفعل كل ما يمكن لأي زعيم سياسي "غير عادي" أن يفعله. وحده يدرك إن كان راضياً عما انتهى إليه حال كوبا التي ارتبط اسمها باسمه، لكن الأكيد أن الرجل، بسنواته التسعين، كتب تاريخاً كاملاً، لا لبلده فحسب، بل حجز لنفسه فصلاً رئيسياً في تاريخ العالم المعاصر، على الأقل ذلك الخاص بستة عقود كاملة من منتصف القرن العشرين حتى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. كثر "يعبدونه" وكثر يكرهونه. طبع التاريخ باسمه من رمز للشيوعية الثورية "النقية" إلى جوار تشي غيفارا، فالشيوعية "المؤسساتية" بعد رحيل غيفارا. خاض حروباً لا تنتهي داخل الحدود وخارجها لإرساء "نموذج" أراده خاصاً به، وتصفية بلده من كل معارضيه بشكل دموي، وتحدّي أكبر قوة في العالم على بعد كيلومترات عن شواطئ ميامي الأميركية، وهدّد بحرب عالمية ثالثة كانت حظوظها كبيرة (أزمة الصواريخ الكوبية 1962)، وصولاً إلى مشاكسة الاتحاد السوفييتي وصنع جيلٍ من السياسيين ينظرون إليه كمثال انتهى به الحال مستقبِلاً أعداء الأمس، من رؤساء كنائس العالم ورئيس أميركي أنهى ولايتيه بمصالحة تاريخية مع العفريت الكوبي. ظل اسم الرجل طاغياً حتى عندما تنحى عن الحكم وأداره عن بعد، من خلال شقيقه راوول، لكي لا يكون هو من ينقلب على عزلة صنعها بنفسه لبلده تحت شعار "تحدي الإمبريالية"، والصمود في واحد من أطول أشكال الحصار الاقتصادي في التاريخ الحديث، قبل أن يفتح، وشقيقه، الحدود، ويصالحان "الشيطان الإمبريالي"، ويفتتحان السفارة الاميركية في هافانا، و"تهجم" طائرات السياح الأميركيين إلى شواطئ كوبا الجميلة وسيغارها وفاتناتها... ثم يعودان لإجراء تدريبات عسكرية "استعداداً لحكم دونالد ترامب"، بحسب النبأ الذي أعلن من هافانا فور الكشف عن نتائج الانتخابات الأميركية الرئاسية في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.

لا يُمكن اختصار "الرفيق" فيديل بثورة كوبية ناجحة أو بمعاصرته أرنستو تشي غيفارا. كان كاسترو أقلّ مثالية وأكثر واقعية من تشي. ترك الرومانسية الثورية لغيره، وانصرف إلى رسم خريطة سياسية مغايرة لكل ما سبق، ولكل ما أتى لاحقاً، في كوبا وفي البيئة الأميركية الوسطى. كان يحلو له ترداد: "يكفيني فخراً أنني أقمت الاشتراكية على فم الولايات المتحدة". أقامها، على الرغم من الحصار الأميركي للجزيرة. لكنه فعلها، ونجح في تحويل بلاده إلى مثال صادح لمحو الأمية ومجانية الطبابة. لكنه أيضاً حول بلده إلى بلدين: بلد الفقر للكوبيين، وبلد الجنات السياحية المحصورة بالأجانب والممنوعة على المواطنين، تماماً مثلما كان الحال في وجود عملتين، واحدة للمواطنين والثانية لأثرياء السياحة. لم يكن كاسترو قديساً، فقد ساهم في "تطهير" صفوف "الثورة" من كل رجال العهود السالفة. تحديداً عهد الرئيس السابق فولخانسيو باتيستا. اقتنع كاسترو بنصيحة غيفارا، الذي أسرّ له "أخطأ جاكوبو أربينز في غواتيمالا، حين لم يقم بتطهير صفوفه قبل الانقلاب العسكري عليه، عبر الإعدامات، لو فعلها لما قام عليه أحد". كان أربينز قد تسلّم الحكم في غواتيمالا بين عامي 1951 ـ 1954، وأُطيح به في انقلاب دبّرته الولايات المتحدة، وكان غيفارا شاهداً على ما جرى. تجربة غيفارا في غواتيمالا، سمحت لكاسترو، في حسم موقفه، فوافق على تنفيذ الإعدامات "باسم الشعب الكوبي". فعلت الإعدامات فعلها، بالنسبة إلى الثوار الجدد. كل من عارض كاسترو قُتل أو سكت أو هاجر. كانت الطريقة الأنسب للثورة الوليدة في تكريس وجوديتها. لم يكن هناك من يوثق الإعدامات. كانت "الشائعات" و"الأقاويل" هي السائدة. مع ذلك، كان هناك أمر ما سينهي مسيرة طويلة: العلاقة مع غيفارا.

كان غيفارا حالماً، أراد هافانا محطة من محطات أخرى، سعياً لـ"ثورة أممية". أما كاسترو فاكتفى بكوبا. كان أقرب، وهو الإسباني الأصل، إلى ترسيخ "قوميته" الكوبية، بفعل مراقبته مسار أزمة الصواريخ الكوبية، التي كاد يتلقاها من الاتحاد السوفييتي في عام 1961. راقب بعقله كيف "تفاهم" الروس والأميركيون على عدم اشعال حرب عالمية ثالثة بسبب جزيرة لا تزيد مساحتها على 110 آلاف كيلومتر مربّع، ولا تُشكّل أكثر من 1 في المائة من مساحة الولايات المتحدة و0.1 في المائة من مساحة الاتحاد السوفييتي. تصرّف كاسترو بواقعية. غادر غيفارا كوبا، في رحلة "مقاومة يسارية"، واستمرّ فيديل في هافانا، مانحاً الحرية لشقيقه راوول في السلطة. كان قريباً من الأضواء وبعيداً في الوقت عينه. يُمكن أن يختفي لفترة طويلة، مكتفياً ببعض المقالات، الموقعة تحت اسم "تأملات فيديل"، كما يُمكن أن يتلو خطاباً لساعات طويلة، مكتوباً أو مرتجلاً، لكنه كشف في النهاية إلى وصوله إلى إستنتاج "ربما متأخر قليلاً، وهو أن الخُطَب يجب أن تكون قصيرة"، هو الذي ألقى مرة خطاباً دام سبع ساعات متواصلة. علم أن الحدود الكوبية "المضمونة" أفضل من ثورة لن يسمح بها أحد لاستيلاد "طرف ثالث" عالمي. مع أنه انضمّ إلى دول عدم الانحياز في عام 1961، غير أن كاسترو، لم يُظهر ما أراد إظهاره، سوى في "إعلان هافانا"، في القمة السادسة لدول عدم الانحياز في 1979. أوضح في حينه ميله إلى حرية الشعوب وحقّها في تقرير مصيرها. أي ما اكتفى به في كوبا.

كان كاسترو ذكياً كفاية ليُصيغ "إعلان هافانا" بحسب أهواء ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، التي استقلّ فيها عدد هائل من الدول، الآسيوية والأفريقية. كان منشغلاً، في متابعة مآل الثورة الإيرانية، والاجتياح السوفييتي لأفغانستان في عام 1979. كان منتبهاً لـ"البينغ بونغ" الأميركية ـ الصينية في 1971، ولتراجع الأميركيين في حرب فيتنام. وجوده في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، في فترة أوجدت فيها الولايات المتحدة ومعها الاتحاد السوفييتي، مساحة واسعة لحرب باردة بينهما، كان مزعجاً، بالتالي كان هدفاً لمحاولات اغتيال. فكاسترو وعلى الرغم من واقعيته، إلا أنه كان حجر عثرة بالنسبة إلى رجال واشنطن، خصوصاً أنهم كانوا قد "باركوا" له انتصار الثورة، قبل أن يعمد إلى تأميم الشركات الأجنبية، الأميركية بمعظمها. حينها قرروا التخلّص منه بسبب معاداته لهم. بالنسبة إلى الأميركيين لم يكن باتريس لومومبا أفضل من كاسترو، ولا مارتن لوثر كينغ، ولا غيفارا نفسه. "لا أستطيع أن أفعل ذلك، فيديل"، تلك كانت كلمات "المرأة القاتلة"، التي وظّفتها الاستخبارات الأميركية لاغتيال كاسترو. لا تُذكر السجلات أسباب تردد المرأة، التي كانت تستهدف اغتياله بحبوب مسممة داخل البوظة. لم تكن المحاولة الأولى من نوعها. في الواقع تعرّض الرجل لحوالي 360 محاولة اغتيال، أو هكذا يقال على الأقل، لم تنجح أي منها. فشل بعضها بفعل الصدفة، وبعضها الآخر بفعل فطنته. كان كاسترو براغماتياً بشكل هائل. لم يكشف كل أوراقه بعد انتصار الثورة الزاحفة من جبال سييرا مايسترا إلى هافانا. لم يكن نموذجاً مشابهاً لديكتاتوريي أميركا الجنوبية، الذين ارتقوا إلى السلطة بانقلابات دموية وهبطوا منها بإهانات شعبية: أوغوستو بينوشيه في تشيلي نموذجاً. المجلس العسكري في الأرجنتين مثالاً. الحكومة العسكرية في البرازيل أيضاً. كان الرجل أذكى من التصرّف كأنداده. رآهم يتهاوون، فيما استمرّ هو في الرقص على الحبال.

دفعته "واقعيته"، إلى التخلّي عن دينه المسيحي، ويقول في هذا الصدد "أبلغني والدي بضرورة أن أعترف عند الكاهن في كل مرة أنظر فيها إلى فتاة نظرة خاطئة. حسناً، اعترفت في اليوم الأول والثاني والثالث، على مرّ أسبوع كامل. حينها أدركت أن الدين ليس لي". الواقعية نفسها، دعته إلى استقبال البابا يوحنا بولس الثاني في كوبا، في يناير/كانون الثاني 1998. كان ذكياً كفاية، ليُدرك أن لا ضرورة لمعاداة البابا، بعد رؤيته أنصار "لاهوت التحرير"، ينهارون في الجوار. كما أن نهاية الحرب الباردة أعادت رسم خريطة سياسية جدية للعالم، أعلنت فيها الولايات المتحدة، زعامتها المطلقة فيه. فكان أن أفسح المجال لعودة العمل الكنسي إلى كوبا واستقبال البابا الحالي فرنسيس والتطبيع الكامل للعلاقة مع الكنيسة. ويُسجّل له أنه الرجل الذي استقبل في بيته، رأسي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والأرثوذكسية، البابا فرنسيس في 20 سبتمبر/أيلول 2015، والبطريرك كيريل الروسي في 13 فبراير/شباط الماضي. لم يكن فيدل كاسترو مجرّد رئيس لدولة ما، بل كان فعلاً رئيساً غير عادي لدولة عادية. ترك أثره لدى العديد من يساريي العالم. على رأسهم اللاعب الأرجنتيني الأسطورة، دييغو مارادونا. كان يبدو قوياً للغاية، ولم تكن أخبار مرضه لتثير المخاوف، بل كانت أخباراً "عادية". حتى أن وقوعه أثناء نزوله من المنبر بعد أحد الخطابات، لم يكن دليلاً على ضعفه، لأنه فيديل كاسترو، الذي صنعت منه القوة ما يكفي لإبعاد صفة "الضعيف" عنه.

 

الإبداع اللبناني.. صورة وواقع

رضوان السيد/الإتحاد/27 تشرين الثاني/16

في ذكرى الاستقلال اللبناني الثانية والسبعين، تنبه المحتفلون إلى أن فيروز المطربة المشهورة بلغت الحادية والثمانين. لقد ذهب البعض منهم إلى وضع صورتها على أعمدة هيكل الشمس ببعلبك الذي غنّت فيه للمرة الأُولى قبل ستين عاماً. أما الإذاعات والفضائيات فحفلت بأُغنياتها عن لبنان وعن الحب والشمس، وعن مكة والقدس وفلسطين. وقد بلغ من كثرة مناسبات فيروز هذه الأيام، أنها في رأي بعض الظرفاء تجاوزت مناسبات وأحاديث الاستقلال! فيروز (يليها وديع الصافي) تُعنى في أغنياتها عنايةً خاصةً بلبنان. وصُوَر أغنياتها عنه (خصوصا في الستينيات والسبعينيات) أنه وطن المحبة والشمس والمجد والعلم والحضارة والتقدم والشباب المزدهر. وبالطبع كلُّ مطربي ومطربات لبنان، بل وسوريا وفلسطين وبعض المصريين، اهتموا بلبنان وبيروت والأرز والجبل والثلج والريح.. لكن فيروز لا تُضاهى في هذا المجال. ومن حسن حظّها أنّ زوجها عاصي الرحباني وأخاه منصور كانا شاعرين وملحّنين في الوقت نفسه. لذا فإنّ كلمات أغنياتها رائعة بالفعل، وهي تظلُّ مثيرةً للانتباه باعتبارها شعراً رائعاً، رغم جمال صوتها وملائكيته. وما زادت فترة الإنشاد للبنان وازدهاره عند فيروز على العشرين عاماً. ثم بدأت مرحلتا الحرب الأهلية في لبنان، والغزو الإسرائيلي المتكرر له. أمّا الجانب الآخر فهو الإشادة بصمود لبنان وشجاعة أبنائه، وأنه سيظل دائماً رغم كل شيء طاقة وردٍ وإكليل غار على جبين التاريخ. إن هذه الصورة العذبة والماجدة للبنان، هي صورةٌ شعريةٌ، وعلاقتها بالواقع فيها الكثير من المشكلات. فعندما بدأت فيروز والصافي والأطرش وصباح، يغنون للبنان في الخمسينيات، كانت حربٌ أهليةٌ تشتعل فيه (1957-1959). وقد اتخذت لها عناوين المسيحية والإسلام، العروبة وحلف بغداد، والصراع بين الأميركان والسوفييت على المنطقة العربية. لكنّ الصورة استقرّت بين 1960 و1975 مع بدء رئاسة اللواء فؤاد شهاب، أول رئيس عسكري للبنان. كان مسيحياً متنوراً ورجل دولة على غير عادة العسكريين، وتحالف مع عبدالناصر فرضي عنه المسلمون اللبنانيون. ثم اضطربت الصورة وما تزال بعد وفاة ناصر، وإسراع إسرائيل لتخريب البلاد بذريعة استقرار المقاومة الفلسطينية فيه بعد خروجها من الأردن عام 1970. وما خرجت المقاومة التي تصارع عليها المسلمون مع المسيحيين حتى دخل الإسرائيليون وصولا إلى بيروت عام 1982 حيث أرغموا النواب على انتخاب بشير الجميل رئيساً للبنان. ومن وراء الإسرائيليين دخل العسكر السوري (1976 -1977)، ولم يخرج من لبنان إلاّ بعد اغتيال رفيق الحريري عام 2005.

احتفل لبنان يوم 22 نوفمبر 2016 بذكرى الاستقلال الثانية والسبعين، بيد أنّ هذه الذكرى ما جلبت معها غير القليل من الفرح والراحة. فمن الفرح القليل أنه أمكن قبل أقل من شهر انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، بعد فراغٍ رئاسي دام عامين ونصف العام. لكنْ ليس هذا فقط، فخلوُّ منصب الرئاسة، وهو يحدث للمرة الثالثة منذ دخول السوريين إلى لبنان، يعبّر عن أزمةٍ في النظام السياسي، لا تجد حلاًّ لها. فمنذ خروج السوريين سيطر «حزب الله» على مرافق الدولة ومؤسساتها، وهو يمنع ما لا يريد ويفرضَ ما يريد. وفي أوائل 2013 تدخل عسكرياً في سورية لدعم نظام الأسد رغم اعتراض معظم اللبنانيين، وبخاصةٍ أنه تسبب بمجيء مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى لبنان. وكان الحزب في 2008، وبغرض إسقاط حكومة السنيورة الأولى، قد احتلّ بيروت، ثم عاد وأسقط الحكومة الأُولى لسعد الحريري عام 2011. ولبنان لا يعاني نظامُهُ السياسي من هيمنة الحزب وحسْب، بل ومن التفاقُم الطائفي، والفشل في إدارة الدولة والنظام، إلى درجة أنّ مجلس الوزراء ما استطاع حلَّ مشكلة النفايات طوال عام كامل! سمعتُ نائباً ووزيراً سابقاً اشتهر بمعارضة مجيء عون للرئاسة، يردُّ على المتشائمين بحاضر لبنان ومستقبله: «أياً تكن الصعوبات والمخاطر، فنحن بالنهاية 4 ملايين نسمة. وهم يحتاجون إلى نظام سياسي وإدارة. وإن لم نظلّ نحاول الخروج من المأزق، فقد يصيبنا ما أصاب سورية والعراق. إن العرب لا يحتاجون المزيد من المقتولين واللاجئين». لبنان فيروز هو حُلُمٌ مسيحيٌّ فرنسيٌّ بالأصل. لكنه أفاد المسلمين أيضاً. فإذا كان ما تحقّق من نجاحٍ متواضع لا يبرر بقاء النظام، فليكن الخوف من الأعظم هو المبرر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي احتفل في مرسيليا بقداس على نية جمعية عمل الشرق

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /وطنية - باريس - احتفل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بقداس في بازيليك القلب الأقدس في مرسيليا على نية جمعية "عمل الشرق" لمناسبة مرور 160 عاما على تأسيسها، عاونه فيه راعي أبرشية الموارنة في فرنسا الزائر الرسولي على أوروبا المطران مارون ناصر الجميل، الوكيل البطريركي على البيت الفرنسي - اللبناني خادم رعية سيدة لبنان في مرسيليا المونسنيور جان مارون قويق، مطران مرسيليا للكاثوليك اللاتين رئيس مجلس أساقفة فرنسا الكاثوليك جورج بونتييه، وكيل بازيليك القلب الأقدس المونسنيور جان بيار إيلول، المدير العام لجمعية "عمل الشرق" المونسنيور باسكال غولنيش، الوكيل البطريركي في باريس المونسنيور أمين شاهين ولفيف من الكهنة. وشكر الراعي في عظته "المحسنين الذين يبلغ عددهم 80 ألفا يقدمون التبرعات إلى جمعية "عمل الشرق"، وهي وزعت عام 2015، على نحو عشرين بلدا تدخل في نطاقها، حوالى 14 مليون يورو لمساعدة المحتاجين والمشاريع الانسانية المتنوعة. وأعرب عن إمتنانه "لما تقدمه هذه الجمعية من مبادرات لإعادة بناء بلداننا التي دمرتها الحروب ولوعيها أهمية الوجود المسيحي في هذه البلدان وضرورة بقائها هناك كما كانت الحال منذ بداية نشوء المسيحية على هذه الأرض، فهم حراس الجذور والأصول وهم المبشرون بإنجيل السيد المسيح أي بالسلام والمحبة والأخوة، وهم بالتالي حملة القيم الثقافية والتعددية والديموقراطية والحريات المدنية وحقوق الانسان الأساسية". وقال: "ننوه بمختلف أعمالكم الهادفة إلى إعلام وتوعية الغربيين على قيمة الوجود المسيحي في المشرق وعلى المخاطر الحالية المحدقة به". أضاف: "نصلي اليوم من أجل مسيحيي الشرق الأوسط ومن أجل بلدانهم لكي تتوقف الحروب والنزاعات في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا، ومن أجل إيجاد حل سياسي لإقامة السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة. هذا ما نطلبه من الأسرة الدولية التي لا يمكنها أن تبقى غير آبهة بصراخ العائلات المتضررة ومآسيها وبمصير اللاجئين المنتشرين في كل أنحاء المعمورة من دون ملجأ". وشكر لقنصل لبنان العام في مرسيليا السيدة هلا كيروز تيكوزيللي الدعوة إلى المشاركة في احتفال عيد الاستقلال. وكان الراعي افتتح المبنى الملحق بالبيت الفرنسي ـ اللبناني في مرسيليا وحضرته شخصيات سياسية وإجتماعية عديدة منهم الوزير السابق الشيخ إبراهيم الضاهر. كذلك ألقى محاضرة في مرسيليا بعنوان "مستقبل المسيحيين في بلدان الشرق".

 

سعد الحريري رئيسا وأحمد الحريري أمينا عاما و7 نساء للمكتب السياسي للمستقبل بمؤتمره الثاني

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /وطنية - اختتم تيار "المستقبل" مؤتمره العام الثاني، الذي عقده أمس واليوم، في مجمع البيال، بانتخاب سعد الحريري رئيسا للتيار بالتزكية، وأحمد الحريري أمينا عاما للتيار.

المكتب السياسي

وانتخب المؤتمر الذي شارك فيه 2400 ناخب، و400 عضو مراقب، 20 عضوا للمكتب السياسي، بعد رفع عددهم بناء على توصية الرئيس الحريري، وهم: أحمد الحريري، مصطفى علوش، وسام شبلي، أمل شعبان، جورج بكاسيني، سامر حدارة، زياد ضاهر، محمد جميل قمبريس، عبد الستار أيوبي، محمد كجك، محمد شومان، وسام ترشيشي، منير الحافي، فادي سعد، نوال مدللي، نزيه خياط، ربيع حسونة، حسن درغام، محمد صالح، عامر حلواني. وعين الرئيس الحريري، وفقا للنظام الداخلي للتيار، 12 عضوا، هم: ميشلين أبي سمرا، ربى دالاتي، شذا الأسعد، ميرنا منيمنة، روبينا أبو زينب، طارق مرعبي، طارق فهد الحجيري، رفعت سعد، معتز زريقة، بشار شبارو، راشد فايد، هيثم مبيض، ليصبح عدد أعضاء المكتب السياسي المنتخبين والمعينين: 32 عضوا. كما عين الرئيس الحريري باسم السبع، ريا الحسن، سمير ضومط، نوابا للرئيس، والنائب جمال الجراح ممثلا لتيار "المستقبل" في كتلة "المستقبل" النيابية.

وفاز المحامي محمد المراد أمين بمركز سر هيئة الإشراف والرقابة في تيار "المستقبل" بالتزكية.

الأمين العام

وعقد أعضاء المكتب السياسي الجديد اجتماعا انتخبوا خلاله أحمد الحريري، أمينا عاما لتيار "المستقبل". ويعقد الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري مؤتمرا صحافيا عند الواحدة من ظهر غد الأثنين، في مقر التيار في القنطاري، للاعلان عن توصيات المؤتمر العام الثاني للتيار.

وأكد المكتب الأعلامي للتيار في بيان، أن "عملية الانتخاب، تمت في أجواء ديموقراطية وهادئة، بعد جلسات مغلقة استمرت على مدى يومي السبت والأحد، ناقش خلالها أعضاء المؤتمر التقرير السياسي والوثيقة الاقتصادية الاجتماعية للتيار، إضافة إلى التقرير التنظيمي والنظام الداخلي، قبل أن يختتم المؤتمر أعماله بإصدار التوصيات السياسية والاقتصادية والتنظيمية، كحصيلة للتقارير المذكورة بعدما تم تعديل بعض بنودها بناء على ملاحظات المؤتمرين واقتراحاتهم". وأشار إلى أن "المؤتمرين ناقشوا خلال اليوم الثاني التقرير التنظيمي في الجلسة الثالثة، التي أدارها الأمين العام أحمد الحريري، وقدم لها الأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية النقيب سمير ضومط". ولفت إلى أن "الجلسة الرابعة تطرقت إلى النظام الداخلي، وأدارها الأمين العام المساعد لشؤون الفاعليات التمثيلية صالح فروخ، وقدم لها الأمين العام المساعد لشؤون العلاقات العامة بسام عبد الملك.

أما الجلسة الخامسة، فأقرت التوجهات والقرارات التظيمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية".

 

طلال المرعبي: لماذا هذا التهافت على الحقائب وكأن الحكومة العتيدة باقية الى الأبد؟

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /وطنية - رأى رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، خلال استقبالاته في دارته في عيون الغزلان، أن "الاهتمام العربي والدولي بلبنان في بداية هذا العهد لا بد من مواكبته بالإفراج عن التشكيلة الحكومية، وان تأتي الحكومة على مستوى تطلعات الشعب وتنال ثقة المجتمع العربي والدولي". وتساءل "لماذا هذا التهافت على الحقائب وكأن هذه الحكومة العتيدة باقية الى الأبد وليس لبضعة أشهر، حتى إجراء الانتخابات النيابية التي ينتظرها الشعب لممارسة حقه الديمقراطي باختيار ممثليه، في ظل قانون انتخابي جديد يلبي الطموحات ويفعل الحياة السياسية ويدفع بها الى الامام لخلق أفق جديدة في المجتمعات اللبنانية". ودعا الجميع الى "الأخذ بالاعتبار مصلحة لبنان قبل المصالح الأخرى"، لافتا الى أن "اللبنانيين يبنون الآمال الكبيرة على هذه المرحلة"، وقال: "لبنان بعيشه الواحد صمام الأمان لمواجهة اية فتن أو مؤامرات تحاك ضده". ونوه المرعبي ب"ما يقوم به الجيش من إنجازات وعمليات أمنية استباقية"، وأمل "أن يتم تحرير العسكريين الأسرى في أقرب وقت".

 

وهاب من الجاهلية: حصص الدروز ليست صدقة من أحد ونستطيع تحصيلها إما بحرب مع حلفائنا أو أخصامنا أو ببوسة منهم

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /وطنية - حمل رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، رئيس مجلس الإنماء والإعمار "المسؤولية الأساسية في موضوع عدم معالجة النفايات في مناطق الشوف وعاليه وإقليم الخروب، رغم نيته معالجة هذا الملف"، لافتا الى "خطورة استمرار أزمة النفايات على هذا الشكل، التي قد تختلط بالمياه الجوفية خلال الشتاء"، متحدثا عن "وجود قرار سياسي يمنع مجلس الإنماء والإعمار من الاقتراب من هذه المناطق"، داعيا رئيس مجلس الإنماء والإعمار إلى "معالجة أزمة النفايات مع المعنيين". وخلال استقباله وفودا شعبية من عدد من مناطق وقرى الجبل، أمت دارته في الجاهلية، أعلن وهاب عن "تحرك خلال أسبوعين لمعالجة أزمة النفايات، ولضم الشوف وعاليه وإقليم الخروب في قرار مجلس الوزراء في العام 2003 و2004 لإستحداث مكب في كسارات الكوجوك في الساحل، وليتم العمل على ذلك، ليصبح موقع الكسارات موقعا مؤقتا للطمر الصحي، كي ندخل فيما بعد في موضوع المحارق"، مؤكدا رفضه "للابتزاز السياسي في هذا الملف". وعلى صعيد تشكيل الحكومة، إستغرب وهاب لما أسماه "إنتظار البعض لما تبقى من حصص ليأتي بها الى منطقة الجبل"، معقبا "لسنا رعايا درجة ثانية أو ثالثة في لبنان، نحن أسسنا في لبنان". وإذ أكد أن "حصص الدروز لا أحد يستطيع أن يتصدق بها عليهم"، قال: "من لا يستطيع أن يحافظ على حصننا، نستطيع أن نحصلها، إما بحرب مع حلفائنا، أو ببوسة معهم، وإما بحرب مع أخصامنا، أو ببوسة معهم"، رافضا "الإستسلام بهذه الطريقة لفتات يعطوننا إياها، لأن هذا الأمر منسحب على كثير من مؤسسات الدولة، التي فيها نقص من طوائف معينة، أو تخمة من طوائف أخرى"، مطالبا "إما العمل على أساس المواطنين أو فليحصل كل واحد على حقوقه".

 

يزبك: لدعم الجيش والمؤسسات الامنية وتشكيل الحكومة

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 الساعة/وطنية - حيا رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، خلال احتفال نظمه الحزب بمناسبة مرور أسبوع على "استشهاد المجاهد أحمد علي فخر الدين" في مجمع سيد الشهداء في الهرمل، "الجيش وكل من سعى في اعتقال المجموعة الارهابية قبل أيام في وادي الارنب في جرود عرسال". ورأى أن "عملية الاعتقال جاءت تطبيقا لخطاب القسم في الحرب الاستباقية على الإرهاب"، وطالب ب "دعم الجيش والمؤسسات الامنية لتكون الدولة قادرة على مواجهة كل العابثين بأمن الناس وكراماتهم". وأمل في "تشكيل الحكومة للخروج من المآزق الذي يعيشه الوطن، وأن تعالج كل الملفات لكي يعيش الناس مع بعضهم بحوار وتفاهم دون تمييز والغاء وكيدية". وتخلل الاحتفال كلمة لال الشهيد، وأدت ثلة من المجاهدين قسم الولاء والبيعة كما عرضت وصية الشهيد وأقيم مجلس عزاء حسيني.

 

 فياض: انتخاب عون أنهى الإشكالية المسيحية في توازنات القرار السياسي

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /وطنية - شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض على أنه "لا يستطيع أي لبناني أن ينكر حجم التحديات الكثيرة التي يواجهها وطننا، سواء من العدو الاسرائيلي أو العدو التكفيري أو من المشاكل الاقتصادية"، لافتا إلى أنه "قبل يومين قدم الجيش اللبناني نموذجا استباقيا في اجتثاث المجموعات التكفيرية على أرض لبنانية، والتي تشكل واحدة من أخطر المجموعات التي درجت على مواجهة الجيش اللبناني، وإرسال الانتحاريين إلى بلدة القاع، والسيارات المفخخة إلى الضاحية الجنوبية".

ورأى فياض خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة الخيام، أن "لبنان بات أكثر أمانا بعد اعتقال هذه المجموعة الإرهابية، وبالتالي لا تكفي مشاعر التنويه، بل الثقة والإحساس بقدرة الجيش الوطني والأجهزة الأمنية عندما يتوفر لها الغطاء والقرار السياسيين"، معتبرا أن "المعركة مع التكفيريين طويلة ومفتوحة، وأن الجانب الأمني فيها لا يقل خطورة عن الجانب العسكري، ويحتاج إلى تعاون كل فرد لبناني كي يكون عينا يقظة لرصد حركة هذه المجموعات والتعاون لاجتثاث هذه الوحوش البشرية من مجتمعنا، اما عسكريا بل وسياسيا واجتماعيا وثقافيا، فإن المشروع التكفيري إلى انحسار وتقهقر في العراق وسوريا ولبنان".

وتابع: "أن اضمحلال البيئة الحاضنة ومواجهة هذه المجموعات التكفيرية يؤديان إلى تراجع وانحسار الظاهرة التكفيرية، وإن ذلك يستند إلى تعاون الجيش والشعب والمقاومة، ليس في لبنان فحسب، وإنما أيضا في سوريا والعراق، وفي الوقت الذي لا تعجب هذه المعادلة البعض في لبنان، فإن شعوب المنطقة التي تتعرض لتهديدات وجودية خطيرة، لا تجد أمامها غير ضرورة وقوف المجتمع عبر مقاومته إلى جانب الدولة لمواجهة الأخطار، وهذا هو طريق النجاح لحماية الدولة والمجتمع في آن، ولقد كان النموذج اللبناني سباقا في اختبار هذه المعادلة، وها هي الآن تثبت نجاحها في دول أخرى في مواجهة الإرهاب التكفيري، في حين أن ما لدينا هو إرهاب مزدوج متمثل بالإسرائيلي والتكفيري". وأما في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، أكد النائب فياض "أننا ما زلنا في مرحلة السماح، وأننا كنا نفضل ألا يفقد تشكيل الحكومة الزخم وأن لا تتباطأ، ولأنها حكومة ائتلاف وطني، فيجب أن تكون جامعة وتضم الجميع، وهذا يحتاج إلى نبل وترفع وإحساس بالمسؤولية الوطنية كي تكون الحكومة أكثر فاعلية وقدرة في مرحلة ما بعد التشكيل، وبالتالي نحن أمام ستة أشهر تفصلنا عن الانتخابات النيابية المقبلة، والجميع يتطلع إلى أن تكون انتخابات نيابية مفصلية نضع فيها حدا للشكوى الدائمة التي نسمعها من هنا وهناك حول عجز النظام الانتخابي عن توفير عدالة التمثيل وفاعليته"، لافتا إلى أن "انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية أنهى الإشكالية المسيحية في توازنات القرار السياسي"، آملا من "القانون الانتخابي النسبي أن ينهي الإشكالية الوطنية في التمثيل النيابي". واعتبر أن "اعتماد النظام الانتخابي النسبي من شأنه حماية التعددية في لبنان، وتطوير الحياة السياسية، ويفتح الطريق أمام تمثيل قطاعات تشعر بالتهميش والإقصاء، ويدفع باتجاه الإصلاح السياسي، ويساعد على استيعاب التعقيدات السياسية في إطار مؤسساتي سلمي، مما يوفر قدرا أعلى من الاستقرار السياسي، وهو ما تحتاجه الساحة اللبنانية بإلحاح، والتي لم تشهد استقرارا سياسيا منذ العام 2005، ونحن لا ندعي أن كل أسباب عدم الاستقرار السياسي تجد علاجها في النظام النسبي، ولكن هذا النظام يشكل عاملا أساسيا في التقدم، ويعطي جانبا أساسيا في معالجة الأزمة اللبنانية المفتوحة، وفي هذا السياق، لا يستطيع أن يدعي أي مكون أو جهة أن النظام الانتخابي النسبي يتناقض مع المصالح الوطنية أو أنه يلبي مصالح فئوية أو حزبية".

 

رعد في احتفال للبعث في النبطية: لاعادة تفعيل العلاقات مع سوريا بزي: نحن مع حكومة وحدة وليس مع حكومة تنتفخ فيها احجام البعض على حساب الاخر

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /في احتفال لحزب البعث ااعتبر النائب رعد "ان القيادة الشجاعة التي جسدها الرئيس الدكتور بشار الاسد كما ان تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري والحضور العميق للدولة في وجدان وواقع الحياة اليومية للشعب السوري الذي لم يخطىء الاتجاه طوال سنوات الازمة هي العوامل الحقيقية والاساسية للصمود والانتصار ولولاها لما كان هناك من جدوى وفعالية للعوامل الاخرى المساعدة ميدانيا وسياسيا". وقال: "ان صورة المنطقة العربية بعد صمود سوريا والحاق الهزيمة بالارهاب وداعميه ستختلف حكما عما كانت عليه من قبل، كما ان مفهوم العروبة لن يكون له معنى دون مصادقة السوري فيما العلاقات الدولية مع المنطقة ستنبني بالضرورة وفق رؤية مختلفة وحسابات مختلفة، وسيجد لبنان ان مصلحته الوطنية تقتضي وجوب اعادة تفعيل علاقته مع سوريا على كل المستويات وفي كل الاتجاهات، واذا كان النأي بالنفس قد جرى اعتماده فيما مضى ضمن حكومة ربط النزاع وما سبقها، فان هذا المبدأ ما كان ولم يعد يستقيم مع تجميل العلاقات اللبنانية السورية، ان على صعيد دفع المخاطر الاستراتيجية التي تتهدد البلدين والشعبين او على صعيد تأمين المصالح المشتركة".وأضاف: "قد لا يكون بعض اللبنانيين مستعجلا في هذا الاتجاه الا ان التلكؤ في هذا الامر وخصوصا وسط التغيرات المرتقبة في سوريا سيشكل ضررا اكيدا يطال لبنان واللبنانيين. واننا نحث الحكومة قيد التشكل في مطلع العهد الرئاسي الجديد كي تواجه هذه المسألة بواقعية وشجاعة بدل الهروب منها كما بدا من تصرفات البعض خلال الايام القليلة الماضية" مؤكدا انه "لا بد من التنويه بالعملية الاستباقية الجريئة التي نفذها الجيش اللبناني ضد بعض المجموعات الارهابية في جرود عرسال والتي تؤشر الى جهوزية الجيش الدائمة اذا ما توفر لها الغطاء السياسي المطلوب لانهاء الوجود الارهابي في تلك الجرود".

 

باسيل زار ترينيداد وتوباغو ودعا الجالية للتسجيل لاستعادة الجنسية

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /وطنية - اختتم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جولته في جزر الكاريبي بزيارة ترينيداد وتوباغو وهي الاولى لوزير خارجية لبناني الى تلك الجزيرة، بهدف تكريس جسر التواصل بين لبنان المقيم والمغترب. وعقد باسيل لقاء مع وزير الخارجية دنيس موزيس في حضور سفير لبنان في فنزويلا الياس لبس تناول فيها أهمية توثيق العلاقات الثنائية وتطويرها ولا سيما التجارية. وطلب باسيل من نظيره دعم ترشيح فيرا خوري لمنصب المدير العام لمنظمة الاونيسكو. وخلال زيارته القصيرة الى ترينيداد وتوباغو التي استمرت ثلاث ساعات، دعا وزير الخارجية أبناء الجالية اللبنانية خلال لقاء معهم الى التسجيل لاستعادة جنسيتهم اللبنانية، لأن بلدهم الأم في حاجة اليهم والى طاقاتهم ونجاحاتهم. وقال: "نحن هنا بحثا عن كل واحد منكم لأننا نهتم بكم ونؤمن بعمق ان لبنان لا يقوم من دونكم، وعلى جذوركم ان تعود الى لبنان". ودعاهم الى "التسجيل لدى قنصل لبنان الفخري عامر حيدر، لاستعادة جنسيتهم اللبنانية، من دون ان يكلفهم هذا الامر مالا ولا جهدا"، آملا "مساعدة المنتشرين في الحد من التهديد الذي يواجه لبنان بخسارة شعبه للجنسية اللبنانية". وقال: "نقاوم ونصمد في لبنان، فنحن لا ندافع فقط عن وطننا بل ايضا عن قيم الانسانية حيث وجودنا في لبنان بلد التعددية، ونفخر بلبنانيينا المنتشرين في مختلف أنحاء العالم، يعيشون بسلام وينشرون الصورة الجميلة عن لبنان". ونوه برؤية سوريين يشاركون مع اللبنانيين في اللقاء، "مما يعزز الهوية المشرقية التي لا تتعلق بالجغرافيا بل بالحضارة، وهذا أمر جيد أن نرى لبنانيين وسوريين معا في هذا التجمع الاغترابي"، مشددا على ان "يعيش كل شعب منهما في بلده بطريقة مستقلة عن الآخر، علما ان لبنان يضم اليوم اكثر من مليوني نازح فلسطيني وسوري لا يمكن تقديم العيش الكريم لهم بسبب الصعوبات وتحديات الارهاب الذي يواجهنا عبر الحدود". لم تقتصر دعوة باسيل الى التسجيل لاستعادة الجنسية، بل دعا اللبنانيين في ترينيداد وتوباغو ايضا الى "تعزيز حركة استيراد المنتجات اللبنانية والاستثمار في لبنان، نظرا الى نجاحاتهم المميزة في مجالات الاقتصاد والتجارة والبناء"، وقال: "لبنان بحاجة إليكم للعودة الى الجذور، وهذا لا يتعارض مع الجنسية الترينيدادية التي تحملونها، مما يعزز لبنانيتنا. عندما نرى انه في اي مكان في العالم يوجد لبنانيون ناجحون يتبوأون مناصب عليا في الدولة كما في هذا البلد، مما يدل على ان اللبنانيين أينما حلوا في لبنان او في بلاد الاغتراب، مميزون في شخصياتهم، قادرون على حل كل المشاكل. ففي لبنان، تحدينا كل الاحتلالات من العثمانية وصولا الى الاحتلال الاسرائيلي، والآن نتحدى الارهاب، وهذه معجزة لبنان وأدعوكم الى ان تكونوا جزءا من هذه المعجزة اللبنانية".

وشدد على "اهمية تعليم اللغة العربية"، اذ اعتبر "اعادة الارتباط بلبنان والشعور بالانتماء له قضية مهمة"، وقال: "في الوقت عينه تشعروننا نحن الذين نعيش في لبنان أنكم تهتمون بنا كما نهتم نحن بكم، ولأجل هذه الغاية قطعنا مسافة طويلة لنبقى معكم ساعتين فقط. الانتماء الى لبنان والى الشعب اللبناني امر عظيم ولا بد من استعادة جنسيتنا لكي يسترجع لبنان هويته ويحافظ على الرسالة التي من اجلها وجد، ومن اجلها استشهد كثير من اللبنانيين دفاعا عن لبنان، وتهجر الكثير الى أنحاء العالم منذ عشرات السنين، فصنعوا حياة ثانية بعيدا من بلدهم وعاشوا العذابات والنجاحات، فكانت أعمالهم جزءا من بقاء لبنان وصموده. لذا علينا ان نكون أقوى فيكم، وأن نكمل معا لبقاء لبنان". من جهة اخرى دعا سفير لبنان في فنزويلا وفي جزر الانتيل الكاريبية ومن ضمنها ترينيداد وتوباغو، الياس لبس اللبنانيين في ترينيداد وتوباغو الى "زيارة لبنان والمشاركة في مؤتمر "الطاقة الاغترابية" الذي سيعقد في بيروت في أيار المقبل".

ورحب وزير العدل الترينيدادي من أصل لبناني فارس الراوي بباسيل "باسم الدولة الترينيدادية وحاكمها"، واصفا إياه "بالوزير النشيط".

ساو باولو

ومساء وصل باسيل الى ساو باولو لافتتاح مؤتمر الطاقة الاغترابية الاول لقارة أميركا اللاتينية الذي تنظمه وزارة الخارجية والمغتربين ويبدأ أعماله اليوم الأحد ويعقد على مدى يومين في حضور رئيس جمهورية البرازيل ميشال تامر، حاكم ولاية ساو باولو ورئيس مجلس النواب ووزير الخارجية إضافة الى عدد من الوزراء والنواب البرازيليين ومن دول أميركا اللاتينية المتحدرين من أصل لبناني وأكثر من الف شخصية لبنانية حققت النجاحات والانجازات.

 

اوغاسابيان: خيار الحريري بتسمية عون صحيح مئة في المئة والعرقلة اليوم هي لاعادة الوضع الى ما كان عليه ايام الفراغ الرئاسي

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /وطنية - اعتبر النائب جان اوغاسابيان "أن خيار الرئيس سعد الحريري بتسمية العماد عون لرئاسة الجمهورية صحيح مئة في المئة بالرغم من أنه قد يواجه صعوبات في تشكيل الحكومة وادائها، ولكن هذا القرار جاء في الوقت المناسب لانقاذ الشرعية والمؤسسات في لبنان أيا كانت المواقف السابقة من هذا الموضوع". وشدد في حديث لبرنامج "لقاء الاحد" من "صوت لبنان 93,3" على "ضرورة أن يتعاون الجميع مع رئيس الجمهورية لانقاذ لبنان"، منتقدا عملية توزيع الحقائب الوزارية، ولفت الى "أن توزيع الحصص لا يحتاج الى الكثير من الوقت إنما العرقلة اليوم لها بعد أكبر وهو اعادة الوضع في لبنان الى ما كان عليه أيام الفراغ الرئاسي"، مضيفا "أن تصنيف الوزارات على أساس المذهب والطائفة يعتبر تخلفا، في حين يجب إعطاء الفرص للكفاءات والقدرات". وشدد على "ضرورة الافادة من الصدمة الايجابية والخروج من لعبة الحصص لاننا لا نستطيع تعريض حياة الناس للخطر، بخاصة وان الحكومة هي حكومة انتخابات". واعتبر أيضا "أن الخيار الذي اتخذه الرئيس سعد الحريري اربك الكثيرين في لبنان ومنهم حزب الله، ومن هنا ظهر القلق من الثنائية المسيحية السنية الذي يمكن حله بالحوار والتفاهمات".

 

كنعان في تكريمه ورياشي: في الاتحاد قوة ولن نسمح بتجاوز حقوقنا ابي اللمع ممثلا جعجع: سنفتح الدفاتر اذا وضع أحد فيتو علينا

الأحد 27 تشرين الثاني 2016 /وطنية - كرمت منسقية المتن في حزب القوات اللبنانية امين سر "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان والرئيس السابق لجهاز الإعلام والتواصل في الحزب ملحم رياشي، خلال عشاء شارك فيه عضو الهيئة التنفيذية في الحزب إدي أبي اللمع ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، محافظ عكار عماد لبكي، الأمين العام المساعد لشؤون المناطق جوزف أبو جودة، منسق "التيار الوطني الحر" في المتن هشام كنج، رئيس حركة "المستقلون" رازي الحاج، الأستاذ ميشال مكتف، رئيس مصلحة رجال الأعمال عزيز اسطفان، رئيس مصلحة المهندسين نزيه متى إضافة إلى 20 رئيس بلدية وفاعليات اختيارية وجتماعية متنية. افتتح العشاء بالنشيد الوطني تلاه نشيد حزب القوات ثم كلمة لمنسق المنطقة الدكتور نبيل بو حبيب أشار فيها إلى "عيش الإستقلال من جديد بسبب المصالحة المسيحية التي أنتجت عهدا جديدا، وعرابي هذا الإستقلال كان لهما الدور الأكبر والأهم لإتمام المصالحة المسيحية، وتقديرا لجهودهما أرادت المنسقية أن تكرمهما".

أبي اللمع

ثم، كانت كلمة لأبي اللمع اعتبر فيها أن "الحديث عن العهد الجديد ليس بموضوع حديث، نحن الآن في بداية العهد وبدأنا نلمس مفعوله الإيجابي إذ إنه طرح مقاربة جديدة لكل المواضيع التي تهمنا. أول مقاربة للتفاهم المسيحي كانت بانتخاب رئيس لجمهورية لبنان أتى بإرادة اللبنانيين وليس بتفاهم خارجي أو باتفاق خارجي وهذا ما لم يكن يحصل سابقا. هذا العهد الجديد المتمسك بالرئيس ميشال عون بدأ العمل جديا والخطوة الاولى كانت في ما يخص تشكيل الحكومة إذ إن اللبنانيين هم من سيختارون وزراءهم، ما من أحد سيختار وزراءنا، بدأنا نشعر بأن ممثلينا في الحكومة المقبلة سيوصلون صوتنا وأفكارنا ومطالبنا".

وقال: "بعد هذه الوحدة المسيحية وبعد هذا التفاهم المسيحي-المسيحي الذي حصل بين التيار والقوات، وقريبا نتمنى أن يتوسع ليطال كل الأفرقاء المسيحيين، أنتج وللمرة الأولى قوة مسيحية. نحن لا نقوم بخطاب طائفي بل نحن نعمل من أجل حصول المسيحيين على كامل حقوقهم، وهذه الحقوق ليست بمنة من احد ولن تكون على حساب أحد هي ليست إلا تكملة للانجاز الذي بدأناه مع التيار وباقي المسيحيين. هذا الإتفاق المسيحي يشكل رافعة جديدة لوحدة أكبر من كل اللبنانيين وليس فقط المسيحيين. عملنا اليوم يكمن في أن نجعل كل لبناني، إلى أي طائفة انتمى،أن يشعر بالقليل من العدل، أن يشعر أنه ممثل وأن كلمته ستصل. هذا العهد وعدنا بالإصلاح الحقيقي ونحن وعدنا أنفسنا بمحاربة الفساد على مستوى مؤسسات الدولة وإعادة بنائها. وعدنا أنفسنا أنه على مستوى الحريات سنتمتع بحرية التعبير والعمل والإختيار. صحيح أن كل الأحزاب المسيحية دعمت مشروع العهد الجديد إنما أيضا الأفرقاء المسلمون أيدوا هذ المشروع وسيعملون مع رئيس الجمهورية لإنجازه". أضاف: "في الماضي كانوا يعتبرون أن رئيس الجمهورية لا يتمتع بصلاحيات، لا دور له ولا يستطيع إنجاز المشاريع، فرحوا بالفراغ الرئاسي الذي دام سنتين ونصف. أما اليوم تغيرت الأمور إذ إن وحدتنا أتت بداية برئيس للجمهورية وثانيا يمثل المسيحيين وله قاعدة شعبية كبيرة. أضف إلى ذلك أن هذا العهد الجديد حقق أمرين وهو لا يزال في بدايته: أولهما على المستوى القضائي تم إخراج ملف عمره 34 عاما وقد وضع على الطاولة من جديد وهو ملف إغتيال الرئيس بشير جميل، وثانيهما بدء العمليات النوعية للجيش اللبناني. هذا كله لم يحصل بالصدفة إذ عندما شعروا بوجود رئيس قوي بدأوا بالعمل على القضايا التي كانت طي النسيان. أهمية وجود رئيس الجمهورية وأهمية وحدة المسيحيين هي أكبر دليل على أن هناك دينامية جديدة إنطلقت في البلد وما من شيء سيوقفها". وأكد أن "الفيتويات غير واردة، لا يزال البعض يعتبر نفسه أعلى شأنا من غيره في لبنان في الوقت الذي على هذا البعض أن يتحمل مسؤولية التعطيل في البلد، يضعون فيتو على غيرهم ويعتبرون أن لهم الحق بتوزيع الأدوار كما يحلو لهم، نؤكد لهم أن هذا لن يحصل. في حال أحدهم أراد وضع فيتو علينا فسنفتح الدفاتر ونبدأ بوضع الفيتويات على الآخرين، فلا يعتبر احد نفسه أعلى من غيره لأننا لن نسمح له لا اليوم ولا غدا ولا مستقبلا بأن يحاول وضعنا جانبا". وعن القانون الإنتخابي قال: "من أكثر الامور المجحفة بحقنا هو قانون الإنتخابات الحالي الذي نتأمل أن يكون من أول وأهم بنود الحكومة الجديدة، قانون ال60 لا يعطي تمثيلا صحيحا لا للمسيحيين ولا للآخرين ولا يمكننا أخذه في الاعتبار. نتمنى على العهد الجديد إنتاج قانون جديد يسمح بالتمثيل الصحيح ويعطي لكل الاحزاب والطوائف حقوقها كما نص اتفاق الطائف الذي أكد المناصفة وليس ثلث بثلثين كما هو حاصل اليوم، بل يجب تطبيق اتفاق الطائف كما يجب وليس كما طبق خلال الإحتلال السوري. نطالب بقانون إنتخابي حديث وصحيح لكل الأفرقاء اللبنانيين لنقيم الإستحقاق النيابي الجديد". وتحدث عن المكرمين وقال: "ليس صدفة أننا نكرمهما، صحيح أنهما متنيان لكنهما قاما بعمل على مستوى لبنان كله. تربطني معرفة وصداقة قديمة مع النائب إبراهيم كنعان، وقد تعرفت عليه خلال خوضنا للمعارك البلدية في فترة الإضطهاد. والمعروف عن إبراهيم أنه نائب مشرع خدماتي من الطراز الأول، نعرف في المتن كم يحبونك ويقدرون جهودك وتعبك. أما رفيقي وصديقي ملحم فأعتبره المناضل الرقم الواحد في صفوف القوات. كان إلى حد البارحة رئيس جهاز الإعلام والتواصل ولكنني لن أرى في حياتي شخصا مثل ملحم لديه قدرة على التواصل". بعد ذلك قدم أبي اللمع وبو حبيب الدروع لكل من رياشي وكنعان تقديرا لجهودهما في سبيل إنجاح وإحقاق المصالحة المسيحية.

كنعان

ثم شكر كنعان لمنسقية المتن وحزب القوات التكريم وقال: "أنا اليوم متأثر جدا بهذا التكريم لسببين، أولهما أن هذا هو الدرع الأول لي من القوات اللبنانية وهو تكريم متني وعزيز على قلبي كثيرا والثاني لأن هذا التكريم هو لكل شهدائنا ولكل الذين سقطوا وضحوا من أجل لبنان، كل على طريقته، هو للمصالحة المسيحية. أقدم هذا الدرع لكل الذين كانوا على نقيض إن من الجيش أو القوات والطلاب والسياسيين والمجموعين هنا، المصالحة هي التي يجب أن تكرم لان كما قلنا في الاتحاد قوة". أضاف: "كثر ظنوا أننا اتفقنا للمجيء فقط برئيس جمهورية ولتقاسم السلطة إنما نحن اتفقنا حتى لا يفكر أحد مستقبلا أن يتجاوزنا أو يتجاوز حقوقنا، نحن اتفقنا لنقوم بشراكة حقيقية في هذا الوطن، لن نرفض احدا ولكن لن نقبل بالتعاطي معنا كما كانوا يتعاطون في الثلاثين السنة الماضية. نحن اتفقنا لأننا أيقنا من خلال تجاربنا في المنفى وفي الاعتقال أنه بدون اتحادنا لن نحقق شيئا ورأينا كيف سويا حققنا الكثير. حققنا ما كان يعتبر مستحيلا واليوم كل هذا الإرباك الذي نراه والاستهداف الاعلامي على صعيد تشكيل الحكومة وغيرها هو نتيجة عدم توقع أحد أن نتفق". وتابع: "أدعوكم من قلبي أن تعيشوا هذه المصالحة وتتحدوا فعليا وألا تدعوا السياسة تفرقكم. التنافس جميل وطبيعي وضروري لتحقيق الديموقراطية لكن ليس لدرجة التفرقة ، فالتحالف هو القاعدة بيننا اما الخلاف فهو استثنائي، يجب الا تفرقنا السياسة ولا المصالح فرسالتنا كبيرة. نحن من يوحد لبنان ومن يجعله قويا ليكون رسالة للمنطقة وللشرق ونقطة قوة لكل مسيحيي الشرق ولن نستعمل هذه القوة لالغاء احد على العكس نحن لن نضع فيتو على أحد لكننا لن نقبل بوضع فيتو على حلفائنا".

وختم: "بهذه الروح أدعوكم إلى إكمال هذه الطريق معا وإلى أن نبني هذا المتن بالانماء والمحبة والحضور والتكاتف في ما بيننا وكما وعدنا وحققنا الرئاسة القوية، نعدكم باننا سنحقق قانون الانتخاب العادل ليتمكن اللبنانيون عموما والمتنيون خصوصا من ايصال من يمثلهم خير تمثيل ويلبي طموحاتهم".

رياشي

واعتبر رياشي أن "هذا التكريم لكل شباب المتن، شكر كبير لإدي أبي اللمع وللحزب وشباب القوات. لو لم يكن هناك قوات وتيار لما كانت المصالحة ولما كانت الوحدة المسيحية، وقد تجسدت هذه المصالحة بإسقاط كل الأحقاد والكراهية بين هذين الحزبين واليوم في رئاسة الجمهورية ولاحقا في المجلس النيابي. صحيح نحن مسيحيون لكن البلد ليس للمسيحيين فقط إنما أيضا للمسلمين ولكل شخص يتعب لأجله، هذا البلد ليس حكرا علينا إنما أكيد هو لنا". وقال: "أعتدت أن أخبر سابقا حكاية صغيرة يضحك الناس عند سماعها، سأخبركم إياها اليوم لأنها تشبه كثيرا ما حصل معنا. في أحد الأيام اجتمع هيتلر وتشرشل وموسوليني في باريس خلال الحرب العالمية الثانية واتفقوا على أن من يستطيع قتل سمكة القرش المتواجدة في بركة يربح الحرب دون معارك وقتل الناس. بدأ موسوليني، خلع سترته وحاول إلتقاط سمكة القرش لإخراجها من الماء فتموت لكنه لم يستطع. أتى دور هتلر فسحب فرده وأطلق رصاصة عليها لكنه لم يفلح أيضا بإصابتها. في الأخير أتى تشرشل وأخذ معه ملعقة الشاي، إذ كان يشرب الشاي مثل كل الإنجليز، وبدأ بإفراغ البركة. سخر منه موسليني وهتلر وقالا له: "هل أنت مجنون لتفرغ البركة بملعقة صغيرة؟" أجاب: "لست مجنونا، طبعا ستأخذ وقتا كثيرا لكن البركة ستفرغ والقرش سيموت". وختم: "ها هو اليوم القرش مات وانتصر اللبنانيون، تحية كبيرة لكل الشباب المناضل من أجل لبنان وأشكركم على هذا التكريم". كذلك كرمت المنسقية رئيس بلدية الدكوانة أنطوان شختورة "تقديرا لعمله في البلدية والرفيق جان أبي حيدر للنقلة النوعية التي حققها في عمله الحزبي". واختتم العشاء بقطع المكرمين والمسؤولين من الحزبين قالب الحلوى وبالتمني أن تحقق هذه المصالحة أهدافها.