المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 تشرين الأول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.october12.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ مِنَ الآبِ بِٱسْمِي، يُعْطِيكُم

فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضا بنير عبودية

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

وفيق صفا وجنبلاط  وبري وسرايا وئام وهاب المسرحية المشفرة/الياس بجاني

كل من ينتقد صاحب شركة من شركات الأحزاب المافياوية في لبنان هو عميل وخائن ومأجور ويجب رجمه وشنقه/الياس بجاني

وسام لمناضل صادق وشريف وكفه نظيف.. وسام للبيك سمير فرنجيه/الياس بجاني

الياس بجاني: وسام للبيك سمير فرنجيه/بالصوت: تحية عبر إذاعة الشرق لسمير فرنجيه بمناسبة تقليده وسام الشرف الفرنسي من رتبة كومندور من الروائي جبور الدويهي وكمال ريشا وفارس سعيد/حوار ماجده داغر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اعظم ثورة ٠٠٠مضادة/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

 «سرايا التوحيد».. مشروع «فتنوي» جديد/علي الحسيني/المستقبل

الحريري رداً على نصرالله: خطاب سياسي متوتر لن يكون وسيلة لجر لبنان الى ما تريده ايران

الحريري استقبل سفيري ايطاليا والصين والنائب عبد العزيز

بري دعا الى جلسة الثلثاء لانتخاب أميني سر و3 مفوضين واعضاء اللجان

حزب الله" لفرنجية: إيّاك والانسحاب من السباق الرئاسي

فرنجية: مستمر بترشيحي ولنحتكم للتصويت في مجلس النواب

العربي الجديد: لبنان: نعي غير رسمي لتسوية عون الحريري الرئاسية

الراعي تلقى اتصالا من عون اثنى فيه على مواقفه

عهد نصرالله و وفاؤه وخيبة عون/علي الأمين

ما علاقة «سرايا» وئام وهاب بسفر وليد جنبلاط المفاجىء/فايزة دياب/جنوبية

سلام عرض الاوضاع مع قهوجي وتابع مع البعريني وخير شؤونا انمائية عكارية

نصر الله: متفقون على الحفاظ على الامن والاستقرار والسلم الأهلي أدعو حلفاءنا للعمل بجدية لفتح أبواب مجلس النواب على المستوى التشريعي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 11/10/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء الواقع في 11 تشرين الاول 2016

صقر ادعى على الطراس وفارين بجرم التواصل مع داعش

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تفاصيل المخالفة الأخيرة لرئيس الجامعة السيد حسين قبل تقاعده!

فتفت: الحريري لا يحجز الاستحقاق الرئاسي لكي يفرج عنه

الجراح: الحريري مستمر في مساعيه لانتخاب الرئيس

غلطة الشاطر بالف "استاذ نبيه"...

ألفرد رياشي/ليبانون فايلز

صاعقة برّي: لن أنتخب عون ولو بقيت وحيداً

قوى الامن قطعت الطريق بإتجاه السفارة السعودية في الحمرا لتجمع اشخاص أمامها احتجاجا على قصف صنعاء

حراك باسـيل نحو القيـادات يقابلـه غداء فــي عيـن التينـة

التيار في أقصى تفاؤله وبري يرفض التفاهمـات الثنائيــة

زيارة بوتين لفرنسا في مهب الخلافات وجدول الاعمال محور"النزاع"

سباق محموم على الخطين السياسي والامني لاجراء الاستحقاق الرئاسي والا هز الاستقرار

هل يرشّح الحريري عون في 20 الجاري؟

النائب سليم كرم: لا بديـــــل عـــن "الســــتين" راهنــــاً و"التغريدة" قد تعني رفضاً لعون... وفرنجية أكثر قبولاً لدى المملكة

الرئيس أمين  الجميـل يعـود مـــن كنــدا: الاحادية والشخصانية ستنهيان لبنان

جريصاتي: نتعامل بواقعية مع تحرك الحريري و"الانتخاب" ربما قبل "31" و التغريـدة السعودية "خارج السرب" واحتفــال 13 تشرين حاشـــد

نزار عبد القادر: تصويت مصر مع القرار الروسي تصرّف غير مسؤول ومصير العراق سـيؤثّر علـــى مسـتقبل سـوريا السـياسـي

حـزب الله: التبــرع بالـدم بـدل التطبيـر واجراءات أمنية مشددة عشية العاشر من محرم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ويكيليكس": كلينتون تتهم السعودية وقطر بدعم "داعش"

مصر مع العرب والروس في آن

بعد مفاجأة التصويت في مجلس الامن...التوتر السعودي- المصري الى اين؟ المملكة تعاقب اقتصاديا وموسكو تتفاوض مع القاهرة لاستئجار قاعدة جوية

اردوغان للعبادي: اعرف حجمك أنت لست نظيري ولا من مستواي

وزارة الدفاع الروسية: وحدات من المظليين الروس تجري مناورات مشتركة في مصر هذا الاسبوع

السعودية تبدأ اليوم مباحثات في شأن أول عملية اقتراض من السوق الدولية

جيفري فيلتمان، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لـ«إيلاف»: هذا ما يعوق الحل في سوريا/جواد الصايغ/ايلاف

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحزب الضال من القادة إلى القاعدة/علي الحسيني/المستقبل

أسباب تبرّر "القلق" من اسم جان عبيد العونيون يتجهون إلى الاستقالة من البرلمان و"القوات" معهم/ايلي الحاج/النهار

الموقف السعودي بين غموضين مبهم وموحٍ اجتهادات تتفاعل على وقع معارضة الداخل/روزانا بومنصف/النهار

ماذا عن " البديل" /نبيل بومنصف/النهار

فخّ منصوب لسعد الحريري/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

حضور عون جلسة الإنتخاب شرط لدعمه/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

أعيدوا الرئاسة... وخذوا ما شئتم من «سلال»/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

هل سيطرُق الحريري باب «حزب الله»/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

التضييق الأميركي يُقلق المصارف العربية واللبنانية/طوني رزق/جريدة الجمهورية

"التغريدة" وما بعدها/الياس الديري/النهار

تسوية طهران"... من بيروت/عبد الوهاب بدرخان/النهار

معضلة إيران وحزبها وحيرة «الملف الرئاسي»/وسام سعادة/المستقبل

كلام برّي: صعبُ التطبيقّ/جوزف ب. أبي راشد/النهار

عَصرَه السوري… يعصرُه الإيراني/خيرالله خيرالله/العرب

الحقيقي والشكلي في حديث الرئاسة اللبنانيّة/خالد غزال/الحياة

إيران والقضية الفلسطينية والإسلام/رضوان السيد/الشرق الأوسط

عون وتحدّيات الواقعية السياسية/بقلم نون/اللواء

«اعرف حدودك»/ غسان شربل/الحياة

«مشنقة الكاوبوي»... من سورية إلى البحر الأحمر/ زهير قصيباتي/الحياة

رغبة بوتين في الهيمنة السياسية والنفطية/رندة تقي الدين/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

كنعان بعد اجتماع التكتل: الاحد موعدنا مع شهدائنا لتجديد الوعد بالدولة الحرة والقوية ومن يحترم الدستور والشراكة يكبر ولا يتنازل

الراعي عرض الاوضاع مع السفيرة الاميركية وكاغ ابي رميا : الرئيس المسيحي هو رئيس لكل لبنان

الراعي إستقبل أبي رميا وشربل وبحث الاوضاع المحلية والاقليمية مع ريتشارد وكاغ

 باسيل جال على الديموقراطي والقومي والطاشناق: نسعى لجمع البلد والحؤول دون التخريب

الجماعة : لرئيس وسطي وعدم فرضه بقوة الهيمنة

التيار المستقل: الى متى الفراغ الرئاسي والشلل في الحكم؟

قاسم: جهاد المقاومة فضح كل أنواع الجهاد المزيف على مستوى العالم الإسلامي

حسين الموسوي: نستنكر المواقف اللامسؤولة واللامنطقية لبعض المسؤولين

رعد: تحرير فلسطين لا يحتاج الكثير من الأموال بل إرادة القليل من المسلمين

جميل السيد:اغتيال الحريري كان عبارة عن لعبة مخابراتية دولية تهدف الى اسقاط سوريا والدولة اللبنانية

 نصر الله: متفقون على الحفاظ على الامن والاستقرار والسلم الأهلي أدعو حلفاءنا للعمل بجدية لفتح أبواب مجلس النواب على المستوى التشريعي

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ مِنَ الآبِ بِٱسْمِي، يُعْطِيكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا16/من20حتى24/:"قالَ الربُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّكُم سَتَبْكُونَ وتَنُوحُون، أَمَّا العَالَمُ فَسَيَفْرَح. أَنْتُم سَتَحْزَنُونَ ولكِنَّ حُزْنَكُم سَيَتَحَوَّلُ إِلى فَرَح. أَلمَرْأَةُ تَحْزَنُ وهِي تَلِد، لأَنَّ سَاعَتَهَا حَانَتْ. ولكِنَّهَا مَتَى وَلَدَتِ ٱلطِّفْلَ، لا تَعُودُ تَذْكُرُ ضِيقَهَا، لِفَرَحِهَا أَنَّ إِنْسَانًا وُلِدَ في العَالَم. فَأَنْتُمُ الآنَ أَيْضًا تَحْزَنُون، إِنَّمَا سَأَعُودُ فَأَرَاكُم، وتَفْرَحُ قُلُوبُكُم، ولا يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُم مِنْكُم. وفي ذلِكَ اليَوْمِ لَنْ تَسْأَلُونِي شَيْئًا. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ مِنَ الآبِ بِٱسْمِي، يُعْطِيكُم إِيَّاه. حَتَّى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا بِٱسْمِي شَيْئًا. أُطْلُبُوا تَنَالُوا فَيَكْتَمِلَ فَرَحُكُم".

 

فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضا بنير عبودية

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية05/من01حتى06/:" فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضا بنير عبودية. ها أنا بولس أقول لكم: إنه إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا لكن أشهد أيضا لكل إنسان مختتن أنه ملتزم أن يعمل بكل الناموس. قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس. سقطتم من النعمة.  فإننا بالروح من الإيمان نتوقع رجاء بر لأنه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة، بل الإيمان العامل بالمحبة"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

وفيق صفا وجنبلاط  وبري وسرايا وئام وهاب المسرحية المشفرة

الياس بجاني/11 تشرين الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/11/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%b5%d9%81%d8%a7-%d9%88%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d9%88%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%b3%d8%b1%d8%a7/

همروجة وئام وهاب وسرياه  التوحيدية هي مجرد مسرحية هزلية ولاهية بامتياز مضموناً وأهدافاً، ليس إلا..

مسرحية هي بالكامل من تأليف وانتاج وفيق صفا رجل حزب الله القوي المخابراتي والعسكري..

وما أدراك ما وفيق صفا هذا!ّ!

هدف المسرحية، أو لنقل من أهم أهدافها الإرهابية والتشفيرية بعث رسالة إلى وليد جنبلاط…

رسالة تقول “انتبه يا بيك” نحنا بالمرصاد، وحدّك وعيننا عليك ليل ونهار..

وتقول الرسالة للوليد إياك وساعات التخلي رئاسياً لأنها ستكون مكلفة ومن داخل البيت الدرزي تحديداً…

وما تسمعه من الوئام عينة صغيرة والخير ل قدام..انتبه..

جنبلاط التقط الرسالة المشفرة قبل خروجها على الإعلام،

ولهذا، وربما لأسباب أخرى أخطر التقطها انتاله هو في الخارج وقابضها جد ومكتر،

وقد توقف البيك عن الإدلاء بتصاريح رئاسية بتنقز الصفا وحزبه..

وكمان عمنا بري على الخط اللاهي نفسه بمعارضته الإعلامية النافرة والإستفزازية لترئيس عون..

وكل الكراهية الإعلامية التي يشيعها الإستيذ نبيه لعون ولرفض ترئسه تأتِ في نفس السياق “الصفوي”  والتشفيري، ومن جحور الصفا وغب فرماناته الملزمة.

وفي نفس الإطار التهويلي والإعلامي قد تكون أيضاً جاءت تغريدة القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان عن حكمة جان عبيد.. ومن ثم سحبها..

والبعض يقول، والله أعلم، أن مغزى رسالة الإستيذ نبيه للحكيم المعرابي عن السر بينهما وتلميحه بافشائه إذا لزم الأمر هي أيضاً لصيقة بمسرحية سرايا الوهاب وبما يرافقها من انقلاب معيب لصقور 14 آذاريين على ذاتهم وتاريخهم والشعارات كافة.

يبقى أن بلدنا .. وطن الأرز والرسالة الذي يتحكم بكل مفاصله وبرقاب طاقمه السياسي الحزب اللاهي ومخابراتيه وسلاحه وإرهابه هو بلد تعتير ومحتل بكل ما في مصطلح الإحتلال من معاني..

بلد محتل يحكمه حزب الله الملالوي المعادي للبنان وللعرب، في حين أن طاقمنا السياسي ال 14 آذاري البائس بصقورة والحمائم هو مرعوب ومستسلم وراكع ويقدم واجبات الطاعة والخضوع.

باختصار.. والله أعلم.. رئاسة جمهورية “يوك” وبالتركي يعنى لا ما فيش… لا عون ولا غيروه حالياً.

..وقمح بدها تاكل حني من مطاحن طاقم سياسي وحزبي 14 آذاري نتن وعفن وخانع وطروادي وع الآخر.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

كل من ينتقد صاحب شركة من شركات الأحزاب المافياوية في لبنان هو عميل وخائن ومأجور ويجب رجمه وشنقه

الياس بجاني/10 تشرين الأول/16

فعلاً محزن حال بعض أهلنا الطيبون القلوب والبسطاء من الذين يعبدون قادة الأحزاب وبعض السياسيين ومنهم الدكتور سمير جعجع وميشال عون تحديداً، وفعلا نقول يعبدونهم حيث يصورونهم على الفوتوشوب كما القديسيين ويتفاخرون بنشر صورهم.

الطيبون هؤلاء من أهلنا عن سابق تصور وتصميم قتلوا بدواخلهم كل ما هو بصر وبصيرة وحاسة نقد، وطوعاً ارتضوا وضعية الزقيقفة والهوبرجية والأتباع على خلفية غنمية مخيفة ومدمرة لكل ما هو عقل وتعقل وفهم وادراك.

الطيبون هؤلاء يهاجمون بعنف وبمفرادات سوقية وزقاقية ويشتمون ويحقرون ويخونون كل من ينتقد معبودهم صاحب شركة الحزب دون أن يتبصروا ويفهموا ماذا كتب ولماذا كتب وما هو الموضوع أو الموقف الذي يتم نقده.

على عماها فإن كل من يتعرض بالنقد ولو تلميحاً لمعبودهم كما هو مبين في التعليقات الكثيرة على مقالنا في اسفل الذي يتناول مقابلة للدكتور توفيق هندي ازعجت الأنا العليا للدكتور جعجع.. كل من ينتقد ويعبر بحرية عن رأيه هو العدو ولو تمكنوا لرجموه وشنقوه.

أنها فعلاً مأساة ثقافية ومرض اجتماعي خطير وغنمية ما بعدها غنمية.

إن المسؤول عن هذه العاهات الثقافية والإجتماعية هم أصحاب الأحزاب والطاقم السياسي العفن بكل ما في مفردة العفونه من نتانة.

في الخلاصة لا توجد أحزاب في لبنان، بل مجموعات من العصابات والمافيات والمذهبين والشركات التجارية والوكلاء لدول ومنظمات غير لبنانية تحمل زوراً مسميات أحزاب.

أنه فعلاً زمن غباء وجهل وبؤس ومحل ونقطة على السطر.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

وسام لمناضل صادق وشريف وكفه نظيف.. وسام للبيك سمير فرنجيه

الياس بجاني/10 تشرين الأول/16

حسناً فعلت السفارة الفرنسية في لبنان بمنحها أمس وسام الشرف الفرنسي من رتبة كومندور إلى السياسي اللبناني السيادي والاستقلالي والميثاقي بامتياز المخضرم البيك سمير فرنجيه…أبن الرجل التاريخي حميد فرنجيه.

البيك سمير فرنجيه ابن عرين الموارنة، بلدة زغرتا الشمالية فعلاً استحق الوسام وعن جدارة، وليس كما هو حال كثر من الذين غالباً ما يُمنحون أوسمة دون أن يستحقونها.

كم كنا نتمنى لو أن دولة لبنان هي التي بادرت بمنح سمير فرنجيه وساماً لبنانياً رفيعاً تقديراً لجهوده الاستقلالية التي لا تستكين ولا تهدئ في سبيل جمع اللبنانيين وردم الفوارق بينهم من خلال التلاقي الحضاري والإنساني والحوارات والفهم والتفاهم والمصالحات على أسس وطنية شفافة وصادقة.

سمير فرنجيه له في كل عرس ميثاقي واستقلالي وحواري وسيادي وحواري قرص.. وما أكثر هذه الأقراص التي في مقدمها لقاء قرنة شهوان ولقاء البريستول ولقاء سيدة الجبل وثورة الأرز ومصالحة الجبل والأمانة العامة ل 14 آذار وتطول القائمة وتطول.

ميزة هذا الرجل المتواضع والنظيف الكف والذي لم تغريه الأبواب الواسعة في أي يوم من الأيام، والذي يعشق الأبواب الضيقة ومشقاتها وصعابها والتضحيات أنه لا ييأس ولا يستسلم.

إنه لبناني و”عن جد” قلباً وقالباً وفكراً وممارسات ولا يعرف الإحباط، كما أن ثقته بنفسه وباللبنانيين وبرسالة وطنه هي سلاحه.. وهذه الثقة مبنية على صخور الإيمان الصادق والرجاء الصافي وروحية العطاء.

إنها ثقة لا تعرف حدوداً ولا تردها أو توقفها معوقات مهما كانت كبيرة.

نعم، الرجل بشري..  ولكنه بشرياً يستنسخ طائر الفينيق في كل جهد وعمل وطني يقوم به ويحمل ألويته بشجاعة وفروسية.

سمير فرنجيه الفكر والإيمان بلبنان الرسالة والتعايش والسلم والحضارة والانفتاح وقبول الآخر والمساواة والقانون هو خميرة ميثاقية واستقلالية وحوارية لم تترك معجناً من معاجن وطن الأرز إلا وجهدت لتخميره فلاقت هذه الخميرة النجاح أحياناً كثيرة والخيبات أيضاً لكنها لم تحبط ولو مرة عزيمة البيك.

مما لا شك فيه أنه وطالما في لبنان رجالاً شرفاء وانقياء ومخلصين وميثاقيين واستقلاليين ونظيفي الكف من خامة سمير فرنجيه، فهو وطناً لن ينسكر ولن يستسلم لقوى الإحتلال والظلامية مهما اشتدت الصعاب وكثرت.

تحية لهذا الرجل الإيقونة الميثاقية والسيادية من بلاد الاغتراب، من كندا، داعين له بالصحة وطول العمر.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

الياس بجاني: وسام للبيك سمير فرنجيه/بالصوت: تحية عبر إذاعة الشرق لسمير فرنجيه بمناسبة تقليده وسام الشرف الفرنسي من رتبة كومندور من الروائي جبور الدويهي وكمال ريشا وفارس سعيد/حوار ماجده داغر

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/10/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%8a%d9%83-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%ac%d9%8a%d8%a9%d8%a8%d8%a7%d9%84/

بالصوت/فورماتMP3/تحية من إذاعة الشرق للنائب السابق سمير فرنجيه بمناسبة تقليده اليوم وسام الشرف الفرنسي من رتبة كومندور.شارك في التحية الروائي جبور الدويهي كمال ريشا والدكتور فارس سعيد/حوار ماجده داغر/10 تشرين الأول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/samir%20frangea%20franch%20appreciation10.10.16.mp3

بالصوت/فورماتWMA/تحية من إذاعة الشرق للنائب السابق سمير فرنجيه بمناسبة تقليده اليوم وسام الشرف الفرنسي من رتبة كومندور.شارك في التحية الروائي جبور الدويهي كمال ريشا والدكتور فارس سعيد/حوار ماجده داغر/10 تشرين الأول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/samir%20frangea%20franch%20appreciation10.10.16.wma

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اعظم ثورة ٠٠٠مضادة٠

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/11 تشرين الأول/16

اليوم العاشر من محرم يوم ثورة الحسين وهي بكلمة واحدة وبإجماع المؤرخين "ثورة ضد الفساد" في دولة يزيد ابن معاوية٠

الحسين قدّم نفسه شهيداً ليحمي الدين من انحرافات المال والسلطة٠

ولكن ماذا نرى اليوم؟

اولاً : كل الدول التي تبكي او تتظاهر بالبكاء على الحسين بدون استثناء هي دول ينخرها الفساد٠

ايران العراق سوريا لبنان اليمن.

في هذه الدول الفساد هو الوجه الوحيد للسلطة او بالأحرى التسلط والاستبداد وهذه الدول تحتل المراتب الاولى على لائحة الفساد العالمي٠

ثانياً: شعار "تصدير الثورة" تحوّل في ايران الى احياء الامبراطورية الفارسية اي عملياً الانتقام من الاسلام ومن الفتح الاسلامي الذي نشره وأزال عن ايران الصبغة الامبراطورية والمجوسية وليس حماية الاسلام كما هو مضمون ثورة الحسين٠

ثالثاً: دخلت السياسة الميليشيوية التسلطية في كل مجالس احياء ذكرى الحسين٠

من يراقب هذه المجالس يرى بسهولة ان لا ذكر للحسين فيها بل هي استعراضات للعضلات السياسية والميليشيوية وفرض للمذهبية بكل طقوسها على الشارع والمدينة والضواحي٠

حوّلوا ثورة الحسين من ثورة على الفساد الى مناسبة لتمجيد الفساد وممارسته وتعميمه بإسم "الثورة الاسلامية" المفترضة٠

ايران واتباعها اعظم ثورة مضادة للحسين ودين جده.

 

 «سرايا التوحيد».. مشروع «فتنوي» جديد

علي الحسيني/المستقبل/11 تشرين الأول/16

http://www.almustaqbal.com/v4/Article.aspx?Type=np&Articleid=719584

في لبنان، ثمة إستغلاليون يتخذون من المشاكل والملفات العالقة والمستعصية في بعض الاحيان، حجّة لإظهار بشاعة ما يكنّونه في صدورهم تجاه هذا البلد وشعبه، فيتحولون إلى إنتهازيين وقناصي فرص يكشفون من خلالها عن وجوههم الحقيقية التي تألف الحرب والخراب وزعزعة الأمن وإدخال الرعب إلى نفوس الناس، والكشف عن اصول إنتماءاتهم الفكرية والعقائدية إلى مدارس وأنظمة بُنيت على أسس من الدماء، لها أيتام و«خلايا نائمة»، تنتظر أوامر الأسياد للإنقلاب على شرعية وطنهم.

وئام وهّاب، أحد أبرز هؤلاء الذين يقتنصون الفرص ويكمنون لأوجاع وطنهم للإنقضاض عليه كما ينقض الذئب على فريسته. فمن ملف النفايات العالق والمُستعصي عن الحل في بلد تُحاول فئة من أبنائه وأحزابه، الحلول مكان الدولة مدعومة بسلاحها وبقرارها الخارجي، أطل وهّاب أمس الاوّل، ليزيد من أوجاع هذا البلد وتعقيداته وإستغلال قلّة مناعته، ليعلن إطلاق «سرايا التوحيد» قريبا. سرايا لن تختلف عن سابقاتها من الاحزاب و«السرايات» في الإنفصال عن الوطن وتشريعها العمل الأمني والعسكري على الساحة الداخلية تحت حجّة «مقاومة» العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان، فإذا بسلاحها يتحوّل في أوّل فرصة، إلى صدور اللبنانيين.

حديث وهّاب عن نيّته إنشاء هذه «السرايا»، خلّف جملة تساؤلات حول التوقيت الذي اختاره والأسباب التي دعته إلى إعلانها، خصوصاً إذا ما انعطفت موجة التساؤل هذه، على مؤشرات في البلد تُشير إلى نيّة مُبيّتة لحلفاء النظام السوري في لبنان، في افتعال مشاكل متنقلة لم يكن آخرها الإعتداء المُسلّح الذي وقع أمس الأوّل بين مُسلحين من «سرايا المقاومة» وعناصر من قوى الأمن الداخلي بعد رفض إمتثال المسلحين لحاجز القوى الأمنية أمام مجمع «الزهراء» في حارة صيدا، ويأتي هذا الإعتداءبعد مرور أقل من شهر على الإشتباك المُسلّح الذي وقع بين هذه «السرايا» ولاجئين سوريين مؤيدين لها في منطقة عرمون، على خلفيّة توزيع إشتراكات مولدات كهرباء.

يُحاول وهّاب بكلامه، إضفاء بعض من الشرعية على «السرايا» المنوي إنشاؤها، وذلك في إشارة منه إلى أنها «ستشمل كل المناطق اللبنانية، ويكمن دورها في درء أي خطر محتمل على لبنان، وستقف الى جانب الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في مواجهة أي خطر على لبنان»، موضحا أنها «لن تكون محصورة في منطقة معينة، أو في فئة معينة، بل ستكون مفتوحة أمام الجميع للانضمام إليها». والسؤال الأبرز: من هي الجهة التي ستموّل «سرايا» وهّاب لوجستيّاً وعسكريّاً؟ وهل هناك فعلاً، أمر تحرّك قريب، أوعز به النظام السوري إلى بقاياه في لبنان من خلال «حزب الله»؟ خصوصاً أن من يتابع الإشكالات المتنقلة التي تُرافق الخطابات السياسيّة المُحرّضة،

يُمكن أن يستخلص مجموعة أمور ذات أهميّة بالغة، قد يكون أبرزها الذهاب إلى «مؤتمر تأسيسي» أو الإنقلاب على الدولة ومؤسّساتها لفرض واقع جديد في البلد.

ثمة مصادر تُصنّف حركة وهّاب بأنها تأتي ضمن سياق تخريبي مُخطّط يسعى إلى إحداث فوضى في لبنان، هدفه إراحة «حزب الله» من المشاكل التي تُحيط به من كافة الجوانب، ولا سيّما الخسائر المتزايدة التي يتكبدها في سوريا، فبرأيها أن الحزب يعتقد بأن أي حركة إنقلابية في الداخل يُمكن ان يقوم بها، من شأنها أن ترفع عن كاهله الضغوط التي يتحمّلها داخل بيئته والعجز الذي يُحيط به والذي يمنعه عن تقديم شروحات لجمهوره ويفسّر له الأهداف التي حقّقها منذ تورّطه في الحرب السورية. وبرأي المصادر، أن دعوة وهّاب غير القانونية واللا دستورية والتي لا يُجيزها لا القانون العسكري ولا المدني، تتماشى مع فتنة الاحياء والزواريب المتنقلة التي يقودها حلفاء النظام السوري. فهذا الأمر الخطير برأيها، يجب إستدراكه بأسرع وقت لكي لا يُصبح عُرفاً في لبنان، فيُصبح كل فريق لديه جماعته المسلحة تحت حجّة دعم الجيش، ولذلك لا بد من العودة إلى الخطة التي كانت وضعتها حكومة الرئيس سعد الحريري عقب الإشكال المسلّح الذي كان وقع منذ سنوات بين «حزب الله» وجمعيّة «المشاريع» في منطقة برج أبي حيدر، والقاضي بجعل بيروت «عاصمة منزوعة السلاح».

 

الحريري رداً على نصرالله: خطاب سياسي متوتر لن يكون وسيلة لجر لبنان الى ما تريده ايران

الحريري/12 تشرين الأول/16/لفت الرئيس سعد الحريري إلى أنّ أمين عام “حزب الله” حسن نصرلله قد توقع منه أن يرد عليه في نهاية خطابه، معتبرا أنه “ردّ على نفسه بنفسه”، واعتبر أن كلامه ينطبق حرفيا على ما تقوم به ايران في سوريا والمنطقة. وأضاف الحريري في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، أنّ يد ايران و”حزب الله” في تدمير مدن سوريا وفي دماء اكثر من ربع مليون سوري، لن يغطيها الصراخ. وأصوات أطفال حلب ستظل تقض مضاجع القتلة. وأشار إلى أنّ الاجدر بالذين يتباكون على اليمن وشعبها ان يتوقفوا عن المشاركة في تقسيم اليمن وتسعير الحرب الاهلية بين ابنائها، لافتا إلى أنّ “قبل ان يسأل هؤلاء ماذا تفعل السعودية في اليمن، ليسألوا أنفسهم  ماذا يفعلون هم في اليمن وكيف يعطون ايران شرعية تدريب الميليشيات وتسليحها”. وتابع الحريري: “فليكفّ هؤلاء عن سفك دماء اليمنيين والسوريين والعراقيين وليكفّوا عن سياسات ضرب الوحدة الاسلامية”، متسائلا “أين دموعهم من الجرائم التي يرتكبونها في سوريا والعراق واليمن وغيرها؟ أين دموعهم من أيديهم الملطخة بالدماء في حلب وكل أنحاء سوريا؟ أين دموع هؤلاء من ملايين السوريين والعراقيين واليمنيين المشردين في أصقاع الدنيا بفعل قرار ايران تخريب المجتمعات العربية؟” ورأى أن ايران هي رأس حربة التخريب في سوريا والعراق واليمن وهي المسؤولة عن تسريب السموم المذهبية الى مجتمعاتنا وتهديد وحدتها وعيش ابنائها، مؤكدا “إننا أمام خطاب سياسي متوتر، لا وظيفة له سوى تأجيج الكراهيات بين المسلمين وصب الزيت على نيران الحروب العربية. واعتبر أن ما سمعناه وما نسمعه منذ سنوات، حلقة في مسلسل يسيء للبنان ولعلاقاته مع اشقائه، لكنه لن يكون وسيلة لجر لبنان الى ما تريده ايران وأدواتها.

 

الحريري استقبل سفيري ايطاليا والصين والنائب عبد العزيز

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري قبل ظهر اليوم في "بيت الوسط" السفير الايطالي في لبنان ماسيمو ماروتي وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين. كما التقى السفير الصيني وانغ كيجيان وبحث معه المستجدات الراهنة.

كذلك استقبل الحريري النائب قاسم عبد العزيز.

 

 بري دعا الى جلسة الثلثاء لانتخاب أميني سر و3 مفوضين واعضاء اللجان

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة، يوم الثلثاء في 18 الحالي، عند الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر، لانتخاب أميني سر وثلاثة مفوضين عملا بأحكام الفقرة الثانية من المادة 44 من الدستور والمادة 3 من النظام الداخلي، ولانتخاب اعضاء اللجان النيابية عملا بأحكام المادة 19 من النظام الداخلي.

 

"حزب الله" لفرنجية: إيّاك والانسحاب من السباق الرئاسي

المدن - لبنان | الثلاثاء 11/10/2016/"حزب الله" لفرنجية: إيّاك والانسحاب من السباق الرئاسي من الصعب توقّع انتاج تسوية رئاسية بمعزل عن تفاهم بين "المستقبل" و"حزب الله" تشير أوساط سياسية واسعة الإطلاع أنّ حزب الله أبلغ النائب سليمان فرنجية، الجمعة الماضي، رسالة مفادها أنْ "تمسّك بترشيحك لرئاسة الجمهورية". لا تذكر هذه الأوساط إذا ما كان الحزب طلب من الزعيم الزغرتاوي الاستمرار في ترشيحه حتى لو رشّح الرئيس سعد الحريري العماد ميشال عون. لكن، وبطبيعة الحال، إنّ توقيت هذه الرسالة هو بحد ذاته رسالة سلبية تجاه الحراك الرئاسي للحريري في اتجاه عون.

هذه الرسالة تتقاطع مع ما نقلته بعض الأوساط عن مسؤولين في حزب الله لجهة حديثهم عن أنّ "التفاهم الباريسي بين الحريري وفرنجية يشكّل 5 في المئة من التفاهم بين الحريري وعون والذي بلوره تواصل رئيس مكتب الحريري، نادر الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل". معنى ذلك أنّ الحزب غير راضِ عن مضمون التفاهم بين الحريري وعون، ما يفسّر كلام مسؤولي التيار الوطني الحر في اليومين الماضيين عن أنّ ما تمّ بين نادر الحريري وباسيل ليس "اتفاقات تفصيلية" على مرحلة ما بعد انتخاب عون إنّما "تفاهمات عامة" قد يصل التيار إلى مثلها مع الرئيس نبيه بري.

انطلاقاً من هذه المعطيات ترى الأوساط أنّ تفاهمات الحريري- عون غير كافية لجعل الحزب يسير بالتسوية السياسية المطروحة وقوامها الأساسي "عون لرئاسة الجمهورية مقابل الحريري لرئاسة الحكومة". أي أنّ التفاهم في شأن الحكومة يجب أن يحصل، بنظر الحزب، بينه وبين الحريري لا بين الأخير وعون. ويذكر في هذا السياق أنّ معلومات ترددت الإثنين أنّ الحريري "سيحاول الدفع في اتجاه حصر التفاهم الرئاسي بينه وبين عون، على أن تكون المرحلة اللاحقة التي تلي تأييد الترشيح من مسؤولية الجنرال الذي يريد منه الحريري أن يتولى، هو، أمر التفاوض مع الحزب في شأن الترتيبات الأخرى ومن بينها ما يتعلق برئاسة الحكومة، بغية تخفيض أعباء فاتورة وصوله إلى السرايا قدر الإمكان".

عليه يتبين، وفق الأوساط عينها، أنّ العقبة المحلية أمام انتخاب عون رئيساً للجمهورية ليست الاتفاق على ترئيسه الجمهورية، إنمّا على تركيبة الحكم ما بعد انتخابه، وهو ما يسمّى تارة بـ"السلّة" وطوراً بـ"التفاهمات الوطنية" التي تسبق هذا الانتخاب.

وتستعيد الأوساط اسقاط خكومة الحريري لحظة دخوله عتبة البيت الأبيض في 12 كانون الثاني 2011، لتسأل: لماذا يوصل الحزب الحريري إلى السرايا الحكومية في وقت يعاني الأخير أزمات شتّى سياسية وغير سياسية، في حين أنّه لم يتردّد في اسقاط حكومته في لحظة كان فيها أقوى ممّا هو اليوم؟ وبالتالي، من الصعب، وفق الأوساط نفسها، توقّع انتاج تسوية رئاسية بمعزل عن حوار أو تفاهم "مباشر" بين "المستقبل" والحزب في شأن ترتيبات العهد الجديد. ما يطرح سؤالاً آخر هو: إلى أي حد يستطيع الحريري تقديم تنازلات للحزب مقابل الموافقة على ترئيسه حكومة العهد الأولى؟ وهذا يحلينا، وفق الأوساط، إلى العقدة الإقليمية أمام انجاز الاستحقاق الرئاسي والمتصلة أساساً بانعكاس الاحتقان الإيراني- السعودي على الوضع اللبناني، بحيث أنّ كلّاً من المستقبل والحزب محسوب على طرف من هذا الاحتقان. وبالتالي، لا يستطيع التصرف بمعزل عن حساباته على مساحة الإقليم.

 

فرنجية: مستمر بترشيحي ولنحتكم للتصويت في مجلس النواب

وطنية/11 تشرين الأول/16/استقبل بري رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ونجله طوني والمحامي يوسف فنيانوس، بحضور الوزير علي حسن خليل وأحمد بعلبكي، واستباقهم الى مائدة الغداء. ودار الحديث حول التطورات الراهنة والاستحقاق الرئاسي.

وبعد الزيارة التي استغرقت ساعتين وربع ساعة، قال فرنجية: "في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر فيها البلد وخصوصا في ما يتعلق بالاستحقاقات الكبرى وعلى رأسها موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، زرت دولة الرئيس بري اليوم وشكرناه خصوصا على موقفه بدعم ترشيحنا، ونستطيع القول ان الاراء كانت متطابقة مع دولته، وسنكون مع بعضنا في السراء والضراء. وتشهدون جميعا اليوم المبادرات والطروحات التي تقدم اليوم، ولقد اكدنا على اننا مستمرون بترشحنا من هذا المنبر ولو بقي نائب واحد معنا ولن نتراجع عن هذا الموقف. واعتقد ان كل الامور بعد وقت ستتبلور وتتظهر بوضوح وسنكون نحن ومن يؤيدنا في موقف واحد ونستمر". أضاف: "هناك جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية في 31 الحالي ونحن ندعو العماد عون واي مرشح آخر للنزول الى المجلس والاحتكام الى التصويت "وصحتين على قلب اللي بيربح". وسمعنا من الجنرال عون في المقابلة التلفزيونية كلاما عن الديمقراطية والمواقف الديمقراطية، ولذلك لماذا لا تحصل الانتخابات وننزل جميعا الى المجلس للاحتكام الى التصويت كما قلت، واليوم قد يؤيد الرئيس الحريري العماد عون او لا يؤيده، واذا أيده فلننزل الى المجلس ولتجر الانتخابات ومرة ثانية "صحتين على قلب اللي بيربح".

سئل: هل تغريدة القائم بالاعمال السعودي بالامس تعني سقوط ترشيح فرنجية وعون لمصلحة جان عبيد؟

اجاب: "أاولا لقد سحب التغريدة، وثانيا كما قلت هناك انتخابات في مجلس النواب فلينزل الجميع الى المجلس ولتحصل الانتخابات والخاسر يهنىء الرابح".

سئل: هل سقطت مبادرة الحريري باتجاه عون؟

اجاب: "أحب ان أسأل، منذ حوالي عشرة اشهر او احد عشر شهرا جرت مبادرة من قبل الرئيس الحريري بتأييدي وليس بترشيحي، فالذين يطالبون اليوم الحريري بإصدار موقف رسمي بترشيح العماد عون هم انفسهم من شن حملة علي يومها وقالوا كيف يقبل الرئيس الماروني ان يرشحه الرئيس السني او المرجعية السنية؟ هذه كانت الحملة الاساسية التي جرت ضد ترشيحي للرئاسة، واتذكر الرد على ذلك كان وعلى رأسهم من الرئيس سلام الذي قال الرئيس سليمان فرنجية انطلق من بيت صائب سلام، ويومها قامت حملة على الرئيس سلام. أتذكر ذلك وأفتخر ان يكون ترشيحي وطنيا، ومن قام بالحملة يومها هم أنفسهم الذين يطالبون اليوم بأن يكون الترشيح من الرئيس الحريري".

وردا على سؤال قال: "عندما يدعمني الرئيس بري أرفع رأسي، وعندما يدعمني الرئيس الحريري أرفع رأسي، وعندما تكون طائفتي الى جانبي أرفع رأسي، ولكنني لست متقوقعا في طائفتي او متخليا عنها. المشكلة الاساسية هي انه في مكان معين نتقوقع في طوائفنا لكي نستعملها متراسا وعندما نريد الاخرين نتخلى عن طائفتنا ونصبح تلقائيا نريد رضاهم. اما موقفنا نحن فهو اننا اقوياء بطائفتنا ومنفتحون على الجميع، واقوياء ايضا بعروبتنا ووطنيتنا".

سئل: هل ما زلت متمسكا بمعادلة من معه سبعون نائبا لا ينسحب لمن معه اربعون؟

اجاب: "من المؤكد انني ما زلت متمسكا بمعادلة ان اي مرشح يعتبر نفسه الاقوى لا ينسحب لمن يعتبره الاضعف. وأقول ان الكلمة هي لمجلس النواب، فالجنرال معه رقم ونحن معنا رقم وكما قلت فلماذا لا ننزل ونحتكم لمجلس النواب؟".

 

العربي الجديد: لبنان: نعي غير رسمي لتسوية عون الحريري الرئاسية

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد" تقول: فجّر وزير الخارجية اللبناني، صهر رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، جبران باسيل، أجواء التفاؤل التي خيمت على المشاورات الرئاسية الأخيرة التي طرحت إيصال عون إلى قصر بعبدا الرئاسي بدعم من زعيم كتلة المستقبل، رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري.  أطلّ باسيل خلال نشاط للتيار الوطني الحرّ للقول إنّ "من اعتاد أن يزحف ليكون رئيساً للجمهورية، لن يرانا زاحفين ولا راكعين بل واقفين ورأسنا إلى الأعلى"، في نيران كلامية وجّهها إلى حليفه المفترض وحليف حزب الله والنظام السوري، النائب سليمان فرنجية. واستكمل باسيل هجومه على معارضي التسوية الرئاسية، مشيراً إلى أنّ "من يدعونا إلى المبادرة من أجل الزحف للرئاسة نحن لن نزحف للرئاسة، من يدعو للمبادرة من أجل أن نجري تنازلات للرئاسة، نحن لن نجري أي تنازلات للرئاسة".

وهو كلام موجّه بشكل رئيسي إلى كل من رئيس البرلمان، نبيه بري، الذي يعارض بشكل واضح وصول عون من خلال فرضه "سلّة" الحل الكامل التي تتضمنّ التوافق على اسم رئيس جديد للجمهورية وتحديد رئيس حكومة العهد الجديد وكذلك التفاهم المسبق على الحقائب الوزارية السيادية والقانون الانتخابي. كما أنه يمكن القول إنّ كلام باسيل الأخير يطاول كل المعترضين على وصول عون، وأبرزهم رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، ورئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميّل، الذين سبقوا وعبّروا عن تخوّفهم من نجاح عون خلال لقاءات جمعتهم بعرّاب التسوية، سعد الحريري. فظهر كلام باسيل كنعوة غير رسمية، أو إيحاء فعلي، لفشل المشاورات القائمة. مع العلم أنه سبق للوزير باسيل أن أطلق سلسلة مواقف حادة خلال التشاور السري الذي كان قائماً مع الحريري. حتى أنه استمرّ في هذا الخطاب المتشدّد بعد كشف تلك المشاورات، وهو ما يدفع العديدين من المسؤولين اللبنانيين إلى السؤال: هل يريد باسيل إيصال عمّه النائب ميشال عون إلى الرئاسة أم هو المعرقل الفعلي لهذه التسوية؟

وفي الوقت نفسه، أكد مسؤولون في التيار الوطني الحرّ لـ"العربي الجديد" أنّ "التشاور مستمر مع الحريري وفريقه في بيروت، ولا تزال الاتصالات قائمة بهدف تأمين الأرضية اللازمة لهذه التسوية". ويتم الحديث اليوم، في أروقة "الرابية" (مقرّ إقامة عون، شرقي بيروت)، عن إمكانية عقد تفاهم سياسي بين عون والحريري، ولو أنّ التوصّل إلى ورقة سياسية ثنائية تحتاج إلى الكثير من الجهود وإلى أسابيع وربما أشهر من العمل. وانخفض منسوب التفاؤل العوني بشأن تاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، الموعد المحدّد لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في البرلمان. كما عاد إلى الواجهة، التأزيم الحاصل على مستوى المنطقة من اليمن إلى سورية وما يفرضه من استبعاد أي احتمال لإقامة حلّ داخلي للأزمة السياسية المستمرة منذ مايو/أيار 2014.

وإذا كان باسيل أكد رفضه التام لمبدأ "الزحف للرئاسة"، فإنّ قيادة التيار الوطني الحرّ باشرت التحضير لزحف من نوع آخر، يتمثّل بالمهرجان السياسي المفترض أن يقيمه عون بمناسبة ذكرى 13 تشرين الأول، أي ذكرى اجتياح القوات السورية لقصر بعبدا الرئاسي وإطاحتها بالحكومة العسكرية التي كان يرأسها عون (بين أعوام 1988 و1990). وأعاد كلام باسيل شدّ الخطاب العوني في هذه الذكرى، خصوصاً بعدما سبق أن أكدت قيادات في التيار لـ"العربي الجديد" على أنّ "المشاورات الرئاسية الجارية قد تعدّل في خطاب التيار"، ليتضح أنّ العونيين باتوا ضائعين اليوم بين اللعب على موقف حاد قادر على استقطاب الناس من جهة ومداراة الطبخة الرئاسية سياسياً من جهة أخرى. وبدأت الدعوات تصدر عن هيئات التيار الوطني الحرّ، للمشاركة في المهرجان، إذ بدأ المواطنون اللبنانيون يتلقون رسائل على هواتفهم تدعوهم إلى تلبية نداء عون. فعمّمت، مثلاً، أمانة سر قضاء بعبدا في "التيار" على أبناء القضاء رسالة تقول الآتي: "13 تشرين 1990 لم يموتوا بل استشهدوا، لم يستشهدوا لنعيش بل استشهدوا لنحيا، ففي الحياة من المعاني ما لا وجود له في العيش. تخليداً لشهدائنا الأبرار، سنزرع الحياة في شوارع بيت الشعب يوم الأحد 16 (أكتوبر) عند الحادية عشرة صباحاً". والمقصود بـ"بيت الشعب"، أي التسمية الي أطلقها عون على قصر بعبدا الرئاسي خلال ترؤسه الحكومة العسكرية، لإضفاء الطابع الشعبي على حركته السياسية وقتها. وفي حال الفشل الفعلي للتسوية بين الحريري وعون، فإنّ التردّدات ستطاول جملة من الملفات أبرزرها الحكومة الحالية التي يقاطعها فريق عون نصف مقاطعة، والجلسة التشريعية المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري، إضافة إلى التلويح العوني المستمرّ بلغة الشارع. ويبدو أنّ موعد 13 تشرين سيحمل إشارة واضحة إلى مصير المشاورات ومسارها.

 

الراعي تلقى اتصالا من عون اثنى فيه على مواقفه

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016/وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" إيلي منصور أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، أثنى فيه على مواقف الراعي، وكانت مناسبة لعرض آخر التطورات بشأن الاستحقاق الرئاسي.

 

عهد نصرالله و وفاؤه وخيبة عون

علي الأمين/جنوبية/ 11 أكتوبر، 2016/الأرجح أنّ الأرانب هي في جبّة السيد حسن نصرالله وليست في أكمام الرئيس نبيه بري، فمن استمع إلى أمين عام حزب الله الليلة أي  في ليلة العاشر من محرم، عن الاستحقاق الرئاسي، إمّا أنّه عاجز عن فهم عبارات السيد لعمقها ولعجز المستمع الارتقاء في طبقاتها ودلالاتها الألهية، أو أنّ السيد نصرالله قال كل شيء لكنّه لم يقل شيئاً. استعرض الأرانب على كفيه واعادها من دون أن نفهم شيئاً سوى أنّ حزب الله صادق ووفي ولا يخل بوعوده، لكن في المحصلة هو مع العماد ميشال عون منذ سنوات ومعه بعد سنوات، اي نحن على “موقفنا ولا نغيّر”.

تأييد الحريري لن يغير في واقع الحال شيئاً، قالها نصرالله بالفم الملآن، أيها العماد عليك بإرضاء الرئيس بري والنائب فرنجية، والمجال مفتوح والوقت أيضاً (فينا ننطر سنين شوفي ورانا…) عفواً لا تنسى ايها الجنرال مجلس النواب لازم يشرع  والحكومة أيضاً يجب ان تجتمع… الجنرال يفهم الحكاية، القصة طويلة ومهينة لا رئاسة ولكن لا تنسوا “اننا اوفياء وصادقون وعلى العهد باقون…”السيد نصرالله أمس كان يجدد عملية استغباء اللبنانيين بطريقة مهينة هذه المرة، لاسيما حين طالبهم في نهاية خطابه ان يعملوا على انتخاب رئيس للجمهورية…

 

ما علاقة «سرايا» وئام وهاب بسفر وليد جنبلاط المفاجىء؟

فايزة دياب/جنوبية/ 11 أكتوبر، 2016/كثرت في الآونة الأخيرة إعلانات النائب وليد جنبلاط عن رحلاته الخارجية، بالتوازي مع تهديدات باغتياله كشفتها الأجهزة الأمنية. فهل خضع جنبلاط فعلا لتهديدات أوجبت سفراته الممتالية؟

من يراقب حركة زعيم المختارة في الآونة الأخيرة يلاحظ عدم مكوثه في لبنان لفترة طويلة، فما أن يعلن عودته إلى لبنان حتى يغرّد عبر صفحته التويترية، «صار بدها سفر».

 رحلات وليد جنبلاط الكثيرة إلى الخارج تطرح العديد من علامات الاستفهام خصوصًا في ظل الظروف الحرجة التي يمرّ بها لبنان، من ملف الرئاسة الى ملف الحكومة، وذلك لما لزعيم الجبل من دور أساسي في أي اتفاق أو طبخة سياسية تحضر في كواليس الطبقة السياسية.

 جنبلاط الذي مكث في قصره في أحلك الظروف الأمنية والتهديدات السياسية، هل خضع جنبلاط هذه المرّة لتهديدات أُعلن أنّه لا يتعامل معها باستخفاف؟

مصدر في الحزب الاشتراكي أكّد لـ«جنوبية» أنّ «السفر المتكرّر للنائب وليد جنبلاط مرتبط بأمور صحية»، في حين قال مصدر اشتراكي آخر أكّد «أنّ التهديدات التي كشف عنها في الاعلام والتي طالت النائب وليد جنبلاط هي حقيقية، ولكن غير مرتبطة بسفره الدائم الى الخارج، وليس هناك أي خوف لدى زعيم المختارة يجعله يهجر جبله». وأضاف المصدر «سفره الأخير يرتبط بمواعيد واجازات ولقاءات خاصة، إضافة إلى افساح المجال لابنه تيمور لكي يرسّخ علاقته أكثر في المجال السياسي».

مراقبون ربطوا بين اعلان الوزير السابق وئام وهاب حليف حزب الله عن تشكيل «سرايا التوحيد» في الجبل، وبين اعلان جنبلاط عن سفره تعبيرا عن استيائه من تمدّد نفوذ الحزب باتجاه مناطقه، على خطى «سرايا المقاومة» المسلحة التي أنشأها حزب الله في البيئة السنية، والتي باتت مصدر قلق نظرًا لأهدافها التخريبية والمشبوهة في المناطق ذات الأغلبية السنية.

وفي هذا السياق أكّد المصدر الاشتراكي أنّ «سرايا التوحيد هي فقاعة من فقاعات الاعلام، تمّ تضخيمها إعلاميًا لكن الواقع مخالف لما يتمّ تصويره، فحجم انتشارها معروف أنّه لا يتخطى عدد أصابع اليد، وزعيم التوحيد وئام وهاب لم يستطع جمع 30 شابًا في كشافه فكيف سيشكيل فصيل مسلح».

وأضاف المصدر «تاريخ الموحدين الدروز يثبت أنهم لا يذهبون لقتال أحد ولا يقاتلون مع أحد، فهم يحملون السلاح لسببين فقط إمّا للدفاع عن الشرف المرتبط بالعرض، أو عن الكرامة المرتبطة بالأرض، أو عندما يشعرون بخطر وجودي، ولكن أن يحملوا سلاحًا ليقاتلوا بعضهم أو يهاجموا  أحدا أو يكونوا أدوات تستخدم لصالح أي جهة خارجية ترتبط بالجهاد أو القتال لقضية ما، فهذا ما لا يمكن أن يفعله الدروز». وختم المصدر «فإن كان هدف سرايا التوحيد تخريبي لبث الفتن بين أهالي الجبل خصوصًا واللبنانيين عمومًا، فعلى الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها وتتخذ اجراءات لحلّ أي فصيل يخرج عن القانون».

إذًا تعزي المصادر غياب زعيم المختارة لأسباب صحية، و ارتباط بمواعيد خاصة خارجيًا، فالابتعاد عن الحياة السياسية قرار اتخذه جنبلاط منذ زمن، وأدخل تيمور إلى عالم السياسة من بابها لعريض، ويبدو أنّ جنبلاط قرّر تمضية سنواته المتبقية في السفر والتسلية على تويتر وترك الهموم السياسية لإبنه تيمور.

 

سلام عرض الاوضاع مع قهوجي وتابع مع البعريني وخير شؤونا انمائية عكارية

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وتم عرض للاوضاع والتطورات. واستقبل سلام في حضور السيدة لمى سلام، الشيخة فاديا آل الصباح ووزير العدل الفلسطيني السابق علي خشان والممثلة السورية سوزان نجم الدين والسوبرانو هبة القواس.واستقبل ايضا، النائب السابق وجيه البعريني مع وفد من مخاتير عكار، في حضور الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، وجرى عرض للاوضاع ومطالب المنطقة.

 

نصر الله: متفقون على الحفاظ على الامن والاستقرار والسلم الأهلي أدعو حلفاءنا للعمل بجدية لفتح أبواب مجلس النواب على المستوى التشريعي

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة العاشرة من شهر محرم من مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية وقال في مستهل كلمته: "هذه الليلة سأتحدث عن أوضاع المنطقة والوضع في لبنان. ما يجري في المنطقة له تأثير حاسم على لبنان، واليوم سأركز على موضوع سوريا واليمن وبعدها أنتقل الى لبنان، وغدا نلتقي ونتكلم في بقية الملفات.

في وضع المنطقة عموما نحن نشهد في هذه الأيام، مشهدا تصعيديا وتوترا خلافا لما كان عليه قبل أشهر. قبل أشهر بدا كأن المنطقة تدخل في الحلول مثلا المفاوضات اليمنية في الكويت، اللقاءات الدولية في فيينا والحوار بين الأميركيين والروس والوصول الى اتفاقات معينة أعدت شعورا أن سوريا ستصل الى حل سياسي معين. ولكن في الأسابيع الماضية هذا المسار التفاؤلي سقط. مفاوضات الكويت فشلت والمفاوضات الأميركية الروسية فشلت وعاد جو المنطقة الى التصعيد والتوتر.

التوتر والتصعيد في سوريا، وفي اليمن وصل الى غايته من خلال المجزرة التي ارتكبت في صنعاء، التوتر العراقي التركي الجديد على مستوى القيادات والميدان ما يقال أيضا عن توتر مصري سعودي والتوتر الأخطر هو الروسي الأميركي. للأسف مشهد المنطقة حاليا هو مشهد توتر وتصعيد ولا يبدو أن هناك مسارات للتفاوض أو الحلول.

سوريا قبل أسابيع كان هناك فرصة من خلال الاتفاق الأميركي الروسي، كانت سوريا أمام فرصة لةقف القتال واعادة اطلاق المسار السياسي ولكن سرعان ما خرج الأميركيون من الاتفاق، لأنه كان يقضي من جملة بنوده تمييز النصرة عن بقية المسلحين وتحديد مناطقها، وبالتالي وضع مناطق النصرة وداعش تحت الاستهداف، واتخاذ قرار بمكافحة هاتين الجماعتين. الأميركيون انسحبوا من الاتفاق وعطلوه وقطعوا الاتصالات السياسية بكل بساطة لأنهم اكتشفوا بأن فصل النصرة عن الجماعات المسلحة غير متاح، لأن العلاقة بين النصرة والجماعات المسلحة علاقة عضوية، أو لأن تحييد النصرة وضربها سيجعل كل الجماعات المسلحة ضعيفة وهزيلة وغير قادرة على مساعدة أميركا. لذلك أنسحب الأميركيون من الاتفاق.

من الواضح أن الادارة الأميركية وأتباعها في المنطقة سيواصلون تقديم الدعم للجماعات المسلحة من أجل مواصلة القتال. في موضوع داعش الأميركيون لديهم مشروعا وهذا ما تحدثت عنه كلينتون بشكل واضح. هذا المشروع هو تكديس وجمع داعش في المنطقة الشلرقية في سوريا أي في الرقة ودير الزور وعلى امتداد الحدو العراقية السورية، بمعزل عن منطقة الأكراد. في معركة الفلوجة والأنبار كان الأميركيون يفتحون الطرق أما داعش المهزوم للخروج الى سوريا وتحت أعين الطائرات الأميركية بدل قصفهم وضربهم. الآن أثناء التحضير لعملية الموصل أيضا هناك مساع لفتح الطرق أمام داعش للخروج من الموصل والتوجه الى الرقة ودير الزور. والدليل على ذلك هو تخلف الأميركيين عن معركة الرقة، والمؤشر الاضافي هو الغارات الأميركية على مواقع الجيش السوري في دير الزور والهدف منها اسقاط مواقع الجيش السوري ليسقط المطار ثم المدينة بالكامل بيد داعش، لأن أميركا تريد لداعش أن يسيطر. أما بقاء داعش في شمال حلب فلم يعد مهما لأميركا وتركته للأتراك.

المنطقة الشرقية تريد أن تكدس فيها داعش، في منطقة أدلب وحلب تسمح أن يقدم الدعم المالي والتسليح للنصرة، التي هي "قاعدة" وتورطت في أحداث 11 أيلول. لماذا كل هذا الكرم الأميركي على النصرة وداعش؟ ببساطة لأنه لم ينته زمن الاستخدام في سوريا، ويتم استخدام داعش والنصرة لخدمة الاهداف الاسرائيلية. عندما أعلن الاتفاق الاميركي والروسي أول من أحتج كان الاسرائيلي.

وقال نصر الله: "حرك الاسرائيليون كل جماعات الضغط في الولايات المتحدة، وبالتالي في المدى المنظور لا يبدو أن هناك أفقا لحلول سياسية أو معالجات سياسية، ويظهر أن الساحة مفتوحة على المزيد من التوتر والتصعيد والمواجهات. والمطلوب هو الصمود والثبات والبقاء في الميادين. ومنذ بداية الاحداث، راهنوا على انتصار حاسم خلال أسابيع قليلة، وعجزوا عن اسقاط سوريا والسيطرة عليها، فهذا انجاز كبير لسوريا والجيش السوري وحلفاء سوريا الذين منعوا أن تسقط سوريا في يد الجماعات التكفيرية الارهابية التي تربط بالسفارات وأجهزة المخارات. هذا الانجاز يجب الحفاظ عليه والسعي إلى فتح أفق سياسي جديد لأننا جميعا الذين ندافع عن سوريا ندافع عن محور المقاومة. يتطلعون الى حل سياسي، وليس الى المزيد من سفك الدماء، فمن الذي يعطل الحلول السياسية؟ معروف من. أميركا والسعودية وبعض الدول الاقليمية التي تضع شروطا تعجيزية".

أضاف: "السعودية ترفض الحل السياسي في سوريا، وترفض بقاء الرئيس المنتخب من شعبه. ألستم تقولون إن هذا الرئيس فقد شعبيته؟ فليسقط بالانتخابات، لماذا تخافون من الانتخابات؟ الحل السياسي واضح، فعندما تم الحديث عن انتخابات وحكومة انتقالية كان هناك من يصر على انهاء كل هذا الوضع. إن الهدف ليس الديموقراطية ولا الانتخابات في سوريا، بل المقصود أن تسقط سوريا وتمزق من أجل الاسرائيلي لأنها كانت وما زالت وستبقى العقد الأساس في محور المقاومة".

وتابع: "لذلك، هم يرفضون أي حل سياسي، ويريدون للمعركة والنزيف أن يستمرا، هذا ما تريده أميركا واسرائيل، وما يساعد عليه بعض الدول الاقليمية والخليجية. لو تريد الخير للشعب السوري، فعليها أن تقبل بالحل السياسي والحكومة الانتقالية والانتخابات، وأن يترشح من يترشح من دون شروط. الملف الانساني لا يجب أن يهمل ويجب ايصال مساعدات انسانية.

وأردف: "بلدتي الفوعة وكفريا ما زالتا محاصرتين، وتعانيان المعاناة الانسانية والنقص في المواد الغذائية والصحية، والحكومة السورية منفتحة على أي حل للفوعة وكفريا والزبداني ومضايا، ولكن من يعطل هي الجماعات المسلحة والدول التي تقف خلفها؟. في السنوات الأخيرة، شهدنا قتالا عنيفا بين داعش والنصرة، قتلوا بعضهم وكفروا بعضهم وسبوا نساء بعضهم. وفي الغوطة الشرقية شهدنا قتلا داميا بين جيش الاسلام وجماعات مسلحة، قتل المئات وجرح الالاف ودمرت بيوت، وما زالت الغوطة منقسمة وفيها خطوط تماس.

ثم تطرق السيد نصرالله إلى الوضع اللبناني وقال: "نحن على المستوى الوطني وخلال السنوات الماضية والآن، أول أمر مهم أننا جميعا متفقون على الحفاظ على الامن والاستقرار والسلم الأهلي، وهذا الالتزام يجب أن يكوت قاطعا لدى كل اللبنانيين ولدى المقيمين في لبنان سواء لاجئين أو مهجرين. السلم الاهلي والاستقرار أساس لكل شيء، السياسية والاقتصادية والانتخابات. لقد استطاع اللبنانيون بالرغم من انقسامهم السياسي الحاد تمكنوا من الحفاظ على الامن والاستقرار واسلم الاهلي، ويبدو أن هناك ارادة دولية للحفاظ على لبنان. الامن والسلم الاهلي خط أحمر لذلك يجب دعم الجيش والاجهزة الامنية بمعزل عن أي ملاحظات سياسية، والمحافظة على الامن هو الجيش والاجهزة الامنية، وتفاهم اللبنانيون وحرصهم على الاستقرار.

في الموضوع السياسي، دخل البلد في مسار سياسي ايجابي فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، وهذا التحول الذي يتحدث عنه أن الحريري قد يعلن دعمه لترشيح عون، نحن بطبيعة الحال مع أي تحول سياسي ايجابي يوصل الاستحقاق الرئاسي للنتيجة المرجوة ونؤيدها ونرحب بها، ونعترف لمن يملك هذا التحول بالشجاعة".

أدعو حلفاءنا وأصدقاءنا للعودة الى الحكومة مقابل الالتزام بالميثاقية والشراكة. العمل بجدية لفتح أبواب مجلس النواب على المستوى التشريعي، نحن في حزب الله رأينا أن يجتمع المجلس ويعمل طبيعيا، يجب ان تبذل جهود للوصول الى نتيجة.

نصل الى موضوع الرئاسة: منذ اليوم الاول خيارنا واضح وقبل عامين وفي مثل هذه الليلة أعلنت بشكل واضح وعلني دعمنا لعون. وأخذنا خيارا أن لا نهب للجلسات اذا لم يصل مرشحنا وهذا حقنا القانوني وفتح علينا سيل من الاتهامات، وسيبقى حتى انتخاب,

الان وصلنا الى المسار الجديد، قبله تعرضنا للكثير من الضغوط وقالوا لنا أنتم بسبب عدم ذهابكم للمجلس عطلتم الرئاسة ونحن لم نبدل موقفنا. هناك إناس يعملون للاستفادة من التطورات الرئاسية لحصول فتنة بين الحزب والتيار وبين الحزب وحركة أمل وبين الحزب والمردة، ولا يهتمون بوصول الرئيس. قيل وكتب في الصحف أن الخطاب المتكرر من حزب الله بتأييد عون يستفز السعودية والمستقبل، فسكتنا، وعندما سكتنا قالوا عندما أصبحت القصة جدية سكت الحزب. نحن أهل الصدف والوفاء وأهل الالتزام بالموقف. هكذا كنا وهكذا سنبقى".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 11/10/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما أكد تكتل التغيير والاصلاح على تظاهرة الأحد المقبل على طريق القصر الجمهوري اقترح النائب سليمان فرنجية النزول إلى البرلمان آخر هذا الشهر وانتخاب رئيس للجمهورية وليفز من يفز.

وبينما أجرى العماد ميشال عون اتصالا هاتفيا مع البطريرك الماروني علم أن الرئيس سعد الحريري يعتزم بدء جولته المعلنة وابرزها زيارة الرياض ولقاء ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان.

وقبيل هذا المساء تجمع عشرات الاشخاص امام مقر السفارة السعودية في بيروت إحتجاجا على حرب اليمن. وهذا الموضوع سيكون ماده في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء غدا في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ومن ناحية ثانية احبط تعاون أمني لبناني سعودي عملية تهريب كمية كبيرة من حبوب الكابتغون المخدرة.

وفي سوريا تستمر المعارك في حلب في وقت تبني القوات الروسية قاعده عسكرية كبيرة ودائمة في طرطوس. وفي حين يستمر الصراع الاميركي الروسي ارجأ رئيس روسيا فلاديمير بوتن زيارته باريس وقد دعا وزير الخارجية البريطاني الى التظاهر امام مقر السفارة الروسية في لندن احتجاجا على الغارات على حلب.

عودة الى كلام النائب سليمان فرنجية في عين التينة اليوم بعد غداء ونجله طوني مع الرئيس بري.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ثلاثة امور ميزت المشهد الرئاسي، الأول الزيارة المفاجئة للنائب سليمان فرنجية الى عين التينة والمواقف النارية التي أطلقها بعدها، ففرنجية أعلن بعدما تغدى مع الرئيس نبيه بري أنه لن يتراجع عن ترشحه ولو بقي معه نائب واحد، داعيا العماد عون للنزول الى جلسة 31 تشرين وليفز من يحظى بالأكثرية. الإيمان المتجدد لفرنجية باللعبة الديمقراطية ولو أتى متأخرا أفضل من أن لا يأتي أبدا، وهو يطرح تحديا على العماد عون، فهل يقبل عون التحدي الديموقراطي؟

الأمر الثاني الذي ميز النهار جولة الوزير باسيل على عدد من القيادات السياسية، وقد شدد باسيل في هذه اللقاءات على عدم وجود اتفاقات تحت الطاولة، معتبرا ان هناك فرصة جدية لإحداث خرق في الملف الرئاسي.

يبقى الامر الثالث ويتعلق بالتداعيات الناتجة من تغريدة القائم بالأعمال السعودي أمس حيث تبين ان ما كتبه الدبلوماسي السعودي يعبر عن رأيه الشخصي فقط، علما أن أطرافا كثيرة دخلت على الخط لتوحي بأنه موقف المملكة، وبالتالي لتحمل المملكة مسؤولية تعثر وصول عون الى قصر بعبدا

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بحلول المساء تحولت الضاحية الجنوبية الى حلقة مغلقة لتنتشر من الليلة إلى صبحية العاشر من محرم صفوف يخترق جموعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بخطاب ذي تصنيف عال بحسب تقديرات الحزب. اليمن هو الطبق الأساسي لكلام الأمين العام ليتوزع الكلام الرئاسي بين الليلة وختام مسيرة الغد لكنْ قبل أن يتعشى نصرالله بالرئيس تغداه الرئيس نبيه بري على مائدة جمعتْه والمرشح سليمان فرنجية. الأطباق الافتراضية لغداء عين التينة مكوناتها تشجيع من رئيس المجلس لزعيم تيار المردة على الاستمرار في الترشح وعدم ترك بري معارضا شبه وحيد لانتخاب ميشال عون رئيسا وهذا ما ظهر تصريحا في كلام فرنجية عندما شكر لرئيس المجلس موقفه الداعم وقال إن المواقف كانت متقاربة بيننا وقد اتفقنا أن نكون مع بعضنا في السراء والضراء معلنا أنه مستمر في ترشيحه حتى ولو بقي معه نائب واحد ولن يتراجع داعيا العماد عون إلى نزول جلسة الحادي والثلاثين من تشرين وانتخاب رئيس تحقيقا لمبدأ الديمقراطية الوارد في كلام عون أخيرا وبتراشق عن بعد بين المردة والتيار تحدث فرنجية بوصفه قويا في طائفته وعروبيته فيما قال الوزير جبران باسيل إن بعض الضعفاء يتضررون من تفاهم الأقوياء لكن تغريدة واحدة من قائم بالأعمال كانت أقوى من الجميع قبل أن تحذف وتوضع في إطارها التاريخي وتترك اللبنانيين في تساؤل من أمر رئيسهم غامض الملامح العربية إلى اليوم وإذا كانت المملكة لم تقلْ كلمتها في الرئيس وتركت اللبنانيين وشأنهم فإنها أيضا لم تعلن مسؤوليتها بعد عن قصف القاعة الكبرى في صنعاء لكنْ في بيان الأسف المرسل إلى مجلس الأمن أكثر من اعتراف ضمني والاعتراف الموثق أمميا حمله تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بانكي مون الذي تحدث عن هجمات جوية من قبل التحالف بقيادة السعودية مطالبا بمحاسبة سريعة على كل الأفعال المروعة في اليمن والمحاسبة هي طرف الخيط الذي سيقودنا الى دور إسرائيلي قاد التحالف الى ضربات جوية بعد إغرائه بصيد ثمين في مجلس العزاء. زودت إسرائيل قوات التحالف الذي تقوده السعودية معلومات عن وجود الرئيس السابق علي عبدالله صالح بين المعزين في القاعة الكبرى إضافة إلى مسؤولين حوثيين لتقع المجزرة ويتم تصنيفها غدا على أنها جريمة حرب تحال الى المحكمة الجنائية الدولية عندئذ يصبح لإسرائيل زملاء في المهنة ولن تكون وحدها في عالم الجرائم ضد الانسانية وفي هذه المرحلة فقط تبدأ المساومات الدولية والعربية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

مستمر بترشيحه وحتى لو بقي معه نائب واحد لن يتراجع، هو ملخص الموقف الرئاسي للمرشح سليمان فرنجية الذي دعا من عين التينة الى النزول للبرلمان للاحتكام الى التصويت وصحتين على قلب لي بيربح.

فرنجية القوي في طائفته والمنفتح على الجميع يرفع رأسه بدعم الرئيسين بري والحريري، كما بدعم طائفته كما قال، من دون ان يعني ذلك التقوقع داخل الطائفة واستعمالها قداسا عند الحاجة، أو التخلي عن الطائفة والسعي لرضى الآخرين في الاستحقاق نفسه.

وعلى الخط الرئاسي، نفى المكتب الاعلامي للرئيس بري ما نشرته صحيفتا المستقبل واللواء اليوم على صفحاتهما الاولى بكلام منسوب للرئيس نبيه بري حول انتخابات رئاسة الجمهورية، وأشار في التوضيح الى انه بغض النظر عن موقف الرئيس بري ما يعلنه هو يوم الانتخاب، وأكد المكتب الاعلامي لرئيس المجلس أن مكتب المجلس ناقش الأمور المدعو إليها ولم يناقش موضوع رئاسة الجمهورية من مع أو من ضد عون، آملا ان لا يحاول أحد أن يتغطى بموقف الرئيس بري.

وبين بكركي والرابية خط تلفوني بحرارة رئاسية خصص لعرض آخر التطورات، فيما كان الوزير جبران باسيل يبدأ جولة على القيادات السياسية تحت شعار توضيح الصورة والحؤول دون التخريب على حد وصفه.

في المنطقة التي تعيش حرارة إحياء ذكرى عاشوراء غدا بمسيرات حاشدة تلف الحماوة التطورات السورية التي وصلت حد الرقص على حافة الهاوية في ظل تصعيد سياسي وميداني، أما في السياسة فكان ضغط واشنطن وحلفائها يتواصل على موسكو وجديده دعوة وزير الخارجية البريطاني الى التظاهر امام السفارة الروسية احتجاجا على الدور الروسي في سوريا.

أما في الميدان، فقذائف المسلحين التي سقطت قرب الجامع الأموي في قلب دمشق شكلت تخطيا لكل الخطوط الحمر.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في انتظار كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هذا المساء، توزعت الأنظار نهارا بين جولة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل على قيادات حزبية من جهة، والحركة التي شهدها الصرح البطريركي في بكركي من جهة أخرى... ففي إطار المشاورات المستمرة على الخط الرئاسي، تنقل باسيل بين خلدة والروشة وبرج حمود، ساعيا خلال لقاءات مع "الديموقراطي اللبناني" و"السوري القومي" والطاشناق، إلى تحصين الموقف، بما يؤدي إلى إجهاض محاولات التخريب على التفاهم بين اللبنانيين... وفي المقابل، حط رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في عين التينة، شاكرا لرئيس المجلس النيابي نبيه بري مواقفه الرئاسية، وداعيا إلى النزول إلى ساحة النجمة لانتخاب رئيس...أما في بكركي، فإطلالة علنية أولى للسفيرة الأميركية على الحراك الرئاسي الجديد من نافذة الصرح البطريركي، الذي تلقى سيده اتصالا من العماد ميشال عون الذي أثنى على مواقفه الأخيرة، في مقابل ثناء بطريركي على أداء رئيس تكتل التغيير والإصلاح وعمله في سبيل مصلحة لبنان... لكن، في أسبوع الثالث عشر من تشرين، الأو تي في تواصل تقاريرها اليومية من وحي الذكرى... فماذا يقول مدير مكتب العماد ميشال عون العميد بول مطر؟ وكيف يتوجه راهب بعبدا الأب سيمون عساف إلى اللبنانيين على مسافة أسبوع من تظاهرة الأحد المقبل؟

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

انها عشية العاشر من محرم، وانه الزمن الذي ما زال بعض حكامه يمعن باستباحة المحرمات.. شهداء الصالة الكبرى في صنعاء اليمنية آخر الادلة، وحلب وكفريا والفوعة السورية والقدس وغزة الفلسطينية ادلة على الدوام..

من عمق الذكرى ووحي المستجدات التي تجدد مع كل يوم عاشوراء، يطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤكدا عهد الوفاء لنهج لم تضيعه المصاعب، ولن تحرفه المؤامرات.. يطل السيد راسما بخطوط الواقع مآل التطورات، من اليمن الجريح الى سوريا الصمود وما بينهما البحرين والعراق، ومن فلسطين البطولة الى لبنان ومطولاته المعهودة، وما بينهما الكثير من القراءات..

ما قرأه اللبنانيون اليوم من حركية المشهد السياسي، مساع جدية تسابق المهل الزمنية، ومواقف ومشاورات لو تمت مواءمتها لعجلت بالوصول الى البر الرئاسي وامتداداته الى كل الملفات..

أما ملفات المنطقة فعلى اعلى درجات التعقيد، المتداخل من الاشتباك السياسي الاميركي الروسي حول سوريا الى التصعيد الروسي الفرنسي والغاء زيارة فلاديمير بوتن التي كانت مقررة الى باريس.. وبقرار تركيا المصر على التدخل العسكري في العراق ارتفع التراشق بين انقرة وبغداد الى اعلى المستويات، وصولا الى تحذيرات بقطع العلاقات ووصف القوات التركية بقوات احتلال..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بالتزامن مع جولة رئيس التيار العوني جبران باسيل على عدد من القيادات في قوى الثامن من آذار لوضعها في نتائج الاتصالات بشان الاستحقاق الرئاسي جاءت زيارة النائب سليمان فرنجية الى عين التينة بمثابة تاكيد على الرؤية المشتركة بينه وبين رئيس جلس النواب نبيه بري ليؤكد بعدها فرنجية انه لن يتراجع عن ترشحه ولو بقي معه نائب واحد. فرنجية قال: الامور ستتظهر قريبا، وكلنا سنكون في موقف واحد مع من يؤيدنا. ودعا العماد عون للنزول الى جلسة 31 تشرين الحالي.

وفيما اختلطت الاوراق داخل قوى الثامن من آذار بانتظار ما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء، في ظل الحرب الكلامية المفتوحة بين التيار العوني وحركة امل، فان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قال خلال جولته: إنه سيرد على محاولات التخريب، بمزيد من العمل الداخلي لتحصين اي اتفاق.

اقليميا تعرضت احياء حلب الشرقية المحاصرة لاعنف الغارات الروسية بعد اسبوع من الهدوء النسبي في وقت دعت بريطانيا الى تظاهرات احتجاج ضد روسيا، والى محاكمة مرتكبي الجرائم في سوريا امام الجنائية الدولية. اما قصر الإليزيه فاكد ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في تأجيل زيارته إلى باريس التي كانت مقررة في التاسع عشر من الشهر الجاري، بعدما اشترط الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان تقتصر المحادثات على الملف السوري فحسب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الجمهورية في حالها الراهنة اليوم تشبه حادث الدهس الذي وقع فجر اليوم على أوتوستراد الكرنتينا، الرجل الستيني يحيى الحجيري الذي كان عائدا من مستشفى الكرنتينا بعدما وفر دواء لولديه المعوقين ربما كان بإمكانه أن يعبر الأتوستراد عبر جسر المشاة، لكن آثر المخاطرة فصدمته سيارة، ثم تلاحقت الصدمات ليتحول الى أشلاء.

هكذا الجمهورية هناك جسر اسمه الدستور لكن لا أحد يريد عبوره، بل يريدون العبور إما من تحته وإما القفز من فوقه. وهذا ما يتسبب في تحول الوطن الى أشلاء. حادثة الاصطدام وتأخر سيارة الاسعاف واجراءات قوى الامن الداخلي بقطع الاوتوستراد على عرضه حول الاوتوستراد من الكرنتينا الى نهر الكلب الى سجن كبير علق الناس في سياراته.

المسافرون تأخروا عن مواعيد رحلاتهم، المرضى تأخروا عن المستشفيات، الموظفون تأخروا عن دواماتهم. هكذا الجمهورية منذ ان تعثر انتخاب رئيس منذ سنتين و4 اشهر وقعت مؤسسات الدولة في سجن كبير، تأخر الجميع عن اللحاق بما يجب أن يكونوا عليه.

الأوتوستراد معبر الزامي في غياب البدائل تماما كما الدستور معبر الزامي في الجمهورية في غياب البدائل وما لم يتم اعتماد جسر المشاة، سيبقى العابرون يسقطون ضحايا، تماما اذا لم يتم اعتماد الدستور ستبقى المؤسسات تسقط ضحايا الواحدة تلو الأخرى.

أفاق اللبنانيون على صدمة توقف السير بسبب حادثة الكرنتينا، ونهارا انشغلوا بالحدث السياسي المتمثل في ما اعلنه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد زيارته للرئيس بري إذ قال: نؤكد الاستمرار في ترشيحنا حتى لو بقي معنا نائب واحد، ولينزل العماد عون والجميع الى جلسة 31 من الجاري وليربح من يربح والخاسر يهنئ الرابح. هذا الكلام سمع في الرابية التي تتحضر للأحد الكبير.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء الواقع في 11 تشرين الاول 2016

النهار

جعجع لا يرد...

تجنّب الدكتور سمير جعجع الرد على الرئيس بري عن "السر" بينهما وأفاد مكتبه المتصلين بذلك.

رسائل أو مواقف...

اهتم قريبون من العماد عون بقراءة مواقف اعلامية والتأكد ما إذا كانت رسائل أو قراءات شخصية لأصحابها.

بطريرك اليمن...

أسف كثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاستنكار أحد البطاركة مجزرة اليمن متناسياً المجازر في حلب وكل سوريا.

حركة السفراء...

لوحظ أن أياً من سفراء دول روسيا وفرنسا وأميركا لم يشر في أي مناسبة الى موضوع ترشيح العماد عون للرئاسة ودعم مبادرة الرئيس الحريري.

السفير

تساءلت أوساط جمركية عما إذا كان تعيين مدير عام لوزارة خدماتية "صار أهم من تعيين عضو في المجلس الأعلى للجمارك المعطل"!

لوحظ غياب تام لممثلي هيئة إدارة البترول عن مؤتمر الطاقة في اسطنبول مقابل حضور كثيف لـ"المستشارين الحزبيين" في وزارة الطاقة.

انتقدت شخصيات في مجلس روحي تعيين رئيس عمدة إذاعة دينية تابعة مباشرة لمرجعية دينية برغم الملاحظات على من تولى تزكية التعيين.

المستقبل

يقال

إنّ نائباً في تكتّل "التغيير والإصلاح" دعا زملاء له من كتل نيابية أخرى إلى ترقّب ما سيصدر عن أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال الساعات المقبلة حول الاستحقاق الرئاسي "ليُبنى على الشيء مقتضاه".

اللواء

اتخذ رئيس حزب وسطي إجراءً قبل سفره المطوَّل إلى الخارج قضى بزيادة صلاحيات الرئيس العملي للحزب..

تمر العلاقة بين تيارين أحدهما مسيحي بأزمة ثقة على خلفية متغيرات الرئاسة الأولى..

قيادي مقرّب من مرشّح رئاسي يجزم أن انتخاب رئيسه سيكون قبل نهاية الشهر؟!

الجمهورية

قالت أوساط سياسية إنه في حال وصول عون إلى بعبدا فإن رئيس حزب فاعل على الساحة السياسية سيكون "الإبن المُدلّل للعهد".

نفت أوساط لبنانية مطّلعة أن تكون الجهات الأميركية العسكرية قد ألمحت أو طلبت من الجانب اللبناني إستخدام الأجواء أو المياه الإقليمية اللبنانية لتوجيه ضربات لسوريا.

تلقّى مرجع روحي رسالة من دولة ذات علاقات تاريخية بلبنان نصحته بالتروّي في الملف الرئاسي لكي تنضج الطبخة الرئاسية.

البناء

اعتبر نائب في تكتل التغيير والإصلاح أنّ العماد ميشال عون أظهر في الآونة الأخيرة الحدّ الأقصى من المرونة، لكي يسهّل مهمة الرئيس سعد الحريري، فاعتمد خطاباً سياسياً هادئاً ظهر في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، والتي أكد "مستقبليون" أنها أدّت غرضها، كما اتخذ خطوات عملية أهمّها العودة عن مقاطعة جلسات مجلس الوزراء وتهدئة إيقاع التحرك الشعبي، ولم يبق بالتالي إلا أن يعلن الحريري رسمياً تبنّيه ترشيح عون لرئاسة الجمهورية…

 

صقر ادعى على الطراس وفارين بجرم التواصل مع داعش

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016/وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم، ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، ادعى على الموقوف الشيخ بسام الطراس والفارين من وجه العدالة محمد قاسم الاحمد ومحمود ربيع، في جرم اقدام الطراس، بتحريض من محمد ومحمود على الانتماء الى تنظيم داعش والتواصل معه رغم معرفته انه يقوم بأعمال ارهابية. وأحال الملف الى قاضي التحقيق العسكري الاول.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تفاصيل المخالفة الأخيرة لرئيس الجامعة السيد حسين قبل تقاعده!

خاص جنوبية/جنوبية/11 أكتوبر، 2016/قبل ساعات من موعد احالته على التقاعد وتسليم رئاسة الجامعة اللبنانية الى رئيسها الجديد، ارتكب السيد حسين مخالفة قانونية مشبوهة بتوقيع قرار غير قانوني بنقل أحد الموظفين الى كلية الصحة لأسباب حزبية طائفية. أبى رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين عهده برئاسة الجامعة إلاّ أن ينهي عهده برآسة الجامعة اللبنانية بتسجيل آخر مخالفة له، كمخالفة جديدة تضاف إلى سجّل مثيلاتها التي ارتكبها طوال عهده، وآخرها كان توقيع قرارات قبل أن يترك مكتبه ليعود إليه يوم الخميس من أجل مراسم التسلم والتسليم للرئيس الجديد الدكتور فؤاد أيوبي. ضحية قرار السيد حسين المخالف لقوانين الادارة، هو موظف منذ 22 عامًا في كلية الحقوق والعلوم السياسية الفرع الرابع في زحلة روى لـ«جنوبية» تفاصيل القرار الذي أنهى مسيرته المهنية. وفي التفاصيل أنّ الموظف “إميل رجب دني” فاز في مباراة مجلس الخدمة المدنية لإملاء الشغور في الجامعة اللبنانية عن الفئة الثالثة، والتي أعلن عنها في حزيران من العام الجاري. وفي كلية الحقوق الفرع الرابع في زحلة، وبحسب دني الذي ينتمي الى الطائفة السنية، هناك مركزان شاغران يجب ملؤهما بموظف فئة ثالثة ينتمي إلى الطائفة السنية بحسب أعراف الجامعة اللبنانية، وهم في قسمي اللوازم وشؤون الطلاب، وكان من لمفترض أن يعين دني بإحدامهما. إلاّ أنّ المفاجأة حصلت صباح اليوم عندما وصل لدني قرار رقم 3545 صادر عن رئيس الجامعة يفيد بنقل دني من كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية الى كلية الصحة، دون ذكر تعيينه بمركز شاغر في كلية الصحة كما يجب أن ينص القانون، وبذلك يصبح دني من دون وظيفة لأنّه تمّ نقله من وظيفته السابقة وبدل ترفيعه كموظف فئة ثالثة واصدار قرار تعيينه بمركز شاغر تمّ نقله الى كلية أخرى لا يمكن أن يتسلم فيها أي مركز من دون صدور قرار.ويؤكّد دني أنّ هذا القرار هو قرار مشبوه، ويقول «هناك مركزان شاغران لماذا يتمّ نقلي؟ فهل لأن هذه المراكز يمكن من خلالها تمرير الصفقات المشبوهة لقوى الأمر الواقع، أو اللعب في العلامات في قسم شؤون الطلاب خدمة لعناصر تلك القوى؟ »، وأضاف دني، حاولت التواصل مع مدير الكلية الدكتور أكرم ياغي، إلاّ أنّه لم يجب على اتصالاتي، كما أنني تواصلت مع مكتب الرئيس في الادارة المركزية فأكّدوا أنّ المراجعة بهذا القرار باتت صعبة لأنّ غدًا عطلة رسمية ويوم الخميس سيتم تسليم مهام الرئيس للرئيس الجديد».

 

فتفت: الحريري لا يحجز الاستحقاق الرئاسي لكي يفرج عنه

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - رأى النائب أحمد فتفت في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5" ، ان "تغريدات القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري اعطيت معان سياسية لا تحملها ابدا"، مشيرا الى "اننا نعيش بمرحلة سياسية حساسة، لذلك يعطي البعض الامور اكثر مما تحتمل، وهم يبحثون عن حلول من الخارج بينما الحلول يجب ان تكون في الداخل". واشار فتفت الى ان "الموقف السعودي واضح منذ فترة بأن الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني وعلى اللبنانيين ان يجدوا الحل، ولكن البعض لديه اجندة سياسية خارجية، لذلك نحن امام عقبة كبيرة في الموضوع الرئاسي".

واكد فتفت انه "لا يمكن للحريري او اي فريق لوحده اجتراح الحلول"، لافتا الى ان "الجميع لا يريدون تحمل المسؤولية، بل تحميلها للحريري". اضاف: "على الجميع ان يفهم ان الحريري لا يحجز الاستحقاق الرئاسي لكي يفرج عنه، وليس لديه فيتو على اي شخصية ويسعى الى ايجاد حل"، مكررا "ان مرشح تيار المستقبل لا يزال النائب سليمان فرنجية". ورفض فتفت تأكيد الكلام الذي نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري في اجتماع هيئة مكتب المجلس من انه لن يصوت للعماد ميشال عون، عازيا السبب الى "ان المجالس بالامانات".

 

الجراح: الحريري مستمر في مساعيه لانتخاب الرئيس

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - اوضح عضو "كتلة المستقبل النيابية" النائب جمال الجراح "ان هناك حركة اتصالات ومشاورات داخلية وخارجية يقوم بها الرئيس سعد الحريري وبعض الافرقاء للوصول الى تسوية سياسية وانتخاب رئيس للجمهورية". وامل في حديث لاذاعة "صوت لبنان - 93.3" ب"أن تنسحب اجواء التهدئة وان نصل الى جلسة 31 من الشهر الجاري لانتخاب رئيس جديد"، مشيرا الى "ان الرئيس سعد الحريري مستمر في مساعيه الى ان نصل الى خواتيم سعيدة في وقت قريب".واكد "ان المملكة العربية السعودية لن تتدخل في الاستحقاق الرئاسي كما تردد دائما"، مشيرا الى "ان تغريدة القائم بالاعمال السعودي المتعلقة بالوزير جان عبيد جاءت في اطار استذكار تاريخ الوزير سعود الفيصل لا اكثر".

 

غلطة الشاطر بالف "استاذ نبيه"...

ألفرد رياشي/ليبانون فايلز/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /اعلن الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي، بأنه "من غير المقبول ما يجري حاليا من عرقلة واضحة لالغاء دور وموقع رئيس الجمهورية حيث ان رئيس مجلس النواب الممدّدة ولايته نبيه بري، يرتكب اخطاء تضعه وتضع قسما كبيرا من الطائفة الشيعية الكريمة التي نجل ونحترم بمواجهة مباشرة مع المسيحيين اكانوا احزاباً او اكليروس، وبالتالي مع القسم الاكبر من القاعدة في المجتمع المسيحي".  وتمنّى رياشي على بري "أخذ المبادرة في أسرع وقت ممكن والتوقّف الفوري عن وضع العصي والعراقيل بوجه المضي قدماً في عملية انتخاب رئيس للجمهورية". وقال "ان هناك خطأ فادحا من قبلك وان غلطة الشاطر بالف يا "استاذ نبيه" كون ما تفعله سيؤدي حتما الى المزيد من الشرذمة والتفكك، هذا مع التمسّك بموقفنا بضرورة البحث الجدي لتبنّي نظام جديد كون الرئيس ومهما كان قويا سيظل يعمل من ضمن ايديولوجية النظام الحالي اي النظام المركزي الفاشل"، مشددا على "ان الخلاص النهائي يكون عبر تبنّي النظام الفدرالي لما يؤمّنه من عدل لجميع اطيافه ومساواة لابناء البلد الواحد لنعيش كلنا كأخوة في هذا الوطن النهائي لجميع ابنائه".

 

صاعقة برّي: لن أنتخب عون ولو بقيت وحيداً

اللواء/الثلاثاء,11 تشرين الأول/16/بعد الكلام الصاعق لرئيس المجلس النيابي نبيه برّي الذي لم ينزل برداً وسلاماً على رؤوس هيئة مكتب المجلس، بإعلانه انه لن ينتخب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، ولو بقي وحده دون سائر نواب كتلته، من المتوقع ان تتحرك عجلة الاتصالات السياسية التي دخلت في سباق مع التحضيرات العونية لاحياء ذكرى 13 تشرين. وأبرز هذه الاتصالات الجولة التي يبدأها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل اليوم على رؤساء الأحزاب اللبنانية.

وادرج مصدر عوني هذه الجولة بأنها تأتي قبل خمسة ايام من التجمع الذي دعا إليه التيار أنصاره على طريق عام قصر بعبدا للاحتفال بذكرى مرور أكثر من ربع قرن على خروج عون من القصر الرئاسي إلى منفاه في باريس.

لكن المصدر استدرك ان هذه الجولة مرتبطة أيضاً بانتظارات الاستحقاق الرئاسي، سواء قبل اجتماع تكتل «الاصلاح والتغيير» عصر اليوم، أو قبل اجتماع كتلة «المستقبل» اليوم أو الخميس، حيث تتوقع أوساط الرابية إعلان الرئيس سعد الحريري ترشيح عون للرئاسة الأوّلى، وإن كان مثل هذا التوقع يفتقد إلى الدقة، في ضوء التحولات العاصفة إقليمياً ودولياً والمؤشرات الداخلية السلبية، ان لجهة ما عاد به وزير الصحة وائل أبو فاعور من زيارة ثانية للرياض في أقل من أسبوعين، وما نسبته مصادر إعلامية من كلام إلى أحد المقربين من الرئيس الحريري يعتبر فيه «انهم غير قادرين على احتمال انتخاب عون»، فضلاً عن صاعقة كلام الرئيس برّي التي ضربت الرابية، وسرعان ما غمز نواب في كتلة «الاصلاح والتغيير»، إضافة إلى اعلام الرابية من قناة رئيس المجلس، فالنائب آلان عون يجزم ان لا توجه للتواصل مع الرئيس برّي قبل ان يُعلن ترشيح عون رسمياً وبصورة نهائية للرئاسة، وقناة O.T.V تنوه بموقف النائب انطوان زهرا الذي يعبر عن «القوات اللبنانية» برفض أي طرح لا يتضمن قانون الانتخاب كبند أوّل على جدول اعمال أي جلسة تشريعية، والا «فالقوات» و«التيار العوني» في الشارع.

وإذا أراد رئيس المجلس عقد جلسة تشريعية فعليه المحاولة مرّة أخرى، على ان يفتح قنوات الاتصال مع الكتل المسيحية الرئيسية، منعاً لاضاعة الوقت، كما اضافت القناة المذكورة.

ولا تخفي مصادر نيابية عونية قلقها من تسويف إقرار قانون الانتخاب، وكشفت ان نواباً من تكتل «الاصلاح والتغيير» سيقومون بدورهم بجولات لشرح خلفية مقاطعة جلسة تشريع الضرورة التي سيدعو إليها الرئيس برّي مبدئياً بعد 18 تشرين الحالي.

مكتب المجلس

على ان البارز في اجتماع مكتب المجلس أمس، هو الكلام الذي نقل عن لسان الرئيس برّي، وفيه رفض قاطع وحاسم لتأييد ترشيح النائب عون لرئاسة الجمهورية.

وحسب ما نقله مصدر نيابي شارك في اجتماع المكتب لـ«اللواء» فإن الرئيس برّي أبلغ أعضاء المكتب، «بأنه إذا صوت كل أعضاء كتلة التحرير والتنمية لصالح عون، فأنا لن اصوت له».

اضاف: هل انا «بندوق» حتى يقول عني (عون) اني غير شرعي؟

اما بالنسبة لوقائع الاجتماع الذي استغرق ساعتين، فإنه لم يختلف عمّا نشرته «اللواء» أمس حيث جرى نقاش طويل بين أعضاء المكتب حول الموقف من ضرورة عودة المجلس إلى عقد جلسات تشريع، وجرى بحث مطوّل في بنود جدول الأعمال الذي عرضه الرئيس برّي والذي تضمن 85 مشروع واقتراح قانون، من بينها 37 مشروع واقتراح قانون معجل مكرر، لا يمكن للمجلس الا البت بها، في حين انه يمكن جوجلة نحو 47 مشروع واقتراح قانون، لاختيار من بينها مشاريع الضرورة المالية، والتي يُصرّ الرئيس برّي على تمريرها في الجلسة الاشتراعية والتي يزمع الدعوة إليها بعد عودته من مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي قبل نهاية الشهر الحالي.

وأوضح المصدر ان النقاش حول تشريع الضرورة، أظهر انقساماً واضحاً بين ممثلي الكتل النيابية، فممثل «القوات اللبنانية» انطوان زهرا أصر بأسمه وباسم تكتل الإصلاح والتغيير على ضرورة وضع قانون الانتخاب بنداً أوّل على جدول الأعمال، مضموناً وليس شكلاً، بمعنى ان يُصار في الجلسة إلى التصويت على الاقتراحات والمشاريع المتعلقة بقانون الانتخاب، وليس الاكتفاء بوصفه كبند ترغيبي لحضور الجلسة، في حين أوضح ممثّل كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت ان الكتلة ما تزال ملتزمة بتعهداتها السابقة، وهي ثابتة على مواقفها بالنسبة إلى ضرورة وضع قانون الانتخاب لكن هناك أولويات مالية، مشيراً إلى ان الضرورات التشريعية المالية والاقتصادية قد تبيح المحظورات منعاً لوضع لبنان على اللائحة السوداء الدولية لعدم التزامه بالاتفاقيات الدولية.

اما النائب مروان حمادة، فاعلن باسم كتلة «اللقاء الديمقراطي» عدم موافقة النائب وليد جنبلاط البحث في قانون الانتخاب، لكن نائب رئيس المجلس النائب فريد مكاري الذي يطالب بضرورة

عودة المجلس إلى التشريع كاملاً، ومن دون شروط، فإنه اقترح البحث في طريقة ترضي مطالب الكتل المسيحية من دون أن تغضبها، وإن كان ذلك بإدراج قانون الانتخاب على جدول الأعمال.

لكن الرئيس برّي بعدما استمع إلى مواقف الكتل، أكد حرصه على الميثاقية كما استمرار العمل التشريعي، إلا أنه أكد أنه لا يمكنه تجميد العمل المجلسي بانتظار التوافق على القانون، مشدداً على أهمية انعقاد الجلسة التشريعية لضرورات مالية وضريبية، مذكّراً بكل المراحل التي مر بها النقاش حول القانون من لجنة التواصل إلى لجنة قاتنون الانتخاب إلى اللجان المشتركة حيث بقي الخلاف على حاله، وقال: إذا كانت اللجان المصغرة التي تمثل جميع الكتل لم تتمكن من التوصّل إلى صيغة توافقية، فكيف سيتم هذا الأمر مع أكثر من 17 مشروعاً واقتراح، مع بقاء كل فريق على موقفه.

وأعلن برّي أنه لا يمكنه طرح أي مشروع أو اقتراح على التصويت، إذا لم يحصل على توافق على القانون، متسائلاً: كيف يمكن سنّ قانون، مثل قانون الانتخاب بأغلبية 30 أو 35 صوتاً؟ هذا غير ممكن.

وإزاء انقسام المواقف، ارتؤي تأجيل البحث في الموضوع، إلى الهيئة الجديدة لمكتب المجلس التي سيُصار إلى انتخابها في الجلسة التي دعا الرئيس برّي إلى عقدها الثلاثاء المقبل في 18 الحالي مع بداية العقد العادي للمجلس، لإعادة انتخاب اللجان وهيئة المكتب، رغم التأكيد على أن أي تعديل لن يطرأ لا على اللجان ولا على هيئة المكتب، وبالتالي فإن التباين حيال جلسة التشريع سيبقى قائماً.

السيناريو العوني

وبانتظار موقف الرئيس الحريري، إن كان سلبياً أو إيجابياً من ترشيح عون، فإن مصادر تكتل «الاصلاح والتغيير» قالت لـ«اللواء» أن التيار قام بما عليه، متخوفة من أن تنعكس أحداث اليمن على تأخير سيناريو انتخاب عون لأسبوع، فلبنان لا يمكن عزل وضعه عمّا يجري في المنطقة، نافية أن يكون في حوزتها أية معلومات عن أن الانتخابات الرئاسية ستجري في 31 تشرين أول أوقبل ذلك.

وتحدث وزير سابق من الحلقة الضيقة المحيطة بالنائب عون في مجلس خاص عن سيناريو الترشيح وما بعده والمتمثل بمراحل مترابطة على النحو التالي:

1- يعلن الرئيس الحريري في بيان صادر عن كتلة المستقبل النيابية عن دعم ترشيح عون للرئاسة الأولى.

2- يقوم بعد الإعلان النائب عون بزيارة الأقطاب الممثلين في طاولة الحوار، ويستهل جولته بزيارة عين التينة ولقاء الرئيس برّي، ثم يلتقي تباعاً رؤساء الأحزاب والكتل وصولاً إلى بنشعي وبكفيا، فضلاً عن معراب وكليمنصو، مع العلم أن النائب وليد جنبلاط موجود في الخارج لفترة زمنية ليست قصيرة.

ووفقاً للسيناريو المذكور، فإن التفاهمات حول السلة وإدارة الدولة ستكون مع الرئيس الحريري، باعتباره المرشح الأوفر حظاً للرئاسة الثالثة.

والتفاهمات ستشمل جملة من المسائل، منها ما يتعلق بتمثيل «المردة» والحزب السوري القومي الاجتماعي، وصحة التوجه لإسناد حقيبة سيادية من الحصة المسيحية «للقوات اللبنانية» كوزارة الداخلية مثلاً.

ومن النقاط المطروحة على طاولة التفاهم مع الرئيس المحتمل للحكومة البيان الوزاري والثلاثية التي تشمل المقاومة، فضلاً عن العلاقة مع سوريا وقضية النازحين.

أما بالنسبة للانتخابات النيابية، فالتفاهمات ستتناول نقطتين: إجراء الانتخابات في موعدها عام 2017، أو تأجيلها ريثما يتم التفاهم على قانون انتخاب يفترض أن تقدمه الحكومة التي سيشكلها الرئيس الحريري، وموقع النسبية في هذا القانون.

في هذا الوقت، أدرجت وسائل التواصل الاجتماعي تابعة للتيار العوني ورشة التنظيف الدورية في قصر بعبدا في إطار تحضير القصر للرئيس العتيد الذي سيكون عون، إلا أن دوائر القصر قالت لـ«اللواء» أن التنظيفات والتحسينات الدائمة في القصر تجري مرّة في كل شهر في مكتب الرئيس ومنزله والصالونات والسيارات، وهي غير مرتبطة بأي مناسبة أو أي كلام عن قرب انتخاب الرئيس.

وكانت مبادرة الحريري المتوقعة على طاولة البحث في «بيت الوسط» بينه وبين السفير الالماني في لبنان مارتن هوث الذي قال بعد اللقاء: «نعتقد أن كل شيء يجب أن يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية»، فيما رأى مصدر ديبلوماسي عربي أن تحرك الحريري جاد وجدّي لإحداث خرف في الجدار الرئاسي الذي يبدو أنه كان محصناً بالعراقيل.

واعتبر المصدر أنه من غير الجائز والمسموح أن يبقى بلد كلبنان من دون رئيس لهذه المدة من الزمن خصوصاً في ظل النار الإقليمية المحيطة به ومع وجود الكمّ الهائل من النازحين السوريين على أراضيه.

مجلس الوزراء

في موازاة انتظار نتائج الحراك الرئاسي وترقب مواقف الكتل النيابية من التشريع، تعود الحكومة إلى الاجتماع مرّة ثانية الخميس المقبل بجدول أعمال يتضمن 146 بنداً بينها 53 بنداً من جدول الجلسة السابقة، من دون أن تتضح بعد طبيعة مشاركة وزراء التيار العوني في الجلسة، إما مشاركة جزئية كما حصل في الجلسة الماضية أو مكتملة بحضور الوزير باسيل.

وخلافاً لمعلومات سابقة، فإن جدول الأعمال يتضمن تعيينات تشمل محافظ جبل لبنان ورئيس وأعضاء مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس المؤجل من الجلسة الماضية، بالإضافة إلى طلب وزارة الاتصالات الموافقة على دفتر شروط المناقصة العالمية لإدارة شبكتي الهاتف الخليوي وتكليف إدارة المناقصات بإجرائها، ومشروع مرسوم يرمي إلى سحب بيان العلم والخبر للجمعية المسماة «حركة حماة الديار»، وإبرام اتفاقية القرض والاتفاقية التنفيذية الموقعتين بتاريخ 2/9/2016 لمشروع الحد من تلوث بحيرة القرعون المموّل من البنك الدولي.

 

قوى الامن قطعت الطريق بإتجاه السفارة السعودية في الحمرا لتجمع اشخاص أمامها احتجاجا على قصف صنعاء

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016/وطنية - أفادت غرفة التحكم المروري أن "القوى الأمنية قطعت طريق بلس بإتجاه السفارة السعودية في الحمرا، بسبب تجمع عدد من المواطنين أمام السفارة"، مشيرة الى أن "حركة المرور كثيفة في المحلة". ولاحقا افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين ان سبب تجمع نحو 15 شخصا امام السفارة، هو للاحتجاج على قصف صنعاء.

 

حراك باسـيل نحو القيـادات يقابلـه غداء فــي عيـن التينـة

التيار في أقصى تفاؤله وبري يرفض التفاهمـات الثنائيــة

زيارة بوتين لفرنسا في مهب الخلافات وجدول الاعمال محور"النزاع"

المركزية- لم تقتصر المفاجآت على مسرح الرئاسة اللبنانية على التغريدة السعودية التي "اقامت الدنيا ولم تقعدها"، على رغم مسارعة القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت وليد البخاري الى تصويب كلامه. فالمفاجأت منذ انطلاق حراك الرئيس سعد الحريري الرئاسي تكاد لا تتوقف. وفي انتظار ما اذا كان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله سيفاجئ اللبنانيين بجديد رئاسي في اطلالتيه المتتاليتين اليوم وغدا في ذكرى عاشوراء، بعدما اوحت معطيات الساعات الاخيرة بارتفاع حظوظ رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى درجة حملت عضو التكتل الوزير السابق سليم جريصاتي على توقع انتخاب عون رئيسا قبل 31 الجاري ربما، كما ابلغ "المركزية"، فان بورصة الحراك بين المقار السياسية، شهدت نشاطا وزخما عبرت عنهما جولة لوزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على عدد من القادة السياسيين وزيارة لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى عين التينة، الى محطة للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ والسفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد في بكركي واخرى لوزير الصحة وائل ابو فاعور في السراي. وفي حين توقعت مصادر سياسية متابعة لمسار الاستحقاق الرئاسي عبر"المركزية" إن يتجنب السيد نصرالله في اطلالتيه، الغوص في تفاصيل الانتخابات الرئاسية وفي الاتصالات الجارية للتوصل الى وضع حد للفراغ، مرجحة ان يجدد اشتراطه اعلان الرئيس سعد الحريري على الملأ دعمه ترشيح العماد عون ليتحرك بعدها على خط تذليل العقبات التي تعترض طريق الاخير الى بعبدا، استكمل الوزير ابو فاعور برنامج زياراته اثر عودته امس من الرياض فحطّ في السراي، حيث اجتمع مع الرئيس تمام سلام ووضعه في آخر ما توصلت اليه المشاورات الرئاسية على خط لبنان- السعودية، وسط تكتم شديد على المضمون. الا ان مصادر مواكبة قالت لـ"المركزية" ان كل ما يدور على هذا الصعيد لا يمكن ان يصل الى نتيجة، الا اذا صدر القرار الاقليمي بانتخاب رئيس وهو ما لم نتلمسه حتى الساعة. واذ شددت على ان انفتاح الرئيس سعد الحريري على الخيارات كافة بما فيها العماد عون لا يعني نضوج الطبخة الرئاسية لان الامور ليست رهنا بطرفين فحسب، بل توجب مروحة اتصالات ومشاورات مع الاطراف الاخرى، لفتت الى ضرورة قراءة مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري بدقة والتمعن في ابعادها، كما اشارت الى اهمية التغريدة السعودية التي اعتبرت انها لا يمكن ان تكون لمجرد الذكرى في هذا التوقيت بالذات.

جولة باسيل: وسط هذه الاجواء، جال الوزير باسيل على عدد من القيادات السياسية حيث اجرى مشاورات حول ملف الرئاسة ووضعها في ما آلت اليه الأمور تحديدا في اتصالات التيار مع الرئيس الحريري. وشملت الجولة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان ورئيس الحزب القومي السوري الإجتماعي النائب عاصم قانصوه والامين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان. واكد باسيل "إننا في مسعى لنجمع كل البلد ونوضح الصورة التي لدينا ونسمع الاراء والتخوفات التي من الممكن الشعور بها ، نقوم بجولة من المشاورات مع الافرقاء. نحن على مفترق طريق بإعطاء لبنان فرصة توافق تترجم بانتخاب رئيس للجمهورية. ونرى ان هناك امكانية بان تكون هناك فرصة ونريد المحافظة عليها. لم يعد باستطاعة أحد تحمل تداعيات التعطيل، وسنرد على محاولات التخريب بمزيد من العمل الداخلي لتحصين اي اتفاق".

...وغداء بري لفرنجية: وتوازيا، زار النائب فرنجية عين التينة والتقى الرئيس بري ،واكد اثر مأدبة غداء "اننا لن نتراجع عن ترشحنا ولو بقي معنا نائب واحد. الامور ستتظهر قريبا وكلنا سنكون في موقف واحد مع من يؤيدنا، ندعو العماد عون للنزول الى جلسة 31 تشرين وليفز من يحظى بالاكثرية و"سحطين عا قلبو".

لا للتفاهمات الثنائية: وليس بعيدا وفي موقف يعكس رأي عين التينة مما ينسج بين الرابية وبيت الوسط، قال وزير المالية علي حسن خليل " نعيش ازمة كبيرة، لا تحل بتفاهمات ثنائية، او من خلال اعادة انتاج تفاهمات حصلت سابقا بين اطراف مع بعضها البعض. ان العقد المطلوب هو عقد وطني جامع نحققه من خلال تفاهم وطني واسع بين كل القوى السياسية على قاعدة العناصر الاساسية التي حددتها القوى السياسية في طاولة الحوار...عندما نقول ذلك لا نتهجم على احد، انما العكس، نبارك اي حوار ثنائي داخلي بل ندفع ونشجع على نجاح اي حوار، لكن التسوية الداخلية تستوجب تفاهمات من نوع اخر تسوية شاملة قادرة على الاحاطة بهواجس الجميع والوصول الى ما يرضي الكل في مواجهة التحديات."

ريتشارد وكاغ في بكركي: وفي محطات اليوم الرئاسية ايضا، زيارة لافتة للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان والسفيرة الأميركية الى الصرح البطريركي حيث اجتمعتا مع البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وتم البحث في عدد من المواضيع المحلية والإقليمية، وكان تشديد على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية في اسرع ما يمكن.

التيار: في الاثناء، يستكمل التيار الوطني الحر تحضيراته لاحياء ذكرى 13 تشرين الاول الاحد المقبل، وسط ترقب لمضمون الكلمة التي سيلقيها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون والتي ستكون بحسب ما اوضح جريصاتي لـ "المركزية" ،"مزيجا من وجدان وعهود، فرجل المرحلة لن يكون، ولم يكن يوما ردماديا". واكد ردا على سؤال عن رأي التيار في التغريدة السعودية انها "مجرد تغريدة يمكن اعتبارها "تغريدا خارج السرب"، بدليل الايضاح الذي أعقبها وسحبها من التداول، سائلاً هل يعقل أن يعلق بلد على تغريدة من موظف في سفارة؟ أعتبر أن تضخيم هذا الأمر مذهل سواء في الاعلام أو في المنتديات السياسية".

عاشوراء تؤجّل "الثنائي": الى ذلك، وبانتظار نتائج الحراك الرئاسي للرئيس الحريري ومواقف نصرالله ، علمت "المركزية" ان الحوار الثنائي بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" الذي كان سيعقد جولته الـ 34 غداً في عين التينة برئاسة الرئيس بري، ارجئ الى موعد لاحق لمصادفة جلسة غد مع ذكرى عاشوراء، ولان النائب سمير الجسر الذي يُمثّل "المستقبل" في الحوار الى جانب وزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، موجود خارج لبنان، وفق المعلومات.

بوتين لن يزور فرنسا: خارجيا، ارتفع منسوب التوتر في العلاقات الفرنسية – الروسية اليوم على خلفية الملف السوري، حيث قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارجاء زيارته التي كانت مقررة الى فرنسا في 19 تشرين الاول. وأشار مصدر في الرئاسة الفرنسية الى أن بوتين لن يأتي إلى باريس الأسبوع المقبل، كاشفا عن اتصالات جرت بين الكرملين والإليزيه هذا الصباح عرض خلالها الاخير اجتماع عمل يضم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وبوتين محوره سوريا فقط مستبعدا أيضا مشاركة هولاند في أي فعاليات أخرى خلال الزيارة"، فكان الجواب الروسي رغبة بتأجيلها. وفي وقت أكد هولاند اليوم أن "الوضع في حلب عار على الضمير الإنساني"، معربا عن رغبته "في لقاء بوتين في الوقت الذي يراه مناسبا للعمل على تحقيق السلام في سوريا"، شرحت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" أن موقف الرئيس الروسي سببه الاعتراض على حصر جدول الاعمال الذي سيبحثه مع نظيره الفرنسي بالملف السوري، اذ ان بوتين كان يرغب بفتح ملف العلاقات الروسية- الاوروبية عموما وأوراق أوكرانيا خصوصا مع هولاند، ذلك أن القضية الاوكرانية تبقى متربعة على سلم الاولويات الروسية.

 

سباق محموم على الخطين السياسي والامني لاجراء الاستحقاق الرئاسي والا هز الاستقرار

المركزية- ترتسم في معالم الافق المحلي مؤشرات ودلائل من شأن تظهيرها في الاسابيع الطالعة تبيان مآل المرحلة المقبلة والمسار الذي ستسلكه الامور على المستويين السياسي والامني، حيث يبدو السباق محموما بين هذين الخطين. في الجانب السياسي، تقول اوساط مطلعة في قوى الثامن من اذار لـ"المركزية" ان التيار الوطني الحر الذي باشر رئيسه الوزير جبران باسيل جولة تواصل مع القيادات اللبنانية والكتل النيابية عنوانها ملء الشغور الرئاسي بالمرشح العماد ميشال عون وزار كلا من حزبي القومي السوري والطاشناق ورئيس التكتل الديموقراطي النائب الامير طلال ارسلان، هو كما تيار المردة الذي زار وفد منه برئاسة رئيسه الوزير سليمان فرنجية عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري، ينتظر الكلمة الفصل لرئيس المستقبل في الاستحقاق الرئاسي وانه في انتظار تلك الساعة والتي على ما يبدو لن تكون سهلة وقريبة، لا يبدو ان الاوضاع في البلاد ستبقى ضمن الستاتيكو القائم تراوح مكانها في حين الامور تشتد وتتفاقم على المستويين الاقتصادي والمطلبي المعيشي، حيث على هذا الخط وتحت هذا العنوان تتحرك العديد من المنظمات الارهابية والتكفيرية مستغلة الظروف وحاجة الناس والفئات العمرية الشابة التي يعاني غالبيتها من البطالة والعوز. وتتوقف الاوساط عند الحملة الاستباقية للاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية والتي تستهدف الكشف عن الخلايا النائمة وتوقيف عناصرها والمنتمين اليها في اكثر من منطقة في الشمال والبقاع، وتكشف في السياق عن معلومات وصلت الى هذه الاجهزة تحذر من مغبة توتير الاوضاع اللبنانية على اكثر من خط وصعيد وذلك في عملية غض نظر من القوى الراعية للاستقرار اللبناني وذلك من اجل الدفع في اتجاه التسوية السياسية التي باءت الضغوطات المحلية والخارجية في حض اللبنانيين للسير بها بالفشل بدءا بملء الشغور الرئاسي ثم تشكيل حكومة جديدة تمهد لاجراء انتخابات نيابية بعد ان يكون المجلس النيابي قد اقر المشروع اللازم او حتى على اساس قانون الستين في حال فشله. وتختم الاوساط: من هنا كان تمني الرئيس الحريري على القوى والتيارات السياسية التي زارها والتقى رؤساءها اجتناب التصعيد والتوتير السياسي لقطع الطريق امام المصطادين في المياه العكرة والعاملين على خط التسعير على كافة المستويات وخصوصا الامنية والاقتصادية المالية.

 

هل يرشّح الحريري عون في 20 الجاري؟

المركزية- ذكرت صحيفة "الانباء" الكويتية ان "السقف الزمني المحدد في السيناريو الإفتراضي لإنتخاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون رئيسا للجمهورية هو 31 الجاري، وثمة محطتان اساسيتان مفترضتان: الأولى إعلان الرئيس سعد الحريري تبنيه رسميا ترشيح عون للرئاسة، وهذا الإعلان سيتم على الأرجح في 20 الجاري بعدما يكون الحريري عاد من جولته الخارجية الثانية، ويكون عون اتم عرض القوة الشعبية في ذكرى 13 تشرين".ولفتت الى ان "بعد إعلان الحريري تأييده انتخاب عون يرتسم واقع سياسي جديد، وتنتقل كرة الرئاسة الى "حزب الله"، الذي ينتظر هذا الإعلان ليبدأ تحركا ضاغطا في اتجاه اتفاق بين الرئيس نبيه بري وعون، وهذا الاتفاق يستدعي بحسب "الانباء" اتصالات بدأها وزير الخارجية جبران باسيل وتتوج بزيارة عون الى عين التينة، وقد تليها زيارة الى بنشعي للوقوف على خاطر رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية".

واشارت الصحيفة الكويتية الى ان الإستحقاق الرئاسي هذا الشهر محكوم بثلاثة اسئلة:

- هل يعلن الحريري موقفا رسميا بتبني ترشيح عون ام تحول ظروف وعقبات دون هذا الإعلان؟

– هل تأييد الحريري لعون كافٍ لوصوله الى قصر بعبدا؟

– هل المهلة الزمنية الممتدة حتى نهاية الشهر كافية لإنجاز التفاهمات السياسية التي تتم من طريق حوارات ثنائية بعدما فرط عقد الحوار الوطني ومشروع السلة الواحدة؟

 

النائب سليم كرم: لا بديـــــل عـــن "الســــتين" راهنــــاً و"التغريدة" قد تعني رفضاً لعون... وفرنجية أكثر قبولاً لدى المملكة

المركزية- أشار النائب سليم كرم في حديث الى "المركزية" الى أن زيارة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى عين التينة جاءت في إطار تقارب المواقف بين الطرفين خصوصا على صعيد الاستحقاق الرئاسي. وفي تعليقه على تغريدة القائم بالاعمال في السفارة السعودية، رأى كرم أن "موقف السعودية لا يزال غامضا، وهذا دليل الى عدم نضوج الطبخة الرئاسية بعد ويمكن تفسيره أيضاً كرفض لخيار العماد ميشال عون رئيسا. ولدى سؤاله عما اذا كان فرنجية اقرب الى المملكة من عون، أشار كرم "أن الوزير فرنجية كان مؤيداً للطائف بعكس العماد عون، ما يجعله مقبولا أكثر لدى المملكة". وشدد على"أهمية أن يكون للرئيس طرح مشيرا الى أن طرح فرنجية يقوم على الانفتاح على جميع الدول وهو ضمانة لمستقبل غير متشنج بل منفتح و يمثل جميع اللبنانيين و ليس منحازا لأي طرف". وبالنسبة الى تشريع الضرورة، لفت كرم الى أن" هناك الكثير من الاجتهادات لتكبيل المجلس النيابي، قانون الانتخاب هو استخفاف بعقول الناس فلا شيء يغيّر الستين لا اليوم ولا بعده لأنه قائم على تقسيمات مناطقية وطائفية لا نزال أسراها. هذا الوضع غير قابل للتبدل ما لم يصبح لبنان بمنأى عن التدخلات الخارجية من إيرانية و سعودية وسورية، وما لم "يطهر" كل طرف نفسه من الايعاز الديني والمناطقي وتصبح الهوية الوطنية المرجعية الوحيدة".

 

الرئيس أمين  الجميـل يعـود مـــن كنــدا: الاحادية والشخصانية ستنهيان لبنان

المركزية- عاد الرئيس امين الجميل الى بيروت، اتياً من كندا من طريق باريس. وكانت الجمعية اللبنانية الاميركية في اوهايو اقامت حفل تكريم للرئيس الجميل حضره مسؤولون اميركيون وافراد الجالية اللبنانية. وتحدث الرئيس الجميل عن الوضعين اللبناني والاقليمي، مشيراً الى "المخاطر التي يتعرّض لها لبنان جرّاء الحرب السورية وحركة النزوح الناشئة عنها على كل المستويات الديموغرافية والامنية والاقتصادية". ودعا الجالية اللبنانية الى "وضع حدّ للخلافات السياسية والحزبية الضيّقة، والعمل يداً واحدة مع الادارة الاميركية لانقاذ لبنان من المخاطر الوجودية التي يتعرّض لها في شكل غير مسبوق".

وفي الشأن اللبناني، اعتبر الرئيس الجميل ان "الاحادية والشخصانية ستنهيان لبنان"، مشدداً على "اولوية الحفاظ على الاستقرار وحماية الديموقراطية كشرط وجودي لاستقرار المنطقة"، ومؤكداً ان "لبنان لن يستسلم للامر الواقع الداخلي والاقليمي الذي تجسّد بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية وشلّ عمل المؤسسات الدستورية".

وعزا تعطيل المؤسسات الدستورية الى "مصادرة القرار اللبناني وقيام سيادة ذاتية على حساب السيادة الوطنية".واختتم الرئيس الجميل زيارته لشمال اميركا بلقاء وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون والسفراء العرب المعتمدين في اوتاوا.

 

جريصاتي: نتعامل بواقعية مع تحرك الحريري و"الانتخاب" ربما قبل "31" و التغريـدة السعودية "خارج السرب" واحتفــال 13 تشرين حاشـــد

المركزية- في غمرة تفاؤل الرابية بقرب وصول النائب العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى، بعد التحرك الأخير للرئيس سعد الحريري لإنهاء الشغور، أتت "التغريدة" السعودية الخاطفة والمشيدة بالوزير السابق جان عبيد لتفتح الباب أمام كثير من التحليلات التي ذهبت إلى حد اعتبارها موقفا سعوديا من الملف الرئاسي اللبناني. كل هذا فيما الحريري يتابع مساعيه، والتيار العوني الذي فرمل تصعيده الأخير، يستعد للنزول إلى الشارع في ذكرى 13 تشرين. أين الرابية من التغريدة السعودية؟ وماذا تقرأ بين سطور تحرك زعيم المستقبل؟

عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق سليم جريصاتي اعتبر في حديث لـ"المركزية" أن التغريدة السعودية يمكن اعتبارها "تغريدا خارج السرب"، بدليل الايضاح الذي أعقبها وسحبها من التداول. وهنا أسأل: هل يعقل أن يعلّق بلد على تغريدة من موظف في سفارة؟ وأنا أعتبر أن تضخيم هذا الأمر مذهل سواء في الاعلام أو في المنتديات السياسية".

وعن موقف الرابية من تحرك الرئيس الحريري، الذي قرأ البعض بين سطوره خمولا مفاجئا، لفت جريصاتي إلى "أننا لا نقرأ بين السطور، بل نقرأ سطور هذا التحرك، بدليل ما أعلنه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من أن التفاهم أنجز مع المستقبل، والمقصود الخطوط العريضة الممهدة للترشيح. ولذلك، فإن كل كلام آخر، سواء كان إعلان الترشيح أو موقف من الترشيح، لا يعنينا مباشرة ولسنا في موقع المتلقي المتلهف. بل إننا نصنع الحالة الميثاقية جراء انفتاحنا على جميع الأفرقاء السياسيين كي نملأ معا سدة الرئاسة"، مشيرا إلى أن العماد عون قد ينتخب قبل 31 تشرين الأول بفعل تزخيم التحركات أخيرا".

وردا على الكلام عن تفاؤل عوني مفرط، نبه إلى "أننا لا نتعامل بتفاؤل أو بتشاؤم مع الاستحقاق الرئاسي الدستوري ومع كل استحقاق آخر ميثاقي الطابع، بل نقاربه بواقعية سياسية مطلقة. لذلك، نحن مستعدون للوصول إلى هدف واحد: انتصار الميثاق على ما عداه من اعتبارات أو تفاهمات سلطوية. ووصمنا بالتفاؤل المفرط أمر فيه كثير من التبسيط. ذلك أننا متفائلون بأن حركتنا ستؤدي إلى انتصار الميثاق، سواء أكان ذلك بالتفاهمات العريضة، أو بالرجوع إلى الشعب. ونحن نسير إلى الهدف بخطى ثابتة، وقد أتى الرئيس الحريري ليزخّم هذا المسار بعد أن وعى المرحلة وحساسيتها. وهو رافقنا في هذه المسيرة التي تضم حلفاء أساسيين لنا. وإن أكمل المشوار معنا، فهنيئا للبلد بحكم الأقوياء، وإن لم يتابعه، لأي اعتبار، فنحن إلى الهدف سائرون. علما أننا نفضل حكم الأقوياء بالتراضي".

وفي ما يخص تحرك التيار الوطني الحر في ذكرى 13 تشرين، أشار إلى أن "العماد ميشال عون أعلن، عندما نادى شعب لبنان إلى تظاهرة 13 تشرين، أنها ستكون احتفالا أو دعوة إلى انتصار الميثاق. سيكون احتفال 16 تشرين حاشدا برمزية 13 تشرين التاريخية، والشهادة والأمانة"، لافتا إلى أن كلمة الجنرال ستكون، على من يعرفه، مزيجا من وجدان وعهود. فرجل المرحلة لن يكون، ولم يكن يوما رمادياً".

وعن العلاقة على خط الرابية- عين التينة، بعد الاهتزازات الأخيرة، لفت إلى أن "الرئيس نبيه بري رئيس السلطة التشريعية. وهو أيضا حليف في الاستراتيجية، ومن رموز 8 آذار التي تفاهم أقطابها على ترشيح العماد ميشال عون، على ما صرح به السيد حسن نصرالله، وعلى ما نعرفه. وأنا أستطيع أن أقول اليوم أن لا شيء يحملنا على الاعتقاد أن الرئيس بري يبدل الاستراتيجية كما يبدل قمصانه. أما أن يطلب رئيس المجلس ترتيبات معينة، فهو يعرف أن ما يمكن أن يعطيه موقع رئاسة الجمهورية، يقع في حدود ما يملكه هذا المرشح من استعدادات طيبة وتمسك بالميثاق والدستور، فكيف إذا كان هذا المرشح العماد ميشال عون الذي إن وعد وفى، لأنه قوي في بيئته وعلى مساحة الوطن ولا يهاب أحدا. لذلك، يعرف الرئيس بري أن المرشح الرئاسي لا يملك، قبل القسم، ما يمكن أن يتصرف به، ويملك بعد القسم، ما لا يمكن أن يتصرف به لأنه ليس ملكه".

وفي ما يخص جلسات مجلسي النواب والوزراء، أكد جريصاتي "أننا أعطينا عنوان مشاركتنا في مجلس الوزراء خلال الجلسة السابقة: نشارك إذا تأمنت التشاركية الكاملة. أما في ما يتعلق بمجلس النواب، فنذكر الجميع أن مفهوم "تشريع الضرورة" خرج من الرابية لتسهيل التشريع عند الضرورة حال فراغ سدة الرئاسة. ونعتبر أن قانون الانتخاب هو ضرورة الضرورات لأنه القانون الذي يعيد تكوين السلطة بعد طول انتظار وتمديد واندثار"، معتبرا أن "كان لافتا أن يخصص الرئيس بري جلسة لانتخاب هيئة المكتب ورؤساء اللجان ومقرريها وأعضائها في 18 الجاري وأن يؤجل بت جدول أعمال الجلسة إلى جلسة أخرى، والكلام في حينه"، علما أننا نعتقد أن الرئيس بري سيظهّر الصورة الأحب إلى قلبه والقائمة على جمع كل المكونات".

 

نزار عبد القادر: تصويت مصر مع القرار الروسي تصرّف غير مسؤول ومصير العراق سـيؤثّر علـــى مسـتقبل سـوريا السـياسـي

المركزية- على وقع الحرب المُستعرة في حلب مع سقوط التفاهم الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والاستعدادات لمعركة الموصل لتحريرها من "داعش"، اعتبر الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر ان "هناك فصل كامل لما يجري في المسرحين السوري والعراقي على رغم وجود "داعش" في كلا البلدين. فروسيا غير مشاركة اطلاقاً حتى الان ميدانياً وعسكرياً في العراق، على عكس ايران الموجودة من خلال "الحشد الشعبي" الذي يأتمر من قائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني". واشار عبر "المركزية" الى ان "الوضع العراقي ومصيره سيؤثّران على مستقبل سوريا السياسي، لأن وضع العراق الذي يبدو انه على طريق التقسيم والحرب الاهلية بين المكوّنات العربية في ظل اللعبة الاقليمية السنّية –الشيعية – الكردية اضافةً الى "سوء" السياسة الاميركية في المنطقة، سينعكس على الوضع السوري، ولن يكون من السهل على سوريا في ظل اي حلّ سواء كان سياسياً او عسكرياً ان تبقى موحدة".

واوضح ان "كل المنطقة العربية الان تخضع "لتطويق مزدوج"، اولاً من قبل المشروع الايراني الذي بات يُسيطر على 4 دول عربية: سوريا، اليمن، العراق ولبنان، وثانياً من روسيا التي ومن دون شك يمكن وضع طموحاتها الاستراتيجية ابعد بكثير من المنطقة، وذلك من خلال اقامة قواعد عسكرية دائمة في سوريا (القاعدة الجوية في حميميم وقاعدة طرطوس) بالاضافة الى امكانية حصول روسيا على قاعدة مصرية في جنوب غرب المتوسط، وايضاً من خلال تاكيد الايرانيين بان في امكان الروس استعمال القاعدة في غرب ايران لخدمة مصالحهما في الشرق". تصويت غير واقعي: وفي شأن متّصل، اعتبر عبد القادر ان "التصويت المصري "المُفاجئ وغير الواقعي" مع القرار الروسي في مجلس الامن في شأن سوريا ليس "مؤسفاً" فقط للسعودية كما قال مندوبها في مجلس الامن وانما لكل العرب"، مشدداً على ضرورة ان "تتضامن كل الدول العربية مع الشعب السوري الذي يُعاني من التدخل الروسي الذي يُخلّف وراءه اضراراً بالغة سواء على مستقبل سوريا او لجهة ارتكاب جرائم حرب من دون اي رادع لا قانوني ولا اخلاقي"، ومتمنياً لو ان "مصر "نأت بنفسها" عن التصويت للقرار الروسي". ولفت الى ان "القرار المصري يؤشّر الى ان قيادة مصر الراهنة لا تُعطي للقضايا العربية الاهتمام ولا تتصرّف بمسؤولية وفق "الإرث" المصري التاريخي في قيادة الدول العربية، فهي تتخلّى عن مسؤولياتها تجاه الشعب السوري، ولتحسسها للظلم الذي يلحق بالشعوب العربية والافريقية". وذكّر عبد القادر بان "التصويت المصري للقرار الروسي يأتي بعد ان ساهمت السعودية ودول خليجية عدة في "تثبيت" حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي ومساعدة الاقتصاد المصري على الخروج من ازماته من خلال قروض ومشاريع انمائية تزيد عن 20 مليار دولار"، معتبراً ان "ليس هكذا يُردّ الجميل للسعودية التي تعتبر نفسها تقود خط المواجهة لنصرة الشعب السوري ضد الظلم اللاحق على يد النظام وايران وروسيا". وامل عبد القادر في ان "يقف تدهور العلاقات السعودية - المصرية عند حدود "الاسف" الذي عبّر عنه السفير السعودي في الامم المتحدة، والا تذهب الى مكان لا يخدم لا مصلحة العرب ولا مصر ولا سوريا".

 

حـزب الله: التبــرع بالـدم بـدل التطبيـر واجراءات أمنية مشددة عشية العاشر من محرم

المركزية- كشفت مصادر متابعة لـ"المركزية" أن حزب الله أحكم طوقا امنيا على مدينة النبطية من الجهات المحيطة بها كافة على ابواب العاشر من المحرم، حيث ستشهد المدينة احياء مراسم العاشر التي تختلف عن المناطق الاخرى من حيث الحشود البشرية الكبيرة. ولفتت المصادر الى أن "حزب الله" نشر قوات النخبة على تلال المدينة منعاً لأي محاولة لاستهداف المحتفلين بالذكرى، التي تتخللها تمثيلية موقعة الطف في كربلاء ومجلس عزاء تجسيدا لاستشهاد الحسين وأهل بيته. وأضافت: أقيمت حواجز تفتيش بالتنسيق بين حزب الله وحركة أمل وعناصر من الجيش وقوى الامن الداخلي، وازيلت السيارات عن جانبي الطرقات ووضعت عوائق حديدية منعا لدخول مندسين الى المدينة، التي تحيي عصراً التاسع من المحرم بمسيرة تنطلق من امام النادي الحسيني حتى النبطية الفوقا بحماية امنية مشددة. تجدر الاشارة أن النبطية تشهد حالا من التشنج على خلفية الدعوة الى التطبير التي يجيزها امام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق والتي يرفضها بها حزب الله، ما دفع محللي التطبير الى اطلاق هاشتاغ "مطبرون"، دعوا خلاله الى ارتفاع نسبة التطبير مواساة للحسين كعادة ورثوها عن الآباء والاجداد. في المقابل، دعا حزب الله الى التبرع بالدم في مستشفى الجنوب وعدم التطبير لان نقطة الدم التي تسيل تنقذ مصابا او جريحا.

أمّا حركة أمل فدعت الى مسيرة بعد ظهر الجمعة تنطلق من امام المدرسة الانجيلية في النبطية بالتنسيق مع الجيش والقوى الامنية لحماية المسيرة واتخذت تدابير خاصة. ويتخلّل المسيرة، كلمة هامة سيلقيها أحد قياديّي الحركة ختاماً. وفي هذا الاطار، ولضرورات امنية قامت القوى الامنية والجيش بازالة خيم من على جانبي الطريق من محيط الوزاني وسردة والعمرا في مرجعيون، كان بناها نازحون سوريّون على ارض الغير وذلك كتدبير احترازي تخوفا من مندسين والانقضاض على المسيرات العاشورائية التي ينظمها حزب الله في الخيام وميس الجبل والطيبة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

"ويكيليكس": كلينتون تتهم السعودية وقطر بدعم "داعش"

المركزية- كشفت "ويكيليكس" عن رسالة وجهتها المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الرئيس باراك اوباما حملتها جون بودستا عام 2014، الذي كان آنذاك مستشاره، اشارت فيها الى ان "السعودية وقطر تقدمان الدعم المالي واللوجستي لتنظيم "داعش" وغيره من الجماعات المتطرفة". واعتبرت كلينتون في الرسالة ان "الولايات المتحدة ينبغي ان تدعم القوات الكردية على ارض الواقع في سوريا مع مستشارين عسكريين اميركيين وتجنّب استخدام عملية برية تقليدية"، لافتةً إلى اننا "بحاجة إلى استخدام الأصول الدبلوماسية والتقليدية للضغط على حكومتي قطر والسعودية، اللتين تقدمان الدعم المالي واللوجستي بسرية لـ "داعش" وغيره من الجماعات في المنطقة".

 

مصر مع العرب والروس في آن

المركزية- أشارت صحيفة "القدس العربي " الى التقارب بين القاهرة وموسكو بعد تصويت مصر على مشروع القرارالروسي حول سوريا في مجلس الأمن، حين فاجأ المجتمعين وخصوصا المدنيين السوريين الذين كانوا يتابعون الجلسة. ووصفت "القدس العربي" الموقف المصري" بالسابقة لا سيما أن القرار لم تؤيده أي دولة أخرى غير مصر. لكن الموقف يتعلق بمماحكات جارية بين القاهرة وموسكو حول إعادة السياح الروس إلى مصر، وبالتالي فإن المندوب المصري في مجلس الأمن، بتصويته على المشروعين المتناقضين الفرنسي والروسي، لعب ورقة الحلفاء العرب، الذين ساهموا بعزل الرئيس السابق محمد مرسي، لكنه لعب في الوقت نفسه ورقة خصومهم الروس والإيرانيين".

 

 بعد مفاجأة التصويت في مجلس الامن...التوتر السعودي- المصري الى اين؟ المملكة تعاقب اقتصاديا وموسكو تتفاوض مع القاهرة لاستئجار قاعدة جوية

المركزية- لا تقتصر شظايا تصدّع العلاقات المصرية- السعودية على البلدين اللذين لم يخلُ سجلهما تاريخيا من التجاذبات السياسية في اكثر من موقف وقضية، بل تصيب الموقف العربي برمته وهو المصاب اساساً بشتى انواع التصدعات ولا ينقصه توتر من هذا النوع بين الدولتين العربيتين الكبريين. وتخشى مصادر دبلوماسية عربية ان ينسحب الخلاف على دول عربية اخرى ويقسمها الى معسكرين فيزيد الوهن والانشقاق اللذين يستغلهما بعض الاطراف الاقليميين لتوسيع رقعة الخلافات والتسلل الى دول عربية يحجزون فيها مواطئ اقدام، والامثلة تكاد لا تحصى.

ويعزو المصدر التوتر المصري- السعودي الى اكثر من ملف لعل ابرزها عدم تجاوب القاهرة مع طلب الرياض لعب دور في الملف اليمني، عدم وضوح الموقف السعودي من الاتفاق مع مصر في شأن دعم الاحتياطي النقدي لتتمكن القاهرة من تفعيل اتفاقها مع صندوق النقد الدولي وأولى خطواته في الشهر الجاري، اضافة، وهو ما يعتبره المصدر "الشعرة التي قصمت ظهر البعير" الى معلومات بلغت مسامع المسؤولين السعوديين عن لقاءات سرية على مستوى من الاهمية تعقد بين مسؤولين مصريين واخرين ايرانيين تتناول ملفي اليمن وسوريا، في ذروة تأزم العلاقات السعودية- الايرانية، وهذه النقطة بالذات لا يمكن للمملكة ان "تهضمها" بسهولة. وقد جاء تصويت مصر السبت الفائت لصالح مشروعى قرار روسيا وفرنسا في مجلس الأمن الدولي حول التهدئة في سوريا، ليٌخرج الخلاف الى العلن ويكشف المستور بين دولتين تشكلان ركيزة النظام العربي، بعدما كشف وزير خارجية مصر سامح شكري جزءا منه في مواقف اطلقها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي باشارته الى وجود تباين في الرؤى بين بلاده والسعودية بشأن تسوية النزاع في سوريا، خصوصاً حول ضرورة تغيير نظام الحكم أو القيادة السورية، قائلاً، "هناك موقف من قبل المملكة يركز على ضرورة تغيير نظام الحكم أو القيادة السورية، ومصر لم تتخذ هذا النهج". ومع مسارعة السعودية الى "معاقبة" مصر من خلال سلسلة اجراءات اقتصادية بحيث لم تتلق القاهرة مخصصات المساعدات النفطية السعودية للشهر الجاري، ما اضطر هيئة البترول المصرية إلى زيادة مناقصاتها سريعاً حتى في ظل نقص حاد في الدولار، وزيادة المتأخرات المستحقة لشركات إنتاج النفط، تبدو مصر تنحو نحو مزيد من توطيد العلاقات مع روسيا على اكثر من مستوى، حتى انها تسير وفق ما يتبين في اتجاه امني دفاعي، خصوصاً بعد تأكيد الروس انهم يتفاوضون مع الحكومة المصرية من اجل الحصول على معاهدة تسمح لهم باستخدام منشآت عسكرية حيوية في مصر، وقد ظهر في الاعلان منذ يومين انهم يسعون لاستئجار قاعدة جوية في سيدي براني شمالي غرب مصر. ويشير المصدر الى ان تصويت مصر لمصلحة مشروع القرار الروسي هو مثابة محاولة لوقف عدد من القرارات الروسية التجارية مثل حظر استيراد بعض المنتجات المصرية، وأخرى متعلقة بإعادة السياحة الروسية لمصر، المتوقفة منذ سقوط الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء. المصلحة روسيا وصولا الى التشكيك "في أمومتها للعرب وللدنيا" وفق بعض التغريدات السعودية، العلاقات نحو مزيد من التدهور ويُخرج القاهرة من السرب العربي؟ ام تعالج الازمة بتطويق ذيول ما يجري تجنبا لانعكاساتها البالغة السلبية على المستوى العربي عموما، خصوصا ان مصر ستكون الاكثر تضررا على المستويين السياسي والاقتصادي؟

 

اردوغان للعبادي: اعرف حجمك أنت لست نظيري ولا من مستواي

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - رفض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، اليوم، انتقادات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ل"وجود قوات تركية على الاراضي العراقية قبل العملية العسكرية المقررة لاستعادة مدينة الموصل"، وقال له: "اعرف حجمك". وقال اردوغان خلال اجتماع في اسطنبول موجها جزءا من كلامه الى العبادي: "انه يهينني شخصيا.أنت لست نظيري، ولست على مستواي". واضاف: "ليس من المهم مطلقا كيف تصرخ من العراق. عليك ان تعلم أننا سنفعل ما نريد ان نفعله. من هو هذا؟ رئيس الوزراء العراقي،اعرف حجمك اولا". وينتشر زهاء الفي جندي تركي في العراق، نحو 500 منهم في معسكر بعشيقة شمال العراق يدربون مقاتلين محليين سيشاركون في عملية استعادة الموصل، بحسب الاعلان التركي. ودعت بغداد انقرة مرارا الى سحب قواتها، وحذر العبادي من ان انتشار القوات التركية على اراضي بلاده "يهدد بحرب اقليمية". ووجه اردوغان كلامه الى العبادي: "لم يفقد جيش الجمهورية التركية من مستواه الى درجة ان يتلقى تعليمات منك". ويهدد التوتر التركي العراقي بتعقيد خطط عملية استعادة الموصل التي يسيطر عليها "داعش" 2014.

 

وزارة الدفاع الروسية: وحدات من المظليين الروس تجري مناورات مشتركة في مصر هذا الاسبوع

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - يجري الجيشان الروسي والمصري هذا الاسبوع تدريبات عسكرية مشتركة في مصر تشمل خصوصا وحدات مظليين، للمرة الاولى، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم. وأوضحت الوزارة في بيان أن "مناورات روسية - مصرية مشتركة ستجري في منتصف تشرين الأول على أراضي جمهورية مصر العربية، وستجري مناورات لوحدات إنزال مظلية للمرة الأولى في القارة الأفريقية". وهذه "المناورات لمكافحة الإرهاب" والمسماة "حماية الصداقة 2016" تشمل إنزال آليات عسكرية وجنود من الطائرات، وهي المرة الأولى للجيش الروسي "في المناخ الصحراوي المصري".

وفي المجموع، سيتم إنزال 10 آليات للبلدين في منطقة تحدد في مصر، وفق ما أشارت الوزارة في بيان ثان. وفي سياق العلاقات المتوترة مع الغرب، تضاعف موسكو منذ أشهر عدة تدريباتها العسكرية الشاملة، داخل روسيا وخارجها. وفي حزيران 2015، أجرت روسيا ومصر مناورات عسكرية مشتركة في المتوسط شملت خصوصا الطراد الصاروخي الروسي "موسكفا"، رائد الأسطول البحري الروسي في البحر الأسود.

 

السعودية تبدأ اليوم مباحثات في شأن أول عملية اقتراض من السوق الدولية

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016/وطنية - تبدأ السعودية اليوم مباحثات مع مستثمرين محتملين لاطلاق طرح للسندات الدولية بالدولار في اول اقتراض للمملكة من السوق الدولية. ونقلت وكالة الانباء الرسمية ان "وزارة المالية انجزت إنشاء برنامج دولي لإصدار أدوات الدين وقامت بتعيين عدد من البنوك الاستثمارية العالمية والمحلية لتنسيق سلسلة من الاجتماعات مع مستثمري أدوات الدين".واضافت :"ان الاجتماعات ستبدأ اليوم، وان الوزارة قامت بتكليف هذه البنوك الاستثمارية بإدارة وترتيب أول طرح للسندات الدولية المقومة بالدولار الأميركي مندرجة تحت هذا البرنامج". واوضحت ان "طرح تلك السندات سيتم حسب ظروف السوق". وكان المحلل لدى "اوكسفورد ايكونوميكس" باتريك دنيس، قال "لوكالة فرانس برس" في ايلول الماضي :ان "قيمة الاصدار السعودي قد تناهز 15 مليار دولار، بما يكفي لمواجهة المشاكل المالية التي تعانيها جراء تدهور اسعار النفط منذ منتصف عام 2014، وانخفاض ايرادات المملكة - اكبر مصدر للنفط في العالم - جراء ذلك".واوضح دنيس حينها ان "الطلب (على هذه السندات) سيكون جيدا جدا ولا سيما من قبل المستثمرين الآسيويين". واضاف :"ان السعودية سبق وان اقترضت من السوق الداخلية الا ان هذا الاصدار سيكون اول عملية اقتراض للحكومة من السوق الدولية".

 

جيفري فيلتمان، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لـ«إيلاف»: هذا ما يعوق الحل في سوريا

جواد الصايغ/ايلاف/09 تشرين الأول/16

يخص جيفري فيلتمان «إيلاف» بمقابلة حصرية يبيّن فيها كيفية إنهاء الحرب في سوريا، مشيرًا إلى أن الطريق الحقيقي والوحيد يتمثل باعتماد الحل السياسي للأزمة القائمة.

خاص بإيلاف من نيويورك: يعرب جيفري فيلتمان، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية سابقًا، عن أسفه «لاستمرار الصراع في سوريا رغم كل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب».

ويقول في مقابلة خاصة مع «إيلاف» إنَّ «الأمم المتحدة ترى أن الحل السياسي هو الحل الحقيقي الوحيد لما يحدث في سوريا، ويتعيّن على الجهات الدولية الفاعلة، وخصوصًا تلك الداعمة للطرفين، أن تلعب دورًا مهمًا في إحداث هذا التحول عن طريق الحد من الدعمين المالي والعسكري للأعمال الهجومية من جانب الحكومة والمعارضة". ويقرّ فيلتمان لـ«إيلاف» بصعوبة الجدال ضد الافتراض القائل إنَّ المجتمع الدولي تخلى بشكل تام عن الشعب السوري. يضيف: «كان الأمين العام صريحًا جدًا عندما قال أخيرًا إنه يشعر بالعار والإحباط، لأنه على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها بعض كبار الدبلوماسيين، لكن الأمم المتحدة لم تتمكن من إيجاد حل سياسي للصراع أو وضع حد لأعمال العنف وللممارسات الهمجية مثل الحصار».

انقسامٌ وعقبات

يحمّل فيلتمان «مجلس الأمن، بصفته هيئة بارزة مسؤولة عن دعم السلم والأمن الدوليين، مسؤولية خاصة في ما يتعلق بالكارثة السورية»، موضحًا أن «انقسامات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن جعلته مشلولًًاحيال قضية الأمن والسلام الملحّتين، وانعكست على رفض وساطة الأمم المتحدة بفعل امتلاك الدول نفوذا على الجماعات السورية». لكن ما هي العقبة الرئيسة التي تحول دون إنهاء الحرب والشروع في حل سياسي في سوريا؟. يلفت فيلتمان لـ«إيلاف» إلى وجود «العديد من العقبات، وليس واحدة فقط». ويوضح: «قبل كل شيء، أعتقد أن الكثير من اللاعبين الأساسيين (في الحكومة السورية وبين داعميها وفي المعارضة) يواصلون انتهاج الحل العسكري، وما يحدث في حلب اليوم، وتحديدًا في الجزء الشرقي من المدينة، أبرز مثال على ذلك، ولا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع». يضيف: «لم يتفق الطرفان بشكل كامل على ماذا سيتفاوضون، ومبعوثنا الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قدم توصيفًا جيدًا للوضع، عندما قال لمجلس الأمن أخيرًا، إنه يتوجب على الحكومة السورية إدراك وفهم التحول الحاصل في سوريا على أنه نقل حقيقي للسلطة، وليس مجرد محاولة لامتصاص المعارضة أو إدخال مكونات المعارضة في الحكومة، كما هو الوضع الحالي. في المقابل على المعارضة أن تتفهم أن المرحلة الانتقالية ليست عبارة فقط عن شخص واحد أو رئاسة واحدة. لا يمكن تلخيص المرحلة الانتقالية بنقل السلطة من جماعة سياسية إلى أخرى». ويعيد فيلتمان التذكير بكلام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حين قال إن «السلام في سوريا لا يمكن أن يؤخذ كرهينة من أجل مصير رجل واحد، ويجب على (الرئيس السوري بشار) الأسد والآخرين معالجة الجذور العميقة للصراع السياسي، من خلال عملية انتقال حقيقية، وهذا ما اتفق عليه المجتمع الدولي في جنيف 2012».

إنهاء الحرب

ويقول فيلتمان لـ«إيلاف» إنَّ الأمم المتحدة ترى أن هناك حاجة ملحّة إلى إيجاد حل للصراع في سوريا، وتضع الملف السوري في مقدمة جدول أعمال المجتمع الدولي، لافتًا إلى الجهود الدبلوماسية العديدة للمنظمة على مدى السنوات الماضية «أبرزها وآخرها: المجموعة الدولية لدعم سوريا (ISSG)، إضافة إلى قراري مجلس الأمن 2254 و 2268». وعلى الرغم من الانتكاسة الأخيرة في المسار الأميركي - الروسي، يأمل فيلتمان أن تستأنف الدولتان مناقشاتهما مع قيادة المجموعة الدولية لدعم سوريا، لوقف الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية واستئناف المفاوضات للوصول إلى عملية انتقال سياسية حقيقية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 الحزب الضال من القادة إلى القاعدة

علي الحسيني/المستقبل/12  تشرين الأول/16

عن أي «جهاد» وأي «نضال»، يُحدث «حزب الله» وهو الغارق بدماء الشعب السوري حتّى أذنيه، وهو العاجز حتّى الساعة، عن إصدار بيان ولو في سطر واحد، يُدين فيه المجازر وعمليات القتل والنهب التي يُمارسها النظام السوري في كافة أنحاء سوريا وخصوصاً مدينة «حلب» التي كان لها النصيب الأوفر من حقد نظام الأسد وحلفائه سواء أنظمة أو ميليشيات تُشبه الحزب لجهة ممارساته وتغاضيه عن الحقائق والوقائع؟ يظهّر يوماً بعد يوم، أن ثمة ماكينة إعلامية ضخمة داخل «حزب الله» قد أُفرز لها جميع المتطلبات والمستلزمات التي تحتاجها عمليات التضليل الإعلامي وفبركة الحقائق وقلبها، هي التي تخوض معركة التجييش والحشد في الداخل والخارج بهدف حرف أنظار الرأي العام عن سياسة التمييع والتهرّب والإنكار التي يمارسها الحزب، وعن الوقائع الميدانية في سوريا والتي تُثبت حجم الخسائر الهائلة التي يتكبدها حلف «المُمانعة» هناك، والتي بدأت تنعكس «جنوناً» وتخبطاً داخل أوساطه السياسية بدءاً من إيران ثم مروراً بالعراق واليمن وسوريا، وصولاً إلى لبنان حيث التأثير الأكبر والهذيان الواضح في الأقوال والأفعال.

ضمن مسيرة الكشف عن حقيقة موقفه من الأزمة الرئاسية المُستفحلة في البلد، حاول الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بالأمس، رمي كرة الرئاسة في ملعب الغير بعد التنكّر للأسباب الفعلية التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية والتي يقف هو خلفها بالتكافل والتضامن مع حليفيه الإقليميين، النظامين الإيراني والسوري. ومن نافذة الهروب هذه، بدأ نصرالله في حديثه عن الشق اللبناني بتذكير اللبنانيين أن حزبه كان أوّل من بادر لإجراء حوار مع التيار الوطني الحر على أساس انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية، ليصل الى خلاصة تجافي الحقيقة تقول إن السعودية هي من تُعطّل هذا الاستحقاق. كما تناسى أن اللقاء الأول بين الرئيس سعد الحريري وعون، كان بهدف التقريب في وجهات النظر وإراحة الشارع تماماً كما هو الحال بالنسبة الى الحوار القائم بين «المستقبل» و«حزب الله». في مقابل كل هذا، لجأ الحزب إلى التعطيل، فلم ينزل نوّابه مرة إلى جلسة مجلس النوّاب لانتخاب مرشحهم العتيد.

أمّا في الشق السوري وتحديداً من موقع رفع التهم عن حزبه لجهة الممارسات التي يرتكبها إلى جانب نظام الأسد في سوريا، حاول نصرالله تبرير ساحته في ما خص الإبادة المذهبية التي تُرتكب بحق سكان العديد من المدن السورية ابتداء من قرى «الزبداني» و«مضايا»، وصولاً إلى «إدلب» و«حلب». يقول نصرالله إن من عطّل إتفاق «الفوعا» و«كفريا» مقابل «مضايا» و«الزبداني»، هم الجماعات المسلحة ومن خلفهم السعودية. فعلى الرغم من الإجحاف الذي ساقه نصرالله بحق السعودية، إلا أنه في الوقت نفسه، كشف عن مخطط مذهبي في سوريا، اختصره ببلدتين شيعيتين، وكأن الحرب الدائرة هناك، تنتهي مع انتهاء حصار هاتين البلدتين.

ولـ«حزب الله» فصول في تحريف الحقائق وقلب الأحداث لصالحه، ففي سياق عملية توزيع الأدوار التي يعتمدها «حزب الله» في صفوف قادته بهدف قلب واقعه المأزوم لصالحه حتّى ولو بدا التحريف واضحاً وملموساً، كان يوم أمس دور نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في «المرافعة» الخطابية التي تبدلت مواعيدها من أسبوعية إلى شبه يوميّة. يقول قاسم: «التجربة التي قدمها أبناء حزب الله تجربة فيها أخلاق وشرف وبأس ورعاية للمدنيين، واحترام للضوابط الشرعية، والعمل من الموقع الدفاعي، ومواجهة العدو الواضح، والهروب من الفتنة، وعدم الانجرار إلى العمل المذهبي، والتدقيق إذا كانت هذه الرصاصة ستنطلق في مكانها أم لا». كان يُمكن لكلام قاسم، أن يمر مرور الكرام من دون أن يخضع للأخذ والرد ولا إلى التدقيق والمحاسبة، لو أنه كان أطلقه ضمن لقاءاته الخاصة أو ضمن حلقاته الضيّقة المُخصّصة لرفع معنويات المتواجدين. لكن، أن يُصار إلى تعميم الكلام، فهذا يتطلب الرد بالدليل والحجّة القاطعة. ما تقدم به قاسم، قطعاً لا ينطبق على حزبه لا من بعيد ولا من قريب، فالحزب الذي يدّعي قاسم بأنه يستحوذ على كل هذه الصفات التي أطلقها، يُمارس أبشع أنواع القهر والذل والتعصب بحق أبناء بلد هو دخيل فيه ولا يمتلك ذرّة من الحق في أن يتواجد على أرضه وان يُمارس كل ما ارتكبه حتّى اليوم ضد شعبه، ومن دون التمييز بين طفل أو مُسن. قد غاب عن بال قاسم، أن إرتكابات «حزب الله» وحده في سوريا موثّقة سواء من المنظمات الدولية، أو من مؤسسات المجتمع المدني السورية. في بلدة «القصير»، هجّر الحزب الأهالي بعد ان استولى على منازلهم وأرزاقهم، وفي «الزبداني»، أجبر السكّان على النزوح ضمن عملية «ترانسفير» مقابل تأمين سلامة اهالي «الفوعا» و«كفريا». وفي «مضايا» منع وصول الغذاء والدواء، والسبيل الوحيد للنجاة بحياة الأطفال والمرضى، كان من خلال بيع الممتلكات بمبالغ زهيدة لا تساوي ثمن «ربطة» خبز. وفي «مضايا» أيضاً، أطلق عناصر «حزب الله» النار على الطفل أنس، ابن الخمس سنوات، على حاجز «العسلي»، فأصابوه بجروح بالغة في فمه وفي يده، وكذلك أصابوا الطفلة غنى قويدر بطلق ناري في ساقها وظلت تنزف أياماً حتّى سُمح لذويها بإخراجها من البلدة للمعالجة.

وفي «مضايا» أيضاً، منع عناصر الحزب، الطفل يمان عز الدين وشقيقته بيان، من مغادرة البلدة لتلقّي العلاج بعد إصابتهما بمرض التهاب «السحايا» الذي يفتك بأطفال البلدة منذ سنوات تحت انظار وحصار «حزب الله. وفي السياق لا بد من تذكير قاسم، بأطفال سوريين نزحوا من تحت الحصار والدمار إلى لبنان، فكان رصاص عناصره «الطائش»، لهم بالمرصاد، فحصد بعضهم وأقعد بعضهم الآخر. ولا بد من إنعاش ذاكرة قاسم، بمشهد أذهل العالم عندما أقدم عنصر من الحزب على حرق جثّة عنصر من المعارضة، بينما راح صديقه يلتقط له الصور بالقرب منها وهي تشتعل. وبعد كل هذا، يُريد قادة «حزب الله»، أن يُقنعوا العالم بطريقة أو بأخرى، بـ«أخلاقيات» عناصره، و«مساعدتهم» للمدنيين في سوريا. شاء «حزب الله» أم أبى، فهو شريك في كل ما يحصل في سوريا من قتل وتهجير وتدمير، وحتّى في سكوته عن مجازر حليفه بشّار الأسد بحق المدنيين بالإضافة إلى الغلوّ الذي يُمارسه وإعلامه بحق شعب يصطف بالطوابير إستعداداً للموت بأشكال متعددة. ومقابل مشاركته بكل هذه الأفعال، يذهب الحزب إلى زرع الحقد بين جمهوره، فيوهمه بقدسية حرب سوف تحصدهم رياحها في حال لم يقطفوا «ثمار» عودة أبنائهم إلى مسقط رأسهم، قبل أن تسقط وجوههم في المجهول.

 

أسباب تبرّر "القلق" من اسم جان عبيد العونيون يتجهون إلى الاستقالة من البرلمان و"القوات" معهم

 ايلي الحاج/النهار/12 تشرين الأول 2016

ليس من دون أساس يُساور قلقٌ المرشحين لرئاسة الجمهورية والمطروحة أسماؤهم للترشيح عندما يُذكر أمامهم اسم الوزير السابق جان عبيد . أحدهم سأل مراراً أكثر من صديق له ومتابع للعلاقات بين السياسيين المحليين، كما للعلاقات بين هؤلاء والخارج، ما سرّ هذا الرجل الذي يطلع اسمه أمامنا فجأة، بين حين وآخر، في مقارّ رئيسية وعواصم دول تسعى إلى حل لأزمة الفراغ الرئاسي اللبناني؟

الواقع أن شبكة علاقات واسعة ووثيقة حبكها وزير الخارجية والتربية الأسبق مدى عقود وفي شكل فاعل منذ الستينات يجب أن تثير قلق من لا يرغب في سماع اسمه خلال أحاديث عن "مرشحين ثالثين" للرئاسة، غير النائب العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية. فهو أحد الثلاثة الثابتين في رأس لائحة المرشحين البدلاء المحتملين، مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وباستثناء تحفظ شديد يبديه أحد الأحزاب "المسيحية" عن فتح خطوط اتصال مباشرة به لأسباب لا يعلنها، يحصد اسم جان عبيد تأييدا نادراً بل "حماسياً" إذا جاز التعبير، وإن ظل مكتوماً لضرورات حسابية، في "بيت الوسط" و"عين التينة" و"كليمنصو" على السواء، وقبولاً وعدم ممانعة في مواقع دينية أبرزها بكركي، وسياسية وحزبية أخرى، مسيحياً وإسلامياً.

لم تكن ثمة حاجة إلى تغريدة القائم بأعمال السفير السعودي وليد البخاري على "تويتر" المشيدة بجان عبيد "حكيم وزراء الخارجية العرب"، نقلاً عن وزير الخارجية السعودي التاريخي الراحل الأمير سعود الفيصل، ليدرك المعنيون بالشأن الرئاسي في لبنان أن المملكة تفضّل عبيد على غيره بأشواط. يعرفهم في السعودية ويعرفونه جيداً وسبق أن سحرهم ببيانه وثقافته الواسعة وتعمقه في الإسلام والتاريخ وفهمه مشكلات لبنان والعالمين العربي والإسلامي. ساعده في فتح الأبواب أمامه في العواصم صديقه الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كان جان عبيد مرشحه الأثير، قبل الرئيس الراحل الياس الهراوي، والعماد إميل لحود طبعاً.

قد تكون أهم أسلحة رئيس الديبلوماسية اللبنانية الأسبق لباقته في نسج صداقات ومعارف ونجاحه في بناء صورة له تتسم بالصدقية تتجاوز حدود الاختلافات والخلافات. صفات تحمل من تنتابهم "نقزة" هذه الأيام عند ذكر اسمه في معرض المرشحين للرئاسة، على الجهد للتوفيق بين موقف السعودية الإيجابي منه، و"تهمة" التصاق بجانب النظام السوري وإيران. يشيعونها احتياطاً ضد المرشح المحتمل عبر وسائط التواصل الاجتماعي وغيرها. لا يهم إن لم تبقَ نقطة التقاء واحدة بين الرياض من جهة، وطهران ودمشق من جهة.

يلزم أن يكون المرء ساحراً ليقدر على جمع هذه العواصم الثلاث المتناحرة والمتحاربة على التأييد أو القبول بشخصه، كل من زاوية نظرته إلى الرجل اللائق والممتع الحديث مع"مفاتيح" السياسة والقرار في الدول هذه . أما في الخارج غير الإسلامي ففرنسا تضع اسمه في لائحة الحل عندما يحين أوان الحل، وروسيا سألت آخر مرة في حزيران الماضي، بناء على طلب رئيس دولة عربية ، حليفتيها إيران وسوريا رأيهما في جان عبيد حلاً وسطاً لإخراج لبنان من دوامة الفراغ الرئاسي وتجنيبه أخطارها، فكان الجواب أن لا مانع بشرط أن يوافق النائب الجنرال ميشال عون على الإنسحاب له.

ولن يوافق العماد عون على الانسحاب، على ما يقول عارفوه ومطلعون على توجهاته ، لا لجان عبيد ولا لغيره، أقله على المدى المنظور. بل إنه ذاهب إلى تصعيد سياسي لم يعرف لبنان له مثيلاً إلا في عز "حرب التحرير"، عندما كان في قصر بعبدا وأصدر قراراً في ليلة ليس فيها قمر، بحل مجلس النواب الذين كانوا في الطائف ذات 4 تشرين الثاني 1989. هذه المرة سيتصرّف بما ملكت يداه بعد جلسة انتخاب الرئيس المقررة في 31 تشرين الأول الجاري، ولن يكون ما بعدها مثل ما قبلها. والفكرة الأبرز التي يتركز البحث عليها في الرابية ومع حلفائها ولا سيما "حزب القوات اللبنانية" أن يتقدم نواب "تكتل التغيير والإصلاح" ، أو نواب "التيار الوطني الحر" باستقالاتهم من مجلس النواب ويجاريهم رفاقهم نواب "القوات"، مما سيفرض على رئيس المجلس نبيه بري والحكومة الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة خلال ثلاثة أشهر، قبل الموعد الذي كان مقرراً في أيار 2017.

انتخابات يخوضها "التحالف الثنائي" على وقع شعارات عالية وتحركات شعبية صاخبة، تنادي بحقوق المسيحيين المسلوبة في رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات النيابية. هكذا لا يبقى مجلس نواب يترأسه الرئيس بري الرافض ترئيس عون على الجمهورية، وتصير رئاسته هي أيضاً معلقة بعد الانتخابات . وبعد ذلك "يكتسح" مرشحو التحالف بدفع من الغليان الشعبي غالبية مقاعد النواب المخصصة للمسيحيين، حتى لو كانت الإنتخابات على "قانون الستين".

 

الموقف السعودي بين غموضين مبهم وموحٍ اجتهادات تتفاعل على وقع معارضة الداخل

روزانا بومنصف/النهار/12 تشرين الأول 2016

فيما تنصب الجهود على محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه من مبادرة تحريك المياه الراكدة لرئاسة الجمهورية، تركزت التوقعات السياسية على ازدياد صعوبة هذه الجهود في ظل موقف كان مرتقبا للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في مناسبة عاشوراء، ومتوقعا مضمونه بنسبة كبيرة، بحيث قد يعيد هذه الجهود الى نقطة الصفر في ظل توقع تصعيد حملته على المملكة السعودية على خلفية القصف الذي طاول مجلس عزاء في اليمن وسقوط عدد كبير من الضحايا. وهو أمر لن يحرج المملكة ويثير استياءها فحسب، بل سيحرج بمقدار أكبر كلاً من الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون وربما يجهز بموقفه على المحاولة الرئاسية الاخيرة كلها، حتى لو أكد استمرار الحزب في دعم العماد عون لرئاسة الجمهورية. هذا لا ولن يعني أن المسألة الرئاسية باتت مسهلة بل على العكس. وبدا واضحا أن حركة الرئيس الحريري غدت صعبة من حيث نتائجها وامكان ان تسفر عن جديد لمصلحة عون في ظل جملة معارضات لوصول الاخير لا تقتصر على كتلة الرئيس الحريري النيابية بل تطاولها الى مجموعة افرقاء جاهروا بمعارضتهم لوصوله بطريقة او بأخرى، وعلى نحو يثير الاستغراب لجهة ان العماد عون المتكىء على الدعم القوي من "حزب الله" وعلى مدى سنتين ونصف سنة من الشغور لم يستطع تبديد تحفظات القوى السياسية المعارضة لوصوله باستثناء "القوات اللبنانية" ولاعتبارات خاصة تتصل برغبتها في مواجهة ترشيح النائب سليمان فرنجية. وتاليا، لم يعمل عون جاهدا على تبديد المخاوف من احتمال وصوله وفقا لكل المواقف التي تشكل مآخذ عليه بالنسبة الى قوى سياسية متعددة على غرار موقفه من عدم شرعية المجلس مثلا وإثارته المخاوف من امساكه بالسلطة حين يستطيع بثلاثة وزراء له تعطيل الحكومة وشل اعمالها، مع ما لهذا التعطيل من انعكاسات سلبية. وفي الوقت الذي حظيت الزيارة الثانية للوزير وائل بو فاعور للمملكة السعودية باهتمام لمعرفة سبب توجهه لمرة ثانية اليها وما اذا لم تكف الانطباعات التي حصل عليها في الزيارة الاولى والتي فرملت الجهود النشطة والامال بالنسبة الى احتمال دعم انتخاب العماد عون، فإن الاجتهادات لم تطاول موقف المملكة فحسب وما يقوله مسؤولوها، بل طاولت الاجتهادات عما اذا كانت الانطباعات التي حملها الوزير أبو فاعور تعبر عن وقائع او عن تمنيات ينطق بها او يود ان يسمعها هو وكثيرون، خصوصا من جانب من يعتقدون ان الهامش السعودي غدا كبيرا بما يكفي للتحرك من داخله في موضوع امكان دعم انتخاب العماد عون ويمكن تفسيره بحرية من دون تبعات تذكر. لكن واقعيا، فإن الأجواء غير المساعدة والمسهلة لوصول عون برزت واضحة في مواقف رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل في جولته على قوى سياسية لضمان دعمها، معتبرا ان اللجوء الى الخارج لتخريب إمكان الاتفاق بين اللبنانيين سنرد عليه كما قال. وبدا واضحا انه لا يستطيع تجاهل المعطيات المستجدة والتي لا توحي بأن حظوظ العماد عون قد تبدلت في المعطى الخارجي على رغم الجهود الداخلية الصادقة لسعد الحريري، كما ان الظروف الاقليمية نفسها غير مساعدة ، في الوقت الذي توجه النائب فرنجية الى عين التينة ليطلق من موقع الرئاسة الثانية التحدي بانه مستمر في ترشيحه. واستمرار ترشح فرنجية وتأكيده ذلك سيبقى عقبة يتعين على العماد عون تذليها لكي يتوجه الى المجلس من أجل تأمين ضمان انتخابه.

تقول مصادر سياسية إن المشهد الداخلي يعبر عن إرباك كبير وارتباك لدى غالبية الافرقاء. فمن جهة حقق الرئيس الحريري خطوات مهمة في تحريكه الموضوع الرئاسي ومحاولة خلق قوة ضغط ايجابية من اجل انتخاب رئيس، كما نجح في سحب الاحتقان العوني ازاء الطائفة السنية وحتى ازاء المملكة نسبيا، خصوصا متى كان خلافها مع ايران ومع "حزب الله" كاسباب اقليمية هي العائق لوصول عون. ولم يعد يستطيع التيار العوني استعادة خطابه وشعاراته السابقة على هذا الصعيد في الوقت مع اعادة تظهير اهمية دوره على الساحة الداخلية ليس ممثلا اساسيا للطائفة السنية لكن من ضمن هذه الطائفة بالذات. وهو يمكن ان يستعيد جمهوره من هذه النقطة بالذات المستندة الى انه حاول بكل الوسائل انهاء الشغور الرئاسي وقام باكثر مما عليه القيام به، خصوصا أن بعض الممارسات اظهرت انه يمكن ان يخسر المزيد إذا سار بخيار دعم عون. لكن ثمة مخاطر بالدفع أبعد من ذلك، لأنه سيتحمل المسؤولية المباشرة من جميع الرافضين الآن ولاحقا، خصوصا متى سرى على نطاق واسع كلام يقال ان "حزب الله" ارسله للحريري من انه لن يمانع في ترؤسه الحكومة، ولكن لن يسميه ولن يسهل له التأليف. ولا يقل الارباك لدى التيار العوني الذي وضع جهده خلال ما يزيد على اكثر من سنة بهدف الحصول على موافقة الحريري ليجد انه بتركيزه على هذه النقطة اهمل نقاطا اكثر اهمية واضاع وقتا كبيرا، كما انه يجب ان يكون مربكا بمقدار الرفض المستمر لزعيمه والذي لم تنفع معه سنتان ونصف سنة من تعطيل الرئاسة من اجل ضمان الوصول الى الرئاسة. وهو امر يضيق الكثير من هامشه السياسي ويصيبه في العمق ويصيب المنطق الذي بني عليه دعم عون للرئاسة، وبات عليه الاقرار بأن رهانا على الضغط من أجل انتخاب عون قد لا يكون في محله لأن البلد قد يذهب الى مشكلة كبيرة جدا. هذا على الاقل ما تعتقده مصادر وأوساط سياسية عدة.

 

ماذا عن " البديل" ؟

 نبيل بومنصف/النهار/12 تشرين الأول 2016

لعل أغرب ، بل أسوأ ، ما تلقف به معظم القوى السياسية الحلقة الاخيرة من مواقف البطريرك الراعي المتعاقبة بشدة في اعادة الاعتبار بالكامل لأصول دستورية ضربت عن بكرتها في مرحلة الفراغ الرئاسي ، انها لم تلتفت الى أحد ابرز هذه المواقف المتصلة بالدعوة الى حسم الترشيحات علنا . يغرق المشهد المتوهّج قبل عشرين يوما من جلسة 31 تشرين الاول في طغيان ساحق للتعامل مع وضع خيار العماد ميشال عون على الطاولة بما يمكن تبريره . ولكن ما يثير الخشية الكبرى هو ان تتصاعد معالم اخفاق هذا المسعى لاختراق الازمة وسط استسلام طوعي بالكامل للعودة الى المربع الاول من الازمة . نعني بذلك اننا أمام حالة تتشكل فيها ملامح بلورة العوامل المانعة لانتخاب العماد عون ولكنها تسقط ايضا الجانب الآخر الذي يحتم مبدئيا وواقعيا بلورة البديل بما يعني " تواطؤا " للتمديد للازمة . ليس ثمة ما يفاجئ في رفع وتيرة المواقف المتناقضة من خيار الجنرال ولو ان تحرك الرئيس الحريري شكل استفتاء معبرا لهذا الخيار بكل وجوهه . ولكن ما طرحه البطريرك الماروني في مناهضته الحادة لكل ما يقيد الرئيس حتى عبر الحوار ومن ثم استعجاله القوى السياسية حسم مواقفها الصريحة مع المرشحين بدا أفضل ما اندفعت اليه بكركي اطلاقا . لم تكن معالم نجاح المسعى الحريري اساسا في افضل مستوياتها، باعتراف صاحب المسعى نفسه، وإلا لما التزم الحذر في توصيف مسعاه بأنه فتح لكل الخيارات وتريث حتى الان في اعلان خياره النهائي . ولن يكون قليلا ما سيرتبه اتجاه الحريري عليه نحو أي خيار مقبل ما دامت الاسابيع الاخيرة دللت على مدى الصعوبات التي تعترضه خصوصا في تشكيل توافق واسع على خيار الجنرال . مع ذلك ستتصاعد بقوة مماثلة تبعة خطرة على سائر القوى السياسية ان هي أفلتت الفرصة وأسقطت الربط مع مبادرة الحريري للمضي نحو خيار رئاسي آخر في حال الاجهاز التام على نادي المرشحين الاربعة المعروفين واحدا تلو الآخر . ولعل في موقف البطريرك الراعي لجهة استعجال حسم الترشيحات ما ينم عن الخشية من سقوط أي أمل في توظيف الدفع القوي لمبادرة الحريري لانتخاب رئيس الآن في المطلق لان من شأن سقوط هذا التحريك القوي للازمة من دون بدائل ان يرحّل الازمة الى أمد آخر مع كل ما يمكن تخيله من تداعيات لهذا التمديد "على مد النظر" وابعد من كل مدارك النظر. ترانا الآن امام ظواهر وبواطن مكشوفة تهيئ المشهد لسقوط متدرج لهذا الخيار الرئاسي الذي لن يكون سقوطه مفاجئا بكل المعايير، ولكن السؤال عن القدرة الداخلية الى الذهاب الى الخيار البديل وحمايته بمظلة داخلية وانهاء الفراغ سيشكل السقوط الاشد دويا

 

فخّ منصوب لسعد الحريري

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 12 تشرين الأول 2016

منذ أن عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، يتمّ تصويره وكأنّه صاحب الكلمة الفصل في الملف الرئاسي، أي أنه «السوبرمان» الذي إذا أعلن دعم ترشيح العماد ميشال عون فسيتكفّل بإيصاله إلى بعبدا. فهل صحيح أنّ الرجل «سوبرمان» رئاسي أم إنّ هناك مَن له مصلحة في هذا الدور الحريري وفي تصوير قوة هذا الرجل مضخّمة لغاية معيّنة؟يحتار القريبون من الحريري بماذا يجيبون عندما يسألهم البعض: متى سيعلن تبنّيه ترشيح عون. ويفضّلون طرح السؤال بصيغة أخرى: متى سيبلور الحريري موقفه في الملف الرئاسي؟ بالنسبة إلى هؤلاء، لم يتخذ الحريري حتى اليوم قراراً مؤكداً بدعم ترشيح عون، وعلى الأرجح هو لن يفعل ذلك في المسافة الفاصلة عن موعد 31 تشرين الأول. وعندما يُطرَح السؤال على هؤلاء: أليس الأفضل استعجال الأمور وإنهاء الفراغ الرئاسي بتسمية عون؟ يجيبون: المسألة ليست بهذه البساطة. هل تعتقدون أنّ تسميتنا لعون ستتكفّل بإيصاله إلى بعبدا؟ لسنا نحن وحدنا الذين نقرّر في الملف الرئاسي.

ماذا عن الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط والكتائب، بل ماذا عن موقف «حزب الله» الصامت تماماً وكأنه غير معنيّ بالاستحقاق الرئاسي؟ هل هو فعلاً يدعم عون؟ هذا الكلام الصادر عن أركان تيار «المستقبل» له مغزاه. ففي «بيت الوسط» شعور بأنّ الرهان المعقود على كلمة يقولها الحريري في الملف الرئاسي، تأتي بعون إلى موقع الرئاسة، مضخّم فعلاً.

يخشى بعض المراقبين أن يكون السيناريو هو الآتي: الحريري محرَج أمام جماهيره وكتلته وبعض حلفائه في إعلان دعمه لعون. كما أنّ حساباته مع بري وجنبلاط لا تلتقي مع هذا الدعم.

فإذا كان بري يقول إنه لن ينتخب عون ولو صوّت كلّ أعضاء كتلته إلى جانبه، فهذا يعني أنّ الحريري لن يتحدّى بري بتسمية عون لأنّ هناك توازنات سنّية- شيعية داخلية، وتفاهمات بالحدّ الأدنى بين المحورَين الإقليميَين المتصارعَين تمنع أن يذهب السنّي إلى حدّ استفزاز الشيعي في لبنان، أو العكس.

لذلك، قد يتريّث الحريري كثيراً ولا يعلن دعمه لعون. وعندئذٍ، يتمّ تحميله كلّ المسؤولية عن استمرار الفراغ الرئاسي وردّات الفعل الغاضبة التي ستصدر عن عون، بدل أن يتحمّلها آخرون، ولو أنّ دور الحريري في هذا الملف يبقى أصغر من أدوار الآخرين، ولاسيما «حزب الله» الذي يُمسك بمعظم الأوراق وهو قادر على تأمين انتخاب عون عندما يقرّر ذلك. يقول المتابعون: لا يجوز إنكار أنّ الحريري يتمتع بنقاط قوة تساعده على أن يكون له رأي في الملف الرئاسي، ولكنه، في المقابل، يعاني نقاط ضعف عديدة.

من نقاط قوة الحريري أنّ خصومه السياسيين اكتشفوا أنّ إنهاء الحريرية السياسية وشرذمة قواعدها السنّية لم تحقّق لهم المكاسب، لأنّ البدائل من الحريرية متطرّفون إجمالاً. ولذلك، يريد هؤلاء أن يعود الحريري إلى موقعه السياسي، ولكن تحت السقف الذي يريدونه. ومن نقاط القوة أنّ الحريري ما زال يصلح لأن يكون غطاءً عربياً ودولياً لدولة يديرها «حزب الله»، وأنّ الحريري ليس يتيماً إقليمياً، على رغم كلّ ما يُقال عن المصاعب التي يعانيها لدى حلفائه.

لكنّ هذه النقاط لا تمنح الحريري قدرة على أن تكون له الكلمة الحسم في الملف الرئاسي. فلبنان، بكلّ مؤسساته، واقع تحت النفوذ الإيراني فيما تراجعت مساهمة المملكة العربية السعودية في المعادلة اللبنانية. ويبدو فريق «14 آذار» مشرذَماً وموزَّعاً بين مرشحَين للرئاسة ينتميان إلى «8 آذار». ويعتقد البعض أنّ هناك مَن يتفرج هادئاً على فشل الحراك الذي يقوم به الحريري، الراغب في الإفادة من رصيد معيَّن ينجزه في الملف الرئاسي ويجيِّره للعودة إلى الواجهة السياسية. ويبدو واضحاً أنّ هناك مَن يرغب في تغطيس الحريري في معمعة الترشيحات الرئاسية والأسماء، بحيث يتحمّل المسؤولية عن الفشل المنتظر. والواضح أنّ «حزب الله» يبحث عن «جسم لبّيس» لهذه الغاية، ولا بأس بالحريري.

ولكن، ألا يدرك الحريري سلبيات هذا الدور، ومخاطر سقوطه في الفخّ المنصوب؟ الأرجح أنه يدرك ذلك، وهو يحاذر الوقوع في الفخ. لكنّ الإيجابيات التي يجنيها من خلال هذا الدور تفوق السلبيات. فهو من خلاله عاد إلى بيروت على حصان أبيض، جاعلاً من نفسه محورَ الحركة السياسية. فالحياة السياسية كانت خامدة قبل عودة الحريري. وبعودته تبيّن أنه ما زال الأقرب إلى السراي، وأنه يفوق بقوته كلّ منافسيه والمرشحين المحتمَلين لرئاسة الحكومة. كما استطاع الحريري بهذه العودة أن يرسم لنفسه دائرة تحرّك في الأطر العربية والإقليمية والدولية، بهدف تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا ما يمنحه رصيداً في المحافل الدولية، ولاسيما في أوروبا والفاتيكان. وفوق ذلك، سيتمكن الحريري بعودته وديناميّته الداخلية أن يلمّ شمل الأنصار والقواعد السنّية حوله. وفي صريح العبارة، إنّ الحريري يدرك أن لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور، وهو يتقاطع مع الأقطاب الرافضين تبنّي عون في موقفهم. ويكفيه أن يقطف الثمارَ السياسية من حراكه الجاري حالياً، وبعد ذلك سيكون ثانوياً أن تتمّ الانتخابات الرئاسية وينتصر عون أو يبقى الملف غارقاً في المراوحة. ولذلك، اعتقد كثيرون أنّ الحريري لم يأتِ اساساً إلى بيروت بهدف تأمين انتخاب رئيس للجمهورية. فالقرار في هذا الشأن ليس في يده وأيدي حلفائه في «14 آذار» بل في أيدٍ أخرى. وكلّ ما أراد الحريري أن يفعله هو أن يقوم بعملية تهدئة للعماد عون في شهر التصعيد الذي اختاره، لمصلحة الحلف الرباعي، وقد نفّذها بنجاح. ولكن، عندما سيكتشف عون أنه انتظر الحريري مرة جديدة ليقول نعم، ولكن عبثاً، سيحوّل غضبه المكبوت في اتجاهه وليس في اتجاه الأقوياء من حلفائه الذين سيرتاحون مرة أخرى من الإحراج. فهل لهذه الأسباب يصمت هؤلاء الحلفاء ويرتاحون إلى مهمة الحريري وخواتيمها المنتظرة؟

 

حضور عون جلسة الإنتخاب شرط لدعمه

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 12 تشرين الأول 2016

في مرحلة ما قبل اتخاذ القرار بتأييد ترشيح العماد ميشال عون، يواجه الرئيس سعد الحريري ما واجهه بعد ترشيح النائب سليمان فرنجية.فالحريري عندما أخذ قراره بترشيح فرنجية، كان يعتقد أنه نجح في إيجاد ثغرة في جدار تعطيل انتخاب الرئيس، غير أنّ كلّ الاحداث التي تلت، اكدت أنّ هذا القرار أكبر بكثير من مجرد التسليم لـ»حزب الله» بهذا المرشح الحليف أو بذاك، وأنّ المشكلة أبعد من مجرد زرك «حزب الله» بمرشح لن يستطيع رفضه.على مدى أشهر طويلة، انتظر الحريري من فرنجية أن يبادر الى العمل مع حلفائه وأوّلهم السيد حسن نصرالله، للنزول الى المجلس النيابي وحضور جلسة الانتخاب، لكن ما حصل أنّ فرنجية نفسه امتنع عن المشاركة في الجلسة، في انتظار كلمة السر من «حزب الله» التي لم تأتِ. وتحمّل الحريري الكلفة الكاملة لترشيح فرنجية، فيما المرشح المفترض به أن يخوض معركته بنفسه اعتكف، تاركاً الحريري يقلع أشواكه الرئاسية بيديه، حتى إنّ الجلسة الحكومية التي كان يُفترض أن يغطّيها فرنجية بحضوره، ليثبت أنه قطبٌ مسيحي قادر على تغطية نفسه وحلفائه، أضافت تأكيداً على تأكيد، أنّ فرنجية لا يتخطّى السقف المرسوم من الحزب، وأنه يعرف الخطوط الحمر ويقف عندها.

ما يجرى اليوم بعد توسيع الخيارات الحريرية في اتجاه عون يكاد ينبئ بتكرار سيناريو فرنجية. فالجنرال الذي انتقل من كونه مرشح فريق «8 آذار»، الى كونه مرشح «القوات اللبنانية»، ولاحقاً مرشح تيار «المستقبل»، لم يختلف سلوكه عن سلوك فرنجية، للأسباب نفسها.

يراقب عون حلفاء «حزب الله» وهم يعارضون انتخابه علناً وفي السر، انتخابه رئيساً، لكنه لم يقم إزاء هذا الأمر بأيّ خطوة تعطي انطباعاً بأنه مرشح يملك أيّ هامش للمناورة.

قبل توقيع تفاهم معراب وبعده، استمرّ مسؤولون في «القوات اللبنانية» على تفاؤلهم المفرط بأنّ عون يختلف عن فرنجية في قدرته على اتخاذ قرار مستقل، في حال عرقل «حزب الله» وحلفاؤه انتخابه لأيّ حجّة وسبب. هذا التفاؤل ذهب الى حدّ الجزم بأنّ عون قادر متى رشحه جعجع والحريري على اتخاذ قرار بحضور جلسة الانتخاب، حتى لو لم يحضرها الحزب. ما يبدو حتى الآن أنّ عون لا يختلف في التزامه بالخطوط الحمر عن فرنجية، لا بل إنّ ما يزيد عن ذلك يشي بأنّ عون غير متأكد من موقف «حزب الله»، وهو يصرّ فيما لو رشّحه الحريري على سحب ترشيح فرنجية للمشاركة في جلسة الانتخاب، وذلك يعني أن لا تأييد جعجع له ولا التأييد المتوقّع من الحريري، سيؤدّي الى انتخابه، وهو ما يعيد اللعبة الى النقطة الصفر، أي الى ما قبل ترشيح فرنجية وعون. ليس سرّاً أنّ الحريري الذي قبل عملياً بتأييد عون من دون أن يعلن ترشيحه رسمياً، يخشى تكرار سيناريو فرنجية، ويخشى أن يُرشّح عون، وأن لا يشارك الأخير في جلسة الانتخاب، بداعي الخوف من مفاجأة انتخاب فرنجية في الجلسة ذاتها، لهذا ليس من المستبعد أن يطلب الحريري من عون ضمانة علنية بالمشاركة في جلسة الانتخاب في حال قرّر تأييد ترشيحه، من ضمن مجموعة من الضمانات الاخرى المتصلة بعدم عرقلة تشكيل الحكومة، وبالموقف من المحكمة الدولية و«اتفاق الطائف»، لكن تبقى ضمانة المشاركة في الجلسة الأهم، لتفادي تكرار سيناريو فرنجية، علماً أنّ جهد عون يتركز الآن على سحب فرنجية، المستمر بترشيحه مدعوماً من الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط والكتل الحليفة لـ»حزب الله».

 

أعيدوا الرئاسة... وخذوا ما شئتم من «سلال»

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الأربعاء 12 تشرين الأول 2016

طرح الجدل الواسع حول «السلّة» وما رافقها من حملات، أسئلة كثيرة عن شكل النظام السياسي، ودور رئيس الجمهورية، بعيداً من الكلام الدائم الذي يعتبر أنه «رمز وحدة الوطن وحامي الدستور». لا يُنتخب رئيس الجمهورية من الفراغ، أو يكون شخصية غير معروفة، فالرئيس ينتمي الى فريق سياسي ولديه تحالفاته، ويسعى الى شدّ الكتل والنواب من حوله لكي يحقق أكبر نسبة إجماع. هذا الأمر يتمّ عبر الترغيب بإعطاء مكاسب في الحكم والإدارة، فيما الإئتلافات ضرورية من أجل تأمين غالبية تضمن وصوله أو غالبية حاكمة في الأنظمة البرلمانية عند تأليف الحكومات خصوصاً في الدول التي تعتمد النظام البرلماني الديموقراطي مثل بريطانيا. أما في الأنظمة البرلمانية، ولبنان واحد منها وإن كان نظامه صوَريّاً مغلّفاً بدكتاتورية الزعماء والطوائف، فتكون الصلاحيات في يد الحكومة فيما يشكّل رئيس الجمهورية «الأب الجامع»، على عكس الأنظمة الرئاسية مثل فرنسا والولايات المتحدة الأميركية التي تستعدّ لإجراء إنتخاباتها الشهر المقبل، وعندها لا يستطيع رئيس الجمهورية إعطاء الضمانات أو توزيع الحصص المطلوبة لأنه أساساً لا يملكها. في السابق، وقبل إقرار اتفاق «الطائف»، كان رئيس الجمهورية الحاكم الأول للبنان، يملك صلاحيات مطلقة، يستطيع حلّ مجلس النواب ساعة يشاء، يسمّي رئيس الحكومة بعد مشاورات نيابية شكلية ويشكل الحكومة بالاتفاق مع رئيسها، يعيّن القادة الأمنيين والإداريين اضافة الى رزمة كبيرة من الصلاحيات. أمّا بعد «الطائف»، ومع ضعف الموارنة وإنكفاء المسيحيين، فقد سادت حقبة «إنتقام من المارونية السياسية» التي كان رمزها رئيس الجمهورية وقد جُرّد من القسم الأكبر من صلاحياته فيما لم يستعمل بقية الصلاحيات.

ولأنّ الرئاسات والمناصب في لبنان تتأثّر بقوّة كلّ طائفة وحجم تأثيرها، كان الوزير يمارس صلاحيات تفوق صلاحيات الرئيس، من هنا لم يبقَ أمام الرئيس سوى إستخدام قوّة شخصيته أولاً، من ثمّ إستعمال الصلاحية التنفيذية الوحيدة وهي توقيع مرسوم تأليف الحكومة.

يرى أكثر من مرجع سياسي أنّه إذا كان الرئيس قوياً وحازماً، وبما أنّ الحكومة هي الحاكمة، يستطيع فرض الحصة التي يراها مناسبة داخل التركيبة الحكومية، ويمكنه أن يثبت على موقفه لأخذ مطالبه، وهو قادر على طرح معادلة أخذ نصف المقاعد الحكومية من كلّ الطوائف مثلاً، وترك النصف الآخر لرئيس الحكومة ليوزّعها على القوى السياسية، وعندها ترضخ هذه القوى للأمر الواقع، ويؤمّن الرئيس أكبر نسبة إلتفاف حوله، لأنّ السياسيين في لبنان يسيرون مع «الماشي»، وعندما يرون رئيساً قوياً وقادراً يقفون في صفه حكماً.

إذا كانت السلّة ضرورية أو أقلّه التفاهمات على الحصص، فإنّ ذلك يحصل في نظام رئاسي حيث يستطيع الرئيس الوفاء بالوعود التي قطعها ورسم خريطة طريق لعهده. لكن اليوم وفي حال وعَد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون الرئيس سعد الحريري بترؤسه كلّ حكومات العهد، كيف سيضمن له ذلك إذا أفرزت الإنتخاباتُ النيابية أكثرية من نوع آخر، وإذا وعَد «القوات اللبنانية» بمقاعد وزارية، فمن أين يعطيها إياها إذا لم يفرض وجوده ويطالب بحصة للرئيس بغض النظر عن حصة «التيار الوطني الحرّ»، وإذا قطع وعوداً للرئيس نبيه برّي في ملفات مثل النفط، فمَن يضمن أنّ ذلك سيتحقق خصوصاً إذا أُحيلت وزارة الطاقة الى وزير خصم لبري؟ من هنا، فإنّ طرح السلال وأخذ تعهّدات من الرئيس المقبل أشبه بـ»شيك» غير قابل للصرف، أو لا يخدم لفترة طويلة، لأنّ التوازنات السياسية هي التي تحكم لبنان والعهد الرئاسي، لكنّ اعتماد النظام الرئاسي لا يكتمل إلّا بانتخاب الرئيس من الشعب، وهذا الأمر غير ممكن حالياً بسبب غلبة الديموغرافية الإسلامية وتراجع أعداد المسيحيين، على رغم أنّ هذه الخطوة تنقذ لبنان من الفراغ أو الأزمة السياسية كلّ 6 سنوات.

 

هل سيطرُق الحريري باب «حزب الله»؟

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الأربعاء 12 تشرين الأول 2016

ميشال عون ينتظر سعد الحريري، ما يريده هو أن يأكل السمك الرئاسي، لا أن يبقى هذا السمك في البحر. هناك فرصة متاحة الآن للاصطياد أكثر من أيّ وقت مضى، لا بدّ أن تقتنص سريعاً، فهو لا يستطيع أن ينتظر الى ما شاء الله، فكلّ يوم يمضي يأكل بعضاً من تلك الفرصة. والأهم من كلّ ذلك، أنّ أكثر ما يخشاه هو أن يُلدَغ من الجحر الرئاسي، مرّة جديدة. وهنا الضربة الأكثر من موجعة له ولكلّ ما بناه وسعى اليه. يقول أحد المتحمّسين لعون إنّ مرور جلسة 31 تشرين الأول من دون انتخابه رئيساً للجمهورية سيُدخل البلد في مشكلة كبيرة مفتوحة على شتى الاحتمالات. وتصبح كلّ الخيارات مفتوحة أمام الرابية.

تفترض هذه الشخصية المتحمّسة، أنّ «مهلة الاسبوعين» المتفق عليها بين عون والحريري هي مهلة كافية ليحسم فيها الحريري قراره بدعم ترشيح عون لرئاسة الجمهورية. إذ إنّ كلّ المسائل قد حُسمت بينهما، وقد سبق لهما أن تفاهما على كلّ شيء، حتى على أدقّ التفاصيل، ولم يبقَ سوى أن تترجم اقوال الحريري ووعده «الجدّي» للجنرال، الى أفعال ملموسة. وتفترض تلك الشخصية أيضاً أنّ مجرّد إعلان الحريري دعمه ترشيح عون، سيحرج كلّ الآخرين حتماً، ويضعف ورقة المعترضين والمتحفِّظين والمتردّدين، ويجعل من جلسة 31 تشرين أمراً واقعاً لا مفرّ منه، ويضع الجميع، المعترضين والمتحفّظين والمتردّدين قبل المؤيّدين، أمام حتمية انتخاب عون. منطق هذه الشخصية المتحمّسة يُلقي الكرة في ملعب الحريري، ولا ينقص في نظرها سوى أن يحسم قراره ويبادر الى إعلان الترشيح. واللافت للانتباه أنّ حماسة تلك الشخصية متسلّحة بالنصاب النيابي العددي الذي يميل حالياً لمصلحة عون، إلّا أنها تتجاهل النصاب السياسي الذي لم يكتمل بعد، واكتماله وعدم اكتماله يقعان على مسافة متساوية. بناءً على هذه الحماسة، يحضر السؤال: ماذا لو أعلن الحريري ترشيح عون فعلاً، هل سيصحّ ما تفترضه تلك الشخصية ويفتح باب القصر الجمهوري أمام عون؟ وماذا لو لم يعلن ذلك؟

يبدو هذا المنطق وكأنه يحاول أن يشحذ همّة الحريري الماضي في صمته الى أجل غير مسمى، لكنّ الصورة الحريرية تَشي بما يلي:

- لا تبدو الاستجابة ممكنة في الوقت الراهن، وإن كان الحريري قد تقدّم خطوة في اتجاه إعلان ترشيح عون، فإنّ التغريدات السعودية التي حلّقت في سماء الاستحقاق الرئاسي قبل يومين، قد فرملت هذا التقدم وجعلته يفكّر مرتين قبل التقدم خطوات أخرى، هذا إن لم تكن تلك التغريدات قد دفعته الى التراجع خطوات الى الوراء.

- منذ اللقاء الأخير بينه وبين عون، أقام الحريري في المنطقة الرمادية، ولم يقدم أيّ مؤشرات عملية لخطوات ملموسة بحجم الحماسة التي أظهرها منذ اللحظات الاولى لعودته الى بيروت.

- يوحي الحريري أنه يتوخّى السرعة في إنجاز الاستحقاق الرئاسي وفق الإخراج الذي أعدّه ربطاً بعون، إلّا أنه يتجنّب التسرّع في اتخاذ القرار. لذلك فإنّ التروّي هو العنوان الذي يغطي بيت الوسط في هذه المرحلة.

ولكن، قد يكون هذا التروّي ناتجاً:

إما عن عدم وضوح الموقف السعودي حتى الآن. وقد جاءت التغريدة السعودية لتزرع مزيداً من الإرباك والحيرة في الأجواء الرئاسية اللبنانية.

• إما عن إدراك بأنّ التعقيدات الماثلة في طريق الرئاسة ليست داخلية فقط، بل ربما هي مرتبطة باللحظة الإقليمية المتفجّرة على أكثر من جبهة، فمنذ سنوات وملف لبنان مرتبط بالملف الإقليمي، ولا شيء يَشي بأنّ ملف لبنان قد فصل عن ملف المنطقة، وبالتالي لا تشي الأجواء الإقليمية ومعها الدولية، بإمكان حدوث خرق رئاسي لبناني بينما النار مشتعلة في كلّ محيطه. علماً أنّ العالم كله لا يبدو أنه معنيٌّ بملف لبنان حالياً، لا سياسياً ولا رئاسياً.

• إما عن محاولة الاستفادة من «عثرات» تجربة ترشيحه سليمان فرنحية، والبناء عليها إيجاباً في تجربة ترشيحه عون.

• إما عن إرباك حقيقي وتخبّط وعدم قدرة على بلوغ موقف نهائي ربما لعدم نضوجه بعد، وربما أيضاً خوفاً من أن يدوس في أيّ موقف يتّخذه أو خطوة يقدم علبها، على لغم سياسي، قد يرتب عليه أثماناً كبيرة لن يكون في مقدوره تسديدها وتحمّل أكلافها.

إما عن شعور بأنه استطاع من خلال حضوره على الخط الرئاسي، أن يعيد ترميم نفسه بعد التصدعات التي أصابته شعبياً وسياسياً ومالياً، وبالتالي ينتظر لكي يحقق المزيد من المكاسب والأثمان السياسية.

• إما عن تسليم بأنّ توجّهه لترشيح عون قد فشل، وهذا التروّي الذي يعتمده يستبطن محاولة للبحث عن سبيل لتغطية هذا الفشل والهروب منه بمحاولة إلقاء الكرة في ملعب الآخرين.

إما عن إدراك بأنّ طريقة تظهير توجّهه نحو ترشيح عون، لم تكن مدروسة أكثر، بل كانت متعجِّلة وغير موفّقة، حتى لا نقول سيّئة، من حيث الإعداد والإخراج. وثمّة همس كثير يقرّ بذلك، في أوساط المحيطين بالحريري.

• إما أنه يحاول أن يدرس الخطوات أكثر لكي تأتي حاسمة وأكثر فعالية، وربما يكون دافعه الى ذلك، هو أنه لم يعد يستطيع التراجع، لأنّ في هذا التراجع فقداناً للمصداقية، والمزيد من الخسارات، وفرصة للعودة الى السلطة قد تضيع ولا تتكرّر.

تبعاً لذلك، ما على العاملين على خط الاستحقاق الرئاسي سوى الانتظار، الحريري وكما يُوحي المحيطون و»الحلفاء الجدد»، ما زال يتحرّك ضمن «فترة السماح» المحدّد سقفها حتى موعد الجلسة الرئاسية في 31 تشرين الجاري، وفريقه في جوّ أنّ الحريري سيقول كلمته في نهاية المطاف، وفي التوقيت الذي يراه مناسباً. هذا مع العلم أنه حينما تبنّى ترشيح فرنجية لم ينطق بكلمة علنية في هذا الإطار.

ولنفرض أن أعلن الحريري ترشيح عون اليوم، فهناك مَن يقول إنّ ذلك يحسم النقاش الرئاسي على خط الحريري عون فقط، إذ يبقى معبران إلزاميان لا بد من سلوكهما: الأول، عون ونبيه برّي، والثاني، الحريري و»حزب الله». كلا المعبرين صعب إلّا أنّ الأكثر صعوبة وتعتريه ما يمكن تسميتها مستحيلات، هو المعبر الثاني.

هذان المعبران يشكلان التتمة الموضوعية للمعبر الأول بين الحريري وعون، وكما يقول مرجع سياسي، لا يكفي أن يجلس عون والحريري معاً، سواءٌ بينهما مباشرة أو مَن يمثلهما، ويتفقا على أمور بينهما، ثمّ يُلزمان جميع الآخرين بها وكأنّها كلام مُنزل. فللآخرين كلمتهم وتوجّهاتهم ورؤاهم، وهم معنيون أيضاً بالجلوس والنقاش، وبالتالي الوصول الى تفاهم إذا أمكن ذلك.

والسؤال هنا، ماذا عن «حزب الله» والحريري، هل مجرّد أن يتّفق الحريري مع عون، يعني أنّ «حزب الله» قد التزم اتفاقهما، من دون أن تكون له كلمته في الموضوع الرئاسي.

إن أعلن الحريري ترشيح عون، فمعنى ذلك أنه أيّد مرشح «حزب الله» فقط، أما التفاصيل الأخرى، التي يمكن لها أن تعبّد طريق الحريري الى رئاسة الحكومة، فبطبيعة الحال تتطلب سلّة تفاهمات ثنائية، وثلاثية ورباعية وأكثر من رباعية.

والأساس هنا هو «سلّة التفاهم» الإلزامية بين الحزب والحريري. فهل إنّ الطرفين قادران على ذلك، في ظلّ العلاقة الصدامية بينهما وانتماء كلّ منهما الى محور معادٍ للمحور الآخر، لا بل هل يستطيع الحريري - وحتى ولو أراد ذلك - أن يعقد اتفاقاً أو تفاهماً حول الحكومة المقبلة (الأداء، النهج، السياسة الاقتصادية، السياسة الداخلية، السياسة الخارجية، سوريا وكلّ البنود الخلافية) مع «حزب الله» المصنّف سعودياً على أنّه منظمة إرهابية وتعتبره المملكة عدواً لها؟ ولنفرض أن جاء الرفض السعودي القاطع لعقد مثل هذا الاتفاق، فكيف سيعبر الحريري الى رئاسة الحكومة؟

 

التضييق الأميركي يُقلق المصارف العربية واللبنانية

طوني رزق/جريدة الجمهورية/الأربعاء 12 تشرين الأول 2016

في حين يقلق اتحاد المصارف العربية من إنهاء البنوك الاميركية خدمات المراسلة المصرفية مع البنوك العربية ويناشد الولايات المتحدة الاميركية واوروبا إعادة النظر وتقييم التداعيات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، يضمن مصرف لبنان انّ المصارف اللبنانية في مأمن من مثل هذه الازمات المستجدة.

يزداد القلق في المصارف العربية على امتداد المنطقة من التضييق المصرفي والمالي الاميركي خصوصاً والغربي عموماً في إطار التقيّد مع معايير مكافحة التهرّب الضريبي وتمويل الارهاب وتبييض الاموال. وبلغ مقدار القلق الى حدّ دفع بالأمين العام لاتحاد المصارف العربية الى اتهام البنوك الاميركية خصوصاً بممارسة سياسة التمييز المالي

وتجد البنوك الاميركية نفسها مرغمة على اتخاذ قرارات حاسمة تصل الى إنهاء علاقتها المصرفية مع الكثير من المؤسسات المالية والمصرفية العربية او تقليص هذه العلاقة الى حدودها الدنيا.

وتراقب البنوك الغربية وخصوصاً في نيويورك جميع التحويلات المالية الى مختلف أنحاء العالم، وهي تميل الى إنهاء تعاملها مع البنوك الشرق أوسطية ويضرّ ذلك كثيراً بإمكانية القيام بالعمليات المالية الفائقة الاهمية لتمويل التجارة الخارجية والخدمات المالية الاخرى. وكانت عمليات إنهاء التعامل مع البنوك في الشرق الاوسط وخصوصاً الصغيرة منها قد ازدادت بقوة في العام 2016. وتدافع البنوك العربية عن نفسها على خلفية قيامها بجهود كبيرة على الصعيد البشري والتقني لتحسين درجة تقيّدها بالمعايير الدولية. وناشد الامين العام لاتحاد المصارف العربية السلطات المالية في كل من الولايات المتحدة الاميركية واوروبا لتقييم التداعيات الاقتصادية والمالية والاجتماعية بقرارات انتهاء العلاقات المصرفية مع البنوك العربية.

البورصة اللبنانية

بقي نشاط بورصة بيروت محدوداً أمس وأمس الاول فبلغ حجم التداولات 24059 سهماً وقيمتها 231724 دولاراً، وسجل تبادل 35 عملية بيع وشراء داخل بورصة بيروت تناولت ستة اسهم مختلفة وهي التالية:

اولا: اسهم سوليدير الفئة (أ) و(ب) والتي ارتفعت 0,92 % الاولى و0,51 % الثانية الى 9,78 دولارات و9,68 دولارات على التوالي

ثانيا: اسهم شركة هولسيم لبنان والتي ارتفعت ايضا بنسبة 1,41 % الى 14,37 دولاراً.

ثالثا: اسهم بنك بلوم فئة (GDR) والعادية التي استقرت على 10,30 دولارات و10,10 دولارات على التوالي

رابعا: واخيراً اسهم شركة الاسمنت الابيض لحامله والتي استقرت على 2,70 دولار.

وفي ختام التداولات ارتفعت القيمة السوقية للبورصة 0,14 % الى 11,248 مليار دولار.

أسواق الصرف العالمية

ارتفع الدولار الاميركي أمس الى اعلى مستوى له في 11 اسبوعاً مع اعتقاد واسع في الاسواق برفع اسعار الفائدة الاميركية في شهر كانون الاول المقبل، فتراجع اليورو بنسبة 0,55 % الى 1,1076 دولار وتراجع الجنيه الاسترليني 0,68 % الى 1,2274 دولار كما زاد الدولار بنسبة 0,14 % الى 103,72 ينات.

وكان الخاسر الاكبر أمس الدولار النيوزلندي الذي تراجع واحد في المئة بعد تصريح رسمي باحتمال إجراء خفض جديد لأسعار الفائدة. ولقي الدولار دعماً ايضاً من تراجع حظوظ دونالد ترامب بالفوز في انتخابات الرئاسة الاميركية.

النفط والذهب

مع التساؤل المتزايد حول مصداقية اتفاق منظمة اوبك لخفض الانتاج تراجعت اسعار النفط أمس لينخفض نفط نايمكس بنسبة 0,97 % الى 50,85 دولاراً للبرميل، كما تراجع سعر نفط برنت الخام بنسبة 0,85 % الى 52,69 دولاراً للبرميل.

ومع ارتفاع الدولار أمس كان لا بد من تراجع اسعار الذهب فانخفض سعر الاونصة بنسبة 0,29 % الى 1256,70 دولاراً كما تراجعت أونصة الفضة 0,31 % الى 17,60 دولاراً.

بورصات الأسهم العالمية

مع تراجع الين الياباني تلقّت بورصة طوكيو دعماً ليرتفع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية 0,98 % الى 17025 نقطة كذلك ارتفع مؤشر شانغهاي بنسبة 0,59 % الى 3066 نقطة امّا مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ فتراجع 1,27 % الى 23549,5 نقطة.

وارتفعت البورصات الاوروبية ولقي مؤشر فوتسي البريطاني من تراجع الجنيه ليزيد 0,20 % الى 7111 نقطة وارتفع مؤشر داكس الالماني 0,36 % الى 10662 نقطة وارتفع مؤشر كاك الفرنسي 0,28 % الى 4510 نقطة. غير انّ بورصة وول ستريت اتجهت للفتح على تراجع 0,22 % الى 18219 لمؤشر داو جونز والى 2153 لستاندرد اند بورز و4887 لناسداك.

 

"التغريدة" وما بعدها...

 الياس الديري/النهار/12 تشرين الأول 2016

"جان عبيد وزير خارجيّة لبنان حكيمنا جميعاً، وحكيم وزراء الخارجيّة العرب". هذه الكلمات التي قيلت في مستحقٍّ لها، أعلنها وزير خارجيّة السعوديّة الراحل سعود الفيصل قبل أعوام، وخلال مؤتمر لوزراء الخارجيَّة العرب، وأول من أمس أُعيدَ نشرُها وتعميمها في تغريدة للقائم بالأعمال السعودي وليد بخاري.

أيّاً تكن الأسباب والغايات، بل حتى وإن كانت "التغريدة" شخصيّة وعفويّة، ولا قصدَ منها ولا غرض، فإن الاوساط السياسيَّة على مختلف أهوائها وانتماءاتها توقَّفت طويلاً عندها، وتأمَّلت في النص، والمصدر، والتوقيت، والحركة الرئاسيَّة المصابة بالدوران ضمن الدائرة الفارغة ذاتها، وانعكاسات "التغريدة" التي سُحِبَت في وقتٍ متأخِّر. وبعدما أقامت الدنيا من حول بعض المسترئسين ولم تقعدها. كثيرةٌ ومتعدِّدة الميول، هي التعليقات والتحليلات التي استولدتها "التغريدة" المفاجئة، والتي يصرُّ البعض على أنّها ليست "بريئة" إلى هذه الدرجة، وإلى حدّ القول أنَّ لا علاقة لها بالسياسة السعوديةّ، ولا بمواقف المسؤولين السعوديّين بالنسبة إلى المرشّحين المدرجين على جدول "المساعي الحميدة" منذ فترة طويلة. ولم يتردَّد وزراء ومُقرّبون من كبار المسؤولين في القول إن مناسبة "التغريدة" تلاقت "مُصادفة" مع توقيت عودة الوزير وائل أبو فاعور من زيارته الثانية للسعوديّة، بانطباعات غير مشجِّعة. وُنقل عنه "استشفافه أجواءً سلبيّة حيال ترشيح الجنرال ميشال عون". غير أن ردود الفعل والتفسيرات المتوقَّعة، أو المنتظرة، لا تزال في بداياتها. وإن كان بعض المراقبين رأى أن التغريدة تكمل ما نُقل عن الوزير أبو فاعور. وما قاله الرئيس نبيه برّي عن النتيجة: "راح مختار رجع محتار".

لا شكَّ في أن الاستحقاق الممنوع من "الصرف"، ومن الإنجاز، وحتى من التداول الفعلي العملي الجدّي، مُعرَّض لملاقاة تطوّرات سلبيّة في بعضها، إن لم يكن معظمها. وخصوصاً إذا تبيّن لبعض المسترئسين جدّاً أن "القصّة" فيها ما فيها، ولا شيء يمنع أو يحول دون الالتفات في اتجاه "الشخص الثالث"، أو المرشَّح الثالث. إن لم يكن اليوم، فغداً. بعد غدٍ. بعد أسبوعين أو شهر. عندئذ قد تتغيَّر الأجواء السياسيَّة والرئاسيَّة على نطاق واسع. وحتماً لن تبقى محصورة داخل جدران البيت اللبناني... على جاري العادة المألوف جدّاً في "المواسم الرئاسيّة". وقد تُبذل جهودٌ ذات تأثير مباشر لتحقيق ما يُشبه الإجماع، وما يقنع "المتضرِّرين" أن "الوضع عايز كده". هذه القراءة السريعة لما حصل خلال الساعات الأخيرة، تحتاج إلى انتظار جلاء الواقع وتطوّراته، وعلى أي برٍّ سيرسو مركب الاستحقاق الرئاسي.

 

تسوية طهران"... من بيروت!

عبد الوهاب بدرخان/النهار/12 تشرين الأول 2016

لاحِظوا أن جميع التيارات والتكتلات تريد التبرّؤ من مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية. واستباقاً لأي مفاجأة تحلحل عقدة الرئاسة جيء بتعقيد آخر: أيّهما أولاً، الرئاسة أم قانون الانتخاب؟ كلاهما مستعصٍ. كان "حزب الله" ولا يزال أول المعطّلين، إذ عيّن ميشال عون رئيساً ووضع الآخرين بين تزكية هذا التعيين، أو لا انتخاب. لم يُزكَّ ولم يُنتخَب سواه. هذه النتيجة هي ما توخّاه "الحزب" أساساً، وهو ما ظهر في كلّ مراحل الأزمة واتّضح أخيراً، ليس لخصوم عون و"الحزب" بل تحديداً لـ "التيار العوني" نفسه. بعد حملة مركّزة قادها "الحزب" والعونيون للقول بأن الرئيس العتيد جاهز لكن "تيار المستقبل" يعرقل وصوله، وذهب خلالها جبران باسيل بعيداً في تصوير المشكلة وكأنها بين السنّة والمسيحيين ("اذا رفضتم رئيسنا نرفض رئيسكم"!)، ارتأى سعد الحريري مصارحة سليمان فرنجية بإمكان سحب تأييده له، للأسباب الموضوعية نفسها التي جعلت الحريري يبدي لعون استعداداً مبدئياً لانتخابه، اذا كان حلفاء "الجنرال" يؤيدون فعلاً. أما الأسباب فمعروفة: ليست اقتناعاً بعون ونهجه ولا لهاثاً وراء رئاسة الحكومة بل حرصاً على بقاء الدولة، فإذا انهارت لا رئيس ولا حكومة. هذا الخطر قائم، و"حزب الله" لا يتوقعه فحسب بل يتهيّأ لادارته واستثماره. اذ مضى 28 شهراً من دون رئيس كلمح البصر، ومُلئ الفراغ بمشاحنات سياسية حول الارتباطات الاقليمية لهذا الفريق وذاك، ومشاجرات على "الميثاقية" والنازحين والأجور والنفايات، بل تخلّلها حوار سنّي - شيعي "لتخفيف الاحتقان" سنّياً، فيما واصل الأمين العام لـ "حزب الله" الشحن والحقن والتسميم بلا أي ضوابط... وقد تمضي الشهور الـ6 الباقية من عمر "الجمهورية" بأسرع من لمح البصر للوصول الى الوضع الذي يعتبره "حزب الله" فرصة تاريخية لن تتكرّر: لا رئاسة ولا برلمان ولا حكومة ولا شرعية إلا لسلاحه غير الشرعي. ولذلك فهو تحوّط لأي مفاجأة بتنسيق الأدوار بينه وبين حركة "أمل" لتبقى طريق الرئاسة غير سالكة، فـ "الحزب" يلعب عون ضد الجميع و"أمل" تلعب فرنجية ضد عون. لا بدّ أن القلق من الفوضى السياسية (والعسكرية)، ومن حتمية "المؤتمر التأسيسي" عندئذ، فرض ويفرض على "تيار المستقبل" وسواه الذهاب الى "ترئيس" الخصم السياسي بدل المجازفة بانهيار النظام. ففي الأزمتين (1989 و2008) اللتين قادتا الى "اتفاق الطائف" ثم الى "اتفاق الدوحة" كانت الدولة والرئاسة والمؤسسات مهدّدة وعلى شفير الهاوية، مع فارق أن "تسوية الطائف" جاءت على خلفية حرب أهلية وتمّت بفضل استمرار مجلس النواب مفتوحاً، أما "تسوية الدوحة" فلم تكن ممكنة لولا صمود الحكومة المتجانسة رغم اقفال مجلس النواب وغزوة بيروت. وما دام "حزب الله" و"أمل" لم يلتقطا التغيير الحاصل في موقف "المستقبل" ليوحّدا موقفهما لمصلحة عون، فهذا يعني أنهما ينتظران الظرف المناسب لفرض "تسوية طهران"... من بيروت!

 

معضلة إيران وحزبها وحيرة «الملف الرئاسي»

وسام سعادة/المستقبل/12  تشرين الأول/16

دخلت هذه المنطقة من العالم في إطار «قطبية إقليمية مذهبية» منذ مطلع القرن السادس عشر، مع اعتناق البلاط الصفوي في إيران رسمياً المذهب الشيعي الإثني عشري، ورفع منسوب «الهوية السنّية» للدولة العثمانية، إن يكن من خلال حربها مع بلاد فارس، أو من خلال توسعها باتجاه البلدان العربية، و«التهام السلطنة المملوكية». من يومها، وإيران تنظر الى تميزها المذهبي في محيطها على أنّه دافع حيوي بالنسبة لها باتجاه التوسّع، وكافح جديّ لهذا التوسّع بما يرجعه عند كل موجة إلى أعقابه، وبما كان يساهم في الحد من القطبية المذهبية التصادمية بعد تعثّر محاولات التوسّع.

محاولتان قدّمتا للخروج من المعضلة. الأولى في منتصف القرن الثامن عشر، مع أفول الصفوية، وصعود نادر شاه أفشار. اعتبر نادر شاه أنه يلزم مغادرة المذهب الشيعي مجدّداً للتمكّن من التوسّع شرقاً وغرباً، ثم ابتدع نوعاً من التسوية المذهبية المحسوبة سياسياً، وروّج لها كـ«إسلام سنيّ جعفري». تمكّن من غزو الامبراطورية المغولية، المسلمة السنية، في الهند، وفتح دلهي عام 1739، وحاول التوسع في العراق، على حساب الدولة العثمانية أيضاً، إلا أنّ الوصفة الأيديولوجية التي حاول تسويقها لم تفلح كثيراً. وبعده، عادت إيران لتنكمش على ذاتها لفترة من الزمن طويلة.

المحاولة الثانية جاءت مع الثورة الإسلامية وفكر الإمام الخميني. اعتبر الخميني أن «تثوير التشيّع» كفيل بجعله أيديولوجيا لاقطة لجميع المضطهدين والثوريين ليس فقط في إيران، بل أيضاً في البلدان العربية ذات الأكثرية السنية. النتيجة: بدلاً من تقليل حدّة التصادمات القومية الإيرانية العربية والمذهبية السنية الشيعية التي كان أهل الثورة الإيرانية يعتبرون أن نظام الشاه عمل على تزكيتها طيلة عقود، فقد حدث العكس تماماً. زادت هذه التصادمات عن كل حد. وبالتأكيد، لم يكن ليحدث هذا لولا سياسات استعجلت السلبية غربياً وعربياً تجاه الجمهورية الإسلامية، إلا أنّ المؤدى العام أن هذه الجمهورية هي التي كانت تطرح «تصدير الثورة» ولم يكن أحد في الجهة المقابلة يطرح لا تصدير «العروبة» ولا تصدير «التسنّن» اليها.

مع ذلك، وحتى التدخل الانغلو- أميركي في العراق وإسقاط نظام صدام، لم يكن ثمة تجربة «تصديرية» ناجحة للأيديولوجيا الحاكمة في إيران، ونموذج «الحرس الثوري» الكابس على الإيرانيين، غير نموذج «حزب الله» في لبنان، هذا النموذج الذي عرّف عن نفسه مطولاً بأنه «الثورة الإسلامية في لبنان» قبل أن يكتفي بـ«المقاومة الإسلامية في لبنان»، ثم تعود هذه المقاومة «اللبنانية» فتتوسع الى بلغاريا ومصر وسوريا والعراق واليمن وتحشر أنفها في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية. سيمرّ وقت، ومعه مآسٍ كثيرة جديدة، قبل أن تقتنع إيران مرة أخرى بأنّ دافعها الى التوسع في النطاق العربي، يكبحها في الوقت نفسه، وأنّ تجربة «الإسلام السني الجعفري» مع نادر شاه أفشار، مثلها مثل تجربة «التشيّع الثوريّ الأممي» مع الإمامين الخميني وخامنئي تقرّب إيران من المجد الإمبراطوريّ الى حد كبير، لكنها تعود فتبعد هذا المجد عنها، كونها تصطدم بواقع مديد، «سنيّ أكثري» على صعيد العالم العربي، كما على صعيد العالم الإسلامي.

كل ما تقدّم لا منفذ اليه بطبيعة الحال الى المداولات السياسية المحلية أو طاولة الحوار، ولا إلى أي نوع من «الحوار المتخيل» مع «حزب الله». بل إنه إذا ما سمعنا كلمة السيد حسن نصرالله اليوم سيبدو مثل هذا الكلام، الداعي للانطلاق من منظار «الأمد التاريخي الطويل» لفهم المعضلة الإيرانية، والطابع «المستحيل» للتوسّع في النطاق العربي، سواء بالمنظار القومي أو بالمنظار المذهبي، كلاماً يذهب هباء. فالسيد لن يكتفي بحالة متقدمة من إلغاء «الحيز اللبناني» وتهميشه لصالح الملاحم الإقليمية، لأنه ينساب أكثر فأكثر وراء «استراتيجية وصل» بين «جزيرة كبيرة» تدعى إيران، و«جزيرة صغيرة» تدعى المناطق الشيعية من لبنان. الوصل هنا بمعناه الجغرافي الحرفيّ. بكل ما يعنيه من «حرب استنزاف لأجيال» في العراق وسوريا وحيثما أمكن للحريق أن يجد له فتيلاً. رئيس أو لا رئيس؟ ضرب في الرّمل طالما ظلت استراتيجية «تحييد لبنان» لم يُعاد تأهيلها للإجابة تحديداً على هذا الخطر، خطر استراتيجية الوصل البرّي بين المناطق الخاضعة مباشرة للنفوذ الإيراني في العراق وبين المناطق التي يُراد التوسّع اليها، في العراق وفي سوريا، بداعي مكافحة «الإرهاب التكفيري». في مكان ما، صحيح، يستشعر الحزب أن أي رئيس كان هو «وجع رأس» إضافي، في زمن «استراتيجية الوصل» هذه. وفي مكان آخر، هامشية «الحيز اللبناني» لديه تعطي انطباعاً بـ«لا مبالاة» له حيال موضوع الرئاسة، كما لو كانت تتعلق ببلد أجنبي، أو كانت مسألة ذات طابع «تراثي» مسيحي صرف.

 

كلام برّي: صعبُ التطبيقّ

جوزف ب. أبي راشد/النهار/12 تشرين الأول 2016

حفلت وسائل الإعلام، في الشهر الماضي، بجملة للرئيس برّي تقول: "إذا لم نتّفق على ما بعد الرئاسة فلن تكون هناك رئاسة". تساءلتُ من أي زمن كانت مؤسسات الدولة الثلاث: التشريعية والتنفيذية ومركز الرئاسة تضع شروطاً مسبقة وغير مألوفة دستورياً وميثاقياً في ما بينها، وعلى غير مؤسسات؟ إنّ مؤسسة رئاسة الجمهورية هي، مبدئياً، أهم هذه المؤسسات الثلاث) تراجع المواد:49،50،53 من الدستور). نحن من اللبنانيين الصامتين، غير المنتمين إلّا للبنان كقطعة واحدة بعيدة، عن كل أصناف الأحزاب والجمعيات والتيارات والتجمعات السياسية، وعن كل طموحهم الى المحادل وشهوة الحكم والرُشى والفساد وبيع الدولة ومؤسساتها وأملاكها إلى حيتان المال، في الداخل والخارج، بأكثر من ثلاثين من الفضّة بكثير، تقصم ظهر الوطن وتستعبده لسنين طويلة مقبلة، في تصرف "مُصادِرٍ للمستقبل" لم يعرفه لبنان في تاريخه.

لم نكن مع الذين وافقوا على دستور الطائف دون أن يسمح لهم بمناقشة أي حرف فيه، ولكن يتبيّن لنا أن واضعيه يفوقوننا ذكاء واستشرافاً خدمة لمآربهم في الوصاية والاحتلال واستتباع الوطن والسيطرة على أرضه وشعبه واقتصاده. نحن نعاني ويلات النص الذكي الذي وضعه الآخرون بوجود ساسة تنقص معظهم الرؤية والاستشراف، في المبنى والمعنى، فكيف إذا حُوّر معنى النص الأساسي وطُبّق مزاجياً دون أن يلقى اعتراضاً من أحد؟

من يفسّر: كيف "يسمّي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلّف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب؟ استناداً الى استشارات نيابية مُلزمة، يطلعه رسمياً على نتائجها؟"

الاطلاع يكون مبدئياً، لمعرفة سير الخط السياسي في البلاد واتجاهات الكتل وخياراتها، ولكن تطبيق النتيجة يجعل الرئيس "خيال صحراء" وساعي بريد، لا أقلّ ولا أكثر، ومن هنا لا يلزمه النص بتطبيق نتائجها.

كيف تطبّق المادة 24 وتوزيع المقاعد بين النواب: "بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين... طالما أن أكثر من عشرة نواب (مسيحيين) تنتخبهم بقية الطوائف. وفي باب "أحكام نهائية موقتة" وفي آخر صفحة منه التي وياللأسف الشديد، لاقت من بعض "أذكياء" سياسيينا مجالاً للافتخار بالمشاركة في وضعها، تنصّ "على اعتماد الاختصاص والكفاءة في الوظائف العامة... باستثناء وظائف الفئة الأولى التي تكون مناصفة بين المسيحيين والمسلمين دون تخصيص أية وظيفة لأية طائفة مع التقيّد بمبدأي الاختصاص والكفاءة". وهذا ما جرّ الى اعتبار المراكز الوزارية كالفئة الأولى فخصّصت كل الطوائف بوزارات سياديّة فاعلة في المجتمع، وأصبح المسيحيون من متعهّدي الوزارات القليلة النفع الاجتماعي والمحرومة من الموازنات التي تستطيع بواسطتها تنفيذ برامجها الخدماتية.

هل يعقل في بلد طائفي مذهبي كلبنان، الذي توزّع فيه الحقوق على الطوائف، بالقيراط، أنّ نطبّق أرفع الخيارات المدنية المفاجئة قبل نضوجها في عقول المواطنين وتصرّفاتهم وانتماءاتهم، وبالأخص حقوقهم؟ هل يجوز أن نجعل لبنان المنحدر الى المذهبية في تحصيل حقوق طوائفه، أن نجعله مشاعاً، استناداً الى قاعدة التمثيل الطائفي، عدا الفئة الأولى، بعدما جاء التطبيق منذ التسعينيات، في جميع الفئات الباقية، كما استغلّته المذاهب والميليشيات، وعلى دورات متتالية في الحكم، بحسب عددها أو نفوذها، فحرم المسيحيون حقوقهم، ولا مَنْ يسأل.

من الصعب جداً، حتى بعد صدور أكثر من طائف أو دستور، أن يغيّر الشعب معتقداته منذ الاستقلال، بعد أن ضحّى واتّهم زوراً بأكل الجبنة، مع المارونية السياسية، "لأن الحلم لم يُغيّر في قناعات اللبنانيين بأن كلمة "عهد" في السياسة اللبنانية، تعني: "عهد اسم رئيس الجمهورية خلال ولايته" سواء كان بصلاحيات استُكثرت عليه قبل الطائف، وعُدّت من الامتيازات، أم بإنقاص بعضها بعد الطائف، فهو الذي يتلقّى في النهاية رأي الشعب في عهده، بصرف النظر عن تصرّف عدد من رؤساء الحكومات الذين رافقوه، بحسناتهم أو سيئاتهم.

فالرئيس مؤتمن على الدستور وما يتبعه، وهو حاضن التراث التاريخي والاجتماعي، مستقلّ التصرّف حتى بعد انتخابه، وللنواب حق تقييم قيمته الذاتية طيلة حياته المواطنية والسياسية، ولكن أن نفرض عليه "إذا لم نتّفق على ما بعد الرئاسة فلن تكون هناك رئاسة" تعني أنه لن تكون هناك رئاسة. وأكثرية اللبنانيين، الذين لم يعتبروا بالأحداث والأوضاع المهترئة والصفقات وإفقار البلد وخسارة تراثها الحضاري والتاريخي ولم تفعل فيهم حتى تاريخه، سيكون الذنب ذنبهم، "وكما يكونون يولّى عليهم" في كل المؤسسات التشريعية والإجرائية والرئاسيّة وغيرها.

وإذا افترضنا أنّ الاتفاق على ما بعد الرئاسة يكون مع الشخص المعني، فأشكّ في أنّ أحد المرشّحين المعلنين أو غيرهم، سيقبل بهذا الطرح، فأين كرامة الرئيس ومسؤولياته الدستورية وحلمه وديبلوماسيته في تحقيق تقدم للبلاد وفي تنفيذ خطّته التي تبلور سياسته العادلة والحكيمة والمستشرفة، وثقافته الناصحة، المسيطرة جميعها على الحرائق والمستجدّات الأمنية والسياسية والاجتماعية؟

اذاً على المسيحيين ألّا يضعوا، في كل استحقاق تشريعي أو إجرائي، خططاً وشروطاً بالمفرد لانتخاب كل من رئيس المجلس ورئيس الوزراء تبيّن مدة ولايته ومواصفات عمله ومشاريعه ونزاهته واخلاصه، قبل أن يولّيه النواب مسؤولياته.

مَنْ يشرح أن سلطة رئيس المجلس الأعلى للدفاع، وسلطة القائد الأعلى للقوات المسلحة تفوق سلطة رئيس البلاد؟ وكيف يقوم بكل ذلك مَنْ كُبّلت يداه قبل انتخابه؟ مَنْ يشرح؟ كيف أنّ برنامج كل مرشّح ورئيس وتوقه إلى خدمة وطنه وحمل وزر عهده ودخول التاريخ لا يُسمح له باختيار وزرائه للتخلص من معظم هذه الطغمة؟ فهو، مبدئياً، حرٌّ في اختيار من يريد لعهده وتنفيذ خطّته وبرنامجه وطموحه، بموافقة الجميع إذا أمكن، وإلّا كبّلناه بحسب الاقتراح.

هل نتّفق على ما بعد الرئاسة قبل الانتخاب؟ لكي يأتي الرئيس الجديد، وقد سبقت عهده مشاريع للرضوخ لها وتطبيقها دون أن تكون له يدّ في اقرارها؟ من مثل: قانون جديد للانتخاب، وصفه مجلس ممدّد لنفسه لا يمثل أحداً، غارق معظمه في الفساد حتى اذنيه بطريقة لم يشهد العالم مثيلاً لها، وقد تقاسموا، قبل الانتخاب: البترول والغاز في قلب البر والبحر، والنفايات، والكهرباء، وحقوق المواطنين والموظفين والبلديات والنزوح السوري والضمانات الاجتماعية ومواقف السيارات ومجلس الاهدار في العاصمة والملحقات التي تبعثر وتضيّع بدون حسيب أو رقيب؟

ماذا سيفعل رئيس جديد؟ وكيف سيؤسّس عهداً جديداً مميّزاً، بمجلس ليس له فيه رأي وبقانون انتخاب يجدّد لنفسه وبخيبة طموح اللبنانيين إلى التغيير، وبمؤسسات خربة حُشِيَت أزلاماً وحزبيين إلى ما شاء الله؟

مَنْ يشرح؟ الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس للوزراء والوزراء؟ أم نتائجها؟ فبعد إعطاء فكرة عن ميول النواب، ليس على أحد أن يلزمه بالأشخاص، وإلّا أصبح الطائف، وتفسيره وتطبيقه الأعوج، مهزلة، أو هكذا أريد له أن يكون: بفخامة رئيس بألقاب كثيرة مموّهة، بكتابة ذكية فيها تقديم وتأخير، ولكن دون صلاحيات أو تحقيق أحلام وخطط لرجل سيطلق اسمه على عهده ويتحمّل مسؤولياته؟

مَنْ يشرح؟ كيف سلك معظم المشتركين في الطائف، ومنهم مازال حياً، وقبلوا بالتغيّرات التي انعكست سلباً على الوطن واللبنانيين، والتي سمحت للوزراء بالتدخّل في عمل مؤسسات الرئيس شهاب، التي ألحقها عن قصد برئاسة الوزراء وحماها بمعنوياته، فيما أصبحت الوزارات والوساطات النيابية والوزارية حالياً تعيّن 99% من موظفي الدولة. فمِمّن تأتي العدالة والتوازن وحفظ النسيج اللبناني؟ أو ما يستطيعه قائد مئة تجاه 99 من مشارب أخرى وطوائف أخرى وميول أخرى، طالما أنّ الطائفية لا تزال معشعشة عندنا، وقد سلّمت مكانها الى المذهبية والأنانية، وهنا الطامة الكبرى! وبعد أن حوّلوا المؤسسات المختصة الى دوائر صغيرة غير فاعلة أو مسموعة، وموظفيها الى طلّاب وظائف يستدرّون عطف السياسيّين. فمِمّ كان يشكو مجلس الخدمة المدنية؟ في توزيع المتبارين والموظفين والكفاءات والاختصاصات وعلى الطوائف؟ كانت مؤسسات الرئيس شهاب تسير بالشعب اللبناني نحو الأمن والعدالة والمواطنية وإزالة الطائفية بهدوء والسير بالبلد في خطّه المدني الى مستقبل زاهر، نتيجة احترام الفرد المواطن في علمه وكفاءته وثقافته من دون أن يكون مرتهناً لمِنّة نائب أو وزير.

إنّنا نمثّل اليوم أسوأ درجات الفيديرالية أو غيرها، ليس عن طريق اللغات، كما في أوروبا، ولا الأعراف، إنّما عن طريق الأديان والمذاهب، وإغراقنا في هذا الطريق سيجعل لبنان مجموعة مناطق طوائف دينية ومذهبية يحدّدها زعماؤها الاقطاعيون والفاسدون الجّدد مع أصحاب المحادل والميليشيات والأحزاب الذين يمثلون اقطاعية جديدة عاهرة والى أجيال عديدة، وعندها تنتفي عن لبنان الموحّد، المختبر الحضاري الوحيد في العالم، صفة الرسالة الفريدة، وهي خسارة كبيرة له وللعالم.

سبب كل ذلك إفتقار بعض اللبنانيين الى الانتساب الى لبنان الوطن قبل انتسابهم الى مذاهب جعلوها فوق المواطنة وعاملوا لبنان كبقرة حلوب، باعوا لأجلها الوطن والشراكة والميثاق وأصبح معظم بوصلاتهم خارج الحدود وخارج تعاونهم واخوانهم في الوطنية. وهذا نقص فاضح في فهم التاريخ، لأنّ من مات واستشهد واضطُهد ومارس شظف العيش في المغاور والكهوف، لمئات السنين، ليؤمن مساحة آمنة عادلة خالية من العنف والاضطهاد والتعصب، لا يريد فيها إلّا العدالة والحرية، لا يمكنه أن يتخلّى عن هذه العطية الرسالة التي شارك فيها مواطنيه، إلّا بالمقاومة وإنقاذ المصير اللذين يحترمان وطنيته وعمله وعدالته وحريته.

أخيراً، إذا لاقى كلام الرئيس برّي الذي نحترم وطنيته وعمله آذاناً صاغية، فأبْشروا برئيس لن يكون سوى صورة مسؤول أو خياله، كما مرّ وعانينا سابقاً، وليس حافظاً للتراث وتحقيق الحلم وإحلال العدالة والحرية والاستقلال ولا بعيداً عن الانقسامات الداخلية والارتهان للقوى الخارجية المتصارعة.

نريد مجلس نواب لبنانياً صُنع بكامله في لبنان، ينتخب رئيساً صُنع أيضاً في لبنان ويحترم الجميع في الداخل والخارج، شرط أن يتخلّى نوابنا عن انتماءاتهم الخارجية، ويخلعوا عنهم كل ما هو غير لبناني، ويقترعوا بكل ضمير حي، مجرّد إلّا من مصلحة لبنان، رئيساً تتوافر فيه صفات العلم والوطنية والشجاعة وحب العمل بتجرّد واستشراف ونزاهة وعنفوان، بدون تحضير لمعارك كربلائية جديدة، لا سمح الله، مع المحوَرين أو مع أي أحد آخر، ومن دون انتظار نتائج حرب ضروس عند أحد، وإلّا وقع على اللبنانيين وممثّليهم كامل المسؤولية عن كل هذه المرحلة، وأساسها انتخابات مقبلة، بعد انتخاب الرئيس، في سبيل تسريع التقدم وإنقاذ لبنان،

 

عَصرَه السوري… يعصرُه الإيراني

خيرالله خيرالله/العرب/12 تشرين الأول/16

قبل كلّ شيء، يحتاج لبنان إلى رئيس للجمهورية. من يرفض النزول إلى مجلس النوّاب لانتخاب رئيس للجمهورية، إنّما يريد تدمير الجمهورية لا أكثر. لذلك لا يمكن إيجاد أي عذر لنائب لبناني يقاطع جلسات انتخاب رئيس للجمهورية منذ ما قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان في الخامس والعشرين من أيّار – مايو 2014، أي منذ ما يزيد على عامين ونصف عام بالتمام والكمال. أقلّ ما يمكن قوله عن النائب المقاطع أنّه يعمل من أجل تغيير طبيعة النظام في لبنان… أو أنّه جاهل إلى درجة لا يستوعب النتائج التي يمكن أن تترتب على مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس.

مطلوب رئيس للجمهورية لحماية لبنان ومنع تغيير النظام القائم منذ إقرار اتفاق الطائف في خريف العام 1989. هذا النظام يحتاج من دون شكّ إلى إصلاحات. الطائف ليس كتابا مقدّسا. لكنّ هذه الإصلاحات لا يمكن إلا أن تكون نحو الأسوأ في غياب التوافق الوطني وفي ظلّ سلاح مذهبي. يعمل هذا السلاح غير الشرعي على “تبييض” وضعه بفرض دستور جديد عبر ما يسمّى “المؤتمر التأسيسي” الذي دعا إليه قبل سنوات عدّة الأمين العام لـ“حزب الله” السيّد حسن نصرالله.

في غياب رئيس للجمهورية، يبدو لبنان معرّضا لمخاطر كبيرة. من بين هذه المخاطر فرض نظام جديد على اللبنانيين لا يعود فيه مجال سوى لتكريس التعطيل عبر إيجاد نائب لرئيس الجمهورية تابع لـ“حزب الله”، أي لإيران، يكون رئيس الجمهورية الفعلي بصلاحيات تمنع أي قرار يتخذ على الصعيد الوطني يصبّ في مصلحة البلد. هذا هو الواقع الذي لا يدركه مقاطعو جلسات انتخاب رئيس للجمهورية. من لا يدرك هذا الواقع، خصوصا النواب المسيحيين التابعين لميشال عون الذين يصرّون على أن يصبح رئيسا للجمهورية بسلاح “حزب الله”، إنما هو شريك في اللعبة التي يمارسها “حزب الله”. لا يدرك ميشال عون أن لعبته هذه لن توصله إلى الرئاسة بمقدار ما أنّه يستخدم في عملية من نوع آخر تصبّ في نهاية المطاف في تكريس الوصاية الإيرانية على البلد.

مفهوم أن يقاطع “حزب الله” جلسات انتخاب رئيس الجمهورية. لدى الحزب أجندة خاصة به هي الأجندة الإيرانية. يظنّ الحزب أن الوقت يعمل لمصلحته وأن “المؤتمر التأسيسي” آت لا محالة ما دام قسم من المسيحيين في لبنان، يمثلهم ميشال عون، يعملون من أجل بلوغ النتيجة نفسها.

المؤسف أن ميشال عون لا يتعلّم. لم يستوعب أنّه استخدم في العام 1990 من أجل إفراغ اتفاق الطائف من مضمونه وتحويله من اتفاق يحظى برعاية دولية وعربية، إلى اتفاق يضع لبنان تحت الوصاية السورية.

عندما أدخل ميشال عون، بعقله الانقلابي، الجيش السوري إلى قصر بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانية في اليرزة في ذلك اليوم المشؤوم، يوم الثالث عشر من تشرين الأوّل ـ أكتوبر 1990، تبيّن كم أن القائد السابق للجيش اللبناني الذي جيء به إلى قصر بعبدا لا علاقة له بالدولة ومؤسساتها، ولا يمتلك أي قدرة على فهم المعادلات الإقليمية والدولية. كان ميشال عون، بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميّل، رئيسا لحكومة عسكرية مؤقتة ذات مهمة محصورة بانتخاب رئيس للجمهورية. خلال إقامته في قصر بعبدا، انتخب النواب رئيسا للجمهورية بعد إقرار اتفاق الطائف الذي أعلن رئيس الحكومة المؤقتة رفضه له. كان همّه محصورا بأن يكون هو، ولا أحد غيره، رئيس الجمهورية.

كان ولا يزال مستعدا لكلّ شيء من أجل أن يكون رئيسا للجمهورية في بلد كان في العام 1989 في حاجة أكثر من أي وقت لشخص مثل رينيه معوّض. مُنع رينيه معوّض من دخول قصر بعبدا كي يكون فريسة سهلة للنظام السوري الذي اغتال الرئيس اللبناني المنتخب في منطقة يتحكّم بكل مفاصلها.

كان منع رينيه معوّض من دخول قصر بعبدا الخدمة الكبرى التي أدّاها ميشال عون للنظام السوري. أعلن ميشال عون الحرب على النظام السوري، لكنه لعب على أرض الواقع، دور الأداة الأفضل، إن لم يكن الأداة المفضلة، لديه. فمنذ اغتيال رينيه معوّض صار النظام السوري من ينفذ اتفاق الطائف على طريقته. لم يكتف ميشال عون بذلك. لم يعرف أن نظام صدّام حسين انتهى يوم غزوه للكويت في الثاني من آب – أغسطس 1990. كان نظام صدّام الحليف الأوّل لميشال عون. معروف كيف أرسل له دبابات استخدمها في نهاية المطاف في حربه على “القوات اللبنانية” وعلى الدكتور سمير جعجع بالذات.

لا حاجة إلى العودة إلى تفاصيل ما حدث في الثالث عشر من تشرين الأوّل ـ أكتوبر 1990، عندما دخل النظام السوري إلى قصر بعبدا ووزارة الدفاع للمرّة الأولى منذ استقل لبنان. في ذلك اليوم، لجأ ميشال عون إلى السفارة الفرنسية تاركا جنوده في ساحة المعركة بعدما تبيّن أن حساباته العسكرية والسياسية ورهاناته الإقليمية لم تكن في محلّها إطلاقا.

بعد الطائف، أراد ميشال عون تدمير لبنان. أراد أن يدفع البلد ثمن عدم الإتيان به رئيسا للجمهورية. لم يستطع عقله التبسيطي فهم معنى غزو صدّام للكويت، ولا معنى انضمام حافظ الأسد إلى الحلف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة من أجل إعادة الكويت إلى أهلها.

لم يتغيّر ميشال عون. لم يتغيّر عقله الانقلابي. عندما يقبل بأن يكون انتخابه رئيسا للجمهورية ثمنا لتوقف إيران عن تعطيل لدور مجلس النوّاب، فألف سلام عندئذ على لبنان… وعلى ما بقي من مؤسساته.

كان مفترضا أن يتعلّم ميشال عون شيئا في ما يزيد بسنة على ربع قرن. نجده في السنة 2016 يكرّر ما فعله في العام 1990. كلّ ما في الأمر أنه تحول من عدو للنظام السوري إلى معجب به. لم يعد يسأل حتّى عن اللبنانيين المحتجزين في سجون هذا النظام منذ سنوات طويلة. تحوّل، عمليا، من أداة استخدمها هذا النظام في فرض وصايته على لبنان، إلى أداة تستخدمها إيران من أجل إحلال وصايتها مكان الوصاية السورية.

صحيح أنّ “حزب الله”، الذي تتحكّم به إيران، لا يريد رئيسا للجمهورية. وهذا ما كشفه الرئيس سعد الحريري عندما اعتبر ميشال عون من بين الأسماء المطروحة لديه. لكن الصحيح أيضا أنّ لا مانع من استخدام إيران للرجل، تماما مثلما استخدمه النظام السوري في الماضي. فميشال عون يمتلك عقلا انقلابيا، وهو يمثل قسما من المسيحيين ذوي القدرات العقلية المحدودة في لبنان. لا شيء يحول دون عصره حتّى آخر نقطة في عملية مدروسة تستهدف تحويل لبنان إلى مجرّد مستعمرة إيرانية. هل صدفة أن شعار التيار الذي يتزعّمه ميشال عون هو البرتقالة؟

عَصَرَ النظام السوري هذه البرتقالة في الماضي، لماذا لا يعصرها حاليا ملالي إيران وممثلهم في لبنان ما دام قسم من مسيحييه لا يدرك أهمية أن يكون للبلد رئيس للجمهورية، رئيس يمتلك قبل أيّ شيء القدرة على أن يكون وفاقيا، فضلا عن المؤهلات العقلية التي تسمح له باستيعاب ما يدور في المنطقة في هذه الظروف المصيرية التي يجتازها الشرق الأوسط.

 

الحقيقي والشكلي في حديث الرئاسة اللبنانيّة

 خالد غزال/الحياة/12 تشرين الأول/16

تصاعد الحديث في الفترة الأخيرة، عن قرب إنهاء الشغور الرئاسي في البلد. لعل الحقيقة الأولى والأهم التي يعترف بها الجميع، أن البلد يعيش حالاً من تعطّل مؤسساته الدستورية وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية، التي تشكل المفتاح، بل الشرط الضروري لاستعادة سائر المؤسسات التشريعية والتنفيذية والإدارية عملها الطبيعي. والحقيقة الثانية التي يقر بها الجميع أيضاً، أن البلد يسير في شكل سريع نحو انهيار مقوماته البنيوية والاقتصادية وسط تحذير المؤسسات المالية من تفاقم الوضع المالي، ناهيك بتصاعد الأزمة الاجتماعية التي تضرب معظم الشعب اللبناني، وقد أضيفت إليها المعضلات الضخمة الناجمة عن العدد الكبير من النازحين السوريين. والحقيقة الثالثة التي يكاد يجمع عليها معظم القوى السياسية، أن الخارج الدولي والإقليمي لم يعد يولي لبنان تلك الأهمية المعطاة له سابقاً، وأن الدعوات الدولية صريحة جداً للبنانيين بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، من دون انتظار الفرج من هذا الخارج. وحقيقة أخيرة يتم الاعتراف بها تلك المحذّرة من أن السلم اللبناني الهش قد لا يستمر طويلاً في ظل الارتباط العميق بين الأزمتين السورية واللبنانية، وأن أخطار انتقال اللهب السوري فعلية في ظل التحولات الحاصلة في الحرب الأهلية السورية.

هذه الحقائق التي لا ينكر أحد وجودها، تجري عليها أجوبة شكلية ومعظمها خارج الموضوع. فيما يتصاعد الضجيج عن حظوظ هذا المرشح للرئاسة أو ذاك، وتعطى أدوار لقوى محلية بحيث يبدو كأن مصير الفراغ معلّق على موقفها، تتناسى معظم القوى السياسية أن مصير الرئاسة لم يكن يوماً في يد قوى الداخل بالكامل، وهذا قبل أن تنفجر الأزمة الراهنة . كان الخارج عنصراً مقرراً في كل اتفاق على الرئيس، كما كان للداخل حيز معين في القرار. في السنوات الأخيرة، تراجع موقع الداخل في القرار الى الدرجة الدنيا التي تجعله عديم التأثير، وارتبطت الأزمة اللبنانية بالحرب الأهلية السورية. داخلياً، بات القرار المحدد للسياسة اللبنانية، داخلياً وإقليمياً، في يد حزب الله، الذي يعلن صراحة أنه قوة أساسية من المحور الإيراني – البعثي، وأن لبنان بات مربوطاً بقيود من حديد تكبّل مساره، ولا يجري أي حل من دون موافقة السياسة الإيرانية التي يترجمها الحزب في الداخل اللبناني. لذا من العبث الحديث عن قرب حل الأزمة الرئاسية أو بعده من دون قرار للحزب، الذي لا يبدو أنه في وارد الإفراج عن هذا الشغور، بل إن قادته يرددون يومياً أن الأزمة الرئاسية ومجمل الأزمات اللبنانية، باتت مربوطة بالأزمة السورية، وتنتظر الحلول لها، في وقت لا يستطيع أحد أن يتنبأ بمصير سورية وحربها.

في هذا المجال، ولكون الجنرال عون هو عنوان الرئاسة، يصبح من الضروري نقاش ما يمثله هذا الرجل، ونقاش من بات يرى أن مجيئه الى الرئاسة سينقذ البلد السائر الى الانهيار. لا أحد ينسى أن ميشال عون شكل مفصلاً مهماً في تصاعد الحرب اللبنانية وفي السير بتدمير المؤسسات عندما لم ينتخب رئيساً، وهو كان يومها في موقع المسؤولية كرئيس للحكومة الانتقالية. تتشابه اللحظة الراهنة مع عام 1988، لجهة حجز الوضع اللبناني والسير به الى الخراب، وإبقاء البلد معلقاً، في حال لم يُنتخب. وما صدر حديثاً عن بعض القوى السياسية، خصوصاً تيار المستقبل، الذي يدعو الى انتخاب عون درءاً لمزيد من الانهيار، ينم عن جهل بحقيقة ما يمثله عون وتحالفاته. إن مجيء عون الى الرئاسة تسليم شرعي ورسمي للبلد الى حزب الله، المتحكم راهناً بحياته السياسية. كما أن عون سيكون مقدمة لمزيد من الانهيار والتفتيت، وسيحول الحرب الأهلية الباردة حالياً الى حرب أهلية ساخنة.

إذا كانت الحقائق تؤكد بقاء البلد معلقاً، فإن مسار أزماته، وفي ظل تعطّلها، قد يأخذ منحى سيادة فوضى سياسية، تجعل كل قوة وحزب في السلطة ساعياً الى اقتطاع حصة له يمارس عليها سلطة أمر واقع. لا يستهجنن أحد هذا التوقع، فقد انحكم البلد لسنوات بسيطرة سياسية وأمنية على المناطق اللبنانية، ولم تستعد الدولة حيزاً أساسياً من موقعها إلا بعد اتفاق الطائف. ليس مستغرباً أن تصبح هذه السيطرة المرجعية اللبنانية، وأن يتحقق تقسيم واقعي على الأرض، تتعايش معه القوى السياسية، الى أمد غير منظور.

 

إيران والقضية الفلسطينية والإسلام

رضوان السيد/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/16

عندما أنجز الإيرانيون اتفاقهم النووي عام 2014 مع الأميركيين وبقية أعضاء الـ5+1 أقبلوا على «شكر» أولئك الذين ساعدوهم في الوصول إلى ذلك الاتفاق «التاريخي» كما سموه؛ فبدأوا (ظريف وجعفري) بـ«حزب الله»، ثم سموا عددا من الدول بينها روسيا والصين! وفي تلك الفترة صادفت في بيروت مسؤولين من حماس والجهاد الإسلامي، فوجدتهم غاضبين وخائبين، وظننت أن ذلك يعود للأزمة السورية التي أساءت لعلاقاتهم بالإيرانيين بسبب عدم انحيازهم المعلن لبشار الأسد كما فعلت فصائل فلسطينية أخرى؛ فأجابني الحماسي متحمسا: بل نقصد ما عبّر عنه الإيرانيون من شكر للجميع وفي طليعتهم الحزب، وما ذكروا شيئا عنا، نحن الذين خضنا حروبا طلبها منا الإيرانيون فأدت، إلى جانب إجرام نتنياهو، إلى خراب قطاع غزة! وقلت: كيف استطاعوا إرغامكم على التسبب بخراب بلدكم؟! وقال الحماسي ثانية: إن الجهازين العسكري والمدني يتطلبان إنفاقا هائلا، وإذا كنت أو صرت تابعا في الإنفاق، يصبح قرارك بالحرب والسلم غير مستقل، ويكون عليك أن تصغي لرغبات الممول في الزمان والمكان! وقلت: أنتم إذن متضررون الآن؟ فأجاب: ونحن أكثر من الجهاد الإسلامي بسبب حجمنا وإمكانياتنا. وأنتم إذن عائدون إلى الحضن الدافئ؟ فقال: نعم، وعاجلا أم آجلا سيعود «الجهاد» أيضا. وستجاهدون هذه المرة في فلسطين؟ قال: لا، لأن الأميركيين اتفقوا مع الإيرانيين على المهادنة تجاه إسرائيل!

يعترف بعض الحماسيين إذن أنهم وبالتدريج، صاروا منفذين لأهداف السياسة الخارجية الإيرانية، والتي ما كان دعم القضية الفلسطينية مهما عندها، وإنما الضغط على الولايات المتحدة من أجل فك الحصار، وغض الطرف عن استراتيجيات إيران تجاه المنطقة العربية. ففي وقت مبكر (العام 1985 – 1986) ما كان عند الإيرانيين مانع من التعامل مع إسرائيل، وأخذ السلاح منها، وقد أعدم الإيرانيون بعض الذين أفشوا خبر هذه الصفقة، باعتبارهم خونة للمصالح الوطنية الإيرانية!

يعترف الإيرانيون الإسلاميون، وغير الإسلاميين، أن نقطة الضعف الأميركية في منطقة الشرق الأوسط هي الأمن الإسرائيلي. ولذا وتحت عنوان تحرير الأرض اللبنانية وتحرير فلسطين لاحقا، أنشأوا «حزب الله»، واستتبعوا الجهاد ثم حماسا فضلا عن تنظيمات أخرى غير إسلامية، واستخدموها ضد إسرائيل أحيانا، وأسكتوها أحيانا أخرى حسبما تقتضيه مصالحهم الباقية فوق كل اعتبار، والآن تقاتل إلى جانب الميليشيات الإيرانية بسوريا فصائل فلسطينية قومية ويسارية، من بينها جيش القدس، وشأن جيش القدس في العلاقة بإيران، مثل شأن الإرهابيين الذين يسمون أنفسهم بيت المقدس، ويقاتلون الجيش المصري بسيناء من سنوات، وربما كانت لهؤلاء أيضا علاقات بإيران، إذ تلقوا سلاحهم من قطاع غزة!

إن المقصود ليس شيطنة إيران، وإنما كشف الأهداف الحقيقية لسياساتها الخارجية، فعندما بدأ «حزب الله» الذي تأسس عام 1982 على أيدي الحرس الثوري، كان بين أولى عملياته تفجير مقرات للجيشين الفرنسي والأميركي بجوار بيروت، سقط فيها مئات الضحايا. ثم انصرف لخطف الأجانب في لبنان، وقتل بعضهم، وإخراج البعض الآخر بفدية. ثم تفجير السفارة الأميركية. وعندما اختفى الأجانب من بيروت، وما عاد يمكن ابتزاز الغرب لهذه الناحية، قال الإيرانيون إنهم يريدون تحرير جنوب لبنان. وضرب الهيبة الإسرائيلية. وما كان الحزب ولا كانت الحكومة اللبنانية هي التي تفاوض من أجل الهدن والأسرى والجثامين؛ بل كان المفاوضون ضباطا سوريين وآخرين من ضباط الاستخبارات والحرس الموجودين في السفارة الإيرانية بسوريا! ومنذ أواسط التسعينات، وبعد أوسلو (1993).

تغلغل الإيرانيون في التنظيمات الفلسطينية المسلحة والإسلامية وغير الإسلامية، وأشهرها بالطبع الجهاد ثم حماس. وكان المعلن لدى هؤلاء اعتراضهم على اتفاق أوسلو الذي يحول دون تحرير كامل التراب الفلسطيني، وناصحهم بالطبع وبالنيابة عنهم كانت الاستخبارات الإيرانية تفاوض إلى جانب مفاوضاتها باسم «حزب الله». وما كانت ترعى في ذلك كله غير مصالحها ومصالح النظام السوري الحليف، الذي كان يريد وراثة منظمة التحرير باعتبارها قد تخلت عن التحرير بالسلاح!

وهناك ثلاث محطات توضح ما نقصده من استغلال إيران لقضية فلسطين، وتداخل عنوان فلسطين مع العنوان الإسلامي الذي صار طائفيا بحتا. المحطة الأولى هي خروج الإسرائيليين من لبنان عام 2000، وهو انسحاب جيّره الإيرانيون لأنفسهم باعتبار أن «حزب الله» هو الذي أرغم الإسرائيليين على ذلك. والدليل على أنه ما كان إرغاما حيرتهم الشديدة عند الإعلان عن قرار الانسحاب، للخشية من تتعطل وظيفة «حزب الله» الابتزازية. ولذلك وبعد شهور أثاروا قصة مزارع شبعا المحتلة التي كان السوريون يدعون ملكيتها، وهذا يعني أنها ليست أرضا لبنانية وعلى السوريين تحريرها! والمحطة الثانية هي احتلال الأميركيين للعراق عام 2003، وقد سُرّ الإيرانيون لذلك مع توجّس. إذ بسقوط صدام سقط عدوهم الاستراتيجي، لكن القوة الأميركية صارت قريبة جدا منهم. ومنذ العام 2004 بدأت المفاوضات المباشرة على المستوى الاستخباري، ومن العجب أنه في ذلك الحين قررت إيران تنشيط عملها على النوويات. والمحطة الثالثة وهي ذات ثلاث حلقات، وفي كلها كان «حزب الله» أداة رئيسية: حرب العام 2006 بين الحزب وإسرائيل. واحتلال غزة من جانب حماس بدعم من بشار الأسد وإيران عام 2007.

واحتلال بيروت من جانب الحزب عام 2008. وهكذا فإن إيران حققت عن طريق الحزب أهدافا استراتيجية ما كان لها جميعا علاقة بفلسطين أو تحريرها: إرغام الولايات المتحدة على مفاوضتها على النووي وعلى أمن إسرائيل. وقسمة القضية الفلسطينية بحيث صارت غزة بيئة خصبة للاستيلاء الإيراني، وما عاد الفلسطينيون بعد وفاة عرفات (2004) يفاوضون بقيادة واحدة، والاستيلاء التدريجي على العراق وثرواته وتخريبه، بحيث لا يمكن أن يشكل جبهة على الحدود أو أن يكون ندا لها. وتستخدم الأموال في تمويل حروبها ونشر نفوذها باتجاه سوريا وغرب المتوسط، وباتجاه اليمن. ونحن نعرف الآن أن الحزب اشتغل بالبحرين والكويت وسوريا والعراق واليمن لصالح إيران، والتي حاولت في كل بلد عربي أو إسلامي بلغة نفوذها إنشاء ميليشيات طائفية لها فيه تستخدمها للاستيلاء أو زعزعة الاستقرار، وقسمة الناس إلى سنة وشيعة، وعرب وعجم!

وللإسلام مع إيران وقضية فلسطين قصة لا تقل هولا ودلالة. فبعد الثورة الخمينية مباشرة أعلن عن يوم القدس السنوي، باعتباره شاهدا على الاهتمام بالتحرير. ولكي تؤثر سلبا على الانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة 1987) تبنت إيران و«حزب الله» شعار حماس أن أرض فلسطين وقف، ولا بد من إقامة دولة إسلامية فيها بعد التحرير. وتنظيم الجهاد الإسلامي الذي تبنته أولا كان يسير في إسلامياته إلى جانب الحزب خطوة خطوة. فلما انتظمت علاقتها بحماس، أعطتها بطهران مقر السفارة الفلسطينية. وهذا كله فضلا عن مؤتمرات الوحدة الإسلامية السنوية بطهران، والتي يخطب فيها رؤساء التنظيمات الشيعية في العالمين العربي والإسلامي، وزعماء حركات المقاومة في فلسطين، ثم يزورون منظمة الثقافة الإسلامية، ومدرسة صغيرة أقامتها إيران دعاية يدرس فيها أتباع المذاهب الأربعة السنية، على الرغم من أن السنة (وعددهم في إيران 15 مليونا ما تمكنوا من إقامة مسجد لصلاة الجمعة بالعاصمة!). وفي كل عام وفي يوم القدس بالذات، كما في عاشوراء، يشنّف الإيرانيون أسماع الضيوف والمواطنين بشتم العرب أتباع الإمبريالية الأميركية والذين لا يريدون تحرير فلسطين، ثم إنهم لا يستحقون الولاية على الحج.

وتصاعدت الشكوى في سائر أنحاء العالمين العربي والإسلامي، ومن المشرق إلى المغرب.. وخطاب هذه الجماعات المستورد من إيران هو خطاب كراهية لأنه يبدأ بالشتم والقذف واللعن. وليس فيه فرصة الاهتداء مثلا كما في حركات التبشير.

وقد كان فلسطينيو حماس والجهاد ينكرون أن تكون إيران ساعية للتشييع عندهم، ثم ظهرت حركة وجماعات: صابرون. فبدأ الحماسيون والجهاديون يتشاجرون من أين أتى هؤلاء، وهل هم من حماس أو الجهاد، ثم ارتأوا أخيرا القول إنهم ذوو أصول صوفية!

إيران الخمينية كارهة للعرب وللسنة. وهي منذ التسعينات تحاول إقناع الشيعة العرب بالافتراق عن مجتمعاتهم ومقاتلتها، تماما كما حاول الانشقاقيون السنة. والذي أراه أنه لا حائل بين إيران وبلوغ أهدافها إلا اليقظة العربية والإسلامية. فالذين اشترتهم أموال إيران أو أهواؤها من الصعب استرجاعهم إلا بالوعي الجديد والقوي والجامع.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

عون وتحدّيات الواقعية السياسية

بقلم نون/اللواء/الثلاثاء,11 تشرين الأول 2016

مِن كلام الرئيس نبيه بري في اجتماع مكتب المجلس، إلى تغريدة القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد البخاري، ماذا بقي من الجلسة الانتخابية الرئاسية المقررة في نهاية الشهر الحالي؟

الرئيس بري بما يُمثل من ثقل سياسي ونيابي، أبلغ النواب أعضاء المكتب السياسي، أنه لن يصوّت للعماد ميشال عون، حتى لو صوتت له كتلة الوفاء والتحرير. لأن التنكر العوني لشرعية مجلس النواب ورئيسه، حفر عميقاً في هوّة الخلافات بين عين التينة والرابية، لم تفلح مساعي الوسطاء في ردمها.

وجاءت تغريدة الديبلوماسي السعودي في اعتبار الوزير جان عبيد «ملك وزراء الخارجية العرب»، كما وصفه وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، لتحمل أكثر من رسالة لمن يعنيه الأمر، بأن المملكة مع الرئيس التوافقي، وحرصاً على الاستقرار اللبناني، وحماية لتوازنات المعادلة الداخلية، لا تشجع على وصول رئيس طرف، مرتبط بتحالف مع المحور الإيراني، في مرحلة تخوض فيها المملكة حرباً ساخنة ضد التدخلات الإيرانية في المنطقة.

الواقعية السياسية تفرض على الأطراف الحزبية، على اختلاف انتماءاتها، العمل جدياً باتجاه التوصل إلى رئيس توافقي، إذا كانت النوايا صافية فعلاً، لإنهاء الشغور الرئاسي، وإعادة التوازن إلى عمل المؤسسات الدستورية.

لا شك أن مسؤولية العماد عون وتياره البرتقالي تبقى مضاعفة في إيصال الاستحقاق الرئاسي إلى خواتيمه السعيدة، من خلال إفساح المجال أمام توافق وطني على رئيس وسطي، يستطيع أن يلعب دور الحكم، ويكون قادراً على إطلاق ورشة إدارية واقتصادية، تعيد الروح للاقتصاد الوطني.

أما العودة إلى التهديد بالنزول إلى الشارع، والبقاء في الساحات والشوارع، بحجة الدفاع عن الدور المسيحي والميثاقية وغيرها من المزايدات، فهي مجرد شعارات لم تعد تجدي نفعاً في سوق الخطاب الشعبوي!!

 

«اعرف حدودك»

 غسان شربل/الحياة/12 تشرين الأول/16

حين يقول رجب طيب أردوغان لحيدر العبادي «اعرف حدودك» ويلغي فلاديمير بوتين زيارة مقررة إلى فرنسا، لأن سيد الإليزيه كان متردداً في استقباله، تتكشف أزمة حدود كبرى في الشرق الأوسط وفي علاقات روسيا بالغرب. إنها أزمة حدود جغرافية وأزمة حدود الأدوار وسط نذر بأن العالم في طريقه إلى التحول غابة يحكمها الأقوياء لا القانون الدولي. إنها أزمة حدود أدوار الدول الكبرى في الإقليم. أزمة حدود بين السنة والشيعة، وأزمة حدود أدوار الدول الكبرى في العالم. أعجبني ما نقلته وكالة «رويترز» أمس عن أردوغان. قالت إنه كان يتحدث عن مطالبة رئيس الوزراء العراقي تركيا بسحب وحدتها العسكرية من معسكر بعشيقة كي لا تتسبب في إثارة «حرب إقليمية». نسبت الوكالة إلى أردوغان أن الجيش التركي لن يأخذ أوامره في شأن المعسكر من العراق. ونسبت إليه أيضاً قوله: «رئيس وزراء العراق يهينني... أولاً اعرف حدودك». وثمة من ذكر أن أردوغان قال للعبادي: «اعرف حجمك أولاً».

أعجبني الكلام لأنه يختصر بوضوح الأزمة الحادة في الشرق الأوسط التي أطلقها الحريق السوري، كما يختصر جوهر الأزمة الحالية بين روسيا والغرب، وهي غير منفصلة عن تداعيات ذلك الحريق. ليس بسيطاً أن يخاطب رئيس تركيا رئيس وزراء العراق بعبارة «اعرف حدودك». يزيد من أهمية الكلام أن تركيا اعتبرت أن من أهداف معسكر بعشيقة منع حصول «تغييرات ديموغرافية» بفعل معركة الموصل المقتربة. وهذا يعني أن أنقرة تعتبر أن سلطات بغداد لا تلتزم حدود مسؤولياتها الدستورية حين تسمح للحرب ضد «داعش» بالتحول أحياناً غطاء لإحداث تغييرات ديموغرافية تُخِلّ بالتوازنات التاريخية بين المكونات داخل العراق، وبينه وبين جيرانه، وهذا يعبر بوضوح عن تبرم تركيا من قيام العبادي بإعطاء ثوب الشرعية لـ «الحشد الشعبي» المكون من ميليشيات شيعية يجاهر بعض قادتها بأنها تتلقى الأوامر من طهران لا من بغداد. ميليشيات لا تعترف بالحدود بين المكونات العراقية.

شهد الشرق الأوسط بعد اندلاع الأزمة السورية، أوسعَ عملية لإسقاط الحدود وفي غياب كامل لصمامات الأمان. أُسقطت الحدود التركية- السورية حين تدفق المسلحون بذريعة إسقاط النظام السوري. أُسقطت الحدود أيضاً حين تدفقت الميليشيات المؤيدة لإيران بذريعة إنقاذ النظام السوري. أُسقطت الحدود على يد إيران وأُسقطت على يد «داعش» وعلى يد تركيا. تسللت ميليشيات إلى سورية واستقدمت سورية ميليشيات. أُسقطت الحدود في اليمن وحوله حين استولى الحوثيون على صنعاء ومعها ترسانة صاروخية تقلق الدول المجاورة. وبعد مباهاة جنرالات إيرانيين بفتوحات تشمل أربع عواصم عربية بينها صنعاء، لم يكن أمام السعودية غير أن تخاطب صاحب القرار الإيراني بمنطق «اعرف حدودك»، وكانت الحرب. أسقط التدخل العسكري الروسي في سورية التوازن الذي كان قائماً بين الدول الكبرى على ملعب الإقليم. ذهب بوتين بعيداً حين راح يعمق عملية كسر التوازن. ذهب أبعدَ حين صب غضب قاذفاته على أحياء حلب المحاصرة. توَّج هجومه بالفيتو الخامس في مجلس الأمن. شعر قادة الغرب بأن القيصر خدعهم ويستغل فترة الانتخابات الأميركية لتحقيق انتصار حاسم على أن يترك لهم لاحقاً مهمات توزيع البطانيات والمساعدات الغذائية والجلوس في مقاعد الدول المانحة بعد دفعهم قسراً إلى مقاعد الدول الخاسرة.

كشفت مناقشات مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن مخاوف الدول الغربية من اندفاعة القيصر. يشعر الأوروبيون بقلق مضاعف على قارتهم القديمة، خصوصاً في ظل الميول الانسحابية والانعزالية لدى أميركا والتي تبدو أبعد من أن تُختصر بأسلوب باراك أوباما.

تتبلور حالياً في الغرب رغبة في إيفاد رسالة إلى بوتين مفادها «اعرف حدودك». هناك تلويح بعقوبات جديدة وفرض شيء من العزلة، لهذا تعمّد فرنسوا هولاند الإيحاء بأنه متردد في استقبال بوتين الذي كان مقرراً أن يزور باريس في مناسبة أرثوذكسية. فهم بوتين الرسالة وردّ بإلغاء زيارته. كأنه كان يقول لهولاند «اعرف حدودك»، إنك تخاطب روسيا الجديدة وتنسى أنك تتحدث باسم فرنسا القديمة في أوروبا القديمة. الشرق الأوسط هو المسرح الساخن لأزمة الحدود والأدوار. لا العودة إلى الحدود السابقة مطروحة، ولا الاعتراف بالحدود الجديدة وارد.

 

«مشنقة الكاوبوي»... من سورية إلى البحر الأحمر

 زهير قصيباتي/الحياة/12 تشرين الأول/16

قد يكون مبكّراً استخلاص نتيجة وحيدة من قمة القيصر- السلطان في اسطنبول: بوتين صاحب القرار الأول في سورية وجحيمها يحاول «شراء» حياد رجب طيب أردوغان إزاء معركة تصفية كل الفصائل السورية المعارضة في حلب، لكي يتمكّن النظام في دمشق من ادعاء انتصار، يمكّنه من تجديد سيناريو الحل الجاهز: طاولة الحوار أمامنا، وأمامكم (معارضي الداخل) صك «الوفاق» والاستسلام. يغري بوتين الشريك الجديد في تركيا بجزرة تطبيع كامل، بكل ما يعنيه من تبادل مصالح اقتصادية فضلاً عن التعاون الأمني- الاستخباراتي، ورغبة أردوغان في مدماك روسي لأول مفاعل نووي في بلاده. لذلك دلالاته بالطبع في صراع النفوذ الإقليمي بين أنقرة وطهران، فيما القيصر يجمع أحجار الدومينو، مستغلاً التبلُّد الأميركي أمام «انتفاضة» بوتين على مرحلة ما بعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي. على طاولة أحجار الدومينو، يمسك الثعلب الروسي بشراكة أمنية مع إسرائيل، وتحالف مصالح مع إيران، وأخيراً شراكة تجارة واستخبارات مع تركيا لـ «مكافحة الإرهاب» على رغم الفارق الكبير بين تعريفَيْ موسكو وأنقرة للإرهاب. حتى الآن، لا يعاتِب السوريون الذين بالكاد يستطيعون إحصاء أرقام شهدائهم في «محرقة» حلب، حليفهم السلطان الذي يخاطب قاتلهم بكلمة «صديقي». وبين هؤلاء مَنْ يعتبر أن ما تفوّه به أردوغان في المؤتمر الصحافي مع ضيفه الروسي في اسطنبول، إنما يختصر حرب إبادة في حلب بمسألة الإغاثة التي لن تعطّل- إذا تأمّنت للمحاصرين- الخطة الروسية. وطاولة الدومينو الرباعية، إن عنَتْ شيئاً فلن يكون سوى شطب القرار العربي، وإلحاح موسكو على تحييد الدور التركي في سورية حيث «تتدخّل واشنطن في شؤوننا»... والعبارة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي حذّر إدارة الرئيس باراك أوباما من التفكير في قصف القواعد الجوية والمطارات السورية، لأن في ذلك «لعبة خطرة جداً». ولم يتردّد الوزير في التلويح بردّ، لأن روسيا تدخّلت في سورية استجابة لطلب من «حكومتها الشرعية، ولدينا هناك أنظمة دفاع جوي في قاعدتين، لحماية أصولنا». والأصول لا تعني أموالاً ولا مصارف ولا منشآت نفطية، بل جنوداً وقاذفات وأنظمة صاروخية، للدفاع عن نظام الأسد، والأهم تسريع مشروع بوتين لنشر قواعد عسكرية في المنطقة العربية.

وإن كان بعضهم يذكر تجارب السوفيات في مصر جمال عبدالناصر، وفي عدن، فهل من المصادفة تسريب الصحافة الروسية نبأ السعي الى استئجار مواقع عسكرية في مصر، وهو ما نفته القاهرة؟ وهل مجرد مصادفة عزف حلفاء موسكو في طهران على وتر التصعيد ضد السعودية، واقتداء شركاء إيران الحوثيين بالنهج الإيراني ضد المملكة (استهداف أراضيها بصواريخ باليستية)، وبأسلوب استفزاز البحرية الأميركية (في البحر الأحمر)؟

كله تنويع على الوتر الروسي الذي انقلب 180 درجة، ليلتف على أعناق ضحايا المحرقة في سورية ويؤسس لإمبريالية يريدها بوتين انتقاماً لانهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان مناصراً لقضايا العرب. ببساطة ينتقم الكرملين من الغرب «الشرير» باستباحة بؤر التوتر والحروب في المنطقة العربية، مدخلاً لإعادة التفاوض بعد شهور على مناطق النفوذ مع الإدارة الأميركية الجديدة. ولا يشذّ عن السيناريو ذاته، الطموح إلى تجديد القواعد «السوفياتية» التي أُغلِقت في فيتنام وكوبا. يردّ الكرملين على «تسلُّل» الحلف الأطلسي إلى أوكرانيا والحديقة الخلفية للحدود الروسية، بعقيدة إحياء «الحق التاريخي لروسيا في أن تكون قوية»... في كل مكان، من البحر الأسود إلى البحر الأبيض، ومن قزوين إلى البحر الأحمر. قبل أيام قليلة، تبنّى البرلمان الروسي طمع الكرملين بوجود عسكري دائم في سورية. تجاوزَ الدوما الحلم التوسُّعي لدى طهران بجعل البلد العربي المنكوب بأكثر من ثلاثمئة ألف قتيل وملايين المشرّدين «محافظة إيرانية»، رايتها «الحرس الثوري». ولسان القيصر، بعدما رمّم طاولة الدومينو، أن الشراكة مع تركيا مرحلية، فتحييدها أولوية، مثل إلهائها بورقة «الإرهاب» الكردي... وأما إسرائيل وإيران، فالأولى مطمئنة إلى أمنها «اليهودي» بضمانة روسية، والثانية جندي على الأرض في معركة «روسيا العظمى» والأقوى، إلى أن تحين لحظة الحقيقة مع الغرب الحائر بأميركا الكسيحة. موسكو، يردّد إعلامها أن «لا مفاوضات قبل حسم معركة حلب»، ولا يجد حرجاً، على هامش الاشتباك بـ «الفيتو» في مجلس الأمن، في وصف الوزير جون كيري بأنه «الكاوبوي الذي لفّ حبل مشنقته وسلّمه إلى روسيا».

 

رغبة بوتين في الهيمنة السياسية والنفطية

 رندة تقي الدين/الحياة/12 تشرين الأول/16

روسيا مستعدة لمشاركة «أوبك» في قرارها للحد من الإنتاج وفق قول فلاديمير بوتين في إسطنبول أمام المؤتمر العالمي للطاقة. وأبلغ إيغور ستشين رئيس شركة «روسنفت» Rosneft والمقرب من بوتين العالم أمس، أن شركته لن تخفض إنتاجها ولن تجمده في إطار اتفاق تعاون مع «أوبك»، وستشين أقوى نفوذاً حتى من وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك. ويمثل إنتاج «روسنفت» ٤٠ في المئة من إنتاج روسيا من النفط. وعلى رغم تصريحات بوتين بأنه سيتعاون مع «أوبك» إلا أن كل تاريخ المنظمة مع روسيا يشهد على أنها لم تتعاون يوماً مع دول «أوبك» في إدارة الإنتاج. وإن وعدت فهي لم تلتزم. لكن بوتين يريد الآن وهو ينفذ إلى جانب النظام السوري مجزرة في حلب ويساهم في جرائم حرب، أن يظهر روسيا لاعباً أساسياً ليس فقط في سورية وفي المنطقة العربية ولكن أيضاً على الساحة الاقتصادية، خصوصاً السوق النفطية العالمية. فروسيا هي فعلاً من بين أكبر منتجي النفط والغاز في العالم وهي مؤثرة في السوق العالمية وكان هذا الغاية من تصريح بوتين يوم الإثنين برفع سعر البرنت الذي اقترب من ٥٤ دولاراً للبرميل. لأن روسيا تعاني من أزمة اقتصادية ومالية كبرى بسبب أسعار النفط والغاز المنخفضة ودينها المرتفع وكلفة حربها في سورية. لكن بوتين استطاع من خلال دعمه بشار الأسد أن يستعيد لروسيا دوراً أساسياً في الشرق الأوسط وفي العالم رغم مشاكل روسيا الداخلية. وهذا أعطاه دوراً عالمياً وإن كان بمثابة جزار. وجميع قادة أوروبا يراعون العلاقة معه.

اختار أوباما أن يعتمد التفاهم مع بوتين حول سورية، لكنه فشل لأن سورية ليست في أولوياته. وعلى رغم ذلك ذهب الجميع إلى موسكو للتحدث مع بوتين إما عن سورية أو أوكرانيا وحتى عن لبنان كما فعل عدد من اللاعبين الأساسيين على ساحة النفط العالمية، ولكن من دون جدوى. فقد استطاع أن يفرض نفسه كقوة العظمى في وجه الولايات المتحدة عبر ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري. الكل في الغرب يقول أنه ينبغي التحاور مع روسيا. والتحاور مستمر منذ ٢٠١١ ولم يؤدِّ إلا إلى تدخل عسكري في بلد عربي قرر أن يستقر فيه مع إنشاء قاعدة عسكرية دائمة، والكلام عن تعاون روسي في شأن إدارة الإنتاج النفطي مماثل لكلام بوتين ولافروف عن التسوية في سورية. إنه بمثابة فرض نفوذ على جميع الصعد على حساب الإنسانية والقيم الأخلاقية. روسيا بلد شاسع وغني بموارده من غاز ونفط وصناعاته، لكن الفقر والبؤس والفساد تهيمن على المجتمع الروسي وبوتين يلهي شعبه عن المشاكل الداخلية بفرض القوة في الخارج. ولسوء حظ القادة الغربيين فهم يعتقدون أنهم سيقنعونه بالحوار علماً أن التحدث معه غير مجد لأنهم ليسوا موحدين في موقفهم في وجهه. فالمستشارة الألمانية أنغيلا مركل تحتاج إلى روسيا لأن تبادلها التجاري واسع مع هذا البلد. وفرنسوا هولاند يضع شروطاً على زيارة بوتين فرنسا وبوتين يؤجلها، لكن هولاند تحت ضغط معارضة فرنسية ترى أنه ينبغي التحدث مع الرئيس الروسي رغم ما ينفذه من جرائم في حلب مع شريكه الأسد. أمأ جون كيري فتأخر في ملاحظة أن الحوار مع نظيره الروسي على سورية عقيم في ظل إدارة أميركية متراجعة. فاليوم ومعظم إدارات العالم تتبدل مع انتهاء عهد أوباما وهولاند في أيار (مايو) المقبل وبان كي مون وغيرهم، سيبقى بوتين فارضاً ما يريده على الساحة الإقليمية مع محاولة الحصول على شيء من الصدقية على الصعيد الاقتصادي في أسواق النفط العالمية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 كنعان بعد اجتماع التكتل: الاحد موعدنا مع شهدائنا لتجديد الوعد بالدولة الحرة والقوية ومن يحترم الدستور والشراكة يكبر ولا يتنازل

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - عقد "تكتل التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية وعرض ملفات الساعة.

كنعان

عقب الاجتماع، تحدث امين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان، فقال: "على بعد يومين من 13 تشرين الأول 1990، الذكرى التي يعتبرها البعض حزينة او مثالا لخسارة. اما بالنسبة الينا نحن، فهي ذكرى الفرح وهي مناسبة وطنية كبيرة تجلت بأعظم عملية استشهاد وتضحية قدمها مجتمعنا والجيش اللبناني بقيادة العماد عون". أضاف: "اذا اردنا اخذ عبرة من الذكرى، فهي تتناقض مع كل ما يسأله بعض اللبنانيين عما تحقق حتى اليوم. وجوابنا هو انه، لولا 13 تشرين والعمل التراكمي النضالي منذ يومها حتى اليوم، في لبنان والانتشار، لما كنا امامكم اليوم ولما فكرتم بحرية وديموقراطية واستقلال، ولما سألتم كذلك عما ستكون عليه الدولة في المستقبل، لأنه لما كان لديكم لا وطن ولا دولة من دون 13 تشرين". وتابع: "نتعلم من 13 تشرين، العمل التراكمي والإرادة الصلبة التي لم تنكسر يوما حتى عند الاستشهاد، وكانت بداية لبنان الحر السيد المستقل. ومن هذا المنطلق، فالحديث يجب ان يكون عن القضية التي يجب ان يشهد لها اللبنانيون، وهي قضية الحق بالوجود الحر في وطننا. وهناك طريق وحيدة لذلك لكي نمارس حريتنا، في ان ننوجد من خلال احترام الميثاق والدستور وعقد الشراكة الذي يجمعنا، وهذا هو التحدي الوطني لكل اللبنانيين".

واردف: "واذا حملنا المشعل يوما وحدنا ربما، فلسنا وحدنا اليوم، وعلى اللبنانيين تثبيت هذا المبدأ والعنوان في 16 تشرين الأول 2016، لا لاستذكار الشهداء فقط، بل لتجديد الوعد للشهداء الذين سقطوا في لبنان، ان لا تراجع عن التغيير وقيام الدولة في لبنان، وعن الحقوق ولبنان الحر الديموقراطي والإصلاح المطلوب والشراكة الوطنية واحترام بعضنا البعض". وأكد أن "الجولات التي نقوم بها على كل الأطراف، هي اكبر دليل بالايمان الراسخ بالحوار والشراكة والمشاركة. وهذه التفاهمات التي ارسيناها هي وطنية بامتياز، اكان مع حزب الله او القوات اللبنانية، او أي طرف يمكن ان نلتقي معه على الدولة واحترام الدستور، وكل ذلك نقوم به على رأس السطح ومواجهتنا في أي يوم تكون من اجل هذه المبادئ". واعتبر أن "الحل لأزمة لبنان والنظام الذي نعيشه والعملين النيابي والحكومي هو الميثاق والشراكة الوطنية. وهذا ليس تنازلا، لان من يحترم الدستور والميثاق يكبر ولا يتنازل. من هذا المنطلق، نحيي شهداءنا وكل الذين سقطوا في معارك وطنية، ونقول لهم، نحن واياكم وجميع اللبنانيين على موعد الاحد في 16 تشرين، ونزولنا هو للشهادة لقضية وطنية ولتجديد العهد والوعد، بأن لا عودة الى الوراء وان الدولة القائمة على ميثاق وحقوق تتطلب مراكمة النضال والنشاط. فالنضال ليس موقف لحظة او شهر او سنة، بل دائم ومتراكم كما يقول العماد عون، لتحقيق الأهداف الوطنية التي من اجلها استشهد من استشهد ومن اجلها نناضل".

 

الراعي عرض الاوضاع مع السفيرة الاميركية وكاغ ابي رميا : الرئيس المسيحي هو رئيس لكل لبنان

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد والمنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ في زيارة تأتي في اطار مواصلة البطريرك لمساعيه الهادفة الى تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.

 

الراعي إستقبل أبي رميا وشربل وبحث الاوضاع المحلية والاقليمية مع ريتشارد وكاغ

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، النائب سيمون ابي رميا الذي رأى أن "هذه الزيارة أتاحت الفرصة لوضع صاحب الغبطة في آخر المستجدات على الصعيد الرئاسي، جميعنا يعرف أن لبنان بإنتظار كلمة الرئيس سعد الحريري حول خياره النهائي في الموضوع الرئاسي وتحديدا في ما له علاقة بتأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وإنطلاقا من هذه اللحظة نكون قد إنطلقنا من مرحلة إلى مرحلة أخرى تتميز بالجدية والدقة، كي نتمكن من إنتخاب رئيس للبنان". أضاف: "لسوء الحظ لقد إعتاد اللبنانيون على إنتظار كلمة السر من الخارج، ولكنها المرة الأولى التي يرى فيها اللبنانيون أنه لدينا فرصة لإتمام الاستحقاق الرئاسي بشكل لبناني صرف، ولكن لدينا بعض القادة السياسيين الذين لم يعتادوا على ممارسة القرار الحر في ما يتعلق بإستحقاقاتهم الداخلية، لذلك نراهم يجولون في دول متعددة لاستشراف مواقف خارجية حول هذا الإستحقاق، ونحن نقول لهم لا تنتظروا شيئا من الخارج، قراركم حر، ورئاستكم لبنانية، ويمكنكم أن تنتخبوا رئيسا للبنان." وتابع: "يقول البطريرك دائما إن الرئيس اللبناني هو ماروني بحكم الميثاقية، ولكنه رئيس لكل لبنان، كما أن رئيس المجلس شيعي بحكم الميثاقية ورئيس مجلس الوزراء سني، ولكن يجب أن يمثلوا جميعهم لبنان، فهم لا يمثلون طوائفهم فقط، بل يجب أن يكون لديهم نظرة وطنية. ولا يجب أن يدافعوا عن مصالحهم الطائفية فقط. كما إننا نتفق مع غبطته على أن الرئيس الآتي لا يجب أن يكون مقيدا بشروط ويتحول بعدها إلى رئيس صوري، فهذا أمر نرفضه تماما كما ترفضه كل القوى المسيحية." وأردف ابي رميا: "ما يهم البطريرك الراعي هو إنهاء الفراغ بأسرع وقت، فالوضع أصبح مذريا على الصعيدين الإقتصادي والمعيشي، وجميعنا نؤمن بأن إنتخاب رئيس الجمهورية يعيد تعزيز الثقة بلبنان، وهذا ينعكس على حياة المواطنين على كافة الأصعدة". وختم: "إن ذكرى نزولنا إلى الشارع، بالرغم من أنها أليمة، الا أننا سنحولها إلى وقفة أمل بمستقبل واعد بلبنان. حظوظ العماد عون بالرئاسة مرتفعة أكثر من أي وقت مضى، وأعتقد أن التاريخ ينصفه في حال عاد إلى قصر بعبدا، بعد سنين من النفي والإضطهاد، كما أننا نود إيصال رسالة وهي أن العماد عون هو مشروع للبنان والوطن، وهو ليس مشروعا ضد طوائف معينة، أرادوه أن يكون جثة سياسية ولكنه تحول إلى زعيم وطني، سيشكل وصوله الى الرئاسة محطة إنقاذ للجمهورية اللبنانية."

شربل

من جهة أخرى التقى الراعي الوزير السابق مروان شربل الذي عرض أجواء زيارته لأربيل في العراق بدعوة من وزير داخليتها، وقال: "لقد إستنتجت من اللقاءات التي أجريتها في أربيل أن شيئا لم ينته بعد، سواء في العراق أو في سوريا أو في لبنان، لا زلنا في البداية. المخطط مرسوم، لتقسيم سوريا والعراق تحت شعار الصراع المذهبي القائم في كل منطقة، لذلك قبل أن تصل العاصفة إلى لبنان علينا القيام بما هو مطلوب منا كلبنانيين إذا كنا نريد فعلا بقاء لبنان ال10452 كلم2. وهذا موجه إلى كل اللبنانيين من مختلف الطوائف، ليس هناك من طائفة في لبنان أضعف من طائفة، وليس هناك من طائفة أقوى من أخرى."

أضاف: "تمنياتنا وتمنيات غبطته أن تتوقف الخلافات حول القشور، والعمل على إيجاد ما يضمن بقاء لبنان، وبقاء إتفاق الطائف وتطبيقه كاملا بدون قيد أو شرط، وملء الفراغات بدءا من رئاسة الجمهورية مرورا بالحكومة وبقانون الإنتخاب بدون قيد أو شرط أيضا، وبالإتفاق بين الجميع، لأن أية قيود على أي مركز، ستليه القيود على مراكز أخرى. وهنا، نقع مجددا بالمشكلة التي يجب أن نتحاشاها كي نتجنب الذهاب نحو الخطر الكبير لا سمح الله ألا وهو تغيير النظام وتقسيم البلد. وهذه هي غاية إسرائيل من سوريا والعراق. وما وجود المليون ونصف المليون سوري في لبنان إلا لتنفيذ المخطط الأجنبي على الأراضي اللبنانية." وختم شربل: "تبقى بكركي المرجعية الضامنة التي تحافظ على الوجود المسيحي في لبنان."

فد عائلة شارل فوكو الروحية

ثم إستقبل الراعي وفدا من عائلة شارل فوكو الروحية في لبنان وضم ممثلين عن جماعات أخوات الناصرة الصغيرات، أخوات يسوع الصغيرات، إخوة يسوع الصغار وإخوة شارل دو فوكو العلمانية، يرافقهم مرشد الاخوة العلمانية الأب يوسف عساف كاهن رعية السيدة في سن الفيل، وذلك في زيارة سلم فيها الوفد غبطته دعوة لإختتام مئوية شارل فوكو وجرى عرض أبرز النشاطات التي قامت بها العائة في خلال سنة المئوية.

ريتشارد وكاغ

وظهرا، إستقبل الراعي السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، وكان البحث في عدد من المواضيع على الساحتين المحلية والإقليمية، والتشديد على ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في أسرع ما يمكن.

 

 باسيل جال على الديموقراطي والقومي والطاشناق: نسعى لجمع البلد والحؤول دون التخريب

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - جال رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل على رأس وفد من التيار، على عدد من القيادات الحزبية في إطار المشاورات الرئاسية المستمرة. واستهل الجولة من خلدة، حيث التقى رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان. وبعد اللقاء لفت باسيل الى "أننا نسعى الى أن نجمع كل البلد ونوضح الصورة التي لدينا ونسمع الآراء والتخوفات التي يمكن الشعور بها والتي تصيبنا". وأضاف: "إننا نقوم بجولة من المشاورات مع الافرقاء، وتعمدنا ان نبدأها من دارة خلدة دارة حليفنا الدائم الصديق الأمير طلال ارسلان. كما اننا على مفترق طريق بإعطاء لبنان فرصة توافق تترجم بانتخاب رئيس للجمهورية، ونرى أن هناك إمكانا ليكون هناك فرصة ونريد المحافظة عليها". وأشار الى "أننا أمام مفترق طرق، فإما التوافق أو المجهول، ولم يعد باستطاعة أحد تحمل تداعيات التعطيل، وسنرد على محاولات التخريب بمزيد من العمل الداخلي لتحصين اي اتفاق".

وردا على سؤال عن تغريدة القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري، قال باسيل: "هذا الموضوع يسأل عنه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أما نحن فمعنيون بالناحية الداخلية من الموضوع. ثمة من أدخل الخارج إلى هنا، فمن ذهب الى الخارج هم المسؤولون عن تخريب الداخل اللبناني، أما نحن فننطلق من هذه الأصالة اللبنانية مثل هذا البيت الكريم بأصالته وتاريخه، والذي يعبر عن حقيقة لبنان وتاريخه، ومن يريد إدخال الخارج في شؤوننا فليذهب هو الى الخارج". من جهته قال أرسلان: "نشجع التقارب بين اللبنانيين، ونؤيد التقارب بين رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، لكن لا يمكننا أن نحكم على هذا التقارب قبل أن نسمع موقفا واضحا من الرئيس الحريري حيال ترشيح عون، ولا يمكننا أن نستند إلى تصريحات إعلامية، ونحن في انتظار إعلان الترشيح لأخذ الخطوات اللازمة". وأضاف: "إننا متفقون مع العماد عون على أنه إذا أقدم الرئيس الحريري على ترشيحه فسيكون لنا لقاءات مكثفة، وخصوصا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية لنكون صفا واحدا"، مشددا على أنه "يجب ألا نتلهى ببعضنا البعض لأن الآتي على البلد أصعب من الذي مر، والمطلوب تحصين البلد".

القومي

ثم زار باسيل مقر الحزب السوري القومي في الروشة، حيث التقى رئيس الحزب الوزير السابق علي قانصو. وقال بعد اللقاء: "في إطار الجولة التي نقوم بها من الطبيعي أن نلتقي قيادة الحزب القومي بما يجمعنا، والآن نحن أمام فرصة للتعبير عما يجمعنا، ونعتقد أنه كلما توسعت مساحة التفاهمات نكون قادرين على تطوير انفسنا والانتقال ببلدنا إلى مساحات مشتركة أكبر، ونتمكن من ايجاد نظم انتخابية افضل وقانون انتخابي يؤمن حق التمثيل لجميع المكونات الطائفية والسياسية والحزبية، وبشكل طبيعي عندما نتحدث عن وحدة وطنية نحن أمام فرصة لتحقيقها، ومع القومي الهامش أوسع بحيث يتنفس فيه البلد أكثر مع قدرة اكبر على صياغة تفاهمات وطنية تنقلنا من الواقع الذي نحن فيه". وأضاف: "أمام هذا الأمر عقبات كثيرة تأكدنا منها خلال الزيارة بما يرمى من اشاعات واخبار غير حقيقية ولا تمت الى الحقيقة بأي صلة عن اوراق مكتوبة وصفقات، وكأنه مكتوب للبنانيين الا يتفاهموا الا على تقاسم موارد البلد والدولة. للأسف، هناك فكر قائم على التوزيع والمحاصصة بلا تفكير في أن الحصة الكبيرة هي للدولة، واليوم لدينا فرصة لبناء الدولة على أساس الشراكة الصحيحة، ونحن معنيون بشراكة بلا استبعاد، والمبدأ هو التفاهم مع أحد وليس على حساب أحد، وهذه الفرصة نحن معنيون بتأكيدها، وفي المقابل هناك واقع مرير سيستمر ويتفاقم، وهذا ما نحاول منعه ونأمل في استكمال التشاور عندما تكون هناك معطيات سياسية أثبت وأضمن".

بدوره، أشار قانصو إلى أن "وفد التيار أطلعنا على المستجدات على الصعيد الرئاسي، فشكرناه على الزيارة وأعربنا عن تمنياتنا أن تتوصل الجهود هذه المرة إلى تفاهمات". وأضاف: "لا شك لدينا في ان انتخاب رئيس أمر لا يتقدم عليه أمر آخر، وهو شرط لانتظام عمل المؤسسات وبناء الدولة، ونريده اليوم قبل الغد لأن اوضاعنا لا تحتمل اطالة امد الشغور. ولا شك أيضا في أن الوقت بات داهما لوضع قانون جديد للانتخابات النيابية، الامر الذي يتطلب الإسراع في التفاهم على قانون جديد ما دام الجميع يرفض التمديد وقانون الستين، ونحن نجدد الدعوة إلى قانون يساهم في انصهار اللبنانيين وتعزيز الوحدة وصحة التمثيل والعدالة، يقوم على النسبية ولبنان دائرة واحدة، كما نتطلع الى تفعيل التواصل بين جميع القوى، فالثنائيات والثلاثيات وغيرها من الصيغ جربت في مراحل سابقة وثبت عدم جدواها. وحدها الصيغ المفتوحة قادرة على صياغة الحل الذي يتطلع اليه اللبنانيون، ودعوتنا هي لاستئناف طاولة الحوار لبلورة التفاهمات حول الرئاسة وقانون الانتخابات والحكومة المقبلة".

وانتقل وفد "التيار الوطني الحر" إلى مقر حزب الطاشناق في برج حمود، حيث التقى باسيل الأمين العام للطاشناق النائب آغوب بقرادونيان.

وصرح باسيل على الأثر: "الزيارة ليست لتشاور جديد، فالطاشناق وأمينه العام في جو كل ما حصل لأننا في بيت واحد وتكتل واحد، انما اليوم نوجه رسالة لأهمية احترام كل مكون من المكونات السياسية والتأسيسية في البلد، خصوصا إذا كانت تعيش حالات إبعاد واستبعاد، وعندما نقوم بتفاهمات وطنية كبيرة نحمي حميع المكونات ونحمي بعضنا ونحافظ على بعضنا، وما يساق عكس ذلك غير صحيح، فكل انتفاضتنا السياسية هي للخروج من هذه المفاهيم بأنه يمكننا أن نكون معا، والبلد يتسع للجميع، وهذه لحظة للاجتماع والمزيد من القوة بالاتحاد داخل تكتلنا ومجتمعنا".

وأضاف: "يجب أن يعتادوا أن ندخل جميعا إلى مرحلة قوة، ونفهم أن هناك هامشيين وضعفاء يتضررون من اجتماع الأقوياء، وهذا الأمر ليس معنيا به الحزب العريق والتيار العريق الذي تنبع قوته من تمثيله، وهذا ما نطمح إليه، إذ على كل من له تمثيل حقيقي ان يكون موجودا في اي استحقاق، وكل ما يقال عكس ذلك هو لتخريب علاقاتنا السياسية والوطنية، ونحن معنيون بإجهاضه من أول بروزه".

سئل: هل ستستكمل الجولة؟

أجاب: "التيار اتخذ أمس القرار في الهيئة السياسية، وتكلمنا مع الطاشناق واتفقنا، وهذا سيستكمل بتفاوت على درجات لنغطي الحلقة الكاملة من التشاور مع أكبر قدر من الكتل والأفرقاء والمرجعيات، وكل همنا القول إننا لسنا في لحظة لقنص أي موقع أو التقنيص على أحد، بل هي لحظة للوحدة نستثمرها لمصلحة الجميع".

سئل: هل تضع اجتماع بري وفرنجية في إطار تكتل الضعفاء ضد الاقوياء؟

أجاب: "لم أقل هذا التعبير، ومن سميتهما هما في خانة الاقوياء لا الضعفاء".

سئل: ما رأيك في ما نقل عن بري عن رفضه انتخاب العماد عون؟

أجاب: "صدر تعليق عن مكتب الرئيس بري، وكل شخص حر في موقفه، والقواعد التي نناضل لتكريسها هي التعامل المتساوي بين بعضنا كلبنانيين، ونحن نحب أن نتعامل مع الناس كما يتعاملون معنا، وهذه القاعدة عندما تطبق على الجميع نعيش بعدالة".

سئل: الى أين ستصل مساعي الرئيس الحريري؟

أجاب: الأمور تصبح واقعا عندما يعبر عنها أصحابها بملء إرادتهم، والشراكة هي القيام بمجهود من الجهتين، والمحصول يفيد منه كل البلد، وبهذه الشراكة على كل منا أن يقوم بجهد تجاه مجتمعه وبلده والأفرقاء بلا استثناء أو استبعاد، ونحن نعمل لوحدة وطنية حقيقية وجامعة، فإذا وصلنا نكون حققنا هدفا كبيرا للبلد، وإذا لم نصل تكون الخسارة كبيرة وكل اللبنانيين يدفعون الثمن".

بدوره قال بقرادونيان: "زيارة معالي الوزير على رأس وفد التيار مرحب بها، وتبادلنا الاستحقاق الرئاسي والتطورات الاخيرة والعمل الجاد لإيصال الجنرال عون الى الرئاسة كممثل حقيقي للأكثرية الساحقة من اللبنانيين، وأعتقد أننا كنا على تواصل مستمر مع قيادة التيار والوزير الصديق باسيل، لكن هذه الزيارة كانت مناسبة لنضع النقاط على الحروف وندرس الموضوع بعمق أكبر".

 

الجماعة : لرئيس وسطي وعدم فرضه بقوة الهيمنة

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - اصدر المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان بيانا، "توقف فيه أمام إعادة توقيف مفتي راشيا - البقاع الغربي السابق الشيخ بسام الطراس"، معلنا "رفض سياسة الكيل بمكيالين".ورفضت الجماعة في بيانها "محاكمة المدنيين أمام المحكمة العسكرية، وحصر صلاحيات هذه المحكمة بالعسكريين، والمطالبة بإنهاء ملف الموقوفين الاسلاميين في أسرع وقت ممكن، عبر إحالة ملفاتهم إلى القضاء المدني".كما طالب ب"ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية حتى ينتظم عمل المؤسسات"، مشددا على أن "يكون الرئيس العتيد وسطيا لا ينتمي إلى أي من فريقي الانقسام السياسي، في موازاة رفضنا رفضا قاطعا فرض أي شخص كرئيس على اللبنانيين بقوة الهيمنة والاستقواء".

 

التيار المستقل: الى متى الفراغ الرئاسي والشلل في الحكم؟

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - استغرب "التيار المستقل" في بيان وزعه، بعد اجتماعه في مقره في بعبدا برئاسة رئيسه نائب رئيس مجلس الوزراء السابق اللواء عصام ابو جمرة، "لف ودوران التكتلات النيابية لما يقارب الثلاث سنوات في مواقف رافضة لواجب حضور جلسات المجلس النيابي المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية تنفيذا للدستور والتصويت لمن يحقق آمال اللبنانيين المنتظرة"، متسائلين "الى متى سيدوم فراغ كرسي الرئاسة والشلل في الحكم؟". واشار المجتمعون الى "عدد النازحين السوريين الكبير وتأثيرهم على الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان"، وذكروا "المعنيين في الحكومة، بضرورة متابعة الالحاح على الامم المتحدة، وخصوصا على الدول الكبرى المعنية لاعادتهم تدريجيا الى الاماكن الامنة في سوريا". واسف المجتمعون من "اعلان رئيس حزب التوحيد عن تأسيسه سرايا التوحيد، بعدما اثير موضوع حماة الديار وسرايا المقاومة، في ظل رغبة معظم اللبنانيين منع انتشار السلاح غير الشرعي ومكافتحه اذا لم يكن بامرة الجيش، باعتبار الجيش اللبناني هو الضامن الوحيد مع قوى الامن الداخلي لامن المواطنين". وتطرق المجتمعون الى "ما آل اليه وضع بعض الاحزاب اللبنانية من خلافات داخلية نتيجة ارتباط وتدخل بعضها بمحاور خارجية، مما أثر ويؤثر على أدائها في حال دخولها في السلطة، ومصداقيتها وحسن تطبيق مبادئها الموافق عليها. في وقت بات لبنان أحوج اليوم وأكثر من اي يوم مضى الى استثمار ما تمتع به من ديموقراطية وطنية تغلبه على الممارسات الدكتاتورية والعنصرية". ورأوا ان "عدم طرح اي مرشح للرئاسة برنامجا انتخابيا صريحا وشفافا للمواضيع الشائكة قبل انتخابه أسوة بما يحصل في دول العالم الديموقراطي، هو محط استغراب ومبرر رفض، حتى لا يكون انتخابه شيكا على بياض يمنح لسنوات ست مقبلة تغرق البلاد في آتون سياسات ظرفية وصراعات داخلية ودولية لبنان بغنى عنها وعن نتائجها المدمرة".

 

قاسم: جهاد المقاومة فضح كل أنواع الجهاد المزيف على مستوى العالم الإسلامي

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - اكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال المجلس العاشورائي - جمعية التعليم الديني الإسلامي في الليلة التاسعة من محرم الحرام في قاعة الجنان، ان "جهاد المقاومة الإسلامية فضح كل أنواع الجهاد المزيف على مستوى العالم الإسلامي، لأن التجربة التي قدمها أبناء حزب الله تجربة فيها أخلاق وشرف وبأس ورعاية للمدنيين، واحترام للضوابط الشرعية، والعمل من الموقع الدفاعي، ومواجهة العدو الواضح، والهروب من الفتنة، وعدم الانجرار إلى العمل المذهبي، والتدقيق إذا كانت هذه الرصاصة ستنطلق في مكانها أم لا، لذلك نصر الله تعالى هذه المقاومة على إسرائيل وعلى التكفيريين لأنها أحسنت في خياراتها وطبقت ما قاله تعالى: "إن تنصروا الله" فقال لنا: "ينصركم ويثبت أقدامكم". اضاف: "أما مفهوم الجهاد التكفيري فهو بعيد تماما عن فهم الجهاد الإسلامي، لأنهم يقتلون ويتصرفون بإجرام ووحشية، ويعملون من أجل الإساءة للاسلام والمسلمين، ويضرون مسيرتنا بشكل مباشر، ويتصرفون كوحوش لا علاقة للاسلام بهم لا من قريب ولا من بعيد، ويساعدهم على ذلك الغرب وأميركا حتى تظهر الصورة الإسلامية مشوهة، ولكن الحمد لله الذي فضح أكذوبتهم وجود المقاومة التي تجاهد في سبيل الله، فأصبح أمام العالم نموذجين من الجهاد: الجهاد في سبيل الله على خط ولاية الفقيه، والجهاد في سبيل أميركا والسعودية على خط الشيطان والتدمير، فعرف المسلمون قبل غيرهم أين هو الجهاد وأين هي العمالة لأميركا وإسرائيل، وهذا ما فتح لنا الباب للتعاون مع العالم الإسلامي ليكون في دائرة الجهاد الحقيقي، وإلاَّ لولا خط الحسين وجهاد الحسينيين والزينبيات لخلت الساحة لهؤلاء، حيث يعطون مفهوم الجهاد بحسب رغبتهم، ولا أحد يقف بوجههم، فتنتشر مقولتهم في العالم، ويصبح الانحراف هو القاعدة، بكل صراحة: عملنا على خط الحسين فسقطت مقولتهم وارتفعت مقولتنا بحمد الله تعالى، وإن شاء الله تعالى هذه خطوات التمهيد لصاحب العصر والزمان".

 

حسين الموسوي: نستنكر المواقف اللامسؤولة واللامنطقية لبعض المسؤولين

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - إستنكر رئيس تكتل بعلبك - الهرمل النيابية النائب حسين الموسوي خلال المجلس العاشورائي في بلدة بدنايل، "المواقف اللامسؤولة واللامنطقية لبعض المسؤولين اللبنانيين". أضاف: "يبدو أن هذا المسؤول يريد تغطية الحملة على السعودية التي أعقبت غارات للطائرات السعودية الاميركية على مجلس العزاء في صنعاء، وأحدثت مجزرة لا مثيل لها في العصر الحديث، وكأن هذا المسؤول بعيد عن الواقع ولم ير ولم يشعر بما حدث" . وأسف الموسوي أن "يصدر عن البعض تساؤلات عن سبب ذهاب المجاهدين إلى سوريا لمواجهة التكفيريين ومن وراءهم"، مذكرا هذا البعض ب "أن التكفيريين هم من يعتدون على الناس في مصر وليبيا واليمن العراق وفي كل مكان، ويقتلون الأبرياء الذين لم يتوجه أي أحد منهم إلى حلب وسوريا أو غيرها، ويدمرون المباني والمؤسسات خدمة للصهيونية سيدتهم الاولى".

 

رعد: تحرير فلسطين لا يحتاج الكثير من الأموال بل إرادة القليل من المسلمين

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن "تحرير فلسطين لا يحتاج الكثير من الأموال، بل يحتاج إرادة القليل من المسلمين الذين يلتزمون النهج الحقيقي الذي يمكن أن يحرر فلسطين". وقال خلال المجلس العاشورائي وأربعين الشهيد المجاهد حسين علي محي الدين في حسينية بلدة الزرارية: "إن الأميركيين يشتغلون بنا تشتيتا وتمزيقا، ويوزعون الأدوار على حكامنا وعلى بعض العصابات، وعندما تتعب إسرائيل يحركون التكفيريين، وعندما يحتاج التكفيريون إلى دعم يوكلون بعض الأنظمة هنا أو هناك لدعم هذه العصابات". أضاف: "لا يظنن أحد أننا نقاتل داعش والنصرة فهؤلاء أدوات، والذي يحرك داعش والنصرة والسعودية وتركيا وغيرها هم الأميركيون الذين يريدون ألا يبقى حجر على حجر في هذه المنطقة، ويريدون تدمير كل المنطقة وإيصال شعوب كل هذه المنطقة إلى حالة من اليأس، حتى يأتوا ويرسموا الخرائط السياسية لها من جديد وفقا لأطماعهم، لأنهم لا يريدون الآن أي تسويات سياسية ولا تهدئة في منطقتنا ولا حلولا، إنما يريدون إبقاء النار مشتعلة، لأن التخريب لم يكتمل بعد، ولأن ثمة جيشا في سوريا ما زال يقاتل، ولأن المقاومة لا تزال تملك روحا متقدمة والتي ستبقى لديها ولدى مجاهديها".

 

جميل السيد:اغتيال الحريري كان عبارة عن لعبة مخابراتية دولية تهدف الى اسقاط سوريا والدولة اللبنانية

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - رأى المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي "بأن ما انفضح بالأمس في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من قبل محامي الدفاع اميل عون، لا يجب ان يمر مرور الكرام من دون تسليط الضوء على الأدوار التي لعبها قضاة الزور سعيد ميرزا وصقر صقر والياس عيد وأعوانهم الضباط أشرف ريفي ووسام الحسن وسمير شحادة مع قاضي الزور الالماني ديتليف ميليس في تزوير التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري بإشراف وزير العدل حينذاك شارل رزق وبتوجيه من السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان وأجهزته". وأوضح "أن ما كشفه المحامي عون من أن موكب الرئيس الحريري قد إنحرف فجأة سالكا طريقا غير مخطط له في بيروت ليتجه مباشرة الى مكان الانفجار في السان جورج ، يثبت ان هذا الانعطاف المفاجيء للموكب قد جاء من رئيس المواكبة المرحوم يحيى العرب (ابو طارق) ، الذي لا يتلقى اوامره حينذاك الا من المقدم وسام الحسن الذي غاب بصورة مشبوهة عن الموكب وجرى اعتباره مشتبها به لولا لفلفة الموضوع من قبل القاضي الالماني ديتليف ميليس والقضاة والضباط اللبنانيين أعلاه لإبقاء الاتهام ساريا نحو سوريا والضباط الأربعة".

أضاف السيد "بأنه، ومع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال وسام الحسن، ومع العجز والتواطؤ الذي أظهرته قوى الأمن الداخلي برئاسة ريفي حينذاك والى اليوم، من عدم كشف المجرمين بمن فيهم من اغتالوا قيادات 14 آذار . فان الوقائع كلها تشير الى ان اغتيال الحريري كان عبارة عن لعبة مخابراتية دولية في زمن الرئيس الأميركي جورج بوش تهدف الى اسقاط سوريا والدولة اللبنانية، بحيث يمكن الجزم بأن الاحداث التي تشهدها المنطقة حاليا كانت من أولى اشاراتها وانطلاقتها عملية الاغتيال تلك".

وجزم السيد في هذا المجال "بأن أي تحقيق لا يأخذ بعين الاعتبار تورط وسام الحسن في جريمة الإغتيال، لا يمكن ان يصل إلى قتلة وسام الحسن نفسه، إذ ان الدول المتورطة في قتل الحريري ومخابراتها ، والتي جندت زهير الصديق وهسام هسام وسعيد ميرزا وصقر وعيد وريفي والحسن وشحادة وشارل رزق وغيرهم ، في مؤامرة شهود الزور لتضليل التحقيق وتوجيهه نحو سوريا والضباط الأربعة وإحداث تغييرات كبرى في لبنان والمنطقة ، هذه الدول ومخابراتها لن تترك هؤلاء أحياء ، من وسام الحسن الى غيره، ليكونوا شهودا عليها، على غرار عادتها في تصفية للكثير من عملائها في بلدان أخرى عديدة".

وختم السيد "بأنه ربما آن الأوان لهؤلاء المتورطين اللبنانيين في مؤامرة الحريري، من ميرزا وصعودا ونزولا، للكشف علنا عن أدوارهم في تلك المؤامرة ، إذ أن هذا الكشف ، هو من الناحية الأمنية ، الوسيلة الوحيدة لحمايتهم ولمنع استهدافهم من قبل الدول والأجهزة التي ورطتهم فيها، إذ من المعروف أن فضح السر في أي جريمة كبرى من شأنه أن يحمي حامل السر نفسه".

 

 نصر الله: متفقون على الحفاظ على الامن والاستقرار والسلم الأهلي أدعو حلفاءنا للعمل بجدية لفتح أبواب مجلس النواب على المستوى التشريعي

الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 /وطنية - أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة العاشرة من شهر محرم من مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية وقال في مستهل كلمته: "ايها الأخوة والأخوات، في بداية الكلمة ونحن في نهاية إحياء الليالي، يجب أن أتوجه بالشكر إلى كل أولئك الذين عملوا خلال الأيام والليالي الماضية طوال الليل والنهار من أجل حماية المدن والأحياء والبلدات والقرى التي تقام فيها هذه المجالس، حموها وحرسوها وحافظوا على أمنها وأبعدوا كل تهديد عنها، لهم منا في ختام إحياء ليالي عاشوراء هنا، لهم منا كل الشكر، للجيش اللبناني، للأجهزة الأمنية الرسمية، لكل الأخوة والأخوات في الوحدات والتشكيلات المعنية سواء في حزب الله أو في حركة أمل أو في كل الأطر التي تحملت مسؤولية جسيمة في هذه المرحلة الصعبة.

كما يجب أن نشكر كل أولئك الذين أداروا وأقاموا ونظموا المجالس الحسينية هذا العام أيضا، حيث شهدنا عددا كبيرا من هذه المجالس، تنظيما أفضل، أداء أجمل وحضورا أكبر وتفاعلا، تفاعلا عاطفيا ووجدانيا ومن موقع الوعي.

لكل الذين كان لهم شرف المشاركة في إحياء هذه الأيام والليالي، وخصوصا لكم، الشكر والتحية والدعاء بالقبول إن شاء الله وبيض الله وجوهم في الآخرة كما بيضتم وجه سيدكم أبي عبدالله الحسين عليه السلام في الدنيا.

أيها الأخوة والأخوات، عادة هذه الليلة أنا أتركها للحديث عن أوضاع المنطقة وأوضاع لبنان، وباعتبار أن لها عناية خاصة وحضورا خاصا ولذلك أنا الليلة في الوقت المتاح سأتحدث عن أوضاع المنطقة أولا، وعن الوضع في لبنان ثانيا، ونختم الكلمة بما يتعلق بمناسبة ليلة العاشر ويوم عاشوراء.

أبدأ من حديث المنطقة، باعتبار أن ما يجري في المنطقة له تأثير أكيد وحاسم على لبنان، ولذلك المدخل هو من المنطقة، طبعا لكثرة الملفات، لأن الليلة سأتكلم، بخدمتكم، وإذا الله سبحانه وتعالى أبقانا على قيد الحياة غدا أيضا سنتكلم، فأنا سأقسم الملفات بين الليلة وغدا.

بالنسبة للمنطقة، موضوع الصراع مع العدو الإسرائيلي، فلسطين، المقاومة، التهديدات الإسرائيلية، العراق، البحرين، سنتكلم إن شاء الله غدا. اليوم سأركز، وطبعا لنا وقفة مع موضوع اليمن، لكن اليوم سأركز بوضع المنطقة على موضوع سوريا وموضوع اليمن وبعدها أنتقل إلى لبنان. اليوم سوريا واليمن ولبنان، وغدا إن شاء الله إذا الله سبحانه وتعالى مد في أعمارنا نلتقي ونتكلم في بقية الملفات.

في وضع المنطقة عموما أولا كإشارة عامة، نحن نشهد في هذه الأيام، طبعا أنا لن أتكلم عن الذي حصل منذ سنة وسنتين وثلاثة وأربعة، كل هذا سمعناه، وعن الأهداف والمشاريع والمخططات وطبيعة المواجهات، هذا كله مستحضر عندكم إن شاء الله.

أتكلم عن الوضع الحالي، ما نحن فيه وعن المديات القريبة، ما نحن فيه الآن، ما كنا فيه خلال أسابيع وما نحن فيه الآن والمديات القريبة، الأفق القريب حتى نرى أولا، نفهم ماذا يجري عندنا، وثانيا إذا كان المطلوب منا موقف نعلن موقفا، وإذا المطلوب منا عمل نقوم بعمل.

المشهد العام في المنطقة هو مشهد تصعيد وتوتر، خلافا لما كان عليه قبل أشهر. قبل أشهر بدا وكأن المنطقة تكاد أن تدخل في مسار التسويات السياسية والحلول السياسية.

مثلا المفاوضات اليمنية في الكويت، أعطت انطباعا أنه من الممكن أن تذهب الأمور إلى حل سياسي في اليمن ووقف الحرب. اللقاءات الدولية في فيينا وغير فيينا، والحوار الثنائي المباشر بين الأميركيين والروس والوصول إلى اتفاقات معينة أيضا أعطت ايحاء أن سوريا ستذهب إلى حل سياسي معين.

ولكن في الأسابيع القليلة الماضية كل هذا المسار السياسي التفاؤلي والذي يمكن أن يعطي انطباعات إيجابية معينة انتهى، سقط، المفاوضات في الكويت فشلت قبل مدة، الاتفاقات الروسية الأميركية، سأعود إليها بعد قليل، أيضا الأميركان انسحبوا منها وعلقوا التفاوض وعلقوا الاتصال السياسي، وإن كانوا سيتكلمون اليوم مرة أخرى مع بعضهم، وعاد جو المنطقة إلى جو التصعيد والتوتر على أكثر من صعيد، التوتر والتصعيد في سوريا والمعارك المحتدمة في أكثر من مكان، التوتر والتصعيد في اليمن والذي وصل غايته في الأيام القليلة الماضية من خلال المجزرة المهولة الوحشية التي ارتكبت في الصالة الكبرى في مدينة صنعاء، التوتر العراقي التركي الجديد على مستوى القيادات وعلى مستوى الميدان، ما يقال أيضا عن توتر مصري سعودي، والأهم والأخطر هو التوتر الأميركي الروسي على خلفية مسائل سوريا وأوكرانيا والدرع الصاروخية في أوروبا. إذا للأسف الشديد، إذا كنا نريد أن نرسم مشهد المنطقة خلال الفترة الحالية هو مشهد توتر، مشهد تصعيد، الناس لا تتكلم مع بعض، لا تجلس مع بعض، غير واضح أن هناك مسارا مفتوحا للتفاوض، فضلا عن مسارات للحلول السياسية.

حسنا، هذا المشهد العام. نأتي للملف الأول، سوريا. في سوريا قبل أسابيع كان هناك فرصة من خلال الاتفاق الأميركي الروسي، بمعزل عن موقفنا، أنا لا أتكلم بلغة تأييد أو عدم تأييد، أنا أوصف، من خلال الاتفاق الروسي الأميركي كانت سوريا أمام فرصة لوقف القتال وأمام فرصة لإعادة اطلاق المسار السياسي، ولكن سرعان ما خرج الأميركييون من الاتفاق، لأن الاتفاق كان يقضي في جملة بنوده، أو من جملة بنوده، تمييز جبهة النصرة عن بقية جماعات المسلحين في سوريا وتحديد مناطقها وبالتالي وضع مناطق النصرة ومناطق داعش تحت الاستهداف المشترك الأمريكي الروسي، واتخاذ قرار كبير جدا بمكافحة هاتين الجماعتين كمقدمة لانطلاق المسار السياسي في سوريا بين النظام وبقية فصائل المعارضة.

الأميركيون انسحبوا من هذا الاتفاق وعطلوه، بل قطعوا الاتصالات السياسية، بكل بساطة لأنهم اكتشفوا - أنا واحد من الناس حقيقة لما رأيت الاتفاق تفاجأت، أنه معقول الأميركان قبلوا بذلك - بكل الأحوال إما هناك خلافات داخل الإدارة الأميركية أو بعد ذلك اكتشفوا بأن فصل النصرة عن بقية الجماعات المسلحة وخصوصا في إدلب وحلب غير متاح لأن العلاقة بين جبهة النصرة وأغلب هذه الجماعات المسلحة هي علاقة عضوية، أو لأنهم اكتشفوا أن تحييد النصرة وضربها وإنهاءها سوف يجعل كل الجماعات المسلحة الباقية ضعيفة وهزيلة وغير قادرة على مساعدة أميركا في تحقيق أهدافها وفرض شروطها في سوريا، ولذلك انسحب الأميركيون من الاتفاق.

حسنا، إلى أين في هذا المسار؟ من الواضح أن الإدارة الأميركية، ولا أقول حلفاءها وإنما أتباعها في المنطقة، سيواصلون تقديم كل أشكال الدعم المالي واللوجستي والإعلامي والسياسي للجماعات المسلحة في سوريا من أجل مواصلة القتال.

في موضوع داعش، الأميركان عندهم مشروع يعملون عليه، وهذا ما تحدثت عنه السيدة كلينتون في الأيام القليلة الماضية بشكل واضح. المشروع هو تكديس، جمع داعش في منطقة معينة في سوريا، هي المنطقة الشرقية من سوريا، يعني الرقة، دير الزور وصولا إلى الحدود الأردنية العراقية وعلى امتداد الحدود العراقية السورية بمعزل عن منطقة الأكراد.

حسنا، أولا كلينتون تكلمت عن هذا الموضوع. اثنين في معركة الفلوجة ومعارك الأنبار، لمعلوماتكم ومعلومات المشاهدين، كان الأميركيون يفتحون الطرق أمام داعش، المهزومة في الفلوجة، والمهزومة في الأنبار، لتخرج إلى سوريا وتحت عين الطائرات الأميركية وسلاح الجو الأميركي، بدل أن يتم قصفهم وضربهم أو احتجازهم واعتقالهم، وإنما يتم إرسالهم إلى سوريا. الآن أثناء التحضير لعملية الموصل وهذا ما يجب أن ينتبه له الأخوة العراقيون، أيضا هناك مساع لفتح الطرق أمام داعش لتخرج من الموصل وتتكدس في المنطقة الشرقية، في الرقة وفي دير الزور. من المؤشرات أيضا تراجع الأميركيين عن معركة الرقة، مضى عليهم سنتان وهم يقولون موصل والرقة.. الآن واضح جدا أنهم تخلفوا عن معركة الرقة وتركيزهم على معركة الموصل. المؤشر الإضافي أيضا هو الغارات التي شنها سلاح الجو الأمريكي على مواقع الجيش السوري في دير الزور، ولم تكن خطأ إنما كانت عملا متعمدا، كان الهدف منها إسقاط مواقع الجيش السوري ليسقط المطار في دير الزور ولتسقط المنطقة، بقية مدينة دير الزور بالكامل في يد داعش، لأن امريكا تريد لداعش أن تسيطر على منطقة الرقة ودير الزور إلى الحدود إلى السخنة إلى مقربة تدمر، لماذا؟ بعد قليل أقول لماذا. أما بقاء داعش في شمال حلب فلم يعد مهما لأمريكا، شمال حلب تركته أمريكا لحلفائها الاتراك والجماعات المسلحة المتعاونة مع الجيش التركي.

حسنا إلى أين تريد أمريكا أن تصل؟ المنطقة الشرقية تريد أن تكدس فيها داعش وتكنسها من العراق وتكدسها في سوريا. في منطقة إدلب وحلب تدافع وتحاصر وتسمح بأن يقدم الدعم المالي والتسليحي لجبهة النصرة التي هي (تنظيم) قاعدة التي تورطت بأحداث الحادي عشر من ايلول وهم يقولون إنها قتلت ثلاثة آلاف أمريكي. لماذا كل هذا الكرم الأمريكي على النصرة وعلى داعش؟ لأنه ببساطة لم ينته زمن الاستخدام في سوريا. هناك أهداف أمريكية في سوريا وهناك أهداف اسرائيلية في سوريا، سيتم استخدام داعش والنصرة من حيث تعلمان أو لا تعلمان لتحقيق وخدمة هذه الأهداف. الكل يتذكر عندما أعلن الاتفاق الروسي الأميركي أو اعلن بعض بنوده وأنه سيكون هناك عمل مشترك أمريكي - روسي لضرب داعش والنصرة في سوريا أول من ارتفعت صوتهم واحتجاجهم كانوا الإسرائيليين، وقالوا بصراحة: أنتم أيها الأمريكيون ماذ تفعلون؟ إذا ما ضربتم داعش والنصرة في سوريا، هذا يعني أنكم تركتمونا لوحدنا، استعملوا هذه العبارة، أي أنتم تتركون إسرائيل وحيدة في المنطقة في مواجهة سوريا وحزب الله وفصائل المقاومة، فاحتج الإسرائيليون وحركوا كل جماعاتهم، جماعات الضغط التابعة لهم في الولايات المتحدة الامريكية. إذا الاستخدام للأسف لم ينته وبالتالي في المدى المنظور لا يبدو أن هناك أفقا للأسف لحلول سياسية أو معالجات سياسية، وأنا لا أعلم هل ما بقي من مدة زمنية أمام الإدارة الأمريكية الحالية هل يمكن أن يساعد، أي ما لم تفعله خلال العام والعامين الماضيين هل تستطيع أن تنجزه خلال أسابيع قليلة؟

على ما يبدو ليس هناك في الموضوع السياسي أي أفق، الظاهر أن الساحة مفتوحة على المزيد من التوتر والتصعيد والمواجهات.

طبعا ما هو المطلوب على هذا الصعيد؟ المطلوب هو الثبات، المطلوب هو الصمود، المطلوب هو البقاء في الميادين. منذ بداية الأحداث في سوريا هم راهنوا على تحقيق انتصار حاسم خلال أسابيع قليلة، ونحن الآن في العام السادس وعجزوا عن إسقاط سوريا وعن السيطرة عليها. هذا إنجاز كبير للقيادة السورية، للجيش السوري، للقوات الشعبية في سوريا، لحلفاء سوريا الذين وقفوا إلى جانبها وساندوها وساعدوها ومنعوا إلى جانب قواتها المسلحة أن تسقط سوريا في يد هذه الجماعات التكفيرية التي ترتبط بالسفارات وأجهزة المخابرات المتنوعة في العالم.

هذا الإنجاز، بالحد الأدنى يجب الحفاظ عليه. بالتأكيد يجب السعي لتحسين الأوضاع الميدانية ما أمكن ويجب السعي لفتح أفق سياسي جديد من أي فريق، هذا خط دائم، لأننا جميعا كل الذين يدافعون في سوريا وعن سريا، يدافعون عنها وعن محور المقاومة وعن قضايا الأمة انما يتطلعون إلى الحل السياسي، لا يتطلعون إلى المزيد من سفك الدماء، يتطلعون إلى الحل السياسي.

من الذي يعطل الحلول السياسية والمسار السياسي، معروف من: الاميركان، السعودية، بعض الدول في الاقليم التي تضغط على هذه الجماعات وتضع شروطا تعجيزية، أنا عندما أتحدث عن اليمن تصوروا أن السعودية تربط أي حل سياسي في اليمن ببقاء الرئيس التي انتهت مدته، مدته خلصت، وهو غير قانوني وهو غير شرعي، لكن هي تربط مسار الحرب كله ببقاء رئيس انتهت مدته، بينما في سوريا ترفض الحل السياسي وتشترط للحل السياسي ذهاب الرئيس المنتخب من شعبه والذي ما زال في ولايته. حسنا أكثر من هذا، الرئيس الأسد والقيادة السورية قبلوا أو قد يقبلون بانتخابات رئاسية مبكرة ضمن إطار حل سياسي انتقالي، أنتم تتحدثون عن الديمقراطية وعن الانتخابات وعن حكم الشعب، ونحن نؤيدكم في هذا، ونقول: جميعا تعالوا لنحتكم للشعب السوري، دعوه ينتخب الرئيس الذي يريد، لماذا ترفضون أن يترشح في أي انتخابات رئاسية مبكرة أن يترشح الرئيس الأسد، لماذا؟

ألستم تقولون ـ طبعا السعودية والأميركان وكل جماعاتهم ـ ألستم تقولون إن هذا الرئيس فد شعبيته، حسنا دعوه يسقط في الانتخابات، لماذا تخافون من الانتخابات؟ لماذا تفرضون شروطا مسبقة ؟

إذا، الحل السياسي واضحة معالمه الطبيعية المنطقية. عندما تم الحديث عن حكومة انتقالية وعن مصالحة وطنية وعن انتخابات، لكن هناك من يصر على إنهاء كل هذا الوضع، لأن الهدف في الحقيقة لم يكن في يوم من الايام لا الديمقراطية في سورية ممن ليس لديهم ديمقراطية، ولا الانتخابات في سورية ممن ليس لديهم انتخابات. المقصود أن تسقط سوريا وأن تضعف وأن تمزق وأن تقسم من أجل عيون صديقهم الإسرائيلي وحليفهم الإسرائيلي، لأن سوريا كانت وما زالت وستبقى العقد الأساس في محور المقاومة..

لذلك هم يرفضون أي حل سياسي، ويريدون للمعركة أن تستمر في سوريا وللنزيف أن يستمر، هذا ما تريده أميركا وهذا ما تريده إسرائيل وهذا ما تساعد عليه بعض الدول الإقليمية والخليجية، التي لو كانت واقعا وفعلا تريد الخير للشعب السوري فإن عليها أن تقبل بالحل السياسي وبالمرحلة الانتقالية وبالانتخابات بلا شروط، وليترشح من يترشح، ولينتخب الشعب من يريد أليس هذا هو احترام إرادة الشعب، عندما نتحدث عن الشعب السوري وتحقيق أمانيه وغاياته. يجب أن لا نيأس بكل الأحوال من الحل السياسي ويجب أن نواصل العمل جميعا.

أيضا هناك ملف يجب أن لا ينسى وأن لا يهمل في كل الاحوال هو الملف الانساني. حيث يمكن إجراء مصالحات في أي مدينة أو قرية، حيث يمكن ايصال مساعدات انسانية إلى أي مدينة أو قرية يجب أن يحصل ذلك بمعزل عن كل التطورات والأحداث. اسمحوا لي أن اثير أمامكم وأمام الرأي العام مأساة بلدتي الفوعة وكفريا اللتين ما تزالان محاصرتين منذ وقت طويل وتعانيان، المعاناة الإنسانية والنقص بالمواد الغذائية والطبية والصحية والقصف الدائم.

أنا أقول لكم بكل صدق: الحكومة السورية دائما كانت منفتحة على أي علاج وحل شامل لقضية الفوعة وكفريا والزبداني ومضايا. ولكن الذي يعطل أي حل شامل لإنهاء معاناة السكان والمدنيين في هذه البلدات هم الجماعات المسلحة والدول التي تقف خلفها، وإلا ـ دائما ـ كانت اليد ممدودة وكل المساعي في الليل وفي النهار من أجل الوصول إلى خاتمة.

في كل الأحوال نحن نحيي صمود الناس، الرجال والنساء والأطفال والمقاتلين الأبطال في بلدتي الفوعة وكفريا ونقول لهم: لم ينسكم أحد ولن ينساكم أحد، وفي نهاية المطاف علينا جميعا أن نعمل وأن نصمد وأن نبني الجهود للوصول بهذه القضية إلى الخاتمة المطلوبة.

إذن في الملف السوري هذا ما احببت أن أعرضه بين أيديكم ولكن لي كلمة أخيرة للشعب السوري بكل أطيافه: نحن في السنوات الاخيرة شهدنا في سوريا قتالا عنيفا ودمويا ووحشيا بين أبناء التنظيم الواحد، جماعة "القاعدة"، حيث أصبحوا جماعتين: "داعش"و"النصرة". قتلوا بعضهم، قتلوا أسرى بعضهم، قاموا بتصفيات، نفذوا بحق بعضهم عمليات انتحارية، سبوا نساء بعضهم، كفروا بعضهم، أهرقوا دماء بعضهم، أباحوا دماء وأعراض واموال بعضهم بعضا، هذا حصل أو لم يحصل؟ وما زال يحصل. أيضا شهدنا في الغوطة الشرقية قتالا داميا وقاسيا بين جيش الإسلام وجماعات مسلحة أخرى واستمر لأشهر وقتل المئات (البعض يقول ألفا أو الفين) أنا أحتاط، أقول المئات، وجرح الآلاف ودمرت بيوت وما زالت الغوطة التي بيد المسلحين، الغوطة الشرقية منقسمة وفيها خطوط تماس، في شمال حلب، في إدلب، عندنا هنا في جرود عرسال، ألم يكن هناك قتال؟ الآن ماذا يجري في منطقة إدلب وفي مناطق حماه؟ قتال دموي وحشي بين أحرار الشام وبين جند الأقصى، مئات القتلى، مئات الجرحى، العمليات الانتحارية، التفجيرات، القصف على القرى، الاقتحامات المتبادلة.

أنا لا أتحدث عن هذا المشهد حتى أملأ الوقت. أنا أود أن أقول للشعب السوري: لو سلمتم سورية لهؤلاء، لو لم تصمد القيادة السورية والجيش السوري والشعب السوري المؤيد لهذه القيادة ولهذا الجيش، لو لم يصمدوا، لو سقطت سورية في يد هؤلاء، فإن حاضرها ومستقبلها لسنوات طوال فقط الله يعلم متى ينتهي هذا المشهد، مشهد التقاتل بين هذه الفصائل التي لا عقل لها ولا ثقافة لها، الغارقة في التكفير وفي الدموية وفي الحساسيات الحزبية والفصائلية وليس لديها ضوابط وليس لديها من ترجع إليه وتحتكم عنده وتخدم هذه الدولة وتلك السفارة وجهاز المخابرات.

هذا للأسف الشديد فقط، إذا أردت تقديم مشهد للشعب السوري أقول لهم انظروا، هذه أفغانستان، المقاومة الأفغانية التي قاتلت الاحتلال السوفياتي بحق وألحقت به الهزيمة، ولكن تسلل إليها، إلى أحزابها، إلى فصائلها الجهادية، تسلل فكر القاعدة والفكر الوهابي والفكر التكفيري، فبمجرد أن خرج السوفياتي من افغانستان بدأ القتال بين الفصائل وتمزق البلد: باشتون، وأوزباك، وهزارة ولا أعرف ماذا؟ ومازال الصراع قائما حتى الآن. منذ أكثر من عشرين سنة أو ثلاثين سنة لم يتذوق الأفغان طعم الانتصار. لقد حول هذا العقل الظلامي التكفيري انتصار الأفغان إلى جنازة ولم يسمح لهم أن يقيموا للنصر أعراسا. وهكذا المشهد سيكون في سورية. حيثما يحل هذا العقل وهذا التفكير وهذه الثقافة وهذه الجماعات لا تتوقعوا لا هدوءا ولا أمنا ولا استقرارا ولا ثباتا ولا حكومة ولا انتخابات ولا دولة ولا تنمية ولا مستقبلا ولا علما ولا زراعة ولا صناعة ولا أي شيء.

ولذلك الأمر بأيديكم أنتم، أنتم أيها الشعب السوري الذي يستطيع أن يحسم هذا الصراع وهذه المعركة.

أنتقل إلى الملف اليمني. قبل أن أبدأ بالحديث عن الملف اليمني قرأت أمس واليوم في بعض الصحف مقالات لبعض الصحافيين اللبنانيين يقولون: إذا صعد السيد بليلة العاشر بوجه السعودية بسبب مجزرة صنعاء فيكون يخرب فرص وصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية.

أنا لا أفهم ما هو الربط بين الأمرين: هناك عدوان سافر في وضح النهار وليس ليلا في وضح النهار على صالة كبيرة وربما بحجم هذه الصالة أو أصغر أو أكبر بقليل لا أعلم.

والناس محتشدون لا هو ثكنة عسكرية ولا هو موقع عسكري وهم يعلمون أن هذا مجلس عزاء، هناك ناس توفاهم الله، والناس أتوا ليعزوا. يأتي الطيران السعودي ويقصف هذه الصالة عامدا متعمدا عارفا ومعتقدا أن فيها عددا كبيرا من القيادات السياسية والعسكرية، وكان يتعمد أن يلحق أكبر قدر ممكن من الخسائر لمن هو موجود في الصالة.

هذا الحدث المروع الهائل، من لا يتحدث بهذه الدنيا تحدث (عنه)، يا أخي الأمين العام للأمم المتحدة الذي فقط يعبر عن قلقه ونريده لو لمرة أن يتحدث، ينطق. إذا الأمين العام نطق تريدون مني الذي من الليلة الأولى من الحرب على اليمن (تحدثت) أسكت بسبب هذه الفاجعة أو بسبب هذه المعادلة؟

ومع ذلك أنا لست شتاما أنا لست شتاما ولا سبابا بمعزل عن الانتخابات الرئاسية ويجب أن لا يكون هناك ربط بينهم لأن هذا اسمه ابتزاز، هذا هو توظيف سيء.. وكفى.

أنا على كل حال لست سبابا ولا شتاما، وإنما أريد أن أتحدث عن الوضع بمنطقية وبموضوعية، وإذا كان الحديث بواقعية وموضوعية ومنطق أيضا ليس مقبولا، فهذا بات بحثا آخر.

في اليمن أيها الإخوة والأخوات هناك حرب دائرة منذ أكثر من سنة ونصف، ارتكب فيها النظام السعودي خطأ تاريخيا، سأعود للهدف، ارتكب خطأ تاريخيا عندما ظن أنه يستطيع أن يحسم معركة اليمن وأن يسجل نصرا حاسما وعظيما وتاريخيا في اليمن خلال أسابيع.

العقل المستكبر، العقل المستعلي، الذي كان يستضعف اليمنيين على مدار عشرات السنين وكان يحتقرهم وكان يتطلع إليهم بنظرة دونية، كان يتصور أن هؤلاء اليمنيين عندما تعلن الحرب من الشقيقة الكبرى السعودية ومعها تحالف عربي ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية سيسارع اليمنيون إلى الهروب والاستسلام والخضوع والانسحاب من أي مواجهة وسيقولون للسيد السعودي تفضل أهلا وسهلا بك. هذا الخطأ في التشخيص في الفهم سببه هذا العقل وهذه الطريقة في التفكير.

على مدى أكثر من سنة ونصف، حرب ضروس على الشعب اليمني، لم يبقوا شيئا الحمد لله أمس بان كيمون حتى بهذا تحدث، كثر الله خيرك، مستشفيات، مدارس، مساجد، مقابر، الآثار التاريخية والحضارية، الأسواق، المدن، القرى، السفن، كل شيء، هل يمكن لأحد أن يقول لي هل هناك شيء باليمن لا يقصفه الطيران السعودي وطيران التحالف، فقط يخبر عن عنوان، أنه نعم هناك هذا لم يقصف.

كل شيء، وأعداد كبيرة جدا من الشهداء والجرحى، ولكن في المقابل اليمنيون صمدوا، مع صمت العالم وسكوت العالم وخنوع العالم، لأنهم يخافون الإعلام ويطمعون بالمال ولديهم حسابات سياسية. هذا الشعب المظلوم على مدى أكثر من سنة ونصف وقف وصمد وقاتل وثبت في الميدان وصنع الملاحم والانتصارات.

ولذلك الآن السعودية ماذا تفعل؟ ما هو الحل لديها؟ ليس لديها حل إلا أن تقبل بالحل السياسي، ومع كل مظلومية اليمنيين قبلوا بالتفاوض وقبلوا بالحل السياسي وذهبوا إلى الكويت، ولكن وجدوا في الكويت من يقول لهم اخضعوا واستسلموا وسلموا، وهم ما قاتلوا ليستسلموا.

الآن، هذه المجزرة المهولة هي فضيحة كبرى لهذا النظام السعودي لأنه أولا نفس الجريمة، نفس العدوان، نفس القصف على هذه الصالة وعلى الناس المجتمعين فيها لا يمكن لأحد أن يخرج ويدعي أنها هدف عسكري أو قربها مواقع عسكرية، لم يكن هناك أي سبب على الاطلاق، مع ذلك هذا حصل.

ثانيا: تنصل وكذب، خرج الإعلام التابع لهم يقول: هذه عبوة متفجرة ونتيجة الخلافات الداخلية بين اليمنيين. جيد أن هناك هاتف خلوي أيضا له فوائد، ليس كله شيطان، تبين أن له فوائد، من فوائده أن الناس صورت الصالة تقصف، هذا الدخان والشظايا هذا ليس دخان عبوة متفجرة ولا عملية انتحارية، هذا قصف من الجو، ومع ذلك بقوا على إصرارهم أنه ليس لهم علاقة وليس لديهم علم. تفضلوا وأجروا تحقيقا دوليا محايدا، لا يريدون.

اليوم أعلن أن عدد الجرحى أصحاب الأوضاع الصعبة 600 جريح في صنعاء لا تسمح السعودية لهم بمغادرة البلد ليعالجوا في الخارج ولا تسمح لأي دولة في العالم أن ترسل أطباء أو مساعدات طبية إلى صنعاء لمعالجة هؤلاء الجرحى. لا يوجد أحد ارتكب مجزرة (واكتفى)، بل هو مصر على أن تستكمل مفاعيل المجزرة بأن هؤلاء الستمئة أيضا يموتون ولا يسمح لهم بأي فرصة علاج. هذا ماذا تسمونه بحسابات الإنسانية وبحسابات الدين وبحسابات القيم وبحسابات العروبة؟ هذا أين يصنف وبأي دائرة يصنف؟

في كل الأحوال عسى أن تتحول هذه المجزرة أو يجب أن تتحول إلى وسيلة لإيجاد خاتمة لهذه الحرب. يجب أن يقنع العالم السعودية وأن تقتنع السعودية أن لا أفق لهذه المعركة وأن لا أمل لها بالانتصار في هذه المعركة وأن الذي سينتصر في نهاية المطاف هو هذا الدم اليمني المسفوح ظلما في مدن وقرى وحدود اليمن الشريف.

يجب أن يعلموا أن لا مستقبل لهذه الحرب على الاطلاق وأن إصرار السعودية ـ السعودية هي كل الحرب على اليمن، الباقي كله روتوش وديكور وملحق باختياره ورغما عنه.. ـ إن إصرار السعودية في الحرب على اليمن هي لن تخسر اليمن فقط، صدقوني، المنطق، قوانين التاريخ، المعادلات تقول ستخسر نفسها. القيادة السعويدة الحالية تدفع بالمملكة العربية السعودية إلى الهاوية.

أنظروا اليوم، أنفقت السعودية مليارات الدولارات لتقدم لها صورة مشرقة في العالم لتوجد لنفسها مكانا محترما في العالم على المستوى الإعلامي والسياسي والدبلوماسي، وأنها مملكة الخير وهي التي تساعد الشعوب وتمدهم بالمال وبالمساعدات الإنسانية وأنها هي رمز الإسلام وأنها.. وأنها...

وبذلت جهودا مضنية لتثبت نفسها موقعا إقليميا وشريكا إقليميا الآن وأيضا دولة غنية، لكن الآن أين هي السعودية؟ أين هو احترامها في العالم، والعالم كله بدأ يستيقظ ويعي جيدا أن كل إرهاب في هذا العالم في أي زاوية من زوايا هذا العالم يرجع مرجعه بالفكر وبالمال إلى هؤلاء.

أين هي مكانتها وأين هو احترامها وأين هو اقتصادها الآن؟ أين هو اقتصادها؟

مئات المليارات ستسجن في البنوك، في السجون الاميركية، لتسلب من السعوديين بالقانون الجديد.

إلى أين هم ذاهبون، بالسياسة والاقتصاد والموقع وبالاحترام وبالتقدير وحتى بالميدان، وأنتم عاجزون عن أن تدافعوأ عن مواقعكم في الحدود، مواقعكم المدعومة من الجو والتي فيها دبابات أكثر مما فيها جنود أمام الحفاة، الحفاة اليمنيين.

لذلك الحل المتاح اليوم هو أن يعود الحكام في السعودية إلى عقولهم أن يعودوا إليها وأن ينصحوا من حلفائهم وأصدقائهم. إذا كان هناك من صديق للسعودية في أي مكان في العالم، في لبنان وغير لبنان، بدل أن بقوموا بعد قليل بالرد علي، أن يقدموا نصيحة إلى حكام السعودية بأن يكفوا عن سفك دماء اليمنيين وإلا فإن هذا الدم سيجرفهم إلى أبد التاريخ.

حسنا، نتقل في الوقت المتبقي إلى الملف اللبناني الداخلي، نحن على المستوى الوطني، وخلال كل السنوات الماضية، أول أمر مهم أننا جميعا متفقون على الحفاظ على الأمن في لبنان والاستقرار والسلم الاهلي، وفي هذه الليلة يجب أن نؤكد بكل جدية أن هذا الالتزام يجب أن يكون التزاما قاطعا لدى كل اللبنانيين ولدى المقيمين في لبنان، سواء كانوا لاجئين أو مهجرين أو مقيمين أجانب، السلم الأهلي في لبنان، والاستقرار والأمن هو أساس لكل شيء، للسياسة، للاقتصاد، للانتخابات، للرئاسة، لحل الأزمات المعيشية.

لقد استطاع اللبنانيون، وهذه من النقاط الإيجابية الممتازة جدا، بالرغم من انقسامهم السياسي الحاد فيما يتعلق بالشأن اللبناني، وفيما يتعلق بشؤون المنطقة، بالرغم من انقسامهم الحاد، تمكنوا من أن يحافظوا على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي. طبعا صادفت أنه هناك على ما يبدو إرادة دولية وإقليمية، بأن لا يخربوا لبنان، لأنه إذا خرب لبنان، فتداعيات ذلك ستكون خطيرة على الجميع وخصوصا على أوروبا التي عليها أن تستقبل حينئذ ملايين المهاجرين إليها.

بكل الأحوال، الأمن والاستقرار والسلم الأهلي خط أحمر، وهذا يعني أنه يجب أن يقدم كل الدعم والمساندة للجيش اللبناني وللأجهزة الأمنية اللبنانية بمعزل عن أي تصنيف سياسي، وبمعزل عن أي ملاحظات سياسية لأن عماد الحفاظ على الأمن في لبنان هو الجيش والأجهزة الامنية، وتباني اللبنانيين، وتفاهمهم وحرصهم على استقرار بلادهم، هذا أولا.

ثانيا في الموضوع السياسي: خلال الأسابيع القليلة الماضية، دخل البلد في مسار سياسي إيجابي، لا أريد أن أبالغ ولا أريد أن أسخف الأمور، دخل البلد في مسار سياسي إيجابي، فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة اللبنانية، وهذا التحول الذي يتحدث عنه ضمنا أن رئيس تيار المستقبل سيتبنى أو قد يعلن موافقته أو دعمه لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

نحن ـ بطبيعة الحال ـ أي تحولات سياسية إيجابية توصل الاستحقاق الرئاسي إلى النتيجة المرجوة، نحن نؤيدها ونساندها ونرحب بها ونشجع عليها، وأيضا نعترف لمن يملك هذا التحول بالشجاعة وأيضا بالحرص على أن يوجد المخرج المعقول والمطلوب لهذا المأزق السياسي القائم في لبنان.

في هذا المسار الإيجابي السياسي يجب أن نؤكد أولا تفعيل العمل الحكومي، وأنا ادعو حلفاءنا وأصدقاءنا وأنفسنا أن نعود بشكل كامل إلى الحكومة في مقابل التزام مكونات الحكومة بالميثاقية وبالشراكة وأن نثبت ذلك لمن ترك أو قاطع.

ثانيا العمل بجدية من أجل فتح أبواب المجلس النيابي على المستوى التشريعي من جديد. الآن هناك أناس مشترطين بقانون انتخاب وغير ذلك وتشريع ضرورة، انتم تعرفون رأينا ونحن نختلف فيه عن بعض حلفائنا وأصدقائنا، نحن في حزب الله رأينا أن يجتمع المجلس النيابي وأن يعمل بشكل طبيعي، لكن لأن هذا الموضوع بحاجة إلى تفاهمات يجب أن تبذل جهود خلال هذه الأيام للوصول إلى نتيجة.

المهم يجب أن يكون نصب أعيننا هدف اسمه عدم تعطيل التشريع في المجلس النيابي، لأن هناك ملفات مالية وصحية وبيئية واجتماعية وحقوقية وما شاكل، كلها تنتظر على بوابات المجلس.

ثالثا، نصل الى موضوع الرئاسة، وهنا فلتسمعوني جيدا، في موضوع الرئاسة، حزب الله منذ اليوم الأول كان خياره واضحا، وحتى قبل الإعلان عن خياره كان خياره واضحا.

وقبل عامين، وفي مثل هذه الليلة، ليلة العاشر من محرم، أنا أعلنت أمامكم أننا نحن بشكل واضح وعلني. لأنه لمدة من الزمن بقيت بعض القوى السياسية تشكك وتقول: حزب الله يقول للعماد عون إننا معك ولكن لا يريده، إذا كان يريده لماذا لا يعلن؟

عندما أعلنا، قالوا إن إعلان حزب الله دعمه للعماد عون لأنه لا يريد العماد عون ! "والله حيرتونا"! إذا سكتنا، تقولون إننا لا نريده، واذا تكلمنا تقولون بأننا "نحرقه" يعني لا تريدونه.

على كل نحن أعلنا دعمنا لهذا المرشح الطبيعي، لسنا نحن من رشحناه، هو مرشح، ونحن دعمنا هذا المرشح، كأي حزب سياسي في البلد وكأي كتلة نيابية لها أصوات في المجلس النيابي ستشارك في انتخاب الرئيس. حسنا، اختلفنا ونحن أخذنا خيارا أن لا نذهب إلى أي جلسة مجلس نيابي إذا لم نضمن وصول المرشح الذي ندعمه إلى الرئاسة، وهذا حقنا السياسي الطبيعي والقانوني.

منذ تلك اللحظة فتح علينا سيل من الاتهامات ما زال قائما حتى هذه اللحظة وسيبقى حتى انتخاب الرئيس، أننا نحن نعطل انتخاب الرئاسة ونحن لا نريد رئيسا، وحتى بعد انتخاب الرئيس، حتى لو نزلنا إلى مجلس النواب، وانتخبنا رئيسا، هؤلاء يتكلمون وسيبقون يتكلمون بأن الحزب ما كان يريد ذلك، ولكن غصبا عنه نزل، "وحياتكم هيك"، ولذلك نحن أخذنا قرارا منذ سنتين أن لا نكون مضغوطين لهذا الاتهام.

الآن وصلنا إلى المسارالجديد، قبله نحن تعرضنا للكثير من الضغوط، قبله كانوا يقولون لنا من موقع الاتهام، يقولون لنا أنتم بسبب عدم ذهابكم الى المجلس النيابي، عطلتم الرئاسة وبالتالي عطلتم مجلس النواب وبالتالي عطلتم مؤسسات الدولة وبالتالي عطلتم مصالح الناس. لسنتين هذا الكلام يحكى، ونحن لم نبدل موقفنا، يوجد أناس اليوم "شغلتهم وعملتهم" أن "لا يعملوا استحقاق رئاسي"، شغلتهم وعملتهم كيف يستفيدون من التطورات الرئاسية ليخلقوا فتنة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وليخلقوا فتنة بين حزب الله وحركة امل، ولكي يفتعلوا فتنة بين حزب الله وتيار المردة، وليفتعلوا فتنة بين الحافاء بعضهم البعض، أصلا هم غير مهتمين كثيرا لوصول الرئيس من عدمه.

قبل أسابيع، إخواننا كانوا لا يزالون يتكلمون بشكل طبيعي حول ترشيح العماد ميشال عون، فقيل وكتب في الصحف وأيضا قيل للأصدقاء والحلفاء في التيار الوطني الحر إن هذا الخطاب المتكرر من حزب الله بتأييد العماد ميشال عون يستفز السعودية ويستفز المستقبل، ويعطل القصة ويصعبها.

عظيم نحن فهمنا، "قمنا سكتنا"، ألم تلاحظوا أننا ساكتون، الآن أنا أتكلم الليلة، نحن منذ ثلاثة اسابيع تفاهمنا بين بعضنا في حزب الله إنه يا أخي فلنسكت، لما سكتنا، ماذا قالوا؟ صاروا يقولون، إنه عندما صارت مسألة الجنرال عون جدية، هذا حزب الله "انفنس" وسكت، والصمت الرئاسي عند حزب الله، على كل حال نحن "مش مخلصين".

لكن نحن ماذا؟ نحن أهل الصدق ونحن أهل الوفاء ونحن أهل الالتزام بالموقف، هكذا كنا وهكذا نبقى، لا يتغير عندنا شيء. حصلت اتصالات دولية واتصالات إقليمية وضغوط بأشكال مختلفة حتى نتراجع عن هذا الالتزام مع العماد ميشال عون، أصلا قبل عام تقريبا، قدم لنا طرح يعني مفترض أنه يجب أن نمشي فيه والناس تقول لك ذلك، لا أدري ماذا يمكن تسميته: "طرح مشوق" "مشجع" وهو أن (تيار) المستقبل قام بترشيح صديقنا وحليفنا العزيز الوزير سليمان فرنجية، على أمل ـ وهكذا قالوا لحلفائهم الإقليميين والدوليين ـ إن هذا سيحرج حزب الله ويخلق له مشكلة أو مع العماد عون أو مع الوزير فرنجية.

ومع ذلك مع العلم أن المرشح صديقنا وعزيزنا، نحن بقينا عند التزامنا، وخلال كل هذه الفترة، لماذا حزب الله لا يضغط على حركة أمل، لماذا حزب الله لا يضغط على الوزير فرنجية لينسحب، لماذا؟

أريد أن اسألكم سؤالا، إذا انسحب الوزير فرنجية الآن، هذا يعني أنه بيمشي الحال بانتخابات الرئاسة، يعني هل نستطيع أن ننتخب العماد ميشال عون رئيسا، قبل اعلان رئيس تيار المستقبل لهذا الترشيح، هذا كله كلام ليس له معنى، وحتى بعد الترشيح الموضوع حينئذ لن يقدم ولن يأخر. ولكن المطلوب انه كيف يفتعل مشكلا بيننا وبين حلفائنا.

حسنا، دعونا نخرج من هذه الألاعيب الصبيانية والصراعات الجانبية وتسجيل النقاط على بعضنا البعض، من يريد ومن لا يريد، إن غدا لناظره لقريب، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.

نحن موقفنا بالرئاسة واضح، نعم المطلوب الآن اتصالات ولقاءات وحوارات من أجل إيجاد تفاهمات والمساعدة على إنجاز هذا الاستحقاق.

لم يقم أي أحد بوضع شروط، حسنا بين المستقبل والتيار الوطني الحر هناك تفاهم، لا يوجد صفقة، والذي قاله رئيس التيار الوطني صحيح، لا يوجد صفقة، يوجد تفاهم، جزء من هذا التفاهم أنه هو ينتخب العماد ميشال عون كمرشح قوي لرئاسة الجمهورية، وفلان لأنه مثلا مرشح قوي لرئاسة الوزراء يأتي رئيسا للوزاء، حسنا، ما هو هذا؟ اليس تفاهما؟ ما المشكلة بأن يكون هناك تفاهمات مع بقية القوى السياسية وخصوصا الوازنة والأساسية في لبنان؟ وفي مقدمتها دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري والإخوة في حركة أمل والوزير فرنجية وتيار المردة وبقية الحلفاء، هذا ماذا يضر؟ هذا لا يضر بشيء، بالعكس، لا أحد يتكلم عن صفقات ولا أحد يتكلم عن شروط تعجيزية.

نحن جميعا في لبنان، عندما نذهب في مسار سياسي واضح وأساسي إذا تفاهمنا وطمأن بعضنا البعض واقترب بعضنا من بعض وأزال بعضنا هواجس بعض

هذا هو الذي يمكن أن يدفع الأمور إلى الأمام.

في كل الأحوال، اللبنانيون ـ أيها الأخوة والأخوات ـ مطالبون بأن يبذلوا خلال هذه الأسابيع القليلة جهودهم الكاملة للتفاهم والتلاقي وحسم خياراتهم لننتخب رئيسا وبعدها لتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع ويبدأ التحضير للانتخابات النيابية وتعود المؤسسات لتعمل وينطلق المسار السياسي في البلد.

بالنسبة إلينا نحن لا ننتظر شيئا من المنطقة ولا نريد أن نوظف شيئا من تطورات المنطقة في لبنان، كنا هكذا وما زلنا هكذا. هذا هو المتاح الآن أمام اللبنانيين الذين عليهم أن يبذلوا الجهد وأن يعملوا.

أيها الأخوة والأخوات، في هذه الليلة المباركة، ليلة الوفاء وليلة تجديد البيعة وليلة الثبات على الموقف وعلى الحق، في هذه الليلة نعود كما في كل عام من مثل هذا الوقت، إلى الليلة المظلمة، ليلة العاشر من محرم على أرض كربلاء، عند الحسين عليه السلام لنتعرف أيضا على القائد الوفي، ما هو القائد الوفي، الحسين عليه السلام، عندما قال لهم إن القوم يريدونني ولا يطلبون غيري، الحسين عليه السلام لم يكن قائدا يريد أن يستفيد من الناس أو أن يضحي بالناس حتى من أجل الأهداف المقدسة، وكان يقدم نفسه هو ليكون عنوان التضحية وعنوان الوفاء والقائد المضحي، ولذلك قال لهم، ألا إن هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، ليس أنتم فقط كأصحاب، وأنتم مباركون ولا يوجد أفضل منكم وأنتم في حل من بيعتي، بل فليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وامشوا في هذا الليل واتركوني وحدي. أنا، غدا صباحا، عندما تشرق الشمس، ويستيقظ اليزيديون وجند عبيد الله بن زياد لن يجدوا إلا خيمة واحدة ورجلا واحدا هو الحسين بن علي ابن بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ولكن هل هذا الذي حصل؟ لا، في تلك الليلة إذا أردنا أن نسميها، نسميها ليلة الوفاء، ليلة الصدق، ليلة الثبات في الميدان، الأقدام التي لا تهزها الموت، والجماجم التي أعيرت لله عز وجل، وقف الأصحاب ووقف العباس ووقف أهل البيت جميعا يصرخون للتاريخ وليس للحسين فقط، أنذهب نحن ونبقى بعدك، أتقتل ونبقى بعدك، لا طيب الله العيش بعدك يا حسين.. والكلمات الخالدة التي تحولت إلى مدرسة عبر الأجيال يترجمها رجال الحسين في هذا الزمن، في كل زمان وفي كل مكان عندما قال القائل للحسين والله يا أبا عبد الله لو أني أعلم أني أقتل ثم أحرق ثم أذرى في الهواء ثم أحيا ثم أقتل ثم أحرق ثم أذرى في الهواء يفعل بي ذلك ألف مرة ما تركتك يا حسين... ونحن في هذا البلد الذي عشقنا فيه الحسين عليه السلام، عرفنا فيه الحسين وعشقناه واتبعناه وبايعناه في المقاومة ولم نخل أي ميدان ولم نتجاهل أي نداء للنصرة وللعون، نحن في هذا البلد الذي أثبت فيه رجالنا أنهم حسينيون ونساؤنا أنهم زينبيات وفتياننا أنهم قاسميون وشبابنا أنهم عباسيون.

غدا أيضا، غدا في يوم العاشر من محرم في كل مدننا وقرانا وبلداتنا وشوراعنا وبالرغم من التهديدات وبالرغم من محاولات الاختراق ومن محاولات القتل، نقول لهم كما في كل عام اقتلونا فلن نترك الحسين غدا..

وغدا نجدد مع الحسين موقفه ونجدد معه التزامه ونجدد وقوفنا ـ كما أعلن في عنوان مسيرات الغد ـ وقوفنا إلى جانب الشعب اليمني المظلوم والشريف والمقتول والمحاصر والغريب، وقوفنا إلى جانب قيادته الحكيمة والشجاعة والصامدة والثابتة، وقوفنا إلى جانب الجيش اليمني الوطني واللجان الشعبية واللجان الثورية والقبائل المدافعة بعز لنقول لهم لستم وحدكم كلنا يمن...

غدا نؤكد هويتنا الجهادية، هويتنا الإيمانية، هويتنا الروحية والنفسية، في مواجهة أي تحد وكل أشكال التحديات كما كنا نواجهها دائما، نحن غدا سنثبت أننا أبناء هذا الإمام الذين يحفظون كلمته ويعيدون موقفه ويكتبونها بالدم في كل موقف وفي كل تحد عندما نخير، عندما يقول لنا الأمريكي أو الإسرائيلي أو التكفيري أو أي طاغية من طواغيت هذا العالم، عندما يركز بين اثنتين بين السلة والذلة (هيهات منا الذلة).. لماذا هيهات منا الذلة، لأن الله يأبى لنا ذلك، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ونفوس أبية وأنوف حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.. لأن القبول بالذل والهوان يأباه العقل وتأباه الفطرة الإنسانية كما يأباه الله سبحانه وتعالى.

غدا إذا أيها الأوفياء، أيها الأخوة والأخوات، أيها الشرفاء، يا عوائل الشهداء، أيها الجرحى وعائلات الجرحى، أيها المجاهدون، أيها المقاومون، أيها الحسينيون، أيها الزينبيات، غدا نداء الحسين وجوابكم (لبيك يا حسين)...

السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، والسلام عليكم جميعا..