المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 تشرين الأول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.october15.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة

بالإِيْمَانِ قَهَرُوا المَمَالِك، وعَمِلُوا البِرّ، ونَالُوا الوُعُود، وسَدُّوا أَفْوَاهَ الأُسُود، وأَخْمَدُوا قُوَّةَ النَّار

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تغريدات تعليقاً على مقابلة جبران باسيل مع مرسال غانم/الياس بجاني

إطلالة جبران باسيل من دير القلعة: جريمة بحق الراهبين شرفان وأبي خليل المغيبين في سجون الأسد/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

د. محمد عبد الحميد بيضون لـ "الأنباء": الحريري لا ولن يسير بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية والسلة المتكاملة سلتان الأولى لخدمة سلاح حزب الله والثانية لضمان حصة برّي من النفط

نعيما ... في بيتنا عميل .! نكسة لحزب الله.. مسؤول كبير ضمن صفوفه عميل للموساد الإسرائيلي!

الحريري سوف يعلن ترشيحه للجنرال ميشال عون

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 14/10/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 14 تشرين الاول 2016

السفير: توقيف انتحاريّين قبيل ساعات من تفجير نفسيهما! الأمن العام يضبط "طائرة متفجّرة".. وأربع خلايا

الاحرار: للحفاظ على الحكومة وحزب الله يعطل خدمة لحليفه الإيراني

حزب الله يشيطن معارضيه ويسخّر الدولة لكم الأفواه

أبو جمرة: تاريخ 13 تشرين اول لن يرحم ميشال عون!

جنبلاط: كفانا جدلاً بيزنطياً وسلالاً فارغة والتسوية تبقى أقل كلفة من الانتظار

هذه انتصارات حزب الله في سوريا/علي الأمين/جنوبية

«رسالة مبطنة» في خطاب نصرالله للحريري: لا ترشّح عون.. فهل من مبادرة بعد؟

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عائلة ضحايا جريمة عشقوت ستتقدم بشكوى ضد المدعى عليه

حراك الحريري... مسعى لفصل الرئاسة عن التأزم الاقليمي وخط الاعتدال حاجة لحزب الله لمنع الفتنة السنية- الشيعية

فرنسا ترفض المبادرة مجددا في اتجاه ايران لفك أسر الرئاســــة

التيار والكتائب.. كل على موجته وفرنجية يبعث رسائل سيــــارة

سليمان عند بري لا للتعيين ...وجنبلاط: لأي كــان دون قيد او شرط

حزمة ازمات ومهام مستحيلة تستقبل الامين العام الجديد للامم المتحدة ولبنان يعوّل على دعمه لاقرار المساعدات وتنفيذ مقررات قمة اللاجئين

"الجريدة": خطاب عون الاحد "خط عام" للعهد الجديد

"الراي": تزامن وجود الحريري في الريـاض مع انعقاد قمة سعودية- تركية ليس مصادفة

زهرمان: "لن نرشح "الجنرال" اذا لم تكن الخطوة مضمونة" وحزب الله مرتاح للمواقف المعرقلـــــة لانتخاب عون

نبيل نقولا: الجميل كان واضحا لجهة احتمال تأييد عون  طمـأن الى أن لا صفقـات علـى حسـاب أحـد

الرئيس أمين الجميّـــل: نعمـــل لتحقيــق الســـلام هل سيرتبط مستقبل المنطقة بنزاع اميركا- روسيا؟

لقاء الجمهورية: تعيين الرئيس يكرس اعرافاً تضرب الدسـتور

دبوسـي: سنوفر كل متطلبات عمله ليلعب دوره محلياً وإقليمياً "للحرص على دقة الكلام حول مرفأ طرابلس كي لا نجلد أنفسنا"

جعجع: القوات ليست حزبا تقليديا إنما هي كناية عن ضمير ومصير وتاريخ شعب

عون بحث ولاسن الجهود القائمة لانتخاب رئيس للجمهورية

 جنجنيان: حزب الله يعرقل وصول عون الى رئاسة الجمهورية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أنقرة: لنا خطة بديلة إن لم يشارك التحالف بمعركة الموصل

ماكين يرجح أن تكون صواريخ الحوثيين "إيرانية"

إيران تمد الميليشيات الشيعية في مختلف الدول بالسلاح

كيف ولدت "القاعدة" من "مكتب الكفاح" ببروكلين الأميركية؟

لندن ستطرح على مجلس الامن مشروع قرار يدعو الى وقف نار فوري في اليمن

الداخلية السعودية: مقتل جندي في تبادل لاطلاق النار على الحدود مع اليمن'

إيران تستفز الحكومة اليمنية بنشر سفينتين حربيتين في خليج عدن

الخارجية العراقية نددت بتصريحات الجبير واعتبرها بلا قيمة

مقتل 12 جنديا مصريا في هجوم على حاجز أمني في شمال سيناء

دولة إسرائيل علق تعاونه مع اليونسكو بعد تصويت على مشروعي قرارين حول القدس

اسرائيل تعلّق نشاطاتها مع "اليونيسكو" رداً على قراري القدس

ادارة أوباما تدرس الخيار العسكري على "مضض" فيما تلعب ورقة دبلوماسية أخيرة وروسيا تثبّت أرجلها في الرمال السورية.. واقتراح دي مستورا فـي لقاء لوزان غدا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من معركة الشخص الى معركة المشروع/نوفل ضو/جريدة الجمهورية

حزب الله».. الارتباكات تفضح الارتكابات/علي الحسيني/المستقبل

ترشيح الحريري لعون بات أكثر صعوبة/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

خيارات الحريري... أحلاها مُرّ/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

هل ينجحون في ضرب «تفاهُم معراب»/جورج حايك/جريدة الجمهورية

"تهيب" ديبلوماسي أمام اتجاهات المسار الرئاسي خيار عون في النقطة المتوهجة داخلياً وخارجياً/روزانا بومنصف/النهار

خطاب نصرالله يعيد الرئاسة إلى المربّع الأول "حزب الله" لا يريد الحريري رئيساً قوياً للحكومة/سابين عويس/النهار

هل ترك الكلام الأخير لنصرالله معطيات جديدة في الموضوع الرئاسي/ابراهيم بيرم/النهار

تلك الأَرواحُ التائهة بـــين الأَحياء/هنري زغيب/النهار

المجتمع المدني «المسيحي» .. والقوة الثالثة/جليل الهاشم/المستقبل

هل يعرقل بري وصول عون إلى قصر بعبدا؟ انفتاح الجنرال سبق الترشيح وليس طارئاً/ألين فرح/النهار

النهار" تنشر توصيات الاجتماعات الاقتصادية - الاجتماعية التي عقدت في بكركي برامج لحماية القطاعات الانتاجية وحلول للأزمات التي تعصف بالأوضاع الاقتصادية/النهار

عن الدين والعنف/سعود المولى/المدن

الغامض جان عبيد/حسان الزين/المدن

هل تريد سوريا الحريري رئيساً للحكومة/نقولا ناصيف/الأخبار

سيناريوهات ما بعد ترشيح الحريري لعون/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

حزب الله" يتنصّل من "وعود" النصر.. والقصر/علي الحسيني /المستقبل

موقف فرنسي شجاع/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

«هو إحنا ناقصين»/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الدور المفيد الذي لعبه دونالد ترامب/أمير طاهري/الشرق الأوسط

فلاديمير بوتين وصياغة المعادلة الدولية الجديدة من البوابة السورية/د. خطار أبودياب/العرب

حلب.. قنبلة اليأس الدولي/حامد الكيلاني/العرب

وجه الشبه بين صدام والخميني/محمد آل الشيخ/الجزيرة" السعودية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

سليمان من عين التينة:المعرقل للاستحقاق الرئاسي هو من لا ينزل الى المجلس النيابي

يزبك: عدنا إلى تبريرات الجمود في واقعنا السياسي المؤلم

فضل الله: للاستمرار في أجواء التبريد ولا ينبغي أن يكون إغلاق المجلس النيابي وسيلة ضغط لأحد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة

إنجيل القدّيس لوقا15/من03حتى07/:"قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَل:«أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم، لَهُ مِئَةُ خَرُوف، فَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، لا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ في البَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ وَرَاءَ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟ فَإِذَا وَجَدَهُ حَمَلَهُ عَلَى كَتِفَيْهِ فَرِحًا. وَيَعُودُ إِلى البَيْتِ فَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالجِيرَان، وَيَقُولُ لَهُم: إِفْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِيَ الضَّائِع! أَقُولُ لَكُم: هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة"!

 

بالإِيْمَانِ قَهَرُوا المَمَالِك، وعَمِلُوا البِرّ، ونَالُوا الوُعُود، وسَدُّوا أَفْوَاهَ الأُسُود، وأَخْمَدُوا قُوَّةَ النَّار

الرسالة إلى العبرانيّين11/م31حتى40/:"يا إخوَتِي، مَاذَا أَقُولُ بَعْد؟ فَإِنَّ الوَقْتَ يَضِيقُ بِي وأَنَا أُخْبِرُ عَن جِدْعُونَ وبَارَاقَ وشَمشُونَ ويَفْتَاحَ ودَاودَ وصَمُوئِيلَ والأَنْبِياء، الَّذِينَ بالإِيْمَانِ قَهَرُوا المَمَالِك، وعَمِلُوا البِرّ، ونَالُوا الوُعُود، وسَدُّوا أَفْوَاهَ الأُسُود، وأَخْمَدُوا قُوَّةَ النَّار، ونَجَوا مِن حَدِّ السَّيْف، ونَالُوا مِنَ الضُّعْفِ قُوَّة، وصَارُوا أَشِدَّاءَ في القِتَال، وهَزَمُوا عَسَاكِرَ الغُرَبَاء، وٱسْتَرَدَّتْ نِسَاءٌ أَمْواتَهُنَّ بِالقِيَامَة. وآخَرُونَ عُذِّبُوا بِتَوتِيرِ الأَعْضَاءِ والضَّرْب، ورَفَضُوا النَّجَاة، لِكَي يَحْصَلُوا على قِيَامَةٍ أَفْضَل. وآخَرُونَ ذاقُوا الهُزْءَ والجَلْد، وأَيْضًا القُيُودَ والسِّجْن. ورُجِمُوا، ونُشِرُوا، ومَاتُوا بِحَدِّ السَّيْف، وهَامُوا على وُجُوهِهِم لابِسِينَ جُلُودَ الغَنَمِ والمَاعِز، وهُم مُحْتَاجُونَ ومُضَايَقُونَ ومُذَلَّلُون، تَائِهُونَ في البَرارِي والجِبَالِ والمَغَاوِرِ وشُقُوقِ الأَرْض، هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَكُنِ العَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُم. فأُولئِكَ جَمِيعُهُم، وقَد شُهِدَ لَهُم بِالإِيْمَان، لَمْ يَنَالُوا الوَعْد؛ لأَنَّ اللهَ سَبَقَ فأَعَدَّ لنَا مَا هُوَ أَفْضَل، لِئَلاَّ يُجْعَلُوا كَامِلِينَ بِدُونِنَا!"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تغريدات تعليقاً على مقابلة جبران باسيل مع مرسال غانم

الياس بجاني/14 تشرين الأول/16

*اختيار دير القلعة لإجراء مقابلة جبران مع مرسال غانم هو عملياً خطيئة وخطف وتغييب الراهبين الأنطونيين مرة جديدة. لأن عون نكر وجود معتقلين في سوريا ومعهم نكر أيضاً الراهبين. عون مجرم ويجب محاكمته.

*مرسال غانم لم يسأل جبران باسيل لماذا هو وعمه وهما في قصر المهاجرين وفي أحضان الأسد لم يسألوه عن مصير الراهبين الأنطونيين اللذين خطفهما الجيش السوري من دير القلعة.

*من نفس الدير يلي عامل فيه جبران المقابلة تم خطف الراهبين.. الحق على المسؤولين الأنطونيين..احتراماً لذكرى الراهبين ما كان يجب ترك جبران المقلعت أن يجري المقابلة من الدير. عيب.. والله عيب.

*اهل شهداء 13 تشرين الأول 1990 ضروري يطالبوا بمحاكمة ميشال عون.. هو تسبب بقتلهم عن سابق تصور ومعرفة وتصميم . عون كان عارف النتيجة العسكرية مسبقاً غير أن وهم وهووس الرئاسة كان الغالب. محاكمته واجب.

*متل ما فهمنا من الصهر جبران انو إذا ما اجا عون رئيس في ثورة والعالم راح يخرب.. ولد ما بيتقيد ع حكيو.. ويلي ماشيون وراه هني متله ومن مسطرته.. تعتير.

*كل حدا راح يتظاهر مع عون وجبران يوم الأحد ع طريق قصر بعبدا هو ضد شهداء 13 تشرين، ومع حزب الله واجرامه، ومع قاتلهم النظام السوري واسده الكيماوي والبراميلي حليف عون. بيكفي غباء وغنمية وهبل يا أهلنا.

*أصبحت العونية مساوية للهبل مع رشت أوهام وهلوسات وعهر وفجور.. معقولي في حدا عندو راس بيمشي ورا عون؟؟ تعتير وتصحر فكري مخيف.

 

إطلالة جبران باسيل من دير القلعة: جريمة بحق الراهبين شرفان وأبي خليل المغيبين في سجون الأسد

الياس بجاني/14 تشرين الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/14/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%af%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84/

إن إطلالة الصهر العوني جبران باسيل أمس من دير القلعة الأنطوني (في بلدة بيت مري_المتن الشمالي)، مع الإعلامي مرسال غانم (برنامج كلام الناس من ال بي سي) هي إطلالة مستنكرة وفيها الكثير من الكفر والجحود وقلة الوفاء والوقاحة والفجور، إن لم نقل العهر بأبشع صوره.

نسأل، كيف تناسى المسؤول في الرهبنة الأنطونية الذي سمح لجبران باسيل باستغلال دير القلعة للتشويه والاحتيال الإعلامي، كيف تناسى أنه في 13 تشرين الأول عام 1990 قام الجيش السوري بخطف الراهبين الأنطونيين البير شرفان وسليمان أبي خليل من الدير ذاته ونقلهما إلى السجون السورية ومن يومها ومصيرهما لا يزال مجهولاً...

كيف تناسى أن جبران باسيل وعمه العماد ميشال عون هما شركاء الخاطف السوري البعثي والأسدي المجرم وأدواته التدميرية والإرهابية والتعموية والإسخريوتية في لبنان؟

كيف سمح لنفسه هذا المسؤول الأنطوني أن يترك باسيل يطل من الدير ومصير الراهبين لا يزال مجهولاً، تماماً كما هو الحال المحزن للمئات والمئات من المعتقلين والمغيبين قسراً واعتباطاً من أهلنا، مدنيين وعسكريين في غياهب وأقبية وسراديب وزنزانات معتقلات وسجون النظام السوري الهتلري والستاليني المجرم.

لا ندري كيف حلل القيمين على دير القلعة من الرهبان الأنطونيين لأنفسهم السماح لجبران باسيل بأن يستغل ذكرى 13 تشرين الأول الحزينة والمأساوية ليطل من الدير ويدنس ترابه المقدس، في حين أن عمه النائب ميشال عون نكر وتنكر علناً للمعتقلين والمغيبين في السجون السورية ومنهم الراهبين شرفان وأبي خليل.

كيف سمح المسؤولين (او المسؤولين) عن الدير بإطلالة باسيل وهم يعرفون جيداً وبالإثباتات الموثقة أن ميشال عون هو الذي تسبب بمجزرة 13 تشرين على خلفية جنونه وأوهامه السلطوية والرئاسية وانسلاخه عن الواقع ... وأنه هو المسؤول الأول مباشرة ومواربة عن خطف الراهبين وغيرهما من المخطوفين والمغيبين في 13 تشرين الأول 1990 .

كيف قفز الرهبان القيمين على الدير فوق ضمائرهم والتاريخ ومصير الراهبين من اخوانهم في الدعوة والرسالة والنذور، ووافقوا على إطلالة باسيل وهم يعلمون علم اليقين أن عمه عون تخلى عن مصير كل المعتقلين في السجون السورية ومنهم الراهبين، وذلك يوم ذهب بذل وتخاذل إلى سوريا على متن طائرة الرئيس السوري الخاصة وبمعيته الصهر جبران وكل أفراد عائلته وحل ضيفاً على قصر المهاجرين وصافح وقبل الأسد وطلب دون خجل أو وجل من اللبنانيين الاعتذار منه ومن نظامه.

ميشال عون هذا لم تكن لديه الجرأة ولا أي ذرة وفاء واحترام للذات ليسأل الأسد وهو في قصره وعلى مائدته وبمعيته عن مصير الراهبين الأنطونيين، ولا عن مصير أي من المعتقلين والمغيبين اللبنانيين في سجونه..

بل أن عون اللإسخريوتي هذا وبالصوت والصورة  في 13 تشرين الأول 2006 نكر وجودهم في إطلالة تلفزيونية، وذلك بعد أن باع نفسه لنظام الأسد وللملالي وقبل بدور الطروادي الخسيس والنجس.

إن إطلالة جبران باسيل من دير القلعة هي خطيئة وفعل تخلي ارتكبهما الرهبان الذين سمحوا له بذلك وتناسوا دوره ودور عمه عون الخياني بامتياز في وقوع واستمرار مأساة المعتقلين والمغيبين في السجون السورية. (في اسفل المقالة، الفيديو والتسجيل لشهادة نكران عون الإسخريوتية)

هذا وكان العماد ميشال عون يردد في منفاه تعليقاً على خطف الراهبين إن "مجرد برقية صغيرة من هيئة الأركان السورية إلى قائد الوحدة السورية التي هاجمت دير القلعة كفيل بكشف مصيرهما" لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.

عملياً وواقعاً مأساوياً معاشاً على أرض الواقع هناك صفحة منسية اسمها "المعتقلون اللبنانيون في السجون السورية" الذين يحار أهاليهم والمحررون منهم في فهم وتفسير جريمة تخلي الدولة والمسؤولين والأحزاب وكبار رجال الدين في لبنان عن قضيتهم.

يبقى أنه وأياً تكن الأوضاع ومهما زاد فجور عون وصهره وغيرهما من القادة في لبنان فإن ذكرى 13 تشرين سوف تبقى حية في ذاكرة ووجدان شعبنا الذي لن ينسى ذلك اليوم الأسود ومن اعتقلوا قسراً واقتيدوا إلى المعتقلات البعثية السورية حيث ابتلعنهم الأرض وذابوا مثل الملح ولم يتركوا أي اثر.

حكاً لذاكرة من تناسى قضية الراهبين من الرهبان الأنطونيين وسمح لجبران باسيل بأن يطل من دير القلعة في ما يلي تقرير نشرته لجنة "سوليد" عام 2004، بعد مضي 14 عاماً على اختطاف الراهبين الانطونيين، وفيها شهادة للمعتقل السياسي السوري المفرج عنه من سجن تدمر هيثم نعال أقدم سجين سياسي في العالم (28 عاماً في الاعتقال)، الذي أكد لأعضاء "سوليد" انه شاهد الأبوين الانطونيين في الجناح الخامس (أو الباحة الخامسة حسب تسمية السجناء) مطلع التسعينات. وأشار نعال لفريق "سوليد" إلى أن الجناح المذكور يضم 28 زنزانة انفرادية فوق الأرض و 12 زنزانة انفرادية تحت الأرض وستة مهاجع إلى غرف للاعتقال الجماعي إحداها كانت تسمى "غرفة الكتائب" لكونها مخصصة للمعتقلين اللبنانيين(...).. واستناداً إلى التقرير لم يكن الأبوان شرفان وأبي خليل الكاهنين الوحيدين، بل كان ثمة كهنة آخرون من القامشلي في سوريا، وكان آمر المعتقل في تلك الفترة العميد غازي الجهني يساعده الرائد سليمان عدرة ومجموعة من الضباط. ويشرح تقرير "سوليد" أن الباحة الخامسة ظلت مليئة بالمعتقلين اللبنانيين حتى نهاية صيف 2001 حين صدر الأمر بنقلهم إلى معتقلات أخرى ومن ضمنهم الكهنة. وخلال العام 2005، بعد انسحاب الجيش السوري، تقدم سجين فلسطيني في سجن روميه يدعى صالح عبد الدايم بشهادة انه كان سجيناً مع الأبوين في معتقل الحسكة في سوريا.

في الخلاصة نحن في زمن قلة إيمان وخور رجاء ومحل وبؤس وتخلي حيث تسود ثقافة الأبواب الواسعة والغرائزية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى جهنم ونارها، وبالتالي إن كل ما نعيشه من عهر وتصحر ووقاحة ونرجسية في خطاب وتحالفات وممارسات وأجندات سياسيين وقادة أحزاب ورجال دين ورسميين يندرج في هذا السياق الإنحرافي والترابي...  إلا أن هذا زمن لن يطول، وهو إلى زوال حتمي مع رموزه كافة لأنه زمن الشر والأشرار الذين هم الشيطان.. والشيطان دائماً في النهاية ينكسر في مواجهة الخير الذي هو الله جل جلاله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

بالصوت/فورمات/MP3/تسجيل لفيديو نكران (رابط الفيديو في أسفل)عون للمعتقلين في سوريا وشهادة لعبد الحليم خدام تبين عمالته/13 تموز06/اضغط هنا
http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/aoun%20khadam13.july2006.mp3

بالصوت/فورماتWMA/تسجيل لفيديو نكران (رابط الفيديو في أسفل)عون للمعتقلين في سوريا وشهادة لعبد الحليم خدام تبين عمالته/13 تموز06/اضغط هنا
http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/aoun%20khadam13.july2006.wma

اضغط هنا لمشاهدة فيديو تنكر ميشال عون لأهلنا المخطوفين والمغيبين وانكار وجودهم في سجون نظام الأسد البراميلي والكيماوي والمجرم./13 تموز/06./وأيضاً شهادة لعبد الحليم خدام تبين عمالة عون وقوله إنه يريد أن يكون جندياً في جيش الأسد وعم سوري له في مواجهة القوات/

https://www.youtube.com/watch?v=SlPdszrDP2E

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

د. محمد عبد الحميد بيضون لـ "الأنباء": الحريري لا ولن يسير بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية والسلة المتكاملة سلتان الأولى لخدمة سلاح حزب الله والثانية لضمان حصة برّي من النفط

الأنبار/14 تشرين الأول/16

رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أنه في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الحريري عن حلول لأزمة الرئاسة تحت عنوان "الإستشارات"، يصرّ الآخرون، بتوجيه من حزب الله، على إقفال الأبواب أمامه وقطع الطريق على محاولات الخروج من المأزق الرئاسي، معتبرا بالتالي أن المشهد اللبناني الراهن إن أكد شيئا، فهو يؤكد أن لبنان ليس في مرحلة انتاج رئيس للجمهورية، ما يعني من وجهة نظر بيضون أن لبننة الملف الرئاسي مستحيلة بوجود حزب الله، لا سيما وأن الأخير يتخذ من لبنان منصة عسكرية ومذهبية للإنطلاق بدوره الإقليمي الموكل اليه إيرانيا في كل من سوريا واليمن والبحرين.

ولفت بيضون في تصريح لـ "الأنباء" الى أن مواقف الرئيس برّي السلبية من استشارات الرئيس الحريري قائمة على مراعاة مصالح حزب الله من جهة ومصالحه الخاصة من جهة ثانية، لذلك يعتبر بيضون أن سلة الرئيس برّي هي في حقيقة الأمر سلتان متكاملتان، تحمل الأولى شروط حزب الله على رئيسي الجمهورية والحكومة المقبلين، فيما تحمل الثانية شروطه الخاصة التي تضمن له حصته من النفط خلال مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس العتيد، بمعنى آخر يعتبر بيضون أن أكثر ما يخشاه الرئيس برّي لجهة وصول عون الى الرئاسة، هو حرمانه من حصته النفطية نظرا للتنافس الشرس القائم بينه وبين المجموعة العونية بقيادة الصهر على الثروة النفطية.

وعليه يعتبر بيضون أن دعوة السيّد نصرالله في خطابه العاشورائي العماد عون للتفاهم مع الرئيس برّي، هو الدليل على أن حزب الله يسلم الشأن اللبناني الداخلي وفي طليعته الملف الرئاسي الى الرئيس برّي، معتبرا بالتالي أن الدعوة تندرج في سياق لعبة توزيع الأدوار بين عين التينة الحريصة على ضمان حصتها النفطية وغيرها من الحصص في عملية تقاسم الجبنة، وبين حارة حريك الحريصة على المجيء برئيس يخدم سلاح حزب الله والسياسة الإيرانية في لبنان والمنطقة.

وفي سياق متصل بالأزمة الرئاسية، أكد بيضون أن الرئيس الحريري وبالرغم من مساعيه الجدية لتحريك الملف الرئاسي، وبالرغم من وضعه كافة الإحتملات على الطاولة، إلا أنه لا ولن يسير بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية إنطلاقا من قناعته بأن ليس لدى الأخير ما يقدمه للسيادة اللبنانية، خصوصا أن لا مصلحة للرئيس الحريري بإعطاء ورقة لبنان لإيران أو الإعتراف بوصايتها على الدولة اللبنانية.

وعليه، ختم بيضون مؤكدا أن المرحلة الراهنة ليست مرحلة انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا أن أحد أهم أوجه التصعيد الإيراني في المنطقة هو عدم السماح للرئيس الحريري بالاستحواذ ولو على هامش صغير من النفوذ في السياسة اللبنانية.

 

نعيما ... في بيتنا عميل .! نكسة لحزب الله.. مسؤول كبير ضمن صفوفه عميل للموساد الإسرائيلي!

الخميس، 13 أكتوبر، 2016/في ظل الهجمة التي يشنها حزب الله على المملكة العربية السعودية وحكامها آل سعود واتهامهم بالعمالة لإسرائيل وتنفيذ أجندة العدو الصهيوني في المنطقة بسبب الحرب التي تشنها القوات السعودية على الحوثيين المتمردين في اليمن، كشفت مصادر موثوقة لبيروت أوبزرفر أن حزب الله وعشية ذكرى عاشوراء، مُني بنكسة من العيار الثقيل عندما وردت إلى قيادة الحزب معلومات مؤكدة تدل على تورط مسؤول كبير ضمن صفوفه بالعمالة للموساد الإسرائيلي. وقالت المصادر أن قيادة الحزب أمرت بإلقاء القبض عليه والتحقيق معه بعد تعقبه والتثبت من تورطه، مشيرة إلى أنه يشغل منصب مسؤول العديد في الحزب وينحدر من بلدة الزهراني الجنوبية. وكان آخر عملاء الموساد البارزين في حزب الله والذي تم اعتقاله هو الآخر العام المنصرم، المسؤول محمد شوربة المنحدر من بلدة محرونة الجنوبية، حيث بيّنت التحقيقات أنه بدأ التواصل مع العدو الإسرائيلي منذ العام ٢٠٠٧.

 

الحريري سوف يعلن ترشيحه للجنرال ميشال عون

جنوبية/14 تشرين الأول 2016/أفادت مصادر صحفية أنّ الرئيس سعد الحريري سوف يعلن ترشيحه للعماد ميشال عون في مدة أقصاها 72 ساعة،  واضافت المصادر أنّ أوساط الحريري قد أبلغت جهة نافذة من 8 آذر بالقرار. كما لفتت المصادر أنّ القاعدة الشعبية للرئيس الحريري تستقبل الخبر بوجوم وصدمة، لا سيما وأن أغلبها يعارض بشدة هذه الخطوة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 14/10/2016

الجمعة 14 تشرين الأول 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان بلا رئيس وسط قرع طبول الحرب العالمية الثالثة في المنطقة.

لبنان بلا رئيس وسط تهديد اسرائيلي بحرب ثالثة عليه.

لبنان بلا رئيس وسط إنسداد أفق الانتخابات نتيجة الاتكال على الخارج وإنعدام التفاهم المحلي.

وفي موقف واضح أكدت حركة أمل ان هناك طريقين لا ثالث لهما لانجاز الانتخاب الرئاسي، الأول بنزول النواب الى البرلمان والاقتراع بدون شروط، والثاني التفاهم على طاولة الحوار الوطني.

لبنان بلا رئيس وانتخابات هيئة مكتب المجلس النيابي ورؤساء واعضاء اللجان الثلاثاء بروفة ممكنة لانجاز الاستحقاق الرئاسي.

وفي الخارج اجتماع مهم في البيت الابيض بين الرئيس الاميركي ومستشاريه ومساعديه لتقرير مدى القيام بخطوات عسكرية بينها قصف مقرات عسكرية سورية ومخازن للجيش السوري رغم المخاوف من وجود قوات روسية في تلك المقرات. وبين الخطوات التي تدرس امكان تقديم صواريخ ارض جو للمعارضة السورية المسلحة.. وفي المقابل وقع الرئيس الروسي اتفاقا يسمح لقواته الجوية التي دفع بها الى سوريا بإستخدام قاعده حميميم العسكرية.

وفي لوزان غدا اجتماع اميركي روسي تركي ايراني سعودي وقطري. وفي العراق استعدادات لتحرير الموصل من داعش والبارز ان تركيا قررت المشاركة في ذلك. وفي مكان آخر في المنطقة يبقى اليمن في اتون الحرب وبريطانيا ستتقدم من مجلس الأمن بمشروع قرار لوقف القتال.

اذن هذا كله يحصل ولبنان بلا رئيس والوضع المعقد هذا عبر عنه النائب سليمان فرنجية بنشر فيديو على موقعه الالكتروني فيه سيارة برتقالية تحاول العبور من مكان مقفل وهي تصطدم بالجدران.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

لا ينفع اللف والدوران، بين الأحزاب والقيادات. تحرير الانتخابات الرئاسية، لها طريق واحد، يبدأ من حارة حريك وينتهي بها. ومفتاح بعبدا تحت سابع حجة في الضاحية.

الرئيس سعد الحريري فعل كل ما بوسعه لإنهاء الشغور في بعبدا، ولانتخاب رئيس للجمهورية، لكن المعطلين ما عادوا يخجلون.

وبات واضحا أن التعطيل هو الهدف، وأن الحجج كلها لن تقنع احدا بعد اليوم بغير الحقيقة الواحدة: حزب الله لا يريد رئيسا، ويريد لبنان بلدا بلا رأس، وبمؤسسات ضعيفة على وشك الانهيار. حزب الله يريد شبه دولة، يتحكم بها، ولا يرضيه لا رئيس قوي، ولا دولة قادرة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

جواب التغريدتين قد يكون في موقفين، الاول لوزير التيار الوطني الحر الياس بو صعب اكد فيه ان موضوع الرئاسة اصبح قريبا لكنه لم يحسم بعد، اما الثاني فلعضو هيئة الرئاسة في حركة امل خليل حمدان اعتبر فيه انه ولى الزمن الذي يتم فيه تجاوز حركة امل، وهذا يعني ان كل الحراك الرئاسي لن يؤدي حتى الان الى تحقيق نتيجة عملية اذ دونه تفاهمات واتفاقات لم تنجز بعد، هذا اذا سلمنا بأن الواقعين الاقليمي المتفجر والدولي المتوتر يسمحان بتمرير الاستحقاق الرئاسي حاليا.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

بين أسباب جريمة عشقوت الهستيرية.. ولملمة بقايا فضائح ضباط قوى الأمن.. والطائرة المتفجرة المضبوطة قبل التفجير فوق الضاحية.. سار الأمن بخطى ثابتة فالقاتل العشقوتي يعترف تباعا بما ارتكبته "كريزة" الدم.. والضباط الموقوفون يبدو أن لا قيامة لهم في ملف فاسد وضع العنصر الأمني في خدمة "المدام".. وأصبح القابض على الأمن قابضا أيضا على الأرواح ويلاحق المرضى إلى فاتورة استشفائهم أما الطائرة المتفجرة فوق الضاحية فقد أسقطت قبل أن تقلع.. وكانت طائرة الفلاي كام من مضبوطات مستودع الأسلحة الذي دهمه الأمن العام في بحمدون ولما تقدم الأمن بخطى ثابتة استدارت السياسة وسجلت انعطافة جديدة للنائب وليد جنبلاط.. الذي كان أرسى حلفا سرمديا مع الرئيس نبيه بري وسارا معا في جبهة رفض لوصول ميشال عون إلى بعبدا وحلف تأييد لسيلمان فرنجية وبعدما غرر جنبلاط رئيس المجلس بموقف داعم.. سيجد بري أن مشكلة زعيم الحزب التقدمي هي في مواقفه التي لا ترسو على رأي واحد.. وأن من اتبعه أصيب بالدوار وبحجر تويتر رجم جنبلاط السلال عن بكرة مخترعيها.. وقال: كفانا جدلا بيزنطيا من هنا وهناك حول كيفية انتخاب الرئيس.. وكفانا سلالا فارغة وأوهاما بأن لبنان في جدول أولويات الدول هناك فوضى عالمية عارمة.. لذلك التسوية الداخلية، أيا كان ثمنها، تبقى أقل تكلفة من الانتظار يتحدث جنبلاط من خلفية الإحباط الذي مني به.. لا سيما بعد جولتي استطلاع لموفد عين التينة إلى الرياض الوزير وائل أبو فاعور كما أن للإحباط أبعادا انتخابية أكثر أهمية بالنسبة إلى زعيم الجبل الذي لن يسير في تحالف مع بري يغضب فيه حلفاء انتخابيين من سنة ومسيحيين جبلا.. وهم يشكلون له ولنجله تيمور عصب الأصوات لكن أين الحريري من كل ما لم يجر؟ بعض المطلعين على حركته يؤكد أنه بات أكثر ميلا إلى ترشيح العماد عون.. هو يستعد لهذه اللحظة التي لم يحسمها بعد.. لاسيما أن كل ما استحصل عليه من السعوديين هو جملة واحدة: نحن لن نتدخل.. وأنتم تتحملون المسؤولية وتضيف المصادر عينها إن الحريري سينتظر أيضا بعض البوادر من قوى الثامن من آذار لكن اهتمامات هذه القوى أبعد من لبنان وقد تصل إلى لوزان.. حيث غدا اجتماع أرفق بأهمية استثنائية للمنطقة ويضم روسيا وأميركا وتركيا والسعودية بغياب إيران إجتماع قد تنضم إليه قطر وهو منفتح على الفرنسيين.. فيما تبقى بريطانيا وحدها الجهة المعطلة والمشعلة للحروب وقادتها يتوارثون هذه اللعبة المدمرة عبر التاريخ لكنهم يدفعون الأميركيين إليها أولا فكما ارتكب طوني بلير جريمة حرب في العراق بإقناعه جورج بوش بالدخول في غزو العراق ووعده باللحاق به كظله.. ها هو وزير الخارجية البربطاني بوريس جونسون يسير على الخطى نفسها.. ويؤكد أن بريطانيا ستدخل عسكريا في الصراع السوري لكنْ في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

سلة من المواقف حملها خطاب حركة امل في ختام احياء فعاليات ذكرى عاشوراء خلال المسيرة الحاشدة في مدينة النبطية بمشاركة عشرات الالاف من الذين لبوا الدعوة. الخطاب الذي القاه عضو هيئة الرئاسة خليل حمدان شدد فيه على ان الزمن الذي يتم فيه تجاوز الحركة وكتلة التنمية والتحرير وقوى المقاومة قد ولى، محذرا من جرب ممارسة الضغوط على حركة امل.

رسائل في اكثر من اتجاه تضمنها الخطاب، فلاصحاب الدعوة لسحب سلاح المقاومة والمشككين بعقيدة الجيش والمطالبين بالفيدرالية موقف واضح من الحركة التي لن تكون على الحياد اطلاقا وستتصدى بكل الوسائل لاي طرح تقسيمي ان كان بالراي او الشارع او حتى بالقوة لمنع صهينة لبنان.

اما للمراهنين على شق وحدة الصف بين حركة امل وحزب الله فتاكيد ان طرحهم ورهانهم ضرب من ضروب الخيال والامنيات، والوحدة بين الطرفين اقوى بكثير مما يتوقعون. الحركة احالت من يتحدث عن الميثاقية والدستور الى بيان المطارنة الموارنة الذي دعا الى معالجة ازمة الحكم وليس ازمة النظام. اما انتخاب الرئيس فيحصل من خلال النزول الى مجلس النواب واجراء العملية الانتخابية وليفز من يفوز، او عبر العودة الى طاولة الحوار كونها الملاذ الاخير للجميع، بعيدا عمن يريد ان يكون الرئيس معروفا ورئيس الحكومة معروفا من خلال حوارات بالمفرق ربما تكون ضرورية ولكنها غير كافية.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

بخطى بطيئة، لكن أكيدة، تمضي الأيام القليلة الفاصلة عن المحطات الفاصلة... لكن التحضيرات لتلك المحطات تبدو قائمة على قدم وساق ... لا بل على آلاف الأقدام... رغم كل ما يساق من تضليل وتزوير وتشويش ... أولى المحطات، بعد غد. مع كلمة العماد عون على مدخل قصر بعبدا ... محطة بدت التعبئة الشعبية والإعلامية لها، شبه مكتملة ... وهي تنبئ بلحظة جماهيرية كبرى. مع موقف وطني ميثاقي جامع ... بعدها، تأتي خطوة الرئيس سعد الحريري ... وفي المعلومات السرية جدا، أن التحضيرات بدأت لتنفيذها أيضا ... لجهة المكان والزمان والإطار والشكل والمضمون والتفاصيل كافة ... وبين المحطتين، بدت كل العناوين منسجمة مع أجواء المخاض الوطني ... وهو ما اختصرته صحيفة "المستقبل" في مانشيت اليوم، حاملة كلام جبران باسيل عنوانا لها ... وهو ما ظهر كذلك، في عقلنة وليد جنبلاط للموقف من الاستحقاق الرئاسي... وفي حركة الاتصالات المكثفة بين عين التينة والرابية، عبر حارة حريك ... وهي الأجواء نفسها التي تنعكس هستيريا لدى آخر المتضررين... ممن يدأبون على دس أخبار كاذبة، عن رسائل داخلية أو خارجية، لا صحة لها، ولا من أرسلها، ولا من تلقاها ... هل يعني كل ما سبق، أن الحدث بات مؤكدا مية بالمية؟! طبعا لا ... ففي السياسة، وخصوصا في الرئاسة، كما في العلم والحلم ... لا شيء اسمه مية بالمية مسبقا ... ولا شيء إلا سيظهر لاحقا ... وعلى سيرة المية بالمية، ماذا عن هذه النسبة في التغطية الصحية؟ الـ OTV تتابع الملف، مع تقرير خاص ضمن نشرتنا.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

لا حق يهوديا في الاقصى. حقيقة تاريخية اكدتها منظمة دولية، ما اغضب الحكومة العبرية. البراق اسلامي المنشأ والهوية.. اعترفت اليونيسكو فأكدت المؤكد وأعاد الأنظار إلى اولى القبلتين، حيث تتربص المخططات الصهيونية بالمقدسات،وسط تآمر بعض العرب من المهرولين الجدد إلى التطبيع تحت الغطاء الاميركي.

غطاء يعطل الحلول في سوريا، ويؤمن المعتدي السعودي في اليمن،عبر ترسانة معلومات وأسلحة تفتك بأهله.لكنها لم تنج أهل العدوان من هزيمة تغرقهم أكثر في بحر من الدم والرمال المتحركة. هنا اطل الأصيل محاولا إنقاذ الوكيل عبر سوق ذرائع واهية لتبرير عدوانه بحق اليمنيين،الذين أعلنوا النفير متوعدين الغزاة بسوء المصير.

في لبنان، إنجازات أمنية تنقذ البلاد وتبعد شر الارهاب عن العباد، وتئد مخططات اجرامية في مهدها،ومصادر أمنية تؤكد للمنار أن خلية بحمدون هي الأخطر من بين التوقيفات الاخيرة.

اما سياسيا، فيستمر حراك التيار الوطني الحر، عشية مسيراته الشعبية، بإنتظار حسم حزب المستقبل خياراته وتجاوز صراعات اجنحته الداخلية منها والخارجية.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 14 تشرين الاول 2016

النهار

لقاء ثلاثي ...

تتحدث مصادر عن لقاء قريب ثلاثي يجمع الرئيس بري والعماد عون والسيد حسن نصرالله.

"كلمات ليست كالكلمات" ...

نُقل عن الرئيس بري قوله: "تحدثت عن السلة وتحدث غيري عن التفاهمات كلمات ليست كالكلمات".

لو يرددها الوزير ...

سُئل مرجع عن تغريدة القائم بالأعمال السعودي فقال: "حبذا لو يردّد وزير الخارجية الحالي العبارة نفسها".

السوريون أكثر ...

في إحصاء السنة الأخيرة أن عدد ولادات اللاجئين السوريين أكثر من عدد ولادات اللبنانيين.

السفير

قال أحد نواب "كتلة المستقبل" لزميل في كتلة أخرى إنه بعد خطاب عاشوراء "باتت مبادرة سعد الحريري الرئاسية.. شبه مستحيلة".

اعتذر مرشح رئاسي وسطي بارز عن تلبية العشاء السعودي الذي أقيم، أمس، شارك فيه وزراء وسياسيون وإعلاميون.

قرر مسؤول أمني في مقر رئاسي تأجيل رحلة خاصة الى ما بعد 16 تشرين الأول.

المستقبل

يقال

إن معلومات موثوقة تؤكد أن إيران لن تشارك في اللقاء الدولي المقرّر عقده في لوزان يوم غد السبت بمشاركة أممية وإقليمية للتداول في مستجدات الأزمة السورية.

اللواء

لمس زوّار مرجع رفيع إرتياحه الشخصي لمسار مواقفه، مستبعداً، حسب الزوار، إنفراجاً رئاسياً قريباً!

تحرَّر نواب في كتل متعدِّدة من ضغط المواقف، بعدما لاحت أفق أزمة في انتخابات الرئاسة الأولى..

يواجه حزب وسطي تحوّلات داخلية، يرجِّح أن تكون ملائمة مع التغييرات القيادية المرتقبة فيه..

الجمهورية

تتخوّف أوساط سياسية في مدينة رئيسية كبيرة من عودة الأوضاع الأمنية فيها الى ما كانت عليه سابقاً حيث ارتفعت نسبة الحوادث من إطلاق نار وإلقاء قنابل يدوية وتضارُب بالسكاكين في الفترة الأخيرة.

سجّلت سفارة دولة إقليمية عدداً غير مسبوق من طالبي المواعيد للوقوف على حقيقة ما يجري من مبادرات.

نصح سياسيون مسؤولاً سابقاً بالإنفتاح على قياداتٍ بارزة في شارعه والتحالف معها ليُعيد تفعيل حضوره في هذا الشارع.

البناء

أشاد مسؤول بارز بالإنجازات التي يحققها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، لا سيما لجهة الأمن الوقائي، الأمر الذي حال دون تمكّن الإرهابيين من تنفيذ ما كانوا يخططون له من عمليات وتفجيرات ضدّ أكثر من منطقة لبنانية... منوّهاً بكلام المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في كلمته أمام نقابة المحرّرين وحديثه عن تفوّق الأجهزة اللبنانية على بعض الأجهزة الأمنية الأجنبية في مواجهة الإرهاب.

 سلام عرض الأوضاع مع عضو من الكونغرس الأميركي والتقى رئيسي ايرباص وميدل ايست

الجمعة 14 تشرين الأول 2016

وطنية - إستقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الكبير، عضو الكونغرس الأميركي مايك تيرنر، ترافقه سفيرة الولايات المتحدة في لبنان إليزابيث ريتشارد. وتناول معهما آخر التطورات في لبنان والمنطقة.

ايرباص وميدل ايست

واستقبل سلام رئيس شركة إيرباص فابريس بريجييه، في حضور رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت.

بعد اللقاء قال بريجييه: "انا سعيد بحضوري الى بيروت بدعوة من شركة طيران الشرق الأوسط وهي من أكبر شركائنا. وتتطور مع طائرات إيرباص بشكل حصري منذ خمسة عشر عاما وانا سعيد لرؤيتي بلدا مستقرا ويتطور، ومن جهة اخرى شريكا لديه مشاريع تعاون مع شركة إيرباص التي تتجاوز الطائرات خصوصا مع مركز تدريب الطيارين ومهندسي الطيران. نحن سعداء لمساهمتنا في تطوير شركة طيران الشرق الأوسط".

اتحاد المصارف العربية

واستقبل رئيس الحكومة وفدا من اتحاد المصارف العربية برئاسة جوزيف طربيه الذي دعاه الى المشاركة في المؤتمر الذي يعقده الاتحاد في لبنان في 24 تشرين الثاني المقبل.

قريطم

ومن زوار سلام أيضا، المدير العام لمرفأ بيروت حسن قريطم.

 

السفير: توقيف انتحاريّين قبيل ساعات من تفجير نفسيهما! الأمن العام يضبط "طائرة متفجّرة".. وأربع خلايا

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "السفير" تقول: حرّكت إطلالتا وخطابا الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، في ليلة العاشر من محرم ونهارها، الماء الرئاسي الراكد، بتأكيده على المسار السياسي الإيجابي الذي أحدثته المبادرة الحريرية النظرية بتبني ترشيح العماد ميشال عون. في الوقت نفسه، أظهرت مواقف "السيد" أن المنطقة مقبلة على مرحلة تصعيد وتوتر سياسي وميداني من اليمن الى سوريا مروراً بالعراق والبحرين، الأمر الذي يضع الجميع لبنانياً أمام مسؤولية صياغة تسوية انتقالية تساعد في تثبيت الاستقرار السياسي والأمني وعدم تأثر لبنان بالنيران التي سترتفع ألسنتها في كل الإقليم في الأسابيع والأشهر المقبلة. في هذا السياق، كان الاستنفار الأمني، قد بلغ ذروته مع العاشر من محرم. عشرة أيام من الجهد الأمني الذي شاركت فيه كل المؤسسات العسكرية والأمنية، وكانت حصيلته توقيف عشرات الإرهابيين هم عبارة عن خلايا نائمة موزعة بين الشمال والجنوب والجبل والبقاع والعاصمة. ومع هذه الإنجازات الأمنية الجديدة، يكتسب الداخل مناعة أكبر، لكن الخطر يبقى قائما في كل ساعة ويوم، الأمر الذي يستوجب تزخيم التنسيق والتعاون الأمني الذي يعطي مفاعيله كما في أكثر من حالة في الآونة الأخيرة..

كان الاستنفار الأمني في أوجّه. البحث عن الانتحاريين في المناطق اللبنانيّة كالبحث عن إبرة في كومة قشّ. ومع ذلك، ألقت المديريّة العامّة للأمن العام ومخابرات الجيش اللبنانيّ القبض على انتحاريين كانا قاب قوسين أو أدنى من تفجير نفسيهما في مركزين دينيين. هكذا، نجت الضاحية الجنوبية لبيروت من مجزرة حتميّة، إذ أقرّ الانتحاري الذي ألقى الأمن العام القبض عليه الأربعاء الواقع في 5 تشرين الأوّل الماضي في الكولا بأنّه كان يتحضّر لتفجير نفسه بعد يومين (أي يوم الجمعة الماضي) أثناء صلاة الجمعة وداخل أحد أكبر المساجد في الضاحية. وبدا واضحاً من خلال التّحقيق وقبله الرصد التقني، أنّ مشغّل الانتحاريين (أمير في تنظيم "داعش" في مدينة الرقّة) واحد، وقد أرسلهما في الفترة نفسها، فيما تبيّن أنّ الانتحاريين لا يعرفان بعضهما البعض، برغم تلقيهما الأوامر نفسها من المشغّل نفسه.

وفي الوقت نفسه، تبين أن مجموعتين لوجستيتين كانتا تؤمّنان للانتحاريين الدّعم اللوجستيّ المتمثّل بتأمين التنقّلات ومقرّ الإقامة في لبنان إلى حين موعد التّفجير، بالإضافة إلى استطلاع الأماكن المنوي استهدافها وتوضيب الأحزمة، وهاتان المجموعتان لا تعرفان بعضهما البعض وتتلقيان الأوامر من المشغل "الداعشي" نفسه في الرقة.

إذاً، هي خلايا عنقوديّة أنشأتها قيادات "داعش" في الرقّة بطريقة احترافيّة من دون أن يؤدّي إلقاء القبض على واحد من أفرادها الى انهيار الشبكة بكاملها. وهذا ما يفسّر كيف أنّ مخابرات الجيش رصدت الانتحاري الأوّل وألقت القبض عليه وكادت أن تُنهي استجوابه الى أن انكشف أمر الانتحاريّ الثاني الذي سقط بيد الأمن العام الذي قام بتسليمه الى مخابرات الجيش كي يكون ملفّ التحقيق معهما واحداً. أمّا أهمّ الإنجازات التي سجّلها الأمن العام، فكانت فجر أمس، عندما ألقت مجموعة منه القبض على ثمانية أشخاص داخل مستودع ذخائر ومتفجّرات يعود لشخصٍ ينتمي إلى "جبهة النّصرة"، ولكنّ تبين من خلال التحقيقات الأولية أن الرّجل الذي بايع "النّصرة" يتصرف كتاجر أسلحة.

لم يترك الرّجل تنظيماً إرهابياً إلّا وباعه أسلحة وذخائر. لذلك، لم تجد الدوريّة عند مداهمة المستودع المذكور في محلة بحمدون أثراً للمتفجّرات، وإنّما صواعق ورمانات يدويّة وذخائر بحمولة نصف بيك اب. فيما الأخطر هو مصادرة الأمن العام لـ "فلاي كام" (كاميرا صغيرة مثبتة على جسم طائر على علوّ منخفض) وبمقدورها أن تحمل متفجّرة صغيرة. ولدى التّحقيق مع صاحب المستودع، اعترف أنّه باع المتفّجرات لأكثر من تنظيم وبينها "داعش". فيما أخطر اعترافاته حينما توجّه إلى المحقّقين بالقول: "لو جئتم بالأمس، لكنتم وجدتم ستّ كاميرات طائرة متفجّرة". إذ أنّ الرّجل باع خمسة منها لـ"النّصرة"، عشية المداهمة ولم يتبقّ سوى واحدة هي التي ضبطت في المستودع!

"انتحاريّ دمث"!

وبالتّوازي مع هذه العمليّة النوعيّة، فإن عيون الأمن العام كانت تتابع مشتبهاً به آخر في منطقة صور. لا يشبه الرّجل السّمين واللطيف والدّمث الأخلاق، أشكال الانتحاريين المعتادين وأطباعهم، تماماً كإقامته واتّكاله في كثير من الأحيان على معارف ممن سبقوه من أقاربه النّازحين إلى المنطقة.

وبرغم ذلك، فإنّ الشبهات التي تحوم حوله كثيرة وكان آخرها تلقّيه مبالغ ماليّة تمّ تحويلها على اسمه من الرقّة. وبالفعل، ما إن تمّ إلقاء القبض عليه حتّى اعترف الرّجل أنّه جاء إلى لبنان مؤخّراً بعد تلقّيه دورات تدريبيّة على المتفجّرات وكيفيّة صنعها.

وتبيّن أنّ دوره لوجستيّ يتمحور في إيواء انتحاريين، بالإضافة إلى استطلاع أماكن يمكن استهدافها عبر أعمالٍ إرهابيّة ووضع لائحة بها لإرسالها إلى قيادته في "داعش" قبيل تحديد الأهداف نهائيا.

وبالإضافة إلى هذه الإنجازات الثلاثة، فإنّ الأمن العام قام بعمليّة أمنيّة في حيّ السلّم، حينما رصد اتصالات مشبوهة بين أشخاص تابعين لـ "النصرة" وشخصين اشتريا رقمين لبنانيين تمّ استخدامهما فور وصولهما للإقامة في حيّ السلّم أثناء إقامة المراسم العاشورائيّة وبالقرب من أحد المساجد.

ما زاد الشبهات هو إرسال أحدهم رسالة نصية إلى أمير في "النصرة" مفادها: "أنا وصلت عالضيعة، وصلوا الشباب؟". وحتّى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم تُثبت التّحقيقات مع هؤلاء الموقوفين أنّهم كانوا مكلفين بمهام انتحارية، برغم تأكيد صلتهم بـ "النّصرة" بسبب سيطرتها على قريتهم، مؤكّدين تواصلهم مع أشخاص مشبوهين بسبب الصلات العائليّة فقط.

إبراهيم: التنسيق قائم بين الأجهزة الأمنية

من جهته، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنه عندما أعلن، أمس، عن توقيف الجيش شبكة كانت تنوي القيام بعمليات ارهابية في الضاحية الجنوبية، "لا اخفي اننا أوقفنا أحدهم وسلمناه إلى الجيش قبل 24 ساعة على تنفيذ العملية التي كان ينوي القيام بها"، في اشارة الى الارهابي الذي أوقف في محلة الكولا، وكان سيفجر نفسه في أحد المساجد، بينما أوقف الجيش الانتحاري الثاني الذي تلقى أمرا بتنفيذ عملية ثانية من المشغّل نفسه في الرقة. ونفى ابراهيم أن يكون توقيف المفتي السابق الشيخ بسام الطراس قد تم بناء على معلومات خارجية، مؤكداً أن العملية صنعت في لبنان 100 في المئة. وأثنى، خلال غداء تكريمي أقامته نقابة المحررين، لمناسبة العيد الحادي والسبعين للأمن العام، على أهمية التنسيق بين مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية، مشيراً إلى أنه "في قضية الطراس مثلا كانت كل المعلومات لدينا، ولمّا تم توقيفه من قبل فرع المعلومات زودناهم بالمعلومات التي بحوزتنا، مما سمح لهم بإكمال المهمة وهي عملية متبادلة بكل ما في الكلمة من معنى".

وأكد أن الخبرات التي باتت تمتلكها الأجهزة الأمنية اللبنانية مكنتها من أن تكون متقدمة على البعض من الأجهزة الأمنية الغربية، ولو أحسنت بعض هذه الأجهزة استخدام ما زودناها به من معلومات، لكان بامكانها تجنيب بلادها بعض العمليات الأمنية التي وقعت.

 

الاحرار: للحفاظ على الحكومة وحزب الله يعطل خدمة لحليفه الإيراني

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /طنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع، أصدر بيانا اكد فيه مجددا "رفض السلة التي سعى أصحابها الى تجميلها بصفتها عقدا وطنيا في محاولة للاستخفاف بعقول اللبنانيين، وفاتهم ان أهدافهم معروفة ومعها مناوراتهم، ان اقل ما يقال فيها انها تشكل عقبة امام إتمام الاستحقاق الرئاسي في المدى المنظور وتجعل الرئاسة صورية معدومة الفاعلية". وأضاف البيان: "اننا ندعو الى انتخاب رئيس الجمهورية استنادا الى النص الدستوري والى روحية الميثاق الوطني بعد تأخير عامين ونصف عام تقريبا ثبت اليوم انه مخطط له في إطار توزيع المهمات والأدوار، علما ان دور "حزب الله" يأتي في الطليعة وخصوصا بعد إطلالة امينه العام الأخيرة بحيث أضاف الى السلة شروطا إضافية تكبل مرشحه المعلن. ونعلن اننا لم نفاجأ بموقفه هذا إذ إنه يسعى الى تعطيل الإنتخاب خدمة لحليفه الإيراني ولمصالحه الإقليمية. ومعلوم ان الأخير يراهن على مجريات الاحداث في سوريا والعراق واليمن ويعتبر انها تدعم مواقفه وتمكنه من ترسيخ وجوده في هذه الدول وغيرها". وتابع: "اننا نندد بالدعوات الى تأليف تنظيمات مسلحة وآخرها سرايا التوحيد التي تحاكي سرايا المقاومة وتدور في فلك دويلة "حزب الله" ومحور المقاومة والممانعة. ان هذه المنظمات المسلحة تضعف الدولة وتضرب الوحدة الوطنية وتناقض الدستور واتفاق الطائف ناهيك بتهديدها الأمن الوطني، من هنا دعوتنا الى التعامل معها بحزم من زاوية قانونية وأمنية للحد من تداعياتها. في المقابل، نطالب جميع القوى السياسية بالالتفاف حول الدولة والخارجين عليها بالعودة الى كنفها ووضع حد لكل الممارسات التي تضعفها. لذا نكرر دعوة "حزب الله" الى إنهاء تورطه في الحرب السورية والى عدم تدخله في اليمن وفي غيرها من الدول. ان المطلوب اليوم ابعاد النار الإقليمية عن لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل دولة تتمتع بحصرية امتلاك السلاح وحصرية قرار الحرب والسلم وتبسط سلطتها على كامل ترابها من دون منافس او شريك".ورأى أن "من الضروري مع استمرار الفراغ في سدة الرئاسة المحافظة على الحكومة ايا تكن العوائق او المبررات لتفادي الشلل الذي ينعكس سلبا على الوطن"، واضاف: "إلا اننا ننتظر منها العمل الدؤوب لتلبية حاجات المواطنين الملحة ولتسيير الشؤون العامة. وعندنا ان الأمر ممكن إذا التزم الجميع الدستور والميثاق والقوانين وغلبوا المصلحة العامة على ما عداها. وعلى هذا الصعيد فإن الجميع مطالبون، خصوصاً الذين يلجأون الى الشارع، بتفهم دقة المرحلة ومحدودية الإمكانات المتوافرة. ويبقى المدخل الى المعالجات انتخاب رئيس الجمهورية الذي يضمن انتظام المؤسسات الدستورية بدءا بتشكيل حكومة جديدة وإجراء الانتخابات النيابية انطلاقا من قانون انتخاب عادل وضامن صحة التمثيل. وإذا كان ثمة حاجة الى التظاهر فيجب ان تتوجه التظاهرات ضد الذين يعطلون الاستحقاق الرئاسي كما سبقت الاشارة اليهم".

 

حزب الله يشيطن معارضيه ويسخّر الدولة لكم الأفواه

خاص جنوبية 14 أكتوبر، 2016/عرضنا أمس في مقالة تحت عنوان…. التهديد العلني الذي تعرض إليه ابن بلدة البازورية عباس الحسيني من قبل أحد مسؤولي حزب الله ، فالحسيني الذي تمّ فبركة ملف له ليقبع شهراً بالسجن ثم يخرج برأفة ما تبقى من العدالة، قد تعرض أيضاً للضرب والاعتداء وصولاً لتهديدات صوتية علنية، تؤكد له أنّ “فركة الأذن” لم تنتهِ. ما يقلق أكثر من هذه التهديدات، هو الجو المشحون التابع لحزب الله، والذي تمثل بالذين هاجموا الحسيني حينما عرض التسجيلات الصوتية التي توثق ما يتعرض له، لاجئين إلى لغة التخوين والشيطنة، كما إلى التحقير الصريح بالدولة وهيبتها، في مقابل التأكيد أنّ السلطة بيد حزب الله وأنّ لا صوت يعلو أو حتى يجرؤ على أن يكون سواسية و صوت حزب الله. (هل تعلم انه ممنوع على اي عنصر من حزب الله مهما ارتكب ان يستدعى الى تحقيق في مخافر الدرك باعتبار ان عناصر حزب الله يقومون بفعل مقاومة في كل ما يمارسونه؟). الحسيني ليس إلا نموذجاً لما يعانيه المعترضون على حزب الله في بلداتهم، ومن الحملات التي يشنها الحزب عبر أذرعه الممتدة إعلامياً ومناطقياً وحتى طائفياً، وعبر محازبيه في البلدات. سياسة كمّ الأفواه لا زالت هي الهاجس الأوّل للحزب الذي لا يتوانى عن التهديد والتهويل والاتهام وتركيب الملفات وقطع الأرزق وصولاً للاعتداء الجسدي والمعنوي. صورة الحزب تتجسد في بيئاته، وفيما يعانيه معارضوه.  وليس كذلك بل أيضاً لم يكتفِ الحزب في البلدات الخاضعة لسطوته بتقييد حرية المعارضة والانتقاد وتصويب الخطأ، وإنّما اتجه لأن يكون أكثر تطرفا أو أكثر وقاحة باستخدام الدين والمذهب لمآربه، فالحزب لم يتوسل الصفة المدنية  إلا من اجل تنفيذ مخططات تتماهى مع ايديولجيته وأجندته والمشروع الذي يخطط لتعميمه في لبنان. فمشاهد بلدات عيترون وجبشيت و زوطر و….، تكاملت بخطاب حزب الله في عاشوراء والإيعاز إلى حاضنته بتجنب الاختلاط لما به من تداعيات سلبية على علاقات قد تؤدي إلى الخيانات الزوجية وغيرها..

حزب الله من الاسم الى ايديولوجيته الدينية يسخرهما من اجل مصالح سياسية وحزبية ومن يعترض على سياسته فهو يمس الدين والمذهب وصار يستحق ان يعاقب..اما الدولة والقضاء وقوى الامن فهي في غالب الاحيان في يد سلطة الحزب او تغطي عدوانه بالصمت والعجز.

تحية الى عباس الحسيني الذي لايزال يؤمن بأن حزب الله ليس الله.

 

أبو جمرة: تاريخ 13 تشرين اول لن يرحم ميشال عون!

فايزة دياب/جنوبية/ 14 أكتوبر، 2016/يحتفل العونيون في هذا الشهر من كل عام بذكرى 13 تشرين الأول، يوم قرّر عون الهروب الى السفارة الفرنسية والقاء بيان استسلامه للجيش السوري، وترك افراد من الجيش اللبناني في الجبهات يقاتلون حتى الرمق الأخير! احتفالاً بذكرى 13 تشرين الأول أعلن “التيار الوطني الحرّ” عن تظاهرة شعبية ينظمها يوم الأحد في 16 من الشهر الجاري تحت عنوان تكريم “شهداء 13 تشرين الأول 1990، وذلك في منطقة بعبدا – طريق القصر الجمهوري. ففي كلّ عام يعود السؤال نفسه إلى أذهان اللبنانيين الذين عايشوا تلك الحقبة أو سمعوا عنها، كيف للجنرال عون أن يحيي هذه الذكرى المشؤومة سنويًا وهو الذي أراد البقاء في قصر بعبدا مهما كان الثمن، فدفع في النهاية الثمن غاليا وتسبب بسقوط مئات من القتلى والجرحى والمفقودين! ومع لمحة سريعة عن ذاك اليوم تؤكّد الروايات أنّ «اصرار ميشال عون على عدم تسليم السلطة بعد اعلانه عن تشكيل حكومة عسكرية، والتمرّد في قصر بعبدا على الرغم من التصريحات والنصائح المحلية والاقليمية والدولية، على أمل الوصول الى تسوية تكرس وجوده في قصر بعبدا رئيساً للجمهورية. هذا الأمر أدّى إلى شنّ دبابات الجيش السوري هجومًا كاسحا على قصر بعبدا في صباح 13 تشرين الأول بدعم من طائرات السوخوي السورية التي دكت القصر بالقنابل. و كان ذلك اعلان نهاية “الحكومة العونية العسكرية ” التي انطلقت  في 23 أيلول 1988.

الجنرال الذي وعد بالتحرير والنصر وتحقيق السيادة والاستقلال في لبنان، اعلن الاستسلام الكامل في بيانٍ أبكى الكثيرين وأفرح الخصوم. أما العسكريون الذين كانوا تحت امرته، فتوزعوا بين النعوش، والسجون السورية والتحقت غالبيتهم بقيادة العماد إميل لحود، بطلب من الجنرال عون،إلاّ أن الجنود الذين كانوا على خطوط التماس لم يسمعوا نداء عون عبر أثير الراديو استمروا  في المقاومة حتى النهاية، وهذا ما تسبب بمقتل اكثرهم في تلك المعركة غير المتكافئة. أما الجنرال عون فقد بقي محاصراً في السفارة الفرنسية لمدة تسعة أشهر ليخرج بعدها مع كل أموال حكومته العسكرية ومجوهرات عائلته الثمينة إلى منفاه الباريسي، وذلك ضمن إطار تسوية نظمتها المخابرات الفرنسية مع أركان ما كان يسمى بنظام الوصاية الأمني السوري – اللبناني آنذاك  . أمّا عودة عون إلى لبنان والتي أحدثت خضةً في صفوف العونيين يتحدث عنها  الجنرال السابق عصام أبو جمرا لـ«جنوبية» الذي تمّ نفيه مع عون الى فرنسا استذكر «الحرب ضدّ المحتل أي الجيش السوري في لبنان، والتي على أثرها تمّ نفينا، والنضال في الخارج والداخل عبر مناضلين تحملوا الكثير من الاحتلال السوري في زمن الوصاية”. ويضيف ابو جمرا “بناء على ذلك كيف يمكن أن يصبح المحتل صديقا في هذا الوقت القصير، وكيف يمكن للجنرال أن ينسى الضحايا من الشهداء والجرحى، والمخطوفين في السجون السورية الذين لا يزال مصيرهم مجهولا؟». وأسف أبو جمرا كيف تحالف الجنرال مع السوريين بالرغم من وجود معتقلين من الجيش اللبناني في السجون السورية حتى الآن، وعلى الرغم من تهديدهم لسيادة لبنان»، ورأى أبو جمرا أنّ «خطأ عون سوف يسجل في التاريخ ويحسب انه فادح أكثر من أي خطأ آخر».  ومع تزامن هذه الذكرى مع الحديث عن امكانية وصول عون الى سدّة الرئاسة قال أبو جمرا «من جرب المجرب كان عقلو مخرب، ما فعله الجنرال لا يطمئن حتى يتم تسليمه مركز رئيس الجمهورية».

 

جنبلاط: كفانا جدلاً بيزنطياً وسلالاً فارغة والتسوية تبقى أقل كلفة من الانتظار

النهار15 تشرين الأول 2016/في تغريدة له عبر"تـويتر"، قال رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط: "لم يعد هناك من قيمة فعلية لسلسلة التنظيرات السياسية القائمة اذا لم ننتبه الى الوضع المالي والاقتصادي، ولا اعتقد ان جهة سياسية او حزبية معينة تستطيع تحمل تبعات امكانية الانهيار في ظل هذا الوضع اليائس". واضاف: "آن الاوان للخروج من هذا الجدل البيزنطي حول الرئاسة وانتخاب اي يكن دون قيد او شرط، كما انصح باستشارة الهيئات الاقتصادية المسؤولة والحريصة على الاستقرار المالي، وانصح باشراك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالنقاش مع جميع الفئات دون استثناء للخروج من هذه الدوامة المدمرة". وقال: "كفانا جدلا بيزنطيا من هنا وهناك حول كيفية انتخاب الرئيس، وكفانا سلالا فارغة واوهاما بأن لبنان في جدول اولويات الدول. هناك فوضى عالمية عارمة، لذلك فان التسوية الداخلية ايا كان ثمنها تبقى اقل كلفة من الانتطار، لان التسوية السياسية في انتخاب رئيس اهم من فوائد قصيرة المدى في اغراءات آنية قد تكون مضرة على المدى الطويل". وختم: "ان مصلحة لبنان اهم من مصلحة بعض الافراد. ولا اعتقد ان حزب الله وغيره من القوى الموجودة تستطيع تحمل مخاطر الفراغ. حافظوا على الاستقرار بالخروج من هذا الفراغ ومن اعتراض واعتراض مضاد. وليكن شعار المرحلة: الرئاسة محصنة باقتصاد منتج وأمن صارم وفعال ورفض تشكيلات فطرية مضرة. ملاحظة اخيرة ان نجاح المقاومة كان في سريتها ومركزيتها. ان التشكيلات الجديدة تخاف التوجه المركزي وغير مفهومة التوجه او الهدف، لكن نتمنى التوضيح من اجل حسن التواصل".

 

هذه انتصارات حزب الله في سوريا

علي الأمين/جنوبية/14 أكتوبر، 2016

منذ تدخل حزب الله في سوريا لحماية المقامات الدينية وصولاً لإعلانه الصريح بحماية نظام الأسد ومحور المقاومة، ثمّة مشهد يزداد وضوحاً مع مرور الأيام، جرى تدمير جزء كبير من سوريا، تمّ تهجير نحو عشرة ملايين سوري في داخل سوريا وإلى خارجها، مقتل أكثر من 400 ألف سوري، ونحو مليون جريح معظمهم من قبل النظام، انفجار الكراهية المذهبية بشكل غير مسبوق في تاريخ بلاد الشام، دخول روسيا إلى سوريا بتنسيق صريح وعلني مع اسرائيل، دخول الميليشيات الإيرانية والمذهبية بعنوان مذهبي صريح ومستفز، لدعم نظام مستبد، ألوية (فاطميون، أبو الفضل العباس، الزينبيون) وغيرهم العشرات من أسماء وعناوين تكشف البعد المذهبي والطائفي للتدخل الايراني في هذا البلد الذي لا يشكل فيه الشيعة نسبة 2 أو 3 في المئة في أحسن الأحوال. ما حققه حزب الله من نتائج في هذه الحرب هو بقاء نظام الأسد، نظام ضعيف عاجز مكروه من معظم السوريين، نظام بسبب هذا الضعف، مستعد أن يقدم الشعب السوري هدية للموت والتهجير من أجل أن يبقى، بل مستعد أن يقدم حزب الله نفسه إذا كان ذلك يوفر له البقاء والاستمرار. ما حققه حزب الله على طريق القدس التي يشقّها حزب الله في حلب الشرقية بعدما شقّها في حمص والقصير والزبداني، وداريا، هو في تقديمه النموذج المثالي للمشروع المذهبي، وللحزب الذي نجح في جعل الشيعة فئة مكروهة من معظم المحيطين بهم، لقد نجح حزب الله كأداة للمشروع الايراني، في القضاء على إمكانية قيام مشروع وحدة إسلامية لعشرات السنين المقبلة، وساهم في إحداث شرخ عميق بين السوريين عموماً وشيعته في لبنان، فضلاً عن الشيعة بشكل عام، نجح في جعل شيعة المنطقة العربية أتباع وملحقين بمشروع إيراني لم يعد له أيّ فرصة للحياة في المنطقة العربية إلاّ بالاحتراب المذهبي. انتصر حزب الله وزادت قوته هكذا يقول السيد نصرالله، انتصرت العصبية المذهبية وزاد أعداء الحزب ويتكاثرون، يكفي أن نعلم أنّ الخوف الذي يتردد صراحة على ألسنة حلفاء الحزب عن وجود مليوني سوري في لبنان، لكي ندرك أن حزب الله سيقوم بالمستحيل لكي لا يستفز اسرائيل ولا يستفز “الاستكبار” الغربي، هو انتصر لأنّ العرب السنّة والسوريين منهم على وجه الخصوص، باتوا مقتنعين أنّه العدو، وأنّ اسرائيل ليست خطراً داهماً كما إيران.

حزب الله الذي قدم نفسه يوماً من الأيام على أنّه حركة اسلامية وحدوية، وحركة مقاومة للإستكبار العالمي بشيطانه الكبير أميركا واسرائيل، بات اليوم يقاتل الإرهاب والتكفير، وأي ارهاب وأي تكفير؟ هل من هو أكثر ارهاباً من نظام الأسد؟ هل قتل نظام عربي من شعبه كما قتل وهجّر وسجن وعذب نظام الأسد؟

حزب الله ينتصر في سوريا هكذا يقول ويردد وهو يشيع مقاتليه الذين سقطوا في سوريا، هو منتصر بسبب كل ما سبق، وينتصر كلما صارت الكراهية عنوان مشروعه، والتدمير سيرته السورية، والخوف رصيده المذهبي، وايرانيته نقيض اللبنانية والعروبة، ينتصر لأنّ اسرائيل أصبحت اكثر اطمئناناً على امتداد حدودها الشمالية، ولأنّه صار الجنود الروس وطائراتهم جنود الإسلام، ينتصر لأنّ التنسيق الروسي- الاسرائيلي في سوريا لا يستفزه، ينتصر لأنّه يجد أنّ قتال السوريين طيلة 4 سنوات أسهل عليه من اطلاق الصواريخ التي يبشر اسرائيل كل حين بأنّها موجودة ولن نطلقها.

ينتصر حزب الله عندما تتفتت الدول العربية وتتشقق مجتمعاتهم، عندما يصبح الولاء لايران ولمشروعها هو الغاية والهدف. هكذا ينتصر حزب الله عندما يصبح العرب والسنة على وجه العموم اعداؤه. هنيئا له ولنا هذه الانتصارات.

 

«رسالة مبطنة» في خطاب نصرالله للحريري: لا ترشّح عون.. فهل من مبادرة بعد؟

إعداد جنوبية 14 أكتوبر، 2016/تسيطر حالة من المراوحة السياسية على المشهد السياسي، حيث المساعي إلى إتمام الاستحقاق الرئاسي في جلسة 31 الجاري إلى نقطة الصفر بعد إطلالتين عاشورائيتين للأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله عاليتي النبرة، وخصوصاً هجومه العنيف على المملكة العربية السعودية. فهل سيكمل الحريري بمبادرته؟ فيما لا يزال الرئيس سعد الحريري يواصل حراكه الخارجي، حيث التقى في باريس أمس وزيرَ الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت في مقرّ وزارة الخارجية الفرنسية، وعرض خلال اللقاء لمخاطر استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية اللبنانية والجهود التي يَبذلها لوضع حدّ له. إلا أن الأوساط السياسية والاعلامية تطرح تساؤلا حول ما إذا كان الحريري سيبادر في الأيام القليلة المقبلة إلى إعلان ترشيح عون سيما  بعد خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وهجومه العنيف على المملكة العربية السعودية.

وهذا ما يزيد الأمور تعقيدا داخل كتلة “المستقبل” سيما مع الانقسام الحاد داخل الكتلة وتيار”المستقبل”، على خلفية اعتماد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. فحتى في الاجتماع الاخير للكتلة والذي ترَأسه الرئيس الحريري لفتَ الانتباه إلى أنّ الحريري وعندما عرض موضوع مشاوراته وتوجّهه الى تحديد خيار جديد من دون ان يسمّي عون، لم تسجّل أيّ ردّات فعل إيجابية من غالبية الحضور حيال خياراته الجديدة. وفي انتظار التحرّك العوني بإحياء ذكرى 13 تشرين، والمتوقع أن يكون نصفَ تصعيديّ في 16 الجاري على طريق قصر بعبدا، توقّفت مصادر في قوى 14 آذار بسلبية عند خطاب حسن نصرالله، كونه أرخى سلبيات كبيرة على الملف الرئاسي، خصوصاً الهجوم العنيف الذي شنّه على السعودية، وكان مبعثَ استياء بالغ لدى المملكة التي اعتبَرت أنّه إذا كان هناك مِن تقدُّم في الملف الرئاسي فمِن شأن هذا الخطاب أن يردّه خطوات إلى الوراء.

في المقابل، ظل عمل “التيار الوطني الحر” على إصلاح ما قاله نصرالله فاعتبرَت مصادر في التيار أنّ مَن قرأ مواقف الامين العام لحزب الله بأنّها موجّهة ضد مبادرة الحريري وتقطع الطريق أمام وصول عون إلى الرئاسة هو مَن لا يريد أن يكون عون رئيساً، ففسّر هذه المواقف على ذوقه، أمّا نحن فنعتبر أنّ في كلام الأمين العام تحفيزاً للحريري لكي يستمر في مبادرته. وفي مقابلة تلفزيونية ليل أمس، حاول الوزير جبران باسيل استدراك الموقف فصرح: “لم يكن هناك تفاوضٌ بيننا وبين “تيار المستقبل”، وهذه ليست المرّة الأولى التي نتحاور بها، وهذا الأمر ليس بجديد، فنحن لدينا هدف استراتيجي بالاتفاق مع “المستقبل” لأنّ لبنان لا “يركب” من دون التفاهم مع ممثّل الطائفة السنّية”. مشدداً في هذا السياق على أنّ “لبنان لا يعيش بلا الطائفة السنية” التي أكد أنها “وجه الاعتدال في كل العالم وأحلى صورة للإسلام في العالم”. وقال باسيل بأنه “لا يجزم بتبني الحريري لترشيح العماد عون إلّا عندما يعلن ذلك ويعود إليه الحرية والوقت لاعلان الدعم العلني للجنرال”. وفي موضوع “رفع الفيتو” السعودي عن وصول عون إلى الرئاسة قال: “نحن لا نعرف الإجابة وهذا الموضوع عند الرئيس الحريري والمملكة تقول إنها غير معنيّة”. واعتبَر مواقف نصرالله بشأن البحرين، والموجّهة ضد السعوديّة، لا تمثّل الخارجيّة أو الحكومة أو حتّى “التيار”.

وترى مصادر مطلعة على الملف الرئاسي أن “التفاؤل لا يزال سيّد الموقف في الرابية التي تترقّب جواب الحريري النهائي وتؤكّد في الوقت نفسه استمرارَها في سياسة اليد الممدودة الى الجميع، والانفتاح والإيجابية بهدف إنقاذ لبنان .وإذ يتحدّث زوّار الرابية عن تمديد المهلة المعطاة للحريري لكي يعلن موقفَه الرسمي، توقّعت أن يأتي الجواب بعد 16 تشرين، إن لم يكن قبل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عائلة ضحايا جريمة عشقوت ستتقدم بشكوى ضد المدعى عليه

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في جبيل أنطوان صعب أن عائلة ضحايا جريمة عشقوت ستتقدم عبر المحامي جورج الخوري بشكوى ضد المدعى عليه المؤهل طوني عبود بموجب المادة 549 من قانون العقوبات بجرم القتل عمدا، وذلك ظهر غد في النيابة العامة التي ستحيلها على فصيلة جونيه، وسيطلب إنزال عقوبة الإعدام بحقه.

 

حراك الحريري... مسعى لفصل الرئاسة عن التأزم الاقليمي وخط الاعتدال حاجة لحزب الله لمنع الفتنة السنية- الشيعية

المركزية- يدرك كل من تسنت له متابعة خطابي الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عاشوراء ان بوصلة الحزب مركّزة داخليا على الاستقرار في شقيّه السياسي والامني، وما خلا ذلك من قضايا، بما فيها رئاسة الجمهورية، ليس في سلم اولوياته ولا حتى اهتماماته، وهو الذي لا يحرك ساكناً لالتقاط الفرصة الرئاسية لأحد حليفيه المسيحيين، رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، قبل ان تصبح من الماضي، ويكتفي بالترحيب بايجابيات الحراك على هذا المحور.

وتعتبر مصادر سياسية في فريق 14 آذار ان الرئيس سعد الحريري الذي يستكمل جولة على عدد من العواصم قادته الى الرياض التي كانت تستضيف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وباريس التي اجتمع فيها امس مع وزير الخارجية جان مارك ايرولت ووضعه في اجواء حراكه والموقف السعودي منه، على ان يحط لاحقا في انقرة والقاهرة، عازم على الوصول الى النهاية وعدم التوقف عند اي مطب، قناعة منه بوجوب وضع حد للفراغ الرئاسي وفصل الرئاسة عن الوضع الاقليمي المأزوم، فإما ان يتم انتخاب العماد عون من ضمن مهلة زمنية محددة، او، وفي حال بقيت المتاريس التي يرفعها الحزب في وجه الرئاسة نزولا عند الرغبة الايرانية، يكون قد فضح مخطط العرقلة الذي أعد له الحزب كل لوازم العمل منذ عامين وخمسة أشهر وقضى على آخر ذرائعه لاتهام تيار المستقبل ومن خلفه السعودية بتحميلهما وزر تعطيل الاستحقاق الرئاسي في لبنان بحجة رفض انتخاب عون.

وفي كلتا الحالتين، تضيف المصادر، ان الحريري سيخرج رابحاً، فاذا نجح، يعود الى رئاسة الحكومة لتعويم نفسه اولا والاعتدال السني ثانيا، بعدما شهد سلسلة انتكاسات في الفترة الاخيرة، حيث تلقى ضربات موجعة في معاقله الاساسية وخصوصا طرابلس من خلال "منازلة" الانتخابات البلدية، بحيث تشكل هذه العودة رافعة للحريري وللخط المعتدل الذي يمثل، والذي تؤكد المصادر انه حاجة لحزب الله تحديداً اكثر من اي طرف سياسي لبناني آخر، لان الحريري يكاد يكون الزعيم السني الاكثر اعتدالا في المنطقة في زمن العصبيات والتطرف والارهاب، ومن شأن وصوله منع انتقال الفتنة السنية – الشيعية الى لبنان التي تستمر جلسات الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل، على رغم كل ما يعتريها من شوائب وما يصيبها من سهام، فقط من اجل ردع زحفها نحو الداخل، حيث الارضية خصبة وفتائل الاشتعال حاضرة في كل لحظة.

واكثر من ذلك، توضح المصادر، ان بندقية حزب الله التي اشعلت 7 ايار سابقا لم تعد كافية ولا قادرة اليوم على انتاج "7 ايار" آخر في ظل وجود نحو ثلاثة ملايين سني بين لبنانيين ولاجئين فلسطينيين وسوريين يشكلون وقودا جاهزة لأي فتنة، فـ"زمن الاول تحول" وفق المصادر وما كان جائزا في الامس لم يعد كذلك اليوم. واذا انجزت "الصفقة" وانتخب عون رئيسا للجمهورية وسعد الحريري رئيس حكومة، تقول المصادر، ان أحدا لن يكون في مقدوره تمنين الحريري بايصاله الى موقعه لانه مهد طريقه بنفسه وحفر جبل التسوية بإبرته متخطيا كل المعوقات والسواتر التي رفعت امامه، فيكون في هذه الحال قادرا على ان يحكم بقوته الذاتية وليس بارادة الغير.

 

فرنسا ترفض المبادرة مجددا في اتجاه ايران لفك أسر الرئاســــة

التيار والكتائب.. كل على موجته وفرنجية يبعث رسائل سيــــارة

سليمان عند بري لا للتعيين ...وجنبلاط: لأي كــان دون قيد او شرط

المركزية- لم يفرز المشهد السياسي المتآكل اي جديد يمكن الركون اليه من اجل رفع منسوب التفاؤل بانتخاب رئيس جمهورية في جلسة 31 الجاري، او قبلها كما يعتقد بعض غلاة التفاؤل في اوساط التيار الوطني الحر وبعض حلفائه. فحصيلة الحراك على الخط الرئاسي وما تمخضت عنه اللقاءات المكوكية بين الداخل والخارج لا يشي بتوافر دعائم ثابتة من شأنها ان توصل القطار الرئاسي الى محطته الاخيرة لانهاء فراغ العامين ونيف بانتخاب الرئيس الثالث عشر للجمهورية.

لا مبادرة فرنسية: واذا كانت حركة الداخل في أوجها، لا سيما على محوري جولات التيار الوطني الحر على القيادات السياسية والزيارات الرئاسية اللافتة الى عين التينة والاميركية الى السراي الحكومي شكلت موضع رصد دقيق من المراقبين السياسيين لنتائجها، فان محطات الخارج لم تقدم حتى الساعة ما يثلج قلب "بعبدا" التي تنتظر رئيسها. ذلك ان الاجواء الباريسية التي اعقبت لقاء الرئيس سعد الحريري مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت لا تحمل على التفاؤل، كما قالت اوساط عربية في باريس اطلعت على مضمون اللقاء لـ" المركزية" موضحة ان زعيم المستقبل وضع ايرولت في اجواء حراكه الرئاسي متمنيا على باريس المبادرة مجددا في اتجاه طهران لان العقدة الرئاسية الكأداء ما زالت كامنة هناك في حين ان السعودية لا تتدخل في الاستحقاق وتترك الامر للبنانيين. الا ان الرد الفرنسي لم يكن مشجعاً، بحيث اعتبر رئيس الدبلوماسية في ال"كي دورسيه" ان الاجواء الاقليمية ليست مؤاتية راهنا للقيام بواسطة فايران لم تبارح مربع المطالبة بثمن باهظ مقابل الافراج عن ورقة رئاسة لبنان ولا شيء تبدل منذ الوساطة الفرنسية الاخيرة، فما الجدوى من تكرارها؟

السلل الفارغة: اما في المقلب الداخلي، فبرزت تغريدة مطوّلة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عبر "تويتر"، دلت الى استعجاله إجراء الانتخابات الرئاسية بمعزل عن "السلل الفارغة" على حد تعبيره، ذلك ان "أي جهة سياسية او حزبية معينة لا تستطيع تحمل تبعات امكانية الانهيار في ظل هذا الوضع اليائس"، وقال "آن الاوان للخروج من هذا الجدال البيزنطي حول الرئاسة وانتخاب اي يكن دون قيد او شرط"، مضيفا "كفانا جدلا بيزنطيا من هنا وهناك حول كيفية انتخاب الرئيس، وكفانا سلالا فارغة واوهاما بان لبنان في جدول اولويات الدول، هناك فوضى عالمية عارمة لذلك التسوية الداخلية ايا كان ثمنها تبقى اقل كلفة من الانتطار، لان التسوية السياسية في انتخاب رئيس اهم من فوائد قصيرة المدى في اغراءات آنية قد تكون مضرة على المدى الطويل". وتابع "لا اعتقد ان حزب الله وغيرهم من القوى الموجودة تستطيع تحمل مخاطرة الفراغ. حافظوا على الاستقرار بالخروج من هذا الفراغ ومن اعتراض واعتراض مضاد. فليكن شعار المرحلة الرئاسة، محصنة باقتصاد منتج آمن، صارم وفعال ورفض تشكيلات فطرية مضرة".

التيار في بكفيا: وسط هذه الاجواء، واصل "التيار الوطني الحر" جولاته على الاطراف المحليين، محاولا كسب تأييدهم لترشيح عون. فزار وفد منه يرأسه وزير التربية الياس بو صعب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بكفيا، وأكد بو صعب بعد الاجتماع ان "موضوع الرئاسة أصبح قريباً لكنه لم يحسم بعد"، مشيرا الى ان "هناك ثوابت لدى الكتائب تجعلهم يتخذون اي قرار في شأن رئاسة الجمهورية وهذه المبادئ تشبه بنقاط كثيرة ثوابت التيار وأبرزها مكافحة الفساد". أما الجميل، فأشار الى "ان الديموقراطية هي الأساس، ونتمنى التوفيق لكل الناس". وقال "نؤمن أن الحرية أساسية لممارسة الحياة السياسية، والتصويت يجب ان يحصل بحسب قناعة كل فريق". وتابع "ما يربطنا بـ"التيار" علاقة صداقة ومحبة كبيرة، لكن في السياسة نميز بين العلاقات الشخصية والسياسة"، لافتا الى "أننا منفتحون للنقاش مع النائبين سليمان فرنجية وميشال عون للوصول إلى تفاهم في الإنتخابات، تسمح لنا أن ننتخب أحد المرشحين من دون مناقضة ثوابتنا ومبادئنا"، مشيرا الى ان "حتى اليوم لا تفاهم، وقد نضع ورقة بيضاء أو قد نرشح شخصا ثالثا".

التغريدة رسالة؟: وفي مقابل حراك التيار البرتقالي، كان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ينشر عبر حسابه على تويتر فيديو لسيارة "برتقالية" تسيَّر عن بعد، تحوم داخل غرفة مغلقة وترتطم مرارا بالجدران والابواب وتدور في أرضها، وقد اعتبر عدد من المراقبين "الفيديو" رسالة في الملف الرئاسي.

لا للتعيين الرئاسي: من جهة ثانية، وبعيد بيان "لقاء الجمهورية" برئاسة الرئيس ميشال سليمان الذي شدد على ضرورة احترام الدستور وعدم نسفه من خلال دعوة البعض إلى كبح جميع المرشحين لرئاسة الجمهورية والعمل على ترهيبهم، لضمان وصول أي مرشح بما يشبه التعيين الرئاسي، والتأكيد على ان مثل هذه السوابق ستكرس أعرافاً خطيرة تضرب الدستور والميثاق في آن، زار الرئيس سليمان للمرة الثانية خلال اسبوعين رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وتم التشاور في جديد الملف الرئاسي. واكد سليمان عقب اللقاء ضرورة "النزول في 31 الجاري الى المجلس النيابي وننتخب رئيساً دون اي شرط، وكل كلام عن سلة او تفاهمات لا ينفع اذا نزلنا الى المجلس في 31 الجاري وانتخبنا رئيساً للجمهورية ، يوجد مرشحون معلنون وقد يكون هناك مرشحون غير معلنين، وليس بالضرورة ان نشترط من سيكون رئيساً لننزل الى المجلس النيابي، ففي هذه الحالة يصبح الامر تعينياً وعندها نكون رمينا الديمقراطية وراء ظهورنا".

خيارات أوباما: على صعيد آخر، وفي أعقاب اعلان واشنطن قطع تعاونها الدبلوماسي مع روسيا في شأن سوريا، من المتوقع ان يجتمع الرئيس الاميركي باراك أوباما اليوم الى كبار مستشاريه للسياسة الخارجية، لبحث خيارات عمل في سوريا من ضمنها الخيار العسكري. وفي حين تؤكد مصادر دبلوماسية ان الخوض أميركيا في هذه الاجراءات، يحصل "على مضض"، تشير عبر "المركزية" الى ان شن اي غارات جوية أميركية على مخازن ذخائر أو قواعد عسكرية سورية او أهداف للحكومة السورية، مستبعد، معتبرة في المقابل ان ما قد يتمخض عن الاجتماع المرتقب هو السماح لحلفاء واشنطن بتزويد معارضين مسلحين بمزيد من الأسلحة المتطورة شرط الا تشمل صواريخ مضادة للطائرات تخشى أميركا أن تستخدم ضد طائرات غربية، ما يعني ان جل ما قد تقدم عليه الادارة الاميركية هو دعم المعارضة المعتدلة في سوريا لتتمكن من منع سقوط حلب في يد القوات السورية.

آمال ضئيلة: في الموازاة، يجتمع وزيرا الخارجيتين الأميركية والروسية، جون كيري وسيرغي لافروف في لوزان السويسرية، السبت، مع نظرائهم التركي والسعودي وربما الايراني، في حضور المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي مستورا، باحثين عن صيغة حل توقف حمام الدم في حلب. وفي وقت تستبعد المصادر أي خرق جدي على هذا الصعيد وترى ان الآمال في التوصل الى اتفاق ضئيلة، تشير الى ان الاقتراح الذي كان قدمه دي مستورا منذ ايام والقاضي باخراج 900 عنصر من "جبهة فتح الشام" (من شرق حلب) سيكون موضع نقاش على رغم رفضه من قبل "النصرة" أمس.

لاجل غير مسمى: ميدانيا، وغداة اعلانه عن خطة لبناء قاعدة بحرية دائمة في ميناء طرطوس السوري، أشار الكرملين اليوم الى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقر اتفاقية مع الحكومة السورية تسمح لروسيا باستخدام قاعدة حميميم الجوية في سوريا "لأجل غير مسمى"، لافتا الى أن الإنفاق الدفاعي العادي في الميزانية الاتحادية السنوية سوف يوفر التكاليف المتعلقة بالاتفاقية، التي أقرها بوتين.

 

حزمة ازمات ومهام مستحيلة تستقبل الامين العام الجديد للامم المتحدة ولبنان يعوّل على دعمه لاقرار المساعدات وتنفيذ مقررات قمة اللاجئين

المركزية- بعد تعيين انطونيو غوتيريس رسميا أمينا عاما للامم المتحدة امس خلال جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة، تصاعدت نسبة التفاؤل بتغيير ما قد يطرق ابواب المنظمة الدولية، ان لجهة احداث تغييرات في الهيكلية ونظم العمل ام لجهة التعامل مع الملفات الساخنة التي طالما اثارت القلق الدولي، حتى بات اسم الامين العام مرادفا للتعبير عن هذا القلق من دون ان يعني ذلك الارتقاء الى مستوى المواجهة الفاعلة. وترى اوساط غربية عبر "المركزية" ان غوتيريس، أو غوتيريش، كما اعتمد امس في الامم المتحدة، سيواجه فور بدء مهامه في الاول من كانون الثاني من العام المقبل، قضايا هامة تتصدر الانشغال الدولي، لعل ابرزها الازمة السورية ومتفرعاتها. ولن تكون مهمة رئيس الوزراء البرتغالي الاسبق والمفوض السامي السابق للاجئين سهلة على مدى السنوات الخمس التي سيمارس خلالها مهامه على رأس الامانة العامة للمنظمة الدولية. هذه الفرضية اجمعت عليها مصادر ديبلوماسية دولية رأت ان التحديات الملقاة على عاتق المجتمع الدولي ترقى الى حد المهمات المستحيلة في ظل الازمات الكبيرة التي تتركز في العالم العربي من العراق الى سوريا وليبيا واليمن فضلا عن ازمات متراكمة في الصومال وأفغانستان والكونغو. والاهم ان ما ينتج عنها من مشاكل غير مسبوقة مثل ازمة اللاجئين التي لم تشهد الانسانية مثيلا لها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتفشّي آفات التطرف والارهاب الذي بات يهدد الكرة الارضية برمتها ، يظهر هشاشة الرد الاممي وعدم القدرة على الاستجابة وسوء ادارة الأزمات .وتشير المصادر الى ان حديث غوتيريس عن طفرة دبلوماسية من أجل السلام يعتبر مغالاة في التفاؤل من قبله كونه يعرف اكثر من غيره مكامن العجز الاممي منذ توليه عام 2005 المفوضة العليا للاجئين. الا ان صفته السابقة هذه تشكل نقطة قوة في مجال عمله الجديد كتاسع امين عام للمنظمة وتركيزه على حل الصراعات كأولوية من شأنها فتح كوة في جدار انعدام الامل في اخماد الجبهات المشتعلة في سوريا واليمن قريبا بعد تعثر الجهود الدولية التي تقودها الامم المتحدة بسبب الخلاف بين القطبين الروسي والاميركي. وعلى رغم التصادم الذي ميز فترة تعامل غوتيريس مع وزارة الخارجية اللبنانية، على خلفية تسجيل النازحين السوريين الى لبنان، تأمل اوساط ديبلوماسية لبنانية عبر "المركزية" ان يعمل الامين العام الجديد على التخفيف من مأساة دول الجوار المضيفة والاضاءة على الاعباء الكبيرة التي يتحملها لبنان والجهود الكبيرة التي يبذلها، وتوفيرالمساعدات التي وُعد بها لبنان في مؤتمر نيويورك الاخير. واذ اوضحت ان على غوتيريس الشروع بما يعتبر اولوية، ألا وهو تنفيذ ما تمخض عن قمة اللاجئين والمهاجرين من حماية المهاجرين واعادة توطينهم في بلدان ثالثة ودمجهم في المجتمعات المضيفة، شددت على ضرورة التوقف عند عبارة عمليات العودة الامنة لهم ما ان تتأمن الحماية الدولية، والتي تتردد في خطاب غوتيريس كما سلفه بان كي مون، محذرة من اطالة اقامة النازحين السوريين في لبنان عبر الدعوة الى دمجهم، مشيرة الى تجديد الديبلوماسية اللبنانية تحركها الدولي لرفض اي شكل من اشكال فرض التوطين.

 

"الجريدة": خطاب عون الاحد "خط عام" للعهد الجديد

المركزية- نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر متابعة اشارتها الى ان "خطاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الأحد المقبل في ذكرى "13 تشرين" سيكون بمثابة الخط العام للخطاب الرئاسي وللعهد الجديد"، موضحةً ان "الخطاب سينقسم إلى قسمين: قسم سيطمئن خلاله عون غالبية الأفرقاء والقوى السياسية، وسيكون مشابها للمقابلة التي اجراها اخيراً، وقسم ثانٍ يتعلق بالمناسبة، وسيُشكّل نوعا من التجييش المبطن من دون تصعيد، تحضيراً لأي تطور مقبل، قد يجبر "التيار الوطني الحرّ" على النزول إلى الشارع للتصعيد تحت شعار الميثاقية".

 

"الراي": تزامن وجود الحريري في الريـاض مع انعقاد قمة سعودية- تركية ليس مصادفة

المركزية- اشارت صحيفة "الراي" الكويتية نقلاً عن مصادر سياسية الى "ان تزامن وجود الرئيس سعد الحريري في الرياض مع انعقاد قمة سعودية-تركية امس ربما يحمل دلالات لجهة استبعاد ان يكون الأمر مصادفة، خصوصاً ان علاقة وثيقة تربط الرئيس الحريري بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بما لا يُستبعد معه ان يكون للملف اللبناني عبر تحرّك الحريري حيّزاً غير معلن من هذا التزامن". لكن المصادر لزمت حذراً شديداً في هذا السياق، وفضّلت انتظار ما يمكن ان تحمله عودة الحريري الى بيروت وانتظار خطوته التالية كمفتاحٍ اساسي لبتّ مصير هذا التحرك قبل نهاية الجاري التي تتزامن مع الجلسة الرقم 46 لانتخاب رئيس الجمهورية". ولفتت المصادر بحسب "الراي" الى ان "رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لا يزال يترك للحريري المجال الكافي لبتّ خياراته استناداً الى تطمينات يتلقاها من جانب مستشارين للحريري بأنه ماضٍ في التفاهم الذي توصل اليه الفريقان، وان الحريري يعمل على تأمين الغطاء الداخلي والخارجي لهذا المسعى".

 

زهرمان: "لن نرشح "الجنرال" اذا لم تكن الخطوة مضمونة" وحزب الله مرتاح للمواقف المعرقلـــــة لانتخاب عون

المركزية- على وقع احتدام الصراعات في المنطقة ورغم العراقيل الداخلية، تأتي مبادرة الرئيس سعد الحريري والتنازلات التي قدمها، لتمهيد الطريق للخروج من المأزق الرئاسي وبالتالي انتظام عمل المؤسسات تلقائيا، وكن الخطوة تبقى ناقصة إذا لم يتلقفها الفريق الآخر. في هذا المجال قال النائب خالد زهرمان في حديث الى"المركزية" أن "الرئيس الحريري يتشاور مع الجميع ويتحمل مسؤولية موقعه وينتظر أن يقوم الافرقاء المعرقلون بالمثل للخروج من الشغور الرئاسي. لكن خطاب أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء والهجوم على المملكة العربية السعودية التي أكدت أنها مع التوافق، لم يكن مشجعا إذ لم يلاق الرئيس الحريري في منتصف الطريق، لا بل عقّد مسيرة الاستحقاق الرئاسي". مشيرا الى أن "على التيار الوطني الحر أن يصل الى قناعة أن "حزب الله" يستعمل كل أوراقه لتعطيل الانتخابات لأن المحور الذي ينتمي اليه الحزب يريد أن يبقي لبنان ورقة يقايض بها على طاولة المفاوضات عندما يحين موعد التسويات الكبرى وبالتالي لتوظيفها بمكتسبات قد لا يحصل عليها فريق الممانعة حاليا". وشكك زهرمان بمدى قبول الحزب بالعماد عون رئيسا لأنه قد ينتفض على ورقة التفاهم مع الحزب إذا امتلك نقاط قوة بيده. وبالتالي الحزب مرتاح للمواقف المعرقلة لانتخاب عون. وأضاف: الحريري دفع ويدفع أثماناً من رصيده الشعبي، تجلى ذلك عند ترشيح النائب سليمان فرنجية ولن يكون الوضع مختلفاً إذا ما تم الاعلان عن ترشيح عون. لكن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار والطابة الآن أصبحت في مرمى الفريق الاخر. ورأى زهرمان أن "هناك قواسم مشتركة مع العماد عون خصوصا في ثورة 2005، ولكن هناك اختلافات في ما خص اتفاق الطائف وتغطية سلاح حزب الله وتدخله العسكري في سوريا. هناك عناوين مهمة توصلنا لقواسم مشتركة مع فرنجية لذلك أعلنّا ترشيحه، مع التيار، التواصل موجود لكن ذلك لا يعني أن كل العقبات ذللت". ولفت زهرمان الى أن الحريري لن يعيد تجربة ترشيح الوزير فرنجية مع العماد عون إذا لم تكن كل مقومات نجاح الخطوة مضمونة وواضحة.

 

نبيل نقولا: الجميل كان واضحا لجهة احتمال تأييد عون  طمـأن الى أن لا صفقـات علـى حسـاب أحـد

المركزية- ليس في المشهد الرئاسي ما يشي بأن التيار الوطني الحر سيقف مكتوف الأيدي بانتظار نتيجة تحرك الرئيس سعد الحريري بإنهاء الشغور. ففي وقت يبحث فيه الحريري عن جرعات الدعم الخارجية، يقود العونيون تحركا داخليا لتأمين أوسع توافق في الملف الرئاسي. وفي أحدث محطات الجولات البرتقالية، التقى وفد من التيار الوطني الحر النائب سامي الجميل في بكفيا لوضع النقاط على حروف العلاقة بين الطرفين في ضوء المعارضة الكتائبية لترشيح أركان 8 آذار، وبعد الهزة الحكومية الأخيرة. وفي السياق، أوضح عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب نبيل نقولا الذي شارك في اللقاء لـ"المركزية" أن "لقاءاتنا مع حزب الكتائب، تماما كما تلك التي تشمل سائر الأفرقاء على الساحة اللبنانية، تهدف إلى طمأنتهم إلى أننا لسنا مع التفاهمات الثنائية، بل مع تفاهمات بين جميع اللبنانيين، ولن تعقد أي صفقة مع فريق سياسي على حساب فريق آخر". وأكد نقولا أن "الحديث تطرق إلى أمور كثيرة كقانون الانتخاب ومفهوم السيادة، وكانت الأفكار متطابقة، بعد أن ساد بيننا تواصل سيئ. لذلك اتفقنا على تكرار هذه اللقاءات، علما أن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا". وعما إذا كان اللقاء ذلك الخلافات على خط الرابية – بكفيا، لجهة الترشيحات الرئاسية، شدد على أن "الشيخ سامي كان واضحا لجهة احتمال أن تؤيد الكتائب العماد عون من اليوم وحتى 31 الجاري. ومن المؤكد أن هذه القضية تحتاج حلا، علما أن ما يهمنا يتخطى الرئاسة إلى ما بعدها لجهة عدم اقصاء أي فريق، وقد طمأنا الكتائب في هذا الشأن". وفي ما يتعلق بتحرك الرئيس الحريري، أعلن أن "ما يهمنا هو التأكيد أننا لسنا ممن يعقدون الصفقات، خصوصا بعد الحديث عن تفاهمات ثنائية. نحن نتفاهم مع الجميع ضمن الثوابت الوطنية التي ينص عليها الدستور". وعن تأثير كلام السيد حسن نصرالله الأخير وسهامه المباشرة في اتجاه السعودية على اتصالات الحريري ونتائجها، اعتبر نقولا أن "من غير المفترض أن تكون هناك علاقة بين هجوم السيد نصرالله على السعودية وتحرك الرئيس الحريري، لأن موقف الأخير لبناني. وإن كان لأي حزب موقف معين من إحدى الدول، فهو يلزم هذا الحزب، لا الدولة اللبنانية. لذلك، يجب التمييز بين موقف الدولة الرسمي، وموقف الأشخاص. بالنسبة إلينا، نرفض كل ما يمس بالسيادة والشعب اللبنانيين، ونتمنى أن يكون لبنان في منأى عن كل الصراعات لأنها أكبر منه.

 

الرئيس أمين الجميّـــل: نعمـــل لتحقيــق الســـلام هل سيرتبط مستقبل المنطقة بنزاع اميركا- روسيا؟

المركزية- شدد الرئيس امين الجميل على ان "ما نسعى إليه في نهاية المطاف العمل في اتجاه تحقيق السلام العالمي ولن يتحقق ذلك إذا بقيت المنطقة مشتعلة"، سائلاً و"هل ان مستقبل المنطقة سيكون مربوطا باستمرار النزاع الروسي-الأميركي وبمصالح كلاهما"؟

كلام الرئيس الجميل جاء خلال افتتاحه ندوة بعنوان "انتخابات الرئاسة الأميركية: التداعيات على الشرق الأوسط" التي نظّمتها مؤسسة "بيت المستقبل" بالتعاون مع مؤسسة "كونراد اديناور" في سرايا بكفيا، وتحدث فيها كل من ممثل مؤسسة كونراد اديناور مكتب سوريا/ العراق نيلز فيرمر، قدم خلالها الباحث الرئيس غير المقيم في معهد الشرق الأوسط في واشنطن تشارلز دان ورقة بعنوان "الولايات المتحدة، الشرق الأوسط وانتخابات العام 2016 القضايا الملحة وكيف ستكون مواقف كل من المرشحين كرئيسين"؟ شارك فيها كمعقبين الكاتب والباحث الكويتي محمد الرميحي، سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طباره، رئيس مركز البيان للتخطيط والدراسات في بغداد سجد جياد، والباحث في المعهد الألماني للدراسات الدولية والأمنية في برلين خالد يعقوب عويس. وافتتح الرئيس الجميل الندوة مرحبا بالمتحدثين والحاضرين في "بيت المستقبل"، هذه المؤسسة التي وعلى حدّ قوله "تحاول منذ إنشائها سد الفراغ على الساحة الثقافية اللبنانية، وجمع باقة من اصحاب القرار والمفكرين والباحثين لمناقشة القضايا الشائكة التي يُعاني منها لبنان والمنطقة. وفي هذا الإطار، نظمّ بيت المستقبل منذ إعادة إحيائه العديد من المؤتمرات في محاولة منه لاستشراف حلول للمشاكل التي تعصف بالمنطقة وتمتد تداعياتها إلى جميع انحاء العالم".

اضاف "في الكلمة التي القيتها يوم إعادة افتتاح "بيت المستقبل"، قلت اننا نعيش اليوم في قرية كونية صغيرة ومن المستحيل الا يؤثر اي حدث في دولة ما على الدول الأخرى. في هذا الإطار، يأتي اهتمامنا بالانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة لجهة تداعياتها على المنطقة، لاسيما في هذا الظرف التاريخي العصيب الذي تمرّ فيه. ونحن نهتم بالانتخابات الرئاسية الاميركية من باب شراكتنا مع الغرب، هذه الشراكة التي نراها كعلاقة بين ندّين وليس كعلاقة ابوية او رعائية. في الحقيقة شكّل مسار الحملة الانتخابية مفاجأة لنا لجهة مستوى الانحدار الذي بلغه الخطاب السياسي والذي لم نعرف مثيلا له في تاريخ الولايات المتحدة. فأين هي النخب الأميركية؟ اين الجامعات ومراكز البحوث؟ لقد فوجئنا ايضا بمستوى التدخل في الحرب الدائرة في سوريا لا سيما في حلب، والذي اعاد الروس إلى المنطقة في ظل تخاذل الغرب وتردد سياسة الإدارة الأميركية الحالية تجاه النزاعات التي تشهدها"، وسأل "هل ان مستقبل المنطقة سيكون مربوطا باستمرار النزاع الروسي-الأميركي وبمصالح كلاهما"؟ وشدد الجميل على ان "ما نسعى إليه في نهاية المطاف العمل في اتجاه تحقيق السلام العالمي ولن يتحقق ذلك إذا بقيت المنطقة مشتعلة"، املاً في "ان نتمكن في هذا المؤتمر من إلقاء الضوء على الأوضاع السائدة إقليميا ودوليا علنا نستشرف نحو اي اتجاه نحن سائرون".

وختم كلمته "بشكر مؤسسة "كونراد اديناور" على تعاونها الوثيق مع "بيت المستقبل" والذي اسفر عن عقد انشطة عدة كان اخرها مؤتمرنا السنوي الذي عقد في ايار الماضي حول اتفاقية "سايكس بيكو".

نيل فيرمر: من جهته، رحّب ممثل مؤسسة "كونراد اديناور" مكتب العراق-سوريا فيرمر بالحاضرين، مشيراً الى ان "هذا المؤتمر واحد من سلسلة مؤتمرات عقدت بالتعاون مع "بيت المستقبل" كان اخرها مؤتمراً حول اتفاقية "سايكس بيكو"، ومشدداً على "اهمية الانتخابات الاميركية وتداعياتها على الشرق الأوسط"، ومتمنيا القاء الضوء على هذه التداعيات". تشارلز دان: وكانت كلمة ايضاً لدان قدّم في خلالها الورقة السياسية التي اعدها تحت عنوان "الولايات المتحدة، الشرق الأوسط وانتخابات العام 2016: ما هي القضايا الملحة وكيف ستكون مواقف كل من المرشحيّن كرئيسين"، معتبراً ان "انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة للعام 2016ستكون الانتخابات ذات الأثر الأكبر على السياسة الخارجية الأميركية منذ انتخاب جورج دبليو بوش في العام 2000، بسبب تشعب القضايا المطروحة وقدرة الرئيس الجديد على إحداث تغييرات جذرية في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط". وإذ لفت الى ان "الحملة الانتخابية لم تتطرق إلى قضايا المنطقة إلا تطرقا سطحيا"، وصف هذا العام في السياسة الأميركية بـ"عام الخوف"، حيث طغت على الحملة الانتخابية المخاوف من الإرهاب وزعزعة الأمن العالمي وملفات الاتفاقات الاقتصادية والهجرة والكوارث التي يمكن ان يتعرّض لها الاتحاد الأوروبي"، ومعتبراً ان "من الصعب في ظل هذا المناخ توقع انبثاق رؤية إيجابية لمستقبل الشرق الأوسط السياسي والاقتصادي".

 

لقاء الجمهورية: تعيين الرئيس يكرس اعرافاً تضرب الدسـتور

المركزية- اكد "لقاء الجمهورية" خلال اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان ضرورة احترام الدستور وعدم نسفه من خلال دعوة البعض إلى كبح جميع المرشحين لرئاسة الجمهورية والعمل على ترهيبهم، لضمان وصول أي مرشح بما يشبه التعيين الرئاسي، معتبرا ان مثل هذه السوابق ستكرس أعرافاً خطيرة تضرب الدستور والميثاق في آن. وجدد "اللقاء" دعوته جميع النواب إلى الكف عن التعطيل والنزول إلى المجلس النيابي، حينها يربح من ينال أكثرية الأصوات، ويتحرر رئيس الجمهورية العتيد من أعباء الالتزامات المسبقة، لينكب على كتابة خطاب القسَم من بنات أفكاره وليس من التزاماته تجاه هذا الفريق أو ذاك. ودعا "لقاء الجمهورية" جميع القوى إلى اعتماد الخطاب السياسي الهادىء، كما جاء في خمسة بنود من "إعلان بعبدا"، لأن التأجيج والتوتير يؤديان إلى مشكلات إضافية، تنعكس سلباً على الاقتصاد اللبناني وتصعِّب سير الأمور كما يجب، وتضفي المزيد من التعقيد على علاقات الدولة اللبنانية بالخارج، بدلاً من تأمين أفضل الفرص للعودة إلى تفعيل الحكومة واستئناف الحوار. وحذر اللقاء من العبث بأمن المخيمات، داعياً الفلسطينيين إلى الوعي على المخاطر المحدقة بهم جراء وجود بعض المجموعات "التخريبية" التي تعمل جاهدة إلى تحويل المخيمات إلى بؤر أمنية أو قنابل موقوتة، داعياً من جهة أخرى القوى الأمنية إلى بذل مجهود إضافي للقبض على هذه المجموعات ومنعها من تحقيق أهدافها. كما استقبل "اللقاء" البروفيسور انطوان قربان موفداً من حركة "لبنان الإنسان"، لشرح أهدافها الداعية إلى إنهاء الفراغ الرئاسي تطبيقاً لأحكام الدستور اللبناني.

 

دبوسـي: سنوفر كل متطلبات عمله ليلعب دوره محلياً وإقليمياً "للحرص على دقة الكلام حول مرفأ طرابلس كي لا نجلد أنفسنا"

المركزية- اعتبر رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي أن "مرفأ طرابلس لكل لبنان وبالتالي يفترض بكل الشخصيات والمواقع والمراكز أن تكون حريصة وأكثر دقة في تصرفاتها وتصاريحها حول هذا المرفق"، مشدداً على ضرورة "ألا نجلد أنفسنا لأن مرفأ طرابلس يتمتع بكل المقوّمات القادرة على تنفيذ مهامه، خصوصاً في ظل تواجد القوى الأمنية من جيش وأمن عام وجمارك التي تقوم بمهامها على أكمل وجه كما في أي مرفأ على الأراضي اللبنانية." وقال دبوسي لـ"المركزية": حريصون على الأمن والإستقرار في مرفأ طرابلس، ونثمّن الدور الذي تقوم به القوى الأمنية، ولا نشك لحظة في وجود أي خلل في مرفأ طرابلس لأنه مرفق حيوي لجميع اللبنانيين وكل مناطق لبنان. ورفض القول بوجود تهريب سلاح في مرفأ طرابلس، "لأنه لا يمكن أن يقع خلل أمني ولو بنسبة واحد في المئة، خصوصاً أننا كهيئات إقتصادية وأهل المدينة حريصون على أن يتمتع المرفأ بالمصداقية والإنضباط، لأنه يشكّل قيمة مضافة لمرفأ بيروت".

وأقرّ بأن "لمرفأ طرابلس دوراً كبيراً يلعبه محلياً وإقليمياً بعدما أصبح يضمّ رصيفاً بطول 600 متر وعمق 15,50 متراً، ونحاول أن نصل إلى 17 متراً كي يصبح أعمق مرفأ في لبنان والمنطقة"، وقال: نعوّل عليه كثيراً في الدور الذي يلعبه، إذ يمكنه أن يخفف عبء ازدحام السير من جونيه حتى عكار حيث أن الكثير من البضائع يتم نقلها على هذا الخط، ومع عمل مرفأ طرابلس يمكن أن نخفف الإزدحام عن مرفأ بيروت ونقلّص مشكلة التلوّث البيئي. كذلك يمكن أن يلعب في المستقبل دوراً إقليمياً للمنطقة ولا سيما في سوريا والعراق.

وعن استمرار النقص في عناصر الجمارك، قال دبوسي: كل الملفات التي تتعلق بالقطاع العام أقل ما يقال عنها أنها مجمّدة، في حين أن تأمين عناصر إضافية للجمارك هو من الأولويات في مرفأ طرابلس، واستثمار أكبر للدولة حيث يمكن أن يؤمّن مدخولاً كبيراً للخزينة، وبالتالي علينا استثمار العمل في المرفأ لتحقيق الغايات المذكورة. وختم: إننا كهيئات إقتصادية في الشمال، سنركز على توفير كل متطلبات العمل في مرفأ طرابلس، بما فيها تأمين 5 عناصر كشافة من الجمارك للإسراع في إنجاز المعاملات وإخراج البضائع.

 

جعجع: القوات ليست حزبا تقليديا إنما هي كناية عن ضمير ومصير وتاريخ شعب

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /وطنية - أقام جهاز التنشئة السياسية في حزب القوات اللبنانية، حفل تخرج في معراب لواحد وستين رئيس مركز من المناطق اللبنانية كافة حيث قدم لهم رئيس الحزب سمير جعجع الشهادات، في حضور رئيس أكاديمية الكوادر ميشال عواد وحشد من المحازبين. وفي المناسبة، ألقى جعجع كلمة استهلها بتهنئة رؤساء المراكز الذين أجروا هذه الدورات "ولاسيما أن رئيس المركز هو وجه الحزب في بلدته أو مدينته ويمثله على كل الأصعدة، فإن كان شخصا محبوبا في محيطه حبب الناس بحزبه وعكس صورة إيجابية والعكس صحيح". وأعرب جعجع عن سروره لمشاركة رؤساء المراكز في هذه الدورات الفكرية "باعتبار أن غالبية الناس ابتعدت عن الفكر والثقافة وانشغلت بهموم الحياة". وقال:" أنا لست من محبذي معادلة "الفكر للفكر"، لأن الفكر للفكر لا أهمية له إذا لم يعد بمنفعة الى حامله ومحيطه وبالخير العام لكل المجتمع". واذ جدد التذكير بأن "القوات اللبنانية ليست حزبا تقليديا إنما هي كناية عن ضمير ومصير وتاريخ شعب، باعتبار أن أعمالنا وتصرفاتنا لا تنطبق مع تحركات الأحزاب التقليدية في لبنان"، حث جعجع كل رؤساء المراكز في الحزب على "تحمل مسؤولياتهم والعمل جديا في سبيل استمرار الحزب في مسيرته الوطنية التي تخدم القضية". الى ذلك، استقبل جعجع وفدا من بلدية عانا (البقاع الغربي) برئاسة نجم نخله، وفي حضور منسق القوات في البقاع الغربي ايلي لحود.

 

عون بحث ولاسن الجهود القائمة لانتخاب رئيس للجمهورية

الجمعة 14 تشرين الأول 2016/وطنية - التقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في الرابية، سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن في زيارة إستطلاعية بحضور المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية في التيار الوطني الحر ميشال دي شادارفيان. وتمحورت النقاشات حول الأوضاع السياسية في البلاد، خصوصا الجهود القائمة لانتخاب رئيس للجمهورية. ولاحقا اعلن المكتب الاعلامي للاسن أنها قالت بعد اللقاء: "لقد مضى أكثر من عامين ونصف على الفراغ الرئاسي في لبنان، ودعا الاتحاد الأوروبي مرارا القوى السياسية والجهات المعنية اللبنانية إلى وضع المصالح الحزبية والفردية جانبا، وإيجاد تسوية قابلة للتطبيق لانتخاب رئيس للجمهورية".

 

 جنجنيان: حزب الله يعرقل وصول عون الى رئاسة الجمهورية

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /وطنية - أكد النائب شانت جنجنيان في حديث لاذاعة "صوت لبنان - 93,3"، أن "القوات اللبنانية لن تشارك في الجلسة التشريعية ان لم يدرج قانون الانتخاب على جدولها"، مبديا اسفه "لتمسك البعض بقانون الستين". وعن مشاركة القوات في تحرك التيار الوطني الحر في الشارع اذا ما وصلت الأمور الى منحى سلبي على المستوى الرئاسي أوضح أن "قرار القوات لم يحسم بعد ".وفي الملف الرئاسي اتهم جنجنيان "حزب الله بعرقلة وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية"، معتبرا أن "السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير قطع الطريق امام مبادرة الرئيس سعد الحريري من خلال دعوته العماد عون الى التفاهم مع النائب سليمان فرنجية والرئيس نبيه بري ما وصفه جنجنيان بالأمر المستحيل". وردا على سؤال عن امكان أن ينتخب رئيس دون التفاهم مع كل المكونات السياسية رد جنجنيان موضحا ان "مسألة التفاهم ضرورية، ونأسف للعرقلة التي تشهدها امكانية التوافق على رئيس".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أنقرة: لنا خطة بديلة إن لم يشارك التحالف بمعركة الموصل

الجمعة 13 محرم 1438هـ - 14 أكتوبر 2016م/العربية.نت، وكالات/قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن قواته لن تنسحب من بعشيقة، مضيفاً: "لنا خطة بديلة إن لم يرد التحالف مشاركتنا في معركة الموصل". وأضاف في كلمة بمدينة قونية نقلت على الهواء مباشرة أن تركيا ستبلغ شركاءها الدوليين برغبتها في المشاركة في عملية التحالف خلال الأيام المقبلة. ولم يقدم تفاصيل عن الاستراتيجية البديلة. وتركيا على خلاف شديد مع العراق بشأن المشاركين في العملية التي ستدعمها الولايات المتحدة بالموصل ويتوقع أن تبدأ هذا الشهر. وفي وقت سابق، قالت وكالة "الأناضول" الرسمية للأنباء إن مقاتلين دربهم الجيش التركي في معسكر بعشيقة شمال العراق سيشاركون في العملية المزمعة لطرد تنظيم "داعش" من مدينة الموصل العراقية. ونقلت الوكالة عن مسؤولين شاركوا في محادثات بين تركيا والولايات المتحدة ومصادر عراقية قولهم إن العملية ستبدأ في غضون أيام "إذا لم يطرأ تطور استثنائي".

 

ماكين يرجح أن تكون صواريخ الحوثيين "إيرانية"

الجمعة 13 محرم 1438هـ - 14 أكتوبر 2016م/صالح حميد - العربية.نت/رجح السيناتور البارز عن الحزب الجمهوري بالكونغرس الأميركي، جون ماكين، أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على المدمرة الأميركية في خليج عدن، مرسلة من قبل إيران". وقال السيناتور ماكين وهو رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن "النظام الإيراني هو من وفر على الأرجح" تلك الصواريخ. وأضاف في بيان: "شكرا للضربات الناجحة التي ردت بها يو اس اس نيتز" التي أطلقت الصواريخ، معتبراً أن "بحرية الولايات المتحدة وجهت رسالة قوية". يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها الحوثيون صواريخ إيرانية على قوات التحالف، بل إن وكالات إيرانية اعترفت أن الصواريخ التي أطلقتها الميليشيات الموالية لطهران، في أغسطس الماضي، على السعودية كانت صواريخ إيرانية من نوع "زلزال". وكانت الولايات المتحدة قد عززت تواجدها العسكري في منطقة جنوب البحر الأحمر، وذلك بعد استهداف الحوثيين سفينة المساعدات الإماراتية "سويفت" الأسبوع الماضي، في حادث وصفته واشنطن بالعمل الإرهابي الذي يهدد الملاحة الدولية. يذكر أنه بالتزامن مع هجمات للجيش الأميركي بصواريخ كروز على مواقع رادار ساحلية في مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثيين في اليمن، أعلنت إيران عن إرسالها سفينتين حربيتين قبالة سواحل خليج عدن وباب المندب. وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أعنلت الخميس، أن الجيش الأميركي شن ضربات على مواقع رادار للحوثيين في اليمن، ذلك رداً على هجمات صاروخية فاشلة على مدمرة للبحرية الأميركية نفذتها الميليشيات الموالية لإيران.

 

إيران تمد الميليشيات الشيعية في مختلف الدول بالسلاح

الجمعة 13 محرم 1438هـ - 14 أكتوبر 2016م/دبي - قناة العربية/أفاد الجيش الأميركي بأن الصواريخ التي تعرضت للقطع الحربية في البحر الأحمر من قبل ميليشيات الحوثي هي صواريخ من طراز "سي مئتين واثنين سيلك ورم" استوردتها إيران من الصين. وكانت إيران تعتمد على سواحل محافظتي شبوة وحضرموت لمد الميليشيات الانقلابية بالأسلحة. وقد خرقت بهذا التصرف قرار مجلس الأمن الخاص بحظر تصدير الأسلحة للميليشيات الانقلابية. ولم تزود إيران الميليشيات اليمنية بالسلاح فقط بل مدت كلا من ميليشيات الحشد الشعبي ومليشيات حزب الله، بالإضافة إلى الميليشيات في سوريا بالسلاح والعتاد، حيث زودت الحشد الشعبي في السابق بعشرات من صواريخ السكود والقذائف والراجمات، وهو الأمر نفسه الذي اتبعته مع ميليشيات حزب الله ونظام الأسد والميليشيات. يشار إلى أن الأسلحة التي تزود بها الميليشيات هي في الواقع أسلحة مستوردة من الصين وكوريا الشمالية وروسيا وتم التعديل الطفيف عليها في المصانع الإيرانية وتغيير اسمها. كما يعد تزويد إيران الميليشيات بالسلاح انتهاكاً للقوانين الدولية، وفق ما أكده المتحدث للشؤون السياسية في الأمم المتحدة، جيفري فيلتمان، في تقرير سابق له.

 

كيف ولدت "القاعدة" من "مكتب الكفاح" ببروكلين الأميركية؟

الجمعة 13 محرم 1438هـ - 14 أكتوبر 2016م/الرياض - هدى الصالح/العربية/في منتصف الثمانينات قام كل من أسامة بن لادن وعبدالله عزام بتأسيس جمعية للتبرعات بمقر رئيسي في باكستان، سميت بـ"مكتب الخدمات"، عرفت لاحقاً باسم "مكتب الكفاح".

وفي 1984 بدأ مكتب الخدمات بافتتاح فروع متعددة في الولايات المتحدة بلغت أكثر من 30 فرعاً في عدد من المدن الأميركية، كان الأول في مدينة توكسون بأريزونا. وفي عام 1986 قام خالد أبو الذهب أحد أعضاء تنظيم القاعدة والذراع اليمنى للعميل المزدوج "محمد علي" بافتتاح الفرع الرئيسي لـ"مكتب الكفاح" في بروكلين، والذي أصبح لاحقاً أحد أهم الفروع في الولايات المتحدة. وفي ديسمبر 1987، قام كل من مصطفى شلبي، وفواز دامرا، وعلي الشيناوي، بإدراج المكتب رسمياً باسم "مركز الكفاح للمهاجرين"، كان مقره بداية في "مسجد الفاروق"، والذي كان أمامه "فواز دامرا"، إلى أن تم إنشاء مقر مستقل للمركز بجانب مسجد الفاروق. تولى مصطفى شلبي الأميركي من أصول مصرية مسؤولية إدارة المكتب إلى جانب اثنين من المساعدين: محمد أبو حليمة، الذي اتهم لاحقاً بتورطه في التخطيط لتفجير مركز التجارة العالمي في عام 1993، إلى جانب السيد نصير، الذي قام باغتيال إحدى الشخصيات اليهودية في مدينة نيويورك في عام 1990.

تجنيد المقاتلين للقتال في أفغانستان

قام مركز "الكفاح" في بروكلين بتجنيد المهاجرين العرب والعرب الأميركيين للقتال في أفغانستان، وحتى بعد انسحاب الاتحاد السوفييتي في 1989، وبلغ عدد من جندهم المكتب في بروكلين ما يقارب الـ200 مقاتل، قام مكتب الخدمات بتسهيل حصول المقاتلين على التأشيرات، وتوفير تذاكر السفر، والمضافات لهم في أفغانستان، وتوجيههم إلى "مكتب الكفاح" في بيشاور بباكستان، وربطهم بفصائل مقاتلة أفغانية منها بقيادة عبد رب الرسول سياف، وقلب الدين حكمتيار. وبحسب إحدى الرسائل جاءت ضمن مخاطبات القاعدة في منتدياتهم عام 2003 في شبكة "السحاب اطلعت عليها "العربية.نت" قال "البتار 2": "الإخوة تدربوا في مركز الكفاح للمهاجرين" نفس المبنى الذي فيه مسجد الفرقان في بروكلين، تدرب الإخوة محمود أبو حليمة وسيد نصر وهم دربوا بقية الإخوة، أقصد على جداول وأدلة القتال وإدارة الميدان". ووفقاً لأحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي ماك وليامز وأحد موظفي طاقم السفارة الأميركية في كابول، تورطت الولايات المتحدة في تجنيد المقاتلين العرب باستقطاب العديد منهم من خلال شبكة من مكاتب التجنيد في أفغانستان، وكان الفلسطيني عبدالله عزام، المسؤول الأول عن عملية التجنيد بتأسيس مكتب الخدمات "ماك" والمعروف باسم مكتب الخدمات الأفغاني في عام 1984 بهدف جمع الأموال وتجنيد المقاتلين. وأكد ماك وليامز قيام عبدالله عزام بزيارات رسمية متكررة إلى الولايات المتحدة، بهدف التجنيد، تحت شعار الجهاد ضد السوفييت، وكان التعاون بين عزام والولايات المتحدة من خلال مكتب الخدمات وفقاً للخطة الموضوعة من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية.

افتتاح "مكتب الخدمات" في نيويورك

وبحسب ما جاء في إحدى أشرطة عبدالله عزام والذي بدأ زياراته المتكررة إلى الولايات المتحدة في بداية الثمانينات، كانت بمناسبة افتتاح "مكتب خدمات" المجاهدين في نيويورك وفتح حسابا بنكيا لهم. وألقى كلمة جاء فيها: "فتحنا حساباً في بنك "أندباندس" والأخ مصطفى شلبي هو مسؤول المكتب، وسنفتح فرعاً في واشنطن بإذن الله، وهناك حساب في إسلام أباد في بنك "أوف أميركا" وجدناه أدق البنوك، لأن بعض البنوك قد تتلاعب بالأموال إذا لم نتابعها. أي واحد يرسل شيكاً لابد وأن يكتب رقم الحساب ويكتب اسمي ويرسله في رسالة مسجلة على مجلة الجهاد في بيشاور". وأضاف عزام: "الرسائل التي تأتيني يتسلمها الشيخ تميم العدناني مدير مكتب الخدمات، وأي رسالة فيها شيك يكتب إيصالا لصاحبها مباشرة ويرسله إليه، أي واحد أرسل شيكاً لنا ولم يصله إيصال فمعنى ذلك أن الشيك لم يصل، أحياناً الشيك قد يسرقه أهل البريد". تورط جهاز الاستخبارات الأميركي في مساعدة وتمويل الأفغان العرب ورد كذلك في شهادة "عبدالله أنس" فيما دوّنه من مذكراته "ولادة الأفغان العرب سيرة عبد الله أنس بين مسعود وعبد الله عزام"، (عبد الله أنس وهو "بوجمعة" من مواليد الجزائر 1958 - لعب دوراً بارزاً في جماعة الأفغان العرب، وهو عضو بارز في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية، متزوج من ابنة مؤسس الأفغان العرب عبدالله عزام، وله منها 4 أولاد)، حول مدى أهمية الدور الذي لعبه مكتب الخدمات مفيداً أنه وبحسب ما ذكره له شخصياً عبدالله عزام فتأسيس المكتب كان مع مجموعة من الشخصيات من بينهم أسامة بن لادن بهدف تنظيم مشاركة العرب في الجهاد الأفغاني، تفادياً لإبقائهم في مضافات أفغانية متفرقة، ووضعهم في مواقع مستقلة لضمان المشاركة مع الجميع وليس مع طرف واحد ضد آخر. وذلك إشارة إلى الخلافات بين الأفغان والخشية من انعكاسها على المقاتلين العرب ووقوع الخلافات فيما بينهم، فجاءت بحسب "عبدالله أبو أنس" فكرة تأسيس مكتب الخدمات في أواخر عام 1984 ومطلع 1985 لأبعاد ثلاثة: "إغاثية، وإصلاحية، ودعوية"، حيث بدأ بافتتاح معاهد ومدارس في داخل أفغانستان، كما فتح معاهد دينية للأفغان الذين فروا من باكستان وكان عددهم يقدر بـ3 ملايين، وأضاف صهر عبدالله عزام في مذكراته: "كان المسؤول عن البريد في مكتب الخدمات ينزل كل يوم إلى مكتب البريد ويأتي بعشرات الرسائل تضم شيكات، الواحدة منها بعشرة آلاف أو عشرين ألف دولار من التبرعات". وقال: "كان عبدالله عزام يزور كل سنة أميركا لحضور المؤتمرات ويكلم المسلمين الأميركيين عن الجهاد الأفغاني، وكانت مكاتب المجاهدين، مكاتب حكمتيار ورباني وغيرهما، منتشرة في أنحاء العالم الغربي". اللافت أن عبدالله أنس، صهر عبدالله عزام، بعد مغادرته بيشاور استقر في بريطانيا وأقام فيها بعد حصوله على اللجوء السياسي في أواخر التسعينات ودرس في جامعة ويست ماينستر" في لندن.

"وقائع سنوات الجهاد رحلة الأفغان العرب"

وفي شهادة أخرى بشأن جمع الأموال من الولايات المتحدة وتجنيد المقاتلين، جاء سردها في كتاب "وقائع سنوات الجهاد رحلة الأفغان العرب" للإعلامي المصري محمد صلاح، ذكر فيها "خالد أبوالدهب" الذي تعرف على ضابط سابق في الجيش المصري "علي أبوالسعود" (مقرب من أسامة بن لادن وأيمن الظواهري) في عام 1984، (حصل على الجنسية الأميركية لاحقاً وهو رهن الاعتقال في إحدى السجون الأميركية على ذمة قضية تفجير سفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام)، استقال أبوالسعود من الجيش وسافر في العام التالي إلى الولايات المتحدة وظل أبوالدهب على اتصال به وسافر إليه عام 1986.

وفي مطار هوزيه في ولاية كاليفورنيا التقى الاثنان، أقام أبوالدهب في شقة صديقه 3 أسابيع، وبعده تزوج من أميركية تدعى تريسا وانتقل للإقامة معها لكنه انفصل عنها سريعاً بعد أن حملت منه دون علمه، ولاحقاً بدأ في التردد على مسجد النور في منطقة سانتا كلار القريبة من "سانفرانسيسكو" وتعرف على مسلمين من جنسيات مختلفة. وذكر أبوالدهب في تحقيقات النيابة أن أبوالسعود أبلغه مطلع عام 1990 أنه على علاقة بمصريين مقيمين في أفغانستان واتفقا على أن يذهب أبوالدهب لمساعدتهم، إلا أن أبوالسعود اشترط عليه تعلم الطيران، وفي أحد المعاهد الخاصة في أميركا خضع أبوالدهب لتدريب مكثف وسبقه أبوالسعود إلى أفغانستان.

جمع التبرعات وأموال الزكاة

عاد أبوالدهب إلى الولايات المتحدة بعد تدريب عدد من المقاتلين العرب على الطيران، حيث تم تكليفه من قبل قادة التنظيم بتلقي وتحويل المكالمات منهم إلى العناصر الموجودة في مصر ودول أخرى استغلالاً لتلك الخدمة الموجودة في نظام الهواتف في أميركا وقال: "تطورت مساعدتي للتنظيم من مساعدات هاتفية إلى مساعدات مالية، إذ كنت أجمع التبرعات والزكاة وأرسلها إلى الجهة التي يحددها قادة التنظيم، وأنا حولت مبالغ من أميركا قدرها نحو 10 آلاف دولار إلى اليمن وباكستان وإلى مصر والأردن والسودان على أرقام حسابات موجودة في تلك الدول، أما بالنسبة لنقل جوازات السفر والأوراق فكانت ترسل لي عن طريق التنظيم من باكستان واليمن والسودان بالبريد السريع ثم أقوم بإرسالها مرة للأفراد المطلوب تسليمهم إياها". وقال في التحقيقات: "في أواخر عام 1994 حضر أيمن الظواهري إلى أميركا لجمع التبرعات وأقام في منطقة سانتا كلارا بعدما جال في ولايات أخرى، وكانت المرة الأولى التي التقيته فيها وجهاً لوجه وقبلها كان حديثي معه يتم عبر الهاتف، وكان طلب مني قبل حضوره أن يسأل عن سعر جهاز الهاتف الذي يعمل مباشرة على الأقمار الصناعية، وأثناء وجوده في سانتا كلار جمع نحو 2500 دولار تبرعات من المصلين وغضب على أبوالسعود لأن الظواهري كان جمع مبالغ أكبر في ولايات أخرى". الجدير بالإشارة إلى ما أوردته تقارير أميركية كانت قد اتهمت أبوالسعود بأنه زرع بواسطة الاستخبارات الأميركية بين أوساط الأصوليين، وأنه ذهب بنفسه لتقديم مبادرة التعاون مع الاستخبارات الأميركية، وأشارت المعلومات إلى عمل أبوالسعود في الجيش الأميركي بعد استقالته من الجيش المصري، وشارك في تدريب أصوليين مصريين مقيمين داخل أميركا على القتال أدينوا لاحقاً في قضية تفجير المركز التجاري العالمي في نيويورك 1993، وحصل على إجازات من عمله في الجيش الأميركي وسافر إلى أفغانستان حيث شارك في تدريب "الأفغان العرب".

تأسيس "بيت الأنصار"

عودة إلى قصة إنشاء "مكتب خدمات المجاهدين"، ومكتب "الكفاح" في بروكلين بشارع الأطلسي، الذي انطلقت منه طلائع المدربين والمخططين لتنظيم القاعدة، في 1984 أسس أسامة بن لادن ما يسمى بـ"بيت الأنصار" في بيشاور وكان محطة استقبال أولي للراغبين في الالتحاق بالجهاد قبل توجههم إلى التدريب ثم المشاركة في المعارك، إلا أنه لم يكن يملك حينها جهازه العسكري الخاص به، ولم تكن لديه بنية تحتية من معسكرات ومخازن وإمداد واتصال، وكان يرسل المقاتلين للالتحاق بإحدى الجماعات المقاتلة، حتى بدأ التكامل ما بين مكتب عبدالله عزام وبيت الأنصار لأسامة بن لادن. تولى الأول المهمة الإعلامية والتحريض وجمع التبرعات، بينما تولى "بيت الأنصار" المهمة العسكرية كاستقبال الراغبين في القتال وتوجيههم إلى معسكرات التدريب وجبهات القتال، إلا أنهما قررا أن المصلحة تقتضي عدم دمج عملهما. كان المسؤولون الأميركيون أكثر حذراً بعد صعود الأصولية بين المقاتلين الأفغان والعرب، بعد أن شرعت تظهر في وقت لاحق من انسحاب روسيا من أفغانستان بعد أكثر من 8 سنوات، مسألة الجهاد العالمي وتنظيم القاعدة، وأصبح الاتصال بهم من قبل الاستخبارات المركزية موضوعاً دقيقاً على نحو متزايد، بعدما ركز تنظيم القاعدة من تواجده هناك في العام 1990. وبحسب ما ذكره روبرت غيتس، مدير وكالة الاستخبارات المركزية في 1991: "إن الوكالة حافظت على مسافة من المجاهدين العرب"، مضيفاً: "درسنا سبل زيادة مشاركتهم على شكل لواء دولي، ولكن ذلك لم يحدث لأن الجهاديين أخذوا يتدفقون إلى أفغانستان من مختلف أنحاء العالم العربي".

 

لندن ستطرح على مجلس الامن مشروع قرار يدعو الى وقف نار فوري في اليمن

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /وطنية - أعلن السفير البريطاني لدى الامم المتحدة، اليوم، ان لندن ستقدم مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي يطلب وقفا فوريا للنار في اليمن، اثر الغارة الدامية على قاعة تقام فيها مراسم عزاء في صنعاء الاسبوع الماضي. وقال السفير ماثيو راكروفت للصحافيين: "لقد قررنا ان نقدم مسودة قرار الى مجلس الامن حول اليمن، يدعو الى وقف فوري للاعمال الحربية واستنئاف العملية السياسية".

 

الداخلية السعودية: مقتل جندي في تبادل لاطلاق النار على الحدود مع اليمن

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /وطنية - اعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان، "مقتل جندي سعودي في تبادل لاطلاق النار مع المتمردين اليمنيين على الحدود السعودية - اليمنية". ووقع تبادل اطلاق النار مساء أمس في منطة جيزان، وينتمي الجندي القتيل الى حرس الحدود، وفق ما نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن الوزارة.

 

إيران تستفز الحكومة اليمنية بنشر سفينتين حربيتين في خليج عدن

العرب  [نُشر في 2016/10/13]سطنبول - قالت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء إن إيران أرسلت سفينتين حربيتين إلى خليج عدن، الخميس، لتنتزع لنفسها موطئ قدم عسكريا في المياه قبالة اليمن حيث شن الجيش الأمريكي هجمات بصواريخ كروز على مناطق يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران. وقالت تسنيم "تم إرسال السفينتين الإيرانيتين ألواند وبوشهر إلى خليج عدن لحماية السفن التجارية." وتابعت أن المهمة الأخرى للسفن نقل رسالة صداقة من الشعب الإيراني، إلى المياه الدولية وأعالي البحار في المحيط الهندي قبالة سواحل الصومال، وتنزانيا.لكن الخطوة تبدو رسالة استفزاز للحكومة اليمنية بعد أقل من 24 ساعة من طلبها مساعدة التحالف العربي، في منع دخول السفن غير المصرح لها والاقتراب من سواحل البلاد، وتقديم شكوى بالخروقات الإيرانية إلى مجلس الأمن. جدد مجلس الوزراء اتهامه إيران بـ"التدخل في الشؤون اليمنية، واختراق سفنها للمياه الإقليمية، وتهريب الأسلحة، عبر سفن الصيد التابعة للميليشيا الانقلابية (في إشارة لقوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح)، إضافة إلى قيامها بأعمال تجسسية، وتهريب مقاتلين مرتزقة من بعض دول القرن الإفريقي". وحيال ذلك، أقر المجلس برئاسة أحمد عبيد بن دغر، بناء على الأدلة التي تمتلكها الحكومة، توجيه رسالة إلى قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بمنع دخول السفن غير المصرح لها والاقتراب من السواحل اليمنية، مؤكداً أن اليمن سيقدم شكوى بالاختراقات الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي. ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة. وتشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وتقود السعودية منذ 26 مارس 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين، يقول المشاركون فيه إنه جاء "استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح".

 

الخارجية العراقية نددت بتصريحات الجبير واعتبرها بلا قيمة

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /وطنية - انتقدت وزارة الخارجية العراقية، اليوم، تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، معتبرة اياها "بلا قيمة" بعدما حذر من "كوارث" طائفية في حال مشاركة قوات "الحشد الشعبي" في عملية استعادة الموصل من قبضة المتطرفين. وافاد بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية احمد جمال ان "تصريحات وزير الخارجية السعودي لا قيمة لها، ف"الحشد الشعبي، عنوان فخر للعراقيين، وبه تستمر انتصارات العراق، حكومة وشعبا، على عصابات "داعش" ومن يقف خلفها". وتتمسك السلطات بمشاركة قوات الحشد الشعبي في معركة استعادة الموصل الخاضعة لسيطرة المتطرفين منذ منتصف حزيران 2014. واكدت الخارجية العراقية "لن يهمنا عويل واصوات المتباكين عليها كلما ضيقت قواتنا البطلة الخناق على هذه العصابات الآتية من وراء الحدود والمدعومة بالمال وثقافة التطرف من دول باتت معلومة للقاصي والداني". وتواصل القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، استعدادتها لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، ثاني مدن العراق واخر اكبر معاقل المتطرفين في البلاد.

 

مقتل 12 جنديا مصريا في هجوم على حاجز أمني في شمال سيناء

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /وطنية - قتل 12 جنديا مصريا وأصيب 6 آخرون، اليوم، في هجوم على حاجز أمني في شمال سيناء حيث تخوض قوات الأمن حربا شرسة ضد الفرع المصري لتنظيم "داعش"، حسبما افاد الجيش المصري. وأعلن في بيان على صفحة الناطق باسمه على "فايسبوك" مقتل "12 وإصابة 6 من أبطال القوات المسلحة" بعدما هاجمت "مجموعة مسلحة من العناصر الإرهابية، صباح اليوم، احدى نقاط التأمين في شمال سيناء مستخدمة عربات الدفع الرباعى". واوضح الجيش ان اشتباكا وقع بين جنوده والمسلحين اسفر عن مقتل "15 إرهابيا". وكان مسؤول أمني في شمال سيناء أفاد أن "مسلحين استهدفوا حاجزا للجيش في منطقة بئر العبد غرب مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء"، مشيرا الى "سقوط 9 قتلى". وأوضح ان المسلحين "هاجموا الحاجز بقذائف الهاون والار بي جي ما ضاعف من عدد الضحايا".ولم تشهد منطقة بئر العبد هجمات كبيرة مماثلة ضد الأمن من قبل. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.

 

دولة إسرائيل علق تعاونه مع اليونسكو بعد تصويت على مشروعي قرارين حول القدس

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /وكالات - قرر وزير التربية والتعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت اليوم تعليق كل نشاط مهني مع منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) على الفور بعد تصويت احدى لجانها على مشروعي قرارين حول القدس.وقال الوزير الذي يشغل ايضا منصب رئيس لجنة اسرائيل لدى اليونسكو في بيان :"وفقا لهذا التصويت ستتوقف فورا كل مشاركة ونشاط مع المنظمة الدولية".

 

اسرائيل تعلّق نشاطاتها مع "اليونيسكو" رداً على قراري القدس

المدن - عرب وعالم | الجمعة 14/10/2016/علّقت الحكومة الإسرائيلية تعاونها مع منظمة "اليونيسكو"، الجمعة، بعد مصادقة أحد لجانها على مشروعي قرارين، سيطرحان على التصويت، الثلاثاء المقبل، يعتبران أن لا صلة للديانة اليهودية بالمسجد الأقصى وحائط البراق، وينتقد السلطات الاسرائيلية لتقييدها حرية دخول المسلمين إلى الحرم القدسي. وبأغلبية تصويت 24 دولة لصالح مشروع القرار، مقابل اعتراض 6 دول وامتناع 26 دولة عن التصويت وغياب دولتين، صادقت منظمة "اليونيسكو" على نصّ القرار الفلسطيني-الأردني، الذي يعتبر القدس مدينة مقدسة للديانات السماوية الثلاث، مع تخصيصه بنداً خاصاً يتعلق بالحرم القدسي، أي المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويؤكد أنه وقف مقدس للمسلمين فقط. ويهدف مشروعا القرارين حول فلسطين المحتلة الى "الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية". رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نددّ بالقرار بشدة، معتبراً أن "القول بأن إسرائيل لا علاقة لها بجبل الهيكل، يماثل القول بأن الصين لا علاقة لها بسور الصين العظيم، أو أن مصر ليس لها علاقة بالأهرامات"، مضيفاً أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة "فقدت شرعيتها"، فيما أعلن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، والذي يشغل أيضاً منصب رئيس لجنة إسرائيل لدى "اليونسكو"، تعليق كل نشاط مهني مع المنظمة. ودانت الخارجية الأميركية القرارين، وقال المتحدث باسم الخارجية مارتك تونر "لقد عبّرنا بوضوح عن قلقنا العميق إزاء هذه القرارات المتكررة والمسيسة التي لا تساهم بشيء في تحقيق نتائج بناءة على الارض، ونعتقد أنه لا ينبغي اعتمادها". ودخل المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب على الخط، وقال في تعليق على صفحته الخاصة في "فايسبوك"، إن هذا القرار "تجاهل ما يربط 3 آلاف عام بين اسرائيل وعاصمتها القدس"، مضيفا أن "هذا دليل أخر على المشاعر المعادية لاسرائيل في الأمم المتحدة". وتابع "القدس هي العاصمة الابدية للشعب اليهودي في حكومة تحت رئاستي"، متعهداً بإعلان القدس "عاصمة لإسرائيل" في حال فوزه بالرئاسة. في المقابل، رحّبت السلطة الفلسطينية بالمصادقة على مشروعي القرار، واعتبرت أن "منظمة اليونيسكو تضيف اليوم قراراً مهماً إلى قراراتها الرافضة للاحتلال، والتي تؤكد على الاعتراف بالوضع التاريخي والديني والثقافي الحقيقي والطبيعي في مدينة القدس العربية عاصمة فلسطين". كما تشكل الموافقة على مشروع القرار "رفض وادانة لانتهاكات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال للمواقع الاثرية والدينية ورفض واضح لمحاولات الاحتلال المستمرة للمساس بالمناهج التعليمية في القدس المحتلة وهدم المدارس والمؤسسات التربوية".

 

ادارة أوباما تدرس الخيار العسكري على "مضض" فيما تلعب ورقة دبلوماسية أخيرة وروسيا تثبّت أرجلها في الرمال السورية.. واقتراح دي مستورا فـي لقاء لوزان غدا

المركزية- على وقع تحذيرات روسيّة متتالية من "مغبّة" شن أي عمل عسكري ضد النظام السوري لأنه "لن يمرّ من دون رد مناسب من موسكو"، تمضي ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما قدما على طريق البحث عن خيارات "بديلة" غير دبلوماسية هذه المرة، لمقاربة الازمة السورية عموما والقصف المدمر الذي تتعرض له حلب خصوصا، في أعقاب قرارها وقف التعاون مع موسكو في شأن سوريا معتبرة أن أداء الاخيرة في الميدان يضع العصي في دواليب آلية "الحل السياسي" للنزاع. في هذا السياق، من المرجّح أن يجتمع أوباما اليوم الى كبار مستشاريه للسياسة الخارجية، لبحث خيارات عمل في سوريا من ضمنها الخيار العسكري. واذا كانت مصادر دبلوماسية تؤكد ان الخوض أميركيا في هذه الاجراءات، يحصل "على مضض" واضعة الخطوة في خانة "رفع العتب" على اعتبار ان أي قرارات "نوعية" لن تصدر عنها عشية الانتخابات الرئاسية الاميركية المرتقبة في تشرين الثاني المقبل، وسط خشية أوباما من أن يترك أي قرار غير "شعبي" تداعيات سلبية على حظوظ المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في كسب السباق الى البيت الابيض، الا انها تشير عبر "المركزية" الى أن الاجتماع يبقى، رغم كل شيء، مهمّا اذ قد ينتهي الى ما يفيد المعارضة السورية ولو بالحد الادنى فيعزز قدرتها على الصمود في وجه الهجوم السوري – الروسي. وبحسب المعلومات المتوافرة، وفق المصادر، فان بعض الخيارات يشمل عملا عسكريا أميركيا مباشرا، مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات، لكن هذه الخطوة "دقيقة" جدا نظرا الى تداخل القوات الروسية والسورية فيما بينها واحتمال تسببها في مواجهة مباشرة مع روسيا. كما ان شن ضربات جوية على أهداف للحكومة السورية أمر مستبعد. وعليه، فإن جلّ ما قد يتمخض عن الاجتماع المرتقب هو السماح لحلفاء واشنطن بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بعد تمحيص، بمزيد من الأسلحة المتطورة شرط الا تشمل صواريخ مضادة للطائرات تخشى واشنطن أن تستخدم ضد طائرات غربية، ما يعني ان التوجه المرجح هو نحو دعم المعارضة المعتدلة في سوريا لتتمكن من منع سقوط حلب في يد القوات السورية. في غضون ذلك، تبدو روسيا مصرة على السير في "المغامرة" حتى النهاية وتثبّت قدماها أكثر في الرمال السورية مستفيدة من الوقت "الضائع" أو "الانكفاء" الأميركي. فبعد اعلانه عن خطة لبناء قاعدة بحرية دائمة في ميناء طرطوس السوري، أشار الكرملين اليوم الى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقر اتفاقية مع الحكومة السورية تسمح لروسيا باستخدام قاعدة حميميم الجوية في سوريا "لأجل غير مسمى"، لافتا الى أن الإنفاق الدفاعي العادي في الميزانية الاتحادية السنوية سوف يوفر التكاليف المتعلقة بالاتفاقية، التي أقرها بوتين. في الموازاة، ورغم الكباش الاميركي – الروسي حيث تبادل التهم بالاخلال بالاتفاق الذي أفضى الى "هدنة الاضحى"، مستمر، تلعب الادارة الاميركية، غير المتحمسة إطلاقا لتجرع كأس الخيار العسكري، ورقة دبلوماسية أخيرة قبيل مغادرتها البيت الابيض حيث يجتمع وزيرا الخارجيتين الأميركية والروسية، جون كيري وسيرغي لافروف في لوزان السويسرية، السبت، مع نظرائهما التركي والسعودي وربما الايراني، في حضور المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي مستورا، باحثين عن صيغة حل توقف حمام الدم في حلب. وفي وقت تستبعد المصادر أي خرق جدي على هذا الصعيد وترى ان الآمال في التوصل الى اتفاق ضئيلة، تشير الى ان الاقتراح الذي قدمه دي مستورا منذ ايام والقاضي باخراج 900 عنصر من "جبهة فتح الشام" (من شرق حلب) سيكون موضع نقاش على رغم رفضه من قبل "النصرة" أمس. ويتوقع ان يطلع كيري نظراءه الأوروبيين على التطورات فى محادثات يجريها معهم الأحد في لندن.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من معركة الشخص الى معركة المشروع

نوفل ضو/جريدة الجمهورية/السبت 15 تشرين الأول 2016

سيكون على القيادات الحزبية والروحية المسيحية التي تولّت على مدى الأشهر الماضية إدارة ملف إنتخابات رئاسة الجمهورية أن تبدأ في أقرب فرصة ممكنة بالتفكير في إيجاد التوقيت والظرف المناسبين لإعادة النظر في السياسات التي اعتمدت في التعاطي مع هذا الملف، خصوصاً في ظل المؤشرات المتزايدة محلياً وإقليمياً ودولياً، على أن التحركات التي بدأها الرئيس سعد الحريري لن تؤدي في الضرورة الى انتخاب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون وفقاً لما يتمناه البعض ويراهن عليه.

فالخروج من جلسة 31 تشرين الأول الجاري ببيان جديد يصدره رئيس مجلس النواب نبيه بري ويتضمن موعداً جديداً لجلسة جديدة بتاريخها - قديمة بمضمونها ونتائجها - ينبغي أن يُجابه هذه المرة بجرأة أدبية وسياسية تؤدي الى الإقرار بأن الإستراتيجيات والتكتيكات التي اعتمدت لإيصال عون الى رئاسة الجمهورية استنفدت واستنفد معها الكثير من قدرات اللبنانيين عموماً، والمسيحيين خصوصاً على التحمّل.

أما المضي في سياسة «الهروب الى الأمام» والرهان على الوقت والمتغيرات، واعتماد سياسة شفير الهاوية للضغط على رافضي انتخاب عون من جهة، أو التحجّج بمقولة الرغبة بحشر «حزب الله» وكشف حقيقة نواياه الرافضة لانتخاب رئيس للجمهورية حتى ولو كان النائب عون من جهة مقابلة، فكلها أمور لن تؤدي إلّا الى مزيد من استنزاف اللبنانيين وإضعاف المسيحيين وإحباطهم، علماً أن الوقائع والمعطيات الراهنة لا تعني في الضرورة أن المسيحيين محكومون بحالة العجز التي يصرّ البعض على إظهارهم فيها.

إن الواقعية السياسية باتت تفرض على القادة والزعماء المسيحيين فك الإرتباط بين وصول عون الى رئاسة الجمهورية من جهة، وقوة المسيحيين وحضورهم في الحياة السياسية اللبنانية من جهة مقابلة.

فالتمسك الى ما لا نهاية بوصول عون الى بعبدا كمعيار لقوة المسيحيين بات شبه انتحار سياسي جماعي لا يجوز المضي فيه أو التشجيع عليه، في وقت يفترض بالفكر السياسي المسيحي الحزبي وغير الحزبي أن يبتكر من الأفكار والمشاريع السياسية والإقتراحات والمخارج الخلاقة التي تنقل المسيحيين من حالة «الرثاء» الى حالة من الدينامية المحركة للإقتراحات ومشاريع الحلول التي يحتاجها لبنان بمسيحييه ومسلميه، بدل المضي في مكابرة بدأت في العام 1988 ولم تنته بعد!

إن ربط مصير مجتمع بموقع شخص ودوره يضعف هذا المجتمع ولا يقوّيه. وكما أن الدول القوية لا تقوم إلّا على المؤسسات وليس على الأشخاص، هكذا فإن المجموعات الحضارية والحزبية والسياسية التي تقوم على الأشخاص محكومة بالضعف ومحدودية التأثير في الزمان والمكان.

وإذا أراد القادة المسيحيون فعلاً تعزيز دور من يمثلون، فالبداية تكون بفك الإرتباط بين طموحات الأشخاص - أيا يكن هؤلاء الأشخاص ومهما بلغت مراتبهم ومواقعهم ومشروعية طموحاتهم - وبين المصلحة العامة.

ففشل زعيم في الوصول الى رئاسة الجمهورية لا يجوز أن يصوّر على أنه فشل للمسيحيين في لعب الدور الذي يطمحون للعبه على المستويين السياسي والوطني.

وفشل سياسة ما وضعها أو تبنّاها زعيم مسيحي أو أكثر في تحقيق أهدافها، لا يجوز أن تصوّر على أنها هزيمة سياسية للمسيحيين كمجموعة.

من هنا، تبدو الحاجة ملحة اليوم الى الإنتقال من معركة الشخص الى معركة المشروع السياسي في التعاطي مع ملف رئاسة الجمهورية. فمن غير الجائز أن تتحول إنتخابات رئاسة الجمهورية الى ما يشبه «اللوتو» أو «اليانصيب» بحيث تحدّد طابات الحظ ودواليبه شخصية من سيتولّى الرئاسة بعد استكمال دوراتها العشوائية على جميع المرشحين - الأرقام. لا يختلف عاقلان على أن لبنان يعيش اليوم بمسيحيّيه ومسلميه أدق مراحل تاريخه، وهو بالتالي في حاجة الى مشروع إنقاذي يتضافر القادة على تطبيقه بما ينقذ الشعب من خلال تعويم منطق الدولة، وليس من خلال تغليب منطق الطموحات والحسابات الشخصية القريبة والبعيدة، المباشرة وغير المباشرة. فهل ينتقل من أخذ على عاتقه إدارة معركة رئاسة الجمهورية عند المسيحيين من موقع تقديم الأسماء الى موقع طرح المشروع الإنقاذي الذي من شأنه إعادة إحياء مفهوم الدولة كمرجعية حصرية لكل القرارات والسلطات باعتبارها هي - لا الشخص، أيّ شخص - الضامن لحقوق المسيحيين والمسلمين ولدورهم المتكافىء في إدارة الحاضر وبناء المستقبل؟

 

«حزب الله».. الارتباكات تفضح الارتكابات

علي الحسيني/المستقبل/15 تشرين الأول/16

التطرُّق إلى «الإنجازات» التي حقّقها الحزب منذ دخوله الحرب السورية، مع أي شخص أو جهة تنتمي إلى «حزب الله»، يقود تلقائيّاً إلى «نغمة» تتكرّر على ألسنة الجميع ويجري تناقلها من «شُعبة» إلى أخرى، هي أن «حزب الله في سوريا، قلب الميمنة على الميسرة»، لكن الحديث لا يقف عند هذا الحد، إذ له تكملة تقول «لقد كان بشّار الأسد على وشك مغادرة قصر الشعب الذي كان مُحاصراً، لكننا أعدناه ومكّناه على الكرسي وها هو صامد بدعمنا».

جُمَل وشعارات تُسقط كل ما كان يدّعيه «حزب الله» وما زال، بأن دخوله إلى سوريا، كان أوّلاً وأخيراً، بهدف حماية «المقامات» وإبعاد «التكفيريين» عن القرى الحدودية. والهدف نفسه يتأكد يوماً بعد يوم ويصل إلى نتيجة واحدة مفادها، أن أكثر من ألفي شاب ينتمون إلى «حزب الله»، قد سقطوا دفاعاً عن الأسد ونظامه، وبأن الحزب مُستعد لأن يخسر ضعفَي هذا العدد، في سبيل الإبقاء على النظام السوري، وفي السياق نفسه، أتت المقولة الشهيرة «التضحية بثلثي الطائفة الشيعية، من أجل أن يعيش الثلث المُتبقّي بأمن وكرامة».

ما يُشغل بال جمهور «حزب الله» خلال الفترة الآنية، التعقيدات التي يفرضها قادة الحزب على الملف الرئاسي الذي لم ينضج حتّى اليوم، والجمهور نفسه يُدرك، أن قرار حزبه ليس في يده، بل في إيران التي تمنع الحل والتوافق بانتظار النتائج التي ستحملها الحرب في سوريا. وهذا الجمهور مُدرك بأن الانتظار هذا، معقود على حياة أبنائهم هناك، ومن هنا يأتيهم اليقين بأن هؤلاء الأبناء، هم مُجرّد أداة بيد الإيرانيين وتحديداً قادة وضباط «الحرس الثوري الإيراني» الذي تُديره منظومة «الولي الفقيه».

من بين هذه التنظيرات التي يُطلقها قادة «حزب الله»، كلام للشيخ محمد يزبك أمس قال فيه «لقد عدنا إلى تبريرات الجمود، وغموض يلفه غموض، حول ما يجري في واقعنا السياسي المؤلم، لا تقبل نصائح ولا يستجاب لدعوة حوار وتفاهم، والعودة إلى المؤسسات بعيداً عن القال والقيل، وكأن القوم لا يشعرون بالخطر، وما ينتظر لبنان من واقع اقتصادي اجتماعي مخيف، وهل يكون العلاج بالتهرُّب من تحمّل المسؤولية»؟. من نافل القول إن الحزب هو مَن اعتمد «نهج» التبرير كمادة سياسية أساسيّة، لكل أفعاله وارتكاباته منذ أن أدار سلاحه إلى الداخل اللبناني، وصولاً إلى الحرب التي فتحها على الشعب السوري بأطفاله ونسائه. و«حزب الله»، كان أوّل من دق المسمار الأخير في نعش مؤسسات الدولة ومرافئها ومرافقها، وأوّل من انقلب على الشرعيّة، وهذه دويلته خير دليل لكل من يُريد استطلاع حقيقته وادعاءاته ونواياه المُبيّتة.

منذ اليوم الأوّل لذكرى عاشوراء وخطابات قادة «حزب الله» من أعلى الهرم إلى أسفله، تصب في اتجاه واحد «البقاء في سوريا حتّى النصر». خطابات جاءت على عكس ما تهواه قاعدة الحزب الجماهيرية أو ما تأمل حصوله في أي وقت، وهي التي كانت وما زالت تنتظر في مكان ما، بصيص أمل يُنبئ بإمكانية استعادة الأبناء بشكل نهائي من أرض الموت. لكن رياح الحزب، غالباً ما تأتي بعكس ما تشتهي أنفس الأهالي الذين ينقسمون إلى فئتين: فئة تنتظر لحظات عناق غابت عنها لوقت طويل، وأخرى تكتفي بذرف الدموع والتحسّر على أيّام مضت لم يكن فيها الاحتفاظ بالبزة العسكرية والسلاح و«الوصيّة»، أقصى ما تحلم به. أمس، لم يُسقط بشار الأسد خوف وهواجس أهالي عناصر «حزب الله» الذين يُدافعون عن نظامه، بل العكس، فقد زادهم يقيناً بأن ما يقوم به أبناؤهم، لا يصب إلا في مصلحة الدول الإقليمية من بينها روسيا وإيران. ألقى الأسد بحسب ما نقلت عنه صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، باللائمة على ما يحدث في سوريا على «الصراع الروسي - الأميركي»، وهو اعتراف واضح وصريح منه، بأن الحرب في سوريا هي حرب دولية وإقليمية، وليست كما ادّعى الحزب، بأنها دفاع لا عن «المقدسات» ولا عن المعتقدات، ولا حتّى عن الحدود اللبنانية - السورية، التي أصبحت قاعدة لدباباته وناقلات صواريخه بالاتجاهين.

هو موت يتسلّل بشكل يومي إلى داخل بيئة «حزب الله». بيئة ليس الوقت المُلائم لمُجادلتها بصوابية سقوط أبنائها في سوريا من عدمه، فالوقت هو للدموع والحسرة فقط. لباس أسود دائم يُخفون في داخله ارتباكاتهم وأوجاعهم وأنيناً لا يجدون بديلاً عنه للعبور إلى الذات ليبحثوا في داخلها عن فلذات أكباد كانوا بالأمس بينهم يتلمسون وجوههم ويتحسّسون وجودهم. أبناء رحلوا ولن يعودوا سوى في أحلامهم أو سهواتهم. وأكثر ما يؤلمهم، تنظيرات القادة وارتكاباتهم والوعود بالجنّة في وقت يتحوّل فيه أبناؤهم، إلى حقل تجارب إمّا في نقطة مُشتعلة، أو على جبهة لم يسقط فيها شارع بيد «الممانعة» منذ خمسة أعوام.

 

ترشيح الحريري لعون بات أكثر صعوبة

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 15 تشرين الأول 2016

لم تعد مهمة إعلان الرئيس سعد الحريري تأييد انتخاب العماد ميشال عون مهمة سهلة.

تضاعفت صعوبة المهمة بعد مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المنتقدة للسعودية، وتضاعفت أكثر بعد زيارة الحريري للسعودية التي بات مؤكداً أنها لم تشهد أي لقاءات مؤثرة.

في أجواء المحيطين بالحريري وبكتلة «المستقبل» خوف من إقدامه على هذه الخطوة. ليس الرافضون لانتخاب عون وحدهم الخائفين، انما ايضاً الذين وعدوا الحريري على غير قناعة، بأن يكونوا الى جانبه اذا ما اتخذ القرار، وفي الانتظار اجتمعت الكتلة أمس الأول برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وأصدرت بياناً وضعت فيه الاصبع على جرح التعطيل محمِّلة المسؤولية إلى «حزب الله».

لم يعد الحريري امام الكثير من الخيارات. امامه ترشيح عون مع كلّ ما يحتمل من مخاطرات سياسية، أولها عدم قدرة عون على النزول الى المجلس إذا ما استمرّ النائب سليمان فرنجية بترشيحه، مدعوماً برفض الرئيس نبيه بري انتخاب عون، وبتسهيل غير مباشر من «حزب الله»، الذي وضع انتخاب عون في معبر التفاهم الإجباري مع بري وفرنجية، وثانيها عدم قدرة عون على الالتزام بما اتفق عليه مع الحريري، باعتبار أنّ مجرد قبوله الدخول في مفاوضات مع بري وفرنجية، سيعني أنّ كلّ ما التزم به مع الحريري سيذهب في أدراج رياح المفاوضات، وسترسم عندها صورة جديدة للتوازنات، تُدخل ترشيح عون في نفق طويل، لا تولد خاتمته السعيدة في الجلسة النيابية المقبلة.

الواضح أنّ «حزب الله» أدخل عون في متاهة التفاهم مع بري وفرنجية، لكي يمنعه من تركيب ثنائية مع الحريري، وهذا ما سيؤثر في قرار الأخير، وفي قدرته على تحمّل الأكلاف وهي ليست قليلة.

أمام الحريري قرار بترشيح عون في مواجهة الداعم الاقليمي، وفي مواجهة شارعه، وجزء من كتلته، وتياره، ووراءه، عودة الى مربع مجهول، بعد أن خرج ضمناً من ترشيح فرنجية، كما أنّ وراءه، اتهاماً جاهزاً اذا لم يرشح عون بأنه كان ينفّذ مناورة سياسية، وهذا سيعيد الامور الى النقطة الصفر، والى اتهامه بتعطيل انتخاب الرئيس.

أمام هذا المشهد ماذا ستكون عليه خيارات الحريري؟

الارجح أنّ القرار بتأييد عون نضج بانتظار أن يعلن. لكن هل يلجأ الحريري الى طلب ضمانات واضحة بحصول جلسة الانتخاب، وبمشاركة عون وكتلته فيها، وهل سيعطي الحريري موافقة مشروطة على انتخاب عون، بأن يحصل في جلسة الحادي والثلاثين، على أن يسحب التأييد في حال عطّل «حزب الله» الجلسة أو تقاعس الجنرال عن المشاركة فيها، خوفاً من نتائج استمرار ترشيح فرنجية؟ لا تستبعد معلومات أن يلجأ الحريري الى التأييد المشروط، والى اقتصار هذا التأييد على جلسة واحدة كاختبار لـ«حزب الله»، على أن يعود الى الخيارات المفتوحة اذا ما عطل الحزب انتخاب عون، وهو ما سيحصل على الارجح، باعتبار أنّ الحزب لو أراد تسهيل انتخاب عون، لاعتمد استراتيجية مختلفة، في ملاقاة ايجابيات الحريري، لكنه عوض أن يفعل، وضع كلّ ما يملك من عصي في دواليب عون، وترك لحلفائه مهمة تعطيل انتخابه، مستعملاً ذرائع لم يضعها على الطاولة، في مرحلة ما قبل ايجابيات الحريري.

تبدو الايام المقبلة مفتوحة على كلّ أنواع المناورات، التي ستبدأ فور إعلان الحريري ترشيح عون. هذا الإعلان سيضع «حزب الله» امام لحظة حقيقة من نوع مختلف، وسيبدأ فرز المواقف لتبيان ما إذا كان الاعتراض على انتخاب عون، مجرّدَ استدراج عروض لرفع الثمن، أم ستاراً لتعطيل انتخاب الرئيس، والإبقاء على الوضع القائم.

 

خيارات الحريري... أحلاها مُرّ!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/السبت 15 تشرين الأول 2016

من المبالغة القول إنّ في الإمكان تقديم توصيف دقيق للمشهد الرئاسي جراء الضباب الكثيف المتكوّن على الخط الرئاسي، والذي يحجب رؤية كلّ ما يحيط به محلياً وخارجياً، وعلى وجه التحديد سعودياً. الصورة الحالية على الخط الرئاسي هي نفسها الصورة التي كانت ماثلة قبل عودة سعد الحريري، لم يتبدل شيء، فالجامع الاساس بين الصورتين أنّ الحريري قبل العودة كان ينتظر أن يبلور موقفه النهائي لحسم خياره بترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وبعد عودته ما زال ينتظر... ولكن ليس معلوماً الى متى سينتظر. واضح أنّ الاندفاعة الرئاسية السريعة التي مدّتها مشاورات الحريري وحركته بحيوية ولّدت مناخاً تفاؤلياً بقرب تصاعد الدخان الابيض الرئاسي، قد تفرملت. دارت مشاوراته دورتها على القيادات السياسية، وربما تدور دورة ثانية في القريب العاجل، قطع وعداً لميشال عون بأنه سيعلن خياره العوني خلال مهلة اسبوعين، وها هي المهلة تتآكل، ولا جديد حولها.

تحدث الحريري عن مشاورات خارجية لا بدّ منها، والسعودية هي المحطة الاساس فيها. قيل إنّه سافر الى السعودية أو تواصل معها، وقيل إنه لم يظفر بما سعى اليه فأجواء المملكة غير مشجّعة.

وقيل إنه لم يستسلم وسيكمل مشاوراته بهدوء وبلا ضجيج. ولكن أيّ مآل ستصل اليه هذه المشاورات - إن بدأت - في ظلّ مناخ سعودي غير مشجّع، ومناخ محلّي منقسم على ذاته، وفي مناخ اقليمي ودولي مشتعل، لا يُشجّع على المجازفة والقول إنّ لبنان مقبل على تسوية رئاسية بمعزل عمّا يجرى من حوله.

في أيّ حال، المدى الزمني ليس مفتوحاً امام الحريري، وموعد النطق بكلمته يقترب تبعاً للوعد الذي قطعه لعون، سواء أكمل هذه المشاورات بشقيها الداخلي والخارجي أو لم يكملها، وسواء تلقى كلمة السر السعودية أو لم يتلقَّها، ومع كلمته المنتظرة سيتفاعل الداخل إما سلباً او إيجاباً، وللسلبية أثمانها السلبيّة في جانب وقد لا تستثني أحداً بمَن فيهم الحريري نفسه، وللإيجابية أثمانها الربحية في جانب آخر.

هذه الأجواء الملبدة داخلياً وغير المشجعة سعودياً، تُبقي الكرة في ملعب الحريري، وتجعله يقف على مفترق خيارات، أحلاها قد يكون مرّاً بالنسبة اليه:

- الاول، أن يتراجع عن خيار عون وخيار فرنجية، ويعلن الذهاب الى خيار الرئيس التوافقي، وإن كان لهذا الخيار مقبولية لدى شريحة سياسية كبيرة، إلّا أنه يصطدم بحاجز عون ومن خلفه «حزب الله».

- الثاني، أن يتراجع عن خيار عون، ويبقى على خيار فرنجية، وهنا يقع امام مشكلة متجددة مع عون وفريقه، ويضع مصداقيته امام اختبار صعب، كما يضع نفسه امام محاولة اعادة ترميم خيار فرنجية الذي أصيب بتصدع كبير جراء توجّه الحريري نحو ترشيح عون.

وبالتالي النتيجة الحتمية لهذا الخيار أنه سيخسر عون الذي سيذهب الى التصعيد المفتوح حتماً، وقد لا يربح فرنجية الذي من حقه في هذه الحالة أن يفكر مليّاً بصدق النوايا والتوجّهات.

- الثالث، أن يبادر بعد عودته الى بيروت، انطلاقاً من كونه اصبح أسير توجّهه نحو دعم ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، ولا يستطيع التراجع عنه، الى رمي الكرة في ملاعب كلّ الآخرين على قاعدة «عليّ وعلى أعدائي»، وليحصل ما يحصل.

فيشهر موقفه هذا علناً، ويعلن صراحة تأييده لعون رئيساً، إذ من شان ذلك أن يُحدث دويّاً هائلاً في المشهد الرئاسي، ويضع القوى السياسية أمام الأمر الواقع، ويربكها، ويفرض عليها اعادة انتاج مقارباتها او تطويرها او تغييرها تبعاً للواقع الجديد.

إلّا أنّ نتائج هذا الخيار قد لا تكون مضمونة أبداً، ذلك أنّ إسقاط هذا الإعلان، على واقع داخلي منقسم على ذاته اصلاً، من شأنه أن يزيد الانقسام والارباك، ويفرز البلد بين معسكرين؛ «مع» و»ضد»، ويرفع من وتيرة الخطاب بينهما... فأيّ انتخاب سيحصل في هذا الجوّ؟ وماذا سيكون عليه موقف الحريري ووضعه ساعتئذ. ثم إنّ هذا الاعلان بمعزل عن أيّ غطاء سعودي واضح وصريح، قد لا تكون ضربة موفقة، بل بالعكس، فإنّ الحريري قد يفكر أكثر من مرّتين قبل الذهاب الى مثل هذا الخيار، إذ ستكون له أكلافه وأثمانه، التي قد لا يكون الحريري قادراً على دفعها أو على تحمّل تبعاتها وعواقبها.

- الرابع، أن يمارس لعبة إحراج للمعترضين على توجّهه نحو تأييد عون، بأن يبادر الى اعلان تأييده عون عشية جلسة مجلس النواب المخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية في 31 تشرين الاول الجاري. ويُقرن هذا الإعلان بتحدّي هؤلاء المعترضين، بدعوتهم الى النزول الى الجلسة والاحتكام للعبة الديموقراطية.

إلّا أنّ نتيجة هذا الاعلان غير مضمونة أيضاً، فقبل الحديث عن الإحراج والقول إنّ المعترضين سينزلون إلى جلسة 31 تشرين او لا ينزلون، لا بدّ من السؤال أولاً، هل سينزل عون نفسه الى الجلسة؟

أعلن فرنجية صراحة من على منبر عين التينة، أنه مستمر في ترشيح نفسه حتى ولو بقيَ معه نائب واحد، وعون قال سابقاً إنه لا ينزل الى جلسة منافساً لأيّ مرشح، بل ينزل اليها مرشحاً وحيداً وضامناً للفوز، إذ إنّ «المنافسة» مع أيّ مرشح آخر، قد تنطوي على كمين من شأنه أن يؤدي الى فوز المرشح الآخر، فكيف بالنسبة الى فرنجية الذي ما زال يستقطب مؤيّدين له علنيين ومستترين؟

ولا بدّ من السؤال ايضاً، هل سينزل «حزب الله» الى الجلسة في هذه الحالة؟ علماً أنّ الحزب حريص على أن يراعي عون ويماشيه في أيّ خطوة يمكن ان يذهب اليها للوصول الى القصر الجمهوري، وفي هذه الحالة لا يمكن أن ينزل الى جلسة يغيب عنها عون.

إلّا أنّ ما يحرص عليه اكثر من أيّ أمر آخر ويقدمه على كلّ ما عداه، هو العلاقة مع نبيه برّي، وبالتالي فإنّ الحزب ممسك بمسلّمة اساسية لا يتخلى عنها تحت أيّ اعتبار، وخلاصتها «بري أولاً»، فكما أنه لا يَنزل الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بمعزل عن حضور برّي، (علماً أنّ بري لم يتخلّف عن حضور كلّ الجلسات الانتخابية السابقة)، فهو في الوقت ذاته لا ينزل الى جلسة، وبرّي معترضاً على مرشح معين، عون او غيره.

هناك مَن قرأ هذه المسلمة «في الخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله، إذ إنّ نصرالله عندما تحدث عن حكومة وحدة وطنية في العهد الجديد، يعني حكومة تجمع الجميع، وهذا معناه أنه للوصول الى مثل هذه الحكومة، يفترض أن يكون عون المرشح محلّ إجماع ومتفقاً عليه قبل الانتخاب.

أي أنّ كلام نصرالله يستبطن دعوة الى تفاهمات ترضي القوى الاساسية، علماً أنّ تفاهمات بهذا الحجم، قد لا تتمّ بين ليلة وضحاها بل إنها قد تفتح بازاراً طويلاً عريضاً وتتطلب وقتاً لفكفكة مطالب كلّ طرف وتحديد حجم التنازلات المتبادلة، وهنا يبرز السؤال هل عامل الوقت لمصلحة عون ام ضده.

وفي الخلاصة هنا، فإنّ لبننة الاستحقاق - طالما أنّ الخارج لا يتدخل- تقتضي ألّا يكون هناك معترضون كبار على المرشح (عون). ولذلك من الصعب أن تعقد جلسة يكون فيها معترض بحجم برّي، وبالتأكيد إنّ «حزب الله» لن يكون مشاركاً فيها.

- الخامس، أن يبقى على خيار عون، لكن شرط ألّا يعلن ذلك رسمياً إلّا بعد تلقيه إثباتاً من القوى الاساسية في ما كان يُسمى «8 آذار»، أي «حزب الله» وبرّي وفرنجية. وثمّة معلومات لدى بعض «الحلفاء الجدد» لعون، تفيد بأنّ الحريري قرّر ألّا يلدغ من الجحر مرتين، ولا يتكرر ما حصل معه حينما مشى بخيار فرنجية، والتحفظات السعودية التي نشأت آنذاك اضافة الى اصطدام هذا الترشيح بما منعه داخلياً من بلوغ حافة الانتخاب.

وبحسب هذه المعلومات، أنّ الحريري لن يطلب ذلك شخصياً، بل سيطلب من عون الاستحصال على موافقة «8 آذار» أولاً، وبعدها يعلن موقفه.

قد يفسّر هذا الخيار على أنه هروب الى الامام، إلّا أنه لا يلقي الكرة في يد «8 آذار»، بل في يد عون وحده، إذ إنّ الاستحصال على موافقتها كلها، شبه مستحيل، ومعلوم حجم العقبات التي تعترضه وتعارضه في هذا الجانب.

كلّ هذه الخيارات ممكنة، والذهاب الى أيٍّ منها، ينطوي على إشارة غير مباشرة انما واضحة، إلى أنّ الحريري لم، لا بل لن يتلقّى «الضوء الأخضر» الذي من شأنه أن ينير طريق عون الى رئاسة الجمهورية وكذلك طريقه هو شخصياً الى رئاسة الحكومة.

 

هل ينجحون في ضرب «تفاهُم معراب»؟

جورج حايك/جريدة الجمهورية/السبت 15 تشرين الأول 2016

لم يهضم «حزب الله» وحلفاؤه «تفاهم معراب» منذ ولادته وبات المشهد الجامع بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» سبباً لانبعاث القلق لِما يقدّمه من مكتسبات للمسيحيين وصلابة في المواقف وإحراج لحلفاء وخصوم الحزبين الأكثر تمثيلاً في الساحة المسيحيّة. لذلك لم تتوقف محاولات الفصل بين الحليفين الجديدين، وربما المطلوب من عون المرشّح الحالي والرئيس المستقبلي أن لا يكون قريباً من «القوات» على هذا النحو، وأن لا يقدّم لها أي وعود وأي مكتسبات تجعلها شريكة في الحكم. فهل ينجحون؟

لم يكن «تفاهم معراب» حدثاً عابراً في الحياة السياسية اللبنانية، فهو خربَط رهانات واستراتيجيات وتكتيكات وخلط الأوراق لدى قوى «8 و14 آذار»، والأهم انه جعل المسيحيين أقوى وأكثر فعالية في حركتهم السياسية، وما الصورة الأخيرة التي جمعت بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل منذ أسبوعين، مُلتفَّين حول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلّا رسالة قوية أريد بها إبلاغ المعطّلين الراغبين بتحميل عون شروطاً وقيوداً على شكل «سلّة»، بأنّ المسيحيين يرفضون كل ما يمسّ كرامة رئيس الجمهورية العتيد ولن يقبلوا بما يكبّل صلاحياته وهم ليسوا مستعدين إلّا لتطبيق ما جاء في الدستور.

لا شك في انّ هذه الصورة الجامعة القوية للمسيحيين لم تكن لتبصر النور لولا «تفاهم معراب» الذي لا توفّر بكركي فرصة إلّا وتباركه فيها وتنوّه به نظراً إلى وعيها وإدراكها لأهميته مسيحياً ووطنياً.

لكنّ الراحة التي تشعر بها بكركي حيال «تفاهم معراب» باتت مزعجة لـ»حزب الله» وحلفائه، إذ يبدو انّ الحليفين المسيحيين ينسّقان خطواتهما ويرسمان الاستراتيجيات وقد ساهما في إقناع رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري بتأييد عون للرئاسة، وكان لـ«القوات» دور رئيسي بذلك، هذا ما يؤدي إلى إحراج «حزب الله» الذي كان يستخدم رفض الحريري لعون كورقة تكتيكيّة يبدو انّه في طريقه إلى خسارتها.

ها هو «تفاهم معراب» يجرّد «الحزب» من أوراقه الرابحة، ورقة تلو ورقة، وكان ردّ الأخير سريعاً برسالة عبر أحد الإعلاميين المحسوبين عليه بعدما كان مجتمعاً مع مسؤول في «حزب الله»:»انّ وصول قائد جيش أو وزير دفاع أو وزير داخلية من «القوات» ممنوع و«حزب الله» لن يقبل بذلك، ونقطة على أوّل سطر». وجاء هذا الكلام في معرض الردّ على الكلام عن تعهّد الوزير باسيل بمنح حقيبة وزارة الداخلية إلى النائب ستريدا جعجع.

لا شك في انّ «حزب الله» لم يَستسغ «تفاهم معراب» وكل ما يقرّب عون من «القوات»، بل يزعجه كل ما يعيد عون إلى الثوابت المسيحيّة. و»الحزب» يعرف انّ «القوات» ليست مستعدة للتنازل عن هذه الثوابت والمبادئ، وفي مقدّمها رفض دويلة «الحزب» وسلاحه غير الشرعي وقتاله في سوريا وكل ما يعيق بناء الدولة القويّة والفعليّة.

واستمرار التفاهم بين «التيار» و«القوات» وما يترتّب عليه من اتفاقات على الشراكة في الحكم والاستحقاقات الانتخابية وإعادة الاعتبار للمسيحيين في المؤسسات الدستورية والتعيينات، بات يزعج صانعي القرار في «الحزب»، وهؤلاء إن قبلوا على مَضض بعون المرشّح المتفاهم مع «القوات» لأهداف تكتيكيّة تخدم وصوله إلى الرئاسة، فإنهم لن يقبلوا بعون «الرئيس» المتفاهم مع «القوات» لأهداف استراتيجيّة تعيد إلى

رئاسة الجمهورية اعتبارها وتجعل المسيحيين أكثر صلابة وفعالية في حركتهم السياسيّة.

من هنا، لن تتوقّف محاولات «حزب الله» وحلفاؤه لفكّ الإرتباط بين «التيار» و«القوات»، ولعل الضغوط ستزداد على عون كي يبتعد عن حليفه المسيحي قبل أن يصل إلى الرئاسة، وربما يكون هذا شرطاً من شروط «السلّة» المطلوب من عون التقيّد بها إذا أراد أن يكون رئيساً.

وكما يحاول «حزب الله» إبعاد عون عن «القوات»، كذلك تسعى «القوات» الى أن تبعده عن «الحزب» مركّزة على انّ «الحزب» لم يقم بأي خطوة عمليّة واحدة لإيصاله إلى بعبدا بل خذلَ اللبنانيين بعدم دعوة حليفيه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إلى تأييد عون. وبالعكس، بادرَ الأمين العام لـ«الحزب» السيد حسن نصرالله إلى دعوة عون للتفاهم مع حلفائه! من المتوقع أن تستمر محاولات «حزب الله» في محاولات الفصل بين ركني «تفاهم معراب»، لكنّ كل شيء يؤكّد ان الإنقسام بين الحليفين المسيحيين لم يعد وارداً مهما كان الثمن.

اللعبة تضيق وكثير من الأوراق بدأت تحترق، فإلى متى يصمد عون أمام الحرب الباردة بين «القوات اللبنانية» و»حزب الله»؟ وما الذي سيستخدمه «الحزب» بعد لتطويل أمدّ الفراغ؟

 

"تهيب" ديبلوماسي أمام اتجاهات المسار الرئاسي خيار عون في النقطة المتوهجة داخلياً وخارجياً

 روزانا بومنصف/النهار/15 تشرين الأول 2016

قياسا على الالحاح الخارجي خلال سنتين ونصف السنة من الشغور الرئاسي والذي عبرت عنه مواقف متواصلة لغالبية رؤساء البعثات الديبلوماسية في لبنان ولا سيما منها التي لها تأثير فيه ، فان عدم صدور اي موقف غربي مرحب بالحركة الناشطة التي بدأها الرئيس سعد الحريري بالانفتاح على خيار انتخاب العماد ميشال عون يكتسب دلالات معبرة في ظل تهيب لهذا الاحتمال وعدم حماسة ملحوظة تأخذ في الاعتبار المعطيات التي ادت الى هذا التحول وتبعاته على صعد عدة .اذ ان حركة ديبلوماسية نشطت في اكثر من اتجاه ليس من اجل المساعدة في تذليل العقبات التي لا تزال تعترض هذا الاتجاه بل لترسم علامات استفهام كبيرة ومخاوف على ضوء تحول غير متوقع ويثير محاذير او على الاقل يفترض حصول ضمانات كبيرة جدا في شأنه . فبالنسبة الى مراقبين ديبلوماسيين سيواجه العواصم التي تظهر اهتماما مبدئيا بلبنان سؤال جوهري في حال نجاح خيار " حزب الله" في الوصول الى اهدافه عبر تعطيل البلد طيلة هذه المدة بالاصرار على مرشحه الوحيد للرئاسة ، وبغض النظر عن الموقف من شخص العماد عون، ما اذا كانت هذه العواصم خسرت في حمأة انشغالها بأولوياتها لبنان الى جانب خسارتها في سوريا لمصلحة روسيا في الابقاء على نظام الاسد. اذ سيكون صعبا في المنحى الذي تتجه اليه الامور في سوريا الا تربط حلحلة موضوع الاستحقاق الرئاسي في لبنان على خلفية الربط بمآل الوضع السوري وان يكن ليس منتهيا او هو في مرحلة تثبيت امر واقع تفاوضي قوي لمصلحة الاسد قبل مجيء ادارة اميركية جديدة. وهذا وحده عنصر يتم التوقف عنده كما يتم التوقف عند الهامش الممكن او المتاح للعماد عون في حال وصوله في المحافظة على ثوابت لبنان من دون الانزلاق الى محورية اقليمية مقلقة للغرب ومنهكة للبنان. ومن الصعب عدم قراءة التطورات الراهنة بعيدا من هذا المنطق في ظل انكفاء المملكة السعودية عن لبنان وكذلك الدول الخليجية وتراجع الولايات المتحدة عن اي اهتمام بالمنطقة وبلبنان من ضمنها .

فعلى غرار ما حصل في ايار 2008 حين اجتاح " حزب الله" بيروت، وضعت العواصم المعنية مسؤولية الخيارات الخاطئة على فريق 14 آذار في الوقت الذي كانت العواصم المعنية منكفئة عن تقديم اي مساعدة معنوية تذكرمن دون ان تتأسف على خسارة هذا الفريق ودفعه اثمانا اضعفته . وسيسهل على العواصم المعنية القاء تبعة ما يحصل على خيارات القوى اللبنانية لكن الواقع النهائي الذي سترسو عليه الامور تبعا للتطورات في المنطقة ولا سيما في سوريا سيحتم تحميل العواصم المعنية من اعلامها ونخبها المتابعة على الاقل تبعة ترك لبنان وحيدا تحت شعارات وعناوين ان هناك انشغالات اخرى بأمور اكثر الحاحا وان ذلك لا يتيح ايلاء لبنان اهتماما كبيرا وليهتم اللبنانيون بانتخاباتهم بعيدا من التدخل الخارجي في حين ان العواصم المعنية لم تشأ التدخل لعدم استعدادها لدفع اي اثمان من اجل تسهيل حصول انتخابات رئاسية. وعدم استعداد الخارج لدفع اي اثمان انما يعني ترك لبنان وحيدا يتخبط في مشكلاته الى جانب ربطه بأزمات المنطقة وهذا لا يعفي من الاقرار ان هناك من سيدفع الاثمان في حين انه سيكون لهذه الاثمان تداعيات لا بأس بها بالنسبة الى الغرب عموما كما للدول العربية والخليجية منها في شكل خاص. فعلى رغم ان الاستحقاق الداخلي هو مسؤولية اللبنانيين فمن المؤكد ان كل العواصم المؤثرة المعنية تدرك مدى تأثير عوامل اقليمية عدة في موقع الرئاسة وهويتها.

ثمة الكثير من المعطيات المتناقضة وفقا لمواقع الافرقاء. لكن عرضا شاملا للمواقف يظهر ان خيار دعم الحريري لعون لا يحظى بحماسة خارجية بل بقلق وخوف اضيف اليهما ان من يتحرك من اجل رئاسته هو وزير الخارجية جبران باسيل وليس هو شخصيا ، الامر الذي يترك علامات استفهام قوية وغير مريحة بالنسبة الى كثيرين. وقد اهتم سياسيون كثر بالمقابلة التي اجراها العماد عون اخيرا وما اذا كانت مسجلة مسبقا واذا كانت تمت اعادة الاجوبة وتقطيعها وكم مرة حصل ذلك . عربيا وليس سعوديا بالتحديد ليس هناك حماسة على الاطلاق لهذا الخيار بل رفض كلي له ايضا وفق ما تشير بعض المعلومات وغربيا ايضا ثمة خوف وهواجس كبيرة وتساؤلات. القلق الداخلي قائم في ظل رهان البعض ممن يعلنون الحماسة لهذا الخيار على عدم رغبة " حزب الله" في انتخاب رئيس للجمهورية وكذلك رفض الرئيس نبيه بري لخيار عون. انزعج كثر من رمي الرئيس سعد الحريري كرة رفض عون لدى الاخرين وحشره لهم ولم ينفوا انزعاجهم من خياره المدعوم من بعض محيطه وليس من محيطه بأسره. وعلى رغم تفهم دوافع الحريري واسبابه المشروعة والمباشرة في هذا الخيار والذي ربما يحشر الاخرين جميعا في حال اعلن دعمه العلني لعون ، فان ثمة من يخشى ان يكون "التيار الوطني الحر " ماضيا في حشر الحريري لكي يتخذ موقفا علنيا وحشر البلد من خلال محاولة ارساء انطباعات قوية سيكون صعبا دحضها مع خطوات تطبيعية يتخذها كأن الرئاسة باتت محسومة للجنرال عون وسيكون ذلك مكلفا ايضا للبلد. لكن المقارنة التي يدفع بها البعض في هذه النقطة هي بين هواجس كبيرة مقلقة على ما قد يذهب اليه البلد على ذمة المخاوف التي يرفعها اصحابها وبين صدمة نهائية واخيرة تنهي الوضع الذي يراوح منذ سنتين ونصف السنة.

 

خطاب نصرالله يعيد الرئاسة إلى المربّع الأول "حزب الله" لا يريد الحريري رئيساً قوياً للحكومة

سابين عويس/النهار/15 تشرين الأول 2016

لم يلجم خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاندفاعة العونية المتفائلة بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في جلسة الانتخاب المقررة في 31 من الشهر الجاري فحسب، وإنما أحبط كذلك زخم المبادرة التي أطلقها رئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري، والرامية إلى إحداث فجوة في جدار الأزمة الرئاسية المقفل. أكد كلام نصرالله في خطابيه العاشورائيين المؤكد، وجدد تثبيت الأمور في مربعها الاول عند ثلاث نقاط رئيسية:

- إن أولوية الحزب خارجية بامتياز، وعينه على دول الإقليم حيث يخوض معارك شرسة يعتبرها وجودية بالنسبة إليه ومن وما يمثل. وعليه، فهو ليس في وارد الاستدارة نحو الداخل وملفاته الشائكة، بما فيها الاستحقاق الرئاسي.

- إن الصراع السني – الشيعي لم يتزحزح قيد أنملة عن ضراوته، كذلك المواجهة القاسية التي تخوضها الدولتان المتزعمتان لهذا الصراع: المملكة العربية السعودية وإيران.

- بقطع النظر عن الدعم المطلق الذي يعلنه للعماد عون مرشحا وحيدا له، فإن الحزب ليس في وارد الخوض في أي مقايضة أو صفقة رئاسية لإيصال عون إلى سدة الرئاسة، خصوصا إذا كانت هذه الصفقة أو المقايضة ستعنيان القبول بالحريري رئيسا للحكومة.

صحيح أن السيد أعطى في خطابه إشارة إيجابية إلى عدم ممانعته في تولّي الحريري رئاسة الحكومة عندما لفت الى أن بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" تفاهما، وان جزءا من هذا التفاهم هو "انتخاب عون كمرشح قوي للرئاسة وفلان كمرشح قوي لرئاسة الحكومة"، لكن الاوساط "المستقبلية" لم تتلقف هذا الموقف على أنه مبادرة إيجابية، بل على العكس، اعتبرته تعاملا فوقيا مع زعيم "المستقبل"، إذ تعمد عدم لفظ إسم الحريري مكتفيا بتسميته "فلان"، ما دفع كتلة "المستقبل" إلى الرد على خطاب السيد في بيانها اول من امس، بذكره بصفته الامين العام لـ"حزب الله"، من دون ذكر إسمه.

يدرك "المستقبليون" أن المشكلة الحقيقية مع "حزب الله" لا تكمن في وصول العماد عون إلى قصر بعبدا، بل هي حتمية أن وصول عون أو أي مرشح مسيحي قوي آخر إلى سدة الرئاسة ستعني حكما وصول الحريري إلى السرايا الحكومية باعتباره الممثل الاقوى للطائفة السنية. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية لدى الحزب، والكامنة في عدم رغبته في وصول الزعيم السني الاقوى إلى رئاسة الحكومة. وهذا ما يجعل فرص وصول عون ضئيلة، إلا إذا اقتضى الاتفاق على ألا يكون الحريري رئيس حكومة العهد الاولى!

وفي رأي مصادر سياسية عليمة أن وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة يجب أن يتم بعد إنهاكه وإضعافه وإفقاده جزءا من كتلته النيابية، وذلك من خلال قانون انتخابي جديد. ولهذا، تدعو المصادر الى رصد الاستهداف المبرمج الحاصل للكتلة ولرئيسها وتسليط الضوء الجاري منذ مدة على انقسامات داخل أعضائها او بين رئيسها ورئيس التيار.

وانطلاقا من هذا الاقتناع في الاوساط "المستقبلية"، فإن مصادر الكتلة تؤكد أمرين:

- ان الحريري لن يتراجع عن تحركه وعن مبادرته من أجل كسر الحلقة المفرغة للاستحقاق الرئاسي. وما دفعه في اتجاه التلويح بتبني ترشيح عون إلا لتأكيد حرصه على انتخاب رئيس، راميا كرة التعطيل في مرمى الحزب.

- ان التيار لن يخضع لضغط المواعيد، ولا سيما موعد إحياء "التيار الوطني الحر" ذكرى 13 تشرين غداً الاحد. وهذا يعني أن الحريري لن يعلن أي موقف يتبنى فيه ترشيح عون قبل هذا الموعد. وبحسب المصادر عينها، فإن الحريري لم ينه بعد جولة مشاوراته التي يستطلع فيها المواقف المحلية والخارجية من الوضع اللبناني عموما والاستحقاق الرئاسي خصوصا، لكي يبني على الشيء مقتضاه.

 

هل ترك الكلام الأخير لنصرالله معطيات جديدة في الموضوع الرئاسي؟

ابراهيم بيرم/النهار/15 تشرين الأول 2016

أسبوع آخر انقضى ومناخات الغموض والتأويلات المتباينة تلقي بثقلها على ملف الرئاسة المستجد بفعل المبادرة التي عاد بها الرئيس سعد الحريري قبل نحو ثلاثة اسابيع من الخارج، والتي انطوت على اعادة إحياء خيار العماد ميشال عون رئيساً لفتح الآفاق الموصدة امام مرحلة جديدة كل الجدّة.

وقد ازداد الموقف التباساً لدى البعض في أعقاب الكلام الذي اطلقه الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال ليلة تاسوعاء عاشوراء، والذي اتبعه بكلام متمم صبيحة اليوم العاشر لهذه الذكرى في شأن المستجد في الموضوع الرئاسي. ولم يعد خافياً ان كثيرين انتظروا كلام السيد في هذا الشأن ليبنوا على الشيء مقتضاه ولينطلقوا من مندرجاته ومضامينه ليحاكموا الموقف برمته. وليس جديداً ان البعض، وخصوصاً المنضوين في معسكر مناهضة وصول عون الى قصر بعبدا، تباروا في تظهير ان كلام سيد الحزب لم يحسم الامر ولم يشفِ غليل المتسائلين والمنتظرين، وبالتالي عادت الامور الى المربع الاول لأن فحوى الكلام لا يفتح السبل الموصدة امام عون لبلوغ القصر الجمهوري نظراً الى ما يكتنفه من غموض وإبهام، اذ انه كلام يصح وصفه بأنه حمّال أوجه يمكن أخذه على اكثر من محمل وتفسيره على اكثر من منحى.

بيد ان الذين هم في مناخات "حزب الله" لديهم رؤية مغايرة، اذ يرون ان كلام السيد كان جليّ الابعاد وانه حسم الامور اكثر من اي وقت مضى. فهو:

- جدد تأييد ترشيح العماد عون للرئاسة الاولى، واعلن استعداده لتقديم كل ما يلزم لدعم هذا الخيار الذي اعلنه وظل مقيماً عنده منذ آن أوان معركة ملء الشغور الرئاسي قبل عامين ونيف.

- انه (اي نصرالله) اعرب من دون اي مواربة عن تقديره للخيار الذي أبدى الحريري اخيراً استعداداً مبدئياً للسير في ركابه، وشجعه على السير به الى خواتيمه المنشودة، واصفاً إياه بأنه خطوة جريئة تسجل لزعيم "التيار الازرق".

- اكثر من ذلك قدم نصرالله في طيات خطابه العاشورائي خريطة طريق للتعاطي مع مرحلة ما بعد التبني العلني والرسمي من الحريري لترشيح عون، إن لجهة التأكيد على ضرورة الشروع في ما سمّاه "تفاهمات" مطلوبة من عون حيال الآخرين ليبدد قلق القلقين ويزيل هواجس المهجوسين. والسيد بذلك يرسل رسائل في اكثر من اتجاه.

- وفي الوقت عينه، اكد نصرالله استعداده للقيام بالدور المطلوب منه بعد ان يفصح الحريري عن الموقف المنتظر منه ايجابا، إن لجهة التواصل مع حليفيه، اي الرئيس بري وزعيم "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، والسعي الى إزالة التعارضات بينهم وفتح الابواب الموصدة للتلاقي والتحاور وفتح صفحة جديدة تجبّ ما قبلها وتعيد الاعتبار الى تماسك فريق 8 اذار.

- واضح تماماً ان السيد سعى بذلك الى الوقوف على خاطر حلفائه الثلاثة، فهو أيد ضمناً "التفاهمات" بين الكتل، وهو التعبير الملطّف للسلة التي رفع لواءها الرئيس بري، ودعا في الوقت عينه الى تفعيل عمل الحكومة واعادة بث الحياة في طاولة الحوار الوطني العزيزة على قلب بري. وهو بهذا المعنى قدم "خريطة طريق" متكاملة لاخراج الجميع من أسر مواقفهم التي سبق لهم أن اتخذوها حيال بعضهم بعضاً، خصوصاً على خلفية الملف الرئاسي.

وبناء على هذه المواقف التي احتاج امر تظهيرها الى خطابين متتاليين كان بامكان المقربين من "حزب الله" وخلافاً لخطاب خصومه، ان يخرجوا باستنتاج فحواه ان قائد الحزب قال الكلمة الفصل واعرب عن استعداده للشروع بما هو مطلوب منه لانجاز الاستحقاق الرئاسي تجاه الحلفاء والخصوم على السواء، وهذا يعني ان السيد نصرالله اعاد كرة الرئاسة الاولى مجددا الى مرمى صاحب المبادرة الرئاسية التي احدثت هذا الحجم من الدوي في المشهد السياسي واعادت بعث الحياة فيه بعد موات استمر اشهرا، اي الرئيس الحريري، واوحى بصراحة انه ينتظر مع دائرة المنتظرين ان يفرج الرئيس الحريري عن كلمته الفصل ليبدأ بما هو مطلوب منه.

وبهذا يكون الحزب قد أجاب تلقائياً عن حزمة اسئلة أُثيرت في وجهه بشكل مباشر وغير مباشر عندما اتضح ان الحريري عائد الى بيروت وهو في صدد العودة الى تبنّي الخيار الذي سبق له أن قلّبه قبل ما يزيد عن عامين، لكنه عاد وتراجع عنه تحت وطأة اعتراضات وعوائق.

لكن هذا الامر، على بداهته، لم يبدد حال الارباك والتذبذب التي ما زالت تسود كل مكونات المشهد السياسي اللبناني، المعنيين منهم بالاستحقاق او المستعجلين على إمراره من دون استثناء. فوفق معطيات ان هذه المكونات ما برحت على مستوى الحيرة نفسه الذي اقامت عليه مذ عاد الحريري متأبطاً عرضه الجديد المثير للنقاش، والواضح انها لم تجد الاجابات عن التساؤلات عينها التي كانت طرحتها لحظة تيقّنها من وجوده، لاسيما لجهة معرفة جوهر الموقف السعودي الغارق في الغموض والرافض البوح عن نفسه، واستطرادا امكان ان ينجح الرئيس الحريري في تسويق مبادرته سواء داخل بيته الازرق او في الاوساط الاخرى التي تواليه وتسير في ركابه، واستتباعاً هل بالامكان إمرار استحقاق كهذا له صلة وثقى بالوضع الاقليمي في لحظة احتدام الصراعات الاقليمية واشتعال جبهات هذه الصراعات والتي توحي وكأن الامور ما برحت في بداياتها الاولى؟

ما من شك في ان الرئيس بري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط هما اكثر الذين يمضون قدماً في محاولة استشراف أفق هذا الخيار الجديد للحريري وفرص نجاحه وظروف تحوله امرا واقعا. والواضح انه فيما يبدو الاول (اي بري) الاكثر شغفاً بالمعرفة والاكثر اصراراً على المضي في الاعتراض والمعارضة، فان الثاني (اي جنبلاط) يبدي قدراً اكبر من المرونة ومن تقبّل الامر الى درجة ان معلومات سرت امس تقول ان جنبلاط ساهم في ايصال الحريري الى باريس وشجعه على الالتقاء بالمسؤولين هناك، ولا ينفي انه مع خيار الحريري اذا ما نجح في نقل مبادرته الخاصة الى حيز المبادرة التي تلقى قبولا وطنيا عريضا.

والواضح ان القطبين لم يبلغا بعد مرحلة التسليم والانتظار، والاولوية عندهما الوقوف على جلية الموقف السعودي. لذا ثمة معلومات راجت خلال الساعات الماضية فحواها ان الوزير وائل ابو فاعور قد يصل الى الرياض وشيكاً في زيارة ثالثة، عسى ولعل يستهدي الى كلمة السر الاخيرة والحاسمة.

 

تلك الأَرواحُ التائهة بـــين الأَحياء

هنري زغيب/النهار/15 تشرين الأول 2016

في مسرحية "أَنتيغون" (441 ق.م.) يختار سوفوكل من الشرائع الإِلهية قانون الملك كْريون الذي حرَم أَنتيغون من مـمارسة الشعائر الجنائزية لدفن شقيقها القتيل بولينيس الذي تآمر مع الأَعداء للاستيلاء على السلطة. حول هذه الشعائر الـمُحرَّمة خلُصَ سوفوكل إِلى أَن الموتى، بحرمانهم من شعائر الدفن في قبور، تظل أَرواحُهم تائهةً بين الأَحياء. هذه الخاطرة مَثُلَت في بالي وأَنا أَمام واحدٍ وثلاثين ناوُوسًا تتجاور بهدوءٍ وسكينةٍ وِسْعَ الطبقة السفلى من متحفنا الوطني: وجوه رخامية هانئة بتفاصيل دقيقة، وحلًى وتماثيل ومجوهرات ومحفورات وأَنصاب ومباخر وعقود وأَمتعة خاصة هي مقتنياتٌ للميت كانت توضع معه في الناووس على عادة الفينيقيين في تكريم موتاهم. طويلًا توقفتُ أَمام تلك الكنوز المعروضة (¶)، أَتـأَمل كيف إِنجازُ التأْهيل للمحافظة على الآثار وصيانتِها وعرض كنوزها، أَتاح لأَجدادنا الاستراحة في قبورٍ لائقة كانوا محرومين منها، مـخنوقين لأَكثر من 40 عامًا في زنازين إِسمنتية، غارقين في مياهٍ آسنة، أَسرى حرب الجهل والظلامية، تتعذَّب أَرواحهم في هذه السراديب. أَربعون عامًا وتلك الأَرواح تائهةٌ مشرَّدةٌ بين الأَحياء، في طبقةٍ مظْلِمةٍ كانت المنفى الموَقّت الذي اختاره مُكْرَهًا رسولـيُّ السلام والثقافة الأَمير موريس شهاب إِبان الحرب لإِنقاذ تلك الأَرواح من التشرُّد.

وجاءَت الأَيادي البيضاء: المؤسسة الوطنية للتراث، وزارة الثقافة، الوكالة الإِيطالية للتنمية والتعاون، لتحسر عن هذه الكنوز الفريدة كما لتـحرّر الأَرواح من اختناق السجن إِلى اختراق الزمن، في مساحة مُتحفية يتجلّى فيها بِـرَوعتِه، مضمونًا وشكلًا، جلالُ الفن الجنائزي الذي كانت أَرضنا غنيّة به منذ أَعمق العصور.

ها أَرضنا اليوم حسَـرَت عن كنوزها الفريدة، فخرجت من الـحَـجْــر وتَـمدَّدت تتنفَّس الخلود في أَرجاء متحفنا الوطني، وها هي ذي الأَرواح التي كانت تائهةً، باتت تستكين إِلى الراحة الأَبدية في احتفاليةٍ جنائزيةٍ مُـحلَّلة ومـجَلَّلة بالأَمتعة التاريخية النادرة عقودًا وتماثيل ومجوهراتٍ هي تقدماتٌ نادرة ومقتنيات ثمينة جدًّا يتركها الأَجدادُ للأَحفاد جيلًا بعد جيل. بهذا لا يعود المتحف مكانًا جامدًا لعرض نواويس ومومياءات وأَمتعة جنائزية، بل يغدو واحةَ حياةٍ لأَرواح كانت تائهةً بلا قبور، حتى إِذا تَـهيَّأَت لها نواويسُ مُضاءة تجاوَرَت كَـتَجَاوُر العصور، غَدَت أَرواحًا نابضةً في نواويسها، تروي للأَجيال عصرًا بعد عصر كيف يكون التراثُ هويةَ الوطن، والحفاظُ عليه هويةَ الدولة، والاحتفاظُ به لارتياده هُويةَ المواطنين الذين فعلًا يستحقُّون الوطن ويستأهلون تراثه النادر.

 

المجتمع المدني «المسيحي» .. والقوة الثالثة

جليل الهاشم/المستقبل/15 تشرين الأول/16

هو مزيج من ضجر أو قرف أو سخط، من دون تعميم، يسود المجتمع المدني بعامة والساحة الشعبية المسيحية بخاصة، في ظل سهولة «معيبة» في تناول الطبقة السياسية للأمر الواقع القائم، ومرافعتها عن سلسلة من المفردات «الوطنية» و«الدستورية» و«الميثاقية» هي في الوجدان العام باتت مرادفة للصفقات والمصالح الصغيرة لا غير. هو غضب عابر للأحزاب والتيارات والعائلات السياسية و...المراجع الدينية، التي لها وجودها وتأثيرها الفاعلان دون أدنى شك. في الوقت عينه هو «غضب لا ضرورة للجدل حوله أو دفن الرؤوس في الرمال للتعمية، ناتج عن كرامة وطن وجمهورية باتت ممرغة بالتراب، ومسلّمات وقيم تشهد انهيارات متتالية ومهزلة مهينة بحيث تم طمس كل خط أحمر أمام هذا الفجور البياني والمباشر والفاضح في تناول قضايانا الوطنية واستحقاقاتها في سوق العرض والطلب والمزايدة». هي خلاصة لا يجوز تعميمها، لكن تظهر ساطعة كلما دخل الواحد بيتاً، أو جالس مجموعة. فأسباب الخوف على لبنان كثيرة، ومتنوعة، خارجية وداخلية، إقليمية ودولية. لكن، «هي أيضا محلية، بحيث لم يسبق أن شعر العامة بغياب الرؤية وفقدان القادة، وسط هشاشة كيانية ووجودية بالشكل والجوهر الذي يتلمسونه بألم وإحباط». يتفهم المواطن العادي في المجتمع المسيحي الواسع المصالح السياسية التي هي في صلب حراك القوى المعنية، فهذا بديهي. لكن ما لا يمكنه تقبله هو «عدم التوافق على قانون انتخابي جديد يهلل له الجميع ويدعون له وينعتونه بالصفات ويحملونه المضامين، في حين يدرك هذا المواطن في قرارة نفسه أن العودة الى قانون الستين ممكنة في كل لحظة تحين فيها التسوية المصلحية».

كما لا يمكن لهذا المواطن أن يفهم «الانحياز الى خيارات الترشيح الرئاسي من هنا وهناك، والتفاهمات التي تمت حولها أو الاهتزازات التي رافقتها في المسار العلائقي ما بين القوى المتنافسة أو الحليفة أو تلك التي كان الفراق قد حكم مصيرها لسنوات طويلة، إلا من خلال الحسابات الضيقة وحجز الممكن من نفوذ يشك كثيرون أنه ممكن الترجمة والبلاد ذاهبة الى الهلاك». مرة يشل مجلس النواب، ومرات مجلس الوزراء. «يعود المجلس الى الانعقاد ونظيره في السلطة التنفيذية مع مسح مريب لكل الأسباب التي طبل ويطبل لها المعنيون بالمقاطعة، وعلى عينك يا تاجر».

هي الضرورات الوطنية في سياق تبادل الرسائل الإيجابية وتبريد المواقف علّنا نحظى برئيس... «الرئيس المقرون بتنزيل مقدس يضاهي التنزيلات الإلهية السابقة والحالية والتنزيلات البعثية أيام الوصاية، في مشهد ومنطق لم تعرفهما الساحة المسيحية حتى في أعتى أيام الحرب».

لا يفهم المواطن في المجتمع المسيحي هذا التورط في اللا شيء من أجل اللا شيء، وذلك السقوط المريع في سلّم القيم والغرق الأعمى في منظومة الفساد. ينشرح لعودة النبض في بكركي، ويسأل بنية طيبة: «المجتمع المدني مدعو الى رفض المصير القاتم القائم أمامنا والى تظهير طبقة جديدة في كافة المجالات لا سيما السياسية منها. بمعنى آخر، رفض الطبقة القائمة وإسقاطها... بالمسار الديموقراطي. عظيم. أليست الكنيسة هي المعنية أيضاً بندائها؟ ماذا عن تعميم النداء الأخير على الأبرشيات والرعايا والوعظ حوله والشرح في دواعيه والإرشاد حول مضامينه وخياراته؟».

أما عن المجتمع المدني، فالتنهدات سيدة الموقف حوله. هناك رفض لكل ما هو قائم صحيح أيضاً. «لكن لا الانفعالات أطعمت خبزاً ولا النزول البريء والهزيل الى الشارع الذي سرعان ما تحول الى عمل مشبوه. فمن يجمع تشتت هذا المجتمع. من ينظمه. من يرفده بالرؤية المدروسة والموضوعية والمتواضعة. من يقرنه بالاستراتيجية وآليات التنفيذ»؟! في النهاية، يتطلع المواطن في المجتمع المسيحي، المواطن العامل والاقتصادي والتربوي والمثقف والفلاح.... الى قوة ثالثة تطلع من حالة لبنانية، مجتمعية وثقافية وأخلاقية، عامة، ووطنية، وصاحبة برنامج عمل مشترك مدني وديموقراطي. فمتى وكيف؟!

 

هل يعرقل بري وصول عون إلى قصر بعبدا؟ انفتاح الجنرال سبق الترشيح وليس طارئاً

ألين فرح/النهار/15 تشرين الأول 2016

تشير كل الدلالات الى أن الرئيس نبيه برّي أبرز معرقلي وصول العماد ميشال عون الى سدّة الرئاسة، علماً أن عدداً من الأحزاب والكتل والفاعليات يتلطى خلف موقف برّي، ليبدو أنه واضع الفيتو الأساسي. لكن هل حقاً يريد بري عرقلة وصول عون الى قصر بعبدا؟

من يعرف الرجل جيداً يدرك ان له هوامش حركة واسعة من ضمن الثنائية وخارجها، الا انه لا يحيد عن المسلمات والثوابت الوطنية وعن الخيارات الاستراتيجية التي تحمل في طياتها كل الضمانات. وتقول مصادر متابعة إن بري مؤتمن على مصالح آنية وسلطوية لجماعة كبيرة من الطائفة الشيعية، وحريص على الإبقاء على مراكز نفوذه في أي تركيبة يستقر عليها حكم لبنان، منذ أن تبوأ رئاسة مجلس النواب عام 1992. هادن رؤساء جمهورية وتصادم مع آخرين، الا انه لن يذهب الى العبث بالإستراتيجيات التي تحمي المكون المقاوم المستهدف. فهو مؤتمن على المقاومة كما أنه يعرف جيداً أن ثمن العبث باهظ في هذه الأيام، إذ منه تنفذ كل الاستهدافات. هذا هو الوصف الصحيح لحركة بري الارتدادية على التفاهم السياسي الذي يدفع بترشيح عون. والواقع أن المطلوب ترتيبات معينة مع رئيس المجلس قد لا ترتقي الى مصاف الضمانات السلطوية، بل الى مستوى التطمينات، ولا سيما أن حساسية بري تتجلى دائماً على مستويين: الاول أن يفضّل أي مسؤول طرفاً من الثنائية على آخر، ولا يكون هو الطرف المفضل سلطوياً، والثاني أن يفضّل أي مسؤول قطبا سياسيا آخر على سواه. ووفق شخصية ليست بعيدة عن خيار الرابية، أنه لا يتعذر على العماد عون الذي احترف منذ زمن الانفتاح والاستيعاب، أن يبدد هذه الإشكالات ويعالجها، فتطمئن نفس المتوجس الى أن مصالحه في الدولة لن تكون مستهدفة ما دامت تندرج تحت سقف القانون الذي يجب أن يسود الجميع من دون استثناء، إن أردنا فعلاً أن نرسي دولة القانون، وبالتالي دولة المحاسبة والمساءلة. لذا من المنتظر، وفقاً للمعلومات، أن يصار الى أن يتبنى زعيم "المستقبل" ترشيح عون، وأن يبادر عون، بصفته "المرشح الطبيعي الميثاقي"، الى التواصل مع بري بهدف وضع الأختام على الاستحقاق الرئاسي، بمعنى وضع حدّ للفراغ، إذ يجب ألا نغفل ذلك في تحويل معركة النصاب الى معركة متاريس في وجه من كان يرغب في اقتناص الرئاسة من خارج الميثاق.

وعلى هذا، فإن الخطاب المنتظر من عون غدا الأحد، والذي يحمل في طياته عصارة التجارب القاسية التي تحدو بالرجل على توسّل الميثاق، ليس إلا لبلوغ رئاسة الجمهورية وتأمين حقوق المكونات الوطنية كاملة في ضوء الميثاق، يجب ان يفهم مهما كانت نبرته ومهما كان مضمونه، على أنه صرخة ونداء الى كل من يغلّب المصالح الآنية والشخصية والسلطوية على مصلحة لبنان العليا. وبالتالي سيجد هذا الخطاب، الذي لا يمكن أن ينفصل عن رمزية 13 تشرين، آذاناً صاغية لدى المخلصين في هذا الوطن، مهما كانت آراؤهم او رهاناتهم أو خياراتهم بالنسبة الى شخص المرشح أو الرئيس الذي يرغبون فيه، لأنهم لا بد أن يعوا دقة المرحلة وجدية التحديات. وتتوقف الشخصية عينها عند قول السيد حسن نصرالله "فلننعتق عن المحيط الملتهب الذي نحن فيه ولننج بلبنان من أتون النار ولنذهب الى استحقاقاتنا الدستورية بقلب منفتح وباستيعاب".

أما الانفتاح الذي يُتهم عون و"التيار الوطني الحر" باعتماده بغية الوصول الى رئاسة الجمهورية، فتشدد الشخصية عينها على أن الانفتاح بدأ مع الجنرال، كما الاستيعاب قبل الترشيح بسنوات، ومن تمكّن من التفاهم مع "حزب الله" ثم مع "القوات اللبنانية" بعد عقد من الزمن تقريباً، لا يمكن أن يكون انفتاحه طارئاً بسبب الطموح الطبيعي، بل هو لصيق به، بدليل ان الرابية استقبلت "المستقبل" بعد افتراق متقطع ولن يصعب عليها أن تضمّ في انفتاحها سيد عين التينة وزعيم بنشعي وزعيم المختارة.

 

"النهار" تنشر توصيات الاجتماعات الاقتصادية - الاجتماعية التي عقدت في بكركي برامج لحماية القطاعات الانتاجية وحلول للأزمات التي تعصف بالأوضاع الاقتصادية

 النهار/15 تشرين الأول 2016

إنطلقت في بكركي مطلع هذه السنة سلسلة إجتماعات إقتصادية – إجتماعية برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وفي حضور عدد من رجال الاعمال بصفتهم الخاصة والعامة. وقد وضع خلال هذه الاجتماعات التي شارك فيها رجال اعمال واقتصاد وأصحاب مصالح، تصوّر لحل الأزمات التي تعصف بالقطاعات الرئيسية في الاقتصاد. الاجتماع المقبل سيعقد بعد أيام في إنتظار عودة النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم من السفر على ان يخصص لقطاع المقاولات وفق المنسق العام لهذه الاجتماعات الدكتور ايلي يشوعي الذي يقول في هذا السياق: "أهمية هذه الاجتماعات انها خلصت الى وضع برامج لحماية القطاعات الانتاجية والاقتصادية وسبل الخروج من أزمتها وهي هي أشبه ببرنامج حكومي، خصوصاً أن ما أنجز لغاية الآن سيشكل محور متابعة مع المعنيين في الاشهر المقبلة". ولفت الى أن "بكركي تهدف الى متابعة تنفيذ ما توصلت اليه هذه الاجتماعات مع المراجع المعنية. وخرجت عن هذه الاجتماعات توصيات عديدة سيتم رفعها الى الهيئات التنفيذية من وزارات وإدارات رسمية.

"النهار" حصلت على نسخة من هذه التوصيات وتنشر بعض نقاطها.

القطاع التجاري

- الطلب من مصرف لبنان إتخاذ الخطوات اللازمة لدعم الفوائد على التسليفات المصرفية بالدولار المخصصة للتجهيز والاستثمار التجاري لا للرأسمال التشغيلي أسوة بقطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والمعلوماتية.

- الطلب الى المصارف اعتماد المرونة في تعاملها مع القطاع التجاري منعا لتعثر الكثير من التجار والتوصل الى تسويات على المبالغ المتنازع عليها.

- الطلب الى وزير المال النظر في موضوع مرور الزمن على ان يعاد العمل بفترة الاربع سنوات المنصوص عليها في قانون المحاسبة العمومية، ومعالجة الصعوبات في ملء التصاريح الضريبيّة وتحرير الفواتير لجهة الزامية ملء الرقم الضريبي للزبون والاكتفاء بالعنوان ورقم الهاتف، وتسهيل معاملات إسترداد الضريبة على القيمة المضافة.

- إنشاء محكمة من درجتين للإعتراض على الضرائب والرسوم بدلاً من لجان الاعتراض والتزام تطبيق أحكام مجلس شورى الدولة في القضايا الضريبية، وإعادة النظر في مسألة إحتساب الغرامات المتعلقة بضريبة الدخل والضريبة على القيمة المضافة.

- إلغاء غرامات التأخير على الضرائب المالية والبلدية والضمان الاجتماعي والميكانيك وتوسيع قاعدة المكلفين والتركيز على كشف وملاحقة المكتومين وعدم التساهل إزاء الغش التجاري والتهرّب الضريبي، مع عدم إقرار اي زيادة ضريبية جديدة ورسوم إضافية.

- تحديث قانوني التجارة والعمل وقانوني "الهولدينغ" و"الاوفشور" لإستقطاب الاستثمارات الداخلية والخارجية.

- إستحداث نظام شيخوخة فاعل وعادل للحلول مكان نظام نهاية الخدمة، وبتّ طلب جمعية تجار بيروت إستحداث فئة خاصة للتجار في صندوق الضمان الاجتماعي لإفادتهم من فرع المرض والامومة.

- رفض إقتراح المجتمع الدولي تمويل برامج لايجاد فرص عمل للاجئين والعمل رسمياً على إنهاء هذا الملف.

القطاع الصحي

- تشكيل مجلس إدارة صندوق الضمان الاجتماعي مع تعيين ممثلين ذوي اختصاص وخبرة في الحقول الاجتماعية والصحية والمالية.

- تحديد عدد المستخدمين من كل مكتب، والكف عن نقل المعاملات من مكتب الى آخر عبر معالجة أزمة نقص الموظفين وإنجاز المعاملات.

- وضع هيكلية إدارية حديثة تحدد المهمات والعلاقة بين مختلف الادارات.

- تفعيل مديرية الاعداد والتدريب وملء ملاكها وتكثيف الدورات التدريبية والتأهيلية لكل الموظفين.

- إنجاز برنامج لمعالجة معاملات الاستشفاء.

- الاسراع في تخليص معاملات المضمونين وتحويل التقديمات الى حساباتهم المصرفية.

- شمول المزارعين بتقديمات الضمان الاجتماعي.

- تصنيف المستشفيات والمراكز الصحية.

- تغطية زيادة موازنة الاستشفاء بواسطة البطاقة الاستشفائية التي يفترض شراؤها للإستفادة من تغطية صحية وبقيمة 100 دولار سنوياً.

- تحديث دراسة تكاليف العمليات الجراحية التي تعود أرقامها الى العام 1998 وتصحيحها تبعاً لزيادة كلفة التقنيات الطبية لعدم تحميل المريض فارق الفاتورة والمصاريف الإضافية.

- تحديد مهمات جديدة لوزارة الصحة تقضي بنقلها من واقع الصندوق الضامن الى وضع سياسة صحية شاملة.

القطاع الزراعي

- حثّ مصرف لبنان والمصارف التجارية على القبول بالمصرف الوطني للإنماء الزراعي برأسمال 20 مليون دولار 80% منه للقطاع الخاص مع البحث عن مصادر لتوفير التمويل اللازم.

- العمل على تحريك ملف الصندوق الوطني للضمان الزراعي من الكوارث الطبيعية بواسطة مجلس النواب وبموازنة قيمتها 10 ملايين دولار سنوياً تموّل من الموازنة.

- الطلب الى رؤساء الهيئات الاقتصادية الضغط على غرفة التجارة في بيروت للموافقة على تأسيس غرفة الزراعة على صعيد المحافظات، على أن يكون السجل الزراعي بطاقة تعريف قانونية عن المزارعة وتساعده في كل معاملاته.

- شراء أو إستئجار عبّارات تديرها شركات خاصة بدل من دعم النقل البحري بالتعاون مع جمعية الصناعيين.

- ضرورة التشدد في مراقبة كل المستوردات الزراعية وفحص الترسبات الكيميائية على الخضر والفواكه المستوردة، مع تعديل الشروط والمواصفات الفنية لإستيراد الفاكهة والحليب والخضر.

- إعادة تطبيق الروزنامة الزراعية مع الدول العربية والتشدّد في مراقبة المواصفات والمعايير وتوسيع مروحتها، مع إستمرار مؤسسة "إيدال" في دعم الصادرات.

- الطلب من الاتحاد الاوروبي إعادة الرسوم الجمركية في لبنان على بعض المستوردات الزراعية الاوروبية.

- تنويع مصادر الدخل لسكان الارياف للقضاء على الهجرة والبطالة والفقر.

- إصدار المراسيم التطبيقية لقانون سلامة الغذاء.

- الغاء الدعم عن التبغ والقمح والشمندر السكري لعدم جدواه وإستبداله بدعم الزراعات الحديثة ذات المواصفات العالمية تسهيلاً لتصديرها.

- تفعيل المديرية العامة للتعاونيات في وزارة الزراعة.

القطاع السياحي

- إتخاذ التدابير اللازمة لإعادة الحق الى أصحابه بواسطة مرسوم يقر لأصحاب الفنادق خارج بيروت بحصصهم القانونية البالغة 25% من العائدات.

- تعديل المجلس الوطني للترويج السياحي وتفعيله مع تعيين ممثلين عن وزارة السياحة والاعلام.

- تفريغ كازينو لبنان من إحتكاره لألعاب الميسر وتوزيع الفروع على الفنادق التي تستوفي الشروط والضوابط القانونية.

- اعفاء الفنادق الواقعة في مناطق جبلية مرتفعة من رسوم الضمان الاجتماعي.

- إقرار قانون condo hotel الذي يجيز لصاحب الفندق بيع جزء من فندقه.

- إستحداث شبكات طرق جديدة لتخفيف الازدحام المروري.

- اشراك شركة طيران الشرق الاوسط في تحقيق التنمية السياحية المطلوبة.

القطاع الصناعي

- العمل على ضخ السيولة في الاقتصاد بنسبة 3% من الناتج المحلي بدل دعم الفوائد بطريقة إنتقائية.

- دعم اسعار الطاقة للمصانع التي تستهلك صناعتها كميات كبيرة من الطاقة.

- إعتماد آلية لتحفيز المؤسسات الصناعية على الحصول على شهادات "أيزو" وشهادات الجودة تعزيزاً لقدرتها التنافسية.

- تحفيز الاستهلاك الداخلي عبر خفض الضريبة على القيمة المضافة المفروضة على السلع المعمّرة.

- فرض رسوم على السلع المستوردة التي تصنع المصانع اللبنانية مثيلاً لها لوضع حد لحالة الاغراق التي تشهدها السوق مع بناء علاقات وشراكات مع التجار لزيادة حجم الصادرات.

- دعم الرأسمال التشغيلي وتكاليف الشحن للصادرات وإنشاء مؤسسة ضمان الصادرات.

- تحسين نوعية بيئتي العمل الخاص والعام وإقرار سلسلة الرتب والرواتب بعد درسها على أن تدفع على أقساط.

- تصحيح الحد الادنى للأجور إستناداً الى مؤشر غلاء المعيشة.

- لبننة اليد العاملة.

- إقرار الشركة بين القطاعين العام والخاص مما يؤدي الى فرص عمل ويحفّز الاقتصاد ويوقف الفساد وهدر المال العام.

- السماح بتوظيف اليد العاملة الاجنبية عندما لا تكون متوافرة بين اللبنانيين.

 

عن الدين والعنف

سعود المولى/المدن/14 تشرين الثاني/16

الأفكار الخاطئة عند الجماعات تشبه الأفكار الجامدة عند الأفراد: هي نوع من جمود العقل لا يمكن التخلص منه من دون أخطار ومحاذير جانبية... أي من دون الإخلال بالتوازن العقلي (للفرد) أو بالانسجام الاجتماعي (للجماعة). فما بالك حين تكون تلك الأفكار الخاطئة قوالب نمطية مكررة stereotype ممجوجة لا روح فيها ولا عقل ولا تفكّر ولا تدبّر. العنف الديني هو أحد الموضوعات/الأساطير التي تشيع عنها الأفكار الخاطئة والقوالب النمطية . ومن هذا القبيل ما يتداوله الفسابكة والصحافيون وفيهم مفكرون وعلماء ومثقفون، أن الإسلام دين العنف والجهاد أو الحرب المقدسة وأن البوذية أو الهندوسية أو غيرها هي أديان سلام ومسالمة ولا عنف. هكذا هناك جوهرانية مطلقة هي العنف الإسلامي الكامن في أصل الدين وفصله...مقابل السلم في غيره... ولا تنفع كل النقاشات والروايات والدفاعات والسجالات في زحزحة البعض عن هذه الفكرة حتى أنها أصبحت من ضرورات التثاقف العصري المتعالم المتعلمن ، وهي تؤشر في الحقيقة والواقع إلى نوع من الإسلاموفوبيا ولو أن أصحابها ينفون ذلك بالطبع ويسترونه لفظيًا بعرض انتماءاتهم إلى أفكار وجماعات متمركسة أو يسراوية أو علمانية أو... إلخ.

التحليل العلمي المنطقي (أكان ماركسيًا أم غيره) يقول إنه لا يوجد دين أو مذهب عنيف دموي أو سلمي لا عنفي بالطبيعة أو الفطرة. والتحليل العلمي المنطقي يقول إنه ينبغي دراسة العنف (والتطرف والإرهاب) في سياقاته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التاريخية... وهذا غير تقرير موقف إدانته والوقوف ضده بحزم وشجاعة ... بالمقابل فإن شيطنة ديانة أو مذهب أو جماعة (هكذا بالمطلق وبالكامل) ليست هي الطريق الأسلم للقضاء على الإرهاب.

لا ينفع في النقاش مع أصحاب القوالب النمطية الجامدة والإسلاموفوبيا الخفية أو الظاهرة، استعراضك لصفحات وصفحات من التوراة (أو العهد القديم من الكتاب المقدس عند اليهود والمسسيحيين) حيث الإله سفاك الدماء الداعي للقتل والاغتصاب واستباحة القرى والنساء والأطفال...إلخ... ولا آيات من الأناجيل (أو العهد الجديد عند المسيحيين) حيث المسيح يطلب من الإنسان ترك أهله وعياله وحمل السيف... ولا استعراض تاريخ اليهودية والمسيحية الفعلي والحقيقي في العصور الوسطى والحديثة...

ولا ينفع استعراضك بالمقابل لحياة مئات المتصوفة الروحانيين المسلمين الزهاد النابذين للعنف، ولا الحديث عن تاريخ العنف الدموي عند الرهبان المحاربين في بوذية التيبت (واسمهم بوب بوب bop bop...) فالشائع المقبول أن أتباع محمد يحبون العنف وأن أتباع الدالاي لاما مسالمون إذ إن نيل هذا الزعيم الروحي جائزة نوبل للسلام كان كافيًا لمحو كل تاريخ النزاعات بين الأديرة البوذية في التيبت والتي كانت دائمًا تغرق في بحار الدماء والحروب والاغتيالات.  (ولا ندري لماذا لا يمحي نيل اسحق رابين وشيمون بيريز جائزة نوبل للسلام كل تاريخ العنف الصهيوني ضد العرب وفلسطين؟).

ولا يكفي أن تقدم في هذا المجال كشف حساب عن تاريخ العالم الإسلامي مقابل تاريخ الغرب المسيحي... فصورة الفرسان الفاتحين في الأندلس أو في الجزيرة العربية أو في الهند والصين أو القسطنطينية وفيينا، هي الطاغية... واليوم تطغى بالطبع صورة الإرهابيين من داعش وأخواتها... ولا تتعب نفسك بالكلام عن الحروب الدينية في أوروبا وعن الحروب الصليبية وعن محاكم التفتيش وعن حروب استعمار الأميركيتين وذبح سكانها الأصليين بالملايين ولا عن استعباد الأفارقة ولا عن مآسي الجزائر ولا عن النكبات المستمرة في فلسطين ولا عن العراق وسوريا ولبنان... ولا عن الهولوكوست ولا هيروشيما وناكازاكي ولا... ولا... ولا ...

ولا تحاول أن تقول إنه حتى المتصوفة المسلمين المسالمين كانوا أحيانًا عنيفين..من فرقة الحشاشين الإسماعيلية وشيخها حسن الصباح... إلى فرقة القزلباش التركمانية التي أسست الدولة الصفوية... إلى الشيخ شامل في روسيا، والقادرية والجيلانية في أفريقيا... إلى نقشبندية العراق اليوم...إلخ. فقد يقول لك قائل هذا صحيح ولكنه قديم أما اليوم فالإسلام وحده هو الذي يقاتل ويرتكب الإرهاب...

وهذا غير صحيح طبعًا... ففي أوغندا جيش الرب ارتكب ويرتكب المجازر باسم مسيح الإنجيل... وفي أميركا يحكم الأصوليون الإنجيليون منذ ريغان وبوش وصولًا إلى ترامب... وفي رواندا ارتكب الرهبان والراهبات والجنود والضباط الفرنسيون مجازر يقف لها شعر الولدان... وهذا كله في القرن الحادي والعشرين... والأمثلة لا تعد ولا تحصى... ولن نستفيض...

وفي القرن العشرين كانت الحربان العالميتان الأولى والثانية أبشع مجزرة قامت بها دول متحضرة غير إسلامية... وكانت حروب الاستعمار في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية والانقلابات العسكرية والأنظمة الدكتاتورية الدموية المدعومة جميعها من الغرب...

وفي آسيا هذه ديانة الزن الداعية إلى التأمل الثابت كانت في أساس تعبئة جنود الإمبريالية اليابانية ... والبوذية السيريلنكية لم تخل من عصابات موت ودمار واغتيال ورهبان متطرفين متعصبين أشهرهم من قتل رئيس الوزراء سليمان بندرانايكه عام 1959 لأنه كان يتقارب مع التاميل الهندوس. والجاينية الهندية التي ترفض أي اعتداء على الكائنات الحية حتى أن بعض أتباعها يضع قناعًا على فمه كي لا يبتلع صدفة الذباب أو الحشرات، هم عماد الجيش الهندي المقاتل في كشمير مثلًا... ناهيك عن السيخ، وقد كانوا أشرس جنود الجيش البريطاني في قمع المسلمين في الهند.

ولعل البعض يخلص بسرعة إلى استنتاج أن الوثنية والعلمانية والإلحاد كانت أرحم من الأديان... وهذا أيضًا من الأفكار الخاطئة والقوالب المنمطة الجامدة... فالهندوسية وآلهتها الـ33 ألفاً عندها من الأصوليين المتطرفين ما يكفي لإشعال العالم... وهم يضطهدون المسلمين والمسيحيين في الهند... والشنتوية وآلهتها الثمانماية مليون هي التي ولّدت الكاميكاز الإنتحاريين في اليابان... وقد اضطهدت الوثنية الرومانية المسيحية شر اضطهاد واضطهدت الوثنيات السومرية والأشورية والبابلية والكنعانية والفينيقية والفرعونية والجرمانية والغالية والفرنكية والقوطية والفيزيقوطية والسكسونية والشمالية...إلخ... بعضها البعض والآخرين... في حروب استعباد وقتل ودمار يندى لها الجبين... واضطهدت الماركسية العلمانية الشعوب والأمم في مجازر يبلغ عدد ضحاياها الخمسين مليون خلال خمسين سنة فقط من سطوة الشيوعية في العالم... هذا إذا لم نفتح سجلات علمانية البعث العربي الإشتراكي والجماهيرية الليبية العظمى وعدن القبائل الماركسية المتذابحة... وإذا لم نفتح سجل العمليات الإنتحارية والخارجية (خارج أرض الصراع) اليسارية جدًا من وديع حداد وكارلوس، إلى الجيش السري الأرمني والأكراد، إلى أبو نضال والقيادة العامة وفتح الانتفاضة، إلى عصابات بادر ماينهوف الألمانية والجيش الياباني الأحمر والخلايا الإيطالية الثورية...إلخ.

أخيرًا: إن المطلوب اليوم هو إصلاح الفكر الديني (وليس الدين نفسه) وتجديد الفقه واللاهوت وعلم الكلام (وليس القرآن أو التوراة أو الأناجيل)... وهذا لا علاقة له بالعلمنة... فمن اختار العلمنة الشاملة أو الدنيوة الدهرية لا ينبغي أن يكون له علاقة بإصلاح أو تجديد في الفكر الديني. فارحمونا من تحليلاتكم ومحاولاتكم تغيير الأديان وشطب آيات من الكتب المقدسة... الأديان وكتبها كلها مقدسة وليس الدين الإسلامي وحده المقدس الذي لا يمس... اشتغلوا على ما هو بشري لتغييره... التغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي هو الذي يغيّر العقول والأفكار... ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

 

الغامض جان عبيد

حسان الزين/المدن/الجمعة 14/10/2016

غرّد القائم بالأعمال السعودي لدى بيروت وليد البخاري كاتباً: "وزير خارجية لبنان جان عبيد... حكيم وزراء الخارجية العرب". وإذ لا يمكن لسفير بالوكالة أن يكتب ذلك، ولو على حسابه الخاص على تويتر، من دون إشارات من دولته ورسائل من وزارته، فقد فُسِّرت التغريدة لبنانيّاً إنطلاقاً من الواقع السياسي، وخصوصاً مبادرة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهوريّة. وإنطلاقاً من شخصيّة عبيد ومن الجهات المحليّة التي ترشّحه بصمت، ولو مع آخرين، ومنهم كما يُردد الرئيسان نبيه بري وفؤاد السنيورة، يبدو أن تغريدة من هذا النوع، ولو كانت تغريدة ومديحاً، تزعج "المستهدف" الثالث منها، أي عبيد نفسه، على اعتبار أن المستهدفَين الأول والثاني منها هما عون والحريري بالتكافل والتضامن. وسبب الانزعاج الإفتراضي، والصامت أيضاً، هو أنَّ هذه التغريدة تحرق أطراف البدلة البيضاء التي يستعد عبيد لارتدائها منذ عقود، وقد آثر من أجلها خسارة مقعده النيابي الذي عُيِّن فيه بعد الحرب (الشوف 1991)، وخُصص له لثلاث دورات (الشمال 1992 و1996 و2000)، بتوافق سوري سعودي أيّام التنسيق والتعاون بين دمشق والرياض على إدارة لبنان. وهو الذي ابتعد عن الانتخابات والترشح في 2005 حين انقطع ذاك التنسيق.

فرغم احتفاء التغريدة بعبيد و"حكمته"، إلا أن إشاراتها السياسيّة لا يمكن أن تُحسب إيجاباً بالنسبة إليه. فهي، في ظل ترشيح عون واقتراب الحريري الذي لا نعرف إذا كان يتحرك بتنسيق مع الرياض أم لا من تبنّي ذلك، تجعل عبيد في موقع أو مظهر المرشح السعودي. بل تضعه في مواجهة مرشح الفريق الخصم، أي عون. وفوق ذلك تُنزله إلى بازار المرشّحين الذين يحرقهم التداول بأسمائهم، بينما هو يريد أن يكون المرشّح المتواري الذي لا يصوم ليفطر على بصلة أو تغريدة، إنّما ليفطر على توافق إقليمي وفي قصر بعبدا.

وإذا كانت التغريدة مزعجة لكونها سمّته قبل الأوان، فإنّها أيضاً مزعجة لكونها تخرق صمته وتشيح الستارة عن تواريه أو عن الكواليس. ففيما تفصح الكواليس أن لا توافق إقليميّاً حاليّاً، تفصح أيضاً أن عبيد ليس جسراً بين دمشق والرياض، إنما هو شخص يدوّر الزوايا، كلاماً أو صمتاً، بين العاصمتين وينتظر موسم القطاف أو الوهب أو الاستدعاء. فأن تطرح عاصمة اسمه فيما لا توافقَ مع العاصمة الأخرى أو بديلها، يعني أنه ليس مرشحاً توافقيّاً، خصوصاً أن الفريق الأقوى الذي حلَّ بدلاً من العاصمة السورية، أي حزب الله- إيران، لا يسميه وإنما يتبنى مرشّحاً آخر، وخصوصاً أيضاً أن العاصمة التي تغرد باسمه يتبنى حليفها، أي الحريري، مرشحاً آخر هو أكثر وضوحاً في علاقته بالعاصمة الأخرى. ما يعني أن التوافق بين العاصمتين إذا ما حصل لا يعني جزماً أن عبيد هو المرشّح التوافقي الوحيد. فهو والمرشّحان الآخران مرشحو توافق أو اتفاق، لكن كلَّ واحد منهم عنوان توافق يختلف عن توافقي الآخرين: عون عنوان توافق تضطر إليه الرياض، فرنجية عنوان توافق تقبل به الرياض، وعبيد عنوان توافق تسعى إليه الرياض.. وهذا كفيل ليس بحرقه فحسب، إنما بإشعاره أن الوصول إلى بعبدا مستحيل أو بعيد، خصوصاً أن الرياض ليس من يقرر الرئيس، وأن دمشق خارج التأثير في الوقت الحالي. باختصار، إذا قالت تلك التغريدة أن الرياض تريد التفاهم مع دمشق على الرئيس اللبناني، فإنّها عنت أيضاً أن عبيد بات حبّاً من طرف واحد. وهذا، إلى صمت عبيد الذي يجعله بلا معنى أمام الرأي العام اللبناني، إذ يصرفه في العواصم بينما المطلوب من أي مرشح أو سياسي أن يبني موقفه علناً بين مواطنيه وأمامهم، يبرر انضمامه إلى نادي مرشحي العواصم والتوافقات الإقليمية، أي المنتظِرين لا المنتظَرين.

 

هل تريد سوريا الحريري رئيساً للحكومة؟

نقولا ناصيف/الأخبار/14 تشرين الأول/16

ينتظر الاستحقاق الرئاسي عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت. بيد ان الرجل كالذي فقد ظله. حائر بين مرشح يريده هو النائب سليمان فرنجيه لا يصل ولا يحمله معه الى السرايا، ومرشح لا يريده هو الاوفر حظاً لتنكب كتفيه فيصلا معاً

يكاد يلتقي الافرقاء المعنيون على ان لا رئيس للجمهورية في ما تبقى من هذا الشهر بعد انقضاء الجلسة 46 للانتخاب على غرار سابقاتها. يجتمعون على ان تشرين الثاني يحمل فرصة محتملة ربما تظل غير قاطعة.

يوافقون على ان لا مرشح جدياً الا واحداً هو الرئيس ميشال عون، وان استدارة الرئيس سعد الحريري جدية قبل ان تكون حاسمة، فيما يعتقد بعض نواب كتلته انها لن تكون جازمة. يراقبون مغزى كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عشية عاشوراء وفي يوم الذكرى حينما ضاعف من تشجيعه الحريري على المضي في خيار حزب الله انتخاب عون رئيساً للجمهورية. الحريري هنا لا يرشح عون، بل يزكّي ترشيحاً انبثق بادىء بدء من صاحبه اولاً ولا يزال في الواقع مستمراً منذ عام 2008، ثم اضحى خياراً نهائياً لحزب الله لا تنازل عنه.

في اوساط المحيطين بعون انهم قبالة حريري آخر، منقّح، لا يشبه ما كان عليه ما بين عامي 2005 و2016، وخصوصاً حينما كان على رأس قوى 14 آذار. يبصرون هذه المرة سياسياً بدأ التقشف ينضجه. صارت امبراطوريته المالية خارج السمع، ولم تعد امواله تفتح ابواباً وتوصدها. بل خرج من بيته مَن راح يجهر بتعاونه مع شقيقه بهاء كالوزير اشرف ريفي.

دمشق: لا وجود للحريري في رئاسة الحكومة وإن ليوم واحد

ربما، بكثير من المغالاة مغطاة بكثير من الاوهام، يرى هؤلاء ان الرئيس السابق للحكومة اضحى اكثر قدرة على سلوك خيار مستقل. بينهم مَن يعتقد ايضاً، رغم ذلك كله، ان الوقت لم يحن بعد كي يفصح الحريري عن تأييده عون، وحمل كتلته المنقسمة على نفسها على الاقتراع له.

لكن ثمة ما لا يلتقي عليه الافرقاء هؤلاء بعد، وان بدت لهم علامات استفهام تحوط بطراز مهم من الغموض هو: هل تريد سوريا الحريري رئيساً للحكومة؟

تكّونت لدى الافرقاء المعنيين معطيات عن حصيلة زيارتي الوزير وائل بوفاعور، موفداً من النائب وليد جنبلاط، للرياض واجتماعه بمدير الاستخبارات خالد حميدان، خرج من اولاهما بانطباع ملتبس، ومن ثانيتهما بموقف سلبي. تالياً، خلافاً لاجتماع باريس ــــ 1 في تشرين الثاني 2015 بين الحريري والنائب سليمان فرنجيه وقد حظي بدعم سعودي ــــ فرنسي ترجمته الشهر التالي في كانون الاول مكالمة الرئيس فرنسوا هولاند طويلاً بنائب زغرتا، فان اجتماع باريس ــــ 2 بين الحريري ــــ وليس ابن عمته ومدير مكتبه نادرالحريري ــــ والوزير جبران باسيل ليل 14 ايلول، لم يحظَ بتأييد مماثل ما طبع جهود الرئيس السابق للحكومة مذ ذاك غامضة وضائعة. على ان ما يشكو منه ليس فقدان هذا الغطاء فحسب. ثمة باب على مشكلة اكثر تعقيداً في طريق مضي الحريري في الانضمام الى ترشيح عون. المعادلة المحورية لهذا الخيار: عون رئيساً للجمهورية والحريري رئيساً للحكومة. من دون الاول، لا قرع لابواب السرايا. ومن دون الثاني لا يبيت الآخر في قصر بعبدا. على نحو كهذا جعلتهما المعادلة توأمي الاستحقاق الرئاسي.

الا ان لدمشق موقفاً مغايراً يقع في صلب انتخابات الرئاسة اللبنانية، يتركز على معلومات متوافرة لدى اكثر من طرف واسع التأثير، منها:

1 ــــ لن توافق دمشق على وصول الحريري الى رئاسة الحكومة وإن ليوم واحد. موقف وصل الى بيروت قبل اقل من اسبوعين من خلال شخصية صديقة للرئيس بشار الاسد، في الساعات التالية لاجتماع الرئيس السابق للحكومة برئيس تكتل التغيير والاصلاح في 30 ايلول.

2 ــــ تتهم دمشق الحريري ـــــ من بين متهمين آخرين ــــ بالمساهمة في تسعير الحرب السورية منذ اليوم الاول لاندلاعها في درعا ثم انتقالها الى حمص، من خلال مدّ حركات الاحتجاج بالمال عبر بعض معاونيه لبثوا في تركيا ونشطوا من هناك، عندما كانت الاحداث حينذاك في مطلعها تظاهرات وحركات احتجاج. تذهب الى ابعد من ذلك بالقول ان الحريري «ضالع في اهدار الدم السوري».

3 ــــ حزب الله ليس بعيداً من اطلاعه على هذا الموقف الذي يحرجه، الا انه هو الآخر شريك الرئيس السوري في المواجهة التي يخوضها الاخير على ارض بلاده. ما بات يجمعهما في الحرب السورية اكثر اهمية، كشريكين ايضاً في المحافظة على النظام، من مقاربة تفاصيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني. بيد ان هذا الموقف لا يقلل من اصرار الحزب على وصول حليفه الى رئاسة الجمهورية.

4 ـــــ احيط عون علماً بهذا الموقف السبت الفائت في الاجتماع الدوري الذي يعقده مع عدد من معاونيه، اذ تبلغ به من احدهم.

 

سيناريوهات ما بعد ترشيح الحريري لعون؟

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/14 تشرين الأول/16

تتركز الأنظار على موقف الرئيس سعد الحريري الذي يتوقف عليه مصير الاستحقاق الرئاسي وتحديداً انتخاب العماد ميشال عون او عدمه، لأن إعلان الحريري ترشيح عون رسمياً يُدخل الاستحقاق الرئاسي في فصله الأخير او فرصة “الجنرال” الأخيرة.

وفي الوقت الذي يتوسل فيه فريق 8 آذار كل الوسائل الممكنة لفرملة إعلان الحريري والذي في حال حصوله تسقط كل ذرائع هذا الفريق وتتحول مواجهته إلى مواجهة مباشرة مع عون، وعلى رغم المعلومات المتضاربة حيال خطوة الحريري في ظل من يؤكد تصميمه على الإعلان بتشجيع سعودي أو من يستبعد قيامه بهذه الخطوة لاعتبارات سعودية، فإن الإعلان بحد ذاته يفتح الباب أمام السيناريوهات الآتية:

السيناريو الأول، انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية كون الثنائية الحزبية الشيعية لن تضع نفسها في موقع المعطِّل للاستحقاق الرئاسي، ولا في الموقع الخلافي مع عون، فيما يحتفظ الرئيس نبيه بري بموقفه المعترض على انتخاب عون لا أكثر ولا أقل، ولكن موقف بري لن يحول دون انتخاب عون الذي سيحوز على نسبة أصوات تتراوح بين 70 و 80 نائباً.

السيناريو الثاني، ان يشترط “حزب الله” موافقة بري على انتخاب عون، وأن يعلن رفضه المشاركة في جلسة الانتخاب قبل موافقة بري. وعدم مشاركة الحزب تعني عدم مشاركة عون، فيما خلاف ذلك يؤدي إلى سحب الحزب تأييده لعون، وبالتالي عودة المسار الرئاسي إلى النقطة الصفر، فضلاً عن انه يستحيل انتخاب رئيس ضد إرادة “حزب الله”.

السيناريو الثالث، أن يصار إلى تخويف العماد عون من المشاركة في جلسة 31 الجاري في ظل استمرار ترشيح النائب سليمان فرنجية ومن منطلق ان النتيجة غير مؤكدة للأسباب الآتية: وقوف كل مكونات 8 آذار، باستثناء “حزب الله”، ضد عون؛ عدم تمكن الحريري من إقناع كتلته بالتصويت لعون؛ عدم ضمان موقف جنبلاط المتحالف مع بري. وحيال هذه المعطيات التخويفية المقصودة يلجأ عون إلى مقاطعة الجلسة، وهذه المقاطعة كفيلة بضرب دينامية المبادرة الحريرية وتفريغها من مضمونها وانتهاء فرصة عون الرئاسية مع جلسة آخر الشهر الحالي.

السيناريو الرابع، إذا كانت رئاسة الجمهورية من ضمن الخطوط الحمر الموضوعة، وإذا كان الاستمرار بتعطيل الاستحقاق الرئاسي لم يعد ممكناً بالوسائل السياسية، فإنه لا يجب استبعاد استخدام العنف لاستمرار الفراغ.

ولكن بمعزل عن كل ما تقدم من سيناريوهات وغيرها محتملة أيضاً، فإن الأكيد أن إعلان الحريري ترشيح عون يؤدي إلى نتيجتين عمليتين: اقتراب عون من أقرب نقطة إلى القصر الجمهوري، ودخول الاستحقاق الرئاسي في مرحلة جديدة او بالأحرى دخول البلد في مرحلة جديدة، لأن انتخاب عون او عدم انتخابه سيؤدي إلى خلط الأوراق السياسية، كما التحالفات.

وفي الانتظار هل سيفعلها الحريري الذي يحاول توفير الغطاء الدولي لخطوته من أجل عبور آمن للاستحقاق الرئاسي والبلد؟ ولا شك أن الإجابة لم تعد بعيدة أكانت سلبية أم إيجابية على الرغم من ان أجواء الأيام الأخيرة تؤكد ان رئيس “المستقبل” يتجه إلى إعلان ترشيحه لعون.

 

حزب الله" يتنصّل من "وعود" النصر.. والقصر

 علي الحسيني /المستقبل/14 تشرين الأول/16

منذ خمسة أعوام تقريباً وجمهور «حزب الله» يعاني الأمرّين من جرّاء خسارته للأبناء والأشقاء والآباء في الحرب الدائرة في سوريا، لدرجة أوصلته إلى حد أصبح يشعر بأن كل الدعوات إلى «الجهاد» تحت مسمّى «الواجب الشرعي» أو «التكليف»، ليست سوى دعوات حق يراد بها باطل، والباطل برأيهم، يتمثّل بحقن أبنائهم بـ»مواد» تنعش المذهبية والكراهية في ذاكرتهم وتحرّضهم على قتال الآخر تحت حجج تتبدل وفق الظروف والميدان. والباطل نفسه، هو من سرق منهم فلذات أكبادهم وسلّمهم لـ»طاحونة» الموت.

معاناة الجمهور هذه، كان لا بد وأن توجد لها «مسكّنات» ولو مؤقتة، علّها تنسي «أهل البيت» روحاً كانت بالأمس بينهم تشعل الدنيا فرحاً وتلهبه حياةً، فكانت إطلالة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في اليومين الأخيرين من «عاشوراء»، والتي أراد الحزب من خلالها مد جمهوره بجرعة أمل جديدة وإستعادة ثقته مجدداً ومنحه ترخيصاً جديداً يبيح له زهق أرواح أبنائهم خارج الحدود. لكن سرعان ما اكتشف هذا الجمهور، بأن الحكاية هي نفسها والمواقف كذلك، فقد عاد ليهاجم نصرالله السعودية والدول العربية وأميركا، وليحملهم مسؤولية ما يجري في اليمن والعراق وسوريا... لكنه لم يخبر هذا الجمهور عن الموت في «دمشق» و»القلمون» و»إدلب» و»حلب»، ولا حتّى شرح له الأسباب التي حالت دون تحقيق الوعود بـ»النصر».

في خطابه في اليوم العاشر من محرّم والذي جاء تكملة لليوم الذي سبقه، أكد نصرالله المؤكد أن لا رئيس جمهورية في المدى المنظور، لا من حلفائه ولا من خصومه. فقط وحده الفراغ عاد ليحتل النسبة الاعلى من التصويت داخل دائرة القرار في «حزب الله». نصرالله باع حلفاءه كلاماً وأوهاماً وهو لم يلزم أحداً بالنزول إلى مجلس النوّاب لإنتخاب رئيس. طمأن حليفه النائب ميشال عون بأنه مرشحه الوحيد، في وقت لم يغلق فيه الباب في وجه حليفه النائب سليمان فرنجية المرشح للرئاسة على الضفة نفسها. هي حقنة مهدئة واحدة إستخدمها نصرالله مرتين، مرّة لتخدير جمهوره، والثانية لتهدئة حلفائه، وفي الحالتين، لم يتطلب منه الأمر، سوى لحظات من المناورة على خطيّ الرئاسة والسعودية ليخلص في كلامه إلى أن الثانية هي من تعطّل الأولى.

في وقت كان ينتظر عون من حليفه «حزب الله« الضغط على باقي الحلفاء الذين لم يأخذوا حتّى الساعة خيار «المشي» فيه كمرشح وحيد للرئاسة، وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، إذ بنصرالله يدعو العماد عون الى التفاهم مع بري ومع فرنجية وبقية الحلفاء، ليبدو وكأنه رمى الكرة في ملعب عون نفسه وحمّله مسؤولية عدم تبنيّه من «الحلفاء». وبعد كلامه هذا واستدراكاً منه لموقفه الذي من المؤكد أنه سيترك نفوراً كبيراً في بعض أوساط حلفائه، إستعاد نصرالله لغة «التفاؤل» فقال «المسار السياسي إيجابي في البلد، بمعزل عن صراعات المنطقة. ويجب أن يمضي المسار في الملف الرئاسي الى النتائج المطلوبة»، داعياً «الحكومة بمعزل عن الاستحقاق الرئاسي الى العمل الدؤوب والجاد والاهتمام البالغ بالملفات الضاغطة على اللبنانيين من بيئة وصحة وبطالة«. هنا بدا نصرالله، وكانه أراد ترطيب الأجواء وضخ دفع إيجابيّ في نفوس حلفائه خصوصاً الموعودين منهم بالرئاسة.

ثمة واقع مؤكد داخل بيئة «حزب الله» يقول بأن همها الأوّل والأخير، هو إنقاذ ما تبقّى من شبّان متواجدين في سوريا في أسرع وقت ممكن قبل وقوع المحظور. هذه البيئة رأت في بداية إطلالة نصرالله، دفعاً معنويّاً لها يمكن أن تركن اليه في بعض أسئلة كانت طرحتها سابقاً لكنها حتّى اليوم لم تتلقّ اي إجابة شافية. تطمح هذه البيئة إلى جلسة مصارحة واسعة مع قادة الحزب، و«ليتها تكون مع نصرالله«. هذا ما يقوله والد عنصر في الحزب ما زال مصير ولده مجهولاً منذ سنة تقريباً. نعم هذا أقل ما يتمناه بعض أهالي العناصر الذين يخدمون في سوريا، كما أن هناك قسماً منهم لم ير حتّى الساعة، سببا واحد لتواجد أبنائهم في العمق السوري مثل «حلب« و«إدلب« و«حماه« وغيرها من المناطق البعيدة مسافة و«عقيدة«، عن القرى الحدودية وعن «المراقد الدينية« و«الواجب الجهادي«.

أمس الأوّل تحكّم نصرالله لفترة لم تزد على ساعة، بلعبة الخطاب وإستمالة مشاعر جمهوره. مر على الداخل وخوّن بعضه وأجّل البعض الآخر لمناقشات تتبع في وقت لاحق. وضع السعودية وتركيا وبعض الدول العربية في الميزان نفسه مع إسرائيل وأميركا والغرب رافعاً من نبرته وحدّته. والمستغرب، هو التباكي على اليمن رغم إدراك نصرالله، حجم التدخل الإيراني هناك والمخاطر التي تحيط بالمنطقة العربية بأسرها والتي تنجم عن هذا التدخل، لكن المفارقة أن هذا التباكي الذي يديره الحزب، لم يذرف دمعاً ولا ندماً على أطفال «دوما« و»الغوطة» و»حلب» الذين قُتلوا إماً حرقاً وقتلاً بفعل نيران براميل بشّار الأسد المتفجرة، أو تحت أنقاض منازلهم بعدما حوّلتها صواريخ طائراته إلى ركام وحطام تنعدم على بقاياهما الذاكرة وتحفر وجعاً وحقداً في نفوس من تبقّى منهم على قيد الحياة.

 

موقف فرنسي شجاع

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/16

 هناك مواجهة دبلوماسية قوية بين فرنسا من جانب٬ ونظام الأسد وإيران وروسيا من جانب آخر٬ ورغم التهديدات ضدها٬ فإن الحكومة الفرنسية تصر على موقفها المتكرر٬ والمتضامن مع الشعب السوري٬ بعد أن تخلى عنهم معظم القوى الدولية. وقد استنكرها الروس قائلين٬ إنهم يعجبون لماذا تصر فرنسا على الوقوف ضد مشروعهم في سوريا٬ واصفين هجومهم٬ وحصارهم٬ وتشريدهم لملايين السوريين بأنها حرب على الإرهاب٬ وأن فرنسا لا تخالفهم فقط٬ بل تخالف التوجه الأوروبي بمواقفها. ومشروع القرار الفرنسي٬ الذي دعا لوقف قصف حلب٬ وقصفه الروس بالفيتو٬ وتسبب في مواجهات كلامية بين سفراء القوى الأعضاء في مجلس الأمن الأسبوع الماضي٬ لم يكن العمل الوحيد الذي رعته الحكومة الفرنسية. فرنسا من الدول الراعية للثورة السورية منذ البداية٬ وبخاصة في دعم الجهود السياسية للائتلاف والمجالس المختلفة٬ وهي من أكثر الدول التي استهدفتها العمليات الإرهابية التي نفذتها تنظيمات مشبوهة مثل «داعش»٬ التي تدلل كل أفعالها على أنها تنفذ مشروًعا لصالح الأسد والإيرانيين٬ ويستهدف الدول التي وقفت ضد جرائم نظام دمشق وحلفائه. ورغم تكرار العمليات الإرهابية التي أدمت فرنسا٬ فإنها استمرت تقف ضد الحرب الوحشية التي تشن على الشعب السوري.

وَلم تعاِن فرنسا من إرهاب «داعش» وحده٬ بل واجهت أزمة داخلية لا تقل خطورة٬ وهي تنامي العنصرية ضد الأجانب وضد الفرنسيين من أصول إسلامية٬ التي تتغذى على جرائم التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالأزمة السورية٬ وبسبب طوفان المهاجرين الذي أغرق غرب أوروبا من سوريا وغيرها. وهذه المواقف السياسية٬ التي قد لا تحظى بشعبية وتستخدم لإضعاف الحكومة والحزب في الانتخابات التي بدأت مهرجاناتها. على المستوى السياسي والدبلوماسي بشكل خاص٬ حكومة فرنسا تقود دعوة لمحاسبة الدول المتورطة في حصار وتدمير حلب وبقية المدن السورية٬ ومحاكمتها بجرائم حرب٬ وتفعيل المؤسسات الدولية ضدها.

نحن أمام هذه المواقف المتعددة٬ والمستمرة لسنوات٬ لا يمكننا إلا أن نذكر بالتقدير ما يفعله الفرنسيون. وسياستهم العادلة والمنصفة في القضية السورية هي امتداد لمواقفهم ضد نظام الأسد في لبنان٬ عندما ساندت فرنسا رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري٬ وكان موقفها أساسًيا وفاعلاً بعد جريمة اغتياله من قبل نظام الأسد. وموقفها استمر أيًضا يواجه محاولات التغيير في لبنان٬ وقامت بدعم القوى الرافضة لهيمنة «حزب الله». والرؤساء الفرنسيون عموًما استمروا على هذا النهج إلا في مرحلة قصيرة٬ خلال رئاسة ساركوزي الذي تولى مهمة تبييض صفحة الأسد٬ بالتعاون مع بعض القوى الإقليمية٬ وفشل في النهاية.

قد لا يجد البعض في المواقف الفرنسية القيمة الكافية لتغيير الأوضاع على الأرض٬ ففرنسا دولة كبرى لكنها ليست الولايات المتحدة ولا روسيا٬ القوتين العظميين٬ مع هذا تلعب دوًرا كبيًرا٬ وتقود قاطرة المواجهة٬ في وقت فضلت معظم الدول الأخرى تحاشي مواجهة «محور الشر».

وِفي ظل العربدة والاستهانة بالقيم والقوانين الدولية التي يمارسها حلفاء الأسد٬ فإنه ليس بالقليل أن تقف دول٬ مثل فرنسا٬ هذه المواقف المتكررة٬ والتي يمكن ونرجو أن توصلنا إلى مرحلة الحل السياسي المعقول. فالحرب الإيرانية الروسية في سوريا فشلت حتى هذا اليوم في القضاء على انتفاضة الشعب السوري٬ وفشلت في تثبيت حكم الأسد حتى في نصف سوريا التي باتت تحت حكمه٬ ولن يجدوا في الأخير إلا بلًدا مثل فرنسا٬ لدعم حل سياسي يخرجهم من هذا المستنقع.

 

«هو إحنا ناقصين»؟!

نديم قطيش/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/16

من يتابع بعض الإعلام المصري، المزدهر عددًا والمتراجع مضمونًا، ومن يتابع جانبًا من الإعلام السعودي، يتبدى له أن مصر والسعودية على شفا الحرب أو أقل بقليل! ثمة مبالغات لا حصر لها، وتناطح لتسعير الخلافات بكثير من الشعبوية واستسهال رفع السقوف لأن «الجمهور عايز كده»! يقترب بعض المضمون من «تعيير» هذا بماضي ذاك وكأن العلاقات السعودية - المصرية هي علاقات شخصية بين صديقين باعدت بينهما الظروف، مما استوجب انتقال الصداقة إلى عداء مستحكم، يستخدم فيه كل طرف ما يعرفه عن الآخر!! من غير المنطقي أن ينحدر مستوى السجال الإعلامي السعودي - المصري إلى المستويات التي انحدر إليها، بعد أشهر من زيارة تاريخية للعاهل السعودي إلى القاهرة، وبموازاة اتصالات لا تهدأ بين الجانبين على أكثر من مستوى. بل من غير المنطقي أن يكون هذا الانحدار انعكاسًا أمينًا لشيء حقيقي يجري على مستوى الدولتين ومؤسساتهما. علاقات الدول، ورهاناتها، لا تتغير بالسرعة التي يوحي بها «إعلام الردح»، مع مسؤولية أكبر للإعلام المصري، بكل أمانة!

لكنه زمن الشعوبيات، وصحافة «ما بعد الحقيقة» التي لا تستند إلى الوقائع بقدر ما تسند هذه الوقائع جذوة الحماسة والتهييج! وإلا فالأكاذيب، والمبالغات، والطعن الحاد. لا يطلب، إلا ساذج، أن تتطابق الأجندات السعودية والمصرية، فكيف إذا كان من يطلب أو يتوهم، يطلب الآن، في واحدة من أعقد اللحظات العربية، وفي ذروة الاختراقات الحساسة من قبل دول تتعامل مع عموم المنطقة على أنها مجرد عمق استراتيجي وساحة عمل، لا سيما إيران! التصويت المصري في مجلس الأمن على مشروعي قرارين روسي وفرنسي حول سوريا، خلافًا للموقف السعودي، لا يعني أن مصر انتقلت من تموضع استراتيجي إلى تموضع آخر!

صوتت مصر على مشروعي قرارين أمميين متناقضين في الجزئية المتعلقة بأنشطة الطيران الروسي في حلب، إذ يدعو مشروع القرار الروسي إلى تحييد الطلب من الطيران الروسي (والسوري) وقف الغارات على حلب، فيما يصر مشروع القرار الفرنسي على وقف الغارات. هذا التناقض ليس هو كل الصورة. في القرارين صوتت مصر لصالح بندين يتعلقان بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات للمدنيين، وراعت في الوقت نفسه مصالحها مع موسكو، تحديدًا في ليبيا، العمق الاستراتيجي للأمن القومي للقاهرة. هذه إدارة معقدة، وقد لا يحالفها التوفيق دائمًا، تمامًا كما لم يحالف الحظ الدبلوماسية المصرية، في مبادرات وخطوات عدة، ليس هنا المجال للتوسع في ذكرها. ومثل مصر تدير الرياض علاقات معقدة. من السهل اقتطاع نمو العلاقات التركية - السعودية من رصيد العلاقات السعودية - المصرية، في ضوء الخلاف المستحكم بين القاهرة وأنقرة على ملف الإخوان المسلمين. من السهل بناء جبال من الأوهام على تنوع الاتصالات السعودية بفصائل المعارضة السورية، ووضع بعض هذه الاتصالات في خانة سلبية تجاه مصر.

ملف اليمن، وأمن البحر الأحمر، والثغرات الموجودة التي لا تزال تتيح لإيران إيصال صواريخ لميليشيا الحوثي، هو الآخر كفيل لوحده بفرض تحديات على أي علاقة ثنائية، إذا ما قرر أي طرف إسقاط الاعتبارات الخاصة لكل دولة، والاندفاع التعبوي خلف شعار «إما معنا أو ضدنا»!

هذه هي المادة التي يعمل عليها بعض الإعلام في البلدين، مستفيدًا من مناخ عام من القلق والتوتر يحتاج في الناس إلى إجابات حاسمة وواضحة وقاطعة، وهي غير متوفرة.

هذه ملفات ليس مكانها «الردح» الإعلامي، كما تعرف القاهرة وتعرف الرياض! أيًا كان الخلاف في وجهات النظر أو في التموضعات الجزئية، فإن العلاقات المصرية - السعودية تبقى أكثر من استراتيجية لأمن المنطقة برمتها، وليس لأمن البلدين. هذا الإرث الاستراتيجي الذي بُنيت عليه مصالحة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز مع الزعيم المصري جمال عبد الناصر! هذا فصل من التاريخ طواه الرجلان ذات عناق في الخرطوم بعد نكسة عام 1967! وهذا إرث استراتيجي لا يعرفه إلا من يعرف أن الملك سلمان بن عبد العزيز، قاتَلَ عام 1956 في السويس مع الجنود والضباط المصريين.

هذا ليس تاريخًا رومانسيًا فقط، بل تمظهرات لأسس عميقة تحكم، ويجب أن تحكم، التفكير الاستراتيجي المصري - السعودي. في لقاء مع وزير الخارجية المصري في عهد الرئيس حسني مبارك، أحمد أبو الغيط، قال الوزير أمام مجموعة صغيرة من الزملاء الإعلاميين، ردًا عن سؤال أحدهم عن غياب الدور الإقليمي المصري، أو ضعفه: «عندي تلاتين مليون تلميذ عاوز أضمن وصولهم للمدارس، وعودتهم للبيت.. دي تحدياتي الاستراتيجية»! ما أراد الرجل قوله أن مصر لها أولويات ضاغطة داخليًا، لا تسمح لها بأدوار يشتهيها لها محبوها. هذا ليس تبريرًا. والمسؤولية عن هذا المآل ليست بعيدة عمن حكم مصر لعقود، ولكن هذا بحث آخر. ضاعفوا هذه الضغوطات، واضربوها بمئات، والحاصل هو مصر اليوم، التي تأسرها خيارات لا نشتهيها لها! العلاقات المصرية - السعودية أكبر من مغامرات إعلام مأجور لإيران أو متحمس عن جهل لكرامة المصريين الحادة التي لا ضرورة لاستفزازها. «إحنا مش ناقصين»!

 

الدور المفيد الذي لعبه دونالد ترامب

أمير طاهري/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/16

سواء كنت تحب دونالد ترامب أم لا، فهناك أمر واحد عنه لا يمكن إنكاره، ألا وهو أنه نجح في إزعاج المسؤولين السياسيين الأميركيين كما لم يفعل أي شخص آخر في الذاكرة الحديثة. ويبدو الأمر كما لو أنه شيد حملته الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة على أساس شعار «كيف تخسر الانتخابات الأميركية».

أولاً، لقد ألقى الرجل بقبعته في الحلبة الانتخابية دونما سنوات من التحضير، وهو الأمر الذي لم يجرؤ أي مرشح رئاسي يستحق أدنى قدر من الجدارة قد فعله من قبل، حيث كان جميع منافسيه الجمهوريين الأوائل يعمل كل منهم على مشروعه الرئاسي قبل الانتخابات بسنوات، وبعضهم اختبر الأمور بنفسه في انتخابات رئاسية سابقة. لكن ترامب، رغم ذلك، انضم إلى السباق الرئاسي في اللحظة الأخيرة، كما لو كانت نزوة من النزوات التي يعصف بعقل صاحبها في لحظة ما. وفي المراحل الأولية من السباق لم يكن لديه حتى مجرد مدير جيد للحملة الانتخابية، ناهيكم بجيش من صناع الصور، والكلاب المدربة على الهجمات السريعة، والرواد الذين يعرفون كيفية استمالة الحلفاء المحتملين إلى صفوفهم.

وغني عن القول، لم يكلف ترامب نفسه عناء تأمين الأموال الأساسية التي يحتاج إليها كل مرشح انتخابي أميركي، واعتمد في بداية الأمر على قرض كان قد منحه بنفسه لحملته الانتخابية.

وهناك شيء آخر لم يعبأ ترامب بالتفكير فيه وهو السياسات، أو على الأقل، الخطوط العريضة للسياسات، التي يحتاج كل مرشح انتخابي إليها حتى يبدو بمظهر الجدية المطلوبة في السباق، مما يعني أنه ليس لديه مستشارون سياسيون على الأرجح. ولم يكلف نفسه عناء تعيين أي من حَمَلة الدكتوراه من خريجي جامعات هارفارد وييل المرموقتين، الذين يعرفون كل شاردة وواردة، ويقدمون الخيارات الناجعة في أمور السياسة الأميركية تحت شمس النهار.

السياسات؟ يمكن لترامب أن يصوغها بإصبع قدمه الصغير.

كما أن المرشح الأميركي للانتخابات الرئاسية يحتاج أيضًا إلى شيء يسمى الوقار.

ولضمان الوقار يحتاج المرشح الرئاسي إلى سترة فاخرة من اللون الرمادي والأزرق مع رابطة عنق من الحرير الطبيعي ومن الألوان المطابقة كذلك. وفي هذا الخصوص أيضًا، لا يمكن لترامب أن يعد من المرشحين النموذجيين. وعلى الرغم من أنه من أصحاب المليارات، كما يزعم تمامًا، أو من أصحاب الملايين كما تشير حساباته المصرفية، فعندما يتعلق الأمر بالملابس فإن أفضل ما يمكنه فعله هو اختيار ستراته من متاجر «بروك براذرز» العادية.

والأسوأ من ذلك، أن ترامب يتجاهل النماذج الكلاسيكية لسلوكيات المرشحين الرئاسيين من خلال استفزاز الجميع من خلال تصرفاته ومفرداته اللغوية التي تناسب البحارة، بدلاً من أن تلائم الرئيس المفترض أن يكون «والد الأمة الأميركية». كما أنه حريص على وخز الإبر في كثير من البالونات الإعلامية الأميركية الكبرى الذين يعتقدون بسبب أنهم على شاشات التلفزيون فإنهم أجدر بالتملق من الجميع، كما لو أنهم يعيشون بين الآلهة على جبل الأوليمب العتيق. وكانت مشاهدة ترامب وهو يقاطع مغنيات التلفاز ومختلف الشخصيات الأخرى من المشاهد الممتعة للمتابعة والتعليق.

وكان كل ذلك قبل أن يبدأ أصدقاؤه السابقون في بيع أشرطة الفيديو القديمة للرجل، التي يظهر فيها وهو يجعل من نفسه أضحوكة لوسائل الإعلام الموالية للمعسكر الديمقراطي.

وليس من المستغرب، وربما لأنهم فشلوا في قياس أداء ترامب، أن تكتب وسائل الإعلام الأميركية النعي السياسي للمقاول العقاري الكبير في عدد من المناسبات الأخيرة. وفي كل مرة كان الإجماع ينعقد على أنها المرة التي اغتال ترامب حملته الانتخابية بحق. ولكن في كل مرة أيضًا، كما هي الحال في مسلسل كرتون «القط والفأر» الأميركي الشهير، «توم وجيري»، يقفز الفأر مجددًا لاستكمال مشاكساته الموجعة للقط بمزيد من القوة.

وفي حين قد يكون التسلسل قبل الأخير في هذه القصة الغريبة، كاد ترامب يُجرد تمامًا من منصبه مرشحًا للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، بعدما أعلنت مؤسسة الحزب الجمهوري تخليها عنه.

وبعبارة أخرى، فإن ترامب يتوجه إلى يوم الاقتراع المقرر في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) مرشحًا مستقلاً، عن نفسه وبنفسه، وليس بأي حال من الأحوال مدينًا بالفضل إلى أي نظام حزبي يُذكر. أيضًا، هذا من المواقف غير المسبوقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية.

والمفاجأة في كل ذلك أن هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، لم تكن قادرة على مجرد تجاوز منافسها الجمهوري المعيب كمثل الملكة على بساط الملك. لم يمنح أي من استطلاعات الرأي السيدة كلينتون أي شيء يقترب من نسبة الـ50 في المائة من أصوات الناخبين، مما يشير إلى أنه حتى لو انتهى بها الأمر بالفوز في الانتخابات، كما يتوقع كثير من المراقبين والنقاد، فسوف تكون أكثر بقليل من أهون الشرين.

ومع أقل من شهر على يوم الاقتراع الكبير فإن الناخب الأميركي أمامه اختيار صارخ بين المرشحة الديمقراطية التي تمثل النخبة الحاكمة التقليدية في البلاد وقواعدها وممارساتها الراسخة، ودونالد ترامب، الذي يصور نفسه زعيم التمرد غير المحدد، ولكنه المغري للغاية.

وفي هكذا سياق فإن الطلب من قبل كثير من المرشحين الجمهوريين أن ترامب ينبغي عليه الاستقالة مرشحًا رئاسيًا عن الحزب الجمهوري، والسماح للحزب باختيار مرشح آخر، ليحمل لواء الحزب في الانتخابات، هو طلب مفعم بالسذاجة، وربما يكون طلبًا خطيرًا للغاية.

فالديمقراطية، كما لاحظناها في كثير من الأحيان، تحدد الإجراءات فقط، ولكنها لا تضمن النتائج. والانتخابات من الإجراءات المفيدة، لأنها توفر التقاط الصورة الذاتية لحالة الرأي العام لدى الناخبين. والطلب من ترامب أن ينسحب قبل الانتخابات هو محاولة لتجميل ومونتاج تلك الصورة الذاتية حتى قبل أن تُلتقط. وفي الأيام الخوالي للاتحاد السوفياتي القديم، كان هذا التكتيك الانتخابي قد استخدمه ستالين في خداع المعارضين بكثير من الصور والأفلام التاريخية.

يتفق الجميع تقريبًا على نقطتين على الأقل فيما يتعلق بهذه الانتخابات.

النقطة الأولى هي أن ترامب يعكس آمال ومخاوف قطاع عريض وكبير من المجتمع الأميركي اليوم.

ولقد تعمدت السيدة كلينتون السخرية والتهكم من تلك الشريحة ووصفتهم بأنهم «يُرثى لهم». والرئيس أوباما نفسه، وهو من أنصار حملة السيدة كلينتون، قد وصفهم بأنهم حشد «7 – 11» على اسم سلسلة من المتاجر المعروفة في الولايات المتحدة التي يرتادها المواطنون الأميركيون من غير الأثرياء.

وعلى أمل الدفع بترامب إلى خارج المضمار الرئاسي، ينشر الديمقراطيون أيضًا الشائعات بأن ترامب هو في واقع الأمر «عميل روسي»، وأن فلاديمير بوتين قد أحيا جهاز الاستخبارات السوفياتي القديم «كي جي بي»، بهدف تدمير المرشحة الرئاسية كلينتون بمساعدة من موقع «ويكيليكس»، وفيما بعد عن طريق القرصنة الإلكترونية على ماكينات الاقتراع في الولايات المتحدة، لكي تخرج نتائج الانتخابات في صالح دونالد ترامب.

والنقطة الثانية، هي أنه ما من أحد يعرف على وجه التحديد مدى قوة أو ضعف القاعدة الانتخابية المؤيدة لدونالد ترامب. ومع ذلك، من المهم للغاية معرفة ذلك. والسبيل الوحيد لمعرفة هذا هو السماح لترامب، الذي، كان على صواب أو على خطأ، قد ظهر كبطل أبطال تلك الشريحة العريضة من المواطنين الأميركيين، بأن يستمر في سباقه الانتخابي مرشحًا عن الحزب الجمهوري حتى النهاية.

وإذا ما فاز ترامب، فسوف نعرف أن الولايات المتحدة تضم بين جنباتها غالبية عظمى من المواطنين الغاضبين، وإن لم يكونوا في مزاج التمرد حتى الآن، ولمجموعة متعددة من الأسباب التي يجب الوقوف عليها وتحديدها ومعالجتها. أما إذا خسر ترامب، فسوف نعرف أن الولايات المتحدة فيها أقلية من المواطنين الأميركيين غير الراضين من أصحاب المطالب المختلفة، وفي بعض الأحيان المتضاربة، التي لم يعد بالإمكان تجاهلها من قبل المؤسسة الحاكمة التي سوف تكون السيدة كلينتون هي زعيمتها في هذه الانتخابات. ويلعب ترامب في الوقت الراهن دورًا مفيدًا عن طريق «العبث» بالإجماع الأميركي اللين والمنعقد منذ عقود الذي دفع بكثير من الانقسامات الأميركية العميقة إلى أسفل البساط منذ سنوات طويلة.

أتكرهون دونالد ترامب؟ حسنًا. انتظروه في يوم الانتخابات وسوف تعلمون ما تفعلون وقتها.

 

فلاديمير بوتين وصياغة المعادلة الدولية الجديدة من البوابة السورية

د. خطار أبودياب/العرب/15 تشرين الأول/16

من عامه العسكري الثاني في سوريا إلى التوتر مع حلف شمال الأطلسي والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، يعتمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استراتيجية القوة الهجومية في مسعاه لصياغة معادلة دولية جديدة تتبوأ فيها بلاده موقعا متميّزا عبر الاستفادة حتى آخر الخط من الانكفاء الأميركي في عهد باراك أوباما وضعف أوروبا. لكن المخاطر الكامنة وراء هذه العجلة واستسهال الكلام عن بدء الحرب العالمية الثالثة في التلفزيون الروسي الرسمي، يكشفان عن حدود لا يمكن لهذه الاستراتيجية أن تتجاوزها، وعن احتمال تفاقم الاضطراب الاستراتيجي والشكل الجديد من الحرب الباردة بعد تمركز الإدارة الأميركية الجديدة.

في الميدان السوري، الحقل الأساسي لتطبيقات “استراتيجية القوة الروسية”، لم تكن نجاحات موسكو لتتحقق من دون مراعاة ترتيبات عقدتها مع واشنطن بين سبتمبر 2013 (اتفاق إزالة الترسانة الكيميائية)، وسبتمبر 2015، موعد التدخل العسكري الروسي الكثيف.

من هنا بدأ الخلل لأنه مقابل عاصفة “السوخوي” وأفضل أنواع السلاح الروسي، أتت توافقات المايسترو جون كيري والعرّاب سيرجي لافروف لصالح وجهة النظر الروسية حول سيناريو الحل في سوريا، ولذلك كان مصير اتفاق التاسع من سبتمبر الماضي الفشل، لأنه كان منحازا وغطاء لتسهيل الحسم لصالح النظام.

تبعا لذلك ازدادت حملة التدمير خصوصا في شرق “حلب الشهيدة”، كما وصفها فرنسوا هولاند. ونظرا لانسحاب كيري “المؤقت”، سعت باريس من جديد إلى أخذ زمام المبادرة في الملف السوري، ليس من أجل تسجيل موقف أخلاقي فحسب، بل من أجل هدف سياسي يقضي بمنع سحق الحراك السوري واستكمال التدمير في الأسابيع الأخيرة لولاية أوباما وسط صمت دولي أو موافقة ضمنية، ولم يتردد وزير الخارجية الفرنسي وذهب إلى موسكو في محاولة لتمرير قرار من مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار ومنع استمرار التدمير المنهجي لشرق حلب، وتنازلت باريس عن البعض من نقاط المشروع مثل التلويح بالعقوبات، لكن روسيا التي تصر على لعب دور الخصم والحكم، قامت جريا على عادتها، منذ العام 2011، واستخدمت حق النقض الفيتو للمرة الخامسة في مجلس الأمن الدولي، ولكن هذه المرة لم تنحز إليها الصين في فرض الفيتو واكتفت بالامتناع عن التصويت، ولم تجمع موسكو وراء خيارها إلا أربع دول، ممّا يعني شبه عزلة وعدم تأييد غالبية العالم لموقفها المتمادي في سوريا.

في ظل التلكؤ الأميركي واستمرار التفتيش عن خيارات بديلة تبرز تساؤلات عن جدوى الخطوة الفرنسية. بالطبع لا يكمن هدف فرنسا في كسب مبارزات دبلوماسية داخل أعلى سلطة في النظام الدولي (حصل ذلك أيضا ضد واشنطن عشية حرب العراق وذلك في 14 فبراير 2003، أثناء جلسة الخطاب الشهير لوزير الخارجية الفرنسية الأسبق دومينيك دوفيلبان) وهي التي تستنتج أن فيتو الخمسة الكبار أصبح عقبة بوجه حفظ السلام، لكنها، على الأقل، تسعى من خلال هذا الضغط إلى إحراج موسكو وتحميلها مسؤولية الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا.

ومن هذه الزاوية تمكن قراءة السبب الفعلي لإلغاء زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الخاصة إلى باريس التي كانت مقررة في التاسع عشر من هذا الشهر. وينبري البعض للقول إن هذا الموقف الفرنسي “الأخلاقي” لا محل له من الإعراب في قاموس التوازنات الدولية، وإنه يندرج ضمن حملة علاقات عامة للتستّر على عجز فرنسا وأوروبا والغرب عن مواجهة الاستراتيجية الروسية، لكن رب قائل إن اختفاء القيم والأخلاق في الحسابات والاستراتيجيات يقودنا إلى شريعة الغاب، والأهم أن “الديك الفرنسي” نجح في التشويش على “الدب الروسي” وأزعج اندفاعته وأطلق العنان لحراك إعلامي وسياسي في الوقت المناسب.

بالتزامن مع لقاء لوزان الذي يجمع السبت 15 أكتوبر كلا من لافروف وكيري إلى جانب وزراء خارجية المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر وإيران، وعشية اجتماع ما يسمى “النواة الصلبة لأصدقاء سوريا” في لندن بين كيري ونظرائه من أوروبا، يبرز سباق بين الفرصة الدبلوماسية الأخيرة قبل نهاية ولاية أوباما، واحتدام القتال مع التلويح باحتمال عمل أميركي عسكري محدود أو بتقديم المزيد من الدعم للمعارضة العسكرية للنظام.

إزاء هذه التطورات، يبدو القيصر الجديد محاربا مختالا “واثق الخطوات” ويتصرف كأنه لا يأبه بالضغوط والتداعيات لأنه قبل أن يصبح رئيسا للاتحاد الروسي لأول مرة في العام 2000، حذر في العام 1999 من تراجع موقع روسيا العالمي للمرة الأولى في تاريخها، وفي يناير 2007 هاجم بوتين في مؤتمر برلين للأمن، النظام الدولي أحادي القطب والهيمنة الأميركية على شؤون العالم. وبدأت مسيرة استرجاع الموقع مع حرب جورجيا في 2008، وذلك بالتوازي مع تحديث القوات المسلحة وإعادة هيكلتها بشكل تام، وبينما كانت دول حلف الناتو تقلص من الإنفاق الدفاعي (باستثناء الولايات المتحدة) أصبح الجيش الروسي في الوقت الحالي مجهّزا بشكل أفضل ويملك قدرات قتالية هائلة، لم يملكها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. وتزامنت عودة بوتين إلى الرئاسة في 2012 مع بدء الولاية الثانية لأوباما، وانتهز سيد الكرملين فرصة السبات الغربي وتمكن من خلال البوابة السورية والأزمة الأوكرانية من فرض معادلة دولية جديدة يغلب عليها التعطيل والسلبية، وجرت ترجمتها عبر التوتر مع حلف شمال الأطلسي من الجوار القريب إلى البلطيق، سواء بالسعي إلى نشر القوة البحرية عبر مناورات مع الصين في آسيا، أو استعراضات في البحر الأبيض المتوسط، وتمدد استراتيجي من همدان إلى طرطوس، بالموازاة مع دبلوماسية الصداقة مع إسرائيل أو دبلوماسية خطوط الطاقة مع تركيا. من خلال استخدام الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية والتهويل بالقوة الاستراتيجية الصاروخية والنووية تحاول روسيا خلق الانطباع بإمكانية العودة إلى زمن الثنائية القطبية، وهي من خلال الحرب الإلكترونية وأساليب الترهيب من الإرهاب والفوضى العالمية، تراهن على وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عله يكون بوريس يلتسين الولايات المتحدة الأميركية. لا تدلل استراتيجية فلاديمير بوتين الهجومية حكما على تعاظم قدرات موسكو التي يعتمد اقتصادها في الغالب على إنتاج الطاقة وتجارة الأسلحة، بل إن سر قوة روسيا في هذه الحقبة يكمن في ضعف الآخرين.

أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك – باريس

 

حلب.. قنبلة اليأس الدولي

حامد الكيلاني/العرب/15 تشرين الأول/16

في كلمته التي ألقاها في مجلس العموم البريطاني، الثلاثاء الماضي، دعا وزير الخارجية بوريس جونسون إلى تنظيم تظاهرات احتجاجية لمناهضي الحروب وخاصة ائتلاف أوقفوا الحروب، بعد مطالبات بتجمعات مليونية أمام السفارات الروسية في كافة عواصم العالم.

أثار ذلك جدلا ونقدا داخل بريطانيا وخارجها، ليس لرفض الإدانات الواسعة للموقف الروسي الداعم للنظام الحاكم في سوريا عسكريا وأيضا دبلوماسيا بعد مهزلة الرفض المتكرر لأي قرار يمكن أن يؤدي إلى التمهيد لإعادة فرص الاستقرار إلى سوريا، وإنما لأسباب تتعلق بمكانة جونسون الرسمية ومكان تلك الدعوة التي يرى فيها الكثيرون تجاوزا للأعراف المتبعة. لكن ماذا عن الجانب الإنساني في شخصية أي مسؤول سياسيا أو دبلوماسيا؟ هل يمكـن الفصل بينهما؟ وماذا تعني الإشارة إلى التظاهر أمام السفارة الروسية في لندن؟

كل تلك الأسئلة وغيـرها تعيدنا إلى اليأس من مواجهة جرائم الحرب، إذا كان مرتكبوها أو من يساندهم يمتلك السلاح، ونعني به قمة امتلاك الرعب والدمار الشامل المتمثل بالسلاح النووي، يضاف إليه موقع مؤثر وحاسم في السياسة العالمية يعمل وفق آلية شرطي مرور دولي يسمح بتمرير القرارات أو إيقافها قطعا أو مؤقتا بعد فرض شروط التعديل والصياغة لتكون ملائمة لاشتراطات ومنهج ومكانة دولة تحظى بمقعد دائم في مجلس الأمن، كالاتحاد الروسي.

مع حالة الإحباط التي هزّت ضمير الشعوب بعد الفيتو الروسي على القرار الفرنسي، حدثت ردات فعل نفسية ألقت بظلالها على العلاقات الدولية مع روسيا، كما في تأجيل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى فرنسا بعد تصريح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند باحتمال عدم استقباله للضيف الروسي. موقف وزير الخارجية البريطاني يأتي ضمن هذا السياق غير المسبوق كتعبير عن الاشمئزاز للمشاركة الروسية الفاعلة بما يحدث من انتهاكات في حلب. أسباب رفض الاستقبال الصادرة عن قصر الإيليزيه هي رفض الرئيس الروسي إدراج الملف السوري ضمن الحوار بين الرئيسين، والاكتفاء بالطروحات العامة والالتزام بفقرات وغرض زيارة العاصمة الفرنسية المتعلق بافتتاح كاتدرائية أرثوذكسية روسية تم الانتهاء من تشييدها مؤخرا، وكذلك حضور معرض فني روسي أيضا. واضح جدا أن روسيا علقت تماما مأساة الشعب السوري بعد أن مالت وقائع الحسم العسكري لصالح النظام وإمكانية فرض شروطه في أي مفاوضات قادمة مع المعارضة ووفق رؤيته وتقييمه للفصائل المسلحة. ما أثاره جونسون بدعوته إلى التظاهر، يحمل في طياته تناقضا بنظر منتقديه، مرده أنه أحد أقطاب “نكسة البريكسيت”، أي التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والنكسة توصيف لارتدادات ذلك الخروج على عموم أوروبا، بعد ضجة المؤيدين ونشوتهم إثـر إعلان نتائج الاستفتاء ومشاعرهم الفائضة تجاه فكرة إحياء الدولة الوطنية بحدودها وتراثها القديم، وهي مقـاربات تطرف لم تستمر طويلا رغم محاولة النيل من ضبابية الإدارات السابقة بشأن التزامها بالقيم الديمقراطية.

الآن وبعد الاستفتاء البريطاني، يبدو أن بريطانيا قدمت خدمة إلى أوروبا رغم كل المخاوف من تردي الأمن الاقتصادي والسياسي والأهم مشاعر قلق الإرهاب الذي ضرب فرنسا وألمانيا وبلجيكا عمليا، والبعض من نتائج الانتخابات النهائية أو التمهيدية التي تؤكد تنامي اليمين المتطرف، لكن الاستفتاء البريطاني وفر القناعة لكل أوروبا بضرورة تنشيط الاتحاد وتبادل المنفعة وضبط حدود الاتحاد الأوروبي كدولة واحدة، لمعالجة مشاكل الهجرة وتداعيات العنف بتوحيد جهود الأجهزة الأمنية والاستخباراتية من أجل أوروبا، دون التوقف أمام الإملاءات الخاصة للسلطات المتعاقبة وأحزابها ونتائج انتخاباتها داخل دول الاتحاد؛ ولهذا أي طروحات لاستفتاء مماثل للاستفتاء البريطاني في أوروبا ستكون إعلانا للفوضى القادمة، وهناك من بدأ يلجأ لتعميم فكرة الاستفتاء حتى على قرارات عامة كما في الاستفتاء الهنغاري على حصص اللاجئين.

المواقف المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تتغير، وهي تغيرت فعلا في أجزاء كبيرة منها، وذلك له علاقة تتناسب مع تحقيق أوروبا لنجاحاتها في ردم الهوة السحيقة في التعاطي مع أزمة الثقة نحو مستقبل السلم العالمي واعتبار أوروبا ضمانة لقوة دولة كبرى موحدة تتجاوز مفاهيم الدكتاتورية لسلطة قوة انتخابية، إلى إجماع مستقبلي يرى في الاقتصاد ركيزة أساسية لبناء قاعدة من التعاون لتوفير قناعة أوروبية وعالمية أيضا بفوائد السلم والنمو والتكامل الاقتصادي، ويكون ذلك دافعا لبريطانيا في المستقبل للعودة إلى الاتحاد الأوروبي دون تردد أو خصوصية كما كانت قبل الاستفتاء.

أوروبا تتوحد في مجلس الأمن ويشكل ذلك واقعا عمليا لبريطانيا في استشعار اندماج مصالحها ورؤاها في الاقتصاد والسياسة والأمن مع أوروبا بما يمهد للاطمئنان من أجل توازن ممكن وقادم، بعد خيبة الأمل من استمرار تردي المواقف الدولية تجاه قضايا تتعلق بمصير الملايين من البشر، كما في النزاع السوري والأزمات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط أو أماكن أخرى من العالم.

التظاهر واللبس الحاصل، استجابة إنسانية لا يمكن إغفالها لوزير خارجية بريطانيا الذي يرى في الموقف الروسي المتشدد استهانة بالحياة وسط صمت كانت تكسّره جموع المتظاهرين كضغط شعبي عالمي للرأي العام، وما ينتج عنه من تأثير على القرارات الدولية أو حث لأجهزة الإعلام المتنوعة للاهتمام بمتابعة تلك التظاهرات التي تعبّر عن إرادة الشعوب في تقرير دورها أو مساهمتها في الهموم الإنسانية المشتركة، رغم عدم الأخذ بها في أحيان كثيرة، لكنها مع ذلك أدت في تأكيد، على الأقل، براءتها من حماقة السلطات الداعمة لشن الحروب للهيمنة أو لفرض واقع اختيارات الدول الكبرى. انحسار التظاهرات سببه التواصل عبر المواقع الإلكترونية الذي بات بديلا لصوت الشارع، لكن بعيدا عن الاستثناءات ساهم في تحجيم التظاهرات ودورها المباشر في إعلان رفضها كما في مثال حلب ومجازرها اليومية. ثرثرة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بمساندة روسيا وإيران، وبتجاوز صريح لكل الأعراف والمبادئ والقوانين الإنسانية، جعلت من حلب بمثابة قنبلة لليأس الدولي أفرغت محتواها على هذا العالم، لكنها كانت سببا لأن ينطق عالمنا بعد خرس طويل.. كيفما كانت الحروف أو اللغة أو الصوت، لكن للحقيقة نبتة تختار زمانها ومكانها حتى ولو في مقبرة.

 

وجه الشبه بين صدام والخميني

محمد آل الشيخ/الجزيرة" السعودية/14 تشرين الأول/16

هناك وجه شبه بين الخميني وصدام مؤداه أن هذا وذاك قد اتخذا من قضية فلسطين (ذريعة) لتحقيق أطماعهم التوسعية. صدام حينما غزا الكويت قال إن الطريق إلى القدس يمر أولا بالكويت، وصفق له أول من صفق القادة الفلسطينيون، وامتلأت شوارع غزة بالمتظاهرين تُردد: (بالكيماوي يا صدام)؛ ومنه تعلم الخميني والخامنئي من بعده وخادمهم المطيع حسن نصر الله، أن أفضل السبل لاستقطاب الشارع العربي، أن تتبنى قولا لا فعلا تحرير فلسطين. والتذرع بتحرير فلسطين لاستقطاب السذج والمغفلين العرب لمشاريعك السياسية كانت ديدناً لكل العسكر العرب الانقلابيين، حينما يقفزون من على دبابة لاغتصاب السلطة عنوة وبقوة السلاح، ابتداء من عبدالناصر، مرورا بحافظ الأسد، وانتهاء بالقذافي، الذي كان يعتبر نفسه تلميذا نجيبا لعبدالناصر، وقد كان انقلاب عبدالناصر، ومن ثم انتهاجه للاشتراكية، أحد أهم الأسباب التي أفقرت مصر، وأطاحت بالجنيه المصري، حتى وصل الآن إلى درجة أن أصبح سعر صرف الدولار الواحد يُساوي أربعة عشر جنيها. ومن يستمع إلى خطب عميل الفرس في لبنان «حسن نصر الله»، سيجد أنه استفاد كثيرا من تجارب الانقلابيين العرب؛ خاصة المزايدة على القضية الفلسطينية، واستغلالها لخدمة أسياده ملالي الفرس ومشروعهم الكسروي، الذي جعل من التشيّع ونصرة الشيعة، وسيلة لاستقطاب السذج المغفلين من الشيعة العرب، كما اتخذ من قضية فلسطين وسيلة لاستقطاب السذج المغفلين من السنة العرب؛ كما تعلم منه - بالمناسبة - الحوثيون في جبال صعدا في اليمن، فهم أيضا يرفعون شعار (الموت لإسرائيل) من ضمن شعاراتهم التي يرفعونها.

سقوط الانقلابيين العسكر في كثير من الدول العربية، كان من المفترض أن يكون سقوطا للديماغوجيا والديماغوجيين، وأن يرثهم من يُحكّمون العقلانية والموضوعية، والاهتمام بالتنمية الشاملة، من خلال الحكم المدني الليبرالي، غير أن انتصار ثورة الخميني في إيران، وهي انتصار للتأسلم السياسي الشيعي، والدولة الكهنوتية، أغرى المتأسلمين المسيسين السنة على أن يرثوا العسكر وخطابهم العروبي المزعوم، وبدلا من أن تتجه الشعوب العربية إلى الحكومات المدنية، أصبح الخطاب السياسي الطاغي، يتزعمه دعاة التأسلم المسيس من أهل السنة، الذين يدعون للنموذج الإيراني، ولكن بصبغة سنية؛ أي إلى (دولة كهنوتية). وكما استغل ملالي الفرس القضية الفلسطينية، والمزايدة عليها، استغل المتأسلمون المسيسون السنة قضية فلسطين، فأصبح كل مناوئيهم والمختلفين معهم سياسيا، يصفهم ديماغوجييهم الغوغائيين بالتصهين، والتفريط بالقضية، والتعامل مع الصهاينة.

وكما يقول المثل (الشتاء ضيعت اللبن)، فقد ضيع ما يسمونه (الربيع العربي) بريق الإيرانيين، ومعهم إلى حد كبير حركات التأسلم السياسي السنية، الأمر الذي جعلهم يتبنون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وهم يرون اضمحلال شعبية حركاتهم، كثيرا من المفاهيم السياسية الحداثية، التي كانوا يرفضونها كالديمقراطية، والأهم (العلمانية) التي تبناها علنا المتأسلمون الأتراك والتونسيون. ومهما يكن الأمر، فإن إيران في الآونة الأخيرة أصبحت عدوا في قواميس كثير من العرب، خاصة عندما ناصرت نظام الأسد الذي هو أسوأ نظام استبدادي دموي عرفه العرب على مر تاريخهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

سليمان من عين التينة:المعرقل للاستحقاق الرئاسي هو من لا ينزل الى المجلس النيابي

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل ظهر اليوم في عين التينة، الرئيس ميشال سليمان وعرض معه للاوضاع الراهنة. وقال الرئيس سليمان بعد اللقاء: "تتزاحم الاستحقاقات في لبنان، في 18 الحالي تبدأ الدورة العادية للمجلس النيابي، وفي 31 الحالي هناك جلسة لانتخاب الرئيس. وفي الشهر المقبل يدخل لبنان في مدار الانتخابات التشريعية، ومجلس الوزراء عاد و"قلع" ببطء. كل ذلك يتطلب تنسيقا بين المسؤولين للحفاظ على لبنان في ظل وضع اقتصادي صعب وفي ظل توتر يحيطنا، بينما نحن نقصر بواجباتنا ولا نأخذ العبرة بشكل كاف مما حصل في "13 تشرين". ما حصل ان السلطات الدستورية عادت وترممت بالدم، ووفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا مدنيين وعسكريين بصورة خاصة يجب ان لا نجر البلاد الى تهلكة اخرى وتوتر آخر". اضاف: "من ينظر الى الوراء اربع سنوات، يلاحظ ان لبنان عاش في استقرار عظيم نسبيا، والاجهزة الامنية، وخصوصا الجيش اللبناني، التي تمثل وحدة اللبنانيين تقوم بدور مهم جدا في الاستقرار ويجب الا نفرط به، ولكي لا نفرط بالاستقرار علينا ان نرمم السلطات الدستورية". وتابع: "في مطلق الاحوال، يجب النزول في 31 الحالي الى المجلس النيابي وننتخب رئيسا دون اي شرط، وكل كلام عن سلة او تفاهمات لا ينفع اذا نزلنا الى المجلس في 31 الحالي وانتخبنا رئيسا للجمهورية، يوجد مرشحون معلنون وقد يكون هناك مرشحون غير معلنين، وليس بالضرورة ان نشترط من سيكون رئيسا لكي ننزل الى المجلس النيابي، ففي هذه الحالة يصبح الامر تعيينا، وعندها نكون رمينا الديمقراطية وراء ظهورنا. تنزف الدماء حولنا من اجل الديموقراطية، وان كان هناك ديموقراطية مزيفة في بعض المناطق، نحن هنا لدينا نعمة فهل نتخلى عنها ببساطة؟ من يتحمل مسؤولية تاريخية اذا لا سمح الله تعكر الاستقرار واضطرب الامن في لبنان؟ يجب ان نعود الى تسيير امور الدولة، والمجلس النيابي عنده مهمات تشريعية ضرورية. انا لا اتكلم عن قانون الانتخابات لانني افضل ان لا يتم اقراره الا بوجود رئيس للجمهورية، لكن هناك تشريعا ضروريا يجب ان يحصل خصوصا في ما يتعلق بالاقتصاد اللبناني، وهذا الموضوع يرتبط بشأن دولي لا نستطيع ان نخالفه و"نخرب بيتنا بايدنا"، ولا يجوز ايضا ان نقاصص مجلس الوزراء، هناك من يقاصصه ولا يحضر اجتماعاته. إما ان نكون دولة لنا سلطات دستورية او لا نكون. كذلك فأنني افضل العودة الى الحوار، والمتحاورون اصلا هم يمثلون الكتل النيابية، فالمطلوب العودة للحوار لتسيير امور الناس. هذا ما بحثناه مع دولة الرئيس، واتفقنا على ضرورة السير بهذه الاستحقاقات، ومواقفه معلنة ومعروفة".

سئل: حسب المتابعة والنقاش مع الرئيس بري من هو المعطل اليوم للاستحقاق الرئاسي؟ اجاب: "الرئيس بري لم يتكلم عمن هو المعرقل، ولكن انا اقول لكم بالمطلق ان المعرقل هو الذي لا ينزل الى المجلس النيابي ولا يقوم بواجباته الدستورية، النائب الذي يتغيب، او رئيس الكتلة او رئيس الحزب الذي يطلب منه ان يتغيب، او الذي يشترط للنزول، هناك مرشح اعلن مؤخرا انه سينزل وهذا امر جيد، كأن الامور بدأت تتحلحل".

 

يزبك: عدنا إلى تبريرات الجمود في واقعنا السياسي المؤلم

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /طنية - بعلبك - اعتبر الوكيل الشرعي العام للسيد علي خامنئي في لبنان العلامة الشيخ محمد يزبك في خطبة الجمعة التي ألقاها في مقام السيدة خولة في بعلبك "أننا عدنا إلى تبريرات الجمود، وغموض يلفه غموض، حول ما يجري في واقعنا السياسي المؤلم، لا تقبل نصائح ولا يستجاب لدعوة حوار وتفاهم، والعودة إلى المؤسسات بعيدا عن القال والقيل، وكأن القوم لا يشعرون بالخطر، وما ينتظر لبنان من واقع اقتصادي اجتماعي مخيف، وهل يكون العلاج بالتهرب عن تحمل المسؤولية"؟. وقال: "عاد مطمر الناعمة إلى الواجهة، وملف النفايات يختفي ويعود إلى الظهور، وتطالع المواطن في أكثر من مكان، مياه آسنة اختلط فيها الماء العذب بمياه الصرف الصحي، وهل من يسمع؟ إلى مشلكة المشاكل الكهرباء والبطالة والأضرار، ولم يبق أمام المواطن من سبيل". واعتبر أن "الأميركي كشف عن أنيابه بقصفه المباشر لمواقع يمنية، والتهمة والذريعة حاضرة، وعنزة ولو طارت، والجيش واللجان مسؤولون عن وقوع صاروخين قرب المدمرة الاميركية، ولم تحرك له مجزرة صنعاء في مراسم العزاء جفنا كما العالم، لقد أعماهم عنها دخان النفط السعودي، وأخرسهم عن النطق الخوف على المصالح في الخليج، إنها المجزرة بحق الانسانية جمعاء، لا بحق اليمنيين ومن استشهد وجرح فقط، لكنها المجزرة التي تحمل معها بصمات نهاية آل سعود. والعجب كل العجب ممن أزعجه قول الحق بانتقاد وحشية آل سعود، والمجزرة التي ارتكبت ولا توصف في صنعاء، وهي امتداد لعدوان آل سعود والتحالف الموعود وأمريكا التي تقود". وأضاف: "المؤامرة كل المؤامرة على الامة والمنطقة والقضية الاولى فلسطين، فداعش من الرقة إلى الموصل، واليوم من الموصل إلى الرقة ودير الزور والجزيرة، على أمل العودة بحسب ما تقتضيه المصالح الاميركية والاسرائيلية، فالادعاء بضرب الارهاب ذريا للرماد في العيون. ولا خجل أن فشل النصرة في حلب يوجب على الاميركيين احتضان داعش، وقد سقطت فلسطين من حسابات المتسابقين إلى الرئاسة الاميركية، فالمنطقة على كف عفاريت تتجاذبها تهديدات واستعدادت، والسباق على الموت والدمار لم يشف الشيطان غيظ عداوته".

 

فضل الله: للاستمرار في أجواء التبريد ولا ينبغي أن يكون إغلاق المجلس النيابي وسيلة ضغط لأحد

الجمعة 14 تشرين الأول 2016 /وطنية - ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الله عندما قال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون* واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها..}".

اضاف: "قد نختلف في الحياة بآرائنا وتوجهاتنا وأساليبنا، وقد يخطئ بعضنا بحق البعض الآخر، ومن منا لا يخطئ! وقد يسيء بعضنا إلى البعض الآخر، ومن منا لا يسيء، ولو دون قصد! ولكن رغم كل ذلك، علينا أن لا نتفرق أو نتباعد أو نتحاقد، أو نسعى إلى إسقاط بعضنا البعض، بل أن نتراحم، وأن يكون المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، ويقوي بعضه بعضا، وينصح بعضه بعضا، ويعذر بعضه بعضا، ويرى أن ما يجمعه مع الآخر، كبير كبير، وهو يتصل بالله، وأية علاقة أسمى من هذه العلاقة!"، مؤكدا انه "بهذا المجتمع المتحاب المتواد، الذي يتمثل بكلام رسول الله: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"، واجهنا تحديات الماضي، وبه نواجه تحديات الحاضر والمستقبل".

وتابع: "والبداية من لبنان، الذي لا يزال يعيش أجواء المراوحة في كل الملفات المطروحة، بفعل استمرار التجاذب السياسي بين أطرافه الداخلية، والتصعيد الجاري في المنطقة حوله، فقطار الحل لم تبدأ عجلاته بالتحرك، وبارقة الأمل التي تعلق بها اللبنانيون، للخروج من المأزق الذي يعيشونه في الملف الرئاسي، لا تزال تنتظر الإنعاش، الذي لا يبدو أنه سيأتي سريعا. والمسؤولية الأساس تبقى على عاتق القوى السياسية اللبنانية، التي من مسؤوليتها أن تنتج حلا، رأفة بالبلد وإنسانه".

وقال: "في ظل هذا الواقع، نرى أهمية الاستمرار في أجواء التبريد التي تشهدها الساحة السياسية الداخلية، والتي أدت إلى انكفاء الحديث الحاد عن التحرك في الشارع، مع ما يستتبع ذلك من مخاطر وردود فعل، ووفرت الفرصة لاستمرار جلسات مجلس الوزراء، وصدور قرارات كان من الصعب صدورها لو بقيت هذه الأجواء. ونأمل أن يواكب ذلك بالمبادرة إلى تفعيل عمل المجلس النيابي، بعدما بدأت دورته التشريعية، ما يؤدي إلى الإفراج عن القوانين النائمة في أدراجه؛ تلك القوانين التي تهم مصالح اللبنانيين، ولا سيما قانون الانتخاب، فلا ينبغي أن يكون إغلاق المجلس النيابي وسيلة ضغط لأحد".

واكد "ان اللبنانيين أحوج ما يكونون إلى استمرار أجواء التبريد، لتجاوز المرحلة الصعبة على المستوى الاقتصادي، حيث يزداد المأزق والفقر والحاجة والخوف الأمني المتزايد، والذي عبرت عنه تقارير التحقيقات الحالية مع الشبكات التي جرى توقيفها، والتي أنبأت عن خطط لتفجيرات تطال أماكن عامة، وإمكانية انعكاس الصراع الدامي الذي تعيشه المنطقة على الداخل اللبناني، ولا سيما في ما تنتجه من توتر طائفي ومذهبي، أو في تأثيرها في القوى السياسية المحسوبة على محاور الصراع الدولي والإقليمي".

وتابع: "وإلى سوريا، التي يستمر فيها نزيف الدم والدمار، ولا نرى أي أفق لتسوية تنهي معاناة إنسان هذا البلد، في ظل اشتداد الصراع الدولي والإقليمي، والحديث المتزايد عن السعي لتسليح المعارضة بأسلحة أكثر تطورا، وعن تدخلات عسكرية، رغم كل هذا الدمار الذي يظهر جفاف المشاعر الإنسانية والدينية، وانسداد الأفق أمام حسم الأمور لحساب السوريين، في ظل هذا الصراع الدامي. إننا نأمل، وإن لم يكن هذا الأمر سهلا، أن تؤدي الاجتماعات المرجوة المقبلة في جنيف ولوزان، إلى تحريك هذا الملف، وتبريد الصراع الذي نخشى نتائجه وارتداداته".

واضاف: "أما اليمن، فقد كنا ننتظر أن تؤدي المجزرة التي حصلت فيه، والتي هزت مشاعر الأمين العام للأمم المتحدة، إلى العمل من أجل إخراج هذا البلد من معاناته، منعا لحدوث مجازر جديدة، ولكن يبدو أن قرار التصعيد مستمر، وقد ازداد بفعل الغارات الأميركية، بعد الحديث غير الموثق عن تعرض إحدى بارجاتها لإطلاق نار، ما يزيد الأمور تعقيدا، ويترك هذا البلد يواجه مصيره لوحده، مع ما يستتبع ذلك من ازدياد معاناته. ونحن هنا، سنبقى نراهن على قدرة هذا الشعب على الخروج من آلامه ومعاناته، واستعادة حريته بيده".

واشار "إلى العراق، الذي يستعد بكل طوائفه ومذاهبه وعشائره لتحرير الموصل وإخراجها من دائرة الإرهاب. ولكن في المقابل، وعلى المستوى الإقليمي، هناك من يسعى إلى مذهبة هذا الصراع، وإلى حرفه عن مساره، أو جعله قوميا، بحيث صرنا نسمع حديثا عن ضرورة عدم مشاركة هذا المذهب أو هذه القومية في المواجهة، ما يسيء إلى صورة العراق الموحد على منطق مواجهة الإرهاب، والحريص على تنوع طوائفه ومذاهبه وقومياته، وعدم طغيان طائفة على أخرى، أو مذهب على آخر، أو قومية على أخرى".

وقال: "وأخيرا، نعود إلى فلسطين المنسية، التي يصر شعبها على الصمود، وعلى إظهار علامات القوة في مواجهة العدو الصهيوني، الذي يمعن قتلا واعتقالا واستيطانا. وقد كانت العملية الأخيرة في القدس، التي أصابت من العدو وجنوده مقتلا، تعبيرا عن إرادة هذا الشعب، الذي لن يستكين لإرهاب العدو، ولن يسكت على احتلال القدس وفلسطين وتدنيس المقدسات، ما دام فيه رمق من الحياة، وهو لن يأبه لكل اللاهثين وراء التطبيع مع هذا العدو".

وحيا "الشعب الفلسطيني الذي يثبت في كل مرحلة أنه قادر على ابتداع أساليب جديدة في مواجهة العدو والتصدي له، لإبقاء قضيته حية، من خلال الحركة المستمرة في الشارع، والمواجهات البطولية، وصولا إلى كل المواقف التي يطلقها هؤلاء الأحرار القابعون خلف القضبان، الذين تنبض قلوبهم بالحرية. وفي هذا المجال، لا بد من أن ننوه بالقرار الجريء الصادر عن منظمة الأونيسكو، التابعة للأمم المتحدة، في نفيها لمزاعم الصهاينة بوجود ارتباط بينهم وبين المسجد الأقصى، حيث يزعمون أنه بني على أنقاض هيكل سليمان، معتبرة أنه مكان مقدس للمسلمين، ولا حق للصهاينة فيه.. ونأمل أن يبنى على هذا الموقف ما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وبلاده ومقدساته".