المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 تشرين الأول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.october04.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لَو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب

هؤُلاءِ هُمُ ٱلآتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلشَّدِيد، وقَدْ غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وبَيَّضُوها بِدَمِ ٱلحَمَل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سمير جعجع عملياً التحق بمحور الشر الإيراني- السوري/الياس بجاني

تغريدات متفرقة تحكي جريمة وخطيئة من رشح عون من السياديين ويسوّق له وهو أداة إيرانية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سعيد لـ بري: اعِد قراءة رواية Cyrano de Bergerac

راجعوا تاريخ ميشال عون قبل أن تتحمسوا لوصوله الى رئاسة الجمهورية/نوفل ضو/فايسبوك

بري للراعي: بين سلة للاشخاص وسلة الافكار اترك للتاريخ ان يحكم ايهما الدستوري والاجدى

علوش يكشف لـ«جنوبية» تفاصيل مبادرة الحريري تجاه عون/سهى جفّال/جنوبية

نصرالله: جماهيره الطائفية تفضحه/ريم الموسوي/جنوبية

ماذا لو فعلها سامي الجميل؟

كيروز لطرد السفير السوري وتسليم الضابطَين

بكركي لا يمكن أن تسلّم بسلب صلاحيات الرئيس... ولكن سيظل "للصلح مطرح" مع بري/حبيب شلوق/النهار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 3/10/2016

المكتب السياسي الكتائبي: إنقاذ الجمهورية لا يكون بالابتزاز السياسي وفرض المرشح الواحد

مجموعة لبنان الإنسان/نقلا عن صفحة خليل حلو/فايسبوك

فتفت: الحل في الملف الرئاسي من الداخل اللبناني

وفاة عنصرين من الدفاع المدني في رأس المتن بحادث سير

سلام عرض التطورات مع مقبل ودرباس وابراهيم واستقبل ميريام سكاف

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مظلوم: توقعوا بيانا مهما للمطارنة الأربعاء

سجال "السلل" يفتح درب الرئيس الحيادي وخطوط الاتصال بالخارج سالكة

بري يرد على الراعي وكاغ والحريري ينطلقان في مهمة "البحث عن الرئيس"

تركيـا تتوسـط لهدنة جديدة فـي سـوريا واليمن نحــو خطة السـلام

جنبلاط من فرنسا: ما العمل؟

 حسـاسية الوضع ودقـة المرحلـة تتطلبان رئيســـاً مسـتقلا حياديـاً/نصيحة الخارج للحريري: المرشح "الطرف" يضعف الاعتدال وينسف الاستقرار

"حزب الله" يدعم عون في الظاهر ويفضل رئيسا ضعيفا في الباطن والضاحية تبحث عن مرشح ثالث وهمّها "الضمانات" قبل الانتخاب

مـاذا وراء موقـف الراعـي الصـارخ مـن الســلة ورد بـري؟ وقطع الطريق على عودة معادلة الحكم السابقة والهيمنة على الرئيس

حوري: موقف الكتـلة النهائـي فـي ضـوء نتـائج المشـاورات و الحريري الى موسكو وانقرة... والرياض ليست على جدول الزيارات

صمت "حزب الله" وغموض موقف السعودية يؤخّران ترشيح عون والحريري ربح رصيداً كبيراً لدى جمهـور اكبر قوتين مسـيحيتين

الهبر: السلة تكبّل السيادة وتضعف الرئيس و الحريري يريد رئيسا ويسوّق خيـار عون

 الريّس: رغبة حقيقيـة في تجاوز الفـراغ و"اللقاء الديموقراطي" لن يكون حجر عثرة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

موسكو تترأس مجلس الأمن لبحث مصير هدنة حلب

أردوغان يكشف عن خطة لمنطقة آمنة شمال سوريا

السعودية: اعتماد "جاستا" يضعف الحصانة السيادية للدول

ما سر منع بيريز هجوما إسرائيليا على إيران؟

معارض من طهران: ما هو سر التحاق الإيرانيين بداعش؟

هل يسقط البرلمان المصري عضوية "نائب العذرية"؟

بالتفاصيل.. خطة تعويم الجنيه المصري حتى نهاية 2016 وتوقعات بقيام "المركزي المصري" بخفض قيمة الجنيه لـ 12.5 مقابل الدولار

معركة" وراثة عباس تتصدر المشهد الفلسطيني – الاسرائيلي

 "يو أس أي توداي": تصنيفات عرقية أميركية مثيرة للريبة

بوتين يدعو ألمانيا إلى الحفاظ على الشراكة مع روسيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

طريق عون لم تُفتح بعد وقد لا تُفتح/علي حماده/النهار

لا نريد هذا الرئيس/عقل العويط/النهار

بين "الثلث" و"السلَّة"/راشد فايد/النهار

الحريري يحرص على حلفائه ولن يشتبك معهم/محمد شقير/الحياة

لعدم الخلط بين “السلة” والتفاهمات/شارل جبور/ موقع القوات اللبنانية

انتخاب رئيس يُجيد "تدوير الزوايا" ليس في حاجة إلى اتفاق على "سلّة"/اميل خوري/النهار

هذا ما يريده الحريري من موسكو/جورج سولاج/جريدة الجمهورية

بكركي تنتفض... مِن الدفاع إلى الهجوم/جورج حايك/جريدة الجمهورية

هذا ما استفزَّ البطريرك/الان سركيس/جريدة الجمهورية

الكلمة السعودية «الضائعة»/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

 سلّتان: واحدة لتأمين نصاب وثانية لإطالة فراغ/وسام سعادة/المستقبل

اذا زار الجنرال عين التينة فسيسمع "السَلَّة السَلَّة" بري ليس ضد شخص عون "واسألوا جعجع إذا كان معه أم لا" "انتخاب الرئيس وحده لا يكفي... وعون في مقدم مؤيدي النسبية"/رضوان عقيل/النهار

لماذا «شيطنة» السعودية/خيرالله خيرالله/المستقبل

العجز الأميركي عن مغادرة الاستراتيجية نفسها يقفل الاحتمالات إلّا أمام ترك سوريا لروسيا/روزانا بومنصف/النهار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قليموس: نسعى لانتاج سلطة جديدة تعكس ارادة النـــاس والرابطة المارونية تطلق مشروع قانون الانتخابات النيابية غدا

حرب يتخوف من عون رئيساً: منفذ للشروط وفاقد للصلاحيات

طربيـه يرئس جمعية المصـارف إلــى الولايـات المتحـدة ووسلامة إلى اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد في نيويورك

الراعي يتلقى اتصالا من الجميل ويشن هجوماً على سلة بري: كيف يقبل مرشح الرئاسة بتعريته من مسؤولياته الدستورية والتقيـد بالدسـتور لالتـــزام بنـاء الدولـة القـــادرة

باسيل: سنتصدى لمن يحاول مد يده الى حصة المسيحي و"مطالبـنا ليسـت فئويــة ولا طائفيــة ولا حزبيــة"

العريضي في حفل توقيع كتاب "حصاد العمر": بديل الحوار الفراغ والقطيعة والمقاطعــة

الحاج حسن: لولا قتال حزب الله في سوريا لما كان لبنان ينعم بالاستقرار

بري تابع الاستحقاق الرئاسي مع زواره حرب: فليمارس الرئيس صلاحياته ولا نقيده بسلة

بري أحيا في المصيلح أولى ليالي عاشوراء /خليل كنعان: عالمنا يعيش ارهابا يتلطى بالاسلام

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لَو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب

إنجيل القدّيس متّى24/من31حتى44/:"قالَ الربُّ يَسوع: «مِنَ التِّينَةِ تَعلَّمُوا المَثَل: فَحِين تَلِينُ أَغْصَانُهَا، وتَنبُتُ أَوْرَاقُهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيفَ قَرِيْب. هكَذَا أَنْتُم أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُم هذَا كُلَّهُ، فَٱعْلَمُوا أَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ قَرِيب، عَلى الأَبْوَاب. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَزُولَ هذَا الجِيلُ حَتَّى يَحْدُثَ هذَا كُلُّهُ. أَلسَّمَاءُ والأَرْضُ تَزُولان، وكَلامِي لَنْ يَزُول. أَمَّا ذلِكَ اليَوْمُ وتِلْكَ السَّاعَةُ فلا يَعْرِفُهُمَا أَحَد، ولا مَلائِكَةُ السَّمَاوَات، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ. وكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوح، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان: فَكَمَا كَانَ النَّاس، في الأَيَّامِ الَّتي سَبَقَتِ الطُّوفَان، يَأْكُلُونَ ويَشْرَبُون، يَتَزَوَّجُونَ ويُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة، ومَا عَلِمُوا بِشَيءٍ حَتَّى جَاءَ الطُّوفَان، وجَرَفَهُم أَجْمَعِين، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان. حِينَئِذٍ يَكُونُ ٱثْنَانِ في الحَقل؛ يُؤْخَذُ الوَاحِدُ ويُتْرَكُ الآخَر. وٱمْرَأَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلى الرَّحَى؛ تُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وتُتْرَكُ الأُخْرَى. إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ في أَيِّ يَوْمٍ يَجِيءُ رَبُّكُم. وٱعْلَمُوا هذَا: لَو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب. لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَهَا."

 

هؤُلاءِ هُمُ ٱلآتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلشَّدِيد، وقَدْ غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وبَيَّضُوها بِدَمِ ٱلحَمَل

رؤيا القدّيس يوحنّا07/من09حتى17/:"يا إِخوَتِي، رَأَيْتُ فَإِذَا جَمْعٌ غَفِير، مَا كَانَ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحْصِيَهُ، مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ وقَبِيلَةٍ وشَعْبٍ وَلِسَان، واقِفُونَ أَمامَ ٱلعَرْشِ وأَمَامَ ٱلحَمَل، مُوَشَّحُونَ بِٱلحُلَلِ ٱلبَيْضاء، وَبِأَيْدِيهم سَعَفُ ٱلنَّخْل، وهُمْ يَهْتِفُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قائِلِين: «أَلخَلاصُ لإِلهِنَا ٱلجَالِسِ عَلَى ٱلعَرْشِ وَلِلْحَمَل!».

وكانَ جَمِيعُ ٱلمَلائِكَةِ واقِفِينَ حَوْلَ ٱلعَرْشِ وٱلشُّيُوخِ وٱلأَحْياءِ ٱلأَرْبَعَة، فَسَقَطُوا عَلى وُجُوهِهِمْ أَمَام ٱلعَرْشِ وَسَجَدُوا للهِ قَائِلِين: «آمِين! أَلبَرَكَةُ وٱلمَجْدُ وٱلحِكْمَةُ وٱلشُّكْرُ وٱلكَرامَةُ وٱلقُوَّةُ وٱلقُدْرَةُ لإِلهِنا إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين». فأَجابَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلشُّيوخِ وقَالَ لي: «هؤُلاءِ ٱلمُوَشَّحُونَ بِٱلحُلَلِ ٱلبَيْضاء، مَنْ هُمْ؟ ومِنْ أَيْنَ أَتَوا؟».

فقُلْتُ لَهُ: «سَيِّدي، أَنْتَ تَعْلَم!». فَقَالَ لي: «هؤُلاءِ هُمُ ٱلآتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلشَّدِيد، وقَدْ غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وبَيَّضُوها بِدَمِ ٱلحَمَل! لِذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ ٱلله، يَعْبُدُونَهُ في هَيْكَلِهِ نَهَارًا ولَيْلاً، وٱلْجَالِسُ عَلَى ٱلعَرْشِ سَيُظَلِّلُهُمْ بِخَيْمَتِهِ،فلا يَجُوعُونَ بَعْدُ، ولا يَعْطَشُونَ بَعْدُ، ولا تَلْفَحُهُمُ ٱلشَّمْسُ ولا شَيْءٌ مِنَ ٱلحَرّ، لأَنَّ ٱلحَمَلَ ٱلَّذي في وَسَطِ ٱلعَرْشِ سَيَرْعَاهُم، ويُورِدُهُمْ إِلى يَنَابِيعِ مِيَاهِ ٱلْحَيَاة، وسَيَمْسَحُ ٱللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم»."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سمير جعجع عملياً التحق بمحور الشر الإيراني- السوري

الياس بجاني/03 تشرين الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/03/46686/

نعم، عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإن الدكتور سمير جعجع التحق بمحور الشر الإيراني- السوري من خلال تحالفه وترشيحه لعون الأداة الإيرانية.

الدكتور سمير جعجع استنسخ 100% انقلاب ميشال عون على نفسه وعلى لبنان واللبنانيين والسيادة والدستور سنة 2006 عندما استسلم للشيطان ووقع في فخاخ تجاربه، ووقع ورقة التفاهم مع حزب الله وتنازل كلياً من خلالها عن كل ما هو لبنان ولبناني وحريات وتعايش، وباع دماء الشهداء وتضحياتهم ،ونكر وجود معتقلين ومخطوفين في السجون السورية، وذلك مقابل شهوة المال والسلطة والطمع الترابية الفانية، وعلى خلفية الحقد والكراهية وقلة الإيمان وخور الرجاء.

اليوم الدكتور جعجع مع احترامنا لشخصه ولتاريخه فقد ارتكب نفس الفعل ونفس الخطيئة ووقع ورقة تعاون وتفاهم ونوايا وتحالف مع عون، وعون لا يزال علناً وبوقاحة أداة تخريبية وإرهابية عند حزب الله، وعند أسياده في قصر المهاجرين وطهران.

بنود الاتفاق العشرة هي خدعة وكذبة وتحايل لأن عون لم يلتزم بأي منها، ولن يلتزم حتى لو أراد لأنه عاجز عن ذلك، بل على العكس يفاخر مع ربعه والأصهرة بكل ما هو نقيضها.

إن ترشيح جعجع لعون رئاسياً وتحالفه معه كما كان الحال الشاذ والمقزز خلال الانتخابات البلدية الأخيرة هو ذهاب جعجع سياسياً ووطنياً إلى عون وإلى أسياد عون، وليس العكس مهما تم تجميل الانقلاب القواتي المستنكر والخطيئة، تماماً كما فعل عون سنة 2006 عندما ألغى ذاته وكشف كذب ونفاق شعاراته وذهب إلى سوريا وإيران والضاحية والتحق بهم وبمشروعهم الإرهابي والمذهبي الملالوي المعادي للبنان الكيان والرسالة والإنسان وللعرب.. وهم لم يتغيروا ولم يتبدلوا.

يشار هنا أن السياسي أو الحزب القوي هو من يمثل آمال وتطلعات ومستقبل ووجدان وضمير وتاريخ وأمن وحرية وأمان أهله ويخاف على مستقبلهم ولا يبيعهم ولا يتاجر به... بل يبذل نفسه من أجلهم.

من هنا فإن نواب عون كافة هم ودائع للقومي وللبعثي ولحزب الله ولأصحاب الأموال بمن فيهم الصهر جبران الذي اشترى خلال 11 سنة عقارات في منطقة البترون ب 20 مليون دولاراً، في حين بلغت ثروة عون وخلال نفس الفترة الزمنية 100 مليون دولار كما أكدت تقارير بنكية موثقة نشرت منذ عدة أشهر ولم يقاربها عون لا سلباً ولا إيجاباً ولا حتى كانت عنده الجرئة لنفيها.

وبالتالي فإن كل من هو غريب ومُغرب عن المسيحيين في لبنان، أكان جعجع أو عون أو غيرهما ومتخلي عن ثوابتهم اللبنانية والتاريخية فهو لا يمثل المسيحيين عموماً ولا الموارنة تحديداً. .. ولا هو قوي ولا من يحزنون.

عون باع قضية لبنان والتحق بمشروع محور الشر السوري الإيراني وقدس سلاح حزب الله في ورقة تفاهمه معه ويساند الدويلة ضد الدولة ومشروع الإمبراطورية الفارسية ضد لبنان وكل الدول العربية.

من هنا فإن عون ليس قوياً في تمثيله المسيحيين كما يُشيع زوراً ونفاقاً، وهو عملياً وإيمانياً وتطلعات لا يمثل المسيحيين في وجدانهم وضميرهم وتاريخهم وتطلعاتهم وفكرهم وثقافتهم وعمق إيمانهم ومحبتهم لوطنهم..

وعقلانياً، فإن كل من يرشح عون للرئاسة ويتحالف معه ويسوّق له رئاسياً مثلما فعل ويفعل للأسف د. جعجع يكون عملياً شريكه في كل ارتكاباته الوطنية والأخلاقية، وفي كل أخطائه وخطاياه المميتة، والأخطر شريكه له بالكامل في تحالفاته الإيرانية-السورية الإرهابية والمذهبية.

إن قضية لبنان واللبنانيين ووجودهم وهويتهم وتاريخهم ودورهم الحضاري ورسالتهم الإنسانية ليست أشخاص، بل الأشخاص هم من يتوجب عليهم أن يكونون خداماً أوفياء للقضية.. وفي حال تخلى الشخص كائن من كان عن القضية يفقد صفته التمثيلية ويُخرّج نفسه من وضعيته السيادية والاستقلالية.

الدكتور جعجع ليس قديساً ومعصوماً عن الخطأ والخطيئة، ولا غيره من السياسيين في لبنان هم كذلك، وبالتالي ليس بالضرورة كل ما يختاره هو خياراً صحيحاً ووطنياً.. وخياره لعون تحالفاً وترشيحاً يندرج في خانة الخطيئة المميتة، والجريمة الوطنية، خصوصاً وأن خلفيات الخيار الهجين هذا وكما بات يعرف القاصي والداني هي مصالح وأطماع شخصية وسلطوية وتقاسم نفوذ وأوهام لإلغاء الآخرين ورعب مرّضي من شخص سليمان فرنجية.. لا أكثر ولا أقل.. حبذا لو يعود جعجع إلى برنامجه الرئاسي ويقارن بين محتواه السيادي والإستقلالي والوجداني، وبين أفعاله وتحالفاته الحالية المناقضة كلياً لذلك المشروع الذي على ما يبدو تناساه عن سابق تصور وتصميم في لحظة تخلي وضعف إيمان... نرجوا من القلب أن لا تطول!!

على من يؤيد جعجع أن يفرق بين الشخص والقضية، ويستفيق من غيبوبة عبادته وتقديسه الهرطقية، وأن يتواضع ويعترف بأن جعجع في وضعيته السياسة والوطنية الحالية أصبح كعون تماماً ملحقاً بالمشروع الإيراني وان نكر هذا الواقع الغارق فيه حتى أذنيه.

أما التحايل الإعلامي على المسيحيين من قبل جعجع وعون وربعهما وتصوير كل من يعارض تحالفهما المصلحي والسلطوي والملالوي على أنه ضد المصالحة المسيحية-المسيحية التي تمت بينهما مؤخراً، فهذا كذب ونفاق واستهزاءً رخيصاً وفاضحاً بعقول وذكاء وسعة علم ومعرفة المسيحيين.

في الخلاصة، إن المسيحي المؤمن لا يعبد الأصنام ولا الأشخاص.. وإنما الرب الواحد . ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ لأن الأشخاص كما كل البشر إلى زوال، أما لبنان وقضيتنا المقدسة وهويتنا وتاريخنا ودورنا فباقين ومن واجبنا الإيماني والوطني والإنساني الحفاظ عليهم دون هرطقات الغنمية والتزلم والهوبرة والجحود والغباء وعمى البصر والبصيرة.

نختم صرختنا الوجدانية والإيمانية ونقول للدكتور جعجع اتعظ وعد إلى ذاتك قبل فوات الآوان، ومعه ومع أهلنا المؤمنين نقرأ ما جاء في رسالة رسول الأمم، بولس إلى  أهل فيلبّي/03/17//21/04/01/:”يا إِخوَتِي، إِقْتَدُوا بِي، وٱنْظُرُوا إِلى الَّذِينَ يَسْلُكُونَ على مِثَالِنَا. فَكَثِيرٌ مِنْ أُولئِكَ الَّذِينَ كُنْتُ أُكَلِّمُكُم عَنْهُم مِرَارًا، وأُكَلِّمُكُم عَنْهُمُ الآنَ باكِيًا، يَسْلُكُونَ كأَعْدَاءٍ لِصَلِيبِ المَسِيح، أُولئِكَ الَّذِينَ عَاقِبَتُهُمُ الهَلاك، أُولئِكَ الَّذينَ إِلهُهُم بَطْنُهُم، ومَجْدُهُم في عَارِهِم، وفي أُمُورِ الأَرْضِ هُمُّهُم. أَمَّا نَحْنُ فمَدِينَتُنَا في السَّمَاوَات، ومِنْهَا نَنْتَظِرُ الرَّبَّ يَسُوعَ المَسِيحَ مُخَلِّصًا. وهوَ سَيُغَيِّرُ جَسَدَ هَوَانِنَا، فيَجْعَلُهُ على صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، وَفْقًا لِعَمَلِ قُدْرَتِهِ، الَّتي بِهَا يُخْضِعُ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيء.إِذًا، يَا إِخْوَتِي، الَّذِينَ أُحِبُّهُم وأَشْتَاقُ إِلَيْهِم، وأَنْتُم فَرَحِي وإِكْلِيلي، أُثْبُتُوا هكذَا في الرَّبّ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء”.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تغريدات متفرقة تحكي جريمة وخطيئة من رشح عون من السياديين ويسوّق له وهو أداة إيرانية

الياس بجاني/03 تشرين الأول/16

*الصلحة بين عون وجعجع امر جيد ولكن خطيئة وجريمة أن يتلطى جعجع وراء المصالحة لتمرير ترشيحه لعون واعتباره واعتبار ربعه أن من يعارض الترشيح هو ضد الصلحة..عيب!!

*الإعلامي العكاظي هو من يؤجر لسانه وقلمه وعلمة في المدح والقدح مقابل أثمان. كم من اعلامي لبناني سيادي سقط قناعه وتبين أنه عكاظي بامتياز..ربي احمي لبنان منهم.

*شخصية عون عدائية ومرّضة، كما أنه عقلياً يعاني من وهمي الأضطهاد والعظمة ولا يقدر عواقب افعاله وأقواله. غير مطابق للمواصفات الرئاسية.

*لم يعد مقبولاً من د.جعجع تحديداً السير في ترشيحه عون.. المطلوب منه التواضع والعودة إلى برنامجه الرئاسي وسحب ترشيحه لمن هو مناقض لكل ما جاء في برنامجه هذا.

*هل الحريري مدركاً لحقيقة كره بيئته السنية لعون؟ وإن لم يكن واعياً المطلوب توعيته وبسرعة قبل ارتكابه خطيئة ترشيح هذا المكروه والطروادي والإيراني.

*جولة جبران باسيل اليوم كانت تحريضية ومذهبية وتسوّق لحرب أهلية. كلامه ضد التعايش ويجب أن يكون بلاغاً للقضاء للتحقيق معه ورفع حصانته النيابية.

* ترى هل شعبي غبي وجاهل وهوبرجي وسطحي لهذه الدرجة ليستقبل جبران باسيل في الجبل ويصفق ويهلل وينحر الخراف له؟..

*هل شعبا غبي وجاهل لهذه الدرجة ليستقبل جبران باسيل في الجبل ويصفق ويهلل وينحر له الخراف ويرشحه البعض لغانس على خلفية نشاطه الوزاري. والله عيب.

*سرطان عون سمم العقول وشوهالمعايير الوطنية وضرب القيم والأخلاق وعهر السياسة وضرب كل ما هو ثوابت لصرحنا البطريركي الذي اعطي له مجد لبنان.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سعيد لـ بري: اعِد قراءة رواية Cyrano de Bergerac

المركزية- انشغلت الساحة الداخلية اليوم بردّ بكركي على موضوع السلّة وردّ عين التينة على الردّ الاول. فبعد قول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد "كيف يقبل اي مرشح للرئاسة الاولى ذي كرامة وادراك لمسؤولياته ان يعرى من مسؤولياته الدستورية بفرض سلّة شروط عليه غير دستورية وان يحكم كأداة صمّاء هذا اذا ما كان الامر للمماطلة في انتظار الوحي وكلمة السر من الخارج"؟ ردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري "عرّاب السلّة" باعتبارها الممر الالزامي لاستحقاق رئاسة الجمهورية، بالقول "اما انك اخفيت مما اعلنت فإني اعلن ما اخفي. بين سلّة للاشخاص التي اقترحتم وسلّة الافكار التي قدمتها في الحوار، اترك للتاريخ ان يحكم ايهما الدستوري وأيهما الاجدى دون الحاجة للمسّ بالكرامات، وكرامتنا جميعاً من الله". وتعليقاً على "سلّة الردود"، تمنّى منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد عبر "المركزية" على الرئيس بري بوصفه طالباً في مدرسة الحكمة سابقاً ان يُعيد قراءة رواية " Cyrano de Bergerac" الذي يؤكد فيها ان "انا امتلك الحق حتى اقول ان انفي طويل، انت لا تمتلك الحق ان تقول ان انفي طويل". واعتبر ان "مقاربة موضوع رئاسة الجمهورية من خلال حصرها بأربعة اسماء مقاربة غير موفقة، لكن رعاية طاولة حوار من خارج الدستور هي مخالفة دستورية موصوفة".

وتوقّع سعيد رداً على سؤال ان "يكون البيان الشهري الذي سيصدر عن اجتماع مجلس المطارنة الموارنة بعد غد الاربعاء مهماً في هذا الشأن".

 

راجعوا تاريخ ميشال عون قبل أن تتحمسوا لوصوله الى رئاسة الجمهورية

نوفل ضو/فايسبوك/03 تشرين الأول/16

في كل مرة نقول راجعوا تاريخ ميشال عون قبل أن تتحمسوا لوصوله الى رئاسة الجمهورية ينبري من يقول: تطلعوا الى الأمام ولا تقفوا في التاريخ...

طيب إذا كان هذا الكلام صحيحا، لماذا يطلب من المرشح الى أية وظيفة أو مسؤولية سجل عدلي؟ أليس للتأكد من أن ماضيه يسمح له بتولي المسؤولية؟ لماذا يطلب من المرشح لأي وظيفة سيرة ذاتية يستعرض فيها ماضيه؟ أليس لأن ماضيه يدل على حاضره ومستقبله؟ لماذا في كل دول العالم تفتح سجل الماضي لأي مرشح لأي منصب ولا يقال للناس دعكم من ماضيه؟ لماذا يسقط الناس المرشحين الذين تهربوا من دفع الضرائب مثلا؟ أو الذين فشلوا في إدارة ملف؟

يا جماعة إذا أردنا فعلا أن نكون حضاريين وإذا أردنا فعلا أن نستحق وطنا علينا إزالة الغشاء عن عيوننا !

*صحة التمثيل المسيحي لا تكون بعدد النواب فقط ... وإنما بعدد النواب الذين يحملون المشروع التاريخي الذي يؤمن به المسيحيون للبنان... يعني السيادة والحرية والإستقلال ورفض الدويلة داخل الدولة وربط لبنان بمحور المقاومة السوري الإيراني أو اي محور عربي أو إسلامي آخر ... لذلك ميشال عون هو آخر من يمكن أن يمثل المسيحيين ومشروعهم التاريخي للبنان!

*الى الذين يربطون المصالحة القواتية العونية بوصول عون الى رئاسة الجمهورية... لقد سبق أن تصالح المسيحيون مع وليد جنبلاط فهل المصالحة تبرر إبقاء وليد جنبلاط على التمثيل المسيحي في الجبل بأيديه؟ لماذا إذا نطالب جنبلاط برفع يده عن التمثيل المسيحي في الجبل؟ وهل الفصل بين مطالبة جنبلاط برفع يده عن التمثيل المسيحي والمصالحة خيانة؟ إذا لم تكن خيانة فمن حقنا الفصل بين المصالحة القواتية العونية وترشيح عون للرئاسة... أنا أعتبر أن سمير جعجع وكثيرين غيره يمكن أن يكونوا الأكثر تمثيلا للمسيحيين ليس فقط شعبيا وإنما والأهم من حيث تمثيلهم المشروع السياسي السيادي الذي يترجم رؤية المسيحيين للبنان ويرفض ربط لبنان بالمحور السوري - الإيراني في المنطقة! إذا كانت هذه المقاربة جريمة ... فلتكن ... لن أتراجع عنها ... وليشتم الشتامون... تعرفون الحق والحق يحرركم.

 

بري للراعي: بين سلة للاشخاص وسلة الافكار اترك للتاريخ ان يحكم ايهما الدستوري والاجدى

الإثنين 03 تشرين الأول 2016 /وطنية - أدلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، جوابا على ما صدر عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، جاء فيه: "أما انك أخفيت مما اعلنت فإني اعلن ما أخفي: بين سلة للاشخاص التي اقترحتم وسلة الافكار التي قدمتها في الحوار، أترك للتاريخ ان يحكم أيهما الدستوري وأيهما الاجدى من دون الحاجة للمس بالكرامات، وكرامتنا جميعا من الله".

 

علوش يكشف لـ«جنوبية» تفاصيل مبادرة الحريري تجاه عون

سهى جفّال/جنوبية/3 أكتوبر، 2016/انتهت الجولة الأولى للرئيس سعد الحريري في الداخل، أما وجهته الثانية فستكون في الخارج لجوجلة نتيجة هذه المشاورات. فهل سيعود الحريري بضوء أخضر سعودي وسلة متكاملة لانها ملف الشغور الرئاسي. بعدما أنهى الرئيس سعد الحريري جولته المكوكية الأولى بزيارة القيادات السياسية المحلية شملت امس رئيس الحكومة تمام سلام إضافة إلى لقاءين بارزين، واحد جمعه مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وآخر مع العماد ميشال عون، اضافة الى رئيس البرلمان نبيه بري، غادر الحريري البلاد للقيام بجولة ثانية للتشاور مع القوى الخارجية ذات الصلة بأزمة الرئاسة اللبنانية، وفي المقدمة روسيا حيث سيلتقي غدا (الاربعاء بوزير الخارجية الروسي سيرغاي لافروف، وضمن برنامج جولة الحريري زيارة تركيا والسعودية ودولٍ أخرى. وفيما اتصف الحراك الرئاسي للحريري بالغموض الذي لفه تسريبات حول مضمون لقاءات الحريري التي تتحدث عن امكانية سير المستقبل بترشيح عون للرئاسة، من المتوقع أن تتضح نتائج تحركه بعد جولته في الخارج حيث من المنتظر أن يعلن الحريري موقفه النهائي، بشأن خياراته الرئاسية، إلى ما بعد المشاورات مع القوى الخارجية، التي ستبدأ من روسيا غدا ومن تم تركيا، وربّما تمتدّ إلى الإمارات ودول عربية أخرى.

في هذا السايق، كانت رؤيا القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش تجاه ملف الرئاسة التشاؤمية وفي حديث لـ “جنوبية” لم يرَ في سلسة تحركات ومشاورات الرئيس الحريري نتيجة ايجابية لانهاء ملف الشغور مؤكدا أن “رئاسة الجمهورية معلقة لمشيئة حزب الله ومرتبطة بحسب حصص ايران في هذه المنطقة”. وأضاف “لا شك أن تحرك الحريري فيه سعي لانهاء الفراغ الا أن النتيجة ضئيلة”. وفيما يتعلّق بزيارة رئيس تيار المستقبل إلى موسكو قال علوش إن “روسيا ليست حليفة ايران فروسيا تعمل لصاحها كما أن ايران لها وجهة نظر مختلفة ازاء ملف الرئاسة في لبنان والسياسة عموما في المنطقة”. وفيما يتعلق بالموقف الرسمي للسعودية حيال ترشيح عون أشار أنه ” لا مؤشرات إلى الآن حول وجهة نظر السعودية”. مستبعدا أن تكون السعودية في خانة المعطلين، مشددا أن “المعطلين باتوا معروفين من ضمنهم عون نفسه الذي لم يستطع اقناع فريقه بدواعي انتخابه”.

وفي محاولة لتقييم جولة الحريري الداخلية رأى علوش أنها “عرّت حزب الله أمام التيار الوطني والمسيحيين، لانها كشفت حقيقة مزاعم حزب الله الذي كان يتذرع بأن الحريري والمكون السني ضد وصول عون للرئاسة، فتحرك الحريري وضع النقاط على الحروف وبالتالي أكدت جولة الحريري أن امكانية تبني المستقبل ترشيح عون غير واردة “. وكشف علوش ان المستقبل “لن يعطل النصاب في حال تم الاتفاق على عون رئيسا الا انه لن ينتخبه”. إلى ذلك رأى علوش أن “مسألة السلة هي حجة لمنع انتخاب رئيسا للجمهورية”، مؤكدا أنه “لو فعلا حزب الله يريد انتخاب رئيس لكان سهل الطريق أمام عون ولم يقترح مشروع السلة من الاساس”. وفي سؤالنا حول ما أهمية مساعي الحريري في ظل اصرار حزب الله على التعطيل قال إن “الحريري يبذل مساعي لمحاولة ايجاد فرص لرفع احتمالية انتخاب رئيس”. مضيفا “الحريري بذلك يثبت ايضًا انه بريء من دم التعطيل”.

 

نصرالله: جماهيره الطائفية تفضحه

ريم الموسوي/جنوبية/3 أكتوبر، 2016/من أصدق، الوحدة الإسلامية لدى نصرالله ام تصرف جمهوره على الأرض الذي يردح ويردد شعارات طائفية؟ السيد حسن نصرالله شدد  أمس في أول ليلة من ليالي عاشوراء على الوحدة الإسلامية. تصرفات حزب الله في الشارع مختلفة تماماً عن الصورة التي حاول نصرالله تظهيرها.  نصرالله قال ليلة الأمس في مستهل كلامه بمناسبة عاشوراء أن الأمة الإسلامية يسعى البعض إلى تقسيمها مذهبياً. أشار إلى أن التكفيريين الموغلين في القتل والتدمير والسبي والذبح سيحاربون عبر نهج الحسين بن علي. ما يحصل في الأيام الأولى لعاشوراء والأسلوب الفج والمتطرف لبعض الشيعة لإظهار ولائهم للحزب تشير إلى ما هو أبعد بكثير مما جاء في خطابه. بعض الشيعة في لبنان يريدون توجيه كلمة تحذيرية للجهة الاخرى بحيث ترفع رايات عليها يا لثارات الحسين فيغلب التهديد والوعيد على المشهد. الأحياء في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع مشدودة إلى الثأر الديني، في سريالية لا واعية مملوءة طائفية وتنذر بقرب قيام الحرب. تتناقل صفحات ووسائل التواصل الإجتماعي صورة يقال أنها من احد القرى في سوريا التي يسيطر عليها حزب الله ومعه المليشيات الشيعية السورية والعراقية. في احداث اخرى داخل بيروت العاصمة، يتجول الجمهور المأخوذ بالسخونة الطائفية والثأر في سياراتهم داخل المناطق السنية، يجتازون بربور، يمرون داخل الشوارع في رملة البيضاء، ويعبرون على جنبات منطقة طريق الجديدة. يرفعون صوت اللطميات كي تبدو صارخة داخل المحاذير والكوارث المترتبة عن الإستعلاء الطائفي.

جمهور حزب الله

جمهور حزب الله يتباهى طائفياً. يحمل الرايات السوداء ويضعها على سطوح الأبنية المجاورة للمناطق التابعة لغير الشيعة، كي يقولوا هنا خطوط التماس وهنا الحرب. صور لعشرات الرايات تنتشر على قمة جبل في القلمون السوري الذي غزاه الحزب قبل سنتين وطرد سكانه من بلداته، مكتوب عليها يا حسين ويا لثارات الحسين، الصورة العاشورائية هذه يحاول نصرالله إخفاؤها. الخطاب المزدوج لنصرالله في محاولته تبرير تدخله من اجل حماية الإسلام من التكفيريين والعدو الإسرائيلي والشيطان الأميركي، يتناقض تماماً مع الوضع المغاير على الأرض. جمهور حزب الله يرفع شعار يا لثارات الحسين لأنه معبأ طائفياً، ونصرالله يفهم ذلك جيداً، ويذكرهم أنهم شيعة في أكثر من خطاب وعلى رأس تلك الخطابات، عبارته الشهيرة “نحن شيعة الحسين، لن نتخلى عن فلسطين“. جمهور حزب الله ضحية تناقضات السيد، حبذا لو يعلن لهم صراحة في يوم من الأيام على أنهم جمهور طائفي، سيرتاح نصرالله ويفهم جمهوره الغفير أنه ليس مصاباً بإنفصام سياسي.

 

ماذا لو فعلها سامي الجميل؟

خاص جنوبية 3 أكتوبر، 2016/منذ أن عمّ المواقع والصفحات نبأ زواج رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بإبنة طرابلس الدكتورة كارين تدمري كنسياً، والعنوان العام لهذا الزواج الذي سوّقت له بعض وسائل الإعلام "طائفي"، ليعطي بعض المدّعين لأنفسهم الحق في انتقاد كارين وقرارها، وانتقاد هذا الزواج من اصله، ولكن هذا الصوت الشاذ، طرح تساؤلا جادا ومنطقيا، لماذا لم يتزوج سامي الجميل مدنياً؟ ولماذا تعمدت كارين؟ قد تتفق مع النائب سامي الجميل، وقد تختلف معه، فيما يتعلق بالسياسة، ولكنك لن تستطيع مع ذلك إغفال مواقفه التي تعكس هواجس الشباب وطموحاتهم بالتغيير، كما لا يمكنك إلا أن تحترم تطلعه للخروج من نطاق المحاصصة المسيحية – الإسلامية في الحكم، إلى اللا-طائفية والدولة المدنية. الجميل الذي أثبت على الرغم من التحفظ على بعض الأداء الذي يدرجه على قائمة (#كلن_يعني_كلن) وعلى التوريث الذي أوصله لرئاسة الحزب، أنّه يملك خطاً سياسياً حداثوياً، فتمايز، ليس لأنّه ابن “الشيخ” _الذي لولاه ما كان ليصل_، ولكن لأنّه “سامي”، على خلاف أقرانه من ورثة العرش والطبع وآلية الحكم ومفتاح الخزينة، إذ لم يكن نائب الكتائب نسخة مقتبسة عن أبيه وإنّما أثبت أنّه صاحب خط سياسي غير متنكر لعائليته ولكن مستقل بمواقفه، لدرجة فصل أكثر الحزبيين قرباً من الرئيس أمين الجميل سجعان قزي.

إلا أنّ اللافت أنّ أفكار الجميل لم تحضر في عرسه، إذ كان من المتوقع لدى العديد أن يتزوج النائب مدنياً، ليشكل حالة تعكس التجدد الذي يطرحه جيل الشباب. بالطبع الجميل ليس الحالة الأولى بالزواج المدني، وإنّما هناك في لبنان العديد من هذه الزيجات التي عقدت بقبرص او سواها والتي تضمنت أسماء ذات شهرة ومكانة في الأوساط المختلفة، كما أنّ الزواج المدني في العموم ليس “تابو” لبناني، فالتحفظ عليه من المؤسسات الدينية بينما المدنية تقبل به وتؤيده.

الجميل ليس الأوّل كما أسلفنا، ولكنّه كان سوف يشكل فارقاً من موقعه السياسي الشبابي، وخطوة كهذه منه كانت سوف تعكس تأكيداً لا خلاف حوله على انفتاحه المطلق، وعلى قبوله بكل ما هو يحفظ حرية الأخر وحريته. من جهة ثانية الجميل الذي يدعم هو وحزبه الزواج المدني وينظرون إليه بإيجابية ويؤيدون إقراره، كانوا أمام فرصة لدعم هذا الزواج الذي لا يتبناه القانون اللبناني، فيبقى غير مسجل ممّا يكبد العديد عناء السفر إلى قبرص لعقده، بالفعل لا بالقول. إذ تتساءل شياطيننا الفضولية في هذا السياق، ماذا لو تزوج سامي مدنياً وفي لبنان؟ ماذا لو تحدى كلّ العوائق التي تعلق تسجيل العديد من الزيجات المدنية التي واجهت سلطة القانون، والتي ما زال أبناؤها حتى اللحظة دون تسجيل؟ ممّا لا شك به أنّ زواج رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مدنياً في لبنان، كان سيشكل حافزاً لإقرار القانون أو لتحريكه كأقل الإيمان، إذ أنّ الشخصية السياسية – الحزبية ليست كما المواطن العادي، ودعمها له في مطالبه وحقوقه هو التغيير الذي يتفاخر به الجميل والذي احتجب عنه. الزواج الكنسي، هو زواجٌ مؤمن، وكارين تعمدت مسيحيا، وهذا ما نحترمه، فخيارها وقرارها هو ملكٌ لها. ولكن، الحدس المراقب ينظر لهذا الزواج في شكله وطقوسه، الهدف منها إرضاء العائلة والشيخ والطائفة، فكارين ما زالت على دينها وسامي لا يريد منها أن تغيّره لأجله، هو أحبّها لأنّها “هي” وهي كذلك، وكل ما دون ذلك هو قشور بالنسبة للعاشقين والزوجين. الجميل هرب من المجتمع من الأسرة، ومن ابيه حتى، وكارين الفرنسية في نشأتها لم يبعدها عنه نصف ساعة تمثيل، دخلت إلى الكنيسة فتعمدت وقالت نعم.

ابتسم “العم”.. صفق الحزبيون، العروسان يضحكان في سرّهما “سخرنا منكم .. الحب انتصر”. ظلّ واحد بقيَ يبكي، ويئن، هو ظلّ التجدد.. والتغيير.. وهناك أبناء الزواج المدني يقفون “آه لو فعلها سامي”.

 

كيروز لطرد السفير السوري وتسليم الضابطَين

النهار/4 تشرين الأول 2016/طلب النائب ايلي كيروز من الحكومة أن "تتخذ القرار الطبيعي وهو طرد السفير السوري من لبنان وإلغاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري الذي يمثل ازدواجية مع التبادل الديبلوماسي القائم، وإلغاء معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين التي أقرت خلافاً لمبدأ الندية في التعامل". كلام كيروز جاء خلال لقاء حاشد نظمته مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" في الشمال للمطالبة بتسليم الضابطين السوريين محمد علي علي وناصر جوبان اللذين صدر بحقهما القرار الاتهامي بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس. وكانت "القوات" نظمت مسيرات سيارة جابت مختلف الاقضية الشمالية، واقيم لقاء في "قاعة سان شارل" في كوسبا تحت عنوان "سلموا ضباط الإجرام فوراً"، حضره، الى رئيس واعضاء دائرة الشمال، النائب كيروز ومسؤولون قواتيون ومحازبون. وتحدث كيروز معتبراً "ان النظام السوري لم يخرج من لبنان بإرادته، أو وفقاً لقناعته، إنما خرج مرغماً، وهو يجهد منذ سنوات، وعلى رغم حربه الداخلية، للإنتقام من الإستقلاليين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين". وقال: "إن تفجير المسجدين يعيدنا الى تفجير إرهابي آخر حصل في 27 شباط 1994، وتمثل بتفجير كنيسة سيدة النجاة يوم الأحد وقت الصلاة على غرار تفجير المسجدين يوم الجمعة وقت الصلاة. يوم أراد النظام السوري مع رجاله اللبنانيين من الطبقة العسكرية والأمنية إتهام القوات بالتفجير كي يفجر القوات اللبنانية في الوجدان المسيحي (...)".

 

بكركي لا يمكن أن تسلّم بسلب صلاحيات الرئيس... ولكن سيظل "للصلح مطرح" مع بري

حبيب شلوق/النهار/4 تشرين الأول 2016

لم يكن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ليتخذ الموقف الذي أعلنه الأحد وقلب فيه كل المقاييس، لو لم يكن وصل الى نقطة عدم ثقة بكل المتعاطين بالملف الرئاسي، ولاسيما منهم الذين يأخذون في الحسبان "مواقف إقليمية"، وبالتالي لو لم يكن "قطع الأمل" في كل ما تبقى من قيم وحرية، وبات يدرك - وفق اقتناعاته - ان "معظم المواقف السياسية هي نتيجة مصالح آنية وأن المصلحة الوطنية هي في خبر كان". وتذهب أوساط كنسية وسياسية مسيحية إلى الجزم بأن "مواقف الشركاء في المواطنة باتت لا تراعي العيش المشترك، والدليل أن مَن يتشدّقون بالدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية أضحوا غير مبالين بالمشاركة أو أنهم "لا حول لهم"، وبالتالي فإن رئاسة الجمهورية وانتخاب رئيس والمشاركة المسيحية - الإسلامية ليست موضع اهتمام، وان القيادات التي كانت لها اليد الطولى في الحفاظ على "الصيغة" يصحّ فيها القول "لا حياة لمن تنادي". من هنا كان الموقف الذي أطلقه البطريرك الراعي في عظة الأحد مثابة تحذير من أنه "طفح الكيل". وتضيف الأوساط نفسها أن البطريركية التي تكنّ كل احترام لرئيس المجلس أعطت الرئيس نبيه بري ثقة مطلقة، ومنها أطلق قبل أعوام كلامه الشهير الذي لم يرق كثيرين ومفاده ان السوريين سينسحبون قريبا من لبنان. ومن يومها لم يزر بكركي، ـوالحق ليس على بكركي ، انما لأن "الاستاذ" وفق المصادر نفسها أخذ حريته و"شطح اكثر من اللازم". وفي عودة إلى الموقف البطريركي الذي شكّل صدمة وفيه أعرب الراعي عن "تقديرنا الكامل وتشجيعنا للجهود الساعية الى انتخاب رئيس للجمهورية، والتي نرجو لها النجاح في اسرع وقت ممكن"، إلا أنهم "يتكلمون عن سلة تفاهم كشرط وممر لانتخاب رئيس الجمهورية". وسأل: "هل هذه السلة تحل محل الدستور والميثاق الوطني؟". وأضاف: "ان التقيد بالدستور، حرفاً وروحاً، وبالميثاق يغنيان عن هذه السلة. فإن كان لا بد منها فينبغي ان يوضع فيها امر واحد هو: التزام جميع الكتل السياسية والنيابية تأمين المصلحة الوطنية المشتركة العليا. اما الموضوعات الاخرى التي يريدون وضعها في "السلة"، ومن دون جدوى، فلا يمكن ان تطرح وتحل وتنتظم الا بوجود رئيس الجمهورية". وسأل: "ثم كيف يقبل اي مرشح للرئاسة الاولى، ذي كرامة وادراك لمسؤولياته، ان يعرّى من مسؤولياته الدستورية، بفرض سلة شروط عليه غير دستورية، وان يحكم كأداة صماء؟ هذا اذا ما كان الامر للمماطلة بانتظار الوحي وكلمة السر من الخارج!". بعاً لا يعقل ان الراعي يمكن ان يسلم بأن يسلب رئيس الجمهورية كل ما يملك من صلاحية، وهل "يبيع" في سلة الارث الماروني وخصوصا أن للبطريركية المارونية استقلاليتها وليست تابعة وظيفياً وموقعاً لأي موقع رسمي؟

ولكن الرئيس بري رد على الراعي: "بين سلّة للاشخاص التي اقترحتم وسلّة الافكار التي قدمتها في الحوار، اترك للتاريخ ان يحكم ايهما الدستوري وايهما الاجدى من دون الحاجة إلى المسّ بالكرامات، وكرامتنا جميعاً من الله".

وفي رأي غلاة المسيحيين وليس الموارنة منهم فقط، ان رئاسة الجمهورية هي الأساس لوجودهم "وإذا أراد المتزمتون عكس ذلك فليكن". ويضيف هؤلاء ان الموارنة لم يكونوا يوما أهل ذمة وبالتالي فانهم "أحرار" ولا يمكنهم الخضوع.

وتؤكد أوساط كنسية ان ما حصل حتى الآن وما يحصل من تحرك خارج إطار الحوار الشامل، في اتجاه المسيحيين من دون استمزاج رأيهم، لا يمكن ان يستمر ولا يمكن أن "نكون كمالة عدد "، وتسأل لماذا عدم استشارة المكوّن المسيحي عن الرئيس الذي يخرج من صفوفه إلى كل لبنان؟ ولماذا يتم تداول أسماء وحملها إلى القادة المسيحيين من دون معرفة رأيهم؟ ثم لماذا هذه "المسرحة" لجلسات انتخاب الرئيس والتي بلغ عددها 45 جلسة؟ ي أي حال، لن يصل الموقف من "سلة بري" إلى حدود القطيعة مع بكركي والمسيحيين عموماً، وبينهم الشريحتان السياسيتان البارزتان، إنما سيظل "للصلح مطرح"، وهذا ما يحرص عليه البطريرك ورئيس المجلس... وكل لسببه الخاص.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 3/10/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الطقس خريفي بكل المعايير الطبيعية والسياسية ومعه غيمة صيف فوق عين التينة وبكركي لا بد أن تنقشع ليعود الجو صافيا وقفا للسجال وانتظارا لبيان مجلس المطارنة بعد غد الأربعاء وانتظارا أيضا لنتائج زيارة الرئيس سعد الحريري اليوم لتركيا وغدا لموسكو التي تجري فيها منسقة الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ محادثات حول الرئاسة اللبنانية مع الإشارة الى أنها ستزور أيضا الرياض وطهران.

وفيما قال البطريرك الراعي بالإنتخاب الرئاسي دون شروط قال الرئيس نبيه بري بسلة الحوار لا الأشخاص وأكد حزب الكتائب أن إنقاذ الجمهورية من الفراغ لا يكون بالإبتزاز السياسي والمرشح الواحد ولا بتغيير القناعات سواء بالترغيب أو التهديد.

وبينما السياسة المحلية الراهنة بعيدة عن فن الممكن يستمر الوضع الإقليمي بالإنحدار الى درجة التقاصف الأميركي الروسي وكلام موسكو على انقطاع التعاون في سوريا.

وإذا كان لبنان يشهد ترديا في الوضعين السياسي والإقتصادي فإن تركيا تقول إن المنطقة التي أصبحت تحت السيطرة في شمال سوريا تزيد على التسعة آلاف كيلومتر مربع.

إذن غيمة في الخريف بين بكركي وعين التينة.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

ما كادت الحركة السياسية للرئيس سعد الحريري تنتقل من الداخل الى الخارج، بحثا عن مازق للاستحقاق الرئاسي، حيث يزور غدا موسكو، حتى ارتفع منسوب السجال الكلامي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على خلفية رفض البطريرك للسلة. فجاء رد الرئيس بري مذكرا البطريرك بأن هناك سلة اشخاص اقترحها، في مقابل سلة افكار – قال بري – انه اقترحها في الحوار؛ تاركا للتاريخ ان يحكم ايهما دستوري وايهما اجدى.

وبين الرد والرد على الرد حيز لوسطاء الخير الذين نشطوا على خط التهدئة ومن بينهم وزير الاتصالات بطرس حرب الذي زار بكركي وعين التينة واكد ان من يتحمل مسؤولية السلة هم من عطلوا انتخابات الرئاسة والذين منعوا اللبنانيين ومجلس النواب من انتخاب رئيس.

سياسيا، لقاءات ومشاورات لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام، قبل اتخاذ القرار بشأن عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع؛ في وقت رجحت بعض المصادر الوزارية عدم انعقادها.

اقليميا البارز اليوم تاكيد لمجلس الوزراء السعودي أن اعتماد قانون “جاستا” في الولايات المتحدة الأميركية يشكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي؛ آملا ان يتخذ الكونغرس الأميركي الخطوات اللازمة من أجل تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب على سن قانون “جاستا”.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

النار تحت الرماد بين عين التينة وبكركي اصبحت فوق الرماد، بدأت النار تخرج الى العلن منذ قال الرئيس بري لا رئاسة قبل الاتفاق على ما بعد الرئاسة، فكان مصطلح السلة، رد الكاردينال الراعي كيف يقبل اي مرشح للرئاسة الاولى ذو كرامة وادراك لمسؤولياته ان يعرى من مسؤولياته الدستورية بفرض سلة شروط عليه غير دستورية؟

لم ينتظر الرئيس بري، فضاعف من منسوب النيران في اتجاه بكركي، قائلا "بين سلة للاشخاص التي اقترحتم، وسلة الافكار التي قدمتها في الحوار، اترك للتاريخ ان يحكم ايهما دستوري" وكأن الرئيس بري يقول ان البطريرك الراعي سبق وقدم سلة اسماء وهذا غير دستوري، فبماذا سترد بكركي بعد غد الاربعاء حيث يصادف الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة؟ فهل يأتي الرد عبر البيان الشهري؟

على هامش السجال سجلت حركة مكوكية للوزير بطرس حرب الذي زار بكركي ثم زار عين التينة، فهل من وساطة قام بها لاخماد نيران السلتين؟ سجال السلة يأتي في الوقت الضائع من اليوم وحتى اخر هذا الشهر، وكأن هناك تخديرا سياسيا الى حين حلول الجلسة السادسة والاربعين، ولكن في الانتظار هناك تخدير من نوع اخر، ولا يقل خطورة، انه وكر الزعيترية.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

من دق الباب سمع الجواب، فجاء رد الرئيس نبيه بري على كلام البطريرك بشارة الراعي موجزا، لكنه واضح يميز الفرق بين سلتين، سلة حددت في بكركي الاشخاص المرشحين لرئاسة الجمهورية وسلة افكار قدمها الرئيس نبيه بري في الحوار الوطني.

رئيس المجلس ترك للتاريخ ان يحكم ايهما الدستوري وايهما الاجدى من دون الحاجة الى المس بالكرامات، فكرامتنا جميعا من الله قال الرئيس بري. القضية ليست جدلا سياسيا ولا دستوريا وانما هي حقائق ومعطيات اشار الى عناوينها رئيس المجلس، في ما ذهبت قوى لتحميل من عطل انتخابات الرئاسة مسؤولية السلة كما بدا في كلام الوزير بطرس حرب اليوم.

وبالانتظار لا جديد في سباق الساعات الماضية، التيار الوطني الحر ينتظر الكلام المباح للرئيس سعد الحريري، لكن حديث العماد ميشال عون سيسبق ما سيقوله الشيخ سعد المشغول بجولة خارجية اساسها محطتا الرياض وموسكو.

اهتمامات العواصم بقيت حول سوريا في ظل سباق على الارض نحو شمالها، الاتراك يريدون المساحة الحدودية آمنة والروس يحملون الاميركيين مسؤولية حماية معارضين مسلحين هم اقرب الى جبهة النصرة من الاعتدال الذي يسمون به زورا.

في ما كانت تطورات الميدان في حلب توحي بالسيطرة القريبة للجيش على كامل المدينة والتوسع في ريفها بعد التمدد الميداني الحاصل في كل الاتجاهات.

* مقدمة نشرة اخبار ال"ام تي في"

كانت الانظار مركزة على الجزء الخارجي من الحراك الرئاسي للرئيس سعد الحريري واذ بهجمة مفاجئة ينفذها الرئيس نبيه بري على البطريرك الراعي على خلفية انتقاد الاخير سلته الرئاسية.

وفي ما اكد قربون ان البطريرك يتكلم بالمطلق عن المفهوم الخاطئ للسلاسل من دون تخصيص اعتبروا ان بري تعمد التصويب على سيد بكركي ليصيب مبادرة الرئيس الحريري وذلك بافتعال معركة جانبية لقطع طريق العماد عون الى بعبدا وتحضيرا لتسويق المرشح الثالث.

وفي ما اكتفت القيادات المسيحية بالاستهجان ورفض طريقة تخاطب الرئيس بري غير المألوفة مع مرجعية روحية. تتوجه الانظار الى البيان الشهري الذي سيصدر عن اجتماع المطارنة الاربعاء وما اذا كان سيقفل السجال ام يوسعه.

في اليوميات الرسمية لا جلسة لمجلس الوزراء الخميس حتى الساعة ومعلومات عن نصائح قدمها حزب الله الى الرئيس تمام سلام بالتريث في الدعوة لان العوائق التي حالت دون انعقاد المجلس الاسبوع الماضي لا تزال قائمة ولمساعدة التيار الوطني الحر على هضم التعيينات العسكرية.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

ضربة بكركي في عمق السلة معركة سياسية نشبت على موقع الرئاسة ودفعت الوزير بطرس حرب إلى تفقد مكاني الاشتباك فتنقل بين الصرح وعين التينه مصرحا بصلاحيات غير مجتزأة وقال حرب: كنت وما زلت وسأبقى أرفض أن يمس الدستور وأن يعطل انتخاب رئيس الجمهورية وبالتالي أن يسأل الرئيس قبل أن ينتخب ماذا سيفعل وإذا كان حرب قد أدى دور الاستطلاعي بين المرجعيتين الدينية والسياسية فقد سبقه الرئيس بري ببرقية إلى بكركي توجه فيها إلى البطريرك الراعي بدعوى تمييز بين سلة للأشخاص وسلة للأفكار وترك للتاريخ أن يحكم أيهما دستوري من دون المس بالكرامات لكن وبعيدا من تبادل أطراف الرسائل المكتوبة والشخصية بين الراعي ورئيس المجلس فإن ما اقترفه بري من "سلال" وقوانين انتخابية وطاولات حوار قد دفع الرئيس سعد الحريري إلى طلب وصاية الخارج الإقليمي والدولي على الرئيس وبالإمكان توجيه سؤال واحد إلى رئيس المجلس: لو وافقت على الحل الذي أجمع عليه كل من الحريري وحزب الله وعون والقوات وسهلته الكتائب أما كان لدينا رئيس غدا؟

هل كان الحريري مضطرا إلى جولات خارجية تنتج رئيسا؟ فقبل الدستور هناك سيادة القرار الذي لا يريده اللبنانيون إلا مرتهنا مرة بوصاية القضاء الخارجي ومرات عدة بانتزاع القرار اللبناني وتغريمنا ثمن كلمة السر أما في الدستور فإن النبيه من المادة التاسعة والخمسين يفهم إذ تعطي هذه المادة رئيس الجمهورية الحق في تأجيل انعقاد مجلس النواب إلى أمد لا يتجاوز شهرا واحدا وليس له أن يفعل ذلك مرتين في العقد الواحد وإذا ما أضيفت صلاحيات رئيس الجمهورية هذه إلى الفقرة الرابعة من المادة الخامسة والستين في الدستور فإنها ستمكن رئيس البلاد من حل مجلس النواب إذا امتنع لغير أسباب قاهرة عن الاجتماع طوال عقد عادي أو عقدين استثنائيين متواليين وبتبسيط لهذه الصلاحيات فإنه سيحق لرئيس الجمهورية لو انتخب أن يحل مجلس النواب وهنا أصل السلة التي استحضرها بري لتعطيل وصول الرئيس لأن التمديد الثالث يتقدم وأي رئيس جمهورية ينتخب سيستعمل صلاحيته ويحل الممدد.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

أجمل ما في أشد الأزمات، أنها تكشف كل الحقائق والنيات وتخرج إلى العلن كل ما يكون مكتوما أو مستورا... لذلك يقال دوما أنه كلما تعمق مأزق، كلما دنت ساعة الحقيقة... والحقيقة في ما يشهده لبنان هذه الأيام، دقيقة حساسة وموسومة بأكثر من لغز وسر... مثلا: ماذا دار فعلا بين الرئيس الحريري وكل من محاوريه الأسبوع الماضي؟ ماذا يقصد الرئيس بري بالسلة؟ ماذا تتضمن فعلا... وهو من دأب على القول أنه "مع الحريري ظالما أم مظلوما؟!" وماذا سيفعل حزب الله حيال موقف بري، وهو من كان قد جاهر علنا، أن فكرة السلة إنما هي لإعطاء ضمانات للحريري. أما إذا كان العماد عون رئيسا فلا لزوم لأي سلة ولا لمن يخيطون بها... ثم ماذا سيكشف السجال الدائر بين عين التينة وكل من بكركي ومعراب؟ خصوصا أن بري اتهم سيد الصرح اليوم بأنه حاول تمرير سلة من أسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية... وذلك ردا على نسف البطريرك الراعي لسلة رئيس البرلمان، وهو ما أكدت معلومات لمحطتنا، أنه سيكون مادة رد حاسم في بيان مجلس المطارنة الموارنة بعد غد الأربعاء... علما أن العلاقة بين مثلث "الراعي بري وعدوان" تحديدا، تحمل الكثير من الأسرار... في كل الأحوال، عقارب الساعة تدور... وهي لن تتوقف عند قشة... ولن تظل شغالة إلى الأبد... أسبوعان اثنان هما الحد الأقصى ربما، لإنضاج التسوية وإقرارها... أسبوعان يبدآن غدا بكلام العماد عون على شاشة الـotv... أما الآن، فلنسمع ماذا يقول القريبون من بكركي، عن الرئاسة والسلة ومن يتسلون بها، في تقرير خاص ضمن نشرة الـ OTV.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

تعثر التدوير السياسي، فتوقف تدوير البلوتونيوم العسكري الروسي مع الاميركيين كما اعلن الرئيس الروسي، اما سبب التغيير عن المسلك المرسوم منذ العام 2000 باتفاقيات استراتيجية فتصرفات واشنطن غير الودية على ما قالت الخارجية الروسية..

خرج النزال بين الدولتين عن حدود التكتيك، ولن يعيد لجم الامور الا اتفاق جدي حول اخطر البقاع التهابا اميركيا وروسيا، اي سوريا التي تقاس اخبارها الميدانية اليوم بالموازين الدولية وليس الاقليمية فحسب..

اخبار جلها في كفة الحكومة السورية التي يسطر جيشها المزيد من الانجازات على جبهات حلب، والتي وثقتها كاميرا المنار اليوم داخل مستشفى الكندي الاستراتيجي..

في لبنان مستشفيات تتحكم بمصائر الناس من دون حسيب او رقيب، استراتيجيتها الاستهلاكية قتلت رسالتها الانسانية، ما ادى الى قتل الطفلة الفلسطينية إسراء مصطفى اسماعيل وجدتها وداد بداعي نفاد الاوكسيجين من احد مستشفيات الشمال..

اما الاوكسيجين السياسي الذي ضخ في الجسم اللبناني فلا زال فاعلا الى الآن رغم العوارض التي تصيب المشهد العام باختلاف في التعابير او التفاسير، على ان المجمل العام هو الانتظار بأمل انقاذ الرئاسة ومعها الوطن من سيف الوقت..

 

المكتب السياسي الكتائبي: إنقاذ الجمهورية لا يكون بالابتزاز السياسي وفرض المرشح الواحد

الإثنين 03 تشرين الأول 2016 /وطنية - توقف المكتب السياسي الكتائبي في بيان، إثر اجتماعه الدوري الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس جوزيف أبو خليل "عند المشاورات والحراك الجاريين تحت عنوان الخروج من الأزمة الرئاسية"، معتبرا أن "إنقاذ الجمهورية من الفراغ لا يكون بالابتزاز السياسي وفرض المرشح الواحد مقابل استمرار الفراغ والامعان في ضرب النظام الديموقراطي ولا بتغيير القناعات سواء بالترغيب او الترهيب، إنما عملية ملء الشغور تكون بالاحتكام الى الأصول الدستورية وتطبيق النصوص التي تحكم الحياة السياسية وفي حضور جلسات انتخاب الرئيس". وجدد رفضه "الواضح بعدم انتخاب اي مرشح يحمل مشروع 8 آذار". كما جدد مطالبته الحكومة ب"دعم مزارعي التفاح من خلال التعويض المباشر، نتيجة انعدام اسواق التصريف في ظل غياب خطة طارئة للحكومة وقصر نظر المعنيين باقتراب الكارثة التي اصابت الموسم"، داعيا الحكومة إلى "المباشرة فورا بالتعويض على المزارعين، وتحمل نفقات التبريد والايعاز لشركة ايدال بزيادة الدعم على التصدير والانكباب على وضع خطة واضحة لمعالجة هذه الازمة".

 

مجموعة لبنان الإنسان

نقلا عن صفحة خليل حلو/فايسبوك/02 تشرين الأول/16

اليوم الثلاثاء الساعة السادسة مساءً كما كل ثلاثاء منذ 5 أسابيع، ندعوكم لمشاركتنا في التجمع في وسط بيروت ساحة سمير قصير (مقابل مبنى النهار) مع مجموعة لبنان الإنسان مع كل من الوزير السابق إبراهيم شمس الدين والأستاذ شبلي الملاط والدكتور سعود المولى والدكتور أنطوان قربان والصحفي ميشال حاجي جورجيو والعميد توفيق الملحم وغيرهم من رجال الفكر والصحافة والقانون وعسكريين متقاعدين ومواطنين غيورين على لبنان وذلك لمطالبة نوابنا المقاطعين بإنتخاب رئيس جمهورية كما ينص الدستور في مواده 73 و74 و75 بوضوح والتي تقول أنه على السادة النواب إنتخاب رئيس فوراً وحالاً وحكماً. ندعوكم للوقوف إلى جانبنا للتعبير عن رفضنا لهذه الحالة الشاذة اللادستورية ولمطالبة النواب القيام بواجبهم تطبيقاً للدستور واحتراماً للشعب اللبناني الذي يعاني من كذب وعجز وسؤ نوايا المقاطعين

 

فتفت: الحل في الملف الرئاسي من الداخل اللبناني

الإثنين 03 تشرين الأول 2016 /وطنية - إعتبر عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - 100,3 - 100,5": "اننا امام معطى جديد وعلى الجميع أخذه بالاعتبار وبواقعية، لكن دائما من منطلق الثوابت الدستورية".وأوضح ان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري "سيلتقي في موسكو وزير الخارجية سيرغي لافروف، والشأن الخارجي اللبناني هو موضع اهتمام الدول الصديقة وتحديدا روسيا التي أصبحت ذات شأن في الشرق الأوسط ويجب التعاطي معها في كل الملفات، لكن الحل في الملف الرئاسي لن يكون من روسيا بل من الداخل اللبناني".

 

وفاة عنصرين من الدفاع المدني في رأس المتن بحادث سير

الإثنين 03 تشرين الأول 2016/وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عاليه رشيد زين الدين عن وفاة عنصرين من الدفاع المدني، كانا يتوجهان بآلية تابعة لمركز الدفاع المدني في رأس المتن لاطفاء حريق في حرج صنبور ببلدة بتيات. وأدى حادث الى انقلاب الآلية ومقتل ع. ع. ص.، وإصابة خ. غ. د. الذي نقل إلى مستشفى الجبل، وما لبث أن فارق الحياة.

 

سلام عرض التطورات مع مقبل ودرباس وابراهيم واستقبل ميريام سكاف

الإثنين 03 تشرين الأول 2016/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ظهر اليوم في السراي الكبير، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وتداول معه في الأوضاع الراهنة.

درباس

والتقى الرئيس سلام، وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات.

اللواء ابراهيم

كما التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وجرى بحث في الاوضاع العامة.

ميريام سكاف

ومن زوار السراي رئيسة الكتلة الشعبية السيدة ميريام الياس سكاف التي أوضحت أنها "وجهت الدعوة الى الرئيس سلام للمشاركة في القداس الذي سيقام لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الياس سكاف". وأشارت الى انها "تمنت على الرئيس سلام إيجاد حل لتسلم الدولة من المزارعين منتوج القمح لهذه السنة"

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مظلوم: توقعوا بيانا مهما للمطارنة الأربعاء

الاثنين 03 تشرين الأول 2016 /شدّد النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم على أن ما أدلى به البطريركي الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالأمس في عظة الأحد كان شديد الوضوح، معلناً، عبر وكالة "أخبار اليوم"، "توقعوا بياناً مهماً للمطارنة الموارنة يوم الأربعاء المقبل". داعياً الى قراءته بتمعّن، وتحديد الرأي منه. وهل هو شبيه ببيان المطارنة الموارنة العام 2000، أجاب مظلوم: لا أستطيع الإفصاح أكثر، بل انتظروا الأربعاء. واشار مظلوم أن الموضوع ليس فقط مسيحيين وحقوق المسيحيين، بل الموضوع هو الدولة اللبنانية وسبل بنائها على أسس صحيحة، والموضوع هو أيضاً الدستور الذي يجب أن يكون لكل اللبنانيين الذين بدورهم يطلب منهم احترامه. وبالنسبة الى المرشحين الى رئاسة الجمهورية، أكد مظلوم أن بكركي لم تختر أي مرشح بل على النواب أن ينتخبوا، أكان عدد المرشحين 4 أو 14 أو 40 أو 4000 ولو حتى كل الموارنة مرشحين. وشدّد على أن هذا هو دور النواب وليس بكركي اختارت أو بكركي رشّحت. وذكّر المظلوم بأن البطريرك الراعي لطالما دعا النواب الى التوجه نحو المجلس النيابي من أجل القيام بواجبهم وإنتخاب الرئيس. وسئل: هل كلام البطريرك بالأمس موجّه مباشرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طرح "السلّة المتكاملة"، أجاب: ليس لديّ ما أضيفه على الكلام الذي أدلى به الراعي، فهو كان واضحاً بشكل كافٍ. وختم: "ماذا يمكن أن نضيف أكثر مما قاله غبطته".

 

سجال "السلل" يفتح درب الرئيس الحيادي وخطوط الاتصال بالخارج سالكة

بري يرد على الراعي وكاغ والحريري ينطلقان في مهمة "البحث عن الرئيس"

تركيـا تتوسـط لهدنة جديدة فـي سـوريا واليمن نحــو خطة السـلام

المركزية- اخطر ما في الجديد الرئاسي المأمول منه خيراً على مستوى وضع حد لفراغ العامين ونيف، انه بدأ ينحو في الاتجاه الطائفي ويتخذ وجها بالغ الخطورة في ضوء سجال "السلل" بين بكركي وعين التينة. فبقدر الصدمة التي احدثها الموقف البطريركي من سلة رئيس مجلس النواب نبيه بري "كممر الزامي لرئاسة الجمهورية"، جاء رد بري مدوياً. ببضع كلمات لعب فيها، كما العادة، على الوتر الانشائي، مستخرجاً عبارات "التورية" ومستتبعاتها الفاعلة في قاموس اللغة ومتوجها الى الراعي بصيغة " المخاطب"، كشف بري عن سلة أشخاص اقترحها رأس الكنيسة المارونية واضعاً في مقابلها سلة افكاره في الحوار، وتاركا "للتاريخ ان يحكم ايهما الدستوري والاجدى، من دون الحاجة للمس بالكرامات"...

لا بيان مشتركاً: وسرعان ما تفاعل رد بري على البطريرك وفتح قنوات الردود من جهة والاتصالات لا سيما بين القوى السياسية المسيحية من جهة ثانية، لتحديد كيفية التعاطي مع هجمة بري السياسية على مرجعية روحية بحجم بكركي وما تمثل، بعدما اعتُبر البيان أقوى من المقبول، اذ جاء فيه ما حرفيته: جواباً على ما صدر عن البطريرك الماروني بشارة الراعي ادلى الرئيس نبيه بري بما يلي: "أما انك اخفيت مما اعلنت فأني اعلن ما اخفي: بين سلّة للاشخاص التي اقترحتم وسلّة الافكار التي قدمتها في الحوار، اترك للتاريخ ان يحكم ايهما الدستوري وايهما الاجدى دون الحاجة للمسّ بالكرامات، وكرامتنا جميعاً من الله."

وفي ما ترددت معلومات عن اتصالات سريعة بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ" لدرس سبل التعامل مع موقف بري " غير المنسجم مع الادبيات التاريخية في التخاطب مع المرجعيات الدينية، كما اوضح مصدر قواتي لـ "المركزية"، أكد ان "لا بيان مشتركاً سيصدر عن القوات و"التيار"، كما اشيع، للردّ على رئيس المجلس، كي لا يُعتبر "شبه اعتذار" من قبلنا، بل نكتفي بالمعلومات المتداولة عن اتصالات سريعة بين "القوات و"التيار" حتى لا نزيد "الطّين بلّة" ولا نرفع منسوب التوتر، لكن ما صدر من عين التينة مرفوض". وتوقّع المصدر ان "يضع البيان الذي سيصدر عن اجتماع المطارنة الموارنة بعد غدٍ الاربعاء، النقاط على الحروف ويصوّب البوصلة الرئاسية في الاتجاه الصحيح".

...ولا للسجال: وفي انتظار ما سيتضمنه بيان مجلس المطارنة الموارنة الشهري، وما اذا كان سيتضمن ردا على هجوم بري، علما ان مصادر كنسية استبعدت الدخول في سجال مع رئيس المجلس واكدت ان كلام الراعي حظي بما يكفي من مواقف الدعم والتأييد من أكثر من فريق، ام يكتفي بالموقف البطريركي ويثبّته في النص، تمنى منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد عبر "المركزية" على الرئيس بري، بوصفه طالباً في مدرسة الحكمة سابقاً، ان يُعيد قراءة رواية " Cyrano de Bergerac" التي يقول فيها "انا امتلك الحق لاقول ان انفي طويل، انت لا تمتلك الحق ان تقول ان انفي طويل".

التيار... لا للسلة: اما موقف التيار الوطني الحر المعني المباشر بالسلة وسجالها فيرفضها،كما أوضح عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق فادي عبود لـ "المركزية"، قائلا أن "ما يجري اليوم هو إلهاء للناس بالسلة. والموضوع بسيط جدا: إن كان الرئيس العتيد سيأتي مكبلا بشروط مسبقة تتعلق بالحكومة والحقائب، والمواقف المسبقة من كل عمليات الفساد الموجودة في البلد، ينتفي دور تكتلنا لأننا نعمل تحت عنوان التغيير والاصلاح. وتاليا، فإننا نرفض أي شروط مسبقة على الحقائب والمواقف ولا نستوعب طريقة طرح ما تحتويه السلة. غير أن هذا لا يعني أن باب الحوار والميثاقية ليس مفتوحا ليشعر كل إنسان أنه نال حقه. واعتبر أن الرئيس بري في رده اليوم أوضح أن المقصود يختلف عما فهمه البطريرك الراعي، والمهم أن ننتهي من لغة السلال.

جولة الحريري: في الموازاة، توقعت مصادر سياسية مراقبة ان تكون مواقف بكركي وما تلاها، اقفلت الباب على الجهود الرئاسية المبذولة في الداخل لانتخاب رئيس- طرف، وفتحته على رئيس- الحياد، بيد ان الحراك على الخط الخارجي انطلق بزخم مع توجه المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ في جولتها نحو العواصم المؤثرة في القرار الرئاسي اللبناني وهي حطّت بداية في ايران "الاكثر تأثيراً في الملف،على ان تنتقل منها الى السعودية فموسكو. من جهته، يوجه الرئيس سعد الحريري بوصلة حراكه من الداخل، المرتقب ان يستكمل فيه جولة على المرجعيات الروحية، الى الخارج حيث يبدأ غداً جولة مشاورات في عواصم القرار المؤثّرة في الملف اللبناني، يفتتحها بزيارة موسكو التي يتوجه اليها خلال الساعات القليلة المقبلة، للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

الى تركيا: واوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري لـ "المركزية" ان "الرئيس الحريري وبعد زيارة موسكو "قد" يتوجّه الى تركيا كما ابلغنا، الا ان اي زيارة الى السعودية ليست على جدول اعمال جولاته الخارجية الان"، لافتاً الى ان "رئيس "المستقبل" وعندما ينتهي من جولاته الخارجية والداخلية التي سيستكملها بزيارات لقيادات روحية، كالبطريرك الماروني ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، سيُطلع الكتلة على نتائجها ليُتّخذ في ضوئها القرار الرسمي والنهائي للتيار من الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما تفاهمنا عليه في الاجتماع الاخير للكتلة الثلثاء الماضي".

"بوم" جنبلاط: بدوره تحرك رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط نحو الخارج وحط أمس في باريس التي غرد منها عبر حسابه على تويتر، راسما طائر "البوم"، وسائلا باللغات العربية والانكليزية والفرنسية: "ما العمل"؟

موسم التشريع! على خط آخر، وجه الرئيس بري اليوم دعوة الى أعضاء هيئة مكتب المجلس لاجتماع يعقد الاثنين المقبل، 10 الجاري، للبحث في جلسة انتخاب أعضاء اللجان ومكتب المجلس والتشاور في موضوع عقد جلسة تشريعية، مع بدء العقد العادي خلال اسبوعين.

بين سوريا واليمن: على الخط الاقليمي، يزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو خلال الشهر الجاري، كما اعلنت وكالة "رويترز"، في وقت كشف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن انه سيطلب إجراء اتصال هاتفي مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك أوباما لبحث إمكانية تطبيق هدنة جديدة في سوريا.

اما على المحور اليمني، وعشية بدء مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ من الرياض جولة جديدة من مساعي السلام واجتماعه مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كلف «المجلس السياسي الاعلى» التابع للحوثيين في صنعاء، عبد العزيز صالح بن حبتور محافظ عدن السابق، بتشكيل حكومة انقاذ وطني جديدة. وكانت مصادر سياسية يمنية كشفت عن توجه ولد الشيخ إلى سلطنة عمان لعرض خطة سلام على وفد جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح تتضمن اقتراح هدنة لمدة ثلاثة أيام يعقبها استئناف المشاورات مع الجانب الحكومي، في وقت أكد الرئيس هادي تمسكه بأن تفضي الجهود الدولية إلى تطبيق قرار مجلس الأمن 2216.

 

جنبلاط من فرنسا: ما العمل؟

المركزية- وضع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على "تويتر" رسما لطائر "البوم"، وسأل باللغات العربية والانكليزية والفرنسية: "ما العمل"؟. وكان جنبلاط غادر امس بيروت متوجها إلى العاصمة الفرنسية باريس.

 

 حسـاسية الوضع ودقـة المرحلـة تتطلبان رئيســـاً مسـتقلا حياديـاً/نصيحة الخارج للحريري: المرشح "الطرف" يضعف الاعتدال وينسف الاستقرار

المركزية- في حين تخيّم الايجابية على الرابية حيث تؤكد أوساطها أن دعم الرئيس سعد الحريري لترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، بات مسألة وقت فقط، تلفت مصادر مقربة من "بيت الوسط" الى ان زعيم "المستقبل" بات منفتحا على كل الخيارات لوضع حد للشغور الا انه لم يحسم بعد توجهاته ولا يزال حتى الساعة على تأييده لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، في انتظار استكمال مشاوراته ليس فقط في شقها المحلي انما الدولي والاقليمي أيضا، وأولى محطاته في موسكو غدا، خصوصا ان ما سيسمعه الحريري في الخارج سيؤثر بلا شك في أي قرار قد يتخذه في المرحلة المقبلة "رئاسيا".

وفي السياق، تتحدث مصادر سياسية مراقبة لمسار الاستحقاق ولمساعي الحريري الانقاذية، عن قلق أو حذر، تركته المعلومات المتداولة عن قرب انتخاب العماد عون رئيسا، في أكثر من عاصمة غربية لم تتحمس لفكرة وصول شخصية محسوبة على فريق سياسي داخلي واقليمي الى قصر بعبدا، وقد استعجل مسؤولوها تصويب الاتصالات الجارية لبنانيا لانجاز الاستحقاق، بحيث لا تنحرف عن المسار الصحيح وتجرّ المواجهات الاقليمية مستقبلا الى ساحته الداخلية، فيما الحرص كبير على ابقائها مستقرة وفي منأى عن صراعات المنطقة.

المصادر توضح ان ثمة اصرارا غربيا على المحافظة على الأمن في لبنان وعلى تيار الاعتدال فيه، علما ان هذين العاملين مترابطان. ومعنى ذلك انه وفي ظل الاحتدام في المنطقة، والكباش الحاد بين المحور الايراني والمحور العربي بقيادة السعودية، من غير المحبذ انتخاب رئيس يمثل طرفا في الاصطفاف السياسي، سواء كان من 14 او 8 اذار، لان خطوة كهذه تعني انتصار فريق على آخر، الامر الذي يولّد احتقانا لدى الطرف الاخر قد لا ينحصر في النفوس وربما انتقل في الشارع، ما يهز الاستقرار ويشرّع لبنان أمام العواصف الاقليمية، وهو ما لا ترغب به أي من الدول الكبرى المنهمكة بملفات أخرى كثيرة.

والواقع هذا، تقول المصادر ان الرئيس الحريري خلال جولته الخارجية المرتقبة، قد يسمع نصائح بوجوب العمل على انتخاب رئيس مستقل من خارج الاصطفافات، يعمل على تفعيل عمل المؤسسات وتطبيق القانون واعادة إحياء المفاهيم السياسية والدستورية، ذلك ان وصول مرشح "فئة" الى السلطة، خصوصا اذا كان من 8 آذار، سيعرّض خط الاعتدال ولا سيما السني، لخضة قوية، ويسدي خدمة لتيار "التطرف". وهنا، تلفت المصادر الى أن قد لا يكون من مصلحة روسيا أولاً وايران من بعدها وتاليا "حزب الله" وصول رئيس طرف يحرّك العصبيات ويغذي الفتنة المذهبية والتطرف في لبنان فيما هي تسعى الى التصدي له في سوريا والعراق وغيرها من البلدان.

وعليه، تقول المصادر ان محصلة لقاءات الحريري المحلية والاقليمية قد توصله الى قناعة بضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت، لكن ليس أي رئيس، فالغرض من اتمام الاستحقاق ليس تعقيد المشهد اللبناني واضافة عامل مفجر اليه، بل تحصينه وتعزيز بنيانه في وجه الرياح الاقليمية. وتنطلق المصادر من السؤال الذي وجهه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى رئيس الحكومة تمام سلام في نيويورك وفحواه "لماذا لا تذهبون الى مرشح ثالث غير العماد عون وفرنجية طالما انهما عجزا عن تأمين النصاب؟"، ومن دعوة وزير الخارجية المصرية سامح شكري خلال زيارته لبنان الى انتخاب رئيس حيادي، لتؤكد ان المجتمع الدولي المدرك لحساسية الوضع اللبناني ودقته، يفضّل انتخاب رئيس حيادي مستقل، صونا للاعتدال من جهة وللاستقرار من جهة ثانية. فهل يعود الرئيس الحريري الى لبنان بهذا الجوّ فتطوى نهائيا صفحة انتخاب عون او فرنجية وتُفتح أخرى عنوانها الرئيس المستقلّ؟

 

"حزب الله" يدعم عون في الظاهر ويفضل رئيسا ضعيفا في الباطن والضاحية تبحث عن مرشح ثالث وهمّها "الضمانات" قبل الانتخاب

المركزية- فيما يتحرك الرئيس سعد الحريري محليا واقليميا ودوليا لمحاولة ايجاد مخرج للمأزق الرئاسي، تقول مصادر قيادية في 14 آذار لـ"المركزية" ان "حزب الله" لا يرغب في انجاز الاستحقاق الرئاسي في المدى المنظور ويسخّره لخدمة مصالح ايران في المنطقة، معربة عن خشيتها من أن يكون الثمن الذي تطلبه طهران لتحرير الرئاسة بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في منصبه في المرحلة المقبلة في سوريا. وفي دليل قاطع الى تمسك "الحزب" بوضعية الفراغ القائمة اليوم، تندرج مسارعة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى رفض أي انتخابات رئاسية لا تأتي ضمن سلة تفاهمات مسبقة، تشمل قانون الانتخاب والحكومة المقبلة وتركيبتها وتوزيع الحقائب فيها وبيانها الوزاري. فموقف عين التينة هذا، حسب المصادر، لا يمكن الا ان يكون منسقا مع الضاحية الجنوبية التي، وتفاديا للاصطدام المباشر مع "الرابية"، آثرت اسناد مهمة عرقلة جهود الحريري الى الرئيس بري، الى حين نضوج الضوء الاخضر الاقليمي الذي سيسمح بفتح الطريق الى قصر بعبدا. وعندها، تتابع المصادر، فان مرشح "حزب الله" الحقيقي لن يكون لا رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ولا حتى رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه. فاضافة الى "النقزة" التي تركها تبني رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح الاول وتأييد الرئيس الحريري الثاني، لدى الحزب، فان الاخير لا يريد رئيسا قويا. وعليه، فهو يبحث عن مرشح ثالث يكون "مطواعا" ولا يزعجه لا سياسيا ولا عسكريا، كما يرفض ان يعدّ انتخاب الرئيس العتيد انتصارا لبيت الوسط أو معراب. وتمضي المصادر قدما في تحليلها، فتؤكد ان "الحزب" ورغم دعمه الكلامي المطلق للعماد عون، الا انه ضمنا يفضّل رئيسا ضعيفا لا حيثية شعبية له. فهو، على حد تعبير المصادر، لم "يتحمل" مواقف الرئيس ميشال سليمان خاصة تلك التي أطلقها في أواخر عهده، علما ان الاخير لم يكن صاحب تمثيل وازن ولا يملك كتلة نيابية، فكيف يتحمّل أو يواجه تبعات أي موقف قد يتخذه رئيس جمهورية قوي في الشارع والبرلمان ومجلس الوزراء، لا يلتقي مع مصالح "الحزب" وتوجهاته؟ وليس بعيدا، تكشف المصادر عن اتصالات يجريها "حزب الله" مع اكثر من شخصية مارونية، بعيدا من الاضواء، سائلا اياها عن تصوّرها للحكم في المرحلة المقبلة. فما يهم "الحزب" ليس وصول مرشح معين الى سدة الرئاسة، بقدر ما هو ضمان مستقبله كفريق مسلّح وانتزاع مكاسب تعزز موقعه على الخريطة السياسية قد لا يستطيع الحصول عليها لاحقا خصوصا اذا تبدلت الظروف في المنطقة ولم تذهب الرياح كما تشتهي سفن محور "الممانعة". أما اذا كان الخيار سيرسو على شخصية مارونية قيادية، ولو كان اسمها العماد عون "الحليف"، فان "حزب الله" سيسعى الى محاصرته وتطويقه مسبقا بجملة شروط وقيود، فيصلَ الى قصر بعبدا "شاهدا" فحسب، لا لاعبا بارزا ومؤثرا في السياسة الداخلية. وللغاية، أوكل "الحزب" الى الرئيس بري طرح السلة الشاملة، فتُحسم قبل الانتخاب، الخطوط العريضة التي ستحكم العهد الجديد، بما يطمئن الضاحية، ويُحرَم رئيس الجمهورية من ابداء الرأي فيها، ومنها قانون الانتخاب وهويات من سيشغلون المناصب الرفيعة في الدولة من رئاسة الحكومة الى قيادة الجيش فحاكمية مصرف لبنان، فهل يرضى العماد عون أو أي مرشح رئاسي، بهذا الواقع؟ تختم المصادر.

 

مـاذا وراء موقـف الراعـي الصـارخ مـن الســلة ورد بـري؟ وقطع الطريق على عودة معادلة الحكم السابقة والهيمنة على الرئيس

المركزية- انحرفت الاضواء السياسية المسلطة على الملف الرئاسي منذ عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت من محور حراكه في اتجاه القيادات السياسية الذي اوحى بقرب نضوج الحل، الى محور سجال عنيف بين بكركي وعين التينة، فجره موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد برفضه السلة التي اكد عليها بري كممر الزامي للرئاسة، معتبرا انها مسّ بكرامة المرشح واختزال للدستور والميثاق. وسرعان ما جاء الرد القاسي على لسان بري مباشرة مؤكدا ان التاريخ سيحكم بين سلة افكاره وسلة الاشخاص التي اقترحها البطريرك.

امام هذا المشهد الذي سرعان ما تفاعل في الاوساط السياسية واستدعى موجة من الردود، تقول مصادر مسيحية في فريق 14 آذارلـ"المركزية" ان "سياسة الصيف والشتاء" لا يمكن ان تبقى قائمة في لبنان، وفي كل مرة يراد فيها انتخاب رئيس وتقترب "اللقمة من الفم" تعلو أصوات سائر القيادات، واضعة رزماً من المطالب والشروط وخصوصا من اقطاب فريق 8 آذار الذين يتحكمون باللعبة السياسية ويسهمون في شكل اساسي في عرقلة الانتخابات الرئاسية، مباشرة بمقاطعة نوابهم جلسات الانتخاب او غير مباشرة بايفاد بعضهم "كتلة التنمية والتحرير" مع ضمانة عدم توافر النصاب من خلال مقاطعة سائر نواب 8 آذار. وعزت تمسك بري بسلته الى ما وصفته برفض مطلق من "الثنائية الشيعية" لعودة المعادلة السنية- المسيحية التي لطالما ارتكز اليها الحكم في لبنان، لا سيما بعدما تقدمت الامور في اتجاه التقاء سني – ماروني، اولا مع ترشيح الرئيس الحريري النائب سليمان فرنجية، ثم ولما ثبت عقم المبادرة، مع اقتراب الحريري من مربع ترشيح عون الذي إن شق طريقه نحو التبني سيكرّس نهائيا عودة المعادلة المذكورة. وتشير المصادر الى ان "الثنائية الشيعية" ولضمان حقوقها ومكتسباتها التي حصّلتها طوال الفترة الاخيرة، تسعى الى نقل المعادلة من سنية – مارونية الى أخرى تشارك فيها كافة المكونات ويكون للطرف الشيعي الحصة الوازنة فيها بحيث لا يعود لرئيس الحكومة الحرية المطلقة في السراي بل يتم وضع ضوابط لادائه، مستشهدة في هذا المضمار بما اعتبرته "نقزة" حزب الله من تحالف معراب الذي عزز القوة المسيحية على مستويي القيادة والشارع وأوحى بامكان افشال مشروع "السطوة" على الحكم الذي يتطلع اليه. أما اذا فشلت المحاولة، وسُدت دروب "المعادلة الحلم" فلا مفر من العودة الى المثالثة التي لا يتوانى بعض اطراف 8 آذار عن التذكير بها من حين الى آخر. كل ذلك، تؤكد المصادر، يهدف الى ضمان حفظ موقع ودور حزب الله مستقبلا، فلا يُسأل عن سلاحه ولا عما كان يفعل في سوريا وسائر الدول التي حضر فيها عسكريا، اثر عودته الى الداخل، ولا تتكرر "التجربة المريرة" مع الرئيس ميشال سليمان الذي يرى الحزب انه انقلب عليه وصولا الى وصف معادلته الذهبية بـ"الخشبية". من هنا، تلفت الى ان البطريرك الماروني ربما استشعر او وصلت اليه رسائل معينة مما يجري نسجه لتكبيل الرئيس المسيحي، خصوصا بعدما تردد ان حزب الله يرفع فيتوات في وجه تعيين شخصية قواتية في وزارات الداخلية والدفاع والمالية وفي قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان ومدعي عام التمييز، توازيا مع معلومات عن ان الرئيس بري يريد حقيبتي المالية والطاقة. وهي تسريبات اذا صحت، من شأنها تقليص صلاحيات الرئيس الى الحد الادنى وتحويله الى رئيس صُوري لا "لون ولا طعم " له وجعل الحكم والسلطة والقرار في يد الثنائية الشيعية واعطاء دور لهئية الحوارلاعتماد فديرالية الطوائف والمذاهب لاحقاً، وهو ما تؤكد المصادر انه حمل البطريرك على تأكيد ضرورة العودة الى الدستور وتطبيق نصوصه.

 

حوري: موقف الكتـلة النهائـي فـي ضـوء نتـائج المشـاورات و الحريري الى موسكو وانقرة... والرياض ليست على جدول الزيارات

المركزية- يبدأ الرئيس سعد الحريري جولة مشاورات خارجية على عواصم القرار المؤثّرة في الملف اللبناني يفتتحها غداً بزيارة موسكو للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، لاستكمال مشاوراته الرئاسية التي بدأها في الداخل فور عودته الى لبنان الاسبوع الماضي حاملاً همّ الفراغ وتداعياته الكارثية على جسم الدولة المُنهك في جولته على قيادات سياسية عدة. وفي السياق، اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري لـ "المركزية" ان "الرئيس الحريري وبعد زيارة موسكو "قد" يتوجّه الى تركيا كما ابلغنا، الا ان اي زيارة الى السعودية ليست على جدول اعمال جولاته الخارجية الان"، لافتاً الى ان "رئيس "المستقبل" وعندما ينتهي من جولاته الخارجية والداخلية التي سيستكملها بزيارة قيادات روحية، كالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان سيُطلع الكتلة على نتائجها ليُتّخذ في ضوئها القرار الرسمي والنهائي للتيار من الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما تفاهمنا عليه في الاجتماع الاخير للكتلة الثلثاء الماضي". واكد حوري ان "الرئيس الحريري على تواصل دائم مع المسؤولين في موسكو المعنية مباشرة في بتطورات المنطقة، اضافة الى دول القرار في الاقليم"، معتبراً ان "اي "ترييح" للوضع في المنطقة سينعكس ايجاباً على لبنان".

 

صمت "حزب الله" وغموض موقف السعودية يؤخّران ترشيح عون والحريري ربح رصيداً كبيراً لدى جمهـور اكبر قوتين مسـيحيتين

المركزية- بعد اسبوع كامل على إطلاق الرئيس سعد الحريري تحركه الواسع في شأن الأزمة الرئاسية، افادت صحيفة "الانباء" الكويتية، نقلاً عن اوساط ان "الرئيس الحريري حقق قفزات نوعية في مبادرته، لكنها ليست بالمقدار الكافي للجزم بأنه يقف عند مشارف الاختراق الكبير الذي ينشده".

وحددت الاوساط النقاط الإيجابية الأساسية التي انتزعها بالآتي:

- لقد اثبت الاسبوع الاول ان الحريري لا يزال اللاعب الداخلي الأقوى تأثيراً في اللعبة السياسية رغم كل ما يُحيطه من اوضاع خاصة صعبة، سواء في ازمته المالية او في مواجهته لتنامي الرفض داخل كتلته وفي الشارع السنّي لخيار انتخاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، ولعل الدليل الى ذلك انه تمكّن من قلب المناخ الداخلي رأساً على عقب منذ إطلاق تحركه. –تجنّب الرئيس الحريري في تحركه الجديد اخطاء ارتكبها لدى اعتماده خيار ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية في شكل متفرّد قبل التشاور مع القيادات السياسية المعنية، فلم يعلن حتى الآن اعتماده ترشيح عون وابقى كل الخيارات مفتوحة، وانما مع التلويح بقوة الى اتجاهه الى خيار عون كأحد ابرز الخيارات التي يمكن ان ترسو عليها حركته. – وضع الحريري سائر القوى الداخلية امام ساعة الحقيقة وكشف النيّات الحقيقية من خلال إرغامها على إخراج ما لديها من اتجاهاتٍ ومواقف لا بد لها من تحديدها بسرعة سواء كانت مع خيار عون او ضده او كانت لديها خيارات اخرى بديلة، لكنها في كل الأحوال مضطرة الى كشف نياتها الحاسمة.

– اثبت الحريري تكراراً امام الرأي العام اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً انه الزعيم الأكثر تضحية واندفاعاً الى إنهاء ازمة الفراغ الرئاسي في المنصب المسيحي الاول في لبنان والوحيد في العالم العربي والإسلامي، وربح رصيداً كبيراً جديداً في الساحة المسيحية، خصوصاً لدى جمهور اكبر قوّتين مسيحيتين هما "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية". في المقابل، لفتت الأوساط نفسها بحسب "الراي" الكويتية الى ان "مجموع هذه النقاط المهمة لا يحجب مجموعة محاذير مماثلة قد يكون اختراقها اصعب مما يتراءى للمتفائلين بمآل هذا التحرك. اذ ان مضي الحريري نحو خيار عون ادى الى كشف الحجم الكبير من المخاوف التي يُثيرها اعتماد هذا الخيار، خصوصاً بالنسبة الى شخص عون لدى الكثير من القوى الداخلية، بما سيرتّب في اقل الأحوال اكلافاً كبيرة جداً لحمل القوى المتحفظة او الرافضة على تسهيل هذا الخيار، بما يفتح باب الابتزازات والبازارات السياسية على الغارب وهو ما لا قدرة للحريري وحده على تحمّله".

واشارت الى ان "تحرّك الحريري لم يؤدِ بعد الى النتيجة الأبرز التي كان يفترض ان تظهر وهي اختراق موقف "حزب الله" الذي يقف حجر عثرة اساسية امام انتخاب رئيس الجمهورية وحتى لو كان عون نفسه. بل لا يزال الحزب يلتزم الصمت ويختبئ وراء حلفائه وابرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يطرح شرطاً ثابتاً لأي خيارٍ هو المرور بسلّة تفاهمات على الرئاسة والحكومة الجديدة وقانون إنتخاب جديد والتعيينات الأساسية وضوابط اخرى لإدارة السلطة، ويضاف الى ذلك، وهو الأهم، الغموض في الموقف السعودي الذي يُشكّل محظوراً خطراً في حال اعتماد الحريري خيار عون من دون ضمان موافقة سعودية مسبقة". وتبعاً لكل هذه العوامل، اعتبرت الاوساط ان "ثمة حاجة الى مزيد من الوقت والتريث قبل اتجاه الحريري الى حسم اي من الاتجاهات والخيارات التي سيعتمدها مهما تصاعدت في اللحظة المحتدمة الحالية التوقعات المتناقضة حيال توقيت هذا الحسم ومضمونه".

 

الهبر: السلة تكبّل السيادة وتضعف الرئيس و الحريري يريد رئيسا ويسوّق خيـار عون

المركزية- بعد أكثر من عامين على الشغور الرئاسي، سدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رصاصة قاتلة في اتجاه "السلة المتكاملة" التي اقترحها الرئيس نبيه بري أمام أقطاب عين التينة حلا وحيدا لأزمة الشغور الرئاسي. وفيما قرأ الراعي في السلة اختزالا للميثاق والدستور، رد بري بعنف على موقف بكركي معتبرا أن فيه "مسا بالكرامات"، من دون أن يفوته تجديد التمسك بسلته. كل هذا يجعل الأنظار تتجه إلى مواقف القوى المسيحية وخصوصا حزب الكتائب، باعتباره اصراراً على التمسك بالدستور واتمام الاستحقاق الرئاسي من دون شروط.

وفي السياق، نبه عضو كتلة الكتائب النائب فادي الهبر عبر "المركزية" إلى ان "السلة تحمل بين سطورها تكبيلا يطال كل المستويات، ولا ينحصر برئيس الجمهورية العتيد ، بل يطال السيادة الوطنية. لذلك تعتبر اقتباسا لحكم الرئيس السوري بشار الأسد في بيروت، وفي ذلك التفاف على البلد، ومزيد من الاضعاف لرئيس الجمهورية، بعدما أضعفه الطائف". وتعليقا على تحرك الرئيس سعد الحريري الرئاسي، في ظل التمسك الكتائبي برفض انتخاب أي مرشح من 8 آذار، اعتبر أن "هناك مبادرة من الرئيس الحريري الذي يحاول توفير شروطها الأساسية ليحاول ايصال رئيس الجمهورية، وبات من الواضح أنه يحاول ايصال العماد عون، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. لكن السؤال هو: هل يستطيع الرئيس الحريري ايصاله على المستويات الاقليمية والدولية والمحلية، في ظل استحالة ثبات الوضع اللبناني قبل أن تبصر "سوريا الجديدة" النور، أي بعد الانتخابات الأميركية". وختم الهبر: "الرئيس الحريري يسعى إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ويجرب حظوظ الجنرال عون، وهو يعمل الآن داخل تيار المستقبل وبين أفرقاء 14 آذار، لتسويق هذا الخيار، علما أن لا يزال أمامه عدد من الرافضين بينهم الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط، والكتائب التي لا يمكن أن تنتخب مرشحا من 8 آذار إلا اذا اقنعنا أي مرشح بأنه سيترك مصالح سوريا وايران جانيا ويعمل لمصلحة لبنان".

 

 الريّس: رغبة حقيقيـة في تجاوز الفـراغ و"اللقاء الديموقراطي" لن يكون حجر عثرة

المركزية- اعلن مفوّض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس ان "اللقاء الديموقراطي" لن يقف حجر عثرة امام انتخاب الرئيس في حال كان هناك توافق وطني على تسوية رئاسية. وقال لـ"المركزية" ان زيارة الوفد الاشتراكي الى بكركي اليوم لشكر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي باسم رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط على رعايته ومشاركته في تدشين كنيسة المختارة، تكريسا لمصالحة الجبل العنوان الاساس الذي يرتفع فوق التجاذبات والخلافات السياسية اليومية". اضاف "كانت مناسبة للنقاش في التطورات، ومن الواضح ان البطريرك الراعي عبّر بطريقته عن استيائه من استمرار الشغور في سدّة الرئاسة، وهذا امر يقلقنا جميعا، وفي نهاية المطاف نسعى مع القوى السياسية الاخرى لان تكون الجهود مركّزة حول انهاء حالة الشغور الرئاسي، والذهاب باتجاه انتخاب الرئيس في اسرع وقت ممكن، وهذا ما يقوم به حاليا الرئيس سعد الحريري مع النائب جنبلاط والقوى السياسية الاخرى".

وقال "موقفنا واضح، ندعم كل ما يسهّل التفاهم والتوافق بين اللبنانيين ويؤدي الى الخروج من هذه الحلقة المفرغة، قلنا مرارا ونؤكّد بأننا لا نقف حجر عثرة امام تعطيله بصرف النظر عن لعبة الاسماء والترشيحات". اضاف "منذ البدء اعلنا ترشيح النائب هنري حلو لمنصب رئاسة الجمهورية، ولكننا اعلنا ان في حال اتساع دائرة الوفاق الوطني على تسوية رئاسية فان "اللقاء الديموقراطي" لن يقف حجر عثرة امام هذا الموضوع، على العكس سيسعى الى تذليل العقبات، وللتذكير عندما ارتفعت حظوظ رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية لم نتأخر عن تبني او تلقف هذه المبادرة آنذاك للخروج من مأزق الفراغ. ففي كل المحطات كان موقف جنبلاط تلقف اي مبادرات ايجابية من الممكن ان تصب في اطار تسهيل انتخاب الرئيس، لافتا الى ان الحركة السياسية ناشطة اليوم في هذا الموضوع ونأمل ان تصل الى خواتيهما". وختم "ثمة اتصالات حثيثة في ملف انتخاب الرئيس"، وهنا نسأل "هل اصبحنا على قاب قوسين او أدنى من انتخاب الرئيس؟ لا اتصور ذلك، لكن المؤكّد ان الحركة جدية وهناك رغبة حقيقية في تجاوز هذا الامر".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

موسكو تترأس مجلس الأمن لبحث مصير هدنة حلب

الاثنين 2 محرم 1438هـ - 3 أكتوبر 2016م/العربية.نت/تترأس روسيا اليوم مجلس الأمن لمدة شهر، فيما من المقرر أن تبدأ أولى الجلسات لبحث الملف الإنساني السوري. ومن المتوقع أن يعقد ممثلو الدول دائمة العضوية الخمس اليوم اجتماعاً تمهيديا حول مشروع القرار الفرنسي، الذي ينص على إعادة تفعيل اتفاقية الهدنة الموقعة بين موسكو وواشنطن. ويتضمن مشروع القرار السماح بمرور قوافل المساعدات الإنسانية للمحاصرين شرق حلب دون عوائق وبضمانات حماية من كافة الأطراف. كما يتضمن وقفَ الطلعات الجوية فوق حلب عند دخول الهدنة مرحلة التنفيذ، وحسب مشروع القرار فإن آليةً سيتم إنشاؤها لمراقبة الهدنة يشارك فيها عدد من الخبراء من مجموعة الدعم الدولية لسوريا. من جانبه قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن روسيا مستعدة لاستئناف الهدنة الإنسانية لمدة 48 ساعة في سوريا إلا أن الولايات المتحدة لا تدعم ذلك، وكشف أنه لم تَجرِ أيُ مشاورات بين الخبراء العسكريين الروس والأميركيين خلال الفترة الأخيرة. واتهم غاتيلوف المعارضة السورية بأنها تعزز تحالفهَا مع "جبهة النصرة". في حين قال المبعوثُ الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن هناك اجتماعاتٍ تجري الآن حول سوريا، لكن الجانب الأهم والأولوية تبقى للجانب الإنساني. وقال "هناك بعض الاجتماعات تجري الآن بخصوص سوريا لكن الجانب الإنساني يبقى الأهم ويحتل الأولوية.. يجب أن نخلي بعض الضحايا من حلب ويجب أن يتم إدخال المساعدات وهذا لا يتحقق من دون وقف القصف".

 

أردوغان يكشف عن خطة لمنطقة آمنة شمال سوريا

الاثنين 2 محرم 1438هـ - 3 أكتوبر 2016م/العربية نت/كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن خطة لتطهير خمسة آلاف كيلومتر شمال سوريا، لتكون منطقة آمنة يُحظر فيها الطيران، وقال أردوغان في مقابلة مع "روتانا" إن تركيا تسعى إلى إعلان منطقة خالية عن الإرهاب شمال سوريا، بحيث يعود أهالي المنطقة إليها، وتُشكل قوات أمنية منهم. وكانت صحيفة الإندبندنت أشارت إلى أن تركيا أرسلت ألف جندي من قواتها الخاصة لمهمات سرية في سوريا. وذكرت الصحيفة أن توقيت إرسال الجنود يأتي مع تزايد التوتر بين أنقرة وواشنطن، بسبب رفض أميركا تسليم فتح الله غولن لتركيا. وأرسلت تركيا مدرعات وطائرات مقاتلة، ومن بينها ألف جندي من القوات الخاصة يعملون داخل العمق السوري، إلى جانب عدد من فصائل المعارضة لإنشاء منطقة آمنة على الحدود. وتعتبر تركيا الأكراد التهديد الأكبر، حيث تستمر في استهداف المقاتلين الأكراد حلفاء أميركا في سوريا. وأصدرت واشنطن بالفعل تحذيرات لتركيا من استهداف الأكراد، خاصة في مدينة الباب، التي ترفض واشنطن أن يكون فيها وجود لتركيا أو المعارضة السورية.

 

السعودية: اعتماد "جاستا" يضعف الحصانة السيادية للدول

الاثنين 2 محرم 1438هـ - 3 أكتوبر 2016م/العربية.نت/أعلن مجلس الوزراء السعودي في بيان له الاثنين، أن اعتماد قانون جاستا في الولايات المتحدة الأميركية يشكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي، ويضعف الحصانة السيادية للدول بما فيها أميركا. وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي في بيانه لوكالة "واس" عقب الجلسة التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن مجلس الوزراء "أكد أن اعتماد قانون جاستا في الولايات المتحدة الأميركية يشكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي الذي تقوم العلاقات الدولية فيه على مبدأ المساواة والحصانة السيادية وهو المبدأ الذي يحكم العلاقات الدولية منذ مئات السنين، ومن شأن إضعاف الحصانة السيادية التأثير سلباً على جميع الدول بما في ذلك الولايات المتحدة". وأعرب البيان عن الأمل بأن تسود الحكمة وأن يتخذ الكونغرس الأميركي الخطوات اللازمة من أجل تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب على سن قانون جاستا. من جانب آخر عبر مجلس الوزراء عن استنكاره البالغ لاعتداء الميليشيات الحوثية على سفينة مدنية تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة قرب ميناء عدن اليمنية بينما كانت تقوم برحلة عادية لنقل المساعدات الإنسانية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم في دولة الإمارات، ووصف ذلك بالعمل الإرهابي وأنه يعرض الملاحة الدولية في باب المندب للخطر، ويتنافى مع قوانين الملاحة الدولية، ويتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية التي تبذل لإرسال المساعدات الإغاثية إلى الجمهورية اليمنية من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني. وأعرب المجلس عن استنكاره الشديد لعمليات القصف الجوي الذي تتعرض له مدينة حلب السورية وأودت بحياة المئات من المدنيين الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء، معبراً عن ترحيبه بقرار مجلس حقوق الإنسان في ختام دورته الـ 33 في جنيف الذي يدين استمرار الانتهاكات الجسيمة والممنهجة واسعة النطاق في سوريا من قبل النظام السوري والميليشيات التابعة له. كما عبر المجلس عن إدانة المملكة العربية السعودية للتفجيرات التي وقعت أمام مسجد ومركز للمؤتمرات في مدينة دريسدن شرق ألمانيا، وتأكيد المملكة موقفها الداعي إلى ضرورة احترام الأديان والمعتقدات الإنسانية ورفض المملكة جميع الأعمال الإجرامية.

 

ما سر منع بيريز هجوما إسرائيليا على إيران؟

الاثنين 2 محرم 1438هـ - 3 أكتوبر 2016م/العربية.نت - صالح حميد/تناولت وسائل إعلام إيرانية باهتمام، ما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، حول قيام رئيس الدولة العبرية شمعون بيريز، الذي توفي الأربعاء الماضي، بمنع بلاده من توجيه ضربة عسكرية ضد إيران. وبحسب موقع "عصر ايران"، فقد انتشر هذا الخبر بعد ساعتين من وفاة بيريز وذكرت أن الرئيس الإسرائيلي السابق اعتبر منع الهجوم على إيران بأنه كان "أكبر نجاح في فترة رئاسته". أما وكالة "نادي المراسلين الشاب" التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، اعتبرت الخبر بأنه عبارة عن "مزاعم مضحكة"، وشنت هجوما شديدا على بيريز وذكرت بأنه شريك في عملية "عناقيد الغضب" ومجازر قانا، والهجوم على غزة كذلك. وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية ذكرت أن تل ابيب خططت لمهاجمة إيران في عامي 2009 و2011 وأن المخطط كان استهداف المفاعل النووي الإيراني، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أوعز إلى القوات العسكرية بمهاجمة إيران، لكن شمعون بيريز منعه من هذا الإجراء وحذره من العواقب الوخيمة". وبحسب الصحيفة فقد أذعن نتنياهو لتحذيرات رئيس الوزراء السابق الراحل شمعون بيريز بعدم مهاجمة المفاعل النووي الإيراني". ووفقا للصحيفة، فإن شمعون بيريز، ذكر قبل عامين من وفاته في مقابلة مع الصحيفة أنه "لو لم يتدخل لكان بنيامين نتنياهو قد ذهب بخيار شن ضربات عسكرية ضد إيران". ويزعم مسؤولون سابقون أن رئيس الموساد وقائد الجيش رفضا وضع خطة لمهاجمة إيران، قائلين إن الأمر سينتهي بكارثة. وكان إيهود باراك، الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير الدفاع، ألمح إلى أن بيريز ساعد في تقويض مساعي نتنياهو لمهاجمة إيران. وقال باراك في مقابلة عام 2015: "كانت هناك معارضة داخل المؤسسة الدفاعية لاتخاذ إجراء ضد إيران، وكان ذلك في حضور الرئيس".

 

معارض من طهران: ما هو سر التحاق الإيرانيين بداعش؟

الاثنين 2 محرم 1438هـ - 3 أكتوبر 2016م/لندن - رمضان الساعدي/العربية.نت/كتب المعارض الإصلاحي الإيراني "يدالله إسلامي" في تحد نادر من نوعه ضد المواقف الرسمية في بلاده بدعم الأسد، عن نتائج إيران العسكري في سوريا قائلا: في حال لم تتدخل طهران في سوريا، هل كانت قد دخلت داعش إلى المدن الإيرانية؟ وما سر التحاق بعض الإيرانيين بداعش؟!. ثم أضاف في المقال الذي نشره موقع أنصاف نيوز :"هل يستحق استمرار الأسد في الحكم، تدمير سوريا وإثارة الحرب الأهلية والطائفية؟ وهل سيكون من السهل لإيران، الخروج من المستنقع السوري؟". وقال المسؤول في التيار الإصلاحي في البرلمان الإيراني عن نتائج تضحيات بلاده لبقاء الأسد في سوريا متسائلا: "هل ستجلب التضحيات الإنسانية والمادية في سوريا الفائدة المرجوة لإيران؟" ماذا يحدث في حال حددت إيران دعمها للأسد في المجال السياسي لا غير؟ ماذا ستكون النتيجة في حال عرّفت إيران نفسها بالوسيط بين الأسد والمعارضة الداخلية السورية؟. وأنهى مقاله بتحليل أكثر جرأة من الأسئلة المطروحة وقال: تدخل إيران في الأزمة السورية لم يكن بالسهولة التي تم الحديث عنها سابقا. ثم أضاف: "سوف تنتهي الأحاسيس الوقتية ويأتي دور الإجابات العقلانية لتلك الأسئلة، بدل التحليل المنطقي عما يحصل في سوريا نسمع فقط قصصا تاريخية تشبيهية وادعاءات باطلة". ولم يذكر الناشط الإيراني الذي سبق وأن اعتقلته السلطة القضائية في بلاده، تفاصيل عن التحاق الإيرانيين إلى تنظيم داعش وهل عملية الالتحاق حسب قوله، تتم بسبب قبول أفكار التنظيم المتطرف أم لأهداف أمنية مخطط لها من أجل النفوذ والتأثير داخل هذا التنظيم، خصوصا وأن إيران هي البلد الوحيد في المنطقة الذي لم تبادر بأي عملية إرهابية ضده.

"محاولة داعش" ضد طهران

وفي السياق نفسه أصدر مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني بيانا ادعى فيه أن تصريح محسن رضائي أمين عام المجلس حول محاولة تنظيم داعش للقيام بتفجيرات أثناء صلاة الجمعة في طهران جاء بناء على تقرير كان قد قدمه وزير الاستخبارات للمجلس. وكانت وزارة الداخلية الإيرانية قد نفت يوم أمس صحة ما قاله أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، حول "محاولة لتنظيم "داعش" الإرهابي للقيام بتفجيرات أثناء صلاة الجمعة في طهران".

 

هل يسقط البرلمان المصري عضوية "نائب العذرية"؟

الاثنين 2 محرم 1438هـ - 3 أكتوبر 2016م/العربية.نت/أثارت تصريحات نائب مصري طالب بالكشف على عذرية الطالبات قبل قبولهن في الجامعات، عاصفة من الانتقادات وصلت إلى مطالبات بإسقاط عضويته في البرلمان وشكوى رسمية قدمها "المجلس القومي للمرأة" التابع للدولة إلى النائب العام. ويتوقع أن تكون القضية مثار جدل داخل أروقة مجلس النواب حين يعود من عطلته الصيفية غدا الثلاثاء. وكان النائب إلهامي عجينة برر دعوته إلى الكشف على عذرية الطالبات ضمن الكشوف الطبية التي تجرى تمهيداً لدخول الجامعات المصرية، بـ "محاولة الحد من الزواج العرفي"، ما أثار عاصفة من الانتقادات تبناها مدافعون عن حقوق المرأة. وتقدمت نائبات في البرلمان بطلبات لإسقاط عضوية عجينة، قبل أن يعتذر عن تصريحاته، مؤكداً أنها كانت "مجرد اقتراح للرد على سبب انتشار ظاهرة الزواج العرفي في الجامعات المصرية". وبعد اعتذاره، عاود الدفاع عن "مقترحه" مؤكدا أنه ما قاله يأتي في إطار "حرية التعبير". وقال إنه لم يتلق أي إخطار من مجلس النواب، بتحويله للجنة القيم بسبب تصريحاته. وكان هذا النائب قد أثار موجة من الانتقادات سابقا، عندما أيد ختان الإناث بدعوى "العجز الجنسي لكثير من الرجال". وبدأ تكتل يضم نحو 60 نائباً في جمع توقيعات للمطالبة بإحالة عجينة إلى لجنة القيم في البرلمان تمهيداً لإسقاط عضويته، بعدما اتهموه بـ "تشويه صورة البرلمان". غير أن رئيس لجنة القيم بهاء أبو شقة نفى تلقي اللجنة أي شكوى أو إخطار من هيئة مكتب البرلمان تفيد بتحويل عجينة على التحقيق.

 

بالتفاصيل.. خطة تعويم الجنيه المصري حتى نهاية 2016 وتوقعات بقيام "المركزي المصري" بخفض قيمة الجنيه لـ 12.5 مقابل الدولار

الاثنين 2 محرم 1438هـ - 3 أكتوبر 2016م/القاهرة – خالد حسني/من المتوقع أن يبدأ البنك المركزي المصري خلال الساعات المقبلة أولى خطوات تعويم الجنيه مقابل الدولار، وهو القرار الذي تحدث عنه محافظ البنك المركزي طوال الفترة الماضية لكن ظروف التضخم وانخفاض حجم احتياطي البلاد من النقد الأجنبي حالت دون ذلك. واعتبر بنك الاستثمار "بلتون فاينانشال"، لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، يوم السبت، بمثابة تأييد سياسي نهائي لقرار التعويم. وتوقع بلتون فاينانشال، في مذكرة بحثية أن يصل سعر الدولار بعد التعويم إلى 11.5 أو 12.5 جنيها.

القرارات جاهزة للتنفيذ

وقالت مصادر مطلعة لـ"العربية.نت"، إنه لم يصدر قرار رسمي بتعويم الجنيه مقابل الدولار حتى الآن، لكن منذ فترة ولجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري تدرس الموضوع وبالتأكيد توصلت إلى قرار خلال الساعات الماضية. وأوضحت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها أن البنك المركزي لن يبدأ تعويماً مفتوحاً للجنيه المصري مقابل الدولار، ولكن سيتم تطبيق سياسة التعويم المدار، ولكن حتى الآن لا توجد أية معلومات حيث يحاط الموضوع بكثير من التعتيم والسرية داخل البنك المركزي المصري. وكان بنك الاستثمار "فاروس"، قد توقع يوم الأربعاء الماضي، خفض سعر صرف الجنيه أمام الدولار الأسبوع الجاري، وذلك قبل اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي المقرر عقدها خلال الفترة من 7 وحتى 9 أكتوبر الجاري. وتوصلت مصر الشهر الماضي لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار خلال 3 سنوات، وذلك مقابل التزامها بتنفيذ برنامج للإصلاح الاقتصادي أحد بنوده تخفيض سعر العملة المحلية لتعكس قيمتها الحقيقية. ويواجه البنك المركزي ضغوطا شديدة لخفض قيمة الجنيه ويشن حملات رقابية مشددة على الصرافات للسيطرة على سعر الدولار في السوق السوداء، الذي قفز خلال الأيام الماضية فوق مستوى 13 جنيها، مقابل 8.88 جنيه في البنوك.

سيناريوهات التخفيض

ووضع "بلتون فاينانشال" جدولا زمنيا متوقعا لتنفيذ عملية تعويم الجنيه، يتضمن سيناريوهين الأول التعويم الكامل للجنيه، والثاني خفضه من خلال طرح عطاء استثنائي لبيع الدولار، وهو ما يعلن بالتزامن معه تحول مصر لنظام سعر صرف أكثر مرونة، على أن ينتقل المركزي للتعويم الكامل بعد ذلك في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على الأكثر. وتضمن الجدول الزمني المتوقع موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على تقديم القرض لمصر في الفترة بين 4 و9 أكتوبر وهو الأمر الذي قال البنك إنه سيكون بمثابة الصدمة الأولى للمضاربين في العملة. وتوقع "بلتون فاينانشال" أن يرتفع احتياطي مصر من النقد الأجنبي إلى ما بين ٢٥ و٣٢ مليار دولار بحلول 6 نوفمبر مع حصول مصر على ما بين مليار وملياري دولار من الصين وملياري دولار أخرى من السعودية، بالإضافة إلى استلام الشريحة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي، وحصيلة طرح سندات دولارية بما يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار في السوق الدولية.

احتياطي النقد الأجنبي

وكان البنك المركزي المصري قد أعلن في بداية الشهر الماضي، أن احتياطي النقد الأجنبي ارتفع إلى 16.564 مليار دولار بنهاية أغسطس مقابل 15.536 مليار دولار بنهاية شهر يوليو، بزيادة نحو مليار دولار. وأشار بلتون فاينانشال إلى تصريحات محافظ البنك المركزي السابقة بأنه يمكنه تعويم الجنيه فقط عندما تصل احتياطيات النقد الأجنبي إلى 25 مليار دولار. وتوقع بنك الاستثمار أن يشن البنك المركزي هجوما على السوق السوداء في الفترة بين 9 أكتوبر و17 نوفمبر من خلال التنسيق مع البنك الأهلي وبنك مصر لرفع أسعار الفائدة على شهادات الاستثمار فئة الثلاث سنوات ما بين نقطتين وثلاث نقاط مئوية ليقفز فوق مستوى 15% سنويا، أو عقد اجتماع طارئ للجنة السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة بنفس النسبة. وثبت البنك المركزي أسعار الفائدة في اجتماع لجنة السياسيات النقدية الأخير، يوم الخميس قبل الماضي، عند 11.75% للإيداع و12.75% على الإقراض، مخالفا توقعات بنوك الاستثمار برفعها ما بين نصف نقطة مئوية و3 نقاط.

ما معنى تعويم الجنيه وما هي أنواعه؟

علمياً، تعويم سعر صرف الجنيه، هو أسلوب فى إدارة السياسة النقدية، و يعنى أن يترك البنك المركزي سعر صرف عملة ما ومعادلتها مع عملات أخرى، يتحدد وفقاً لقوى العرض والطلب فى السوق النقدية، وتختلف سياسات الحكومات حيال تعويم عملاتها تبعاً لمستوى تحرر اقتصادها الوطنى وكفاية أدائه ومرونة جهازها الإنتاجى. وتضم سياسة التعويم نوعان، الأول هو "التعويم الحر" ويعني أن يترك البنك المركزي سعر صرف العملة يتغير ويتحدد بحرية مع الزمن بحسب قوى السوق والعرض والطلب، ويقتصر تدخل البنوك المركزية في هذه الحالة على التأثير فى سرعة تغير سعر الصرف، وليس الحد من ذلك التغير.

ويتم الاعتماد على هذا النوع من التعويم في الدول الرأسمالية الصناعية المتقدمة، مثل الدولار الأمريكى والجنيه الاسترلينى والفرنك السويسرى، لكن لا يكون مجدياً أو يمكن الاعتماد عليه في الحالة المصري التي يعاني اقتصادها من العديد من الأزمات ولم تتحول بعد إلى دولة منتجة ترتفع صادراتها عن وارداتها.

والنوع الثانى من التعويم هو "التعويم المدار"، ويقصد به ترك سعر الصرف يتحدد وفقًا للعرض والطلب مع تدخل البنك المركزى كلما دعت الحاجة إلى تعديل هذا السعر مقابل بقية العملات، وذلك استجابة لمجموعة من المؤشرات مثل مقدار الفجوة بين العرض والطلب فى سوق الصرف، ومستويات أسعار الصرف الفورية والآجلة، والتطورات فى أسواق سعر الصرف الموازية.

 

معركة" وراثة عباس تتصدر المشهد الفلسطيني – الاسرائيلي

المركزية- لفتت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن "الفترة القريبة القادمة تزداد حماوة بالتزامن مع موجة العمليات الهجومية التي ينفذها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين، والتي ترتفع وتنخفض حسب وتيرة الوضع الميداني في الضفة الغربية". وأضافت أن" همّ الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يبقى متركزا في الوريث القادم لعباس، خاصة أن هناك تطورات تجري على الأرض في المناطق الفلسطينية، من بينها قرار حركة "حماس" المشاركة في الانتخابات المحلية التي تم تأجيلها، واجراء الانتخابات التنظيمية الداخلية في الحركة قريبا، وما قد ينجم عن ذلك من تقوية جناحها العسكري كتائب "عز الدين القسام". واعتبرت الصحيفة أن "مسألة وراثة عباس تتصدر أجندة صناعة القرار لدى الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل بروز عدد من المرشحين لخلافته بينهم مروان البرغوثي المدعوم من الشارع الفلسطيني، ومحمد دحلان الذي يحظى بدعم دول خليجية. اضافة لجبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينية " فتح"، وناصر القدوة ابن أخت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي قد يكون خيارا محددا في لحظة تسوية بين كبار المرشحين. كما تضم القائمة رئيس الحكومة الفلسطينية السابق سلام فياض والحالي اللذين يفتقران إلى دعم الشارع الفلسطيني، لكنهما يحظيان بدعم غربي واضح". واعتبرت الصحيفة " أن كل ذلك يؤكد أن معركة وراثة عباس ستكون عاصفة، لأن القاسم المشترك بين جميع المرشحين هو العداء لإسرائيل، ما يؤكد أنه في اللحظة التي ينطلق فيها سباق الرئاسة سيزداد حجم معاداة إسرائيل، وقد يجد ترجمته في تصعيد ميداني في الضفة الغربية". وبالنسبة لـ"حماس"، أشارت الصحيفة إلى أنها" تنظر من بعيد لمعركة الوراثة الحاصلة داخل" فتح" ترقبا لليوم التالي لغياب عباس، وقد عادت مجددا إلى محاولة السيطرة على السلطة الفلسطينية عبر الانتخابات المحلية التي تأجلت في اللحظات الأخيرة، مستغلة شعبيتها المتزايدة في الضفة الغربية وشعور الإحباط لدى الفلسطينيين من السلطة وزعمائها". ورأت الصحيفة أن" إسرائيل من جهتها ستحاول البقاء بعيدا عن الصراعات الفلسطينية الجارية حاليا، لكنها في كل الأحوال ستتلقى تبعاتها وتأثيراتها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، خاصة أن السيناريو الأكثر تشاؤما سيتمثل في سيطرة "حماس" على السلطة الفلسطينية عقب انسحاب عباس عن المشهد السياسي".

 

 "يو أس أي توداي": تصنيفات عرقية أميركية مثيرة للريبة

المركزية- أشارت صحيفة " يو أس أي توداي" الأميركية أن" البيت الأبيض يدرس إضافة تصنيفات جديدة للعرقيات في الولايات المتحدة تتعلق بالأميركيين المتحدرين من مناطق في الشرق الأوسط، بحيث يكون هناك "شرق أوسطيون" و"شمال أفريقيون" وسط القلق والخشية من التمييز ضدهم. وذلك في إطار ما يمكن أن يكون أكبر إعادة لتنظيم التصنيفات العرقية الاتحادية في البلاد منذ عقود". وأضافت الصحيفة إن "إذا ما تمت الموافقة على مقترح البيت الأبيض في هذا السياق، فإن هذه التسميات الجديدة يمكن أن تظهر في استمارات التعداد في 2020، وإنه يمكن أن تكون لها آثار بعيدة المدى على الهوية العرقية وعلى قوانين مكافحة التمييز وعلى البحوث الصحية" . وأشارت الصحيفة إلى أن "الأميركيين المتحدرين من أصول شرق أوسطية يصنفون بموجب القانون الساري الآن في الولايات المتحدة على أنهم من" البيض"، وذلك في ظل أحكام قضائية موروثة، حيث سبق أن اشتكى الأميركيون من أصل سوري جراء تصنيفهم آسيويين وذلك لأن هذا التصنيف كان سيحرمهم من الجنسية بموجب قانون استبعاد الصينيين لعام 1882". ولفتت الصحيفة إلى أنه" بموجب هذا الاقتراح فإن التصنيفين الجديدين المتعلقين بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا أو ما يطلق عليهما الباحثون في مجال السكان الاسم المختصر "مينا" يمثلان مفهوما أوسع من التصنيفين "عربي" كإثنية أو "مسلم" كدين ، و بالتالي فإن التصنيفين الجديدين قد يشملان أي شخص من المنطقة في العالم التي تمتد من المغرب إلى إيران، وكذلك السوريين والمسيحيين الأقباط واليهود الإسرائيليين والأقليات الدينية الأخرى". وأشارت إلى قلق البعض خاصة في المجتمع الإسلامي الأميركي( نحو 3.6 ملايين أميركي من أصل عربي يعيشون في الولايات المتحدة)، بشأن كيفية استخدام هذه البيانات في سياق أكبر ليشمل العداء للعرب الأميركيين و الإسلاموفوبيا، خاصة في ضوء تصريحات المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب المتعلقة بوقف قبول المهاجرين المسلمين وبزيادة المراقبة على المجتمعات الإسلامية. وأوضحت أنه" من المقرر أن تنتهي التعليقات على مقترح البيت الأبيض في غضون ثلاثين يوما، مما يجعل إدارة أوباما قادرة على التغيير في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الرئاسة، وذلك بعد أن بذلت جهدا كبيرا لتصنيف الأميركيين العرب والأميركيين الآخرين من شعوب الشرق الأوسط الأخرى".

 

بوتين يدعو ألمانيا إلى الحفاظ على الشراكة مع روسيا

الإثنين 03 تشرين الأول 2016/وطنية - أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أهمية الحفاظ على المقدرات الإيجابية للشراكة الروسية الألمانية في الظروف الدولية المعقدة الراهنة، ومواصلة الحوار البناء حول المسائل الملحة للعلاقات الدولية والقضايا الرئيسية للسياسة الدولية، بصورة تصب في مصلحة الشعبين الروسي والألماني وأوروبا برمتها. هنأ بوتين القيادة الألمانية لمناسبة يوم الوحدة الألمانية (ذكرى توحيد شطري ألمانيا)، ودعا برلين إلى الحفاظ على التعاون الإيجابي بين البلدين. وقال بوتين ـ في برقية تهنئة موجهة إلى الرئيس الألماني يواكيم غاوك والمستشارة أنغيلا ميركل اليوم ـ : إن "توحيد شطري ألمانيا شكل بداية لمرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين، والتي جاءت بنجاحات كبيرة في تطوير التعاون الثنائي في جميع المجالات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

طريق عون لم تُفتح بعد وقد لا تُفتح!

علي حماده/النهار/4 تشرين الأول 2016

لم يكن أحد من المراقبين المطلعين على بعض أدق التفاصيل المتعلقة بالحراك الرئاسي للرئيس سعد الحريري يتوقع ان تكون الامور سهلة. فلا الحريري الذي فتح خياراته الرئاسية، وأبلغ مرشحه الحالي النائب سليمان فرنجية، قادر وحده على احداث اختراق كامل في الجدار، ولا هو اللاعب الوحيد على الساحة. وبالتزامن مع حراك الحريري بدا ان محركات عدة انطلقت لفرملة وصول الجنرال ميشال عون، ومن بين اهدافها سحب ورقة "التفاهمات الثنائية" من يدي الحريري وعون، وإعادة طرح "تفاهمات متعددة الطرف" على طاولة الاستحقاق الرئاسي. وبصرف النظر عن موقف "حزب الله" المعلن تأييده عون جهارا، والمحرض على الشغور ضمنا، فقد اعتبر اكثر من فريق وازن في البلد ان الحريري، وإن يكن قادرا على كسر الجمود في الاستحقاق الرئاسي، غير أنه ليس على كل شيء قديرا. وهو لا يملك تفويضا من الآخرين للذهاب الى اختيار عون او غيره عبر طريق معبدة! هذا قد يفسر جزئيا "حركة" الرئيس نبيه بري، وصمت النائب وليد جنبلاط الذي لم يلاق الحريري إلا بموقف غامض. أما السجال على "السلة"، والذي التهب بين البطريرك الماروني ورئيس مجلس النواب، فمحدود الافق لان البطريرك من الناحية العملية ليس متحمسا لوصول عون، وانما أيد منذ البداية (من دون اعلان) وصول فرنجية، وبذلك تقاطع موقفه مع بري الذي رد على عظته بطريقة تشي بأن الطرفين أقرب واحدهما الى مما يعتقد. ومن هنا كان السجال حول "السلة"، والذي ما كان ليكون لولا تمسك الكل بتطبيق النصوص الدستورية، سجالا غير ذي صلة بالعوائق الاساسية التي تحول بين عون والرئاسة. ففي النهاية لن يكون هناك رئيس ما لم يحصل تفاهم متعدد الطرف على "سلة". وعون لن يصل الى بعبدا ما لم يعد احياء قنوات النقاش الجدي مع الاطراف كلها. فالتفاهم مع بري أساسي، وكذلك مع جنبلاط. ودون التفاهم مع الرجلين يصعب على عون أن يصير رئيسا، وإن صار فلن يقلع عهده! هذه حقيقة، وليست من مسؤولية سعد الحريري القيام بهذا الجهد، وهو الذي يدفع سلفا ثمنا باهظا في شارعه وبين مؤيديه بمجرد ان وضع خيار عون رئيسا على الطاولة! إذا كان من نصيحة مجردة نوجهها الى الجنرال عون ومحيطه، فهي ان يعي ان التهديد بالنزول الى الشارع لا ولم يخف ايا من اللاعبين الكبار. والتهديد بـ"الطلاق" كلام في الهواء لا يملك اصحابه امكاناته. من هنا، اذا كان الجنرال عون معنيا بتضييق الهوة التي تفصله عن الرئاسة، فليفتح حوارا جديا مع الجميع، لان الحريري قام بما عليه، وذهابه في هذه الحالة في جولة خارجية قد لا يمكنه من انتزاع غطاء للتعجيل في إتمام الاستحقاق الرئاسي بعون رئيسا، وخصوصا في ظل "ضعف" صورة عون العربية، والتي لا بد ان يزيدها مساعد رئيس مجلس الشورى الايراني حسين امير عبد اللهيان الاخير الذي قال فيه "إن طهران تفضل وصول رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، فهو حليف وداعم للمقاومة!" تفيد التجربة التي نمر بها مع اطلاق الحريري حراكه، ان مقولة "الرئيس القوي" بدعة البدع. وليت الجمهور البسيط يفكر قليلا، ويدقق اكثر، فيرى ان ليس كل ما تراه العين هو الحقيقة!

 

لا نريد هذا الرئيس

عقل العويط/النهار/4 تشرين الأول 2016

لا نريد رئيساً يفرضه علينا "حزب الله" كأمرٍ واقع يجب أن يعترف به الأطراف الآخرون، باعتباره تنزيلاً إلهيّاً إيرانيّاً، على غرار التنزيل الأسديّ البغيض، أيّام الوصاية السورية. لا نريد رئيساً تفرضه علينا السلّة المتكاملة التي يقترحها رئيس مجلس النوّاب، باعتبارها الأمر الواقع البديل من التنزيل الإيرانيّ. لم يعد عندنا أحلامٌ زائدة في هذا الشأن. لذا نكتفي بالزهيد الزهيد: نريد رئيساً يختاره – يا للأسف – النوّاب الممدِّدون لأنفسهم، وإن بأكثرية النصف زائداً واحداً. بل بهذه الأكثرية حصراً. نريد من رئيس المجلس، ومن الهيئة العامة للمجلس، إقرار هذه الفتوى القانونية، الديموقراطية جداً، ودعوة البرلمان إلى الانعقاد اليوم، غداً، أو بعد غد، والاحتكام إلى النصف زائداً واحداً.

وليُنتخَب مَن يُنتخَب.

يا لهذه المهزلة الديموقراطية المهينة التي تمنع انتخاب الرئيس، بحجة أكثرية الثلثين. الرجال وينن؟! وينن النساء؟ وأصحاب الكرامات... وينن؟! لا أبحث عن كرامات النوّاب، ولا عن كرامات الأحزاب، والأطراف، والتيّارات، والقوى، الذين تتألف منهم الطبقة السياسية المنتنة. لاعتقادي – الخاطئ ربما - أن هؤلاء تخلّوا عن الكثير الكثير مما تتصف به الكرامات من معايير ومفاهيم وقيم. أبحث عن كرامة لبنان، عن كرامة الجمهورية، وعن كرامة الناس فيها، الذين لا يرتضون لأنفسهم، ولا لبلادهم، مثل هذا المصير. يعزّ عليَّ أن لا أجد في خضمّ هذه الانهيارات المتتالية للأصول الدستورية، حالةً عارمةً من الغضب الوجداني الوطني، حيال ما يجري من صفقات وتسويات، حقيرة للغاية. أقول الغضب الجمعيّ، ولا أقصد بالطبع الطريقة التي يريد بعض الأطراف استخدامها لفرض رئيس بالقوة العلنية والاستعراضية. في هذه الغمرة المهينة، أتلفت من حولي، وتحت هذا الركام الوطني، لأجد رؤوساً مدفونة في الرمال، هي رؤوس النعامات. أقصد هؤلاء المسترئسين الذين يشبه صمتهم الدنيء صمت أهل الكهف، منتظرين الوقت الملائم لينفضوا الرمال عن جباههم المعفّرة. تعرفونهم واحداً واحداً. وهم يعرفون أنفسهم. فيا عيب الشؤم على هؤلاء أيضاً. لكنْ، قبل كل شيء، يا عيب الشؤم علينا. وخصوصاً يا عيب الشؤم على جميع القوى والهيئات والجماعات والأفراد والسياسيين المدنيين، الذين يطبّلون ويزمّرون، ويشغّلون وسائل التواصل الاجتماعي، ويعدوننا بـ"الضغط الديموقراطي المنظم"، لكنهم يكتفون بالجعجعة اللفظية، وفي أحسن الاحتمالات، ينزلون إلى الشارع بأرقام جمهورية هزيلة، وبانفعالات لم تعد تعزّي أحداً، ولا تنطلي على أحد.

أيها الناس، لا نريد الرئيس بدون كرامة. نريد الحدّ الأدنى من الكرامة الوطنية. من أجل الجمهورية فقط لا غير.

 

بين "الثلث" و"السلَّة"

راشد فايد/النهار/4 تشرين الأول 2016

بين"الثلث المعطل" و"السلَّة" و"طاولات الحوار" خيط رفيع يفضي إلى تغيير وئيد في الممارسة الدستورية، من دون تغيير في النص الدستوري. على الأقل، راهناً. يعرف رئيس مجلس النواب الأمر، ولا تنفع سمات الأبوة على وجهه، ولا الحرص الوطني في كلامه، في دحض ما يستخلص منذ 2006. فـ"السلة"، في التكتيك السياسي، مفيدة إن أقرت، وإن لم تقر. في الأولى، تصبح المحاصصة "نهجا ميثاقيا" فوق دستوري، وفي الثانية سيجد رئيس المجلس في إسقاطها ما يغذي، لاحقا، ندما مفتعلا، عندما يتجدد "التعطيل الوطني" وتنطلق مماحكات الحقائب والتعيينات وقانون الانتخابات، وغيرها، ربما بوجود رئيس، ويصبح عنوان "أربعاء عين التينة": لو أصغيتم. ا حاجة إلى "السلَّة"، وغيرها من فذلكات وابتكارات، إذا طبق الدستور، والتزم كلٌّ حدود مسؤولياته ودوره، واحترم المسلك الديموقراطي، وكف عن البدع المفروضة برهبة السلاح، وسلم بحق الأغلبية النيابية في أن تكون لها الكلمة العليا، في إطار الميثاق الوطني. لكن من أين لنا ذلك، فيما السلاح وحزبه - وإن صمت الجميع عن تنطحه الإقليمي لدور أكبر منه ومن لبنان، وسراياه في الداخل - مستعد لاستخدام النار والدم، بوضوح، كما في 7 أيار 2008 والاغتيالات قبلها، والقمصان السود بعدها، لفرض مشيئته. تطرح السلَّة اليوم نقيضا للديموقراطية والميثاق والأعراف. ورئيس المجلس لا يجهل ذلك، وهو من بايعه البعض ولاية الفهم الدستوري، فهل يعني ذلك، أنه سيستخدمها، عندما يتخطاها الواقع، لتبرير مماطلة حليفه الأساسي ما بعد وصول ميشال عون، إن وصل، إلى بعبدا، كما فعل بعد انتخاب ميشال سليمان بـ"اتفاق الدوحة"، ليغرق البلاد في الانتظار، بذريعة الإتفاق على تشكيل الحكومة والتعيينات وباقي المعزوفة؟ لا ضرورة لأن يكون لـ"المؤتمر التأسيسي"، الذي رميت فكرته لجس النبض العام، ولاختبار تفاعلاتها، شكل "المؤتمر" وصيغته بالمعنى التقليدي، أي قاعة وحضور وجدول أعمال يستلزم أياما لإنجازه. المؤتمر المقصود هو لقاء لإعطاء الشرعية لما بدأ تطبيقه من خروج على الدستور والديموقراطية مُذ طُبِّقَ "الطائف" بترجمة آل الأسد لمضمونه. واستخلص "حزب الله"، الذي لا بد درس تجارب الفصائل الفلسطينية في لبنان، كما تجربتي "القوات اللبنانية" وأسلافها ( الكتائب والنمور... إلخ) و"الحركة الوطنية" وتفرعاتها، أن لا غطاء إلا الشرعية، وهذه لا تكتسب إلا برضى كل الأفرقاء. ولا بد أنه اطلع على فلسفة شارل مالك لحل التضاد بين ما يمثله بشير الجميل من سلطة على الأرض، وبين سلطة الياس سركيس الشرعية، فاختصر الأمر بجملة شهيرة: "إن هدف المقاومة (اللبنانية) الأساسي الذي يجسد فكرة ترشيح بشير لرئاسة الجمهورية، هو تحويل الشرعية الحالية إلى شرعية أخرى عن طريق الشرعية نفسها وبوسائل شرعية". ين "الثلث" و"السلَّة" شرعية جديدة قيد الحياكة على الطريقة الفارسية.

 

الحريري يحرص على حلفائه ولن يشتبك معهم

محمد شقير/الحياة/03 تشرين الأول/16

يقول عدد من السياسيين اللبنانيين الذين يواكبون اندفاعة زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري في اتجاه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، في سياق لجوئه إلـــى الخيارات المفتوحة، ومنها احتــــمال تأييده لرئاسة الجمهورية، إن ما يتطلع إليه هو إخراج البلد من «الإدمان» على إمكان التكيف مع استمرار الشغور في سدة الرئاسة الأولى لما يترتب على ذلك من أضرار فادحة يمكن أن تسرع في تفكيك لبنان وتعطيل جميع مؤسساته الدستورية، وصولاً إلى انحلاله وضياعه في ظل عدم التفات المجتمع الدولي إليه، لانشغاله بالحرائق المشتعلة من حوله. ويؤكد هؤلاء أن اندفاعة الحريري في اتجاه عون لا تعني أبداً أنه حسم قراره وتخلى عن دعم ترشيح زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. ويعزون السبب إلى حرصه على عدم التفريط بعلاقاته مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، الموجود حالياً في باريس، والنواب المستقلين في «قوى 14 آذار». ويضيفون أن الحريري لن يخطو خطوة يفهم منها أنه اتخذ قراره بدعم ترشح عون لرئاسة الجمهورية، في منأى من التفاهم مع الرئيس بري وجنبلاط، وهذا ما أكده في لقاءاته طوال الأسبوع الماضي، قبل أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية في زيارة خاصة، في محاولة لإعادة إخراج المأزق الرئاسي من الشغور القاتل.

ويلفت السياسيون أنفسهم النظر إلى أن هناك من يحاول التعامل مع اجتماع الحريري مع عون من زاوية أن الحريري حسم أمره وقرر المضي في تأييده، ويؤكدون أن ضخ جرعة من التفاؤل على هذا اللقاء والتصرف وكأن لا عودة عن قراره ليسا في محلهما، خصوصاً أن زعيم «المستقبل» سيعود إلى التشاور مع كتلته النيابية واستمزاج رأي جمهوره، وبالتالي لن يتفرد في حسم موقفه من دون حلفائه الذين لا يعترضون على حواره وانفتاحه في اتجاه عون، لكنهم ليسوا مع الذين ينظرون إلى تواصله هذا على أنه اندفع في الدفاع عن قراره ولن يأخذ بنصائحهم. يؤكد هؤلاء أن من الخطأ المميت تقديم الحريري في حواره مع عون على أنه يركض وراء عودته إلى رئاسة الحكومة بأي ثمن ولو كانت على حساب اتفاق الطائف. ويعزون السبب إلى أنه من غير الجائز المنّ عليه بأن «الجنرال» هو من يعيده إلى رئاسة الحكومة، لا سيمـــا أنه يتزعم أكبر كتلة نيابية ولديه حضور فوق العادة في الحيـــاة السياسية ويعتبر من أقوى الزعماء السنّة في لبنان، وأن لا منافـــس له، وأن البديل عنه تشجيع التطرف والتشدد في الشارع السني على حساب الحفاظ على الاعتدال وتدعيمه وتحصينه باعتباره يشكل رأس حربة في مواجهة المتطرفين. ويسأل هؤلاء عن الدوافع التي تحمل البعض على «تهبيط الحيطان» على الحريري، تارة بتصويره معطلاً وحيداً لانتخاب رئيس جديد، وأخرى بأن لا مجال لعودته إلى رئاسة الحكومة إلا من خلال الممر الإجباري، استرضاء عون.

… وماذا عن “حزب الله”

كما يسألون هل أن عون وحده من يقرر من سيكون رئيس الحكومة العتيد، وبالتالي فإن إيران من خلال حليفها «حزب الله» لن تحرك ساكناً وتبصم على ما يرسمه عون في مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس؟ وإلا لماذا توجهت أمس الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ إلى طهران للقاء حسين جابري أنصاري مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية بالنيابة عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف لوجوده خارج البلاد؟ يؤكد هؤلاء أن لزيارة كاغ طهران في هذا التوقيت علاقة مباشرة بإنهاء الشغور في رئاسة الجمهورية والطلب من القيادة الإيرانية المساعدة في تسهيل انتخاب الرئيس. وهي كانت زارتها في وقت سابق من دون أن تحقق أي تقدم، إذ تذرعت طهران بأن انتخابه شأن لبناني ولا تتدخل فيه وتترك للأطراف المحليين حق التقرير في هذا الاستحقاق. ويكشف السياسيون أنفسهم أن حلفاء الحريري كانوا ناقشوا معه ضرورة الحصول على ضمانات تتعلق بالعناوين الكبرى التي ما زالت عالقة وتستعصي عليها الحلول، لأن عون ليس من يؤمنها من دون أن يكون لديه غطاء سياسي من «حزب الله» وامتداد من إيران والنظام في سورية لئلا يأتي لاحقاً ويقول إن المشكلة في الحزب «وما عليك إلا التواصل معه».ويقول هؤلاء إن الحريري لن يندفع في أي خيار سياسي في اتجاه عون على بياض، لأنه ليس في وارد التفريط بعلاقته مع حلفائه وأصدقائه في مقابل عودته إلى رئاسة الحكومة. يضيفون أن الحريري، وإن كان يتهيب اللجوء إلى الخيارات المفتوحة، فإنه في المقابل لن يسمح في أي حال من الأحوال بأن توجه التهمة إلى حلفائه بأنهم كانوا وراء إعاقة وصول عون إلى الرئاسة الأولى، وتحديداً إلى بري وجنبلاط، في محاولة مدروسة من خصومه لضرب علاقته بهما وللإيحاء بأن هناك مشكلة في الشارع الإسلامي كانت السبب الوحيد الذي منع إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

موجة تفاؤل مصطنعة

ويؤكد هؤلاء أيضاً أن الحريري الذي لن ينجر إلى مشكلة مجانية مع بري جنبلاط يأخذ في الاعتبار ضرورة الرد على من يحاول أن يقول إنه عجز عن إقناع كتلته وشارعه في تبني ترشيح عون بهدف رمي المسؤولية على الكتلة، ولاحقاً ربما على السعودية، بذريعة أنها ضغطت لمنعه من سلوك مثل هذا الخيار. ويعتبرون أن بعض فريق عون يحاول أن يضخ منذ انتهاء اجتماعه مع الحريري موجة من التفاؤل المصطنع ليكون في وسعه التحضير لعدة الشغل للهجوم على حلفاء الحريري أو الغمز من قنواتهم. وبالنسبة إلى موقف بري من ضرورة التوافق على سلة سياسية متكاملة يكون على رأسها رئيس الجمهورية العتيد، يقول السياسيون أنفسهم إن لبنان يمر في ظروف استثنائية بالغة الخطورة والتعقيد ناجمة عن التمديد للشغور في الرئاسة الأولى وهذا يتطلب التوافق على توفير شبكة أمان سياسية لئلا ينتخب الرئيس من دون أن ينسحب انتخابه على تذليل العقبات لقيام حكومة غير تقليدية لا تبقى كما الحالية أسيرة التعطيل والشلل.

ويتابع هؤلاء أن لبنان ليس في حاجة إلى توافق على العناوين الخلافية الكبرى لو أنه يمر في ظروف عادية ينتخب فيها الرئيس في موعده الدستوري ويجري مشاورات نيابية ملزمة لاختيار رئيس حكومة جديد يتولى التشاور مع البرلمان لتشكيل حكومته، لكن في ظل هذه الظروف لا بد من تدعيم الآليات الدستورية بشبكة أمان سياسية، وإلا ما العمل في حال تم انتخاب الرئيس ومن ثم تسمية الرئيس المكلف تأليف الحكومة من دون أن يتمكن الأخير من تجاوز قطوع تبادل الشروط المضادة حول توزيع الحقائب ومضمون البيان السياسي. لذلك، يتربع الرئيس المنتخب على سدة الرئاسة ويبقى رئيس الحكومة حائراً من دون أن يوفق في إيجاد المخارج للمشاكل المترتبة على التأليف وبالتالي يكون البلد أمام مرحلة جديدة من التعطيل والشلل، خصوصاً أن التجارب الأخيرة في تشكيل الحكومة لم تكن مشجعة أبداً، حتى بالنسبة إلى حكومة اللون الواحد التي تزعمها الرئيس نجيب ميقاتي بعد إطاحة الحريري من رئاسة الحكومة. وفي هذا السياق، يقول السياسيون إن عدم وجود وضوح الحد الأدنى حيال مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس سيدخل البلد في نفق مظلم، ولا أحد يستطيع أن يتكهن إلى أين سينتهي انسداد الأفق ومتى؟ لا سيما أن تجارب التعاون مع «تكتل التغيير» في حكومة الرئيس تمام سلام لم تكن مشجعة، ولا يزال المسؤولَ الأول عن العطب السياسي الدائم الذي أصابها نتيجة تعطيل انعقاد جلسات مجلس الوزراء مع أنه ممثَّل في الحكومة بثلاثة وزراء. فكيف سيكون عليه الوضع في ظل وجود عون في سدة الرئاسة؟

معضلة تأليف الحكومة

ويسأل هؤلاء أيضاً: «كيف سيكون حال رئيس الحكومة بعد التكليف؟ وهل سيجد الطريق معبداً لتأليف الحكومة؟». ويقولون إن «حزب الله» قد لا يمانع تكليفه ولو قرر عدم تسمية الحريري رئيساً على سبيل المثال، لكن ماذا بالنسبة إلى التأليف؟ وهل أن قانون الانتخاب الجديد سيقر من دون التفاهم بشكل مسبق على عناوينه الرئيسة، والسؤال نفسه ينطبق على البيان الوزاري. وعليه، فإن الاحتكام إلى الآلية الدستورية في انتخاب الرئيس من دون أن يكون انتخابه مقروناً بملحق سياسي يتضمن رؤية واضحة لمواجهة مرحلة ما بعد انتخابه، ما هو إلا محاولة للهروب إلى الأمام إن لم تحمل في طياتها أكثر من مؤشر إلى أن لبنان سيدخل في أزمة نظام سياسي تفتح الباب للبحث عن بدائل أحلاها مرّ إذا كان «المنفذ» الوحيد يكون في استحداث هيئة تأسيسية يوكل إليها وضع نظام بديل. في ضوء تبيان الخيط الأسود من الخيط الأبيض واستحضار المحاذير من أي خطوة يراد منها القفز في المجهول، لا بد من القول -نقــلاً عن هؤلاء السياسيين- إن حرق المراحل لإعادة تحريك الاستحقاق الرئاسي لن يجدي نفعــاً، خصوصاً أن هناك من يحاول حشـــر الحريري في الزاوية وابتزازه ومن ثم استنزافه لإضعافه في داخل شارعه ولدى حلفائه، وتقديمه على أنه حسم قراره لمصلحة عون مع أن من يتولى الترويج لمثل هذه الإشاعات يدرك جيداً أن زعيم «المستقبل» لا يزال يستكشف الأجواء ولن يدخل في «مقايضة» لا تُصرَف في مكان وتستهدفه شخصياً قبل غيره وهو سيتفادى الوقوف في كمين سياسي كهذا.

 

لعدم الخلط بين “السلة” والتفاهمات

شارل جبور/ موقع القوات اللبنانية/03 تشرين الأول/16

لا يمكن لأي استحقاق في لبنان ان يعبر بسلام من دون تفاهمات الحد الأدنى بين القوى السياسية من قبيل التعهد بتكليف رئيس حكومة وانتخاب رئيس مجلس والاتفاق على الخطوط العريضة للبيان الوزاري والعناوين الكبرى للمرحلة الجديدة، وهذا من ضمن قوانين اللعبة وقواعدها. كما انه من حق اي طرف ان يحاول تحسين شروط تمثيله ومشاركته وحضوره من خلال عقد تفاهمات جانبية مع رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة العتيد، وهذا أيضاً من ضمن قوانين اللعبة. من حق اي طرف ان يحصل على الضمانات التي تبدد هواجسه من استهداف سياسي محتمل، ان عبر تحالفات مفترضة او قانون انتخابي محتمل، وهذا أيضاً من ضمن قوانين اللعبة. وهذه التفاهمات كفيلة بعبور استحقاق معين بسلام، ولكن من دون ان يصار إلى إلغاء الحياة السياسية، حيث يتم الإبقاء على الدينامية المطلوبة والهامش المطلوب أيضاً لرئيسي الجمهورية والحكومة، فيما اي اتفاق مسبق من قبيل “السلة” يطيح بدور المؤسسات الدستورية ويلغي آخر مساحة ديموقراطية في اللعبة السياسية. من ثم كل القوى الأساسية متفقة على حدود اللعبة السياسية وضرورة استمرار الستاتيكو الراهن والحفاظ على الاستقرار، وهذا بحد ذاته يضمن تجاوز العقبات المحتملة، لأن كل القوى الأساسية تتحرك تحت سقف سياسي واحد، إذ لا نية لـ”حزب الله” اليوم بقلب الطاولة، كما لا نية لأخصامه أيضاً، على رغم غياب القدرة، بقلب هذه الطاولة، الأمر الذي يشكل عاملا مساعدا للتسويات السياسية.

وأما الكلام عن خلاف في البيان الوزاري فلا أساس له من الصحة، لان اي بيان يفترض ان يعكس التمثيل الحكومي، وبالتالي سيكون “حمال أوجه”، إذ لا “حزب الله” سيوافق على بيان من دون ذكر المقاومة، ولا 14 آذار ستوافق على بيان من دون التأكيد على بسط الدولة سيادتها على كامل الأرض اللبنانية.

فشطب أدبيات “حزب الله” من البيان الوزاري يكون في حالة واحدة وهي تشكيل حكومة 14 آذارية صافية، كما شطب أدبيات 14 آذار يكون أيضاً في حالة واحدة وهي تشكيل حكومة 8 آذارية صافية، فيما المساكنة تستدعي التوفيق بين أدبيات هذا الفريق وذاك، وخلاف ذلك يدخل ضمن المزايدات السياسية لا أكثر ولا أقل. وما ينطبق على البيان الوزاري ينسحب على الأمور الأخرى إلا في حالة واحدة وهي وجود فريق سياسي يريد التعطيل عن سابق تصور وتصميم انسجاما مع أجندته وأهدافه، وخلاف ذلك ستكون الأمور محكومة بالتوافق. عليه، تصبح “السلة” حجة لاستمرار الفراغ الرئاسي، خصوصا في حال كانت تتضمن قانون الانتخاب، فضلا عن ان فلسفة “السلة” تتناقض مع فلسفة الدستور، وتشكل انتقاصا لدور كل من رئيس الجمهورية والحكومة، وبالتالي حسنا فعل البطريرك بشارة الراعي الذي نزع بموقفه الرافض لـ”السلة” أحد أبرز الألغام الرئاسية لاستمرار الفراغ، ويفترض بموقف الراعي ان يؤدي إلى إحراج الرئيس نبيه بري، لان تمسكه بـ”السلة” سيضعه في مواجهة مع بكركي وليس فقط مع القوى السياسية، ولكن في مطلق الأحوال رصيد “السلة” قبل موقف الراعي شيء وبعده شيء آخر مختلف تماماً.

 

انتخاب رئيس يُجيد "تدوير الزوايا" ليس في حاجة إلى اتفاق على "سلّة"

اميل خوري/النهار/4 تشرين الأول 2016

ربما يستغرب العماد ميشال عون أن يكون لانتخابه رئيساً ثمن يصعب عليه أو حتى على سواه دفعه فيخسر الرئاسة. لكن فاته أن كثيراً من رؤساء لبنان لم ينتخبوا إلّا وكان لانتخابهم ثمن أو شرط بحسب السعر الرائج في حينه... فالشيخ بشارة الخوري انتخب رئيساً وكان الثمن ضم لبنان الى جامعة الدول العربية، وهو ما زاد الخلاف حدّة بينه وبين اميل إده الذي كان يصر على رفض ذلك ترجمة لما جاء في "الميثاق" أي: "لا شرق ولا غرب". فانضمام لبنان الى الجامعة يخرجه عن حياده بين "الشرق والغرب". وثمن انتخاب كميل شمعون رئيساً للجمهورية أن يكون لبنان مع "حلف بغداد". وثمن انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيساً أن يقف مع "الحلف الناصري". وثمن انتخاب شارل حلو رئيساً كان الالتزام بتنفيذ "اتفاق القاهرة". وثمن انتخاب سليمان فرنجية كان إلغاء هذا الاتفاق وإنهاء الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان. وثمن انتخاب الياس سركيس رئيساً كان الموافقة على بقاء القوات السورية في لبنان. وثمن انتخاب بشير الجميل رئيساً كان توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل. وثمن انتخاب شقيقه أمين رئيساً وضع اتفاق 17 أيار لتأمين انسحاب القوات الاسرائيلية من الجنوب اللبناني، وعندما ربطت انسحابها بانسحاب القوات السورية في لبنان سقط الاتفاق. وكان ثمن انتخاب رينه معوض رئيساً للجمهورية تنفيذ "اتفاق الطائف". وثمن انتخاب الياس الهراوي كان إخراج العماد عون من قصر بعبدا قسراً وجعل الحاجة أكثر لبقاء القوات السورية في لبنان. وثمن انتخاب العماد اميل لحود رئيساً إعطاء حرية التحرك لـ"المقاومة الإسلامية" بقيادة "حزب الله" في الجنوب والتصدّي لاسرائيل وإبقاء الجيش اللبناني خارج المنطقة لئلا يعوق بوجوده عمل المقاومة أو يحصل اشتباك بينهما. وكان ثمن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً تنفيذ "اتفاق الدوحة".

أمّا المرشّحون للرئاسة الذين خسروها فهم: العميد الراحل ريمون إده لأنه رفض طلب أميركا أن تبقى القوات السورية في لبنان، ورفضه مرة أخرى بقاء القوات السورية والفلسطينية فيه ليقبل انتخابه رئيساً، وحدّد مهلة ستة أشهر لاخراج هذه القوات، حتى إذا لم يتحقق ذلك يستقيل من الرئاسة. ورفض ميشال إده وبيار حلو وجان عبيد إخراج العماد عون من قصر بعبدا بالقوة وهو ما قبله الياس الهراوي فصار رئيساً. ذلك ليس للعماد عون أن يستغرب إذا ما كان لانتخابه رئيساً ثمن وهو أن يضع "حزب الله" سلاحه في كنف الدولة وأن يسحب مقاتليه من سوريا وغير سوريا كي يستطيع لبنان تطبيق سياسة النأي بالنفس أو "اعلان بعبدا"، لا بل عليه هو أن يشترط ذلك كي لا يكون مجرّد رئيس يملك ولا يحكم. فإذا كان، وهو الزعيم الماروني القوي، لا يقيم دولة قويّة سيدة حرّة، لا دولة سواها ولا سلطة غير سلطتها ولا سلاح غير سلاحها، فمن ذا الذي يقيمها، وما الفرق عندئذ بينه وبين سواه؟! إذا كان "اتفاق الطائف" قد قلّص صلاحيات رئيس الجمهورية فأشعر المسيحيّين، ولا سيّما منهم الموارنة، بالغبن والتهميش، فكيف قبلوا الأسوأ من ذلك في "اتفاق الدوحة" الذي قرّر نيابة عن رئيس الجمهورية وعن رئيس الحكومة وعن مجلس النواب تعيين الوزراء وتوزيع الحقائب واعتماد قانون الستين معدّلاً لتجرى الانتخابات النيابية على أساسه. وهذا الاتفاق الذي اعتبر عند الموافقة عليه استثناء ولمرّة واحدة وليس قاعدة تخالف الدستور، وإذ به يصبح قاعدة، فلا انتخاب لرئيس الجمهورية إلّا إذا تمّت الموافقة على ما يُسمى الآن "سلّة متكاملة" حتى وإن كان الرئيس نبيه برّي يقصد منها تسهيل مهمّة الرئيس كي لا يواجه مشكلة تأليف الحكومة أو مشكلة الاتفاق على قانون للانتخاب وهو في مستهل عهده. لكن ثمة من يرى أن الاتفاق على "سلّة" يصبح قاعدة تسلب ما تبقى من صلاحيات لرئاسة الجمهورية ومن صلاحيات لرئاسة الحكومة عندما يصل كل شيء إليهما جاهزاً بعد اتفاق الأقطاب. أمّا إذا لم يتفقوا، كما هي الحال الآن، فإن رئاسة الجمهورية تبقى شاغرة إلى أجل غير معروف، ويكون هذا الشغور مفتوحاً على كل الاحتمالات. لذلك يجب العودة الى الدستور نصاً وروحاً، ولا يظل شبه معلّق بالممارسة السيئة. فقد يكون للأحزاب والتكتلات مواقف قبل انتخاب رئيس الجمهورية غير ما بعد انتخابه، خصوصاً إذا كان الرئيس من النوع الذي يعرف كيف يدوّر الزوايا ويجعل ما كان مرفوضاً مقبولاً. وإذا كان لا بدّ لانتخاب كل رئيس من ثمن أو شروط، فلا يجب أن تكون على حساب الدستور ولا على حساب النظام الديموقراطي بتشويه صورته.

 

هذا ما يريده الحريري من موسكو

جورج سولاج/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 04 تشرين الأول 2016

مرة جديدة يطرق الرئيس سعد الحريري الباب الروسي سعياً الى فتح ثغرة في الشغور الرئاسي المتمادي في لبنان. يلتقي اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعدما كان التقى في الأول من نيسان الماضي الرئيس فلاديمير بوتين وطلب منه التدخّل لدى طهران من أجل تسهيل إنتخاب النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. واصل بوتين مع الرئيس روحاني، وكذلك فعل لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وتباحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ، إلّا أن القيادة الروسية وصلت الى قناعة أن الباب الإيراني مقفل أمام الإستحقاق اللبناني، على أساس أن طهران لم تُبدِ إرتياحها للموقف الروسي بل إنها أصرّت على التمسك بترشيح العماد ميشال عون، فيما رأت موسكو في الطرح الإيراني ما يؤذي المسيحيين بدل إفادتهم، لأن لا توافق على عون في ذلك الوقت.

هذه المعطيات أبلغها بوغدانوف الى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والى الرئيس الحريري، خلال زيارة قام بها مطلع حزيران الماضي الى مدينة كان في فرنسا. وكذلك أبلغ الروس موقفهم الى عدد من القيادات اللبنانية، في مقدمها العماد عون.

أما عناوين الموقف الروسي فيمكن تلخيصها بثلاث ثوابت هي:

1 - حرص على استقرار لبنان، وقلق من الأوضاع والمؤشرات التي تهدِّد هذا الإستقرار.

2 - ضرورة إنتخاب رئيس في أقرب وقت، لأن إطالة أمد الشغور في سدة الرئاسة ينعكس سلباً على استقرار لبنان ومصالح المسيحيين فيه، خصوصاً أن الرئيس اللبناني هو الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط.

3 - ضرورة إنتخاب رئيس توافقي، والنزول الى مجلس النواب لتأمين النصاب وإنجاز الإستحقاق الرئاسي أياً تكن أسماء المرشحين، لأن الزمن ليس زمن ترف سياسي، خصوصاً أن المسيحيين في سوريا والعراق يتعرضون لتهديدات وجودية دفعت أعداداً كبيرة منهم الى الهجرة.

اليوم، يعود الحريري الى موسكو بمعطيات جديدة. حصلت عملية خلط أوراق لا يستهان بها. نال العماد عون تأييد الدكتور سمير جعجع، وتوافق مع الحريري على تبنّي ترشيحه.

يريد الحريري، خلال زيارة لا تتعدّى الساعات، من لافروف معاودة التوسط لدى القيادة الإيرانية، واذا اقتنعت الدبلوماسية الروسية بلعب هذا الدور ونجحت في تغيير الموقف الإيراني المتريث في انتظار إنتهاء الإنتخابات الرئاسية الأميركية، يفوز الحريري برهانه الرئاسي المتجدّد على عون.

غير أن الأجواء في العاصمة الروسية لا تشي بجديد في المعطيات الدولية والإقليمية يمكن أن يلاقي الجديد في المعطيات المحلية، ويذكّر دبلوماسيون في موسكو أن جهوداً حثيثة بذلتها القيادة الروسية مع قيادات لبنانية وعواصم إقليمية على مدى أكثر من سنتين، لكن كل المحاولات لم تصل الى نتيجة.

 

بكركي تنتفض... مِن الدفاع إلى الهجوم

جورج حايك/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 04 تشرين الأول 2016

ثمّة أمر تغيّر في بكركي وفي خطاب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. ليست المسألة فورة غضب على أداء أطراف داخلية تضع العصي في دواليب عملية انتخاب رئيس للجمهورية فقط، بل تجاوزت ذلك إلى المَسّ بصلاحيات الرئيس العتيد عبر تحميله سلّة من الشروط والالتزامات والتنازلات، وهذا ما يُعتبر خطاً أحمر لبكركي لا يجوز القبول به تحت أيّ عنوان. بعد حركة الرئيس سعد الحريري المكوكيّة التي تبلورت في مرونته حيال انتخاب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، إنكشف «مستور» المعرقلين للإنتخابات الرئاسية، من خلال وضع شرط تحميل عون سلّة من التفاهمات التي ستحوّله أسيراً لها، الأمر الذي أثار غضب جميع المسيحيين لما فيها من اعتداءٍ على الدستور ومصادرة فاضحة لصلاحيات الرئاسة الأولى. مام هذا الواقع الصعب، شهدت بكركي يوم الأحد الماضي نقطة تحوّل بالغة الأهمية من خلال عظة البطريرك الراعي الذي رفض مسألة السلّة ووصف الرئيس الذي يقبل بها بـ«بلا كرامة». هذا التحوّل يُعتبر انتفاضة في توجّه بكركي في عهد الراعي الذي سار حتى اليوم في نهج وفاقي يراعي فيه كلّ الأطراف ولا يُغضب أحداً، بل يكتفي بتحديد المبادئ العامة ولا يدخل في التفاصيل، لكن ماذا جرى حتى انتفض الراعي على نفسه وصعّد في موقفه على هذا النحو:

أولاً، استشعرت بكركي أنّ الكيان اللبناني يواجه خطراً وتهديداً كبيراً إذا استمر الشغور الرئاسي، ما جعل البطريرك الراعي مقتنعاً بضرورة قرع ناقوس الخطر وأخذ زمام المبادرة. ومن الطبيعي أن تطلّ بكركي وترفع صوتها وتقول كلمتها في وجه الثنائي الشيعي الذي يمارس «التقيّة» في مواقفه السياسية وخصوصاً أنّ «حزب الله» يعلن تأييده لإنتخاب عون رئيساً، لكنه لم يبادر إلى أيّ مساعدة في هذا المجال، بحيث فضحت حركة الحريري حقيقة موقف «الحزب» الذي يفضّل استمرارَ الشغور وبالتالي ممارسة لعبة التعطيل وتكريس الفراغ، في حين أنّ لبنان يقع على خط الزلازل في منطقة مليئة بالصراعات والانقسامات التي من شأنها أن تقوّض استقرار البلد. ذلك، لا يسع بكركي أن تبقى متفرّجة لا مبالية إزاء استمرار الثنائي الشيعي في لعبة التعطيل، ما يفقد المسيحيين وخصوصاً الموارنة موقعهم بل سيجعلهم من الضحايا عاجلاً أم آجلاً.

التنازل لسلّة شروط من هنا وسلّة تنازلات من هناك ستفقد رئاسة الجمهورية مكانتها وكرامتها وخصوصيّتها، وهذا ما لن تقبل به بكركي، واضعة الخط الأحمر أمام هذا الانحدار المخيف، ناسفة فكرة «السلّة» من أساسها.

ثانياً، تحوّلت لهجة البطريرك الراعي من الدفاع إلى الهجوم لأنّ المرحلة لم تعد تسمح بالكلام العموميّ وتكرار المواقف التي لا تقدّم ولا تؤخّر حتى إنّ بيان المطارنة بات باهتاً ولم يعد يسمّي الأشياءَ باسمائها، وقد تذمّر الكثير من المسيحيين من اللون الرمادي الذي طغى عليه، لذلك من المتوقع أن يطرأ تغييرٌ على بيان المطارنة نفسه ليلحق بموقف الراعي المتشدّد والحاسم، متخلّياً عن الفتور، ليتناغم مع المفهوم الإنجيلي بالكامل الداعي إلى أن يكون كلامنا نعم نعم ولا لا. ثالثاً، اشتكى كثر من الموارنة منذ بدلية عهد البطريرك الراعي من غياب دور بكركي الفاعل في السياسة المسيحية اللبنانية، لكنّ البعض لا يعلم أنّ نهج الفاتيكان بعد تولّي البابا فرنسيس مسؤولياته في الكرسي الرسولي، لا يحبّذ الدخول في متاهات السياسية الضيّقة، وبالتالي يُعمّم على جميع الكرادلة المنتشرين في كلّ أصقاع الأرض، النهجَ الوفاقي المسالم، خصوصاً في ما يتعلق بمسيحيي الشرق، ليبقوا متجانسين مع محيطهم الإسلامي فلا يدخلون متاهات الصراع بين السُنّة والشيعة، فيستمرون على الحياد ويحافظون على حضورهم المميّز على المستوى الوطني العام. كنّ الكنيسة المارونيّة لا يمكنها أن تبقى صامتة عندما يتعرض المسيحيون والمواقع المارونية في الدولة اللبنانية للإقصاء والتهميش انطلاقاً من اعتبارات وطنيّة لا طائفية، كما يحصل اليوم على صعيد مقام رئاسة الجمهورية، وبالتالي لا ينسى أحدٌ أنّ تاريخ تلك الكنيسة هو تاريخ كنيسة مجاهدة ومقاومة ومناضلة، وما ملحمة وادي القديسين في قنوبين سوى إحدى الصور التاريخيّة للكوارث الرهيبة التي حلّت بلبنان طوال عقود من الزمن واستمرت الكنيسة.

رابعاً، وعت بكركي أنّ ما بعد «تفاهم معراب» ليس كما قبله، لأنّ الخلافات التي كانت سائدة بين الأقطاب الموارنة أضعفت دور المسيحيين عموماً وبكركي خصوصاً، بل جعلتها في موقع الدفاع. أما الآن وبعد المصالحة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وترشيح رئيس حزب «القوات» سمير جعجع للعماد عون لرئاسة الجمهورية، جعل بكركي في موقع الهجوم لأن لا أحد يستطيع القول بعد «تفاهم معراب»، فليتفق المسيحيون على رئيس ونحن نمشي به. لقد اتفق أكبر حزبين مسيحيين في لبنان على ترشيح عون، فما هي حجّة الآخرين؟ بعدما كانت بكركي منشغلة في إقامة المصالحة، وهي ساهمت بذلك فعلاً، بات عليها الانصراف إلى دفع عجلة الانتخابات الرئاسيّة بالقول والفعل ونزع المعوقات من أمامها. مخطئ من يقلل شأن موقف البطريرك الراعي الأخير، ومخطئ من يستخف به وبقدرته على تغيير الواقع والتأثير في مجرى الأحداث. فما تعدّه بكركي ليس معداً لظرف راهن ولن تكون انتفاضتها هذه المرة مرحليّة ولا ظرفيّة بل أهدافها بعيدة المدى ومفاعيلها تتجاوز اللحظة السياسية الراهنة، إلى ما يُخرج لبنان من أزمته الحالية، واضعة النقاط على الحروف، محدِّدة مكامن الخلل والخطر، وراسمة «خريطة طريق» لثورة لن تهدأ حتى انتخاب رئيسٍ للجمهورية.

 

هذا ما استفزَّ البطريرك

الان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 04 تشرين الأول 2016

انشغلت الساحةُ السياسية بالكلام عالي النبرة الذي أدلى به البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد رافضاً وضع سلّة شروط وتكبيل رئيس الجمهورية قبل إنتخابه، وردّ رئيسُ مجلس النوّاب نبيه بري عليه، ما فتح الأفق على حلقة نقاشات تحمّي المبادرات الرئاسية الصامتة.

لم يكن البطريرك الراعي ليصل الى هذا المستوى من النبرة العالية لو لم يشعر بما يشبه المؤامرة على الإستحقاق الرئاسي، لأنه كلما فُتحت ثغرة، يقفَل الباب في وجهها بوضع سلسلة شروط تكاد لا تنتهي. والأخطر من كلّ هذا، هو ما شعرت به البطريركية المارونية من خطر على موقع الرئاسة الأولى، تخطّى الأسماء والأشخاص ليصل الى ضرب الموقع وحصر عهد أيّ رئيس مقبل بشروط تجعل صلاحياته أقلّ من وزير عادي، تلك الشروط تدلّ على إستخفاف بمواقع المسيحيين في الدولة وسط التهميش المستمرّ والقضم المتتالي للمراكز والدور الذي يُفترض أن يكون للمسيحيين. في هذا الإطار، أكّدت أوساط البطريركية المارونية لـ«الجمهورية» أنّ «الراعي لم يقصد أن يهاجم أحداً أو يردّ على أيّ مكوّن سياسي، بلّ إنّ الطريقة التي طُرحت بها الأمور استفزّت البطريركية، وظهر كأنّ رئيسَ الجمهورية شخصٌ غيرُ ناضج ولا يستطيع أن يحكم إذا لم نرسم له خريطة طريق». وسألت الأوساط: «هل يقبلون أن تُفرض قبل تسمية رئيس حكومة أو إنتخاب رئيس مجلس نوّاب سلّة شروط؟ ألا يُعتبر ذلك حسب رأيهم مسّاً بالمواقع وبالطائفة». أكّدت الأوساط أنّ «ما دفع الراعي الى اتخاذ مثل هكذا موقف هو الأعمال المتتالية من الفريق نفسه والتي كانت ستضرب الوجود المسيحي في الدولة، فمن التعينات في الوزارات وإستبدال الموظفين المسيحيين، الى خنق جهاز أمن الدولة وصولاً الى الإعتداء على أملاك البطريركيّة في لاسا ومحاولة سلب مشاعات العاقورة، حتّى أتت الشروط على رئيس الجمهورية المقبل لتفجّر غضب البطريرك وتدفعه الى اتخاذ هذا الموقف».

وشدّدت الأوساط على أنّ «رئيس الجمهورية يجب أن يُنتخب ويحكم وفق الدستور وضميره، والموقف الذي أطلقه الراعي لا يهدف الى دعم

مرشّح على حساب آخر، بلّ إنّ الراعي متخوّفٌ من تكريس عرف يطرحه أيٌّ كان عند حلول موعد إنتخاب الرئيس، فالرئيس هو الحاكم والحكم ولا ياتي الى قصر بعبدا ليطبّق رغبات بقية الأفرقاء». وأشارت الأوساط الى أنّ «الراعي يرفض رفضاً قاطعاً إنتزاعَ أهمّ صلاحية باقية للرئيس بعد إتفاق «الطائف» وهي التوقيع على تأليف الحكومة، حيث لا تُؤلَّف حكومة من دون إمضاء رئيس الجمهورية، فهل كلّ تلك الشروط مقدّمة لجعل الرئيس «خيال صحرا» وصورة تعلّق على حيطان المؤسسات العامة، وإفشاله قبل إنتخابه». أكّدت المصادر أنّ «بكركي التي وافقت على معايير لإنتخاب الرئيس ومن ضمنها أن يكون رئيساً قوياً، لن تقبل بان تُسلخ منه صلاحياته، وعندها لا يعود هناك من فرق بين رئيس يتمتّع بصفة تمثيلية وآخر لا تمثيل له». على رغم التفاؤل الذي أثارته مبادرة الرئيس سعد الحريري وإمكان قبوله بترشيح رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون للرئاسة، إلاّ أنّ بكركي تبدي تخوّفها من بعض النوايا غير الصادقة، خصوصاً أنّ القوى السياسية دعت سابقاً الى اتفاق القيادات المارونية، وعندما وُقّعت ورقةُ التفاهم بين «القوّات اللبنانية» و«التيار الوطني الحرّ» لم يتفاعل أحد مع تقارب أكبر قوّتين مسيحيتين، بل إعتبروا الأمر ربما تكتلاً مسيحياً أثار ريبتهم. تتطلّع بكركي الى حراك الرئيس الحريري، وهي كانت لا ترغب في الإنزلاق الى صدام مع أحد، لكنّ تطوّر منطق الأمور فرض موقف الراعي الذي أتى حادّاً رافضاً المساومة على كرامة أيّ مرشّح للرئاسة مهما كان اسمه، من هنا، تدعو بكركي الأفرقاء السياسيين الى التجاوب مع أيّ مبادرة جدّية لأنّ الجمهورية أهمّ من تقاسم الحصص والمغانم، علماً أنّ المسيحيين حُرموا طيلة الفترة الماضية من المشاركة في الحكم، فيما الدولة تغرق أكثر واكثر في الفساد والسرقات ويصيب الانهيار المؤسسات كافة.

 

الكلمة السعودية «الضائعة»!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 04 تشرين الأول 2016

الأجواء الرمادية التي خلفتها «المشاورات الرئاسية» للرئيس سعد الحريري، مرشّحة لأن تسيطر على البلد لفترة من الزمن، وقد تطول بعض الشيء، في انتظار ما ستسفر عنه «المشاورات الجدّية» التي سيجريها الحريري خارج لبنان، وعلى وجه التحديد في السعودية، إنْ قبض له ذلك!

المسلّم به أنّ الحريري «قرّر التغيير»، ودافعه الذي غطى فيه مشاوراته «أنّ البلد ينهار، ولم يعد في الامكان الانتظار أكثر»، على حدّ تعبيره. لكنه لم يحدّد توقيت إعلان قراره. بل أرجأ هذا الإعلان الى حين جلاء الصورة لديه بالكامل. ومن هنا أراد لمشاوراته التي أجراها مع القوى السياسية المحلية أن تكون هادئة ومرنة، وكان شديد الحرص على ألّا يستفزّ مَن شملتهم مشاوراته، ومن هنا بدا أنه اعتمد سياسة «لكلّ مقام مقال»، بحيث قال لهؤلاء ما يحبون أن يسمعوه. على إيقاع هذه السياسة، أرضى النائب سليمان فرنجية، قال له «أنا متمسك بترشيحك، لكن عليك أن تساعدني»، ولم يقل صراحة أنه تخلّى عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية. وأسمع الحريري النائب ميشال عون ما يحب أن يسمعه، وبدت الرابية بعد لقاء الحريري وعون وكأنها حُقنت بجرعة زائدة من «السعادة الرئاسية»، وسادها اعتقاد أنّ الامور جدّية جداً هذه المرّة أكثر من أيّ وقت مضى. حتى إنّ المقرّبين من الرابية صاروا مقتنعين بأنّ قرار الحريري بتبنّي ترشيح عون، صار على وشك الإعلان. أكثر مَن كان سعيداً بالتوجّه الجديد للحريري، هو الدكتور سمير جعجع، المعروف موقفه الاعتراضي وبشدة على ترشيح الحريري لفرنجية، ومعلوم أيضاً أنّ جعجع دخل مع الحريري في خلاف عميق جراء مبادرة الأخير بتبنّي ترشيح فرنجية.

ويمكن قراءة نتائج اللقاء بين الحريري وجعجع، من الاجواء التي عكستها «القوات اللبنانية» من «أنّ المياه عادت الى مجاريها بين الحريري وجعجع»، وأكثر من ذلك «أنّ «القوات» استردّت «المستقبل» والمستقبل استردّ «القوات». ينطوي هذا الكلام على أنّ أسباب الخلاف العميق قد انتفت.

وأما مع النائب وليد جنبلاط، فكان حديث صريح بينه وبين الحريري، ونصائح، واستعراض ما نقله الوزير وائل ابو فاعور من لقائه مع مدير المخابرات السعودي. والذي لم ينطوِ على ما يؤشر صراحة الى أنّ السعودية «ماشية» بخيار ترشيح الحريري لعون.

ومع الرئيس نبيه بري، لم يكن الحريري حاسماً، عرض «أسبابه» التي أوجبت عليه محاولة إحداث خرق في الجدار الرئاسي، قال إنه امام خيارات عديدة؛ إما فرنجية، إما عون، وإما أن ينفض يده من كلّ هذه المسألة. وفي اللقاء سمع في المقابل الاسباب التي أوجبت على بري طرح سلة التفاهمات والمسك بها كسبيل وحيد الى رئاسة الجمهورية.

وإذا كان تزامن زيارة الحريري الى موسكو اليوم، مع مشاوراته الرئاسية في بيروت، يجعلها «محطة رئاسية»، فإنها تبقى ناقصة ما لم يتلقّ منها قوة دفع «جدّية» للمنحى الذي يسلكه، وتقرّبه أكثر فأكثر من حسم خياره الرئاسي المتمثّل بتبنّي ترشيح عون لرئاسة الجمهورية.

ولعلّ الأهميّة الشكلية للمحطة الروسية، تكمن في أنها الزيارة الثانية للحريري الى موسكو خلال ستة اشهر، إذ سبق له أن زارها في نيسان الماضي والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان الهمّ الرئاسي اللبناني حاضراً في المحادثات، ولكن لم تبرز آنذاك أيّ مؤشّرات حول «مجاراة» القيادة الروسية للحريري في توجّهه نحو ترشيح عون، أو غيره من المرشّحين، لا بل العكس، كان تأكيد من القيادة الروسية على أنّ الملف الرئاسي اللبناني هو شأن لبناني، وأنّ موسكو تشجّع على اتفاق اللبنانيين، وبالتالي إجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن.

علماً أنّ الموقف الحقيقي لروسيا من الاستحقاق الرئاسي اللبناني، قد بلغت اصداؤه مستويات سياسية ورسمية لبنانية «معنيّة جداً» بالاستحقاق الرئاسي، وفيه أنّ موسكو تشجّع اللبنانيين على الاتفاق على «رئيس توافقي».

مع ذلك، تبقى محطة موسكو، مهمة بالنسبة الى الحريري، فهو سيلتقي وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إلّا أنها ترتدي أهمية اكبر إذا ما التقى بالرئيس بوتين، ذلك أنّ للّقاء مع لافروف معنى معيّناً، لكن للّقاء مع بوتين معنى آخر.

وعلى أهمية «محطة موسكو» بالنسبة الى الحريري، إلّا أنّ موسكو وحتى لو قرّرت أن تستجيب للحريري وتماشي رغبته بالذهاب الى خيار رئاسي جديد (عون أو غيره)، فإنّ اليد الروسيّة لا تستطيع أن تصفّق وحدها رئاسياً مع الحريري وخياره، خصوصاً وأنّ موسكو تدرك أنّ هناك أيادي أخرى لا بدّ من أن تصفّق معها. يعني ذلك أنّ موسكو تبقى واحدة من «المحطات الرئاسية» التي لا بدّ للحريري من أن يسلكها، ولكن حتى لو تمّت هذه المحطات، فقد ينجح الحريري وقد لا ينجح في تسويق خياره، والفشل هنا له أثمانه.

قد يُقال إنّ المحطة الفرنسية، واحدة من تلك «المحطات الرئاسية» للحريري، إلّا أنّ هذه «المحطة» تُعتبر «مضمونة» بالنسبة اليه، ذلك أنه سبق للحريري أن عبر «محطة باريس»، بنجاح واضح، ولقي خياره العوني قبولاً فرنسياً، بل حماسة شديدة، ترجمتهما باريس بـ«الزيارة التسويقيّة»، التي قام بها وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت في تموز الماضي، ومعلوم أنّ ايرولت طرح آنذاك معادلة «الضمانات»، ولم يلقَ الجواب الذي يريده من «حزب الله»، وبالتالي فشل في تسويق الخيار العوني، ومنذ ذلك الحين، بدت باريس وكأنها انكفأت، ولم تقدِم على أيّ حراك يصبّ في هذا المنحى.

لكنّ هناك محطتين اساسيّتين:

- الأولى، هي «المحطة الاميركية»، التي لم تسجّل ذاكرة اللبنانيين أنّ الاستحقاق الرئاسي اللبناني قد مرّ مرة في تاريخ العلاقة بين واشنطن وبيروت، بمعزل عنها ودون أن تقول كلمتها فيه، وبالتالي لا يستطيع الحريري إلّا أن يطرق بابها، ليجعلها تصفّق معه رئاسياً.

وحتى ولو طرق الحريري الباب الاميركي، فإنّ اليد الاميركية، وكما هو واضح للجميع، مشلولة أقلّه حتى شباط المقبل، أي الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، بعد نحو خمسة أشهر، وفي ظلّ «اللامبالاة» الاميركية في ما خصّ ملف لبنان، ليس هناك ما يضمن أو يؤكد ما إذا كان الملف الرئاسي اللبناني سيدخل قريباً في دائرة اهتمامات وأولويات الادارة الاميركية الجديدة.

- الثانية، هي المحطة السعودية، وهنا بيت القصيد، إذ على موقفها من الخيار العوني للحريري، يتوقف كلّ شيء. لكن حتى الآن ما زالت الكلمة السعودية «ضائعة»، ولا توجد أية مؤشرات من شأنها أن تطمئن الحريري، وتعطيه دفعاً لتوجّهه نحو ترشيح عون. لا بل إنّ الأصداء التي ترد من السعودية الى بيروت تشي بغير ذلك تماماً. أكثر من ذلك، بدأ الهمس يتصاعد في أوساط سياسية لبنانية على صلة مباشرة بالاستحقاق الرئاسي، وميزتها عن غيرها أنها على اطّلاع على وجهة البوصلة السعودية في هذه الفترة. ومفاد هذا الهمس بأنّ صورة الحريري مع عون في الرابية لم تبعث الإرتياح داخل المملكة، بل بعثت ما هو أكثر من امتعاض، وهذا الشعور السعودي قد يتمّ التعبير عنه صراحة، سواءٌ بشكل كلامي أو بـ»شكل آخر» في الآتي من الأيام.

من هنا، كانت «المحطة السعودية» وما تزال، هي الأساس في المشاورات الرئاسية (الداخلية والخارجية) للحريري، فهو يعوّل على أن يستحصل منها على ضوء أخضر - لا لبس فيه - للذهاب الى خيار عون، إلّا أنّ إضاءة هذا الضوء الأخضر ومنحه للحريري يبقيان رهناً بأمرين:

- الأول، أن تكون السعودية قد قرّرت فعلاً رفع «الفيتو» عن ترشيح عون لرئاسة الجمهورية. وهذا الأمر لم تبرز أيّ مؤشرات سعودية حوله. لا سراً ولا علناً ولا حتى بالإيماء والإيحاء.

- الثاني، أن تكون السعودية، قد قرّرت أن تدخل لبنان حالياً في جدول أولوياتها واهتماماتها والتي تقدمها على أيّ ملف آخر، والمحصورة حالياً في أزمة اليمن، والأزمة السورية، ناهيك عن العراق والبحرين وما حولهما.

أمام هذا الواقع الضبابي والمرتجّ، يرقد الملف الرئاسي مجدداً على رف الانتظار، ولمدى زمنيٍّ مفتوح، وذلك حتى يتبيّن الخيط الأبيض السعودي من الخيط الأسود..

وفي جوّ عدم الارتياح هذا، يبقى السؤال «هل سيزور الحريري السعودية لمشاوراتٍ رئاسية؟» بالتأكيد أنّ حصول هذه الزيارة رهن بموعد يتحدّد له في المملكة. ولكن سيتحدّد هذا الموعد فعلاً. وإن فتحت السعودية بابها أمامه، فهل لمشاورات رئاسية أم لشيء آخر؟ .. الآتي من الأيام سيحمل الجواب اليقيني حتماً.

 

 سلّتان: واحدة لتأمين نصاب وثانية لإطالة فراغ

وسام سعادة/المستقبل/04 تشرين الأول/16

أمضى «حزب الله» فترة تسع سنوات ونصف السنة تالية على توقيعه تفاهم «مار مخايل» مع العماد ميشال عون دون أن يعلن بشكل رسمي تبنيه ترشيح عون الى رئاسة الجمهورية. لم يفعلها الا أواخر العام الماضي وقبل أشهر قليلة من الافتراق «المستقبلي - القواتي» في «المسألة الرئاسية».

لكن «حزب الله» قبل وبعد تبنيه ترشيح عون، ظلّ يتعامل مع «صلح الدوحة»، الذي عاد ونقضه، على انه مدخل لتقويض المحددات الدستورية لتقاسم السلطة والتداول عليها والفصل بين السلطات بشكل متزايد من منعطف الى آخر، ومن محنة الى اخرى، مستثمراً بطبيعة الحال بهشاشة التركيبة السياسية وما تعكسه هذه الهشاشة أساساً من تناقضات موضوعية حقيقية بين المكونات اللبنانية المختلفة، وليس فقط مجرد تباين في الأهواء والأمزجة. فمن جهة، برّر الحزب عدم حضوره لتأمين جلسة انتخاب رئيس بوجوب الاجماع حول المرشح الذي تأخر تسع سنوات ونصف السنة هو حتى أيّده رسمياً رغم أنه حليفه طيلة هذه الفترة. ومن جهة ثانية، أوجد مناخاً ترويجياً ليس فقط للحديث عن «مؤتمر تأسيسي»، بل لـ«أحاديث السلال». كل مرة تعترض الحياة السياسية عقبة في مكان ما تراه يتحدث عن «سلّة» ويصطنع خطباؤه وضعية مناقشين في «ورشة عصف ذهني» في لحظة هدوء كلامي ما بين تصعيدين مزمجرين!

الآن، وفي لحظة يظهر فيها مسعى جدي يقوده الرئيس سعد الحريري للتسريع بالانتخاب، وتجاوز «الكربجة» والاحتقان الذي يتغذى منهما الفراغ، يظهر اختلاف ينبغي اظهاره وليس تمييعه، بين «حزب الله» من جهة، وكل ألوان الطيف السياسي من ناحية ثانية، بما في ذلك الأطراف التي لا تزال مختلفة حول خياراتها الرئاسية. ظهار هذا الاختلاف الموجود، انما الموجود بشكل متفاوت ومتردد، بين «كل من ليس حزب الله» وبين «حزب الله» هو أمر لا يحدث من تلقائه. يحتاج الى حنكة سياسية اضافية.

أساس هذه الحنكة الآن القدرة على التمييز بين «سلّة» و«سلّة». من ناحية، صحيح، انتخاب رئيس يحتاج لتأمين جلسة انتخاب وليس الى سلّة. لكن من ناحية ثانية، التذكر بأننا قبل الفراغ الرئاسي كنا في وضعية رئيس بلا حكومة ثم دخلنا مع الفراغ الى وضعية حكومة بلا رئيس، تحتاج الى كلام سياسي صريح وواضح حول معالم الفترة التالية مباشرة لانتخاب الرئيس العتيد، اذا ما تأمن هذا الاستحقاق. الفترة التي تفصلنا عن الموعد القادم لجلسة الانتخاب كما حددها رئيس المجلس هي فترة من الطبيعي فيها ان يرتبط التحضير لتأمين نصاب الجلسة مع بلورة حد أدنى من الوضوح بعدها. لكن هذا شيء، «وصلح دوحة جديد» كمدخل لانتخاب رئيس جديد هو شيء آخر. وهذا بدوره يفترض ان يكون ثابتة سياسية يتشكل اوسع اجماع حولها. يس صحيحاً اذاً اعتبار موقف رئيس المجلس مجرد انعكاس لتوزيع سياسي يقوم به «حزب الله»، لأن ما هو أوضح الآن أن هناك فارقاً جدياً بين كل مستوى المداولات في الموضوع الرئاسي بين الفرقاء من دون «حزب الله» وبين السياسة التي يتبعها هذا الحزب في الموضوع الرئاسي، والتي تتقصّد الى حد كبير اطالة عمر الفراغ لأكثر مدة ممكنة، مرة بحجة انه لا انتخابات الا بالاجماع حول عون، ومرة بحجة انه لا انتخابات الا بالاجماع حول السلة، لكن في الحالتين القصد ان لا انتخابات، وليس القصد ايصال عون او توصيل السلّة. أمين وضوح سياسي يريح الاقلاع في مرحلة ما بعد الانتخاب شيء، واشتراط «صلح دوحة جديد» ما قبل الانتخاب شيء آخر تماماً، خاصة وان هذا الاشتراط يقوم على اطمئنان الحزب بأن ليس هناك أساساً ما يتيح عقد «دوحة» جديد الآن، وان جرعة التفاؤل التي لا تزال محدودة، وان تكن الآن موجودة، او «مطروحة»، مرتبطة ببدء العد التنازلي لانتهاء التمديد الثاني للمجلس، ومحاولة اجتناب تعميم التعطيل والفراغ والاستعصاء، من خلال الفوز بانتخاب رئيس، ثم التحضير للانتخابات النيابية .. وطبعاً، التوصل الى «قانون انتخاب»، وهذه لا تزال مشكلة عويصة أكثر من مشكلة انتخاب رئيس الجمهورية.

لا مهرب أساساً من سلّة «محدودة» - زمنياً أيضاً - لتأمين النصاب، يكون مربطها وضوح مسار قانون الانتخاب، وبين سلّة «لامحدودة»، تثقل بالعناوين، بشكل واضح النزوع فيه الى اطالة عمر الفراغ.

 

اذا زار الجنرال عين التينة فسيسمع "السَلَّة السَلَّة" بري ليس ضد شخص عون "واسألوا جعجع إذا كان معه أم لا" "انتخاب الرئيس وحده لا يكفي... وعون في مقدم مؤيدي النسبية".

رضوان عقيل/النهار/4 تشرين الأول 2016

يتشبث الرئيس نبيه بري بضرورة السير بالسلة التي طرحها، وهي في رأيه بنود طاولة الحوار وتشكل "خريطة الطريق" امام رئيس الجمهورية المقبل، لتساعد في وضع اسس ثابتة لانطلاقة عجلة الحكومة والاتفاق على قانون الانتخاب، ولا سيما ان الاستحقاق الانتخابي يتصدر أولويات اجندة القوى السياسية وإن كان التركيز على الاستحقاق الرئاسي، بعدما حرك الرئيس سعد الحريري من ركوده وتفكيره بإمكانية السير بخيار العماد ميشال عون رئيساً للبلاد. وبعد انقسام الافرقاء حيال التعامل مع السلّة وما تحمله، كان الاستهداف الاخطر الذي تلقته من بكركي حيث عمل البطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي على محاولة ثقبها وتفريغها من مضمونها. وكان اول تعليق لبري بحسب زواره فور تلقيه كلام الراعي "يبدو ان كل مَن عنده مشكلة يعمل على وضعها عندي". وثمة من رأى أن "قنبلة" الراعي تصب في مصلحة عون ايجاباً، الا ان اخرين يرونها من زاوية أخرى ويعتقدون أنها ستؤدي الى عرقلة ما ستقدم عليه الرابية وتحد من حركتها. في غضون ذلك لا يزال المعنيون بالرئاسة وفي مقدمهم العونيون ينتظرون ما سيعلنه الحريري بعد انتهاء تحركه وبلورة جوابه النهائي، وهل سيرشح عون أو سيتمسك بالمرشح سليمان فرنجية ام سيعلن تخليه عن الاثنين ويطرح البحث في خيار ثالث.

وفي المناسبة لم يستشف بري في استقباله الحريري ان الرجل تخلى عن فرنجية، وما سمعه منه انه لا يزال يؤيد ترشيح نائب زغرتا ويفتش في الوقت نفسه عن خيارات اخرى. وردد هذا الموقف في عين التينة واللقاءات الاخرى التي قام بها، وهو في اختصار لم يقل " قبلت بعون رئيساً".

وفي موازاة ذلك لا يزال بري عند قوله ان اللقاءات الفردية والشخصية على اهميتها لا تؤدي الدور المطلوب ولا توصل الى نتيجة حاسمة، والمطلوب انطلاق الجميع في قطار الحوار الجامع ولقاء اللبنانيين الذي يؤدي الى الحل المنشود وانتخاب الرئيس، وذلك كي يتمكن من السير من دون عقبات والغام وشروط من هنا وهناك، ولا سيما في بدايه عهده وحكومته الاولى، وإلا فستكون الضربة الاولى في انتظاره. ومن الاجدى بعد تجارب مريرة مرت بها حكومات سابقة الاتفاق على الرئيس والحكومة ورئيسها وكيفية التمثيل فيها وبعد ذلك انتخاب الرئيس.

وبعد حركة الحريري الاخيرة والتي سيستكملها إثر عودته من زياراته للخارج وأبرز محطاتها السعودية يجري الحديث عن قيام عون بزيارة لبري وتوضيح نقاط الاختلاف بين الطرفين حيال طريقة التعاطي مع انتخاب الرئيس والغوص في بنود السلة.

وعند سؤال بري - قبل كلام الراعي - عن امكانية جني اي فائدة من قدوم عون الى عين التينة، علماً أنه تلقى اكثر من نصيحة للقيام بهذه الخطوة وفي هذا التوقيت، يرد سيد الدار" أهلا وسهلا به، فهذا المكان مشرع امام جميع اللبنانيين. الجنرال لم يقتل أبي ولم اقتل أباه. واذا اجتمعنا فرسالتي واضحة له ولجميع اللبنانيين وهي اني لن أعدل ولن ازيد سطراً واحداً على ما اقوله في الاستحقاق الرئاسي والسلة. وسوف أشدد أمامه على التفاهمات المسبقة والمفُصلة لنسلك الطريق الى الحلول المنتظرة التي يريدها اللبنانيون". وسبق لبري ان التقى شخصيات عدة من بينها الرئيس أمين الجميل والرئيس نجيب ميقاتي واخرين وكانت ابرة بوصلته تشير امام الجميع إلى ضرورة التصويب بالعودة الى طاولة الحوار.

وعند سؤال بري عن سبب عدم الاكتفاء بانتخاب الرئيس وتأجيل مناقشة الامور العالقة من قانون الانتخابات والقضايا الأخرى، يرد على الفور: "هذا لا يكفي، ولا خلاص من الأزمة التي نمر بها الا بمقاربة كل هذا القضايا، وهذا ليس انتقاصا من صورة الرئيس بصرف النظر عن شخصه واسمه. وفي حال الاكتفاء بانتخاب الرئيس، واذا لم نتمكن من اجراء الانتخابات النيابية التي اصبحت على الابواب فسيخرج من يطالب بالتمديد للبرلمان وسيكون ردي قاطعا بالرفض، ولا يفكرنّ أحد بهذه الخطوة".

وتدور الاسئلة في عين التينة على الرئاسة مع تصاعد معدل الاستفسارات المطلوبة من بري ولا سيما في الايام الاخيرة. انت مع عون ام ضده؟ في اختصار هذا السؤال يقلق قاعدة " التيار الوطني الحر" اولا ويشغل سائر اللبنانيين ويرددون انك العقبة الاخيرة في طريقه الى قصر بعبدا؟

ويجيب رئيس المجلس: " يا جماعة الخير أنا لست ضد شخص وموقفي اعلنته بكل وضوح وهو أن لا بد من التفاهم والتفاهم بمعزل عن اسم المرشح للرئاسة أكان اسمه ميشال عون أم سليمان فرنجية او غيرهما من المرشحين. وللمرة المئة اقول إن موقفي هذا ليس محصوراً بعون".

ويتحدث عن ايجابيات توصل اليها مع عون حيال قانون الانتخابات: "أتفق معه على تطبيق النسبية وهو في مقدم اللبنانيين المؤيدين لهذه الخطوة. والتقيت معه على ان تشمل كل لبنان او يكون مقسما على خمس او ثماني محافظات. واقترحت عليه تأهيل المرشحين أولا على مستوى القضاء على ان يتم ترشح الفائزين في المحافظة على النسبية. وطلبت منه مراجعة "القوات اللبنانية" للحصول على موافقتها وانا اتولى النائب وليد جنبلاط و"تيار المستقبل" و"حزب الله" والمكونات الاخرى. وحصلت من الرابية على موافقة الى ان حصلت المفاجأة وتعطلت الحكومة. وما استغربه مقاطعة السرايا في ظل كل ما نشهد ونعيش من تحديات". وردا على الاتهامات التي يتلقاها بري من الدكتور سمير جعجع، والتي تطاول رئيس المجلس و"حزب الله"، يرد بري هنا على سائله": اسألوا "الحكيم" عن موقفه الحقيقي، إذا كان مع عون أم لا".

 

 لماذا «شيطنة» السعودية؟

خيرالله خيرالله/المستقبل/04 تشرين الأول/16

مَن يدعم الارهاب ومَن يرعاه فعلاً؟ ذلك هو السؤال الحقيقي الذي لا مفرّ من طرحه عندما يسقط مجلسا الكونغرس الاميركي «فيتو» الرئيس باراك اوباما على قانون «العدالة ضد رعاة الاعمال الإرهابية» المعروف بتسمية «جاستا». انّه قانون يستهدف المملكة العربية السعودية. وهذا يطرح سؤالاً آخر، لماذا هذا الاستهداف للمملكة في هذا الوقت بالذات؟ ليس سرّاً ان خمسة عشر إرهابياً من اصل تسعة عشر نفذوا «غزوتي نيويورك وواشنطن» في الحادي عشر من أيلول 2001 مواطنون سعوديون. ولكن ليس سرّاً ايضاً ان لا علاقة لأي من هؤلاء بمؤسسات الدولة في السعودية. كلّ ما امكن اثباته لدى الكشف عن الاوراق الـ28 التي لم تنشر من التحقيق في احداث الحادي عشر من أيلول 2001 ان اثنين من الإرهابيين اجريا اتصالاً بموظف في مستوى متدنٍ يعمل في القنصلية السعودية في لوس انجلس. هل من أمر اكثر من طبيعي ان يتصل مواطن سعودي بقنصلية بلده، او ان تقبل القنصلية مثل هذا الاتصال؟

في المقابل، لم يستطع التحقيق الشامل، الذي أجرته اللجنة المكلفة كشف خبايا ما حصل في المدينتين الاميركيتين في ذلك اليوم المشؤوم قبل خمسة عشر عاماً، اثبات أي علاقة من قريب او بعيد للملكة العربية السعودية بـ»غزوتي نيويورك وواشنطن». ما الذي يدفع الكونغرس اذاً، في هذه الايّام بالذات، الى الاصرار على ما وصفه محللون اميركيون بـ»شيطنة السعودية»؟

قبل كلّ شيء، اذا كان هناك من يتحمّل ظهور «القاعدة» واسامة بن لادن، فان الطرف الذي تقع عليه المسؤولية الكبرى هو الولايات المتحدة التي رعت بن لادن وشجّعت أنصاره، بموافقة سعودية، على الانتقال الى أفغانستان لمحاربة وضع اليد السوفياتية على ذلك البلد ابتداءً من العام 1979. كان ذلك ايّام الحرب الباردة. صحيح ان المملكة العربية السعودية لعبت دوراً في الحرب على الوجود السوفياتي في أفغانستان، لكنّ الصحيح أيضاً ان ذلك كان بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودفع منها. اخطر ما في الامر انّ الولايات المتحدة هي من شجّع، بالمشاركة مع باكستان، عملية سيطرة «طالبان» على الأراضي الأفغانية بهدف واضح كلّ الوضوح هو تأمين ممرّ آمن لانابيب النفط الذي مصدره جمهوريات إسلامية كانت في الماضي جزءاً من الاتحاد السوفياتي.

لا يمكن، في ضوء الوقائع الثابتة، الفصل بين الولايات المتحدة و»القاعدة» التي وفّرت لها «طالبان» ملاذاً آمناً. كذلك، لا يمكن تجاهل ان المملكة العربية السعودية استوعبت باكراً خطر «القاعدة» وحاولت الفصل بينها وبين «طالبان». لم تنجح في ذلك قبل سنوات من حلول يوم الحادي عشر من أيلول 2001.

في حال كان على الكونغرس إيجاد قانون يضمن ملاحقة الطرف الذي يتحمّل المسؤولية الاولى عن «غزوتي نيويورك وواشنطن»، فانّ هذا الطرف هو الإدارات الاميركية المتعاقبة التي تلكأت في الدخول باكراً في الحرب على «القاعدة» التي يتبيّن اكثر كلّما مرّ يوم انّها مرتبطة، بطريقة او باخرى، بايران التي أصبحت بين ليلة وضحاها الطفل المدلّل لادارة أوباما.

ينمّ قانون «جاستا» عن مدى الجهل الاميركي في شؤون الشرق الاوسط والخليج. لو كانت الإدارة الحالية مهتمة فعلاً بمنع تمرير هذا القانون في الكونغرس، لكانت شنّت، في وقت باكر، حملة منظمة تستهدف جعل أعضاء مجلسي النواب والشيوخ يستوعبون انّ الحملة على المملكة العربية السعودية سترتد على الولايات المتحدة التي تظلّ من اقدم الحلفاء في المنطقة. اكثر من ذلك، ان الحملة على السعودية تعتبر حملة على دولة مسلمة، بل على الدولة المسلمة الاهمّ، التي تقف على رأس التحالف الدولي ضد «داعش». يضمّ هذا التحالف 67 دولة تأتي المملكة في مقدّمها.

كانت على إدارة أوباما واجبات كثيرة تؤديها، قبل لجوء الرئيس الاميركي الى «الفيتو» في مواجهة الكونغرس، وهو «فيتو» جاء بعد فوات الاوان. كان عليها ان تشرح لاعضاء مجلسي النوّاب والشيوخ، قبل حلول الموسم الانتخابي الذي يفتح الأبواب على كلّ نوع من المزايدات، لماذا لا توجد علاقة بين السعودية واحداث الحادي عشر من أيلول وكيف ان المملكة لاحقت أسامة بن لادن منذ مطلع تسعينات القرن الماضي ونزعت عنه الجنسية. على العكس من ذلك، كانت السعودية ضحية إرهاب «القاعدة». هناك عمليات مشتركة نفذّتها «القاعدة» بالتنسيق مع أدوات إيرانية استهدفت السعودية واميركيين في السعودية. تكفي العودة الى عملية الخبر في العام 1996 للتأكّد من ذلك. يصعب تصوّر الى ايّ حدّ يمكن ان تهبط القيم المرتبطة بالسياسة في الولايات المتحدة. ولكن في بلد، يمكن ان يصبح فيه دونالد ترامب رئيساً، بات كلّ شيء وارداً، بما في ذلك ان السياسة الاميركية في الشرق الاوسط صارت تعتمد الطريق الأقصر لتشجيع الإرهاب. من يدعم ايران في العراق ويعقد معها صفقات من نوع تلك التي جاءت بنوري المالكي الى موقع رئيس الوزراء وابقته فيه في العام 2010، لا يحقّ له الشكوى من «داعش». من يتغاضى عن «الحشد الشعبي» وممارسته في العراق، يدعم عملياً من يوفّر حاضنة لـ»داعش».

من يتغاضى ايضاً عمّا يفعله الايراني والروسي في سوريا لا يحقّ له الكلام عن انّه يخوض حرباً على الإرهاب. اليس ما تفعله الطائرات الروسية والميليشيات التابعة لإيران في حلب إرهاباً؟ هناك مدن سورية بكاملها يجري تدميرها عن سابق تصوّر وتصميم كونها سنّية. هناك عملية تغيير لطبيعة سوريا وطبيعة تركيبتها السكّانية. تبدأ هذه العملية بتهجير السكان الأصليين من مدنهم وقراهم واحلال آخرين مكانهم من منطلق مذهبي ليس إلّا. لا تصبّ ممارسات من هذا النوع سوى في تغذية التطرّف والإرهاب بكلّ اشكالهما، الإرهاب الشيعي والإرهاب السنّي في آن.

فضلاً عن ذلك كلّه، من يهمل لبنان ويتركه تحت رحمة «حزب الله» وايران، لا يحقّ له استهداف المملكة العربية السعودية التي سعت دائماً الى إعادة السلام والازدهار الى هذا البلد الصغير بدل نشر البؤس فيه.

هذا غيض من فيض الممارسات الاميركية في الشرق الاوسط والخليج. آخر ما تحتاجه المنطقة هو حملة أخرى على المملكة العربية السعودية بهدف «شيطنتها» عبر تجاهل انّها في الجانب الذي يحارب الإرهاب ويرفض الرضوخ له. ولكن ما العمل مع إدارة أميركية تخلت عن مسؤولياتها وصار كلّ همّها محصوراً في استرضاء ايران؟ كل ما يمكن قوله بعد قانون «جاستا» انّ الرضوخ الاميركي للارهاب بلغ مرحلة جديدة. هناك نوع من التخلي عن حليف في الحرب على الإرهاب من اجل حليف لا يعمل سوى على تشجيع الإرهاب والاستثمار فيه سياسياً. لا يزال امراً محيراً كيف يمكن للدولة العظمى الوحيدة في العالم ان تبلغ هذا الدرك؟

 

العجز الأميركي عن مغادرة الاستراتيجية نفسها يقفل الاحتمالات إلّا أمام ترك سوريا لروسيا

 روزانا بومنصف/النهار/4 تشرين الأول 2016

في ظل التسريب الاخير لمحضر اجتماع وزير الخارجية الاميركي جون كيري بوفد من المعارضة السورية في نيويورك، على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة والذي اكد فيه كيري العجز الاميركي الكامل مقترنا بعدم رغبة ادارة الرئيس باراك اوباما في تغيير حرف من استراتيجيته الابتعاد عن الازمة السورية، لم يعد متوقعا مع توقيت هذا التسريب ومضمونه الا الاستنتاج ان مصير حلب في ظل القصف الروسي القوي الداعم لنظام بشار الاسد وحلفائه لن يختلف عما شهدته مدن سورية اخرى، لا بل ان الولايات المتحدة سلمت سوريا بالكامل الى روسيا على رغم الغضب المفتعل حيال سقوط اتفاق الهدنة بين الجانبين الروسي والاميركي. كما ان توقيت تسريب مضمون هذا اللقاء من شأنه ان يخدم النظام السوري لجهة تعزيز معنوياته واستقوائه بأن الاميركيين لن يقوموا بأي امر لردعه ولا رغبة ولا قدرة لديهم على ذلك ايا يكن ما سيقوم به وفق ما قاله في 12 ايلول الماضي في داريا من نيته استعادة كل سوريا تحت سيطرته، بغض النظر عن امكان نجاحه في ذلك . والغريب ان يقول كيري في معرض الدفاع عن سياسة ادارته وفق ما ينقل عنه "ان الروس خدعوه في المفاوضات حول سوريا" في الوقت الذي حفلت وسائل الاعلام الاميركية بمقالات ودراسات تحدثت طويلا عن ضعف موقع كيري واستسلامه كليا لمنطق نظيره الروسي سيرغي لافروف، وهو تحذير اطلقه الاوروبيون مرارا . وليس من جديد في اضافة كيري على ما كان كشفه السناتور الجمهوري ليندسي غراهام في جلسة للجنة القوات المسلحة في 27 تشرين الاول الماضي اي قبل سنة تماما . يومها احرج غراهام كلا من وزير الدفاع اشتون كارتر ورئيس الاركان في الجيش الاميركي جوزف دانفورد من خلال اسئلة اثارت طبيعة الاستراتيجية الاميركية في سوريا التي تقول بتوفير اسلحة للمعارضة من اجل هزيمة داعش في الوقت الذي تدعم روسيا (التي تقول انها تحارب داعش ولا تفعل وفقا لكلام القائد العسكري الاميركي) النظام السوري وكذلك تفعل ايران و" حزب الله" بحيث يسأل غراهام اذا كانت لا تزال الاستراتيجية الاميركية هي الاطاحة بالاسد في حين انها لا تفعل وتدعم من يود محاربة داعش فقط. وهو قال ان الاسد يجب ان يكون مرتاحا جدا وغير خائف لكون روسيا وايران و" حزب الله" يحاربون الى جانبه في حين ان اميركا تكتفي بتدريب بعض عناصر المعارضة من اجل مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية وتمنع عليهم محاربة النظام من دون ان يهمل ان ذلك سيكون مردوده كارثيا في المنطقة لان لا الشعب السوري سيقبل بذلك ولا الدول العربية. وهذا التسجيل لغراهام انتشر في الايام الاخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وتم تداوله بقوة للتذكير بأن سنة كاملة من المراوحة الاميركية تم تضييعها من دون اضافة اي امر ايجابي على واقع الازمة السورية بل على العكس من ذلك.

من الصعب بالنسبة الى مصادر ديبلوماسية وسياسية عدم رؤية اين تتجه الامور في سوريا في ظل المواقف التي كررها الرئيس اوباما عن الديبلوماسية الصعبة التي يستمر في اعتمادها في سوريا في حين ان روسيا لم تخف استراتيجيتها العسكرية ولا كذلك النظام وحلفاؤه على الارض. فاوباما يقفل عهده على اكبر خيبة امل لجهة سياسته ازاء سوريا بتكراره انه لن يرسل جنودا اميركيين ليقتلوا في سوريا، وهو امر مفهوم، في حين ان الاستراتيجية الاميركية كانت لتكون مختلفة من خلال جملة خطوات قد تبدأ بفرض حظر جوي كما فعلت في العراق على نحو يمنع النظام السوري من استخدام طيرانه ليقصف بالبراميل المتفجرة المناطق المدنية والمدن الاهلة ولا تنتهي باحالة الرئيس السوري امام المحكمة الجنائية الدولية او التلويح بذلك او محاولة ايجاد صيغة تؤدي الى ذلك في ظل فيتو محتمل من روسيا على خطوة من هذا النوع او فرض حظر على توريد الاسلحة الى سوريا من اي جهة . في اي حال فان موقف كيري شكل مؤشرا اضافيا على ان التهديدات التي رفعتها ادارة اوباما الاسبوع الماضي إن لجهة طلب درس خيارات ممكنة لوقف التدهور في حلب او لجهة تهديد كيري بوقف التعاون مع روسيا في سوريا لم يعد مهما او فاعلا باستثناء انها مواقف لتقطيع الوقت حتى نهاية ولاية اوباما من دون الايحاءأن هذه الادارة لم تكف عن المحاولة حتى اللحظة الاخيرة من اجل فرض هدنة ليس الا وان لم تنجح في ذلك بسبب الروس او النظام السوري او سوى ذلك من المبررات. وفي الوقت الذي لم توقف الولايات المتحدة تعاونها مع روسيا على الارجح على رغم ارتفاع وتيرة التوتر في المواقف بين البلدين على خلفية خرق الهدنة ، هناك من يعتقد ان الولايات المتحدة لن توقف مبدأ التعاون لاعتبارات متعددة تتصل بنزع اي تأثير لها في ما يتصل بسوريا والتخلي عن بعض الاوراق المؤثرة، وهي لن تزيد هذا التعاون وفقا للمخاوف التي عبرت عنها وزارة الدفاع الاميركية من مضمون هذا الاتفاق وفقا لما ترى مصادر متعددة. ومع ان بعض هذه المصادر يقوم سياسة اوباما على انه فعل ما وعد به بالنسبة الى بلاده على الاقل ، فانها تخشى من ان تسليم الولايات المتحدة الوضع في سوريا لروسيا وايران كما تم تسليم العراق لايران سيعود بتداعيات كبيرة على المنطقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قليموس: نسعى لانتاج سلطة جديدة تعكس ارادة النـــاس والرابطة المارونية تطلق مشروع قانون الانتخابات النيابية غدا

المركزية- يُطلق رئيس الرابطة المارونية النقيب انطوان قليموس مشروع قانون للانتخابات النيابية، اعدّت له الرابطة منذ اكثر من ثلاثة اشهر، في خلال مؤتمر صحافي يعقده في العاشرة صباح غد الثلثاء في مقر الرابطة في الكرنتينا. ويأتي مشروع القانون كخطوة جديدة لزيادة فاعلية الرابطة وتطوير أنظمتها بما يتناسب ومتطلّبات المرحلة، حيث علمت "المركزية" ان اول ما ستبادر اليه الرابطة تقديم المشروع الى البطريركية المارونية لابداء الرأي، على ان تعمد في مرحلة لاحقة الى طرحه في مجلس الوزراء لمناقشته. وقال رئيس الرابطة النقيب انطوان قليموس لـ"المركزية" "ان المشروع سيتم وضعه في عهدة النواب والوزراء من دون استثناء مسيحيين كانوا او مسلمين، وسنسلمه الى رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ولكل الفاعليات الحزبية والسياسية ومكونات المجتمع المدني، باعتباره موضوعا شاملا لانتاج سلطة جديدة في البلد تعكس ارادة الناس فعليا". ولفت الى ان المهتمين بالمشروع كثر، حيث ان هناك رغبة حقيقية من قبل الجميع لمعرفة محتواه ومضمونه، وسنسعى في مرحلة ما بعد اطلاقه الى استمزاج آراء السياسيين والحقوقيين والأكاديميين لمعرفة الاصداء.

 

حرب يتخوف من عون رئيساً: منفذ للشروط وفاقد للصلاحيات

المركزية- اكد الوزير بطرس حرب ان العماد ميشال عون في حال انتخابه سيتحول من رئيس مقرر الى منفذ فاقد الصلاحيات. وقال: أن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لم يعلن بعد ترشيحه للعماد ميشال عون للرئاسة لكنه يدرس هذا الاحتمال وهناك توجّه ايجابي لترشيحه، معتبراً في حديث لبرنامج "اليوم السابع" عبر صوت لبنان 100.5 ان دعم ترشيح عون من قبل الرئيس الحريري هو خضوع للابتزاز السياسي الذي مارسه عون على مدى سنتين وهذا يشكّل سابقة خطيرة في نظامنا السياسي. ولفت حرب الى ان حلفاء عون غير قادرين على انتخابه دون ضمانات نظراً للجدل الذي تشكّله شخصية عون وتصرفاته غير المتوقعة. كما "لا يمكن انتخاب عون "عالعمياني" بل نحتاج لمعرفة برنامجه. واذا اردنا انتخاب رئيس ووزعنا الوزارات والمهام مسبقاً فماذا سيكون دوره؟ كما اننا لا نعرف برنامج عون الذي سينفّذه في حال وصوله للرئاسة، ولا نعرف من سيحكم، بالنسبة الى السن الله يطول بعمره، لكنه ليس قادراً على العمل لساعات مطلوبة ومعينة وبالتالي فريق عمله سيقوم بعدد من المهام وهذا الفريق غير موثوق به". وسأل حرب "ما موقف عون والحريري من تورّط حزب الله في سوريا ومن الموضوع الايراني؟ واذا حصل توافق بينهما على هذه الاساس سأبارك، والامر نفسه ينطبق على الاتفاق السياسي بين التيار والقوات فأنا باركت المصالحة وليس الاتفاق". وشدد على ان وصول عون للرئاسة هو تكريس لنظرية الغالب والملغوب ولديكتاتورية الاقلية البرلمانية، مشيراً الى ان الصفقات السياسية من الباب التجاري لا يمكن ان تشكّل ضمانات للبلد، بل يجب ان يقوم الحل السياسي على المبادىء الوطنية.

واعتبر انه من الطبيعي الا يكافأ من عطّل الدستور لاكثر من سنتين ومنع انتخاب رئيس، لافتًا الى ان الضمانة الوحيدة للوجود المسيحي هي في عمل المؤسسات الدستورية وليس في تعطيلها لمصالح شخصية. وعن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري قال حرب: "موقف بري جازم برفض التوجه الجديد"، وسأل "هل يعتبر حزب الله ان وصول عون امر اساسي واستراتيجي له؟ لو كان هذا صحيحا لما ترشح فرنجية ولما اخذ بري هذا الموقف". ورداً على سؤال، اعتبر ان وصول عون للرئاسة سيشكّل انتصاراً لحزب الله ولكن بالتأكيد ليس لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي سيسجّل في هذه الحالة انتصارا تكتيكيا وليس استراتيجيا، لانه في حال لم يفك عون ارتباطه بسوريا وحزب الله وايران فكيف سيسجّل جعجع انتصاراً استراتيجياً؟" ورأى ان السبب الاساسي لهذا التقارب القواتي العوني هو ترشّح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لان جعجع لا يريد وصول فرنجية اما ما يريده عون فهو الوصول الى الرئاسة.

واعتبر حرب ان وجود الحريري حاجة للبلد امام مواجهة الاصوات المتطرفة وممارسته السياسية القائمة على الاعتدال. وحذّر من ان الثمن الذي سندفعه في حال وصول عون للرئاسة هو صلاحيات رئيس الجمهورية لان فرض شروط مسبقة على الرئيس قبل انتخابه فيه ضرب للصلاحيات، وقال: "اذا انتخب عون سيتحوّل الرئيس من مقرّر الى منفّذ وهذا ثمن غال لن اقبل بتمريره وتكريسه". وشدد على ان دور رئيس الجمهورية ليس في تطبيق ما تتفق عليه القوى السياسية قبل انتخابه، واول حق للمسيحيين هو انتخاب رئيس يمارس صلاحياته.

 

 طربيـه يرئس جمعية المصـارف إلــى الولايـات المتحـدة ووسلامة إلى اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد في نيويورك

المركزية- غادر وفد من جمعية المصارف برئاسة رئيسها جوزف طربيه إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين التي تعقد بين 5 تشرين الأول الجاري و10 منه، وهي محطة سنوية للقطاع المصرفي اللبناني إلى واشنطن ونيويورك. كذلك سافر الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح الى المؤتمر المذكور، خصوصاً أن الإتحاد سيقيم حفل استقبال يشارك فيه مساعد وزير الخزانة الأميركي دانيال غلايزر، وعدد كبير من المصرفيين والمصارف المراسلة. كذلك يعتزم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الموجود خارج لبنان، المشاركة في هذه المؤتمرات، وهو سينتقل إلى نيويورك لهذه الغاية. مصادر مصرفية لبنانية متابعة اعتبرت لـ"المركزية"، "أن المشاركة المصرفية اللبنانية في مثل هذه الاجتماعات هي "سنوية وضرورية كي تكون على تماس مباشر مع مراكز القرار المالي والمصرفي العالمي، وعلى اطلاع على تطورات القوانين المصرفية العالمية وآلية تنفيذها، كما تعقد اجتماعات مع المصارف المراسلة". وأوضحت هذه المصادر أن "القطاع المصرفي اللبناني سيواكب حركة قانون "ناتكا" وقانون "غاتكا" وموضوع تبادل المعلومات التلقائي، وما استجد على صعيد القوانين الاميركية المطبّقة في العالم خصوصاً بالنسبة الى مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال". إلى نيويورك: وذكرت بأن القطاع المصرفي اللبناني "يعلق أهمية قصوى على الاجتماع الذي سيعقد بين المصارف الكبيرة واللقاءات التي ستتم مع المسؤولين المصرفيين فيها والتي ستتم بالتنسيق مع مصرف لبنان، كما أن القطاع المصرفي اللبناني سينتقل الى نيويورك بعد انتهاء اجتماعات واشنطن حيث ستعقد اجتماعات يومي 12 و13 تشرين الأول الجاري.

 

الراعي يتلقى اتصالا من الجميل ويشن هجوماً على سلة بري: كيف يقبل مرشح الرئاسة بتعريته من مسؤولياته الدستورية والتقيـد بالدسـتور لالتـــزام بنـاء الدولـة القـــادرة

المركزية- سأل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "كيف يقبل اي مرشح للرئاسة الاولى، ذي كرامة وادراك لمسؤولياته، ان يعرّى من مسؤولياته الدستورية، بفرض سلة شروط عليه غير دستورية، وان يحكم كأداة صماء؟ هذا اذا ما كان الامر للمماطلة بانتظار الوحي وكلمة السر من الخارج".

إستقبل البطريرك الراعي قبل الظهر في بكركي، وفدا من "اللقاء الديموقراطي" والحزب التقدمي الاشتراكي ضم النائبين هنري حلو وايلي عون، نائب رئيس الحزب التقدمي كمال معوض وامين السر العام في الحزب ظافر ناصر ومفوض الاعلام رامي الريس.

وقال حلو بعد اللقاء: "كلفنا النائب وليد جنبلاط شكر البطريرك على رعايته تدشين كنيسة سيدة الدر، وهذه المناسبة هامّة للغاية عندما نتكلم على العيش المشترك والمصالحة لأن من خلال هذه المناسبة عززنا مصالحة الجبل التي حصلت منذ 15 عاما وهذه صورة البلد التي نريدها".

وردا على سؤال عن موقف البطريرك في عظة الاحد، قال: "ما يهمنا هو كسر الجمود والوصول الى حلول وهذا ما يسعى اليه الرئيس سعد الحريري وهو حراك جدي".

أضاف "نأمل ان تثمر هذه الجهود ليصل لبنان الى بر الامان فمفتاح الحل انتخاب رئيس للجمهورية. لذلك، على النواب النزول الى البرلمان وانتخاب رئيس للمحافظة على لبننة الاستحقاق لأن الجهود اليوم داخلية لبنانية".

حرب: ثم التقى الراعي وزير الاتصالات بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: "تشاورت مع البطريرك في مستجدات الواقع السياسي في لبنان. وكانت مناسبة لتبادل الآراء ومعرفة ما هي الوسائل التي تعيد بناء الدولة وتفعيل عمل المؤسسات".

أضاف: "نحن وصاحب الغبطة لدينا هموم مشتركة حول قيام الدولة ومؤسساتها وانتخاب رئيس للجمهورية وحل مشاكل الناس لأن الحكومة معطلة ومشاكل الناس تزيد. من هنا تقع المسؤولية على من يعطل هذه المؤسسات وضرورة اقناعهم بالتوقف عن هذا التعطيل خصوصا في ظل الكارثة على صعيد مزارعي التفاح، وهذا الامر يستدعي اجتماعا لمجلس الوزراء في ظل الجهود الذي يقوم بها رئيس الحكومة ووزير الزراعة، ولكن هذا لا يكفي، فالأمر يتطلب قرارا من مجلس الوزراء لأن المزارع في مشكلة وموسم التفاح سيتلف ويرمى واما سيباع دون الكلفة".

وتابع: "اتفقنا على متابعة التشاور لأن المرحلة دقيقة وتجاوزت الصراع السياسي العادي لتبلغ مصير الوطن ومستقبل لبنان والدولة اللبنانية. ومن هذا المنطلق، ستوحد الجهود للوصول الى مخارج لكي لا يكون ثمن الخروج من المأزق هو القضاء على الحياة السياسية في لبنان والحياة الديموقراطية، بل على العكس ان يكرس الحل الاصول والدستور والقوانين في لبنان والتقاليد السياسية والمواثيق الوطنية التي من الضروري احترامها عندما نبحث عن المخارج لعودة الدولة الى تحمل مسؤولياتها".

وردا على سؤال عن موقف الراعي امس في عظة الاحد، قال: "أشاركه فيه واشكره لأنه يذكر ان لا احد يجب ان يتنازل عن صلاحياته لكي يصل الى الرئاسة، وان لرئيس الجمهورية صلاحيات منحه اياها الدستور وعليه مسؤوليات وضعها له الدستور ولا يجوز ان يكبل رئيس الجمهورية قبل وصوله وانتخابه فيصبح منفذا لما يتفق عليه الاخرون. فمن يريد الترشح للرئاسة يجب ان يكون لديه تاريخ يوحي بالثقة والحكمة وان يكون قادرا ان يدير شؤون البلد بحكمة ويأخذ في الاعتبار التوازنات السياسية لحل كل الامور".

اضاف: "نحن من القائلين انه لا يجوز تكبيل رئيس الجمهورية بإبقائه من دون صلاحيات يمارسها لأننا نريد حل المشكلة ضمن اطار الحفاظ على النظام السياسي والمؤسسات الدستورية بما فيها رئاسة الجمهورية، فالبطريرك عبر عن هذا الهاجس ولا يجوز ان يكون الثمن غاليا الى هذه الدرجة أي اننا لانتخاب الرئيس نطيح صلاحياته. فماذا يبقى من الرئيس عندها؟ والمحافظة على حقوق المسيحيين لا تكون بالاتيان برئيس جمهورية مقيد بالسلاسل وأن هناك برنامجا أعد له لينفذه، فهذا ليس برئيس جمهورية انما موظف".

وهل ينعكس كلام البطريرك سلبا ام ايجابا على مساعي انتخاب الرئيس، قال: "مما لا شك فيه ان الكلام الذي قاله البطريرك سينعكس سلبا على المباحثات لايجاد مخرج في البلد واذا كانت المباحثات في اتجاه معين فمن الممكن لا. ولكن الكلام يعيد البوصلة الى مكانها لأننا يجب ألا نطيح الدستور كلما اردنا البحث عن الحل. يجب احترام الدستور وايجاد الحل المناسب لأن ما يعطل البلد هو ضرب الدستور والانقلاب عليه الامر الذي سمح باستمرار الفراغ على صعيد رئاسة الجمهورية".

وردا على سؤال عن تأثير عظة البطريرك على تسمية النائب ميشال عون رئيسا، قال "لم ابحث مع البطريرك في الاسماء".

الجميل: من جهة أخرى، تلقى الراعي اتصالا من الرئيس امين الجميل وتشاورا في الوضع السياسي والمستجدات الداخلية.

مارتينوس: واستقبل البطريرك الراعي صباحا رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس الذي عرض معه مشكلة مزارعي التفاح.

قداس الاحد: وكان البطريرك الراعي رأس قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة: حنا علوان، جوزف نفاع، بولس روحانا وعاد ابي كرم، أمين سر البطريرك الاب بول مطر، وحضره حشد من المؤمنين.

العظة: بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "لا تصدقوهم" (متى 24: 26)، قال فيها "خطاب الرب يسوع في إنجيل اليوم تكملة لخطاب بدأ عن نهاية العالم وعلامات مجيئه الثاني بالمجد، وعما يسبقه من تضليل على يد مسحاء كذبة، يحاولون تضليل الناس عن الحق الذي ينير طريق الإنسان إلى الله وإلى أخيه الإنسان. فينذرنا الرب جازما: "لا تصدقوهم" (متى 24: 26). هذا الإنذار دعوة للبحث الدائم عن الحقيقة والثبات فيها، لأنها باب العدالة والوحدة والسلام، في العائلة والمجتمع والدولة".

أضاف: "يسعدنا أن نستعيد في هذا الأحد قداسات يوم الرب في بكركي، بعد أن قضينا فصل الصيف في الديمان، وقمنا خلاله بعدة زيارات رعوية داخل لبنان وفي بلدان الإنتشار. فإني أرحب بكم خصوصا برئيس المؤسسة المارونية للإنتشار نعمت فرام، وبسفير لبنان لدى منظمة الأونسكو في باريس خليل كرم، والعميد الركن جورج يوسف مدير فرع مخابرات جبل لبنان، وبرئيس النادي اللبناني في المكسيك وبعض أعضاء الهيئة الإدارية".

وتابع: "إننا نتمنى لطلاب المدارس والجامعات والتعليم المهني والتقني سنة دراسية هادئة وناجحة، ولأهلهم امكان القيام بأعباء التعليم، شاكرين ومقدرين إدارات هذه المؤسسات التربوية على تعاونهم ومساعداتهم. ونقدر كل الذين يدعمون ويساعدون على تخفيف عبء الأقساط عن كاهل الأهل، ويوفرون منحا مدرسية وجامعية".

وقال: "لا تصدقوهم". بهذا الانذار، يدعونا الرب يسوع للوعي والانتباه وعدم الانزلاق وراء المضللين بالكلام او بالاعمال او بالمسلك او بالترويج الاعلامي او بالتضليل الايديولوجي او بنشر ثقافة مغايرة للمبادئ والثوابت والتقاليد من اجل زعزعة وحدة العائلة والمجتمع والدولة، وافساد الاخلاق التي عليها تقوم الامم؛ بحسب قول الشاعر: "انما الامم الاخلاق ما بقيت".

وتابع: "يدعونا المسيح الرب للعودة الى تعليم الكنيسة وسلطتها التعليمية. فالكنيسة بتعليمها تحمي من الانحرافات عن الحقيقة والقواعد الاخلاقية، وعن العدالة التي تثمر السلام، وتنبه الضمائر؛ وترفع الصوت بوجه كل اعتداء على الانسان في جسده وروحه وكرامته وحقوقه، وبوجه كل ما يزعزع المجتمع في سلامه وطمأنينته ونموه، وكل ما ينال من استقرار الدولة في مؤسساتها الدستورية والعامة الضامنة انموها ولتأمين الخير العام الذي منه خير كل المواطنين وكل مواطن".

أضاف: "في هذا السياق أصدرت البطريركية ثلاثة وثائق تدعو الجماعة السياسية الى الاستنارة بها، لكونها تشكل خريطة طريق بما تحتوي عليه من ثوابت ومبادىء. هذه الوثائق هي: شرعة العمل السياسي، والمذكرة الوطنية، والمذكرة الاقتصادية. فمن بعدما رحبت بها الجماعة السياسية، نراها اليوم، وبكل اسف، تهملها بكليتها. فالعمل السياسي اصبح عندنا اليوم خروجا عن غايته التي هي تأمين الخير العام لجميع المواطنين، ومخالفة فاضحة للدستور والميثاق الوطني بعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين واربعة اشهر، وبالتالي وبتعطيل العمل التشريعي في المجلس النيابي وبشل السلطة الاجرائية في الحكومة؛ كما اصبح سببا مباشرا لضرب القطاعات الاقتصادية:الزراعة والصناعة والسياحة والتجارة والصحة والمال، ولافقار الشعب وتهجيره من وطنه. ألسنا نسمع كل يوم صرخة المواطنيين، وما من مجيب؟".

وتابع: "لقد دعونا وندعو الى التقيد بالدستور والميثاق الوطني وصيغته التطبيقية، من اجل الالتزام ببناء الدولة العادلة والقادرة والمنتجة، مع ما يقتضي هذا الالتزام من واجبات، بيناها في المذكرة الوطنية. فالدولة العادلة والقادرة والمنتجة تشكل المساحة المشتركة لالتقاء اللبنانيين، وتوطيد الوحدة الداخلية المحرِرة من الرهانات على الخارج، والمحصنة ضد التدخل الخارجي، والضامنة للوحدة الوطنية في التنوع (الفقرة 21، ثانيا).الدولة العادلة والقادرة والمنتجة تقضي على المنحى الهدام الذي نشهره عندنا اليوم، وهو ممارسة سياسة تجنح الى المحاصصة ودوائر النفوذ، فالى الصراع على تنازع السلطة على حساب الميثاق، وتعطيل الدستور لصالح صراع القوي، والتفرد والتعنت والطمع في السلطة، وشل الدولة جراء لعبة تجاذبات المحاور الخارجية (المذكرة الوطنية الفقرتان 10و11).

أضاف: "مع تقديرنا الكامل وتشجيعنا للجهود الساعية الى انتخاب رئيس للجمهورية، والتي نرجو لها النجاح في اسرع وقت ممكن، يتكلمون عن سلة تفاهم كشرط وممر لانتخاب رئيس الجمهورية. هل هذه السلة تحل محل الدستور والميثاق الوطني؟ ان التقيد بالدستور، حرفا وروحا، وبالميثاق يغنيان عن هذه السلة. فإن كان لا بد منها فينبغي ان يوضع فيها امر واحد هو:التزام جميع الكتل السياسية والنيابية بتأمين المصلحة الوطنية المشتركة العليا. اما المواضيع الاخرى التي يريدون وضعها في "السلة"، ومن دون جدوى، لا يمكن ان تطرح وتحل وتنتظم الا بوجود رئيس الجمهورية. ثم كيف يقبل اي مرشح للرئاسة الاولى، ذي كرامة وادراك لمسؤولياته، ان يعرى من مسؤولياته الدستورية، بفرض سلة شروط عليه غير دستورية، وان يحكم كأداة صماء؟ هذا اذا ما كان الامر للمماطلة بانتظار الوحي وكلمة السر من الخارج".

وختم الراعي: "صحيح ان الرب يسوع في انجيل اليوم يكلمنا عن نهاية العالم ومجيئه الثاني. ولكن ما يهمه ويهم كل واحد وواحدة منا، انما هو نهاية حياتنا الشخصية، ومجيء الرب في حياتنا اليومية، عبر كلام الله ونعمة الاسرار والهامات الروح القدس ونداءات المجتمع الذي نعيش فيه. يأتي كل يوم، وفي كل مرة، يريدنا ان نقول الحقيقة، ونعمل الخير، ونعزز العدالة، ونبني السلام، ونشهد لمحبة الله، سواء في العائلة، ام في الكنيسة، ام في المجتمع، ام في الدولة. فاننا في نهاية العمر سندان عليها امام العرش الالهي. وهكذا تصبح حياتنا اليومية انشودة مجد وتسبيح للثالوث القدوس، الاله الواحد، الآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد، آمين".

استقبالات: بعد القداس، استقبل الراعي في صالون الصرح المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية ومن بينهم رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام، سفير لبنان لدى الاونيسكو خليل كرم، رئيس النادي اللبناني في المكسيك أليخاندرو محفوظ عزيز، قنصل مولدافيا ايلي نصار، عضو المؤسسة المارونية البطريركي العالمية للانماء الشامل كمال القاعي، المدير العام لمستشفى البوار الحكومي شربل عازار ووفود شعبية من مختلف المناطق.

 

باسيل: سنتصدى لمن يحاول مد يده الى حصة المسيحي و"مطالبـنا ليسـت فئويــة ولا طائفيــة ولا حزبيــة"

المركزية- أكد رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل "أن مطالبنا ليست فئوية ولا طائفية ولا حزبية"، مذكرا "أننا تصدينا للمسيحي عندما حاول ان يمد يده الى حصة شريكه، ونحن اليوم سنتصدى لمن يمد يده على حصة المسيحي".

وكان باسيل جال على عدد من قرى جرد عاليه، ثم نبع الصفا وصولا إلى المريجات. ففي جرد عاليه انتقل باسيل من بلدة شارون إلى بلدة أغميد، حيث استقبله مناصرو التيار بذبح الخراف، قبل ان يصافح مستقبليه من ابناء البلدة، الذين تقدمهم رئيس البلدية مهنا الصيفي، عدد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، كاهن رعية مار الياس في عين دارة واغميد للروم الارثوذكس الاب غسان حداد، مدير ثانوية عين دارة سمير نجم، معتمد الحزب "التقدمي الاشتراكي" في المنطقة الثالثة فادي ابو غادر والمختاران شبلي الصيفي ويحيى ابو غادر.

وتحدث باسيل شاكرا "المحبة التي تجلت في الاستقبال"، فقال: "عندما ادخل الى قرية كهذه، ارى ان لبنان ما زال بخير، واينما ذهبنا نأخذ معنا لبنانيتنا، حيث نرى اللبنانيين المغتربين ما زالوا على عاداتهم ولبنانيتهم، ولذلك، نعمل على استردادهم ونعيد لهم جنسيتهم، وهذا يعطينا القوة والامل الكبير.

وفي سياق آخر، استغرب باسيل فكرة نقل ملف سد جنة من وزارة الطاقة، معتبرا أن مكانه وزارة الطاقة، وشدد على "أننا لسنا شعبا من شعوب العالم الثالث، نحن شعب من اكثر الشعوب تقدما، لكن ما يرجعنا الى الوراء هو النظام الذي نعيش فيه، عندنا دستور تعالوا نطبقه كاملا، عندنا قانون تعالوا نطبقه بالكامل، عندنا حياة مشتركة تعالوا نعيشها كاملة، فلا نستطيع الانتقاء من هنا وهناك".

وقال باسيل: "نحن نعاقب "لأننا نريد التحسين. ذلك أن الناس لا يعيشون بسلام الا اذا شعروا بالمساواة وبوحدة المعايير، وعندما لا نرى ذلك تكون الهجرة"، مشددا على "أننا مصرون على ان نعيش مع بعضنا بسلام، ولكن الاهم اصرارنا على ان نعيش احرارا، اننا الآن نعيش في سجن كبير في لبنان. جئنا لنقول إن علينا ان نتغلب على خلافاتنا ونمد أيدينا لبعضنا بعضا، فما نطالب به هو الحق، ولا نعتدي على احد في مطالبنا، فمحاربة الفساد حق، والمطالبة بالكهرباء والمياه والنفط والسد (جنة) حق، والمطالبة بمواقعنا في الدولة حق، وعندما نأخذ حقنا، يأخذ جميع الناس الحق معنا".

وأشار إلى أن "مطالبنا ليست فئوية ولا طائفية ولا حزبية، صحيح اننا نتكلم باسم التيار الوطني الحر، لكننا نتكلم باسم كل لبناني. فنحن لا نقول اننا نريد اعطاء المسيحيين على حساب احد، لكن نقول اننا نريد اعطاء المسيحيين حصتهم في الدولة في هذا النظام، ولا نقول اننا سنأخذ من المسلمين على حساب احد ولا نقبل بذلك، ونحن تصدينا للمسيحي عندما حاول ان يمد يده الى حصة شريكه، ونحن اليوم سنتصدى لمن يمد يده الى حصة المسيحي".وختم: "علينا ان نقف جميعا مع الحق والعدالة، فهذا هو الميثاق الوطني، ميثاقيتنا هي تفانينا بلبنانيتنا، فتعالوا نحافظ على لبنانيتنا ووفاقنا".

بمهريه: بعد ذلك انتقل باسيل الى بلدة بمهريه، حيث استقبل في كنيسة مار جرجس للموارنة. وبعد كلمة

رئيس البلدية جوزيف ملكون، نوه باسيل بـ "التعايش بين ابناء البلدة"، آسفا "لاننا في لبنان ننتظر ما يحدث في الخارج لنقرر ما سنفعله في الداخل، لافتا إلى أن هناك شيئا نحن مسؤولون عنه، فالحق يكون علينا مسلمين ومسيحيين، اذا كنا سننتظر الخارج ليقرر عنا"، مؤكدا "اهمية اقرار قانون انتخاب يتمثل فيه الجميع بشكل لازم، وبطريقة نسبية ليكون صوت كل انسان ذا قيمة".

وشدد على أن "المسيحيين اليوم مظلومون، فليس مقبولا، بعد ان ظلموا خمس عشرة سنة من الوصاية الخارجية ليعودوا ويظلموا"، سائلا "هل العيش الواحد شعر؟ هل نعيش مع بعضنا فقط ببيع الكلام؟ او نترجمه باتفاق سياسي يكرس هذه القناعة بالعيش مع بعضنا؟ العيش مع بعضنا يكون بالمشاركة الحقيقية".

نبع الصفا: ثم توجه باسيل والوفد المرافق الى بلدة نبع الصفا، حيث أقيم غداء على شرفه حضره ممثل الحزب "التقدمي الاشتراكي" جنبلاط غريزي، رئيس اتحاد بلديات الجرد الاعلى - بحمدون نقولا الهبر، رئيس بلدية عين دارة فؤاد هيدموس، رئيس بلدية بمهريه جوزيف ملكون، مخاتير، الاب غسان حداد وفاعليات من المنطقة.

المريجات: ومن نبع الصفا انتقل باسيل الى بلدة المريجات، حيث استقبل في كنيسة السيدة للموارنة، وبعد كلمة للاب شكر الله شهوان وصلاة قصيرة انتقل الى صالون الكنيسة، حيث كانت كلمة ترحيب من المختار مرعي مرعي.

وكان باسيل شارك السبت الفائت في حفل تدشين قاعة البطريرك مار يوحنا مارون في سمار جبيل.

 

العريضي في حفل توقيع كتاب "حصاد العمر": بديل الحوار الفراغ والقطيعة والمقاطعــة

المركزية- أقامت الرابطة الثقافية الرياضية في بيصور حفل توقيع كتاب "حصاد العمر" للشاعر الشيخ صلاح ملاعب في قاعة الرابطة، في حضور النائب غازي العريضي. وتحدث العريضي في المناسبة قائلا " قد يقول البعض هذا كلام عام معنوي لغوي ولكن بكل بساطة أقول الذي يستند الى العقل والحكمة والذي يتطلع الى الماضي القريب وليس البعيد ويريد أن يتعلم وأن يستفيد من التجارب يرى في هذا الكلام الشجاعة، لأن الشجاعة هي في الإقدام، وفي الإقدام إذا تنازلنا وإذا اقتربنا من بعضنا البعض إنما لمصلحة لبنان، لمصلحة الجميع والأمن والإستقرار، لمصلحة الإقتصاد وفي كل ما نسمع اليوم وتسمعون، وفي كل ما نشاهد في المنطقة وفي لبنان من توترات وخلافات ومشاكل، قلة من الناس تتطلع الى الواقع الإقتصادي والإجتماعي، الذي يزداد خطورة وإذا ما تفاقمت هذه الخطوة أكثر لن تبقى منطقة دون نتائجها السلبية، فليس ثمة فريق في لبنان يستطيع أن يعالج مشاكل البلد أو مشاكل من يمثل في البلد بشكل منفرد، لذلك الأمور مترابطة بالسياسة والامن والإقتصاد والمخاطر مشتركة، وبالتالي يجب أن تكون الجهود منصبة بشكل مشترك من قبل الجميع لإخراج لبنان من هذه الأزمة، ونحن نأمل في ما يجري من اتصالات في الأيام الأخيرة أن تسود لغة الحوار ومنطق الحوار فلا غنى ولا بديل عن الحوار في البلد، توقفت الطاولة نسمع كل يوم تصريحات عن ضرورة العودة الى طاولة الحوار، ليس ثمة بديل عن الحوار لأن البديل الوحيد خطير وهو الفراغ والقطيعة والمقاطعة، قلنا ونكرر لا نريد قطيعة بين بعضنا البعض ولا نريد مقاطعة لمؤسساتنا الدستورية أكانت مجلسا نيابيا أم حكومة، تعالوا نعمل معا من خلال هذه المؤسسات الدستورية لكي نعيد هذه المؤسسات الى عملها الطبيعي ونطلق مسيرة إعادة الإعتبار لمنطق الدولة وفكرة الدولة التي تكون حاضنة للجميع". وفي الختام، ألقى الشاعر ملاعب قصيدة، ليختتم بعدها الحفل بتوقيع الكتاب وكوكتيل.

 

الحاج حسن: لولا قتال حزب الله في سوريا لما كان لبنان ينعم بالاستقرار

الإثنين 03 تشرين الأول 2016/وطنية - أكد وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن، خلال الليلة الأولى للمجالس العاشورائية في بلدة بيت شاما البقاعية، أن "قتال "حزب الله" في سوريا هو قتال دفاعي واستباقي، وهذا القتال هو من تكليفه ومسؤوليته دفاعا عن العقائد والمفاهيم والكرامات والوجود". وأضاف: "حزب الله" لا يدافع عن نفسه وجمهوره فقط بل عن جميع اللبنانيين وعن عقائدهم ومفاهيمهم ووجودهم، ولما كان لبنان لينعم بالسلام والأمن النسبيين على الأقل، وما كان لينعم بالإستقرار الذي نشهده قياسا على دول المنطقة المحيطة ولكان التكفيريون اليوم يفجرون حيث يشاؤون ولكانوا يقصفون مناطقنا على الحدود". أضاف: "لولا حزب الله والجيش السوري والدولة السورية وحلفاؤهم لكان العالم الإسلامي يعمه الظلام".

 

بري تابع الاستحقاق الرئاسي مع زواره حرب: فليمارس الرئيس صلاحياته ولا نقيده بسلة

الإثنين 03 تشرين الأول 2016 /وطنية - يترأس رئيس مجلس النواب بري عند الثانية عشرة من ظهر يوم الاثنين في 10 من الجاري اجتماعا لهيئة مكتب المجلس.

وكان استقبل اليوم سفيرة نروج لين ليندي وعرض معها التطورات.

ثم استقبل وزير الاتصالات بطرس حرب وبحث معه في المستجدات والوضع الراهن.

حرب

وقال حرب بعد اللقاء: "من الطبيعي في الظروف التي تمر بها البلد ان نتشاور مع دولته، ولا سيما في ظل التطورات الاخيرة. طبعا لا يزال البلد في مأزق والأمور تتعقد، والطروحات غير المناسبة تزيد الأمور تعقيدا. وقد تداولنا موضوع رئيس الجمهورية وصلاحياته، ولماذا يجري الحديث عن سلة في الوقت الذي للرئيس صلاحيات محدودة في الدستور، ومن الطبيعي ان يمارس صلاحياته وأن لا يكون مقيدا. وعدنا بالذاكرة الى لغة السلة والإتفاق المسبق لإنتخاب رئيس الجمهورية الذي يعود الى عام 2008، حيث كانت هناك طروحات يذكرها الجميع، وقد ذهبنا الى الدوحة لإنقاذ البلد، وآنذاك فرض على رئيس الجمهورية، الذي جرى الإتفاق عليه، سلة ما، وجرى توزيع للمراكز الوزارية وتوزيع للسلطة، وطلب من رئيس الجمهورية اي الرئيس سليمان ان تتشكل الحكومة على شكل ما، وقد اعترضت آنذاك على هذا الأمر واعتبرته اعتداء على الدستور وعلى صلاحيات رئيس الجمهورية. هذا الأمر فتح مجالا انه في جو التعقيدات وطروحات بعض المرشحين الذين هم ليسوا موضع توافق بل على العكس موضع تجاذب بين اللبنانيين، ان يحصل الطلب للإطمئنان ولفهم ماذا سيفعل رئيس الجمهورية وكيف سيحكم. وهذا ما يسيء الى نظامنا السياسي والى صلاحيات كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وصلاحيات العهد الجديد. في هذا الجو، وبدلا من ان نقع في جدل حول السلة والشروط والصلاحيات، أعتقد أن من واجبنا جميعا ان نفتش عن مخرج لأن هذا الجدل لا يفيد".

وأضاف: "لقد قلت وما زلت اقول انه عندما تطرح اسماء تاريخها معروف بالإعتدال وبنظرتها للعيش المشترك ولكيفية حكم البلد، عندها لا يعود هناك شروط او قلق من وصول شخص معين يمكن ان يؤدي الى خربطة واقع معين او الى تجاوز قوى سياسية معينة، وآنذاك لا يمكن ان اقبل بالبحث في سلة، إلا انه بعد مرور سنتين ونصف سنة والبلد في هذه الحال من دون رئيس، وبعد دخولنا في حوار لحل مشكلة كيف ننتخب رئيس الجمهورية، وبعد موافقة كل الاطراف على الجلوس الى الطاولة وانه يجب ان يحصل توافق، وكان صاحب هذا الطرح الفريق الذي كنا نتواجه معه على الطاولة، وكانوا هم من يطالبون بالسلة في سبيل تمرير رئيس الجمهورية، ومن الطبيعي انه ليس مجرد توقف الحوار جراء انسحاب احد اعضائه يعني ان الموضوع لم يعد مطروحا كما كان".

وتابع: "في جو مصادرة السلطة لسنتين ونصف سنة، وفي جو منع اللبنانيين من انتخاب الرئيس، وفي جو تعطيل الدستور منذ سنتين ونصف سنة، من الطبيعي أن نصل الى حالة معقدة جدا تستدعي بعض الضمانات لكل الاطراف السياسية. إلا انني ما زلت اقول ان الوسيلة الوحيدة للخروج من المأزق هي العودة للدستور الى لمجلس النواب والإنتخاب، عندما يحصل الإنتخاب من دون الدخول بهذا الجدل حول المشاريع ومختلف الأراء لا يعود هناك من سلة. عندما نصادر الدستور ولا نطبقه ونمنع مجلس النواب من انتخاب الرئيس وتعطيل جلساته، من الطبيعي تجاه هذه العقدة أن تطرح كل هذه الأمور. ومن يتحمل مسؤولية السلة هم من عطلوا انتخابات الرئاسة والذين منعوا اللبنانيين ومجلس النواب من انتخاب رئيس للبنان. كنت وما زلت وسأبقى ارفض ان يمس الدستور وان يعطل انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي ان يسأل رئيس الجمهورية قبل ان ينتخب ماذا سيفعل وماذا سيتم التفاهم عليه. فلو سلكنا الطريق السليم وذهبنا الى مجلس النواب وانتخبنا رئيسا للجمهورية لما كنا بحاجة الى كل هذه الامور. من هنا ادعو الى العودة لمجلس النواب ولإنتخاب رئيس الجمهورية، واتركوا الرئيس بحكمته ومعرفته ان يحكم البلد ويجد الحلول للمشاكل العالقة من دون ان نستبق الأمر ونتكلم بما سنتفق عليه لكي ينفذه رئيس الجمهورية".

قيل له: أصدر الرئيس بري ردا على موقف غبطة البطريرك.

اجاب: "لا يعتبر ردا، هو توضيح، واعتقد ان بكركي ليس عندها رغبة في جدل، ولا الرئيس بري. بدلا من أن نضيع وقتا في هذا الجدل فلنعمل لكي نجد المخارج".

سئل: خلال اللقاء مع الرئيس بري هل جرى توضيح الأمر؟

اجاب: "طبعا، أكان صاحب الغبطة أم دولة الرئيس، فهما واعيان جدا لما يجري، واعتقد ان الأمور واضحة ولا تحتاج الى جهد كبير لكي تتوضح. وكان من الطبيعي ان يجري البحث في هذه الأمر، ولا يوجد جدل".

سئل: هل يعني ان الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس ستكون كسابقاتها؟

أجاب: لا، من المبكر قول مثل هذا الكلام، لربما من الأن الى موعد الجلسة نتمكن من ايجاد حل لإنتخاب الرئيس. وبرأيي انه اذا قرر الأطراف جميعا النزول الى المجلس وتطبيق الدستور فمن المؤكد سيكون لدينا رئيس في جلسة 31 من الجاري، ولكن اذا بقي فريق يقول لا ننزل المجلس إلا اذا ضمنا انتخاب مرشحنا، فأؤكد لكم انه لن يكون هناك رئيس للجمهورية". وبعد الظهر استقبل بري الوزير السابق فريد هيكل الخازن الذي قال: "كانت جولة افق مع دولة الرئيس حول المواضيع الساخنة في البلد، وتحديدا الانتخابات الرئاسية. ويؤكد دولته حرصه على إجراء انتخابات رئاسية، ويعتبر ان الدستور ينص على انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسات التي دعا ويدعو اليها، والكتلة التي يرأسها حضرت وتحضر كل هذه الجلسات ولم تغب عن اي جلسة. لذلك إن مسألة السلة ليست مسألة فرض او تقيد لصلاحيات رئيس الجمهورية، بل على العكس هي لتسهيل مهماته لتجاوز العقبات التي يمكن أن يتعرض لها الرئيس المنتخب في اوائل عهده، من هنا فإن مصلحة لبنان تقتضي إعادة تفعيل الحكومة واحترام الدستور وحضور جلسات وتأمين النصاب لانتخاب رئيس الجمهورية".

 

بري أحيا في المصيلح أولى ليالي عاشوراء /خليل كنعان: عالمنا يعيش ارهابا يتلطى بالاسلام

الإثنين 03 تشرين الأول 2016 /وطنية - أحيا رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الليلة الأولى من ليالي عاشوراء بمجلس عزاء حسيني، في قاعة "أدهم خنجر" بدارته في المصيلح. حضر مجلس العزاء رئيس المكتب السياسي لحركة "امل" جميل حايك ممثلا بري، النواب: ايوب حميد، هاني قبيسي، علي بزي وقاسم هاشم، عضو هيئة الرئاسة في الحركة خليل حمدان والمسؤول التنظيمي حسين طنانا ومسؤولها التنظيمي في الجنوب باسم لمع، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر، وعدد من اعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفيذية في "أمل"، وفاعليات قضائية وأمنية وعسكرية ودينية وبلدية واختيارية، وحشود شعبية.

كنعان

بعد آي من الذكر الحكيم للمقرئ السيد حسين موسى وتقديم من عضو المكتب السياسي في الحركة محمد غزال، تحدث المستشار في المحاكم الشرعية الجعفرية القاضي الشيخ محمد كنعان عن معاني الثورة الحسينية، مؤكدا أن "منبر الحسين يجب أن يجتمع في ظلاله الجميع وكل الاحرار في العالم"، وقال: "عالمنا يعيش اليوم إرهابا سمى نفسه إسلاميا يتلطى بآيات من كتاب الله او بحديث نبوي لم يتجاوز اللسان من دون وعي وفهم. نجد جذور ذلك الارهاب عينه منذ وفاة الرسول، لكنه كشف عن نفسه بما لا يقبل المواربة يوم عاشوراء، فإرهاب يوم عاشوراء لم يك وليد ساعته بل كان فعلا تراكميا وصل ذروته الى يومذاك حيث كثر الوضاعون للاحاديث التي تنسب الى النبي الذي حاشى لله ان يكون قد امر بتعذيب فرد او جماعة فهو رحمة ومهداة للعالمين وليس نقمة". أضاف: "الحق لا يعطي شرعية للارهاب، وإرهابيو اليوم أخذوا طرائقهم الخبيثة في الحرق والذبح والتفنن بأساليب القتل واظهاره للناس عبر تصاوير فائقة الدقة تجملا بما يفعلونه، اخذوه من تلك المدرسة الارهابية التي اباحت قتل ابن بنت رسول الله واصحابه. من يفخخ اليوم حاصدا الاطفال والنساء في الاسواق والاماكن العامة هو نفسه الذي رش السهام والرماح في يوم عاشوراء باتجاه الحسين ونسائه واصحابه واطفاله".

واختتم المجلس بالسيرة الحسينية تلاها الشيخ حيدر المولى.

رندة بري

بدورها، احيت عقيلة رئيس مجلس النواب رندة بري الليلة الاولى من ليالي عاشوراء بمجلس عزاء في دارتها بالمصيلح، حضرته عقيلات وزراء ونواب وفاعليات نسائية.