المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 تشرين الثاني/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.november30.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس

مَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/من الأرشيف//الياس بجاني: تأملات إيمانية في حقيقة محبة الله لنا وفي استعداه الدائم لمساعدتنا والإستجابة لصلواتنا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

شعر اصفر ووراق صفرا/انطوان سعاده/29

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 29/11/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 29 تشرين الثاني 2016

أساة جديدة.. "طوني" ضحيّة جريمة "غامضة" في أميركا

من المقصود بتأخير الحكومة؟

عوامل إقليمية ودولية تمنع تشكيل الحكومة

جعجع: البقاء في عهد الوصاية ممنوع

حزب الله: نشتاق لـ"عون الرابية"

بري غاضب من "غنج" القوات

ريفي اختار مرشحه لفرعية طرابلس

إشتباك الثنائية المسيحية مع الثنائية الشيعية

الجلسة ال37 للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل أكدت ضرورة انجاز تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

«دولة» ميشال عون و «دويلة» حسن نصر الله: مشروعان لا يلتقيان/علي الأمين/جنوبية

هجوم «السفير» على باسيل لسجن عون في محور إيران/

براعة الأسد وحلفائه في القتل والتدمير/علي الأمين/جنوبية

البقاء في عهد الوصاية ممنوع ومحور التحالف مفتوح امام الجميع"

جعجع لـ"المركزية": الصراع على الحقائب وجه مبطن للاسـتهداف

استباحة الوقت ليست في قاموس الرئيسين وميل لحكومة دستورية

مسعى لاستنسـاخ سيناريو التعطيل الرئاسـي حكوميا لتطويـع العهد وعون والحريري يدركان ابعاد اللعبة... فهل يواجهان بتشكيل دستوري؟

8 آذار يعترض علـى أداء عون والكباش يتخطـى الحكومـة الى خيارات العهـد

جمود على خط التأليف..وجلسة لـ"الثنائي" ليلا ترطّب الاجواء بين بري والمستقبل؟

حلب سقطت في يد النظام أو تكاد: 16 ألف نازح ومحاولة فرنسية لتدارك الوضـع

"التيار": الرئيس ينادي ببنـاء الدولة والحكومــة قريبــة حزب الله يحاول استعادة "عون الرابية" في مفاوضات التأليف

دفــع "المشكل" الـــى الامـام وتأجيلــه يوفران الحل المطلوب للولادة الحكومية المرتقبة

"فرعية" كسروان وطرابلس مسـتبعدة فـــي غياب "الهمّة" السياسيــة وحكومات "الوحدة الوطنية" تعوق المحاسبة وتلغي مبدأ الموالاة والمعارضة

 "حــزب الله" فـي الرابطـة المارونيــــة مهنئـاً/قليموس: أمنيتنا تشكيل الحكومة أسوة بانتخاب الرئيس

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

العميد المتقاعد خليل الحلو: عين تركيا على "الباب" وعودة "الحزب" مستبعدة و"حلب آيلة الـــى السقوط الا اذا حصلت تسويـــة"

"هــآرتس" عــن مســؤول في الاسـتخبارات الإسـرائيلية: علاقتنا بالسعودية والإمارات تحسنت والسلطة قد تسقط العام المقبل

الرياض.. وزراء داخلية دول الخليج يبحثون مهددات الأمن

هادي ينتقد تراخي المجتمع الدولي مع الحوثيين/السلطات الشرعية اليمنية تدين تشكيل حكومة الانقلابيين في صنعاء

الجيش التركي يفقد الاتصال مع اثنين من جنوده شمال سوريا

مفاوضات "فيينا" تدخل مرحلة "لي الذراع" قبل اجتماع يضم 14 دولة

حفتر يزور موسكو ويلتقي وزيرَي الخارجية والدفاع في محاولة لإقناع الروس بالتحرك لإلغاء قرار حظر توريد الأسلحة لليبيا

ماذا تريد إيران من تصعيد تهديداتها في المياه الدولية؟

نجاة 3 لاعبين برازيليين وميسي ركب الطائرة نفسها قبلهم/بين الركاب 21 صحافياً، وقبل 3 أسابيع ركب اللاعب ميسي الطائرة مع لاعبي منتخب بلاده

عملية داعش في الجولان تسمح لإسرائيل بالانضمام للمحور الروسي في سوريا

العربي الجديد : أسبوعان من المجازر يمنحان النظام تقدماً واسعاً شرقي حلب

إيدي كوهين»: على إسرائيل أن تسعى للصداقة مع السعودية

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تكون قضية الأراضي من اهتمامات العهد؟ مؤتمر إقليمي في زحلة لمناقشة الملف/بيار عطاالله/النهار

لا حكومة/ميشيل تويني/النهار

الخارج غير الداخل في التعامل مع العهد استمرار القواعد القديمة يمنع "قلب الصفحة"/روزانا بومنصف/النهار

َن المسؤول عن الاستمرار في تعطيل ولادة الحكومة... ومَن المستفيد/ابراهيم بيرم/النهار

مَن المسؤول عن الاستمرار في تعطيل ولادة الحكومة... ومَن المستفيد/ابراهيم بيرم/النهار

شهر بين "المنتصرين"/نبيل بومنصف/النهار

حرسٌ وحشدٌ وحزبٌ/عبد الوهاب بدرخان/النهار

الرجاء ممن يعرف عنه شيئاً/سمير عطاالله/النهار

رئيس الجمهورية وإختبار «حزب الله»/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

لاءات ثلاث يريدها «حزب الله» من عون/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

عون لن يفعلها... ولا الحريري/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

انقلاب الشيعة على عون: هل خسر حزب الله الغطاء المسيحي في لبنان/علي الأمين/العرب

بداية تصدع تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر/شادي علاء الدين/العرب

عن حدود دروس "الوفاء"/إيلي القصيفي/جنوبية

معركة أخيرة لإيران مع الجيش العراقي/خيرالله خيرالله/العرب

أولويات التأليف.. حكومة مُرضية لا مريضة/علي الحسيني/المستقبل

اللبنانيون في الانتشار طاقة كبرى في العالم/عوني الكعكي/ الشرق

الرئيس نبيه برّي “ظالما أو مظلوما”/ميرفت سيوفي/الشرق

أجمل منكَ لا!/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

هجوم "عالمفضوح" على باسيل من بري و... حزب الله!/السفير

صراع الشيعة والموارنة: الذاكرة وما يردمها وما يحييها/وسام سعادة/القدس العربي

مشروع إيران: شرطة بحرية كبرى/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

ما هو مستقبل المقاتلين الشيعة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

معركة أخيرة لإيران مع الجيش العراقي/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

معلولي: لاشراك النواب السابقين في الحكومة

التيار المستقل: لتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة من ذوي الاختصاص

اختتام اعمال مؤتمر الطاقة الاغترابية الاول لقارة اميركا اللاتينية باسيل شدد على موضوع استعادة الجنسية وفرعون دعا المغتربين لزيارة بلدهم الام

عون شدد على أهمية دور هيئات الرقابة في مكافحةالفساد والرشوة واكد ان القضية الفلسطينية جوهر إنساني لا يجوز التراخي في الدفاع عنه

كنعان: نسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ومن غير المفترض وضع العصي في الدواليب

كتلة المستقبل نوهت بنتائج مؤتمر التيار: الفرصة المتاحة لتحقيق انطلاقة صحيحة للعهد الرئاسي الجديد يجب ألا تهدر

الراعي زار مدرسة العائلة المقدسة الفرنسية في جونية: ادخلوا الى قلب الدولة واعملوا للقضاء على الفساد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس

إنجيل القدّيس متّى04/من18حتى23/:"فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن. فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس». فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه. ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا.فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه.وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة."

 

مَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس01/من26حتى31/:"يا إِخوَتِي، فَٱنْظُرُوا دَعْوَتَكُم، يَا إِخْوَتِي، فَلَيْسَ فِيكُم كَثِيرُونَ حُكَمَاءُ بِحِكْمَةِ البَشَر، ولا كَثِيرُونَ أَقْوِيَاء، ولا كَثِيرُونَ مِنْ ذَوِي الحَسَبِ الشَّرِيف. إِلاَّ أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَ مَا هُوَ حَمَاقَةٌ في العَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلحُكَمَاء، ومَا هُوَ ضُعْفٌ في العَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلأَقْوِيَاء. وٱخْتَارَ اللهُ مَا هُوَ وَضِيعٌ ومُحْتَقَرٌ ومَعْدُوم، لِيُبْطِلَ المَوْجُود، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ بَشَرٌ أَمَامَ الله.فَبِفَضْلِ اللهِ أَنْتُم في المَسِيحِ يَسُوع، الَّذي صَارَ لَنَا مِنْ عِنْدِ اللهِ حِكْمَةً وَبِرًّا وتَقْدِيسًا وَفِدَاء، لِيَتِمَّ مَا هُوَ مَكْتُوب: «مَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/من الأرشيف//الياس بجاني: تأملات إيمانية في حقيقة محبة الله لنا وفي استعداه الدائم لمساعدتنا والإستجابة لصلواتنا
http://eliasbejjaninews.com/2016/11/28/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-20/

بالصوتMP3/فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية في حقيقة محبة الله لنا وفي استعداه الدائم لمساعدتنا والإستجابة لصلواتنا/18 أيار/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.love%20of%20god18.05.16.mp3
بالصوتWMA/فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية في حقيقة محبة الله لنا وفي استعداه الدائم لمساعدتنا والإستجابة لصلواتنا/18 أيار/16
http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.love%20of%20god18.05.16.wav

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

شعر اصفر ووراق صفرا

انطوان سعاده/29 تشرين الثاني/16

غريب كيف بتركب الأمور وبتلاقي بعضها، صحافية ملونة شعرها بلون الجريدة يلي بتكتوب فيها اصفر باصفر حلو الكتير شو رايحين لبعضهن متل لما المرا بتلبس اصفر وبتلبس جوزها كرافات صفرا عن جد يا سلام. على كل حال هيدي الصحافية مفكرة حالها شارلوك هولمز او ابو كلبشة ايام السوري

والاصح ابو كلبشة لأنو صاحبنا شارلوك كان يعتمد على الأدلة الحسية مش على منخاره. لازم يعرفو بعض الكتاب بالصحف انو الناس يلي بيكتبو عنها هني مش أفضل منن ويكونوا مهنيين ويدرسو اكتر مواضيعهم لأنو نكتب عن الناس لأنو سمعنا شي قصة او خبرية ومن دون وجهة نظر تانية شي خطير.

الاخطر انو نقول عن مين ما كان شو ما كان ونقدر ننشر شو ما كان حتى نسوق وسيلتنا الإعلامية شي كتير رخيص وبلا مبدأ..  على كل حال ما بيصح الا الصحيح.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 29/11/2016

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

انفرجت في الطقس ... وعقبال الحكومة.

موجة اليونان وتركيا الباردة وصلت طلائعها الى الاجواء اللبنانية هذا المساء، وغدا ولايام متتالية مطر غزير ورياح وثلوج .. وهيك بلشت الشتوية.

وفي الجو السياسي قحط وجفاف يعيق المطر الحكومي الموعود.. ولا موعد بعد لاعلان التشكيلة الوزارية التي تخضع لأخذ ورد دون نتيجة، والسؤال الى متى هذه الحال؟

ولقد اطلقت كتلة المستقبل النيابية صرخة اليوم لتشكيل الحكومة التي عليها وضع الموازنة العامة وقانون الانتخابات النيابية، فيما توزيع بعض الحقائب يتحكم بعملية التأليف الحكومي تارة في الاربع والعشرين حقيبة وطورا في الثلاثين.

وبإنتظار هطول الامطار الحكومية، امطار غزيرة متوقعة طيلة الايام الثلاثة المقبلة حتى مساء الجمعة.

ومع الامطار سرعة رياح وثلوج على المرتفعات.

واستنادا الى الخبراء، فإن كمية الامطار التي هطلت حتى الآن هي ثلاثون مليمترا بينما كانت في الوقت نفسه العام الماضي مئة وثلاثين مليمترا فيما المعدل العام يبلغ مئة وعشرين مليمترا.

ويأمل الخبراء أن تعوض شتوة الايام الثلاثة المقبلة النقص الكبير في كمية الامطار، كما ان المعنيين بالتزلج ينتظرون أن تملأ الثلوج البيستات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

الصيت لعاصفة الطبيعة والفعل للعاصفة السياسية ، تشكيل الحكومة متعثر وعلى طريقة " نحدث الجارة لتسمع الكنة نكتب للصهر ليسمع الرئيس " رسائل ورقية وصلت الى قصر بعبدا قبل ان تصل الى البرازيل، كلام عالي السقف يخاطب الوزير جبران باسيل ليقرأه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لكن ما هو مؤكد ان ما بعد الرسائل الورقية ليس كما قبلها فما كان يقال همسا وتسريبا اصبح يقال علنا وبالخط العريض فهل اتخذ القرار بمواجهة العهد قبل ان يصبح عمره شهرا ؟؟ هلى المطلوب اما حكومة بشروط الثنائية الشيعية او لا حكومة ؟؟ هل المطلوب عهد تحت جناحي الثنائية الشيعية تحت طائلة العرقلة؟ تبدو المسألة ابعد من مسألة الحقائب والكباش مستمر ولكن ماذا يعني ان يكون في بعبدا رئيس الجمهورية من دون ان يكون في السراي رئيس للحكومة هل كان المقصود الوصول الى هذا المأزق ، قبل بدء محاولة الاجابة عن هذه الاسئلة نتوقف عند لعبة من الالاعيب اللبنانية كيف يتحول مشاع الى عقار هل المسألة مجرد "سقط سهوا او ابعد من ذلك"؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

أهكذا يكون الوفاء يا جبران؟ عنوان خرجت به اليوم إحدى الصحف اللبنانية التي كان البعض منا حتى هذا الصباح يحبها ويقدر ناشرها ويحترم تحريرها وسياستها... سؤال، لم ولن ينجح في استدراج مستهدفيه وضحاياه، للرد على مضمونه بمنطق التبرير أو هاجس التسويغ ... فمن يكون الوفاء علة وجوده في السياسة، والأخلاق كل رأسماله في الشأن العام، لا يعقل ولا يقبل أن يناقش أو يناقش فيهما.... لكنْ يبقى الأهم في هذا المجال، ما أكدته معلومات الـ otv من أن أوساط رئيس المجلس النيابي أكدت مشكورة عدم وجود أي علاقة بينها وبين ما كتب.... والأمر ذاته محسوم وبديهي لجهة حزب الله. ... وهو ما يطرح السؤال: من الذي يتآمر إذا بهذا الكلام، على المقاومة؟... من يدفع لضرب المقاومة في ظهرها وصدرها والخاصرة؟ من يدفع أولا، لتصوير بيئة المقاومة وكأنها في حرب مع جماعات لبنانية كاملة؟ فيما هي منذ عشرة اعوام على الاقل، في تكامل... ومن يدفع ثانيا ، لتظهير المقاومة الشريفة المتسامية، وكأنها معنية بصرف تضحياتها، حقيبة لطامح أو منفعة لفساد؟ ومن يدفع ثالثا، للعمل- من دون جدوى ولا فرصة ولا حظ قطعا- لتحريض المسيحيين، واستفزازهم ضد بيئة المقاومة، بعدما عمدهم سيد العهد، مقاومين بالخيار والقدر، مشرقيين بالأصل والفعل؟... كأن ما فشلت في ارتكابه إسرائيل قبل عشرة أعوام بواسطة العدوان، يوم دفعت نصف اللبنانيين خارج بيوتهم، علهم يصطدمون بنصفهم الآخر... يحاول أحدهم الدفع إليه اليوم بواسطة البهتان... لكن الذين انتصروا على المؤامرة يومها، سيكررون انتصارهم اليوم وكل يوم... طالما أن الفارق في الحق، سيظل بين من يدفع ومن يدافع... وهو ما أكده رد الفعل العفْوي على ما صدر صباحا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

الكرة.. طائرة في أسوأ الكوارث الرياضية منذ ستين عاما فريق شابيكوينسي (shapikwense) البرازيلي فاز في نهائي كوبا سود أميريكانا من دون مباراة.. كرة قوية اخترقت المقص من زواياه العليا والصعبة ووقف الجميع بمن فيهم حارس المرمى مذهولين يشاهدون هز الشباك وفي قمة الروح الرياضية أصبح الفريقان الكولومبي والبرازيلي طرفي النهائي واعلن البرازيلي بطلا تكريما للاعبين قضوا حتفهم في أثناء توجههم إلى كولومبيا عندما تحطمت طائرتهم في ظروف لا تزال غامضة أهتز الشبك مأساويا في لعبة كرة القدم أما في لبنان فإن أي هدف لم يدخل المرمى الحكومي بعد ولا تزال الركلات تضرب التأليف من دون ضربات ترجيح استئناف التفاوض الحكومي على الحقائب يتوقع أن تنطلق عجلاته من الغد مع عودة الوزير جبران باسيل من جولته الخارجية ولما كانت الحكومة "أرمل" ولن تدخلها تاء تأنيث تتسلم وزارة شؤون المرأة .. فإن النساء يضربْن بالقوانيين التشريعية كما يعنفن في منازلهن على أيدي الزوج لا بل إن التاء أصبحت مفتوحة .. مجروحة .. مضروبة ومقسومة وتقع عليها المهانة من رجال البيت ورجال الدولة .. وجديد الاعتداء على حق من حقوق النساء أن فريقا سياسيا من "الإخوان النواب" يقدم مشروعا مضادا لاقتراح تقدم به النائب عن القوات اللبنانية إيلي كيروز يحمي المرأة من مغتصبها هذا الاقتراح الممهور بدعم منظمة أبعاد المعنية بالمساواة بين الجنسين ستجري مناقشته غدا في لجنة الإدارة والعدل بهدف تعديل المادة 522 من قانون العقوبات كي لا "يستر" تشريعيا على كل من يغتصب فتاة.. ويرى الحل في الزواج منها لتسقط عنه العقوبة فالنساء لن يعطين الرجال هذا الشرف.. وكل من يشرع قانونا يضيف الجرائم الى حقوق المرأة سيعد مغتصبا بلباس تشريعي والى الاغتصاب الأكبر.. فلسطين حيث أحيا لبنان يوما للأرض المحتلة وتضامن مع قضية أصبحت منسية لدى العرب.. فعاينت المخيمات فلسطينها فيما أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن القضية الفلسطينية جوهر إنساني لا يجوز التراخي في الدفاع عنه وبوصفه رئيسا لاتحاد البرلماني العربي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري الوحيد بين العرب الذين تيمموا بغبار القدس وصوبوا البوصلة العربية نحو فلسطين .. وكمن أراد تذكير الرئيس الأميركي بشعاراته ... أعلن بري أن الدولة المستقلة الحرة ذات السيادة سترجع يوما .. وعاصمتها القدس الشريف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

اعتقاد البعض من السياسييين اللبنانيين بان مهلة تشكيل الحكومة لم تتعد الزمن الطبيعي لتشكيل الحكومات في لبنان لم يمنع البعض الاخر من التساؤل، عما اذ اكانت اسباب التاخير، مردها الى تمسك الرئيس نبيه بري بوزارة الاشغال، وبحقيبة لرئيس المردة النائب سليمان فرنجية، ام ان وراء الاكمة ما وراءها، من اعتراضات على اداء رئيس الجمهورية ميشال عون، ووضع العصي امام اقلاع الحكومة العتيدة.

واليوم رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان مركزية الصراع الداخلي اليوم تتمحور حول العهد، اذ ثمة من يريده استمرارا للعهود القديمة وفي شكل خاص ذاك الذي ساد إبان عهد الوصاية.

كتلة المستقبل النيابية رأت أن الفرصة المتاحة لتحقيق انطلاقة صحيحة للعهد الرئاسي الجديد يجب ان لا تضعف او تتراجع، او تهدر، لأن الشعب اللبناني، يعلق الآمال على تحقيق اختراق في جدار الأزمة المستحكمة

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كرة الانتصارات تكبر في الشرق الحلبي.. سريعا تتدحرج احياؤه الى حضن الدولة وتحمل معها اهلها الحقيقيين المأسورين لسنوات بمشاريع التكفير.. كرة تتدحرج لتعيد اوصال حلب المقطعة الى بعضها وتحطم مشاريع الحكم الذاتي بقوالب اممية او تكفيرية.. ولأنها الدولة السورية فهي تحضن الجميع حتى أولئك الذين حملوا سكين الارهاب على أهلهم ورموها اليوم متخفين بين المدنيين العائدين الى حضن الدولة وقبلتْهم وهي تعرفهم وتدعو الآخرين الى أن يحذوا حذوهم..

ولكن التكفيريين من شتى الجنسيات لا مكان لهم إلا الانسحاب والاستسلام..

وأما الداعمون للارهاب تسليحا وفتاوى، فبعضهم رمى أوراقه.. وآخرون ما زالوا يكابرون من دون جدوى.. فيما وجد بعضهم طريقا آخر عبر تحريم العمليات ضد المحتل الصهيوني، بعدما أفرغوا ما حملت جعبهم من قنابل القتل والحقد سوريا وعراقيا وحتى يمنيا وغير ذلك.. قرأ الصهاينة في فتاوى هؤلاء رسائل صداقة سبقتهم اليها أنظمة تحت مسمى الاعتدال العربي. اعتدال تقرأه اعتلالا اصاب الامة فترك أهلها وحيدين يواجهون المحتل بالحجر والسكين وهم يحيون عاما مع قضية فلسطين رافضين كل مشاريع التقسيم..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

البرودة السياسية تسابق البرودة الطبيعية، فبدءا من الغد لبنان على موعد مع الامطار والثلوج ومع المناخات الباردة، في المقابل الحرارة شبه مفقودة على خط الاتصالات والمشاورات الحكومية، فالامور تراوح مكانها، والتأليف اصطدم على ما يبدو بالجدار المسدود، اسم هذا الجدار رفض قوى معينة الاعتراف بالثنائية المسيحية وبمحاولتها استعادة الحقوق التي استلبت منذ العام 1990 اي منذ بدء تطبيق الطائف بطريقة انتقائية وكيدية.

هكذا يمكن فهم الحملة الممنهجة التي تعرضت لها القوات اللبنانية في الاسبوعين الفائتين، من بعض الاوساط الاعلامية المعروفة، والتي تحولت اليوم هجوما واضحا وصريحا على الوزير جبران باسيل وحتى على رئيس الجمهورية ميشال عون.

وفي هذا الاطار اكدت مصادر مواكبة للوزير باسيل في الخارج انه لا يكترث بمتابعة ما يثار من ضجة حول مسألة الحكومة، اذ يعتبر الموضوع في غير سياقه وان ما يحصل مرتبط بقانون الانتخاب.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال "ان بي ان"

لا لقاءات لا اتصالات لا محاولات سجلت في الساعات الماضية حول تأليف الحكومة وحده الحديث السياسي والاعلامي يتردد عن سعي متواصل للاقصاء والالغاء، يبدأ من الحكومة ويستمر في الانتخابات النيابية فيما المطلوب تعزيز الوحدة الوطنية قولا وفعلا باشراف الجميع وعدم وضع فيتوات لا على قوة ولا على حصص وزارية وبالانتظار هل ستعود سيناريوهات الجامعة الى تداول فتحرك العجلة الحكومية ان تبقى الصيغ الالغائية قيد التداول فتجمد البلد معها. في اطار المراوحة السلبية قانون الانتخابات مستهدف لغاية في نفس قوى سياسية ترى في ابقاء قانون الستين سبيلا لتحقيق فوزها ومشاريعها الاقصائية لكن الشعب اللبناني يتوق الى قانون جديد يراعي متطلبات العصر والديمقراطية وهنا تبدو النسبية هي في الاولوية لا متغيرات جوهرية من دون قانون جديد للانتخابات ولا مصلحة لبنانية من دون القفز فوق الستين تلك الثوابت يدركها المواطنون اما الثوابت الاقليمية فباتت واضحة في مصلحة سوريا الدولة بعد الانجازات العسكرية في حلب والمتغيرات العابرة للقارات المرحلة الجديدة يرسمها الميدان الحلبي الآن وسط اسئلة عن حجم التطورات الآتية في سوريا شمالا وجنوبا ما يعني ان المنطقة تغير مرحلة بدأت عام 2011 وتنتهي تدريجيا الآن لصالح جيوش تستمد عزمها من الشعوب ضد ارهاب فشل في اسقاط مصر وسوريا والعراق انتصار الثوابت تلك هو انتصار للقضية الفلسطينية التي تبقي البوصلة حتى ينتصر الحق على الباطل كما قال رئيس الاتحاد البرلماني العربي نبيه بري في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني لا تراجع عن حقه المظلوم والمضطهد على ارضه ولا عن عودة اللاجئين وقيامة الدولة الفلسطينية الحرة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 29 تشرين الثاني 2016

النهار

سُمع رجل أعمال يقول في مجلس خاص إنه سيكشف في الوقت المناسب أسماء السياسيّين الذين عملوا على ابتزازه.

يتعرّض قضاة لضغوط قبل أن يُصدروا أحكامهم وذلك بهدف تأجيلها.

يدرس نوّاب إمكان تقديم اقتراح يقضي بإصدار عفو عام عن كل مُفتعلي الحوادث التي سبقت بداية العهد الجديد.

عمل مسؤولو "المستقبل" على معالجة هادئة لموضوع استقالة النائب السابق باسم السبع من مسؤوليّاته الحزبيّة.

السفير

تعد جهات مقربة من مرجع سياسي لوائح بطريقة تصرف تيار سياسي مسيحي بارز في وزارات وإدارات ومؤسسات كانت محسوبة على وزرائه في السنوات الثماني الأخيرة.

قال ديبلوماسي غربي في بيروت إن أسرع طريق للحل في سوريا "يحتاج الى سنتين".

يتعمد موفدون أجانب إبداء الاحترام لـ "حزب الله"، على قاعدة أن النظرة اليه "كعدو موضوع على لائحة الارهاب شيء.. والتعامل الواقعي معه شيء آخر"!

المستقبل

يقال

إن زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في عطلة الأسبوع نقلوا عنه إصراره على السعي الجدي لفتح الطريق لتذليل العقبات أمام الحكومة في أقرب وقت ممكن.

اللواء

قال نائب حاضر في مجلس رئاسي أن قواعد اللعبة تغيرت، ليس في تأليف الحكومة بل في العلاقات والزيارات الرئاسية أيضاً؟!

لوحظ أن حصة منطقة شوفية من قيادة حزبية شابة كانت لافتة، وتفوق القيادة الماضية عدداً وفعالية..

لم يقبل رئيس تيّار شبه معارض أن يقدم على "مبادرة ما" قبل مبادرة تأتي من جهة رسمية رفيعة!

الجمهورية

نقل أحد رؤساء الفعاليات المسيحية عن مرجع رئاسي تأكيده أنه سيعمل على إعادة التوازن لكن خطابه سيكون وطنياً وفوق كل الإنقسامات.

سجّل تيار سياسي على مرجع بارز تراجعه المفاجئ عن الإحتضان السياسي لرئيسه والتعاطي معه على أساس أنه فريق من بين مجموعة أفرقاء من دون أي ميزة إضافية عنهم.

قال قطب وسطي لمرجع سياسي تعليقاً على الوضع: لم أشعر بقرف كما أشعر الآن.

البناء

لاحظ مصدر متابع أنّ تيار المستقبل لم يتطرّق في التوصيات الصادرة عن مؤتمره الأخير إلى الإرهاب الذي يتربّص بلبنان، والذي يواجهه الجيش اللبناني والمقاومة استباقياً، سواء في لبنان أو في الداخل السوري، بينما لا يزال يصف المجموعات الإرهابية في سورية بـ "قوى الثورة"، رغم كلّ الدلائل والإثباتات على أنها الإرهاب بعينه...!

 

أساة جديدة.. "طوني" ضحيّة جريمة "غامضة" في أميركا

"الجمهورية" - 29 تشرين الثاني 2016/في حادثة جديدة تطال لبنانيين مغتربين، جرى التعرّض للشاب اللبناني طوني عبد الله بولس، في ولاية فيرجينيا الأميركية ما أدى الى مقتله. وفي التفاصيل أن الشاب طوني كان يقوم بإغلاق المحل الذي يعمل به عندما تعرّض لهجوم من احدى العصابات المسلحة مما أدى وفاته. ولا تزال الاسباب والدوافع غامضة، بانتظار صدور التقرير الرسمي الناتج عن التحقيقات.

 

من المقصود بتأخير الحكومة؟

"الأنباء الكويتية" - 29 تشرين الثاني 2016/إعتبرت مصادر قريبة من الرئيس المكلف سعد الحريري لصحيفة “الأنباء” الكويتية ان كل يوم تأخير للحكومة هو يوم تعقيد زائد، فيما رأت اوساط بعبدا ان الرئيس ميشال عون يعتبر عهده هو المقصود بالعرقلات الراهنة.

 

عوامل إقليمية ودولية تمنع تشكيل الحكومة

"الأنباء الكويتية" - 29 تشرين الثاني 2016/تتوقف اوساط ديبلوماسية أمام جملة مستجدات اقليمية توحي بأن “تناتش” الحقائب الوزارية ما هو الا “براقع” تخفي العوامل الاقليمية والدولية المانعة لتشكيل الحكومة الحريرية في الوقت الحاضر. وتؤكد لصحيفة “الأنباء” الكويتية انه من غير الوارد تشكيل الحكومة اللبنانية قبل ان يستكمل النظام السوري وحلفاؤه الروس والايرانيون السيطرة على مدينة حلب وكل المناطق الحدودية مع لبنان، وقبل ان يحصل على تعهدات لبنانية تحمي حدوده الامنية والسياسية. واضافت هذه الاوساط ان التحالف الداعم للنظام السوري يجد فرصته في فترة الانتقال الاميركي على مستوى الادارة والفراغ الفرنسي على صعيد الرئاسة لتوسيع السيطرة والنفوذ، ولأن تشكيل الحكومة اللبنانية الآن وقبل تحقيق كل ذلك قد يفرض اجراء تعيينات وتغييرات على المستويات العسكرية والامنية وحتى المالية، قد لا تتلاءم مع تطلعاتها الراهنة.

 

جعجع: البقاء في عهد الوصاية ممنوع

"المركزية" - 29 تشرين الثاني 2016/اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان مركزية الصراع الداخلي اليوم تتمحور حول العهد، الذي نريده جديدا بكل ما للكلمة من معنى، في حين ثمة من لا يريد عهدا جديدا بل استمرارا للعهود القديمة وفي شكل خاص ذاك الذي ساد إبان عهد الوصاية بكل مفاهيمه، مشددا على اننا لن نألو جهداً في دعم هذا العهد والعمل بكل ما أوتينا من قوة ليكون عهدا جديدا بالفعل.

وقال جعجع في حديث لـ"المركزية" ان ما يجري على مستوى تشكيل الحكومة من تنازع على الحصص والحقائب هو الوجه المبطّن لاستهداف التحالف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ونحن على يقين منذ اللحظة الاولى ان المسألة أبعد من توزيع حقائب، هي ممارسة معينة سُميت في حقبة زمنية "ترويكا" حينما كان عهد الوصاية يوجه بوصلته آنذاك نحو شرذمة السلطة اللبنانية بكل ما اتيح له من مجالات لمنع قيام الدولة اللبنانية فعلاً، فتتمكن سلطة الوصاية من الاستمرار. كل هذا لم يعد ممكناً راهنا، خصوصا مع العهد الجديد حيث الدولة لن تقوم الا استنادا للدستور، دستور الجمهورية اللبنانية الشديد الوضوح في هذا الاتجاه. رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يشرفان على تشكيل الحكومة، وهو ما يحاول فعله الرئيسان ميشال عون والحريري منذ نحو شهر، لكنه على ما يبدو لا يروق للبعض، فيواجه الممارسة الجديدة للعهد وتطبيق الدستور لبناء الدولة بالعرقلة.

واكد جعجع أن اقصى امنياتنا ان يتوسع بيكار محور بعبدا – معراب – بيت الوسط ليشمل عين التينة والضاحية، علما ان "نجمة" هذا المحور الدائمة هي الحزب التقدمي الاشتراكي. بيد ان البقاء ضمن شروط اللعبة التي طبقت منذ نهاية الحرب اللبنانية وحتى العام 2005 لم يعد جائزاً ولا مقبولاً ولا ممكناً. عهد الوصاية انتهى الى غير رجعة، نافياً اي نية لالغاء او اقصاء اي فريق سياسي، عهد الدولة المستندة الى الدستور انطلق وأهلا وسهلا بكل راغب في الانضمام اليه.

وفي ما يتصل بالسياسة الخارجية للعهد واستراتيجيته في شكل عام، قال جعجع: بديهي ان يمثل اي رئيس جمهورية، الجمهورية كلها وليس فريقا سياسيا، هو رمز البلاد ومسؤول عن سلامتها وسيادتها، ما يوجب على كل لبناني ان يشجع الرئيس عون في السياسة التي ينتهجها والتي أدت في وقت قياسي الى ترميم جزء لا بأس به من علاقات لبنان الخارجية. ونسأل هنا البعض، ما المطلوب، هل استمرار العلاقات مأزومة ومتوترة مع الخارج؟ اذا كان هذا مطلبهم نحن لسنا معه. واعتبر ان زيارة وزير خارجية ايران للبنان وتقديم التهاني للرئيس عون خطوة لمصلحة لبنان، تماما كما ان زيارة الموفد السعودي ووزير خارجية قطر مكسب للبنان. وقال: ان محاولة وضع رئيس الجمهورية في محور معين او حشره في زاوية محددة لهو موضع استنكار وشجب من جانبنا. رئيس الجمهورية للبنان عموما وليس لأي أحد آخر.

واذ اعتبر ان التوازنات اللبنانية الداخلية أقوى من اي تطور اقليمي في سوريا او غيرها، ادرج ما يحصل لجهة تعطيل تشكيل الحكومة في سياق محاولات تطويع العهد منذ انطلاقه من خلال رسائل توجه اليه، بأن من يشكل الحكومة ليس رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بالتفاهم مع سائر القوى السياسية بل فريق ثالث، وهذا منطق غير مقبول. لبّ المشكلة هنا: من يشكل الحكومة؟ وتوقع الا يطول مخاض التشكيل لان استباحة الوقت ليست في قاموس الرئيسين، فاذا ما تبين ان لا حلول في الافق ،الحل الدستوري موجود وهناك ميل لحكومة دستورية.

وأكد ان الرئيس سعد الحريري يبذل أقصى جهوده لازالة العقبات وعقد اجتماعا مع وفد تيار المردة في هذا الاطار، آملا الا يقبل النائب سليمان فرنجية ان يضعه اي فريق سياسي في الواجهة لعرقلة التشكيل وخوض معارك لا تخص فرنجية، ولا اعتقد انه في هذا الوارد.

اما الحصة الوزارية للقوات اللبنانية، فأكد جعجع انها رست بعد التنازل عن الحقيبة السيادية تسهيلا لعمل رئيس الجمهورية في بداية عهده كما الرئيس المكلف، علما ان ليس منطقيا عدم اسناد "سيادية" الينا، على نيابة رئاسة مجلس الوزراء وحقائب الاشغال والاعلام والشؤون الاجتماعية والسياحة، وهي تسوية مقبولة نسبياً. قانون الانتخاب: واستغرب جعجع ربط تعطيل الحكومة بمحاولة الابقاء على قانون الستين الانتخابي سائلا من يريد هذا القانون، اذا كنا المقصودين فنذكّر من يهمه الامر بأننا نناضل منذ ثماني سنوات وماضون للوصول الى قانون جديد، ومثلنا التيار الوطني الحر، من المقصود اذا؟ في مطلق الاحوال، ان هامش الاختلاف بين القوى السياسية ضاق الى درجة بات معها الاتفاق على قانون انتخابي، اثر تشكيل الحكومة العتيدة، متوقعا ليكون اول انجاز في سجلات العهد الجديد، خصوصا اذا ما توافرت النية السياسية.

 

حزب الله: نشتاق لـ"عون الرابية"

"المركزية" - 29 تشرين الثاني 2016/يذهب المراقبون إلى حد الجزم بأن فريق 8 آذار (ولا سيما حزب الله) لا يمكن أن يتقبّل حكومة تعطى فيها القوات حصة كبيرة. وفي ما يخص عون، يلفت المراقبون إلى أن حزب الله الذي لم يوفر وسيلة سياسية متاحة إلا واستخدمها لتأكيد تأييد الجنرال، إلى حد تعطيل البلد لأكثر من عامين لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام مشهد الرئيس الجديد يحاول التوفيق بين تفاهم مار مخايل واتفاق معراب. ويشيرون إلى أن الحزب، من خلال مجريات التأليف، يحاول استعادة ما يمكن تسميته "عون الرابية" الذي يدور في فلك محور المقاومة والممانعة"، بدلا من أن يلعب دور الحكم بين الأفرقاء الذي يتطلبه شغل كرسي بعبدا الرئاسي. في المقابل، يصر العونيون على الركون إلى الايجابية وتجنب لعبة الردود والردود المضادة مع رئيس المجلس. وفي هذا الاطار، تعتبر مصادر في تكتل التغيير والاصلاح عبر "المركزية" أن الرئيس بري يستخدم طريقته الخاصة لرفع سقوف مطالبه، وهذا أمر طبيعي، خصوصا أنه يمثل حزب الله والنائب سليمان فرنجية، لكننا على يقين أنه رجل وطني". وفي وقت يعتبر كثيرون أن شروط ومطالب عين التينة، من جهة وبنشعي من جهة أخرى، هي العقدة الأساس في مسار انطلاقة العهد الجديد، خصوصا بعدما قدمت القوات تنازلات كثيرة، يكتفي العونيون بالتذكير بأن "في مراحل سابقة، استغرق التأليف الحكومي اشهرا طوالا، ولكن الفريق الوزاري الجديد بقيادة الرئيس الحريري بات قريبا. ثم إن المهم بالنسبة إلينا ليس تشكيلة حكومية لإعطاء كل فريق الحصة التي تناسبه كما لو أننا نتقاسم جبنة، بل الاتفاق على مشروع وطني يلتقي عليه الجميع". وتختم مصادر التكتل: "التعاون أفضل من النكايات والمناكفات، خصوصا أن الرئيس عون ينادي ببناء الدولة. وهناك طريق واحد لبلوغ هذا الهدف، وهو أن يتفاهم الجميع على مشروع اعادة بناء لبنان".

 

بري غاضب من "غنج" القوات

"المركزية" - 29 تشرين الثاني 2016/في مؤشر جديد إلى صعوبة ولادة حكومة عهد الرئيس ميشال عون الأولى قريبا، دخل السجال على خط بعبدا- عين التينة مرحلة جديدة أكد فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري تمسكه بشروطه لتسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري، من دون أن يفوته تذكير "من يعنيهم الأمر" بأنه المفاوض الحكومي الرسمي باسم حزب الله ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. أمام هذه الصورة، يؤكد مراقبون عبر "المركزية" أن الحكومة الحريرية لن تبصر النور قريبا ما دام بري ماضيا في رفع شروطه، وفي توجيه الرسائل السياسية إلى عون والحريري.

وبحسب المراقبين أيضا، فإن رئيس المجلس ممتعض من "دلال القوات" في إطار مفاوضات التأليف، وهو يخشى محاولة إرساء زعامة مسيحية جديدة محصورة بعون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع دون سواهما من الأقطاب المسيحيين، خصوصا أن زعيم معراب لا ينفك يؤكد أنه مساهم أساسي في وصول عون إلى بعبدا.

 

ريفي اختار مرشحه لفرعية طرابلس

"المركزية" - 29 تشرين الثاني 2016/خلّفت التطورات السياسية التي شهدها لبنان في الاشهر القليلة الماضية وراءها شغورا في مقعدين نيابيين، الاول كان يشغله روبير فاضل الذي قرر الاستقالة احتجاجا على السلوك السياسي العام وعلى تعطيل دور المؤسسات الدستورية في البلاد. أما الثاني، فشغر بانتخاب صاحبه العماد ميشال عون، رئيسا للجمهورية. ولما كانت المادة 41 من الدستور أوجبت الشروع في انتخاب خلَف خلال شهرين من تاريخ خلوّ المقعد النيابي ما دامت المهلة التي تفصل الشغور عن نهاية ولاية المجلس تزيد عن ستة أشهر، توجهت أنظار البعض في طرابلس وكسروان، المنطقتين المعنيتين بهذا الفراغ، نحو القرار الذي ستتخذه الجهات الرسمية في شأن الانتخابات الفرعية التي ينص الدستور على ضرورة اجرائها. وهنا، لم تبد حكومة تصريف الاعمال من جهة، ولا القوى السياسية الوازنة في القضاءين من جهة أخرى (وأبرزها تيار المستقبل، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية)، أي حماسة تجاه الاستحقاق الفرعي ولا استعجلت إجراءه. فالانتخابات النيابية مقررة خلال أشهر في أيار 2017، وخوض انتخابات فرعية لإيصال نائبين الى البرلمان لهذه الفترة القصيرة "ما بتحرز" في نظرها.

وحده وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي "يريد" هذه الانتخابات، وقد وجه في 17 تشرين الثاني الجاري كتاباً إلى رئاسة مجلس الوزراء يتعلق بإجراء الإنتخابات النيابية الفرعية في طرابلس، طالبها فيه "باتخاذ الإجراءات الآيلة إلى إتمام الإستحقاق في أسرع وقتٍ ممكن إنفاذاً لأحكام الدستور واحتراماً لإرادة الناس".

واذ تقول مصادر سياسية في عاصمة الشمال إن الوزير المستقيل الذي حقق فوزا نوعيا في الانتخابات البلدية الاخيرة في المدينة، يعدّ العدة لخوض غمار الاستحقاق النيابي الفرعي، وتردد أنه قد يرشّح الشابة فرح عيسى عضو المجلس البلدي الحالي، لملء المنصب الارثوذكسي الشاغر، تلفت عبر "المركزية" الى ان الرئيس ميقاتي قد يرشّح الوزير السابق نقولا نحاس اذا ما جرت الانتخابات. أما تيار "المستقبل" فلم يتحرك بعد على هذا الخط، ذلك انه لا يستعجل انتخاب نائب ما دامت الانتخابات مقررة خلال أشهر.

من جانبه، لا ينوي النائب المستقيل فاضل الترشح مجددا، بطبيعة الحال، و"الا لما كنتُ استقلت"، على حد تعبيره. وهو يأسف لان الحياة السياسية في لبنان غير سليمة "فالبعض يعتبر خدمة المواطن مجرد شعار ومطية يستخدمها للوصول الى سدة البرلمان"، ويشير الى ان وظيفة النائب هي "التشريع والمراقبة والمحاسبة"، فاذا لم يقم بها، أين الغرض من دخوله الندوة البرلمانية؟ وليس بعيدا، تذكّر مراجع دستورية عبر "المركزية" بأن المادة 136 من النظام الداخلي لمجلس النواب تنص أن "بعد كل ثلاث جلسات عمل على الأكثر في العقود العادية والاستثنائية (لمجلس النواب) تخصّص جلسة للأسئلة والأجوبة أو جلسة للاستجوابات أو للمناقشة العامة مسبوقة ببيان من الحكومة". وهي تشرح ان الغاية من الاستجواب هذا هو إفساح المجال امام النواب للعب دورهم في مراقبة أداء الحكومة تمهيدا لمحاسبتها، غير أن هذه الممارسة مفقودة في لبنان، بفعل تعثر عجلة المؤسسات وعدم انتظام عملها من جهة، والاستهتار بالمفاهيم الدستورية والديموقراطية من جهة ثانية حيث باتت النيابية لـ"الوجاهة" لا أكثر. الا انها تعتبر ان العامل الاساس خلف غياب المحاسبة هو حكومات "الوحدة الوطنية" التي تضم الاطراف السياسيين كلهم في كنفها، فهذه "البدعة" تلغي مبدأ "الموالاة" التي تتسلم مقاليد الحكم، والمعارضة التي عليها ان تراقب أداء السلطة للمساءلة والمحاسبة. وتعرب عن أملها في أن يتمكن العهد الجديد من تخطي هذه الظاهرة، أقله بعد الانتخابات النيابية المرتقبة، فتستقيم الحياة الديموقراطية وتوضع على السكة الصحيحة مرة لكل المرات".

 

إشتباك الثنائية المسيحية مع الثنائية الشيعية

الجمهورية/29 تشرين الثاني/16/واقع الامر ان كلا من الثنائيتين المسيحية والشيعية في قلق احدهما حيال الاخرى، بينما الاحادية السنّية التي لا تزال تقتصر على الحريري الى مزيد من الانكفاء شعوراً منها بالوهن والتراجع لاسباب شتى: بينها ما يرتبط بزعامة الحريري نفسه واحواله المالية الصعبة وعجلته في العودة الى الحكم ايا يكن الثمن، وما يرتبط بذهابه المرغم الى انتخاب عون رئيساً للجمهورية بعدما عانده بضراوة مرشحا طيلة مرحلة الشغور، وما يرتبط بالاحداث الاقليمية المتسارعة بدءا مما باتت عليه الحرب السورية ودور حزب الله فيها.لم يعد الفريق السنّي، وتحديدا الحريري، قادراً كما عام 2005 على قيادة اوسع تحالف سياسي وطني، ولا ادارة التفاوض على تأليف حكومته كما لو انه "الرئيس القوي" الذي يوزّع الحصص شأن ما كان عليه الرئيس فؤاد السنيورة في حكومة عامذاك.

بيد ان ثمة اسبابا مختلفة لقلق الثنائية المسيحية، والاصح المارونية، وحماستها تاليا، وكذلك لتلك الشيعية:

اولها، الاسلوب الملتبس الذي يتوسله رئيس الجمهورية في تأليف اولى حكوماته تبصره الثنائية الشيعية بكثير من التوجس. فهو يمارس دوره كشريك فعلي في تأليفها يملك حق الفيتو والعزل وسلطة المكافأة، كما لو ان صلاحيات رئيس الجمهورية لمّا تزل في حقبة ما قبل اتفاق الطائف. وهو يوزّع الحقائب المسماة سيادية او خدماتية على الافرقاء على غرار ما خبرته حكومات ما بعد اتفاق الطائف. وهو يتمسك بحصته كرئيس بثلاثة وزراء على نحو ما لحظه له اتفاق الدوحة.

ثانيها، للمرة الاولى في تأليف حكومة منذ تطبيق اتفاق الطائف، تشهد موازين القوى الداخلية، ويختبره بالذات الفريقان السنّي والشيعي، فريقاً مسيحياً قوياً متماسكاً يطرح نفسه مفاوضاً رئيسياً لم تتسلل اليه الانقسامات، ولم يسع اي منهما التلاعب به او اغراءه. قبل انتخابه ابرم عون اتفاقا مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على تقاسم المقاعد الوزراية، رغم معرفته بنفور حليفه الشيعي حزب الله من الحليف المسيحي الجديد وشكوكه فيه الى حد الانزعاج.

ثالثها، ان الرئيس في ضوء القطيعة الكاملة، كما حزبه، مع فرنجيه ترك حماية نائب زغرتا لرئيس مجلس النواب كي يدافع عن وجوده السياسي في الحكومة وحصته على النحو الذي يسترضيه اولا واخيرا، ويربط مشاركته هو كما حزب الله في الحكومة بمشاركة فرنجيه.

رابعها، في ظل انكفاء شبه تام للفريق السنّي والرئيس المكلف المهموم باستعجال تأليف حكومته، تبدو الثنائيتان الشيعية والمسيحية في اشتباك معلن. كل منهما ترسم حدودا جديدة في التعاطي مع المرحلة المقبلة. ما يقوله بري في العلن هو نفسه ما يقوله حزب الله في صمته. بالتأكيد يحاول رئيس الجمهورية، حليف حزب الله وجعجع في آن وسط ضراوة الخصومة بين هذين الفريقين، اتخاذ موقع وسط بينهما. (الأخبار/نقولا ناصيف)

وبحسب المصادر نفسها، فإنّ أكثر العقد استعصاء، هي عقدة الثلث المعطّل، وتقول إنّ التفكّك الذي أصاب "8 و14 آذار" جعل من إمكان الوصول الى ثلث معطّل لهذا الطرف او ذاك مستحيل، ولكن هذا الثلث بدأ يطلّ برأسه من خلال الحصة العونية القواتية، حيث انّ حصة رئيس الجمهورية (3 وزراء) مضافاً اليها حصة "التيار الوطني الحر" (3 وزراء)، مضافاً اليها حصة "القوات" (3 وزراء تضاف اليهم حقيبة الوزير ميشال فرعون).

وهذا الأمر دفع الاطراف الآخرين الى التعبير عن "نَقزة" من هذا الثلث، الذي يجعلهما متحكّمين بالحكومة ومصيرها. علماً أنّ "التيار" و"القوات" ينظران الى هذه الفرضية، على اعتبارها غير واقعية، وانهما ليسا في وارد الثلث المعطّل أو غير المعطل، اذ انّ الاوزان والاحجام هي التي تفرض نفسها لا أكثر ولا أقل.

في هذا الوقت، قالت مصادر حزب "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية" انّ ما قدّمته "القوات" من تضحيات في موضوع الحقيبة السيادية كافٍ وهي غير مستعدة لتقديم مزيد من التضحيات، خصوصاً أنّ القوى الأخرى يفترض ان تقدم بدورها تضحيات على غرار ما قدمته "القوات"، فضلاً عن أنّ الحصة التي رَست عليها حصلت نتيجة تواصل بين معظم القوى السياسية إذ عندما طلب الرئيسان عون والحريري من "القوات" التنازل عن الحقيبة السياسية مقابل نيابة رئاسة الحكومة ووزارة الاشغال ووزارتي الاعلام والشؤون الاجتماعية قيل لها يومها انّ هذه التسوية مُتّفق عليها بين كل القوى السياسية ومن ضمنها الرئيس بري، ومجرد ان توافق تصدر مراسيم التأليف في غضون ساعات. (الجمهورية)

 

الجلسة ال37 للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل أكدت ضرورة انجاز تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن

الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016 /وطنية - انعقدت جلسة الحوار ال37 بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، مساء اليوم، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للامين العام ل"حزب الله" حسين الخليل، الوزير حسين الحاج حسن، النائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار "المستقبل". كما حضر الوزير علي حسن خليل. وبعد الجلسة، صدر البيان الاتي: "بحث المجتمعون في تطورات تشكيل الحكومة وضرورة انجازها بأسرع وقت ممكن للاستفادة من المناخات الايجابية في البلد. كما تناولوا موضوع اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية واجرائها في موعدها".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

«دولة» ميشال عون و «دويلة» حسن نصر الله: مشروعان لا يلتقيان

علي الأمين/جنوبية/ 29 نوفمبر، 2016

التصادم بين مشروع الدولة والدويلة هو تصادم حتمي، يمكن تأجيله، بالفراغ الدستوري حيناً وبالإنقسام السياسي الطائفي الحاد أحياناَ، فهل تستقيم الحياة الدستورية والسياسية والحياة العامة، بلا دولة؟ تدرك “الثنائية الشيعية” إنّ ما روجت له خلال السنوات الماضية عن حماية المسيحيين وضرورة تمثيلهم بالأقوى مسيحياً في الرئاسة الأولى، لم يكن المقصود منه دعم المسيحية السياسية في الرئاسة الأولى أو في الحكومة، وغيرها من مواقع القرار، بل الغاية الأساسية كانت في خلق ثنائية شيعية – مسيحية في مواجهة الظاهرة الحريرية أو ما يسمى السنيّة السياسية، وتوفير غطاء مسيحي لظاهرة الدويلة التي أقامها حزب الله في الكيان اللبناني. ونجحت الثنائية الشيعيّة إلى حدّ بعيد في ترسيخ مقولة إنّ ما خسره المسيحيون من السلطة سلبه السنّة. كما ساهم ظهور تيارات الإسلام السنّي الجهادي في انتشار هذه المقولة ومرادفاتها، عبر معادلة “حلف الأقليات” وتسييس “المسيحية المشرقية”. وخرجت أصوات كثيرة راحت تروج ان الخطر التكفيري مصدره السنّة، في لعبة سياسية وإيديولوجية كان الهدف منها ولا زال حماية الاستبداد وتبرير جرائمه لا سيما في سورية. وكان الكاتب الاردني ناهض حتّر أحد ابرز المنظرين لهذا التوجه. وصول الجنرال إلى سدّة الرئاسة الأولى بدعم من حزب الله، وتسهيل من الرئيس نبيه برّي، رافقه زخم مسيحي غير مسبوق. إذ لم يقيض لرئيس جمهورية لبناني هذا الالتفاف الماروني والمسيحي عموماً، الذي يحظى به الرئيس ميشال عون. وكما أنّ هذا الالتفاف يشكل مصدر قوة وتميّز لصاحبه فإنّه يشكل قيداً عليه، لا يتيح لرئيس الجمهورية أن يستهين به أو يقوضه بإرادته.

فالمسيحيون الذين شكل لهم الرئيس عون رمزية الرئيس القوي، حمّلوه كل أثقال الخيبات السياسية التي دفع الوجود المسيحي ثمنها منذ عقود. وأظهر الرئيس عون في المقابل أنّه المؤهل لإستعادة الدولة بشروطها الدستورية، تلك التي يشعر معظم المسيحيين بأنّ قيامها وثباتها يعني حماية الكيان الذي كان لهم كجماعة مسيحية الدور الأول في تأسيسه. من هنا افتتح الرئيس عون عهده بخطاب القسم، وحدد ثوابته، التي لا تحيد عن أيّ ثوابت لدولة في هذا العالم. لم يقل ما يمكن أن يتصادم مع الدستور، ولا مع القانون، ولا مع الحياة المشتركة بين الجماعات اللبنانية على اختلافها الديني أو المذهبي. المعادلة التي يريد رئيس الجمهورية تثبيتها كما عبّر عن ذلك في خطاب القسم أو في خطاب الاستقلال، هي إعادة الزخم لمشروع الدولة، عبر الانطلاق من تطبيق الدستور والقانون. وهذا الطموح الرئاسي الذي يلاقيه الرئيس المكلف سعد الحريري، يصطدم اليوم بالسلطة الفعلية في لبنان، أي سلطة الدويلة. فالجميع يعلم أنّه منذ أحداث 7 آيار عام 2008 وما تلاها في اتفاق الدوحة، رسخ حزب الله واقعاً في المعادلة السياسية لم يزل قائماً، وهو أنّ السلطة ليست بيد من يمتلك الأكثرية النيابية، ولا تشكل نسب التمثيل في مجلس الوزراء معياراً لنفوذ ودور في السلطة، السلطة في مكان آخر لا يحددها الدستور ولا القانون بل القوة على الأرض. وهذا ما يفسر أنّ حزب الله لا يستمد نفوذه من تمثيله النيابي ولا من تمثيله الحكومي الذي لم يتجاوز في أحسن الأحوال وزيرين، لأنّه كان يدرك ان السلطة ليست في المؤسسات الدستورية ولا تقوم على قواعد الديمقراطية، ولا تقررها الأكثرية النيابية. بل تقررها إلى حدّ بعيد الدويلة التي أنشأها حزب الله.

التصادم بين مشروع الدولة والدويلة هو تصادم حتمي، يمكن تأجيله، بالفراغ الدستوري حينا وبالانقسام السياسي الطائفي الحاد أحياناً، لكن في نهاية الأمر لا يمكن أن تستقيم الحياة الدستورية والسياسية والحياة العامة، بلا دولة. الأرجح أنّ المطروح على الرئيس ميشال عون من الثنائية الشيعية هو تمديد الفراغ الدستوري عملياً وإن كان تمّ ملؤه في الشكل. فالشيعية السياسية قطعت خلال السنوات الماضية خطوات بات يصعب عليها التراجع عنها. إذ بلورت مشروعها على طبقات إيديولوجية عابرة للحدود. واذا كانت المسيحية السياسية تطمح إلى تثبيت الكيانية اللبنانية كخيار وجودي يقوده اليوم الرئيس عون، فها هي الشيعية السياسية تتقدم بخطوات ملؤها الثقة نحو الاندماج بالكيانية الشيعية السياسية في المنطقة العربية، على أن تكون الدويلة التي يمثلها حزب الله في لبنان درة التاج للأممية الشيعية.

باختصار هما مشروعان لا يأتلفان: إما الدولة وإما الدويلة…

 

هجوم «السفير» على باسيل لسجن عون في محور إيران!

خاص جنوبية 29 نوفمبر، 2016/كتب المحرر السياسي في صحيفة السفير الممانعة والمقربة من حزب الله مقالا شنّ فيه هجوما حادّا على رئيس التيار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل واتهمه بنكران جميل حزب الله الذي أوصل زعيم تياره العماد ميشال عون الى سدّة رئاسة الجمهورية على حدّ زعم المفال. يدعو المحرر السياسي في السفير الوزير جبران باسيل ان يتعلم أصول التعامل مع حزب الله، وان يقدّر ما بذله الحزب مع سليمان فرنجية وبشار الأسد مذكرا اياه ان المقعد الوزاري الذي ناله في حكومة سعد الحريري الأولى لم يكن ليحصل عليه لولا هذا البذل والاقناع، حينها الحّ فرنجية على الأسد أن يتصل بالملك السعودي الراحل عبدالله و يتمنى عليه الطلب من سعد الحريري رفع الـ«فيتو» عن توزير باسيل “الذي رسب في الانتخابات النيابية” وأن تسند إليه وزارة الطاقة كما ذكّر بذلك محرّر السفير، مضيفا ان هذا أدّى الى تعطيل تأليف الحكومة لأشهر طويلة. ثم يتحدث الكاتب محرّر السفير عن ما أسماها بـ«وقفة الوفاء» التي لولاها ما وصل ميشال عون الى الرئاسة، وهي جعلت الحزب ينال الكثير من السهام. فـ«كل العالم أتى إلى الضاحية الجنوبية أو ذهب إلى طهران. كانت الإغراءات والعروض كثيرة. كان لسان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله: «ميشال عون هو مرشحنا لرئاسة الجمهورية». ويسترسل الكاتب قائلا «حاول الأميركيون عن طريق الفرنسيين والأمم المتحدة كسر كلمته. ذهبوا إلى طهران، بعد أن حيّدوا الروس، لمصلحة الإتيان برئيس توافقي، وقالوا للمسؤولين الإيرانيين: اضغطوا على «حزب الله» حتى يخرج من «الجنرال». كان لسان حال الإيرانيين: ليتفاهم المسيحيون على مرشح واحد ونحن ندعم خيارهم مهما كان. هذا في العلن، لكن في السر، أفهم الإيرانيون حتى بعض الحلفاء لبنانيا بأن هذا الملف بيد السيد حسن نصرالله شخصيا».

ويفصّل المحرّر الحانق على قلة الوفاء العوني لحزب الله ما فعله الرئيس نبيه بري الذي جرّب من خلال معاونه السياسي علي حسن خليل أن يسوّق للنائب سليمان فرنجية ولكن التزام فرنجية بتعاليم السيد حسن منعت تحقيق مأرب برّي. ويعود المحرّر السياسي في الذاكرة منذ عودة العماد ميشال عون الى لبنان في ربيع عام 2005، عندما كانت عينا جبران باسيل على على حدّ تعبيره على أحد المقعدين المارونيين في البترون.فجرّب حظه مرتين ولم ينجح. حينها كل استطلاعات الرأي لم تعطه الجواب الشافي. اما بيت قصيد الخلاف مع باسيل (أي مع الرئيس عون ضمنا) فظهر في مقال محرر السفير عبر الخضوع للإتفاق مع سمير جعجع. فقال «لم تخطئ «القوات» حرفا. الخطأ يتحمل مسؤوليته من أوعز بإبرام «التفاهم». كان بمقدور «التيار» أن يعطي «القوات» في الحكومة وغيرها لكن من بعد المجلس النيابي المقبل. حصل العكس، أعطاها «شراكة كاملة» تنال بموجبها حصة بمقدار ما ينال هو في حكومة العهد الأولى. الأصح أن يقول إنه مستعد لإعطاء «القوات» من حصته هو لا من حصة الآخرين مسيحيا سواء أكان سليمان فرنجية أم باقي الأطياف من إيلي الفرزلي ونقولا فتوش وحتى القوميين الذين لا يخفى على أحد حجم حضورهم المسيحي الوازن».

ويستنكر كاتب المقال شطب هؤلاء المسيحيين المناضلين لصالح هذا التفاهم المنحاز لجعجع، محملا هذا كله لرئيس التيار العوني دون الرئيس عون شخصيا! ويضيف الكاتب ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أوضح من الواضح في خياراته الاستراتيجية إلى جانب السعودية وكل المحور الذي تمثله في ساحات المنطقة. واذا كان من حق عون الان أن يلتزم بالوسطية في ادارة الدولة، لكن ليس من حق البعض إلزام ميشال عون ان يكون وسطيا في السياسة الاستراتيجية للبنان، مثلما لا يمكن بمقدور ان يطالب احد الحريري بخيانة خياراته السياسية والعربية والدولية.”

وهنا بدأ النقد المباشر والهجوم السياسي الصريح على الرئيس ميشال عون من قبل “محرر السفير” الذي استنكر مجيء وفد خليجي ليقابله ويهنئه ويعلن أن أول زيارة له ستكون الى الرياض، متهما موقع الرئاسة بالضعف والتسليم للصهر جبران “فلا يكبر موقع الرئاسة، عندما تتكرر المراجعات في القصر ويأتي الجواب المتكرر: اسألوا جبران أو انتظروا عودته من السفر”!!. ولم يتهيّب المحرّر العروبي في صحيفة السفير بعد ذلك ان ينال من الرئيس عون مباشرة مصدرا تعليمات فوقية له قائلا “ما هكذا تقاد الجمهورية يا «جنرال» وليست هذه خياراتك التي دفعت أكبر الفواتير لأجلها وليس صحيحا أن طائفة عن بكرة أبيها تتحمل مسؤولية التعطيل حتى تهدد بالذهاب إلى حكومة بمن حضر. هل يجوز أن سعد الحريري بات يدرك أن خيارا كهذا يمكن أن يهدد كل مستقبله السياسي، بينما يعتقد بعض محيطك يا فخامة الرئيس أنك قادر على ذلك وبالتالي إجهاض عهدك منذ شهره الأول”؟ ولا يتوانى المحرر ان يذكّر ويعترف بمسؤولية الممانعة عن التعطيل الرئاسي فيقول ان “ثمة من أوقف عقارب البلد لمدة سنتين من أجل وصول ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وان الوفاء كان هو الحافز كما وان الفضل يعود لموقف النائب فرنجية المبدأي. وفي لهجة تحذيرية يقول «هناك من ينشد موالا للعزف على الوتر الطائفي (خصوصا الشيعي ـ المسيحي) منذ سنوات، وهناك من يريد أخذ البلد إلى ثنائية تمهد لثلاثية، تمهيدا للعزل.» ليختم المحرّر أو “المهدّد السياسي” في الصحيفة المقربة من حزب الله قائلا ان «ليس هكذا يكون الوفاء يا جبران، ولا بتزوير المعطيات في بعض الأحيان»! ويبقى ان نسأل عن الهدف من هذا الهجوم الشرس من قبل صحيفة السفير التي تصحب سياسة حزب الله وحلفائه في 8 آذار وتهديدها الضمني لرئيس جمهوريتنا العتيد ميشال عون ولصهره وزير الخارجية بعدم الخروج عن الطاعة، وهما لطالما كانا الحليفان الوفيان لحزب الله كما ادعى الحزب ويدعي في كل محفل وخطاب لأمينه العام السيد حسن نصرالله، ان في حرب تموز، أم في تأييده لنظام بشار الأسد ضدّ “التكفيريين”، فهل المطلوب هو تعليب الرئيس وسجنه داخل خط محور سوريا ايران؟ وهل كان من المفترض به ان يمتنع عن استقبال الموفد السعودي ويرفض زيارة الرياض لتقرّ أعين إيران وحلفاؤها؟ وهل المطلوب منه ان يعود للعداء والخصومة مع القوات اللبنانية وقائدها سمير جعجع كي لا “يستيقظ المارد الماروني” كما عبّر الزميل محمد جواد بمقاله أمس في أحد المواقع الالكترونية؟                                                                  

 

براعة الأسد وحلفائه في القتل والتدمير

علي الأمين/جنوبية/ 29 نوفمبر، 2016

وظيفة نظام الأسد اليوم تدمير المجتمع السوري، بعد تدمير الحجر، في سبيل استمرار الأسد والأهم حماية الوظيفة الاستراتيجية لهذا النظام منذ حكم سوريا، أي حفظ الأمن الاسرائيلي. فبعدما وفر لإسرائيل الإستقرار في الجولان ها هو يقوم بتوفير الحماية من خلال إنهاء المجتمع الذي يخافه اي محتل او طامع.

يختار النظام السوري وحلفاؤه الروس والمنظومة الإيرانية دمار سوريا على خيار التسوية السياسية التي تطوي صفحة تفرد بشار الأسد بالسلطة، الوقائع الميدانية في حلب الشرقية في الأيام الأخيرة تضيف إلى هذه المعادلة عناصر جديدة تؤكدها، فحجم العملية التدميرية التي تسحق البشر والحجر غير مسبوقة في حجمها ودمويتها منذ الحرب العالمية الثانية، ولأنّها كذلك تفتح الباب واسعاً على مزيد من التدمير والقتل. ولن يؤدي سقوط حلب الشرقية بعد تدميرها بقوة الطائرات الروسية والميليشيات الإيرانية وقوات الأسد إلى انتصار هذا الحلف ، بل إلى مزيد من القتال ومزيد من الاستنزاف.

لا تكتسب قوة المعارضة السورية لنظام الأسد، من قوة المعارضة السياسية أو قياداتها، بل من قوة الاعتراض على هذا النظام الذي لم يعد يتقن سوى الإستسلام لروسيا وإيران، والعاجز عن إقامة حكم في سوريا يبشر بإستقرار، بعدما خرج الشعب السوري من سجن الأسد. المعادلة واضحة لا يعني سقوط نظام الأسد أنّ سوريا ستستقر، لكن بالتأكيد سقوط الأسد يفتح باباً للأمل على سوريا جديدة ونظام سياسي أكثر تمثيلاً للشعب السوري، فيما بقاء بشار الأسد على رأس السلطة هو بالتأكيد عنوان لاستمرار الحرب والدمار والموت. الوظيفة الأكثر وضوحاً في سياسة نظام القتل والإستبداد في سوريا، هي وظيفة تدمير المجتمع السوري بالتهجير إلى الخارج وبالتغيير الديمغرافي داخل البلد، فأكثر من عشر ملايين سوري خرجوا مكرهين من ديارهم، فيما تشكل وظيفة تأمين الاستقرار على الحدود الجنوبية مع اسرائيل، عنصراً استراتيجياً في توفير الحماية للنظام السوري الذي برع في الإلتزام بشروط الهدنة مع اسرائيل، بل تأمين كل ما يتيح استقرار الجولان تحت سلطة الاحتلال. وظيفة النظام السوري الأهم والتي توفر له الحماية الاستراتيجية، تكمن في عدم تجاوزه الخطوط الحمر تجاه اسرائيل، سوى ذلك فهو مطلق اليد في إبادة الشعب السوري، وهو لن يتوقف عن القيام بهذه الوظيفة طالما توفر له الغطاء الدولي. في المقابل ثمة وظيفة لا تقلّ أهمية وهي أنّ الحرب السورية أصبحت عنصر استنزاف للقوة الإيرانية والروسية، وأغرقت حزب الله في حرب من الصعب أن يخرج منها، وصار وجوده مرتبط بنتائج هذه الحرب ومصيرها. الإنتصار في سوريا لن يكون سورياً يكفي هذا الدمار والموت والتهجير لتتضح هوية الخاسر الأكبر في سوريا، لكن يبقى أنّ عملية تطويع وتدجين القوى الإقليمية تحتاج إلى مزيد من استنزافها في المساحة السورية والعراقية، وهي مهمة كفيلة بأن ترسخ المنظومات المذهبية والطائفية، وتزيد من مستوى العداء والكراهية، وهذا الجرح وحده سيجعل تركيا وإيران أداتان طيّعتان للخارج الأميركي والروسي، بعدما فقد العرب تأثيرهم في المعادلتين السورية والعراقية، وسواء كانت واشنطن أو موسكو المتحكم بقواعد اللعبة فالأكيد أنّ اسرائيل تستبشر خيراً لعقود.

 

"البقاء في عهد الوصاية ممنوع ومحور التحالف مفتوح امام الجميع"

جعجع لـ"المركزية": الصراع على الحقائب وجه مبطن للاسـتهداف

استباحة الوقت ليست في قاموس الرئيسين وميل لحكومة دستورية

المركزية- اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان مركزية الصراع الداخلي اليوم تتمحور حول العهد، الذي نريده جديدا بكل ما للكلمة من معنى، في حين ثمة من لا يريد عهدا جديدا بل استمرارا للعهود القديمة وفي شكل خاص ذاك الذي ساد إبان عهد الوصاية بكل مفاهيمه، مشددا على اننا لن نألو جهداً في دعم هذا العهد والعمل بكل ما أوتينا من قوة ليكون عهدا جديدا بالفعل. وقال جعجع في حديث لـ"المركزية" ان ما يجري على مستوى تشكيل الحكومة من تنازع على الحصص والحقائب هو الوجه المبطّن لاستهداف التحالف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ونحن على يقين منذ اللحظة الاولى ان المسألة أبعد من توزيع حقائب، هي ممارسة معينة سُميت في حقبة زمنية "ترويكا" حينما كان عهد الوصاية يوجه بوصلته آنذاك نحو شرذمة السلطة اللبنانية بكل ما اتيح له من مجالات لمنع قيام الدولة اللبنانية فعلاً، فتتمكن سلطة الوصاية من الاستمرار. كل هذا لم يعد ممكناً راهنا، خصوصا مع العهد الجديد حيث الدولة لن تقوم الا استنادا للدستور، دستور الجمهورية اللبنانية الشديد الوضوح في هذا الاتجاه. رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يشرفان على تشكيل الحكومة، وهو ما يحاول فعله الرئيسان ميشال عون والحريري منذ نحو شهر، لكنه على ما يبدو لا يروق للبعض، فيواجه الممارسة الجديدة للعهد وتطبيق الدستور لبناء الدولة بالعرقلة.

واكد جعجع أن اقصى امنياتنا ان يتوسع بيكار محور بعبدا – معراب – بيت الوسط ليشمل عين التينة والضاحية، علما ان "نجمة" هذا المحور الدائمة هي الحزب التقدمي الاشتراكي. بيد ان البقاء ضمن شروط اللعبة التي طبقت منذ نهاية الحرب اللبنانية وحتى العام 2005 لم يعد جائزاً ولا مقبولاً ولا ممكناً. عهد الوصاية انتهى الى غير رجعة، نافياً اي نية لالغاء او اقصاء اي فريق سياسي، عهد الدولة المستندة الى الدستور انطلق وأهلا وسهلا بكل راغب في الانضمام اليه.

وفي ما يتصل بالسياسة الخارجية للعهد واستراتيجيته في شكل عام، قال جعجع: بديهي ان يمثل اي رئيس جمهورية، الجمهورية كلها وليس فريقا سياسيا، هو رمز البلاد ومسؤول عن سلامتها وسيادتها، ما يوجب على كل لبناني ان يشجع الرئيس عون في السياسة التي ينتهجها والتي أدت في وقت قياسي الى ترميم جزء لا بأس به من علاقات لبنان الخارجية. ونسأل هنا البعض، ما المطلوب، هل استمرار العلاقات مأزومة ومتوترة مع الخارج؟ اذا كان هذا مطلبهم نحن لسنا معه. واعتبر ان زيارة وزير خارجية ايران للبنان وتقديم التهاني للرئيس عون خطوة لمصلحة لبنان، تماما كما ان زيارة الموفد السعودي ووزير خارجية قطر مكسب للبنان. وقال: ان محاولة وضع رئيس الجمهورية في محور معين او حشره في زاوية محددة لهو موضع استنكار وشجب من جانبنا. رئيس الجمهورية للبنان عموما وليس لأي أحد آخر.

واذ اعتبر ان التوازنات اللبنانية الداخلية أقوى من اي تطور اقليمي في سوريا او غيرها، ادرج ما يحصل لجهة تعطيل تشكيل الحكومة في سياق محاولات تطويع العهد منذ انطلاقه من خلال رسائل توجه اليه، بأن من يشكل الحكومة ليس رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بالتفاهم مع سائر القوى السياسية بل فريق ثالث، وهذا منطق غير مقبول. لبّ المشكلة هنا: من يشكل الحكومة؟ وتوقع الا يطول مخاض التشكيل لان استباحة الوقت ليست في قاموس الرئيسين، فاذا ما تبين ان لا حلول في الافق ،الحل الدستوري موجود وهناك ميل لحكومة دستورية.

وأكد ان الرئيس سعد الحريري يبذل أقصى جهوده لازالة العقبات وعقد اجتماعا مع وفد تيار المردة في هذا الاطار، آملا الا يقبل النائب سليمان فرنجية ان يضعه اي فريق سياسي في الواجهة لعرقلة التشكيل وخوض معارك لا تخص فرنجية، ولا اعتقد انه في هذا الوارد.

اما الحصة الوزارية للقوات اللبنانية، فأكد جعجع انها رست بعد التنازل عن الحقيبة السيادية تسهيلا لعمل رئيس الجمهورية في بداية عهده كما الرئيس المكلف، علما ان ليس منطقيا عدم اسناد "سيادية" الينا، على نيابة رئاسة مجلس الوزراء وحقائب الاشغال والاعلام والشؤون الاجتماعية والسياحة، وهي تسوية مقبولة نسبياً. قانون الانتخاب: واستغرب جعجع ربط تعطيل الحكومة بمحاولة الابقاء على قانون الستين الانتخابي سائلا من يريد هذا القانون، اذا كنا المقصودين فنذكّر من يهمه الامر بأننا نناضل منذ ثماني سنوات وماضون للوصول الى قانون جديد، ومثلنا التيار الوطني الحر، من المقصود اذا؟ في مطلق الاحوال، ان هامش الاختلاف بين القوى السياسية ضاق الى درجة بات معها الاتفاق على قانون انتخابي، اثر تشكيل الحكومة العتيدة، متوقعا ليكون اول انجاز في سجلات العهد الجديد، خصوصا اذا ما توافرت النية السياسية.

 

مسعى لاستنسـاخ سيناريو التعطيل الرئاسـي حكوميا لتطويـع العهد وعون والحريري يدركان ابعاد اللعبة... فهل يواجهان بتشكيل دستوري؟

المركزية- لم يعد من مجال للشك بعد خروج الخلاف بين اهل السلطة الى العلن في شكل صارخ وتمركزهم في معسكرين، الاول ضاغط في اتجاه تذليل العقبات التي تعوق تشكيل الحكومة الى الحد الاقصى، والثاني يتمترس خلف حزم من الشروط مخرجا من سلته العقدة تلو الاخرى، ان الفريق الذي مارس لعبة تعطيل الرئاسة على مدى عامين ونصف العام يسعى لاستنساخ تجربته حكوميا بتغيير الاشخاص، خصوصا بعدما لمس ان مرشحه الرئيس ميشال عون في بعبدا هو غير العماد عون في الرابية ولن يكون رئيس محور كما اعتقد.

وتقول اوساط سياسية مطّلعة على اجواء المفاوضات الحكومية لـ"المركزية" ان الثنائي الشيعي لا يكتفي بنيل حصته التي ارادها بدءا من وزارة المال بعد رفع فيتو "السيادية" في وجه القوات اللبنانية بل يذهب بعيدا في اتجاه تحصيل حصص الآخرين وتحديدا تيار "المردة " ساعياً لمنحه حقيبة الاشغال التي قيل انها منحت للقوات تعويضاً عن السيادية. وتبعا لذلك، ترى الاوساط ان تصلب الرئيس بري خلف حصة "المردة" يخفي في طياته سعياً في اتجاه واحد من أمرين، المماطلة بالقدر المتيسر في انهاء عقبات التشكيل الى حين تبلور طبيعة المشهد السوري بعد التطورات الميدانية في حلب وانقلاب الموازين العسكرية لمصلحة النظام او تحصيل النسبة الاعلى الممكنة من المطالب والشروط بما يؤمن للثنائي الشيعي موقعا حكوميا وازناً يمنحه "الثلث المعطّل" مواربة، بحيث يتحكم بمصير الحكومة الحريرية الثانية كما فعل في الاولى حينما اطاحها من خلال استقالات وزرائه الجماعية مسددا ضربة قاسية للرئيس الحريري الذي كان يهم بالدخول الى البيت الابيض للقاء الرئيس باراك اوباما فدخل المكتب البيضاوي رئيس حكومة وخرج رئيس حكومة مستقيلا.

اما لقاء الحريري مع وفد تيار "المردة" الذي زاره الاسبوع الماضي، تكشف المصادر انه كان عادياً في شكل عام من دون ان يصل الى نقطة توافق حول حصة المردة، بدأه الحريري بالسؤال عما اذا كان من نية للتعاون والمشاركة في الحكومة فجاءه الرد ايجابا وابدى الوفد حرصه على التعاون والتعاطي الايجابي مع العهد على رغم عدم انتخاب "المردة" الرئيس عون، وتمنوا ان يُمنحوا واحدة من حقائب الاشغال او الطاقة او الاتصالات، فأشار الحريري الى ان هذه الحقائب بالذات تم توزيعها مبدئياً في مسودة التشكيل واعداً بالتشاور مع الرئيس بري ومحاولة تأمين حقيبة اخرى للمردة لكنه لم يعرض واحدة محددة .

وامام هذا الواقع، تعتبر المصادر ان الهدف الذي يصبو اليه الثنائي الشيعي يمكن ان يتحقق أقله في تأخير التشكيل وتنفيس رصيد العهد الذي يبدو "خرج عن أمر الطاعة" بدليل الحملة التي شنها بعض الاعلام اليوم على وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، موجهاً اليه وابلاً من الاتهامات بـ"نكران الجميل"، متوقعة ان يستتبع بحملات سياسية على العهد وحلفائه وتحميله وزر محاولة اقصاء بعض القوى السياسية، تعبيراً عن سخطه مما آلت اليه الامور وسقوط رهاناته على جره الى المحور الاقليمي الذي يريد. فهل يخضع العهد الى سياسة الابتزاز والتعطيل ام يذهب في الاتجاه المعاكس ويخطو خطوة جريئة في اتجاه التشكيل استناداً الى الدستور، لا الى الرغبات السياسية؟ تفيد المصادر ان الرئيسين عون والحريري ليسا بعيدين عن هذا المناخ بيد انهما سيمنحان القوى السياسية الفرصة الى الحد الاقصى لكنهما حكماً لن ينتظرا الى ما شاء الله.

 

8 آذار يعترض علـى أداء عون والكباش يتخطـى الحكومـة الى خيارات العهـد

جمود على خط التأليف..وجلسة لـ"الثنائي" ليلا ترطّب الاجواء بين بري والمستقبل؟

حلب سقطت في يد النظام أو تكاد: 16 ألف نازح ومحاولة فرنسية لتدارك الوضـع

المركزية- المناخات الباردة التي ستسيطر على لبنان في الساعات المقبلة حاملة الامطار والثلوج تشبه الى حد بعيد الاجواء التي تسود مساعي تأليف الحكومة العتيدة. فالحرارة مفقودة على خط المعنيين بعملية التشكيل، والفتور الذي يحكم العلاقة بين الثنائي الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري من جهة، والرئيس نبيه بري، الناطق باسم الثنائي الشيعي و"المردة"، من جهة أخرى، لم يعد خافيا أو سرّا بل اتخذ في الساعات القليلة الماضية منحى جديدا مقلقا يتهدد انطلاقة العهد الجديد برمّته وليس جهود تأليف الحكومة فحسب.

رسائل الى الرئيس: فالسهام التي وجهها بعض الاعلام القريب من فريق 8 آذار، نحو رئيس الجمهورية من خلال التصويب على رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وفق ما تقول مصادر مراقبة لـ"المركزية"، حملت رسائل واضحة ومباشرة الى العماد عون مفادها أن الفريق المذكور غير راض عن النهج السياسي الذي انتهجه منذ انتخابه رئيسا، على الصعيدين المحلي والاقليمي، وأن تصويب الممارسة ضروري للاقلاع بالعهد. ورأت المصادر أن بين سطور ما كتب اليوم، تحذيرا مبطنا للتيار الوطني الحر من مغبة المضي في تقديم التحالف الذي قام بين الرابية وبيت الوسط وبين الرابية ومعراب على التحالف مع "حزب الله". وعليه، ترى المصادر أن التركيبة الحكومية لم تعد عالقة بين حبال الحصص والاحجام والحقائب، بل باتت أسيرة الكباش السياسي على هوية العهد الجديد وتوجّهاته وخياراته.

جمود: على أي حال، لم تسجّل الساحة المحلية اليوم أي حراك على خط "الحكومة"، فيما الوزير باسيل لا يزال خارج البلاد وقد لا يعود قبل الجمعة المقبل، حيث علمت "المركزية" أنه سيشارك في مؤتمر اقتصادي – سياسي في روما قبل العودة الى لبنان. وفي السياق، أشارت المصادر الى ان الرئيسين عون والحريري اللذين جوجلا أمس مجريات التأليف، يستعجلان وضع التركيبة الحكومية ويرفضان عرقلة انطلاقة العهد، الا انها استبعدت أن تكون للرجلين مقاربة جديدة للمعضلة الوزارية بعد انقضاء الاسبوع الجاري، كما تردد، مرجحة الا يقدما على أي خطوة غير محسوبة النتائج كوضع تركيبة "أمر واقع"، خصوصا ان نصائح دبلوماسية غربية وردت الى المسؤولين اللبنانيين بضرورة انجاز التأليف ولكن بأقل ضرر ممكن.

الحوار الثنائي: الهدوء السياسي الذي خيّم في شكل شبه تام على الداخل، تخرقه جولة الحوار الثنائي السابعة والثلاثون بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" والتي تعقد ليلا في عين التينة برئاسة الرئيس بري. الجلسة التي تأتي وسط تعثر مساعي تشكيل حكومة العهد الاولى، ستشكل وفق المصادر، مناسبة للتواصل المباشر بين "المستقبل" ورئيس المجلس بعد الانتقادات التي وجهها الاخير الى الرئيس الحريري، ربما ساهم في ترطيب الاجواء بين الجانبين. وتتوقع ان يطرح خلالها جهود التأليف اضافة الى العرض العسكري الذي نفذه حزب الله في القصير السورية، وذلك الذي نظمه حزب "التوحيد العربي" الذي يرأسه الوزير السابق وئام وهّاب في بلدة الجاهلية لـ"سراي التوحيد" وشارك فيه ممثلون عن "حزب الله".

مسؤوليات الدولة: في المواقف، أعلن الرئيس الحريري في كلمة القاها خلال افتتاحه "أكاديمية التواصل والقيادة - علا" في وسط بيروت، بدعوة من مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة والجامعة اللبنانية الأميركية أن "هذا المشروع نموذج رائد للشراكة الحقيقية بين القطاع الخاص والمجتمع المدني"، معتبرا ان "من أهم مسؤوليات الدولة في الوقت الحاضر، أن تحسن فرص العمل أمام الشباب والشابات في لبنان، وأن توجد مناخا من الثقة والأمل لجيل الشباب، الذي هو في النهاية مستقبل بلدنا".

باسيل والجنسية: على صعيد آخر، أطلق الوزير باسيل خلال اختتام اعمال مؤتمر الطاقة الاغترابية الاول لقارة اميركا اللاتينية في البرازيل نداء الى المغتربين اللبنانيين، جاء فيه "أدعوكم الى استعادة جنسيتكم اللبنانية والمحافظة على هوية وطنكم المهددة. نحن في لبنان ندفع دمنا ثمنا للمحافظة على هويتنا، وجيشنا يستشهد على حدودنا حفاظا عليها"، ورأى "أن قضية استعادة الجنسية اللبنانية مسألة حياة او موت للبنان، انها قضية أمان قومي للبنان وهذا ما يبقينا على قيد الحياة، ويجعلنا نتنفس حرية وكرامة". وأعلن "اقامة مؤتمر الطاقة الاغترابية الثاني لقارة اميركا اللاتينية في 24 و25 تشرين الثاني 2017 في مكسيكو سيتي في المكسيك"، داعيا الجميع الى "المشاركة ايضا في مؤتمر الطاقة الاغترابية في بيروت في 4 و5 و6 أيار المقبل"... وكان البيان الختامي والتوصيات التي صدرت في ختام اعمال مؤتمر الطاقة الإغترابية أثنى على "انتخاب رئيس للجمهورية والفخر والسعادة لتجلي الوحدة الوطنية في هذه اللحظات الصعبة". واكد على "دور واهمية الاغتراب كصلة وصل بين الحضارات والأديان"، كما دعا "كل المتحدرين الى استعادة جنسيتهم، والى تأسيس النادي اللبناني السياسي الاغترابي".

اضراب: من جهة ثانية، أكدت اتحادات النقل البري استمرار الاعتصام أمام مراكز المعاينة الميكانيكية لحين تنفيذ وزارة الداخلية والبلديات القانون والإعلان الرسمي باستلام قطاع المعاينة الميكانيكية والتي جرت على أساسه عمليات التسلّم والتسليم بين وزير الداخلية والبلديات السابق مروان شربل وإدارة الشركة المعنية. وأعلنت تنفيذ إضراب عام على كل الأراضي اللبنانية مع نقاط تجمّع وإعتصامات ومسيرات سيارة يوم الخميس الواقع فيه 8/12/2016 على أن يُعلن عن خطّة تنفيذ هذا الإضراب في مؤتمر صحفي يُعقد في وقت لاحق.

حلب سقطت: اقليميا، بقيت التطورات العسكرية المتسارعة في حلب لصالح الجيش السوري وحلفائه، تحت الضوء. واذ أعلنت مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" أن حلب باتت في حكم "الساقطة" في يد النظام، تخوفت من المنحى الميداني الذي يمكن ان يتخذه النزاع بعد هذا السقوط. في الاثناء، تبذل فرنسا جهودا لاستدراك الوضع في سوريا، حيث دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في المدينة. وقال في بيان "نحن في حاجة أكثر من أي وقت مضى لوضع سبل لإنهاء الاقتتال والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول دون عقبات." في الموازاة، يبقى الوضع الانساني في الأحياء المستهدفة محط مراقبة اذ أعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين نقلا عن تقارير أولية ان هناك ما يصل إلى 16 ألف نازح في حلب جراء الهجمات المكثفة على الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة في شرق المدينة. وأضاف في بيان انه ليست هناك مستشفيات عاملة في المنطقة وأن مخزون الطعام أوشك على النفاد وأن من المرجح أن يفر آلاف آخرون من منازلهم إذا استمر القتال في الأيام المقبلة.

اليمن: هذا في سوريا. أما في اليمن، فلا تبدو المستجدات مريحة أكثر. ففي وقت يواصل المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ مساعيه لإيجاد حل ينهي الأزمة، وفيما أبدت الكويت استعدادا لاستقبال وفدي الحكومة والحوثيين لتوقيع اتفاق السلام، اعلن "المجلس السياسي للحوثيين" في صنعاء عن تشكيل حكومة برئاسة عبد العزيز بن حبتور مؤلفة من 42 حقيبة وزّعت مناصفة بين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في خطوة من شأنها تعقيد الوضع أكثر وعرقلة مساعي الحل السياسي.

 

"التيار": الرئيس ينادي ببنـاء الدولة والحكومــة قريبــة حزب الله يحاول استعادة "عون الرابية" في مفاوضات التأليف

المركزية- في مؤشر جديد إلى صعوبة ولادة حكومة عهد الرئيس ميشال عون الأولى قريبا، دخل السجال على خط بعبدا- عين التينة مرحلة جديدة أكد فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري تمسكه بشروطه لتسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري، من دون أن يفوته تذكير "من يعنيهم الأمر" بأنه المفاوض الحكومي الرسمي باسم حزب الله ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. أمام هذه الصورة، يؤكد مراقبون عبر "المركزية" أن الحكومة الحريرية لن تبصر النور قريبا ما دام بري ماضيا في رفع شروطه، وفي توجيه الرسائل السياسية إلى عون والحريري.

وبحسب المراقبين أيضا، فإن رئيس المجلس ممتعض من "دلال القوات" في إطار مفاوضات التأليف، وهو يخشى محاولة إرساء زعامة مسيحية جديدة محصورة بعون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع دون سواهما من الأقطاب المسيحيين، خصوصا أن زعيم معراب لا ينفك يؤكد أنه مساهم أساسي في وصول عون إلى بعبدا. ويذهب المراقبون إلى حد الجزم بأن فريق 8 آذار (ولا سيما حزب الله) لا يمكن أن يتقبّل حكومة تعطى فيها القوات حصة كبيرة. وفي ما يخص عون، يلفت المراقبون إلى أن حزب الله الذي لم يوفر وسيلة سياسية متاحة إلا واستخدمها لتأكيد تأييد الجنرال، إلى حد تعطيل البلد لأكثر من عامين لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام مشهد الرئيس الجديد يحاول التوفيق بين تفاهم مار مخايل واتفاق معراب. ويشيرون إلى أن الحزب، من خلال مجريات التأليف، يحاول استعادة ما يمكن تسميته "عون الرابية" الذي يدور في فلك محور المقاومة والممانعة"، بدلا من أن يلعب دور الحكم بين الأفرقاء الذي يتطلبه شغل كرسي بعبدا الرئاسي. في المقابل، يصر العونيون على الركون إلى الايجابية وتجنب لعبة الردود والردود المضادة مع رئيس المجلس. وفي هذا الاطار، تعتبر مصادر في تكتل التغيير والاصلاح عبر "المركزية" أن الرئيس بري يستخدم طريقته الخاصة لرفع سقوف مطالبه، وهذا أمر طبيعي، خصوصا أنه يمثل حزب الله والنائب سليمان فرنجية، لكننا على يقين أنه رجل وطني". وفي وقت يعتبر كثيرون أن شروط ومطالب عين التينة، من جهة وبنشعي من جهة أخرى، هي العقدة الأساس في مسار انطلاقة العهد الجديد، خصوصا بعدما قدمت القوات تنازلات كثيرة، يكتفي العونيون بالتذكير بأن "في مراحل سابقة، استغرق التأليف الحكومي اشهرا طوالا، ولكن الفريق الوزاري الجديد بقيادة الرئيس الحريري بات قريبا. ثم إن المهم بالنسبة إلينا ليس تشكيلة حكومية لإعطاء كل فريق الحصة التي تناسبه كما لو أننا نتقاسم جبنة، بل الاتفاق على مشروع وطني يلتقي عليه الجميع".

وتختم مصادر التكتل: "التعاون أفضل من النكايات والمناكفات، خصوصا أن الرئيس عون ينادي ببناء الدولة. وهناك طريق واحد لبلوغ هذا الهدف، وهو أن يتفاهم الجميع على مشروع اعادة بناء لبنان".

 

دفــع "المشكل" الـــى الامـام وتأجيلــه يوفران الحل المطلوب للولادة الحكومية المرتقبة

المركزية- في الوقت الذي ينتظر فيه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من الفرقاء المعنيين في عملية تشكيل الحكومة اجوبة نهائية حول شكل الحكومة والحقائب المطروحة عليهم، تستبعد اوساط مطلعة لـ"المركزية" امكانية الحصول على هذه الاجوبة قبل نهاية الاسبوع كما يشاع، خصوصا بعدما تبين للعيان وفي شكل واضح ان هناك من يعمل على عرقلة التأليف لأسباب تكمن في نفس يعقوب كما يقال لدى بعض المسؤولين عن اخراج التشكيلة الوزارية الجديدة الى العلن. اذ كلما طرحت صيغة حل عليه بادر الى طرح صيغة اخرى وحتى كلما اعطي حقيبة من الحقائب التي يطالب بها انتقل الى المطالبة بوزارات اخرى. واذ تستغرب الاوساط مثل هذه المواقف المتناقضة من قبل الفريق الواحد فهي تعترف بأن المشكلة الحكومية تخفي اكثر من قضية محورها ما اسمي "بالسلة" المتكاملة الحلول للملفات والمشكلات العالقة وفي مقدمها الوصول الى قانون انتخاب يجري على اساسه الاستحقاق في شهر ايار المقبل من العام 2017.

وتقول ان اول المطالبين باجراء الانتخابات على اساس النسبية ولبنان دائرة واحدة لا يريدون هذه الصيغة من اساسها ويفضلون الابقاء على قانون الستين لان بوسطاته ومحادله توفر لهم ربحا اكبر مما يوفر "النسبي" الذي يؤمن للعديد من العائلات المبعدة عن ساحة العمل السياسي فوزا مضمونا لطالما حرمت منه نتيجة التحالفات الضيقة التي عرفها لبنان على مدى الخمس والعشرين سنة المنصرمة من جهة وبفعل قانون الستين من جهة اخرى. وتختم الاوساط متوقعة ان يتم ومن قبيل "زرك" هؤلاء اللاعبين على خط التناقضات اعطاؤهم راهنا ما يطالبون به من اجل الحؤول دون تعثر العهد في بدايته، ومن منطلق الدفع بالمشكل الى الامام اي التأجيل ريثما تتوفر الظروف الملائمة لوضع الامور في نصابها خصوصا وان هناك العديد من المحطات والاستحقاقات المقبلة التي توجب تفاهمات كان يفترض تثبيتها منذ اليوم وعلى قاعدة التعاون الفعلي وليس الكلامي الذي لم يعد ينطلي على احد.

 

"فرعية" كسروان وطرابلس مسـتبعدة فـــي غياب "الهمّة" السياسيــة وحكومات "الوحدة الوطنية" تعوق المحاسبة وتلغي مبدأ الموالاة والمعارضة

المركزية- خلّفت التطورات السياسية التي شهدها لبنان في الاشهر القليلة الماضية وراءها شغورا في مقعدين نيابيين، الاول كان يشغله روبير فاضل الذي قرر الاستقالة احتجاجا على السلوك السياسي العام وعلى تعطيل دور المؤسسات الدستورية في البلاد. أما الثاني، فشغر بانتخاب صاحبه العماد ميشال عون، رئيسا للجمهورية. ولما كانت المادة 41 من الدستور أوجبت الشروع في انتخاب خلَف خلال شهرين من تاريخ خلوّ المقعد النيابي ما دامت المهلة التي تفصل الشغور عن نهاية ولاية المجلس تزيد عن ستة أشهر، توجهت أنظار البعض في طرابلس وكسروان، المنطقتين المعنيتين بهذا الفراغ، نحو القرار الذي ستتخذه الجهات الرسمية في شأن الانتخابات الفرعية التي ينص الدستور على ضرورة اجرائها. وهنا، لم تبد حكومة تصريف الاعمال من جهة، ولا القوى السياسية الوازنة في القضاءين من جهة أخرى (وأبرزها تيار المستقبل، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية)، أي حماسة تجاه الاستحقاق الفرعي ولا استعجلت إجراءه. فالانتخابات النيابية مقررة خلال أشهر في أيار 2017، وخوض انتخابات فرعية لإيصال نائبين الى البرلمان لهذه الفترة القصيرة "ما بتحرز" في نظرها. وحده وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي "يريد" هذه الانتخابات، وقد وجه في 17 تشرين الثاني الجاري كتاباً إلى رئاسة مجلس الوزراء يتعلق بإجراء الإنتخابات النيابية الفرعية في طرابلس، طالبها فيه "باتخاذ الإجراءات الآيلة إلى إتمام الإستحقاق في أسرع وقتٍ ممكن إنفاذاً لأحكام الدستور واحتراماً لإرادة الناس".

واذ تقول مصادر سياسية في عاصمة الشمال إن الوزير المستقيل الذي حقق فوزا نوعيا في الانتخابات البلدية الاخيرة في المدينة، يعدّ العدة لخوض غمار الاستحقاق النيابي الفرعي، وتردد أنه قد يرشّح الشابة فرح عيسى عضو المجلس البلدي الحالي، لملء المنصب الارثوذكسي الشاغر، تلفت عبر "المركزية" الى ان الرئيس ميقاتي قد يرشّح الوزير السابق نقولا نحاس اذا ما جرت الانتخابات. أما تيار "المستقبل" فلم يتحرك بعد على هذا الخط، ذلك انه لا يستعجل انتخاب نائب ما دامت الانتخابات مقررة خلال أشهر.

من جانبه، لا ينوي النائب المستقيل فاضل الترشح مجددا، بطبيعة الحال، و"الا لما كنتُ استقلت"، على حد تعبيره. وهو يأسف لان الحياة السياسية في لبنان غير سليمة "فالبعض يعتبر خدمة المواطن مجرد شعار ومطية يستخدمها للوصول الى سدة البرلمان"، ويشير الى ان وظيفة النائب هي "التشريع والمراقبة والمحاسبة"، فاذا لم يقم بها، أين الغرض من دخوله الندوة البرلمانية؟ وليس بعيدا، تذكّر مراجع دستورية عبر "المركزية" بأن المادة 136 من النظام الداخلي لمجلس النواب تنص أن "بعد كل ثلاث جلسات عمل على الأكثر في العقود العادية والاستثنائية (لمجلس النواب) تخصّص جلسة للأسئلة والأجوبة أو جلسة للاستجوابات أو للمناقشة العامة مسبوقة ببيان من الحكومة". وهي تشرح ان الغاية من الاستجواب هذا هو إفساح المجال امام النواب للعب دورهم في مراقبة أداء الحكومة تمهيدا لمحاسبتها، غير أن هذه الممارسة مفقودة في لبنان، بفعل تعثر عجلة المؤسسات وعدم انتظام عملها من جهة، والاستهتار بالمفاهيم الدستورية والديموقراطية من جهة ثانية حيث باتت النيابية لـ"الوجاهة" لا أكثر. الا انها تعتبر ان العامل الاساس خلف غياب المحاسبة هو حكومات "الوحدة الوطنية" التي تضم الاطراف السياسيين كلهم في كنفها، فهذه "البدعة" تلغي مبدأ "الموالاة" التي تتسلم مقاليد الحكم، والمعارضة التي عليها ان تراقب أداء السلطة للمساءلة والمحاسبة. وتعرب عن أملها في أن يتمكن العهد الجديد من تخطي هذه الظاهرة، أقله بعد الانتخابات النيابية المرتقبة، فتستقيم الحياة الديموقراطية وتوضع على السكة الصحيحة مرة لكل المرات".

 

 "حــزب الله" فـي الرابطـة المارونيــــة مهنئـاً/قليموس: أمنيتنا تشكيل الحكومة أسوة بانتخاب الرئيس

المركزية- تنتظر شرائح المجتمع اللبناني بكافة اطيافها ولادة حكومة العهد الاولى بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، فتتكثف الاتصالات تارة وتكثر اللقاءات تارة اخرى ان بين احزاب او مسؤولين أملا بغد جديد على الصعد كافة، بحيث لم يخلُ اللقاء الذي جمع وفداً من حزب الله برئيس الرابطة المارونية انطوان قليموس من الحديث في موضوع الحكومة، وقال قليموس لـ"المركزية" "كانت زيارة تهنئة ولو متأخرة، تحدثنا في خلالها في المواضيع الداخلية والاقليمية كافة، وكان توافق على امور اساسية منها دعم قيام الدولة والمعركة ضد الفساد المستشري في مفاصلها، وقلنا ان حزب الله كفريق اساسي معني يجب ان يتعاطى مع هذه الامور بكل ما أتيح له من قوة، واتفاقنا كذلك على هذا الرأي لناحية الاعلان عن الجهوزية لمحاربة الفساد تمهيدا لقيام الدولة القوية، الى جانب ما له علاقة بالساحة الداخلية ودور حزب الله فيها، وكان تشديد على استمرار الحوار والتواصل". اضاف "تمنيت على حزب الله ان يكون ايجابيا بالتعجيل في تشكيل الحكومة، تماما كما فعل في مسيرة رئاسة الجمهورية، كي نستطيع المباشرة بورشة محاربة الفساد". قانون الانتخاب: وفي موضوع قانون الانتخاب قال قليموس " التقينا رئيس الجمهورية وتحدثنا في ملف النزوح السوري وقانون الانتخاب الحدث الابرز راهنا، وهو بمجرد تشكيل الحكومة يجب ان يكون أول البنود المدرجة على جدول اعمال مجلس الوزراء"، لافتا الى ان دور الحكومة المنتظرة يقتضي وضع قانون انتخاب من اجل اجراء الانتخابات النيابية، حيث لا مجال لها للتعاطي في الامور الاخرى مثل اعادة الوضع العادي لادارات الدولة، لان مهمتها الاساسية وضع مشروع قانون الانتخاب. وقال "رغم ان الحكومة ستأخذ الوقت الطبيعي لولادتها، الا اننا نأمل ان تُشكّل في أسرع وقت ممكن، الا اذا كان المعنيون يسعون لاجراء الانتخابات على اساس قانون الستين، فيكون ذلك سبب المماطلة".وختم "أتينا من حلقة تجاذب كبيرة، واعتقد ان العرقلة الحاصلة لن تؤخر تشكيل الحكومة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

العميد المتقاعد خليل الحلو: عين تركيا على "الباب" وعودة "الحزب" مستبعدة و"حلب آيلة الـــى السقوط الا اذا حصلت تسويـــة"

المركزية- يكتسب الشمال السوري أهمية كبرى في مسار الحرب السورية نظرا الى تداخل معطيات عدة تجعل منه مركزا أساسيا للصراع بين لاعبين اقليميين وحتى دوليين ضخوا فيه من السلاح والعتاد والقرارات الديبلوماسية ما يكفي لجعله ساحة مستعرة ومتأججة تشهد انتهاكات يومية، ترجمت في حلب على مدار سنة ونصف السنة، ويظهر اليوم آخر فصولها على وقع انهيار شبه تام لفصائل المعارضة، ما يرجح الكفة لمصلحة النظام. في هذا المجال، أشار العميد المتقاعد خليل الحلو الى أن "مع دخول روسيا الى سوريا، تبدلت موازين القوى بين النظام والمعارضة، وتحديدا في حلب، التي شهدت منذ ثلاثة أشهر حصارا محكما أقفلت خلاله جميع المنافذ أمام المعارضة، وحسمت ثلث مساحة حلب لصالح النظام، بعد هجوم استمر 15 يوما، وبالتالي أصبحت حلب بحكم الساقطة مع انهيار المعارضة الا اذا حصلت تسوية على شكل مصالحات محلية على غرار الزبداني".

ولفت الحلو في حديث لـ"المركزية" الى أن "حزب الله شارك في حوالي 30 % من الجهد القتالي في معركة حلب، واستبعد عودة الحزب الى الداخل اللبناني كون النظام في أزمة عديد وبحاجة للدعم". وعن الانكفاء التركي تجاه المعارضة، اعتبرالحلو أن "هدف تركيا ينحصر حاليا بمعركة "الباب" التي حشدت لها بين 500 و 1000 عسكري تركي وحوالي 5000 عسكري من الجيش الحر، كونها تشكل أولوية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عكس حلب، إذ السيطرة على الباب تبدد هاجس أردوغان الاول المتمثل بإقامة كيان كردي مستقل، إضافة الى ابعاد "داعش" عن حدودها"، مشيرا الى أن "العلاقة تحسنت بين تركيا وروسيا نتيجة حاجة اقتصادية للبلدين لكن ذلك لا يعني أن مصالحهما مشتركة، اذ تبقى مصلحة اردوغان مع الغرب رغم كل التصريحات المتشنجة بين الفريقين" مضيفا "ما دامت التركي يضرب "داعش"، روسيا ستكون راضية فهدفها الاساسي المتمثل بحماية النظام لم يمس"، مستبعدا الكلام عن "تسوية تقدم خلالها روسيا "الباب" لتركيا، مقابل تنازلها عن حلب". وعن معركة الرقة، أشار الحلو الى أنها "مجمدة منذ أسبوع، بعد تهديد الاكراد بالانسحاب منها (حيث يشكلون اللاعب الاساسي) إذا واصل أردوغان تهديده لمنبج، ما دفع الاميركيين للانسحاب من عملية درع الفرات كدعم للأكراد ليبقوا في الرقة".

وأضاف الحلو "روسيا تحشد في سوريا 2000 عسكري وقاعدة جوية وبحرية، ولكن لن تذهب أبعد من ذلك وتورط نفسها أكثر، خصوصا في ظل مشاكلها في محيطها المباشر"، مشيرا الى أن "بعد معركة حلب ستنكفئ روسيا وإما ستحافظ على الستاتيكو القائم دون تصعيد".

 

"هــآرتس" عــن مســؤول في الاسـتخبارات الإسـرائيلية: علاقتنا بالسعودية والإمارات تحسنت والسلطة قد تسقط العام المقبل

المركزية- نقلت صحيفة "هآرتس" عن رئيس قسم الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي تفاؤله في شأن "تطور العلاقات بين الجانب الإسرائيلي ودول عربية مثل السعودية والإمارات"، قائلاً "لدينا نحن والدول السنّية مصالح مشتركة، هذه هي الفرصة الكبيرة بالنسبة لإسرائيل خلال السنوات المقبلة". ولفت هليفي خلال مشاركته في اجتماع مغلق عقد في جامعة تل أبيب بعيداً من عدسات الكاميرات والإعلام، الى ان "يُحظّر على تل ابيب إظهار حماسة بالغة لتحسين العلاقات مع انقرة، فنحن نواجه عملية تطرف ديني في تركيا".

واذ حذّر المسؤول الإسرائيلي من خطر انهيار السلطة الفلسطينية عام 2017، اعتبر وفق ما نقلت عنه "هآرتس" ان "تقويض مكانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من شأنه ان يقود لانهيار السلطة وعدم الاستقرار في الضفة الغربية"، مشيراً الى ان "سنة 2017 ستكون غير مستقرة في السلطة الفلسطينية، وسيكون هناك الكثير من الجهات التي ستعترض على قيادة محمود عباس، وسترغب حماس بتحقيق إنجازات امامه، وسيؤدي ذلك إلى واقع مليء بالتحديات في الضفة الغربية".

 

الرياض.. وزراء داخلية دول الخليج يبحثون مهددات الأمن

الثلاثاء 29 صفر 1438هـ - 29 نوفمبر 2016م/العربية.نت/انتقل التعاون الأمني الخليجي من النظرية إلى التطبيق، وفق ما يؤكد وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي، خلال اجتماعهم الدوري في الرياض. ولعل النموذج الأبرز لهذا التعاون كان تدريب "أمن الخليج العربي واحد"، الذي استضافته مملكة البحرين أخيراً، وبعث برسالة واضحة عن عزم الدول المشاركة على التصدي لأي تهديد أمني لدول الخليج العربي. وأشاد الأمير محمد بن نايف، ولي العهد وزير الداخلية السعودي، الثلاثاء، بالتمرين الأمني الخليجي المشترك واحد، الذي عقد بالمنامة الشهر الماضي، موضحاً مدى التعاون والتنسيق وجاهزية دول مجلس التعاون في مواجهة أي عدو مهما كانت قدرته. وقال ولي العهد السعودي، في الكلمة الافتتاحية للاجتماع، إن دول الخليج قادرة على مواجهة المخاطر الأمنية و"الحفاظ على دولنا وشعوبنا"، مضيفاً أن "الأجهزة الأمنية تعمل وفق رؤية شاملة لمنع الأعمال الإجرامية". وبحث الاجتماع توحيد جهود حماية أمن مواطني دول الخليج، وخاصة تلك التي تبذلها الشرطة الخليجية. كما أقرّ الاجتماع الـ35 لوزراء الداخلية الخليجيين أيضاً استكمال عدد من الملفات التي تلبي التطلعات الأمنية، وتستلهم احتياجات ومتطلبات شعوب الدول الأعضاء.

 

هادي ينتقد تراخي المجتمع الدولي مع الحوثيين/السلطات الشرعية اليمنية تدين تشكيل حكومة الانقلابيين في صنعاء

الثلاثاء 29 صفر 1438هـ - 29 نوفمبر 2016م/دبي - قناة العربية/جدد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ترحيب حكومته بكل الجهود الأممية والإقليمية لإحلال السلام في اليمن. وقال هادي، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ49 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر، إن مفتاح السلام الحقيقي الالتزام بالمرجعيات الثلاث، مشيراً إلى أنه مازالت الأيادي مفتوحة للسلام، شرط أن يعود الانقلابيون عن غيهم ويسلمون بقرار الشعب ويحترمون إرادة الأمة اليمنية. ونوه إلى أن تراخي المجتمع الدولي تجاه الميليشيات عمل غير لائق، يمدها بالغي في انقلابها وممارساتها، موضحاً أن تشكيل الانقلابيين ما يسمى المجلس السياسي ولاحقاً حكومة يثبت عدم الجدية بالسلام. كما لفت إلى أن الحكومة تحملت إرثاً ثقيلاً جراء عبث الانقلابيين بالمال العام، وما تسبب به من انهيار اقتصادي وتدمير للعملة الوطنية. وأكد هادي أن الحروب لا تأتي بغير الثأر والجوع والانهيار الاقتصادي والفشل السياسي. من جانبه، اعتبر المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن قرار الانقلابيين في صنعاء بتشكيل حكومة يشكل عراقيلاً جديدة وإضافية لمسار السلام ولا يخدم مصلحة اليمنيين، كما يتعارض مع التزامهم للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأميركي في مسقط. وأشار ولد الشيخ أحمد في بيان له إلى أن أعمال المتمردين الأخيرة تزيد الأمور تعقيداً، منوهاً أنه لايزال من الممكن إعادة اليمن عن حافة الهاوية وخارطة الطريق التي تم اقتراحها توفر هذه الفرصة. كذلك حث الإنقلابيين على إعادة النظر بتوجهاتهم واتخاذ خطوات تبرهن على التزامهم بمسار السلام من خلال إجراءات عملية، داعياً جميع الأطراف على إعادة الالتزام بوقف الأعمال القتالية وإعادة تفعيل لجنة التهدئة. وكان الانقلابيون في صنعاء قد أقدموا على إعلان تشكيلة ما وصفوه بحكومة الإنقاذ الوطني مناصفة بين الحوثيين وأنصار المخلوع صالح رغم الرفض الدولي لأي خطوات أحادية في اليمن والتحذير من انعكاساتها على جهود إحلال السلام. من جهته، قلل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، من هذه الحكومة، مؤكداً أنها ولدت ميتة من دون أي مشروعية أو اعتراف دولي وستواجه ظروفاً داخلية صعبة على الصعيد الاقتصادي والأمني.

 

الجيش التركي يفقد الاتصال مع اثنين من جنوده شمال سوريا

الثلاثاء 29 صفر 1438هـ - 29 نوفمبر 2016م/أنقرة، اسطنبول - رويترز، فرانس برس/أعلن الجيش التركي في بيان أنه فقد الاتصال، الثلاثاء، مع اثنين من جنوده يشاركان في العملية التي تهدف لطرد تنظيم "داعش" من شمال سوريا. وأشار الجيش إلى إن الاتصال مع الجنديين انقطع في نحو الساعة الثالثة والنصف بالتوقيت المحلي (12.30 بتوقيت غرينتش). ولم يذكر تفاصيل أخرى. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجنديين فقدا في منطقة الدانا غرب منطقة الباب في محافظة حلب. من جانبه، قال تنظيم "داعش" إنه اختطف الجنديين الذين فقدت تركيا الاتصال بهما.

 

مفاوضات "فيينا" تدخل مرحلة "لي الذراع" قبل اجتماع يضم 14 دولة

الثلاثاء 29 صفر 1438هـ - 29 نوفمبر 2016م/دبي – فيصل الشمري/دبي - قناة العربية/قد يظن البعض أن اجتماعاً لوزراء وممثلي الدول الـ 14 الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" سيكون اجتماعا متخصصا لأهل النفط، الا أن المرحلة الفاصلة التي يمر بها اقتصاد العالم، جعلت من الاجتماع واحداً من أخطر المؤثرات على جيوب ومستوى معيشة كل مستثمر ومستهلك بالدول النفطية وغيرها من دول العالم. ويحاول الاجتماع المنتظر في فيينا الأربعاء، إخراج الأسعار، من نفق الهبوط المظلم، بعد أن فقد النفط مورد الطاقة الأول عالمياً، ومورد الثروة شبه الوحيد لمنتجيه نحو 70% من قيمته، وهوى سريعا من 110 دولارا إلى 38 دولارا للبرميل، بنحو عامين متسببا بأزمة تاريخية حولت ميزانيات الدول المنتجة ومنها دول الخليج إلى العجز من بعد الفوائض الوفيرة. ولم تفلح الدول المنتجة، من داخل وخارج المنظمة، على مدى أكثر من سنة، في ايجاد صيغة تحمي بها ميزانياتها من "صقيع" الإنهيار الكبير للأسعار والذي دفع بدول عدة إلى سياسات تقشف مؤلمة، كان من بينها أن قامت دول الخليج للمرة الأولى بتاريخها برفع أسعار المشتقات البترولية والوقود والكهرباء وخفض المزايا وعلاوات الرواتب وتجميد الانفاق على المشاريع الرأسمالية. واليوم يتطلع العالم، إلى اتفاق سيكون "تاريخياً" يضمن تقييد مستويات الإنتاج، وينتشل الأسعار من "وحل الـ 40 دولاراً" إلى مستوى يتراوح بين 50 و55 دولارا للبرميل، وهو ما سيبقي ميزانيات الدول المنتجة خاضعة للعجز، لكنه بدون شك سيخفض من قيمة العجز المؤلم، الذي يتطلب سياسات مؤثرة ستغير معها خارطة الاستثمار والاستهلاك في المنطقة عموما، وتؤثر بالضرورة على كل مواطن ومقيم بالدول المنتجة للخام الأسود الذي لم يعد ثميناً جداً كما كان بالأمس. وبعد فشل المنظمة، بالوصول إلى اتفاق يخفض الإنتاج إلى مستوى كان مستهدفا عند نحو 32.5 مليون برميل يوميا لجميع أعضاء المنظمة، فإن دولاً مؤثرة من خارج أوبك، مثل روسيا هي الأخرى داخلة في معمعة المشاورات الصعبة، ومع ذلك فإن آخر الاحصاءات تشير إلى أن دول "أوبك" رفعت إنتاجها الاجمالي إلى 33.6 مليون برميل يوميا، فيما يمكن اعتباره تحديا للاتفاق الوشيك، أو استنفاذا لكل فرص الزيادة قبل وقوع الاتفاق. وقبل ساعات من الاجتماع الوزاري الحاسم لأعضاء المنظمة المقرر في فيينا اليوم الأربعاء عند الساعة الثانية بتوقيت الرياض، بدأت الدول برفع سقف مطالبها، والدخول بمرحلة "لي الذراع" لكسب أي جولة قبل الوصول إلى ولادة أول اتفاق بشان تقييد سقف الانتاج، وهو ما ينظر له على أنه أول محاولة ناضجة لانتشال الأسعار من دوامة الهبوط التي دخلتها منذ أكثر من سنتين. وبعد الفشل بالزام جميع الدول المؤثرة، باتفاق تقييد مستويات الانتاج باجتماعين سابقين بالجزائر، في سبتمبر الماضي، وبالدوحة في فبراير الماضي، فإن 4 مواقف تسيطر على مجريات الأحداث في اجتماع فيينا الحاسم اليوم تتلخص بمايلي:

رؤية سعودية مشروطة

تشترط السعودية أكبر منتج للنفط الخام بالعالم، الوصول إلى اتفاق بآلية ملزمة فعالة وشفافة، في تقييد انتاج الدول الأعضاء داخل منظمة "أوبك" ومن ثم التوجه للتباحث مع الدول المؤثرة من خارج المنظمة. ويؤكد وزير الطاقة والصناعة السعودي، خالد الفالح، أنه من الضروري الوصول إلى توافق بين دول أوبك، واعتماد آلية محددة لتفعيل الاتفاق التاريخي الذي تم في الجزائر في شهر سبتمبر لخفض إنتاج النفط.

2 – رهان الدب الروسي

تتقاطع وجهة النظر الروسية مع السعودية، بوصف روسيا أكبر منتج للخام من خارج أوبك، لكن شرط موسكو، هو الوصول إلى اتفاق أعضاء أوبك جميعا، ومن ثم فإنها ستدخل مباشرة للاتفاق بتقييد انتاجها غير المحسوب ضمن أوبك كونها دولة غير عضوة بالمنظمة. ويقول وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن أحداً لا يمكنه التكهن بكيفية وصول سوق النفط إلى التوازن، موضحا أن فائض المعروض النفطي من المتوقع أن يكون مليون برميل يومياً، حتى نهاية العام، مقارنة مع 1.8 مليون برميل يومياً في بداية 2016. وأكد نوفاك أن المناقشات مع "أوبك" مستمرة على نحو إيجابي، وأن روسيا مستعدة لتثبيت الإنتاج عند المستويات الحالية، كما أنها تعمل مع المنتجين المستقلين ومن بينهم كازاخستان والمكسيك.

3 – موقف إيراني مستغرب!

وزير النفط الإيراني بيجين زنغنه

على الرغم من الشكوك في قدرة إيران على رفع انتاجها من مستوياته الحالية عند 3.7 مليون برميل يومياً، الا أن طهران تمتنع عن الموافقة على اتفاق عمره 6 أشهر يثبت انتاجها عند نفس المستوى، وتقول انها بحاجة مستوى انتاج يصل إلى 4.1 مليون برميل يومياً. وما يجعل الموقف الإيراني يبدو غامضاً وغير مبرر، من وجهة نظر خبراء النفط، إن طهران لن يكون بمقدورها وخلال فترة زمنية قصيرة استعادة قدراتها الانتاجية بعد رفع العقوبات الغربية عنها. ويقول وزير النفط الإيراني بيجين زنغنه إن بلاده على استعداد للإبقاء على إنتاجها النفطي عند المستويات التي اتفقت عليها أوبك اثناء اجتماعها في سبتمبر أيلول في الجزائر. وأبلغ الوزير الصحفيين ردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستخفض إنتاج النفط جنبا إلى جنب مع غيرها من أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) "سنبقي الإنتاج عند المستوى الذي حددناه في الجزائر."

4 – العراق يريد تمويلا لقتال داعش!

تعذر العراق أمام مفاوضات تقييد الانتاج النفطي، بحاجته إلى زيادة التمويل من أجل مقاتلة الجماعات الارهابية وتحديدا تنظيم داعش الإجرامي، لكن وزير النفط العراقي الجديد، جبار لعيبي، وصف المرحلة الاقتصادية الحالية بأنها تتطلب من الدول المنتجة للنفط داخل أوبك التنسيق والتوافق فيما بينها.

وشدد الوزير العراقي على ضرورة التوافق في أوبك وخارجها على صيغ إنتاجية لرفع سعر البرميل خلال المرحلة المقبلة بما يضمن مصالح اقتصاديات الدول المنتجة والحيلولة دون هبوط آخر للأسعار. وأكد أن العراق يؤيد هذه السياسة والتوافق مع الدول المنتجة عموماً على سياسة من شأنها رفع الأسعار. يذكر أن العراق ينتج حاليا ما يقرب من 4.5 مليون برميل يوميا من عموم انتاجه في الجنوب والشمال، ويسعى للوصول بإنتاجة إلى 5 ملايين برميل نهاية هذا العام.

 

حفتر يزور موسكو ويلتقي وزيرَي الخارجية والدفاع في محاولة لإقناع الروس بالتحرك لإلغاء قرار حظر توريد الأسلحة لليبيا

الثلاثاء 29 صفر 1438هـ - 29 نوفمبر 2016م/دبي - قناة العربية/التقى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو، اليوم الثلاثاء، المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، وكشف حفتر في بداية اللقاء أنه تقدم خلال محادثاته مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بطلب الدعم العسكري للجيش الليبي. يأتي ذلك فيما أشاد لافروف بدور العسكريين الليبيين في التصدي للإرهاب وصيانة استقلال ليبيا، مشيراً إلى أن روسيا لا تزال تلتزم بقرار حظر توريد الأسلحة الصادر عن مجلس الأمن. وبحسب تسريبات من مصادر دبلوماسية فإن حفتر حاول إقناع الجانب الروسي بالتحرك لإلغاء قرار الحظر أو توريد الأسلحة والمعدات العسكرية، عن طريق طرف ثالث، إلا أن موسكو تمسكت بضرورة مناقشة قرار الحظر في مجلس الأمن والتصرف وفق الإرادة الدولية.

 

ماذا تريد إيران من تصعيد تهديداتها في المياه الدولية؟

الثلاثاء 29 صفر 1438هـ - 29 نوفمبر 2016م/صالح حميد – العربية.نت/سلطت وسائل إعلام غربية الضوء على توسيع نشاط إيران وتهديداتها في المياه الدولية في ظل تزايد الاحتكاك بين سفن وزوارق الحرس الثوري الإيراني بالسفن والطائرات الأميركية في الخليج العربي وبحر العرب، ما ينذر بخطر حدوث اشتباكات ومواجهات بين الطرفين. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، تقريراً حول التهديدات الإيرانية ضد القوات الأميركية في الخليج العربي، جاء فيه أن "إيران تتفاخر بأنها تخطط من خلال جنرالاتها لمواجهة محتملة مع أميركا في مياه المنطقة". وبحسب الصحيفة "يدعي الإيرانيون بأنه أصبح لديهم سلاح بحري أقوى بعشرة أضعاف من القنبلة النووية". وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري الذي أكد السبت الماضي، أن إيران تتجه إلى إنشاء قواعد بحرية في اليمن وسوريا. وقال: "لدينا حاجة لوجود قواعد بحرية خارج الحدود، وربما عندما يأتي الوقت المناسب ستكون لدينا قواعد بحرية إما على الجزر أو قواعد عائمة في السواحل اليمنية والسورية". وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، دعا خلال استقباله كوادر القوة البحرية الإيرانية الأحد 27 تشرين الثاني/نوفمبر، إلى تعزيز التواجد الإيراني في المياه الدولية، معتبراً أن تواجد قوات البحرية الإيرانية هناك من شأنه أن يرفع قدرة البلاد.وقال خامنئي: "بلدنا يتمتع بحدود مائية طويلة، وسجل عريق في الملاحة البحرية، ومن هنا ينبغي أن تكون قدرة القوة البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بمستوى يليق بالنظام الإسلامي وعراقة هذا البلد".

وكان قائد القوات البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري، أعلن عن بناء 3 قواعد بحرية جديدة على السواحل الإيرانية المطلة على بحر العرب. وأكد سياري في تصريحات له في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أن البحرية تعتزم إقامة "منطقتين بحريتين كبيرتين و3 قواعد بحرية جديدة على سواحل منطقة مكران"، المطلة على بحر العرب. ويستمر مسلسل الحركات الاستفزازية الإيرانية تجاه الغرب ودول المنطقة العربية في المياه الدولية، حيث قامت سفينة تابعة للحرس الثوري الإيراني بتوجيه أسلحتها نحو طائرة هليكوبتر تابعة للبحرية الأميركية في مضيق هرمز أول من أمس السبت، في تصرف وصفه مسؤولون أميركيون بأنه "غير آمن ويفتقر للمهنية كان من الممكن أن يؤدي إلى تصعيد". وكانت بحرية الحرس الثوري الإيراني قامت بحركات مشابهة خلال الأشهر الماضية، عبر عدة حوادث تحرش بسفن البحرية الأميركية في مضيق هرمز، أرادت من خلالها توجيه رسائل سياسية في أكثر من اتجاه، حسب تصريحات مسؤولين إيرانيين. كما اعتادت القوارب العسكرية الإيرانية على إنجاز تمارين إطلاق صواريخ حية بشكل مفاجئ على مقربة من سفن البحرية الأميركية في المياه الدولية للخليج العربي، كان آخرها في منتصف آب/أغسطس الجاري. وكانت زوارق سريعة تابعة لـ"القوات البحرية لفيلق الحرس الثوري" تقدمت، في 24 آب/أغسطس، بشكل عدائي من سفن أميركية. وفي حادثة أخرى سُجلت في 25 آب/أغسطس، أطلقت سفينة الدورية الأميركية "يو إس إس سكوال" عدة أعيرة تحذيرية باتجاه القوارب الإيرانية لإجبارها على الابتعاد عنها. وفي حادثة واحدة على الأقل، أقدم الإيرانيون على إشهار أسلحتهم، بحسب التقارير الأميركية. وعلّقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية اليزابيت ترودو أن هذا السلوك الإيراني غير مقبول، معتبرة "أن هذه الأفعال تثير القلق، وهي تصعيد للتوترات دون داع". ويرى تقرير لـ"معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، أن الحرس الثوري يقوم بتصعيد التهديد العسكري في المنطقة بالتنسيق مع المتشددين التابعين للمرشد علي خامنئي، حتى إن هذه الاستفزازات تتخذ بعداً سياسياً محلياً موجهاً نحو وزراء حكومة الرئيس حسن روحاني الذين يطالبون بتوطيد العلاقات مع الغرب". ووفقاً للتقرير، فإنه "رغم النافذة الدبلوماسية الضيقة التي أتاحها الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب وأميركا، لكن المتشددين الإيرانيين يكررون الحديث عن أن الولايات المتحدة هي العدو الرئيسي لبلادهم". ويرى معهد واشنطن أن هذه العقلية تساعد الحرس الثوري على تبرير استفزازاته البحرية الأخيرة، من خلال إظهارها كوسيلة إيران الأساسية للحد من التحركات البحرية الأميركية بالقرب من مياهها الإقليمية. ويضيف التقرير أن المتشددين قد يحتاجون أيضاً إلى تجديد مواجهتهم مع أميركا من أجل تبرير مخصصات الميزانية الهائلة التي يحصلون عليها سنوياً لأغراض عسكرية واستخباراتية وأمنية. ويعطي بعض الخبراء بعداً اقتصادياً لهذه التحرشات، فالسلطات الإيرانية تأمل بهذه الممارسات في تحفيز أسواق النفط العالمية من خلال التسبب بمشاكل في الخليج.

التصعيد بعد إعلان خامنئي

وصعدت البحرية الإيرانية من حركاتها الاستفزازية ضد القوات الأميركية في المنطقة منذ إعلان خامنئي في أيار/مايو الماضي بأنه "على القوات الأميركية الرحيل إلى خليج الخنازير". ويقول مراقبون إن إيران ومن وراء مطالبتها برحيل القوات الأميركية والبريطانية وغيرها، تريد السيطرة على ممرات الملاحة الدولية لكي تستمر بالعبث وإرسال السلاح إلى حلفائها في المنطقة كالميليشيات الحوثية في اليمن ونظام بشار الأسد في سوريا وميليشيات "حزب الله" في لبنان. وكان قائد الأسطول الخامس للبحرية الأميركية المتواجد في المنطقة حذر من حدوث اشتباكات مع الإيرانيين، وقال إن "إيران ترسل زوارقها الحربية السريعة الصغيرة بكثافة صوب سفننا الحربية الكبيرة لتهديدها، وبالطبع يمكن إغراقها بسهولة، ولكن من المحتم أن هذه القضية هي أبعد من مسألة قدراتنا النارية وتشكل تهديداً لنا".

 

نجاة 3 لاعبين برازيليين وميسي ركب الطائرة نفسها قبلهم/بين الركاب 21 صحافياً، وقبل 3 أسابيع ركب اللاعب ميسي الطائرة مع لاعبي منتخب بلاده

الثلاثاء 29 صفر 1438هـ - 29 نوفمبر 2016م/لندن - كمال قبيسي/دبي - قناة العربية/من أصل 81 كانوا على متن طائرة تابعة لشركة LaMia البوليفية، وسقطت بهم قبل قليل من منتصف ليل أمس الاثنين قرب بلدة La Ceja بالشمال الغربي الكولومبي، أكد رئيس بلديتها Elkin Ospina في بيان قرأته "العربية.نت" بمواقع إعلامية كولومبية وبرازيلية، أن 5 منهم نجوا من كارثة الطائرة التي سبقهم نجم الكرة الأرجنتيني، ليونيل مسي، إلى ركوبها قبل 3 أسابيع. الناجون تم توزيعهم جرحى على مستشفيين بالبلدة القريبة بدورها من مدينة "ميديلين" حيث كان فريق "شابيكوينسي" البرازيلي بكرة القدم، سيخوض فيها الأربعاء مباراة ضد Atlético Nacional الكولومبي، وهي الأولى للبرازيلي في نهائيات بطولة Copa Sud Americana (كأس أميركا الجنوبية) إلا أن الطائرة سقطت وفيها معظم الفريق البرازيلي تقريباً. بين الناجين 3 لاعبين من Chapecoense الحامل هذا الاسم لتأسيسه قبل 43 سنة بمدينة Chapeco في ولاية "سنتا كاتارينا" بالجنوب البرازيلي، وكان 35 من لاعبيه واحتياطييه، إضافة إلى إداريين وتقنيين فيه، مع المدرب ومساعديه، بين ركاب الطائرة التي أقلعت بهم من مطار "غواروليوس" في سان باولو إلى "ميديلين" بكولومبيا، بعد أن بدأت رحلتها من بوليفيا.

مضيفة نجت من الكارثة

وأول من تم العثور عليه ناجيا، كان Alan Ruschel مدافع الجانب الأيسر في "شابيكوينسي" والبالغ عمره 27 سنة، وهو معار من فريق "انترناسيونال" المحلي، وورد عنه في موقع مجلة ISTOÉ البرازيلية، أنهم رأوه حين وصل على عربة الجرحى الجرارة إلى المستشفى "وهو يتحدث إلى منقذيه الذين رافقوه" في إشارة إلى أنه كان بحالة جيدة لا تستدعي القلق.

والناجي الثاني، هو المعروف باسم Danilo اختصاراً، وهو لاعب سابق مع فريق "سان باولو" الشهير، كما مع فريق "كورينتياس" بسان باولو أيضاً، واسمه الكامل Danilo Gabriel de Andrade البالغ 37 سنة، وكان في الطائرة مع "شابيكوينسي" كحارس مرمى احتياط، مع أنه في الأساس لاعب هجوم وسط حين كان في "كورينتياس" سابقاً. أما الناجي الثالث من الفريق، فهو حارس مرماه Jakson Ragnar Follmann المعروف باسم Follmann اختصاراً، والبالغ عمره 24 سنة، ويبدو أن جروحه طفيفة من سقوط الطائرة أيضاً، بحسب ما أشار موقع Terra الإخباري البرازيلي، فيما تأكد أن الناجي الرابع من الكارثة، هي مضيفة بالطائرة نفسها، لا يزال اسمها غير معروف بعد، وفق ما ورد بشأنها في موقع صحيفة El Tempo الكولومبية. موقع "إل تمبو" نفسه ذكر أيضاً أن الطائرة طراز Avro Regional Jet 85 بريطانية الصنع، معروفة في عالم الطيران باسم Jumbolino وهي في الخدمة منذ 17 سنة كطائرة وحيدة تملكها شركة LaMia البوليفية، الممتهنة النقل الخاص على ما يبدو، وبدأت رحلتها من بوليفيا، مروراً بسان باولو لنقل أعضاء الفريق الكروي البرازيلي منها "فواجهت عطلاً حاداً في نظامها الكهربائي" وسقطت قبل 43 كيلومتراً من وصولها إلى مدينة ميديلين بكولومبيا، وعلى متنها 72 راكباً بينهم 21 صحافياً وطاقم من 9 أفراد.

والملفت للنظر أكثر، هو ما ذكره موقع Sport.es الإسباني عن الطائرة، ووجدته "العربية.نت" أيضاً في موقع آخر شهير، هو ZH Esportes البرازيلي، وهي أن الطائرة نقلت نجم الكرة الأرجنتيني ليونيل ميسي، قبل 3 أسابيع، ومعه بقية لاعبي المنتخب بلاده إلى البرازيل، حيث خاض فيها مباراة يوم 9 نوفمبر الجاري مع نظيره البرازيلي، وخرج منهزماً 3 صفر في الجولة 11 ضمن ذهاب تصفيات كأس العالم 2018 المقرر أن تجري في روسيا.

 

عملية داعش في الجولان تسمح لإسرائيل بالانضمام للمحور الروسي في سوريا

سهى جفّال/جنوبية/ 29 نوفمبر، 2016/بقيت العملية التي نفذها فصيل من تنظيم داعش بمهاجمة قوّة تابعة للجيش الاسرائيلي في الجولان موضع استفهام أثارت تساؤلات وشكوكاً حول الرواية الإسرائيلية. في حادثة هي الأولى من نوعها هاجم تنظيم داعش يوم الأحد قوة تابعة للجيش الاسرائيلي في الجولان مطلقين النيران وقذائف الهاون على كتيبة استطلاع التابعة للواء غولاني. الّا أن القوة الإسرائيلية لم تكن على شكل دورية كما سربت معلومات للصحافة العبرية، بل كانت كمينا في جنوب هضبة الجولان على المثلّث الحدودي مع كل من الأردن وسوريا مرتبا ومعدا سلفاً، عامل الصدفة هذا أثار تساؤلات وشكوكاً حول الرواية الإسرائيلية. وبدوره شن السلاح الجوّي الاسرائيلي غارات على مواقع لـ «جيش خالد بن الوليد» التابع لداعش قرب المثلث الحدودي السوري الأردني الفلسطيني بعد أن حدد مكان المهاجمين ما أدى إلى إصابة السيارة وقتل”المخربين” الأربعة. إلا أن اللافت ان التقارير الإسرائيلية ومن بينها تصريح الدكتور شاؤول شاي، رئيس قسم الأبحاث في “مركز هرتسيليا متعدد الاتجاهات” الذي نوّه إلى أنه في حال تبين أن تنظيم “الدولة” قد أحدث تغييرا على استراتيجيته بحيث يشمل استهداف إسرائيل “فإن هذا يلزم إسرائيل بتغيير سياساتها تجاه سوريا بشكل كامل”، متوقعا أن تجد تل أبيب نفسها “متورطة” في الحرب المشتعلة هناك. بدوره توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعدم التهاون في ضرب مواقع لتنظيم “داعش” في سوريا، متعهدا بـ”عدم السماح لفتح جبهة للإرهاب” ضد بلاده من مرتفعات الجولان التي تحتل بلاده ثلثي مساحتها منذ عام 1967.

وفي مقابلة مع العميد الركن الدكتور هشام جابر، أبدى لـ “جنوبية” إستغرابه فيما يتعلّق بالحادثة التي وقعت في الجولان بين داعش والجانب الاسرائيلي مشيرا إلى أن “وجود داعش في منطقة الجولان خجول جدا لذا ما يحصل مستغرب، إذ من المعروف أن تلك المنطقة يسيطر عليها مجموعات تابعة لجبهة النصرة، وبالتالي لا مصلحة لداعش أن تفتح جبهة مع اسرائيل”. كما رأى أن ما يتم تداوله عن الحادثة وتداعياتها “تضخيم إعلامي مسرّب من قبل إسرائيل، لأنها متهمة بمهادنة داعش من جهة ومساندة النصرة من جهة ثانية”. ولفت إلى أنه “بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن هدفه الأساسي بتدمير داعش، لجأت إسرائيل إلى الحرب النفسية على أنها من الممكن أن تساند الإدارة الأميركية الجديدة بمحاربة داعش من قبل هذه “القنبلة الصوتية”. كذلك أشار جابر إلى أن “داعش ممكن أن تتسلّل نحو حوران في حال تم حسم معركة الرقة وتم انسحاب داعش منها جنوبا وبذلك تكون على خط تماس مع إسرائيل في المثلث الأردني جنوب سوريا وغرب حوران بإتجاه الجولان”. وتابع “داعش في هذه الحالة يستطيع السيطرة في منطقة حوران وتشكيل خطر على الأردن كذلك خطر مع إسرائيل”. وقد أثار جابر شكوكا حول معركة الرقة والتعامل الاميركي مع هذه المعارك لافتا إلى أنه “للمرة الثانية يحكى عن تحرير الرقة فيما دون إحداث أي تغيير”.

من جهة ثانية، إستبعد جابر أن تكون هذه الحادثة تمهيدا لتدخل اسرائيلي مباشر في سوريا متسائلا “مَن سيسمح للجيش الإسرائيل بالدخول نحو الأراضي السورية؟ لا النظام السوري ولا حتى موسكو ممكن أن ترتكب هكذا حماقة”. وأكّد جابر أن “ترامب وضع هدفا معلنا وهو القضاء على التنظيم الاسلامي وليس إحتوائه كما حكومة أوباما السابقة، وبالتالي إسرائيل حتمًا بدأت تتقرب من سياسة ترامب الجديدة من خلال القنبلة الصوتية في إطار حرب نفسية”. وخلص إلى أن “وجود داعش المحدود جنوب سوريا يؤكّد أن لا مصلحة لداعش بمواجهة إسرائيل التي تصطنع هذا الموقف لإقناع أميركا أنها ستنفذ سياستها الجديدة لمواجهة الإرهاب من جهة ومن جهة ثانية موجهة للشعب الإسرائيلي لإقناعه أنه ضد داعش”. من ناحية ثانية يرى مراقبون أن هذه الحادثة العابرة والغير مقنعة قد تفسح في المجال لإسرائيل ان تغيّر استراتيجيتها بإتجاه الحرب السورية، كما أعلن مسؤولوها اليوم، وذلك على شكل تطبيق للتفاهم الروسي – الاسرائيلي الذي لم تعلن بنوده، والذي يقضي بأخذ موقف موحّد بالنسبة للأزمة السورية يدعم بقاء نظام بشار الأسد؟

 

العربي الجديد : أسبوعان من المجازر يمنحان النظام تقدماً واسعاً شرقي حلب

الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : مهّدت المجازر التي خلفتها عشرات الغارات، وراح ضحيتها أكثر من 300 مدني خلال الأسبوعين الماضيين فقط، لتداعٍ غير مسبوق في دفاعات فصائل المعارضة السورية شمال شرقي حلب، المحاصرة والمجوّعة تماماً منذ نحو 17 أسبوعاً. وتقدمت قوات النظام والمليشيات المساندة لها، والمدعومة بغطاء جوي ناري كثيف، أمس الإثنين، في معظم المناطق الواقعة في الجزء الشمالي من أحياء شرقي المدينة، لتفقد المعارضة السورية بذلك، وللمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات، نحو نصف مناطق سيطرتها هناك. لكنها لا تزال تحتفظ بما يزيد عن نصف المساحات التي كانت دخلتها أواسط يوليو/ تموز عام 2012، والتي تواصلت الضربات الجوية عليها طيلة يوم أمس، مخلفةً ضحايا جدد من السكان.

هذا التفوق الميداني غير المسبوق في مدينة حلب، لصالح قوات النظام والمليشيات، والذي بدأت إرهاصاته منذ يومين، عندما فقدت المعارضة حي هنانو، جاء بعد أسبوعين كاملين من حملة قصف مدفعي ومئات الغارات للطيران الحربي والمروحي على حلب. وبدأت هذه الحملة التي اتبعت "سياسة الأرض المحروقة"، يوم الثلاثاء 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. ومنذ ذلك اليوم، تحاول قوات النظام والمليشيات التغلغل عبر أكثر من محور اشتباك، لا سيما المحور الشمالي من جهة مساكن هنانو، والمحور الجنوبي من جهة الشيخ سعيد، وفي خطوط التماس بحلب القديمة. ونجحت حتى الآن، فقط باقتحام حي هنانو يوم الأحد الماضي. وأتاح تقدم القوات المهاجمة عبر المحور الممتد من أطراف مدينة حلب الشرقية لداخل مساكن هنانو نحو منطقة سليمان الحلبي، تقسيم مساحات سيطرة المعارضةالسورية شرقي المدينة لقسمين: شمالي وجنوبي. ومع ساعات عصر أمس الإثنين، فقدت فصائل المعارضة السورية سيطرتها على معظم أجزاء القسم الشمالي، الذي يتألف من مجموعة أحياءٍ أبرزها من الشرق للغرب: هنانو والحيدرية وبعيدين والشيخ خضر والشيخ فارس والهلك وبستان الباشا. وتتصل الأطراف الغربية للحيين الأخيرين بحي الشيخ مقصود الذي يخضع لسيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، والتي استثمرت، من جهتها، الموقف مع تداعي دفاعات المعارضة السورية. ووسعت هذه الوحدات مناطق سيطرتها في الشيخ مقصود، لتشمل اعتباراً من صباح أمس، حي بستان الباشا بالكامل، وأجزاء من أحياء الهلك وبعيدين والحيدرية، فيما أخضعت قوات النظام، الزاحفة من الشرق، مع مليشيات مساندة لها، نحو 10 أحياء، أبرزها: الصاخور وعين التل وجبل بدرو. وتداخلت مناطق سيطرتها الجديدة، مع المساحات التي أخضعتها حديثاً الوحدات الكردية في أحياء: الحيدرية وبعيدين والشيخ فارس والشيخ خضر، على الرغم من أن وسائل إعلام النظام الرسمية وشبه الرسمية، سوقت بأن كل هذه المناطق باتت تحت سيطرة "الجيش السوري"، دون ذكر اسم الوحدات الكردية. في المحصلة، تمكنت القوات المهاجمة عبر استراتيجية تقسيم الأحياء الشرقين لقسمين، من تشتيت مقاتلي المعارضة عبر إشغالهم بعدة محاور. وضاعف ذلك من الصعوبات التي تواجه الثوار الذين يقاتلون تحت حصار طويل، تخللته معارك استنزاف كثيرة، وسط غطاء جوي كثيف للقوات المهاجمة التي تتفوق أيضاً بامتلاكها لخطوط إمدادات بالذخيرة والعنصر البشري، بعكس القوات المدافعة، والمحاصرة منذ نحو أربعة أشهر. وانكفأت فصائل المعارضة السورية إثر معارك اليومين الأخيرين، للقسم الجنوبي من الأحياء الشرقية ومساحته نحو 25 كيلومتراً مربعاً. ويتألف من عدة أحياء، أبرزها: القاطرجي والشعار وطريق الباب وكرم الجبل وكرم الطحان وقاضي عسكر وكرم الحبل والميسر والفردوس والمشهد والشيخ سعيد. في غضون ذلك، واصلت قوات النظام محاولات تقدمها على جبهات أخرى. وقال مصدر بالمعارضة السورية المسلحة لـ"العربي الجديد"، يوم أمس، إن "المعارك بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام، باتت على أطراف دوار الصاخور ودوار الجزماتي وجسر المشاة وحيي طريق الباب والشعار، في وقت تمكنت فيه قوات النظام من السيطرة على محطة المياه في حي سليمان الحلبي".

وبالتزامن مع المعارك العنيفة، واصل الطيران الحربي شن غاراته على أحياء مختلفة في القسم الجنوبي من شرقي حلب، كانت أعنفها في حي الشعار، الذي قُتل فيه، بغارة واحدة، أكثر من عشرة مدنيين. وعاودت مروحيات النظام، وفق مصادر محلية، "استهداف مناطق المعارضة ببراميل تحوي غاز الكلور". وأكد مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في حلب، إبراهيم أبو الليث، لـ"العربي الجديد"، مقتل "أكثر من عشرة مدنيين وإصابة نحو 20 آخرين، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي بصواريخ وقنابل عنقودية للمنازل في حي الشعار، شرق حلب المحاصر، ظهر (أمس)". وأضاف أن "الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود عشرات المصابين والعالقين تحت الأنقاض".

بموازاة ذلك، تحدث "مركز حلب الإعلامي" عن "قصف من طيران النظام المروحي ببراميل تحوي غاز الكلور السام على حي القاطرجي وحي قاضي عسكر في مدينة حلب المحاصرة". وكانت حصيلة ضحايا القصف الجوي على حلب وريفها، بلغت يوم الأحد الماضي، 39 قتيلاً، إضافة لإصابة نحو 200 مدني، حسب إحصائية "الدفاع المدني السوري". ونتيجة لهذه الغارات، مع المعارك العنيفة على جبهات القتال، سُجلت حركة نزوح، هي الأوسع من نوعها، لآلاف السكان من الأحياء التي باتت جبهات قتال، نحو الأحياء الأبعد عن نقاط الاشتباك، التي تتعرض بدورها لغارات جوية كثيفة. واتجهت مئات الأسر نحو مناطق سيطرة الوحدات الكردية في الشيخ مقصود، فيما سجلت حركة نزوح أقل نطاقاً، نحو مناطق سيطرة النظام السوري، إذ يخشى الأهالي من أن يتم اعتقالهم كونهم قادمين من مناطق كانت تسيطر عليها المعارضة السورية منذ أربع سنوات.

من جهة أخرى، أفادت مصادر موالية للنظام السوري عن مقتل اثنين وإصابة 7 أشخاص بجروح، نتيجة سقوط قذائف صاروخية على حي حلب الجديدة، جنوب مدينة حلب، وإصابة 30 شخصاً بسقوط قذائف على مناطق سيطرة النظام، في حي الإسماعيلية ومحيط مدرسة الأمين والقصر البلدي وجامع الرئيس، وعلى حي الفرقان، غرب مدينة حلب.

 

إيدي كوهين»: على إسرائيل أن تسعى للصداقة مع السعودية

الخليج العربي/ سامر إسماعيل/29 تشرين الثاني/16

نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية مقالا للدكتور «إيلي كوهين» من جامعة بار إيلان ورئيس «فوروم كيديم» لحقوق الإنسان، طالب فيه إسرائيل بضرورة السعي من أجل الصداقة مع السعودية. وأشار إلى أن كثيرا من الناس ومن بينهم بعض الكتاب اليهود والنشطاء في الولايات المتحدة، أشادوا بالموافقة على قانون «جاستا» الذي يمكّن ضحايا هجمات 11 سبتمبر من مقاضاة السعودية. وأضاف أننا إذا نظرنا عن قرب إلى الحقائق فسنكتشف أن أي شخص يريد الاستقرار في الشرق الأوسط عليه أن يعارض هذا القانون. وتحدث عن أن القضية الأولى والرئيسية مع هذا القانون أنه يقوض السعودية في مقابل تقوية إيران، وحتى لأولئك الذين يتحدثون عن أن السعودية دولة إسلامية، عليهم أن يسألوا أنفسهم عما إذا كانت إيران هي الأفضل. وأكد على أن السعودية لم تكن أبدا داعمة للأنشطة المعادية ضد إسرائيل، فهي تدعم القضية الفلسطينية عبر المساعدات الإنسانية وبناء المنازل وعرض الوظائف على الفلسطينيين بالمملكة، التي يعمل بها مليونا فلسطيني دون أي قيود بإقامة مفتوحة. وذكر أن السعودية لم تدعم حماس ماديا مطلقا، فالمملكة تحظر كل الجماعات الإسلامية «الإرهابية» بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين.وطالب بضرورة أن يقابل الإسرائيليون واليهود في العالم السعودية بأذرع مفتوحة من أجل الصداقة والتفاهم، ليس فقط عبر اجتماعات قليلة مع مسؤولين سابقين كما حدث مع الجنرال السابق «أنور عشقي» الذي زار إسرائيل. وتحدث عن تطلعه لليوم الذي يرى فيه سفارة أو حتى مكتب أعمال إسرائيلي في الرياض، مطالبا بضرورة العمل مع كل الأصدقاء والنشطاء للدفاع عن المملكة وصورتها.

وأشاد «كوهين» بولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه بصاحب العقل المنفتح جدا والذي يقبل بسهولة الأفكار الجديدة ويسعى بشوق للتغيير الإيجابي في المملكة.

 

تفاصيل والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تكون قضية الأراضي من اهتمامات العهد؟ مؤتمر إقليمي في زحلة لمناقشة الملف

بيار عطاالله/النهار/30 تشرين الثاني 2016

كلام رئيس الجمهورية خلال خطاب الاستقلال الاول عن "ان الارض ليست سلعة للبيع" وضرورة الحفاظ عليها وعدم بيعها، واضح وصريح وموجه الى المسيحيين والدروز، من رجل يعرف معنى التهديد الذي يعتري مسار الشركة والعيش المشترك الواحد في حال خسارة هذين المكونين التاريخيين لعامل الارض او الديموغرافيا العقارية في مناطق جبل لبنان، وتالياً في كل المناطق شمالاً وجنوباً وبقاعاً، ويضاف الى ذلك الفقرة التي خصصت للكلام على تنمية المناطق الحدودية والاهتمام بها.

ليس من قبيل كشف الأسرار الكلام على رعاية عون لنشاط "حركة الارض" ومواكبتها في حركتها للتصدي لعمليات بيع الاراضي المشبوهة عندما كان زعيماً لـ"التيار الوطني الحر"، في موازاة رؤساء احزاب اخرى بادر أحدهم الى التفوه بكلام بذيء عندما لفته وفد "حركة الارض" الى عملية انتقال ملكية ضخمة جداً تجري في منطقة أعالي المتن التي تعني هذا الزعيم تماماً سياسيا وانتخابياً. ولعون دور كبير لا ينساه كل من ساهم في عملية استرجاع تلة الوروار في منطقة بعبدا ممن اشتراها، عندما بادر الى التواصل مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله طالباً منه التدخل لحل المشكلة واعادة ملكية الوروار الى المسيحيين، حرصاً على العيش المشترك في المنطقة. وهذا ما كان. وكذلك فعل عون عندما تدخل في البقاع والشمال لإنقاذ عشرات العقارات واسترجاعها الى ملكية المسيحيين. وكلام رئيس الجمهورية على الارض يستدعي من وزراء "التيار" ونوابه وكل الوزراء المعنيين بحفظ العيش الواحد، العمل على إقرار قانون واضح يمنع انتقال الملكيات العقارية التي قد تتسبب بتهديد العيش المشترك واثارة النعرات وانشاء مناطق مذهبية وطائفية خالصة، أو بكلام آخر إقامة غيتوات مغلقة، الامر الذي تم التصدي له بقوة خلال عهد حكومة الرئيس تمام سلام من خلال وقف مشروع رفع عامل الاستثمار في منطقة الدبية – الدلهمية عند ساحل الشوف استجابة لطلب الاهالي وغالبية اعضاء بلدية الدبية الشوفية.

وفي انتظار تشكيل الحكومة العتيدة وصدور موقف منها عن الكثير من الامور العالقة، تستعد "حركة الارض" لعقد مؤتمر اقليمي ثان لها عن التصدي لبيع أراضي المسيحيين في منطقة البقاع، وذلك في مدينة زحلة لجمع جهد رؤساء البلديات والمخاتير في البقاع لمواجهة هذه الظاهرة التي تتهدد العيش المشترك في بلدات عدة لجهة القضاء على الحضور المتنوع فيها وتغيير نمط العيش، لمصلحة الاحادية والمذهبية الواحدة. وتقسم "حركة الارض" نشاطها في البقاع الى قسمين، الاول يمتد من زحلة الى البقاع الغربي والاوسط والشرقي، والثاني يشمل منطقة البقاع الشمالي، أي دير الاحمر والقاع ومحيطهما، مع تعدد المشكلات التي تواجه كلا من المنطقتين. والهدف هو أن يكون المؤتمر منصة لتبادل المعلومات وتنسيق الجهد للتصدي لهذه الآفة المرضية التي تضرب الحضور المسيحي بدرجات عدة.

وهذا المؤتمر البقاعي الاقليمي ليس الاول لـ"حركة الارض"، بل سبقه مؤتمر اقليمي اول خصص لمنطقة الساحل الشمالي لقضاء زغرتا – الزاوية، وعقد في دير مار يعقوب في كرمسدة برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، حيث ناقش المؤتمرون من رؤساء بلديات ومختارين وناشطين ما يمكن تسميته تغيير أنماط الاجتماع في تلك البلدات، لجهة شراء الاراضي من المسيحيين، اضافة الى وضع اليد على عقارات كثيرة من دون اي مسوغ قانوني، كما يجري في علما (بلدة الوزير جان عبيد) والفوار (قرب زغرتا) وغيرهما، والتي وصفها احدهم بأنها "خطوط تماس نائمة" على أمل الا تصحو يوماً ما، وعندها يكون قد فات الاوان.

 

لا حكومة!

 ميشيل تويني/النهار/30 تشرين الثاني 2016

حتى اليوم، لا حكومة! والسبب: عقد مختلفة تهدف الى المماطلة في التأليف، لأسباب عديدة. الأول إضاعة الوقت مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية لعدم إقرار قانون انتخاب جديد، علماً أن البعض يهمه ربما التأجيل والتمديد مرة أخرى، وان تغيير القانون يصبح صعباً جداً خصوصاً مع تحالف الجميع في ما بينهم، بما يعني أن قانون الـ٦٠ لم يعد عقبة كبيرة أمامهم. وكما هو المشهد اليوم فإن "تيار المستقبل" متحالف مع "القوات اللبنانية" و"القوات" متحالفة مع "التيار الوطني الحر" و"التيار" متحالف مع "حزب الله" والى آخره، حتى باتوا جميعهم متحالفين بطريقة أو أخرى، وبقانون أو بغير قانون سيُصبِح هنالك شبه تعيين للمجلس النيابي على أيدي الزعماء، إلا في بعض المناطق القليلة. ومن هنا لا عجلة لتأليف حكومة لأن أحداً لا يعتبر ان تغيير القانون ضرورة وطنية، ولو كانت النية غير ذلك لكانت المشاورات بدأت منذ زمن طويل. الثاني هو النزاعات بين الأحزاب والزعماء على الأحجام. طبعا عقدة "المردة" والكتائب و"القوات" ما زالت قائمة، فيما عقّدت الحقائب المشكلة بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس. كل هذه العقد تساهم في المماطلة في تأليف حكومة عمرها أصلاً قصير جداً. أما في شأن الأسماء التي تم تداولها في الاعلام أخيراً، فيمكن إبداء بعض الملاحظات:

أولاً: أين حضور المرأة في الحكومة؟ حتى الآن لم يتم طرح أي اسم جدي لأي امرأة. ثانياً: في شأن التمثيل الارثوذكسي، نعلم ان الطائفة الارثوذكسية ممثلة بنائب رئيس الحكومة ونائب رئيس مجلس النواب، وبغض النظر عن موقفنا من هذا الواقع، الاكيد ان الصراع في لبنان هو على تمثيل الطوائف، فلذلك يجب على من يؤلف أن يحترم ايضاً تمثيل هذه الطائفة وان يتم التعامل معها كما يتم التعامل مع الآخرين، الى أن يبدأ تفعيل مجلس شيوخ منفصل عن مجلس تشريعي.ثالثاً: لاحظنا عدم الاختصاص في تسمية بعض الوزراء، إذ تتغير الحقائب تبعا للحصص ويبقى الاسم المطروح من الزعيم للوزارة هو نفسه. فكيف يمكن مثلا ان يكون وزير الصحة خبيراً في الصحة والاشغال وينتقل من حقيبة الى أخرى؟ وكيف يمكن وزير تربية او ثقافة ان ينتقل الى الداخلية او الدفاع؟ الوزير يجب ان يكون خبيراً في الوزارة التي تتم تسميته فيها.

كل هذه النقاط، على زعماء الطوائف ان يستدركوها وهم يتقاسمون قالب الحلوى. وعلى أمل أن تولد الحكومة وألا تبقى فرحة انتخاب الرئيس عون ناقصة، يجب أن تكتمل الفرحة بإجراء انتخابات نيابية في موعدها مع قانون انتخابي جديد عادل، لأن التغيير لا يبدأ إلا من هنا.

 

الخارج غير الداخل في التعامل مع العهد استمرار القواعد القديمة يمنع "قلب الصفحة"

روزانا بومنصف/النهار/30 تشرين الثاني 2016

ابرز المؤشرات المواكبة لتأخير تأليف الحكومة، وقد بات الجميع تقريبا يقر بتأخرها ولو ان لبنان اعتاد في الاعوام الاخيرة مخاضا في التأليف يستمر لاشهر عديدة، هي مؤشرات سلبية تشكل تحديا مزدوجا لكل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لكن بنسبة اكبر لرئيس الجمهورية كونه اتى تحت عنوان عريض انه الرئيس القوي الذي يحتم ان تختلف مقاربة الامور مع وصوله الى سدة الرئاسة وبمجرد انتخابه عما عهده لبنان في التعامل مع رؤساء لم يعتبرهم الرئيس عون بالذات اقوياء. فحتى لو لم يعتبر الرئيس عون الحكومة الاولى حكومته الفعلية في انتظار ما بعد الانتخابات النيابية فهي ستكون الحكومة الاولى للعهد التي يفترض ان تترجم قدرة الرئيس على تذليل العقبات من خلال ما يمكن ان توحي به هيبته وسلطته من قوة كافية لمنع التمادي في العرقلة. فأحد جوانب الصراع على الحقائب في الحكومة العتيدة يظهر ارتباطا بدحض فكرة ان انتخاب عون طوى صفحة الماضي وشكل مرحلة جديدة للبلد. هذه الصفحة كما تبين لم تطو على رغم ظهور استعدادات خارجية وعربية لطي صفحة الماضي القريب مع لبنان. وحكومة ائتلافية تضم الجميع من اجل الشروع في طي الصفحة لا توحي بذلك مقدار ما تنذر بما يقبل عليه لبنان في المرحلة المقبلة في ظل تجاذب قوي سيترجم في مجلس الوزراء على غرار ما حصل في حكومة الرئيس تمام سلام. وسيكون صعبا في ظل هذه الاطالة المقصودة لتأليف حكومة لن تعيش سوى لبضعة اشهر من حيث المبدأ اقناع اللبنانيين بأن شيئا تغير او يمكن ان يتغير مهما تبدلت احوال الرؤساء وتحققت طموحاتهم. فما يجري يشكل استمرارية مع ما سبق وان اختلطت الاوراق والتحالفات بعض الشيء. وعادت لتبرز في المقابل الرسائل عن بعد اقليمي في العرقلة مما يدحض تاليا فكرة او قدرة عزل لبنان عما يجري في الجوار ولو على نحو جزئي او مرحلي عابر وانه حتى لو استطاع النفاذ بخطوة ما فان ذلك لن ينسحب على كل الخطوات اللاحقة. يقول بعض السياسيين ان انتخاب الرئيس والدفع في اتجاه الاسراع في تأليف الحكومة انما هدف في ظل التضحيات والتنازلات الكبيرة التي قدمها البعض الى محاولة تجنيب لبنان اي عاصفة مزلزلة في المنطقة قد تنعكس عليه. الا ان واقع الامور ان انتخاب رئيس فقط لا يكفي لتجنيب لبنان المخاطر التي تلوح لان الصلاحيات هي في يد الحكومة مجتمعة وليست في يد رئيس الجمهورية مما يخشى معه ان تخفف زخم خطوة انتخاب الرئيس في حال استمرار الاحزاب والقوى السياسية على تمسكها بحصص مضخمة في رأي البعض بحيث تحبط كل الامال التي ارتفعت مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية خصوصا على الصعيد الاقتصادي. اذ ان المخاوف كبيرة لدى بعض الاوساط من تطورات اقليمية قد تنعكس على لبنان بطريقة او بأخرى بحيث تراوح الامور مكانها لوقت طويل. وليس ادل على ذلك من عناوين بدأت ترتفع مع مكاسب ميدانية لحلفاء النظام في سوريا لا توحي بدلالاتها وابعادها انها قد تنعكس ايجابا على مسار تطور الوضع السياسي في لبنان بل على العكس من ذلك خصوصا في ظل السعي الى ترجمة هذه المكاسب في الواقع السياسي الداخلي. كما ان انتخاب رئيس للجمهورية فقط من دون تأليف حكومة قادرة او فاعلة تستوعب الجميع لن يتيح ترجمة الانفتاح او الاستعداد للانفتاح الذي ابدته مجموعة كبيرة من الدول وليست الدول العربية وحدها من تشكل الثقل في هذه المعادلة بل ايضا الدول الغربية. اذ ان ثمة توازنا سياسيا يرجى ان يتم التعبير عنه من خلال نجاح الرئيس الحريري تحديدا في تأليف الحكومة كعنوان من عناوين تسوية حصلت وينتظر استكمالها في الحكومة من اجل ضمان مسيرة لبنان وموقعه. وهذا الجانب تحديدا تعول عليه دول غربية عدة من اجل ان تكتمل مسيرة اخراج او خروج لبنان من الاستنقاع السياسي القسري الذي انهك مؤسساته ويهددها بالانهيار وذلك تحت طائل الخشية الحقيقية من ان لا تتغير الامور كثيرا وسريعا بما ينعكس على بداية عهد رئيس الجمهورية الذي تأمل قيادات عدة ان يظهر مرونة وقدرة استيعابية اكبر من تلك التي كان يمارسها كزعيم خارج السلطة. ولذلك فان ما يجري هو معركة تثبيت توازنات على نحو مسبق للانتخابات النيابية وعلى نحو لا ينتظر حصولها فعلا بل يبني هذه التوازنات على وقع وقائع مختلفة عن الاحجام الحقيقية في مجلس النواب. فثمة من يعتبر ان الكرة في ملعب رئيس الجمهورية لتسهيل انطلاق بداية عهده وهذا لا يحصل مع ان الرئيس عون يعلن مواقف حيادية في مقاربة التعاطي مع الخارج من منطلق موقعه كرئيس للدولة يعطيه مقبولية شرعية مطلوبة وتساهم في تشريع الابواب امام لبنان. ومع ان الرئيس الحريري يقف في الواجهة باعتباره الرئيس المكلف تأليف الحكومة فان المشكلة ليست في الواقع معه كما يقول معنيون سياسيون بل مع رئيس الجمهورية او مع فريق عمله لكن الحريري يعاني من سلبيات التجاذب الحاصل في كل الاتجاهات وثمة من يخشى ان يرتد ذلك سلبا عليه على اكثر من صعيد ما لم يحصل التنازل المطلوب من الافرقاء الذين يتعين عليهم التنازل من اجل تسهيل تأليف الحكومة. وهذا محتمل لكنه ليس ظاهرا مما يجعل الحكومة العتيدة مستبعدة في الغد او بعده او ما بعد بعده حتى اشعار آخر.

 

مَن المسؤول عن الاستمرار في تعطيل ولادة الحكومة... ومَن المستفيد؟

ابراهيم بيرم/النهار/30 تشرين الثاني 2016

الحكومة العتيدة ستبصر النور بالتأكيد، طال الوقت بعض الشيء أم قصُر. لكن السؤال المحوري الذي بدأت رحلة البحث عنه في بعض الاوساط هو: من الذي سيخرج منتصر الارادة في كلا الحالين؟ ولماذا تبددت سريعا الاجواء التي واكبت عملية انتخاب العماد ميشال عون رئيساً والتي اوحت ان عملية التأليف ستكون في زمن قياسي غير مسبوق في تاريخ استيلاد الحكومات اللبنانية؟ يحلو للبعض ان يطرح السؤال الاشكالي عينه بشكل آخر وربما بشكل معاكس على النحو الآتي: هل يمكن الذين خرجوا من عملية انتخاب الرئيس في نهاية الشهر الماضي حاملين شعور الخسران او شعور الذين مرت مياه انضاج طبخة الرئاسة الاولى من تحت اقدامهم وهم لا يعلمون، واتضح لهم لاحقا ان الامر انطوى على مكمن سياسي محكم لهم ليدركوا متأخرين ان الامور الكبيرة بدأت تُنسج على ايدي غيرهم، فوجدوا في عملية تأليف الحكومة فرصة الثأر ومحطة لاسترداد ما فقدوه، او على الاقل ليثبتوا لمن يعنيهم الامر انهم ما زالوا ملوك اللعبة، وان كل ما أُشيع وأُذيع من ان زمنهم قد تولى هو كلام بكلام بدليل انهم ما برحوا قادرين على تعطيل التركيبة الحكومية لزمن غير محدود، ويطلقون قفاز التحدي في وجه الجميع قائلين لهم: ألّفوا الحكومة من دوننا ان استطعتم.

الحظ حالف هؤلاء في امر اساسي هو ان الطرفين الآخرين المعنيين باستيلاد الحكومة العتيدة، اي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ومن يدور في فلكهما سياسيا، تسرّعوا في تحديد مواعيد قياسية لإبصار الحكومة النور، وبالتحديد لحظة راهن هؤلاء على ولادة الحكومة قبيل ذكرى الاستقلال وذلك انطلاقا من الاعتبارات الآتية:

- ان الحكومة تحمل في طياتها كل صفات الحكومة الانتقالية القصيرة العمر نسبيا، خصوصا ان مهمتها تنحصر في الاشراف على الانتخابات النيابية الوشيكة الحلول.

- ان كل الوان الطيف السياسي من دون استثناء مدعوون للمشاركة في هذه الحكومة، وبالتالي من مصلحة الجميع تأمين تقليعة قوية للعهد الجديد من خلال تأمين ولادة غير قيصرية للحكومة الاولى للعهد.

- ثمة اعتقاد سرى لبعض الوقت فحواه ان التفاهم الذي حضن عملية انتخاب الرئيس بعد طول شغور هو تفاهم ممتد الى ما بعد ولوج الرئيس الجديد قصر بعبدا.

وبناء عليه، اقامت شريحة واسعة من الرأي العام على قناعة بأن امر التأليف سيكون اسلس من اي تجربة مماثلة سابقة، وعليه ايضا سرت موجة من التخمين والاستشراف لسمات ما بعد الولادة الحكومية المنتظرة وما يمكن ان تشهده من انجازات بلوغاً الى قانون الانتخاب الذي ستتولى هذه الحكومة وضعه. لكن رياح الامور سارت لاحقا خلافا لكل سفن المتوقعين، فلبنان أحيا ذكرى الاستقلال بأربعة رؤساء، وبعده تبددت ايضا تباعا كل المواعيد التي حددت لولادة الحكومة ليتبين بعدها ان الامور اعقد مما تخيل البعض.

ولهذا التعقيد اسبابه المستوطِنة واخرى مستجدة، اذ لم يسبق على سبيل المثال للطبقة السياسية في لبنان، حتى في فترات الاستقرار والبحبوحة السياسية، ان أُلفت حكومة بأقل من شهر. حتى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي عدّها البعض متجانسة الى حد بعيد احتاج تأليفها الى اشهر تزيد على الستة.

لذا كان تحديد موعد انجاز حكومة في اسبوعين مغامرة كبرى وتحديا لم يكن مأمونا ندم عليه اولئك الذين تسرّعوا في الرهان، وقد اتضح لهم بالملموس ان هذه الحكومة التي ينبغي ان تكون على شفا الولادة لا تنطبق عليها صفة الحكومة الانتقالية التي يمكن انتاجها كيفما اتفق، بل هي حكومة تأسيسية لعهد رئاسي جديد يسعى كل مكوّن ان يرسي أسس معاييره واحجامه وحدود مساحة حضوره مستقبلا، وان يضع مداميك لأمر واقع يسعى الى ترسيخه في قابل الحكومات والطبخات السياسية.

هذا في جانب، وفي جانب آخر لم يعد خافيا ان ثمة شريحة لا يستهان بها من الطبقة السياسية تبحث عن فرصة لتصفية حسابها مع عون الرئيس ومع عون الحالة السياسية، وفي مقدمها الرئيس نبيه بري الذي لم يستطع ان يخفي شعوره بالخسارة مما جرى. فعشية الانتخاب وجد ان ثلاثاً من القوى الاربع التي تلوذ عادة بعين التينة وتعتبرها مرجعيتها السياسية وهي النائب طلال ارسلان وحزبا القومي والبعث، قد اضطرت الى الانقلاب على خياره وصوّت نوابها لعون بعدما أتتها "التعليمة" الحاسمة من دمشق. ولم يخفف من ذلك جائزة الترضية التي اخذها من "حزب الله" لحظة كلّفه التحدث باسمه في مفاوضات تأليف الحكومة. لذا كان بديهيا في نظر كثيرين ان يكبّر بري القطب الصغيرة المخفية وان يجعل من حبة التعقيدات قبة، وان يجعل استطرادا من قضية تمثيل النائب سليمان فرنجية قميص عثمان، مستغلا وصية السيد حسن نصرالله لعون في لقائهما الاخير ان يحفظ فرنجية الذي "وإن اخطأ معك بالتفاصيل فانه لم يخطئ في الاستراتيجيا".

يضاف الى ذلك ان "التيار الوطني الحر" مضطر الى ان يبذل جهودا كبرى لكي يفي بتعهدات اعطاها سابقا لـ "القوات اللبنانية" ليحصل على دعمها، والتي ربما يتعامل البعض معها من منطلق انها تنطوي على رغبة بارساء اسس ثنائية مسيحية على غرار ثنائيات اخرى سابقة، وهو ما يخيف الذين اعتادوا ان يوزعوا الحصة المسيحية في الحكومة بين "القبائل" جوائز ترضية لحسابات معينة.

لذا فان ثمة في الاوساط السياسية، ومنها اوساط شيعية، من يجد مبررات للسلوك العوني الحالي في مضمار تأليف الحكومة لاعتبارين اثنين: الاول ان بري وفرنجية رفضا سلفا العماد عون وعملا المستحيل لمنعه من بلوغ قصر بعبدا فكان ذهابه الى معراب للبحث عن حليف امرا طبيعيا ومبررا.

الثاني ان سعيهما ("التيار" و"القوات") لترسيخ اسس ثنائية مسيحية تكون لها لاحقا كلمة الفصل في اي عملية سياسية مقبلة امر مبرر ما دام الآخرون، وفي مقدمهم "حزب الله"، مصممين على الدفاع عن الثنائية الشيعية، بل ان الحزب بذل اخيرا جهودا خارقة لاسترضاء بري والحفاظ على التحالف الشيعي.

وفي كل الاحوال، الحكومة ستولد بين يوم وآخر، وليس من مصلحة المعرقلين المعروفين المضي قدماً في لعبة العرقلة والتعطيل لان ذلك من شأنه ان يصعّب اوضاعهم ويهز صورتهم.

 

مَن المسؤول عن الاستمرار في تعطيل ولادة الحكومة... ومَن المستفيد؟

ابراهيم بيرم/النهار/30 تشرين الثاني 2016/الحكومة العتيدة ستبصر النور بالتأكيد، طال الوقت بعض الشيء أم قصُر. لكن السؤال المحوري الذي بدأت رحلة البحث عنه في بعض الاوساط هو: من الذي سيخرج منتصر الارادة في كلا الحالين؟ ولماذا تبددت سريعا الاجواء التي واكبت عملية انتخاب العماد ميشال عون رئيساً والتي اوحت ان عملية التأليف ستكون في زمن قياسي غير مسبوق في تاريخ استيلاد الحكومات اللبنانية؟ يحلو للبعض ان يطرح السؤال الاشكالي عينه بشكل آخر وربما بشكل معاكس على النحو الآتي: هل يمكن الذين خرجوا من عملية انتخاب الرئيس في نهاية الشهر الماضي حاملين شعور الخسران او شعور الذين مرت مياه انضاج طبخة الرئاسة الاولى من تحت اقدامهم وهم لا يعلمون، واتضح لهم لاحقا ان الامر انطوى على مكمن سياسي محكم لهم ليدركوا متأخرين ان الامور الكبيرة بدأت تُنسج على ايدي غيرهم، فوجدوا في عملية تأليف الحكومة فرصة الثأر ومحطة لاسترداد ما فقدوه، او على الاقل ليثبتوا لمن يعنيهم الامر انهم ما زالوا ملوك اللعبة، وان كل ما أُشيع وأُذيع من ان زمنهم قد تولى هو كلام بكلام بدليل انهم ما برحوا قادرين على تعطيل التركيبة الحكومية لزمن غير محدود، ويطلقون قفاز التحدي في وجه الجميع قائلين لهم: ألّفوا الحكومة من دوننا ان استطعتم.

الحظ حالف هؤلاء في امر اساسي هو ان الطرفين الآخرين المعنيين باستيلاد الحكومة العتيدة، اي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ومن يدور في فلكهما سياسيا، تسرّعوا في تحديد مواعيد قياسية لإبصار الحكومة النور، وبالتحديد لحظة راهن هؤلاء على ولادة الحكومة قبيل ذكرى الاستقلال وذلك انطلاقا من الاعتبارات الآتية:

- ان الحكومة تحمل في طياتها كل صفات الحكومة الانتقالية القصيرة العمر نسبيا، خصوصا ان مهمتها تنحصر في الاشراف على الانتخابات النيابية الوشيكة الحلول.

- ان كل الوان الطيف السياسي من دون استثناء مدعوون للمشاركة في هذه الحكومة، وبالتالي من مصلحة الجميع تأمين تقليعة قوية للعهد الجديد من خلال تأمين ولادة غير قيصرية للحكومة الاولى للعهد.

- ثمة اعتقاد سرى لبعض الوقت فحواه ان التفاهم الذي حضن عملية انتخاب الرئيس بعد طول شغور هو تفاهم ممتد الى ما بعد ولوج الرئيس الجديد قصر بعبدا.

وبناء عليه، اقامت شريحة واسعة من الرأي العام على قناعة بأن امر التأليف سيكون اسلس من اي تجربة مماثلة سابقة، وعليه ايضا سرت موجة من التخمين والاستشراف لسمات ما بعد الولادة الحكومية المنتظرة وما يمكن ان تشهده من انجازات بلوغاً الى قانون الانتخاب الذي ستتولى هذه الحكومة وضعه. لكن رياح الامور سارت لاحقا خلافا لكل سفن المتوقعين، فلبنان أحيا ذكرى الاستقلال بأربعة رؤساء، وبعده تبددت ايضا تباعا كل المواعيد التي حددت لولادة الحكومة ليتبين بعدها ان الامور اعقد مما تخيل البعض.

ولهذا التعقيد اسبابه المستوطِنة واخرى مستجدة، اذ لم يسبق على سبيل المثال للطبقة السياسية في لبنان، حتى في فترات الاستقرار والبحبوحة السياسية، ان أُلفت حكومة بأقل من شهر. حتى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي عدّها البعض متجانسة الى حد بعيد احتاج تأليفها الى اشهر تزيد على الستة.

لذا كان تحديد موعد انجاز حكومة في اسبوعين مغامرة كبرى وتحديا لم يكن مأمونا ندم عليه اولئك الذين تسرّعوا في الرهان، وقد اتضح لهم بالملموس ان هذه الحكومة التي ينبغي ان تكون على شفا الولادة لا تنطبق عليها صفة الحكومة الانتقالية التي يمكن انتاجها كيفما اتفق، بل هي حكومة تأسيسية لعهد رئاسي جديد يسعى كل مكوّن ان يرسي أسس معاييره واحجامه وحدود مساحة حضوره مستقبلا، وان يضع مداميك لأمر واقع يسعى الى ترسيخه في قابل الحكومات والطبخات السياسية.

هذا في جانب، وفي جانب آخر لم يعد خافيا ان ثمة شريحة لا يستهان بها من الطبقة السياسية تبحث عن فرصة لتصفية حسابها مع عون الرئيس ومع عون الحالة السياسية، وفي مقدمها الرئيس نبيه بري الذي لم يستطع ان يخفي شعوره بالخسارة مما جرى. فعشية الانتخاب وجد ان ثلاثاً من القوى الاربع التي تلوذ عادة بعين التينة وتعتبرها مرجعيتها السياسية وهي النائب طلال ارسلان وحزبا القومي والبعث، قد اضطرت الى الانقلاب على خياره وصوّت نوابها لعون بعدما أتتها "التعليمة" الحاسمة من دمشق. ولم يخفف من ذلك جائزة الترضية التي اخذها من "حزب الله" لحظة كلّفه التحدث باسمه في مفاوضات تأليف الحكومة. لذا كان بديهيا في نظر كثيرين ان يكبّر بري القطب الصغيرة المخفية وان يجعل من حبة التعقيدات قبة، وان يجعل استطرادا من قضية تمثيل النائب سليمان فرنجية قميص عثمان، مستغلا وصية السيد حسن نصرالله لعون في لقائهما الاخير ان يحفظ فرنجية الذي "وإن اخطأ معك بالتفاصيل فانه لم يخطئ في الاستراتيجيا".

يضاف الى ذلك ان "التيار الوطني الحر" مضطر الى ان يبذل جهودا كبرى لكي يفي بتعهدات اعطاها سابقا لـ "القوات اللبنانية" ليحصل على دعمها، والتي ربما يتعامل البعض معها من منطلق انها تنطوي على رغبة بارساء اسس ثنائية مسيحية على غرار ثنائيات اخرى سابقة، وهو ما يخيف الذين اعتادوا ان يوزعوا الحصة المسيحية في الحكومة بين "القبائل" جوائز ترضية لحسابات معينة.

لذا فان ثمة في الاوساط السياسية، ومنها اوساط شيعية، من يجد مبررات للسلوك العوني الحالي في مضمار تأليف الحكومة لاعتبارين اثنين: الاول ان بري وفرنجية رفضا سلفا العماد عون وعملا المستحيل لمنعه من بلوغ قصر بعبدا فكان ذهابه الى معراب للبحث عن حليف امرا طبيعيا ومبررا.

الثاني ان سعيهما ("التيار" و"القوات") لترسيخ اسس ثنائية مسيحية تكون لها لاحقا كلمة الفصل في اي عملية سياسية مقبلة امر مبرر ما دام الآخرون، وفي مقدمهم "حزب الله"، مصممين على الدفاع عن الثنائية الشيعية، بل ان الحزب بذل اخيرا جهودا خارقة لاسترضاء بري والحفاظ على التحالف الشيعي.

وفي كل الاحوال، الحكومة ستولد بين يوم وآخر، وليس من مصلحة المعرقلين المعروفين المضي قدماً في لعبة العرقلة والتعطيل لان ذلك من شأنه ان يصعّب اوضاعهم ويهز صورتهم.

 

شهر بين "المنتصرين"!

 نبيل بومنصف/النهار/30 تشرين الثاني 2016

لعل "الحكمة" التي يتعين على العهد العوني والرئيس المكلف سعد الحريري ان يلتزماها توجب عليهما المسارعة الى ابتكار صيغة خلاقة لحكومة لا تغدو هي الأخرى نتاج "انتصار حلب" وما بعده، كما بدأ البعض يبشر بذلك. غداً يطوي انتخاب العماد ميشال عون شهره الأول بما يعني واقعيا ان عملية تأليف الحكومة لم تبلغ حدود المنطقة المحظورة. ولكن عامل الوقت على أهميته بالنسبة الى العهد العوني يغدو تفصيلا امام معركة إعادة التموضعات الجارية بخشونة تصاعدية. ولا نسوق الربط الآخذ بالتصاعد على سطح التعقيدات المفرملة للولادة الحكومية بالتطورات الميدانية في حلب الا من زاوية حقيقة ليست لمصلحة العهد ولا الرئيس المكلف متى جاءت حصيلة استهلاك عامل الوقت على حسابهما معا. ذلك ان المفارقة التي بدأت ترتسم في مخاض التأليف تتمثل في تعويم فريق 8 آذار والضرب بقوة على خاصرة العهد من زاوية تذكيره بأنه كان عنوانا لمكسب محوره الاقليمي. تختصر عقدة تمثيل زعيم المردة هذا البعد قبل ان تشكل صوت اعتراض الثنائي الشيعي على التحجيم العوني - القواتي لتمثيل المنافس الرئاسي السابق والطامح الى البقاء من دون منازع في موقع "المستحق" الاول والحصري بعد العهد الطالع. وليس أمرا عابرا ان تتصاعد نبرة الغضب حيال الشركة القوية بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" التي منحت "القوات" حصتها المرموقة في الحكومة او على خلفية "فيتو" يصطدم به تمثيل نوعي لفرنجية وبعض القوى الاخرى في فريق 8 آذار. يضع هذا المسار الناشئ العهد والرئيس المكلف كما الثنائي العوني - القواتي امام لوحة مباغتة من التعقيدات علما ان عامل الوقت ليس لمصلحة هؤلاء الافرقاء مجتمعين متى قيس الامر بالمكاسب المرجحة للفريق المعترض الذي يحتفظ في كل وقت بورقة "تمنين" العهد بأنه كان رافعة وصوله الاساسية بدليل حاسم لا يحتمل جدلا هو "شركة التعطيل" الرئاسي والشغور لسنتين ونصف السنة قبل انتخاب الرئيس عون. واذا كان الرئيس الحريري يبدو أكثر المرشحين لتلقي تداعيات الاختبار المبكر للعهد في التفاعل مع مجموعة تحالفات وتفاهمات متصارعة عن يمينه ويساره فان ما لم يكن مرتسما على شاشات الجميع سيأتي بسرعة من الميدان الحلبي الذي لن تكون اقل تداعياته الضغط بقوة على مجمل هذا المخاض سواء اعترف المعنيون بذلك ام تنكروا له. وفي خط بياني بدأ قبل شهر بانتخاب لا يزال الالتباس الكبير حول "صناعته في لبنان" مثار جدل، لا نظن ان التأخير في معالجة مأزق التأليف الى ما بعد حسم حلب سيكون لمصلحة هذا "النشيد" خصوصا اذا جاءت الحصيلة لاحقا على صورة الانتخاب الرئاسي نفسها !

 

حرسٌ وحشدٌ وحزبٌ

 عبد الوهاب بدرخان/النهار/30 تشرين الثاني 2016

قد يكون هذا السيناريو موحياً لبنانياً... إذ صوّت البرلمان العراقي، السبت الماضي، في غياب النواب السنّة، على مشروع قانون يضفي شرعيةً على ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية. ويفيد النصّ بأن "الحشد" يُعتبر "تشكيلاً عسكرياً مستقلّاً وجزءاً من القوات المسلّحة تابعاً للقائد العام للقوات المسلّحة" أي لرئيس الوزراء. ووفقاً للدستور اللبناني فإن القائد العام هو رئيس الجمهورية. وورد في مادة اخرى وجوب "فك الارتباط بين المنتسبين الى هذا التشكيل وكل الأطر السياسية والحزبية والاجتماعية ولا يُسمح بالعمل السياسي في صفوفه". بمقدار ما أن توصيف "الحشد" بأنه مستقل وجزء من الجيش غير واقعي وغير عملي، كونه لا يخضع لإمرة هيئة أركان الجيش، بمقدار ما أن فك ارتباطه مع الأحزاب ضرْب من الأوهام. أما تبعيته لرئيس الوزراء فهي بالتأكيد رمزية، لأن المعروف أن قائده التنفيذي هو قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، أما قائده الروحي السياسي فهو المرشد علي خامنئي. عدا أنه لا يوجد في العالم دستور أو قانون يمكن أن يشرعن حالات شاذة كهذه، فإنه لا توجد أيضاً دولة عاقلة وتتبنّى رسمياً مجموعات مذهبية مسلّحة ارتكبت وترتكب جرائم وانتهاكات موثّقة في حق فئة أو فئات مذهبية اخرى. لكن هناك الاستثناء الايراني الذي لا ينفكّ يصنّع استثناءات، بدءاً من الحرس الثوري الذي همّش الجيش الايراني الذي - بالمناسبة - لا يزال موجوداً وربما تقتصر مهمّته على حراسة الحدود، في حين أن "الحرس" مختصّ في الداخل بحماية النظام، وفي الخارج بعسكرة الشيعة وتفريخ الميليشيات لتحلّ محلّ الجيوش، من لبنان الى العراق وسوريا واليمن. كل تشابه بين الحال اللبنانية وتلك الحالات هو "محض صدفة". فـ"حزب الله" يتميّز بوليّه الفقيه المحلّي، وهو بدوره تابع للوليّ الفقيه المرشد. أما في العراق فاختُطفت دعوة المرجع علي السيستاني الى حشد الشعب لمواجهة انتشار تنظيم "داعش" لتُعتبر تشريعاً دينياً لـ "الحشد"، لكن ما حصل بعدئذ لا يمتّ بصلة الى نيات السيستاني ومقاصده. التشابهات موجودة أيضاً في كون صلاحيات حسن روحاني في طهران وفؤاد معصوم في بغداد متقاربة، واذا كانت هناك صعوبة "فنّية" في تطبيق هذا النموذج لبنانياً إلا أن الممارسة والتحالفات تكفل نتائج وفقاً لما يتوخّاه المرشد.ثمة تشابهات استنساخية اخرى، فـ "الحرس" كميليشيا وحيدة في ايران استولد أجهزة لخدمته، تماماً كما فعل "حزب الله" بتفريخ "سرايا المقاومة" و"سرايا التوحيد"، لكنه يطمح بالتأكيد الى وضعية قانونية إسوة بـ "الحشد" العراقي. ومع أن هذا الأخير انتزع "شرعيته" إلا أن الميليشيات المشاركة فيه لن تحلّ نفسها بل ستواصل العمل كـ "قطاع خاص"... وكل حديث هنا أو هناك عن احترام للدولة أو مصالحات وطنية يبقى عبثاً مطلقاً، فهذا ليس من شأن الميليشيات ولا من مهمّاتها.

 

الرجاء ممن يعرف عنه شيئاً

سمير عطاالله/النهار/30 تشرين الثاني 2016

نشأ الكوميدي الأميركي ديك غريغوري فقيراً في مدينة سانت لويس، ثم طفق في الولايات يطلب الشهرة والحياة الأفضل. ولما عاد إلى المدينة، ثرياً وشهيراً، احتفى به المجلس البلدي، وقدم له مفتاح المدينة. بعد الاحتفال، ذهب إلى فندق يطلب غرفة، فقالت له موظفة الاستقبال: "آسفة، فإننا هنا لا نقبل الزنوج". واطلق يومها الجملة التي ذهبت مثلاً: "لقد اعطوني مفتاح المدينة، وغيروا القفل". بحث لبنان عن مفتاح الدولة طوال زمن، فلما عثر عليه، تاه القفل. وكان من الصعب الاقتناع أن ضياع المفتاح والعثور عليه "صناعة لبنانية مية بالمية". أما تضييع القفل، فلا شك، ولا زغل، في صفوته. نحن البلد الوحيد الذي تُحدِّد فيه الحقيبة مكانة حاملها، والدولة الوحيدة التي يؤلف فيها الحكومة طالبو التوزير، وليس "الرئيس المكلف". مكلًّفٌ ماذا إذن؟ هذا الذي سماه مجلس النواب باكثرية كبرى، وقبله انتُخب بشبه الاجماع، رئيس الجمهورية وحامل اختامها، واستطراداً، آلامها؟

ظلت ايطاليا نحو نصف قرن تغيّر حكوماتها كل سنة، أو اقل. وحكومات "الجمهورية الرابعة" كانت تتساقط مع الخريف. ولكن ما من دولة جرى فيها نقاش علني حول ما يمكن أن يُقبل من نوعيات الحقائب وما يُرفض وما يُعتذر عنه. وما من شعب ينظر إلى الوزارات على انها سيادية أو غير سيادية، وخصوصاً في بلد لا يتذكر السيادة إلا عندما يحضر "البابا نويل" ومعه جرابه. كان وزير الدفاع عند ديغول بيار مسمير، ووزير الثقافة أندريه مالرو، فأيهما كانت آنذاك الوزارة السيادية؟ ولكن أيضاً لماذا لا يحق لمكون لبناني حقيبة "سيادية" مثل سواه؟ هل هو أقل وطنية من غيره؟ ضاع القفل في هذا الحوار البابلي. فريق لا يقبل المشاركة إلا بحقيبة محددة، وفريق لا يرضى بأن يحمل "شريكه" تلك الحقيبة. هل هي حكومة الجميع، ولو اضداداً، أم حكومة النقض؟ مؤسف أنه بعد بلوغ أولى درجات الخلاص مع انتخاب الرئيس ميشال عون، عدنا فانحدرنا بهذه السرعة، نحو مفارق الاضطراب ومزالق القلق.

العادات القديمة تزول بصعوبة، يقول المثل. لكن المشكلة الكبرى في جدل الحصص، إنه علني وعلى السطوح. سوف يتساءل أي مواطن في أي زاوية، لماذا لا يبقى أكثر وزراء الصحة شجاعة في مكانه، وائل أبو فاعور. هل الأولوية، في وزارة حيوية وفوق السيادية، للكفاية أم لخريطة التوزيع؟ وسوف يتساءل الجميع، همساً ويأساً، وحزناً ابدياً،إلى متى لا يحق لذوي الكفاءات الكبرى ما يحق لذوي الحظوظ الحزبية؟ هل الوزارات ارضاء للحصص أم ارضاء للكفاية والأداء والضمير؟

في حلبة اليأس هذه يتسلى وليد جنبلاط بكتابة الافتتاحيات والاحجيات الصغيرة مرفقة برسوم تزيد في السلوى. والاسبوع الماضي فاته أن يشرح لمتابعيه، أو للصحف التي تعيد النشر، ان الفارس البادي في الصورة على حصانه، هو دون كيخوته، وإلى جانبه، على حماره، رفيقه سانشو. هل نشر الرسم مساهمة منه في الاحتفاء باربعمئة عام على ولادة سرفانتس، العظيم، مؤلف هذه التحفة الإنسانية التي لم يجارها أي عمل مماثل في أربعة قرون، أم مجرد اشارة محلية إلى واقع الحال؟ احلام وطواحين هواء.

فلننتظر التغريدة التالية. إنه أسهل من انتظار الاشياء الجدية في الحياة. ففيما ينتظر السياسيون لائحة الحقائب، ينتظر مئات الآلاف من البسطاء وعداً بغد ليس فيه ألم ولا خوف ولا هجرة ولا افلاس ولا تسريح من العمل أو من المستشفيات.

هؤلاء جميعاً ليس لهم من يمثلهم. ولا من يحكي باسمهم. كبرياؤهم تمنعهم من الإثنين، لكن العار على الذين لا يسمعون صمت الألم المكتوم، ولا يرون المكابرة في ملامح المعذبين. و "المعذبون أو المعدمون في الأرض" ليسوا فقط مسحوقي الاستعمار الذين تحدث عنهم فرانز فانون، إنهم أيضاً ضحايا القسوة والبلادة الوطنية. وضحايا الاهمال واللامبالاة. وضحايا النكد في العمل السياسي، حيث لا يرمى إلى الوطن ألاّ شعارات، وإلى المواطن إلا الشعائر.

اعتدنا الزيف حتى أصبح هو المألوف وهو التقليد. وثمة من يريد اقناع الجنرال عون بأن لا رئيس قوياً في لبنان، وإنما هناك تيارات استقوائية ترسم شكل السلطة والدروب اليها. والصور مليئة بالابتسامات، لكن الكاميرا لا تلتقط النيات. انتخاب رئيس الجمهورية لم يكن مجرد عودة إلى الرئاسة والمرجعية والدستور، بل هو شكّل مع عودة الرئيس سعد الحريري إلى الصيغة، تصحيحاً للميزان الوطني العام، ولخلل الفراغ الذي ضرب جوهر الدولة ومعنى الوحدة، ووضع البلد على حافة تلك الحافات التي ترتعد من ظلالها.

كان كل ذلك يبدو مألوفاً، وأحياناً عادياً، في أزمان أقل اضطراباً وضراوة. لكن حرب الحقائب وسط هذه الحروب التي تحيط بنا، تجاوزت "اللبنانيات" المعهودة، وبدا الخطر في الأشياء المصنوعة في لبنان، أكبر من صناعات أو املاءات الخارج. وفيما يمر العالم والشعوب بتحولات هيكلية كبرى، نبدو غير مدركين، أو غير آبهين، للمتغيرات الجارفة التي تعصف بدول لها انعكاسات في الشرق والغرب، مثل طاحونة ترامب في الولايات المتحدة، وظهور فيون المفاجىء في فرنسا، وهزيمة الديغولي الأخير، ألان جوبيه.

النظام العالمي الذي كلف قيامه حربين عالميتين، يبدو في طريقه إلى الزوال، فيما تزحف مكانه فوضى دموية ساحقة. والظاهرة الأولى في التغيير، وانحسار، أو تواري، قوى الوسط سياسياً، والطبقات الوسطى اجتماعياً. لقد رأى بعض المفكرين أن العام 1946 هو العام الذي بدأ فيه تشكيل العالم الذي نحن فيه. ولا يصعب علينا ان نلاحظ انه ينقضي الآن نحو مجموعة عوالم مجهولة، اليسار المعتدل غائب فيها، واليمين المعتدل، ووسط الاثنين، فيما يكشف اليمين المتطرف عن لغته الفاشية ويضم الرئيس الاميركي إلى ادارته عسكريين تقاعدوا في السلك، ويأبون التقاعد من روحية الحرب والعدوانية المجنونة.

جاء الحكم وبقيت الحكومة. ولا دولة في غياب احدهما. والناس تنتظر عودتها في كل مكان. في الشوارع المدفونة بتلال القمامة. في الاجواء الملوثة بالامراض. في الطرق المزدحمة بالشلل والعطالة والتذمر. وفي بلاد "الكاوبوي"، بلاد "الوايلد وست"، حيث يخطف الآمنون في النهار وتدفع الفديات في النهار. ولا ينام الناس في الليل. ما أن شعرنا بالاطمئنان إلى انتخاب الرئيس، وتكليف رئيس الوزراء، حتى قام من يقول لنا، مهلاً... مهلاً. لقد نسيتم القفل، حاولوا أن تبحثوا عنه. إنها اللعبة الجديدة pokemon . يكون حيث تعثر عليه. غالباً، غالباً، في مطبخ من المطابخ، أو تحت وسادة. لكن المأساة اعمق من أن تبقى في اطار الدواليب غير الباردة. فالحريق البارد اقسى من الحار وأمضى وأمرّ. في هذه "الصناعة اللبنانية الخالصة" يريد اللبنانيون عودة شيء من الترفق بأحوالهم. وأحوالهم هي الأسوأ منذ نهاية الحرب. يريدون عودة قلب المدينة إلى قلب الوطن، وعودة السياسيين إلى قلوبهم، وعودة الأمان إلى اقتصاد مهدد وحركة يعلوها الصدأ وتغطيها العلاجات الموقتة. أليس مذهلاً وغريباً أنه في هذه الحال من التفسخ والانهيار، لا تزال مؤسستا الجيش والمصرف المركزي تبدعان الاداء والحلول؟ ماذا يمنع عودة المؤسسات الأخرى إلى خدمة اللبنانيين؟ وعودة اصحاب "القمصان البيض"، أي البيروقراطيين الأكفياء الذين يشكلون عماد الدولة؟

ان تحييد لبنان من الخارج ليس هو المطلوب، لأنه مستحيل. المطلوب هو تحييده من الداخل، لأنه أكثر استحالة. المطلوب أن يعرف الناس كيف يتم التفوق على مأزق رئاسة الجمهورية والعبور إلى رئاسة الحكومة، ثم التزحلق وكسر الاضلاع فوق جلد الحقائب. اتركوا شيئاً منها لإضاءة البيوت وتنظيف الشوارع.

 

رئيس الجمهورية وإختبار «حزب الله»

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 30 تشرين الثاني 2016

الرسالة الواضحة التي وُجِّهت إلى الرئيس ميشال عون تطلب اليه الالتزام بالتحالف الاستراتيجي مع «حزب الله»، في سياسته الخارجية وفي حفظ التوازنات الداخلية التي يريدها الحزب، أكدت أنّ عون قد يكون وصل فعلاً الى مرحلة التفكير بإعلان التشكيلة الحكومية بما لا يرضي «حزب الله»، ولا حليفيه الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية. ويأتي خروج الخلاف الى العلن نتيجةً لمسارٍ بدأ بعد 31 تشرين الأول، حاول فيه العهد أن يتمايز عن «حزب الله» ولو بالشكل، مدعوماً من «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل»، وهذا ما ولّد نقزة لدى الحزب ترجمها بشكل غير مباشر على لسان حلفائه وعبر وسائل إعلام صديقة.

في كواليس تشكيل الحكومة هناك مَن يقول إنّ الرئيس عون متّجه فعلاً الى إعلان التشكيلة الحكومية حتى بعد تلقيه رسالة «حزب الله»، وإنّ هذا الإعلان يضع في الاعتبار إمكان أن تسقط الحكومة المشكلة، سواءٌ بانسحاب الوزراء الشيعة منها، فتصبح حكومة تصريف أعمال، أو بتحويلها الى حكومة مشلولة، لكنّ هذا التفاؤل تقابله من جهة ثانية توقعات واقعية بأن لا تعلن هكذا حكومة، حتى ولو طال أمد التعطيل، وذلك لاعتبارات كثيرة أهمها أنّ الرئيس عون سيصبح مباشرة في مواجهة «حزب الله»، مع ما تحمل هذه المواجهة من نتائج يعرفها الرئيس جيداً، وهو بالتالي لن يخطو خطوة تحدٍ تؤدّي الى فرملة عهده من بدايته، وتهدّد تحالفه مع الحزب. في العودة الى المرحلة الماضية، يمكن الملاحظة أنّ «حزب الله» لم يتطرّق الى الثلث المعطل لا سلباً ولا ايجاباً، على رغم أنّ الرئيس نبيه بري يسعى الى نيل هذا الثلث، وهذا طبيعي في سياق التفاوض الذي يقوده رئيس المجلس مفوَّضاً من الحزب، وهو تفاوض تمّ اختباره في مرحلة ما بعد الدوحة حيث كان تشكيل الحكومات يتأخر أشهراً، واحياناً يتجاوز السنة، وكان في المحصلة ينتهي بتحقيق مطالب «حزب الله» بشكل كامل، بما يتعلق بنيل الثلث المعطّل، وبنيل حصص الحلفاء وأبرزهم آنذاك العماد عون.

وإذا كان التاريخ يعيد نفسه، فهو هذه المرة يتكرّر بشكل فيه كثير من الغرابة، إذ إنّ الرئيس بري أصبح اليوم المفوَّض بالتفاوض على تشكيل الحكومة، ويتبيّن أنّ «حزب الله» سحب التفويض الشهير من العماد عون، الذي أمسك بقرار من «حزب الله» بورقة الحكومة مفاوِضاً باسم بري و«حزب الله» مجتمعين، وإن كان بري يومها غير راض لكنه وافق، وعلى هذا الأساس جمّد تعطيل الحكومة أشهراً، حتى رضخ الجميع الى إعطاء الوزير جبران باسيل ما يريد، فيما تحوَّل باسيل اليوم الى الموقع المتضرِّر من تأخير تشكيل الحكومة.

واليوم يتكرّر التفويض الذي يعني أنّ تشكيل الحكومة لا يمكن أن يمرّ إلّا عبر المفوَّض، وهذا كان أمراً متوقعاً.

في مجلس سبق انتخاب الرئيس عون بيومين، رسم أحد العارفين المعارضين لـ«حزب الله» مسار ما سيحصل وقال: هل تعرفون الى أين نحن ذاهبون؟ أضاف: السيد حسن نصرالله أعطى وعداً صادقاً للعماد عون بانتخابه رئيساً، وهذا ما سيتم، والسيد نصرالله سيعطي وعداً صادقاً للرئيس نبيه بري بأن يمرّ تشكيل الحكومة من عنده وهذا ما سيتمّ. في الحالة الأولى انتظر لبنان سنتين ونصف مع الخسائر لكي يتحقق الوعد، وفي الحالة الثانية، سوف ننتظر الكثير لكي يتحقق الوعد لبري، وتوقعوا أن يجلس رئيس المجلس في منزله دون أيّ قلق أو انتظار، وسيأتي اليه الرئيس سعد الحريري بتشكيلة بعد تشكيلة، لكنّ «حزب الله» سيفرض مطالبه كاملة في النهاية، ولن تكون حكومة من دون موافقة بري، وهي الموافقة التي تعني رسم توازنات الحكومة بما يناسب «حزب الله»، وبما يقدّم كلّ الضمانات لكلّ حالات الطوارئ، والأجدى، أضاف ساخراً، أن تتمّ تلبية مطالب الحزب منذ البداية، لكي لا يقع الجميع في متاهة الوقت الضائع وغير المجدي.

لم يعلن «حزب الله» بعد انتخاب الرئيس عون تفويضاً للعهد الجديد بتشكيل الحكومة، بل ذهب الى رسم التوازن المقبل داخلها الذي لا يترك مكاناً للقوى التي دعمت الرئيس عون، وأبرزها «القوات اللبنانية»، بحيث لا تستطيع حجز مكان لها داخل هرمية السلطة.

رسالة «حزب الله» الى العهد الجديد، باتت واضحة. لا يمكن القفز فوق بري الذي تمثل مطالبه مطالب الحزب، ولا يمكن الموافقة على أيّ اتفاق عقد مع الحريري قبل 31 تشرين الأول، وبات العهد أمام خيار انتظار التشكيل الصعب، من دون وجود فرصة للاعتراض.

أما إذا قرّر الرئيسان عون والحريري إعلان أيّ تشكيلة، فإنها ستمرّ حكماً عبر تنازل سوف يطال طرفاً من ثلاثة: إما يتنازل عون عن الطاقة أو «القوات اللبنانية» عن الأشغال، أو «المستقبل» عن الاتصالات، وفي كلّ الأحوال سوف يكون ذلك إن حصل، التمرين الأوّل على «تدجين» العهد، الذي يواجه 6 شباط سياسياً بتوازنات قد لا تكون لمصلحته.

 

لاءات ثلاث يريدها «حزب الله» من عون

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 30 تشرين الثاني 2016يفضّل «حزب الله» التعاملَ بهدوء مع ملاحظاته المستجدّة على العهد الجديد، على رغم أنّه يعتبرها إرهاصات توجّهات مزعجة له، ولكنّه لا يزال يعتقد بثِقة أنّ في الإمكان تذليلها، ومِن الأفضل فعلُ ذلك باكراً. قبَيل وصوله إلى الرئاسة كان يشيع تقدير في «حزب الله»، يفيد أنّ العلاقة مع العماد ميشال عون سهلة وسلِسة جداً حينما يكون النقاش في أمور استراتيجية، أمّا عند نقاش التفاصيل المحلّية، فالحال يكون صعباً وشاقّاً. هذه المرّة، وربّما هي الأولى، التي يلمع فيها في أفق العلاقة بين الحزب وعون إمكانية تبايُن على أمور استراتيجية، وهي تقع في ثلاث نقاط يَرغب الحزب من العهد الجديد تجنّبَها، وهي بالنسبة إليه تُقارب أن تكون خطوطاً حمراً، فيما عون لا يَزينها بهذا المقياس نفسِه:

ـ اللا الأولى، تتوقف الكواليس المتابعة لهذا السياق المستجدّ من علاقة «الحزب» بعون، عند محطة زيارة الأمير خالد الفيصل لبيروت، بصفتها محطة أساسية، وليست الأولى، المسؤولة عن جعلِ الحزب يرى أنّ حال العلاقة بينه وبين العهد الجديد، تحتاج إلى ترشيد مبكر، أو نوع من تأكيد الثوابت التي تَجمع الطرفين.

فالزيارة في شكلها تختلف عن زيارة الوزير السعودي ثامر السبهان، فالأخيرة جاءت لترتّبَ البيت السنّي وراء قيادة الرئيس سعد الحريري، وحملت رسالة بأنّ السعودية تخلّت عن سياسة إدارة الظهر للبنان، بينما زيارة الأمير خالد مثّلت مدى الثِقل الذي ترغب السعودية أن تعطيَه لحضورها في لبنان.

فالأمير خالد يمثّل داخل معادلة الحكم في السعودية عصَباً أساساً له علاقة بمعادلات كبرى داخلية وخارجية، ويشكّل قيمةً ارتكازية للملك سلمان بن عبد العزيزعلى غير صعيد.

وكلّ هذه المعاني توضح أنّ إيفاده إلى بيروت لتهنئة عون هو رسالة للأخير من الرياض من العيار الثقيل حول رغبتها بالانفتاح عليه. وكان يمكن لـ«حزب الله» تأخير ردّ فعلِه على هذه الرسالة السعودية ذات النوعية الملفِتة، لولا تصريح للأمير خالد من «بيت الوسط» قال فيه إنّ «أوّل زيارة لعون ستكون إلى الرياض».

توحي عبارة الأمير خالد الآنفة، وكأنّه أنجَز اتّفاقاً مع عون على أن يبدأ الأخير زياراته الخارجية بمحطّة الرياض. معروفٌ أنّ رؤساء الجمهورية في عهد الجمهورية الأولى كانوا يدشّنون زياراتهم الخارجية بباريس، وفي عهد الوجود السوري بدمشق، وضمن هذا العرف فإنّ مبادرة عون لاعتبار الرياض محطّته الخارجية الأولى توحي وكأنّها تنطوي على خيار إقليمي سياسي للعهد، أو مراعاة سخية لهذا الخيار.

في هذه النقطة يريد الحزب التأكّد من أنّ عون رئيس الجمهورية، سيظلّ وفياً لـ»القالب الاستراتيجي» أو للمنظومة الإقليمية الاستراتيجية التي أوصَلته إلى رئاسة الجمهورية. من وجهة نظر الحزب لا تَعني هذه الملاحظة عدمَ اعترافِه بالهامش الخارجي الذي يحتاجه رئيس الجمهورية، ولكن عليها أن لا تصطدم بسقف مصالح المحور الإقليمي للحزب الذي أوصَله إلى بعبدا. بعض التسريبات الموثوقة، تقول إنّ عون أكّد للأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله خلال اتّصاله به إثرَ زيارة الأمير خالد، أنّه أعلمَ كلَّ زوّاره الإقليميين أنّه صاحب قرار مستقلّ وأنّه لن ينحاز إلى رغبات هذا الطرف الإقليمي أو ذاك لجذبه إلى محوره. لكنّ الحزب مع هذا الإيضاح، يبدو أنّه يَنزعج من إعطاء العهد الجديد انطباعاً، ولو في الشكل، يوحي بأنّه يعطي أولوية للسعودية على إيران وسوريا.

ـ اللا الثانية التي يرى الحزب أنّه معنيّ بإيضاحها لعون تتعلّق بتضخّم دور «القوات اللبنانية» داخل العهد الجديد. من الأساس وصَف نصرالله ترشيحَ جعجع لعون، بأنّ فيه شبهةً. ويقول تقدير الحزب إنّ «القوات» تريد أخذَ العهد الجديد إلى ثنائية مارونية تشقّ طريقاً ملتوياً هدفُه النهائي إحداثُ صِدام بينه وبين المقاومة. وهذا التقدير الاستراتيجي هو سببُ امتعاض الحزب من الحصّة التي نالتها «القوات» في الحكومة العتيدة، كونها تؤشّر إلى حجمها السياسي المعتبر داخل العهد وليس في الأساس داخل الحكومة. وتؤشّر أيضاً إلى امتلاكها منصّات لتطوير هذا التأثير مستقبلاً على العهد. وأبرز هذه المنصّات تتمثّل في اتّفاق الثنائية الانتخابية مع «التيار الوطني الحر» خلال الانتخابات التشريعية المقبلة.

لا يُنكر الحزب أنّه خلال إبرام «التيار» لـ»تفاهم معراب» مع «القوات»، كان العونيّون يُطلعونه على تفاصيله أوّلاً بأوّل، وآنذاك لم يكن الحزب راضياً عن كلّ بنوده، لكنّه غضَّ النظر لدعم جهد إيصال عون لبعبدا.

لكنْ يحتاج اليوم لرؤية مراجعة للجانب ذي الصِلة بتحالف «التيار» الانتخابي مع «القوات»، ومراعاة أن لا يكون على حساب الحلفاء المشتركين، ولمصلحة تعميق لون جعجع داخل العهد، وفي الأساس لمصحلة خلقِ مناخ مسيحي شعبي عارم على قياس تفكير «القوات» السياسي.

ـ اللا الثالثة، تتعلق بعدم تحوُّلِ التحالف الانتخابي العوني - «القواتي» تحالفاً انتخابياً ثلاثياً يضمّ إليه تيار «المستقبل». فمِن وجهة نظر الحزب يُعَدّ هذا التطوّر انقلاباً سياسياً وليس تحالفاً انتخابياً.

 

عون لن يفعلها... ولا الحريري!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 30 تشرين الثاني 2016

حرص رئيس مجلس النواب نبيه بري، دائماً، على عدم الإخلال بالميثاقية تحت قبة البرلمان. ففي جلسات التشريع، أرضى القوى المسيحية لإشراكها. وفي جلسة انتخاب الرئيس ميشال عون لم يشأ التعطيل. لذلك، يسأل بعض القريبين من رئيس المجلس: كيف لعون أن يردّ على بري خارج الضوابط الميثاقية، بتأليف حكومة أمرٍ واقع، لا تُرضي مكوِّناً أساسياً هو الطائفة الشيعية؟ كلّ القوى السياسية تتصرَّف بذهنية أنّ «الكباش» الجاري حالياً لا يتعلّق بالحكومة فحسب، بل إنّ نتائجه ستنسحب على كلّ توازنات القوى في العهد الجديد.

أي إنها ستقرّر لمَن سيكون القرار:

1- عون يراهن على إطلالة قوية. فإثبات حضوره، منذ اللحظة الأولى، حيوي لاستعادة ما خسرته الرئاسة نصاً وعِرفاً، ولرسم الحدود بينه وبين الجميع طوال ست سنوات. وهو يريد أن يبرهن للجميع، بمَن فيهم «القوات اللبنانية»، أنه ليس رئيساً ضعيفاً، وأنّ ما كان يعلنه في شأن «الرئيس القوي» ليس مجرّد كلام.

2- الرئيس المُكلّف سعد الحريري يرغب في الإفادة من التقارب المستجد بينه وبين عون لتقوية موقعه في رئاسة الحكومة، من دون أن يخسر الرصيد القديم الذي يمتلكه لدى رئيس المجلس.

3- بري يراهن على أنّ عون، في النهاية، لن يغرِّد بعيداً خارج السياقات المعهودة، وأنه تدريجاً سيعتاد على نمطية التعاطي القائمة بين مؤسسات الحكم بعد «إتفاق الطائف».

وإن لم يكن عون مرشح بري لرئاسة الجمهورية، فرئيس المجلس يطمئن إلى أنّ عون جاء بتغطية شريكه في «الثنائي»، أي «حزب الله». وهذا العامل سيبقى ضامناً لتوازن العلاقة معه طوال العهد.

إذاً، وفق هذه اللوحة، يصعِّد الجميع إلى الحدّ الممكن، كلّ لتحقيق هدفه. فالأمر يستأهل التصعيد. لذلك، يبدو الخلاف على الحصص والحقائب والأسماء في الحكومة العتيدة تفصيلاً، بل هامشياً، فيما الخلاف الأساسي هو: مَن سيكون الأقوى في السلطة خلال السنوات الست المقبلة؟

وبناءً على ذلك، تبدو عقدة تمثيل «القوات اللبنانية» في الحكومة العتيدة جزءاً من النزاع الحقيقي الدائر بين منطقين سياسيَّين متنازِعين على أبواب العهد الجديد. وكذلك عقدة تسمية رئيس الجمهورية لوزير شيعي.

وأما عقدة الحقيبة الوزارية الخاصة بـ»المردة» فهي على الأرجح عنوان للمساومات المتبادلة حول عُقَد أخرى. وعندما تُذلَّل هذه العُقد، يصبح سهلاً حلُّ عقدة «المردة»، لأنّ أحداً لا يعترض على تمثيلها بوزارة من حجم «التربية» أو «الثقافة».

ولكن، السؤال الأساسي هو: مَن سيقول «آخ» أولاً في لعبة عضّ الأصابع؟

في تقدير المتابعين أنّ بري لا يخسر شيئاً من إطالة أمد الأزمة. فالعهد وحكومته هما اللذان يراهنان على الانطلاقة السريعة والقوية. وعلى العكس، إنّ تعثّرهما يرسل إشارات لمصلحة رئيس المجلس. ومن هنا عدم رغبة بري في الاستعجال وإحراق المراحل. ففي النهاية، على الآخرين أن يسهّلوا الأمور لتنطلق ماكينة العهد. لكنّ عون يبدو أمام استحقاق حسّاس. فهو مُحاصَر بخيارَين صعبَين:

- أن يواصل انتظار المساومات لتأليف الحكومة مهما طال الزمن، وهذا ما يؤدّي إلى احتراق العهد منذ بدايته، لا بتعثّر ولادة الحكومة فحسب، بل بسقوط الفرص لقانون انتخاب جديد ولانتخابات في موعدها.

- أن يذهب مع رئيس الحكومة إلى الخيار الأقصى، ويعلنا «حكومة أمر واقع» تنتهي على الأرجح بإفراغها من تمثيلها الشيعي، فتسقط ميثاقياً. وهنا تكون العواقب وخيمة على العهد والبلد عموماً.

في الدرجة الأولى، قد يحاذر رئيس الجمهورية أن يذهب إلى خيارات صدامية في مطلع عهده، خصوصاً أنّ صدامه لن يكون مع قطب واحد من «الثنائي الشيعي» هو بري، بل أيضاً مع «حزب الله» الذي يلتزم الصمت المطبق، لكنه يفوّض الى بري تماماً أن يتّخذ القرارات المناسبة في المسائل الداخلية.

فعون ليس في وارد المغامرة بعلاقته مع «حزب الله» أيّاً كانت الظروف. و«الحزب» يبادله هذا التوجُّه. ويعرف عون أيضاً أنّ قيام تحالف مسيحي- سنّي، لا يراعي حساسيات المكوِّن الشيعي، قد يقود البلد إلى مأزق غير محسوب النتائج. وعلى الأرجح، إنّ الحريري هو أيضاً شديد الحساسية على هذه المسألة لما لها من تردّدات مذهبية. مشكلة عون والحريري أنّ لعبة الوقت الجارية حالياً تؤذيهما، ولكنها لا تؤذي بري. فالنزاع يدور على أرضهما لا على أرض رئيس المجلس الذي يمكنه الانتظار حتى حلحلة العقد، وعودة الجميع إلى المنطق الذي ساد العلاقات داخل تركيبة الحكم حتى اليوم.

كيف سيواجه عون والحريري هذا التحدّي؟ هناك سيناريوهات عدة يتداولها العالمون، لكنّ أحداً منهم لا يتوقع الذهاب إلى خيار صدامي يتّخذ طابعاً طائفياً - مذهبياً، من نوع تشكيل حكومة أمر واقع لا تراعي ممثلي طائفة بكاملها، ولو كان الدستور يسمح بها. على الأرجح، لن يفعلها عون، ولا الحريري!

 

انقلاب الشيعة على عون: هل خسر حزب الله الغطاء المسيحي في لبنان

علي الأمين/العرب/30 تشرين الثاني/16

بعد مرور شهر على انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية في 31 أكتوبر، يتراجع التفاؤل بإمكانية إطلاق دينامية جديدة على المستوى الدستوري والسياسي، وسط حصار يحاول الإطباق على عهد الرئيس عون بأيدي من يفترض أنهم حلفاؤه الذين دعموا خيار وصوله إلى الجمهورية، وتحديدا حزب الله.

ومنذ تكليف الرئيس سعد الحريري بتأليف الحكومة برزت العقبات أمام عملية التأليف وبدأت تتناسل، ظاهرها يتصل بالحقائب الوزارية ومن يتولاها، لكن بداية أسقط حزب الله وحليفه رئيس مجلس النواب فكرة تشكيل حكومة من الموالاة، تعارضها الأقلية في مجلس النواب، لحساب تثبيت حكومة تجمع كل القوى الممثلة في البرلمان بحيث تتحول إلى برلمان مصغر يمنع أي إمكانية لمحاسبة الحكومة في البرلمان. ثم بدأت عملية التصويب على التحالف الذي جمع حزب القوات اللبنانية الذي يرأسه سمير جعجع، والتيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، وهو التيار الذي أسسه الرئيس عون ولا يزال القائد الفعلي له.

عملية التصويب هذه تركزت على منع القوات اللبنانية من تولي وزارة سيادية. ثم جرى الاعتراض السياسي من “الثنائية الشيعية” على عدد الحقائب التي يمكن أن تنالها القوات في الحكومة الجديدة كترجمة لتحالفها مع الرئيس. بعدها استخدمت الثنائية عقدة توزير النائب سليمان فرنجية كرأس حربة، بحيث ربط الرئيس بري تمثيله بالحكومة بتولي فرنجية أو من يمثله وزارة أساسية فيها.

هذه المطالب كانت ولا تزال تتصاعد من قبل الرئيس بري، والأخير مكلف من قبل حزب الله بتولي إدارة عملية التأليف، والنطق باسمه في ما يتصل بالحكومة المزمعة. حكومة تتجه نحو المزيد من التأخير قبل ولادتها، وكل المؤشرات في بيروت تدل على أن عملية تعطيل ممنهج تتم تحت ستار الحصص لأسباب أخرى أعمق وأكثر أهمية من مسألة الحقائب الوزارية. بداية لا بد من الإشارة إلى أن التمثيل الشيعي في الحكومة، ولا سيما حزب الله، لم يكن يوما هو مصدر قوة حزب الله في السلطة التنفيذية أو على مستوى القرار في لبنان، إذ طالما كان لحزب الله في الحد الأقصى وزيران في الحكومة المؤلفة من 30 وزيرا أو من 24 وزيرا خلال السنوات العشر الماضية، هذا العدد لا يقرر، نظريا، مسار القرار في الحكومة، لكن عمليا الحكومات المتعاقبة كانت بإمرة حزب الله إلى حدّ كبير أو في الحد الأدنى لم تتجرأ على إصدار قرار لا يوافق عليه الحزب، أو قد يشكل تحديا لنفوذه.

من هنا تنطلق سطوة حزب الله من موازين قوى على الأرض لا من المؤسسات الدستورية ولا على صعيد اللعبة الديمقراطية، وهذه الحقيقة غير الديمقراطية وغير القانونية، هي التي ينبه حزب الله اليوم إلى خطورة تجاوزها، لكن من الذي يريد تجاوزها؟

يكفي أن يقول رئيس الجمهورية ميشال عون في خطاب القسم إنه يريد تطبيق الدستور، ليثير ريبة حزب الله. فكيف إذا كانت رافعة الرئاسة الأولى بعد وصول الجنرال عون إليها، التفافا مسيحيا واسعا وغير مسبوق تجاهه؟ التفاف يحركه طموح مسيحي باستعادة وهج الرئاسة الأولى، وتعزيز مشروع الدولة التي يعتقد كل مسيحي في لبنان أنها حصنه في هذا الشرق ورأس أيّ مشروع مسيحي في لبنان.

وإلى هذا لم يتهيب ميشال عون الموقف عندما قارب مسألة المقاومة في خطاب القسم، فنزع عنها صفة اسم العلم واعتبرها رد فعل طبيعيا للمجتمع تجاه أي احتلال لأراضيه، بل هو لم يذكر أي كلمة عن المقاومة في ذكرى عيد الاستقلال.

رد حزب الله غير المباشر كان العرض العسكري الذي أقامه على الحدود اللبنانية – السورية بالتزامن مع استلام العماد عون سدة الرئاسة، للقول إن انتخاب عون رئيسا للجمهورية لا يعني أن القرار أصبح في بعبدا. العرض العسكري لحزب الله والشروط التعجيزية لبري، وغيرها من المواقف في وجه رئيس الدولة والرئيس المكلف، ليست فقط محاولة لتطويق العهد سياسيا إنما أيضا لإضعافه وتجويفه من الداخل.

وما الفيتو الذي يضعه حزب الله والرئيس برّي على علاقات التيار الوطني الحرّ مع القوات اللبنانية من خلال منع الأخيرة من التمثل حسب اتفاقها مع عون في الحكومة، بحقيبة سيادية، سوى دليل على محاولة انتزاع عناصر القوة من الرئيس عون.

وما أزعج حزب الله وزاد في عرقلة تأليف الحكومة، هو الانفتاح الخليجي ولا سيما السعودي على عهد الرئيس عون. احتضان فاجأ الكثيرين وكان آخر فصوله زيارة الأمير خالد الفيصل ممثلا للملك سلمان بن عبدالعزيز إلى لبنان وتوجيهه دعوة للرئيس عون باسم الملك لزيارة المملكة. وألحقت هذه الزيارة بزيارة وزير خارجية قطر. كل ذلك يترافق مع اهتمام من قبل الرئيسين عون والحريري، بإعادة تنشيط العلاقة اللبنانية الخليجية، في سياق العمل على الحدّ من الانهيار الاقتصادي الذي يهدد لبنان بكوارث مالية واجتماعية. لذا لم يُخف القريبون من العهد أن تكون زيارة السعودية أول زيارة يقوم بها رئيس الجمهورية إلى خارج لبنان. المعادلة التي يريد رئيس الجمهورية تثبيتها كما عبر عن ذلك في خطاب القسم أو في خطاب الاستقلال، هي إعادة الزخم لمشروع الدولة، عبر الانطلاق من تطبيق الدستور والقانون. وهذا الطموح الرئاسي الذي يلاقيه الرئيس المكلف سعد الحريري، يصطدم اليوم بالسلطة الفعلية في لبنان، أي سلطة الدويلة التي يقودها حزب الله.

فالجميع يعلم أنه منذ أحداث 7 مايو عام 2008 وما تلاها في اتفاق الدوحة، رسخ حزب الله واقعا في المعادلة السياسية لم يزل قائما، وهو أن السلطة ليست بيد من يمتلك الأكثرية النيابية، ولا تشكل نسب التمثيل في مجلس الوزراء معيارا لنفوذ ودور في السلطة، السلطة في مكان آخر لا يحددها الدستور ولا القانون، بل السلطة على الأرض. ثمة صعود لقوة مسيحية سياسية يمثلها الرئيس ميشال عون ويلتف حوله معظم المسيحيين. وما يعزز من تماسك هذه الكتلة المسيحية التي وجدت لها فرصة في استعادة زخمها من خلال الرئيس عون، أن الدولة في أسوأ أحوالها الدستورية والقانونية والاقتصادية، وأن مشروع الدويلة التي يمثلها حزب الله هو العائق الموضوعي أمام قيامها. ولو كان التحالف بين الرئيس عون وحزب الله سببا أساسيا من أسباب وصول عون إلى الرئاسة، إلا أن هذه المعطيات الموضوعية تفرض نفسها حتى على الحلفاء. فالرئيس عون، ومن خلفه المسيحيون، يدرك أن انطلاقة العهد ونجاحه باتا مسألة وجودية، تتجاوز كل التحالفات السابقة لتفتح الباب على تحالفات جديدة بشرط الدولة لا الدويلة. المعركة اليوم يجري الترميز لها بصراع بين مسيحية سياسية صاعدة، وشيعية سياسية تتلمس خطر هذا الصعود. وهذا بحدّ ذاته يجعل من إمكانية الخروج من مأزق التأليف أمرا دونه مصاعب، إما تطويع حزب الله باتجاه الدخول في خيار الدولة، وإما جرّ الرئيس عون إلى أن يقدم الولاء وفروض الطاعة للدويلة. الأمر في لبنان عند هذا الحد… هكذا كان منذ 11 عاما ولا يزال، لكن الجديد أن الغطاء المسيحي لمشروع الدويلة يُسحب تدريجا.

 

بداية تصدع تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر

شادي علاء الدين/العرب/30 تشرين الثاني/16

بيروت – تشن وسائل إعلام مقربة من حزب الله اللبناني، هذه الأيام حملة على التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، ما يعكس حالة التوتر التي بلغتها العلاقة بينهما، في ظل تعطل عملية ولادة الحكومة. وبلغت هذه الحملة مداها، الثلاثاء، حينما شنت إحدى الصحف الموالية للحزب هجوما شرسا على باسيل، متهمة إياه بالجحود وعدم الوفاء للحزب والنائب سليمان فرنجية اللذين لعبا دورا مهما في حصوله على منصب وزاري في حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى، رغم أنه رسب في الانتخابات النيابية آنذاك. وجاء في عناوين الهجوم كذلك اتهام باسيل بخلط الخصوصية المسيحية بالعناوين الاستراتيجية الكبرى، والدفع في اتجاه إعلاء اتفاق التيار الوطني الحر مع القوات اللبنانية، وما نتج عنه من ادعاءات بحصرية التمثيل المسيحي على كل ما عداه من استحقاقات. هجوم الحزب يراه متابعون ليس محصورا فقط في شخص الأمين العام للتيار الوطني الحر بل موجه بالأساس إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، حينما أعاد تذكير الأخير بفضله في وصوله إلى هذا المنصب.

ويقول المتابعون إن حزب الله غاضب من انتصار التيار الوطني الحر للقوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، في ما يتعلق بالتشكيل الحكومي، على حساب تحالف 8 آذار، فضلا عن مواقف باسيل وعون تجاه القضايا الإقليمية، حيث بدا الطرفان يبتعدان شيئا فشيئا عن تبني رؤية الحزب. ويخشى الحزب الشيعي من أن يفضي التقارب المسجل حاليا على خط الرابية معراب إلى بروز حالة مسيحية قادرة على فرض نفسها كرقم صعب في المعادلة اللبنانية. ويرى النائب عن كتلة المستقبل غازي يوسف أن حملة حزب الله على باسيل “الهدف منها إلغاء كل الاتفاقات والتعهدات التي كانت القوى السياسية قد عقدتها مع بعضها البعض، ولكن لا يبدو أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يقبل بهذا الأمر”. وكان التيار الوطني الحر قد عقد اتفاقا مع حزب القوات اللبنانية قبيل انتخاب رئيس للجمهورية يقضي بتمكين الأخير من حصة وازنة في حكومة الرئيس سعد الحريري.

وقد دافع التيار بشراسة على حصول القوات على حقيبة سيادية، إلا أن ضغوط حزب الله عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري حالت دون ذلك، وتواصل ضغط الطرفين الشيعيين حتى في ما يتعلق بالحقائب الأخرى التي حسمت لصالح حزب جعجع وتحديدا حقيبة الأشغال.فقد أصرت الثنائية الشيعية على أن تكون هذه الحقيبة من نصيب أمل أو تيار المردة، الأمر الذي رفضه الحر، الذي بدى راغبا في تحجيم المردة الذي يقوده سليمان فرنجية. وقال النائب عن كتلة التحرير والتنمية عبدالمجيد صالح هناك “مجموعة من الوقائع التي تحكم سلباً على أداء الوزير جبران باسيل، وأهمها محاولته إسقاط ما أقره التيار في اتفاقه مع القوات على الواقع الحكومي، والسعي إلى احتكار التمثيل المسيحي، ولجم حضور المستقلين”. وتلفت بعض القراءات إلى أن باسيل يخشى من أن يؤدي تمثيل تيار المردة بأي حقيبة وازنة في الحكومة، إلى منحه القدرة على توسيع قاعدته الشعبية المسيحية، بشكل يؤثر على التيار في الانتخابات النيابية القادمة، ويساهم في تحويله إلى حيثية مسيحية وازنة. واعتبر صالح أن “المشكلة الأساسية مع باسيل هي محاولة الضغط من أجل عدم منح سليمان فرنجية حقيبة وازنة، وهو ما من شأنه أن يعيد الأمور إلى المربع الأول”. وأكد أن الرئيس بري “لا يؤيد تعطيل الحكومة، ولكنه يرفض منطق معاقبة سليمان فرنجية، ومنطق التشدد الذي يمارسه باسيل ضده حين يقول له إذا أردت المشاركة في الحكومة فستكون لك حقيبة الثقافة وحسب”. ويؤكد مراقبون أنه في خلفية العناوين العريضة لخلاف باسيل مع الثنائية الشيعية يقع عنوان سعي حزب الله والرئيس بري إلى توسيع الحكومة، وضم شخصيات مسيحية موالية للنظام السوري إليها. وسيتسبب هذا الأمر، في حال تحقق، بضمور التمثيل المسيحي لتحالف التيار الوطني الحر والقوات، وضرب عنوان حصرية التمثيل المسيحي التي ينادي به ويسعى إلى تحويله الى واقع سياسي وتمثيلي حاسم. قراءة أخرى باتت تطرح بقوة الآن أن وراء هذا الهجوم على التيار وعرقلة عملية ولادة الحكومة، مسعى من الثنائية الشيعية إلى إبقاء الوضع الحكومي مجمدا إلى حين انقشاع الرؤية في سوريا وخاصة في ما يتعلق بمعركة حلب التي يبدو أنها تتجه لصالح النظام السوري. وربما تعول الثنائية على هذا التطور لفرض رؤيتها للتشكيلة الحكومية في لبنان.

 

عن حدود دروس "الوفاء"

إيلي القصيفي/جنوبية/الأربعاء 30/11/2016

أفرزت التسوية الرئاسية الأخيرة واقعاً سياسياً جديداً لم يكن توقعّه يحتاج إلى كبير جهد. فتقاطع قوى متخاصمة على تأييد ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية يضع الرئيس المنتخب أمام تحدي احتواء التناقضات بين شركائه، القدامى منهم والجدد، أو في أقل تقدير إدارتها بحيث لا تنفجر في وجه العهد الجديد.

هذا لا شك مهمة صعبة على الرئيس الجديد لأنّ نجاحه فيها لا يتوقّف عليه فحسب بل على كيفية تعاطي القوى السياسية المؤيدة لترشيحه مع الواقع السياسي المستجِد. ما أظهرته تطورات الأسابيع الأولى من عمر العهد من شدّ حبال بين قوى أساسية أيدّت ترشيح عون، يثبت أن انتخابه ليس نهاية المباراة بين هذه القوى، بل إنطلاقة جديدة لها وفق قواعد جديدة. بمعنى آخر، لا يعتبر حزب الله أن وصول عون إلى قصر بعبدا انتصاراً ناجزاً له إن لم يستكمل هذا الوصول بتركيبة حكم مؤاتية له. ومن جهتها، لا ترى القوات اللبنانية أنه بمجرد تسنّم عون كرسي الرئاسة تستقر اللعبة السياسية على قواعد تضمن لها فاعلية وازنة في الحكم. هذا الواقع المتحرك يفسّر التجاذب الشديد أو بتعبير آخر الحرب الباردة بين القوى السياسية التي أيدت ترشيح عون ما إن بدأت مشاورات تأليف الحكومة. لكنّ الحرب هذه ليس مآلها التشكيلة الحكومية بحد ذاتها، إذ هي تمتد إلى ما بعد إنجازها، إلى الاستحقاق الأهم في المباراة القائمة، أي الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في أيار المقبل. هذا معطى أساسي لفهم حركة جميع القوى السياسية في البلد، سواء في مواقفها من رئاسة عون أم من تشكيل الحكومة. فقبل الانتخابات النيابية المقبلة لا يتوقّع أن يبادر أي من القوى السياسية إلى تعديل جذري في تحالفاته السياسية. وهذا يسري على التيار الوطني الحر بمثل ما يسري على القوات وحزب الله وقوى رئيسة أخرى. طبعاً، هناك قوى تملك هامشاً أكبر للتحرك، كالرئيس نبيه بري، الذي لم يربط نفسه طيلة الفترة الماضية بأي تحالف وثيق العرى خارج تحالفه مع حزب الله. وبالتالي، هو يتحرك وفق مقتضايات اللحظة السياسية ويبدّي علاقته بطرف حيناً وحيناً آخر بطرف آخر.

حزب الله حليف بري في "الثنائي الشيعي" لا يملك، رغم عناصر قوته المتعددة، هامش الحركة نفسه الذي يتمتع به رئيس "أمل". فأحد عناصر قوّته خلال السنوات الماضية كان تحالفه مع التيار الوطني الحر الذي أمّن له غطاءً سياسياً واجتماعياً بعد العام 2006 في مواجهة تحالف "14 آذار" الذي استطاع الفوز في دورتين نيابيتين على التوالي. وبالتالي، لن يفرّط الحزب بعنصر القوة هذا بسهولة لمجرّد تفاهم التيار مع القوات. لكنّه في المقابل يتحسّب لهذا التفاهم منذ قيامه، وخصوصاً بعد انتخاب عون، وقد بدا أنّ بين طرفيه اتفاقاً على توزيع الحصص في الحكومة يتجاوز طموحهما الوزاري إلى السعي لإعادة الفاعلية المسيحية إلى أروقة الحكم، وهو ما يمسّ بالتوازنات السياسية القائمة، والتي لا يسمح الحزب بتبدلّها لغير مصلحته المباشرة.

في المقابل، التيار الوطني الحر غير مستعد لإيذاء تحالفه مع الحزب، أولاً لأنّ أمراً كهذا خطِر على العهد لما يملكه حزب الله من وسائل لعرقلته في حال أراد ذلك؛ وثانياً لأن التيار يحسب ألف حساب للانتخابات النيابية المقبلة والتي على الأرجح ستجرى وفق قانون الستين المعدّل. أي أنّ التيار سيحتاج إلى دعم حليفه حزب الله في الدوائر التي لهما فيها نفوذ مشترك، ولن يخاطر في خسارة الأصوات الشيعية التي ساهمت مساهمة أكيدة في تكبير حصته النيابية. السؤال المطروح راهناً: هل مازالت وضعية الحزب هي نفسها بعد 2006؟ وبالتالي، هل مازال ينظر إلى تحالفه مع التيار وفق المنظور نفسه؟ هذا سؤال أساسي لفهم دروس "الوفاء" التي يوجهها الحزب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى التيار والرئيس عون. والإجابة عن هذا السؤال لا يمكن أن تستند إلى قراءة المتغيرات التي طرأت على واقع حزب الله بعد مشاركته في الحرب السورية، بحيث لم يعد مقيداً بالواقع المحلي وأصبح شريكاً في معادلة إقليمية تردفه بفائض قوة لا يشعر معه أنّه محاصر كما كانت عليه حاله في 2006. فالحزب مهما بلغت قوتّه إلا أنّه لا يستطيع ترك رئاسة الجمهورية اللبنانية في أيدي خصومه، وإن تراجعت حاجته إلى التيار الوطني الحر. وبطبيعة الحال علاقته برئيس الجمهورية ليست مفصولة عن علاقته بتياره، وهذا ما يجعله حذراً في التعاطي معه وإن أحسّ بأن تفاهمه مع القوات آخذ في النمو على نحو لا يريحه. وهذا ما يفسّر تفويضه بري المفاوضة بشأن الحكومة لكي لا يصطدم مباشرة بالتيار وتفاهماته. لكنّ حذره هذا لا يمنعه من ممارسة سياسة العصا والجزرة مع الرئيس الجديد، يسايره حيناً ويهوّل عليه حيناً آخر. وهذا دليل على أنه مازال بحاجة إليه وإلى تياره، كما أنّ الرئيس وتياره بحاجة إلى الحزب لمقتضيات انتخابية وسياسية متصلة بحماية العهد الجديد. وبالتالي، لا يتوقّع ان نشهد تبدّلا جذرياً على صعيد التحالف بينهما. وكذلك الأمر بالنسبة إلى سائر التحالفات القائمة في البلد، خصوصاً عشية الاستحقاق النيابي.

 

معركة أخيرة لإيران مع الجيش العراقي

خيرالله خيرالله/العرب/30 تشرين الثاني/16

ليس تشريع “الحشد الشعبي” في العراق عن طريق البرلمان والأكثرية المذهبية فيه سوى تتويج للانقلاب الذي تقوده إيران بهدف الانتهاء من مؤسسات الدولة العراقية، الواحدة تلو الأخرى، بغرض إقامة كيان يدور في فلكها. تشريع “الحشد”، الذي هو كناية عن مجموعة ميليشيات تابعة لأحزاب مذهبية عراقية سبق لها أن قاتلت الجيش العراقي، إلى جانب “الحرس الثوري” الإيراني، في ثمانينات القرن الماضي وفي مرحلة لاحقة، يعني بكلّ بساطة الانتهاء من جيش عمره قرن إلا خمس سنوات. يبدو التشريع بمثابة معركة أخيرة مع هذا الجيش الذي تريد إيران القضاء عليه نهائيا، كي لا تقوم له قيامة في يوم ما.

تأسس الجيش العراقي في العام 1921. يمكن القول إنّه انتهى في العام 2016. يمكن القول أيضا إنّه انتهى قبل ذلك، أي في العام 2003، عندما أصدر المفوض السامي الأميركي بول بريمر قرارا بحلّه، علما أنّه كان في الإمكان الاستفادة من نواة الجيش لبناء مؤسسة عسكرية جديدة محترفة، تحلّ مكان تلك التي كانت قائمة في عهد صدام حسين. سيحكم التاريخ وحده على ما إذا كان في الإمكان تفادي القرار الأميركي بحلّ الجيش العراقي من منطلق أنّه مرتبط عضويا بالنظام الذي كان قائما.

لم يبنَ جيش جديد، ولم يبنَ عراق جديد كانت إدارة بوش الابن تعتقد أنه سيكون نموذجا “ديمقراطيا” يحتذى به في المنطقة. نعم، قام نموذج عراقي هو ذلك الذي أرادت إيران قيامه. يقوم هذا النموذج على دور الميليشيات المذهبية وحلولها مكان مؤسسات الدولة كما هو حاصل حاليا. ما هو حاصل يتجاوز العراق ليصل إلى دول أخرى من بينها لبنان واليمن على سبيل المثال وليس الحصر. ما لا يمكن تجاهله، أنه حتّى في عهد صدّام حسين، بقي في الجيش العراقي ما يمكن التأسيس عليه. فهذا الجيش احتفظ في أحلك الظروف التي مرّ فيها، بما في ذلك عندما أغدقت الألقاب العسكرية على أفراد من العائلة مثل حسين كامل، على وضع خاص به. ضمّ الجيش في كل وقت ضباطا محترفين يمتلكون الكثير من الخبرة ويعرفون ما هي الأكاديميات العسكرية. وهذا ما كشفته الحرب مع إيران بين 1980 و1988، كما كشفته مرحلة احتلال الكويت في العام 1990 وما تلاها من تطورات. أكدت هذه التطورات رفضا من بعض الجيش للقتال خارج الأراضي العراقية أو الدفاع عن النظام القائم وغياب القناعة بضرورة غزو بلد مسالم مثل الكويت… يندرج تشريع “الحشد الشعبي” في سياق الرغبة في الانتهاء من العراق. ظهرت هذه الرغبة بوضوح ليس بعده وضوح خلال الإعداد للحرب الأميركية على هذا البلد الذي كان عضوا مؤسسا لجامعة الدول العربية، وعامل توازن على الصعيد الإقليمي، بغض النظر عن كل الأخطاء التي ارتكبتها الأنظمة القمعية التي توالت على حكم البلد منذ انقلاب العام 1958.

قبل الحملة العسكرية الأميركية في آذار ـ مارس 2003 والتي توجت بسقوط بغداد في الشهر التالي من تلك السنة، انعقد في لندن مؤتمر للمعارضة العراقية بإشراف أميركي ـ إيراني مباشر، وتنسيق في العمق بين الجانبين على كل صعيد. كان ذلك في كانون الأوّل ـ ديسمبر 2002.

للمرّة الأولى منذ قيام العراق، يصدر لدى ختام المؤتمر بيـان عن مجموعة عراقية معيّنة يتحدّث عن “الأكثـرية الشيعية” في هذا البلد. كـان هناك ما يبرّر تضمين البيان عبارة “الفيديرالية” نظرا إلى ما عاناه الأكراد في مراحل معيّنة، وبغية انضمام هؤلاء إلى الحملة على نظام صدّام حسين، لكن الكلام عن “الأكثرية الشيعية”، علما أنّه كان في الإمكان الكلام عن أكثرية عربية… أو عن تـوازن سني ـ شيعي، إذا أخـذ في الاعتبار الوجود الكردي، عكس نيات في غاية السوء. أوصلت هذه النيّات الوضع في العراق إلى ما وصل إليه اليوم، مرورا بإنشاء مجلس الحكم المحلي. كان الهدف من المجلس الذي ضمّ خمسة وعشرين عضوا تهميش السنة العرب نهائيا. وهذا ما ظهر جليا من خلال هذا المجلس الذي تعاطى مع هذه الفئة بصفة كونها أقلّية كانت تحكم العراق ولا بد من إزاحتها، وليس بصفة كونها مكونا من مكونات البلد وعنصرا أساسيا فيه.

ما نشهده حاليا هو حلقة مكملة، بل الحلقة شبه الأخيرة في عملية تستهدف نقل المنطقة إلى مرحلة جديدة اسمها العصر الإيراني. تتذكّر إيران جيدا أن العراق كان منطلقا للفتوحات الإسلامية عبر التاريخ، خصوصا من الكوفة والبصرة. حلّ الآن أوان الفتوحات الإيرانية في اتجاه معاكس. العراق يبدو الهدف الأوّل لإيران. منه يتوسع المشروع الإيراني في اتجاه سوريا. من هنا يُفهم الدور المقبل لـ“الحشد” فيها. من هنا أيضا يُفهم ذلك الدور الإيراني، بالتفاهم مع النظام السوري، في قيام “داعش”. بات “داعش” الذي سيطر على الموصل في ظروف مريبة في منتصف العام 2014، في عهد حكومة نوري المالكي، من الأدوات الضرورية لتبرير قيام “الحشد”، تمهيدا لتحويله جسما شرعيا والجيش الحقيقي للدولة العراقية الجديدة التي تدار من طهران وليس من أيّ مكان آخر.

ليس الإعلان عن تشريع “الحشد الشعبي” حدثا عابرا. إنّه تحول على الصعيد الإقليمي. يتبيّن ذلك خصوصا لدى التدقيق في الانقسام العمودي داخل مجلس النوّاب العراقي. هناك 89 نائبا سنّيا عارضوا خطوة تشريع “الحشد”. بدا هذا التطور لا شأن له. لم يعد للنوّاب السنة في المجلس التشريعي أي تأثير أو صوت أو دور. غابت فكرة التفاهمات الوطنية عن أي قانون يعتمده النواب. لم يعد من مكان سوى للحسابات الإيرانية ومتطلبات المشروع التوسّعي لطهران.

يتطلب هذا المشروع في الوقت الراهن فرض أمر واقع على الأرض، إن في سوريا أو العراق، وذلك قبل انتقال السلطة إلى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.

قد لا يدخل ترامب أي تعديلات جذرية على سياسة بلده تجاه العراق وإيران أو تجاه ما يدور في سوريا، خصوصا في حلب ومحيطها. قد يتابع سلاح الجوّ الأميركي تغطية الحملة التي يشنّها “الحشد الشعبي” على هذه البلدة أو تلك بحجة الحرب على “داعش”. كم من الجرائم السياسية ترتكب بحجة “داعش” وما شابهه من تنظيمات إرهابية بات معروفا لماذا ظهرت، كما بات معروفا كيف ستنتهي ولماذا ستنتهي في ظلّ ظروف معيّنة؟ لا يختلف اثنان على أن “داعش” تنظيم إرهابي لا بدّ من اقتـلاعه من جـذوره، لكنّ ذلك لا يعني أن “الحشـد الشعبي” بكل ما يمثلـه أقل خطـورة منه. سيظل “داعش” حدثا عابرا، لكنّ “الحشد الشعبي” سيبقى طويلا في العراق ما دام النظام الإيراني الحالي قائما وما دامت هناك مصالح أميركية ـ إيرانية مشتركة في العراق وفي المنطقة كلها…

 

أولويات التأليف.. حكومة مُرضية لا مريضة

علي الحسيني/المستقبل/29 تشرين الثاني/16

على الرغم من بعض المعوقات أو ما يُسمّى بالعقبات التي تواجه عملية تأليف الحكومة، إلّا أن أصحاب النوايا الإيجابية والتفاؤلية، ما زالوا مُصرّين على تذليل كل ما من شأنه أن يمنع الخروج بحكومة توافقية في أقرب فرصة مُمكنة. ومن المنتظر أن تتبلور نتائج المباحثات والمشاورات بين الأقطاب السياسيين، بشكل أوضح في المرحلة القريبة خصوصاً أن لبنان ينتظره الكثير من الاستحقاقات الداخلية والخارجية، أهمّها إنجاز قانون انتخاب جديد إلى جانب التعيينات في المراكز الشاغرة، ومن ثم استعادة علاقات سابقة بدول قريبة وبعيدة، وهو ما بدأ يظهر خلال الأيام الماضية من خلال زيارات الوفود التي حفل فيها لبنان خلال الأسبوعين الأخيرين.

بدوره، لا يألو الرئيس المُكلّف سعد الحريري جهداً في سبيل التوصّل إلى نتائج تعكس حجم تطلعات اللبنانيين وآمالهم، وحجم التضحيات التي قام بها في سبيل الانتقال بالبلد إلى مرحلة أكثر استقراراً والخروج من شرنقة الفراغ التي كانت استمرت لفترة عامين ونصف العام. وفي الوقت عينه، يقوم الحريري بحصر مساحات الاختلافات بين الأفرقاء السياسيين ومنع تمددها، وهو ومن خلال لعبه دور الإطفائي، يسعى على الدوام إلى تدوير الزوايا بالحجم الذي تتطلبه المرحلة من أجل فك العقد للخروج بحكومة تكون على قدر التطلعات والآمال المبنية عليها وعلى الدور المُزمع القيام به في المرحلة الآنية.

ومما لا شك فيه، أن ثمّة مرحلة مُهمة تنتظر الحكومة المُقبلة، مرحلة تفوق بأهميتها الأسباب التي تحول دون تشكيلها حتّى اللحظة. إذ إن كل ما ينتظره المواطن، هو الإنتاج وأن العبرة بالنسبة اليه تكون في الإنجاز لا في التزاحم على المناصب. ومن هنا، فقد آثر الحريري منذ بداية تكليفه تشكيل الحكومة، القيام بما يلزم وأكثر بهدف أن يشعر اللبناني بأنه صار محميّاً من دولة هي بالنسبة اليه، سند يتكئ عليه في الصعاب وعند الشدائد، خصوصاً في الأمور المعيشية والأمنية. ومن باب حرصه هذا، ثمة اعتبارات عديدة وضعها الحريري ضمن أولوياته، أهمها الخروج بحكومة تنال ثقة الشعب قبل ثقة السياسيين، حكومة مُرضية لا مريضة يُمكن أن تكون فاتحة خير لعهود وحكومات مُقبلة.

عضو كتلة «القوّات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا يرى في هذا الخصوص، أن «تعطيل التأليف أقله حتى الساعة، هو تعويض لدى البعض عن عدم قدرته عن انتخاب الرئيس، فمن كان يدعي بأن مرشحه هو الجنرال ميشال عون لفترة تزيد عن السنتين ونصف السنة، أُسقط منه هذا الإدعاء وتبيّن أنه لم يكن مع الترشيح منذ البداية، وذلك بعدما حاز عون على تأييد القوّات وتيار المستقبل، وبالتالي فإن تمريقة الرئاسة لا تعني أنهم فصلوا موضوع الرئاسة عن موضوع الحلول في المنطقة لأنهم هم جزء من الصراع في المنطقة ويتطلعون الى حلول تناسبهم ويتوهمون أنهم سينتصرون».

ويلفت الى أنه «مع تقدم النظام السوري وحلفائه نوعاً ما في حلب، يعمد هذا البعض الى عرقلة تشكيل الحكومة بهدف تحقيق مكتسبات سياسية. كما أن هناك محاولات لإرهاق العهد بانطلاقته كمقدمة لوضع شروط، لكن مع شخص مثل الرئيس ميشال عون المدعوم بتحالف من القوات والمستقبل، لن يستطيع هؤلاء الوصول الى هدفهم»، مشدداً على أن «الرئيس الحريري لم يستنفد حتى اليوم مهلة تشكيل الحكومة علماً أن بدايات تشكيل الحكومات عادة ما تكون على هذا النحو، ولكن إشكالية انتخاب الرئيس بالطريقة التي حصلت، جعلتهم يضعون العراقيل أمام تشكيل حكومة العهد الأولى».

وبرأي زهرا أن «الحريري قادر مع رئيس الجمهورية على وضع التشكيلة المناسبة من دون أن يتجاهلوا أي طرف، ومن لا تُعجبه التشكيلة لاحقاً، يُمكنه حجب الثقة داخل مجلس النواب»، جازماً بأن «الحلف مع القوات والمستقبل، هو حلف ثابت ضمن تفاهم على صعيد وطني خارج إطار المذاهب، وهذا ما يُزعج بعض الذين يحاولون تفرقة اللبنانيين على أساس مذهبي لكي يكونوا هم الأقوى».

يُدرك الرئيس الحريري تماماً، أن تكليفه تشكيل الحكومة، إنّما عكس رغبة جزء كبير من اللبنانيين في الشعور بالاطمئنان والاستقرار والتوق إلى مرحلة جديدة من التعاطي السياسي في البلد، تكون مبنية على أُسس ثابتة ومتوازية لا فئة مغبونة فيها، ولا تسلّط لجهة على أخرى. وهو بدوره لم يتهرّب من مسؤوليات فرضت نفسها عليه ولا من منصب من المؤكد أنه سيُحمّله أعباء إضافية وسيضعه في مواجهة كل من يُحاول الانتقاص من قيمة البلد أو وضعه في مكان لا يليق به. لكن في الوقت نفسه، يُصرّ الحريري على المضي بسياسته المعهودة، سياسة اليد الممدوة باتجاه الجميع متجاوزاً الخلافات والمحسوبيّات، والحسابات الضيّقة البعيدة كل البعد، عن الدور الذي اضطلع به منذ استشهاد والده.

من نافل القول، إن زيارات الوفود العربية التي جاءت الى لبنان خلال الأيّام الماضية، زادت اللبنانيين يقيناً أن وجود دولة قوية وحكومة موثوقة تنال ثقتهم، تُعتبر من أهم الأسباب التي يمكن أن تُعيد لبلدهم دوره الذي كان افتقده في مرحلة سابقة، وأن عامل الثقة بلبنان، يُمكن أن يُستعاد بوجود شخصيّات تبعث الثقة والأمل في النفوس والإقلاع بالعهد الجديد بشكل مُريح بعيداً عن المطبّات التي يُمكن أن تواجهه. وفي انتظار تظهير صورتها المتوقع أن تكون جامعة، ينقل كل من يزور «بيت الوسط» في الفترة الحالية، مدى حرص الحريري على بذل أقصى ما يمكن من جهود لولادة طبيعية لحكومة مُتجانسة لا مكان للتعطيل فيها.

وهنا، يرى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب آلان عون، أنه «ما زال من المُبكر القول بأن عرقلة تأليف الحكومة هي بمثابة عرقلة للعهد الجديد، فما زال من المبكر الحديث عن توجه كهذا لدى البعض، باعتبار أن الأمور ما زالت في بدايتها وهي حتى الآن تقع ضمن المطالب والحسابات الانتخابية وغيرها من الأمور. وعندما تُطرح هذه المطالب التي تتضارب مع التأليف حتماً سيكون هناك تأخير».

وعن رأيه في عملية التأليف يقول: «من منطلق شخصي، أنا متفائل بتشكيل الحكومة، وعندما تنطوي صفحة التشكيل تُصبح كل الأمور الحاصلة اليوم من الماضي ولن تعود هناك تجاذبات حول حجم هذه الحقيبة أو تلك، كما سيكون التركيز على المرحلة المقبلة»، مشيراً إلى أن «الرئيس سعد الحريري هو الرئيس المكلّف وهو المخول تشكيل الحكومة ولديه القدرة على المبادرة في حل المواضيع العالقة، وسوف يستمر في إكمال المبادرة الى حين نجاحه في تسوية الحكومة وإنضاجها والوصول الى مرحلة مُهيئة لمتابعة العهد وانطلاقته بقوة».

وإذ اعتبر أن «الحديث عن ملل للرئيس الحريري في عملية التشكيل، هو أمر من المُبكر الحديث عنه اليوم، فالموضوع ما زال في بدايته»، أكد أن «العلاقة بيننا وبين المستقبل والقوات، هي أفضل وجيدة جداً، وهي في مكان إيجابي وتخضع لتجربة نوعية وصادقة خصوصاً في ظل الاستحقاق الحالي».

وفي السياق، يؤكد زوّار «بيت الوسط» أن الحريري يذهب أكثر فأكثر، باتجاه الأخذ في الاعتبار المناطق الموصوفة بالفقر والحرمان ضمن التشكيلة الحكومية المُرتقبة، وأنه في هذا السياق لا يُركّز على الأسماء بشكل خاص، بقدر ما يعنيه إنماء هذه المناطق. وبما أن الحرمان في لبنان موزّع بالتساوي بين المناطق والبلدات بحسب التقسيم المذهبي، فإن الرئيس الحريري يسعى إلى إعطاء الأولويات للعمل الإنمائي تماماً كما السياسي ومن دون تفرقة بين محافظة وأخرى. والجدير ذكره أن كل وقت يمر من عمر التكليف من دون تشكيل، إنما بمثابة عرقلة لانطلاقة العهد الجديد بالزخم الذي يتمنّاه اللبنانيون.. كل اللبنانيين.

 

اللبنانيون في الانتشار طاقة كبرى في العالم

عوني الكعكي/الشرق/29 تشرين الثاني/16

قديماً قيل: يجب أن يسافر اللبناني الى خارج لبنان ليعرف قيمة وطنه، واليوم أقول: يجب أن يسافر اللبناني الى مناطق انتشار اللبنانيين في العالم ليتعرّف الى هؤلاء المنتشرين الذين بنوا أمجاداً لوطنهم في مختلف أنحاء المعمورة، ما يدعو الى الفخار والإعتزاز بالهجرتين القديمة والحديثة اللتين بالرغم من انهما حرمتا لبنان الكثيرين من خيرة أبنائه، إلاّ انهما كانتا صاحبتي فضل عميم، وملحمة الهجرة اللبنانية كانت ولا تزال عنواناً مجيداً منذ فجر التاريخ عندما شقّ ابن هذه الارض صفحة مياه البحار بخشبة نقلته الى زوايا المعمورة الأربع». ولقد كنت مفعماً بالإعتزاز أمام ما حفل به المؤتمر الإغترابي الذي عقد في ساو باولو، عاصمة البرازيل التجارية والاقتصادية والمالية، في حضور نحو 3000 مشارك من البرازيل وبلدان القارة، يتقدمهم رئيس الجمهورية البرازيلية ميشال تامر، المتحدّر من لبنان، والذي يعرف وطنه الأم معرفة وثيقة، وسبق أن زاره غير مرّة… وكان في رفقته ثلاثة وزراء وحاكم ساو باولو، ما يدل على أهمية الجالية اللبنانية التي يبلغ عددها نحو 12 مليون نسمة أي ثلاثة أضعاف اللبنانيين المقيمين… إنّ عظمة اللبنانيين في البرازيل ملموسة في كل مكان تقريباً وليس فقط في هذا المؤتمر الإغترابي الكبير الذي يعود الفضل في نجاحه الى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ومؤسّسة الإنتشار الماروني التي يرأسها نعمت فرام والتي يعود فضل إنشائها الى الوزير ميشال إدّة، أمدّ الله في عمره، والمرحومين جورج فرام وانطوان شويري… وقد كان للمؤسّسة دور كبير في تنظيم المؤتمر وبلوغه النجاح الكبير. كنا، فعلاً، أمام مشهد يجعل المرء يحترم ذاته كونه لبنانياً، ويتعرّف أكثر الى هؤلاء المغتربين الذين خدموا أوطانهم الثانية وحققوا لها الازدهار من دون أن يتنكروا يوماً واحداً لوطن الارز الذي أرسلهم رسلاً ميامين الى هنا، في البرازيل، وإلى مختلف أصقاع العالم. لقد هاجر المغتربون في ظروف صعبة خصوصاً أبناء الهجرة الأولى الكبيرة خلال الحرب العالمية الأولى إمّا هرباً من ظلم العثماني وإمّا بحثاً عن لقمة العافية والكرامة بعدما فرض «العثملّي» قانون العسف والظلم والجوع على الشعب… إنّ تاريخ «الدياسبورا» اللبنانية قاسٍ جداً، ولكن من تلك الصعوبات والآلام انبثقت نجاحات غير محدودة: رؤساء جمهوريات، حكّام ولايات، نواب أمّة، وزراء، كبار الأثرياء، جماعات من المتفوّقين في المال والأعمال والفكر والفنون الخ…

إنّ هؤلاء هم طاقات كبرى يجب أن يستغلها لبنان في المجالات كافة، خصوصاً وأنّ الحنين الى لبنان لا تزال جذوته مشتعلة في قلوبهم، ولا يزال لبنان ماثلاً في وجدانهم. وكم كان لافتاً أنّ الرئيس البرازيلي تامر دعا، بدوره، مواطنيه المتحدّرين (مثله) من أصل لبناني لأن يبادروا الى استعادة الجنسية اللبنانية، وأن يحملوا جواز سفر وطنهم الأم.

 

الرئيس نبيه برّي “ظالما أو مظلوما”! 

ميرفت سيوفي/الشرق/29 تشرين الثاني/16

ردّ الرئيس المكلّف سعد الحريري بالأمس الفضل لرأس الرئاسة الثانية الرئيس نبيه برّي بقوله “أنا مع الرئيس نبيه برّي ظالماً أو مظلوماً”، وهذه “المعيّة” سبق وأعلن بري أنّه “سلّفه” إياها بقوله “أنا مع سعد الحريري ظالماً أو مظلوماً”، عندما علّق الرئيس نبيه برّي على “معيّته” لسعد الحريري ظالماً أو مظلوماً، تحسّر كثيرٌ من اللبنانيّين على الرئيس الشاب سعد الحريري الذي لم يُسمح له حتى بخوض تجربة تأليفه الأولى التي آلت إلى الفشل، ولا تجربة حكومته الأولى بعد تكليفه الثاني فبقيت مشلولة على مدى ما يقارب العام، ثمّ كان إسقاطها الشهير بالثلث المعطّل عندما اختبأت “الثنائيّة الشيعيّة” في الرابية لتسقطها من هناك درءاً لحساسيّة مذهبيّة الموقف من المحكمة الدوليّة!! من يفكّر جيّداً يطرح على نفسه السؤال: أينَ كان سعد الحريري ظالماً؟؟ بل خلاصة القول في هذا “التظليم” جوابه في: ما أكثر ما كان مظلوماً مع الرئيس نبيه بري ـ كما كان أبوه من قبله أيضاً ـ لطالما كان الحريري مظلوماً “ومكتّر” منذ بدأ تجربته السياسيّة، مع أمراء الحرب الذين غسلوا أيديهم من دماء اللبنانيّين ودخلوا “جنّة السلطة” فتسلّطوا وظلموا!! أمّا أن يكون رأس الرئاسة الثالثة منذ السادس من أيلول العام 1992 وحتى تاريخه ـ ما يقارب ربع قرن من الحياة البرلمانيّة احتكر فيها الدستور وتفسيره وفرض القوانين الانتخابيّة المفصّلة على قياس المحادل ـ مظلوماً، فهذه فيها الكثير من الأخذ والردّ، وما أقرب ذاكرة انتخاب رئيس للمجلس النيابي بُعيد انتخابات العام 2009 والرصاص الذي اجتاح بيروت والأبرياء الذين سقطوا وقتلتهم الفارّين من وجه العدالة، هل من يتذكّر اليوم تلك الأم من آل المير التي يُتّم أطفالها انتقاماً!!

للذاكرة عندما فشلت الجولة الأولى لمؤتمر لوزان المنعقد في 6 فبراير شباط 1984 اندلعت موجة عنف جديدة أسفرت عن انقلاب نفذّته حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي على بيروت الغربية من بيروت، أمّا محاولة الحوار الثانية في 12 آذار 1984 في مدينة لوزان السويسرية برعاية سورية ـ سعودية أسفرت عن تشكيل حكومة مختلطة ضمّت القوى المتحاربة برئاسة الرئيس رشيد كرامي التي أبصرت النور في  30 نيسان 1984 شغل فيها الرئيس بري يومها منصب وزير العدل، ومنذ انقلاب 6 شباط كان رئيس حركة أمل وحليفه اللدود وليد جنبلاط “ظالمين” لبيروت وأهلها حتى “الحريق” وإعادة جيش الاحتلال السوري إليها!!

وبصرف النّظر عن كلّ تاريخ الحرب الأهليّة، وحصراً في موضوع تشكيل الحكومة الذي يعطّل الرئيس نبيه برّي تشكيلها عن سابق تصوّر وتصميم، ويريد أن “يؤدّب” العهد ورئيسه العماد ميشال عون، وأن “يؤدّب” أيضاً الرئيس المكلّف سعد الحريري، وكان هذا واضحاً لمن يريد أن يفهم منذ قال من قصر بعبدا ومع انتهاء الاستشارات النيابيّة وقبيل إعلانه تسمية الحريري رئيساً للحكومة: “هيك بكون وفّيت الدين الذي في رقبتي للرئيس الحريري”، هذه الجملة لم تكن تعني إلا معنىً واحداً: “سميّتو.. بس خلّيه يألّف”!!

واحدٌ من التبريرات التي يجهد نواب ووزراء كتلة التنمية والتحرير تسويقها لتعطيل رئيس كتلتهم لتشكيل الحكومة ما قرأناه عبر صحيفة الشرق الأوسط عن لسان وزير الأشغال غازي زعيتر الذي “رفض ربط مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه برّي بوزارة الأشغال بإعتبارها عمل هذه الوزارة هو بمثابة الحملات الانتخابية للأحزاب، مشيراً إلى أن مطالبة بري مردها لعدم تطبيق مبدأ المداورة على باقي الوزارات. هذا الأمر إهانة للشعب اللبناني قبل الأحزاب”، “بشرفكن” هل هناك إهانة للشعب اللبناني وللأحزاب أكثر من هذا الكلام، مبدأ المداورة، فلتكن المداورة “دولتك” ولتبدأ من وزارة الماليّة ووزارة الأشغال، “بدّك ما تواخذنا دولة الرئيس”، اللبنانيّون يعرفونك مثلما يعرفون كفوف أيديهم، “التعنّتْ” ظاهراً في وجه القوات اللبنانيّة، والمقصود باطناً إعادة الرئيس سعد الحريري إلى بيت طاعة “التنازلات”، والغاية والمراد والهدف “تحجيم” رئيس البلاد العماد ميشال عون، ومن الآخر.. “دولة الرئيس” محاولاتك كلّها ستبوء بالفشل، “زمان الأوّل، زمان الوصاية السوريّة، تحوّل”!

 

أجمل منكَ لا!

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/29 تشرين الثاني/16

يحدث معي أن أُعيد نشر معلومة كتبتها في مقال قديم ونسيت أمرها. وجلّ من لا ينسى. ويحدث معي، ولو من باب الخطأ النادر، أن أضع عنواناً سبقَ أن وضعته طربوشاً على رأس مقالة. ويصدف أن أكتب على جدار القلب بحبر الإشتياق: لعلّ هذا اليوم "أجمل أيام  حياتي". ويصدف أن أشاهد فيلماً مصرياً مقتبساً عن الفيلم الأميركي "Happened One Night" بعنوان "أجمل أيام حياتي". من بطولة البراءة بعينها نجلاء فتحي، وفاتن النساء المفتون بوسامته حسين فهمي، فأتذكر أمجادنا الغابرة كأن يصوّر المخرج هنري بركات معظم مشاهد الفيلم في ربوع الجمهورية اللبنانية، وأن يُعهد إلى الموسيقار الياس رحباني وضع الموسيقى التصويرية لهذا الفيلم الرومنسي الذي يعود تاريخه إلى العام 1974.

وليس من قبيل المصادفة أن أقرأ مقابلات يجريها بعض الزملاء مع شخصيات لبنانية فذّة طبعت قرنين وستطبع الثالث كما ستذكر الكتب والوثائق المحفوظة في السُحُب، كمثل رئيس جمهوريتنا السابق إميل لحود (80 عاماً) المحافظ حتى على لياقته الذهنية (إلى جانب اللياقة البدنية) كابن 60، وذلك بفعل مثابرة على نهل المعرفة من أمهات الكتب الفلسفية وبطونها. في "السفير" كتبت الزميلة ملاك عقيل (عدد 25 تشرين الثاني) محصلة لقاء مع العماد إميل لحود. وجاء في السطور الأولى: "أعيش أجمل ايام حياتي. أتخيّل نفسي جالساً بين أمين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة في العرض العسكري: سيكون ذلك كابوسا حقيقياً". وأنا تخيّلت الضابط الوسيم جالساً في سينما روكسي صيف العام 1974 يشاهد نجلاء فتحي أيام الـ"ميني جوب"! يا لطيف ألطف بعبيدك. كابوس أن يجلس أهم عُمُد لبنان والشرق الأوسط مع رئيسي جمهورية سابقين ورئيس حكومة آخر عهده الرائع. وهو من اعتاد مجالسة التاريخ. وما التاريخ إلا رواية ممجوجة لحكواتي الزمن الضائع. عدا الكوابيس وتكرار المكرر، رسَمَ الرئيس التاريخي للزميلة عقيل (وللقرّاء) صورة للواقع السياسي في لبنان والشرق الأوسط كما رآه واستشرفه وحلّله من برجه (الغزال) العالي. وجّه نصائح ومشورات بالمفرق والجملة. كرّر مقولته الشهيرة أنه لم يطلب شيئاً لنفسه إبّان عهده. طلب فقط لابنه ولصهره ولأخيه ولابن أخيه. حتى أنه لم يطلب التمديد. هدّد النواب بالإنتحار إن لم يقبل بتجرع الكأس المرة. فرضخ.حكى كثيراً عن الخط. وانتصار الخط. وعدم بيع إنجازات الخط. حكى أكثر ممّا يحكي سائق تاكسي على خط كسروان - وسط بيروت. تحدّى جنرال البحر ودونكيشوت البر من يقول "بأن السوري فرض عليّ وزيرا واحداً"، ولماذا يفرض مون جنرال وإنت بتلقطها عالطاير؟ لا السوري استطاع أن يفرض على الرئيس البرونزي الوجنات ولا القوى العظمى. فقد ردّ لحود على مَن اتهمه بالخضوع لضغوط أميركية لحظة خروجه من القصر الجمهوري: "بوش وساركوزي والعالم كلو وأجري سوا..." ما أجملك فخامة الرئيس وأنت تغضب! كدت أعنون المقال "أجمل أيام حياتي" لكن محرّك البحث أسعفني وعلمت أنني كتبت مقالًا قبل ثلاثة أعوام بهذا العنوان تناولت فيه بالإعجاب والثناء فخامة الرئيس إميل لحود، دام زنده، وذلك قبل ثلاثة أعوام، فارتأيت أن أستوحي العنوان من إرث الراحل سعيد عقل: أجمل منكَ لا.

 

هجوم "عالمفضوح" على باسيل من بري و... حزب الله!

موقع ال أم تي في/29 تشرين الثاني/16

بات الأمر مفضوحاً. المطلوب "رأس" جبران باسيل. والمطلوب، أيضاً، ضرب التفاهم المسيحي. وتوكّلت بهذه المهمّة صحيفتان هما "السفير" و"الأخبار".

نشرت الصحيفتان، في الأسابيع القليلة الماضية، أكثر من مقال يستهدف وزير الخارجية ورئيس التيّار الوطني الحر، كما "التيّار" والقوات اللبنانيّة، وخصوصاً رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع ورأسَي حربة التفاهم النائب ابراهيم كنعان وملحم الرياشي.

أما اليوم، فبات الأمر مفضوحاً أكثر. ولنقل الأشياء بأسمائها: رئيس المجلس النيابي نبيه بري يقود الحملة، وحزب الله هو الشريك أو، في أحسن الأول، هو الشاهد الصامت.

في صحيفة "السفير" اليوم مقال واضح ولا يحتاج الى قراءة بين السطور. الكاتب هو "المحرر السياسي"، لكنّ المحرّض على الكتابة معروف وواضح.

وفي ما يلي ننشر المقال حرفيّاً، من دون أن نتبنّاه، تاركين للقراء الاستنتاج والتعليق والنقاش...

لكأن عشر سنوات من الخبز والملح والتواصل شبه اليومي، لم تكن كافية، لكي يتقن جبران باسيل أصول التعامل مع "حزب الله".

لكأن ما بذله "حزب الله" بالتكافل والتضامن مع سليمان فرنجية وبشار الأسد، من أجل أن ينال جبران باسيل مقعدا وزاريا في حكومة سعد الحريري الأولى، يمكن شطبه بـ "شحطة قلم". بلغ الأمر حد إلحاح فرنجية على الأسد أن يتصل بالملك عبدالله بن عبد العزيز في زمن "السين ـ سين" ويتمنى عليه الطلب من الحريري أن لا يضع "فيتو" على توزير جبران باسيل الراسب في الانتخابات النيابية، بل أن تسند إليه وزارة الطاقة، وكان له ما أراده بعد تعطيل التأليف شهورا طويلة.

لكأن ما قدّمه "حزب الله" من تضحيات من أجل أن يتحرر لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وما يقدمه من كبير تضحيات حاليا في سوريا، في مواجهة الإرهاب التكفيري، لا يكفي لكي يحمي من وقفوا إلى جانبه في أصعب الأوقات.. وأحرجها.

 يخطئ من يعتقد أنه كان بإمكان ميشال عون أن يصل إلى رئاسة الجمهورية، لولا تلك الوقفة التي وقفها "حزب الله" معه منذ اللحظة الأولى لفراغ كرسيّ رئاسة الجمهورية..

 "وقفة الوفاء" تلك، جعلت الحزب ينال من السهام والاتهامات والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور. كل العالم أتى إلى الضاحية الجنوبية أو ذهب إلى طهران. كانت الإغراءات والعروض كثيرة. كان لسان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله: "ميشال عون هو مرشحنا لرئاسة الجمهورية". حاول الأميركيون عن طريق الفرنسيين والأمم المتحدة كسر كلمته. ذهبوا إلى طهران، بعد أن حيّدوا الروس، لمصلحة الإتيان برئيس توافقي، وقالوا للمسؤولين الإيرانيين: اضغطوا على "حزب الله" حتى يخرج من "الجنرال".

 كان لسان حال الإيرانيين: ليتفاهم المسيحيون على مرشح واحد ونحن ندعم خيارهم مهما كان.

هذا في العلن، لكن في السر، أفهم الإيرانيون حتى بعض الحلفاء لبنانيا بأن هذا الملف بيد السيد حسن نصرالله شخصيا.

جرّب الرئيس نبيه بري من خلال معاونه السياسي علي حسن خليل أن يلعب من ضمن الهوامش المتاحة له في الملعب الإيراني نفسه لتسويق سليمان فرنجية، معددا لهم المكاسب الاستراتيجية من وراء تبني زعيم "المردة". قال بري لهم: "صدقوني، أنا قلت لفرنجية لو طلبت منك شيئا عدة مرات وطلبه السيد حسن نصرالله منك مرة واحدة، فستنفذ ما طلبه "السيد" وليس أنا. هل هذا صحيح أم لا يا سليمان بيك".. أخبرهم بري أن فرنجية التزم الصمت. وبرغم هذا الجواب الضمني، قال بري إنه مؤمن بهذا الخيار. اكتفى الإيرانيون بالاستماع، لكنهم ما بدلوا تبديلا.

 منذ عودة العماد ميشال عون الى لبنان في ربيع عام 2005، وعينا جبران باسيل على أحد المقعدين المارونيين في البترون. لو أنه نقل نفوسه إلى جبيل أو كسروان أو المتن أو حتى بعبدا، لكان وفّر الكثير على عمه وعلى "التيار" واللبنانيين وربما العالم بأسره.

يريد باسيل تجيير معادلات الإقليم كلها لأجل هذا المقعد. جرّب حظه مرتين ولم ينجح. كل استطلاعات الرأي لم تعطه الجواب الذي يشتهيه. من منظور المرشح الدائم، يمكن لـ"التفاهم" مع "حزب الله"، أن يوصل "الجنرال" إلى بعبدا، ولكن بممر إلزامي اسمه "تفاهم معراب". الأخير يتقدم على التفاهم مع الحزب فور وصول ميشال عون إلى القصر الجمهوري، لأن التحالف مع "القوات" وحده الكفيل بأن يفوز رئيس "التيار" بمقعد نيابي في جمهورية لبنان، حتى يضع نفسه بعد ذلك على سكة الرئاسة بعد ست سنوات، ولمَ لا، طالما أن المستحيل قد تحقق بوصول "الجنرال".

اختلط على جبران باسيل الاستراتيجي بالمسيحي. ألزم نفسه وتياره والرئاسة الأولى وكل الجمهورية بمفاعيل اتفاقه مع سمير جعجع. لم تخطئ "القوات" حرفا. الخطأ يتحمل مسؤوليته من أوعز بإبرام "التفاهم". كان بمقدور "التيار" أن يعطي "القوات" في الحكومة وغيرها لكن من بعد المجلس النيابي المقبل. حصل العكس، أعطاها "شراكة كاملة" تنال بموجبها حصة بمقدار ما ينال هو في حكومة العهد الأولى. الأصح أن يقول إنه مستعد لإعطاء "القوات" من حصته هو لا من حصة الآخرين مسيحيا سواء أكان سليمان فرنجية أم باقي الأطياف من إيلي الفرزلي ونقولا فتوش وحتى القوميين الذين لا يخفى على أحد حجم حضورهم المسيحي الوازن.

شطب جبران باسيل كل هؤلاء. طغى "جل البترون" على ما عداه. قرر أن يمشي بمسار مسيحي ولو على حساب كل ما راكمه "الجنرال" طوال ربع قرن من التجربة والتضحيات. لكأن هناك من يريد أن يتنكر لميشال عون ولخياراته الاستراتيجية التي أتت به إلى رئاسة الجمهورية.

ميشال عون ـ شاء جبران باسيل أم أبى ـ يجسد استراتيجية معينة، قاتلت وتقاتل في كل ساحات المنطقة، وها هي توشك على الإطباق على حلب الشرقية "ومن بعد ذلك ستتغير المعادلات لا فقط في سوريا بل في كل المنطقة وستكون بداية نهاية الحرب العالمية التي شُنّت ضد سوريا والمقاومة" على حد تعبير رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين.

أيضا، عاد سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة بما يمثل اليوم من خيارات يعبر عنها صراحة في وثائق تياره السياسية الجديدة ـ القديمة، كما في كلماته ومقابلاته المتلفزة. الرجل أوضح من الواضح في خياراته الاستراتيجية إلى جانب السعودية وكل المحور الذي تمثله في ساحات المنطقة.

من حق ميشال عون اليوم أن يلزم نفسه بوسطية في الإدارة الداخلية، تبعا لموجبات الدستور لا التفاهم مع معراب أو بيت الوسط. نعم صار ميشال عون الحكم. الأب لكل اللبنانيين والساهر على الدستور والمصلحة العليا للبنان واللبنانيين.

لكن ليس من حق البعض إلزام ميشال عون بوسطية في الخيارات الاستراتيجية الكبرى، مثلما ليس بمقدور أحد أن يطالب الحريري بخيانة خياراته السياسية العربية والدولية.

كان بمقدور "الجنرال" أن يقرر هو شخصيا أن تكون زيارته الأولى الى الرياض أو طهران أو زيمبابوي، لكن أن يأتي موفد خليجي ويعلن أن زيارة عون الأولى ستكون إلى الرياض، فهذا أمر ليس بمألوف ولا يكبر به موقع رئاسة الجمهورية، مثلما لا يكبر موقع الرئاسة، عندما تتكرر المراجعات في القصر ويأتي الجواب المتكرر: اسألوا جبران أو انتظروا عودته من السفر.

 ليس هكذا تقاد الجمهورية يا "جنرال" وليست هذه خياراتك التي دفعت أكبر الفواتير لأجلها وليس صحيحا أن طائفة عن بكرة أبيها تتحمل مسؤولية التعطيل حتى تهدد بالذهاب إلى حكومة بمن حضر. هل يجوز أن سعد الحريري بات يدرك أن خيارا كهذا يمكن أن يهدد كل مستقبله السياسي، بينما يعتقد بعض محيطك يا فخامة الرئيس أنك قادر على ذلك وبالتالي إجهاض عهدك منذ شهره الأول؟

 لبنان يواجه انقساما سياسيا كبيرا، عمره من عمر زلزال القرار 1559 قبل 12 عاما. انقسام دفع لبنان بسببه كبير الأثمان وما يزال، لكن مقاربات البعض التي تريد صب الزيت الطائفي على نيران القضايا السياسية، طمعا بمقعد نيابي أو وزاري أو للتزلف للسلطان، إنما هي مقاربات ظالمة ولا تمت بصلة إلى "الوفاء".

 أي حكومة يجب أن تعكس موازين القوى الداخلية (النيابية بالدرجة الأولى) وربما الخارجية، لكنها ليست ممرا إلزاميا للمقعد الماروني في البترون.

ثمة من أوقف عقارب البلد لمدة سنتين من أجل وصول ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. كان ذلك عنوانا كبيرا لوفاء ستأتي على ذكره كتب التاريخ في المستقبل، ومن يعتقد أنه يمكن أن تتألف حكومة من دون موافقة سليمان فرنجية يكون مخطئا.

حتى لو أُعطي رئيس "تيار المردة" نصف مقاعد الحكومة وقال "لا"، فستواجه بـ "لا" نبيه بري و "حزب الله" حتى تنقطع الأنفاس، أما إذا قال فرنجية "أقبل بوزارة دولة"، فحينها، لن تمر ساعة، إلا وتتألف الوزارة.

 هناك من ينشد موالا للعزف على الوتر الطائفي (خصوصا الشيعي ـ المسيحي) منذ سنوات، وهناك من يريد أخذ البلد إلى ثنائية تمهد لثلاثية، تمهيدا للعزل.

ليس هكذا يكون "الوفاء" يا جبران، ولا بتزوير المعطيات في بعض الأحيان.

 

صراع الشيعة والموارنة: الذاكرة وما يردمها وما يحييها

وسام سعادة/القدس العربي/21 تشرين الثاني/16

يعرض ستيفان وينتر في سياق كتابه «شيعة لبنان تحت الحكم العثماني» كيف تمكّنت عشائر من الشيعة «المتاولة» ـ كما درجت التسمية في تلك الفترة – من الصعود في السلّم العثماني لجباية الضرائب في ولاية طرابلس، على امتداد قرون، وكيف كان وجهاء العشائر يتدخّلون في انتخاب البطريرك المارونيّ نفسه مطلع القرن الثامن عشر، وكيف تعرّض البطريرك اسطفان الدويهي في خريف العام 1703 للضرب على وجهه بالنعال والعصي من قبل الشيخ عيسى حمادة ورجاله في قنوبين، الأمر الذي استدعى تدخّل رجال آل الخازن لنقل الدويهي إلى كسروان. لا يترك وينتر المجال للمصادقة على ما نسجه المؤرخون المتأخرون من الموارنة من سردية «ظلم المتاولة للموارنة»، بل يتقفى أثر لعبة أكثر تعقيداً بين الولاة والجباة والمطارنة والقناصل، بحيث أنّ الشيعة من آل حمادة هم الذين سيتولون على سبيل المثال تنفيذ القرار البابوي بإعادة البطريرك يعقوب عواد الذي أتّهمه قومه بسفاح القربى، إلى منصبه!

كتاب وينتر الصادر عن منشورات كامبردج قبل ست سنوات، هو واحد من هذه المؤلّفات التي يمكنها أن تعيد الاعتبار للطابع المركّب والمتشابك لتاريخ الجماعات الدينية «اللبنانية»، بحيث لا تكاد تتجمّع عناصر مشهدية ملحمية معقودة اللواء لطائفة حتى تتهافت. ولو أنّ الترجمة العربية لهذا الكتاب الصادرة هذا العام عن «مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي»، جنحت، في «مجموعة مقدّمات» صدّرت بها الكتاب إلى توظيفه مذهبياً، لصناعة سردية لا تقلّ أسطورية عن سواها، بل تزيد، وهي سردية «الحكم الشيعي في جبل لبنان».

يبقى أنّ كتاب وينتر يعطي الانطباع بصراع ماروني شيعي مرير ومعقّد في آن. ورغم أنّه ليس غرض الكتاب الرئيسيّ، فإنّ وينتر يظهر ليس فقط طابعه المزمن وذاكرته المحتقنة، خصوصاً عند المؤرخين الموارنة، بل أساساً ضراوة التداخل بين ما هو أسطوريّ وبين ما هو تاريخيّ في هكذا صراع.

وكان المؤرخ الراحل كمال الصليبيّ تطرّق في دراسة له عن مقدّمي بشرّي إلى حروب الموارنة و»المتاولة»، إنّما ليعطيها طابع النزاع الموسمي بين الفلاحين الجرديين، الموارنة، وبين العشائر شبه المترحّلة من الشيعة، حيث يقول الصليبي إنّه «مع كل ربيع كانت حرب الماعز التي لا تعرف لها بداية تستأنف آخذة شكل صراع ديني شيعي ماروني». وهذه زاوية نظر يتحفظ عليها وينتر، كونها تجعل «حرب الماعز» هذه بين جبليين موارنة وسهليين (أو سهبيين) شيعة، في حين يراها هو تداخلاً على الأرض نفسها، وعلى قاعدة تفوّق وجهاء الشيعة في رتبتهم داخل سلّم جباية الضرائب العثمانيّ على أندادهم من الموارنة والدروز، لفترة طويلة، رغم «هرطوقية» مذهبهم في نظر الدولة العثمانية السنّية الحنفية.

نظرة الصليبي إلى هذا الصراع الماروني الشيعي تبقى متأثرة في الغالب على السرديات المارونية، فيما نظرة ستيفان وينتر متأثرة بالسردية الشيعية، وخصوصاً سردية آل حمادة. ليس من السهل أن يفلت التاريخ من السرديات ذات النفس الملحمي أو الأسطوري في الحالتين، خصوصاً وأنّه لم يجر بعد تخصيص الصراع الماروني الشيعي، الخصب أسطورياً، بالحفرية التاريخية التي تتخذه كموضوع رئيسي ومباشر لها.

هذه الخصوبة الأسطورية في مجرى الصراع، أفرزت مناحي مزمنة في أسلوب التناول الماروني، أو الاستشراقي المائل للموارنة. فمن «تاريخ الأزمنة» للبطريرك اسطفان الدويهي إلى «فرس لبنان وأصول المتاولة» للأب اليسوعي هنري لامنس هناك تشديد على الأصول الأجنبية، الإيرانية، لشيعة لبنان. وإذا كان التنازع «الأسطو – تاريخي» بين الموارنة والشيعة والدروز على من يحتل موقع «الضحية المثلى» في حملة المماليك على كسروان، هو تنازع لم يتوقف، وقد أجاد المؤرخ أحمد بيضون تتبعه في كتابه المرجعي «الصراع على تاريخ لبنان»، فإنّ ثنائية أخرى يمكن رصدها من زجلية ابن القلاعي إلى «مسألة لبنان» بولس نجيم (جوبلان) الصادر عام 1908، وحيث ينعت الشيعة في الأدب الماروني بـ»النمور المفترسة» و»شاربي الدماء» وينظر إليهم على أنّهم بمثابة تهديد حيوي مستمر للموارنة، بل أن بولس نجيم يستوحي من نظرته إلى هذا «الغزو المتوالي» كما يسمّيه، ضرورة توسيع حدود لبنان لدرء الخطر المستمر الآتي من شمال شرق سهل البقاع!

رغم كل ما في الأدب الأسطو – تاريخي الماروني من حدّة بإزاء الشيعة، فإنّ الصراع الإسلامي المسيحيّ طغت عليه سمة استقطابية أو نزاعية مارونية ـ سنية، ومع انفجار التركيبة اللبنانية الهشة على خلفية الموقف من القضية الفلسطينية، تعزّز هذا التناقض الماروني ـ السنيّ على حساب التناقض الماروني ـ الشيعي. والمجازر المتبادلة بين الموارنة والدروز، ثم تهجير الموارنة من «الجبل» (الشوف وعاليه) ساهمت هي الأخرى في جعل هذا التوتر المديد بين الموارنة والشيعة، الذي نراه في ثنايا الكتب، من اسطفان الدويهي وبولس نجيم حتى كمال الصليبي ووضاح شرارة وستيفان وينتر، «يوارى» تحت طبقات من السرديات النزاعية «الأسطو ـ تاريخية» الأخرى. التزام لبنان في مقدمة دستوره، بعد الطائف، بمقولة «اللاتوطين» فهم منه كلمة مشفّرة تحوي ميثاقياً مارونياً شيعياً أيضاً، فلماذا يتعاهد اللبنانيون فيما بينهم على رفض توطين الفلسطينيين إنْ لم يكن ثمة شك بأن فئة منهم ستسعى إليه، لزيادة عددها؟

وحتى بعد ازدهار تجربة «حزب الله»، والاحتكاكات الأهلية و»العقارية» الشيعية المسيحية في العشرين سنة الأخيرة، فإنّ استدارة العماد ميشال عون بعد عودته من المنفى، و»تفاهمه» مع «حزب الله»، كانت كفيلة بتزكية التناقض الماروني السني على حساب التناقض الماروني الشيعي، وبدل الصورة التي ينقلها كمال الصليبي عن «حرب الماعز» بين الجرديين والموارنة والسهبيين الشيعة، طغت صورة تحالف «أبناء الفلاحين»، وأبناء الجبلين، لبنان وعاملة، وراجت بشكل أو بآخر أجواء «حلف الأقليات» و»اللاسنّية» بعد انفجار سوريا. وكل هذا ساهم في «تهميش» ذاكرة الاحتقان الماروني الشيعي، التي حافظت مع ذلك على لحظات ومواقع للبوح عن نفسها، مرة على خلفية نصب «حزب الله» صواريخ في مرتفعات عيون أرغش، ومرة على خلفية النزاع العقاري الوقفي في لاسا، ومرة على خلفية التعبئة المسيحية لمنع بيع الأراضي للشيعة في منطقة «التماس» بين الطائفتين جنوب شرق بيروت، وهكذا.

لا ينظر عموم الموارنة اليوم إلى تدخل «حزب الله» في الحرب السورية بسلبية، وقسم منهم «يساير» رواية الحزب حيالها. وفي المقابل، التزم الحزب بتعطيل انتخاب الرئيس لسنتين ونصف، حتى اقتنع الآخرون بالمرشح «المسيحي القوي» رئيساً. في الحالتين، يفترض أن يضيف هذا طبقة تغطية إضافية لهذا العمق المتوتر، لذاكرة «الصراع الشيعي الماروني» المحفوظة في الكتب القديمة منها، والجديدة.

لكن المفارقة، أنّ هشاشة «الردميات» أو طبقات التغطية الأخرى لهذه الذاكرة، مع تراخي التناقضين الماروني السني والماروني الدرزي، تعود فتظهر الصراع الشيعي الماروني مجدّداً، كـ»ماض لم يمض» كلياً بعد، كماض «له مستقبل»، كأسطورة تاريخية يمكن إعادة توظيفها، بل يتم توظيفها إلى حد ما، في سياق التنافر بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري مثلاً، والرد السريع للمفتي الجعفري على البطريرك الماروني مؤخراً، وطالما أن كل طرف يطلق العنان لمعزوفة «أين ميثاقي؟». ومع أنّه مرشّح «حزب الله»، فإنّ جو الاقتدار المسيحيّ بعد انتخاب عون رئيساً ليس بالمعطى السهل تقبّله شيعياً، وصعوبة تقبلّ ذلك لا تنحصر أبداً بالرئيس برّي.

في مكان ما، المعادلة بسيطة: إذا ضعف السنّة والدروز وأحس الموارنة -عن حق أو عن وهم – بالإقتدار، ظهرت ذاكرة «الصراع الشيعي الماروني» أكثر (مطعمة بالنوستالجيا الشيعية على زمن نصف تاريخي نصف خرافيّ كانت فيه طرابلس إمارة شيعية أو جبل لبنان). وفي مكان آخر، حجم الديموغرافيا السورية اللاجئة إلى لبنان، تعود فتغطي على ذاكرة الصراع هذا. عودة «حرب الماعز» التي تحدّث عنها كمال الصليبي ليست بهذه الحتمية، لكنّها ليست غائبة تماماً. جبل عامل، أو جبل لبنان؟ جنوب بيروت أو شرق بيروت؟ أو بالعودة إلى مفاضلة أقامها نبيه بري منتصف التسعينيات: الأرزة، أم شتلة التبغ؟

 

مشروع إيران: شرطة بحرية كبرى

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/29/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D8%A9-%D8%A8%D8%AD%D8%B1/

بعد أن خاضت حروًبا متعددة مباشرة في العراق وسوريا٬ وفي اليمن ولبنان بشكل غير مباشر٬ يبدو أن القيادة الإيرانية اكتشفت سحر النفوذ العسكري٬ وأهميته في فرض سياستها الخارجية إقليمًيا ودولًيا. هذا ما توحي به أحاديث تكررت في الآونة الأخيرة٬ وأحدثها ما قاله رئيس الأركان الإيراني محمد باقري. يقول: «تنازلنا عن قوتنا النووية ونحن نعوضها الآن ببناء قوة بحرية ستعطينا قيمة أكبر٬ أسطول عسكري في بحر عمان وأسطول آخر في المحيط الهندي٬ وبناء قواعد بحرية على سواحل أو جزر في كل من اليمن وسوريا٬ وتطوير قدرتنا الاستخباراتية العسكرية من خلال طائرات من دون طيار في امتداداتنا البحرية».

ومع أني أستبعد امتلاك إيران القدرة العسكرية على مثل هذا التمدد المكلف جًدا٬ لكن من الواضح أن إيران اتخذت قرارين استراتيجيين؛ رفع قدرتها العسكرية الخارجية وإحياء حلم الشاه القديم بأن تكون شرطي الخليج٬ وإيران الحالية تريد أن تصبح شرطي المنطقة من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط. هذا التوجه سيدفع منطقتنا المضطربة أصلاً إلى المزيد من التوتر٬ واللجوء إلى القوة العسكرية كأداة سياسية.

ولا يتفق تصريح رئيس الأركان الإيراني٬ مع تبريره بأن هدف المشروع البحري العسكري مواجهة القرصنة في هذه البحار٬ لأن تجارة إيران البحرية محدودة عند مقارنتها بدول أخرى مثل الهند والخليج ومصر وغيرها التي تستخدم هذه الممرات خارج مياه الخليج. كما أنه لا توجد قرصنة في بحر عمان ولا في البحر المتوسط. وسواء كان التصريح من قبيل التهويل أو يعكس الاستراتيجية الإيرانية الجديدة البديلة لمشروعها النووي٬ التي رضخت للضغوط الغربية وتراجعت عنه مقابل رفع العقوبات٬ فإن التفكير الإيراني الجديد٬ الذي أعقب توقيع الاتفاق النووي٬ هو التفوق العسكري وليس الانفتاح الاقتصادي٬ كما كانت تظن٬ وتسوق له الإدارة الأميركية في تعدادها لفوائد الاتفاق النووي. وأما الحديث عن قاعدة عسكرية إيرانية في البحر المتوسط أرى فيه مغالاة٬ حيث أستبعد أن تسمح القوى الأوروبية بمثل هذا الوجود في مياهها٬ من دولة لا تزال ترتاب في نشاطاتها٬ ولا أتصور أن تسمح بها إسرائيل كذلك٬ التي سبق لها حديثا أن ردت سفينة إيرانية محملة بالأسلحة حاولت المرور عبر باب المندب٬ وسبق ذلك مطاردات قديمةً قامت بها البحرية الإسرائيلية لسفن إيرانية كانت متجهة للسودان وقد قصفت واحدة منها.

وفي حال نجحت إيران في تثبيت نظام بشار الأسد في سوريا فإنها لن تعوَد بحاجة إلى بناء قواعد عسكرية بحرية هناك٬ لأنها تكون باتت فعلًيا تسيطر على النظام في دمشق٬ ضمن تحالف لن يكون سهلاً على الأسد التخلص منه. ومع أن إيران ادعت سببين للتورط في حرب سوريا؛ حماية المزارات الشيعية والثاني رد الجميل لنظام الأسد الذي وقف معها في حربها ضد العراق في الثمانينات٬ إلا أنهما عذران غير مقنعين في حساب العلاقات السياسية. طهران تعتبر السيطرة على سوريا ضرورة للسيطرة على العراق٬ من أجل تأمين وجودها ونفوذها ومصالحها في هذه الدولة العربية الاستراتيجية.

وتؤكد عمليات إيران العسكرية الواسعة في العراق وسوريا أن خوض الحروب باتت سياسة إيران الجديدة٬ وأن تعزيز قدراتها العسكرية يمثل عموًدا أساسًيا في سياستها الخارجية. تحاول أن تكون قوة مهيمنة بالتوسع جغرافًيا بحرًيا وبرًيا٬ منذ أن أصبحت متحررة من الحصار الغربي٬ وصارت لديها القدرة على المتاجرة الدولية واستخدام الدولار. وهذا قد يعني أننا أمام عشر سنوات من سباق التسلّح الإقليمي٬ والمزيد من المغامرات العسكرية في المنطقة.

 

ما هو مستقبل المقاتلين الشيعة؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/11/29/%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%88-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4/

في سوريا وحدها يتراوح عدد المقاتلين الشيعة الموالين لإيران ما بين 15 ألف مقاتل و25 ألفًا٬ مقابل قرابة 27 ألف مقاتل سني أجنبي٬ بحسب ما نشر في صحيفة فاينانشيال تايمز».. فكيف نقرأ هذه الأرقام؟ ولماذا نركز على المقاتلين الشيعة فقط؟ القراءة الأولية لهذه الأرقام٬ هي أن سوريا خارج نطاق سيطرة بشار الأسد٬ وتركيبتها السكانية في خطر حقيقي٬ لكن القصة هنا ليست الواقع السوري بقدر ما أنها التركيز على مستقبل المقاتلين الشيعة بالمنطقة ككل٬ والخطر الذي سيشكلونه لاحقًا. وقد يقول قائل ولماذا ُيستثنى المقاتلون السنة؟ الإجابة بسيطة٬ فمقاتلو السنة الأجانب في سوريا تتناقص أعدادهم باستمرار٬ بحسب الصحيفة البريطانية٬ جراء محاربة «داعش». كما أن فرص مقاتلي السنة المستقبلية محدودة؛ فإما يواجهون الموت بسوريا٬ وإما يعودون إلى أوطانهم٬ التي تحارب الإرهاب أصلاً  وبالتالي فإن مصيرهم هو إما التراجع والاعتدال ما لم يكونوا قد تورطوا في جرائم٬ وإما الاعتقال٬ وإما القتل جراء المواجهات الأمنية٬ بينما الوضع مختلف بالنسبة للمقاتلين الشيعة٬ سواء في سوريا٬ أو العراق٬ أو اليمن٬ لأنهم تحت رعاية النظام الإيراني.

مقاتلو الميليشيات الشيعية المتطرفة في سوريا٬ مثلاً٬ هم إيرانيون٬ وعراقيون٬ ولبنانيون٬ وأفغان٬ وبالتالي فإنهم لن يواجهوا ملاحقة بعد أن تضع الحرب أوزارها بسوريا٬ بل ربما يكونون نواة لحزب ما٬ وبحسب التسوية السياسية٬ أو يتم إلحاقهم بأجهزة أمنية أخرى محسوبة على إيران بالمنطقة. ولتوضيح الصورة أكثر فنحن الآن أمام 15 ألف مقاتل شيعي إلى 25 ألفًا٬ في سوريا٬ عدا عن عدد مقاتلي ميليشيا «حزب الله» في لبنان٬ والحوثيين في اليمن٬ أضف إليهم قرابة الثمانين ألفًا في «الحشد الشعبي»٬ المحسوب على إيران٬ في العراق٬ مما يعني أن بمنطقتنا ما لا يقل عن مائة وخمسين ألف مقاتل شيعي متطرف منضوين تحت لواء ميليشيات تابعة لإيران٬ وغير مهددين بملاحقات أمنية٬ بل العكس٬ وكما تم بالعراق حيث ألحق «الحشد الشعبي» بالجيش٬ مما يعني الحصانة٬ وتحويلهم إلى ذراع عسكرية بيد رئيس الوزراء٬ أًيا كان٬ وهو منصب عادة ما يصل إليه الأكثر موالاة لطهران.

وعليه فإن منطقتنا٬ وتحديًدا الخليج العربي٬ ونطاق حدوده ونفوذه٬ أمام خطر حقيقي بسبب الميليشيات الإيرانية المنتشرة بالعراق وسوريا٬ ولبنان٬ واليمن٬ حيث لن تكون طهران بحاجة إلى إرسال قوات نظامية لمنطقتنا ما دام أن لديها هذا العدد من المقاتلين٬ الذي نطرحه بصيغة متحفظة٬ وربما يكون أكثر من مائة وخمسين ألف مقاتل متطرف شيعي٬ خصو ًصا أننا لا نتحدث هنا عن الإعلام الإيراني بمنطقتنا٬ والأذرع المالية٬ وغيرها٬ وإنما فقط عدد المقاتلين الشيعة. ولذا فإن القادم خطر ما دام لم يتم التعامل جدًيا مع الميليشيات الشيعية بمنطقتنا٬ لأنها كفيلة بزعزعة الأمن والاستقرار٬ وأكثر مما فعل «القاعدة»٬ و«داعش». وعلينا أن نتذكر٬ ونذكر٬ بأنه لا يوجد إرهاب إيجابي٬ فالإرهاب الشيعي لا يقل وحشية ودما ًرا عن الإرهاب السني٬ وكلاهما أعداء لمفهوم الدولة٬ وأًيا كانت تلك الدولة.

 

معركة أخيرة لإيران مع الجيش العراقي

خيرالله خيرالله/العرب/30 تشرين الثاني/16

ليس تشريع “الحشد الشعبي” في العراق عن طريق البرلمان والأكثرية المذهبية فيه سوى تتويج للانقلاب الذي تقوده إيران بهدف الانتهاء من مؤسسات الدولة العراقية، الواحدة تلو الأخرى، بغرض إقامة كيان يدور في فلكها.

تشريع “الحشد”، الذي هو كناية عن مجموعة ميليشيات تابعة لأحزاب مذهبية عراقية سبق لها أن قاتلت الجيش العراقي، إلى جانب “الحرس الثوري” الإيراني، في ثمانينات القرن الماضي وفي مرحلة لاحقة، يعني بكلّ بساطة الانتهاء من جيش عمره قرن إلا خمس سنوات. يبدو التشريع بمثابة معركة أخيرة مع هذا الجيش الذي تريد إيران القضاء عليه نهائيا، كي لا تقوم له قيامة في يوم ما. تأسس الجيش العراقي في العام 1921. يمكن القول إنّه انتهى في العام 2016. يمكن القول أيضا إنّه انتهى قبل ذلك، أي في العام 2003، عندما أصدر المفوض السامي الأميركي بول بريمر قرارا بحلّه، علما أنّه كان في الإمكان الاستفادة من نواة الجيش لبناء مؤسسة عسكرية جديدة محترفة، تحلّ مكان تلك التي كانت قائمة في عهد صدام حسين. سيحكم التاريخ وحده على ما إذا كان في الإمكان تفادي القرار الأميركي بحلّ الجيش العراقي من منطلق أنّه مرتبط عضويا بالنظام الذي كان قائما.

لم يبنَ جيش جديد، ولم يبنَ عراق جديد كانت إدارة بوش الابن تعتقد أنه سيكون نموذجا “ديمقراطيا” يحتذى به في المنطقة. نعم، قام نموذج عراقي هو ذلك الذي أرادت إيران قيامه. يقوم هذا النموذج على دور الميليشيات المذهبية وحلولها مكان مؤسسات الدولة كما هو حاصل حاليا. ما هو حاصل يتجاوز العراق ليصل إلى دول أخرى من بينها لبنان واليمن على سبيل المثال وليس الحصر. ما لا يمكن تجاهله، أنه حتّى في عهد صدّام حسين، بقي في الجيش العراقي ما يمكن التأسيس عليه. فهذا الجيش احتفظ في أحلك الظروف التي مرّ فيها، بما في ذلك عندما أغدقت الألقاب العسكرية على أفراد من العائلة مثل حسين كامل، على وضع خاص به. ضمّ الجيش في كل وقت ضباطا محترفين يمتلكون الكثير من الخبرة ويعرفون ما هي الأكاديميات العسكرية. وهذا ما كشفته الحرب مع إيران بين 1980 و1988، كما كشفته مرحلة احتلال الكويت في العام 1990 وما تلاها من تطورات. أكدت هذه التطورات رفضا من بعض الجيش للقتال خارج الأراضي العراقية أو الدفاع عن النظام القائم وغياب القناعة بضرورة غزو بلد مسالم مثل الكويت… يندرج تشريع “الحشد الشعبي” في سياق الرغبة في الانتهاء من العراق. ظهرت هذه الرغبة بوضوح ليس بعده وضوح خلال الإعداد للحرب الأميركية على هذا البلد الذي كان عضوا مؤسسا لجامعة الدول العربية، وعامل توازن على الصعيد الإقليمي، بغض النظر عن كل الأخطاء التي ارتكبتها الأنظمة القمعية التي توالت على حكم البلد منذ انقلاب العام 1958.

قبل الحملة العسكرية الأميركية في آذار ـ مارس 2003 والتي توجت بسقوط بغداد في الشهر التالي من تلك السنة، انعقد في لندن مؤتمر للمعارضة العراقية بإشراف أميركي ـ إيراني مباشر، وتنسيق في العمق بين الجانبين على كل صعيد. كان ذلك في كانون الأوّل ـ ديسمبر 2002.

للمرّة الأولى منذ قيام العراق، يصدر لدى ختام المؤتمر بيـان عن مجموعة عراقية معيّنة يتحدّث عن “الأكثـرية الشيعية” في هذا البلد. كـان هناك ما يبرّر تضمين البيان عبارة “الفيديرالية” نظرا إلى ما عاناه الأكراد في مراحل معيّنة، وبغية انضمام هؤلاء إلى الحملة على نظام صدّام حسين، لكن الكلام عن “الأكثرية الشيعية”، علما أنّه كان في الإمكان الكلام عن أكثرية عربية… أو عن تـوازن سني ـ شيعي، إذا أخـذ في الاعتبار الوجود الكردي، عكس نيات في غاية السوء. أوصلت هذه النيّات الوضع في العراق إلى ما وصل إليه اليوم، مرورا بإنشاء مجلس الحكم المحلي. كان الهدف من المجلس الذي ضمّ خمسة وعشرين عضوا تهميش السنة العرب نهائيا. وهذا ما ظهر جليا من خلال هذا المجلس الذي تعاطى مع هذه الفئة بصفة كونها أقلّية كانت تحكم العراق ولا بد من إزاحتها، وليس بصفة كونها مكونا من مكونات البلد وعنصرا أساسيا فيه.

ما نشهده حاليا هو حلقة مكملة، بل الحلقة شبه الأخيرة في عملية تستهدف نقل المنطقة إلى مرحلة جديدة اسمها العصر الإيراني. تتذكّر إيران جيدا أن العراق كان منطلقا للفتوحات الإسلامية عبر التاريخ، خصوصا من الكوفة والبصرة. حلّ الآن أوان الفتوحات الإيرانية في اتجاه معاكس. العراق يبدو الهدف الأوّل لإيران. منه يتوسع المشروع الإيراني في اتجاه سوريا. من هنا يُفهم الدور المقبل لـ“الحشد” فيها. من هنا أيضا يُفهم ذلك الدور الإيراني، بالتفاهم مع النظام السوري، في قيام “داعش”. بات “داعش” الذي سيطر على الموصل في ظروف مريبة في منتصف العام 2014، في عهد حكومة نوري المالكي، من الأدوات الضرورية لتبرير قيام “الحشد”، تمهيدا لتحويله جسما شرعيا والجيش الحقيقي للدولة العراقية الجديدة التي تدار من طهران وليس من أيّ مكان آخر. ليس الإعلان عن تشريع “الحشد الشعبي” حدثا عابرا. إنّه تحول على الصعيد الإقليمي. يتبيّن ذلك خصوصا لدى التدقيق في الانقسام العمودي داخل مجلس النوّاب العراقي. هناك 89 نائبا سنّيا عارضوا خطوة تشريع “الحشد”. بدا هذا التطور لا شأن له. لم يعد للنوّاب السنة في المجلس التشريعي أي تأثير أو صوت أو دور. غابت فكرة التفاهمات الوطنية عن أي قانون يعتمده النواب. لم يعد من مكان سوى للحسابات الإيرانية ومتطلبات المشروع التوسّعي لطهران. يتطلب هذا المشروع في الوقت الراهن فرض أمر واقع على الأرض، إن في سوريا أو العراق، وذلك قبل انتقال السلطة إلى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب. قد لا يدخل ترامب أي تعديلات جذرية على سياسة بلده تجاه العراق وإيران أو تجاه ما يدور في سوريا، خصوصا في حلب ومحيطها. قد يتابع سلاح الجوّ الأميركي تغطية الحملة التي يشنّها “الحشد الشعبي” على هذه البلدة أو تلك بحجة الحرب على “داعش”. كم من الجرائم السياسية ترتكب بحجة “داعش” وما شابهه من تنظيمات إرهابية بات معروفا لماذا ظهرت، كما بات معروفا كيف ستنتهي ولماذا ستنتهي في ظلّ ظروف معيّنة؟ لا يختلف اثنان على أن “داعش” تنظيم إرهابي لا بدّ من اقتـلاعه من جـذوره، لكنّ ذلك لا يعني أن “الحشـد الشعبي” بكل ما يمثلـه أقل خطـورة منه. سيظل “داعش” حدثا عابرا، لكنّ “الحشد الشعبي” سيبقى طويلا في العراق ما دام النظام الإيراني الحالي قائما وما دامت هناك مصالح أميركية ـ إيرانية مشتركة في العراق وفي المنطقة كلها…

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

معلولي: لاشراك النواب السابقين في الحكومة

الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016 /وطنية - طالب نائب رئيس مجلس النواب سابقا ميشال معلولي، ب"اشراك النواب السابقين في الحكومة العتيدة، وقال في بيان:"ان رابطة النواب السابقين التي تتألف من 155 عضوا من بينهم رؤساء ووزراء ونواب سابقين، قد حكموا لبنان عقودا من الزمن ومنهم من شارك في وضع وثيقة الوفاق الوطني التي أصبحت دستور لبنان الحالي، دون اي تعديل أو تبديل". أضاف:"ان الحكومة العتيدة هي التي ستجري الانتخابات النيابية في بداية هذا العهد والتي على اساسها سيتقرر مصير لبنان، فاما اعادة الحياة البرلمانية الديموقراطية أساسا لنظام الحكم واما ستحكمها ربانية المصالح الخاصة والولاءات الخارجية".وختم معلولي:"يجب ان يعلم اللبنانيون جيدا، ان انتخابهم لممثلي الشعب سيقرر مصير ابنائهم، فاما السلام والحرية والاستقرار، واما النزاعات المذهبية والطائفية والعرقية".

 

التيار المستقل: لتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة من ذوي الاختصاص

الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016 /وطنية - نوه المكتب السياسي للتيار المستقل في بيان بعد اجتماعه الاسبوعي في مقره في بعبدا برئاسة اللواء عصام ابو جمرة "بالعملية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني في عرسال وقبضه على مطلوب ارهابي خطر من تنظيم داعس "، آملا ان "يوفق ايضا وقريبا باستعادة الاسرى العسكريين من خاطفيهم ". واستنكر التيار "تأخير تأليف الحكومة نتيجة اسلوب تعاطي رؤساء الكتل النيابية ككل مرة بموضوع تاليف الحكومة بمنطق المحاصصة الفاضحة خلافا للدستور: "كالاصرار على توزير قريب والمداورة والتنازل عن حقيبة مقابل اخرى تعادلها وسواها والا "، مكررا "طلب تشكيل حكومة مصغرة تكنوقراط من ذوي الاختصاص تضع قانون الانتخاب وتنفذه فور جهوزها". ورفض التيار "اي نية واي محاولة لتأجير قاعدة رياق الجوية العسكرية لسلاح جو النظام السوري او غيره ما يحول مجال لبنان الجوي وارضه الى ساحة قتال مع العدو الاسرائيلي وارهابيي داعش والمعارضة السورية وغيرها ، فيكون لبنان قد اخرج سوريا من الباب لتعود بنزاعاتها الدولية اليه من الارض والجو. والتيار يحمل اركان الحكم تبعات حصول هذه الخطوات او ما يماثلها".

 

اختتام اعمال مؤتمر الطاقة الاغترابية الاول لقارة اميركا اللاتينية باسيل شدد على موضوع استعادة الجنسية وفرعون دعا المغتربين لزيارة بلدهم الام

الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016 /وطنية - شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في حفل العشاء الذي أقيم في البرازيل في اختتام اعمال مؤتمر الطاقة الاغترابية الاول لقارة اميركا اللاتينية، حضره وزير السياحة ميشال فرعون وحشد من المشاركين في المؤتمر. وشدد الوزير باسيل على "اهمية الافتخار بانتمائنا الى لبنان"، وقال:" نحن نتكامل معا في عملنا الذي اسمه لبنان. لأنكم تحبون لبنان ادعوكم الى شراء المنتجات اللبنانية وبذلك تحافظون على بلدكم وتساعدوننا على الاستمرار فيه. كما ادعوكم الى استعادة جنسيتكم اللبنانية والمحافظة على هوية وطنكم المهددة. نحن في لبنان ندفع دمنا ثمنا للمحافظة على هويتنا، وجيشنا يستشهد على حدودنا حفاظا عليها، ما عليكم الا القيام بجهد بسيط لا يتطلب منكم لا المال ولا الوقت ولا التنازل عن اي شيء يخص انتمائكم الى الوطن الذي تقيمون فيه، ان كان البرازيل او غيرها، وتحصلون بالتالي على جنسيتكم اللبنانية التي من خلالها يعطى لكم حق المشاركة في الانتخابات في لبنان، فنحن بحاجة ان يكون صوتكم مسموعا". وأعلن "اقامة مؤتمر الطاقة الاغترابية الثاني لقارة اميركا اللاتينية الذي سيعقد في 24 و25 تشرين الثاني 2017 في مكسيكو سيتي في المكسيك"، داعيا الجميع الى "المشاركة ايضا في مؤتمر الطاقة الاغترابية في بيروت في 4 و5 و6 أيار المقبل". وقال: "إن قضية استعادة الجنسية اللبنانية هي مسألة حياة او موت للبنان، انها قضية أمان قومي للبنان وهذا ما يبقينا على قيد الحياة، ويجعلنا نتنفس حرية وكرامة. ان الشعب اللبناني لا يعرف ان يعيش الا بكرامته ان كان في لبنان او خارجه، إنما علينا ان نكمل هذا الامر من خلال جواز السفر اللبناني والجنسية اللبنانية. نحن مطالبون بتقديم خطوط تواصل اكثر مع لبنان، ونطالب معكم اليوم شركة طيران الشرق الاوسط بتأمين خط مباشر بين ساو باولو وبيروت".

فرعون

وألقى الوزير فرعون كلمة تحدث فيها عن مشروع "انا" الذي أطلقته وزارة السياحة، واصفا اياه بالقضية الوطنية بسبب اولا انتخاب العماد ميشال عون، وثانيا وصول هذه القضية بفضل الوزير باسيل الى قلب السلطة والى الرئاسة وايضا بفضل احزاب وطنية. ومن خلال هذه القضية يكبر الإيمان والتحدي وايضا الأمل"، داعيا المغتربين الى "زيارة بلدهم الام بلد الحوار والأديان والحضارات في الوقت الذي تشهد المنطقة والعالم الصراعات". تخلل العشاء الذي أقيم في النادي اللبناني في ساو باولو لوحات فنية وغنائية وموسيقية وتوزيع دروع تقديرية وتكريم لشخصيات اغترابية لبنانية.

 

عون شدد على أهمية دور هيئات الرقابة في مكافحةالفساد والرشوة واكد ان القضية الفلسطينية جوهر إنساني لا يجوز التراخي في الدفاع عنه

الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016/وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي اعتمدته الجمعية العمومية للأمم المتحدة منذ العام 1977، يجب أن يشكل حافزا للمنظمة الدولية لحض الدول الأعضاء على التزام تنفيذ القرارات الصادرة عنها، والمتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها القرار رقم 194 الذي ينص على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم". واضاف الرئيس عون: "إن القضية الفلسطينية العادلة المتمحورة حول حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المسلوبة منذ العام 1948، على الأرض التي اغتصبتها إسرائيل منه، هي جوهر إنساني لا يجوز التراخي في الدفاع عنه، حتى لا تظل العدالة الدولية عرضة لاستباحة الأقوى على هذه الأرض". واعتبر أن "القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، والتي ظلت حبرا على ورق منذ إصدارها، نتيجة التعنت الاسرائيلي وافلات الدولة الصهيونية من الحساب الدولي، تشكل نكسة لمنظمة عالمية نشأت أساسا لإحقاق العدل والسلام بين الدول المنضمة إليها". وأشاد ب"النضال الفلسطيني الذي أبقى هذه القضية حية في ضمير العالم بعد قرابة 70 عاما على النكبة"، داعيا كل الأطراف الفلسطينيين إلى "البقاء رزمة واحدة حول القضية الأم". وحيا الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان، منذ تهجيرهم القسري، مشيرا إلى أن "اللبنانيين الذين فتحوا لهم قلوبهم، هم المتضامنون الأول مع قضيتهم العادلة"، ومؤكدا "حرصه على التفاعل الايجابي لمؤسسات الدولة معهم، لصون كراماتهم، وتوفير ظروف عيش كريمة لهم حتى تحقيق أهداف نضالهم بالعودة إلى أرض فلسطين".

استقبالات قصر بعبدا

إلى ذلك، شهد قصر بعبدا، قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات سياسية وروحية وإدارية شدد خلالها رئيس الجمهورية على عزمه "العمل من أجل تحقيق الانماء المتوازن في البلاد وتحقيق العدالة بين اللبنانيين"، وأكد "دور الهيئات الرقابية في تقويم الاعوجاج ومكافحة الرشوة والفساد".

مطران بيروت للروم الكاثوليك

روحيا، استقبل الرئيس عون راعي أبرشية بيروت وجبيل للروم الكاثوليك المطران سليم بسترس على رأس وفد ضم أعضاء من مجلس الأبرشية والمجلس الأعلى للطائفة.

وأعرب المطران بسترس عن السعادة بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، وقال: "هنيئا لنا وللبنان برئيس نزيه يعشق الحرية وينادي بالتغيير والاصلاح، يحارب الفساد أينما وجد ويطالب بعدالة الأرض تطبق على الجميع من دون تمييز أو استنسابية. إنه لفخر أن تكونوا على سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية بعد طول انتظار، فلقد لاح نجم الخلاص والازدهار والتقدم والتطور بوجودكم معنا ومع الشعب اللبناني لقيادة سفينة لبنان نحو بر الأمان والطمأنينة".

وناشد المطران بسترس الرئيس عون "إعطاء تعليماته للأجهزة الأمنية المختصة بمكافحة أماكن لعب الميسر المنتشرة على الأراضي اللبنانية وخصوصا في المناطق السكنية والشعبية، ووضع نظام خاص يحد من تخلف شبابنا وهدر العمر وإفراغ جيوب أرباب العائلات وتحطيم مستقبل الكثيرين منهم ومن دون أي منفعة".

وشكر الرئيس عون المطران بسترس والوفد المرافق على تهانيه، مؤكدا "الاهتمام بالأجيال الشابة التي تقع عليها مسؤولية بناء المستقبل متمنيا على المرجعيات الروحية والتربوية العمل على تثقيف الشباب وطنيا ليصبحوا معنيين أكثر بشؤون الوطن".

وأكد أن "التغيير المنشود لا يتحقق إلا من خلال شعب متضامن قادر على صناعة هذا التغيير.

مطران زحلة للسريان

واستقبل رئيس الجمهورية راعي أبرشية السريان في زحلة والبقاع المطران بولس سفر على رأس وفد من مجلس الأبرشية قدم التهاني بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، وقال: "أسعدنا جدا أن الشغور انتهى وانتخب مجلس النواب رئيسا يحمل آمال اللبنانيين وآلامهم".

وعرض المطران سفر لمطالب الطائفة و"لا سيما إقرار قانون انتخاب جديد يصحح الوضع القائم ويضمن حقوق الطوائف المغبونة ومنها الطائفة السريانية".

وشكر الرئيس عون رئيس الوفد والأعضاء على عاطفتهم وأكد أنه "ملتزم العمل لرفع الغبن عن جميع اللبنانيين لتحقيق العدالة والمساواة في ما بينهم". وشدد على سياسة الانماء المتوازن التي سينتهجها خلال ولايته الرئاسية بالتعاون مع الحكومة بعد تشكيلها".

"الجماعة الاسلامية"

سياسيا، استقبل الرئيس عون الأمين العام ل"الجماعة الإسلامية" في لبنان عزام الأيوبي والنائب عماد الحوت وأجرى معهما جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة.

وبعد اللقاء، قال الايوبي: "كانت الزيارة لتهنئة فخامته، وتشاورنا بالوضع اللبناني عموما وبالعراقيل التي برزت مع بداية العهد خصوصا. نحن كجماعة إسلامية نسجل ارتياحنا الى مواقف الرئيس عون، بدءا من خطاب القسم مرورا بالمواقف كلها التي أعلنها رئيس الجمهورية والتي نخشى أن تكون هذه المواقف الوطنية سبب انزعاج البعض ومحاولة لوقف عملية التغيير المنشود".

وأضاف: "أبدينا رغبة في التعاون مع فخامته ونأمل أن تحقق الأيام المقبلة إنجازات تريح اللبنانيين".

جمعية "غدا لبنان"

والتقى الرئيس عون وفدا من جمعية "غدا لبنان" (AvenirLiban) من أجل تعزيز الديموقراطية وتأمين حقوق المرأة، برئاسة باتريسيا سميدا التي قدمت الى رئيس الجمهورية مذكرة اعتبرت فيها ان "الرئيس عون هو أمل الشعب اللبناني لتحقيق النهضة والتقدم والعدالة والتغيير"، متمنية أن "يسعى الى تعيين وزيرات سيدات في الحكومة الجديدة واستحداث وزارة للمرأة اللبنانية وتحديد "كوتا" للمرأة في مجلس النواب".

ورد الرئيس عون منوها ب"دور المرأة اللبنانية في صنع مستقبل لبنان وبناء المجتمع على أسس سليمة"، وقال أنه "يأمل في أن تكون المرأة اللبنانية عنصرا إصلاحيا في المجتمع وأن تقوم بدورها كاملا من خلال الانخراط بالأحزاب ليكون صوتها مسموعا ومؤثرا.

رئيس التفتيش المركزي

إداريا، استقبل الرئيس عون رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عواد الذي أطلعه على أوضاع الإدارات والصعوبات التي تواجه عمل التفتيش.

وشدد رئيس الجمهورية على "أهمية دور الهيئات الرقابية في تقويم الاعوجاج ومكافحة الفساد والرشوة ورفع يد السياسيين عن عمل الإدارات وأجهزة المراقبة والتفتيش".

المدير العام للدفاع المدني

والتقى الرئيس عون المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار الذي أطلعه على أوضاع المديرية العامة و"المشاريع التي تم إعدادها لتعزيز دور الدفاع المدني وتمكنيه من القيام بالمهمات المطلوبة منه، إضافة إلى ضرورة توفير التجهيزات اللازمة والضرورية له".

وقد أثنى رئيس الجمهورية على عمل الدفاع المدني والمهمات التي يقوم بها، محييا "تضحيات رجاله"، مؤكدا "العمل على إنصافهم من خلال إعطائهم حقوقهم".

عائلة الموسيقار الراحل ملحم بركات

واستقبل الرئيس عون، في حضور النائب ناجي غاريوس، أرملة الموسيقار الراحل ملحم بركات رندة بركات وأفراد العائلة والشاعر نزار فرنسيس وعددا من الاصدقاء الذين شكروا رئيس الجمهورية على "مواساتهم بغياب الموسيقار الكبير".

وجدد الرئيس عون تعازيه بالفقيد الذي "حمل بصوته وفنه الراقي لبنان وقضاياه الوطنية إلى العالم أجمع، وأثرى الاغنية اللبنانية والعربية فنا وجمالا وروعة".

وأبلغ رئيس الجمهورية أفراد العائلة أنه "تقديرا لعطاءات الموسيقار الراحل، قرر منحه وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور" سيسلم خلال الجناز الذي سيقام لراحة نفسه الساعة العاشرة قبل ظهر الأحد المقبل في كنيسة مار بطرس وبولس في كفرشيما.

برقيات تهنئة

إلى ذلك، تلقى الرئيس عون مزيدا من برقيات التهنئة بعيد الاستقلال، ابرزها من رئيس جمهورية مصر العربية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والامينة العامة للمنظمة الفرنكوفونية ميكاييل جان.

وجاء في برقية الرئيس السيسي: "يسعدني أن ابعث إلى فخامتكم بأصدق التهاني القلبية في مناسبة الإحتفال بعيد الاستقلال. واغتنم هذه الفرصة كي أعرب عن تطلعي الى تطوير سبل التعاون المشترك بين بلدينا في المجالات كافة، متمنيا لكم التمتع بموفور الصحة والسعادة ولشعبكم الشقيق المزيد من التقدم والازدهار".

وجاء في برقية السيدة جان: "أود، في اليوم الذي تحتفل فيه بلادكم بذكرى الاستقلال، أن أتقدم بإسمي وبإسم العائلة الفرنكوفونية بأحر التهاني الصديقة لكم ولجميع مواطنيكم، وأتمنى أن يشكل هذا اليوم مناسبة لجميع اللبنانيات واللبنانيين، على اختلاف مشاربهم، أن يحتفلوا بهذا اليوم كيوم وحدة وطنية.

إن القمة السادسة عشرة لمنظمة الدول الناطقة باللغة الفرنسية ستشكل لنا مناسبة لتأكيد قيمنا والمبادئ التي تجمعنا على امتداد المساحة الفرنكوفونية. وإننا اليوم، وأكثر من اي وقت مضى، في حاجة لتدعيم تضامننا لمواجهة مختلف التحديات وأبرزها التطرف والمسائل الأمنية.

وأبقى مقتنعة بأن بلادكم، وبدفع من فخامتكم ستواصل حمل رسالة الفرنكوفونية وطموحاتها الكبرى على أكمل وجه".

 

كنعان: نسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ومن غير المفترض وضع العصي في الدواليب

الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016 /وطنية - قال أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان في حديث إلى الlbci: "هناك من ألغى الدور المسيحي على مدى 26 عاما، ونحن لم نلغ أحدا، بل انتخبنا رئيسا للجمهورية، ونسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع، فهل نكون نسعى إلى إلغاء أحد؟". أضاف: "إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري يعملان على التأليف، ومن غير المفترض وضع العصي في دواليب الحكومة العتيدة التي ستكون لسبعة اشهر فقط، ومهمتها وضع قانون جديد للانتخاب وإجراء الانتخابات النيابية، فهل المطلوب الاستمرار في التمديد للوضع الراهن؟".وتابع: "إننا ومع حرصنا على حكومة تمثل الجميع، نريد تطبيق الدستور واحترام الاصول الديموقراطية والميثاقية، ومنها احترام مرجعية التوزير عند المسيحيين، كما تحترم عند سائر الطوائف، والثنائية المسيحية إذا أدت إلى تشكيل رافعة للوطن وللشراكة الفعلية وهذا هدفها، فأهلا وسهلا بها. أما اذا كانت الثنائية سلطوية لالغاء الآخرين، كما تم الغاؤنا على مدى 26 فلا نريدها للمسيحيين او المسلمين".

 

كتلة المستقبل نوهت بنتائج مؤتمر التيار: الفرصة المتاحة لتحقيق انطلاقة صحيحة للعهد الرئاسي الجديد يجب ألا تهدر

الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016/وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، وأصدرت في نهاية الاجتماع بيانا تلاه النائب كاظم الخير ونوهت فيه الكتلة ب"الأجواء الديمقراطية الصحية والجدية والشفافة التي سادت في جلسات المؤتمر الثاني لتيار المستقبل، وبالنتائج التي افضى اليها المؤتمر وعلى وجه الخصوص لجهة انتخاب المكتب السياسي الجديد في التيار المطعم بالروح الشبابية الواعدة". كذلك نوهت الكتلة وثمنت "الخطاب السياسي الذي افتتح به الرئيس سعد الحريري أعمال المؤتمر والذي اكد فيه على الثوابت الأساسية للتيار التي تقوم على التمسك باتفاق الطائف وصيغة العيش المشترك الإسلامي المسيحي والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وما أكد عليه أيضا لجهة استعادة الدولة لدورها وحضورها وهيبتها والتزام النضال والعمل بالطرق السلمية والديمقراطية". كما نوهت بما "أكد عليه الرئيس الحريري مجددا من أن تيار المستقبل ملتزم بالحض على العلم والتعلم المستمر وبالسعي إلى تطوير الكفاءات والمهارات لدى اللبنانيين ولا سيما لدى الشباب وهو لم يكن ولن يكون تيار الميليشيات والتفكير الميليشياوي وأنه سيبقى حريصا على رفضه للسلاح غير الشرعي وعلى رفض التدخل في الحرب السورية وملتزم بإعلان بعبدا وبالتالي رفض الانجرار إلى الانغماس في الصراعات الاقليمية والدولية". ورأت في هذا المؤتمر "تأكيدا على حضور التيار الكبير لدى قواعده وأنه مستمر بالالتزام بمبادئه التي ناضل من أجلها"، آملة ان "يشكل هذا المؤتمر وبالنتائج التي خرج بها، نقطة انطلاق ديمقراطية مضيئة ودفعة الى الامام من اجل تدعيم خط التواصل والبناء والتطوير في لبنان وذلك مع بداية هذه الحقبة الجديدة التي يعيشها لبنان وبالشكل الذي، يقدر لبنان على مواجهة التحديات القادمة". وأكدت ثقتها بأن "المؤتمر الثاني لتيار المستقبل سيفتح آفاقا جديدة وواعدة تشكل إضافة إيجابية في الممارسات الديمقراطية للحركات السياسية الحزبية في لبنان، بعيدا عن منطق الفرض والتسلط والارغام".

وأملت الكتلة ان "تسفر الاتصالات والمساعي المستمرة التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن، فالحكومة الجديدة تنتظرها مهام أساسية وضرورية تبدأ بإعداد وإقرار مشروع الموازنة العامة للعام 2017 وإرسالها إلى المجلس النيابي، وكذلك مواكبة إقرار قانون جديد للانتخابات في المجلس النيابي. هذا بالإضافة الى ما يتوجب عليها ان تنهض به لجهة العمل على استعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم ومؤسساتهم بما يعزز دور الدولة العادلة والقادرة ويقدرها على محاربة التسلط ويمكنها من اتخاذ القرارات الشجاعة بما يسهم في تلبية حاجات الناس المتراكمة".

ورأت ان "الفرصة المتاحة لتحقيق انطلاقة صحيحة للعهد الرئاسي الجديد يجب أن لا تضعف او تتراجع او تهدر لان الشعب اللبناني يعلق الآمال على تحقيق اختراق في جدار الأزمة المستحكمة في هذه المرحلة الهامة والخطيرة التي يمر بها لبنان وتمر بها المنطقة".

 

الراعي زار مدرسة العائلة المقدسة الفرنسية في جونية: ادخلوا الى قلب الدولة واعملوا للقضاء على الفساد

الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016 /وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، مدرسة العائلة المقدسة الفرنسية في جونيه، يرافقه المعاون البطريركي والمشرف على مكاتب الدائرة البطريركية المطران جوزف نفاع، امين سر البطريرك الأب بول مطر، منسق مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية الأب توفيق بوهدير ومدير المكتب الإعلامي المحامي وليد غياض، في اطار اللقاءات التي ينظمها مكتب راعوية الشبيبة والتي يزور الراعي من خلالها عددا من المدارس الكاثوليكية في لبنان للقاء الطلاب والتحدث اليهم حول مواضيع تهمهم في الشأنين الكنسي والإجتماعي.

وكان في استقبال البطريرك الماروني، رئيسة المدرسة الأخت ريتا خير الله، المديرة الأخت كليمانس حداد وممثلون عن الهيئات التعليمية والإدارية ولجنة الأهل والقدامى.

وتوجه الراعي الى شرفة المدرسة حيث منح بركته الرسولية الى الطلاب واساتذتهم، على انغام موسيقى A l'appel de ta voix الإيمائية، وقد رفعوا الأعلام اللبنانية والبطريركية وأعلام المدرسة واعلام الدول ال16 التي انتشرت فيها هذه الرهبنة التي اسستها القديسة اميلي دورودا عام 1898.

وبعد كلمة ترحيبية القتها مقدمة الحفل ستيفاني جبر أشارت فيها ان "الزيارة تزامنت مع مناسبة اختتام المئوية الثانية على تأسيس الرهبنة وانطلاق المئوية الثالثة"، قدمت مجموعة من الطلاب لوحة استعراضية من تصميم منسقة الأنشطة في المدرسة جويل يوسف ارتدوا فيها الزي الفولكلوري ورفعوا الاعلام الخاصة بالدول ال16 التي انتشرت فيها الرهبانية واولها لبنان بعد فرنسا البلد الأم وآخرها الهند ومن بينها تونس والارجنتين والسنغال والفيليبين ومصر وغيرها. ثم قدمت شمعتان مضاءتان الى الراعي كرمز لانتهاء المئوية الثانية وأضاء بدوره شمعة ثالثة رمز انطلاقة المئوية الثالثة معلنا بداية هذه المئوية. واطلقت البالونات التي تحمل الوان العلم البطريركي في الهواء على انغام ترتيلة مجد لبنان اعطي له، تعبيرا عن انطلاق المئوية الثالثة.

براك

وألقى منسق اللغة العربية في المدرسة الإعلامي بسام براك كلمة قال فيها: "انه ثلاثاء استقبال رأس الكنيسة في قلب قلوبنا ليكمل بحضوره البطريركي ثنائية المدرسة وتلاميذها فيمنح بركة الثالوث الأقدس لعائلتنا المقدسة".

أضاف: "لقد ناديتم يا صاحب الغبطة بالشركة والمحبة وتجدوننا اليوم في شراكة اللقاء بأبوتكم ومحبة عيش اللحظة المباركة معكم. وها هي مدرستنا في ختام السنة المئوية الثانية لتأسيس القديسة اميلي رهبنتها الفرنسية في خدمة الفقراء واليتامى تفتح يديها لترحب بكم على وقع قدومكم الى صرحها في زمن الميلاد، فيولد بحضوركم فرح له لون زنار عباءتكم وصوت كلمتكم وصدى رسالتكم للشبيبة".

الراعي

بدوره، شكر الراعي رئيسة المدرسة ومديرتها وافراد الهيئتين التعليمية والإدارية والطلاب على حفاوة الإستقبال، متمنيا للتلامذة ان "يرتفعوا في حياتهم وينتشروا في العالم على غرار البالونات التي حلقت عاليا في الفضاء، وان يكونوا الشمعة التي تضيء ظلمة هذه الأيام إيمانا وعلما وأخلاقا".

وقال: "لا أحد منكم يعرف أين سيضعه الله في هذه الدنيا، فكونوا النور الذي يضيء الظلمة تماما كهذه الشموع وانطلقوا حول العالم لكي تحملوا العلم والإيمان والأخلاق وروح المواطنية".

بعد ذلك، توجه البطريرك الماروني الى كنيسة المدرسة حيث بارك تلامذة صفوف الروضة الذين استقبلوه بترنيمة ايمائية "روحوا بكل الأرض" وقدموا له باقات الزهور، فتمنى لهم ان "يكبروا ويروحوا في كل الأرض وان يبشروا، وينموا تماما كيسوع بالنعمة والقامة والحكمة".

ثم التقى في مسرح المدرسة تلامذة الصفوف الثانوية الذين بلغ عددهم زهاء 226 تلميذا، وكان لقاء حواري تمحور حول ثلاث نقاط تتعلق بحياة البطريرك وتحديات الكنيسة ثم وجود الشباب المسيحي في الشرق والزواج وحياة العائلة اليوم.

بو هدير

واستهل اللقاء بكلمة ترحيبية للاعلامي واستاذ مادة التعليم الديني في المدرسة ماجد بو هدير الذي قدم للحوار، لافتا الى الأهمية التي اسندتها الكنيسة لدور المدارس الكاثوليكية "بدءا من مجمع قنوبين سنة 1580 مرورا بكل مجامع الكنيسة وصولا للمجمع البطريركي الماروني الآخير في 2006، مرورا ايضا بالإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" سنة 1997 الذي شدد على دور المدارس الكاثوليكية بشكل خاص وكل المدارس بشكل عام وعلى دورها الأساسي لبناء الأجيال في وطننا وطن الرسالة لبنان".

وقال: "اليوم لقاؤنا معكم يا سيدنا، هو لقاء قمة سنكون بحوار مباشر مع غبطتكم حيث الشباب والصبايا يتشوقون لأخذ زوادة أساسية منكم، ويطلعونكم على هواجسهم وتطلعاتهم وآمالهم وفرحهم. كل اسئلتهم سوف تكون أمانة في قلبكم يا صاحب الغبطة".

خير الله

من جهتها، قالت رئيسة المدرسة: "لقد تشرفنا بزيارتكم يا صاحب الغبطة وتأثرنا كثيرا، فقربكم منا جعلنا نشعر بهذا الوجه الاستثنائي لرسالتكم في كنيستنا. وجه الأب الشديد الحرص والقلق على حياة ومستقبل ابنائه. شبابنا متعطش لسماع كلمة الحياة، كلمة تشجيعية، كلمة تعيد اليهم الثقة، وتشجعهم على ان يكونوا مواطنين احرارا مسؤولين في قلب أمة تنشد لهم السلام والعمل وامكانية العيش بكرامة لكي يتمكنوا من توظيف قدراتهم في خدمة مجتمعهم".

أضافت: "ان حضوركم بيننا هذا الصباح يقدم لطلابنا فرصة الاستماع اليهم والتعبير عن احترامهم وحفاوة ترحيبهم ولكن بالأخص تشجعيهم واسداء النصائح لهم. وهذا هو من اولويات اهتماماتنا في التربية في مدرستنا العائلة المقدسة، ففي الواقع مشروعنا التربوي يهدف الى استكمال التعليم الاكاديمي من خلال انشطة مدرسية وغير مدرسية، ثقافية رياضية فنية من دون ان ننسى الأهم وهو ايلاؤنا الأهمية الكبرى للبعد الروحي لمشروعنا الهادف الى تحويل مدارسنا الى امكنة تشجع اللقاءات الفردية والجماعية مع يسوع المسيح وذلك من خلال اعتمادنا الوسائل الخاصة بهذا البعد وهي التعليم الديني والحياة الليتورجية العميقة والقيم المسيحية".

وختمت: "لقد تأسست مدرستنا في العام 1898 وهي تستقبل الاولاد والشباب من صفوف الروضة الى الصفوف الثانوية. في البدء كانت تستقبل الإناث فقط ولكن منذ العام 2000 تحولت الى مدرسة مختلطة. لقد تمكنت مدرستنا من ان تسلك في التعقيدات اللبنانية عن طريق تأقلمها وتطورها وثباتها في الحفاظ على دعوتها الاساسية وهي تربية مسيحية تتميز بالاحترام المطلق للواقع الاجتماعي الثقافي للطلاب واستقبال كل الأوجه الدينية والاجتماعية مع ايلاء اهمية خاصة الى كل الذين يمرون بصعوبات. وميزة مدرستنا بكل بساطة ان رسالتها تتخطى الاطار التعليمي الكلاسيكي لكي تتأقلم مع حاجات شبابنا اليوم، لذلك لم تفقد رسالة راهبات العائلة المقدسة شيئا من آنيتها وهي منفتحة على الجميع ومنتبهة للجميع ومنطلقة نحو العالم".

فيلم وهدية

ثم عرض فيلم ايقونة القديسة اميلي دو رودا، قدمت بعده خير الله هدية تذكارية الى البطريركي الماروني عبارة عن أيقونة القديسة اميلي من تنفيذ الراهبات المحصنات في حريصا، وقدم الطالبان سارة نجيم وجان جول صروف عرضا لقصة تأسيس الحركة الإميلية الإجتماعية الوطنية MESC ملتمسين بركة الراعي.

منصور

وأكدت الأخت ميشلين منصور من مكتب راعوية الشبيبة، على "أهمية مبادرة البطريرك للقاء التلامذة لأنهم يمثلون نبض الحياة، فهم المستقبل الذي تبنى عليه اوطان تحترم مواطنيها وتحترم كرامتهم البشرية".

حوار

وبعد عرض وثائقي عن الراعي ومقتطفات من اقواله قبيل اعتلائه السدة البطريركية، بدأ اللقاء الحواري الذي دام نحو الساعة ونصف الساعة، رد خلاله الراعي على عدد من الأسئلة أبرزها: كيف يعرف البطريرك عن نفسه لشباب الألفية الثالثة، ولم هو مستهدف في وسائل التواصل الإجتماعي، وكيف يتعاطى مع التحديات التي تواجهه، فأجاب موضحا ان "لقب البطريرك يعني أب الكنيسة المارونية ورأسها، ولقب صاحب الغبطة ينسب لشعبه وليس لشخصه".

وعرض سيرة حياته، مركزا على طابع "الجدية الذي اتسمت به مختلف مراحل عمره". وقال: "يجب أن يعتمد شبابنا على الجدية بشكل اساسي في حياتهم وان يكونوا مستعدين دوما للحظ فهم يتأسسون في المدرسة ولكن الحظ ينتظرهم خارجها، فليكونوا جديين ومستعدين".

وعن الصعوبات في حياته، أكد على قناعته في ان "الإنسان لا ينمو ولا ينضج من دون صعوبات"، وقال: "ملجأي الوحيد كان القربان المقدس والعذراء مريم".

وعن إستهدافه في وسائل التواصل الإجتماعي، أشار الى أن "هناك شرا في العالم وهناك سياسة ايضا". وأسف للطريقة التي "تعمل من خلالها هذه المواقع مستخدمة الشر من دون حدود"، داعيا "الشبيبة ولا سيما الحركة الإميلية التي تأسست حديثا الى ان تلعب دورها في هذا الإطار وتنشر على هذه المواقع كل النشاطات واعمال الخير التي تقوم بها". وقال: "لبنان ارض قديسين ولا يزال ينبت قديسين حتى اليوم، وعملنا هو الإبتعاد عن هذه الشرور والوصول الى شبابنا حول العالم مستخدمين التقنيات نفسها ولكن للخير. ان الشبيبة هم حراس الفجر كما وصفهم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني".

وفي المحور الثاني تركزت الأسئلة حول وجود الشباب المسيحي في الشرق وتشجيع الكنيسة لهم، فكان رد البطريرك ب"ضرورة التمسك بالأرض والتسلح بالجدية لمواجهة الحروب الإقتصادية واللاايمانية والحرية غير المحدودة". وقال: "لنحافظ على تضامننا ووحدتنا قدر الإمكان. ومواجهة الصعوبات لا تكون بطلب تأشيرة الى الدول الغربية فأوروبا تهدمت ولكن شعبها بناها من جديد وحافظ عليها، وعلينا الحفاظ على بلدنا".

وشدد الراعي على "ضرورة انخراط الشباب في المؤسسات العسكرية والأمنية ومؤسسات الدولة وان يتحلوا بالمواطنية"، وقال: "أجدادنا عانوا الامرين من اضطهاد وتنكيل وقتل ولكنهم ضحوا ليحافظوا على لبناننا وكل قيمة لبنان هي انكم انتم شبيبته".

أضاف: "من هنا نوجه تحية لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي تحدث عن الفساد عندما زرناه في بعبدا، واشار الى ان الفساد مستشري في لبنان لذلك عليكم ايها الشباب ان تغيروا وان تعملوا للقضاء على الفساد لذا يجب ان تدخلوا الى قلب الدولة. فنحن نريد اشخاصا مثلكم، يعملون من الداخل ولا يقفون غير مبالين".

وفي المحور الثالث حيث تم التطرق الى موضوع الزواج المدني والزواج بين المثليين، لفت الى ان "مرحلة الخطوبة هي مرحلة اساسية في حياة الشاب والفتاة لكي يتعرفا على بعضهما البعض وجمال الحب هو في ان يصلا انقياء الى الزواج امام المذبح لينطلقا معا في الحياة".

وقال: "الزواج هو تأسيس إلهي ووسيلة لحضور الله ونعمته في حياة الزوجين، وهو سر من اسرار الكنيسة يجب احترامه. والكنيسة ليست ضد الزواج المدني ولكنها ضد فرضه على المسيحيين في لبنان فقط، فإذا ما اقر يجب ان يشمل تطبيقه الجميع وليس فئة معينة. أما موقف الكنيسة من المثليين فهو موقف واضح وصريح، انه موقف احترام ومواكبة نقف الى جانبهم لنساعدهم ويستمر عملنا الرعوي معهم ولكنه زواج ضد الطبيعة البشرية".

هدايا

وفي الختام شكر الأب توفيق بو هدير للراعي تلبيته هذه الزيارة، مؤكدا على "وقعها واثرها في نفوس الشبيبة". واعلن وباسم البطريرك الماروني، عن تقديم هدايا تذكارية للطلاب تتضمن الإرشاد الرسولي ونص الشبيبة في المجمع البطريركي الماروني والكتاب المقدس.

ثم وقع الراعي على السجل الذهبي للمدرسة.